سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام أحمد بن حنبل

هویة الکتاب

العَتَبَةُ العَبَاسِيَةُ المُقَدَّسَةِ

قسم الشؤون الفكرية والثقافية / شعبة المكتبة

كربلاء المقدسة صب ( 233 ) / هاتف: 322600، داخلي: 251

www.alkafeel.net

library@alkafeel.net

abbas_library@yahoo.com

BP / الهمداني جورقاني، شير محمّد بن صفر علي، 1302 - 1390 ق.

118 / سند الخصام في ما انتخب من مسند الامام / تأليف شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني ؛ تحقيق وحدة

23 الف / التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، أحمد على مجيد اخلي - كربلاء: مكتبة ودارمخطوطات

5019م / العتبة العباسية المقدسة، 1430 ق. = 2009م.

7ج.

المندرجات - ج 7. المستدرك على حديث السقيفة.

المصادر.

1. ابن حنبل، احمد بن محمّد، 164 - 241 ق. مسند الإمام أحمد بن حنبل - مختصر 20. أحاديث أهل السنة - القرن 3 ق. 3. الأربعة عشر معصوم - فضائل - أحاديث أهل السنة. 4. الصحابة - فضائل - أحاديث أهل السنة - القرن 3 ق. 5. أحاديث أحكام. 6. فاطمة الزهراء (عَلَيهَا السَّلَامُ)، 13؟ قبل الهجرة - 11 ق. - تعقيب وإيذاء - أحاديث. 7. الهمداني جورقاني، شير محمّد بن صفر علي 13020 - 1390 ق. سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام - تتمة. 8. سقيفة بني ساعدة أحاديث. ألف. ابن حنبل، أحمد بن محمّد 1640 - 241 ق. مسند الإمام احمد بن حنبل، اختصار. ب. الهمداني جورقاني، شير محمّد بن صفر علي 13020- 1390 ق. المستدرك على حديث السقيفة. ج. وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة. د. الحلي، أحمد علي 1391 - ق. محقق. ه. عنوان و عنوان: مسند الإمام أحمد بن حنبل. اختصار. ر. سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام. تتمة. ح. عنوان: المستدرك على حديث السقيفة

تصنيف مكتبة العتبة العباسية المقدسة وفق النظام العالمي ( L.C.C )

الكتاب: سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام الجزء الأول.

المؤلّف : شير محمّد الهمداني الجورقاني (قدّس سِرُّه).

التحقيق وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

:المحقق: أحمد علي مجيد الحلي.

الناشر : مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

الإخراج الطباعي والتصميم نوار الحسيني رائد الأسدي.

:المطبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات / كربلاء المقدسة - العراق / بيروت-لبنان.

الطبعة: الأولى.

عدد النسخ: 1000.

التاريخ ربيع الأوّل 1430 ه - آذار 2009م.

ص: 1

المجلد 1

اشارة

منشورات

مَکْتَبَة و دَار مَخْطُوطَات

العَتَبَةُ العَبَاسِيَةُ المُقَدَّسَةِ

سَنَدُ الْخِصَامِ

في مَا انْتُخِب مِنْ مُسَنَدِ الإِمَامِ اَحْمَدِ بْنِ حَنْبَل

تَألِيفْ: الحُجَّة الشِّيْخ شِير محمّد بْنِ صفَر عَلِى الهَمَدَانِي

بِنَصْفَ

1302 - 1390ه

الجزء الأوّل

تحقيق

اَحْمَد عَلى مَجِيد الحِلى

ضودق عليه من قبل

وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة

ص: 2

بِسْمِ اللّه الْرَّحْمَنِ الْرَّحِیْمِ

ص: 3

ص: 4

• قال محمّدُ بن يحيى الدُّهْلي: (جعلتُ أحمد إماماً فيما بيني وبين اللّه).

• وقال إسحاق بن راهويه: (أحمد حجّةٌ بين اللّه وبين عَبيده في أرضه).

وقال عليُّ ابنُ المديني : (إني اتخذت أحمد حجّةً فيما بيني وبينَ اللّه (رَحمهُ اللّه)) (1)

ص: 5


1- مقدمة مسند أحمد بن حنبل: 50-51، تقديم ونشر: مؤسسة الرسالة بيروت.

ص: 6

الإهداء

إلی من سجدت الأفلام على العتاب مناقبه حياءً

إلى من ناهت بأمواج بحوره الألباب

إلى من أكار بمحبته براكين القلوب

إلى من تمثل فأحباب وسال فلم يُعجَب

إلى من له من العلم الف باب وباب

إلى مولانا و مقتدا نا أبي الحسن علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)

تقدم له هذا الجهد من مكتبة جريح والده أبي الفضل العباس (عَلَيهِ السَّلَامُ) ليكون لنا فخيرة ليس المعاد.

مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسيّة المقدمة

ص: 7

ص: 8

مقدمة المكتبة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ خلقِهِ أجمعينَ، محمّدِ الأمينِ وآلهِ الطيبينَ الطاهرينَ الأنجبينَ، وبعدُ...

فإنّ الكتابَ الذي بينَ يدي القارىءِ الكريم الموسومَ ب(سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمامِ) يعدُّ مثالاً للبحثِ العلميِّ يُحتذى به، في دقتِهِ، ورصانتِهِ، وشموليتِهِ مِن حيثُ الرسمُ الأمثلُ لخارطةِ الكتابِ، وتأليفهِ، ومختاراتِهِ من جهةٍ، وتسلسلِ وحسنِ اختيارِ الأحاديثِ من جهةٍ أخرى.

ما يُنبيءُ عن جهدٍ للمؤلفِ، وبحثٍ مستفيضٍ، ونظرٍ وتأملٍ طويلٍ، وسبرٍ لأغوارِ الموضوعِ، وأخيراً الخروجِ الناجحِ بالفكرةِ المبتغى إيصالها وطرحها، بقوة الحجّة والدليل في ساحة لطالما تناحرَتْ فيها الأفكارُ، حتّى غُيّبتِ الحقائق في غياهب العصبياتِ والأهواءِ، فكان الرأيُ لجهَّالِ القومِ... والكلمةُ للتُجارِ بالقولِ...

فهبَّ علماءُ المذهب الحقِ - ومنهمُ المؤلّف (رَحمهُ اللّه)- كما هو دأبُهم، يلملمونَ مِن الأحاديثَ ما تناثرَ عِقدُهُ، ويداوونَ الجرحَ الذي طالَ نَزَّهُ، هَبَّة المدركِ للحقائِق، المستشفِ النوايا، المستنيرِ بمصابيحِ الهدى في الرجوعِ إلى منبعِ الهدايةِ الأوّل الرسول الأكرم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، الذي جعل الباري (رَحمهُ اللّه) حديثَهُ وقولَهُ وفعلَهُ حجةً ملزمةً في عنقِ كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ.

ص: 9

ولما كانتِ الأحاديثُ قد تعرضَت لما تعرضَتْ له، راحَ المؤلّف (رَحمهُ اللّه) يجدُّ في البحثِ عما كانَ من أحاديثِ النبيِ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في أميرِ المؤمنينَ أبي الحسنِ والحسين علي بن أبي طالبٍ (عَلَيهِم السَّلَامُ) مِن أسانيدِ كتبِ الجمهورِ المعتبرةِ، فينقلُ الحجّة للمخالفِ أو الشاكِ أو الجاهلِ مِن المصادرِ التي يحترمُها ويرى فيها أسانيدَ معتبرةً، وهو أسلوبٌ علميٌّ راقٍ يكشفُ عن ذوقٍ أصيلٍ لمن تربَّى في مدرسةِ أهلِ البيتِ (عَلَيهِم السَّلَامُ).

وإنَّنا في مكتبةِ ودارِ مخطوطاتِ العتبةِ العباسيةِ المطهّرةِ لنعتزُّ ونفخرُ بالإشرافِ على تحقيقِ وإخراجِ هذا السفرِ الرائع إلى النورِ؛ ليتنسّم طلابُ الحقِّ أريجَ الحقيقةِ، وليكونَ هذا العلمُ النافعُ وصلةَ برٍ لمؤلفِهِ الحجّة المرحومِ الشيخِ (شير محمّدِ بن

صفر عليّ الهمداني الجورقاني (قدّس سِرُّه)).

ومما يزيدُ هذا الجهدَ شرفاً أَنَّهُ جاءَ فيما يخصُّ الرسولَ محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من معاجزَ، وفضائلَ، ومناقبَ، وغيرِها من صفاتِ الكمالِ التي اختصَّ بها الرسولُ دونَ غيرِهِ مِن الخلقِ، وكذلك نجدُ في فصولِ هذا السفرِ ما يخصُّ أميرَ المؤمنين، وقائدَ الغرّ المحجلينَ، ووصي رسولِ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، والأئمّة من ولده (عَلَيهِم السَّلَامُ).

فالسلامُ عليكَ يا شفيعَ الشفعاءِ، ورضيَ اللّه عمّنْ رضيتَ عنه، فنالَ توفيقَ خدمتِكَ مِن مؤلِفٍ،ومحققٍ، ومشرفينَ، ومساهمينَ، وعلى كلِّ مملقٍ إِلا مَن حُبّكَ، والصلاةُ والسلامُ على أهل بيتكَ الطيبينَ الطاهرينَ.

إدارة

مَکْتَبَة و دَار مَخْطُوطَات

العَتَبَةُ العَبَاسِيَةُ المُقَدَّسَةِ

ص: 10

مقدمة التحقيق

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه الذي أنزل على عبده الکتاب وجعله سند الخصام، قيّماً ليُنذرَ به بأساً شديداً مِن لدنه ويُبشر المؤمنين من الأنام، وصلّى اللّه على نبيِّه محمّد بدر التمام، وعلى آله البررة الكرام المطهّرين من الزلل والآثام، صلاة دائمة بدوام الليالي والأيام.

وبعد:

إنّ من سبل الاحتجاج بين فريقين إيراد الدلائل المتفق عليها؛ لتكونَ الحجّة أتم على الخصم، وإلزامه بما يلتزم هو،به حتّى يعترف ببرهان الحق، وهو من باب قولهم: (مِن فمك ندينك).

والكتاب هذا قبل أن يكون احتجاجاً مع جماعة أو فرد فهو للمسلمين جميعاً موحداً، فلو دققت النظر تجد مؤلّفه (رَحمهُ اللّه) قد أظهر فيه ما يشترك فيه المسلمون في المجال العقائدي والتاريخي والأخلاقي... إلخ، فحريٌ بنا أن نتطَّلع لما انتخبه (رَحمهُ اللّه) من أحد كتب أئمة القوم؛ ليكون السير على طريق واحد، فنتسامح ونتعاضد و نتناسى آلامنا التي تركتها آثار السياسة الظالمة التي فرقت المسلمين.

فديننا،واحد ونبينا واحد، وقبلتنا واحدة، و و... ومنشأ توحيدنا كلمة واحدة هي: لا إله إلا اللّه، فالإسلام هو دين الوحدة التي يبحث عنها الدعاة.

ص: 11

والكتاب الذي بين يديك حمل جذوة من تلك الرسالة الخالدة لتصل إلى كل المسلمين، فتنير أفق سمائهم. ومِن هذا المنطلق وغيره أرى أن مثل طباعة هذه الكتب التي تحمل هذا المضمون لابد من إظهارها إلى عالم النور، فنحن أحوج ما نكون إليها في ظروفٍ صعبة نعيشها يوماً بعد يوم.

إن مؤلّف الكتاب (رَحمهُ اللّه) شخصية فذة ساهمت في حفظ التراث الإسلامي، بلا فرق بين طائفة وأخرى مراعياً الأمانة العلمية بكل مراتبها، وإليك تعريفاً بصاحب المُسند الإمام أحمد بن حنبل وبالمؤلّف والمؤلّف.

ص: 12

ترجمة مؤلف المسند الإمام أحمد ابن حنبل ( 164- 241ه)

الإمام أحمد ابن حنبل ( 164- 241ه)

لمّا كان كتابنا هذا منتخباً من مُسند الإمام أحمد بن حنبل، رأيت أن أعرف القارئ الكريم بترجمة صاحب المُسند، وسلكت فيها سبيل الإيجاز مقتصراً فيها على قول علمين من أعلام الرجال، وهما:

1 - خير الدين الزركلي ت 1410ه، قال في ترجمته:

أحمد بن محمّد بن حنبل، أبو عبد اللّه الشيباني الوائلي: إمام المذهب الحنبلي، وأحد الأئمّة الأربعة، أصله من،مرو، وكان أبوه والي سرخس، وولد ببغداد، فنشأ منكباً على طلب العلم، وسافر في سبيله أسفاراً كثيرة إلى الكوفة والبصرة ومكّة والمدينة واليمن والشام والثغور والمغرب والجزائر والعراقين وفارس و خراسان والجبال والأطراف، وصَنَّف المُسند - ط ستّة مجلدات، يحتوي على ثلاثين ألف حديث، وله كتب في التاريخ، والناسخ والمنسوخ، والرد على الزنادقة فيها ادعت به من متشابه القرآن - ط -، والتفسير، وفضائل الصحابة، والمناسك، والزهد -خ في خزانة الرباط 292 ك، والأشربة -خ، والمسائل -خ، والعلل، والرجال - خ في أيا صوفيا الرقم 338. وكان أسمر اللون حسن الوجه، طويل القامة، يلبس الأبيض، ويخضب رأسه ولحيته بالحناء. وفي أيامه دعا المأمون إلى القول بخلق القرآن، ومات قبل أن يناظر ابن حنبل، وتولّى المعتصم، فسجن ابن حنبل ثمانية وعشرين شهراً؛ لامتناعه عن القول بخلق

ص: 13

القرآن، وأطلق سنة 220 ه، ولم يصبه شر في زمن الواثق باللّه - بعد المعتصم-، ولمّا توفي الواثق وولّي أخوه المتوكل ابن المعتصم أكرم الإمام ابن حنبل وقدَّمه، ومكث مدّة لا يولي أحداً إلا بمشورته، وتوفي الإمام وهو على تقدمه عند المتوكل.(1)

2 - الشيخ عباس القمي ت 1339ه، قال في ترجمته:

أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني، المروزي الأصل، البغدادي المنشأ والمسكن والمدفن، رابع الأئمّة الأربعة السُنيَّة، وهو كما قيل في حقِّه كان في علم الحديث قريع أقرانه (2)، وواحد زمانه والمقتدى به في هذا الفن في إبانه، و الفارس الذي لا يجارى في ميدانه.

قال ابن خلكان في وصفه : كان إمام المحدِّثين صنف كتابه المسند وجمع فيه من الحديث ما لم يتفق لغيره، وقيل إنه كان يحفظ ألف ألف حديث، وكان من أصحاب الإمام الشافعي وخواصه، لم يزل مصاحبه إلى أن ارتحل الشافعي إلى مصر، وقال في حقّه: خرجت من بغداد، وما خلفت بها اتقى ولا أفقه من ابن حنبل، ودعي إلى القول بخلق القرآن، فلم يجب وضرب وحبس انتهى.

روى لأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) فضائل كثيرة... توفي ابن حنبل سنة 241 ه ببغداد ودفن بمقبرة باب ب المنسوب إلى حرب بن عبد اللّه - أحد أصحاب المنصور الدوانيقي. (3)

ص: 14


1- الأعلام 203/1 ومصادره عن ابن عساكر 2 : 28 وحلية 9: 161 والجمع د وصفة الصفوة 2: 19 وإشراق التاريخ - خ- وابن خلكان 1 : 17 و تاريخ بغداد 4: 412 والبداية والنهاية 10: 325 - 343 والفهرس التمهيدي وجولد سيهر Gold Ziher في دائرة المعارف الاسلامية :1: 491 - 496 ومخطوطات الظاهرية 232 وتذكرة النوادر.
2- القريع: أي المختار أو الرئيس.
3- الكنى والألقاب: 1/ 268.

في من انتخب من مسند أحمد بن حنبل

اهتمَّ علماؤنا الأعلام بالانتخاب من كتب أهل السُنّة على اختلاف مطالبهم، مِن تلك الكتب كتاب مسند أحمد بن حنبل الحاوي على جملة من المطالب، ولإغناء مقدمة تحقيق الكتاب رأيت أن أذكر من انتخب منه، وهم كالتالي:

1 - الميرزا محمّد بن عنايت أحمد خان الكشميري الدهلوي ت 1235ه:

له (منتخب مسند أحمد بن حنبل)، صرح بذلك شيخ الباحثين آغا بزرك الطهراني (رَحمهُ اللّه) في كتابه الذريعة ج 22 ص 364 رقم 7457 بعنوان (المنتخبات من الكتب الكثيرة لأهل السُنّة)، ذكر ذلك عن كتاب (نجوم السماء) حاكياً له عن كتاب (شذور العقيان في تراجم الأعيان) للسيّد إعجاز حسين الكنتوري، لكنه لم يصرح فيه بوجه انتخابه منه، كما ذكر ذلك السيّد حسن الصدر في تكملة أمل الآمل 5 :72

2 - شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني ت 1390ه:

له (سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام أحمد بن حنبل)، -الكتاب الذي بين يديك - 6 أجزاء بمجلدين، ويظهر لي أنه أوّل من انتخب منه بعد طبعته الأولى.

3- قوام الدين قمي وشنوئي معاصر:

له كتاب فضائل أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ))، انتخبه من مسند أحمد بن حنبل، 1 جزء، مطبوع في 117 صفحة، مطبعة الحكمة قم المقدّسة، 1352 ش، رأيت نسخته في مشهد المقدّسة.

4 - السيّد محمّد جواد الحسيني الجلالي، معاصر:

له (أحاديث المهداي (عَلَيهِ السَّلَامُ) من مسند أحمد بن حنبل 241ه )، 1 جزء، مطبوع في 78

ص: 15

صفحة مع كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان (عَلَيهِ السَّلَامُ))، الناشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدّرسين بقم المقدّسة، 1415ه، وعندي نسخته.

5 - السيّد محمّد رضا الجعفري الأشكوري، معاصر:

له (المختار من مسند الإمام أحمد بن حنبل)، 3 أجزاء، مخطوط، اختار منه فضائل أمير المؤمنين وأهل بيته (عَلَيهِم السَّلَامُ)، انتخبه من الأجزاء الثلاثة الأولى للمسند، وعدد الأحاديث المنتخبة هو (1931)، رأيت مصوّرته في مركز إحياء التراث الإسلامي في قم المقدّسة برقم (602). (1)

ص: 16


1- كان ذلك في يوم 9 شهر ربيع الثاني من سنة 1429ه، أثناء زيارتي الثالثة عشر للإمام الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وفيها تفضل علىَّ مشكوراً سماحة السيّد أحمد الحسيني الأشكوري -مدير مركز إحياء التراث الإسلامي - بإجازة رواية الحديث فجزاه اللّه خير جزاء المحسنين.

ترجمة المؤلّف

ترجمة المؤلّف (1)

هو الشيخ شير محمّد بن صفر علي بن شير محمّد الجورقاني، الهمداني مولداً، والنجفي مسكناً ومدفنا.

ولادته ووفاته

وُلد (رَحمهُ اللّه) في المحرم من سنة 1302ه في قرية (جورقان) الواقعة على بعد فرسخ من مدينة همدان في الطريق إلى طهران.

هاجر الشيخ إلى النجف الأشرف في ربيع الأوّل من سنة 1338ه، وسكنها في ما بقي من حياته؛ إذ توفّي بها في 28 جمادي الآخرة من سنة 1390 ه عن عمر 88 سنة.

أسرته وأولاده

كان (رَحمهُ اللّه) من أُسرة معروفة بالنجابة والتصلّب في المحبة والولاء لآل بيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، و و تزوّج من أُسرة علمية في بلده، وُلد له ابنان، درجا طفلين، ولذلك بقي الشيخ بلا عقب، ورجعت زوجته إلى إيران بعد وفاته، وتوفّيت بعد وفاته بثمان سنوات.

ص: 17


1- اعتمدنا في ترجمة المؤلّف (رَحمهُ اللّه) على ما سطره الشيخ محمّد باقر الأنصاري في مجلة تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 130- 136؛ لإستيفائها بذلك، واستدركت في آخرها ببعض الفوائد مع الإشارة إلى موضع النقل عنها في آخرها.

خلقه ومنظره

كان (رَحمهُ اللّه) متوسّط القامة، كثيف اللحية، ضعف بصره في آخر عمره قليل الكلام، منزوياً عن الناس، مشتغلاً بما يرجع إلى إحياء التراث، ولذلك كان لا يحفل بمجلس لا صلة له بأمر الكتب، كما كان يوصي أصدقاءه أن لا يأتوا بأحد إلى بيته لكثرة أشغاله، مع أنه كان رجلاً متواضعاً في لقائه بالناس، يلتقي بهم بانطلاقة وجه وبشاشة، وكان من دأبه السلام على غيره متقدّماً، وكان لا يترك المصافحة.

وكان دقيقاً في جميع أُموره، ولا يقدم على عمل إلّا بمبان دينية واعتقادية وأخلاقية، كما كان في كلامه وكتابته دقيقاً وظريفاً، وكان جيّد الخط أيضاً.

نشأته العلمية

تعلم الشيخ (رَحمهُ اللّه) وقرأ مبادئ العلوم والمقدّمات على عدد من العلماء في همدان، فقرأ المعالم والمطوّل على السيّد حسين الشوريني، وأتمّ قراءة السطوح على الشيخ محمّد هادي الطهراني والسيّد عبد الحسين بن فاضل الدزفولي الهمداني.

ثمّ هاجر إلى النجف في السادسة والثلاثين من عمره برفقة عدد من معاصريه، منهم: الشيخ محمّد الأنواري، وأخيه الشيخ حسين الأنواري، والشيخ حيدر الأنصاري.

وقد حضر على بعض علمائها يومئذ مثل : آية اللّه الشيخ ضياء الدين العراقي، آية اللّه الميرزا حسين النائيني، الشيخ على أصغر الخطائي، السيّد محمّد الفيروز آبادي، والشيخ مهدي المازندراني، وحضر في الرجال على السيّد أبي تراب الخوانساري، وحضر بحثه في الفقه أيضاً، وقد حاز من كلّ ذلك القسط الوافر، وبلغ درجة الاجتهاد.

ص: 18

فكان في مستوىً عالٍ من العلم والتحقيق، حاملاً للقرآن، حافظاً للأخبار، متبحّراً في العقائد والأخلاق، ورغم دراسته الفقه وأُصوله وتعمّقه فيهما إلّا أنه تركها وولع بإحياء التراث الذي يخص الحديث والعقائد.

وكان من فتاواه جواز التقليد الابتدائي للميت، كفاية الأغسال المستحبة عن الوضوء، عدم وجوب الخمس في عصر الغيبة، وجوب صلاة الجمعة عدم جواز التصوير حتّى بالكاميرا، وكان يرى الدولة في زمانه غاصبةً فلا يجوز المشاركة معها في مثل الاتّصال بالكهرباء وأخذ السجل (أي ما يعرف بالجنسية أو بطاقة الأحوال المدنية)، ونحوه.

من تلامذته: الشيخ سيف اللّه النور محمّدي الشيخ محمّد جواد المظفر، والشيخ معراج الشريفي. وكان (رَحمهُ اللّه) يدرّس اللمعة في أوّل الأمر، واشتغل ببحث الخمس وصلاة الجمعة والحجّ، وكان يعظ في درسه أيضاً.

له إجازة في الرواية عن أُستاذه السيّد أبي تراب الخوانساري، وعن العلامة الشيخ آغا بزرك الطهراني. (1)

كلمات العلماء فيه

ذكره (رَحمهُ اللّه) عدد من معاصريه بكلّ تقدير واحترام، وذكروا علمه الجمّ، وتتبّعه الواسع، وتقواه وورعه، ووثاقته، وجِدِّه في إحياء التراث.

قال العلّامة الطهراني : (عالم تقي وفاضل جليل، وقد حاز من كلّ دروسه القسط الأوفر، كما أنه من الثقات الأخيار المعروفين بالنسك والدين) (2)

ص: 19


1- نقباء البشر 2/ 850.
2- نقباء البشر 849/2.

قال العلّامة محمّد هادي الأميني: (عالم فاضل، مجتهد جليل، مؤلّف متتّبع، محقق ورع، تقي صالح، وكان من الثقات الأخيار المعروفين بالنسك والدين والورع) (1)

قال العلّامة السيّد محمّد حسين الجلالي: (كان الشيخ آية في الزهد والورع والجَلد والمثابرة في سبيل إحياء تراث الشيعة) (2)

زهده والثقة به

كان (رَحمهُ اللّه) شديد المراعاة للتقوى، وممّن لم يتّجه إلى الدنيا أو يبهره بريقها، ويعظ - دوماً - غيره بتركها، وكانت له صلة وصداقة خاصّة بالشيخ محمّد علي الخراساني المعروف بالتقوى والورع.

في أوّل اشتغاله بالعلوم الدينية كان يصل إليه أمر معاشه من قبل بعض من يعرفه، ولم يقدم بنفسه لأخذ الراتب الشهري، بل كان بعض أصدقائه يأخذه ويوصله إليه.

وكان له بيت حقير جدّاً، يعين فيه زوجته في أُمور البيت يوم أصاب رجلها وجعٌ أعجزها عن المشي.

وكان (رَحمهُ اللّه) مولعاً بمساعدة الفقراء والضعفاء مع ما كان عليه من العسر في حياته؛ لأنه كان يرى الدولة في زمانه غاصبةً فكان يحترز عن كلّ ما تتدخّل فيه كالاتّصال بالكهرباء والخبز الحكومي الذي كان أرخص من غيره، وكان يوصي غيره أيضاً باجتنابه ويقول: لو أمكنني ما استفدت من الماء الذي يأتي إلى البيوت من عند الدولة. ولم يأخذ السجل؛ وهو ممّا سبّب له مشاكل عدّة (رَحمهُ اللّه) عند مجيئه إلى إيران، إذ

ص: 20


1- معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام (3 / 1343).
2- فهرست مستنسخات الشيخ الهمداني- مخطوط: 1.

وردها بدون جواز سفر، وعند دفنه (رَحمهُ اللّه) كذلك، وكان محترزاً عن الدهن النباتي لما سمع في شأنه وأصله.

وكان يقول أيضاً: (لقد جئنا إلى النجف لنشتغل فيها بالعلم 5 سنوات إلى 6 سنوات ثمّ نرجع إلّا أّن قضية الحجاب واتّحاد اللباس في إيران صرفنا عن الرجوع).

كلّ هذه الأُمور فرضت أن يكون الشيخ موضع ثقة عند الكلّ، حتّى كان من يريد أن يوصل إلى أولاده أو أقربائه أو أصدقائه بالنجف مالاً كان يكتب بالحوالة إلى الشيخ، فكان هو الذي يأخذ النقود من أصحاب الحوالة ويوصلها إلى أهلها.

وكان موضع ثقة عند آية اللّه السيّد الحكيم (قدّس سِرُّه) ، وآية اللّه السيّد عبد الهادي الشيرازي (قدّس سِرُّه) ، وآية اللّه السيّد الخوئي (قدّس سِرُّه)، كما كان أصحاب الكتب المخطوطة يثقون به عندما يأخذها للاستنساخ والمقابلة ونحوهما.

حالاته الروحية

كان الشيخ الهمداني (رَحمهُ اللّه) من أصحاب الروحيات المعنوية، شاكراً مديراً للذكر، مواظباً على المستحبات وكذلك الزيارات، ومن البكّائين في الدعاء والزيارة.

ينظر إلى الكتب الحديثية بتقدير خاصّ، ويحترمها مثل القرآن، حتّى أنّه يقرؤها بالتجويد.

وفوق كلّ ذلك كان شديد المحبة لآل البيت النبوي ومتصلّباً في ولائهم، كلّما ذكر اسم مولانا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يبكي (رَحمهُ اللّه) على مظلوميته كثيراً.

وكان يزور أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) كلّ صباح،بخضوع وكلّما دخل الصحن الشريف اشتغل بالمناجاة مع مولاه أمير المؤمنين (رَحمهُ اللّه) إلى حدِّ يغفل فيه عن من حوله، وكان يجلس في الإيوان قبال الضريح المقدّس ويشتغل بزيارةِ (أمين (اللّه) بخضوع وبكاء

ص: 21

يغبطه به الذين يمرّون عليه وهو في تلك الحالة.

كان ممّن يواظب على الذهاب إلى كربلاء لزيارة الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في كلّ ليلة جمعة، ومن عادته في كلّ سنة أن يسافر إلى كربلاء والكاظمية وسامّراء، يبقى في كلّ منها عشرة أيام.

وجاء مرة واحدة إلى مشهد الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن طريق البصرة وعبادان، وزار في سفره هذا السيّدة المعصومة (عَلَيهَا السَّلَامُ) بقم، ثمّ ذهب إلى مدينة همدان وأقام هناك عدة أشهر، وكان قليل السفر، ولم يوفّق للحجّ.

ثمّ إنّ من دأبه اليومي المشي الكثير؛ لِما أوصاه الطبيب بذلك لتطهير الأمعاء، فكان يخرج كلّ يوم عند العصر باتّجاه بحر النجف وبيده سبحته ويمشي حدود ساعتين ونصف الساعة، ويصلّي ويرجع بعد الصلاة ماشياً، فيبلغ مسيره عشرة كيلو مترات.

وفاته ومدفنه

انتقل الشيخ شير محمّد الهمداني إلى جوار رحمة ربّه في 28 جُمادي الآخرة من سنة 1390ه بالنجف الأشرف.

وقد يذكر في تاريخ وفاته سنة 1381ه، وهو ليس صحيحاً.

أولاً : لِما عرفناه من بعض أقربائه ممّن حضره عند وفاته، وصرّح السيّد الجلالي أيضاً بذلك في فهرسته.

:وثانيا : لِما جاء في فهرست مستنسخاته من أن تاريخ عدد منها كان في السنين 1382، 1383، 1387، 1389ه، وهذا يدلّ على أنّه كان حيّاً في تلك السنين.

ونقل عن زوجته أنّها قالت: صلّى الشيخ العشائين على سطح داره، ثمّ نزل

ص: 22

وغسل يده وجلس على المائدة ووضع إصبعه في الملح وقال: «بسم اللّه الرحمن الرحيم» فوقع على الأرض ولم يتحرّك بعد.

وأوّل من أُخبر بوفاته الشيخ محمود بن الشيخ معراج الشريفي، وأخبر هو الشيخ علي أكبر الهمداني والسيّد علي الشاهرودي والسيّد المستنبط، وبات بعضهم عند جنازته تلك الليلة، وصباحاً قام عدد من العلماء بغسله وتكفينه، وحضر في تشييعه حدود 300 شخصاً من الخواص، وصلّى على جنازته الشيخ حسين الأنواري، ودفن في مقبرة خاصّة للشيخ الأنواري المذكور في وادي السلام بالنجف.

وأقيمت له مجالس الفاتحة من قبل العلماء، وخاصة آية اللّه السيّد الخوئي (قدّس سِرُّه)، وأرسل آية اللّه السيّد الشاهرودي (قدّس سِرُّه) تكمل الخبر برقياً إلى بلدة همدان، كما أرسلت رسالة خاصّة في ذلك إلى أخي زوجته الشيخ أبي طالب الديني. (1)

استدراك

1 - في كتاب الذريعة للشيخ آقا بزرگ الطهراني ج 26 ص 145 رقم 735، ما نصّه: (تأويل الآيات لشرف الدين النجفي، وهو جد الشيخ شير محمّد الهمداني).

أقول : من المعلوم أنّ كتاب (تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة) هو للسيّد شرف الدين الحسيني النجفي، وأنّ الشيخ الهمداني لا يتصل من جهة الأب ولا من جهة الأم بالسيادة، فضلاً عن ذلك أنه لم يشر إلى ذلك ولا غيره، فأرى أنّ كلمة (جد) هي تصحيف لكلمة (عند) وبالخصوص بعد ما علمنا أنّ من مستنسخاته كتاب (تأويل الآيات) ونسخة الكتاب كانت عنده، فلاحظ !

ص: 23


1- إلى هنا تم ما نقلته بحرفه من مجلة تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 130 - 136.

2- أثناء ترددي لمجلس سماحة المحقق الحجّة السيّد محمّد مهدي الخرسان دامت توفيقاته كنت أسمع الكثير منه في حقِّ المؤلّف (رَحمهُ اللّه)، فرأيت أن أحرر مضمونه فمنه:

أ- إنّ هذا الرجل جندي مجهول بمعنى الكلمة.

ب كان يقوم باستنساخ الكتب التراثية، ومع ضعف بصره فإنه استنسخ نحو خمسين كتاباً أو أكثر.

ج - كان يأخذ النسخ الخطية من الشيخ السماوي والأوردبادي والأميني والسيّد عبد الرزاق المقرم والسيّد أحمد المستنبط وغيرهم؛ لينسخها كما كان يعطيهم نسخاً لينسخوها ؛ والغرض من ذلك هو تكثير النسخ.

د - كان يبذل النسخة للشيخ محمّد كاظم الكتبي - صاحب المطبعة الحيدرية بالنجف الأشرف لطباعتها دون أي مقابل من مال أو حتّى نسخة واحدة مطبوعة.

ه - كان يهتم بضبط النصوص والأسماء في النسخ حتّى إني سمعته مرة يقول في ضبط اسم كتاب للجاحظ: (البيان والتيبُّن) وليس (البيان والتبيين)، وسمعته مرة في حرم الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ليلة الجمعة عندما سمع أحد الزائرين يقرأ الزيارة الجامعة الكبيرة فعندما وصل إلى العبارة: (وَيُكَرُّ فِي رَجْعَتكُم)، قرأها بلفظها الشائع، قال له الشيخ (رَحمهُ اللّه) قل: (وَيُكر في رَجْعَتَكُمْ) ثمَّ ذكر له علة ذلك.

و - وسمعته مرة يقول: إنّ أكثر الأحاديث التي رواها ابن عباس عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كانت عن مولانا علي عن النبي صلوات اللّه عليهما، فلم يذكر ابن عباس مولانا علياً (رَحمهُ اللّه)؛ لأجل ما رأى من الحسد له والحنق عليه، فخاف أن لا تنقل الأخبار عنه إذا أسندها إليه - وهذه الالتفاتة منه لصغر سن ابن عباس حين وفاة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ولأنّ علياً نفس النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بنص آية المباهلة فلا مانع من الجمع بينهما.

ص: 24

فاستفدت من قوله هذا، ثمّ رأيت السيّد ابن طاووس (قدّس سِرُّه) قد حكاه في كتابه سعد السعود. (1)

3- قال سماحة المحقق الحجّة السيّد محمّد رضا نجل السيّد حسن الخرسان دام عزه، بعدما سألته عن أحوال المؤلّف (رَحمهُ اللّه): كان المرحوم الهمداني أحد ثلاثة كنت أهابهم، وهم من مصاديق الآية الشريفة: «وَعبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجاهلُونَ قَالُوا سَلَامًا»(2).

وهو رجل جليل القدر مثال الورع، صالح ذو شيبة، وكان له ولع باستنساخ الكتب الخطية النادرة، وقيل لي إنّ أهل بلدته يرجعون إليه في الفتيا، وكانت تربطه بالسيّد الوالد (رَحمهُ اللّه) علاقة طيبة، وكان إذا مشى يخفض طرفه نظراً إلى الأرض ولا يلتفت يمنة ويسرة.

4 - قال الشيخ محمّد علي دخيل في كتابه (نجفيات) ص 268، ما نصّه : الشيخ شير محمّد جندي مجهول من جنود اللّه جلَّ جلاله، فهو بالإضافة إلى تحصيله العلمي يستنسخ الكتب الخطية النفيسة لأجل تكثير نسخها، وحفاظاً عليها من التلف.

ص: 25


1- سعد السعود 594.
2- سورة الفرقان: 63.

مؤلّفاته

اختلفت جهود الشيخ (رَحمهُ اللّه) بين تأليف وتقريرات للفقه والأصول واستدراكٍ و انتخابٍ وحواشٍ، وإليك فهرساً بها مع الإشارة إلى مصدر ذكرها ومحلها وتسلسلها الجديد ورمزت له بحرف (ج) وللقديم بحرف (ق)، ورتبته بحسب الترتيب الألفبائي:

1 - الأحاديث المنتخبة من كتاب (الاستيعاب) لابن عبد البر الأندلسي بخطه، انتخبها في شهر ربيع الأوّل سنة 1361ه، من الطبعة الأولى، طبعة دائرة المعارف النظامية بحيدر آباد الدكن سنة 1318ه، والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، تسلسلها 3/ 3221 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 140، 179، فهرس التراث 2: 499 فهرس المكتبة: لم يذكر فيه.

2 - الأحاديث المنتخبة من «المستدرك» للحاكم: بخطه، انتخبها في شعبان سنة 1353ه. والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، تسلسلها 104 /3 /2 /1 / 4 ج، 3230/4 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 140، 180، فهرس التراث 2: 499، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 20/1.

3- الأخبار المنتخبة من كتاب (البيان والتبين) للجاحظ: انتخبها من نسخة تاريخها سنة 1018ه، فرغ منها في شهر ربيع الآخر سنة 1361ه، بخطه، والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، تسلسلها 1/1/13/3/44ج، 3221/2 ق.

ص: 26

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 140، 180، فهرس المكتبة : العقائد والكلام 11/1.

4 - التقريرات وهي في الفقه والأُصول من درس مشايخه وهي متفرقة غير مهذبة ولا مبوبة، وقد كتب في أوائل وروده النجف - حينما كان مقبلاً على الدرس - كتاباً في حجّية الظن والاستصحاب والخبر الواحد ورتبه بصورة: (قال الأستاذ.... أقول....)، وقد بقي ناقصاً غير مبوَّب ولا مهذَّب بعدما أقبل على العقائد والحديث وعُني بأمر المخطوطات.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 138، نقباء البشر 1 : 850.

5 - الحاشية على كتاب حجة الذاهب إلى إيمان أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ).

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 139، نقباء البشر 1 : 850.

6 - الحاشية على كتاب رجال النجاشي.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 139، نقباء البشر 1: 850.

7- الحاشية على كتاب فهرست الشيخ الطوسي.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 139، نقباء البشر 1: 850

8 - الحاشية على كتاب نهج البلاغة.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 139، نقباء البشر 1 : 850.

9 - الحاشية على كتاب الهداية.

ص: 27

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 139، نقباء البشر 1 : 850.

10 - درس في الصوم: بخطه، بدون تاريخ، والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، ضمن مجموعة تسلسلها 19/1/8/3/93 ج.

فهرست المكتبة : الفقه 193/8.

11 - رسالة في بيع الفضولي: بخطه، بدون تاريخ، والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، ضمن مجموعة تسلسلها 2/1/8/3/93ج.

فهرست المكتبة : الفقه 299/12.

12 - رسالة في تحقيق حال موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر: بخطه، بدون تاريخ والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف ضمن مجموعة تسلسلها 25/1/8/3/93 ج.

فهرست المكتبة : التراجم والأنساب 3/ 68.

13 - رسالة في الخيارات: بخطه، بدون تاريخ، والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، ضمن مجموعة تسلسلها 4/1/8/3/93 ج.

فهرست المكتبة: الفقه 248/10.

14 - رسالة في الحخ مع فوائد فقهية أخرى: بخطه، بدون تاريخ، والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، ضمن مجموعة تسلسلها 7/1/8/3/93ج.

فهرست المكتبة : الفقه 246/10.

15 - رسالة في ذكر من يروي عن أبي الحسن علي بن إبراهيم القمّي: بخطه، بدون تاريخ، والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، ضمن

ص: 28

مجموعة تسلسلها 6/1/8/3/93ج.

فهرست المكتبة التراجم والأنساب 92/4.

16 - رسالة في ذكر من يروي عن أبي الجارود: بخطه، بدون تاريخ، والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، ضمن مجموعة تسلسلها 1/12/8/3/2ج.

فهرست المكتبة التراجم والأنساب 93/4.

17 - رسالة في الصوم: بخطه، بدون تاريخ، والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، ضمن مجموعة تسلسلها 6/1/8/3/93ج.

فهرست المكتبة : الفقه 260/10.

18 - رسالة في القاطع: بخطه بدون تاريخ، والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، ضمن مجموعة تسلسلها 6/1/8/3/93ج.

فهرست المكتبة: أصول الفقه 156/6.

19 - رسالة وجيزة في العصير العنبي: بخطه، بدون تاريخ، والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف ضمن مجموعة تسلسلها 15/1/8/3/93 ج.

فهرست المكتبة : الفقه 357/14.

20 - رسالة وجيزة في المباحث الأصولية: بخطه، بدون تاريخ، والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، ضمن مجموعة تسلسلها 18/1/8/3/93 ج.

فهرست المكتبة : أصول الفقه 8/ 192.

21 - سند الخصام: الكتاب الذي بين يديك، مجلّدان، بخطه، والنسخة في مكتبة

ص: 29

الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، تسلسلها 1/2/3/107 ج، 3241 ق للأوّل، و 1/2/3/112 ج، 3242 ق للثاني.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 139، 194. فهرس التراث 2: 499.

فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 15 / 388 - 389.

22 - شرح رسالة الإمام إلى أبي الأسود الدولي: بخطه، شرحها في سنة 1339ه، والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، ضمن مجموعة تسلسلها 17/1/8/3/93 ج.

فهرست المكتبة الأدب 130/5

23 - كلمة الحق: مجلّدان الأوّل في 550 صفحة، والثاني في 530 صفحة، وأصل النسخة في مكتبة السيّد محمّد النبوي بمدينة دزفول، وتوجد نسخة مصوّرة عنها في مركز إحياء التراث الإسلامي بقم المقدّسة في مجلدين رقمها 56، 57، ذُكر الكتاب في فهرس المركز بهذا النصّ: (كتاب في فضائل أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)) و أكثرها منقولة عن طرق الخاصّة، وهو مجلّدان كبيران، في الأوّل منهما روايات غير مبوّبة في المناقب، وأمّا الثاني فهو في عشرة فصول كما يلي:

الأول: في طرق قول رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : «مثل أهل بيتي....».

الثاني: في طرق قول رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أعطاهم اللّه فهمي وعلمي».

الثالث: في طرق قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : «إنهم لا يدخلونكم في باب ضلال».

الرابع: في أنّ أهل الذكر هم الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ).

الخامس: في ما فرض اللّه ورسوله من الكون لامع الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ).

السادس: في شيء من الأخبار الواردة في ولاية أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).

ص: 30

السابع: في جملة من الأخبار الواردة في وجوب طاعة الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ).

الثامن: في جملة من أخبار الشفاعة.

التاسع: في جملة من الأخبار الواردة في إتباع الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) والمعتقدين بإمامتهم.

العاشر: في جملة من الأخبار الواردة في محبي أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ).

والنسخة بخطّ النسخ، بخطه، فرغ من المجلّد الأوّل في 25 شعبان 1382 في النجف، والمجلّد الثاني مشوّش الخط في أواخره، ولعلّ ذلك لتأليفه في أواخر عمره.

تراثنا العدد المزدوج 73 – 74: 137، الذريعة 18: 123 برقم 1011. فهرس مركز إحياء التراث الإسلامي 69:1.

24 - مستدرك الإيقاظ من الهجعة: استدرك فيه لما فات الشيخ الحرّ العاملي في كتاب الإيقاظ بخطه، بدون تاريخ، والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، ضمن مجموعة تسلسلها 3/1/13/3/44 ج، 3231/5 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 139، 207، فهرس التراث :2 499، فهرست المكتبة العقائد والكلام 251/10، نقباء البشر 1 : 850.

25 - المنتخب من ربيع الأبرار للزمخشري: بخطه، فرغ من انتخابه في شهر ربيع الآخر سنة 1389ه، والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، تسلسلها 1/3/2/277 ج، 3240 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 140، 211، فهرس التراث 2: 499، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 821/32.

ص: 31

26 - المنتخب من (المجموع الرائق من أزهار الحدائق) للسيّد هبة اللّه بن أبي محمّد الحسن الموسوي: بخطه، استخرجها من نسخة عتيقة، لعلّها نسخت قبل 300 سنة، إلّا أنّها لا تخلو من تصحيف وسقط، وفرغ منها في شعبان سنة 1373ه، والنسخة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، ضمن مجموعة تسلسلها 110/ 3/ 2 /1 /1 ج، 3207ق.

تراثنا العدد المزدوج 72- 73: 140، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 641/24.

ص: 32

مستنسخاته

لقد أدرك المؤلّف (رَحمهُ اللّه)، ما يؤول إليه التراث الإسلامي من ضياع ونهب وحرق وو... إلخ، فشدَّ (رَحمهُ اللّه) حيازيمه إلى موقف بطولي خالد قلَّ من وقف دونه، فرأى حفظ التراث الإسلامي واجباً شرعياً، فأثمر رأيه هذا عن استنساخ عددٍ كبير منه طيلة خمسين عاماً يختلف فيها بين أساطين التراث كالسماوي والطهراني والأوردبادي والأميني وو... إلخ، لا يمل ولا يسأم في حضر وسفر، فَنُشِر بسبب عمله هذا عدة من كتب علماء الإمامية أنار اللّه برهانهم، ولبيان مكانته في المضمار هذا إليك أقوال معاصريه:

1 - قال العلامة الشيخ آغا بزرك الطهراني (رَحمهُ اللّه) : ( ولع المترجم له منذ سنين عديدة بنسخ كتب الحديث غير المطبوعة، وإحياء مؤلّفات الإمامية الأكابر في القرون الأُولى، وقد لقي في ذلك عناءً كثيراً وتحمّل مشاقَّ متنوّعة، وقد وفّق لكتابة ما يقرب من أربعين مؤلّفاً كباراً وصغاراً من جيّد الآثار ومهامّ الأسفار، ويمتاز ما نسخه بالدقّة والصحّة، فقد قابل كلّ نسخة بنسخ عديدة، وضبط هذه المؤلّفات الجليلة وصانها من الضياع والتلف، وأصبح له بذلك الحقّ والفضل على من يأتي بعده من هواة هذا الفن ورجال هذا العلم) (1)

2 - وقال الشيخ محمّد علي الأوردبادي (رَحمهُ اللّه) : ( وهذا الشيخ الجليل مع ما يلاقيه من الجهد في نسخ الكتب لضعف في بصره ونهك في قواه لا يجد منّة في بذله الكتاب للطبع أو الاستنساخ وإنما يعد ذلك من الفيض الإلهي الذي غمره دون غيره، وهكذا

ص: 33


1- نقباء البشر 849/2 رقم 1365.

المخلصون كثر اللّه في الطائفة من أمثاله) (1).

3- وقال العلامة السيّد محمّد حسين الجلالي: (كان الشيخ آية في الزهد والورع والجَلد والمثابرة في سبيل إحياء تراث الشيعة، ولم أشاهده طيلة معرفتي به في محفل لا يعود بالخير للتراث، وكان دائباً في الاستنساخ والمقابلة، حتّى أنه يكرّر الاستنساخ فيما إذا وجد الاختلاف فاحشاً، كما فعل بكتاب سليم بن قيس الهلالي، فإنّه استنسخه خمس مرّات بالإضافة إلى المقابلات المتعدّدة). (2)

وقال أيضا: (النسّاخة الشيخ شير محمّد الهمداني الذي قضى حياته في استنساخ كتب علماء مذهب أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)). (3)

وقال أيضا: (الشيخ شير محمّد الهمداني الجورقاني، وكان - (رَحمهُ اللّه) - أشهر من رأيت على استنساخ تراث الشيعة ومقابلته مع النسخ المختلفة المتيسرة عنده). (4)

4- قال العلامة الشيخ محمّد هادي الأميني: (إنّه كان مولعاً بنسخ الكتب المخطوطة وإحياء تراث علماء الإمامية، فبذل مساعيه وجهوده في هذا السبيل، كما أنّه تصدّى للتأليف والبحث). (5)

وإليك فهرساً يضم (126) نسخة من مستنسخاته الموجودة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، معتمداً عدة من المصادر أشرت إليها تحت ذكر كل نسخة منه مع تسلسلها الجديد ورمزت له بحرف (ج) وللقديم بحرف (ق)، ورتبته

ص: 34


1- عيون المعجزات 5.
2- فهرس التراث 2: 498.
3- فهرس التراث 1: 42.
4- شرح الأخبار 1: 59.
5- معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام (1343/3).

بحسب الترتيب الألفبائي، وهي:

(أ)

1 - الإتقان في أصول الفقه: للشيخ محمّد هادي بن محمّد أمين،الطهراني انتهى فيه إلى مبحث المشتق أوله الحمد للّه الذي شرفنا بأصول الهداية... إلخ، استنسخها في 1341 ه، تسلسلها 1/8/4/124 ج، 1 / 3237 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 175، الذريعة 1: 83 /394، فهرس التراث 2: 239، فهرس المكتبة: أصول الفقه 2/1.

2 - إثبات الرجعة: للفضل بن شاذان بن الخليل النيسابوري، نبذة يسيرة منه، جاء في آخرها: (هذا ما وجدناه منقولاً من رسالة إثبات الرجعة للفضل بن شاذان بخطّ بعض فضلاء المحدِّثين، وقد قوبل بأصله محمّد الحرّ)، استنسخها في جُمادي الآخرة سنة 1350 ه عن النسخة التي كانت لصاحب الوسائل، تسلسلها 1/1/3/2/275 ج، 3239/2 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 175، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 779/30.

3- الأحاديث الخمسة عشر : التي رواها الحسن بن ذكوان الفارسي استنسخها في شوال سنة 1367ه من نسخة السيّد حسين الهمداني في عشر صفحات، تسلسلها 270/ 2/ 3 /1 /3 ج، 4/ 3220 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 179، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 6/1.

4- الاختصاص: المنسوب إلى الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي،

ص: 35

استنسخها في شهر رجب سنة 1350ه، عن نسخة كتبها ميرزا محمّد بن حاجي شاه محمّد - ساكن بلدة أصفهان - سنة 1087ه عن نسخة عتيقة، وقد تملّكها الحرّ العاملي في التاريخ نفسه سنة 1087ه، وقال الناسخ الهمداني: (هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه النسخة منها، وهي نسخة العالم الجليل صاحب الوسائل، وقوله: تمّ كتاب الاختصاص... إلى آخره)، تسلسلها 1/3/2/275 ج، 1/ 3239 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 – 74: 175، فهرس التراث 1 : 470، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 22/1.

5 - الأربعين: للسيّد محيي الدين أبي حامد محمّد بن عبد اللّه بن زهرة الحسيني - أخي السعيد أبي المكارم ابن حمزة صاحب الغنية - استنسخها في محرّم سنة 1349ه، عن نسخة الشيخ ميرزا محمّد الطهراني، وهي بخطّ محمّد مهدي الحسيني الموسوي الطباطبائي في سنة 1303ه عن نسخة عليها ما نصّه: (كتبها من نسخة بخطّ محمّد ابن مكّي عن نسخة من خطّ جامعها السيّد أبي حامد ابن زهرة الحسيني، محمّد بن علي ابن حسن الياني (ظ) سنة 860ه بكَرَك)، تسلسلها 6/1/2/2/97ج، 3212/7ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 180، فهرس التراث 1 : 629، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 604/23 وفيه تاريخ النسخ: 1345ه.

6 - الأربعين آية المنزلة في شأن أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ): مجهول المؤلّف أوّله : (الحمد للّه عالم السرّ والخفيات... وبعد... فلما وفّقني اللّه تعالى في ريعان صبائي...)، استنسخها في ذي الحجّة سنة 1357 ه، وكتب في آخرها (....هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه منها، وكانت نسخة عتيقة، وعلى ظهرها أنّها من الكتب الموقوفة التي وقفها المولى

ص: 36

فتح اللّه الواعظ التبريزي تاريخ الوقف سنة 1039...)، تسلسلها 1/1/1/43ج، 3227/1 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 181، فهرس المكتبة: تفسير وعلوم القرآن 6/1.

7 - الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : الجمال الدين يوسف بن حاتم الفقيه الشامي، استنسخها في ذي الحجّة سنة 1346 ه عن نسخة الشيخ ميرزا محمّد الطهراني، ثمّ قابلها سنة 1347ه بنسخة عتيقة كانت بخطّ محمّد بن علي بن حاجي قاسم الأسترآبادي في مكتبة الشيخ علي محمّد النجف آبادي الأصفهاني، تسلسلها 2/1/2/3/103ج، 2/ 3219 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 182، فهرس التراث 1 : 670، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 605/23.

8- الأربعين عن الأربعين من الأربعين: للشيخ منتجب الدين بن بابويه، استنسخها في جمادي الآخرة سنة 1351 ه عن نسخة بخطّ فضل بن محمّد بن فضل العبّاسي في سنة 1020ه، عن نسخة بخطّ الشيخ عبد النبيّ بن أسعد، عن نسخة بخطّ محمّد بن محمّد بن علي الحمداني القزويني في سنة 613ه، تسلسلها 104/ 3 / 2/ 1/1 ج، 2/ 3230 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 182، فهرس التراث 1 : 600، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 57/3.

9 - الأربعين في الفضائل: لبعض علماء العامة، أوّله: (قال الراجي رحمة ربّه،

ص: 37

المستغفر من ذنبه أسعد بن إبراهيم ابن الحسن بن علي الإربلي: كنت سمعت على كثير من مشايخ الحديث...) استنسخها في شهر ربيع الأوّل سنة 1368 ه، وكتب في آخرها : (قد قابلت هذه النسخة بما في كتاب المجموع الرائق من أزهار الحدائق، من نسخة نقلها عن نسخة جلال الدين محمّد بن المعمر الطاهر، وهو استخرجها ونسخها من خزانة مشهد أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان بين النسختين اختلاف كثير لم أكتب أنا إلّا بعضه وبقي الباقي)، تسلسلها 4/1/3/2/270، ج، 3220/5 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 181، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 606/23.

10 - الأربعين في مناقب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): لمحمّد بن أبي الفوارس، استنسخها في شوال سنة 1373 ه، وقال في آخر النسخة: (هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه النسخة منها، وكانت نسخة عتيقة، إلّا أنها لا تخلو من سقط وتصحيف)، تسلسلها 3207/3 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 182، فهرس التراث 1/ 594، فهرس المكتبة: لم يذكر فيه.

11 - كتاب الإرث: للشيخ محمّد هادي بن محمّد أمين الطهراني استنسخها في شهر ربيع الآخر من سنة 1339 ه، تسلسلها 1/5/2/66 ج، 1/ 3258 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 – 74: 201، فهرس التراث 2: 240، الذريعة 2259/449:1 باختلاف في تاريخ النسخ فهرس المكتبة : الفقه 546/21.

12- إرشاد القلوب: للحسن بن أبي الحسن محمّد الديلمي، استنسخها في شهر ربيع الأوّل سنة 1370ه عن نسخة قيّمة، وقابلها في صفر سنة 1371 ه، ولم يظهر

ص: 38

اسم الكتاب إلّا أنّ المؤلّف صرّح باسمه في موضعين في الفصل الثالث عشر والخامس عشر، تسلسلها 1/1/9/5/32 ج، 3233/2 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 176، فهرس المكتبة التاريخ والجغرافية 147/6.

13 - إزاحة الريب في شرح رواية علي بن مهزيار في الخمس: للسيّد محسن بن محمّد تقي الكوهكمري، استنسخها في 1341ه، تسلسلها 1/1/8/4/124ج، 3237/2 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 176، فهرس التراث 2 :254، فهرس المكتبة : الحديث والدعاء 362/14.

14 - أصل سليم بن قيس الهلالي: استنسخها في شهر ربيع الأوّل سنة 1346ه نسخة بخطّ السيّد محمّد الموسوي الخوانساري في سنة 1272ه، وصحّحها على عن نسخة مملوكة للحر العاملي في سنة 1087ه، وألحق بالنسخة أحاديث منقولة عن أصل سليم عن الغيبة للنعماني، والدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم، وباب الاشارة والنصّ على الحسن بن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) من كتاب الحجّة من الكافي، تسلسلها 1/3/2/103 ج، 3219/1 ق.

طبعت هذه النسخة في المكتبة الحيدرية بالنجف الأشرف بدون تاريخ، جاء في أوّل الطبعة النجفية لهذا الكتاب النصّ التالي: (هذه تحقيقات ثمينة، وفوائد نافعة حول کتاب سليم بن قيس الهلالي الكوفي، أفادها بعض الأساتذة من أهل التحقيق، أكثر اللّه في رجال العلم أمثاله ونفع به، وكان قد ألحقها بنسخته من الكتاب، ونظراً لما في هذه الفوائد والتحقيقات من الأهميّة حول كتابنا هذا مثّلناها للنشر، شاكرين لهذا الأُستاذ

ص: 39

المحقق ما تفضّل به علينا من نسخته التي نسخها بخطّه، وعلّق عليها تعليقاته الثمينة، وهي التي نشرناها في هوامش الكتاب، فنسخته هذه هي غاية في الضبط والإتقان، وتعدّ الأصل لنشر هذا الكتاب لأوّل مرة).

تراثنا العدد المزدوج 73 – 74: 183، فهرس التراث 1 : 105، الذريعة :2: 158، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 623/24.

15- أصل سليم بن قيس الهلالي: نسخة تضمّ قطعة منه، ناقصة الآخر، استنسخها في شعبان سنة 1361 ه قبل أن يعلم بطبعها، ولمّا علم بذلك تركها تسلسلها 3215/6 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 185، فهرس التراث 1 : 105.

16 - أصل سليم بن قيس الهلالي: استنسخها في شعبان سنة 1353 ه عن نسخة تاريخ استنسخها سنة 1087ه، وقد تملّكها الشيخ محمّد الحرّ صاحب الوسائل، وهي مملوكة الشيخ محمّد السماوي، تسلسلها 6/1/2/3/104ج، 3230/6 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 184، فهرس التراث 1 : 105، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 624/24.

17 - أصل سليم بن قيس الهلالي: استنسخها في شهر رجب سنة 1362 ه عن نسخة عتيقة، أوّلها : ( وبعد، فهذه جملة من الأخبار النبوية جمعها سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال : قال لنا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : من

ص: 40

الناس من يدخله اللّه الجنّة بغير حساب...) وآخرها: (فلمّا سمع ذلك معاوية أمر للحسن والحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بألف ألف درهم لكل واحدٍ بخمسمائة ألف. وصلى اللّه على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين)، وكتب في الهامش ما نصه: (يقول شير محمّد: وفي النسخة العتيقة) :هكذا (تمّ كتاب سليم بن قيس الهلالي)، وبهامشها هكذا: (صورة تاريخ المنتسخ غرة ربيع الآخر من سنة تسع وستمائة).

18 - أصل سليم بن قيس الهلالي: ثم كتب نسخة أخرى تعزى إلى سليم أوّلها: (وكنّا جلوساً حول أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)).

والحديث الأخير : (... قلت: جعلت فداك ليس شيء ممّا قلت إلّا وقد صحّ غير الولاية، أعامّة الجميع بني هاشم؟).

قال الجلالي: النسختان من أصل سليم - أعني الأُولى التي تاريخ المستنسخ عنها سنة 609ه، والثانية التي تعزى إلى سليم - كلاهما في مجلّد واحد، في مكتبة السيّد المستنبط، وقد استنسخ الشيخ الهمداني من تلك النسخة، كما واستنسخت أنا النسخة الأُولى فقط، تسلسلها 1/1/3/2/271 ج، 2/ 3222 ق.

تراثنا العدد المزدوج73 -74: 183 فهرس التراث 1 : 105، فهرس المكتبة : الحديث والدعاء 625/24.

19 - الأصول الستة عشر: وهي ستّة عشر أصلاً من الأصول الأربعمائة، التي هي المصادر الأوّلية لأحاديث الشيعة، وهي حسب تسلسلها كالآتي:

أ - أصل علاء بن رزين تسلسلها 1/2/2/98 ج.

فهرس المكتبة الحديث والدعاء 674/25.

ب - أصل زيد الزراد تسلسلها 1/1/2/2/98ج.

ص: 41

فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 96/4.

ج - كتاب أبي سعيد عباد المصفري: تسلسلها 2/1/2/2/98ج.

فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 640/24.

د - کتاب عاصم بن حميد الحناط: تسلسلها 3/1/2/2/98ج.

فهرس المكتبة : الحديث والدعاء 626/24.

ه - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: تسلسلها 4/1/2/2/98ج.

فهرس المكتبة الحديث والدعاء 23/ 616.

و - کتاب نوادر علي بن أسباط: تسلسلها 5/1/2/2/98ج.

فهرس المكتبة الحديث والدعاء 639/24.

ز - کتاب سلام بن أبي عمرة ( عميرة): تسلسلها 6/1/2/2/98ج.

فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 621/23.

ح - كتاب حسين بن عثمان: تسلسلها 7/1/2/2/98ج.

فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 617/23.

ط. كتاب محمّد بن مثنى الحضرمي: تسلسلها 8/1/2/2/98ج.

فهرس المكتبة الحديث والدعاء 638/24.

ي - كتاب عبد الملك بن حكيم: تسلسلها 9/1/2/2/98ج.

فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 629/24.

ك - كتاب عبد اللّه بن يحيى الكاهلي: تسلسلها 10/1/2/2/98 ج.

فهرس المكتبة الحديث والدعاء 627/24.

ل - کتاب خلاد السندي: تسلسلها 11/1/2/2/98 ج.

فهرس المكتبة الحديث والدعاء 618/23.

م - كتاب مثنّى بن الوليد الحنّاط: تسلسلها 12/1/2/2/98 ج.

ص: 42

فهرس المكتبة الحديث والدعاء 637/24.

ن - كتاب زيد النرسي: تسلسلها 13/1/2/2/98ج.

فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 620/23.

س - مسائل علي بن جعفر تسلسلها 14/1/2/2/98 ج.

فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 689/26.

ع - کتاب دیات ظريف بن ناصح تسلسلها 15/1/2/2/98ج.

فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 612/23.

وقد استنسخ الشيخ الهمداني هذه الأصول في شهر ربيع الأوّل سنة 1348ه بالنجف الأشرف، من نسخ جلبت من مدينة تستر، وقابلها بنسخة أبي القاسم الأصفهاني سنة 1350ه، وقابلها في محرم سنة. سنة 1360 ه مع نسخة الشيخ النوري،

تسلسلها 1/ 3238 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73-74: 185.، فهرس التراث 1 : 145، 146، 148، 151، 152، 154، 155، 180،178، 186،183، 237، الذريعة 20: 71 / 1973.

20- الاعتقادات: للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن بابويه، قطعة منه تحتوي على حدیث سليم بن قيس الهلالي، استخرجها عن نسخة من الاعتقادات للشيخ الصدوق مؤرّخة سنة 1078ه، بخطّ محمّد جعفر بن عبد اللّه الخرّم آبادي في أصفهان، تسلسلها 3243/2 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 177، فهرس التراث 1 : 105 وفيه أن هذه النسخة هي أصل سليم الهلالي.

ص: 43

21 - الإفصاح في إثبات إمامة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان، استنسخها في جمادي الأُولى سنة 1350ه، تسلسلها 1/1/2/3/108ج، 3217/3 ق.

طبعت هذه النسخة سنة الطبع 1369 ه في المكتبة الحيدرية بالنجف الأشرف، ط 2، بحجم الربع، 163 صفحة، جاء في آخر المطبوع منها ما يلي: (صحّح مقابلةً من أوّله إلى تمامه على نسخة العلّامة الشيخ شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني دام بقاه).

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 177، فهرس التراث 1: 472، فهرس المكتبة : الحديث والدعاء 5/ 118.

22 – الأمالي: للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان، استنسخها في شوّال سنة 1349ه عن نسخة بخطّ السيّد أبي القاسم الأصفهاني في سنة 1339 ه، عن نسخة مؤرّخة سنة 1101 ه، أوّلها : (يوم السبت مستهل رمضان سنة 404 ه)، تسلسلها 108/ 3 /2/ 1 ج، 1 /3217 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 186، فهرس التراث 1 : 472، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 5 /124.

23 – الإمامة: للسيّد محسن بن محمّد تقي الكوهكمري، استنسخها في شوّال سنة 1337ه، تسلسلها 3/ 3258 ق.

تراثنا :19 : 166، تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 201، فهرس التراث 2: 254، الذريعة 2 1324/333 باختلاف في تاريخ النسخ.

ص: 44

24 - إيضاح دفائن النواصب: للشيخ أبي الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان، استنسخها في شوّال سنة 1346 ه عن نسخة الشيخ عبد الحسين الأميني عن نسخة الميرزا محمّد علي الأُوردبادي، وقابلها على نسخة مؤرّخة سنة 1036ه، ونسخة مؤرّخة سنة 1350ه، تسلسلها 264/ 2 /3 /1/ 2 ج، 3/ 3235 ق.

طبعت هذه النسخة في النجف الأشرف بعنوان مائة منقبة، جاء في آخر المطبوع منه : (يقول العبد الفقير إلى رحمة ربّه الغني عبد الرزاق بن السيّد محمّد الموسوي نسباً المقرّم لقباً، وقد كتب نسخته على نسخة الشيخ الجليل شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني...) إلخ.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 178، فهرس التراث 1 : 468، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 6 / 152.

25 - الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة: للحرّ العاملي، استنسخها في شهر ربيع الأوّل سنة 1359 ه عن نسخة بخطّ محمّد كاظم بن محمّد هاشم القائني في سنة 1202ه، تسلسلها 44 / 3 / 13/1 /2 ج، 3221/4 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 179، فهرس التراث 2 : 18، الذريعة 2 : 507 / 1985، فهرس المكتبة العقائد والكلام 34/2.

(ب)

26 - بشارة المصطفى (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الشيعة المرتضى (عَلَيهِ السَّلَامُ): لعماد الدين محمّد بن أبي القاسم الطبري، استنسخها في جُمادي الأُولى سنة 1362ه، تسلسلها 1/2/3/104 ج، 1/ 3230 ق.

ص: 45

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 186، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 172/7.

(ت)

27- تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة: للسيّد شرف الدين النجفي، استنسخها في شعبان سنة 1364 ه عن نسخة عتيقة، لها زيادة على نسخ شاهدها من هذا الكتاب وهذه الزيادة في سِوَرٍ، أوّلها سورة الأحقاف وآخرها سورة القدر، تسلسلها 1/1/2/49 ج، 3213 ق.

طبعت هذه النسخة سنة 1407ه في قم المقدسة بتحقيق مدرسة الإمام المهدي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وجاء في أوّلها: (استنسخها سماحة العلامة الثقة حجّة الإسلام السيّد محمّد بن المصطفى الموحد المحمّدي الأصفهاني في شهر رمضان من سنة 1381 في النجف الأشرف عن نسخة العالم الجليل الثقة الشيخ شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني الذي استنسخها في شهر شعبان من سنة 1364 في النجف الأشرف من نسخة عتيقة إلا الورقة الأخيرة نسخها من نسخة أخرى. وهذه النسخة ب 620 صفحة).

تراثنا العدد المزدوج 73 – 74: 187، الذريعة 26: 735/145، فهرس التراث 1: 789، فهرس المكتبة: تفسير وعلوم القرآن 44/2.

28 - تفسير فرات: لفرات بن إبراهيم الكوفي، استنسخها في شهر رجب سنة 1354 ه عن نسخة الشيخ ميرزا محمّد علي الأوردبادي في سنة 1334 ه، وقابلها بنسخة مؤرّخة سنة 1083 ه في سنة 1364 ه، كما وقابلها ابتداءً من سورة يوسف بنسخة السيّد حسن الصدر، تسلسلها 1/1/2/46 ج، 1/ 3214 ق.

ص: 46

طبعت هذه النسخة سنة 1354 ه في المكتبة الحيدرية في النجف الأشرف، بتقديم الشيخ محمّد علي الأوردبادي، بحجم الربع، 224 صفحة، جاء في آخر المطبوع ما يأتي: (يقول الفقير إلى اللّه الغني شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه منها إلّا قليلاً من أوّلها نسخته من نسخة أُخرى، واتّفق الفراغ بعون اللّه تعالى في الثامن من شهر رجب من السنة الرابعة والخمسين بعد الثلاثمائة والألف من الهجرة المقدّسة، بمشهد سيّدي ومولاي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)).

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 187، فهرس التراث 1: 301 فهرس المكتبة: تفسير وعلوم القرآن 5/ 118.

29 - تفسير العياشي: لأبي النضر محمّد بن مسعود السمرقندي بن عياش السلمي، النصف الأوّل استنسخه في شهر ربيع الآخر سنة 1353ه عن نسخة السيّد حسن الصدر وهي نسخة عتيقة سقيمة، صحَّحها بمراجعة تفسير البرهان والصافي عن العيّاشي وبقي الباقي، ثمّ قابلها بالنسخة المطبوعة مع السيّد أحمد المستنبط في سنة 1387ه، تسلسلها 1/1/1/42 ج، 3234 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 187، الذريعة 4: 295/ 1299، فهرس التراث :1 : 370، فهرس المكتبة تفسير وعلوم القرآن 93/4.

30- التمحيص: لأبي علي محمّد بن أبي بكر الإسكافي، استنسخها في شعبان سنة 1356 ه في كربلاء أيّام إقامته للزيارة، تسلسلها 3/11/2/2/271 ج، 3222/4 ق.

طبعت هذه النسخة في قم المقدسة بتحقيق مدرسة الإمام المهدي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، بحجم

ص: 47

وزيري، 80 صفحة.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 188، فهرس التراث 1: 381 فهرس المكتبة الحديث والدعاء، 204/8.

31 - (التنزيل والتحريف - كتاب القراءة – القراءات): لأبي عبد اللّه أحمد بن محمّد السياري، استنسخها في شوّال سنة 1365ه عن نسخة الشيخ محمّد بن طاهر السماوي، عن نسخة سقيمة جدّاً عند السيّد حسن الصدر في رمضان سنة 1346ه في بغداد بجانب الكرخ، تسلسلها 1/1/1/6/147ج، 3216/2 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 188، فهرس التراث 1 : 276، فهرس المكتبة: تفسير وعلوم القرآن 246/10.

32- التهاب نيران الأحزان ومثير الاكتئاب والأشجان لبعض الأصحاب من ق 7- ق10، استنسخها في جُمادي الأولى سنة 1369ه، تسلسلها 3/1/2/3/100 ج، 4 / 3226 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 178، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 206/8 وفيه سنة النسخ: 1367ه.

(ث)

33- الثاقب في المناقب: لأبي جعفر عماد الدين محمّد بن علي بن حمزة المشهدي الطوسي، استنسخها في صفر سنة 1377ه عن نسخة عتيقة، عليها النصّ بأنّ الحسن بن علي الطبري صرّح بالنسبة إلى المؤلّف في كتاب أسرار الإمامة، ونصّ بأنّ الكتاب

ص: 48

عارية من آقا ضياء النوري بخطّ السيّد حسن الصدر، ونصّ تملّك السيّد محمّد بن السيّد أحمد بن السيّد مصطفى في بغداد في سنة 1378ه، تسلسلها 1/2/3/111 ج، 3236 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 188، فهرس التراث 1: 577 فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 230/9.

34 - ثلاثة وسبعون حديثاً : مجهول المؤلّف، استنسخها في 1353ه، تسلسلها 3/1/2/3/104 ج.

فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 234/9.

(ج)

35 - جامع الأحاديث: للشيخ أبي محمّد جعفر بن أحمد بن علي القمي، من مشايخ الصدوق، استنسخها في شهر ربيع الأوّل سنة 1352ه عن نسخة بخطّ السيّد أبي القاسم الأصفهاني النجفي سنة 1339ه، تسلسلها 1/3/2/271 ج، 1/ 3222 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 189، فهرس التراث 1: 364، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 241/9.

36 - الجعفريات أو الأشعثيات: لمحمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي، استنسخها في ذي الحجّة سنة 1348 ه بالنجف الأشرف، وقابلها في محرّم سنة 1360ه مع نسخة الشيخ النوري، تسلسلها 16/1/2/2/98 ج، 2/ 3238 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 189 فهرس التراث 1 : 347، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 609/23.

ص: 49

(ح)

37- حاشية على المقدمة الثالثة من مقدمات دليل الانسداد: للسيّد علي الطباطبائي، تسلسلها 7/1/5/2/66ج.

فهرس المكتبة : أصول الفقه 71/3

(خ)

38- خصائص الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ): السيّد محمّد بن الحسين الموسوي (الشريف الرضي)، استنسخها في شهر رمضان سنة 1346ه عن نسخة الشيخ هادي كاشف الغطاء، تسلسلها 1/1/3/2/264 ج، 2/ 3235 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 189، فهرس التراث 1 : 459، الذريعة 7: 165 / 885 فهرس المكتبة الحديث والدعاء 316/12.

(د)

39 - دعائم الإسلام والحلال والحرام: للقاضي أبي حنيفة النعمان المغربي، استنسخها في صفر سنة 1354ه عن نسخة الميرزا عبد الحسين التبريزي، ونسخة السيّد علي أكبر بن الحسين القزويني في سنة 1285 ه، ثمّ قابلها الشيخ بالنسخة المطبوعة في مصر 1389ه، تسلسلها 1/7/2/390 ج، 3223 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 190، فهرس التراث 407:1، فهرس المكتبة : الفقه 196/8.

40 - الدعوات: لقطب الدين الراوندي، استنسخها في شعبان سنة 1373 ه عن نسخة مملوكة للشيخ محمّد رضا بن فرج اللّه، وهي نسخة المحدّث النوري، تملكها النوري في سنة 1278ه، وهي مع ملتقطات من أخبار خصال الصدوق في مجلّد،

ص: 50

تسلسلها 2/1/2/3/110 ج، 3207/4 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73-74: 190، فهرس التراث 1: 587، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 780/30.

41 - دلائل الإمامة: لمحمّد بن جرير الطبري، استنسخها في شوّال سنة 1367 ه عن نسخة السيّد حسين بن علي الهمداني، ونسخة الشيخ محمّد السماوي، و هما انتسخا نسختيهما من نسخة بخطّ الشيخ عبّاس القمّي، تسلسلها 2/1/3/2/270 ج، 3/ 3220 ق.

طبعت هذه النسخة سنة 1369ه في المكتبة الحيدرية بالنجف الأشرف، وفي سنة 1383ه، ط 2، بحجم الربع 320 صفحة، جاء في آخرها ما يلي: (هذا آخر ما كان، في نسخة العلامة الثقة الشيخ شير محمّد الهمداني الجورقاني حفظه اللّه تعالى).

تراثنا العدد المزدوج 73-74: 190، فهرس التراث 1: 360، الذريعة 8: 246 فهرس المكتبة : الحديث والدعاء 336/13.

(ر)

42 - رجال البرقي: لأحمد بن محمّد بن خالد البرقي استنسخها في شهر ربيع الأوّل سنة 1360 ه عن نسخة بخطّ السيّد أبي القاسم الأصفهاني سنة 1342ه، تسلسلها 43 / 3/13 /1/ 4 ج، 5/ 3215 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 191، فهرس المكتبة: التراجم والأنساب 60/3.

43 - رسالة :للشيخ محمّد هادي،الطهراني استنسخها في شهر رجب سنة 1339ه، تسلسلها 4 / 3258 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 191.

ص: 51

44 – رسالة: مجهولة المؤلّف، يستظهر أنّها للشيخ محمّد هادي الطهراني، تسلسلها 3258/5 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 191.

45 - رسالة مجهولة المؤلّف، يستظهر أنها للشيخ محمّد هادي الطهراني، تسلسلها 3258/6 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 192.

46 - رسالة في الأمر بين ترك الغضب وترك الصلاة للسيّد علي الطباطبائي، تسلسلها 6/1/5/2/66ج.

فهرس المكتبة : الفقه 318/12.

47 - رسالة أبي غالب الزراري: استنسخها في شعبان سنة 1357 ه عن نسخة الشيخ ميرزا محمّد الطهراني العسكري، نزيل سامراء، ثمّ قابلها على نسخة الشيخ عبد الحسين الطهراني بكربلاء في يوم عرفة بدون التاريخ، تسلسلها

43/ 1/ 1/1 /3 ج، 3227/3 ق.

تراثنا العدد المزدوج73- 74: 192، فهرس التراث 409:1، فهرس المكتبة التاريخ والجغرافية 124/5.

48 - رسالة في بيان حقيقة تنزيل الرضاع منزلة النسب: لمحمّد هادي بن محمّد أمين الطهراني، استنسخها في ذي الحجّة سنة 1339 ه، تسلسلها 1/1/5/2/66ج، 2 /3258 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 193، فهرس التراث 2: 240، فهرس المكتبة : الفقه 83/4.

ص: 52

49 - رسالة في تزويج أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ابنته من عمر بن الخطّاب: للسيّد علي بن الحسين الموسوي (علم الهدى المرتضى)، استنسخها في محرّم الحرام سنة 1347 ه، تسلسلها 103 /3 /2 /1 / 4 ج، 3219/4 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 192، فهرس التراث 503:1، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 353/14.

50 - رسالة في التعارض: للسيّد علي الطباطبائي، تسلسلها 5/1/5/2/66ج.

فهرس المكتبة: أصول الفقه 146/6.

51- رسالة في تعارض الأدلة وبيان الفرق بين الورود والحكومة: للشيخ هادي بن محمّد أمين،الطهراني، ضمن مجموعة، استنسخها في 1339ه.

الذريعة 11 : 149.

52 - رسالة في الحقّ: لمحمّد هادي بن محمّد أمين الطهراني، استنسخها في 1338ه، تسلسلها 3/1/5/2/66 ج.

فهرس المكتبة: أصول الفقه 111/5.

53 - رسالة في الخمس: للسيّد محسن بن السيّد محمّد تقي الكوهكمري، استنسخها في 1338ه في النجف الأشرف.

الذريعة 7: 1248/255.

54 - رسالة في علم الباري تعالى: فارسية، جاء في أوّلها: (در این ایام در صفحات زنجبار شخصي منكر علم خداوند (عزّوجلّ)....).

وجاء في آخرها : (اين مجملی است از احوال این دشمنان دین و تفصیل را در رساله بیان کرده ایم،وللّه الحمد، قد فرغ من تحريره العبد الجاني شير محمّد بن صفر

ص: 53

علي الهمداني، يوم الجمعة في 28 ذي القعدة من سنة 1341 ه)، والرسالة مجهولة المؤلّف، ويبعد أن تكون من تأليف الناسخ؛ لِما هو المعهود منه من كثرة النسخ وعدم التصريح بأنّها تأليفه، تسلسلها 3/ 3237 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 193.

55 - رسالة في الفرق بين الحق والحكم: لمحمّد هادي بن محمّد أمين الطهراني، 1339 ه، تسلسلها 4/1/5/2/66ج.

فهرس المكتبة: أصول الفقه 155/6.

56 - رسالة في القدر: للسيّد علي بن الحسين الموسوي (علم الهدى المرتضى)، بدون تاریخ تسلسلها 5/1/13/3/43ج.

فهرس المكتبة: العقائد والكلام 124/5.

57 - رسالة في نسب السيّد عبد العظيم الحسني: للوزير الصاحب بن عباد، استنسخها في شهر ربيع الآخر سنة 1346ه عن نسخة بخطّ ابن المحاسن (قدّس سِرُّه)، مع فوائد تاريخية بخطّه على النسخة، تسلسلها 7/1/2/2/10ج، 3219/7 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 193، فهرس التراث 1 : 432، فهرس المكتبة التراجم والأنساب 71/3.

(ز)

58 - الزام الناصب المفلح بن حسن الصيمري، استنسخها في جُمادي الأولى سنة 1347 ه عن نسخة بخطّ السيّد أبي القاسم الموسوي الأصفهاني النجفي في ربيع الأوّل سنة 1339ه، وهو تاريخ المحاصرة في النجف، ثمّ قابلها الشيخ في رجب سنة 1350 ه على نسخة تاريخها سنة 1036ه في دار الملك بشيراز، لم يذكر اسم الكتاب

ص: 54

على أصل الكتاب لكنّه أورده في ظهر المجموعة، تسلسلها 3211/2 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 178، فهرس التراث 1 : 768.

59 - كتاب الزهد: لأبي محمّد الحسين بن سعيد بن حماد بن مهران الأهوازي، استنسخها في محرم حرام سنة 1346 ه، تسلسلها 3/1/2/3/103ج، 3219/3ق.

طبعت هذه النسخة سنة 1399ه في قم المقدسة المطبعة العلمية، بتحقيق ميرزا غلام رضا عرفانیان، 107 صفحة.

تراثنا العدد المزدوج 73-74: 202، فهرس التراث 1: 269، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 376/14.

(س)

60 - سعد السعود : للسيّد علي بن موسى بن جعفر بن طاووس، استنسخها في شهر رجب سنة 1365 ه عن نسخة سقيمة فيها سقط وتصحيف كثير، ثم قال: (قابلتها في شوّال سنة 1365 ه بنسخة جيء بها من طهران، وهي أصل هذه النسخة، تاريخها سنة 1363ه)، تسلسلها 147 / 6/ 1/ 1 ج، 3216/1 ق.

طبعت هذه النسخة سنة 1369ه في المكتبة الحيدرية بالنجف الأشرف، بحجم الربع، 298 صفحة، جاء في آخر المطبوع منها ما يلي: (وقد قوبلت على نسخة العلامة الجليل الشيخ شير محمّد بن صفر علي الجورقاني أدام اللّه ظله في شهر ذي القعدة الحرام سنة 1365 في النجف).

تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 194، فهرس المكتبة: تفسير وعلوم القرآن 7 / 184.

ص: 55

(ش)

61 - شرح دعاء البهاء: لمحمّد هادي بن محمّد أمين الطهراني، بدون تاريخ، تسلسلها 16/1/8/3/93 ج.

فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 423/16.

62 - شرح قصيدة الأشباه: لمحمّد بن أحمد بن عبد اللّه البصري، المعروف بالمفجع، والقصيدة في 109 أبيات استنسخها في شوّال سنة 1354 ه عن نسخة بخطّ أحمد بن نجف علي الأميني التبريزي في سنة 1354 ه، وكان قد أهداها الشيخ الأميني الناسخ إلى الشيخ محمّد السماوي، تسلسلها 2/1/1/2/46ج، 3/ 3214ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 195، فهرس التراث 1 : 350، فهرس المكتبة الأدب 138/6.

63 - شرح عقائد الصدوق: للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان، استنسخها في ذي الحجّة سنة 1349ه، تسلسلها 271/ 31 / 1/ 4 ج، 5 / 3222 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 195، فهرس التراث 1: 473، فهرس المكتبة العقائد والكلام 178/7.

(ص)

64 - صحيفة الإمام الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ): استنسخها في جمادي الأولى سنة 1348ه، وقابلها بنسخة بخطّ عزير بن محمّد السمناني في سنة 971ه، وقد نقل الشيخ الناسخ زيادة هي ثلاثة أحاديث، قال إنّه وجدها في نسخة عتيقة، ولكن لم يعلم مراده منها، تسلسلها 5/1/2/2/97ج، 3212/6 ق.

ص: 56

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 196، فهرس التراث 1: 226 فهرس المكتبة الحديث والدعاء 437/17.

65 - صحيفة الإمام الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) : استنسخها في ذي الحجّة سنة 1363ه، في بلدة الكاظمية، عن نسخة بخطّ شاه محمّد القائيني سنة 948ه، ثمّ قابلها بنسخة مؤرّخة سنة 1044 ه في سنة 1369ه، تسلسلها 1/3/2/270 ج، 1 / 3220 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 196، فهرس التراث 1/ 226، الذريعة 15 : 18، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 442/17.

66 - الصراط المستقيم: لعلي بن يونس البياضي، استنسخها في صفر سنة 1362ه عن نسخة السيّد عبد اللّه بن السيّد نجف الرضوي في سنة 1256ه، عن نسخة مؤرّخة سنة 1061ه، تسلسلها 3218 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 – 74: 196، فهرس التراث 1: 771 فهرس المكتبة: العقائد والكلام 181/7.

67 - صفات الشيعة: لأبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه (الصدوق)، المتوفى سنة 381 ه، استنسخها في شهر الصيام من سنة 1354ه عن نسخة الشيخ أحمد بن نجف علي الأميني في ذي الحجّة من سنة 1353ه، تسلسلها 1/1/1/2/46ج، 3214/2 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73-74: 197، فهرس التراث 1: 423، فهرس المكتبة العقائد والكلام 191/8.

ص: 57

(ط)

68 - طرف من الأنباء والمناقب في شرف سيّد الأنبياء والأطائب: لعلي بن موسى بن طاووس، استنسخها في ذي القعدة من سنة 1346 ه عن نسخة الشيخ ميرزا محمّد علي الأوردبادي في سنة 1332 ه، تسلسلها 264 / 2 /3 /1 / 3 ج، 3235/4 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 197، فهرس التراث 1 : 658، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 18 / 480.

(ع)

69 - عيون المعجزات: حسين بن عبد الوهاب استنسخها في محرم سنة 1357ه، ولم يظهر مؤلّفه لديه عن نسخة عند السيّد حسين الهمداني في النجف، كانت مملوكة للشيخ الحرّ العاملي، تملكه في سنة 1087ه، تسلسلها 2/1/3/2/271ج، 3/ 3222 ق.

طبعت هذه النسخة سنة 1369ه في المكتبة الحيدرية بالنجف الأشرف، بتقديم الشيخ محمّد علي الأوردبادي، بحجم الربع، 142 صفحة.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 197، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 19 / 510.

(غ)

70 - الغيبة: محمّد بن إبراهيم النعماني قطعة منه، استنسخها في 1346ه، تسلسلها 1/1/2/3/103ج.

فهرس المكتبة : الحديث والدعاء 583/22.

ص: 58

(ف)

71 - الفرقة الناجية: للشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي، استنسخها في محرّم سنة 1361 ه، عن نسخة بخطّ فرج اللّه بن سالم البكاء الجزائري في سنة 951 ه، تسلسلها 1/13/3/44 ج، 3221/1 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 198، فهرس التراث: 1: 793، فهرس المكتبة العقائد والكلام 8 /198.

72 - الفصول المختارة عن كتابي المجالس والعيون والمحاسن للشيخ المفيد: للسيّد المرتضى الحسيني الموسوي، استنسخها في شهر ربيع الأوّل سنة 1350 ه عن نسخة السيّد أبي القاسم الأصفهاني النجفي، تسلسلها 3217/2 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 198، فهرس التراث 1: 474، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء، 530/20.

73- فضائل شهر رجب: لمحمّد بن علي بن بابويه (الصدوق)، تسلسلها 2/1/2/2/97 ج، 3212/3 ق. ج

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 198، فهرسالمكتبة: الحديث والدعاء 536/20.

74 - فضائل شهر رمضان: لمحمّد بن علي بن بابويه (الصدوق)، تسلسلها 4/1/2/2/97 ج، 5 / 3212 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 199، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 537/20.

ص: 59

75- فضائل شهر شعبان: لمحمّد بن علي بن بابويه (الصدوق)، تسلسلها 97 /2 /2 /1 /3 ج، 4 / 3212 ق. وهذه الكتب الثلاثة استنسخها في جُمادي الأولى سنة 1349 ه عن نسخة السيّد أبي القاسم الأصفهاني، والشيخ ميرزا محمّد الطهراني، ثمّ قابلها بنسخة أُخرى.

طبعت هذه النسخة للفضائل سنة 1412ه في بيروت في دار المحجّة البيضاء، بتحقیق میرزا غلام رضا عرفانيان، 155 صفحة.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 199، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 20 /538.

76 - فضائل الشيعة: للشيخ محمّد بن علي بن بابويه (الصدوق)، استنسخها في يوم الغدير من سنة 1367ه، تسلسلها 1/3/2/100 ج، 3226/1 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 199، فهر المكتبة: الحديث والدعاء 541/21.

77 - فلاح السائل ونجاح المسائل: للسيّد علي بن موسى بن طاووس، المجلّد الأوّل، استنسخها في جُمادي الآخرة سنة 1357 ه عن نسخة الشيخ ميرزا محمّد الطهراني العسكري، عن نسخة بخطّ محمّد جعفر بن محمّد كاظم الطباطبائي في سنة 1354 ه، عن نسخة بخطّ جعفر بن محمّد بن سويد بمحلة المفتدد (1) ببغداد في سنة 663 ه، تسلسلها 1/3/2/105 ج، 3232 ق.

طبعت هذه النسخة بطهران وجاء في آخر المطبوع منها ما يلي: (بخطّ الشيخ شير محمّد الهمداني في سنة 1357، وكان فيها زيادات مفقودة في الأولى، أثبتنا بعضها بين الهلالين، فقابلناهما معاً، فخرج من الطبع على أصحّ ما يمكن).

ص: 60


1- كذا والأصح (المقتدية) التي استحثها المقتدي باللّه.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 200، فهرس الستراث 1 : 659، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 546/21.

(ق)

78 - قرب الاسناد: لعبد اللّه بن جعفر الحميري، استنسخها في شهر ربيع الآخر سنة 1349 عن نسخة الميرزا محمّد علي الأُوردبادي، عن نسخة استُنسخت عن نسخة الميرزا حسين النوري، ثمّ قابلها في سنة 1359 ه بنسخة مؤرّخة سنة 1033 ه بخطّ زين الدين بن محمّد بن الحسن العاملي.

وفي آخر النسخة ما نصه: (هذا ما وجدته بخطّ ابن إدريس، وعليه أيضاً بخط الأصل الذي نقلتها منه كان فيه لحن صريح وكلام مضطرب، فصورته على ما وجدته خوفاً من التغيير والتبديل، وكان الفراغ من تسويد بياضه ظهر السبت 13 الأوّل سنة 977 ه على يد أحمد بن محمّد بن يحيى الأوالي). تسلسلها ربيع 1/2/2/97 ج، 3212/1 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 200، فهرس التراث 1: 310، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 576/22.

79 - قضاء حقوق المؤمنين: للشيخ سديد الدين أبي علي بن طاهر الصوري، استنسخها في محرّم سنة 1368 ه، تسلسلها 1/1/2/3/100ج، 3226/2 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 202، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 27 / 580.

ص: 61

(ك)

80- كامل الزيارات: لأبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، استنسخها في ذي الحجّة سنة 1345 ه، وقابلها بنسخة مؤرّخة سنة 1347ه، وبنسخة مؤرّخة سنة 1083ه، وبنسخة السيّد حسن الصدر، تسلسلها 1/3/2/263 ج، 3210 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 200، فهرس، التراث 1 : 411، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 602/23.

81- كتاب في الاستخارات: للسيّد علي بن موسى بن طاووس، استنسخها في شهر ربيع الأوّل سنة 1382 ه عن نسخة السيّد مرتضى الحسيني النجومي الكرمانشاهي، التي كتبها في التاريخ نفسه أيضاً عن نسخة الشيخ محمّد السماوي في شعبان سنة 1335ه، عن نسخة قديمة وصفها بقوله : (وفرغ من كتابتها على نسخة قديمة لعلّها في زمن مصنّفها (رَحمهُ اللّه)، إلّا أنّها سقيمة)، تسلسلها 1/2/3/110ج، 3207/1 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 177 17، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 607/23.

82 - كتاب سلام بن أبي عمرة (عميرة): من الأصول الأربعمائة، استنسخها في شهر ربيع الآخر سنة 1346ه، تسلسلها 103/3 /2 / 1 / 5 ج، 5 / 3219 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 202، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 622/24.

83 - كتاب في معجزات الأئمّة الإثني عشر: لمحمّد بن صالح الغراوي، استنسخها في جمادي الآخرة سنة 1366 ه عن نسخة عتيقة، لعلّها نسخت منذ ثلاثمائة سنة أو أزيد، جاء به العالم الجليل الميرزا محمّد الطهراني من طهران، ثمّ قابله

ص: 62

مع الشيخ حسن علي الهمداني، تسلسلها 1/1/3/2/270 ج، 3220/2 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 203، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 29/ 739.

84 - كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) : لأبي عبد اللّه محمّد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي، استنسخها في ذي القعدة سنة 1347ه، وعلى النسخة صورة تملك عبد اللّه بن فتح اللّه بن عبد الملك بن إسحاق بن عبد الملك بن فيحان في سنة 887ه، وصورة تملك محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن فتح اللّه ابن فيحان في سنة 957ه، تسلسلها 1/2/2/96، 3211/1 ق.

تراثنا العدد المزدوج73- 74: 203، فهرس التراث 1: 653، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 642/24.

(م)

85- ما نزل من القرآن في أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ): لأبي عبد اللّه الحسين بن الحكم الحبري، استنسخته عن نسخة الدكتور حسين علي محفوظ قدمها للشيخ (رَحمهُ اللّه) السيّد محمّد حسين الجلالي فاستنسخها.

تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 161، وصرح بعدم وجودها في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).

86 - ما وجد من كتاب درست بن أبي منصور: استنسخها في شعبان سنة 1354ه عن نسخة بخطّ علي أكبر بن الحسين الحسيني في سنة 1286ه، عن نسخة في آخرها ما نصّه: (قوبل مع نسخة في آخرها: فرغت من نسخة من أصل أبي الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن أيوب القمي، سماعاً له عن الشيخ أبي محمّد هارون بن

ص: 63

موسى بن أحمد التلعكبري أيّده اللّه، بموصل في يوم الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي القعدة سنة 374)، تسلسلها 2/1/2/3/104، 3230/3.

تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 201، فهرس التراث 1: 179 فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 619/23، وفيه سنة النسخ: 1352ه.

87- مجموعة: تحتوي على فوائد متفرقة، منها قطعة من مبحث التعارض، منقولة عن الشيخ محمّد هادي الطهراني صاحب محجّة العلماء، استنسخها في 1339ه، تسلسلها 1/8/3/93 ج، 3259 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 203، فهرس التراث 2: 241، فهرس المكتبة: أصول الفقه 181/7.

88 – المحتضر: للشيخ الحسن بن سليمان بن محمّد الحلي، استنسخها في ذي الحجة سنة 1362 ه عن نسخة بخطّ السيّد محمّد صادق بحر العلوم في سنة 1362 ه، عن نسخة بخطّ الشيخ محمّد السماوي، تسلسلها 1/1/13/3/43ج، 3215/2 ق.

طبعت هذه النسخة سنة 1370ه في المكتبة الحيدرية بالنجف الأشرف بحجم رقعي، 167 صفحة، جاء في آخر المطبوع منها ما يلي: (يقول الفقير إلى اللّه الغني شير محمّد بن صفر علي الهمداني :الجورقاني: هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه منها، واتّفق الفراغ بعون اللّه تعالى يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر ذي الحجّة من سنة 1362، بمشهد سيدي ومولاي أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)).

تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 204، فهرس التراث 1: 750، فهرس المكتبة: العقائد والكلام 235/9.

ص: 64

89- مختصر أصل علاء بن رزين: استنسخها في شهر ربيع الآخر سنة 1346ه عن نسخة بخطّ حسين الأهري في سنة 1337ه، عن خط محمّد بن خط محمّد بن المكّي، عن خطّ محمّد بن إدريس سنة 860ه، تسلسلها 103/ 3 / 2/1/8 ج، 3219/8 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 204، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 25/ 674.

90 - مختصر البصائر: للحسن بن سليمان الحلي استنسخها في شعبان سنة 1346 ه عن نسخة محمّد قاسم بن شجاع الدين النجفي في سنة 1079ه، تسلسلها 1/3/2/264، 3235/1 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 205 فهرس، المكتبة: الحديث والدعاء 25/ 675.

91 - مختصر في المواليد أوله : (أخبرنا الإمام الفاضل العلامة محب الدين أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن الحسين ابن النجار البغدادي المحدّث بالمدرسة الشريفة المستنصرية...) استنسخها في ذي القعدة سنة 1361 ه، تسلسلها 43 /3 /13 /1 / 2 ج، 3/ 3215 ق.

طبعت هذه النسخة سنة 1370ه في المكتبة الحيدرية بالنجف الأشرف في ذيل کتاب (الفصول العشرة في الغيبة للشيخ المفيد) بعنوان (مواليد الأئمّة (عَلَيهِ السَّلَامُ)) ومن دون ذكر اسم المؤلّف، وجاء في آخرها - بعد الزيادة - : يقول الفقير إلى اللّه الغني شير محمّد ابن صفر علي الهمداني :الجورقاني: هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه النسخة منها، واتفق لي الفراغ -بعون اللّه تعالى - في الخامس من شهر ذي القعدة، من سنة إحدى وستين بعد الثلاثمائة والألف من الهجرة المقدسة، بمشهد سيدي ومولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام، وأما أوّلها فتبدأ بالسند الوارد

ص: 65

في سائر النسخ المطبوعة، وهو رواية ابن النجار عن مشايخه.

تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 205، فهرس التراث 1 : 356 فهرس المكتبة: التاريخ والجغرافية 179/7.

92 - المزار: لمحمّد بن جعفر المشهدي استنسخها في شوّال سنة 1359ه عن نسخة مملوكة للشيخ محمّد علي الأُوردبادي، وقال عنها الناسخ: (نسخة عتيقة جيّدة ذهب عنها أوراق من أوّلها وآخرها ومن أثنائها، قد تمّمها الشيخ الجليل الشيخ عبّاس القمّي أطال اللّه بقاء....)، وإليك نصّ ما كتبه الشيخ القمّي: (قد وقع الفراغ من تتميم استكتاب هذه النسخة الشريفة التي تدعى بالمزار الكبير في اصطلاح صاحب البحار، في يوم الجمعة السادس عشر من محرّم الحرام كتبها... عبّاس بن محمّد رضا القمّي... سنة 1320 ه )، تسلسلها 1/2/3/106 ج، 3228 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 205، فهرس التراث 1: 607، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 26 /685.

93 - المسائل الحاجبية (العكبرية): لمحمّد بن محمّد بن النعمان (المفيد)، وهي إحدى وخمسون مسألة سأل الحاجب بها الشيخ المفيد (رَحمهُ اللّه)، استنسخها في شعبان سنة 1356ه في كربلاء، أيام إقامته للزيارة، عن نسخة جاء في آخرها : (هذا آخر ما نقلنا من المسائل المسماة ب المسائل العكبرية، وذلك في سنة 1219ه )، تسلسلها 5/1/3/2/271ج، 3222/6 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 206، فهرس التراث 1 : 478، فهرس المكتبة: العقائد والكلام 10 / 248.

ص: 66

94 - المسائل العشرة في الغيبة: للشيخ المفيد، محمّد بن محمّد بن النعمان (المفيد)، استنسخها في محرّم الحرام سنة 1363 ه عن نسخة الشيخ ميرزا محمّد الطهراني، والسيّد محمّد صادق بحر العلوم. تسلسلها 1/13/3/43 ج، 1/ 3215 ق.

طبعت هذه النسخة سنة 1370 ه المكتبة الحيدرية بالنجف الأشرف، بحجم الربع 70 صفحة بضميمة دعوات الرواندي ومواليد الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، جاء في آخر المطبوع ما يلي: (يقول الفقير إلى اللّه الغني شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: قد نسخت هذه النسخة إلى أوائل الفصل السادس من نسخة العالم الجليل الميرزا محمّد الطهراني، المقيم بسامرّاء، وباقيها من نسخة العالم النبيل السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم، واتّفق لي الفراغ بعون اللّه تعالى يوم 14 من محرّم 1363، بمشهد سيّدي ومولاي أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)).

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 206، فهرس المكتبة: العقائد والكلام 201/8.

95 - المسترشد في الإمامة: لأبي جعفر الطبري الإمامي، استنسخها في محرّم الحرام سنة 1348 ه عن نسخة بخطّ السيّد محمّد رضا بن أبي القاسم بن فتح اللّه بن نجم الدين الملقب بآغا ميرزا الحسيني الخلخالي الاسترآبادي الحلي أخيراً، المتوفى بعد الثلاثمائة والألف، تسلسلها 2/1/2/2/95، 3229/3 ق.

طبعت هذه النسخة في المكتبة الحيدرية بالنجف الأشرف، بتقديم آغا بزرك الطهراني، بحجم الربع، 170 صفحة.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 207، فهرس التراث 1 : 361، الذريعة :21: 9 / 3690، فهرس المكتبة : العقائد والكلام 252/10.

ص: 67

96 - مستطرفات السرائر: لمحمّد بن إدريس الحلّي، بدون التاريخ، تسلسلها 1/7/2/7/388، 3243/1 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 207، فهرس التراث 1 : 610، فهرس المكتبة : الفقه 653/25.

97 – المسلسلات: للشيخ أبي محمّد جعفر بن أحمد القمّي، استنسخها في جمادي الآخرة سنة 1352ه، تسلسلها 104 / 3 / 2 / 1 / ج 5، 3230/5 ق. طبعت هذه النسخة سنة 1369 ه بطهران، وجاء في آخر المطبوع منها ما يأتي: (يقول شير محمّد بن صفر علي الهمداني :الجورقاني: هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه النسخة منها، واتّفق لي الفراغ في السادس والعشرين من جمادي الثانية سنة 1352 من الهجرة المقدسة، بمشهد سيّدي ومولاي علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يقول شير محمّد: قابلت هذه النسخ بنسخة عتيقة، لعلها كتبت منذ ستمائة سنة أو ما قاربها، وهي أصل أصل هذه النسخة، يقول شير محمّد: ثم عثرت على نسخة الأصل، وهي مطابقة للمتن).

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 208، فهرس التراث 1: 364 فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 691/26.

98 - مشكاة الأنوار في غرر الأخبار: للشيخ أبي الفضل علي بن الحسن بن الفضل الطبرسي، استنسخها في شهر ربيع الآخر سنة 1367 ه عن نسخة بخطّ هادي الحسيني الكوبناني في سنة 1115ه، تسلسلها 100 / 3 / 2/1/2، 3226/3 ق.

وطبعت هذه النسخة محققة في سنة 1423ه من قبل مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لإحياء التراث في قم المقدسة في مجلدين يقع المجلد الأوّل في 425 ص، والمجلد الثاني في 505 ص، وزيري.

ص: 68

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 208، فهرس التراث 1: 621 فهرس المكتبة الحديث والدعاء 710/28.

99 - مصادقة الإخوان: للشيخ لمحمّد بن علي بن بابويه (الصدوق)، استنسخها 99 في شهر ربيع الآخر سنة 1349 ه عن نسخة بخطّ السيّد أبي القاسم الأصفهاني سنة 1339ه، تسلسلها 1/1/2/2/97 ج، 3212/2 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 208، فهرس التراث 1 425 فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 358/14.

100 - مصباح الأنوار في فضائل الأئمّة الأطهار (عَلَيهِم السَّلَامُ): للشيخ هاشم بن محمّد، المجلد الأول، استنسخها في شهر رجب سنة 1356 ه عن نسخة قال إنها عتيقة، لعلّها كتبت منذ ثلاثمائة سنة أو أزيد، تسلسلها 1/9/6/43 ج، 3224 ق.

تراثنا العدد المزدوج73 -74: 209، فهرس التراث 1: 574، الذريعة 21: 4136/103، فهرس المكتبة: التاريخ والجغرافية 196/8.

101 - مصباح الأنوار في فضائل إمام الأبرار (عَلَيهِم السَّلَامُ) : المجلد الثاني للشيخ هاشم بن محمّد، استنسخها في محرّم الحرام سنة 1351 ه، وكتب عليه ما نصه: (قطعة من كتاب في الإمامة لأحد علمائنا المتقدّمين، وأظن قوياً أنّه تأليف الشيخ الثقة الجليل أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري الإمامي، مؤلف كتاب المسترشد وغيره، نسختها من قطعة عتيقة، لعلها كتبت منذ أربعمائة سنة أو أزيد...).

ثم عدل عما تقدم، وكتب ما نصّه: (يقول شير محمّد: قد وصل إلىَّ المجلّد الأوّل من هذا الكتاب وتبيّن أنّ هذه القطعة قطعة من كتاب مصباح الأنوار، تأليف: الشيخ

ص: 69

الفاضل الجليل الشيخ هاشم بن محمّد، على ما ذكره العلامة المجلسي وصاحب الوسائل، ويظهر من نفس الكتاب أيضاً؛ حيث قال في غير موضع قال هاشم بن محمّد)، تسلسلها 1/9/6/44 ج، 3225 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 209، فهرس التراث 1: 574، الذريعة 21: 4136/103، فهرس المكتبة: التاريخ والجغرافية 8 /195.

102 - مصباح الزائر وجناح المسافر: للسيّد علي بن موسى بن جعفر بن طاووس، استنسخها في جمادي الآخرة سنة 1372 ه، ثمّ قابلها بنسخة عتيقة تاريخها سنة 1084 ه مع الشيخ معراج الهمداني، تسلسلها 1/3/2/272 ج، 3209 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 210 فهرس التراث 1 : 660، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 715/28.

-103 - مقتصب الأثر في النص على الأئمّة الإثني عشر (عَلَيهِ السَّلَامُ): لأبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عياش الجوهري، استنسخها في جمادي الأولى سنة 1346 ه عن نسخة بخطّ السيّد حسّون الشهير ب: (البراقي النجفي)، في سنة 1312 ه، عن نسخة عبود بن الشيخ مهدي بن عبد الغفّار القزويني، ثمّ قابلها بنسخة بخطّ علي محمّد بن محمّد جعفر بن محمّد رحيم بن محمّد صالح بن محمّد شفيع بن حسن علي النجف آبادي الأصفهاني في سنة 1346ه، عن نسخة محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الكريم في سنة 575ه، تسلسلها 103 / 3 / 2/ 1 /9ج، 321/9 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 210، فهرس التراث 456:1، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 772/30.

ص: 70

104 - المناقب والمثالب: للقاضي أبي حنيفة النعمان المغربي، استنسخها في شوّال سنة 1370 ه عن نسخة جيّدة عتيقة، إلا أوراقاً من أوائلها، تسلسلها 1/9/5/32 ج، 3233/1 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 210، فهرس التراث 407:1، فهرس المكتبة التاريخ والجغرافية 207/8.

(ن)

105 - نهج الإيمان في المناقب والإمامة: للشيخ زين الدين علي بن يوسف بن جبير، استنسخها في جمادي الآخرة سنة 1378 ه عن نسخة عتيقة جدا، لعلها انتسخت منذ ستمائة سنة أو أزيد، والنسخة ناقصة منها، فصول تسلسلها 1/13/5/119 ج، 3208 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 211، فهرس التراث 1 : 695، الذريعة 2169/411:24. فهرس المكتبة العقائد والكلام 11 / 285.

106 – النوادر: لأبي الرضا فضل اللّه بن علي الراوندي، استنسخها في ذي القعدة سنة 1361ه، وفيها مواضع سقط، تسلسلها 119 /3 /13 /1 / 3 ج، 4 / 3215 ق.

طبعت هذه النسخة سنة 1370ه في المكتبة الحيدرية بالنجف الأشرف، بحجم رقعي، ضمن مجموعة، 56 صفحة، جاء في آخرها ما يأتي: (يقول الفقير إلى اللّه الغني شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه النسخة منها واتفق لي الفراغ بعون اللّه تعالى في غرّة شهر ذي القعدة من سنة 1361، بمشهد سيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)).

ص: 71

تراثنا العدد المزدوج 73-74: 212، فهرس التراث 1: 579 الذريعة :24 : 337/ 1781 فهرس المكتبة: التاريخ والجغرافية.212/8.

107 - نوادر الأثر في على خير البشر: لأبي محمّد جعفر بن أحمد بن علي القمّي، نزيل الري، استنسخها في شهر ربيع الآخر سنة 1347 ه عن نسخة بخطّ السيّد أبي القاسم الأصفهاني 1304 ه أو 1044 ه، تسلسلها 1/1/2/2/95ج، 3229/2ق.

تراثنا العدد المزدوج 73-74: 212، فهرس التراث 1: 364، فهرس المكتبة الحديث والدعاء 839/33.

108 - نوادر علي بن أسباط: من الأصول الأربعمائة، استنسخها في شهر ربيع الآخر سنة 1346ه، تسلسلها 103 / 3 / 2 /1 /6ج، 3219/6 ق.

تراثنا العدد المزدوج73- 74: 212، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 806/31.

109 - النوادر من كتاب من لا يحضره الفقيه : لمحمّد بن علي بن بابويه (الصدوق)، بدون،تاریخ، تسلسلها 3 / 3243 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 7: 213 فهرس التراث 2 : 499.

( ه)

11 – الهداية: للحسين بن حمدان الخصيبي، مرتّب على أسماء النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و وفاطمة الزهراء (عَلَيهَا السَّلَامُ) والأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، استنسخها في شهر رجب سنة 1358ه في النجف الأشرف، وقد علق على مواضع كثيرة منها تعليقات نافعة، تسلسلها 2/1/1/1/43ج، 3227/2 ق.

ص: 72

تراثنا العدد المزدوج 73- 74: 213، فهرس التراث 1: 401، فهرس المكتبة: التاريخ والجغرافية 214/8، وفيه تاريخ النسخ: 1357ه.

(ي)

111 – اليقين: للسيّد علي بن موسى بن جعفر بن طاووس، استنسخها في شهر ربيع الأوّل سنة 1347 ه عن نسخة بخطّ محمّد كاظم بن محمّد زمان الأنصاري سنة 1044ه، تسلسلها 1/2/2/95، 3229/1 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 -74: 213. فهرس التراث 1: 661، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 892/35.

ص: 73

مكتبته

بعد ما عرفت مؤلّفاته (رَحمهُ اللّه) ومستنسخاته رغبت في إدراج بعض المعلومات عن مكتبته التراثية، وإليكها

1 - أنّ غالب النسخ الموجودة فيها بخطّ مؤسسها (رَحمهُ اللّه)، سوى اثنتين هما:

أ- المحاسن: لأحمد بن أبي عبد اللّه البرقي استنسخه بخطّ النسخ الشيخ حسن علي الهمداني سنة 1344ه، وصحّحه الشيخ شير محمّد الهمداني ثلاث مرات: مرة بنسخة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء، وأخرى بنسخة مؤرّخة سنة 1077ه -وهي التي اشتراها السيّد أبو الحسن الأصفهاني من كتب السيّد أبي تراب الخوانساري - وثالثة بنسخة مؤرّخة سنة 1088ه، وكان التصحيح مع الشيخ حسن علي الهمداني، تسلسلها 1/3/2/283 ج، 3231 ق.

تراثنا العدد المزدوج 73 - 74: 204، فهرس التراث 1: 290، فهرس المكتبة: الحديث والدعاء 671/25.

ب - نور العيون في تلخيص سيرة الأمين المأمون محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): هو ملّخص عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير والأصل والاختصار كلاهما لابن سيد الناس، كتابته سنة 1183 ه، رآه الشيخ آغا بزرك الطهراني في مكتبته في النجف الأشرف، كما صرح بذلك في كتابه ذيل كشف الظنون 112، تسلسلها 3/1/3/2/268ج.

فهرس المكتبة التاريخ والجغرافية 213/8.

2- إنّ عدد مستنسخاته فيها بضميمة الأصول الستة عشر هو (126) نسخة كما بيناه، وعدد مؤلّفاته (رَحمهُ اللّه) هو (26) نسخة، ومع نسختي المحاسن ونور العيون يكون

ص: 74

مجموعها هو (154) نسخة، يضمها (39) مجلداً، منها (17) كتاباً مستقلا، و (22) مجلداً منها مجاميع ضمت ما بين كتابين إلى تسعة كتب كلها موجودة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين(عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف سوى كتاب كلمة الحق، وحواشيه على بعض الكتب من مؤلّفاته، وكتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) من مستنسخاته.

3- توفي الشيخ (رَحمهُ اللّه) في 28 جمادي الآخرة من سنة 1390 ه، وابتيعت مكتبته من قبل مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف بعد وفاته (رَحمهُ اللّه) بعام واحد وبقيمة (50) دينار عراقي - حينها كان لهذا المبلغ قيمة عالية - بمساعي ثلاثة من العلماء وهم: سماحة المحقق آية اللّه السيّد محمّد مهدي الخرسان (دام ظله) الذي أخبرني بانتقالها، والشيخ محمود بن الشيخ معراج الهمداني، وثالث ذكره لي سماحة السيّد الخرسان (دام ظلة) ونسيت اسمه لعله الشيخ حسن الهمداني.

4 - اعتمد الشيخ أغا بزرك الطهراني (رَحمهُ اللّه) على مكتبته في كتابيه الذريعة والطبقات (1)، وذكر منها 16 مستنسخاً في الذريعة، دون مؤلّفاته سوى كتاب (كلمة الحق)، وهذا مما يستدرك عليه.

5- طبع من مستنسخاته بحسب ما أحصيت لمطبوعها (18) كتاباً، وقد أشرت إلى ذلك في محله عند تعداد مستنسخاته.

ص: 75


1- طبقات أعلام الشيعة في 9: 175.

ص: 76

حول الكتاب

اسم الكتاب

(سند الخصام)، كما في ديباجته، إذ قال (رَحمهُ اللّه) : (هذه أحاديث شريفة انتخبتها... ووسمته بسند الخصام)، وكتبَ في آخر كتاب مستدرك حديث السقيفة وعلى غلاف النسخة بمجلديها ما نصّه: (سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام).

عدد أحاديثه

مجموع الأحاديث الواردة فيه (3649) حديثاً، أما تعاليق المؤلّف (رَحمهُ اللّه) فقد بلغت (126) تعليقة، وتفصيلها كالتالي:

1 - الجزء الأول: عدد الأحاديث (547)، وتعليقاته (30).

2 - الجزء الثاني: عدد الأحاديث (746)، وتعليقاته (11).

3 - الجزء الثالث: عدد الأحاديث (896)، وتعليقاته (61).

4- الجزء الرابع : عدد الأحاديث (573)، وتعليقاته (17).

5 - الجزء الخامس : عدد الأحاديث (468)، وتعليقاته (3).

6 - الجزء السادس : عدد الأحاديث (419)، وتعليقاته (4).

ص: 77

تاريخ تأليفه

لم يصرح المؤلِّف (رَحمهُ اللّه) بتاريخ فراغه من الجزء الأول، لكنه صرح في بقية الأجزاء، وتواريخها كالتالي:

1 - الجزء الخامس: فرغ منه في آخر شهر ربيع الأوّل سنة 1376ه.

2 - الجزء السادس : فرغ منه في 3 شهر شوّال سنة 1376ه.

3 - الجزء الرابع: فرغ منه في 14 من جمادي الأولى سنة 1377ه.

4- الجزء الثاني: فرغ منه في 21 شهر ذي القعدة سنة 1378ه.

5 - الجزء الثالث: فرغ منه في 14 شهر جمادي الآخرة سنة 1382ه. ه

6- مستدرك حديث السقيفة: فرغ منه في 19 شهر صفر من سنة 1383ه.

ويعلم من المجموع أنّ مُدّة تأليف الكتاب بلغت (7-8) سنوات.

منهج المؤلّف (رَحمهُ اللّه)

صرح (رَحمهُ اللّه) بمنهجه في المقدمة بنحو إجمالي، فقال في ديباجة الجزء الأوّل، كما في بقية أجزائه: (هذه أحاديث شريفة انتخبتها من الجزء الأوّل من مسند الإمام أحد أئمّة القوم، أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل، وأوردتها كما أوردها ورواها من غير تغيير ووسمته بسند الخصام) واختار جملة من الأحاديث منها:

1 - ما يخص النبيّ (رَحمهُ اللّه) من معاجز وفضائل ومناقب وصفات ودعاء وغيرها.

2 - ما يخص جملة من الأحاديث التي تنافي عصمة النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كسهوه ونومه عن الصلاة وغيرها، وإظهار مقدار الإساءة الشخص النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ).

ص: 78

3 - ما يخص الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) من مناقب و فضائل و التعريف بمنزلته عند النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وغيرها، وكذا الصديقة الزهراء (عَلَيهَا السَّلَامُ) والإمامين الحسنين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ).

4 - ما يخص الأئمّة الاثني عشر (عَلَيهِم السَّلَامُ) وكونهم من قريش.

ه ما يخص أخبار الإمام المهدي (عَجَّلَ اللّهُ تَعَالَي فَرَجَهُ الشَریف).

6- ما يخص فضائل بعض الصحابة (رضیَ اللّهُ عنهُ).

7 - ما يخص مثالب جماعة من الصحابة واجتهادهم مقابل النص على لسان بعض المحدِّثين.

8 -ما يخص جملة من الأحاديث العقائدية كزيارة القبور والتوسل والشفاعة وغيرها.

9 - ما يخص جملة من أحاديث الفقه المقارن، وجملة من المشتركات بيننا وبين القوم.

وغير هذا مما يطول المقام بذكرها.

وأخيراً استدرك المؤلّف (رَحمهُ اللّه) على حديث السقيفة - من كتب العامة والخاصة - الوارد في مسند الإمام أحمد في الجزء الأوّل صفحة 55.

ص: 79

ص: 80

وقفة مع الكتاب

عزيزي القارئ الكريم أحببت أن أُطلعك على أهم الخطى التي صادفت تحقيقي لهذا الكتاب والذي استمر زهاء سنتين وثلاثة أشهر أوّلاً بأوّل:

فمنذ سنوات ومن خلال عملي بتحقيق بعض الآثار المخطوطة، كان يراودني تحقيق كتاب (الكلم الطيّب والغيث الصيّب) للسيّد صدر الدين علي خان الشيرازي المدني (ت 1120ه) وهو في الأدعية والأحراز، وفي شهر ربيع الثاني من سنة 1427ه أسعفت سؤلي وحققت مأمولي باستشارة خبير التراث ومنهله العذب سماحة المحقّق آية اللّه السيّد محمّد مهدي نجل السيّد حسن الخرسان (دام ظلّه) فأرشدني سماحته لتحقيق كتاب (سند الخصام) لمؤلِّفه الشيخ شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني (رَحمهُ اللّه)، وذلك لأسباب منها :

عدم تحقيق وطبع مؤلّفاته من قبل ذوي الاختصاص، سوى ما طُبع من مستنسخاته في النجف الأشرف، ومنها: أن المؤلّف (رَحمهُ اللّه) بلا عقب؛ ولئلا يكون مغمور الذكر، ولغيرها من الأسباب - وقد ظهرت لك مكانته من خلال سرد مؤلّفاته و مستنسخاته (رَحمهُ اللّه) -.

وطالما ذكره السيّد الخرسان (دام ظلّه) على لسانه بكثرة، وكان يُسمِع عن حقِّه وفضله ومساهمته بحفظ التراث القاصي والداني، كنت وبصراحة لا أعرف شيئاً عن

ص: 81

مكانته لولا ذكر سماحة السيّد الخرسان (دام ظلّة) له، فخيّرت نفسي بين القبول والرد، فرأيت أنّ أمره،مطاع، وفي كل حين كنت أسمع منه (دام ظلّه) عن المؤلّف (رَحمهُ اللّه) ما يشدني لبدء العمل بتحقيق الكتاب.

بدأت... في الأيام الأولى من تحقيق الكتاب، بعد صلاة الفجر، جال فكري بحثاً عن مصادر ترجمة المؤلّف (رَحمهُ اللّه)، وكان أمامي حينها عِدَّة من الكتب من بينها مجلة تراثنا (العدد المزدوج (73-74)، فتناولتها من دون قصد ولا اختيار، فوجدت ضالتي فيها بمقالة وافية في ترجمة المؤلّفة (رَحمهُ اللّه) بلغت مائة صفحة، كتبها الشيخ محمّد باقر الأنصاري، فعجبت لهذا الاتفاق الذي اعتبرته بادرة خير لإتمام التحقيق.

صرت اختلف إلى سماحة السيّد الخرسان (دام ظلّه) لاستعارة بعض مصادر التحقيق وللاستفهام عن كل مبهم في طريقي لتحقيقه، وعملته منفرداً مدّة سنة وتسعة أشهر بين مد وجزر وذلك للظروف القاهرة التي مرت على بلدنا العزيز، ورغم ذلك تابعت سنن الطريق في تحقيقه وأنجزت ثلثيه.

في أثناء عملي في مكتبة الروضة العباسية المقدَّسة – الواقعة في صحن سيّدي ومولاي أبي الفضل العباس (عَلَيهِ السَّلَامُ) - لتحقيق كتاب المجالس الحسينية للشيخ محمّد الحسين آل كشف الغطاء (رَحمهُ اللّه)، وبعد إتمامه عرضتُ على إدارة المكتبة أن أُتمم تحقيق كتاب (سند الخصام) ونشره باسم مكتبة الروضة العباسيّة المقدسة، فأجابوني بالقبول، وكان ذلك في شهر صفر الخير من سنة 1429ه.

في آخر ليلة من شهر ربيع الثاني من سنة 1429ه، وفي مكتبة الروضة العباسيّة المقدَّسة أجهدت نفسي فيه إلى صلاة الفجر، بعدها نمتُ فرأيت رؤيا تدل على منزلة المؤلّف (رَحمهُ اللّه)، فأحببت أن أسرد مضمونها، بعد ما أخبرت سماحة السيّد

ص: 82

الخرسان (دام ظلّه) فاستعبر لذكراه، وأشار عليَّ بذكرها في مقدمة الكتاب، وهي كما يأتي:

رأيت فيما يرى النائم: أن ورقة بيضاء ساطعة النور، سقطت عليّ من السماء، مكتوب فيها بخطّ الشيخ أغا بزرك الطهراني (رَحمهُ اللّه)، ما يأتي:

الشيخ شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني المتوفّى سنة 1390ه، الوارد على زيارة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و بعد وفاته بثلاث، ثمّ على موسى كليم اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، والراد على علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ).

والحمد للّه ربّ العالمين

ص: 83

ص: 84

النسخة المعتمدة

نسخة الأصل المكتوبة بخطّ المؤلّف (رَحمهُ اللّه) وعليها تعاليقه موجودة في مكتبة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، وهي بمجلدين، وتسلسلها 1/2/3/107 للأوّل، و 112 / 3 / 2 / 1 للثاني، وهي بخطّ النسخ وقياسها 17،5×22سم، وعدد أسطر الصفحة فيها مختلف بين 21-25.

يقع المجلد الأوّل منها في 305 ق ويحتوي على الجزء الأوّل في 61 ق، والجزء الثاني في 64،ق، والجزء الثالث في 90،ق، ومستدرك حديث السقيفة في 90 ق.

زوّدني بمصورته المحقّق التحرير آية اللّه السيّد محمّد مهدي نجل السيّد حسن الخرسان (دام ظلّه).

ويقع المجلد الثاني في 175 ق، ويحتوي على الجزء الرابع في 68 ق، والجزء الخامس في 65 ق، والجزء السادس في 42 ق.

زودني بمصوّرته الأستاذ علي جهاد الحساني مدير مكتبة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف.

ص: 85

ص: 86

منهجية التحقيق

1 - قابلت نسخة الكتاب مع ثلاث طبعات من مُسندَ الإمام أحمد بن حنبل وهي كالتالي:

أ- طبيعة دار صادر - بيروت، وهي مصوّرة عن الطبعة الميمنية - مصر سنة 1313ه، والمطبوع بها مشها كتاب منتخب كنز العمال لعلاء الدين المتقي الهندي، 6 أجزاء، ورمزت لها ب(المصدر) وللمخطوطة ب(الأصل).

ب - طبعة دار المعارف - مصر 1373ه، ط 4، تحقيق أحمد محمّد شاكر، ورمزت لها ب (طبعة شاكر).

ج- طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت 1415ه، ط3، 9 أجزاء.

وأُشرت لموارد الاختلافات بين النسخ في الهامش مع إثبات ما ذكره المؤلّف (رَحمهُ اللّه) من ذلك

2- ترقيم أحاديث الكتاب على النحو التالي: الرقم الأوّل هو رقم الحديث من كتابنا هذا، والثاني هو رقم الجزء من الطبعة الميمنية، والثالث هو رقم الصفحة فيها وأما بعض الأرقام الموجودة في الهامش من الجزء الأوّل والثاني فهو لرقم الحديث في طبعة أحمد محمّد شاكر.

ص: 87

3- لم آل جهداً في تخريج أحاديث الكتاب المنتخبة من المسند، وذلك اعتماداً على تحقيق أحمد محمّد شاكر للمسند، فإنه أغنى الباحثين بذلك.

4- وللمؤلف كتاب (مستدرك حديث السقيفة)، محله بعد الجزء الثالث، قابلته مع مصادره الأصلية، جعلته في آخره حذراً من تشويش أرقام الأحاديث.

5 - قمت بتخريج الآيات القرآنية وجعلتها بين قوسين مزهرين «».

6 - ما أضفته من المصادر والعناوين جعلته بين [] وأشرت لذلك في محله.

7- ولأمانة النقل التي اتصف بها المؤلّف (رَحمهُ اللّه) فإني إتبعته بالصلاة البتراء كما هي في المسند. (1)

8- من المعلوم أنّ الطبعة الميمنية للمسند فيها الكثير من الألفاظ مرسومة دون تنقيط أو همزة، وبعضها رسمت مختزلة، فأثبت رسمها الصحيح الكامل، أرجو أن لا أكون خالفت المؤلّف (رَحمهُ اللّه).

9 - قمت بشرح غريب الألفاظ معتمداً على الكتب اللغوية المعروفة كلسان العرب والصحاح والقاموس المحيط وغيرها.

10 - في الجزء الأوّل والثاني من كتابنا هذا استفدنا من تعاليق العلامة أحمد محمّد شاكر على الأحاديث لأهميتها ورمزت لها ب(شاكر)، وما بعده فتحقيقنا.

11 - تفضل علينا سماحة العلامة السيّد محمّد علي الحلو دام عزه بتعاليق على بعض أحاديث الكتاب بدأتها بكلمة (توضيح) ومجموعها (28) تعليقة.

12 - ارتأيت أن أعمل فهرساً موضوعياً في آخر الكتاب تسهيلاً لأمر الباحث الكريم.

ص: 88


1- قال القندوزي: وفي جواهر العقدين والصواعق المحرقة: روي عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: «لا تُصلُّوا علىّ الصلاة البتراء». قالوا: وما الصلاة البتراء يا رسول الله؟ قال: «تقولون : اللهم صلّ على محمّد وتسكتون بل قولوا اللهم صل على محمّد وعلى آل محمّد».

عرفان وشكر

عرفاناً بالجميل المسدى إليَّ، وإيماناً بالحديث الوارد عن الإمام الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ): «من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر اللّه (عزّوجلّ)». (1)

رأيت أن أشكر من آزرني لتحقيق هذا الكتاب فجزاهم اللّه جميعاً أفضل جزاء المحسنين، وهم:

1 - سماحة سيّدي المحقِّق آية اللّه السيّد محمّد مهدي نجل السيّد حسن الخرسان (دام ظلّة) الذي أرشدني إلى تحقيق هذا الكتاب، وزوّدني بمصوّرة المجلد الأوّل، و واكب معي طريق التحقيق أولاً بأوّل بالفوائد والمصادر وحثني على السير في تحقيقه.

2 - الأستاذ علي جهاد الحساني مدير مكتبة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في النجف الأشرف، الذي زوّدني بمصوّرة المجلد الثاني.

3- إدارة الروضة العباسيّة المقدّسة المتمثِّلة بسماحة العلامة السيّد أحمد الصافي الموسوي دام عزه، وإدارة قسم الشؤون الفكرية فيها المتمثِّلة بفضيلة السيّد ليث الموسوي، وإدارة المكتبة فيها المتمثلة بفضيلة السيّد نور الدين الموسوي؛ لتبني إتمام تحقيق هذا الكتاب ونشره.

ص: 89


1- عيون أخبار الرضا: 27/1 - 2.

4 - سماحة العلامة السيّد محمّد علي الحلو دام عزه؛ لتعاليقه على بعض أحاديث الكتاب.

5- سماحة الشيخ حمزة السلامي (أبو العرب) المصحح اللغوي للكتاب.

6- كل من ساهم معي لمقابلة نسخة الكتاب وهم عِدّة وبالخصوص أمّ ولدي جعفر.

7- زميلاي في العمل - بمكتبة الروضة العباسيّة المقدسة - الأخوان : محمّد الوكيل وبلال الخفاجي لمساعدتهم على إتمام التحقيق.

8- :الأخوان : السيّد نوّار الحسيني وعدي الأسدي المخرجان الفنيان للكتاب فإليهم مني جميعاً أسمى آيات الشكر والعرفان.

ص: 90

وختاماً

ألتمس من إخواني المؤمنين، ولاسيما أهل البحث والتحقيق، أن ينبهوني على ما قد يجدونه من الخطأ غير المقصود مما جرى به القلم وزاغ عنه البصر، فإنّ الإنسان الغلط والنسيان والكمال اللّه والعصمة لأهلها، والحمد للّه الذي بنعمته تتم موضع الصالحات.

حُرِّرَ في النجف الأشرف ليلة المبعث الشريف

ليلة 27 من شهر رجب الأصب سنة 1429ه

وكَتَبَ محقِّق الكتاب

أحمد علي مجيد الحلي مولداً

النجفي منشأ ومسكناً ومدفناً إن شاء اللّه تعالى. (1)

ص: 91


1- ولدت في ليلة المبعث الشريف وهي ليلة 27 من الأصب سنة 1 سنة 1391ه، في مدينة الحلة السيفية بمحلة الجباويين بجوار مرقد الشيخ جعفر بن الحسن الهذلي المعروف بالمحقق الحلي (رَحمهُ اللّه)، وهاجرت إلى مدينة النجف الأشرف مع والدي في سنة 1397ه وأنا منذ هجرتي إليها متنعم بحسن جوار مولاي علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ).

ص: 92

نماذج من النسخة المعتمدة

ص: 93

ص: 94

الصورة

ص: 95

الصورة

ص: 96

الصورة

ص: 97

الصورة

ص: 98

الصورة

ص: 99

الصورة

ص: 100

الصورة

ص: 101

الصورة

ص: 102

الصورة

ص: 103

الصورة

ص: 104

منشورات

مَکْتَبَة و دَار مَخْطُوطَات

3

العَتَبَةُ العَبَاسِيَةُ المُقَدَّسَةِ

سَنَدُ الْخِصَامِ

في مَا انْتُخِب مِنْ مُسَنَدِ الإِمَامِ اَحْمَدِ بْنِ حَنْبَل

تَألِيفْ: الحُجَّة الشِّيْخ شِير محمّد بْنِ صفَر عَلِى الهَمَدَانِي

1302 - 1390ه

الجزء الأوّل

تحقيق: اَحْمَد عَلى مَجِيد الحِلى

ضودق عليه من قبل

وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة

ص: 105

ص: 106

مقدمة المؤلّف

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه ربّ العالمين والصلاة على خير خلقه محمّد وآله الطاهرين ولعنة اللّه على أعدائهم أجمعين، يقول الفقير إلى اللّه الغني شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذه أحاديث شريفة انتخبتها من الجزء الأوّل من مسند الإمام أحد أئمّة القوم، أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل، وأوردتها كما أوردها، ورواها من غير تغيير ووسمته ب(سندالخصام).

ص: 107

ص: 108

المنتخب من مسند أبي بكر الصديق

1 - [3/1] حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا وكيع قال: قال إسرائيل : قال أبو إسحاق: عن زيد بن يثيع، عن أبي بكر :

«أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لا بعثه ببراءة لأهل مكة لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنّة إلا نفس مسلمة، من كان بينه وبين رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مدة فأجله إلى مدته، واللّه بريء من المشركين ورسوله، قال: فسار بها ثلاثاً، ثم قال لعلي رضي اللّه تعالى عنه: الحقه، فرد عليّ أبا بكر وبلّغها أنت، قال: ففعل قال : فلما قدم على النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أبو بكر بكي، قال: يا رسول اللّه حدث في شيء؟

قال: ما حدث فيك إلا خير، ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني». (1)

2 - [ يقول شير محمّد الهمداني]: وأورده في [79/1] حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أثيع رجلٍ من همدان:

«سألنا عليا بأي شيء بعثت ؟ - يعني يوم بعثه النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مع أبي بكر في الحجّة - قال: بعثت بأربع: لا يدخل الجنّة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عهد فعهده إلى مدته، ولا يحجّ المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا». (2)

ص: 109


1- ح : 4، إسناده صحيح، زيد بن يشيع تابعي ثقة، ويقال في اسم أبيه: (أثيع) أيضاً. (شاكر)
2- ح : 594، من مسند علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) إسناده صحيح، أبو إسحاق هو السبيعي. (شاكر)

3 – [6/1] حدّثنا عبد اللّه، قال : حدّثني أبي، قال: حدّثنا يعقوب، قال: حدّثنا أبي، عن صالح، قال ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أنّ عائشة (رضیَ اللّهُ عنهُ) زوج النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أخبرته :

«أنّ فاطمة بنت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سألت أبا بكر بعد وفاة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مما أفاء اللّه عليه، فقال لها أبو بكر أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: لا نورث ما تركنا صدقة، فغضبت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتّى توفيت قال: وعاشت بعد وفاة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ستة أشهر، قال: وكانت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك... الحديث». (1)

المنتخب من مسند عمر بن الخطاب

4 - [1 / 17] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، قال: حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: حدّثنا معمر، عن الزهري، عن ربيعة بن درّاج:

«أنّ عليا صلّى بعد العصر ركعتين، فتغيّظ عليه،عمر، وقال : أما علمت أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان ينهانا عنها». (2)

5 - [28/1] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا جعفر بن عون، أنبأنا أبو عميس، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال:

ص: 110


1- ح: 25، إسناده صحيح، يعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، صالح: هو ابن كيسان المدني (شاكر)
2- ح: 106.

«جاء رجل من اليهود إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين، إنكم تقرؤون آية في کتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لا تخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: وأيّ آية هي؟ قال: قوله: «اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي» (1)... الحديث». (2)

يقول شير محمّد: وأورده في ص 39 أيضاً بأدنى اختلاف وفيه «أنّ اليهود قالوا لعمر... الحديث».

6 - [33/1] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن أبي ثور، عن ابن عباس (رضیَ اللّهُ عنهُ) قال:

«لم أزل حريصاً على أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) اللتين قال اللّه تعالى: «إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللّه فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما» (3) حتّى حجّ عمر وحججت معه، فلمّا كنّا ببعض الطريق عدل عمر وعدلت معه بالإداوة، فتبرز، ثمّ أتاني فسكبت على يديه فتوضّأ، فقلت: يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) اللتان قال اللّه تعالى: «وَإِن تَتُوبَا إِلَى اللّه فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما»؟ فقال عمر: واعجباً لك يا ابن عباس!- قال الزهري: كره واللّه ما سأله عنه ولم يكتمه عنه - قال : هي حفصة وعائشة... الحديث». (4)

ص: 111


1- سورة المائدة: 3.
2- ح : 188، إسناده صحيح أبو عميس بالتصغير هو : عتبة بن عبد اللّه بن عتبة المسعودي، والحديث رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، انظر تفسير ابن كثير 3:67. (شاکر)
3- سورة التحريم: 4.
4- ح: 222، إسناده صحيح ونقله ابن كثير في التفسير عن المسند 8: 408 - 410، وقال: وقد رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من طرق عن الزهري. (شاكر)

المنتخب من مسند علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)

7- [76/1] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا هشام، عن قتادة، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، عن علي، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«بول الغلام ينضح عليه، وبول الجارية يغسل»

قال قتادة : هذا ما لم يطعما، فإذا طعما غسل بولهما. (1)

8- [77/1] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني نصر بن علي الأزدي، أخبرني علي بن جعفر ابن محمّد بن علي بن الحسين بن علي، حدّثني أخي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن حسين، عن أبيه عن جدّه:

«أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أخذ بيد حسن و حسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) فقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة». (2)

يقول شير محمّد: وأورده ابن قولويه في (كامل الزيارات) بسند آخر عن نصر بن علي (3)، وابن بابويه في المجلس السادس من أماليه بسند آخر عن نصر بن علي الجهضمي (4)، ورواه محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتاب (كفاية الطالب)

ص: 112


1- ح: 563، إسناده صحيح أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي، بصري ثقة والحديث رواه أيضاً الترمذي وقال: حسن صحيح. (شاکر)
2- ح: 576، إسناده حسن علي بن جعفر: لم يذكره أحد بجرح ولا توثيق. أخوه موسى هو : موسى الكاظم (شاكر)
3- كامل الزيارات: 117.
4- أمالي الصدوق: 299.

بسند آخر عن نصر بن علي، وذكر أن نصر بن علي الجهضمي شيخ الإمامين البخاري ومسلم. (1)

9 – [78/1] حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا ابن طيعة، حدّثنا عبد اللّه (2) بن هبيرة السبائي، عن عبد اللّه بن زرير الغافقي، عن علي، قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها». (3)

10 - [78/1] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مُعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن مغيرة، عن أم موسى، عن علي، قال:

«ما رمدت منذ تفل النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في عينّي». (4)

11 - [1/ 78] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني محمّد بن أبي بكر المقدمي، حدّثنا هارون بن مسلم، حدّثنا القاسم بن عبد الرحمن، عن محمّد بن علي، عن أبيه، عن علي، قال: قال لي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«يا علي أسبغ الوضوء، وإن شق عليك، ولا تأكل الصدقة، ولا تنز الحمير على الخيل، ولا تجالس أصحاب النجوم». (5)

12 – [1 / 84] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا عبد الملك، عن

ص: 113


1- كفاية الطالب : 26.
2- في المطبوع (عبيد اللّه).
3- ح: 577، إسناده صحيح عبد اللّه بن هبيرة السياميّ الحضرمي المصري المصري: ثقة معروف عبد اللّه بن زرير الغافقي المصري: تابعي ثقة. (شاكر).
4- ح: 579، إسناده صحيح، مغيرة: هو ابن مقسم الضبي أم موسى: هي سرية علي. (شاكر) سرية علي أي حارية علي.
5- ح: 582، محمّد بن علي: هو الباقر، أبوه زين العابدين: ثقة. هارون بن مسلم هو صاحب الحناء أبو الحسين العجلي وثقه الحاكم وابن حبان وابن خزيمة. (شاكر)

أبي عبد الرحيم الكندي، عن زاذان أبي عمر، قال:

«سمعت علياً في الرحبة وهو ينشد الناس من شهد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يوم غدير خم وهو يقول: ما قال؟ فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنّهم سمعوا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه». (1)

13 – [1 / 84] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا ابن نمير، حدّثنا الأعمش، عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش قال: قال علي:

«واللّه إنّه مما عهد إلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنّه لا يبغضني إلا منافق، ولا يحبني إلا مؤمن». (2)

يقول شير محمّد: ذكر الشيخ منتجب الدين بن بابويه فيما أضافه إلى أربعينه، بإسناد ذكره، عن محمّد بن منصور الطوسي يقول : كنا عند الشيخ أحمد بن حنبل، فقال له رجل:

«يا أبا عبد اللّه ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أنّ علياً قال: أنا قسيم الجنّة والنار؟ فقال: ما تنكر من هذا؟ أليس قد روينا أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال لعلي : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق قلنا: بلى قال: فأين المؤمن؟ قال: في الجنّة قال: فأين

ص: 114


1- ح: 641، إسناده ضعيف؛ لجهالة بعض رواته. زاذان أبو عمر الكندي الكوفي الضرير: تابعي ثقة. وأما متن الحديث فإنّه صحيح ورد من طرق كثيرة، ذكر المناوي في شرح الجامع الصغير في الحديث رقم 9000 عن السيوطي أنه قال (حديث متواتر) وطرقه أو أكثرها في مجم الزوائد 9: 103 - 109. خُم: واد بين مكة والمدينة عند الجحفة، به غدير عنده خطب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ). (شاکر)
2- ح: 642، إسناده صحيح عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي: تابعي ثقة، وكونه كان شيعياً لا يؤثر في روايته إذا كان ثقة صادقاً، والحديث رواه مسلم 1: 35 من طريق الأعمش. (شاكر)

المنافق؟ قال: في النار. قال: فإذاً علي قسيم الجنّة والنار» (1)

وروى البخاري في صحيحه عن أم سلمة «رض» قالت: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : «لا يجب علياً منافق ولا يبغضه مؤمن»

وروى مسلم في صحيحه عن أمير المؤمنين قال: «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنّه لعهد النبي إليّ أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق». (2)

وقال ابن أبي الحديد في الجزء الرابع من شرح النهج ص 364 من طبع مصر : وقد اتفقت الأخبار الصحيحة التي لا ريب فيها عند المحدِّثين على أن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال: «لا يبغضك إلا منافق ولا يحبك إلا مؤمن». (3)

وقال في الجزء الثامن من شرح النهج ص 308 طبع مصر: وفي الخبر الصحيح المتفق عليه إنّه: «لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق». (4)

وذكر النجاشي في الفهرست ص 281 في ترجمة محمّد بن عمر الجعابي - في جملة كتبه : كتاب طرق من روى عن أمير المؤمنين: «إنّه لعهد النبي الأمي إلى أنّه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق». (5) وفي كتاب (الإستيعاب) لابن عبد البر في ترجمته: وروى طائفة من الصحابة إنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال لعلي: «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق» وكان علي يقول: «واللّه إنّه لعهد النبي الأمي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق». (6)

ص: 115


1- الأربعون حديثا : 86.
2- صحیح مسلم: 61/1.
3- شرح نهج البلاغة: 830/4 طبعة دار إحياء الكتب العربية/ قم.
4- شرح نهج البلاغة: 119/8.
5- رجال النجاشي: 395 تحت رقم 1055.
6- الإستيعاب : 37/3.

روى الشيخ المفيد في السدس الأخير من كتاب أماليه بإسناد ذكره عن عمران بن الحصين، عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في حديث إنه قال لعلي: «لا تجزع فو اللّه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق». (1)

14 – [1 / 84] حدّثنا عبد اللّه، حدّثنا أبي، حدّثنا أسباط بن محمّد، حدّثنا نعيم بن حكيم المدائني، عن أبي مريم، عن علي، قال:

«انطلقت أنا والنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حتّى أتينا الكعبة، فقال لي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : اجلس وصعد على منكبي، فذهبت لأنهض به، فرأى مني ضعفاً فنزل، وجلس لي نبي اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقال : اصعد على منكبي، قال: فصعدت على منكبيه، قال: فنهض بي قال: فإنّه يخيّل إلي أنّي لو شئت لنلت أفق السماء، حتّى صعدت على البيت، وعليه تمثال صفراً ونحاس (2)، فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه، حتّى إذا استمكنت منه قال لي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : اقذف به فقذفت به، فتنکس كما تنكس (3) القوارير، ثمّ نزلت فانطلقت أنا ورسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) نستبق، حتّى توارينا بالبيوت، خشية أن يلقانا أحد من الناس». (4)

ص: 116


1- أمالي الشيخ المفيد: 308.
2- في المطبوع: (صفر أو نحاس).
3- في المطبوع: (فتكسر كما تتكسر).
4- ح: 644، إسناده صحيح، نعيم بن حكيم المدائني، وثقه ابن معين وغيره، وترجم له البخاري في التاريخ الكبير 99/2/4 فلم يذكر فيه جرحاً. أبو مريم هو الثقفي المدائني، وهو ثقة، وترجم له البخاري أيضاً 151/1/4 فلم يذكر فيه جرحاً. والحديث في مجمع الزوائد 6: 23 قال فيه: ورجال الجميع ثقات. أفق السماء: ناحيتها. الصُفر: ضرب من النحاس أزاوله: أعالجه وأحاوله (شاكر)

15 - [1/ 84] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا فضل بن دكين، حدّثنا ياسين العجلي عن إبراهيم بن محمّد بن الحنفية، عن أبيه، عن علي قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«المهدي منّا أهل البيت، يصلحه اللّه في ليلة».(1)

16 - [1/ 84] بإسناد ذكره [ حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا محمّد بن عبيد حدّثنا شرحبيل بن مدرك الجعفي، عن عبيد اللّه بن نجي الحضرمي، عن أبيه ] قال: قال لي علي:

«كانت لي من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) منزلة لم تكن لأحد من الخلائق... الحديث». (2)

17 - [85/1] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا شرحبيل ابن مدرك عن عبد اللّه بن نجي، عن أبيه : أنه سار مع علي - وكان صاحب مطهرته - فلمّا حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي:

«اصبر أبا عبد اللّه اصبر أبا عبد اللّه بشط،الفرات قلت : وماذا؟ قال: دخلت على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي اللّه أغضبك أحد، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بل قام من عندي جبريل قبل فحدّثني أنّ الحسين يقتل بشط الفرات قال: فقال: هل لك إلى أن أشمك من تربته؟ قال: قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم املك عينيّ أن فاضتا». (3)

18 - [85/1] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري،

ص: 117


1- ح: 645، إسناده صحيح، ياسين العجلي: صالح ليس به بأس ترجم له البخاري في التاريخ الكبير 429/2/4 ولم يذكر فيه جرحاً. إبراهيم بن محمّد ابن الحنفية: وثقه العجلي وابن حبان وترجمه البخاري 317/1/1 (شاکر)
2- ح: 647، إسناده صحيح، شرحبيل بن مدرك الجعفي الكوفي : ثقة. (شاكر)
3- ح: 648، إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 9: 187 :وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزاز والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد بحي هذا. (شاكر)

أنبأنا الأزهر بن راشد الكاهلي، عن الخضر بن قوّاس (1)، عن أبي سخيلة قال: قال علي:

«ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب اللّه تعالى، حدّثنا بها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ «وما أصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَة فَبَمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير» (2) وسأفسرها لك يا :علي ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فيها كسبت أيديكم واللّه تعالى أكرم من أن يثني عليهم العقوبة في الآخرة، وما عفا اللّه تعالى عنه في الدنيا فاللّه تعالى أحلم من أن يعود بعد عفوه». (3)

19 - [86/1] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب عن علي قال:

«لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشدّ الناس يومئذ بأساً». (4)

20 - [86/1] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا إسحاق بن عيسى الطباع، حدّثني يحيى بن سليم، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن عبيد اللّه بن عياض بن عمر والقاري قال:

«جاء عبد اللّه بن شداد فدخل على عائشة (رضیَ اللّهُ عنهُ) - ونحن عندها جلوس - مرجعه من العراق ليالي قتل علي فقالت له: يا عبد اللّه بن شداد هل أنت صادقي عما أسألك عنه؟ تحدّثني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي؟ قال: وما لي لا أصدقك ! قالت: فحدّثني عن قصتهم، قال: فإنّ علياً لمّا كاتب معاوية وحكم

ص: 118


1- في المطبوع: (القوّاس).
2- سورة الشورى: 30.
3- ح: 649، إسناده حسن أزهر بن راشد الكاهلي: ضعفه ابن معين ترجم له البخاري في التاريخ الكبير 455/1/1. (شاكر)
4- ح: 654، إسناده صحيح. (شاكر)

الحكمان خرج عليه ثمانية آلاف من قرّاء الناس، فنزلوا بأرض يقال لها : حروراء من جانب الكوفة، وإنّهم عتبوا عليه فقالوا انسلخت من قميص ألبسكه اللّه تعالى واسم سماك اللّه تعالى به، ثم انطلقت فحكمت في دين اللّه، فلا حكم إلا اللّه تعالى، فلمّا أن بلغ علياً ما عتبوا عليه وفارقوه عليه، فأمر مؤذناً فأذّن، أن لا يدخل على أمير المؤمنين إلا رجل قد حمل،القرآن، فلمّا أن امتلأت الدار من قرّاء الناس دعا بمصحف إمام عظیم فوضعه بين يديه فجعل يصكه بيده ويقول:

أيها المصحف حدّث الناس! فناداه الناس فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما تسأل عنه ؟ إنما هو مداد في ورق! ونحن نتكلم بما روينا منه ! فماذا تريد؟ قال: أصحابكم هؤلاء الذين خرجوا، بيني وبينهم كتاب اللّه، يقول اللّه تعالى في كتابه في امرأة ورجل: «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنهَا فَابْعَثُوا حَكَما مِن أَهلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصلَاحاً يُوَفِّق اللّهُ بَينَهُمَا» (1) فأمة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أعظم دماً وحرمة من امرأة ورجل، ونقموا علي أن كاتبت معاوية كتب علي بن أبي طالب، وقد جاءنا سهيل بن عمرو ونحن مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بالحديبية حين صالح قومه قريشاً، فكتب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : بسم اللّه الرحمن الرحيم، فقال سهيل: لا تكتب بسم اللّه الرحمن الرحيم، فقال: كيف نكتب؟ فقال : اكتب باسمك اللهم، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : فاكتب محمّد رسول اللّه، فقال : لو أعلم أنك رسول اللّه لم أخالفك، فكتب: هذا ما صالح محمّد بن عبد اللّه قريشاً، يقول اللّه تعالى في كتابه: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّه أَسْوَةٌ حَسَنَةٌ لَمَنْ كَانَ يَرْجُو اللّه وَاليَوْمَ الآخِرَ» (2) فبعث إليهم علي عبد اللّه بن عباس، فخرجت معه، حتّى إذا توسطنا عسكرهم قام ابن الكواء يخطب الناس، فقال يا حملة القرآن إن هذا

ص: 119


1- سورة النساء: 35.
2- سورة الأحزاب: 21.

عبد اللّه بن عباس، فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرفه من كتاب اللّه ما يعرفه به هذا ممن نزل فيه وفي قومه «قَوْمٌ خَصمُونَ» (1) فردوه إلى صاحبه، ولا تواضعوه كتاب اللّه، فقام خطباؤهم فقالوا: واللّه لنواضعنه كتاب اللّه فإن جاء بحق تعرفه لتتبعنه وإن جاء بباطل لنبكتنه بباطله، فواضعوا عبد اللّه الكتاب ثلاثة أيام، فرجع منهم أربعة آلاف كلهم تائب، فيهم ابن الكواء، حتّى أدخلهم على علي الكوفة، فبعث علي إلى بقيتهم فقال: قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم، فقفوا حيث شئتم حتّى تجتمع أمة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، بيننا وبينكم أن لا تسفكوا دماً حراماً أو تقطعوا سبيلاً أو تظلموا،ذمة، فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء، إنّ اللّه لا يحب الخائنين، فقالت له عائشة: يا ابن شداد فقد قتلهم، فقال: واللّه ما بعث إليهم حتّى قطعوا السبيل وسفكوا الدم واستحلّوا أهل الذمة، فقالت: اللّه؟ قال: اللّه الذي لا إله إلا هو لقد كان قالت : فما شيء بلغني عن أهل الذمة يتحدثونه، يقولون: ذو الثدي وذو الثدي؟ قال: قد رأيته وقمت مع علي عليه في القتلى، فدعا الناس فقال: أتعرفون هذا؟ فما أكثر من جاء يقول: قد رأيته في مسجد بني فلان يصلّي، ورأيته في مسجد بني فلان يصلّي، ولم يأتوا فيه بثبت يعرف إلا ذلك، قالت: فما قول على حین قام عليه كما يزعم أهل العراق؟ قال: سمعته يقول: صدق اللّه ورسوله، قالت: هل سمعت منه أنّه قال غير ذلك؟ قال: اللهم لا، قالت: أجل صدق اللّه ورسوله يرحم اللّه علياً، إنّه كان من كلامه لا يرى شيئاً يعجبه إلا قال: صدق اللّه ورسوله فيذهب أهل العراق يكذبون عليه ويزيدون عليه في الحديث !». (2)

ص: 120


1- سورة الزخرف: 58.
2- ح: 656، إسناده صحيح، عبيد اللّه بن عیاض: تابعی ثقة. عبد اللّه بن شداد بن الهاد: تابعي ثقة أيضاً. قوله : لا تواضعوه كتاب اللّه: أصل المواضعة المراهنة، فهو يريد تحكيم كتاب اللّه في المجادلة فكانّهم وضعوه حكماً بينهم. الثَبَت: الحجّة والبينة. (شاكر)

21 - [1/ 88] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي قال:

«بعثني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى اليمن فقلت: يا رسول اللّه، إنك تبعثني إلى قوم هم أسن مني لأقضي بينهم قال اذهب، فإنّ اللّه تعالى سيثبت لسانك ويهدي قلبك». (1)

22 - وأورده في [83/1] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثني يحيى، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي قال:

«بعثني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى اليمن وأنا حديث السن، قال: قلت تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث ولا علم لي بالقضاء؟ قال: إنّ اللّه سيهدي لسانك ويثبت قلبك قال : فما شككت في قضاء بين اثنين بعد». (2)

23 – [88/1] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا الربيع - يعني ابن أبي صالح الأسلمي - حدّثني زياد بن أبي زياد: سمعت علي بن أبي طالب ينشد الناس فقال:

«أنشد اللّه رجلاً مسلماً سمع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول يوم غدير خم ما قال ؟ فقام اثنا عشر بدرياً فشهدوا». (3)

ص: 121


1- ح: 666، إسناده صحيح رواه الترمذي 2: 277 وحسّنه. (شاكر)
2- ح: 636، إسناده ضعيف لانقطاعه أبو البختري هو سعيد بن فيروز، وهو ثبت لم يسمع من علي شيئاً. (شاكر) روى الحديث ابن ماجة 3: 26 من طريق الأعمش به ورواه أحمد في مسنده بإسنادين آخرين متصلين ح: 666 كما تقدّم و ح: 690 بترقيم طبعة شاكر.
3- ح: 670 إسناده صحيح، الربيع بن أبي صالح الأسلمي: وثقه ابن معين وابن حماد، والحديث في مجمع الزوائد 9:106 - 107 وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات. (شاكر)

24 - [88/1] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدّثنا إسماعيل بن مسلم العبدي، حدّثنا أبو كثير مولى الأنصار، قال:

«كنت مع سيدي مع علي بن أبي طالب حيث قتل أهل النهروان، فكأنّ الناس وجدوا في أنفسهم من قتلهم، فقال علي : يا أيّها الناس، إن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قد حدّثنا بأقوام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة، ثم لا يرجعون فيه أبداً حتّى يرجع السهم على فوقه، وإنّ آية ذلك أنّ فيهم رجلاً أسود مخدج اليد، إحدى يديه (1) كثدي المرأة، لها حلمة كحلمة ثدي المرأة، حوله سبع هلبات، فالتمسوه، فإني أراه فيهم، فالتمسوه فوجدوه إلى شفير النهر تحت القتلى، [ فأخرجوه] فكبّر على فقال : اللّه أكبر صدق اللّه ورسوله، وإنّه لمتقلد قوساً له عربية، فأخذها بيده فجعل يطعن بها في مخدجته ويقول صدق اللّه ورسوله، وكبّر الناس حين رأوه واستبشروا، وذهب عنهم ما كانوا يجدون». (2)

25 – [1 / 89] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حماد، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن محمّد بن علي (رضیَ اللّهُ عنهُ)، عن أبيه قال:

«كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ضخم الرأس، عظيم العينين هدب الأشفار، مشرب العين بحمرة، كث اللحية، أزهر اللون، إذا مشى تكفأ كأنّها يمشي في صعد، وإذا التفت التفت جميعاً ششن الكفين والقدمين». (3)

ص: 122


1- في المطبوع: (ثديه).
2- ح: 673، إسناده صحيح إسماعيل بن مسلم العبدي القاضي: ثقة أبو كثير مولى الأنصار: ذكره البخاري ولم يذكر فيه جرحاً. الفُوق موضع الوتر من السهم هَلَبات: شعرات -أو خصلات من الشعر -. في مخدجته: يريد بده المخدجة الناقصة. ( شاكر) ما بين المعقوفتين من المطبوع.
3- ح : 684، إسناده صحيح محمّد بن علي: هو ابن الحنفية وهو خال عبد اللّه بن محمّد محمّد بن عقيل هَذِب الأشفار: الأشفار : جمع (شفر) هو حرف جفن العين الذي ينبت عليه الشعر، وهدبه طول الشعر الذي ينبت عليه وكثرته والمراد به طويل شعر الأجفان. أزهر اللون: أبيض مستنير، وهو أحسن الألوان تكفا: تمايل إلى قدام الصَّعُدُ : الطريق صاعداً، والعقبة الشاقة. شئن الكفين والقدمين: الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين. (شاكر)

26 - [91/1] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني علي بن حكيم الأودي، أنبأنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن زيد بن وهب قال:

«قدم علي (رضیَ اللّهُ عنهُ)علی قوم من أهل البصرة من الخوارج، فيهم رجل يقال له: الجعد بن بعجة، فقال له اتق اللّه يا علي فإنّك ميت، فقال علي: بل،مقتول، ضربة على هذا تخضب هذه - يعني لحيته من رأسه - عهد معهود، وقضاء مقضي و خاب من افترى، وعاتبه في لباسه، فقال: ما لكم وللباس؟ هو أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي بي المسلم». (1)

27 - [91/1] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن أبي إسحاق قال: وذكر محمّد بن كعب القرظي، عن الحارث بن عبد اللّه الأعور قال:

« قلت: لآتين أمير المؤمنين فلأسألنه عما سمعت العشية، قال: فجئته بعد العشاء فدخلت عليه، فذكر الحديث، قال: ثم قال : سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : أتاني جبريل (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال : يا محمّد إن أمتك مختلفة بعدك، قال: فقلت له: فأين المخرج يا جبريل؟ قال: فقال: كتاب اللّه تعالى به يقصم اللّه كل جبّار، من اعتصم به نجا، ومن تركه هلك، مرتين قول فصل، وليس بالهزل، لا تختلقه الألسن، ولا تفنى أعاجيبه فيه نبأ ما كان قبلكم، وفصل ما بينكم، وخبر ما هو كائن بعدكم». (2)

ص: 123


1- ح:703، إسناده صحيح علي بن حكيم الأودي: ثقة شريك: هو ابن عبد اللّه الشخصي (شاكر)
2- ح : 704، إسناده ضعيف جداً من أجل الحارث الأعورا ؟. (شاكر) أقول: ما السبب الذي جعل أحمد شاكر يضعف سند الحديث؟ علماً أن الجواب معروف وذلك؛ لأنّ في رجال سند الحديث رجل شيعي واحد وهو الحارث الذي ضعّفهُ رجال السنة واتهموه بالكذب! والحارث الأعور: هو الحارث بن عبد اللّه بن كعب الهمداني، وهو من خواص علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولذلك ضعّفوه، قال عنهُ عبد الوهاب عبد اللطيف في ذيل قول ابن حجر (في حديثه ضعف) ما نصّه: الحارث الأعور الخار في الهمداني الحربي، كان الحارث فقيهاً فرضيّاً ويفضّل عليّاً على أبي بكر متشيعاً غالياً، والعلّة على من ردّد التشيع، وقد وثقه ابن معين، النسائي، وأحمد بن صالح، وابن أبي داود وغيرهم وتكلم فيه الثوري، وابن المديني، وأبو زراعة، وابن عديّ، والدارقطني أبو سعد وأبو حاتم، وغيرهم ومن جرحه أمّا؛ لتشيعه، وأمّا؛ لغير ذلك، غير مفسِّر الجرحه، والصحيح عند أرباب الصناعة أن التشيع وحده ليس بجرح في الرواية، والمدار على الظن بصدق الراوي أو كذبه، والجرح الذي لم يفسر لا يقبل، ولذا حمل قول من كذّبه على الكذب في الرأي والعقيدة، ولذا قال الذهبي: والجمهور على توهينه مع روايتهم لحديثه في الأبواب، انتهى كلامه ولقد أجاد وأنصف. انظر كتاب الغارات: 719/2 بالهامش.

28- [91/1] حدّثنا عبد اللّه، حدّثنا أحمد بن جميل أبو يوسف، أخبرنا يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل، عن زيد بن وهب قال:

«لمّا خرجت الخوارج بالنهروان قام علي في أصحابه فقال: إنّ هؤلاء القوم قد سفكوا الدم الحرام، وأغاروا في سرح الناس، وهم أقرب العدو إليكم وإن تسيروا إلى عدوكم أنا أخاف أن يخلفكم هؤلاء في أعقابكم، إنّي سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : تخرج خارجة من أمتي، ليس صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء ولا قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، يقرؤون القرآن يحسبون أنّه لهم وهو عليهم، لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، وآية ذلك أنّ فيهم رجلاً له عضد وليس لها ذراع عليها مثل حلمة الثدي عليها شعرات بيض لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم مالهم على

ص: 124

لسان نبيهم لا تكلوا على العمل، فسيروا على اسم اللّه... فذكر الحديث بطوله». (1)

يقول شير محمّد الهمداني: من هنا استنسخت من الطبعة الثانية من المسند.

29 – [92/1] حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني يحيى بن عبّاد ابن عبد اللّه بن الزبير عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير قال:

«واللّه إنّا لمع عثمان بن عفان بالجحفة، ومعه رهط من أهل الشام، فيهم حبيب بن مسلمة الفهري، إذ قال عثمان، وذكر له التمتع بالعمرة إلى الحجّ: إن أتم للحجّ والعمرة أن لا يكونا في أشهر الحجّ، فلو أخر تم هذه العمرة حتّى تزوروا هذا البيت زورتين كان أفضل، فإنّ اللّه تعالى قد وسع في الخير، وعلي بن أبي طالب في بطن الوادي يعلف بعيراً له، قال: فبلغه الذي قال عثمان، فأقبل حتّى وقف على عثمان، فقال: أعمدت إلى سنّة سنّها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ورخصة رخص اللّه تعالى بها للعباد في کتابه، تضيّق عليهم فيها وتنهى عنها، وقد كانت لذي الحاجة ولنائي الدار؟ ثم أهل بحجّة وعمرة معاً، فأقبل عثمان على الناس فقال: وهل نهيت عنها ؟ إنّي لم أنهَ عنها، إنّما كان رأياً أشرت به، فمن شاء أخذ به، ومن شاء تركه». (2)

ص: 125


1- ح: 706، إسناده صحيح، أحمد بن جميل المروزي : ثقة. يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية الخزاعي الكولي: ثقة. عبد الملك بن أبي سليمان هو العرزمي. سلمة بن كهيل : هو الحضرمي التنعي، تنع بطن من،همدان، وهو تابعي ثقة ثبت في الحديث متفن. (شاكر) أقول: إلى منا تمّ ما نقله المؤلّف (رَحمهُ اللّه) من المسند من الطبعة الأولى منه والمعروفة ب( الميمنية)، وهي غير مرقّمة الأحاديث، ثمّ شرع (رَحمهُ اللّه) بانتخاب أحاديث كتابه هذا من الطبعة الثانية من المسند والمعروفة بطبعة أحمد شاكر، والمرموز لها في هذا الكتاب ب( شاكر)، وهي مرقّمة الأحاديث.
2- ح: 707، إسناده صحيح يحيى بن عباد: ثقة، أبوه عباد بن عبد اللّه بن الزبير: ثقة كان عظيم القدر عند أيه وكان على قضائه بمكة، وكان يستخلفه إذا حج، وكان أصدق الناس لهجة. (شاکر) الجُحفة: قرية كبيرة على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل، وهي ميقات أهل مصر والشام إن لم يمرُّوا على المدينة.

يقول الهمداني: في الطبعة الأولى وفيها هكذا حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب... إلخ.

30 –[ 1 / 94] يقول شير محمّد : في حديث 725 [حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا أبي، سمعت الأعمش يحدّث عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري] عن علي قال: قال عمر بن الخطاب للناس:

«ما ترون في فضلٍ فضلَ عندنا من هذا المال؟ فقال الناس يا أمير المؤمنين، قد شغلناك عن أهلك وضيعتك وتجارتك، فهو لك، فقال لي: ما تقول أنت ؟ فقلت: قد أشاروا عليك، فقال لي : قل. فقلت: لم تجعل يقينك ظناً؟! فقال: لتخرجن مما قلت، فقلت: أجل واللّه لأخرجن منه، أتذكر حين بعثك نبي اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ساعياً... إلى أن قال: فقال عمر : صدقت؟ واللّه لأشكرن لك الأولى والآخرة» (1)

31 – [95/1] حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن علي قال:

«عهد إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق». (2)

32 – [95/1] حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش عن مسلم البطين، عن علي بن الحسين، عن مروان بن الحكم قال:

ص: 126


1- ح: 725 أبو البختري أحاديثه عن علي مرسلة وهب بن جرير: ثقة، أبو جرير بن حازم: ثقة أيضاً. الخثور: أصله نقيض الرقة (شاكر) روى ابن سعد في كتابه الطبقات - من رواية سعيد بن المسيب - قال: كان عمر يتعوّذ باللّه من معضلة ليس لها أبو الحسن يعني - علي بن أبي طالب. انظر : فتح الباري: 286/13.
2- ح: 731، إسناده صحيح، وهو مكرر ح: 642. (شاکر).

«كنا نسير مع عثمان فإذا رجل يلبي بهما جميعاً، فقال: عثمان من هذا؟ فقالوا: علي، فقال: ألم تعلم أني قد نهيت عن هذا؟ قال: بلى؟ ولكن لم أكن لأدع قول رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لقولك». (1)

33 - [95/1] حدّثنا وكيع، حدّثنا جرير بن حازم وأبو عمرو بن العلاء، عن ابن سيرين سمعاه، عن عبيدة عن علي، قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«يخرج قوم فيهم رجل مودن اليد، أو مندون اليد، أو مخدج اليد، ولولا أن تبطروا لأنبأتكم بما وعد اللّه ؟ الذين يقتلونهم على لسان نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال : عبيدة قلت لعلي : أأنت سمعته من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )؟ قال : إي وربّ الكعبة، إي وربّ الكعبة، إي وربّ الكعبة». (2)

34 – [95/1] حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد خير، عن علي قال:

«كنت أرى أنّ باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما، حتّى رأيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يمسح ظاهر هما». (3)

ص: 127


1- ح: 733 إسناده صحيح مسلم البطين: هو مسلم بن عمران الكوفي، وهو ثقة. مروان بن الحكم ثقة غير متهم في الحديث !!! (شاكر) اقول: يا للأعاجيب التي جعلت أحاديث الحارث الأعور الهمداني ضعيفة السند كما تقدم وأحاديث مروان بن الحكم صحيحة عند أحمد شاكر ! فسأكتفي بما ذكره الحاكم في مستدركه عن عبد الرحمن بن عوف إنّه قال: كان لا يولد لأحد مولود إلا أتي به النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فيدعو له فأُدخل عليه مروان بن الحكم، فقال: هو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون، انظر مستدرك الحاكم: 479/4.
2- ح: 735، إسناده صحيح أبو عمر وبن العلاء: ثقة وهو أحد القراء المعروفين والحديث في المسند مكرر :ح 626 و ج 672، 706. (شاکر) مودن اليد: أي ناقص اليد صغيرها مشدون اليد: أي صغير اليد مجتمعها. مخدج اليد : أي ناقص اليد.
3- ح: 737، إسناده صحيح عبد خير، هو ابن يزيد الخيواني الهمداني، وهو تابعي مخضرم ثقة، جاوز عمره 120 سنة. (شاكر)

35 - [1/ 95] حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن عثمان الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي قال:

«نهانا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن تنزي حماراً على فرس». (1)

36 – [96/1] حدّثنا وكيع، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي، حدّثنا علي:

«أنّ فاطمة شكت إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أثر العجين في يديها، فأتى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سبي، فأتته تسأله خادماً، فلم تجده، فرجعت قال: فأتانا وقد أخذنا مضاجعنا، قال: فذهبت (لأقوم، فقال: مكانكما، فجاء حتّى جلس حتّى وجدت) (2) برد قدميه، فقال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ إذا أخذتما مضجعكما سبحتها اللّه ثلاثاً وثلاثين وحمد تماه ثلاثاً وثلاثين، وكبرتماه أربعاً وثلاثين». (3)

37- [96/1] حدّثنا وكيع، حدّثنا إسرائيل، عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، عن علي قال :

«كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يحب هذه السورة «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى»». (4)

ص: 128


1- ح: 738، إسناده صحيح عثمان الثقفي: هو عثمان بن المغيرة. (شاكر)
2- العبارة سقطت من المطبوع.
3- ح: 740، إسناده صحيح، الحكم هو ابن عتيبة (شاكر)
4- سورة الأعلى: 1، ح: 742، إسناده ضعيف جداً، لضعف ثوير بن أبي فاختة (شاكر). أقول: ثوير بن أبي فاختة هو أبو جهم الكوفي، واسم أبي فاختة سعيد بن علاقة، يروي عن أبيه وكان مولى أم هانئ بنت أبي طالب قال ابن نوح: حدّثني جدي قال: حدّثنا بكر بن أحمد :قال حدّثنا محمّد بن عبد اللّه البزاز قال حدّثنا محمود بن غيلان قال : حدّثنا شبابة بن سوار قال: قلت ليونس بن أبي إسحاق: مالك لا تروي عن ثوير؟ فان إسرائيل يروي عنه، فقال: ما أصنع به كان رافضياً. أفلا يتعجب المنصف من هذا التعصّب. انظر رجال النجاشي: 119.

38 – [96/1] حدّثنا وكيع، أنبأنا المسعودي، عن عثمان بن عبد اللّه بن هرمز، عن نافع بن جبير بن مطعم عن علي، قال:

«كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ليس بالطويل ولا بالقصير، ضخم الرأس واللحية، شئن الكفين والقدمين، مشرب وجهه حمرة، طويل المسربة، ضخم الكراديس، إذا مشى تكفأ تكفؤاً، كأنّما ينحط من صيبٍ، لم أر قبله ولا بعده مثله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )». (1)

39 - [1/ 97] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة عن قتادة قال: قال عبد اللّه ابن شقيق:

«كان عثمان ينهي عن المتعة وعلي يأمر بها، فقال عثمان لعلي إنك كذا وكذا! ثم قال علي: لقد علمت أنا قد تمتعنا مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ فقال : أجل، ولكنّا كنّا خائفين». (2)

1 4 – [1/ 98 ] حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا زهير عن عبد اللّه - يعني ابن محمّد بن عقيل - عن محمّد بن علي أنه سمع علي بن أبي طالب يقول : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء، فقلنا: يا رسول اللّه، ما هو؟ قال: نصرت بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل التراب لي طهوراً، وجعلت أمتي خير الأمم». (3)

41 - [98/1] حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، وهبيرة بن يريم عن علي قال:

«لمّا خرجنا من مكة اتّبعتنا ابنة حمزة تنادي: يا عم ويا عم قال : فتناولتها

ص: 129


1- ح: 746، إسناده صحيح، المسرُبة: مادق من شعر الصدر الصبب : الموضع المنحدر. (شاكر)
2- ح : 756، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح : 763، إسناده صحيح عبد اللّه بن محمّد بن عقيل: ثقة. (شاكر)

بيدها فدفعتها إلى فاطمة فقلت دونك ابنة عمك، قال: فلمّا قدمنا المدينة اختصمنا فيها أنا وجعفر وزيد بن حارثة، فقال جعفر : ابنة عمي وخالتها عندي –يعني أسماء بنت عميس-، وقال زيد: ابنة أخي وقلت: أنا أخذتها وهي ابنة عمي، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أما أنت يا جعفر فأشبهت خَلقي وخُلقي، وأما أنت يا علي فمني وأنا منك، وأما أنت يا زيد فأخونا ومولانا، والجارية عند خالتها، فإنّ الخالة والدة، قلت: يا رسول اللّه ألا تزوجها قال إنها ابنة أخي من الرضاعة». (1)

42 - [99/1] حدّثنا حجاج وأبو نعيم، قالا حدّثنا فطر، عن القاسم بن أبي بزة، : عن أبي الطفيل، قال حجاج: سمعت علياً يقول: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث اللّه (عزّوجلّ) رجلاً منّا، يملؤها عدلا كما ملئت جوراً».

قال أبو نعيم: رجلاً منّا. قال : وسمعته مرة يذكره عن حبيب عن أبي الطفيل عن علي عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ). (2)

43 - [1/ 99] حدّثنا حجاج، حدّثني إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هاني، عن علي قال :

«الحسن» أشبه الناس برسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه الناس بالنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لما كان أسفل من ذلك». (3)

ص: 130


1- ح: 770، إسناده صحيح رواه إسحاق كما في نصب الراية : 267/3. وأبو داود: 22/2. (شاکر)
2- ح: 773، إسناداه صحيحان فطر هو ابن خليفة، وهو ثقة كما في عون المعبود وترجمه البخاري في تاريخه: 139/1/4 و لم يذكر فيه جرحاً. القاسم بن أبي بزة ثقة. أبو الطفيل هو عامر بن واثلة. حبيب في الإسناد الثاني: هو حبيب بن أبي ثابت رواه أبو داود 174/4 عن عثمان عن أبي شيبة (شاكر)
3- ح: 774، إسناده صحيح، هاني هو ابن هاني الهمداني رواه الترمذي 341/4 بسند آخر. (شاکر)

44 - [99/1] حدّثنا حجاج، قال: يونس بن أبي إسحاق (1)، أخبرني، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، عن علي قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من أذنب في الدنيا ذنباً فعوقب به فاللّه أعدل من أن يثني عقوبته على عبده، ومن أذنب ذنباً في الدنيا فستر اللّه عليه وعفا عنه فاللّه أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه». (2)

45 - [99/1] حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدّثنا يحيى بن سلمة - يعني ابن كهيل - قال: سمعت أبي يحدّث عن حبة العربي قال:

«رأيت علياً ضحك على المنبر لم أره ضحك ضحكاً أكثر منه، حتّى بدت نواجذه، ثم قال: ذكرت قول أبي طالب، ظهر علينا أبو طالب وأنا مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ونحن نصلّي ببطن نخلة، فقال: ماذا تصنعان يا ابن أخي؟ فدعاه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى الإسلام، فقال: ما بالذي تصنعان بأس -أو بالذي تقولان بأس - ولكن واللّه لا تعلوني استي أبداً؟ وضحك تعجباً لقول أبيه، ثم قال: اللهم لا أعترف أنّ عبداً لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك - ثلاث مرات - لقد صلّيت قبل أن يصلّي الناس سبعاً». (3)

46 – [99/1] حدّثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن المنهال، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:

ص: 131


1- في المطبوع: (يونس بن إسحاق).
2- ح: 775 إسناده صحيح رواه الحاكم 445/2 بطريق آخر. (شاكر)
3- ج: 776، إسناده حسن كما في مجمع الزوائد: 102/9. يحيى بن سلمة بن كهيل جعله البعض من الضعفاء منهم البخاري في :تأريخه 277/2/4 - 278، حبة :العربي هو حبة بن حوين: تابعي ثفة، وثقه أحمد والعجمي (شاكر)

«كان أبي يسمر مع علي، وكان علي يلبس ثياب الصيف في الشتاء، وثياب الشتاء في الصيف، فقيل له: لو سألته، فسأله فقال: إن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بعث إلي وأنا أرمد العين يوم خيبر، فقلت: يا رسول اللّه إني أرمد العين قال: فتفل في عيني وقال : اللهم أذهب عنه الحر والبرد، فما وجدت حراً ولا برداً منذ يومئذ، وقال: لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، ليس بفرار فتشرف لها أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فأعطانيها». (1)

47 - [101/1] حدّثنا عفان، حدّثنا معاذ بن معاذ، حدّثنا قيس بن الربيع عن أبي المقدام عن عبد الرحمن الأزرق، عن علي قال:

«دخل علي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأنا نائم على المنامة، فاستسقى الحسن - أو الحسين - قال: فقام النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى شاة لنا بكيء (2)، فحلبها قدرت فجاءه الحسن فنحاه النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقالت فاطمة يا رسول اللّه كأنّه أحبهما إليك؟ قال: لا، ولكنّه استسقى قبله، ثمّ قال: إنّي وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة». (3)

ص: 132


1- ح: 778، إسناده حسن ابن أبي ليلى هو شيخ وكيع: هو محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الفقيه، ثقة صدوق عدل المنهال: هو ابن عمرو الأسدي أبو ليلى الأنصاري: هو والد عبد الرحمن وهو صحابي شهد أحداً، فتشرّف لها أصحاب النبي: أي تطلّعوا لها لما فيها من فضل وشرف. (شاكر) يسمر من المسامرة وهي الحديث بالليل.
2- في المطبوع: (بكر).
3- خ: 792، إسناده صحيح أبو المقدام: هو ثابت بن هرمز الكوفي الحداد، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود وترجمه البخاري في الكبير : 171/2/1 ولم يذكر فيه جرحاً. واختلف في عبد الرحمن الأزرق من هو الشاة البكيء والبكينة التي قلّ لبنها، وقيل انقطع. (شاكر) المنامة: أي موضع المنام.

يقول شير محمّد: روى الحاكم في الجزء الثالث من (المستدرك) بإسناده عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه تعالى عنه أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) دخل على فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) فقال: «إنّي وإياك وهذا النائم -يعني علياً - وهما - يعني الحسن والحسين - لفي مكان واحد يوم القيامة».

ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (1)

وأورده عاصم بن حميد الحناط في أصله ورواه عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: حدثتني ميمونة الهلالية زوج النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : «أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) جاء... وساق الحديث بتمامه بأدنى تفاوت». وهذا الأصل من الأصول الباقية إلى زماننا. (2)

وأورده سليم بن قيس الهلالي في كتابه، ورواه عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وعن سلمان وأبي ذر والمقداد قال: «دخل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على ابنته فاطمة... إلخ». (3)

48 - [101/1] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، عن عطاء بن السائب عن زاذان:

«أنّ علي بن أبي طالب شرب قائماً، فنظر إليه الناس كأنّهم أنكروه، فقال: ما تنظرون؟! إن أشرب قائماً فقد رأيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يشرب قائماً، وإن أشرب قاعداً فقد رأيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يشرب قاعداً. (4)

49 - [102/1] حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا محمّد - يعني ابن راشد - عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري - وكان أبو فضالة من أهل بدر - :قال

ص: 133


1- مستدرك الحاكم: 137/3.
2- الأصول الستة عشر: 41.
3- كتاب سليم بن قيس: 274.
4- ح: 795، إسناده صحيح. (شاكر)

«خرجت مع أبي عائداً لعلي بن أبي طالب من مرض أصابه ثقل منه، قال: فقال له :أبي ما يقيمك في منزلك هذا؟ لو أصابك أجلك لم يلك إلا أعراب جهينة، تحمل إلى المدينة، فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلّوا عليك، فقال علي: إنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عهد إلي أن لا أموت حتّى أؤمر ثم تخضب هذه – يعني لحيته - من دم هذه –

يعني هامته-فقتل وقتل أبو فضالة مع علي يوم صفين». (1)

0 5 - [1/ 104] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، حدّثنا عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي:

«أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لمّا زوجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحيين وسقاء وجرتين». (2)

51 - [104/1] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا حجاج عن الحسن بن سعد، عن أبيه :

«أنّ يجنس وصفية كانا من سبي الخمس فزنت صفية برجل من الخمس، فولدت غلاماً، فادعاه الزاني، ويحنس فاختصما إلى عثمان، فرفعهما إلى علي بن أبي طالب، فقال علي: أقضي فيهما بقضاء رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : الولد للفراش وللعاهر الحجر، وجلدهما خمسين خمسين». (3)

ص: 134


1- ح: 802، إسناده صحيح محمّد بن راشد: هو الخزاعي قال :أحمد ثقة ثقة فضالة بن أبي فضالة الأنصاري: تابعي، ترجم له البخاري: 125/1/4 ولم يجرحه، أبو فضالة: أبو فضالة هو صحابي معروف شهد بدراً. (شاکر)
2- ح: 819، إسناده صحيح سماع حماد بن سلمة من عطاء قبل اختلاطه. (شاکر)
3- ح: 820، إسناده صحيح سعد بن معبد والد الحسن بن سعد هو مولى الحسن بن علي، وهو تابعی ذكره ابن حبان في الثقات. (شاكر) من سبي الخمس: أي أسيرين. ويجنس: اسم لصحابي.

52 - [108/1] حدّثنا الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني، حدّثنا إسرائيل، حدّثنا إبراهيم - يعني ابن عبد الأعلى - عن طارق بن زياد، قال:

«خرجنا مع علي إلى الخوارج، فقتلهم ثم قال: انظروا فإن نبي اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : قال إنه سيخرج قوم يتكلمون بالحق لا يجوز حلقهم، يخرجون من الحق كما يخرج السهم من الرمية، سيماهم أنّ منهم رجلاً أسود مخدج اليد، في يده شعرات سود، إن كان هو فقد قتلتم شر الناس، وإن لم يكن هو فقد قتلتم خير الناس، فبكينا، ثم قال:،اطلبوا، فطلبنا، فوجدنا المخدج، فخررنا سجوداً وخر علي معنا ساجداً. غير أنّه قال: يتكلمون بكلمة الحق». (1)

53 - [108/1] حدّثنا أسود - يعني ابن عامر - أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ عن على قال:

«أتيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و جعفر وزيد قال: فقال لزيد: أنت،مولاي فحجل! قال، وقال لجعفر: أنت أشبهت خَلقي وخُلقي. قال: فحجل وراء زيد! قال، وقال لي: أنت مني وأنا منك، قال: فحجلت وراء جعفر». (2)

54 - [109/1] حدّثنا أسود بن عامر، حدّثني عبد الحميد بن أبي جعفر - يعني الفراء- عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يشيع عن علي، قال:

«قيل: يا رسول اللّه، من يؤمّر بعدك؟ قال: إن تؤمّروا أبا بكر... إلى أن قال: وإن تؤمّروا علياً، ولا أراكم فاعلين تجدوه هادياً مهدياً يأخذ بكم

ص: 135


1- ح: 848، إسناده صحيح الوليد بن القاسم بن الوليد الخبذعي: ثقة، وثّقه أحمد، ولم يذكر له جرح البخاري في تاريخه 152/2/4 :إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق طارق بن زياد: ذكره ابن حبان في الثقات. (شاكر)
2- ح: 857، إسناده صحيح. (شاكر)

الطريق المستقيم». (1)

[ يقول شير محمّد هذا الحديث] أورده ابن حجر في (الصواعق) ص 27، وأورده أبي نعيم في (الحلية) في ترجمة علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، بإسناد ذكره، عن حذيفة بن اليمان قال: «قالوا: يا رسول اللّه ألا تستخلف علياً ؟ قال : إن تولوا علياً تجدوه هادياً مهدياً، يسلك بكم الطريق المستقيم».

ورواه بطريق آخر عن حذيفة قال: «قال رسول الله: أن تستخلفوا علياً وما أراكم فاعلين تجدوه هادياً مهدياً يحملكم على المحجة البيضاء».

ثم أورده بإسناد عن علي، عن النبي، مثله. (2)

5 - [111/1] حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا شريك، عن سماك، عن حنش، عن علي، قال:

«بعثني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى اليمن قال: فقلت: يا رسول اللّه، تبعثني إلى قوم أسنّ مني وأنا حديث لا أبصر القضاء؟ قال: فوضع يده على صدري وقال: اللهم ثبّت لسانه واهد قلبه، يا علي، إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتّى تسمع من الآخر كما سمعت من الأوّل، فإنّك إذا فعلت ذلك تبيّن لك القضاء، قال: فما اختلف عليّ قضاء بعد - أو ما أشكل عليّ قضاء بعد -». (3)

56 - [111/1] حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا شريك، عن الأعمش، عن المنهال، عن عباد بن عبد اللّه الأسدي، عن علي قال:

ص: 136


1- ح: 859 إسناده صحيح عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء: وثّقه ابن حبان. (شاكر)
2- الصواعق المحرقة : 1 / 115، حلية الأولياء : 64/1، انظر الغدير : 12/1 - 15 بالهامش تجد منابعه.
3- ح: 882، إسناده صحيح. (شاكر)

«لمّا نزلت هذه الآية «وَانْذِرْ عَشيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ» (1) قال : جمع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أهل بيته، فاجتمع ثلاثون، فأكلوا وشربوا، قال: فقال لهم: من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنّة ويكون خليفتي في أهلي؟ فقال رجل لم يسمّه شريك: يا رسول اللّه أنت كنت بحراً، من يقوم بهذا؟ قال: ثم قال الآخر، قال: فعرض ذلك على أهل بيته، فقال علي: أنا». (2)

57 - [113/1] حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، قال: قال علي:

«إذا حدّثتكم عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حديثاً فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه، وإذا حدّثتكم عن غيره، فإنّما أنا رجل محارب، والحرب خدعة، سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، لا يجاوز إيمانهم،حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإنّ قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة». (3)

58 - [114/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد خير، عن علي، قال:

«كنت أرى أنّ باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما حتّى رأيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )يمسح ظاهرهما». (4)

ص: 137


1- سورة الشعراء: 214.
2- ح: 883، إسناده حسن المنهال: هو ابن عمرو الأسدي عباد بن عبد اللّه الأسدي ذكره ابن حيان في الثقات. (شاكر)
3- ح: 912، إسناده صحيح وهو مكرر في المسند. (شاكر)
4- ح: 917، إسناده صحيح والحديث مكرر ح 737. (شاکر)

59 - [1 / 115] حدّثنا حجاج، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق عن هاني بن هانئ وهبيرة بن يريم، عن علي:

«أنّ ابنة حمزة تبعتهم تنادي يا عم! يا عم! فتناولها علي فأخذ بيدها، وقال لفاطمة: دونك ابنة عمك فحوّليها، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر، فقال علي: أنا أخذتها وهي ابنة عمي، وقال جعفر ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي، فقضى بها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لخالتها، وقال: الخالة بمنزلة الأمّ، ثمّ قال لعلي: أنت مني وأنا منك، وقال لجعفر: أشبهت خَلقي وخُلقي، وقال لزيد: أنت أخونا ومولانا، فقال له علي : يا رسول اللّه ألا تزوج ابنة حمزة؟ فقال: إنّها ابنة أخي من الرضاعة». (1)

60 - [116/1] حدّثنا هشيم، أنبأنا أبو عامر المزني، حدّثنا شيخ من بني تميم قال: «خطبنا علي - أو قال: قال علي : يأتي على الناس زمان عضوض بعض الموسر على ما في يديه، قال: ولم يؤمر بذلك، قال الله (عزّوجلّ): «وَلَا تَنْسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ» (2)، وينهد الأشرار، ويستذل الأخيار، ويبايع المضطرون، قال: وقد نهى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن بيع المضطرين، وعن بيع الغرر، وعن بيع الثمرة قبل أن تدرك». (3)

61 - [116/1] حدّثنا إسحاق بن يوسف، عن شريك، عن السدي عن عبد خير قال :

«رأيت علياً دعا بماء ليتوضّأ، فتمسح به تمسحاً، ومسح على ظهر قدميه، ثمّ

ص: 138


1- ح 931، إسناده صحيح، وهو مكرر : 770. في المسند. (شاكر)
2- سورة البقرة: 237.
3- ح: 937، الغرر في اللغة كل ما له ظاهر محبوب وباطن مكروه. وفي الإصطلاح: كل ما هو مجهول الحصول ومجهول الصفة.

قال: هذا وضوء من لم يحدث، ثم قال: لولا أني رأيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مسح على ظهر قدميه رأيت أنّ بطونهما أحق، ثمّ شرب فضل وضوئه وهو قائم ثمّ قال: أين الذين يزعمون أنه لا ينبغي لأحد أن يشرب قائماً ؟!». (1)

62 - [117/1] حدّثنا حجاج، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب عن علي قال :

«لمّا قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها، فاجتويناها، وأصابنا بها وعك، وكان النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يتخبر عن بدر، فلمّا بلغنا أنّ المشركين قد أقبلوا سار رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى بدر - وبدر بئر - فسبقنا المشركون إليها، فوجدنا فيها رجلين منهم، رجلاً من،قريش ومولى لعقبة بن أبي معيط، فأمّا القرشي فانفلت، وأمّا مولى عقبة فأخذناه، فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول : هم واللّه كثير عددهم شديد بأسهم، فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه، حتّى انتهوا به إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )$، فقال له : كم القوم ؟ قال: هم واللّه كثير عددهم، شديد بأسهم، فجهد النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يخبره كم هم فأبى، ثمّ إنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سأله : كم ينحرون من الجزر؟ فقال: عشراً كل يوم، فقال: رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) القوم،ألف كل جزور لمائة وتبعها، ثم إنّه أصابنا من الليل طش من مطر، فانطلقنا تحت الشجر والحجف نستظل تحتها من المطر، وبات رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يدعو ربّه (رَحمهُ اللّه) ويقول: اللهم إنّك إن تهلك هذه الفئة لا تعبد، قال: فلمّا أن طلع الفجر نادى: الصلاة عباد اللّه، فجاء الناس من تحت الشجر والحجف، فصلّى بنا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وحرض على القتال، ثم قال: إنّ جمع قريش تحت هذه الضلعِ الحمراء من الجبل، فلمّا دنا القوم منّا وصافقناهم إذا رجل منهم على جمل له أحمر يسير في القوم،

ص: 139


1- ح: 943، إسناده صحيح إسحاق بن يوسف الأزرق ثقة إسحاق بن يوسف الأزرق ثقة صحيح الحديث. (شاكر)

فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : يا علي، ناد لي حمزة، وكان أقربهم من المشركين، من صاحب الجمل الأحمر وماذا يقول لهم ؟ ثم قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إن يكن في القوم أحد يأمر بخیر فعسى أن يكون صاحب الجمل الأحمر، فجاء حمزة فقال : هو عتبة بن ربيعة، وهو ينهى عن القتال ويقول لهم: يا قوم إنّي أرى قوماً مستميتين، لا تصلون إليهم وفيكم خير، يا قوم، اعصبوها اليوم برأسي وقولوا: جبن عتبة بن ربيعة، وقد علمتم أنّي لست بأجبنكم، فسمع ذلك أبو جهل فقال: أنت تقول هذا ؟ واللّه لو غيرك يقول هذا لأعضضته، قد ملأت رئتك جوفك رعباً، فقال عتبة: إياي تعيّر يا مصفر استه؟ ستعلم اليوم أينا الجبان، قال: فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية، فقالوا من يبارز! فخرج فتية من الأنصار ستة، فقال عتبة: لا نريد هؤلاء، ولكن يبارزنا من بني عمنا من بني عبد المطلب، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : قم يا علي، وقم يا حمزة، وقم يا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، فقتل اللّه تعالى عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة، وجرح عبيدة، فقتلنا منهم سبعين، وأسرنا سبعين، فجاء رجل من الأنصار قصير بالعباس بن عبد المطلب أسيراً، فقال العباس: يا رسول اللّه، إنّ هذا واللّه ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجهاً على فرس أبلق ما أراه في القوم، فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول اللّه، فقال: اسكت، فقد أيدك اللّه تعالى بملك كريم، فقال علي: فأسرنا، وأسرنا من بني عبد المطلب العباس وعقيلاً ونوفل بن الحارث». (1)

ص: 140


1- ح: 948، إسناده صحيح نقله الحافظ ابن كثير في التاريخ: 277/3-278، وقال: هذا سياق حسن، فاجتويناها: أصابنا الجوى، وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول الوعك. الحمى يتخير: يتعرف. الجزور: الناقة المجزورة. الحجف: الترس. اعصبوها برأسي: أي اقرنوا هذه الحال بي، وانسبوها إلي، وإن كانت ذميمة. الرجل الأجلح: هو الذي انحسر الشعر عن جانبي رأسه. الفرس الأبلق: الذي ارتفع التحصيل إلى فخذيه (شاكر)

63 – [118/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثنا علي بن حكيم الأودي، أنبأنا شريك، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، وعن زيد بن يشيع قالا:

«نشد علي الناس في الرحبة : من سمع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول يوم غدير خم إلا قام؟ قال: فقام من قبل سعيد ستة، ومن قبل زيد ستة، فشهدوا أنّهم سمعوا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول لعلي يوم غدير خم : أليس اللّه أولى بالمؤمنين؟ قالوا: بلى؟ قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه». (1)

64 - [118/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثنا علي بن حكيم، أنبأنا شريك، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر بمثل حديث أبي إسحاق -يعني عن سعيد وزيد - وزاد فيه وانصر من نصره واخذل من خذله». (2)

65 - [118/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثنا علي، أنبأنا شريك، عن الأعمش، عن حبيب [بن أبي] ثابت، عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، مثله. (3)

66 – [119/1] قال عبد اللّه بن أحمد حدّثني عبيد اللّه بن عمر القواريري، حدّثنا يونس بن أرقم، حدّثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:

«شهدت علياً في الرحبة ينشد الناس أنشد اللّه من سمع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول غدیر خم: من كنت مولاه فعلي مولاه لمّا قام فشهد ؟ قال عبد الرحمن: فقام يوم اثنا عشر بدرياً كأني أنظر إلى أحدهم، فقالوا نشهد إنا سمعنا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: يوم غدير خم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا :

ص: 141


1- ح: 950، إسناده صحيح سعيد بن وهب الهمداني الخيواني: تابعي ثقة قديم، أدرك زمن رسول اللّه وسمع من معاذ بن جبل في حياته، وكان يلزم على بن أبي طالب (شاكر)
2- ح: 951، إسناده صحيح عمرو ذو مر الهمداني: كوفي تابعي ثقة قاله العجلي. (شاكر)
3- ح: 952، إسناده صحيح والحديث ليس من مسند علي إنما من مسند زيد بن أرقم. (شاكر)

بلى يا رسول اللّه قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه». (1)

67 – [1/ 119] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثنا أحمد بن عمر الوكيعي، حدّثنا زيد ابن الحباب، حدّثنا الوليد بن عقبة بن نزار العنسي، حدّثني سماك بن عبيد بن الوليد العبسي، قال: دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى فحدّثني:

« أنه شهد علياً في الرحبة قال: أنشد اللّه رجلاً سمع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وشهده يوم غدیر خم إلا قام ولا يقوم إلا من قد رآه؟ فقام اثنا عشر رجلاً فقالوا: قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه وانصر من نصره، واخذل من خذله، فقام إلا ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم، فأصابتهم دعوته». (2)

68 – [120/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني محمّد بن المنهال أخو حجاج بن منهال، حدّثنا عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، حدّثني أبو سعيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:

«كان علي بن أبي طالب إذا سمع المؤذن يؤذن قال كما يقول، فإذا قال: أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمّداً رسول اللّه قال علي: أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمّداً رسول اللّه وأنّ الذين جحدوا محمّداً هم الكاذبون». (3)

69 - [120/1] حدّثنا ابن الأشجعي، حدّثنا أبي، عن سفيان، عن السري، عن

ص: 142


1- ح: 961، إسناده صحيح، يونس بن أرقم الكندي البصري ذكره ابن حبان في الثقات وذكره البخاري: 410/2/4 قائلاً كان يتشيّع، معروف الحديث، وهذا توثيق. (شاكر)
2- ح: 964، الوليد بن عقبة بن نزار العنسي: مجهول الحال. أحمد بن عمر بن حفص الوكيعي: ثقة ثبت. سماك بن عبيد بن الوليد العبسي : ذكره ابن حبان في الثقات. (شاكر)
3- ح: 965، محمّد بن المنهال العطار البصري الأنماطي ثقة عبد الرحمن بن إسحاق: هو الواسطى ضعيف، (شاكر)

عبد خير، عن علي :

«أنه دعا بكوز من ماء، ثم قال: أين هؤلاء الذين يزعمون أنّهم يكرهون الشراب قائماً؟ قال: فأخذه فشرب وهو قائم، ثم توضّأ وضوءاً خفيفاً ومسح على نعليه، ثم قال: هكذا وضوء رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لطاهر ما لم يحدث». (1)

70 – [1 / 120 ] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا علي بن مسهر، عن ابن أبي ليلى عن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد للّه ربّ العالمين، وليقل من حوله يرحمك اللّه، وليقل هو يهديكم اللّه ويصلح بالكم». (2)

ص: 143


1- ح: 970، إسناده صحيح. (شاكر) توضيح: الخبر يشير إلى وضوء علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ويؤكد أنّه مسح، لكن وردت عبارة «ومسح على نعليه» وليس المقصود من المسح على النعلين فعلاً، بل إرادة المسح على القدمين واضحة؛ لكون التعلين مفتوحة الظاهر فيمكن أن يمسح على قدميه وهو لابسٌ تعليه. إلا أنّ عبارة «ومسح على نعليه» تحريف، والصحيح ما رواه احمد في مسنده في غير هذا الطريق، بل عن طريق آخر، وهو عن النزال بن سبرة قال: «رايت عليّاً صلى الظهر ثمّ قعد لحوائج الناس، فلما حضرت العصر أتى بتور من ماء فأخذ منه كفاً فمسح وجهه وذراعيه ورأسه ورجليه، ثمّ أخذ فضله فشرب قائماً وقال: إنّ ناساً يكرهون هذا، وقد رأيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يفعله، وهذا وضوء من لم يحدث. (مسند أحمد 1: 153). وفي موضع آخر روى أحمد في مسنده عن النزال، لكن عن طريق عبد الملك بن ميسرة وليس فيه على نعليه وفيه هكذا: «فمسح يديه وذراعيه ووجهه ورأسه ورجليه، ثمّ شرب فضله وهو قائم... إلى آخر الحديث». وهو موافق المذهب أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) فإنّ المسح على القدمين مذهب علىوأتباعه، وجواز المسح على النعلين مذهب عثمان الذي أحدث في الوضوء وزاد فيه، والحديث محل البحث ناظرٌ إلى ذلك، فلاحظ.
2- ح: 972، إسناده حسن علي بن مسهر القرشي الكوفي: حافظ ثقة ابن أبي ليلى: هو محمّد بن عبد الرحمن عيسى: هو أخوه عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو ثقة. (شاكر)

71- [121/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني عبيد اللّه بن عمر القواريري، حدّثنا حماد بن زيد، أنبأنا أيوب، عن محمّد، عن عبيدة قال:

«ذكر علي أهل النهروان، فقال فيهم رجل مودن اليد، أو مشدون اليد، أو مخدج اليد، لولا أن تبطروا لنبأتكم بما وعد اللّه الذين يقتلونهم على لسان محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: قلت: أأنت سمعت منه؟ قال: إي وربّ الكعبة». (1)

72- [121/1 ] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني محمّد بن أبي بكر المقدمي، حدّثنا حماد بن يحيى الأبح، حدّثنا ابن عون، عن محمّد بن عبيدة قال:

«لمّا قتل علي أهل النهروان، قال: التمسوه، فوجدوه في حفرة تحت القتلى فاستخرجوه، وأقبل علي على أصحابه فقال: لولا أن تبطروا لأخبرتكم ما وعد اللّه من يقتل هؤلاء على لسان محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قلت : أنت سمعته من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ قال: إي ورب الكعبة». (2)

73 – [122/1] قال عبد اللّه بن أحمد حدّثنا محمّد بن أبي بكر بن علي المقدمي، حدّثنا حماد - يعني ابن زيد - عن أيوب وهشام عن محمّد، عن عبيدة:

«أنّ علياً ذكر أهل النهروان فقال : فيهم رجل مودن اليد، أو مشدون اليد، أو مخدج اليد، لولا أن تبطروا لنبأتكم ما وعد اللّه الذين يقتلونهم على لسان محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقلت لعلى: أأنت سمعته ؟ قال : أي وربّ الكعبة». (3)

74 – [1/ 122] حدّثنا يحيى، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن الحسن، عن قيس بن عباد قال:

ص: 144


1- ح: 982، إسناده صحيح وهو مكرر ح: 904 و 912 في المسند. (شاكر)
2- ح: 983، إسناده صحيح حماد بن يحيى الأبح: ثقة. (شاكر)
3- ح: 988، إسناده صحيح، وهو مكرر ح: 982. (شاکر)

«انطلقت أنا والأشتر إلى علي فقلنا: هل عهد إليك نبي اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) شيئاً لم يعهده إلى الناس عامة؟ قال: لا، إلا ما في كتابي هذا قال وكتاب في قراب سيفه، فإذا فيه المؤمنون تكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ألا لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده، من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين». (1)

75 – [123/1] حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن محمّد بن الحنفية عن أبيه قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم». (2)

76 - [124/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثنا إسحاق بن إسماعيل وأبو خيثمة قالا : حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد خير، عن علي قال:

«كنت أرى أنّ باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما حتّى رأيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يمسح ظاهر هما». (3)

77 - [125/1] حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب عن علي قال:

«ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد، ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم، إلا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) تحت شجرة يصلي ويبكي حتّى أصبح». (4)

ص: 145


1- ح: 993، إسناده صحيح قيس بن عباد القيسي الضبعي: تابعي ثقة من كبار الصالحين، قدم المدينة في خلافة عمر. (شاكر)
2- ح: 1006، إسناده صحيح، ورواه أيضاً أبو داود والترمذي وابن ماجة وغيرهم. (شاكر)
3- ح: 1013، إسناده صحيح، وهو مكرر، ح: 918 في مسند أحمد. (شاكر)
4- ح: 1023، إسناده صحيح، ذكره الحافظ ابن كثير في التفسير : 22/4 (شاكر)

78 - [126/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا مطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير، عن علي:

في قوله: «إِنَّما أَنتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» (1) قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : المنذر والهاد رجل من بني هاشم». (2)

79-[126/1 ] حدّثنا عبد الرحمن عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي قال:

«لمّا حضر البأس يوم بدر اتقينا برسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وكان من أشد الناس ما كان -أو لم يكن- أحد أقرب إلى المشركين منه». (3)

80 – [128/1] حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن علي قال:

«عهد إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق». (4)

81 - [1/ 128] حدّثنا وكيع، حدّثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن حنش الكناني:

«إن قوماً باليمن حفروا زبية لأسد، فوقع فيها، فتكاب الناس عليه، فوقع فيها رجل، فتعلق بآخر، ثمّ تعلق الآخر بآخر، حتّى كانوا فيها أربعة، فتنازع في ذلك حتّى أخذ السلاح بعضهم لبعض، فقال لهم علي: أتقتلون مائتين في

ص: 146


1- سورة الرعد: 7.
2- ح: 1041، إسناده صحيح المطلب بن زياد بن أبي زهير الثقفي الكولي: ثقة، وثقة أحمد وابن معين وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير : 8/2/4 فلم يذكر فيه جرحاً، راجع مجمع الزوائد: 14/7 تفسير ابن كثير: 499/4 بسند آخر. (شاکر)
3- ح: 1042، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 1062، إسناده صحيح، وهو مكرر ح: 731، بإسناده ولفظه (شاکر)

أربعة؟! ولكن سأقضي بينكم بقضاء إن رضيتموه، للأوّل ربع الدية، وللثاني ثلث الدية، وللثالث نصف الدية، وللرابع الدية، فلم يرضوا بقضائه، فأتوا النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال : سأقضي بينكم بقضاء، فاخبر بقضاء علي، فأجازه». (1)

82- [129/1] حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا سفيان، عن زبيد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن، عن علي، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«لا طاعة لبشر في معصية اللّه». (2)

83 – [129/1] حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل،عن محمّد بن الحنفية، عن علي قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : مفتاح الصلاة الوضوء، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم». (3)

84 – [129/11] حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان وشعبة، عن منصور، عن هلال،عن وهب بن الأجدع، عن علي، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنّه قال :

«لا تصلّوا بعد العصر، إلا أن تصلّوا والشمس مرتفعة». (4)

85 - [1 / 130 ] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، حدّثنا أبو عوانة، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الرحمن، عن علي قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار». (5)

ص: 147


1- ح : 1063، إسناده صحيح، وهو مختصر :ح 573 و 574 ومطوّل ح: 1309 من المسند. (شاکر)
2- ح: 1065، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 10720، إسناده صحيح، وهو مكرر ح: 1006 من المسند. (شاكر)
4- ح: 1073، إسناده صحيح، وهو مكرر ح: 610، وذكره أحمد بسند آخر في ح: 1076. (شاكر)
5- ح: 1075، إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى الثعلبي والحديث مروي بإسناد صحيح في المسند تحت رقم 584 و 1001 و 1070 عبد الأعلى بن حماد النرسي: ثقة، روى عنه البخاري ومسلم وعبد اللّه بن أحمد وغيرهم، و(النَرْسي) نسبة إلى (نرس) وهو اسم نهر بالكوفة عليه عدّسة قرى (شاکر)

86 – [1 / 130] حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد اللّه بن سبع قال: سمعت علياً يقول:

«لتخضين هذه من هذا، فما ينتظر بي الأشقى؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، فأخبرنا به نبیر عترته قال: إذن تاللّه تقتلون بي غير قاتلي... الحديث». (1)

87 – [131/1] حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، و عبد الرحمن، عن سفيان، عن الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة قال: قال علي:

«إذا حدّثتكم عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حديثاً فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه، وإذا حدّثتكم فيما بيني وبينكم فإنّ الحرب خدعة، سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : يخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء،- وقال عبد الرحمن: أسفاه الأحلام - يقولون من قول خير البرية، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم - قال عبد الرحمن: لا يجاوز إيمانهم حناجرهم - يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإنّ في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند اللّه يوم القيامة - قال عبد الرحمن: فإذا لقيتهم فاقتلهم، فإنّ قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة - ». (2)

88-[131/1] حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن

ص: 148


1- ح: 1078، إسناده صحيح، عبد اللّه بن سبع ذكره ابن حبان في الثقات، ويقال لأبيه (بالتصغير)، الحديث في مجمع الزوائد: 137/9 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير عبد اللّه بن سبيع بن سبيع، وهو ثقة ورواه البزاز بإسناد صحيح (شاکر)
2- ح: 1086، إسناداه،صحيحان، رواه أحمد عن وكيع عن الأعمش، وعن عبد الر حمن بن مهدي، عن الثوري؛ عن الأعمش، والحديث مكرر 616، 912 من المسند. (شاكر)

علي قال :

«قضى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بالدين قبل الوصية وأنتم تقرؤون: «مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ» (1)، وأن أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العلات». (2)

89- [131/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثنا عبيد اللّه بن عمر القواريري، حدّثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن زبيد، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«لا طاعة لمخلوق في معصية اللّه (عزّوجلّ)». (3)

90 - [1/ 132] حدّثنا وكيع حدّثنا سفيان، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: قال علي:

«قلت: يا رسول اللّه ألا أدلك على أجمل فتاة في قريش؟ قال: ومن هي؟ قلت: ابنة حمزة، قال: أما علمت أنها ابنة أخي من الرضاعة؟ إنّ اللّه حرّم من الرضاعة ما حرّم من النسب». (4)

91 - [1/ 132 ] حدّثنا وكيع عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن على قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : قد عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق، ولكن هاتوا ربع العشور، من كل أربعين درهماً درهماً». (5)

ص: 149


1- سورة النساء: 12.
2- ح: 1091، الحديث مكرر،595، وسفيان هو الثوري. (شاكر)
3- ح: 1095، إسناده صحيح، وهو مكرر ح: 1065. (شاکر)
4- ح: 1096، إسناده صحيح علي بن زيد هو ابن جدعان. (شاکر)
5- ح: 1097، هو مكرر ح: 984. (شاکر)

92 – [1 / 133] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني سويد بن سعيد، أخبرني عبد الحميد بن الحسن الهلالي، عن أبي إسحاق عن هبيرة بن مريم، عن علي:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، فإن غلبتم فلا تغلبوا على السبع البواقي». (1)

93 – [1/ 133] حدّثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:

«كان أبي يسمر مع علي فكان علي يلبس ثياب الصيف في الشتاء، وثياب الشتاء في الصيف، فقيل له: لو سألته؟ فسأله، فقال: إن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بعث إلي وأنا أرمد يوم خيبر، فقلت: يا رسول اللّه إنّي رمد، فتفل في عيني وقال: اللهم أذهب عنه الحر والبرد، فما وجدت حراً ولا برداً،بعد قال وقال لأبعثن رجلاً يحبه اللّه ورسوله ويحب اللّه ورسوله ليس بفرار، قال فتشرف لها الناس، قال: فبعث علياً». (2)

94 - [1/ 133 ] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني أبو السري هناد بن السري، حدّثنا شريك، وحدّثنا علي بن حكيم الأودي، أنبأنا شريك، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن علي قال علي بن حكيم في حديثه:

«أما تغارون أن يخرج نساؤكم، وقال هناد في حديثه: ألا تستحيون أو تغارون؟ فإنه بلغني أنّ نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج ؟!». (3)

95 - [134/1] حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، ومحمّد بن جعفر قالا: حدّثنا

ص: 150


1- ح: 1111، إسناده صحيح عبد الحميد بن الحسن الهلالي: وثقه ابن معين. (شاكر)
2- ح: 1117، إسناده حسن وهو مكرر 778 بهذا الإسناد. (شاكر)
3- ح: 1118، إسناداه،صحيحان هناد بن السري التميمي الدامي ثقة. (شاكر)

شعبة، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: قال علي:

«إذا حدّثتكم عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حديثاً فلأن أقع من السماء إلى الأرض أحب إلي من أن أقول على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ما لم يقل، ولكن الحرب خدعة». (1)

96 - [135/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمّد ابن فضيل، عن محمّد بن عثمان، عن زاذان، عن علي قال:

«سألت خديجة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن ولدين ماتا لها في الجاهلية؟... إلى أن قال: قالت: يا رسول اللّه فولدي (2) منك؟ قال: في الجنّة، قال: ثم قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إنّ المؤمنين وأولادهم في الجنّة، وإنّ المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتَهُمْ ذُرِّيَّتهم بِإِيمانٍ الحقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَتَهُم»(3). (4)

97 – [1 / 135 ] حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، أنبأنا أيوب، عن مجاهد قال: قال علي: «جعت مرة بالمدينة جوعاً شديداً، فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة، فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدراً، فظننتها تريد بله، فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة، فمددت ستة عشر ذنوباً حتّى مجلت يداي، ثم أتيت الماء فأصبت منه، ثم أتيتها فقلت: بكفي هكذا بين يديها، وبسط إسماعيل يديه وجمعهما، فعدت لي ستة عشر (5)تمرة، فأتيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فأخبرته، فأكل معي منها». (6)

ص: 151


1- ح: 1127، إسناده صحيح (شاكر)
2- كذا، وفي بعض المصادر فولداي.
3- سورة الطور: 21.
4- ح: 1131، إسناده حسن على الأقل إن شاء اللّه، محمّد بن عثمان قال الذهبي في الميزان: لا يدري من هو الحديث في تفسير ابن كثير: 83/8. (شاکر)
5- كذا، والصحيح: ست عشرة.
6- ح: 1135، إسناده ضعيف؛ لانقطاعه فإن مجاهداً لم يسمع من علي والحديث في مجمع الزوائد: 97/4 وقال: رجاله رجال الصحيح، إلا أن مجاهداً لم يسمع من علي (شاكر)

98 - [1/ 136] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن الحكم عن علي بن الحسين، عن مروان بن الحكم أنه قال:

«شهدت علياً وعثمان بين مكة والمدينة، وعثمان ينهي عن المتعة وأن يجمع بينهما، فلمّا رأى ذلك علي أهل بهما فقال لبيك بعمرة وحجّ معاً، فقال عثمان: تراني أنهى الناس عنه وأنت تفعله؟! قال: لم أكن أدع سنّة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لقول أحد من الناس». (1)

99 - [136/1] قال عبد اللّه بن أحمد حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا أبو أسامة، عن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جده:

«إنّ علياً كان يسير حتّى إذا غربت الشمس وأظلم، نزل فصلّى المغرب، ثمّ صلّى العشاء على أثرها، ثم يقول: هكذا رأيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يصنع». (2)

100 - [136/1] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا البختري الطائي قال:

«أخبرني من سمع علياً يقول: لما بعثني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى اليمن فقلت: تبعثني وأنا رجل حديث السن، وليس لي علم بكثير من القضاء؟ قال فضرب صدري رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وقال : اذهب فإنّ اللّه (عزّوجلّ) سيثبت لسانك ويهدي قلبك، قال: فما أعياني قضاء بين اثنين». (3)

101 - [1/ 136] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن

ص: 152


1- ح: 1139، إسناده صحيح الحكم هو ابن عتيبة. (شاكر)
2- ح: 1143، إسناده صحيح، إسناده صحيح أبو أسامة: هو حماد بن أسامة،وهو ثقة ثبت مأمون عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب: ذكره ابن حبان في الثقات. (شاكر)
3- ح: 1145. (شاکر)

سعيد بن المسيب قال:

«اجتمع علي وعثمان،بعسفان فكان عثمان ينهي عن المتعة أو العمرة، فقال علي: ما تريد إلى أمر فعله رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) تنهى عنها ؟ فقال عثمان : دعنا منك». (1)

102 - [1/ 137] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن علي :

«أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان». (2)

103 - [1/ 138] قال عبد اللّه بن أحمد حدّثنا محمّد بن بكار، حدّثنا حبّان بن علي، عن ضرار بن مرة، عن حصين المزني، قال:

«قال علي بن أبي طالب على المنبر: أيها الناس، إني سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: لا يقطع الصلاة إلا الحدث، لا أستحييكم مما لا يستحي منه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال : والحدث أن يفسو أو يضرِط». (3)

104 - [1/ 139] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن علي بن مدرك عن أبي زرعة، عن عبد اللّه بن نجي، عن أبيه، عن علي، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة ولا جنب ولا كلب». (4)

105 – [1/ 1399] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة:

ص: 153


1- ح: 1146، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح: 1103، إسناده صحيح، وهو مكرر ح 1110. (شاکر)
3- ح: 1164، إسناده ضعيف، حبان بن علي العتري الكوفي : قال البخاري في الضعفاء: ليس عندكم بالقوي، ضرار بن مرة الكوفي: ثقة ثبت حصين المزني: تابعي على الستر والأمانة حتّى بجد جرحاً واضحاً. (شاكر)
4- ح: 1172، إسناده صحيح وهو مكررح: 632. (شاکر)

«انّه شهد علياً صلّى الظهر ثمّ جلس في الرحبة في حوائج الناس، فلمّا حضرت العصر أتي بتور، فأخذ حفنة ماء، فمسح يديه وذراعيه ووجهه ورأسه ورجليه، ثمّ شرب فضله وهو قائم، ثم قال: إنّ ناساً يكرهون أن يشربوا وهم قيام، وإنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) صنع كما صنعت، وهذا وضوء من لم يحدث». (1)

106 - [139/1] حدّثنا عفان، حدّثنا شعبة، أنبأنا عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت النزال بن سبرة قال:

«سمعت علياً، فذكر معناه، إلا أنه قال: أتي بكوز». (2)

1107 – [1/ 139] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني عبيد اللّه بن عمر القواريري، حدّثنا حماد بن زيد، حدّثنا جميل بن مرة، عن أبي الوضيء، قال:

«شهدت علياً حيث قتل (3) أهل النهروان، قال: التمسوا إلى المخدج، فطلبوه في القتلى فقالوا: ليس،نجده فقال : ارجعوا فالتمسوا، فو اللّه ما كذبت ولا كُذبت، فرجعوا فطلبوه، فردد ذلك مراراً، كل ذلك يحلف باللّه، ما كذبت ولا كُذبت فانطلقوا فوجدوه تحت القتلى في طين، فاستخرجوه، فجيء به، فقال أبو الوضيء فكأنّي أنظر إليه، حبشي عليه ندي قد طبق إحدى يديه مثل ثدي المرأة، عليها شعرات مثل شعرات تكون على ذنب اليربوع». (4)

108 - [1 / 140] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا سعيد، عن قتادة عن الحسن:

ص: 154


1- ح: 1173، إسناده 1173، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 1174، إسناده صحيح (شاكر).
3- في المطبوع: (مثل).
4- ح: 1179، إسناده صحيح جميل بن مرة الشيباني البصري: ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما. أبو الوضيء: هو عباد بن نُسيب السحتني، كان على شرطة علي وهو ثقة، وثقه ابن معين وابن حبان. (شاكر)

«أنّ عمر بن الخطاب أراد أن يرجم مجنونة، فقال له علي: ما لك ذلك، قال: سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتّى يستيقظ، وعن الطفل حتّى يحتلم وعن المجنون حتّى يبرأ أو يعقل، فأدرأ عنها عمر». (1)

109 - [140/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني حجاج بن يوسف الشاعر، حدّثني عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا يزيد بن أبي صالح، أنّ أبا الوضي عباداً حدّثه أنه قال:

«كنا عامدين إلى الكوفة مع علي بن أبي طالب، فلمّا بلغنا مسيرة ليلتين أو ثلاث من حروراء، شذ منّا ناس كثير، فذكرنا ذلك لعلي فقال : لا يهولتكم أمرهم، فإنّهم سيرجعون، فذكر الحديث بطوله، قال: فحمد اللّه علي بن أبي طالب وقال : إنّ خليلي أخبرني أنّ قائد هؤلاء رجل مخدج اليد، على حلمة ثديه شعرات كأنّهّن ذنب اليربوع، فالتمسوه فلم يجدوه، فأتيناه فقلنا: إنا لم نجده، فقال : فالتمسوه، فو اللّه ما كذبت ولا كُذبت، ثلاثاً، فقلنا: لم نجده، فجاء علي بنفسه، فجعل يقول: اقلبوا ذا، اقلبوا ذا، حتّى جاء رجل من الكوفة فقال : هو ذاء، قال علي: اللّه أكبر، لا يأتيكم أحد يخبركم من أبوه، فجعل الناس يقولون: هذا ملك ! هذا ملك ! يقول علي : ابن من هو ؟!». (2)

1110 - [141/1 ] حدّثنا يزيد، أنبأنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حبة

ص: 155


1- ح: 1183، إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الإرسال، لأن الحسن البصري لم يدرك عمر. درأ الحد دفعه. (شاكر)
2- ح: 1189، إسناده صحيح، حجاج بن يوسف بن حجاج الثقفي، عرف بابن الشاعر : ثقة من الحفاظ، روى عنه مسلم وأبو داود وغيرهما. عبد الصمد بن الوارث ثقة مأمون. يزيد بن أبي صالح: هو أبو حبيب الدباغ: تابعي ثقة، وثقه ابن معين. (شاكر)

العربي قال:

«سمعت علياً يقول: ثم أنا أوّل رجل صلّى مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )». (1)

111 - [141/1] حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن عيينة، عبد الرزاق، أنبأنا ابن عيينة، عن محمّد بن سوقة، عن منذر الثوري، عن محمّد بن علي قال:

«جاء إلى علي ناس من الناس، فشكو اسعاة عثمان، قال: فقال لي أبي: اذهب بهذا الكتاب إلى عثمان فقل له: إنّ الناس قد شكوا سعاتك، وهذا أمر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في الصدقة، فمرهم فليأخذوا به، قال: فأتيت عثمان فذكرت ذلك له، قال: فلو كان ذاكراً عثمان بشيء لذكره يومئذ، يعني بسوء». (2)

112 – [143/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثنا عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن عباد، حدّثنا عبد اللّه بن معاذ - يعني الصنعاني - عن معمر (3) عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة (4) السوء فليتّق اللّه وليصل رحمه». (5)

113 - [1/ 144] حدّثنا يزيد، أنبأنا زكريا، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال:

ص: 156


1- ح: 1191، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 1195، إسناده صحيح، رواه البخاري (شاكر)
3- في المطبوخ: (يعمر).
4- في المطبوع: (منية).
5- ح: 1212، إسناده صحيح، عمد بن عباد بن الزبرقان المكي : ذكره ابن حبان في الثقات. محبد اللّه بن معاذ بن نشيط الصنعاني: ثقة معمر: هو ابن راشد الأزدي الحداني: ثقة مأمون معروف. (شاکر)

«إنّكم تقرؤون «مِنْ بَعْدِ وَصِيَّة يُوصَي بِهَا أَوْ دَيْنٍ» (1)وإنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قضى بالدين قبل الوصية، وإن أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العلات، يرث الرجل أخاه لأبيه وأمه دون أخيه لأبيه». (2)

114 - [1 / 144] حدّثنا يزيد، أنبأنا العوام، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي قال:

«أتانا النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ذات ليلة حتّى وضع قدمه بيني وبين فاطمة، فعلمنا ما نقول إذا أخذنا،مضاجعنا، ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وثلاثاً وثلاثين تحميدة، وأربعاً وثلاثين تكبيرة، قال علي فما تركتها بعد فقال له :رجل ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين». (3)

115 - [145/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني العباس بن الوليد النرسي، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا أبو إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي قال:

«نقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): عفونت لكم عن الخيل والرقيق، فأدوا صدقة الرقة، من كل أربعين درهماً درهماً، وليس في تسعين ومائة شيء، فإذا بلغت مائتين ففيها خمسة دراهم». (4)

116 - [1/ 145] حدّثنا يزيد، أنبأنا إسرائيل بن يونس، عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب قال:

«أهدى كسرى لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقبل منه، وأهدى قيصر الرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

ص: 157


1- سورة النساء: 11.
2- ح: 1221، هو مكرر ح: 1091 من المسند. (شاكر)
3- ح: 1228، إسناده صحيح، العوام هو ابن حوشب، وهو ثقة ثبت صاحب سُنّة. (شاكر)
4- ح: 1232، إسناده صحيح. (شاكر)

فقبل منه، وأهدت الملوك فقبل منهم». (1)

117 – [1 / 145] حدّثنا يزيد، أنبأنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن ربيعة بن النابغة، عن أبيه، عن علي، قال:

«إنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، نهى عن زيارة القبور، وعن الأوعية، وأن تحبس لحوم الأضاحي بعد ثلاث، ثمّ قال: إنّي كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنّها تذكركم الآخرة، ونهيتكم عن الأوعية، فاشربوا فيها، واجتنبوا كل ما أسكر، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تحبسوها بعد ثلاث، فاحبسوها ما بدا لكم». (2)

118 - [145/1] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا علي بن زيد، عن ربيعة بن النابغة، عن أبيه، عن علي قال:

«نهى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن زيارة القبور، فذكر معناه، إلا أنه قال: وإياكم وكل مسكر». (3)

119 - [145/1] قال عبد اللّه بن أحمد حدّثني عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير، عن محمّد بن سالم، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : فيها سقت السماء ففيه العشر وما سقي بالغرب والدالية ففيه نصف العشر». (4)

120 – [146/1] قال عبد اللّه بن أحمد حدّثنا أبو عبد الرحمن بن عمر، حدّثنا عبد الرحيم - يعني الرازي - عن العلاء بن المسيب، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن

ص: 158


1- ح: 1234.
2- ح: 1235.
3- ح: 1236، مكرر ما قبله. (شاکر)
4- ح: 1239، الغرب الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور الدالية: شيء يتخذ من خوص و خشب يستقى به بحبال تشد في رأس جذع طويل، تدار بالبقر ونحوها. (شاكر)

ضمرة، عن علي، قال:

«كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يصلّي من الليل ست عشرة ركعة سوى المكتوبة». (1)

121 - [146/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن عمر، أخبرنا عبد الرحيم الرازي، عن زكريا بن أبي زائدة والعلاء بن المسيب، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة قال:

«أتينا علي بن أبي طالب فقلنا: يا أمير المؤمنين، ألا تحدّثنا عن صلاة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) تطوّعه ؟ فقال وأيّكم يطيقه قالوا: نأخذ منه ما أطقنا، قال: كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يصلّي من النهار ست عشرة ركعة سوى المكتوبة». (2)

122 - 146/15] حدّثنا يزيد، أنبأنا إسرائيل بن يونس، حدّثنا أبو إسحاق، عن الحارث، عن علي قال:

«قال لي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : يا علي إني أحب لك ما أحب لنفسي، وأكره لك ما أكره لنفسي، لا تقرأ وأنت راكع ولا وأنت ساجد، ولا تصلّ وأنت عاقص شعرك فإنّه كفل الشيطان، ولا تقع بين السجدتين، ولا تعبث بالحصى، ولا تفترش ذراعيك، ولا تفتح على الإمام، ولا تتختم بالذهب، ولا تلبس القسي، ولا تركب على المياثر». (3)

ص: 159


1- ح: 1240، إسناده صحيح أبو عبد الرحمن بن عمر، هو عبد اللّه بن عمر بن محمّد بن أبان، الملقب مشكدانة. عبد الرحيم الرازي: هو عبد الرحيم بن سليمان المروزي الأشل: ثقة العلاء بن المسيب بن رافع الأسدي: ثقة مأمون. (من الليل) خطأ صوابه (من النهار). (شاكر)
2- ح: 1241، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 1243، عقص الشعر : ليّه وإدخال أطرافه في أصوله وهو كالضفر. كِفْل الشيطان: مقعده. (شاکر)

123 - [147/1] حدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا إسرائيل، عن عطاء بن السائب قال:

«دخلت على أبي عبد الرحمن السلمي، وقد صلّى الفجر وهو جالس في المجلس، فقلت: لو قمت إلى فراشك كان أوطأ لك؟ فقال: سمعت علياً يقول: سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : من صلّى الفجر ثمّ جلس في مصلاه صلّت عليه الملائكة وصلاتهم عليه : اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ومن ينتظر الصلاة صلّت عليه الملائكة، وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه». (1)

124 - [147/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني محمّد بن يحيى بن عبد الصمد، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن ذكوان عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عن علي :

«أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) نهي عن كل ذي ناب من السبع، وكل ذي مخلب من الطير، وعن ثمن الميتة، وعن لحم الحمر الأهلية، وعن مهر البغي وعن عسب الفحل، وعن المياثر الأرجوان». (2)

125 - [148/1] حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا،فطر، عن كثير بن نافع النواء قال: سمعت عبد اللّه بن مليل قال: سمعت عليا يقول:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إنّه لم يكن قبلي نبي إلا قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء، وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وعلي، وحسن، وحسين... إلى أن قال : والمقداد، وعبد اللّه بن مسعود، وأبو ذر، وحذيفة، وسلمان، وعمّار وبلال». (3)

ص: 160


1- ح: 1250، إسناده حسن. (شاكر)
2- ح: 1253.
3- ح: 1262، إسناده صحيح، فطر: هو ابن فطر هو ابن خليفة. (شاكر)

126 - [148/1 ] حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا يونس، عن أبي إسحاق، عن عبد خير قال:

«رأيت علياً توضأ ومسح على النعلين، ثم قال: لولا أنّي رأيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فعل كما رأيتموني فعلت لرأيت أنّ باطن القدمين هو أحق بالمسح من ظاهر هما». (1)

127 - [148/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، قال:

«ليس في مال زكاة حتّى يحول عليه الحول». (2)

ص: 161


1- ح: 1263، إسناده صحيح وهو مكرر ح: 1013. (شاکر) توضيح: يتحدّث الخبر عن وضوء علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأنّه حكى وضوء رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ولا يعني من المسح على النعلين هنا المسح على النعلين فعلاً، بل المقصود هو المسح على القدمين، وهو تفسير أكثر من تعرض هذا الحديث، كما أنّ أكثر الأحاديث ذكرت انّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) مسح على ظهر قدميه، واللفظ في رواية إبراهيم بن طهمان يذكر القدمين صراحة هكذا. قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنبأنا أبو الطيب محمّد بن عبداللّه الشعري، حدّثنا محمّد بن عصام، حدّثنا حفص بن عبداللّه، حدّثني إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق عن عبد خير الخيواني عن علي بن أبي طالب قال: «كنت أرى باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما، حتّى رأيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) توضّا ومسح على ظهر قدميه على خفّيه» راجع (السنن الكبرى 1: 292) وأنت عليم أنّ الحديث لا يخلو من تحريف بإضافة «على خفيه» حيث ورد عن ابن أبي شيبة قال: حدّثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد خير، عن علي قال: «لو كان الدين برأي كان باطن القدمين أحق بالمسح ظاهرهما، ولكن رأيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مسح ظاهر هما». (المصنف لابن أبي شيبة 1: 43/208). وعن الطحاوي رفعه إلى السُدي، عن عبد خير، عن علي : «وأنه توضاً فمسح على ظهر القدم وقال: لولا انّي رأيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فعله لكان باطن القدم أحق من ظاهره» (شرح معاني الآثار 1: 35) وانظر (كثر العمال 9: 27030/474). هكذا وردت روايات الخبر عن عبد خير، وتحريفها واضح لاختلاف الألفاظ، ولو تسامحنا بأخذ ظاهر الخير الذي أورده أحمد في مسنده، فإنّ المسح على النعلين غير مقصود، بل المراد هو المسح على ظاهر القدم؛ لأنّ النعال العربية أنذاك كانت مفتوحة الظاهر، ولا تمنع من تمامية الوضوء، فلاحظ.
2- ح: 1264، إسناده صحيح، وهو موقوف على علي، رواه أبو داود 2:10-11 بطريق آخر. (شاکر)

128 - [1/ 148 ] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة قال:

«قلت للحسن بن علي: إنّ الشيعة يزعمون أنّ علياً يرجع، قال: كذب أولئك الكذابون ! لو علمنا ذاك ما تزوج نساؤه ولا قسمنا ميراثه». (1)

يقول شير محمّد الهمداني: هذا الحديث يدل على أنّ رجعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) كان معروفاً في ذلك الزمان وهذا أمر محقق معلوم عند الإمامية، ثابت بالأخبار المتواترة، وعدم إعتراف سيدنا أبي محمّد (عَلَيهِ السَّلَامُ) بذلك لأنّه كان مأموراً بالكتمان والتقية، وأما قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أولئك الكذابون، فلعله أراد عند مخالفيهم وبإعتقادهم، وأمّا تزوج النساء وقسمة الميراث فلا منافاة بينهما وبين ما يقوله الإمامية من الرجعة.

129 - [149/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني أبو الربيع الزهراني، وحدّثنا علي ابن حكيم الأودي، وحدّثنا محمّد بن جعفر الوركاني، وحدّثنا زكريا بن يحيى زحمويه، وحدّثنا عبد اللّه بن عامر بن زرارة الحضرمي، وحدّثنا داود بن عمرو الضبي قالوا: حدّثنا شريك، عن سماك، عن حنش، عن علي قال:

«بعثني النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى اليمن قاضياً، فقلت: تبعثني إلى قوم وأنا حدث السن ولا علم لي بالقضاء؟ فوضع يده على صدري فقال: ثبتك اللّه وسددك، إذا جاءك الخصمان فلا تقض للأوّل حتّى تسمع من الآخر، فإنه أجدر أن يبين لك القضاء»

قال فما زلت قاضياً، وهذا لفظ حديث داود بن عمر و الضبي وبعضهم أتم كلاماً من بعض (2)

ص: 162


1- ح: 1265، وهو أثر عن الحسن بن علي، ليس حديثنا من مسند هذا ولا ذاك. (شاكر)
2- ح: 1280، إسناده صحيح، أبو الربيع الزهراني: اسمه سليمان بن داود العتكي. عبد اللّه بن عامر بن زرارة الحضرمي: صدوق (شاکر)

130 - [1/ 149] قال عبد اللّه بن أحمد حدّثنا محمّد بن سليمان لوين، وحدّثنا محمّد بن جابر، عن سماك، عن حنش، عن علي بن أبي طالب قال:

«بعثني النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قاضياً إلى اليمن، فذكر الحديث، قال: إن اللّه مثبت قلبك وهاد فؤادك، فذكر الحديث. (1)

131 - [150/1] قال لوين: وحدّثنا شريك، عن سماك، عن حنش عن علي، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، بمثل معناه. (2)

132 - [1 / 150 ] قال عبد اللّه بن أحمد حدّثني أبي، وحدّثني أبو بكر بن أبي شيبة قالا: حدّثنا حسين بن علي، عن زائدة عن سماك، عن حنش، عن علي قال :

«قال لي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إذا تقاضى إليك رجلان فلا تقض للأوّل حتّى تسمع ما يقول الآخر، فإنّك سوف ترى كيف تقضي». (3)

133 – [1 / 150] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني أبو بكر، حدّثنا أحمد حدّثني أبو بكر، حدّثنا عمرو بن حماد، عن أسباط بن نصر، عن سماك، عن حنش، عن علي:

«أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حسين بعثه ببراءة، فقال : يا نبي اللّه، إنّي لست باللسن ولا،بالخطيب، قال ما بدّ أن أذهب بها أنا أو تذهب بها،أنت قال: فإن كان ولا بدّ فسأذهب أنا، قال: فانطلق، فإنّ اللّه يثبت لسانك ويهدي قلبك، قال: ثم وضع يده على فمه». (4)

134 - [1 / 150] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي بن

ص: 163


1- ح : 1281، إسناده حسن الذي يقول هنا : ( وحدّثنا محمّد جابر) هولوين، وهو مكرر ما قبله. (شاكر)
2- ح: 1282، إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (شاكر)
3- ح: 1284، إسناده صحيح، حسين بن علي : هو الجعفي الكوفي المقرئ، وهو ثقة حجّة. (شاكر)
4- ح : 1286، إسناده صحيح، عمرو بن حماد بن طلحة القناد: ثقة، روى عنه مسلم وغيره. أسباط بن نصر الهمداني: قال البخاري في تاريخه الأوسط: صدوق اللسن: ذوالبيان والفصاحة. (شاكر)

حراش أنه سمع علياً يخطب يقول:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لا تكذبوا عليّ، فإنّه من يكذب عليّ يلج النار». (1)

135 - [1 / 150] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني إبراهيم بن الحجاج الناجي، حدّثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عمرو الفزاري عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن علي بن أبي طالب:

«أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان يقول في آخر وتره : اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، ومعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك». (2)

136 - [151/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني نصر بن علي الأزدي أخبرني أبي، عن أبي سلام، عبد الملك بن مسلم بن سلام، عن عمران بن ظبيان، عن حكيم بن سعد، عن علي:

«أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان إذا أراد سفراً قال: اللهم بك أصول، وبك أحول، وبك أسير». (3)

137 - [151/1] قال عبد اللّه بن أحمد حدّثنا محمّد بن سليمان،لوين، حدّثنا محمّد ابن جابر، عن سماك، عن حنش، عن علي قال:

«لمّا نزلت عشر آيات من براءة على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )دعا النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أبا بكر، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال لي: أدرك أبا بكر، فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم، فلحقته بالجحفة، فأخذت

ص: 164


1- ح: 1291، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 1294، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 1295، إسناده صحيح، علي بن نصر بن علي الجهضمي الأزدي: والد نصر بن علي ثقة صدوق. أحول أي أتحرك، أو أحتال، أو أدفع وأمنع. (شاكر)

الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال : يا رسول اللّه، نزل فيّ شيء؟ قال: لا، ولكن جبريل جاءني فقال : لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك». (1)

138 - [151/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني نصر بن علي، حدّثنا عبد اللّه بن داود عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن علي، قال:

«كان على الكعبة أصنام، فذهبت لأحمل النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إليها، فلم أستطع، فحملني، فجعلت أقطعها، ولو شئت لنلت السماء». (2)

139 - [151/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني أبو خيثمة، حدّثنا شبابة بن،سوار، حدّثني نعيم بن حكيم، حدّثني أبو مريم، حدّثنا علي بن أبي طالب أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«إنّ قوماً يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم طوبى لمن قتلهم وقتلوه علامتهم رجل مخدج اليد». (3)

140-[152/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني حجاج بن الشاعر، حدّثنا شبابة، حدّثني نعيم بن حكيم، حدّثني أبو مريم ورجل من جلساء علي، عن علي :

«أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال: فزاد الناس بعد وال من والاه، وعاد من عاداه». (4)

141 - [153/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني العباس بن الوليد النرسي، حدّثنا عبد الواحد بن زياد، حدّثنا سعيد الجريري، عن أبي الورد عن ابن أعبد قال:

ص: 165


1- ح: 1296، إسناده حسن. (شاكر)
2- ح: 1301، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 1302، إسناده صحيح، شبابة بن سوار المدائني ثقة. (شاكر)
4- ح: 1310، إسناده صحيح، والحديث موصول عن أبي مريم. (شاكر)

«قال لي علي بن أبي طالب: يا ابن أعبد هل تدري ما حق الطعام؟ قال: قلت: وما حقه يا بن أبي طالب؟ قال : تقول: بسم اللّه اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، قال: وتدري ما شكره إذا فرغت؟ قال: قلت وما شكره؟ قال: تقول: الحمد للّه الذي أطعمنا وسقانا، ثم قال: ألا أخبرك عني وعن فاطمة؟ كانت ابنة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وكانت من أكرم أهله عليه، وكانت زوجتي، فجرت بالرحى حتّى أثر الرحى بيدها، وأسقت بالقربة حتّى أثرت القربة بنحرها، وقمت البيت حتّى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتّى دنست ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر، فقدم على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بسبي أو خدم، قال: فقلت لها انطلقي إلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فاسأليه خادماً يقيك حر ما أنت فيه، فانطلقت إلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فوجدت عنده خدماً أو خداماً، فرجعت ولم تسأله، فذكر الحديث، فقال: ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم؟ إذا أويت إلى فراشك سبّحي ثلاثاً وثلاثين، واحمدي ثلاثاً وثلاثين، وكبّري أربعاً وثلاثين، قال: فأخرجت رأسها فقالت: رضيت عن اللّه ورسوله مرتين»

فذكر مثل حديث ابن علية عن الجريري أو نحوه. (1)

142 - [153/1] قال عبد اللّه بن أحمد حدّثنا أبو كامل فضيل بن الحسين، وحدّثنا محمّد بن عبيد بن حساب قالا : حدّثنا عبد الواحد بن زياد، حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

«خياركم من تعلم القرآن وعلّمه». (2)

143 - [153/1] قال عبد اللّه بن أحمد : حدّثني أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن

ص: 166


1- ح: 1312، إسناده حسن سعيد الجُريري: سعيد بن إياس، ثقة، كان محدّث أهل البصرة. أبو الورد هو ابن ثمامة بن حزن القشيري، معروف و مقبول. (شاکر)
2- ح: 1317. (شاکر)

عمر، حدّثنا أبو معاوية، عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي، عن سيار أبي الحكم عن أبي وائل قال:

«أتى علياً رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي عجزت عن مكاتبتي، فأعني، فقال علي: ألا أعلمك كلمات علّمنيهنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، لو كان عليك مثل جبل صير دنانير لأداه اللّه عنك؟ قلت: بلى، قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك». (1)

144 - [154/1] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن أبي ظبيان الجنبي(2):

«أنّ عمر بن الخطاب أتي بامرأة قد،زنت فأمر برجمها، فذهبوا بها ليرجموها، فلقيهم علي، فقال: ما هذه؟ قالوا: زنت فأمر عمر برجمها، فانتزعها علي من أيديهم وردهم فرجعوا إلى عمر، فقال: ما ردكم؟ قالوا ردنا علي، قال: ما فعل هذا علي إلا لشيء قد علمه، فأرسل إلى علي، فجاء وهو شبه المغضب، فقال: ما لك رددت هؤلاء؟ قال: أما سمعت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتّى يستيقظ، وعن الصغير حتّى يكبر، وعن المبتلى حتّى يعقل؟ قال: بلى قال علي: فإن هذه مبتلاة بني فلان، فلعله أتاها وهو بها، فقال عمر : لا أدري، قال: وأنا لا أدري، فلم يرجمها». (3)

ص: 167


1- ح: 1318، صير جبل بلاد طيء. (شاكر) مكاتبقي كذا وردت وفي بعض المصادر كتابي.
2- في المطبوع: (الجني).
3- ح: 1327، إسناده صحيح، حماد: هو ابن سلمة. أبو ظبيان: هو حصين بن جندب الكوفي الجني، تابعي،ثقة قوله: (فلعله أتاها وهو بما) يعني لعل الفاعل أتاها في وقت كان بها البلاء، أي الصرح أو الجنون الذي كان ينوها. (شاكر)

145 - [155/1] حدّثنا ابن أبي عدي، عن أبن عون، عن محمّد قال: قال عبيدة: لا أحدثك إلا ما سمعت منه، قال محمّد: فحلف لنا عبيدة ثلاث مرار، وحلف له علي:

«لولا أن تبطروا لنبأتكم ما وعد اللّه الذين يقتلونهم عن لسان محمّد، قال: قلت: آنت سمعته منه؟ قال: إي وربّ الكعبة، إي وربّ الكعبة، إي وربّ الكعبة، فيهم رجل مخدج اليد، أو مثدون اليد، أحسبه قال: أو مودن اليد». (1)

146 - [155/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني سويد بن سعيد، أخبرنا علي بن مسهر، عن عبد الرحمن بن إسحاق، حدّثنا النعمان بن سعد قال :

«كنا جلوساً عند علي، فقرأ هذه الآية: «يَوْمَ نَحْشُرُ المُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً» (2) قال : لا واللّه، ما على أرجلهم يحشرون، ولا يحشر الوفد على أرجلهم، ولكن بنوق لم ير الخلائق مثلها، عليها رحائل من ذهب، فيركبون عليها حتّى يضربوا أبواب الجنة». (3)

147 - [1 / 155] حدّثنا محمّد بن أبي عدي، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني أبان ابن صالح، عن عكرمة قال:

«وقفت مع الحسين، فلم أزل أسمعه يقول: لبيك، حتّى رمي الجمرة، فقلت: يا أبا عبد اللّه ما هذا الإهلال؟ قال: سمعت علي بن أبي طالب يهلّ حتّى انتهى إلى الجمرة، وحدّثني أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أهلّ حتّى انتهى إليها». (4)

ص: 168


1- ح: 1330، إسناده صحيح. (شاكر)
2- سورة مريم: 85.
3- ح: 1332.
4- ح: 1333، إسناده صحيح. (شاكر)

148 - [155/1] حدّثنا أسود بن عامر، أخبرنا شريك، عن منصور، عن ربعي، عن علي قال:

«جاء النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أناس من قريش فقالوا: يا محمّد إنا جيرانك وحلفاؤك، وإنّ ناساً من عبيدنا قد أتوك، ليس بهم رغبة في الدين، ولا رغبة في الفقه، إنما فروا من ضياعنا وأموالنا، فارددهم إلينا، فقال لأبي بكر : ما تقول؟ قال: صدقوا إنّهم جيرانك، قال: فتغير وجه النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ثم قال لعمر ما تقول؟ قال: صدقوا إنّهم لجيرانك وحلفاؤك، فتغير وجه النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )». (1)

149 - [1/ 155] قال عبد اللّه بن أحمد حدّثني سويد بن سعيد سنة ست وعشرين ومائتين، أخبرنا علي بن مسهر، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي قال:

«سأله رجل: آقرأ في الركوع والسجود؟ فقال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إني نهيت أن أقرأ في الركوع والسجود، فإذا ركعتم فعظموا اللّه، وإذا سجدتم فاجتهدوا في المسئلة، فقمن أن يستجاب لكم». (2)

150 - [156/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني عباد بن يعقوب الأسدي أبو محمّد، حدّثنا محمّد بن فضيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«إنّ في الجنّة لغرفاً يرى بطونها من ظهورها، وظهورها من بطونها، فقال: أعرابي: يا رسول اللّه ؟ لمن هي؟ قال: لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وصلّى اللّه

ص: 169


1- ح: 1335، إسناده صحيح. (شاكر) أقول: دافع أحمد شاكر وأعتذر عن عمر بهامش هذا الحديث بمقدار صفحة واحدة لاعتراضه هذا وذلك بحكم الولاء له بأعذار واهية بما لا فائدة لذكرها هنا.
2- ح: 1336، (اقرأ) أصلها (أأقرأ). (شاكر)

بالليل والناس نيام». (1)

يقول شير محمّد الهمداني: بحاشية الطبعة الثانية من،المسند عباد بن يعقوب الأسدي ثقة في روايته شيعي في رأيه، روى عنه البخاري وأبو حاتم وغيرهما.

151 - [156/1] حدّثنا أسود بن عامر، أنبأنا أبو بكر، عن الأعمش، عن سلمة ابن كهيل، عن عبد اللّه بن سبع قال:

«خطبنا علي فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضين هذه، من هذه قال: قال الناس فأعلمنا من هو ؟ واللّه لِنبيرن عترته ! قال: أنشدكم باللّه أن يقتل غير قاتلي... الحديث». (2)

152 - [156/1] حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب عن علي قال:

«بعثني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى اليمن، فقلت: إنك تبعثني إلى قوم وهم أسنّ مني لأقضي بينهم، فقال: اذهب فإنّ اللّه سيهدي قلبك ويثبت لسانك». (3)

153 - [156/1] حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سويد بن غفلة، عن علي قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«يكون في آخر الزمان قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، قتالهم حق على كل مسلم». (4)

ص: 170


1- ح: 1337. (شاکر)
2- ح: 1339، إسناده صحيح (شاكر)
3- ح: 1341، إسناده صحيح وهو مكرر ح: 666 بإسناده ولفظه. (شاكر)
4- ح: 1345، إسناده صحيح. (شاكر)

154 - [156/1] حدّثنا أبو كامل، حدّثنا زهير، حدّثنا أبو إسحاق، عن حارثة بن المضرب عن علي، وحدّثنا يحيى بن آدم وأبو النضر :قالا حدّثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب عن علي قال:

«كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه». (1)

155 - [157/1] حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا مختار بن نافع التمار، عن أبي مطر :

«أنه رأى عليّاً أتى غلاماً حدثاً فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم، ولبسه إلى ما بين الرسغين إلى الكعبين، يقول ولبسه (2): الحمد للّه الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس وأواري به عورتي فقيل : هذا شيء ترويه عن نفسك أو عن نبي اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ قال : هذا شيء سمعته من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقوله عند الكسوة: الحمد للّه الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس وأواري به عورتي». (3)

156 - [158/1] حدّثنا أبو سعيد، حدّثنا عبد اللّه بن لهيعة، حدّثنا يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد اللّه بن زرير، عن علي بن أبي طالب قال:

«أهديت للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )،بغلة، فركبها، فقال بعض أصحابه: لو اتخذنا مثل هذا؟ قال: أتريدون أن تنزوا الحمير على الخيل ! إنّما يفعل ذلك الذين لا يعلمون». (4)

157 - [158/1] حدّثنا أبو سعيد، حدّثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن محمّد بن علي الأكبر أنه سمع أباه علي بن أبي طالب يقول:

ص: 171


1- ح: 1346، إسناده صحيح. أحمر البأس: أي إذا اشتدت الحرب استقبلنا العدو به وجعلناه لنا وقاية (شاكر)
2- كذا ورد ولعله يقول (وقد لبسه).
3- ح: 1354، الرياش: أي ما ظهر من اللباس قال بعضهم أي لباس الزينة.
4- ح: 1358، إسناده صحيح نتزي الحمير على الخيل: أي نحملها عليها للنسل. (شاكر)

قال: رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«أعطيت أربعاً لم يعطهنّ أحد من أنبياء اللّه : أعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل التراب لي طهوراً، وجعلت أمتي خير الأمم». (1)

158 - [159/1] حدّثنا حجاج، حدّثنا شريك، عن عاصم بن كليب، عن محمّد بن كعب القرظي : أن علياً قال:

«لقد رأيتني مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وإني لأربط الحجر على بطني من الجوع، وإن صدقتي اليوم الأربعون ألفا». (2)

159 - [1/ 159] حدّثنا أسود، حدّثنا شريك، عن عاصم بن كليب، عن محمّد ابن كعب القرظي، عن علي، فذكر الحديث، وقال فيه:

«وإنّ صدقة مالي لتبلغ أربعين ألف دينار». (3)

160 - [1/ 159] حدّثنا يحيى بن إسحاق، حدّثنا حماد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن إبراهيم، عن سلمة بن أبي الطفيل، عن علي، قال: قال لي رسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«لا تتبع النظر النظر، فإنّ الأولى لك، وليست لك الأخيرة». (4)

161 - [159/1] حدّثنا عفان، حدّثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي قال:

«جمع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - أو دعا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - بني عبد المطلب، فيهم رهط

ص: 172


1- ح: 1361، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 1367، محمّد بن كعب القرظي تابعي ثقة. (شاكر)
3- ح: 1368، مکرر ماقبله. (شاکر)
4- ح: 1369، إسناده صحيح، سلمة بن أبي الطفيل ذكره ابن حبان في الثقات. (شاكر)

كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق ! قال: فصنع لهم مداً من طعام، فأكلوا حتّى شبعوا، قال: وبقي الطعام كما هو كأنّه لم يمس، ثمّ دعا بغمر، فشربوا حتّى رووا، وبقي الشراب كأنه لم يمس - أو لم يشرب-، فقال: يا بني عبد المطلب، إنّي بعثت لكم خاصة وإلى الناس بعامة، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ؟ قال : فلم يقم إليه أحد، قال: فقمت إليه، وكنت أصغر القوم، قال: فقال: اجلس، قال ثلاث مرات، كل ذلك أقوم إليه فيقول لي: اجلس، حتّى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي». (1)

162 - [159/1] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن سلمة بن أبي الطفيل، عن علي بن أبي طالب:

«أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال له: يا علي، إنّ لك كنزاً من الجنّة، وإنّك ذو قرنيها، فلا تتبع النظرة النظرة، فإنّما لك الأولى، وليست لك الآخرة». (2)

163 - [1 / 160] قال أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن أحمد: حدّثني سريج بن يونس أبو الحارث، حدّثنا أبو حفص الآبار، عن الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي قال: قال لي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«فيك مثل من عيسى، أبغضته اليهود حتّى بهتوا،أمه، وأحبته النصارى حتّى

ص: 173


1- ح: 1371، إسناده صحيح عثمان بن المغيرة الثقفي: هو عثمان بن أبي زرعة وهو ثقة. أبو صادق الأزدي الكوفي : سماه البخاري (مسلم) ولم يذكر فيه جرحاً وهو ثقة. ربيعة بن ناجد الأزدي: كوفي تابعي ثقة. الفَرَق: مكيال لأهالي المدينة يسع ستة عشر رطلاً. العُمَر: القدح الصغير. (شاكر)
2- ح: 1373، إسناده صحيح إنك ذو قرنيها: قال المنذري : أي ذو قرني هذه الأمة، وذاك لأنّه كان له شحتان في قرني رأسه، إحداهما من ابن ملجم لعنه اللّه، والأخرى من عمرو بن ود. (شاکر)

أنزلوه بالمنزلة التي ليس به، ثم قال: يهلك في رجلان: محب مفرط يقرظني بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني». (1)

يقول شير محمّد الهمداني: بحاشية الطبعة الثانية من المسند الحارث بن حصيرة الأزدي شيعي يغلو في التشيع، وثّقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير : 1/ 2/ 225- 226، فلم يجرحه... إلخ.

164 - [160/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني أبو محمّد سفيان بن وكيع بن الجراح بن مليح، حدّثنا خالد بن مخلد، حدّثنا أبو غيلان الشيباني، عن الحكم بن عبد الملك عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي بن أبي طالب قال: دعاني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال:

«إنّ فيك من عيسى مثلاً، أبغضته يهود حتّى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتّى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به، ألا وإنّه يهلك في اثنان: محب يقرظني بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني، ألا إني لست بنبي ولا يوحى إليّ، ولكني أعمل بكتاب اللّه وسنّة نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ما استطعت، فما أمرتكم من طاعة اللّه فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم وكرهتم». (2)

[ يقول شير محمّد الهمداني]: بحاشية الطبعة الثانية من المسند خالد بن مخلد القطواني: ثقة، تكلم فيه من أجل تشيّعه، وهو من شيوخ البخاري وأخرج له مسلم.

ص: 174


1- ح: 1376، إسناده صحيح أبو حفص الآبار : هو عمر بن عبد الرحمن بن قيس الحافظ نزيل بغداد، وهو ثقة، الحكم بن عبد الملك البصري وثّقه العجلي. (شاكر)
2- ح: 1377، إسناده حسن. (شاكر)

165 - [1 / 160] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني أبو خيثمة زهير بن حرب، حدّثنا القاسم بن مالك المزني، عن عاصم بن كليب، عن أبيه قال: كنت جالساً عند على فقال :

«إنّي دخلت على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وليس عنده أحد إلا عائشة فقال: يا بن أبي طالب، كيف أنت وقوم كذا وكذا؟ قال: قلت اللّه ورسوله أعلم، قال: قوم يخرجون من المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرميّة فمنهم رجل مخدج اليد كأنّ يديه ثدي حبشية». (1)

166 - [160/1] قال عبد اللّه بن أحمد: حدّثني إسماعيل أبو معمر، حدّثنا عبد اللّه بن إدريس، حدّثنا عاصم بن كليب، عن أبيه قال:

«كنت جالساً عند علي، إذ دخل عليه رجل عليه ثياب السفر، فاستأذن على علي وهو يكلم الناس فشغل عنه، فقال علي: إنّي دخلت على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وعنده عائشة، فقال لي: كيف أنت وقوم كذا وكذا؟ فقلت: اللّه ورسوله أعلم، ثمّ عاد فقلت اللّه ورسوله أعلم، قال: فقال: قوم يخرجون من قبل المشرق، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فيهم رجل مخدج اليد، كأن يده ثدي حبشية، أنشدكم باللّه هل أخبرتكم أن فيهم... فذكر الحديث بطوله». (2)

ص: 175


1- ح: 1378، إسناده صحيح، القاسم بن مالك المزني ثقة كليب بن شهاب الجرمي والد عاصم: تابعي ثقة. (شاكر)
2- ح: 1379، إسناده صحيح، إسماعيل أبو معمر، هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر. عبد اللّه بن إدريس بن يزيد الأودي : ثقة من شيوخ أحمد وابن معين. (شاكر)

المنتخب من مسند طلحة بن عبيد اللّه

167 - [1/ 162] حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثنا مجمع بن يحيى الأنصاري، حدّثنا عثمان بن موهب عن موسى بن طلحة، عن أبيه قال:

«قلت: يا رسول اللّه، كيف الصلاة عليك؟ قال: قل: اللهم صل على محمّد وعلى آل محمّد، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمّد وآل محمّد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد». (1)

168 - [1/ 162 ] حدّثنا أبو عامر، حدّثنا سليمان بن سفيان المدايني، حدّثني بلال بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه، عن أبيه، عن جده:

«أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان إذا رأى الهلال :قال اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، رّبي وربّك اللّه». (2)

169 - [163/1] حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق (3)، حدّثنا سالم بن أبي أمية أبو النضر قال:

«جلس إلي شيخ من بني تميم في مسجد البصرة ومعه صحيفة له في يده - قال: وفي زمان الحجاج-، فقال لي: يا عبد اللّه، أترى هذا الكتاب مغنياً عني شيئاً عند هذا السلطان؟ قال: فقلت: وما هذا الكتاب؟ قال: هذا كتاب من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )كتبه لنا،

ص: 176


1- ح: 1396، إسناده صحيح محمّد بن بشر: هو ابن الفرافصة العبدي عثمان بن موهب: هو عثمان بن عبد اللّه بن موهب، تابعي ثقة. (شاكر)
2- ح: 1397، إسناده حسن (شاكر)
3- في المصدر: (عن ابن أبي اسحاق).

أن لا يتعدى علينا في صدقاتنا، قال: فقلت: لا واللّه، ما أظن أن يغني عنك شيئاً، وكيف كان شأن هذا الكتاب؟ قال: قدمت المدينة مع أبي وأنا غلام شاب، بإبل لنا نبيعها، وكان أبي صديقاً لطلحة بن عبيد اللّه التيمي فنزلنا عليه، فقال له أبي: اخرج معي فبع لي إبلي هذه، قال: فقال : إنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قد نهى أن يبيع حاضر لباد، ولكن سأخرج معك فأجلس، وتعرض إبلك، فإذا رضيت من رجل وفاءً وصدقاً ممن ساومك أمرتك ببيعه... الحديث». (1)

المنتخب من مسند الزبير بن العوام

170 - [164/1] حدّثنا حفص بن غياث عن هشام، عن أبيه، عن الزبير بن العوام قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«لأن يحمل الرجل حبلاً فيحتطب به، ثم يجيء فيضعه في السوق فيبيعه، ثمّ يستغني به فينفقه على نفسه، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه». (2)

171 - [1 / 164] حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد بن هشام وأبو معاوية شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد بن هشام عن الزبير بن العوام قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«دبّ إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء - والبغضاء هي الحالقة، حالقة الدين، لا حالقة الشعر - والذي نفس محمّد بيده، لا تؤمنوا حتّى تحابوا، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم». (3)

ص: 177


1- ح: 1404، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 1407، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 1412.

172 - [1/ 165] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن جامع بن شداد، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه، قال:

«قلت للزبير : ما لي لا أسمعك تحدث عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كما أسمع ابن مسعود وفلاناً وفلانا؟ قال: أما أنّي لم أفارقه منذ أسلمت، ولكن سمعت منه كلمة من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار». (1)

173 - [1/ 165] حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدّثنا شداد - يعني ابن سعيد - حدّثنا غيلان بن جرير، عن مطرف قال:

«قلنا للزبير : يا أبا عبد اللّه ما جاء بكم ؟ ضيعتم الخليفة حتّى قتل، ثم جئتم تطلبون بدمه قال الزبير إنا قرأناها على عهد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأبي بكر وعمر وعثمان، «وَاتَّقُوا فَتْنَةٌ لا تُصبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً» (2) لم نكن نحسب أنا أهلها، حتّى وقعت منّا حيث وقعت». (3)

174 - [1 / 167] حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير أن يعيش بن الوليد، حدّثه أن مولى لآل الزبير، حدّثه أن الزبير بن العوام، حدّثه أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«دب إليكم داء الأمم قبلكم، الحسد والبغضاء -والبغضاء الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين - والذي نفسي بيده - أو والذي نفس محمّد

ص: 178


1- ح: 1413.
2- سورة الأنفال: 25.
3- ح: 1414، إسناده صحيح، شداد بن سعيد الراسبي : ثقة. غيلان بن جرير الأزدي ثقة. مطرف هو ابن عبد اللّه بن الشخير الحرشي العامري، وهو تابعي ثقة، كان ذا فضل وورع وأدب، ولد في حياة رسول اللّه ذكره ابن كثير في التفسير : 4/ 39 – (شاكر)

بيده - لا تدخلوا الجنة حتّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتّى تحابوا أفلا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم؟ أفشوا السلام بينكم». (1)

175 - [167/1] حدّثنا ابن نمير، حدّثنا محمّد - يعني ابن عمرو - عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد اللّه بن الزبير، عن الزبير بن العوام، قال:

«لما نزلت هذه السورة على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة عِندَ رَبِّكُمْ تَختَصِمُونَ» (2) قال الزبير: أي رسول اللّه، أيكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب؟ قال: نعم، ليكررن عليكم، حتّى يؤدّى إلى كل ذي حق حقه، فقال الزبير : واللّه إنّ الأمر لشديد». (3)

176 - [1/ 167] حدّثنا كثير بن هشام حدّثنا هشام، عن أبي الزبير، عن عبد اللّه بن سلمة - أو مسلمة قال : كثير وحفظي سلمة - عن علي - أو عن الزبير - قال:

«كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يخطبنا فيذكرنا بأيام اللّه، حتّى نعرف ذلك في وجهه، وكأنّه نذير قوم يصبحهم الأمر غدوة، وكان إذا كان حديث عهد بجبريل لم يتبسم ضاحكاً حتى يرتفع عنه». (4)

المنتخب من مسند سعد بن أبي وقاص

177 - [168/1] حدّثنا روح أملاه علينا ببغداد، حدّثنا محمّد بن أبي حميد، عن إسماعيل بن محمّد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن جده سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

ص: 179


1- ح: 1430، وهو مكرر ح: 1412.
2- سورة الزمر: 30-31.
3- ح: 1434، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 1437، إسناده صحيح، (شاكر)

«من سعادة ابن آدم استخارته اللّه ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه اللّه، ومن شقوة ابن آدم ترکه استخارة اللّه، ومن شقوة ابن آدم ترکه (1) بما قضى اللّه (عزّوجلّ)». (2)

178 - [168/1] حدّثنا،روح، حدّثنا محمّد بن أبي حميد، حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من سعادة ابن آدم ثلاثة ومن شقوة ابن آدم ثلاثة من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح. ومن شقوة ابن آدم: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء». (3)

179 - [1/ 169] حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن وهيب، عن أبي واقد الليثي، عن عامر بن سعد، عن أبيه أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«تقطع اليد في ثمن المجنّ». (4)

180 - [1/ 170] حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدّثنا سليمان بن بلال حدّثنا الجعيد بن عبد الرحمن، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها:

«أنّ علياً خرج مع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حتّى جاء ثنية الوداع، وعلي يبكي يقول: تخلفني مع الخوالف؟ فقال: أو ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة». (5)

ص: 180


1- في المطبوع: (سخطه).
2- ح: 1444.
3- ح: 1445.
4- ح: 1455، المجنّ: هو الترس، لأنّه يواري حامله ويستره.
5- ح: 1463، إسناده صحيح سليمان بن بلال المدني: ثقة كثير الحديث. الجعيد بن عبد الرحمن بن أوس المديني: ثقة، وثّقه ابن معين والنسائي وغيرهما، ترجمه البخاري في الكبير : 239/2/1. عائشة بنت سعد بن أبي وقاص: تابعية مدنيةثقة، لم يرو مالك عن امرأة غيرها. والحديث رواه البخاري : 60/7 مختصراً من حديث إبراهيم بن معد عن أبيه ورواه مسلم: 226/2 - 237 والترمذي: 329/1 - 230،331 مختصراً ومطوّلاً من حديث عامر بن معد عن أبيه ومن حديث بن المسيب، عن سعد. (شاكر)

181 - [172/1] حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن عاصم بن أبي النجود، عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال:

«قلت: يا رسول اللّه، أي الناس أشد بلاءً؟ قال: الأنبياء، ثمّ الصالحون، ثمّ الأمثل فالأمثل من الناس، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة خفف عنه، وما يزال البلاء بالعبد حتّى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة». (1)

182 - 11 / 173] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد - يعني ابن سلمة - أنبأنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال:

«قلت لسعد بن مالك: إني أريد أن أسألك عن حديث، وأنا أهابك أن أسألك عنه ؟ فقال : لا تفعل يا ابن أخي، إذا علمت أنّ عندي علماً فسلني عنه، ولا تهبني قال فقلت قول رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لعلي حين خلفه بالمدينة في غزوة تبوك، فقال سعد: خلف النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) علياً بالمدينة في غزوة تبوك، فقال: يا رسول اللّه أتخلفني في الخالفة في النساء والصبيان؟ فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ قال: بلی یا رسول اللّه، قال: فأدبر علي مسرعاً كانّي أنظر إلى غبار قدميه يسطع»

وقد قال حماد: فرجع علي مسرعاً. (2)

ص: 181


1- ح: 1481، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 1490، إسناده صحيح، وهو يفصل رواية مسلم : 236/2 أن سعيد بن المسيب سمعه من عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه مختصراً، ثم قال سعيد : فأحببت أن أشافه بها سعداً، فلقيت سعداً فحدثته، بما حدّثني،عامر، فقال: أنا سمعته، فقلت: أنت سمعته؟ فوضع إصبعيه على أذنيه فقال: نعم وإلا سكتا والخالفة: القاعدة من النساء في الدار. (شاكر)

183 - [173/1] حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن أبي إسحاق، عن العيزار ابن حريث، عن عمر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«عجبت للمؤمن، إذا أصابه خير حمد اللّه،وشكر، وإن أصابته مصيبة حمد اللّه وصبر، فالمؤمن يؤجر في كل أمره، حتّى يؤجر في اللقمة يرفعها إلى في امرأته». (1)

184 - [1 / 174 ] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي عبد اللّه مولى جهينة قال: سمعت مصعب بن سعد يحدّث، عن سعد، عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إنّه قال:

«أيعجز أحدكم أن يكسب في اليوم ألف حسنة ؟ قال: ومن يطيق ذلك ! قال: يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة وتمحى عنه ألف سيئة». (2)

185 - [1 / 174 ] حدّثنا الحسين بن علي، عن زائدة، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: قال سعد:

«فيّ سنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الثلث أتاني يعودني، قال: فقال لي: أوصيت؟ قال: قلت: نعم، جعلت مالي كله في الفقراء والمساكين وابن السبيل، قال: لا تفعل، قلت: إنّ ورثتي أغنياء، قلت: الثلثين؟ قال: لا، قلت: فالشطر؟ قال: لا، قلت: الثلث؟ قال: الثلث والثلث كثير». (3)

186 - [174/1] قرأت على عبد الرحمن، عن مالك، وحدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن محمّد بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب إنّه حدّثه :

ص: 182


1- ح: 1492، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 1496، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 1501، إسناده صحيح (شاكر)

«إنّه سمع سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيس عام حجّ معاوية بن أبي سفيان، وهما يذكر ان التمتع بالعمرة إلى الحجّ فقال الضحاك : لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر اللّه ! فقال سعد: بشسما قلت يا بن أخي ! فقال الضحاك : فإنّ عمر بن الخطاب قد نهى عن ذلك، فقال سعد: قد صنعها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وصنعناها معه». (1)

187 - [1 / 175 ] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت إبراهيم بن سعد يحدّث عن سعد، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال لعلي :

«أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى». (2)

188 - [1 / 175] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن علي بن زيد قال : سمعت سعيد بن المسيب قال: قلت لسعد بن مالك:

«إنّك إنسان فيك حدة، وأنا أريد أن أسألك، قال: ما هو ؟ قال: قلت: حديث علي؟ قال: فقال: إن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسی؟ قال رضيت ثم قال: بلى، بلی». (3)

189 - [1 / 175] حدّثنا حجاج، حدّثنا فطر، عن عبد اللّه بن شريك، عن عبد اللّه ابن الرقيم الكناني قال:

«خرجنا إلى المدينة زمن الجمل، فلقينا سعد بن مالك بها، فقال: أمر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي». (4)

ص: 183


1- ح: 1503، إسناده صحيح، محمّد بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل الهاشمي: ذكره ابن حبان في الثقات، ذكره البخاري في الكبير : 125/1/1 - 126 فلم يذكر فيه جرحاً، والحديث في الموطأ 1: 317، ورواه البخاري في الكبير من طريق عقيل عن الزهري، ومن طريق مالك عس الزهري، ومن طرق أخرى. (شاكر)
2- ح: 1505، إسناده صحيح، وهو مختصر ح: 1490. (شاکر)
3- ح: 1509، إسناده صحيح وهو مطوّل ح: 1505. (شاکر)
4- ح: 1511، إسناده ضعیف !!! (شاکر) أقول: الحديث رواه الهيتمي في مجمع الزوائد: 114/9 قال: إسناد أحمد حسن. ونسبه أيضاً لأبي يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وزاد: قالوا: يا رسول اللّه؟ سددت أبوابنا كلها إلا باب علي قال: ما أنا سددت أبوابكم ولكن اللّه سدّها. كما ذكره العيني في عمدة القاريء: 7/ 92د وقوّى إسناده. وقال ابن حجر في فتح الباري: 11/7 أخرجه أحمد والنسائي وإسناده.قوي. كما ردَّ العلامة الأميني على من كذّب هذا الحديث وذكر للحديث عدّة طرق بلغت 23 طريق من كتب العامة انظر الغدير ج 3. لكن أحمد شاكر إرتأى تضعيف سند هذا الحديث لكونه يخص فضيلة للإمام العليل اللّه، فلاحظ.

190 - [1/ 175 ] حدّثنا حجاج، أنبأنا ليث، حدّثني عقيل، عن ابن شهاب، عن سعد بن أبي وقاص أنه قال:

«إن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) انهى أن يطرق الرجل أهله بعد صلاة العشاء». (1)

191 - [176/1] حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن أبي إسحاق، عن عمر بن سعد، حدّثنا سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«قتال المؤمن كفر، وسبابه فسوق، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام». (2)

192 - [176/1] حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن الزهري، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال:

«كنت مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في حجة الوداع، فمرضت مرضاً أشفيت على الموت، فعادني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقلت : يا رسول اللّه إنّ لي مالاً كثيراً، وليس يرثني إلا ابنة لي، أفأوصي بثلثي مالي؟ قال: لا، قلت: بشطر مالي؟ قال: لا، قلت: فثلث مالي؟ قال: الثلث، والثلث كثير، إنّك يا سعد إن تدع ورثتك أغنياء خير لك من أن تدعهم عالة يتكففون الناس إنك يا سعد لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه اللّه

ص: 184


1- ح: 1513.
2- ح: 1519، إسناده صحيح. (شاكر)

تعالى إلا أجرت عليها، حتّى اللقمة تجعلها في في امرأتك... الحديث». (1)

193 - [177/1] حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن قتادة وعلي بن زيد بن جدعان قالا: حدّثنا ابن المسيب، حدّثنا ابن لسعد بن مالك، حدّثنا عن أبيه، قال:

«دخلت على سعد فقلت: حديثاً حدّثنيه عنك حين استخلف رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) علياً على المدينة؟ قال: فغضب، فقال: من حدّثك به؟ فكرهت أنّ أخبره أنّ ابنه حدّثنيه فيغضب عليه، ثمّ قال: إنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حين خرج في غزوة تبوك استخلف علياً على المدينة، فقال علي: يا رسول اللّه، ما كنت أحب أن تخرج وجهاً إلا وأنا معك، فقال: أو ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنّه لا نبي بعدي». (2)

194 - [1/ 177] حدّثنا هارون بن،معروف قال عبد اللّه بن أحمد: وسمعته أنا من هارون، حدّثنا عبد اللّه بن وهب، حدّثني مخرمة، عن أبيه، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال :

«سمعت سعداً وناساً من أصحاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقولون: كان رجلان أخوان في عهد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وكان أحدهما أفضل من الآخر، فتوفي الذي هو أفضلها، ثم عمّر الآخر بعده أربعين ليلة، ثم توفي، فذكر لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فضل الأوّل على الآخر، فقال: ألم يكن يصلّي ؟ فقالوا: بلى يا رسول اللّه، فكان لا بأس

ص: 185


1- ح: 1524، إسناده صحيح. (شاكر). أشفيت على الموت: أي قاربته وأشرفت عليه.
2- ح: 1532، إسناده صحيح ابن سعد الذي سمع منه ابن المسيب هو عامر بن سعد. (شاكر) أقول: ما لذي جعل سعد يغضب لمجرد أن سمع سؤال مالك له؟ وعلى حد قول مالك لو علم مسعد أن ولده هو الراوي لهذا الحديث لأشتد غضب سعد أكثر ! فهلاً سئلنا سعداً علام هذا الغضب؟

به، فقال ما يدريكم ماذا بلغت به صلاته ؟! ثم قال عند ذلك: إنما مثل الصلاة كمثل نهر جار بباب رجل غمر عذب، يقتحم فيه كل يوم خمس مرات، فما ترون يبقي ذلك من درنه؟». (1)

195 - [179/1] حدّثنا سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب، عن سعد :

«أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الا اللّه قال لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى»

قيل لسفيان غير أنه لا نبي بعدي ؟ قال : قال : نعم. (2)

196 - [181/1] حدّثنا يونس بن محمّد، حدّثنا ليث، عن الحكيم بن عبد اللّه ابن قیس، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه سعد:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال : من قال حين يسمع المؤذن: وأنا أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له وأن محمّداً عبده ورسوله، رضينا باللّه ربّاً، وبمحمّد رسولاً، وبالإسلام ديناً غفر له ذنبه».

قال عبد اللّه بن أحمد: قال أبي : حدّثناه قتيبة، عن الحكم بن عبد اللّه بن قيس. (3)

197 - [1 / 181] حدّثنا يحيى بن سعيد، أنبأنا سليمان - يعني التيمي - حدّثني غنيم قال :

«سألت سعد بن أبي وقاص عن المتعة؟ قال: فعلناها وهذا كافر بالعرش!! يعني معاوية». (4)

ص: 186


1- ح: 1534، إسناده صحيح، القمر الكثير، أي يغمر من دخله ويغطيه الدرن الوسخ. (شاكر)
2- ح: 1547، إسناده صحيح، وهو مختصر ح: 1532. (شاکر)
3- ح: 1565، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 1568، إسناده صحيح غنيم: هو ابن قيس المازني الكعبي، أدرك رسول اللّه و لم يره، ووفد على عمر، وهو ثقة من الطبقة الأولى من أهل البصرة. (شاكر)

198 - [183/1] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن مصعب ابن سعد، عن سعد بن أبي وقاص قال :

«خلف رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول اللّه، تخلفني في النساء والصبيان؟ قال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي». (1)

199 – [1 / 184] حدّثنا أبو أحمد الزبيري، حدّثنا عبد اللّه - يعني ابن حبیب بن أبي ثابت- عن حمزة بن عبد اللّه، عن أبيه، عن سعد قال:

«لمّا خرج رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في غزوة تبوك خلّف علياً، فقال له: أتخلفني؟ قال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي». (2)

200 - [1 / 184] حدّثنا سليمان بن داود، أنبأنا عبد الرحمن - يعني ابن أبي الزناد- عن موسى بن عقبة، عن أبي عبد اللّه القراظ، عن سعد بن أبي وقاص:

«أنه سمع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام». (3)

201 - [1 / 185] حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال:

ص: 187


1- ح: 1583، إسناده صحيح الحكم هو ابن عتيبة، انظر ح:1532. (شاکر)
2- ح: 1600، إسناده حسن، عبد اللّه بن حبيب بن أبي ثابت: ثقة، وثقه ابن معين، حمزة بن عبد اللّه القرشي: ترجم له البخاري في الكبير : 45/1/2 فلم يذكر فيه جرحاً، ووثّقه ابن حبان. أبو عبد اللّه القرشي : ترجم له في التهذيب ولم يذكر بجرح ولا تعديل، تابعي. والحديث رواه النسائي في خصائص علي. وقد مضى الحديث مراراً بأسانيد أخر صحاح آخرها ح: 1583. (شاکر)
3- ح: 1605، إسناده صحيح. (شاكر)

«سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول له، وخلّفه في بعض مغازيه، فقال علي: أتخلفني مع النساء والصبيان؟ قال: يا علي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبوة بعدي؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطينّ الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله، ويحبه اللّه ورسوله، فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لي علياً فأتي به أرمد فبصق في عينه، ودفع الراية إليه، ففتح اللّه عليه، ولما نزلت هذه الآية: «نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَکُم» (1) دعا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فقال: اللهم هؤلاء أهلي». (2)

202 - [1/ 187] حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا أسامة عن محمّد بن عبد الرحمن ابن لبيبة : أن سعد بن مالك قال:

«سمعت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي». (3)

المنتخب من مسند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل

203 - [189/1] حدّثنا علي بن عاصم، قال: حصين أخبرنا عن هلال بن يساف، عن عبد اللّه بن ظالم المازني قال:

«لمّا خرج معاوية من الكوفة استعمل المغيرة بن شعبة، قال: فأقام خطباء يقعون في علي قال: وأنا إلى جنب سعيد بن زید بن عمرو بن نفیل، قال: فغضب، فقام فأخذ بيدي، فتبعته، فقال: ألا ترى إلى هذا الرجل الظالم لنفسه، الذي يأمر بلعن رجل من

ص: 188


1- سورة آل عمران: 61.
2- ح: 1608، إسناده صحيح، حاتم بن إسماعيل المدني: ثقة مأمون كثير الحديث، والحديث رواه مسلم: 236/2 - 237 والترمذي: 329/4 - 330 كلاهما عن قتيبة بإسناده. (شاكر)
3- ح: 1623.

أهل الجنة !... الحديث». (1)

204 - [1 / 190] حدّثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمار بن ياسر عن طلحة بن عبد اللّه بن عوف، عن سعيد بن زيد قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد». (2)

205 - [1 / 190] حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن أبي عبيدة بن محمّد ابن عمّار، عن طلحة بن عبد اللّه بن عوف، عن سعيد بن زید قال: سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )... فذكر مثله. (3)

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن عوف الزهري

206 - [191/1] حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدّثنا القاسم بن الفضل، حدّثنا النضر بن شيبان قال:

«لقيت أبا سلمة بن عبد الرحمن قلت: حدّثني عن شيء سمعته من أبيك سمعه من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في شهر رمضان ؟ قال: نعم، حدّثني أبي عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :قال : إنّ اللّه (عزّوجلّ) لو فرض صيام رمضان وسننت قیامه، فمن صامه وقامه احتساباً خرج من الذنوب كيوم ولدته امه». (4)

ص: 189


1- ح: 1644، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 1652، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح : 1653، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 1660، إسناده صحيح. (شاكر)

207 - [191/1] حدّثنا يحيى بن إسحاق، حدّثنا ابن لهيعة، عن عبيد اللّه بن جعفر أنّ ابن قارظ،أخبره عن عبد الرحمن بن عوف، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها قبل لها أدخلي الجنّة من أي أبواب الجنة شئت». (1)

208 - [191/1] حدّثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي، حدّثنا ليث، عن يزيد بن الهاد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أبي الحويرث، عن محمّد بن جبير بن مطعم، عن عبد الرحمن بن عوف، قال:

«خرج رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فاتبعته، حتّى دخل نخلاً، فسجد فأطال السجود، حتّى خفت أو خشيت أن يكون اللّه قد توفّاه أو قبضه، قال: فجئت أنظر، فرفع رأسه، فقال: ما لك يا عبد الرحمن؟ قال: فذكرت ذلك له، فقال: إنّ جبريل (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال لي: ألا أبشرك؟ إنّ اللّه (عزّوجلّ) يقول لك من صلى عليك صليت عليه، ومن سلّم عليك سلمت عليه». (2)

209 - [191/1] حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدّثنا سليمان بن بلال، حدّثنا عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الواحد بن محمّد بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن بن عوف قال :

«خرج رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فتوجه نحو صدقته، فدخل فاستقبل القبلة، فخر ساجداً فأطال السجود، حتّى ظننت أنّ اللّه (عزّوجلّ) و قد قبض نفسه فيها، فدنوت منه فجلست، فرفع رأسه، فقال: من هذا؟ قلت: عبد الرحمن، قال: ما شأنك؟ قلت: يا رسول اللّه، سجدت سجدة خشيت أن يكون اللّه (عزّوجلّ) قد قبض نفسك فيها، فقال: إنّ

ص: 190


1- ح: 1661.
2- ح: 1662، إسناده صحيح أبو الحويرث هو عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث، ثقة. (شاكر)

جبريل (عَلَيهِ السَّلَامُ) أتاني فبشرني فقال: إن اللّه (عزّوجلّ) يقول : من صلى عليك صليت عليه، ومن سلّم عليك سلّمت عليه فسجدت للّه (عزّوجلّ) وشكراً». (1)

210 - [1/ 193] حدّثنا عفان، حدّثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه قال: حدّثني قاص أهل فلسطين قال: سمعت عبد الرحمن بن عوف يقول: إنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«ثلاث والذي نفس محمّد بيده إن كنت لحالفاً عليهنّ: لا ينقص مال من صدقة فتصدّقوا، ولا يعفو عبد عن مظلمة يبتغي بها وجه اللّه إلا رفعه اللّه بها عزاً - وقال أبو سعيد مولى بني هاشم: إلا زاده اللّه بها عزاً يوم القيامة - ولا يفتح عبد باب مسئلة إلا فتح اللّه عليه باب فقر ». (2)

211 – [1 / 193] حدّثنا إسماعيل، حدّثنا محمّد بن إسحاق، حدّثني مكحول: أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«إذا صلّى أحدكم فشك في صلاته... إلى أن قال: أنّ كريباً مولى بن عباس حدّثه عن ابن عباس :قال جلست إلى عمر بن الخطاب فقال يا ابن عباس، إذا اشتبه على الرجل في صلاته فلم يدر أزاد أم نقص؟ قلت: واللّه يا أمير المؤمنين ما أدري، ما سمعت في ذلك شيئاً، فقال عمر: واللّه ما أدري... الحديث». (3)

212 - [1/ 194] حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري حدّثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنّ أبا الرداد الليثي، أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول :

ص: 191


1- ح: 1664، إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (شاكر)
2- ح: 1674. (شاکر)
3- ح: 1677.

«قال اللّه (عزّوجلّ): أنا الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها من اسمي اسماً، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته». (1)

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر

213 - [197/1] حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو -يعني ابن دينار - أخبره عمرو بن أوس الثقفي، أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكر قال:

«أمرني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن أردف عائشة إلى التنعيم فأعمرها». (2)

المنتخب من حديث زيد بن خارجة

214 - [199/1] حدّثنا علي بن بحر، حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا عثمان بن حكيم، حدّثنا خالد بن سلمة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن دعا موسى بن طلحة حين عرس على ابنه فقال:

«يا أبا عيسى، كيف بلغك في الصلاة على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ فقال موسى: سألت زيد بن خارجة عن الصلاة على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ فقال زيد: إنّي سألت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) نفسي: كيف الصلاة عليك؟ قال: صلّوا واجتهدوا، ثمّ قولوا: اللهم بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم إنّك حميد مجيد». (3)

ص: 192


1- ح: 1680، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 1705، إسناده صحيح عمرو بن أوس بن أبي أو الثقفي تابعي ثقة والحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود التعيم موضع بمكة في الحل. (شاكر)
3- ح: 1714، إسناده صحيح. (شاكر)

حديث الحارث بن خزمة

215 - [199/1] حدّثنا علي بن بحر، حدّثنا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد عن أبيه عباد بن عبد اللّه بن الزبير، قال:

«أتى الحارث بن خزمة (1) بهاتين الآيتين من آخر براءة: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أنْفُسِكُم» (2) إلى عمر بن الخطاب، فقال: من معك على هذا؟ قال: لا أدري، واللّه إني أشهد لسمعتها من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ووعيتها وحفظتها، فقال عمر: أشهد لسمعتها من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ثم قال : لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة، فانظروا سورة من القرآن فضعوها فيها، فوضعتها في آخر براءة». (3)

ص: 193


1- في هامش النسخة: ع ابن عبد البر [ أي في كتاب الاستيعاب الاستيعاب]: جزمة.
2- سورة التوبة: 128.
3- ح: 1715.

ص: 194

المنتخب من مسند أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)

اشارة

ص: 195

ص: 196

المنتخب من حديث الحسن بن علمي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)

216 - [1/ 199] حدّثنا وكيع، حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، عن يزيد بن أبي مريم السلولي، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي قال:

«علّمني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كلمات أقولهنّ في قنوت الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيهما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنّك تقضي ولا يقضى عليك، إنّه لا يذل من واليت، تباركت ربّنا وتعاليت». (1)

217 – [199/1] حدّثنا وكيع عن شريك، عن أبي إسحاق، عن هبيرة خطبنا الحسن بن علي فقال :

«لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم، ولا يدركه الآخرون، كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يبعثه بالراية جبريل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، لا ينصرف حتّى يفتح له». (2)

218 - [199/1] حدّثنا وكيع عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمر و بن حبشي قال: خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي فقال:

ص: 197


1- ح: 1718، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 1719، إسناده صحيح هبيرة هو ابن بريم. (شاكر) أقول: المقصود بالرجل الذي فارقهم في هذا الحديث هو علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهذه الخطبة خطيبها الإمام الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) في مسجد الكوفة بعد دفن أبيه صلوات اللّه عليه.

«لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون، إن كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ليبعثه ويعطيه الراية، فلا ينصرف حتّى يفتح له، وما ترك من صفراء وبيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه، كان يرصدها لخادم لأهله». (1)

219 - [1 / 200] حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن أبي إسحاق عن بريد ابن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) علّمه أن يقول في الوتر، فذكر مثل حديث «یونس». (2)

2220 – [1 / 200] حدّثنا عفان، أنبأنا حماد، عن الحجاج بن أرطاة، عن محمّد بن علي عن الحسن بن علي:

«أنه مرّ بهم جنازة، فقام القوم،ولم يقم، فقال الحسن: ما صنعتم ؟! إنما قام رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) تأذياً بريح اليهودي». (3)

221 – [1 / 200] حدّثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدّثني بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء السعدي قال:

«قلت للحسن بن علي : ما تذكر من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ قال: أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة، فألقيتها في فمي فانتزعها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بلعابها فألقاها في التمر، فقال له رجل: ما عليك لو أكل هذه التمرة؟ قال: إنّا لا نأكل الصدقة، قال: وكان يقول: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنّ الصدق طمأنينة، وإنّ الكذب ريبة، قال: وكان يعلّمنا هذا الدعاء: اللهم اهدني فيمن هديت... الحديث». (4)

ص: 198


1- ح: 1720، إسناده صحيح، عمرو بن حبشي الزبيدي تابعي ثقة. (شاكر)
2- ح: 1721، إسناده صحيح، وحديث يونس هو ح: 1718. (شاکر)
3- ح: 1722، محمّد بن على هو أبو جعفر الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ). (شاکر)
4- ح: 1723، إسناده صحيح. (شاكر)

222 - [1 / 200] حدّثنا محمّد بن بكر، حدّثنا ثابت بن عمارة حدّثنا ربيعة بن شیبان آنه قال للحسن بن علي:

«ما تذكر من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )؟ قال : أدخلني غرفة الصدقة، فأخذت منها تمرة فألقيتها في فمي فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : القها، فإنّها لا تحلّ لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ولا لأحد من أهل بيته (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )». (1)

223 - [1 / 200] حدّثنا أبو أحمد - هو الزبيري - حدّثنا العلاء بن صالح، حدّثنا بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء قال:

«كنّا عند حسن بن علي فسئل ما عقلت من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ -أو عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ - قال: كنت أمشي معه فمرّ على جرين من تمر الصدقة، فأخذت تمرة فألقيتها في فمي فأخذها بلعابي، فقال بعض القوم: وما عليك لو تركتها؟ قال : إنا آل محمّد لا تحلّ لنا الصدقة، قال: وعقلت منه الصلوات الخمس». (2)

المنتخب من حديث الحسين بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)

224 - [201/1] حدّثنا وكيع وعبد الرحمن قالا : حدّثنا سفيان، عن مصعب محمّد، عن يعلى بن أبي يحيى، عن فاطمة بنت حسين، عن أبيها - قال عبد الرحمن: حسين بن علي - قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«للسائل حق وإن جاء على فرس». (3)

ص: 199


1- ح: 1724، إسناده صحيح. (شاکر
2- ح: 1725، إسناده صحيح الجَرين: هو موضع تخفيف التمر، وهو له كالبيدر للمحنطة. (شاكر)
3- ح: 1730، إسناده صحيح. (شاكر)

225 – [201/1] حدّثنا ابن نمير ويعلى قالا : حدّثنا حجاج - يعني ابن دينار الواسطي - عن شعيب بن خالد، عن حسين بن علي قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«إنّ من حسن إسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه». (1)

226 - [201/1] حدّثنا يزيد وعباد بن عباد قالا: أنبأنا هشام بن أبي هشام، قال: عباد بن زياد، عن أمه، عن فاطمة ابنة الحسين، عن أبيها الحسين بن علي، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها وإن طال عهدها - قال: عباد قدم عهدها - فيحدث لذلك استرجاعاً، إلا جدد اللّه له عند ذلك، فأعطاه مثل أجرها يوم أصيب بها». (2)

227-[201/1] حدّثنا عبد الملك بن عمرو وأبو سعيد قالا: حدّثنا سليمان بن بلال، عن عمارة بن غزية، عن عبد اللّه بن علي بن حسين، عن أبيه علي بن حسين عن أبيه : أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«البخيل من ذكرت عنده ثمّ لم يصلّ علّى (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )». (3)

228-[1 /201] حدّثنا موسى بن داود، حدّثنا عبد اللّه بن عمر عن ابن شهاب، عن علي بن حسين، عن أبيه قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه». (4)

ص: 200


1- ح: 1732.
2- ح: 1734، الاسترجاع هو قول إنا للّه وإنا إليه راجعون. (شاكر)
3- ح: 1736، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 1737، إسناده صحيح. (شاكر)

المنتخب من حديث عقيل بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)

229 – [201/1] حدّثنا الحكم بن نافع حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل قال:

«تزوج عقيل بن أبي طالب فخرج علينا، فقلنا بالرفاء والبنين، فقال: مه لا تقولوا ذلك، فإنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قد نهانا عن ذلك، وقال: قولوا: بارك اللّه لها فيك، وبارك لك فيها». (1)

حديث جعفر بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)

230 – [201/1 - 203] حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام المخزومي، عن أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة زوج النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قالت :

«لمّا نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي، أمنا على ديننا، وعبدنا اللّه، لا نؤذى ولا نسمع شيئاً نكرهه، فلما بلغ ذلك قريشاً ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين، وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة، وكان من أعجب ما يأتيه منها إليه الأدم، فجمعوا له أدماً كثيرا، ولم يتركوا من بطارقته بطريقاً إلا أهدوا له هدية، ثمّ بعثوا بذلك مع عبد اللّه بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي وعمرو بن العاص بن وائل السهمي، وأمروهما أمرهم، وقالوا لهما : ادفعوا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا النجاشي فيهم، ثمّ قدّموا للنجاشي هداياه، ثمّ سلوه أن

ص: 201


1- ح: 1738، والحديث منتخب من حديث عقيل بن أبي طالب. (شاكر)

يسلمهم إليكم قبل أن يكلمهم، قالت: فخرجا فقدما على النجاشي، ونحن عنده بخير دار، وعند خير جار، فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي، ثم قالا : لكل بطريق منهم، إنّه قد صبا إلى بلد الملك منّا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينكم، وجاؤا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردهم إليهم، فإذا كلمنا الملك فيهم فتشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم، فإنّ قومهم أعلى بهم عيناً وأعلم بما عابوا عليهم، فقالوا لهما : نعم، ثم إنهما قربا هداياهم إلى النجاشي، فقبلها منهما، ثم كلماه فقالا له: أيّها الملك، إنّه قد صبا إلى بلدك منّا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاؤا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم، فهم أعلى بهم عيناً وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه قالت : ولم يكن شيء أبغض إلى عبد اللّه بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهم فقالت بطارقته: حوله صدقوا أيّها الملك، قومهم أعلى بهم عيناً وأعلم بما عابوا عليهم، فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم و قومهم، قال: فغضب النجاشي ثم قال : لا ها اللّه، أيم اللّه، إذن لا أسلمهم إليهما ولا أكاد، قوماً جاوروني نزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتّى أدعوهم فأسألهم ماذا يقول هذان في أمرهم؟ فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني، قالت ثم سل إلى أصحاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فدعاهم، فلما جاءهم رسوله اجتمعوا، ثم قال بعضهم لبعض: ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟ قالوا: نقول : واللّه ما علمنا وما أمرنا به نبينا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، كائن في ذلك ما هو كائن، فلمّا جاءوه، وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا

ص: 202

مصاحفهم حوله، سألهم فقال: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم؟ قالت: فكان الذي كلّمه جعفر بن أبي طالب، فقال له: أيّها الملك كنّا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منّا الضعيف، فكنّا على ذلك حتى بعث اللّه إلينا رسولا منّا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى اللّه لنوحده وتعبده ونخلع ما كنّا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد اللّه وحده ولا نشرك به شيئاً، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، قال: فعدد عليه أمور الإسلام فصدقناه وآمنا، واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا اللّه وحده فلم نشرك به شيئاً، وحرمنا ما حرّم علينا، وأحللنا ما أحلّ لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة اللّه، وأن نستحلّ ما كنّا نستحلّ من الخبائث، فلمّا قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيّها الملك قالت: فقال له النجاشي: هل معك مما جاء به عن اللّه من شيء؟ قالت: فقال له جعفر: نعم فقال له النجاشي فاقرأه عليّ فقرأ عليه صدراً من «كهيعص» (1)، قالت: فبكى واللّه النجاشي حتّى أخضل لحيته، وبكت أساقفته حتّى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثمّ قال النجاشي: إنّ هذا واللّه والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا، فواللّه لا أسلمهم إليكم أبداً ولا

ص: 203


1- سورة مريم: 1.

أكاد، قالت أم سلمة: فلمّا خرجا من عنده قال عمرو بن العاص : واللّه لأنبئنهم غداً عيبهم عندهم ثمّ أستأصل به خضراءهم قالت فقال له عبد اللّه بن أبي ربيعة، وكان أتقى الرجلين فينا : لا تفعل فإنّ لهم أرحاماً وإن كانوا قد خالفونا، قال: واللّه لأخبرنه أنّهم يزعمون أنّ عيسى ابن مريم عبد قالت ثمّ غدا عليه الغد، فقال له: أيّها الملك، إنّهم يقولون في عيسى ابن مريم قولاً عظيما، فأرسل إليهم فاسألهم عما يقولون فيه ؟ :قال فأرسل إليهم يسألهم عنه - قالت: ولم ينزل بنا مثله-، فاجتمع القوم فقال بعضهم لبعض : ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه؟ قالوا: نقول: واللّه فيه ما قال اللّه وما جاء به نبينا، كائناً في ذلك ما هو كائن، فلمّا دخلوا عليه قال لهم ما تقولون في عیسی ابن مريم؟ فقال له جعفر بن أبي طالب نقول فيه الذي جاء به نبينا: هو عبد اللّه ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، قالت: فضرب النجاشي يده إلى الأرض فأخذ منها عوداً، ثم قال: ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود، فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال، فقال: وإن نخرتم واللّه اذهبوا فأنتم سيو بأرضي، - والسيوم: الآمنون - من سبكم غرم، ثمّ من سبكم غرم، فما أحب أنّ لي دبراً ذهباً وأني آذيت رجلاً منكم -والدبر بلسان الحبشة الجبل - ردوا عليهم هداياهما فلا حاجة لنا بها فو اللّه ما أخذ اللّه مني الرشوة حين رد عليّ ملكي فآخذ الرشوة فيه، وما أطاع الناس فيّ فأطيعهم فيه، قالت: فخرجا من عنده مقبوحين مردوداً عليهما ما جاءا به، وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار، قالت: فو اللّه إنا على ذلك إذ نزل به - يعني من ينازعه في ملكه – قالت: فو اللّه ما علمنا حزناً قط كان أشد من حزن حزناه عند ذلك، تخوفاً أن يظهر ذلك على النجاشي فيأتي رجل لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف منه، قالت: وسار النجاشي وبينهما عرض النيل، قالت: فقال أصحاب

ص: 204

رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : من رجل يخرج حتّى يحضر وقعة القوم ثم يأتينا بالخبر؟ قالت: فقال الزبير بن العوام: أنا، قالت: وكان من أحدث القوم سناً، قالت: فنفخواله قربة فجعلها في صدره، ثمّ سبح عليها حتّى خرج إلى ناحية النيل التي بها ملتقى القوم، ثمّ انطلق حتّى حضرهم قالت: ودعونا اللّه للنجاشي بالظهور على عدوه والتمكين له في،بلاده واستوسق عليه أمر الحبشة فكنا عنده في خير منزل حتّى قدمنا على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو بمكة». (1)

المنتخب من حديث عبد اللّه بن جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)

231 – [1 / 204] حدّثنا يزيد، أنبأنا مهدي بن ميمون، عن محمّد بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد، عن عبد اللّه بن جعفر، وحدّثنا بهز وعفان قالا حدّثنا،مهدي، حدّثنا محمّد بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي، عن عبد اللّه بن جعفر قال:

«أردفني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ذات يوم خلفه، فأسرّ إلي حديثاً لا أخبر به أحداً أبداً، وكان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أحب ما استتر به في حاجته،هدف أو حائش نخل، فدخل يوماً حائطاً من حيطان الأنصار، فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه، قال بهز وعفان: فلما رأى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حسن وذرفت عيناه، فمسح رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سراته،وذفراه فسكن فقال: من صاحب الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال:

ص: 205


1- ح: 1740، إسناده صحيح جلدين: الجَلد، القوي في نفسه وجسده. البطريق: الحاذق بالحرب وأمورها بلغة الروم صبا: أي مال اخضل لحيته: أي بلها بالدموع. استأصل به خضرائهم: أي دهماءهم وسوادهم. فتناخرت: أي تكلمت استوسق عليه أمر الحبشة: أي اجتمعوا على طاعته واستقر الملك فيه. والحديث مروي في سيرة ابن هشام 217 – 221. (شاکر)

هو لي يا رسول اللّه، فقال: أما تتقي اللّه في هذه البهيمة التي ملككها اللّه، إنّه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه». (1)

232- [204/1] حدّثنا يزيد، أنبأنا حماد بن سلمة، قال:

«رأيت ابن أبي رافع يتختم في يمينه، فسألته عن ذلك؟ فذكر أنّه رأى عبد اللّه بن جعفر يتختم في يمينه، وقال عبد اللّه بن جعفر كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يتختم في يمينه». (2)

233- [204/1] حدّثنا إسحاق بن عيسى ويحيى بن إسحاق، قالا: حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، قال: سمعت عبيد بن أم كلاب يحدّث، عن عبد اللّه بن جعفر، قال: يحيى بن إسحاق، قال:

«سمعت عبد اللّه بن جعفر - قال : أحدهما: ذي الجناحين - أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان إذا عطس حمد اللّه، فيقال له: يرحمك اللّه فيقول: يهديكم اللّه ويصلح بالكم». (3)

234 – [204/1] حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا أبي قال: سمعت محمّد بن أبي يعقوب يحدث، عن الحسن بن سعد، عن عبد اللّه بن جعفر قال:

«بعث رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) جيشاً استعمل عليهم زيد بن حارثة، وقال: فإن قتل زيد أو أستشهد فأميركم،جعفر، فإن قتل أو استشهد فأميركم عبد اللّه بن رواحة، فلقوا العدو، فأخذ الراية زيد، فقاتل حتّى قتل، ثم أخذ الراية جعفر، فقاتل حتّى قتل، ثم أخذها عبد اللّه بن رواحة، فقاتل حتّى قتل، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد،

ص: 206


1- ح: 1745، إسناده صحيح، الهَدَف: كل ما كان له شخص مرتفع من بناء وغيره. حالش نخل: الحائش: النخل الملتف المجتمع، سراته: سراة كل شيء أي ظهره وأعلاه. دفراه الذفرى من البعير: مؤخر رأسه. تدنيه تكده وتتعبه من الدأب وهو الجد والتعب. (شاكر)
2- ح: 1746، إسناده صحيح ابن أبي رافع هو عبد الرحمن بن أبي رافع، صالح الحديث، والحديث رواه الترمذي 3: 52 وقال - يعني البخاري-: وهذا أصح شيء ما روي عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في هذا الباب. (شاكر)
3- ح: 1748.

ففتح اللّه عليه، وأتى خبرهم النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فخرج إلى الناس، فحمد اللّه وأثنى عليه وقال: إنّ إخوانكم لقوا العدوّ، وإنّ زيداً أخذ الراية، فقاتل حتّى قتل - أو استشهد - ثمّ أخذ الراية بعده جعفر بن أبي طالب، فقاتل حتّى قتل - أو استشهد - ثمّ أخذ الراية عبد اللّه بن رواحة فقاتل حتّى قتل - أو استشهد - ثم أخذ الراية سيف من سيوف اللّه، خالد بن الوليد، ففتح اللّه عليه، فأمهل ثمّ أمهل آل جعفر ثلاثاً أن يأتيهم، ثم أتاهم، فقال : لا تبكوا على أخي بعد اليوم، أدعوا لي ابني أخي، قال: فجيء بنا كأنا أفرخ، فقال: أدعو لي الحلاق فجيء بالحلاق، فحلق رؤوسنا، ثم قال: أمّا محمّد فشبيه عمنا أبي طالب، وأمّا عبد اللّه فشبيه خَلقي وخُلقي، ثم أخذ بيدي فأشالها، فقال: اللهم اخلف جعفراً في أهله، وبارك لعبد اللّه في صفقة يمينه، قالها ثلاث مرار، قال: فجاءت أمنا فذكرت له يتمنا وجعلت تفرح له، فقال: العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة؟!». (1)

235 – [205/1] حدّثنا سفيان، حدّثنا جعفر بن خالد، عن أبيه، عن عبد اللّه ابن جعفر قال:

«لمّا جاء نعي جعفر حين قتل قال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم أمر يشغلهم أو- أتاهم ما يشغلهم». (2)

236 - [1 / 205] حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا أبي قال: سمعت محمّد بن أبي يعقوب يحدّث عن الحسن بن سعد، عن عبد اللّه بن جعفر قال:

«ركب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بغلته وأردفني خلفه، وكان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إذا تبرز

ص: 207


1- ح: 1750، إسناده صحيح، وهو في تاريخ ابن كثير 4: 251 - 552، فأشالها : أي رفعها. الغيلة: الفاقة والفقر والحاجة. (شاكر)
2- ح: 1751، إسناده صحيح. (شاكر)

كان أحب ما تبرز فيه هدف يستتر به أو حائش نخل، فدخل حائطاً لرجل من الأنصار، فإذا فيه ناضح له، فلما رأى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )لحن وذرفت عيناه فنزل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فمسح ذفراه وسراته، فسكن فقال: من ربّ هذا الجمل؟ فجاء شاب من الأنصار فقال: أنا، فقال: ألا تتقي اللّه في هذه البهيمة التي ملكك اللّه إياها؟ فإنّه شكاك إلي، وزعم أنك تجيعه وتدئبه، ثمّ ذهب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في الحائط فقضى حاجته، ثم توضأ، ثم جاء والماء يقطر من لحيته على صدره، فأسرّ إلي شيئاً لا أحدث به أحداً، فحر جنا عليه أن يحدّثنا، فقال: لا أفشي على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سره حتى ألقى اللّه ». (1)

ص: 208


1- ح: 1754، إسناده صحيح، الناضح: نضح البعير الماء حمله من نمر وبئر لسقي الزرع فهو فاضح سمي بذلك لأنه ينضح الماء أي يصبه والانثى ناضحة وسانية ايضا والجمع نواضح وهذا اصله، ثمّ استعمل الناضح في كل بعير وان لم يحمل الماء. فحرجنا عليه أن يحدّثنا : أي الححنا عليه وضيّقنا من الحرج، وهو الضيق والحديث مطوّل ح: 1745 (شاکر)

المنتخب من مسند بني هاشم

اشارة

ص: 209

ص: 210

المنتخب من حديث العباس بن عبد المطلب (رضیَ اللّهُ عنهُ)

237 - [207/1] حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن الزهري، أخبرني كثير ابن عباس بن عبد المطلب، عن أبيه العباس قال:

«شهدت مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حنيناً، قال : فلقد رأيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و ما معه إلا أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فلزمنا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فلم نفارقه، وهو على بغلة شهباء - وربّما قال معمر: بيضاء، أهداها له فروة بن نعامة الجذامي - فلمّا التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون،مدبرين وطفق رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يركض بغلته قبل الكفار، قال العباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أكفها، وهو لا يألوا ما أسرع نحو المشركين، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بغرز رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : يا عباس ناد يا أصحاب السمرة! قال: وكنت رجلاً صيتاً - فقلت بأعلى صوتي : أين أصحاب السمرة! قال: فو اللّه لكأنّ عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك، يا لبيك، وأقبل المسلمون فاقتتلوا هم والكفار، فنادت الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار، ثمّ قصرت الداعون على بني الحارث بن الخزرج، فنادوا: يا بني الحارث بن الخزرج، قال: فنظر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : هذا حين حمى الوطيس، قال: ثم أخذ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حصیات فرمی بهنّ وجوه الكفار، ثم قال انهزموا وربّ الكعبة، انهزموا وربّ الكعبة قال: فذهبت أنظر، فإذا القتال على هيئته فيما أرى، قال: فو اللّه ما هو إلا أن

ص: 211

رماهم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بحصياته، فما زلت أرى حدهم كليلاً، وأمرهم مديراً، حتّى هزمهم اللّه، [قال]: وكأنّي أنظر إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يركض خلفهم على بغلته». (1)

238 - [207/1] حدّثنا سفيان قال: سمعت الزهري مرة - أو مرتين فلم أحفظه - عن كثير بن عباس قال:

«كان عباس وأبو سفيان معه : يعني النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال: فخطبهم، وقال: الآن حمى الوطيس، وقال: ناد يا أصحاب سورة البقرة». (2)

239 – [207/1] حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد عن عبد اللّه بن الحارث، عن عبد المطلب بن ربيعة قال :

«دخل العباس على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال : يا رسول اللّه، إنا لنخرج فنرى قريشاً تحدّث، فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، و درّ عرق بين عينيه، ثم قال : واللّه لا يدخل قلب امرئ إيمان حتّى يحبكم اللّه والقرابتي». (3)

240 - [209/1] حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني يحيى بن الأشعث، عن إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندي، عن أبيه، عن جده، قال:

«كنت امراً تاجراً، فقدمت الحجّ فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة - وكان امراً تاجراً - فو اللّه إنّي لعنده بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه،

ص: 212


1- ح: 1775، إسناده صحيح أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب: هو ابن عم رسول اللّه وأخوه من الرضاعة، أسلم حين الفتح ورسول اللّه متوجه إلى مكة، ومات في خلافة عمر. لا يألوا ما أسرع: أي لا يقصر. الغرز: الركاب. السمرة: هي الشجرة التي كانت عندها بيعة الرضوان عام الحديبة. الهيت: الشديد الصوت العالية. الوطيس: هو الضراب في الحرب. (شاكر)
2- ح: 1776، إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله. (شاكر)
3- ح: 1777، إسناده صحيح، وهو مكرر ح: 1773. (شاکر)

فنظر إلى الشمس فلما رآها مالت يعني قام يصلّي [قال]: ثمّ خرجت امرأة من ذلك الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل، فقامت خلفه تصلّي، ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخباء، فقام معه يصلّي، قال: فقلت للعباس: من هذا يا عباس؟ قال: هذا محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب، ابن أخي، قال: فقلت: من هذه المرأة؟ قال: هذه امرأته خديجة ابنة خويلد، قال قلت من هذا الفتى؟ قال: هذا علي بن أبي طالب، ابن عمه، قال: فقلت : فما هذا الذي يصنع ؟ قال : يصلّي، وهو يزعم أنه نبي، ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى، وهو يزعم أنه سيفتح عليه كنوز کسری و قیصر، قال: فكان عفيف - وهو ابن عم الأشعث بن قيس - يقول: وأسلم بعد ذلك فحسن إسلامه: لو كان اللّه رزقني الإسلام يومئذ فأكون ثالثاً مع علي بن أبي طالب». (1)

241 - [1 / 210] حدّثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، عن المطلب بن أبي وداعة قال:

«قال العباس: بلغه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بعض ما يقول الناس، قال: فصعد المنبر فقال: من أنا؟ قالوا: أنت رسول اللّه، فقال: أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب، إنّ اللّه خلق الخلق، فجعلني في خير خلقه، وجعلهم فرقتين، فجعلني في خير فرقة وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة، وجعلهم بيوتاً، فجعلني في خيرهم بيتاً، فأنا خيركم بيتاً وخيركم نفساً». (2)

ص: 213


1- ح: 1787، إسناده صحيح عفيف الكندي: صحابي اختلف في اسم أبيه، والراجح إنّه (عفيف بن عمرو) ابنه إياس بن عفيف:ثقة، وثّقه ابن حبان، ابه إسماعيل بن إياس ثقة، وثّقه ابن حبان، يحيى بن الأشعث: ثقة، وثّقه ابن حبان والحديث رواه البخاري في الكبير : 74/1/4-75 بسند آخر، ونقله ابن كثير في التاريخ 3: 25 ورواد الحاكم في المستدرك: 183/3، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وله شاهد معتبر من أولاد عفيف بن عمرو. وقال الذهبي: صحيح (شاكر)
2- ح: 1788، إسناده صحيح. (شاكر)

المنتخب من مسند الفضل بن عباس (رضیَ اللّهُ عنهُ)

242 – [1 / 210] حدّثنا يحيى، عن ابن جريج(1)، أخبرني عطاء، عن ابن عباس:

«أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أردف الفضل بن عباس من جمع، قال عطاء: فأخبرني ابن عباس أنّ الفضل أخبره : أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لم يزل يلبي حتّى رمي الجمرة». (2)

243 – [212/1] حدّثنا عبد اللّه بن محمّد :قال عبد اللّه بن أحمد وسمعته أنا من عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا حفص عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن حسين، عن ابن عباس عن الفضل بن عباس:

«أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لم يزل يلبي حتّى رمى جمرة العقبة فرماها بسبع حصيات، يكبّر مع كل حصاة».(3)

يقول شير محمّد الهمداني: بحاشية الطبعة الثانية من المسند، حفص هو ابن غياث جعفر: هو الصادق بن محمّد بن علي بن الحسين، وهو ثقة مأمون من سادات أهل البيت فقهاً وعلماً وفضلاً، وترجمه البخاري في (الكبير) : 198/2/1، أبوه محمّد بن علي الباقر علي بن الحسين هو زين العابدين.

يقول شير محمّد: روى الكليني في أواخر كتاب الجهاد من (الكافي) بإسناد ذكره عن شهر بن حوشب قال: قال لي الحجاج وسألني عن خروج النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى مشاهده؟ فقلت شهد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بدراً في ثلاثمائة وثلاثة عشر... إلى أن قال: فقال: عمن قلت

ص: 214


1- ضبطه البعض: ابن جريح.
2- ح: 1793، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 1815، إسناده صحيح عبد اللّه بن محمّد: هو ابن أبي شيبة. (شاكر)

عن جعفر بن محمّد (عَلَيهِ السَّلَامُ)؟ قال: ضلّ واللّه من سلك غير سبيله. (1)

يقول شير محمّد: روى ثقة الإسلام الكليني في أواسط كتاب الروضة من (الكافي) بإسناد ذكره عن سيف بن عميرة قال: كنت عند أبي الدوانيق فسمعته يقول إبتداء من نفسه: يا سيف بن عميرة، لابد من منادي ينادي باسم رجل من ولد أبي طالب... إلى أن قال: يا سيف لولا إنّي سمعت أبا جعفر محمّد بن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقوله ثم حدّثني به أهل الأرض ما قبلته منهم، ولكنّه محمّد بن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ). (2)

ورواه الشيخ المفيد في أواخر كتاب (الإرشاد) (3)، وشيخ الطائفة في أواخر كتاب (الغيبة) (4)، وفي رواية علي بن إبراهيم التي أوردها في أواخر سورة النساء عن شهر بن حوشب قال: قال لي :الحجاج يا شهر آية في كتاب اللّه قد أعيتني فقلت: أيها الأمير آية آية هي ؟ فقال : قوله: «وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ» (5)... إلى أن قال: ويحك أنّى لك هذا ومن أين جئت به؟ فقلت: حدّثني به محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال : جئت بها واللّه من عين صافية. (6)

وفي حديثه (عَلَيهِ السَّلَامُ) مع عالم النصارى بالشام بعد أن أجابه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عما سأله: «فقال النصراني: يا معشر النصارى ما رأيت بعيني قط أحد أعلم من هذا الرجل، لا تسألوني عن حرف وهذا بالشام». (7)

ص: 215


1- الكافي: 46/5.
2- الكافي : 210/8.
3- الإرشاد: 371/2.
4- الغيبة: 433.
5- سورة النساء : 159.
6- تفسير القمي: 158/1.
7- الكافي : 123/8.

يقول الهمداني: أورده الكليني في أواخر الثلث الأوّل من (روضة الكافي).

244 - [212/1] حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن سليمان بن يسار، عن ابن عباس، حدّثني الفضل بن عباس قال:

«أتت امرأة من خثعم فقالت: يا رسول اللّه إنّ أبي أدركته فريضة اللّه (عزّوجلّ) في الحجّ وهو شيخ كبير لا يستطيع أن يثبت على دابته؟ قال: فحجّي عن أبيك». (1)

245 - [1 / 213] حدّثنا،روح، حدّثنا ابن جريج قال ابن شهاب: حدّثني سليمان بن يسار عن عبد اللّه بن عباس عن الفضل :

«أنّ امرأة من خثعم قالت: يا رسول اللّه، إن أبي أدركته فريضة اللّه في الحجّ وهو شيخ كبير لا يستطيع أن يستوي على ظهر بعيره؟ قال فحجّي عنه». (2)

المنتخب من حديث تمام بن العباس بن عبد المطلب

246 - [1 / 214] حدّثنا إسماعيل بن عمر أبو المنذر، قال حدّثنا سفيان عن أبي علي الزراد قال: حدّثني جعفر بن تمام بن عباس، عن أبيه قال:

«أتوا النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - أو أُتي - فقال: ما لي أراكم تأتوني قلحاً؟! استاكوا، لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك كما فرضت عليهم الوضوء». (3)

ص: 216


1- ح: 1818، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 1822، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 1835، قُلْحاً: جمع أقلح، والقلح: صفرة تعلو الأسنان ووسخ يركبها.

المنتخب من مسند عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب (رضیَ اللّهُ عنهُ)

247 – [1 / 214] حدّثنا هشيم، أنبأنا عاصم الأحول ومغيرة، عن الشعبي، عن ابن عباس:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) للشرب من زمزم وهو قائم». (1)

248 – [214/1] حدّثنا هشيم عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس:

«مسح النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) رأسي ودعا لي بالحكمة». (2)

249 - [1 / 214] حدّثنا هشيم حدّثنا يزيد بن أبي زياد عن عكرمة عن ابن عباس

«أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) طاف بالبيت وهو على بعيره، واستلم الحجر بمحجن كان معه، قال: وأتى السقاية فقال: اسقوني، فقالوا: إنّ هذا يخوضه الناس، ولكنّا نأتيك به من البيت فقال: لا حاجة لي فيه استوني مما يشرب منه الناس». (3)

250 – [1 / 215] حدّثنا هشيم عن أبي بشر، عن سعيد بن جب جبير، عن ابن عباس:

«أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سُئل عن ذراري المشركين؟ فقال: اللّه أعلم بما كانوا عاملين». (4)

251 - [1/ 215] حدّثنا هشيم، أنبأنا عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس قال:

ص: 217


1- ح: 1838، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح: 1840، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 1841، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 1845، إسناده صحيح. (شاكر)

«خطب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وقال : إذا لم يجد المحرم إزاراً فليلبس السراويل، وإذا لم يجد النعلين فليلبس الخفّين». (1)

252 - [1/ 215] حدّثنا هشيم قال أخبرنا يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) احتجم وهو محرم صائم». (2)

253 – [215/1] حدّثنا هشيم أنبأنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

«أنّ رجلاً كان مع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فوقصته ناقته وهو محرم فمات، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تمسوه بطيب، ولا تخمّروا رأسه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً». (3)

254 - [1/ 215] حدّثنا هشيم عن منصور عن ابن سيرين، عن ابن عباس:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مسافر من المدينة لا يخاف إلا اللّه (عزّوجلّ)، فصلّى ركعتين ركعتين حتى رجع». (4)

255 - [216/1] حدّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد بن منصور، عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن كريب، عن ابن عباس:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: لو أن أحدهم إذا أتى أهله قال: بسم اللّه، اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإن قدر بينهما في ذلك ولد لم يضر

ص: 218


1- ح: 1848، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 1849، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 1850، إسناده صحيح، وقصته الوقع: كسر العنق. السِدْر: شعر النبق لا تحمروا راسه: أي لا تغطوه. والحمار: غطاء الرأس. (شاكر)
4- ح: 1852، إسناده صحيح. (شاكر)

ذلك الولد الشيطان أبداً». (1)

256 - [217/1] حدّثنا محمّد بن فضيل، عن یزید (2)، عن عطاء عن ابن عباس قال:

«كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يجمع بين الصلاتين في السفر: المغرب والعشاء، والظهر والعصر». (3)

257 – [219/1] حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، عن عبد اللّه بن الفضل، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تُستأمر في نفسها، وأذنها صماتها». (4)

258 - [1/ 219] حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني المطلب بن عبد اللّه بن حنطب :

«أنّ ابن عباس كان يتوضّأ مرة مرة، ويسند ذلك إلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )». (5)

259 - [219/1] حدّثنا سفيان حدّثنا الزهري، عن عبيد اللّه، عن ابن عباس:

«أنّ سعد بن عبادة سأل النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن نذر كان على أمه توفيت قبل أن تقضيه؟ فقال: اقضه عنها». (6)

ص: 219


1- ح: 1867، إسناده صحيح. (شاكر)
2- في المطبوع: (زيد).
3- ح: 1874، إسناده صحيح، يزيد هو ابن أبي حبيب عطاء هو ابن أبي رباح، وقد ورد الحديث عن ابن عباس من طرق كثيرة صحيحة. (شاكر)
4- ح: 1888، إسناده صحيح الأيم: في الأصل (التي لا زوج لها). (شاكر)
5- ح: 1889، إسناده صحيح (شاكر)
6- ح: 1893، إسناده صحيح. (شاكر)

260- [219/1] حدّثنا سفيان عن زياد بن سعد، عن عبد اللّه بن الفضل، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس يبلغ به النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«الشيّب أحق بنفسها من وليها، والبكر يستأمرها أبوها في نفسها، وإذنها صماتها». (1)

261 - [219/1] حدّثنا سفيان، عن إبراهيم بن (2) عقبة عن كريب، عن ابن عباس قال:

«كان النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بالروحاء، فلقى ركباً فسلم عليهم، فقال: من القوم؟ قالوا: المسلمون قال فمن أنتم؟ قال: رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ففزعت امرأة فأخذت بعضد صبي فأخرجته من محفّتها، فقالت يا رسول اللّه هل لهذا حجّ؟ قال: نعم، ولك أجر». (3)

262 - [221/1] حدّثنا سفيان، عن عمرو، عن عطاء، وابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أخّرها حتّى ذهب من الليل ما شاء اللّه، فقال عمر يا رسول اللّه نام النساء والولدان، فخرج فقال: لولا أن أشق على أمني لأمرتهم أن يصلّوها هذه الساعة». (4)

263 - [222/1] حدّثنا سفيان، عن عمرو، عن أبي معبد، عن ابن عباس: أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: لا يخلون رجل بامرأة، ولا تسافر امرأة إلا ومعها ذو محرم، وجاء رجل فقال: إنّ امرأتي خرجت إلى الحجّ وإني اكتتبت في غزوة كذا

ص: 220


1- ح: 1897، إسناده صحيح، وهو مكرر ح 1888. (شاکر)
2- في المطبوع: (عن).
3- ح: 1898، إسناده صحيح، المحفة: رحل يحف بثوب ثم تركب فيه المرأة. (شاكر)
4- ح: 1926، إسناده صحيح وقوله أخرها، يريد صلاة العشاء (شاكر)

وكذا؟ قال: انطلق فاحجج مع امرأتك». (1)

264 – [1 / 222] حدّثنا سفيان، عن سليمان بن أبي مسلم خال ابن أبي نجيح سمع سعيد بن جبير يقول : قال ابن عباس:

«يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى حتّى بلّ دمعه - وقال مرة دموعه - الحصى، قلنا: يا أبا العباس، وما يوم الخميس ؟ قال : اشتد برسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وجعه، فقال: ائتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده أبداً، فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ما شأنه؟ أهجر ؟! قال سفيان - يعني هذى - استفهموه، فذهبوا يعيدون عليه فقال: دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه... الحديث». (2)

265 - [1/ 222] حدّثنا سفيان عن سليمان، عن طاوس، عن ابن عباس:

«كان الناس ينصرفون في كل وجه، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لا ينفر أحد حتّى يكون آخر عهده بالبيت». (3)

266 – [222/1] حدّثنا ابن إدريس قال أخبرنا يزيد عن مقسم، عن ابن عباس :

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كُفّن في ثلاثة أثواب في قميصه الذي مات فيه، وحلة نجرانية - الحلة- ثوبان». (4)

267 – [223/1] حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدّثنا قتادة قال: سمعت جابر بن

ص: 221


1- ح : 1934، إسناده صحيح اكتبت: أي اكتب اسمي في جملة الغزاة. (شاكر)
2- ح: 1935، سليمان بن أبي :مسلم هو سليمان الأحول المكي، وهو ثقة ثقة، كما قال أحمد والحديث رواه البخاري: 6 / 118، 195، 8/ 100 - 103 اهجر: أي هذى وفي النهاية: أي اختلف كلامه بسبب المرض. (شاكر)
3- ح: 1936، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 1942، إسناده صحيح. (شاكر)

زيد عن ابن عباس قال:

جمع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بالمدينة، في غير خوف ولا مطر، قيل لابن عباس: وما أراد إلى ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته». (1)

268 - [223/1] حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس قال:

«أتى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) رجل من بني عامر فقال: يا رسول اللّه أرني الخاتم الذي بين كتفيك، فإني من أطب الناس، فقال له رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : ألا أريك آية؟ قال: بلى، قال: فنظر إلى نخلة فقال: ادع ذلك العذق قال: فدعاه، فجاء ينقز حتّى قام بين يديه، فقال له رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : ارجع، فرجع إلى مكانه، فقال العامري يا آل بني عامر، ما رأيت كاليوم رجلاً أسحر». (2)

يقول شير محمّد: بحاشية الطبعة الثانية من المسند، رواه أبو نعيم في (دلائل النبوة: 139) من طريق الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس مطوّلاً، وفي آخره فقال العامري: واللّه لا أكذبك بقول أبداً، ثم قال: يا بني صعصعة واللّه لا اكذبه بشيء يقوله أبداً... إلخ.

269 – [1 / 224] حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الشيباني، عن الشعبي، عن ابن عباس:

«أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) صلّى على صاحب قبر بعد ما دُفن». (3)

ص: 222


1- ح: 1953، إسناده صحيح، والحديث رواه مالك في الموطا 1 : 161 عن طريق آخر، كما رواه مسلم 1: 196 من طريق آخر. (شاكر)
2- ح: 1954 : إسناده صحيح، من أطبّ: أي من أعرفهم بالطب. (شاكر)
3- ح: 1926، إسناده صحيح، ومعناه في الصحيحين وغيرهما، انظر المنتقى: 1826. (شاکر)

270 - [1/ 224] حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الحجاج عن الحكم، عن يحيى بن الجزار، عن ابن عباس:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) صلّى في فضاء ليس بين يديه شيء». (1)

1271 - [1/ 224] حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الحجاج، عن عطاء، عن ابن عباس قال:

«كتب نجدة الحروري إلى ابن عباس يسأله عن قتل الصبيان، وعن الخمس لمن هو، وعن الصبي متى ينقطع عنه اليتم، وعن النساء هل كان يخرج بهنّ أو يحضرن القتال، وعن العبد هل له في المغنم نصيب؟ قال: فكتب إليه ابن عباس : أمّا الصبيان فإن كنت الخضر تعرف الكافر من المؤمن فاقتلهم وأمّا الخمس فكنّا نقول: إنه لنا، فزعم قومنا أنه ليس لنا، وأما النساء فقد كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يخرج معه بالنساء فيداوين المرضى ويقمن على الجرحى ولا يحضرن القتال، وأمّا الصبي فينقطع عنه اليتم إذا احتلم، وأما العبد فليس له من المغنم نصيب، ولكنه قد كان يرضخ لهم». (2)

272 - [1/ 224] حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

«أتت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) امرأة فقالت : يا رسول اللّه، إن أمي ماتت وعليها ص-وم شهر أفأقضي عنها؟ قال: فقال: أرأيت لو كان على امك دين، أما كنت تقضيه ؟ قالت: بلی قال: فدين اللّه (عزّوجلّ) أحق». (3)

ص: 223


1- ح: 1965، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح: 1967، إسناده صحيح، الخضر: هو صاحب النبي موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ). يرضخ لهم: من الرضخ وهو العطية العلية. (شاكر)
3- ح: 1970، إسناده صحيح. (شاكر)

273 - [225/1] حدّثنا إسماعيل، حدّثنا موسى بن سالم أبو جهضم، حدّثنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عباس سمع ابن عباس قال:

«كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عبداً مأموراً بلّغ - واللّه - ما ارسل به، وما اختصنا دون الناس بشيء ليس ثلاثاً: أمرنا أن نسبغ الوضوء، وأن لا نأكل الصدقة، وأن لا ننزِي حماراً على فرس... الحديث». (1)

274 - [1 / 225] حدّثنا إسماعيل، أخبرنا علي بن زيد قال : حدّثني عمر بن أبي حرملة، عن ابن عباس قال:

«دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على ميمونة بنت الحارث... إلى أن قال: فجيء بإناء من لبن، فشرب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وأنا عن يمينه وخالد عن شماله، فقال لي: الشربة لك، وإن شئت آثرت بها خالداً؟ فقلت ما كنت لأوثر بسؤرك علي أحداً، فقال: من أطعمه اللّه طعاماً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيراً منه، ومن سقاه اللّه لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فانّه ليس شيء يجزيء مكان الطعام والشراب غير اللبن». (2)

275 – [1 / 225] حدّثنا أبو معاوية، ووكيع، المعنى (3) قالا : حدّثنا الأعمش ومجاهد، قال وكيع : سمعت مجاهداً يحدّث عن طاوس عن ابن عباس قال:

«مر النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بقبرين، فقال: إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أمّا أحدهما فكان لا يستنزه من البول - قال وكيع من بوله - وأمّا الآخر فكان يمشي بالنميمة ثم أخذ جريدة فشقها بنصفين، فغرز في كل قبر واحدة، فقالوا: يا رسول اللّه، لمَ

ص: 224


1- ح: 1977، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 1978، إسناده صحيح، الشَرْية: ما يشرب مرة. (شاكر)
3- في المطبوع: (المعني).

صنعت هذا ؟ قال : لعلهما أن يخفف عنها ما لم ييبسا - قال وكيع تيبسا -». (1)

276 – [225/1] حدّثنا حسين، حدّثنا شيبان عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:

«مرّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بحائط من حيطان المدينة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبرهما فذكره وقال حتّى ييبسا - أو ما لم ييبسا -». (2)

277- [226/1] حدّثنا إسماعيل، أخبرنا حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حرب، عن عكرمة قال: سمعت ابن عباس يقول:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحاب فكملوا العدة ثلاثين، ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً، قال حاتم: يعني عدة شعبان». (3)

278 - [226/1] حدّثنا يحيى، عن مالك، حدّثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس:

«أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أكل كتفاً، ثمّ صلّى ولم يتوضّأ». (4)

279 - [226/1] حدّثنا يحيى، عن هشام حدّثني قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

«نهى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن لبن شاة الجلالة، وعن المجثمة، وعن الشرب من في السقاء». (5)

ص: 225


1- ح: 1980، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 1981، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 1985، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 1988، إسناده صحيح. (شاكر)
5- ح: 1989، إسناده صحيح، الجلالة من الحيوان: التي تأكل العذرة، والجلة البعر، فوضع موضع البعر. المجثّمة: هي كل حيوان ينصب ويرمى ليقتل من في السقاء: أي من فم السقاء. (شاكر)

280 – [226/1] حدّثنا يحيى، عن ابن جريج قال: أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار قال: سمعت ابن عباس يقول:

«أكل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مما غيرت النار ثم صلى ولم يتوضّأ». (1)

281 - [226/1] حدّثنا يحيى، عن هشام حدّثنا قتادة عن موسى بن سلمة قال: قلت لابن عباس:

«إذا لم تدرك الصلاة في المسجد، كم تصلي بالبطحاء؟ قال: ركعتين، تلك سنة أبي القاسم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )». (2)

282 – [227/1] حدّثني يحيى، عن شعبة، حدّثنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

«كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يصوم حتّى نقول : لا يفطر، ويفطر حتّى نقول: لا يصوم، وما صام شهراً تاماً منذ قدم المدينة إلا رمضان». (3)

283 – [227/2] حدّثنا يحيى، حدّثنا الحسن بن ذكوان، عن أبي رجاء، حدّثني ابن عباس، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«إن هم بحسنة فعملها كتبت عشراً، وإن لم يعملها كتبت حسنة، وإن هم بسيئة فعملها كتبت سيئة، وإن لم يعملها كتبت حسنة». (4)

284 - [1/ 227] حدّثنا يحيى، سمعت الأعمش، حدّثني مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

ص: 226


1- ح: 1994، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 1996، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 1998، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 2001، إسناده صحيح. (شاكر)

«أن امرأة قالت: يا رسول اللّه إنّه كان على امها صوم شهر فماتت، أفأصومه عنها؟ قال: لو كان على امك دين أكنت قاضیته؟ قالت: نعم، قال: فدين اللّه أحق أن يقضى». (1)

285 - [227/1] حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدّثني سليمان- يعني الأعمش -عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

«مرض أبو طالب، فأتته،قريش، وأتاه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يعوده، وعند رأسه مقعد رجل، فقام أبو جهل فقعد فيه، فقالوا : إنّ ابن أخيك يقع في آلهتنا، قال : ما شأن قومك يشكونك؟ قال: يا عم أريدهم على كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي العجم إليهم الجزية، قال: ما هي ؟ قال : لا اله إلا اللّه، فقاموا فقالوا أجعل الآلهة إلها واحداً، قال: ونزل «ص وَالقُرْآن ذي الذِّكْر» فقرأ حتّى بلغ «إنَّ هَدًا لَشَيْءٌ عُجَابٌ» قال عبد اللّه بن أحمد قال أبي: وحدّثنا أبو أسامة، حدّثنا الأعمش، حدّثنا عباد فذكر نحوه، وقال أبي قال: الأشجعي يحيى بن عباد». (2)

286 - [1/ 228] حدّثنا يحيى، عن ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار أنّ أبا الشعثاء،أخبره أن ابن عباس أخبره:

«أنّه سمع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يخطب وهو يقول: من لم يجد إزاراً ووجد سراويل فلیلبسها، ومن لم يجد نعلين ووجد خفين فليلبسهما، قلت: لم يقل ليقطعها؟ قال: لا». (3)

287- [230/1] حدّثنا ابن نمير، حدّثنا فضيل - يعني ابن غزوان - عن

ص: 227


1- ح: 2005، إسناده صحيح، وهو مکرر ح: 1970. (شاکر)
2- سورة ص : 1 - 5، ح: 2008، إساده إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2015، إسناده صحيح. (شاكر)

عكرمة، عن ابن عباس قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في حجّة الوداع: يا أيّها الناس، أيّ يوم هذا؟ قالوا: هذا يوم حرام، قال: أي بلد هذا؟ قالوا: بلد،حرام قال: فأيّ شهر هذا؟ قالوا شهر حرام، قال: إنّ أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ثم أعادها مراراً، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: اللهم هل بلغت؟ مراراً، قال: يقول ابن عباس: واللّه إنها لوصية إلى ربّه (عزّوجلّ)، ثم قال: ألا فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض». (1)

288 – [231/1] حدّثنا ابن نمير، أخبرنا،حجاج عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال:

«لمّا خرج رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من مكة خرج علي بابنة حمزة، فاختصم فيها علي وجعفر وزيد إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال علي : ابنة عمي وأنا أخرجتها وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها عندي وقال زيد ابنة أخي - وكان زيد مؤاخياً لحمزة، آخي بينهما رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لزيد: أنت مولاي ومولاها وقال لعلي: أنت أخي وصاحبي، وقال الجعفر : أشبهت خَلقي وخُلقي، وهي إلى خالتها». (2)

289 – [1 / 231] حدّثنا حفص بن غياث، حدّثنا حجاج بن ارطاة، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن ابن عباس قال:

«ما قاتل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قوماً حتّى يدعوهم». (3)

290 – [232/1] حدّثنا وكيع، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسلم

ص: 228


1- ح: 2036، إسناده صحيح. (شاکر)
2- ح: 2040، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح 2053، إسناده صحيح. (شاكر)

البطين عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان إذا قرأ «سَبْحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى» قال: سبحان ربّي الأعلى». (1)

291 - [1/ 233] حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن عبد الأعلى الثعلبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار». (2)

292 – [1 / 233] حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار عن ابن عباس:

«أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) توضّأ مرة مرة». (3)

293 – 1[/ 223] حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان عن سلمة، عن الحسن العربي، عن ابن عباس قال:

«قدّمنا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أغيلمة بني عبد المطلب من جمع بليل، على حمرات لنا، فجعل يلطح أفخاذنا ويقول أبيني لا ترموا الجمرة حتّى تطلع الشمس». (4)

294 - [1/ 234] حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن سلمة، عن الحسن العربي، عن ابن عباس قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إذا رميتم الجمرة فقد حلّ لكم كل شيء إلا النساء، فقال: رجل والطيب؟ فقال ابن عباس: أما أنا فقد رأيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يضمخ

ص: 229


1- سورة الأعلى: 1، ح: 2066 إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 2069، إسناده صحيح. (شاکر)
3- ح: 2072، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 2089، أغيلمة: يريد بها الصبيان. حُمرات: حُم:ر جمع حمار. يلطح: اللطح: بالكف أبني : تصغير بَني جمع ابن. (شاكر)

رأسه بالمسك، أفطيب ذاك أم لا ؟!». (1)

295 - [235/1] حدّثنا وكيع، حدّثنا اسرائيل، عن عبد الكريم الجزري، عن قيس بن حبتر، عن ابن عباس قال:

«نهى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن مهر البغي، وثمن الكلب، وثمن الخمر». (2)

296 – 1[ / 235] حدّثنا وكيع وابن جعفر المعنى قالا : حدّثنا شعبة، عن المغيرة ابن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

«قام فينا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بموعظة، فقال: إنّكم محشورون إلى اللّه تعالى حفاة، عراة غزلاً «كَما بَدَانَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعلينَ» (3) فأوّل الخلائق يكسى إبراهيم خليل الرحمن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : ثم يؤخذ بقومٍ منكم ذات الشمال - قال ابن جعفر: وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال- فأقول: يا ربّ، أصحابي، قال: فيقال لي: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، لم يزالوا مرتدين على أعقابهم مذ فارقتهم، فأقول: كما قال العبد الصالح: «وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فيهم» الآية إلى إنَّكَ أَنتَ العَزيز الحكيم»(4)». (5)

297-[236/1] حدّثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام وابن جعفر، قال: حدّثنا هشام، عن عكرمة عن ابن عباس قال:

«بعث رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )- أو انزل عليه القرآن- وهو ابن أربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة عشر سنين. قال: فمات رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو ابن

ص: 230


1- ح: 2090، يضمخ من التضمخ وهو التلطخ بالطيب وغيره والإكثار منه. (شاكر)
2- ح: 2094، إسناده صحيح، مهر البغي ما تأخذه الزانية على الزنا. (شاكر)
3- سورة الأنبياء: 104.
4- سورة المائدة : 117 - 118.
5- ح: 2096، إسناده صحيح. (شاكر)

ثلاث وستين». (1)

298- [236/1] حدّثنا يزيد، أخبرنا سفيان عن منصور، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

«إن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان يعوّذ حسناً وحسيناً يقول: أعيذكما بكلمات اللّه التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين،لامة وكان يقول: كان إبراهيم أبي يعوّذ بهما إسماعيل وإسحاق». (2)

299 – [236/1] حدّثنا يزيد، أخبرنا شعبة، ومحمّد قال: حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«هذه عمرة استمتعنا بها، فمن لم يكن معه هدي فليحلّ الحلّ كله، فقد دخلت العمرة في الحجّ إلى يوم القيامة». (3)

300- [237/1] حدّثنا يزيد، أخبرنا مسعر بن كدام، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أخيه، عن ابن عباس، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«أنّه طاف بالبيت على ناقته يستلم الحجر بمحجنه وبين الصفا والمروة- وقال يزيد مرة على راحلته يستلم الحجر-». (4)

301 - [1/ 237] حدّثنا يزيد أخبرنا سعيد، عن قتادة، عن مقسم عن ابن عباس قال:

«أمر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الذي يأتي امرأته وهي حائض أن يتصدّق بدينار

ص: 231


1- ح: 2110.
2- ح: 2112، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2115، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 2118، إسناده صحيح. (شاکر)

-أو نصف دينار -». (1)

302 – [237/1] حدّثنا عبد الوهاب عن سعيد، عن قتادة عن مقسم، عن ابن عباس، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مثله، ورواه عبد الكريم أبو أمية مثله بإسناده». (2)

303 – [238/1] حدّثنا يزيد، أخبرنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس قال:

«وقّت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل اليمن يلملم، ولأهل نجد قرناً، وقال: هن وقت لأهلهنّ ولمن مرّ بهنّ من غير أهلهنّ يريد الحجّ والعمرة، فمن كان منزله من وراء الميقات فإهلاله من حيث ينشيء، وكذلك، حتّى أهل مكة، إهلالهم من حيث ينشؤن». (3)

304 – [239/1] حدّثنا يزيد، أخبرنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام عن الحكم بن ميناء، عن ابن عمر وابن عباس:

«أنها شهدا على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنّه قال وهو على أعواد المنبر: لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن اللّه (عزّوجلّ) على قلوبهم، وليكتبن من الغافلين». (4)

305 – [239/1] حدّثنا يزيد، أخبرنا حماد بن سلمة، عن فرقد السبخي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

«أنّ امرأة جاءت بولدها إلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقالت يا رسول اللّه، إنّ به لمماً، وإنّه يأخذه عند طعامنا فيفسد علينا طعامنا، قال فمسح رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) صدره ودعا

ص: 232


1- ح: 2121، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 2122، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2128، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 2132، إسناده صحيح عن ودعهم: أي عن تركهم إياها والتخلف عنها. (شاكر)

له، فتع،تعة، فخرج من فيه مثل الجرو الأسود، فشفي». (1)

306 – 1[/ 239] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي بشر قال: سمعت سعيد بن جبير يحدّث عن ابن عباس:

«أنّ امرأة نذرت أن تحج، فماتت، فأتى أخوها النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فسأل عن ذلك؟ فقال: أرأيت لو كان على أختك دين أكنت قاضيه؟ قال: نعم، قال: فاقضوا اللّه، لا، فهو أحق بالوفاء». (2)

307 - [241/1] حدّثنا هشيم، أخبرنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس أنه قال:

«أهل النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بالحجّ، فلما قدم طاف بالبيت وبين الصفا والمروة، ولم يقصّر ولم يحلّ من أجل الهدي، وأمر من لم يكن ساق الهدي أن يطوف وأن يسعى ويقصّر أو يحلق ثم يحلّ». (3)

308 - [241/1] حدّثنا هشيم أخبرنا جابر الجعفي، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي عن ابن عباس:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مرّ بقدر فأخذ منها عرقاً وكتفاً فأكله، ثمّ صلّى ولم يتوضأ». (4)

ص: 233


1- ح: 2133، إسناده صحيح. (شاكر) أقول: لعل الهمداني انتخب هذا الحديث من المسند؛ للجوء المرأة بولدها إلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، أي اتخذت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وسيلة للدعاء لولدها، لا كما يرى البعض أن اللجوء لأولياء اللّه وأنبيائه من الكفر.
2- ح: 2140، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2152، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 2153، إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي وقد مضى معناه مراراً بأسانيد صحاح آخرها ح: 2002 (شاکر) اقول: وتحسب الإطلاع على منهج أحمد شاكر في تحقيقه من البديهي أن يضعّف سند هذا الحديث وذلك لوجود جابر الجعفي فيه وهو من أجلة أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) ولوجود الإمام الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في السند والمقصود به أبو جعفر.

309- [241/1] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن جابر قال: سمعت الشعبي يحدّث، عن ابن عمر وابن عباس قالا:

«سنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الصلاة في السفر ركعتين وهي تمام، والوتر في السفر سنّة». (1)

يقول شير محمّد الهمداني: بحاشية الطبعة الثانية من المسند نقلاً عن البزار وفيه: جابر الجعفي وثّقه شعبة والثوري وضعفه آخرون.

310 - [1/ 241] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن جابر، عن عمّار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنّه قال:

«من بنا اللّه مسجداً ولو كمفحص قطاة لبيضها بنى اللّه له بيتاً في الجنّة». (2)

[ يقول شير محمّد الهمداني]: في حاشية المسند عمّار هو ابن معاوية الدهني.

311 – [1 / 241] حدّثنا محمّد بن جعفر وحجاج قالا : حدّثنا شعبة قال:

«سمعت أبا جمرة الضبعي قال : تمتعت فنهاني ناس عن ذلك، فأتيت ابن عباس فسألته عن ذلك؟ فأمرني بها، قال: ثم انطلقت إلى البيت فنمت فأتاني آت في منامي فقال : عمرة متقبلة وحج مبرور، قال: فأتيت ابن عباس فأخبرته بالذي رأيت فقال : اللّه أكبر، اللّه أكبر، سنة أبي القاسم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقال في الهدي: جزور أو بقرة أو شاة أو شرك في دم». (3)

ص: 234


1- ح: 2156.
2- ح: 2157، إسناده ضعيف (شاكر)
3- ح: 2158، إسناده صحيح. (شاكر)

312- [241/1] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي السفر، عن سعيد بن شفي، عن ابن عباس قال:

«جعل الناس يسألونه عن الصلاة في السفر؟ فقال: كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إذا خرج من أهله لم يصل إلا ركعتين حتّى يرجع إلى أهله». (1)

313 - [241/1] حدّثنا أسود، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن شفي قال:

«كنت عند ابن عباس... فذكر الحديث». (2)

314 - [242/1] حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عمّار بن أبي عمّار، عن ابن عباس قال:

«رأيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في المنام بنصف النهار أشعث أغبر، معه قارورة فيها دم يلتقطه أو يتتبع فيها شيئاً، قال: فقلت يا رسول اللّه ما هذا؟ قال: دم الحسين وأصحابه، لم أزل أتتبعه منذ اليوم، قال عمّار: فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم». (3)

315 - [242/1] حدّثنا محمّد بن ربيعة، حدّثنا ابن جريج، عن الحسن بن مسلم عن طاوس، عن ابن عباس قال:

«شهدت مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) العيد وأبي بكر وعمر وعثمان، فكلهم صلّى قبل الخطبة، بغير أذان ولا إقامة». (4)

ص: 235


1- ح: 2159، إسناده صحيح. (شاکر)
2- ح: 2160، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2165، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 2171، إسناده صحيح. (شاكر)

316 - [242/1] حدّثنا محمّد بن ربيعة، حدّثنا ابن جريج، عن عطاء، عن جابر، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، بمثل ذلك. (1)

317- [243/1] حدّثنا أبو اليمان، حدّثنا إسماعيل بن عياش عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي، عن أبي ابن کعب مولی ابن عباس عن ابن عباس، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«أنه قيل له: يا رسول اللّه، لقد أبطأ عنك جبريل (عَلَيهِ السَّلَامُ) ؟ فقال : ولم لا يبطيء عني وأنتم حولي لاتستنون ولا تقلمون أظفاركم ولا تقصون شواربكم ولا تنقون رواجبكم». (2)

318 - [243/1] حدّثنا هاشم بن أبي القاسم، حدّثنا شعبة، عن أبي خالد يزيد، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«من أتى مريضاً لم يحضر أجله فقال سبع مرات: أسأل اللّه العظيم ربّ العرش الكريم أن يشفيه، إلا عوفي». (3)

319 – [246/1] حدّثنا حسن بن موسى حدّثنا أبو خيثمة، عن عبد اللّه بن عثمان ابن خيثم، عن أبي الطفيل قال:

«رأيت معاوية يطوف بالبيت عن يساره عبد اللّه بن عباس، وأنا أتلوهما في ظهورهما أسمع كلامها فطفق معاوية يستلم ركن الحجر فقال له ابن عباس: إن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لم يستلم هذين الركنين فيقول معاوية: دعني منك يا ابن عباس ! فإنّه ليس منها شيء مهجور، فطفق ابن عباس لا يزيده كلما وضع يده على شيء من الركنين قال له ذلك». (4)

ص: 236


1- ح: 2172، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 2181، إسناده حسن لا تستنون: من الاستنان وهو استعمال السواك. الرواجب: هي ما بين عقد الأصابع من الداخل. (شاكر)
3- ح: 2182، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 2210، إسناده صحيح. (شاكر)

320- [246/1] حدّثنا يونس، حدّثنا داود بن عبد الرحمن، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

«اعتمر النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أربعاً عمرة من الحديبية وعمرة القضاء في ذي القعدة من قابل، وعمرة الثالثة من الجعرانة، والرابعة التي مع حجّته». (1)

321 - [246/1] حدّثنا علي بن عاصم، أخبرنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : من يستمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنه الآنك، ومن تحلّم عذب حتّى يعقد شعيرة، وليس بعاقد، ومن صوّر صورة كلّف أن ينفخ فيها، وليس بنافخ». (2)

322 - [247/1] حدّثنا علي بن عاصم، أخبرني عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : يأتي هذا الحجر يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به يشهد لمن استلمه بحق». (3)

323 - [247/1] حدّثنا علي بن عاصم، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال :

«أمر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يوم أحد بالشهداء أن ينزع عنهم الحديد والجلود، وقال: ادفنوهم بدمائهم وثيابهم». (4)

ص: 237


1- ح: 2211، إسناده صحيح الجعرانة موضع بينه وبين مكة ستة أميال أو تسعة. (شاكر)
2- ح: 2213، إسناده صحيح، الآنك: الرصاص الأبيض وقيل الأسود. (شاكر)
3- ح: 2215، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 2217، إسناده حسن. (شاكر)

324 - [247/1] حدّثنا علي بن عاصم، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس:

«أنّ رجلاً من الأنصار ارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين، فأنزل اللّه تعالى: «كَيْفَ يَهْدِي اللّه قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إيمَانِهِم» (1) إلى آخر الآية، فبعث بها قومه، فرجع تائباً، فقبل النبي لذلك منه وخلى عنه». (2)

325 – [247/1] حدّثنا علي قال: أخبرنا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : البسوا من ثيابكم البياض، فإنّها من خير ثيابكم، وكفّنوا فيها موتاكم، وإنّ من خير أكحالكم الإثمد، يجلو البصر وينبت الشعر». (3)

326 - [247/1] حدّثنا علي بن عاصم، أخبرنا الحذاء، عن بركة أبي الوليد، أخبرنا ابن عباس قال:

«كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قاعداً في المسجد مستقبلاً الحجر، قال: فنظر إلى السماء فضحك، ثم قال: لعن اللّه اليهود حرّمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها، وإنّ اللّه (عزّوجلّ) إذا حرّم على قوم أكل شيء حرّم عليهم ثمنه». (4)

327- [248/1] حدّثنا زيد بن الحباب، أخبرنا سيف، أخبرنا قيس بن سعد المكي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس:

«أنّ رسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )$ قضى بشاهد ويمين». (5)

ص: 238


1- سورة آل عمران: 86.
2- ح: 2218، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2219، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 2221، إسناده صحيح. (شاكر)
5- ح: 2224، إسناده صحيح. (شاكر)

328 – [248/1] حدّثنا إسماعيل بن يزيد الرقي أبو يزيد، حدّثنا،فرات عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

«قال أبو جهل: لئن رأيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يصلّي عند الكعبة لآتينه حتّى أطأ على عنقه، قال: فقال : لو فعل لأخذته الملائكة عياناً، ولو أنّ اليهود تمنوا الموت لماتوا ورأوا مقاعدهم في النار، ولو خرج الذين يباهلون رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لرجعوا لا يجدون مالاً ولا أهلاً». (1)

329 – [248/1] قال عبد اللّه بن أحمد وجدت في كتاب أبي بخطّ يده حدّثنا مهدي بن جعفر الرملي، حدّثنا الوليد - يعني ابن مسلم- عن الحكم بن مصعب عن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن أبيه، عن جده عبد اللّه بن عباس قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : من أكثر من الاستغفار جعل اللّه له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب». (2)

330 - [249/1] حدّثنا عفان، أخبرنا حماد، عن عمّار بن أبي عمّار عن ابن عباس:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان يخطب إلى جذع قبل أن يتخذ المنبر، فلمّا اتّخذ المنبر وتحوّل إليه حنّ عليه، فأتاه فاحتضنه فسكن قال ولو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة». (3)

يقول شير محمّد الهمداني: بحاشية المسند، وحنين الجذع من المعجزات الكونية الثابتة لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بالتواتر القطعي... إلى أن قال: قال الحافظ ابن كثير في

ص: 239


1- ح: 2225، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 2234، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2236، إسناده صحيح. (شاكر)

(التاريخ): 125/6 : باب حنين الجذع شوقاً إلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وشفقاً من فراقه وقد ورد من حديث جماعة من الصحابة بطرق متعددة تفيد القطع عند أئمة هذا الشأن و فرسان هذا الميدان، ثم ذكره بالأسانيد الكثيرة الصحاح من رواية ثمانية من الصحابة... إلخ.

331 - [249/1] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )... مثله. (1)

332 - [1 / 250] حدّثنا أحمد بن الحجاج، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا الحجاج بن أرطاة، عن الحكم، عن أبي القاسم، عن ابن عباس قال:

«رمى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) جمرة العقبة، ثمّ ذبح، ثمّ حلق». (2)

333 – [1 / 250] حدّثنا معمر بن سليمان الرقي، عن الحجاج، عن عكرمة، عن ابن عباس عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«لا نكاح إلا بولي، والسلطان ولي من لا ولي له». (3)

334 – [251/1] حدّثنا حسين الأشقر، حدّثنا أبو كدينة، عن عطاء، عن أبي الضحى، عن ابن عباس قال:

«أصبح رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ذات يوم وليس في العسكر ماء، فأتاه رجل فقال: يا رسول اللّه ليس في العسكر ماء، قال: هل عندك شيء؟ قال: نعم، قال: فأتني به، قال: فأتاه بإناء فيه شيء من ماء قليل، قال: فجعل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أصابعه في فم الإناء، وفتح أصابعه، قال : فانفجرت من بين أصابعه عيون وأمر بلالاً فقال: ناد في الناس، الوضوء المبارك». (4)

ص: 240


1- ح: 2237، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 2236، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2260، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 2268. إسناده صحيح. (شاكر)

يقول شير محمّد الهمداني: بحاشية الطبعة الثانية من المسند والأحاديث في نبع الماء من بين أصابعه ثابتة ثبوت التواتر من رواية كثير من الصحابة بأسانيد صحاح متعددة أنظر شيئاً منها في تاريخ ابن كثير : 6/ 93 - 101.

يقول شير محمّد : ويأتي في أحاديث أنس بن مالك وجابر بن عبد اللّه الأنصاري رواية ذلك بعدة طرق وذكره علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) فيها أجاب به يهودياً من يهود الشام. (1)

335 - [251/1] حدّثنا يونس، حدّثنا حماد - يعني ابن زيد - عن الزبير - يعني ابن خريت - عن عبد اللّه بن شقيق قال:

«خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر، حتّى غربت الشمس وبدت النجوم، وعلق الناس ينادونه: الصلاة، وفي القوم رجل من بني تميم فجعل يقول: الصلاة، الصلاة، قال فغضب قال: أتعلمني بالسنة ؟ شهدت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، قال عبد اللّه : فوجدت في نفسي من ذلك شيئاً فلقيت أبا هريرة فسألته فوافقه». (2)

336 - [251/1] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن يوسف بن،مهران عن ابن عباس أنه قال:

«لمّا نزلت آية الدين قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إنّ أوّل من جحد آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) - أو أوّل من جحد آدم - إنّ اللّه (عزّوجلّ) لمّا خلق آدم مسح،ظهره، فأخرج منه ما هو من ذراري (3) إلى يوم القيامة، فجعل يعرض ذريته عليه، فرأي فيهم رجلاً يزهر، فقال: أي ربّ من هذا؟ قال: هذا ابنك داود، قال: أي ربّ كم عمره؟ قال: ستون عاماً،

ص: 241


1- مسند أحمد: 132/3 - 147 - 170 - 215.
2- ح: 2269، إسناده صحيح. (شاكر)
3- كذا، وفي بعض النسخ: ذار.

قال: ربّ زد في عمره قال: لا، إلا أن أزيده من عمرك - وكان عمر آدم ألف عام - فزاده أربعين عاماً، فكتب اللّه (عزّوجلّ) عليه بذلك كتاباً وأشهد عليه الملائكة، فلمّا احتضر آدم وأتته الملائكة لتقبضه، قال: إنّه قد بقي من عمري أربعون عاماً، فقيل : إنّك قد وهبتها لابنك داود قال ما فعلت وأبرز اللّه (عزّوجلّ) عليه الكتاب وشهدت عليه الملائكة». (1)

337 - [252/1] حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب، حدّثنا عبد اللّه بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال:

«كانوا يرون العمرة في أشهر الحجّ من أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرم صفراً، ويقولون : إذا برأ الدبر، وعفا الأثر، وانسلخ صفر، حلّت العمرة لمن اعتمر، فلما قدم النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأصحابه لصبيحة رابعة مهلين بالحجّ فأمرهم أن يجعلوها عمرة، فتعاظم ذلك عندهم فقالوا يا رسول اللّه، أيّ الحلّ؟ قال: الحلّ كله وفي كتابه: الصبح». (2)

338 - [252/1] حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب، حدّثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة قال: قال عروة لابن عباس:

«حتّى متى تضل الناس يا ابن عباس ؟! قال ما ذاك يا عرية؟ قال: تأمرنا بالعمرة في أشهر الحجّ وقد نهى أبو بكر وعمر ؟ فقال ابن عباس: قد فعلها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال عروة: كانا هما أتبع لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وأعلم به منك». (3)

ص: 242


1- ح: 2270، إسناده صحيح، يزهر أي يضيء وجهه حسناً. (شاكر)
2- ح: 2274، إسناده صحيح الدبر: الجرح الذي يكون في ظهر البعير من الحمل عليه ومشقة السفر، فإنه يبرأ بعد انصرافهم في الحجّ عفا الأثر : أي أندرس أثر الإبل وغيرها في سيرها. (شاكر)
3- ح: 2277، إسناده صحيح قوله: يا عرية هو تصغير (عروة)، وهو عمرو بن الزبير. (شاكر)

339 - [253/1] حدّثنا عفان، حدّثنا خالد، حدّثنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:

«قدمنا مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حجاجاً، فأمرهم فجعلوها عمرة، ثم قال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما فعلوا، ولكن دخلت العمرة في الحجّ إلى يوم القيامة، ثمّ أنشب أصابعه بعضها في بعض، فحلّ الناس إلا من كان معه هدي، وقدم علي من اليمن، فقال له رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : بمَ أهللت ؟ قال : أهللت بما أهللت،به قال: فهل معك هدي؟ قال: لا، قال: فأقم كما أنت ولك ثلث هديي قال: وكان مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مائة بدنة». (1)

340 - [1 / 254] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، عن فرقد السبخي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

«أنّ امرأة جاءت بابن لها إلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقالت: يا رسول اللّه، إنّ ابني هذا به جنون، وإنّه يأخذه عند غدائنا وعشائنا فيفسد علينا، فمسح رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) صدره ودعا، فتع ثعة، قال عثمان: فسألت أعرابياً؟ فقال: بعضه على أثر بعض، وخرج من جوفه مثل الجرو الأسود، وشفي». (2)

341 – [255/1] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، حدّثنا ثابت- يعني ابن يزيد- حدّثنا هلال، عن عكرمة عن ابن عباس:

«أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاء، قال: وكان عامة خبزهم خبز الشعير». (3)

ص: 243


1- ح: 2287، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 2288، فتع ثعة: أي قاء،قاءة والحديث مكرر: 2133. (شاکر)
3- ح: 2303، إسناده صحيح. (شاكر)

342 – [255/1] حدّثنا عفان، حدّثنا سليمان بن كثير أبو داود الواسطي قال: سمعت ابن شهاب يحدّث عن أبي سنان، عن ابن عباس قال:

«خطبنا - يعني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - فقال: يا أيها الناس كتب عليكم الحج، قال: فقام الأقرع بن حابس فقال : في كل عام يا رسول الله؟ قال: لو قلتها لوجبت ولو وجبت لم تعملوا بها، أو لم تستطيعوا أن تعملوا بها، فمن زاد فهو تطوع». (1)

343 - [257/1] حدّثنا عثمان بن محمّد، حدّثنا جرير عن ليث، عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«خمس كلهنّ فاسقة يقتلهنّ المحرم، ويقتلن في الحرم الفأرة، والعقربّ والحية، والكلب العقور، والغراب». (2)

344 – [257/1] حدّثنا عثمان، حدّثنا جرير عن حصين بن عبد الرحمن، عن عكرمة، عن ابن عباس عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«خمس كلهنّ فاسقة يقتلهنّ المحرم، ويقتلن في الحرم... مثله». (3)

345 – [1/ 258] حدّثنا مكي بن إبراهيم، حدّثنا عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند أنّه سمع أباه يحدّث عن ابن عباس أنه قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إنّ الصحة والفراغ نعمتان من نعم اللّه مغبون فيهما كثير من الناس». (4)

ص: 244


1- ح: 2304، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 2330، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2331، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 2340، إسناده صحيح. (شاكر)

346 - [259/1] حدّثنا عبيدة بن حميد، حدّثنا يزيد بن أبي زياد، عن رجل، عن ابن عباس قال:

«كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في سفر، فعرس من الليل فرقد ولم يستيقظ إلا بالشمس، قال: فأمر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بلالا فأذّن فصلى ركعتين، قال: فقال ابن عباس: ما تسرني الدنيا وما فيها بها، يعني الرخصة». (1)

ص: 245


1- ح: 2349. توضيح: الحديث مرسل فقد رواه عن رجل، بل فيه يزيد بن أبي زياد، وعلى قول الذهبي في ميزان الاعتدال بأنه ضعيف، فقد قال: قال يحيى: ليس بالقوي، وقال أيضاً: لا يحتج به، وقال ابن المبارك: ارم به. (ميزان الاعتدال للذهبي: 4 : 423 / 9695 في باب من اسمه يزيد). والمهم أن الحديث يتعلق بسهو النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وأنّه نام في صلاته و لم يستيقظ إلا بالشمس، مع أنهم رووا أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) تنام عيناه ولا ينام قلبه، فكيف يمكن الأخذ هذا الحديث، وما روته عائشة أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لا ينام قلبه، أي لا يغفل عن ذكر اللّه حتّى في نومه ففي حديث عائشة:«... إلى أن قالت... فقلت: يا رسول اللّه أتنام قبل أن توتر؟ فقال يا عائشة، إنّ عيني تنامان ولا ينام قلبي عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي ويعلق ابن العربي المالكي على الحديث بقوله: (... وقوله لعائشة إنّ عيني تنامان ولا ينام قلبي؛ بيان الخروجه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن جملة الآدميين، في أنّ نومه ويقظته سواء في حفظه حاله وصيانة عبادته، وذلك أنّ الیوم آفة يسلطها اللّه على العبد يخلع فيها السلطنة التي للنفس على البدن، فيستريح من خدمتها في أغراضها، ويقطع تلك العلاقة التي بينهما، فيبقى البدن مسترخاً حتّى إذا شاء اللّه ربط العلاقة باليقظة ورد الاستشعار كما كان. فأخبر النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنّ النوم إنما يخل عينه لا قلبه فإنّ أحواله محفوظة عنده، صفة خُص بهما لما بيناه). (عارضة الأحوذي 2: 229). وإذا كان الأمر كذلك فكيف يتم الحديث؟ وكيف النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يترك صلاته وقلبه مشغول بذكر اللّه و متعلقٌ بقدسه ؟ فالحديث على ضعف سنده فهو غير تام في دلالته مخدوش في مؤداه، وسيأتي في كتابا هذا المنتخب من مسند أحمد 2: 260 / 930 أنّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال في رجلٍ نام عن صلاته:«أنه بال الشيطان في أذنه». وفي :2 : 1224/438 منه أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ويقول: «تنام عيني ولا ينام قلبي» فكيف يتم ما أورده أحمد في متناقضاته، حيث حديث يناقض حديث، وحديث يكذّب حديث.

347 - [259/1] حدّثنا عبيدة، حدّثني منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يوم فتح مكة : إنّ هذا البلد حرام، حرّمه اللّه يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام حرّمه اللّه إلى يوم القيامة، ما أحلّ لأحد فيه القتل غيري، ولا يحلّ لأحد بعدي فيه، حتّى تقوم الساعة، وما أحلّ لي فيه إلا ساعة من النهار، فهو حرام حرمه اللّه (عزّوجلّ) إلى أن تقوم الساعة، ولا يعضد شوكه، ولا يختلى خلاه؟ ولا ينفّر صيده، ولا تلتقط لقطته إلا لمعرّف، قال: فقال العباس، وكان من أهل البلد قد علم الذي لا بد لهم منه إلا الإذخر يا رسول اللّه فإنّه لا بد لهم منه، فإنّه للقبور والبيوت، قال: فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إلا الإذخر». (1)

348 - [1 / 260] حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثنا خصيف ابن عبد الرحمن الجزري، عن سعيد بن جبير قال:

«قلت لعبد اللّه بن عباس : يا أبا العباس عجباً لاختلاف أصحاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في إهلال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حين أو جب ؟ فقال : إنّي لأعلم الناس بذلك، أنّها إنّما كانت من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حجّة واحدة، فمن هنالك اختلفوا، خرج رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حاجاً، فلما صلّى في مسجده بذي الحليفة ركعتيه أوجب في مجلسه، فأهل بالحجّ حين فرغ من ركعتيه، فسمع ذلك منه أقوام فحفظوا عنه، ثمّ ركب، فلمّا استقلت به،ناقته أهلّ، وأدرك ذلك منه أقوام، وذلك أن الناس إنّما كانوا يأتون إرسالاً، فسمعوه حين استقلت به،ناقته،يهلّ، فقالوا إنما أهل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حين استقلت به ناقته، ثمّ مضى

ص: 246


1- ح: 2353، إسناده صحيح، خلاه الخلاء مقصور أي النبات الرطب مادام رطباً واختلاؤه: قطعه. الإذخر: حشيشة طيبة الرائحة تسقف بها البيوت فوق الخشب. (شاكر)

رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فلمّا علا على شرف البيداء أهل، وأدرك ذلك منه أقوام، فقالوا: إنّما أهل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حسين علاء على شرف البيداء، وأيم اللّه لقد أوجب في مصلاه، وأهل حين استقلت به ناقته وأهل حين علا على شرف البيداء، فمن أخذ بقول عبد اللّه بن عباس أهل في مصلاه إذا فرغ من ركعتيه». (1)

349 - [1 / 260] حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني رجل عن عبد اللّه بن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر، عن ابن عباس قال:

«أهدى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في حجّة الوداع مائة،بدنة، نحر منها ثلاثين بدنة بيده، ثم أمر علياً فنحر ما بقي منها، وقال: اقسم لحومها وجلالها وجلودها بين الناس، ولا تعطين جزاراً منها شيئاً، وخذ لنا من كل بعير حذية من لحم، ثم اجعلها في قدر،واحدة حتّى نأكل من لحمها ونحسو من مرقها، ففعل». (2)

350 - [261/1] حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن صالح قال: وحدث ابن شهاب أنّ عبيد اللّه بن عبد اللّه أخبره أن ابن عباس أخبره:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مرّ بشاة ميتة فقال: هلا استمتعتم بإهابها؟ فقالوا: يا رسول اللّه، إنها ميتة، فقال: إنما حرم أكلها». (3)

351 - [262/1] حدّثنا يعقوب، قال حدّثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه محمّد ابن مسلم قال: أخبرني عبيد اللّه بن عتبة بن عبد اللّه بن مسعود أنّ عبد اللّه بن عباس أخبره:

ص: 247


1- ح: 2358، إسناده صحيح، استقلت به ناقته أي ارتفعت وتعالت شَرَفَ البيداء: ما ارتفع منها وعلا الشرف: كل نشز من الأرض قد أشرف على ما حوله، سواء كان رملاً أو جيلاً. (شاكر)
2- ح: 2359، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2369، إسناده صحيح. (شاكر)

أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، وبعث كتابه مع دحية الكلبي، وأمره رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر، فدفعه عظيم،بصرى، وكان قيصر لمّا كشف اللّه (عزّوجلّ) عنه جنود فارس مشى من حمص إلى إيليا على الزرابي تبسط له فقال عبد اللّه بن عباس: فلمّا جاء قيصر كتاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال حين قرأه التمسوا لي من قومه من أسأله عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال ابن عباس: فأخبرني أبو سفيان بن حرب أنّه كان بالشام في رجال من قريش، قدموا تجاراً وذلك في المدة التي كانت بين رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وبين كفار قريش قال أبو سفيان فأتاني رسول قيصر، فانطلق بي وبأصحابي، حتّى قدمنا إيليا، فأدخلنا عليه، فإذا هو جالس في مجلس ملكه، عليه التاج وإذا حوله عظماء الروم، فقال لترجمانه: سلهم أيّهم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أنّه نبي ؟ قال أبو سفيان: أنا أقربهم إليه نسباً، قال: ما قرابتك منه؟ قال: قلت: هو ابن عمي قال أبو سفيان وليس في الركب يومئذ رجل من بني عبد مناف غيري، قال: فقال قيصر : أدنوه مني، ثم أمر بأصحابي، فجعلوا خلف ظهري عند كتفي، ثمّ قال لترجمانه: قل لأصحابه : إني سائل هذا عن الرجل الذي يزعم أنّه نبي، فإن كذب فكذبوه، قال أبو سفيان: فو اللّه لولا الاستحياء يومئذ أن يأثر أصحابي عني الكذب لكذبته حين سألني، ولكني استحيت أن يأثروا عني الكذب، فصدقته عنه، ثم قال لترجمانه: قل له: كيف نسب هذا الرجل فيكم؟ قال: قلت: هو فينا ذو نسب، قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قال: قلت: لا، قال: فهل كنتم تتهمونه في الكذب قبل أن يقول ما قال؟ :قال فقلت: لا، قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قال: قلت: لا، قال: فأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ قال: قلت بل ضعفاؤهم قال فيزيدون أم ينقصون؟ قال: قلت: بل،یزیدون، قال: فهل يرتد أحد سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قال: قلت: لا، قال: فهل يغدر ؟ قال : قلت: لا، ونحن الآن منه في مدة ونحن نخاف ذلك! قال: قال أبو

ص: 248

سفيان: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئاً أنتقصه به غيرها، لا أخاف أن يأثروا عني، قال: فهل قاتلتموه أو قاتلكم؟ قال: قلت: نعم، قال: كيف كانت حربكم وحربه؟ قال: قلت: كانت دولاً سجالا ندال عليه المرة ويدال علينا الأخرى، قال: فيمَ يأمركم؟ قال: قلت: يأمرنا أن نعبد اللّه وحده ولا نشرك به شيئاً، وينهانا عما كان يعبد آباؤنا، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، قال: فقال لترجمانه حين قلت له ذلك : قل له إني سألتك عن نسبه فيكم فزعمت أنه فيكم ذو نسب، وكذلك الرسل، تبعث في نسب قومها، وسألتك هل قال هذا القول أحد منكم قط قبله فزعمت أن لا، فقلت: لو كان أحد منكم قال هذا القول قبله قلت : رجل يأتم بقول قيل قبله، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا، فقد أعرف أنّه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على اللّه (عزّوجلّ)، وسألتك هل كان من آبائه من ملك فزعمت أن لا، فقلت: لو كان من آبائه ملك قلت: رجل يطلب ملك آبائه، وسألتك أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم فزعمت أن ضعفاء هم اتبعوه، وهم أتباع الرسل، وسألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتّى يتم، وسألتك هل يرتد أحد سخطةٌ لدينه بعد أن يدخل فيه فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان حين يخالط بشاشة القلوب لا يسخطه أحد، وسألتك هل يغدر فزعمت أن لا، وكذلك الرسل، وسألتك هل قاتلتموه وقاتلكم فزعمت أن قد فعل، وأن حربكم وحربه يكون دولاً، يدال عليكم المرة وتدالون عليه الأخرى، وكذلك الرسل، تبتلى ويكون لها العاقبة، وسألتك بماذا يأمركم فزعمت أنه يأمركم أن تعبدوا اللّه (عزّوجلّ) وحده لا تشركوا به شيئاً وينها كم عما كان يعبد آباؤكم ويأمركم بالصدق والصلاة والعفاف والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، وهذه صفة نبي قد كنت أعلم أنه خارج، ولكن لم أظن أنه منكم، فإن يكن ما قلت فيه حقاً فيوشك أن يملك موضع قدميّ هاتين، واللّه لو أرجو أن أخلص إليه لتجشمت لقيه، ولو

ص: 249

كنت عنده لغسلت عن قدميه، قال أبو سفيان ثم دعا بكتاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فأمر به فقريء، فإذا فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم من محمّد عبد اللّه ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أمّا بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلّم وأسلم يؤتك اللّه أجرك مرتين، فإن توليت فعليك إثم الأريسيين - يعني الأكارة-و«يا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَا نَعْبُدَ إِلَّا اللّه وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَخذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِن دُونِ اللّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ» (1) قال أبو سفيان: فلما قضى مقالته علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم، وكثر لغطهم، فلا أدري ماذا قالوا وأمر بنا فأخرجنا، قال أبو سفيان فلما خرجت مع أصحابي وخلصت لهم، قلت لهم أمِرَ أمرُ ابن أبي كبشة، هذا ملك بني الأصفر يخافه، قال أبو سفيان فو اللّه ما زلت ذليلاً مستيقناً أنّ أمره سيظهر، حتّى أدخل اللّه قلبي الإسلام و أنا كاره». (2)

352 - [263/1] حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن صالح بن کیسان، قال: قال ابن شهاب : أخبرني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود أن عبد اللّه بن عباس أخبره أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كتب... فذكره. (3)

353 – [263/1] حدّثنا عبد الرزاق عن معمر... فذكره. (4)

354 – [1 / 265] حدّثنا سعد بن إبراهيم، حدّثنا أبي، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني داود بن الحصين، عن عكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس قال:

ص: 250


1- سورة آل عمران: 64.
2- ح: 2370، إسناده صحيح التجار جمع تاجر إيليا : هي بيت المقدس. يأثر : أي روى الحديث وحكاه الأريسيون جمع أريس، وهم الأكارة، يعني الفلاحين وهم التبع والضعفاء أمر أمر ابن أبي كبشة: أي كثر وأرتفع شأنه، يعني النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (شاكر)
3- ح: 2371، إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (شاكر)
4- ح: 2372، إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله (شاكر)

«طلق ركانة بن عبد يزيد أخو بني مطلب امرأته ثلاثاً في مجلس واحد، فحزن عليها حزناً شديدا، قال: فسأله رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كيف طلقتها؟ قال: طلقتها ثلاثاً، قال: فقال: في مجلس واحد؟ قال: نعم، قال: فإنّها تلك واحدة، فارجعها إن شئت، :قال فرجعها فكان ابن عباس يرى أنّما الطلاق عند كل طهر». (1)

355 - [266/1] حدّثنا حسن بن موسى حدّثنا زهير أبو خيثمة، عن عبد اللّه ابن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وضع يده على كتفي - أو على منكبي، شك سعيد - ثم قال: اللهم فقهه في الدين وعلّمه التأويل». (2)

356 – [266/1] حدّثنا حسن بن موسى حدّثنا حماد بن سلمة، سلمة، عن عمّار بن أبي عمّار، عن ابن عباس، وثابت البناني، عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان يخطب إلى جذع نخلة، فلما اتخذ المنبر تحول إلى المنبر، فحنّ الجذع، حتّى أتاه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فاحتضنه، فسكن، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لو لم احتضنه لحنّ إلى يوم القيامة». (3)

357 - [267/1] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، عن عمار، عن ابن عباس، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وعن ثابت عن أنس، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )... مثل معناه. (4)

358 - [267/1] حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا زهير عن أبي إسحاق، عن الضحاك بن مزاحم قال:

ص: 251


1- ح: 2387، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 2397، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2400، إسناداه صحيحان. (شاکر)
4- ح: 2401، إسناداه صحيحان، وهو مكرر ما قبله. (شاکر)

«كان ابن عباس إذا لبّي يقول : لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، قال: وقال ابن عباس: انته إليها، فإنها تلبية رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )». (1)

359 – [268/1] حدّثنا أبو سعيد، حدّثنا سليمان بن بلال عن عمرو - يعني ابن أبي عمرو - عن عكرمة، عن ابن عباس:

«وسأله رجل عن الغسل يوم الجمعة، أواجب هو ؟ قال: لا، ومن شاء اغتسل، وسأحدثكم عن بدء الغسل: كان الناس محتاجين، وكانوا يلبسون الصوف وكانوا يسقون النخل على ظهورهم، وكان مسجد النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ضيقاً متقارب السقف، فراح الناس في الصوف فعرقوا، وكان منبر النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قصيراً، إنما هو ثلاث درجات، فعرق الناس في الصوف فثارت أرواحهم، أرواح الصوف، فتأذى بعضهم ببعض، حتّى بلغت أرواحهم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو على المنبر، فقال : يا أيها الناس، إذا جئتم الجمعة فاغتسلوا، وليمس أحدكم من أطيب طيب إن كان عنده». (2)

360 – [269/1] حدّثنا عبد الرحمن وأبو سعيد :قالا حدّثنا زائدة، حدّثنا سماك قال عبد الرحمن عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

«كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يصلي على الخمرة». (3)

361 – [1 / 270] حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنّه قال:

«کلوا في القصعة من جوانبها، ولا تأكلوا من وسطها، فإنّ البركة تنزل

ص: 252


1- ح: 2404، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 2419، إسناده صحيح، الأرواح جمع ريح، وتجمع أيضاً على (رياح). (شاكر)
3- ح: 2426، إسناده صحيح، الخمرة: حصير صغير. (شاكر)

في وسطها». (1)

362 - [272/1] حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا الحسن - يعني ابن صالح - عن محمّد بن المنكدر قال : حُدِّثت عن ابن عباس أنّه قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : مدمن الخمر إن مات لقي اللّه كعابد وثن». (2)

363 - [272/1] حدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا جرير - يعني ابن حازم - عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«أخذ اللّه الميثاق من ظهر آدم بنعمان - يعني عرفة - فأخرج من صلبه كل ذرية،ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلمهم قبلاً، قال: «السْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أن تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَة إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلينَ أوْ تَقُولُوا إِنَّهَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذريَّةٌ من بَعْدهم أفتُهلكنا بما فَعَلَ المبطلُونَ»(3).(4)

364 - [1 / 273] حدّثنا حسين، حدّثنا شعبة قال: أخبرني عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن زيد :قال سمعت ابن عباس يقول:

«صلّى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ثمانياً جميعاً وسبعاً جميعاً». (5)

365 - [273/1] حدّثنا حسين، حدّثنا جرير، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس:

«أنّ جارية بكراً أنت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فذكرت أن أباها زوّجها وهي كارهة، فخيرها

ص: 253


1- ح: 2439، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 2453، إسناده صحيح. (شاكر)
3- سورة الأعراف: 172 - 173.
4- ح: 2455، إسناده صحيح، نعمان: واد هذيل على ليلتين من عرفات، ثم كلمهم قِبَلا: أي عياناً ومقابلة لا من وراء حجاب. (شاكر)
5- ح: 2465، إسناده صحيح. (شاكر)

النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )». (1)

366 – [1/ 274] حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا عبد اللّه بن الوليد العجلي - وكانت له هيئة رأيناه عند حسن - عن بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

«أقبلت يهود إلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقالوا: يا أبا القاسم، إنا نسألك عن خمسة أشياء، فإن أنبأتنا بهنّ عرفنا أنّك نبي واتبعناك فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه، إذ :قالوا: «اللّهُ عَلَى مَا نَقُول وَكِيلُ»(2) قال: هانوا قالوا: أخبرنا عن علامة النبي؟ قال: تنام عيناه ولا ينام قلبه، قالوا: أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر؟ قال: يلتقي الماءان، فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل آنثت، قالوا: أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه؟ قال: كان يشتكي عرق النسا فلم يجد شيئاً يلائمه إلا ألبان كذا وكذا- قال عبد اللّه بن أحمد قال أبي : قال بعضهم: يعني الإبل- فحرّم لحومها، قالوا: صدقت، قالوا: أخبرنا ما هذا الرعد ؟ قال ملك من ملائكة اللّه (عزّوجلّ) موكل بالسحاب، بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمر اللّه قالوا فما هذا الصوت الذي يسمع ؟ قال : صوته قالوا: صدقت، إنما بقيت واحدة، وهي التي نبايعك إن أخبرتنا بها، فإنّه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر فأخبرنا من صاحبك؟ قال: جبريل (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قالوا: جبريل، ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا !! لو قلت ميكائيل، الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر، لكان، فأنزل اللّه «مَنْ كَانَ عَدُوًّا الجبريل»(3)... إلى آخر الآية». (4)

ص: 254


1- ح: 2469، إسناده صحيح. (شاكر)
2- سورة القصص: 28.
3- سورة البقرة: 97.
4- ح: 2483، إسناده صحيح. (شاكر)

367 - [275/1] حدّثنا الحسن بن يحيى، حدّثنا الفضل بن موسى، عن حسين ابن واقد، عن علباء بن أحمر، عن عكرمة عن ابن عباس قال:

«كنا مع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في سفر، فحضر النحر، فذبحنا البقرة عن سبعة، والبعير عن عشرة». (1)

368 - [275/1] حدّثنا عبد اللّه بن بكر، قال: حدّثنا سعيد، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس:

«أنّ علياً قال للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )في ابنة حمزة، وذكر من جمالها، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إنها ابنة أخي من الرضاعة، ثم قال نبي اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أما علمت أنّ اللّه (عزّوجلّ) حرّم من الرضاعة ما حرّم من النسب». (2)

369 - [275/1] حدّثنا محمّد بن سابق، حدّثنا إسرائيل، عن أبي يحيى القتّات، عن مجاهد، عن ابن عباس قال

«مرّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على رجل وفخذه خارجة، فقال: غطّ فخذك، فإنّ فخذ الرجل من عورته». (3)

370 - [281/1] حدّثنا عفان، حدّثنا همام قال: حدّثنا قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس:

«أنّ زوج بريرة كان عبداً أسود يسمى مغيثاً، قال: فكنت أراه يتبعها في سكك المدينة، يعصر عينيه عليها، قال: وقضى فيها النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أربع قضيات: إنّ مواليها اشترطوا الولاء، فقضى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الولاء لمن أعتق،وخيّرها، فاختارت نفسها، فأمرها

ص: 255


1- ح: 2484، إسناده صحيح. (شاکر)
2- ح: 2491، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2493، إسناده صحيح. (شاكر)

أن تعتدّ، قال: وتصدّق عليها بصدقة فأهدت منها إلى عائشة، فذكرت ذلك للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ فقال : هو عليها صدقة، وإلينا هدية». (1)

371- [281/1] حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

«صعد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يوماً الصفا، فقال: يا صباحاه، یا صباحاه، قال: فاجتمعت إليه قريش، فقالوا له: ما لك؟ فقال: أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم، أما كنتم تصدقوني؟ فقالوا: بلى، قال: فقال: إنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد قال: فقال أبو لهب ألهذا جمعتنا، تباً لك ! قال: فأنزل اللّه : «تَبَّتْ يَدَا أبي لهب وَتَبَّ»(2)... إلى آخر السورة». (3)

372 - [282/1] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد هو ابن سلمة، حدّثنا عمّار، عن ابن عباس قال:

«رأيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فيما يرى النائم، بنصف النهار، وهو قائم أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه ما هذا؟ قال: هذادم الحسين وأصحابه، لم أزل ألتقطه منذ اليوم، فأحصينا ذلك اليوم، فوجدوه قتل في ذلك اليوم». (4)

373 – [288/1] حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى، عن ابن عباس:

ص: 256


1- ح: 2542، إسناده صحيح. (شاكر)
2- سورة المسد: 1.
3- ح: 2544، إسناده صحيح يا صباحاه هذه كلمة يقولها المستغيث، فكأن القائل ياصباحاه يقول : قد غشينا العدو. (شاكر)
4- ح: 2553، إسناده صحيح. (شاكر)

«أنّ رجلين اختصما إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فسأل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) المدعي البينة، فلم يكن له بينة، فاستحلف المطلوب، فحلف باللّه الذي لا إله إلا هو، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إنّك

قد حلفت، ولكن قد غفر اللّه لك بإخلاصك قولك لا إله إلا اللّه». (1)

374 - [289/1] حدّثنا أحمد بن عبد الملك الحراني قال: حدّثنا يحيى بن عمرو ابن مالك النكري قال: سمعت أبي يحدّث عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : كفارة الذنب الندامة، وقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لو لم تذنبوا لجاء اللّه (عزّوجلّ) بقوم يذنبون ليغفر لهم». (2)

375 - [293/1] حدّثنا يونس، حدّثنا داود بن أبي الفرات، عن علباء، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

«خط رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في الأرض أربعة خطوط، قال: تدرون ما هذا؟ فقالوا اللّه ورسوله أعلم، فقال رسول اللّه : أفضل نساء أهل الجنّة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران. (3)

376 - [1/ 293] حدّثنا يونس، حدّثنا ليث، عن قيس بن الحجاج، عن حنش الصنعاني، عن عبد اللّه بن عباس أنه حدّثه:

«أنّه ركب خلف رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يوماً، فقال له رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : يا غلام، إني معلمك كلمات احفظ اللّه يحفظك، احفظ اللّه تجده تجاهك، وإذا سألت فلتسأل اللّه، وإذا استعنت فاستعن باللّه واعلم أنّ الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه اللّه لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا

ص: 257


1- ح: 2613، إسناده صحيح، إنّك قد حلفت يعني حلفت كاذباً. (شاكر)
2- ح: 2623، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2668، إسناده صحيح. (شاكر)

بشيء قد كتبه اللّه عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف». (1)

377 - [293/1] حدّثنا عبد اللّه بن الحارث، عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء أنّه سمع ابن عباس يقول:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إذا أكل أحدكم من الطعام فلا يمسح يده حتّى يَلعَقها - أو يُلعِقها - قال أبو الزبير : سمعت جابر بن عبد اللّه يقول ذلك : سمعته من النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - ولا يرفع الصحفة حتّى يَلعَقها أو يُلعِقها، فإنّ آخر الطعام فيه البركة». (2)

378 – [1/ 293] حدّثنا حسن، حدّثنا أبو عوانة الوضاح، عن عبد الأعلى الثعلبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فإنّه من كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار». (3)

379 – [293/1] حدّثنا حسن، حدّثنا شيبان عن ليث، عن طاوس، عن ابن عباس أنه قال:

«لمّا حُضر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال : ائتوني بكتف أكتب لكم فيه كتاباً لا يختلف منكم رجلان،بعدي، قال: فأقبل القوم في لغطهم، فقالت المرأة: ويحكم، عهد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )». (4)

380 - [293/1] حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا عبد اللّه بن هبيرة، عن حنش بن عبد اللّه أن ابن عباس قال:

ص: 258


1- ح: 2669، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 2672، إسناداه صحيحان، الصحفة: إناء كالقصعة المبسوطة ونحوها. (شاكر)
3- ح: 2675، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 2676، إسناده صحيح. (شاكر)

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم». (1)

381 – [1 / 294] حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا أبي قال: سمعت يونس يحدّث عن الزهري عن عبيد اللّه، عن ابن عباس قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف ولا يغلب إثنا عشر ألفاً من قلة». (2)

382 – [1 / 300] حدّثنا أبو القاسم بن أبي الزناد قال: أخبرني ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال:

«كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إذا بعث جيوشه قال: اخرجوا بسم اللّه، تقاتلون في سبيل اللّه من كفر باللّه، لا تغدروا ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الولدان، ولا أصحاب الصوامع». (3)

383 - [1 / 300] حدّثنا،روح، حدّثنا هشام، عن عطاء بن السائب، عن ابن عباس:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سئل يوم النحر عن رجل حلق قبل أن يرمي؟ أو نحر ؟ أو ذبح ؟ وأشباه هذا في التقديم والتأخير ؟ فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لا حرج، لا حرج». (4)

384 - [301/1] حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا عبد العزيز بن مسلم، حدّثنا يزيد، عنمقسم عن ابن عباس : أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

ص: 259


1- ح: 2677، إسناده صحيح الذرب هو الداء الذي يعرض للمعدة فلا نمضم ويفسد فيها فلا ممسكها. (شاكر)
2- ح: 2682، إسناده صحيح. (شاکر)
3- ح: 2728، إسناده حسن. (شاكر)
4- ح: 2731، إسناده حسن (شاكر)

«أعطيت خمساً لم يعطهنّ نبي قبلي، ولا أقولهن فخراً: بعثت إلى الناس كافة الأحمر والأسود، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأعطيت الشفاعة، فأخرتها لأمتي، فهي لمن لا يشرك باللّه شيئا». (1)

385 – [301/1] حدّثنا عبد الصمد وأبو سعيد وعفان قالوا حدّثنا ثابت، حدّثنا هلال، عن عكرمة عن ابن عباس:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثّر في جنبه، فقال يا نبي اللّه لو اتخذت فراشاً أوثر من هذا؟ فقال: ما لي وللدنيا ؟ ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها». (2)

386 – [302/1] حدّثنا أسود، حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن الضحاك، عن ابن عباس قال:

«كانت تلبية النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لبيك لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك». (3)

387- [303/1] حدّثنا أسود، حدّثنا شريك، عن حسين، عن عكرمة عن ابن عباس قال:

«رأيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يصلّي في ثوب واحد متوشحاً به، يتقي بفضوله برد الأرض وحرها». (4)

ص: 260


1- ) ح: 2742، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 2744، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2754، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 2760، إسناده صحيح. (شاكر)

388 – [303/1] حدّثنا إسحاق بن عيسى، حدّثنا يحيى بن سليم، عن عبد اللّه بن عثمان عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

«إنّ الملأ من قريش اجتمعوا في الحِجْر، فتعاقدوا باللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى ونائلة وإساف: لو قد رأينا محمّداً لقد قمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتّى نقتله، فأقبلت ابنته فاطمة تبكي، حتّى دخلت على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقالت: هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك، لو قد رأوك لقد قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من دمك، فقال: يا بنيّة أريني وضوءاً، فتوضأ، ثمّ دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا: هاهو ذا، وخفضوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم، وعقروا في مجالسهم، فلم يرفعوا إليه بصراً، ولم يقم إليه منهم رجل، فأقبل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حتّى قام على رؤوسهم، فأخذ قبضة من التراب، فقال: شاهت الوجوه، ثم حصبهم بها، فما أصاب رجلاً منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافراً». (1)

139 – [304/1] حدّثنا خلف بن الوليد، حدّثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

«قال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لا يباشر الرجل الرجل، ولا المرأة المرأة». ح: 2774 إسناده صحيح. (شاكر) (2)

390 – [1 / 305] حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس، حدّثنا شريك، عن محوّل : مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )يوتر بثلاث ب«سبحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى» و«قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ» و«قُلْ هُوَ اللّه أَحَدٌ». (3)

ص: 261


1- ح: 2762، إسناده صحيح. (شاكر)
2-
3- ح: 2777، إسناده صحيح (شاكر)

391 - [305/1] حدّثنا يحيى بن إسحاق، حدّثنا البراء بن عبد اللّه الغنوي، من أنفسهم، قال: سمعت أبا نضرة، قال:

«كان ابن عباس على هذا المنبر :يقول كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يتعوّذ دبر كل صلاة من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، اللهم إني أعوذ بك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهم إني أعوذ بك من فتنة الأعور الكذاب». (1)

392 - [305/1] حدّثنا موسى بن داود، قال حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن عباس، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«من قتل دون مظلمته فهو شهيد». (2)

393 - [305/1] حدّثنا سريج، حدّثنا عباد عن هلال، عن عكرمة عن، ابن عباس:

«أنّ امرأة من اليهود أهدت لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) شاة مسمومة، فأرسل إليها، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قالت أحببت، أو أردت إن كنت نبيّاً فإن اللّه سيطلعك عليه، وإن لم تكن نبياً أريح الناس منك ! قال: وكان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إذا وجد من ذلك شيئاً احتجم، قال فسافر مرة، فلمّا أحرم وجد من ذلك شيئاً فاحتجم». (3)

394 - [306/1] حدّثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدّثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - قال : أخبرني محمّد - يعني ابن أبي حرملة - عن كريب:

«أنّ أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام، قال: فقدمت الشام فقضيت

ص: 262


1- : ح: 2779، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 2780، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2785، إسناده صحيح. (شاكر)

حاجتها واستهلّ عليّ رمضان وأنا بالشام، فرأينا الهلال ليلة الجمعة، ثمّ قدمت المدينة في آخر الشهر، فسألني عبد اللّه بن عباس، ثم ذكر الهلال، فقال: متى رأيتموه؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة، فقال: أنت رأيته؟ قلت نعم ورآه الناس، وصاموا وصام معاوية، فقال: لكنّا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتّى نكمّل ثلاثين أو نراه، فقلت: أولا تكتفي برؤية معاوية وصيامه ؟ فقال : لا، هكذا أمر النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )». (1)

395 – [306/1] حدّثنا سليمان، قال: أخبرنا إسماعيل قال: أخبرني عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«من يرد اللّه به خيراً يفقهه في الدين». (2)

396 - [307/1] حدّثنا يونس، حدّثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: الحجر الأسود من الجنّة، وكان أشد بياضاً من الثلج، حتّى سودته خطايا أهل الشرك». (3)

397 - [307/1] حدّثنا عبد اللّه بن نمير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

«ولمّا أنزل اللّه (عزّوجلّ) «وَاَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبَينَ» (4) قال: أتى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الصفاء، فصعد عليه، ثم نادى يا صباحاه، فاجتمع الناس إليه، بين رجل يجيء إليه، وبين رجل يبعث رسوله فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني

ص: 263


1- ح: 2790، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 2791، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2796، إسناده صحيح. (شاكر)
4- سورة الشعراء: 214

لؤي أرأيتم لو أخبرتكم أنّ خيلاً بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم، صدقتموني؟ قالوا: نعم، قال: فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليومِ! ما دعوتنا إلا لهذا؟ فأنزل اللّه (عزّوجلّ): «تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ»(1). (2)

398 - [307/1] حدّثنا عبد اللّه بن يزيد، حدّثنا كهمس بن الحسن، عن الحجاج بن الفرافصة قال: أبو عبد الرحمن - هو عبد اللّه بن يزيد- وأنا قد رأيته في طريق فسلّم علي وأنا صبي رفعه إلى ابن عباس - أو أسنده إلى ابن عباس - قال: وحدّثنا همام بن يحيى أبو عبد اللّه صاحب البصري، أسنده إلى ابن عباس، وحدّثني عبد اللّه بن لهيعة ونافع بن يزيد المصريان عن قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس، ولا أحفظ حديث بعضهم من بعض، أنه قال:

«كنت رديف النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال : يا غلام - أو يا عليم- ألا أعلمك كلمات ينفعك اللّه بهنّ؟ فقلت: بلى، فقال: احفظ اللّه يحفظك، احفظ اللّه تجده أمامك، تعرّف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل اللّه، وإذا استعنت فاستعن باللّه، قد جفّ القلم بما هو كائن، فلو أنّ الخلق كلهم جميعاً أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه اللّه عليك لم يقدروا عليه، وإن أرادوا أن يضرّوك بشيء لم يكتبه اللّه عليك لم يقدروا عليه، واعلم أنّ في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، وأنّ النصر مع الصبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراه». (3)

399- [308/1] حدّثنا عبد اللّه بن الوليد قال حدّثنا سفيان، عن سماك، عن

ص: 264


1- سورة المسد: 1.
2- ح: 2802، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2804، إسناده صحيح. (شاكر)

عكرمة عن ابن عباس:

«أنّ امرأة من نساء النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) استحمت من جنابة، فجاء النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يستحم من فضلها، فقالت: إني اغتسلت منه، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إن الماء لا ينجّسه شيء». (1)

400 - [308/1] حدّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن يحيى - يعني بن أبي إسحاق - عن سعيد بن أبي الحسن قال:

«جاء رجل إلى ابن عباس فقال: يا ابن عباس، إنّي رجل أصوّر هذه الصور، وأصنع هذه الصور، فاقتني فيها؟ قال: ادنُ مني، فدنا منه حتّى وضع يده على رأسه، قال: أنبئك بما سمعت من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: كل مصوّر في النار، يجعل له بكل صورة صوّرها نفس تعذّبه في جهنم، فإن كنت لا بد فاعلاً فاجعل الشجر وما لا نفس له». (2)

401 - [309/1] حدّثنا محمّد بن جعفر وروح المعنى، قالا: حدّثنا عوف، عن زرارة بن،أوفى، عن ابن عباس قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لمّا كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة، فظعت بأمري، وعرفت أنّ الناس مكذبي، فقعد معتزلاً حزيناً، قال: فمرّ عدو اللّه أبو جهل، فجاء حتى جلس إليه، فقال له كالمستهزئ هل كان من شيء؟ فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : نعم، قال: ما هو ؟ قال: إنّه أسري بي الليلة، قال: إلى أين؟ قال: إلى بيت المقدس، قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: نعم، قال: فلم يرَ أنّه يكذّبه مخافة أن يجحده الحديث إذا دعا قومه إليه ! قال: أرأيت إن دعوت قومك تحدّثهم ما حدثتني ؟ فقال رسول

ص: 265


1- ح: 2806، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 2811، إسناده صحيح. (شاكر)

اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : نعم، فقال : هيا معشر بني كعب بن لؤي، قال: فانتفضت إليه المجالس، وجاؤوا حتّى جلسوا إليهما، قال: حدّث قومك بما حدثتني، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إني أسري بي الليلة، قالوا: إلى أين؟ قلت: إلى بيت المقدس، قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: نعم، قال: فمن بين مصفّق ومن بين واضع يده على رأسه، متعجباً للكذب زعم قالوا: وهل تستطيع أن تنعت لنا المسجد - وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد - فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : فذهبت أنعت، فما زلت أنعت حتّى التبس عليّ بعض النعت، قال: فجيء بالمسجد وأنا أنظر، حتّى وضع دون دار عقال- أو عقيل - فنعته وأنا أنظر إليه، قال: وكان مع هذا نعت لم أحفظه، قال: فقال القوم: أما النعت فو اللّه لقد أصاب». (1)

يقول شير محمّد: هذا الحديث أورده الكليني في أوائل الثلث الأخير من (روضة الكافي بإسناد ذكره عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) بزيادة يسيرة واختلاف يسير. (2)

402 – [1 / 310] حدّثنا أبو كامل، حدّثنا سعيد بن زيد، أخبرنا الجعد أبو عثمان قال: حدّثني أبو رجاء العطاردي، عن ابن عباس، يرويه عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، يرويه عن ربه (عزّوجلّ)، قال :

«إنّ اللّه كتب الحسنات والسيئات، فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتب اللّه له عنده حسنة كاملة، وإن عملها كتبها اللّه عشراً، إلى سبعمائة، إلى أضعاف كثيرة، أو إلى ما شاء اللّه أن يضاعف، ومن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها اللّه له عنده حسنة كاملة، فإن عملها كتبها اللّه سيئة واحدة». (3)

ص: 266


1- ح: 2820، إسناده صحيح، فظعت بأمري: أي اشتد علي وهبته. (شاكر)
2- الكافي: 262/8 وكذلك ص 364.
3- ح: 2828، إسناده صحيح. (شاكر)

يقول شير محمّد : قال علي في حديث أجاب به يهودياً من يهود الشام: وانّ أمتك إذا همّ أحدهم بسيئة، ثم لم يعملها كتبت له حسنة... والحديث طويل أورده الطبرسي في كتاب (الاحتجاج). (1)

403 - [310/1] حدّثنا أبو كامل، حدّثنا شريك، عن محمّد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن كريب عن ابن عباس قال:

«جاءت امرأة إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقالت: يا رسول اللّه، إن أختي نذرت أن تحجّ ماشية؟ قال: إنّ اللّه لا يصنع بشقاء أختك شيئاً، لتخرج راكبة ولتكفّر عن يمينها». (2)

404 - [311/1] حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا همام، حدّثنا عطاء، عن ابن عباس:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) دخل الكعبة وفيها ست،سوار، فقام إلى كل سارية، فدعا، ولم يصلّ فيه». (3)

405 – [311/1] حدّثنا روح، حدّثنا ابن جريج قال: قال عطاء الخراساني: عن ابن عباس:

«أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أتاه رجل فقال: إن علي بدنة، وأنا موسر لها ولا أجدها فأشتريها؟ فأمره النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يبتاع سبع شياه فيذبحهنّ». (4)

406 - [311/1] حدّثنا،روح، حدّثنا حماد، عن عاصم الغنوي، عن أبي الطفيل - كذا قال روح عاصم والناس يقولون: أبو عاصم - قال:

ص: 267


1- الإحتجاج: 329/1.
2- ح: 2829، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 2834، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 2840، إسناده صحيح. (شاكر)

«قلت لابن عباس: يزعم قومك أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) طاف بين الصفا والمروة على بعير، وأنّ ذلك سنة؟ فقال: صدقوا وكذبوا قلت : وما صدقوا وكذبوا؟ قال: قد طاف بين الصفا والمروة على بعير، وليس ذلك بسنّة، كان الناس لا يصدفون عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ولا يدفعون فطاف على بعير ليستمعوا وليروا مكانه ولا تناله أيديهم». (1)

يقول شير محمّد: هذا الحديث مختصرح: 2707 وفيه: ليسمعوا كلامه.

407 - [313/1] حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن جابر، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لا ضرر ولا ضرار، و للرجل أن يجعل خشبة في حائط جاره، والطريق الميناء سبعة أذرع». (2)

408 - [314/1] حدّثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا إسرائيل، وأبو نعيم، حدّثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

«قضى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في الركاز الخمس». (3)

409 - [1/ 314] حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال:

«كان الطلاق على عهد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر بن الخطاب، طلاق الثلاث،واحدة، فقال عمر: إنّ الناس قد استعجلوا في أمر كان لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم؟ فأمضاه عليهم». (4)

ص: 268


1- ح: 2843، إسناده صحيح لا يصدفون: أي لا يدفعون ولا يمالون الصدوف: الميل الشيء، وأصدقني عنه : أي أمالني عنه. (شاكر)
2- ح: 2867، الميتاء: الطريق المسلوك. (شاكر)
3- ح: 2871، إسناده صحيح الركاز الكنز. (شاكر)
4- ح: 2877، إسناده صحيح. (شاكر)

410 – [1 / 314] حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا زهير، عن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم، عن مقسم عن ابن عباس قال:

«نحر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في الحجّ مائة،بدنة، نحر بيده منها ستين، وأمر ببقيتها فنحرت، وأخذ من كل بدنة بضعة فجمعت في قدر، فأكل منها وحسا من مرقها، ونحر يوم الحديبية سبعين فيها جمل أبي جهل، فلمّا صدّت عن البيت حنّت كما تحن إلى أولادها». (1)

411 - [315/1] حدّثنا أبي الجواب، حدّثنا عمّار - يعني بن رزيق - عن محمّد بن بد الرحمن، عن عبد اللّه بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي قال:

«ساق رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مائة بدنة... فذكر نحوه». (2)

412 - [1 / 315] حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا شريك، عن عبد اللّه بن عصم، عن ابن عباس قال:

«فرض اللّه (عزّوجلّ) على نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الصلاة خمسين صلاة، فسأل ربه (عزّوجلّ) فجعلها خمس صلوات». (3)

413 - [316/1] حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدّثنا حيوة، أخبرني مالك بن خير الزيادي أن مالك بن سعد التجيبي حدّثه أنه سمع ابن عباس يقول:

«سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : أتاني جبريل فقال: يا محمّد، إنّ اللّه (عزّوجلّ) لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومبتاعها، وساقيها، ومستقيها». (4)

ص: 269


1- ح: 2882، إسناده حسن (شاكر)
2- ح: 2883، إسناده حسن (شاكر)
3- ح: 2893، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 2899، إسناده صحيح (شاکر)

414- [1/ 319] وقال:

«جلس رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مجلساً له، فأتاه جبريل فجلس بين يدي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) واضعاً كفّيه على ركبتي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال : يا رسول اللّه، حدّثني ما الإسلام؟ قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : الإسلام أن تسلم وجهك اللّه، وتشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: إذا فعلت ذلك فقد أسلمت، قال: يا رسول اللّه، فحدّثني ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن باللّه واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين، وتؤمن بالموت، وبالحياة بعد الموت، وتؤمن بالجنة والنار والحساب والميزان، وتؤمن بالقدر كله خيره وشره، قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت؟ قال: إذا فعلت ذلك فقد آمنت قال: يا رسول اللّه، حدّثني ما الإحسان؟ قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : الإحسان أن تعمل اللّه كأنّك تراه، فإنّك إن لم تره فإنّه يراك، قال: يا رسول اللّه فحدّثني متى الساعة؟ قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : سبحان اللّه ! في خمس من الغيب لا يعلمهنّ إلا هو «إنَّ اللّهَ عِندُهُ عِلمُ السَّاعَة وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضِ تَمُوتُ إِنَّ اللّه عَلِيمٌ خَبِيرٌ»(1)، ولكن إن شئت حدّثتك بمعالم لها دون ذلك، قال: أجل يا رسول اللّه، فحدّثني، قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إذا رأيت الأمة ولدت،ربتها، أو ربّها، ورأيت أصحاب الشاء تطاولوا بالبنيان ورأيت الحفاة الجياع العالة كانوا رؤوس الناس، فذلك من معالم الساعة وأشراطها قال يا رسول اللّه و من أصحاب الشاء والحفاة الجياع العالة؟ قال: العرب». (2)

415 - [1 / 320] حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثني يونس، عن الزهري، عن يزيد ابن هرمز

ص: 270


1- سورة لقمان: 34.
2- ح: 2926م، إسناده صحيح. (شاكر)

«أنّ نجدة الحروري حين خرج من فتنة ابن الزبير أرسل إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذي القربي لمن تراه؟ قال: هو لنا لقربي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قسمه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لهم، وقد كان عمر عرض علينا منه شيئاً رأيناه دون حقنا، فرددناه عليه، وأبينا أن نقبله، وكان الذي عرض عليهم أن يعين ناكحهم، وأن يقضي عن غارمهم، وأن يعطي فقيرهم، وأبى أن يزيدهم على ذلك». (1)

416 - [321/1] قال عبد اللّه بن أحمد وكان في كتاب أبي: عن عبد الصمد، عن أبيه، عن الحسين - يعني ابن ذكوان- عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

«أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) نهى أن يمشى في خف واحد أو نعل واحدة».

وفي الحديث كلام كثير غير هذا فلم يحدّثنا به، ضرب عليه في كتابه، فظننت أنه ترك حديثه من أجل أنه روى عن عمرو بن خالد الذي يحدّث عن زيد بن علي، وعمرو بن خالد لا يساوي شيئاً. (2)

يقول شير محمّد: بحاشية المسند الطبعة الثانية، ومعنى الحديث ثابت من حديث أبي هريرة رواه الترمذي ورواه الشيخان أيضاً كما روى مسلم نحوه من حديث جابر... إلخ.

417 – [321/1] حدّثنا روح، حدّثنا ابن جريج، أخبرني روح، حدّثنا ابن جريج، أخبرني خصيف، عن سعيد ابن جبير، وعن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال:

«إنما نهى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن الثوب الحرير المصمت، فأمّا الثوب الذي سداه

ص: 271


1- ح: 2943، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 2950، إسناده صحيح (شاكر)

لیس بحریر مصمت فلا نرى به بأساً، وإنما نهى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يشرب في إناء الفضة». (1)

418 – [1 / 321] حدّثنا روح، حدّثنا ابن جريج قال : أخبرني زياد أنّ صالحاً مولى التوأمة أخبره أنه سمع ابن عباس يحدث عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«إنّ الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن، يصل من وصلها، ويقطع من قطعها». (2)

419 - [322/1] حدّثنا محبوب بن الحسن، حدّثنا خالد، عن بركة أبي الوليد، عن ابن عباس:

«أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: لعن اللّه اليهود، حرّم عليهم الشحوم فباعوها فأكلوا أثمانها، وإنّ اللّه إذا حرّم على قوم شيئاً حرّم عليهم ثمنه». (3)

420 – [1 / 322] حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن إدريس بن منبه، عن أبيه وهب بن منبه، عن ابن عباس قال:

«سأل النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) جبريل أن يراه في صورته، فقال : ادع ربّك، قال: فدعا ربّه، قال: فطلع عليه سواد من قبل المشرق، قال: فجعل يرتفع وينتشر، قال: فلما رآه النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )صعق، فأتاه فنعشه ومسح البزاق عن شدقيه». (4)

421 - [323/1] حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا أبو عوانة عن عطاء عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

«قد مسح رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على الخفين، فاسألوا هؤلاء الذين يزعمون أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

ص: 272


1- ح: 2954، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 2956، إسناده صحيح شجنة أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق بحجزة الرحمن أي اعتصمت به والتجأت إليه مستجيرة. (شاكر)
3- ح: 2964، إسناده صحيح (شاكر)
4- ح: 2967، إسناده صحيح. (شاكر)

مسح قبل نزول المائدة أو بعد المائدة؟ واللّه ما مسح بعد المائدة، ولأن أمسح على ظهر عابر بالفلاة أحب إلي من أن أمسح عليهما». (1)

422 – [324/1] حدّثنا حسين بن الحسن، حدّثنا أبو كدينة عن عطاء، عن أبي الضحى، عن ابن عباس قال:

«أصبح رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ذات يوم وليس في العسكر ماء، فأتاه رجل فقال: يا رسول اللّه، ليس في العسكر ماء، قال: هل عندك شيء؟ قال: نعم، قال: فأتني به فأتاه بإناء فيه شيء من ماء قليل، قال: فجعل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أصابعه على فم الإناء، وفتح أصابعه، قال: فانفجرت من بين أصابعه عيون، وأمر بلالاً فقال: ناد في الناس: الوضوء المبارك». (2)

ص: 273


1- ح: 2977، إسناده صحيح (شاكر) توضیح: تناول الحديث جواز المسح على الخفين لكن قبل نزول سورة المائدة لما رواه أكثر المحدّثين المسلمين، وما رواه أحمد بن حنبل في مسنده، كذلك عند اعتراض ابن عمر على سعد في مسحه علی الخفين، أن ابن عباس قال: «أنا عند عمر حين سأله سعد وابن عمر عن المسح على الخفين، فقضى عمر لسعد، فقال ابن عباس: فقلت: يا سعد قد علمنا أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مسح على خفيه، ولكن أقبل المائدة أم بعدها؟ قال: لا يخبرك أحد أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مسح عليهما بعد ما أُنزلت المائدة فسكت عمر. (مسند احمد: 5: 154)، وواضح ان اعتراض ابن عمر على سعد؛ لارتكازهم أن المسح على الخفين لم يأتي. النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وعلى فرض الإتيان به فأنّه حكمٌ منسوخ بآية «وامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ» المائدة: 6، لذا فإنّ ابن عباس تنزل مع سعد أنّه مسح لكن قبل نزول سورة المائدة أم بعدها، فأقر له سعد أن بعد سورة المائدة لم يمسح النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على الخفين لآية «وامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ»، وسكوت عمر إقراراً لقول سعد أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لم يمسح بعد المائدة، أي حكم المسح على الخفين بعد هذه الآية منسوخ بمسح الأرجل. فالحديث المشار إليه يؤكد أنّ ابن عباس حريصٌ على تأكيده أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لم يمسح على الخف بعد آية «وامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ»، أي أنّ الحديث يؤكد ما عليه أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) من المسيح على الأرجل دون الخف.
2- ح : 2991، إسناده صحيح، (شاكر)

423 – [1 / 325] حدّثني وهب بن جرير، حدّثنا أبي، قال: سمعت يونس يحدّث عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس قال:

«لما حضرت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الوفاة قال: هلم أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، فقال عمر: إنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب اللّه، قال: فاختلف أهل البيت فاختصموا، فمنهم من يقول : يكتب لكم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - أو قال: قرّبوا يكتب لكم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف، وغم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: قوموا عني فكان ابن عباس يقول: إنّ الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم والغطهم». (1)

يقول شير محمّد: بحاشية المسند الطبعة الثانية، إسناده صحيح نقله ابن كثير في (التاريخ): 5 / 227 - 228 من صحيح البخاري من طريق عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، ثمّ قال: ورواه مسلم، عن محمّد بن رافع وعبد بن حميد كلاهما، عن عبد الرزاق بنحوه. وقد أخرجه البخاري في موضع من صحيحه، من حديث معمر ویونس، عن الزهري، به.

424 - [1/ 329] حدّثنا محمّد بن مصعب حدّثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن عبيد اللّه، عن ابن عباس قال:

«مرّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بشاة ميتة قد ألقاها أهلها، فقال: والذي نفسي بيده، للدنيا أهون على اللّه من هذه على أهلها». (2)

ص: 274


1- ح :2992، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 3048، إسناده صحيح. (شاكر)

425 - [329/1] حدّثنا محمّد بن مصعب حدّثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن سلیمان بن يسار، عن ابن عباس:

«أنّ امرأة من خثعم سألت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في حجّة الوداع، والفضل بن عباس ردیف رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقالت: يا رسول اللّه إنّ فريضة اللّه في الحجّ على عباده، أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يستمسك على الراحلة، أفأحج عنه ؟ فقال: نعم، حجّي عن أبيك». (1)

426 – [1 / 330] حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا الأوزاعي قال: بلغني أن عطاء بن أبي رباح قال: أنه سمع ابن عباس يخبر:

«أنّ رجلا أصابه جرح في عهد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قد أصابه احتلام، فأمر بالاغتسال فمات، فبلغ ذلك النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال : قتلوه قتلهم اللّه ! ألم يكن شفاء العيّ السّؤال ؟!». (2)

427 – [1 / 330] قال عبد اللّه بن أحمد وجدت في كتاب أبي بخطّ يده هذا الحديث: حدّثنا يحيى بن إسحاق، أخبرنا لهيعة، عن أبي الأسود، عن عكرمة، عن ابن عباس:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لعن الواصلة، والموصولة، والمتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبّهات من النساء بالرجال». (3)

428 - [330/1] حدّثنا يحيى بن حماد، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا أبو بلج، حدّثنا عمرو بن میمون قال:

«إنّي لجالس إلى ابن عباس : إذا أتاه تسعة رهط، فقالوا: يا أبا عباس، إمّا أن تقوم

ص: 275


1- ح: 3050، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 3057، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 3060، إسناده صحيح. (شاكر)

معنا وإمّا أن يخلونا هؤلاء، قال: فقال ابن عباس : بل أقوم معكم - قال وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - قال: فابتدؤا فتحدّثوا، فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف! وقعوا في رجل له عشر، وقعوا في رجل قال له النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لأبعثنّ رجلا لا يخزيه اللّه أبدا يحب اللّه ورسوله، قال: فاستشرف لها من استشرف، قال : أين علي؟ قالوا: هو في الرحل يطحن، قال: وما كان أحدكم ليطحن ! قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر، قال : فنفث في عينيه ثمّ هزّ الراية ثلاثاً فأعطاها إياه، فجاء بصفية بنت حييّ، قال: ثمّ بعث فلانا بسورة التوبة، فبعث عليّا خلفه فأخذها منه، قال: لا يذهب بها إلا رجل منّي وأنا منه، قال: وقال لبني عمّه: أيّكم بواليني في الدنيا والآخرة؟ قال: وعلي معه جالس فأبوا، فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، قال: أنت وليي في الدنيا والآخرة، قال: فتركه، ثم أقبل على رجل منهم فقال: أيكم يواليني الدنيا والآخرة؟ فأبوا، قال: فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، فقال: أنت ولّي في الدنيا والآخرة، قال: وكان أوّل من أسلم من الناس بعد خديجة، قال: وأخذ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين فقال: «إِنَّما يُريدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البيت وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهيرًا» (1)، قال : وشرى علي نفسه، لبس ثوب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ثمّ نام مكانه، قال: وكان المشركون يرمون رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فجاء أبو بكر وعليّ نائم - قال: وأبو بكر يحسب أنه نبي اللّه - قال : فقال: يا نبي اللّه، قال : فقال له علي: إنّ نبي اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي اللّه وهو يتضور، قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتّى أصبح، ثمّ كشف عن رأسه، فقالوا: إنّك للئيم ! كان

ص: 276


1- سورة الأحزاب: 33.

صاحبك نرميه فلا يتضوّر وأنت تتضور، وقد استنكرنا ذلك! قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، قال: فقال له علي : أخرج معك؟ قال: فقال له نبي اللّه : لا، فبكى علي، فقال له: أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنك لست بنبي، إنّه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي، قال : وقال له رسول اللّه : أنت ولييّ في كل مؤمن بعدي، وقال: سدّوا أبواب المسجد غير باب علي، فقال: فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه، ليس له طريق غيره قال : وقال: من كنت مولاه فإنّ مولاه علي، قال: وأخبرنا اللّه (عزّوجلّ) في القرآن أنه قد رضي عنهم - عن أصحاب الشجرة - فعلم ما في قلوبهم هل حدّثنا أنه سخط عليهم بعد؟! قال: وقال نبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لعمر حين قال ائذن لي فلأضرب عنقه، قال: أو كنت فاعلاً؟ وما يدريك لعل اللّه قد اطّلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم». (1)

429 - [1 / 331] حدّثنا أبو مالك كثير بن يحيى قال : حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس... نحوه. (2)

430 - [1/ 336] حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن الزهري، عن عبيد اللّه ابن عبد اللّه، عن ابن عباس قال:

«لمّا حضر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و في البيت رجال، وفيهم عمر بن الخطاب، قال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : هلمّ أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده ابدا، فقال عمر: إنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قد

ص: 277


1- ح: 3062، إسناده صحيح أبو بَلْج يحيى بن سليم الغزاري، وهو ثقة، وثقه ابن معين وابن سعد والنسائي والدار قطنيوغيرهم، عمرو بن ميمون: هو الأودي، وهو تابعي ثقة، يخلونا: يخلونا المجلس. قوله: (ثمّ بعث فلاناً بسورة التوبة): يريد أبا بكر. شرى نفسه: أي باعها. يتضور: يتلوى. قول عمر: (ائذن لي فلأضرب عنقه) يريد به ماطب بن أبي بلتعة حين بعث صحيفة إلى المشركين. (شاكر)
2- ح : 3063، إسناده صحيح. (شاكر)

غلب عليه الوجع وعندنا القرآن، حسبنا كتاب اللّه، فاختلف أهل البيت، فاختصموا، فمنهم من يقول : قرّبوا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، وفيهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : قال،قوموا، قال عبيد اللّه: وكان ابن عباس يقول: إنّ الرزّية كل الرزية ما حال بين رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم». (1)

431 – [336/1] حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس:

«أنّه توضّأ فغسل كل عضو منه غسلة واحدة، ثمّ ذكر أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فعله». (2)

432 - [342/1] حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا عكرمة بن عمّار قال: حدّثني أبو زميل، قال: حدّثني عبد اللّه بن عباس قال:

«لمّا خرجت الحرورية اعتزلوا، فقلت لهم: إنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يوم الحديبية صالح المشركين، فقال لعلّي: اكتب يا علي: هذا ما صالح عليه محمّد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قالوا: لو نعلم إنّك رسول اللّه ما قاتلناك ! فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : امح يا علي، اللهم إنك تعلم أنّي رسولك امح يا عليّ، واكتب: هذا ما صالح عليه محمّد بن عبد اللّه واللّه لرسول اللّه خير من علي، وقد محا نفسه، ولم يكن محوه ذلك يمحاه من النبوّة، أخرجت من هذه؟ قالوا :نعم». (3)

433 – [1 / 344] حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا جرير بن حازم، عن قيس بن سعد، عن يزيد بن هرمز قال:

ص: 278


1- ح: 3111، إسناده صحيح، وهو مكرر ح: 2992. (شاکر)
2- ح: 3113، إسناده صحيح، (شاكر)
3- ح: 3187، إسناده صحيح، وهو قطعة من قصة طويلة في مناظرة ابن عباس مع الحرورية. (شاكر)

«كتب نجدة بن عامر إلى ابن عباس يسأله عن أشياء، فشهدت ابن عباس حين قرأ كتابه، وحين كتب جوابه، فكتب إليه إنّك سألتني، وذكر الحديث، قال: وسألت هل كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقتل من صبيان المشركين أحدا ؟ وإنّ رسول اللّه لم يكن يقتل منهم أحدا، وأنت فلا تقتل منهم أحدا، إلا أن تكون تعلم منهم ما علم الخضر من الغلام حين قتله». (1)

434 – [1 / 344] حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن ابن عباس قال:

«وقت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لأهل المشرق العقيق». (2)

435 – [1 / 348] حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر قال: وأخبرني عثمان الجزري أنّ مقسما مولى ابن عباس أخبره، عن ابن عباس:

« في قوله: «وَإِذْ يَمْكُرُ بكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُبْتُوكَ» (3) قال: تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق، يريدون النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع اللّه (عزّوجلّ) نبيه على ذلك، فبات عليّ على فراش النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) تلك الليلة، وخرج النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حتّى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليّاً يحسبونه النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فلمّا أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليّاً ردّ اللّه مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري فاقتصّوا أثره، فلما بلغوا الجبل خلط عليهم، فصعدوا في الجبل، فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا: لو دخل هاهنا لم يكن نسج العنكبوت على،بابه فمكث فيه ثلاث ليال». (4)

ص: 279


1- ح: 3200، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح: 3205، إسناده صحيح. (شاكر)
3- سورة الأنفال: 30.
4- ح: 3251، إسناده صحيح. (شاكر)

436 - [1/ 349] حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن خثيم، عن ابن أبي مليكة، عن ذكوان مولى عائشة:

«أنه استأذن لابن عباس على عائشة وهي تموت، وعندها ابن أخيها عبد اللّه بن عبد الرحمن، فقال: هذا ابن عباس يستأذن عليك، وهو من خير بنيك فقالت: دعني من ابن عباس ومن تزكيته فقال لها عبد اللّه بن عبد الرحمن: إنّه قارىء لكتاب اللّه فقيه في دين اللّه، فائذني له فليسلم عليك وليودّعك، قالت فائذن له إن شئت، قال: فأذن له فدخل ابن عباس، ثمّ سلم وجلس، وقال: أبشري يا أم المؤمنين... إلى أن قال: فو اللّه إنّك لمباركة، فقالت : دعني يا ابن عباس من هذا، فو اللّه لوددت أنّي كنت نسياً منسيّاً». (1)

يقول شير محمّد الهمداني: ذكر الجوهري في كتاب (الصحاح) في لفظة: (حيض)، قالت عائشة (رضیَ اللّهُ عنهُ) : ليتني كنت حيضة ملقاة. (2)

437 – [1 / 353] حدّثنا يزيد قال : قال محمّد - يعني بن إسحاق - حدّثني من سمع عكرمة، عن ابن عباس قال:

«كان الذي أسر العباس بن عبد المطلب أبا اليسر بن عمرو - وهو كعب بن،عمرو، أحد بني سلمة - فقال له رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : كيف أسرته يا أبا اليسر؟ قال: لقد أعانني عليه رجل ما رأيته بعد ولا قبل، هيئته كذا هيئته كذا قال: فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لقد أعانك عليه ملك كريم، وقال للعباس يا عباس، افد نفسك وابن أخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن حجدم أحد

ص: 280


1- ح : 3262، إسناده صحيح، ذكوان مولى عائشة تابعي ثقة والحديث مكرر 2496. (شاکر)
2- الصحاح: 3/ 1073.

بني الحارث بن فهر قال: فأبى، وقال: إنّي قد كنت مسلماً قبل ذلك، وإنما استكرهوني، قال: اللّه أعلم بشأنك، إن يك ما تدّعي حقاً فاللّه يجزيك بذلك، وأمّا ظاهر أمرك فقد كان علينا، فاقد نفسك وكان رسول اللّه قد أخذ منه عشرين أوقية ذهب، فقال: يا رسول اللّه احسبها لي من فداي، قال: لا، ذاك شيء أعطاناه اللّه منك قال: فإنّه ليس لي،مال، قال: فأين المال الذي وضعته بمكة حيث خرجت أم الفضل، وليس معكما أحد غير كما، فقلت: إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا ولقثم كذا ولعبد اللّه كذا؟ قال: فو الذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد من الناس غيري وغيرها، وأنّي لأعلم أنك رسول الله». (1)

438 – [1 / 355] حدّثنا وكيع، حدّثنا مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

«يوم الخميس، وما يوم الخميس ! ثمّ نظرت إلى دموعه على خديه تحدر كأنّها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : ائتوني باللوح والدواة أو الكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً، فقالوا: رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يهجر ! ». (2)

439 - [356/1] حدّثنا وكيع عن محمّد بن سليم، عن ابن أبي مليكة أن ابن عباس كتب إليه :

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : المدعى عليه أولى باليمين». (3)

ص: 281


1- ح: 3310، إسناده صحيح أبو اليسر: صحابي أنصاري شهد العقبة ويدرا وله فيهما آثار كثيرة، مات بالمدينة سُنّة 55. (بنو سملة) في الأنصار. (شاكر)
2- ح: 3336، إسناده صحيح، طلحة بن مصرف اليامي: ثقة ثبت من القراء. يهجر: من الهجر، يريد تغير كلامه واختلط من أجل المرض، والحديث ض والحديث مختصر 1935، وانظر ح: 3111. (شاکر)
3- ح: 3348، إسناده صحيح. (شاكر)

440 - [361/1] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا هشام، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

«توفي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و درعه مرهونة عند يهوديّ، بثلاثين صاعاً من شعير، أخذه طعاماً لأهله». (1)

441 - [1/ 363] حدّثنا أبو كامل ويونس :قالا حدّثنا حماد، عن عمّار بن أبي عمّار، عن ابن عباس:

«أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان يخطب إلى جذع، فلما صنع المنبر فتحوّل إليه حنّ الجذع، فأتاه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فاحتضنه، فسكن، وقال: لو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة». (2)

442 – [1 / 363] حدّثنا يونس، حدّثنا حماد عن ثابت عن أنس... مثله. (3)

443 - [1/ 363] حدّثنا الخزاعي قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن عمّار بن أبي عمار، عن ابن عباس، وعن ثابت عن أنس:

«أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لك كان يخطب إلى جذع النخلة... فذكر معناه». (4)

444 - [1 / 364] حدّثنا مروان بن شجاع، حدّثني خصيف، عن عكرمة ومجاهد وعطاء، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«أن النفساء والحائض تغتسل وتحرم وتقضي المناسك كلّها، غير أن لا تطوف بالبيت حتّى تطهر». (5)

445 – [1 / 364] حدّثنا ابن،فضيل، حدّثنا ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس

ص: 282


1- ح: 3409، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 3430، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 3431، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 3432، إسناده صحيح. (شاكر)
5- ح: 3435 إسناده صحيح. (شاكر)

قال:

«كان النبي يسجد في «ص»». (1)

446 - [366/1] حدّثنا عبد الرزاق وابن بكر :قالا : أخبرنا ابن جريج قال:

«قلت لعطاء: أي حين أحب إليك أن أصلّي العشاء، إماماً أو خلواً؟ قال: سمعت ابن عباس يقول: أعتم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ليلة بالعشاء، حتّى رقد الناس واستيقظوا، ورقدوا واستيقظوا، فقام عمر بن الخطاب فقال : الصلاة، قال عطاء قال ابن عباس: فخرج نبي اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كأنّي أنظر إليه الآن يقطر رأسه ماء، واضع يده على شق رأسه، فقال: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلّوها كذلك». (2)

447 - [368/1] حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال:

«نهى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يتلقّى الرّكبان، وأن يبيع حاضر لباد، قال: قلت لابن عباس: ما قوله : حاضر لباد ؟ قال : لا يكون له سمساراً». (3)

448 - [1/ 368] حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن عبد الكريم عن عكرمة قال : قال ابن عباس:

«قال أبو جهل: لئن رأيت محمّداً يصلّي عند الكعبة لأطأن على عنقه! فبلغ ذلك النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال : لو فعل لأخذته الملائكة عياناً». (4)

449 - [368/1] حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن ابن خثيم، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس:

ص: 283


1- سورة ص : 1، ح: 3436، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 3466، إسناده صحيح، خِلُوا : أي منفرداً (شاكر)، أعتم: أي أبطأ.
3- ح: 3482، إسناده صحيح (شاكر)
4- ح: 3483، إسناده صحيح. (شاكر)

«أنّ الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر، فتعاهدوا باللات والعزّى ومناة الثالثة الأخرى: لو قد رأينا محمّداً قمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتّى نقتله، قال: فأقبلت فاطمة تبكي حتّى دخلت على أبيها، فقالت: هؤلاء الملأ من قومك في الحجر قد تعاهدوا أن لو قد رأوك قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من دمك، قال: يا بنيّة، أدني وضوءاً، فتوضّأ، ثم دخل عليهم المسجد، فلمّا رأوه قالوا: هو هذا، فخفضوا أبصارهم، وعقروا في مجالسهم، فلم يرفعوا إليه أبصارهم، ولم يقم منهم،رجل، فأقبل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حتّى قام على رؤوسهم، فأخذ قبضة من تراب فحصبهم بها، وقال: شاهت الوجوه، قال: فما أصابت رجلاً منهم حصاة إلا قد قتل يوم بدر كافرا». (1)

450 – [372/1] حدّثنا روح، حدّثنا سعيد، عن أبي حريز، عن عكرمة، عن ابن عباس:

«أنّ نبي اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) نهى أن تنكح المرأة على عمّتها أو على خالتها». (2)

451 – [1 / 373] حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن،میمون عن ابن عباس قال:

«أوّل من صلّى مع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بعد خديجة علي - وقال مرة: أسلم ». (3)

452 – [373/1] حدّثنا سليمان بن داود حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال:

«سمعت سعيد بن جبير يحدّث عن ابن عباس قال: توفي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأنا ابن خمس عشرة سنة». (4)

ص: 284


1- ح: 3485، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 3530، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 3542، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 3543، إسناده صحيح. (شاكر)

453 – [1 / 374] حدّثنا عبد الصمد وحسن :قالا حدّثنا ثابت، قال حسن أبو ،زید قال عبد الصمد قال: حدّثنا،هلال عن عكرمة عن ابن عباس قال:

«أسري بالنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى بيت المقدس، ثم جاء من ليلته فحدّثهم بمسيره، وبعلامة بيت المقدس، وبعير،هم فقال :ناس قال :حسن نحن نصدق محمّداً بما يقول؟ فارتدوا كفاراً، فضرب اللّه أعناقهم مع أبي جهل... الحديث». (1)

المنتخب من مسند عبد اللّه بن مسعود (رضیَ اللّهُ عنهُ)

454 - [1 / 375] حدّثنا عبد العزيز، حدّثنا منصور، عن مسلم بن صبيح قال:

«كنت مع مسروق في بيت فيه تمثال،مريم، فقال مسروق هذا تمثال كسرى؟ فقلت: لا، ولكن تمثال،مريم، فقال مسروق: أما إني سمعت عبد اللّه سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إنّ أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصوّرون». (2)

455 – [376/1] حدّثنا سفيان بن عيينة، حدّثنا عاصم عن زر، عن عبد اللّه، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«لا تقوم الساعة حتّى يلي رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي»

قال عبد اللّه بن أحمد قال أبي : حدّثنا به في بيته في غرفته، أراه سأله بعض ولد جعفر بن يحيى - أو يحيى بن خالد بن يحيى -. (3)

456 - [376/1] حدّثنا عمر بن عبيد، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عبد اللّه قال:

ص: 285


1- ح: 3546، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 3558، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 3571، إسناده صحيح. (شاكر)

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي اسمه يواطئ اسمي». (1)

457 - [377/1] حدّثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدّثني عاصم عن زر، عن عبد اللّه، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«لا تذهب الدنيا، أو قال: لا تنقضي الدنيا، حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي، ويواطئ اسمه اسمي». (2). (شاكر)

458 – [1 / 377] حدّثنا سفيان عن بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن ابن مسعود:

«انشق القمر على عهد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) شقّتين، حتّى نظروا إليه، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : اشهدوا». (3)

يقول شير محمّد: بحاشية المسند: قال الحافظ ابن كثير في (التفسير) : 127/8 قد كان هذا في زمان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كما ورد ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة... إلى أن قال: وهذا أمر متفق عليه بين العلماء: أنّ انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وإنّه كان إحدى المعجزات الباهرات، وقال في (التاريخ): 118/3: وقد أجمع المسلمون على وقوع ذلك زمنه عليه الصلاة والسلام....الخ.

459 - [1/ 378] حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد قال:

«صلّى عثمان بمنى أربعاً، فقال عبد اللّه بن مسعود: صلّيت مع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بمنى

ص: 286


1- ح: 3572، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح: 3573، إسناده صحيح سفيان هنا هو الثوري
3- ح: 3583، إسناده صحيح (شاكر)

ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين». (1)

460 - [379/1] حدّثنا أبو بكر بن عياش، حدّثني عاصم، عن زر، عن ابن مسعود قال:

«كنت أرعى غنماً لعقبة بن أبي معيط فمر بي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأبو بكر، فقال: یا،غلام هل من لبن؟ قال :قلت: نعم، ولكني مؤتمن قال: فهل من شاة لم ينز عليها الفحل ؟ فأتيته بشاة، فمسح ضرعها، فنزل لبن فحلبه في إناء، فشرب وسقى أبا بكر ثم قال للضرع: اقلص فقلص، قال: ثم أتيته بعد هذا، فقلت: يا رسول اللّه علّمني من هذا القول، قال: فمسح رأسي، وقال: يرحمك اللّه، فإنك عليم معلّم». (2)

461 – [379/1] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بإسناده قال:

«فأتاه أبو بكر بصخرة منقورة، فاحتلب فيها فشرب، وشرب أبو بكر، وشربت، قال: ثم أتيته بعد ذلك، قلت: علّمني من هذا القرآن، قال: إنك غلام معلّم قال: فأخذت من فيه سبعين سورة». (3)

462 - [381/1] حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد اللّه :قال

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لا أحد أغير من اللّه، فلذلك حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه المدح من اللّه (عزّوجلّ). (4)

463 – [1/ 383] حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن

ص: 287


1- ح: 3593، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 3598 إسناده صحيح عليم تصغير غلام. (شاکر)
3- ح : 3599، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 3616، إسناده صحيح. (شاكر)

الحارث بن سويد: حدّثنا عبد اللّه حديثين، أحدهما عن نفسه، والآخر عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال : قال عبد اللّه :

«إنّ المؤمن يرى ذنوبه كأنّه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإنّ الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه، فقال له هكذا، فطار، قال: وقال رسول (عزّوجلّ): للّه أفرح بتوبة أحدكم من رجل خرج بأرض دوية مهلكة، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، وزاده، وما يصلحه، فأضلّها، فخرج في طلبها، حتّى إذا أدركه الموت فلم يجدها قال: أرجع إلى مكاني الذي أضللتها فيه فأموت فيه، قال: فأتى مكانه فغلبته عينه، فاستيقظ فإذا راحلته عند رأسه، عليها طعامه وشرابه وزاده وما يصلحه». (1)

464 - [383/1] حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن عمارة، عن الأسود عن عبد الله... مثله. (2)

465 – [1 / 384] حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«أنا فرطكم على الحوض، ولأناز عنّ أقواماً ثمّ لأغلبنّ عليهم، فأقول: يا ربِّ أصحابي فيقول: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك». (3)

466 - [1 / 385] حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدّثني زبيد، عن أبي وائل، عن عبد اللّه، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«سباب المسلم فسوق وقتاله كفر، قال: قلت لأبي وائل : أنت سمع

ص: 288


1- ح : 3627، إسناده صحيح، دوّية منسوبة إلى الدو معنى الصحراء مهلكة: أي موضع الهلاك. (شاكر)
2- ح: 3628، إسناده صحيح، (شاكر)
3- ح: 3639، إسناده صحيح. (شاكر)

عبد اللّه ؟ قال : نعم». (1)

467- [387/1] حدّثنا ابن نمير، أنبأنا سفيان، عن عبد اللّه بن السائب عن زذان قال: قال عبد الله:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إن اللّه ملائكة في الأرض سيّاحين، يبلغوني من أمتي السلام». (2)

468 - [387/1] حدّثنا أبو خالد الأحمر قال سمعت عمرو بن قيس، عن عاصم عن شقيق، عن عبد اللّه قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : تابعوا بين الحجّ والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة». (3)

469 - [387/1] حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا أبان بن إسحاق، عن الصباح بن محمّد، عن مرة الهمداني، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ذات يوم: استحيوا من اللّه (عزّوجلّ) حقّ الحياء، قال: قلنا: يا رسول اللّه، إنا نستحي والحمد للّه، قال: ليس ذلك، ولكن من استحى من اللّه حق الحياء فليحفظ الرأس وما حوى، وليحفظ البطن وماوعى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من اللّه حق الحياء ». (4)

470 - [387/1] حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا أبان بن إسحاق، عن الصباح بن محمّد، عن مرة الهمداني عن عبد اللّه بن مسعود قال:

ص: 289


1- ح: 3647، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح: 3666، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 3669، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 3671، إسناده صحيح. (شاكر)

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إن اللّه قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، وإنّ اللّه (عزّوجلّ) يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا لمن أحب، فمن أعطاه اللّه الدين فقد أحبه، والذي نفسي بيده، لا يسلم عبد حتّى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتّى يأمن جاره بوائقه، قالوا: وما بواثقه يا نبي اللّه ! قال: غشمه وظلمه ولا يكسب عبد مالاً من حرام فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يترك خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن اللّه (عزّوجلّ) لا يمحو السيئ بالسيّئ ولكن يمحو السيّئ بالحسن، إنّ الخبيث لا يمحو الخبيث». (1)

471 - [1/ 387] حدّثنا محمّد بن عُبيد، حدّثنا الأعمش، عن شقيق قال: قال عبد اللّه : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«أوّل ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء». (2)

472 - [389/1] حدّثنا وكيع عن سفيان، عن عمار بن معاوية الدهني، عن سالم بن أبي الجعد الأشجعي، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : ابن سميّة ما عرض عليه أمران قط إلا اختار الأرشد منهما». (3)

473 – [389/1] حدّثنا عمرو بن محمّد أبو سعيد - يعني العنقري - أخبرنا اسرائيل، وأسود بن عامر، حدّثنا إسرائيل، وحدّثنا أبو نعيم، حدّثنا إسرائيل، عن مخارق عن طارق بن شهاب قال : قال عبد اللّه :

«لقد شهدت من المقداد - قال أبو نعيم بن الأسود - مشهداً لأن أكون أنا

ص: 290


1- ح: 3672، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 3674، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 3693، إسناده صحيح ابن سمية هو عمار بن ياسر (شاکر).

صاحبه أحب إلي مما عدل به، أتى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو يدعو على المشركين، فقال: واللّه يا رسول اللّه، لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى : (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) (1)، ولكن نقاتل عن يمينك، وعن يسارك، ومن بين يديك، ومن خلفك، فرأيت وجه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يشرق، وسرّ بذلك - قال أسود: فرأيت وجه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يشرق لذلك وسرّه ذلك - قال أبو نعيم فرأيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أشرق وجهه وسرّه ذاك». (2)

474 - [1/ 392] حدّثنا يزيد، أخبرنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد اللّه قال :

«اضطجع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على حصير، فأثر في جنبه، فلمّا استيقظ جعلت أمسح،جنبه، فقلت: يا رسول اللّه، ألا آذنتنا حتّى نبسط لك على الحصير شيئاً، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : ما لي وللدنيا ؟ ما أنا والدنيا؟ إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب ظل تحت شجرة ثمّ راح وتركها». (3)

475 - [392/1] حدّثنا يزيد، أنبأنا فضيل بن مرزوق، حدّثنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد اللّه قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيّ حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك، أو علّمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع

ص: 291


1- اقتباس من آية 24 سورة المائدة.
2- ح: 3698، أسانيده،صحاح، عدل به أي وزن به (شاکر)
3- ح: 3709، إسناده صحيح. (شاكر)

قلبي، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همّي، إلا أذهب اللّه همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجاً، قال: فقيل : يا رسول اللّه ألا نتعلمها؟ فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها». (1)

[ يقول شير محمّد الهمداني]: في ح: 4318 بدل «وأبدله مكانه فرجا»: «وأبدله مكان حزنه فرحاً».

476 - [1/ 392] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عبد اللّه، عن النبي أنه قال:

«المرء مع من أحب». (2)

477 – [1 / 393] حدّثنا محمّد، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن میمون، عن عبد اللّه قال:

«بینما رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ساجد و حوله ناس من قريش، إذ جاء عقبة بن أبي معيط بسلا جزور فقذفه على ظهر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فلم يرفع رأسه، فجاءت فاطمة فأخذته من ظهره، ودعت على من صنع ذلك، قال: فقال: اللهم عليك الملأ من قريش، أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، وأميّة بن خلف أو -أبُيّ بن خلف [حدّثنا] شعبة الشاك - قال: فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر، فألقوا في بئر، غير أنّ أميّة - أو أُبيّاً - تقطّعت [أوصاله] فلم يلق في البئر». (3)

478 – [393/1] حدّثنا خلف، حدّثنا إسرائيل... فذكر الحديث، إلا أنّه قال:

ص: 292


1- ح: 3712، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 3718، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 3722، إسناده صحيح السلا: الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن امه ملفوفاً فيه. (شاكر)

عمرو بن هشام وأمية بن خلف، وزاد: وعمارة بن الوليد. (1)

479 - [394/1] حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا إسرائيل، عن سماك، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه، عن ابن مسعود قال:

«لعن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه». (2)

480- [398/1] حدّثنا حسن بن موسى حدّثنا حماد بن زيد عن المجالد عن الشعبي، عن مسروق قال:

«كنا جلوساً عند عبد اللّه بن مسعود وهو يقرئنا القرآن، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، هل سألتم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال عبد اللّه بن مسعود: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك، ثم قال: نعم، ولقد سألنا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ فقال : اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل». (3)

481 – [401/1] حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة عن عبد اللّه قال:

«كنّا مع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في سفر، فلم يجدوا ماء، فأتي بتور من ماء، فوضع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فيه يده، وفرج بين أصابعه، قال فرأيت الماء يتفجر من بين أصابع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ثم قال : حيّ على الوضوء والبركة من اللّه، قال الأعمش: فأخبرني سالم بن أبي الجعد قال: قلت لجابر ابن عبد اللّه : كم كان الناس يومئذ؟ قال: كنا ألفاً وخمسمائة». (4)

482 - [402/1] حدّثنا أسود بن عامر، أنبأنا أبو بكر، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد اللّه قال:

ص: 293


1- ح: 3723، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 3737، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 3781، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 3807، إسناداه صحيحان، القور: إناء من صفر أو حجارة كالإجانة. (شاكر)

قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إني فرطكم على الحوض، وإني سأنازع رجالاً فأغلَب عليهم، فأقول: يا ربّ أصحابي، فيقال: لا تدري ما أحدثوا بعدك». (1)

483 – [402/1] حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا أبي قال: سمعت عاصماً يحدّث عن زر، عن ابن مسعود:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال : من كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار». (2)

484 – [402/1] حدّثنا سليمان بن،داود حدّثنا،عمران عن قتادة عن عبد ربّه، عن أبي عياض، عن عبد اللّه بن مسعود «أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : قال : إيّاكم ومحقّرات الذنوب، فإنهنّ يجتمعن على الرجل حتّى يهلكنه، وإنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ضرب لهنّ مثلاً، كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود، والرجل يجيء بالعود، حتّى جمعوا سواداً فأججوا ناراً، وأنضجوا ما قذفوا فيها». (3)

485 - [404/1] حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم عن زر، عن عبد اللّه قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : يخرج قوم في آخر الزمان، سفهاء الأحلام، أحداث -أو قال: حدثاء الأسنان- يقولون من خير قول الناس، يقرؤون القرآن بألسنتهم، لا يعدو تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميّة، فمن أدركهم فليقتلهم، فإنّ في قتلهم أجراً عظيماً عند اللّه لمن قتلهم». (4)

ص: 294


1- ح: 3812، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 3814، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 3818، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 3831، إسناده صحيح. (شاكر)

486 - [1 / 404] حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا زائدة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن عبد اللّه قال:

«أوّل من أظهر إسلامه سبعة : رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وأبو بكر، وعمار، وامه سميّة،وصهيب،وبلال والمقداد، فأما رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فمنعه اللّه بعمّه أبي طالب، وأمّا أبو بكر فمنعه اللّه بقومه، وأمّا سائرهم فاخذهم المشركون، فألبسوهم أدراع الحديد، وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا، إلا بلال، فإنّه هانت عليه نفسه في اللّه، وهان على قومه فأعطوه الولدان وأخذوا يطوفون به شعاب مكة، وهو يقول: أحد أحد». (1)

487 - [404/1] حدّثنا أبو قطن، حدّثنا المسعودي، عن الحسن بن سعد، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه قال:

«نزل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، منزلاً فانطلق إنسان إلى غيضة، فأخرج منها بيض حمّرة، فجاءت الحمّرة ترفّ على رأس رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ورؤوس أصحابه، فقال: أيّكم فجع هذه؟ فقال رجل من القوم ؟ أنا أصبت لها بيضاً، قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : اردده». (2)

488 - [404/1] حدّثنا [ يزيد]، أخبرنا المسعودي، عن القاسم والحسن بن سعد، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه قال:

«نزل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) منزلاً... فذكر مثله، وقال: ردّه، رحمةً لها». (3)

489 - [406/1] حدّثنا أبو النضر، حدّثنا أبو عقيل، حدّثنا مجالد عن الشعبي، عن مسروق قال:

ص: 295


1- ح: 3832، إسناده صحيح، واتاهم: أي وافقهم. (شاكر)
2- ح: 3835، إسناده صحيح، الحُمّرة: طائر صغير كالعصفور، الفيضة: الشحر الملتف (شاكر).
3- ح: 3836، إسناده صحيح. (شاكر)

«كنّا مع عبد اللّه جلوساً في المسجد يقرئنا، فأتاه رجل فقال: يا ابن مسعود، هل حدّثكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال: نعم، كعدّة نقباء بني إسرائيل». (1)

490 - [407/1] حدّثنا أسود بن عامر، أنبأنا أبو بكر، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد اللّه قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إني فرطكم على الحوض، وإني سانازع رجالاً فأغلَب عليهم، فأقول: يا ربّ، أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك». (2)

491 - [407/1] حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا أبان، حدّثنا عاصم، عن أبي وائل، عن عبد اللّه :

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتله نبي، أو قتل نبياً، وإمام ضلالة، وممثل من الممثلين». (3)

492 - [1 / 410] حدّثنا علي بن عبد اللّه، حدّثنا حماد بن زيد، عن أبان بن تغلب، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد اللّه :

«ذكر النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه كان يقول : لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمة لك». (4)

493 - [411/1] حدّثنا عفان، حدّثنا مسعود بن سعد، حدّثنا خصيف، عن أبي عبيدة، عن أبيه قال:

«كتب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في صدقة البقر : إذا بلغ البقر ثلاثين فيها تبيع من البقر، جذع أو جذعة، حتّى تبلغ أربعين، فإذا بلغت أربعين ففيها بقرة مسنّة، فإذا كثرت

ص: 296


1- ح: 3859، إسناده حسن. (شاكر)
2- ح: 3866، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 3868، إسناده صحيح، ممثل أي مصوّر. (شاكر)
4- ح: 3897، إسناده صحيح. (شاكر)

البقر ففي كل أربعين من البقر بقرة مسنّة». (1)

494 - [412/1] حدّثنا عفان، حدّثنا همام، حدّثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال:

«العينان تزنيان واليدان تزنيان والرجلان،تزنيان والفرج يزني». (2)

495 - [412/1] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا سهيل بن أبي صالح و عبد اللّه بن عثمان بن خثیم، عن عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، عن عبد اللّه بن مسعود أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«من قال: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، إنّي أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنّي أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأنّ محمّداً عبدك ورسولك، فإنّك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير، وإنّي لا أثق إلا برحمتك، فاجعل لي عندك عهداً توفينيه يوم القيامة، إنّك لا تخلف الميعاد، إلا قال اللّه لملائكته يوم القيامة: إنّ عبدي قد عهد إلي عهداً فأوفوه إياه، فيدخله اللّه الجنّة، قال سهيل : فأخبرت القاسم بن عبد الرحمن أنّ عوناً أخبر بكذا وكذا(3)، قال : ما في أهلنا جارية إلا وهي تقول هذا في خدرها». (4)

496 - [413/1] حدّثنا مؤمل، حدّثنا سفيان، عن عطاء - يعني ابن السائب- عن أبي عبد الرحمن، عن عبد اللّه قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : ما أنزل اللّه (عزّوجلّ) داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه،

ص: 297


1- ح: 3905، التبيع ولد البقرة أوّل سنة. الجذع من البقر ما دخل في السنة الثانية مسنة: ما دخل في السنة الثالثة. (شاكر)
2- ح: 3912، إسناده صحيح. (شاكر)
3- كذا وفي بعض المصادر : أخبرني بكذا وكذا.
4- ح: 3916، إسناده صحيح (شاكر)

وجهله من جهله».(1)

497 – [413/1] حدّثنا مؤمل، حدّثنا إسرائيل، عن سماك، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللّه قال:

«انشق القمر على عهد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، حتّى رأيت الجبل من بين فرجتي القمر». (2)

498 – [1 / 415] حدّثنا عبد الوهاب بن عطاء، أنبأنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن عزرة، عن الحسن العربي، عن يحيى بن الجزار عن مسروق:

«أنّ امرأة جاءت إلى ابن مسعود فقالت: أنبئت أنّك تنهى عن الواصلة؟ قال: نعم فقالت: أشيء تجده في كتاب اللّه، أم سمعته عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ فقال : أجده في کتاب اللّه وعن رسول اللّه فقالت: واللّه لقد تصفّحت ما بين دفتي المصحف، فما وجدت فيه الذي تقول ! قال: فهل وجدت فيه «مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا»(3) قالت: نعم، قال: فإني سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) نهى عن النامصة، والواشرة، والواصلة، والواشمة إلا من داء، قالت المرأة فلعله في بعض نسائك؟ قال لها: ادخلي، فدخلت، ثم خرجت فقالت: ما رأيت بأساً، قال: ما حفظت إذن وصيّة العبد الصالح «وَمَا أُريدُ أنْ أخَالَفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ»(4). (5)

499 - [416/1] حدّثنا أسود بن عامر قال أخبرنا أبو بكر، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد اللّه قال:

ص: 298


1- ح: 3922، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 3924، إسناده صحيح. (شاكر)
3- سورة الحشر : 7.
4- سورة هود: 88.
5- ح: 3945، إسناده صحيح النامصة التي تنتف الشعر من وجهها الواشرة: المرأة التي تحدد أسنانها وترفق أطرافها. الواصلة : التي تصل شعرها بشعر آخر زور. (شاکر)

قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق، لقى اللّه (عزّوجلّ) وهو عليه غضبان». (1)

500 - [416/1] حدّثنا روح وعفان، المعنى، قالا حدّثنا حماد بن سلمة، عطاء بن السائب، عن أبي عبيدة بن عبد اللّه بن مسعود، قال عفان: عن أبيه ابن مسعود، قال:

«إن اللّه (عزّوجلّ) ابتعث نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لإدخال رجل إلى الجنّة، فدخل الكنيسة، فإذا هو بيهود، وإذا يهودي يقرأ عليهم التوراة، فلما أتوا على صفة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أمسكوا، وفي ناحيتها رجل مريض، فقال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : ما لكم أمسكتم ؟ قال المريض: إنّهم أتوا على صفة نبي فأمسكوا، ثم جاء المريض يحبو، حتّى أخذ التوراة، فقرأ حتّى أتى على صفة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأمته، فقال: هذه صفتك وصفة أمتك، أشهد أن لا اله إلا اللّه، وأنّك رسول اللّه، ثمّ مات، فقال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لأصحابه : لُوا أخاكم». (2)

501 - [417/1] حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن،میمون، عن عبد اللّه قال:

«ما رأيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) دعا على قريش غير يوم واحد، فإنّه كان يصلّي ورهط من قريش جلوس، وسلا جزور قريب منه، فقالوا: من يأخذ هذا السّلا فيلقيه على ظهره؟ قال: فقال عقبة بن أبي معيط أنا، فأخذه فألقاه على ظهره !! فلم يزل ساجداً، حتّى جاءت فاطمة صلوات اللّه عليها فأخذته عن ظهره، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : اللهم عليك الملأ من قريش، اللهم عليك بعتبة بن ربيعة، اللهم

ص: 299


1- ح: 3946، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 3951، لوا أخاكم: هو فعل أمر من (ولي يلي)، يأمرهم بتولي أمره من غسل وصلاة ودفن لأنه مات مسلماً. (شاكر)

عليك بشيبة بن ربيعة، اللهم عليك بأبي جهل بن هشام، اللهم عليك بعقبة بن أبي معيط اللهم عليك بأبي بن خلف - أو أمية بن خلف قال: قال عبد اللّه : فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر جميعاً، ثم سحبوا إلى القليب، غير أُبيّ – أو أمية - فإنّه كان رجلاً ضخماً فتقطع». (1)

502 - [1 / 418] حدّثنا يحيى بن آدم وحسين بن محمّد قالا : حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص وأبي عبيدة، عن عبد اللّه قال:

«سألت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أي الأعمال أفضل ؟ فقال الصلاة لوقتها، وبر الوالدين والجهاد في سبيل اللّه، ولو استزدت لزادني قال حسين: استزدته». (2)

503 - [1/ 419] حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا وكيع، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن معد يكرب قال:

«أتينا عبد اللّه، فسألناه أن يقرأ علينا «طسم» المائتين، فقال: ما هي معي، ولكن عليكم من أخذها من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، خبّاب بن الأرت، قال: فأتينا خباب بن الأرت فقرأها علينا». (3)

504 - [419/1] حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا أبو بكر، عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

«أقرأني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سورة من الثلاثين من «آل حم» - يعني الأحقاف - قال: وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سمّيت ( الثلاثين)، قال: فرحت إلى

ص: 300


1- ح: 3962، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 3973، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 3980، إسناده صحيح طسم المائتين: هي سورة الشعراء وعدد آياتها (227) آية مع ترك كسر المائة. (شاكر)

المسجد، فإذا رجل يقرؤها على غير ما أقرأني، فقلت: من أقرأك فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال: فقلت لآخر: اقرأها، فقرأها على غير قراءتي وقراءة صاحبي، فانطلقت بهما إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقلت : يا رسول اللّه، إنّ هذين يخالفاني في القراءة! قال: فغضب وتمعّر وجهه، وقال: إنّما أهلك من كان قبلكم الاختلاف، قال: قال زر: وعنده رجل، قال: فقال الرجل : إن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما أُقرى، فإنّما أهلك من كان قبلكم الاختلاف، قال: قال عبد اللّه فلا أدري أشيئاً أسرّه إليه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، أو علم ما في نفس رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ قال : والرجل هو علي بن أبي طالب». (1)

505 - [1 / 420] حدّثنا أسباط، حدّثنا أشعث، عن کردوس، عن ابن مسعود قال:

«مرّ الملأ من قريش على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، و عنده خبّاب، وصهيب، وبلال، وعمّار، فقالوا: يا محمّد أرضيت بهؤلاء؟! فنزل فيهم القرآن «وَانْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ آن يُحْشَرُوا إلى رَبِّهِم»(2) إلى قوله: «وَاللّه أَعْلَمُ بالظَّالمين»(3). (4)

506 - [1 / 420] حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا إسماعيل، عن قيس عن عبد اللّه :قال

«كنا نغزو مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وليس لنا نساء، فقلنا: يا رسول اللّه، ألا نستخصي؟ فنهانا عنه، ثمّ رخّص لنا بعد في أن نتزوج المرأة بالثوب إلى أجل، ثم قرأ عبد اللّه : «يا أَيُّها الذينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّه لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللّه لَا

ص: 301


1- ح: 3981، إسناده صحيح. (شاكر)
2- سورة الأنعام : 51.
3- سورة الأنعام 58.
4- ح: 3980، إسناده صحيح. (شاكر)

يُحِبُّ المُعْتَدِينَ» (1). (2)

يقول شير محمّد الهمداني: بحاشية المسند إسناده صحيح ورواه الشيخان أيضاً... إلى أن قال: وابن مسعود كان يأخذ بهذا، ويرى أن نكاح المتعة حلال.

507 - [1/ 425] حدّثنا ابن نمير، أخبرنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد اللّه :

«لمّا رأى عثمان صلّى بمنى أربع ركعات: صلّيت خلف رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ركعتين، وخلف أبي بكر ركعتين، وخلف عمر ركعتين، ليت حظي من أربع ركعتان متقبلتان». (3)

50 - [425/1] حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن شقيق عن عبد اللّه قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أنا فرطكم على الحوض، ولأناز عن أقواماً ثم لأُغلبنّ عليهم، فأقول يا ربّ أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك». (4)

509 - [430/1] حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدّثني عاصم، عن زر، عن عبد اللّه، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«لا تذهب الدنيا - أو لا تنقضي الدنيا - حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي». (5)

ص: 302


1- سورة المائدة: 87.
2- ح: 3986، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 4034، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 4042، إسناده صحيح. (شاكر)
5- ح: 4098، إسناده صحيح. (شاكر)

510 - [431/1] حدّثنا وكيع وأبو معاوية، المعنى، قالا: حدّثنا الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللّه قال:

«جاء رجل إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال : أي الذنب أكبر ؟ قال: أن تجعل اللّه نداً وهو خلقك، قال: ثم أي ؟ قال : ثمّ أن تقتل ولدك من أجل أن يطعم معك، قال: ثم أي ؟ قال: ثم تزاني بحليلة جارك، قال: فأنزل اللّه (عزّوجلّ) تصديق ذلك في كتابه: «وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللّه إِلهَا آخَرَ» إلى قوله: «وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا»(1). (2)

511 - [1/ 432] حدّثنا وكيع، عن ابن أبي خالد، عن قيس، عن عبد اللّه قال: كنا مع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ونحن شباب فقلنا: يا رسول اللّه ألا نستخصي؟ فنهانا، ثم رخص لنا في أن ننكح المرأة بالثوب إلى الأجل، ثم قرأ عبد اللّه : «لَا تُحَرِّمُوا طيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لكُم»(3). (4)

512 - [1/ 432] حدّثنا وكيع، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن أبي موسى الهلالي، عن أبيه :

«أنّ رجلاً كان في سفر، فولدت امرأته، فاحتبس لبنها، فجعل يمصّه ويمجّه، فدخل حلقه فأتى أبا موسى؟ فقال: حرمت عليك، قال: فأتى ابن مسعود فسأله؟ فقال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لا يحرّم من الرضاع إلا ما أنبت اللحم وأنشر العظم». (5)

ص: 303


1- سورة الفرقان: 68.
2- ح: 4102، إسناده صحيح. (شاكر)
3- سورة المائدة : 87.
4- ح: 4113، إسناده صحيح. (شاكر)
5- ح: 4114 أنشر العظم ما شد العظم وقواه. (شاكر)

513 - [1/ 437] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، وعبد الرزاق، أخبرنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن مسعود، عن أبيه، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال: قال عبد الرزاق: سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول :

«نضّر اللّه امرءاً سمع منّا حديثاً فحفظه حتّى يبلّغه، قربّ مبلّغ أحفظ له من سامع». (1)

514 - [1/ 439] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن مغيرة قال: سمعت أبا وائل يحدّث عن عبد اللّه، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال:

«أنا فرطكم على الحوض، وليرفعنّ لي رجال منكم، ثمّ ليختلجنّ دوني فأقول: يا ربّ، أصحابي ؟ فيقال لي: إنك لا ندري ما أحدثوا بعدك». (2)

515 - [441/1] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سليمان ومنصور، عن أبي الضحى عن مسروق، عن عبد الله:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لمّا رأى قريشاً قد استعصوا عليه قال اللهم أعنّي عليهم بسبعٍ كسبع يوسف قال: فأخذتهم السنة حتّى حصّت كل شيء، أكلوا الجلود والعظام، وقال أحدهما حتّى أكلوا الجلود والميتة، وجعل يخرج من الرجل كهيئة الدخان، فأتاه أبو سفيان فقال: أي محمّد، إنّ قومك قد هلكوا، فادعُ اللّه (عزّوجلّ) أن يكشف عنهم، قال: فدعا ثم قال: اللهم إن يعودوا فعد، هذا في حديث منصور، ثم قرأ هذه الآية:«فَارْتَقبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بدُخان مُبين»(3). (4)

ص: 304


1- ح: 4157، إسناداه صحيحان. (شاکر)
2- ح: 4180، إسناده صحيح. (شاكر)
3- سورة الدخان: 10.
4- ح: 4206، إسناده صحيح. (شاكر)

516 - [441/1] حدّثنا وكيع، حدّثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«مالي وللدنيا، مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال في ظلّ شجرة في يوم صائف، ثم راح وتركها». (1)

517 - [441/1] حدّثنا وكيع وعبد الرحمن قالا حدّثنا سفيان، عن عبد اللّه السائب، عن زاذان، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - قال وكيع - :

«إنّ اللّه في الأرض ملائكة سباحين، يبلغوني من أمتي السلام». (2)

518 - [446/1] قال عبد اللّه بن أحمد قرأت على أبي: حدّثكم عمرو بن مجمع أبو المنذر الكندي قال: أخبرنا إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إن اللّه (عزّوجلّ) جعل حسنة ابن آدم بعشر أمثالها، إلى سبعمائة،ضعف إلا الصوم والصوم لي، وأنا أجزي به، وللصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة يوم القيامة، ولخلوف فم الصائم أطيب عند اللّه من ريح المسك». (3)

519 - [446/1] قال عبد اللّه بن أحمد قرأت على أبي حدّثك عمرو بن مجمَع، حدّثنا إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إنّ المسكين ليس بالطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان، أو التمرة والتمرتان، قلت يا رسول اللّه، فمن المسكين؟ قال : الذي لا يسأل الناس، ولا يجد ما يغنيه، ولا يفطن له فيتصدّق عليه». (4)

ص: 305


1- ح : 4208، إسناده صحيح، قال في ظل شجرة: من القيلوة، وهي الأستراحة نصف النهار. (شاكر)
2- ح: 4210، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 4256، الخُلوف: تغير ريح الفم. (شاكر)
4- ح: 4260، إسناده صحيح. (شاكر)

520 - [446/1] قال عبد اللّه بن أحمد قرأت على أبي حدثكم القاسم بن مالك قال أخبرنا الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : الأيدي ثلاثة فيد اللّه العليا، وبد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلي». (1)

521 - [446/1] قال عبد اللّه بن أحمد قرأت على أبي حدثك علي بن عاصم قال: حدّثنا إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : سباب المسلم أخاه فسوق وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه». (2)

522 - [446/1] قال عبد اللّه بن أحمد قرأت على أبي: حدّثنا علي بن عاصم قال: أخبرنا الهجري عن، أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«التوبة من الذنب أن يتوب منه ثم لا يعود فيه». (3)

523 - [446/11] قال عبد اللّه بن أحمد قرأت على أبي حدّثنا علي بن عاصم، أخبرنا إبراهيم بن مسلم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«ليتق أحدكم وجهه من النار ولو بشقّ تمرة». (4)

524 - [446/1] قال عبد اللّه بن أحمد: قرأت على أبي حدّثنا علي، عن الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

ص: 306


1- ح: 4261، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 4262، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 4264، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 4265، إسناده صحيح. (شاكر)

«إذا جاء أحدكم خادمه بطعامه فليقعده معه، أو ليناوله منه، فإنّه ولي حرّه ودخانه». (1)

525 - [447/1] قال عبد اللّه بن أحمد قرأت على أبي حدّثنا أبو عبيدة الحدّاد قال: حدّثنا سكين بن عبد العزيز العبدي، حدّثنا إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«ما عال من اقتصد». (2)

526 - [447/1] حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن عبد اللّه :

«أنّه قال في هذه الآية «اقْتَرَبَت السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ»(3) قال : قد انشقّ على عهد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فرقتين -أو فلقتين شعبة الذي يشك - فكان فلقة من وراء الجبل، وفلقة على الجبل، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : اللهم اشهد ». (4)

527 - [1/ 448] حدّثنا عمر بن عبيد الطنافسي، عن عاصم بن أبي النّجود، عن زر بن حبيش، عن عبد اللّه قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي». (5)

528 - [450/1] حدّثنا يحيى بن زكريا قال: حدّثنا حجاج، عن زيد بن جبير، عن خشف بن مالك عن ابن مسعود قال:

ص: 307


1- ح: 4266، إسناده ضعیف (شاکر)
2- ح: 4269، إسناده صحيح. (شاكر)
3- سورة القمر: 1.
4- ح: 4270، إسناده صحيح. (شاكر)
5- ح: 4279، إسناده صحيح. (شاكر)

«قضى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في دية الخطأ عشرين بنت مخاض، وعشرين ابن مخاض، وعشرين ابنة لبون وعشرين حقّة، وعشرين جذعة». (1)

529 - [452/1] حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن زيد، حدّثنا فرقد السّبخي قال: حدّثنا جابر بن يزيد أنّه سمع مسروقاً يحدّث عن عبد اللّه عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) انّه قال:

«إنّي كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ونهيتكم أن تحبسوا لحوم الأضاحي فوق ثلاث، فاحبسوا، ونهيتكم عن الظروف، فانبذوا فيها، واجتنبوا کل مسکر». (2)

530 – [453/1] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد قال: أخبرنا عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن ابن مسعود أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«أنا فرطكم على الحوض، وسأنازع رجالاً فأُغلَب عليهم، فلأقولنّ: ربّ أصيحابي أصيحابي، فليقالنّ لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك». (3)

531 - [455/1] حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد قال:

«دخل الأشعث بن قيس على عبد اللّه وهو يتغدّى، فقال: يا أبا محمّد، ادنُ إلى الغداء، فقال: أو ليس اليوم يوم عاشوراء؟ قال: وما هو ؟! قال: إنّما هو يوم كان يصومه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لقبل،رمضان فلّا نزل شهر رمضان ترك». (4)

ص: 308


1- ح: 4303، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 4319، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 4332، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح : 4349، إسناده صحيح. (شاكر)

532 - [455/1] حدّثنا عبد اللّه بن الوليد، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أنا فرطكم على الحوض، وليختلجنّ رجال دوني، فأقول: يا ربّ، أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك». (1)

533 - [456/1] حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد قال:

«رمى عبد اللّه جمرة العقبة من بطن الوادي بسبع حصيات، يكبّر مع كل حصاة، فقيل له: إنّ ناساً يرمونها من فوقها، فقال: هذا، والذي لا إله غيره(2)، مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة». (3)

534 - [456/1] حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن عبد اللّه قال:

«انشقّ القمر ونحن مع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بمنى، حتّى ذهبت فرقة منه خلف الجبل، قال: فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : اشهدوا». (4)

535 - [456/1] حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن عبد اللّه بن مرة، عن مسروق، عن عبد اللّه قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : ليس منّا من لطم الخدود، أو شقّ الجيوب، أو دعا بدعوى الجاهلية». (5)

ص: 309


1- ح: 4351، إسناده صحيح، يختلجن رجال أي يجتذبون ويقتطعون من (الخلج) وهو الجذب والنزع. (شاکر)
2- في الأصل: (لا إله إلا هو) وما أثبتناه من المصدر.
3- ح: 4359، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 4360، إسناده صحيح. (شاكر)
5- ح: 4361، إسناده صحيح. (شاكر)

536 - [458/1] حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني أبو عميس عتبة بن عبد اللّه بن عتبة بن عبد اللّه بن مسعود، عن أبي فزارة، عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث المخزومي، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

«بينما نحن مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بمكة وهو في نفر من أصحابه، إذ قال: ليقم معي رجل منكم، ولا يقومنّ معي رجل في قلبه من الغش مثقال ذرة، قال: فقمت معه، وأخذت إداوة، ولا أحسبها إلا ماء، فخرجت مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، حتّى إذا كنّا بأعلى مكة رأيت أسودة مجتمعة، قال: فخط لي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) خطا، ثم قال : قم هاهنا حتّى آتيك قال: فقمت ومضى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إليهم، فرأيتهم يتثوّرون إليه، قال: فسمر معهم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ليلاً طويلاً، حتّى جاءني مع الفجر، فقال لي: مازلت قائم يا ابن مسعود؟ قال: فقلت له: يا رسول اللّه، أولم تقل لي قم حتّى آتيك ؟ قال : ثم قال لي: هل معك من وضوء؟ قال: فقلت: نعم، ففتحت الإدارة، فإذا هو نبيذ، قال: فقلت له: يا رسول اللّه، واللّه لقد أخذت الإداوة ولا أحسبها إلا ماء فإذا هو نبيذ، قال: فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : تمرة طيبة وماء طهور، قال: ثم توضأ منها، فلمّا قام يصلّي أدركه شخصان منهم، قالا له: يا رسول اللّه، إنا نحب أن تؤمّنا في صلاتنا، قال: فصفهما رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) خلفه، ثمّ صلّى بنا، فلمّا انصرف قلت له: من هؤلاء يا رسول الله؟ قال: هؤلاء جن نصيبين، جاؤا يختصمون إليّ في أمور كانت بينهم، وقد سألوني الزاد فزودتهم، قال: فقلت له: وهل عندك يا رسول اللّه من شيء تزودهم إياه؟ قال: فقال: قد زودتهم الرجعة، وما وجدوا من روث وجدوه شعيراً، وما وجدوه من عظم وجدوه كاسياً، قال: وعند ذلك نهى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن أن يستطاب بالروث والعظم». (1)

ص: 310


1- ح: 4381، الرجعة هي الرجيع أي الروث وذو البطن ونحو ذلك. (شاكر) توضیح: الحديث ضعيف، بل مردود من قبل علماء المسلمين، وهو مخالف للأصول، قال الترمذي: وأبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث لا يعرف له رواية غير هذا الحديث. وقال الزيلعي في (نصب الراية: 138/1 - 141): وقد ضعّف العلماء هذا الحديث بثلاث علل؛ أحدها جهالة أبي زيد، والثاني: التردد في أبي فزارة هل هو راشد بن كيسان أو غيره؟ والثالث: أنّ ابن مسعود لم يشهد مع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ليلة الجن. أما الأوّل: فقد قال الترمذي : أبو زيد رجل مجهول لا يعرف له غير هذا الحديث، وقال ابن حبان في كتاب الضعفاء: أبو زيد يروي عن ابن مسعود ليس يدري من،هو ولا يعرف أبوه ولا بلده ومن كان - هذا النعت - ثم لم يرو إلا لم يرو إلا خبراً خالف فيه الكتاب والسنة والإجماع والقياس أستحق بجانبة ما رواه، انتهى. قال ابن أبي حاتم في كتابه العلل: سمعت أبا زرعة يقول: حديث أبي فزارة في الوضوء بالنبيذ ليس بصحيح، وأبو زيد مجهول لا يعرف بصحبته عبد اللّه، ولا يصح هذا الحديث عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو خلاف القرآن، انتهى. العلة الثانية: وهى التردد في أبي فزارة، فقيل: هو راشد بن كيسان وإنما هو رجل مجهول، وقد نقل عن الإمام، احمد أنه قال: أبو فزارة - في حديث ابن مسعود - رجل مجهول، وذكر البخاري أبا فزارة العبسي غير مسمي فجعلهما اثنين... إلى آخر كلام الزيلعي في العلة الثانية. والعلة الثالثة: وهي إنكار كون ابن مسعود شهد ليلة الجن... إلى آخر ماورد. وبهذا فالحديث ساقط عند أحمد وعند غيره.

537 - [1 / 460] حدّثنا الوليد بن القاسم بن الوليد، حدّثنا إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه قال:

«وسمع عبد اللّه بخسف :قال كنا أصحاب محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) نعدّ الآيات بركة وأنتم تعدّونها تخويفاً، إنا بينما نحن مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ليس معنا ماء، فقال لنا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : اطلبوا من معه - يعني ماء - ففعلنا، فأتي بماء، فصبه في إناء، ثم وضع كفيه فيه، فجعل الماء يخرج من بين أصابعه، ثم قال : حيّ على الطهور المبارك، والبركة من اللّه، فملات بطني منه، واستسقى الناس، قال عبد اللّه : قد كنّا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل». (1)

538 - [461/1] حدّثنا حسن بن موسى :قال سمع قال: سمعت حديجاً أخا زهير بن

ص: 311


1- ح: 4393، إسناده صحيح. (شاكر)

معاوية، عن أبي إسحاق، عن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن مسعود قال:

«بعثنا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى النجاشي، ونحن نحو من ثمانين رجلاً، فيهم عبد اللّه بن مسعود، وجعفر، وعبد اللّه بن عرفطة، وعثمان بن مظعون، وأبو موسى فأتوا النجاشي، وبعثت قريش عمرو بن العاص، وعمارة بن الوليد، بهدية، فلما دخلا على النجاشي، سجدا له، ثمّ ابتدراه عن يمينه وعن شماله، ثم قالا له: إنّ نفراً من بني عمّنا نزلوا أرضك، ورغبوا عنا وعن ملّتنا، قال: فأين هم؟ قال: هم في أرضك فابعث إليهم، فبعث إليهم، فقال جعفر أنا خطيبكم اليوم فاتبعوه، فسلّم ولم يسجد، فقالوا له: ما لك لا تسجد للملك ؟ قال : إنا لا نسجد إلا اللّه (عزّوجلّ)، قال : وما ذاك؟ قال: إن اللّه (عزّوجلّ) بعث إلينا رسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وأمرنا أن لا نسجد لأحد إلا اللّه (عزّوجلّ)، وأمرنا بالصلاة والزكاة، قال عمرو بن العاص : فإنّهم يخالفونك في عيسى ابن مريم، قال: ما تقولون في عيسى بن مريم وامّه ؟ قالوا: نقول كما قال اللّه (عزّوجلّ) : هو كلمة اللّه وروحه ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسّها بشر ولم يفرضها ولد، قال: فرفع عوداً من الأرض، ثمّ قال: يا معشر الحبشة والقسّيسين والرهبان، واللّه ما يزيدون على الذي نقول فيه ما يسوى هذا، مرحباً بكم وبمن جئتم من عنده، أشهد أنّه رسول اللّه، فإنّه الذي نجد في الإنجيل، وإنّه الرسول الذي بشّر به عيسى ابن،مريم انزلوا حيث شئتم، واللّه لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتّى أكون أنا أحمل نعليه وأوضّئه، وأمر بهدية الآخرين فردّت إليهما، ثم تعجل عبد اللّه بن مسعود حتّى أدرك بدراً، وزعم أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) استغفر له حين بلغه موته». (1)

539 - [461/1] حدّثنا أبو سعيد، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر - يعني المخرمي - قال: حدّثنا الحارث بن فضيل عن جعفر بن عبد اللّه بن أبي الحكم، عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، عن أبي رافع قال: أخبرني ابن مسعود أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

ص: 312


1- ح: 4400، إسناده حسن. (شاكر)

«إنّه لم يكن نبي قط إلا وله من أصحابه حواري وأصحاب يتبعون أثره ويقتدون بهديه، ثم يأتي من بعد ذلك خوالف أمراء، يقولون مالا يفعلون، ويفعلون مالا يؤمرون». (1)

540 - [462/1] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود أنه قال:

«كنت غلاماً يافعاً أرعى غنماً لعقبة بن أبي معيط، فجاء النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأبو بكر، وقد فرا من المشركين فقالا يا غلام هل عندك من لبن تسقينا ؟ قلت: إني مؤتمن، ولست ساقيكما، فقال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : هل عندك من جذعة لم ينزُ عليها الفحل ؟ قلت: نعم، فأتيتها بها، فاعتقلها النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ومسح الضّرع ودعا، فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر بصخرة منقعرة، فاحتلب فيها، فشرب، وشرب أبو بكر، ثمّ شربت ثمّ قال للفرع اقلصْ، فقلص، فأتيته بعد ذلك فقلت: علّمني من هذا القول؟ قال: إنك غلام معلّم، قال: فأخذت من فيه سبعين سورة، لا ينازعني فيها أحد». (2)

541 - [462/1] حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، حدّثنا عطاء بن السائب عن الشعبي، عن ابن مسعود:

«أنّ النساء كنّ يوم أحد خلف المسلمين، يجهزن على جرحى المشركين، فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبرّ إنّه ليس أحد منّا يريد الدنيا حتّى أنزل اللّه (عزّوجلّ): «منكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَتَليكُمْ»(3) فلمّا خالف أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وعصوا ما أمروا به، أفرد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في تسعة، سبعة من الأنصار،

ص: 313


1- ح: 4402، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح : 4412، إسناده صحيح، الجذع ما كان فتياً، وهو من الضآن ما ممت له سنة أو نحوها. (شاكر)
3- سورة آل عمران: 152.

ورجلين من قريش وهو عاشرهم... إلى أن قال: فنظروا، فإذا حمزة قد بقر بطنه، وأخذت هند کبده فلاكتها، فلم تستطع أن تأكلها، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أكلت منه شيئاً؟ قالوا: لا، قال: ما كان اللّه ليدخل شيئاً من حمزة النار، فوضع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حمزة فصلّى عليه، وجيء برجل من الأنصار فوضع إلى جنبه، فصلّى عليه، فرفع الأنصاري وترك حمزة، ثمّ جيء بآخر فوضعه إلى جنب حمزة، فصلّى عليه، ثم رفع وترك حمزة، حتّى صلّى عليه يومئذ سبعين صلاة». (1)

542 - [462/1] حدّثنا عفان، حدّثنا شعبة، عن إبراهيم الهجري قال: سمعت أبا الأحوص، عن عبد اللّه، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«أتدرون أيّ الصدقة أفضل؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: المنيحة، أن يمنح أحدكم أخاه الدرهم، أو ظهر الدابة، أو لبن الشاة، أو لبن البقرة». (2)

543 - [1/ 465] حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا أبو بكر، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد اللّه قال :

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لا ينتجي اثنان دون صاحبهما، فإنّ ذلك يحزنه». (3)

544 - [465/1] حدّثنا حسين بن الحسن، حدّثنا أبو كدينة، عن عطاء بنالسائب، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد اللّه قال:

«مرّ يهودي برسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو يحدث أصحابه، فقالت قريش: يا يهودي، إنّ هذا يزعم أنّه نبي، فقال: لأسألنّه عن شيء لا يعلمه إلا نبي، قال: فجاء حتّى جلس، ثمّ قال: يا محمّد، ممّ يخلق الإنسان؟ قال: يا يهودي، من كلّ يخلق، من نطفة الرجل، ومن نطفة

ص: 314


1- ح: 4414، إسناده صحيح، بقر بطنه أي شق وفتح فلاكتهما: أي مضغتها. (شاكر
2- ح: 4415، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 4436، إسناده صحيح. (شاكر)

المرأة، فأما نطفة الرجل فنطقة غليظة، منها العظم والعصب، وأمّا نطفة المرأة فنطفة رقيقة، منها اللحم والدم، فقام اليهودي فقال : هكذا كان يقول من قبلك». (1)

545 - [466/1] قال عبد اللّه بن أحمد قرأت على أبي حدّثنا وكيع، عن المسعودي، عن القاسم، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

«قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إذا اختلف البيّعان وليس بينهما بيّنة، فالقول ما يقول صاحب السلعة أو يترادّان». (2)

546 - [466/1] قال عبد اللّه بن أحمد قرأت على أبي حدّثنا ابن مهدي قال: حدّثنا سفيان عن معن عن القاسم، عن عبد اللّه، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«إذا اختلف البيّعان والسلعة كما هي فالقول ما قال البائع، أو يترادّان». (3)

547 - [466/1] قال عبد اللّه بن أحمد قرأت على أبي حدّثنا عمر بن سعد أبو داود، حدّثنا سفيان عن معن عن القاسم، قال:

«اختلف عبد اللّه والأشعث فقال: ذا بعشرة، وقال ذا بعشرين، قال: اجعل بيني وبينك رجلاً، قال: أنت بيني وبين نفسك، قال: أقضي بما قضى به رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إذا اختلف البيّعان ولم تكن بيّنة، فالقول قول البائع، أو يترادّان البيع». (4)

يقول شير محمّد الهمداني: بحاشية المسند نقلاً عن أبي داود، قال عبد اللّه: فإنّي سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: «إذا أختلف البيعان، وليس بينهما بيّنة، فهو ما يقول ربّ السلعة أو يتتاركان».

ص: 315


1- ح: 4438، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 4445، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 4446، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 4447.

يقول الفقير إلى اللّه الغنيّ شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذا آخر ما انتخبته من الجزء الأوّل من مسند أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل في الطبعة الأولى فإن آخر الجزء الأوّل في الطبعة الأولى آخر مسند عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه تعالى عنه ويتلوه ما انتخبه من الجزء الثاني منه إن شاء اللّه تعالى.

ص: 316

فهرس الكتاب

الإهداء...7

مقدمة المكتبة...9

مقدمة التحقيق...11

ترجمة مؤلف المسند الإمام أحمد ابن حنبل (164 - 241ه)...13

في مَن انتخب من مسند أحمد بن حنبل...15

ترجمة المؤلّف...17

ولادته ووفاته...17

أُسرته وأولاده...17

خلقه ومنظره...18

نشأته العلمية...18

كلمات العلماء فيه...19

زهده والثقة به...20

حالاته الروحية...21

وفاته ومدفنه...22

استدراك...23

مؤلّفاته...26

ص: 317

مستنسخاته...33

مكتبته...74

حول الكتاب...77

اسم الكتاب...77

عدد أحاديثه...77

تأريخ تأليفه...78

منهج المؤلّف (رَحمهُ اللّه)...78

وقفة مع الكتاب...81

النسخة المعتمدة...85

منهجية التحقيق...87

عرفان وشكر....89

وختاماً...89

نماذج من النسخة المعتمدة...93

مقدمة المؤلّف...107

المنتخب من مسند أبي بكر الصديق...109

خب من مسند عمر بن الخطاب....110

المنتخب من مسند علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)...112

المنتخب من مسند طلحة بن عبيد اللّه...176

المنتخب من مسند الزبير بن العوام...177

ص: 318

المنتخب من مسند سعد بن أبي وقاص...179

المنتخب من مسند سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل...188

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن عوف الزهري...189

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر...192

المنتخب من حديث زيد بن خارجة...192

حديث الحارث بن خزمة...193

المنتخب من مسند أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)...195

المنتخب من حديث الحسن بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)...197

المنتخب من حديث الحسين بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)...199

المنتخب من حديث عقيل بن أبي طالب (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)...201

حدیث جعفر بن أبي طالب(عَلَيهِمَا السَّلَامُ)...201

المنتخب من حديث عبد اللّه بن جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)...205

المنتخب من مسند بني هاشم...209

المنتخب من حديث العباس بن عبد المطلب (رضیَ اللّهُ عنهُ)...211

المنتخب من مسند الفضل بن عباس (رضیَ اللّهُ عنهُ)...214

المنتخب من حديث تمام بن العباس بن عبد المطلب...216

المنتخب من مسند عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب (رضیَ اللّهُ عنهُ)...217

المنتخب من مسند عبد اللّه بن مسعود (رضیَ اللّهُ عنهُ)...285

فهرس الكتاب...319

ص: 319

المجلد 2

هوية الکتاب

منشورات

مکتبة و دارمخطوطات

العتبه العباسیة المقدسة

سند الخضام

في مَا انتخب مِنْ مُسنَدَ الإِمَام احمد بن حنبل

تأليف

الحجة الشيخ شير محمد بن صفَر عَلى الهمَدَانِي

1302 - 1390ه-

الجزء الثاني

تحقيق احمد على مجيد الحلى

صورت عليه من قبل

وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة

ص: 1

اشارة

العتبة العباسية المقدسية

قسم الشؤون الفكرية والثقافية / شعبة المكتبة

كربلاء المقدسة، ص.ب ( 232 ) / هاتف: 322600، داخلی: 251

www.alkafeel.net

abbas_library@yahoo.com

BP الهمداني جورقاني ، شير محمد بن صفر علي ، 1302 - 1390 ق.

سند الخصام في ما انتخب من مسند الامام/ تأليف شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني ؛ تحقيق وحدة

23 ألف / التحقيق في مكتبة و دار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، أحمد علي مجيد الحلي - كربلاء: مكتبة ودار مخطوطات

5019م العتبة العباسية المقدسة ، 1430 ق. - 2009م.

7ج.

المندرجات : .- ج 7 . المستدرك على حديث السقيفة.

المصادر.

1. أبن حنبل ، احمد بن محمد ، 164 -241 ق . مسند الإمام أحمد بن حنبل - مختصر . 2. أحاديث أهل السنة - القرن 3 ق . 3. الأربعة عشر معصوم فضائل - أحاديث أهل السنة . 4. الصحابة - فضائل - أحاديث أهل السنة - القرن 3ق. 5. أحاديث احكام . 6 . فاطمة الزهراء سلام الله علیها 130 ؟ قبل الهجرة - 11 ق. - تعقيب وإيذاء - أحاديث . 7. الهمداني جورقاني ، شير محمد بن صفر علي ، 1302 - 1390 ق . سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام - تتمة . 8. سقيفة بني ساعدة أحاديث . ألف. ابن حنبل ، أحمد بن محمد ، 164-241 ق . مسند الإمام أحمد بن حنبل . اختصار . ب . الهمداني جورقاني ، شير محمد بن صفر علي ، 1302-1390 ق . المستدرك على حديث السقيفة. ج. وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة. د. الحلي، أحمد علي، 1391 ق . محقق . ه-. عنوان . و . عنوان: مسند الإمام أحمد بن حنبل . اختصار ، ز. سند اخصام في ما انتخب من مسند الإمام . تتمة . ح. عنوان: المستدرك على حديث السقيفة

تصنيف مكتبة العتبة العباسية المقدسة وفق النظام العالمي ( L.C.C )

الكتاب: سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام الجزء الثاني.

المؤلف : شير محمد الهمداني الجورقاني قدس سره.

التحقيق: وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

المحقق: أحمد علي مجيد الحلي.

الناشر: مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

الإخراج الطباعي والتصميم: نوار الحسيني، رائد الأسدي.

المطبعة: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات / كربلاء المقدسة - العراق / بيروت-لبنان.

الطبعة : الأولى.

عدد النسخ: 1000 .

التاريخ ربيع الأول 1430ه- - آذار 2009م.

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحيم

المنتخب من مسند عبد الله بن عمر

548 - [3/2] حدثنا هشيم أخبرنا يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر وابن عون و غير واحد، عن نافع عن ابن عمر:

أنّ رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وآله : من أين يحرم؟ قال: مهلّ أهل المدينة من ذي الحليفة، ومهلّ أهل الشام من الجحفة ومهلّ أهل اليمن من يلملم، و مهلّ أهل نجد من قرن»

و قال ابن عمر : وقاس الناس ذات عرق بقرن. (1)

549 - [3/2] حدّثنا هشيم أخبرنا حميد، عن بكر بن عبد الله، عن ابن عمر قال:

كانت تلبية رسول الله صلى الله عليه و آله : لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك . وزاد فيها ابن عمر ... الحديث».(2)

550 - [4/2] حدثنا إسحاق بن يوسف، عن سفيان، عن ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم قال : كتب عبد العزيز بن مروان إلى ابن عمر أن ارفع إلي حاجتك، قال: فكتب إليه ابن عمر: إن رسول الله صلى الله عليه و آله كان يقول:

إنّ اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول، ولست أسألك شيئاً،

ص: 3


1- ح: 4455 ، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح 4457 ، إسناده صحيح. (شاكر)

ولا أردّ رزقا رزقنيه الله منك». (1)

551 - [2 / 4] حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد أخبرنا أيوب، عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«المصوّرون يعذّبون يوم القيامة، ويقال: أحيوا ما خلقتم».(2)

552 - [2 / 4] حدثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن نافع عن ابن عمر:

أنّ رجلاً قال يا رسول الله ما يلبس المحرم؟ - أوقال: ما يترك المحرم ؟ - فقال: لا يلبس القميص، ولا السراويل، ولا العمامة، ولا الخفّين، إلا أن لا يجد نعلين فمن لم يجد نعلين فليلبسهما أسفل من الكعبين، ولا البرنس، ولا شيئاً من الثياب منه ورس ولا زعفران».(3)

553 - [2 / 4] حدثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر أنه قال:

« في عاشوراء صامه رسول الله صلی الله علیه و آله و أمر بصومه، فلّما فرض رمضان تُرك، فكان عبد الله لا يصومه، إلا أن يأتي على صومه». (4)

554 - [4/2] حدثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« البّيعان بالخيار حتّى يتفرّقا أو يكون بيع خيار».

:قال وربما قال نافع: «أويقول أحدهما للآخر: اختر». (5)

ص: 4


1- ح: 4474 ، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح 4475 ، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 4482 ، إسناده صحيح، البرنس: هو كل ثوب رأسه منه ملتزق. الورس: نبت اصفر يصبغ به (شاکر)
4- ح : 4483 ، إسناده صحيح (شاكر)
5- ح: 4484 إسناده صحيح البيعان هما البائع والمشتري. (شاكر)

555 - [5/2] حدثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال:

« فرض رسول الله صلی الله علیه و آله صدقة رمضان على الذكر والأنثى، والحر والمملوك، صاع تمر - أو صاع شعير -».

قال فعدل الناس به بعد نصف صاع برٍّ. قال أيوب ، وقال نافع كان ابن عمر يعطي التمر، إلا عاماً واحداً أعوز التمر فأعطى الشعير.(1)

556 - [5/2] حدثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن نافع عن ابن عمر:

«أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله نهى عن المزابنة - والمزابنة : أن يباع ما في رؤوس النخل بتمر بكيل مسمّى، إن زاد فلي وإن نقص فعلّي-»

قال ابن عمر : حدثني زيد بن ثابت:

« أن رسول الله صلی الله علیه و آله رخّص في بيع العرايا بخرصها ». (2)

557 -[2/ 5] حدثّنا إسماعيل ، أخبرنا أيوب، عن نافع عن ابن عمر:

«أن النبي صلی الله علیه و آله نهي عن بيع حبل الحبلة». (3)

558 - [5/2] حدثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن نافع عن ابن عمر:

أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله نهى عن بيع النخل حتّى يزهو ، وعن السنبل حتّى يبيض و يأمن العاهة نهى البائع والمشتري». (4)

559 - [5/2] حدثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و آله قال:

ص: 5


1- ح: 4486 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح: 449، إسناده صحيح، الخرص الظن. (شاكر)
3- ح: 4491 ، إسناده صحيح ، حبل الحبلة: الحبل الأوّل يراد به ما في بطون النوق من الحمل ، و الثاني حبل الذي في بطون النوق . (شاكر)
4- ح 4493 ، إسناده صحيح، يزهو : تظهر عمرته (شاكر)

«كلكم راع وكلكم مسؤول، فالأمير الذي على الناس راعٍ، وهو مسؤول عن رعيته و الرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسؤول، والمرأة راعية على بيت زوجها، وهي مسؤولة و العبد راعٍ على مال سيده، وهو مسؤول، ألا فكلكم راع و كلكم مسؤول».(1)

560 - [2/ 5] حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب، عن نافع عن ابن عمر:

« أنّ اليهود أتوا النبي صلی الله علیه و آله برجل وامرأة منهم قد زنيا، فقال: ما تجدون في كتابكم؟ فقالوا: نسخّم وجوههما ويخزيان !! فقال: كذبتم ، إنّ فيها الرجم، فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين، فجاؤا بالتوراة، وجاؤا بقارئ لهم أعور ، يقال له : ابن صوريا، فقرأ ، حتى إذا انتهى إلى موضع منها وضع يده عليه، فقيل له: ارفع يدك، فرفع يده، فإذا هي تلوح فقال - أو قالوا- : يا محمد إن فيها الرجم، ولكنا كنا نتكاتمه بيننا، فأمر بهما رسول الله الا الله فرجما، قال: فلقد رأيته يجانى عليها يقيها الحجارة بنفسه». (2)

561 - [2 / 6] حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب، عن نافع:

« أن ابن عمر طلّق امرأته تطليقة وهي حائض، فسأل عمر النبي صلى الله عليه و آله ؟ فأمره أن يرجعها، ثمّ يمهلها حتى تحيض حيضة أخرى، ثمّ يمهلها حتّى تطهر، ثمّ يطلقها قبل أن يمسّها ، قال: وتلك العدّة التي أمر الله جل جلاله أن يطلق لها النساء... الحديث». (3)

562 - [6/2] حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر:

أن النبي صلى الله عليه و آله قطع في مسجن ثمنه ثلاثة دراهم». (4)

563 - [2 / 6] حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب، عن نافع عن ابن عمر قال أيوب :

ص: 6


1- ح: 4495 ، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 4498 ، إسناده صحيح نسخم وجوههما تلطخهما بالسخام (شاكر)
3- ح: 4500 ، إسناده صحيح (شاكر)
4- ح : 4503 ، إسناده صحيح (شاكر)

لا أعلمه إلا عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

« من حلف فاستثنى فهو بالخيار، إن شاء أن يمضي على يمينه، وإن شاء أن يرجع غير حنث - أو قال: غير حرج - » . (1)

564 - [7/2] حدثنا عبد الرحمن، حدثنا مالك، عن نافع عن ابن عمر:

« أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله نهى عن الشغار ». (2)

565 - [8/2] حدّثنا سفيان، عن الزهري عن سالم عن أبيه:

« رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتّى يحاذي منكبيه، و إذا أراد أن يركع، وبعد ما يرفع رأسه من الركوع - وقال سفيان مرة : وإذا رفع رأسه وأكثر ما كان يقول: وبعد ما يرفع رأسه من الركوع ولا يرفع بين السجدتين ». (3)

566 - [2/ 8] حدثنا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: سئل النبي صلی الله علیه و آله عمّا يقتل المحرم من الدواب ؟ قال:

«خمس لا جناح في قتلهنّ على من قتلهنّ في الحرم العقرب، والفأرة و الغراب، والحدأة، والكلب العقور».(4)

567 - [8/2] حدثنا سفيان، عن الزهري عن سالم عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه و آله قال :

«من اقتنى كلباً إلا كلب صيد أو ماشية نقص من أجره كل يوم قيراطان». (5)

568 - [9/2] حدّثنا سفيان، سمعته من ابن دينار، عن ابن عمر ، عن النبي صلی الله علیه و آله

ص: 7


1- ح: 4510 ، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 4526 ، إسناده صحيح الشغار أن يزوّج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته، ليس بينهما صداق. (شاكر)
3- ح: 4540 ، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 4543 إسناده صحيح (شاكر)
5- ح: 4249 ، إسناده صحيح (شاكر)

« إذا سلّم عليك اليهودي فإنما يقول: السّام عليك فقل: وعليك».

وقال مرة:

«إذا سلّم عليكم اليهود، فقولوا وعليكم، فإنّهم يقولون: السّام عليكم ».(1)

569 - [9/22] حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن دينار قال: سمعت عبد الله بن 569

قال: سمعت النبي صلى الله عليه و آله يقول:

« البيّعان بالخيار ما لم يتفرقا، أويكون بيع خيار».(2)

570 - [11/2] حدثنا سفيان عن ابن جدعان عن القاسم بن ربيعة، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله يوم فتح مكة، وهو على درج الكعبة:

«الحمد لله الذي صدق وعده ، و نصر عبده ، و هزم الأحزاب وحده، ألا إنّ قتيل العمد الخطأ بالسوط أو العصا فيه مائة من الإبل، وقال مرة: المغلّظة فيها أربعون خلفة، في بطونها أولادها إنّ كل مأثرة كانت في الجاهلية ودم ودعوى - و قال مرة ودم ومال تحت قدميّ هاتين، إلا ما كان من سقاية الحاج وسدانة البيت فإني أمضيها لأهلهما على ما كانت» (3)

571 - [11/2] حدثنا سفیان قال: سمع عمرو سعيد بن جبير، يقول: سمعت ابن عمر، يقول:

«قال رسول الله صلی الله علیه و آله للمتلاعنين حسابكها على الله، أحدكما كاذب، لا سبيل لك عليها قال يا رسول الله ، مالي ؟ قال : لا مال لك، إن كنت صدقت عليها

ص: 8


1- ح: 4563 ، إسناده صحيح السام: أي الموت. (شاكر)
2- ح: 4566 ، إسناده صحيح (شاكر)
3- ح: 4583 ، إسناده الراجح عندي إنه صحيح العمد الخطأ : الخطأ الشبيه بالعمد. الخلفة : الحامل من النوق. (شاكر) ÷

فهو بما استحللت من فرجها، و إن كنت كذبت عليها فذاك أبعد لك». (1)

572 - [12/2] حدثنا عبدة، حدثنا عبيد الله، عن نافع عن ابن عمر:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يبدؤون بالصلاة قبل الخطبة في العيد». (2)

573 - [13/2] حدثنا إسماعيل، أخبرنا معمر ، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه:

« أنّ غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة، فقال له النبي صلی الله علیه و آله : اختر منهنّ أربعاً». (3)

574 - [13/2] حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الحجاج، عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« الذي تفوته صلاة العصر متعمداً حتى تغرب الشمس فكأنها وتر أهله وماله».(4)

575 - [14/2] حدثنا أبو معاوية، حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه و آله إذا دخل مكة دخل من الثنية العليا، وإذا خرج خرج من الثنية السفلى».(5)

576 - [14/2] حدثنا عباد بن العوام، حدثنا سفيان بن حسين، عن الزهري، عن

سالم، عن ابن عمر :

« أن رسول الله صلى الله عليه و آله كتب كتاب الصدقة، فلم يخرجه إلى عماله حتّى قبض، فقرنه بسيفه، فلمّا قبض عمل به أبو بكر حتّى قبض، ثمّ عمر حتّى قبض، فكان فيه :

في خمس من الإبل شاة، وفي عشر شاتان، وفى خمس عشرة ثلاث شياه، وفي عشرين

ص: 9


1- ح 4587 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح: 4602 ، إسناده صحيح (شاكر)
3- ح: 4609 ، إسناده صحيح (شاكر)
4- ح: 4621 ، إسناده صحيح. (شاكر)
5- ح: 4625 ، إسناده صحيح (شاكر)

أربع شياه، وفي خمس وعشرين ابنة مخاض».

قال عبد الله بن أحمد: قال أبي : ثم أصابتني علة في مجلس عباد بن العوام، فكتبت

تمام الحديث، فأحسبني لم أفهم بعضه، فشككت في بقية الحديث، فتركته .(1)

577 - [14/2] قال عبد الله بن أحمد حدّثني أبي، بهذا الحديث في المسند في حديث الزهري عن سالم - لأنه كان قد جمع حديث الزهري عن سالم فحدثنا به في حديث سالم - عن محمد بن يزيد بتمامه ، وفي حديث عباد، عن عباد بن العوام.(2)

578 - [2/15] حدثنا محمد بن يزيد - يعني الواسطي - عن سفيان – يعني ابن

حسين عن الزهري عن سالم عن أبيه، قال:

« كان رسول الله صلى الله عليه و آله قد كتب الصدقة ولم يخرجها إلى عماله حتى توفي، قال: فأخرجها أبوبكر من بعده، فعمل بها حتى توفي، ثمّ أخرجها عمر من بعده،

فعمل بها، قال: فلقد هلك عمر يوم هلك وإنّ ذلك لمقرون بوصيته، فقال: كان فيها في الإبل في كل خمس شاة، حتّى تنتهي إلى أربع وعشرين، فإذا بلغت إلى خمس وعشرين ففيها بنت مخاض، إلى خمس وثلاثين، فإن لم تكن ابنة مخاض فابن لبون، فإذا زادت على خمس وثلاثين ففيها ابنة لبون إلى خمس وأربعين، فإذا زادت واحدة ففيها حقّة، إلى ستين، فإذا زادت ففيها ،جذعة إلى خمس وسبعين، فإذا زادت ففيها ابنتا لبون إلى تسعين، فإذا زادت ففيها حقتان، إلى عشرين ومائة فإذا كثرت الإبل ففي كل خمسين حقة، وفي كل أربعين ابنة لبون، وفي الغنم في أربعين(3) شاة إلى عشرين ومائة، فإذا زادت ففيها شاتان إلى مائتين، فإذا زادت ففيها ثلاث إلى

ص: 10


1- ح: 4632 ، إسناده صحيح شاكر
2- ح : 4633 .
3- في المصدر والمطبوع (من أربعين).

ثلثمائة، فإذا زادت بعد فليس فيها شيء حتى تبلغ أربعمائة، فإذا كثرت الغنم ففي كل مائة شاة، وكذلك لا يفرق بين مجتمع، ولا يجمع بين متفرق، مخافة الصدقة، وما كان من خليطين فهما يتراجعان بالسوية لا تؤخذ هرمة، ولا ذات عيب من الغنم ».(1)

579 - [15/2] حدثنا إسماعيل، عن يونس، عن الحسن، عن ابن عمر: أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

« لا يسترعي الله تبارك وتعالى عبداً رعية، قلّت أو كثرت، إلا سأله الله تبارك وتعالى [عنها] يوم القيامة، أقام فيهم أمر الله تبارك وتعالى أم أضاعه؟ حتى يسأله عن أهل بيته خاصة». (2)

580 - [2/ 16] حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان، حدثني عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر، يقول:

« بينما الناس يصلّون في مسجد قباء الغداة، إذ جاء جاء فقال: إن رسول الله صلى الله عليه و آله قد أنزل عليه الليلة ،قرآن وأمر أن تستقبل الكعبة، فاستقبلوها، واستداروا فتوجهوا نحو الكعبة». (3)

581 - [2/ 16] حدثنا يحيى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله قال:

« كل مسكر حرام».(4)

582 - [2/16] حدثنا يحيى، عن عبيد الله ، أخبرنا نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

ص: 11


1- ح: 4634 ، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 4637 ، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 4643 ، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح 4644 ، إسناده صحيح (شاكر)

«صلاة في مسجدي أفضل من ألفي صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام».(1)

يقول شير محمد الهمداني: قد تقدم في مسند سعد بن أبي وقاص، ويأتي في مسند ابن عمر أيضاً : «أفضل من ألف صلاة». (2)

583 - [2/ 16] حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، أخبرني نافع، عن ابن عمر، قال:

صليت مع النبي صلی الله علیه و آله بمنى ركعتين، ومع أبي بكر، ومع عمر، ومع عثمان صدراً من إمارته، ثمّ أتمّ».(3)

584 - [2/ 16] حدثنا يحيى، عن عبيد الله، أنبأنا نافع ، عن عبد الله بن عمر، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى».(4)

585 - [2/16] حدثنا يحيى، عن عبيد الله، أخبرني نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

« يرحم الله المحلقين قالوا يا رسول الله، والمقصرين؟ قال: الله يرحم المحلّقين، قال في الرابعة والمقصرين». (5)

586 - [17/2] حدثنا يحيى، عن عبيد الله، حدثني نافع عن ابن عمر، عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

ص: 12


1- ح: 4646 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- انظر حديث رقم 200 و حديث رقم 621 من كتابنا هذا.
3- ح: 4652 ، إسناده صحيح (شاكر)
4- ح: 4654 ، إسناده صحيح، إحفاء الشوارب المبالغة في قصها. إعفاء اللحى هو توفيرها. (شاکر)
5- ح: 4657 ، إسناده صحيح. (شاكر)

« صلاة في الجميع تزيد على صلاة الرجل وحده سبعاً وعشرين». (1)

587 - 18/26] حدثنا يحيى، عن عبيد الله، أخبرني نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

« الرؤيا جزء من سبعين جزءاً من النبوة».(2)

588 - [2/ 18] حدثنا يحيى، عن عبيد الله، حدثني نافع ، عن ابن عمر، قال: «لما مات عبد الله بن أبي، جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال : يا رسول الله أعطني قميصك حتى أكفنه فيه، وصلّ عليه واستغفر له، فأعطاه قميصه، وقال آذنّي به، فلما ذهب ليصلّي عليه قال - يعني عمر - : قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين، فقال أنا بين خيرتين «اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ»(3) فصلى عليه، فأنزل الله تعالى «وَلَا تُصَلَّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا»(4)قال : فتركت الصلاة عليهم .(5)

589 - [2/ 18] حدثنا يحيى، عن ابن أبي روّاد، عن نافع عن ابن عمر:

« أن النبي صلى الله عليه و آله كان لا يدع أن يستلم الحجر والركن اليماني في كل طواف. »(6)

590 - [19/2] حدثنا يحيى، عن عبيد الله، أخبرني نافع، قال: لا أعلمه إلا عن

عبد الله :

« أنّ العباس استأذن رسول الله الله في أن يبيت بمكة أيام منى من أجل السقاية، فرخص له». (7)

ص: 13


1- ح: 4670 ، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 4678 ، إسناده صحيح. (شاكر)
3- سورة التوبة : 80.
4- سورة التوبة : 084
5- ح: 4680 ، إسناده صحيح. (شاكر)
6- ح: 4686 ، إسناده صحيح (شاكر)
7- ح: 4691 ، إسناده صحيح (شاكر)

591 - [20/2] حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر قال كانت قريش تحلف بآبائها، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« من كان حالفاً فليحلف بالله لا تحلفوا بآبائكم». (1)

[20/2] حدثنا يحيى، عن إسماعيل، عن أبي حنظلة:

« سألت ابن عمر عن الصلاة في السفر ؟ قال الصلاة في السفر ركعتان، قلنا: إنا آمنون؟ قال: سنة النبي صلی الله علیه و آله ».7(2)

593 - [2/ 20] حدثنا يحيى، عن عبيد الله، أخبرني نافع عن ابن عمر:

« أنّ النبي صلی الله علیه و آله نهى عن التلقي».(3)

1594 - [20/2] حدثنا يحيى، عن عبد الملك، حدثنا سعيد بن جبير أن ابن عمر قال: « كان رسول الله صلی الله علیه و آله يصلي على راحلته مقبلاً من مكة إلى المدينة حيث توجهت به، وفيه نزلت هذه الآية: «فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله» ».(4)

595 - [21/2] حدثنا يحيى، عن عبيد الله، حدثني نافع ، عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلی الله علیه و آله :

« الحمّى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء».(5)

596 - [21/2] حدثنا يحيى، عن عبيد الله، حدثني نافع عن عبد الله بن عمر قال:

ص: 14


1- ح: 4703 ، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 4704 ، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح 4708 ، إسناده صحيح. (شاكر) التلقي: هو أن يستقبل الإنسان الأمتعة والمتاجر على اختلاف أجناسها خارج البلد، فيشتريها من أربابها، ولا يعلمون هم بسعر البلد.
4- ح: 4714 ، إسناده صحيح. (شاكر)، سورة البقرة : 115.
5- ح: 4719 ، إسناده صحيح. (شاكر)

«واصل رسول الله صلی الله علیه و آله في رمضان، فواصل الناس، فقالوا: نهيتنا عن الوصال وأنت تواصل ؟ قال : إني لست كأحد منكم إني أطعم وأسقى».(1)

597 - [21/2] حدثنا ابن نمير، عن مالك - يعني ابن مغول - عن محمد بن سوقة، عن نافع عن ابن عمر:

« إن كنا لنعد لرسول الله صلی الله علیه و آله في المجلس يقول: ربّ اغفر لي وتب علي، إنك أنت التواب الغفور، مائة مرة».(2)

598 - [21/2] حدثنا ابن نمير، حدثنا فضيل -يعني ابن غزوان- عن نافع ، عن عبد الله بن عمر:

« أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله أتى فاطمة فوجد على بابها ستراً، فلم يدخل عليها - وقلما كان يدخل إلا بدأ بها - قال فجاء على فرآها مهتمة، فقال: ما لك؟ فقالت: جاء إلى رسول الله صلی الله علیه و آله فلم يدخل عليّ ، فأتاه علي فقال: يا رسول الله : إنّ فاطمة اشتد عليها أنك جئتها فلم تدخل عليها؟ فقال: و ما أنا و الدنيا ؟ و ما أنا والرقم :قال فذهب إلى فاطمة فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه و آله فقالت: فقل لرسول الله صلی الله علیه و آله : فما تأمرني به؟ فقال: قل لها ترسل به إلى بني فلان».(3)

599 - [2/ 22] حدثنا ابن نمیر ، حدثنا عبيد الله ، عن نافع عن ابن عمر، قال: نهى رسول الله صلی الله علیه و آله أن تتلقى السلع حتى تدخل الأسواق». (4)

600 - [22/2] حدثنا ابن نمير، حدثنا عبيد الله، عن نافع عن ابن عمر:

ص: 15


1- ح: 4721 ، إسناده صحيح، الوصال هو أن لا يفطر يومين أو أياماً، يصل صوم الليل بالنهار . (شاكر)
2- ح: 4726 ، إسناده صحيح (شاكر)
3- ح : 4727 ، إسناده صحيح، الرقم: النقش والوشي والأصل فيه الكتابة. (شاكر)
4- ح : 4738 ، إسناده صحيح. (شاكر)

« أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله رأى في بعض مغازيه امرأة مقتولة، فنهى عن قتل النساء والصبيان»(1)

601 - [22/2] حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا محمد بن إسحاق، عن نافع عن ابن

عمر، قال:

« سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله ينهى النساء في الإحرام عن القفاز والنقاب، ومامس الورس، والزعفران من الثياب». (2)

602 - [2/ 23] حدثنا وكيع، حدثني عكرمة بن عمار، عن سالم عن ابن عمر، قال:

« خرج رسول الله صلى الله عليه و آله من بيت عائشة ، فقال : رأس الكفر من هاهنا، من حيث یطلع قرن الشيطان». (3)

603 - [23/2] حدثنا وكيع عن العمري، عن نافع عن ابن عمر:

« أنّ النبي صلی الله علیه و آله نهى عن الوصال في الصيام، فقيل له : إنك تفعله؟ فقال: إني لست كأحدكم إني أظلّ يطعمني ربّي ويسقيني».(4)

604 -[23/2] حدثنا وكيع، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن المنذر عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إذا كان الماء قدر قلتين أو ثلاث لم ينجسه شيء».

قال وكيع: - يعني بالقلة الجرة - .(5)

ص: 16


1- ح 4739 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح 4740 ، إسناده صحيح (شاكر)
3- ح : 4751 ، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 4752 ، إسناده صحيح. (شاكر)
5- ح : 4753 ، إسناده صحيح (شاكر)

605 - [23/2] حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، حدثنا أبو جناب، عن أبيه، عن ابن عمر، قال:

«کان النبي صلی الله علیه و آله عند هذه السارية، وهي يومئذ جذع نخلة، يعني يخطب».(1)

606 - [2 / 23] حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، عن توبة العنبري، عن مورق العجلي، قال:

قلت لابن عمر: أتصلّي الضحى؟ قال: لا، قلت صلاها عمر؟ قال: لا ، قلت: صلاها أبو بكر؟ قال: لا، قلت: أصلاها النبي صلی الله علیه و آله ؟ قال : لا أخاله». (2)

607 - 24/21] حدثنا وكيع، حدثني سعيد بن السائب، عن داود بن أبي عاصم الثقفي، قال:

«سألت ابن عمر عن الصلاة بمنى؟ فقال: هل سمعت بمحمد صلى الله عليه و آله ؟ قلت: نعم و آمنت فاهتديت به قال: فإنّه كان يصلي بمنى ركعتين».(3)

608 - [24/2] حدثنا وكيع عن سفيان عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال:

« أخذ رسول الله صلی الله علیه و آله ببعض جسدي، فقال يا عبد الله كن في الدنيا كأنك

غريب أو عابر سبيل، واعدد نفسك في الموتى». (4)

609 - [2 / 24] حدثنا وكيع، حدثنا العمري، عن نافع عن ابن عمر:

« أنّ النبي صلی الله علیه و آله بعث ابن رواحة إلى خيبر يخرص عليهم، ثم خيرهم أن يأخذوا

ص: 17


1- ح : 4755 ، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح : 4758 ، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 4760 ، إسناده صحيح (شاكر)
4- ح: 4764 ، إسناده صحيح. (شاكر)

، أويردوا ، فقالوا : هذا الحق بهذا قامت السموات و الأرض».(1)

610 - [25/2] حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد عن رزين بن سليمان الأحمري، عن ابن عمر قال:

« سئل النبي صلى الله عليه و آله عن الرجل يطلق امرأته ثلاثاً ، فيتزوجها آخر، فيغلق الباب و يرخي الستر، ثم يطلقها قبل أن يدخل بها، هل تحل للأول؟ قال: لا، حتى يذوق العسيلة». (2)

611 - [2/ 25] وحدّثناه أبو أحمد - يعني الزبيري - قال: حدثنا سفيان، عن بن مرثد عن سليمان بن رزين .(3)

612 - [2 / 25] حدثنا وكيع، حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن أبي طعمة مولاهم، وعن عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، أنها سمعا ابن عمر يقول: قال رسول الله :

« لعنت الخمر على عشرة وجوه لعنت الخمر بعينها، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، و آكل ثمنها ». (4)

613 - 26/26] حدثنا وكيع، عن هشام بن سعد، عن عمر بن أسيد، عن ابن عمر، قال:

« كنّا نقول في زمن النبي صلی الله علیه و آله : رسول الله خير الناس، ثم أبو بكر ثم عمر، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم،

ص: 18


1- ح: 4768 ، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح : 4776. في إسناده نظر العسيلة كناية عن حلاوة الجماع. (شاكر)
3- ح : 4777 ، في إسناده نظر (شاكر)
4- ح : 4787 ، إسناده صحيح (شاكر)

زوّجه رسول الله صلی الله علیه و آله ابنته وولدت له، وسدّ الأبواب إلا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر».(1)

614 - [27/2] حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا عبد الله بن بحير الصنعاني القاص أنّ عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني أخبره أنه سمع ابن عمر يقول : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ: «إذَا الشَّمْسُ كُورَتْ» ... «وإذا السَّمَاءُ انْقَطَرَتْ»... «وإذا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ» ...) وأحسبه أنه قال: سورة هود ».(2)

615 - [27/2] حدثنا يزيد أخبرنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن أبي الصديق هو الناجي ، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

« إذا وضعتم موتاكم في القبر فقولوا: بسم الله، وعلى ملة رسول الله صلی الله علیه و آله .» (3)

616 - [2/ 27] حدثنا يزيد، أخبرنا همام بن يحيى، عن قتادة عن أبي الحكم ،البجلي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« من اتخذ كلباً غير كلب زرع أو ضرع أوصيد نقص من عمله كلّ يوم قیراط.»

فقلت لابن عمر: إن كان في دار وأنا له كاره؟ قال: هو على ربّ الدار الذي يملكها . (4)

617-[28/2] حدثنا روح، حدثنا عبيد الله بن الأخنس، عن نافع، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

ص: 19


1- ح: 4797 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح: 4806 ، إسناده صحيح. (شاكر)، السور هي التكوير الانفطار، الانشقاق.
3- ح: 4812 ، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 4813 ، إسناده صحيح. (شاكر)

« الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة».(1)

618 - [28/2] حدثنا روح، حدثنا ابن جريج عن سليمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«الولاء لمن أعتق».(2)

619 - [28/2] حدثنا روح وعفان :قالا حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، قال : عفان في حديثه أخبرنا حميد، عن بكر بن عبد الله، عن ابن عمر، أنه قال:

« قدم رسول الله صلی الله علیه و آله مكة وأصحابه ملبين - وقال عفان: مهلين بالحج، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : من شاء أن يجعلها عمرة ، إلا من كان معه الهدي، قالوا: يا رسول الله ، أيروح أحدنا إلى منى وذكره يقطر منيا؟ قال: نعم، وسطعت المجامر، وقدم علي ابن أبي طالب من اليمن، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : بم أهللت؟ قال: أهللت بما أهل به

النبي صلی الله علیه و آله».

قال روح: «فإنّ لك معنا هدياً».

قال :حميد فحدثت به طاوساً فقال:

«هكذا فعل القوم.»

قال عفان: «اجعلها عمرة».(3)

620- [29/2] حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« كل مسكر ، خمر، وكل مسكر حرام».(4)

ص: 20


1- ح: 4816 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح:4817 ، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح:4822 ، إسناده صحيح سطعت المجامر: المراد أنهم تبخروا.
4- ح : 4831 ، إسناده صحيح. (شاكر)

621-[29/2] حدثنا إسحاق بن يوسف، حدثنا عبد الملك، عن عطاء عن ابن عمر ، عن النبي صلی الله علیه و آله ، أنه قال :

« صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام، فهو أفضل».(1)

622 - [29/2] حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا عبيد عبيد الله ، عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

«إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة رفع لكل غادر لواء، فقيل: هذه غدرة فلان بن فلان». (2)

623-[30/2] حدثنا يزيد، أخبرنا حماد بن سلمة، عن عكرمة بن خالد المخزومي، عن ابن عمر:

«أنّ رجلاً اشترى نخلاً قد أبرها صاحبها، فخاصمه إلى النبي صلی الله علیه و آله ، فقضى رسول الله صلی الله علیه و آله أن الثمرة لصاحبها الذي أبرها، إلا أن يشترط المشتري». (3)

624 - [31/2] حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا ،شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن بن قال: خبيب عن حفص بن عاصم، عن ابن عمر :

«صليت مع النبي صلی الله علیه و آله وأبي بكر وعمر وعثمان ستّ سنين بمنی، فصلوا صلاة المسافر». (4)

625 - [31/2] حدثنا يزيد، أخبرنا محمد - يعني ابن عمرو - عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أنه حدثهم عن ابن عمر، أنه قال:

ص: 21


1- ح: 4838 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح: 4839 ، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح 4852 ، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح : 4858 ، إسناده صحيح. (شاكر)

«وقف رسول الله صلی الله علیه و آله على القليب يوم بدر، فقال یا ،فلان یا فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ أما والله إنهم الآن ليسمعون كلامي».

قال يحيى: فقالت عائشة: غفر الله لأبي عبد الرحمن، إنّه وهل، إنما قال رسول الله صلى الله عليه و آله : والله إنهم ليعلمون الآن أن الذي كنت أقول لهم حق، وإن الله تعالى يقول: «إنَّكَ لا تُسْمِعُ المَوْتَى»(1) . «وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِع مَنْ في القبور »(2).(3)

يقول شير محمد الهمداني بحاشية المسند بل اللفظان قالهما رسول الله: «أما والله إنّهم الآن ليسمعون كلامي في رواية ابن عمر، « و ما أنتم بأسمع لما أقول منهم » في رواية أنس عن عمر، وفي روايته عن أبي طلحة، وفي رواية عبد الله بن مسعود، وقد شهد بدراً... إلى أن قال: «وإنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم حق... إلخ».

626 - [2 / 31] حدثنا يزيد أخبرنا إسماعيل، عن سالم البراد، عن ابن عمر عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

« من صلى على جنازة فله قيراط، فسئل رسول الله صلی الله علیه و آله : ما القيراط ؟ قال: مثل أحد». (4)

627 - [33/2] حدثنا يزيد أخبرنا أصبغ بن زيد، حدثنا أبو بشر، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن ابن عمر ، عن النبي صلی الله علیه و آله :

« من احتكر طعاماً أربعين ليلة فقد برئ من الله تعالى وبرئ الله تعالى منه ،

ص: 22


1- سورة النمل: 80
2- (2) سورة فاطر: 22
3- ح : 4864 ، إسناده صحيح (شاكر)
4- ح: 4867 ، إسناده صحيح. (شاكر)

وأيّما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله تعالى». (1)

628-[35/2] حدّثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن عطاء بن ،معمر، عن عطاء بن السائب عن

عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن عمر أن النبي صلی الله علیه و آله قال :

« من شرب الخمر لم تقبل صلاته أربعين ليلة، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد كان حقاً على الله تعالى أن يسقيه من نهر الخبال قيل : وما نهر الخبال؟ قال: صديد أهل النار»(2)

629-[35/2] حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر ، عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال :

« كان النبي صلی الله علیه و آله يخطب يوم الجمعة مرتين، بينهما جلسة».(3)

حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر ، عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«التمسوا ليلة القدر في العشر الغوابر، في التسع الغوابر». (4)

631 - [37/2] حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دینار سمعت ابن عمر يقول : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« من اقتنى كلباً إلا كلب ماشية أو كلب قنص، نقص من أجره كل يوم قيراطان». (5)

632 - [2 / 37] حدثنا حماد بن أسامة قال عبيد الله: أخبرني نافع عن ابن عمر :

ص: 23


1- ح: 4880 ، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 4917 ، إسناده حسن (شاكر)
3- ح: 4919 ، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ج : 4925 ، إسناده صحيح الغوابر البواقي (شاکر)
5- ح : 4944 ، إسناده صحيح (شاكر)

«أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله عامل أهل خيبر بشطر ما خرج من زرع أو تمر، فكان يعطي أزواجه كل عام مائة وسق و ثمانين وسقاً من تمر، وعشرين وسقاً من شعير».(1)

633- [2/38] حدثنا الوليد - يعني ابن مسلم - حدثنا الأوزاعي، حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب :

« أنّ ابن عباس كان يتوضأ مرةً مرةً، و يسند ذلك إلى رسول الله صلی الله علیه و آله ، وأن ابن كان يتوضأ ثلاثاً ثلاثاً، ويسند ذلك إلى رسول الله صلی الله علیه و آله .»(2)

634 - [2/ 39] حدثنا إسحاق بن سليمان، سمعت حنظلة بن أبي سفيان الجمحي، سمعت سالم بن عبد الله يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله يقول :

« لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خير له من أن يمتلئ شعراً».(3)

635 - [41/2] حدثنا أبو معاوية، حدثنا حجاج ، عن عطية العوفي، عن ابن عمر قال:

« نهى رسول الله صلى الله عليه و آله أن تباع الثمرة حتى يبدو صلاحها، قال: قالوا يا رسول الله ما صلاحها ؟ قال : إذا ذهبت عامتها وخلص طيبها». (4)

636 - [2 / 41] حدثنا أبو معاوية، حدثنا عبيد الله، عن نافع عن ابن عمر:

« أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله أسهم للرجل وفرسه ثلاثة أسهم، سهما له، وسهمين لفرسه»(5)

637 - [2 / 42] حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، أنبأنا أبو حيان، عن شهر

ص: 24


1- ح: 4946 إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 4966 ، إسناده صحيح (شاكر)
3- ح : 4975 ، إسناده صحيح (شاكر)
4- ح: 4998
5- ح : 4999 ، إسناده صحيح. (شاكر)

بن حوشب، عن ابن عمر، عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

«لئن تركتم الجهاد، وأخذتم بأذناب البقر، وتبايعتم بالعينة، ليلزمنكم الله مذلة في رقابكم لا تنفك عنكم حتى تتوبوا إلى الله وترجعوا على ما كنتم عليه».(1)

638 - [43/2] حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد ، عن قتادة عن بكر بن عبد الله، عن ابن عمر، أنه قال:

« تلبية رسول الله صلی الله علیه و آله : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك».(2)

639 - [2 / 45] حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي فروة الهمداني سمعت عوناً الأزدي، قال:

« كان عمر بن عبيد الله بن معمر أميراً على ،فارس، فكتب إلى ابن عمر يسأله عن الصلاة؟ فكتب ابن عمر: إنّ رسول الله صلی الله علیه و آله كان إذا خرج من أهله صلى ركعتين، حتى يرجع إليهم». (3)

640 - [46/2] قال عبد الله بن أحمد وجدت في كتاب أبي حدثنا يزيد ، أخبرنا شعبة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

«من اشترى طعاماً فلا يبيعه حتى يقبضه». (4)

641 - [47/2] قال عبد الله بن أحمد وجدت في كتاب أبي حدثنا حجاج، أخبرنا شعبة، عن عبد الله بن دينار، سمعت ابن عمر يحدث، عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

ص: 25


1- ح : 5007 ، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح : 5024 ، إسناده صحيح (شاکر)
3- ح : 5042 إسناده صحيح (شاكر)
4- ح : 5064 ، إسناده صحيح. (شاكر)

«من لم يجد نعلين فليلبس ،خفّين، وليشقها، أو ليقطعهما، أسفل من الكعبين».(1)

642 - [2/ 50] حدثنا خَلف بن الوليد، حدثنا أبو معشر، عن نافع عن ابن عمر، قال:

« مرّ رسول الله صلی الله علیه و آله بطعام وقد حسّنه صاحبه ، فأدخل يده فيه، فإذا طعام رديء، فقال: بع هذا على حدة، وهذا على حدة، فمن غشّنا فليس منا » . (2)

643 - [50/2] حدثنا محمد بن يزيد - يعني الواسطي - أخبرنا ابن ثوبان عن حسّان بن عطية، عن أبي منيب الجرشي، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«بعثت بالسيف حتى يُعبد الله لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي و جعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم.» (3)

644 - [53/2] حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، أخبرني نافع عن عبد الله قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله ، وعبد الرحمن، عن نافع عن ابن عمر ، عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

«من حمل علينا السلاح فليس منا». (4)

645 - [53/2] حدثنا يحيى، عن عبيد الله، أخبرني نافع، عن عبد الله عن النبي صلی الله علیه و آله :

« من أعتق شركاً له في مملوك فقد عتق كله، فإن كان للذي أعتق نصيبه من المال ما يبلغ ثمنه فعليه عنقه كله».(5)

ص: 26


1- ح : 5075 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح: 5113 .
3- ح : 5114 إسناده صحيح (شاکر)
4- ح: 5149 ، إسناده صحيح. (شاكر)
5- ح : 5150 إسناده صحيح. (شاكر)

646- [65/2] حدثنا أسود بن عامر، حدثنا إسرائيل، عن ثوير، عن مجاهد عن ابن عمر قال:

لعن رسول الله صلی الله علیه و آله المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء». (1)

647 - [66/2] حدثنا يعمر بن بشر، أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري، أخبرني سالم بن عبد الله، عن أبيه أنّ النبي صلی الله علیه و آله لمّا مرّ بالحجر قال:

«لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم، وتقنّع بردائه وهو على الرحل».(2)

648 - [67/2] حدثنا هارون بن ،معروف حدثنا ابن وهب وقال مرة حيوة عن ابن الهاد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال :

« يا معشر النساء، تصدّقن وأكثرن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار، لكثرة اللعن وكفر العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لبّ منكن، قالت يا رسول الله، وما نقصان العقل والدين؟ قال: أما نقصان العقل والدين، فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل، فهذا نقصان العقل، وتمكث الليالي لا تصلّي، وتفطر في رمضان ، فهذا نقصان الدين». (3)

649 - [67/2] حدثنا عتاب حدثنا عبد الله، أخبرنا أسامة بن زيد عن نافع عن ابن عمر:

أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله أمر بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة». (4)

ص: 27


1- ح : 5328
2- ح : 5342 ، إسناده صحيح (شاكر)
3- ح : 5343 ، إسناده صحيح (شاكر)
4- ح : 5345 إسناده صحيح. (شاكر)

650 - [67/2] حدثنا عتاب أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر :

«أنّ رسول الله سبق بالخيل وراهن».(1)

651 - [2 / 67] حدثنا عتاب حدثنا أبو حمزة - يعني السكري - عن ابن أبي ليلى عن صدقة المكي، عن ابن عمر قال:

« اعتكف رسول الله صلی الله علیه و آله في العشر الأواخر من رمضان، فاتخذ له فيه بيت من سعف قال: فأخرج رأسه ذات يوم فقال : إن المصلي يناجي ربه عزوجل ، فلينظر أحدكم بما يناجي ربه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة».(2)

652 - [2/ 67] حدثنا أحمد بن عبد الملك، أخبرنا زهير، حدثنا أبو إسحاق، عن مجاهد عن ابن عمر قال:

« كنت جالساً عند النبي صلی الله علیه و آله ، فسمعته استغفر مائة مرة، ثمّ يقول: اللهم اغفر لي و ارحمني وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم - أو إنك تواب غفور -. »(3)

653 - [2/ 67] حدثنا علي بن حفص، أخبرنا ورقاء، قال: وقال عطاء عن محارب بن دثار، عن ابن عمر قال : قال لنا رسول الله صلی الله علیه و آله :

«الكوثر نهر في الجنّة، حافتاه من ذهب والماء يجري على اللؤلؤ، وماؤه أشدّ بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل». (4)

654 - [68/2] حدثنا موسى بن داود حدثنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي ، عمران عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلی الله علیه و آله كان يقول:

ص: 28


1- ح: 5348 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح : 5349 ، إسناده صحيح (شاكر)
3- ح : 5354 ، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح : 5355 ، إسناده صحيح. (شاكر)

« المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، ويقول: والذي نفس محمد بيده، ماتواد اثنان ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما».

و كان يقول :

« للمرء المسلم على أخيه من المعروف ست يشمته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، وينصحه إذا غاب ويشهده، ويسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويتبعه إذا مات ونهى عن هجرة المسلم اخاه فوق ثلاث ».(1)

6525- [68/2] حدثنا موسى بن داود حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام». (2)

656 - [2 / 68] حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، حدثني بكر بن عبد الله ، وبشر بن عائذ الهذلي كلاهما عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :

« إنما يلبس الحرير من الاخلاق له».(3)

657 - [68/2] حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، حدثنا سليمان الأعمش، عن مجاهد ، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه و آله ، قال :

«من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، و من أتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه».(4)

658 - [2/ 69] حدثنا عفان، حدثنا محمد بن الحارث الحارثي، حدثنا محمد بن

ص: 29


1- ح: 5357 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح : 5358 ، إسناده صحيح (شاكر)
3- ح: 5364 ، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح : 5365 ، إسناده صحيح (شاكر)

عبد الرحمن ابن البيلماني، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إذا لقيت الحاج فسلّم عليه وصافحه، ومره أن يستغفر لك، قبل أن يدخل بيته، فإنّه مغفور له». (1)

659 - [69/2] حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن الوليد بن كثير، عن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع عمّن حدّثه عن سالم بن عبد الله بن عمر بن عمر أنه سمعه يقول : حدثني عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«ثلاثة قد حرّم الله عليهم الجنّة: مدمن الخمر ، والعاقّ و الديّوث، الذي يقرّ في أهله الخبث.» (2)

660 - [2 / 71] حدثنا أبو سلمة الخزاعي، أخبرنا عبد العزيز بن محمد ابن الأندراوردي - مولى بني [ليث ] - عن عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري ثم المحاربي، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبّان قال:

« قلت لابن عمر اخبرني عن صلاة رسول الله صلی الله علیه و آله ، كيف كانت؟ قال: فذكر التكبير كلما وضع رأسه وكلما رفعه وذكر السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه و السلام عليكم عن يساره. »(3)

661 - [76/2] حدثنا عتاب بن زياد، حدثنا أبو حمزة - يعني السكري - عن إبراهيم - يعني الصائغ - عن نافع عن ابن عمر قال:

« كان رسول الله صلی الله علیه و آله يفصل بين الوتر والشفع، بتسليمة، ويسمعناها»(4)

ص: 30


1- ح : 5371 إسناده صحيح (شاكر)
2- ج: 5372
3- ح : 5402 ، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 5461 ، إسناده صحيح (شاكر)

662 - [76/2] حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا يحيى - يعني ابن سعيد - عن نافع أخبره، عن ابن عمر:

« أنّ امرأة كانت ترعى على آل كعب بن مالك غنماً بسلع، فخافت على شاة منها الموت، فذبحتها بحجر، فذكر ذلك للنبي صلی الله علیه و آله ؟ فأمرهم بأكلها».(1)

663 - [78/2] حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أيوب - يعني السختياني - عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله صلی الله علیه و آله ، قال :

« أيها رجل باع نخلاً قد أبرت، فثمرتها لربها الأول، إلا أن يشترط المبتاع».(2)

664 - [78/2] حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت عبد ربه بن سعيد يحدّث عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال :

« أيهما رجل باع نخلاً قد أبرت، فثمرتها للأول، وأبها رجل باع مملوكاً وله مال فياله لربه الأول، إلا أن يشترط المبتاع».

قال شعبة: فحدثته بحديث أيوب، عن نافع أنه حدث بالنخل عن النبي صلی الله علیه و آله ، و المملوك عن عمر قال عبدربه : لا أعلمهما جميعاً إلا عن النبي صلی الله علیه و آله ، ثم قال مرة أخرى فحدّث عن النبي صلی الله علیه و آله ، ولم يشكّ .(3)

665 - [79/2] حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، حدثنا عبد الله بن دينار :قال سمعت ابن عمر يقول:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن بيع الولاء، وعن هبته». (4)

ص: 31


1- ح : 5463
2- ح : 5487 ، إسناده صحيح (شاكر)
3- ح: 5491 ، إسناده صحيح (شاكر)
4- ح: 5496 ، إسناده صحيح (شاكر)

666 - [79/2] حدثنا محمد، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي الحكم سمعت ابن عمر يحدث، عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال:

« من اتخذ كلباً إلا كلب زرع أو غنم أو صيد، فإنه ينقص من أجره كلّ يوم قيراط.» (1)

667 - [2/ 80] حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلی الله علیه و آله ، قال :

«لا يأكل أحدكم بشماله، ولا يشرب بشماله، فإنّ الشيطان يأكل بشماله و يشرب بشماله».(2)

668 - [2/ 84] حدثنا يزيد، أخبرنا أبو جناب يحيى بن أبي حية عن شهر بن حوشب: سمعت عبد الله بن عمر يقول ... إلى أن قال: ولقد سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله يقول :

« يخرج من أمني قوم يسيؤون الأعمال، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم».

قال يزيد : لا أعلمه إلا قال:

« يحقر أحدكم عمله مع عملهم، يقتلون أهل الإسلام، فإذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذا خرجوا فاقتلوهم ، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم ، فطوبى لمن قتلهم، وطوبى لمن ،قتلوه كلما طلع منهم قرن قطعه الله . فردّد ذلك رسول الله صلى الله عليه و آله عشرين مرة - أو أكثر - وأنا أسمع».(3)

669 - [2/ 85] حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن محمد بن أبي يعقوب

ص: 32


1- ح : 5505 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح: 5514 ، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح : 5563

سمعت ابن أبي نعيم:

«سمعت عبد الله بن عمر بن الخطاب، وسأله رجل عن شيء، قال شعبة: أحسبه سأله عن المحرم يقتل الذباب ؟! فقال عبد الله أهل العراق يسألون عن الذباب، وقد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه و آله ! ! وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما ريحانتي من الدنيا».(1)

670 - [2/ 85] حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمر بن محمد بن زيد أنه سمع أباه محمّداً يحدث، عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«ما زال جبريل صلی الله علیه و سلم يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه - أو قال: خشيت أن يورثه -».(2)

671 - [2/ 85] حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن واقد بن محمد بن زيد، أنه سمع أباه يحدث، عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه و آله :

« أنه قال في حجّة الوداع: ويحكم - أو قال: ويلكم - لاترجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض .»(3)

672- [86/2] حدثنا أنس بن عياض حدثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلی الله علیه و آله قال :

« لكل أمة مجوس، ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم».(4)

673 - [2/ 89] حدثنا أبو النضر ، حدثنا الفرج، حدثنا محمد بن عامر، عن

ص: 33


1- ح: 5569 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح : 5577 إسناده صحيح (شاكر)
3- ح : 5578 ، إسناده صحيح (شاكر)
4- ح: 5584.

محمد بن عبيد الله، عن عمرو بن جعفر، عن أنس بن مالك، قال:

« إذا بلغ الرجل المسلم أربعين سنة آمنه الله من أنواع البلايا، من الجنون والبرص، والجذام، وإذا بلغ الخمسين لين الله عزوجل عليه حسابه، وإذا بلغ الستين رزقه الله إنابة يحبه عليها، وإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء، وإذا بلغ الثمانين تقبل الله منه حسناته ومحا عنه سيئاته، وإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وسمّي أسير الله في الأرض، وشفّع في أهله. »(1)

يقول شير محمد الهمداني: هذا الحديث أورده الصدوق محمد بن بابويه رحمه الله في كتاب (الخصال) في أبواب الأربعين بإسناد ذكره عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله ... وساقه إلى آخره بأدنى اختلاف، ورواه أيضاً بإسناد ذكره عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله الله وبإسناد آخر عن علي بن المغيرة، عن أبي عبد الله علیه السلام (2). و أورده الكليني في الثلث الأول من كتاب الروضة بإسناد ذكره عن ابن أبي نجران عن محمد بن القاسم، عن علي بن المغيرة، عن أبي عبد الله علیه السلام. (3)

674 - [89/2] حدثنا هاشم، حدثنا الفرج، حدثني محمد بن عبد الله العامري، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن النبي صلی الله علیه و آله ، مثله . (4)

675- [89/2] حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر قال:

ص: 34


1- ح:5626
2- الخصال 548,547,546 .
3- ( 3 ) الكافي: 107/8
4- ح: 5627

« سألت رسول الله صلى الله عليه وآله : أشتري الذهب بالفضة، أو الفضة بالذهب؟ قال: إذا اشتريت واحداً منهما بالآخر فلا يفارقك صاحبك وبينك وبينه لبس».(1)

676 - [89/2] حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهير عن موسى بن عقبة، عن سالم ابن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر:

«أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله حين أمر أسامة بلغه أنّ الناس يعيبون أسامة ويطعنون في إمارته فقام (2) كما حدثني سالم فقال: إنكم تعيبون أسامة وتطعنون في إمارته وقد فعلتم ذلك في أبيه من قبل، وإن كان الخليقاً للإمارة، وإن كان لأحب الناس كلهم إنّي، وإنّ ابنه هذا بعده من أحب الناس إلي، فاستوصوا به خيراً، فإنّه من خياركم». (3)

677 - [2 / 90] حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا ابن عمر - يعني عبد الجبار الأيلي - حدثنا يزيد بن أبي سمية: سمعت ابن عمر يقول:

«سألت أم سليم - وهي أم أنس بن مالك - النبي صلى الله عليه و آله فقالت: يا رسول الله ترى المرأة في المنام ما يرى الرجل؟ فقال لها رسول الله صلی الله علیه و آله : إذا رأت المرأة ذلك وأنزلت فلتغتسل ».(4)

678 - [91/2] حدثنا حجاج، حدثنا ليث، حدثني عقيل عن ابن شهاب، أنّ سالم بن عبد الله، أخبره أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله عزوجل

ص: 35


1- ح: 5628 ، إسناده صحيح. (شاكر)
2- في الطبقات الكبرى 66/4 : فقام رسول الله صلی الله علیه و آله في الناس. فقال كما حدثني سالم.
3- ح 5630 ، إسناده صحيح. (شاکر)
4- ح: 5636

في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عزوجل عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة». (1)

679 - [91/2] حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا أبو معشر، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« كل مسكر حرام، ما أسكر كثيره فقليله حرام».(2)

680 - [2/ 92] حدثنا أبو عبيدة الحداد، عن عاصم بن محمد، عن أبيه ، عن ابن عمر: «أنّ النبي عل نهى عن الوحدة أن يبيت الرجل وحده، أويسافر وحده».(3)

681 - [91/2] حدثنا قراد، أخبرنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: «سبّق النبي صلى الله عليه و آله بين الخيل، وأعطى السابق». (4)

682 - [2 / 92] حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«أيها الناس اتقوا الظلم، فإنّه ظلمات يوم القيامة». (5)

683 - [92/2] حدثنا حماد بن مسعدة، عن عبيد الله، عن نافع عن ابن عمر:

«أن رسول الله صلى الله عليه و آله كان يصلّي في العيدين، الأضحى والفطر، ثم يخطب بعد الصلاة» .(6)

684 - [92/2] حدثنا هاشم حدثنا شريك، عن عثمان – يعني ابن المغيرة -

ص: 36


1- ح : 5646 ، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 5648.
3- ح : 5650 ، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 5656 إسناده صحيح (شاكر)
5- ح: 5662 ، إسناده صحيح. (شاكر)
6- ح: 5663 ، إسناده صحيح (شاكر)

وهو الأعشى، عن مهاجر الشامي، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة».(1)

685 - [92/2] حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو معاوية - يعني شيبان - عن ليث عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

«ليس فيها دون خمس من الإبل ، ولا خمس أواق، ولا خمسة أوساق، صدقة». (2)

686 - [93/2] حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو عقيل، وهو عبد الله بن عقيل، حدثنا عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر، حدثنا سالم ، عن أبيه، قال:

«ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه رسول الله صلی الله علیه و آله على المنبر يستسقي، فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب وأذكر قول الشاعر:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه*شمال اليتامى عصمة للأرامل

وهو قول أبي طالب». (3)

يقول شير محمد الهمداني: في شرح المسند لأحمد شاكر، المطبوع معه الذي كنت أعبر عنه بحاشية المسند ما هذا لفظه وبيت أبي طالب من قصيدة فخمة جليلة، هي لاميته المشهورة، وتزيد على مائة بيت في بعض رواياتها، قالها في الشعب لما اعتزل مع بني هاشم وبني المطلب قريشاً، وهي معروفة عند الأدباء وأهل المعرفة بالشعر والمؤرخين، وقد رواها ابن هشام أو أكثرها في (السيرة) «172 - 176 » طبعة أوربة ... إلى أن قال: وقال ابن هشام عقبها هذا ما صح لي من هذه القصيدة، وبعض

ص: 37


1- ح : 5664 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح : 5670 ، إسناده صحيح (شاكر)
3- ح : 5673 ، إسناده صحيح (شاكر)

أهل العلم بالشعر ينكر أكثرها، وتعقبه الحافظ ابن كثير فقال : هذه قصيدة عظيمة بليغة جداً، لا يستطيع قولها إلا من نسبت إليه، وهي أفحل من المعلقات السبع، وأبلغ في تأدية المعنى فيها جميعها، وقد أوردها الأموي في مغازيه مطولة بزيادات أخر.

687 - [93/2] حدثنا أبو النضر ، حدثنا مهدي، عن محمد بن أبي يعقوب، عن ابن أبي نعم، قال:

« جاء رجل إلى ابن عمر، وأنا جالس، فسأله عن دم البعوض ؟ فقال له: ممن أنت؟ :قال من أهل العراق قال ها انظروا إلى هذا يسأل عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن رسول الله صلی الله علیه و آله ، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : هما ريحانتي من الدنيا !!».(1)

688 - [95/2] حدثنا روح، حدثنا صالح بن أبي الأخضر، حدثنا ابن شهاب، عن سالم، قال:

«كان عبد الله بن عمر يفتي بالذي أنزل الله عزوجل من الرخصة بالتمتع وسنّ رسول الله صلی الله علیه و آله فيه، فيقول ناس لابن عمر كيف تخالف أباك وقد نهى عن ذلك ؟! فيقول لهم عبد الله : ويلكم ! ألا تتقون الله ؟! إن كان عمر نهى عن ذلك فيبتغي فيه الخير يلتمس به تمام العمرة، فلم تحرمون ذلك وقد أحله الله وعمل به رسول الله صلی الله علیه و آله ؟! أفرسول الله صلی الله علیه و آله أحق أن تتبعوا سته أم سنة عمر ؟! إن عمر لم يقل لكم إن العمرة في أشهر الحج حرام، ولكنّه قال: إن أتم العمرة أن تفردوها من أشهر الحج». (2)

689-[2/ 95] حدثنا أسود بن عامر، أخبرنا أبو بكر - يعني ابن عياش - عن العلاء بن المسيب عن إبراهيم بن قعيس، عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 38


1- ح : 5675 إسناده صحيح (شاكر)
2- ح : 5700 ، إسناده صحيح (شاكر)

«سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا يفعلون، فمن صدقهم بكذبهم، و أعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، ولن يرد علي الحوض».(1)

690 - [2/ 98] حدثنا حجين بن المثنى، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله عبد الله بن دينار عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إنّ الذي لا يؤدي زكاة ماله يمثل الله له ماله يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان، ثم يلزمه بطوقه، يقول: أنا كنزك، أنا كنزك». (2)

691 - [2 / 98] حدثنا أسود بن عامر، حدثنا بقية بن الوليد الحمصي عن عثمان بن ،زفر عن هاشم، عن ابن عمر قال:

«من اشترى ثوباً بعشرة دراهم وفيه درهم حرام لم يقبل الله له صلاة مادام عليه. قال : ثم أدخل أصبعيه في أذنيه، ثم قال: صمتا إن لم يكن النبي صلی الله علیه و آله سمعته يقوله .» (3)

692 - [98/2] حدثنا أسود بن عامر، أخبرنا هريم، عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال:

«كان رسول الله صلی الله علیه و آله تحمل معه العنزة في العيدين في أسفاره، فتركز بين يديه فيصلي إليها».(4)

693 - [99/2] حدثنا عارم، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا موسى بن عقبة، عن سالم عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

ص: 39


1- ح: 5702 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح: 5729 إسناده صحيح الزبيبتان هما الزبدتان في الشدقين، وقيل: هما النكتان السوداوان. (شاکر)
3- ح: 5732.
4- ح: 5734 إسناده صحيح العنزة: مثل نصف الرمح أو اكبر شيئاً، وفيها سنان مثل سنان الرمح . (شاكر)

«من أخذ شيئاً من الأرض ظلماً خسف به إلى سبع أرضين». (1)

694 - [99/2] حدثنا حسين بن محمد، حدثنا شعبة، عن أبي يونس حاتم بن مسلم سمعت رجلاً من قريش يقول:

«رأيت امرأة جاءت إلى ابن عمر بمنى عليها درع حرير، فقالت: ما تقول في الحرير؟ فقال نهى رسول الله صلی الله علیه و آله عنه». (2)

695 - [99/2] حدثنا يونس بن محمد، حدثنا الحارث بن عبيد حدثنا بشر بن حرب قال: سألت عبد الله بن عمر، قال:

« قلت: ما تقول في الصوم في السفر؟ قال : تأخذ إن حدثتك ؟! قلت: نعم، قال: كان رسول الله صلى الله عليه و آله إذا خرج من هذه المدينة قصر الصلاة ولم يصم حتى يرجع إليها».(3)

696 - [99/2] حدثنا حسين بن محمد، حدثنا يزيد - يعني ابن عطاء عن يزيد ابن أبي زياد، حدثني الحسن بن سهيل - أو سهيل بن عمروبن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الله بن عمر قال:

« نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن الميثرة، والقسية، وحلقة الذهب، والمقدم... الحديث». (4)

ص: 40


1- ح : 5740 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح : 5764.
3- ح : 5750 ، إسناده حسن . (شاكر)
4- ح : 5751 ، إسناده صحيح، الميثرة : جلود السباع، وقيل أي ،وطيء ،لين، وأصلها مؤثرة، وهي من مراكب العجم، تعمل من حرير أوديباج القسية: هي ثياب من كتان مخلوط تحرير يؤتى بها من مصر، نسبت إلى قرية على ساحل البحر قريباً من تنيس يقال لها: القس، بفتح القاف وأصحاب الحديث يقولونه بكسر القاف المقدم : الغطاء أو نحوه ، وقيل هو من الناس : العبي عن الحجة والكلام. (شاكر) أقول: وقيل: أصل القسي : القرى بالزاي منسوب إلى القزّ، وهو ضرب من الإبريسم، فأبدل من الزاى سينا. وقيل: منسوب إلى القس، وهو الصقيع، لبياضه.

697 - [101/2] حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أيوب، عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة».(1)

698 - [101/2] حدثنا عفان، قال: حدثنا [حماد] ، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله ، مثله . (2)

699 - [101/2] حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، حدثنا عثمان بن عبد الله بن موهب، قال:

جاء رجل [من مصر] يحج البيت قال فرأى قوماً جلوساً، فقال: من هؤلاء القوم ؟ فقالوا قريش قال فمن الشيخ فيهم ؟ قالوا: عبد الله بن عمر قال: يا ابن عمر إني سائلك عن شيء، أو أنشدك - أو نشدتك - بحرمة هذا البيت أتعلم أنّ عثمان فر يوم أحد ؟ قال: نعم، قال: فتعلم أنه غاب عن بدر فلم يشهده؟ قال: نعم قال : وتعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان ؟ قال: نعم، قال: فكبر المصري... الحديث».(3)

700 - [2/ 103] حدثنا عفان، حدثنا شعبة، أخبرني جبلة سمعت ابن عمر يقول : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«من جر ثوباً من ثيابه من المخيلة فإنّ الله لا ينظر إليه يوم القيامة».(4)

-701- [2/105] حدثنا علي بن عاصم، عن عطاء - يعني ابن السائب - عن محارب - يعني ابن دثار - عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

ص: 41


1- ح : 5768 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح : 5769 ، إسناده صحيح (شاكر)
3- ح: 5772 إسناده صحيح (شاكر)
4- ح : 5803، إسناده صحيح، المخيلة: من الخيلاء. (شاكر)

« يا أيها الناس إياكم و الظلم، فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة».(1)

702- [107/2] حدثنا عفان، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، حدثنا عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال:

«اتخذ رسول الله صلى الله عليه و آله خاتما من ذهب، فاتخذ الناس خواتيم من ذهب، فقام يوماً فقال: إني كنت ألبس هذا الخاتم، ثم نبذه، فنبذ الناس خواتيمهم».(2)

703- [107/2] حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا علي بن زيد، عن يحيى بن يعمر قلت لابن عمر :

« إنّ عندنا رجالاً يزعمون أن الأمر بأيديهم، فإن شاؤوا عملوا، وإن شاؤوا لم يعملوا ؟ فقال : أخبرهم أني منهم بريء، وأنهم مني براء. ثم قال: جاء جبريل صلی الله علیه و سلم إلى النبی صلی الله علیه و آله ، فقال : يا محمد ، ما الإسلام؟ فقال: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: نعم، قال: صدقت قال: فما الإحسان؟ قال: تخشى الله تعالى كأنك تراه فإن لا تك تراه فإنّه يراك، قال: فإذا فعلت ذلك فأنا محسن؟ قال: نعم قال: صدقت قال: فما الإيمان؟ قال تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، والبعث من بعد الموت ،والجنّة والنار، والقدر كله قال فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن؟ قال: نعم، قال: صدقت».(3)

704 - [107/2] حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن إسحاق بن سويد، عن يحيى بن يعمر ، عن ابن عمر، عن النبي صلی الله علیه و آله ، بمثله، قال:

ص: 42


1- ( 1 ) :ح 5832 ، إسناده حسن شاكر)
2- ح:5851 ، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ح: 5856 ، إسناده صحيح (شاكر)

«و كان جبريل يأتي النبي في صورة دحية».(1)

705 - [108/2] حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه:

« أن رسول الله صلى الله عليه و آله أمر بحدّ الشّفار، وأن توارى عن البهائم، وإذا ذبح أحدكم فليجهز». (2)

706 - [2/ 108] حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلی الله علیه و آله قال:

«عليكم بالسواك، فإنّه مطيبة للفم، ومرضاة للربّ».(3)

1707 - [108/2] حدثنا قتيبة بن سعيد حدّثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمارة ابن غزية عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«إنّ الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته».(4)

708- [2/ 108] حدثنا مصعب حدثني مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلی الله علیه و آله نهى عن النجش».(5)

709 - [2/ 108] حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا حصين- يعني ابن نمير - أبو محصن، عن الفضل بن عطية، حدثني سالم، عن أبيه:

ص: 43


1- ح : 5857، إسناده صحیح .(شاکر)
2- ح : 5864، إسناده صحیح ، الشفار : جمع شفرة ، و هي السکین العریضة. فلیجهز : أی فلیسرع فی القتل . (شاکر)
3- ح : 5865، إسناده صحیح .(شاکر)
4- ح : 5866، إسناده صحیح . (شاکر)
5- ح : 5870، إسناده صحیح ، النجش : أن تعطیه بسعلته أکثر من ثمنها ، و لیس فی نفسک اشتراؤها ، فیقتدی بک غیرک.(شاکر)

«أن النبي صلی الله علیه و آله خرج يوم عيد، فبدأ فصلّى بلا أذان ولا إقامة، ثم خطب».(1)

710 - [2/ 108] قال: وحدثني عطاء، عن جابر، مثل ذلك. (2)

711- [2/ 109] حدثنا هارون، أخبرنا ابن وهب سمعت عبد الله بن عمر یحدّث عن نافع عن عبد الله بن عمر أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله ، قال :

«إنّ الله وتر يحب الوتر ... الحديث».(3)

712 - [109/2] حدثنا هارون، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث أنّ عبد الرحمن بن القاسم حدثه، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

« إنّ الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آية من آيات الله تبارك وتعالى، فإذا رأيتموهما فصلّوا». (4)

713 - [2/ 109] حدثنا حسين بن محمد، حدثنا خلف - يعني ابن خليفة - عن أبي ،جناب عن أبيه عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« لا تبيعوا الدينار بالدينارين، ولا الدرهم بالدرهمين، ولا الصاع بالصاعين، فإني أخاف عليكم الرماء - والرماء: هو الربا - فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله، أرأيت الرجل يبيع الفرس بالأفراس والنجيبة بالإبل؟ قال: لا بأس، إذا كان يداً بيد».(5)

714 - [109/2] حدثنا حسين، حدثنا خلف عن أبي جناب عن أبيه، عن عبد الله بن عمر قال:

«كان جذع نخلة في المسجد، يسند رسول الله صلى الله عليه و آله ظهره إليه إذا كان يوم جمعة،

ص: 44


1- ح : 5871 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح : 5871 م ، إسناده صحيح، وهو ملحق بالإسناد السابق (شاكر)
3- ح : 5880 ، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح : 5883 ، إسناده صحيح (شاكر)
5- ح : 5885 .

أو حدث أمر يريد أن يكلم الناس، فقالوا: ألا نجعل لك يا رسول الله شيئاً كقدر قيامك؟ قال : لا عليكم أن تفعلوا، فصنعوا له ثلاث مراق، قال: فجلس عليه، قال: فخار الجذع كما تخور ،البقرة، جزعاً على رسول الله صلى الله عليه و آله ، فالتزمه ومسحه، حتى سكن». (1)

715 - [2/ 110] حدثنا سليمان، أخبرنا إسماعيل، أخبرني ابن دينار عن ابن عمر :

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله بعث بعثاً، وأمر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمرته فقام رسول الله صلى الله عليه و آله فقال : إن تطعنوا في إمرته فقد تطعنون في إمرة أبيه من قبل، وإيم الله إن كان الخليقاً للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإنّ هذا المن أحب الناس إلي بعده». (2)

716 - [2 / 114] ، حدثنا سريج، حدثنا مهدي، عن محمد بن أبي يعقوب، عن ابن أبي نعم، قال:

«كنت جالساً عند ابن عمر ، فجاء رجل يسأل عن دم البعوض ؟ فقال له ابن : عمر ممن أنت قال أنا من أهل العراق، قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه و آله !! وقد سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله يقول: هما ريحانتي من الدنيا».(3)

717 - [2 / 114] ، حدثنا سريج، حدثنا عبد الله، عن نافع عن ابن عمر: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«صدقة الفطر على كل مسلم، صغير أو كبير ، حر أو عبد ذكر أو أنثى، صاع

ص: 45


1- ح: 5886
2- ح : 5888 ، إسناده صحيح (شاكر)
3- ح : 5940 ، إسناده صحيح. (شاكر)

من تمر، أو صاع من شعير».(1)

718- [115/2] حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا زمعة، عن ابن شهاب، عن سالم، عن ابن عمر: إن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين».(2)

719- [115/2] حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر :

« أن رسول الله صلى الله عليه و آله كان يستلم الركن اليماني والأسود كل طوافه، ولا يستلم الركنين الآخرين اللذين يليان الحجر». (3)

720- [116/2] حدثنا مروان بن معاوية، حدثنا عمر بن حمزة العمري حدثنا سالم بن عبد الله، عن ابن عمر قال قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« من استطاع منكم أن يكون مثل صاحب فرق الأرز فليكن مثله. قالوا: يا رسول الله، وماصاحب فرق الأرز؟ قال: خرج ثلاثة فقيمت عليهم السماء، فدخلوا غاراً، فجاءت صخرة من أعلى الجبل حتى طبقت الباب عليهم فعالجوها، فلم يستطيعوها، فقال بعضهم لبعض: لقد وقعتم في أمر عظيم فليدع كل رجل بأحسن ما عمل، لعل الله تعالى أن ينجينا من هذا، فقال: أحدهم: اللهم إنك تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت أحلب حلابهما فأجيئهما وقد ناما، فكنت أبيت قائماً وحلابهما على يدي أكره أن أبدأ بأحد قبلهما،

ص: 46


1- ح : 5942 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح: 5964 ، معناه: لا يخدعن المؤمن ولايؤتين من ناحية الغفلة، فيقع في مكروه أو شر وهو لا يشعر، وليكن متيقظاً حذراً، وهذا قد يصلح أن يكون في أمر الدنيا والآخرة معاً. (شاكر)
3- ح : 5965 إسناده صحيح. (شاكر)

أو أن أوقظهما من نومهما، وصبيتي يتضاغون حولي، فإن كنت تعلم أني إنما فعلته من خشيتك فافرج عنا، قال: فتحركت الصخرة، قال: وقال الثاني: اللهم إنك تعلم أنه كانت لي ابنة عم لم يكن شيء مما خلقت أحب إلي منها، قسمتها نفسها، فقالت: لا والله دون مائة دينار، فجمعتها ودفعتها إليها، حتى إذا جلست منها مجلس الرجل فقالت: اتق الله، ولا تفضّ الخاتم إلا بحقه فقمت عنها، فإن كنت تعلم أنها فعلته من

اللهم خشيتك فافرج عنا، قال: فزالت الصخرة حتى بدت السماء، وقال الثالث: إنك تعلم أني كنت استأجرت أجيراً بفرق من أرز ، فلما أمسى عرضت عليه حقه فأبى أن يأخذه، وذهب وتركني، فتحرجت منه، وثمرته له، وأصلحته حتى اشتريت نه بقراً وراعيها، فلقيني بعد حين، فقال: اتق الله، وأعطني أجري، ولا تظلمني، فقلت: انطلق إلى ذلك البقر وراعيها فخذها، فقال: اتق الله ، ولا تسخر بي، فقلت: إني لست أسخر بك، فأنطلق فاستاق ذلك، فإن كنت تعلم إنما فعلته ابتغاء مرضاتك خشية منك فافرج عنا فتدحرجت الصخرة، فخرجوا يمشون».(1)

721 - [2 / 116] حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن صالح ، حدثنا نافع أنّ عبد الله ابن عمر قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« بينما ثلاثة رهط يتماشون، أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل، فبينما هم فيه حطت صخرة من الجبل، فأطبقت عليهم... فذكر الحديث مثل معناه».(2)

722- [117/2] حدثنا سليمان بن داود حدثنا محمد بن مسلم بن مهران

ص: 47


1- ح: 5973 ، إسناده صحيح (بفَرَق من أرز) ، الفرق تقدم المعنى في هامش حديث 161، حتّى طبقت الباب عليهم أي غطته الجلاب: اللبن الذي يحلب يتضاغون: يصيحون ويكون قسمتها نفسها من السوم والمساومة، لا تفض الخاتم إلا بحقه أي لا تكسر الخاتم، وكنت بالخاتم عن عذرتها. (شاكر)
2- ح: 5974 ، إسناده صحيح، والحديث مكرر ماقبله (شاکر)

مولى لقريش سمعت جدي يحدّث عن ابن عمر:

« أن رسول الله صلى الله عليه و آله كان لاينام إلا والسواك عنده ، فإذا استيقظ بدأ بالسواك».

(1)723- [118/2] حدثنا إسحاق بن سليمان قال: سمعت حنظلة يذكر عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« من الفطرة حلق العانة، وتقليم الأظفار، وقص الشارب».

وقال إسحاق مرة وقصّ الشوارب. (2)

724 - [118/2] حدثنا حسن بن موسى، أخبرنا ابن لهيعة، عن أبي النضر، حدثنا سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن النبي صلی الله علیه و آله أنه قال:

« من الحنطة خمر، ومن التمر خمر، ومن الشعير خمر، ومن الزبيب خمر، ومن العسل خمر ».(3)

725 - [118/2] حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنا ابن المبارك، عن عمر بن محمد

ابن زيد، حدثني أبي، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إذا صار أهل الجنة في الجنّة وأهل النار في النار، جيء بالموت حتى يوقف بين الجنّة والنار، ثمّ يذبح ثم ينادي مناد يا أهل الجنّة، خلود لا موت يا أهل النار، خلود لا موت، فازداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم وازداد أهل النار حزناً إلى حزنهم ».(4)

726- [120/2] حدثنا هاشم حدثنا عاصم عن أبيه، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

« بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام

ص: 48


1- ح: 5979 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح : 5988 ، إسناده صحيح (شاكر)
3- ح: 5992 ، إسناده صحيح. (شاكر)
4- ح: 5993 ، إسناده صحيح (شاكر)

الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان».(1)

727 - [122/2] حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، قال: قال نافع قال عبد الله ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

« لا يبيع بعضكم على بيع بعض، ولا يخطب بعضكم على خطبة بعض».(2)

728 - [124/2] حدثنا يونس، حدثنا فليح عن نافع عن ابن عمر:

«أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله البلد رأسه وأهدى ، فلما قدم مكة أمر نساءه أن يحللن قلن: ما لك أنت لا تحل؟ قال: إني قلدت هديي، ولبدت رأسي، فلا أحل حتى أحلّ من حجتي وأحلق رأسي ». (3)

729 - [125/2] حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، حدثني عبد الرحمن بن صالح ابن محمد الأنصاري، عن عمر بن عبد الله مولى غفرة، عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إنّ لكل أمة مجوساً، وإن مجوس أمتي المكذبون بالقدر، فإن ماتوا فلا تشهدوهم وإن مرضوا فلا تعودوهم».(4)

730- [128/2] حدثنا شجاع بن الوليد، عن موسى بن عقبة، عن نافع عن ابن عمر :

«أن رسول الله صلى الله عليه و آله حلق رأسه في حجة الوداع ».(5)

ص: 49


1- ح: 6015 ، إسناده صحيح (شاكر)
2- ح: 6034 ، إسناده صحيح. (شاكر)
3- ج: 6068 ، إسناده صحيح، وهو من مراسيل الصحابة، قوله :قلن أي قال أزواج رسول الله (شاکر)
4- ح: 6077 ، في إسناده بحث دقيق، وأنا أرجح أنه صحيح (شاكر)
5- ح : 6115 ، إسناده صحيح (شاكر)

731 - [128/2] حدثنا شجاع بن الوليد، عن عمر بن محمد، عن سالم، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« ما تجرّع عبد جرعة أفضل عند الله عزوجل من جرعة غيظ، يكظمها ابتغاء وجه الله تعالى».(1)

732 - [128/2] حدثنا محمد بن يزيد عن عاصم بن محمد بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

« لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي في الناس اثنان». (2)

يقول شير محمد : من هنا نسخت من الطبعة الأولى من المسند.

733 - [2 / 130] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يعقوب أخبرني ابن أخي ابن شهاب، عن عمه أخبرنا سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال :

« طلقت امرأتي وهي حائض ، فذكر عمر ذلك لرسول الله صلی الله علیه و آله ؟ قال: فتغيظ رسول الله صلی الله علیه و آله ، ثم قال : ليراجعها حتى تحيض حيضة مستقبلة سوى حيضتها التي طلقها فيها، فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهراً من حيضتها قبل أن يمسها، فذلك الطلاق للعدة ، كما أمر الله تعالى، وكان عبد الله طلقها تطليقة فحسبت من طلاقها، وراجعها عبد الله كما أمره »

ص: 50


1- ح: 6116 ، إسناده صحيح. (شاكر)
2- ح: 6121 ، إسناده صحيح. (شاكر) أقول: إلى هنا تم ما انتخبه مؤلف الكتاب من الطبعة الثانية من مسند الإمام أحمد، ولما كانت الطبعات الأخر لكتاب المسند مختلفة في ترقيم أحاديث الكتاب بحسب تتبعنا ارتأينا عدم ذكر رقم للحديث المنتخب فيما بعد، واكتفينا بذكر الجزء والصفحة من الطبعة الأولى منه، وهو نحسب منهج المؤلف رحمه الله .

734 - [2 / 131] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن صالح، حدثني نافع أنّ عبد الله بن بن عمر أخبره، قال:

« اطلع رسول الله صلی الله علیه و آله على أهل القليب ببدر ، ثم ناداهم فقال يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ قال: أناس من أصحابه: يا رسول الله ، أتنادي ناساً أمواتاً ؟ فقال رسول الله صلی الله علیه و آله ما أنتم بأسمع لما قلت منهم».

735 - [132/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش عن صالح بن كيسان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة: أنّ النبي صلى الله عليه و آله كان يرفع يديه حذو منكبيه، حين يكبر ويفتتح الصلاة، وحين يركع، وحين يسجد».

736 - [132/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل ابن عياش عن صالح بن كيسان عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلی الله علیه و آله ، ومثل ذلك .

737 - [2/139] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا إسحاق بن يوسف، عن شريك، عن عبد الله بن شريك العامري قال:

«سمعت عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، سُئلوا عن العمرة قبل الحجّ في المتعة؟ فقالوا: نعم، سنّة رسول الله صلی الله علیه و آله ، تقدم فتطوف بالبيت وبين الصفا والمروة، ثمّ تحلّ، وإن كان ذلك قبل يوم عرفة بيوم ثم تهل بالحج، فتكون قد جمعت عمرة وحجّة - أو جمع الله لك عمرة وحجة -».

738 - [139/2 ] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا حجاج، عن ابن جريج وعبدالرزاق، أخبرنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع ابن عمر، يقول:

« قرأ رسول الله صلى الله عليه و آله :«يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلَقُوهُنَّ»(1) في قبل عدتهن».

ص: 51


1- سورة الطلاق: 1.

739 - [152/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا یونس، عن الزهري، قال:

« بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه و آله كان إذا رمى الجمرة الأولى التي تلي المسجد، رماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم يقوم أمامها، فيستقبل البيت، رافعاً يديه يدعو، وكان يطيل الوقوف، ثم يرمي الثانية بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم ينصرف ذات اليسار إلى بطن الوادي، فيقف ويستقبل القبلة رافعاً يديه يدعو، ثم يمضي حتى يأتي يوم الجمرة التي عند العقبة، فيرميها بسبع حصيات يكبر عند كل حصاة، ثم ينصرف ولا يقف».

قال الزهري: سمعت سالماً يحدّث عن ابن عمر عن النبي صلی الله علیه و آله بمثل هذا، و كان ابن عمر يفعل مثل هذا.

740 - [152/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا روح، حدثنا مالك، عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله، عن أبيه:

« أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله صلى المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعاً».

741 - [153/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سليمان بن داود، أخبرنا شعبة، عن محمد بن أبي يعقوب سمعت ابن أبي نعم، يقول:

« شهدت ابن عمر، وسأله رجل من أهل العراق عن محرم قتل ذباباً؟ فقال: يا أهل العراق تسألوني عن محرم قتل ذباباً وقد قتلتم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه و آله ؟! و قد قال رسول الله صلی الله علیه و آله : هما ريحانتي من الدنيا».

742 - [2 / 153] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الصمد، حدثنا صخر، عن نافع عن ابن عمر قال:

« نهى رسول الله صلی الله علیه و آله أن يبيع حاضر لباد، وكان يقول: لا تلقوا البيوع، ولا

ص: 52

يبع بعض على بيع بعض ، ولا يخطب أحدكم أو أحد على خطبة أخيه، حتى يترك الخاطب الأول أو يأذنه فيخطب».

143 - [158/2] حدثنا عبد الله قال : وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط عطاء يده حدّثنا علي بن حفص، حدثنا ورقاء، عن - يعني ابن السائب - عن ابن جبیر «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر»(1) هو الخير الكثير ، وقال عطاء : عن محارب بن دثار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«الكوثر نهر في الجنّة، حافتاه من ذهب والماء يجري على اللؤلؤ، وماؤه أشدّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل ».

ص: 53


1- سورة الكوثر : 1 .

المنتخب من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص

744 - [2 / 158] حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد، حدثني أبي، حدثنا هشيم عن حصين بن عبد الرحمن ومغيرة الضبي، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر وقال:

«زوجني أبي امرأة من قريش... إلى أن قال: ثم انطلق إلى النبي صلی الله علیه و آله ، فشكاني، فأرسل إلى النبي صلی الله علیه و آله ، فأتيته، فقال لي : أتصوم النهار؟ قلت نعم قال وتقوم الليل؟ قلت: نعم، قال: لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام وأمس النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني... إلى أن قال: صم يوماً وأفطر يوماً، فإنّه أفضل الصيام، وهو صيام أخي داود الله صلی الله علیه و سلم ».

745 - [2 / 158] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى بن إسحاق، أخبرني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد، عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار، ونهى عن الخمر والميسر، ،والكوبة، و الغبيراء قال وكل مسكر حرام». (1)

746 - [2 / 158] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الله بن بكر قال حاتم بن أبي صغيرة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن عمر وقال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«ما على الأرض رجل يقول : لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله والحمد لله

ص: 54


1- الكوبة النرد وقيل الطبل الغبيراء ضرب من الشراب يتخذه الحبش من الذرة.

ولاحول ولا قوة إلا بالله إلا كُفّرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر».

747 - [159/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد عن القاسم - يعني ابن مخيمرة -، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلی الله علیه و آله قال :

« ما أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عزوجل الملائكة الذين يحفظونه فقال: اكتبوا لعبدي كلّ يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي».

748 - [159/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر، أخبرنا معمر ، حدثنا ابن شهاب ، عن عيسى بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال:

« رأيت رسول الله صلی الله علیه و آله واقفاً على راحلته بمنى، فأتاه رجل فقال: يا رسول الله إني كنت أرى أن الحلق قبل الذبح، فحلقت قبل أن أذبح ؟ قال : اذبح ولاحرج، ثم جاءه آخر فقال يا رسول الله إني كنت أرى أن الذبح قبل الرمي، فذبحت قبل أن أرمي؟ فقال: ارم ولاحرج، قال: فما سئل عن شيء قدمه رجل قبل شيء إلا قال: افعل ولاحرج».

749 - [159/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي كثير، عن عبد الله بن عمروبن العاصي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

« الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والفحش فإنّ الله لا يحب الفحش ولا التفحش، وإياكم والشح، فإنّ الشح أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالفجور ففجروا، قال: فقام رجل فقال: يا رسول الله، أي الإسلام أفضل؟ قال: أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك، فقام ذاك - أو آخر - فقال : يا رسول الله، أي الهجرة أفضل؟ قال: أن تهجر ما كرّه ربّک ،

ص: 55

والهجرة هجرتان هجرة الحاضر والبادي، فهجرة البادي أن يجيب إذا دعي، ويطيع إذا أمر ، والحاضر أعظمهما بلية وأفضلهما أجراً».

750 - [2 / 160] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابر، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله يقول:

«كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت».(1)

751- [2 / 160] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سفيان، عن داود - يعني ابن شابور - عن مجاهد، وبشر بن إسماعيل، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«ما زال جبريل صلی الله علیه و سلم لا يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه».

752 - [161/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن الحارث، قال:

«إني لأسير مع معاوية في منصرفه من صفين بينه وبين عمروبن العاص، قال: فقال عبد الله بن عمرو بن العاصي يا أبت ما سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله يقول لعمار : ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية؟ قال: فقال عمر و لمعاوية: ألا تسمع ما يقول هذا؟ فقال معاوية : لا تزال تأتينا بهنة أنحن قتلناه؟! إنها قتله الذين جاؤوا به !!».(2)

753 - [161/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن الأعمش، عن عبد الرحمن بن أبي زياد، مثله أو نحوه.

ص: 56


1- يضيع من الأضاعة والتضييع.
2- الهنة يراد بها الأمور العظام والشدائد. اقول: إن يك تأويل معاوية صحيح للحديث إذن فرسول الله صلی الله علیه و آله هو الذي قتل سيد الشهداء حمزة يوم أحد.

754 - [161/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن زید بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال:

« انتهيت إلى عبد الله بن عمرو بن العاصي، وهو جالس في ظل الكعبة، فسمعته :يقول بينا نحن مع رسول الله صلی الله علیه و آله في سفر ، إذ نزلنا منزلاً ... إلى أن قال: إذ نادى مناديه الصلاة جامعة قال فاجتمعنا، قال: فقام رسول الله صلی الله علیه و آله فخطبنا، فقال: إنه لم يكن نبي قبلي إلا دل أمته على ما يعلمه خيراً لهم، ويحذرهم ما يعلمه شراً لهم... إلى أن قال: فمن سره منكم أن يزحزح عن النار، وأن يدخل الجنة، فلتدركه مونته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يجب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه، فليطعه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر،

قال: فأدخلت رأسي من بين الناس، فقلت: أنشدك بالله أنت سمعت هذا من رسول الله صلی الله علیه و آله ؟ قال : فأشار بيده إلى اذنيه، فقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي، قال: فقلت هذا ابن عمك معاوية - يعني - يأمرنا بأكل أموالنا بيننا بالباطل، وأن نقتل أنفسنا، وقد قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُم بالباطل»(1) ، قال : فجمع يديه فوضعهما على جبهته، ثمّ نكس هنية، ثم رفع رأسه فقال: أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله عزوجل .»

755-[163/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا ابن نمير، حدثنا الأعمش، عن عثمان بن عمير بن أبي اليقظان، عن أبي حرب بن أبي الأسود قال: سمعت عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

« ما أقلت الغبراء، ولا أظلّت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر ».(2)

ص: 57


1- سورة النساء: 29 .
2- الغبراء الأرض، الخضراء السماء.

756- [164/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن ريحان بن يزيد العامري، عن عبد الله بن عمرو قال: قال النبي صلی الله علیه و آله :

« لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي».(1)

757 - [2 / 164] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد، أخبرنا العوام، حدثني أسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد العنبري قال:

« بينما أنا عند معاوية، إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار، يقول كل واحد منهما أنا قتلته فقال عبد الله بن عمرو ليطب به أحدكما نفساً لصاحبه، فإني سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله ، يقول : تقتله الفئة الباغية، قال معاوية : فما بالك معنا؟! قال: إنّ أبي شكاني إلى رسول الله صلی الله علیه و آله ، فقال : أطع أباك مادام حياً ولا تعصه، فأنا معكم، ولست أقاتل».(2)

758 - [165/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن شعيب بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، قال:

« ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله يأكل متكئاً قط، ولا يطأ عقبه رجلان».

قال عفان عقبيه .(3)

759 - [166/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، وعبد الصمد قال حدثنا همام حدثنا قتادة عن شهر بن حوشب، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه و آله قال:

« الخمر إذا شربوها فاجلدوهم، ثم إذا شربوها فاجلدوهم، ثم إذا شربوها

ص: 58


1- المرّة: القوة والشدة، السوي: الصحيح الأعضاء.
2- انظر ح 82 من جا من كتابنا هذا والذي نصه : حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن زيد عن سعد بن عُبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي، عن النبي صلى الله عليه و آله قال: «لا طاعة لبشر في معصية الله.
3- ولا يَطأُ عَقِبَه رَجُلانِ : أي لا يمشي قدام القوم بل يمشي في وسط الجمع.

فاجلدوهم، ثم إذا شربوها فاقتلوهم، عند الرابعة».

760 - [166/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلی الله علیه و آله :

« أنه أمر فاطمة وعلياً إذا أخذا مضاجعهما في التسبيح والتحميد و التكبير. لا يدري عطاء أيهما أربع وثلاثون تمام المائة، قال: فقال علي: فما تركتهن بعد. قال: فقال له ابن الكواء ولاليلة صفّين؟ قال علي: ولا ليلة صفين».

761- [2 / 167] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو كامل، حدثنا عبد الله بن عمر العمري، عن عمروبن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلی الله علیه و آله قال :

«ما أسكر كثيره فقليله حرام ».

762 - [2/ 167] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حسين بن حدثنا حسين بن محمّد، حدثنا يزيد بن عطاء، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، حدثني شيخ قال:

« دخلت مسجداً بالشام فصليت ركعتين، ثم جلست، فجاء شيخ يصلي إلى السارية، فلما انصرف ثاب الناس إليه، فسألت : من هذا؟ فقالوا: عبد الله بن عمرو، فأتى رسول يزيد بن معاوية، فقال: إنّ هذا يريد أن يمنعني أن أحدثكم، وإن نبيكم صلی الله علیه و آله قال : اللهم إني أعوذ بك من نفس لا تشبع، وقلب لا يخشع ومن علم لا ينفع ومن دعاء لا يسمع اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع».

763- [2 / 168] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا حيوة، أخبرنا كعب بن علقمة، أنه سمع عبد الرحمن بن جبير يقول: إنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاصي يقول: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«إذا سمعتم مؤذناً فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنّه من صلّى عليّ

ص: 59

صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوالي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنّة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة».

764 - [2/ 169] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا سعيد، حدثني كعب بن علقمة، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي النبي - أنه ذكر الصلاة يوماً - فقال:

« من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولانجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون و هامان وأبي بن خلف ».

765 - [2/ 169] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا حجاج وأبو النضر قالا : حدثنا ليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو:

« أن رجلاً سأل النبي : أي الأعمال خير؟ قال: أن تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف».

766 - [2 / 173] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثني حيي بن عبد الله بن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو قال:

«جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال : يا رسول الله ائذن لي أن أختصي؟! فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : خصاء أمتي الصيام والقيام».

767 - [173/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو:

«أنّ أبا أيوب الأنصاري كان في مجلس وهو يقول: ألا يستطيع أحدكم أن يقوم

ص: 60

بثلث القرآن كلّ ليلة؟ قالوا: وهل نستطيع ذلك؟ قال: فإنّ: «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ»(1) ثلث القرآن قال: فجاء النبي صلی الله علیه و آله و هو يسمع أبا أيوب، فقال: رسول الله صلى الله عليه و آله : صدق أبو أيوب».

768 - 173/21 ] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة حدثني حيي بن عبد الله بن أبي عبد الرحمن الحبلي، حدثه عن عبد الله بن عمرو، أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ في الجنّة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، فقال: أبو موسى الأشعري لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وبات الله قائماً والناس نيام».

769 - [2 / 174] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدّثني حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله قال :

« من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحفظ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».

770 - [2 / 174] حدثنا عبد الله ، حدثني أبي، حدثنا موسى بن داود ويونس بن محمد :قالا حدثنا فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمروبن العاصي، فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوارة؟ فقال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا»(2) وحرزاً للأميين، وأنت عبدي ورسولي سميتك

ص: 61


1- سورة الاخلاص: 1.
2- سورة الأحزاب: 45 .

المتوكل، لست بفظ ولا غليظ ولا سخّاب بالأسواق - قال يونس: ولاصحاب في الأسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر ، ولن يقبضه حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله ، فيفتح بها أعيناً عمياً وآذانا صما، وقلوباً غلفاً».

قال عطاء لقيت كعباً فسألته، فما اختلفا في حرف، إلا أن كعباً يقول: بلغته أعيناً ،عمومی، وآذانا صمومي، وقلوباً غلوفي، قال يونس : غلفى».(1)

771 - [175/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة عن الأعمش، حدثنا عثمان، عن أبي حرب الديلي . سمعت عبد الله بن عمر ويقول : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر».

772 - [177/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا بكر بن عمرو عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلی الله علیه و آله قال :

« القلوب أوعية، وبعضها أوعى من بعض، فإذا سألتم الله ، أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّ الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل ».

773- [178/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله أنّ أبا عبد الرحمن الحبلي حدثه عن عبد الله بن عمرو:

« أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله كان يصلّي في مرابد الغنم، ولا يصلي في مرابد الإبل والبقر». (2)

774 - [178/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا خلف بن الوليد،

ص: 62


1- سخاب : من السحب والصخب وهو اضطراب الأصوات للخصام.
2- المرابد : جمع ،مرتد، وهو الموضع الذي تحبس فيه الإبل والبقر.

حدثنا أبو جعفر - يعني الرازي - عن مطر الوراق عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال:

« رأيت النبي صلى الله عليه و آله يصلي في نعليه ورأيته يصلي حافياً، ورأيته بشرب قائماً، ورأيته يشرب قاعداً، ورأيته ينصرف عن يمينه، ورأيته ينصرف عن يساره».(1)

775 - [2/ 178] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حسين بن محمد وهاشم - يعني ابن القاسم - قالا : حدثنا محمد بن راشد الخزاعي، عن سليمان بن موسى، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده :

« أن النبي صلى الله عليه و آله قضى أن لا يقتل مسلم بكافر».

776 - [2/ 178] [حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا الله، حدثني أبي، حدثنا حسين، حدثنا محمد بن ، راشد عن سليمان، عن عمرو بن شعیب، عن أبيه، عن جده :

« أنّ النبي صلی الله علیه و آله قضى أنّ من قتل خطاً فديته مائة من الإبل : ثلاثون بنت مخاض، وثلاثون بنت لبون، وثلاثون حقة، وعشرة بنو لبون ذكور».(2)

777- [2/ 178] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سفيان، عن يعقوب بن عطاء ،وغيره عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«لا يتوارث أهل ملّتين».

ص: 63


1- - توضيح: في سند الحديث عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله ابن عمرو بن العاص يكنى أبا إبراهيم ضعيف عندهم، قال يحيى بن سعيد حديث عمرو بن شعيب واي عندنا وعن معمر عن أيوب قال: كنت إذا أتيت عمرو بن شعیب غطيت رأسي حياء من الناس. وهكذا عند الأكثر ضعيف، حتى من وثقه لا يقبل روايته عن أبيه عن جده لأنها مرسلة حيث أنه لم يدرك النبي ولم تكن له صحبة، وقد اجتنبوا حديثه و لم يدخلوه في صحاح. راجع (الكامل في الضعفاء للعقيلي باب عمرو 201:6)
2- أقول: الحديث ذكره المؤلّف رحمه الله في هامش النسخة باختصار ولذا جعلته بين معقوفتين.

778 - [2/ 178] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا ابن نمير، عن حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

« إذا تزوّج الرجل البكر أقام عندها ثلاثة أيام».

779 - [178/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال:

« رأيت رسول الله صلی الله علیه و آله وقف عند الجمرة الثانية أطول مما وقف عند الجمرة الأولى، ثم أتى جمرة العقبة، فرماها ولم يقف عندها».

780 - [178/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو معاوية، حدثنا حجاج عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إذا التقت الختانان وتوارت الحشفة، فقد وجب الغسل».(1)

781 - [179/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا إسماعيل، عن ليث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

« من منع فضل مائه، أو فضل كلئه، منعه الله فضله يوم القيامة». (2)

782 - [179/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«لا تنتفوا الشيب فإنّه ما من عبد يشيب في الإسلام شيبة إلا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة».

783- [179/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى بن عجلان، حدثنا عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال:

ص: 64


1- الختانان : هما موضع القطع من ذكر الغلام وفرج الجارية.
2- الكلا: هو النبات والعشب

نهى رسول الله صلی الله علیه و آله عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تنشد فيه الأشعار، وأن تنشد فيه الضالة، وعن الحلق يوم الجمعة قبل الصلاة».(1)

784- [179/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى ، حدثنا عبيد الله بن الأخنس، حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، قال:

« أتى أعرابي رسول الله صلى الله عليه و آله فقال: إن أبي يريد أن يجتاج مالي؟ قال: أنت ومالك لوالدك، إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أموال أولادكم من كسبكم، فكلوه هنيئاً».(2)

784-[179/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى، عن حسين، عن عمرو بن شعیب ، عن أبيه، عن جده، قال:

« لما فتحت مكة على رسول الله صلی الله علیه و آله قال: كفوا السلاح... إلى أن قال: فقام خطيباً، فقال: ورأيته وهو مسند ظهره إلى الكعبة، قال: إن أعدى الناس على الله من قتل في الحرم أو قتل غير قاتله، أو قتل بذحول الجاهلية، فقام إليه رجل، فقال: إنّ فلاناً ابني، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله : لا دعوة في الإسلام، ذهب أمر الجاهلية، الولد للفراش، وللعاهر الأثلب، قالوا: وما الأثلب؟ قال: الحجر، وفي الأصابع عشر عشر، وفي المواضح خمس خمس... إلى أن قال: ولا تنكح المرأة على عمتها، ولا على خالتها، ولا يجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها». (3)

ص: 65


1- الحلق: جماعة ،الحلقة، وهي الجماعة من الناس مستديرون كحلقة الباب وغيره.
2- يجتاح مالي: معناه يستأصله ويأتي عليه.
3- ذُحُول الجاهلية: جمع ذَحْل، وهو الوتر والثأر والعداوة، الدعوة: هو أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه وعشيرته، الولد للفراش: أي لصاحب الفراش، العاهر: الزاني، وقد عهر يعهر عهراً وعهوراً إذا أتى المرأة ليلاً للفجور بها، ثم غلب على الزنا مطلقاً، الأثلب: معناه الرجم، وقيل هو كناية عن الخيبة، المواضح: جمع ،موضحة وهي التي تبدي وضح العظم أي بياضه.

786 - [2 / 180] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يعلى، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال:

سمعت رجلاً من مزينة يسأل رسول الله صلی الله علیه و آله ، قال : يا رسول الله، جئت أسألك عن الضالة من الإبل؟ قال : معها حذاؤها وسقاؤها، تأكل الشجر، وترد الماء، فدعها حتى يأتيها باغيها قال الضالة من الغنم؟ قال: لك أو لأخيك أو للذئب، تجمعها حتى يأتيها باغيها قال الحريسة التي توجد في مراتعها؟ قال: فيها ثمنها مرتين وضرب نكال وما أخذ من عطنه ففيه القطع، إذا بلغ ما يؤخذ من ذلك ثمن المجنّ، قال: يا رسول الله فالثمار، وما أخذ منها في أكمامها؟ قال: من أخذ بفمه، ولم يتخذ خبنة، فليس عليه شيء، ومن احتمل فعليه ثمنه مرتين وضرباً ونكالاً، وما أخذ من أجرانه، ففيه القطع، إذا بلغ ما يؤخذ من ذلك ثمن ،المجنّ :قال يا رسول الله، واللقطة نجدها في سبيل العامرة؟ قال: عرفها حولاً، فإن وجد ،باغيها، فأدها إليه، وإلا فهي لك، قال: ما يوجد في الحرب العادي ؟ قال : فيه وفي الركاز الخمس».

787 - [2/ 180] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا هشيم أخبرنا حجاج عن عمروبن ،شعیب، عن أبيه، عن جده :

« أن النبي علي الليل اعتمر ثلاث عمر، كل ذلك في ذي القعدة، يلبي حتى يستلم الحجر».

788- [2/ 18] [حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا ابن أدريس حدثنا ابن

ص: 66

إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده]:

أنّ قيمة المجنّ كان على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله عشرة دراهم». (1)

789 - [2/ 180] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا وكيع، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، سمعه من عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده:

«أن النبي صلی الله علیه و آله كبّر في عيد اثنتي عشرة تكبيرة سبعاً في الأولى، وخمساً في الآخرة، و لم يصل قبلها ولا بعدها».

قال أبي وأنا أذهب إلى هذا.

790 - [2/ 180] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا داود بن سوار عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً، و فرقوا بينهم في المضاجع ... الحديث».

791 - [2 / 180] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا يزيد، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمر و قال:

«لما دخل رسول الله صلی الله علیه و آله ملكة عام الفتح ، قام في الناس خطيباً، فقال: يا أيها الناس، إنّه ماكان من حلف في الجاهلية فإنّ الإسلام لم يزده إلا شدة، ولا حلف في الإسلام والمسلمون يد على من سواهم تكافأ دماؤهم، يجيز عليهم أدناهم ويرد عليهم أقصاهم ترد سراياهم على قعدهم لا يقتل مؤمن بكافر، دية الكافر نصف دية المسلم لاجلب ولاجنب، ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في ديارهم». (2)

792 - [2/ 180] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد عن حجاج، عن

ص: 67


1- أقول. الحديث ذكره المؤلّفه في هامش النسخة بدون سند ولذا جعلت سنده بين معقوفتين.
2- قعدهم : من القعد اسم جمع للقاعد، وهم الذين لا يمضون للقتال.

عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله جمع بين الصلاتين في السفر».

793 - [181/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد أخبرنا ،حجاج عن عطاء، عن جابر، وعن أبي الزبير عن جابر وعن عمروبن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال:

« وقت رسول الله صلی الله علیه و آله لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة، ولأهل اليمن وأهل تهامة يلملم، ولأهل الطائف - وهي نجد - قرناً، ولأهل العراق ذات عرق».

794 - [181/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد، عن محمد بن راشد ، عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، وردّ شهادة القانع الخادم، والتابع لأهل البيت، وأجازها لغيرهم». (1)

795 - [181/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الحجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال:

«جاء رجل إلى رسول الله صلی الله علیه و آله ، فقال : يا رسول الله ، إنّ لي ذوي أرحام، أصل و يقطعوني، وأعفو ويظلمون، وأحسن ويسيئون، أف-أكافئهم؟ قال: لا، إذاً تتركون جميعاً، ولكن خذ بالفضل وصلهم، فإنّه لن يزال معك ظهير من الله ما كنت على ذلك».(2)

796 - [2 / 182] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا محمد - يعني ابن راشد - عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شعیب، عن أبيه، عن عبد الله بن

ص: 68


1- القائع الخادم والتابع.
2- الظهير المعين.

عمر و قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«في كل أصبع عشر من الإبل، وفي كل سن خمس من الإبل، والأصابع سواء، والأسنان سواء».

قال محمد: وسمعت مكحولاً يقول، ولا يذكره عن النبي صلی الله علیه و آله .

قال أبي: قال عبد الرزاق: ما رأيت أحداً أورع في الحديث من محمد بن راشد.

797 - [183/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا حماد بن مسعدة، عن ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه و آله ، قال :

البائع والمبتاع بالخيار حتى يتفرقا، إلا أن يكون سفقة خيار، ولا يحل له أن يفارقه خشية أن يستقيله». (1)

798 - [183/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو النضر، حدثنا محمد -يعني ابن راشد - عن سليمان بن موسى :

«أن عبد الله بن عمر و كتب إلى عامل له على أرض له: أن لا تمنع فضل مائك، فإني سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله يقول : من منع فضل الماء ليمنع به فضل الكلا منعه الله يوم القيامة فضله».

799 - [2 / 184] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني أبي حدثنا حبيب، عن عمرو، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو:

« أنّ أبا ثعلبة الخشني أتى النبي الله فقال : يا رسول الله، إنّ لي كلاباً مكلبة، فأفتني في صيدها؟ فقال: إن كانت لك كلاب مكلبة فكل مما أمسكت عليك فقال: يا رسول الله ذكي وغير ذكي، قال: ذكي وغير ذكي، قال: وإن أكل منه؟

ص: 69


1- سفقة : هي الصفقة.

قال: وإن أكل منه، قال: يا رسول الله، أفتني في قوسي؟ قال: كل ما أمسكت عليك قوسك، قال: ذكي وغير ذكي؟ قال: ذكي وغير ذكي، قال: وإن تغيب عني؟ ؟ قال: وإن تغيب عنك، مالم يصل - يعني يتغير - أو تجد فيه أثر غير سهمك، :قال يا رسول الله أفتنا في آنية المجوس إذا اضطررنا إليها ؟ قال : إذا اضطررتم إليها فاغسلوها بالماء واطبخوا فيها».(1)

800 - [2 / 184] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الصمد، حدثنا همام حدثنا عباس الجزري، حدثنا عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه و آله قال: أيهما عبد كاتب على مائة أوقية فأدّاها إلا عشرة أواق فهو عبد، وأيهما عبد كاتب على مائة دينار فأداها إلا عشرة دنانير، فهو عبد... الحديث».

801 - [2 / 184] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الصمد، عن عبد الله بن المبارك، حدثنا أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«تؤخذ صدقات المسلمين على مياههم».

802 - [2 / 185] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«لا نذر إلا فيها ابتغي به وجه الله ، ولا يمين في قطيعة رحم».

803 - [185/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يونس وأبو سلمة الخزاعي قالا: حدثنا ليث عن يزيد - يعني ابن الهاد عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أنه سمع النبي صلى الله عليه و آله يقول:

ص: 70


1- المكلبة: المسلطة على الصيد.

ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة؟ فسكت القوم فأعادها مرتين أو ثلاثاً، قال القوم : نعم يا رسول الله، قال: أحسنكم خُلقاً».

804 - [185/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا خليفة بن خياط، حدثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله قال :

«من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها، فتركها كفارتها».

805 - [2 / 185] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن قيصر التجيبي، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال:

«كنّا عند النبي صلی الله علیه و آله ، فجاء شاب فقال : يا رسول الله، أقبل وأنا صائم؟ قال: لا فجاء شيخ فقال: أقبل وأنا صائم؟ قال: نعم، قال: فنظر بعضنا إلى بعض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد علمت [لم ] نظر بعضكم إلى بعض، إنّ الشيخ يملك نفسه».

806 - [189/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو:

«أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله دخل على جويرية بنت الحارث وهي صائمة في يوم جمعة فقال لها : أصمت أمس؟ فقالت: لا، قال: أتريدين أن تصومي غداً؟ فقالت: لا، :قال فأفطري إذاً. قال سعيد ووافقني عليه مطر عن سعيد بن المسيب.

807 - [189/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا بهز، حدثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء عن نافع بن عاصم، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

« من شرب الخمر فسكر لم تقبل صلاته أربعين ليلة، فإن شربها فسكر لم تقبل صلاته أربعين ليلة والثالثة والرابعة، فإن شربها لم تقبل صلاته أربعين ليلة، فإن

ص: 71

تاب لم يتب الله عليه، وكان حقاً على الله أن يسقيه من عين خبال، قيل: وماعين خبال؟ قال: صديد أهل النار».

808 - [2 / 190] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، حدثنا مطر ،الوراق عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«لا يجوز طلاق ولا بيع ولا عتق ولا وفاء نذر فيهما لا يملك».

809 - [2/ 192] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثني خليفة بن خياط، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جداده ، عن النبي صلی الله علیه و آله:

«قال في خطبته - وهو مسند ظهره إلى الكعبة - المسلمون تتكافأ دماؤهم و يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم».

810 - [2/ 192] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي مالك - يعني عبيد الله بن الأخنس - حدثني الوليد بن عبد الله، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عمر و قال:

« كنت أكتب كلّ شيء أسمعه من رسول الله صلی الله علیه و آله ، أريد حفظه فنهتني قريش عن ذلك، وقالوا تكتب ورسول الله صلی الله علیه و آله يقول في الغضب والرضا فأمسكت حتى ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : اكتب، فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق».

811 - [2 / 192] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى بن سعيد، قال: شعبة، حدثنا منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي يحيى، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلی الله علیه و آله قال:

«صلاة الجالس على النصف من صلاة القائم.»

812 - [194/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا وكيع، عن سفيان، عن

ص: 72

عبد الله بن حسن، عن خاله إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

من أريد ماله بغير حق، فقتل ،دونه، فهو شهيد».

13 - [2 / 194] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا وكيع عن خليفة بن خياط عن عمرو بن شعیب، عن أبيه، عن جده :

«أنّ النبي صلی الله علیه و آله خطب وأسند ظهره إلى الكعبة، فذكره».

814 - [199/2] حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الرزّاق، أخبرنا عمروبن حوشب، رجل صالح، أخبرني عمرو بن دينار، عن عطاء عن رجل من هذيل، قال:

« رأيت عبد الله بن عمروبن العاصي، ومنزله في الحل، ومسجده في الحرم، قال: فبينا أنا عنده رأى أم سعيد ابنة أبي جهل متقلدة قوساً، وهي تمشي مشية الرجل، فقال: عبد الله من هذه؟ قال الهذلي : فقلت هذه أم سعيد بنت أبي جهل، فقال: سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله يقول : ليس منا من تشبه بالرجال من النساء، ولا من تشبه بالنساء من الرجال».

815 - [2 / 201] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، و حجاج... إلى أن قال: عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلی الله علیه و آله أنه قال:

«لا يدخل الجنّة منّان، ولا عاق والديه، ولا مدمن خمر».

816 - [201/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن فراس عن الشعبي، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلی الله علیه و آله ، أنه قال:

«الكبائر: الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين أو قتل النفس، شعبة الشاك واليمين الغموس». (1)

ص: 73


1- اليمين الغموس : اليمين الكاذبة الفاجرة، سميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في الأثم، ثمّ في النار.

817 - [207/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده]: أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«ليس منا من لم يعرف حق كبيرنا، ويرحم صغيرنا » .(1)

818 - [2 / 208] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد، أخبرنا الحجاج بن أرطاة، عن إبراهيم بن عامر ، عن سعيد بن المسيب، وعن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال:

« بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه و آله ، إذ جاء رجل ينتف شعره، ويدعوويله! فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله : ما لك؟ قال: وقع على امرأته في رمضان، قال: أعتق رقبة قال: لا أجدها، قال: صم شهرين متتابعين، قال: لا أستطيع قال : أطعم ستين مسكيناً، قال: لا أجد قال: فأتي رسول الله صلى الله عليه و آله بعرق فيه خمسة عشر صاعاً من ،تمر قال خذ هذا فأطعمه عنك ستين مسكينا، قال: يا رسول الله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا ! قال : كله أنت وعيالك».(2)

819 - [2 / 208] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا يزيد، أخبرنا الحجاج، عن عطاء وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده بمثله، عن النبي صلی الله علیه و آله ، وزاد: «بدنة».

وقال عمر وفي حديثه :

«وأمره أن يصوم يوماً مكانه».

820- [2 / 210] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الصمد، حدثنا همام حدثنا قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلی الله علیه و آله ، قال :

ص: 74


1- أقول: الحديث ذكره المؤلف جمانة في هامش النسخة بدون سند ولذا جعلت سنده بين معقوفتين.
2- قوله بعرق : هو زبيل منسوج من نسائج الخوص، وكل شيء مضفور فهو عرق وعرقة، ما بين لا بتيها : أي لابني المدينة واللابة الحرة، وهي الأرض ذات الحجارة السود التي قد ألبستها لكثرتها.

وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يغرب الشفق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر، ما لم تطلع الشمس ... الحديث».

821-[216/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا عتاب بن زياد، أخبرنا عبد الله، أخبرنا أسامة بن زيد، حدثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو:

«أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله كان لا يصافح النساء في البيعة».

822 - [216/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق قال : ذكر عمرو بن شعیب عن أبيه، عن جده قال:

«قضى رسول الله صلی الله علیه و آله في عقل الجنين إذا كان في بطن أمه، بغرة عبد أو أمة فقضى بذلك في امرأة حمل بن مالك بن النابغة الهذلي. وأن النبي صلى الله عليه و آله قال: لا شغار في الإسلام».(1)

823 - [217/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق فذكر حديثاً، قال ابن إسحاق وذكر عمروبن شعیب بن محمد بن عبدالله بن عمرو بن العاص، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«من قتل مؤمناً ... إلى أن قال: وقضى في الأنف إذا جدع كله بالعقل كاملاً، وإذا جدعت أرنبته، فنصف العقل، وقضى في العين نصف العقل، خمسين من الإبل ،

ص: 75


1- الشغار: هو نكاح معروف في الجاهلية، كان يقول الرجل للرجل : شاغرني: أي زوجني أحت أو بنتك أو من تلي ،أمرها، حتى أزوجك أختي أو بنتي أو من ألي ،أمرها ولا يكون بينهما مهر، ويكون بضع كل واحدة منهما في مقابلة بضع الأخرى. وقيل له شغار لارتفاع المهر بينهما، من شعر الكلب إذا رفع إحدى رجليه ليبول.

أو عدلها ذهباً أو ورقاً، أو مائة بقرة، أو ألف شاة، والرجل نصف العقل، واليد نصف العقل والمأمومة ثلث العقل، ثلاث وثلاثون من الإبل، أو قيمتها من الذهب أو الورق، أو البقر، أو الشاء، والجائفة ثلث العقل والمنقلة خمس عشرة من الإبل والموضحة خمس من الإبل، والأسنان خمس من الإبل... الحديث».(1)

824 - [218/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، قال يعقوب: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: وحدثني يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عروة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال:

« قلت له: ما أكثر ما رأيت قريشاً أصابت من رسول الله صلى الله عليه و آله ، فيما كانت تظهر من عداوته؟ قال: حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يوماً في الحجر، فذكروا رسول الله صلی الله علیه و آله ، :فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط، سفّه أحلامنا، وشتم آباءنا، وعاب ديننا، وفرق جماعتنا وسب آلهتنا لقد صبرنا منه على أمر عظيم، أوكما قالوا قال: فبينما هم كذلك، إذ طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه و آله ، فأقبل يمشي حتى استلم الركن ثم مرّ بهم طائفاً بالبيت، فلما أن مر بهم غمزوه ببعض ما يقول، قال: فعرفت ذلك في ،وجهه، ثم مضى، فلما مرّ بهم الثانية، غمزوه بمثلها، فعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى، ثم مر بهم ،الثالثة، فغمزوه بمثلها، فقال: تسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفس محمد بيده، لقد جئتكم بالذبح، فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر ،واقع، حتى إن أشدّهم فيه وصاة قبل ذلك ليرفأه بأحسن ما يجد من القول، حتى إنّه ليقول: انصرف يا أبا القاسم انصرف راشداً، فوالله ما كنت جهولاً ،

ص: 76


1- المأمومة: الشحة التي بلغت أم الرأس، وهي الجلدة التي تجمع الدماغ. الجائفة: هي تنفذ إلى الجوف المنقلة هي التي تخرج منها صغار العظام وتنتقل عن أماكنها وقيل التي تنقل العظم أي تكسره والموضحة تقدم المعنى في هامش حديث 785 .

قال فانصرف رسول الله صلی الله علیه و آله ، حتى إذا كان الغد، اجتمعوا في الحجر وأنا معهم، فقال بعضهم لبعض ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه، حتى إذا باداكم بما تكرهون تركتموه فبينما هم في ذلك، إذ طلع رسول الله صلى الله عليه و آله ، فوثبوا إليه وثبة رجل واحد، فأحاطوا به، يقولون له أنت الذي تقول كذا وكذا؟ لما كان يبلغهم عنه من عيب آلهتهم ودينهم قال فيقول رسول الله صلى الله عليه و آله : نعم، أنا الذي أقول ذلك، قال: فلقد رأيت رجلاً منهم أخذ بمجمع ردائه قال وقام أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه دونه، يقول وهو يبكي: «أتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّي الله»(1) ، ثم انصرفوا عنه، فإنّ ذلك لأشدّ ما رأيت قريشاً بلغت منه قط».(2)

825- [2/ 219] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال:

«خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي، حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاصي، وهو يطوف بالبيت معلقاً نعليه ، بیده فقلنا له هل حضرت رسول الله صلی الله علیه و آله حين يكلمه التميمي يوم حنين؟ قال: نعم، أقبل رجل من بني تميم، يقال له: ذو الخويصرة، فوقف على رسول الله صلی الله علیه و آله وهو يعطي الناس قال يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم؟ فقال رسول الله صلی الله علیه و آله أجل ، فكيف رأيت؟ قال: لم أرك عدلت قال: فغضب رسول الله صلی الله علیه و آله ، ثم قال : ويحك ، إن لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟ فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله، ألا نقتله ؟ قال : لا ، دعوه، فإنّه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يوجد شيء،

ص: 77


1- سورة غافر : 28 .
2- سفه أحلامنا جهل أحلامنا، وصاة هي الوصية، ليرفؤه أي يسكنه ويرفق به ويدعوله.

ثم في القدح فلا يوجد شيء، ثم في الفوق فلا يوجد شيء، سبق الفرث والدم».

قال أبو عبد الرحمن أبو عبيدة هذا اسمه محمد ثقة وأخوه سلمة بن محمد بن عمار، لم يروعنه إلا علي بن زيد، ولا نعلم خبره ومقسم ليس به بأس. ولهذا الحديث طرق في هذا المعنى، وطرق أخر في هذا المعنى صحاح والله سبحانه وتعالى أعلم.(1)

826 - [219/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا مؤمل، حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس، عن عمرو بن شعیب، عن أبيه، عن جده، قال:

« نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن لحوم الحمر الأهلية، وعن الجلالة، وعن ركوبها وأكل لحومها».

827 - [2 / 221] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي :

«أن النبي مر بسعد وهو يتوضّأ، فقال: ما هذا السرف يا سعد؟ قال: أفي الوضوء سرف؟ قال: نعم، وإن كنت على نهر جار.

828- [222/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا بکر ابن مضر، عن ابن الهاد ، عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده :

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله عام غزوة تبوك قام من الليل يصلّي، فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه، حتى إذا صلّى وانصرف إليهم، فقال لهم: لقد أعطيت الليلة خمساً، ما أعطيهن أحد قبلي: أما أنا فأرسلت إلى الناس كلهم عامة وكان من قبلي إنما يُرسل إلى قومه، ونُصرت على العدو بالرعب، ولوكان بيني

ص: 78


1- الرمية : هي الصيد الذي ترميه فتقصده وينفذ فيها سهمك، وقيل هي كل دابة مرمية. القدح : هو العود إذا بلغ فشُدِّب عنه الغصن وقطع على مقدار النبل الذي يراد منه الطول والقصر. الفوق : موضع الوتر من السهم . الفرث : هو ما يوجد بالكرش.

وبينهم مسيرة شهر لملئ منه رعباً، وأحلت لي الغنائم أكلها، وكان من قبلي يعظمون أكلها، كانوا يحرقونها، وجعلت لي الأرض مساجد وطهوراً، أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت وكان من قبلي يعظمون ذلك، إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم، والخامسة هي ماهي، قيل لي: سل، فإنّ كل نبي قد سأل، فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة، فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله».

829 - [2 / 224] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أزهر بن القاسم، حدثنا المثنى - يعني ابن سعيد عن قتادة، عن عبد الله بن بابا، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، أن النبي صلی الله علیه و آله كان يقول:

« إن الله عزوجل يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: أنظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غيراً». (1)

830-[225/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا معمر بن سليمان، حدثنا الحجاج ، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال:

«جاء رجل إلى النبي صلی الله علیه و آله ، فقال : يا رسول الله، الرجل يغيب لا يقدر على الماء، أيجامع أهله؟ قال: نعم».

ص: 79


1- الشعث: جمع أشعث، وهو المغير الرأس المنتف الشعر الجاف الذي لم يدهن الغير جمع اغير و هو ظاهر .

المنتخب من مسند أبي هريرة

831-[228/2]حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا هشيم ، حدثنا منصور وهشام عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«البئر جبار والمعدن جبار والعجماء جبار وفي الركاز الخمس».

832 - [228/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، أخبرنا هشيم، عن الزهري عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

« دخل عيينة بن حصن على رسول الله صلى الله عليه و آله ، فرآه يقبل حسناً - أوحسيناً - فقال له: لا تقبله يا رسول الله، لقد ولد لي عشرة ما قبلت أحداً منهم ! فقال رسول الله صلی الله علیه و آله : إن من لا يرحم لا يرحم».

833 - [228/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا هشيم، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن أبي بكر بن محمد - يعني ابن عمروبن حزم - عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من وجد عين ماله عند رجل قد أفلس فهو أحق به من سواه».

834 - [228/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا هشيم عن زكريا عن الشعبي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« إذا كانت الدابة مرهونة فعلى المرتهن ،علفها ولبن الدر يشرب وعلى الذي يشربه نفقته، ويركب» .

ص: 80

835- [229/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا هشيم أخبرنا العوام بن حوشب، عن عبد الله بن السائب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة المكتوبة إلى الصلاة التي بعدها كفارة لما بينهما، قال: والجمعة إلى الجمعة، والشهر إلى الشهر - يعني رمضان إلى رمضان - كفّارة لما بينهما ... الحديث».

836 - [229/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا هش- الله، حدثني أبي، حدثنا هشيم عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«البكر تُستأمر، والقيب تُشاور قيل يا رسول الله، إن البكر تستحي ؟ قال: سكوتها رضاها».

837 - [229/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا هشيم عن عمر بن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«قصّوا الشوارب وأعفوا اللحى».

838 - [229/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا هشيم أخبرنا عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«أيام التشريق أيام طعم وذكر الله، قال مرة: أيام أكل وشرب».

838 - [229/4] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا معتمر، عن ، معتمر عن معمر عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«خمس من الفطرة قص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، و الاستحداد، والختان».(1)

ص: 81


1- الإستحداد : حلق شعر العانة وسمي استعداد لاستعمال ،الحديد وهى الموسى .

840 - [2 / 230] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا بشر ، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلّم، فإذا أراد أن يقوم فليسلّم، فليس الأول بأحق من الآخر».

841 - [2/ 230] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا إسحاق بن يوسف، حدثنا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لا يجزي ولد والده، إلا أن يجده مملوكاً، فيشتريه، فيعتقه».

842 - [2 / 230] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي هريرة، قال:

«لمّا حضر رمضان قال رسول الله صلى الله عليه و آله : قد جاءكم رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم».

843 - [2/ 230] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب، عن محمد بن أبي هريرة، قال:

«نادی رجل رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال : أيصلّي أحدنا في ثوب واحد؟ قال: أو كلكم يجد ثوبين؟!».

844 - [230/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لا يمنعن رجل جاره أن يجعل خشبته - أو قال: خشبة - في جداره».

845 - [2 / 230] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا عبد الملك، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

ص: 82

«لا صدقة إلا عن ظهر غنى واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول».

846 - [2 / 231] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« اللهم اغفر للمحلّقين، قالوا: يا رسول الله، والمقصرين؟ قال: اللهم اغفر للمحلّقين، قالوا: يا رسول الله، والمقصرين؟ قال: اللهم اغفر للمحلقين قالوا: و المقصرين؟ قال: والمقصرين».

847 - [231/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال:

«جاء رجل إلى رسول الله صلی الله علیه و آله ، فقال : يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال: أما وأبيك لتنبانه، أن تصدق وأنت صحیح شحيح، تخشى الفقر وتأمل البقاء، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، و قد كان الفلان ».

848 - [2/ 231] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إياكم والوصال، قالها ثلاث مرار، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله؟ قال: إنكم لستم في ذلك مثلي، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فاكلفوا من العمل ما تطيقون».

849 - [232/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا محمد بن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«کلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن :

ص: 83

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم».

850 - [232/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا عاصم بن كليب عن أبيه، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« من رآني في المنام فقد رآني، فإنَّ الشيطان لا يتمثل بي- وقال ابن فضيل مرة: يتخيل بي - فإن رؤيا العبد المؤمن الصادقة الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة».

851 - [232/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه».

852 - [232/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا أبي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«الحنطة بالحنطة والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، كيلاً بكيل ووزناً ،بوزن، فمن زاد أو أزاد فقد أربى، إلا ما اختلف ألوانه».

853 - [232/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« إنّ للصلاة أوّلاً وآخراً، وإن أول وقت الظهر حين تزول الشمس، وإنّ آخر وقتها حين يدخل وقت العصر، وإن أول وقت العصر حين يدخل وقتها، وإن آخر وقتها حين تصفر الشمس، وإنّ أوّل وقت المغرب حين تغرب الشمس، وإنّ آخر وقتها حين يغيب الأفق، وإنّ أوّل وقت العشاء الآخرة حين يغيب الأفق، وإنّ آخر وقتها حين ينتصف الليل، وإنّ أوّل وقت الفجر حين يطلع الفجر، وإن آخر وقتها حين تطلع الشمس ».

ص: 84

854 - [2 / 232 ] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا ضرار - وهو أبوسنان - عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد، قالا: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إنّ الله يقول: إنّ الصوم لي، وأنا أجزي به، إنّ للصائم فرحتين: إذا أفطر فرح، وإذا لقي الله فجزاه فرح، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك». (1)

855 - [2/ 233] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر، أخبرنا معمر أخبرني يحيى بن أبي كثير ، عن ضمضم، عن أبي هريرة، قال:

«أمر رسول الله صلی الله علیه و آله بقتل الأسودين في الصلاة، فقلت ليحيى: ما يعني بالأسودين؟ قال الحية والعقرب ».

856- [2 / 233] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر ، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«إذا انتعل أحدكم فليبدأ بيمينه، وإذا خلع فليبدأ بشماله، وقال: انعلهما جميعاً». (2)

857 - [2/ 233] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الأعلى، عن معمر عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال: تفضل الصلاة في الجميع على صلاة الرجل وحده خمساً وعشرين، ويجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر ».

ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم «وقُرْآنَ الْفَجْر إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْر كَانَ مَشْهُودًا»(3).

ص: 85


1- الخلوف: تقدم المعنى في هامش حديث 518 .
2- انعلهما : أي البس النعل في القدمين جميعاً.
3- سورة الإسراء 78

858 - [233/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الأعلى، عن معمر عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« من صلى على جنازة فله قيراط، ومن انتظر حتى يفرغ منها فله قيراطان. :قالوا وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين».

859 - [2 / 234] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه و آله قال:

« لا تُشدّ الرحال إلا إلى ثلاث مساجد: إلى المسجد الحرام، ومسجدي هذا، و المسجد الأقصى».

860 - [2 / 234] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد ، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله قال :

« مثل المؤمن مثل الزرع لا تزال الريح تميله، ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء، و مثل المنافق كشجرة الأرزة، لا تهتز حتى تستحصد».(1)

861- [2 / 234] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا هشام، عن محمد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله ، قال:

« من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له بعشر أمثالها، إلى سبعمائة وسبع أمثالها، فإن لم يعملها كتبت له حسنة، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه، فإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة، فإن لم يعملها لم يكتب عليه».(2)

ص: 86


1- الأرزة بفتح الهمزة وسكون الراء شحر معروف بالشام ويسمى بالعراق الصنوبر، والصنوبر إنما هو ثمره وسمي الشجر باسم ثمره .
2- في المطبوع: لم تكتب.

862 - [234/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عمرو بن الهيثم، حدثنا ابن أبي ذئب عن عجلان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله ، قال :

«إني أنظر - أو إني لأنظر - ما ورائي، كما أنظر إلى مابين يدي، فسووا صفوفكم، وأحسنوا ركوعكم وسجودكم».

863 - [2 / 235] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، ، عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال أبي : ومحمد بن جعفر، حدثنا شعبة قال: سمعت العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة ، عن النبي صلی الله علیه و آله :

«ما نقصت صدقة من مال ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله عزاً ، و لا تواضع». (1)

864 - [235/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، العلاء وابن جعفر، حدثنا شعبة قال: سمعت العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« اليمين الكاذبة منفقة للسلعة، ممحقة للكسب».

وقال ابن جعفر : البركة .(2)

865 - [2/ 235] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن العلاء ، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات ويكفّر به الخطايا؟ إسباغ الوضوء

ص: 87


1- كذا ورد ويظهر فيه النقص ونقل عنه في المسند 386/2، ما نصه وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عزوجل . وفي صحيح ابن حبان 40/8 ، ما نصه: و لا تواضع أحد لله إلا رفعه 612/8 ، ما نصه : ولا تواضع رجل إلا رفعه الله .
2- مَنْفَقَة من النفاق، وهو الرواج، ضد الكساد السلعة: المتاع. المحق: النقص والمحو والإبطال.

في المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة».(1)÷

866 - [235/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد عن بكر، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال:

«لقيت النبي صلی الله علیه و آله وأنا جنب فمشيت معه حتى قعد فانسللت فأتيت الرحل، فاغتسلت ثم جئت وهو قاعد، فقال: أين كنت ؟ فقلت: لقيتني وأنا جنب فكرهت أن أجلس إليك وأنا جنب ، فانطلقت فاغتسلت، فقال: سبحان الله ! إن المؤمن لا ينجس».

867 - [2/ 236] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة:

«إنّ امرأتين من بني هذيل رمت إحداهما الأخرى، فألقت جنيناً، فقضى فيها رسول الله صلی الله علیه و آله بغرّة عبد أو أمة».

868 - [236/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن، حدثنا مالك، عن الزهري، عن أبي أدريس، عن أبي هريرة، أن النبي صلی الله علیه و آله قال:

«من توضأ فلينثر، ومن استجمر فليوتر».(2)

869 - [2 / 236] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن، حدثنا مالك، خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنّة، ومنبري على حوضي».

20 - [236/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن، عن مالك،

ص: 88


1- الخطا: جمع خطوة.
2- الاستجمار : التمسح بالجمار، وهي الأحجار الصغار. فليوتر: أي اجعل الحجارة التي تستنجي بما ما فرداً.

عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن عبيدة بن سفيان، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

« كل ذي ناب من السباع فأكله حرام».

871- [236/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن، عن مالک ، عن سُمّي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه، لاستهموا عليه، ولو يعلموا ما في التهجير، لاستبقوا إليه، ولو يعلموا ما في العشاء والصبح، لأتوهما ولو حبواً».(1)

872 - [2/ 237] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن، عن و روح عن مالك، عن عبد الرحمن قال روح بن معمر عن سعيد بن يسار، قال روح ابن الحباب، عن أبي هريرة، عن النبي ، قال :

«إنّ الله تبارك وتعالى، يقول - قال روح : يوم القيامة -: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلّهم في ظلّي، يوم لاظل إلا ظلّي».

873- [2 / 237] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن بن مالك، عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة الزرقي عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال في ماء البحر :

«هو الطهور ماؤه الحلال ميتته» .(2)

ص: 89


1- التهجير : التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه، أراد المبادرة إلى أوّل وقت الصلاة ولو حبوا : الحبوا:أن یمشي على يديه و ركبتيه أو استه.
2- توضيح الحديث ضعيف، لم يحتج به ؛ وذلك الجهالة صفوان بن سليم حيث لم تذكره كتب الرجال، وفي سند سعيد بن سلمة الزرقي قال الذهبي في ميزان الاعتدال: 2: 112 في باب سعيد : سعيد بن سلمة المخزومي من آل ابن الأزرق، وقيل عبد الله بن سلمة، وقيل: كثير بن بن عبد الله روى عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة حديث الطهور ماؤه. و روى عنه صفوان بن سليم. قال ابن عبد البر : هو غير معروف بحمل العلم. وقال عبد الحق في الأحكام لا يعلم روى عنه غير صفوان بن سليم قال ومن هذه حاله فكيف يحتج بحديثه ... إلى آخر كلامه والمغيرة ابن أبي بردة عن أبي هريرة بحديث: وهو الطهور ماؤه الحل ميته رواه عنه سعيد بن سلمة المخزومي. قال الشيخ تقي الدين في الإمام وفي شرح الأحكام إن من جملة ما أعل به هذا الحديث دعوى الجهالة في سعيد بن سلمة والمغيرة بن أبي بردة. راجع (ميزان الاعتدال: 146:4). هذا في شأن السند ، وأما دلالته فالظاهر اشارة إلى أن ماءه طهور لشبهة ملوحة ماء البحر ولعله يتراءى أنه مضاف للملوحة التي فيه والمضاف طاهر غير مطهر، فأراد النبي صلی الله علیه و آله رفع هذه الشبهة، وأن ميتته حلال كون ما يخرج منه ويؤخذ حياً فبعد موته حلال، أي حكم ما يؤخذ من ماء البحر هو حكم ما يؤخذ من الأخر، على أن بيئة البحار بعيدة عن مخيلة الناس وقت النص، فهو إشارة إلى أن أحكام ماء البحر كأحكام ماء الأنهار.

874 - [2 / 237] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن، عن مالك عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان، عن أبي هريرة:

« أن النبي رخص في العرايا، أن تباع بخرصها، في خمسة أوسق، أوما في دون خمسة».

875 - [2/ 238] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا الوليد، حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال أبي وأبو داود، قال: حدثنا حرب، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة، حدثنا أبو هريرة - المعني - قال:

«لما فتح الله على رسول الله صلی الله علیه و آله مكة، قام رسول الله صلی الله علیه و آله فيهم، فحمد الله و أثنى عليه، ثمّ قال: إنّ الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين وإنما أحلت لي ساعة من النهار، ثم هي حرام إلى يوم القيامة، لا يعضد شجرها، ولا ينفّر صيدها، ولاتحلّ لقطتها إلا لمنشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يفدي وإما أن يقتل، فقام رجل من أهل اليمن، يقال له: أبوشاه، فقال: يا رسول الله اكتبوالي، فقال عم رسول الله صلى الله عليه و آله : إلا الإذخر، فإنَّه لقبورنا وبيوتنا،

ص: 90

فقال رسول الله صلی الله علیه و آله : إلا الإذخر».

فقلت للأوزاعي: وماقوله «اكتبوا لأبي شاه»؟ وما يكتبواله؟ قال: يقول اكتبواله خطبته التي سمعها. قال أبو عبد الرحمن: ليس يروي في كتابة الحديث شيء أصح من هذا الحديث، لأن النبي صلی الله علیه و آله أمرهم، قال: «اكتبوا لأبي شاه» و ما سمع النبي صلی الله علیه و آله ، خطبته .(1)

876 - [2/238] حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سفيان، حدثنا الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة :

« أن النبي صلی الله علیه و آله نهى أن يبيع حاضر لباد، أو يتناجشوا، أو يخطب الرجل على خطبة أخيه، أو يبيع على بيع أخيه، ولا تسأل المرأة طلاق أختها، لتكفئ ما في صحفتها أو إنائها، ولتنكح، فإنما رزقها على الله». 7(2)

877- [239/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا علي بن إسحاق، أخبرنا عبد الله - يعني ابن المبارك - أخبرنا محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلی الله علیه و آله قال :

«لا تأتوا الصلاة وأنتم تسعون، ولكن امشوا إليها وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، ومافاتكم فأتموا».

878- [2/ 239] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله :

«صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام».

879 - [2/ 239] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سفيان، حدثنا الزهري،

ص: 91


1- حبس: أي منع. لا يعضد لا يقطع .أبو شاه: هر فارسي من فرسان الفرس الذين بعثهم كسرى إلى اليمن. عم الرسول: هو العباس بن عبد المطلب. الإذخر: نبت معروف عند أهل مكة.
2- الحاضر : المقيم في المدن والقرى البادي: المقيم بالبادية. الصحفة تقدم المعنى في هامش حديث 377. وفي المطبوع (التكتفى).

عن سعيد، عن أبي هريرة:

« و لما رفع النبي صلی الله علیه و آله رأسه من الركعة الآخرة من صلاة الصبح قال: اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين بمكة، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف».

880 - [2 / 241] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله :

« من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه قال أبي سم أربع مرات من سفيان، وقال مرة من صام رمضان وقال مرة من قام ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».

881 - [241/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أنه قال:

«رجل أتى النبي صلی الله علیه و آله ، فقال : هلكت، قال: وما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتي في ،رمضان، فقال: أتجد رقبة؟ قال: لا، قال: تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، قال: تستطيع تطعم ستين مسكيناً؟ قال: لا، قال: اجلس فأتي النبي صلى الله عليه و آله بعرق فيه تمر - والعرق : المكتل الضخم - قال: تصدّق بهذا قال على أفقر منا؟ ما بين لابتيها أفقر منّا ! قال: فضحك رسول الله صلی الله علیه و آله ، و قال : أطعمه أهلك وقال مرة فتبسم حتى بدت أنيابه و قال: أطعمه عيالك ».

882 - [242/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سفيان، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة:

« أن رسول الله عمر برجل يبيع طعاماً، فسأله: كيف تبيع؟ فأخبره، فأوحي إليه : أدخل يدك فيه، فأدخل يده، فإذا هو مبلول، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 92

ليس منّا من غش.»

883 - [242/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، يبلغ به قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« لا تلقوا البيع ولا تصروا الغنم والإبل للبيع، فمن ابتاعها بعد ذلك، فهو بخير :النظرين إن شاء أمسكها، وإن شاء ردّها بصاع تمر، لا سمراء».(1)

884 - [2 / 243] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

« لا يصلّي الرجل في الثوب الواحد ليس على منكبيه منه شيء، وقال مرة عاتقه».

885 - [243/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله ، قال :

«لو أن رجلاً اطلع، وقال مرة : لو أن امرءاً اطلع بغير إذنك، فخذفته بحصاة، ففقأت عينه ما كان عليك جناح».(2)

886 - [243/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سفيان ، عن أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله :

« [ والله ] لأن يأخذ أحدكم حبلاً فيحتطب، فيحمله على ظهره، فيأكل أو يتصدق، خير له من أن يأتي رجلاً أغناه الله من فضله، فيسأله، أعطاه أو منعه، ذلك بأن اليد العليا خير من اليد السفلى».

ص: 93


1- النهي عن المصراة :و هو أن يربط أخلاف الناقة أو الشاة وتترك من الحلب يومين والثلاثة، حتّى يجتمع لها لبن فيزيد مشتريها في قيمتها لما يرى من كثرة لبنها، ظناً منه أنه لين يومها لعادة لها. خير النظرين : أي خير الأمرين السمراء: الحنطة.
2- فخذفته : الخذف الرمي بالحصاة.

887 - [243/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، يبلغ به النبي صلی الله علیه و آله :

«لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن و لا يزني حين يزني وهو مؤمن».

888 - [2/245] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، يبلغ به النبي صلی الله علیه و آله :

« لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، وتأخير العشاء».

889 - [247/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا هارون، عن ابن وهب حدثنا عمرو أنّ بكيراً حدثه، عن العجلان - مولى فاطمة - عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

«للمملوك طعامه وكسوته ولا يكلّف من العمل ما لا يطيق».

890 - 26/ 247] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سفيان، حدثنا ابن عجلان عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، ما نهيتكم عنه فانتهوا ، وما أمرتكم فائتوا منه ما استطعتم».

891 - [2/ 247] حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سفيان، حدثنا ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ، عن النبي صلی الله علیه و آله :

«إنها أنا لكم مثل الولد، إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولاتستدبروها، ونهى عن الروث والرمة ولا يستطيب الرجل بيمينه».(1)

ص: 94


1- لا يستطيب من الاستطابة والإطابة كناية عن الاستنجاء سمي بها من الطيب، لأنه يطيب حسده بإزالة ماعليه من الخبث بالاستنجاء أي يطهره.

892 - [247/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي بكر الأنصاري، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي بكر المخزومي، عن أبي هريرة:

«أن النبي صلى الله عليه و آله سجد في «إِذا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ »و «اقرأ» ». (1)

893 - [2/ 248] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سفيان، عن أيوب، عن ابن سيرين قيل لسفيان:

« عن أبي هريرة؟ قال : نعم : قيل له : عن النبي صلی الله علیه و آله ؟ قال: نعم : من ابتاع محفلة أو مصراة فهو بالخيار ، فإن شاء أن يردّها فليردّها، وإن شاء يمسكها أمسكها».(2)

894 - [248/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سفيان عن منصور عن أبي حازم، عن أبي هريرة، يبلغ به النبي صلى الله عليه و آله :

« من أم هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه».

895 - [2 / 248] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سفيان، حدثني ابن محيصن(3) - شيخ من قريش، سهمي - سمعه عن محمد بن قيس بن مخرمة، عن أبي هريرة قال:

« لما نزلت «مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ»(4) به شقت على المسلمين، وبلغت منهم ما شاء الله أن تبلغ ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلی الله علیه و آله ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و آله قاربوا وسدّدوا، فكل ما يصاب به المسلم كفّارة، حتى النكبة ينكبها ».

ص: 95


1- أي في سورتي الانشقاق والعلق.
2- محفلة : هي المصراة.
3- في العديد من المصادر أبي محيصن.
4- سورة النساء: 123 .

896 - [2 / 248] [حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سفيان، عن عمرو عن ابن منبه - يعني وهباً - عن أخيه)، سمعت أبا هريرة يقول:

« ليس أحد أكثر حديثاً عن رسول الله له مني، إلا عبد الله بن عمرو، فإنّه كان يكتب، وكنت لا أكتب».(1)

897 - [249/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث العدوي(2) ، قال مرة : عن أبي عمروبن محمد بن الله حريث، عن جده: سمعت أبا هريرة يقول: قال أبو القاسم صلی الله علیه و آله :

«إذا صلّى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئاً، فإن لم يجد شيئاً فلينصب عصاً، فإن لم يكن معه عصاً، فليخط خطاً، ولا يضره ما مرّ بين يديه».

898 - [2/ 249] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن حريث، عن أبيه، عن أبي هريرة، يرفعه، فذكر معناه.

899- [249/2] وقال: عبد الرزاق أخبرنا معمر والثوري، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن حريث، عن أبيه، عن أبي هريرة، يرفعه، فذكر الحديث.

900 - [249/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سفيان، حدثني عبيد الله بن أبي يزيد عن نافع بن جبير، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله : قال الحسن:

«اللهم إني أحبه، فأحبه، وأحب من يحبه».

901 - [2/ 250] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا ابن أدريس قال: سمعت محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً، وخيارهم خيارهم لنسائهم».

ص: 96


1- أقول: الحديث ذكره المؤلف رحمه الله في هامش النسخة بدون سند ولذا جعلت سنده بين معقوفتين.
2- في بعض النسخ: العُذْرِي.

902 - [2 / 250] حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبدة، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«أوتيت جوامع الكلم، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً».

903 - [2 / 250] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا إسماعيل، حدثني القاسم بن مهران، عن أبي رافع، عن أبي هريرة:

« أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله رأى نخامة في قبلة المسجد، فأقبل على الناس فقال: ما بال أحدكم يقوم مستقبل ربه فيتنخّ-ع أمامه؟ أيجب أحدكم أن يُستقبل فيتنخع في وجهه؟ إذا تنخع أحدكم فليتنخع عن يساره أو تحت قدمه، فإن لم يجد، فليتفل هكذا في ثوبه».

فوصف القاسم فتفل في ثوبه، ثم مسح بعضه ببعض .(1)

904 - [2 / 250] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا إسماعيل، عن ابن جريج أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب أنّ أبا السائب أخبره، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم الكتاب، فهي خداج، غير تمام...الحديث».

905 - 251/21] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة :

« سُئل رسول الله صلى الله عليه و آله : أي النساء خير؟ قال: الذي تستره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فيما يكره، في نفسها وماله».

906 - [2 / 251] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو معاوية، وابن نمير، قالا: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 97


1- يتنخع : من النخاعة :البَرْقَة التي تخرج من أصل الفم، مما يلي أصل النخاع.

«يقول الله عزوجل : أنا مع عبدي حين يذكرني ، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ، ذكرته في ملأ هم خير منهم ، وإن اقترب إلي شبراً، اقتربت إليه ذراعاً، وإن اقترب إلي ذراعاً، اقتربت إليه باعاً، فإن أتاني يمشي أتيته هرولة».

وقال ابن نمير في حديثه :

«أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني».

907 - [251/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو معاوية ويعلى قالا: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«كم مضى من الشهر؟ قال: قلنا مضت ثنتان وعشرون وبقي ثمان، قال رسول الله صلی الله علیه و آله : لا بل مضت [منه] ثنتان وعشرون، وبقي سبع، اطلبوها الليلة».

قال يعلى في حديثه : الشهر تسع وعشرون .

908 - [252/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش - وابن نمير قال أخبرنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن يسر عن(1) معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنّة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه». (2)

ص: 98


1- في بعض النسخ على .
2- من نفس: من التنفيس أي فرج عنه.

1909 - [254/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو معاوية ووكيع، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله».

قال أبو معاوية: عليكم.(1)

910 - [2/ 254] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا ربعي بن إبراهيم، قال أبي : وهو أخو إسماعيل بن إبراهيم - يعني ابن علية - قال أبي : وكان يفضّل على أخيه، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد ، عن أبي سعيد ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان فانسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنّة».

قال ربعي ولا أعلمه إلا قد قال: «أو أحدهما».(2)

911 - [254/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

« من أدرك من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس فقد أدركها، و من أدركها (3)من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها».

912 - [255/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن أبي عدي عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال

ص: 99


1- لا تزدروا الازدراء الاحتقار والانتقاص والعيب.
2- وأرغم الله أنفه: أي الصفه بالرّغام، وهو التراب. هذا هو الأصل ثم استعمل في الذل.
3- في بعض النسخ: أدرك.

كنت مع الحسن بن علي، فلقينا أبو هريرة، فقال: أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله صلی الله علیه و آله يقبل . قال : القميصة(1) قال: فقبل سرته».(2)

913 - [2 / 255] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو عامر، حدثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه و آله قال:

« ولا تنكح المرأة على عمّتها، ولا على خالتها».

914 - [2 / 255] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن النبي ، قال : من كان له شقص في مملوك فأعتق نصفه فعليه خلاصه إن كان له مال فإن لم يكن له مال استسعي العبد في ثمن رقبته، غير مشقوق».(3)

915- [255/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد، أخبرنا مسعود(4) ، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«تجوز لأمتي عما حدثت في أنفسها، أو وسوست به أنفسها، مالم تعمل به أو تكلم به».

916 - [2/ 255] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا شعبة، عن قتادة - وابن جعفر، حدثنا شعبة، قال: سمعت قتادة عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها باتت تلعنها الملائكة».

ص: 100


1- في بعض النسخ: فقال بالقميصة .
2- فقال بالقميصة: يعني رفع القميص.
3- الشقْص : النصيب في العين المشتركة من كل شيء. استسعي : استسعاء العبد إذا عتق بعضه ورق بعضه. غير مشقوق : يريد غير مشقوق عليه.
4- في بعض النسخ مسعر.

قال ابن جعفر: «حتى ترجع».

917 - [2/ 256] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن أبي الوليد، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال :

«إذا أتمتم فخفّفوا، فإن فيكم الكبير والضعيف والصغير».

918 - [256/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا محمد بن عمر(1) ، عن أبي الحكم مولى اللينيين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لاسبق إلا في خفّ أو حافر».

919 - [2 / 257] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا يزيد ، أخبرنا محمد، عن موسى بن يسار، عن أبي هريرة - وعن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« الصيام جنة، وإذا كان أحدكم يوماً صائماً فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله ،أو شاتمه فليقل: إني صائم إني صائم».

920 - [2 / 257] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا محمد، عن موسى بن يسار عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».

و قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«يقول الله عزوجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهولي وأنا أجزي به، إنما يترك طعامه وشرابه من أجلي فصيامه له وأنا أجزي به، كل حسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام، فهولي، وأنا أجزي به».

ص: 101


1- في بعض النسخ عمرو.

921 - [257/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا يزيد، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال أبو القاسم صلی الله علیه و آله :

«والذي نفس محمد بيده لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً، ولضحكتم قليلاً».

922 - [2 / 258] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا محمد، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« إنّ الله تسعة وتسعين اسماً، مائة غير واحد من أحصاها دخل الجنّة، إنّه وتر یحب الوتر».

923 - [2 / 258] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الواحد، حدثنا الربيع ابن مسلم القرشي، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« من لم يشكر الناس لم يشكر الله عزوجل ».

924 - [258/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا هشام - و عبد الوهاب أخبرنا هشام، عن يحيى، عن أبي جعفر، أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« إذا بقي ثلث الليل، نزل الله عزوجل إلى سماء الدنيا، فيقول: من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ من ذا الذي يسترزقني فأرزقه؟ من ذا الذي يستكشف الضّر فأكشفه عنه، حتى ينفجر الفجر».(1)

925 - [258/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا هشام، عن

ص: 102


1- توضیح نزول الله سبحانه إلى الأرض، يعني نزول رحمته تعالى على أهل الأرض، أولعله إشارة إلى نزول ملك ينادي أهل الأرض هذا النداء، فالله سبحانه منزه عن الجسمية وعن التشبيه وعن كل ما يماثله تنزه ربنا وتقدس.

يحيى، عن أبي جعفر، أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنّ: دعوة المظلوم، و دعوة المسافر و دعوة الوالد على ولده».

926 - [2 / 258] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا يزيد، أخبرنا هشام، عن يحيى، عن أبي جعفر، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«أفضل الأعمال عند الله إيمان لا شك فيه، وغزولا غلول فيه، وحج مبرور».

قال أبو هريرة: «حجّ مبرور يكفّر خطايا تلك السنة».

927 - [259/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الأعلى، عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً».

928 - [259/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الواحد، حدثنا شعبة، عن داود بن فراهيج، قال: سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه».

929 - [2 / 260] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا زيد بن الحياب، أخبرني أبو مورود، حدثني عبد الرحمن بن أبي حدرد قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إذا بزق أحدكم في المسجد فليدفنه، فإن لم يفعل، فليبزق في ثوبه».

930 - [2 / 260] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الأعلى، حدثنا يونس عن الحسن، عن أبي هريرة، قال:

ذكروا عند النبي صلی الله علیه و آله رجلاً - أو إنّ رجلاً - قال: يا رسول الله، إن فلاناً نام

ص: 103

البارحة و لم يصل حتى أصبح قال: بال الشيطان في أذنه».(1)

931 - [2 / 260] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الأعلى، عن معمر عن همام بن منبه أخي وهب أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«مطل الغنى ظلم». (2)

932 - [2 / 260] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا ابن نمير ويزيد قالا: أخبرنا محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«فجرت أربعة أنهار من الجنّة الفرات والنيل، والسيحان وجيحان».(3)

933 - [261/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، وابن نمير قالا: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«غيّروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى».

934 - [2 / 261] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يعلى، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء».

935 - [2 / 261] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يعلى، حدثنا فضيل - يعني ابن غزوان عن ابن أبي نعم، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله قال :

ص: 104


1- توضيح إشارة إلى مس الشيطان له فأثقله عن القيام لصلاة الصبح وقيام الليل، وإذا كان الأمر - كذلك فكيف القبول بحديث أن رسول الله صلی الله علیه و آله ان نام عن صلاته ، فهل هو مس أو أصابه ما أصاب الرجل الذي نام عن صلاته ؟ فحاشا رسول الله صلی الله علیه و آله أن يرتكب العمل الشنيع الذي يوبخ عليه من يرتكبه، فكيف يتم هذا مع ماذكروه من نوم النبي صلی الله علیه و آله عن صلاته ؟ وشبهة أن ذلك سهو يجوز على بشر فغير مقبول لبحث ليس هنا محله . وقد أشرنا ما له علاقة بالمقام في هامش حديث 346 فراجع.
2- في بعض النسخ : الغني. والمطل: أي التسويف والمدافعة بالعدة والدين وليانه.
3- في بعض النسخ : وسيحان.

«الفضة بالفضة مثلاً بمثل وزناً بوزن، والذهب بالذهب وزناً بوزن، مثلاً بمثل، فمن زاد فهورباً، ولا تباع ثمرة حتى يبدو صلاحها».

936 - [262/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد، عن سهيل بن أبي صالح(1)، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«من صلى علي مرة واحدة كتب الله عزوجل بها عشر حسنات».

937 - [262/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد، عن سهيل، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«ما من صاحب كنز لا يؤدي حقه، إلا جُعل صفائح يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جبهته وجنبه وظهره، حتى يحكم الله عزوجل بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، ومامن صاحب غنم لا يؤدي حقها، إلا جاءت يوم القيامة أوفر ماكانت فيبطح بقاع قرقر، فتنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، ليس فيها عقصاء ولاجلحاء، كلما مضت أخراها ردّت عليه أولاها حتى يحكم الله عزوجل بين عباده، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون، ثم يرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار، ومامن صاحب إبل لا يؤدي حقها، إلا جاءت يوم القيامة أوفر ماكانت، فيبطح لها بقاع قرقر ، فتطؤه بأخفافها، كلما مضت أخراها ردت عليه أولاها، حتى يحكم الله عزوجل بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون، ثم يرى سبيله، إما إلى الجنّة، وإما إلى النار. ثم سُئل عن الخيل؟ فقال: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وهي لرجل أجر، ولرجل ستر وجمال وعلى رجل وزر ، أما

ص: 105


1- كذا :وصحيحه عن أبي صالح.

الذي هي له أجر، فرجل يتخذها يعدّها في سبيل الله، فما غيبت في بطونها فهوله أجر، وإن مرت بنهر فشربت منه، فما غيبت في بطونها فهوله أجر، وإن مرت فما أكلت منه فهوله أجر ، وإن استنت شرفاً، فله بكل خطوة تخطوها أجر، حتى ذكر أرواثها وأبوالها، وأما التي هي له ستر وجمال فرجل يتخذها تكريما وتجملاً، ولا ينسى حق بطونها وظهورها، وعسرها ويسرها، وأما الذي هي عليه ،وزر فرجل يتخذها بذخاً وأشراً، ورياءً وبطراً، ثمّ سُئل عن الحمر؟ فقال: ما أنزل الله على فيها إلا الآية الفادة الجامعة: «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًا يَرَه(1) ». » (2)

938 - [2/ 263] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو كامل، حدثنا زهير حدثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إذا قام الرجل من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به».

939 - [2 / 263] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو كامل، حدثنا زهير حدثنا سهل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« من نام وفي يده غمر ولم يغسله، فأصابه شيء، فلا يلومن إلا نفسه».

ص: 106


1- سورة الزلزلة: 7 - 8
2- الصفائح جمع صحيفة، وهي كل عريض من لوح أو حجارة ونحوهما. ثم يرى سبيله أي يرى هذا الشخص سبيل نفسه وعاقبة أمره أوفر ما كانت أي أكثر ماكانت من الوفر وهو الكثير الواسع. فيبطح: أي يلقى على وجهه لتطأه بقاع قرقر القاع المكان المستوي الواسع في وطأة من الأرض . والقرقر أيضاً من الأرض الواسع وقيل الأملس بأظلافها: جمع ظلف، وهو من الشاة كالحافر من الفرس العقصاء: الماتوية القرنين الجلحاء التي لا قرن لها استنت شرفاً: الاستنان الجري. والشرف الشوط والمدى البذخ هو الفخر والتطاول الأشر: البطرة، البطر أي الطغيان عند النعمة وطول الغنى. الفاذة: القليلة النظير. الجامعة: أي العامة المتناولة لكل خير ومعروف.

940 - [2/ 263] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد، عن ثابت البناني عن أبي عثمان النهدي، أن أبا هريرة قال:

«قال سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله يقول : صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل ،شهر صوم الدهر ».(1)

941 - [2 / 264] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم حدثنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: سُئل النبي صلی الله علیه و آله:

«أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله ، قال : ثم ماذا؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله، قيل : ثمّ ماذا؟ قال: ثمّ حجّ مبرو».

942 - [2 / 264] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو كامل، حدثنا ليث، حدثني سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و آله كان يقول:

«يا نساء المسلمات لا تحقرن جافرة لجارتها ولو فرسن شاة».(2)

943 - [265/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

«من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها».

944 - [2 / 265] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال:

«سئل النبي صلی الله علیه و آله عن الفأرة تقع في السمن؟ فقال: إن كان جامداً فألقوها

ص: 107


1- في المطبوع: وصوم ثلاثة أيام. وشهر الصبر هو شهر الصيام.
2- يا نساء المسلمات يا أيتها النساء المسلمات الفرسن هو عظم قليل اللحم، وهو خف السبعیر ، كالحافر للدابة، وقد يستعار للشاة.

وما حولها، وإن كان مائعاً فلا تقربوه».

قال عبد الرزاق: أخبرني أبو عبد الرحمن بن بوذويه، أن معمراً كان يذكره بهذا الإسناد، ويذكر قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله ، وقال: حدثنا معمر عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة .

945 - [2 / 266] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة:

«أن النبي صلی الله علیه و آله رأى نخامة في قبلة المسجد، فحتها بمروة أوبشيء، ثم قال: إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يتنخّمن أمامه ولاعن يمينه، فإنّ عن يمينه ملكاً، ولكن ليتنخّم عن يساره، أو تحت قدمه اليسرى». (1)

946 - [266/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« من أكل من هذه الشجرة - يعني الثوم - فلا يؤذينا في مسجدنا ، وقال في موضع آخر فلا يقربن مسجدنا، ولايؤذينا بريح الثوم».

947 - [2 / 266] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر ، عن منصور، عن عباد بن أنيس، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله :

«إنّ المؤذن يغفر له مدى صوته، ويصدقه کل رطب ویابس سمعه ... الحديث».

948 - [266/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر ،عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 108


1- المروة حجر أبيض براق.

«لا تبتدوا اليهود والنصارى بالسلام، فإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقها».

949 - [2 / 267] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله، قال :

« من اتخذ كلباً، إلا كلب صيد أو زرع أو ماشية نقص من أجره كل يوم قيراط».

950 - [2 / 267] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إنّ الله إذا أحب عبداً قال الجبريل : إني أحب فلاناً فأحبه، قال: فيقول جبريل لأهل السماء : إن ربكم يحب فلاناً فأحبوه، قال: فيحبه أهل السماء، قال: ويوضع له القبول في الأرض، قال: وإذا أبغض، فمثل ذلك».

951 - [2/ 267] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».

952 - [268/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر ، عن أيوب، عن القاسم بن محمد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

«إنّ العبد إذا تصدّق من طيب تقبلها الله منه، وأخذها ،بيمينه ورباها كما يربي أحدكم مهره أو فصيله، وإنّ الرجل ليتصدّق باللقمة، فتربو في يد الله - أو قال: في كف الله - حتى تكون مثل الجبل، فتصدقوا». (1)

ص: 109


1- أقول : الحديث ذكره المؤلّف رحمه الله في هامش النسخة بدون سند ولذا جعلت سنده بين معقوفتين.

953 - [269/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة:

«أنّ النبي صلی الله علیه و آله خطب أم هانئ بنت أبي طالب، فقالت: يا رسول الله، إني قد كبرت ولي عيال فقال النبي صلى الله عليه و آله : خير نساء ركبن نساء قريش أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده».(1)

954 - [2 / 271] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة(2)، عن أبي هريرة، قال:

«صلى رسول الله صلی الله علیه و آله الظهر أو العصر ، فسلّم في ركعتين، فقال له ذو الشمالين ب-ن عبد عمرو - وكان حليفاً لبني زهرة - أخففت الصلاة أم نسيت ؟ فقال النبي صلى الله عليه و آله : ما يقول ذواليدين؟ قالوا: صدق يا نبي الله فأتم بهم الركعتين اللتين نقص».(3)

ص: 110


1- احناه من الحنو، وأصله الشفقة والعطف المراد بذات يده ماله ومكسبه.
2- في طبعة شاكر: (حشمة).
3- - توضيح الحديث يظهر سهو النبي صلی الله علیه و آله ويصوره هذه الصورة التي تنتقص من شخصية النبي صلی الله علیه و آله أي انتقاص، فجواز السهو عن النبي صلی الله علیه و آله الذي تشير إليه بعض الأحاديث ومنها هذا الحديث يعمد إلى الاستهانة بمقامه المقدس، ويصور الحديث مدى الاضطراب الذي حل في جماعة المسلمين بعدما رأوا النبي صلی الله علیه و آله غافل عن أعظم فريضة فرضها الله تعالى، فالذي يتابع حركة النبي صلی الله علیه و آله من خلال حياته الشريفة وتعامله مع المسلمين يجده المثال الأمثل في قيادة أمته، وإذا لم يجد البعض مغمزاً في شخصيته الكريمة فإنهم يصورونه يساهم في تقليل هذا الألق النبوي الذي كان يأخذ بأبصار وقلوب الناس. لم يرتض هذا الحديث أكثر المسلمين، وقد ردوه بما يناسب والواقع الذي عاشه رواة الخبر. قال الذهبي: أن أبا هريرة أسلم عام خيبر سنة سبع من الهجرة وذواليدين استشهد في بدر. راجع (تهذيب الأسماء واللغات 186:1) . وإذا كان الحال كذلك فمتى أدرك أبو هريرة ذا اليدين و الحديث ؟! ويذهب أبورية إلى ابعد من ذلك فهو بالإضافة إلى أنه يؤكد على عدم إدراك أبو هريرة ذا اليدين فإنَّه يؤكد اضطراب أبي هريرة لروايته الخبر :قائلاً: وقد اضطرب أبو هريرة في هذا الحديث وتعارضت أقواله فمرة يقول صلى بنا إحدى صلاتي العشي أما الظهر وأما العصر، وتارة يقول: صلى بنا صلاة العصر، وأخرى يقول: بينما أصلي مع رسول الله صلاة الظهر وهذه الروايات كلها في البخاري ومسلم. وأسفا ! راجع (أبو هريرة لمحمود أبورية ح122).

955 - [2 / 271] حدثنا عبد الله، حدثنا أبي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، وأبي سلمة - أو أحدهما - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إذا صلّى أحدكم بالناس فليخفّف، فإن فيهم الضعيف، والشيخ الكبير و ذا الحاجة».

956 - [272/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر ، قالا : أخبرنا ابن جريج، أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي عبد الله إسحاق، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« لا تطلع الشمس ولا تغرب على يوم أفضل من يوم الجمعة، وما من دابة إلا تفزع ليوم الجمعة، إلا هذين الثقلين من الجن والإنس على كل باب من أبواب المسجد ملکان، يكتبان الأول فالأول، فكرجل قدم بدنة، وكرجل قدم بقرة، وكرجل قدّم شاة، وكرجل قدم طائراً، وكرجل قدم بيضة، فإذا قعد الإمام طويت الصحف».

957 - [2 / 272] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، حدثني العباس، عن محمد بن سلمة (1)الأنصاري، عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عزوجل فيها، إلا أعطاه إياه،

ص: 111


1- في طبعة شاكر (مسلمة).

وهي بعد العصر».

958 - [2/ 273] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر :قالا : [ أخبرنا] ابن جريج، أخبرني الحارث بن عبدالمطلب - وقال ابن بكر بن عبد الملك: أنّ نافع بن جبير أخبره أن أبا هريرة أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

« من صلى على جنازة فاتبعها فله قيراطان مثلي أحد، ومن صلى ولم يتبعها فله قيراط مثل أحد قال أبو بكر: القيراط مثل أحد».

959 - [273/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من اشترى شاة مصراة، فإنّه يحلبها، فإن رضيها أخذها، وإلا ردّها وردّ معها صاعاً من تمره».

960 - [277/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق، حدثنا داود بن قيس، عن أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبيع أحدكم على بيع أخيه، وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا - وأشار بيده إلى صدره ثلاث مرات - حسب امرئ مسلم من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه».(1)

961 - [2 / 277] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مالك، العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

ص: 112


1- ولا تناجشوا: ومعناه أن يزيد الرجل في ثمن السلعة وهو لا يريد شراءها ليسمعه غيره فيزيد بزيادته والناجش خائن والتدابر الهجران

ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ الخطا إلى المساجد، وإسباغ الوضوء عند المكاره ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلك الرباط».(1)

962 - [2 / 277] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثني معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنّ الله وتر، يحب الوتر».

963 - [277/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله : صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره من المساجد، إلا المسجد الحرام».

964 - [279/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر ، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال:

نهى رسول الله صلی الله علیه و آله عن الدباء، والمزقت والحنتم، والنقير».(2)

965 - [279/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، أخبرني محمد بن زياد: إنه سمع أبا هريرة يقول:

«كنا عند رسول الله صلی الله علیه و آله و هو يقسم تمراً من تمر الصدقة، والحسن بن علي في حجره، فلما فرغ حمله النبي صلی الله علیه و آله على عاتقه، فسال لعابه على النبي صلی الله علیه و آله ، فرفع

ص: 113


1- الرباط : يعني أن هذه الخلال تربط صاحبها من المعاصي، وتكفه عن المحارم.
2- الدباء: القرع متى قطع رأسها بقيت كالجرة ينبذ فيها .والمزفت: ما قير بالزفت .الحنتم :الجرة الصغيرة. النقير: خشب كان أهل الجاهلية يتقرونها حتى يصير لها أجواف ينبذون فيها، كل هذا النمي عنه لأجل الظروف، فإنها يكون في الأرض وتسرع الشدة إليها .

النبي صلی الله علیه و آله رأسه، فإذا تمر في فيه، فأدخل النبي صلی الله علیه و آله يده فانتزعها منه، ثم قال: أما علمت أن الصدقة لا تحل لآل محمد».

966 - [2 / 280] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و آله قال:

« من شرب الخمر فاجلدوه، ثمّ إذا شرب فاجلدوه، ثم إذا شرب فاجلدوه، ثم إذا شرب في الرابعة فاقتلوه».

967 - [2 / 280] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر ،عن يحيى بن أبي كثير ، عن رجل يقال له: أبو إسحاق، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«من غسل ميتاً فليغتسل».

968 - [281/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن الزهري، عن عروة، عن عائشة - وعن ابن المسيب، عن أبي هريرة:

«أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى قبضه الله ».

969- [283/2] حدثنا عبد الله ، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن الزهري عن رجل من بني غفار أنه سمع سعيداً المقبري يحدث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«الطاعم الشاكر، كالصائم الصابر ».

970 - [287/1] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى بن زكريا، حدثنا شعبة، عن محمد بن حجادة (1)، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال:

«نهى رسول الله صلی الله علیه و آله عن كسب الإماء».

ص: 114


1- في طبعة شاكر (جحادة).

971 - [2 / 287] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أيوب بن النجار - أبو إسماعيل اليمامي - عن طيب بن محمد، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، قال:

«لعن رسول الله صلی الله علیه و آله مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء، والمترجلات من النساء المتشبهات(1) بالرجال، وراكب الفلاة وحده».

972 - [2/ 287] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده، وفي ماله، وفي ولده حتى يلقى الله و ما عليه من خطيئة».

973 - [2/ 288] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سويد بن عمرو، حدثنا أب-ان، حدثنا يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«الضيافة ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك فهو صدقة».

974 - [288/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن ذكوان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لأن يمتلئ جوف الرجل قيحاً يريه، خير له من أن يمتلئ شعراً». (2)

975 - [288/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا سفيان ، عن صالح بن نبهان عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«لا تباغضوا، ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخواناً».

976 - [2 / 288] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان، عن أبي الحجاف(3) ، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 115


1- في نسخة أصل: (المتشبهين). (المؤلف)
2- يريه : من الموري: الداء.
3- في المطبوع (الجحاف).

من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني، يعني حسناً وحسيناً».

977 - [288/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا إسماعيل بن عمر، حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن رسول الله صلی الله علیه و آله : قال :

« و الله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا: وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : الجار لا يأمن جاره بوائقه، قالوا يا رسول الله ومابوائقه؟ قال: شره».(1)

978 - [2/ 289] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عتاب بن زياد، حدثنا عبد الله ابن مبارك، أخبرنا معمر عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله :

«أنه كان إذا استنشق أدخل الماء منخريه».

979 - [2/ 289] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أيوب بن النجار، عن طيب ابن محمد، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، قال:

«لعن رسول الله صلی الله علیه و آله محنشي الرجال، الذي يتشبهون بالنساء، والمترجلات من النساء المتشبهات(2) بالرجال، والمتبتلين من الرجال، الذي يقول: لا يتزوج(3) ، والمتبتلات من النساء اللائي يقلن ذلك، وراكب الفلاة وحده، فاشتدّ ذلك على أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله ، حتى استبان ذلك في وجوههم، وقال: البائت وحده(4)».

980 - [2 / 290] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا هشام، عن سهيل، عن أبي صالح(5)، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلی الله علیه و آله :

«من قال إذا أمسى ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ،

ص: 116


1- بوائقه : أي غوائله وشروره .
2- في نسخة أصل: (المتشبهين). ( المؤلّف)
3- في طبعة شاكر (الذين) يقولون لا نتزوج .
4- التبتل : الانقطاع عن النساء، وترك النكاح (شاكر)
5- الظاهر بن أبي صالح. (المؤلف).

لم تضره حمة تلك الليلة، قال: فكان أهلنا قد تعلموها، فكانوا يقولونها، فلدغت جارية منهم، فلم تجد لها وجعاً». (1)

981 - [2 / 290] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

كان رسول الله صلی الله علیه و آله إذا شهد جنازة سأل: هل على صاحبكم دين؟ فإن قالوا: نعم قال: هل له وفاء؟ فإن قالوا: نعم، صلّى عليه، وإن قالوا: لا، قال: صلوا على صاحبكم، فلما فتح الله عزوجل عليه الفتوح، قال: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن ترك ديناً فعلي، ومن ترك مالاً فلورثته».

982 - [2 / 290] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد، أخبرنا سفيان يعني ابن حسين - عن علي بن زيد عن أنس بن حكيم الضبي، قال: قال لي أبو هريرة:

«إذا أتيت أهل مصرك أخبرهم أني سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله يقول: أول شيء مما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته المكتوبة، فإن صلحت - وقال يزيد مرة فإن أتمها - وإلا زيد فيها من تطوعه، ثم يفعل بسائر الأعمال المفروضة كذلك».

983 - [291/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد عن المسعودي، عن داود بن يزيد(2) ، عن أبي هريرة، قال:

«سئل رسول الله صلی الله علیه و آله عن أكثر ما يلج الناس به النار؟ فقال: الأجوفان الفم والفرج، وسئل عن أكثر ما يلج الناس به الجنّة، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله : تقوى الله و حسن الخلق ».

984 - [2 / 291] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا يزيد، أنبأنا عبد الملك بن

ص: 117


1- الحمة السم، وأنها تطلق على أبرة العقرب.
2- في طبعة شاكر :( عن داود بن يزيد عن أبيه).

قدامة، حدثنا إسحاق بن بكر بن أبي الفرات عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنها ستأتي على الناس سنون خداعة، يُصدّق فيها الكاذب، ويُكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن، ويخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: السفيه يتكلم في أمر العامة».

985 - [292/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب عن عجلان، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«لينتهين رجال ممن حول المسجد لا يشهدون العشاء الآخرة في الجميع، أو لأحرقن حول بيوتهم بحزم الحطب».(1)

986 - [2 / 292] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا هشام بن أبي هشام، عن محمد بن الأسود(2) ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان، لم تعطها أمة قبلهم خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله رحمه الله كلّ يوم جنّته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك، ويُصفّد فيه مردة الشياطين فلا يخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويُغفّر لهم في آخر ليلة، قيل: يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: لا، ولكنّ العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله».

987 - [2 / 292] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا حماد بن أبي

ص: 118


1- في الجميع أي في الجماعة.
2- في طبعة شاكر: (محمد بن محمد بن الأسود).

سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

« خرج رجل يزور أخاً له في الله عزوجل في قرية أخرى، فأرصد الله عزوجل بمدرجته ملكاً، فلما مرّ به :قال أين تريد ؟ قال أريد فلاناً، قال: لقرابة؟ قال: لا، قال: فلنعمة له عندك تربّها؟ قال: لا، قال: فلم تأتيه؟ قال: إني أحبه في الله، قال: فإني رسول الله إليك، أنه يحبك بحبك إياه فيه». (1)

988 - [292/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و آله قال يوم فتح مكة:

« من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن».

989 - [2/ 292] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«أكثروا ذكر هادم اللذات».

قال أبي محمد بن إبراهيم ، هو أبو بني شيبة.

990 - [295/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد أخبرنا هشام(2) ، عن قتادة عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة، قال:

«قلت يا رسول الله، إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني، فأنبتني عن كل شيء؟ فقال: كل شيء خُلق من ماء، قال: قلت: يا رسول الله، أنبئني عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنة؟ قال: أفش السلام، وأطعم الطعام، وصل الأرحام،

ص: 119


1- بمدرجته المدرجة، الطريق يدرج فيها أي يمشي. توبها: أي تحفظها وتراعيها وتربيها كما يرتي الرجل ولده.
2- في طبعة شاكر: (همام).

وقم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام».

991 - [295/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد، أخبرنا حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح(1) ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله ، قال :

«الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف».

992 - [295/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد، أخبرنا حماد بن سلمة - وعفّان، حدثنا حماد، أخبرنا علي بن يزيد عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

« تخرج الدابة ومعها عصا موسى علیه السلام ، و خاتم سلیمان علیه السلام ، فتخطم الكافر - قال : عفان أنف الكافر - بالخاتم، وتجلووجه المؤمن بالعصا، حتى إن أهل الخوان ليجتمعون على اخوانهم فيقول :هذا يا مؤمن، ويقول هذا يا كافر».(2)

993 - [296/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا إسحاق بن يونس(3)، وهو الأزرق، أخبرنا عوف، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة قال: سمعته(4) قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«لو كان العلم بالثريا لتناوله أناس من أبناء فارس».

994 - [2 / 297] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا إسحاق بن يوسف، حدثنا عوف، عن محمد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

«اطلعت في النار فوجدت أكثر أهلها النساء، واطلعت في الجنّة فرأيت أكثر أهلها الفقراء».

ص: 120


1- في طبعة شاكر (بن أبي صالح عن أبيه).
2- تخطم أي تسمه به.
3- في طبعة شاكر: إسحاق بن يوسف
4- في طبعة شاكر (سمعته يقول).

995 - [297/2] حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا صفوان بن عيسى، أخبرنا محمّد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إنّ المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع و استغفر صقل قلبه، وإن زاد زادت، حتى يعلو قلبه ذاك الرين الذي ذكر الله عزوجل في القرآن «كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ».» (1)

يقول شير محمد : روى الكليني في كتاب الإيمان والكفر في باب الذنوب بإسناد عن زرارة، عن أبي جعفر علیه السلام قال: «ما من عبد إلا وفي قلبه نكتة بيضاء، فإذا أذنب ذنباً خرج في النكتة نكتة سوداء، فإن تاب ذهب ذلك السواد وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطى البياض فإذا تغطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبداً، وهو قول الله عزوجل : «كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبهمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ».(2)

و روى في هذا الباب: بإسناد عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول : «إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب انمحت وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبدا».(3)

1996 - [297/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا صفوان، أخبرنا ابن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«الدين النصيحة، ثلاث مرات :قال قيل يا رسول الله لمن قال: الله و لكتابه و لأئمة المسلمين».

ص: 121


1- سورة المطففين: 14 ، الرين: الطبع والدنس.
2- سورة المطففين: 14.
3- الكافي : 271/2.

997 - [2 / 298] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا محمد، حدثنا شعبة، عن داود بن فراهیج قال: سمعت أبا هريرة يقول:

«ما كان لنا على عهد رسول الله له طعام إلا الأسودين: التمر والماء».

998 - [2 / 298] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، و هاشم :قالا حدثنا شعبة، عن أبي بلج، قال هاشم أخبرني يحيى بن أبي سليم، قال: سمعت عمروبن میمون قال: سمعت أبا هريرة يحدث عن النبي : أنه قال:

«ألا أعلمك - قال هاشم: أفلا أدلك - على كلمة من كنز الجنّة من تحت العرش؟ لا قوة إلا بالله يقول: أسلم عبدي واستسلم».

999 - [2 / 298] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد - يعني ابن جعفر - وهاشم قالا : حدثنا شعبة - قال :هاشم أخبرني يحيى بن أبي سليم، سمعت عمروبن ميمون - وقال محمد عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله ، أنه قال:

« من أحب وقال هاشم من سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا الله عزوجل ».

1000 - [2/ 299] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا محمد، حدثنا شعبة، عن المغيرة قال: سمعت عبيد الله بن أبي نعم يحدّث قال أبي : إنما هو عبد الرحمن ابن أبي نعم ولكن غندر كذا قال أنه سمع أبا هريرة، قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن كسب الحجام، وكسب البغي، وثمن الكلب قال وعسب الفحل ،قال وقال أبو هريرة : هذه من كيسي».

1001 - [299/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن مغيرة عن الشعبي، عن محرر بن أبي هريرة ، عن أبيه، عن أبي هريرة [قال]:

ص: 122

كنت مع علي بن أبي طالب حيث بعثه رسول الله صلى الله عليه و آله إلى أهل مكة ببراءة، فقال: ما كنتم تنادون؟ قال: كنا ننادي أنه لا يدخل الجنّة إلا مؤمن، ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه و آله عهد فإنّ أجله - أو أمده - إلى أربعة أشهر، فإذا مضت الأربعة الأشهر فإنّ الله بريء من المشركين ورسوله، ولا يحج هذا البيت بعد العام مشرك، قال: فكنت أنادي حتى صحل صوتي».(1)

1002 - [299/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، قال: قرأت على أبي قرة الزبيدي موسى بن طارق، عن موسى - يعني ابن عتبة - عن أبي صالح السمان وعطاء بن يسار - أو عن أحدهما - عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

« أتحبون أن تجتهدوا في الدعاء؟ قولوا اللهم أعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك».

1003 - [299/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أنس بن عياض، حدثني يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة:

« أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله أتي برجل قد شرب فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : اضربوه، قال: فمنّا الضارب بيده ومنا الضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله، قال رسول الله صلى الله عليه و آله : لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان، ولكن قولوا رحمك الله».

1004 - [2/ 300] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة قال: سمعت العلاء بن عبد الرحمن يحدّث، عن أبيه، عن أبي هريرة ، عن النبي صلی الله علیه و آله :

« أنه أتى المقبرة، فسلّم على أهل المقبرة، فقال: سلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ثم قال: وددت أنا قد رأينا إخواننا، قال: فقالوا: يا

ص: 123


1- صحل صوتي: أي بح.

رسول الله ، ألسنا بإخوانك ؟ قال : بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين لم يأتوا بعد، وأنا فرطهم على الحوض، فقالوا: يا رسول الله ، كيف تعرف من لم يأت من أمتك بعد؟ قال: أرأيت لو أنّ رجلاً كان له خيل غر محجلة بين ظهراني خيل بهم دهم، ألم يكن يعرفها؟ قالوا: بلى، قال: فإنّهم يأتون يوم القيامة غراً محجلين من أثر الوضوء، وأن--ا فرطهم على الحوض، ثم قال: ألا ليذادن رجال منكم عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم: ألا هلم، فيقال: إنّهم بدلوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقا».(1)

1005 - [301/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا روح، حدثنا شعبة، حدثنا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب سمعت أبي يحدث، عن أبي هريرة، قال:

«قال لي رسول الله صلی الله علیه و آله : قال الله عزوجل : أنا خير الشركاء، من عمل لي عملاً فأشرك فيه غيري فأنا منه بري، وهو للذي أشرك».

1006 - [2 / 301] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي التياح، قال: سمعت أبا زرعة، يحدّث عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

«يهلك أمتي هذا الحي من قريش قالوا فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: لو أنّ الناس اعتزلوهم».

وقال أبي - في مرضه الذي مات فيه: اضرب على هذا الحديث، فإنّه خلاف الأحاديث عن النبي ، يعني قوله: «اسمعوا وأطيعوا واصبروا».

[يقول شير محمد الهمداني]: هذا الحديث أورده مسلم في صحيحه في القسم الثاني من الجزء الثاني ص 321. (2)

ص: 124


1- فرطهم الفرط الذي يتقدم القوم ويسبقهم ليرتاد لهم الماء. بهم: البهم جمع هيم وهو الذي لا يخالط لونه لون سواه. دهم: جمع أدهم وهو الأسود ليذادن: أي ليطردن. سحقاً: أي بعداً.
2- صحیح مسلم: 185/8.

1007 - [302/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن موسى - يعني ابن علي - عن أبيه، عن عبد العزيز بن مروان عن أبي هريرة عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

«شر ما في رجل شخ مالع وجبن خالع».(1)

1008 - [302/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن، حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة يقول:

« كان النبي الله صلی الله علیه و آله إذا أتي بطعام من غير أهله سأل عنه، فإن قيل : هدية أكل، وإن قيل: صدقة، قال: كلوا، ولم يأكل» .

1009 - [302/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عاصم بن كليب، حدثني أبي، سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«الخطبة التي ليس فيها شهادة كاليد الجذماء».(2)

101 - [303/2] حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن، عن معاوية - يعني ابن أبي صالح - عن أبي بشر، عن عامر بن لدين الأشعري، عن أبي هريرة، قال:

«سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: إن يوم الجمعة يوم عيد، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم، إلا أن تصوموا قبله أو بعده».

1011 - [2 / 303] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن وأبوسعيد :قالا حدثنا زائدة، حدثنا حدثنا عبد الملك بن عمير، عن محمد بن المنتشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال:

ص: 125


1- الشح أشد البخل، الطالع من الهلع، وهو أشد الجزع والضحر حبن خالع أي شديد.
2- الجذماء: أي المقطوعة.

سُئل رسول الله صلى الله عليه و آله : أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: الصلاة في جوف الليل، قيل: أي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال: شهر الله الذي تدعونه المحرم».

1012 - [303/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا زهير - يعني ابن محمد - عن محمد بن عمرو بن حلحل، عن محمد بن عمرو بن حلحل(1)، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، و أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله من خطاياه».

1013 - [2 / 303] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن، ومؤمّل قالا : حدثنا زهير بن محمد، قال مؤمل الخراساني: حدثنا موسى بن وردان، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالط - وقال مؤمل : من يخالل -». (2)

1014 - [2 / 303] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا مؤمل، وعبد الرحمن عن زهير عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله ، قال :

« هل تدرون من المفلس ؟ قالوا: المفلس فينا - يا رسول الله - من لا درهم له ولا مناع، قال: إن المفلس من أمني [من يأتي] يوم القيامة بصيام وصلاة وزكاة، ويأتي قد شتم عرض هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، فيقعد فيقتص هذا من حسناته، و هذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار».

1015 - [303/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن، حدثنا

ص: 126


1- في طبعة شاكر (حلحلة).
2- يخالل : من الخلة أي المودة والصداقة.

زهير عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة ، عن النبي صلی الله علیه و آله قال :

« بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل».

1016 - [304/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو عامر، حدثنا ابن أبي ذئب، عن الحارث، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة :

«أنّ النبي صلی الله علیه و آله قرأ النجم، فسجد وسجد الناس معه، إلا رجلين أرادا الشهرة».

1017 - [2 / 304] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو كامل وأبو النضر، قالا: حدثنا زهير، حدثنا سعد الطائي - قال أبو النضر : سعد أبو مجاهد - حدثنا أبو المدلة - مولى أم المؤمنين - سمع أبا هريرة [يقول] :

« قلنا يا رسول الله إنا إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة، وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا، وشممنا النساء والأولاد، قال: لوتكونون أوقال: لو أنكم تكونون على كل حال على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفّهم، ولزارتكم في بيوتكم، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم، قال: قلنا يا رسول الله، حدثنا عن الجنّة، ما بناؤها؟ قال: لبنة ذهب ولبنة فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه، ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم، تحمل على الغمام، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب : وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين».(1)

1018 - [2 / 305] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو قطن، وإسماعيل بن عمر

ص: 127


1- ملاطها الملاط الطين الذي يجعل في البناء، يملط به الحائط أي يخلط. لا يبأس: من البؤس و هو الشدة والفقر.

قالا : حدثنا يونس، عن مجاهد أبي الحجاج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنّ الله ليباهي(1) الملائكة بأهل عرفات، يقول: انظروا إلى عبادي شعثاً غيراً».

1019 - [305/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، قال: حدثنا بهز، وعفان قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلی الله علیه و آله قال :

«إنّ ملكاً بباب من أبواب السماء يقول : من يقرض اليوم يجزى غداً، وملكاً بباب آخر يقول: اللهم أعط منفقاً خلفاً، وعجل لممسك تلفاً».

1020 - [2/ 306] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر ، عن أشعث بن عبد الله، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: «جاء ذئب إلى راعي الغنم فأخذ منها شاة ، فطلبه الراعي حتى انتزعها منه، قال: فصعد الذئب على تل، فأقعى واستذفر ، فقال : عمدت إلى رزق رزقنيه الله انتزعته منّي، فقال الرجل : والله إن رأيت كاليوم ذئباً يتكلم ! قال الذئب: أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرتين، يخبركم بما مضى وبما هو كائن بعدكم - [و] كان الرجل يهودياً - فجاء الرجل إلى النبي صلی الله علیه و آله فأسلم وخبره، فصدقه النبي صلی الله علیه و آله ، ثم قال النبي صلی الله علیه و آله : إنها أمارة من أمارات بين يدي الساعة، قد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدّثه نعلاه وسوطه ما أحدث أهله [بعده]». (2)

1021 - [307/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا ليث، حدثني سعيد - يعني المقبري عن أبي عبيدة، عن سعيد بن يسار، أنه سمع أبا

ص: 128


1- في طليعة شاكر: (يباهي).
2- استذفر أصلها استثفر واستنفر الكلب : إذا أدخل ذنبه بين فخذيه حتى يلزقه ببطنه.

هريرة يقول : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«لا يتوضأ أحد فيحسن وضوءه ويسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه، إلا تبشبش الله به كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته».(1)

1022 - [307/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا هاشم، حدثنا ليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عراك، عن أبي هريرة:

«أنه سمع رسول الله صلی الله علیه و آله يقول : إن شر الناس ذو الوجهين، يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه».

1023 - [309/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن أبي إسحاق، عن كميل بن زياد عن أبي هريرة قال:

«كنت أمشي مع رسول الله صلی الله علیه و آله في نخل لبعض أهل المدينة، فقال: يا أبا هريرة، هلك المكثرون إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا ثلاث مرات حتى بكفه عن يمينه و عن يساره وبين يديه - وقليل ماهم، ثم مشى ساعة فقال: يا أبا هريرة، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت: بلى يا رسول الله قال: قل: لاحول ولا قوة إلا بالله و لا ملجأ من الله إلا إليه، ثم مشى ساعة فقال: يا أبا هريرة، هل تدري ما حق الناس على الله ؟ وماحق الله على الناس؟ قلت الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله عليه الناس أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، فإذا فعلوا ذلك فحق عليه أن لا يعذبهم».

1024 - [309/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال:

«شهدنا مع رسول الله صلی الله علیه و آله : يوم خيبر ، فقال - يعني لرجل يدعي الإسلام : هذا من أهل النار، فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالاً شديداً، فأصابته جراحة ، فقيل: يا

ص: 129


1- تبشبش من البش، وهو فرح الصديق بالصديق واللطف في المسئلة والإقبال عليه.

رسول الله الرجل الذي قلت له إنّه من أهل النار - فإنّه قاتل اليوم قتالاً شديداً وقد مات، فقال النبي صلی الله علیه و آله : إلى النار، فكاد بعض الناس أن يرتاب! فبينما هم على ذلك إذ قيل : فإنّه لم يمت، ولكن به جراح ،شديد فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح، فقتل نفسه، فأخبر النبي صلی الله علیه و آله بذلك، فقال: الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله، ثم أمر بلالاً فنادى في الناس: إنّه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، وإن الله عزوجل يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر».

1025 - [2/ 310] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن الزهري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

«ما تعدّون الشهيد فيكم؟ قالوا: من قتل في سبيل الله، قال: إنّ شهيد(1) أمتي إذا لقليل، القتل في سبيل الله شهادة، والبطن شهادة، والغرق شهادة، والنفساء شهادة، والطاعون شهادة». (2)

1026 - [2 / 310] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا إسرائيل، عن أبي سنان، عن أبي صالح الحنفي، عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ الله عزوجل اصطفى من الكلام أربعاً سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر. قال: ومن قال سبحان الله ، كتبت له بها عشرون حسنة، وحط عنه عشرون سيئة، ومن قال الله أكبر، فمثل ذلك، ومن قال لا إله إلا الله، فمثل ذلك، ومن قال: الحمد لله ربّ العالمين من قبل نفسه، كتبت له بها ثلاثون حسنة وحطّ عنه بها ثلاثون سيئة».

ص: 130


1- في طبعة شاكر : (شهداء).
2- البطن أي الذي يموت بمرض بطنه.

1027 - [2 / 310] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا جعفر - يعني ابن سليمان- ، عن أبي طارق عن الحسن ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من يأخذ من أمتي خمس خصال فيعمل بهن، أو يعلمهن من يعمل بهنّ؟ قال: قلت: أنا يا رسول الله، قال: فأخذ بيدي فعدهنّ فيها، ثم قال اتق المحارم تكن أعبد الناس وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً، وأحب للناس ماتحب لنفسك تكن مسلماً، ولا تكثر الضحك، فإنّ كثرة الضحك تميت القلب».

1028 - [311/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا خالد، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«ولد الزنا أشر(1) الثلاثة».

1029 - [311/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا أيوب - يعني ابن عنبة ، حدثنا أبو كثير السحيمي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«البيعان بالخيار من بيعهما ما لم يتفرقا، أويكون بيعهما في خيار».

1030 - [311/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا هاشم أبو النضر، قال: حدثنا الفرج - يعني ابن فضالة - حدثنا أبو سعيد المديني، عن أبي هريرة، قال:

« دعوات سمعتها من رسول الله صلى الله عليه و آله لا أتركها ما عشت حياً، سمعته يقول: اللهم اجعلني أعظم شكرك، وأكثر ذكرك ، وأتبع نصيحتك، وأحفظ وصيتك».

1031 - [311/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا سفيان عن داود بن قيس، عن أبي سعيد ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، وحسب امرئ من الشر

ص: 131


1- في طبعة شاكر: (شر).

أن يحقر أخاه المسلم».

1032 - [311/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا شريك، عن ابن موهب عن أبيه، عن أبي هريرة رفعه، قال:

«إنّ الله عزوجل يحب أن يرى أثر نعمته على عبده».

1033 - [2 / 311] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا شريك، عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة يرفعه إلى النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

«لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه حتى تفضي إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر».

1034 - [312/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق بن همام حدثنا معمر ، عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلی الله علیه و آله ... إلى أن قال : وقال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«مثلي كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاءت ماحولها جعل الفراش وهذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فتتقحم فيها، قال: فذلكم مثلي ومثلكم، أنا آخذ بحجز كم عن النار، هلم عن النار، هلم عن النار،

هلم فتغلبوني تقتحمون فيها ...».

إلى ان قال : وقال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«ليسلّم الصغير على الكبير، والمار على القاعد والقليل على الكثير».

و بإسناده، قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لا أزال أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوا: لا إله إلا الله، فقد عصموا مني أموالهم وأنفسهم إلا بحقها، وحسابهم على الله ».

إلى أن قال : وقال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 132

«قال الله عزوجل : أنا عند ظن عبدي بي».

وقال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«ما من مولد يولد إلا على هذه الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه كما تنتجون الإبل، فهل تجدون فيها جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها»، قالوا: يا رسول الله، أفرأيت من يموت وهو صغير، قال: «الله أعلم بما كانوا عاملين».

إلى أن قال: وقال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«أيفرح أحدكم براحلته إذا ضلت منه ثم وجدها؟ قالوا: نعم، يا رسول الله قال: والذي نفس محمد بيده الله أشد فرحاً بتوبة عبده إذا تاب، من أحدكم براحلته إذا وجدها».

1035 - [2/ 319] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة قال:

«أنا أشبهكم صلاة برسول الله صلی الله علیه و آله ، وكان رسول الله صلى الله عليه و آله إذا قال: سمع الله لمن حمده، قال: ربنا ولك الحمد، وكان يكبر إذا ركع، وإذا رفع رأسه، وإذا قام من السجدتين، قال: الله أكبر».

1036 - [321/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الله بن يزيد من كتابه قال: حدثنا سعيد - يعني ابن أبي أيوب - حدثنا بكر بن عمر المغافري، عن عمر و بن أبي نعيمة، عن أبي عثمان مسلم بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من تقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار، ومن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد فقد خانه ومن أفتى بفتيا غير ،ثبت فإنها إثمه على من أفتاه».

1037 - 321/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا سعید ، حدثنا عبد الله بن الوليد، عن ابن حجيرة، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن

ص: 133

النبي صلى الله عليه و آله قال:

«حق المؤمن على المؤمن ست خصال أن يسلّم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس، وإن دعاه أن يجيبه، وإذا مرض أن يعوده، و إذا مات أن يشهده، وإذا غاب أن ينصح له».

1038 - [321/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا حدثنا محمد بن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلی الله علیه و آله ، أنه قال:

«لا يزال هذا الأمر - أو على هذا الأمر - عصابة على الحق، ولا يضرهم خلاف من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله».

1039 - [321/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا سعيد، حدثني أبو خيرة، عن موسى بن وردان، قال أبو خيرة: لا أعلم إلا أنه قال: عن أبي هريرة أن رسول الله صلی الله علیه و آله ، قال :

«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر من ذكر وأنثى فلا يدخل الحمام إلا بمئزر و من كانت تؤمن بالله واليوم والآخر من إناث امتي فلا تدخل الحمام».

1040 - [323/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو عامر، حدثنا زهير، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة ، عن النبي صلی الله علیه و آله قال :

«الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر».

1041 - [324/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الصمد - وعفان قالا : حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، عن الحسن، عن زياد بن رباح، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله ، قال :

تبادروا بالأعمال ستا : طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدخان،

ص: 134

ودابة الأرض... الحديث».

1042 - [2 / 325] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا ،روح، حدثنا أسامة بن زيد عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال:

«جاء رجل إلى النبي صل الله علیه و آله يريد سفراً فقال : يا رسول الله أوصني، قال: أوصيك بتقوى الله، والتكبير على كل شرف فلما ولى الرجل ، قال النبي علي الاول اللهم ازو له الأرض، و هوّن عليه السفر». (1)

1043 - [2 / 325] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، أخبرني زياد أنّ ثابتاً - مولى عبد الرحمن بن زيد - أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«ليسلّم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير».

1044 - [2/ 325] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا روح، حدثنا أسامة بن زيد قال : حدثني عبد الله بن أبي لبيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«أمرني جبريل برفع الصوت في الإهلال، فإنه من شعائر الحج».

1045 - [325/2] [حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أسود بن عامر، أخبرنا أبوبكر، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله ]:

«إنّ الشمس لم تحبس على بشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس». (2)

1046 - [2 / 326] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا موسى بن داود، حدثنا حماد ابن سلمة، عن أبي سنان، عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

ص: 135


1- ازوله أي قرب له الأرض بعضها من بعض.
2- أقول : الحديث ذكره المؤلف الله في هامش النسخة بدون سند ولذا جعلت سنده بين معقوفتين.

«إذا زار المسلم أخاه في الله عزوجل أو عاده، قال الله عزوجل : طبت وتبوأت من الجنّة منزلا ».

1047 - [326/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال: سمعت النعمان يحدث، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أنه قال:

«خرج نبي الله صلی الله علیه و آله يوماً يستسقي، فصلى بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة، ثم خطبنا ودعا الله وحوّل وجهه نحو القبلة رافعاً يده، ثم قلب رداءه فجعل الأيمن على الأيسر، و الأيسر على الأيمن».

1048 - [2 / 326] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«أكثر عذاب القبر في البول».

1049 - [327/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الصمد عن حماد، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله الله صلی الله علیه و آله قال :

«إنّ الله كره لكم ثلاثاً، ورضي لكم ثلاثاً، رضي لكم أن تعبدوه لا تشركون به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً، وأن تنصحوا لولاة الأمر ، و كره لكم قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال».

1050 - [327/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا حجاج، أخبرني ابن جريج، أخبرني زياد بن سعد، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة ، عن النبي صلی الله علیه و آله قال :

« و الذي نفسي بيده لتتبعن سنن الذين من قبلكم شيراً بشير، وذراعاً بذراع، و باعاً فباعاً، حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه. قالوا: ومن هم يا رسول الله ؟

ص: 136

أهل الكتاب؟ قال: فمه».

1051 - [327/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا هاشم، حدثنا محمد ، عن عبد الله بن شبرمة، عن أبي زرعة بن عمرو، عن أبي هريرة، قال:

«قال رجل: يا رسول الله أي الناس أحق مني بحسن الصحبة؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: أباك».

1052 - [2 / 328] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا ربعي بن إبراهيم، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا شريك، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، قال:

« عطس رجلان عند النبي النبي صلی الله علیه و آله أحدهما أشرف من الآخر، فعطس الشريف فلم يحمد الله فلم يشمّته النبي صلی الله علیه و آله ، وعطس الآخر فحمد الله فشمته النبي صلی الله علیه و آله ، قال: فقال :الشريف عطست عندك فلم تشمتني، وعطس هذا عندك فشمته قال : فقال: إنّ هذا ذكر الله فذكرته، وإنّك نسيت الله فنسيتك».

1053 - [2 / 328] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو النضر، حدثنا شريك، عن الأشعث بن سليم، عن أبي الأحوص، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«تفضل صلاة الجماعة على الوحدة سبعاً وعشرين درجة».

1054 - [328/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو النضر، حدثنا ابن أبي ذئب، عن صالح - مولى التوأمة ، عن أبي هريرة أنه كان ينعت النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

«كان شبح الذراعين ، أهدب أشفار العينين، بعيد ما بين المنكبين يقبل جميعاً، و يدبر جميعاً، بأبي هو وأمي لم يكن فاحشاً، ولا متفحشاً، ولا صخاباً في الأسواق».(1)

ص: 137


1- شبح الذراعين عريض الذراعين هدب الأشفار : تقدم المعنى في هامش حديث 25 ، يقبل جمیعاً: كناية عن ضخامة جسمه، ورصافة بدنه ، أي كان لا يمكنه تحريك الرأس إلا بتحريك البدن، وهو من علامات الشجاعة كما هو المشاهد في المعروفين بها، الصخاب: الشديد الصياح.

1055 - [329/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو النضر، حدثنا المبارك، عن الحسن عن أبي هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه و آله يقول:

«إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا يرجو أن يلبسه في الآخرة، إنما يلبس الحرير من لا خلاق له... الحديث».

1056 - [329/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«من حمل السلاح علينا فليس مني».

1057 - [329/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو عاصم، حدثنا الأوزاعي، حدثنا قرة بن عبد الرحمن، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«قال الله رحمه الله : إن أحب عبادي إلي أعجلهم فطراً».

1058 - [2 / 330] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا الضحاك بن عثمان، عن سعيد المقبري، قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنّ أحدكم إذا كان في الصلاة جاءه الشيطان فأبس به كما يبس الرجل بدابته فإذا سكن له أضرط بين أليتيه ليفتنه عن صلاته، فإذا وجد أحدكم شيئاً من ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً، أو يجد ريحاً لايشك فيه».

1059 - [2 / 331] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو سعيد - يعني المؤدب - قال أبي : واسمه محمد بن مسلم ابن أبي الوضاح أبو سعيد المؤدب قال أبي : وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود، وأبو كامل، قال: حدثنا هشام، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنّ الشيطان يأتي أحدكم فيقول : من خلق السماء؟ فيقول: الله عزوجل، فيقول:

ص: 138

من خلق الأرض؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الله ؟ فإذا أحس أحدكم بشيء من هذا فليقل آمنت بالله وبرسله».

1060 - [2 / 331] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو عقيل، حدثنا أبو حيان، عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال:

«كان رسول الله صلی الله علیه و آله يحب الذراع ». (1)

1061 - [331/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو النضر ، حدثنا ورقاء ابن عمر اليشكري قال: سمعت عمرو بن دينار يحدّث عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«لإصلاة بعد الإقامة إلا المكتوبة».

1062 - [2 / 331] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو النضر ، حدثنا ورقاء، عن عبيد الله بن أبي يزيد عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبي هريرة، قال:

كنت مع النبي صلی الله علیه و آله في سوق من أسواق المدينة فانصرف وانصرفت معه، فجاء إلى فناء فاطمة فنادى الحسن فقال: أي لكع، أي لكع، أي لكع، قاله ثلاث مرات فلم يجبه أحد قال فانصرف وانصرفت ،معه قال: فجاء إلى فناء عائشة فقعد، قال فجاء الحسن بن علي قال أبو هريرة ظننت أن أمه حبسته لتجعل في عنقه السخاب، فلما جاء التزمه رسول الله صلی الله علیه و آله والتزم هو رسول الله صلی الله علیه و آله قال : اللهم إني أحبه فَأحبه وأحب من يحبه. ثلاث مرات».(2)

1063 - [331/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو النضر – وحسن بن ،موسى قالا حدثنا ورقاء، عن عبد الله بن دينار عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة،

ص: 139


1- أي الذراع من الشاة.
2- السخاب : ككتاب قلادة من سك وقرنفل ومحلب بلا جوهر.

قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« من تصدّق بعدل تمرة من كسب طيب - ولا يصعد إلى الله إلا الطيب - فإنّ الله يقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل».

1064 - [2 / 332] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا ، شاذان، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«كان رجل يداين الناس، قال: وكان يقول لفتاه إذا أتيت معسراً فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا، فلقي الله فتجاوز عنه».

1065 - 332/21] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا القاسم ابن الفضل، حدثني أبو معاوية المهري قال: قال لي أبو هريرة:

«یامهري نهى رسول الله صلی الله علیه و آله عن ثمن الكلب، وكسب الحجام، وكسب المومسة و عن كسب عسب الفحل».

1066 - [2 / 332] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا محمد بن بشر، حدثنا محمد ابن عمرو، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال:

«كان رسول الله صلی الله علیه و آله يحب الفأل الحسن ويكره الطيرة».

1067 - [2 / 332] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا محمد بن بشر، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إنّما أنا بشر، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فمن قطعت له من حق أخيه قطعة، فإنّما أقطع له قطعة من النار».

ص: 140

1068 - [332/2] ،وبإسناده عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«افترقت اليهود على إحدى - أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمني على ثلاث وسبعين فرقة».

1069 - [2 / 332] ،وبإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«خمس من حق المسلم على المسلم ردّ التحية، وإجابة الدعوة، وشهود الجنازة، وعيادة المريض، وتشميت العاطس إذا حمد الله ».

1070 - [333/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا يحيى بن يزيد، عن عبدالملك عن أبيه، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة:

«أن النبي صلی الله علیه و آله ، قال : أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنّها كنز من كنوز الجنة».

1071 - [336/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا عبد العزيز – يعني ابن مسلم - قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة:

«أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله ، قال : خير صفوف الرجال المقدم وشرها المؤخر، وشر صفوف النساء المقدم وخيرها المؤخر».

1072 - [336/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة :

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال: لا والله لا يؤمن لا والله لا يؤمن لا والله لا يؤمن قالوا: ومن ذاك يا رسول الله؟ قال: جار لا يأمن جاره بوائقه، قيل: وما بوائقه، قال: شره».

ص: 141

1073 - [2/ 338] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يونس، حدثنا فليح، عن أيوب بن عبد الرحمن، عن يعقوب بن أبي يعقوب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه، ولكن افسحوا يفسح الله لكم».

1074 - [2/ 339] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا فزراة، أخبرنا فليح ، و سريج قال: حدثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة:

«أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله ، قال : الشيخ يكبر ويضعف جسمه، وقلبه شاب على حب اثنتين: طول الحياة، وحب المال وقال سريج حب الحياة وحب المال-.»

1075 - [2/ 339] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يونس، حدثنا فليح، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال: لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة». (1)

1076 - [2/ 340] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يونس، حدثنا ليث، عن محمد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلی الله علیه و آله ، أنه قال:

«إني لا أقول إلا حقاً، قال: بعض أصحابه فإنك تداعبنا يا رسول الله فقال : إني لا أقول إلا حقاً».

1077 - [2 / 340] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يونس، عن ليث، حدثني سعيد، عن أخيه عباد بن أبي سعيد، أنه سمع أبا هريرة، يقول:

«كان رسول الله صلی الله علیه و آله ، يقول : اللهم إني أعوذ بك من الأربع من علم لا ينفع و من قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يسمع».

ص: 142


1- الواصلة والمستوصلة: هذا في الشعر وذلك أن تصل المرأة شعرها بشعر آخر زورا.

1078 - [2 / 341] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يونس، حدثنا ليث، عن يزيد عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة».

1079 - [341/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو سعيد - مولى بني هاشم - حدثنا عباد بن ميسرة عن الحسن البصري، عن أبي هريرة أن رسول الله صلی الله علیه و آله ، قال :

«من استمع إلى آية من كتاب الله تعالى كتب له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة».

1080 - [341/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو سعيد عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا عبد الله بن الفضل، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال:

«كان من تلبية النبي صلی الله علیه و آله : لبيك إله الحق».

1081 - [2 / 341] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«مرّ رجل من المسلمين بجذل شوك في الطريق فقال : لأميطن هذا الشوك عن الطريق أن لا يعقر رجلاً مسلم، قال: فغفر له».

1082 - [2 / 341] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، قال: حدثناه عفان بهذا الإسناد، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إذا أكل أحدكم فليلعقن أصابعه، فإنّه لا يدري في أيتهنّ البركة».

1083 - [2/ 343] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عفان، حدثنا حماد - يعني ابن سلمة ، عن علي بن زيد، حدثني أبي، حدثنا من سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«یا ابن آدم اعمل كأنك تُرى، وعد نفسك مع الموتى، وإياك ودعوة المظلوم».

ص: 143

1084 - [2 / 343] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن - سلمة، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة :

«أن رسول الله صلى الله عليه و آله مرت به جنازة يهودي فقام، فقيل له: يا رسول الله، إنها جنازة يهودي ! فقال: إنّ للموت فزعاً».

1085 - [2 / 343] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس».

1086 - [2 / 345] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا سليم بن حیان قال: سمعت أبي يحدّث عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من اتخذ كلباً ليس بكلب زرع ولا صيد ولا ماشية فإنّه ينقص من أجره كل يوم قيراط. قال سليم وأحسبه قد قال: والقيراط مثل أحد».

1087 - [2 / 347] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، [ حدثنا بهز وعفان قالا: حدثنا همام، حدثنا قتادة قال لي سليمان بن يسار : ماتقول في العمري ؟ قلت: حدثنا النضر بن أنس بن بشير بن نهيك ] ، عن أبي هريرة:

«أن رسول الله صلی الله علیه و آله قال : العمري جائزة».(1)

1088 - [2 / 352] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حجين أبو عمرو، حدثنا عبد العزيز، عن منصور بن زاذان عن مكحول، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب من المزاحة، ويترك المراء وإن كان صادقاً».

ص: 144


1- العمري: أي وحياتي. أقول: الحديث ذكره المؤلّف رحمه الله في هامش النسخة بدون سند ولذا جعلت سنده بين معقوفتين.

1089- [353/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا حجين أبو عمرو، حدثنا عبد العزيز، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله ، فإذا قال: الحمد الله، قال له أخوه يرحمك الله، فإذا قيل له: يرحمك الله ، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم».

1090 - [2 / 353] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يونس، حدثنا محمد، حدثنا حماد - يعني ابن زيد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة :

«أنّ امرأة سوداء - أورجلاً - كان يقم المسجد ففقده رسول الله صلى الله عليه و آله فسأل ،عنه فقالوا مات فقال : ألا كنتم آذنتموني به؟ قالوا إنه كان ليلاً، قال: فقال: دلوني على قبره، فدلوه، فأتى قبره فصلّى عليه». (1)

1091 - [2 / 353] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الوهاب الخفاف حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة :

«أنّ فاطمة جاءت أبا بكر وعمر تطلب ميراثها من رسول الله ، فقالا لها سمعنا رسول الله صلی الله علیه و آله يقول : إني لا أورث». (2)

1092 - [2 / 354] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا الله، حدثني أبي ، حدثنا حسن وأحمد بن عبد الملك قالا حدثنا زهير عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إذا لبستم وإذا توضأتم فابدؤا بأيا منكم».

وقال أحمد: بميا منكم.

ص: 145


1- يقم من القمامة أي يجمع الأوساخ التي في المسجد.
2- هذا الحديث يعارض قوله في سورة النمل آية :16 وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ الآية.

1093 - [2 / 355] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا بكر - يعني ابن عياش ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه و آله يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه، اعتكف عشرين يوماً».

1094 - [2 / 355] [حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حسن بن موسى، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار المديني، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخط-وا فلكم وعليهم».(1)

1095 - [2/ 357] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سليمان، حدثنا إسماعيل، أخبرني أبوسهل - نافع بن مالك بن أبي عامر ، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان».

1096 - [357/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا إسحاق، حدثنا محمد بن عمار مؤذن مسجد رسول الله صلى الله عليه و آله : قال : سمعت سعيد المقبري، يقول: سمعت أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إنّ خير الكسب، كسب يدي عامل إذا نصح».

1097 - [358/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حسين بن محمد، حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله ، يقول :

«قلب الشيخ شاب على حب اثنتين : طول الحياة، وكثرة المال».

ص: 146


1- يصلّون بكم: أي الأئمة. أقول: الحديث ذكره المؤلف الله في هامش النسخة بدون سند ولذا جعلت سنده بين معقوفتين.

1098 - [2 / 358] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا حجين، حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن يحيى بن جعدة، عن أبي هريرة أنه قال:

«يارسول الله أيّي الصدقة أفضل ؟ قال جهد المقل، وابدأ بمن تعول».(1)

1099 - [2/ 359] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سليمان بن داود- يعني الطيالسي ، حدثنا صدقة بن موسى السلمي الدقيقي، حدثنا محمد بن واسع، عن شتير ابن نهار، عن أبي هريرة أن النبي ، قال :

« قال ربكم عزوجل : لو أن عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل، وأطلعت عليهم الشمس بالنهار ، ولما أسمعتهم صوت الرعد، وقال رسول الله صلی الله علیه و آله : إن حسن الظن بالله عزوجل من حسن عبادة الله وقال رسول الله صلی الله علیه و آله : جددوا إيمانكم، قيل يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟ قال أكثروا من قول لا إله إلا الله».

1100 - [2/ 359] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا إسحاق بن سليمان، حدثنا داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أن رسول الله صلی الله علیه و آله قال:

«من أنظر معسراً أو وضع له أظله الله في ظل عرشه يوم القيامة».

1101 - [2/ 359] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، [حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن مبارك، عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«كل كلام أو أمر ذي بال، لا يفتح بذكر الله فهو أبتر - أو قال: أقطع -».(2)

1102 - [361/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبوسلمة، حدثنا عبد

ص: 147


1- جهد المقل : الإيثار.
2- أقول : الحديث ذكره المؤلّف رحمه الله انه في هامش النسخة بدون سند ولذا جعلت سده بين معقوقتين.

العزيز بن محمد، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالذي يقوم الليل و يصوم النهار».

1103 - [361/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو سلمة، حدثنا عبد العزيز، عن ثور بن زيد عن أبي الغيث، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«من أخذ أموال الناس يريد أداءها أداها الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله عزوجل ».

1104 - [2 / 361] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو سلمة الخزاعي قال: أخبرنا مالك، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«من حلف على يمين فرأى خيراً منها فليكفّر عن يمينه وليفعل الذي هو خير».

1105 - [361/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا زكريا بن عدي أخبرنا بقية، عن بجير بن سعد، عن خالد بن معدان عن أبي المتوكل عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

من لقي الله لا يشرك به شيئاً، وأدى زكاة ماله طيباً بها نفسه محتسباً، و سمع وأطاع فله الجنّة - أو دخل الجنة وخمس ليس لهنّ كفارة الشرك بالله ، وقتل النفس بغير حق، أو نهب مؤمن، أو الفرار يوم الزحف، أويمين صابرة يقتطع بها مالاً بغير حق».

1106 - [2 / 362] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا زكريا بن عدي أخبرنا ابن مبارك، عن عيسى بن يزيد عن جرير، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«حد يقام في الأرض، خير للناس من أن يمطر وا ثلاثين - أو أربعين - صباحاً».

ص: 148

1107 - [2 / 362] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال سمعت القاسم - مولى يزيد - يقول: حدّثني أبو هريرة أنه سمع النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

« إن الله عزوجل يقول: يا ابن آدم إن تعط الفضل فهو خير لك، وإن تمسكه فهو شر لك وابدأ بمن تعول، ولا يلوم الله على الكفاف، واليد العليا خير من اليد السفلى».

و بإسناده عن أبي هريرة، قال:

«أتى النبي صلی الله علیه و آله رجل فقال: مرني بأمر ولا تكثر علي حتى أعقله قال: لا تغضب فأعاد عليه، فأعاد عليه قال: لا تغضب».

1108 - [2 / 362] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سليمان بن داود حدثنا عمران، عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال :

«ليس شيء أكرم على الله من الدعاء».

1109 - [2 / 363] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثني أبي، حدثنا يونس، عن الحسن، عن أبي هريرة، قال يونس بن عبيد عن الحسن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«أطفئوا السرج، وأغلقوا الأبواب، وخمروا الطعام والشراب».

1110 - [2 / 363] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا عمر ابن ،راشد، حدثنا أبو كثير، عن أبي هريرة:

«أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله نهى أن تباع الثمرة حتى يبدو صلاحها».

1111 - [2 / 366] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا الخزاعي قال: حدثنا سلیمان بن بلال، عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة:

ص: 149

«أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال: الصلح جائز(1) بين المسلمين».

1112 - [2 / 368] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا هيثم حدثنا حفص بن ميسرة -يعني الصنعاني ، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة:

أنّ النبي صلی الله علیه و آله وقف على ناس جلوس، فقال: ألا أخبركم بخيركم من شركم؟؟ فسكت القوم، فأعادها ثلاث مرات فقال رجل من القوم: بلى يا رسول الله، قال: خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولايؤمن شره». 1113 - [2 / 368] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا هيثم أخبرنا حفص بن ميسرة، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة :

«أنّ النبي صلی الله علیه و آله :قال يقول العبد: مالي ومالي وإنما له من ماله ثلاث ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فأفنى، ما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس».

1114 - [368/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا هيثم حدثنا رشدين عن عمرو، عن بكير، عن سليمان بن يسار أن أبا هريرة قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

«لا يقعن رجل على امرأة وحملها لغيره».

1115 - [369/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا هيثم، حدثنا إسماعيل بن عياش عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله قال:

«كفّارة المجالس أن يقول العبد : سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك و أتوب إليك».

1116 - [370/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عارم قال: حدثنا معتمر بن سليمان قال: قال أبي : حدثنا نعيم بن أبي هند، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال:

«قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قال: فقيل: نعم، فقال:

ص: 150


1- في طبعة شاكر (جابر).

واللات والعزى يميناً يحلف بها لئن رأيته يفعل ذلك لأطأنّ على رقبته أو لأ عفرنّ وجهه في التراب، قال: فأتى رسول الله صلی الله علیه و آله و هو يصلي زعم لبطأ على رقبته، قال فيها فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، قال: قالوا له: ما لك؟ قال: إن بيني وبينه الخندقاً من نار، وهؤلاء أجنحة، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : لودنا مني لخطفته الملائكة عضواً عضواً... الحديث».

وفيه أنّ قوله تعالى: «إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى»(1) إلى آخر السورة أنزلت في أبي جهل.

يقول شير محمد : ذكر أمير المؤمنين علیه السلام فيها أجاب به يهودياً من يهود الشام: «ولقد كان النبي صلی الله علیه و آله لا يؤذي قريشاً بالدعاء، فقام يوماً فسقه أحلامهم، وعاب دينهم، وشتم أصنامهم وضلل آباءهم، فاغتموا من ذلك غماً شديداً، فقال أبو جهل: والله للموت خير لنا من الحياة، فليس فيكم معاشر قريش أحد يقتل محمّداً فيقتل به، فقالواله لا ... قال:

اقتله فإن شاءت بنو عبد المطلب قتلوني ،به وإلا تركوني قالوا: إنك إن فعلت ذلك اصطنعت إلى أهل الوادي معروفاً لا تزال تذكر به، قال إنّه كثير السجود حول الكعبة، فإذا جاء وسجد أخذت حجراً فشدخته ،به فجاء رسول الله صلى الله عليه و آله قطاف بالبيت اسبوعاً، ثم صلى وأطال السجود، فأخذ أبو جهل حجراً فأتاه من قبل رأسه، فلما أن قرب منه أقبل

فحل من قبل رسول الله صلى الله عليه و آله فاغراً فاه ،نحوه، فلما أن رآه أبو جهل فزع منه، وارتعدت يده، وطرح الحجر فشدخ رجله، فرجع مدمي متغير اللون، يفيض عرقاً، فقال له أصحابه: ما رأيناك كاليوم ؟ ! قال : ويحكم إعذروني، فإنّه أقبل من عنده فحل فاغراً فاه فكاد يبتلعني فرميت بالحجر فشدخت رجلي». (2)

ص: 151


1- سورة العلق: 6-7 .
2- الاحتجاج : 324/1 .

1117 - [371/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن الصباح قال حدثنا إسماعيل - يعني ابن زكريا - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي عبيد، عن عطاء ابن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، ثم قال : تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفر له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر».

1118 - [371/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سُريج قال: حدثنا عيسى بن يونس عن ثور، عن الحصين كذا قال عن أبي سعد الخير - وكان من أصحاب عمر - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من اكتحل فليوتر ومن فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج عليه، ومن استجمر فليوتر، ومن فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن أكل فما تخلل فليلفظ، ومن لاك بلسانه فليبتلع من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج، ومن أتى الغائط فليستتر، فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيباً فليستدبره، فإنّ الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج».

1119 - [371/2] حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سليمان بن داود قال: حدثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - قال: أخبرني العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة:

«أن رجلاً قال للنبي صلی الله علیه و آله : أن أبي مات وترك مالاً ولم يوص، فهل يكفّر عنه أن أتصدق عنه ؟ فقال : نعم».

1120 - [2/ 372] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سليمان بن داود، حدثنا إسماعيل، أنبأنا العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة:

ص: 152

«أن النبي صلى الله عليه و آله قال : إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوله ».

1121 - [2 / 372] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا سليمان، أنبأنا إسماعيل، أخبرني العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة:

«أنّ النبي صلی الله علیه و آله قال : اتقوا اللعانين قالوا: وما اللعانان [ يا رسول الله ] ؟ قال: الذي يتخلّى في طريق الناس، أو في ظلهم».

1122 - [2 / 372] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سليمان، أنبأنا إسماعيل، أخبرني العلاء عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« من صلّى علي واحدة صلى الله عليه عشراً».

1123 - [2 / 372] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سليمان، أخبرني إسماعيل، قال: أخبرني العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله قال :

«لا يدخل الجنّة من لا يأمن جاره بوائقه».

1124 - [2/ 373] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سليمان، حدثنا إسماعيل، أخبرني عمرو - يعني ابن أبي عمرو - عن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«ربّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، وربّ قائم حظه من قيامه السهر».

1125 - [2/ 373] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سليمان، أنبأنا إسماعيل، أخبرني عمرو، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة:

«أنّ النبي صلی الله علیه و آله أدرك شيخاً يمشي بين ابنيه متوكئاً عليهما، فقال النبي صلی الله علیه و آله : ما شأن هذا الشيخ ؟ قال ابناه يا رسول الله كان عليه نذر، فقال له: أركب أيها

ص: 153

الشيخ، فإن الله عزوجل غني عنك وعن نذرك».

1126 - [2 / 373] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سليمان، أنبأنا إسماعيل، أخبرني عمرو - يعني ابن أبي عمرو - ، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة:

«أنّ النبي لانصرف من الصبح يوماً فأتى النساء في المسجد فوقف عليهن، فقال: يا معشر النساء ما رأيت من نواقص عقول ودين أذهب لقلوب ذوي الألباب منكن، فإني قد رأيتكن أكثر أهل النار يوم القيامة، فتقربن إلى الله ما استطعتن، وكان في النساء امرأة عبد الله بن مسعود، فأتت إلى عبد الله بن مسعود فأخبرته بما سمعت من رسول الله صلی الله علیه و آله وأخذت حلياً لها، فقال ابن مسعود: فأين تذهبين بهذا الحلي؟ فقالت: أتقرب به إلى الله عزوجل و رسوله، لعل الله أن لا يجعلني من أهل النار، فقال: ويلك هلمي فتصدقي به علي وعلى ولدي فأنا له موضع، فقالت: لا، والله حتى أذهب به إلى النبي صلی الله علیه و آله ، فذهبت تستأذن على النبي صلی الله علیه و آله ، فقالوا للنبي صلی الله علیه و آله : هذه زينب تستأذن يا رسول الله؟ فقال: أي الزيانب هي ؟ فقالوا: امرأة عبد الله بن مسعود، فقال: ائذنوا لها، فدخلت على النبي صلی الله علیه و آله ، فقالت: يا رسول الله إني سمعت منك مقالة، فرجعت إلى ابن مسعود فحدثته وأخذت حلياً أتقرب به إلى الله وإليك، رجاء أن لا يجعلني الله من أهل النار، فقال لي ابن مسعود، تصدقي به علي وعلى ولدي فأنا له موضع، فقلت حتى أستأذن النبي صلى الله عليه و آله ، فقال النبي صلى الله عليه و آله : تصدقي به عليه وعلى بنيه فإنّهم له موضع، ثم قالت يا رسول الله ، أرأيت ما سمعت منك حين وقفت علينا ؟ ما رأيت من نواقص عقول قط ولا دين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن [قالت يا رسول الله]، فما نقصان ديننا وعقولنا؟ فقال: أما ما ذكرت من نقصان دينكن، فالحيضة التي تصيبكن تمكث إحداكن ماشاء الله أن تمكث لا تصلي ولا تصوم، فذلك من نقصان دينكن، وأما ما ذكرت من نقصان

المنتخب من مسند أبي هريرة

ص: 154

عقولكن فشهادتكن إنها شهادة المرأة نصف شهادة». (1)

1127 - [2 / 374] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن مبارك، عن سعد بن أبي أيوب، حدثني يحيى بن أبي سليمان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال:

«قرأ رسول الله هذه الآية: «وَيَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا»(2) قال: أتدرون ما أخبارها؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: فإنّ أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها، أن تقول : عملت علي كذا وكذا يوم كذا وكذا، قال: فهو أخبارها».

1128 - [2 / 374] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن مبارك، عن عبد الملك بن عيسى الثقفي عن - مولى المنبعث - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإنّ صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منساة في أثره».

1129 - [2 / 375] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا إسحاق، أخبرني مالك، عن سمي، عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«بينما رجل يمشي وهو بطريق إذ اشتد عليه العطش، فوجد بشراً فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغني، فنزل البشر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه

ص: 155


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل.
2- سورة الزلزلة : 4.

حتى رقى به فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجراً؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : في كل ذات كبد رطبة أجر».

1130 - [376/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا عبيد الله، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة :

«أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله نهى عن بيع الغرر، وعن بيع الحصاة ».(1)

1131 - [377/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا سفيان ، عن سلمة بن كهيل، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

«جاء أعرابي يتقاضى النبي الله بعيراً ، فقال النبي : التمسواله مثل سن بعيره قال فالتمسوا له فلم يجدوا إلا فوق سن بعيره، قال: فأعطوه فوق بعيره فقال الأعرابي أو فيتني أو فاك الله ، فقال النبي : إن خيركم خيركم قضاء».

1132 - [379/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة :

«أنه سمع رسول الله صلی الله علیه و آله ، يقول : أرأيتم لو أنّ نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات ما تقولون؟ هل يبقى من درنه قالوا لا يبقى من درنه شیء ، قال: ذاك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا».(2)

1133 - [379/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا قتيبة، حدثنا بكر بن مضر، عن عمارة بن غزية، عن أبي صالح، عن أبي هريرة:

ص: 156


1- الغرر: تقدم المعنى في هامش حديث 60 . بيع الحصاة: وهو ان يقول: ارم هذه الحصاة فعلى أي : ثوب وقعت فهولك بكذا.
2- الدرن : تقدم المعنى في هامش حديث 194.

« أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال: الإيمان أربعة وستون باباً ، أرفعها وأعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق».

1134 - [379/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا قتيبة، حدثنا ليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة:

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال للناس أحسنوا صلاتكم، فإنّي أراكم من خلفي كما أراكم أمامي».

1135 - [2/ 379] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا قتيبة، حدثنا ليث يعني ابن سعد ، عن عقيل، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«لا يلدغ مؤمن من جحر واحد مرتين».

1136 - [2 /379] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا قتيبة، حدثنا ليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن القعقاع عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله قال :

«المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمؤمن من آمنه الناس على دمائهم وأموالهم».

وبهذا الإسناد عن رسول الله صلی الله علیه و آله أنه قال:

«على كل نفس من بني آدم كتب حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فالعين زناها النظر، والآذان زناها الاستماع واليد زناها البطش والرجل زناها المشي واللسان زناه الكلام، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك ويكذبه الفرج».

وبهذا الإسناد عن رسول الله صلی الله علیه و آله أنه قال :

«يكون كنز أحدهم يوم القيامة شجاعاً أقرع ذا زبيبتين يتبع صاحبه وهو يتعوذ

ص: 157

منه ولا يزال يتبعه حتى يلقمه أصبعه».(1)

137 - [2/ 379] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن أدريس – يعني الشافعي - قال: أخبرنا مالك، عن محمد بن يحيى بن حبان - وأبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة :

«أنّ رسول الله لنهى عن الملامسة والمنابذة».(2)

1138 - [379/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن أدريس، أخبرنا مالك، عن موسى بن أبي تميم عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة:

«أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله قال : الدينار بالدينار، والدرهم بالدرهم، لا فضل بينهما».

1139 - [380/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي عمرو، عن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنّ أصحاب الصور الذين يعملونها يعذبون بها يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم».

1140 - [2/ 380] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا قتيبة قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي يونس، عن أبي هريرة، قال:

«ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله له كأن الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحداً أسرع في مشيه من رسول الله ل كأنها الأرض تطوى له، إنا لنجهد أنفسنا و إنّه لغير مكترث».

ص: 158


1- شجاعاً أقرع الشجاع الحية الذكر، والأقرع الذي لمعط شعره لكثرة سمه، وقيل الشجاع الذي يواثب الراجل والفارس ويقوم على ذنبه، وربما بلغ رأس القارس ويكون في الصحاري.
2- الملامسة : وهو أن يبيعه غير مشاهد على أنه متى لمسه صح البيع، والمنابذة: وهو أن يقول: إن نبذته إلي فقد اشتريته بكذا.

1141 - [2 / 380] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا قتيبة، حدثنا ابن لهيعة عن دراج، عن ابن حجيرة عن أبي هريرة :

«أن النبي صلى الله عليه و آله قال: سافروا تصحوا، واغزوا تستغنوا».

1142 - [2 / 381] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق».

1143 - [381/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سعيد بن منصور قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد قال: حدثني محمد بن عبد الله بن الحسن، عن أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

« إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك الجمل، وليضع يديه ثم ركبتيه».

1144 - [2 / 384] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا عفان، حدثنا عبد الرحمن ابن إبراهيم، حدثنا العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة عن رسول الله صلی الله علیه و آله :

«أنه قيل له: ما الغيبة يا رسول الله؟ قال: ذكرك أخاك بما يكره ، قال : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول أي رسول الله؟ قال: إن كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته».

1145 - [2 / 384] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا مهدي بن میمون، حدثنا عبد الحميد - صاحب الزيادي - عن شيخ من أهل البصرة، عن أبي هريرة ، عن النبي صلی الله علیه و آله ، يرويه عن ربه عزوجل قال:

«ما من عبد مسلم يموت يشهد له ثلاثة أبيات من جيرانه الأدنين بخير، إلا قال الله : قد قبلت شهادة عبادي على ما علموا وغفرت له ما أعلم».

ص: 159

1146 - [2/ 384] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا وهيب حدثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله يوم خيبر :

« لأدفع الراية إلى رجل يحب الله ورسوله يفتح الله عليه، قال: فقال عمر: فما أحببت الإمارة قبل يومئذ، فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها إلي، فلما كان الغد، دعا عليا علیه السلام فدفعها إليه، فقال: قاتل ولا تلتفت حتى يفتح عليك

فسار قریباً ثم نادى يا رسول الله علام أقاتل ؟ قال : حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صلی الله علیه و آله ، فإذا فعلوا ذلك، فقد منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله ».

1147 - [2/ 385] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، أخبرنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله يبشر أصحابه:

«قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، يفتح فيه أبواب الجنّة، ويغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم».

1148 - [2/ 385] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا علي، قال: حدثنا معاذ، حدثني أبي، عن قتادة عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم ففقؤوا عينه، فلا دية له ولا قصاص».

1149 - [2 / 385] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد ابن سلمة، عن علي بن زيد قال : حدثني من سمع أبا هريرة، يقول: سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله يقول:

«ليرتقين جبار من جبابرة بني أمية على منبري هذا».

ص: 160

1150 - [2 / 385] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عفان قال: حدثنا حماد ابن سلمة، أنبأنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و آله - قال حماد وثابت: عن الحسن، عن النبي صلی الله علیه و آله - قال :

«من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر».

1151 - [2 / 386] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عفان، حدثنا عبد الرحمن ابن إبراهيم قال: حدثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة عن رسول الله ، أنه قال :

«ما نقصت صدقة من مال ومازاد الله رجلاً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد الله إلا رفعه الله » .

1152 - [387/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من أخذ من الأرض شبراً بغير حقه، طوقه من سبع أرضين».

... إلى أن قال وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم».

1153 - [389/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه حتى تخلص إليه، خير من أن يطأ على قبر رجل مسلم».

وبهذا الإسناد: أن النبي صلی الله علیه و آله أكل كتف شاة فمضمض وغسل يده وصلّى .. إلى أن قال: وبهذا الإسناد: عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

ص: 161

«ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير ذكر الله ، إلا كأنها تفرقوا عن جيفة حمار و كان ذلك المجلس عليهم حسرة».

1154 - [2/ 389] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عفان، حدثنا عبد الرحمن ابن إبراهيم قال: حدثنا العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة عن رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إنّ الدين بدأ غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء».

1100 - [389/2] [حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عفان، حدثنا وهيب حدثنا عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال]:

« مثل البخيل والمتصدّق [ مثل رجلين عليهما جبتان من حديد قد أضطرت أيديهما إلى تراقيهما، فكلما هم المتصدق بصدقة اتسعت عليه حتى تعفى أثره، وكلما هم البخيل بصدقة انقبضت عليه كل حلقة منها إلى صاحبتها وتقلصت عليه،

:قال: فسمعت رسول الله صلی الله علیه و آله يعني يقول : فيجهد أن يوسعها فلا تتسع ]». (1)

1156 - [2 / 391] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو يونس، عن أبي هريرة عن رسول الله صلی الله علیه و آله:

«أن الله قال: أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن بي خبراً فله، وإن ظن شراً فله».

1157 - [2 / 391] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أسود، حدثنا شريك، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة ، رفعه :

«نهى عن المحاقلة - وهو اشتراء الزرع وهو في سنبله بالحنطة - ونهى عن المزابنة - وهو شراء الثمار بالتمر-».

1158 - [2 / 392] [حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أسود بن عامر أبو عبد

ص: 162


1- أقول: الحديث ذكره المؤلّفه في هامش النسخة باختصار وبدون سند ولذا جعلته وسنده بين معقوفتين.

الرحمن ، حدثنا شريك، عن ليث، عن طاوس، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

«يبعث الناس وربما قال شريك ]: يحشر الناس - على نياتهم».(1)

1159 - [2 / 392] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا حسين، حدثنا شيبان، عن منصور، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: وأحسبه ذكره، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«لا هجرة فوق ثلاث، فمن هجر أخاه فوق ثلاث فمات، دخل النار».

1160 - [2 / 392] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا حسين، حدثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عمن سمع أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لا ترقدن جنباً حتى تتوضأ».

1161 - [2 / 392] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حسين، حدثنا المسعودي، عن داود أبي يزيد عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«أكثر ما يلج به الإنسان النار الأجوفان: الفم والفرج، وأكثر مايلج به الإنسان الجنّة تقوى الله وحسن الخلق».

1162 - [2 / 393] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد، وأرعاه على زوج في ذات يده».

1163 - [2 / 394] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو أحمد، حدثنا كثير بن زيد عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

« لا يزال أحدكم في صلاة مادام في مجلسه ينتظر الصلاة، والملائكة يقولون: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه مالم يحدث».

ص: 163


1- أقول: الحديث ذكره المؤلف رحمه الله في هامش النسخة بدون سند ولذا جعلت سنده بين معقوفتين.

1164 - [395/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا هوذة، قال: حدثنا عوف عن خلاس ومحمّد، عن أبي هريرة ، عن النبي صلی الله علیه و آله، وعن الحسن، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إذا صام أحدكم يوماً فنسي فأكل وشرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه».

1165 - [2 / 396] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا إبراهيم بن أبي العباس قال: حدثنا أبو أويس قال: قال الزهري: إن أبا عبيد - مولى عبد الرحمن بن عوف - أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنّه يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي».

1166 - [397/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو الجواب الضبي الأحوص بن جواب، قال: حدثنا عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال:

«جاء رجل إلى النبي صلی الله علیه و آله فقال : يا رسول الله، إني أحدث نفسي بالحديث، لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به، قال ذلك صريح الإيمان».

1167 - [397/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو الجواب، حدثنا عمار بن رزيق، عن عبد الله بن عيسي، عن عكرمة، عن يحيى بن يعمر، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«من خبب خادماً على أهلها فليس منا ومن أفسد امرأة على زوجها فليس هو منّا».(1)

1168 - [397/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا إسحاق بن عيسى قال حدثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال:

ص: 164


1- كذا ورد وصحيحه من حبب خادماً على أهله. خبب أي أفسد.

قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«ثلاث في المنافق، وإن صلى وإن صام، وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان ».

1169 - [2 / 397] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: أخبرنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - قال: أخبرنا العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة :

«أنّ النبي صلی الله علیه و آله ، قال : من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً».

وبهذا الإسناد :

«أنّ النبي صلی الله علیه و آله ، قال : لو يعلم المؤمن ما عند الله عزوجل من العقوبة، ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة، ماقنط من رحمته أحد».

1170 - [2/ 398] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا معاوية، قال: حدثنا زائدة عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال:

«من تولى قوماً بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلاً ولا صرفاً، والمدينة حرام، فمن أحدث فيها، أو آوى محدثاً، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلاً ولا صرفاً، وذمة المسلمين واحدة، يسعي بها أدناهم، فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلاً ولا صرفاً».

1171- [399/2] حدثنا عبد الله ، حدثني أبي حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا مسلم - يعني ابن خالد ، عن زيد بن أسلم، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي

ص: 165

هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه طعاماً فليأكل من طعامه، ولا يسأله عنه، فإن سقاه شراباً من شرابه فليشرب من شرابه، ولا يسأله عنه.

1172 - [399/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى بن إسحاق، أخبرني أبوبكر - يعني ابن عياش - قال: حدثنا أبو حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال:

«كان يعرض على النبي القرآن في كل سنة مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه عرض عليه مرتين».

1173 - [2/ 400] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا هارون بن معروف قال عبد الله: وسمعته أنا من هارون قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني أبو صخر، عن أبي حازم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة :

«أنّ النبي صلی الله علیه و آله قال : المؤمن مؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف».

1174 - [2 / 401] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا علي بن إسحاق، أخبرنا عبد الله - وعتاب قال: حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا شعبة، عن فلان الخثعمي، أنه سمع أبا زرعة يحدث، عن أبي هريرة :

«أنّ النبي صلی الله علیه و آله كان إذا خرج سفراً فركب راحلته قال: اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل- قال وأراه - قال : والحامل على الظهر، اللهم اصحبنا بنصح، واقلبنا بذمة، أعوذ بك من ملح وعناء السفر، وكآبة المنقلب».(1)

1175 - [402/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا علي بن إسحاق قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا معمر قال: حدثني سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

ص: 166


1- الوعثاء: شدة النصب والمشقة.

ليس فيها دون خمسة أوسق صدقة، ولا فيها دون خمس أواق صدقة، ولا فيهما دون خمس ذود صدقة». (1)

1176 - [402/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عتاب قال: حدثنا عبد الله قال أخبرنا ابن لهيعة، قال: حدثني أبويونس، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

«الصيام جُنّة، وحصن حصين من النار».

1177 - [2 / 402] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عتاب، قال: حدثنا عبد الله ، قال : أخبرنا ابن لهيعة قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، أن عبد الله بن رافع ،أخبره عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلی الله علیه و آله :

« أنه نهى عن الرمية ، أن ترمى الدابة ثم تؤكل، ولكن تذبح، ثم ليرموا إن شاؤاء».

1178 - [2 / 403] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني قال: حدثني محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عمروبن ،شعیب، عن مجاهد والمغيرة بن حكيم، عن أبي هريرة قالا:

«سمعناه يقول: ما كان أحد أعلم بحديث رسول الله صلی الله علیه و آله مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنّه كان يكتب بيده ويعيه بقلبه، وكنت أعيه بقلبي ولا أكتب بيدي، واستأذن رسول الله صلی الله علیه و آله في الكتاب عنه فأذن له».

1179 - [2 / 405] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا خلف :قال حدثنا أبو معشر، عن سعيد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

«تهادوا فإنّ الهدية تذهب وغر الصدر».(2)

1180 - [2 / 407] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عفان قال: حدثنا حماد

ص: 167


1- اوسق : مفرده الوسق وهوستون صاعاً، أواق: مالنا ،درهم الذود من الإبل: ما بين الثنتين إلى التسع.
2- وغمر الصدر : الضغن والعداوة، وقيل: الغل والحرارة، وأصله من الوغوة: شدة الحر.

ابن سلمة، عن علي بن زيد، عمن سمع أبا هريرة:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال: طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة».

1181 - [2 / 410] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله قال :

«من حجّ هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه».

1182 - [411/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عفان قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم عن العلاء عن أبيه، عن أبي هريرة، قال:

«كان النبي صلی الله علیه و آله يسير في طريق مكة... إلى أن قال: وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله : فضلت على الأنبياء بست: قيل ما هنّ أي رسول الله؟ قال: أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون، مثلي ومثل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كمثل رجل بنى قصراً فأكمل بناءه وأحسن بنيانه إلا موضع لبنة، فنظر الناس إلى القصر فقالوا ما أحسن بنيان هذا القصر لوتمت هذه اللبنة، ألا فكنت أنا اللبنة ألا فكنت أنا اللبنة».

1183 - [2 / 414] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن سهيل، عن عطاء بن السائب، عن الأغر، عن أبي هريرة ، عن النبي صلی الله علیه و آله :

«فيما يحكي عن ربه عزوجل قال: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، من نازعني واحداً منهما قذفته في النار».

1184 - [2/ 418] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا محمّد بن موسى - يعني المخزومي ، عن يعقوب بن سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة،

ص: 168

قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه».

1185 - [2 / 418] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا قتيبة قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن العلاء- يعني ابن عبد الرحمن ، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«لا يفتح الإنسان على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر، يأخذ الرجل حبله فيعمد إلى الجبل فيحتطب على ظهره فيأكل ،به خير له من أن يسأل الناس، معطي أو ممنوعاً».

1186 - [2 / 418] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا قتيبة، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة :

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله حرم كل ذي ناب من السباع».

1187 - [2 / 418] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا قتيبة قال: حدثني ابن لهيعة، عن دراج، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال :

«إنّ للمساجد أوتاداً ، الملائكة جلساؤهم، إن غابوا يفتقدونهم، وإن مرضوا عادوهم، وإن كانوا في حاجة أعانوهم».

و قال صلی الله علیه و آله :

«جليس المسجد على ثلاث خصال: أخ مستفاد أو كلمة محكمة أورحمة منتظرة».

1188 - [420/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا عبد الله - يعني ابن سعيد بن أبي هند ، عن إسماعيل بن أبي حكيم - مولى أل الزبير ، عن سعيد بن مرجانة، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

ص: 169

«من أعتق رقبة مؤمنة، أعتق الله بكل أرب منه إرباً من النار حتى أنه ليعتق باليد اليد، وبالرجل الرجل، وبالفرج الفرج... الحديث».

1189 - [2 / 420] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا هارون بن معروف قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني معروف بن سويد الجذامي، أنه سمع علي بن رباح يقول : سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لا عدوى ولا طيرة، والعين حق ».

1190 - [2 / 420] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا هارون بن معروف قال: أخبرني ابن وهب أخبرني حيوة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله، مولى شداد ابن الهاد أنه سمع أبا هريرة، يقول:

«سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : من سمع رجلاً ينشد في المسجد ضالة فليقل: لا أداها الله عليك، فإنّ المساجد لم تبن لذلك».

1191 - [2 / 420] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا هارون، حدثنا ابن وهب قال: سمعت حيوة يقول : حدثني حميد بن هانئ الجولاني، عن أبي سعيد مولى غفار قال: سمعت أبا هريرة، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

«لا تبيعوا فضل الماء، ولا تمنعوا الكلأ فيهزل المال، ويجوع العيال».

1192 - [2 / 421] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا هارون، قال: سمعت عبد الله وسمعته أنا من هارون، قال: حدثنا ابن وهب، عن عمرو عن عمارة بن عزّية، عن سمي مولى أبي بكر أنه سمع أبا صالح ذكوان يحدث، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله ، قال:

«أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء».

1193 - [421/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا حسن بن موسى، حدثنا

ص: 170

حماد بن سلمة، عن قتادة وجعفر بن أبي وحشية، وعباد بن منصور، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله خرج على أصحابه وهم يتنازعون في الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ؟ فقال بعضهم؟ أحسبها الكمأة ، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين والعجوة من الجنّة وهي شفاء للسم».(1)

1194 - [2 / 421] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا فزارة بن عمرو قال: أخبرنا فليح، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال:

«خرج رسول الله صلی الله علیه و آله في غزوة غزاها ، فأرمل فيها المسلمون واحتاجوا إلى الطعام، فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه و آله في نحر الإبل فأذن لهم، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب قال فجاء فقال يا رسول الله إبلهم تحملهم وتبلغهم عدوهم ينحرونها ؟ بل ادع يا رسول الله بغيرات الزاد فادع الله عزوجل فيها بالبركة، قال: أجل، قال: فدعا بغيرات الزاد، فجاء الناس بما بقي معهم فجمعه ثم دعا الله فيه بالبركة، ودعا بأوعيتهم فملأها وفضل فضل كثير ، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : عند ذلك أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني عبد الله ورسوله، ومن لقي الله عزوجل بهما غير شاك دخل الجنة».(2)

يقول شير محمد هذا الحديث أورده أبو علي المفيد الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي الله في الجزء العاشر من أماليه، رواه بإسناد ذكره عن عاصم بن عبد الرحمن ابن أبي عمرة، عن أبيه، قال: «كنا بإزاء الروم، فأصاب الناس جوع، فجاءت الأنصار

ص: 171


1- الكمأة :واحدها كمء، وهونيات ينقض الأرض فيخرج.
2- الرمل الهرولة، الأسراع في المشي مع تقارب الخطا، وقيل: رسل أي أسرع في المشي وهز منكبيه.

إلى رسول الله صلی الله علیه و آله فاستأذنوه في نحر الإبل... إلى أن قال: واجتمع الناس يومئذ إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وهم يومئذ أربعة آلاف رجل، فدعا رسول الله صلی الله علیه و آله ... إلى أن قال: ثم قام الناس فأخذوا فملؤوا كل وعاء وكل شيء، ثمّ بقي طعام كثير، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله : أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً عبده ورسوله، والذي نفسي بيده لا يقولها أحد إلا حرمه الله على النار».(1)

1195 - [2 / 424] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال:

«قالوا: يا رسول الله، أخبرنا بعمل يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: لا تطيقونه مرتين - أو ثلاثاً - قال: قالوا: أخبرنا فلعلنا نطيقه ؟ قال: مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله ؟ لايفتر من صيام ولا صلاة، حتى يرجع المجاهد إلى أهله».

1196 - [2 / 424] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية ووكيع قالا: حدثنا الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«لو أهديت لي ذراع لقبلت، ولو دعيت إلى كراع لأجبت.»

قال وكيع في حديثه: «لو أهديت إلي ذراع».

1197 - [2 / 424] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، وابن نمير قال : أخبرنا الأعمش المعني، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

« أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما الأتوهما ولو حبواً، ولقد هممت أن آمر المؤذن فيؤذن ثم آمر رجلاً يصلي بالناس

ص: 172


1- أمالي الطوسي: 259 .

ثم انطلق معي برجال معهم حزم الحطب إلى قوم يتخلفون عن الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار».

1198 - [2 / 425] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عامر العقيلي، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«عرض عليّ أوّل ثلاثة يدخلون الجنّة، وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنّة: فالشهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده وعفيف متعفف ذوعيال، وأما أول ثلاثة يدخلون النار فأمير ،مسلط وذوثروة من مال لا يعطي حق ماله وفقير فخور».

1199 - [2 / 425] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا إسماعيل، عن سعيد، قتادة عن زرارة، عن أبي هريرة، عن النبي الله ، قال :

«إنّ الله عزوجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تكلم به».

1200 - [2/ 426] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا إسماعيل، حدثنا ،أبو حيان، عن أبي زرعة بن عمر بن جرير، عن أبي هريرة قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه و آله يوماً بارزاً للناس، فأتاه رجل فقال: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه، ولقائه ورسله، وتؤمن بالبعث الآخر، قال: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: الإسلام أن تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، قال: يا رسول الله ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك، فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها فذاك من أشراطها، وإذا كانت العراة

ص: 173

الحفاة الجفاة رؤوس الناس فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رعاة البهم في البنيان فذلك من أشراطها في خمس لا يعلمهنّ إلا الله، ثم تلا رسول الله صلی الله علیه و آله هذه الآية: «إنَّ الله عندَه علمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِ- غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضِ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِیر» ثم أدبر الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : ردوا على الرجل، فأخذوا ليردّوه فلم يروا شيئاً، فقال: هذا جبريل ص(1)لی الله علیه و آله جاء ليعلم الناس دينهم».

1201 - [2/ 426] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل كل يوم خمس مرات».

1202 - [2 / 426] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا عبد الله، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة عن أبي هريرة، عن النبي ، مثله :

«فماذا يبقى ذلك من الدرن».

1203 - [2 / 427] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي يحيى مولى جعدة بن هبيرة، عن أبي هريرة، قال:

«ما رأيت رسول الله صلی الله علیه و آله عاب طعاماً ،قط، كان إذا اشتهاه أكله، وإن لم يشتهه سكت».

1204 - [427/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا إسماعيل، أخبرنا عطاء بن السائب، عن الأغر، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«يقول : قال الله عزوجل : الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن ينازعني واحدة

ص: 174


1- سورة لقمان: 34 .

منهما ألقيته في جهنم».

1205 - [2 / 427] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا إسماعيل، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق قال :

«رأيت أبا هريرة لقي الحسن فقال له : اكشف عن بطنك حتى اقبل حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله يقبل منه ، قال : فكشف عن بطنه فقبله».

1206 - [2 / 428] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى، عن ابن عجلان قال: سمعت أبي يحدّث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«المرأة كالضلع فإن تحرص على إقامته تكسره، وإن تتركه تستمتع به و فيه عوج».

1207 - [428/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى بن سعيد، عن جعفر بن ميمون قال: حدثنا أبو عثمان النهدي، عن أبي هريرة:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يخرج فينادي: أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب، فما زاد».

1208 - [ 428/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى – يعني ابن سعيد - عن زيد بن كيسان قال حدثني أبو حازم، قال: قال أبو هريرة:

«بينما رسول الله صلی الله علیه و آله في المسجد إذ قال: يا عائشة ناوليني الثوب قالت: إني لست ،اصلي، قال: إنه ليس في يدك، فناولته».

1209 - [2/ 428] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى بن سعيد، عن يزيد بن كيسان قال: حدثني أبو حازم، عن أبي هريرة، قال:

«عرسنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : ليأخذ كل رجل برأس راحلته، فإنّ هذا منزل حضرنا فيه الشيطان، قال:

ص: 175

ففعلنا، قال: فدعا بالماء فتوضأ، ثم صلى ركعتين قبل صلاة الغداة، ثم أقيمت الصلاة فصلّى الغداة».(1)

1210 - [2/ 429] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى بن سعيد قال : حدثنا يزيد بن كيسان قال: حدثني أبو حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن قال: فحشد من حشد، ثم خرج فقرأ : قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ثم دخل فقال بعضنا البعض: هذا خبر جاءه من السماء، فذلك الذي أدخله، ثم خرج فقال: إني قد قلت لكم إني سأقرأ عليكم ثلث القرآن، وإنها تعدل ثلث القرآن».

1211 - [429/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى بن سعيد، عن عوف قال: حدثنا خلاس، عن أبي هريرة، والحسن، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلی الله علیه و آله ».

1212- [429/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا يحيى قال أخبرنا المثنى

ص: 176


1- توضيح : الحديث فيه يزيد بن كيسان لا يستحسنون روايته بل لا يعتمد عليه كما عن العقيلي قال: يحيى القطان: هو صالح وسط ليس ممن يعتمد عليه سمع أبا حازم وسلمان... وحدثنا علي قال: سألت يحيى عن ابن كيسان فقال: ليس هو ممن يعتمد عليه وهو صالح وسط راجع (الكامل في الضعفاء للعقيلی 176:9) ولا ينفع قولهم أنه صالح وسط بعد إقرارهم بعدم ، الاعتماد على مروياته وقال الذهبي يزيد بن كيسان الخلقاني عن طاووس تفرد عنه أبو نعيم، لا يعرف (ميزان الاعتدال 4 :401) وفيه أبو حازم والظاهر هو القرظي، وعند الذهبي غير مرضي كما في نقله لقول ابن القطان: لا يعرف هو ولا أبوه ولا جده (ميزان الاعتدال 4 : 469)، وفي تهذيب التهذيب نقل العسقلاني قول ابن القطان أنه لا يعرف حاله (تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني 12: 64) ، وكيف كان سنده فإن دلالته مخدوشة بما أوردناه في بيان حديث ابن عباس تحت رقم 346 وكذلك حديث أبي هريرة تحت رقم 930 وحديث أبي هريرة تحت رقم 1224 من كتابا هذا و الخلاصة أن ذلك لا يناسب مقام النبي صلی الله علیه و آله في علاقته مع الله تعالى الله في جميع أحواله وأن عينه تنام وقلبه لا ينام، فكيف يتم مع ما ذكره الراوي في هذا وأمثاله ؟!

ابن سعید قال: حدثنا قتادة عن بشير بن كعب، عن أبي هريرة

«أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال : إذا اختلفتم أوتشاجرتم في الطريق، فدعوا سبع أذرع».

1213 - [429/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى، عن جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي، عن عبيد الله بن أبي رافع - وكان كاتباً لعلي - قال:

« كان مروان يستخلف أبا هريرة على المدينة فاستخلفه مرة فصلّى الجمعة فقرأ سورة الجمعة و «إذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ»(1) فلما انصرف مشيت إلى جنبه فقلت أبا هر قرأت بسورتين قرأ بهما عليه قال: قرأ بهما حبي أبو القاسم صلی الله علیه و آله».

1214 - [2 / 431] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، قال : قال النبي الله صلی الله علیه و آله :

«إياكم والظلم، فإنّ الظلم ظلمات عند الله يوم القيامة، وإياكم والفحش فإنّ الله لا يحب الفحش والمتفحش، وإياكم والشح، فإنّه دعا من قبلكم فاستحلوا محارمهم، وسفكوا دماءهم، وقطعوا أرحامهم».

1215 - [2 / 432] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى، عن هشام، عن محمد عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها».

1216 - [2 / 432] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى، عن ابن عجلان قال: حدثني سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله ، قال :

« سُئل النبي لعل الله أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمر ، و لا تخالفه فيما يكره في نفسها ولا في ماله».

ص: 177


1- سورة المنافقون: 1.

1217 - [2 / 433] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى، عن ابن عجلان قال: سمعت أبي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله :

ثلاثة لا ينظر الله - يعني إليهم - يوم القيامة، الإمام الكذاب، والشيخ الزاني، والعامل المزهو».

1218 - [2 / 433] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى، عن ابن عجلان قال: حدثني أبي، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله ، قال:

«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذين جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت».

وقال يحيى مرة: «أو ليصمت».

1219 - [2/ 433] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى، عن ابن عجلان قال: أخبرني سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي :

«أنه كان إذا سافر، قال: اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم اطو لنا الأرض، وهون علينا السفر».

1220 - [2 / 433] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى، عن ابن أبي ذئب قال: حدثني صالح - مولى التوأمة - قال: سمعت أبا هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من غسل ميتاً فليغتسل».

1221 - [2 / 437] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى، عن ابن عجلان قال: حدثني سعيد ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«ثلاثة كلهم حق على الله عزوجل يدعونه المجاهد في سبيل الله ، والناكح ليستعفف والمكاتب يريد الأداء».

ص: 178

1222 - [2 / 437] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى، عن عبيد الله قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد ، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال:

« دخل رجل المسجد فصلى، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه و آله فسلم، فردّ عليه السلام وقال: ارجع فصل فإنك لم تصل، فرجع ففعل ذلك ثلاث مرات، قال: فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمني ! قال : إذا قمت إلى الصلاة فكبّر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها».

1223 - [2 / 438] حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة، عن العلاء، عن أبيه ، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله :

«المؤمن يغار والله أشد غيراً».

1224 - [2 / 438] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى، عن ابن عجلان، قال: سمعت أبي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«تنام عيني ولا ينام قلبي ».(1)

1225 - [2/ 439] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يحيى، عن عبيد الله قال: حدثني حبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل، وشاب نشأ بعبادة الله ورجل قلبه متعلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله عزوجل اجتمعا عليه، وتفرقا عليه

ص: 179


1- توضيح: الحديث فيه تأكيد على عدم غفلته وسهوه في نومه فكيف في يقظته، فحاله في اليقظة وحاله في النوم واحد، والحديث له علاقة بنوم النبي صلی الله علیه و آله عن صلاة الصبح راجع هامش حديث 346 وهامش حديث 930 من كتابنا هذا.

و رجل تصدق بصدقة أخفاها لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ورجل دعته ذات منصب وجمال إلى نفسها قال: أنا أخاف الله .

1226 - [2/ 439] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا ابن نمير قال: حدثنا الأعمش، ووكيع قال: حدثنا الأعمش، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت عليه فبات وهو غضبان، لعنتها الملائكة حتى يصبح».

قال وكيع: «عليها ساخط».

1227 - [2 / 440] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا ابن نمير قال: أخبرنا حجاج - يعني ابن دينار ، عن جعفر بن إياس، عن عبد الرحمن ابن مسعود، عن أبي هريرة، قال:

«خرج علينا رسول الله صلی الله علیه و آله ومعه حسن وحسين، هذا على عاتقه، وهذا على عاتقه، وهو يلثم هذا مرة ويلثم هذا مرة حتى انتهى إلينا، فقال له :رجل يا رسول الله، إنك تحبهما، فقال: من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما

فقد أبغضني».

1228 - [2 / 440] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو أسامة قال: أخبرني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي هريرة عن رسول الله صلی الله علیه و آله :

«أنه عاد مريضاً ومعه أبو هريرة ، من وعك كان به فقال له رسول الله صلی الله علیه و آله : أبشر إنّ الله يقول: ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا، لتكون حظه من النار في الآخرة».

ص: 180

1229 - [2 / 440] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو داود الحفري، عن شريك، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

صنفان من أمتي أهل النار لم أرهم بعد: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن أمثال أسنمة الإبل لا يدخلن الجنّة ولا يجدن ريحها ورجال معهم أسياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس».

1230 - [2 / 440] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يعلى ومحمد ابنا عبيد :قالا حدثنا الحسن بن الحكم، عن عدي بن ثابت عن شيخ من الأنصار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«من بدا جفا، ومن تبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن و ما ازداد عبد من السلطان قرباً إلا ازداد من الله و بعداً».(1)

1231 - [2 / 441] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن أسامة عن سعيد ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر».

1232 - 441/21] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا محمد بن عبيد، عن يزيد - يعني ابن كيسان - ، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال:

«مرّ رسول الله صلی الله علیه و آله على قبر فقال: ائتوني بجريدتين، فجعل إحداهما عند رأسه، والأخرى عند رجليه فقيل : يا نبي الله أينفعه ذلك؟ قال: لن يزال أن يخفّف عنه بعض عذاب القبر ماكان فيهما ندو».

ص: 181


1- من بدا: أي سكن البادية.

1233 - [2 / 441] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن عبيد، عن يزيد، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

لعمه» قل: لا إله إلا الله، أشهد لك بها عند الله يوم القيامة، قال: لولا أن تعيرني قريش لأقررت عينك بها، قال: فأنزل الله : «إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ».(1)

يقول شير محمد : هذا الحديث لا يدل على إن أبا طالب رحمه الله لم يكن مؤمناً، بل يدل على أنّ له مانعاً من إظهار إيمانه، وفي الآية إشارة إلى أنه كان مهدياً مهتدياً، والأخبار في إيمانه وعظم خطره، وجلالة قدره، وشرف منزلته، كثيرة شهيرة، وتصديقاته بالنبي صلی الله علیه و آله في قصائده المشهورة بيئة صريحة، وعليه إجماع أهل البيت، وإجماعهم حجة بلا شبهة.

1234 - [2 / 441] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي قال: حدثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال:

«زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فيكي وبكى من حوله، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت».

1235 - [2 / 442] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا داود، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لا يقومن أحدكم إلى الصلاة وبه أذى – يعني البول والغائط».

1236 - [2 / 442] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا تليد بن سليمان، قال: حدثنا أبو الحجاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال:

ص: 182


1- سورة القصص: 56 .

نظر النبي صلی الله علیه و آله إلى علي والحسن والحسين وفاطمة، فقال: أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم.

1237 - [442/2] حدثنا عبد الله ، حدثني أبي حدثنا عمار بن محمد، عن الصلت بن قويد، عن أبي هريرة، قال:

«سمعت خليلي أبا القاسم صلی الله علیه و آله يقول : لا تقوم الساعة حتى لا تنطح ذات قرن جماء».(1)

1238 - [2 / 442] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا وكيع قال : حدثنا الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنون حتى تحابوا، ثم قال: هل أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ».

1239 - [2 / 443] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا وكيع قال: حدثنا أبو مليح المدني، سمعه من أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«من لم يدع الله غضب الله عليه».

1240 - [2 / 443] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا وكيع قال: حدثنا النهاس عن شيخ بمكة، عن أبي هريرة، قال:

«سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله يقول: فرّ من المجذوم فرارك من الأسد».

1241 - [444/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان قال: حدثني عثمان بن واقد - يعني العمري ، عن كدام بن عبد الرحمن السلمي، عن أبي کباش قال :

«جلبت غنماً جذعاناً إلى المدينة فكسدت علي، فلقيت أبا هريرة فسألته

ص: 183


1- الجماء: التي لا قرنين لها.

فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : نعم - أو نعمت - الأضحية الجذع من الضأن، فانتهبها الناس».(1)

1242 - [2 / 445] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا وكيع قال: حدثنا مالك بن أنس، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه، فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره، فليعجل إلى أهله».

1243 - [2 / 445] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا وكيع قال: حدثنا يونس يعني ابن أبي إسحاق - عن مجاهد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه».

1244 - [2 / 445] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«الإيمان بضع وسبعون باباً، فأدناه إماطة الأذى عن الطريق، وأرفعها قول لا إله إلا الله».

1245 - [2 / 446] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش، عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً».

1246 - [448/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا وكيع قال: حدثنا عبيد الله ابن عبد الرحمن بن موهب عن عمه عبيد الله بن عبد الله بن وهب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 184


1- الجذع: تقدم المعنى في هامش حديث 540 .

«ما من مسلم ينصب وجهه الله عزوجل في مسألة إلا أعطاها إياه، إما أن يعجلها له، وإما أن يدخرها له».

1247 - [2 / 450] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد قال: أخبرنا محمد ابن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«إني لأستغفر الله عزوجل وأتوب إليه كل يوم مائة مرة».

وبإسناده قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«المدينة من أحدث فيها حدثاً، أو آوى محدثاً، أوتولى غير ،مولاه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً».

... إلى أن قال وبإسناده قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وماله وولده، حتى يلقى الله و ما عليه من خطيئة».

... إلى أن قال وبإسناده قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لتتبعن سنن من كان قبلكم باعاً بباع، وذراعاً بذراع، وشيراً بشير، حتى لودخلوا في حجر ضب لدخلتم معهم، قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال : فمن إذاً».

1248 - [451/2] وبإسناده عن أبي هريرة قال:

«لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه و آله شاة فيها سم، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله : اجمعولي من كان هاهنا من اليهود فجمعوا له، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و آله : إني سائلكم شيء فهل أنتم صادقي عنه ؟ قالوا نعم يا أبا القاسم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و آله : من أبوكم؟ قالوا: أبونا فلان قال رسول الله صلى الله عليه و آله : كذبتم أبوكم فلان. قالوا: صدقت وبررت قال لهم: هل أنتم صادقي عن شيء سألتكم عنه؟ قالوا: نعم يا أبا

ص: 185

القاسم وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله : من أهل النار؟ قالوا: نكون فيها يسيراً ثم تخلفوننا فيها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و آله : لا نخلفكم فيها أبداً، ثم قال لهم: هل أنتم صادقي عن شيء سألتكم عنه؟ فقالوا: نعم يا أبا القاسم، فقال: هل جعلتم في هذه الشاة سما ؟ قالوا: نعم، قال: فما حملكم على ذلك، قالوا: أردنا إن كنت كاذباً نستريح منك، وإن كنت نبياً لم تضرك».

1249 - [454/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا حجاج قال: حدثنا ليث قال: حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه قال: أخبرني أبوبكر بن عبد الرحمن ابن الحارث، أنه سمع أبا هريرة يقول:

«كان رسول الله صلی الله علیه و آله إذا قام إلى الصلاة، يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركعة، ثم يقول وهو قائم ربنا لك الحمد، ثم يكبر حين يهوي ساجداً، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثمّ يكبر حين يهوي ساجداً، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها، ويكبر حين يقوم من اللتين بعد الجلوس».

1250 - [2 / 461] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن قال: قال شعبة : سمعت سعيد بن أبي سعيد المقبري، بعد ما كبر يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله قال :

«ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار».

1251 - [2 / 461] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة والعمرتان تكفران ما بينهما من الذنوب».

1252 - [2 / 467] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، وبهز

ص: 186

المعني، قالا حدثنا شعبة، عن الحكم، قال بهز في حديثه: أخبرني الحكم، عن محمد بن علي أن رجلاً قال لأبي هريرة:

«إنّ عليّا علیه السلام يقرأ في يوم الجمعة بسورة الجمعة و«إذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ» (1)فقال أبو هريرة : كان رسول الله صلى الله عليه و آله يقرأ بهما».

1253 - [2 / 474] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى، عن محمد بن عمر وقال: حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله :

«حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج».

1254 - [2 / 474] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى، عن ابن أبي ذئب عن نافع ، عن أبي نافع قال: سمعت أبا هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

«لا سبق إلا في خف أونصل أو حافر ».

قال أبي: وحدثنا وكيع ويزيد عن ابن أبي ذئب عن نافع بن أبي نافع مولى أبي أحمد، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله ، مثله . (2)

1255 - [2/ 477] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا ابن أبي ليلى عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«تسحّروا، فإن في السحور بركة».

1256 - [2 / 482] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا سريج قال: حدثنا فليح عن الحارث بن فضيل الأنصاري، عن زياد بن سعد، عن أبي هريرة قال: قال رسول

ص: 187


1- سورة المنافقون: 1.
2- لا سبق هو بفتح الباء ما يجعل للسابق على سبقه من المال بالسكون مصدر. قال الخطابي الصحيح رواية الفتح، أي لا يحلّ أخذ المال بالمسابقة إلا في هذه الثلاثة الخف: اسم يقع على الإبل في اللغة العربية والحافر في اللغة لا يقع إلا على الحيل والبغال والحمير والنصل لا يقع إلا على السيف والرمح، والنبل.

الله صلی الله علیه و آله :

«ينزل عيسى بن مريم إماماً عادلاً، وحكماً مقسطاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويرجع السلم، ويتخذ السيوف مناجل، وتذهب حمة كل ذات حمة وتنزل السماء رزقها، وتخرج الأرض بركتها، حتى يلعب الصبي بالثعبان ف-لا يضره، ويراعي الغنم الذئب فلا يضرها، ويراعي الأسد البقر فلا يضرها».

1257 - [2 / 485] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن، عن زهير و أبو عامر، حدثنا زهير، عن العلاء عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشراً».

1258 - [2 / 491] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا بهز قال: حدثنا حماد قال أخبرنا علي بن زيد عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«تخرج الدابة معها عصا موسى و خاتم سلیمان، فتجلووجه المؤمن بالعصا، و تختم أنف الكافر بالخاتم، حتى إنّ أهل الخوان ليجتمعون فيقول هذا يا مؤمن ويقول هذا ياكافر».

1259 - [2 / 491] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا محمد ابن جعفر قال: أخبرنا هشام ويزيد قال: أخبرنا هشام، عن محمد، عن أبي هريرة، عن النبي صلی الله علیه و آله أنه قال:

«إذا لم تجدوا إلا مرابض الغنم، ومعاطن الإبل، فصلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في معاطن الإبل».

1260 - [2 / 498] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا الحكم، قال عبد الله :وسمعته أنا من الحكم بن موسى، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

«من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض»

ص: 188

1261 - [2 / 498] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد قال: وأخبرنا محمد ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من صلى على جنازة فله قيراط، ومن تبعها حتى يقضى دفنها فله قيراطان، أحدهما أو أصغرهما مثل أحد».

قال أبو سلمة : فذكرت لابن عمر فتعاظمه فأرسل إلى عائشة، فقالت: صدق أبو هريرة، فقال ابن عمر : لقد فرطنا في قراريط كثيرة.

1262 - [504/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد، حدثنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن عكرمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

« من صوّر صورة عُذب يوم القيامة حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيها، ومن استمع إلى حديث قوم ولا يعجبهم أن يستمع حديثهم أذيب في أذنه الآنك، ومن تحلم كاذباً دفع إليه شعيرة وعُذب حتى يعقد بين طرفيها وليس بعاقد». (1)

1263 - [504/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد، أخبرنا سفيان، قال: سمعت الحسن يحدث، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«من سن سنة ضلال فاتبع عليها كان عليه مثل أوزارهم، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء، ومن سن سنة هدى فاتبع عليها، كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء».

1364 - [2 / 505] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد، وأبو عبد الرحمن، قال :يزيد أخبرنا المسعودي، عن محمد - مولى آل طلحة - ، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«لا يلج النار أحد بكى من خشية الله عزوجل حتى يعود اللبن في الضرع، ولا

ص: 189


1- الآنك: تقدم المعنى في هامش حديث 321.

يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري امرئ أبداً».

وقال أبو عبد الرحمن المقري: «في منخري مسلم أبداً».

1265- [505/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد، حدثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة :

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال : ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء أبحلال أخذ المال أم بحرام».

1266 - [505/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن عجلان، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«والذي نفس محمد بيده إني لأنظر إلى ماورائي كما أنظر إلى مابين يدي فسووا صفوفكم، وأحسنوا ركوعكم وسجودكم».

1267 - [505/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن عجلان، عن أبي هريرة :

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله سئل عن ركوب البدنة فقال: اركبها، قال: إنها بدنة؟ قال: اركبها ويلك».

1268 - [506/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد ، أخبرنا ابن أبي ذئب عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من كانت عنده مظلمة من أخيه من عرضه أو ماله فليتحلله اليوم قبل أن يؤخذ حين لا يكون دينار ولا درهم، وإن كان له عمل صالح، أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له أخذ من سيئات صاحبه فجعلت عليه».

1269 - [506/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، قال: وقال ببغداد :

«قبل أن يأتي يوم ليس هناك دينار ولادرهم».

ص: 190

وحدثناه روح بإسناده ومعناه وقال:

«من قبل أن يؤخذ منه حين لا يكون دينار ولا درهم».

1270 - [2 / 508] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا الربيع بن مسلم القرشي عن محمد بن زياد عن أبي هريرة، قال:

«خطبنا وقال مرة خطب - رسول الله صلی الله علیه و آله ، فقال : أيها الناس إن الله قد فرض عليكم الحجّ فحجوا، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم، ثم قال: ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على انبيائهم، فإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم، عن شيء فدعوه».

1271 - [509/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا يزيد، أخبرنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنّ الله عزوجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يارب، أنى لي هذه؟ فيقول : باستغفار ولدك لك».

1272 - [2 / 510] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا إسحاق، أخبرنا عوف عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«ما من مسلمين يموت لها ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث، إلا أدخلهما الله وإياهم بفضل رحمته الجنّة، وقال: يقال لهم: ادخلوا الجنة قال: فيقولون حتى يجيء أبوانا - قال: ثلاث مرات، فيقولون مثل ذلك - فيقال لهم ادخلوا الجنّة أنتم وأبواكم».

1273 - [511/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا مالك، عن محمد بن يحيى ابن حيان، عن الأعرج، عن أبي هريرة:

أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله نهى عن صيام يومين يوم الفطر ويوم النحر

ص: 191

1274 - [513/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أسود بن عامر، حدثنا أبو بكر بن عياش عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

«يؤتى بالموت يوم القيامة كبشاً فيقال: يا أهل الجنّة تعرفون هذا؟ فيطلعون خائفين قال: فيقولون: نعم، قال: ثم ينادى أهل النار: تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، فيذبح، ثم يقال: خلود في الجنة، وخلود في النار».

1275 - 513/25] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا الله، حدثني أبي، حدثنا أسود بن عامر، حدثنا كامل وأبو المنذر، حدثنا كامل أبو كامل، قال أسود قال: أخبرنا المعني، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

«كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه و آله العشاء، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا رفع رأسه أخذهما بيده من خلفه أخذاً رفيقاً، ويضعهما على الأرض، فإذا عاد عادا حتى قضى صلاته، أقعدهما على فخذيه، قال: فقمت إليه فقلت: يا رسول الله أردّهما، فبرقت ،برقة، فقال لهما الحقا بأمكما قال فمكث ضوءها حتى دخلا».

1276 - [2/ 513] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا أبو أحمد بإسناده عن أبي صالح، حدثنا أبو هريرة، قال:

«حتى دخلا على أمهما».

1277 - [2 / 513] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا ،روح، حدثنا صالح، حدثنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة:

«أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى أن لا تصوموا هذه الأيام، فإنها أيام أكل وشرب وذكر الله عزوجل».

1278 - [515/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا ،روح، حدثنا عمر بن

ص: 192

ذر، عن مجاهد، أن أبا هريرة كان يقول:

«و الله إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبوبكر رضي الله تعالى عنه فسألته ، عن آية من كتاب الله عزوجل ما سألته إلا ليستبعني، فلم يفعل، فمر عمر رضي الله تعالى عنه فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليستتبعني، فلم يفعل، فمر أبو القاسم صلی الله علیه و آله فعرف ما في وجهي وما في نفسي فقال أبا هريرة: فقلت له: لبيك يا رسول الله، فقال: إلحق، واستأذنت فأذن لي، فوجدت لبناً في قدح فقال: من أين لكم هذا اللبن؟ فقالوا أهداه لنا فلان أو آل فلان - قال أبا هريرة قلت: لبيك يا رسول الله - قال: انطلق إلى أهل الصفة فادعهم لي، قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لم يأووا إلى أهل ولا مال، إذا جاءت رسول الله صلی الله علیه و آله هدية أصاب منها ، وبعث إليهم منها - قال : و أحزنني ذلك، وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة اتقوى بها بقية يومي وليلتي، فقلت: أنا الرسول فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم ، فقلت: ما يبقى لي من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله ،بد فانطلقت فدعوتهم، فأقبلوا، فأستاذنوا فأذن لهم، فأخذوا مجالسهم من البيت، ثمّ قال أباهر: خذ فأعطهم، فأخذت القدح فجعلت أعطيهم، فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروى، ثم يرد القدح، وأعطيه الآخر فيشرب حتى يروى، ثم يرد القدح حتى أتيت على آخرهم، ودفعت إلى رسول الله صلی الله علیه و آله ، فأخذ القدح فوضعه في يده وبقي فيه فضلة، ثم رفع رأسه فنظر إلي وتبسم، فقال: أباهر، قلت: لبيك يا رسول الله قال بقيت أنا وأنت فقلت: صدقت يا رسول الله ، قال : فاقعد فاشرب قال : فقعدت فشربت، ثم قال لي: اشرب، فشربت، فما زال يقول لي اشرب فأشرب حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق، ما أجد لها في مسلكاً، قال: ناولتي القدح، فرددت إليه القدح فشرب من الفضلة».

ص: 193

1279 - [2 / 515] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا روح، حدثنا حماد، عن ، سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«ما جلس قوم مجلساً فتفرقوا عن غير ذكر الله، إلا تفرقوا عن مثل جيفة حمار، وكان ذلك المجلس عليهم حسرة يوم القيامة».

1280 - [2/ 516] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا روح، حدثنا مالك، و عثمان بن عمر قال: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة:

«أنّ رجلاً أفطر في رمضان فأمره رسول الله صلی الله علیه و آله أن يكفر بعتق رقبة، أوصيام شهرين أو إطعام ستين مسكيناً، قال: لا أجد فأتي رسول الله صلى الله عليه و آله بعرق من تمر ، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : خذ هذا فتصدق به قال يا رسول الله ما أجد أحوج مني، فضحك رسول الله صلی الله علیه و آله حتى بدت أنيابه، قال خذها».

1281 - [2 / 516] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا روح، حدثنا محمد بن أبي حفصة، عن ابن شهاب، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة:

«أنّ أعرابياً جاء يلطم وجهه وينتف شعره، ويقول ما أراني إلا قد هلكت! فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله : وما أهلكك؟ قال: أصبت أهلي في رمضان، قال: أتستطيع أن تعتق رقبة؟ قال: لا، قال: أتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، قال: اتستطيع أن تطعم ستين مسكيناً؟ قال: لا، وذكر الحاجة، قال: فأتي رسول الله صلی الله علیه و آله بزنبيل - وهو المكتل فيه خمسة عشر صاعاً أحسبه تمراً - قال النبي صلى الله عليه و آله : أين الرجل؟ :قال أطعم هذا، قال: يا رسول الله، ما بين لابتيها أحد أحوج منا أهل بيت، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه و آله حتى بدت أنيابه، قال: أطعم أهلك».

1282 - [517/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا الضحاك، حدثنا ابن

ص: 194

عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة:

«أنّ شاة طبخت، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : أعطني الذراع، فناولها إياه، فقال: أعطني ،الذراع، فناولها إياه، ثم قال: أعطني الذراع، فقال: يا رسول الله، إنما للشاة ذراعان قال أما إنك لو التمستها لوجدتها».

1283 - [2 / 518] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد عن أبي هريرة :

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله سُئل عن أولاد المشركين؟ فقال الله أعلم بما كانوا عاملين ».

1284 - [519/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان، عن أبي هريرة :

«أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله قال : لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب، ويتقارب الأسواق، ويتقارب الزمان، ويكثر الهرج، قيل وما الهرج؟ قال: القتل».

1285 - [527/2 ] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا حيوة، حدثنا أبو صخر، أنّ يزيد بن عبد الله بن قسيط أخبره ، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلی الله علیه و آله قال :

«ما من أحد يسلم علي إلا ردّد الله إلى روحي حتى أرد عليه السلام».

1286 - [529/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا روح، حدثنا محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة :

«أن رسول الله صلى الله عليه و آله نعى النجاشي لأصحابه ثم قال: استغفروا له، ثم خرج بأصحابه إلى المصلى، فقام فصلى بهم كما يصلي على الجنائز».

1287 - [531/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن الوليد، حدثنا

ص: 195

سفیان، عن سالم قال: سمعت أبا حازم يقول : إني لشاهد يوم مات الحسن، فذكر القصة فقال أبو هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضها فقد أبغضني».

1288 - [532/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حماد الخياط، حدثنا هشام ابن سعد، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن أبي هريرة، قال:

«خرج رسول الله صلی الله علیه و آله إلى سوق بني قينقاع متكئاً على يدي، فطاف فيها ثم رجع فاحتبى في المسجد وقال: أين لكاع ؟ ادعوا لي(1) لكاعاً، فجاء الحسن علیه السلام ، فاشتد حتى وثب في حيوته فأدخل فمه في فمه، ثمّ قال: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه ثلاثاً، قال أبو هريرة: ما رأيت الحسن إلا فاضت عيني، أو دمعت عيني، أوبكت - شك الخياط-».

1289 - [2/ 539] حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا ،الله، حدثني أبي، حدثنا جعفر، حدثنا يزيد بن الأصم ، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و آله : وقال كثير مرة حديث رفعه، قال:

«الناس معادن كمعادن الفضة والذهب خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف».

1290 - [2 / 540] حدثنا عبد الله، حدثني أبي ، حدثنا محمد بن مصعب، حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة:

«أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله حين أراد أن ينفر من منى، قال: نحن نازلون غداً إن شاء الله تعالى بالمحصب، بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر، وذاك أنّ قريشاً تقاسموا على بني هاشم وعلى بني المطلب أن لا يناكحوهم ولا يخالطوهم

ص: 196


1- كذا وفي المصدر: (ادعوا إلي).

حتى يسلموا إليهم رسول الله صلی الله علیه و آله». (1)

يقول شير محمد الهمداني: رواه أيضاً في ص 237 وفيه: «أن قريشاً وكنانة تحالفت على بني هاشم وبني المطلب أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله صلی الله علیه و آله ».(2)

1291 - 2 / 540] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن مصعب ، حدثنا الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«أنا سيد ولد آدم، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وأول مشفّع».

1292 - [541/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حسين بن محمد، حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«لا يدخل أحد النار إلا أري مقعده من الجنّة لو أحسن، ليكون عليه حسرة، ولا يدخل الجنة أحد إلا أري مقعده من النار لوأساء، ليزداد شكراً».

1293 - [541/2] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا حسن، وهشام قالا حدثنا شيبان عن عاصم، عن زياد بن قيس، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«ويل للعرب من شر قد اقترب ينقص(3) العلم، ويكثر الهرج، قال: قلت يا رسول الله، ما الهرج؟ قال: القتل القتل».

ص: 197


1- الْمُحَصَب : اسم لمكان متسع بين مكة ومنى وهو إلى منى أقرب، ويقال له الأبطح والبطحاء.
2- مسند أحمد 237/2 .
3- في نسخة : (يقبض). وفي أخرى :(ينقض).

يقول الفقير إلى الله الغني شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذا آخر ما انتخبته من الجزء الثاني من الطبعة الأولى من مسند الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي رحمه الله ، وليعلم أن كثيراً من الأحاديث التي انتخبتها من أحاديث أبي هريرة قد رواها أبو عبد الله أحمد بطرق كثيرة ، وبعضها مروي بطريقين أو أكثر، واتفق لي الفراغ بعون الله عزوجل في الحادي والعشرين من شهر ذي القعدة من سنة 1378ه- بمشهد سيدي ومولاي أمير المؤمنين حقاً حقاً علي بن أبي طالب عليه وعلى من يحبه ويواليه أفضل الصلاة والسلام.

ص: 198

فهرس الكتاب

ص: 199

فهرس الكتاب

المنخب من مسند عبد الله بن عمر... 3

المنتخب من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص...54

المنتخب من مسند أبي هريرة ... 80

فهرس الكتاب ... 199

ص: 200

المجلد 3

هوية الکتاب

منشورات

مكتة ودار مخطوطات

العتبة العباسیة المقدسه

-------------

3

سند الخصام

في ما انتخب مِنْ مُسند الإمام احمد بن حنبل

تأليف

الحجة الشيخ شير محمد بصفه على الهمداني

1302 - 1390ه

الجزء الثالث

تحقيق

احمد على مجيد الحلى

مودق عليه من قبل

وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدمة

ص: 1

اشارة

قسم الشؤون الفكرية والثقافية شعبة المكتبة

كربلاء المقدسة ص.ب (232 ) / هاتف: 222600، داخلي: 251

www.alkafeel.net

library@alkafeel.net

abbas_library@yahoo.com

الهمداني جورقاني ، شير محمد بن صفر علي ، 1302-1390 ق.

سند الخصام في ما انتخب من مسند الامام تأليف شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني، تحقيق وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، أحمد علي مجيد الحلي - كربلاء: مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدمة ، 1430 ق.= 2009م.

7ج.

المندرجات . - ج 7. المستدرك على حديث السقيفة.

المصادر.

1.أبن حنبل ، احمد بن محمد ، 164 - 241 ق . مسند الإمام أحمد بن حنبل - مختصر . 2. أحاديث أهل السنة - القرن 3 ق . 3. الأربعة عشر معصوم - فضائل - أحاديث أهل السنة . 4. الصحابة - فضائل - أحاديث أهل السنة - القرن 3ق. 5. أحاديث أحكام .6 . فاطمة الزهراء (سلام علیها ) ،13؟قبل الهجرة -11ق. - تعقيب وإيذاء- أحاديث.7. اهمدان ،جورقاني ، شير محمد بن صفر علي ، 1302 - 1390 ق . سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام - تتمة .8 .سقيفة بني ساعدة- أحاديث، ألف، ابن حنبل ، أحمد بن محمد ، 164 - 241 ق ، مسند الإمام أحمد بن حنبل - اختصار . ب . الهمداني جورقاني ، شير محمد بن صفر علي ، 1302 - 1390 ق . المستدرك على حديث السقيفة. ج. وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة . د. الحلي، أحمد علي،1391ق. محقق . ه-. عنوان .و. عنوان مسند الإمام أحمد بن حنبل . اختصار . ز . سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام . تتمة . ح. عنوان: المستدرك على حديث السقيفة.

تصنيف مكتبة العتبة العباسية المقدسة وفق النظام العالمي (L.C.C )

الكتاب: سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام / الجزء الثالث.

المؤلف : شير محمد الهمداني الجورقاني تدل .

التحقيق وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

المحقق: أحمد علي مجيد الحلي.

الناشر: مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

الإخراج الطباعي والتصميم: نوار الحسيني رائد الأسدي.

المطبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات كربلاء المقدسة - العراق / بيروت-لبنان.

الطبعة الأولى.

عدد النسخ: 1000 .

التاريخ: ربيع الأول 1430 ه- آذار 2009م.

ص: 2

(مقدمة)

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه ربّ العالمين وصلى اللّه على محمّد وآله الطاهرين، يقول الفقير إلى اللّه الغني شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذه أحاديث شريفة انتخبتها من الجزء الثالث من الطبعة الأولى من مسند الإمام أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل الشيباني المروزي أوردتها كما أوردها من غير تغيير.

ص: 3

ص: 4

المنتخب من مسند أبي سعيد الخدري

1294 [2/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا هشيم حدّثنا علي بن زيد،عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله سلّم) :

«أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا أوّل من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، وأنا أوّل شافع يوم القيامة ولا فخر».

1295 - [3 / 3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، حدّثنا أبو بشر ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد:

«أنّ رجلاً من الأنصار كانت به حاجة فقال له أهله : انت النبي (صلى اللّه عليه وآله سلّم) فاسأله، فأتاه وهو يخطب وهو يقول: من استعف أعفّه اللّه، ومن استغنى أغناه اللّه، ومن سألنا فوجدنا له أعطيناه، قال: فذهب ولم يسأل».

1296 - [3 / 3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا هشيم أنبأنا يزيد بن أبي زياد حدّثنا عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) سُئل: ما يقتل المحرم؟ قال: الحية، والعقرب، والفويسقة، ويرمي الغراب ولا يقتله، والكلب العقور، والحدأة، والسبع العادي».(1)

1297 - [3/3] حدّثنا عبد اللّه حدّثني أبي حدّثنا بشر بن المفضل، حدّثنا عمارة بن غزية عن يحيى بن عمارة، قال: سمعت أبا سعيد يقول : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

ص: 5


1- الفويسقة الفأرة الحدأة: اسم لطائر خبيث.

«لقنوا موتاكم قول: لا إله إلا اللّه».

1298 - [3 / 3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا أبو عامر عبد الملك بن عمر،وحدّثنا زهير - يعني ابن محمّد - عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله سلّم) قال:

«ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به في الحسنات؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال: إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخُطا إلى هذه المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ما منكم من رجل يخرج من بيته متطهر فيصلّي مع المسلمين الصلاة، ثمّ يجلس في المجلس ينتظر الصلاة الأخرى،إنّ (1)الملائكة تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، فإذا قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم وأقيموها وسدوا الفرج، فإني أراكم من وراء ظهري، فإذا قال إمامكم: اللّه أكبر، فقولوا:اللّه أكبر، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع اللّه لمن حمده، فقولوا:اللهم ربّنا لك الحمد، وإن خير الصفوف صفوف الرجال المقدم، وشرها المؤخّر، وخير صفوف النساء المؤخّر، وشرها المقدم، يا معشر النساء إذا سجد الرجال فاغضضن أبصار كنّ لاترينّ عورات الرجال من ضيق الأزر».

1299 - [3/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا الزبير بن عبد اللّه، حدّثني ربيح بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، قال:

«قلنا يوم الخندق: يا رسول اللّه هل من شيء نقوله، فقد بلغت القلوب الحناجر ؟ قال: نعم، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، قال: فضرب اللّه وجوه أعدائه بالريح، فهزمهم اللّه بالريح».

1300 - [3/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الزبيري،

ص: 6


1- كذا، وفي بعض المصادر: ( إلا والملائكة )، وفي بعض(إلا أنّ الملائكة ).

حدّثنا يزيد بن مردانية، قال: حدّثنا ابن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله سلّم) :

«الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجّنة».

يقول شير محمد:في تذكرة سبط ابن الجوزي في أوائل الباب التاسع: ( وقال أحمد في المسند: حدّثنا أبو نعيم، أنبأنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي نعيم، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله سلّم : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة) .

وقد أخرجه الترمذي أيضاً وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخبرنا غير واحد عن محمد بن عبد الباقي.

[ أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا القاضي ابن معروف، حدّثنا أبو محمد بن صادق، حدّثنا يوسف بن موسى القطان، أخبرنا أبو بكر ابن عیاش، حدثنا عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله سلّم) : «هذان ابناي فمن أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني - يعني الحسن والحسين](1)

وفيه في مقتله علیه السلام: «يا قوم بم تستحلون دمي؟ ألست ابن بنت نبيكم؟ ألم يبلغكم قول جدي في وفي أخي هذان سيدا شباب أهل الجنّة؟ إن لم تصدقوني فاسألوا جابراً وزيد بن أرقم وأبا سعيد الخدري».

(2)

ص: 7


1- تذكرة الخواص: 199 ، والحديث في مسند احمد: 62/3 ، وفي سنن الترمذي: 321/5 ، وما بين المعقوفتين ليس في الأصل.
2- تذكرة الخواص: 213 .

يقول شير محمد: هذا الحديث أورده الحاكم في الجزء الثالث من المستدرك بإسناده عن عبد اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة وأبوهما خير منهما». ثمّ قال: هذا حديث صحيح بهذه الزيادة ولم يخرجاه.(1)

ثمّ رواه بإسناده عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : « الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما».(2)

ورواه الكنجي الشافعي في كتاب ( كفاية الطالب ) بإسناد ذكره عن حذيفة، ثمّ قال: قلت: رواه محدّث الشام في كتابه بطرق شتى عن غير واحد من أصحاب النبي الا اللّه والتابعين عنهم، وزاد في رواية ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما».(3)

ورواه ابن بابويه في كتاب ( عيون أخبار الرضا علیه السلام)بالأسانيد الثلاثة عن الرضا علیه السلام بزيادة قوله:«وأبوهما خير منهما»(4)

ورواه الكنجي الشافعي أيضاً في الباب 97 من كتاب ( كفاية الطالب ) ، ثمّ قال: وجمع إمام أهل الحديث أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير في ترجمة الحسن طرقه عن غير واحد من الصحابة، فمنهم:عمر بن الخطاب، ومنهم: علي بن أبي طالب، وطرقه عن علي بطرق شتى .. إلى أن قال الكنجي: ومنهم حذيفة، وطرقه عن حذيفة بطرق شتى .. إلى أن قال: ومنهم: أبو سعيد الخدري، وطرقه عن أبي سعيد بطرق شتى .. إلى أن قال: ومنهم: أسامة بن زيد، وزاد في حديثه: « اللهم إني أحبهما فأحبهما»، ومنهم: قرة بن إياس

ص: 8


1- المستدرك: 167/3 .
2- المستدرك: 167/3 .
3- كفاية الطالب 242 ، ومحدث الشام هو ابن عساكر ذكر الحديث بكتابه تاريخ مدينة دمشق في 209/13، و 133/14.
4- .عيون أخبار الرضا الله: 30/1 و 36 و 130.

المري (1)إلى أن قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم)« الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وأبوهماخيرمنهما».(2)

وروى ابن بابويه في المجلس 24 من كتاب ( المجالس ) بإسناد ذكره عن الحسن بن زياد العطار، قال: قلت لأبي عبد اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم) .. إلى أن قال: فقلت: فقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله سلّم: «الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنّة؟ قال: هما واللّه سيّدا شباب أهل الجنّة من الأولين والآخرين».(3)

وروى في المجلس 33 منه بإسناد ذكره عن المفضل بن عمر، عن الصادق(علیه السلام) قال: حدّثني أبي، عن أبيه: «أنّ الحسن بن علي بن أبي طالب (علیه السلام) كان أعبد الناس في زمانه .. إلى أن قال: ولقد قيل لمعاوية ذات يوم لو أمرت الحسن بن علي بن أبي طالب (علیه السلام) ، فصعد المنبر فخطب ليتبيّن للناس ،نقصه، فدعاه فقال له: اصعد المنبر وتكلم بكلمات تعظنا بها، فقام (علیه السلام) فصعد المنبر ، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أيها الناس، من عرفني فقد عرفني ..إلى أن قال: أنا المدفوع عن حقي، أنا وأخي الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ... إلخ».(4)

وفي حديث مناشدته (علیه السلام) لأبي بكر الذي أورده الصدوق في أواخر كتاب(الخصال):«فأنشدك باللّه، أنا والد الحسن والحسين ريحانتيه اللذين قال فيها: هذان سيّدا شباب أهل الجنّة وأبوهما خيرمنهما».

وذكر السيّد ابن طاووس في كتاب ( الطرائف )ص 51 ، عند ذكر الأجوبة عن

ص: 9


1- كذا في الأصل وفي تاريخ مدينة دمشق وفي العديد من المصادر: ( المزني ).
2- كفاية الطالب : 242-243 ، والحديث في المعجم الكبير : 35/3 -40 و 58، 292/19، 403/22.
3- أمالي الصدوق: 187
4- أمالي الصدوق : 244-245.

صلح أبي محمّد الحسن(علیه السلام)قال : ومن الجواب: «أنّ رجال الأربعة المذاهب رووا بإطباقهم واتفاقهم أنّ نبيهم ذكر أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة... إلخ»(1)

وروى الصدوق في كتاب ( معاني الأخبار ) في بيان معنى الشجرة التي أكل منها آدم وحواء، عن الرضا (علیه السلام)في حديث «... فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش، فوجد عليه مكتوباً : لاإله إلااللّه،محمد رسول اللّه ،علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وزوجته فاطمة سيّدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة».(2)

وأورد الصدوق في المجلس 82 من مجالسه بإسناد ذكره عن أبي الطفيل، عن الحسن بن علي بن أبي طالب (علیه السلام)، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم في حديث: «والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة».(3)

وكتب أمير المؤمنين(علیه السلام)فيها أجاب به معاوية:«ومنّا سيّدا شباب أهل الجنّة،ومنكمصبيةالنار».(4)

1301 - [4/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا روح،حدّثنا مالك بن أنس،عن خبيب بن عبدالرحمن: أنّ حفص بن عاصم أخبره، عن أبي هريرة وأبي سعيد: أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم قال:

«ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجّنة، ومنبري على حوضي».

1302 - [4/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا أيوب، عن نافع، قال: قال ابن عمر:

«لا تبيعوا الذهب بالذهب والورق بالورق إلا مثلاً بمثل، ولا تشفّوا بعضها على

ص: 10


1- الطرائف : 197.
2- معاني الأخبار : 124 .
3- آمالي الصدوق : 652 .
4- شرح نهج البلاغة : 182/15.

بعض، ولا تبيعوا شيئاً غائباً منها بناجز ، فإني أخاف عليكم الرما- والرما: الربا-. قال: فحدّث رجل ابن عمر هذا الحديث عن أبي سعيد الخدري يحدّثه عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فيما تمّ مقالته حتّى دخل به على أبي سعيد وأنا معه، فقال: إنّ هذا حدّثني عنك حديثاً يزعم أنك تحدّثه عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم) أفسمعته؟ فقال:بصر عيني وسمع أذني،سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم) يقول :

«لا تبيعوا الذهب بالذهب ولا الورق بالورق إلا مثلاً بمثل، ولا تشفّوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا شيئاً غائبا منها بناجز»(1)

1303 - [3 / 4] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله و سلّم :

«إنّ المؤمن لا يصيبه وصب ولا نصب ولا حزن ولا سقم ولا أذى حتّى الهم يهمّه إلا يكفّر اللّه عنه من سيئاته». (2)

1304 - [3 / 4] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن الفضيل، حدّثنا عمارة بن القعقاع ، عن ابن أبي نعم ، عن أبي سعيد الخدري قال:

«بعث علي من اليمن إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم)بذهبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها، فقسمها رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بين أربعة: بين زيد الخير، والأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن، وعلقمة بن علاثة- أو عامر بن الطفيل، شك عمارة- فوجد من ذلك بعض أصحابه والأنصار وغيرهم، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) : ألا تتمنوني(3)

ص: 11


1- ولا تُشِفُّوا أي ولا تفضلوا بناجز: أي يداً بيد أي بتعجيل.
2- الوصب: الوجع النصب:التعب.
3- كذا, وفي البخاري ومسلم :(تأمنوني).

وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر من السماء صباحاً ومساء، ثمّ أتاه رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللحية، مشمر الإزار محلوق الرأس، فقال: اتق اللّه يا رسول اللّه،قال:فرفع إليه رأسه فقال: ويحك، ألست أحق أهل الأرض أن يتقي اللّه أنا؟! ثمّ أدبر ، فقال خالد: يا رسول اللّه، ألا أضرب عنقه؟ فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم): فلعله يكون يصلّي، فقال: إنه ربّ مصلّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله و سلّم): إني لم أومر أن أنقب عن الناس ولا أشقّ بطونهم، ثّم نظر إليه النبي وهو مقف، فقال: ها إنّه سيخرج من ضئضى هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».(1)

1305 -[3/ 5]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا محمّد بن فضيل،حدّثنا ضرار-يعني ابن مرة أبو سنان-عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد، قالا: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله و سلّم):

«إنّ اللّه يقول: إنّ الصوم لي وأنا أجزي به، إنّ للصائم فرحتين: إذا أفطر فرح، وإذا لقى اللّه فجزاه فرح، والذي نفس محمّد بيده الخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».

1306 - [3/ 5] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن أبي عدي، عن شعبة ،عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه:

«أنّه سمع أبا سعيد سُئل عن الإزار ؟ فقال: على الخبير سقطت، سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم) يقول : إزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين، لا جناح- أو لا حرج -

ص: 12


1- في أديم مقروط : أي مدبوغ بالقرظ كث اللحية مشرف الوجنتين: أما كث اللحية هو كثيرها والوجنة هو لحم الخد. ضنضي: هو أصل الشيء. وهو مقف: أي مولي قد أعطانا قفاه.

عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من ذلك فهو في النار، ولا ينظر اللّه إلى من جرّ إزاره بطراء».

1307-[3/ 5] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا بن أبي عدي، عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال:

«أمرنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم)ببناء المسجد، فجعلنا ننقل لبنة لبنة، وكان عمّار ينقل لبنتين لبنتين، فتترب رأسه، قال فحدّثني أصحابي ولم أسمعه من رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله و سلّم) أَنَّهُ جعل ينفض رأسه ويقول: ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية».

1308 -[5/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بن أبي عدي، عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال:

«خرجنا مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم) نصرخ بالحجّ صراخاً، حتّى إذا طفنا بالبيت، قال: اجعلوها عمرة، إلا من كان معه الهدي، قال: فجعلناها عمرة، فحللنا، فلمّا كان يوم التروية صرخنا بالحجّ وانطلقنا إلى منى».(1)

1309-[3 / 5] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن أبي عدي، عن داود،عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال:

«انتظرنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم)ليلة صلاة العشاء حتى ذهب نحو من شطر الليل، قال: فجاء فصلّى بنا، ثمّ قال: خذوا مقاعدكم، فإنّ الناس قد أخذوا مضاجعهم، وإنكم لن تزالوا في صلاة منذ انتظر تموها، ولولا ضعف الضعيف، وسقم السقيم، وحاجة ذي الحاجة لأخرت هذه الصلاة إلى شطر الليل».

1310 - [5/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن سليمان، عن أبي نضرة عن أبي سعيد:

ص: 13


1- الصراخ: الصوت.

«أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ذكر قوماً يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس، سيماهم التحليق، هم شر الخلق-أومن شر الخلق- يقتلهم أدنى الطائفتين من الحق، قال: فضرب النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) لهم مثلا:-أو قال: قولاً - الرجل يرمي الرمية - أو قال: الغرض-فينظر في النصل فلا يرى بصيرة، وينظر في النضى فلا يرى بصيرة، وينظر في الفوق فلا يرى بصيرة، قال:قال أبو سعيد:وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق».(1)

1311 - [3/ 5] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال :حدّثنا مالك، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إذا سمعتم النداء فقولوا كما يقول المؤذن».

قال عبد اللّه: حدّثناه عبد اللّه بن عون الخراز ومصعب الزبيري، قالا: حدّثنا مالك بن أنس عن الزهري، فذكر مثله سواء.

1312 - [6/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن - هو ابن مهدي - حدّثنا مالك، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نهي عن المزابنة والمحاقلة ... الحديث».(2)

1313 - [6/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا سفيان، عن الزهری،عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رأى نخامة في قبلة المسجد فحكها بحصاة، ثمّ نهى أن يبصق الرجل بين يديه وعن يمينه وقال: ليبصق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى». (3)

ص: 14


1- سيماهم أي علامتهم التحليق مبالغة الحلق. النضى: أي نصل السهم.
2- المزابنة: بيع الرطب في رؤوس النخل بالتمر كيلاً، وكذلك كل تمر بيع على شجره بتمر كيلاً، وأصله من الزين وهو الدفع، ومنه الزبانية لأنهم يدفعون الناس إلى النار سميت بذلك لأنها مبنية على التخمين، والغبن فيها كثير وكل يريد دفعه عن نفسه إلى الآخر.
3- النخامة:البزقة التي تخرج من أقصى الحلق.

1314 - [3 / 6] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن عمرو بن يحيى بن عمارة، عن أبيه، عن أبي سعيد رواية، فذكر فيه النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أنّه قال:

«ليس فيها دون خمس أواق صدقة، ولا فيها دون خمس ذود صدقة، ولا فيهما دون خمس أوسق صدقة».

1315 - [3/ 7] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن عاصم، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«يتوضّأ إذا جامع وإذا أراد أن يرجع».

قال سفيان: أبو سعيد أدرك الحرة.(1)

1316 - [3/ 7] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن عبد الملك - يعني ابن عمر - وعن فزعة، عن أبي سعيد رواية يبلغ به النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا ومعها ذو محرم، ونهى عن صيام الفطر ويوم النحر .. إلى أنّ قال: ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، والمسجد الأقصى».

1317 - [3/ 8] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد، قال: أخبرني ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري:

أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ضحّى بكبش أقرن، وقال: هذا عنّي وعمّن لم يضحِّ من أمتي».(2)

1318 - [3/ 8] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، قال أبو

ص: 15


1- الحَرة:أي واقعة الحرة المعروفة.
2- أقرن:أي الذي له قرنان.

عبد الرحمن: وسمعته أنا من عبد اللّه بن محمّد بن أبي شيبة، حدّثنا أبو خالد الأحمر، عن الأعمش، عن الضحاك المشرقي، عن أبي سعيد الخدري:عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أنه قال:

«أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ قال: فشق ذلك على أصحابه فقالوا: من يطيق ذلك؟ قال: يقرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(1)، فهي ثلث القرآن».

1319-[9/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا ليث،عن خالد بن يزيد،عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي يعقوب الخياط، قال:

«شهدت مع مصعب بن الزبير الفطر بالمدينة، فأرسل إلى أبي سعيد فسأله: كيف كان يصنع رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ فأخبره أبو سعيد : أن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان يصلّي قبل أن يخطب فصلّى يومئذ قبل الخطبة».

1320 - [10/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أبي سعيد الخدري قال:

«صلی رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) في ثوب واحد واضعاً طرفيه على عاتقيه».

1321 - [10/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، وعن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب كلاهما عن أبي سعيد الخدري، قال:

«أخرج مروان المنبر في يوم عيد - ولم يكن يخرج به - وبدأ بالخطبة قبل الصلاة - ولم يكن يبدأ بها - قال: فقام رجل فقال: يا مروان خالفت السنّة،أخرجت المنبر يوم عيد ولم يكُ يخرج به في يوم عيد، وبدأت بالخطبة قبل الصلاة ولم يكن يبدأ بها، قال: فقال أبو سعيد الخدري من هذا؟ قالوا: فلان ابن فلان،قال:فقال أبو سعيد: أما هذا فقد قضى ما عليه، سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول : من رأى

ص: 16


1- أي سورة التوحيد.

منكم منكراً فإن استطاع أن يغيّره بيده فليفعل - وقال مرة:فليغيّره بيده - فإن لم يستطع ،بیده فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان».

1322 - [10/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا عبيد اللّه بن الوليد الوصافي، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من قال حين يأوي إلى فراشه: استغفر اللّه الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر اللّه له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت مثل رمل ،عالج، وإن كانت مثل عدد ورق الشجر».

1323 - [11/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة - شك الأعمش - قال:

«لمّا كان غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة، فقالوا: يا رسول اللّه، لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وأدهنا، فقال لهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : افعلوا، فجاء عمر فقال: يا رسول اللّه،إنّهم إن فعلوا قلّ الظهر، ولكن ادعهم بفضل أزوادهم، ثمّ ادع لهم عليه بالبركة، لعل اللّه أن يجعل في ذلك، فدعا رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بنطع فبسطه، ثمّ دعاهم بفضل أزوادهم، فجعل الرجل يجيء بكف الذرة، والآخر بكف التمر، والآخر بالكسرة، حتّى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير، ثمّ دعا عليه بالبركة، ثمّ قال لهم: خذوا في أوعيتكم. قال: فأخذوا في أوعيتهم حتّى ما تركوا من العسكر وعاء إلا ملؤوه وأكلوا حتّى شبعوا، وفضلت منه فضلة ، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : أشهد أن لا إله إلا اللّه وأني

رسول اللّه،لا يلقى اللّه بها عبد غير شاك فتحجب عنه الجنّة».

ص: 17

يقول شيرمحمّد: قد تقدم في ق 115 نقله عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة. وذكرت أنا أنّ أبا علي ابن الشيخ الطوسي أورده في الجزء العاشر من أماليه رواه بإسناد ذكره عن عبد الرحمن بن أبي عمرة.(1)

1324 - [12/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا إسماعيل، عن هشام الدستوائي قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي رفاعة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«السحور أكله بركة فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإنّ اللّه و وملائكته يصلّون على المتسحرين».

1325 - [13/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثناروح، حدّثنا ابن جريج أخبرني ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نهى عن اشتمال الصمّاء، وأن يحتبي الرجل في ثوب واحد ليس على

فرجه منه شيء».(2)

1326 -[13/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا حسن، حدّثنا زهير عن أبي مجاهد الطائي، عن عطية بن سعد العوفي، عن أبي سعيد الخدري - أراه قد رفعه إلى النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«أيها مؤمن سقى مؤمناً شربة على ظمأ سقاه اللّه يوم القيامة من الرحيق المختوم،وأبها مؤمن أطعم مؤمن على جوع أطعمه اللّه من شمار الجنّة، وأيهما مؤمن كسا مؤمناً ثوباً على عرى كساه اللّه من خضر الجنّة».

ص: 18


1- ق :115: أي ورقة 115 من نسخة المؤلف المخطوطة وهو يشیر إلى الحديث المرقم 1194 في ج 2 من كتابنا هذا.
2- اشتمال الصماء:أن يجلل جسده كله بالكساء أو بالإزار. احتى الرجل: إذا جمع ظهره وساقيه بعمامته وقد يحتي بيديه.

1327 - [14/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق قال:أنبأنا ابن لهيعة،عن خالد بن أبي عمران، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«أخذ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بيدي، فقال: يا أبا سعيد ثلاثة من قالهنّ دخل الجنة،قلت:ما هنّ يا رسول اللّه؟ قال: من رضي باللّه رباً،وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً ، ثمّ قال: يا أبا سعيد والرابعة لها من الفضل كما بين السماء إلى الأرض، وهي الجهاد في سبيل اللّه».

1328 - [3 / 14] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا أسود بن عامر، أخبرنا أبو إسرائيل - يعني إسماعيل بن أبي إسحاق الملائي - عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

1329 - [3 / 14] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا سليمان بن قرم، عن عبد الرحمن - يعني ابن الأصبهاني - عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«من قدّم ثلاثة من ولده حجبوه من النار».

1330 - [3 / 14] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا معاوية بن عمرو، حدّثنا أبو إسحاق عن الأعمش، عن سعد الطائي، عن عطية بن سعد، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا يدخل الجنّة صاحب خمس:مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم ولا كاهن ولا منّان».

ص: 19

1331 - [3 / 15] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد،عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«بات قتادة بن النعمان يقرأ الليل كله :( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ﴾(1)، فذكر ذلك للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فقال النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): والذي نفسي بيده لتعدل نصف القرآن أو ثلثه».

1332 - [15/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا بكر بن عيسى،حدّثناجامع بن مطر الحبطي، حدّثنا أبو روية شداد بن عمران القيسي، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ أبا بكر جاء إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم )،فقال : يا رسول اللّه، إنّي مررت بوادي كذا

وكذا، فإذا رجل متخشع،حسن الهيئة يصلّي، فقال له النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):اذهب إليه فاقتله،قال: فذهب إليه أبو بكر ، فلما رآه على تلك الحال كره أن يقتله، فرجع إلى رسول

اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،قال : فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لعمر : اذهب فاقتله، فذهب عمر فرآه على تلك الحالة التي رآه أبو بكر، قال:فكره أن يقتله، قال: فرجع، فقال: يا رسول اللّه إني رأيته يصلّي متخشعاً فكرهت أن أقتله، قال: يا علي اذهب فاقتله، قال: فذهب علي فلم يره، فرجع علي، فقال: يا رسول اللّه، إنه لم يره (2)، قال : فقال النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ هذا وأصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثمّ لا يعودون فيه حتّى يعود السهم في فوقه، فاقتلوهم، هم شر البرية».

1333 - [16/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مصعب بن المقدام وحجين بن المثنى قالا : حدّثنا إسرائيل، حدّثنا عبد اللّه بن عصيمة العجلي قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:

ص: 20


1- أي سورة التوحيد.
2- كذا وفي بعض المصادر: ( إني لم أره ).

«أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أخذ الراية فهزّها، ثمّ قال: من يأخذها بحقها؟ فجاء فلان فقال: أنا، قال: أمط، ثمّ جاء رجل، فقال: أمط، ثمّ قال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : والذي كرّم وجه محمّد لأعطينّها رجلاً لا يفر، هاك يا علي، فانطلق حتّى فتح اللّه عليه خيبر وفدك،وجاء بعجوتهما وقديد هما».

قال :مصعب بعجوتها وقديدها.(1)

1334 - [3/ 17] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو النضر، حدّثنا أبو معاوية شيبان عن مطر بن طهمان عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«لا تقوم الساعة حتّى يملك رجل من أهل بيتي، أجلى أقنى، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت قبله ظلم، يكون سبع سنين».

1335 - [17/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا أبو النضر، حدّثنا محمّد يعني ابن طلحة - عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب اللّه، وعترتي،كتاب اللّه حبل محدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّها لن يفترقا حتّى يردا علیّ الحوض، فانظروني بما تخلفوني فيهما».

1336 - [18/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا أبو عامر، حدّثنا علي، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد: أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث: إمّا أن تعجل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإما أن

ص: 21


1- أمط: أي تَنَح.

يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر ، قال : اللّه أكثر».

1331 -[3/ 18] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر،حدّثنا زهير ،عن عبد اللّه بن محمّد، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، قال:

«سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يقول على هذا المنبر : ما بال رجال يقولون إنّ رحم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) لا تنفع قومه! بلى واللّه، إنّ رحمي موصولة في الدنيا والآخرة، وإني أيها الناس فرط لكم على الحوض، فإذا جئتم قال رجل: يا رسول اللّه،أنا فلان ابن فلان، وقال أخوه:أنا فلان بن فلان،قال لهم: أما النسب فقد عرفته، ولكنكم أحدثتم بعدي، وارتددتم القهقرى».(1)

1338 - [18/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا زكريا بن عدي، حدّثنا عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل،عن حمزة بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، قال:

«سمعت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)على المنبر يقول.... فذكر معناه».

1339 -[18/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا فليح ،عن سعيد بن الحارث قال:

«اشتكى أبو هريرة - أو غاب فصلّى بنا أبو سعيد الخدري، فجهر بالتكبير حين افتتح الصلاة، وحين ركع، وحين قال: سمع اللّه لمن حمده، وحين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، وحين قام بين الركعتين حتّى قضى صلاته على ذلك، فلمّا صلّى قيل له: قد اختلف الناس على صلاتك، فخرج، فقام عند المنبر فقال: أيها الناس، واللّه ما أبالي أختلفت صلاتكم أو لم تختلف، هكذا رأيت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يصلي».

1340 - [19/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون وعفان

ص: 22


1- القهقرى: وهو المشي إلى خلف من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه. قيل: إنه من باب لقهر، ومعناه الارتداد عما كانوا عليه.

قالا:حدّثنا حماد بن سلمة، قال: أنبأنا علي بن زيد، عن أبي ضرة، عن أبي سعيد الخدري قال:

«خطبنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ... إلى أن قال: ألا إنّ خير الرجال من كان بطيء الغضب،سريع الرضا، وشر الرجال من كان سريع الغضب، بطيء الرضا... إلى أن قال: ألا إنّ خير التجّار من كان حسن القضاء، حسن الطلب، وشر التجّار من كان سيئ القضاء، سيئ الطلب... إلى أن قال: ألا إنّ لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته، ألا وأكبر الغدر غدر أمير عامة، ألا لا يمنعنّ رجلاً مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه، ألا إنّ أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر... الحديث».

1341 - [20/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا هشام، عن يحيى، عن أبي إبراهيم، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أحرم وأصحابه عام الحديبية غير عثمان وأبي قتادة، فاستغفر للمحلّقين ثلاثاً، وللمقصرين مرة».

1342 - [3/ 20] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال :

«من صلّى على جنازة وشيّعها كان له قيراطان، ومن صلّى عليها ولم يشيعها كان له قيراط، والقيراط مثل أحد».

1343 - [20/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا يزيد، أنبأنا حماد بن سلمة، عن أبي نعامة، عن أبي النضرة، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) صلّى فخلع نعليه ، فخلع الناس نعالهم، فلما انصرف:قال: لمّ خلعتم نعالكم؟ فقالوا: يا رسول اللّه، [رأيناك] خلعت فخلعنا، قال: إنّ جبريل أتاني فأخبرني أنّ بهما خبثاً، فإذا جاء أحدكم المسجد فليقلب نعله فلينظر

ص: 23

فيها، فإن رأى بها خبثاً فليمسّه بالأرض، ثمّ ليصلّ فيهما ».(1)

1344 - [21/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، أنبأنا شعبة، عن أبي عاصم، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنه قال:

«إذا أتى الرجل أهله ثمّ أراد المود توضأ».

1345 - [21/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن جعفر حدّثنا شعبة قال: سمعت زيداً أبا الحواري قال: سمعت أبا الصديق يحدّث عن أبي سعيد قال:

«خشينا أن يكون بعد نبينا حدث، فسألنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ؟ فقال : يخرج المهدي في

ص: 24


1- توضيح:الحديث فيه حماد بن سلمة، وعده العقيلي في كتابه الضعفاء، وله أحاديث غريبة تخالف ما عليه ضرورة الإسلام منها: أن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)سُئل: ما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة؟ قال: لو طعنت في فخذها لأجزا عنك». راجع ( الكامل في الضعفاء 3: 46)، والحديث يخالف ما تسالم عليه المسلمون من أنّ التذكية لا تكون في الحلق أي بقطع الأوداج وليس في الطعن، وقد علق على ذلك إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي قال: كان حماد بن سلمة لا يعرف بمذه الأحاديث حتى خرج خرجة إلى عبادان فجاء وهو يرويها، فلا احسب إلا شيطاناً خرج إليه في البحر فالقاها إليه. ( الكامل في الضعفاء 3 47 )، قال أبو عبد اللّه : سمعت عباد بن يقول : إنّ حماد بن سلمة كان لا يحفظ، فكانوا يقولون: إنما دست في كتبه، وقد قيل إن ابن أبي العوجاء كان ربیبه فكان يدس في كتبه هذه الأحاديث راجع نفس المصدر. ولا يخفى إنّ ابن أبي العوجاء معروف بزندقته و مشهور يكفره، وإذا كان الأمر كذلك فكيف نأمن من أحاديث سلمة دون أن تحتمل وقوعها في يد ابن أبي العوجاء، فوضع فيها ما يناسب حقده على الإسلام ونبيه صلوات اللّه عليه، ومنها هذا الحديث الذي يصور النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقف بين يدي اللّه وهو لابس نعليه ويأمر أصحابه بذلك، هل هذا إلا استخفاف بالإسلام ونبيه؟ والأكثر نكراناً من ذلك أن حماد يروي عن قتادة، عن عكرمة،عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):«رأيت ربي جعداً أمرد عليه حلة خضراء»، وبنفس السند يروي حماد:«أن محمداً رأى ربه في صورة شاب أمرد من دونه ستر،من لولو قدميه-أو قال: رجليه في خصره». ومثله مارواه عن جبير بن مطعم عن أبيه قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):«يتزل اللّه تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من سائل يسأل فاعطيه؟». راجع( الكامل للعقيلي)، وهذا ظهرت أكاذيب حماد ووضعه للأحاديث ومنها الحديث محل البحث.

أمتي خمساً أو سبعاً أو تسعاً - زيد الشاك - قال: قلت: أي شيء؟ قال: سنين، ثمّ قال: يرسل السماء عليهم مدراراً، ولا تدّخر الأرض من نباتها شيئاً، ويكون المال كدوساً ،قال: يجيء الرجل إليه فيقول: يا مهدي أعطني أعطني، قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمل».

1346 -[21/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة عن زيد أبي الحواري قال: سمعت أبا الصديق يحدّث عن أبي سعيد الخدري قال:

«كنّا نبيع أمهات الأولاد على عهد رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

1347 - [22/31] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن زيد أبي الحواري ،قال: سمعت أبا الصديق يحدّث عن أبي سعيد الخدري قال:

«كنّا نتمتّع على عهد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بالثوب».

1348 - [3 / 22] حدّثنا عبد اللّه، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن خالد، عن عكرمة، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال لعمّار: تقتله الفئة الباغية».

يقول شير محمد: ذكر الكنجي الشافعي في الباب 38 من كتابه ( كفاية الطالب ) بإسناد ذكره عن أنس ،قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : «يقتل عمّاراً الفئة الباغية».

ثمّ رواه بإسناد عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: «أمرنا رسول اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلّم) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فقلنا : يا رسول اللّه، أمرتنا بقتال هؤلاء،فمع من؟ قال: مع علي بن أبي طالب معه يقتل عمّار بن ياسره».

ثمّ قال الكنجي: قلت: هكذا أخرجه الحاكم أبو عبد اللّه، والحديث الأول ثابت صحيح.

ص: 25

ثمّ رواه عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري، ثمّ قال: قلت: هذا حديث صحيح متفق على صحته، وقد تواترت الأخبار أنّ عمّار قُتل بصفين في عسكر علي(علیه السلام) ، وهو مدفون بالرقة وقبره ظاهر يزار [ وقد زرته بها ].(1)

وقال ابن عبد البر في كتاب ( الاستيعاب ) في ترجمة عمّار بن ياسر: وتواترت الآثار عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنّه قال: «تقتل عمّاراً الفئة الباغية»، وهذا من أخباره بالغيب وإعلام نبوته(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، وهو من أصح الأحاديث. (2)

1349 - [22/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا فضيل، عن عطية، عن أبي سعيد قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إنّ أحب الناس إلى اللّه يوم القيامة وأقربهم منه مجلساً إمام عادل، وإنّ أبغض الناس إلى اللّه يوم القيامة وأشده عذاباً إمام جائر».

1350 - [3 / 23] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن المثنى، حدّثنا قتادة، عن أبي عيسى الأسواري، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال:

«عودوا المريض، وامشوا مع الجنائز تذكركم الآخرة».

1351 - [23/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن داود- يعني ابن قيس - عن عياض، عن أبي سعيد:

«لم تزل تخرج زكاة الفطر على عهد رسول(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) صاع من تمر، أو شعير، أو أقط،

أو زبيب».(3)

1352 -[ 3 / 24] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدّثنا

ص: 26


1- كفاية الطالب: 173-175 .
2- الاستيعاب: 352/1
3- الاقط: هو شيء يتخذ من اللبن المخيض، يطبخ ثم يترك حتى يمصل.

قتادة، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، قال :

«تكون أمراء تغشاهم غواش - أو حواش - من الناس، يظلمون، ويكذبون، فمن دخل عليهم فصدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ومن لم يدخل عليهم ويصدّقهم بكذبهم ويعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه».(1)

1353 - [3/ 25] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى، عن عوف، حدّثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد ،قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«يفترق أمتي فرقتين، فيتمرق بينهما مارقة يقتلها أولى الطائفتين بالحق».

1354 - [26/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا ابن نمير،حدثنا عبد الملك - يعني ابن أبي سليمان- عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)«إني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا إنّهما لن يفترقا حتّى يردا علّي الحوض».

1355 - [26/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا موسى-يعني الجهني - قال: سمعت زيداً العمي،قال: حدّثنا أبو الصديق الناجي قال: سمعت أبا سعيد الخدري قال: قال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«يكون من أمتي المهدي، فإن طال عمره أو قصر عمره عاش سبع سنين، أو ثمان سنين، أو تسع سنين، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء قطرها».

1356 - [3/ 28] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا عبد العزيز - يعني ابن مسلم - حدّثنا يزيد ، عن مجاهد، عن أبي سعيد: أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«لا يدخل الجنّة منّان، ولا عاق ولا مدمن خمر».

ص: 27


1- غواش :أي إغماء. حواش:أي حاشية.

1357 - [28/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا مطرف المعلى، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد : أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال :

«تملأ الأرض ظلماً وجورا، ثمّ يخرج رجل من عترتي، يملك سبعاً، أو تسعاً، فيملأ الأرض قسطاً وعدلا».

1358 -[ 28/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا زكريا بن عدي، أنبأنا عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يفطر يوم الفطر قبل أن يخرج،وكان لا يصلّي قبل الصلاة... الحديث».

1359 - [28/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق، حدّثنا شريك، عن قيس بن وهب وأبي إسحاق، عن أبي الودّاك، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال في سبي أوطاس : لا يقع على حامل حتّى تضع، وغير حامل حتّى تحيض حيضة».(1)

1360 - [30/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا إسحاق بن عيسى، حدّثنا عبد اللّه بن لهیعة بن عقبة، حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن الأشج، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الساعدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلّم):

«أّمني جبريل في الصلاة، فصلّى الظهر حين زالت الشمس، وصلّى العصر حين كان الفيءقامة، وصلّى المغرب حين غابت الشمس، وصلّى العشاء حين غاب الشفق، وصلّى الفجر حين طلع الفجر، ثمّ جاءه الغد فصلّى الظهر وفيء كل شيء مثله، وصلّى العصر والظل قامتان، وصلّى المغرب حين غابت الشمس، وصلّى العشاء إلى ثلث الليل الأول، وصلّى الصبح حين كادت الشمس تطلع، ثمّ

ص: 28


1- أوطاس:واد في ديار هوازن فيه كانت موقعة حنين للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).

قال: الصلاة فيما بين هذين الوقتين».

1361 - [30/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا إسحاق، قال: أنبأنا ابن لهيعة، عن بكير عن أبي بكر بن المنكدر ، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«الغسل يوم الجمعة على كل محتلم، والسواك، وإنما يمس من الطيب ما يقدر عليه، ولو من طيب أهله».

1362 - [30/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا يونس، حدّثنا حماد- يعني ابن زيد - حدّثنا بشر بن حرب قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:

«إنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نهى عن الوصال، قال:فقيل: يا رسول اللّه، فما لك أن تفعله؟ قال: إني لست كأحدكم ،إني أطعم وأسقى».

1363 - [31/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا الوليد بن كثير، عن محمّد بن كعب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، وقال أبو أسامة مرة:عن عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«قيل: يا رسول اللّه، أنتوضّأ من بئر بضاعة - وهي بئر يلقى فيها الحيض والنتن ولحوم الكلاب؟ قال: الماء طهور لا ينجّسه شيء».

1364 - [31/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا أبو أسامة، قال: حدّثني قطن، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: كنّا عند رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فقال :

«فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل على تنزيله».

1365 -[ 3 / 31]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة،حدّثنا مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد الخدري، قال:

ص: 29

«سألنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن الجنين يكون في بطن الناقة أو البقرة أو الشاة؟

فقال: كلوه إن شئتم، فإنّ ذكاته ذكاة أمه».

1366 - [32/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حّدثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لعلي:

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي».

يقول شير محمّد: ذكر الكنجي الشافعي في الباب 70 من كتاب ( كفاية الطالب ) بأسانيد ذكرها عن سعد بن أبي وقاص : أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : خرج إلى تبوك وخلف علياً(علیه السلام) على النساء والصبيان، فقال: يا رسول اللّه، تخلفني مع النساء والصبيان؟! فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي».

ثمّ قال الكنجي:قلت:هذا حديث متفق على صحته، رواه الأئمة الحفاظ، كأبي عبد اللّه البخاري في صحيحه(1)، ومسلم بن الحجاج في صحيحه(2)، وأبي داود في سننه، وأبي عيسى الترمذي في جامعه(3) ، وأبي عبد اللّه الرحمن النسائي في سننه(4)، وابن ماجة القزويني في سننه(5)، واتفق الجميع على صحته حتّى صار ذلك إجماعاً منهم.

قال الحاكم النيسابوري: هذا حديث دخل في حد التواتر (6)، وقد نقل عن شعبة بن الحجاج أنّه قال في قوله العلي(علیه السلام) :«أنت منّي بمنزلة هارون من موسى».

ص: 30


1- صحيح البخاري: باب غزوة تبوك 54/3 .
2- صحیح مسلم 1871/4 ط 1375.
3- صحيح الترمذي: 301/2 .
4- السنن الكبرى: 44/5 .
5- صحيح ابن ماجة: 12.
6- مستدرك الصحيحين: 337/2.

وكان هارون أفضل أمة موسى(علیه السلام)،فوجب أن يكون علي(علیه السلام) أفضل من كل أمة محمّد صيانة لهذا النص الصحيح الصريح ...إلى أن قال الكنجي: وروى الحافظ الدمشقي في كتابه قول النبي الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لعلي(علیه السلام):«أنت مني بمنزلة هارون من موسى»،عن عدد كثير من أصحاب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، منهم: عمر، وعلي، وسعد، وأبو هريرة، وابن عباس وابن جعفر، ومعاوية، وجابر بن عبد اللّه، وأبو سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وزيد ابن أرقم ، وجابر بن سمرة، وأنس بن مالك، وزيد بن أبي أوفى، ونبيط بن شريط، ومالك ابن الحويرث، وأم سلمة ، وأسماء بنت عميس، وفاطمة بنت حمزة وغيرهم رضي اللّه عنهم أجمعين، وذكر لكل واحد منهم طرقاً، وألفاظهم مختلفة، واتحد معنى الجميع. (1)

يقول شير محمّد : قال الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد اللّه المعروف بابن عبد البر في كتاب ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب ) في ترجمة علي(علیه السلام): وروى قوله : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» جماعة من الصحابة، وهو من أثبت الآثار وأصحها،رواه عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)سعد بن أبي وقاص، وطرق حديث سعد فيه كثيرة جداً قد ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره، ورواه ابن عباس،وأبو سعيد الخدري، وأم سلمة، وأسماء بنت عميس، وجابر بن عبد اللّه، وجماعة يطول ذكرهم.(2)

1367 -[3 / 32] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا وكيع، حدّثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«سُئل رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن المحرم يقتل الحية؟ فقال: لا بأس به».

1368 -[ 32/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن

ص: 31


1- كفاية الطالب : 283 - 285 ، انظر في هذا المقام الغدير 199/3 - 202 ، فضائل الخمسة: 299/1 - 317- تجد هذه النصوص بطرقها المختلفة وأسانيدها الصحيحة الثابتة.
2- الاستيعاب : 338/1 .

جابر، عن محمّد بن قرظة، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«اشتريت كبشاً أضحّي به، فعدا الذئب فأخذ الإلية، قال: فسألت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فقال : ضحِّ به».

1369 - [32/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان حدّثنا أبو هاشم الرماني، عن إسماعيل بن رباح بن عبيدة، عن أبيه - أو عن غيره - عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان إذا فرغ من طعامه قال: الحمد للّه الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين».

1370 - [32/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا المطلب بن أبي ليلى،عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قال :

«من لم يشكر الناس لم يشكر اللّه».

1371 - [3/ 33] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عكرمة بن عمّار، عن عاصم بن شميخ، عن أبي سعيد الخدري، قال:

كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) إذا حلف واجتهد في اليمين قال:لا والذي نفس أبي القاسم بيده،لبخر جنّ قوم من أمني تحقرون أعمالكم مع أعمالهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم،يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، قالوا: فهل من علامة يعرفون بها ؟ قال: فيهم رجل ذويدية - أو ثدية - محلقي رؤوسهم.

قال أبو سعيد: فحدّثني عشرون - أو بضع وعشرون - من أصحاب النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : أنّ علياً رضي اللّه تعالى عنه ولي قتلهم ،قال:فرأيت أبا سعيد بعد ما كبر ويداه ترتعش يقول: قتالهم أحلّ عندي من قتال عدتهم من الترك».

1372 - [3/ 33] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن إسرائيل، عن

ص: 32

أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، قال:

«أشهد على أبي سعيد وأبي هريرة أنّهما شهدا على رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أنه قال-وأنا أشهد عليهما -: ما قعد قوم يذكرون اللّه تعالى إلا حقّت بهم الملائكة، وتنزلت عليهم السكينة، وتغشتهم الرحمة، وذكرهم اللّه فيمن عنده».

1373 - [33/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا وكيع، حدّثنا قطر، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إنّ منكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله، قال: فقام أبو بكر ،وعمر، فقال: لا، ولكن خاصف النعل - وعلي يخصف نعله».

يقول شير محمّد:ذكر ابن أبي الحديد في الجزء السادس من شرح النهج ص 77 قال: قال أبو مخنف:«جاءت عائشة إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان... إلى أن قال: فاخرجي معنا،لعل اللّه أن يصلح هذا الأمر على أيدينا بنا، فقالت أم سلمة: إنك كنت بالأمس تحرّضين على عثمان، وتقولين فيه أخبث القول، وما كان اسمه عندك إلا نعثلا، وإنك لتعرفين منزلة علي بن أبي طالب عند رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أفأذكرك؟ قالت: نعم، قالت: أتذكرين يوماً أقبل(علیه السلام) ونحن معه، حتّى إذا هبط من قديد ذات الشمال خلا يعلي يناجيه، فأطال، فأردت أن تهجمي عليهما، فنهيتك فعصيتني، فهجمت عليهما، فما لبثت أن رجعت باكية، فقلت: ما شأنك؟ فقلت: إني هجمت عليهما وهما يتناجيان، فقلت لعلي: ليس لي من رسول اللّه إلا يوم من تسعة أيام، أفما تدعني يا بن أبي طالب ويومي! فأقبل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)علّي وهو غضبان محمر الوجه، فقال: ارجعي وراءك، واللّه لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلا وهو خارج من الإيمان، فرجعت نادمة ساقطة ! قالت عائشة: نعم أذكر ذلك... إلى أن قالت وأذكرك أيضاً كنت أنا وأنت مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في سفر له، وكان علي يتعاهد نعلي رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فيخصفها، ويتعاهد

ص: 33

أثوابه فيغسلها، فنقبت له نعل فأخذها يومئذ يخصفها، وقعد في ظل سمرة، وجاء أبوك ومعه عمر فاستأذنا عليه، فقمنا إلى الحجاب، ودخلا يحادثانه فيها أراد، ثمّ قالا: يا رسول اللّه ، إنّا لا ندري قدر ما تصحبنا، فلو أعلمتنا من يستخلف علينا، ليكون لنا بعدك مفزعا ؟ فقال لهما : أما إني قد أرى مكانه، ولو فعلت لتفرقتم عنه، كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون بن ،عمران فسكتا ثم خرجا، فلما خرجنا إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،قلت له : وكنت أجرأ عليه منّا من كنت يا رسول اللّه مستخلفاً عليهم؟ فقال: خاصف النعل، فنظرنا فلم تر أحداً إلا علياً، فقلت: يا رسول اللّه،ما أرى إلا عليا ! فقال: هو ذاك، فقالت عائشة: نعم، أذكر ذلك ... الحديث».(1)

وفي خبر المناشدة الذي أورده الطبرسي في كتاب ( الاحتجاج ) ، ورواه عن أبي جعفر الباقر(علیه السلام)،قال :«نشدتكم باللّه هل فيكم أحد خصف نعل رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) غيري؟ قالوا: لا.(2)

1374 -[ 33/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، قال:

«جاء رجل إلى أبي سعيد فقال: هل سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يذكر في الحرورية شيئاً؟ قال: سمعته يذكر قوماً يتعمقون في الدين يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم، وصومه عند صومهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، أخذ سهمه فنظر في نصله فلم ير شيئاً، ثمّ نظر في رصافه فلم ير شيئاً، ثمّ نظر في قدحته فلم ير شيئاً، ثم نظر في القذذ فتمارى هل يرى شيئاً أم لا».(3)

ص: 34


1- شرح نهج البلاغة: 217/6.
2- الاحتجاج: 1/ 200.
3- قوله ( نظر في القذذ فتمارى فلم ير شيئاً ) يعني أنه أنفذ سهمه فيها حتى خرج وندر قلم يعلق به من دمها شيء من سرعته فنظر إلى النصل فلم ير فيه دماً ثم نظر في الرصاف، وهي العقب التي فوق الرعظ والرعظ مدخل الفصل في السهم فلم يردماً واحدة الرصاف رصفة والقذف ريش السهم كل واحدة منها قذة.

1375 - [3 / 34] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يزيد، انبأنا أبو الأشهب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد:

«أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نظر إلى رجل يصرف راحلته في نواحي القوم، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):من كان عنده فضل من ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له حتى رأينا أن لا حق لأحد منا في فضل».

1376 - [34/3] حدّثنا عبد اللّه ،حدّثني أبي قال: حدّثنا محمّد بن جعفر - وسُئل عن الثلاثة يجتمعون فتحضر هم الصلاة - قال: حدّثنا سعيد ، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري: أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«إذا اجتمع ثلاثة فليؤمّهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم».

1377 - [35/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا شعبة،حدّثنا خليد بن جعفر، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند أسته».

1378 - [3/ 35] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي ،حدّثنا إسرائيل، عن أبي سنان، عن أبي صالح الحنفي، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة : أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، قال :

«إنّ اللّه اصطفى من الكلام أربعاً :سبحان اللّه،والحمد اللّه، ولا إله إلا اللّه، واللّه أكبر، فمن قال:سبحان اللّه،كُتب له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة، ومن قال:اللّه أكبر مثل ذلك، ومن قال:لا إله إلا اللّه مثل ذلك، ومن قال:

ص: 35

الحمد للّه ربّ العالمين من قبل نفسه كُتب - أو كتبت له-ثلاثون حسنة، وحط-أو حطت عنه بها ثلاثون سيئة».

1379 - [3 / 36] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا زهير بن محمّد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إيّاكم والجلوس في الطرقات، قالوا: يا رسول اللّه، ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، قال: فأمّا إذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا: يا رسول اللّه، فما حق الطريق؟ قال: غض البصر، وكف الأذى ،ورد السلام

والأمر بالمعرف، والنهي عن المنكر».

1380 - [3 / 36] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا عوف، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«ولا تقوم الساعة حتّى تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً، قال: ثمّ يخرج رجل من عترتي-أو من أهل بيتي - يملؤها قسطاً وعدلًا كما ملئت ظلماً وعدوانا».

1381 - [3/ 37] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، قال: أخبرني هلال بن عياض أنه سمع عن أبا سعيد الخدري يقول:قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إذا شبه على أحدكم الشيطان وهو في صلاته فقال:أحدثت،فليقل في نفسه:كذبت، حتّى يسمع صوتاً بأذنيه، أو يجد ريحاً بأنفه... الحديث».

1382 - [37/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«الضيافة ثلاث فما زاد على ذلك فهو صدقة».

ص: 36

1383 - [3/ 37] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا جعفر عن المعلى بن زياد، حدّثنا العلاء بن بشير،عن أبي الصديق الناجي،عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«أبشّركم بالمهدي، يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملاً الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً، فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس، قال: ويملأ الله قلوب أمة محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) غنى، ويسعهم عدله حتّى يأمر منادياً فينادي فيقول: من له في مال حاجة ؟ فما يقوم من الناس إلا رجل، فيقول: انت السدَّان- يعني الخازن - فقل له: إنّ المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له: إحث، حتّى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم، فيقول: كنت أجشع أمة محمّد نفساً، أو عجز عنّي ما وسعهم! قال فيرده فلا يقبل منه، فيقال له: إنّا لا نأخذ شيئاً أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثمّ لا خير في العيش بعده - أو قال:

ثمّ لا خير في الحياة بعده».

1384 - [3/ 37] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا زهير ،عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إذا تبعتم جنازة فلا تجلسوا حتّى توضع».

1385 - [3/ 38] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى بن آدم ،حدّثنا ابن مبارك، عن أسامة، عن محمّد بن يحيى بن حبان(1)، عن عمه، عن أبي سعيد الخدري، قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إنّي نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنّ فيها عبرة، ونهيتكم عن النبيذ

ص: 37


1- في الأصل: ( حيان ).

فاشربوا، ولا أحلّ مسكراً، ونهيتكم عن الأضاحي فكلواء».(1)

1386 - [3/ 38] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، قال: أنبأنا أبو إسرائيل، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري يرفعه، قال:

«إنّ الرجل ليتكلم بالكلمة لا يريد بها بأساً إلا ليُضحك بها القوم، فإنّه ليقع منها أبعد من السماء».

1387 - [3/ 38] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدّثنا حيوة، أخبرنا سالم بن غيلان:أنّ الوليد بن قيس التجيبي أخبره:أنّه سمع أبا سعيد الخدري - أو عن أبي الهيثم - عن أبي سعيد الخدري : إنّه سمع رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يقول :

«لا تصحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي».

1388 - [39/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا معاوية بن هشام، حدّثنا شيبان، عن خراش(2)،عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة».

1389 - [3 / 39] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا معاوية بن هشام،حدّثنا شيبان عن فراس، عن عطية، عن أبي سعيد: عن نبي اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، قال :

«إذا تطهّر الرجل فأحسن الطهور،ثمّ أتى الجمعة فلم يلغ ولم يجهل حتّى ينصرف الإمام كانت كفّارة لما بينها وبين الجمعة،وفي الجمعة ساعة لا يوافقها رجل مؤمن يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه،والمكتوبات كفارات لما بينهنّ».(3)

ص: 38


1- النبيذ في اللغة هو ما ينبذ فيه الشيء، ويجوز عند البعض اطلاق هذا اللفظ على الماء المر إذا طرح فيه تميرات لتحليته.
2- كذا في الأصل والمصدر، والصحيح كما في المصادر الرجالية والحديثية والأحاديث التالية له : ( فراس ).
3- بلغ:من اللغو.

1390 - [39/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا معاوية بن هشام، حدّثنا شيبان عن خراش، عن عطية: أنّ أبا سعيد حدّثه عن نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنّه قال:

«من جرّ ثوبه من الخيلاء لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة».

قال: وحدّثني بهذا ابن عمر أيضاً.

1391 - [3/ 40] حدثّنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا معاوية بن هشام، حدّثنا شيبان،عن فراس ،عن عطية، عن أبي سعيد، عن نبي اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أنه قال:

«لخلوف فم الصائم أطيب عند اللّه من فيح المسك، قال: صام هذا من أجلي، وترك شهوته عن الطعام والشراب من أجلي، فالصوم لي وأنا أجزي به ».

1392 - [40/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا معاوية بن هشام ،حدّثنا شيبان عن فراس، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال نبي اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«يقال لصاحب القرآن يوم القيامة إذا دخل الجنّة:اقرأ واصعد ،فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتّى يقرأ آخر شيء معه».

1393 - [3 / 41] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا زيد بن حباب قال: حدّثني كثير بن زيد الليثي، قال: حدّثني ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه ،عن جده، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا وضوء لمن لم يذكر اسم اللّه عليه».

يقول شير محمد : ثمّ رواه عن أبي أحمد عن كثير بن زيد إلى آخر السند والمتن.(1)

1394 - [42/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد، حدّثنا جهضم يعني اليمامي - حدّثنا محمّد بن إبراهيم، عن محمّد بن زيد ،عن شهر بن حوشب، عن أبي سعید قال:

ص: 39


1- مسند أحمد: 41/3.

«نهى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) عن شراء ما في بطون الأنعام حتّى تضع ما في ضروعها إلا يكيل، وعن شراء العبد وهو ابق، وعن شراء المغانم حتى تقسم، وعن شراءالصدقات حتّى تقبض،وعن ضربة الغائص».(1)

1395 - [42/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة،حدّثنا أبو الأسود، عن عروة، عن أبي سعيد الخدري:

«أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم)نهى أن يمشي الرجل في نعل واحدة أو في خف واحد».

1396 -[ 3 / 42] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه:

«أنه شكا إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم)حاجته، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : اصبر أبا سعيد، فإنّ الفقر إلى من يحبني منكم أسرع من السيل على أعلى الوادي ومن أعلى الجبل إلى أسفله».

1397 -[ 42/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن المنذر، حدّثنا داود بن قيس الفراء، حدّثنا عياض بن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري، قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا خرج يوم العيديوم الفطر صلّى بالناس تينك الركعتين ثمّ سلم وقام،فاستقبل الناس وهم جلوس فقال : تصدّقوا-ثلاث مرات-فكان أكثر من يتصدّق النساء بالقرط وبالخاتم وبالشيء، فإن كان لرسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حاجة أن يضرب على الناس بعثاً ذكره لهم وإلا انصرف».(2)

ص: 40


1- ضربة الغائص:هو أن يقول الغائص في البحر للتاجر: أغوص غوصة، فما أخرجته فهو لك بكذا، فهي عنه لأنه غرر.
2- البعث:الرسول واحداً أو جماعة.

1398 - [43/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق، حدّثنا مالك، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه، إنّ لي جاراً يقوم الليل ولا يقرأ(إلا قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ﴾(1)-كأنّه يقللها - فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن».

1399 - [3 / 44] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق، حدّثنا عبد الرحمن - يعني ابن زيد-عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«من نسي الوتر أو نام عنها فليصلّها إذا ذكرها أو إذا أصبح».

1400 - [3 / 44] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة،عن أبي سلمة أنّه سمع أبا نضرة يحدّث عن أبي سعيد الخدري، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنه قال:

«من كذب علّي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار».

1401 - [3/ 45] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن جعفر غندر، قال: حدّثنا ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنّه قال في الجنين:

«ذكاته ذكاة أمه».

1402 - [3/ 45] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا بهز وعفان قالا : حدّثنا همام،عن قتادة ،قال عفان: حدّثنا قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«أمرنا نبينا (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر».

1403 - [3/ 45] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ،بهز، حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة عن أبي نضرة، عن أبي سعيد ، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله و سلّم) قال:

ص: 41


1- أي سورة التوحيد.

«تكون أمتي فرقتين يخرج بينهما مارقة، يلي قتلها أولاهما بالحق».

1404 - [3/ 47] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الملك بن عمرو، حدّثنا عبداللّه بن جعفر الزاهري، عن يزيد بن عبد اللّه بن الهاد، عن عبد اللّه بن خيّاب، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«قلنا: يا رسول اللّه،هذا السلام عليك قد علمناه، فكيف الصلاة عليك؟ :قال قولوا:اللهم صلِّ على محمّد عبدك ورسولك كما صلّيت على إبراهيم، وبارك على محمّد وآل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم».

1405 - [3/ 48] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن القاسم بن الفضل، حدّثنا أبو نضرة العبدي، عن أبي سعيد، قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم) :

«يمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق».

1406 - [3/ 55] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا ابن وهب ،قال حيوة:حدّثني ابن الهاد، عن عبد اللّه بن خبّاب، عن أبي سعيد الخدري:أنّه سمع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يقول :

«صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة».(1)

وبهذا الإسناد: أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«من رآني فقد رآني الحق، فإنّ الشيطان لا يتكون بي».

وبهذا الإسناد: عن عبد اللّه بن خيّاب:

«أنّ أبا سعيد الخدري ذكر لرسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم)أنّه تصيبه الجنابة فيريد أن ينام؟ فأمره أن يتوضّأ ثمّ ينام».

1407 - [3/ 55] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا علي بن إسحاق، أنبأنا عبد

ص: 42


1- الفذ: أي الفرد.

اللّه - يعني ابن مبارك - أنبأنا يحيى بن أيوب، عن عبد اللّه بن قريط أنّ عطاء بن يسار حدّثه أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«من صام رمضان وعرف حدوده وتحفّظ مما كان ينبغي له أن يتحفّظ فيه كفّر ما قبله».

1408 - [56/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، أخبرنا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري: أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«أن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته، قالوا: يا رسول اللّه وكيف يسرقها؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها». 140 -[ 56/3] حدّثنا عبد اللّه ، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر،عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«بينا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يقسم قسماً، إذ جاءه ابن ذي الخويصرة التميمي، فقال: اعدل يا رسول الله، فقال: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول اللّه،أتأذن لي فيه فاضرب عنقه ؟ فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :دعه، فإنّ له أصحاباً يحتقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء، ثمّ ينظر في نضيته(1) فلا يوجد فيه شيء، ثمّ ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثمّ ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم ،منهم رجل أسود في إحدى يديه - أو قال: إحدى ثدييه - مثل ثدي المرأة-أو مثل البضعة - تدردر، يخرجون على حين فترة من الناس، فنزلت فيهم: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمرُكَ في الصَّدَقات)... الآية(2). قال أبو سعيد: أشهد أني

ص: 43


1- كذا وفي كثير من المصادر:(نضيه ) .
2- سورة التوبة : 58 .

سمعت هذا من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وأشهد أنّ علياً حين قتله وأنا معه جيء بالرجل على النعت الذي نعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).(1)

يقول شير محمد الهمداني: هذا الحديث أورده الشيخ الفاضل شيخ هاشم بن محمّد في كتاب ( مصباح الأنوار ) في الباب 32 قال: «ونقلت هذا الخبر أيضاً من كتاب فيه عوالي أحاديث الصحاح للجوهري: أخبرنا أبو سلمة بن عبد الرحمن والضحاك الهمداني قالا : إنّ أبا سعيد الخدري قال: «بينا نحن عند رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وهو يقسم قسماً... إلى أن قال: أو مثل البضعة تدردر ، يخرجون على خير فرقة من الناس».

وقال بعد إيراد الخبر: اتفق الإمامان أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري على إخراجه في صحيحيهما، أمّا البخاري فأورده في علامات النبوة... إلى أن قال: وأمّا مسلم فأورده في الزكاة... إلخ . (2)

1410 -[56/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر،

ص: 44


1- قوله يحقر:أي يستقل. تراقيهم: جمع ترقوة وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق والمعنى: أن قراءتهم لا يرفعها اللّه ولا يقبلها. قوله ينظر إلى نصله:أي نصل السهم وهو الحديدة المركبة فيه،والمراد أنه ينظر إلى ذلك ليعرف هل أصاب أم أخطأ؟ فإنه إذا لم يره علق به شيء من الدم ولا غيره ظن أنه لم يصبه والفرض أنه أصابه، وإلى ذلك أشار بقوله قد سبق الفرث والدم أي جاوزهما ولم يتعلق به منهما شيء بل خرجا بعده. قوله ثمّ ينظر إلى رصافه:الرصاف اسم للعقب الذي يلوى فوق الرغظ من السهم، يقال: رصف السهم شد على رغظه عقبه. قوله ثمّ ينظر إلى نضيه: قال في القاموس: هو سهم فسد من كثرة ما رمي ،به قال:والنضي كغني السهم بلا تصل ولا ريش. قوله ثمّ ينظر إلى قذذه جمع قذّة وهي ريش السهم، والمراد أن الرامي إذا أراد أن يعرف هل أصاب أم لا نظر إلى السهم والنصل هل هما شيء من الدم؟ فإن لم يجد قال: إن كنت أصبت فإنّ بالنضي أو الريش شيئاً، فإذا نظر فلم يجد شيئاً عرف أنه لم يصب. قوله أو مثل البضعة:أي القطعة من اللحم. قوله قدردر:وأصله تندردر ، ومعناه تتحرك وتذهب وتحئ.(نيل الأوطار: 346/7 ) .
2- مصباح الأنوار مخطوط، صحيح البخاري: 179/4، صحیح مسلم: 112/3.

عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري ،قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):«لا تحلّ الصدقة لغني إلا لخمسة:لعامل عليها، أو رجل اشتراها بماله، أو غارم، أو غاز في سبيل اللّه، أو مسكين تصدّق عليه منها فأهدى منها لغني».

1411 - [57/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر،عن أيوب، عن أبي قلابة، وعن ابن سيرين، عن أبي سعيد الخدري كلاهما يرويه عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال أحدهما: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إني كنت حرّمت لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام، فكلوا وتزوّدوا وادّخروا ما شئتم».

وقال الآخر:

«كلوا واطعموا وادّخروا ما شئتم».

1412 - [59/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر:كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علّي الحوض.

1413 - [59/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل، حدّثنا حماد، عن حماد، عن إبراهيم، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نهى عن استئجار الأجير حتّى يبيّن له أجره، وعن النجش،واللمس، وإلقاء الحجر ».(1)

ص: 45


1- النجش: تقدم المعنى في هامش حديث 708. والملامسة وإلقاء الحجر ومثلها المنابذة وهذه بيوع كانت في الجاهلية فنهى عنها وهو أن يتراوض الرجلان على سلعة أي يتساوما فإذا لمسها المشتري أو نبذها إليه البائع أو وضع المشتري عليها حصاة لزم البيع رضي البائع أو لم يرض، والاول بيع الملامسة، والثاني بيع المنابذة.

1414 - [59/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، أنبانا سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان ، عن جابر قال:حدّثنا أبو سعيد الخدري أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«إذا قضى أحدكم صلاته في المسجد فليجعل لبيته نصيباً من صلاته، إنّ اللّه جاعل في بيته من صلاته خيرا».

1415 - [3 / 60] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، قال: قرأت على عبد الرحمن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التميمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري أنه قال: سمعت رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يقول:

«يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وأعمالكم مع أعمالهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مرق السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يرى شيئاً، ثمّ ينظر في القدح فلا يرى شيئاً، وينظر في الريش فلا يرى شيئاً، ويتمارى في الفوق».

قال عبد الرحمن:حدّثنا به مالك - يعني هذا الحديث-.

يقول شير محمد:ذكر عز الدين عبد الحميد الشهير بابن أبي الحديد في الجزء السادس من شرح النهج ص 48 قال: والمشهور المعروف المنقول نقلاً يكاد يبلغ درجة المتواتر من الأخبار ماروي عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) في معنى الخوارج بأعيانهم وذكرهم بصفاتهم ، وقوله لعلي(علیه السلام): «إنّك مقاتلهم وقاتلهم، وإنّ المخدج ذا الثدية منهم، وإنّك ستقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين»، فجعلهم أصنافاً ثلاثة حسب ما وقعت

الحال عليه . وهذا من معجزات الرسول(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، وإخباره عن الغيوب المفصلة.

ص: 46

وقال قبيل ذلك: وإذا تأملت أحواله في خلافته كلها وجدتها هي مختصرة من أحوال رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في حياته،كأنّها نسخة منتسخة منها، في حربه وسلمه، وسيرته وأخلاقه، وكثرة شكايته من المنافقين من أصحابه... إلخ.(1)

1416 - [62/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد ،عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة».

1417 - [62/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حماد الخياط، حدّثنا عبد الملك الأحول، عن سعيد بن عمرو بن سليم، عن رجل من قومه يقال له: فلان بن معاوية - أو معاوية بن -فلان عن أبي سعيد الخدري، قال:

«الميت يعرف من يغسله ويحمله ويدليه،قال :فقمت من عند أبي سعيد إلى ابن عمر فأخبرته، فمّر أبو سعيد فقال له ابن عمر:ممن سمعت هذا الحديث؟ قال من رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

1418 - [63/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، حدّثنا الضحاك - يعني ابن عثمان - عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه: أن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفض الرجل إلى الرجل في الثوب، ولا تفض المرأة إلى المرأة في الثوب».

1419 - [3 / 63] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا عثمان بن عمر، أنبأنا مالك بن مغول، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري : أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«إنّ الرجل من أمتي ليشفع للفئام من الناس فيدخلون الجنّة بشفاعته، وإنّ

ص: 47


1- شرح نهج البلاغة: 130/6.

الرجل ليشفع للقبيلة من الناس فيدخلون الجنّة بشفاعته، وإنّ الرجل ليشفع للرجل وأهل بيته فيدخلون الجنة بشفاعته».(1)

1420 - [3 / 64] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا أبو عوانة،حدّثنا قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«يكون في أمتي فرقتان يخرج بينهما مارقة، يلي قتلها أولاهما بالحق».

1421 - [3 / 64] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا مهدي بن ميمون، حدّثنا محمّد بن سيرين، عن معبد بن سيرين، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال :

«يخرج أناس من قبل المشرق، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم،يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثمّ لا يعودون فيه حتّى يعود السهم على فوقه، قيل: ما سيماهم؟ قال: سيماهم التحليق والتسبيت». (2)

1422 -[3/ 64] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا عفان، قال:حدّثنا خالد بن عبد اللّه،حدّثنا يزيد بن أبي زياد،عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وفاطمة سيّدة نسائهم إلا ما كان لمريم بنت عمران».

1423 - [3/ 65] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن مصعب، حدّثنا الأوزاعي، عن الزهري،عن أبي سلمة والضحاك المشرفي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

ص: 48


1- الفئام: الجماعة من الناس.
2- التسبيت:من السبت، وهو الحلق. وفي الصحاح:حلق الرأس. يقال: سبت رأسه وشعره،وسلقه،وسبده،أي:حلقه، والتسبيد : المبالغة في الحلق. وعند البخاري (أو التسبيد ) على الشك. ( مسند أبي يعلى: 409/2 ).

«بينا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)له ذات يوم يقسّم مالاً ، إذ أتاه ذو الخويصرة - رجل من بني تميم - فقال: يا محمد ،اعدل، فواللّه ما عدلت منذ اليوم، فقال النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : واللّه لا تجدون بعدي أعدل عليكم مني - ثلاث مرات- فقال عمر: يا رسول اللّه، أتأذن لي فأضرب عنقه؟! فقال : لا ، إنّ له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر صاحبه إلى فوقه فلا يرى شيئاً، آيتهم رجل إحدى يديه كالبضعة- أو كثدي امرأة - يخرجون على فرقتين من الناس، يقتلهم أولى الطائفتين باللّه. قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، وإني شهدت علياً حين قتلهم، فالتمس في القتلى فوجد على النعت الذي نعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

1424 - [3/ 65] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا محمّد بن ربيعة، حدّثنا محمّد بن الحسن - يعني ابن عطية العوفي - عن أبيه، عن جدّه، عن أبي سعيد، قال:

«لعن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)النائحة والمستمعة».

1425 - [3/ 65] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يونس، حدّثنا حماد -يعني ابن زيد - حدّثنا بشر بن حرب: سمعت أبا سعيد الخدري يحدّث قال:

«غزونا مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فلذلك وخيبر ، قال : ففتح اللّه على رسوله فدك وخيبر،فوقع الناس في بقلة لهم هذا الثوم والبصل، قال: فراحوا إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فوجد ريحها فتأذى به، ثمّ عاد القوم، فقال: ألا لا تأكلوه، فمن أكل منها شيئاً فلا يقربنّ مجلسنا، قال: ووقع الناس يوم خيبر في لحوم الحمر الأهلية ونصبوا القدور ونصبت قدري فيمن نصب، فبلغ ذلك النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فقال: أنهاكم عنه، أنهاكم عنه - مرتين-فأكفئت القدور، فكفات قدري فيمن كفأ».

1426 - [3 / 65] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يونس وسريج قالا : حدّثنا

ص: 49

فليح،عن سعيد بن الحارث، عن أبي سلمة،قال:كان أبو هريرة يحدثنا عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنه قال:

«إنّ في الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم وهو في صلاة يسأل اللّه خيراً إلا آتاه إيّاه، قال:وقللها أبو هريرة بيده، قال: فلمّا توفي أبو هريرة قلت:واللّه لو جئت أبا سعيد فسألته عن هذه الساعة أن يكون عنده منها علم ، فأتيته فأجده يقوم عراجين، فقلت يا أبا سعيد،ما هذه العراجين التي أراك تقوّم ؟ قال : هذه عراجين جعل اللّه لنا فيها بركة، كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يحبها يتخصرّ بها، فكنّا نقومها ونأتيه بها، فرأى بصاقاً في قبلة المسجد وفي يده عرجون من تلك العراجين،فحكّه وقال : إذا كان أحدكم في صلاته فلا يبصق أمامه، فإنّ ربّه أمامه، وليبصق عن يساره أو تحت قدمه، فإن لم - قال سريج: لم يجد مبصقاً - ففي ثوبه أو نعله.

قال: ثمّ هاجت السماء من تلك الليلة، فلمّا خرج النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لصلاة العشاء الآخرة

برقت برقة، فرأى قتادة بن النعمان فقال: ما السرى يا قتادة؟ قال: علمت يا رسول اللّه إنّ شاهد الصلاة قليل، فأحببت أن أشهدها، قال: فإذا صلّيت فاثبت حتّى أمرّ بك، فلما انصرف أعطاه العرجون وقال: خذها فسيضيء أمامك عشراً وخلفك عشراً، فإذا دخلت البيت وتراءيت سواداً في زاوية البيت فاضربه قبل أن يتكلم فإنّه شيطان قال: ففعل،فنحن نحب هذه العراجين لذلك . . . الحديث» .(1)

1427 - [ 3 / 68] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان،عن أبيه، عن ابن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«بعث علي وهو باليمن إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بذهيبة في تربتها، فقسمها بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثمّ أحد بني مجاشع وبين عيينة بن بدر الفزاري وبين علقمة بن علاثة

ص: 50


1- العراجين: جمع عرجون وهو عذق النخلة السرى السير في الليل.

العامري ثمّ أحد بني كلاب وبين زيد الخير الطائي ثمّ أحد بني نبهان، قال: فغضبت قريش والأنصار ، فقالوا: يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا!،قال:إنما أتألفهم، قال: فأقبل رجل غائر العينين، ناتئ الجبين، كث اللحية، مشرف الوجنتين ،محلوق، قال: فقال : يا محمّد،اتق اللّه، قال :فمن يطع اللّه إذا عصيته،أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني؟!قال: فسأل رجل من القوم قتله النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) - أراه خالد بن الوليد - فمنعه، فلمّا ولّى قال : من ضئضى هذا قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد».

1428 - [3 / 69] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا سريج، حدّثنا أبو ليلى قال أبي : سماه سريج:عبد اللّه بن ميسرة الخراساني، عن غياث البكري، قال:

«كنّا نجالس أبا سعيد الخدري بالمدينة، فسألته عن خاتم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) الذي كان بين كتفيه ؟ فقال : بأصبعه السبابة هكذا لحم ناشز بين كتفيه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».(1)

1429 - [3/ 70] حدّثنا عبد اللّه حدّثني أبي قال:الحسن بن موسى، قال حدّثنا حماد بن سلمة، عن أبي هارون العبدي ومطر الوراق، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري،قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«تملأ الأرض جوراً وظلماً، فيخرج رجل من عترتي يملك سبعاً أو تسعاً، فيملأ الأرض قسطاً وعدلا».

1430 - [71/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا حسن، قال: سمعت عبد اللّه بن لهيعة قال: حدّثنا دراج أبو السمح:أنّ أبا الهيثم حدّثه، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).

ص: 51


1- ناشر: نشر الشيء أي ارتفع .

«أنّ رجلاً قال له :يا رسول اللّه، طوبى لمن رآك وآمن بك، قال: طوبى لمن رآني وآمن بي، ثمّ طوبى، ثمّ طوبى، ثمّ طوبى لمن آمن بي ولم يرني، قال له رجل: وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنّة مسيرة مئة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها».

1431 - [71/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عفان، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال:

«خرجنا من المدينة نصرخ بالحجّ صراخاً، فلما قدمنا مكة قال: فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): اجعلوها عمرة، إلا من كان معه الهدي، فلما كان عشية التروية أهللنا بالحجّ».

1432 - [71/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة،عن حميد،عن أبي نضرة، عن أبي سعيد: أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في تسع يبقين وسبع يبقين وخمس يبقين وثلاث يبقين».

1433 - [3 / 71] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا بهز، حدّثنا شعبة، أنبأنا قتادة عن عبد اللّه بن أبي عتبة قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه».

1434 - [73/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا فضيل-يعني ابن مرزوق-عن عطية، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ رجلاً سأله عن غسل الرأس ؟ فقال : يكفيك ثلاث حفنات أو ثلاث أكف، ثمّ جمع يديه، ثمّ قال: يا أبا سعيد إني رجل كثير الشعر، قال: فإنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) كان أكثر شعراً منك وأطيب».

ص: 52

1435 - [73/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن أبيه، عن ابن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«بعث علي إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وهو باليمن بذهيبة في تربتها، فقسمها بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثمّ أحد بني مجاشع وبين عيينة بن بدر الفزاري وبين علقمة بن علاثة العامري ثمّ أحد بني كلاب وبين زيد الخير الطائي ثمّ أحد بني نبهان ،قال: فغضبت قريش والأنصار، قالوا: يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا! قال: إنما أتألفهم قال : فأقبل رجل غائر العينين، ناتي الجبين، كث اللحية، مشرف الوجنتين ،محلوق، قال: فقال : يا محمّد اتّق اللّه، قال: فمن يطيع اللّه إذا عصيته، يأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني، قال: فسأل رجل من القوم قتله النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)- أراه خالد بن الوليد - فمنعه، فلمّا ولّى قال: إنّ من ضئضى هذا قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام ،ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد».

1436 - [73/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا ابن أبي ليلى،عن عطاء وعطية، عن أبي سعيد، عن نافع عن ابن عمر:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان يصلّي على راحلته في التطوع حيثما توجهت به، يومئ إيماء،ويجعل السجود أخفض من الركوع».

قال عبد اللّه : والصواب عطية.

1437 -[ 75/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثناوهيب، حدّثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أو عن جابر بن عبد اللّه، قال:

«قدمنا مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نصرخ بالحجّ صراخاً، فلمّا طفنا بالبيت قال: اجعلوها عمرة، فلمّا كان يوم التروية أحرمنا بالحجّ».

ص: 53

1438 - [75/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة حدّثنا دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري:عن رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«استكثروا من الباقيات الصالحات، قيل: وما هي يا رسول اللّه؟ قال: الملة ،قيل: وما هي يا رسول اللّه ؟ قال : الملة، قيل: وما هي يا رسول اللّه؟قال:الملة،قيل:وما هي يا رسول اللّه؟قال:التكبير،والتهليل، والتسبيح،والتحميد، ولا حول ولا قوة إلا باللّه».

1439 - [76/3] وبهذا الإسناد قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليكرم ضيفه - قالها ثلاثاً - قال : وما كرامة الضيف يا رسول اللّه؟ قال: ثلاثة أيام، فما جلس بعد ذلك فهو عليه صدقة».

1440 - [76/3] وبهذا الإسناد أن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«من حلف على يمين فرأى خيراً منها فكفّارتها تركها».

1441 - [78/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن شعبة، عن الوليد بن العيزار: أنّه سمع رجلاً من ثقيف يحدّث عن رجل من كنانة، عن أبي سعيد الخدري: عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

أنه قال: في هذه الآية ثُمَّ أوْرَثْنَا الكتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُم ظَالم لنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخيرَاتِ )(1)قال : هؤلاء كلهم بمنزلة ،واحدة وكلهم في الجنة».

1442 - [79/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عوف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،قال :

«تفترق أمتي فرقتين فتمرق بينهما مارقة فيقتلها أولى الطائفتين بالحق».

ص: 54


1- سورة فاطر: 32.

1443 - [79/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عثمان بن محمد - وسمعته أنا من عثمان-حدّثنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«يقتل المحرم الأفعى والعقرب والحداء والكلب العقور والفويسقة. قلت:ما الفويسقة؟ قال: الفأرة، قلت: وما شأن الفأرة؟! قال: إن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)استيقظ وقد أخذت الفتيلة فصعدت بها إلى السقف لتحرق عليه».

1444 - [80/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن محمّد - وسمعته أنا من عثمان-حدّثنا جرير، عن يزيد ،عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد، قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة، إلا ما كان من مريم بنت عمران».

1445 - [80/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عثمان بن محمّد - وسمعته أنا من عثمان - حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«يخرج عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له: السفاح، فيكون إعطاؤه المال حثيا».

1446 - [3 / 80] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عثمان بن محمّد ،قال عبد اللّه : وسمعته أنا من عثمان، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إذا بلغ بنو أبي فلان ثلاثين رجلاً اتخذوا مال اللّه دولاً ودين اللّه دخلاً وعباد اللّه خولا».

1447 - [80/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن بحر، حدّثنا عيسى

ص: 55

بن يونس عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)

في حجة الوداع:

«ألا إنّ أحرم الأيام يومكم هذا، وإنّ أحرم الشهور شهركم هذا، وإنّ أحرم البلاد بلدكم هذا، ألا وإنّ أموالكم ودماء كم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد».

1448 - [80/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا محمد بن عبيد، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر، قال:

«خطبنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يوم النحر، فذكر معناه».

1449 - [3/ 80] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عبد اللّه، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا محمّد، عن سعد بن إسحاق، عن عمته، عن أبي سعيد الخدري، قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«تنكح المرأة على إحدى خصال ثلاثة: تنكح المرأة على مالها، وتنكح المرأة على جمالها، وتنكح المرأة على دينها، فخذ ذات الدين والخُلق تربت يمينك».(1)

1450 - [82/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا فطر، عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن أبيه قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:

«كنّا جلوساً ننتظر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فخرج علينا من بعض بيوت نسائه، قال: فقمنا معه فانقطعت نعله، فتخلّف عليها علي يخصفها، فمضى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ومضينا معه، ثمّ قام ينتظره وقمنا معه، فقال: إنّ منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله، فاستشر فنا وفينا أبو بكر وعمر، فقال: لا، ولكنه خاصف النعل، قال: فجئنا نبشّره، قال: وكأنه قد سمعه».

ص: 56


1- تربت يمينك: أي أصابها التراب ولم يدع عليها بالفقر.

1451 - [82/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا فطر، حدّثني إسماعيل بن رجاء، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:

«كنّا جلوساً ننتظر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فذكر الحديث، إلا أنه قال: فأتيته لأبشره، قال: فلم يرفع به رأساً كأنه قد سمعه».

1452 - [82/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة».

1453 - [82/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت ،عن الضحاك المشرقي، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) في حديث ذكره:

«قوم يخرجون على فرقة من الناس مختلفة، يقتلهم أقرب الطائفتين إلى الحق».

1454 - [83/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الملك ،حدّثنا محمّد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن يحيى بن عمارة، عن أبيه، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«كل الأرض مسجد وظهور إلا المقبرة والحمّام».

1455 - [3/ 83] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الملك، حدّثنا شريك، عن ابن أبي ليلى، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن أبي سعيد الخدري،قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«الوسق: ستون صاعاً».(1)

1456 - [83/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يزيد، أنبأنا فضيل بن مرزوق،

ص: 57


1- الوسق :مكيلة معروفة، وقيل حمل بعير.

عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«للّه أفرح بتوبة عبده من رجل أضلّ راحلته بفلاة من الأرض، فطلبها فلم يقدر عليها فتسجى للموت، فبينا هو كذلك إذ سمع وجبة الراحلة حين بركت،فكشف عن وجهه فإذا هو براحلته».

1457 -[ 3/ 83] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا القاسم بن الفضل الحداني، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«عدا الذئب على شاة فأخذها ، فطلبه الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه قال: ألا تتقي اللّه ، تنزع مني رزقاً ساقه اللّه إلي ؟ فقال : يا عجبي ذئب مُقعٍ على ذنبه يكلّمني كلام الإنس !! فقال الذئب : ألا أخبرك بأعجب من ذلك محمّد (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بيثرب يخير الناس بأنباء ما قد سبق، قال: فأقبل الراعي يسوق غنمه حتّى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فأخبره، فأمر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فنودي الصلاة جامعة، ثمّ خرج، فقال للراعي:أخبرهم، فأخبرهم، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : صدق والذي نفسي بيده ،لا تقوم الساعة حتّى يكلم السباع الإنس،ويكلّم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبره فخذه بما حدث أهله بعده».

1458 - [3 / 84 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بن أبي عدي، عن حميد،عن بكر المزني قال: قال أبو سعيد الخدري:

«رأيت رؤيا وأنا أكتب سورة (ص) ، قال : فلمّا بلغت السجدة رأيت الدواة والقلم وكل شيء بحضرتي انقلب ساجداً، قال: فقصصتها على رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فلم يزل يسجد بها.

1459 - [3 / 84] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا زهير بن محمّد، حدّثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري: أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

ص: 58

«لتتبعنّ سنن الذين من قبلكم شبراً بشير وذراعاً بذراع، حتّى لو دخلوا حجر ضب لتبعتموهم، قلنا: يا رسول اللّه، اليهود والنصاري؟ قال: فمن»؟

1460 - [3 / 84] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا أبو بكر، عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي سعيد، قال:

«جاءت امرأة صفوان بن معطل إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قالت: إنّ صفوان يفطرني إذا صمت، ويضربني إذا صلّيت، ولا يصلّي الغداة حتّى تطلع الشمس، قال: فأرسل إليه، فقال: ما تقول هذه؟ قال: أمّا قولها يفطرني، فإني رجل شاب وقد نهيتها أن تصوم، قال: فيومئذ نهى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أن تصوم المرأة إلا بإذن زوجها، قال :وأما قولها :إني أضربها على الصلاة، فإنها تقرأ بسورتي فتعطلني، قال: لو قرأها الناس ما ضرك، وأما قولها: إني لا أصلّي حتّى تطلع الشمس، فإني ثقيل الرأس، وأنا من أهل بيت يعرفون بذاك بثقل الرؤوس، قال: فإذا قمت فصلِّ».

1461 - [3 / 86] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: فحدّثني عبد اللّه بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم، عن سليمان بن محمّد بن كعب بن عجرة، عن عمته زينب بنت كعب - وكانت عند أبي سعيد الخدري -عن أبي سعيد الخدري، قال:

«اشتكى علياً الناس يوماً، قال: فقام رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فينا خطيباً، فسمعته يقول: أيها الناس لا تشكوا علياً، فو اللّه إنّه لأخشن في ذات اللّه - أو في سبيل اللّه-».

يقول شير محمد :في حديث حذيفة بن اليمان الذي أورده في أول كتاب ( التهاب نيران الأحزان ) :«فتقدم أمير المؤمنين(علیه السلام) أمام الجيش للقاء النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) واستخلف على الجيش رجلاً منهم، فأدرك رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).. إلى أن قال: فودعه أمير المؤمنين(علیه السلام)وعاد

ص: 59

إلى جيشه، فلقيهم عن قرب من مكة، فوجدهم قد لبسوا الحُلل التي كانت معهم، فأنكر ذلك عليهم، وقال للذي كان استخلفه عليهم:من أمرك أن تعطيهم الحلل من قبل أن ندفعها إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) لو لم أكن أذنت لك فيها؟ فقال: إنّهم سألوني أن يتجمّلوا بها ويحرموا فيها ثمّ يردونها علیّ، فانتزعها أمير المؤمنين(علیه السلام) من القوم وشدّها في أعدالها، فلمّا دخلوا مكة كثرت شكايتهم من علي(علیه السلام) ، فأمر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) مناديه فنادى في الناس: ارفعوا ألسنتكم عن علي، فإنّه خشن في ذات اللّه، غير مداهن في دينه فكفّ الناس عن ذكره، وعلموا مكانه من النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ».(1)

1462 - [3/ 88] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب،حدّثني عبداللّه بن أبي حسين، حدّثني شهر: أنّ أبا سعيد الخدري حدّثه، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«بينا أعرابي في بعض نواحي المدينة في غنم له عدا عليه الذئب فأخذ شاة من غنمه، فأدركه الأعرابي فاستنقذها منه وهجهجه، فعانده الذئب يمشي، ثمّ أقعى مستذفر بذنبه يخاطبه، فقال: أخذت رزقاً رزقنيه اللّه ! قال: واعجباً من ذئب مقع مستذفراً بذنبه يخاطبني ! فقال : واللّه إنك لتترك أعجب من ذلك، قال: وما أعجب من ذلك؟فقال: رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في النخلتين بين الحرتين يحدّث الناس

ص: 60


1- التهاب نيران الأحزان ومثير كتائب الأشجان:ويقال له التهاب الأحزان في وفاة سيد بني عدنان المبعوث على الإنس والجان رسول الملك المنان،وما أوصى به في حق أهل بيته أمناء الرحمن، وما جرى بعد وفاته من الاختلاف والخذلان،أوّله :(الحمد اللّه باعث الرسل رحمة للعالمين وجاعلهم مبشرين... إلى قوله: وما وقفت على خبر يتضمن وفاة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)على التمام والكمال... بل وحدت ذلك في كتب متعددة. فأحببت أن أجمعها في كتاب وسميته بالتهاب نيران الأحزان وآخره:(هذا ما أردنا إثباته من وفاة سيدنا محمد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) على التمام والكمال ونستغفر اللّه من الزيادة والنقصان والسهو والغلط والنسيان انه غفور منان)، يظهر من منقولاته أنه ألف بعد القرن السابع إلى العاشر وطبع تمام الكتاب في مطبعة البحرين الكائنة في منامة من بلاد البحرين باهتمام میرزا محمد حسن الشيرازي، وهو من الكتب التي كتب بعض معاصري العلامة المجلسي إليه أنه ينبغي النقل عنه في البحار، وذكر في كتابته أنه موجود عندكم وصورة الكتابة منقولة في آخر البحار . ( الذريعة: 287/2 باختصار )

عن نبأ ما قد سبق وما يكون بعد ذلك، قال: فنعق الأعرابي بغنمه حتِى ألجأها إلى بعض المدينة، ثمّ مشى إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حتّى ضرب عليه بابه، فلمّا صلّى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال: أين الأعرابي صاحب الغنم ؟ فقام الأعرابي، فقال له النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : حدّث الناس بما سمعت وما رأيت، فحدّث الأعرابي الناس بما رأى من الذئب وسمع منه، فقال النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عند ذلك: صدق، آيات تكون قبل الساعة، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتّى يخرج أحدكم من أهله فيخبره نعله أو سوطه أو عصاه بما أحدث أهله بعده».

1463 - [89/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا عبد الحميد، حدّثني شهر، قال: حدّثنا أبو سعيد الخدري، قال:

«بينما رجل من أسلم في غنيمة له يهش عليها في بيداء ذي الحليفة إذ عدا عليه ذئب فانتزع شاة من غنمه، فجهجاه الرجل فرماه بالحجارة حتّى استنقذ منه شاته، ثمّ أنّ الذئب أقبل حتّى أقعى مستذفراً بذنبه مقابل الرجل، فذكره نحو حديث شعيب بن أبي حمزة». (1)

1464 - [3 / 89] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا أبو إسرائيل إسماعيل الملائي، عن عطية عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)(2):

« وُجد قتيل بين قريتين - أو ميت - فأمر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) اذرع ما بين القريتين إلى أيهما كان أقرب، فوجد أقرب إلى أحدهما بشبر، قال: فكأني أنظر إلى شبر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فجعله على الذي كان أقرب».(3)

ص: 61


1- جهجهاه :أي زبره.
2- كذا، والقول لأبي سعيد كما هو ظاهر النص.
3- قوله فجعله: أي جعل دية الميت على الأقرب.

1465 - [3 / 90] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا روح، حدّثنا مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة أن رافع بن إسحاق أخبره قال:

«دخلت أنا وعبد اللّه بن أبي طلحة على أبي سعيد الخدري نعوده، فقال لنا أبو سعيد : أخبرنا رسول الله (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أنّ الملائكة لا تدخل بيتاً فيه تماثيل أو صورة».

-شك إسحاق لا يدري أيتهما قال أبو سعيد-.

1466 - [3 / 90] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا محبوب بن الحسن، عن خالد، عن عكرمة أنّ ابن عباس قال له ولابنه علي:

«انطلقا إلى أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه، قال: فانطلقنا فإذا هو في حائط له، فلمّا رآنا أخذ رداءه فجاءنا فقعد، فأنشأ يحدثنا حتى أتى على ذكر بناء ،المسجد قال :كنّا نحمل لبنة لبنة وعمّار بن ياسر يحمل لبنتين لبنتين، قال: فرآه رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فجعل ينفض التراب عنه ويقول: يا عمار ألا تحمل لبنة كما يحمل أصحابك، قال: إني أريد الأجر من اللّه، قال: فجعل ينفض التراب عنه ويقول:

ويح عمّار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النار، قال: فجعل عمار يقول : أعوذ بالرحمن من الفتن».

1467 - [92/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، قال: سمعت إسحاق يحدّث عن الأغر أبي مسلم أنه قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنها شهدا على النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنه قال:

«لا يقعد قوم يذكرون اللّه إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم اللّه فيمن عنده».

1468 -[ 31 / 94] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن زيد ابن أسلم، عن رجل، عن أبي سعيد الخدري، قال:

ص: 62

«وضع رجل يده على النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فقال : واللّه ما أطيق أن أضع يدي عليك شدة حماك، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : إنّا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر، إن كان النبي من الأنبياء يبتلى بالقمل حتّى يقتله، وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالفقر حتّى يأخذ العباءة فيخونها(1)، وإن كانوا ليفرحون بالبلاء كما تفرحون بالرخاء».

1469 - [3 / 95] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر،عن علي بن زيد،عن أبي نضرة، قال: سمعت أبا سعيد الخدري أنّه سمع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول :

«لا تقوم الساعة حتّى يقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة، تمرق بينهما مارقة يقتلها أولاهما بالحق».

1470 - [3/ 97] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، أنبأنا القاسم بن الفضل، حدّثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين تقتلها أولى الطائفتين بالحق».

1471 - [3/ 97 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا وكيع، حدّثنا إسماعيل بن مسلم العبدي، حدّثنا أبو المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح مثلاً بمثل، يداً بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى، الآخذ والمعطي فيه سواء».

ص: 63


1- كذا وفي بعض المصادر:(فيجوبها )، أي يجعل لها حباً فيلبسها.

1472 - [3/ 98 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا وكيع، حدّثنا ابن أبي ليلى،عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري :

«عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في قوله: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُها)(1)،قال: طلوع الشمس من مغربها».

يقول الفقير إلى اللّه الغني شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: إعلم أنّ كثير من الأحاديث التي انتخبتها من أحاديث أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قد رواها أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل بطرق كثيرة.

ص: 64


1- سورة الأنعام 158 .

المنتخب من مسند أنس بن مالك

1473 -[ 3/ 98 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا حميد، عن أنس بن مالك، قال:

«إن كانت الأمة من أهل المدينة لتأخذ بيد رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فتنطلق به في حاجتها».

1474 - [3/ 98] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، حدّثنا عبد العزيز بن صهيب وإسماعيل، حدّثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من كذب علّي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار».

1475 - [99/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا عبيد اللّه بن أبي بكر بن أنس، عن جده أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إذا سلّم عليكم أهل الكتاب فقولوا : وعليكم».

1476 - [99/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم قال عبيد اللّه بن أبي بكر:أنبأنا عن أنس ويونس،عن الحسن قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، قيل: يا رسول اللّه هذا أنصره مظلوماً فكيف أنصره إذا كان ظالماً ؟ قال : تحجزه، تمنعه، فإن ذلك نصره».

1477 - [99/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا عبد العزيز وإسماعيل، عن عبد العزيز عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«تسحروا، فإنّ في السحور بركة».

1478 - [99/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم عن حميد، حدّثنا أنس بن مالك، قال:

ص: 65

«لمّا اتخذ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) صفيّة أقام عندها ثلاثاً، وكانت ثيباً».

1479 - [99/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا هشيم عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أعتق صفيّة بنت حيي وجعل عتقها صداقها».

1480 - [99/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم قال وأنبأنا حميد، عن ثابت، عن أنس، وأظنني قد سمعت من أنس:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)مرّ برجل يسوق ،بدنة، فقال: اركبها ،قال: إنّها بدنة، قال:اركبها مرتين أو ثلاثاً».

1481 - [99/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا شعبة، عن قتادة، حدّثنا أنس بن مالك، قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يضحي بكبشين أقرنين أملحين،وكان يسمّي ويكبّر،ولقد رأيته،يذبحهما بيده واضعاً على صفاحهما قدمه».

1482 - [100/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا معتمر بن سليمان، قال: قال أبي : حدّثنا أنس بن مالك، حسبته قال:

«عطس عند النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، رجلان فشمّت أحدهما - أو قال: سمّت-وترك الآخر فقيل: رجلان عطس أحدهما فشمّته ولم تشمّت الآخر! فقال: إنّ هذا حمد اللّه ».

1483-[100/3]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا معتمر، عن حميد، عن أنس، قال:

«حجم أبو طيبة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فأعطاه صاعاً من طعام، وكلّم أهله فخففوا عنه».

1484 - [3 / 100] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا معتمر، عن حميد، عن أنس، قال:

ص: 66

«كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)من أتمّ الناس صلاة وأوجزه».

1485 - [100/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«إذا وُضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء».

وقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إذا نعس أحدكم في صلاته فلينصرف فلينم».

1486 - [3/ 100] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن ابن أبي عروبة ويزيد بن هارون، أنبأنا سعيد ، عن قتادة عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«من نسي صلاة أو نام عنها فإنّما كفارتها أن يصليها إذا ذكرها».

قال يزيد: فكفّارتها أن.

1487 - [3/ 100] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدّثنا زكريا بن أبي زائدة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أنس بن مالك، قال:

«خدمت النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) تسع سنين، فما أعلمه قال لي قط: هلا فعلت كذا وكذا، ولا عاب

عليّ شيئاً قط».

1488 - [3 /100 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، قال:

«سألت أنس بن مالك قلت: أخبرني بشيء عقلته عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أين صلّى الظهر يوم التروية؟ قال: بمنى، وأين صلى العصر يوم النفر؟ قال: بالأبطح، قال: ثمّ قال: افعل كما يفعل أمراؤك».

11489 - [100/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عباد بن عباد وغسان بن

ص: 67

مضر، عن سعيد بن يزيد أبي مسلمة، قال:

«قلت لأنس بن مالك : أكان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يصلّي في نعليه؟ قال: نعم».

1490 - [101/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا عبد العزيز ، عن أنس، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء ولا يقل: اللهم إن شئت فأعطني، فإنّ اللّه لا مستكره له».

1491 - [3 / 101] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا عبد العزيز، قال:

«سأل قتادة أنساً : أيّ دعوة كان أكثر يدعوا بها النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ قال: كان أكثر دعوة يدعوا بها رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وكان أنس إذا أراد أن يدعوا بدعوة دعا بها، وإذا أراد أن يدعوا بدعاء دعا بها... الحديث».

1492 - [101/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك، قال:

«دخل رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) المسجد وحبل ممدود بين ساريتين، فقال: ما هذا؟ قالوا: لزينب تصلّي، فإذا كسلت أو فترت أمسكت به، فقال: حلّوه، ثمّ قال: ليصلِّ أحدكم نشاطه، فإذا كسل أو فتر فليقعد».

1493 - [3 / 101] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا إسماعيل، حدّثنا عبد العزيز بن صهيب عن انس بن مالك قال:

«لمّا قدم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) المدينة أخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فقال: يا رسول اللّه، إنّ أنساً غلام كيّس فليخدمك، قال: فخدمته في السفر والحضر،

ص: 68

واللّه ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا، ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا ؟

1494 - [102/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا المختار بن ،فلفل قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

«أغفى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إغفاءة، فرفع رأسه متبسماً - إمّا قال لهم، وإما قالوا له : لم ضحكت ؟ فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّه أنزلت عليّ آنفا سورة، فقرأ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر )(1)حتّى ختمها، قال: هل تدرون ما الكوثر؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: هو نهر أعطانيه ربي في الجنّة عليه خير كثير، يرد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب، يختلج العبد منهم فأقول: يا ربّ إنّه من أمتي ! فيقال لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».

1495 - [102/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك، قال:

«قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ذات يوم وقد انصرف من الصلاة فأقبل إلينا فقال: يا أيها الناس، إني إمامكم ،فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالقعود ولا بالانصراف، فإني أراكم من أمامي ومن خلفي ، وأيم الذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، قالوا: يا رسول اللّه، وما رأيت؟ قال: رأيت الجنة والنار».

1496 - [102/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا يونس بن عمرو - يعني ابن أبي إسحاق- عن بريد بن أبي مريم، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

ص: 69


1- سورة الكوثر : 1 .

«من صلى على صلاة واحدة صلى اللّه عليه عشر صلوات وحطّ عنه عشر خطيئات».

1497 - [103/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس: أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«ثلاث من كنّ فيه وجد بهنّ حلاوة الإيمان: أن يكون اللّه ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا للّه، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه اللّه منه كما يكره أن يوقد له نار فيقذف فيها».

1498 - [103/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد،عن أنس قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«دخلت الجنّة فإذا أنا بنهر حافتاه خيام اللؤلؤ، فضربت بيدي إلى ما يجري فيه الماء، فإذا مسك أذفر، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاكه اللّه».

1499 - [103/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال:

«كانت ناقة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)تسمّى العضباء، وكانت لا تُسبق، فجاء أعرابي على قعود فسبقها، فشقّ ذلك على المسلمين، فلمّا رأى ما في وجوههم، قالوا: يا رسول اللّه سُبقت العضباء! فقال: إن حقاً على اللّه أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه».

1500 -[ 103/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال:

«أقيمت الصلاة ، فقام النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فأقبل علينا بوجهه، فقال: أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري».

1501 - [104/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد،

ص: 70

عن أنس قال:

«كان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية فيسأل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فجاء أعرابي فقال: يا رسول اللّه، متى قيام الساعة؟ وأقيمت الصلاة، فصلّى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فلمّا فرغ من صلاته قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: أنا يا رسول اللّه، قال: وما أعددت لها ؟ قال : ما أعددت لها من كثير عمل لا صلاة ولا صيام، إلا أني أحب اللّه ورسوله، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): المرء مع من أحب، قال أنس: فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام بشيء ما فرحوا به».

1502 - [104/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا يتمنّینّ أحدكم الموت لضر نزل به، ولكن ليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي».

1503 - [3 / 104 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد قال:

«سُئل أنس: هل كان النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يرفع يديه ؟ فقال : قيل له يوم جمعة: يا رسول اللّه ، قحط المطر، وأجدبت الأرض، وهلك المال، قال فرفع يديه حتّى رأيت بياض إبطيه فاستسقى، ولقد رفع يديه فاستسقى، ولقد رفع يديه وما نرى في السماء سحابة، فلمّا قضينا الصلاة حتّى أن قريب الدار الشاب ليهمه الرجوع إلى

أهله ،قال: فلمّا كانت الجمعة التي تليها قالوا: يا رسول اللّه، تهدمت البيوت، واحتبست الركبان، فتبسم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)من سرعة ملالة ابن آدم وقال: اللهم حوالينا ولا علينا، فتكشطت عن المدينة».

ص: 71

يقول شير محمّد: حديث أنس هذا أورده العلامة الزمخشري في الباب الثالث من كتاب ( ربيع الأبرار) بأدنى اختلاف .(1)

وأورده الطبرسي في كتاب (الاحتجاج)، ورواه عن موسى بن جعفر عن آبائه عن علي(علیه السلام)فيها أجاب به يهودياً من يهود الشام وأحبارهم، وكان قد قرأ التوراة والإنجيل والزبور وصحف الأنبياء عليهم وآله، فيهم: ابن عباس وابن مسعود وأبو معبد الجهني.(2)

وأورده صاحب مجمع البيان في كتاب (إعلام الورى) في معجزات رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).(3)

وأورده الحميري في كتاب (قرب الإسناد) بإسناد ذكره عن الرضا (علیه السلام)فيما ذكره أبوه موسى بن جعفر(علیه السلام)وهو طفل لنفر من اليهود من الآيات التي أعطيها رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).(4)

وأورده الشيخ المفيد في أواخر كتاب أماليه بإسناد ذكره عن مسلم الغلابي.(5)

وأورده السيّد الجليل فخار بن معد في أواخر كتاب (الحجّة) بإسناد ذكره عن عائشة .(6)

وأورده غير هؤلاء أيضاً من العامة والخاصة.

وأورد الكلينيه حديثاً في استسقائه(علیه السلام)في أواسط كتاب الروضة بإسناد ذكره عن أبي عبد اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)(7)

ص: 72


1- ربيع الأبرار: 132/12 باب السحاب والمطر.
2- الاحتجاج: 316/1.
3- إعلام الورى : 82/1.
4- قرب الإسناد: 324
5- أمالي المفيد: 303.
6- الحجة على الذاهب: 305 باختلاف.
7- الكافي : 474/2 ، 217/8.

1504 - [104/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا ابن أبي عدي ، عن حميد عن أنس قال:

«سمع المسلمون النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وهو ينادي على قليب بدر: يا أبا جهل بن هشام ،يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، يا أمية بن خلف هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً، قالوا: يا رسول اللّه، تنادي قوماً قد جيفوا! قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبواء». 1505 -[ 106/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، حدّثنا حميد ويزيد، أنبأنا حميد المعني(1)، عن أنس بن مالك قال :

«نودي بالصلاة ، فقام كل قريب الدار من المسجد وبقي من كان أهله نائي الدار، فأتى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بمخضب من حجارة فصغر أن يبسط أكفه فيه، قال: فضم أصابعه، قال: فتوضّأ بقيتهم. قال :حميد وسُئل أنس: كم كانوا؟ قال: ثمانين أو زيادة».

1506 - [106/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال:

«رأى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لا رجلاً يُهادى بين ابنيه، قال: ما هذا؟ قالوا نذر أن يمشي، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إن اللّه للغني أن يعذب هذا نفسه، فأمره فركب».(2)

1507 - [106/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن ثابت عن أنس قال:

«رأى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رجلاً يسوق بدنة قد جهده المشي، فقال: اركبها، فقال: يا رسول اللّه إنها بدنة، قال: اركبها وإن كانت بدنة».

ص: 73


1- في الأصل: ( المعنى ).
2- يهادى: أي يمشي بينهما معتمداً عليهما من ضعفه وتمايله.

1508 - [3/ 107 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد عن أنس قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا تسألوني عن شيء إلى يوم القيامة إلا حدّثتكم، قال: فقال عبد اللّه حذافة: يا رسول اللّه، من أبي ؟ قال : أبوك حذافة، فقالت أمه : ما أردت إلى هذا ؟ قال: أردت أن أستريح، قال: وكان يقال فيه - قال حميد: وأحسب هذا عن أنس- قال: فغضب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقال عمر: رضينا باللّه رباً وبالإسلام ديناً وبمحمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) نبياً، نعوذ باللّه من غضب اللّه ورسوله».

1509 - [3/ 107] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«من أحب لقاء اللّه أحب اللّه لقاءه، ومن كره لقاء اللّه كره اللّه لقاءه، قلنا: يا رسول اللّه كلّنا نكره الموت،قال: ليس ذاك كراهية الموت، ولكن المؤمن إذا حضر جاءه البشير من اللّه بما هو صائر إليه، فليس شيء أحب إليه من أن يكون قد لقي اللّه فأحب اللّه لقاءه، وإن الفاجر أو الكافر إذا حضر جاءه بما هو صائر إليه من الشر أو ما يلقاه من الشر فكره لقاء اللّه وكره اللّه لقاءه».

1510 - [3/ 107] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد قال: قال أنس بن مالك:

«ما مسست شيئاً قط خزاً ولا حريراً ألين من كف رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، ولا شممت رائحة أطيب من ريح رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

1511 - [3/ 107] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد وعبد اللّه بن بكر السهمي، حدّثنا حميد، عن ثابت، عن أنس:

«أنّ رسول الله (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عاد رجلاً من المسلمين قد صار مثل الفرخ، فقال له

ص: 74

رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): هل كنت تدعوا بشيء أو تسأله إياه؟ قال: نعم كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): سبحان اللّه، لا تطيقه ولا تستطيعه ،فهلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا ،عذاب النار قال فدعا اللّه ، فشفاه اللّه ».

يقول شير محمد: فيها أجاب به أمير المؤمنين(علیه السلام) يهودياً من يهود الشام وأحبارهم، وكان قد قرأ التوراة والإنجيل والزبور وصحف الأنبياء(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وعرف دلائلهم قال له اليهودي: فإنّ عيسى اللّه يزعمون أنه قد أبرأ الأكمه والأبرص بإذن اللّه ؟ فقال له على(علیه السلام):«لقد كان كذلك، ومحمد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أعطي ما هو أفضل من ذلك: أبرأ ذا العاهة من عاهته، بينما هو جالس إذ سأل عن رجل من أصحابه، فقالوا: يا رسول اللّه، إنّه قد صار من البلاء كهيئة الفرخ الذي لا ريش عليه، فأتاه فإذا هو كهيئة الفرخ من شدة البلاء، فقال له: قد كنت تدعو في صحتك دعاء؟ قال: نعم،كنت أقول: يا ربّ أيما عقوبة أنت معاقبي بها في الآخرة فعجلها لي في الدنيا، فقال له النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):الا ألا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار فقالها الرجل، فكأنها نشط من عقال، وقام صحيحاً وخرج معنا».(1)

1512 - [3/ 107] حدّثنا عبد اللّه ،حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي عن حميد عن موسى بن أنس، عن أنس:

«أن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لم يكن يُسأل شيئاً على الإسلام إلا أعطاه، قال: فأتاه رجل فسأله، فأمر له بشاء كثير بين جبلين من شاء الصدقة، قال: فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم، أسلموا فإنّ محمد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يعطي عطاء ما يخشى الفاقة». (2)

ص: 75


1- الاحتجاج: 332/1.
2- بشاء: جمع الشاة.

1513 - [3/ 108] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال:

«بعثت معي أم سليم بمكتل فيه رطب إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فلم أجده، وخرج قريباً إلى مولى له دعاه صنع له طعاماً، قال: فأتيته فإذا هو يأكل، فدعاني لأكل معه وصنع له ثريداً بلحم ،وقرع، قال: وإذا هو يعجبه القرع، قال: فجعلت أجمعه وأدنيه منه، قال: فلمّا طعم رجع إلى منزله، قال: ووضعت المكتل بين يديه، قال: فجعل يأكل ويقسم حتى فرغ من آخره.

1514 - [3/ 108] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس:

«أنّ عبد اللّه بن سلام أتى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)مقدمه المدينة، فقال: يا رسول اللّه ،إني سائلك عن ثلاث خصال لا يعلمهنّ إلا نبي، قال: سل، قال: ما أوّل أشراط الساعة ؟ وما أوّل ما يأكل منه أهل الجنّة؟ ومن أين يشبه الولد أباه وأمه؟ فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أخبرني بهنّ جبريل (علیه السلام)آنفاً، قال: ذلك عدو اليهود من الملائكة ،قال: أما أوّل أشراط الساعة فنار تخرج من المشرق فتحشر الناس إلى المغرب، وأما أوّل ما يأكل منه أهل الجنّة زيادة كبد حوت، وأمّا شبه الولد أباه وأمه فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع إليه الولد وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع إليها، قال: أشهد أن لا اله إلا اللّه وأنك رسول اللّه، وقال: يا رسول اللّه، إنّ اليهود قوم بهت، وإنّهم إن يعلموا بإسلامي يبهتوني عندك، فأرسل إليهم فاسألهم عني أي رجل ابن سلام فيكم؟ قال: فأرسل إليهم، فقال: أيّ رجل عبد اللّه بن سلام فيكم؟ قالوا:خيرنا وابن خيرنا، وعالمنا وابن عالمنا، وأفقهنا وابن أفقهنا قال: أرأيتم إن أسلم تسلمون؟ قالوا: أعاذه اللّه من ذلك، فخرج ابن سلام فقال: أشهد أن لا اله إلا اللّه

ص: 76

وأنّ محمداً رسول اللّه ،قالوا:شرنا وابن شرنا، وجاهلنا وابن جاهلنا، فقال ابن سلام :هذا الذي كنت أتخوف منه».(1)

1515 - [109/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق حدّثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك، عن عبد الله بن سلام قال:

«لمّا أردت أن أسلم أتيت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقلت : إني سائلك،فقال:سل عما بدا لك، قال:قلت:ما أوّل ما يأكل أهل الجنّة... فذكر الحديث».

1516 - [3 / 109] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي وعبد الوهاب الخفاف، عن حميد، عن قتادة ،عن أنس: أنّ نبي اللّه عليه الصلاة والسلام قال:

«اعتدلوا في السجود، ولا يفترش أحدكم ذراعيه كالكلب».

1517 - [109/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا مالك، عن الزهري، عن أنس:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)دخل يوم الفتح مكة وعليه المغفر، فقيل له : إنّ ابن خطل متعلق بأستار الكعبة! فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):اقتلوه».(2)

1518 - [3/ 110] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن أنس قال:

«آخر نظرة نظرتها إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يوم الاثنين، كشف الستارة والناس خلف أبي بكر، فنظرت إلى وجهه كأنّه ورقة مصحف، فأراد الناس أن يتحركوا، فأشار إليهم أن اثبتوا، وألقى السجف، وتوفي في آخر ذلك اليوم (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».(3)

ص: 77


1- قوم بهت :جمع بموت من بناء المبالغة في البهت، والبهت هو الكذب.
2- المغفر: زرد ينسخ من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة.ابن خطل :بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة اسمه عبد العزى وقيل عبد الله وقيل غالب فقال اقتلوه لأنه كان قد ارتد.
3- السجف: أي الستر.

1519 -[ 110/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري سمعه من أنس، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«لا تقاطعوا، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد اللّه إخواناً، ولا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث».

1520 - [111/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان قال: سمعت إبراهيم بن ميسرة، وحدّثنا محمّد بن المنكدر، سمعتهما يقولان: سمعنا أنساً يقول:

«صلّيت مع النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بالمدينة أربعاً، وبذي الحليفة ركعتين».

1521 - [111/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا سفيان، عن حميد، عن أنس:

«سمع النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يلبي بالبيداء: لبيك بعمرة وحجة معاً».

1522 - [3 / 112 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، حدّثنا إسماعيل، أنبأنا أيوب، عن عمرو بن سعيد، عن أنس بن مالك قال:

«ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، كان إبراهيم مسترضعاً في عوالي المدينة، وكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وإنّه ليدّخن، وكان ظره فينا، فيأخذه فيقبله ثمّ يرجع ، قال عمرو: فلما توفي إبراهيم قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ إبراهيم ابني، وإنّه مات في الثدي، فإنّ له ظئرين يكملان رضاعه في الجنّة».

1523 - [113/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، أنبأنا حميد الطويل، عن أنس قال:

«سُئل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن وقت صلاة الصبح ؟ قال: فأمر بلالاً حين طلع الفجر فأقام الصلاة، ثمّ أسفر من الغد حتّى أسفر، ثمّ قال:أين السائل عن وقت صلاة الغداة؟ما بين هاتين،-أو قال:هذين وقت».

1524 - [113/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن نوفل

ص: 78

بن مسعود قال:

«دخلنا على أنس بن مالك، فقلنا حدّثنا بما سمعت من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، قال : سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول: ثلاث من كنّ فيه حرم على النار وحرمت النارعليه: إيمان باللّه، وحب اللّه، وأن يُلقى في النار فُيحرق أحب إليه من أن يرجع في الكفر».

1525 - [114/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا شعبة، حدّثني أبو التياح، عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«البركة في نواصي الخيل».

1526 - [3 / 114] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن حماد- يعني ابن سلمة - حدّثنا إسحاق بن عبد اللّه، عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللِه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال يوم حنين: من قتل كافر فله سلبه».

قال : فقتل أبو طلحة عشرين.

1527 -[3 / 114] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد-یعنی الأنصاري - قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

«دخل أعرابي المسجد على عهد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،قبال ،فنهوه، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :دعوه، وأمر أن يصب عليه - أو أهريق عليه - الماء».

1528 - [114/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن الأخضر بن عجلان، حدّثني أبو بكر الحنفي، عن أنس بن مالك:

«أنّ رجلاً من الأنصار أتى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فشكا إليه الحاجة، فقال له النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : ما عندك شيء؟ فأتاه بحلس وقدح، وقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): من يشتري هذا؟ فقال رجل : أنا آخذهما بدرهم، قال: من يزيد على درهم؟ فسكت القوم، فقال: من يزيد على درهم؟ فقال رجل : أنا أخذهما بدر همين ،قال: هما لك، ثمّ قال: إنّ المسألة لا تحلّ

ص: 79

إلا لأحد ثلاث: ذي دم موجع، أو غرم مفظع، أو فقر مدقع».(1)

1529 -[115/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا يحيى،عن حميد قال:

«سُئل أنس عن بيع الثمر ؟ فقال :نهى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن بيع ثمرة النخل حتّى تزهو ، قيل لأنس:ما تزهو ؟ قال: تحمر».

1530 -[3/ 115] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس: أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«يهرم ابن آدم وتبقى منه اثنتان: الحرص، والأمل».

1531 - [3/ 115 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن حميد، عن أنس قال:

ما نزلت:(لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مَّا تُحِبُّونَ)(2)(مَنْ ذَا الَّذي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَناً﴾(3)قال أبو طلحة:يا رسول اللّه، وحائطي الذي كان بمكان كذا واللّه لو استطعت أن أسّرها لم أعلنها ، قال: اجعله في فقراء أهلك».

1532 - [3/ 115] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبي عروبة،عن قتادة، عن أنس بن مالك حدّثهم : أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟ فاشتد قوله في ذلك حتى قال: لينتهين عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم».

1533 - [3/ 115 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدّثنا

ص: 80


1- قوله لا تحلّ المسألة إلا لذي دم موجع: هو أن يتحمل دية فيسعى بما حتى يؤديها إلى أولياء المقتول، فإن لم يؤدها قتل المتحمل عنه فيوجعه قتله. غرم مفظع: أي حاجة لازمة من غرامة مثقلة. المدقع: الفقير الذي قد لصق بالتراب من الفقر.
2- سورة آل عمران :92.
3- سورة البقرة: 245.

قتادة،عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«أتمّوا الركوع والسجود، فواللّه إني لأراكم من بعدي - وربما قال: من وراء ظهري - إذا ركعتم وإذا سجدتم».

1534 - [3 / 116] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا حماد بن زید، حدّثنا عبيد اللّه بن أبي بكر، عن أنس: عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«إن اللّه وكل بالرحم ملكاً، قال: أي ربّ نطفة، أي ربّ علقة، أي ربّ مضغة، فإذا قضى الرب خلقها قال: أي ربّ أشقي أو سعيد؟ ذكر أو أنثى؟ فما الرزق وما الأجل ؟ قال فيكتب كذلك في بطن أمه».

1535 - [3/ 117] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن شعبة، عن قتادة ،عن أنس:

«أنّ بريرة تصدّق عليها بصدقة، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): هو لها صدقة ولنا هدية».

1536 - [117/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا يحيى، عن سفيان قال: حدّثني القاسم بن شريح، عن ثعلبة قال: سمعت أنساً يقول: سمعت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«عجبت للمؤمن ،أنّ اللّه لم يقض قضاء إلا كان خيراً له».

يقول شير محمد: روى ابن بابويه في المجلس 81 من أماليه:عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده قال: «ضحك رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ذات يوم حتّى بدت نواجذه ،ثمّ قال: ألا تسألوني مم ضحكت؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال: عجبت للمرء المسلم، أنّه ليس من قضاء يقضيه اللّه له إلا كان خيراً له في عاقبة أمره».(1)

وفي مختصر أصل علاء بن رزين، عن أبي جعفر قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

ص: 81


1- أمالي الصدوق:640.

«عجباً للمؤمن، إنّ اللّه لا يقضي له قضاء إلا كان له خيراً، فإن ابتلى صبر، وإن أعطي شكره».(1)

1537 -[117/31] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا ابن نمير، أنبأنا إسماعيل ويعلى بن عبيد قال: حدّثنا إسماعيل، عن نفيع، عن أنس قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«ما من أحد يوم القيامة غني ولا فقير إلا ودّ إنما كان أوتي من الدنيا قوتاً».

قال يعلى: في الدنيا.

1538 - [3/ 117] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسباط بن محمد، حدّثنا التيمي، عن قتادة عن أنس قال:

«كانت عامة وصية رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حسين حضره الموت: الصلاة، وما ملكت أيمانكم ، حتّى جعل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يغرغر بها صدره، وما يكاد يفيض بها لسانه».

1539 - [3/ 117] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا فران بن تمام عن يونس ،عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«ما استجار عبد من النار ثلاث مراراً، إلا قالت النار: اللهم أجره منّي، ولا يسأل الجنّة، إلا قالت الجنّة: اللهم أدخله إيّاي».

1540 - [118/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع حدّثنا عزرة بن ثابت الأنصاري، عن ثمامة بن عبد اللّه بن أنس، عن أنس قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا أتي بطيب لم يرده».

1541 - [118/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا وكيع، حدّثنا هشام وإسحاق الأزرق قال: أنبأنا الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس بن مالك قال:

« كان النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا أفطر عند أهل بيت قال: أفطر عندكم الصائمون، وأكل

ص: 82


1- الأصول الستة عشر: 152.

طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة».

1542 -[118/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا حماد بن سلمة، عن أبي التياح، عن أنس بن مالك قال:

«كان موضع مسجد النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لنبی النجار، وكان فيه نخل وقبور المشركين، فقال لهم النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): ثامنوني به، فقالوا: لا نأخذ له ثمناً، وكان النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يبنيه وهم يناولونه ،وهو يقول: ألا إنّ العيش عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة. قال: وكان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يصلّي قبل أن يبني المسجد حيث أدركته الصلاة».

1543 - [3/ 118] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن شعبة والدستوائي، عن قتادة ،عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا طيرة، ويعجبني الفأل، قال: والفأل: الكلمة الحسنة الطيبة».

1544 - [118/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال:

«رأيت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يذبح أضحيته بيده».

1545 - [118/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا هشام الدستوائي، عن أبي عصام ،عن أنس:

«كان النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يتنفس في الإناء ثلاثاً، ويقول: هذا أهنأ وأمرأ- أو أبرأ-».

1546 - [119/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن عبد الكريم الجزري قال: أخبرني ابن ابنة أنس بن مالك:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)دخل على أم سليم وفي البيت قربة معلقة، فشرب من فيها وهو قائم، قال:فقطعت أم سليم فم القربة، فهو عندنا».

1547 -[119/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مروان بن معاوية، أنبأنا

ص: 83

حميد الطويل، عن أنس بن مالك:

«أنّ امرأة لقيت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في طريق من طرق المدينة، فقالت: يا رسول اللّه، إنّ لي إليك حاجة، قال: يا أم فلان ،اجلسي في أي نواحي السكك شئت أجلس إليك، قال: فقعدت، فقعد إليها رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حتّى قضت حاجتها».

1548 - [119/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن زيد العمي، عن أبي إياس - يعني معاوية بن قرة-عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة».

1549 - [119/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا جرير بن حازم، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ينزل من المنبر يوم الجمعة فيكلّمه الرجل في الحاجة فيكلّمه، ثمّ

يتقدم إلى مصلاه فيصلّي».

1550 - [120/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثني أبو خزيمة، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك إنّ لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):لقد سألت اللّه باسم اللّه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا مثل به أعطى».

1551 - [3/ 120] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثني عكرمة بن عمّار، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال:

«جاءت أم سليم إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقالت : يا رسول اللّه، علّمني كلمات أدعو بهن؟ قال: تسبّحين اللّه عشراً، وتحمدينه عشراً، وتكبرينه عشراً، ثمّ سلي

ص: 84

حاجتك، فإنّه يقول: قد فعلت قد فعلت.

1552 -[120/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع ،حدّثنا عبد العزيز - يعني الماجشون - عن صدقة بن يسار، عن العميري، عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إنّ بني إسرائيل قد افترقت على ثنتين وسبعين فرقة، وأنتم تفترقون على مثلها، كلها في النار إلا فرقة».

1553 - [120/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار، قال: قلت: من هؤلاء،قالوا: خطباء من أهل الدنيا كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون».

1554 - [121/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا سعيد وابن جعفر قال: حدّثنا سعيد المعنى، عن قتادة ،عن أنس بن مالك:

«أنّ أم سليم سألت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن امرأة ترى في منامها ما يرى الرجل؟ فقال النبی(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):من رأت ذلك منكنّ فأنزلت فلتغتسل، قالت أم سلمة:أو يكون ذلك يا رسول اللّه؟ قال: نعم، ماء الرجل غليظاً أبيض، وماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما سبق أو علا أشبهه الولد».

1555 -[122/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا المسعودي، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أنس بن مالك قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يتعوذ من ثمان: الهمّ، والحزن، والعجز، والكسل، والبخل، والجبن، وغلبة الدين، وغلبة العدو».

ص: 85

1556 -[ 122/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا همام، عن قتادة عن أنس قال:

«لمّا انصرف رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)من الحديبية نزلت هذه الآية:﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مبيناه ليَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقيّا)(1)قال المسلمون: يا رسول اللّه، هنيئاً لك ما أعطاك اللّه، فما لنا؟ فنزلت:

(ليُدْخِلَ المُؤمنينَ وَالمُؤمِنَاتِ جَنَّات تجري من تحتها الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلكَ عِندَ اللهَ فَوْزًا عَظيما).(2)

1557 - [3 / 122] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد، عن ثابت البناني، عن أنس قال:

«لمّا كان یوم الحديبية هبط على رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وأصحابه ثمانون رجلاً من أهل مكة في السلاح من قبل جبل التنعيم، فدعا عليهم، فأخذوا، ونزلت هذه الآية: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أنْ أظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ)(3)

يعني: جبل التنعيم من مكة».

1558 -[ 122/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا همام - يعني ابن يحيى عن قتادة عن أنس:

«أنّ الزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف شكوا إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)القمل، فرخص لهما في لبس الحرير ، فرأيت على كل واحد منهما قميصاً من حرير».

1559 - [3 /122] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا شعبة، عن قتادة،

ص: 86


1- سورة الفتح: 1 - 2.
2- سورة الفتح: 5.
3- سورة الفتح: 24 .

عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«قال ربكم : إن تقّرب عبدي مني شبراً تقربت منه ذراعاً، وإن تقّرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، وإن أتاني ماشياً أتيته هرولة».

1560 -[ 3 /124] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا العوام بن حوشب، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أنس بن مالك عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«لما خلق اللّه الأرض جعلت تميد، فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت ،فتعجبت الملائكة من خلق الجبال، فقالت: يا ربّ، هل من خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال: نعم، الحديد، قالت يا ربّ هل من خلقك شيء أشد من الحديد، قال:نعم ،النار ،قالت:يا ربّ هل من خلقك شيء أشد من النار، قال: نعم،الماء، قالت: ربّ فهل من خلقك شيء أشد من الماء؟ قال: نعم، الريح، قالت: ياربّ فهل من خلقك شيء أشد من الريح ؟ قال: نعم، ابن آدم يتصدّق بيمينه يخفيها من شماله».

1561 - [3/ 125] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا همام، حدّثنا إسحاق بن عبد اللّه، عن أنس بن مالك:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان لا يطرق أهله ليلاً، كان يدخل عليهم غدوة أو عشية».

1562-[126/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا روح بن عبادة،حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك ويونس، حدّثنا شيبان، حدّثنا قتادة، حدّثنا أنس بن مالك : أن نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال :

«إنّ العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتّى أنه ليسمع قرع نعالهم، أناه ملكان فيقعدان، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد اللّه ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك اللّه به مقعداً في الجنّة، قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): فيراهما جميعاً - قال روح في حديثه:قال قتادة :

ص: 87

فذكر لنا أنّه يفسح له في قبره سبعون ذراعاً، ويملأ عليه خضراً إلى يوم يبعثون، ثمّ رجع إلى حديث أنس بن مالك - قال: وأمّا الكافر والمنافق فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول :لا أدري،كنت أقول ما يقول الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت،ثمّ يضرب بمطراق من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة فيسمعها من يليه غير الثقلين وقال بعضهم: يضيق عليه قبره حتّى تختلف أضلاعه».

1563 -[126/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو عامر، حدّثنا فليح عن هلال بن علي، عن أنس قال:

«لم يكن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)سبّاباً ولا لعّاناً ولا فحّاشاً، كان يقول لأحدنا عند المعاتبة: ما له ترب جبينه؟».

1564 - [3 /126] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا بكار بن ماهان،حدّثنا أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان يصلّي على ناقته تطوعاً في السفر لغير القبلة».

1565 -[3/ 127] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا زیاد بن عبد اللّه بن علاثة، حدّثنا سلمة بن وردان المدني قال: سمعت أنس بن مالك قال:

«جاء رجل إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقال : يا رسول اللّه، أي الدعاء أفضل؟ قال:تسأل ربّك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ثمّ أتاه من الغد فقال: يا رسول اللّه ،أيّ الدعاء أفضل ؟ قال : تسأل ربّك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ثمّ أتاه اليوم الثالث فقال: يا رسول اللّه، أيّ الدعاء أفضل؟ قال: تسأل ربّك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، فإنك إذا أعطيتهما في الدنيا ثمّ أعطيتهما في الآخرة فقد أفلحت».

1566 - [3/ 128] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبيدة، عن سلام أبي المنذر ،عن ثابت عن أنس: أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

ص: 88

«حُبّب إليّ من الدنيا النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة».

1567 -[ 3/ 128] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدّثنا سلام أبو المنذر القاري، حدّثنا ثابت عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«حُبّب إليّ من الدنيا النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة».

1568 - [128/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا أبو عبيدة، عن همام، عن قتادة قال:

«كنّا نأتي أنساً وخبّازه ،قائم، قال: فقال لنا ذات يوم:كلوا، فما أعلم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رأى رغيفاً مرفقاً بعينه، ولا أكل شاة سميطاً قط».(1)

1569 - [3/ 128] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا زهير ،حدّثني عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، عن أنس بن مالك أخبره قال:

«خرجنا مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إلى خيبر،فدخل صاحب لنا إلى خربة يقضي حاجته، فتناول لبنة ليستطيب فانهارت عليه تبراً، فأخذها فأتى بها النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فأخبره بذلك، قال: زنها، فوزنها فإذا مائنا درهم ، فقال النبي : هذا ركاز وفيه الخمس».(2)

1570 - [3/ 128] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا صفوان بن عيسى وزيد الحباب قالا : أنبأنا أسامة بن زيد، عن الزهري، عن أنس بن مالك:

«إنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أتى على حمزة فوقف عليه، فرآه قد مُثّل به، فقال: لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتّى تأكله العافية - وقال زيد بن الحباب : تأكله العامة حتّى يحشر من بطونها - ثمّ قال: دعا بنمرة فكفنه فيها، قال: وكانت إذا مدت على رأسه بدت

ص: 89


1- شاة سميطا: أي مشوية.
2- التير : الذهب والفضة قبل أن يُعملا.

قدماه، وإذا مدت على قدميه بدا رأسه، قال: وكثر القتلى وقلت الثياب ... الحديث».(1)

يقول شير محمد : وقال فيها أجاب به أمير المؤمنين(علیه السلام)يهودياً من يهود الشام :وقال :«لولا أن تحزن صفية لتركته حتّى يحشر من بطون السباع، ولولا أن يكون سنّة بعدي لفعلت ذلك».

وهذا الحديث أورده الطبرسي في كتاب ( الاحتجاج ).(2)

وفي رواية علي بن إبراهيم التي أوردها في سورة آل عمران: «فألقى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)على حمزة بردة كانت عليه، فكانت إذا مدها على رأسه بدت رجلاه، وإذا مدها على رجليه بدا رأسه، فمدها على رأسه وألقى على رجليه الحشيش، وقال: لولا أني أحزن نساء بني عبد المطلب لتركته للعادية والسباع حتى يحشر يوم القيامة من بطون السباع والطير ...». (3)

1571 - [129/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن علي أبي الأسد قال: حدّثني بكير بن وهب الجزري قال: قال لي أنس بن مالك: أحدّثك حديث ما أحدّثه كل أحد:

«إن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قام على باب البيت ونحن فيه، فقال: الأئمة من قريش، إنّ لهم عليكم حقاً، ولكم عليهم حقاً مثل ذلك، ما إن استرحموا فرحموا، وإن عاهدوا وفوا، وإن حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين».

1572 - [129/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي صدقة مولى أنس قال:

ص: 90


1- النمرة:شملة فيها خطوط بيض وسود.
2- الاحتجاج: 314/1 .
3- تفسير القمي: 122/1.

«سألت أنساً عن صلاة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟فقال :كان يصلّي الظهر إذا زالت الشمس،والعصر بين صلاتيكم هاتين، والمغرب إذا غربت الشمس، والعشاء إذا غاب الشفق، والصبح إذا طلع الفجر إلى أن ينفسح البصر».

1573 - [130/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن حبيب بن الشهيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)صلى على قبر امرأة قد دفنت».

1574 -[ 131/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة قال: حدثني عبيد الله بن أبي بكر قال: سمعت أنس بن مالك قال:

«ذكر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)الكبائر - أو سُئل عن الكبائر-؟ فقال : الشرك باللّه،وقتل النفس، وعقوق الوالدين، وقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قال: قول الزور - أو قال: شهادة الزور-».

قال :شعبة وأكبر ظني أنه قال: شهادة الزور.

1575 - [132/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن أنس قال:

«ما كان شخص أحب إليهم من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلموا

من كراهيته لذلك».

1576 - [132/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا سفيان، عن عمرو بن عامر قال: سمعت أنس يقول:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يتوضّأ عند كل صلاة، قال: قلت: وأنتم كيف كنتم تصنعون؟

قال: كنّا نصلّي الصلوات بوضوء واحد ما لم تُحدث».

1577 - [132/3 ] حدّثنا عبد اللّه حدّثني أبي قال: قرأت على عبد الرحمن مالك،

ص: 91

عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال:

«رأيت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)و حانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوا ،فأتى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بوضوئه، فوضع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في ذلك الإناء بده وأمر الناس أن يتوضّؤ وامنه، فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه، فتوضّأ الناس حتّى توضّؤوا من عند آخرهم».

1578 - [132/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا حماد بن سلمة عن ثابت، عن أنس قال:

«أنّ اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوهنّ ولم يجامعوهنّ في البيوت، فسأل أصحاب النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ فأنزل اللّه:﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَن الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أذى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ)(1)حتى فرغ من الآية،فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):اصنعوا كل شيء إلا النكاح، فبلغ ذلك اليهود فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه، فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر، فقالا: يا رسول اللّه، إنّ اليهود قالت:كذا وكذا ، أفلا نجامعهنّ؟ فتغير وجه رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حتّى ظننا أنه قد وجد عليهما، فخرجا فاستقبلتهما هدية من لبن إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فأرسل في آثارهما فسقاهما، فعرفا أنه لم يجد عليهما».

1579 - [133/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا هشام، عن قتادة، عن أنس:

«أنّه مشى إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بخبز شعير وإهالة سنخة، قال: وقد رهن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)درعاً عند يهودي بالمدينة فأخذ منه شعيراً لأهله، قال: ولقد سمعته ذات يوم يقول: ما أمسى عند آل محمّد صاع حب ولا صاع بر، وإنّ عنده تسع

ص: 92


1- البقرة: 222.

نسوة يومئذ».(1)

يقول شير محمد : وقال فيما أجاب به أمير المؤمنين(علیه السلام) يهودياً من يهود الشام ولقد كان يقسم في اليوم الواحد الثلاثمائة ألف وأربعمائة ألف، ويأتيه السائل بالعشي، فيقول:«والذي بعث محمّداً بالحق ما أمسى في آل محمّد صاع من شعير ولا صاع من بر ولا درهم ولا دينار».والخبر طويل رواه الطبرسي في كتاب ( الاحتجاج ).(2)

1580 - [3 / 133 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال:

«رأيت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)والحلّاق يحلقه، وقد أطاف به أصحابه ما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل».

1581 - [3 / 133] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبي بهز بن أسد، حدّثنا جعفر بن سليمان، حدّثنا ثابت البناني، قال جعفر: لا أحسبه إلا عن أنس قال:

«مُطرنا على عهد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قال : فخرج فحسر ثوبه حتّى أصابه المطر، قال: فقيل له: يا رسول اللّه ، لمّ صنعت هذا؟ قال: لأنه حديث عهد بربه».

1582 - [3/ 133] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو كامل، حدّثنا حماد بن زيد عن سلم العلوي قال: سمعت أنس بن مالك:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رأى على رجل صفرة فكرهها، قال: لو أمرتم هذا أن يغسل هذه الصفرة، قال: وكان لا يكاد يواجه أحداً في وجهه بشيء يكرهه».

1583 -[3 /134] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا بهز وعبد الصمد المعني قالا : حدّثنا همام بن يحيى، حدّثنا قتادة قال:

ص: 93


1- الإهالة:الدسم ماكان.سنخة: أي متغيرة.
2- الاحتجاج: 335/1.

«سألت أنس بن مالك، قلت: كم حج رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ قال: حجّة واحدة، واعتمر أربع مرار: عمرته زمن الحديبية، وعمرته في ذي القعدة من المدينة، وعمرته من الجعرانة في ذي القعدة حيث قسم غنيمة حنين، وعمرته مع حجّته».

1584 -[135/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا بهز، حدّثنا أبو هلال ،حدّثنا قتادة، عن أنس بن مالك قال:

«ما خطبنا نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إلا قال: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له».

1585 - [3/ 135] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر، عن قتادة، عن أنس، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«إنّ في الجنّة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها».

1586 - [3/ 135] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر، عن قتادة، عن أنس: أن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«حسبك من نساء العالمين:مريم ابنة عمران،وخديجة بنت خويلد، وفاطمة ابنة محمّد، وآسية امرأة فرعون».

1587 - [3/ 135 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا ،معمر، عن ثابت عن أنس قال:

«بلغ صفية أنّ حفصة قالت: إني ابنة يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وهي تبكي، فقال: ما شأنك؟ فقالت: قالت لي حفصة: أني ابنة يهودي، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنك ابنة نبي، وإنّ عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك؟ فقال: اتق اللّه يا حفصة».

1588 - [3 / 136] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا ليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أنس بن مالك أنه قال:

ص: 94

«أتى رجل من بني تميم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال : يا رسول اللّه، إني ذو مال كثير، وذو أهل وولد وحاضرة، فأخبرني كيف أنفق، وكيف أصنع ؟ فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): تخرج الزكاة من مالك، فإنها طهرة تطهرك، وتصل أقرباءك، وتعرف حق السائل والجار والمسكين، فقال: يا رسول اللّه، أقلل لي، قال: ( فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا ) (1)، فقال : حسبي يا رسول اللّه، إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى اللّه ورسوله ؟ فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):نعم، إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها، فلك أجرها وإثمها على من بدلها».

1589 - [3 / 136] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن بكر قال: حدّثنا ابن جريج قال: قال ابن شهاب :أخبرني أنس بن مالك قال:

«قدم النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)المدينة وهي محمّة، فحمّ الناس، فدخل النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)المسجد والناس قعود يصلّون، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): صلاة القاعد نصف صلاة القائم،

فتجشم الناس الصلاة قياما».

1590 - [136/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا سليمان، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال:

«دخل علينا النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقال عندنا، فعرق، وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها، فاستيقظ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال : يا أم سليم، ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب».(2)

1591 - [3/ 137] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم حدّثنا سليمان، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال:

ص: 95


1- مقتبسة من سورة الإسراء: 26 وأولها (وآت ).
2- قوله مُحِمة: أي ذات حمى.

«لما نزلت هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبيِّ ) إلى قوله: (وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ )(1)وكان ثابت بن قيس بن الشماس رفيع الصوت، فقال: أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، حبط عملي، أنا من أهل النار، وجلس في أهله حزيناً، فتفقده رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فانطلق بعض القوم إليه فقالوا له: تفقدك رسول اللّه ، ما لك ؟ فقال : أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت النبي وأجهر بالقول، حبط عملي، وأنا من أهل النار ،فأتوا النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فأخبروه بما قال، فقال: لا، بل هو من أهل الجنّة، قال أنس: وكنّا نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم أنّه من أهل الجنّة، فلمّا كان يوم اليمامة كان فينا بعض الإنكشاف، فجاء ثابت بن قيس بن شماس وقد تحنط ولبس كفنه، فقال: بسما تعودون أقرانكم، فقاتلهم حتى قُتل».

1592 - [3/ 138] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«قال اللّه: يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ من الملائكة أو في ملأ خير منهم، وإن دنوت مني شبراً دنوت منك ذراعاً، وإن دنوت مني ذراعاً دنوت منك باعاً، وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول».

قال قتادة: فاللّه أسرع بالمغفرة.

1593 - [138/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر ،عن الزهري، عن أنس قال:

«أن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) كان يشير في الصلاة».

1594 - [3/ 138] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر،

ص: 96


1- سورة الحجرات: 2.

عن يحيى بن أبي كثير ، عن حفص بن عبيد اللّه بن أنس، عن أنس بن مالك قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء في السفر».

1595 - [3/ 139 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا سليمان عن ثابت قال:

«قلت لأنس: حدّثنا يا أبا حمزة من هذه الأعاجيب شيئاً شهدته لا تحدّثه من غيرك، قال: صلّى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) صلاة الظهر يوماً، ثمّ انطلق حتّى قعد على المقاعد التي كان يأتيه عليها جبريل، فجاء بلال فناداه بالعصر ، فقام كل من كان له بالمدينة أهل يقضي الحاجة ويصيب من الوضوء،وبقي رجال من المهاجرين ليس لهم أهالي بالمدينة، فأتى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بقدح أروح فيه ماء، فوضع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كفه في الإناء، فما وسع الإناء كف رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كلها ، فقال بهؤلاء الأربع في الإناء، ثمّ قال: ادنوا ،فتوضّؤوا ويده في الإناء، فتوضّؤوا حتّى ما بقى منهم أحد إلا توضّاً، قال: قلت: يا أبا حمزة ،كم تراهم؟ قال: بين السبعين والثمانين».

1596 - [3 / 139] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا سليمان بن المغيرة ،عن ثابت قال:

«قلت لأنس: حدّثنا بشيء من هذه الأعاجيب لا تحدّثه عن غيرك، قال: صلّى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) على صلاة الظهر، فذكر معناه».

1597 - [3/ 142] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا أشعث، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وأصحابه قدموا مكة وقد لبّوا بحجّ وعمرة، فأمرهم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بعد ما طافوا بالبيت وسعوا بين الصفا والمروة أن يجعلوها عمرة، وأن يحلّوا، وكان القوم هابوا ذلك، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): لولا أني سقت هدياً

ص: 97

لأحللت، فأحلّ القوم وتمتعواء».

1598 - [142/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا شعبة، عن يونس بن عبيد، عن أبي قدامة الحنفي قال:

«قلت لأنس: بأيّ شيء كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يهل ؟ قال : سمعته سبع مرار: بعمرة وحجّة، بعمرة وحجّة.

1599 - [142/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن بكر، حدّثنا ميمون المرائي، حدّثنا ميمون بن سياه، عن أنس بن مالك، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«ما من مسلمَين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه إلا كان حقاً على اللّه أن يحضر دعاءهما ولا يفرق بين أيديهما حتّى يغفر لهما».

1600 - [3 / 142] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن بكر، أنبأنا ميمون المرائي، حدّثنا ميمون بن سياه، عن أنس بن مالك، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«ما من قوم اجتمعوا يذكرون اللّه لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء: أن قوموا مغفورا لكم، قد بدلت سيآتكم حسنات».

1601 - [142/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن حماد، حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس بن مالك ، عن النبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إنّ ثلاثة نفر فيها سلف من الناس انطلقوا يرتادون لأهلهم، فأخذتهم السماء فدخلوا غاراً، فسقط عليهم حجر متجاف حتّى ما يرون منه حصاصة، قال بعضهم لبعض: قد وقع الحجر وعفا الأثر ولا يعلم بمكانكم إلا اللّه، فادعوا اللّه بأوثق أعمالكم، قال: فقال رجل منهم: اللهم إن كنت تعلم أنّه قد كان لي والدان فكنت أحلب لهما في إنائهما فآتيهما، فإذا وجدتها راقدين قمت على رؤوسهما كراهية أن أرد سنتهما في رؤوسهما حتّى يستيقظا متى استيقظا، اللهم إن

ص: 98

كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرّج عنّا، فزال ثلث الحجر، وقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيراً على عمل يعمله، فأتاني يطلب أجره وأنا غضبان فزبرته، فانطلق فترك أجره ذلك، فجمعته وثمرته حتّى كان منه كل المال، فأتاني يطلب أجره، فدفعت إليه ذلك كله ولو شئت لم أعطه إلا أجره الأول، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرّج عنّا، قال: فزال ثلثا الحجر، وقال الثالث: اللهم إن كنت تعلم إنّه أعجبته امرأة فجعل لها جعلاً، فلمّا قدر عليها وقر لها نفسها وسلّم لها جعلها، اللهم إن كنت تعلم إنّي إنّما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرّج عنّا، فزال الحجر، وخرجوا معانيق يتماشون».

قال أبو عبيد بن عبد اللّه : حدّثنا أبو بحر، حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة قال: عبد اللّه،عن أنس بن مالك، فذكر نحوه.

1602 - [143/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا هاشم بن القاسم،حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت عن أنس بن مالك قال:

«كنّا قد مُهينا أن نسأل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع ، فجاء رجل من أهل البادية فقال: يا محمّد، أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أنّ اللّه أرسلك! قال: صدق، قال : فمن خلق السماء؟ قال: اللّه ، قال : فمن خلق الأرض؟ قال: اللّه ،قال: فمن

نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل ؟ قال:اللّه، قال: فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال اللّه أرسلك؟ قال: نعم، قال: فزعم رسولك أنّ علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك اللّه أمرك بهذا ؟ قال: نعم، قال: فزعم رسولك أنّ علينا زكاة في أموالنا؟ قال: صدق،

ص: 99

قال : فبالذي أرسلك اللّه أمرك بهذا ؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أنّ علينا صوم شهر رمضان في سنتنا؟ قال: نعم صدق، قال: فبالذي أرسلك اللّه أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أنّ علينا حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا؟ قال:صدق، قال: ثمّ ولى، فقال: والذي بعثك بالحق نبياً لا أزيد عليهنّ شيئاً ولا أنقص منهنّ شيئاً، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : لئن صدق ليدخلنّ الجنة».

1603 - [3 / 144] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا ليث، عن يزيد -يعني ابن الهاد-عن عمرو بن أنس قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«إني لأوّل الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر، وأعطى لواء الحمد ولا فخر، وأنا سيّد الناس يوم القيامة ولا فخر، وأنا أوّل من يدخل الجنّة يوم القيامة ولا فخر ... الحديث ».

1604 -[ 3/ 144] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سلمة الخزاعي،حدۀثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن عمرو، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«إني لأوّل الناس... فذكر معناه، إلا أنه قال: كما تنبت الحبة».

1605 - [3/ 145] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا شيبان، عن قتادة ،عن أنس قال: وحدّث أنس بن مالك:

«أنّ نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أمر ببضعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فألقوا في طوى أطواء بدر، خبيث محبث ،قال: وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال، قال: فلمّا ظهر على بدر أقام ثلاث ليال، حتّى إذا كان الثالث أمر براحلته فشدت برحلها، ثمّ مشى وأتبعه أصحابه، قالوا: فما نراه ينطلق إلا ليقضي حاجته، قال: حتّى قام على شفة الطوى، قال: فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء

ص: 100

آباءهم: یا فلان بن فلان، أسركم أنكم أطعتم اللّه ورسوله، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً ؟ قال عمر : يا نبي اللّه،ما تكلّم من أجساد لا أرواح فيها ؟ قال: والذي نفس محمّد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم».

قال قتادة : أحياهم اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)له حتّى سمعوا قوله توبيخاً وتصغيراً ونقيمة.

1606 - [145/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة عن بكير بن الأشج، عن محمّد بن عبد اللّه بن أبي سليم، عن أنس بن مالك قال:

«صلّى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)الصلاة بمنى ركعتين، وصلّاها أبو بكر بمنى ركعتين، وصلّاها

عمر بمنى ركعتين، وصلّاها عثمان بن عفان بمنى ركعتين أربع سنين، ثمّ أتمها بعد».

1607 - [146/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد اللّه بن الوليد، حدّثنا سفيان قال: حدّثني سلمة بن وردان قال: سمعت أنس يقول: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ ربع القرآن، و(إذا زُلزِلَتِ الأَرْضُ ) ربع القرآن، و(إذَا جَاءَ نَصْرُ اللّهِ ) ربع القرآن».

1608 - [3/ 147] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يونس بن محمّد، حدّثنا حماد بن زيد عن هشام، عن محمّد، عن أنس، قال حماد والجعد :قد ذكره قال:

«عمدت أم سليم إلى نصف مد شعير فطحنته، ثمّ عمدت إلى عكة كان فيها شيء من سمن فاتخذت منه خطيفة، قال: ثمّ أرسلتني إلى النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قال : فأتيته وهو في أصحابه، فقلت: إنّ أم سليم أرسلتني إليك تدعوك ،فقال: أنا ومن معي، قال: فجاء هو ومن معه، قال: فدخلت، فقلت لأبي طلحة: قد جاء النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ومن معه، فخرج أبو طلحة فمشى إلى جنب النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قال : فقال : يا رسول اللّه، إنّما هي خطيفة اتخذتها أم سليم من نصف مد شعير، قال: فدخل فأتى به، قال: فوضع يده فيها، ثمّ قال: أدخل عشرة، قال: فدخل عشرة فأكلوا

ص: 101

حتّى شبعوا، ثمّ دخل عشرة فأكلوا، ثمّ عشرة فأكلوا، ثمّ عشرة فأكلوا، حتّى أكل منها أربعون كلهم أكلوا حتّى شبعوا، قال: وبقيت كما هي، قال: فأكلنا».

1609 - [3/ 147] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حماد -يعني ابن زيد -عن ثابت، عن أنس قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) و أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس، قال: ولقد فزع أهل المدينة ليلة، فانطلق قبل الصوت، فرجع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)راجعاً قد استبرأ لهم الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عرى ما عليه سرج، وفي عنقه السيف، وهو يقول للناس: لم تراعوا، لم تراعوا، وقال للفرس: وجدناه بحراً -أو إنّه البحر - ، قال أنس: وكان الفرس قبل ذلك يبطأ، قال: ما سُبق بعد ذلك».

يقول شير محمد: روى ابن بابويه في المجلس 63 من أماليه بإسناد ذكره عن شعیب بن راشد ،عن جابر، عن أبي جعفر(علیه السلام) قال: «قام علي اللّه (علیه السلام)يخطب الناس...إلى أن قال: وأنّ محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودينه الذي ارتضاه، وكان أهله، واصطفاه على جميع العباد بتبليغ رسالته وحججه على خلقه، وكان كعلمه فيه رؤوفاً رحيماً، أكرم خلق اللّه حسباً، وأجملهم منظراً، وأشجعهم نفساً ... إلخ».(1)

وأورد نصر بن مزاحم هذه الخطبة في كتاب (صفين) ص 61 ، أوردها عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر(علیه السلام) ، وفيها: «وأجمله منظراً، وأسخاه نفساً ...).(2)

1610 - [3/ 147] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة ،عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

ص: 102


1- أمالي الصدوق: 490.
2- وقعة صفين: 313.

«ما من مسلم يزرع زرعاً أو يغرس غرساً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة».

1611 - [3/ 147] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حماد - يعني ابن زيد- عن ثابت ،عن أنس:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)دعا بماء في قدح رحراح، فوضع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أصابعه في القدح، فجعل الماء ينبع، وجعل القوم يتوضّؤون منه ويخرج من بين أصابعه، -قال: وجعل

القوم يتوضّؤون-، قال: فحزرت القوم فإذا ما بين السبعين إلى الثمانين». (1)

1612 - [ 3 / 148] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، أو حسن بن موسى، حدّثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن أبي أسماء الصيقل، عن أنس بن مالك قال:

«خرجنا نصرخ بالحجّ، فلمّا قدمنا مكة أمرنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أن نجعلها عمرة،قال: ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لجعلتها عمرة، ولكن سقت الهدي وقرنت بين الحجّ والعمرة».

1613 - [3/ 148] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن وعفان قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، عن سنان بن ربيعة، عن أنس، قال عفان في حديثه :قال: أنبأنا أبو ربيعة ،قال: سمعت أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إذا ابتلى اللّه العبد المسلم ببلاء في جسده قال اللّه: اكتب له صالح عمله الذي كان يعمله، فإن شفاه غسله وطهره، وإن قبضه غفر له ورحمه».

1614 - [ 3 /148] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك: أن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«أتيت بالبراق - وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند

ص: 103


1- وحراح: أي فيه سعة ورقة.

منتهى طرفه - فركبته، فسار بي حتّى أتيت بيت المقدس، فربطت الدابة بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء، ثمّ دخلت فصليت فيه ركعتين، ثمّ خرجت فجاءني جبريل (علیه السلام)بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن، قال جبريل: أصبت الفطرة.

ثمّ عرج بنا إلى السماء الدنيا... إلى أن قال: فأوحى اللّه إلیّ ما أوحى ،وفرض علیّ في كل يوم وليلة خمسين صلاة، فنزلت حتّى انتهيت إلى موسى، فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ قال: قلت: خمسين صلاة في كل يوم وليلة، قال: ارجع إلى ريك فاسأله التخفيف، فإنّ أمتك لا تطيق ذلك، وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم، قال: فرجعت إلى ربي ،فقلت: أي ربّ، خفّف عن أمتي، فحطّ عني خمساً، فرجعت إلى موسى، فقال: ما فعلت؟ قلت: حطّ عني خمساً، قال: إنّ أمتك لا تطيق ذلك، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قال: فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى ويحطّ عني خمساً خمساً حتّى قال :يا محمّد ،هي خمس صلوات في كل يوم وليلة، بكل صلاة عشر، فتلك خمسون صلاة، ومن همّ بحسنة فلم يعملها كتبت حسنة، فإن عملها كتبت عشراً، ومن همّ بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئاً، فإن عملها كتبت سيئة واحدة، فنزلت حتّى انتهيت إلى موسى فأخبرته، فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك،فإنّ أمتك لا تطيق ذاك،فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):لقد رجعت إلى ربي حتّى لقد استحيت».

1615 - [3/ 150] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا المبارك عن ثابت، عن أنس بن مالك قال:

«قال رجل: يا رسول اللّه، إني أحب هذه السورة: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)،فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): حبك إياها أدخلك الجنّة».

1616 - [150/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا

ص: 104

المبارك، حدّثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك:

«أنّ - رجلاً قال للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):إني أحب فلاناً، فقال(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : فأخبرته؟ قال: لا، قال: فأخبره قال فلقيه بعد، فقال: واللّه إني لأحبك في اللّه، فقال له:أحبك الذي أحببتني له».

1617 - [150/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا محمّد، حدّثني أبي، عن أنس بن مالك : أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«إذا مررتم برياض الجنّة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنّة؟ قال: حلق الذكر».

1618 - [3/ 150] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا عمّار - يعني أبا هاشم صاحب الزعفراني، عن أنس بن مالك:

«أنّ بلالاً بطأ عن صلاة الصبح ،فقال له النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): ما حبسك ؟ فقال : مررت بفاطمة وهي تطحن والصبي يبكي، فقلت لها: إن شئت كفيتك الرحا وكفيتني الصبي، وإن شئت كفيتك الصبي وكفيتيني الرحا، فقالت: أنا أرفق بابني منك، فذاك حبسني، قال: فرحمتها رحمك اللّه».

1619 - [151/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثني أبي، حدّثنا أبو التياح، حدّثنا أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، وتشرب الخمور، ويظهر الزنا».

1620 - [152/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثني أبي، حدّثنا سنان، حدّثنا أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أخذ غصناً فنفضه فلم ينتفض، ثمّ نفضه فلم ينتفض، ثمّ نفضه فانتفض، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ سبحان اللّه، والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه

ص: 105

أكبر، تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها».

1621 - [153/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا يحيى بن إسحاق قال:أخبرني أبو عبد اللهّ الأسدي قال: سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً، فإنه ليس دونها حجاب».

وقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«دع ما يريبك إلى ما لا يريبك».(1)

1622 - [153/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك : أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«حُقّت الجنّة بالمكاره، وحُقّت النار بالشهوات».

يقول شير محمد: هذا الحديث ذكره أمير المؤمنين(علیه السلام)في خطبة أوردها الرضي في أواسط نهج البلاغة تقريباً، أوّل الخطبة:«انتفعوا ببيان اللّه، واتعظوا بمواعظ اللّه...».(2)

1623 - [3/ 154] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد ويونس بن عبيد وحميد، عن أنس - يعني ابن مالك -قال:قال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«المؤمن من أمنه الناس، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السوء، والذي نفسي بيده لا يدخل الجنّة عبد لا يأمن جاره بوائقه».

1624 - [3 / 154] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد ويونس وحميد، عن الحسن: أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

ص: 106


1- يريبك: الشك.
2- نهج البلاغة : 90/2 ح 176.

«المؤمن» من أمنه الناس... فذكر مثله».

1625 - [3 / 154] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا أبو هلال الراسبي، عن قتادة، عن أنس قال: قلّما خطبنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إلا قال:

«لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له».

1626 - [3/ 155] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق قال: حدّثنا يحيى بن أيوب، عن حميد قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«يقدم عليكم غداً أقوام هم أرق قلوباً للإسلام منكم، قال: فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري، فلمّا دنو من المدينة جعلوا يرتجزون، يقولون : غداً نلقى الأحبة محمّداً وحزبه فلمّا أن قدموا تصافحوا، فكانوا هم أوّل من أحدث المصافحة».

1627 - [3/ 155] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود وحسين بن محمّد قالا: حدّثنا إسرائيل،عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إنّ الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة، فادعو».

1628 - [156/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا مسلم - يعني ابن خالد- عن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي المقريء، عن أنس بن مالك: أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«من سره أن يعظّم اللّه رزقه وأن يمدّ في أجله فليصل رحمه».

1629 -[156/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حرب، عن النضر بن أنس، عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«قال اللّه : إذا أخذت بصر عبدي فصبر عليه واحتسب، فعوضه عندي الجنّة».

ص: 107

1630 - [3/ 157] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا هيثم بن خارجة، حدّثنا رشدين بن سعد، عن عبد اللّه بن الوليد، عن أبي حفص، حدّثه أنَّه سمع أنس بن مالك يقول: قال النبي :

«إنّ مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة».

1631 - [3/ 158] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين، حدّثنا خلف، عن حفص بن عمر، عن أنس قال:

«كنت مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)جالساً في الحلقة، إذ جاء رجل فسلّم على النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)والقوم، فقال الرجل: السلام عليكم ورحمة اللّه، فردّ النبي عليه الصلاة والسلام عليه:وعليكم السلام ورحمة اللّه وبركاته،فلمّا جلس الرجل قال:الحمد للّه حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا أن يُحمد وينبغي له،فقال له النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : كيف قلت؟ فردّ عليه كما قال، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): والذي نفسي بيده، لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن يكتبها، فما دروا كيف يكتبوها حتّى يرفعوها إلى ذي العزة، فقال: اكتبوها كما قال عبدي».

1632 - [3/ 158] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين وعفان قالا : حدّثنا خلف بن خليفة، حدّثنا حفص بن عمر، عن أنس بن مالك قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهياً شديداً، ويقول: تزوجوا الودود الولود، إنّي مكاثر الأنبياء يوم القيامة».(1)

1633 - [3/ 158] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا خلف بن خليفة، عن حفص، عن عمه أنس بن مالك قال:

ص: 108


1- الباءة : أي النكاح( الجماع).التبتل : تقدم المعنى في هامش حديث 979.

«كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه، وإنّ الجمل استصعب عليهم فمنعهم ظهره، وإنّ الأنصار جاؤوا إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقالوا : إنّه كان لنا جمل نسني عليه، وإنّه استصعب علينا ومنعنا ظهره، وقد عطش الزرع والنخل، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): لأصحابه:قوموا، فقاموا، فدخل الحائط والجمل في ناحية، فمشى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نحوه، فقالت الأنصار: يا نبي اللّه، إنّه قد صار مثل الكلب الكلب، وإنّا نخاف عليك صولته، فقال: ليس علیّ منه بأس، فلمّا نظر الجمل إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أقبل نحوه حتّى خرّ ساجداً بين يديه، فأخذ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بناصيته أذل ما كانت قط حتّى أدخله في العمل، فقال له أصحابه: يا رسول اللّه، هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك، ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك، فقال: لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثمّ استقبلته فلحسته ما أدت حقه».(1)

1634 - [159/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو كامل - واسمه مظفر بن مدرك - حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس بن مالك:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان يصوم حتّى يقال : صام صام، ويفطر حتّى يقال: أفطر أفطر».

1635 - [160/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل وعفان قالا: حدّثنا حماد، عن موسى بن أنس، قال عفان في حديثه:قال حدّثنا حميد، عن موسى بن أنس بن مالك، عن أبيه قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لقد تركتم بالمدينة رجالاً ما سرتم من مسير ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه، قالوا: يا رسول اللّه، وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟

ص: 109


1- يسنون عليه: أي يستقون عليه.

قال: حبسهم العذر».

1636 -[ 161/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن شيخ لنا، عن أنس قال:

«نهى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن بيع النخل حتّى يزهو، والحب حتّى يفرك، وعن الثمار حتّى تطعم».

1637 -[162/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا سفيان، عمّن سمع أنس بن مالك يقول: قال النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا شغار في الإسلام، ولا حلف في الإسلام، ولا جلب، ولا جنب».(1)

1638 - [163/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثنتي أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن أبي عثمان، عن أنس قال:

«لما تزوج النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)و بين بلا أهدت إليه أم سليم حَيْساً في تور من حجارة، الا اون قال أنس : فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):فاذهب فادع من لقيت، فجعلوا يدخلون يأكلون ويخرجون، ووضع النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يده على الطعام ودعا فيه وقال ما شاء اللّه أن يقول، ولم أدع أحداً لقيته إلا دعوته، فأكلوا حتّى شبعوا وخرجوا، فبقيت طائفة منهم فأطالوا عليه الحديث، فجعل النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يستحي منهم أن يقول لهم شيئاً، فخرج وتركهم في البيت، فأنزل اللّه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامِ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلكِنْ إِذَا دُعيتُمْ فَادْخُلُوا )... حتى بلغ (لقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبهنَّ)(2)».(3)

ص: 110


1- الشغار: تقدم المعنى في هامش حديث 822 .والمراد بالجلب في الرهان: أن يأتي برجل يجلب على فرسه أي يصيح عليه حتى يسبق. والجنب:أن يجنب فرساً إلى فرسه حتى إذا فتر المركوب تحول إلى المحنوب.
2- سورة الأحزاب: 53.
3- الحيس: طعام يتخذ من تمر وسمن وأقط، يعجن كالخميرة.

1639-[163/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

«صبح رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)خيبر بكرة وقد خرجوا بالمساحي، فلمّا نظروا إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قالوا: محمّد والخميس، فرفع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يديه وقال: اللّه أكبر خربت خيبراً، إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين».(1)

1640 - [3 / 164] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر ، عن قتادة، عن أنس قال:

«لمّا أتى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)خيبر ، فوجدهم حين خرجوا إلى زروعهم ومعهم مساحيهم، فلمّا رأوه ومعه الجيش نكصوا فرجعوا إلى حصنهم ، فقال النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

اللّه أكبر، خربت خيبر، إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين».

1641 - [3 /164] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن قتادة، عن أنس:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أتى بالبراق ليلة أسري به مسر جاً ملجماً ليركبه، فاستصعب عليه، وقال له جبريل: ما يحملك على هذا، فو اللّه ما ركبك أحد قط أكرم على اللّه منه. قال: فأرفض عرقاً».(2)

1642 - [3 /164] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر،عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك قال:

«لم يكن أحد أشبه برسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)من الحسن بن علي وفاطمة صلوات اللّه عليهم أجمعين».

ص: 111


1- محمّد والخميس: يعني والجيش.
2- أرفض عرقاً: أي حرى عرقه وسال.

1643 -[3 / 164] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن قتادة في قوله: ﴿وَظِلٍّ مَمدُود)(1)عن أنس بن مالك: أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«إنّ في الجنّة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها».

قال :معمر وأخبرني محمّد بن زياد أنه سمع أبا هريرة يقوله عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، ويقول أبو هريرة: واقرؤوا إن ششتم: ﴿وَظِلِّ مَمدُودٍ)(2).

1644 - [3 / 165] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن قتادة، عن أنس:

«سأل أهل مكة النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) آية، فانشق القمر بمكة مرتين ،فقال : ( اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا كل آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر)(3)»

1645 - [3 / 165] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن ثابت ،عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه، ولا كان الحياء في شيء قط إلا زانه».

1646 - [3/ 165] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر ، عن الزهري ،عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا تحاسدوا، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا ،وكونوا عباد اللّه إخواناً، ولا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث».

1647 -[3/ 165] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن ثابت وقتادة، عن أنس وقتادة قال:

ص: 112


1- سورة الواقعة 30.
2- سورة الواقعة 30.
3- اقتباس من سورة القمر: 1-2 .

«نظر بعض أصحاب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وضوءاً فلم يجدوا، قال: فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): هاهنا ماء؟ قال: فرأيت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وضع يده في الإناء الذي فيه الماء، ثمّ قال: توضّؤوا بسم اللّه، فرأيت الماء يفور - يعني بين أصابعه - والقوم يتوضّؤون، حتّى توضّؤوا عن آخرهم، قال ثابت: قلت لأنس: كم تراهم كانوا؟ قال: نحواً من سبعين».

1648 - [167/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا عاصم الأحول، عن أنس قال:

«سألته عن القنوت أقبل الركوع أو بعد الركوع ؟ فقال : قبل الركوع، قال: قلت: فإنّهم يزعمون أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قنت بعد الرکوع،فقال:کذبوا ،انما قنت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)شهراً يدعوا على ناس قتلوا ناساً من أصحابه يقال لهم القرّاء».

1649 - [3 / 169] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، حدّثنا سليمان-يعني ابن المغيرة-عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: قلت: حدّثنا بشيء شهدته من هذه الأعاجيب لا تحدّثنا به عن غيرك، قال:

«صلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)الظهر، وقعد على المقاعد التي كان يأتيه عليها جبريل(علیه السلام)، قال : فجاء بلال فآذنه بصلاة العصر، فقال: من كان له أهل بعيد بالمدينة ليقضي حاجته ويصيب من الوضوء، وبقي ناس من المهاجرين ليس لهم أهلون بالمدينة، قال: فأتى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بقدح أروح في أسفله شيء من ماء، قال:فوضع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كفه في القدح فما وسعت كفه،فوضع أصابعه هؤلاء الأربع، ثمّ قال: ادنوا فتوضّؤوا، قال: فتوضّؤوا حتّى ما بقي منهم أحد إلا توضّأ،فقلنا:يا أبا حمزة،كم تراهم كانوا؟ قال: بين السبعين إلى الثمانين».

1650 - [169/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا زائدة، حدّثنا الأعمش قال: حدثت عن أنس، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنّه قال:

ص: 113

«أطول الناس أعناقاً يوم القيامة المؤذّنون».

1651 - [3/ 170] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر وروح قالا: حدّثنا سعيد ، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال : أن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«لا تواصلوا، فقيل: إنك تواصل يا رسول اللّه ؟! قال: إنّي لست كأحد منكم،إنّ ربي يطعمني ويسقيني».

1652 - [170/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا سعيد ، عن قتادة، عن أنس بن مالك:

«أنّ نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان بالزوراء، فأتى بإناء فيه ماء لا يغمر أصابعه، فأمر أصحابه أن يتوضّؤوا، فوضع كفه في الماء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه وأطراف أصابعه حتّى توضأ القوم، قال: فقلت لأنس: كم كنتم؟ قال: كنّا ثلثمائة».(1)

1653 - [171/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر وحجاج قالا : حدّثنا شعبة قال: سمعت هشام بن زيد بن أنس بن مالك قال:

«دخلت مع جدي أنس بن مالك دار الحكم بن أيوب، فإذا قوم قد نصبوا دجاجة يرمونها، فقال أنس : نهى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أن تُصبر البهائم».(2)

1654 - [3/ 171] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي التياح:أنّه سمع أنس بن مالك يحدّث:أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال لأبي ذر :

«اسمع وأطع ولو لحبشي كأنّ رأسه زبيبة».

1655 -[173/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة وحجاج قال: أنبأنا شعبة، عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك يحدّث قال: قال

ص: 114


1- الزوراء: اسم سوق بالمدينة.
2- تصبر البهائم :أي تحبس لترمى حتّى تموت.

رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«ما من نبي إلا وقد أنذر أمنه الأعور الكذاب، ألا إنه أعور وإنّ ربّكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كفر».

قال حجاج:كافر.

1656 - [3 /173] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا بهز، حدّثنا شعبة، عن قتادة ،عن أنس بن مالك: أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«لا تواصلوا، قالوا: إنك تواصل ؟! قال: إنكم لستم في ذلك مثلي، إني أظلّ - أو قال: أبيت-أطعم وأسقى».

1657 - [3 /174] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى قال:سمعت هلال بن أبي داود الحبطي أبا هشام قال: أخي هارون بن أبي داود حدّثني قال:

«أتيت أنس بن مالك، فقلت: يا أبا حمزة، إنّ المكان بعيد، ونحن يعجبنا أن نعودك ، فرفع رأسه فقال: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول: أيها رجل يعود مريضاً فإنّها يخوض في الرحمة، فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة، قال: فقلت: يا رسول اللّه ،هذا للصحيح الذي يعود المريض، فالمريض ماله؟ قال: مُحطّ عنه ذنوبه».

1658 - [3/ 175] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، حدّثنا ثابت، عن أنس:

«أنّ غلاماً يهودياً كان يضع للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وضوءه ويناوله نعليه، فمرض، فأتاه النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فدخل عليه وأبوه قاعد عند رأسه، فقال له النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): يا فلان قل لا إله إلا اللّه ، فنظر إلى أبيه،فسكت أبوه،فأعاد عليه النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فنظر إلى أبيه، فقال أبوه: أطع أبا القاسم،فقال الغلام: أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأنك رسول اللّه، فخرج النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وهو يقول: الحمد للّه الذي أخرجه بي من النار».

ص: 115

1659 - [3/ 175 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، حدّثنا ثابت ،عن أنس مثله.

يقول شير محمّد: روى ابن بابويه في المجلس 62 من أماليه بإسناد ذكره عن جابر، عن أبي جعفر(علیه السلام) قال: «كان غلام من اليهود يأتي النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) كثيراً حتّى استحبه ،وربما أرسله في حاجة، وربما كتب له الكتاب إلى قوم، فافتقده أياماً، فسأل عنه، فقال له قائل: تركته في آخر يوم من أيام الدنيا، فأتاه النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) في ناس من أصحابه، وكان بركة لا يكاد يكلّم أحداً إلا أجابه، فقال: يا فلان، ففتح عينيه وقال: لبيك يا أبا القاسم، قال إشهد أن لا إله إلا اللّه، وأني رسول اللّه، فنظر الغلام إلى أبيه، فلم يقل له شيئاً، ثمّ ناداه رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)الثانية، وقال له مثل قوله الأوّل، فالتفت الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئاً، ثمّ ناداه رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)الثالثة، فالتفت الغلام إلى أبيه، فقال أبوه: إن شئت فقل، وإن شئت فلا.

فقال الغلام :أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأنك محمّداً رسول اللّه، ومات مكانه.

فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) لأبيه : أخرج عنّا.

ثمّ قال لأصحابه: غسّلوه وكفّنوه واتوني به أصلّي عليه، ثمّ خرج وهو يقول: الحمد للّه الذي أنجى بي اليوم نسمة من النار».(1)

1660 - [3/ 175] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل وعفان قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس قال:

«حضرت الصلاة، فقام جيران المسجد إلى منازلهم يتوضّؤون، وبقي في المسجد ناس من المهاجرين ما بين السبعين إلى الثمانين، فدعا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بماء،

ص: 116


1- أمالي الصدوق: 481 .

فأتي بمخضب من حجارة فيه ماء، فوضع أصابع يده اليمنى في المخضب فجعل يصب عليهم وهم يتوضّؤون ويقول: توضّؤوا، حي على الوضوء، حتّى توضّؤوا جميعاً، وبقي فيه نحو مما كان فيه».(1)

1661 -[3 /175] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس:

«أنّ أصحاب النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قالوا للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : إنّا إذا كنّا عندك فحدّثتنا رقّت

قلوبنا، فإذا خرجنا من عندك عافنا النساء والصبيان وفعلنا وفعلنا، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : إنّ تلك الساعة لو تدومون عليها لصافحتكم الملائكة».

يقول شير محمد: روى ثقة الإسلام الكليني في أواخر كتاب الإيمان والكفر من ( الكافي ) في باب تنقل أحوال القلب بإسناد ذكره عن أبي جعفر(علیه السلام) في حديث:قال أبو جعفر(علیه السلام): «أما إنّ أصحاب محمّد (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قالوا يا رسول اللّه، نخاف علينا النفاق،قال: فقال : وكم تخافون ذلك؟ قالوا : إذا كنّا عندك فذكرتنا و رغبتنا وجلنا ونسينا الدنيا وزهدنا حتّى كأنّا نعاين الآخرة والجنّة والنار ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل يكاد أن نحول عن الحال التي كنّا عليها عندك، وحتّى كأنّا لم نكن على شيء ؟ أفتخاف علينا أن يكون ذلك نفاقاً ؟ فقال لهم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : كلا ، إنّ هذه خطوات الشيطان، فيرغبكم في الدنيا واللّه لو تدومون على الحالة التي وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملائكة ومشيتم على

الماء... الحديث».(2)

ص: 117


1- المخضب : إجانة تغسل فيها الثياب.
2- الكافي : 423/2.

وقد تقدم هذا الحديث في أحاديث أبي هريرة عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم). (1)

1662 - [3 / 176] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة وحجاج قال: حدّثني شعبة قال : سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك، عن النبي أنّه قال:

«لا يؤمن أحدكم حتّى يحب لأخيه - أو لجاره - ما يحب لنفسه».

ولم يشك حجاج.

1663 - [3 / 176] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، أنبأنا شعبة وحجاج قال : حدّثني شعبة قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس بن مالك:أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«إنّ الأنصار كرشي وعيبتي، وإنّ الناس سيكثرون ويقلّون، فاقبلوا من محسنهم، واعفوا عن مسيئهم. وقال حجاج: عن مسيهم».

1664 -[176/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة وحجاج قال: حدّثني شعبة قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إذا كان أحدكم في صلاة فإنّه يناجي ربه، فلا يبزقنّ- قال حجاج:يبصقنّ - بين يديه ولا عن يمينه ، ولكن عن شماله وتحت قدمه».

1665 - [3/ 177] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة وحجاج قال: حدّثني شعبة قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين».

ص: 118


1- مسند أحمد: 304/2.

1666 - [3/ 177] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت ،عن أنس:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان يلعق أصابعه الثلاث إذا أكل، وقال: إذا وقعت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، وليسلت أحدكم الصحفة، فإنكم لا تدرون أي طعامكم البركة».(1)

1667- [179/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن حميد قال:

«سُئل أنس عن صوم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)تطوعاً ؟ قال : كان يصوم حتّى نقول : لا يفطر، ويفطر حتّى نقول: لا يصوم».

1668 - [182/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا يحيى بن سعيد، عن حميد، عن أنس قال:

«سمع المسلمون ببدر وهو ينادي - يعني النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)- : يا أبا جهل بن هشام، يا شيبة بن ربيعة، يا عتبة بن ربيعة، يا أمية بن خلف، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً، قالوا: كيف تكلّم قوماً قد جيفوا - أو لا يستطيعون أن يجيبوا-؟ قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم».

1669 - [182/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى، عن حميد ، عن أنس قال:

«لمّا رجعنا من غزوة تبوك قال عليه الصلاة والسلام: إنّ بالمدينة أقواماً ما قطعتم وادياً ولا سرتم مسيراً إلا شركوكم فيه، قالوا: وهم بالمدينة؟ قال: حبسهم العذر».

1670 - [3/ 185] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، حدّثنا سليم بن حيان قال: سمعت مروان الأصفر يحدّث عن أنس:

ص: 119


1- وليسلت:السلانة:ما يؤخذ بالإصبع من جوانب القصعة لتتنظف.

«أنّ علياً قدم من اليمن، فقال له النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): بم أهللت؟ فقال: أهللت بما أهلّ به رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال : فإني لولا أنّ معي الهدي لأحللت».

1671 - [3/ 187] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا عبيدة، عن حميد الطويل قال:

«سُئل أنس بن مالك عن رفع الأيدي؟ فقال: قام إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يوم الجمعة بعض المسلمين، فقال: يا رسول اللّه ، قحط المطر ، وأجدبت الأرض، هلك المال، قال:فاستسقى، فرفع يديه حتّى رأيت بياض إبطيه، وما نرى في السماء سحابة، فقام فصلّى حتّى جعل يهم القريب الدار الرجوع إلى أهله من شدة المطر، قال: فمكثنا سبعاً، فلمّا كانت الجمعة، قالوا: يا رسول اللّه، تهدمت البيوت واحتبس الركبان، قال: فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):اللهم حوالينا ولا علينا، قال: فتكشفت عن المدينة».

1672 - [3/ 187] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبيدة بن حميد، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال:

«خرج نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فتلقته الأنصار بينهم، فقال: والذي نفس محمّد بيده إني لأحبكم، إنّ الأنصار قد قضوا ما عليهم وبقي الذي عليكم، فأحسنوا إلى محسنهم،وتجاوزا عن مسيئهم».

1673 - [3/ 188] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبيدة بن حميد، عن حميد، عن أنس قال:

«جاء النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إلى أم سليم، فقربت إليه سمناً وتمراً ، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أعيدوا سمنكم في سقائكم وتمركم في وعائكم، فإني صائم ثمّ قام فصلّى في ناحية البيت، فصلّينا بصلاته، ثمّ دعا لأم سليم وأهلها، ثمّ قالت أم سليم: يا رسول اللّه، إنّ لي خويصة، قال: وما هي؟ قالت:أنس، قال: فما ترك يومئذ من خير آخرة ولا دنيا إلا دعا به من قوله: اللهم ارزقه مالاً وولداً وبارك له فيهم، قال: فقال أنس: حدّثتني

ص: 120

ابنتي أنه دُفن من صلبي عشرون ومائة ونّيف، وإني لمن أكثر الأنصار مالا».(1)

1674 - [192/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، وحدّثنا أبو كامل قالا : حدّثنا حماد بن سلمة،عن قتادة، عن أنس:أن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان يقول:

«اللهم إني أعوذ بك من قول لأ يُسمَع، وعمل لأيُرفَع، وقلب لا يخشع، وعلم لا ينفع».

1675 -[192/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا بهز وحسن بن موسى قالا:حدّثنا حماد،حدّثنا قتادة،عن أنس قال: كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«اللهم إنّي أعوذ بك من البرص، والجنون، والجذام، ومن سيئ الأسقام».

1676 -[193/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا بهز، حدّثنا أبو هلال ،حدّثنا قتادة،عن أنس قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل، قالوا:يا رسول اللّه، كيف يستعجل ؟ قال :يقول: دعوت ربي فلم يستجب لي».

1677 -[3 / 194] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بهز وعفان قالا : حدّثنا سليمان، وحدّثنا هاشم، أنبأنا سليمان بن المغيرة، قال عفان، حدّثنا ثابت، حدّثنا أنس قال:

«قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):ولد لي الليلة غلام فسميته بإسم أبي إبراهيم، قال: ثمّ دفعه إلى أم سيف امرأة قين... إلى أن قال: قال أنس: فلقد رأيته بين يدي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وهو يكيد بنفسه، قال: فدمعت عينا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال: قال رسول اللّه:تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، واللّه إنّا بك يا إبراهيم لمحزونون».

1678 - [194/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، حدّثنا حجاج، قال:

ص: 121


1- خويصة:أي أنس الذي يختص بخدمتك وصغرته لصغره يومئذ.

حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت قال: قالى أنس:

«إني لقاعد عند المنبر يوم الجمعة ورسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يخطب إذ قال بعض أهل المسجد:يا رسول اللّه ،حبس المطر، هلكت المواشي، ادع اللّه أن يسقينا، قال أنس: فرفع يديه رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وما أرى في السماء من سحاب، فالف بين السحاب - قال حجاج: فألف اللّه بين السحاب - فوألنا - قال :حجاج سعينا - حتّى رأيت الرجل الشديد تهمه نفسه أن يأتي أهله، فمطرنا سبعاً، وخرج رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يخطب في الجمعة المقبلة، إذ قال بعض أهل المسجد:يا رسول اللّه ، تهدّمت البيوت، حبس السّفار،ادع اللّه أن يرفعها عنّا، قال:فرفع يديه، فقال: اللهم حوالينا ولا علينا، قال: فتقوّر ما فوق رأسنا منها حتّى كأنا في إكليل يمطر ما حولنا ولا نمطر».(1)

1679 - [3/ 198] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا زيد بن الحباب قال: أخبرني على بن مسعدة الباهلي قال: حدّثنا قتادة ،عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه، ولا يدخل رجل الجنّة لا يأمن جاره بوائقه».

يقول شير محمد: ذكر أمير المؤمنين(علیه السلام)هذا الحديث في خطبة أوّلها: «انتفعوا ببيان اللّه، واتعظوا بمواعظ اللّه ...». أوردها السيّد الرضي في أواسط نهج البلاغة تقريباً، إلى ... قوله : لسانه.(2)

1680 - [199/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق قال: أنبأنا عبد اللّه، أنبأنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

ص: 122


1- وأنا : أي لجأنا. السفار المسافرين. فتقور: أي صار مدور.
2- نهج البلاغة : 90/2.

«أمرت أن أقاتل الناس حتّى يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه، فإذا شهدوا واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلّوا صلاتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، لهم ما للمسلمين، وعليهم ما عليهم».

1681 - [200/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا حميد، عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)انفكت قدمه، فقعد في مشربة له درجتها من جذوع، وآلى من نسائه شهراً، فأتاه أصحابه يعودونه، فصلّى بهم قاعداً وهم قيام، فلمّا حضرت الصلاة الأخرى قال لهم: ائتموا بإمامكم ، فإذا صلّى قائماً فصلّوا قياماً، وإن صلّى قاعداً فصلّوا معه قعوداً. قال: ونزل في تسع وعشرين، قالوا: يا رسول اللّه، إنك آليت شهراً! قال: الشهر تسع وعشرون».(1)

1682 - [201/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يزيد، أنبأنا حميد، عن أنس قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا تقوم الساعة حتّى لا يقال في الأرض :اللّه اللّه».

1683 - [201/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا زيد، أنبأنا هشام، عن يحيى - يعني ابن أبي كثير - عن أنس بن مالك:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان إذا أفطر عند أناس قال : أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة».

1684 - [203/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا حماد بن سلمة،

ص: 123


1- انفكت قدمه :الفك نوع من الوهن والخلع، وانفك العظم انتقل من مفصله، يقال: فككت الشيء أبنت بعضه من بعض. مشربة: بفتح الميم وبالشين المعجمة وبضم الراء وفتحها وهي الغرفة. وقيل: كالخزانة فيها الطعام والشراب ولهذا سميت مشربة، فإن المشربة بفتح الراء فقط هي الموضع الذي يشرب منه الناس.

عن ثابت عن أنس قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا رفع رأسه من الركوع قام حتّى نقول: قد أوهم، وإذا رفع رأسه من السجدة جلس بين السجدتين حتّى نقول: قد أوهم».

1685 - [206/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا حسين المعلم، عن قتادة ،عن أنس بن مالك : أنّ نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال :

«والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتّى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير».

1686 - [207/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا شيبان، حدّثنا قتادة عن أنس بن مالك:

«أنّ أهل مكة سألوا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أن يريهم آية ؟ فأراهم انشقاق القمر مرتين.

1687 - [3 / 209] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا جرير بن حازم، عن سلم العلوي، عن أنس بن مالك قال:

«كنت أخدم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فكنت أدخل عليه بغير إذن، فجئت ذات يوم فدخلت عليه، فقال: يا بني، إنّه قد حدث أمر، فلا تدخل علیّ إلا بإذن».

1688 - [210/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا سليمان، حدّثنا شعبة، حدّثنا قتادة عن أنس بن مالك : أن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«يقول اللّه : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني».

1689 -[212/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد وعفان قالا: حدّثنا حماد المعني، عن سماك، عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بعث ببراءة مع أبي بكر الصديق، فلمّا بلغ ذا الحليفة، قال عفان: لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي، فبعث بها مع علي».

1690 -[213/3] حدّثنا عبد اللّه ، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا

ص: 124

بسطام بن حريث، عن أشعث الحراني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي».

1691 - [213/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا عمّار أبو هاشم صاحب الزعفراني، عن أنس بن مالك:

«أنّ فاطمة ناولت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كسرة من خبز شعير، فقال: هذا أوّل طعام أكله أبوك من ثلاثة أيام».

يقول شير محمّد: هذا الحديث أورده الصدوق في كتاب (عيون أخبار الرضاعلیه السلام)، ورواه بالأسانيد الثلاثة عن الرضا، عن آبائه ،عن علي(علیه السلام) قال: «كنّا مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في حفر الخندق إذ جاءته فاطمة ومعها كسرة خبز، فدفعتها إلى النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)... إلى أن قال: فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : أما إنّه أوّل طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث».(1)

وأورده أمين الإسلام الطبرسي في صحيفة الرضا(علیه السلام). (2)

1692 -[213/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثناعمر بن إبراهيم، حدّثنا قتادة، عن أنس:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:للّه أشد فرحاً بتوبة عبد من أحدكم أن يسقط على بعيره وقد أضله بأرض فلاة».

وحدّث بذلك شهر، عن أبي هريرة.

1693 - [3/ 215] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن بكر قال:أنبأنا سعيد ، عن قتادة ،عن أنس قال:

ص: 125


1- عيون أخبار الرضا ال: 43/1.
2- صحيفة الرضا (علیه السلام) 237 ، وأمين الإسلام الطيرسي هو راو للصحيفة.

«أتي النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بإناء فيه ماء قدر ما يغمر أصابعه - أو لا يغمر أصابعه شك سعيد- فجعلوا يتوضّؤون والماء ينبع من بين أصابعه، قال: قلنا لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلثمائة».

1694 - [3/ 215] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن بكر، أنبأنا سعيد عن قتادة، عن أنس، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال :

«تسحّروا، فإنّ في السحور بركة».

1695 - [3 / 215] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي، حدّثنا عبد اللّه بن يزيد، حدّثنا سعيد - يعني ابن أبي أيوب-قال: حدّثني الضحاك بن شرحبيل، عن أعين البصري، عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من ترك مالاً فلأهله، ومن ترك ديناً فعلى اللّه وعلى رسوله».

1696 - [216/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حزم قال:سمعت الحسن يقول: حدّثنا أنس بن مالك:

«أن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)خرج ذات يوم لبعض مخارجه ومعه ناس من أصحابه،فانطلقوا يسيرون، فحضرت الصلاة فلم يجد القوم ماء يتوضّؤون به، فقالوا: يا رسول اللّه، واللّه ما نجد ما نتوضّأ به، ورأى في وجوه أصحابه كراهية ذلك،فانطلق رجل من القوم فجاء بقدح من ماء يسير،فأخذ نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فتوضأ منه، ثمّ مد أصابعه الأربعة على القدح، ثمّ قال: هلموا فتوضّؤوا ، فتوضأ القوم حتّى أبلغوا فيما يريدون. قال: سُئل كم بلغوا؟ قال: سبعين، أو نحو ذلك».

1697 - [3/ 217] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أنس بن عياض، حدّثني يوسف بن أبي بردة الأنصاري، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، عن أنس بن مالك أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«ما من معمر يعمّر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف اللّه عنه ثلاثة أنواع من

ص: 126

البلاء:الجنون، والجذام، والبرص، فإذا بلغ خمسين سنة ليّن اللّه عليه الحساب، فإذا بلغ ستين رزقه اللّه الإنابة إليه بما يحب، فإذا بلغ سبعين سنة أحبه اللّه وأحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين قبل اللّه حسناته وتجاوز عن سيئاته، فإذا بلغ تسعين غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وسمي أسير اللّه في أرضه، وشفع لأهل بيته».

يقول شير محمد:أورده ابن بابويه في كتاب ( الخصال ) في أبواب الأربعين، ورواه بإسنادين آخرين عن أنس، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم). ورواه بإسناد ذكره عن الصادق(علیه السلام)،عن آبائه،عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بأدنى اختلاف .(1)

وأورده ثقة الإسلام الكليني في كتاب الروضة من الكافي في الخمس الثاني منه بإسناد ذكره عن أبي عبد اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) .(2)

1698 - [3/ 218] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا جعفر بن عون قال:أنبأنا مسعر، عن قتادة،عن أنس قال: قال - يعني(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا تواصلوا، قالوا: فإنك تواصل! قال: فإني لست كأحدكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني».

1699 - [218/3] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، أنبأنا سعيد - يعني ابن سعد - قال : أخبرني أنس بن مالك قال:

«بعثني أبو طلحة إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) لأدعوه وقد جعل له طعاماً، فأقبلت ورسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)مع الناس، قال فنظر إلیّ فاستحييت، فقلت: أجب أبا طلحة، فقال للناس: قوموا، فقال أبو طلحة: يا رسول اللّه، إنما صنعت شيئاً لك، قال: فمسّها رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ودعا فيها بالبركة، ثمّ قال: أدخل نفراً من أصحابي عشرة، فقال:

ص: 127


1- الخصال: 545-547.
2- الكافي : 107/8.

كلوا، فأكلوا حتّى شبعوا وخرجوا، وقال: أدخل عشرة،فأكلوا حتّى شبعوا، فما زال يدخل عشرة ويخرج عشرة حتّى لم يبق منهم أحد إلا دخل فأكل حتّى شبع، ثمّ هيأها فإذا هي مثلها حين أكلوا منها».

1700 - [3/ 218] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا شعبة قال: سمعت هشام بن زيد قال:سمعت أنس بن مالك يحدّث:

«أنّ يهودية جعلت سماً في لحم، ثمّ أتت به رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فأكل منه رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال : إنها جعلت فيه سماً ، قالوا يا رسول اللّه ألا نقتلها؟ قال: لا، قال: فجعلت أعرف ذلك في لهوات رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

1701 - [219/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حماد، عن ثابت عن أنس:

«أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)شاور الناس يوم بدر ،فتكلّم أبو بكر فأعرض عنه،ثمّتکلم عمر فأعرض عنه، فقالت الأنصار : يا رسول اللّه، إيّانا تريد، فقال المقداد بن الأسود:يا رسول اللّه، والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادنا إلى برك الغماد فعلنا، فشأنك يا رسول اللّه، فندب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أصحابه، فانطلق حتّى نزل بدراً، وجاءت روايا قريش وفيهم غلام لبني الحجاج أسود، فأخذه أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فسألوه عن أبي سفيان وأصحابه، فقال: أمّا أبو سفيان فليس لي به علم، ولكن هذه قريش وأبو جهل وأمية بن خلف قد جاءت، فيضربونه، فإذا ضربوه قال: نعم، هذا أبو سفيان، فإذا تركوه فسألوه عن أبي سفيان فقال: ما لي بأبي سفيان من علم، ولكن هذه قريش قد جاءت - ورسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يصلّي-فانصرف، فقال: إنكم لتضربونه إذا صدقكم، وتدعونه إذا كذبكم. وقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بیده فوضعه، فقال: هذا مصرع فلان

ص: 128

غداً، وهذا مصرع فلان غداً إن شاء اللّه تعالى، فالتقوا فهزمهم اللّه ، فو اللّه ما أماط رجل منهم عن الموضع كفي النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).

قال:فخرج إليهم النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بعد ثلاثة أيام وقد جيفوا، فقال:يا أبا جهل،يا عتبة، يا شيبة، يا أمية، قد وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقاً، فقال له عمر: يا رسول اللّه ،تدعوهم بعد ثلاثة أيام وقد جيفوا؟! فقال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، غير أنّهم لا يستطيعون جواباً، فأمر بهم فجروا بأرجلهم فألقوا في قليب بدر».(1)

1702-[220/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حيث بلغه إقبال أبي سفيان، قال: فتكلّم أبو بكر فأعرض عنه، ثمّ تكلّم عمر فأعرض، فقال سعد بن عبادة:إيّانا تريد يا رسول اللّه،والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحار لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد، قال: فذكر عفان نحو حديث عبد الصمد إلى قوله : فما أماط أحدهم عن موضع يد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

1703-[220/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو جعفر المدائني - وهو محمّد بن جعفر - حدّثنا عباد بن العوام، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن المنكدر، عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

ص: 129


1- قوله أن تخفيضها: أي الخيل وهو بالخاء المعجمة بعدها مثناة تحتية ثم ضاد معجمة، قال في القاموس : خاض الماء يخوضه خوضاً وخياضاً دخله كخوضه واختاضه وبالفرس أورده كأخاضه انتهى .قوله برك بكسر الباء الموحدة وفتحها مع سكون الراء، والغماد بغين معجمة مثلثة كما في القاموس : وهو موضع في ساحل البحر بينه وبين جدة عشرة أميال وهو البندر القدم. وحكى صاحب القاموس عن ابن عليم في الباهر أنه أقصى معمور الأرض.(نيل الأوطار : 46/8 ) .

«إنّ أمام الدجال سنين خدّاعة، يُكذِّب فيها الصادق، ويُصدَّق فيها الكاذب، ويُخوّن فيها الأمين، ويُؤتمن فيها الخائن، ويتكلّم فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الفويسق يتكلم في أمر العامة».

1704 - [220/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا عثمان بن محمّد بن أبي شيبة،قال أبو عبد الرحمن، وسمعته أنا من عثمان قال:حدّثني عبد اللّه بن إدريس،عن محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن دينار قال: سمعت أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«إنّ بين يدي الساعة سنين... فذكر الحديث ».

1705 - [221/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد اللّه بن الحارث قال: حدّثني سلمة بن وردان:أنّ أنس بن مالك صاحب النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حدثه :

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)سأل رجلاً من صحابته فقال: أي فلان ،هل تزوّجت؟ قال: لا، وليس عندي ما أتزوج به، قال: أليس معك ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)؟ قال: بلى،قال:ربع القرآن، قال:أليس معك ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ)؟ قال:بلى،قال:ربع القرآن، قال: أليس معك(إذَا زُلزلت الأَرْضُ)؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك(إذَا جَاءَ نَصْرُ اللّهِ)؟قال:بلى،قال:ربع القرآن،قال:أليس معك آية الكرسي(اللّهُ لَا إِلَهَ إَلَّاهُوَ)؟قال:بلى،قال:ربع القرآن، قال: تزوّج تزوّج تزوّج-ثلاث مرات-».

يقول شير محمد: روى الصدوق محمّد بن بابويه في كتاب ( عيون أخبار الرضا علیه السلام) في الباب 31 بالأسانيد الثلاثة، عن علي بن موسى الرضا، عن آبائه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): «من قرأ سورة إذا زلزلت الأرض أربع مرات كان كمن قرأ القرآن كله».(1)

ص: 130


1- عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 41.

وأورده الطبرسي في صحيفة الرضا(علیه السلام)ص: 228.(1)

1706 - [3 /224] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو اليمان، حدّثنا صفوان بن عمرو ،عن عثمان بن جابر ، عن أنس بن مالك، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«الحرب خدعة».

1707 - [3 /224] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق والحسن بن يحيى قالا: حدّثنا عبد اللّه - يعني ابن المبارك قال: أنبأنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك: أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«أُمرت أن أقاتل الناس حتّى يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه، فإذا شهدوا أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلّوا صلاتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم».

1708 - [3/ 225] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن مصعب، حدّثنا الأوزاعي،عن أيوب بن موسى، عن عبد اللّه بن عمير، عن ثابت عن أنس قال:

«إنّا عند ثفنات ناقة رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حين قال: لبيك بحجّة وعمرة معاً وذلك في حجّة الوداع».

1709 - [3/ 225] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو المغيرة، عن معان بن رفاعة قال: حدّثني عبد الوهاب بن بخت المكي، عن أنس بن مالك، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«نضّر اللّه عبداً سمع مقالتي هذه فحملها ، فُربّ حامل الفقه فيه غير فقيه، ورُبّ حامل الفقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغلّ عليهنّ صدر مسلم: إخلاص العمل

ص: 131


1- صحيفة الرضا(علیه السلامم)228 ، وأمين الإسلام الطيرسي هو راو للصحيفة.

اللّه ، ومناصحة أولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم».

يقول شير محمّد: روى ثقة الإسلام في كتاب الحجّة من الكافي في باب ما أمر به النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم بإسناد ذكره عن رجل من قريش من أهل مكة قال:«قال سفيان الثوري: اذهب بنا إلى جعفر بن محمّد، قال: فذهبت معه إليه، فوجدناه قد ركب دابته، فقال له سفيان:يا أبا عبد اللّه حدّثنا بحديث خطبة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في مسجد الخيف، قال: دعني حتّى أذهب في حاجتي، فإني قد ركبت، فإذا جئت حدّثتك، فقال: أسألك بقرابتك من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) لما حدّثتني، قال: فنزل، فقال له سفیان:مر لي بدواة وقرطاس حتّى اثبته، فدعا به،ثمّ قال:اكتب:بسم اللّه الرحمن الرحيم، خطبة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في مسجد الخيف: نضّر اللّه عبداً سمع مقالتي فوعاها، وبلغها من لم تبلغه ،يا أيها الناس ليبلّغ الشاهد الغائب، فرُبّ حامل فقه ليس بفقيه، ورُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل اللّه، والنصيحة لائمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم، المؤمنون إخوة تتكافى دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم. فكتبه سفيان ثمّ عرضه عليه، وركب أبو عبد اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وجئت أنا وسفيان، فلمّا كنّا في بعض الطريق قال لي : كما أنت حتّى أنظر في هذا الحديث، قلت له : قد واللّه ألزم أبو عبد اللّه رقبتك شيئاً لا يذهب من رقبتك أبداً،فقال: وأي شيء ذلك؟فقلت له:ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب امرئ مسلم:إخلاص العمل اللّه قد عرفناه، والنصيحة لائمة المسلمين ،من هؤلاء الأئمة الذين يجب علينا نصيحتهم؟ معاوية بن أبي سفيان ویزید بن معاوية ومروان بن الحكم، وكل من لا تجوز الصلاة خلفهم؟ وقوله : واللزوم الجماعتهم فأيّ الجماعة؟ مرجئ يقول: من لم يصلِّ ولم يصم ولم يغتسل من

ص: 132

جنابة وهدم الكعبة ونكح أمه فهو على إيمان جبرئيل وميكائيل؟ أو قدري يقول : لا يكون ما شاء اللّه ويكون ما شاء إبليس ؟ أو حروري يتبرأ من علي بن أبي طالب وشهد عليه بالكفر؟ أو جهمي يقول: إنّما هي معرفة اللّه وحده ليس الإيمان شيء غيرها ؟!! قال: ويحك وأيّ شيء يقولون ؟ فقلت : يقولون إنّ علي بن أبي طالب اللّه (علیه السلام)واللّه الإمام الذي وجب علينا نصيحته، ولزوم جماعتهم:أهل بيته، قال: فأخذ الكتاب فخرقه، ثمّ قال: لا تخبر بها أحداً».(1)

يقول شير محمّد:ذكر ابن أبي الحديد في الجزء التاسع من شرح النهج ص 449 طبع ما هذا لفظه:واعلم أنّ أمير المؤمنين(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لو فخر بنفسه، وبالغ في تعديد مناقبه وفضائله بفصاحته التي آتاه اللّه تعالى إيّاها واختصه بها، وساعده على ذلك فصحاء العرب كافة، لم يبلغوا إلى معشار ما نطق به الرسول الصادق صلوات اللّه عليه في أمره ، ... إلى أن قال: وأنا أذكر من ذلك شيئاً يسيراً مما رواه علماء الحديث الذين لا يتهمون فيه، وجلّهم قائلون بتفضيل غيره عليه، فروايتهم فضائله توجب سكون النفس مالا يوجبه رواية غيرهم... إلى أن قال: الخير الثاني عشر:

«من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنّة عدن التي غرسها ربي،فليوال علياً من بعدي،وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنّهم عترت، خلقوا من طينتي،ورزقوا فهماً وعلماً ، فويل للمكذبين من أمتي ! القاطعين فيهم صلتي، لا أنا لهم اللّه شفاعتي. ذكره صاحب الحلية أيضاً».(2)

1710 - [3/ 225] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بشر بن شعيب قال: حدّثني أبي، عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك: أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

ص: 133


1- الكافي : 403/1 .
2- شرح نهج البلاغة: 170/9.

«إنّ في حوضي من الأباريق عدد نجوم السماء».

1711 - [3 /226] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا هاشم ،حدّثنا محمّد بن عبد اللّه العمي، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا يلج حائط القدس مدمن خمر، ولا العاق لوالديه، ولا المنّان عطاءه».

1712 - [226/3] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا هاشم،حدّثنا المبارك، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا خطب يوم الجمعة يسند ظهره إلى خشبة،فلمّا كثر الناس، قال:ابنوا لي منبراً أراد أن يسمعهم، فبنوا له عتبتين، فتحول من الخشبة إلى المنبر، قال: فأخبرني أنس بن مالك أنّه سمع الخشبة تحن حنين الوالد، قال: فما زالت تحن حتّى نزل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن المنبر، فمشى إليها فاحتضنها فسكنت».

1713 - [226/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا هاشم،حدّثنا عبد العزيز-يعني ابن أبي سلمة - عن عمرو بن أبي عمرو،عن أنس قال

«کان النبی(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)یقول:اللهم انی اعوذ بک من الهم،والحزن،والعجز،والکسل،والبخل،

والجین،وضلع الدین،وغلبة الرجال».

1714 - [229/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن حيان-وهو أبو خالد الأحمر - عن حميد، عن أنس قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقبل علينا بوجهه قبل أن يكبر، فيقول: تراصوا واعتدلوا، فإني أراكم من وراء ظهري».

1715-[229/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حماد-يعني ابن سلمة-عن ثابت، عن أنس:

«أنّ رقية لمّا ماتت قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): لا يدخل القبر قارف أهله، فلم

ص: 134

يدخل عثمان بن عفان القبر » .(1)

1716-[229/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يونس، حدّثنا حزم عن میمون بن سیاه قال: سمعت أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من أحب أن يمد له في عمره وأن يزاد له في رزقه فليبر والديه، وليصل رحمه».

1717 - [3/ 230] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه :

«من يرد اللّه به خيراً استعمله، قالوا: يا رسول اللّه ،ما استعماله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته».

1718 - [3 / 232] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عاصم، أنبأنا حصين بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أنس بن مالك قال:

«أتى أبو طلحة بمدّين من شعير، فأمر به فصنع طعاماً، ثمّ قال لي: يا أنس، انطلق ائت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فادعه، وقد تعلم ما عندنا، قال: فأتيت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وأصحابه عنده، فقلت: إنّ أبا طلحة يدعوك إلى طعامه، فقام، وقال للناس: قوموا، فقاموا، فجئت أمشي بين يديه حتّى دخلت على أبي طلحة فأخبرته، قال:فضحتنا، قلت: إني لم أستطع أن أرد على رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أمره ، فلمّا انتهى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إلى الباب قال لهم: اقعدوا ودخل عاشر عشرة، فلمّا دخل أتى بالطعام، فتناول فأكل وأكل معه القوم حتّى شبعوا، ثمّ قال لهم: قوموا وليدخل عشرة مكانكم حتّى دخل القوم كلهم وأكلوا، قال: قلت: كم كانوا ؟ قال: كانوا نيفاً وثمانين، قال: وفضل لأهل البيت ما أشبعهم».

1719 - [3/ 238] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سريج بن النعمان، حدّثنا أبو عبيدة - يعني عبد المؤمن بن عبيد اللّه السدوسي - حدّثني أخشم السدوسي قال:

ص: 135


1- قارف:أي قارب ودانا.

دخلت على أنس بن مالك ،قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«والذي نفسي بيده - أو قال: والذي نفس محمّد بيده-لو أخطأتم حتّى تملاً خطاياكم ما بين السماء والأرض ثمّ استغفرتم اللّه لغفر لكم، والذي نفس محمّد بيده - أو والذي نفسي بيده - لو لم تخطئوا لجاء اللّه بقوم يخطئون ثمّ يستغفرون اللّه فيغفر لهم».

يقول شير محمّد: روى ثقة الإسلام الكليني في أواخر كتاب الإيمان والكفر من الكافي في باب تنقل أحوال القلب بإسناد ذكره عن أبي جعفر(علیه السلام)في حديث، قال أبو جعفر(علیه السلام):«أما إنّ أصحاب محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قالوا:يا رسول اللّه نخاف علينا النفاق... إلى أن قال: فقال لهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):كلا،إنّ هذه خطوات الشيطان... إلى أن قال: ولو لا أنكم تذنبون فتستغفرون اللّه لخلق اللّه خلقاً حتّى يذنبوا، ثمّ يستغفروا اللّه فيغفر الله لهم... الحديث».(1)

1720 - [239/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا عمارة، حدّثنا زياد النميري قال: حدّثني أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان إذا علا نشزاً من الأرض قال: اللهم لك الشرف على كل شرف، ولك الحمد على كل حال».

1721 - [241/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، عن حميد، عن أنس:

«أنّ رجلاً قال للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): يا سيّدنا وابن سيّدنا، ويا خيرنا وابن خيرنا، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمّد بن عبد اللّه ورسول اللّه،واللّه ما أحب أن ترفعوني فوق ما رفعني اللّه».

1722 - [241/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثناه الأشيب، عن حماد، عن

ص: 136


1- الكافي : 424/2 .

ثابت،عن أنس وعفان، حدّثنا حماد، حدّثنا ثابت:

«ولا يستجر تنكم الشيطان».

1723 - [241/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، حدّثنا ثابت، عن أنس بن مالك:

«أنّ اليهود دخلوا على النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقالوا: السام عليك، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): السام عليكم، فقالت عائشة: السام عليكم يا إخوان القردة والخنازير ولعنة اللّه وغضبه، فقال:يا عائشة ،مه، فقالت: يا رسول اللّه، أما سمعت ما قالوا؟ قال: أوما سمعت ما رددت عليهم؟ يا عائشة، لم يدخل الرفق في شيء إلا زانه، ولم ينزع من شيء إلا شانه».

يقول شير محمّد : هذا الحديث أورده الكليني في كتاب العشرة من الكافي في باب التسليم على أهل الملل، ورواه بإسناد ذكره عن أبي جعفر(علیه السلام)باختلاف يسير.(1)

1724 - [3 / 241] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، حدّثنا ثابت، عن أنس:

«أنّ نفراً من أصحاب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال بعضهم: لا أتزوج، وقال بعضهم: أصلّي ولا أنام، وقال بعضهم: أصوم ولا أفطر، فبلغ ذلك النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقال: ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس منی».

يقول شير محمّد: روى علي بن إبراهيم القمي في تفسير قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَات مَا أحَلَّ اللّهُ لَكُمْ)(2)بإسناد ذكره عن أبي عبد اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال: «نزلت

ص: 137


1- الكافي: 648/2 .
2- سورة المائدة: 87.

هذه الآية في أمير المؤمنين(علیه السلام)وبلال وعثمان بن مظعون،فأمّا أمير المؤمنين(علیه السلام)فحلف أن لا ينام بالليل أبداً، وأمّا بلال فإنّه حلف أن لا يفطر بالنهار أبداً، وأما عثمان بن مظعون فإنّه حلف أن لا ينكح أبداً ... إلى أن قال: فلمّا دخل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أخبرته عائشة بذلك، فخرج فنادى الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فصعد المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: ما بال أقوام يحرّمون على أنفسهم الطيبات،ألا إني أنام بالليل وأنكح وأفطر بالنهار، فمن رغب عن سنتي فليس مني... الحديث».(1)

1725 - [242/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا عمارة بن زاذان، حدّثنا ثابت، عن أنس بن مالك:

«أنّ ملك المطر استأذن ربه أن يأتي النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فأذن له، فقال لأم سلمة: أملكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد، قال: وجاء الحسين ليدخل فمنعته، فوثب فدخل،فجعل يقعد على ظهر النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وعلى منكبه وعلى عاتقه، قال: فقال الملك للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أتحبه؟ قال: نعم، قال: أما إنّ أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه، فضرب بيده فجاء بطينة حمراء، فأخذتها أم سلمة فصرّتها في خمارها».

قال: قال ثابت: بلغنا أنها كربلاء.

1726 -[242/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، حدّثنا سالم، عن أنس: أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أهل أبيات من جيرانه الأدنين إلا قال: قد قبلت علمكم فيه، وغفرت له ما لا تعلمون».

1727 -[243/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا سريج،حدّثنا سهيل أخو حزم بن أبي حزم القطعي قال: حدّثني ثابت البناني قال : سمعت أنس بن مالك يقول:

ص: 138


1- تفسير القمي: 179/1.

«سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قرأ هذه الآية : ( وما تشاؤن إلا أن يشاء اللّه هو أهل التقوى وأهل المغفرة )(1)، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): يقول ربكم : أنا أهل أن أتقى أن يجعل معي إلهاً آخر، ومن انقى أن يجعل معي إلهاً آخر فهو أهل لأن أغفر له».

1728 - [3 / 245] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عفان، [حدّثنا خلف بن خليفة، قال أبي : وقد رأيت خلف بن خليفة وقد قال له :إنسان يا أبا أحمد، حدّثك محارب بن دثار؟ قال أبي : فلم أفهم كلامه، كان قد كبر فتركته، حدّثنا حفص ]، عن أنس بن مالك قال:

«كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يأمر بالباءة، وينهى عن التبتل نهياً شديداً، ويقول: تزوّجوا الودود الولود، إنّي مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة».(2)

1729 - [259/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس:

«أنّ ناساً سألوا أزواج النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن عبادته في السر ، قال : فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: ما بال أقوام يسألون عمّا أصنع، أمّا أنا فأصلّي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني». 1730 - [259/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى الفجر فيقول: الصلاة يا أهل البيت،(إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْت وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهيراً)(3).

ص: 139


1- في سورة المدثر آية 56 كذا: ﴿وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ . )
2- الباءة: تقدم المعنى في هامش حديث 1632.والتبتل:تقدم المعنى في هامش حدیث 979 ، وما بين المعقوفتين ليس في الأصل أشار إليه المؤلف باختصار.
3- سورة الأحزاب 33.

1731 -[ 261/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين، [حدّثنا شعبة، عن عبد اللّه بن المختار قال: سمعت موسى ]بن أنس قال :-وربما قعدنا إليه أنا وهو - قال: وكان من فتياننا أحدث مني سناً يحدّث عن أنس:

«أنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) أمّ أنساً وامرأة، فجعل أنساً عن يمينه والمرأة خلفهما».(1)

1732 -[261/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين حدّثنا جرير، عن محمّد، عن أنس قال:

«أتى عبيد اللّه بن زياد برأس الحسين رضي اللّه تعالى عنه، فجعل في طست، فجعل ينكث عليه وقال في حُسنه شيئاً، فقال أنس: إنّه كان أشبههم برسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ، وكان مخضوباً بالوسمة».

يقول شير محمد: روى ثقة الإسلام الكليني في كتاب الزي والتجمل من الكافي في باب السواد والوسمة بإسنادين عن أبي عبد اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال : قتل الحسين صلوات اللّه عليه وهو مختضب بالوسمة. وفي رواية لأبي بكر الحضرمي : قد قتل الحسين(علیه السلام)[وهو مختضب بالموسمة ].(2)

1733 -[3 / 262] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد التيمي ،حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إنّ موسى بن عمران(علیه السلام)كان إذا أراد أن يدخل الماء لم يلق ثوبه حتّى يواري عورته في الماء».

1734 - [3/ 265] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا معاوية بن عمرو، حدّثنا زائدة، حدّثنا عمرو بن عبد اللّه بن وهب، حدّثنا زيد العمى، عن أنس بن مالك عن

ص: 140


1- وما بين المعقوفتين ليس في الأصل.
2- الكافي: 483/6 ، ما بين المعقوفتين ليس في الأصل.

النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«من توضّأ فأحسن الوضوء ثمّ قال ثلاث مرات: أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله، فتحت له من الجنّة ثمانية أبواب من أيها شاء دخل».

1735 - [3/ 265] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد بن حسان قال: أنبأنا عمارة - يعني ابن زاذان -عن ثابت، عن أنس قال:

«استأذن ملك المطر أن يأتي النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فأذن له، فقال لأم سلمة: احفظي علينا الباب لا يدخل أحد، فجاء الحسين بن علي رضي اللّه تعالى عنهما، فوثب حتّى دخل، فجعل يصعد على منكب النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فقال له الملك: أتحبه؟ قال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): نعم، قال: فإنّ أمتك تقتله، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه، قال: فضرب بيده فأراه تراباً أحمر، فأخذت أم سلمة ذلك التراب فصرّته في طرف ثوبها. قال: فكنّا نسمع يُقتل بكربلاء».

1736 - [3/ 265]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي،حدّثنا سلمة بن الفضل قال: حدّثني محمّد بن إسحاق، عن عبد العزيز بن مسلم ،عن عاصم، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، عن أنس بن مالك قال:

«مرّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بأبي عياش زيد بن صامت الزرقي وهو يصلّي، وهو يقول: اللهم إني أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلا أنت، يا منّان، يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): لقد دعا اللّه باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى».

1737 -[3/ 267] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا علي بن عبد اللّه، حدّثنا معتمر قال: سمعت حميداً حدّث قال:

ص: 141

«سُئل أنس عن الحجامة للمحرم ؟ فقال : احتجم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)من وجع كان به». 1738 - [3/ 267] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، عن حميد وحماد، عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كان إذا دخل على المريض قال :اذهب البأس ربّ الناس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، اشف شفاء لا يغادر سقماً»

وقد قال حماد: لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً.

1739 - [3/ 268] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس:

«أنّ قريشاً صالحوا النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،فيهم سهيل بن عمرو، فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لعلي :أكتب بسم اللّه الرحمن الرحيم، فقال سهيل:أمّا بسم اللّه الرحمن الرحيم فلا ندري ما بسم اللّه الرحمن الرحيم، ولكن اكتب ما نعرف :باسمك اللهم ،فقال: اكتب من محمّد رسول اللّه، قال: لو علمنا انّك رسول اللّه لأتبعناك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك، قال: فقال النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم): أكتب من محمّد بن عبد اللّه، واشترطوا على النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):إنّ من جاء منكم لم نرده عليكم، ومن جاء منّا رددتموه علينا، فقال: يا رسول اللّه، أتكتب هذا؟ قال: نعم، إنّه من ذهب منّا إليهم فأبعده اللّه».

1740 - [3/ 268] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب، حدّثنا خالد، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس قال:

«صلّى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)الظهر بالمدينة أربعاً، وصلّى العصر بذي الحليفة ركعتين، وبات بها حتّى أصبح ، فلمّا صلّى الصبح ركب راحلته، فلمّا انبعثت به سبّح وكبّر حتّى استوت به البيداء، ثمّ جمع بينهما،فلمّا قدمنا مكة أمرهم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أن يحلّوا،فلمّا كان يوم التروية أهلوا بالحجّ، بكبشين أقرنين أملحين».

ص: 142

1741 - [3 / 269] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا عبد العزيز بن المختار،حدّثنا ثابت،حدّثنا أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«من رآني في المنام فقد رآني، فإنّ الشيطان لا يتمثل بي... الحديث».

1742 - [3 / 270] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا شعبة، عن ثابت، عن أنس عن النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«لكل غادر لواء يوم القيامة لواء يعرف به».

1743 - [3/ 275] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمد جعفر، حدّثنا شعبة وحجاج، حدّثني شعبة قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس بن مالك أنّه قال:

«انشق القمر على عهد رسول الله(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فرقتين».

1744 - [3 /283] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد قال: أنبأنا سماك بن حرب، عن أنس بن مالك:

«أن رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)مبعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة، قال: ثمّ دعاء فبعث بها علياً، قال: لا يبلّغها إلا رجل من أهلي».

1745 - [3 / 284] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا محمّد بن دينار، حدّثني يحيى بن يزيد، عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)سُئل عن رجل كانت تحته امرأة فطلقها ثلاثاً فتزوجت بعده رجلاً فطلّقها قبل أن يدخل بها أتحل لزوجها الأوّل؟ قال: فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): لا ، حتّى يكون الآخر قد ذاق من عسيلتها وذاقت من عسيلته».(1)

1746 - [3 / 284] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس:

ص: 143


1- العسيلة: تقدم المعنى في هامش حديث 610.

«أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كان يصلّي نحو بيت المقدس، فنزلت:(قَدْ نَرَى تَقَلْبَ وَجْهكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلينَّكَ قبلَةً تَرْضَاهَا فَوَل وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ )(1)،فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلّوا ركعة، فنادى: ألا إن القبلة قد حولت، ألا إنّ القبلة قد حولت إلى الكعبة، قال: فمالوا كما هم نحو القبلة».

1747 - [285/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، أنبأنا علي بن زيد ،عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول: الصلاة يا أهل البيت(إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت وَيُطَهُرَكُمْ تَطهيراً).(2)

1748 -[286/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة قال: أنبأنا قتادة وثابت وحميد، عن أنس بن مالك قال:

«غلا السعر بالمدينة على عهد رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،فقال الناس: يا رسول اللّه ،غلا السعر، سعّر لنا، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم): إنّ اللّه هو المسعّر، القابض، الباسط، الرزاق ،إني لأرجو أن ألقى اللّه وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة في دم ولا مال».

1749 - [289/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدثنا بهز، حدّثنا همام، عن قتادة، عن أنس:

«أنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كان عند الزوال، فاحتاج أصحابه إلى الوضوء، قال: فجيء بقعب فيه ماء يسير، فوضع النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كفّه فيه، فجعل ينبع من بين أصابعه حتّى توضّأ القوم كلهم،

قل:كم كنتم؟ قال: زهاء ثلثمائة».(3)

ص: 144


1- سورة البقرة: 144 .
2- سورة الأحزاب 33.
3- القعب :قدح من خشب مقعر .

1750 - [3 / 291] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عبد اللّه، حدّثنا معاذ بن هشام قال: حدّثني أبي، عن قتادة، حدّثنا أنس بن مالك:

«أنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهنّ إحدى عشرة، قال: قلت لأنس: وهل كان يطيق ذلك؟ قال: كنا نتحدث أنّه أعطي قوة ثلاثين».

يقول شير محمد :الهمداني[هذا] آخر ما انتخبته من أحاديث أنس بن مالك، وليعلم أنّ كثيراً مما انتخبته قد رواها أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل بطرق كثيرة.

أوّل ما انتخبته من أحاديث جابر بن عبد اللّه

[المنتخب من مسند جابر بن عبد اللّه رضي اللّه تعالى عنه]

1751 - [292/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن حماد، حدّثنا أبو عوانة، عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي: إنّ جابر بن عبد اللّه قال:

«غزونا - أو سافرنا - مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)ونحن يومئذ بضعة عشر ومائتان، فحضرت الصلاة، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):هل في القوم من ماء؟ فجاء رجل يسعى بإدارة فيها شيء من ماء، قال: قصّبه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في قدح، قال: فتوضأ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فأحسن الوضوء، ثمّ انصرف وترك القدح، فركب الناس القدح يمسحوا ويمسحوا، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): على رسلكم حين سمعهم يقولون ذلك، قال: فوضع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)ولكنه في الماء والقدح، ثمّ قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): بسم اللّه ، ثمّ قال: أسبغوا الوضوء، فو الذي هو ابتلاني ببصري لقد رأيت العيون عيون الماء يومئذ تخرج من بين أصابع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)حتّى توضّؤوا أجمعون».(1)

ص: 145


1- إداوة: إناء صغير من جلد يتطهر به ويشرب منه.

1752 - [292/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم وأبو النضر قالا :حدّثنا زهير، حدّثنا أبو الزبير، عن جابر بن عبد اللّه(علیه السلام) قال :

«خرجنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)مهلّين بالحجّ معنا النساء والولدان، فلمّا قدمنا مكة طفنا بالبيت وبالصفا والمروة، فقال لنا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): من لم يكن معه هدي فليحلل قلنا: أيّ الحلّ؟ قال: الحلّ كله ،قال: فأتينا النساء ولبسنا الثياب ومسسنا الطيب، فلمّا كان يوم التروية أهللنا بالحجّ وكفانا الطواف الأوّل بين الصفا والمروة، وأمرنا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أن نشترك في الإبل والبقر كل سبعة منّا في بدنة، فجاء سراقة بن مالك بن جعشم فقال : يا رسول اللّه، بيّن لنا ديننا كأنّا خُلقنا الآن، أرأيت عمرتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد ؟ فقال: لا، بل للأبد... الحديث».

1753 - [293/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم وحسن بن موسى قال : حدّثنا زهير بن أبي الزبير، عن جابر، قال يحيى في حديثه قال: سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) - أو قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)- :

«إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمشي في نعل واحدة حتّى يصلح شسعه، ولا يمشي في خف واحدة، ولا يأكل بشماله، ولا يحتبي بالثوب الواحد، ولا يلتحف الصّماء».(1)

1754 - [3 / 293] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن أبي كرب، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«کان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يخطب إلى خشبة، فلمّا جعل منبر حنّت حنين الناقة إلى ولدها، فأتاها فوضع يده عليها، فسكنت».

ص: 146


1- يلتحف الصماء: وهو أن يلتحف بالازار ويدخل طرفيه من تحت يده ويجعلها جميعاً على منكب واحد كما تفعل اليهود.

1755 - [3 / 293] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا سفيان، عن أبي الزبير عن جابر قال:

«رأيت النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يصلّي في ثوب واحد».

1756 - [293/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا سفيان، عن أبي الزبير،عن جابر قال:

«نهى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أن يأكل الرجل بشماله ، أو يمشي في نعل واحدة، أو يحتبي بثوب

واحد، أو يشتمل الصمّاء».

1757 - [3 /293] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا زائدة،حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن جابر قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) :

«خير صفوف الرجال المقدّم، وشرها المؤخّر، وشر صفوف النساء المقدّم، وخيرها المؤخّر، ثمّ قال: يا معشر النساء، إذا سجد الرجال فاغضضن أبصاركنّ لا ترينّ عورات الرجال من ضيق الإزار».

1758 -[293/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الّله بن يزيد، حدّثنا حيوة، أخبرني أبو هانئ:أنّه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول:

«إنّ جابر بن عبد اللّه الأنصاري برك به بعير قد أزحف به، فمر عليه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فقال له: مالك يا جابر ؟ فأخبره، فنزل رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)إلى البعير، ثمّ قال: ارکب یا جابر،فقال:يا رسول اللّه، إنّه لا يقوم، فقال:له اركب، فركب جابر البعير ، ثمّ ضرب رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) البعير برجله فوثب البعير وثبة لولا أنّ جابراً تعلق بالبعير لسقط من فوقه، ثمّ قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لجابر : تقدم يا جابر الآن على أهلك إن شاء اللّه تعالى تجدهم قد يسّر وا لك كذا وكذا حتّى ذكر الفرش، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): فراش للرجل، وفراش لإمرأته، والثالث للضيف، والرابع للشيطان».

ص: 147

1759 -[293/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال:

«سمعت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قبل موته بثلاث يقول: لا يموتنّ أحدكم إلا وهو يحسن باللّه الظن».

1760 -[294/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر،عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«إنما العمري التي أجاز رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أن يقول : هي لك ولعقبك، فأمّا إذا قال: هي لك ما عشت فإنها ترجع إلى صاحبهاء».

1761 - [294/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)إذا سجد جافى حتّى يرى بياض إبطيه».

1762 - [3/ 295] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير:أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول: سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:

«أقاتل الناس حتّى يقولوا لا إله إلا اللّه، فإذا فعلوا ذلك عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على اللّه».

1763 - [3/ 295] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج وروح،حدّثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير : أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«كان النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)إذا خطب يستند إلى جذع نخلة من سواري المسجد، فلمّا صنع له منبره استوى عليه اضطربت تلك السارية كحنين الناقة حتّى سمعها أهل المسجد، حتّى نزل إليها فاعتنقها فسكنت».

ص: 148

وقال روح:فسكتت، وقال ابن بكر:فاضطربت تلك السارية، وقال روح:اضطربت كحنين.

1764 -[295/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، قال سليمان بن موسى: أنبأنا جابر: أنّ النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«لا يقيم أحدكم أخاه يوم الجمعة ثمّ يخالفه إلى مقعده، ولكن ليقل: افسحواء».

1765 - [3/ 295] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، أخبرنا أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«قام النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لجنازة مرّت به حتّى توارت.قال:فأخبرني أبو الزبير أيضاً:أنّه سمع جابراً يقول: قام النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وأصحابه الجنازة يهودي حتّى توارت».

1766 - [3/ 295] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير:انه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«سمعت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ينهى أن يقعد على القبر، وأن يجصص، أو يبنى عليه».

1767 - [3/ 295] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمد بن بكر،حدّثنا ابن جريج قال:قال سليمان بن موسی، قال:قال :جابر:

«سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)ينهى أن يقعد الرجل على القبر، وأن يحصص، أو يبنى عليه».

1768 - [3 /295] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، أخبرني عطاء:أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول : قال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش ، هلمّوا (1)فصفّوا قال: فصففنا، فصلّى النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) عليه ونحن».(2)

ص: 149


1- في المصدر : ( هلم ) .
2- في صحيح البخاري: 88/2:(ونحن صفوف ).

1769 -[3 /295] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب عن سعيد، عن قتادة، عن عطاء ،عن جابر، فذكر الحديث، وقال: اسم النجاشي صحمة.

1770-[296/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير : أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«رأيت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يصلّي وهو على راحلته النوافل في كل جهة، ولكنه يخفض السجود من الركعة، ويومئ إيماء».

1771 - [296/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر ،عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«إنما جعل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)الشفعة في كل مال لم يقسم، فإذا وقعت الحدود و صرفت الطرق فلا شفعة».

1772 - [296/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري في قوله:(النَّبِيُّ أولى بِالمُؤمِنِينَ مِن أنفُسِهِم ) (1)عن أبي سلمة، عن جابر، عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كان يقول:

«أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فأيها رجل مات وترك دينا فإلیّ، ومن ترك مالاً فهو لورثته».

1773 - [296/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر،عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كان النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لا يصلّي على رجل عليه دين، فأتي بميت ،فسأل: هل عليه دَين؟ قالوا: نعم، ديناران، قال: صلُّوا على صاحبكم، فقال أبو قتادة: هما علیّ يا

ص: 150


1- سورة الأحزاب: 6 .

رسول اللّه، فصلّى عليه، فلمّا فتح اللّه على رسوله(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فمن ترك ديناً فعلّي، ومن ترك مالاً فلورثته».

1774 -[296/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا محمّد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) :

«لا صدقة فيما دون خمس أواق، ولا فيها دون خمسة أوسق، ولا فيما دون خمسة ذود».

1775 - [296/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا : أنبأنا ابن جريج، أنبأنا عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال: سمعته يقول:

«إنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قام يوم الفطر فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثمّ خطب الناس، فلمّا فرغ نبي اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) نزل فأتى النساء فذكّرهنّ وهو يتوكأ على يد بلال، وبلال باسط ثوبه يلقينّ فيه النساء صدقة ... الحديث».

1776 -[297/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق ومحمّد بن بكر :قالا حدّثنا ابن جريج، وقال سليمان بن موسى قال جابر : قال النبي اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«لا وفاء لنذر في معصية اللّه »

1777 - [3/ 297] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير ،عن جابر قال:قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«الحرب خدعة».

1778 - [298/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد قال:

«سألت جابر بن عبد اللّه عن أصحاب الشجرة؟ قال: فقال: لو كنّا مائة ألف لكفانا، كنّا ألفاً وخمسمائة».

ص: 151

1779 - [298/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة وحجاج قال: حدّثنا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدّث عن أبي نضرة، قال حجاج في حديثه:سمعت أبا نضرة قال: فذكر ذلك الجابر بن عبد اللّه، فقال:

«على يدي دار الحديث، تمتعنا مع رسم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)».

1780 - [3/ 298] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سيار، عن الشعبي، عن جابر بن عبد اللّه : أنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال له :

«إذا دخلت ليلاً فلا تدخل على أهلك حتّى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة».

قال: وقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إذا دخلت فعليك الكَيس والكَيس».(1)

1781 -[299/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن جعفر،حدّثنا شعبة، عن محارب ،سمعت جابر بن عبد اللّه قال:

«بعت من رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بعيراً لي في سفر، فلمّا أتينا المدينة قال: قال النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):أنت المسجد فصلّ ركعتين، ثمّ وزن لي. قال شعبة:أو أمر فوزن لي فأرجح لي، فما زال عندي منها شيء حتّى أصابها أهل الشام يوم الحرة».

1782 -[3/ 299] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن محمّد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري، عن محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي ،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،-قال عبد اللّه : قال أبي : قال أبو النضر يعني هاشماً-: في سفر.-قال يزيد يعني ابن هارون-:بينا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في سفر فرأى رجلاً قد اجتمع

ص: 152


1- تستحد المغيبة: أي تزيل شعر عانتها والمغيبة هي التي غاب زوجها، والشعثة مغبرة الرأس، الكيس:العمل.

الناس عليه وقد ظلل عليه ،قالوا: هذا رجل صائم، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): ليس البر أن تصوموا في السفر».

1783 -[299/3] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا، حدّثني عامر، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كنت أسير على جمل لي فأعيا، فأردت أن أسيبه، قال: فلحقني رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فضربه برجله ودعا له فسار سيراً لم يسر مثله، وقال: بعنيه بوقية، فكرهت أن أبيعه، قال: بعنيه، فبعته منه واشترطت حملاته إلى أهلي، فلمّا قدمنا أتيته بالجمل، فقال: ظننت حين ماكستك أن اذهب بجملك ؟! خذ جملك وثمنه هما لك».

1784 - [299/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا زكريا، سمعت الشعبي قال: حدّثني جابر بن عبد اللّه :

«أنّه كان يسير على جمل، وذكر معناه وقال: فاستثنيت حملانه إلى أهلي».

1785 - [3 / 300] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا وكيع وعبد الرحمن، عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«رأيت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يصلّي في ثوب واحد متوشحاً به».

1786 - [3/ 300] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه، عن جابر قال:

«كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يخطب إلى جذع نخلة، قال: فقالت امرأة من الأنصار كان لها غلام نجار: يا رسول اللّه، إنّ لي غلاماً نجاراً، أفامره أن يتخذ لك منبراً تخطب عليه؟ قال:بلى قال:فاتخذ له منبراً، قال: فلمّا كان يوم الجمعة خطب على المنبر، قال: فأنّ الجذع الذي كان يقوم عليه كما يئنّ الصبي، فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):إنّ هذا بكى لما فقد من الذكر».

ص: 153

1787 -[300/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر قال:قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«من ظنّ منكم أن لا يستيقظ آخره فليوتر أوّله، ومن ظنّ منكم أنه يستيقظ آخره فليوتر آخره، فإنّ صلاة آخر الليل محضورة، وهي أفضل».

1788 - [3 /300] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان ،عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«لقد خلفتم بالمدينة رجالاً ما قطعتم وادياً ولا سلكتم طريقاً إلا شركوكم في الأجر، حبسهم المرض».

1789 - [3/ 300] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن سفيان ح وعبد الرحمن، حدّثنا سفيان ،عن أبي الزبير ،عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«أمرت أن أقاتل الناس حتّى يقولوا: لا إله إلا اللّه، فإذا قالوها عصموا مني بها دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على اللّه، ثمّ قرأ:(فَذَكِّر إِنَّمَا أَنتَ مُذكَّرَه لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِر)(1)»

يقول شير محمّد:روى ابن بابويه في كتاب ( عيون أخبار الرضا علیه السلام)بإسناد ذكره عن الرضا(علیه السلام) ،عن آبائه، عن عليع(علیه السلام) قال : قال النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):«أمرت أن أقاتل الناس حتّى يقولوا لا إله إلا اللّه، فإذا قالوها فقد حرم علیّ دماءهم وأموالهم».(2)

1790 - [3/ 300] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال:

«قالوا: يا رسول اللّه، أيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده، وأهريق دمه».

ص: 154


1- سورة الغاشية: 21-22 .
2- عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 70/1.

1791 -[300/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيه، عن جابر قال:

«مكث النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وأصحابه وهم يحفرون الخندق ثلاثاً لم يذوقوا طعاماً،فقالوا :يا رسول اللّه، إنّ هاهنا كدية من الجبل، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): رشّوها بالماء، فرشوها، ثمّ جاء النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فأخذ المعول-أو المسحاة-ثمّ قال: بسم اللّه فضرب ثلاثاً فصارت كثيباً يهال،قال جابر: فحانت مني التفاتة، فإذا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قد شد على بطنه حجراً».(1)

1792 -[301/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا وكيع، حدّثنا حسين ،عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل،عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«أيهما عبد تزوج بغير إذن مواليه أو أهله فهو عاهر».(2)

1793 -[301/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع وعبد الرحمن، عن سفيان ،عن سلمة بن كهيل، عمن سمع، قال عبد الرحمن: حدّثني من سمع جابر بن عبد اللّه يقول : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) :

«من باع عبداً وله مال فماله للبائع، إلا أن يشترط المبتاع».

1794 - [301/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، عن جابر قال:

«لمّا حفر النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وأصحابه الخندق أصابهم جهد شديد، حتّى ربط النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) على بطنه حجراً من الجوع».

1795 - [301/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان ح

ص: 155


1- الكدية : قطعة غليظة صلبة لا تعمل فيها الفأس.الكثيب:الرمل المستطيل المحدودب.
2- العاهر:الذي يتبع الشر زانياً كان أو فاسقا.

وعبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إذا أكل أحدكم طعاماً فلا يمسح يده في المنديل حتّى يلعقها-أو يلعقها-، فإنّه لا يدري في أي طعامه البركة».

1796 - [301/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن سفيان ح وعبد الرزاق قال:أنبأنا سفيان، عن أبي الزبير ،عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط ما بها من الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان».

1797 -[301/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن المثنى بن سعيد، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«نعم الأدم الخل».

1798 - [301/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن قطر، عن أبي الزبير ،عن جابر قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«أغلقوا أبوابكم،وخمّروا آنيتكم،وأطفئوا سرجكم، وأوكوا أسقيتكم، فإنّ الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، ولا يكشف غطاء، ولا يحلّ وكاء، وإنّ الفويسقة تضرم البيت على أهله-يعني الفأرة-».(1)

1799 - [302/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال:

«سُئل النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):أي الجهاد أفضل؟قال:من عقر جواده، وأهريق دمه، قال:وسُئل:أیّ الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت».

1800 -[302/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الملک ،عن عطاء،عن جابر قال:

ص: 156


1- الوكاء:الشريط الدقيق أو السير الوثيق الذي يوكي به فم القربة.

«قدمنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)الأربع مضين من ذي الحجة ونحن محرمون بالحجّ، فأمرنا أن نجعلها عمرة، فضاقت بذلك صدورنا وكبر علينا، فبلغه ذلك، فقال: يا أيها الناس، أحلّوا، فلولا الهدي الذي معي لفعلت مثل ما تفعلون، ففعلنا حتّى وطئنا النساء ما يفعل الحلال، حتّى إذا كان عشية التروية - أو يوم التروية- جعلنا مكة بظهر ولبينا بالحجّ».

1801 - [303/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا يزيد بن أبي زياد ،عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يغتسل بالصاع ويتوضّأ بالمد».(1)

1802 - [303/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا أبو الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«من كذب علیّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار».

1803 - [304/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم ،عن عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم بن ثوبان ،عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«من عاد مريضاً لم يزل يخوض في الرحمة حتّى يرجع، فإذا جلس اغتمس فيها».

1804 - [3 /304] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا هشيم ،عن علي بن زيد ،عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال:

«أكلت مع النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وأبي بكر وعمر خبزاً ولحماً فصلّوا ولم يتوضّؤواء».

1805 - [3 /304] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم عن أبي الزبير عن جابر قال:

«لعن رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)آكل الربا ،وموكله، وشاهديه، وكاتبه».

ص: 157


1- الصاع: أربعة أمداد والمده 128 درهماً وأربعة أسباع الدرهم 404 سم

1806 - [304/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا سيّار، عن يزيد الفقير، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«أعطيت خمساً لم يعطهنّ أحد قبلي: بُعثت إلى الأحمر والأسود، وكان النبي إنما يُبعَث إلى قومه خاصة، وبُعثت إلى الناس عامة، وأحلّت لي الغنائم ولم تحلّ لأحد قبلي، ونُصرت بالرعب من مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض طهوراً ومستجداً، فأيها رجل أدركته الصلاة فليصل حيث أدركته».

1807 -[304/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بشر بن المفضل، عن داود ،عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«على كل مسلم غسل في سبعة أيام كل جمعة».

1808 - [304/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق، حدّثنا عبد الملك، عن عطاء ،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كنّا نتمتع على عهد رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وأبي بكر وعمر، حتّى نهانا عمر أخيراً - يعنى النساء-.

1809 - [3/ 305] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن فضيل، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:

«مثل الصلوات الخمس المكتوبات كمثل نهر جار بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات.

1810 - [3/ 305] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن سلمة، عن هشام، عن الحسن، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إذا سرتم في الخصب فأمكنوا الركاب أسنانها ولا تجاوزوا المنازل، وإذا سرتم في الجدب فاستحدوا، وعليكم بالدلج، فإنّ الأرض تطوى بالليل، وإذا

ص: 158

تغولت لكم الغيلان فنادوا بالأذان، وإيّاكم والصلاة على جواد الطريق والنزول عليها، فإنّها مأوى الحيات والسباع وقضاء الحاجة، فإنّها الملاعن».(1)

1811 - [3/ 305] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الوهاب الثقفي، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر:

«أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وقضى باليمين مع الشاهد».

قال جعفر:قال :أبي وقضى به علي بالعراق. قال أبو عبد الرحمن: كان أبي قد ضرب على هذا الحديث، قال:ولم يوافق أحد الثقفي على جابر، فلم أزل به حتّى قرأه علیّ وكتب عليه هو صح.

1812 - [3/ 305] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب الثقفي، حدّثنا حبيب - يعني المعلم - عن عطاء، حدّثني جابر:

«إنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أهل وأصحابه بالحجّ وليس مع أحد منهم يومئذ هدي إلا النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)و طلحة ، وكان علي قدم من اليمن ومعه الهدي، فقال: أهللت بما أهلّ به رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، وإنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أمر أصحابه أن يجعلوها عمرة ويطوفوائم ثمّ يقصّر وا ويحلّوا إلا من كان معه الهدي، فقالوا: ننطلق إلى منى وذكر أحدنا يقطر، فبلغ ذلك النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فقال : لو أني أستقبل من أمري ما استدبر ما أهديت، ولولا أنّ معي الهدي لأحللت، وإنّ عائشة حاضت فنسكت المناسك كلها غير أنها لم تطف بالبيت، فلمّا طهرت طافت، قالت:یا رسول اللّه: أتنطلقون بحجّ وعمرة وانطلق بالحجّ ؟ فأمر عبد الرحمن أن يخرج معها إلى التنعيم، فاعتمرت بعد الحجّ في ذي الحجة. وإنّ

ص: 159


1- الخصب:نقيض الجدب، وهو كثرة العشب ،ورفاغة العيش.الدلج - محركة - والدلجة - بالضم والفتح - : المسير من أول الليل فإن ساروا من آخره فأدلجوا بالتشديد. الغيلان: هي جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تترآى للناس فتغول تغولاً أي تتلون تلوناً في صور شتى وتغلوهم أي تضلهم عن الطريق.

سراقة بن مالك بن جعشم لقي رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بالعقبة وهو يرميها، فقال: ألكم هذه خاصة يا رسول اللّه؟ قال: لا، بل للأبد».

1813 -[3/ 305] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو قطن وروح قالا:حدّثنا هشام، قال روح بن أبي عبد اللّه، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه :

«إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)احتجم وهو محرم من وثي كان بوركه أو ظهره».(1)

1814 - [3/ 306] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن أبي عدي، عن سليمان التيمي، عن أبي نضرة، عن جابر قال:

«كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقوم في أصل شجرة-أو قال إلى جذع - ثمّ اتخذ منبراً، قال: فحنّ الجذع، قال جابر:حتّى سمعه أهل المسجد، حتّى أتاه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فمسحه فسكن، فقال بعضهم : لو لم يأته لحنّ أبداً إلى يوم القيامة».

1815 - [306/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي: أنّه سمع يحيى ح ووكيع، حدّثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير المعنى قال:

«سألت أبا سلمة: أیّ القرآن أنزل قبل؟ فقال: ﴿يَا أَيُّها المُدَّثرُ)،قال يحيى:فقلت لأبي سلمة:أو(اقرَا)،فقال:سألت جابراً:أیّ القرآن أنزل قبل ؟ فقال:(يَا أَيُّها المُدَّثر)، فقلت: أو(اِقرَا)، فقال جابر: أحدّثكم ما حدّثنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال: جاورت بحرّاء أشهراً، فلمّا قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي ريالفنودیت، فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فلم أر أحداً، ثمّ نوديت فنظرت فلم أر أحداً، ثمّ نوديت-قال الوليد في حديثه: فرفعت رأسي فإذا هو على العرش في الهواء، فأخذتني وجفة شديدة - وقالا في حديثهما:- فأتيت خديجة فقلت: دثروني، فدثروني وصبوا علیّ ماء، فأنزل اللّه :(يَا أَيُّهَا المُدَّثرُ قُم فَانذِر

ص: 160


1- الوثي: كسر اليد.

وَرَبَّكَ فَكَبَر وَثِيَابَكَ فَطَهِّر )(1)».(2)

1816 - [306/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا محمّد بن أبي عدي، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني محمّد بن إبراهيم، عن محمّود بن لبيد، عن جابر قال: سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:

«من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنّة، قال: قلنا: يا رسول اللّه، واثنان؟ قال:واثنان،قال محمود:فقلت لجابر: أراكم لو قلتم:وواحد، لقال: وواحد! قال: وأنا واللّه أظن ذاك».

1817 - [3/ 307 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، عن جابر:

«إنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)سُئل عن كسب الحجام؟ فقال: أعلفه ناضحك».

1818 - [3/ 307 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا سفيان بن عيينة، حدّثنا أبو الزبير قال: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«لا يبع حاضر لباد، دعو الناس يرزق اللّه بعضهم من بعض». (3)

1819 - [307/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، قال ابن المنكدر:سمعت جابر بن عبد اللّه يقول:

«ما سُئل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)شيئاً قط فقال : لا».

ص: 161


1- سورة المدثر : 1-4 ، و(اقرا)هي سورة العلق .
2- وجفة:أي الأضطراب.
3- الباد: وهو أن يصير سمساراً له، ويتربص بما معه حتى يغالي في ثمنه، فلا يتركه يبيع بنفسه حتى يكون للناس منه رزق وربح.

يقول شير محمّد: روى ثقة الإسلام الكليني في أواسط كتاب الروضة من الكافي بإسناد عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في حديث، قال: «... وما منع سائلاً قط، إن كان عنده أعطى، وإلا قال: يأتي اللّه به...».(1)

وروى قبل ذلك بأربعة عشر ورقة بإسناده عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر(علیه السلام)في حديث: «وما سئل شيئاً قط فيقول: لا، إن كان أعطى، وإن لم يكن قال: يكون».(2)

1820 -[310/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا زياد بن عبد اللّه البكاري، حدّثنا الحجاج بن أرطاة ، عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«أيها قوم كانت بينهم رباعة أو دار فأراد أحدهم أن يبيع نصيبه فليعرضه على شركائه، فإن أخذوه فهم أحق به بالثمن».(3)

1821 - [310/3]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا نصر بن باب ،عن حجاج، عن عطاء،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

«صلّى بنا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) في العيدين بغير أذان ولا إقامة، ثمّ خطبنا، ثمّ نزل فمشى إلى النساء ومعه بلال ليس معه غيره، فأمرهنّ بالصدقة، فجعلت المرأة تلقى تومتها وخاتمها إلى بلال».(4)

1822 -[310/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا نصر بن باب، عن حجاج، عن الذيال بن حرملة قال:

ص: 162


1- الكافي: 164/8 .
2- الكافي: 130/8.
3- الرباع:جمع الربع وهو الدار بعينها حيث كانت.
4- قوم:قرط فيه حبة كبيرة وقيل الدرة.

«سألت جابر بن عبد اللّه الأنصاري : كم كنتم يوم الشجرة؟ قال:كنّا ألفاً وأربعمائة، قال: وكان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يرفع يديه في كل تكبيرة من الصلاة».

1823 -[310/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا نصر بن باب، عن حجاج، عن أبي الزبير ،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنه قال:

«نهى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة اثنين بواحد، ولا بأس به يداً بيد».

1824 -[310/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مصعب بن سلام، سمعته من أبي مرتين، حدّثنا الأجلح، عن الذيال بن حرملة، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«أقبلنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)من سفر، حتّى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان بني النجار إذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه، قال: فذكروا ذلك للنبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فجاء حتّى أتى الحائط، فدعا البعير فجاء واضعاً مشفره إلى الأرض حتّى برك بين يديه،قال:فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): هاتوا خطاماً، فخطمه ودفعه إلى صاحبه، قال: ثمّ التفت إلى الناس، قال: إنّه ليس شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول اللّه، إلا عاصي الجن الإنس».(1)

1825 - [310/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مصعب بن سلام، حدّثنا جعفر، عن أبيه، عن جابر قال:

«خطبنا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،فحمد اللّه وأثنى عليه بما هو له أهل، ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّ أصدق الحديث كتاب اللّه، وإنّ أفضل الهدي هدي محمّد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة - ثمّ يرفع صوته وتحمر وجنتاه ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة كأنّه منذر جيش - قال: ثمّ يقول : أتتكم الساعة، بعثت أنا والساعة هكذا-وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى - صبّحتكم الساعة ومسّتكم، من ترك مالاً فلأهله، ومن

ص: 163


1- الخطام:ماجعل في أنف البعير لينقاد به.

ترك ديناً أو ضياعاً فإلیّ وعلیّ - والضياع يعني ولده المساكين».

1826 -[311/3] حدّثنا عبد اللّه قال: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده، وسمعته في موضع آخر، حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرني شعيب، عن الزهري، حدّثني سنان بن أبي سنان الدولي وأبو سلمة بن عبد الرحمن أنّ جابر بن عبد اللّه الأنصاري - وكان من أصحاب النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)- أخبره:

«غزا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)غزوة قبل نجد، فلمّا قفل رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قفل معهم، فأدركتهم القائلة يوماً في واد كثير العضاه ، فنزل النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر، ونزل رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يستظل تحت شجرة فعلق بها سيفه، قال جابر: قمنا بها نومة، ثمّ إنّ النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يدعونا فأتيناه، فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): إنّ هذا اخترط سيفه وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتاً، فقال: من يمنعك ؟ فقلت: اللّه، فقال:من يمنعك مني ؟ فقلت: اللّه، فشام السيف وجلس، فلم يعاقبه النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وقد فعل ذلك».(1)

يقول شير محمّد:روى الكليني في أواخر الثلث الأول من كتاب الروضة بإسناد ذكره،عن أبي بصير،عن أبي عبد اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) قال: «نزل رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في غزوة ذات الرقاع تحت شجرة على شفير واد، فأقبل سيل فحال بينه وبين أصحابه، فرآه رجل من المشركين ،والمسلمون قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل،فقال رجل من المشركين لقومه:أنا أقتل محمّداً،فجاء وشدّ على رسول اللّه(صلی اللّه علیه وآله وسلّم)بالسيف، ثمّ قال: من ينجيك مني يا محمّد؟ فقال: ربي وربك، فنسفه جبرئيل(علیه السلام)عن فرسه فسقط على ظهره، فقام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وأخذ السيف وجلس على صدره، وقال: من ينجيك مني يا غورث؟ فقال: جودك

ص: 164


1- القائلة:من القيلولة ضرب من النوم ،العضاه:كل شجر فيه شوك ،صلتا:أي مجردا، فشام السيف: أغمده.

وكرمك يا محمّد، فتركه، فقام وهو يقول: واللّه لأنت خير مني وأكرم».(1)

يقول شير محمّد : ويأتي هذا الحديث في ص 190 من هذا المنتخب.(2)

وأورده مسلم في صحيحه في القسم الثاني من الجزءالثاني ص 57،وفي شرحه وفي المعنى قال ابن إسحاق ... إلخ.(3)

1827 - [312/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم وحسن بن موسى قالا:حدّثنا زهير،قال هاشم في حديثه :حدّثنا أبو الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«من كان له شريك في ربعة أو نخل فليس أن يبيع حتّى يؤذن شريكه، فإن رضي أخذه، وإن كره تركه».

1828 - [3/ 312] حدّثنا عبد اللّه ،حدّثني أبي ،حدّثنا هاشم وحسن قالا:حدّثنا زهير ،قال هاشم في حديثه: حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«لا يبيع حاضر لباد، دعوا الناس يرزق اللّه بعضهم من بعض».

1829 -[312/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا زهیر، حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتّى تذهب فحمة العشاء،فإنّ الشيطان يبعث إذا غابت الشمس حتّى تذهب فحمة العشاء».(4)

1830 - [3/ 312] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حّدثنا حسن، حدّثنا زهير، عن أبي الزبير ،عن جابر قال:

ص: 165


1- الكاني: 127/8.
2- أي من النسخة المخطوطة.
3- صحیح مسلم: 62/7 .
4- الفواشي: جمع فاشية أي الماشية التي تنتشر.

«نهى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن بيع الثمرة حتّى تطيب».

1831 - [313/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا ابن إدريس، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إنّ في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل اللّه فيها خيراً إلا آتاه إيّاه، وذلك في كل ليلة».

1832 - [313/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، عن جابر قال:

«توفي عبد اللّه بن عمرو بن حرام-يعني أباه،أو استشهد-وعليه دين،فاستعنت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)على غرمائه أن يضعوا من دينه شيئاً، فطلب إليهم فأبوا، فقال لي رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): اذهب فصنف تمرك أصنافاً، العجوة على حدة، وعذق زيد على حدة، وأصنافه، ثمّ ابعث إلیّ، قال: ففعلت، فجاء رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فجلس على أعلاه أو في وسطه، ثمّ قال:كل للقوم، قال: فكلت للقوم حتّى أوفيتهم، وبقي تمري كأنّه لم ينقص منه شيء».

1833 - [313/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر قال:

«قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في حجّته:أیّ يوم أعظم حرمة؟ قالوا: يومنا هذا، قال: فأیّ شهر أعظم حرمة؟ قالوا: شهرنا هذا، قال: فأیّ بلد أعظم حرمة؟ قالوا: بلدنا هذا، قال: فإنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذافي بلدكم هذا».

1834 - [314/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا عبد الملك، عن عطاء ،عن جابر بن عبد اللّه قال:

ص: 166

«بدأ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بالصلاة قبل الخطبة في العيدين بغير أذان ولا إقامة ،قال: ثمّ خطب الرجال وهو متوكئ على قوس ،قال: ثمّ أتى النساء فخطبهنّ وحثهنّ على الصدقة، قال: فجعلن يطرحن القرطة والخواتيم والُحلي إلى بلال، قال: ولم يصلِّ قبل الصلاة ولا بعدها».

1835 - [3 / 314] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، وحدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كنت مع النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في سفر ... إلى أن قال: وكنت على جمل، فاعتلّ، فلحقني رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) وأنا في آخر الناس، قال:فقال: ما لك يا جابر؟ قال: قلت: اعتلّ بعيري، قال: فأخذ بذنبه ثمّ زجره، قال: فما زلت إنما أنا في أوّل الناس يهمني رأسه، فلمّا دنونا من المدينة قال: قال لي رسول اللّه : ما فعل الجمل؟ قلت: هو ذا ،قال:فبعنيه ،قلت: لا، بل هو لك، قال:بعنيه :قال:قلت:هو لك، قال: لا، قد أخذته بأوقية أركبه، فإذا قدمت فإتنا به، قال: فلمّا قدمت المدينة جئت به، فقال:يا بلال زن له أوقية وزده قيراطاً، قال: قلت: هذا قيراط زادنيه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لا يفارقني أبداً حتّى أموت، قال فجعلته في كيس، فلم يزل عندي حتّى جاء أهل الشام يوم الحرة

فأخذوه فيهما أخذواء».

1836 - [3 / 316] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته، فإنّ اللّه جاعل في بيته من صلاته خيراً».

1837 - [316/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

ص: 167

«أهل الجنّة يأكلون فيها ويشربون ،ولا يتغوطون ولا يبولون ولا يمتخطون ولا يبزقون ،طعامهم جشاء ورشح كرشح المسك».

1838 -[3/ 317] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، أنبأنا ابن جريج، عن عطاء قال: قال جابر بن عبد اللّه :

«أهللنا أصحاب النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بالحجّ خالصاً ليس معه غيره-خالصاً وحده - فقدمنا مكة صبح رابعة مضت من ذي الحجّة ،فقال النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم): حلّوا واجعلوها عمرة، فبلغه أنّا نقول: لمّا لم يكن بيننا وبين عرفة إلا خمس أمرنا أن نحلّ فيروح إلى منى ناس منّا ومذاكيرنا تقطر منياً، فخطبنا فقال: قد بلغني الذي قلتم، وإني لأتقاكم وأبركم، ولولا الهدي لحللت، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت، حلّوا واجعلوها عمرة، قال: وقدم علي رضي اللّه تعالى عنه من اليمن، قال: بِمَ أهللت؟ فقال: بما أهلّ به النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،قال: فاهده وامكث حراماً كما أنت».

1839 - [3/ 317] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا إسماعيل، عن سعيد ،عن محمّد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي: أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«بينا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في سفر فرأى زحاماً ورجلاً قد ظلل عليه، فسأل عنه،فقالوا:هذا صائم،فقال: ليس البر أن تصوموا في السفر».

1840 - [3/ 317] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عباد بن العوام، عن الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«نهى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن ثمن الكلب، إلا الكلب المعلم».

1841 - [3/ 317] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

ص: 168

«طاف رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في حجّة الوداع على راحلته بالبيت وبالصفا والمروة ليراه الناس، وليشرف، وليسألوه، فإنّ الناس غشوه».(1)

1842 - [3/ 317] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن عبد الملك، أخبرني عطاء، عن جابر قال:

«كسفت الشمس على عهد رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،وكان ذلك اليوم الذي مات فيه إبراهيم(علیه السلام)ابن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فقال الناس: إنها كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقام النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) فصلّى بالناس ست ركعات، في أربع سجدات كبّر ، ثمّ قرأ فأطال القراءة، ثمّ ركع نحواً مما قام، ثمّ رفع رأسه فقرأ دون القراءة الأولى، ثمّ ركع نحواً مما قام، ثمّ رفع رأسه فقرأ دون القراءة الثانية ثمّ ركع نحواً مما قام، ثمّ رفع رأسه فانحدر للسجود، فسجد سجدتين، ثمّ قام فركع ثلاث ركعات قبل أن يسجد ،ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول من التي بعدها، إلا أنّ ركوعه نحو من قيامه ، ثمّ تأخر في صلاته وتأخرت الصفوف معه، ثمّ تقدم فقام في مقامه وتقدمت الصفوف، فقضى الصلاة وقد طلعت الشمس، فقال: يا أيها الناس، إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات اللّه ، وإنّهما لا

ينكسفان لموت بشر، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فصلوا حتّى تنجلي... الحديث».

[ يقول شير محمّد : ثمّ] ذكر فيه وجه التأخر والتقدم.

1843 -[318/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن عبد الملك، حدّثنا عطاء، عن جابر قال:

«شهدت الصلاة مع النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في يوم عيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة، فلمّا قضى الصلاة قام متوكئاً على بلال ،فحمد اللّه وأثنى عليه ووعظ

ص: 169


1- غشوه:ازدحموا عليه وكثروا.

الناس وذكّرهم وحتّهم على طاعته، ثمّ مضى إلى النساء ومعه بلال، فأمرهنّ بتقوى اللّه ووعظهنّ وحمد اللّه وأثنى عليه وحثهنّ على طاعته، ثمّ قال: تصدقنّ، فإنّ أكثركنّ حطب جهنم، فقالت امرأة من سفلة النساء سفعاء الخدين: لِمَ يا رسول اللّه؟ قال: لأنكنّ تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير فجعلن ينزعن حُليهنّ وقلائدهنّ وقرطتهنّ وخواتيمهنّ ويقذفن به في ثوب بلال يتصدقن به».(1)

1844 - [3/ 318] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف،حدّثنا عبد الملك ،عن عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«شهدت مع النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يوم عيد ، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، فذكر معناه».

1845 - [ 3 / 318] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن ابن جريج ،أخبرني أبو الزبير قال:سمعت جابر بن عبد اللّه يقول :

«نهانا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن الوسم في الوجه، والضرب في الوجه».

1846 - [3 / 319] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن ابن جريج، حدّثنا عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«مات اليوم عبد اللّه صالح أصحمة فقوموا فصلّوا عليه فقام فأمنا فصلّى عليه».(2)

1847 - [319/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابراً يقول:

«رأيت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)رمي الجمرة بحصى الخذف».

1848 - [319/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى، حدّثنا سليم بن حيان،

ص: 170


1- سفعاء الخدين: أي فيها تغير وسواد.الشكاة:أي الشكوى.وتكفرن العشير: حمله الأكثرون على الزوج وقال آخرون هو كل مخالط .قرطتهنّ: جمع قرط كل ما علق في شحمة الأذن فهو قرط سواء كان من ذهب أو خرز.
2- أصحمة: هو اسم النجاشي، أسلم في عهده ، وأحسن إلى الكثير من المسلمين، وإليه هاجر جمع كثير منهم.

حدّثنا سعيد بن ميناء ،سمعت جابر بن عبد اللّه يقول:

« نهى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن بيع الثمرة حتّى تشقح، قلت: متى تشقح؟ قال: تحمار، أو تصفار، ويؤكل منها».

1849 -[320/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا جعفر، حدّثني أبي قال:

«أتينا جابر بن عبد اللّه وهو في بني سلمة، فسألناه عن حجّة النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ؟ فحدّثنا:أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)مكث بالمدينة تسع سنين لم يحجّ، ثمّ أذن في الناس أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)حاج هذا العام، قال: فنزل المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتمّ برسول اللّه ويفعل مثل ما يفعل، فخرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لعشر بقين من ذي القعدة، وخرجنا معه حتّى أتى ذا الحليفة نفست أسماء بنت عميس بمحمّد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): كيف أصنع ؟قال:اغتسلي ثمّ استذفري بثوب، ثمّ أهلّي، فخرج رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)حتّى إذا استوت به ناقته على البيداء أهل بالتوحيد: لبّيك اللهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك ،إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ولبّى الناس، والناس يزيدون ذا المعارج ونحوه من الكلام ،والنبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يسمع فلم يقل لهم شيئاً، فنظرت مد بصري وبين يدي رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) من راكب وماش من خلفه مثل ذلك، وعن يمينه مثل ذلك، وعن شماله مثل ذلك، قال جابر:ورسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بين أظهرنا عليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله ،وما عمل به من شيء عملنا به ،فخرجنا لا ننوي إلا الحجّ، حتّى أتينا الكعبة فاستلم نبي اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)الحجر الأسود، ثمّ رمل ثلاثة، ومشى أربعة، حتّى إذا فرغ عمد إلى مقام إبراهيم فصلّى خلفه ركعتين، ثمّ قرأ: ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى)(1)

قال أبي: قال أبو عبداللّه - يعني جعفر - : فقرأ فيها بالتوحيد،(وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)

ص: 171


1- البقرة: 125 .

ثمّ استلم الحجر، وخرج إلى الصفا، ثمّ قرأ:(إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائر اللّه ﴾ (1)، ثمّ قال: تبدأ بما بدأ اللّه ،به فرقى على الصفا، حتّى إذا نظر إلى البيت كبّر قال: لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا اللّه، أنجز وعده، وصدق عبده، وغلب الأحزاب وحده، ثمّ دعا، ثمّ رجع إلى هذا الكلام، ثمّ نزل، حتّى إذا انصبت قدماه في الوادي رمل، حتّى إذا صعد مشى حتّى أتى المروة فرقى عليها، حتّى نظر إلى البيت فقال عليها كما قال على الصفا، فلمّا كان السابع عند المروة قال: يا أيها الناس، إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي ولجعلتها عمرة، فمن لم يكن معه هدي فليحلل وليجعلها عمرة، فحلّ الناس كلهم.

فقال سراقة بن مالك بن جعشم وهو في أسفل المروة: يا رسول اللّه، ألعامنا هذا أم للأبد؟ فشبك رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أصابعه فقال: للأبد - ثلاث مرات-ثمّ قال: دخلت العمرة في الحجّ إلى يوم القيامة. قال: وقدم علي من اليمن ،فقدم بهدي، وساق رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)معه من المدينة هدياً، فإذا فاطمة قد حلّت ولبست ثيابها صبيغاً واكتحلت، فأنكر ذلك على الله عليها ،فقالت: أمرني به رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) .

قال : قال علي بالكوفة - قال جعفر:قال أبي : هذا الحرف لم يذكره جابر-: فذهبت محرشاً استفتي به النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في الذي ذكرت فاطمة، قلت:إنّ فاطمة لبست ثيابها صبيغاً واكتحلت وقالت:أمرني به أبي!قال: صدقت، صدقت، صدقت،أنا أمرتها به.

قال جابر:وقال لعلي: بم أهللت؟ قال: قلت: اللهم إني أهلُّ بما أهلَّ به رسولك، قال: ومعي الهدي، قال: فلا تحلّ، قال: فكانت جماعة الهدي الذي أتى به علي رضي اللّه تعالى عنه من اليمن والذي أتى به النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)مائة، فنحر رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بيده ثلاثة وستين، ثمّ أعطى علياً فنحر ما غبر وأشركه في هديه، ثمّ أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر،

ص: 172


1- البقرة: 158.

فأكلا من لحمها وشربا من مرقها، ثمّ قال نبي اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): قد نحرت هاهنا ومنى كلها منحر ووقف بعرفة فقال: وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف ووقف بالمزدلفة فقال: قد وقفت هاهنا والمزدلفة كلها موقف».

1850 -[321/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ابن خثيم، عن عبد الرحمن بن ثابت، عن جابر بن عبد اللّه :

«أنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال لكعب بن عجرة: أعاذك اللّه من إمارة السفهاء، قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: أمراء يكونون بعدي لا يقتدون بهديي ولا يستنون بسنتي ،فمن صدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم، ولا يردوا علیّ حوضي، ومن لم يصدّقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم، وسيردوا على حوضي، يا كعب بن عجرة، الصوم جُنّة، والصدقة تطفيء الخطيئة، والصلاة قربان-أو قال: برهان-يا كعب بن عجرة، إنّه لا يدخل الجنّة لحم نبت من سحت، النار أولى به، يا كعب بن عجرة، الناس غادیان:فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فمويقها».

1851 -[321/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن بكر وعبد الرزاق قالا:حدّثنا ابن جريج،أخبرني أبو الزبير: أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول: ما من صاحب إبل لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت قط، وأقعد لها بقاع قرقر تستنّ عليه بقوائمها وأخفافها، ولا صاحب بقر لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت،وأقعد لها بقاع قرقر تنطحه بقرونها وتطؤه بقوائمها، ولا صاحب غنم لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت وأقعد لها بقاع قرقر تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها ليس فيها جماء ولا منكسر قرنها، ولا صاحب كنز لا يفعل فيه حقه

ص: 173

إلا جاء كنزه يوم القيامة شجاعاً أقرع يتبعه فاغراً فاه، فإذا أتاه فرّ منه، فيناديه ربه: خذ كنزك الذي خبأته، فأنا عنه أغنى منك، فإذا رأى أنه لا بدّ له منه سلك يده في فيه فقضمها قضم الفحل . قال أبو الزبير:وسمعت عبيد بن عمير: قال رجل: يا رسول اللّه - قال عبد الرزاق في حديثه:قال رجل: يا رسول اللّه - ما حق الإبل؟ قال: حلبها على الماء، وإعارة دلوها، وإعارة فحلها، ومنيحتها، وحمل عليها في سبيل اللّه»

قال عبد الرزاق :فيها كلها، وقعد لها، وقال عبد الرزاق فيه:قال أبو الزبير : سمعت عبيد بن عمير يقول هذا القول، ثمّ سألنا جابر الأنصاري عن ذلك ؟ فقال : مثل قول عبيد بن عمير .(1)

1852 - [321/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، أنبأنا أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«نهى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن الشغار».

1853 - [322/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر ،عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل ،عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إنّ من تمام الصلاة إقامة الصف».

1854 - [322/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر ،عن ابن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

«مكث رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة وفي

ص: 174


1- بقاع قرقر: تقدم المعنى في هامش حديث 937 ، والقرقر: تقدم المعنى في هامش حديث 937 . شجاعاً أقرع:تقدم المعنى في هامش حديث 1136. سلك يده في فيه فيقضمها قضم الفحل:معنى سلك أدخل، ويقضّمها، يقال: قضمت الدابة شعيرها بكسر الضاد تقضمه بفتحها إذا أكلته. الجماء: تقدم المعنى في هامش حديث 1273 . إعارة دلوها:أي من حقوق الماشية أن صاحبها الدلو الذي يسقيها به إذا طلبه منه من يحتاج إليه.

المواسم بمنى يقول : من يؤويني ؟ من ينصرني حتّى أبلغ رسالة ربي وله الجنّة؟ حتّى إنّ الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر - كذا قال-فيأتيه قومه فيقولون: احذر غلام قریش لا يفتنك، ويمشي بين رجالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع، حتّى بعثنا اللّه إليه من يثرب فآويناه وصدّقناه، فيخرج الرجل منّا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتّى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ،ثمّ التمروا جميعاً فقلنا: حتّى متى نترك رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يطرد في جبال مكة ويخاف، فرحل إليه منّا سبعون رجلاً حتّى قدموا عليه في الموسم ،فواعدناه شعب العقبة، فاجتمعنا عليه من رجل ورجلين حتّى توافينا، فقلنا: يا رسول اللّه، نبايعك، قال: تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ،والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في اللّه لا تخافون في اللّه لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنّة، قال: فقمنا إليه فبايعناه، وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو من أصغرهم، فقال: رويداً يا أهل يثرب، فإنّا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنّه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ، وأنّ إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإمّا أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على اللّه، وإمّا أنتم قوم تخافون من أنفسكم جبينة، فبينوا ذلك، فهو عذر لكم عند اللّه،قالوا:أمط عنّا يا أسعد، فو اللّه لا ندع هذه البيعة أبداً، ولا نسليها أبداً، قال: فقمنا إليه فبايعناه، فأخذ علينا وشرط، ويعطينا على ذلك الجنّة».(1)

يقول شير محمّد:ثمّ رواه بسندين آخرين، وذكر الاختلاف في الكلمات.(2)

1855 - [323/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا داود بن

ص: 175


1- مجنة : موضع على أميال من مكة فيه سوقى في الجاهلية.أمط تقدم المعنى في هامش حديث 1333.
2- مسند أحمد: 239/3.

قيس، عن عبد اللّه بن مقسم : أنه سمع جابر بن عبد اللّه يقول: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إيّاكم والظلم، فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإنّ الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم».

1856 - [323/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر:

«إنّ رجلاً من أسلم جاء إلى النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فاعترف بالزنا، فأعرض عنه، ثمّ اعترف فأعرض عنه، حتّى شهد على نفسه أربع مرات، فقال له النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): أبك جنون؟ قال: لا، قال: أحصنت؟ قال: نعم، فأمر به النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فرجم بالمصلّى، فلمّا أذلقته الحجارة فرّ، فأدرك فُرجم حتّى مات، فقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)خيراً، ولم يصل عليه».

1857 - [3 /323] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا عكرمة - يعني ابن عمّار - عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«لمّا كان يوم خيبر أصاب الناس مجاعة،فأخذوا الحمر الأنسية فذبحوها وملؤوا منها القدور،فبلغ ذلك نبي اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ، قال جابر: فأمرنا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فكفأنا القدور، فقال: إنّ اللّه سيأتيكم برزق هو أحلّ لكم من ذا وأطيب من ذا قال: فكفأنا يومئذ القدور وهي تغلي، فحرّم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يومئذ الحمر الإنسية، ولحوم البغال، وكل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطيور، وحرّم المجثمة والخلسة والنهبة».(1)

ص: 176


1- قوله: الإنسية:منسوبة إلى الإنس، ويقال فيه أنسية بفتحتين، وزعم ابن الأثير أن في كلام أبي موسى المديني ما يقتضي أنها بالضم ثم السكون ، وقد صرح الجوهري أنّ الأنس بفتحتين ضد الوحشة، والمراد بالإنسية الأهلية كما وقع في سائر الروايات.المجثمة: أي الحيوان المحلل الذي يجعل غرضاً ويُرمى بالسهم حتى يُقتل على ذلك الوجه من غير ذبح شرعي،إلا أنها تكثر في الطير والأرانب وأشباه ذلك مما يجثم في الأرض أي يلزمها ويلتصق بها.والخلسة: وفي رواية الخيسة وهي ما يستخلص من السبع فيموت قبل أن يذكى،من خلست الشيء واختلسته إذا سلبته. والنهبة:ما يؤخذ من المال مغالبة. وقيل هي الغارة والسلب. وقيل هي ما يؤخذ وينزع من المقتول،وقيل لهي العساكر.

1858 -[323/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى بن آدم وأبو النضر، حدّثنا زهير، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«من انتهب نهبة فليس منّا».

1859 - [323/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم وأبو النضر،حدّثنا زهير، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«من لم يجد نعلين فليلبس خفين، ومن لم يجد إزاراً فليلبس سراويل»

1860 -[324/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن بكر، حدّثنا ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه : إنّ النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«إذا صلّى أحدكم فلا يبصق بين يديه ولا عن يمينه، وليبصق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى».

1861 - [3 / 325] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حماد، عن عاصم، عن أبي نضرة، عن جابر قال:

«متعتان كانتا على عهد النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فنهانا عنهما عمر رضي اللّه تعالى عنه فانتهينا».

1862 - [3/ 325] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا مهدي، حدّثنا واصل، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

«سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) قبل موته بثلاثة أيام يقول: لا يموتنّ أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه».

ص: 177

1863 -[325/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الصمد،حدّثنا محمّد بن ثابت ،حدّثنا محمّد بن المنكدر،عن جابر قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«الحجّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنّة قالوا: يا نبي اللّه، ما الحجّ المبرور؟ قال: إطعام الطعام، وإفشاء السلام».

1864 - [3 / 326] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر أنه قال:

«كنّا مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)... إلى أن قال: قلنا : وكنت ترعى الغنم يا رسول اللّه ؟ قال: نعم، وهل من نبي إلا قد رعاها».

1865 - [3 / 326] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا أسامة، عن عطاء، عن جابر أنه قال:

«نحر رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فحلق و جلس للناس، فما سُئل عن شيء إلا قال: لا حرج، لا حرج حتّى جاءه رجل فقال: حلقت قبل أن أنحر، قال: لا حرج ثمّ جاء آخر فقال: يا رسول اللّه، حلقت قبل أن أرمي، قال: لا حرج، قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) : عرفة كلها موقف ،ومزدلفة كلها موقف، ومنى كلها منحر، وكل فجاج مكة طريق ومنحر».

1866 - [3/ 327]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي، حدّثنا هاشم وحسن بن موسى قالا : حدّثنا زهير، حدّثنا أبو الزبير، قال حسن، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«لا تذبحوا إلا مسنّة، إلا أن تعسر عليكم، فتذبحوا جذعة من الضأن».

1867 - [3/ 327] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا زيد بن الحباب، أنبأنا حسين بن واقد، عن أبي الزبير قال: سمعت جابراً يقول : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

ص: 178

«إذا ابتعتم طعاماً فلا تبيعوه حتّى تقبضوه».

1868 -[329/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا عبد العزيز بن مسلم، حدّثنا الحصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر قال:

«عطش الناس يوم الحديبية ورسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بين يديه ركوة يتوضأ منها، إذ جهش الناس نحوه، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: يا رسول اللّه، إنّه ليس لنا ماء نشرب منه ولا ماء نتوضّأ به إلا ما بين يديك، فوضع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يده في الركوة، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضّأنا، فقلت: كم كنتم؟ قال : لو كنّا مائة ألف كفانا، كنّا خمس عشرة مائة».

يقول شير محمّد الهمداني: فيها أجاب به أمير المؤمنين(علیه السلام)يهودياً من يهود الشام:

«قال له اليهودي:فإنّ موسى(علیه السلام)قد أعطي الحجر فانبجست منه اثنتي عشرة عيناً، قال علي(علیه السلام): لقد كان كذلك ، ومحمّد (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لمّا نزل الحديبية وحاصره أهل مكة قد أعطي ما هو أفضل من ذلك، وذلك: إنّ أصحابه شكوا إليه الظمأ، وأصابهم ذلك حتّى التقت خواصر الخيل، فذكروا له ، فدعا بركوة يمانية، ثمّ نصب يده المباركة فيها، فتفجرت من بين أصابعه عيون الماء، فصدرنا وصدرت الخيل رواء، وملأنا كل مزادة وسقاء...»

والحديث طويل أورده الطبرسي في كتاب ( الاحتجاج ) .(1)

1869 -[329/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا زكريا، حدّثنا أبو الزبير : أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غمّ عليكم فعدّوا ثلاثين يوماً».

ص: 179


1- الاحتجاج: 325/1 .

1870 -[329/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا زكريا،حدّثنا أبو الزبير أنه سمع جابراً يقول:

«هجر رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)نساءه شهراً، فكان يكون في العلو ويكنّ في السفل،فنزل النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)إليهنّ في تسع وعشرين ليلة، فقال رجل: يا رسول اللّه، إنك مكنت تسعاً وعشرين ليلة ، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): إنّ الشهر هكذا وهكذا بأصابع يده مرتين، وقبض في الثالثة إبهامه».

1871 - [330/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول : قال رسول الله(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«أفضل الصدقة عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول ،واليد العليا خير من اليد السفلى».

1872 - [330/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الصمد، حدّثني حرب - يعني ابن أبي العالية - عن أبي الزبير،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري:

«إّن رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) رأى امرأة فأعجبته، فأتى زينب وهي تمعس منية(1)، فقضى منها حاجته، وقال: إنّ المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله، فإنّ ذاك يرد مما في نفسه».(2)

1873 - [3/ 330] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا ابن المبارك، عن حسين بن علي قال: حدّثني وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد اللّه وهو الأنصاري:

ص: 180


1- كذا والصحيح:(منيئة ).
2- قوله تمعس منيئة: قال أهل اللغة المعس الدلك والمنيئة: يقال منات الادم(الجلد) إذا ألقيته في الدباغ، ويقال له مادام في الدباغ منيئه أيضاً.

«أنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)جاءه جبريل فقال : قم فصلّه، فصلّى الظهر حين زالت الشمس ، ثمّ جاءه العصر ، فقال : قم فصلّه، فصلّى العصر حين صار ظل كل شيء مثله - أو قال: صار ظله مثله - ثمّ جاءه المغرب، فقال: قم فصلّه، فصلّى حين وجبت الشمس، ثمّ جاءه العشاء، فقال: قم فصلّه، فصلّى حين غاب الشفق، ثمّ جاءه الفجر، فقال: قم فصلّه، فصلّى حين برق الفجر - أو قال: حين سطع الفجر - ثمّ جاءه من الغد للظهر فقال: قم فصلّه، فصلّى الظهر حين صار ظل كل شيء مثله، ثمّ جاءه للعصر فقال : قم فصلّه، فصلّى العصر حين صار ظل كل شيء مثليه، ثمّ جاءه للمغرب، المغرب وقتاً واحداً لم يزل عنه، ثمّ جاءه للعشاء، العشاء حين ذهب نصف الليل - أو قال ثلث الليل-، فصلّى العشاء، ثمّ جاءه للفجر حين أسفر جداً، فقال: قم فصلّه، فصلّى الفجر، ثمّ قال: ما بين هذين وقت».

1874 -[331/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«يبعث كل عبد على ما مات عليه».

قال : وقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إنّ في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل اللّه فيها شيئاً إلا أعطاه إياه، وهي في كل ليلة».

1875 - [331/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن ميمون أبو النضر الزعفراني، حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه قال:

«سألت جابراً:متى كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يصلّي الجمعة؟ فقال: كنّا نصليها مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ثمّ نرجع فنريح نواضحنا».

قال :جعفر وإراحة النواضح حين تزول الشمس.

ص: 181

1876 -[331/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن ميمون، حدّثني جعفر، عن أبيه، عن جابر:

«أنّ البُدن التي نحر رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كانت مائة بدنة، نحر بيده ثلاثاً وستين، ونحر علي ما غير، وأمر النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر، ثمّ شربا من مرقها».

يقول شير محمّد: قال النجاشي في ( الفهرست ) : محمّد بن ميمون أبو نصر الزعفراني عامي، غير أنّه روى عن أبي عبد اللّه(علیه السلام)نسخة ... إلخ.(1)

1877 -[3 / 331] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا سفيان عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن جابر قال:

«كنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عند امرأة من الأنصار صنعت له طعاماً،فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): يدخل عليكم رجل من أهل الجنّة ... إلى أن قال : فدخل علي النه ، فهنّيناه».

[يقول شير محمّد]: ورد ذكره أيضاً في ص 356 [ ج 3 من مسند أحمد بن حنبل في الطبعة الأولى منه ]

1878 - [331/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو أحمد، أنبأنا سفيان، عن أبي الزبير ،عن جابر قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) :

«إذا سقطت اللقمة من يد أحدكم فليمط ما كان عليها من الأذى ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل، وليلعق أصابعه، فإنّه لا يدري في أي طعامه البركة».

1879 - [323/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر ،حدّثنا زهير ، عن أسيد، عن عبد اللّه بن أبي قتادة، عن جابر بن عبد اللّه، عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

ص: 182


1- رجال النجاشي: 355 .

«من ترك الجمعة ثلاث مرار من غير عذر طبع اللّه على قلبه».

1880 -[332/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا يعقوب بن محمّد بن طحلاء، حدّثنا خالد بن أبي حيان، عن جابر : إنّ النبيرجال النجاشي: 355 . قال :

«من تولى غير مواليه فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه».

1881 -[3 / 332]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا أبو عامر وأبو أحمد قالا : حدّثنا كثير بن زيد، حدّثني الحارث بن يزيد ،قال أبو أحمد: عن الحارث بن أبي يزيد قال: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«لا تمنّوا الموت فإنّ هول المطلع شديد، وإنّ من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه اللّه الإنابة».

1882 - [332/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن علية وغيره، حدّثنا أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

«نهى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن تخصيص القبور».

1883 - [334/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يونس بن محمّد، حدّثنا عبد الواحد بن زياد، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن داود بن الحصين ،عن واقد بن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ ،عن جابر قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل. قال: فخطبت جارية من بني سلمة،فكنت أختبيء لها تحت الكرب حتّى رأيت منها بعض ما دعاني إلى نكاحها، فتزوجتها».

1884 - [3 / 335] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن محمّد وهو أبو إبراهيم المعقب، حدّثنا عباد بن عباد، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

ص: 183

«السائبة - قال عبد اللّه:قال أبي، وقال خلف بن الوليد:-السائمة جبار، والجب جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس.قال : قال الشعبي:الركاز الكنز العادي».(1)

1885 - [3/ 335] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر بن عبد اللّه : أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«من وجد سعة فليكفن في ثوب حبرة».

1886 -[3 / 336]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا حسن،حدّثنا أبن لهيعة ،حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر قال:سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:

«العبد مع من أحب، وكتب رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قبل أن يموت إلى كسرى وقيصر وإلى كل جبار».

1887 -[336/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، [حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير، أخبرني جابر:

«أنّ أمير البعث كان غالباً الليثي وقطبة بن عامر الذي دخل على رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)النخل وهو محرم ، ثمّ خرج من الباب وقد تسوّر من قبل الجدار]، وعبد اللّه بن أنيس الذي سأل رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن ليلة القدر وقد خلت اثنان وعشرون ليلة ،فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):التمسها في هذه السبع الأواخر التي بقين من الشهر».(2)

1888 -[3 /336] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حّدثنا أبو الزبير ،عن جابر أنّه قال: سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:

«إذا تغوط أحدكم فليمسح ثلاث مرات».

1889 - [336/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة،

ص: 184


1- الجبار: تقدم المعنى في هامش حديث 831.
2- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل.

حدّثنا أبو الزبير، عن جابر قال: سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول :

«خير ما ركبت إليه الرواحل مسجد إبراهيم(علیه السلام)ومسجدي».

1890 -[3 /336] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر:

«إنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)نهى أن يستنجى ببعرة أو بعظم».

1891 -[3 /336] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة،حدّثنا أبو الزبير قال: سألت جابراً عن المهلّ؟ قال: سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول :

«مهلّ أهل المدينة من ذي الحليفة ،ومهلّ أهل الطريق الأخرى من الجحفة ،ومهلّ أهل العراق من ذات عرق، ومهلّ أهل نجد من قرن، ومهلّ أهل اليمن من يلملم».

1892 -[337/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى الأشيب ،حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير، عن جابر أنّه قال:

«رمی رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)الجمرة على بعيره بحصى الخذف وهو يقول: لتأخذوا مناسككم، فإنّي لا أدري لعلیّ لا أحجّ بعد حجّتي هذه.

1893 -[3/ 337] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر :إنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«من قال حين ينادي المنادي: اللهم ربّ هذه الدعوة التامّة والصلاة النافعة صلِّ على محمّد، وارض عنه رضا لا تسخط بعده، استجاب اللّه له دعوته».

1894 - [3/ 337] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير عن جابر قال:

«جاء رجل إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يستطعمه، فأطعمه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وسق شعیر،

ص: 185

فما زال الرجل يأكل منه هو وامرأته ووصيف لهم حتّى كالوه، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

لو لم تكيلوه لأكلتم منه ولقام لكم».

1895 - [3/ 338] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حماد-يعني ابن زيد-عن عاصم، عن الشعبي، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«لا تنكح المرأة على عمّتها ،ولا على خالتها، ولا المرأة على ابنة أخيها، ولا على ابنة أختها».

1896 -[338/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا شاذان أسود بن عامر، حدّثنا شريك، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل ،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«لمّا أراد رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أن يخلف علياء قال:قال له علي:ما يقول الناس في إذا خلفتني؟ قال: فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه ليس بعدي نبي-أو لا يكون بعدي نبي-».

1897 -[338/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

«نهى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن بيع فضل الماء».

1898 -[3/ 338] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا زهير، عن أبي الزبير،عن جابر قال:

«أرسلني رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وهو منطلق إلى بني المصطلق، فأتيته وهو يصلّي على بعيره،فكلمته، فقال بيده هكذا، وأشار زهير بكفه، ثمّ كلمته،فقال بيده هكذا، وأنا أسمعه يقرأ ويومى برأسه، فلمّا فرغ قال: ما فعلت في الذي أرسلتك له؟ فإنّه لم يمنعني أن أكلمك إلا أنّي كنت أصلّي».

1899 - [3/ 339] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، أنبأنا حسن

ص: 186

بن صالح، عن أبي الزبير ،عن جابر، عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«من كان له إمام فقراءته له قراءة».

1900 -[339/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة ، عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يدخل الحمّام إلا بمئزر، ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر ، فلا يدخل حليلته الحمّام، ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر، ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر

فلا يخلونّ بامرأة ليس معها ذو محرم منها، فإنّ ثالثهما الشيطان».

1901 - [3/ 340] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير ،عن جابر قال:

«كان النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أخفّ الناس صلاة في تمام».

1902 - [3/ 340] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن عطاء ،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«لمّا كان يوم فتح مكة اهراق رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)الخمر وكسر جراره،ونهى عن بيعه وبيع الأصنام».

1903 - [3 / 340] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا عبد الوهاب بن عطاء، أنبأنا إسرائيل بن يونس، عن زيد بن عطاء بن السائب، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«غفر اللّه لرجل كان من قبلكم ،سهلاً إذا باع، سهلاً إذا اشترى، سهلاً إذا قضى، سهلاً إذا اقتضى».

1904 - [3 /340] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا حسن

ص: 187

بن صالح، عن ليث، عن أبي الزبير عن جابر قال:

«كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لا ينام حتّى يقرأ:(الم)- السجدة -(وتَبَارَكَ الَّذي بِيَدِهِ المُلکُ)».(1)

1905 - [340/3] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا حسن بن محمّد، حدّثنا سليمان بن قرم، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه:

«مفتاح الجنّة الصلاة، ومفتاح الصلاة الطهور».

هكذا وقع في الأصل: حسن، والصواب: حسين.

1906 - [3 /340] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير عن جابر:

«إنّ أم مالك البهزية كانت تهدي في عكة لها سمناً إلى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،فبينا بنوها يسألونها الإدام وليس عندها شيء،فعمدت إلى عكتها التي كانت تهدي فيها إلى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فوجدت فيها سمناً،فما زال يدوم لها أدم بنيها حتّى عصرته،وأتت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،فقال: أعصرتيه؟ قالت:نعم،قال:لو تركتيه ما زال ذلك لك مقيما».

1907 - [341/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير،عن جابر إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«فيما سقت السماء والعيون العشر، وفيها سقت السانية نصف العشر».(2)

1908 - [341/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هارون، حدّثنا ابن وهب، حدّثني عمرو بن الحارث، حدّثني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يذكر أنّ رسول

ص: 188


1- أي سورتي السجدة والملك.
2- السانية:وهي الناقة التي يستقى عليها.

اللّه:السانية وهي الناقة التي يستقى عليها. قال:

«فيما سقت الأنهار والغيم العشور، وفيها سقت السانية نصف العشور».

1909 -[341/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير، عن جابر قال:

«زجر رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أن يبال في الماء الراكد».

1910 - [341/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير،عن جابر إنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«قال ربنا: الصيام جُنّة يستجير بها العبد من النار، وهو لي وأنا أجزي به».

1911 -[341/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا حسن،حدّثنا ابن لهيعة،حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر:انّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«إذا أعجبت أحدكم المرأة فليعمد إلى امرأته فليواقعها، فإنّ ذلك يرد من نفسه».

1912 - [341/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة ،حدّثنا أبو الزبير،عن جابر قال:

«سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول في غزوة تبوك بعد أن رجعنا:إنّ بالمدينة لأقواماً ما سرتم مسيراً ولا هبطتم وادياً إلا وهم معكم،حبسهم المرض».

1913 - [341/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة ،حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر:

«أنهم غزوا غزوة فيما بين مكة والمدينة، فهاجت عليهم ريح شديدة حتّى دفعت الرجال، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) : هذا لموت المنافق فرجعنا إلى المدينة، فوجدناه منافقاً عظيم النفاق قد مات».

1914 - [342/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة،

ص: 189

حدّثنا أبو الزبير قال:

«سألت جابراً عن ميثرة الأرجوان؟ فقال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): لا أركبها، ولا ألبس قميصاً مكفوفاً بحرير ،ولا ألبس القسي».(1)

1915 - [342/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير، عن جابر: أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«إذا ثوب بالصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء».

1916 - [342/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة،حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر قال:

«سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يوماً ونظر إلى الشام، فقال: اللهم أقبل بقلوبهم ونظر إلى العراق، فقال نحو ذلك، ونظر قبل كل أفق، ففعل ذلك، وقال: اللهم ارزقنا من ثمرات الأرض، وبارك لنا في مدنا وصاعنا».

1917 - [342/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا سريج بن النعمان، حدّثنا عبد اللّه بن نافع، عن ابن أبي ذئب، عن ابن أخي جابر بن عبد اللّه ، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«المجالس بالأمانة، إلا ثلاثة مجالس:مجلس يسفك فيه دم حرام، ومجلس يستحل فيه فرج حرام، ومجلس يستحلّ فيه مال من غير حق».

1918 - [3 / 343] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن - يعني ابن محمّد - وعبد الجبار بن محمّد الخطابي قالا:حدّثنا عبيد اللّه - يعني ابن عمرو الرقي - عن عبد الكريم، عن عطاء، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

ص: 190


1- ميثرة الارجوان: الميثرة: تقدم المعنى في هامش حديث 696 ، والأرجوان: صبغ أحمر. القسی:تقدم المعنى في هامش حديث 696.

«صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة - قال حسين: - فيما سواه».

1919 - [343/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا معاوية بن عمرو، حدّثنا أبو إسحاق ،عن الأوزاعي ، حدّثني أبو عمّار ، حدّثني جار لجابر بن عبد اللّه قال:

«قدمت من سفر، فجاءني جابر بن عبد اللّه يسلّم علیّ، فجعلت أحدّثه عن افتراق الناس وما أحدثوا، فجعل جابر يبكي، ثمّ قال:سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول: إنّ الناس دخلوا في دين اللّه أفواجاً، وسيخرجون منه أفواجا».

1920 - [3 /343] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا سيّار بن حاتم، حدّثنا جعفر-يعني ابن سليمان-حدّثنا الجعد أبو عثمان، حدّثنا أنس بن مالك ،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

«شكا أصحاب رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)إليه العطش، قال: فدعا بعسّ فصب فيه شيء من ماء، فوضع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فيه يده، وقال: اسقوا، فاستقى الناس، قال: فكنت أرى العيون تنبع من بين أصابع الرسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم).

1921 -[343/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا زكريا ابن إسحاق، حدّثنا أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«نهانا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أن نتمسح بعظم أو بعر».

1922-[3 /344]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا إسحاق بن عيسى وأبو سعيد-يعني مولى بني هاشم المعني-وهذا لفظ إسحاق قالا : حدّثنا عبد الرحمن بن أبو الموال المدني، حدّثنا محمّد بن المنكدر،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يعلّمنا الإستخارة كما يعلّمنا السورة من القرآن ،يقول:إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثمّ ليقل: اللهم إني أستخيرك

ص: 191

يعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر - يسميه بإسمه - خير إلیّ في ديني ومعاشي - قال أبو سعيد: ومعيشتي - وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره، ثمّ بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلمه شراً إلیّ في ديني ومعاشي وعاقبة أمري قاصر فني عنه واصرفه عني ،واقدر لي الخير حيث كان، ثمّ رضني به.

وقال أبو سعيد:وعاقبة أمري فاقدره لي ،ويسر لي ،وبارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلمه شراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصر فني عنه واصرفه عني، واقدر لي الخير حيث كان ثمّ رضني به».

قال أبو عبد الرحمن: حدّثناه منصور بن أبي مزاحم ، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الموال، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر، عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)نحوه.

1923 - [344/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى، حدّثنا المنكدر بن محمّد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«كل معروف صدقة، ومن المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك في إنائه.

1924 -[3 / 344] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا المبارك، حدّثنا بكر بن عبد اللّه المزني، عن جابر بن عبد اللّه، عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«الموجبتان من لقى اللّه ولا يشرك به شيئاً دخل الجنّة، ومن لقى اللّه وهو مشرك دخل النار».

1925 - [3/ 345] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا موسى بن داود وحسن بن موسى قالا:حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، قال حسن في حديثه قال: حدّثنا أبو الزبير، عن جابر : أنه سمع النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول :

ص: 192

«غفار غفر اللّه لها، وأسلم سالمها اللّه».

1926 -[345/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير عن جابر: أنّه سمع النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:

«لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريم ، فيقول أميرهم: تعال صلّ بنا، فيقول: لا، إنّ بعضكم على بعض أمير، ليكرم اللّه هذه الأمة».

1927 - [3 / 346] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير ،عن جابر : أنّه سمع النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) يقول :

«لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة ولامسلم ولا مسلمة إلاحطّ اللّه بها عنه خطيئته».

1928 -[346/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى بن داود، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير،عن جابر:

«أنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباً لا يضلّون بعده، قال: فخالف عليه عمر بن الخطاب حتى رفضها.

1929 -[346/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير أنّه قال:

«سألت جابراً: أقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) : أفضل الجهاد من عقر جواده واریق دمه؟فقال جابر:نعم».

1930 - [3 / 346] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة،عن أبي الزبير، عن جابر قال:

«سمعت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:أفضل الصدقة صدقة عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول،واليد العليا خير من اليد السفلى».

ص: 193

1931 - [346/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير أنَّه سأل جابراً:

«أسمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:إذا دخل الرجل بيته يسلّم،والمؤمن يأكل في معي واحد؟ قال: نعم، قال وسألت :جابراً:أسمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول : إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم اللّه حين يدخل وحين يطعم قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء هاهنا، وإن دخل فلم يذكر اسم اللّه عند دخوله قال: أدركتم المبيت،وإن لم يذكر اسم اللّه عند مطعمه قال: أدركتم المبيت والعشاء؟ قال: نعم».

1932 - [346/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة،عن أبي الزبير :

«أنّه سأل جابراً عن خادم الرجل إذا كفاه المشقة والحر؟ فقال: أمرنا النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) أن ندعوه، فإن كره أحد أن يطعم معه فليطعمه أكلة في يده».

1933 - [346/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى ،حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير:أن جابراً أخبره:

«أنّهم غزوا غزوة بين مكة والمدينة، فهاجت عليهم ريح شديدة، فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):إنها لموت منافق فرجعنا المدينة، فوجدنا منافقاً عظيم النفاق قد مات».

1934 - [3/ 347] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة ،عن أبي الزبير، عن جابر:

«أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أهدى إليه راهب من الشام جبة من سندس،فلبسها النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ، ثمّ أتى البيت فوضعها، وأخبر بوفد يأتيه، فأمره عمر بن الخطاب أن يلبس الجبة لقدوم الوفد، فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): لا يصلح لنا لباسها في الدنيا، ويصلح لنا لباسها في الآخرة،ولكن خذها يا عمر، فقال: أتكرهها وآخذها ؟ فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

ص: 194

إني لا آمرك أن تلبسها،ولكن أن ترسل بها إلى أرض فارس فتصيب بها مالاً، فأبى عمر،فأرسل بها النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) إلى النجاشي، وكان قد أحسن إلى من فرّ إليه من أصحاب محمّد(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)».

1935 -[3/ 347] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر:

«أنّ البهزية أم مالك كانت تهدي في عكة لها سمنا للنبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ، فبينما بنوها يسألونها عن إدام وليس عندها شيء، فعمدت إلى نحيها التي كانت تهدي فيه السمن إلى النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فوجدت فيه سمناً، فما زال يقيم لها إدام بنيها حتّى عصر ته ،فأتت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فقال : أعصر تيه ؟ فقالت: نعم، قال: لو تركتيه ما زال ذلك مقيماً ».(1)

1936 - [347/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر ، عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«أنّه أناه رجل يستطعمه، فأطعمه شطر وسق شعير، فما زال الرجل يأكل منه هو وامرأته ووصيف لهم حتّى كالوه، فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): لو لم تكيلوه لأكلتم منه ولقام لكم».

1937 - [3/ 347] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى وحسن-واللفظ لفظ حسن-قالا:حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير قال:

«سألت جابراً:هل سمعت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:الرجل في صلاة ما انتظر الصلاة؟ قال: انتظرنا النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)ليلة لصلاة العتمة، فاحتبس علينا حتّى كان قريباً من شطر الليل أو بلغ ذلك، ثمّ جاء النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فصلّينا، ثمّ قال: اجلسوا فخطبنا فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):إنّ الناس قد صلّوا ورقدوا، وأنتم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة».

ص: 195


1- النحي:جرة فخار تمخض فيها اللين.

1938 - [348/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير قال: سألت جابراً عن الرجل يوتر عشاء ثمّ يرقد؟ قال جابر: سمعت النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول :

«من خاف منكم أن لا يقوم من الليل فليوتر ثمّ ليرقد، ومن طمع منكم القيام فليوتر من آخر الليل، فإنّ قراءة آخر الليل محضورة، وذلك أفضل».

1939 -[3 /348] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة،عن أبي الزبير،عن جابر أنّه قال : أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال :

«إنّ من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل اللّه خيراً إلا أعطاه، وهي كل ليلة».

1940 -[348/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى،حدّثنا ابن لهيعة،عن أبي الزبير أنّه قال:سألت جابراً:

«أهل جمع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بين المغرب والعشاء؟ قال: نعم، زمان غزونا بني المصطلق». 1941 - [3/ 348] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير :

«أنّه سأل جابراً عن التصفيق والتسبيح؟قال جابر:سمعت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:التصفيق للنساء في الصلاة والتسبيح للرجال».(1)

1942 - [348/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير قال:

«سألت جابراً عن الرجل يباشر الرجل؟ فقال جابر: زجر النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) عن ذلك».

1943 -[348/3] وبإسناده قال:

ص: 196


1- هذا عند حدوث النائبة ليسمع الآخرين.

«سألت جابراً عن المرأة تباشر المرأة؟ قال: زجر النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن ذلك».

1944 -[348/3] وبإسناده قال :

«سألت جابراً عن ركوب الهدي؟قال جابر:سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول : اركبها بالمعروف حتّى تجد ظهراً».

1945 - [3 / 349] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى وحسن قالا: حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير ،عن جابر: أنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«مثل المؤمن كمثل السنبلة تخر مرة وتستقيم مرة، ومثل الكافر مثل الأرز لا يزال مستقيماً حتّى يخر ولا يشعر، قال حسن:الأرزة».

1946 - [349/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، أنبأنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير قال:

«سألت جابراً عن خسوف الشمس والقمر؟ قال جابر: سمعت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول : إنّ الشمس والقمر إذا خسفا أو أحدهما، فإذا رأيتم ذلك فصلّوا حتّى ينجلي خسوف أيهما خسف».

1947 - [351/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثني أبي، حدّثنا واصل مولى أبي عيينة، حدّثني خالد بن عرفطة، عن طلحة بن نافع ،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كنّا مع النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فارتفعت ريح جيفة منتنة،فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): أتدرون ما هذه الريح ؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين».

1948 - [351/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حماد، عن حميد، عن أبي المتوكل، عن جابر:

«أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وأصحابه مرّوا بامرأة، فذبحت لهم شاة فاتخذت لهم طعاماً

ص: 197

فلمّا رجع قالت: يا رسول اللّه، إنّا اتخذنا لكم طعاماً فادخلوا فكلوا، فدخل رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) وأصحابه، وكانوا لا يبدؤون حتّى يبتدئ النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فأخذ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لقمة فلم يستطع أن يسيغها ، فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): هذه شاة ذبحت بغير إذن أهلها فقالت المرأة: يا نبي اللّه، إنا لا نحتشم من آل سعد بن معاذ ولا يحتشمون منا، نأخذ منهم ويأخذون منّاء».

1949 - [352/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا إبراهيم بن إسحاق وعلي بن إسحاق قالا:حدّثنا ابن المبارك عن عتبة، وقال علي: أنبأنا عتبة بن أبي حكيم، حدّثني حصين بن حرملة، عن أبي مصبح، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) :

«الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، فامسحوا بنواصيها،وادعوا لها بالبركة، وقلّدوهها، ولا تقلّدوها بالأوتار»

وقال علي: «ولا تقلدوها الأوتار».

1950 -[3/ 356] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا أبو الجواب، حدّثنا عمّار بن رزيق، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال:

«كان رجل من الأنصار يقال له:أبو شعيب،وكان له غلام لحّام،فقال له:اجعل لنا طعاماً،لعلّي أدعو رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لسادس سنة، فدعاهم، فاتبعهم رجل ،فقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم): إنّ هذا قد اتّبعنا، أفتأذن له؟ قال: نعم».

1951 - [353/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، أنبأنا أبو شهاب، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«جئت مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عام الجعرانة وهو يقسم فضة في ثوب بلال للناس، فقال رجل: يا رسول اللّه ،اعدل! فقال: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟ لقد خبت إن لم أكن أعدل،فقال عمر:يا رسول اللّه، دعني أقتل هذا المنافق، فقال: معاذ اللّه أن

ص: 198

يتحدث الناس أني أقتل أصحابي، إنّ هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم - أو تراقيهم - يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية».(1)

1952 - [353/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا أبو جعفر، عن الربيع بن أنس، عن الحسن، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«كل مولود يولد على الفطرة حتّى يعرب عنه لسانه، فإذا أعرب عنه لسانه إمّا شاكراً، وإمّا كفورا».

1953 - [353/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا هاشم، حدّثنا شعبة، أخبرني عمرو بن مرة وحصين بن عبد الرحمن، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«أصابنا عطش بالحديبية، فجهشنا إلى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وبين يديه تور فيه ماء، فقال بأصابعه هكذا فيها، وقال: خذوا بسم اللّه، قال: فجعل الماء يتخلل من بين أصابعه كأنّها عيون فوسعنا وكفانا».

وقال حصين في حديثه:فشربنا وتوضّأنا.

1954 -[3 / 353] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن يزيد، عن حجاج بن أبي ذئب ،عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«نعم الإدام الخل، ما اقفر بيت فيه خل».(2)

1955 - [3/ 355] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا صالح بن مسلم بن رومان، أخبرني أبو الزبير محمّد بن مسلم، عن جابر بن عبد اللّه: أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

ص: 199


1- عام الجمعة:سنة ثمان للهجرة.
2- أي ماخلا بيت من الادام ولا عدم أهله الادام.

«لو أنّ رجلاً أعطى امرأة صداقاً ملء يديه طعاماً كانت له حلالاً».

1956 - [356/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حماد - يعني ابن سلمة - عن علي بن زيد وعاصم الأحول، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«تمتعنا متعتين على عهد النبيأي ماخلا بيت من الادام ولا عدم أهله الادام. : [ الحجّ والنساء]، فنهانا عمر عنهما فانتهينا».

1957 - [356/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس ويحيى بن أبي بكير قالا:حدّثنا حماد بن سلمة، عن أبي الزبير ،عن جابر: أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«من أحيا أرضاً ميتة فله فيها أجر، وما أكلت العافية منها فهو له صدقة.- وقال ابن أبي بكير : من أحيا أرضاً ميتة فهي له».

1958 - [356/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حماد، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«أنّه نهى عن المزابنة والمحاقلة والمخابرة والثنيا والمعاومة».(1)

1959 - [3/ 357] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا هشام، عن أبي الزبير ،عن جابر قال:

«احتجم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وهو محرم من ألم كان بظهره،-أو بوركه شك هشام-».

1960 - [3/ 358] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبيدة، حدّثني الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي ،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«سافرنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، قال : فحضرت الصلاة، قال: فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): إن في القوم من طهور ؟، قال: فجاء رجل بفضلة في أداوة، قال: فصبّه في قدح ،قال: فتوضّأ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، ثمّ إنّ القوم أتوا بقية الطهور، فقالوا: تمسّحوا

ص: 200


1- المحاقلة:تقدم المعنى في هامش حديث 1312 ، والمزابنة: تقدم المعنى في هامش حدیث 1312،والمخابرة: الثلث والربع وأشباه ذلك، المعاومة: هي بيع ثمر النخل والشجر سنتين وثلاثاً فصاعدا.

تمسّحوا قال: فسمعهم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فقال : على رسلكم،قال:فضرب رسول اللهّ(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) يده في القدح في جوف الماء، قال: ثمّ قال: أسبغوا الوضوء الطهور.قال: فقال جابر بن عبد اللّه : والذي أذهب بصري-قال: وكان قد ذهب بصره - لقد رأيت الماء يخرج من بين أصابع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فلم يرفع يده حتّى توضّؤوا أجمعون».

قال الأسود:حسبته قال: «كنّا مائتين أو زيادة».

1961 - [3/ 360] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني محمّد بن يحيى بن حيان، عن عمه واسع بن حيان ،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

«سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)حين أذن لأصحاب العرايا أن يبيعوها بخرصها يقول:الوسق الوسقين والثلاثة والأربعة».(1)

1962 - [3 / 360] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي عن ابن إسحاق، حدّثني أبان بن صالح ، عن مجاهد بن جبر، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

«كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لقد نهانا عن أن نستدبر القبلة أو نستقبلها بفروجنا إذا أهرقنا الماء... الحديث ».

1963 - [360/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق،حدّثني معاذ بن رفاعة الأنصاري ثمّ الزرقي ،عن محمود بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح ،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

«خرجنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يوماً إلى سعد بن معاذ حين توفي، قال: فلمّا صلّى عليه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)ووضع في قبره وسوى عليه سبّع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فسبّحنا طويلاً، ثمّ كبّر فكبّرنا، فقيل: يا رسول اللّه، لِمَ سبّحت ثمّ كبّرت؟ قال: لقد تضايق على هذا

ص: 201


1- أصحاب العرايا:هم الذين وهبت له النخلات.

العبد الصالح قبره حتّى فرجه اللّه و عنه».

1964 - [3/ 360] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا المنكدر بن محمّد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«كل معروف صدقة، وإنّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك».

1965 - [3/ 360] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر يقول: سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول :

«ما أحد يدعو بدعاء إلا آتاه اللّه ما سأل أو كفّ عنه من السوء مثله، ما لم يدع بإثم أو بقطيعة رحم».

1966 - [361/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد، عن عمارة بن غزية، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه:

«أنّ رجلاً قدم من جيشان - وجيشان من اليمن - فسأل النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) عن شراب يشربونه يصنع بأرضهم من الذرة يقال له: المزر ؟ فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): أمسكر هو ؟ قال: نعم، قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم): كل مسكر حرام، وإنّ على اللّه عهداً لمن يشرب المسكر أن يسقيه طينة الخبال، فقالوا: يا رسول اللّه، وما طينة الخبال؟ قال: عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار».

1967 - [3 / 361] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا سليم بن حيان، أنبأنا سعيد بن ميناء ،عن جابر بن عبد اللّه : أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل أوقد ناراً فجعل الفراش والجنادب يقعن فيها،قال: وهو يذبهنّ عنها، قال: وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي».(1)

ص: 202


1- قوله: مثلي ومثلكم كمثل رجل:أي صفتي وصفة ما بعثني اللّه به من إرشادكم لما ينجيكم العجيب الشأن كصفة رجل.الفراش: جمع فراشة بفتح الفاء دوبية تطير في الضوء شغفاً به وتوقع نفسها في النار. الجنادب: جمع جندب نوع على خلقة الجراد يصر في الليل صراً شديداً. يقعن فيها ويذهن عنها:أي يدفع عن النار والوقوع فيها. بحجزكم:جمع حجزة معقد الإزار.

1968 - [361/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن غيلان، حدّثنا المفضل، حدّثني يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن محمّد بن عبد اللّه بن الحصين، عن عمر بن عبد الرحمن بن جرهد قال:

«سمعت رجلاً يقول لجابر بن عبد اللّه:من بقي معك من أصحاب رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ؟ قال : بقي أنس بن مالك، وسلمة بن الأكوع، فقال رجل : أما سلمة فقد ارتد عن هجرته،فقال جابر: لا تقل ذلك، فإني سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول لأسلم:أبدوا يا أسلم،قالوا: يا رسول اللّه، وإنّا نخاف أن نرتدّ بعد هجرتنا، فقال: إنكم أنتم تهاجرون حيث كنتم».

1969 - [3 /363] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي ،حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، أنبأنا علي بن زيد وعاصم الأحول، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«تمتعنا على عهد رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) متعتين: الحجّ والنساء - وقد قال حماد أيضاً: متعة

الحجّ، ومتعة النساء - فلمّا كان عمر نهانا عنهما فانتهينا».

1970 - [3/ 365] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عفان، حدّثنا أبو عوانة،حدّثنا أبو بشر، عن سليمان بن قيس ،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«قاتل رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بمحارب خصفة بنخل، فرأوا من المسلمين غرة، فجاء رجل منهم يقال له: غورث بن الحارث حتّى قام على رأس رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بالسيف، فقال: من يمنعك مني ؟ قال : اللّه فسقط السيف من يده ،فأخذه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فقال : من يمنعك مني ؟ قال : كن كخير آخذ ،قال: أتشهد أن لا إله إلا اللّه؟ قال: لا، ولكني

ص: 203

أعاهدك أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، قال: فذهب إلى أصحابه، قال: قد جئتكم من عند خير الناس ،فلمّا كان الظهر أو العصر صلّى بهم صلاة الخوف، فكان الناس طائفتين: طائفة بإزاء عدوهم، وطائفة صلّوا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،فصلّى بالطائفة الذين كانوا معه ركعتين،ثمّ انصرفوا فكانوا مكان أولئك الذين كانوا بإزاء عدوهم، وجاء أولئك فصلّى بهم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)ركعتين، فكان للقوم ركعتان ركعتان، ولرسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أربع ركعات».(1)

يقول شير محمّد : قد تقدم صدر هذا الحديث في ص 177 من هذا المنتخب،وما نقلته أنا من كتاب روضة الكافي مؤيداً له.(2)

[ يقول شير محمّد]وذكرت بهامش ورقة 177أنّ مسلم أورده في صحيحه في القسم الثاني من الجزء الثاني ص57.(3)

1971 - [3/ 365] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب، حدّثنا جعفر، عن أبيه، عن جابر:

«أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أتى العالية، فمرّ بالسوق، فمرّ بجدي أسك ميت فتناوله فرفعه، ثمّ قال: بكم تحبون أنّ هذا لكم؟ قالوا: ما نحب أنّه لنا بشيء، وما نصنع به؟قال:بكم تحبون أنّه لكم؟ قالوا: واللّه لو كان حياً لكان عيباً فيه أنّه أسك، فكيف وهو ميت؟! قال : فو اللّه للدنيا أهون على اللّه من هذا عليكم».(4)

يقول شير محمّد: روى الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي في باب ذم الدنيا

ص: 204


1- محارب خصفة: اسم رجل من قبيلة محارب.
2- مرّ الحديث برقم 1862 من كتابنا هذا.
3- مرّ الحديث برقم 1862 من كتابنا هذا.
4- الجدي : ولد المعزى في السنة الأولى، وأسك:أي مصطلم الأذنين مقطوعهما.

بإسناد عن جميل بن دراج،عن أبي عبد اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:«مرّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) بجدي أسك ملقى على مزبلة ميتاً، فقال لأصحابه:كم يساوي هذا ؟ فقالوا: لعله لو كان حياً لم يساو درهماً،

فقال النبي اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): والذي نفسي بيده،للدنيا أهون على اللّه من هذا الجدي على أهله».(1)

1972 -[3/ 365] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا شعبة، أخبرني حصين وعمرو بن مرة ،سمعا سالماً قال: سمعت جابراً قال:

«أصابنا عطش، فجهشنا إلى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، قال : فوضع يده في تور من ماء بين يديه، فجعل يثور من خلال أصابعه كأنّها عيون. وقال عمرو وحصين كلاهما:قال:خذوا بسم اللّه ، حتّى وسعنا وكفانا. وقال لجابر: كم كنتم؟ قال: كنّا ألفاً وخمسمائة، ولو كنّا مائة ألف لكفانا».

1973 - [3/ 365] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو نعيم ،حدّثنا زكريا ،حدّثنا عامر، حدّثني جابر بن عبد اللّه :

«أنّ أباه توفى وعليه دين ،فأتيت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وقلت له: إنّ أبي توفى وعليه دين،وليس عندي إلا ما يخرج نخله، فلا يبلغ ما يخرج سدس ما عليه ،قال:فانطلق معي الكيلا تفحش علیّ الغرماء، فمشى حول بيدر من بيادر التمر، ثمّ دعا وجلس عليه، وقال: أين غرماؤه؟ فأوفاهم الذي لهم وبقي مثل الذي أعطاهم».

1974 - [3 /366] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه - يعني الزبيري - حدّثنا معقل - يعني ابن عبيد اللّه الجزري - عن عطاء ،عن جابر بن عبد اللّه :قال

«خرجنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)حجاجاً لا نريد إلا الحجّ ولا ننوي غيره،حتّى إذا بلغنا سرف حاضت عائشة، فدخل عليها رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وهي تبكي، فقال: ما لك

ص: 205


1- الكاني: 129/2.

تبكين؟ قالت: يا رسول اللّه، أصابني الأذى، قال: إنما أنت من بنات آدم يصيبك ما يصيبهنّ، قال: وقدمنا الكعبة في أربع مضين من ذي الحجّة أياماً أو ليالي، فطفنا بالبيت وبين الصفا والمروة، ثمّ أن رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أمرنا فأحللنا الإحلال كله، قال: فتذاكرنا بيننا، فقلنا : خرجنا حجّاجاً لا نريد إلا الحجّ ولا ننوي غيره، حتّى إذا لم يكن بيننا وبين عرفات إلا أربعة أيام أو ليال خرجنا إلى عرفات ومذاكيرنا تقطر المني من النساء، قال: فبلغ ذلك رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فقام خطيباً فقال: ألا إنّ العمرة قد دخلت في الحجّ، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي، ولولا الهدي لأحللت، فمن لم يكن معه هدي فليحلّ. فقام سراقة بن مالك ابن جعشم فقال: يا رسول اللّه، خبرّنا خبر قوم كأنّما ولدوا اليوم، ألعامنا هذا أم للأبد؟ قال: لا، بل للأبد، قال: فأتينا عرفات وانصرفنا منها، ثمّ إنّ عائشة قالت: يا رسول اللّه، إني أجد في نفسي قد اعتمروا، قال: إنّ لك مثل ما لهم، قالت: يا رسول اللّه، إني أجد في نفسي، فوقف بأعلى وادي مكة وأمر أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر فأردفها حتّى بلغت التنعيم، ثمّ أقبلت».

1975 - [366/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد وخلف بن الوليد قالا:حدّثنا الربيع - يعني ابن صبيح - عن عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«قدمنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)صبح أربع مضين من ذي الحجّة مهلّين بالحجّ كلنا، فأمرنا النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) لطفنا بالبيت، وصلّينا الركعتين، وسعينا بين الصفا والمروة، ثمّ أمرنا فقصرنا، ثمّ قال: أحلّوا، قلنا: يا رسول اللّه، حلّ ماذا؟ قال: حلّ ما يحلّ للحلال من النساء والطيب ،قال: فغُشيت النساء وسُطعت المجامر.

قال خلف:وبلغه أنّ بعضهم يقول: ينطلق أحدنا إلى منى وذكره يقطر منياً، قال: فخطبهم، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال : إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت

ص: 206

ما سقت الهدي، ولو لم أسق الهدي،لأحللت ألا فخذوا مناسككم قال:فقام القوم بحلّهم، حتّى إذا كان يوم التروية وأرادوا التوجه إلى منى أهلّوا بالحجّ... الحديث».

1976 - [366/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أحمد الزبيري، حدّثنا قطن، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

«خرجنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لا نحسب إلا أننا حجاجاً، فلمّا قدمنا مكة نودي فينا:من كان منكم ليس معه هدي فليحلّ، ومن كان معه هدي فليقم على إحرامه: قال:فأحلّ الناس بعمرة، إلا من كان ساق الهدي.قال: ويقي النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)ومعه مائة بدنة، وقدم علي من اليمن، فقال له:بأیّ شيء أهللت؟ قال: قلت: اللهم إني أهلّ بما أهلّ به نبيك(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، قال : فأعطاه نيفاً على الثلاثين من البدن، قال: ثمّ بقيا على إحرامهما حتّى بلغ الهدي محله».

1977 - [3/ 367] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن الربيع، حدّثنا ابن مبارك، عن عتبة بن أبي حكيم، عن حصين، عن أبي المصيح ،عن جابر بن عبد اللّه قال:سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) يقول:

«من اغبرت قدماه في سبيل اللّه فهما حرام على النار».

1978 - [3/ 367] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن أبان الوراق أبو إسحاق، حدّثنا يعقوب، أنبأنا عيسى بن جارية، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«أتى ابن أم مكتوم النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فقال : يا رسول اللّه، منزلي شاسع، وأنا مكفوف البصر، وأنا أسمع الأذان، قال: فإن سمعت الأذان فأجب ولو حبواً أو زحفاً».

1979 - [3/ 367] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو الجواب، حدّثنا عمّار بن رزيق، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال:

«جهّز رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)جيشاً ليلة حتّى ذهب نصف الليل أو بلغ ذلك، ثمّ خرج

ص: 207

فقال: قد صلّى الناس ورقدوا ،وأنتم تنتظرون هذه الصلاة، أما إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظر تموها».

1980 - [3/ 367] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أحمد الزبيري، حدّثنا شريك، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل ،عن جابر ، عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال :

«من أراد أن يصوم فليتسحر بشيء».

1981 - [3/ 367] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن سابق، حدّثنا إبراهيم بن طهمان ،عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه أنه قال:

«أفاء اللّه خيبر على رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ، فأقرهم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كما كانوا

وجعلها بينه وبينهم، فبعث عبد اللّه بن رواحة فخرصها عليهم، ثمّ قال لهم:يا معشر اليهود،أنتم أبغض الخلق إلىّ، قتلتم أنبياء اللّه ، وكذبتم على اللّه، وليس يحملني بغضي إياكم على أن أحيف عليكم، قد خرصت عشرين ألف وسق من تمر، فإن شئتم فلكم، وإن أبيتم فلي، فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض، قد أخذنا فاخرجوا عنا».

1982 - [3/ 367] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن سابق، حدّثنا إبراهيم بن طهمان ،عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه أنَّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم، فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض، اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، ثمّ سائر أيامه كأيامكم هذه، وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعاً، فيقول للناس: أنا ربكم، وهو أعور ، وإنّ ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه:كافر - ك ف ر - مهجّاة يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب، يرد كل ماء ومنهل، إلا المدينة ومكة حرّمها اللّه عليه، وقامت الملائكة بأبوابها، ومعه جبال من خبز والناس في جهد إلا

ص: 208

من تبعه،ومعه نهران أنا أعلم بهما منه، نهر يقول: الجنّة، ونهر يقول: النار، فمن أدخل الذي يسميه الجنّة فهي النار، ومن أدخل الذي يسميه النار فهو الجنّة.

قال: ويبعث اللّه معه شياطين تكلّم الناس ومعه فتنة عظيمة يأمر السماء فتمطر فيها يرى الناس ويقتل نفساً ثمّ يجيبها فيما يرى الناس لا يسلّط على غيرها من الناس، ويقول: أيها الناس هل يفعل مثل هذا إلا الربّ ؟ قال: فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام، فيأتيهم فيحاصرهم فيشتد حصارهم ويجهدهم جهداً شديدا، ثمّ ينزل عيسى ابن مريم فينادي من السحر فيقول: يا أيها الناس، ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذّاب الخبيث ؟! فيقولون: هذا رجل جني، فينطلقون، فإذا هم بعيسى بن مريم، فتقام الصلاة، فيقال له: تقدم يا روح اللّه، فيقول: ليتقدم إمامكم فليصلّ بكم، فإذا صلّى صلاة الصبح خرجوا إليه.

قال:فحين يرى الكذّاب ينماث كما ينماث الملح في الماء،فيمشي إليه فيقتله،حتّى أنّ الشجرة والحجر ينادي:يا روح اللّه، هذا يهودي، فلا يترك ممن كان يتبعه أحداً إلا قتله».(1)

1983 - [370/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا علي بن عاصم،عن يزيد-يعني ابن أبي زياد-عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه،عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«يجزئ من الوضوء المد من الماء، ومن الجنابة الصاع. فقال رجل: ما يكفيني، فقال جابر:قد كفى من هو خير منك وأكثر شعراً رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

1984 - [370/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا معاوية بن عمرو، حدّثنا أبو إسحاق ،عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«بين العبد وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة».

ص: 209


1- ذكره المؤلف في هامش المخطوطة باختصار.

1985 -[370/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا معاوية بن عمرو، حدّثنا أبو إسحاق، عن ابن جريج ،عن سليمان بن موسى، عن جابر:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)مرّ يقوم في مجلس يسلّون سيفاً يتعاطونه بينهم غير مغمود، فقال: ألم أزجركم عن هذا؟ فإذا سلّ أحدكم السيف فليغمده ثمّ ليعطيه أخاه».

1986 - [3/ 371] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر قال:

«خطبنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يوم النحر، فقال: أیّ يوم أعظم حرمة؟ فقالوا:يومنا هذا،قال: فأيّ شهر أعظم حرمة؟ قالوا: شهرنا هذا، قال: أیّ بلد أعظم حرمة؟قالوا:بلدنا هذا،قال:فإنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، هل بلّغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد».

1987 -[371/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي، حدّثنا علي بن بحر، حدّثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال:

«قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في حجّة الوداع ... فذكر معناه».

1988 - [371/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا شعبة، حدّثنا الجريري، عن أبي نضرة، عن جابر أنّه قال:

«أراد بنو سلمة أن يبيعوا ديارهم ينتقلون قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال: دياركم إنما تكتب آثاركم».

1989 - [3/ 372] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد اللّه بن الوليد - يعني العدني - حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال:

«قال رجل للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أیّ الإسلام أفضل؟ قال: أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك».

ص: 210

قال أبي : وحدّثناه وكيع ،عن الأعمش.

1990 - [3/ 373] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حماد بن خالد، عن مالك، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) رمل من الحجر إلى الحجر».(1)

1991 - [3 / 373] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو القاسم بن أبي الزناد، أخبرني إسحاق بن حازم، عن أبي مقسم قال أبي - يعني عبيد اللّه بن مقسم- عن جابر بن عبد اللّه :

«عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال في البحر:هو الطهور ماؤه الحلّ ميتته».(2)

1992 - [3 / 374] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا كثير بن هشام، عن أبي الزبير ،عن جابر قال:

«نهى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن أكل البصل والكراث،فغلبتنا الحاجة فأكلنا منه،فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربنّ مسجدنا، فإنّ الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس».

1993 - [3/ 375] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني يزيد بن أبي حبيب المصري، عن خالد بن أبي عمران، عن أبي عياش ،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ذبح يوم العيد كبشين، ثمّ قال حين وجّههما: إني وجّهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا أوّل

ص: 211


1- رمل:تقدم المعنى في هامش حديث 1194 . الحجر الأوّل: هو الحجر الأسود.
2- توضيح:مرّ الحديث فيه راجع هامش حديث 738 وقد أشرنا إلى معنى دلالته.

المسلمين، بسم اللّه، اللّه أكبر، اللهم منك ولك، عن محمّد وأمته».

1994 - [3/ 377] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني سعيد بن ميناء، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«عملنا مع رسول اللّهالله، الله أكبر، اللهم منك ولك، عن محمد وأمته». في الخندق ، قال : فكانت عندي شويهة عنز جذع سمينة،قال:فقلت:واللّه،لو صنعناها لرسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،قال:فأمرت امرأتي فطحنت لنا شيئاً من شعير وصنعت لنا منه خبزاً، وذبحت تلك الشاة فشويناها لرسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قال : فلمّا أمسينا وأراد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)الانصراف عن الخندق، قال: وكنّا نعمل فيه نهاراً، فإذا أمسينا رجعنا إلى أهلنا،قال: قلت:يا رسول اللّه، إني قد صنعت ، لك شويهة كانت عندنا وصنعنا معها شيئاً من خبز هذا الشعير، فأحب أن تنصرف معي إلى منزلي، وإنما أريد أن ينصرف معي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وحده، قال: فلمّا قلت له ذلك قال:نعم، ثمّ أمر صارخاً فصرخ أن إنصرفوا مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إلى بيت جابر، قال: قلت: إنا للّه وإنا إليه راجعون، فأقبل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وأقبل الناس معه، قال: فجلس وأخرجناها إليه، قال: فبرك وسمّى ثمّ أكل، وتواردها الناس، كلمّا فرغ قوم قاموا، وجاء ناس حتّى صدر أهل الخندق عنها».

يقول شير محمّد:هذه المعجزة ذكرها الثقة الجليل أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي في التفسير ضمن ذكر قصةالأحزاب، وفيه: «فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه، قد فرغنا فاحضر مع من أحببت ، فقام(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) إلى شفير الخندق، ثمّ قال:معاشر المهاجرين والأنصار، أجيبوا جابراً ،[قال جابر]:وكان في الخندق سبعمائة رجل ،فخرجوا كلهم، ثمّ لم يمر بأحد من المهاجرين والأنصار إلا قال: أجيبوا جابراً... إلى أن قال: يا جابر، أدخل علیّ عشرة عشرة، فأدخلت عشرة فأكلوا حتّى نهلوا وما يرى

ص: 212

في القصعة إلا آثار أصابعهم، ثمّ قال: يا جابر علیّ بالذراع، فأتيته بالذراع، فأكلوه،ثمّ قال:أدخل علیّ عشرة،فدخلوا فأكلوا حتّى نهلوا وما يرى في القصعة إلا آثار أصابعهم،ثمّ قال:علیّ بالذراع،فأكلوا وخرجوا،ثمّ قال:أدخل علیّ عشرة،فأدخلتهم فأكلوا حتّى نهلوا ولم يُرَ في القصعة إلا آثار أصابعهم، ثمّ قال: يا جابر علیّ بالذراع، فأتيته ،فقلت:يا رسول اللّه كم للشاة من ذراع؟ قال: ذراعان، فقلت: والذي بعثك بالحق [نبياً ] لقد أتيتك بثلاثة، فقال: أما لو سكت يا جابر لأكلوا الناس كلهم من الذراع .قال جابر: فأقبلت أدخل عشرة عشرة، فيأكلون حتّى أكلوا كلهم، وبقي واللّه لنا من ذلك الطعام ما عشنا به أياماً».(1)

ورواه الشيخ الثقة أبو العباس عبد اللّه بن جعفر الحميري في كتاب ( قرب الإسناد ) عن الحسن بن ظريف، عن معمر ، عن الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر(علیه السلام)في حديث طويل يذكر فيه جملة من معجزات رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لنفر من اليهود وهو طفل خماسي عند أبيه ، قال :«... ومن ذلك أنّ جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: رأيت

الناس يوم الخندق يحفرون وهم خماص،ورأيت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يحفر وبطنه خميص،فأتيت أهلي فأخبرتها، فقالت: ما عندنا إلا هذه الشاة، ومحرز من ذرة، قال: فاخبزي، وذبح الشاة وطبخوا شقها وشووا الباقي، حتّى إذا أدرك أتى إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقال : يارسول اللّه اتخذت طعاماً، فأتني أنت ومن أحببت، فشبك أصابعه في يده، ثمّ نادى: ألا إنّ جابراً يدعوكم إلى طعامه... إلى أن قال: أمر بالأنطاع، فبسطت على الشوارع، وأمره أن يجمع التوارى - يعني قصاعاً كانت من خشب-والجفان، ثمّ قال: ما عندكم من الطعام؟ فأعلمته، فقال: غطوا السدانة والبرمة والتنور واغرقوا،وأخرجوا الخبز واللحم

ص: 213


1- تفسير القمي: 179/2.

وغطوا، فما زالوا يغرفون وينقلون ولا يرونه ينقص شيئاً حتّى شبع القوم وهم ثلاثة آلاف،ثمّ أكل جابر وأهله وأهدوا، ويقي عندهم أياماً».(1)

ورواها صاحب كتاب ( الثاقب في المناقب ) عن الصادق(علیه السلام).(2)

ورواها أمين الإسلام الطبرسي في ( مجمع البيان )عن أيمن المخزومي قال: سمعت جابر بن عبد اللّه قال :.... وذكر الحديث. ثمّ قال: أورده البخاري في الصحيح.(3)

أقول: أورده البخاري في الجزء5 في باب غزوة الخندق ص 138 ، رواه بطريقين.(4)

وأورده مسلم في الصحيح القسم الأوّل من الجزء الثاني ص 294 ، أورده في كتاب الأشربة في باب جواز استتباعه لغيره.(5)

1995 - [3/ 377] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي،حدّثنا الأعمش،قال:بلغني،عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق - أو الماء - فإنَّه أوسع - أو أبلغ - للجيران».

1996-[3/ 377] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج ،أخبرني عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«أيها عبد تزوج بغير إذن سيّده فهو عاهر».

1997 - [3/ 377] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال أبو سلمة: سمعت جابر بن عبد اللّه يحدّث أنّه سمع رسول

ص: 214


1- قرب الإسناد:326.
2- الثاقب في المناقب: 50.
3- مجمع البين: 127/8.
4- صحيح البخاري 37/4 ،46/5.
5- صحیح مسلم: 117/6.

اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال :

«لمّا كذّبتني قريش حينُ أسري بي إلى بيت المقدس قمت في الحجر، فجلا اللِه لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه».

1998 - [3/ 377] عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«فقمت في الحجر حين كذّبني قومي، فرفع لي بيت المقدس حتّى جعلت انعت لهم آياته».

1999 -[3/ 378] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، عن معر،عن يحيى بن أبي كثير، عن محمّد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يصلّي على راحلته تطوعاً حيث توجهت به في السفر،فإذا أراد أن يصلّي المكتوبة نزل عن راحلته واستقبل القبلة».

2000 - [3/ 378] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن بكر، حدّثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«نهى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن الوسم في الوجه، والضرب في الوجه».

2001 - [3/ 380] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا الحجاج، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال في الحيوان:

«اثنان بواحد، لا بأس به يداً بيد، ولا يصلح نساء».(1)

2002 -[3 /380] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، قال عطاء:

«حين قدم جابر بن عبد اللّه معتمراً، فجئناه في منزله، فسأله القوم عن أشياء، ثمّ

ص: 215


1- اثنان بواحد: أي عبدين بعبد.

ذكروا له المتعة فقال: نعم، استمتعنا على عهد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وأبي بكر وعمر، حتّى إذا كان في آخر خلافة عمر له ».

2003 -[3 /381] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن أبي الزبير سمع جابراً يقول:

«إنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)سُئل عن كسب الحجام؟ فقال: اعلفه ناضحك».

2004 - [3 /381] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، حدّثنا ابن عقيل عن جابر:

«أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أكل خبزاً ولحماً، فصلّى ولم يتوضّأ».

2005 -[381/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حماد بن أسامة، حدّثني هشام بن عروة، حدّثني عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن رافع ، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من أحيا أرضاً ميتة فهي له ، وما أكلت العافية منه له به صدقة».

2006 - [381/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى بن زكريا، أنبأنا حجاج،عن عطاء،وعن أبي الزبير، عن جابر:

«أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نهى أن يباع ما في رؤوس النخل بتمر كيلاً».

وبه:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نهى أن تباع الثمار حتّى يبدو صلاحها، وأن تباع سنتين أو ثلاثاً».

2007 - [381/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة،حدّثنا قتادة،عن سليمان بن قيس اليشكري، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري: أن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«من حاط حائطاً على أرض فهي له».

ص: 216

2008 -[383/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنَّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«سلّم ناس من اليهود على النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم ،فقال: وعليكم، فقالت عائشة وغضبت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: بلى، قد سمعت فرددتها عليهم، إنّا نجاب عليهم ولا يجابون علينا».

2009 - [3 /385] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى وعفان قالا : حدّثنا حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد اللّه:

«أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه، ذبحت قبل أن أرمي، قال: ارم ولا حرج، قال رجل:يا رسول اللّه ،حلقت قبل أن أذبح، قال: اذبح ولا حرج».

2010 - [3 /386] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا زهير، عن أبي الزبير ،عن جابر:

«أنّ رجلاً أتى النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قال : إنّ لي جارية وهي خادمنا وسايستنا، أطوف عليها وأنا أكره أن تحمل، فقال: اعزل عنها إن شئت، فإنّه سيأتيها ما قدر لها، قال: فلبث الرجل، ثمّ أتاه فقال: إنّ الجارية قد حملت، قال: قد أخبرتك إنّه سيأتيها ما قدر لها.

2011 -[3 /386] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير، أخبرني جابر:

«أنّ امرأة من بني مخزوم سرقت فعاذت بأسامة بن زيد حبّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فأتى بها رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فقال : لو كانت فاطمة لقطعت يدها فقطعها».

2012 -[3 /386] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة ،حدّثنا أبو الزبير قال:

ص: 217

«سألت جابراً عن الرجل يطلّق امرأته وهي حائض؟ فقال: طلّق عبد اللّه بن عمر امرأته وهي حائض، فأتى عمر رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فأخبره ذلك، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): ليراجعها فإنّها امرأته.

2013 -[3 /386] حدّثنا عبد اللّه ،حدّثني أبي ،حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير قال:

«سألت جابراً:هل رجم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟فقال:نعم،رجم رجلاً من أسلم،ورجلاً من اليهود، وامرأة، وقال لليهودي: نحن نحكم عليكم اليوم».

2014 -[3 /388] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي قال: قرأت على عبد الرحمن مالك ح، وحدّثنا إسحاق، أنبأنا مالك، عن جعفر ، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان إذا وقف على الصفا يكبّر ثلاثاً ويقول: لا إله إلا اللّه وحده،لا شريك له، له الملك،وله الحمد،وهو على كل شيء قدير».

وفي حديث عبد الرحمن:«يصنع ذلك ثلاث مرات ويدعو ، ويصنع على المروة مثل ذلك».

2015 -[3/ 388] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي قال: قرأت على عبد الرحمن مالك ح، وحدّثنا إسحاق، أنبأنا مالك، عن جعفر،عن أبيه،عن جابر بن عبد اللّه :

«أنّ رسول اللّه كان إذا نزل من الصفا مشى حتّی إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى يخرج منه».

2016 - [389/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سريج، حدّثنا هشيم، أنبأنا علي بن زيد ،عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إنّ ما بين منبري إلى حجرتي روضة من رياض الجنّة، وإنّ منبري على ترعة من ترع الجنّة».

2017 -[3 /390] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا النضر بن إسماعيل القاص

ص: 218

وهو أبو المغيرة، حدّثنا ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير ،عن جابر قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا يموتنّ أحدكم إلا وهو يحسن باللّه الظن، فإنّ قوماً قد أرداهم سوء ظنهم باللّه(وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الخَاسِرِينَ).(1)

2018 -[391/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا النضر بن إسماعيل أبو المغيرة،حدّثنا ابن أبي ليلى،عن أبي الزبير، عن جابر قال:

«أتى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رجل، فقال: يا رسول اللّه، أیّ الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت،قال:يا رسول اللِه، وأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأريق دمه،قال:يا رسول،اللّه أیّ الهجرة أفضل؟ قال: من هجر ما كره اللّه ، قال: يا رسول اللّه ، فأیّ المسلمين أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ویده، قال: يا رسول اللّه، فما الموجبتان؟ قال: من مات لا يشرك باللّه شيئاً دخل الجنّة، ومن مات يشرك باللّه شيئاً دخل النار».

2019 - [395/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى ويحيى بن آدم قالا: حدّثنا زهير،عن أبي الزبير ،عن جابر قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من لم يجد تعلين فليلبس خفين، ومن لم يجد إزار فليلبس سراويل».

2020 - [397/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أحمد بن عبد الملك ،حدّثنا عبيد اللّه، عن عبد الكريم، عن عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيها سواء».

2021 - [397/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا

ص: 219


1- سورة فصلت: 23.

أبو خالد الأحمر ، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال:

«كنّا جلوساً عند النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فخطّ خطاً هكذا أمامه فقال: هذا سبيل اللّه وخطّين عن يمينه وخطّين عن شماله قال: هذه سبيل الشيطان،ثمّ وضع يده في الخط الأسود ثمّ تلا هذه الآية:﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِهَا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِه ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِه لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).(1)

2022 -[3/ 397]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«خرج رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)من المدينة إلى المشركين ليقاتلهم، وقال أبي عبد اللّه : يا جابر لا عليك أن تكون في نظاري أهل المدينة حتّى تعلم إلى ما يصير أمرنا، فإني واللّه لولا أني أترك بنات لي بعدي لأحببت أن تقتل بين يدي، قال: فبينما أنا في النظارين إذا جاءت عمتي بأبي وخالي عادلتهما على ناضح ،فدخلت بهما المدينة لتدفنهما في مقابرنا إذ لحق رجل ينادي: ألا إنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يأمركم أن ترجعوا بالقتلى فتدفنوها في مصارعها حيث قتلت، فرجعنا بهما فدفناهما حيث قتلا، فبينما أنا في خلافة معاوية بن أبي سفيان إذ جاءني رجل فقال: يا جابر بن عبد اللّه، واللّه لقد أنار أباك عمل معاوية، فبدأ فخرج طائفة منه، فأتيته فوجدته على النحو الذي دفنته لم يتغير إلا ما لم يدع القتل أو القتيل فواريته.

قال:وترك أبي علينا دَيناً من التمر، فاشتد علیّ بعض غرمائه في التقاضي، فأتيت نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقلت: يا نبي اللّه، إنّ أبي أصيب يوم كذا وكذا وترك علیّ ديناً من التمر، واشتد علیّ بعض غرمائه في التقاضي، فأحب أن تعينني عليه لعله أن ينظرني طائفة من تمره إلى هذا الصرام المقبل، فقال: نعم، آتيك إن شاء اللّه قريباً من وسط النهار، وجاء معه حواريه، ثمّ استأذن ودخل، فقلت لامرأتي: إنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)جاءني اليوم وسط النهار، فلا

ص: 220


1- سورة الأنعام: 153.

أريتك ولا تؤذي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في بيتي بشيء ولا تكلّميه فدخل،ففرشت له فراشا ووسادة، فوضع رأسه فنام.

قال: وقلت لمولى لي:اذبح هذه العناق وهي داجن سمينة والوحا والعجل أفرغ منها قبل أن يستيقظ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،و أنا معك،فلم نزل فيها حتّى فرغنا منها وهو نائم،فقلت له: إنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا استيقظ يدعو بالطهور، وإني أخاف إذا فرغ أن يقوم فلا يفرغنّ من وضوئه حتّى تضع العناق بين يديه، فلمّا قام قال: يا جابر اثتني بطهور، فلم يفرغ من طهوره حتّى وضعت العناق عنده، فنظر إلیّ فقال: كأنك قد علمت حبّنا للحم، ادع لي أبا بكر، قال: ثمّ دعا حوارييه الذين معه فدخلوا، فضرب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بيده وقال: بسم اللّه كلوا ، فأكلوا حتّى شبعوا وفضل لحم منها كثير ، قال : واللّه إنّ مجلس بني سلمة لينظرون إليه وهو أحب إليهم من أعينهم، ما يقربه رجل منهم مخافة أن يؤذوه، فلمّا فرغ قام، وقام أصحابه فخرجوا بين يديه، وكان يقول: خلّو ظهري للملائكة واتّبعتهم حتّى بلغوا أسكفة الباب. قال: وأخرجت امرأتي صدرها، وكانت مستترة بسقيف في البيت،قالت:يا رسول اللّه، صلّ علیّ وعلى زوجي صلّى اللّه عليك، فقال: صلّى اللّه عليك وعلى زوجك، ثمّ قال: ادع لي فلاناً - لغريمي الذي اشتد علیّ في الطلب - قال: فجاء، فقال: أيسر جابر بن عبد اللّه - يعني إلى الميسرة - طائفة من دَينك الذي على أبيه إلى هذا الصرام المقبل، قال: ما أنا بفاعل ،واعتلّ، وقال: إنما هو مال يتامى، فقال:أين جابر؟فقال:أنا ذا يا رسول اللّه ،قال كل له ريالفإنّ اللّه سوف يوقّيه، فنظرت إلى السماء، فإذا الشمس قد دلکت، قال:الصلاة يا أبا بكر، فاندفعوا إلى المسجد، فقلت: قرّب أوعيتك، فكلت له من العجوة، فوقّاه اللّه ، وفضل لنا من التمر كذا وكذا، فجئت أسعى إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في مسجده كأنّي شرارة، فوجدت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قد صلّى،فقلت:يا رسول اللّه ،ألم تر أني كلت لغريمي تمره فوقّاه اللّه وفضل لنا من التمر كذا وكذا، فقال: أين عمر بن الخطاب؟

ص: 221

فجاء يهرول فقال : سل جابر بن عبد اللّه عن غريمه وتمره، فقال: ما أنا بسائله، قد علمت أنّ اللّه سوف يوفّيه إذ أخبرت أنّ اللّه سوف يوفّيه ،فكرر عليه هذه الكلمة ثلاث مرات،كل ذلك يقول: ما أنا بسائله، وكان لا يراجع بعد المرة الثالثة، فقال:يا جابر،ما فعل غريمك وتمرك؟ قال: قلت: وفّاه اللّه ، وفضل لنا من التمر كذا وكذا، فرجع إلى امرأته،فقال:ألم أكن نهيتك أن تكلّمي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟قالت:أكنت تظن أنّ اللّه يورد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بيتي ثمّ يخرج ولا أسأله الصلاة علیّ وعلى زوجي قبل أن يخرج ؟»].(1)

2023 - [399/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا عفان،حدّثنا وهيب ،حدّثنا عبد اللّه بن وهيب، حدّثنا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن سابط ،عن جابر بن عبد اللّه قال: حدّثنا أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال :

«یا کعب بن عجرة، أعيذك باللّه من إمارة السفهاء، قال: وما ذاك يا رسول اللّه؟قال:أمراء سيكونون من بعدي ،من دخل عليهم فصدّقهم بحديثهم وأعانهم على ظلمهم فليسوا مني ولست منهم ولم يردوا علیّ الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدّقهم بحديثهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم، وأولئك يردون علیّ الحوض، يا كعب بن عجرة الصلاة قربان، والصوم جُنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، يا كعب بن عجرة، لا يدخل الجنّة من نبت لحمه من سحت،النار أولى به،يا كعب بن عجرة،الناس غاديان:فغاد بائع نفسه وموبق

رقبته، وغاد مبتاع نفسه و معتق رقبته».

يقول شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذا آخر ما انتخبته من أحاديث جابر بن عبد اللّه الأنصاري عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، وليعلم أنّ كثيراً مما انتخبته منها قد رواه أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل بعدّة طرق، وبعضه مروي بطريق واحد أو طريقين.

ص: 222


1- ذكر هذا الحديث المؤلف في هامش النسخة باختصار ولذا جعلته بين معقوفتين.

(مسند المكيين)

المنتخب من مسند صفوان بن أمية العجمي

2024 - [3/ 400] حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني قال: حدّثني أبي أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم، عن عبد اللّه بن الحارث، قال:

«زوّجني أبي في إمارة عثمان، فدعا نفراً من أصحاب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فجاء صفوان بن أمية - وهو شيخ كبير - فقال : إنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:انهسوا اللحم نهساً، فإنّه أهنا وأمرأ- أو أشهى وأمرأ-».

قال سفيان:الشك مني أو منه.(1)

2025 - [401/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا شريك، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أمية بن صفوان بن أمية، عن أبيه:

«أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)استعار منه يوم خيبر أدراعاً، فقال: أغصباً يا محمّد؟ فقال: بل عارية مضمونة، قال: فضاع بعضها، فعرض عليه رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أن يضمنها له، فقال: أنا اليوم يا رسول اللّه في الإسلام أرغب.

يقول شير محمّد: رواه أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل بعدّة طرق.(2)

ص: 223


1- المسوا:أخذ اللحم بأطراف الأسنان ونتفه.
2- مسند أحمد: 465/6.

2026 -[401/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا زكريا بن عدي، عن سعيد بن المسيب، عن صفوان بن أمية قال:

«أعطاني رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يوم حنين وإنّه لأبغض الناس إلیّ،فمازال يعطيني حتّى صار وإنّه أحب الناس إلیّ».

2027 -[401/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا سعيد - يعني ابن أبي عروبة-عن قتادة، عن عطاء،عن طارق بن مرقع،عن صفوان بن أمية:

«أنّ رجلاً سرق برده، فرفعه إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فأمر بقطعه، فقال: يا رسول اللّه،قد تجاوزت عنه،قال:فلولا كان هذا قبل أن تأتيني به يا أبا وهب، فقطعه رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

يقول شير محمّد:ثمّ رواه أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل بعدّة طرق.(1)

2028 -[401/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن معاوية،عن عثمان بن أبي سليمان قال: قال صفوان بن أمية:

«آني رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وأنا آخذ اللحم عن العظم بيدي،فقال:يا صفوان قلت:لبيك،قال:قرّب اللحم من فيك، فإنّه أهنأ وأمرأ».

ص: 224


1- مسند أحمد: 401/3.

المنتخب من مسند حكيم بن حزام

2029 -[402/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا سعيد-يعني ابن أبي عروبة-عن قتادة ،عن أبي الخليل،عن عبد اللّه بن الحارث الهاشمي،عن حكيم بن حزام قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«البيّعان بالخيار ما لم يتفرّقا، فإن صدقا وبيّنا رزقا بركة بيعهما، وإن كذبا وكتها مُحق بركة بيعهما».

2030 - [402/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم ،عن شعبة ،حدّثنا أبو بشر، عن يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام قال: قلت:

«يا رسول اللّه ، يطلب مني المتاع وليس عندي، أفأبيعه له؟ قال: لا تبع ما ليس عندك».

2031 -[402/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا هشام - يعني الدستوائي - حدّثني يحيى بن أبي كثير ، عن رجل : أنّ يوسف بن ماهك أخبره:أنّ عبد اللّه بن عصمة أخبره:أنّ حكيم بن حزام أخبره قال: قلت:

«يا رسول اللّه، إني أشتري بيوعاً، فما يحلّ لي منها، وما يحرم علیّ؟ قال: فإذا اشتريت بيعاً فلا تبعه حتّى تقبضه».

2032 -[402/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن عتبة ،عن عمرو بن عثمان، عن موسى بن طلحة، عن حكيم بن حزام قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إنّ خير الصدقة عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى ،وابدأ بمن تعول».

ص: 225

2033 - [402/3] حدّثنا عبد اللّه قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده:حدّثنا سعيد - يعني ابن سليمان- حدّثنا عباد-يعني ابن العوام-عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أيوب بن بشير الأنصاري، عن حكيم بن حزام:

«أنّ رجلاً سأل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن الصدقات أيّها أفضل؟ قال: على ذي الرحم الكاشح».

2034 -[402/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا ابن أبي ذئب ،عن مسلم بن جندب، عن حكيم بن حزام قال:

«سألت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)من المال فالحفت،فقال: يا حكيم ما أكثر مسئلتك،يا حكيم إنّ هذا المال خضرة حلوة، وإنما هو مع ذلك أوساخ يدي الناس، ويد اللّه فوق يد المعطي، ويد المعطي فوق يد المعطى، وأسفل الأيدي يد المعطى».

المنتخب من حديث سبرة بن معبد

2035 - [404/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا زيد بن الحباب،حدّثني عبد الملك بن الربيع بن سبرة الجهني، عن أبيه، عن جده قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إذا بلغ الغلام سبع سنين أمر بالصلاة، فإذا بلغ عشراً ضُرب عليها».

2036 - [404/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، أخبرني عبد العزيز بن عمر ، عن الربيع بن سبرة، عن أبيه قال:

«خرجنا مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)من المدينة في حجّة الوداع، حتّى إذا كنّا بعسفان قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ العمرة قد دخلت في الحجّ، فقال له سراقة بن مالك-أو مالك بن سراقة، شك عبد العزيز -:أي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، علّمنا تعليم قوماً كأنّها ولدوا اليوم،عمر تنا هذه لعامنا هذا أم للأبد؟ قال: لا، بل للأبد، فلمّا قدمنا مكة طفنا بالبيت وبين

ص: 226

الصفا والمروة، ثمّ أمرنا بمتعة النساء، فرجعنا إليه فقلنا: يا رسول اللّه، إنهنّ قد أبين إلا إلى أجل مسمّى، قال: فافعلوا... الحديث».

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن أبزي الخزاعي

2037 -[406/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل وزبيد الأيامي، عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزي، عن أبيه، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«أنّه كان يقرأ في الوتر ب(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾و﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)،فإذا سلّم قال: سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، ورفع بها صوته».

يقول شير محمّد : رواه أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل بعدّة طرق عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي ،عن أبيه، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).(1)

2038 - [407/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هارون بن معروف ،حدّثنا ضمرة، عن ابن شوذر، عن عبد اللّه، عن القاسم قال:

«جلسنا إلى عبد الرحمن بن أبزي،فقال:ألا أريكم صلاة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟قال:فقلنا:بلى، قال: فقام فكبّر، ثمّ قرأ، ثمّ ركع فوضع يديه على ركبتيه حتّى أخذ كل عضو مأخذه، ثمّ رفع حتّى أخذ كل عضو مأخذه، ثمّ سجد حتّى أخذ كل عضو مأخذه، ثمّ رفع حتّى أخذ كل عظم مأخذه، ثمّ سجد حتّى أخذ كل عظم مأخذه، ثمّ رفع فصنع في الركعة الثانية كما صنع في الركعة الأولى، ثمّ قال : هكذا صلاة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

ص: 227


1- مسند أحمد: 406/3.

المنتخب من حديث نافع بن عبد الحارث

2039 - [407/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا وكيع ،عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، حدّثني خميل، أنبأنا مجاهد، عن نافع بن عبد الحارث قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«من سعادة المرء الجار الصالح، والمركب الهنيء، والمسكن الواسع».

2040 - [3/ 408] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا سفيان، عن حبيب، عن خميل، عن نافع بن عبد الحارث قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فذكر مثله.

المنتخب من أحاديث أبي محذورة

2041 - [408/3] [حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرني ابن جريج، حدّثني عثمان بن السائب مولاهم، عن أبيه السائب مولى أبي محذورة، وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة: أنّهما سمعاه من أبي محذورة، قال أبو محذورة:

«خرجت في عشرة فتيان مع النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وهو أبغض الناس إلينا، فأذنوا ، فقمنا نؤذن نستهزئ بهم،فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):ائتوني بهؤلاء الفتيان فقال:أذنوا فأذنوا،فكنت احدهم،فقال النبی(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): نعم، هذا الذي سمعت صوته، اذهب، فأذّن لأهل مكة، فمسح على ناصيته وقال: قل: اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر، أشهد أن لا إله إلا اللّه مرتين، وأشهد أنّ محمّداً رسول اللّه مرتين، ثمّ ارجع فاشهد أن لا إله إلا اللّه مرتين، وأشهد أن محمّداً رسول اللّه مرتين ،حي على الصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح مرتين، اللّه أكبر اللّه أكبر، لا إله إلا اللّه، وإذا أذنت بالأوّل من الصبح فقل: الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم، وإذا أقمت فقلها مرتين:قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، أسمعت؟ قال: وكان أبو محذورة لا يجز ناصيته ولا يفرّقها، لأنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)مسح عليها ]. (1)

ص: 228


1- ذكر هذا الحديث المؤلف في هامش النسخة باختصار ولذا جعلته بين معقوفتين.

المنتخب من أحاديث عثمان بن طلحة

2042 - [410/3]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشام، أنبأنا خالد، عن القاسم بن ربيعة بن جوشن، عن عقبة بن أوس، عن رجل من أصحاب النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)خطب يوم فتح مكة فقال : لا إله إلا اللّه وحده، نصر عبده، وهزم الأحزاب وحده». قال هشيم مرة أخرى: الحمد اللّه الذي صدق، وعده ونصر عبده، ألا إنّ كل مأثرة كانت في الجاهلية تعد وتدعى، وكل دم أو دعوى موضوعة تحت قدمي هاتين، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج،ألا وإنّ قتيل خطأ العمد - قال هشيم مرة:بالسوط والعصا، والحجر دية مغلظة مائة من الإبل، منها أربعون في بطونها أولادها-وقال مرة:أربعون من ثنية إلى بازل عامها،كلهنّ خلفة».

2043 - [410/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا حميد، عن القاسم بن ربيعة أنه قال في هذا الحديث:

«وإنّ قتيل خطأ العمد بالسوط والعصا والحجر مائة من الإبل، منها أربعون في بطونها أولادها، فمن ازداد بعيراً فهو من أهل الجاهلية».

2044 -[410/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا هشيم،أنبأنا يونس،عن القاسم بن ربيعة،عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بقريب من ذلك، إلا أنّه قال:

«مائة من الإبل ثلاثون حقة، وثلاثون جذعة، وثلاثون بنات ليون، وأربعون ثنية خلفة إلى بازل عامه».

ص: 229

حديث عبد الله بن حبشي

2045 - [3 / 411] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج قال: قال ابن جريج: حدّثني عثمان بن أبي سليمان، عن علي الأزدي، عن عبيد بن عمير، عن عبد اللّه بن حبشي الخثعمي:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)سُئل أي الأعمال أفضل ؟ قال : إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غلول فيه، وحجّة مبرورة، قيل : فأیّ الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت، قيل: فأیّ الصدقة أفضل؟ قال:جهد المقل،قيل:فأیّ الهجرة أفضل ؟ قال:من هجر ما حرم اللّه عليه، قيل: فأیّ الجهاد أفضل؟ قال: من جاهد المشركين بماله ونفسه،قيل:فأیّ القتل أشرف؟ قال: من أهريق دمه وعقر جواده».

المنتخب من حديث جد إسماعيل بن أمية

2046 -[412/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا عامر بن صالح بن رستم المزني، حدّثنا أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص-قال:أو ابن سعيد بن العاص-عن أبيه،عن جده قال:قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن».

قال أبو عبد الرحمن: حدّثنا به خلف بن هشام البزار والقواريري قالا:حدّثنا عامر بن أبي عامر بإسناده، فذكر مثله.

المنتخب من أحاديث قدامة بن عبد الله بن عمار

2017 -[413/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا أبو أحمد محمّد عبد اللّه الزبيري،حدّثنا أيمن بن نابل، حدّثنا قدامة بن عبد اللّه الكلابي أنّه :

ص: 230

«رأى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رمى جمرة العقبة من بطن الوادي يوم النحر على ناقة له صهباء ولا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك».

2048 - [3 / 413] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سريج بن يونس ومحرز بن عون بن أبي عون أبو الفضل قال:حدّثنا قرآن بن تمام الأسدي، حدّثنا أيمن،عن قدامة بن عبد اللّه قال:

«رأيت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)على ناقة يستلم الحجر بمحجنه».

قال أبو عبد الرحمن: حدّثني محرز بن عون وعباد بن موسى قالا : حدّثنا قرآن بن تمام،عن أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد اللّه :

«أنّه رأى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)و يرمي الجمار على ناقة،لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك».

وزاد عباد في حديثه قال:

«رأيت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)على ناقة صهباء يرمي الجمرة».

المنتخب من أحاديث سفيان بن عبد الله الثقفي

2049 - [413/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا علي بن إسحاق قال:أنبأنا عبد اللّه-يعني ابن المبارك - قال: أنبأنا معمر ، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن ماعز، عن سفيان بن عبد اللّه الثقفي قال:

«قلت: يا رسول اللّه، حدّثني بأمر أعتصم به، قال: قل: ربي اللّه ثمّ استقم، قال:قلت:يا رسول اللّه،ما أخوف ما تخاف علیّ؟ قال: فأخذ بلسان نفسه ثمّ قال: هذا».

حديث رجل أدرك النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)

2050 -[414/3] حدّثنا عبد اللهّ، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق وروح قالا : حدّثنا ابن جريج قال:أخبرني حسن بن مسلم، عن طاوس، عن رجل قد أدرك النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أنّ

ص: 231

النبي قال:

«إنّها الطواف صلاة فإذا طفتم فأقلّوا الكلام».

قال عبد اللّه : قال أبي : ولم يرفعه محمّد بن بكر .

المنتخب من حديث بشر بن سحيم

2051 - [3/ 415] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: أنبأنا سفيان وعبد الرحمن، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: وقال نافع بن جبير بن مطعم:عن بشر بن سحيم:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)خطب في يوم التشريق،قال عبد الرحمن في أيام الحجّ فقال:لا يدخل الجنّة إلا نفس مسلمة، وإنّ هذه الأيام أكل وشرب».

حديث الأسود بن خلف

2052 - [3/ 415] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج قال : أخبرني عبد اللّه بن عثمان بن خثيم:أنّ محمّد بن الأسود بن خلف أخبره:

«أنّ أباه الأسود رأى النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يبايع الناس يوم الفتح، قال:جلس عند قرن مسقلة، فبايع الناس على الإسلام والشهادة، قال: قلت: وما الشهادة؟ قال: أخبرني محمّد بن الأسود بن خلف:أنّه بايعهم على الإيمان باللّه، وشهادة أن لا إله إلا اللّه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).(1)

ص: 232


1- في أخبار مكة للازرقي في ذكر شق معلاة مكة اليماني وما فيه:قرن مستقلة:بالقاف، وهو قرن قد بقيت منه بقية بأعلى مكة في دبر دار سمرة عند موقف الغنم بين شعب ابن عامر،وحرف دار رابغة في أصله،ومسقلة:رحل كان يسكنه في الجاهلية :2 218 :قلت :قرن: قطعة تنفرد من الجبل.

حديث صخر الغامدي

2053 -[416/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد البجلي ،عن صخر الغامدي، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنّه قال:

«اللهم بارك لأمتي في بكورهم.قال:فكان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا بعث سرية بعثها أوّل النهار، وكان صخر رجلاً تاجراً، وكان لا يبعث غلمانه إلا من أوّل النهار، فكثر ماله حتّى كان لا يدري أين يضع ماله».

2054-[3/ 417] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، حدّثنا يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد، عن صخر الغامدي قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«اللهم بارك لأمتي في بكورها. قال: فكان إذا بعث سرية أو جيشاً بعثهم من أوّل النهار،قال:فكان صخر رجلاً، تاجراً، وكان يبعث تجارته من أوّل النهار، قال: فأثرى وكثر ماله».

حديث ابن عابس عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)

2055 -[3/ 417] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم بن قاسم ،حدّثنا أبو معاوية - يعني شيبان-عن يحيى بن أبي كثير ، عن محمّد بن إبراهيم: أنّ ابن عابس الجهني قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«يا ابن عابس ،ألا أخبرك بأفضل ما تعوّذ منه المتعوذون؟ قلت: بلى يا رسول اللّه، قال:(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)».

ص: 233

حديث أبي عمرة الأنصاري

2056 - [3/ 417] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق، أنبأنا عبد اللّه - يعني ابن مبارك - قال: أنبأنا الأوزاعي قال: حدّثني المطلب بن حنطب المخزومي قال: حدّثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، حدّثني أبي، قال:

«كنّا مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في الغزاة ، فأصاب الناس مخمصة، فأستأذن الناس رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في نحر بعض ظهورهم وقالوا: يبلغنا اللّه به، فلمّا رأى عمر بن الخطاب أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قد همّ أن يأذن لهم في نحر بعض ظهرهم قال: يا رسول اللّه، كيف بنا إذا نحن لقينا القوم غداً جياعاً رجالاً، ولكن إن رأيت يا رسول اللّه أن تدعو لنا ببقايا أزوادهم فتجمعها ثمّ تدعو اللّه فيها بالبركة،فإنّ اللّه تبارك وتعالى سيبلغنا بدعوتك- أو قال:سيبارك لنا في دعوتك - فدعا النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ببقايا أزوادهم، فجعل الناس يجيئون بالحثية من الطعام وفوق ذلك، وكان أعلاهم من جاء بصاع من تمر ، فجمعها رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، ثمّ قام فدعا ما شاء اللّه أن يدعو، ثمّ دعا الجيش بأوعيتهم فأمرهم أن يحتثوا، فما بقي في الجيش وعاء إلا ملؤوه، وبقي مثله، فضحك رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حتّى بدت نواجذه، فقال: أشهد أن لا إله إلا اللّه وإني رسول اللّه، لا يلقى اللّه عبد مؤمن بهما إلا حجبت عنه النار يوم القيامة».

المنتخب من حديث محمد بن حاطب الجمحي

2057 -[3 / 418] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس ويونس بن محمّد قالا:حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان ،قال إبراهيم بن العباس في حديثه: إبراهيم بن محمّد بن حاطب ،قال :حدّثني أبي،عن جده محمّد بن حاطب، عن أمه أم جميل بنت المجلل قالت:

ص: 234

«أقبلت بك من أرض الحبشة،حتّى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك طبيخاً، ففني الحطب فخرجت أطلبه، فتناولت القدر فانكفات على ذراعك، فأتيت بك النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقلت : بأبي وأمي يا رسول اللّه،هذا محمّد بن حاطب،فتفل في فيك ومسح على رأسك ودعا لك، وجعل يتفل على يديك ويقول: اذهب البأس ربّ الناس، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً.

فقالت: فما قمت بك من عنده حتّى برأت يدك».

2058 - [3/ 418] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس قال: حدّثنا شريك، عن سماك بن حرب، عن محمّد بن حاطب قال:

«دببت إلى قدر وهي تغلي، فأدخلت يدي فيها فاحترقت-أو قال:فورمت يدي - فذهبت بي أمي إلى رجل كان بالبطحاء، فقال شيئاً ونفث،فلمّا كان في إمرة عثمان قلت لأمي:من كان ذلك الرجل؟قالت:رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

حديث ابن أبي زيد

2059 -[418/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا أبي، حدّثنا عطاء بن السائب قال: حدّثني حكيم بن أبي زيد، عن أبيه قال: حدّثني أبي:أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«دعوا الناس يصيب بعضهم من بعض، فإذا استنصح أحدكم أخاه فلينصحه».

حديث أبي سليط البدري

2060 - [419/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي، عن ابن إسحاق، قال: فحدّثني عبد اللّه بن عمرو بن ضمرة الفزاري، عن عبد اللّه بن أبي سليط، عن أبيه أبي سليط قال:

ص: 235

«أتانا نهي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن أكل لحوم الحمر الإنسية والقدور تفور بها، فكفأناها على وجوهها».

يقول شير محمّد:ثمّ رواه بإسناد آخر عن عبد اللّه بن أبي سليط عن أبيه أبي سليط - وكان بدرياً - قال:

«أتانا نهي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن لحوم الحمر ونحن بخيبر ، فكفأناها وإنا لجياع».(1)

حديث ابن عبس عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

2061 - [420/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا محمّد بن بكر،أنبأنا عبيد اللّه بن أبي زياد قال:حدّثني عبد اللّه بن كثير الداري،عن مجاهد قال: حدّثنا شيخ أدرك الجاهلية ونحن في غزوة رودس - يقال له : ابن عبس - قال:

«كنت أسوق لآل لنا بقرة،قال فسمعت من جوفها:یا آل ذریح،قول فصیح،رجل يصيح أن لا إله إلا اللّه.قال:فقدمنا مكة، فوجدنا النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قد خرج».

المنتخب من أحاديث مجمع بن جارية

2062 -[420/3]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عينية، حدّثنا الزهري، عن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن ثعلبة،عن عبد اللّه بن يزيد قال:سمعت مجمع بن جارية:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ذكر الدجال، فقال: يقتله ابن مريم بباب لد».

2063 - [420/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثنا مجمع بن يعقوب قال: سمعت أبي يقول: عن عمه عبد الرحمن بن يزيد، عن عمه

ص: 236


1- مسند أحمد: 419/3.

مجمع بن جارية الأنصاري - وكان أحد القرّاء الذين قرؤا القرآن - قال :

«شهدنا الحديبية، فلمّا انصرفنا عنها إذا الناس ينفرون الأباعر، فقال الناس بعضهم لبعض:ما للناس؟ قالوا: أوحي إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فخرجنا مع الناس نوجف،حتّى وجدنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)على راحلته عند كراع الغميم، واجتمع الناس إليه فقرأ عليهم :(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبينا )(1)فقال رجل من أصحاب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أي رسول اللّه، وفتح هو؟قال: إي والذي نفس محمّد بيده إنَّه لفتح،فقسمت خيبر على أهل الحديبية لم يدخل معهم فيها أحد إلا من شهد الحديبية،فقسمها رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)على ثمانية عشر سهماً، وكان الجيش ألفاً وخمسمائة، فيهم ثلثمائة فارس، فأعطى الفارس سهمين، وأعطى الراجل سهماً ».(2)

المنتخب من حديث قيس بن سعد بن عبادة

2064 -[422/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى،حدّثنا ابن لهيعة، قال: حدّثنيه ابن هبيرة، قال: سمعت شيخاً من حمير يحدّث أبا تميم الجيشاني أنّه سمع قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري وهو على مصر يقول: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«من كذب علیّ كذبة متعمداً فليتبوأ مضجعاً من النار - أو بيتاً في جهنم».

سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يقول:

«من شرب الخمر أتى عطشاناً يوم القيامة، ألا فكل مسكر خمر، وإيّاكم والغبيراء».

قال هذا الشيخ:ثمّ سمعت عبد سمعت عبد اللّه بن عمر بعد ذلك يقول مثله، فلم يختلفا إلا في بيت أو مضجع .(3)

ص: 237


1- سورة الفتح: 1.
2- كراع الغميم: موضع بين مكة والمدينة.
3- الغبيراء:خمر الحبشة واسمه السكركة.

المنتخب من حديث وهب بن حذيفة

2065-[422/3]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا خالد الواسطي قال: حدّثنا عمرو بن يحيى، عن محمّد بن يحيى، عن عمه واسع بن حبان ،عن وهب بن حذيفة، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«إذا قام الرجل من مجلسه فرجع إليه فهو أحق به، وإن كانت له حاجة فقام إليها ثمّ رجع فهو أحق به».

حديث عمرو بن يثربي

2066 -[423/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا أبو عامر،حدّثنا عبد الملك-يعني ابن حسن الحارثي-حدّثنا عبد الرحمن بن أبي سعيد قال: سمعت عمارة بن حارثة الضمري، يحدّث عن عمرو بن يثربي الضمري قال:

«شهدت خطبة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بمنى، فكان فيها خطب به أن قال :ولا يحلّ لأمرئ من مال أخيه إلا ما طابت به نفسه، قال: فلمّا سمعت ذلك قلت:يا رسول اللّه، أرأيت لو لقيت غنم ابن عمي فأخذت منها شاة فاحترزتها هل علیّ في ذلك شيء؟ قال: إن لقيتها نعجة تحمل شفرة وزناداً فلا تمسها».

يقول شير محمّد:روى الكليني في كتاب الديات في باب القتل ص 315 و 316 بإسنادين عن أبي عبد اللّه(علیه السلام):«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وقف بمنى حين قضى مناسكه في حجّة الوداع فقال: أيها الناس اسمعوا... إلى أن قال: ألا من كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتنمه عليها، فإنّه لا يحلّ دم امرئ مسلم ولا ماله إلا بطيبة نفسه... الحديث».(1)

ص: 238


1- الكافي: 273/7.

حديث عمرو بن أم مكتوم

2067 -[3 /423] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو النضر، حدّثنا شيبان، عن عاصم، عن أبي رزين، عن عمرو بن أم مكتوم قال:

«جئت إلى رسول اللّه الكافي:273/7 فقلت:يا رسول اللّه،كنت ضريراً شاسع الدار، ولي قائد لا يلائمني، فهل تجد لي رخصة أن أصلیّ في بيتي؟ قال: أتسمع النداء؟ قال:قلت:نعم، قال: ما أجد لك رخصة».

2068 -[423/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا عبد العزيز - يعني ابن مسلم - حدّثنا الحصين، عن عبد اللّه بن شداد بن الهاد، عن ابن أم مكتوم:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أتى المسجد فرأى في القوم رقّة، فقال: إني لأهمّ أن أجعل للناس إماماً، ثمّ أخرج فلا أقدر على إنسان يتخلّف عن الصلاة في بيته إلا أحرقته عليه، فقال ابن أم مكتوم: يا رسول اللّه، إنّ بيني وبين المسجد نخلاً وشجراً، ولا أقدر على قائد كل ساعة، أيسعني أن أصلّي في بيتي؟ قال: أتسمع الإقامة؟ قال: نعم، قال: فأتها».

حديث عبد الله الزرقي ويقال عبيد بن رفاعة

2069 - [3 / 424] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري،حدّثنا عبد الواحد بن أيمن المكي، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الزرقي، عن أبيه -قال: وقال:الفزاري مرة:عن ابن رفاعة الزرقي-عن أبيه قال: قال أبي : وقال غير الفزاري:عبيد بن رفاعة الزرقي، قال:

«لمّا كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): استووا حتّى أثنو(1)

ص: 239


1- في المستدرك للنيسابوري، والسنن الكبرى للنسائي، وتفسير ابن كثير، ومصادر اخرى: ( اثني ).

على ربّي، فصاروا خلفه صفوفاً، فقال: اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت ،ولا باسط لما قبضت ،ولا هادي لما أضللت، ولا مضلّ لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرّب لما باعدت،ولا مباعد لما قرّبت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إنّي أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول،اللهم إنّي أسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف، اللهم إنّي عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعت،اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم توفّنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذّبون رسلك ويصدّون عن سبيلك ،واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق».

يقول شير محمّد:روى أبو علي المفيد ابن شيخ الطائفة في الجزء الثامن من أماليه ص 134 بإسناد ذكره عن حمزة بن حمران ،عن أبي عبد اللّه(علیه السلام)، قال: «بينا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يمشي ذات يوم مع أصحابه إذ قال لهم: على رسلكم حتّى أثني على ربي. ثمّ قال: اللهم لا مانع لما أعطيت،ولا معطي لما منعت،ولا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت ،ولا هادي لمن أضللت، ولا مضلّ لمن هديت، اللهم أنت الحليم فلا تجهل، وأنت الجواد فلا تبخل، وأنت العزيز فلا تستذل، وأنت المنيع فلا ترام».(1)

المنتخب من حديث جد أبي الأشد السلمي

2070 -[424/3]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدّثنا بقية، قال: حدّثني عثمان بن زفر الجهني، قال: حدّثني أبو الأشد السلمي، عن أبيه،

ص: 240


1- الطوسي: 214 .

عن جده، قال:

«كنت سابع سبعة مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال: فأمرنا نجمع لكل رجل منّا درهماً، فاشترينا أضحية بسبع الدراهم، فقلنا: يا رسول اللّه، لقد أغلينا بها، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ أفضل الضحايا أغلاها وأسمنها، وأمر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فأخذ رجل برجل،ورجل برجل ،ورجل بيد، ورجل بيد، ورجل بقرن،ورجل بقرن، وذبحها السابع، وكبّرنا عليها جميعاً».

حديث أبي الجعد الضمري

2071 -[3 /424] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن محمّد بن عمرو ، قال : حدّثني عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي الجعد الضمري-وكانت له صحبة - قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من ترك ثلاث جُمع تهاوناً من غير عذر طبع اللّه تبارك وتعالى على قلبه».

حديث رجل عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)

2072- [3/ 425] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد، أنبأنا محمّد بن مطرف ،عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن البيلماني قال: اجتمع أربعة من أصحاب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال أحدهم: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«إنّ اللّه تبارك وتعالى يقبل توبة العبد قبل أن يموت بيوم، فقال الثاني: أنت سمعت هذا من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ قال: نعم، قال: وأنا سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يقول: إنّ اللّه تبارك وتعالى يقبل توبة العبد قبل أن يموت بنصف يوم، فقال الثالث: أأنت سمعت هذا من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ؟ قال: نعم، قال: وأنا سمعت

ص: 241

رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول : إنّ اللّه تبارك وتعالى يقبل توبة العبد قبل أن يموت بضحوة، قال الرابع: أأنت سمعت هذا من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ قال: نعم، وأنا سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول : إنّ اللّه يقبل توبة العبد ما لم يغرغر بنفسه».

المنتخب من حديث السائب بن عبد الله

2073- [3/ 425] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا إسرائيل، عن إبراهيم - يعني ابن مهاجر - عن مجاهد، عن السائب بن عبد اللّه، قال:

«جيء بي إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يوم فتح مكة، جاء بي عثمان بن عفان وزهير ،فجعلوا يثنون عليه، فقال لهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : لا تعلموني به،قد كان صاحبي في الجاهلية، قال: قال نعم يا رسول اللّه، فنعم الصاحب كنت ،قال:فقال:يا سائب، انظر أخلاقك التي كنت تصنعها في الجاهلية فاجعلها في الإسلام، أقر الضيف، وأكرم اليتيم، وأحسن إلى جارك».

2074 - [3/ 425] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي،حدّثنا سفيان، حدّثنا إبراهيم - يعني ابن مهاجر - عن مجاهد، عن قائد السائب ،عن السائب، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال :

«صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم».

2075 - [425/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا ثابت-يعني أبا زيد - حدّثنا هلال - يعني ابن خبّاب - عن مجاهد، عن مولاه أنه حدّثه:

«أنّه كان فيمن يبني الكعبة في الجاهلية... إلى أن قال: فبنينا حتّى بلغنا موضع الحجر، وما يرى الحجر أحد، فإذا هو وسط حجارتنا مثل رأس الرجل يكاد يتراءى منه وجه الرجل،فقال بطن من قريش:نحن نضعه،وقال آخرون:نحن نضعه

ص: 242

فقالوا: اجعلوا بينكم حكماً ، قالوا : أوّل رجل يطلع في الفجّ، فجاء النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقالوا : أتاكم الأمين، فقالوا له، فوضعه في ثوب، ثمّ دعا بطونهم فأخذوا بنواحيه معه، فوضعه هو(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

يقول شير محمّد:في كتاب الحجّ من الكافي ج 4 في باب ورود تبع ص 225 عن علي بن إبراهيم، وغيره بأسانيد مختلفة رفعوه قالوا:

«إنّما هدمت قريش الكعبة؛ لأن السيل كان يأتيهم من أعلى مكة... إلى أن قال: فأرادت قريش أن يهدموا الكعبة ويبنوها ويزيدوا في عرصتها ... إلى أن قال: فينوها، فلمّا بلغ البناء إلى موضع الحجر الأسود تشاجرت قريش في موضعه، فقال كل قبيلة:نحن أولى به ، نحن نضعه، فلمّا كثر بينهم تراضوا بقضاء من يدخل من باب بني شيبة، فطلع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقالوا: هذا الأمين قد جاء فحكموه، فبسط رداءه، وقال بعضهم:كساء طاروني كان له، ووضع الحجر فيه، ثمّ قال: يأتي من كل ربع من قريش رجل... إلى أن قال:فرفعوه ووضعه النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في موضعه .(1)

2076 -[3/ 425] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب ،حدّثنا عبد اللّه بن عثمان بن خثیم، عن مجاهد، عن السائب:

«أنّه كان يشارك رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قبل الإسلام في التجارة، فلمّا كان يوم الفتح جاءه، فقال النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): مرحباً بأخي وشريكي، كان لا يداري ولا يماري، يا سائب، قد كنت تعمل أعمالاً في الجاهلية لا تقبل منك، وهي اليوم تقبل منك وكان ذا سلف وصلة».

ص: 243


1- الكافي: 218/4 ، الطرن: الخز، والطاروني ضرب منه.

حديث السائب بن خباب

2077 -[426/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، عن محمّد بن عبد اللّه بن مالك، أنّ محمّد بن عمرو بن عطاء حدّثه قال:

«رأيت السائب يشم ،ثوبه، فقلت له : مم ذاك؟ فقال: إنّي سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يقول: لا وضوء إلا من ريح أو سماع».

حديث عمرو بن الأحوص

2078 - [426/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا أبو الأحوص، عن شبيب بن غرقدة البارقي ، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه قال:

«شهدت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يخطب الناس في حجّة الوداع، فقال: أیّ يوم يومكم ؟...فذكر خطبته يوم النحر».

المنتخب من حديث أبي اليسر الأنصاري كعب بن عمرو

2079 - [3/ 427] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن معاوية،عن حنظلة بن قيس الزرقي،عن أبي اليسر صاحب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من أحب أن يظلّه في ظلّه فلينظر المعسر أو ليضع عنه».

2080 - [3/ 427] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة ومعاوية بن عمرو قال: حدّثنا زائدة،عن عبد الملك بن عمير،عن ربعي قال:حدّثني أبو اليسر:أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

ص: 244

«من أنظر معسراً أو وضع عنه أظلّه اللّه تبارك وتعالى في ظلّه. قال معاوية: يوم لا ظل إلا ظله».

المنتخب من حديث أبي فاطمة عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

2081-[3/ 428] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبي موسى بن داود، حدّثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن أبي فاطمة الأزدي-أو الأسدي-قال:قال لي النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«يا أبا فاطمة، إن أردت أن تلقاني فأكثر السجود».

2082 -[422/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة،حدّثنا الحارث بن یزید، عن كثير الأعرج سمعت أبا فاطمة وهو معنا بذي الفواري يقول: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«يا أبا فاطمة،أكثر من السجود، فإنّه ليس من مسلم يسجد للّه تبارك وتعالى سجدة إلا رفعه اللّه تبارك وتعالى بها درجة».

زيادة في حديث عبد الرحمن بن شبل

2083-[ 3 /428] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام - يعني الدستوائي - قال: حدّثني يحيى بن أبي نمير، عن أبي راشد الحبراني،قال: قال عبد الرحمن بن شبل : سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول :

«اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به».

وقال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إنّ التجّار هم الفجّار، قال: قيل: يا رسول اللّه، أوليس قد أحلّ اللّه البيع ؟

ص: 245

قال:بلى، ولكنهم يحدّثون فيكذبون، ويحلفون ويأثمون».

قال : وقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إنّ الفسّاق هم أهل النار، قيل: يا رسول اللّه، ومن الفسّاق؟قال:النساء،قال رجل:يا رسول اللّه، أولسن أمهاتنا وأخواتنا وأزواجنا؟ قال: بلى، ولكنهم إذا أعطين لم يشكرن، وإذا ابتلين لم يصبرن».

المنتخب من حديث أبي لبابة بن عبد المنذر البدري

2084 -[430/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو قال: حدّثنا زهير - يعني ابن محمّد-عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري، عن أبي لبابة البدري بن عبد المنذر : أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«سيّد الأيام يوم الجمعة، وأعظمها عنده أعظم عند اللّه من يوم الفطر ويوم الأضحى، وفيه خمس خلال:خلق اللّه فيه آدم، وأهبط اللّه فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى اللّه آدم، وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئاً إلا أتاه اللّه تبارك وتعالى إيّاه ما لم يسأل حراماً، وفيه تقوم الساعة، ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا هنّ يشفقن من يوم الجمعة».

يقول شير محمّد:هذا الحديث أورده ابن بابويه في كتاب ( الخصال ) ، ورواه بإسناد آخر عن زهير إلى آخر السند والمتن، ولم يذكر كلمة ( وأعظمها عنده ).(1)

حديث عمرو بن الجموح

2085 - [430/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا الهيثم بن خارجة، قال عبد الرحمن:وسمعته أنا من الهيثم، حدّثنا رشدين بن سعد، عن عبد اللّه بن الوليد، عن أبي

ص: 246


1- الخصال: 315.

منصور مولى الأنصار، عن عمرو بن الجموح : أنّه سمع النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«لا يحق العبد حق صريح الإيمان حتّى يحب للّه تعالى ويبغض للّه، فإذا أحب للّه تبارك وتعالى وأبغض للّه تبارك وتعالى فقد استحق الولاء من للّه، وإنّ أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يُذكَرون بذكري وأذكَر بذكرهم.

حديث وفد عبد القيس

2086 -[431/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر ، حدّثنا محمد ابن عبد اللّه العمري، حدّثنا أبو سهل عوف بن أبي جميلة،عن زيد بن أبي القموص،عن وفد عبد القيس:أنّهم سمعوا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«اللهم اجعلنا من عبادك المنتخَبين الغر المحجّلين الوفد المتقبّلين، قال: فقالوا يا رسول اللّه، ما عباد اللّه المنتخَبون؟ قال: عباد اللّه الصالحون، قالوا: فما الغر المحجّلون؟ قال: الذين يبيضّ منهم مواضع الطهور، قالوا: فما الوفد المتقبّلون؟ قال: وفد يفدون من هذه الأمة مع نبيهم إلى ربّهم تبارك وتعالى».

المنتخب من حديث حكيم بن حزام

2087 - [3 /434] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري سمع عروة وسعيد بن المسيب يقولان: سمعنا حكيم بن حزام يقول:

«سألت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ قال: إنّ هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بحقه بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى».

2088-[3 /434] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا سعيد، عن قتادة ،عن أبي الخليل، عن عبد اللّه بن الحارث الهاشمي، عن حكيم بن حزام

ص: 247

قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«البّيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإن صدقا وبينا رزقا بركة بيعها، وإن كذبا وكتهما مُحق بركة بيعهما».

2089 -[3 /434] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي قال: حدّثنا ابن نمير، أنبأنا هشام، عن حكيم بن حزام قال: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«اليد العليا خير من اليد السفلى، وليبدأ أحدكم بمن يعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، ومن يستغن يغنه اللّه، ومن يستعفف يعفه اللّه، فقلت:

ومنك يا رسول اللّه؟ قال: ومني».

قال حكيم : قلت : لا تكون يدي تحت يد رجل من العرب أبداً.

2090 -[3 /434] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الشعيثي ،عن العباس بن عبد الرحمن المدني، عن حكيم بن حزام قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا تقام الحدود في المساجد، ولا يستقاد فيها».

المنتخب من حديث معاوية بن قرة

2091 -[3 /436] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا وهب، حدّثنا شعبة، معاوية بن قرة، عن أبيه عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«صيام ثلاثة أيام من الشهر صوم الدهر وإفطاره».

2092-[3 /436] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا وكيع، حدّثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه:

«أنّ رجلاً كان يأتي النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ومعه ابن له ، فقال له النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أتحبه ؟ فقال :

ص: 248

يا رسول اللّه، أحبك اللّه كما أحبه، ففقده النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال لي: ما فعل ابن فلان؟قالوا:يا رسول اللّه،مات، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لأبيه: أما تحب أن لا تأتي باباً من أبواب الجنّة إلا وجدته ينتظرك؟ فقال الرجل: يا رسول اللّه، أله خاصة أم لكلنا؟ قال: بل لكلكم».

المنتخب من حديث مالك بن الحويرث

2093 -[436/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث قال:

«أتينا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ونحن شبيبة متقاربون، فأقمنا معه عشرين ليلة، قال: وكان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رحيماً رفيقاً، فظن أنّا قد اشتقنا أهلنا، فسألنا عمن تركنا في أهلنا؟ فأخبرناه، فقال: ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلّموهم، ومروهم إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، ثمّ ليؤمكم أكبركم.

2094 -[3 /436] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة قال:

«جاء أبو سليمان مالك بن الحويرث إلى مسجدنا، فقال: واللّه إني لأصلّي وما أريد الصلاة، ولكني أريد أن أريكم كيف رأيت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يصلّي، قال: فقعد في الركعة الأولى حين رفع رأسه من السجدة الأخيرة ثمّ قام».

2095 -[436/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبيدة - يعني الحداد - قال: حدّثنا أبان، قال العطار: عن بديل ،عن أبي عطية، عن مالك بن الحويرث قال:

«زارنا في مسجدنا،قال:فأقيمت الصلاة،فقالوا:آمنا رحمك اللّه،فقال:لا

ص: 249

يصلّي رجل منكم، قال: فلمّا قضى الصلاة قال: إنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال : إذا زار رجل قوماً فلا يؤمهم، يؤمهم رجل منهم».

2096 - [3/ 437] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا سعيد ، عن قتادة ،عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث:

«إنّه رأى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يرفع يديه إذا أراد أن يركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، وإذا رفع رأسه من السجود حتّى يحاذي بهما فروع أذنيه».

يقول شير محمّد:ورواه قبل ذلك بسند آخر وفيه: «وإذا سجد وإذا رفع رأسه من سجوده» .(1)

المنتخب من حديث معاذ بن أنس الجهني

2097-[3/ 438] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة ،حدّثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«أنّ رجلاً سأله فقال: أیّ الجهاد أعظم أجراً؟ قال: أكثرهم اللّه تبارك وتعالى ذكراً، قال: فأیّ الصائمين أعظم أجراً؟ قال: أكثرهم اللّه تبارك وتعالى ذكراً، ثمّ ذكر لنا الصلاة والزكاة والحجّ والصدقة، كل ذلك رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول : أكثرهم للّه تبارك وتعالى ذكراً، فقال أبو بكر رضي اللّه تعالى عنه لعمر رضي اللّه تعالى عنه: يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أجل».

2098 - [3/ 438] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه ، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أنّه قال :

ص: 250


1- مسند أحمد 436/3.

«من بنى بنياناً من غير ظلم ولا اعتداء، أو غرس غرساً في غير ظلم ولا اعتداء، كان له أجر جار ما انتفع به من خلق اللّه تبارك وتعالى».

2099 -[438/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، عن زبان ،عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أنه قال:

«من أعطى للّه تعالى، ومنع للّه تعالى، وأحب للّه تعالى، وأبغض للّه تعالى، وأنكح للّه تعالى فقد استكمل إيمانه».

2100 - [3/ 438] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، قال:حدّثنا زبان،عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنّه قال:

«أفضل الفضائل أن تصل من قطعك، وتعطي من منعك، وتصفح عمن شتمك».

2101 - [3 /439] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حسن، حدّثنا ابن طيعة، حدّثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أنّه قال:

«من قرأ أوّل سورة الكهف وآخرها كانت له نوراً من قدمه إلى رأسه، ومن قرأها كلها كانت له نوراً ما بين السماء إلى الأرض».

2102 - [439/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه ، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إنّه مرّ على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل، فقال لهم:اركبوها سالمة ودعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق، فربّ مركوبة خير من راكبها، وأكثر ذكراً للّه تبارك وتعالى منه».

2103 -[439/3] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا أبو عبد الرحمن،حدّثنا سعيد قال:حدّثني أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون،عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني،عن أبيه قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

ص: 251

«من ترك اللباس وهو يقدر عليه تواضعاً للّه تبارك وتعالى دعاه اللّه تبارك وتعالى يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتّى يخيّره في حلل الإيمان أيها شاء».

2104 - [439/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدّثنا سعيد قال:حدّثني أبو مرحوم،عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه:أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«من أكل طعاماً ثمّ قال: الحمد للّه الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ،غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه».

2105-[3 /440] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن غيلان، حدّثنا رشدين بن زبان، عن سهل، عن أبيه، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنّه قال :

«المسلم من سلم الناس من لسانه ويده».

2106 - [440/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى قال: حدّثنا رشدين ،عن زبان، عن سهل، عن أبيه، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إنّه قال:

«إنّ اللّه تبارك وتعالى عباداً لا يكلّمهم اللّه يوم القيامة ولا يزكّيهم ولا ينظر إليهم، قيل له: من أولئك يا رسول اللّه ؟ قال: متبر من والديه راغب عنها، ومتبر من ولده ،ورجل أنعم عليه قوم فيكفر نعمتهم وتبّرأ منهم.

2107 -[3 /440] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد اللّه بن يزيد، حدّثنا سعيد، حدّثنا أبو مرحوم، عن سهل بن معاذ، عن أبيه: أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه ،دعاه اللّه تبارك وتعالى على رؤوس الخلائق حتّى يخيّره من أیّ الحور شاء».

2108 - [440/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا زبان، عن سهل، عن أبيه، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إنّه قال :

ص: 252

«من قال:سبحان اللّه العظيم نبت له غرس في الجنّة، ومن قرأ القرآن فأكمله وعمل بما فيه ألبس والديه يوم القيامة تاجاً لهو أحسن من ضوء الشمس في بيوت من بيوت الدنيا لو كانت فيه، فما ظنكم بالذي عمل به».

حديث رجل من أصحاب النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)

2109 -[441/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا معاوية بن عمرو وأبو سعيد قالا:حدّثنا زائدة قال: حدّثنا السائب بن حبيش الكلاعي، عن أبي الشماخ الأزدي، عن ابن عم له من أصحاب النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أتى معاوية فدخل عليه، فقال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول :

«من ولى أمراً من أمر الناس ثمّ أغلق بابه دون المسكين والمظلوم أو ذي الحاجة أغلق اللّه تبارك وتعالى دونه أبواب رحمته عند حاجته وفقره أفقر ما يكون إليها».

حديث مولى الرسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

2110 - [443/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عفان، حدّثنا أبان، حدّثنا يحيى بن أبي كثير، عن زيد ،عن أبي سلام ،عن مولى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«بخ بخ،خمس ما أثقلهنّ في الميزان: لا إله إلا اللّه، واللّه أكبر، وسبحان اللّه، والحمد للّه، والولد الصالح يتوفّى فيحتسبه والده،وقال:بخ بخ،لخمس من لقي اللّه مستيقناً بهن دخل الجنّة:يؤمن باللّه،واليوم الآخر،وبالجنّة والنار،والبعث بعد الموت والحساب».

يقول شير محمّد:هذا الحديث أورده ابن بابويه في كتاب ( الخصال )، ورواه بإسناد آخر عن أبي سلام الأسود عن أبي سالم راعي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إلى قوله : ويحتسب.(1)

ص: 253


1- الخصال 267 .

المنتخب من حديث عامر بن ربيعة

2111 -[3 /444] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا سكن بن نافع، حدّثنا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري قال: أخبرني عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، أنّ أباه أخبره:

«إنّه رأى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يصلّي في السبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت به».

2112 -[3 /444] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا عبد العزيز - يعني ابن محمّد الدراوردي-، عن محمّد بن زيد التيمي، عن عبد اللّه بن عامر، عن أبيه قال:

«مرّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بقبر فقال: ما هذا القبر؟ قالوا: قبر فلانة، قال: أفلا آذنتموني؟! قالوا:كنت نائماً فكرهنا أن نوقظك، قال: فلا تفعلوا، فادعوني لجنائزكم فصفّ عليها فصلّى».

2113 -[3 /445] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان وعبد الرحمن عن سفيان، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال:

«رأيت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ما لا أعد وما لا أحصي يستاك وهو صائم. وقال عبد الرحمن: ما لا أحصي يتسوك وهو صائم».

2114 -[3/ 445] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: أنبأنا شعبة وحجاج قال: حدّثني شعبة، عن عاصم بن عبيد اللّه قال: سمعت عبد اللّه بن عامر بن ربيعة يحدّث عن أبيه قال:

«سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يخطب يقول : من صلّى علیّ صلاة لم تزل الملائكة تصلّي عليه ما صلّى علیّ، فليقلّ عبد من ذلك أو ليكثر».

ص: 254

2115 -[3 /445] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر عن الزهري، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال:

«رأیت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يصلّي على ظهر راحلته النوافل في كل جهة».

2116 -[3 /446] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن شعبة، عن عاصم بن عبيد اللّه ، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«ما صلِى علیّ أحد صلاة إلا صلّت عليه الملائكة مادام يصلّي علیّ، فليقل عبد من ذلك أو ليكثر».

2117 -[446/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا شعيب بن حرب، حدّثنا شعبة قال: أنبأنا عاصم بن عبيد اللّه قال: سمعت عبد اللّه بن عامر بن ربيعة يحدّث عن أبيه - وكان بدرياً - عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«من صلّى علیّ صلاة... فذكره».

2118 -[446/3] حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني قال: حدّثني أبي رحمة اللّه عليه، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عامر ، عن أبيه:

«أنّ رجلاً من بني فزارة تزوج امرأة على نعلين، فأجازه النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

2119 - [446/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج قال : عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«تابعوا بين الحجّ والعمرة، فإنّ متابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد».

2120 - [3 /446] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر وحسن قالا : حدّثنا

ص: 255

شريك، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عامر - يعني ابن ربيعة - عن أبيه قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من مات وليست عليه طاعة مات ميتة جاهلية، فإن خلّعها من بعد عقدها في عنقه لقي اللّه تبارك وتعالى وليست له حجّة، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة لا تحلّ له فإنّ ثالثهما الشيطان إلا محرم، فإنّ الشيطان مع الواحد، وهو من الإثنين أبعد،

من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن».

قال حسن:بعد عقده إياها في عنقه.

يقول شير محمّد : هذا موافق لما رواه الكليني في كتاب الحجة في باب (من مات وليس له إمام من أئمة الهدى)، بعدّة أسانيد عن أبي عبد اللّه(علیه السلام)منها :عن الفضيل بن يسار قال: «ابتدأنا أبو عبد اللّه(علیه السلام)يوماً وقال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): من مات وليس عليه إمام فميتته ميتة جاهلية، فقلت: قال ذلك رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ فقال : إي واللّه قد قال ،قلت:فكل من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية؟! قال: نعم».

ورواه عن ابن أبي يعفور قال:«سألت أبا عبد اللّه(علیه السلام)عن قول رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : من مات

وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية، قال:قلت:ميتة كفر ؟ قال:ميتة ضلال، قلت:فمن مات اليوم وليس له أمام فميتته ميتة جاهلية؟ فقال: نعم».

ورواه عن الحارث بن المغيرة قال:«قلت لأبي عبد اللّه(علیه السلام):قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية؟ قال: نعم، قلت: جاهلية جهلاء، أو جاهلية لا يعرف إمامه؟ قال: جاهلية كفر ونفاق وضلال».(1)

ورواه في كتاب الإيمان والكفر في باب دعائم الإسلام بإسناد ذكره عن عيسى بن

ص: 256


1- الكافي: 376/1.

السري أبي اليسع قال:«قلت لأبي عبد اللّه : أخبرني بدعائم الإسلام... إلى أن قال: وقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ... إلى أن قال:والأرض لا تكون إلا بإمام، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ... الحديث».(1)

ورواه بإسناد آخر عن عيسى بن السري،وفيه : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية... إلى أن قال: إنّ الأرض لا تصلح إلا بإمام، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ... إلخ » .(2)

2121 -[3 /446] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا شريك، عن عاصم،عن أبيه،عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قال أسود:وربما ذكر شريك، عن عاصم، عن عبد اللّه بن عامر، عن أبيه قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«تابعوا بين الحجّ والعمرة، فإنّ متابعة بينهما تزيد في العمر والرزق، وتنفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد».

2122 - [3/ 447] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا أبي، عن عبد اللّه بن عيسى ،عن أمية بن هند بن سهل بن حنيف، عن عبد اللّه بن عامر قال:

«انطلق عامر بن ربيعة وسهل بن حنيف يريدان الغسل، قال: فانطلقا يلتمسان الخمر،قال: فوضع عامر جبة كانت عليه من صوف، فنظرت إليه فأصبته بعيني، فنزل الماء يغتسل، قال: فسمعت له في الماء قرقعة، فأتيته فناديته ثلاثاً فلم يجبني، فأتيت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فأخبرته، قال: فجاء يمشي فخاض الماء كأنّي أنظر إلى بياض ساقيه، قال:فضرب صدره بيده ثمّ قال: اللهم أذهب عنه حرها وبردها ووصبها، قال: فقام، فقال رسول اللّه : إذا رأى أحدكم من أخيه أو من

ص: 257


1- الكافي: 19/2.
2- الكافي: 21/2.

نفسه أو من ماله ما يعجبه فليبر كه، فإنّ العين حق».(1)

2123 -[3/ 447] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي قال: حدّثنا حجاج، قال ابن جريج: حدّثني يحيى بن جرجة، عن ابن شهاب قال: حدّثني عبد اللّه بن عامر قال:

«رأى عامر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يصلّي على ظهر راحلته».

قال:حدّثنا يونس بن محمّد وسريج بن النعمان قالا: حدّثنا فليح، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عامر، عن أبيه قال: سريج بن ربيعة قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«العمرة إلى العمرة كفّارة لما بينهما من الذنوب والخطايا، والحجّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنّة».

حديث عبد اللّه بن عامر

2124 - [3/ 447] حدّثنا عبداللّه ،حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا الليث، عن محمّد بن عجلان، عن مولى لعبد اللّه بن عامر بن ربيعة العدوي، عن عبد اللّه بن عامر إنّه قال:

«أتانا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في بيتنا وأنا صبي، قال: فذهبت أخرج لألعب، فقالت أمي:يا عبد اللّه،تعال أعطك، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : وما أردت أن تعطيه؟ قالت: أعطيه تمراً، قال: فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أما إنك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة».

المنتخب من حديث سويد بن مقرن

2125 -[3/ 447] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن محمّد بن المنكدر قال:سمعت أبا شعبة يحدّث عن سويد بن مقرن:

«أنّ رجلاً لطم جارية لآل سويد بن مقرن،فقال له سويد: أما علمت أنّ الصورة محرّمة، لقد رأيتني سابع سبعة مع أخوتي وما لنا إلا خادم واحد، فلطمه أحدنا، فأمرنا

ص: 258


1- فليبر كه:أي يدعو له بالبركة.

النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أن نعتقه».

حديث مهران مولى لرسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)

2126 -[3/ 448] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن عطاء بن السائب قال:

«أتيت أم كلثوم ابنة علي بشيء من الصدقة، فردتها وقالت:حدّثني مولى للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقال له مهران: أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال: إنّا آل محمّد لا تحلّ لنا الصدقة،ومولى القوم منهم».

حديث رجل من أسلم

2127 -[3/ 448] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن رجل من أسلم:

«أنّه لُدغ، فذكر ذلك للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : لو أنك قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات اللّه التامات من شر ما خلق، لم يضرك. قال سهيل: فكان أبي إذا لدغ أحد منّا يقول: قالها؟ فإن قالوا: نعم، قال: كأنّه يرى أنها لا تضره».

حديث أبي سعيد بن المعلى

2128 - [450/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة ،عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى قال:

«كنت أصلي، فمرّ بي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فدعاني فلم أنه حتّى صلّيت، ثمّ أتيته فقال: ما منعك أن تأتيني ؟ فقال: إنّي كنت أصلّي، قال: ألم يقل اللّه تبارك وتعالى:(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لا يُحييكُمْ)(1)، ثمّ قال: ألا

ص: 259


1- سورة الأنفال: 24 .

أعلّمكم أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟ قال: فذهب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ليخرج فذكّرته، فقال:(الحَمْدُ الله رَبِّ العالَمينَ ) ، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته».

حديث عبد الله بن حذافة

2129 -[450/3] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا عبد الرحمن،عن سفیان، عن عبد اللّه - يعني ابن أبي بكر - وسالم أبي النضر ، عن سليمان بن يسار ،عن عبد اللّه بن حذافة:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أمره أن ينادي في أيام التشريق: إنها أيام أكل وشرب».

المنتخب من حديث عبد الله بن رواحة

2130 - [451/3] [حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا سفيان، عن حميد الأعرج، عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عبد اللّه بن رواحة:

«إنّه قدم من سفر ليلاً فتعجل إلى امرأته ،فإذا في بيته مصباح، وإذا مع امرأته شيء، فأخذ السيف، فقالت امرأته:إليك إليك عني، فلانة تمشطني]، فأتى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فأخبره، فنهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً».(1)

المنتخب من حديث سهيل بن البيضاء

2131 -[451/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا قتيبة بن سعيد قال:أنبأنا أبو بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم، عن سعيد بن الصلت، عن سهيل بن البيضاء قال:

ص: 260


1- ذكر هذا الحديث المؤلف في هامش النسخة باختصار ولذا جعلته بين معقوفتين.

«بينما نحن في سفر مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وأنا رديفه ، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): يا سهيل بن البيضاء ورفع صوته مرتين -أو ثلاثاً - كل ذلك يجيبه سهيل، فسمع الناس صوت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فظنوا أنّه يريدهم، فحبس من كان بين يديه ولحقه من كان خلفه، حتّى إذا اجتمعوا قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّه من شهد أن لا إله إلا اللّه حرمه الله على النار، وأوجب له الجنّة».

حديث رجل من الأنصار

2132 - [451/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر عن الزهري، عن عبد اللّه بن عبد اللّه، عن رجل من الأنصار:

«إنّه جاء بأمة سوداء وقال: يا رسول اللّه، إنّ علیّ رقبة مؤمنة، فإن كنت ترى هذه مؤمنة أعتقتها، فقال لها رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أتشهدين أن لا إله إلا اللّه؟ قالت: نعم، قال: أتشهدين أنّي رسول اللّه؟ قالت:نعم ،قال: أتؤمنين بالبعث بعد الموت؟ قالت: نعم، قال: أعتقها».

حديث الضحاك بن سفيان

2133 -[452/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب:

«أنّ عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه قال: ما أرى الدية إلا للعصبة؛ لأنهم يعقلون عنه، فهل سمع أحد منكم من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في ذلك شيئاً ؟ فقال الضحّاك بن سفيان الكلابي - وكان استعمله رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) على الأعراب-: كتب إلیّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أن أورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها، فأخذ بذلك عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه»(1)

ص: 261


1- عصبة الرجل:العصبة:الجماعة، وعند أئمة اللغة (قوم الرجل الذين يتعصبون له ) كأنه على حذف الزائد ،وقيل العصبة الأقارب من جهة الأب لأنهم يعصبونه ويعتصب بهم أي يحيطون به ويشتد هم.

2134 - [3 /452] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا سفيان قال: سمعته من الزهري، عن سعيد: أنّ عمر قال:

«الدية للعاقلة، ولا ترث المرأة من دية زوجها، حتّى أخبره الضحّاك بن سفيان الكلابي: أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كتب إلیّ: أن أورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها فرجع عمر عن قوله».

2135 - [452/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الملك ،حدّثنا حماد بن زيد ،عن علي بن جدعان، عن الحسن، عن الضحّاك بن سفيان الكلابي : أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«يا ضحّاك، ما طعامك؟ قال: يا رسول اللّه، اللحم واللبن، قال: ثمّ يصير إلى ماذا؟ قال: إلى ما قد علمت، قال: فإنّ اللّه تبارك وتعالى ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلاً للدنياء».

المنتخب من حديث معمر بن عبد الله

2136 - [453/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن سعيد بن المسيب، عن معمر بن عبد اللّه بن نضلة القرشي قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«لا يحتكر إلا خاطئ».

يقول شير محمّد : ثمّ رواه بطريقين عن محمّد بن إسحاق، ورواه بطريق آخر عن سعيد بن المسيب.(1)

ص: 262


1- مسند أحمد: 453-454 .

المنتخب من حديث كعب بن مالك الأنصاري

2137-[454/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا وكيع قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن عبد اللّه بن سعد، عن ابن كعب بن مالك الأنصاري، عن أبيه وابن نمير ،عن هشام، عن عبد الرحمن، عن ابن سعد، عن ابن مالك، عن أبيه:

«أن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) الأكل طعاماً فلعق أصابعه».

2138-[456/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن بحر قال: حدّثنا عيسى بن يونس ،عن زكريا، عن محمّد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة:أنّ ابن كعب بن مالك حدّثه عن أبيه: أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«ماذئبان جائعان أرسلا في غنم أفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه».

2139 -[3 /460] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو اليمان قال: أنبأنا شعيب، عن الزهري قال: حدّثني عبد الرحمن بن عبد اللّه بن كعب بن مالك :

«أنّ كعب بن مالك حين أنزل اللّه تبارك وتعالى في الشعر ما أنزل ،أتى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فقال: إنّ اللّه تبارك وتعالى قد أنزل في الشعر ما قد علمت، وكيف ترى فيه؟ فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه».

2140 - [460/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس قال: حدّثنا أبو معشر، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه الأنصاري قال:

«دخل أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم على عمر بن الحكم بن ثوبان، فقال: يا أبا حفص، حدّثنا حديثاً عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ليس فيه اختلاف،قال:حدّثني كعب بن مالك قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): من عاد مريضاً خاض في الرحمة، فإذا جلس عنده استنقع فيها، وقد استنقعتم إن شاء اللّه في الرحمة».

ص: 263

2141 - [461/3] [حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: فحدّثني معبد بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين أخو بني سلمة: أنّ أخاه عبيد اللّه بن كعب - وكان من أعلم الأنصار - حدّثه، أنّ أباه كعب بن مالك - وكان كعب ممن شهد العقبة وبايع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بها - قال:

«خرجنا في حجّاج قومنا من المشركين،وقد صلّينا وفقهنا،ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيّدنا،فلمّا توجهنا لسفرنا وخرجنا من المدينة قال البراء لنا: يا هؤلاء، إنّي قد رأيت واللّه رؤيا، وإنّي واللّه ما أدري توافقوني عليه أم لا، قال: قلنا له: وما ذاك؟ قال: قد رأيت أن لا أدع هذه البنّية مني بظهر - يعني الكعبة-وأن أصلّي إليها، قال فقلنا : واللّه ما بلغنا أنّ نبينا يصلّي إلا إلى الشام، وما نريد أن نخالفه، فقال: إنّي أصلّي إليها، قال: فقلنا له: لكنّا لا نفعل، فكنّا إذا حضرت الصلاة صلّينا إلى الشام وصلّى إلى الكعبة، حتّى قدمنا مكة.

قال أخي:وقد كنّا عبنا عليه ما صنع ،وأبى إلا الإقامة عليه، فلمّا قدمنا مكة قال: يا ابن أخي انطلق إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فاسأله عمّا صنعت في سفري هذا، فإنه واللّه قد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي فيه، قال: فخرجنا نسأل عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وكنّا لا نعرفه لم نره قبل ذلك، فلقينا رجل من أهل مكة، فسألناه عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ؟

فقال:هل تعرفانه؟ قال: قلنا: لا، قال: فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه؟ قلنا: نعم، قال: وكنّا نعرف العباس ،كان لا يزال يقدم علينا تاجراً، قال: فإذا دخلتم المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس، قال: فدخلنا المسجد، فإذا العباس جالس ورسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) معه ،جالس، فسلمنا ثمّ جلسنا إليه، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)للعباس: هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل؟ قال: نعم، هذا البراء بن معرور سيّد قومه، وهذا كعب بن مالك، قال: فواللّه ما أنسى قول رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): الشاعر ؟ قال: نعم، قال: فقال البراء بن

ص: 264

معرور: يا نبي اللّه إنّي خرجت في سفري هذا وهداني اللّه للإسلام، فرأيت أن لا أجعل هذه البنيّة مني بظهر، فصلّيت إليها، وقد خالفني أصحابي في ذلك حتّى وقع في نفسي من ذلك شيء، فماذا ترى يا رسول اللّه ؟ قال : لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها.

قال: فرجع البراء إلى قبلة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فصلّى معنا إلى الشام، قال: وأهله يزعمون أنّه صلّى إلى الكعبة حتّى مات، وليس ذلك كما قالوا ،نحن أعلم به منهم.قال: وخرجنا إلى الحجّ، فواعدنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)العقبة من أوسط أيام التشريق،فلمّا فرغنا من الحجّ وكان الليلة التي وعدنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ومعنا عبد اللّه بن عمرو بن حرام أبو جابر سيّد من سادتنا،وكنّا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا ،فكلّمناه وقلنا له: يا أبا جابر، إنك سيّد من سادتنا، وشريف من أشرافنا، وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطباً للنار غداً، ثمّ دعوته إلى الإسلام وأخبرته بميعاد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فأسلم وشهد معنا العقبة، وكان نقيباً .

قال: فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا، حتّى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نتسلل مستخفين تسلل القطا، حتّى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحن سبعون رجلاً ومعنا امرأتان من نسائهم نسيبة بنت كعب أم عمارة أحدى نساء بني مازن بن النجار وأسماء بنت عمرو بن عدي بن ثابت أحدى نساء بني سلمة وهي أم منيع.

قال:فاجتمعنا بالشعب ننتظر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، حتّى جاءنا ومعه يومئذ عمه العباس بن عبد المطلب، وهو يومئذ على دين قومه،إلا أنّه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له، فلمّا جلسنا كان العباس بن عبد المطلب أوّل متكلم، فقال: يا معشر الخزرج -قال :وكانت العرب مما يسمّون هذا الحي من الأنصار الخزرج أوسها وخزرجها-، إنّ محمداً منّا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، وهو في عز من قومه

ص: 265

ومنعة في بلده.

قال:فقلنا:قد سمعنا ما قلت،فتكلّم يا رسول اللّه فخذ لنفسك ولربك ما أحببت،قال:فتكلّم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فتلا ودعا إلى اللّه ورغب في الإسلام، قال: أبا يعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم، قال: فأخذ البراء بن معرور بيده، ثمّ قال: نعم، والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا، فبايعنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فنحن أهل الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابراً عن كابر.

قال: فاعترض القول والبراء يكلّم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهل، فقال:يا رسول اللّه، إنّ بيننا وبين الرجال حبالاً، وإنّا قاطعوها - يعني العهود - فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثمّ أظهرك اللّه أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟، قال: فتبسم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، ثمّ قال:بل الدم الدم،والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم،وأسالم من سالمتم.

وقد قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أخرجوا إلیّ منكم إثني عشر-نقيباً يكونون على قومهم فاخرجوا منهم اثني عشر نقيباً، منهم تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس».

وأما معبد بن كعب فحدّثني في حديثه عن أخيه، عن أبيه كعب بن مالك قال:

«كان أوّل من ضرب على يد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)البراء بن معرور، ثمّ تتابع القوم، فلّما بايعنا رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)صرخ الشيطان من رأس العقبة بأبعد صوت سمعته قط:يا أهل الجباجب-والجباجب:المنازل - هل لكم في مذمّم والصباة معه قد أجمعوا على حربكم! وقال علي - يعني ابن إسحاق -:ما يقول عدو اللّه محمّد، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): هذا أذب العقبة ،هذا ابن أذيب، أسمع أي عدو اللّه، أما واللّه لأفرغنّ لك، ثمّ قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

ارفعوا إلى رحالكم.

قال: فقال له العباس بن عبادة بن نضلة:والذي بعثك بالحق، لئن شئت لتميلنّ على

ص: 266

أهل منى غدا بأسيافنا،قال:فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):لم أومر بذلك،قال: فرجعنا فنمنا حتّى أصبحنا، فلمّا أصبحنا غدت علينا جلة قريش حتّى جاؤونا في منازلنا، فقالوا: يا معشر الخزرج، إنّه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا، واللّه إنّه ما من العرب أحد أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينه منكم.

قال: فانبعث من هنالك من مشركي قومنا يحلفون لهم باللّه ما كان من هذا شيء، وما علمناه، وقد صدقوا، لم يعلموا ما كان منّا، قال : فبعضنا ينظر إلى بعض، قال: وقام القوم وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي وعليه نعلان جديدان، قال: فقلت كلمة كأنّي أريد أن أشرك القوم بها، فيما قال:ما تستطيع يا أبا جابر وأنت سيّد من سادتنا أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتى من قريش ؟ فسمعها الحارث، فخلعها ثمّ رمى بهما إلیّ، فقال: واللّه لتنتعلنهما،قال: يقول أبو جابر:أحفظت واللّه الفتى؟ فاردد عليه نعليه، قال:فقلت:واللّه لا أردهما، قال:واللّه صلح، واللّه لئن صدق الفال لأسلبنه، فهذا حديث كعب بن مالك من العقبة وما حضر منها » ] .(1)

المنتخب من حديث رافع بن خديج

2142 - [463/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال : أنبأنا يحيى ،عن محمّد ،بن يحيى بن حبان، عن رافع بن خديج قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«لا قطع في ثمر ولا كثر».(2)

2143 - [3 /464] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن يحيى بن حبان قال: سرق غلام لنعمان

ص: 267


1- ذكر هذا الحديث المؤلف في هامش النسخة باختصار، ولذا جعلته بين معقوفتين.
2- الكثر: شحم النخل-الجمار-.

الأنصاري نخلا صغارا، فرفع إلى مروان فأراد أن يقطعه، فقال رافع بن خدیج :قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا يقطع في الثمر، ولا في الكثر».

قال:قلت ليحيى ما الكثر؟ قال: الجمار.

2144 -[465/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعلى بن عبيد، حدّثنا محمّد- يعني ابن إسحاق - عن عاصم بن عمر ،عن رافع بن خدیج قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«العامل في الصدقة بالحق لوجه اللّه كالغازي في سبيل اللّه حتى يرجع إلى أهله».

المنتخب من حديث أبي بردة بن نيار

2145- [466/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شريك، عن وائل، عن جميع بن عمير، عن خاله قال:

«سُئل النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن أفضل الكسب ؟ فقال : بيع مبرور، وعمل الرجل بيده».

حديث أبي سعيد بن أبي فضالة

2146 - [3 /466] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن بكر البرساني قال: أنبأنا عبد الحميد بن جعفر قال:أنبأنا أبي، عن زياد بن ميناء ،عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري - وكان من الصحابة - أنّه قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«إذا جمع اللّه الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه نادى مناد:من كان أشرك في عمل عمله اللّه تبارك وتعالى أحداً فليطلب ثوابه من عند غير اللّه ، فإنّ اللّه و أغنى الشركاء عن الشرك».

ص: 268

حديث سعيد بن حريث أخو عمرو بن حريث

2147 -[3/ 467] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم - يعني ابن مهاجر - عن عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث قال: حدّثني أخي سعيد بن حريث قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«من باع عقاراً كان قمنا أن لا يبارك له، إلا أن يجعله في مثله أو غيره».

المنتخب من حديث عبد الله اليشكري

2148 -[472/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا معمر ، عن أبي إسحاق، عن المغيرة، عن أبيه قال:

«انتهيت إلى رجل يحدّث قوماً، فجلست فقال : وُصف لي رسول اللّه وأنا بمني غادياً إلى عرفات،فذكر الحديث،فقلت: يا رسول اللّه، خبّرني بعمل يقرّبني من الجنّة ويباعدني من النار، قال: تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحجّ البيت، وتصوم رمضان، وتحب للناس ما تحب أن يؤتى إليك، وتكره لهم ما تكره أن يؤتى إليك، خل عن وجوه الركاب».

المنتخب من حديث مالك بن نضلة أبي الأحوص

2149 -[3 /473] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا عبيدة بن حميد أبو عبد الرحمن التيمي قال: حدّثنا أبوالزعراء،عن أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن نضلة قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«الأيدي ثلاثة: فيد اللّه العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى، فأعط الفضل ولا تعجز عن نفسك».

ص: 269

2150 -[3 /473] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بهز بن أسد قال: حدّثنا حماد بن سلمة قال:أنبأنا عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص:

«أنّ أباه أتى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وهو أشعث سيء الهيئة، فقال له رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أما

لك مال؟ قال: من كل المال قد أتاني اللّه ، قال : فإنّ اللّه إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن ترى عليه».

حديث رجل

2151- [3 / 474] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى قال:حدّثنا حماد بن سلمة،عن عطاء بن السائب، عن زاذان أبي عمرو قال: حدّثني من سمع النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول :

«من لقن عند الموت لا إله إلا اللّه دخل الجنّة».

حديث معقل بن سنان

2152 - [474/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو الجواب، حدّثنا عمّار ابن رزيق، عن عطاء بن السائب قال: حدّثني نفر من أهل البصرة منهم الحسن، عن معقل بن سنان الأشجعي أنّه قال:

«مرّ علىّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وأنا أحتجم في ثمان عشرة ليلة خلت من شهر رمضان فقال: أفطر الحاجم والمحجوم».(1)

ص: 270


1- انظر في شرحه نيل الأوطار: 275/4-280. وفي وسائل الشيعة ج 10 ص 79 : أحمد بن يحيى ابن زكريا، عن بكر بن عبد اللّه بن حبيب، عن تميم بن هلول، عن أبي معاوية عن سليمان بن مهران ،عن عباية بن ربعي - في حديث- قال: سألت ابن عباس عن معنى قول النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) حين رأى من يحتجم في شهر رمضان:أفطر الحاجم والمحجوم، فقال: لأنهما تسابا وكذبا-في سبهما-على النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، لا للحجامة.

حديث أبي عبس

2153 - [3 /479] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت يزيد بن أبي مريم قال:

«لحقني عباية بن رافع بن خديج وأنا رائح إلى المسجد إلى الجمعة ماشياً وهو راكب قال: أبشر ، فإنّي سمعت أبا عبس يقول: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):من اغبّرت قدماه في سبيل اللّه لك حرّمها اللّه على النار.

حديث رجل

2154 - [480/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا زائدة قال: حدّثنا السائب بن حبيش، عن أبي الشماخ الأزدي، عن ابن عم له من أصحاب النبي الله :

«إنّه أتى معاوية فدخل عليه وقال:سمعت رسول اللّه يقول:من ولى من أمر الناس ثمّ أغلق بابه دون المسكين أو المظلوم أو ذي الحاجة أغلق اللّه دونه أبواب رحمته عند حاجته وفقره أفقر ما يكون إليها».

المنتخب من حديث معقل بن سنان الأشجعي

2155 - [3 /480] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة قال:

«أتى عبد اللّه في امرأة تزوجها رجل ثمّ مات عنها ولم يفرض لها صداقاً ولم يكن دخل بها، قال: فاختلفوا إليه، فقال: أرى لها مثل صداق نسائها ولها الميراث وعليها العدة،فشهد معقل بن سنان الأشجعي أن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قضى في بروع ابنة واشق

ص: 271

بمثل ما قضى».(1)

حديث عمرو بن شاس الأسلمي

2156 - [483/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم ،حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن الفضل بن معقل بن يسار، عن عبد اللّه بن نيار الأسلمي، عن عمرو بن شاس الأسلمي قال:-وكان من أصحاب الحديبية - قال:

«خرجت مع علي إلى اليمن ،فجفاني في سفري ذلك حتّى وجدت في نفسي عليه، فلمّا قدمت أظهرت شكايته في المسجد،حتّى بلغ ذلك (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فدخلت المسجد ذات غدوة ورسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في ناس من أصحابه، فلمّا رآني أبدني عينيه - يقول: حدد إلیّ النظر - حتّى إذا جلست قال: يا عمرو واللّه لقد آذيتني ،قلت: أعوذ باللّه أن أوذيك يا رسول اللّه؟ قال: بلى، من آذى علياً فقد آذاني».

يقول شير محمۀد : أورد هذا الحديث في كتاب فضائله أيضاً .(2)

حديث أبي عبيد

2157 - [3 / 484] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا أبان العطار، حدّثنا قتادة ،عن شهر بن حوشب، عن أبي عبيد:

«إنّه طبخ الرسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قدرا فيها لحم ، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): ناولني

ذراعها ،فناولته ،فقال: ناولني ذراعها، فناولته ،فقال: ناولني ذراعها، فقلت: يا

ص: 272


1- بروع ابنة واشق:امرأة من بني رؤاس من بني عامر بن رؤاس بن صعصعة.
2- فضائل علي بن أبي طالب: 69 ح 105 .

نبي اللّه ، كم للشاة من ذراع ؟! قال: والذي نفسي بيده لو سكت لأعطتك ذراعاً ما دعوت به».

المنتخب من حديث الهرماس بن زياد

2158 -[3/ 485] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد اللّه بن عمران بن علي-أبو محمّد من أهل الرمي وكان أصله أصبهانياً - قال : حدّثنا يحيى بن الضريس قال: حدّثنا عكرمة بن عمار، عن هرماس قال :

«كنت ردف أبي فرأيت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) على بعير وهو يقول: لبيك بحجّة وعمرة معاً».

حديث الحارث بن عمرو

2159 - [3/ 485] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا يحيى بن زرارة السهمي قال: حدّثني أبي، عن جدي الحارث بن عمرو:

«إنه لقى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في حجّة الوداع ، فقلت:بأبي أنت يا رسول اللّه،استغفر لي،قال:غفر اللّه لكم،قال:وهو على ناقته العضباء، قال: فاستدرت له من الشق الآخر أرجوا أن يخصني دون القوم،فقلت:استغفر لي،قال: غفر اللّه لكم، قال رجل: يا رسول اللّه،الفرائع والعتائر،قال: من شاء فرع ومن شاء لم يفرع، ومن شاء عتر ومن شاء لم يعتر ،في الغنم أضحية، ثمّ قال: ألا إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذاء».

وقال عفان مرة: حدّثني يحيى بن زرارة السهمي قال: حدّثني أبي عن جده الحارث.(1)

ص: 273


1- الفرائع والعتائر : الفرعة بفتح الراء والفرع أوّل ما تلده الناقة كانوا يذبحونه لآلهتهم، فنهى المسلمون عنه، وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإسلام، والعتيرة: شاة تذبح في رجب.

المنتخب من حديث سهل بن حنيف

2160 - [3/ 485] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي قال حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال : أنبأنا محمد بن إسحاق قال: حدّثني سعيد بن عبيد بن السباق، عن أبيه، عن سهل بن حنيف قال:

«كنت ألقى من المذي شدة، فكنت أكثر الإغتسال منه، فسألت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن ذلك، فقال: إنما يجزئك منه الوضوء فقلت: كيف بما يصيب ثوبي ؟ فقال: يكفيك أن تأخذ كفاً من ماء فتمسح بها من ثوبك حيث ترى أنه أصاب».

2161 - [3/ 485] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعلى بن عبيد، عن عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت قال:

«أتيت أبا وائل في مسجد أهله أسأله عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي بالنهروان فيما استجابوا له؟ وفيها فارقوه؟ وفيما استحلّ قتالهم؟ قال: كنّا بصفين، فلمّا استحر القتل بأهل الشام اعتصموا بتل، فقال عمرو بن العاص لمعاوية : أرسل إلى علي بمصحف وادعه إلى كتاب اللّه، فإنّه لن يأبى عليك، فجاء به رجل،فقال:بيننا وبينكم كتاب اللّه(المْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَونَ إِلَى كِتَابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُم ثُمَّ يَتَوَلَّى ثم يتولى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ )(1) فقال علي : نعم، أنا أولى بذلك، بيننا وبينكم كتاب اللّه، قال: فجاءته الخوارج - ونحن ندعوهم يومئذ القرّاء - وسيوفهم على عواتقهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما ننتظر بهؤلاء القوم الذين على التل ألا نمشي إليهم بسيوفنا حتّى يحكم اللّه بيننا وبينهم؟

ص: 274


1- سورة آل عمران: 23.

فتكلّم سهل بن حنيف فقال:يا أيها الناس، اتهموا أنفسكم، فلقد رأيتنا يوم الحديبية - يعني الصلح الذي كان بين رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) و بين المشركين - ولو نرى قتالاً لقاتلنا، فجاء عمر إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فقال: يا رسول اللّه، ألسنا على الحق وهم على باطل؟ أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولمّا يحكم اللّه بيننا وبينهم ؟ فقال : يا ابن الخطاب،إنّي رسول اللّه ولن يضيّعني أبداً.

قال :فرجع وهو متغيظ ، فلم يصبر حتّى أتى أبا بكر،فقال:يا أبا بكر،ألسنا على حق وهم على باطل؟ أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النار ؟ قال:بلى، قال: فقيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولمّا يحكم اللّه بيننا وبينهم ؟ فقال : يا ابن الخطاب إنّه رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ولن يضيّعه أبداً، قال: فنزلت سورة الفتح، قال: فأرسلني رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إلى عمر فأقرأها إيۀاه، قال: يا رسول اللۀه، وفتح هو ؟ قال : نعم».

2162 - [3 / 486] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا حرام بن إسماعيل العامري، عن أبي إسحاق الشيباني، عن يسير بن عمرو قال:

«دخلت على سهل بن حنيف، فقلت: حدّثني ما سمعت من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال في الحرورية؟ قال: أحدّثك ما سمعت لا أزيدك عليه، سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يذكر قوماً يخرجون من ها هنا - وأشار بيده نحو العراق - يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، قلت: هل ذكر لهم علامة؟ قال:هذا ما سمعت ،لا أزيدك عليه».

2163 - [3/ 487] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا إسحاق بن عيسى، حدّثني مجمع بن يعقوب الأنصاري بقباء قال: حدّثني محمّد بن الكرماني قال : سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يقول: قال أبي : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من خرج حتّى يأتي هذا المسجد - يعني مسجد قباء - فيصلّي فيه كان كعدل عمرة».

ص: 275

2164 - [3/ 487] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي قال: حدّثنا روح وعبد الرزاق قال: أنبأنا ابن جريج قال:حدّثني عبد الكريم بن أبي المخارق: أنّ الوليد بن مالك بن عبد القيس أخبره ، وقال عبد الرزاق من عبد القيس: أنّ محمّد بن قيس مولى سهل بن حنيف من بني ساعدة أخبره:أنّ سهلاً أخبره:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بعثه قال: أنت رسولي إلى أهل مكة، قل: إنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أرسلني يقرأ عليكم السلام ويأمركم بثلاث: لا تحلفوا بغير اللّه، وإذا تخليتم فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولا تستنجوا بعظم ولا ببعرة».

2165 - [3/ 487] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي قال: حدّثنا حسن بن موسى قال:حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أنّه قال:

«من أذل عنده مؤمن فلم ينصر ، وهو قادر على أن ينصره أذله اللّه على رؤوس الخلائق يوم القيامة».

2166 - [3/ 487] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي قال: حدّثنا زكريا بن عدي قال: أنبأنا عبيد اللّه بن عمرو عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن عبد اللّه بن سهل بن حنيف، عن أبيه قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من أعان مجاهداً في سبيل اللّه أو غارماً في عسرته أو مكاتباً في رقبته أظله اللّه في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه».

المنتخب من حديث أبي عمير

2167 - [489/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا معروف-يعني ابن واصل-قال : حدّثتني حفصة ابنة طلق امرأة من الحي سنة تسعين، عن أبي عمير قال:

ص: 276

«كنّا جلوساً عند رسول اللّه يوماً، فجاء رجل بطبق عليه تمر، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): ما هذا؟ أصدقة أم هدية؟ قال: صدقة، قال: فقدّمه إلى القوم، وحسن صلوات اللّه عليه وسلامه يتعفر بين يديه، فأخذ الصبي تمرة فجعلها في فيه، فأدخل النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أصبعه في في الصبي فنزع التمرة فقذف بها، ثمّ قال: إنّا آل محمّد لا تحلّ لنا الصدقة».

فقلت لمعروف:أبو عمير جدك؟ قال: جد أبي.

المنتخب من حديث واثلة بن الأسقع من الشاميين

2168 - [490/3]حدّثني عبد اللّه،حدّثني أبي قال:حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس قال:حدّثني محمّد بن حرب الخولاني قال: حدّثني عمر بن رؤبة التغلبي، عن عبد الواحد بن عبد اللّه النصري، عن واثلة بن الأسقع الليثي قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«المرأة تحوز ثلاث مواريث:عتيقها، ولقيطها، وولدها الذي لا عنت عليه».

2169 - [3 / 490] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي قال: حدّثنا عتاب قال: حدّثنا عبد اللّه بن المبارك قال: أنبأنا ابن لهيعة قال: حدّثني يزيد - يعني ابن حبيب - : أنّ ربيعة بن يزيد الدمشقي أخبره عن واثلة -يعني ابن الأسقع - قال:

«كنت من أهل الصفة، فدعا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يوماً بقرص، فكسره في القصعة وصنع فيها ماء سخناً، ثمّ صنع فيها ودكاً، ثمّ سفسفها(1)، ثمّ لبّقها، ثمّ صعنبها،ثمّ قال:اذهب فائتني بعشرة أنت عاشرهم،فجئت بهم،فقال: كلوا، وكلوا من أسفلها ولا تأكلوا من أعلاها، فإنّ البركة تنزل من أعلاها، فأكلوا منها حتى شبعوا».(2)

ص: 277


1- كذا وفي المصادر الحديثية واللغوية: (ثمّ صنع فيها ودكا، ثمّ سعسعها )
2- الودك : دسم اللحم ودهنه الذي يستخرج منه، سفسفها:رواها بالسمن، لبقها: جمعها بالمقدمة وهي المغرفة، صعنبها: رفع صومعتها وحدد رأسها.

2170 - [3 / 491] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا الوليد بن مسلم قال: حدّثني الوليد بن سليمان - يعني ابن أبي السائب - قال: حدّثني حبان أبو النضر قال:

«دخلت مع وائلة بن الأسقع على أبي الأسود الجرشي في مرضه الذي مات فيه، فسلّم عليه وجلس. قال: فأخذ أبو الأسود يمين وائلة فمسح بها على عينيه ووجهه لبيعته بها رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال له وائلة:واحدة أسألك عنها ؟ قال: وما هي؟ قال: كيف ظنك برّبك؟ قال: فقال أبو الأسود - وأشار برأسه أي حسن - قال واثلة:أبشر، إنّي سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول : قال اللّه : أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء».

2171- [491/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا الحكم بن نافع قال : حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي شبيبة يحيى بن يزيد،عن عبد الوهاب المكي، عن عبد الواحد بن عبد اللّه النضري، عن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«المسلم على المسلم حرام، دمه، وعرضه، وماله، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، والتقوى ها هنا - وأومأ بيده إلى القلب - قال : وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم».

المنتخب من حديث ربيعة بن عباد الديلي

2172 - [492/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سليمان الضبي داود بن عمرو بن زهير المسيبي قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه ريالعن ربيعة بن عباد الديلي - وكان جاهلياً أسلم - فقال:

«رأيت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بصر عيني بسوق ذي المجاز يقول:يا أيها الناس،قولوا:لا إله إلا اللّه تفلحوا، ويدخل في فجاجها والناس متقصّفون عليه، فما رأيت أحداً يقول شيئاً، وهو لا يسكت، يقول: أيها الناس قولوا لا إله إلا اللّه تفلحوا، إلا أنّ وراءه رجلاً

ص: 278

أحول وضيء الوجه ذا غديرتين يقول: إنّه صابي كاذب، فقلت: من هذا؟ قالوا: محمّد بن عبد اللّه، وهو يذكر النبوة، قلت: من هذا الذي يكذّبه؟ قالوا: عمه أبو لهب، قلت: إنّك كنت يومئذ صغيراً، قال: لا واللّه إنّي يومئذ لأعقل».

يقول شير محمّدالهمداني:منتخب هذه الأحاديث:روى أحمد بن حنبل هذا الحديث بعدّة أسانيد عن ربيعة بن عباد الديلي .(1)

المنتخب من باقي حديث محمد بن مسلمة

2173 - [493/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا زيد بن هارون قال:أنبأنا الحجاج بن أرطاة،عن محمّد بن سليمان بن أبي حثمة، عن سهل بن أبي حثمة قال:

«رأيت محمّد بن مسلمة يطارد امرأة ببصره، فقلت: تنظر إليها وأنت من

أصحاب محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ ! فقال : إنّي سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول : إذا ألقى اللّه في قلب امرئ خطبة لامرأة فلا بأس أن ينظر إليها».

2174 - [3 / 493] حدّثنا عبد اللّه، حدثني أبي ،[حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي بردة قال : ]... إلى أن قال: فقال - يعني محمّد بن مسلمة - : إنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال :

«إنّه ستكون فتنة وفرقة واختلاف... الحديث».(2)

حديث شداد بن الهاد

2175 - [493/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي قال: حدّثنا يزيد قال: أنبأنا جريج بن حازم، عن محمّد بن أبي يعقوب، عن عبد اللّه بن شداد، عن أبيه قال:

ص: 279


1- مسند أحمد: 492/3-493.
2- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل.

«خرج علينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) في إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر وهو حامل الحسن أو الحسين، فتقدم النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)فوضعه، ثمّ كبّر للصلاة فصلّي، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها،فقال:إنّي رفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)وهو ساجد، فرجعت في سجودي، فلما قضى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)الصلاة قال الناس : يا رسول اللّه، إنّك سجدت بين ظهراني صلاتك هذه سجدة قد أطلتها، فظننا أنّه قد حدث أمر ، أو أنّه قد يوحى إليك، قال: فكل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتّى يقضي حاجته».

المنتخب من حديث حمزة بن عمرو الأسلمي

2176 - [3 / 494] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن سليمان بن يسار ، عن حمزة بن عمرو الأسلمي:

«أنّه سأل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)عن الصوم في السفر؟ فقال: إن شئت صمت، وإن شئت أفطرت».

2177 - [3 / 494] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن سليمان بن يسار، عن حمزة بن عمر و الأسلمي :

«أنّه رأى رجلاً على جمل يتبع رحال الناس بمنى، ونبي اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)شاهد، والرجل يقول : لا تصوموا هذه الأيام، فإنّها أيام أكل وشرب ،قال قتادة : فذكر لنا أنّ ذلك المنادي كان بلالاً».

حديث عليم عن عبس

2178 - [3 / 494] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، [حدّثنا يزيد بن هارون قال: حدّثنا شريك بن عبد اللّه، عن عثمان بن عمير، عن زاذان أبي ،عمر عن عليم قال : ] ... إلى أن قال: إنّي سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

ص: 280

«بادروا بالموت ستاً: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفافاً بالدم، وقطيعة الرحم، ونشوا يتخذون القرآن مزامير يقدّمونه يغنّيهم وإن كان أقل منهم فقها».(1)

حديث شقران مولى رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم):

2179 - [3/ 495] حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا مسلم بن خالد، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن شقران مولى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)قال :

«رأيته - يعني النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)- متوجهاً إلى خيير على حمار يصلّي عليه يومئ إيماء».

المنتخب من حديث عبد اللّه بن أنيس

2180 - [3 / 495] حدّثنا عبد اللّه ،حدّثني أبي... إلى أن قال: عن عبد اللّه بن أنيس الجهني قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إنّ من أكبر الكبائر الشرك باللّه،وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، وما حلف حالف باللّه يميناً صبراً فأدخل فيها مثل جناح بعوضة إلا جعله اللّه نكتة في قلبه إلى يوم القيامة».

2181 - [3/ 495] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي [قال : حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي، عن ابن اسحاق قال: حدّثني معاذ بن عبد اللّه بن خبيب الجهني، عن أخيه عبد اللّه بن عبد اللّه بن حبيب قال : ]... إلى أن قال:

«جلس معنا عبد اللّه بن أنيس صاحب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)في مجلسه في مجلس جهينة،

ص: 281


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل.

قال:في رمضان،قال:فقلنا له: يا أبا يحيى،سمعت من رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)في هذه الليلة المباركة من شيء ؟ فقال: نعم، جلسنا مع رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)في آخر هذا الشهر، فقلنا له: يا رسول اللّه ،متى نلتمس هذه الليلة المباركة؟ قال: التمسوها هذه الليلة، وقال: وذلك مساء ليلة ثلاث وعشرين، فقال له رجل من القوم: وهي إذاً يا رسول اللّه أوّل ثمان، قال: فقال رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّها ليست بأوّل ثمان، ولكنّها أول السبع، إنّ الشهر لا يتم».(1)

المنتخب من حديث أبي أسيد الساعدي

2182 - [3/ 497] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا سفيان، عن عبد اللّه بن عيسى قال: حدّثني عطاء-رجل كان يكون بالساحل-عن أبي أسيد أو أسيد بن ثابت، حدّثنا سفيان: أنّ النبي(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«كلو الزيت، وادهنوا بالزيت، فإنّه من شجرة مباركة».

يقول شير محمّد:ثمّ رواه بطريق آخر، وفيه: «كلو الزيت وادهنوا به... إلخ.(2)

2183 - [3/ 497] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا سليمان بن بلال بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري قال: سمعت أبا حميد وأبا أسيد يقولان: قال رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لنا أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك».

حديث رجل عن النبي(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)

2184 - [500/3] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،[حدّثنا أبو اليمان قال:أنبأنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عبد اللّه بن كعب بن مال الأنصاري - وهو أحد

ص: 282


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل.
2- مسند احمد: 497/3.

الثلاثة الذين تيبّ عليهم- أنه أخبره بعض أصحاب النبي(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم):

«أن النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)تخرج يوماً عاصباً رأسه، فقال في خطبته:أما بعد يا معشر المهاجرين، فإنّكم قد أصبحتم تزيدون وأصبحت الأنصار لا تزيد على هيئتها التي هي عليها اليوم، وإنّ الأنصار عيبتي التي آويت إليها، فأكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيتهم».(1)

حديث خادم النبي(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)

2185 - [3 / 500] حدّثنا عبد اللّه حدّثني أبي، [حدّثنا عفان، حدّثنا خالد - يعنى الواسطي - قال: حدّثنا عمرو بن يحيى الأنصاري، عن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم ]: عن خادم للنبي(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) رجل أو امرأة - قال:

«كان النبي(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)مما يقول للخادم : ألك حاجة؟ قال: حتّى كان ذات يوم، فقال: يا رسول اللّه حاجتي، قال: وما حاجتك؟ قال: حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة، قال: ومن دلّك على هذا؟ قال: ربّي، قال: أما لا(2)، فأعني بكثرة السجوده».(3)

حديث أبي لبابة عبد المنذر بن عبد المنذر

2186 - [502/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا ابن جريج ،حدّثني ابن شهاب: أنّ الحسين بن السائب بن أبي لبابة أخبره:

«أنّ أبا لبابة عبد المنذر لمّا تاب اللّه عليه قال: يا رسول اللّه، إنّ من توبتي إلى اللّه أن أهجر دار قومي وأساكنك، وأن أنخلع من مالي صدقة اللّه ولرسوله ، فقال

ص: 283


1- ما بين المعقوفتين ليس في الاصل.
2- كذا وفي فيض القدير : ( أما لا بد ) .
3- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل.

رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): يجزئ عنك الثلث».

المنتخب من حديث زينب امرأة عبد الله

2187 -[502/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عمرو بن الحارث، عن زينب أمرأة عبد اللّه انّها قالت:

«قال رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)للنساء: تصدّقنّ ولو من حليكنّ، قالت:فكان عبد اللّه خفيف ذات اليد، فقال له: أيسعني أن أضع صدقتي فيك وفي بني أخي-أو بني أخ لي-يتامى؟فقال عبد اللّه:سلي عن ذلك النبي(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ، قالت: فأتيت النبي(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)، فإذا على بابه امرأة من الأنصار يقال لها زينب تسأل عمّا أسأل عنه، فخرج إلينا بلال، فقلنا: انطلق إلى رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)فسله عن ذلك، ولا تخبر من نحن، فانطلق إلى رسول اللّه؟ فقال:من هما ؟فقال:زينب، فقال: أیّ الزيانب؟ فقال: زينب امرأة عبد اللّه، وزينب الأنصارية، فقال: نعم، لهما أجران :أجر القرابة، وأجر الصدقة».

حديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص

2188 - [503/3] حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا ابن فضيل، عن يزيد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه قالت:

«رأيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) يرمي جمرة العقبة في بطن الوادي يوم النحر وهو يقول: يا أيها الناس لا يقتل بعضكم، ولا يصيب بعضكم، إذا رميتم الجمرة فارموها بمثل حصى الخذف، فرمى بسبع ولم يقف، وخلفه رجل يستره، قلت: من هذا؟ قالوا: الفضل بن العباس».

ص: 284

2189-[503/3]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر ،عن يزيد بن أبي زياد ،عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه-وكانت بايعت النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)- فقالت:

«سمعت رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول وهو يرمي الجمرة من بطن الوادي وهو يقول: يا أيها الناس، لا يقتل بعضكم بعضاً، وإذا رأيتم الجمرة فارموها بمثل حصی الخذف».

يقول شير محمّد:ورواه بطريق آخر ،وفيه عن أمه ،عنه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)، أنّها سمعته يقول عند جمرة العقبة: «يا أيها الناس لا تقتلوا أنفسكم وارموا الجمرة -أو الجمرات- بمثل حصى الخذف».(1)

يقول الفقير إلى اللِه الغني شير محمِد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذا آخر ما انتخبته من الجزء الثالث من الطبعة الأولى من مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني المروزي وليعلم أنّ أحاديث كثيرة مما انتخبتها قد رواها أبو عبد اللّه أحمد بطريقين أو أزيد، واتفق لي الفراغ بعون اللّه في الرابع عشر من شهر جمادي الآخرة من سنة ذف 1382 من الهجرة المقدسة بمشهد سيّدي ومولاي أمير المؤمنين حقاً علي بن أبي طالب عليه وعلى من يحبه أفضل الصلاة والسلام.

ص: 285


1- مسند أحمد: 503/3.

ص: 286

فهرس الكتاب

ص: 287

ص: 288

فهرس الكتاب

مقدمة...3

المنتخب من مسند أبي سعيد الخدري...5

المنتخب من مسند أنس بن مالك...65

المنتخب من مسند جابر بن عبد اللّه رضي اللّه تعالى عنه...145

مسند المكيين...223

المنتخب من مسند صفوان بن أمية العجمي...223

المنتخب من مسند حكيم بن حزام...225

المنتخب من حديث سبرة بن معبد...226

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن أبزي الخزا...227

المنتخب من حديث نافع بن عبد الحارث...228

المنتخب من أحاديث أبي محذورة...228

المنتخب من أحاديث عثمان بن طلحة ...229

حديث عبد اللّه بن حبشي...230

المنتخب من حديث جد إسماعيل بن أمية ...230

ص: 289

المنتخب من أحاديث قدامة بن عبد اللّه بن عمّار ...231

المنتخب من أحاديث سفيان بن عبد اللّه الثقفي...231

حديث رجل أدرك النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...231

المنتخب من حديث بشر بن سحیم...232

حديث الأسود بن خلف...232

حديث صخر الغامدي...233

حديث ابن عابس...233

حديث أبي عمرة الأنصاري...234

المنتخب من حديث محمد بن حاطب الجمحي...234

حديث ابن أبي زيد...235

حديث أبي سليط البدري....235

حديث ابن عبس...236

المنتخب من أحاديث مجمع بن جارية...236

المنتخب من حديث قيس بن سعد بن عبادة...237

المنتخب من حديث وهب بن حذيفة...238

حديث عمرو بن يثربي...238

حديث عمرو بن أم مكتوم...239

حديث عبد اللّه الزرقي ويقال عبيد بن رفاعة ...239

المنتخب من حديث جد أبي الأشد السلمي..240

حديث أبي الجعد الضمري...241

ص: 290

حديث رجل عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...241

المنتخب من حديث السائب بن عبد اللّه...242

حديث السائب بن خبّاب...244

حديث عمرو بن الأحوص...244

المنتخب من حديث أبي اليسر الأنصاري كعب بن عمرو...244

المنتخب من حديث أبي فاطمة عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...245

زيادة في حديث عبد الرحمن بن شبل...245

المنتخب من حديث أبي لبابة بن عبد المنذر البدري...246

حديث عمرو بن الجموح...246

حديث وفد عبد القيس...247

المنتخب من حديث حكيم بن حزام...247

المنتخب من حديث معاوية بن قرة ...248

المنتخب من حديث مالك بن الحويرث...249

المنتخب من حديث معاذ بن أنس الجهني...250

حديث رجل من أصحاب النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...253

حدیث مولى لرسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...253

المنتخب من حديث عامر بن ربيعة...254

حديث عبد اللّه بن عامر...258

المنتخب من حديث سويد بن مقرن...258

حدیث مهران مولى لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...259

ص: 291

حديث رجل من أسلم...259

حديث أبي سعيد بن المعلى...259

حديث عبد اللّه بن حذافة...260

المنتخب من حديث عبد اللّه بن رواحة...260

المنتخب من حديث سهيل بن البيضاء...260

حديث رجل من الأنصار ...261

حديث الضحاك بن سفيان...261

المنتخب من حديث معمر بن عبد اللّه...262

المنتخب من حديث كعب بن مالك الأنصاري...263

المنتخب من حديث رافع بن خديج...267

المنتخب من حديث أبي بردة بن نيار...268

حديث أبي سعيد بن أبي فضالة.268

حديث سعيد بن حريث أخو عمرو بن حريث...269

المنتخب من حديث عبد اللّه اليشكري...269

المنتخب من حديث مالك بن نضلة أبي الأحوص...269

حديث رجل...270

حديث معقل بن سنان...270

حديث أبي عبس...271

حديث رجل ...271

المنتخب من حديث معقل بن سنان الأشجعي...271

ص: 292

حدیث عمرو بن شاس الأسلمي...272

حديث أبي عبيد...272

المنتخب من حديث الهرماس بن زياد ...273

حديث الحارث بن عمرو ...273

المنتخب من حديث سهل بن حنيف...273

المنتخب من حديث أبي عمير...274

المنتخب من حديث واثلة بن الأسقع من الشامیین...276

المنتخب من حديث ربيعة بن عباد الديلي...277

المنتخب من باقي حديث محمّد بن مسلمة...278

حديث شداد بن الهاد...279

المنتخب من حديث حمزة بن عمر و الأسلمي...279

حديث عليم عن عبس...280

حدیث شقران مولى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...281

المنتخب من حديث عبد اللّه بن أنيس...281

المنتخب من حديث أبي أسيد الساعدي...282

حديث رجل عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...282

حديث خادم النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...283

حديث أبي لبابة عبد المنذر بن عبد المنذر...283

المنتخب من حديث زينب امرأة عبد اللّه ...284

المنتخب حديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص...284

فهرس الكتاب ...287

ص: 293

المجلد 4

هوية الکتاب

منشورات

مَکتَبَة وَ دار مَحظُوظات

العَتَبَةُ العَبَاسِیَةُ المُقَدَّسَةُ

3

سَنَدُ الْخِصَاِم

فِي مَا انْتَخَبَ مِنْ ُمْسَنِد الاِمَامْ اَحْمَد بنْ حَنبَلْ

تَالیفْ

الحُجَّة الشَّيْخ شِيّر مُحَمّد بنْ صفَر عَلِى الهَمَدانِي

1302 - 1390ه_

الجزء الرّابع

تحقيق

اَحْمَد عَلى مجيّد الحِلى

صنودق عليه من قبل

وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدّسة

ص: 1

اشارة

العَتَبَةُ العَبَاسِیَةُ المُقَدَّسَةُ

قسم الشؤون الفكرية والثقافية / شعبة المكتبة

كربلاء المقدسة / ص.ب ( 233 ) / هاتف: 322600، داخلی: 251

www.alkafeel.net

library@alkafeel.net

abbas_library@yahoo.com

BP الهمداني جورقاني ، شير محمد بن صفر علي ، 1302-1390ق.

118 سند الخصام في ما انتخب من مسند الامام تأليف شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني ؛ تحقيق وحدة

23 ألف / التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، أحمد علي مجيد الحلي. - كربلاء: مكتبة ودار مخطوطات

5019م العتبة العباسية المقدسة ، 1430 ق. =2009م.

7ج.

المندرجات . - ج 7 . المستدرك على حديث السقيفة.

المصادر .

1. أبن حنبل ، احمد بن محمد ، 164 - 241 ق . مسند الإمام أحمد بن حنبل - مختصر 2. أحاديث أهل السنة - القرن 3 ق . 3. الأربعة عشر معصوم - فضائل - أحاديث أهل السنة . 4. الصحابة - فضائل - أحاديث أهل السنة - القرن 3ق. 5. أحاديث أحكام . 6. فاطمة الزهراء (علیهالسّلام) ، 13؟ قبل الهجرة - 11 ق. - تعقيب وإيذاء أحاديث . 7. الهمداني جورقاني ، شير محمد بن صفر علي 13020-1390 ق . سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام - تتمة . 8. سقيفة بني ساعدة أحاديث . الف ابن حنبل ، أحمد بن محمد ، 164-241 ق . مسند الإمام أحمد بن حنبل . اختصار . ب . الهمداني جورقاني ، شير محمد بن صفر علي ، 1302-1390 ق . المستدرك على حديث السقيفة. ج. وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة . د. الحلي، أحمد علي، 1391 ق.، محقق . ه-. عنوان . و . عنوان: مسند الإمام أحمد بن حنبل . اختصار - ز - سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام . تتمة . ح. عنوان: المستدرك على حديث السقيفة .

تصنيف مكتبة العتبة العباسية المقدسة وفق النظام العالمي (L.C.C)

الكتاب: سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام / الجزء الرابع.

المؤلف : شير محمد الهمداني الجورقاني رحمه الله .

التحقيق وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

المحقق: أحمد علي محيد الحلي.

الناشر: مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

الإخراج الطباعي والتصميم: عدي الأسدي، رائد الأسدي.

المطبعة: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات كربلاء المقدسة - العراق / بيروت - لبنان.

الطبعة: الأولى.

عدد النسخ: 1000 .

التاريخ ربيع الأول 1430ه_ - آذار 2009م.

ص: 2

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين يقول الفقير إلى الله الغني شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذه أحاديث شريفة انتخبتها من الجزء الرابع من الطبعة الأولى من مسند الإمام - أحد أئمة القوم - أبي عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني المروزي.

ص: 3

ص: 4

المنتخب من مسند المدنيين

المنتخب من مسند المدنيين

ص: 5

ص: 6

المنتخب من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام

2190 - [3/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، قال:

حدّثني أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني أبي إسحاق بن بسار قال:

«إنّا لبمكة إذ خرج علينا عبد الله بن الزبير، فنهى عن التمتع بالعمرة إلى الحجّ وأنكر أن يكون الناس صنعوا ذلك مع رسول الله صلى الله عليه و آله ، فبلغ ذلك عبد الله بن عباس، فقال: وما علم ابن الزبير بهذا، فليرجع إلى أمه أسماء بنت أبي بكر فليسألها، فإن لم يكن الزبير قد رجع إليها حلالاً وحلّت فبلغ ذلك أسماء، فقالت: يغفر الله لابن عباس، والله لقد أفحش، قد والله صدق ابن عباس، لقد حلّوا وأحللنا وأصابوا النساء »

2191 - [5/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا يونس قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد - قال: حدّثنا حبيب المعلم، عن عطاء، عن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في هذا.

2192 - [4 / 5] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: أنبأنا أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير :

«أنّ علياً ذكر ابنة أبي جهل، قبلغ النبي صلى الله عليه و آله، فقال إنّها فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها»(1)

ص: 7


1- توضيح الحديث في سنده عبدالله بن الزبير، وعبد الله هذا لم يدرك النبي صلى الله عليه و آله، حيث ولد في سنة إحدى عشرة للهجرة، فكيف سمع النبي صلى الله عليه و آله وروى عنه وهو طفل ؟! مع إنّ عبد الله بن الزبير معروف في بعضه لعلي علیه السّلام ولبني هاشم، حتّى نقل المسعودي في مروجه أنّه قال لابن عباس: «إني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة وذكر تمام الحديث الحديث عنه في هامش حديث 2615 فراجع هناك

2193 - [5/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن يوسف بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير قال :

«جاء رجل من خثعم إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فقال: إنّ أبي أدركه الإسلام وهو شيخ كبير لا يستطيع ركوب الرحل، والحجّ مكتوب عليه أفأحجّ عنه؟ قال: أنت أكبر ولده؟ قال نّعم قال: أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنه أكان ذلك يجزئ عنه؟ قال: نعم، قال فالحجج عنه».

2194 [5/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل، حدّثنا حماد يعني ابن سلمة عن أيوب، عن عبد الله بن الزبير :

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله وقّت لأهل نجد قرناً».

المنتخب من حديث قيس بن أبي غرزة

2195: [6/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، هدي، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل عن قيس بن أبي غرزة قال:

«كنّا نبيع الرقيق في السوق، وكنّا نسمّى السماسرة، فسمانا رسول الله صلى الله عليه و آله بأحسن مما سمّيتا به أنفسنا، فقال يا معشر التجّار إنّ هذا البيع يحضره اللغو والأيمان فتوبو بالصدقة »

المنتخب من حديث أبي سريحة الغفاري حذيفة بن أسيد)

2196 - [6/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدثنا سفيان بن عيينة، عن فرات، عن

ص: 8

أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد:

«اطلع النبي صلى الله عليه و آله علينا ونحن نتذاكر الساعة. فقال: ما تذكرون؟ قالوا: نذكر الساعة، فقال: إنّها لن تقوم حتّى ترون عشر آيات الدخان والدجال، والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج وثلاث خسوف خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من قبل تطرد الناس إلى محشرهم».

قال أبو عبد الرحمن: سقط كلمة.

2197 - [7/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سعيد - مولى بني هاشم - قال: حدّثنا المثنى بن سعيد قال : حدّثنا قتادة، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله جاء ذات يوم، فقال: صلّوا على أخٍ لكم م-ات بغير أرضكم، قالوا: من هو يا رسول الله؟ قال: صحمة النجاشي، فقاموا فصلوا عليه».

المنتخب من حديث عقبة بن الحارث

2198 - [7/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد قال: حدثّنا أبي قال: حدّثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة قال: حدّثني عقبة بن الحارث قال:

«أتي رسول الله صلى الله عليه و آله بالنعيمان قد شرب الخمر، فأمر رسول الله صلى الله عليه و آله من في البيت فضربوه بالأيدي والجريد والنعال، قال: فكنت فيمن ضربه».

المنتخب من حديث أوس بن أبي أوس الثقفي

2199 - [4 / 8] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن النعمان بن سالم، عن ابن أبي أوس، عن جده :

«أنّه كان يؤتى بنعليه وهو يصلّي فيلبسهما ويقول: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله يصلّي

ص: 9

في نعليه». (1)

2202 - [8/4] قال حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى، عن شعبة قال: حدثنا يعلى بن أمية، عن أوس بن أبي أوس قال:

رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله توضّأ ومسح على نعليه ثمّ قام إلى الصلاة».(2)

2201 - [8/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن علي الجعفي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أبي أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه ،قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فانّ صلاتكم معروضة علّي، فقالوا: يا رسول الله كيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت - يعني وقد بليت - ؟ قال: إّن الله عزّوجلّ حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء صلوات الله عليهم».

2202 - [8/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن بكر السهمي قال: حدّثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن النعمان بن سالم أنّ عمرو بن أوس أخبره أنّ أباه أوساً أخبره قال:

«إنّا لقعود عند رسول الله صلى الله عليه و آله في الصفّة وهو يقص علينا ويذكرنا إذا جاء رجل فساره فقال: اذهبوا فاقتلوه، قال: فلما ولّى الرجل دعاه رسول الله صلى الله عليه و آله، قال :

ص: 10


1- توضيح سند الحديث غير معتبر؛ المجهولية النعمان بن سالم حيث لم يتعرض له الرجاليون فهو مهمل. وكذلك مثله ابن ابي أوس، حيث اهملته كتب الرجال وأصل الحديث من حماد بن سلمة الذي كان يضع الحديث، فأصل الحديث إنّ النبي صلّی الله علیه و آله لو كان يصلّي بنعله، هو من رواية حماد، وحماد هذا يضع الأعاجيب وبعضهم اتهموّا أحاديثه بما كان يدسه ابن أبي العوجاء المعروف بزندقته وكفره. راجع في ذلك ما ذكرناه في هامش حديث 1343 من هذا الكتاب
2- توضيح أوس بن أبي أوس مجهول قال عنه الذهبي: لا يعرف وقد رددنا الحديث في تعليقنا على حديث 69 فراجع

أيشهد أن لا اله إلا الله ؟ قال الرجل: نعم نعم يا رسول الله، فقال: اذهبوا فخلّوا سبيله، فإنها أمرت أن أقاتل الناس حتّى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فإذا فعلوا ذلك حرّمت عليّ دماؤهم وأموالهم إلا بحقّها.

2203 - [10/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الفضل بن دكين قال: حدّثنا شريك، عن يعلى بن عطاء، عن أوس بن أبي أوس قال:

«كنت مع أبي على ماء من مياه العرب، فتوضّأ ومسح على نعليه، فقيل له، فقال: ما أزيدك على ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله يصنع». (1)

المنتخب من حديث أبي رزين العقيلي

2204 - [4 / 10] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا شعبة، عن النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، عن أبي رزين العقيلي أنّه أتى النبي صلى الله عليه و آله، فقال :

«إنّ أبي شيخ كبير لا يستطيع الحجّ ولا العمرة ولا الظعن قال: حجّ عن أبيك واعتمر».

المنتخب من حديث سلمان بن عامر

2205 - [17/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا ابن عون عن حفصة بنت سيرين عن الرباب بنت صليع، عن سلمان بن عامر الضبّي قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 11


1- توضيح: ذكرنا إن أوس بن أبي أوس مجهول، فقد قال عنه الذهبي لا يعرف، وعده البخاري من الضعفاء لإرسال ما يرويه عن سمرة، ثمّ قال عنه : منكر الحديث، وقال ابن القطان أوس مجهول الحال له ثلاثة أحاديث عن أبي هريرة وتعرضنا لدلالة الحديث في تعليقتنا على حديث 69 فراجع

«الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي القرابة اثنتان صلة وصدقة».

2206 - [17/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا

سفيان، عن عاصم الأحول، عن حفصة، عن الرباب - أم الرائح - ابنة صليع، عن سلمان بن عامر الضبّي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ، فإن لم يجد فليفطر على ماء، فإنّه طهور». 2207 - [4 / 18] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا هشام ، عن حفصة ابنة سيرين عن الرباب، عن سلمان بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر بماء، فإنّ الماء طهور».

وقال:

«مع الغلام عقيقته فاهر يقوا عنه دماً وأميطوا عنه الأذى»

و قال:

«الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صلة وصدقة».

المنتخب من حديث قرة المزني

2208 - [19/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان، حدّثنا روح قال: حدّثنا بسطام بن مسلم، عن معاوية بن قرة قال: قال أبي :

«لقد عمرنا مع نبينا صلى الله عليه و آله وما لنا طعام إلا الأسودان ثمّ قال هل تدري ما الأسودان؟ قلت: لا، قال: التمر والماء».

2209 - [19/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الملك بن عمرو قال: حدّثنا خالد بن ميسرة، حدّثنا معاوية بن قرة، عن أبيه قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن هاتين الشجرتين الخبيثتين، وقال: من أكلهما فلا

ص: 12

يقربنّ مسجدنا، وقال: إن كنتم لا بد أكليهما فأميتوهما طبخا».

قال: يعني البصل والثوم.

2210 - [19/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، قال: حدّثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«في صيام ثلاثة أيام من الشهر صوم الدهر وإفطاره».

المنتخب من حديث هشام بن عامر الأنصاري

2211 - [19/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا وكيع عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر الأنصاري قال:

«لمّا كان يوم أحد أصاب الناس قرح وجهد شدید، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : أحفروا وأوسعوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في القبر، قالوا: يا رسول الله من نقدّم؟ قال: أكثرهم جمعاً وأخذاً للقرآن.

2212 - [19/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، قال:

«كان الناس يشترون الذهب بالورق نسيئة إلى العطاء، فأتى عليهم هشام بن عامر فنهاهم وقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله نهانا أن نبيع الذهب بالورق نسيئة، وأنبانا - أو قال: وأخبرنا - أن ذلك هو الربا». (1)

2213 - [20/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن يزيد الرشك، عن معاذة، عن هشام بن عامر أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

ص: 13


1- النسيء: هو التأخير

«لا يحلّ لمسلم أن يهجر مسلماً فوق ثلاث ليال، فإنّهما ناكبان عن الحق ما داما على صرامهما، وأوّلهما فيئاً يكون سبقه بالفيء كفارة له، وإن سلّم فلم يقبل وردّ عليه سلامه ردّت عليه الملائكة، وردّ على الآخر الشيطان، وإن ماتا على صرامهما لم يدخلا الجنّة جميعاً أبدا». (1)

المنتخب من حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي

2214- [21/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا حماد ابن زيد، أنبأنا سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف عن عثمان بن أبي العاص قال:

«قلت يا رسول الله اجعلني إمام قومي، قال: أنت إمامهم واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذّناً لا يأخذ على آذانه أجراً».

2215 - [21/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس قال: حدّثنا حماد - يعني ابن زيد - عن محمّد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي هند، عن مطرف قال:

«دخلت على عثمان بن أبي العاص، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : الصيام جنّة كجنّة أحدكم من القتال، وكان آخر ما عهد إليّ رسول الله صلى الله عليه و آله حين بعثني إلى الطائف قال: يا عثمان تجوّز في الصلاة، فإنّ في القوم الكبير وذا الحاجة».(2)

2216 - [21/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثنا مالك، عن يزيد بن خصيفة أنّ عمرو بن عبد الله بن كعب أخبره عن نافع بن كبير، عن عثمان بن أبي العاص قال :

ص: 14


1- الفي: الغنيمة الصرام له عدّة معانٍ منها اسم من أسماء الحرب ومنها وقت صرام النخل، وصرم العذق عن النخلة، ولعله استخدم هنا للكناية عن القطيعة
2- تجوّز: أي خفف

«أتاني رسول الله صلى الله عليه و آله و بي وجع قد كاد يهلكني، فقال لي رسول الله صلى الله عليه و آله : امسحه بيمينك سبع مرات، وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد قال ففعلت ذلك فأذهب الله ما كان فّي، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم».

2217 - [21/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عمرو بن ،عثمان عن موسى بن طلحة، عن عثمان بن أبي العاص قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله :

«يا عثمان أمّ قومك، ومن أمّ القوم فليخفّف، فإنّ فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة، فإذا صلّيت لنفسك فصلّ كيف شئت».

2218 - [4 / 22] حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني قال: حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«ينادي منادٍ كل ليلة: هل من داعٍ فيستجاب له؟ هل من سائلٍ فيُعطى؟ هل من مستغفرٍ فيُغفر له؟ حتّى ينفجر الفجر».

2219 - [22/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا حماد بن زید قال: حدّثنا علي بن زيد عن الحسن قال: مرّ عثمان بن أبي العاص على كلاب ابن أمية وهو جالس على مجلس العاشر بالبصرة، فقال: ما يجلسك هاهنا ؟ قال: استعملني هذا على هذا المكان - يعني زياداً - فقال له عثمان: ألا أحدّثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه و آله ؟ قال : بلى، فقال عثمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«كان لداود نبي الله علیه السّلام من الليل ساعة يوقظ فيها أهله فيقول: يا آل داود قوموا فصلّوا، فإنّ هذه ساعة يستجيب الله فيها الدعاء إلا لساحر أو عشّار».

فركب كلاب بن أمية سفينته فأتى زياداً فاستعفاه فأعفاه.

ص: 15

المنتخب من حديث طلق بن علي

2220- [22/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا عكرمة بن عمّار، عن عبد الله بن زيد - أو بدر أنا أشك- عن طلق بن علي الحنفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«لا ينظر الله عزّوجلّ إلى صلاة عبد لا يقيم فيها صلبه بين ركوعها وسجودها». 2221 - [4 / 22] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا موسى بن داود، حدّثنا محمّد بن جابر، عن قيس بن طلق عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إذا أراد أحدكم من امرأته حاجته فليأتها ولو كانت على تنور».

2222 - [23/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا موسى بن داود حدّثنا محمّد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن علي، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لا يكون وتران في ليلة (1)، قال : وسئل النبي صلى الله عليه و آله، عن الرجال يصلّي في ثوب واحد؟ قال: وكلكم يجد ثوبين!».

2223 - [23/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا محمّد بن جابر، عن عبد الله بن النعمان، عن قيس بن طلق، عن أبيه : أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«ليس الفجر المستطيل في الأفق، ولكنه المعترض الأحمر».

2224 - [23/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا موسى بن داود، حدّثنا محمّد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه قال:

«كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه و آله ، فسأله رجل فقال: مسست ذكري - أو الرجل يمسّ

ص: 16


1- معنى الحديث: أي لا وتران في ليلة إلا وأحدهما ،قضاء، أي بمعنى إن أوترت من أوّل الليل وقمت في آخر الليل فوترك الأوّل قضاء

ذكره في الصلاة عليه الوضوء؟ قال: لا، إنما هو منك».

2225 - [23/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى، أنبأنا محمّد بن جابر ، عن قيس بن طلق، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنّ الله عزّوجلّ جعل هذه الأهلة مواقيت للناس، صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غمّ عليكم فأتموا العدّة».

المنتخب من حديث علي بن شيبان

2226 - [23/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد وسريج قالا: حدّثنا ملازم بن عمرو ، حدّثنا عبد الله بن بدر أنّ] عبد الرحمن بن علي حدّثه أنّ أباه علي بن شيبان حدّثه:

«أنّه خرج وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال : فصلّينا خلف النبي صلى الله عليه و آله، فلمح بمؤخر عينيه إلى رجل لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، فلمّا انصرف رسول الله صلى الله عليه و آله قال يا معشر المسلمين إنّه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، قال: ورأى رجلاً يصلّي خلف الصف، فوقف حتّى انصرف الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : استقبل صلاتك، فلا صلاة لرجل فرد خلف الصف». قال عبد الصمد: فرداً خلف الصف . (1)

المنتخب من حديث الأسود بن سريع

2227 - [24/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا السري بن يحيى، حدّثنا الحسن بن الأسود بن سريع - وكان رجلاً من بني سعد قال: وكان أوّل من قصّ في هذا المسجد - يعني المسجد الجامع - قال:

ص: 17


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل

«غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و آله أربع غزوات قال: فتناول قوم الذرية بعد ما قتلوا المقاتلة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و آله فقال : ألا ما بال أقوام قتلوا المقاتلة حتّى تناولوا الذرية؟ قال: فقال رجل: يا رسول الله، أوليس أبناء المشركين؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : إنّ خياركم أبناء المشركين، إنّها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة، فما تزال عليها حتّى يبين عنها لسانها، فأبواها يهوّدانها أو ينصرانها». قال: وأخفاها الحسن

المنتخب من حديث عمر بن أبي سلمة

2228 - [4 / 26] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن أبي وجزة - رجل من بني سعد - عن رجل من بني مزينة، عن عمر بن أبي سلمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«يا بنيّ إذا أكلت قسّم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك».

قال: فما زالت أكلتي بعد.

2229 - [27/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن أبي إسحاق قال: حدّثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن أبي أمامة بن سهل، عن عمر بن أبي سلمة قال :

«رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله يصلّي في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه، جعل طرفيه على عاتقيه».

2230 - [27/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود عبد الرحمن بن سعيد المقعد، عن عمر بن أبي سلمة قال:

«قرب الرسول الله صلى الله عليه و آله طعام، فقال لأصحابه : اذكروا اسم الله وليأكل كل

ص: 18

امرئ مما يليه... الحديث».

المنتخب من حديث عبد الله بن أمية

2231 - [27/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد قال: حّدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير أنّه قال: أخبرني عبد الله بن أبي أمية:

«أنّه رأى رسول الله صلى الله عليه و آله يصلّي في بيت أم سلمة في ثوب ملتحفاً به مخالفاً بين طرفيه».

المنتخب من حديث أبي سلمة بن عبد الأسد

2232 - [27/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس قال: حدّثنا ليث - يعني ابن سعد - عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن عمرو -يعني ابن أبي عمرو - عن المطلب، عن أم سلمة قالت:

«أتاني أبو سلمة يوماً من عند رسول الله صلى الله عليه و آله، فقال: لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه و آله قولاً فسررت به، قال: لا تصيب أحداً من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثمّ يقول: اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا فعل ذلك به، قالت أم سلمة: فحفظت ذلك منه، فلمّا توفى أبو سلمة استرجعت وقلت: اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منه، ثمّ رجعت إلى نفسي، قلت: من أين لي خير من أبي سلمة، فلمّا انقضت عدّتي استأذن علّي رسول الله صلى الله عليه و آله وأنا أدبغ إهاباً لي، فغسلت يدي من القرظ وأذنت له، فوضعت له وسادة أدم حشوها ليف فقعد عليها، فخطبني إلى نفسي، فلمّا فرغ من مقالته قلت: يا رسول الله ما بي أن لا تكون بك الرغبة فيّ، ولكني امرأة فيّ غيرة شديدة، فأخاف أن ترى مني شيئاً يعذبني الله به، وأنا امرأة قد دخلت في السن وأنا ذات عيال فقال: أمّا ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عزّوجلّ منك، وأمّا

ص: 19

ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل الذي أصابك، وأمّا ما ذكرت من العيال فإنما عبالك عيالي، قالت: فقد سلّمت لرسول الله صلى الله عليه و آله ، فتزوجها رسول الله، فقالت أم سلمة: فقد أبدلني الله بأبي سلمة خيراً منه، رسول الله صلى الله عليه و آله».(1)

المنتخب من حديث زيد بن سهل الأنصاري

2233 - [29/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سريج قال: حدّثنا أبو معشر، عن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبي طلحة الأنصاري قال:

«أصبح رسول الله صلى الله عليه و آله يوماً طيّب النفس، يرى في وجهه البشر، قالوا: يا رسول الله أصبحت اليوم طيّب النفس يرى في وجهك البشر ؟! قال: أجل، أتاني آتٍ من ربّي عزّوجلّ فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وردّ عليه مثلها».

2234 - [29/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا سعيد ، عن قتادة عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة :

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله كان إذا قاتل قوماً فهزمهم أقام بالعرصة ثلاثاً، وإنّه لمّا كان يوم بدر أمر بصناديد قريش فألقوا في قليب من قُلُب بدر خبيث منتن، قال: ثمّ راح إليهم ورحنا معه، ثمّ قال: يا أبا جهل بن هشام ويا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا وليد بن عتبة هل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقاً؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربّي حقا، قال: فقال عمر يا رسول الله أتكلم أجساداً لا أرواح فيها؟ قال: والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم».

ص: 20


1- الإهاب الجلد من البقر والغنم والوحش ما لم يدبغ القرظ شحر يدبغ به وقيل هو ورق السلم يدبغ به الجلد

قال قتادة : بعثهم الله عزّوجلّ ليسمعوا كلامه توبيخاً وصغاراً وتقمئة. قال في أوّل الحديث: لمّا فرغ من أهل بدر أقام بالعرصة ثلاثاً. (1)

2235 - [29/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا شيبان و حسين في تفسير شيبان، عن قتادة قال: وحدثنا أنس بن مالك: أنّ أبا طلحة قال:

«غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم بدر، قال أبو طلحة فيمن غشيه النعاس يومئذ، فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه».

2236 - [29/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا سعيد، عن قتادة قال: ذكر لنا أنس بن مالك، عن أبي طلحة :

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فقذقوا في طوى من أطواء بدر خبيث محبث، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليالٍ، فلمّا كان يبدر اليوم الثالث أمر براحلته فشدّ عليها رحلها ثمّ مشى واتبعه أصحابه، فقالوا: ما نراه إلا ينطلق ليقضي حاجته ، حتّى قام على شفة الركي فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء أبائهم يا فلان بن فلان و يا فلان بن فلان أيرسكّم أنكم أطعتم الله ورسوله، فإنّا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقاً، فهل وجدتم ما وعد ربّكم حقاً؟ فقال عمر: يا رسول الله، ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟! فقال: والذي نفس محمّد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم».

قال قتادة : أحياهم الله حتّى أسمعهم قوله توبيخاً وتصغيراً وتقمئةً وحسرةً وندامة.(2)

2237 - [30/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل، حدّثنا حماد

ص: 21


1- القليب البئر، التي لم تعلو أي لم تين بالحجارة- .تقمنة: قمؤ الرجل بالضم قماء وقماعة صار قميئاً وهو الصغير الذليل
2- طوى هي البشر التي طويت وثبتت بالحجارة لتثبت ولا تنهار - شفة الركي طرف البئر

- يعني ابن سلمة - عن ثابت، عن سليمان مولى الحسن بن علي، عن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله جاء ذات يوم والسرور يرى في وجهه، فقالوا: يا رسول الله، إنّا لنرى السرور في وجهك ! فقال: إنّه أتاني ملك فقال: يا محمّد أما يرضيك أن ربّك عزّوجلّ يقول : إنّه لا يصلّي عليك أحد من أمتك إلا صلّيت عليه عشراً، ولا يسلّم عليك أحد من أمتك إلا سلّمت عليه عشراً، قال: بلى».

2238 - [30/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا عبد الواحد ابن زیاد، حدّثنا عثمان بن حكيم قال : حدّثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: حدّثني أبي، قال: قال أبو طلحة كنا جلوساً بالأفنية، فمر بنا رسول الله صلى الله عليه و آله، فقال:

«ما لكم ولمجالس الصعدات! اجتنبوا مجالس الصعدات، قال: قلنا: يا رسول الله إنّا جلسنا لغير ما بأس نتذاكر وتتحدث قال: فأعطوا المجالس حقها، قلنا: وما حقها؟ قال: غضّ البصر، ورد السلام، وحسن الكلام». (1)

2239 - [30/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن حجاج قال: أنبأنا عبدالله - يعني ابن المبارك - قال: أنبأنا ليث بن سعد، فذكر حديثاً، قال: وحدّثني ليث عبد ابن سعد، قال حدثني يحيى بن سليم بن زید مولى رسول الله صلى الله عليه و آله أنّه سمع إسماعيل بن بشير - مولى بني مغالة - يقول: سمعت جابر بن عبد الله وأبا طلحة بن سهل الأنصاريين يقولان : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً عند موطن تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله عزّوجلّ في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر امرءاً

ص: 22


1- الصعدات يريد بها الطرق

مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يجب فيه نصرته».

2240 - [30/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد - يعني ابن سلمة - قال: أنبأنا سهل بن أبي صالح، عن سعيد بن يسار، عن أبي طلحة الأنصاري : أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا صورة».

المنتخب من حديث أبي شريح الخزاعي

2241 - [31/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح بن عبادة قال: أنبأنا زكريا بن إسحاق قال: حدّثنا عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبي شريح الخزاعي - وكانت له صحبة - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».

2242 - [31/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عبد الحميد ابن جعفر، عن سعيد بن أبي المقبري، عن أبي شريح الخزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«الضيافة ثلاثة أيام، وجائزته يوم وليلة، ولا يحلّ للرجل أن يقيم عند أحد حتّى يؤثمه، قالوا: يا رسول الله فيكف يؤثمه؟ قال: يقيم عنده وليس له شيء يقريه».

2243 - [31/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج وروح قالا : حدّثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري، عن أبي شريح الكعبي، وقال روح عن أبي هريرة: أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن - قالها ثلاث مرات - قالوا: وما

ص: 23

ذاك يا رسول الله؟ قال: الجار لا يأمن الجار بوائقه، قالوا: وما بوائقه؟ قال: شره». (1)

2244 - [31/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج قال: حدّثنا ليث قال: حدّثني سعيد - يعني المقبري - عن أبي شريح العدوي

«أنّه قال لعمرو بن سعيد – وهو يبعث البعوث إلى مكة -: ائذن لي أيها الأمير أحدثّك قولاً قام به رسول الله صلى الله عليه و آله الغد من يوم الفتح، سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به، أن حمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: إنّ مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحلّ لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دماً، ولا يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخّص لقتال رسول الله صلى الله عليه و آله فيها، فقولوا: إن الله عزّوجلّ أذن لرسوله ولم يأذن لكم، إنهما أذن لي فيها ساعة من نهار، وقد علات حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب».

2245- [31/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج وأبو كامل قالا : حدّثنا ليث - يعني ابن سعد - قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي شريح العدوي أنّه قال: سمعت أذناي وأبصرت عيناي حين تكلم رسول الله صلى الله عليه و آله فقال:

«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته، قالوا: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: يوم وليلة، والضيافة ثلاث، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه، وقال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».

وقال أبو كامل: ولا يثوي عنده حتّى يحرجه.(2)

ص: 24


1- بوافقه: تقدم المعنى في عامش حديث 977
2- يثوى: أي يقيم

2246 - [31/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن سلمة الحراني، عن ابن إسحاق ويزيد بن هارون قال أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن الحارث ابن فضيل عن فضيل عن سفيان بن أبي العوجاء، قال يزيد السلمي عن أبي شريح الخزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله - وقال يزيد : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من أصيب بدم أو خبل - الخبل الجراح - فهو بالخيار بين إحدى ثلاث: إمّا أن يقتص، أو يأخذ العقل، أو يعفو، فإن أراد رابعة فخذوا على يديه، فإن فعل شيئاً من ذلك، ثمّ عدا بعد فقتل فله النار خالداً فيها مخلداً».

المنتخب من حديث رجل من أهل المدينة

2247 - [4 / 34] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت محمّد بن عبد الرحمن بن ثوبان يحدث، عن رجل من الأنصار، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله أنه قال:

«ثلاث حقٌّ على كل مسلم : الغسل يوم الجمعة، والسواك، ويمس من طيب إن وجد».

المنتخب من حديث يوسف بن عبد الله بن سلام

2248 - [4 / 35] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عيينة قال: حدّثنا ابن المنكدر قال سمعت يوسف بن عبد الله بن سلام يقول:

«قال رسول الله صلى الله عليه و آله لرجل من الأنصار وامرأته اعتمرا في رمضان: فإنّ عمرة في رمضان كحجّة».

وقال سفيان مرة ولم يقل : حدّثني - يعني ابن المنكدر - فإنّ عمرة فيه كحجّة.

ص: 25

حديث عبد الرحمن بن يزيد

2249 - [4 / 35] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا سفيان، عن عاصم -يعني ابن عبيد الله - عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال في حجّة الوداع: أرقّاءكم، أرقّاءكم، أرقّاءكم، أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون، فإن جاؤوا بذنبٍ لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله ولا تعذّبوهم.

حديث بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و آله

2250 - [4 / 36] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال : حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و آله، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«أفضل الكلام سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر».

حديث ثلاثين من أصحاب النبي

2251 - [37/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: حدّثنا حجاج بن ارطاة، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب قال: حفظنا عن ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله أنّه قال:

«من أعتق شقصاً له في مملوك ضمن بقيته». (1)

المنتخب من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازني

2252 - [39/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي،

ص: 26


1- شقصاً: الشقص تقدم المعنى في هامش حديث 914

حدّثنا سفيان، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الله بن تميم، عن عمّه عبد الله بن زيد: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنّة».

2253 - [39/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عباد بن تميم، عن عمّه قال:

«شهدت رسول الله صلى الله عليه و آله خرج يستسقي، فولّى ظهره الناس واستقبل القبلة وحوّل رداءه وجعل يدعو، وصلّى ركعتين وجهر بالقراءة».

2254 - [40/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمّه :

«أنّه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله الرجل يجد الشيء في الصلاة يخيل إليه أنّه قد كان منه، فقال: لا ينقتل حتّى يجد ريحاً أو يسمع صوتاً».

2255 - [41/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سريج بن النعمان قال: حدّثنا عبد العزيز الدراوردي، عن عمارة بن غزية عن عباد بن تميم، عن عمّه عبد الله بن زيد:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله استسقى و عليه خميصة له سوداء، فأراد أن يأخذ بأسفلها فيجعله ، أعلاها، فثقلت عليه فقلبها عليه الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن». (1)

المنتخب من حديث أبي بردة بن نيار

2256 - [45/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سويد بن عمرو الكلبي قال: حدّثنا شريك، عن عبد الله بن عبس عن جميع - أو أبي جميع - عن خاله أبي بردة بن نيّار :

ص: 27


1- خميصة: ثوب خز أو صوف مربع معلم

«أن النبي صلى الله عليه و آله رأى طعاماً فأدخل يده فيه، فرأى غير ذلك، فقال: ليس منّا من غشّنا».

حديث سلمة بن الأكوع)

2257 - [51/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن عمرو بن دينار قال: سمعت الحسن بن محمّد يحدّث، عن جابر بن عبد الله وسلمة بن الأكوع قالا:

«خرج علينا منادي رسول الله صلى الله عليه و آله ، فنادى : إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قد أذن لكم فاستمتعوا - يعني متعة النساء -».

2258 - [51/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا عكرمة قال: حدّثني إياس بن سلمة، قال: أخبرني أبي قال:

«بارز عمّي يوم خيبر مرحب اليهودي... إلى أن قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : من هذا؟ :قال عامر يا رسول الله قال غفر لك ربّك، قال: وما استغفر لإنسان قط يخصه إلا استشهد، فلمّا سمع ذلك عمر بن الخطاب قال: یا رسول الله، لو متعتنا بعامر، فقدم فاستشهد، قال سلمة: ثمّ إنّ نبي الله صلى الله عليه و آله أرسلني إلى علي، فقال: لأعطينّ الراية اليوم رجلاً يحب الله ورسوله - أو يحبه الله ورسوله - قال: فجئت به أقوده أرمد، فبصق نبي الله صلى الله عليه و آله في عينه ، ثمّ أعطاه الراية، فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال:

قد علمت خيبر أني مرحب *** شاكي السلاح بطل مجرّب

إذا الحروب أقبلت تلهب

فقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :

أنا الذي سمّتني أمي حيدره *** كليث غابات كريه المنظره

أو فيهم بالصاع كيل السندره

ص: 28

ففلق رأس مرحب بالسيف، وكان الفتح على يديه»

[يقول شير محمّد الهمداني]: في (الصحاح): «وقول علي رضوان الله عليه أكيلكم بالسيف كيل السندرة يقال هو مكيال ضخم كالقنقل والجراف». (1)

2259 - [54/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا أيوب ابن عتبة أبو يحيى قاضي اليمامة قال: حدّثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه و آله يقول :

«إذا حضرت الصلاة والعشاء فابدؤوا بالعشاء».

2260 - [54/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس بن محمد قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدّثنا أبو عميس، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال:

«رخّص رسول الله صلى الله عليه و آله في متعة النساء عام وطاس ثلاثة أيام، ثمّ نهى عنها». (2)

المنتخب من حديث السائب بن خلاد بن أبي سهلة

2261 - [4 / 55] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر بن الحارث، عن خلاد بن السائب بن خلاد عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«أتاني جبريل علیه السّلام فقال: مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالإهلال».

وقال سفيان مرة:

«أتاني جبريل علیه السّلام فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال».

ص: 29


1- الصحاح: 680/2 بالهامش
2- عام وطاس (كذا): وهو تصحيف عام أوطاس، وأوطاس: واد بديار هوازن، وهو موضع الحرب يحنين الواقعة سنة ثمان للهجرة

2262 - [55/4] قال أنس بن عياض الليثي أبو ضمرة قال: حدّثني يزيد بن خصيفة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن عطاء بن يسار، عن السائب بن خلاد: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«من أخاف أهل المدينة ظلماً أخافه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً».

2263 - [4 / 55] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا أسامة بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن خلاد بن السائب، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«من زرع زرعاً فأكل منه الطير أو العافية كان له به صدقة».(1)

2264 - [56/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن غيلان قال: حدّثنا رشدين، قال: حدّثني يزيد بن عبد الله - يعني ابن أبي الهادي - (2) عن أبي بكر بن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن السائب بن خلاد عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنّه قال:

«ما من شيء يصيب به المؤمن حتّى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة أو حطّ عنه بها خطيئة».

المنتخب من حديث خفاف بن أيماء بن رحضة الغفاري

2265 - [4 / 57] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن عمران بن أبي أنس عن حنظلة بن علي الأسلمي، عن خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري قال:

ص: 30


1- العافية: أي كل طالب رزق
2- في الأصل: (ابن أبي الهاد)

«صلّی بنا رسول الله صلى الله عليه و آله الصبح ونحن معه، فلمّا رفع رأسه من الركعة الآخرة قال: لعن الله لحياناً ورعلاً وذكواناً وعصية عصت الله ورسوله، أسلم سالمها الله، وغفّار غفر الله لها، ثمّ وقع رسول الله صلى الله عليه و آله ساجداً، فلمّا انصرف قرأ على الناس فقال يا أيها الناس إني أنا لست قلته، ولكن الله عزّوجلّ قاله». (1)

حديث الوليد بن الوليد

2266 - [57/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن يحيى بن حبان، عن الوليد بن الوليد أنّه قال:

«يا رسول الله إني أجد ،وحشة، قال إذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون، فإنّه لا يضر، وبالحريّ أن لا يقربك».

المنتخب من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي

2267 - [59/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني محمّد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم بن مجمر، عن ربيعة بن كعب قال :

«كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه و آله وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع حتّى يصلّي رسول الله صلى الله عليه و آله العشاء الآخرة، فأجلس ببابه إذا دخل بيته، أقول: لعلها أن تحدث لرسول الله صلى الله عليه و آله حاجة، فما أزال أسمعه يقول رسول الله صلى الله عليه و آله : سبحان الله سبحان الله سبحان الله

ص: 31


1- لحيان ،ورعل ،وذكوان وعصية: قبائل من بني سليم زعموا أنهم أسلموا فطلبوا من الرسول أن يمدهم من يفقههم فأمدهم بسبعين فقتلوهم، فكان ذلك علة لعنهم

وبحمده، حتّى أمل فأرجع أو تغلبني عيني فأرقد قال فقال لي يوماً لمّا يرى من خفتي له وخدمتي إيّاه: سلني يا ربيعة أعطك، قال: فقلت أنظر في أمري يا رسول الله، ثمّ أعلمك ذلك، قال: ففكرت في نفسي، فعرفت أنّ الدنيا منقطعة زائلة، وأن لي فيها رزقاً سيكفيني ويأتيني، قال: فقلت: أسأل رسول الله لآخرتي، فإنّه من الله عزّوجلّ بالمنزل الذي هو به قال فجئت فقال: ما فعلت يا ربيعة؟ قال: فقلت نعم يا رسول الله، أسألك أن تشفع لي إلى ربّك فيعتقني من النار، قال: فقال: من أمرك بهذا يا ربيعة؟ قال: فقلت لا والله الذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد، ولكنك لمّا قلت سلني أعطك وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به نظرت في أمري وعرفت أنّ الدنيا منقطعة وزائلة وأنّ لي فيها رزقاً سيأتيني، فقلت: أسأل رسول الله صلى الله عليه و آله لآخرتي، قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه و آله طويلاً، ثمّ قال لي: إني ،فاصل فأعنّي على نفسك بكثرة السجود».

المنتخب من حديث أبي عياش الزرقي

2268 - [4 / 60] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي عياش قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«من قال حين أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كان له كعدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له بها عشر حسنات و حطّ عنه بها عشر سيئات ورفعت له بها عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتّى يمسي، وإذا أمسى مثل ذلك حتّى يصبح قال: فرأى رجل رسول الله صلى الله عليه و آله فيما يرى النائم فقال: يا رسول الله، إنّ أبا عياش يروي، عنك كذا وكذا، قال: صدق أبو عياش».

ص: 32

حديث عمرو بن القاري

2269 - [60/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا عفان قال: حدّثنا وهيب، حدّثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عمرو بن القاري، عن أبيه، عن جده عمرو بن القاري:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قدم فخلف سعداً مريضاً حيث خرج إلى حنين، فلمّا قدم من جعرانة معتمراً دخل عليه وهو وجع مغلوب، فقال: يا رسول الله إنّ لي مالاً، وإني أورث كلالة، أفأوصي بمالي كله أو أتصدق به؟ قال: لا، قال: أفأوصي بثلثيه؟ قال: لا، :قال أفأوصي بشطره؟ قال: لا، قال: أفأوصي بثلثه؟ قال: نعم، وذاك كثير قال: أي رسول الله، أموت بالدار التي خرجت منها مهاجراً؟ قال: إني لأرجو أن يرفعك الله فينكأ بك أقواماً وينفع بك آخرين يا عمرو بن القاري، إن مات سعد بعدي فهاهنا فادفنه نحو طريق المدينة - وأشار بيده هكذا - . (1)

المنتخب من حديث من شهد النبي صلى الله عليه و آله :

2270 - [61/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا داود بن قيس الصنعاني قال: حدّثني عبد الله بن وهب، عن أبيه قال: حدّثني فنج، قال:

«كنت أعمل الدينباد وأعالج فيه، فقدم يعلى بن أمية أميراً على اليمن، وجاء معه رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله ، فجاءني رجل ممن قدم معه وأنا في الزرع أصرف الماء في الزرع ومعه في كمه جوز، فجلس على ساقية من الماء وهو يكسر من ذلك الجوز ويأكل، ثمّ أشار إلى فنج فقال يا فارسي ،هلم قال فدنوت منه، فقال الرجل لفنج أتضمن لي غرس هذا الجوز على هذه الماء؟ فقال له فنج ما ينفعني ذلك؟! فقال

ص: 33


1- جعرانة: منزل بين الطائف ومكة والى مكة أقرب. ينكا: بفتح أوّله وهمز آخره يؤلمه ويوجعه

الرجل : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول - بإذنيّ هاتين - : من نصب شجرة فصبر على حفظها والقيام عليها حتّى تثمر كان له في كل شيء يصاب من ثمرتها صدقة عند الله عزّوجلّ، فقال فنج : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و آله؟ قال: نعم، قال فنج: فأنا أضمنها، قال فمنها جوز الدينباد». (1)

المنتخب من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله

2271 - [61/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن حميد الأعرج، عن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن معاذ، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله قال:

«خطب النبي صلى الله عليه و آله الناس بمنى ونزلهم منازلهم، وقال: لينزل المهاجرون ها هنا - وأشار إلى ميمنة القبلة والأنصار ها هنا - وأشار إلى ميسرة القبلة - ثمّ لينزل الناس ،حولهم، قال: وعلّمهم مناسكهم، ففتحت أسماع أهل منى حتّى سمعوه في منازلهم، قال: فسمعته يقول: ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف... الحديث». (2)

حديث رجل من بني هلال

2272 - [4 / 62] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد قال: حدّثنا عكرمة قال: حدّثنا أبو زميل سماك، قال: حدّثني رجل من بني ،هلال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

ص: 34


1- الدينباد: لم اهتد لمعناها
2- حصى الخذف: الخذف: تقدم المعنى في هامش حديث 885 . والمراد بحصى الخذف، الحصي المائل إلى الصغر

«لا تصلح الصدقة لغنيٍّ ولا لذي مرّة سوي»

حديث رجل خدم النبي صلى الله عليه و آله

2273 - [4 / 62] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا أبو سعيد بن أبي أيوب قال: حدّثني بكر بن عمرو، عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير أنّه حدّثه، رجل خدم رسول الله صلى الله عليه و آله ثمان سنين:

« أنّه سمع النبي صلى الله عليه و آله إذا قرب إليه طعامه يقول: بسم الله، وإذا فرغ من طعامه قال: اللهم أطعمت وأسقيت وأغنيت وأقنيت وهديت وأحييت، فلك الحمد على ما أعطيت».

حديث إنسان من الأنصار

2274 - [62/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، حدّثنا ليث قال: حدّثني عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار، عن إنسان من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله:

«أنّ القسامة كانت في الجاهلية قسامة الدم، فأقرّها رسول الله صلى الله عليه و آله على ما كانت عليه في الجاهلية، وقضى بها رسول الله صلى الله عليه و آله بين أناس من الأنصار من بني حارثة ادعوه على اليهود».

حديث شيخ من بني مالك بن كنانة

2275 - [63/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا شيبان، عن أشعث قال: حدّثني شيخ من بني مالك بن كنانة قال:

ص: 35

«رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله بسوق ذي المجاز يتخللها يقول: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا قال وأبو جهل يحثي عليه التراب ويقول: يا أيها الناس لا يغرنكم هذا عن دينكم، فإنما يريد لتتركوا آلهتكم وتتركوا اللات والعزّى، قال: وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال : قلنا : اتعت لنا رسول الله صلى الله عليه و آله قال: بين بردين أحمرين، مربوع كثير اللحم، حسن الوجه، شديد سواد الشعر أبيض شديد البياض، سابغ الشعر».

حديث فلان بن حارثة الأنصاري

2276 - [64/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي وأبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا معاوية بن هشام، حدّثنا سفيان، عن حمران بن أعين، عن أبي الطفيل، عن فلان بن حارثة الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«إنّ أخاكم النجاشي قدمات فصلّوا عليه».

حديث رجل أدرك النبي صلى الله عليه و آله

2277 - [64/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح و عبد الرزاق قالا: أنبأنا ابن جريج :قال أخبرني حسن بن مسلم عن طاوس، عن رجل أدرك النبي صلى الله عليه و آله أن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إنّما الطواف صلاة، فإذا طفتم فأقلّوا الكلام».

ولم يرفعه ابن بكر .

حديث رجل من بني يربوع

2278 - [4 / 64] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس قال: حدثنا أبو عوانة عن الأشعث بن سليم، عن أبيه، عن رجل من بني يربوع قال:

ص: 36

«أتيت النبي صلى الله عليه و آله ، فسمعته وهو يكلم الناس يقول : يد المعطي العليا، أمك وأباك وأختك وأخاك، ثمّ أدناك فأدناك، قال: فقال رجل: يا رسول الله، هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع الذين أصابوا فلاناً، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : ألا لا تجني نفس على أخرى».

حديث أبي تميمة عن رجل من قومه

2279 - [4 / 65] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي قال: حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا الحكم بن فصيل، عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن رجل من قومه :

«أنّه أتى رسول الله صلى الله عليه و آله - أو قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه و آله - وأتاه رجل، فقال: أنت رسول الله صلى الله عليه و آله ؟ - أو قال: أنت محمّد؟ - فقال: نعم، قال: فإلام تدعو ؟ قال : أدعو إلى الله عزّوجلّ وحده، من إذا كان بك ضرّ فدعوته كشفه عنك ومن إذا أصابك عام سنة فدعوته أنبت لك، ومن إذا كنت في أرض قفر فأضللت فدعوته ردّ عليك، قال: فأسلم الرجل، ثمّ قال: أوصني يا رسول الله، قال له: لا تسبنّ شيئاً - أو قال أحداً، شك الحكم- قال: فما سببت بعيراً ولا شاة منذ أوصاني رسول الله صلى الله عليه و آله ، ولا تزهد في المعروف ولو منبسط وجهك إلى أخيك وأنت تكلمه، وأفرغ من دلوك في إناء المستسقي، واتزر إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنّها من المخيلة، والله تبارك وتعالى لا يحب المخيلة».

المنتخب من حديث رجال يتحدثون عن النبي صلى الله عليه و آله

2280 - [65/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا عبيد الله بن أبي جعفر عن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري قال: سمعت رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله يتحدثون أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

ص: 37

«إذا أعتقت الأمة وهي تحت العبد فأمرها بيدها، فإن هي أقرت حتّى يطأها فهي امرأته لا تستطيع فراقه».

حديث بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله

2281 - [4 / 66] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا زهير بن محمّد، عن يزيد بن يزيد - يعني ابن جابر - عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و آله:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله خرج عليهم ذات غداة وهو طيب النفس مسفر الوجه، أو - مشرق الوجه - ... إلى أن قال: ثمّ قال: يا محمّد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت في الكفارات، قال: وما الكفارات؟ قلت: المشي على الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المسجد خلاف الصلوات، وإبلاغ الوضوء في المكاره، قال : من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه، ومن الدرجات: طيب الكلام، وبذل السلام، وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام قال: يا محمّد إذا صلّيت فقل: اللهم إني أسألك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تتوب علّي، وإذا أردت فتنة في الناس فتوفني غير مفتون».

حديث رجل

2282 - 4 / 66] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سريح بن النعمان قال: حدّثنا حماد، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق عن رجل قال:

«قلت یا رسول الله، متى جعلت نبياً؟ قال: وآدم بين الروح والجسد»

ص: 38

المنتخب من حديث أسد بن كرز جد خالد القسري

2283 - [70/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو الحسن عثمان بن أبي شيبة بالكوفة سنة ثلاثين ومائتين ويعقوب الدورقي قالا : حدّثنا هشيم بن بشير، قال عثمان بن أبي شيبة: أنبأنا يسار قال: سمعت خالد بن عبد الله القسري على المنبر يقول: حدثني أبي، عن جدي يزيد بن أسد قال:

«قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله: يا يزيد بن أسد، أحب للناس ما تحب لنفسك».

[حديث رسول قيصر إلى رسول الله له ]

2284 - [4 / 74] حدّثنا عبد الله قال: حدّثنا سريج بن يونس من كتابه قال: حدّثنا عباد بن عباد - يعني المهبلي - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد مولى لآل معاوية قال:

«قدمت الشام، فقيل لي : في هذه الكنسية رسول قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال : فدخلنا الكنسية، فإذا أنا بشيخ كبير، فقلت له: أنت رسول قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ؟ فقال: نعم، قال: قلت: حدّثني عن ذلك، قال: إنّه لمّا غزا تبوك كتب إلى قيصر كتاباً وبعث به مع رجل يقال له: دحية بن خليفة، فلمّا قرأ كتابه وضعه معه على سريره، وبعث إلى بطارقته ورؤوس أصحابه، فقال: إنّ هذا الرجل قد بعث إليكم رسولاً، وكتب إليكم كتاباً يخيركم إحدى ثلاث: إمّا أن تتبعوه على دينه، أو تقرّوا له بخراج يجري له عليكم ويقرّكم على هيئتكم في بلادكم، أو [أن] تلقوا إليه بالحرب، قال: فنخروا نخرة حتّى خرج بعضهم من برانسهم وقالوا: لا نتبعه على دينه وندع ديننا ودين آبائنا، ولا نقرّ له بخراج يجري له علينا، ولكن نلقى إليه الحرب، فقال: قد كان ذلك، ولكن كرهت أن أفتات دونكم بأمر ، قال :عباد فقلت لابن خثيم أوليس قد كان قارب وهم بالإسلام فيما

ص: 39

بلغنا؟ قال: بلى، لولا أنّه رأى منهم، قال: فقال ابغوني رجلاً من العرب أكتب معه إليه جواب کتابه، قال: فأتيت و أنا شاب، فانطلق بي إليه، فكتب جوابه، وقال لي: مهما نسيت من شيء فأحفظ عني ثلاث خلال أنظر إذا هو قرأ كتابي هل يذكر الليل والنهار؟ وهل يذكر كتابه إليّ؟ وانظر هل ترى في ظهره علماً؟ قال: فأقبلت حتّى أتيته وهو بتبوك في من أصحابه منتجين (1)، فسألت فأخبرت به، فدفعت إليه الكتاب، فدعا معاوية فقرأ عليه الكتاب، فلمّا أتى على قوله : دعوتني إلى جنّة عرضها السموات والأرض، فأين النار؟ قال رسول الله صلى الله عليه و آله : إذا جاء الليل فأين النهار؟ قال: فقال: إني قد كتبت إلى النجاشي ،فخرقه فخرقه الله مخرق الملك، قال عباد: فقلت لابن خشيم أليس قد أسلم النجاشي ونعاه رسول الله صلى الله عليه و آله بالمدينة إلى أصحابه فصلّى عليه؟ قال: بلى، ذاك فلان بن فلان، وهذا فلان بن فلان - قد ذكرهم ابن خشيم جميعاً ونسيتهما - وكتبت إلى كسرى كتاباً فمزقه، فمزقه الله تمزيق الملك، وكتبت إلى قيصر كتاباً فأجابني فيه، فلم تزل الناس يخشون منهم بأساً ما كان في العيش خير، ثمّ قال لي: من أنت؟ قلت: من تنوخ، قال: يا أخا تنوخ، هل لك في الإسلام؟ قلت: لا، إني أقبلت من قبل قوم وأنا فيهم على دين ولست مستبدلاً بدينهم حتّى أرجع إليهم ، قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه و آله - أو تبسم - فلمّا قضيت حاجتي قمت، فلمّا وليت دعاني فقال: يا أخا تنوخ هلم فامض للذي أمرت به قال: وكنت قد نسيتها، فاستدرت من وراء الحلقة، وألقى بردة كانت عليه عن ظهره، فرأيت غضروف كتفه مثل المحجم الضخم». (2)

2285 - [4 / 75] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبو عامر حوثرة بن أشرس إملاء عليّ قال: أخبرني حماد بن سلمة، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد قال:

ص: 40


1- في تاريخ دمشق: 29/2: (منتحين)، ولعلها تصحيف: (منتحبين)
2- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل. أفتات: قال الأصمعي : أفتات بأمره أي مضى عليه، ولم يستشر أحداً

«كان رسول قيصر جاراً لي زمن يزيد بن معاوية، فقلت له: أخبرني عن كتاب رسول الله صلى الله عليه و آله إلى قيصر، فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله أرسل دحية الكلبي إلى قيصر، وكتب معه إليه كتاباً، فذكر نحو حديث عباد بن عباد، وحديث عباد أتمّ وأحسن اقتصاصاً للحديث، وزاد قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه و آله حين دعاه إلى الإسلام فأبى أن يسلم، وتلا هذه الآية: «إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ» (1)، ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه و آله: إنّك رسول قوم، وإنّ لك حقاً، ولكن جئتنا ونحن مرملون، فقال عثمان بن عفان: أنا أكسوه حلة صفورية، وقال رجل من الأنصار عليّ ضيافته».

يقول شير محمد الهمداني: هذا الحديث أورده ثقة الإسلام الكليني رحمه الله في كتاب الروضة من (الكافي) في أواخر الثلث الثاني تقريباً، ورواه بإسناد ذكره عن أبي عبد الله علیه السّلام بأبسط مما هنا. (2)

حديث ابن عبس شيخ أدرك الجاهلية

2286 - [4 / 75] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، قال: حدّثنا محمد بن بكر البرساني قال : أنبأنا عبد الله بن أبي زياد قال: حدّثني عبد الله بن كثير الداري، عن مجاهد قال: حدّثنا شيخ أدرك الجاهلية - ونحن في غزوة رودس - يقال له: ابن عبس قال:

«كنت أسوق لآلٍ لنا بقرة، قال: فسمعت من جوفها یا آل ذریح قول فصيح رجل يصيح لا إله إلا الله، قال: فقدمنا مكة فوجدنا النبي صلى الله عليه و آله قد خرج بمكة».

المنتخب من بقية حديث أبي الغادية الجهني

2287 - [4 / 76] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبو موسى العنزي محمّد بن المثنى قال:

ص: 41


1- سورة القصص: 56
2- الكافي ج 8، ص 269، حديث 397

حدّثنا محمّد بن أبي عدي، عن ابن عون عن كلثوم بن جبر قال:

«كنّا بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر، قال: فإذا عنده رجل يقال له : أبو الغادية، استسقى ماء، فأتي بإناء مفضض فأبى أن يشرب، وذكر النبيصلى الله عليه و آله فذكر هذا الحديث لا ترجعوا بعدي كفّاراً - أو ضلالاً، شك ابن أبي عدي - يضرب بعضكم رقاب بعض. فإذا رجل يسبّ فلاناً، فقلت: والله لئن أمكنني الله منك في كتيبة! فلمّا كان يوم صفين إذا أنا به وعليه درع، قال: ففطنت إلى الفرجة في جريان الدرع فطعنته فقتلته، فإذا هو عمّار بن ياسر قال قلت: وأي يد كفتاه يكره أن يشرب في إناء مفضض وقد قتل عمّار بن ياسر !».

2288 - [4 / 76] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدّثنا ربيعة بن كلثوم قال: حدّثني أبي، عن أبي غادية الجهني قال:

«خطبنا رسول الله صلى الله عليه و آله يوم العقبة، فقال: يا أيها الناس، إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربّكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا هل بلّغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم هل بلّغت؟».

المنتخب من حديث ضرار بن الأزور

2289 - [76/4] حدّثنا عبد الله قال: حدّثني صالح الحكم بن موسى :قال أنبأنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن المغيرة بن سعد عن أبيه أو عن عمّه - قال:

«أتيت النبي صلى الله عليه و آله بعرفة، فأخذت بزمام ناقته - أو بخطامها - فدفعت عنه، فقال: دعوه فأرب ما جاء به، فقلت: نبئني بعمل يقربني إلى الجنّة ويبعدني من النار، قال فرفع رأسه إلى السماء، ثمّ قال: لئن كنت أو جزت في الخطبة لقد أعظمت - أو

ص: 42

أطولت تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحجّ البيت، وتصوم رمضان، وتأتي إلى الناس ما تحب أن يؤتوه إليك، وما كرهت لنفسك فدع الناس منه، خلّ عن زمام الناقة».

حديث يونس بن شداد

2290 - [77/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبو موسى العنزي قال: حدّثنا محمّد بن عثمة قال: حدّثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي الشعثاء، عن یونس بن شداد :

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله نهى عن صوم أيام التشريق». (1)

حديث ابن حازم عن علي بن حسين

2291 - [77/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبو معمر، عن ابن حازم قال:

«جاء رجل إلى علي بن حسين، فقال: ما كان منزلة أبي بكر وعمر من النبي صلى الله عليه و آله؟ فقال: منزلتهما الساعة».

حديث جد أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص

2292 - [77/4] حدّثنا عبد الله قال: حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريري وخلف بن هشام :قالا حدّثنا عامر بن أبي عامر الخزاز، عن أيوب بن موسى، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«ما نحل والد ولده نحلاً أفضل من أدبٍ حسن».

ص: 43


1- أيام التشريق: أيام منى، وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد يوم النحر

حديث الفاكه بن سعد

2293 - [4 / 78] حدّثنا عبد الله قال: حدّثني نصر بن علي قال: حدّثنا يوسف بن خالد، حدّثنا يوسف بن جعفر الخطمي، عن عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه، عن جده الفاكه بن سعد - وكانت له صحبة -:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله كان يغتسل يوم الجمعة ويوم عرفة ويوم الفطر ويوم النحر، قال: وكان الفاكه بن سعد يأمر أهله بالغسل في هذه الأيام».

المنتخب من حديث جبير بن مطعم

2294 - [4 / 80] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي من كتابه قال: حدّثنا هشيم، عن حصين، عن محمّد بن طلحة بن دكانة، عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام».

2295 - [80/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن محمّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه و آله قال :

«إنّ لي أسماء، أنا محمّد، وأنا أحمد، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر، وأنا العاقب»

والعاقب الذي ليس بعده نبي صلى الله عليه و آله .

2296 - [4 / 80] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعلى بن عبيد قال: حدّثنا محمّد - يعني إسحاق - عن الزهري، عن محمّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال:

«قام رسول الله صلى الله عليه و آله بالخيف من منى، فقال: نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها ثمّ أداها إلى من لم يسمعها، فربّ حامل فقه لا فقه له، وربّ حامل فقه إلى

ص: 44

من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهم قلب المؤمن إخلاص العمل، والنصيحة لولي الأمر، ولزوم الجماعة، فإنّ دعوتهم تكون من ورائه».

2297

2297 - [81/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن جبير بن مطعم قال:

«لمّا قسم رسول الله صلى الله عليه و آله سهم القربى من خيبر بين بني هاشم وبني المطلب جئت أنا وعثمان بن عفان، فقلت: يا رسول الله، هؤلاء بنو هاشم لا ينكر فضلهم لمكانك الذي وصفك الله عزّوجلّ به منهم، أرأيت أخواننا من بني المطلب أعطيتهم وتركتنا! وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة، قال: إنّهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام، وإنما هم بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد . قال: ثمّ شبك بين أصابعه».

2298 - [4 / 81] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«ينزل الله عزّوجلّ في كل ليلة إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ حتّى يطلع الفجر».

2299 - [81/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد وعفان قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال:

كان رسول الله صلى الله عليه و آله في سفر، قال من يكلؤنا الليلة لا نرقد عن صلاة الفجر؟ فقال بلال أنا، فاستقبل مطلع الشمس فضرب على آذانهم، فما أيقظهم إلا حرّ الشمس، فقاموا فأدوها، ثمّ توضؤوا ، فأذّن بلال، فصلّوا الركعتين، ثمّ صلّوا الفجر». (1)

ص: 45


1- يكلونا: يحرسنا توضیح حماد بن سلمة منكر الحديث وكان يضع منها الأمور العظام، كأنّ روايته في رؤية الله تعالى وأنه شاب أمرد وغيرها من الموضوعات واحتمل بعضهم أنّ ابن أبي العوجاء الذي هو ربيب حماد والمعروف بكفره يدس في كتب حماد والمهم أنّ الحديث مردود، تعرضنا إليه في تعليقتنا على حديث 346 فراجع

2300- [81/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن كثير قال: حدّثنا سليمان بن كثير، عن حصين بن عبد الرحمن، عن محمّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله فصار فرقتين فرقة على هذا الجبل، وفرقة على هذا الجبل، فقالوا: سحرنا محمّد، فقالوا: إن كان سحرنا فإنّه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم».

2301 - [4 / 82] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز قال: حدّثني سليمان بن موسى، عن جبير بن مطعم، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«كل عرفات موقف، وارفعوا عن بطن عرنة، وكل مزدلفة موقف، وارفعوا عن محسر، وكل فجاج منى منحر، وكل أيام التشريق ذبح».(1)

2302 - [83/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن عمر قال: حدّثنا يونس، عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: حدّثنا جبير بن مطعم:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله لم يقسم لعبد شمس ولا لبني نوفل من الخمس شيئاً كما كان يقسم لبني هاشم وبني المطلب، وأنّ أبا بكر كان يقسم الخمس نحو قسم رسول الله صلى الله عليه و آله، غير أنّه لم يكن يعطي قربي رسول الله صلى الله عليه و آله كما كان رسول الله صلى الله عليه و آله يعطيهم، يعطيهم وعثمان من بعده منه».

ص: 46


1- بطن عرنة: يوزن همزة وهو وادي بحذاء عرفات. محسر: أي بوادي محسر بكسر السين المشددة وهو حد مني إلى جهة عرفة. فجاج بكسر الفاء جمع فج، ويقصد به الطريق الواسع

المنتخب من حديث عبد الله بن المغفل المزني

2303 - [4 / 85] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل قال : أنبأنا يونس، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«لولا أنّ الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها، فاقتلوا منها الأسود البهيم، وأيّما قوم اتخذوا كلباً ليس بكلب حرث أو صيد أو ماشية تقصوا من أجورهم كل يوم قيراطاً. قال: وكنّا نؤمر أن نصلّي في مرابض الغنم ولا نصلّي في أعطان الإبل، فإنّها خلقت من الشياطين».

2304 - [4 / 86] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا المبارك، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من تبع جنازة حتّى يصلّي عليها فله قيراط، ومن انتظرها حتّى يفرغ منها فله قيراطان».

2305 - [4 / 86] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا زيد بن الحباب قال: حدّثني حسين بن واقد قال: حدّثني ثابت البناني، عن عبد الله بن مغفل المزني قال:

«كنّا مع رسول الله صلى الله عليه و آله بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن، وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله صلى الله عليه و آله ، وعلي بن أبي طالب و سهيل بن عمرو بين يديه، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله لعلي رحمه الله : أكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فأخذ سهيل بن عمرو بیده فقال: ما تعرف بسم الله الرحمن الرحيم، أكتب في قضيتنا ما نعرف، قال: أكتب باسمك اللهم فكتب هذا ما صالح عليه محمّد رسول الله صلى الله عليه و آله أهل مكة، فأمسك سهيل بن عمرو بيده وقال: لقد ظلمناك إن كنت رسوله، أكتب في قضيتنا ما نعرف فقال: أكتب: هذا ما صالح عليه محمّد بن عبد الله بن عبد

ص: 47

المطلب وأنا رسول الله، فكتب، فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شاباً عليهم السلاح، فثاروا في وجوهنا، فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه و آله، فأخذ الله رحمه الله بأبصارهم، فقدمنا إليهم فأخذناهم، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: هل جئتم في عهد أحد ؟ وهل جعل لكم أحد أماناً ؟ فقالوا: لا، فخلّى سبيلهم، فأنزل الله عزّوجلّ: «وَهُوَ الَّذي كَفَّ أيديَهُمْ عَنْكُمْ وابديكُمْ عَنْهُمْ بِبَطنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أنْ أظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا»(1)».

قال أبو عبد الرحمن قال حماد بن سلمة في هذا الحديث عن ثابت عن أنس وقال حسين بن واقد عن عبد الله بن مغفل. وهذا الصواب عندي إن شاء الله.

2306 - [87/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا حماد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ الله رفيق يحب الرفق ويرضاه، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف».

2307 - [87/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا حماد بن سلمة، عن يونس عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل :

«أنّ رجلاً لقى امرأة كانت بغياً في الجاهلية، فجعل يلاعبها حتّى بسط يده إليها، فقالت المرأة مه، فإن الله عزّوجلّ لقد ذهب بالشرك - وقال عفان مرة ذهب بالجاهلية - وجاءنا بالإسلام، فولّى الرجل فأصاب وجهه الحائط فشجه، ثمّ أتى النبي صلى الله عليه و آله فأخبره، فقال: أنت عبد أراد الله بك خيراً، إذا أراد الله عزّوجلّ بعبد خيراً عجّل له عقوبة ذنبه، وإذا أراد بعبد شراً أمسك عليه بذنبه حتّى يوفى به يوم القيامة، كأنّه عير». (2)

ص: 48


1- سورة الفتح: 24
2- عير: اسم جبل معروف بالمدينة

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن الأزهر

2 - 88/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن عمر أسامة بن زيد عن الزهري، أنّه سمع عبد الرحمن بن أزهر يقول:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله الغزاة يوم الفتح وأنا غلام شاب يتخلل الناس يسأل، عن

منزل خالد بن الوليد، فأتي بشارب، فأمرهم فضربوه بما في أيديهم، فمنهم من ضربه بعصا، ومنهم من ضربه بسوط، وحتى عليه رسول اللهصلى الله عليه و آله التراب».

ص: 49

ص: 50

المنتخب من مسند الشاميين

المنتخب من مسند الشاميين

ص: 51

ص: 52

المنتخب من حديث خالد بن الوليد

2309 - [89/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا العوام بن حوشب ، عن سلمة بن كهيل، عن علقمة، عن خالد بن الوليد قال:

«كان بيني وبين عمّار بن ياسر كلام فأغلظت له في القول، فانطلق عمّار يشكوني إلى النبي صلى الله عليه و آله ، فجاء خالد وهو يشكوه إلى النبي صلى الله عليه و آله ، قال (1): فجعل يغلظ له ولا يزيد إلا غلظة والنبي صلى الله عليه و آله و ساكت لا يتكلم فبكى عمّار وقال: يا رسول الله ألا تراه؟ فرفع رسول الله صلى الله عليه و آله رأسه وقال: من عادى عمّاراً عاداه الله، ومن أبغض عمّاراً أبغضه الله قال خالد: فخرجت فما كان شيء أحب إليّ من رضا عمّار، فلقيته فرضى».

قال عبد الله: سمعته من أبي مرتين.

2310 - [89/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الملك، حدّثنا محمّد بن حرب - يعني الأبرش - قال: حدّثنا سليمان بن سليم أبو سلمة، عن صالح - يعني ابن يحيى بن المقدام - عن جده المقدام بن معدي كرب قال:

«غزونا مع خالد بن الوليد الصائفة، فقرم أصحابنا إلى اللحم، فقالوا: أتأذن لنا أن تذبح رمكة له؟ فدفعتها إليهم فحبلوها، ثمّ قلت مكانكم حتّى آتي خالداً فأسأله قال: فأتيته فسألته، فقال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و آله غزوة خيبر، فأسرع الناس في حظائر يهود، فأمرني أن أنادي الصلاة جامعة، ولا يدخل الجنّة إلا مسلم ثمّ

ص: 53


1- في المصدر: (يقول)

قال: أيها الناس إنكم قد أسرعتم في حظائر يهود، ألا لا تحلّ أموال المعاهدين إلا بحقّها، وحرام عليكم لحوم الحمر الأهلية وخيلها وبغالها، وكل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير» (1)

2311 - [90/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني [أبي] ، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن نجيح ، عن خالد بن حكيم بن حزام قال:

«تناول أبو عبيدة رجلاً بشيء، فنهاه خالد بن الوليد، فقال: أغضبت الأمير، فأتاه فقال: إني لم أرد أن أغضبك، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: إنّ أشد الناس عذاباً يوم القيامة أشد الناس عذاباً للناس في الدنيا». (2)

2312 - [90/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت محمّد بن عبد الرحمن يحدّث، عن عبد الرحمن ابن يزيد عن الأشتر قال:

«كان بين عمّار وبين خالد بن الوليد كلام فشكاه عمّار إلى رسول الله صلى الله عليه و آله، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : إنّه من يعاد عمّاراً يعاده الله عزّوجلّ، ومن يبغضه يبغضه الله عزّوجلّ، ومن يسبّه يسبّه الله عزّوجلّ» . فقال سلمة هذا أو نحوه.

المنتخب من حديث ذي مخمر الحبشي

2313 - [4 / 90] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا جرير، عن يزيد بن صليح، عن ذي مخمر - وكان رجلاً من الحبشة يخدم النبي صلى الله عليه و آله - قال :

«كنّا معه في سفر، فأسرع السير حين انصرف، وكان يفعل ذلك لقلة الزاد، فقال له

ص: 54


1- الرمكة: الفرس تتخذ للنسل
2- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل

قائل: يا رسول الله، قد انقطع الناس وراءك، فحبس وحبس الناس معه حتّى تكاملوا إليه، فقال لهم هل لكم أن نهجع هجعة؟ - أو قال له قائل - فنزل ونزلوا، فقال: من يكلؤنا الليلة؟ فقلت: أنا جعلني الله فداءك (1)، فأعطاني خطام ناقته، فقال: هاك لا تكونن لكع، قال: فأخذت بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله وبخطام ناقتي فتنحيت غير بعيد فخلت سبيلهما يرعيان، فإني كذاك (2) أنظر إليهما حتّى أخذني النوم، فلم أشعر بشيء حتّى وجدت حرّ الشمس على وجهي فاستيقظت فنظرت يميناً وشمالاً فإذا أنا بالراحلتين مني غير بعيد، فأخذت بخطام ناقة النبي صلى الله عليه و آله وبخطام ناقتي، فأتيت أدنى القوم فأيقظته فقلت له: أصلّيتم؟ قال: لا، فأيقظ الناس بعضهم بعضاً حتّى استيقظ النبي صلى الله عليه و آله، فقال : يا بلال هل لي في الميضأة - يعني الأداوة - قال: نعم، جعلني الله فداءك، فأتاه بوضوء فتوضّأ لم يلت منه التراب، فأمر بلالا فأذن، ثمّ قام النبي صلى الله عليه و آله فصلّى الركعتين قبل الصبح وهو غير عجل، ثمّ أمره فأقام الصلاة فصلى وهو غير عجل، فقال له قائل : يا نبي الله أفرطنا، قال: لا، قبض الله عزّوجلّ أرواحنا، وقد ردّها [ إلينا ] وقد صلّينا». (3)

حديث معاوية بن أبي سفيان

2314 - [92/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا حماد

ص: 55


1- في الأصل: (فداك)
2- في الأصل : (كذلك)
3- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل. لكع: ورد للكلمة معاني عديدة منها: الصبي والصغير والعبد وتأتي بمعنى الأحمق أو اللهم وهذين المعنيين مستبعدين لأنه حاشا لرسول صلى الله عليه و آله صاحب الخلق الرفيع أن تصدر منه هكذا ألفاظ وهو المخصوص بقوله عزّوجلّ: «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ». توضيح في السند يزيد بن صليح، قال عنه الذهبي: لا يكاد يعرف، وقال عنه ابن حجر ناقلاً قول الدار قطني: لا يعتبر به والحديث على ضعفه بيزيد بن صليح إلا أنّه مخدوش الدلالة كما في تعليقتنا على حديث 346 فراجع

- يعني ابن سلمة - قال: أنبأنا جبلة بن عطية، عن عبد الله بن محيريز، عن معاوية بن أبي سفيان: أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فقّهه في الدين»

2315 - [93/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا حبيب بن الشهيد، عن أبي مجلز:

«أنّ معاوية دخل بيتاً فيه ابن عامر وابن الزبير، فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير، فقال له معاوية: اجلس، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: من سرّه أن يمثل له العباد قياماً فليتبوّأ بيتاً في النار».

2316 - [4 / 93] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عارم، حدّثنا أبو عوانة، عن المغيرة عن معبد القاص، عن عبد الرحمن بن عبد، عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد الرابعة فاقتلوه».

2317 - [93/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا جرير، عن عبد الرحمن بن عوف الجرشي، عن معاوية قال:

«رأیت رسول الله صلى الله عليه و آله يمصّ لسانه - أو قال: شفته يعني الحسن بن علي صلوات الله عليه - وإنّه لن يعذّب لسان أو شفتان مصّهما رسول الله صلى الله عليه و آله.

2318 - [4 / 94] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد قال:

«لمّا قدم علينا معاوية حاجاً قدمنا معه مكة، قال: فصلّى بنا الظهر ركعتين، ثمّ انصرف إلى دار الندوة، قال: وكان عثمان حين أتمّ الصلاة إذا قدم مكة صلّى بها الظهر

ص: 56

والعصر والعشاء الآخرة أربعاً أربعاً، فإذا خرج إلى منى وعرفات قصر الصلاة، فإذا فرغ من الحجّ وأقام بمنى أتمّ الصلاة حتّى يخرج من مكة، فلمّا صلّى بنا الظهر ركعتين نهض إليه مروان بن الحكم وعمرو بن عثمان فقالا له: ما عاب أحد ابن عمك بأقبح ما عبته به، فقال لهما: وما ذاك؟ قال: فقالا له: ألم تعلم أنّه أتمّ الصلاة بمكة؟ قال: فقال لهما: ويحكما، وهل كان غير ما صنعت، قد صليتها مع رسول الله صلى الله عليه و آله ومع أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، قالا: فإنّ ابن عمك قد كان أتمّها، وإنّ خلافك إيّاه له عيب قال: فخرج معاوية إلى العصر فصلاها بنا أربعاً».

2319 - [94/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة وحجاج، قال: حدّثني شعبة، قال: سمعت قتادة يحدّث، عن أبي الطفيل، قال حجاج في حديثه قال: سمعت أبا الطفيل قال:

«قدم معاوية وابن عباس فطاف ابن عباس فاستلم الأركان كلها، فقال له معاوية : إنما أستلم رسول الله صلى الله عليه و آله الركنين اليمانيين، قال ابن عباس: ليس من أركانه شيء مهجور».

قال حجاج: قال شعبة الناس يختلفون في هذا الحديث، يقولون: معاوية هو الذي قال: ليس من البيت شيء مهجور، ولكنه حفظه من قتادة هكذا

2320 - [4 / 95] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير ويعلى قال: حدّثنا طلحة - يعني ابن يحيى - عن عيسى بن طلحة قال: سمعت معاوية يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«إنّ المؤذنين أطول الناس أعناقاً يوم القيامة».

2321 - [4 / 95] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن قتادة، عن أبي شيخ الهنائي :

ص: 57

«أنّ معاوية قال لنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله : أتعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله نهي عن جلود النمور أن يركب عليها؟ قالوا: اللهم نعم قال وتعلمون أنّه [نهى] عن لباس الذهب إلا مقطعاً؟ قالوا: اللهم نعم قال: وتعلمون أنّه نهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة؟ قالوا: اللهم نعم قال وتعلمون أنه نهى عن المتعة - يعني متعة الحجّ؟ قالوا: اللهم لا».(1)

2322 - [97/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق (2) قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، أخبره عن عبد الله بن عامر اليحصبي قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«أذا أراد الله عزّوجلّ بعبدٍ خيراً فقّهه في الدين». (3)

2323 - [97/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا يحيى بن إسحاق، قال: أنبأنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن ربيعة بن يزيد عن عامر بن عبد الله اليحصبي، قال عبد الله: قال أبي : كذا قال يحيى بن إسحاق، وإنما هو عبد الله بن عامر اليحصبي قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول : سمعت النبي صلى الله عليه و آله يقول:

«لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يبالون من خالفهم أو خذلهم حتّى يأتي أمر الله عزّوجلّ».

2324 - [4 / 98 ] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن محمّد بن عمرو قال: حدّثني أبي، عن جدي قال:

«كنّا عند معاوية، فقال المؤذن الله أكبر، الله أكبر، فقال معاوية: الله أكبر، الله أكبر

ص: 58


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل
2- في المصدر: (ابن أبي اسحاق)
3- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل

فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال معاوية: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: أشهد أنّ محمّداً رسول الله، فقال: أشهد أنّ محمّداً رسول الله، فقال: حيّ على الصلاة، فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: حيّ على الفلاح، فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: الله أكبر، الله أكبر، فقال: الله أكبر، الله أكبر ، فقال : لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله، فقال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه و آله يقول - أو نبيكم - إذا أذّن المؤذّن».

2325 - [98/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعلى بن عبيد قال : حدّثنا طلحة - يعني ابن يحيى - عن أبي بردة، عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفّر الله عنه به من سيئاته».

2326 - [4 / 100] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا ابن جريج، أخبرني محمّد بن يوسف مولى عمرو بن عثمان، عن أبيه، عن معاوية بن أبي سفیان أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من نسي شيئاً من صلاته فليسجد سجدتين وهو جالس».

2327 - [4 / 100] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا شعبة، عن أبي الفيض، عن معاوية بن أبي سفيان، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار».

2328 - [102/4 ] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن يسار الواسطي، حدّثنا مؤمل وأبو أحمد، أحدهما عن سفيان، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن ابن عباس، عن معاوية:

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله قصّر بمشقص». (1)

ص: 59


1- المشقص: نصل السهم وهو شفرة طويلة قليلة العرض مقوسة أي ألها دقيقة الطرفين

المنتخب من حديث تميم الداري

2329 - [102/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنّ الدين النصيحة، إنّما الدين النصيحة، قالوا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».

2330 - [4 / 102] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حماد بن أسامة قال: أنبأنا هشام، عن أبيه قال:

«خرج عمر على الناس يضربهم على السجدتين بعد العصر، حتّى مرّ بتميم الداري، فقال: لا أدعهما صلّيتهما مع من هو خير منك رسول الله صلى الله عليه و آله، فقال عمر: إنّ الناس لو كانوا كهيئتك لم أبال».

2331 - [103/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن عیسی - يعني الطباع - قال: حدّثني ليث بن سعد قال : حدّثني الخليل [بن] مرة عن الأزهر بن عبد الله، عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من قال لا إله إلا الله واحداً، أحداً صمداً، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، ولم يكن له كفواً أحد عشر مرات كتب له أربعون ألف حسنة».(1)

2332 - [103/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن عن رجل، عن أبي هريرة وداود عن زرارة عن تميم الداري عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

ص: 60


1- ما بين معقوفتين ليس في الأصل

«أوّل ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن كان أكملها كتبت له كاملة، وإن لم يكن أكملها قال للملائكة: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوّع فأكملوا بها ما ضيّع من فريضة، ثمّ الزكاة، ثمّ تؤخذ الأعمال على حسب ذلك».

2333 - [103/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا صفوان بن مسلم قال: حدّثني سليم بن عامر ، عن تميم الداري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله قال يقول:

«ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعزّ عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل به الكفر».

وكان تميم الداري يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان منهم كافراً الذل والصغار والجزية.

2334 - [103/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، أملاه علينا من النوادر قال: كتب إليّ أبو توبة الربيع بن نافع قال : حدّثنا الهيثم بن حميد، عن زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى، عن كثير بن مرة، عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة».

المنتخب من حديث مسلمة بن مخلد

2335 - [104/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن بكر، أنبأنا ابن جريج، عن ابن المنكدر ، عن أبي أيوب، عن مسلمة بن مخلد : أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من ستر مسلماً في الدنيا ستره الله عزّوجلّ في الدنيا والآخرة، ومن نجّى مكروباً فكّ الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن كان في حاجة أخيه كان الله عزّوجلّ في حاجته».

ص: 61

المنتخب من حديث أبي جمعة حبيب بن سباع

2336 - [106/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا الأوزاعي قال: حدّثني أسيد بن عبد الرحمن، قال: حدّثني صالح بن محمّد، قال: حدّثني أبو جمعة، قال:

«تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه و آله و معنا أبو عبيدة بن الجراح، قال: فقال: يا رسول الله، هل أحد خير منّا؟ أسلمنا معك، وجاهدنا معك، قال: نعم، قوم يكونون من بعدكم یؤمنون بي ولم يروني».

المنتخب من حديث واثلة بن الأسقع

2337 - [4 / 106] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا هشام بن الغاز قال: حدّثني أبو النضر قال:

«دعاني واثلة بن الأسقع وقد ذهب بصره، فقال يا خبّاب قدني إلى يزيد بن الأسود الجرشي، فذكر الحديث فقال: أبشر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول عن الله عزّوجلّ: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء».

2338 - [4 / 106] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عصام بن خالد وأبو المغيرة قالا : حدّثنا حريز بن عثمان قال: سمعت عبد الواحد بن عبد الله النصري قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول : قال نبي الله صلى الله عليه و آله :

«إنّ من أعظم الفرى أن يدعى الرجل إلى غير أبيه، أو يري عينيه في المنام ما لم تريا، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه و آله ما لم يقل». (1)

ص: 62


1- (الفرى) بكسر الفاء والقصر جمع فرية، قال بن بطال : الفرية الكذبة العظيمة التي يتعجب منها. وفي بعض الأحاديث: (الفري) والفري تعني: العظيم من الأمر ، وقيل القبيح من الافتراء، وقيل المختلق والمفتعل وقيل العجيب النادر

2339 - [107/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن داود أبو داود الطيالسي قال أنبأنا عمران القطان، عن قتادة عن أبي المليح الهذلي عن واثلة بن الأسقع : أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال :

«أُعطيت مكان التوارة السبع، وأُعطيت مكان الزبور المئين، وأُعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفُضلت بالمفصّل». (1)

2340- [107/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم، حدّثنا عمران أبو العوام، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«أنزلت صحف إبراهيم ا علیه السّلام في أوّل ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لستٍ مضين من رمضان والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان».

يقول شير محمد الهمداني: هذا الحديث أورده ثقة الإسلام الكليني في أواخر کتاب القرآن من (الكافي)، وفيه: «وأنزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان»

ص: 63


1- السبع: السبع الطوال هي: البقرة وآل عمران والنساء و المائدة، والأنعام، والأعراف ويونس السابعة الأنفال مع التوبة؛ وسميت السبع الطوال لطولها على سائر سور القرآن. وأما المنون: فهو كل سورة تكون مائة آية أو يزيد عليها شيئاً يسيراً، أو ينقص عنها شيئاً يسيراً، وأما المثاني: فهي ما ثنت المتين، فتلاها . فكان المئون لها أوائل، وكان المثاني لها ثوان، وقيل إنها سميت بذلك؛ لتثنية الله فيها الأمثال والحدود، والقرآن والفرائض. وقال قوم المثاني سورة الحمد؛ لأنها تثنی قرايها في كل صلاة. وأما المفصل: فسميت مفصلاً؛ لكثرة الفصول بين سورها الرحمن الرحيم وسمي المفصل محكماً، لما قيل إنها لم تنسخ. وقال أكثر أهل العلم (أوّل المفصل من سورة محمد صلّی الله علیه و آله إلى سورة الناس) وقال آخرون (من ق، إلى الناس) وقالت فرقة ثالثة -وهو المحكي عن ابن عباس - أنه من سورة الضحى إلى الناس وكان يفصل من الضحى بين كل سورتين بالتكبير، وهو قراءة ابن كثير

وزاد: «وأنزل الزبور لثمان عشرة خلون من شهر رمضان». (1)

2341 - [4 / 107] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن مصعب قال: حدّثنا الأوزاعي، عن شداد أبي عمّار، عن واثلة بن الأسقع : أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ الله عزّوجلّ اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، اصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم».

2342 - [4 / 107] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا محمد بن مصعب قال: حدّثنا الأوزاعي، عن شداد أبي عمّار قال:

«دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم، فذكروا علياً، فلمّا قاموا قال لي: ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه و آله ؟ قلت: بلى قال : أتيت فاطمة رضي الله تعالى عنها أسألها عن علي ؟ قالت: توجّه إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، فجلست أنتظره حتّى جاء رسول الله صلى الله عليه و آله و معه علي وحسن وحسين رضي الله تعالى عنهم، آخذ كل واحد منهما بيده حتّى دخل فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه، ثمّ لفّ عليهم ثوبه، - أو قال: كساء - ، ثمّ تلا هذه الآية: «إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهيرا» (2) وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق».

المنتخب من حديث رويفع بن ثابت الأنصاري

2343 - [4 / 108] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا ابن

ص: 64


1- الكافي: 628/2ح 6 وفيه: (لثمان عشر)
2- سورة الأحزاب: 33

لهيعة قال: حدّثنا بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عن وفاء الحضرمي، عن رويفع ابن ثابت الأنصاري: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال:

«من صلّى على محمّد وقال: اللهم أنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة وجبت له شفاعتي».

2344 - [4 / 108] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا يحيى بن إسحاق قال: أنبأنا ابن لهيعة وقتيبة بن سعيد قال: حدّثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن حنش الصنعاني، عن رويفع بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لا يحلّ لأحد - وقال قتيبة: لرجل - أن يسقي ماءه ولد غيره، ولا يقع على أمة حتّى تحيض أو يبين حملها».

2345 - [108/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن حنش الصنعاني، عن رويفع بن ثابت قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله أن توطأ الأمة حتّى تحيض، وعن الحبالى حتى يضعن ما في بطونهنّ».

2346 - [4 / 108] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى الأشيب قال: أنبأنا ابن لهيعة قال: حدّثنا عياش بن عباس عن شييم بن بيتان قال: حدّثنا رويفع بن ثابت قال:

«كان أحدنا في زمان رسول الله صلى الله عليه و آله يأخذ جمل أخيه على أن يعطيه النصف مما يغنم وله النصفّ، حتّى أنّ أحدنا ليطير له النصل والريش والآخر القدح، ثمّ قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله: يا رويفع لعلّ الحياة ستطول بك، فأخبر الناس أنّه من عقد لحيته، أو تقلد وتراً، أو استنجى برجيع دابة أو عظم، فإنّ محمّداً منه بريء».

2347 - [109/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي،

ص: 65

عن ابن إسحاق، حدّثني عبيد الله بن أبي جعفر المصري قال: حدّثني من سمع حنشاً الصنعاني يقول: سمعت رويفع بن ثابت الأنصاري يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يبتاعنّ ذهباً بذهب إلا وزناً بوزن، ولا ينكح ثيباً من السبي حتّى تحيض».

2348 - [109/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير قال:

«عرض مسلمة بن مخلد - وكان أميراً على مصر - على رويفع بن ثابت أن يوليه العشور، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : إنّ صاحب المكس في النار». (1)

المنتخب من حديث عمرو بن عبسة

2349 - [111/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو اليمان قال: حدّثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن أبي سلام الدمشقي وعمرو بن عبد الله أنّهما سمعا أبا أمامة الباهلي يحدّث، عن حديث عمرو بن عبسة السلمي قال:

«رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية، فذكر الحديث. قال: فسألت عنه فوجدته مستخفياً بشأنه، فتلطفت له حتّى دخلت عليه فسلّمت عليه، فقلت له: ما أنت؟ فقال: نبي، فقلت: وما النبي ؟ فقال رسول الله، فقلت: ومن أرسلك؟ قال: الله عزّوجلّ ، قلت بماذا أرسلك؟ فقال: بأن توصل الأرحام، وتحقن الدماء، وتؤمن السبل وتكسر الأوثان، ويعبد الله وحده لا يشرك به شيء، قلت: نعم ما أرسلك به وأشهدك أني قد آمنت بك وصدقتك، أفأمكث معك، أم ما ترى؟ فقال: قد ترى كراهة الناس لمّا جئت به، فامكث في أهلك، فإذا سمعتم بي قد خرجت مخرجي

ص: 66


1- المكس: العشار

فائتني... فذكر الحديث».

2350 - 113/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الحكم بن نافع، حدّثنا جرير، عن سليم - يعني ابن عامر - أن شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة: حدّثنا حديثاً ليس فيه ترديد ولا نسيان قال عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار عضواً بعضو، و من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة، ومن رمى بسهم فبلغ فأصاب أو أخطأ كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل».

2351 - [114/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن عبسة قال:

«قال :رجل يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: أن يسلم قلبك لله عزّوجلّ، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك، قال: فأيّ الإسلام أفضل؟ قال: الإيمان، قال: وما الإيمان؟ قال: تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت قال فأي الإيمان أفضل؟ قال الهجرة، قال: فما الهجرة؟ قال: تهجر السوء، قال: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال: الجهاد، قال: وما الجهاد؟ قال: أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده واهريق دمه قال رسول الله صلى الله عليه و آله : ثمّ عملان هما أفضل الأعمال إلا من عمل بمثلها: حجّة مبرورة أو عمرة».

المنتخب من بقية حديث زيد بن خالد الجهني

2352 - [114/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعلى ومحمّد ابنا قالا : حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 67

«لولا أن أشق - وقال محمّد: لولا أن يشق - على أمتي لأخرت صلاة العشاء إلى ثلث الليل، ولأمرتهم بالسواك عند كل صلاة».

2353 - [115/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا: أنبأنا ابن جريج :قال: سمعت أبا سعيد الأعمى يخبر، عن رجل يقال له السائب مولى الفارسيين - و قال ابن بكر: مولى لفارس وقال حجاج: مولى الفارسي - عن زيد بن خالد:

«أنه رآه عمر بن الخطاب وهو خليفة ركع بعد العصر ركعتين، فمشى إليه فضربه بالدرة وهو يصلّي كما هو، فلمّا انصرف قال زيد: يا أمير المؤمنين فو الله لا أدعهما أبداً بعد أن رأيت رسول الله الله صلى الله عليه و آله يصلّيهما، قال: فجلس إليه عمر وقال: يا زيد بن خالد، لولا إني أخشى أن يتخذها الناس سلّماً إلى الصلاة حتّى الليل لم أضرب فيهما».

2354 - [4 / 116] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف، أنبأنا عبد الملك، عن عطاء، عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لا تتخذوا بيوتكم قبوراً، صلّوا فيها، ومن فطّر صائماً كتب له مثل أجر الصائم لا ينقص من أجر الصائم شيء، ومن جهّز غازياً في سبيل الله أو خلفه في أهله كتب له مثل أجر الغازي في أنّه لا ينقص من أجر الغازي شيء».

2355 - [116/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن يزيد مولى المنبعث قال يحيى أخبرني ربيعة أنّه قال: عن زيد بن خالد، فسألت ربيعة فقال: أخبرنيه عن زيد بن خالد:

«سُئل النبي صلى الله عليه و آله عن ضالة الإبل؟ فغضب واحمرت وجنتاه وقال مالك ولها، معها الحذاء والسقاء، ترد الماء، وتأكل الشجر حتّى تجيء ربّها، وسُئل عن ضالة الغنم؟ فقال: خذها فهي لك أو لأخيك أو للذئب، وسُئل عن اللقطة؟ فقال:

ص: 68

اعرف عفاصها ووكاءها، ثمّ عرّفها سنة، فإن اعترفت، وإلا فاخلطها بمالك».

2356 - [117/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: حدّثني يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني قال:

«جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و آله بلقطة، فقال: عرّفها سنة، ثمّ اعرف عفاصها ووكاءها، فإن جاء أحد يخبرك بها، وإلا فاستنفقها، قال: يا رسول الله، فضالّة الغنم؟ قال: لك أو لأخيك أو للذئب، قال: يا رسول الله، ضالة الإبل؟ قال: فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه و آله ، ثمّ قال : ما لك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وتأكل الشجر».

المنتخب من بقية حديث أبي مسعود البدري الأنصاري

شعبة

2357 - [118/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا قال: أخبرني إسماعيل بن رجاء قال: سمعت أوس بن ضمعج قال: سمعت أبا مسعود الأنصاري البدري عن النبي صلى الله عليه و آله قال :

«يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالى وأقدمهم قراءة، فإن كانت قراءتهم سواء فليؤمهم أقدمهم هجرة، فإن كانت هجرتهم سواء فليؤمهم أكبرهم سنا، ولا يؤم الرجل في أهله ولا في سلطانه، ولا يجلس على تكرمته في بيته، إلا أن يأذن (1) لك - إلا بأذنه -» . (2)

ص: 69


1- اعرف عفاصها ووكاءها: فإنّ العقاص هو الوعاء الذي يكون فيه النفقة إن كان من جلد أو خرقة أو غير ذلك، وقوله دور كاءهاه: يعني الخيط الذي تشد به يقال منه أو كيتها إيكاء وعنصتها عفصاً إذا شددت العفاص عليها، وإن أردت أنك فعلت لها عفاصاً قلت أعفصتها إعفاصا وإنما أمر الواحد لها أن يحفظ عفاصها ووكانها ليكون ذلك علامة للقطة، فإن جاء من يتعرفها بتلك الصفة دفعت إليه، فهذه سنة من رسول الله صلى الله عليه و آله في اللقطة خاصة، لا يشبهها شيء من الأحكام أن صاحبها يستحقها بلا بينة ولا يمين ليس إلا بالمعرفة بصفتها (غريب الحديث: 201/2
2- التكرمة: الموضع الخاص لجلوس الرجل من فراش أو سرير مما يعد لإكرامه وهي تفعلة من الكرامة

2358 - [118/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن عمر، أنبأنا مالك، عن نعيم المجمر، عن محمّد - يعني ابن عبد الله - عن أبي مسعود قال:

«قيل: يا رسول الله، كيف نصلّي عليك؟ فقال: قولوا: اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، وبارك على محمّد وعلى آل محمدّ كما باركت على إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد».

قال عبد الله و قال أبي: و قرأت هذا الحديث على عبد الرحمن مالك عن نعيم بن عبد الله أنّ محمّد بن عبد الله بن زيد أخبره، عن أبي مسعود.

2359 - [119/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: و حدّثني - في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و آله إذا المرء المسلم صلّى عليه في صلاته - محمّد بن إبراهيم بن الحارث التميمي(1)، عن محمّد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربّه الأنصاري - أخي بلحرث بن الخزرج -، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال:

«أقبل رجل حتّى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه و آله و نحن عنده، فقال: يا رسول الله، أمّا السلام عليك فقد عرفناه، فكيف نصلّي عليك إذا نحن صلّينا في صلاتنا صلّى الله عليك؟ قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه و آله حتّى أحببنا أنّ الرجل لم يسأله، فقال: إذا أنتم صلّيتم عليّ، فقولوا اللهم صلّ على محمّد النبي الأمي وعلى آل محمّد كما صليّت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمّد النبي الأمي كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

2360 - [4 / 118] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس، حدّثنا أبو يونس قال: قال الزهري: إنّ أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن

ص: 70


1- في الأصل: (التيمي)

المغيرة حدّثه: أنّ أبا مسعود الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه و آله أخا بني الحارث بن الخزرج - وهو جدّ زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو أمه - حدثه:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله نهاهم عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن». (1)

2361 - [119/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن إسماعيل أنه سمع قيس بن أبي حازم يحدّث، عن أبي مسعود:

«أنّ رجلاً أتى النبي صلى الله عليه و آله ، فقال : يا رسول الله، إنّ فلاناً يطيل بنا الصلاة، حتّى إني لأتأخر، فغضب رسول الله صلى الله عليه و آله غضباً ما رأيته غضب في موعظة، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: إنّ فيكم منفرين، فمن أمّ قوماً فليخفف بهم الصلاة، فإنّ وراءه الكبير والمريض وذا الحاجة».

2362 - [119/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدّثني أبي، عن عامر قال:

«انطلق النبي صلى الله عليه و آله و معه العباس عمّه إلى السبعين من الأنصار عند العقبة

تحت الشجرة، فقال: ليتكلم متكلمكم ولا يطيل الخطبة، فإنّ عليكم من المشركين عيناً، وإن يعلموا بكم يفضحوكم، فقال قائلهم - وهو أبو أمامة - سل يا محمّد لربّك ما شئت، ثمّ سل لنفسك ولأصحابك ما شئت، ثمّ أخبرنا ما لنا من الثواب على الله عزّوجلّ و عليكم إذا فعلنا ذلك؟ قال: فقال: أسألكم لربّي عزّوجلّ أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تؤونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم، قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: لكم الجنّة

قالوا فلك ذلك».

ص: 71


1- حلوان أي أجره

2363 - [120/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء، إلا أنّه كان رجلاً موسراً، وكان يخالط الناس، فكان يقول لغلمانه تجاوزوا عن المعسر، قال: فقال الله عزّوجل لملائكته : نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه».

2364 - [4 / 122] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش و ابن نمير قال: حدّثنا الأعمش وابن أبي زائدة، حدّثنا الأعمش، عن عمارة بن عمير عن أبي معمر ، عن أبي مسعود قال: ابن أبي زائدة الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لا تجزئ صلاة لأحد لا يقيم فيها ظهره في الركوع والسجود».

2365 - [4 / 122] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي قيس، عن عمرو بن ميمون، عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

««قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ»(1) تعدل ثلث القرآن».

2366 - [122/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي مسعود، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إن ممّا أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحي فافعل ما شئت».

المنتخب من حديث شداد بن أوس

2367 - [4 / 122] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن حسين المعلم قال: حدّثني عبد الله بن بريدة عن بشير بن كعب، عن شداد بن أوس، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

ص: 72


1- سورة الإخلاص 1

«سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربّي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك (1) ما استطعت، أبوء لك بالنعمة، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، إنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال: إن قالها بعد ما يصبح موقناً بها ثمّ مات كان من أهل الجنّة، وإن قالها بعد ما يمسي موقناً بها ثمّ مات كان من أهل الجنّة».

2368 - [123/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، قال معمر أخبرني أيوب، عن قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أبي أسماء الرحبي، عن شداد ابن أوس أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ الله عزّوجلّ زوى لي الأرض حتّى رأيت مشارقها ومغاربها، وإنّ ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها، وإني أعطيت الكنزين الأبيض والأحمر، وإني سألت ربّي عزّوجلّ لا يهلك أمتي بسنة بعامة، وأن لا يسلط عليهم عدواً فيهلكهم بعامة، وأن لا يلبسهم شيعاً، ولا يذيق بعضهم بأس بعض، وقال: يا محمّد إني إذا قضيت قضاء فإنّه لا يرد، وإنّي قد أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة، ولا أسلّط عليهم عدواً ممن سواهم فيهلكوهم بعامة حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً، وبعضهم يقتل بعضاً، وبعضهم يسبي بعضاً . قال : وقال النبي صلّی الله علیه و آله: وإني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلّين، فإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة».(2)

2369 - [123/4] حدّثنا عبد الله، حدثّني أبي حدّثنا هيثم بن خارجة، حدّثنا إسماعيل بن عياش عن راشد بن داود الصنعاني، عن أبي الأشعث الصنعاني:

«أنّه راح إلى مسجد دمشق وهجر بالرواح فلقي شداد بن أوس والصنابحي معه فقلت: این تریدان پر حمكما الله؟ قالا: نريدها هنا إلى أخ لنا مريض نعوده،

ص: 73


1- في الأصل: (على عهدك ووعدك)
2- بسنة بعامة أي بقحط عام يعمّ جميعهم

فانطلقت معهما حتّى دخلا على ذلك الرجل، فقالا له: كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت بنعمة، فقال له شداد ابشر بكفّارات السيئات وحطّ الخطايا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: إنّ الله عزّوجلّ يقول : إني إذا ابتليت عبداً من عبادي مؤمناً فحمدني على ما ابتليته فإنّه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا، ويقول الربّ عزّوجلّ : أنا قيدت عبدي وابتليته، وأجروا له كما كنتم تجرون له وهو صحيح».

2370 - [124/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق قال: أنبأنا عبد الله - يعني ابن المبارك - قال: أنبأنا أبو بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله» . (1)

2371- [124/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا خالد، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن شداد بن أوس : أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ الله عزّوجلّ كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحدنّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته».

2372 - [4 / 125] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم قال: حدّثنا عبد الحميد - يعني ابن بهرام قال: حدّثنا شهر - يعني ابن حوشب - حدّثني ابن غنم: أنّ شداد بن أوس حدّثه، عن حديث رسول الله صلى الله عليه و آله:

«ليحملنّ شرار هذه الأمة على سنن الذين خلوا من قبلهم أهل الكتاب حذو القذة بالقذة». (2)

ص: 74


1- الكيّس: العاقل
2- القذة: ريش السهم و للسهم ثلاث قذذ متقاربة الواحدة بجانب الأخرى. ويقال حذو القذة بالقذة: أي مثلاً بمثل، ويضرب مثلاً للشيئين يستويان ولا يتفاوتان

2373 - [4 / 125] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا عبد الحميد - يعني ابن بهرام - ... إلى أن قال: فقال شداد: فإني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

«من صلّى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدّق يراني فقد أشرك، قال عوف بن مالك عند ذلك: أفلا يعمد إلى ما ابتغى فيه وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص له ويدع ما يشرك به ؟ فقال شداد عند ذلك: فإني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: إنّ الله يقول: أنا خير قسيم لمن أشرك بي من أشرك بي شيئاً فإنّ حشده عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به، وأنا عنه غني».

المنتخب من حديث العرباض بن سارية

2374 - [4 / 126] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا ثور بن يزيد، حدّثنا خالد بن معدان قال: حدّثنا عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر ابن حجر قالا :

«أتينا العرباض بن سارية، وهو ممن نزل فيه: «وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا آتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلتَ لا أجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ» (1) فسلمنا وقلنا: أتيناك زائرين و عائدين و مقتبسين، فقال عرباض : صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه و آله الصبح ذات يوم، ثمّ أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل يا رسول الله، كأنّ هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا ؟ فقال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشيا، فإنّه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً

ص: 75


1- سورة التوبة : 92

كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة».

2375 - [127/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي حدّثنا معاوية - يعني ابن صالح - عن سعيد بن سويد الكلبي، عن عبد الله بن هلال السلمي، عن عرباض بن سارية قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إني عبد الله (1) لخاتم النبيين وإنّ آدم علیه السّلام لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأوّل ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين ترين». (2)

2376 - [127/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو العلاء - وهو الحسن بن سوار - قال: حدّثنا ليث، عن معاوية، عن سعيد بن سويد، عن عبد الأعلى بن هلال السلمي، عن عرباض بن سارية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

«إني عبد الله وخاتم النبين، فذكر مثله، وزاد فيه: أنّ أم رسول الله صلى الله عليه و آله رأت حين وضعته نوراً أضاءت منه قصور الشام».

2377- [127/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عاصم، حدّثنا وهب بن خالد الحمصي، حدثتني أم حبيبة بنت العرباض قالت: حدّثني أبي:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله حرّم يوم خيبر كل ذي مخلب من الطير، ولحوم الأهلية (3)، والخليسة، والمجثمة، وأن توطأ السبايا حتّى يضعن ما في بطونهنّ». (4)

ص: 76


1- كذا في المصدر وهي لا تستقيم مع النص وهي تصحيف عند الله
2- لمنجدل في طينته: المعنى كتبت خاتم الأنبياء في الحال التي آدم مطروح على الأرض، حاصل في أثناء الخلقة، لمّا يفرغ من تصويره وإحراء الروح فيه
3- في الأصل: (لحوم الحمر الأهلية)
4- الخليسة : وهي الفريسة المأخوذة من السباع فتموت قبل أن تذكى وسميت بذلك لأنها مخلوسة من السباع أي مسلوبة والمجمة تقدم المعنى في هامش الحديثين 279 و 1857

حديث الحارث الأشعري

2378 - [130/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدثنا أبو خلف موسى بن خلف كان يعد في البدلاء - حدّثنا يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام عن جده ممطور عن الحارث الأشعري: أن نبي الله صلى الله عليه و آله قال :

«إن الله عزّوجلّ أمر يحيى بن زكريا علیهمالسّلام بخمس كلمات أن تعمل بهنّ وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ، وكاد أن يبطئ، فقال له عيسى: إنك قد أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهنّ وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ، فأمّا أن تبلغهنّ وأمّا أن أبلغهنّ، فقال: يا أخي إني أخشى إن سبقتني أن أعذب أو يخسف بي.

قال: فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس حتّى امتلأ المسجد، فقعد على الشرف، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: إنّ الله عزّوجلّ أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهنّ وآمركم أن تعملوا بهنّ: أوّلهنّ أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئاً، فإنّ مثل ذلك مثل رجل اشترى عبداً من خالص ماله بورق أو ذهب فجعل يعمل ويؤدي غلته إلى غير سيده، فأيّكم سرّه أن يكون عبده كذلك؟

وإنّ الله عزّوجلّ خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وآمركم بالصلاة، فإنّ الله عزّوجلّ ينصب وجهه لوجه عبده ما لم يلتفت، فإذا صلّيتم فلا تلتفتوا.

وآمركم بالصيام، فإنّ مثل ذلك كمثل رجل معه صرّة من مسك في عصابة كلهم يجد ريح المسك، وإنّ خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك. وآمركم بالصدقة، فإنّ مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فشدوا يديه إلى عنقه و قدموه ليضربوا عنقه، فقال: هل لكم أن افتدي نفسي منكم، فجعل يفتدي منهم بالقليل والكثير حتّى فك نفسه.

ص: 77

و آمركم بذكر الله عزّوجلّ كثيراً، وإنّ مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعاً في أثره، فأتى حصناً حصيناً فتحصن فيه، وإنّ العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عزّوجلّ .

قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهنّ: بالجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، فإنّه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثاء جهنم قالوا: يا رسول الله، وإن صام وإن صلّى؟ قال: وإن صام وإن صلّى وزعم أنّه ،مسلم فادعوا المسلمين بأسمائهم بما سمّاهم الله عزّوجلّ، المسلمين المؤمنين عباد الله عزّوجلّ ».

المنتخب من حديث المقدام بن معد يكرب الكندي

2379 - [130/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد قال: حدّثنا ثور - يعني ابن يزيد - قال : حدّثني حبيب بن عبيد، عن المقدام بن معد يكرب أبي كريمة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنّه يحبه».

2380 - [131/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن بديل عن علي بن أبي طلحة، عن راشد بن سعد، عن أبي عامر الهوزني، عن المقدام أبي كريمة، عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنّه قال:

«من ترك كلاً فإلى الله ورسوله - ربّما قال: فإلينا - ومن ترك مالاً فلوارثة (1)، والخال وارث من لا وارث له، وأنا وارث من لا وراث له، أرثه وأعقل عنه»(2).

ص: 78


1- في الأصل: (فلوارثه)
2- كلاً: بفتح الكاف وتشديد اللام أي ثقلاً وهو يشمل الدين والعيال

2381 - [131/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن ابن المبارك، عن ثور، عن خالد بن معدان عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه».

2382 - [4 / 131] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سريج بن النعمان، حدّثنا بقية ابن الوليد، عن أرطاة بن المنذر، عن بعض أشياخ الجند، عن المقدام بن معدي كرب قال:

«سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله، ينهى عن لطم خدود الدواب، وقال: إنّ الله عزّوجلّ قد جعل لكم عصياً وسياطاً».

2383 - [131/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس، حدّثنا بقية، حدّثنا بحير بن سعد، حدّثنا خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب: أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

«ما أكل أحد منكم طعاماً أحب إلى الله عزّوجلّ من عمل يديه».

2384 - [131/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حيوة بن شريح، حدّثنا بقية، حدّثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«إنّ الله عزّوجلّ يوصيكم بالأقرب فالأقرب».

2385 - [131/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حيوة بن شريح وأحمد بن الملك قالا: حدّثنا بقية، حدّثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن الحرير، والذهب، وعن مياثر النمور». (1)

ص: 79


1- الميثرة: تقدم المعنى في هامش حديث 696

2386 - [4 / 132] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا سليمان بن سليم الكناني قال: حدّثنا يحيى بن جابر الطائي قال: سمعت المقدام بن معدي كرب الكندي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

«ما ملأ ابن آدم وعاء شرّاً من بطن، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث طعام، وثلث شراب، وثلث لنفسه».

2387 - [4 / 132] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حيوة بن شريح، حدّثنا بقية، حدّثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان قال:

«وفد المقدام بن معدي كرب وعمرو بن الأسود إلى معاوية، فقال معاوية للمقدام أعلمت أنّ الحسن بن علي توفى؟ فرجّع المقدام، فقال له معاوية: أتراها مصيبة؟ فقال: ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه و آله في حجره وقال : هذا مني، وحسين من علي رضي الله تعالى عنهما».

2388 - [4 / 132] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عتاب، حدّثنا عبد الله - يعني ابن المبارك - قال: حدّثنا بقية بن الوليد قال : حدّثنا بحير بن سعد، عن خالد ابن معدان عن المقدام بن معدي كرب، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«عليكم بغذاء السّحَر، فإنّه هو الغذاء المبارك».

2389 - [4 / 132] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا معاوية بن صالح، عن أبي عبد الرحمن الكندي، قال: سمعت المقدام بن معدي كرب قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله ، عن لحوم الحمر الأنسية، وعن كل ذي ناب من السباع».

ص: 80

المنتخب من حديث أبي الأحوص

2390 - [137/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبيدة قال: حدّثني أبو الزعراء، عن أبي الأحوص ، عن أبيه مالك بن نضلة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى، فأعطينّ الفضل ولا تعجز عن نفسك».

المنتخب من حديث رافع بن خديج

2391 - [4 / 140] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن مالك بن أنس قال: حدّثني ربيعة، عن حنظلة بن قيس، عن رافع بن خديج قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن كراء المزراع قال: قلت بالذهب والفضة؟ قال: لا، إنما نهى عنه يبعض ما يخرج منها، فأمّا بالذهب والفضة فلا بأس به».(1)

(1)

2392 - [140/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا محمّد بن يوسف قال: سمعت السائب بن يزيد بن أخت النمر، عن رافع بن خديج: أن نبيّ الله صلى الله عليه و آله قال:

«شر الكسب ثمن الكلب، وكسب الحجام، ومهر البغي».

2393 - [140/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أسامة قال: حدّثنا الوليد بن كثير قال: حدّثنا بشير بن يسار مولى بني حارثة: أنّ رافع بن خديج وسهل ابن أبي حثمة حدّثاه:

ص: 81


1- الكراء بالكسر والمد الأجرة

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله نهى عن المزابنة التمر بالتمر، إلا أصحاب العرايا فإنّه قد أذن لهم». (1)

2394 - [141/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة قال: أخبرني رافع بن خديج قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«الحمّى من فور جهنم، فأبردوها بالماء».

2395 - [141/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا شعبة، عن يحيى بن أبي سليم قال: سمعت عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج يحدّث:

«أنّ جده حين مات ترك جارية وناضحاً وغلاماً حجاماً وأرضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله في الجارية فنهى عن كسبها - قال شعبة: مخافة أن تبغي - وقال: ما أصاب الحجام فاعلفه الناضح وقال في الأرض: ازرعها أو ذرها». (2)

المنتخب من حديث عقبة بن عامر الجهني

2396 - [143/4] حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم أخبرني يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن زحر ، عن أبي سعيد، عن عبد الله بن مالك:

«أنّ أخت عقبة بن عامر نذرت أن تحج ماشية ، فسأل عقبة ، عن ذلك النبي صلى الله عليه و آله، فقال : مرها فلتركب، فظنّ أنّه لم يفهم عنه، فلمّا خلا من كان عنده

ص: 82


1- المزاينة: تقدم المعنى في هامش حديث 1312. العرايا: وهي جمع عرية وهي النخلة تكون لإنسان في بستان غيره أو في داره ويشق عليه دخوله إليها، فيبتاعها منه بخرصها تمرا. قال الهروي صاحب الغريبين العرايا هي أن من لا نخل له من ذوي اللحمة والحاجة ويفضل له من قوته التمر، ويدرك الرطب، ولا نقد بيده ايشتري به الرط لعياله ولا نخيل له فيحئ إلى صاحب النخل فيقول: بعني ثمرة نخلة أو نخلتين بخرصها من التمر، فيعطيه ذلك الفضل من التمر بثمر تلك النخلات ليصيب من أرطابها مع الناس
2- ما أصاب الحجام أي ما أكتسبه بالحجامة الناضح: تقدم المعنى في هامش حديث 236

عاد ،فسأله فقال: مرها فلتركب فإنّ الله عزّوجلّ، عن تعذيب أختك نفسها لغني».

2397 - [143/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة التجيبي، عن عقبة بن عامر :قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

«لا يدخل الجنّة صاحب مكس - يعني العشار -».

2398 - [144/4] حدّثنا عبد الله قال: حدّثني أبي، حدّثنا الوليد بن مسلم قال: حدّثنا ابن جابر ، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عقبة بن عامر قال:

«بينا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه و آله في نقب من تلك النقاب إذ قال لي: يا عقبة ألا ترکب؟ قال: فأجللت رسول الله صلى الله عليه و آله أن أركب مركبه، ثم قال: يا عقب (1) ألا تركب؟ قال: فأشفقت أن تكون معصية، قال: فنزل رسول الله صلى الله عليه و آله و ركبت هنية (2)، ثمّ ركب، ثمّ قال: يا عقيب ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله قال : «فاقرأني قُل أعُوذُ بِرَبِّ الفَلَق» (3) ، و «قُل أعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» (4) ثمّ أقيمت الصلاة، فتقدم رسول الله صلى الله عليه و آله فقرأ بهما، ثمّ مرّ بي، قال: كيف رأیت یا عقیب اقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت قال أبو عبد الرحمن: هو عقبة بن عامر بن عابس ويقال ابن عبس الجهني.

2399 - [144/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدّثنا أبو سلام، عن عبد الله الأزرق، عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

ص: 83


1- في الأصل: (يا عقيب)
2- في الأصل: (هنيئة)
3- سورة الفلق، 1
4- سورة الناس، 1

«إنّ الله عزّوجلّ يدخل الثلاثة بالسهم الواحد الجنّة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والممد ، به والرامي به وقال ارموا واركبوا، وإن ترموا أحب إليّ من أن تركبوا، وإّ كل شيء يلهو به الرجل باطل إلا رمية الرجل بقوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته امرأته، فإنّهنّ من الحق، ومن نسي الرمي بعدما علمه فقد كفر الذي علمه».

2400 - [4 / 144] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا أبو بكر بن عياش قال: حدّثني محمّد مولى المغيرة بن شعبة قال: حدّثني كعب بن علقمة، عن أبي الخير مرثد ابن عبد الله، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«كفّارة النذر كفّارة اليمين».

2401 - [4 / 144] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الحميد بن جعفر قال حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن عقبة ابن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنّ أحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج».

2402 - [144/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن هشام الدستوائي قال: حدّثنا يحيى، عن بعجة بن عبد الله، عن عقبة بن عامر :

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قسم ضحايا بين أصحابه، فأصاب عقبة بن عامر جذعة فسأل النبي صلى الله عليه و آله عنها، فقال: ضحّ بها».

2403 - [4 / 145] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله زجر، عن أبي سعيد الرعيني، عن عبد الله بن مالك اليحصبي، عن عقبة بن عامر الجهني:

«أنّ أخته نذرت أن تمشي حافية غير مختمرة، فسأل النبي صلى الله عليه و آله، فقال : إنّ الله لا يصنع بشقاء أختك شيئاً، مرها فلتختمر ولتركب، ولتصم ثلاثة أيام».

ص: 84

2404 - [145/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق، حدّثنا عبد الله - يعني ابن المبارك - قال: حدّثنا حرملة بن عمران قال: حدّثني عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل السليحي - وهم إلى قضاعة- قال: حدّثني أبي قال:

«كنت مع عقبة بن عامر جالساً قريباً من المنبر يوم الجمعة، فخرج محمّد بن أبي حذيفة، فاستوى على المنبر ، فخطب الناس، ثمّ قرأ عليهم سورة من القرآن، قال: وكان من أقرأ الناس قال فقال عقبة بن عامر: صدق الله ورسوله صلى الله عليه و آله، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليقرأنّ القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».

2405 - [4 / 145] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا يحيى بن غيلان قال: حدّثنا رشدين - يعني ابن سعد - قال: حدّثني عمرو - يعني ابن الحارث - عن أبي عشانة أنّه سمع عقبة بن عامر يخبر عن رسول الله صلى الله عليه و آله :

«أنّه كان يمنع أهل الحلية والحرير ويقول: إن كنتم تحبون حلية الجنّة وحريرها فلا تلبسوها في الدنيا».

2406 - [4 / 145] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن غيلان قال: حدّثنا رشدين - يعني ابن سعد - أبو الحجاج المهري، عن حرملة بن عمران التجيبي، عن عقبة بن مسلم، عن عقبة بن عامر ، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدارج، ثمّ تلا رسول الله صلى الله عليه و آله: «فَلَا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إذَا فَرحُوا بَمَا أُوتُوا أخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ»(1)».

ص: 85


1- سورة الأنعام: 44

2407 - [4 / 145] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعيد قال : حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي عشانة، عن عقبة بن عامر: أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«يعجب ربّكم من راعي الغنم في شظية يؤذن بالصلاة ويقيم». (1)

2408 - [4 / 145] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح، عن عقبة بن عامر: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ أنسابكم هذه ليست بسباب على أحد، وإنما أنتم ولد آدم طف الصاع لم تملؤوه، ليس لأحد فضل إلا بالدين أو عمل صالح، حسب الرجل أن يكون فاحشاً بذياً بخيلاً جباناً». (2)

2409 - [4 / 145] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو العلاء الحسن بن سوار قال: حدّثنا ليث، عن معاوية، عن أبي عثمان، عن جبير بن نفير وربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني وعبد الوهاب بن بخت عن الليث بن سليم الجهني كلهم يحدّث عن عقبة بن عامر قال: قال عقبة:

«كنّا نخدم أنفسنا، وكنّا نتداول رعية الإبل بيننا، فأصابني رعية الإبل فروحتها بعشي، فأدركت رسول الله صلى الله عليه و آله وهو قائم يحدّث الناس، فأدركت من حديثه وهو يقول: ما منكم من أحد يتوضّأ فيسبغ الوضوء [ثم يقوم] فيركع ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنّة وغفر الله له.

ص: 86


1- شظية الشظية هي القطعة من الشيء. وقيل: الصخرة العظيمة الخارجة من الجيل كأنها أنف الجبل. وقيل: قطعة مرتفعة في رأس الجبل وقيل أيضاً: شعبة من الجبل
2- طف الصاع: وتعني طف المكيال، وهو أن يقارب الامتلاء من غير أن يمتلئ ويريد به أنّ كلكم قاصر عن غاية الكمال

قال: فقلت له: ما أجود هذا! قال: فقال قائل بين يدي التي كان قبلها : يا عقبة أجود منها، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب، قال: فقلت: وما هي يا أبا حفص؟ قال: إنّه قال قبل أن تأتي ما منكم من أحد يتوضّأ فيسبغ الوضوء ثمّ يقول: أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنّة الثمانية يدخل من أيها شاء». (1)

2410 - [4 / 146] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق قال: حدّثنا عبد الله ، أخبرني ابن لهيعة قال: حدّثني يزيد أنّ أبا الخير حدّثه: أنّه سمع عقبة بن عامر يحدّث، عن النّبي صلی الله علیه و آله أنّه قال:

«ليس من عمل يوم إلا وهو يختم عليه، فإذا مرض المؤمن قالت الملائكة يا ربّنا عبدك فلان قد حبسته، فيقول (2) الربّ عزّوجلّ: اختموا له على مثل [ما] عمله حتّى يبرأ أو يموت». (3)

2411 - [147/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب الخفاف، عن سعيد ، عن قتادة قال: ذكر أن قيساً الجذامي حدّثه عقبة بن عامر الجهني: أن رسول الله صلی الله علیه و آله قال :

«من اعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار».

2412 - [147/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال : حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة التجيبي، عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

ص: 87


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل
2- في الأصل: (يقول)
3- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل

«لا يحلّ لامرئ مسلم يخطب على خطبة أخيه حتّى يترك، ولا يبيع على بيع أخيه حتّى يترك».

2413 - [147/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا علي بن إسحاق، أنبأنا عبد الله بن مبارك، أنبأنا حرملة بن عمران أنّه سمع يزيد بن أبي حبيب يحدّث: أن أبا الخير حدّثه: أنّه سمع عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

«كل امرئ في ظل صدقته حتّى يفصل بين الناس - أو قال: يحكم بين الناس - ».

قال يزيد : وكان أبو الخير لا يخطئه يوم إلا تصدّق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة أو كذا. 2414 - [4 / 148] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا معاذ بن -

رفاعة، حدّثني علي بن يزيد عن القاسم ، عن أبي أمامة الباهلي، عن عقبة بن عامر قال:

«لقيت رسول الله صلى الله عليه و آله فابتدأته فأخذت بيده قال فقلت يا رسول الله ما نجاة المؤمن؟ قال: يا عقبة، احرس لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك . قال : ثمّ لقيني رسول الله صلى الله عليه و آله فابتدأني فاخذ بيدي، فقال: يا عقبة بن عامر، ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم؟ قال: قلت: بلى، جعلني الله فداك، قال: فاقرأني : «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ» (1) و «قل أعوذ برب الفلق» (2) و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس» (3) ثمّ قال: يا عقبة، لا تناهنّ، ولا تبيت ليلة حتى تقرأهنّ قال: فما نسيتهنّ من منذ قال: لا تنساهنّ وما بت ليلة قط حتّى أقرأهن. قال عقبة: ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه و آله فابتدأته

ص: 88


1- سورة الإخلاص: 1
2- سورة الفلق 1
3- سورة الناس: 1

فأخذت بيده فقلت يا رسول الله، أخبرني بفواضل الأعمال؟ فقال: يا عقبة، صل من قطعك واعط من حرمك، وأعرض عمّن ظلمك».

2415 - [4 / 148] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا كعب بن علقمة قال: سمعت عبد الرحمن بن شماسة يقول أتينا أبا الخير فقال: سمعت عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«إنما النذر يمين، كفّارتها كفّارة اليمين».

2416 - [149/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سويد بن عمرو الكلبي ويونس قالا: حدّثنا أبان، قال قتادة عن الحسن، عن عقبة بن عامر: أنّ نبي الله صلى الله عليه و آله قال :

«إذا أنكح الوليان فهو للأول منها، وإذا باع من رجلين فهو للأوّل منهما».

قال أبي : وقال يونس: وإذا باع الرجل بيعاً من رجلين.

2417 - [4 / 154] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد الله ابن يزيد المقرئ، حدّثنا حرملة بن عمران، حدّثني أبو عشانة المعافري قال: سمعت

عقبة بن عامر الجهني يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من كانت - وقال مرة: من كان - له ثلاث بنات قصير عليهنّ فأطعمهنّ وسقاهنّ وكساهنّ من جدته كنّ له حجاباً من النار». (1)

2418 - 4 / 155] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدّثنا موسى - يعني ابن أيوب الغافقي - حدّثني عمي إياس بن عامر قال: سمعت عقبة بن

عامر الجهني يقول:

ص: 89


1- جدته جد فيه وأجد إذا أجتهد

«لمّا نزلت «فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ» (1) قال لنا رسول الله صلى الله عليه و آله : اجعلوها في : ركوعكم، فلما نزلت «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى» (2) قال: اجعلوها في سجودكم».

2419 - [4 / 156] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا عمرو بن الحارث، عن عمرو بن شعيب انّه حدّثة مولى شرحبيل بن حسنة، حدّثه أنّه سمع عقبة بن عامر وحذيفة بن اليمان يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«كُلْ ما ردّت عليك قوسك».

2420 - [158/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا ابن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد اللخمي، عن عقبة ابن عامر قال:

«لقيت رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال لي: يا عقبة بن عامر، صل من قطعك واعط من حرمك، واعف عمّن ظلمك ، قال : ثمّ أتيت رسول الله صلى الله عليه و آله، فقال لي: يا عقبة ابن عامر، أملك لسانك وابك على خطيئتك، وليسعك بيتك.

قال: ثمّ لقيت رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال لي: يا عقبة بن عامر، ألا أعلمك سوراً ما أنزلت في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلهنّ ؟ لا يأتينّ عليك ليلة إلا قرأتهنّ فيها : «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ» و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» و «قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ النَّاس».

قال عقبة: فما أنت علّى ليلة إلا قرأتهن فيها، وحق لي أن لا أدعهن وقد أمرني بهنّ

رسول الله صلى الله عليه و آله ... الحديث».

ص: 90


1- وردت هذه الآية في سورتين من القرآن هما الواقعة (الآية 74 ، والآية 96)، وفي الحاقة آية 52
2- سورة الأعلى: 1

المنتخب من حديث يزيد بن الأسود العامري

2421 - [161/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر حدّثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد بن الأسود . عن أبيه:

«انّه صلّى مع رسول الله صلى الله عليه و آله صلاة الصبح بمنى وهو غلام شاب، فلمّا صلّى رسول الله صلى الله عليه و آله إذا هو برجلين لم يصلّيا فدعا بهما فجيء بهما ترعد فرائصها، فقال لهما: ما منعكما أن تصلّيا معنا؟ قالا: قد صلّينا في رحالنا، قال: فلا تفعلا، إذا صلّيتم في رحالكم ثمّ أدركتم الإمام لم يصل فصلّيا معه فهي لكم نافلة».

المنتخب من حديث عياض بن حمار المجاشعي

2422 - [161/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم أنبأنا خالد عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أخيه مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عياض بن حمار قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من وجد لقطة فليشهد ذوي عدل، وليحفظ عفاصها ووكاءها، فإن جاء صاحبها فلا يكتم وهو أحق بها، وان لم يجيء صاحبها فإنّه مال الله يؤتيه من يشاء».

قال أبو عبد الرحمن: قلت لأبي : إنّ قوماً يقولون: عقاصها، ويقولون عفاصها، قال: عفاصها بالفاء. (1)

المنتخب من حديث حبشي بن جنادة السلولي

2423 - [164/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم وابن أبي

ص: 91


1- عفاصها ووكاءها تقدم المعنى في هامش حديث 2355

بكير قالا: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال يحيى بن آدم السلولى: - وكان قد شهد يوم حجّة الوداع - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«علي منّي وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي».

وقال ابن أبي بكير: لا يقضي عني ديني إلا أنا أو علي رضي الله عنه .

2424 - [4 / 164] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الزبيري، حدّثنا إسرائيل مثله، وحدّثناه - يعني الزبيري - حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة مثله، قال: فقلت لأبي إسحاق: إني سمعت منه قال: وقف علينا على فرس له في مجلسنا في جنابة السبيع.(1)

2425 - [4 / 165] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم أو ابن أبي بكير قالا: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال يحيى - وكان ممن شهد حجّة الوداع - قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«اللهم اغفر للمحلقين قالوا: يا رسول الله، والمقصرين قال اللهم اغفر للمحلقين قالوا يا رسول الله، والمقصرين قال في الثالثة والمقصرين».

2426 - [4 / 165] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم ويحيى بن أبي بكير قالا: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من سأل من غير فقر فكأنّما يأكل الجمر».

2427 - [4 / 165] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، أنبأنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

ص: 92


1- جبالة: بالفتح ثمّ التشديد، والجبان في الأصل الصحراء، وأهل الكوفة يسمون المقابر جبانة كما يسميها أهل البصرة المقبرة، وبالكوفة محال تسمى بهذا الاسم وتضاف إلى القبائل، منها: جبانة كندة مشهورة، وجبانة السبيع، كان ما يوم للمختار بن عبيد الثقفي

««علي مني وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي».

2428 - [4 / 165] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة السلولي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله :

«علي مني وأنا منه، ولا يؤدى عني إلا أنا أو علي».

قال شريك: قلت لأبي إسحاق : أنت أين سمعته منه ؟ قال: موضع كذا وكذا لا أحفظه.

2429 - [4 / 165] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة السلولي - وكان قد شهد حجّة الوداع - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«علي مني وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي».

المنتخب من حديث أبي عبد الملك بن المنهال

2430 - [4 / 165] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أنس بن سيرين عن عبد الملك بن المنهال، عن أبيه قال:

«أمرنا رسول الله صلى الله عليه و آله بأيام البيض، فهو صوم الشهر».

المنتخب من حديث عبد المطلب بن ربيعة

2431 - [4 / 165] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث، عن عبد المطلب بن ربيعة قال:

«دخل العباس على رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال : يا رسول الله إنّا لنخرج فنرى قريشاً تحدّث، فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول الله صلى الله عليه و آله و در عرق بين عينيه، ثمّ قال: والله لا يدخل قلب امرئ إيمان حتّى يحبكم الله و لقرابتي».

ص: 93

2432 - [4 / 165] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا يزيد بن عطاء عن يزيد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد المطلب بن ربيعة ابن الحارث بن عبد المطلب قال :

«أتى ناس من الأنصار النبي صلى الله عليه و آله فقالوا : إنا لنسمع من قومك حتّى يقول القائل منهم : إنما مثل محمّد مثل نخلة نبتت في كباء - قال حسين: الكباء الكناسة - فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : أيّها الناس من أنا؟ قالوا: أنت رسول الله صلى الله عليه و آله، قال: أنا محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب - قال: فما سمعناه قط ينتمي قبلها - ألا إنّ الله عزّوجلّ خلق خلقه فجعلني من خير خلقه، ثمّ فرقهم فرقتين فجعلني من خیر الفرقتين، ثمّ جعلهم قبائل فجعلني من خيرهم قبيلة، ثمّ جعلهم بيوتاً فجعلني من خيرهم بيتاً، وأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا صلى الله عليه و آله».

[يقول شير محمد الهمداني]: في (الصحاح): «والكبا مقصور الكناسة والجمع الأكباء مثل معي وأمعاء».(1)

2433 - [4 / 166] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد المطلب ابن ربيعة بن الحارث :

«أنه هو والفضل أتيا رسول الله صلى الله عليه و آله ليزوجهما ويستعملهما على الصدقة فيصيبان من ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : إنّ هذه الصدقة إنما هي أوساخ الناس، وإنّها لا تحلّ لمحمّد ولا لآل محمّد... الحديث».

ص: 94


1- الصحاح 2471/6

المنتخب من حديث المطلب

2434 - [4 / 167] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج بن محمّد، قال شعبة: أخبرني عن عبد ربه بن سعيد ، عن أنس بن أبي أنس من أهل مصر، عن عبد الله بن نافع، عن عبد الله بن الحارث، عن المطلب: أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«الصلاة مثنى مثنى، وتشهّد، وتسلم (1) في كل ركعتين، وتبأس وتمسكن، وتقنع يديك وتقول: اللهم اللهم فمن لم يفعل ذلك فهي خداج». (2)

حديث سفيان بن وهب الخولاني

2435 - [4 / 168] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني أبو عشانة: أنّ سفيان بن وهب الخولاني حدّثه:

«أنّه كان تحت ظل راحلة رسول الله صلى الله عليه و آله يوم حجّة الوداع - أو أنّ رجلاً حدّثه ذلك - و رسول الله صلى الله عليه و آله يخطب ، فقال رسول الله : هل بلّغت؟ فظننا أنّه يريدنا، فقلنا : نعم ، ثمّ أعاده ثلاث مرات، وقال فيما يقول: روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وغدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وإنّ المؤمن على المؤمن حرامٌ عرضه وماله ونفسه حرمة كحرمة هذا اليوم».

حديث حبان بن بح الصداني

2436 - [168/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم عن حبان بن بح الصدائي صاحب النبي صلى الله عليه و آله

ص: 95


1- قوله (وتسلم) ليس في المصدر
2- خداج الخداج بكسر الخاء تعني النقصان والمقصود أنّ صلاته ناقصة

أنّه قال:

«إنّ قومي كفروا، فأخبرت النبي صلى الله عليه و آله، فجهّز إليهم جيشاً، فأتيته فقلت: إنّ قومي على الإسلام، فقال: أكذلك؟ فقلت : نعم ، قال : فاتبعته ليلتي إلى الصباح، فأذنت بالصلاة لمّا أصبحت، وأعطاني إناء توضّأت منه، فجعل النبي صلى الله عليه و آله أصابعه في الإناء فانفجر عيوناً، فقال: من أراد منكم أن يتوضّأ فليتوضّأ.... الحديث».

المنتخب من حديث يعلى بن مرة الثقفي

2437 - [4 / 170] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن نمير، عن عثمان بن حكيم قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن يعلى بن مرة قال:

«لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه و آله ثلاثاً ما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بعدي، لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنّا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها، :فقالت يا رسول الله، هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء، يؤخذ في اليوم ما أدري كم مرة، قال ،ناولينيه فرفعته إليه فجعلته بينه وبين واسطة الرحل، ثمّ فغر فاه فنفث فيه ثلاثاً وقال: بسم الله، أنا عبد الله، إخسأ عدو الله ثمّ ناولها إياه فقال: القينا في الرجعة في هذا المكان فاخبرينا ما فعل.

قال: فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث، فقال: ما فعل صبيك؟ فقالت: والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئاً حتّى الساعة، فاجترر هذه الغنم قال انزل فخذ منها [واحدة] ورد البقية.

قال: وخرجت ذات يوم إلى الجبانة، حتّى إذا برزنا قال: انظر ويحك هل ترى من شيء يواريني ؟ قلت: ما أرى شيئاً يواريك إلا شجرة ما أراها تواريك، قال: فما بقربها؟ قلت: شجرة مثلها أو قريب منها ، قال : فاذهب إليهما فقل: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله

ص: 96

يأمركما أن تجتمعا بإذن الله قال: فاجتمعتا، فبرز الحاجته ثمّ رجع ، فقال : اذهب إليهما فقل لهما : إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله يأمركما أن ترجع كل واحدة منكما إلى مكانها فرجعت.

قال: وكنت عنده جالساً ذات يوم إذ جاءه جمل يخبب حتّى صوّب بجرانه بين يديه ثمّ ذرفت عيناه، فقال: ويحك أنظر لمن هذا الجمل، إنّ له لشأناً قال: فخرجت التمس صاحبه فوجدته لرجل من الأنصار فدعوته إليه، فقال: ما شأن جملك هذا؟ فقال: وما شأنه؟ قال: لا أدري والله ما شأنه، عملنا عليه ونضحنا عليه حتّى عجز عن السقاية، فأتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه، قال: فلا تفعل، هبه لي أو بعنيه فقال : بل هو لك يا رسول الله ، قال : فوسمه بسمة الصدقة، ثّم بعث به». (1)

2438 - [172/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّقنا حماد، عن عاصم بن بهدلة، عن حبيب بن أبي جبيرة، عن يعلى بن سيابة:

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله مرّ بقبر ، فقال : إنّ صاحب هذا القبر يعذّب في غير كبير ثمّ دعا بجريدة فوضعها على قبره فقال لعله أن يخفف عنه ما دامت رطبة».

2439 - [4 / 172] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب، حدّثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى العامري:

«أنّه خرج مع رسول الله صلى الله عليه و آله إلى طعام دعواله ، قال : فاستمثل رسول الله صلى الله عليه و آله - قال عفان: قال وهيب: فاستقبل رسول الله صلى الله عليه و آله - أمام القوم وحسين مع غلمان يلعب، فأراد رسول الله صلى الله عليه و آله و أن يأخذه قال : فطفق (2) الصبي ها هنا مرة وها هنا مرة، فجعل رسول الله صلى الله عليه و آله يضاحكه حتّى أخذه، قال: فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى

ص: 97


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل. بجرانه: جران البعير بالكسر مقدم عنقه من مذبحه إلى منحره، والمقصود مد عنقه
2- في بعض المصادر: (فطفر)

تحت ذقنه، فوضع فاه على فيه فقبّله، وقال: حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط».

2440 - [173/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن حفص عن يعلى بن مرة الثقفي قال:

«ثلاثة أشياء رأيتهنّ من رسول الله صلى الله عليه و آله : بينا نحن نسير معه إذ مررنا ببعير يسني عليه، فلمّا رآه البعير جرجر ووضع جرانه، فوقف عليه النبي صلى الله عليه و آله فقال : أين صاحب هذا البعير؟ فجاء، فقال: بعنيه، فقال: لا، بل أهبه لك، فقال: لا، بعنيه، قال: لا، بل نهبه لك، و إنّه لأهل بيت ما لهم معيشة غيره، قال: أمّا إذ ذكرت هذا من أمره فإنّه شكا كثرة العمل وقلة العلف، فأحسنوا إليه». (1)

قال: ثمّ سرنا فنزلنا منزلاً، فنام النبي صلى الله عليه و آله ، فجاءت شجرة تشق الأرض حتّى غشيته، ثمّ رجعت إلى مكانها، فلمّا استيقظ ذكرت له، فقال: هي شجرة استأذنت ربّها عزّوجلّ أن تسلّم على رسول الله صلى الله عليه و آله فأذن لها .

قال: ثمّ سرنا فمررنا بماء، فأتته امرأة بابن لها به جنّة، فأخذ النبي صلى الله عليه و آله بمنخره فقال: أخرج إني محمّد رسول الله ، قال : ثمّ سرنا، فلمّا رجعنا من سفرنا مررنا بذلك الماء، فأتته المرأة بجزر ولبن فأمرها أن ترد الجزر، وأمر أصحابه فشرب من اللبن، فسألها عن الصبي؟ فقالت: والذي بعثك بالحق ما رأينا منه ريباً بعدك».

2441 - [173/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا إسرائيل بن يونس، حدّثني عمر بن عبد الله بن يعلى، عن جدته حكيمة، عن أبيها يعلى

قال يزيد : فيما يروى يعلى بن مرة - قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 98


1- يسني عليه: أي يستقى عليه من البئر. جرجر يقال حرحر الجمل إذا ردد صوته في حنجرته

«من التقط لقطة يسيرة درهماً أو حبلاً أو شبه ذلك فليعرفه ثلاثة أيام، فإن كان فوق ذلك فليعرفه سنة».

2442 - [173/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن حبيب بن أبي عمرة، عن المنهال بن عمرو، عن يعلى قال:

«ما أظن أنّ أحداً من الناس رأى من رسول الله صلى الله عليه و آله إلا دون ما رأيت، فذكر أمر الصبي والنخلتين وأمر البعير، إلا أنّه قال: ما لبعيرك يشكوك؟ زعم أنّك سانيه حتّى إذا كبر تريد أن تنحره، قال: صدقت والذي بعثك بالحق نبياً، قد أردت ذلك، والذي بعثك بالحق لا أفعل». (1)

2443 - [173/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب، حدّثنا عطاء بن السائب، عن يعلى بن مرة الثقفي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«قال الله صلى الله عليه و آله: لا تمثلّوا بعبادي».

2444 - [173/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن محمّد، وسمعته أنا من عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة، حدّثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن الربيع بن عبد الله عن أيمن بن نابل عن يعلى بن مرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه و آله يقول :

«أيما رجل ظلم شبراً من الأرض كلفه الله أن يحفره حتّى يبلغ آخر سبع أرضين، ثمّ يطوقه إلى يوم القيامة حتى يقضي بين الناس».

المنتخب من حديث سراقة بن مالك بن جشعم

2445 - [4 / 175] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة عن طاوس عن سراقة بن مالك بن جعشم قال:

ص: 99


1- سانيه الناقة يستقى عليها من البئر

«قام رسول الله صلى الله عليه و آله خطيباً في الوادي فقال : ألا إنّ العمرة دخلت في الحجّ إلى يوم القيامة».

2446 - [4 / 175] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا مكي بن إبراهيم، حدّثنا داود - يعني يزيد - قال: سمعت عبد الملك الزراد يقول: سمعت النزال بن يزيد بن سبرة صاحب علي يقول: سمعت سراقة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة».

قال: وقرن رسول الله صلى الله عليه و آله في حجّة الوداع.

2447 - [4 / 175] حدّثنا عبد الله، [حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن يزيد ، حدّثنا موسى بن علي قال: سمعت أبي يقول : بلغني] عن سراقة بن مالك يقول أنّه حدّث:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال له: يا سراقة، ألا أدلك على أعظم الصدقة - أو من أعظم الصدقة - ؟ قال : بلى يا رسول الله، قال: ابنتك مردودة إليك ليس لها كاسب غيرك» (1)

2448 - [4 / 175] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن صالح، و حدّث ابن شها:ب أنّ عبد الرحمن بن مالك أخبره أنّ أباه أخبره:

«أنّ سراقة بن جعشم دخل على رسول الله صلى الله عليه و آله في وجعه الذي توفى فيه، قال: فطفقت أسأل رسول الله صلى الله عليه و آله حتى ما أذكر ما أسأله عنه، فقال: اذكره، قال: وكان مما سألته عنه أن قلت: يا رسول الله، الضالة تغشى حياضي وقد ملأتها ماء لإبلي، فهل لي من أجر أن أسقيها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : نعم، في سقي كل كبد حرّاء أجر الله عزّوجلّ». (2)

ص: 100


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل
2- طفقت: ابتدأت، أخذت، أقبلت

2449 - [4 / 175] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، عن سراقة (1) عن مالك بن جعشم أنّه قال:

«يا رسول الله، أرأيت عمرتنا هذه العامنا هذا أم للأبد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: بل للأبد».

المنتخب من حديث عتبة بن عبد السلمي أبي الوليد

2450 - [183/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان، عن ثور بن يزيد عن نفير عن رجل يقال له عتبة بن عبد السلمي قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن نتف أذناب الخيل وأعرافها ونواصيها، وقال: أذنابها مذابها وأعرافها ادفاؤها ونواصيها معقود بها الخير إلى يوم القيامة». (2)

المنتخب من حديث عمرو بن خارجة

2451- [186/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن ليث، عن شهر بن حوشب قال: أخبرني من سمع النبي ، وعن ابن أبي ليلى أنّه سمع عمرو بن خارجة، قال ليث في حديثه:

«خطبنا رسول الله صلى الله عليه و آله وهو على ناقته فقال: ألا إنّ الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي - وأخذ وبرة من كاهل ناقته فقال ولا ما يساوي هذه أو ما يزن

ص: 101


1- في الأصل: (عن سراقة بن مالك بن جعشم)
2- مذابّها: جمع مذبة بكسر الميم وهي ما يذب به الذباب والخيل تدفع بأذنابها ما يقع عليها من ذباب وغيره العرف هو شعر عنق الفرس وقيل أنه منبت الشعر والريش من العنق والجمع أعراف أدفازها: أدفاء جمع دفء والمراد كساؤها الذي تدفا به نواصي الخيل: أي شعر مقدم رأسها

هذه - لعن الله من ادّعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه الولد للفراش وللعاهر الحجر، إنّ الله أعطى كل ذي حق حقه، ولا وصية لوارث».

المنتخب من حديث عبد الله بن بسر المازني

2452 - [4 / 188] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عياش، حدّثنا حسان بن نوح عن عمرو بن قيس، عن عبد الله بن بسر قال:

«أتى النبي صلى الله عليه و آله أعرابيان، فقال أحدهما من خير الرجال يا محمّد؟ قال النبي صلى الله عليه و آله: من طال عمره وحسن عمله. وقال الآخر: إنّ شرائع الإسلام قد كثرت علينا، فباب نتمسك به جامع؟ قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عزّوجلّ».

المنتخب من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي

2453 - [190/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد - يعني ابن جعفر - قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال:

«أنا أوّل المسلمين سمع النبي صلى الله عليه و آله ينهي أن يبول أحد مستقبل القبلة، فخرجت إلى الناس فأخبرتهم».

المنتخب من حديث عدي بن عميرة الكندي

2454 - [191/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن جرير بن حازم قال: حدّثنا عدي(1) قال : أخبرني رجاء بن حيوة والعرس بن عميرة عن أبيه عدي قال:

ص: 102


1- في الأصل: (حدّثنا عدي بن عدي)

«خاصم رجل من كندة يقال له امرؤ القيس بن عابس رجلاً من حضرموت إلى رسول الله صلى الله عليه و آله في أرض، فقضى على الحضرمي بالبينة فلم تكن له بينة، فقضى على امرئ القيس باليمين، فقال الحضرمي: إن أمكنته من اليمين يا رسول الله ذهبت والله - أو وربّ الكعبة - أرضي، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال أخيه لقى الله وهو عليه غضبان. قال رجاء وتلا رسول الله صلى الله عليه و آله : «إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَليلا» (1)فقال امرؤ القيس : ماذا لمن تركها يا رسول الله؟ قال: الجنّة، قال: فاشهد أني قد تركتها له كلها».

2455 - [192/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا سيف قال: سمعت عدي بن عدي الكندي يحدّث، عن مجاهد قال: حدّثني مولّى لنا أنّه سمع عدياً يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«إنّ الله عزّوجلّ لا يعذّب العامة بعمل الخاصة حتّى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عذّب الله الخاصة والعامة».

2456 - [192/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عياش وإسحاق ابن عيسى - وهذا حديث علي - قال : حدّثنا الليث بن سعد قال: حدّثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي، عن عدي بن عدي الكندي، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«أشيروا على النساء في أنفسهنّ فقالوا: إنّ البكر تستحي يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه و آله : الثيب تعرب عن نفسها بلسانها، والبكر رضاها صمتها».

ص: 103


1- سورة آل عمران: 77

المنتخب من حديث أبي ثعلبة الخشني

2457 - [193/5] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الحجاج، حدّثنا يزيد بن أرطاة، عن مكحول، عن أبي ثعلبة الخشني يقول:

«قلت: يا رسول الله، إنّا أهل صيد، فقال: إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله فأمسك عليك فكل، قال: قلت وإن قتل ؟ قال : وإن قتل: قال: قلت: إنّا أهل رمي، قال: ما ردت عليك قوسك فكل قال: قلت: إنا أهل سفر نمرّ باليهود والنصارى والمجوس ولا نجد غير آنيتهم، قال: فإن لم تجدوا غيرها فاغسلوها بالماء ثمّ كلوا فيها واشربوا».

2458 - [194/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة الخشني قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن أكل كل ذي ناب من السباع».

2459 - [195/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن يزيد، حدّثنا حيوة، أخبرني ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة الخشني أنّه قال:

«أتيت رسول الله صلى الله عليه و آله فقلت: يا رسول الله، إنا بأرض أهل كتاب، أفنأكل في آنيتهم؟ وإنّا في أرض صيد أصيد بقوسي وأصيد بكلبي المعلم، وأصيد بكلبي الذي ليس بمعلم فأخبرني ماذا يصلح؟

قال: أمّا ما ذكرت أنكم بأرض أهل كتاب تأكل في آنيتهم، فإن وجدتم غير آنيتهم فلا تأكلوا فيها، وإن لم تجدوا غير آنيتهم فاغسلوها ثمّ كلوا فيها.

وأمّا ما ذكرت أنكم بأرض صيد، فإن صدت بقوسك وذكرت اسم الله

ص: 104

فكل، وما صدت بكلبك المعلم فاذكر اسم الله ثمّ كل، وما صدت بكلبك الذي ليس بمعلم فأدركت ذكاته فكل».

المنتخب من حديث عمرو بن العاص

2460 - [197/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا حجاج قال: حدّثنا شعبة، أنبأنا عمرو بن دينار عن رجل من أهل مصر يحدّث:

«أنّ عمرو بن العاص أهدى إلى ناس هدايا، ففضّل عمّار بن ياسر ، فقيل له، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: تقتله الفئة الباغية».

2461 - [198] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان حدّثنا حماد بن سلمة قال: أنبأنا أبو حفص وكلثوم بن جبر، عن أبي غادية قال:

«قتل عمّار بن ياسر ، فأخبر عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : إنّ قاتله وسالبه في النار، فقيل لعمرو : فإنك هو ذا تقاتله! قال: إنما قال: قاتله وسالبه».

2462 - [4 / 198] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا أبي، عن أبي إسحاق قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي، عن أبي حبيب بن أبي أوس قال: حدثني عمرو بن العاص من فيه قال:

«لمّا انصرفنا من الأحزاب، عن الخندق جمعت رجالاً من قريش كانوا يرون مكاني ويسمعون مني، فقلت لهم: تعلمون والله أني لأرى أمر محمّد يعلو الأمور علواً كبيراً منكراً، وإني قد رأيت رأياً، فما ترون فيه؟ قالوا: وما رأيت؟ قال: رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده، فإن ظهر محمّد على قومنا كنا عند النجاشي، فإنا إن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمّد، وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرف فلن يأتينا منهم إلا خير.

ص: 105

فقالوا: إنّ هذا الرأي. قال: فقلت لهم: فاجمعوا له ما نهدي له، وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم، فجمعنا له أدماً كثيراً، فخرجنا حتّى قدمنا عليه، فو الله إنّا لعنده إذ جاء عمرو بن أمية الضمري، وكان رسول الله صلى الله عليه و آله قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه، قال: فدخل عليه، ثمّ خرج من عنده، قال: فقلت لأصحابي: هذا عمرو بن أمية الضمري لو قد دخلت على النجاشي فسألته إيّاه فأعطانيه فضربت عنقه، فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمّد.

قال: فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع، فقال: مرحباً بصديقي، أهديت لي من بلادك شيئاً؟ قال: قلت له (1): أيّها الملك [إني] قد أهديت لك أدماً كثيراً. قال: ثمّ قدمته إليه فأعجبه واشتهاه.

ثمّ قلت له : أيّها الملك، إني قد رأيت رجلاً خرج من عندك، وهو رسول رجل عدو لنا، فأعطنيه لأقتله، فإنّه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا، قال: فغضب، ثّم مديده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنّه قد كسره، فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقاً منه، ثمّ قلت: أيّها الملك، والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه! فقال له: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله؟! قال: :قلت: أيّها الملك، أكذاك هو ؟ فقال : ويحك يا عمرو، أطعني واتبعه، فإنّه والله لعلى الحق، وليظهرنّ على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده.

قال: قلت: فبايعني له على الإسلام قال: نعم، فبسط يده وبايعته على الإسلام، ثمّ خرجت إلى أصحابي وقد حال رأبي عما كان عليه، وكتمت أصحابي إسلامي، ثمّ خرجت عامداً لرسول الله صلى الله عليه و آله لأسلم ، فلقيت خالد بن الوليد وذلك قبيل الفتح وهو

ص: 106


1- في الأصل: (قلت نعم)

مقبل من مكة، فقلت: أين يا أبا سليمان؟ قال: والله لقد استقام المنسم، وإنّ الرجل لنبي، أذهب والله أسلم، فحتّى متى ؟ قال قلت: والله ما جئت إلا لأسلم. قال: فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع، ثمّ دنوت فقلت يا رسول الله، إني أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي -ولا أذكر: وما تأخر - قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : يا عمرو، بايع، فإنّ الإسلام يجبّ ما كان قبله، وإنّ الهجرة تجب ما كان قبلها قال: فبايعته ثمّ انصرفت.

قال ابن إسحاق: وقد حدّثني من لا أتهم: أنّ عثمان بن طلحة بن أبي طلحة كان معهما أسلم حين أسلما» . (1)

2463 - [199/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا معمر، عن طاووس، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه قال:

«لمّا قتل عمّار بن ياسر ، دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال: قتل عمّار، وقد قال رسول الله صلى الله عليه و آله: تقتله الفئة الباغية. فقام عمرو بن العاص فزعاً يرجع حتّى دخل على معاوية، فقال له: معاوية ما شأنك؟ قال: قتل عمّار، فقال معاوية قد قتل عمّار، فماذا ؟ قال عمرو : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : تقتله الفئة الباغية، فقال له معاوية: دحضت في بولك، أو نحن قتلناه ؟! إنما قتله علي وأصحابه، جاؤوا به حتّى القوه بين رماحنا - أو قال: بين سيوفنا -».

يقول شير محمّد الهمداني: في كتاب (معاني الأخبار) لابن بابويه في باب معنى الصراط المستقيم، قال: قال الصادق علیه السّلام: بمثل هذا التأويل القبيح المستكره يضلون ويضلون وهذا نحو تأويل معاوية لمّا قتل عمّار بن ياسر فارتعدت فرائص خلق كثير

ص: 107


1- الأدم: الجلود المدبوغة ما بين المعقوفتين ليس في الأصل

وقالوا: قال رسول الله صلى الله عليه و آله : عمّار تقتله الفئة الباغية، فدخل عمرو على معاوية (لعنه الله) وقال: يا أمير المؤمنين قد هاج الناس واضطربوا قال: لماذا؟ قال: قتل عمّار، فقال معاوية قتل عمار فماذا قال أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه و آله عمار تقتله الفئة الباغية؟ فقال له معاوية دحضت في قولك أنحن قتلناه؟! إنها قتله علي بن أبي طالب لمّا ألقاه بين رماحنا! . فاتصل ذلك بعلي بن أبي طالب علیه السّلام فقال : إذاً رسول الله صلى الله عليه و آله قتل حمزة لمّا ألقاه بين رماح المشركين». (1)

موجود هذا الحديث في التفسير المروي، عن أبي محمّد العسكري علیه السّلام ، أورده عند تفسير قوله تبارك وتعالى: «اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ» (2)

2464 - [199/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا الأسود بن شيبان قال: حدّثنا أبو نوفل، عن ابن أبي عقرب قال:

«جزع عمرو بن العاص عند الموت جزعاً شديداً، فلمّا رأى ذلك ابنه عبد الله بن عمرو قال: يا أبا عبد الله ما هذا الجزع، وقد كان رسول الله صلى الله عليه و آله يدنيك ويستعملك؟ قال: أي بني قد كان ذلك، وسأخبرك عن ذلك، إني والله ما أدري أحباً ذلك كان أم تألفاً يتألفني، ولكن أشهد على رجلين أنّه قد فارق الدنيا وهو يحبهما: ابن سمية وابن أم عبد ... الحديث». (3)

المنتخب من بقية حديث عمرو بن العاص

2465 - [203/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا جرير -يعني ابن حازم- قال: سمعت الحسن قال :

ص: 108


1- معاني الأخبار: 33 ح 4
2- تفسير الإمام العسكري علیه السّلام : 44 ح 20 سورة الفاتحة 6
3- ابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود

«قال رجل لعمرو بن العاص : أرأيت رجلاً مات رسول الله صلى الله عليه و آله وهو يحبه أليس رجلاً صالحاً؟ قال بلى قال قد مات رسول الله صلى الله عليه و آله وهو يحبك وقد استعملك، فقال: قد استعملني، فو الله ما أدرى أحباً كان لي منه أو استعانة بي، ولكن سأحدّثك برجلين مات رسول الله صلى الله عليه و آله وهو يحبهما : عبد الله بن مسعود، وعمّار بن ياسر».

المنتخب من حديث الأغر المزني

2466 - [211/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا شعبة قال: حدّثنا عمرو بن مرة قال: سمع أبا بردة قال: سمعت الأغر - رجلاً من جهينة - يحدّث ابن عمر أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

«يا أيها الناس توبوا إلى ربّكم، فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة».

المنتخب من حديث أبي سعيد بن المعلى

2467 - [211/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة قال: حدّثني حبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى قال:

«كنت أصلّي، فدعاني رسول الله صلى الله عليه و آله، فلم أجبه حتى صليت فأتيته، فقال: ما منعك أن تأتيني؟ قال: قلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، قال: ألم يقل الله عزّوجلّ: «يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا الله وَالرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ» (1)، ثمّ قال: لأعلّمنّك أعظم سورة في القرآن - أو من القرآن - قبل أن تخرج من المسجد قال: فأخذ

ص: 109


1- سورة الأنفال: 24

بيدي، فلمّا أراد أن يخرج من المسجد قلت: يا رسول الله، إنك قلت: لأعلمنّك أعظم سورة في القرآن قال نعم، «الحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ» (1) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.

حديث أبي سعيد بن أبي فضالة

2468 - [4 / 215] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا محمد بن بكر، أنبأنا عبد الحميد - يعني ابن جعفر - قال : أخبرني أبي، عن زياد بن ميناء، عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري - وكان من الصحابة - [أنّه] قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمل عمله لله عزّوجلّ أحداً فليطلب ثوابه من عند غير الله، فإنّ الله أغنى الشركاء عن الشرك». (2)

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن غنم الأشعري

2469 - [227/4] [حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا همام، حدّثنا عبد الله بن أبي حسين المكي] عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال:

«من قال قبل أن ينصرف ويثني رجله من صلاة المغرب والصبح: لا إله إلا وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب له بكل واحدة عشر حسنات... الحديث» (3)

ص: 110


1- سورة الحمد: 1
2- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل
3- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل

المنتخب من حديث المستورد بن شداد

2470 - [229/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن زيد، حدّثنا مجالد بن سعيد ، عن قيس بن أبي حازم، عن المستورد بن شداد قال:

«كنت في ركب مع رسول الله صلى الله عليه و آله ، إذ مرّ بسخلة ميتة منبوذة، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: أترون هذه هانت على أهلها؟ فقالوا يا رسول الله، من هوانها ألقوها، قال: فو الذي نفس محمّد بيده للدنيا أهون على الله عزّوجلّ من هذه على أهلها».

يقول شير محمّد: ورواه بإسناد آخر وفيه: «منبوذة على كناس وفيه والذي نفسي بيده». (1)

المنتخب من حديث أبي كبشة الأنماري

2471 - [231/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية - يعني ابن صالح - عن أزهر بن سعيد الحرازي قال: سمعت أبا كبشة الأنماري قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه و آله جالساً في أصحابه ، فدخل ثمّ خرج وقد اغتسل، فقلنا: يا رسول الله قد كان شيء؟ قال: أجل، مرّت بي فلانة، فوقع في قلبي شهوة النساء، فأتيت بعض أزواجي ،فأصبتها، فكذلك فافعلوا، فإنّه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال». (2)

ص: 111


1- مسند احمد: 230/4
2- توضيح: في سند الحديث معاوية بن صالح، وهو غير مرضي عند يحيى بن سعيد وغيره، قال العقيلي: إن عباس سمع يحيى يقول: كان يحيى بن سعيد لا يرضى معاوية بن صالح، وسأل يحيى بن سعيد عن معاوية بن صالح فقال: ما كنا نأحد عنه ذلك الزمان ولا حرفاً. راجع (الكامل في الضعفاء للعقيلي: 8: 147) علماً أنّ معاوية بن صالح أموي النزعة يضع الحديث للتزلف، روی أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال : «اللهم علّم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب». وقد تفرد في هذا الحديث الذي لا يتفق عليه أحد، قال الذهبي قال أبو حاتم لا يحتج به، وكذا لم يخرج له البخاري، ولينه ابن معين. وقال يحيى بن معين كان ابن مهدي إذا حدث بحديث معاوية بن صالح زجره يحيى بن سعيد وكان ابن مهدي لا يبالي (ميزان الاعتدال 4: 138). والحديث يخالف ما عليه النبي صلى الله عليه و آله من انقطاعه إلى الله تعالى وأنه لا يرتكب ما يشين عصمته، بل لا يطرأ على قلبه ذلك، فهو منافٍ لكل ما ورد عن النبي في اجتهاده في طاعة الله تعالى، والحديث إحدى محاولات الأمويين للحط من كرامة النبي صلى الله عليه و آله و قدسه الشريف، ولا ننسى أنّ معاوية بن صالح احد من تولى قضاء الأندلس وعلقته ببني أمية واضحة

2472 - [231/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا المسعودي، عن إسماعيل بن أوسط، عن محمد بن أبي كبشة الأنماري، عن أبيه قال:

«لمّا كان في غزوة تبوك، تسارع الناس إلى أهل الحجر يدخلون عليهم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و آله ، فنادى في الناس الصلاة جامعة قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه و آله و هو ممسك بعيره وهو يقول: ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم، فناداه رجل و منهم: نعجب منهم يا رسول الله، قال: أفلا أنذركم بأعجب من ذلك؟ رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وما هو كائن بعدكم، فاستقيموا وسددوا، فإنّ الله عزّوجلّ لا يعبأ بعذابكم شيئاً، وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم بشيء».

المنتخب من حديث فيروز الديلمي

2473 - [4 / 232 ] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا موسى بن داود قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي وهب الجيشاني، عن الضحاك بن فيروز، عن أبيه قال: «أسلمت وعندي امرأتان أختان فأمرني النبي صلى الله عليه و آله أن أطلق إحديهما».

ص: 112

حديث شرحبيل بن أوس

2474 - [234/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عياش وعصام ابن خالد قالا: حدّثنا حريز قال: حدّثني عمران بن مخمر - وقال عصام: بن مخبر - عن شرحبيل بن أوس - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله - أنّه قال : قال النبي صلى الله عليه و آله :

«من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاقتلوه».

المنتخب من حديث كعب بن مرة السلمي أو مرة بن كعب

2475 - [4 / 235] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن شرحبيل بن السمط قال: قال لكعب بن مرة يا كعب بن مرة، حدّثنا عن رسول الله صلى الله عليه و آله واحذر؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله ... إلى أن قال:

«وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول وجاءه رجل فقال: استسق الله لمضر، قال: فقال : إنك لجريء، المضر؟ قال: يا رسول الله، استنصرت الله عزّوجلّ فنصرك، ودعوت الله عزّوجلّ فأجابك، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه و آله يديه يقول: اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مربعاً مريئاً طبقاً غدقاً عاجلاً غير رائث نافعاً غير ضار . قال: فأحيوا قال: فما لبثوا أن أتوه فشكوا إليه كثرة المطر ، فقالوا: قد تهدّمت البيوت! قال فرفع يديه وقال: اللهم حوالينا ولا علينا قال: فجعل السحاب يتقطع يميناً وشمالاً».

حديث مولى لرسول الله صلى الله عليه و آله :

2476- [237/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا أبان، حدّثنا يحيى ابن أبي كثير، عن زيد عن أبي سلام، عن مولّى لرسول الله صلى الله عليه و آله : أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

ص: 113

«بخ بخ الخمس ما أثقلهنّ في الميزان: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، والولد الصالح يتوفى فيحتسبه والده. وقال: بخ بخ الخمس من لقى الله عزّوجلّ مستيقناً بهنّ دخل الجنّة: يؤمن بالله، واليوم الآخر، وبالجنة والنار، والبعث بعد الموت والحساب».

ص: 114

المنتخب من أوّل مسند الكوفيين

المنتخب من أوّل مسند الكوفيين

ص: 115

ص: 116

المنتخب من حديث صفوان بن عسال المرادي

2477 - [239/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، وحدّثناه يزيد، أنبأنا ،شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الله بن سلمة يحدّث عن صفوان بن عسال - قال يزيد : المرادي - قال:

«قال يهودي لصاحبه: إذهب بنا إلى النبي صلى الله عليه و آله - وقال يزيد : إلى هذا النبي صلى الله عليه و آله - حتّى نسأله عن هذه الآية: «لَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آياتٍ» (1)، فقال : لا تقل له نبي، فإنّه إن سمعك لصارت له أربعة أعين، فسألاء، فقال النبي صلى الله عليه و آله : لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله، ولا تقذفوا محصنة - أو قال: تفروا من الزحف شعبة الشاك - وأنتم يا يهود عليكم خاصة أن لا تعتدوا - قال يزيد : تعدوا - في السبت. فقبّلا يده ورجله قال- يزيد فقبلا يديه ورجليه - وقالا: نشهد أنك نبي. قال: فما يمنعكما أن تتبعاني؟ قالا: إنّ داود علیه السّلام دعا أن لا يزال من ذريته نبي، وإنّا نخشى - قال يزيد: إن أسلمنا - أن تقتلنا يهود».

2478 - [4 / 240] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدّثني عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن صفوان بن عسال قال:

«قال رجل من اليهود لآخر: إنطلق بنا إلى هذا النبي، قال: لا تقل هذا، فإنّه لو

ص: 117


1- سورة الإسراء: 101

سمعها كان له أربع أعين قال: فانطلقنا إليه فسألناه عن هذه الآية «وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيات بينات» (1)؟

قال: لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تفرّوا من الزحف ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تدلوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله، وعليكم خاصة يهود أن لا تعتدوا في السبت فقالا نشهد أنك رسول الله».

2479 - [240/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس وعفان قالا: حدّثنا عبد الواحد بن زياد، حدّثنا أبو روق عطية بن الحارث، حدّثنا أبو الغريف قال عفان أبو الغريف عبد الله بن خليفة - عن صفوان بن عسال المرادي قال:

«بعثنا رسول الله صلى الله عليه و آله في سرية ، فقال : اغزوا بسم الله في سبيل الله، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا... الحديث».

2480 - [240/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حماد - يعني ابن سلمة - عن عاصم، عن زر، عن صفوان بن عسال: أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال :

«إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما طلب».

المنتخب من حديث كعب بن عجرة

2481 - [241/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أخبرنا أبو بشر، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال:

«كنّا مع رسول الله صلى الله عليه و آله بالحديبية ونحن محرمون، وقد حصرنا المشركون، وكانت لي وفرة، فجعلت الهوام تساقط على وجهي، فمرّ بي النبي صلى الله عليه و آله، فقال :

ص: 118


1- سورة الإسراء: 101

أيؤذيك هوام رأسك؟ قلت: نعم فأمره أن يحلق ، قال : ونزلت هذه الآية: «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَة أَوْ نُسُك» (1) ».

2482 - [241/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة :

«أنّ رجلاً قال للنبي صلى الله عليه و آله: يا رسول الله، قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ قال: قولوا: اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد.

2483 - [241/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة قال: حدّثني الحكم ، عن ابن أبي ليلى - قال : وحدّثنا محمد بن جعفر، أنبأنا شعبة، عن الحكم قال : سمعت ابن أبي ليلى - قال:

«لقيني كعب بن عجرة - قال ابن جعفر - قال ألا أهدي لك هدية؟ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و آله فقلنا : يا رسول الله، قد علمنا - أو عرفنا - كيف السلام عليك فكيف الصلاة؟ قال: قولوا: اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

2484 - [241/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، قال: قرأت على عبد الرحمن مالك، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن

كعب بن عجرة:

«أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه و آله، فآذاه القمل في رأسه، فأمره رسول الله صلى الله عليه و آله أن

ص: 119


1- سورة البقرة: 196

يحلق رأسه، وقال: صم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين مُدّين مدين لكل إنسان، أو انسك بشاة، أيّ ذلك فعلت أجزاك». (1)

2485 - [243/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدّثني أبي ،حصين، عن الشعبي، عن عاصم العدوي، عن كعب بن عجرة قال:

«خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و آله - أو دخل - ونحن تسعة وبيننا وسادة من أدم، فقال: إنّها ستكون بعدي أمراء يكّذبون ويظلمون، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، وليس بوارد علّي الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم ويعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وهو وارد علّي الحوض».

2486 - [243/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا عبدة بن سليمان، أنبأنا مصعب عن الحكم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة:

«أنّ رجلاً سأل النبي صلى الله عليه و آله فقال : يا رسول الله، إنّا قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة؟ قال: فعلّمه أن يقول: اللهم صل على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمّد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

2487 - [244/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا عیسی بن المسيب البجلي عن الشعبي، عن كعب بن عجرة قال:

«بينما أنا جالس في مسجد رسول الله صلى الله عليه و آله مسندي ظهورنا إلى قبلة مسجد رسول الله صلى الله عليه و آله سبعة رهط أربعة موالينا وثلاثة من عربنا، إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه و آله صلاة الظهر حتّى انتهى إلينا، فقال: ما يجلسكم ها هنا؟ قلنا: يا رسول

ص: 120


1- المد: مقدار من الوزن اختلفت الأخبار في تقديره ولم نوردها للإيجاز انسك بشاة: أي تقرب بشاة تذبحها

الله ، ننتظر الصلاة، قال: فأرّم قليلاً، ثمّ رفع رأسه، فقال: أتدرون ما يقول ربّكم عزّوجل؟ قال: قلنا الله ورسوله أعلم، قال: فإنّ ربّكم يقول: من صلّى الصلاة لوقتها وحافظ عليها ولم يضيعها استخفافاً بحقّها فله علّي عهد أن أدخله الجنّة، ومن لم يصلّ لوقتها ولم يحافظ عليها وضيعها استخفافاً بحقها فلا عهد له، إن شئت عذبته، وإن شئت غفرت له».

2488 - [244/4] حدّثنا أبي، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب قال:

«لمّا نزلت: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيِّ» (1) قالوا: كيف نصلّي عليك يا نبيّ الله؟ قال: قولو اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

قال: ونحن نقول: وعلينا معهم. قال يزيد فلا أدري أشيء زاده ابن أبي ليلى من قبل نفسه، أو شيء رواه كعب.

المنتخب من حديث المغيرة بن شعبة

2489 - [244/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعلى بن عبيد أبو يوسف، حدّثنا إسماعيل، عن قيس، عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لا يزال من أمتي قوم ظاهرين على الناس حتّى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون». 2490 - [244/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، حدّثني هشام، عن عروة بن الزبير أنّه حدّث عن المغيرة بن شعبة، عن عمر :

ص: 121


1- سورة الأحزاب: 56

«أنه استشارهم في إملاص المرأة؟ فقال له المغيرة: قضى فيه رسول الله صلى الله عليه و آله بالغرة، فقال له عمر: إن كنت صادقاً فأت بأحد يعلم ذلك، فشهد محمّد بن مسلمة أنّ رسول الله قضی به». (1)

2491 - [244/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن بكر بن عبد الله المزني، عن المغيرة بن شعبة قال:

«أتيت النبي صلى الله عليه و آله فذكرت له امرأة أخطبها، فقال: إذهب فانظر إليها، فإنّه أجدر أن يؤدم بينكما، قال: فأتيت امرأة من الأنصار فخطبتها إلى أبويها، و أخبرتهما بقول رسول الله صلى الله عليه و آله ، فكأنهما كرها ذلك، قال: فسمعت ذلك المرأة وهي في خدرها، فقالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه و آله أمرك أن تنظر فانظر ، وإلا فإني أنشدك - كأنها عظمت ذلك عليه :قال فنظرت إليها فتزوجتها، فذكر من موافقتها». (2)

2492 - [4 / 246] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال : وقد كنت حفظت من كثير من علمائنا بالمدينة أنّ محمّد بن عمرو بن حزم كان يروي عن المغيرة أحاديث، منها: أنّه سمع النبي صلى الله عليه و آله يقول:

«من غسّل ميتاً فليغتسل».

2493 - [4 / 246] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين، حدّثنا شيبان، عن منصور، عن الشعبي، عن ورّاد، عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 122


1- الإملاص: الإزلاف. وإملاص المرأة هو أن تلقي جنينها ميتاً، يقال منه : قد أملصت المرأة إملاصاً، وإنما سمّي بذلك لأنها تزلقه، ولهذا قالوا: أملعت الناقة وغيرها. وقيل أيضاً إملاص المرأة سقوط حملها قبل أوانه. وقيل أيضاً: أملصت المرأة بولدها يعنى أسقطت أراد المرأة الحامل تضرب فتسقط ولدها فعلى الضارب غرة. القرة العبد نفسه أو الأمة، وأصل الغرة: البياض الذي يكون في وجه الفرس، وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: الغرة: عبد أبيض أو أمة بيضاء، وسمي غرة؛ لبياضه
2- يؤدم بينكما يعني أن تكون بينكما المحبة والاتفاق والألفة

«إنّ الله كره لكم ثلاثاً : قيل وقال وكثرة السؤال، وإضاعة المال، وحرّم عليكم رسول الله صلى الله عليه و آله وأد البنات، وعقوق الأمهات، ومنع وهات». (1)

2494 - [246/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد ، حدّثنا زائدة، حدّثنا منصور، عن إبراهيم، عن عبيد بن نضلة، عن المغيرة بن شعبة:

«أنّ امرأة ضربتها امرأة بعمود فسطاط فقتلتها وهي حبلى، فأتي بها النبي صلى الله عليه و آله، فقضى فيها رسول الله صلى الله عليه و آله على عصبة القاتلة بالدية، وفي الجنين غرة، فقال عصبتها: أندي من لا طعم ولا شرب ولا صاح فاستهل مثل ذلك بطل ؟! (2) فقال: سجع مثل سجع الأعراب!». وقال شعبة: سمعت عبيداً . (3)

295 - 41 / 248] حدثنا عبد الله ،الله، حدثني أبي، حدثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن وراد كاتب المغيرة، عن المغيرة بن شعبة قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فبلغ ذلك رسول الله الا الله فقال : أتعجبون من غيرة سعد، والله لأنا أغير منه، والله أخير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا شخص أغير من الله ، ولا شخص أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين، ولا شخص أحب إليه مدحه من الله من

ص: 123


1- ومنع وهات: أي منع ما عليه إعطاؤه وطلب ما ليس له
2- كذا في المصدر، وفي الأصل: (يطل)
3- العصبة: تقدم المعنى في هامش حديث 2133. صاح فاستهل: أي جعله مستهلاً برفع صوته عند الولادة، والمستهل هو كل متكلم رفع صوته أو خفض. وقوله : مثل ذلك يطلّ: أي يبطل ويهدر ، يقال طل القتل يطل فهو مطلول، وروي بالباء الموحدة وتخفيف اللام على أنه فعل ماض من البطلان وقوله (فقال: سجع مثل سجع الأعراب): استدل بذلك على ذم السجع في الكلام، ومحل الكراهة إذا كان ظاهر التكلف. (نيل الأوطار: 230/7)

أجل ذلك وعد الله الجنّة». (1)

2496 - [249/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا زائدة، عن زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول:

«انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموه فادعوا الله وصلوا حتّى تنكشف».

2497 - [251/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن زياد بن علاقة، سمع المغيرة بن شعبة قال:

«قام رسول الله صلى الله عليه و آله حتّى تورمت قدماه، فقيل له: يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك، فقال: أولا أكون عبداً شكوراً».

2498 - [253/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة قال:

«استشار عمر بن الخطاب الناس في ملاص المرأة، قال: فقال المغيرة بن شعبة :

شهدت رسول الله صلى الله عليه و آله قضى فيه بغرة عبد أو أمة، قال: فقال عمر: ائتني بمن يشهد معك، قال: فشهد له محمّد بن مسلمة». (2)

2499 - [254/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا مكي بن إبراهيم، حدّثنا هاشم - يعني ابن هاشم - عن عمرو بن إبراهيم بن محمّد، عن محمّد بن كعب القرظي، عن المغيرة بن شعبة أنّه قال:

«قام فينا رسول الله صلى الله عليه و آله مقاماً ، فأخبرنا بما يكون في أمته إلى يوم القيامة، وعاه من

ص: 124


1- غير مصفح: يقال أصفحه بالسيف إذا ضربه بعرضه دون حده فهو مصفح وضربه بالسيف مصفحاً ومصفوحاً، ويجوز أن يروى غير مصفح (يفتح الفاء). فالأول حال عن الضمير والثاني عن السيف
2- ملاص المرأة: جنينها

وعاه ونسيه من نسيه».

2500 - [4 / 255] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا سفيان، عن زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول:

«كان النبي صلى الله عليه و آله يصلّي حتّى ترم قدماه، فقيل له: أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: أفلا أكون عبداً شكوراً». (1)

المنتخب من حديث عدي بن حاتم الطالي

2501 - [4 / 256] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع حدثنا سفيان، عن عبد العزيز - يعني ابن رفيع - عن تميم بن طرفة، عن عدي بن حاتم:

«أنّ رجلاً خطب عند النبي صلى الله عليه و آله ، فقال : من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله و رسوله».

2502 - [4 / 256] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سعدان الجهني، عن ابن خليفة الطائي، عن عدي بن حاتم، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من استطاع منكم أن يتقي النار فليتصدق ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة».

2503 - [256/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان عن سماك، عن مري بن قطري، عن عدي بن حاتم الطائي قال:

«قلت: يا رسول الله، إنّا نصيد الصيد فلا نجد سكيناً إلا الظرار وشقة العصا، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : أمر الدم بما شئت، واذكر اسم الله». (2)

ص: 125


1- ترم: تنتفخ
2- الظرر: حجر صلب محدد وجمعه ظرار

2504 - [257/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، حدّثنا شعبة، أخبرني عبد العزيز بن رفيع قال: سمعت تميم بن طرفة الطائي يحدّث، عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليأت الذي هو خير، وليترك يمينه».

2505 - [257/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن نمير، حدّثنا مجالد عن عامر، عن عدي بن حاتم قال:

«أتيت رسول الله صلى الله عليه و آله ، فعلّمني الإسلام، ونعت لي الصلاة، وكيف أصلّي كل صلاة لوقتها، ثمّ قال لي : كيف أنت يا ابن حاتم إذا ركبت من قصور اليمن لا تخاف إلا الله حتّى تنزل قصور الحيرة؟ قال: قلت: يا رسول الله، فأين مقانب طيء ورجالها؟ قال: يكفيك الله طيئاً ومن سواها، قال: قلت: يا رسول الله، إنّا قوم نتصيد بهذه الكلاب والبزاة، فما يحلّ لنا منها؟ قال: يحلّ لكم «مَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الجَوَارِح مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ عَلَمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ» (1)، فما علّمت من كلب أو باز ثم أرسلت وذكرت اسم الله عليه فكل مما أمسك عليك، قلت: وإن قتل؟ قال: وإن قتل ولم يأكل منه شيئاً فإنها أمسكه عليك قلت: أفرأيت إن خالط كلابنا كلاب أخرى حين نرسلها؟ قال: لا تأكل حتّى تعلم أنّ كلبك هو الذي أمسك عليك قلت: يا رسول الله، إنّا قوم نرمي بالمعراض، فما يحلّ لنا؟ قال: لا تأكل ما أصبت بالمعراض إلا ما ذكيت». (2)

ص: 126


1- سورة المائدة، 4
2- المعراض: بكسر الميم وسكون العين المهملة وآخره معجمة قال الخليل وتبعه جماعة: سهم لا ريش له ولا تصل. وقال ابن دريد وتبعه ابن سيده سهم طويل له أربع قذذ رقاق فإذا رمی به اعترض وقال الخطابي : المعراض تصل عريض له ثقل ورزانة وقيل عود رقيق الطرفين غليظ الوسط وهو المسمى بالخلافة، وقيل خشبة ثقيلة آخرها عصا محدد رأسها وقد لا يحدد وقوى هذا الأخير النووي تبعاً لعياض، وقال القرطبي: إنه المشهور وقال ابن التين: المعراض عصا في طرفها حديد يرمي الصائد بها الصيد. (تحفة الأحوذي: 30/5)

2506 - [257/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا هشام بن حسان، عن محمّد بن سيرين، عن أبي عبيدة، عن رجل قال:

«قلت لعدي بن حاتم: حديث بلغني عنك أحب أن أسمعه منك، قال: نعم، لمّا بلغني خروج رسول الله صلى الله عليه و آله فكرهت خروجه كراهة شديدة، خرجت حتّى وقعت ناحية الروم وقال: - يعني يزيد ببغداد - حتّى قدمت على قيصر، قال : فكرهت مكاني ذلك أشد من كراهيتي لخروجه قال: فقلت: والله لولا أتيت هذا الرجل، فإن كان كاذباً لم يضرني، وإن كان صادقاً ،علمت قال فقدمت فأتيته، فلمّا قدمت قال الناس عدي بن حاتم عدي بن حاتم، قال: فدخلت على رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال لي: يا عدي بن حاتم، أسلم تسلم - ثلاثاً - قال: قلت: إني على دين قال: أنا أعلم بدينك منك، فقلت: أنت أعلم بديني مني ؟ قال: نعم، ألست من الركوسية، وأنت تأكل مرباع قومك؟ قلت: بلى، قال: فإنّ هذا لا يحلّ لك في دينك قال: فلم يعد أن قالها فتواضعت لها، فقال: أمّا إني أعلم ما الذي يمنعك من الإسلام، تقول: إنما اتّبعه ضعفة الناس ومن لا قوة له، وقد رمتهم العرب، أتعرف الحيرة؟ قلت لم أرها، وقد سمعت بها، قال: فو الذي نفسي بيده ليتّمنّ الله هذا الأمر حتّى تخرج الظعينة من الحيرة حتّى تطوف بالبيت في غير جوار أحد، ولیفتحنّ كنوز کسری بن هرمز قال قلت کسری بن هرمز؟ قال: نعم کسرى بن هرمز، وليبذلنّ المال حتّى لا يقبله أحد، قال عدي ابن حاتم فهذه الظعينة تخرج من الحيرة فتطوف بالبيت في غير جوار، ولقد كنت

ص: 127

فيمن فتح کنوز کسری بن هرمز والذي نفسي بيده لتكوننّ الثالثة، لأنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قد قالها». (1)

2507 - [4 / 258] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن فضيل، عن بيان عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال:

«سألت رسول الله صلى الله عليه و آله فقلت: إنّا قوم نتصيد بهذه الكلاب، قال: إذا أرسلت كلابك المعلمة وذكرت اسم الله فكل مما أمسكن عليك، وإن قتلت إلا أن يأكل الكلب، فإن أكل فلا تأكل، فإني أخاف أن يكون إنها أمسك على نفسه، وإن خالطها كلاب من غيرها فلا تأكل».

يقول شير محمّد: وروى عن عدي بن حاتم أيضاً أحاديث في ص 377 إلى ص 380 من هذا الجزء.

حدیث الرجل

2508 - [259/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا أبو عوانة، عطاء بن السائب، عن حكيم بن أبي يزيد، عن أبيه، عمّن سمع النبي صلى الله عليه و آله يقول:

«دعوا الناس فليصب بعضهم من بعض، فإذا استنصح رجل أخاه فلينصح له».

حديث رجل آخر

2509 - [259/4] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا همام حدثنا عطاء بن السائب قال:

ص: 128


1- الركوسية: قوم لهم دين وقيل دينهم بين دين النصارى والصابئين

«كان أوّل يوم عرفت فيه عبد الرحمن ابن أبي ليلى رأيت شيخاً أبيض الرأس سمع واللحية على حمار وهو يتبع جنازة، فسمعته يقول: حدّثني فلان بن فلان رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قال: فأكبّ القوم يبكون ، فقال : ما يبكيكم؟ فقالوا: إنّا نكره الموت، قال: ليس ذلك، ولكنه إذا حضر «فَأَمَّا إِنْ كَانَ منَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانُ وَجَنَّهُ نَعِيمٍ» (1)، فإذا بشّر بذلك أحب لقاء الله والله أحب للقائه (2) «وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُل مِنْ حَمِيمٍ» (3)

قال عطاء: وفي قراءة ابن مسعود ثم «تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ» فإذا بشّر بذلك يكره لقاء الله والله للقائه أكره».

حديث رجل من المهاجرين

2510 - [261/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا معتمر قال: سمعت أيوب قال: وحدّثنا محمّد بن عبد الرحمن الطفاوي قال: حدّثنا أيوب المعني، عن حميد ابن هلال، عن أبي بردة، عن رجل من المهاجرين يقول : سمعت النبي صلي الله علیه و آله يقول :

«يا أيّها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب إلى الله وأستغفره في كل يوم مائة مرة، أو أكثر من مائة مرة».

المنتخب من حديث عروة بن مضرس الطاني

2511 - [261/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن إسماعيل، حدّثنا عامر قال: حدّثني أو أخبرني - عروة بن مضرس الطائي قال:

ص: 129


1- سورة الواقعة: 88-89
2- في الأصل: والله للقائه أحب
3- سورة الواقعة: 92 - 93

«جئت رسول الله صلى الله عليه و آله في الموقف، فقلت: جئت يا رسول الله من جبلي طيء، أكللت مطيتي وأتعبت نفسي، والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه، هل لي من حجّ ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: من أدرك معنا هذه الصلاة، وأتى عرفات قبل ذلك ليلاً أو نهاراً تمّ حجّه وقضى تفثه». (1)

المنتخب من حديث ابن صفوان الزهري

2512 - [4 / 262] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو يعلى، حدّثنا أبو إسماعيل - يعني بشيراً - عن القاسم بن صفوان الزهري، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«أبردوا بصلاة الظهر، فإنّ الحر من فور جهنم».

المنتخب من حديث سليمان بن صرد

2513 - [4 / 262] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سفيان قال: حدّثني أبو إسحاق قال: سمعت سليمان بن صرد يقول: قال: و حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن سليمان بن صرد قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله یوم الأحزاب - قال يحيى: يعني يوم الخندق - :

«الآن نغزوهم ولا يغزونا».

المنتخب من بقية حديث عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه

2514 - [263/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا أبو الزبير، عن محمّد بن علي - بن الحنفية - عن عمّار بن ياسر قال:

ص: 130


1- وقضى تفته: قيل المراد به أنه أتى بما عليه من المناسك، والمشهور أنّ التفث ما يصنعه المحرم عند حله من تقصير شعر أو حلقه وحلق العانة و نتف الأبط وغيره من خصال الفطرة، ويدخل في ضمن ذلك نحر البدن وقضاء جميع المناسك لأنه لا يقضي النفث إلا بعد ذلك، وأصل التفث الوسخ والقدر

«أتيت النبي صلى الله عليه و آله وهو يصلّي، فسلّمت عليه، فردّ عليّ السلام».

2515 - [263/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا على بن بحر، حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا محمد بن إسحاق، حدّثني يزيد بن محمّد بن خثيم المحاربي، عن محمّد بن كعب القرظي، عن محمّد بن خثيم أبي يزيد، عن عمّار بن ياسر قال:

«كنت أنا وعلي رفيقين في غزوة ذات العشيرة، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه و آله وأقام بها رأينا ناساً من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل، فقال لي علي: يا أبا اليقظان، هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون؟ ، فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثمّ غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلي فاضطجعنا في صور من النخل في دقعاء من التراب فنمنا، فو الله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه و آله يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعاء فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه و آله لعلي : يا أبا تراب لما يرى عليه من التراب، قال: ألا أحدّثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذه يعني قرنه - حتّى تبلّ منه هذه - يعني لحيته -». (1)

2516 - [264/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن ابن لاس الخزاعي قال:

«دخل عمّار بن ياسر المسجد فركع فيه ركعتين أخفّهما وأتمّهما، قال: ثمّ جلس، فقمنا إليه فجلسنا عنده، ثمّ قلنا له: لقد خففت ركعتيك هاتين جداً يا أبا اليقظان! فقال: إني بادرت بهما الشيطان أن يدخل علّي فيهما، قال: فذكر الحديث».

2517 - [264/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا

ص: 131


1- الصور: النحل الصغار، وقبل هو المجتمع منه. الدقعاء: التراب اللين. أحيمر: لقب يطلق على قدار بن سالف عاقر ناقة صالح

شريك، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز قال:

«صلّى عمّار صلاة فجوّز فيها، فسئل - أو فقيل له - فقال: ما خرمت من صلاة رسول الله صلى الله عليه و آله (1)».

2518 - [264/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق الأزرق، عن شريك، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز قال:

«صلّى بنا عمّار صلاة فأوجز فيها، فأنكروا ذلك، فقال: ألم أتم الركوع والسجود؟ قالوا بلى قال: أمّا أني قد دعوت فيهما بدعاء كان رسول الله صلى الله عليه و آله يدعو به : اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك، وأعوذ بك من ضرّاء مضرة ، ومن فتنة مضلة، اللهم زيّنا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهديين».

2519 - [264/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، حدّثنا علي بن زيد، عن سلمة بن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن عمّار بن ياسر : أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال :

«إنّ من الفطرة - أو الفطرة - المضمضة والاستنشاق، وقص الشارب، والسواك، وتقليم الأظفار، و غسل البراجم، ونتف الأبط، والاستحداد، والإختتان، والانتضاح». (2)

ص: 132


1- ما خرمت: أي ما تركت، وقيل: ما نقصت و ما قطعت
2- البراجم: وهي عقد الأصابع ومفاصلها كلها. الاستحداد: تقدم المعنى في هامش حديث 839. الانتضاح: نضح الفرج بماء قليل بعد الوضوء لينفي عنه الوسواس وقيل هو الاستنجاء بالماء

2520 - [4 / 265] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه:

«أنّ رجلاً أتى عمر فقال: إني أجنبت فلم أجد ماء! فقال عمر: لا تصلّ، فقال عمّار: أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء، فأمّا أنت فلم تصلّ، وأمّا أنا فتمعكت في التراب فصليت، فلمّا أتينا النبي صلى الله عليه و آله فذكرت ذلك له، فقال : إنما كان يكفيك وضرب النبي صلى الله عليه و آله بيده إلى الأرض، ثمّ نفخ فيها ومسح بها وجهه وكفيه». (1)

يقول شیر محمّد: ورواه بسند آخر، وفيه: «فتمرغت في التراب، فلمّا رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه و آله أخبرته ، فضحك رسول الله صلى الله عليه و آله وقال : إنما كان يكفيك أن تقول هكذا وضرب بكفيه إلى الأرض، ثمّ مسح كفيه جميعاً، ومسح وجهه مسحة واحدة بضربة واحدة... الحديث» (2)

المنتخب من حديث حنظلة الكاتب الأسيدي

2521 - [4 / 267] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد وعفان قالا: حدّثنا همام، حدّثنا قتادة، عن حنظلة الكاتب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من حافظ على الصلوات الخمس ركوعهنّ وسجودهنّ ووضوئهنّ ومواقيتهنّ، وعلم أنّهنّ حق من عند الله دخل الجنّة - أو قال: وجبت له الجنّة -».

ص: 133


1- التمعك: التمرغ في التراب والمراد أنه ماس التراب تجميع بدنه
2- مسند أحمد: 265/4

المنتخب من حديث النعمان بن بشير

2522 - [4 / 267] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا شيبان، عن عاصم، عن خيثمة والشعبي، عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«حلالٌ بيّن، وحرامٌ بيّن، وشبهات بين ذلك من ترك الشبهات فهو للحرام أترك، ومحارم الله حمىٌ، فمن أرتع حول الحمى كان قمنا أن يرتع فيه». (1)

2523 - [4 / 267] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن الأعمش ومنصور، عن ذر، عن يسيع الكندي، عن النعمان بن بشير: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«إن الدعاء هو العبادة، ثمّ قرأ «ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتي»(2) » .

2524 - [267/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن يزيد، عن العوام قال: حدّثني رجل من الأنصار من آل النعمان بن بشير، عن النعمان بن بشير قال:

«خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و آله ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء، رفع بصره إلى السماء ثمّ خفض، حتّى ظننا أنّه قد حدث في السماء شيء، فقال: ألا إنّه سيكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون، فمن صدقهم بكذبهم ومالأهم على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، ألا وإنّ دم المسلم كفّارته، ألا وإنّ سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر هنّ الباقيات الصالحات».

ص: 134


1- قمنّا : تقدم المعنى في هامش حديث 14. وقوله عليه الصلاة والسلام: فمن أرتع حول الحمى كان قمنا أن يرتع فيه يريد به التحذير من الإلمام بشيء من صغائر الذنوب لئلا يكون ذلك محرثاً على الوقوع في كبائرها والتهوك في معاظمها التهوك: التهور والوقوع في الشيء بلا مبالاة
2- سورة غافر: 60

2525 - [4 / 268] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو يعلى، أنبأنا أبو حيان، عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال:

«سألت أمي أبي بعض الموهبة لي فوهبها لي، فقالت: لا أرضى حتّى تشهد رسول الله صلى الله عليه و آله قال: فأخذ أبي بيدي وأنا غلام وأتى رسول الله صلى الله عليه و آله فقال : يا رسول الله، إنّ أم هذا ابنة رواحة زاولتني على بعض الموهبة له، وإني قد وهبتها له، وقد أعجبها أن أشهدك؟ قال: يا بشير، ألك ابن غير هذا؟ قال: نعم، قال: فوهبت له مثل الذي وهبت لهذا؟ قال: لا، قال: فلا تشهدني إذاً، فإني لا أشهد على جور».

يقول شير محمّد : ورواه بإسناد آخر، وفيه:

«ألك ولد غيره؟ قال: نعم، قال: كلهم أعطيته كما أعطيته؟ قال: لا، قال: فلا تشهدني إذاً، إني لا أشهد على جور، إنّ لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم». (1)2526 - [4 / 270] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا أبو بشر، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير قال: «أنا أعلم الناس - أو كأعلم الناس - بوقت صلاة رسول الله صلى الله عليه و آله للعشاء، كان يصلّيها بعد سقوط القمر في الليلة الثالثة من أوّل الشهر».

2527 - [270/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يونس قال: حدّثنا زكريا، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال:

«مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمّى».

2528 - [4 / 270] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا مالك، عن ضمرة بن سعيد ، عن عبيد الله بن عبد الله:

ص: 135


1- مسند أحمد 269/4

«أنّ الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير: بم كان النبي صلى الله عليه و آله يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة؟ قال: «هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشية» ».(1)

2529 - [271/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان ، عن إبراهيم يعني ابن محمّد بن المنتشر - عن أبيه، عن حبيب بن سالم، عن أبيه، عن النعمان بن بشير:

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله قرأ في العيدين ب_ «سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى»(2) و «هَلْ أَتَاكَ حَديث الغاشية»(3) وإن وافق يوم الجمعة قرأهما جميعاً».

قال أبو عبد الرحمن: حبيب بن سالم سمعه من النعمان، وكان كاتبه، وسفيان يخطئ فيه، يقول حبيب بن سالم عن أبيه، وهو سمعه من النعمان.

2530 - [273/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب عن خالد بن كثير الهمداني، أنّه حدّثه: أنّ السري بن إسماعيل الكوفي حدّثه : أنّ الشعبي حدّثه: أنّه سمع النعمان بن بشير يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنّ من الحنطة خمراً، ومن الشعير خمراً، ومن الزبيب خمراً، ومن التمر خمراً، و من العسل خمراً، وأنا أنهى عن كل مسكر».

2531 - [4 / 275] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو نعيم يونس، حدّثنا العيزار بن حريث قال: قال النعمان بن بشير:

«استأذن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه و آله ، فسمع صوت عائشة عالياً وهي تقول: والله لقد عرفت أنّ علياً أحب إليك من أبي ومني - مرتين أو ثلاثاً - فاستأذن أبو بكر، فدخل، فأهوى إليها، فقال: يا بنت فلانة ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه و آله».

ص: 136


1- سورة الغاشية: 1
2- سورة الأعلى: 1
3- سورة الغاشية: 1

2532 - [4 / 276] حدّثنا عبد الله، [حدّثني أبي، حدّثنا زكريا، عن أبي القاسم الجدلي، قال أبي : وحدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا زكريا، عن حسين بن الحارث أبي القاسم ] أنّه سمع النعمان بن بشير قال:

«أقبل رسول الله صلى الله عليه و آله بوجهه على الناس فقال: أقيموا صفوفكم - ثلاثا - والله لتقيمنّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين قلوبكم. قال: فرأيت الرجل يلزق کعبه بكعب صاحبه وركبته بركبته ومنكبه بمنكبه». (1)

2533 - [4 / 277] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم عن أبي بشر، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير قال:

»أتته امرأة فقالت: إنّ زوجها وقع على جاريتها! قال: أمّا إنّ عندي في ذلك خيراً شافياً أخذته عن رسول الله صلى الله عليه و آله ، إن كنت أذنت له ضربته مائة، وإن كنت لم تأذني له رجمته، قال: فأقبل الناس عليها فقالوا: زوجك يرجم! قولي إنك قد كنت أذنت له فقالت : قد كنت أذنت له، فقدّمه فضربه مائة».

يقول شير محمّد الهمداني: أورد ابن بابويه نحو هذا الحديث في (الفقيه)، ثمّ قال: «جاء هذا الحديث هكذا في رواية وهب بن وهب، وهو ضعيف، والذي أفتي به وأعتمده في هذا المعنى ما رواه الحسن بن محبوب ... إلخ». (2)

2534 - [278/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم، حدّثنا أبو وكيع الجراح بن مليح، عن أبي عبد الرحمن، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير قال: قال النبي صلى الله عليه و آله على المنبر :

ص: 137


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل
2- من لا يحضره الفقيه: 34/4 - 35 ح 5023

«من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب.

حديث الحارث بن ضرار الخزاعي

2535 - [279/4] حدّثنا عبد الله حدّثني أبي حدّثنا محمّد بن سابق حدّثنا عیسی بن دينار حدّثنا أبي أنّه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي قال:

«قدمت على رسول الله صلى الله عليه و آله فدعاني إلى الإسلام، فدخلت فيه وأقررت به، فدعاني إلى الزكاة، فأقررت بها، وقلت: يا رسول الله، أرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الإسلام وإداء الزكاة فمن استجاب لي جمعت زكاته فيرسل إلى رسول الله صلى الله عليه و آله رسولاً لابان كذا وكذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة، فلمّا جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له وبلغ الإبان الذي أراد رسول الله صلى الله عليه و آله أن يبعث إليه احتبس عليه الرسول فلم يأته، فظن الحارث أنّه قد حدث فيه سخطة من الله عزّوجلّ و رسوله فدعا بسروات قومه فقال لهم: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله كان وقّت لي وقتاً يرسل إلىّ رسوله ليقبض ما كان عندي من الزكاة وليس من رسول الله الخلف ، ولا أرى حبس رسوله إلا من سخطة كانت فانطلقوا فنأتي رسول الله صلى الله عليه و آله ، و بعث رسول الله صلى الله عليه و آله الوليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة، فلمّا أن سار الوليد حتّى بلغ بعض الطريق فرق فرجع، فأتى رسول الله صلى الله عليه و آله وقال : يا رسول الله إنّ الحارث منعني الزكاة وأراد قتلي ؟ فضرب رسول الله صلى الله عليه و آله البعث إلى الحارث، فأقبل الحارث بأصحابه إذ استقبل البعث وفصل من المدينة لقيهم الحارث فقالوا هذا الحارث ، فلمّا غشيهم قال لهم: إلى من بعثتم؟ قالوا: إليك، قال: ولم؟ قالوا: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله كان بعث إليك الوليد بن عقبة فزعم إنك منعته الزكاة وأردت قتله، قال: لا والذي بعث محمّداً بالحق ما رأيته بتة ولا أتاني، فلمّا

ص: 138

دخل الحارث على رسول الله صلى الله عليه و آله قال: منعت الزكاة وأردت قتل رسولي؟ قال: لا والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا أتاني وما أقبلت إلا حين احتبس عليّ رسول الله صلى الله عليه و آله ، خشيت أن تكون كانت سخطة من الله عزّوجلّ ورسوله، قال: فنزلت الحجرات: «يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأَ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» (1) إلى هذا المكان « فَضْلًا مِنَ الله وَنِعْمَةً وَالله عَليمٌ حَكِيمٌ» (2) » (3).

المنتخب من حديث البراء بن عازب

2536 - [280/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت ابن أبي ليلى قال: حدّثنا البراء بن عازب أنّ نبي الله كان يقنت في صلاة الصبح والمغرب».

قال أبو عبد الرحمن قال أبي : ليس يروى عن النبي صلى الله عليه و آله أنه قنت في المغرب إلا في هذا الحديث، وعن علي قوله.

2537 - [280/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحاق الهمداني يقول: سمعت البراء بن عازب يقول:

«لمّا أقبل رسول الله صلى الله عليه و آله من مكة إلى المدينة، قال: فتبعه سراقة بن مالك بن جعشم فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه و آله فساخت به فرسه، فقال: ادع الله لي ولا أضرك قال: فدعا الله له... الحديث».

2538 - [281/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال:

ص: 139


1- سورة الحجرات: 6
2- سورة الحجرات: 8
3- السري: الرجل الشريف، والجمع أسرياء وسراة، وجمع الجمع سروات

«سمعت البراء وسأله رجل من قيس فقال: أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه و آله يوم حنين؟ فقال البراء: ولكن رسول الله صلى الله عليه و آله لم يفر، كانت هوازن ناساً رماة، وإنّا لمّا حملنا عليها انكشفوا فأكببنا على الغنائم، فاستقبلونا بالسهام، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله على بغلته البيضاء وإنّ أبا سفيان بن الحارث آخذ بلجامها وهو يقول: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب».

2539 - [281/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة وأنبانا علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال:

«كنّا مع رسول الله صلى الله عليه و آله في سفر، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه و آله تحت شجرتين فصلّى الظهر، وأخذ بيد علي رضي الله تعالى عنه فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: الستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له : هنيئاً يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة». (1)

قال أبو عبد الرحمن: حدّثنا هدبة بن خالد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه و آله نحوه.

2540 - [4 / 282] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:

«مرّ رسول الله صلى الله عليه و آله على مجلس من الأنصار فقال: إن أبيتم إلا أن تجلسوا فاهدوا السبيل، وردوا السلام، وأعينوا المظلوم».

ص: 140


1- كسح: أي كنس

2541 - [4 / 282] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا عمر بن أبي زائدة قال: سمعت أبا إسحاق قال:

«قال رجل للبراء وهو يمزح معه قد فررتم عن رسول الله صلى الله عليه و آله وأنتم أصحابه ! قال البراء: إني لأشهد على رسول الله صلى الله عليه و آله ما فرّ يومئذٍ، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله يوم حفر الخندق وهو ينقل مع الناس التراب... الحديث».

2542 - [283/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو الوليد وعفان قالا: حدّثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط، عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«إذا سجدت فضع كفيك، وارفع مرفقيك».

قال أبو عبد الرحمن، حدّثناه جعفر بن حميد، حدّثنا عبيد الله بن إياد قال: حدّثنا إياد، عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«كيف تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته تجر زمامها بأرض قفر ليس فيها طعام ولا شراب وعليها طعام - قال عفان: وشراب - فطلبها حتّى شق عليه، ثمّ مرت بجذل شجرة - قال عفان: بجذل - فتعلق زمامها فوجدها معلقة به؟ - قال عفان: متعلقة به - قال: قلنا شديد يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: أما والله لله أشد فرحاً بتوبة عبده من الرجل براحلته».

قال أبو عبد الرحمن: وحدّثناه جعفر بن حميد قال : حدّثنا عبيد الله بن إياد مثله . (1)2543 - [283/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسی، حدّثنا زهیر، حدّثنا أبو إسحاق، عن البراء بن عازب:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله كان أوّل ما قدم المدينة نزل على أجداده أو أخواله من الأنصار، وأنّه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن

ص: 141


1- الجدل: أي أصل الشعرة إذا قطع رأسها، وقد يسمى العود جذلاً أيضاً

تكون قبلته قبل البيت وأنّه صلّى أوّل صلاة صلاها صلاة العصر، وصلّى معه قوم فخرج رجل ممن صلّى معه فمرّ على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه و آله قبل مكة ، قال : فداروا كما هم قبل البيت، وكان يعجبه أن يحول قبل البيت وكان اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلّي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب، فلمّا ولّى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك».

2544 - [283/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا إسرائيل، عن جابر ، عن عامر عن البراء بن عازب قال :

«صلّى رسول الله صلى الله عليه و آله على ابنه إبراهيم ، ومات وهو ابن ستة عشر شهراً، وقال: إنّ له في الجنّة من يتمّ رضاعه، وهو صدّيق».

2545 - [283/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، حدّثنا شعبة، عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب:

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله كان حاملاً الحسن فقال: إني أحبه فأحبه».

2546 - [4 / 284] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، حدّثنا شعبة، حدّثنا الأشعث بن سلم، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب قال:

«أمرنا رسول الله صلى الله عليه و آله بسبع، ونهانا عن سبع، قال: فذكر ما أمرهم من عيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ورد السلام، وإبرار المقسم (1)، وإجابة الداعي، ونصر المظلوم، ونهانا عن آنية الفضة، وعن خاتم الذهب - أو قال: حلقة الذهب - والإستبرق، والحرير، والديباج، والميثرة، والقسّي». (2)

2547 - [4 / 284] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عبد الله، حدّثنا

ص: 142


1- في الأصل وبعض المصادر: (القسم)
2- الميثرة: تقدم المعنى في هامش حديث 696 . القسّيّ تقدم المعنى في هامش حديث 696

معاذ، حدّثني أبي، عن قتادة، عن أبي إسحاق الكوفي، عن البراء بن عازب: أنّ نبي الله صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ الله وملائكته يصلّون على الصفّ المقدّم، والمؤذّن يغفر له مدّ صوته، ويصدّقه من سمعه من رطبٍ ويابسٍ، وله مثل أجر من صلّى معه».

قال أبو عبد الرحمن: وحدّثني عبيد الله القواريري قال: حدّثنا معاذ بن هاشم، فذكر مثله بإسناده.

2548 - [284/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا شعبة، أخبرني سليمان بن عبد الرحمن قال: سمعت عبيد بن فيروز مولى بني شيبان أنّه:

«سأل البراء عن الأضاحي ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه و آله وما كره؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله - أو قام فينا رسول الله صلى الله عليه و آله - ويدي أقصر من يده، فقال: أربع لا تجزئ العوراء البين ،عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن طلعها، والكسير التي لا تنقي. قال: قلت: فإني أكره أن يكون في القرن نقص أو قال: في الأذن نقص - أو في السن نقص قال : ما كرهت فدعه ولا تحرمه على أحد».

2549 - [4 / 286] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو بكر بن عياش، حدّثنا أبو إسحاق، عن البراء بن عازب قال:

«خرج رسول الله صلى الله عليه و آله وأصحابه، قال: فأحرمنا بالحجّ، فلمّا قدمنا مكة قال: اجعلوا حجّكم عمرة قال: فقال الناس: يا رسول الله، قد أحرمنا بالحجّ، فكيف نجعلها عمرة؟ قال: انظروا ما آمر کم به فافعلوا فردّوا عليه القول، فغضب، ثمّ انطلق حتّى دخل على عائشة غضبان، فرأت الغضب في وجهه، فقالت: من أغضبك أغضبه الله قال: وما لي لا أغضب وأنا آمر بالأمر فلا أتّبع»

2550 - [4 / 286] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا ليث، عن

ص: 143

3

عمرو بن مرة، عن معاوية بن سويد بن مقرن عن البراء بن عازب قال:

«كنّا جلوساً عند النبي صلى الله عليه و آله ، فقال : أيّ عرى الإسلام أوسط؟ قالوا: الصلاة، قال: حسنة، وما هي بها؟ قالوا الزكاة قال: حسنة، وما هي بها؟ قالوا: صيام ،رمضان قال حسن وما هو به؟ قالوا: الحجّ، قال: حسن، وما هو به؟ قالوا: الجهاد، قال حسن، وما هو به؟ قال: إنّ أوسط عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله».

2551 - [287/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش، عن منهال بن عمر، وعن زاذان، عن البراء بن عازب قال:

«خرجنا مع النبي صلى الله عليه و آله في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ولمّا يلحد، فجلس رسول الله صلى الله عليه و آله وجلسنا حوله وكأنّ على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت في الأرض، فرفع رأسه فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر - مرتين أو ثلاثاً - ثمّ قال: إنّ المؤمن (1) إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأنّ وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنّة، وحنوط من حنوط الجنّة، حتّى يجلسوا منه مدّ البصر، ثمّ يجيء ملك الموت علیه السّلام حتّى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من ورضوان قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء (2)فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتّى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، قال:

ص: 144


1- في بعض المصادر الحديثية: (إنّ العبد المؤمن)
2- في بعض المصادر الحديثية: (من في السقاء)

فيصعدون بها فلا يمرون - يعني بها - على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتّى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له فيفتح لهم، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتّى ينتهى به إلى السماء السابعة، فيقول الله عزّوجلّ: اكتبوا كتاب عبدي في علّيين، وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارةً أخرى. قال: فتعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربّك؟ فيقول: ربّي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه و آله، فيقولان له: وما علمك ؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدّقت، فينادي منادٍ في السماء: أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنّة، وألبسوه من الجنّة، وافتحوا له باباً إلى الجنّة ، قال : فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مدّ بصره.

قال: ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرّك، هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: ربّ أقم الساعة حتّى أرجع إلى أهلي ومالي.

قال: وإنّ العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل الله من السماء (1) ملائكة سود الوجوه معهم المسوح، فيجلسون منه مدّ البصر، ثمّ يجيء ملك الموت حتّى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب، قال: فتفرق في جسده، فينتزعها كما ينتزع السفود من

ص: 145


1- في المصادر الحديثية: (نزل إليه من السماء)

الصوف المبلول فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتّى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرّون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان - بأقبح أسمائه التي كان يسمّى بها في الدنيا - حتّى ينتهى به إلى السماء الدنيا، فيستفتح له، فلا يفتح له، ثمّ قرأ رسول الله صلى الله عليه و آله : «لا تُفَتَّحُ هُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الجنَّةَ حَتَّى يَلجَ الجُمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ» (1) فيقول الله عزّوجلّ : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحاً ، ثمّ قرأ: «وَمَنْ يُشْرِكْ بِالله فَكَانَها خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أو تهوي به الرِّيحُ فِي مَكَان سَحِيقٍ» (2) فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربّك؟ فيقول هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فينادي منادٍ من السماء أن كذب فافرشوا له من النار، وافتحوا له باباً إلى النار، فيأتيه من حرّها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتّى تختلف فيه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوءك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول ربّ لا تقم الساعة». (3)

ص: 146


1- سورة الأعراف: 40
2- سورة الحج: 31
3- المسوح: جمع المسح بكسر الميم، وهو ما يلبس من نسيج الشعر على البدن تقشفاً وقهراً للبدن. السفود: الحديدة التي يشوى بهما

يقول شير محمّد وأورده في] ص 295 باختلاف بعض رجال السند. (1)

2552 - [288/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب قال:

«سُئل رسول الله صلى الله عليه و آله عن الوضوء من لحوم إبل؟ فقال: توضؤوا منها، قال: وسُئل عن الصلاة في مبارك الإبل؟ فقال: لا تصلّوا فيها، فإنّها من الشياطين، وسُئل عن الصلاة في مرابض الغنم؟ فقال: صلّوا فيها، فإنّها بركة». (2)

2553 - [289/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدّثني حبيب، عن أبي المنهال قال: سمعت زيد بن أرقم والبراء بن عازب يقولان:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن بيع الذهب بالورق ديناً».

2554 - [289/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا الأجلح، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرّقا».

2555 - [289/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، أنبأنا مالك، عن أبي داود قال:

«لقيت البراء بن عازب، فسلّم علّي وأخذ بيدي وضحك في وجهي، قال: تدري لم فعلت هذا بك؟ قال :قلت لا أدري ولكن لا أراك فعلته إلا لخير . قال: انّه لقيني رسول الله صلى الله عليه و آله ففعل بي مثل الذي فعلت بك، فسألني، فقلت مثل الذي قلت لي، فقال: ما من مسلمين يلتقيان فيسلّم أحدهما على صاحبه ويأخذه بيده لا يأخذه إلا الله عزّوجلّ لا يفترّقان حتّى يغفر لهما».

ص: 147


1- مسند أحمد 295/4
2- مبارك الإبل: مواضعها التي تأوي اليها للمقام والشرب

2556 - [289/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا أجلح، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنكم ستلقون العدو غداً، وإنّ شعاركم: (حم لا ينصرون)».

2557-20/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:

«انتهينا إلى الحديبية وهي بئر قد نزحت ونحن أربع عشرة مائة، قال: فنزع منها دلو، فتمضمض النبي صلى الله عليه و آله منه ثمّ مجّه فيه ودعا، قال: فروينا وأروينا». وقال وكيع: أربعة عشر مائة.

2558 - [290/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:

«كنّا مع رسول الله صلى الله عليه و آله أربع عشرة مائة بالحديبية، وبالحديبية بشر، فنزحناها فلم نترك فيها شيئاً ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و آله ، فجاء فجلس على شفيرها، فدعا بإناء، فمضمض ثمّ مجّه فيه، ثمّ تركناها غير بعيد، فأصدرتنا نحن وركابنا نشرب منها ما شئنا».

2559 - [291/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا مسعر، عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال:

«سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقرأ في صلاة العشاء بالتين والزيتون، قال: وما سمعت إنساناً أحسن قراءة منه».

2560 - [291/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب يقول:

«لمّا صالح رسول الله صلى الله عليه و آله أهل الحديبية كتب علي رضي الله عنه كتاباً بينهم، وقال: فكتب: محمّد رسول الله، فقال المشركون : لا تكتب محمّد رسول الله، ولو كنت رسول

ص: 148

الله لم نقاتلك، قال: فقال لعلي: أمحه، قال: فقال: ما أنا بالذي أمحاه، فمحاه رسول الله صلى الله عليه و آله بيده، قال: وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام، ولا يدخلوها إلا بجلبان السلاح، فسألت ما جلبان السلاح؟ قال: القراب بما فيه».

2561 - [291/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر وعفان قالا:

حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: عفان :قال: أنبأنا أبو إسحاق، عن البراء -ولم يسمعه أبو إسحاق من البراء- قال:

«مرّ رسول الله صلى الله عليه و آله بقوم جلوس في الطريق، قال: إن كنتم لابد فاعلين فأهدوا السبيل، وردّوا السلام، وأغيثوا المظلوم».

قال عفان: وأعينوا، قال عبد الله: قال أبي : وحدّثناه أبو سعيد، حدّثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحاق قال: قال: أعينوا المظلوم، قال أبي : وحدّثناه أسود قال: حدّثنا إسرائيل، حدّثنا أبو إسحاق، عن البراء، وقال: أعينوا المظلوم، وكذا قال حسن: أعينوا، وعن إسرائيل.

2562 - [292/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عدي بن ثابت عن البراء قال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله واضعاً الحسن بن علي علیه السّلام على عاتقه وهو يقول: اللهم إني أحبه فأحبه».

2563 - [292/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا سليمان، عن حميد، عن يونس، عن البراء قال:

«كنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله في مسير، فأتينا على ركّي ذمة - يعني قليلة الماء - قال: فنزل فيها ستة أنا سادسهم ماحة، فأدليت إلينا دلو، قال: ورسول الله صلى الله عليه و آله على شفة الركّي، فجعلنا فيها نصفها أو قراب ثلثيها، فرفعت إلى رسول الله صلى الله عليه و آله، قال البراء :

ص: 149

فكدت بإنائي هل أجد شيئاً أجعله في حلقي فما وجدت، فرفعت الدلو إلى رسول الله صلى الله عليه و آله، فغمس يده فيها فقال ما شاء الله أن يقول، فعيدت إلينا الدلو بما فيها، قال: فلقد رأيت أحدنا أخرج بثوب خشية الغرق، قال: ثمّ ساحت - يعني جرت- نهرا». (1)

2564 - [292/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا فضيل - يعني ابن عياض - عن منصور، عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إذا أويت إلى فراشك فتوضّأ ونم على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت فإن متّ متّ على الفطرة».

2565 - [293/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا زهير، حدّثنا أبو إسحاق أنّ البراء بن عازب قال:

«جعل رسول الله صلى الله عليه و آله على الرماة يوم أحد - وكانوا خمسين رجلاً - عبد الله ابن جبير قال ووضعهم موضعاً، وقال: إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا حتّى أرسل إليكم ، وإن رأيتمونا ظهرنا على العدو وأوطأناهم فلا تبرحوا حتّى أرسل إليكم.

قال: فهزموهم قال فأنا والله رأيت النساء يشتددن على الجبل وقد بدت أسوقهنّ وخلاخلهنّ رافعات ثيابهنّ، فقال أصحاب عبد الله بن جبير : الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم، فما تنظرون؟ قال عبد الله بن جبير : أنسيتم ما قال لكم

ص: 150


1- الماحة هو الرجل الذي ينزل في أسفل البئر إذا قل ماؤها فيملأ الدلو

رسول الله صلى الله عليه و آله؟ قالوا: إنّا والله لنأتينّ الناس فلنصيبنّ من الغنيمة، فلمّا أتوهم صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين، فذلك الذي يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع رسول الله صلى الله عليه و آله غير اثني عشر رجلاً فأصابوا منّا سبعين رجلاً، وكان رسول الله صلى الله عليه و آله وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة قتيلاً، فقال أبو سفيان: أفي القوم محمّد؟ أفي القوم محمّد؟ أفي القوم محمّد - ثلاثاً - ؟ فنهاهم رسول الله صلى الله عليه و آله أن يجيبوه . ثمّ قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابن الخطاب؟ أفي القوم ابن الخطاب؟ ثمّ أقبل على أصحابه فقال: أمّا هؤلاء فقد قتلوا وقد كفيتموهم فما ملك عمر نفسه أن قال: كذبت والله يا عدو الله، إنّ الذين عددت لأحياء كلهم وقد بقي لك ما يسوءك، فقال: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مثلةٌ لم آمر بها، ولم تسؤني ، ثمّ أخذ يرتجز أعل هبل أعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: ألا تجيبونه؟ قالوا: يا رسول الله، وما نقول؟ قال: قولوا الله أعلى وأجل قال: إنّ العزّى لنا ولا عزّى لكم . فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : ألا تجيبونه؟ قالوا: يا رسول، وما نقول؟ قال: قولوا الله مولانا ولا مولى لكم». (1)

2566 - [294/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعد، قال أبو عبد الرحمن وكتب به إلى قتيبة، حدثنا عبثر بن القاسم، عن برد أخي يزيد بن أبي زياد عن المسيب بن رافع قال: سمعت البراء بن عازب يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من تبع جنازة حتّى يصلّي عليها كان له من الأجر قيراط، ومن مشى مع الجنازة حتّى تدفن - وقال مرة: حتّى يدفن - كان له من الأجر قيراطان، والقيراط مثل أحد».

ص: 151


1- الحرب :سجال: أي تارة لهم وتارة عليهم

قال أبو عبد الرحمن: وحدّثناه صالح بن عبد الله الترمذي وأبو معمر قال: حدّثنا عبئر بن القاسم أبو زبيد، عن برد أخي يزيد بن أبي زياد، عن المسيب بن رافع، عن البراء، عن النبي صلى الله عليه و آله نحوه.

2567 - [4 / 294] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، أنبأنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر قال: سمعت أبا بكر بن أبي موسى يحدّث عن البراء:

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله كان إذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا واليه النشور - قال شعبة هذا أو نحو هذا المعنى، وإذا نام: اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت».

يقول شير محمّد : في (الكافي): «أحياني بعد ما أماتني».(1)

2568 - [294/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا زهير عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال:

جعل رسول الله صلى الله عليه و آله على الرماة - وكانوا خمسين رجلاً عبد الله بن جبير - يوم أحد، وقال: إن رأيتم العدو ورأيتم الطير تخطفنا فلا تبرحوا فلمّا رأوا الغنائم قالوا: عليكم الغنائم، فقال عبد الله : ألم يقل رسول الله صلى الله عليه و آله : لا تبرحوا، قال غيره: فنزلت: «وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ» (2) يقول : عصيتم الرسول من بعد ما أراكم الغنائم وهزيمة العدو».

2569 - [4 / 295] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن مصعب، حدّثنا الأوزاعي ، عن الزهري، عن حرام بن محيصة، عن البراء بن عازب :

ص: 152


1- الكافي : 539/2
2- سورة آل عمران: 152

«أنّه كانت له ناقة ضارية، فدخلت حائطا فأفسدت فيه، فقضى رسول صلى الله عليه و آله أنّ حفظ الحوائط بالنهار على أهلها، وأنّ حفظ الماشية بالليل على أهلها، وأنّ ما أصابت الماشية بالليل فهو على أهلها».

2570 - [4 / 295] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر وأبو أحمد قالا: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:

«كان أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله إذا كان الرجل صائماً فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتّى يمسي، وإنّ فلاناً الأنصاري كان صائماً، فلمّا حضره الإفطار أتى امرأته فقال: هل عندك من طعام؟ قالت: لا، ولكن أنطلق فأطلب لك فغلبته عينه، وجاءت امرأته، فلمّا رأته قالت خيبة لك، فأصبح، فلما انتصف النهار غشي عليه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و آله ، فنزلت هذه الآية: «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إلَى نِسَائِكُمْ» إلى قوله: «حَتَّى يتبيَّنَ لَكُمُ الخَيط الأبيضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ» (1)».

قال أبو أحمد: وأن قيس بن صرمة الأنصاري جاء فنام، فذكره.

2571 - [303/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عوف، عن ميمون أبي عبد الله، عن البراء بن عازب قال:

«أمرنا رسول الله صلى الله عليه و آله بحفر الخندق، قال: وعرض لنا صخرة في مكان من الخندق لا تأخذ فيها المعاول قال: فشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه و آله، فجاء رسول الله صلى الله عليه و آله - قال :عوف وأحسبه قال: وضع ثوبه - ثمّ هبط إلى الصخرة، فأخذ المعول فقال: بسم الله فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر وقال: الله أكبر، أُعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا، ثمّ قال بسم الله

ص: 153


1- سورة البقرة: 187

وضرب أخرى فكسرت (1) ثلث الحجر فقال: الله أكبر، أُعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا، ثمّ قال: بسم الله وضرب ضربة أخرى فقلع (2) بقية الحجر، فقال: الله أكبر، أّعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا».

2572 - [303/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هوذة، حدّثنا عوف، عن ميمون قال: أخبرني البراء بن عازب الأنصاري، فذكره.

يقول شير محمّد: هذا الحديث أورده الصدوق في كتاب (الخصال) في الأبواب الثلاثة ، بإسناده عن عوف وبقية السند والمتن بإختلاف يسير . (3)

2573 - [303/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف، حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله كان يضع يده اليمنى تحت خده عند منامه ويقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك».

2574 - [303/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعلى، حدّثنا الأجلح، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال:

«ما رأيت رجلاً قط أحسن من رسول الله صلى الله عليه و آله في حلّة حمراء».

2575 - [303/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل، حدّثنا شريف، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب:

ص: 154


1- في الأصل، وفي مجمع الزوائد 130/6: فكسر
2- في الأصل، وفي مجمع الزوائد 131/6: فقطع
3- الخصال: 162

«أنّه وصف السجود، قال: فبسط كفيه ورفع عجيزته وخوى وقال: هكذا سجد النبي صلى الله عليه و آله». (1)

المنتخب من حديث نبيط بن شريط

2576 - [4 / 305] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدّثني أبو مالك الأشجعي، حدّثني نبيط بن شريط قال:

«إني لرديف أبي في حجّة الوداع، إذ تكلّم النبي صلى الله عليه و آله، فقمت على عجز الراحلة فوضعت يدي على عاتق أبي فسمعته يقول: أيّ يوم أحرم؟ قالوا: هذا اليوم، قال: فأيّ بلد أحرم؟ قالوا: هذا البلد، قال: فأيّ شهر أحرم؟ قالوا: هذا الشهر، قال: فإنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد(2)».

2577 - [4 / 306] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا رافع بن سلمة - يعني الأشجعي - وسالم بن أبي الجعد، عن أبيه قال: حدّثني سلمة بن نبيط الأشجعي:

«أنّ أباه قد أدرك النبي صلى الله عليه و آله وكان ردفاً خلف أبيه في حجّة الوداع، قال: فقلت: يا أبت أرني النبي صلى الله عليه و آله ، قال : قم فخذ بواسطة الرحل، قال: فقمت فأخذت بواسطة الرحل فقال: انظر إلى صاحب الجمل الأحمر الذي يومئ بيده في يده القضيب».

المنتخب من حديث حارثة بن وهب

2578 - [4 / 306] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن

ص: 155


1- خوى: التحوية أن تجعل بينه وبين الأرض خواء أي هواء وفجوة. وخواء الفرس ما بين يديه ورجليه من الهواء
2- في الأصل: (اللهم أشهد اللهم أشهد)

أبي إسحاق، عن حارثة بن وهب الخزاعي قال:

«صلّيت مع النبي صلى الله عليه و آله الظهر والعصر بمنى أكثر ما كان الناس وآمنه ركعتين».

المنتخب من حديث عمرو بن حريث

2579 - [4 / 306] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا مسعر و المسعودي، عن الوليد بن سريع، عن عمرو بن حريث قال:

«سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقرأ في الفجر : «إذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» (1)وسمعته يقول: «وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ» . (2)

2580 - [307/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا مساور الوراق، عن جعفر بن عمرو بن حريث، عن أبيه:

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله خطب الناس وعليه عمامة سوداء».

2581 - [307/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن السدي، عمّن سمع عمرو بن حريث يقول:

«صلی رسول الله صلى الله عليه وس آله في نعليه». (3)

2582 - [307/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا سفيان، عن السدي، حدّثني من سمع عمرو بن حريث قال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله يصلّي في نعلين مخصوفين». (4)

ص: 156


1- سورة التكوير: 1
2- سورة التكوير: 17
3- توضيح الحديث مرسل لعدم الواسطة بين السدي وبين عمرو بن حريث وهو له صلة بالأحاديث المتقدمة وقد علقنا على ذلك بما يسقط هذا الحديث وأمثاله عن الحجية. راجع تعليقتنا على حديث 1343
4- توضیح مرسل لا يحتج كما في هامش الحديث السابق 2581 والكلام نفس الكلام

حديث سعيد بن حريث

2583 - [307/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثني إسماعيل ابن إبراهيم - يعني ابن مهاجر - عن عبد الملك بن عمير، عن سعيد بن حريث أخ لعمرو بن حريث قال: قال رسول الله صلي الله علیه و آله:

«من باع داراً أو عقاراً فلم يجعل ثمنها في مثله كان قمناً أن لا يبارك له فيه». (1)

المنتخب من حديث عبد الله بن يزيد الأنصاري

2584 - [307/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع وابن جعفر قالا: حدّثنا شعبة، عن عدي بن ثابت قال ابن جعفر سمعت عبد الله بن يزيد الأنصاري يحدّث قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله ، عن النّهبة والمثلة». (2)

2585 - [307/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثني عبد الجبار بن عباس، عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد الخطمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«كل معروف صدقة».

المنتخب من حديث أبي جحيفة

2586 - 307/46] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا شعبة، عن حكم قال: سمعت أبا جحيفة قال:

ص: 157


1- قمناً : تقدم المعنى في هامش حديث 149
2- النهبة: تقدم المعنى في هامش حديث 1857

«خرج رسول الله صلى الله عليه و آله بالهاجرة، فصلّى الظهر بالبطحاء ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة، وتوضّأ فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه. وفي حديث عون: يمر من ورائه المرأة والحمار». (1)

2587 - [307/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا إسماعيل - يعني ابن أبي خالد - حدّثني أبو جحيفة:

«أنّه رأى رسول الله صلى الله عليه و آله، وكان أشبه الناس به الحسن بن علي».

2588 - [4 / 308] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا سفيان، عن علي بن الأقمر قال: أخبرني أبو جحيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«لا اكل متكئاً».

2589 - [308/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا شعبة، أخبرني عون بن أبي جحيفة قال:

«رأيت أبي اشترى حجاماً، فأمر بالمحاجم فكسرت، قال: فسألته عن ذلك؟ فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله نهى عن ثمن الدم وثمن الكلب، وكسب البغيّ، ولعن الواشمة والمستوشمة، وأكل الربا وموكله ولعن المصوّر».

2590 - [308/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن وهب - وهو أبو جحيفة - قال:

«أمّنا النبي صلى الله عليه و آله بمنى، فركز عنزة له بين يديه فصلى بنا ركعتين».

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن يعمر

2591 - [309/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن بكير بن عطاء قال: سمعت عبد الرحمن بن يعمر قال:

ص: 158


1- عنزة: العنزة بالتحريك أطول من العصا، وأقصر من الرمح، وفيه زج كزج الرمح

«سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسأله رجل عن الحجّ بعرفة؟ فقال: الحجّ يوم عرفة - أو عرفات - ومن أدرك ليلة جمع قبل صلاة الصبح فقد تمّ حجّه، وأيام منى ثلاثة، «فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْن فَلا إثْمَ عَلَيْه وَمَنْ تَأخَرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْه» (1) ».

حديث عطية القرضي

2592 - [310/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير قال: سمعت عطية القرظي يقول:

«عرضنا على النبي صلى الله عليه و آله يوم قريظة، فكان من أنبت قتل ولم ينبت خلّي سبيله، فكنت فيمن لم ينبت فخلّي سبيلي».

حديث صخر بن عيلة

2593 - [310/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا أبان بن عبد الله البجلي، حدّثني عمومتي، عن جدهم صخر بن عيلة:

«أنّ قوماً من بني سليم فرّوا عن أرضهم حين جاء الإسلام فأخذتها، فأسلموا فخاصموني فيها إلى النبي صلى الله عليه و آله فردّها عليهم، وقال: إذا أسلم الرجل فهو أحقّ بأرضه وماله».

المنتخب من حديث عبد الله بن عكيم

2594 - [4 / 310] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا خلف بن الوليد حدّثنا عباد - يعني ابن عباد - قال: حدّثنا خالد الحذاء، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الله بن عكيم الجهني قال:

ص: 159


1- البقرة 203

«أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه و آله بأرض جهينة قال: وأنا غلام شاب قبل وفاته بشهر - أو شهرين - : أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب.

المنتخب من حديث طارق بن سويد)

2595 - [311/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز وأبو كامل قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا سماك، عن علقمة بن وائل عن طارق بن سويد الحضرمي أنّه قال:

«قلت: يا رسول الله، إنّ بأرضنا أعناباً نعتصرها فنشرب منها؟ قال: لا، فعاودته، فقال: لا، فقلت: إنّا نستشفي بها للمريض، فقال: إن ذاك ليس شفاء ولكنه داء».

يقول شير محمّد: ورواه بإسناد آخر وفيه: «سأل النبي صلى الله عليه و آله عن الخمر فنهاه ... فذكر الحديث». (1)

المنتخب من حديث خداش أبي سلامة

2596 - [311/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف، عن سفيان، عن منصور، عن عبيد بن علي، عن أبي سلامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«أوصي الرجل بأمه، أوصي الرجل بأمه، أوصي الرجل بأمه، أوصي الرجل بأبيه، أوصي الرجل بأبيه، أوصي الرجل بمولاء الذي يليه وإن كان عليه فيه أذى يؤذيه».

حديث دحية الكلبي

2597 - [311/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا عمر من آل حذيفة عن الشعبي، عن دحية الكلبي قال:

ص: 160


1- مسند احمد 311/4

«قلت: يا رسول الله ، ألا أحمل لك حماراً على فرس فينتج لك بغلاً فتركبها؟ قال : إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون».

المنتخب من حديث رجل

2598 - [4 / 312] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبيدة بن حميد أبو عبد الرحمن، حدّثني عطاء بن السائب، عن عرفجة قال:

«كنت عند عتبة بن فرقد وهو يحدّث عن رمضان قال: فدخل علينا رجل من أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله ، فلمّا رآه عتبة ها به فسكت قال: فحدّث عن رمضان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : في رمضان تغلق فيه أبواب النار، وتفتح فيه أبواب الجنّة، وتصفّد فيه الشياطين، قال: وينادي فيه ملك : يا باغي الخير أبشر، يا باغي الشر أقصر، حتّى ينقضي رمضان».

المنتخب من حديث جندب البجلي

2599 - 312/4] [حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا أبي، أنبأنا الجريري، عن أبي عبد الله الجشمي، حدّثنا جندب قال:

«... إنّ الله خلق مائة رحمة، فأنزل الله رحمة واحدة يتعاطف بها الخلائق جنّها وإنسها وبهائهما، وعنده تسع وتسعون... الحديث». (1)

المنتخب من حديث رجل

2600 - [314/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثنا سفيان عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

ص: 161


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل

«أصبح الناس لتمام ثلاثين يوماً، فجاء أعرابيان فشهدا أنّهما أهلاه بالأمس عشية، فأمر رسول الله صلى الله عليه و آله الناس أن يفطروا».

2601 - [314/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«لا تقدّموا الشهر حتّى تكملوا العدة أو تروا الهلال، وصوموا ولا تفطروا حتّى تكملوا العدة أو تروا الهلال».

المنتخب من حديث طارق بن شهاب

2602 - [4 / 315] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان، عن علقمة بن مرثد عن طارق بن شهاب:

«أنّ رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه و آله وقد وضع رجله في الغرز: أي الجهاد أفضل؟ قال كلمة حق عند سلطان جائر».

2603 - [4 / 315] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا سفيان، عن يزيد أبي خالد، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ الله عزّوجلّ لم يضع داء إلا وضع له شفاء، فعليكم بألبان البقر ، فإنّها ترمّ من كل الشجر». (1)

حديث رجل

2604 - [4 / 315] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان،

ص: 162


1- الرم: أي الأكل، وقوله: ترمّ من كل الشحر أي تأكل من كل الشحر

عن عبد الرحمن بن عابس (1)، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله، عن الحجامة للصائم والمواصلة، ولم يحرّمها على أصحابه، فقالوا: يا رسول الله، إنك تواصل إلى السحر! قال: إن أواصل إلى السحر فربّي عزّوجلّ يطعمني ويسقيني».

حديث سويد بن غفلة عن مصدق النبي صلى الله عليه و آله

2605 - [4 / 315] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم أنبأنا هلال بن خباب قال: حدّثني ميسرة أبو صالح، عن سويد بن غفلة قال:

«أتانا مصدق النبي صلى الله عليه و آله ، فجلست إليه فسمعته وهو يقول: إنّ في عهدي أن لا آخذ من راضع لبن، ولا يجمع بين متفرّق، ولا يفرّق بين مجتمع، وأتاه رجل بناقة كوماء فقال: خذها، فأبى أن يأخذها». (2)

المنتخب من حديث وائل بن حجر

2606 - [4 / 315] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا مسعر، عن عبد الجبار بن وائل قال: حدّثني أهلي، عن أبي قال:

«أتي النبي صلى الله عليه و آله بدلو من ماء، فشرب منه ثمّ مجّ في الدلو، ثمّ صبّ في البئر، أو شرب من الدلو، ثمّ مجّ في البئر ، فقاح منها مثل ريح المسك».

2607 - [4 / 315] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا حجاج، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه قال:

ص: 163


1- في الأصل: عبد الرحمن بن عايش
2- ناقة كوماء: أي عظيمة السنام

«رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله إذا سجد وضع أنفه على الأرض».

2608 - [4 / 316] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا البختري الطائي يحدّث عن عبد الرحمن بن اليحصبي، عن وائل بن حجر الحضرمي:

«أنّه صلّى مع رسول الله صلى الله عليه و آله، فكان يكبّر إذا خفض وإذا رفع، ويرفع يديه عند التكبير، ويسلّم عن يمينه وعن يساره... الحديث».

2609 - [317/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال:

«صليت مع النبي صلى الله عليه و آله ، فقال رجل : الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلمّا صلى رسول الله صلى الله عليه و آله :قال من القائل ؟ قال الرجل: أنا يا رسول الله، وما أردت إلا الخير، فقال: لقد فتحت لها أبواب السماء فلم ينهها دون العرش».

المنتخب من حديث عمار بن ياسر

2610 - [319/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله (1)قال: حدّثني سعيد بن أبي سعيد، عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه:

«أنّ عمّاراً صلّى ركعتين، فقال له: عبد الرحمن بن الحارث: يا أبا اليقظان لا أراك إلا قد خفّفتهما! قال: هل نقصت من حدودها شيئاً؟ قال: لا، ولكن خفّفتهما، قال: إني بادرت بهما السهو، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: إنّ الرجل

ص: 164


1- في الأصل: (عبد الله)

ليصلّي ولعله أن لا يكون له من صلاته إلا عشرها أو تسعها أو ثمنها أو سبعها حتى انتهى إلى آخر العدد».

2611 - [319/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي البختري قال: قال عمّار يوم صفين:

«ائتوني بشربة لبن، فإنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن فأتي بشربة لبن فشربها، ثمّ تقدم فقتل».

21 - [319/4] حدّثنا عبد الله حدّثنا أبي حدّثنا محمّد بن جعفر ، حدّثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الله بن سلمة يقول:

«رأيت عمّاراً يوم صفين شيخاً كبيراً آدم طوالاً أخذ الحربة بيده ويده ترعد، فقال: والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه و آله ثلاث مرات وهذه الرابعة، والذي نفسي بيده لو ضربونا حتّى يبلغوا بنا شعفات هجر لعرفت أنّ مصلحينا على الحق وأنّهم على الضلالة». (1)

ص: 165


1- شعفات هجر: شعف شعفة كل شيء أعلاه والجمع شعف و شعاف وشعوف، وكذا يجمع شعفات. هجر: قال الفيروز آبادي: هجر محركة بلدة باليمن بينه وبين عثر يوم وليلة مذكر مصروف وقد يؤنث ويمنع والنسبة هجري وهاجري واسم الجميع أرض البحرين (وقيل اسم بلد معروف في البحرين)، وقرية كانت قرب المدينة. وقيل في هجر أيضاً: هجر بلد معروف بالبحرين وإنما خصّها لكثرة ،وبائها أي تاجرها وراكب البحر سواء في الخطر، فأما هجر التي ينسب إليها القلال الهجرية فهي قرية من قرى المدينة، والنسب إلى هجر هجري على القياس، وهاجري على غير قياس. (لسان العرب: 257/5). وقيل أيضاً: هجر في عرف سكان جنوبي جزيرة العرب المدينة، وتضاف الكلمة عادة إلى اسم آخر كهجر نجران وهجر جازان وهجر حاذن وهجر تيماء وأشهرها: هجر البحرين (مجمع البحرين: 374/2). وفي بعض المصادر الحديثية: (سعفات هجر). السعفات: أغصان النخل، وإنما خص هجر لبعد المسافة أو لكثرة النخل بما

المنتخب من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم

2613 - [323/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدّثنا عبد الله بن جعفر، حدّثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة، عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور:

«أنّه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنته، فقال له: قل له فليلقني في العتمة، قال: فلقيه فحمد المسور الله وأثنى عليه وقال: أمّا بعد، والله ما من نسب و لا سبب ولا صهر أحب إليّ من سببكم وصهركم، ولكن رسول الله صلى الله عليه و آله قال: فاطمة مضغة مني يقبضني ما قبضها ويبسطني ما بسطها، وإنّ الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري وعندك ابنتها، ولو زوجتك لقبضها ذلك، قال: فانطلق عاذراً له». (1)

يقول شير محمّد: ورواه بإسناد آخر وفيه: «قال: فاطمة شجنة مني يبسطني ما بسطها ويقبضني ما قبضها». (2)

2614 - [323/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمّد بن إسحاق بن يسار، عن الزهري محمّد بن مسلم بن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا:

«خرج رسول الله صلى الله عليه و آله عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالاً، وساق معه الهدي سبعين بدنة، وكان الناس سبعمائة رجل... إلى أن قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه و آله حتّى إذا سلك ثنية المرار برکت ناقته فقال الناس: خلات، فقال رسول الله صلى الله عليه و آۀه : ما خلات، وما

ص: 166


1- العتمة وهي ثلث الليل الأوّل بعد مغيب الشفق
2- مسند أحمد: 332/4

هو لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل، عن مكة، والله لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألوني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إيّاها ثمّ قال للناس: انزلوا، فقالوا: يا رسول الله ما بالوادي من ماء ينزل عليه الناس، فأخرج رسول الله صلى الله عليه و آله سهماً من كنانته فأعطاه رجلاً من أصحابه، فنزل في قليب من تلك القلب فغرزه فيه، فحاش الماء بالرواء حتّى ضرب الناس عنه بعطن... إلى أن قال: فقام من عند رسول صلى الله عليه و آله وقد رأى ما يصنع به أصحابه، لا يتوضّأ وضوءاً إلا ابتدروه، ولا يسبق بساقاً إلا ابتدروه، ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه، فرجع إلى قريش فقال: يا معشر قريش إني جئت كسرى في ملكه، وجئت قيصر والنجاشي في ملكهما، والله ما رأيت ملكاً قط مثل محمّد في أصحابه، ولقد رأيت قوماً لا يسلمونه لشيء أبداً، فروا رأيكم... إلى أن قال: فدعا عمر ليبعثه إلى مكة، فقال: يا رسول الله إني أخاف قريشاً على نفسي، وليس بها من بني عدي أحد يمنعني، وقد عرفت قريش عداوتي إيّاها وغلظتي عليها... إلى أن قال: قال محمّد: فحدثني الزهري: أنّ قريشاً بعثوا سهيل بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي فقالوا: انت محمّد فصالحه، ولا يكون في صلحه إلا أن يرجع عنّا عامه هذا، فو الله لا تتحدّث العرب أنّه دخلها علينا عنوة أبداً، فأتاه سهيل بن عمرو ، فلمّا رآه النبي صلى الله عليه و آله قال : قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل فلمّا انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه و آله تكلّما وأطالا الكلام، وتراجعا حتّى جرى بينهما الصلح ، فلمّا التأم الأمر ولم يبق إلا الكتاب وثب عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر، أو ليس برسول الله صلى الله عليه و آله؟ أو لسنا بالمسلمين؟ أو ليسوا بالمشركين؟ قال بلى قال فعلام نعطي الذلة في ديننا ؟ فقال أبو بكر : يا عمر الزم غرزه حيث كان، فإني أشهد أنّه رسول الله قال عمر وأنا أشهد، ثمّ أتى رسول الله فقال: يا رسول الله، أو لسنا بالمسلمين، أو ليسوا بالمشركين ؟ قال بلى قال فعلام نعطي الذلة في ديننا ؟ فقال: أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يضيّعني.

ص: 167

ثمّ قال عمر: ما زلت أصوم وأتصدّق وأصلّي وأعتق من الذي صنعت مخافة كلامي الذي تكلّمت به يومئذٍ حتّى رجوت أن يكون خيراً قال: ودعا رسول الله صلى الله عليه و آله علي بن أبي طالب، فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله : اكتب بسم الله الرحمن الرحیم فقال سهيل بن عمرو : لا اعرف هذا، ولكن اكتب: باسمك اللهم ، قال له رسول الله صلى الله عليه و آله: اكتب: باسمك اللهم، هذا ما صالح عليه محمّد رسول الله سهيل بن عمرو فقال سهيل بن عمرو: لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب هذا ما اصطلح عليه محمّد بن عبد الله وسهيل بن عمرو على وضع الحرب عشر سنين، يأمن فيها الناس، ويكف بعضهم عن بعض، على أنّه من أتى رسول الله صلى الله عليه و آله من أصحابه بغير إذن وليّه ردّه عليهم، ومن أتى قريشاً ممّن مع رسول الله صلى الله عليه و آله لم يردوه عليه، وأنّ بيننا عيبة مكفوفة، وأنّه لا إسلال ولا إغلال. وكان في شرطهم حين كتبوا الكتاب: أنّه من أحب أن يدخل في عقد محمّد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه فتواثبت خزاعة فقالوا: نحن من (1) عقد رسول الله صلى الله عليه و آله و عهده ، وتواثبت بنو بكر فقالوا: نحن في عقد قريش وعهدهم، وإنك ترجع عنّا عامنا هذا فلا تدخل علينا مكة، وإنّه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فتدخلها بأصحابك وأقمت فيهم ثلاثاً معك سلاح الراكب، لا تدخلها بغير السيوف في القرب... الحديث». (2)

2615 - [4 / 326] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا أبي قال: سمعت النعمان يحدّث، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن المسور بن مخرمة:

ص: 168


1- في الأصل: (مع)
2- ثنية الموار: الثنية في الجبل كالعقبة فيه، وقيل هو الطريق العالي فيه، وقيل أعلى المسيل في رأسه. والمرار بالضم موضع بين مكة والمدينة من طريق الحديبية، وبعضهم يقوله بالفتح. وقيل ثنية المرار هي مهبط الحديبية. خلات: خلات الناقة أي حرنت من غير علة. وقيل إذا لم تبرح مكانها. (حتّى ضرب الناس عنه بعطن): أي رويت إبلهم حتّى بركت وأقامت مكانه

«أنّ علياً خطب ابنة أبي جهل فوعد بالنكاح، فأتت فاطمة النبي صلى الله عليه و آله فقالت: إنّ قومك يتحدّثون أنك لا تغضب لبناتك، وإنّ علياً قد خطب ابنة أبي جهل . فقام النبي صلى الله عليه و آله فحمد الله وأثنى عليه وقال: إنّما فاطمة بضعة مني، وإني أكره أن تفتنوها. وذكر أبا العاص بن الربيع فأكثر عليه الثناء، وقال: لا يجمع بين ابنة نبيّ الله وبنت عدو الله فرفض علي ذلك». (1)

يقول شير محمّد ورواه بإسناد آخر وفيه: «وأنّ فاطمة بنت محمّد بضعة مني» (2)وبإسناد آخر وفيه: «إنّ فاطمة بضعة مني». (3)

ص: 169


1- توضيح الحديث فيه المسور بن مخرمة، وقد وردت عدة أحاديث في هذا الشأن رواها المسور بن مخرمة وكلها مضطربة في تشخيص الواقعة، حتّى أنّ المسور بن مخرمة ذكر في بعضها إني كنت (وأنا محتلم) مما يورث الشك أنّ المسور لم يدرك القصة حيث كان صغيراً ليس من شأنه أن يتحمل الرواية وهو بهذا السن المبكرة قد تفرّد بها، وإن شاركه عبد الله بن الزبير في نقله لأمثالها، وقد عرفت حاله من بغضه لعلي وموقفه منه ومن آله كما إنّ الحديث للتغطية على ما فعله الشيخان مع فاطم- مع فاطمة من قضية فدك، حيث صح عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال في أكثر من مناسبة: «أنّ فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما انصبها». فكيف يتم ذلك وقد ورد صحيحاً أنّ فاطمة علیهاالسّلام غضبت على الشيخين وقالت: «لأدعونّ الله عليكما» كما ورد في كثير من الصحاح فأراد البعض جعل هذا الحديث موجهاً لعلي ودفعه عن الشيخين وهو أمر لا يخفى على ذي بصيرة، والعجيب أنّ المسور بن مخرمة روى حديث النبي صلى الله عليه و آله المسور بن مخرمة كما نقله ابن حجر قال: وفي الصحيحين عن المسور بن مخرمة سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله على المنبر يقول: «فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويريبني ما راها راجع (الإصابة 4: 278) إلا أنّهم حاولوا أن يذيلوا الحديث بقصة خطبة على علیه السّلام من ابنة أبي جهل كذباً وزوراً، وحاشا لعلي أن يغضب رسول الله صلى الله عليه و آله في ابنته وكيف لعاقل أن يرغب في مصاهرة عدو الله على مصاهر صلى الله عليه و آله على مصاهرة حبيب الله، وهل هذا إلا اختلاق ؟! وهكذا كانت قصة خطبة على لابنة أبي جهل محض افتراء وكذب، لعدم مناسبتها لشأن علي علیه السّلام و لا لمقام النبي صلى الله عليه و آله من أن يمنع ما أحله الله على فرض صحة وقوع الخطبة، فهل يصح ما أوردوه في عليه إلا للتقليل من مقامه السامي وشأنه الرفيع؟ شنشنةٌ اعرفها من أخزم
2- مسند أحمد 326/4
3- مسند أحمد: 326/4

2616 - [328/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، قال الزهري: أخبرني عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم يصدّق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا:

«خرج رسول الله صلى الله عليه و آله زمان الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه، حتّى إذا كانوا بذي الحليفة قلّد رسول الله صلى الله عليه و آله الهدي وأشعره، وأحرم بالعمرة، وبعث بين يديه عيناً له من خزاعة يخبره عن قريش... إلى أن قال: وسار النبي صلى الله عليه و آله، حتّى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها برکت به راحتله - وقال يحيى بن سعيد، عن ابن المبارك: بركت بها راحلته -فقال النبي صلى الله عليه و آله: حل حل فألحت، فقالوا خلات القصواء! فقال النبي صلى الله عليه و آله : ما خلات القصواء وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل ثمّ قال : والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إيّاها ثمّ زجرها فوثبت به قال فعدل عنها حتّى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء إنما يتبرّضه الناس تبرّضاً ، فلم يلبثه أن نزحوه، فشكي إلى رسول الله صلى الله عليه و آله العطش، فإنتزع سهما من كنانته، ثمّ أمرهم أن يجعلوه فيه، قال: فو الله ما زال يجيش لهم بالري حتّى صدروا عنه... الحديث». (1)

حديث خريم بن عمرو السعدي

2617 - [4 / 337] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن بحر . ، حدّثنا جرير بن عبد الرحمن بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن موسی بن زیاد بن خریم السعدي، عن أبيه، عن جده خريم بن عمرو :

ص: 170


1- قال الجوهري: حلحلت بالناقة، إذا قلت لها حل - بالتسكين - وهو زجر للناقة الثمد: الماء القليل الذي لا مادة له. تبرض الماء: قال الخليل في العين جمعه بالكفين. وقال في الصحاح برض الماء من العين إذا خرج وهو قليل. وقيل تبرض الماء: أخذه قليلاً قليلاً من ها هنا وها هنا

«أنّه شهد رسول الله صلى الله عليه و آله في حجّة الوداع، فقال: ألا إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا وكحرمة بلدكم هذا».

قال أبو عبد الرحمن: وحدّثني أبو خيثمة، حدّثنا جرير، فذكره مثله.

المنتخب من حديث خادم النبي صلى الله عليه و آله

2618 - [337/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر شعبة عن أبي عقيل قاضي واسط، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام قال:

«مرّ رجل في مسجد حمص، فقالوا: هذا خدم النبي صلى الله عليه و آله ، فقمت إليه، فقلت: حدّثني حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه و آله لا يتداوله بينك وبينه الرجال، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات رضيت بالله ربّاً بالإسلام ديناً وبمحمّد نبياً إلا كان حقّاً على الله أن يرضيه يوم القيامة».

2619 - [4 / 337] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن غيلان، حدّثنا رشدین بن سعد، حدّثنا بكر بن عمرو عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير: أنّه حدّثه رجل خدم النبي صلى الله عليه و آله ثمان سنين قال:

«كان النبي صلى الله عليه و آله إذا قرب له طعام قال: بسم الله ، فإذا فرغ من طعامه قال: اللهم أطعمت وأسقيت وأغنيت وأفنيت وهديت واجتبيت فلك الحمد على ما أعطيت».

المنتخب من حديث رفاعة بن رافع الزرقي

2620 - [340/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمّد بن عمرو عن علي بن يحيى بن خلاد الزرقي، عن رفاعة بن رافع الزرقي

ص: 171

- وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله - قال :

«جاء رجل ورسول الله صلى الله عليه و آله جالس في المسجد فصلّى قريباً منه، ثمّ انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه و آله، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : أعد صلاتك، فإنك لم تصلّ قال: فرجع فصلّى كنحو مما صلّى، ثمّ انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال له: أعد صلاتك، فإنك لم تصلّ قال: یا رسول الله، علّمني كيف أصنع ؟

قال: إذا استقبلت القبلة فكبّر ، ثمّ اقرأ بأُم القرآن، ثمّ أقرأ بما شئت فإذا رکعت فاجعل راحتيك على ركبتيك، وامدد ظهرك، ومكّن ركوعك، فإذا رفعت رأسك فأقم صلبك حتّى ترجع العظام إلى مفاصلها، وإذا سجدت فمكّن لسجودك، فإذا رفعت رأسك فاجلس على فخذك اليسرى، ثمّ اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة».

2621 - [4 / 340] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن علي بن يحيى الزرقي، عن أبيه، عن رفاعة ابن رافع الزرقي قال:

«كنّا نصلّي يوماً وراء رسول الله صلى الله عليه و آله ، فلمّا رفع رسول الله صلى الله عليه و آله رأسه من الركعة وقال: سمع الله لمن حمده، قال رجل وراءه: ربّنا لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلمّا انصرف رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال : من المتكلم آنفا ؟ قال الرجل: أنا يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيّهم يكتبها أوّلاً.

2622 - [340/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا ابن عجلان، حدّثنا علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه، عن عمّه - وكان بدرياً - قال:

«كنّا مع رسول الله صلى الله عليه و آله في المسجد، فدخل رجل فصلّى في ناحية المسجد، فجعل رسول الله صلى الله عليه و آله يرمقه، ثمّ جاء فسلّم، فرد عليه وقال: ارجع فصلّ، فإنّك لم

ص: 172

تصلّ - قال مرتين أو ثلاثاً - فقال له في الثالثة - أو في الرابعة : والذي بعثك بالحق، لقد أجهدت نفسي، فعلّمني وأرني، فقال له النبي صلى الله عليه و آله : إذا أردت أن تصلّي فتوضّأ فأحسن وضوءك، ثمّ استقبل القبلة، ثم كبّر، ثمّ اقرأ، ثمّ اركع حتّى تطمئن راكعاً، ثمّ ارفع حتى تطمئن قائماً، ثمّ اسجد حتّى تطمئن ساجداً، ثمّ ارفع حتّى تطمئن جالساً، ثمّ اسجد حتّى تطمئن ساجداً، ثمّ قم، فإذا أتمت صلاتك على هذا فقد أتممتها، وما انتقصت من هذا من شيء فإنما تنقصه من صلاتك».

حديث رافع بن رفاعة

2623 - [341/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا عكرمة - يعني ابن عمّار - قال: حدّثني طارق بن عبد الرحمن القرشي، قال:

«جاء رافع بن رفاعة إلى مجلس الأنصار، فقال: لقد نهانا نبي الله صلى الله عليه و آله اليوم، عن شيء كان يرفق بنا في معايشنا فقال: نهانا عن كراء الأرض، قال: من كانت له أرض فليزرعها - أو ليزرعها - أخاه، أو ليدعها، ونهانا عن كسب الحجام وأمرنا أن نطعمه نواضحنا، ونهانا عن كسب الأمة إلا ما عملت بيدها وقال : هكذا بإصبعه نحو الخبز والغزل والنفش». (1)

حديث ابني قريضة

2624 - [341/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب القرظي، عن كثير بن السائب قال: حدّثني ابنا قريظة:

ص: 173


1- النفش: ندف القطن والصوف

«أنهم عرضوا على النبي صلى الله عليه و آله زمن قريظة، فمن كان منهم محتلاً أو نبتت عانته قتل، ومن لا ترك».

المنتخب من حديث ربيعة بن عباد الديلي

2625 - [341/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: أخبرني رجل يقال له: ربيعة بن عباد من بني الديل - وكان جاهلياً - قال:

«رأيت النبي صلى الله عليه و آله في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول: يا أيّها الناس قولوا لا اله إلا الله تفلحوا والناس مجتمعون عليه، ووراءه رجل وضيء الوجه أحول ذو غديرتين يقول : إنّه صابئ كاذب، يتبعه حيث ذهب فسألت عنه، فذكروا لي نسب رسول الله صلى الله عليه و آله وقالوا لي: هذا عمّه أبو لهب».

حديث عبد الله بن أسلم مولى النبي صلى الله عليه و آله :

2626 - [4 / 342] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا بكر بن سوادة، عن عبيد الله بن أسلم مولى النبي صلى الله عليه و آله :

«أن رسول الله صلى الله عليه و آله كان يقول الجعفر بن أبي طالب أشبهت خَلقي وخُلقي».

حديث مالك بن عمرو القشيري

2627 - [344/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز وعفان قالا : حدّثنا حماد بن سلمة، قال عفان في حديثه أنبأنا علي بن زيد عن زرارة بن أوفى عن مالك ابن عمر و القشيري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

ص: 174

«من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار - قال عفان: مكان كل عظم من عظام محرره بعظم من عظامه - ومن أدرك أحد والديه ثمّ لم يغفر له فأبعده الله ، ومن ضمّ يتيماً من بين أبوين مسلمين - قال عفان: إلى طعامه وشرابه - حتّى يغنيه الله وجبت له الجنّة».

المنتخب من حديث خريم بن فاتك الأسدي

2628 - [4 / 345] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن الركين بن الربيع، عن أبيه، عن عمّه فلان بن عميلة ابن خريم بن فاتك الأسدي:

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال: الناس أربعة، والأعمال ستة، فالناس موسع عليه في الدنيا والآخرة، وموسع له في الدنيا مقتور عليه في الآخرة، ومقتور عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة، وشقي في الدنيا والآخرة، والأعمال موجبتان مثل بمثل وعشرة أضعاف وسبعمائة ضعف، فالموجبتان من مات مسلم مؤمناً لا يشرك بالله شيئاً فوجبت له الجنّة، ومن مات كافراً وجبت له النار، ومن همّ بحسنة فلم يعملها فعلم الله أنه قد أشعرها قلبه وحرص عليها كتبت له حسنة، ومن هم بسيئة لم تكتب عليه ومن عملها كتبت واحدة ولم تضاعف عليه، ومن عمل حسنة كانت له بعشر أمثالها، ومن أنفق نفقة في سبيل الله كانت له بسبعمائة ضعف».

المنتخب من حديث أنس بن مالك

2629 - [347/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا أبو هلال عن عبد الله بن سوادة، عن أنس بن مالك رجل من بني عبد الله بن كعب قال:

«أغارت علينا خيل رسول الله صلى الله عليه و آله، فأتيته وهو يتغدى فقال: ادن فكل قلت:

ص: 175

إني صائم، قال: اجلس أحدّثك عن الصوم - أو الصيام - إنّ الله عزّوجلّ وضع عن المسافر شطر الصلاة، وعن المسافر والحامل والمرضع الصوم - أو الصيام - والله لقد قالهما رسول الله صلى الله عليه و آله كلاهما أو أحدهما ، فيا لهف نفسي هلا كنت طعمت من طعام رسول الله صلى الله عليه و آله».

المنتخب من حديث عيسى بن يزداد بن نساءة

263 - 347/14] حدّثنا عبد الله، حدّثني الله، حدّثني أبي ، حدّثنا روح، حدّثنا زكريا بن إسحاق، عن عيسى بن يزداد بن فساءة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث مرات».

المنتخب من حديث أبي ليلى بن عبد الرحمن

2631 - 4 / 348] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا زهير، عن عبد الله بن عيسى، عن أبيه، عن جده، عن أبي ليلى قال:

«كنت عند رسول الله صلى الله عليه و آله وعلى صدره - أو بطنه - الحسن أو الحسين، قال: فرأيت بوله أساريع، فقمنا إليه، فقال: دعوا ابني لا تفزعوه حتّى يقضي بوله ثمّ أتبعه الماء، ثمّ قام فدخل بيت تمر الصدقة، ودخل معه الغلام، فأخذ تمرة فجعلها في فيه، فاستخرجها النبي صلى الله عليه و آله وقال : إنّ الصدقة لا تحلّ لنا».

المنتخب من حديث أبي عبد الله الصنابحي

2632 - [349/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل : أنّه سمع قيساً يقول : سمعت الصنابحي الأحمسي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

ص: 176

«ألا إنّي فرطكم على الحوض، وإنّي مكاثر بكم الأمم، فلا تقتتلنّ بعدي».

المنتخب من بقية حديث عبد الله بن أبي أوفى

2633 - 4 / 355] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف، عن الأعمش، عن ابن أبي أوفى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

«الخوارج هم كلاب النار».

2634 - [4 / 355] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد ابن هارون أخبرنا إسماعيل، عن عبد الله بن أبي أوفى قال:

«اعتمر النبي صلى الله عليه و آله فطاف بالبيت وطفنا معه، وصلّى خلف المقام وصلّينا معه، ثمّ يصيبه فطاف بين الصفا والمروة ونحن معه نستره من أهل مكة لا يرميه أحد أو يه- خرج أحد بشيء، قال: فدعا على الأحزاب فقال: اللهم منزل الكتاب سريع الحساب هازم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم قال: ورأيت بيده ضربة على ساعده، فقلت: ما هذه؟ قال: ضربتها يوم حنين، فقلت له: أشهدت معه حنيناً؟ قال: نعم وقبل ذلك».

2635 - [4 / 355] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن أبي أوفى - وكان من أصحاب الشجرة - قال:

«كان النبي صلى الله عليه و آله إذا أتاه قوم بصدقة قال: اللهم صلّ عليهم فأتاه أبي بصدقة فقال: اللهم صلّ على آل أبي أوفى».

2636 - [357/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثني سعيد بن جمهان قال:

«كنّا نقاتل الخوارج وفينا عبد الله بن أبي أوفى، وقد لحق له غلام بالخوارج، وهم من ذلك الشط، ونحن من ذا الشط، فناديناه أبا فيروز أبا فيروز، ويحك هذا مولاك

ص: 177

عبد الله بن أبي أوفى، قال: نعم الرجل هو لو هاجر، قال: ما يقول عدو الله؟ قال: قلنا: يقول: نعم الرجل لو هاجر، قال: فقال أهجرة بعد هجرتي مع رسول الله صلى الله عليه و آله ؟! ثمّ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: طوبى لمن قتلهم وقتلوه».

المنتخب من حديث جرير بن عبد الله

2637 - 357/46] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن جابر قال: حدثني رجل، عن طارق التميمي، عن جرير:

أن رسول الله صلى الله عليه و آله مرّ بنساء فسلم عليهنّ».

2638 - [357/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا شعبة، عن عون بن أبي جحيفة عن المنذر بن جرير، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من سنّ في الإسلام سنّة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينتقص من أجورهم شيء، ومن سنّ في الإسلام سنّة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينتقص من أوزارهم شيء».

2639 - [358/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، عن يونس، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة بن عمر بن جرير قال: قال جرير:

«سألت رسول الله صلى الله عليه و آله ، عن نظرة الفجأة؟ فأمرني أن أصرف بصري».

2640 - [358/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، حدّثني شعبة، عن علي بن مدرك قال: سمعت أبا زرعة يحدّث، عن جرير وهو جده،

«عن النبي صلى الله عليه و آله قال في حجّة الوداع: يا جرير، استنصت الناس ثمّ قال في خطبته: لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض».

2641 - [4 / 358] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن عبيد، حدّثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 178

«من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عزّوجلّ» .

2642 - [4 / 358] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عون بن أبي جحيفة عن المنذر بن جرير عن أبيه قال:

«كنّا عند رسول الله صلى الله عليه و آله في صدر النهار، قال: فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار - أو العباء- متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر ، فتغيّر وجه رسول الله صلى الله عليه و آله لمّا رأى بهم من الفاقة، قال: فدخل ثمّ خرج، فأمر بلالا فأذّن وأقام، فصلّى، ثمّ خطب فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ» ... إلى آخر الآية «إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا» (1)، وقرأ الآية التي في الحشر : «وَلَتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ» (2) تصدّق رجل من دیناره، من در همه، من ثوبه، من صاع ،بره من صاع ،تمره حتّى قال: ولو بشق تمرة، قال: جاء رجل من الأنصار بصرّة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثمّ تتابع الناس حتّى رأيت كومين من طعام وثياب، حتّى رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله يتهلل وجهه - يعني كأنّه مذهبة - فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينتقص من أجورهم شيء، ومن سنّ في الإسلام سنّة سيئة كان عليه وزرها وزور من عمل بها بعده من غير أن ينتقص من أوزارهم شيء». (3)

ص: 179


1- سورة النساء: 1
2- سورة الحشر : 18
3- محتابي النمار: مجتابي أي لابسي. وقيل: مقتطعي. والنمار: كل شملة مخططة من مآزر الأعراب فهي نمرة، وجمعها: نمار، كأنها أخذت من لون النمر، لما فيها من السواد والبياض. وهي من الصفات الغالبة، أراد أنه جاءه قوم لابسي أزر مخططة من صوف. كأنه مذهبة: قيل في معناه فضة مذهبة فهو أبلغ في حسن الوجه وإشراقه. وقيل تشبيهه في حسنه ونوره بالمذهبة من الجلود وجمعها مذاهب وهي شيء كانت العرب تصنعه من جلود وتجعل فيها خطوطاً مذهبة يرى بعضها أثر بعض

2643 - [359/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف، حدّثنا أبو جناب عن زاذان، عن جرير بن عبد الله قال:

«خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله ، فلمّا برزنا من المدينة إذا راكبٌ يوضع نحونا، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : كأنّ هذا الراكب إيّاكم يريد! قال: فانتهى الرجل إلينا، فسلّم فرددنا عليه، فقال له النبي صلى الله عليه و آله : من أين أقبلت؟ قال: من أهلي وولدي وعشيرتي، قال: فأين ترید؟ قال : أريد رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال : فقد أصبته قال: يا رسول الله، علّمني الإيمان؟ قال تشهد أن لا الله إلا الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت. قال: قد أقررت، قال: ثمّ أن بعيره دخلت يده في شبكة

جرذان فهوى بعيره وهوى الرجل فوقع على هامته فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : علّي بالرجل، قال : فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة فأقعداه، فقالا: يا رسول الله قبض الرجل قال: فأعرض عنهما رسول الله صلى الله عليه و آله ، ثمّ قال لهما رسول الله صلى الله عليه و آله: أما رأيتما إعراضي عن الرجلين، فإني رأيت ملكين يدسّان في فيه من ثمار الجنّة، فعلمت أنّه مات جائعاً، ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه و آله : هذا والله من الذين قال الله عزّوجلّ: «الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُمْ يظلم أولَئِكَ هُمُ الأمَنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ» (1).

قال: ثمّ قال: دونكم أخاكم قال : فاحتملناه إلى الماء فغسّلناه وحنّطناه وكفّنّاه وحملناه إلى القبر، قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه و آله حتّى جلس على شفير القبر، قال: فقال: الحدوا ولا تشقوا فإنّ اللحد لنا، والشق الغيرنا».

2644 - [362/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن أبي حيان قال: حدّثني الضحاك خال المنذر بن جرير، عن منذر بن جربر، عن جرير قال:

ص: 180


1- سورة الأنعام: 82

«كنت مع أبي جرير بالبواريج (1) في السواد، فراجعت البقر، فرأى بقرة أنكرها، فقال: ما هذه البقرة؟ قال: بقرة لحقت بالبقر، فأمر بها فطردت حتّى توارت، ثمّ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : لا يؤوي الضالة إلا ضال».

2645 - [4 / 362] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن أبي اليقظان عثمان بن عمير البجلي، عن زاذان، عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«اللحد لنا، والشق لأهل الكتاب».

المنتخب من حديث زيد بن أرقم

2646 - [4 / 366] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان التميمي، حدّثني يزيد بن حيان التميمي قال:

«انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً، رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله وسمعت حديثه وغزوت معه وصلّيت معه، لقد رأيت يا زيد خيراً كثيراً ، حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال : يا ابن أخي، والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه و آله ، فما حدّثتكم فاقبلوه، وما لا فلا تكلّفونيه، ثمّ قال: قام رسول الله صلى الله عليه و آله يوماً خطيباً فينا بماء يدعى خمّاً بين مكة والمدينة، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثمّ قال:

أمّا بعد، ألا يا أيّها الناس، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي عزّوجلّ فأجيب، وإنّي تارك فيكم ثقلين، أوّلهما كتاب الله عزّوجلّ فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله تعالى

ص: 181


1- كذا وفي بعض المصادر: بالبوازيج، وهو بلد قديم على دجلة فوق بغداد

واستمسكوا به فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه، قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي.

فقال له: حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال: إنّ نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال: أكلّ هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.

قال يزيد بن حيان: حدّثنا زيد بن أرقم في مجلسه ذلك قال: بعث إليّ عبيد الله بن زياد فأتيته، فقال: ما أحاديث تحدّثها وترويها عن رسول الله صلى الله عليه و آله لا نجدها في كتاب الله، تحدّث أنّ له حوضاً في الجنّة! قال: قد حدّثنا رسول الله صلى الله عليه و آله ووعدناه، قال: كذبت، ولكنك شيخ قد خرفت، قال: إني قد سمعته أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: من كذب علّي متعمداً فليتبوأ مقعده من جهنم وما كذبت على رسول الله صلى الله عليه و آله ... الحديث».

2647-[367/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا معاوية، حدّثنا الأعمش، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم قال :

«سحر النبي صلى الله عليه و آله الرجل من اليهود، قال: فاشتكى لذلك أياماً، قال: فجاء جبريل علیه السّلام فقال: إنّ رجلاً من اليهود سحرك، عقد لك عقداً عقداً في بئر كذا وكذا، فأرسل إليها من يجيء بها، فبعث رسول الله صلى الله عليه و آله علياً رضي الله تعالى عنه فاستخرجها، فجاء بها فحللها، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه و آله كأنّما نشط من عقال، فما ذكر لذلك اليهودي، ولا رآه في وجهه قط حتّى مات».

2648- [367/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن ثمامة بن عقبة، عن زيد بن أرقم قال:

«أتى النبي صلى الله عليه و آله رجل من اليهود، فقال: يا أبا القاسم، ألست تزعم أنّ أهل الجنّة يأكلون فيها ويشربون؟ - وقال: لأصحابه: إن أقرّ لي بهذه خصمته - قال:

ص: 182

فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : بلى والذي نفسي بيده، إنّ أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع، قال: فقال له اليهودي: فإنّ الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة! قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : حاجة أحدهم عرق يفيض من جلودهم مثل ريح المسك، فإذا البطن قد ضمر». (1)

2649 - [4/ 367] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن أبي جريج قال: أخبرني حسن بن مسلم عن طاوس قالا: قدم زيد بن أرقم ، فقال له ابن عباس يستذكره:

«كيف أخبرتني عن لحم أهدي للنبي صلى الله عليه و آله وهو حرام؟ قال: نعم، أهدى له رجل عضواً من لحم صيد فرده وقال: إنّا لا نأكله، إنّا حرم». (2)

2650 - [4 / 368] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن يوسف بن صهيب، عن حبيب بن يسار، عن زيد بن أرقم ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال:

«من لم يأخذ من شاربه فليس منّا».

2651 - [4 / 368] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن حبيب - يعني ابن أبي ثابت - عن أبي المنهال قال: سمعت زيد بن أرقم والبراء بن عازب يقولان:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن بيع الذهب بالورق دينا».

2652 - [368/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا عبد الملك - يعني ابن أبي سليمان - عن عطية العوفي قال:

«سألت زيد بن أرقم فقلت له: إن ختنا ليحدّثني عنك بحديث في شأن علي رضي

ص: 183


1- الضمر: الهزال
2- حرم: أصلها من الإحرام

الله تعالى عنه يوم غدير خم، فأنا أحب أن اسمعه منك، فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم، فقلت له: ليس عليك منّي بأس، فقال: نعم، كنّا بالجحفة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلينا ظهراً وهو آخذ بعضد علي رضي الله تعالى عنه، فقال: يا أيّها الناس، ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه. قال: فقلت له هل قال اللهم وال من والاه وعاد من عاده؟ قال: إنما أخبرك كما سمعت».

2653 - [4 / 368] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة مولى الأنصار، عن زيد بن أرقم قال:

«أوّل من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وآله علي رضي الله تعالى عنه».

2654 - [4 / 368] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا حمزة يحدّث عن زيد بن أرقم قال:

«أوّل من صلّى مع رسول الله صلى الله عليه وآله علي رضي الله تعالى عنه... الحديث».

2655 - [4 / 368] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن محمّد بن كعب القرظي، عن زيد بن أرقم قال:

«كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة ، فقال عبد الله بن أبي: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه و آله فأخبرته، قال: فحلف عبد الله بن أبي أنّه لم يكن شيء من ذلك، قال: فلامني قومي وقالوا: ما أردت إلى هذه، قال: فانطلقت فنمت كثيباً - أو حزيناً - قال: فأرسل إليّ نبي الله صلى الله عليه وآله - أو أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله - فقال: إنّ الله عزّوجلّ قد أنزل عذرك وصدقك قال: فنزلت هذه الآية: «هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عنْدَ رَسُول الله حَتَّى يَنفَضُّوا» (1) حتّى بلغ: «لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ

ص: 184


1- سورة المنافقون: 7

لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنْهَا الأذل»(1)».

2656 - [369/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة وحجاج قال: حدّثني شعبة، عن قتادة عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال : إنّ هذه الحشوش مختضرة، فإذا دخل أحدكم فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث». (2)

2657 - [369/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عوف، عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم قال:

«كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله أبواب شارعة في المسجد، قال: فقال يوماً: سدّوا هذه الأبواب إلا باب علي قال فتكلم في ذلك الناس، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه و آله فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثمّ قال: أمّا بعد فإني أمرت بسدّ هذه الأبواب إلا باب علي، وقال فيه قائلكم، وإني والله ما سددت شيئاً ولا فتحته، ولكني أمرت بشيء فاتبعته».

2658 - [369/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا محمد بن بشير ، حدّثنا مسعر، عن الحجاج مولى بني ثعلبة، عن قطبة بن مالك عم زياد بن علاقة قال:

«نال المغيرة بن شعبة من علي، فقال زيد بن أرقم قد علمت أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله كان ينهى عن سب الموتى، فلم تسب علياً وقد مات؟!».

2659 - [4 / 370] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا إسرائيل، عن عبد الأعلى قال:

ص: 185


1- سورة المنافقون: 8
2- الحشوش: يعني الكنف ومواضع قضاء الحاجة، الواحد حش بالفتح. وأصله من الحش: البستان؛ لأنهم كانوا كثيراً ما يقضون حاجتهم في البساتين

«صلّيت خلف زيد بن أرقم على جنازة فكبّر خمساً، فقام إليه أبو عيسى عبد الرحمن ابن أبي ليلى فأخذ بيده فقال : نسيت؟ قال: لا، ولكن صلّيت خلف أبي القاسم خليلي صلى الله عليه و آله فكبّر خمساً، فلا أتركها أبدا».

2660 - [4 / 370] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد وأبو نعيم المعني قالا: حدّثنا فطر، عن أبي الطفيل قال:

«جمع علي رضي الله تعالى عنه الناس في الرحبة، ثمّ قال لهم: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه و آله يقول يوم غدير خم ما سمع لمّا قام؟ فقام ثلاثون من الناس - وقال أبو نعيم - فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده، فقال للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

قال: فخرجت وكأنّ في نفسي شيئاً، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إني سمعت علياً رضي الله تعالى عنه يقول كذا وكذا، قال: فما تنكر، قد سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول ذلك له».

2661 - [4 / 371] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا عبد الواحد ابن زیاد، حدّثنا عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث، عن زيد بن أرقم قال: كان رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«اللهم إنّي أعوذ بك من العجز والكسل والهرم والجبن والبخل وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها وزكّها، أنت خير من زكّاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، وعلم لا ينفع، ودعوة لا يستجاب لها».

قال: فقال زيد بن أرقم : كان رسول الله صلى الله عليه و آله يعلمناهنّ ونحن نعلمكموهنّ».

ص: 186

2662 - [371/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة قال:

«لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار - أو خارج من عنده - فقلت له: أسمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : إني تارك فيكم الثقلين، قال: نعم».

2663 - [4 / 372] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، أنبأنا ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار وعامر بن مصعب أنّهما سمعا أبا المنهال يقول:

«سألت البراء بن عازب وزيد بن أرقم، فقالا: كّنا تاجرين على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله ، فسألنا النبي صلى الله عليه و آله عن الصرف ؟ فقال : إن كان يداً بيد فلا بأس، وإن كان نسيئة فلا يصلح».

2664 - [4 / 372] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، حدّثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي عبيد عن ميمون أبي عبد الله قال:

«قال زيد بن أرقم وأنا أسمع نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله بوادٍ يقال له: وادي خم، فأمر الصلاة فصلاها بهجير، قال: فخطبنا، وظلل لرسول الله صلى الله عليه و آله بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فقال: ألستم تعلمون - أو أولستم تشهدون - أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فإنّ علياً مولاه، اللهم عاد من عاداه، ووال من والاه».

2665 - [4 / 372] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن ميمون، عن أبي عبد الله قال:

«كنت عند زيد بن أرقم، فجاء رجل من أقصى الفسطاس فسأله عن داء؟ فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله : قال : ألست أولى المؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه».

ص: 187

قال ميمون: فحدّثني بعض القوم، عن زيد أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال : اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

2666 - [373/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا سفيان، عن أجلح، عن الشعبي، عن عبد خير الحضرمي، عن زيد بن أرقم قال:

«كان علي رضي الله تعالى عنه باليمن، فأتي بامرأة وطئها ثلاثة نفر في طهر واحد، فسأل اثنين: أتقران لهذا بالولد؟ فلم يقرّا، ثمّ سأل اثنين: أنقران لهذا بالولد؟ فلم يقرّا، ثمّ سأل اثنين حتّى فرغ يسأل اثنين اثنين، عن واحد فلم يقرّوا، ثمّ أقرع بينهم، فألزم الولد الذي خرجت عليه القرعة، وجعل عليه ثلثي الدية، فرفع ذلك للنبي صلى الله عليه و آله، فضحك حتّى بدت نواجذه».

صار الله

[21667 - 374/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن أجلح، عن الشعبي، عن عبد الله بن أبي الخليل، عن زيد بن أرقم:

«أنّ نفراً وطؤوا امرأة في طهر ، فقال علي رضي الله تعالى عنه لاثنين: أتطيبان نفساً لذا؟ فقالا : لا ، فأقبل على الآخرين، فقال: أتطيبان نفساً لذا؟ فقالا : لا، قال: أنتم شركاء متشاكسون، قال: إني مقرع بينكم، فأيكم قرع أغرمته ثلثي الدية وألزمته الولد. قال: فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و آله ، فقال : لا أعلم إلا ما قال علي رضي الله تعالى عنه».

المنتخب من حديث عروة بن أبي الجعد البارقي

2668 - [4 / 375] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم ، أنبأنا حصين عن الشعبي، عن عروة البارقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«الخيل معقود بنواصيها الخير والأجر والمغنم إلى يوم القيامة».

ص: 188

12669 - [4 / 375] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن شبيب: أنّه سمع الحي يخبرون عن عروة البارقي:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله بعث معه بدينار يشتري له أضحية - وقال مرة أو شاة - فاشترى له اثنتين فباع واحدة ،بدينار، وأتاه بالأخرى، فدعا له بالبركة في بيعه، فكان لو اشترى التراب لربح فيه».

2670 - [4 / 376] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا سعيد بن زيد، حدّثنا الزبير بن الخريت، عن أبي لبيد قال :

«كان عروة بن أبي الجعد البارقي نازلاً بين أظهرنا، فحدّث عنه أبو لبيد لمازة بن زبار، عن عروة بن أبي الجعد :قال عرض للنبي صلى الله عليه و آله جلب، فأعطاني ديناراً، فقال: أي عروة، انت بالجلب فاشتر لنا شاة، قال: فأتيت الجلب فساومت صاحبه فاشتريت منه شاتين بدينار، فجئت أسوقهما - أو قال: أقودهما - فلقيني رجل فساومني فأبيعه شاة ،بدینار فجئت بالدينار وجئت بالشاة، فقلت: يا رسول الله هذا ديناركم، وهذه شاتكم، قال: وصنعت كيف، فحدّثته الحديث، فقال: اللهم بارك له في صفقة يمينه فلقد رأيتني أقف بكناسة الكوفة فأربح أربعين ألفاً قبل أن أصل إلى أهلي، وكان يشتري الجواري ويبيع». (1)

المنتخب من بقية حديث عدي بن حاتم الطائي

2671 - [377/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن مجالد: أخبرني عامر، حدّثني عدي بن حاتم قال:

«علّمني رسول الله صلى الله عليه و آله الصلاة والصيام، قال: صلّ كذا وكذا، وصم، فإذا

ص: 189


1- الجلب: ما جلب القوم من غنم وغيره

غابت الشمس فكل واشرب حتّى يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وصم ثلاثين يوماً إلا أن ترى الهلال قبل ذلك، فأخذت خيطين من شعر أسود وأبيض. فكنت أنظر فيهما فلا يتبين لي، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و آله، فضحك وقال: يا ابن حاتم، إنّما ذاك بياض النهار من سواد الليل».

2672 - [4 / 377] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا شعبة، حدّثنا أبو إسحاق، عن عبد الله بن معقل قال: سمعت عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«اتقوا النار ولو بشق تمرة».

المنتخب من بقية حديث عبد الله بن أبي أوفى ومعاذ بن جبل

2673 - [381/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيوب، عن القاسم الشيباني، عن عبد الله بن أبي أوفى قال:

«قدم معاذ اليمن - أو قال: الشام - فرأى النصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها، فروّاً في نفسه أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله أحق أن يعظّم، فلمّا قدم قال: يا رسول الله، رأيت النصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها، فروّات في نفسي أنك أحق أن تعظّم، فقال: لو كنت آمر أحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولا تؤدي المرأة حق الله عزّوجلّ عليها كله حتّى تؤدي حقّ زوجها عليها كله، لو سألها نفسها وهي على ظهر قتب لأعطته إيّاه». (1)

ص: 190


1- القتب للجمل: كالأكاف لغيره ومعناه الحث لهنّ على مطاوعة أزواجهنّ وأنه لا يسع المرأة الإمتناع في هذه الحال فكيف في غيره، وقيل في معناه: إنّ نساء العرب كنّ إذا أردنّ وضع الحمل جلسنّ على قتب، ويقال: إنه أساس الخروج الولد فأراد علیه السّلام تلك الحالة. قال أبو عبيد: كنّا نرى المعنى وهي تسير على ظهر البعير فجاء التفسير بغير ذلك. (غريب الحديث : 330/4 بالهامش)

[ يقول شير محمّد ] في (الصحاح): «وأمّا قولهم ثلاثة أنفس فيذكرونه لأنّهم [يريدون به الإنسان» (1)

2674 - [4 / 381] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا معاذ بن هشام، حدّثني أبي عن القاسم بن عوف - رجل من أهل الكوفة أحد بني مرة بن همام - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن معاذ بن جبل قال:

«إنّه أتى الشام فرأى النصارى - فذكر معناه - إلا أنّه قال: فقلت لأيّ شيء تصنعون هذا؟ قالوا: هذا كان تحية الأنبياء قبلنا، فقلت: نحن أحقّ أن نصنع هذا بنبينا، فقال نبي الله صلى الله عليه و آله: إنّهم كذبوا على أنبيائهم كما حرفوا كتابهم، إنّ الله عزّوجلّ أبدلنا خيراً من ذلك، السلام تحية أهل الجنّة».

المنتخب من بقية حديث عبد الله بن أبي أوفى

2675 - [381/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل - يعني ابن أبي خالد- قال:

«قلت لعبد الله بن أبي أوفى هل بشّر رسول الله صلى الله عليه و آله خديجة؟ قال: نعم، بشّرها ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب».

2676 - [381/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسماعيل، حدّثنا عبد الله بن أبي أوفى قال:

«اعتمر رسول الله صلى الله عليه و آله ، فطاف بالبيت، ثمّ خرج فطاف بين الصفا والمروة، وجعلنا نستره من أهل مكة أن يرميه أحد أو يصيبه بشيء، فسمعته يدعو على الأحزاب يقول: اللهم منزّل الكتاب، سريع الحساب، هازم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم».

ص: 191


1- الصحاح : 984/3

2677 - [4 / 382] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا المسعودي، عن إبراهيم أبي إسماعيل السكسكي، عن عبد الله بن أبي أو فى قال:

«أتى رجل النبي صلى الله عليه و آله فقال : يا رسول الله إني لا أقرأ القرآن، فمرني بما يجزئني منه، فقال له النبي صلى الله عليه و آله: قل : الحمد الله، وسبحان الله ولا اله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قال: فقالها الرجل وقبض كفه وعد خمساً مع أبهامه، فقال: يا رسول الله، هذا الله تعالى فما لنفسي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني، قال: فقالها وقبض على كفه الأخرى وعد خمساً مع أبهامه، فانطلق الرجل وقد قبض كفيه جميعاً ، فقال النبي صلى الله عليه و آله: لقد ملأ كفيه من الخير... الحديث».

2678 - [4 / 382] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا :حدّثنا شعبة قال: سمعت أبا المختار - من بني أسد - قال: سمعت عبد الله بن أبي أو فى قال:

«أصاب رسول الله صلى الله عليه و آله وأصحابه عطش، قال: فنزل منزلاً، فأتي بإناء، فجعل يسقي أصحابه، وجعلوا يقولون: اشرب، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : ساقي القوم آخرهم حتّى سقاهم كلّهم».

2679 - [4 / 382] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا الحشرج ابن نباتة العبسي - كوفي - حدّثني سعيد بن جمهان قال:

«أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر فسلّمت عليه، قال لي: من أنت؟ فقلت أنا سعيد بن جمهان قال: فما فعل والدك ؟ قال: قلت: قتلته الأزارقة، قال: لعن الله الأزارقة، لعن الله الأزارقة، حدّثنا رسول الله صلى الله عليه و آله : أنّهم كلاب النار قال: قلت: الأزارقة وحدهم، أم الخوارج كلها؟ قال: بل الخوارج كلها ... الحديث».

ص: 192

[ يقول شير محمّد]: في (الصحاح) «والأزارقة صنف من الخوارج نسبوا إلى نافع بن الأزرق» (1)

المنتخب من حديث أبي قتادة الأنصاري

2680 - [383/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن أبي عدي، عن الحجاج - يعني الصواف - بن أبي عثمان، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة وأبي سلمة، عن أبي قتادة قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه و آله يصلّي بنا فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين، ويسمعنا الآية أحياناً، وكان يطوّل في الركعة الأولى من الظهر ويقصر في الثانية، وكذا في الصبح».

تمام حديث صخر الغامدي

2681 - [384/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد البجلي عن صخر الغامدي، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«اللهم بارك لأمتي في بكورها. قال: فكان رسول الله صلى الله عليه و آله إذا بعث سرية بعثها أوّل النهار، وكان صخر رجلاً تاجراً، فكان لا يبعث غلمانه إلا من أوّل النهار، فكثر ماله حتّى لا يدري أين يضع ماله».

المنتخب من حديث عمرو بن عبسة

2682 - [4 / 385] حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا حجاج - يعني ابن دينار - عن محمّد بن ذكوان عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن عبسة قال:

ص: 193


1- الصحاح: 1490/4

«أتيت رسول الله صلى الله عليه و آله فقلت: يا رسول الله، من تبعك على هذا الأمر؟ قال: حرٌ وعبد قلت: ما الإسلام؟ قال: طيب الكلام، وإطعام الطعام، قلت: ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة قال: قلت: أيّ الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده قال :قلت: أيّ الإيمان أفضل؟ قال: خلق حسن، قال: قلت: أيّ الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت، قال: قلت أي الهجرة أفضل؟ قال: أن تهجر ما كره ربّك عزّوجلّ، قال: قلت فأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه قال: قلت: أيّ الساعات أفضل؟ قال: جوف الليل الآخر، ثمّ الصلاة مكتوبة مشهودة حتّى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر فلا صلاة إلا الركعتين حتى تصلّي الفجر ... الحديث».

2683 - [4 / 386] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثني عبد الحميد، حدّثني شهر، حدّثني أبو طيبة قال:

«إنّ شرحبيل بن السمط دعا عمرو بن عبسة السلمي، فقال: يا ابن عبسة هل أنت محدّثي حديثاً سمعته أنت من رسول الله صلى الله عليه و آله ليس فيه تزيّد ولا كذب ولا تحدّثنيه عن آخر سمعه منه غيرك؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: إنّ الله عزّوجلّ يقول: قد حقّت محبتي للذين يتحابون من أجلي، وحقّت محبتي للذين يتصافون من أجلي، وحقّت محبتي للذين يتزاورون من أجلي، وحقّت محبتي للذين يتباذلون من أجلي، وحقّت محبتي للذين يتناصرون من أجلي. وقال عمرو ابن عبسة: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : أيما رجل رمى بسهم في سبيل الله عزّوجلّ فبلغ مخطئاً أو مصيباً فله من الأجر كرقبة يعتقها من ولد إسماعيل، وأيّما رجل شاب شيبة في سبيل الله فهي له نوراً، وأيهما رجل مسلم أعتق رجلاً مسلماً فكل عضو من

ص: 194

المعتق بعضو من المعتق فداءٌ له من النار، وأيّما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فكل عضو من المعتقة بعضو من المعتقة فداءٌ لها من النار، وأيّما رجل مسلم قدّم لله عزّوجلّ من صلبه ثلاثة لم يبلغوا الحنث أو امرأة فهم له سترة من النار، وأيّما رجل قام إلى وضوء يريد الصلاة فأحصى الوضوء إلى أماكنه سلم من كل ذنب أو خطيئة له، فإن قام إلى الصلاة رفعه الله عزّوجلّ بها درجة، وإن قعد قعد سالما».

فقال شرحبيل بن السمط أنت سمعت هذا الحديث من رسول الله يا ابن عبسة؟ قال: نعم، والذي لا اله إلا هو، لو أني لم أسمع هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه و آله غير مرة أو مرتين أو ثلاث أو أربع أو خمس أو ست أو سبع فانتهى عند سبع ما حلفت - يعني ما باليت - أن لا أحدّث به أحداً من الناس، ولكني والله ما أدري عدد ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه و آله.

2684- [4/ 386] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حيوة بن شريح، حدّثنا بقية حدّثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة، عن عمرو بن عبسة أنّه حدّثهم أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال :

«من بنى لله مسجداً ليذكر الله عزّوجلّ فيه بنى الله له بيتاً في الجنّة، ومن أعتق نفساً مسلم كانت فديته من جهنم، ومن شاب شيبة في سبيل الله عزّوجلّ كانت له نوراً يوم القيامة».

المنتخب من حديث الشريد بن سويد الثقفي

2685 - [4 / 388] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا مكي بن إبراهيم، حدّثنا ابن جريج قال أخبرني إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد أنّه سمعه يخبره عن النبي صلى الله عليه و آله:

ص: 195

«أنه كان إذا وجد الرجل راقد على وجهه ليس على عجزه شيء ركضه برجله وقال: هي أبغض الرقدة إلى الله عزّوجلّ».

المنتخب من حديث أبي موسى الأشعري

2686 - [4 / 392] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود قال: قال أبو موسى:

«لقد ذكّرنا علي بن أبي طالب صلاة كنّا نصلّيها مع رسول الله صلى الله عليه و آله، إمّا نسيناها ، وإمّا تركناها عمداً ، يكبّر كلما ركع وكلما رفع وكلما سجد».

2687 - [4 / 392] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى - يعني ابن آدم - حدّثنا عمّار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم (1)، عن الأشعري قال:

«لقد ذكّرنا ابن أبي طالب ونحن بالبصرة صلاة كنّا نصلّيها مع رسول الله صلى الله عليه و آله، يكبّر إذا سجد وإذا قام فلا أدري أنسيناها أم تركناها عمداً».

2688 - [4 / 392] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: سمعت عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن رجل، عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه: أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال :

«من لعب بالكعاب فقد عصى الله ورسوله». (2)

2689 - [4 / 392] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن أيوب، عن نافع عن سعيد بن أبي هند، عن رجل، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 196


1- في بعض المصادر: (يزيد بن أبي مريم)
2- الكعاب: هي فصوص النرد

«أحلّ الذهب والحرير للإناث من أمتي، وحرّم على ذكورها».

2690 - [393/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى الأشعري قال:

«بعثني رسول الله صلى الله عليه و آله إلى أرض قومي، فلمّا حضر الحجّ حجّ رسول الله صلى الله عليه و آله وحججت، فقدمت عليه وهو نازل بالأبطح، فقال لي: بم أهللت يا عبد الله بن قيس؟ قال: قلت: لبيك بحجّ كحجّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال: أحسنت، ثمّ قال: هل سقت هدياً؟ فقلت ما فعلت فقال لي: اذهب فطف بالبيت، وبين الصفا والمروة، ثمّ احلل فانطلقت ففعلت ما أمرني وأتيت امرأة من قومي فغسلت رأسي بالخطمي وفلته، ثمّ أهللت بالحجّ يوم التروية، فما زلت أفتي الناس بالذي أمرني رسول الله صلى الله عليه و آله حتّى توفى، ثمّ زمن أبي بكر رضي الله تعالى عنه، ثمّ زمن عمر رضي الله تعالى عنه، ،، فبينا أنا قائم عند الحجر الأسود - أو المقام - أفتي الناس بالذي أمرني به رسول الله صلى الله عليه و آله، إذ أتاني رجل فسارني فقال: لا تعجل بفتياك، فإنّ أمير المؤمنين قد أحدث في المناسك شيئاً، فقلت: أيّها الناس من كنّا أفتيناه في المناسك شيئاً فليتند، فإنّ أمير المؤمنين قادم فيه فائتموا، قال: فقدم عمر رضي الله تعالى عنه، فقلت: يا أمير المؤمنين، هل أحدثت في المناسك شيئاً؟ قال: نعم، أن نأخذ بكتاب الله عزّوجلّ، فإنّه يأمر بالتمام، وأن نأخذ بسنة نبينا صلى الله عليه و آله فإنّه لم يحلل حتى نحر الهدي». (1)

2691 - [394/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا أسامة بن زيد، حدّثنا سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله».

ص: 197


1- يتشد: يتثبت ويتاني

2692 - [4 / 395] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن المسعودي ويزيد قال: أنبأنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى الأشعري قال:

«سمّى لنا رسول الله صلى الله عليه و آله نفسه أسماء، منها ما حفظنا فقال: أنا محمّد وأحمد، والمقفّي، والحاشر، ونبي الرحمة. قال يزيد: ونبي التوبة، ونبي الملحمة».

2693 - [4 / 396] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي التياح، حدّثني رجل أسود طويل قال: جعل أبو التياح ينعته.

«أنّه قدم مع ابن عباس البصرة، فكتب إلى أبي موسى، فكتب إليه أبو موسى: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله كان يمشي، فمال إلى دمث في جنب حائط فبال، ثمّ قال: كان بنوا إسرائيل إذا بال أحدهم فأصابه شيء من بوله يتبعه فقرضه بالمقاريض، وقال: إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله». (1)

2694 - [4 / 396] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، حدّثنا جعفر بن سلیمان، حدّثنا أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس قال: سمعت أبي وهو بحضرة العدو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«إنّ أبواب الجنّة تحت ظلال السيوف قال: فقام رجل من القوم رث الهيئة فقال: يا أبا موسى، أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و آله ؟ قال : نعم، قال فرجع إلى أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام، ثمّ كسر جفن سيفه فألقاه، ثمّ مشى بسيفه فضرب به حتّى قتل».

2695 - [396/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عوف وحماد بن أسامة، حدّثني عوف، عن زياد بن مخراق، عن أبي كنانة، عن أبي موسى قال:

ص: 198


1- دمت أي المكان اللين والسهل وقيل المكان اللين ذو رمل فليرند فليطلب أو يرتاد والمراد أن يرتاد مكاناً ليناً منحدراً ليس بصلب فينتضخ عليه أو مرتفعاً فيرجع إليه

«قام رسول الله صلى الله عليه و آله على باب بيت فيه نفر من قريش، فقال - وأخذ به مضادة الباب - ثمّ قال: هل في البيت إلا قرشي؟ قال: فقيل: يا رسول الله، غير فلان ابن أختنا، فقال: ابن أخت القوم منهم، قال: ثم قال: إنّ هذا الأمر في قريش ما داموا إذا استرحموا رحموا ، وإذا حكموا أعدلوا، وإذا قسموا أقسطوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل».

2696 - [397/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن أبي موسى قال:

«جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و آله فقال : يا رسول الله، أرأيت الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، فأيّ ذلك في سبيل الله؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عزّوجلّ».

2697 - [397/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا سعيد، عن قتادة قال : حدّثنا أنس بن مالك : أنّ أبا موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل الثمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة مرطعمها وريحها طيب، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظل مرٌ طعمها ولا ريح لها». (1)

2698 - [398/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الملك، حدّثنا موسى بن أعين، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل عن رجل، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

ص: 199


1- الأترجة: هي فاكهة معروفة، طعمها طيب ورائحتها طيبة

«من حفظ ما بين فقميه وفرجه دخل الجنّة». (1)

2699 - [398/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد، عن عمرو - يعني ابن أبي عمرو - عن المطلب، عن أبي موسى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من عمل حسنة فسرّ بها، وعمل سيئة فساءته فهو مؤمن».

270 - [399/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عبد الله، حدّثنا المعتمر بن سليمان قال: قرأت على الفضيل بن ميسرة، عن حديث أبي حريز، أنّ أبا بردة حدّثه، عن حديث أبي موسى: أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«ثلاثة لا يدخلون الجنّة : مدمن خمر، وقاطع رحم ومصدق بالسحر، ومن مات مدمناً للخمر سقاه الله عزّوجلّ من نهر الغوطة قيل وما نهر الغوطة؟ قال: نهر يجري من فروج المومسات يؤذي أهل النار ريح فروجهم».

2701 - [4 / 402] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن صالح، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«ثلاثة يؤتون أجورهم مرتين رجل كانت له أمة فأدّبها فأحسن تأديبها، وعلّمها فأحسن تعليمها، ثمّ اعتقها فتزوجها، ومملوك أعطى حق ربّه عزّوجلّ وحق مواليه، ورجل آمن بكتابه و بمحمّد صلى الله عليه و آله.

قال: قال لي الشعبي: خذها بغير شيء، ولو سرت فيها إلى كرمان لكان ذلك یسيراً . (2)

ص: 200


1- فقميه: الفقم بالضم والفتح اللحى، ويريد بالحديث من حفظ لسانه
2- کرمان: هي ولاية مشهورة وناحية كبيرة معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومكران وسحستان و خراسان، وهي بلاد كثيرة النخل والزرع والمواشي والضرع تشبه بالبصرة في كثرة التمور وجودتها وسعة الخيرات

2702 - [402/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبيه:

«أنّ رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه و آله في دابة ليس لواحد منهما بينة، فجعله بينهما نصفين».

2703 - [403/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن أبي موسى:

«أنّهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه و آله في سفر فرفعوا أصواتهم بالدعاء، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : إنّكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إنّكم تدعون قريباً مجيباً يسمع دعاء كم ويستجيب».

ثمّ قال يا عبد الله بن قيس - أو يا أبا موسى - ألا أدلك على كنز من كنوز الجنّة : لا حول ولا قوة إلا بالله .

2704 - [403/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا سعيد ، عن غالب التمار ، عن حميد بن هلال، عن مسروق بن أوس: أنّ أبا موسى حدّث:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قضى في الأصابع عشراً عشراً من الإبل».

2705 - [4 / 412] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن داود الهاشمي

قال: حدّثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - قال: أخبرني عمرو عن المطلب بن عبد الله، عن أبي موسى الأشعري: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى».

2706 - [413/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي... إلى أن قال: حدّثني عبد الله بن سخبرة الأزدي قال:

ص: 201

«إنّا الجلوس مع علي رضي الله تعالى عنه ننتظر جنازة، إذ مرّت بنا أخرى فقمنا، فقال علي رضي الله تعالى عنه : ما يقيمكم؟ فقلنا : هذا ما تأتونا به يا أصحاب محمّد، قال: وما ذاك؟ قلت: زعم أبو موسى أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال: إذا مرّت بكم جنازة، إن كان مسلماً أو يهودياً أو نصرانياً فقوموا لها، فإنّه ليس لها نقوم، ولكن نقوم لمن معها من الملائكة، فقال علي رضي الله تعالى عنه : ما فعلها رسول الله صلى الله عليه و آله قط غير مرة برجل من اليهود، وكانوا أهل كتاب، وكان يتشبه بهم، فإذا نهى انتهى، فما عاد لها بعد».

2707 - [413/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن حرب قال: حدّثنا حماد بن زيد، عن هارون بن إسحاق الكوفي، عن همدان، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من صلّى في يوم وليلة ثنتي عشر ركعة سوى الفريضة بني له بيت في الجنّة». 2708 - [4 / 415] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا زهیر، عن أبي إسحاق بن بريد بن أبي مريم (1)، عن رجل من بني تميم، عن أبي موسى الأشعري قال:

«لقد صلّى بنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه صلاة ذكّرنا بها صلاة كنّا نصلّيها مع رسول الله صلى الله عليه و آله، فإمّا أن نكون نسيناها ، وإمّا أن نكون تركناها عمداً، يكبّر في كل رفع ووضع وقيام وقعود».

2709 - [4 / 415] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق -يعني السالحيني - قال: أنبأنا حماد بن سلمة، عن أبي سنان قال:

«دفنت ابناً لي، وإني لفي القبر إذ أخذ بيدي أبو طلحة فأخرجني، فقال: ألا أبشرّك؟ قال: قلت: بلى، قال: حدّثني الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي موسى

ص: 202


1- في المصادر الرجالية: (يزيد بن أبي مريم)

الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله : قال الله تعالى: يا ملك الموت، قبضت ولد عبدي، قبضت قرّة عينه، وثمرة فؤاده؟ قال: نعم، قال: فما قال؟ قال: حمدك واسترجع قال ابنوا له بيتاً في الجنّة، وسموه بيت الحمد».

2710 - [4 / 416] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا أبو دارس صاحب الجور قال: حدّثنا أبو بردة بن أبي موسى، عن أبي موسى: «أنّه رأى النبي صلى الله عليه و آله يصلّي ركعتين بعد العصر».

2711 - [4 / 416] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا بدر ابن عثمان موّلى لآل عثمان قال: حدثني أبو بكر بن أبي موسى، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال :

«وأتاه سائل يسأله عن مواقيت الصلاة فلم يرد عليه شيئاً، فأمر بلالا فأقام بالفجر حين انشق الفجر والناس لا يكاد يعرف بعضهم بعضاً، ثمّ أمره فأقام بالظهر حين زالت الشمس والقائل يقول انتصف النهار أو لم ينتصف، وكان أعلم منهم، ثمّ أمره فأقام بالعصر والشمس مرتفعة، ثمّ أمره فأقام بالمغرب حين وقعت الشمس، ثمّ أمره فأقام بالعشاء حين غاب الشفق، ثمّ أخّر الفجر من الغد حتّى انصرف منها، والقائل يقول: طلعت الشمس أو كادت، وأخّر الظهر حتّى كان قريب من وقت العصر بالأمس، ثمّ أخّر العصر حتّى انصرف النهار منها والقائل يقول احمرّت الشمس، ثمّ أخّر المغرب حتّى كان عند سقوط الشفق، وأخّر العشاء حتّى كان ثلث الليل الأوّل، فدعا السائل فقال: الوقت فيما بين هذين».

2712 - [4 / 416] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«أعطيت خمساً: بعثت إلى الأحمر والأسود، وجعلت لي الأرض طهوراً

ص: 203

ومسجداً، وأحلّت في الغنائم ولم تحلّ لمن كان قبلي، ونصرت بالرعب شهراً، وأعطيت الشفاعة، وليس من نبي إلا وقد سأل شفاعة، وإني أخبأت شفاعتي [ثمّ جعلتها ] لمن مات من أمتي لم يشرك بالله شيئا» . (1)

ص: 204


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل

المنتخب من مسند البصريين

المنتخب من مسند البصريين

ص: 205

ص: 206

المنتخب من حديث أبي برزة الأسلمي

2713 - [420/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر شاذان، أنبأنا أبو بكر - يعني ابن عياش - عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريح، عن أبي برزة الأسلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنّه من يتبع عوارتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته».

2714 - [421/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا سكين، حدّثنا سيّار بن سلامة، سمع أبا برزة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و آله قال:

«الأئمة من قريش، إذا استرحموا رحموا، وإذا عاهدوا وفوا، وإذا حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».

2715 - [421/4] [حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمّد بن مهزم العنزي، عن أبي طالدة العنزي قال: سمعت أبا برزة -وخرج من عند عبيد الله بن زياد وهو مغضب - فقال:

«ما كنت أظن أني أعيش حتّى أخلف في قوم يعيروني بصحبة محمّد صلى الله عليه و آله ، قالوا : إنّ محمّديكم هذا الدحداح، سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول في الحوض: فمن كذب فلا سقاه الله تبارك وتعالى منه» ] (1).

ص: 207


1- الحديث أشار إليه المؤلف هامش المخطوطة ولذا جعلته بين معقوفتين الدحداح الرجل القصير السمين

2716 - [421/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا الأزرق بن قيس، عن شريك بن شهاب قال:

«كنت أتمنى أن ألقى رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله يحدّثني عن الخوارج، فلقيت أبا برزة في يوم عرفة في نفر من أصحابه، فقلت: يا أبا برزة حدّثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه و آله يقوله في الخوارج ؟ فقال : أحدّثك بما سمعت أذني ورأت عيناي أتي رسول الله صلى الله عليه و آله بدنانير ، فكان يقسمها وعنده رجل أسود مطموم الشعر عليه ثوبان أبيضان بين عينيه أثر السجود، فتعرض لرسول الله صلى الله عليه و آله، فأتاه من قبل وجهه، فلم يعطه شيئاً، ثمّ أتاه من خلفه فلم يعطه شيئاً، فقال: والله يا محمّد ما عدلت منذ اليوم في القسمة، فغضب رسول الله صلى الله عليه و آله غضباً شديداً، ثمّ قال: والله لا تجدون بعدي أحداً أعدل عليكم مني - قالها ثلاثاً - ثمّ قال: يخرج من قبل المشرق رجال كأنّ هذا منهم ، هديهم هكذا، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لا يرجعون إليه - ووضع يده على صدره - سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون حتّى يخرج آخرهم، فإذا رأيتموهم فاقتلوهم - قالها ثلاثاً - شر الخلق والخليقة -قالها ثلاثاً-». وقد قال حماد لا يرجعون فيه.

يقول شير محمّد: ورواه بإسناد آخر وفيه: «قد سمعته أذناي ورأته عيناي» وفيه: ولا يزالون يخرجون حتّى يخرج آخرهم مع الدجال، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، هم شر الخلق والخليقة». (1)

2717 - [4 / 423] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا أبو

ص: 208


1- مسند احمد: 424/3

الأشهب، عن أبي الحكم البناني، عن أبي بزرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ مما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى».

2718 - [423/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا أبو هلال الراسبي محمّد بن سليم، عن أبي الوازع، عن أبي برزة قال:

«قلت: يا رسول الله، علّمني شيئاً ينفعني الله تبارك وتعالى به، فقال: انظر ما يؤذي الناس فأعزله عن طريقهم».

2719 - [423/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثني شداد بن ، سعيد، حدّثني جابر بن عمرو الراسبي قال: سمعت أبا برزة الأسلمي يقول:

«قتلت عبد العزى بن خطل وهو متعلق بستر الكعبة، وقلت لرسول الله صلى الله عليه و آله: يا رسول الله، مرني بعمل أعمله ! فقال: أمط الأذى عن الطريق، فهو لك صدقة».

2720 - [424/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد، حدّثنا شداد أبو طلحة، حدّثنا جابر بن عمر و أبو الوازع، عن أبي برزة قال:

«قلت: يا رسول الله، مرني بعمل أعمله ! قال: أمط الأذى، عن الطريق، فهو لك صدقة . قال : وقتلت عبد العزى بن خطل وهو متعلق بستر الكعبة، وقال رسول الله صلى الله عليه و آله يوم فتح مكة : الناس آمنون، غير عبد العزى بن خطل. وسمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : إنّ لي حوضاً ما بين أيلة إلى صنعاء، عرضه كطوله، فيه ميزابان يشعبان من الجنّة من ورق، والآخر من ذهب أحلى من العسل وأبرد من الثلج وأبيض من اللبن من شرب منه لم يظمأ حتى يدخل الجنّة، فيه أباريق عدد نجوم السماء». (1)

2721 - [4 / 425] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، حدّثنا شعبة، عن سيّار بن سلامة قال:

ص: 209


1- ينثعب: يسيل

«دخلت أنا وأبي على أبي برزة، فسألناه عن وقت صلاة رسول الله صلى الله عليه و آله؟ فقال : كان يصلّي الظهر حين تزول الشمس، والعصر يرجع الرجل إلى أقصى المدينة والشمس حية، والمغرب - قال سيار نسيتها - والعشاء لا يبالي بعد تأخيرها إلى ثلث الليل، كان لا يحب النوم قبلها والحديث بعدها، وكان يصلّي الصبح فينصرف الرجل فيعرف وجه جليسه، وكان يقرأ فيها ما بين الستين إلى المائة».

قال سيار: لا أدري في إحدى الركعتين أو في كلتيهما.

2722 - [4 / 425] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا يعلى، حدّثنا الحجاج بن دينار، عن أبي هاشم، عن رفيع أبي العالية، عن أبي برزة الأسلمي قال:

«لمّا كان بآخرة كان رسول الله صلى الله عليه و آله إذا جلس في المجلس فأراد أن يقوم قال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك فقالوا: يا رسول الله، إنك تقول الآن كلاماً ما كنت تقوله فيما خلا! قال هذا كفارة ما يكون في المجلس». (1)

2723 - [4 / 425] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل، حدّثنا حماد بن زيد، عن جميل بن مروة، عن أبي الربيع قال:

«كنّا في سفر ومعنا أبو برزة، فقال أبو برزة: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال البيعان بالخيار ما لم يتفرقا».

المنتخب من حديث عمران بن حصين

2724 - [4 / 426] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا إبراهيم بن طهمان عن حسين المعلم، عن ابن بريدة عن عمران بن حصين قال:

ص: 210


1- بآخرة: أي بأخر جلوسه

«كان بي الناصور، فسألت النبي الله عن الصلاة؟ فقال: صلّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب» (1).

2725 - [4 / 426] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا أبو الأشهب، عن الحسن، عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«مسألة الغني شين في وجهه يوم القيامة».

قال أبي : لم أعلم أحداً أسنده غير وكيع.

2726 - [4 / 426] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، أنبأنا همام، عن قتادة، عن أبي مراية، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«لا طاعة في معصية الله تبارك وتعالى».

2727 - [4 / 426] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين:

«أنّ رجلاً أعتق ستة مملوكين له عند موته لم يكن له مال غيرهم، فدعا بهم رسول الله صلى الله عليه و آله فجزاهم أثلاثاً، ثمّ أقرع بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة، وقال له قولاً شديداً».

2728 - [427/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين:

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله سلّم في ثلاث ركعات من العصر، ثمّ قام فدخل، فقام إليه رجل يقال له الخرباق - وكان في يديه طول - فقال : يا رسول الله، فخرج إليه، فذكر له صنيعه، فجاء فقال: أصدق هذا؟ قالوا: نعم، فصلّى الركعة التي ترك، ثمّ سلّم ، ثمّ سجد سجدتين، ثمّ سلّم» (2).

ص: 211


1- الناصور: علة تحدث في البدن في المقعدة وغيرها
2- توضیح: مرّ الكلام في مثله في تعليقتنا على حديث 954 ويظهر الاضطراب في مثل هذه الأحاديث، فمرة الذي ذكّر النبي صلي الله علیه و آله بنقصان صلاته ذو الشمالين وأخرى الخرباق وهكذا يضطربون في الحديث لدلالة وضعه وكذب رواته، وقد اشرنا إلى إنّ ذلك من محاولاته العديدة التي استهدفت فيه مقام النبي صلي الله علیه و آله وشأنه الشريف

2729- [427/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر وحجاج قالا : أنبأنا شعبة، عن حميد بن هلال قال سمعت مطرفاً قال:

«قال لي عمران بن حصين: أنا أحدّثك حديثاً عسى الله عزّوجلّ أن ينفعك به، إنّ رسول الله صلي الله علیه و آله قد جمع بين حجّ وعمرة، ثمّ لم ينه عنه حتّى مات، ولم ينزل قرآن فيه يحرمه... الحديث».

2730 - [428/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا سعيد، عن غيلان بن جرير وعبد الوهاب عن صاحب له عن غيلان بن جرير عن مطرف بن الشخير: أنّه قال:

«كنت مع عمران بن حصين بالكوفة، فصلّى بنا علي بن أبي طالب، فجعل يكبّر كلما سجد وكلما رفع رأسه، فلمّا فرغ قال عمران: صلّى بنا هذا مثل صلاة رسول الله صلي الله علیه و آله» .

2731 - [4 / 428] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا سعيد ، عن قتادة عن مطرف بن عبد الله قال :

«بعث إليّ عمران بن حصين في مرضه، فأتيته، فقال لي: إني كنت أحدّثك بأحاديث لعل الله تبارك وتعالى ينفعك بها بعدي، واعلم أنّه كان يسلّم عليّ، فإن عشت فاكتم عليّ، وإن مت فحدّث إن شئت، واعلم أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قد جمع بين حجّة وعمرة، ثمّ لم ينزل فيها كتاب ، ولم ينه عنها النبي صلي الله علیه و آله ، قال رجل فيها برأيه ما شاء».

2732 - [429/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، وحدّثنا عفان المعني قالا: حدّثنا همام، عن قتادة عن مطرف قال: قال عمران بن حصين :

ص: 212

«تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله ، وأنزل فيها القرآن قال عفان: ونزل فيه القرآن، فمات رسول الله صلى الله عليه و آله ولم ينه عنها، ولم ينسخها شيء، قال رجل برأيه ما شاء».

2733 - [429/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا قتادة عن مطرف عن عمران بن حصين: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتّى يأتي أمر الله تبارك وتعالى وينزل عيسى بن مريم علیه السّلام» .

2734 - [429/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا منصور، عن الحسن عن عمران بن حصين:

«أنّ امرأة من المسلمين أسرها العدو، وقد كانوا أصابوا قبل ذلك ناقة لرسول الله صلى الله عليه و آله ، قال : فرأت من القوم غفلة قال فركبت ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله، ثمّ جعلت عليها أن تنحرها، قال فقدمت المدينة، فأرادت أن تنحر ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله، فمنعت من ذلك، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال : بئسما اجزينها (1)، قال: ثمّ قال: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك، ولا في معصية الله تبارك وتعالى».

2735 - [429/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل، حدّثنا حماد، عن حميد، عن الحسن، عن عمران بن حصين قال:

«ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه و آله خطبة إلا أمرنا بالصدقة، ونهانا عن المثلة».

2736 - [429/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن قتادة وغير واحد عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال:

«صليت أنا وعمران بن حصين بالكوفة خلف علي بن أبي طالب، فكبّر بنا هذا التكبير حين يركع وحين يسجد فكبّره كله، فلمّا انصرفنا قال لي عمران ما صلّيت منذ

ص: 213


1- في الأصل: جزيتيها

حين - أو قال منذ كذا وكذا - أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه و آله من هذه الصلاة - يعني صلاة علي رضي الله تعالى عنه -».

2737 - [4 / 430] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا علي بن زيد، عن أبي نضرة:

«أنّ فتّى سأل عمران بن حصين عن صلاة رسول الله صلى الله عليه و آله في السفر؟ فعدل إلى مجلس العوقة، فقال: إنّ هذا الفتى سألني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه و آله في السفر، فاحفظوا عني: ما سافر رسول الله صلى الله عليه و آله سفراً إلا صلّى ركعتين ركعتين حتّى يرجع، وإنّه أقام بمكة زمان الفتح ثماني عشرة ليلة يصلّي بالناس ركعتين ركعتين. قال أبي : وحدّثناه يونس بن محمّد بهذا الإسناد، وزاد فيه إلا المغرب، ثمّ يقول: يا أهل مكة، قوموا فصلّوا ركعتين أخريين، فإنّا سفر، ثمّ غزا حنيناً والطائف فصلّى ركعتين ركعتين، ثمّ رجع إلى جعرانة فاعتمر منها في ذي القعدة، ثمّ غزوت مع أبي بكر رضي الله تعالى عنه وحججت و اعتمرت فصلّى ركعتين ركعتين، ومع عمر رضي الله عنه فصلّى ركعتين ركعتين، - قال يونس إلا المغرب -، ومع عثمان رضي الله عنه صدر إمارته - قال يونس: ركعتين إلا المغرب -، ثمّ إنّ عثمان رضي الله عنه صلّى بعد ذلك أربعاً».

2738 - [431/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الأعلى، عن يونس ، عن الحسن، عن عمران بن حصين:

«أن رسول الله صلى الله عليه و آله كان في مسير، فعرسوا فناموا عن صلاة الصبح ، فلم يستيقظوا حتّى طلعت الشمس ، فلمّا ارتفعت وانبسطت أمر إنساناً فأذّن، فصلّوا الركعتين، فلمّا حانت الصلاة صلّوا». (1)

ص: 214


1- توضيح: وقد مرّ الكلام فيه في تعليقتنا على حديث رقم 346 فراجع

2739 - [432/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا خالد، عن رجل، عن مطرف بن الشخير، عن عمران بن حصين قال:

«صلّيت خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ذكّرني صلاة صلّيتها مع رسول الله صلى الله عليه و آله هو الخليفتين، قال: فانطلقت فصلّيت معه، فإذا هو يكبّر كلما سجد، وكلما رفع رأسه من الركوع، فقلت: يا أبا نجيد من أوّل من تركه؟ قال: عثمان بن عفان رضي الله عنه حين كبِر وضعف صوته تركه».

2740 - [433/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب الخفاف، عن سعيد، عن حسين المعلم - قال: وقد سمعته من حسين - عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين قال:

«كنت رجلاً ذا أسقام كثيرة، فسألت رسول الله صلى الله عليه و آله عن صلاتي قاعداً؟ قال: صلاتك قاعداً على النصف من صلاتك قائماً، وصلاة الرجل مضطجعاً على النصف من صلاته قاعداً».

2741 - [433/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب، أنبأنا محمّد بن الزبير، عن أبيه، عن رجل، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال:

«لا نذر في غضب، وكفّارته كفّارة اليمين».

2742 - [4 / 434] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن الحسن بن ذكوان قال: حدّثني أبو رجاء قال: حدّثني عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«يخرج من النار قوم بشفاعة محمّد صلى الله عليه و آله فيسمون الجهنميين».

2743 - [4 / 434] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن عوف، حدّثنا أبو رجاء، حدّثني عمران بن حصين قال:

«كنّا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه و آله ، وإنا أسرينا حتّى إذا كنا في آخر الليل وقعنا تلك

ص: 215

الوقعة، فلا وقعة أحلى عند المسافر منها، قال: فما أيقظنا إلا حر الشمس... إلى أن قال: فدعا بالوضوء فتوضّأ، ونودي بالصلاة فصلّى بالناس، فلمّا انفتل من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصلّ مع القوم، فقال: ما منعك يا فلان أن تصلّي مع القوم؟ فقال: يا رسول الله أصابتني جنابة، ولا ماء، قال رسول الله صلى الله عليه و آله : عليك بالصعيد، فإنّه يكفيك ثمّ سار رسول الله صلى الله عليه و آله ، فاشتكى إليه الناس العطش، فنزل فدعا فلاناً - كان يسميه أبو رجاء ونسيه عوف - ودعا علياً رضي الله تعالى عنه، فقال: اذهبا فابغيا لنا الماء، قال: فانطلقا فيلقيان (1) امرأة بين مزادتين - أو سطيحتين - من ماء على بعير لها، فقالا لها أين الماء؟ فقالت: عهدي بالماء أمس هذه الساعة، ونفرُنا خُلُوف، قال: فقالا لها: انطلقي إذاً، قالت: إلى أين؟ قالا: إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، قالت: هذا الذي يقال له: الصبائي (2)، قالا: هو الذي تعنين، فانطلقي إذاً، فجاءا بها إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، فحدّثاه الحديث، فاستنزلوها، من بعيرها، ودعا رسول الله صلى الله عليه و آله بإناء فأفرغ فيه من أفواه المزادتين - أو السطيحتين - وأوكأ أفواههما، فأطلق العزالي، ونودي في الناس أن اسقوا واستقوا، فسقي من شاء، واستقى من شاء، وكان آخر ذلك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء، فقال: اذهب فأفرغه عليك قال: وهي قائمة تنظر ما يفعل بمائها، قال: وأيم الله، لقد أقلع عنها وأنّه ليخيل إلينا أنّها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : اجمعوا لها، فجمع لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة، حتّى جمعوا لها طعاماً كثيراً وجعلوه في ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه و آله : تعلمين والله ما رزأناك من مالك شيئاً، ولكن الله عزّوجلّ هو سقانا.

قال: فأتت أهلها وقد احتبست عنهم، فقالوا: ما حبسك يا فلانة؟ فقالت: العجب

ص: 216


1- كذا وفي بعض المصادر: فلقيا
2- كذا وفي أغلب المصادر: الصابئ

لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له: الصبائي، ففعل بهائي كذا وكذا للذي قد كان فو الله إنّه لأسحر من بين هذه وهذه، وقالت بإصبعيها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى السماء - يعني السماء والأرض - أو أنّه لرسول الله صلى الله عليه و آله حقّاً، قال: وكان المسلمون بعد يغيرون على ما حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي فيه، فقالت يوماً لقومها ما أرى أنّ هؤلاء القوم يدعونكم عمداً، فهل لكم في الإسلام فأطاعوها، فدخلوا في الإسلام». (1)

2744 - [435/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا هشام، عن أبي قلابة عن أبي المهلب: أنّ عمران بن حصين حدّثه:

«أنّ امرأة أتت النبي صلى الله عليه و آله من جهينة حبلى من الزنا، فقالت: يا رسول الله، إني أصبت حداً فأقمه علّي ! قال: فدعا وليها، فقال: أحسن إليها، فإذا وضعت فائتني بها، ففعل فأمر بها فشُكّت عليها ثيابها، ثمّ أمر بها فرجمت، ثمّ صلّى عليها، فقال عمر رضي الله تعالى عنه : تصلّي عليها وقد زنت! فقال : لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله عزّوجلّ.

2745 - [4 / 436] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا خالد بن رباح قال: سمعت أبا السوار قال سمعت عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

ص: 217


1- السرى: تقدم المعنى في هامش حديث 1426. وقعنا تلك الموقعة: أي نمنا تلك النومة الثقيلة. السطيحة من جلدين والمزادة هي التي تفأم مجلد ثالث لتتسع. ونفرنا خلوف: أي رجالنا غيب. وأما قولها: الصابئ، فإنّ الصابئ عند العرب الذي قد خرج من دين إلى دين يقول: قد صبأت في الدين إذا خرجت منه ودخلت في غيره ولهذا كان المشركون يقولون للرجل إذا أسلم في زمان النبي صلى الله عليه و آله: قد صبا فلان. ولا أظن الصابئين سموا إلا من هذا، لأنهم فارقوا دين اليهود والنصارى وخرجوا منهما إلى دين ثالث والله أعلم. العزالي: جمع العزلاء، وهو فم المزادة الأسفل فشبه اتساع المطر واندفاقه بالذي يخرج من فم المزادة. أشد ملأة: أي أشد أمتلاء. الصرم: أبيات من الناس مجتمعة وقيل: فرقة من الناس ليس بالقليل. توضيح: الحديث له صلة بما مرّ في تعليقتنا على حديث رقم 346 فراجع

«الحياء خير كله».

2746 - [4 / 436] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا عمران القصير، حدّثنا أبو رجاء، عن عمران بن حصين قال:

«نزلت آية المتعة في كتاب الله تبارك وتعالى، وعملنا بها مع رسول الله صلى الله عليه و آله ، فلم تنزل آية تنسخها، ولم ينه عنها النبي صلى الله عليه و آله حتّى مات».

2747 - [4 / 436] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشعبي، عن أبي قلابة، عن سمرة بن جندب وعمران بن حصين قالا:

«ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه و آله خطبة إلا أمرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة».

2748 - [436/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا هشام، عن محمّد، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من حلف على يمين كاذبة مصبورة متعمداً فليتبوأ بوجهه مقعده من النار».

2749 - [4 / 437] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق وعفان المعني وهذا الحديث عبد الرزاق قالا: حدّثنا جعفر بن سليمان قال: حدّثني يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال:

«بعث رسول الله صلى الله عليه و آله سرية، وأمر عليهم علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، فأحدث شيئاً في سفره، فتعاهد - قال عفان: فتعاقد - أربعة من أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله أن يذكروا أمره لرسول الله صلى الله عليه و آله ، قال : عمران وكنّا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله صلى الله عليه و آله فسلمنا عليه، قال: فدخلوا عليه، فقام رجل منهم فقال: يا رسول الله، إن علياً فعل كذا ،وكذا، فأعرض عنه، ثمّ قام الثاني فقال: يا رسول الله ، إنّ علياً فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثمّ قام الثالث فقال: يا رسول الله، إنّ عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثمّ قام الرابع فقال: يا رسول الله، إنّ علياً فعل كذا وكذا، قال: فأقبل رسول الله صلى الله عليه و آله على الرابع وقد

ص: 218

تغير وجهه فقال: دعوا علياً، دعوا علياً، إنّ علياً مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي».

2750 - [4 / 438] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، أنبأنا حميد عن الحسن عن عمران بن حصين أنّه قال:

«تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله ، فلم ينهنا رسول الله صلى الله عليه و آله بعد ذلك عنها، ولم ينزل من الله عزّوجلّ فيها نهي».

2751 - [4 / 438] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا شعبة، عن الفضل بن فضالة - رجل من قيس - حدّثنا أبو رجاء العطاردي قال:

«خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف من خز لم نره عليه قبل ذل ولا بعده، فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال: من أنعم الله عزّوجلّ عليه نعمة، فإنّ الله عزّوجلّ يجب أن يرى أثر نعمته على خلقه».

وقال روح ببغداد: يجب أن يرى أثر نعمته على عبده.

2752 - [439/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا بشر بن المفضل، حدّثنا يونس بن عبيد ، عن محمّد بن سيرين، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين: أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ أخاكم النجاشي قد مات، فقوموا فصلّوا عليه، قال: فقمنا فصففنا عليه كما نصف على الميت، وصلّينا عليه كما نصلّي على الميت»

2753 - [439/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حاجب ابن عمر، حدّثنا الحكم بن الأعرج: أنّ عمران بن حصين قال:

«ما مسست فرجي بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه و آله».

2754 - [439/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، حدّثنا الحارث بن عمير، عن حميد الطويل، عن الحسن، عن عمران بن حصين: أنّ

ص: 219

لنبي صلى الله عليه و آله قال:

«لا جلب، ولا جنب، ولا شغار في الإسلام، ومن انتهب فليس منّا». (1)

2755 - [439/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن كثير أخو سليمان بن كثير، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن عوف، عن أبي رجاء العطاردي، عن عمران:

«أنّ رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه و آله فقال : السلام عليكم، فردّ عليه، ثمّ جلس، فقال: عشر، ثمّ جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فردّ عليه ثمّ جلس، فقال: عشرون ثمّ جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فردّ عليه ثم جلس، فقال: ثلاثون». (2)

2756 - [4 / 440] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن علي بن زيد قال: سمعت أبا نضرة قال:

«مرّ على مسجدنا عمران بن حصين، فقمت إليه فأخذت بلجامه، فسألته عن الصلاة في السفر؟ فقال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله في الحجّ، فكان يصلّي ركعتين، حتّى ذهب وأبو بكر ركعتين، حتّى ذهب وعمر ركعتين، حتى ذهب وعثمان ست سنين أو ثمان، ثمّ أتم الصلاة يمنى أربعا».

2757 - [4 / 442] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن، عن عمران بن حصين: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«لا أركب الأرجوان، ولا ألبس المعصفر ، ولا ألبس القميص المكفف بالحرير قال: وأومأ الحسن إلى جيب قميصه وقال: ألا وطيب الرجال ريح لا لون له، ألا وطيب النساء لون لا ريح له».

ص: 220


1- الجلب : تقدم المعنى في هامش حديث 1637 . الجنب: تقدم المعنى في هامش حدیث 1637 . والشغار: تقدم المعنى في هامش حديث 822 .
2- أراد بالعشر: أي عشر حسنات وهي أجر من رد السلام

27582 - [443/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثني أبي، حدّثنا حسين، عن ابن بريدة وعفان، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا حسين المعلم، حدّثني عبد الله بن بريدة قال: حدّثني عمران بن حصين - قال: وكان رجلاً مبسوراً - قال:

«سألت رسول الله صلى الله عليه و آله، عن الصلاة والرجل قاعد؟ فقال: من صلّى قائماً ، فهو أفضل، ومن صلّى قاعداً فله نصف أجر القائم، ومن صلّى نائماً فله نصف أجر القاعد». (1)

2759 - [445/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد بن زيد، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن عمران بن حصين قال:

«نزل القرآن وسنّ رسول الله صلى الله عليه و آله السنن، ثمّ قال: اتبعونا، فو الله إن لم تفعلوا تضلوا».

2760 - [4 / 446] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حرب، حدّثنا يحيى: أنّ أبا قلابة حدّثه: أنّ أبا المهلب حدّثه : أنّ عمران بن حصين حدّثه : أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ أخاكم النجاشي توفي فصلّوا عليه، قال: فصف رسول الله صلى الله عليه و آله و صففنا خلفه، فصلّى عليه، وما نحسب الجنازة إلا موضوعة بين يديه».

المنتخب من حديث حكيم بن معاوية البهزي

2761 - [4 / 446] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن الحارث، حدّثني شبل بن عباد وابن أبي بكير - يعني يحيى بن أبي بكير - حدّثنا شبل بن عباد

ص: 221


1- میسورا: أي كان به البواسير

المعني قال: سمعت أبا قزعة يحدّث، عن عمرو بن دينار، يحدّث، عن حكيم بن معاوية البهزي، عن أبيه: أنّه قال للنبي صلى الله عليه و آله :

«إني حلقت هكذا - ونشر أصابع يديه - حتّى تخبرني ما الذي بعثك الله تبارك وتعالى به؟ قال: بعثني الله تبارك وتعالى بالإسلام قال: وما الإسلام؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، أخوان ،نصيران لا يقبل الله عزّوجلّ من أحد توبة أشرك بعد إسلامه، قال: قلت: يا رسول الله ما حق زوج أحدنا عليه ؟ قال تطعمها إذا أكلت، وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت... الحديث».

2762 - [4 / 447] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا يزيد، أنبأنا شعبة، عن أبي قزعة، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«سأله رجل: ما حق المرأة على الزوج ؟ قال: تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسبت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت».

يقول الفقير إلى الله الغني شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذا آخر ما انتخبته من الجزء الرابع من الطبعة الأولى من مسند الإمام - أحد أئمة القوم - أبي عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني المروزي أثابه الله تبارك وتعالى، واتفق لي الفراغ بتأييد الله وحسن توفيقه في الرابع عشر من شهر جمادى الأولى من سنة 1377 سبع وسبعين بعد الثلاثمائة والألف بمشهد سيّدي ومولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه وعلى من يتولاه ويحبه أفضل الصلاة والسلام والتحية والإكرام ما دام الليالي والأيام، وقد كنت قبل ذلك انتخبت من الجزء الخامس والسادس من الطبعة الأولى، والحمد لله أولاً وآخراً.

ص: 222

فهرس الكتاب

ص: 223

ص: 224

فهرس الكتاب

مقدمة ... 3

المنتخب من مسند المدنيين ...5

المنتخب من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام ... 7

المنتخب من حديث قيس بن أبي غرزة ... 8

المنتخب من حديث حذيفة بن أسيد ... 8

المنتخب من حديث عقبة بن الحارث ... 9

المنتخب من حديث أوس بن أبي أوس الثقفي ... 9

المنتخب من حديث أبي رزين العقيلي ... 11

المنتخب من حديث سلمان بن عامر ...11

المنتخب من حديث قرة المزني ...12

المنتخب من حديث هشام بن عامر الأنصاري ... 13

المنتخب من حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي ... 14

المنتخب من حديث طلق بن علي ... 16

المنتخب من حديث علي بن شيبا ... 17

ص: 225

المنتخب من حديث الأسود بن سريع ... 17

المنتخب من حديث عمر بن أبي سلمة ... 18

المنتخب من حديث عبد الله بن أمية ... 19

المنتخب من حديث أبي سلمة بن عبد الأسد ... 19

المنتخب من حديث أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري ... 20

المنتخب من حديث أبي شريح الخزاعي ... 23

المنتخب من حديث رجل من أهل المدينة ... 25

المنتخب من حديث يوسف بن عبد الله بن سلام ... 25

حديث عبد الرحمن بن يزيد ... 26

حديث بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و آله ... 26

حديث ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله ... 26

المنتخب من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازني ... 26

المنتخب من حديث أبي بردة بن نيار ... 27

حديث سلمة بن الأكوع ... 28

المنتخب من حديث السائب بن خلاد بن أبي سهلة ... 29

المنتخب من حديث خفاف بن أيماء بن رحضة الغفاري ... 30

حدیث الوليد بن الوليد ... 31

المنتخب من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي ... 31

المنتخب من حديث أبي عياش الزرقي ... 32

حديث عمرو بن القاري ... 33

ص: 226

المنتخب من حديث من شهد النبي صلى الله عليه و آله ... 33

المنتخب من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله ... 34

حديث رجل من بني هلال ... 34

حديث رجل خدم النبي صلى الله عليه و آله ... 35

حديث إنسان من الأنصار ... 35

حدیث شيخ من بني مالك بن كنانة ... 35

حديث فلان بن حارثة الأنصاري ... 36

حديث رجل أدرك النبي صلى الله عليه و آله ... 36

حديث رجل من بني يربوع ... 36

حديث أبي تميمة عن رجل من قومه ... 37

المنتخب من حديث رجال يتحدّثون عن النبي صلى الله عليه و آله ... 37

حديث بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله ... 38

حدیث رجل ... 38

المنتخب من حديث أسد بن كرز جد خالد القسري ... 39

حديث رسول قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ... 39

حديث ابن عبس شيخ أدرك الجاهلية ... 41

المنتخب من بقية حديث أبي الغادية الجهني ... 41

المنتخب من حديث ضرار بن الأزور ... 42

حدیث یونس بن شداد ... 43

حديث ابن حازم عن علي بن حسين ... 43

ص: 227

حديث جد أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص ... 43

حديث الفاكه بن سعد ... 44

المنتخب من حديث جبير بن مطعم ... 44

المنتخب من حديث عبد الله بن المغفل المزني ... 47

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن الأزهر ... 49

المنتخب من مسند الشاميين ... 51

المنتخب من حديث خالد بن الوليد ... 53

المنتخب من حديث ذي محمر الحبشي ... 54

حديث معاوية بن أبي سفيان ... 55

المنتخب من حديث تميم الداري ... 60

المنتخب من حديث مسلمة بن مخلد ... 61

المنتخب من حديث أبي جمعة حبيب بن سباع ... 62

المنتخب من حديث واثلة بن الأسقع ... 62

المنتخب من حديث رويفع بن ثابت الأنصاري ... 64

المنتخب من حديث عمرو بن عبسة ... 66

المنتخب من بقية حديث زيد بن خالد الجهني ... 67

المنتخب من بقية حديث أبي مسعود البدري الأنصاري ... 69

المنتخب من حديث شداد بن أوس ... 72

المنتخب من حديث العرباض بن سارية ... 75

حديث الحارث الأشعري ... 77

ص: 228

المنتخب من حديث المقدام بن معد يكرب الكندي ... 78

المنتخب من حديث أبي الأحوص ... 81

المنتخب من حديث رافع بن خديج ... 81

المنتخب من حديث عقبة بن عامر الجهني ... 82

المنتخب من حديث يزيد بن الأسود العامري ... 91

المنتخب من حديث عياض بن حمار المجاشعي ... 91

المنتخب من حديث حبشي بن جنادة السلولي ... 91

المنتخب من حديث أبي عبد الملك بن المتهال ... 93

المنتخب من حديث عبد المطلب بن ربيعة ... 93

المنتخب من حديث المطلب ... 95

حدیث سفيان بن وهب الخولاني ... 95

حديث حبان بن بح الصدائي ... 95

المنتخب من حديث يعلى بن مرة الثقفي ... 96

المنتخب من حديث سراقة بن مالك بن جشعم ... 99

المنتخب من حديث عتبة بن عبد السلمي أبي الوليد ... 101

المنتخب من حديث عمرو بن خارجة ... 101

المنتخب من حديث عبد الله بن بسر المازني ... 102

المنتخب من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي ... 102

المنتخب من حديث عدي بن عميرة الكندي ... 102

المنتخب من حديث أبي ثعلبة الخشني ... 104

ص: 229

المنتخب من حديث عمرو بن العاص ... 105

المنتخب من بقية حديث عمرو بن العاص ... 108

المنتخب من حديث الأغر المزني ... 109

المنتخب من حديث أبي سعيد بن المعلى ... 109

حديث أبي سعيد بن أبي فضالة ... 110

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن غنم الأشعري ... 110

المنتخب من حديث المستورد بن شداد ... 111

المنتخب من حديث أبي كبشة الأنماري ... 111

المنتخب من حديث فيروز الديلمي ... 112

حديث شرحبيل بن أوس ... 113

المنتخب من حديث كعب بن مرّة السلمي أو مرّة بن كعب ... 113

حدیث مولى لرسول الله صلى الله عليه و آله ... 113

المنتخب من أوّل مسند الكوفيين ... 115

المنتخب من حديث صفوان بن عسّال المرادي ... 117

المنتخب من حديث كعب بن عجرة ... 118

المنتخب من حديث المغيرة بن شعبة ... 121

المنتخب من حديث عدي بن حاتم الطائي ... 125

حديث رجل ... 128

حديث رجل آخر ... 128

حديث رجل من المهاجرين ... 129

ص: 230

المنتخب من حديث عروة بن مضرس الطائي ... 129

المنتخب من حديث ابن صفوان الزهري ... 130

المنتخب من حديث سليمان بن صرد ... 130

المنتخب من بقية حديث عمّار بن ياسر رضي الله تعالى عنه ... 130

المنتخب من حديث حنظلة الكاتب الأسيدي ... 133

المنتخب من حديث النعمان بن بشير ... 134

حديث الحارث بن ضرار الخزاعي ... 138

المنتخب من حديث البراء بن عازب ... 139

المنتخب من حديث نبيط بن شريط ... 155

المنتخب من حديث حارثة بن وهب ... 155

المنتخب من حديث عمرو بن حريث ... 157

حديث سعيد بن حريث ... 157

المنتخب من حديث عبد الله بن يزيد الأنصاري ... 157

المنتخب من حديث أبي جحيفة ... 157

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن يعمر ... 158

حديث عطية القرضي ... 159

حديث صخر بن عيلة ... 159

المنتخب من حديث عبد الله بن عكيم ... 159

المنتخب من حديث طارق بن سويد ... 160

المنتخب من حديث خداش أبي سلامة ... 160

ص: 231

حديث دحية الكلبي ... 160

المنتخب من حديث رجل ... 161

المنتخب من حديث جندب البجلي ... 161

المنتخب من حديث رجل ... 161

المنتخب من حديث طارق بن شهاب ... 162

حديث رجل ... 162

حديث سويد بن غفلة عن مصدّق النبي صلى الله عليه و آله ... 163

المنتخب من حديث وائل بن حجر ... 163

المنتخب من حديث عمّار بن ياسر ... 164

المنتخب من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم ... 166

حدیث خريم بن عمرو السعدي ... 170

المنتخب من حديث خادم النبي صلى الله عليه و آله ... 171

المنتخب من حديث رفاعة بن رافع الزرقي ... 171

حديث رافع بن رفاعة ... 173

حديث ابني قريضة ... 173

المنتخب من حديث ربيعة بن عباد الديلي ... 174

حديث عبد الله بن أسلم مولى النبي صلى الله عليه و آله ... 174

حديث مالك بن عمرو القشيري ... 174

المنتخب من حديث خريم بن فاتك الأسدي ... 175

المنتخب من حديث أنس بن مالك ... 175

ص: 232

المنتخب من حديث عيسى بن يزداد بن فساءة ... 176

المنتخب من حديث أبي ليلى بن عبد الرحمن ... 176

المنتخب من حديث أبي عبد الله الصنابحي ... 176

المنتخب من بقية حديث عبد الله بن أبي أوفى ... 177

المنتخب من حديث جرير بن عبد الله ... 178

المنتخب من حديث زيد بن أرقم ... 181

المنتخب من حديث عروة بن أبي الجعد البارقي ... 188

المنتخب من بقية حديث عدي بن حاتم الطائي ... 189

المنتخب من بقية حديث عبد الله بن أبي أوفى ومعاذ بن جبل ... 190

المنتخب من بقية حديث عبد الله بن أبي أوفى ... 191

المنتخب من حديث أبي قتادة الأنصاري ... 193

تمام حديث صخر الغامدي ... 193

المنتخب من حديث عمرو بن عبسة ... 193

المنتخب من حديث الشريد بن سويد الثقفي ... 195

المنتخب من حديث أبي موسى الأشعري ... 196

المنتخب من مسند البصريين ... 205

المنتخب من حديث أبي برزة الأسلمي ... 207

المنتخب من حديث عمران بن حصين ... 210

المنتخب من حديث حكيم بن معاوية البهزي ... 221

فهرس الکتاب ... 223

ص: 233

المجلد 5

هویة الکتاب

الكتاب: سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام/ الجزء الخامس.

المؤلف : شير محمّد الهمداني الجورقاني (قُدِّسَ سِرُّهُ).

التحقيق وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

المحقق: أحمد على مجيد الحلي.

الناشر: مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

الإخراج الطباعي والتصميم: عدي الأسدي، رائد الأسدي.

المطبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات كربلاء المقدسة-العراق/ بيروت-لبنان.

الطبعة: الأولى.

عدد النسخ: .1000

التاريخ ربيع الأول 1430 ه- آذار 2009م.

جمعية خيرية رقمية: مركز خدمة مدرسة إصفهان

محرر:هادی میرزایی

منشورات بكبيَّة وَدار مخطوطات

العتبة العباسیّة المقدّسة

سَنَدُ الخِصام

في ما انتخب مِنْ مُسند الإمام احمد بن حنبل

تأليف

الحجة الشیخ شیر محمّد بن صفر على الهمدانی

بِرْصَفَة

1302 - 1390ه

الجزء الخامس

تحقيق

أحمد على مجيد الحلى

صودق عليه من قبل

و هذه التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة

ص: 1

اشارة

العتبة العباسیّة المقدَّسة

قسم الشؤون الفكرية والثقافية /شعبة المكتبة

كربلاء المقدسة/ ص.ب ( 233 ) / هاتف: 322600 داخلی: 251

www.alkafeel.net

library@alkafeel.net

abbas_library@yahoo.com

BP الهمداني جورقاني ، شير محمّد بن صفر علي ، 1302-1390 ق

118 سند الخصام في ما انتخب من مسند الامام/ تأليف شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني ؛ تحقيق وحدة

23ألف / التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدمة، أحمد علي مجيد الحلي - كربلاء: مكتبة ودار مخطوطات

العتبة العباسية المقدسة ، 1430 ق. = 2009م 5019

7ج.

المندرجات . - ج 7، المستدرك على حديث السقيفة.

المصادر.

1.أبن حنبل ، احمد بن محمّد ، 164-241 ق . مسند الإمام أحمد بن حنبل - مختصر . 2. أحاديث أهل السنة القرن 3 ق . 3. الأربعة عشر معصوم -فضائل- أحاديث أهل السنة . 4. الصحابة - فضائل - أحاديث أه-ل السنة - القرن 3 ق. 5. أحاديث أحكام . 6. فاطمة الزهراء (سلام الله علیها) ، 213 قبل الهجرة - 11 ق. - تعقيب وإيذاء أحاديث . 7. الهمداني جورقاني ، شير محمّد بن صفر علي، 1302 - 1390 ق . سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام - تتمة . 8. سقيفة بني ساعدة أحاديث. ألف. ابن حنبل ، أحمد بن محمّد ، 164 - 241 ق . مسند الامام أحمد بن حنبل . اختصار . ب . الهمداني جورقاني ، شير محمّد بن صفر علي ، 1302-1390 ق . المستدرك علی حديث السقيفة. . ج. وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة . د. الحلي، أحمد علي 1391 – ق.، محقق . ه.عنوان . و . عنوان :مسند الإمام أحمد بن حنبل . اختصار . ز. سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام . تتمة . ح. عنوان: المستدرك على حدیث السقيفة .،

(L.C.C) تصنيف مكتبة العتبة العباسية المقدسة وفق النظام العالمي

الكتاب: سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام/ الجزء الخامس.

المؤلف : شير محمّد الهمداني الجورقاني (قُدِّسَ سِرُّهُ).

التحقيق وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

المحقق: أحمد على مجيد الحلي.

الناشر: مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

الإخراج الطباعي والتصميم: عدي الأسدي، رائد الأسدي.

المطبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات كربلاء المقدسة-العراق/ بيروت-لبنان.

الطبعة: الأولى.

عدد النسخ: .1000

التاريخ ربيع الأول 1430 ه- آذار 2009م.

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمّد وآله الطاهرين، يقول الفقير إلى الله الغني شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذه أخبار شريفة انتخبتها من الجزء الخامس من مسند أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وأوردتها كما أوردها، أخرجتها من الطبعة الأولى منه.

ص: 3

ص: 4

[تابع مسند البصريين ]

اشارة

ص: 5

ص: 6

(المنتخب من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده)

2763-[5/3]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يزيد، حدّثنا بهز بن حکیم ابن معاوية، عن أبيه، عن جده قال :

«قلت: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك قلت: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: قلت: يا رسول الله، ثمّ من؟ قال: أمك قال: قلت: ثم من؟ قال: ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب»

2764-[5/4]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا بهز، حدّثنا أبي، عن جدّي، قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وسلم يقول:

«في كل إبل ،سائمة في كل أربعين ابنة لبون لا تفرق إبل عن حسابها من أعطاها مؤتجراً فله أجرها، ومن منعها فإنّا آخذوها وشطر إبله، عزمة من عزمات ربنا تبارك وتعالى، لا يحل لآل محمّد منها شيء.»

المنتخب من حديث الأعرابي عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ))

2765-[5/6]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا هاشم وبهز قالا: حدّثنا سليمان ابن المغيرة عن حميد بن هلال قال: حدّثنی من سمع الأعرابي قال:

«رأيت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يصلي، قال فرفع رأسه من الركوع، فرفع كفيه حتى حاذتا و بلغتا- فروع أذنیه.»

2766-[5/6]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا سفيان، عن

ص: 7

خالد الحذاء، عن يزيد بن الشخير، عن مطرف بن الشخير قال : أخبرني أعرابي لنا قال:

«رأيت نعل نبيكم مخصوفة»

(حديث رجل عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ))

2767-[5/6]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عفان، حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن الطفاوي، حدّثنا سعيد الجريري، عن رجل من

بني تميم وأحسن الثناء عليه عن أبيه أو عمه – قال:

«صليت خلف رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فسألناه عن قدر رکوعه وسجوده؟ فقال:قدر ما يقول الرجل: سبحان الله وبحمده ثلاثاً.»

(المنتخب من حديث سمرة بن جندب)

2768-[5/7]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا محمّد بن جعفر، أنبأنا شعبةو حجاج، قال حدّثنی شعبة، قال: سمعت معبد بن خالد، يحدث عن زيد بن عقبة عن سمرة بن جندب:

«أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان يقرأ في العيدين « سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى » (1) و«هَل أَتَاكَ حَديثُ الْغَاشِيَة» (2)»

2769-[5/2]حدّثنا عبد الله ، حدّثنی أبي حدّثنا محمّد بن جعفر ومحمّد بن بشر قالا حدّثنا سعيد، عن قتادة عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«على اليد ما أخذت حتى تؤديه»

ص: 8


1- سورة الأعلى: 1
2- سورة الغاشية: 1

«وقال ابن بشير حتى تؤدّي.»

2770-[5/8]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عون، قال: وحدّثنی رجل قال: سمعت سمرة يخطب على منبر البصرة وهو يقول: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول :

«إنّ المرأة خلقت من ضلع، وإنك إن ترد إقامة الضلع تكسرها، فدارها تعش بها.»

2771-[5/12]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا هشيم حدّثنا حميد، عن الحسن قال: جاءه رجل فقال : إنّ عبداً له أبق، وإنّه نذر إن قدر عليه أن يقطع يده فقال الحسن: حدّثنا سمرة قال:

«قلما خطب النبي خطبة إلا أمر فيها بالصدقة ونهى فيها عن المثلة.»

2772 – [5/12] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسحاق حدّثنا سعيد، عن عن الحسن، عن سمرة : أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«كل غلام رهين بعقيقته، تذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه، ويسمى.»

2773 – [5/12] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«عليكم بهذه البياض فليلبسها أحياؤكم ، وكفنوا فيها موتاكم، فإنّها منخير ثيابكم .»

2774-[5/13]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو معاوية، عن حجاج، عن سعيد بن عبيد بن زيد بن عقبة، عن أبيه، عن سمرة قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«إذا سرق من الرجل مناع أو ضاع له متاع فوجده بيد رجل بعينه فهو أحق به ويرجع المشتري على البائع بالثمن.»

ص: 9

2775-[5/13]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا بهز، حدّثنا همام، عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ):

«العمري جائزة لأهلها.» (1)

2776-[5/13]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى، عن إسماعيل-یعنی ابن أبي خالد عن عامر، عن سمرة بن جندب :

«أن رسول الله صلى الفجر ذات يوم فقال: ها هنا من بني فلان أحد؟ -مرتين فقال رجل : هو ذا، فكأنّي أسمع صوت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال : إن صاحبكم قد حبس على باب الجنّة بدين كان عليه.»

2777-[5/13]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا أبوهلال عن سوادة بن حنظلة، عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«لا يمنعنّكم من سحوركم أذان بلال ولا الفجر المستطيل، ولكن الفجر المستطير في الأفق.»(2)

ص: 10


1- قال أبو عبيد وتأويل العمري أن يقول الرجل للرجل: هذه الدار لك عمرك أو يقول: هذه الدار لك عمري، وأصل العمري عندنا إنما هو مأخوذ من العمر ألا تراه يقول: هو لك عمري أو عمرك، والذي كانوا يريدون هذا أن يكون الرجل يريد أن يتفضل على صاحبه بالشيء فيستمتع منه ما دام حيا، فإذا مات الموهوب له لم يصل إلى ورثته منه شيء، فجاءت سنّة النبي عليه السلام بنقض ذلك إنه من ملك شيئاً حياته فهو لورثته من بعد موته (غريب الحديث : 2/77)
2- الصبح المستطير: الساطع المنتشر، وفي التنزيل العزيز: «وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا». واستطار الفجر وغيره إذا انتشر في الأفق ضوءه، فهو مستطير، وهو الصبح الصادق البين الذي یحرم على الصائم الأكل والشرب والجماع و به تحل صلاة الفجر، وهو الخيط الأبيض الذي ذكره الله في كتابه العزيز وأما الفجر ،المستطيل باللام، فهو المستدق الذي يشبه بذنب السرحان، وهو الخيط الأسود ولا يحرم على الصائم شيئاً، وهو الصبح الكاذب عند العرب. وفي حديث السجود والصلاة ذكر الفجر المستطير، هو الذي انتشر ضوءه واعترض في الأفق خلاف المستطيل (لسان العرب: 513/4 بتصرف)

2778-[5/17]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا همام، عن قتادة، عن الحسن ، عن سمرة: أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، ويأخذ كل واحد منهما ما رضي من البيع.»

2779-[1/18]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«من ملك ذا رحم محرم فهو عتيق.»

(المنتخب من حديث أبي المليح عن أبيه)

2780-[5/24]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا نوح بن حبيب، حدّثنا حفص بن غياث بن طلق بن معاوية، عن عاصم الأحول، عن ثعلبة بن عاصم، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

«عجباً للمؤمن لا يقضي الله له شيئاً إلا كان خيراً له.»

(المنتخب من حديث رجال من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ))

2781-[5/24]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة قال: سمعت قتادة يحدّث عن علقمة بن عبد الله المزني، عن رجال من اصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال :

«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله، وليقل حقاً أو ليسكت.»

ص: 11

(المنتخب من حديث معقل بن يسار)

2782-[5/26]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا خالد- يعني ابن طهمان عن نافع بن أبي نافع عن معقل بن يسار قال :

«وضأت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ذات يوم فقال : هل لك في فاطمة جنيف تعودها؟ فقلت: ،نعم فقام متوكئاً علي، فقال: أما إنّه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك قال: فكأنه لم يكن عليّ شيء حتى دخلنا على فاطمة ، فقال لها : كيف تجدينك؟ قالت: والله لقد اشتد حزني، واشتدت فاقتي، وطال سقمي.»

قال أبو عبد الرحمن وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث، قال:

«أو ما ترضين أني زوجتك أقدم أمتى سلماً وأكثرهم علما وأعظمهم حلما.»

2783-[5/27]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا هوذة بن خليفة، حدّثناعوف، عن الحسن قال:

«مرض معقل بن يسار مرضاً ثقل فيه، فأتاه ابن زياد يعوده، فقال: إنّي محدثك حديثاً سمعته من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: من استرعى رعية فلم يحطهم بنصيحة لم يجد ريح الجنّة، وريحها يوجد من مسيرة مائة عام .»

قال ابن زياد : ألا كنت حدثتني بهذا قبل الآن ! قال: والآن لولا الذي أنت عليه لم أحدثك به .

(المنتخب من حديث قتادة بن ملحان)

2784-[5/27]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا همام حدّثنا أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي، عن أبيه قال :

ص: 12

«كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يأمرنا بصيام ليالي البيض : ثلاث عشرة، وأربع عشرة وخمس عشرة، وقال: هي كصوم الدهر .»

2785-[5/27]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عارم، حدّثنا معتمر قال وحدّث أبي عن العلاء بن عمير قال :

«كنت عند قتادة بن ملحان حين ،حضر، فمر رجل في أقصى الدار قال: فأبصرته في وجه قتادة قال وكنت إذا رأيته كأن على وجهه الدهان قال وكان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مسح على وجهه .»

قال أبو عبد الرحمن: حدّثنا يحيى بن معين وهريم أبو حمزة قالا : حدّثنا معتمر، فذكر مثله.

(حديث أعرابي)

شعبة عن حميد بن هلال قال سمعت مطرفاً يحدّث عن أعرابي قال : 2786-[5/28]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا

«رأيت» في رجل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) نعلا مخصوفة.»

(المنتخب من حديث زهير بن عثمان)

2787-[5/28]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا همام حدّثنا قتادة عن الحسن، عن عبد الله بن عثمان الثقفي عن رجل أعور من ثقيف قال قتادة: وكان يقال له: معروف، إن لم يكن اسمه زهير بن عثمان فلا أدري ما اسمه - أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«الوليمة أول يوم حق، والثاني معروف، واليوم الثالث سمعة ورياء.»

ص: 13

(المنتخب من حديث أنس بن مالك أحد بني كعب))

2787-[5/29]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيوب قال: كان أبو قلابة حدّثنی بهذا الحديث، ثم قال لي: هل لك في الذي حدّثنیه، قال: فدلّني عليه، فأتيته فقال : حدّثنی قريب لي يقال له: أنس بن مالك قال

«أتيت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في إبل الجار لي ، أخذت، فوافقته وهو يأكل، فدعاني إلى طعامه، فقلت: إني صائم، فقال: ادن - أو قال: هلم - أخبرك عن ذلك، إنّ الله تبارك وتعالى وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة وعن الحبلى والمرضع. قال: وكان بعد ذلك يتلهف يقول: ألا أكون أكلت من طعام رسول الله حين دعاني إليه .»

(حديث أبي بن مالك)

2789-[5/29]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حجاج، حدّثنا شعبة، أخبرني قتادة وبهز قال: وحدّثنی شعبة عن قتادة قال: سمعت زرارة بن أوفى يحدث عن أبي بن مالك، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال:

«من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار من بعد ذلك فأبعده الله وأسحقه.»

(المنتخب من حديث العداء بن خالد بن هوذة)

2790-[5/30]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يونس، حدّثنا عمر بن إبراهيم اليشكري، حدّثنا شيخ كبير من بني عقيل يقال له: عبد المجيد العقيلي قال:

ص: 14

«انطلقنا حجاجاً ليالي خرج يزيد بن المهلب ... إلى أن قال: فانطلقنا حتى أتينا البيت فسلمنا، قال: فأذن لنا، فإذا هو شيخ كبير مضطجع يقال له: العداء خالد الكلابي، قلت: أنت الذي صحبت رسول الله ؟ قال : نعم، ولولا أنه الليل لأقرأتكم كتاب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلي ... إلى أن قال: رأيت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) یوم العرفة وهو قائم في الركابين ينادي بأعلى صوته يا أيها الناس أي يومكم هذا؟ :قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فأي شهر شهركم هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: فأي بلد بلدكم هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: يومكم يوم حرام وشهركم شهر حرام، وبلدكم بلد حرام، قال: فقال: ألا إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم تبارك وتعالى فيسألكم عن أعمالكم، قال: ثم رفع يديه إلى السماء فقال : اللهم اشهد عليهم، اللهم اشهد عليهم.»

ذکر مراراً فلا أدري كم ذكره.

(المنتخب من حديث رافع بن عمرو المزني)

2791-[5/31]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا بهز وأبو النضر وعفان :قالوا: حدّثنا سليمان بن المغيرة عن حميد، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

«إنّ من بعدي من أمتي قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه، شر الخلق والخليقة».

قال ابن الصامت فلقيت رافعاً ، قال :بهز أخا الحكم بن عمرو، فحدثته هذا الحديث، قال: وأنا أيضاً قد سمعت من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

ص: 15

(حديث رجل من الأنصار)

2792-[5/32]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا هشام ويزيد قال أنبأنا هشام، عن حفصة، عن أبي العالية، عن الأنصاري، قال يزيد عن رجل من الأنصار قال :

«خرجت من أهلي أريد النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فإذا أنا به قائم ورجل معه مقبل عليه فظننت أنّ لهما حاجة، قال: فقال الأنصاري: والله لقد قام رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حتى جعلت أرثي لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من طول القيام ، فلما انصرف قلت: يا رسول الله لقد قام بك الرجل حتى جعلت أرثي لك من طول القيام، قال: ولقد رأيته؟ قلت: نعم، قال: أتدري من هو ؟ قلت: لا، قال: ذاك جبريل ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ثم قال: أما إنك لو سلمت عليه ردّ عليك السلام.»

(المنتخب من حديث جارية بن قدامة)

2793-[5/34]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا ابن نمیر حدّثنا هشام عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن عم يقال له: جارية بن قدامة السعدي أنه سأل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال يا رسول الله، قل لي قولاً ينفعني وأقلل علىَّ لعلّي أعيه؟ قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ):

«لا تغضب، فعاد عليه حتى أعاد عليه مراراً، كل ذلك يقول: لا تغضب.»

(المنتخب من حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث بن كلدة)

2794-[35/5]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم،

ص: 16

حدّثنا الأسود بن شيبان، حدّثنا بحر بن مرار، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: حدّثنا أبو بكرة قال :

«بينا أنا أماشي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو آخذي بيدي ورجل عن يساره، فإذا نحن بقبرين أمامنا، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إنها ليعذبان، وما يعذبان في كبير وبلى، فأيكم يأتيني بجريدة، فاستبقنا، فسبقته فأتيته بجريدة فكسرها نصفين، فألقى على ذا القبر قطعة، وعلى ذا القبر ،قطعة، وقال: إنّه يهون عليها ما كانتا رطبتين وما يعذبان إلا في البول والغيبة .»

2795-[5/36]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عيينة، عن أبيه، عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

«التمسوها في العشر الأواخر، لتسع يبقين، أو لسبع يبقين، أو لخمس، أو لثلاث، أو آخر ليلة .»

2796-[5/36]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز الراسبي عن مولى لأبي بكرة، عن أبي بكرة قال:

«ذنبان معجلان لا يؤخران: البغي وقطيعة الرحم.»

الشحام، حدّثنی مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه قال: قال 2797-[5/36]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عثمان أبو سلمة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«سيخرج قوم أحداث أحداء أشداء، ذليقة ألسنتهم بالقرآن، يقرؤونه لا يجاوز تراقيهم، فإذا لقيتموهم فأنيموهم، ثم إذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإنه يؤجر قاتلهم.»

2798 - [5 / 36] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا إسماعيل، حدّثنا الجريري، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه قال وقال إسماعيل مرة كنا جلوساً عند النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال :

ص: 17

«ألا أنبئكم بأكبر الكبائر - ثلاثاً - ؟ الإشراك بالله (عزَّ و جلَّ) - قال: وذكر الكبائر عند النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - فقال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين - وكان متكئاً فجلس وقال: وشهادة الزور، وشهادة الزور، وشهادة الزور - أو قول الزور - وشهادة الزور، فما زال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يكررها حتى قلنا: ليته سكت.»

2799[5/37]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسماعيل، أنبأنا أيوب، عن محمّد بن سيرين، عن أبي بكرة أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) خطب في حجته فقال :

«ألا إنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم ورجب مضر - الذي بين جمادى وشعبان (1)- ثم قال: ألا أي يوم هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس يوم النحر ؟ قلنا: بلى، ثمّ قال: أي شهر هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال: أليس ذا الحجّة؟ قلنا : بلى، ثم قال: أي بلد هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليست البلدة؟ قلنا: بلى، قال فإن دماءكم وأموالكم - قال: وأحسبه قال: وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، وستلقون ربّكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا لا ترجعوا بعدي ضلالاً يضرب بعضكم رقاب بعض ألا هل بلغت؟ ألا ليبلغ الشاهد الغائب منكم، فلعل من يبلغه يكون أوعى له من بعض من يسمعه».

قال محمّد: وقد كان ذاك، قال: قد كان بعض من بلغه أوعى له من بعض من سمعه.

2800-[5/37]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا هشيم، أنبأنا عبد الملك بن

ص: 18


1- إنما قيده بمضر؛ لأنّ ربيعة كانت تحرم رمضان وتسميه وحباً، فيبين له أنه رحب مضر لا مضر لا رجب ربيعة وأنه الذي بين جمادى وشعبان

عمير، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«لا يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان.»

2801-[5/37]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الأعلى وربعي بن إبراهيم المعني قالا : حدّثنا يونس عن الحسن، عن أبي بكرة قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فقام يجر ثوبه مستعجلاً حتى أتى المسجد، وثاب الناس، فصلّى ركعتين فجلى عنها، ثم أقبل علينا فقال:

«إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله تبارك وتعالى يخوف بهما عباده، ولا ينكسفان لموت أحد قال: وكان ابنه إبراهيم مات - فإذا رأيتم منهما شيئاً فصلوا وادعوا حتى يكشف منهما ما بكم .»(1)

2802-[5/37]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا سفيان، عن أبي موسى ويقال له : إسرائيل - قال: سمعت الحسن قال سمعت أبا بكرة - وقال سفيان :مرة عن أبي بكرة- رأيت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على المنبر و حسن (علیه السلام) معه، وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة ويقول :

««إنّ ابني هذا سيد، ولعل الله تبارك وتعالى أن يصلح به بين فئتين من المسلمين».

2803 – [38/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا يحيى بن أبي إسحاق، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: قال أبو بكرة :

«نهانا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن نبتاع الفضة بالفضة والذهب بالذهب إلا سواء بسواء، وأمرنا أن نبتاع الفضة في الذهب والذهب في الفضة كيف شئنا.»

فقال له ثابت بن عبيد يداً بيد ؟ قال : هكذا سمعت .

ص: 19


1- وثاب الناس: اجتمعوا وجاءوا

2804-[5/39]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى، عن عيينة قال: حدّثنی أبي قال: ذكرت ليلة القدر عند أبي بكرة فقال: ما أنا بطالبها إلا في العشر الأواخر بعد شيء سمعته من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، سمعته يقول :

«التمسوها في العشر الأواخر من تسع يبقين أو سبع أو خمس يبقين أو ثلاث يبقين أو آخر ليلة.»

2805-[5/39]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا وكيع، حدّثنا الأسود بن شيبان عن بحر بن مرار، عن أبي بكرة قال:

«كنت أمشي مع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فمر على قبرين، فقال: من يأتيني بجريدة نخل :قال فاستبقت أنا ورجل آخر، فجئنا بعسيب فشقه باثنين، فجعل على هذا واحدة وعلى هذا واحدة، ثم قال: أما إنّه سيخفف عنهما ما كان فيهما من بلولتهما شيء ثم قال: إنهما ليعذبان في الغيبة والبول.» (1)

2806-[5/42]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الصمد وعفان قالا : حدّثنا حماد بن سلمة، قال عفان: أنبأنا عطاء بن السائب، عن بلال بن يقطر، عن أبي بكرة قال :

«أتي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، دنانير، فجعل يقبض قبضة قبضة ثم ينظر عن يمينه كأنه يؤامر أحداً ثم يعطي، ورجل أسود مطموم (2) عليه ثوبان أبيضان بين عينيه أثر السجود، فقال: ما عدلت في القسمة ! فغضب رسول الله وقال : من يعدل عليكم بعدي؟ قالوا: يا رسول الله، ألا نقتله ؟ فقال : لا ، ثم قال لأصحابه هذا وأصحابه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لا يتعلقون من الإسلام بشيء.»

ص: 20


1- العسيب: سعف النخل
2- في بعض المصادر: مطموم الشعر، وطمّ شعره أي جزه. وطمٌ شعره أيضاً طموماً، إذا عقصه فهو شعر مطموم. الصحاح 1976/5

2807-[5/44]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا المبارك، حدّثنا الحسن، حدّثنا أبو بكرة قال :

«كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يصلي بالناس، وكان الحسن بن علي (رضي الله تعالى عنهما ) يثب على ظهره إذا سجد، ففعل ذلك غير مرة، فقالوا له: والله إنّك لتفعل بهذا شيئاً ما رأيناك تفعله بأحد! قال المبارك: فذكر شيئاً، ثم قال: إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله تبارك وتعالى به بين فئتين من المسلمين.»

فقال الحسن : فوالله بعد أن ولي لم يهرق في خلافته ملء محجمة من دم.

2808-[5/45]] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا علي بن عبد الله، حدّثنا معاذ بن معاذ، حدّثنا شعبة، حدّثنی فضيل بن فضالة قال: حدّثنی عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: رأى أبو بكرة ناساً يصلون الضحى، فقال :

««إنهم ليصلون صلاة ما صلاها رسول الله ولا عامة أصحابه .»

2809 - [5 / 47] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، أخبرني من سمع الحسن يحدث عن أبي بكرة قال :

«كان النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يحدّثنا يوماً والحسن بن علي في حجره، فيقبل على أصحابه فيحدثهم، ثمّ يقبل على الحسن فيقبله، ثمّ قال: إن ابني هذا السيد، إن يعش يصلح بين طائفتين من المسلمين .»

2810-[48/5]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا علي بن زيد عن الحسن، عن أبي بكرة : أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«ليردن علي الحوض رجال ممن صحبني ورآني، حتى إذا رفعوا إلي ورأيتهم اختلجوا ،دوني، فلأقولنّ ربّ أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك .»

ص: 21

2811-[49/5]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد بن زيد حدّثنا علي بن زيد عن الحسن، عن أبي بكرة قال :

«بينا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ذات يوم يخطب ، إذ جاء الحسن بن علي فصعد إليه المنبر ، فضمه النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إليه، ومسح على رأسه وقال: ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح على يديه بين فئتين عظيمتين من المسلمين .»

2812-[51/5]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن أخبرني أبو بكرة :

«أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان يصلي، فإذا سجد وثب الحسن على ظهره وعلى عنقه، فيرفع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) رفعاً رفيقاً لئلا يصرع، قال: فعل ذلك غير مرة، فلما قضى صلاته، قالوا: یا رسول الله رأيناك صنعت بالحسن شيئاً ما رأيناك صنعته! قال: إنه ريحانتي من الدنيا، وإن ابني هذا سيد، وعسى الله تبارك وتعالى أن يصلح به بين فئتين من المسلمين .»

(المنتخب من بقية حديث مالك بن الحويرث)

2813 - 53/5] 2813-[53/5]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدّثنا قتادة عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث - وكان من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«كان النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يرفع يديه إذا دخل في الصلاة وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع إلى أذنيه .»

2814-[53/5]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا همام، حدّثنا قتادة عن نصر بن عاصم عن مالك بن الحويرث:

«أن النبي كان يرفع يديه حيال فروع أذنيه في الركوع والسجود.»

ص: 22

(المنتخب من حديث عبد الله بن مغفل المزني)

2815-[56/5]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الأعلى عن يونس عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ :

«لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها، فاقتلوا الأسود البهيم، وأيما قوم اتخذوا كلباً ليس بكلب صيد أو زرع أو ماشية نقص من أجورهم كل يوم قيراط وقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : صلوا في مرايض الغنم، ولا تصلوا في مبارك الإبل، فإنها خلقت من الشياطين».

2816 – [57/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا روح، حدّثنا أشعث، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل : أن نبي الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«من صلى على جنازة فله قيراط، فإن انتظر حتى يفرغ منها قله قيراطان.»

(المنتخب من حديث رجال من الأنصار)

2817-[58/5]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا سعيد، عن مطر ، عن معاوية بن قرة عن رجل من الأنصار :

«أن رجلاً أوطأ بعيره أدحي نعام وهو محرم فكسر بيضها، فانطلق إلى علي رضي الله تعالى عنه فسأله عن ذلك ؟ فقال له علي : عليك بكل بيضة جنين ناقة أو ضراب ناقة، فانطلق إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فذكر ذلك له، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : قد قال علي بما سمعت، ولكن هلم إلى الرخصة عليك، بكل بيضة صوم، أو إطعام مسكين .»(1)

ص: 23


1- أدحى ويقال هو أدحى النعامة، لموضع بيضها، وهو أفعول من دحوت، لأن النعامة تدحوه برجلها ثم تبيض فيه

(حديث من سمع النبي(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ))

2818-[5/59]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو معاوية وعبدة قالا حدّثنا عاصم، عن أبي العالية قال حدّثنی من سمع النبي يقول :

«أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود.».

(المنتخب من حديث صعصعة بن معاوية)

2819-[5/59]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا جریر بن حازم، حدّثنا الحسن، عن صعصعة بن معاوية عم الفرزدق:

«إنه أتى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لها ، فقرأ عليه ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّة خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )(1) قال : حسبي لا أبالي أن لا أسمع غيرها .»

(المنتخب من حديث قبيصة بن مخارق عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)

2820-[5/60]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الوهاب الثقفي حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن قبيصة قال -

«انكسفت الشمس، فخرج رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فصلى ركعتين فأطال فيهما القراءة، فانجلت، فقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تبارك وتعالى يخوف بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة .»

ص: 24


1- سورة الزلزلة: 7-8

(حديث أبي غادية عن النبي)

2821-[5/68]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو سعيد وعفان قالا: حدّثنا ربيعة بن كلثوم، حدّثنی أبي، قال: سمعت أبا غادية يقول : بايعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، وقال أبو سعيد فقلت له بيمينك؟ قال: نعم، قالا جميعاً في الحديث وخطبنا رسول الله يوم العقبة، فقال :

«يا أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى يوم تلقون ربكم(عزَّ و جلَّ) كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد، ثم قال: ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض.»

(حديث عم أبي حرة الرقاشي عن عمه)

2822-[5/72]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا علي بن زيد، عن أبي حرة الرقاشي، عن عمه قال: كنت آخذ بزمام ناقة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في أوسط أيام التشريق، أذود عنه الناس، فقال :

«يا أيها الناس أندرون في أي شهر أنتم، وفي أي يوم أنتم وفي أي بلد أنتم؟ قالوا: في يوم حرام وشهر حرام وبلد حرام، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه، ثم قال: اسمعوا مني تعيشوا، ألا لا تظلموا، ألا لا تظلموا ألا لا تظلموا، إنّه لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه، ألا وإنّ كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية تحت قدمي هذه إلى يوم القيامة، وإن أول دم يوضع دم ربيعة بن

ص: 25

الحارث بن عبد المطلب كان مسترضعاً في بني ليث فقتله هذيل، ألا وإن كل ربا كان في الجاهلية موضوع، وإن الله (عزَّ و جلَّ) قضى أن أول رباً يوضع ربا العباس بن عبد ب لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون، ألا وإن الزمان قد استدار کهیئته يوم خلق الله ، ثم قرأ إنَّ عدَّةَ الشُّهور عندَ الله اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أرْبَعَةٌ حُرُم ذلكَ الدِّينُ القَيْمُ فَلا تَظْلِمُوا فيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) (1)، ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ألا إنّ الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون، ولكنه في التحريش بينكم، فاتقوا الله في النساء، فإنّهنّ عندكم ع-وان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإن لهنّ عليكم ولكم عليهن حقاً، أن لا يوطئن فرشكم أحداً غيركم، ولا يأذن في بيوتكم لأحد تكرهونه، فإن خفتم نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح قال حميد: قلت للحسن: ما المبرح ؟ قال: المؤثر - ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وإنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله (عزَّ و جلَّ)، ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وبسط يديه فقال: ألا هل بلغت؟ ألا هل بلغت؟ ألا هل بلغت؟ ثمّ قال: ليبلغ الشاهد الغائب، فإنّه ربّ مبلغ أسعد من سامع .»

قال :حميد قال الحسن حين بلغ هذه الكلمة : قدو الله بلغوا أقواماً كانوا أسعد به. (2)

ص: 26


1- سورة التوبه ، 36
2- أذود عنه الناس: أي أطردهم وأدفعهم. وعندكم عوان العاني أي الأسير، وكل من ذل واستكان وخضع، والمرأة عانية، والجمع عوان قوله : وأول رباً يوضع ربا العباس بن عبد المطلب؛ لأنّ العباس الله بعد ما أسلم يوم بدر رجع إلى مكة بإذن رسول الله فكان يربى بمكة قبل نزول التحريم وبعد نزوله الأن حكم الربا لا يجرى بين المسلم والحربي في دار الحرب وقد كانت مكة يومئذ دار حرب ثم بين رسول الله لا إنه موضوع لا خصومة فيه بعد الفتح، وقيل مراده إنه لا مطالبة له ما بقى منه بعد الفتح قال الله تعالى: وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ»، وإنما بدأ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بربا العباس له فيما أخبر إنه موضوع ليبيّن أن فعله ليس على نهج الملوك فالملوك في الأوامر يبدؤون بالأجانب وبدأ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بعمه ليبين للناس أن القريب والبعيد عنده في حكم الشرع سواء (المبسوط: 28/10)

(حديث رجل من قيس)

2823-[5/73]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة قال: سمعت شيخاً من قيس يحدّث عن أبيه أنه قال :

«جاءنا النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وعندنا بكرة صعبة لا يقدر عليها، قال: فدنا منها رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

فمسح ضرعها فحفل فاحتلب... الحديث.» (1)

(المنتخب من حديث أسامة الهذلي)

2824-[5/74]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة وحجاج، حدّثنی شعبة، عن قتادة قال: سمعت أبا المليح يحدّث عن أبيه أنه سمع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في بيت يقول:

«إن الله ل لا يقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلولقبل القسمة.»(2)

2825-[5/74]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدّثنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن أبي المليح، عن أبيه

«أنّ رجلاً من هذيل أعتق شقيصاً له من مملوك ، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : هو حر كله ليس لله تبارك وتعالى شريك .» (3)

ص: 27


1- البكر: الفتي من الإبل والأنثى بكرة
2- الغلول بضم الغين المعجمة هو الخيانة وأصله السرقة من مال الغنيمة
3- قوله: «من أعتق شقيصاً من مملوك». هكذا هو في معظم النسخ شقيصاً بالياء وفي بعضها شقصاً بحذف الياء وهما لغتان شقص وشقيص كنصف وتصيف أي نصيب

2826-[5/74]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا سريج، حدّثنا عباد –يعني ابن العوام - عن الحجاج، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه: أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«الختان سنة للرجال، مكرمة للنساء».

(المنتخب من حديث أبي زيد الأنصاري)

2827-[5/77]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حرمي بن عمارة قال: حدّثنی عزرة الأنصاري، حدّثنا علباء بن أحمر ، حدّثنا أبو زيد قال: قال لي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«اقترب مني فاقتربت منه ، فقال : أدخل يدك فامسح ظهري، قال: فأدخلت يدي في قمیصه فمسحت ظهره، فوقع خاتم النبوة بين إصبعي، قال: فسئل عن خاتم النبوة؟ فقال شعرات بين كتفيه.»

2828-[5/77]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حرمي بن عمارة، حدّثنا عزرة ابن ثابت الأنصاري، حدّثنا علباء بن أحمر، حدّثنا أبو زيد الأنصاري قال: قال لي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) -

«ادن مني قال فمسح بيده على رأسه ولحيته، قال: ثمّ قال: اللهم جمله وأدم جماله». قال: فلقد بلغ بضعاً ومائة سنة وما في رأسه ولحيته بياض إلا نبذ يسير، ولقد كان منبسط الوجه، ولم ينقبض وجهه حتى مات .»

(حديث رجل من أهل البادية)

2829-[5/78]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنی عبد الله بن سوادة القشيري قال: حدّثنی رجل من أهل البادية عن أبيه - وكان أبوه أسيراً عند رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - قال : سمعت محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

«لا تقبل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب.»

ص: 28

(حديث رجل)

2830-[5/78]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا شعبة، عن الجريري، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير،عن رجل من قومه:

«أنّ رسول الله امر به، فقال: اقرأ بهما في صلاتك بالمعوذتين.»

(حديث أبي سود)

2831-[5/79]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا ابن المبارك، عن معمر، عن شيخ من بني تميم، عن أبي سود قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول::

«اليمين الفاجرة التي يقتطع بها الرجل مال المسلم تعقم الرحم .»

(المنتخب من حديث الجارود العبدي)

2832-5/81]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان وأحمد الحذاء قال: حدّثنا سفيان عن خالد الحذاء، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن مطرف بن الشخير، عن الجارود العبدي يرفعه إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: -

«ضالة المسلم حرق النار، فلا تقرينها.»

(ابقية حديث قتادة بن ملحان)

2833-[5/81]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عارم، حدّثنا معتمر قال: وحدّث أبي عن أبي العلاء بن عمير الجريري قال :

«كنت عند قتادة بن ملحان حين حضر فمر رجل في أقصى الدار، قال: فأبصرته في وجه قتادة، قال: وكنت إذا رأيته كأن على وجهه الدهان، قال: وكان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مسح وجهه .»

ص: 29

2834-[5/81]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يحيى بن معين وهريم بن عبد الأعلى قالا حدّثنا معتمر قال قال أبي عن أبي العلاء بن عمير :

«كنت عند قتادة بن ملحان فذكر مثله.»

(المنتخب من حديث عبد الله بن سرجس)

2835-[5/82]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن عاصم بن سليمان، عن عبد الله بن سرجس قال :

«ترون هذا الشيخ - يعني نفسه - كلمت نبي الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، وأكلت معه، ورأيت العلامة التي بين كتفيه وهي في طرف نغض كتفه اليسرى كأنه جمع - يعني الكف المجتمع وقال بيده فقبضها عليه خيلان كهيئة الثآليل». (1)

2836 –[5/82] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا معاذ بن هشام حدّثنی أبي، عن قتادة عن عبد الله بن سرجس أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«لا يبولنّ أحدكم في الحجر، وإذا نمتم فأطفؤا السراج؛ فإنّ الفأرة تأخذ الفتيلة فتحرق أهل البيت، وأوكئوا الأسقية، وخمروا الشراب وغلقوا الأبواب بالليل.»

قالوا القتادة ما يكره من البول في الحجر ؟ قال : يقال : إنها مساكن الجن.

2837 –[82/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم وأسود ابن عامر قالا : حدّثنا شريك عن عاصم عن عبد الله بن سرجس قال:

«رأيت النبي ودخلت عليه وأكلت من طعامه وشربت من شرابه ورأيت

ص: 30


1- قوله في نغض كتفه»: النغض والناغض أعلى الكتف. وقيل: هو العظم الرقيق الذي على طرفه قوله عليه» خيلان هي جمع خال وهو الشامة في الجسد قوله كهيئة الثآليل»: الثآليل جمع ثؤلول، وهو هذه الحبة التي تظهر في الجلد كالحمصة فما دونها

خاتم النبوة. قال هاشم في نغض كتفه اليسرى كأنه جمع فيها خيلان سود كأنها الثآليل.»

2838-[5/83]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا حماد ابن زيد عن عاصم، عن عبد الله بن سرجس :

«أنه كان رأى ، قال : كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إذا سافر قال: اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم اصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وم-ن الح-ور بعد الكور ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال.»

قال وسئل عاصم عن الحور بعد الكور؟ قال: حار بعد ما كان. (1)

(المنتخب من حديث جابر بن سمرة)

2839-[5/86]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حماد بن خالد، حدّثنا ابن أبي ذئب عن المهاجر بن مسمار ، عن عامر بن سعد قال: سألت جابر بن سمرة عن حدیث رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فقال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): -

«لا يزال الدين قائماً حتى يكون اثنا عشر خليفة من قريش، ثم يخرج كذابون بين يدي الساعة... الحديث .»

2840-[5/86]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا سليمان بن داود، عن شريك، عن سماك، عن جابر بن سمرة: أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر.»

2841-[5/87]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا حماد بن أسامة، حدّثنا مجالد، عن عامر، عن جابر بن سمرة السوائي قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول في حجة الوداع:

ص: 31


1- وعناء السفر: تقدم المعنى في هامش حديث 1174

«إنّ هذا الدين لن يزال ظاهراً على من ناوأه لا يضره مخالف ولا مفارق حتى يمضي من أمتي اثنا عشر خليفة قال: ثم تكلم بشيء لم أفهمه، فقلت لأبي : ما قال؟ قال: كلهم من قريش.»

2842-[5/87]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا مجالد عن عامر، عن جابر بن سمرة السوائي قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول في حجة الوداع:

« ولا يزال هذا الدين ظاهراً على من ناواه لا يضره مخالف ولا مفارق حتى يمضي من أمتي اثنا عشر أميراً كلهم، ثمّ خفي من قول رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، قال : وكان أبي أقرب إلى راحلة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مني، فقلت: يا أبتاه، ما الذي خفي من قول رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ قال: يقول: كلهم من قريش.»

2843-[5/87]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا حماد بن خالد، حدّثنا ابن أبي ذئب عن المهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد قال: سألت جابر بن سمرة عن حدیث رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«لا يزال الدين قائماً حتى يكون اثنا عشر خليفة من قريش... الحديث.»

2844-[5/88]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الله بن الوليد ومؤمل المعني، وهذا لفظ عبد الله : حدّثنا سفيان، عن سماك بن حرب، عن جعفر بن أبي ثور، عن جابر بن سمرة:

«أن رجلاً سأل النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: لا، قال: فأصلي في مراح الغنم؟ قال: نعم، قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم، قال: فأصلّي في أعطانها قال: لا .» (1)

ص: 32


1- أتوضاً من لحوم الغنم؟ أي من أكلها، والمراد بالوضوء هنا غسل اليدين. المراح بالضم: الموضع الذي تروح إليه الماشية: أي تأوي إليه ليلاً. العطن: ما حول الحوض والبئر من مبارك الإبل ومناخ القوم، ويجمع على أعطان

2845-[5/88]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عمر بن سعد أبو داود الحفري (1)، عن سفيان ، عن سماك، عن جابر بن سمرة قال :

«كان رسول الله يخطب قائماً، ويجلس بين الخطبتين، ويقرأ بآيات ويذكر الناس.»

2846-[5/88]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا حماد بن أسامة حدّثنا مجالد عن عامر، عن جابر بن سمرة السوائي قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول في حجة الوداع:

«إنّ هذا الدين لن يزال ظاهراً على من ناوأه لا يضره مخالف ولا مفارق حتى يمضي من أمتي اثنا عشر خليفة، قال: ثم تكلم بشيء لم أفهمه، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش.»

2847-[5/88]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سماك بن حرب أنه :

«سأل جابر بن سمرة: كيف كان يصنع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إذا صلى الصبح ؟ قال كان يقعد في مقعده حتى تطلع الشمس .»

حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، حدّثنی سماك، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 2848-[5/89]

«إنّي لأعرف حجراً بمكة كان يسلّم علي قبل أن ابعث، إنّي لأعرفه الآن».

2849- [89/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الله بن محمّد وسمعته أنا من عبد الله بن محمّد - حدّثنا حاتم بن إسماعيل، عن المهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال :

«كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي أخبرني بشيء سمعته من رسول الله ؟

ص: 33


1- كذا في أكثر المصادر وفي الأصل: (أبو داود الحضرمي)

قال: فكتب إلي : سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:يوم جمعة عشيّة رجم الأسلمي يقول: لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش، وسمعته يقول : عصبة المسلمين يفتتحون البيت الأبيض بيت كسرى وآل كسرى، وسمعته يقول : إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم، وسمعته يقول : إذا أعطى الله تبارك وتعالى أحدكم خيراً فليبدأ بنفسه وأهل بيته، وسمعته يقول : أنا فرطكم على الحوض .» (1)

2850-[5/89]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الله بن محمّد وسمعته أنا من عبد الله بن محمّد - حدّثنا أبو أسامة عن زكريا بن سياه أبي يحيى، عن عمران بن رباح، عن علي بن عمارة، عن جابر بن سمرة قال :

«كنت في مجلس فيه النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، قال : وأبي سمرة جالس أمامي، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام، وإن أحسن الناس إسلاماً أحسنهم خلقاً.»

2851-[5/90]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول :

«يكون اثنا عشر أميراً، فقال كلمة لم أسمعها، فقال القوم كلهم من قريش.»

2852-[5/90]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا سماك قال: سمعت جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول :

«لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة، فقال كلمة خفية لم أفهمها قال: قلت لأبي ما قال؟ قال: قال كلهم من قريش .»

ص: 34


1- فرطكم تقدم المعنى في هامش حديث 1004

2853-[5/90]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا مجالد عن عامر، عن جابر بن سمرة السوائي قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول في حجة الوداع :

«ولا يزال هذا الدين ظاهراً على من ناوأه لا يضره مخالف ولا مفارق حتى يمضي من أمتي اثنا عشر أميراً كلهم من قريش قال : ثم خفي علي قول رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، قال : وكان أبي أقرب إلى راحلة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مني، فقلت: يا أبتاه، ما الذي خفي علي من قول رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ قال : يقول: كلهم من قريش، قال: فأشهد على إفهام أبي إياي قال: كلهم من قريش.»

2854-[5/91]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال :

«صليت مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة».

2855 [- 92/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا هاشم ، حدّثنا زهير حدّثنا زياد بن خيثمة عن الأسود بن سعيد الهمداني، عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - أو قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش، قال: ثم رجع إلى منزله، فأتته قريش فقالوا : ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يكون الهرج.»

2856-[5/92]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو كامل، حدّثنا زهير حدّثنا سماك بن حرب، حدّثنی جابر أنه سمع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول :

«يكون بعدي اثنا عشر أميرا، ثم لا أدري ما قال بعد ذلك، فسألت القوم كلهم، فقالوا: قال كلهم من قريش .»

2857-[5/92]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

ص: 35

«يكون اثنا عشر أميراً، قال: فقال كلمة لم أسمعها، قال أبي : إنّه قال: كلهم من قريش.»

2858-[5/93]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا أبي حدّثنا داود، عن عامر قال: حدّثنی جابر بن سمرة السوائي قال :

خطبنا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال :

«إن هذا الدين لا يزال عزيزاً إلى اثني عشر خليفة، قال: ثم تكلم بكلمة لم أفهمها وضجّ الناس، فقلت لأبي: ما قال؟ قال :كلهم من قريش.»

2859-[5/93]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يونس بن محمّد، حدّثنا حماد - يعني ابن زيد - حدّثنا مجالد عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال خطبنا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بعرفات فقال :

« لا يزال هذا الأمر عزيزاً منيعاً ظاهراً على من ناوأه حتى يملك اثنا عشر كلهم، قال: فلم أفهم ما ،بعد، قال: فقلت لأبي: ما قال :بعد ما قال كلهم؟ قال: كلهم من قريش.»

2860-[5/94]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا حسن، حدّثنا زهير، حدّثنا سماك - هو ابن حرب حدّثنی جابر بن سمرة أنه سمع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول :

«يكون بعدي اثنا عشر أميرا، ثم لا أدري ما قال بعد ذلك، فسألت القوم؟ فقالوا :قال كلهم من قريش .»

2861-[95/5]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، حدّثنی سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :

«إنّي لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن ابعث، إنّي لأعرفه الآن».

2862-[5/95]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة قال: سمعت نبي الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول :

ص: 36

«يكون اثنا عشر أميراً، فقال كلمة لم أسمعها، فقال القوم: كلهم من قريش».

2863-[5/96] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يونس بن محمّد، حدّثنا حماد - يعني ابن زيد - حدّثنا مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال:

« خطبنا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بعرفات فقال: لن يزال هذا الأمر عزيزاً منيعاً ظاهراً على من ناوأه حتى يملك اثنا عشر كلهم قال فلم أفهم ما بعد قال: فقلت لأبي ما بعد كلهم؟ قال: كلهم من قريش .»

2864 –[97/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال

«جئت أنا وأبي إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو يقول : لا يزال هذا الأمر صالحاً حتى يكون اثنا عشر أميراً، ثمّ قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي ما قال؟ قال: كلهم من قريش .»

2865 –[ 97/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول :

«لا يزال هذا الأمر ماضياً حتى يقوم اثنا عشر أميراً، ثم تكلم بكلمة خفيت علي، فسألت عنها أبي ما قال؟ قال: كلهم من قريش.»

2866-[5/98]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عبد الرزي، حدّثنا أبو عبد الصمد العمي، حدّثنا عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال:

«كنت مع أبي عند رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لا يزال هذا الدين عزيزاً - أو قال: لا يزال الناس بخير شكّ أبو عبد الصمد - إلى اثني عشر خليفة، ثم قال كلمة خفية، فقلت لأبي ما قال؟ قال: كلهم من قريش.»

2867-[5/98]حدّثنا عبد الله، حدّثنا محمّد بن أبي بكر بن علي المقدمي حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا أبو عون عن الشعبي، عن جابر بن سمرة ، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

ص: 37

«لا يزال هذا الأمر عزيزاً منيعاً ينصر ون على من ناوأهم عليه إلى اثني عشر خليفة، ثمّ قال كلمة أصمنيها الناس، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: قال كلهم من قريش.»

2868-[5/98]حدّثنا عبد الله، حدّثنی محمّد بن أبي بكر بن علي المقدمي حدّثنا زهير بن إسحاق، حدّثنا داود بن أبي هند ، عن عامر - يعني الشعبي - عن جابر ابن سمرة قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول :

«لا يزال هذا الأمر عزيزاً إلى اثني عشر خليفة، فكبر الناس وضجوا، وقال كلمة خفية، قلت لأبي يا أبت ما قال؟ قال: قال كلهم من قريش .»

2869-[5/98]حدّثنا عبد الله، حدّثنی محمّد بن أبي غالب، حدّثنا عبد الرحمن ابن شريك حدّثنی أبي، عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في وتر... الحديث».

2870 –[ 98/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی يحيى بن عبد الله مولى بني هاشم سنةتسع وعشرين ومائتين، حدّثنا شعبة، عن سماك، عن جابر بن سمرة قال:

«رأيت الخاتم بين كتفي النبي كأنه بيضة.»

2871-[5/99]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبو الربيع الزهراني سليمان بن داود وعبيد الله بن عمر القواريري ومحمّد بن أبي بكر المقدمي قالوا: حدّثنا حماد بن زيد، حدّثنا مجالد بن سعيد عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال خطبنا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بعرفات - وقال المقدمي في حديثه: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يخطب بمنى، وهذا لفظ حديث أبي

الربيع - فسمعته يقول:

« لن يزال هذا الأمر عزيزاً ظاهراً حتى يملك اثنا عشر كلهم، ثمّ لغط القوم وتكلموا، فلم أفهم قوله بعد كلهم، فقلت لأبي: يا أبتاه، ما بعد كلهم؟ قال :

ص: 38

كلهم من قريش.»

وقال القواريري في حديثه: لا يضره من خالفه أو فارقه حتى يملك اثنا عشر

2872 – [99/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی سريج بن يونس، عن عمر بن عبيد، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله يقول:

«يكون من بعدي اثنا عشر أميرا، فتكلم فخفي علي، فسألت الذي يليني أو إلى جنبي - فقال: فقال: كلهم من قريش .»

2873-[5/100]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا بهز بن أسد، حدّثنا حماد ابن سلمة، حدّثنا سماك، حدّثنا جابر بن سمرة يقول: سمعت النبي يقول :

«لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة، فقال كلمة خفية لم أفهمه-ا قال: فقلت لأبي ما قال؟ قال: قال كلهم من قريش.»

2874-[5/104]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا إسرائيل وأبو نعيم، حدّثنا إسرائيل، عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«ليفتحن رهط من المسلمين كنوز كسرى التي قال أبو نعيم: الذي – بالأبيض.»

قال :جابر فكنت فيهم فأصابني ألف درهم.

2875-[5/105]حدّثنا عبد الله ، حدّثنی أبي حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا سليمان ابن معاذ الضبي، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«إن بمكة الحجراً كان يسلّم علي ليالي بعثت، إني لأعرفه إذا مررت به.»

2876-[5/106]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا مؤمل بن إسماعيل، سلمة، حدّثنا داود بن هند، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال

حدّثنا حماد بن سمعت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول :

«يكون لهذه الأمة اثنا عشر خليفة.»

ص: 39

2877-[5/108]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عمر بن عبيد أبو حفص عن سماك عن جابر قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: -

«يكون بعدي اثنا عشر أميراً، قال: ثم تكلم فخفي علي ما قال قال: فسألت بعض القوم أو الذي يليني - ما قال؟ قال: كلهم من قريش .»

يقول شير محمّد الهمداني: ذكر العلامة الفاضل الشيخ سليمان البلخي القندوزي في كتاب ( ينابيع المودة) ص 446 طبع إسلامبول ما هذا لفظه -

قال بعض المحققين: إنّ الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) اثنا عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة ، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان، علم أن مراد رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه، لقلتهم عن اثني عشر ، ولا يمكن أن يحمله على الملوك الأموية لزيادتهم على اثني عشر ، ولظلمهم الفاحش إلا عمر بن عبد العزيز ولكونهم غير بني هاشم، لأن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، قال : كلهم من بني هاشم». في رواية عبد الملك عن جابر، وإخفاء صوته (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في هذا القول يرجح هذه الرواية، لأنهم لا يحسنون خلافة بني هاشم، ولا يمكن أن يحمله على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور، ولقلة رعايتهم الآية: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) (1) وحديث الكساء، فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم، وأعلاهم نسباً، وأفضلهم حسباً، وأكرمهم عند الله ، وكان علومهم عن آبائهم متصلاً بجدهم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وبالوراثة واللدنية، كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتوفيق.

ص: 40


1- سورة الشورى 23

ويؤيد هذا المعنى - أي أنّ مراد النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الأئمة الاثني عشر من أهل بيته – ويشهده ويرجحه حديث الثقلين، والأحاديث المتكثرة المذكورة في هذا الكتاب وغيرها . (1)

يقول شير محمّد : أورد القندوزي قبل ذلك بعض الأخبار الناصة على ذلك والمصرحة بأسماء الاثني عشر صلوات الله عليهم أجمعين (2)

(المنتخب من حديث عمرو بن يثربي عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ))

2878-[5/113]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو عامر، حدّثنا عبد ، الملك بن الحسن - يعني الجاري - حدّثنا عبد الرحمن بن أبي سعيد قال: سمعت عمرو ابن حارثة يحدّث عن عمرو بن يثربي الضمري قال :

«شهدت خطبة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بمنى فكان فيها خطب به أن قال: ولا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما طابت به نفسه... الحديث .»

ص: 41


1- ينابيع المودة: 292/3
2- ينابيع المودة: 289/3 ، الباب 77

ص: 42

المنتخب من مسند الأنصار

اشارة

ص: 43

ص: 44

(المنتخب من حديث أبي المنذر أبي بن كعب)

مما رواه عنه عمر بن الخطاب عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

2879-[5/113]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا سويد بن سعيد في سنة ست وعشرين ومائتين، حدّثنا علي بن مسهر، عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: خطبنا عمره على منبر رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال :

«علي (رضی الله عنه) أقضانا، وأبي له أقرؤنا ... الحديث .» (1)

(المنتخب من حديث رافع بن رفاعة عن أبي بن كعب)

2880-[5/115]حدّثنا عبد الله قال: حدّثنی أبي قال حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا زهير وابن إدريس، عن محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معمر بن أبي حبيبة، عن عبيد بن رفاعة بن رافع ، عن أبيه، قال زهير في حديثه: رفاعة ابن رافع وكان عقبياً بدرياً قال:

« كنت عند عمر ... إلى أن قال: فجمع الناس، واتفق الناس على أن الماء لا يكون إلا من الماء إلا رجلين علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل قالا : إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل، قال: فقال علي: يا أمير المؤمنين، إنّ أعلم الناس بهذا أزواج رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فأرسل إلى ،حفصة، فقالت: لا علم لي فأرسل إلى عائشة، فقالت: إذا جاوز

ص: 45


1- أبي: هو أبي بن كعب

الختان الختان وجب الغسل، قال: فتحطم عمر - يعني تغيظ - ثم قال: لا يبلغني أن أحداً فعله ولا يغسل إلا أنهكته عقوبة .» (1)

(المنتخب من حديث الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه)

2881-[5/136]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان عن عبد الله بن محمّد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه قال :

«قال رجل: يا رسول الله أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال: إذاً يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمك من دنياك وآخرتك .»

2882-[5/137]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا زكريا بن عدي، أنبأنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمّد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه قال :

«كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقرب إلى جذع إذ كان المسجد عريشاً، وكان يخطب إلى ذلك الجذع، فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله ، هل لك أن نجعل لك شيئاً تقوم عليه يوم الجمعة حتى يراك الناس وتسمعهم خطبتك ؟ قال : نعم، فصنع له ثلاث درجات اللاتي على المنبر - فلما صنع المنبر ووضع في موضعه الذي وضعه فيه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فلما أراد أن يأتي المنبر مر عليه، فلما جاوزه خار الجذع حتى تصدّع وانشق، فرجع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فمسحه بيده حتى سكن، ثم رجع إلى المنبر وكان إذا صلى صلى إليه، فلما هدم المسجد وغيّر أخذ ذاك الجذع أبي بن كعب، فكان عنده حتى بلي وأكلته

ص: 46


1- قوله: واتفق الناس على أن الماء لا يكون إلا من الماء أي لا يكون الغسل بالماء إلا من إنزال الماء الدافق وهو المني. والحديث يدل على أن إيجاب الغسل لا يتوقف على الإنزال، بل يجب بمجرد الإيلاج أو ملاقاة الختان والختان موضع الخجن من الذكر، وموضع القطع من نواة الجارية. ويقال القطعهما الإعذار والخفض ومعنى التقالهما غيوب الحشفة في فرج المرأة حتى يصير ختانه بحذاء ختانها، وذلك أن مدخل الذكر من المرأة سافل عن ختافها لأن ختانها مستعل، وليس معناه أن يماس ختانه ختانها، هكذا قال الشافعي في كتابه. (لسان العرب 13/137)

الأرضة وعاد رفاتاً.» (1)

2882-[5/138]حدّثنا عبد الله، حدّثنا سعيد بن أبي الربيع السمان أبو بكر، أخبرني سعيد بن سلمة بن أبي الحسام المديني، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب، عن الطفيل بن أبي، عن أبيه قال:

«كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يصلّي إلى جذع إذ كان المسجد عريشاً، وكان يخطب الناس إلى جانب ذلك الجذع، فقال رجل من أصحابه يا رسول الله هل لك أن أجعل لك منبراً تقوم عليه يوم الجمعة حتى يرى الناس خطبتك؟ قال: نعم، فصنع له ثلاث درجات - هي التي على المنبر - فلما قضى المنبر ووضع في موضعه الذي وضعه فيه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بدا لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يقوم على ذلك المنبر، فمر إليه، فلما أن جاوز الجذع الذي كان يخطب إليه ويقوم إليه خار إليه ذلك الجدع حتى تصدّع وانشقّ ، فنزل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )لما سمع صوت الجذع فمسحه بيده، ثم رجع إلى المنبر، وكان إذا صلّى مع ذلك مال إلى الجذع.»

يقول الطفيل: فلما هدم المسجد وغير أخذ أبوه أبي بن كعب ذلك الجذع، فكان عنده في بيته حتى بلي وأكلته الأرض وعاد رفاتاً .

(المنتخب من حديث المشايخ عن أبي بن كعب)

2884-[5/141]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا هشيم، عن حصين، عن هلال بن يساف، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب أو عن رجل من الأنصار - قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

ص: 47


1- عريشاً : العريش ما يستظل به من سقف

«من قرأ ب (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) (1)فكأنما قرأ بثلث القرآن.»

(المنتخب من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه)

2885-[5/145]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثنی سليمان الأعمش، عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبي ذر قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ):

«أوتيت خمساً لم يؤتهنّ نبي كان قبلي : نُصرت بالرعب فيرع-ب من-ي الع-دو عن مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد كان قبلي، وبعثت إلى الأحمر والأسود، وقيل لي: سل تعطه فاختبأتها شفاعة لأمتي، وهي نائلة منكم إن شاء الله من لقي الله (عزَّ و جلَّ) لا يشرك به شيئاً .»

قال الأعمش فكان مجاهد يرى أنّ الأحمر الإنس والأسود: الجن

2886-[5/146]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حسين، حدّثنا يزيد يعني ابن عطاء عن يزيد - يعني ابن أبي زياد عن مجاهد، عن رجل عن أبي ذر قال:

«خرج إلينا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال: أتدرون أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال :قائل: الصلاة والزكاة، وقال قائل: الجهاد، قال: إن أحب الأعمال إلى الله (عزَّ و جلَّ) الحب في الله والبغض في الله .»

2887-[5/146]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا سعيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل من بني قشير قال :

«كنت أعزب عن الماء، فتصيبني الجنابة فلا أجد الماء فأتيمم، فوقع في نفسي من ذلك، فأتيت أبا ذر في منزله... إلى أن قال: فأمرت بناقة لي - أو قعود - فشدّ عليها، ثم ركبت

ص: 48


1- سورة التوحيد: 1

فأقبلت حتى قدمت المدينة، فوجدت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في ظل المسجد في نفر من أصحابه، فسلمت عليه، فرفع رأسه وقال سبحان الله، أبو ذرا فقلت نعم يا رسول الله إنّي أصابتني جنابة فتيممت أياماً، فوقع في نفسي من ذلك حتى ظننت أني هالك، فدعا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لي بماء، فجاءت به أمة سوداء في عس يتخضخض، فاستترت بالراحلة، وأمر رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) رجلاً فسترني فاغتسلت، ثم قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : يا أبا ذر، إنّ الصعيد الطيب طهور ما لم تجد الماء ولو في عشر حجج، فإذا قدرت على الماء فأمسه بشرتك .» (1)

2888-[5/148]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا همام حدّثنا عاصم عن المعرور بن سويد أن أبا ذر قال: حدّثنا الصادق الصدوق(قُدِّسَ سِرُّهُ) فيما يروي عن ربه (عزَّ و جلَّ)أنه قال :

«الحسنة بعشر أمثالها أو أزيد والسيئة بواحدة أو أغفر، ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا ما لم تشرك بي لقيتك بقرابها مغفرة.»

قال:« وقراب الأرض ملء الأرض»

2889-[5/148]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب، حدّثنا أبو مسعود الجريري، عن أبي عبد الله الجسري، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال:

« سئل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أي الكلام أفضل؟ قال: ما اصطفاه الله لعباده سبحان الله وبحمده .»

2890-[5/150]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا سفيان، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي مراوح، عن أبي ذر قال :

ص: 49


1- القعود من الإبل: ما اتخذه الراعي للركوب وحمل الزاد العس: القدح الضخم

«قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله تعالى، وجهاد في سبيله :قلت يا رسول الله فأي الرقاب أفضل ؟ قال : أنفسها عند أهلها وأغلاها ثمناً، قال: فإن لم أجد؟ قال: تعين صانعاً أو تصنع لأخرق وقال: فإن لم أستطع؟ قال: كف أذاك عن الناس، فإنها صدقة تصدّق بها عن نفسك .» (1)

2891-[5/150]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا سفيان سمع محمّد بن السائب بن بركة عن عمرو بن ميمون عن أبي ذر قال :

«كنت أمشي خلف رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال : ألا أدلك على كنز من كنوز الجنّة؟ قلت بلى قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.»

2892-[5/153]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن المعرور بن سويد ، عن أبي ذر قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«يقول الله: من عمل حسنة فله عشر أمثالها أو أزيد، ومن عمل سيئة فجزاؤها مثلها أو أغفر ومن عمل قراب الأرض خطيئة ثم لقيني لا يشرك بي شيئاً . جعلت له مثلها مغفرة، ومن اقترب إلي شبراً اقتربت إليه ذراعاً، ومن اقترب إلي ذراعاً اقتربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة.»

2893-[5/155]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى، حدّثنی يخيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان، عن مجاهد، عن إبراهيم بن الأشتر، عن أبيه، عن أم ذر قالت:

«لما حضرت أبا ذر الوفاة قالت بكيت، فقال: ما يبكيك؟ قالت: وما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض ولا يدلي بدفنك، وليس عندي ثوب يسعك

ص: 50


1- الخرق بالضم: الجهل والحمق وفي الحديث: «تعين صانعاً أو تصنع لأخرق». أي الجاهل بما يجب أن يعمله ولم يكن في يديه صنعة يكتسب بها. (لسان العرب: 75/10)

فأكفتك فيه ! قال: فلا تبكي ،وأبشري، فإنّي سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة فيصبران أو يحتسبان فيردان النار أبداً، وإني سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية أو جماعة وإنّي أنا الذي أموت بفلاة، والله ما كذبت ولا كذبت.»

2894-[5/156]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا بهز، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد، عن عبد الله بن الصامت قال: قال أبو ذر -

«قلت: يا رسول الله، الرجل يحب القوم لا يستطيع أن يعمل بأعمالهم ! قال: أنت يا أبا ذر مع من أحببت قال: قلت: فإنّي أحب الله ورسوله يعيدها مرة أو مرتين».

2895 –[157/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن المعرور بن سويد ، عن أبي ذر قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدي زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تنطحه بقرونها وتطؤه بأخفافها، كلما نفذت أخراه-ا ع-ادت عليه أولاها حتى يقضي بين الناس.».

2896-[5/158]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا سفيان وعبد الرزاق، أنبأنا سفيان ، عن الأعمش، عن سليمان بن مسهر، عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«ثلاثة لا يكلمهم الله: المنان الذي لا يعطي شيئاً إلا منة، والمسبل إزاره، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر.»

2897-[5/158]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الله بن الحارث، عن عمر ابن سعيد ، عن بشر بن عاصم، عن عاصم قال: قال عبد الله بن الحارث أبوه، عن

ص: 51

أبی ذر قال:

«قلت: يا رسول الله سبقنا أصحاب الأموال والدثور سبقاً، بينا يصلون ويصومون كما نصلي ونصوم، وعندهم أموال يتصدقون بها وليست عندنا أموال، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : ألا أخبرك بعمل إن أخذت به أدركت من كان قبلك وقت من يكون بعدك إلا أحداً أخذ بمثل عملك تسبح خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وتحمد ثلاثاً وثلاثين، وتكبر أربعاً وثلاثين.» (1)

2898-[5/159]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا سلام أبو المنذر، عن محمّد بن واسع، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال :

«أمرني خليلي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بسبع أمرني بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت وأمرني أن لا أسأل أحداً شيئاً، وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مراً، وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن من كنز تحت العرش .»

2889-[5/161]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر وبهز و حجاج قالوا: حدّثنا شعبة، عن واصل ، قال بهز: حدّثنا واصل الأحدب، عن مجاهد وقال حجاج سمعت مجاهداً، عن أبي ذر عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي: جعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي قبلي، ونصرت بالرعب مسيرة شهر على عدوي، وبعثت إلى كل أحمر وأسود، وأعطيت الشفاعة وهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئاً.»

ص: 52


1- الدثور : المال الكثير

2900-[5/163]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا محمّد ابن راشد عن مكحول عن رجل، عن أبي ذر قال :

«دخل على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) رجل يقال له: عكاف بن بشر التميمي، فقال له يا النبی (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عكاف هل لك من زوجة؟ قال: لا، قال: ولا جارية؟ قال: ولا جارية، قال: وأنت موسر بخير؟ قال: وأنا موسر بخير ، قال : أنت إذاً من إخوان الشياطين، لو كنت في النصارى كنت من رهبانهم، إنّ سنتنا النكاح، شراركم عزابكم، وأراذل موتاكم عزابكم... الحديث .»

2901-[5/164]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء بن عبد الله بن الشخير، عن نعيم بن قعنب قال:

«خرجت إلى الربذة، فإذا أبو ذر قد جاء فكلم امرأته في شيء، فكأنها ردت عليه وعاد فعادت، فقال: ما تزدن على ما قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : المرأة كالضلع فإن ثنيتها انكسرت، وفيها بلغة وأود .» (1)

2902-[5/165]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يزيد ومحمّد بن يزيد :قالا حدّثنا العوام، قال محمّد: عن القاسم، وقال يزيد في حديثه: حدّثنی القاسم بن عوف الشيباني عن رجل قال :

«كنا قد حملنا لأبي ذر شيئاً نريد أن نعطيه إياه، فأتينا الربذة فسألنا عنه فلم نجده، قيل: استأذن في الحج فأذن له، فأتيناه بالبلدة، وهي منى، فبينا نحن عنده إذ قيل له: إنّ عثمان صلّى أربعاً، فاشتد ذلك على أبي ذر وقال قولاً شديداً وقال: صليت مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) له فصلى ركعتين... الحديث.»

ص: 53


1- البلغة ما يكتفي بما للعيش الأود العوج

2903-[5/167]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرني ابن أبي حسين، عن أيوب بن بشير بن كعب العدوي، عن رجل من عنز أنه قال لأبي ذر حين سير من الشام قال :

«إني أريد أن أسألك عن حديث من حديث النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، قال : إذا أخبرك به، إلا أن يكون سراً، فقلت: إنّه ليس سراً، هل كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يصافحكم إذا لقيتموه ؟ فقال: ما لقيته قط إلا صافحني، وبعث إلي يوماً ولست في البيت، فلما جئت أخبرت برسوله ، فأتيته وهو على سرير له، فالتزمني فكانت أجود وأجوده .»

2904-[5/168]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الملك بن عمرو، حدّثنا علي - يعني ابن المبارك - عن يحيى عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، قال أبو ذر :

«على كل نفس في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقة منه على نفسه، قلت: يا رسول الله من أين أتصدق وليس لنا أموال؟ قال: لأنّ من أبواب الصدقة التكبير وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله وأستغفر الله، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتعزل الشوكة عن طريق الناس والعظم والحجر، وتهدي الأعمى وتسمع الأصم والأبكم حتى يفقه، وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك ولك في جماعك زوجتك أجر، قال أبو ذر كيف يكون لي أجر في شهوتي؟ ، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أرأيت لو كان لك ولد فأدرك ورجوت خيره قمات أكنت تحتسب به؟ قلت نعم قال: قأنت خلقته؟ قال: بل الله خلقه، قال: فأنت هديته؟ قال: بل الله هداه، قال: فأنت ترزقه؟ قال: بل الله كان يرزقه قال كذلك نضعه في حلاله وجنبه حرامه، فإن شاء الله أحياه، وإن شاء أماته، ولك أجر .»

ص: 54

2905-[5/168]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن شمر بن عطية ، عن أشياخه، عن أبي ذر قال :

«قلت: يا رسول الله أوصني ، قال : إذا عملت سيئة فاتبعها حسنة تمحها قال: قلت يا رسول الله، أمن الحسنات لا إله إلا الله؟ قال: هي أفضل الحسنات».

2906 - [5 / 171] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا مكي بن إبراهيم، حدّثنا عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب، عن ابن عم لأبي ذر عن أبي ذر قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين ليلة، فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد كان مثل ذلك - فما أدري أفي الثالثة أم في الرابعة - قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فإن عاد كان حتماً على الله و أن يسقيه من طينة الخبال ، قالوا يا رسول الله، وما طيئة الخبال؟ قال: عصارة أهل النار .»

2907-[5/172]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا موسى بن داود، حدّثنا ، ابن لهيعة، عن سالم بن غيلان، عن سليمان بن أبي عثمان، عن عدي بن حاتم الحمصي، عن أبي ذر : أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال لبلال:

«أنت يا بلال مؤذن، إذا كان الصبح ساطعاً في السماء فليس ذلك بالصبح إنما الصبح هكذا معترضاً، ثم دعا بسحوره فتسحر، وكان يقول: لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطره .»

2908-[5/172]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا علي بن إسحاق قال: قال عبد الله، حدّثنی يونس، عن الزهري قال: سمعت أبا الأحوص مولى بني ليث يحدّثنا في مجلس ابن المسيب - وابن المسيب جالس - أنه سمع أبا ذر يقول: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

ص: 55

«لا يزال الله (عزَّ و جلَّ) مقبلاً على العبد في صلاته ما لم يلتفت، فإذا صرف وجهه انصرف عنه .»

2909-[5/173]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال المدني، أنبأنا عمر مولى غفرة، عن ابن كعب، عن أبي ذر ، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«أوصاني حبي بخمس : أرحم المساكين وأجالسهم، وأنظر إلى من هو تحتي ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أصل الرحم وإن أدبرت، وأن أقول بالحق وإن كان مراً، وأن أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله .»

يقول مولى غفرة: لا أعلم بقي فينا من الخمس إلا هذه: قولنا: لا حول ولا قوة إلا بالله قال أبو عبد الرحمن وسمعته أنا من الحكم بن موسى وقال: عن محمّد بن كعب، عن أبي ذر عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مثله.

2910-[5/176]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، عن النبي أنه قال:

«إنّ أناساً من أمتي سيماهم التحليق يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، هم شر الخلق .»

2911-[5/179]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا يزيد، أنبأنا المسعودي، عن أبي عمرو الشامي، عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر قال: أتيت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو في المسجد فجلست إليه، فقال :

«يا أبا ذر ، هل صليت؟ قلت: لا، قال: قم فصل قال: فقمت فصليت، ثمّ أتيته فجلست إليه فقال لي: يا أبا ذر استعذ بالله من شر شياطين الإنس والجن قال: قلت: يا رسول الله، وهل للأنس من شياطين، قال: نعم يا أبا ذر ألا أدلك

ص: 56

على كنز من كنوز الجنّة؟ قال: قلت: بلى بأبي أنت وأمي، قال: قل: لا حول ولا قوة إلا بالله فإنّها كنز من كنوز الجنة، قال: قلت: يا رسول الله، فما الصلاة؟ قال: خير ،موضوع فمن شاء أكثر، ومن شاء أقل، قال: قلت: فما الصيام يا رسول الله؟ قال: فرض مجزئ قال قلت يا رسول الله، فما الصدقة؟ قال: أضعاف مضاعفة وعند الله مزيد قال :قلت أيها أفضل يا رسول الله؟ قال جهد من مقل، أو سر إلى فقير، قلت: فأي ما أنزل الله عليك أعظم ؟ قال : والله لا إلَهَ إلَّا هُوَ الحَيُّ الْقَيُّومُ ) (1)حتى ختم الآية، قلت: فأي الأنبياء كان أول؟ قال: آدم قلت أو نبي كان يا رسول الله؟ قال: نبي مكلّم، قلت: فكم المرسلون يا رسول الله؟ قال: ثلاثمائة وخمسة عشر جماً غفيراً .»

2912-[5/179]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا عبد الجليل - يعني ابن عطية - حدّثنا مزاحم بن معاوية الضبي، عن أبي ذر:

«أن النبي خرج زمن الشتاء والورق يتهافت، فأخذ بغصنين من شجرة :قال فجعل ذلك الورق يتهافت :قال فقال: يا أبا ذر! قلت: لبيك يا رسول الله قال: إنّ العبد المسلم ليصلي الصلاة يريد بها وجه الله فتهافت عنه ذنويه كما يتهافت هذا الورق عن هذه الشجرة .»

2913-[5/181]حدّثنا عبد الله حدّثنا محمّد بن مهدي الأيلي، حدّثنا داود بن میمون، عن واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الديلي قال :

«رأيت أصحاب النبي ، فما رأيت لأبي ذر شبيها.»

ص: 57


1- سورة البقرة: 255

(المنتخب من حديث زيد بن ثابت عن النبي له)

2914-[5/181]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا الأسود بن عامر، حدّثنا شريك، عن الركين عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض - وعترتي أهل بيتي وأنها لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض».

2915 – [183/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا شعبة، حدّثنا عمر بن سليمان من ولد عمر بن الخطاب ، عن عبد الرحمن بن أبان ابن عثمان، عن أبيه:

«أنّ زيد بن ثابت خرج من عند مروان نحواً من نصف النهار، فقلنا: ما بعث إليه الساعة إلا لشيء سأله عنه، فقمت إليه فسألته، فقال: أجل، سألنا عن أشياء سمعتها من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: نصر الله أمراً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره، فإنّه ربّ حامل فقه ليس بفقيه، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث خصال لا يغلّ عليهن قلب مسلم أبداً: إخلاص العمل الله ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم.»

وقال:

«من كان همه الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، وسألنا عن الصلاة الوسطى وهي الظهر .»

2916-[5/189]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو أحمد الزبيري، حدّثنا شريك، عن الركين عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ):

ص: 58

«إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله، وأهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض جميعاً .»

2917-[5/190]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن نافع عن ابن عمر عن زيد بن ثابت

«أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) نهى عن المزابنة والمحاقلة، إلا أنه رخص لأهل العرايا أن يبيعوها بمثل خرصها .»

2918-[5/190]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يونس بن محمّد، حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد قال: قال زيد بن ثابت

« قدم رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) المدينة ونحن نتبايع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، فسمع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) خصومة، فقال: ما هذا؟ فقيل له : هؤلاء ابتاعوا الثمار يقولون: أصابنا الدمان والقشام، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : فلا تبايعوها حتى يبدو صلاحها .»

حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا شريح وقال: الإدمان والقشام. (1)

(المنتخب من حديث زيد بن خالد الجهني)

2919-[5/192] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الملك، حدّثنا عطاء عن زيد بن خالد الجهني، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من فطر صائماً كان له أو كتب له مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً، ومن جهز غازياً في سبيل الله كان له أو كتب له - مثل أجر الغازي في أنه لا ينقص من أجر الغازي شيئاً.»

2920-[5/192]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان،

ص: 59


1- الدمان: فساد الثمر وعفته قبل إدركه حتى يسود القشام: أن ينتفض ثمر النخل قبل أن يصير بلحا

عن عبد الله بن أبي لبيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن خلاد بن السائب عن زيد ابن خالد الجهني قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«جاءني جبريل فقال : يا محمّد ، مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية، فإنها من شعائر الحج .»

2921-[5/193]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا علي بن ثابت، عن محمّد ابن إسحاق، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة. قال: فكان زي-د يروح إلى المسجد وسواكه على أذنه بموضع قلم الكاتب ما تقام صلاة إلا استاك قبل أن يصلي.»

2922-[5/193]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، حدّثنی الضحاك بن عثمان، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد الجهني :

«أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سُئل عن اللقطة ؟ فقال : عرفها سنة، فإن جاء باغيها فأدها إليه، وإلا فاعرف عفاصها ووكاءها ثم كلها، فإن جاء باغيها فآدها إليه .» (1)

(المنتخب من باقي حديث أبي الدرداء)

2923-[5/195]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدّثنا قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان عن أبي الدرداء، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«أيعجب أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة، قالوا: كيف يطيق ذلك - أومن

ص: 60


1- قوله احفظ عفاصها: تقدم المعنى في هامش حديث 2355

يطيق ذلك ؟ - قال : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) .»(1)

2924-[5/195]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا ابن نمير، حدّثنا عبد الملك عن عطاء عن صفوان بن عبد الله بن صفوان :قال وكانت تحته الدرداء، قال:

«أتيت الشام فدخلت على أبي الدرداء، فلم أجده، ووجدت أم الدرداء فقالت: تريد الحج العام؟ قال: قلت: نعم، فقالت: فادع لنا بخير، فإنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان يقول : إن دعوة المسلم مستجابة لأخيه بظهر الغيب عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال آمين ولك بمثل .»

فخرجت إلى السوق فألقى أبا الدرداء، فقال لي مثل ذلك يأثره عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

2925-[5/196]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا ابن نمير، حدّثنا مالك يعني ابن مغول عن الحكم ، عن أبي عمر، عن أبي الدرداء قال :

«نزل بأبي الدرداء رجل، فقال أبو الدرداء : مقيم فنسرح أم ظاعن فنعلف؟ قال: بل ،ظاعن قال: فإني سأزودك زاداً لو أجد ما هو أفضل منه لزودتك، أتيت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقلت : يا رسول الله، ذهب الأغنياء بالدنيا والآخرة، نصلّي ويصلون، ونصوم ويصومون، ويتصدقون ولا نتصدق، قال: ألا أدلك على شيء إن أنت فعلته لم يسبقك أحد كان قبلك ولم يدركك أحد بعدك إلا من فعل الذي تفعل دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وثلاثاً وثلاثين تحميدة، وأربعاً وثلاثين تكبيرة». (2)

2926 – [196/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن يزيد، أنبأنا عاصم بن رجاء بن حيوة، عن قيس بن كثير قال :

«قدم رجل من المدينة إلى أبي الدرداء وهو بدمشق، فقال: ما أقدمك أي أخي؟

ص: 61


1- سورة التوحيد: 1
2- الطاعن المسافر

قال: حديث بلغني أنك تحدث به عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، قال : أما قدمت لتجارة؟ قال: لا، قال: أما قدمت حاجة؟ قال: لا، قال ما قدمت إلا في طلب هذا الحديث؟ قال: نعم، قال: فإني سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإنّه ليستغفر للعالم من في السموات والأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إنّ العلماء هم ورثة الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنّما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر .»

2927-[5/196]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا ابن ،عیاش، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن حميد، عن كثير بن قيس قال :

«أقبل رجل من المدينة، فذكر معناه.»

2928-[5/197]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الرحمن، عن معاوية يعني ابن صالح - عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن أبي الدرداء:

«أنّ رجلاً قال يا رسول الله أفي كل صلاة قراءة؟ قال: نعم فقال رجل من الأنصار وجبت هذه .»

2929-[5/197]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا مهدي حدّثنا همام، عن قتادة عن خليد العصري، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين يا أيها الناس، هلموا إلى ربكم، فإنّ ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، ولا آیت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين: اللهم أعط منفقاً خلفاً، وأعط ممسكاً مالاً تلفا.» (1) -

ص: 62


1- قوله يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين»: أي كل شيء من أهل الأرض من الخلائق يسمعاهما إلا الإنس والجن

2930-[5/197]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو النضر، حدّثنا عبد الحميد بن ،بهرام، حدّثنا شهر بن حوشب حدّثنا عبد الرحمن بن غنم أنه:

«زار أبا الدرداء بحمص، فمكث عنده ليالي وأمر بحماره فأوكف ، فقال أبو الدرداء ما أراني إلا متبعك، فأمر بحماره فأسرج، فسارا جميعاً على حماريهما، فلقيا رجلاً شهد الجمعة بالأمس عند معاوية بالجابية، فعرفها الرجل ولم يعرفاه، فأخبرهما خير الناس، ثمّ إنّ الرجل قال: وخبر آخر كرهت أن أخبركما أراكما تكرهانه، فقال أبو الدرداء فلعل أبا ذر نفي ! قال: نعم والله فاسترجع أبو الدرداء وصاحبه قريباً من عشر مرات، ثم قال أبو الدرداء ارتقبهم واصطبر كما قيل لأصحاب الناقة، اللهم إن كذبوا أبا ذر فإنّي لا أكذبه، اللهم وإن اتهموه فإنّي لا أتهمه، اللهم وإن استغشوه فإنّي لا أستغشه، فإنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان يأتمنه حين لا يأتمن أحداً، ويسر إليه حين لا ير إلى أحد، أما والذي نفس أبي الدرداء بيده لو أنّ أبا ذر قطع يميني ما أبغضته بعد الذي سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر.» (1)

(المنتخب من حديث أسامة بن زيد حب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ))

2931 – [204/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أحم-د ب-ن عبد الملك حدّثنا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن محمّد ابن أسامة، عن أبيه قال : ،

«اجتمع جعفر وعلي وزيد بن حارثة ، فقال جعفر: أنا أحبكم إلى رسول الله ، وقال علي: أنا أحبكم إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، وقال زيد: أنا أحبكم إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فقالوا: انطلقوا بنا إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حتى نسأله، فقال أسامة بن زيد :

ص: 63


1- الجابية قرية بدمشق

فجاؤوا يسأذنونه، فقال: أخرج فانظر من هؤلاء، فقلت هذا جعفر وعلي وزيد ما أقول أبي، قال: ائذن لهم ودخلوا فقالوا: من أحب إليك؟ قال: فاطمة، قالوا: نسألك عن الرجال؟ قال: أما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقي وأشبه خلقي خلقك، وأنت مني وشجرتي، وأما أنت يا علي فختني وأبو ولدي وأنا منك وأنت مني، وأما أنت يا زيد فمولاي ومنّي والي، وأحب القوم إليّ.» (1)

2932 –[ 210/5] التيمي، عن أبي عثمان، عن أسامة بن زيد قال: حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن

«كان النبي يأخذني والحسن فيقول: اللهم إني أحبهما فأحبها.... الحديث.»

(المنتخب من حديث الأشعث بن قيس الكندي)

2933 - [211/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا وكيع عن سفيان عن سلم ابن عبد الرحمن عن زياد بن كليب عن الأشعث بن قيس قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«لا يشكر الله من لا يشكر الناس.»

2934 - [5 / 212] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا بهز حدّثنا محمّد بن طلحة بن مصرف عن عبد الله بن شريك العامري عن عبد الرحمن بن عدي الكندي عن الأشعث بن قيس قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«إنّ أشكر الناس الله أشكرهم للناس.»

(المنتخب من حديث خزيمة بن ثابت)

2935 – [214/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا ،روح، حدّثنا أسامة بن

ص: 64


1- ختني: أي صهري على ابنتي

زيد، عن محمّد بن المنكدر، عن خزيمة بن ثابت، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«من أصاب ذنباً أقيم عليه حد ذلك الذنب فهو كفارته.»

2936 – [214/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا الحسن بن موسى الأشيب، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الأسود أنه سمع عروة يحدث عن عمارة بن خزيمة الأنصاري، يحدث عن أبيه : أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«يأتي الشيطان الإنسان فيقول: من خلق السماوات؟ فيقول: الله، ثم يقول من خلق الأرض ؟ فيقول: الله، حتى يقول من خلق الله ؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) .»

2937 – [214/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا ابن نمير، عن هشام حدّثنی عمرو بن خزيمة، عن أبيه خزيمة بن ثابت

«أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سُئل عن الاستطابة، فقال ثلاثة أحجار ليس فيها رجيع.» (1)

-2938 - [214/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يونس وخلف بن الوليد قالا حدّثنا أبو معشر ، عن محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال :

«مازال جدي كافاً سلاحه يوم الجمل حتى قتل عمار بصفين، فسل سيفه فقاتل حتى قتل، قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: تقتل عماراً الفئة الباغية .»

2939 - 215/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو اليمان، حدّثنا شعيب، عن الزهري، حدّثنی عمارة بن خزيمة الأنصاري: أنّ عمه حدّثه -وهو من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

ص: 65


1- الاستطابة: تقدم المعنى في هامش حديث .891. الرجيع: فقد يكون الروث أو العذرة جميعاً، وإنما سمى رجيعاً؛ لأنه رجع عن حاله الأولى بعد ما كان طعاماً أو علفاً إلى غير ذلك، وكذلك كل شيء يكون من قول أو فعل يردد فهو رجيع؛ لأن معناه مرجوع أي مردود وقد يكون الرجيع الحجر الذي قد استنجى به مرة ثم رجعه إليه فاستنجى به (غريب الحديث: 274/1)

«أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ابتاع فرساً من أعرابي، فاستتبعه النبي ليقضيه ثمن فرسه فأسرع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) المشي وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومون بالفرس لا يشعرون أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ابتاعه، حتى زاد بعضهم الأعرابي في السوم على ثمن الفرس الذي ابتاعه به النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فنادى الأعرابي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال : إن كنت مبتاعاً هذا الفرس فابتعه وإلا بعته، فقام النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حين سمع نداء الأعرابي فقال: أوليس قد ابتعته منك ؟ قال الأعرابي : لا والله ما بعتك، فقال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : بلى قد ابتعته منك فطفق الناس يلوذون بالنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) والأعرابي وهما يتراجعان، فطفق الأعرابي يقول : هلم شهيداً يشهد أنّي بايعتك، فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي: ويلك، النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لم يكن ليقول إلا حقاً، حتى جاء خزيمة فاستمع لمراجعة النبي ومراجعة الأعرابي، فطفق الأعرابي يقول : هلم شهيداً يشهد أني بايعتك ، قال :خزيمة: أنا أشهد أنك قد بايعته، فأقبل النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على خزيمة فقال : بم تشهد ؟ فقال : بتصديقك يا رسول الله فجعل النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) شهادة خزيمة شهادة رجلين .»

(المنتخب من حديث أبي واقد الليثي)

2940 - [5 / 218] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حجاج، حدّثنا ليث يعني ابن سعد - حدّثنی عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن سنان بن أبي سنان الدولي، ثم الجندعي، عن أبي واقد الليثي :

«أنهم خرجوا عن مكة مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى حنين، قال: وكان للكفار سدرة يعكفون عندها ويعلقون بها أسلحتهم يقال لها : ذات أنواط، قال: فمررنا بسدرة خضراء عظيمة، قال: فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط ! فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم

ص: 66

آلهة، قال: إنّكم قوم تجهلون، إنها لسنن، لتركبن سنن من كان قبلكم سنة سنة.»

2941 – [218/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الرزاق وابن بكر أنبأنا ابن جريج، أخبرني عبد الله بن عثمان، عن نافع بن سرجس قال:

«عدنا أبا واقد البكري، وقال ابن بكر البدري في وجعه الذي مات فيه فسمعه يقول : كان النبي عل الله أخف الناس صلاة على الناس، وأطول الناس صلاة لنفسه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) .»

2942 - [218/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الصمد وحماد بن خالد المعني قالا حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، قال عبد الصمد في حديثه حدّثنا زيد ابن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي واقد الليثي قال:

«قدم رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )المدينة وبها ناس يعمدون إلى اليات الغنم وأسنمة الإبل فيجبونها، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : ما قطع من البهيمة وهي حية فهي ميتة.»

(المنتخب من حديث سفيان بن أبي زهير)

2943 - [219/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا حماد بن خالد، حدّثنا مالك، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد عن سفيان بن أبي زهير عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال :

«من اقتنى كلباً لا يغني من زرع أو ضرع نقص من عمل-ه ك-ل يوم قيراط - قال السائب فقلت لسفيان: أنت سمعت هذا من رسول الله ؟ قال نعم، وربّ هذا المسجد ».

(المنتخب من حديث أبي عبد الرحمن سفينة مولى رسول الله) )

2944 – [221/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا شريك، عن عمران البجلي، عن مولى لأم سلمة قال :

ص: 67

«كنت مع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في سفر، فانتهينا إلى واد، قال: فجعلت أعبر الناس - أو أحملهم - قال: فقال لي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : ما كنت اليوم إلا سفينة أو ما أنت إلا سفينة قيل لشريك: هو سفينة مولى أم سلمة ».

2945 - [221/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو كامل، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا سعيد بن جمهان، عن سفينة أبي عبد الرحمن قال :

«اعتقتني أم سلمة، واشترطت علي أن أخدم النبي ما عاش».

(المنتخب من حديث عبد الله بن حنظلة بن الراهب الغسيل غسيل الملائكة)

2946 – [225/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا جرير - يعني ابن حازم عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله حنظلة غسيل الملائكة - قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ):

«درهم» ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشدّ من ستة وثلاثين زنية».

(المنتخب من حديث مالك بن عبد الله الخثعمي)

297 – [225/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا إسماعيل بن محمّد - وهو إبراهيم المعقب - حدّثنا مروان - يعني ابن معاوية الفزاري حدّثنا منصور بن حيان الأسدي، عن سليمان بن بشر الخزاعي عن خاله مالك بن عبد الله قال:

«غزوت مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فلم أصل خلف إمام كان أوجز منه صلاة في تمام الركوع والسجود.»

(المنتخب من حديث معاذ بن جبل)

2948 –[ 227/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي في سنة ثمان وعشرين ومائتين،

ص: 68

حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبي ظبيان، عن معاذ بن جبل:

««أنه لما رجع من اليمن قال يا رسول الله، رأيت رجالاً باليمن يسجد بعضهم لبعضهم، أفلا نسجد لك؟ قال: لو كنت آمراً بشراً يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».

2949 - [5 / 228] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي حدّثنا سفيان، عن عمرو بن عثمان - يعني ابن موهب عن موسى بن طلحة قال: عندنا كتاب معاذ عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«أنه إنّما أخذ الصدقة من الحنطة والشعير والزبيب والتمر».

2950 –[ 228/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا وكيع عن الأعمش عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك قال:

«أتينا معاذ بن جبل فقلنا : حدّثنا من غرائب حديث رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ! قال ،نعم كنت ردفه على حمار، قال: فقال يا معاذ بن جبل قلت: لبيك يا رسول الله قال هل تدري ما حق الله على العباد؟ قلت الله ورسوله أعلم، قال: إن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، قال: ثم قال: يا معاذ، قلت: لبيك يا رسول الله قال هل تدري ما حق العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: أن لا يعذبهم».

2951 - [228/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا قرة ابن خالد، عن أبي الزبير، حدّثنا أبو الطفيل، حدّثنا معاذ بن جبل قال:

«خرج رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )في سفرة سافرها، وذلك في غزوة تبوك، فجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، قلت: ما حمله على ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته».

ص: 69

2952 –[ 30/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن أبي حكيم، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الديلي قال:

«كان معاذ باليمن، فارتفعوا إليه في يهودي مات وترك أخاً مسلماً! فقال معاذ: إني سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول إن الإسلام يزيد ولا ينقص فورثه.» (1)

2953 – [30/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل عن مسروق، عن معاذ بن جبل قال:

«بعثه النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى اليمن، فأمره أن يأخذ من كل ثلاثين من البقر تبيعاً أو تبيعة ومن كل أربعين مسنة، ومن كل حالم ديناراً أو عدله معافر .» (2)

2954 - [5 / 231] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ بن جبل قال :

«كنت مع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في سفر، فأصبحت يوماً قريباً منه ونحن نسير، فقلت: يا نبي الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار ! قال: لقد سألت عن عظيم وإنّه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم قرأ قوله تعالى: (تَتَجَافَ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ .... حتى بلغ يَعْمَلُونَ . (3)، ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ فقلت: بلى يا رسول الله قال رأس

ص: 70


1- أي أنّ الإسلام يزيد للمسلم خيراً ولا يزيده شراً ومراده هنا أن المسلم يرث أحاه اليهودي.
2- التبيع: تقدم المعنى في هامش حديث 493 . المسنة: تقدم المعنى في هامش حديث 493. الحالم: أي البالغ ويطلق على الرجل والمرأة المعافر ثياب منسوبة إلى بلد أو قبيلة باليمن
3- سورة السجدة: 16-17

الأمر وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ فقلت له : بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه فقال: كفّ عليك هذا فقلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكبّ الناس على وجوههم في النار - وقال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم».

-2955 - [5 / 233] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا ،روح، حدّثنا الحجاج بن الأسود، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل : أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«المتحابون في الله في ظل العرش يوم القيامة».

2956 – [233/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا محمّد بن بكر، أنبأنا عبد الحميد - يعني ابن جعفر - حدّثنا صالح - يعني ابن أبي عريب - عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل قال:

«قال لنا معاذ في مرضه قد سمعت من رسول الله شيئاً كنت أكتمكموه، سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : من كان آخر كلامه لا إله إلا الله وجبت له الجنّة».

2957 –[ 233/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا سليمان بن داود الهاشمي حدّثنا أبو بكر - يعني ابن عياش - حدّثنا عاصم عن أبي وائل، عن معاذ قال:

«بعثني النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - قال : إلى اليمن وأمرني أن آخذ من كل حالم ديناراً أو عدله معافر وأمرني أن آخذ من كل أربعين بقرة مسنة، ومن ثلاثين بقرة تبيعاً حولياً، وأمرني فيما سقت السماء العشر، وما سقي بالدوالي نصف العشر».

2958 –[ 234/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حيوة بن شريح ويزيد بن عبد ربه قالا حدّثنا بقية بن الوليد، حدّثنی بحير بن سعد، عن خالد بن معدان عن أبي بحرية، عن معاذ بن جبل :

«أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سُئل عن ليلة القدر ؟ فقال : هي في العشر الأواخر، أو في

ص: 71

الخامسة، أو في الثالثة».

2959 –[ 234/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا الحكم بن موسى، قال عبد الله، قال: وحدّثناه الحكم بن موسى، حدّثنا ابن عياش، حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن معاذ عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«لن ينفع حذر من قدر، ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم بالدعاء عباد الله».

2960 –[ 234/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا أبو بكر حدّثنا ضمرة بن حبيب عن رجل عن معاذ بن جبل، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل.»

2961 - [5 / 236] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدّثنی عمرو بن أبي حكيم، عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود قال:

«أتي معاذ بيهودي وارثه ،مسلم فقال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول – أو قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - : الإسلام يزيد ولا ينقص فورثه».

2962 - [5 / 238] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو اليمان، أنبأنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، عن معاذ قال:

«أوصاني رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بعشر كلمات. قال: لا تشرك بالله شيئاً وإن قتلت وحرقت، ولا تعفّن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، ولا تتركنّ صلاة مكتوبة متعمداً، فإنّ من ترك صلاة مكتوبة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله ولا تشربن خمراً فإنّه رأس كل فاحشة، وإياك والمعصية، فإنّ بالمعصية حل سخط الله ، وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس ، وإذا أصاب الناس موتان وأنت فيهم فاثبت،

ص: 72

وانفق على عيالك من طولك، ولا ترفع عنهم عصاك أدباً، واخفهم في الله» (1)

2963 – [240/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا معاوية، عن عمرو وهارون ابن معروف :قالا حدّثنا عبد الله بن وهب قال هارون في حديثه قال: وقال حيوة: عن ابن أبي حبيب، وقال معاوية عن حيوة، عن يزيد عن سلمة بن أسامة عن يحيى بن الحكم، أن معاذاً قال:

«بعثني رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أصدق أهل اليمن وأمرني أن آخذ من البقر من كل ثلاثين تبيعاً . - قال هارون والتبيع الجذع أو الجذعة ومن كل أربعين مسنة قال: فعرضوا علي أن آخذ من الأربعين قال هارون ما بين الأربعين أو الخمسين وبين الستين والسبعين وما بين الثمانين والتسعين ، فأبيت ذاك وقلت لهم حتى أسأل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن ذلك؟ فقدمت فأخبرت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فأمرني أن آخذ من كل ثلاثين تبيعاً، ومن كل أربعين مسنة، ومن الستين تبيعين، ومن السبعين مسنة وتبيعاً، ومن الثمانين مستتين، ومن التسعين ثلاثة أتباع، ومن المائة مسنة وتبيعين، ومن العشرة والمائة مسنتين وتبيعاً، ومن العشرين ومائة ثلاث مسنات أو أربعة أتباع، قال: وأمرني رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن لا آخذ فيما بين ذلك». وقال هارون: فيما بين ذلك شيئاً إلا أن يبلغ مسنة أو جذعاً، وزعم أن الأوقاص لا فريضة فيها.» (2)

2964 –[ 241/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح، عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن معاذ قال:

«عهد إلينا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في خمس من فعل منهن كان ضامناً على الله: من عاد

ص: 73


1- موتان: الموت الكثير الوقوع
2- الوقص ما بين النصابين

مريضاً، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازياً في سبيل الله، أو أدخل على إمام يريد بذلك تعزیره وتوقيره، أو قعد في بيته فيسلم الناس منه ويسلم .»

2965 –[ 247/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حسين بن حدّثنا أبو معشر، عن محمّد بن قيس، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يأثر عن الله (عزَّ و جلَّ) قال :

«وجبت محبتي للذين يتحابون في، ويتجالسون في، ويتباذلون فيَّ».

2966 - [247/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة حدّثنا زبان بن ،قائد عن سهيل بن معاذ، عن أبيه، عن معاذ:

«أنه سأل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن أفضل الإيمان؟ قال: أفضل الإيمان أن تحب الله وتبغض في الله وتعمل لسانك في ذكر الله قال وماذا يا رسول الله؟ قال: وأن تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك، وأن تقول خيراً أو تصمت».

(المنتخب من حديث أبي أمامة الباهلي الصدي بن عجلان الباهلي عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ))

2976 – [248/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن أبي عدي، عن سليمان - يعني التيمي - عن سيار، عن أبي أمامة : أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«فضّلني ربي على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أو قال: على الأمم بأربع قال : أرسلت إلى الناس كافة، وجعلت الأرض كلها لي ولأمتي مسجداً وطهوراً، فأينما أدركت رجلاً من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره، ونصرت بالرعب مسيرة شهر يقذفه في قلوب أعدائي، وأحل لنا الغنائم».

2968 - [248/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا روح، عن هشام، عن همام، عن واصل مولى أبي عيينة، عن محمّد بن أبي يعقوب، عن رجاء بن حيوة، عن أبي أمامة قال:

ص: 74

«أنشأ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) غزوة، فأتيته فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي بالشهادة فقال: اللهم سلّمهم وغنمهم قال فسلمنا وغنمنا، قال: ثم أنشأ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) غزواً ثانياً، فأتيته فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي بالشهادة، فقال: اللهم سلمهم وغنمهم قال: فسلمنا وغنمنا قال] ثم أنشأ غزواً ثالثاً، فأتيته فقلت يا رسول الله، إنّي أتيتك مرتين قبل مرتي هذه فسألتك أن تدعو الله لي بالشهادة ، فدعوت الله (عزَّ و جلَّ)تحمل أن يسلّمنا ويغنّمنا، فسلمنا وغنمنا، يا رسول الله فادع الله لي بالشهادة، فقال: اللهم سلّمهم وغنمهم قال: فسلمنا وغنمنا، ثم أتيته فقلت: يا رسول الله مرني بعمل قال عليك بالصوم فإنّه لا مثل له قال: فما رؤي أبو أمامة ولا امرأته ولا خادمه إلا صياماً ، قال : فكان إذا رؤي في دارهم دخان بالنهار قيل: اعتراهم ضيف نزل بهم نازل، قال: فلبث بذلك ما شاء الله، ثم أتيته فقلت يا رسول الله أمرتنا بالصيام، فأرجو أن يكون قد بارك الله لنا فيه، يا رسول الله فمرني بعمل آخر، قال: اعلم أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة وحط عنك بها خطيئة.» (1)

2969 –[ 250/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا حماد بن خالد، حدّثنا معاوية -يعني ابن صالح - عن السفر بن نسير، عن يزيد بن شريح، عن أبي أمامة :قال سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

«لا يأت أحدكم الصلاة وهو حاقن، ولا يدخل بيتاً إلا بإذن، ولا يؤمن إمام قوماً فيخص نفسه بدعوة دونهم.» (2)

2970 - [15 / 250] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسماعيل، أنبأنا عمر حدّثنا إسرائيل، عن الحجاج بن أرطاة، عن الوليد بن أبي مالك عن القاسم

ص: 75


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل
2- حاقن أي مدافع للبول

عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

«يجير على المسلمين بعضهم.» (1)

2971 –[ 251/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثنا سعيد بن أبي عروة، عن قتادة، عن شهر بن حوشب وعبد الوهاب عن هشام وأزهر ابن القاسم حدّثنا هشام، عن قتادة عن شهر بن حوشب ، عن أبي أمامة صاحب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وقال عبد الوهاب أبو أمامة الحمصي صاحب رسول الله - أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«الوضوء يكفّر ما قبله، ثم تصير الصلاة نافلة. فقيل له: أسمعته من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ قال: نعم، غير مرة، ولا مرتين، ولا ثلاث، ولا أربع، ولا خمس .»

2972 –[ 252/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يزيد - هو ابن هارون - أنبأنا محمّد بن مطرف عن أبي الحصين، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي أمامة، عن النبي قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«الحمى من كير جهنم، فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار.» (2)

2973 – [252/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا علي بن صالح، عن أبي المهلب، عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«إنّ أغبط أوليائي عندي مؤمن خفيف الحاذ، ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه، وكان في الناس غامضاً لا يشار عليه بالأصابع، فعجلت منيته وقل تراثه وقلت بواكيه.» (3)

ص: 76


1- أي أن المسلم يجير المسلم
2- الكير: منفاخ الحداد، ومعنى أن الحمى كير جهنم أنها كالكير الذي يقوي النار، غير أن هذا الكير يلفح لفحاً شديداً كأنه لفح جهنم، لأن كير جهنم فيها، والهواء الذي يخرج منه حار حرارة جهنم
3- خفيف الحاذ يريد خفيف المال

2974 –[ 253/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا ابن نمير، حدّثنا مسعر عن أبي العنبس، عن أبي العدبس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال:

«خرج علينا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو متوكئ على عصاً، فقمنا إليه، فقال : لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضاً. قال: فكأنا اشتهينا أن يدعو الله لنا، فقال: اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا وتقبل منا وأدخلنا الجنّة، ونجنا من النار، وأصلح لنا شأننا كله فكأنا اشتهينا أن يزيدنا، فقال: قد جمعت لكم الأمر».

2975 – [253/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا حجاج، أنبأنا جرير، حدّثنی سليم بن عامر، عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال:

«ما كان يفضل على أهل بيت رسول الله الخبز الشعير.»

2976 –[ 254/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا علي بن إسحاق، حدّثنا عبد الله، أنبأنا يحيى بن أيوب، حدّثنا عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال - وحدّثنا بهذا الإسناد عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«عرض علي ربي (عزَّ و جلَّ) ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً، فقلت: لا يا رب، ولكن أشبع يوماً وأجوع يوماً - أو نحو ذل-ك - فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك».

2977 –[ 254/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عتاب - وهو ابن زياد - عبد الله، أنبأنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم ، عن أبي أمامة: أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«من بدأ بالسلام فهو أولى بالله ورسوله».

2978 – [257/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا فرج بن فضالة الحمصي، عن علي بن يزيد عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

ص: 77

«إنّ الله (عزَّ و جلَّ) بعثني رحمة وهدى للعالمين، وأمرني أن أمحق المزامير والكفارات يعني البرابط - والمعازف والأوثان التي كانت تعبد في الجاهلية، وأقسم ربي (عزَّ و جلَّ) بعزته لا يشرب عبد من عبيدي جرعة من خمر إلا سقيته مكانها من حميم جهنم معذباً أو مغفوراً له، ولا يسقيها صبياً صغيراً إلا سقيته مكانها من حميم جهنم معذباً أو مغفوراً له، ولا يدعها عبد من عبيدي من مخافتي إلا سقيتها إياه من حظيرة القدس، ولا يحل بيعهنّ ولا شراؤهن ولا تعليمهن ولا تجارة فيهن، وأثمانهن حرام - للمغنيات».

قال يزيد: الكفارات البرابط.

2979 – [259/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا خلف بن الوليد، حدّثنا ابن المبارك وعلي بن إسحاق، أنبأنا ابن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«من تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته أو يده فيسأله كيف هو، وتمام تحياتكم بينكم المصافحة.»

2980 - [5 / 260] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا روج، حدّثنا عمر بن ذر، حدّثنا أبو الرصافة رجل من أهل الشام من باهلة أعرابي - عن أبي أمامة قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«ما من امرئ مسلم يحضره صلاة مكتوبة فيقوم فيتوضأ فيحسن الوضوء ويصلّي فيحسن الصلاة إلا غفر الله له بها ما كان بينها وبين الصلاة التي كانت قبلها من ذنوبه، ثم يحضر صلاة مكتوبة فيصلّي فيحسن الصلاة إلا غفر له ما بينهما وبين الصلاة التي كانت قبلها من ذنوبه، ثمّ يحضر صلاة مكتوبة فيصلي فيحسن الصلاة إلا غفر له ما بينها وبين الصلاة التي كانت قبلها من ذنوبه».

ص: 78

2981 –[ 260/1] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا زيد بن الحباب، أخبرني حسين - يعني ابن واقد حدّثنی أبو غالب أنه سمع أبا أمامة يقول : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ):

«الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن».

2982 - 260/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدّثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - أخبرني العلاء، عن معبد بن كعب السلمي، عن أخيه عبد الله بن كعب، عن أبي أمامة : أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له بها النار وحرم عليه الجنّة فقال له :رجل وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ قال: وإن قضيباً من أراك».

2983 –[ 260/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يزيد، أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن معبد بن كعب، فذكر مثله، إلا أنه قال: عن أبي أمامة بن سهل أحد بني حارثة. قال أبو عبد الرحمن: هذا أبو أمامة الحارثي وليس هو أبا أمامة الباهلي.

2984 – [260/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا زيد، حدّثنی حسين حدّثنی أبو غالب، حدّثنی أبو أمامة قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

«تقعد الملائكة على أبواب المساجد يوم الجمعة، فيكتبون الأول والثاني والثالث، حتى إذا خرج الإمام رفعت الصحف».

2985 –[ 260/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو النضر وأبو المغيرة قالا حدّثنا حريز، حدّثنا سليم بن عامر الخبائري قال: سمعت أبا أمامة يقول:

«ما كان يفضل من أهل بيت النبي خبز الشعير».

2976 - [5 / 261] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم مولى عبد الرحمن، عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

ص: 79

«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريراً ولا ذهبا».

قال أبو عبد الرحمن وسمعته أنا من هارون بن معروف.

2987 – [262/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو النضر، حدّثنا الفرج حدّثنا لقمان بن عامر قال: سمعت أبا أمامة قال:

«قلت: يا نبي الله ما كان أول بدء أمرك ؟ قال : دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منها قصور الشام».

2988 – [262/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو النضر ، حدّثنا الفرج حدّثنا لقمان قال: سمعت أبا أمامة قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ):

«أجيفوا أبوابكم، وأكفؤوا آنيتكم، وأوكوا أسقيتكم، وأطفئوا سرجكم، فإنّه لم يؤذن لهم بالتسوّر عليكم.» (1)

2989 –[ 262/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو نوح قراد، قال أبو عبد الرحمن: سمعت أبي غير مرة يقول: حدّثنا أبو نوح قراد، حدّثنا عكرمة بن عمار، عن شداد بن عبد الله قال: سمعت أبا أمامة يقول : سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول :

«يا ابن آدم إنّك إن تبذل الخير خير لك، وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على الكفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى.»

2990 - [262/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو نوح وعبد الصمد قالا حدّثنا عكرمة، وقال أبو نوح: أنبأنا عكرمة بن عمار، عن شداد بن عبد الله قال: سمعت أبا أمامة يقول:

ص: 80


1- أقول: اجاف الباب ،رده وخمروا آنيتكم أي غطوها والوكاء تقدم المعنى في هامش حديث 1798. بالتسور أي التسلق. عليكم أي لم يجعل الله تعالى للشياطين قدرة على ذلك أي إذا ذكر اسم الله تعالى عند كل ما ذكر

«أتى رجل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو في المسجد فقال: يا رسول الله، إنّي أصبت حداً فأقمه علي، قال: فسكت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، ثم عاد فقال له مرة أخرى، ثم أقيمت الصلاة فصلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ثم انصرف . قال أبو أمامة فأتبعه الرجل، قال: وتبعته قال عبد الصمد في حديثه فانصرفت مع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) والرجل يتبعه لأعلم ما يقول له - قال: فقال له الرجل : يا رسول الله إني أصبت حداً فأقمه علي ! قال: فقال له النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أليس قد توضأت قبل أن الخرج من منزلك فأحسنت الوضوء ثمّ صليت معنا؟ قال: بلى، قال: فإن الله قد غفر لك حدك - أو ذنبك شك فيه عكرمة - قال عبد الصمد في حديثه : فانصرفت مع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأتبعه الرجل».

2991 – [263/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا عبد الله بن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد عن القاسم ، عن أبي أمامة : أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«ما جاءني جبريل قط إلا أمرني بالسواك، لقد خشيت أن أحفي مقدم في».

2992 - [267/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا إسماعيل ابن عياش حدّثنا شرحبيل بن مسلم الخولاني قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في خطبته عام حجة الوداع:

«إنّ الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث، والولد للفراش وللعاهر الحجر وحسابهم على الله، ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله التابعة إلى يوم القيامة، لا تنفق المرأة شيئاً من بيتها إلا بإذن زوجها فقيل: يا رسول الله، ولا الطعام؟ قال: ذلك أفضل أموالنا، قال: ثم قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : العارية مؤداة، والمنحة مردودة، والدين مقضي والزعيم غارم.» (1)

ص: 81


1- العارية ما استعرت من شيء، سميت به؛ لأنها عار على من طلبها المنحة: منفعتك أخاك بماد تمنحه الزعيم الكفيل، والغارم: الضامن

2993 – [268/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا حجين بن المثنى، حدّثنا عبد العزيز -يعني ابن أبي سلمة الماجشون - عن عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف المزني، لا أعلمه إلا حدّثه عن أبي أمامة يرفعه إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم، ثم يغمرون فيكم حتى يشتري الرجل البعير، فيقول : ممن اشتريته فيقول : اشتريته من أحد المخطمين».

وقال يونس - يعني ابن محمّد : ثم يغمرون فيكم. ولم يشك، قال: فرفعه . (1)

2994 – [5 / 268] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا علي بن إسحاق، أنبأنا عبد الله - يعني ابن المبارك - أنبأنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي ب-ن يزيد عن القاسم، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ):

«عائد المريض يخوض في الرحمة - ووضع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يده على وركه – ثم قال هكذا مقبلاً ومدبراً ، وإذا جلس عنده غمرته الرحمة».

2995 - [5 / 269] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أنس بن عياض قال سمعت صفوان بن سليم يقول:

«دخل أبو أمامة الباهلي دمشق فرأى رؤوس حروراء قد نصبت، فقال: كلاب النار، كلاب النار - ثلاثا - شر قتلى تحت ظل السماء، خير قتلى من قتلوا، ثم بكى، فقام إليه رجل فقال يا أيا أمامة، هذا الذي تقول من رأيك أم سمعته ؟ قال: إني إذا الجريء، كيف أقول هذا عن رأي، قال: قد سمعته غير مرة ولا مرتين قال: فما يبكيك؟ قال: أبكي لخروجهم من الإسلام هؤلاء الذين تفرقوا واتخذوا دينهم شيعاً.» (2)

ص: 82


1- خراطيمهم جمع خرطوم وهو الأنف
2- حروراء تقدم المعنى في هامش حديث 20

2996 – [269/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا هشام بن سعيد، حدّثنا ابن المبارك، عن ثور بن يزيد عن الوليد بن أبي مالك قال:

«دخل رجل المسجد فصلى ، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : الا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه؟ قال: فقام رجل فصلّى معه فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : هذان جماعة.»

12997 – [269/25] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا هشام بن سعيد، حدّثنا ابن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) نحوه، وقال:

«هذان جماعة.»

2998 –[ 269/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق، حدّثنا ابن المبارك، أنبأنا ابن لهيعة ، عن خالد بن أبي عمران عمن حدّثه عن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول :

«أربع تجري عليهم أجورهم بعد الموت رجل مات مرابطاً في سبيل الله، ورجل علم علماً فأجره يجري عليه ما عمل به، ورجل أجرى صدقة فأجرها يجري عليه ما جرت عليه ورجل ترك ولداً صالحاً يدعو له».

2999 –[ 269/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن أبي أمامة عن رسول الله ، فذكره، إلا أنه قال:

«ومن علم علماً أجري له مثل ما علّم.»

3000 – [269/5] قال عبد الله : وجدت في كتاب أبي بخط يده - وأظن أني قد سمعته أنا من الحكم - حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا إسماعيل بن عياش بن مطرح ابن يزيد الكناني، عن عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد عن القاسم، عن أبي أمامة:

ص: 83

«أنّ رجلاً سأل رسول الله : أي الصدقة أفضل؟ قال: ظل فسطاط في سبيل الله، أو خدمة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله.» (1)

(حديث امرأة من الأنصار)

-3001 - [5/ 270] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، حدّثنا الضحاك بن عبد الله، عمن حدثه، عن عمرو بن عبد الله بن كعب، عن المرأة من المبايعات أنها قالت:

«جاءنا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ومعه أصحابه في بني سلمة، فقربنا إليه طعاماً فأكل ومعه أصحابه، ثمّ قربنا إليه وضوءاً فتوضأ، ثم أقبل على أصحابه فقال: ألا أخبركم بمكفرات الخطايا ؟ قالوا: بلى قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة».

(حديث سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أمه)

3002 – [270/1] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه:

«أنها شهدت النبي عل عند جمرة العقبة والناس يرمون، فقال: يا أيها الناس لا تقتلوا أو لاتهلكوا أنفسكم، وارموا الجمرة - أو الجمرات – بمثل الخذف وأشار شعبة بطرف أصبعه السبابة.» (2)

ص: 84


1- لفسطاط بضم الفاء وتكسر أي خيمة يستظل بها المجاهد خادم في سبيل الله : أي هبة خادم للمجاهد أو قرضه أو إعارته والخادم يقع على الذكر والأنثى . أو طروقة فحل بفتح الطاء: أي مركوبة يعني ناقة أو فرس بلغت أن يطرقها الفحل يعطيه إياها ليركبها إعارة أو هبة
2- حصى الخذف: تقدم المعنى في هامش حديث

(حديث أزواج النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ))

3003 –[ 5 / 271] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا أبو جعفر، عن يحيى البكاء، عن أبي رافع قال:

«كنت أصوغ لأزواج النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فحدثتني أنهن لسمعن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )يقول: الذهب بالذهب والفضة بالفضة، وزناً بوزن فمن زاد أو استزاد فقد أربي».

(حديث عبد الله بن مغفل المزني)

3004 – [272/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا علي بن عاصم، عن عطاء بن السائب قال:

«كنت جالساً مع عبد الله بن مغفل المزني، فدخل شابان من ولد عمر فصليا ركعتين بعد العصر ، فأرسل إليهما فدعاهما، فقال: ما هذه الصلاة التي صليتهماها وقد كان أبو كما ينهى عنها ؟ قالا حدثتنا عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) صلاهما عندها، فسكت فلم يرد عليها شيئاً».

(حديث رجل)

3005-[5/272]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا أبو المليح ، عن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن جده - وكان لجده صحبة-:

«أنه خرج زائراً لرجل من إخوانه، فبلغه شكاته، قال: فدخل عليه فقال: أتيتك زائراً عائداً ومبشراً، قال: كيف جمعت هذا كله؟ قال: خرجت وأنا أريد زيارتك فبلغتني شكاتك فكانت عيادة، وأبشرك بشيء سمعته من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال : إذا سبقت للعبد من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده، ثمّ صبّره حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له منه».

ص: 85

(المنتخب من حديث أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري)

3006 –[ 272/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي عمرو الشيباني، عن أبي مسعود الأنصاري قال:

«أتى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الرجل ، فقال : يا رسول الله، إني أبدع بي، فاحملني ! قال: فقال: ليس عندي قال فقال رجل: يا رسول الله، أفلا أدله على من يحمله؟ قال: فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : من دل على خير فله مثل أجر فاعله.» (1)

3007 – 5[ / 272] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أوس بن ضمعج، عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سناً، ولا تؤمن رجلاً في سلطانه، سلطانه، ولا تجلس على تكرمته في بيته حتى يأذن لك».

3008 - [272/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الحميد بن جعفر، حدّثنی أبي، عن حكيم بن أفلح، عن أبي مسعود، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«للمسلم على المسلم أربع خلال أن يجيبه إذا دعاه، ويشمته إذا عطس، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يشهده».

3009 - [5/273] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا إسماعيل، حدّثنی قيس بن أبي حازم، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال:

«أتى رجل النبي فقال : إني أتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما

ص: 86


1- أبدع بي: أي انقطع بي لكلال راحلتي

يطيل بنا، فما رأيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أشد غضباً في موعظة منه يومئذ، فقال: يا أيها الناس إن منكم المنفرين، فأيكم ما صلّى بالناس فليتجوز، فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة.»

3010 - [273/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي قال: قرأت على عبد الرحمن مالك وحدّثنا إسحاق، أخبرني مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر أن محمّداً بن عبد الله بن زيد النصاري في حديث عبد الرحمن وعبد الله بن زيد هو الذي كان أري النداء بالصلاة أخيره عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال :

«أتانا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال: قولوا اللهم صل على محمّد وعلى آل محمّد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمّد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد والسلام، كما قد علمتم».

3011 – [274/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا شريك، عن الأعمش، عن أبي عمرو الشيباني، عن أبي مسعود رفعه، وقال شاذان مرة: عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«المستشار مؤتمن.»

وذكر شاذان أيضاً حديث: «الدال على الخير كفاعله.»

(المنتخب من حديث ثوبان)

3012 - [5/ 275] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الصمد، حدّثنی أبي حدّثنا محمّد بن جحادة، حدّثنی حميد الشامي، عن سليمان الميهني، عن ثوبان مولى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

ص: 87

«كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إذا سافر آخر عهده بإنسان من أهله ،فاطمة، وأوّل من يدخل عليه إذا قدم ،فاطمة، قال: فقدم من غزاة له فأتاها، فإذا هو بمسح على بابها، ورأى على الحسن والحسين قلبين من فضة، فرجع ولم يدخل عليها، فلما رأت ذلك فاطمة ظنت أنه لم يدخل عليها من أجل ما رأى فهتكت الستر ونزعت القلبين من الصبيين فقطعتها، فبكى الصبيان، فقسمته بينهما، فانطلقا إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهما يبكيان، فأخذه رسول الله ل منهما، فقال: يا ثوبان اذهب إلى بني فلان أهل بيت بالمدينة واشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج فإنّ هؤلاء أهل بيتي ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا.»

3013 - [276/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو قطن، حدّثنا هشام، عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان: أنّ نبي الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«من تبع جنازة فله قيراط، ومن شهد دفنها فله قيراطان قيل : وما القيراطان؟ قال: أصغرهما مثل أحده.»

3014 - [276/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: حدّثنی الوليد بن هشام المعيطي حدّثنی معدان بن أبي طلحة اليعمري قال:

«لقيت ثوبان مولى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فقلت : أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنّة - أو قال: قلت بأحب الأعمال إلى الله - فسكت، ثم سألته، ثم سألته الثالثة، فقال: سألت عن ذلك رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فقال : عليك بكثرة السجود، فإنّك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة».

قال معدان: ثم لقيت أبا الدرداء فسألته، فقال لي مثل ما قال لي ثوبان.

ص: 88

3015- [5 / 276] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن سالم عن ثوبان قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أنّ خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن .»

3016 – [277/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيوب عن أبي قلابة عمن حدّثه عن ثوبان قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

«أيها امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة».

3017- [277/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يحيى بن سعيد، قال شعبة حدّثنا عن عن قتادة عن سالم عن معدان عن ثوبان، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من صلى على جنازة فله قيراط، فإن شهد دفنها فله قيراطان، القيراط مثل أحد».

3018 –[ 277/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا ابن أبي ذئب عن محمّد بن قيس، عن عبد الرحمن بن يزيد عن ثوبان قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من يتقبل لي بواحدة وأتقبل له بالجنّة؟ قال: قلت أنا قال: لا تسأل الناس شيئاً فكان ثوبان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لأحد : ناولنيه، حتى ينزل فيتناوله».

3019 - [5/277] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن عبد الله بن عيسى عن عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«إنّ الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر».

3020 - [5/277] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية - يعني ابن صالح عن أبي الزاهرية، عن جبير، عن ثوبان قال:

«ذبح رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أضحية ثم قال: يا ثوبان، أصلح لحم هذه الشاة قال

ص: 89

فما زلت أطعمه منها حتى قدم المدينة».

3021 - [278/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الرحمن، عن إسرائيل، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان قال:

«لما أنزلت: (الَّذِينَ يَكْترُونَ الذَّهَبَ وَالفَضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا في سَبيل الله ...) (1) قال: كنا مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في بعض أسفاره، فقال بعض أصحابه: قد نزل في الذهب والفضة ما نزل فلو أنا علمنا أي المال خير اتخذناه؟ قال: أفضله لساناً ذاكرا، وقلباً شاكراً، وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه».

3022 – [279/25] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا الأسود بن عامر، حدّثنا أبو بكر - يعني ابن عياش عن ليث، عن أبي الخطاب، عن أبي زرعة، عن ثوبان قال:

«لعن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الراشي والمرتشي والرائش - يعني الذي يمشي بينهما-.»

3023 – [2/15] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن بكر، أنبأنا ميمون أبو محمّد المزني التميمي، حدّثنا محمّد بن عباد المخزومي، عن ثوبان، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: من سره النساء في الأجل والزيادة في الرزق فليصل رحمه.» (2)

3024 – [279/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يونس، حدّثنا حماد – يعني ابن زيد عن أيوب ، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

« لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضر هم من خذلهم حتى يأتي أمر الله.»

3025 – [280/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا الحكم بن نافع حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عبيد الكلاعي، عن زهير بن عبد الرحمن بن جبير،

ص: 90


1- سورة التوبة: 34
2- النساء في الأجل: الزيادة في العمر

عن أبيه جبير بن نفير ، عن ثوبان، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال:

«لكل سهو سجدتان بعد ما يسلّم».

(المنتخب من حديث سعد بن عبادة)

3026 – [284/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا هاشم، أنبأنا المبارك، عن الحسن، عن سعد بن عبادة قال :

«مر بي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فقلت : يا رسول الله ، دلني على صدقة، قال: اسق الماء».

(المنتخب من حديث أبي عبد الرحمن الفهري)

3027 - [5 / 286] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا بهز، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرني يعلى بن عطاء، عن أبي همام قال أبو الأسود: هو عبد الله بن يسار -، عن أبي عبد الرحمن الفهري قال:

«كنت مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في غزوة حنين، فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظلال الشجر، فلما زالت الشمس لبست لامتي وركبت فرسي فانطلقت إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو في فسطاطه، فقلت : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، حان الرواح، فقال: أجل فقال: يا بلال فثار من تحت سمرة كأن ظله ظل طائر، فقال: لبيك وسعديك، وأنا فداؤك، فقال: أسرج لي فرسي فأخرج سرجاً دفتاه من ليف ليس فيهما أشر ولا بطر.

قال فأسرج، قال: فركب وركبنا فصاففناهم عشيتنا وليلتنا، فتشامت الخيلان فولى المسلمون مدبرين كما قال الله ، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله ثم قال: يا معشر المهاجرين، أنا عبد الله ورسوله قال: ثم اقتحم رسول

ص: 91

الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن فرسه، فأخذ كفاً من تراب فأخبرني الذي كان أدنى إليه مني ضرب به وجوههم وقال شاهت الوجوه، فهزمهم الله.»

قال يحيى بن عطاء: فحدّثنی أبناؤهم عن آبائهم أنهم قالوا: لم يبق منا أحد إلا امتلأت عيناه وفمه تراباً، وسمعنا صلصلة بين السماء والأرض كإمرار الحديد على الطست الحديد. (1)

(حديث جعفر بن أبي طالب وهو حديث أم سلمة زوج النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) )

3028 – [290/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن محمّد بن إسحاق، حدّثنی محمّد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، عن أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة زوج النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قالت :

«لما نزلنا أرض الحبشة، جاورنا بها خير جار النجاشي، أمنًا على ديننا، وعبدنا الله تعالى، لا نؤذى ولا نسمع شيئاً نكرهه، فلما بلغ ذلك قريشاً التمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين ،جلدين، وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة وكان من أعجب ما يأتيه منها إليه الأدم، فجمعوا له أدماً كثيراً، ولم يتركوا من بطارقته بطريقاً إلا أهدوا له هدية، ثم بعثوا بذلك عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي وعمرو بن العاص بن وائل السهمي، وأمر وهما أمرهم، وقالوا لهما إدفعا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا النجاشي فيهم، ثمّ قدّموا للنجاشي هداياه، ثمّ سلوه أن يسلمهم إليكم قبل أن يكلمهم.

ص: 92


1- سمرة: أي شجرة

قالت: فخرجا فقدما على النجاشي ونحن عنده بخير دار وخير جار، فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلمها النجاشي، ثم قال لكل بطريق منهم إنّه قد صبا إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاؤوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم لتردّهم إليهم، فإذا كلمنا الملك فيهم فأشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم، فإنّ قومهم أعلى بهم عيناً وأعلم بما عابوا عليهم، فقالوا لهما: نعم، ثم أنهما قربا هداياهم إلى النجاشي فقبلها منهما، ثم كلماه فقالا له: أيها الملك إنّه قد صبا إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك، وجاؤوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم ، فهم أعلى بهم عيناً، وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه.

قالت: ولم يكن شيء أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهم، فقالت بطارقته حوله صدقوا أيها الملك قومهم أعلى بهم عيناً وأعلم بما عابوا عليهم، فأسلمهم إليهما فلير دانهم إلى بلادهم وقومهم.

:قال فغضب النجاشي، ثم قال: لا هايم الله إذاً لا أسلمهم إليهما ولا أكاد قوماً جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتى أدعوهم فأسألهم مايقول هذان في أمرهم، فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني..

قالت : ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فدعاهم ، فلما جاءهم رسوله اجتمعوا، ثم قال بعضهم لبعض ما تقولونه للرجل إذا جئتموه؟ قالوا: نقول والله ما علمنا، وما أمرنا به نبينا كائن في ذلك ما هو كائن، فلما جاؤوه وقد دعا النجاشي أساقفه فنشروا مصاحفهم حوله ليسألهم، فقال: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في

ص: 93

ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم؟

قالت :فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب، فقال له: أيها الملك، كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله تعالى لنوحده وتعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمر بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام .

قال: فعدد عليه أمور الإسلام، فصدقناه وآمنا به وإتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئاً، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا فعذبونا، ففتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، ولما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك قالت فقال له النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ قالت: فقال له :جعفر نعم فقال له النجاشي: فأقرأه علي، فقرأ عليه صدراً (من كهيعص) (1)

قالت: فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته، وبكت أساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي: إنّ هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا فو الله لا أسلمهم إليكم أبداً ولا أكاد.

قالت أم سلمة : فلما خرجا من عنده قال عمرو بن العاص : والله لآتينه غداً

ص: 94


1- سورة مريم: 1

أعيبهم عنده، ثمّ استأصل به خضراءهم قالت: فقال له عبد الله بن أبي ربيعة - وكان أتقى الرجلين فينا - لا تفعل، فإنّ لهم أرحاماً ، وإن كانوا قد خالفونا، قال: والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد.

قالت: ثم غدا عليه الغد فقال له: أيها الملك، إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولاً عظيماً، فأرسل إليهم فسلهم عما يقولون فيه.

-قالت أم سلمة: فأرسل إليهم يسألهم عنه، قالت: ولم ينزل بنا مثلها، فاجتمع القوم فقال بعضهم لبعض : ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه؟ قالوا: نقول والله فيه ما قال الله سبحانه وتعالى، وما جاء به نبينا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كائناً في ذلك ما هو كائن، فلما دخلوا عليه قال لهم: ما تقولون في عيسى بن مريم؟ فقال له جعفر بن أبي طالب (رضی الله عنه ) : نقول فيه الذي جاء به نبينا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول.

قالت : فضرب النجاشي يده على الأرض فأخذ منها عوداً، ثم قال: ما عدا عيسى ابن مریم ما قلت هذا العود فناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال فقال: وإن نخرتم والله اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي - والسيوم الآمنون - من سبكم غرم، ثم من سبكم غرم ثم من سبكم غرم، فما أحب أن لي دير ذهب وإنّي آذيت رجلاً منكم - والدير بلسان الحبشة الجبل - ردوا عليهما هداياهما، فلا حاجة لنا بها، فو الله ما أخذ الله منّي الرشوة حين ردّ عليّ ملكي فآخذ الرشوة فيه، وما أطاع في الناس فأطيعهم فيه.

قالت: فخرجا من عنده مقبوحين مردوداً عليهما ما جاء به، وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار، قالت: فو الله إنا على ذلك إذ نزل به يعني من ينازعه في ملكه - قالت: فو الله ما علمنا حزناً قط كان أشد من حزن حزناه عند ذلك تخوفاً أن يظهر ذلك على النجاشي فيأتي رجل لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف منه.

ص: 95

قالت :وسار النجاشي وبينهما عرض النيل، قالت فقال أصحاب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : من رجل يخرج حتى يحضر وقعة القوم ثم يأتينا بالخبر؟ قالت: فقال الزبير بن العوام : أنا قالت وكان من أحدث القوم سنا، قالت: فنفخ-وا ل-ه ق-ربة فجعلها في

صدره، ثمّ سبح عليها حتى خرج من ناحية النيل التي بها ملتقى القوم، ثم انطلق حتى حضرهم، قالت: ودعونا الله تعالى للنجاشي بالظهور على عدوه والتمكين ل-ه في بلاده، واستوثق عليه أمر الحبشة فكنا عنده في خير منزل حتى قدمنا على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )وهو بمكة.» (1)

(المنتخب من حديث خالد بن عرفطة)

3029 –[ 292/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي عثمان، عن خالد بن عرفطة قال: قال لي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«يا خالد إنها ستكون بعدي أحداث وفتن واختلاف، فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول لا القاتل فافعل.»

(المنتخب من حديث عبد الله بن سعد)

3030 –[ 293/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا علي بن إسحاق، أنبأنا ابن المبارك، حدّثنا عبد الرحمن بن يزيد عن جابر قال: حدّثنی سعيد بن أبي سعيد، عمن سمع النبي(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

«ألا إنّ العارية مؤداة، والمنحة مردودة، والدين مقضي والزعيم غارم.»

ص: 96


1- لا هايم الله : نوع من أنواع القسم بالله فاخرت : نخر ينخر نخيرا مد الصوت في خياشيمه

(المنتخب من حديث أبي قتادة الأنصاري)

3031 –[ 5/ 295] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي حدّثنا مالك - يعني ابن أنس - عن عامر بن عبد الله - يعني ابن الزبير - عن عمرو بن سليم، عن أبي قتادة قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس».

3032 – [297/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا محمّد يعني ابن إسحاق - حدّثنی ابن لكعب بن مالك، عن أبي قتادة قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول على هذا المنبر :

«يا أيها الناس إياكم وكثرة الحديث عني من قال على فلا يقولن إلا حقاً أو صدقاً، فمن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار.»

3033 –[ 297/5] حدّثنا عبد الله حدّثنی أبي حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن معبد بن كعب بن مالك، عن أبي قتادة قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول :

«إياكم وكثرة الحلف في البيع، فإنه ينفق ثم يمحق.» (1)

3034 –[ 303/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا حجاج بن محمّد، حدّثنا ليث - يعني ابن سعد - حدّثنی سعيد بن أبي سعيد، عن عمر و بن سليم الزرقي أنه سمع أبا قتادة يقول:

«بينا نحن في المسجد جلوس خرج علينا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يحمل أمامة بنت أبي العاص ابن الربيع - وأمها زينب بنت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - وهي صبية، فحملها على عاتقه، فصلّى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )وهي على عاتقه يضعها إذا ركع ويعيدها على عاتقه إذا قام، فصلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) هو وهي على عاتقه حتى قضى صلاته يفعل ذلك بها.»

ص: 97


1- يمحق المحق تقدم المعنى في هامش حديث 864.

3035 - [306/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي سلمة قال: سمعت أبا نضرة يحدّث عن أبي سعيد الخدري قال: أخبرني من هو خير مني:

«أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال العمار حين جعل يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه يقول: بؤس ابن سمية تقتلك الفئة الباغية.» (1)

3036 - [306/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا حسن بن يحيى من أهل مرو، أنبأنا النضر بن شميل، حدّثنا شعبة، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: أخبرني من هو خير مني أبو قتادة:

«أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال العمار بن ياسر: تقتلك الفئة الباغية».

(المنتخب من حديث عبادة بن الصامت)

3037 – [314/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم خالد، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث قال:

«كان أناس يبيعون الفضة من المغانم إلى العطاء، فقال عبادة بن الصامت نهى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن الذهب بالذهب والفضة بالفضة والتمر بالتمر والبر بالبر، والشعير بالشعير، والملح بالملح إلا سواء بسواء، مثلاً بمثل، فمن زاد واستزاد فقد أربي.» (2)

3038 –[ 315/5] حدّثنا عبد الله حدّثنی أبي قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا هشام بن الغاز، عن عبادة بن نسي، عن عبادة بن الصامت أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

ص: 98


1- بؤس ابن سمية كأنه من الترحم عليه من عليه من الشدة التي يقع عليها
2- البر: القمح

«ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: الذي يقاتل فيقتل في سبيل الله تعالى، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إن شهداء أمتي إذاً لقليل، القتيل في سبيل الله تبارك وتعالى شهيد، والمطعون شهيد، والمبطون شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد - يعني النفساء».

3039 – [318/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا سعيد بن سلمة - يعني ابن أبي الحسام - حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عقيل، عن عمرو بن عبد الرحمن، عن عبادة بن الصامت:

«أنه سأل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن ليلة القدر ؟ فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : في رمضان فالتمسوها في العشر الأواخر، فإنها في وتر، في إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين، أو في آخر ليلة فمن قامها ابتغاءها إيماناً واحتساباً ثم وفقت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر».

3040 - [5/321] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبي عن صالح، وحدّث ابن شهاب: أن محمود بن الربيع الذي مج رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في وجهه من بئرهم مرتين أخبره أن عبادة بن الصامت أخبره: أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن.» (1)

3041 - [321/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عفان، وحدّثنا بهز قال حدّثنا همام، أنبأنا قتادة عن أنس، عن عبادة بن الصامت : أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.»

3042 – [5/323] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثنی يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن أبي عبد الله ابن عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، عن عبادة بن الصامت قال:

ص: 99


1- مج أي مج الشراب أو الشيء من فيه

«كنت فيمن حضر العقبة الأولى، وكنّا اثني عشر رجلاً، فبايعنا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على بيعة النساء، وذلك قبل أن يفترض الحرب على أن لا نشرك بالله شيئاً، ولا نسرق ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف، فإن وفيتم فلكم الجنّة، وإن غشيتم من ذلك شيئاً فأمركم إلى الله إن شاء عذبكم وإن شاء غفر لكم.»

3043 –[ 323/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا سليمان بن داود الهاشمي، أنبأنا إسماعيل، أنبأنا عمرو، عن المطلب، عن عبادة بن الصامت : أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنّة: أصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم».

3044- [325/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا الحكم بن نافع أبو اليمان، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، حدّثنی إسماعيل بن عبيد الأنصاري - فذكر الحديث - فقال عبادة لأبي هريرة:

«يا أبا هريرة، إنّك لم تكن معنا إذ بايعنا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إنا بايعناه على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، وعلى النفقة في اليسر والعسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن نقول في الله تبارك وتعالى ولا نخاف لومة لائم فيه، وعلى أن ننصر النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إذا قدم علينا يثرب، فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا ولنا الجنّة، فهذه بيعة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) التي بايعنا عليها ، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما بايع عليه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وفى الله تبارك وتعالى بما بايع عليه نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) . فكتب معاوية إلى عثمان بن عفان: أن عبادة بن الصامت قد أفسد علي الشام وأهله، فإما تكن إليك عبادة، وإما أخلي بينه وبين الشام، فكتب إليه: أن رحل عبادة

ص: 100

حتى ترجعه إلى داره من المدينة، فبعث بعبادة حتى قدم المدينة، فدخل على عثمان في الدار وليس في الدار غير رجل من السابقين أو من التابعين - قد أدرك القوم، فلم

يفجأ عثمان إلا وهو قاعد في جنب الدار، فالتفت إليه فقال يا عبادة بن الصامت، ما لنا ولك ، فقام عبادة بين ظهري الناس فقال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أبا القاسم محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: إنه سيلي أموركم بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى الله تبارك وتعالى، فلا تعتلوا بربكم».

3045 – [326/5] حدّثنا عبد الله حدّثنی أبي قال: سمعت سفيان بن عيينة يسمي النقباء، فسمى عبادة بن الصامت منهم. قال سفيان:

«عبادة عقبي، أحدي بدري، شجري، وهو نقيب».

3046 - [326/5] حدّثنا عبد الله ، [حدّثنی أبي ] ، حدّثنا أبو كامل الجحدري، حدّثنا الفضيل بن سليمان، حدّثنا موسى بن عقبة، عن إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن عبادة قال:

«إنّ من قضاء رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أن المعدن جبار والبئر جبار، والعجماء جرحها جبار، والعجماء: البهيمة من الأنعام وغيرها، والجبار : هو الهدر الذي لا يغرم، وقضى في الركاز الخمس، وقضى أن تمر النخل لمن أبرها إلا أن يشترط المبتاع، وقضى أن مال المملوك لمن باعه إلا أن يشترط المبتاع، وقضى أنّ الولد للفراش وللعاهر الحجر، وقضى بالشفعة بين الشركاء في الأرضين والدور، وقضى لحمل بن مالك الهذلي بميراثه عن امرأته التي قتلتها الأخرى، وقضى في الجنين المقتول بغرة عبد أو أمة، قال: فورثها بعلها وبنوها، قال: وكان له من امرأتيه كلتيهما ولد قال: فقال أبو القاتلة المقضي عليه : يا رسول الله، كيف أغرم من لا صاح ولا استهل ولا شرب ولا أكل؟ فمثل ذلك بطل ! فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : هذا من الكهان.

ص: 101

قال: وقضى في الرحبة تكون بين الطريق ثم يريد أهلها البنيان فيها فقضى أن يترك للطريق فيها سبع أذرع قال: وكان تلك الطريق سمي الميتاء، وقضى في النخلة أو النخلتين أو الثلاث فيختلفون في حقوق ذلك فقضى أنّ لكل نخلة من أولئك مبلغ جريدتها حيز لها، وقضى في شرب النخل من السيل أنّ الأعلى يشرب قبل الأسفل، ويترك الماء إلى الكعبين ثم يرسل الماء إلى الأسفل الذي يليه، فكذلك ينقضي حوائط أو يفنى الماء.

وقضى أنّ المرأة لا تعطي من مالها شيئاً إلا بإذن زوجها، وقضى للجدتين من الميراث بالسدس بينهما بالسواء، وقضى أنّ من أعتق شركاً في مملوك فعليه جواز عتقه إن كان له مال وقضى أن لا ضرر ولا ضرار وقضى أنه ليس لعرق ظالم حق، وقضى بين أهل المدينة في النخل لا يمنع نفع بئر، وقضى بين أهل المدينة أنه لا يمنع فضل ماء ليمنع فضل الكلأ ، وقضى في دية الكبرى المغلظة ثلاثين ابنة لبون وثلاثين حقة وأربعين ،خلفة، وقضى في دية الصغرى ثلاثين ابنة لبون وثلاثين حقة وعشرين ابنة مخاض وعشرين بني مخاض ذكور، ثمّ غلت الإبل بعد وفاة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهانت الدراهم فقوم عمر بن الخطاب... الحديث.» (1)

3047 –[ 329/15] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يعمر بن بشر، حدّثنا عدالله بن المبارك، أنبأنا رشدين بن سعد، حدّثنی أبو هاني الخولاني، عن عمرو بن مالك الجنبي: أنّ فضالة بن عبادة وعبادة بن الصامت حدّثاه : أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

ص: 102


1- الولد للفراش وللعاهر الحجر»: العاهر: (تقدم المعنى في هامش حديث (785). والمعنى: لا حظ فلزاني في الولد، وإنما هو لصاحب الفراش أي لصاحب أم الولد وهو زوجها أو مولاها وبغرة عبد أو أمة: الغرة تقدم المعنى في هامش حديث 2490. «الرحبة»: يقال للصحراء بين أفنية القوم والمسجد رحبة ورحبة وسميت الرحبة رحية لسعتها بما رحبت أي ما اتسعت يقال منزل رحيب ورحب الميتاء: بمعنى يقال داري ميناء دار فلان وميداء دار فلان أي تلقاء داره و بني القوم دارهم على ميتاء واحد. وليس لعرق ظالم حق هو أن يجئ الرجل إلى أرض قد أحياها رجل قبله فيغرس فيها غرساً غصباً ليستوجب به الأرض

«إذا كان يوم القيامة وفرغ الله تعالى من قضاء الخلق، فيبقى رجلان فيؤمر بهما إلى النار، فيلتفت أحدهما، فيقول الجبار :تعالى: ردّوه، فيردونه، قال له لم التفت؟ قال: إن كنت أرجو أن تدخلني الجنة، قال: فيؤمر به إلى الجنّة، فيقول: لقد أعطاني الله (عزَّ و جلَّ) حتى لو أني أطعمت أهل الجنّة ما نقص ذلك ما عندي شيئاً، قال: فكان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إذا ذكره يرى السرور في وجهه».

(المنتخب من حديث أبي مالك سهل بن سعد الساعدي)

3048 – [330/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا سفيان، حدّثنا أبو حازم قال: سمعت سهل بن سعد يقول:

«أنا في القوم إذ دخلت امرأة فقالت: يا رسول الله، إنها قد وهبت نفسها لك، فر فيها رأيك، فقال رجل: زوّجنيها، فلم يجبه حتى قامت الثالثة، فقال له: عندك شيء؟ قال: لا، قال: اذهب فاطلب قال: لم أجد ، قال : فاذهب فاطلب، ولو خاتماً من حديد قال ما وجدت خاتماً من حديد، قال: هل معك من القرآن شيء؟ قال: ،نعم، سورة كذا، وسورة كذا قال قد أنكحتكها على ما معك من القرآن.»

3049 - [331/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدّثنا عياش - يعني ابن عقبة - حدّثنی يحيى بن ميمون وأبو الحسين زيد بن الحباب قال: وحدّثنی عياش - يعني ابن عقبة - قال: حدّثنی يحيى بن ميمون المعني قال: وقف علينا سهل بن سعد، فقال سهل: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

«من جلس في المسجد ينتظر الصلاة فهو في الصلاة».

3050 – [333/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، أخبرني سهل بن سعد: أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال يوم [ خيبر]:

ص: 103

«لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كلهم يرجو أن يعطاها، قال: فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقال: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه فأتي به فبصق رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم».

3051 - [333/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم قال سمعت سهلاً يقول: سمعت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

« أنا فرطكم على الحوض، من ورد شرب ومن شرب لم يظمأ بعده أبداً، وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم.»

قال أبو حازم فسمع النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم هذا الحديث، فقال: هكذا سمعت سهلاً يقول. قال: فقلت نعم قال: وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعت يزيد فيقول: إنّهم منّي، فيقال: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، فأقول سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي.

3052 – [333/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عفان، حدّثنا عمر بن علي قال: سمعت أبا حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«من توكل لي ما بين لحييه وما بين رجليه توكلت له بالجنّة.» (1)

ص: 104


1- قوله من توكل لي: أي تكفل، وقوله وما بين رجليه أي فرجه ولحييه»: بفتح اللام هو منبت اللحية والأسنان ويجوز كسر اللام وثنيه لأن له أعلى وأسفل والمراد به اللسان وقيل النطق

3053 – [335/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا علي بن بحر، حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا مصعب بن ثابت، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«المؤمن مألفة، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف».

3054 –[ 335/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا محمّد بن مطرف عن أبي حازم، عن سهل أنه سمع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

« منبري على ترعة من ترع الجنّة. فقلت له: وما الترعة يا أبا العباس؟ قال: الباب».

3055 – [339/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد:

«انه سئل عن المنبر: من أي عود هو ؟ قال: أما والله إني لأعرف من أي عود هو وأعرف من عمله، وأي يوم ،صنع، وأتي يوم وضع، ورأيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أول يوم جلس عليه... فقيل لسهل هل كان من شأن الجذع ما يقول الناس؟ قال: قد كان منه الذي كان».

3056 - [5 / 340] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أحمد بن الحجاج، حدّثنا عبد الله، أنبأنا مصعب بن ثابت، حدّثنی أبو حازم :قال: سمعت سهل بن سعد الساعدي يحدث عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«إنّ المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس.»

3057 –[ 340/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن سهل بن سعد الأنصاري، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم مثلاً بمثل.»

ص: 105

(المنتخب من حديث أبي زيد عمرو بن أخطب)

3058 – [340/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنی حسين بن واقد قال: سمعت أبا نهيك يقول : سمعت أبا زيد عمرو بن أخطب قال:

«رأيت الخاتم الذي بين كتفي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )كرجل قال: بأصبعه الثلاثة هكذا، فمسحته بيدي.»

3059 – [341/5]: حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو عاصم، حدّثنا عزرة این ثابت، حدّثنا علباء بن أحمر، حدّثنا أبو زيد

«أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مسح وجهه ودعا له بالجمال قال: وأخبرني غير واحد أنه بلغ بضعاً ومائة سنة أسود الرأس واللحية، إلا نبذ شعر بيض في رأسه».

3060 – [341/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسحاق بن حدّثنا هشيم عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي زيد الأنصاري:

«أن رجلاً أعتق ستة أعبد عند موته ليس له مال غيرهم، فأقرع بينهم رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فأعتق اثنين وأرق أربعة.»

(المنتخب من حديث أبي مالك الأشعري)

3061 – [343/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن يحيى بن أبي كثير ، عن ابن معاتق أو أبي معاتق - عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ::

«إنّ في الجنّة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام وصلّى والناس نيام.»

ص: 106

3062 - [343/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو النضر، حدّثنا عبد الحميد بن بهرام الفزاري عن شهر بن حوشب، حدّثنا عبد الرحمن بن غنم أن أبا مالك الأشعري جمع قومه فقال:

«يا معشر الأشعريين اجتمعوا واجمعوا نساءكم وأبناءكم أعلمكم صلاة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، صلى لنا بالمدينة فاجتمعوا وجمعوا نساءهم وأبناءهم فتوضأ - وأراهم كيف يتوضأ فأحصى الوضوء إلى أماكنه، حتى لما أن فاء الفيء وانكسر الظل قام فأذن فصف الرجال في أدنى الصف، وصف الولدان خلفهم، وصف النساء خلف الولدان، ثمّ أقام الصلاة فتقدم فرفع يديه فكبر فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة يسرهما، ثم كبر فركع فقال: سبحان الله وبحمده ثلاث مرار، ثم قال: سمع الله لمن حمده، واستوى قائماً، ثم كبر وخرّ ساجداً، ثم كبر فرفع رأسه، ثم كبر فسجد، ثم كبر فأنهض قائماً، فكان تكبيره في أول ركعة ست تكبيرات، وكبر حين قام إلى الركعة الثانية، فلما قضى صلاته أقبل إلى قومه بوجهه فقال: احفظوا تكبيري وتعلموا ركوعي وسجودي فإنّها صلاة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) التي كان يصلي لنا كذا الساعة من النهار ... الحديث.» (1)

(المنتخب من حديث بريدة الأسلمي)

3063 – [347/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنی حسين، حدّثنا عبد الله بن بريدة قال:

«دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش، ثم أتينا بالطعام فأكلنا، ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية، ثم ناول أبي ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول الله ... الحديث».

ص: 107


1- وسورة يسرهما لعله تصحيف وسورة يسرّ بهما أي لا يجهر بهما

3064 – [347/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا الأسود بن عامر، أنبأنا أبو إسرائيل، عن حارث بن حصيرة ، عن ابن بريدة، عن أبيه قال:

«دخل على معاوية فإذا رجل يتكلم، فقال بريدة: يا معاوية فائذن لي في الكلام فقال: نعم، وهو يرى أنه سيتكلم بمثل ما قال الآخر، فقال بريدة: سمعت رسول الله الله يقول: إنّي لأرجو أن أشفع يوم القيامة عدد ما على الأرض من شجرة ومدرة :قال أفترجوها أنت يا معاوية ولا يرجوها علي بن أبي طالب (رضی الله عنه) .»

3065 - [5 / 347] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا الفضل بن دكين، حدّثنا ابن أبي عيينة، عن الحسن، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة قال:

«غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )ذكرت علياً ،فتنقصته فرأيت وجه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )يتغير، فقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه».

3066 – [5 / 348] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا بشير بن المهاجر، حدّثنی عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال:

«كنت جالساً عند النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فسمعته يقول: تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة قال : ثم سكت ساعة، ثمّ قال : تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف وإنّ القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له : هل تعرفني؟ فيقول ما أعرفك فيقول له : هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك، وإنّ كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار،

ص: 108

ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذه؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن، ثمّ يقال له: اقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا.» (1)

3067 – [349/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا إسحاق بن يوسف، عن الملك بن أبي سليمان، عن عبد الله بن عطاء المكي، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه:

«عبد أن امرأة أتت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقالت: يا رسول الله إني تصدقت على أمي بجارية فماتت، وإنها رجعت إلي في الميراث قال: قد أجرك الله ورد عليك في الميراث قالت: فإنّ أمي ماتت ولم تحج، فيجزئها أن أحج عنها ؟ قال : نعم قالت: فإن أمي كان عليها صوم شهر فيجزئها أن أصوم عنها ؟ قال: نعم.»

3068 – [350/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن فضيل، حدّثنا ضرار يعني ابن مرة أبو سنان عن محارب بن دثار، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :

«نهيتكم عن زيارة القبور فزورها ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تمسكوها فوق ثلاث فأمسكوها ما بدا لكم ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها، ولا تشربوا مسكراً.»

3069 – [350/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن سعيد بن عبيدة، عن أبي بريدة، عن أبيه قال:

«بعثنا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في سرية، قال: لما قدمنا قال: كيف رأيتم صحابة صاحبكم ؟ :قال: فأما شكوته أو شكاه غيري قال فرفعت رأسي - وكنت رجلاً مكبابا – قال:

ص: 109


1- قوله: «غمامتان أو غيايتان»: الغياية كل شئ أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة وغيرها. فرقان من طير صواف أي قطعتان، والصواف جمع صافة

فإذا النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قد احمر وجهه، قال: وهو يقول: من كنت وليه فعلي وليه.» (1)

3070 – [350/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن مالك ابن مغول، حدّثنا يحيى بن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: سمع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) رجلاً يقول:

«اللهم إنّي أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، فقال: قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب.»

3071 – [350/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا عبد الجليل قال: انتهيت إلى حلقة فيها أبو مجلز وابن بريدة، فقال عبد الله بن بريدة: حدّثنی أبي بريدة قال:

«أبغضت علياً بغضاً لم يبغضه أحد قط، قال: وأحببت رجلاً من قريش لم أحبه إلا على بغضه علياً، قال: فبعث ذلك الرجل على خيل، فصحبته ما أصحبه إلا على بغضه علياً، قال فأصبنا سبياً :قال فكتب إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بعث إلينا من يخمسه، قال: فبعث إلينا علياً، وفي السبي وصيفة هي أفضل من السبي، فخمس وقسم، فخرج رأسه مغطى فقلنا: يا أبا الحسن، ما هذا؟ قال: ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي، فإنّي قسمت وخمست فصارت في الخمس، ثم صارت في أهل بيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، ثم صارت في آل علي ووقعت بها.

قال : فكتب الرجل إلى نبي الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فقلت : ابعثني، فبعثني مصدقاً، قال: فجعلت أقرأ الكتاب وأقول صدق قال فأمسك يدي والكتاب وقال: أتبغض علياً؟ قال: قلت: نعم، قال: فلا تبغضه، وإن كنت تحبه فازدد له حباً ، فو الذي نفس محمّد بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة قال : فما كان من الناس أحد بعد قول رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)

ص: 110


1- مكبابا : أي كثير النظر إلى الأرض

أحب إلي من علي.»

قال عبد الله : فو الذي لا إله غيره ما بيني وبين النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في هذا الحديث غير أبي بريدة.

3072 –[ 351/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا ابن نمير، عن شريك، حدّثنا أبو ربيعة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ):

«إن الله يحب من أصحابي أربعة أخبرني أنه يحبهم و أمرني أن أحبهم :قالوا من هم يا رسول الله؟ قال: إنّ علياً منهم، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود الكندي.».

3073 – [351/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا ابن نمير، أنبأنا الأعمش، عن أبي داود عن بريدة، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«من أنظر معسراً كان له كل يوم صدقة، ومن أنظره بعد حلّه كان له مثله في كل يوم صدقة».

3074 –[ 352/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة، عن أبيه قال:

« كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إذا بعث أميراً على سرية أو جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً، وقال: اغزو بسم الله في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله، فإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال فأيتهنّ ما أجابوك إليها فاقبل منهم، وكف عنهم، ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأعلمهم إن هم فعلوا ذلك أنّ لهم ما للمهاجرين، وأنّ عليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نضيب، إلا أن يجاهدوا

ص: 111

مع المسلمين، فإن هم أبو فادعهم إلى إعطاء الجزية، وإن هم أجابوا فاقبل منهم وكف عنهم، فإن أبوا فاستعن الله ثم قاتلهم».

3075 – [353/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا إسماعيل، عن أبي داود الراعي عن بريدة الخزاعي قال:

«قلنا: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال :قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمّد وعلى آل محمّد كما جعلتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

3076 – [353/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا شريك، عن أبي ربيعة، عن ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي أنه قال لعلي:

«يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإنّ لك الأولى، وليست لك الآخرة».

3077 - [353/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنی الحسين بن واقد حدّثنی عبد الله بن بريدة، حدّثنی أبي بريدة قال:

«حاصرنا خيبر، فأخذ اللواء أبو بكر ، فانصر ف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد فخرج فرجع ولم يفتح له، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد ، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إني دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له. قبتنا طيبة أنفسنا أنّ الفتح غداً، فلما أن أصبح رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) صلى الغداة ثم قام قائم فدعا باللواء والناس على مصافهم، فدعى علياً وهو أرمد، فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء وفتح له».

قال بريدة: وأنا فيمن تطاول لها.

378- [354/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا زيد بن حباب، حدّثنی حسين ابن واقد حدّثنی عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي بريدة يقول:

ص: 112

«كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يخطبنا، فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من المنبر فحملها فوضعها بين يديه، ثمّ قال: صدق الله ورسوله، إنّما أموالكم وأولادكم فتنة، نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما».

3079 – [354/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنی حسين، حدّثنی عبد الله بن بريدة قال: سمعت بريدة يقول:

«جاء سلمان إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب فوضعها بين يدي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : ما هذا يا سلمان؟ قال: صدقة عليك وعلى أصحابك، قال: ارفعها، فإنّا لا نأكل الصدقة فرفعها، فجاء من الغد بمثله فوضعه بين يديه يحمله، فقال: ما هذا يا سلمان؟ فقال: هدية لك، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لأصحابه ابسطوا، فنظر إلى الخاتم الذي على ظهر رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فآمن به، وكان لليهود فاشتراه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بكذا وكذا درهما، وعلى أن يغرس نخلاً فيعمل سلمان فيها حتى يطعم، قال فغرس رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) علم النخل إلا نخلة واحدة غرسها عمر فحملت النخل من عامها، ولم تحمل النخلة، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : ما شأن هذه ؟ قال عمر: أنا غرستها يا رسول الله، قال: فنزعها رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ثم غرسها فحملت من عامها. ».

3080 –[ 355/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنی حسين بن واقد حدّثنی عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي يقول:

«ان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عق عن الحسن والحسين».

3081 – [355/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر عن عطاء الخراساني، حدّثنی عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :

«إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنّها تذكر بالآخرة، ونهيتكم عن

ص: 113

نبيذ الجر فانتبذوا في كل وعاء واجتنبوا كل مسكر، ونهيتكم عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث، فكلوا وتزودوا وادخروا.» (1)

3082 – [355/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا حسين بن واقد حدّثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ):

«بيننا وبينهم ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر.»

3083 – [355/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنی حسين بن واقد حدّثنی عبد الله بن بريدة، عن أبي:-

«أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) دفع الراية إلى علي بن أبي طالب يوم خيبر.»

3084 –[ 5 / 356] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنی أجلح الكندي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة قال:

«بعث رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بعثين إلى اليمن، على أحدهما علي بن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا التقيتم فعلي على الناس وإن افترقتها فكل واحد منكما على جنده. قال: فلقينا بني زيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية، فاصطفي علي امرأة من النسبي لنفسه، قال بريدة فكتب معي خالد ابن الوليد إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يخبره بذلك، فلما أتيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) دفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فقلت : يا رسول الله، هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي، وإنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي.»

30085 – [356/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أسود بن عامر، أنبأنا

ص: 114


1- نبيذ الجر والجرار جمع جرة، وهو الإناء المعروف من الفخار وأراد بالنهي عن الجرار المدهونة لأنها أسرع في الشدة والتخمير

شريك، عن أبي ربيعة، عن ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«أمرني الله بحب أربعة من أصحابي أرى شريكاً قال وأخبرني أنه يحبهم علي منهم، وأبو ذر ، وسلمان، والمقداد الكندي».

3086 - [357/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أحمد بن عبد الملك حدّثنا موسى بن أعين عن ليث، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ):

«لهم ما أسلموا عليه من أرضيهم ورقيقهم وماشيتهم، وليس عليهم فيه إلا الصدقة».

3087 – [357/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف أنبأنا أبو فلانة كذا- قال أبي لم يسمه على عمد وحدّثناه غيره فسماه يعني أبا حنيفة عن علقمة ابن مرثد عن سليمان بن بريدة، عن أبيه: أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال الرجل أتاه:

«اذهب، فإنّ الدال على الخير كفاعله».

3088 –[ 358/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه

«أنه مرّ على مجلس وهم يتناولون من علي، فوقف عليهم فقال: إنّه قد كان في نفسي على علي شيء، وكان خالد بن الوليد كذلك، فبعثني رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في سرية عليها علي، وأصبنا سبياً، قال: فأخذ علي جارية من الخمس لنفسه، فقال خالد بن الوليد: دونك، قال: فلما قدمنا على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) جعلت أحدثه بما كان، ثم قلت: إن عليا أخذ جارية من الخمس، قال: وكنت رجلاً مكباباً، قال فرفعت رأسي فإذا وجه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قد تغير فقال: من كنت وليه فعلي وليه.»

ص: 115

3089 - [358/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الر - عبد الرحمن، حدّثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة، عن أبيه]، قال:

«كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً ثم قال: اغزوا بسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر ،بالله اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليداً، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال فأيتهنّ ما أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم إن هم فعلوا أنّ لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، وإن هم أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المسلمين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، وإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيك فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أبيك وذمم أصحابك فإنّكم إن تخفروا ذممكم وذمم آبائكم أهون من أن تخفر وا ذمة الله وذمة رسوله، وإن حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك، فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا».

قال عبد الرحمن: هذا أو نحوه.

1390 - [5 / 358] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا محمّد بن جعفر وروح المعني قالا حدّثنا عوف عن ميمون أبي عبد الله، قال روح الكردي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة الأسلمي قال:

«لما نزل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)بحصن أهل خيبر أعطى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) اللواء عمر

ص: 116

ابن الخطاب ونهض معه من نهض من المسلمين فلقوا أهل خيبر، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لأعطين اللواء غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فلما كان الغد دعا علياً وهو أرمد فتفل في عينه وأعطاه اللواء ونهض الناس معه، فلقي أهل خيبر، وإذا مرحب يرتجز بين أيديهم وهو يقول:

لقد علمت خيبر أنّي مرحب*** اطعن أحياناً وحيناً أضرب

إذا الليوث أقبلت تلهب***شاكي السلاح بطل مجرب

قال: فاختلف هو وعلي ضربتين، فضربه على هامته حتى عزّ السيف منها بأضراسه، وسمع أهل العسكر صوت ضربته، قال: وما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح له ولهم.»

3091 –[ 359/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا روح، حدّثنا علي بن سويد ابن ،منجوف عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال:

«بعث رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عليا إلى خالد بن الوليد ليقسم الخمس - وقال روح مرة ليقبض الخمس - قال: فأصبح علي ورأسه يقطر، قال: فقال خالد البريدة ألا ترى إلى ما يصنع هذا؟ لما صنع علي، قال: وكنت أبغض علياً، قال: فقال : يا بريدة (1) أتبغض عليا؟ قال: قلت نعم قال فلا تبغضه .»

قال روح مرة : فأحبه، فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك.

3092-[5/359]حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن حميد أبو سفيان عن سفيان، عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة، عن أبيه قال:

«كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر يقول: السلام عليكم أهل

ص: 117


1- في الأصل: فقال لبريدة

الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون (1) أنتم لنا فرط، ونحن لكم تبع، فنسأل الله لنا ولكم العافية.»

3093 – [360/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا وكيع، عن مالك بن مغول، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه :

«أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب».

3094 – [360/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عفان، حدّثنا عبد الوارث حدّثنا محمّد بن جحادة، عن سلمان بن بريدة، عن أبيه قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

«من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة قال : ثم سمعته يقول: من أنظر معسراً فله بكل يوم مثليه صدقة قلت: سمعتك يا رسول الله تقول : من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة ثم سمعتك تقول : من أنظر معسراً فله بكل يوم مثليه صدقة قال: له بكل يوم صدقة قبل أن يحلّ الدين، فإذا حلّ الدين فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة.»

3095 - [5 / 361] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :

«من كنت وليه فعلي وليه».

(المنتخب من أحاديث رجال من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)

3096 – [362/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أسباط، عن هشام بن سعد،

ص: 118


1- في الأصل: (لاحقون )

عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن البيلماني، عن بعض أصحاب النبي(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

«من تاب إلى الله (عزَّ و جلَّ)قبل أن يموت بيوم قبل الله منه، قال: فحدّثه رجلاً من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) آخر بهذا الحديث فقال: أنت سمعت هذا منه؟ قال: قلت: نعم قال: فأشهد أنّي سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: من تاب إلى الله قبل أن يموت بنصف يوم قبل الله منه، قال: فحدّثنیها رجل آخر من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال : أنت سمعت هذا؟ قال: نعم قال فأشهد أني سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: من تاب إلى الله قبل أن يموت بضحوة قبل الله منه، قال: فحدثه رجلاً آخر من أصحاب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فقال: أنت سمعت هذا منه؟ قال: نعم، قال: فأشهد أني سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: من تاب قيل أن يغرغر نفسه قبل الله منه».

3097 –[ 363/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا وكيع، حدّثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة وأبي الدهماء قالا:

«أتينا على رجل من أهل البلدية فقلنا: هل سمعت من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) شيئاً؟ قال: نعم، سمعته يقول : إنك لن تدع شيئا الله إلا بذلك الله به ما هو خير لك منه».

3098 - [363/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا وكيع عن سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن محمّد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن شيخ من الأنصار قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ):

«حق على كل مسلم الغسل، والطيب، والسواك يوم الجمعة».

3099 –[ 363/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا وكيع، حدّثنا قرة، عن يزيد ابن عبد الله بن الشخير قال:

«كنا بهذا المربد بالبصرة، قال: فجاء أعرابي معه قطعة أديم - أو قطعة جراب- فقال: هذا كتاب كتبه لي النبي ، قال : أبو العلاء فأخذته فقرأته على القوم، فإذا

ص: 119

فيه : بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمّد رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لبني زهير بن أقيش، إنّكم إن أقمتم الصلاة وأديتم الزكاة وأعطيتم (1)من المغانم الخمس وسهم النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) والصفي فأنتم آمنون بأمان الله وأمان رسوله. قال: قلنا: ما سمعت من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ فقال : سمعته يقول: صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر.» (2)

3100 –[ 364/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا وكيع، حدّثنا ثور الشامي، عن حريز بن عثمان، عن أبي خراش، عن رجل من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال قال رسول الله(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«المسلمون شركاء في ثلاث في الماء والكلأ والنار».

3101 – [5/ 365] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يزيد، أنبأنا يحيى، عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني أنه أخبره أن بعض بني مدلج أخبره:

«أنهم كانوا يركبون الأرماث في البحر للصيد فيحملون معهم ماء للسفة، فتدركهم الصلاة وهم في البحر، وإنهم ذكروا ذلك للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقالوا: إن نتوضأ بمائنا عطشنا، وإن نتوضأ بماء البحر وجدنا في أنفسنا، فقال لهم : هو الطهور ماؤه الحلال ميتته.» (3)

3102 – [5/ 365] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يزيد، حدّثنا هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلام: أن رجلاً حدثه أنه سمع النبي(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

ص: 120


1- في الأصل: «وأديتم
2- والصفي: ما كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يصطفيه لنفسه أي يختاره من الغنيمة بعد الخمس قبل أن يقسم. وحر الصدر غشه ووساوسه وقيل الحقد والغيظ. وقيل: العداوة. وقيل: أشد الغضب
3- الأرمات جمع رمث خشب يشد بعضه إلى بعض ثم يشد فيركب ماء للسفة: لم أجد له معنى وفي بعض المصادر ماء للسقاة ولعله تصحيف للشقة

«بخ بخ الخمس ما أثقلهن في الميزان قال رجل: ما هنّ يا رسول الله؟ قال: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله والحمد لله، والولد الصالح يتوفّى فيحتسبه والده . خمس من اتقى الله بهن مستيقناً دخل الجنّة من شهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأيقن بالموت، والبعث والحساب.»

3103 - [5 / 366] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة قال: سمعت غالباً القطان يحدّث عن رجل من بني نمير، عن أبيه عن جده:

«أنه أتى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال: إنّ أبي يقرأ عليك السلام، فقال النبي : عليك وعلى أبيك السلام».

3104 - [5 / 366] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأقمر قال:

بينما الحسن بن علي يخطب بعدما قتل عليه، إذ قام رجل من الأزد آدم طوال فقال : لقد رأيت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)واضعه في حبوته يقول: من أحبني فليحبه فليبلغ الشاهد الغائب، ولولا عزمة رسول الله ما حدثتكم.» (1)

3105 - [5 / 366] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت سعيد بن وهب قال:

«نشد علي الناس، فقام خمسة أو ستة - من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فشهدوا أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال : من كنت مولاه فعلي مولاه».

3106 - [5 / 368] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عاصم بن كليب عن عياض بن مرثد أو مرثد بن عياض - عن رجل منهم:

«أنه سأل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال : يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة

ص: 121


1- قوله آدم طوال الآدم من الناس الأسمر، والطوال بالضم الطويل

قال: هل من والديك من أحد حي؟ قال له مرات - قال: لا، قال: فاسق الماء قال: كيف أسقيه؟ قال: أكفهم آلته إذا حضروه، واحمله إليهم إذا غابوا عنه».

3107 –[ 369/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي بشر قال: سمعت يزيد بن أبي كبشة يخطب بالشام قال: سمعت رجلاً من أصحاب النبي يتحدث عبد الملك بن مروان أنه قال في الخمر: أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

قال في الخمر:

«إن شربها فاجلدوه، ثمّ إن عاد فاجلدوه، ثمّ إن عاد فاجلدوه، ثم إن عاد الرابعة فاقتلوه.»

3108 – [5 / 369] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا سليمان بن داود حدّثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - أخبرني محمّد - يعني ابن أبي حرملة- عن عطاء :

أنّ رجلاً أخبره : أنه رأى النبي عل الله يضم إليه حسناً وحسيناً يقول: اللهم إني أحبهما فأحبهما».

3109 – [370/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا روح، حدّثنا شعبة، حدّثنی عبد الحميد صاحب الزيادي، عن عبد الله بن الحارث، عن رجل من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ):

«إنّ رجلاً دخل على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو يتسحر، فقال: إن السحور بركة أعطاكموها الله فلا تدعوها».

3110 – [370/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أسود بن عامر، أنبأنا أبو إسرائيل، عن الحكم، عن أبي سلمان، عن زيد بن أرقم قال:

«إستشهد علي الناس فقال: أنشد الله رجلاً سمع النبي(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، قال: فقام ستة عشر رجلاً فشهدوا.»

ص: 122

3111 –[ 5 / 371] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر حدّثنا شعبة، عن الأشعث بن سليم قال: سمعت رجلاً في إمرة ابن الزبير قال:

«سمعت رجلاً في سوق عكاظ يقول: يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا ورجل يتبعه يقول: إنّ هذا يريد أن يصدّكم عن آلهتكم، فإذا النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأبو جهل».

3112 – 374[/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن حميد الأعرج، عن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن معاذ عن رجل من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«خطب النبي عل الناس بمنى، ونزلهم منازلهم وقال: لينزل المهاجرون ها هنا - وأشار إلى ميمنة القبلة - والأنصار ها هنا - وأشار إلى ميسرة القبلة – ثمّ لينزل الناس حولهم قال : وعلمهم مناسكهم، ففتحت أسماع أهل منى حتى سمعوه وهم في منازلهم، قال: فسمعته يقول: ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف.»

3113 - [374/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنی أبي حدّثنا حميد بن قيس عن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي قال: وكان من أصحاب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«خطبنا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فذکر الحدیث.»

3114 –[ 5/ 375] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا حجاج، حدّثنا ليث، حدّثنا عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار، عن إنسان من الأنصار من أصحاب رسول الله :

«أنّ القسامة كانت في الجاهلية قسامة الدم، فأقرها رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على ما كانت عليه في الجاهلية، وقضى بها رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بين أناس من الأنصار من بني حارثة في دم ادعوه على اليهود.»

ص: 123

3115 - [5 / 376] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا معاوية بن هشام، حدّثنا سفيان، عن حمران بن أعين، عن أبي الطفيل عن فلان بن جارية الأنصاري قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ):

«إن أخاكم النجاشي قد مات فصلوا عليه».

(المنتخب من حديث رجل)

3116 - [5 / 377] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا روح وعبد الرزاق قالا حدّثنا ابن جريج، أخبرني حسن بن مسلم، عن طاوس، عن رجل أدرك النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«إنّها الطواف صلاة، فإذا طفتم فأقلوا الكلام.»

ولم يرفعه ابن بكر .

3117 –[ 5 / 377] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن يحيى بن يعمر، عن رجل من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«أول ما يحاسب به العبد صلاته، فإن كان أتمها كتبت له تامة، وإن لم يكن أتمها قال الله : انظروا هل تجدون لعبدي من تطوّع فتكملوا بها فريضته، ثم الزكاة كذلك، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك».

3118 - [377/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا الحكم عن فضيل عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن رجل من قومه :

«أنه أتى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - أو قال: شهدت رسول الله وأتاه رجل – فقال: أنت رسول الله ؟ - أو قال: أنت محمّد ؟ فقال : نعم، قال: فإلام تدعو ؟ قال: أدعو

ص: 124

إلى الله وحده، من إذا كان بك ضر فدعوته كشفه عنك، ومن إذا أصابك عام سنة فدعوته أنبت لك، ومن إذا كنت في أرض قفر فأضللت فدعوته ردّ عليك. قال: فأسلم الرجل، ثم قال: أوصني يا رسول الله، فقال له: لا تسبن شيئاً - أو قال: أحداً شك الحكم- قال: فما سببت شيئاً بعيراً ولا شاة منذ أوصاني رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، ولا تزهد في المعروف ولو ببسط وجهك إلى أخيك وأنت تكلمه، وأفرغ من دلوك في إناء المستسقي واتزر إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار :قال فإنّها من المخيلة، والله لا يحب المخيلة.» (1)

3119 - [5 / 378] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حسن ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا عبيد الله بن أبي جعفر عن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري قال: سمعت رجالاً من أصحاب رسول الله يتحدثون أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«إذا أعتقت الأمة وهي تحت العبد فأمرها بيدها فإن هي أقرت حتى يطأها فهي امرأته لا تستطيع فراقه».

(المنتخب من حديث شيخ من بني سليط)

3120 - [5 / 381] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو عامر، حدّثنا عباد يعني ابن راشد عن الحسن عن رجل من بني سليط: -

«أنه مرّ على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو قاعد على باب مسجده محتب وعليه ثوب له قطن ليس عليه ثوب غيره وهو يقول: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله ثم أشار بيده إلى صدره - يقول : التقوى ها هنا، التقوى ها هنا.» (2)

ص: 125


1- عام سنة: عام مجاعة
2- محتب : أي كان محتبيا، جمع بين ظهره وساقيه بيديه أو بإزاره

(المنتخب من حديث يحيى بن حصين بن عروة عن جدته)

3121 - [5 / 381] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا وكيع، حدّثنا شعبة، عن يحيى بن حصين، عن جدته قالت: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو يقول:

«يرحم الله المحلقين، يرحم الله المحلقين، يرحم الله المحلقين قالوا في الثالثة والمقصرين قال: والمقصرين».

3122 – [381/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا وكيع ، حدّثنا سفيان عن منصور بن حيان الأسدي، عن بجاد، عن جدته قالت قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«ردوا السائل ولو بظلف شاة محترق أو محرق».

(المنتخب من حديث امرأة)

3123 – [381/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا

محمّد ابن إسحاق، عن ابن ضميرة بن سعيد ، عن جدته، عن امرأة من نسائهم قال: وقد كانت صلت القبلتين مع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قالت:

«دخلت على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فقال لي: اختضبي، تترك إحداكن الخضاب حتى تكون يدها كيد الرجل قالت: فما تركت الخضاب حتى لقيت الله ، وإن كانت لتختضب وإنها لابنة ثمانين.»

3124- [5 / 382] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا هيثم يعني ابن خارجة - حدّثنا حفص بن ميسرة، عن ابن حرملة، عن أبي ثغال المزني أنه قال سمعت رباح بن عبد الرحمن بن حويطب يقول : حدثتني جدتي أنها سمعت أباها يقول: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

ص: 126

«لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ولا يؤمن بالله من لا يؤمن بي ولا يؤمن بي من لا يحب الأنصار.»

3125 – [382/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا سعيد بن خثيم أبو معمر الهلالي، حدثتني جدتي ربعية ابنة عياض الكلابية قالت: سمعت عليا يقول:

«كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ المعدة».

(المنتخب من حديث حذيفة بن اليمان عن النبي)

3126 - [5 / 382] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سليمان - يعني الأعمش - عن سعد بن عبيدة عن المستورد، عن صلة عن حذيفة قال:

«صليت مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فكان يقول في ركوعه : سبحان ربي العظيم وفي سجوده سبحان ربي الأعلى قال: وما مر بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل، ولا آية عذاب إلا تعوذ منها.»

3127 – [383/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا أبو مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

«المعروف كله صدقة».

3128 - [5 / 385] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا وكيع، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حذيفة قال:

«نهى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن لبس الحرير والديباج وآنية الذهب والفضة، وقال: هو لهم في الدنيا ولنا في الآخرة. »

3129 – [387/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا

ص: 127

هشام بن حسان، عن محمّد عن أبي عبيدة بن حذيفة، عن حذيفة قال: سأل رجل على عهد النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فأمسك القوم، ثم أنّ رجلاً أعطاه ، فأعطى القوم، فقال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

« من سنّ خيراً فاستن به كان له أجره ومن أجور من يتبعه غير منتقص من أجورهم شيئاً، ومن سن شراً فاستن به كان عليه وزره ومن أوزار من يتبعه غير منتقص من أوزارهم شيئاً.»

3130 –[ 388/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا عبد العزيز بن مسلم، حدّثنا حصين، عن أبي وائل عن حذيفة أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«ليردن علي الحوض أقوام فيختلجون دوني، فأقول: ربّ أصحابي، ربّ أصحابي ! فيقال لي : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك.» (1)

3131 - [5 / 388] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا سليمان الهاشمي، أنبأنا إسماعيل يعني ابن جعفر - أخبرني عمرو - يعني ابن أبي عمرو - عن عبد الله بن عبد الرحمن الأشهل، عن حذيفة بن اليمان: أنّ النبي عل الله قال :

«والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده، ثم لتدعُنه فلا يستجيب لكم».

-3132 - [389/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا سفيان عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن صلة بن زفر، عن حذيفة

« أنّ النبي كان إذا مر بآية خوف تعوذ ، وإذا مر بآية رحمة سأل، قال: وكان النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إذا ركع قال سبحان ربي العظيم وإذا سجد قال سبحان ربي الأعلى.»

3133 – [390/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا معاوية بن عمرو، حدّثنا زائدة، عن حصين عن شقيق قال: سمعت حذيفة قال:

ص: 128


1- فيختلجون دوني: أي يمنعون من ورود الحوض

«كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إذا قام للتهجد يشوص فاه بالسواك.» (1)

3134 – [390/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، حدّثنا أبي عن الحكم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن حذيفة قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

«لا تشربوا في الذهب ولا في الفضة، ولا تلبسوا الحرير والديباج، فإنّها لهم في الدنيا، وهي لكم في الآخرة.»

3135 - [390/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا شعبة، عن قتادة عن أبي نضرة، عن قيس قال:

«قلت لعمار: أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم فيما كان من أمر علي رأي-اً رأيتموه، أم شيئاً عهد إليكم رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ فقال : لم يعهد إلينا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) شيئاً لم يعهده إلى الناس كافة، ولكن حذيفة أخبرني عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: في أصحابي اثنا عشر منافقاً، منهم ثمانية لا يدخلون الجنّة حتى يلج الجمل في سم الخياط».

3136 – [390/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن الزبير وأبو نعيم قالا : حدّثنا الوليد - يعني ابن جميع - قال أبو نعيم: عن أبي الطفيل 7 مثل ابن جميع، حدّثنا أبو الطفيل قال:

« كان بين حذيفة وبين رجل من أهل العقبة ما يكون بين الناس، فقال: أنشدك الله كم كان أصحاب العقبة ؟ فقال له القوم أخبره إذ سألك ! قال: إن كنا نخير أنهم أربعة عشر». وقال أبو نعيم فقال الرجل: كنا نخبر أنهم أربعة عشر، قال: فإن كنت منهم. - وقال أبو نعيم فيهم - فقد كان القوم خمسة عشر ، وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب الله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.»

ص: 129


1- يشوص فاه: الشوص تعنى ذلك الاسنان بالسواك عرضا

قال أبو أحمد الأشهاد وعندنا ثلاثة قالوا: ما سمعنا منادي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، وما علمنا ما أراد القوم

قال أبو أحمد في حديثه وقد كان في حرة، فمشى فقال للناس: إنّ الماء قليل، فلا يسبقني إليه أحد، فوجد قوماً قد سبقوه، فلعنهم يومئذ

3137- [391/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حسن وعفان قالا حدّثنا حماد بن سلمة، عن عثمان البني، (1) عن نعيم، قال عفان في حديثه: ابن أبي هند ، عن حذيفة قال :

«أسندت النبي إلى صدري، فقال: من قال لا إله إلا الله - قال حسن: ابتغاء وجه الله - ختم له بها دخل الجنة، ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة»

3138- [391/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة قال:

«سألتني أمي منذ متى عهدك بالنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ قال: فقلت لها: منذ كذا وكذا، قال: فنالت مني وسبتني، قال: فقلت لها : دعيني، فإني أتي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فأصلي معه ،المغرب، ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك قال: فأتيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فصليت معه المغرب فصلّى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) العشاء، ثم انفتل فتبعته، فعرض له عارض فناجاه، ثمّ ذهب فأتبعته، فسمع صوتي، فقال: من هذا؟ فقلت حذيفة، قال: ما لك؟ فحدثته بالأمر، فقال: غفر الله لك ولأمك، ثمّ قال: أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟ قال: قلت: بلى، قال: فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل

ص: 130


1- في الأصل: (عثمان) الليثي

هذه الليلة، فاستأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني أنّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة، وأنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة .»

3139 – [5 / 392] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا إسرائيل، عن ابن أبي السفر، عن الشعبي، عن حذيفة قال:

«أتيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فصليت معه الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم تبعته وهو يريد يدخل بعض حجره ، فقام وأنا خلفه كأنه يكلم أحداً، قال: ثم قال: من هذا؟ قلت: حذيفة، قال: أندري من كان معي؟ قلت: لا قال: فإن جبريل جاء يبشرني أنّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. قال: فقال حذيفة: فاستغفر لي ولأمي، قال: غفر الله لك يا حذيفة ولأمك».

3140 –[ 292/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي عن محمّد بن إسحاق، حدّثنی يزيد بن زياد، عن محمّد بن كعب القرظي قال:

«قال فتى منّا من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان يا أبا عبد الله رأيتم رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) صحبتموه؟ قال: نعم يا ابن أخي، قال: فكيف كنتم تصنعون؟ قال: والله لقد كنا نجهد، قال: والله لو أدركنا ما تركناه يمشي على الأرض، والجعلناه على أعناقنا، قال: فقال حذيفة: يا ابن أخي، والله لقد رأيتنا مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بالخندق وصلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من الليل هوياً، ثم التفت إلينا فقال: من (1) رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم يشترط له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه يرجع أدخله الله الجنّة؟ فما قام رجل، ثم صلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) هوياً من الليل، ثم التفت إلينا فقال: من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع يشرط له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الرجعة أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة؟ فما قام رجل

ص: 131


1- في الأصل: أي

من القوم مع شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد، فلما لم يقم أحد دعاني رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فلم يكن لي بد من القيام حين ،دعاني، فقال: يا حذيفة، فاذهب فادخل في القوم فانظر ما يفعلون، ولا تحدثن شيئاً حتى تأتينا، قال: فذهبت فدخلت في القوم والريح وجنود الله تفعل ما تفعل لا تقر لهم قدر ولا نار ولا بناء، فقام أبو سفيان بن حرب فقال : يا معشر قريش لينظر امرؤ من جليسه؟ فقال حذيفة: فأخذت بيد الرجل الذي إلى جنبي، فقلت: من أنت؟ قال: أنا فلان بن فلان، ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع، وأخلفتنا بنو قريظة، بلغنا منهم الذي نكره، ولقينا من هذه الريح ما ترون والله ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فإنّي ،مرتحل، ثم قام إلى جمله وهو معقول، فجلس عليه ثمّ ضربه ، فوثب على ثلاث، فما اطلق عقاله إلا وهو قائم، ولولا عهد رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لا تحدث شيئاً حتى تأتيني ثم شئت لقتلته بسهم .

قال حذيفة: ثم رجعت إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو قائم يصلّي في مرط لبعض نسائه مرجل، فلما رآني أدخلني إلى رحله وطرح علي طرف الموط، ثم ركع وسجد وإنه لفيه فلما سلّم أخبرته الخبر، وسمعت غطفان بما فعلت قريش وانشمروا إلى بلادهم». (1) -

3141 – [395/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عفان حدّثنا همام، حدّثنا الحجاج بن فرافصة، حدّثنی رجل عن حذيفة بن اليمان:

« أنه أتى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال: بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول: اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله بيدك الخير كله، إليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره، فأهل أن تحمد إنك على كل شيء قدير اللهم اغفر لي جميع ما مضى من ذنبي

ص: 132


1- هلك الكراع : يطلق على جميع الخيل والموط بالكسر واحد المروط، وهي أكسية من صوف كان يؤتزرها

واعصمني فيما بقي من عمري، وارزقني عملاً زاكيا ترضى به عني فقال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : ذاك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك».

3142- [397/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الرحمن وأبو نعيم قالا حدّثنا سفيان عن منصور، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث قال:

«کنا عند حذیفة فقیل له: ان فلانا یرفع الی عثمان الاحادیث فقال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) یقول: لا یدخل الجنة قتات.» (1)

3143 – [397/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا ،سفیان، عن أبي مالك وابن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي مالك، عن ربعي عن حذيفة قال ابن جعفر: عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - قال : قال نبيكم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«كل معروف صدقة».

3144 - [397/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان عن أبي إسحاق، عن عبيد بن المغيرة عن حذيفة قال:

«كنت رجلاً ذرب اللسان على أهلي فقلت: يا رسول الله، قد خشيت أن يدخلني لساني النار! قال: فأين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر الله في اليوم مائة. قال أبو إسحاق: ذكرته لأبي بردة، فقال: وأتوب إليه». (2)

3145 - [406/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا عبد العزيز بن مسلم، حدّثنا يحيى بن عبد الله الجابر قال:

«صليت خلف عيسى - مولى الحذيفة - بالمدائن على جنازة فكبر خمساً، ثم التفت إلينا فقال: ما و همت ولا نسيت، ولكن كبرت كما كبّر مولاي وولي نعمتي حذيفة بن اليمان

ص: 133


1- قات: أي غمام
2- ذرب اللسان: إذا كان حاداً لا يبالي ما قال

صل على جنازة وكبر خمساً، ثم التفت إلينا فقال: ما نسيت ولا و همت، ولكن كبرت كما كبر رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) صلى على جنازة فكبّر خمساً».

(المنتخب من حديث رجل من الأنصار)

3146 - [5 / 409] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد قال: دخلت أنا ويحيى بن جعدة على رجل من الأنصار من أصحاب الرسول قال:

«ذكروا عند رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مولاة لبني عبد المطلب، فقال: إنّها تقوم الليل وتصوم النهار قال: فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لكني أنا أنام وأصلي وأصوم وأفطر، فمن اقتدى بي فهو مني، ومن رغب عن سنتي فليس مني، إن لك-ل عم-ل ش-رة، ثم فترة، فمن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل ، ومن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى.» (1)

(حديث رجل من بني غفار)

3147 - [410/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حسن حدّثنا ابن لهيعة حدّثنا يزيد بن عمرو المعافري، عن رجل من بني غفار: أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«من لم يحلق عانته ويقلم أظفاره، ويجز شاربه فليس منا».

(حديث رجل من الأنصار)

3148 - [410/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا إسماعيل، حدّثنی حجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، عن رجل من الأنصار أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«إذا وجد أحدكم القملة في ثوبه فليصرها ولا يلقيها في المسجد».

ص: 134


1- شرة: أي نشاط فترة من الفتور الكسل

(حديث رجل من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ))

3149-[411/5] حدّثنا عبدالله حدّثنی أبي حدّثنا إسماعيل، حدّثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة حدّثنی من سمع خطبة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في وسط أيام التشريق فقال:

«يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، ثم قال: أي يوم هذا؟ قالوا: يوم حرام، ثم قال:

أي شهر هذا؟ قالوا شهر حرام، قال: ثم قال: أي بلد هذا؟ قالوا: بلد حرام، قال فإنّ الله قد حرم بينكم دماءكم وأموالكم - قال: ولا أدري قال: أو أعراضكم أم لا - كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، قال : ليبلغ الشاهد الغائب».

(حديث رجل من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ))

3150- [411/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا إسماعيل حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب قال:

«كان مرثد بن عبد الله لا يجيء إلى المسجد إلا ومعه شيء يتصدق به، قال: فجاء ذات يوم إلى المسجد ومعه بصل، فقلت له أبا الخير ما تريد إلى هذا ينتن عليك ثوبك؟ قال: يا ابن أخي، إنه والله ما كان في منزلي شيء أتصدق به غيره، إنه حدّثنی رجل من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال : ظل المؤمن يوم القيامة صدقته».

(حديث رجل من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ))

3151 - [411/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسماعيل، أنبأنا عطاء بن السائب، عن عرفجة، عن رجل من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

ص: 135

«أنه ذكر رمضان فقال: تفتح فيه أبواب الجنّة، وتغلق فيه أبواب النار وتصفّد فيه الشياطين، وينادي فيه مناد كل ليلة يا باغي الخير هلم، ويا باغي الشر أقصر، حتى ينقضي رمضان .»

3152 - [411/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا إسماعيل، عن الجريري عن أبي صخر العقيلي، حدّثنی رجل من الأعراب قال:

«جلبت جلوبة إلى المدينة في حياة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فلما فرغت من بيعتي قلت : لألفين هذا الرجل فلأسمعن منه، قال: فتلقاني بين أبي بكر وعمر يمشون، (1)فتبعتهم في أقفائهم حتى أتوا على رجل من اليهود ناشراً التوراة يقرؤها يعزي بها نفسه على ابن له في الموت كأحسن الفتيان وأجمله، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أنشدك بالذي أنزل التوراة هل تجد في كتابك ذا صفتي ومخرجي ؟ فقال برأسه هكذا، أي: لا، فقال ابنه: إنّي والذي أنزل التوراة إنا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال: أقيموا اليهود عن أخيكم ثم ولي كفنه وحنطه وصلّى عليه .» (2)

(حديث رجل)

3153 - 412/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا أبو غفار، حدّثنی علقمة بن عبد الله المزني، حدّثنی رجل من قومي أنه سمع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه - ثلاث مرار ، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت.»

ص: 136


1- في الطبقات الكبرى: (التلقاني بين أبي بكر وعمر يمشي)
2- جلوبة: أي شيء جلبه للبيع

(حديث رجل)

3154 - [5 / 412] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى حدّثنا شعبة حدّثنی عمرو بن مرة قال: سمعت مرة قال: حدّثنی رجل من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال : قام فينا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على ناقة حمراء مخضرمة، فقال:

«أتدرون أي يومكم هذا؟ قال: قلنا: يوم النحر، قال: صدقتم يوم الحج الأكبر، أتدرون أي شهر شهركم هذا؟ قلنا ذو الحجة، قال: صدقتم شهر الله الأصم، أتدرون أي بلد بلدكم هذا؟ قال: قلنا : المشعر الحرام، قال: صدقتم قال: فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا -أو قال: كحرمة يومكم هذا وشهركم هذا وبلدكم هذا ألا وإني فرطكم على الحوض أنظركم، وإنّي مكاثر بكم الأمم فلا تسوّدوا وجهي، ألا وقد رأيتموني وسمعتم مني وستسألون عني، فمن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار، ألا وإنّي مستنقذ رجالاً أو إناثاً ومستنقذ مني آخرون، فأقول: يا رب أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».

(المنتخب من حديث أبي أيوب الأنصاري)

3155- [412/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا علي بن عاصم، حدّثنا عبد الله بن عثمان بن خثیم، عن عثمان بن جبير، عن أبي أيوب الأنصاري قال:

«جاء رجل إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال: عطني وأوجز ، فقال : إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع، ولا تكلم بكلام تعتذر منه غداً، واجمع الإياس مما في يدي الناس.» (1)

ص: 137


1- في العديد من المصادر: واجمع الياس

3156 - [5 / 413] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا الحكم بن نافع، حدّثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد أن أبا رهم السمعي كان يحدث أنّ أبا أيوب الأنصاري حدثه أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان يقول:

«إنّ كل صلاة تحط ما بين يديها من خطيئة.»

3157 - 413/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا زكريا بن عدي، أنبأنا بقية عن بحير، عن خالد بن معدان أن أبا رهم السمعي حدثهم عن أبي أيوب قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)

«من عبد الله لا يشرك به شيئا، وأقام الصلاة وآتى الزكاة، وصام رمضان، واجتنب الكبائر فله الجنّة - أو دخل الجنّة - فسأله : ما الكبائر؟ فقال: الشرك بالله وقتل نفس ،مسلمة، والفرار يوم الزحف».

3158- [414/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا هيثم -يعني ابن خارجة حدّثنا ابن عياش عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معد يكرب عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه».

3159 - [414/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لطبيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن عمرو بن الأسود، عن أبي أيوب، قال: وحدّثنا علي ابن إسحاق، أنبأنا عبد الله، أنبأنا ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر حدثه عن عمرو بن الأسود، عن أبي أيوب قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

«يد الله مع القاضي حين يقضي، ويد الله مع القاسم حين يقسم».

3160 - [414/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا رشدين حدّثنی حيي بن عبد الله - رجل من يحصب - عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن أبي أيوب

ص: 138

الأنصاري، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال:

«من فرق بين الولد ووالده في البيع فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة.»

يقول شير محمّد : رواه في ص 413 بإسناد آخر عن أبي أيوب هكذا

«من فرق بين والدة وولدها... إلخ».

3161 – [414/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى، أنبأنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله، عن رافع بن إسحاق مولى أبي طلحة:

«أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول وهو بمصر: والله ما أدري كيف أصنع بهذه الكراييس - يعني الكنف - وقد قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إذا ذهب أحدكم إلى الغائط أو البول فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها.» (1)

3162 - [414/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى حدّثنی ليث، حدّثنی محمّد بن قيس قاص عمر بن عبد العزيز، عن أبي صرمة، عن أبي أيوب الأنصاري أنه قال حين حضرته الوفاة:

«قد كنت كتمت عنكم شيئاً سمعته من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، يقول: لولا أنكم تذنبون لخلق الله تبارك وتعالى قوماً يذنبون فيغفر لهم».

3163 – [5/ 415] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا سعيد بن منصور - يعني الخراساني - حدّثنا عبد الله بن عبد العزيز الليثي قال: سمعت ابن شهاب يقول: أشهد على عطاء بن يزيد الليثي أنه حدثه عن أبي أيوب الأنصاري، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال:

ص: 139


1- والكرياس الكنيف، وقيل: هو الكنيف الذي يكون مشرفاً على سطح بقناة إلى الأرض، قال أبو عبيد: الكراييس واحدها كرياس، فإذا كان أسفل فليس بكرياس. قال الأزهري: سمي كرياساً لما يعلق به من الأقذار فيركب بعضه بعضاً ويتكرس مثل كرس الدمن والوألة «لسان العرب: 194/ 6

«ما من رجل يغرس غرساً إلا كتب الله له من الأجر قدر ما يخرج من ثمر ذلك الفرس.»

3164 - [415/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا عبد الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران، عن أبي أيوب الأنصاري قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

«بادروا بصلاة المغرب قبل طلوع النجم».

3165 - [416/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب يذكر فيه النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

«لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.»

3166 - [416/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الحجاج عن الزهري، عن حكيم بن بشير، عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ):

«إن أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح.»

3167 - [5 / 417] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسماعيل، أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني قال:

«قدم علينا أبو أيوب غازياً وعقبة بن عامر يومئذ على مصر، فأخر المغرب، فقام إليه أبو أيوب فقال: ما هذه الصلاة يا عقبة؟ فقال: شغلنا قال أما والله ما بي إلا أن يظن الناس أنك رأيت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يصنع هذا، أما سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: لا يزال أمتي بخير - أو على الفطرة - مالم يؤخروا المغرب إلى أن يشتبك النجوم».

3168 - [417/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا عمرو بن عثمان قال سمعت موسی بن طلحة، أنّ أبا أيوب أخبره:

ص: 140

«أن أعرابياً عرض للنبي(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو في مسير فأخذ بخطام ناقته - أو بزمام ناقته فقال: يا رسول الله أو يا محمّد - أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار؟ قال: تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم».

3169 – [5 / 418] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي أيوب أو عن زيد بن ثابت :

«أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قرأ في المغرب بالأعراف في الركعتين.»

3170 - [5 / 418] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن منصور، عن هلال بن يساف عن ربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون عن امرأة، عن أبي أيوب، عن النبي أنه قال:

«(قل هُوَ الله أَحَدٌ ) (1)ثلث القرآن».

3171 - [418/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا شريك عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن علي بن الصلت، عن أبي أيوب الأنصاري

«أنه كان يصلّي أربع ركعات قبل الظهر، فقيل له: إنك تديم هذه الصلاة! فقال: إني رأيت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) یفعله، فسألته فقال: إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء فأحببت أن يرتفع لي فيها عمل صالح.»

3172- [418/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدّثنا حيوة أخبرني أبو صخر أنّ عبد الله بن عبد الرحمن بن عمر أخبره عن سالم بن عبد الله أخبرني أبو أيوب الأنصاري:

«أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ليلة أسري به مر على إبراهيم، فقال: من معك يا جبريل؟ قال: هذا محمّد، فقال له إبراهيم مر أمتك فليكثروا من غراس الجنّة، فإنّ تربتها

ص: 141


1- سورة الإخلاص: 1

طيبة وأرضها واسعة، قال: وما غراس الجنّة؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله».

3173- [418/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن زائدة بن قدامة عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«أيعجب أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة، فإنّه من قرأ قُلْ هُوَ الله أحَده الله الصَّمَدُ ) (1) في ليلة فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن».

3174- [419/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر وحجاج قالا حدّثنا شعبة، وعن محمّد بن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن أبيه، عن أبي أيوب، عن النبي أنه قال: - :

«إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل الذي يرد عليه يرحمك الله، وليقل هو : يهديك الله ويصلح بالك».

قال حجاج: يهديكم الله ويصلح بالكم.

3175 - [419/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا محمّد ابن إسحاق عن طلحة بن عبد الله بن كريز عن شيخ من أهل مكة من قريش قال:

«وجد رجل في ثوبه قملة فأخذها ليطرحها في المسجد، فقال له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لا تفعل، أرددها في ثوبك حتى تخرج من المسجد».

3176 - [419/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا حنش ابن الحارث بن لقيط النخعي الأشجعي، عن رباح بن الحارث قال:

«جاء رهط إلى علي بالرحبة، مغقالوا: السلام عليكم يا مولانا، قال: كيف أكون

ص: 142


1- سورة الإخلاص: 1-2

مولاكم وأنتم قوم عرب قالوا: سمعنا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فإنّ هذا مولاه، قال رباح فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء؟ قال: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري».

3177 - [419/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا حنش عن رياح (1) بن الحارث قال:

«رأيت قوماً من الأنصار قدموا على علي في الرحبة، فقال: من القوم ؟ قالوا: مواليك يا أمير المؤمنين... فذكر معناه».

3178 – [420/5] حدّثنا عبد الله حدّثنی أبي قال: قرأت على عبد الرحمن، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عدي بن ثابت الأنصاري، عن عبيد الله بن يزيد الخطمي. أن أبا أيوب الأنصاري أخبره:

«انه صلّى مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في حجة الوداع المغرب والعشاء جميعاً بالمزدلفة.»

3179 - [420/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو اليمان، حدّثنا إسماعيل ابن عياش عن صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن أبي رهم السمعي، عن أبي أيوب الأنصاري، عن النبي(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال:

«من قال حين يصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات وحط الله عنه بها عشر سيئات ورفعه الله بها عشر درجات وكن له كعشر رقاب وكنّ له مسلحة من أول النهار إلى آخره، ولم يعمل يومئذ عملاً يقهرهنّ، فإن قال حين يمسي، فمثل ذلك».

3180 - 420/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن

ص: 143


1- في المطبوع: (رباح)

محمّد بن إسحاق، حدّثنی محمّد بن إبراهيم التيمي، عن عمران بن أبي يحيى، عن عبد الله ابن كعب بن مالك، عن أبي أيوب الأنصاري قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

« من اغتسل يوم الجمعة، ومس من طيب إن كان عنده ولبس من أحسن ثيابه، ثم خرج حتى يأتي المسجد فيركع إن بدا له، ولم يؤذ أحداً، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلّي، كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى».

وقال في موضع آخر: إن عبد الله بن كعب بن مالك السلمي حدثه أن أبا أيوب صاحب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حدثه أنه سمع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

«من اغتسل يوم الجمعة - وزاد فيه - ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي المسجد».

3181- [421/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أحمد بن الحجاج، حدّثنا عبد الله بن مبارك، أنبأنا سفيان، عن جابر، عن عدي بن ثابت، عن عبيد الله بن يزيد الخطمي، عن أبي أيوب، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«أنه كان يصلّي المغرب والعشاء بإقامة».

3182 - [421/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا سفيان عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي سمعت أبا أيوب يخبر عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولكن شرقوا أو غربوا، قال أبو أيوب: فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض جعلت نحو القبلة، فتنحرف ونستغفر الله».

3183 - [421/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يزيد، أنبأنا الحجاج بن أرطأة، عن مكحول، وحدّثنا محمّد بن يزيد عن حجاج، عن مكحول قال: قال أبو أيوب: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

«أربع من من سنن المرسلين التعطر، والنكاح، والسواك، والحياء».

3184 – [422/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا سريج، حدّثنا ابن

ص: 144

وهب عن عمرو بن الحارث، عن بكير، عن أبي يعلى قال:

«غزونا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فأتي بأربعة أعلاج من العدو، فأمر بهم فقتلوا صبراً بالنبل، فبلغ ذلك أبا أيوب، فقال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ينهى عن قتل الصبر.» (1) .

3185 – [423/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يونس بن محمّد وحجين قالا حدّثنا ليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن سفيان بن عبد الرحمن، عن عاصم بن سفيان الثقفي: -

«أنّهم غزوا غزوة السلاسل ففاتهم الغزو، فرابطوا، ثم رجعوا إلى معاوية وعنده أبو أيوب وعقبة بن عامر، فقال عاصم : يا أبا أيوب، فاتنا الغزو العام، وقد أخبرنا أنه من صلى في المسجد - وقال حجين المساجد الأربعة - غفر له ذنبه، فقال: ابن أخي أدلك على أيسر من ذلك، إني سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : من توضأ كما أمر، وصلى كما أُمر غفر له ما تقدم (2)من عمل. أكذاك يا عقبة؟ قال: نعم».

(المنتخب من حديث أبي حميد الساعدي)

3186 - [5 / 424] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا يحيى، عن سعيد، عن عبد الحميد بن جعفر قال: حدّثنی محمّد بن عطاء، عن أبي حميد الساعدي قال:

«سمعته وهو في عشرة من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أحدهم أبو قتادة بن ربعي يقول: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قالوا له: ما كنت أقدمنا صحبة ولا أكثرنا له تباعة قال: بلى، قالوا: فاعرض، قال: كان إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائماً ورفع يديه حتى

ص: 145


1- يريد بالعلج من كفار العجم وغيرهم
2- في المطبوع: (ما قدم)

حاذى بهما منكبيه، فإذا أراد أن يركع رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم قال: الله أكبر، فركع ثم اعتدل فلم يصب رأسه ولم يقنعه، ووضع يديه على ركبتيه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم رفع واعتدل حتى رجع كل عظم في موضعه معتدلاً، ثم هوى ساجداً وقال: الله أكبر، ثمّ جافى وفتح عضديه عن بطنه وفتح أصابع رجليه ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها واعتدل حتى رجع كل عظم في موضعه، ثم هوى ساجداً وقال الله أكبر، ثم ثنى رجله وقعد عليها حتى يرجع كل عضو إلى موضعه، ثم نهض فصنع في الركعة الثانية مثل ذلك، حتى إذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع حين افتتح الصلاة، ثم صنع كذلك حتى إذا كانت الركعة التي تتقضي فيها الصلاة أخر رجله اليسرى وقعد على شقه متوركا ثم سلّم».

3187 - [424/5] حدّثنا عبد الله حدّثنی أبي قال: قرأت على عبد الرحمن، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرو بن سليم أنه قال: أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا:

«يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ فقال رسول : قولوا اللهم صل على محمّد و أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمّد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.»

3188- [424/5] حدثتل عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا إسحاق بن عيسى ، إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد ، عن عروة بن الزبير، عن أبي حميد الساعدي أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قائل:

«هدايا العمال غلول.» (1)

ص: 146


1- الغلول: تقدم المعنى في هامش حديث 2824

3189 – [424/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا زهير عن عبد الله بن عيسى عن موسى بن عبد الله، عن أبي حميد - أو حميدة الشك زهير - قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته وإن كانت لا تعلم».

3190 - 424/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب بن خالد، حدّثنا عمرو بن يحيى، عن العباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبي حميد الساعدي قال:

«خرجنا مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عام تبوك حسين جئنا وادي القرى، فإذا امرأة في حديقة لها، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لأصحابه : أخرصوا فخرص القوم وخرص رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عشرة أوسق، وقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) للمرأة: أحصي ما يخرج منها حتى أرجع إليك إن شاء الله، قال: فخرج حتى قدم تبوك، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إنها ستبيت عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقوم منكم فيها ،رجل، فمن كان له بعير فليوثق عقاله. قال: قال أبو حميد فعقلناها، فلما كان من الليل هبت علينا ريح شديدة، فقام فيها رجل فألقته في جبل طيء، ثمّ جاء رسول الله و ملك أيلة، فأهدى لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بغلة بيضاء، فكساه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) برداً وكتب له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ببحره، قال: ثم أقبل وأقبلنا حتى جئنا وادي القرى، فقال للمرأة: كم حديقتك؟ قالت: عشرة أوسق خرص رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ... الحديث.» (1)

ص: 147


1- وادي القرى واد بين المدينة والشام من أعمال المدينة كثير القرى. الخرص: حزر ما على النخل من الرطب عمرا. أحصي احفظي أيلة مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام وكتب: أي النبي :«له»: أي لملك أيلة وبيحوه» بباء موحدة وحاء مهملة ساكنة، وفي رواية البخاري بيجزهم أي بأرصهم وبلدهم والمزداد أهل يحزهم لأنهم كانوا مكاناً بنامعل البحر والمعنى أنه أقره عليهم بما التزمه من الجزية

3191 – [425/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدّثنا سليمان بن بلال، عن سهيل بن أبي صالح، عن عبد الرحمن بن سعيد، عن أبي حميد الساعدي: أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«لا يحل لامرئ أن يأخذ مال أخيه بغير حقه، وذلك لما حرم الله مال المسلم على المسلم.»

3192 –[ 425/5] قال عبد الله وقال أبي : وقال عبيد بن أبي قرة: حدّثنا سليمان، حدّثنی سهل، حدّثنی عبد الرحمن بن سعيد، عن أبي حميد الساعدي: أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«لا يحل للرجل أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفسه وذلك لشدة ما حرم رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من مال المسلم على المسلم.»

3193 - [425/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا سليمان این بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري قال: سمعت أبا حميد وأبا أسيد يقولان : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك فإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك».-

(المنتخب من حديث طخفة الغفاري)

3194 - [5 / 426] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن قال:

«بينا أنا جالس مع أبي سلمة بن عبد الرحمن، إذ طلع علينا رجل من بني غفار – ابن لعبد الله بن طهفة فقال أبو سلمة : ألا تخبرنا عن خبر أبيك؟ قال: حدّثنی أبي عبد الله بن

ص: 148

طهفة : أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و كان إذا كثر الضيف عنده قال: لينقلب كل رجل بضيفه حتى إذا كان ذات ليلة اجتمع عنده ضيفان كثير، وقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لينقلب كل رجل مع جليسه قال فكنت ممن انقلب مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فلما دخل قال: يا عائشة هل من شيء؟ :قالت نعم، حويسة كنت أعددتها لإفطارك، قال: فجاءت بها في قعيبة لها فتناول رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) منها قليلاً، فأكله ثم قال: خذوا بسم الله فأكلنا منها حتى ما ننظر إليها، ثم قال:

هل عندك من شراب؟ قالت نعم لبينة كنت أعددتها لك قال هلميها، فجاءت بها فتناولها رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فرفعها إلى فيه فشرب قليلاً ثم قال: اشربوا بسم الله فشربنا حتى والله ما تنظر إليها، ثم خرجنا فأتينا المسجد فاضطجعت على وجهي، فخرج رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فجعل يوقظ الناس : الصلاة الصلاة وكان إذا خرج يوقظ الناس للصلاة، فمر بي وأنا على وجهي فقال: من هذا؟ فقلت أنا عبد الله بن طهفة، فقال: إن هذه ضجعة يكرهها الله.» (1)

3195-[ 5/ 426] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن يعيش بن طخفة الغفاري قال:

«كان أبي من أصحاب الصفة، فأمر رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بهم فجعل ينقلب الرجل بالرجل والرجلين حتى بقيت خامس خمسة، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : انطلقوا فانطلقنا معه إلى بيت عائشة فقال : يا عائشة أطعمينا، فجاءت بحشيشة فأكلنا، ثم جاءت بحيسة مثل القطاة فأكلنا، ثم قال: يا عائشة اسقينا، فجاءت بعس فشر بنا، ثم جاءت بقدح صغير فيه لبن فشربنا، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إن شتم بنم، وإن شئتم

ص: 149


1- الحيس: تقدم المعنى في هامش حديث 1638 القعب: تقدم المعنى في هامش حديث 1749

انطلقتم إلى المسجد فقلنا: لا، بل تنطلق إلى المسجد، قال: فبينا أنا في المسجد مضطجعاً على بطني إذا رجل يحركني برجله فقال: إن هذه ضجعة يبغضها الله فنظرت فإذا هو رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ).»

(المنتخب من حديث محمود بن لبيد)

3196- [427/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا أبو سعيد، حدّثنا سليمان عن عمرو أبي عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد: أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«إن الله ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم من الطعام والشراب تخافون عليه».

وبهذا الاسناد أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«إنّ الله و إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع.»

1397 - 28/12] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد قال :

«كسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فقالوا: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، ألا وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما كذلك فافزعوا إلى المساجد، ثم قام فقرأ فيما نرى بعض (الر كتابٌ ) (1) ثم ركع ، ثم اعتدل، ثم سجد سجدتين، ثمّ قام ففعل مثل ما فعل في الأولى».

3198 - [5 / 428] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا ليث، عن يزيد - يعني ابن الهاد - عن عمرو عن محمود بن لبيد : أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

ص: 150


1- مفتتح سورة هود وكذا سورة إبراهيم

«إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء، يقول الله لهم يوم القيامة إذا جزي الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء».

(حديث رجل من الأنصار)

3199 –[ 429/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يحيى بن إسحاق، حدّثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن معاوية بن خديج قال: سمعت. رجلاً من كندة يقول: حدّثني رجل من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من الأنصار أنه سمع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

«ولا ينتقص أحدكم من صلاته شيئاً إلا أتمها الله من سبحته.» (1)

(حديث نوفل بن معاوية)

3200 - 429/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الملك بن عمرو حدّثنا ابن أبي ذئب عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن نوفل بن معاوية: أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«من فاتته الصلاة فكأنهما وتر أهله وماله.» (2)

ص: 151


1- سبحته أي ناقلته
2- قال الكسائي : هو من الوتر، وذلك أن يجني الرجل على الرجل جداية يقتل له قتيلاً أو يذهب بماله وأهله فيقال: قد وتر فلان فلاناً أهله وماله قال أبو عبيد : يقول: فهذا ما قد فاته من صلاة العصر بمنزلة الذي وتر فذهب بماله وأهله، وقال غيره وتر أهله يقول: نقص أهله وماله وبقي فرداً، وذهب إلى قوله: ولن يتركم أعمالكم»، يقول: لن ينقصكم، يقال: وترته حقه إذا نقصته قال أبو عبيد وأحد القولين قريب من الآخر. غريب الحديث: 307/1

(حديث رجل من الأنصار)

3201 – 4[30/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسماعيل، أنبأنا أيوب عن نافع عن رجل من الأنصار، عن أبيه:

«أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) نهى أن نستقبل القبلتين ببول أو غائط».

(حديث رجل من بني حارثة)

3202 – [430/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا إسماعيل، عن سفيان عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن رجل من بني حارثة: ،

«أنّ رجلاً وجأناقة في لبتها بوتد وخشي أن تفوته، فسأل النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فأمره أو أمرهم – بأكلها.» (1)

(المنتخب من حديث رجل من أسلم)

3203 – [430/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن رجل من أسلم:

«أنه لدغ فذكر ذلك للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فقال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لو أنك قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك .»

قال سهيل: فكان أبي إن لدغ أحد منا يقول : قالها ؟ فإن قالوا: نعم، قال: كانه يرى أنها لا تضره

(المنتخب من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صعير)

3204 –[ 431/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا هشيم، عن محمّد بن إسحاق عن الزهري، حدّثنی عبد الله بن ثعلبة بن صغير أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال يوم أحد:

ص: 152


1- وجأ أي ضرب

«زمّلوهم في ثيابهم - قال: وجعل يدفن في القبر الرهط - قال: وقال: قدّموا أكثر هم قرآناه .» .

3205 – [432/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عفان قال: سألت حماد ابن زيد عن صدقة الفطر ؟ فحدّثنی عن نعمان بن راشد عن الزهري، عن ابن ثعلبة ابن أبي صغير، عن أبيه : أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:-

«أدوا صاعاً من قمح أو صاعاً من بر وشك حماد عن كل اثنين: صغير أو كبير، ذكر أو أنثى، حر أو مملوك، غني أو فقير، أما غنيكم فيزكيه الله، وأما فقيركم فيرد عليه أكثر مما يعطي».

(المنتخب من حديث كعب بن عاصم الأشعري)

3206 - [5 / 434] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري عن صفوان بن عبد الله ، عن أم الدرداء، عن كعب بن أبي عاصم الأشعري - وكان من أصحاب السقيفة - قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

«ليس من امبر امصيام في امسفر.» (1)

ص: 153


1- ورد هذا الحديث بلغة أهل اليمن فإنهم يقلبون اللام ميما

(حديث رجل من الأنصار)

3208 –[ 5 / 434] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، أخبرني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن رجل من الأنصار :

«أنّ الأنصاري أخبر عطاء أنه قبل امرأته على عهد رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو صائم، فأمر أمرأته فسألت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لها عن ذلك ، فقال النبي : إن رسول الله يفعل ذلك فأخبرته امرأته، فقال: إنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يرخص له في أشياء، فارجعي إليه فقولي له فرجعت إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقالت: قال إن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يرخص له في أشياء، فقال: أنا أتقاكم لله وأعلمكم بحدود الله».

(المنتخب من حديث محيصة بن مسعود)

3209 - [5 / 436] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا سفيان، عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة:

«أنّ محيصة سأل النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن كسب حجام له ، فنهاه عنه، فلم يزل به يكلمه حتى قال اعلفه ناضحك وأطعمه رقيقك».

3210 - [5 / 436] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا سفيان قال: وسمعه الزهري، عن سعيد بن المسيب وحرام بن سعد بن محيصة

«أنّ ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط قوم فأفسدت، فقضى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بحفظ الأموال على أهلها بالنهار، وأنّ على أهل الماشية ما أصابت بالليل».

(حديث سلمة بن صخر البياضي)

3211 - [436/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عبد الله بن إدريس، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن عمرو بن محمّد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار عن سلمة بن

ص: 154

صخر البياضي قال:

«كنت امرءاً أصيب من النساء ما لا يصيب غيري، قال: فلما دخل شهر رمضان خفت فتظاهرت من امرأتي في الشهر، قال: فبينما هي تخدمني ذات ليلة إذ تكشف لي منها شيء، فلم ألبث أن وقعت عليها، فأتيت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فأخبرته، فقال: حرر رقبة، قال: قلت: والذي بعثك بالحق ما أملك رقبة غير رقبتي، قال: فصم شهرين متتابعين، فقلت: وهل أصابني الذي أصابني إلا من الصيام، قال: فأطعم ستين مسكينا».

(المنتخب من حديث سلمان الفارسي (رضی الله عنه))

3212 – [5 / 437] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد عن سلمان قال:

«قال بعض المشركين وهم يستهزؤون به: إني لأرى صاحبكم يعلمكم حتى الخراءة قال سلمان أجل أمرنا أن لا نستقبل القبلة، ولا نستنجي بأيماننا، ولا نكتفي بدون ثلاثة أحجار ليس فيها رجيع ولا عظم.» (1)

3213 - [437/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو سعيد، حدّثنا زائدة حدّثنا منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، حدّثنا رجل من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: قال رجل:

«إني لأرى صاحبكم يعلمكم كيف تصنعون حتى إنه ليعلمكم إذا أتى أحدكم الغائط ! قال: قلت نعم أجل ولو سخرت إنّه ليعلمنا كيف يأتي أحدنا الغائط، وإنّه ينهانا أن يستقبل أحدنا القبلة وأن يستدبرها، وأن يستنجي أحدنا بيمينه، وأن يتمسح أحدنا برجيع ولا عظم، وأن يستنجي بأقل من ثلاثة أحجار».

ص: 155


1- الجراءة: أي أدب التخلي والقعود عند الحاجة

3214 - [5 / 437] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا علي بن زيد، عن أبي عثمان قال:

«كنت مع سلمان الفارسي تحت شجرة، وأخذ منها غصناً يابس-اً ف-ه-زه حتى تحات ورقه، ثمّ قال: يا أبا عثمان، ألا تسألني لم أفعل هذا؟ قلت: ولم تفعله؟ فقال: هكذا فعل بي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأنا معه تحت شجرة، فأخذ منها غصناً يابساً فهزه حتى تحات ورقه، فقال: يا سلمان ألا تسألني لم أفعل هذا؟ قلت: ولم تفعله؟ قال: إنّ المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثمّ صلّى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما يتحات هذا الورق، وقال:( أقم الصَّلاةَ طَرَقِي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)(1)

3215 –[ 438/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا حجاج بن محمّد، حدّثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري قال: أخبرني أبي، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان الخير عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال:

«لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر بما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته، ثم يروح إلى المسجد فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب الله له، ثم ينصت للإمام إذا تكلم إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى».

3216 - [438/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا هشيم عن منصور عن الحسن قال:-

«لما احتضر سلمان بكى وقال : إنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عهد إلينا عهداً فتركنا ما عهد إلينا أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب، قال: ثم نظرنا فيما ترك، فإذا قيمة ما ترك بضعة وعشرون درهماً، أو بضعة وثلاثون درهماً».

ص: 156


1- سورة هود 114

3217 –[ 5 / 438] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا أبو كامل، حدّثنا إسرائيل، حدّثنا أبو إسحاق، عن أبي قرة الكندي، عن سلمان الفارسي قال:

«كنت من أبناء أساورة فارس - فذكر الحديث - قال: فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى، حتى مررت على قوم من الأعراب، فاستعبدوني فباعوني حتى اشترتني امرأة، فسمعتهم يذكرون النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، وكان العيش عزيزاً ، فقلت لها: هبي لي يوماً، فقالت: نعم، فانطلقت فاحتطبت حطياً، فبعته فصنعت طعاماً، فأتيت به النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فوضعته بين يديه، فقال: ما هذا؟ فقلت صدقة ، فقال لأصحابه كلوا ولم يأكل، قلت: هذه من علاماته، ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث فقلت لمولاتي هبي لي يوماً، قالت: نعم، فانطلقت فاحتطبت حطباً فبعته بأكثر من ذلك، فصنعت طعاماً فأتيته به وهو جالس بين أصحابه فوضعته بين يديه، فقال: ما هذا؟ قلت هدية، فوضع يده وقال لأصحابه: خذوا الله وقمت خلفه، فوضع رداءه فإذا خاتم النبوة، فقلت: أشهد أنك رسول الله فقال : وما ذاك؟ فحدثته عن الرجل وقلت: أيدخل الجنة يا رسول الله، فإنّه حدّثنی أنك نبي؟ فقال: لن يدخل الجنة إلا نفس ،مسلمة، فقلت: يا رسول الله، إنه أخبرني أنك نبي أيدخل الجنّة؟ قال: لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة».

3218 - [438/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا سليمان التيمي عن أبي عثمان، عن سلمان قال:

«إنّ الله ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيراً فيردهما خائبتين.»

3219 - [5 / 438] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يزيد، أنبأنا رجل في مجلس عمرو بن عبيد أنه سمع أبا عثمان يحدث بهذا عن سلمان الفارسي، عن النبی (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بمثله. قال يزيد سموه لي، قالوا: هو جعفر بن ميمون قال عبد الله : قال أبي : يعني جعفر صاحب الأنماط.

ص: 157

3220 –[ 5/ 439] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يحيى بن سعيد، عن سليمان، عن أبي عثمان، عن سلمان، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«إن الله خلق مائة رحمة، فمنها رحمة يتراحم بها الخلق، فيها تعطف الوحوش على أولادها، وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة».

3221 –[ 440/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا علي بن زيد عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان قال:

«كاتبت أهلي على أن أغرس لهم خمسمائة فسيلة، فإذا علقت فأنا حر، قال: فأتيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فذكرت ذلك له، قال: اغرس واشترط لهم، فإذا أردت أن تغرس فآذني قال فآذنته :قال فجاء فجعل يغرس بيده إلا واحدة غرستها بيدي فعلقن إلا الواحدة».

3222 – [441/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا قيس بن الربيع، حدّثنا أبو هاشم، عن زاذان، عن سلمان قال:

«قرأت في التوراة بركة الطعام الوضوء بعده قال فذكرت ذلك الرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأخبرته بما قرأت في التوراة، فقال: بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده».

3223 –[ 441/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا عفان، حدّثنا حماد عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري

«أن سلمان حاصر قصراً من قصور ،فارس، فقال لأصحابه : دعوني حتى أفعل ما رأيت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، يفعل، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إنّي امرؤ منكم، وإنّ الله رزقني الإسلام، وقد ترون طاعة العرب، فإن أنتم أسلمتم وهاجرتم إلينا فأنتم بمنزلتنا يجري عليكم ما يجري علينا، وإن أنتم أسلمتم وأقمتم في دياركم فأنتم بمنزلة

ص: 158

الأعراب يجري لكم ما يجري لهم، ويجري عليكم ما يجري عليهم، فإن أبيتم وأقررتم بالجزية فلكم ما لأهل الجزية وعليكم ما على أهل الجزية، عرض عليهم ذلك ثلاثة بأيام، ثم قال لأصحابه: انهدوا إليهم، ففتحها».

3224 –[ 5 / 441] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثنی عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، عن محمود بن لبيد، عن عبد الله بن عباس قال: حدّثنی سلمان الفارسي حديثه من فيه قال:

«كنت رجلاً فارسياً من أهل أصبهان من أهل قرية منها يقال لها: جي، وكان أبي دهقان قريته، وكنت أحب الخلق إليه، فلم يزل به حبه إياي حتى حبسني في بيته - أي ملازم النار - كما تحبس الجارية، وأجهدت في المجوسية حتى كنت قط-ن الن-ار ال-ذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة، قال: وكانت لأبي ضيعة عظيمة، قال: فشغل في بنيان له يوماً فقال لي: يا بني، إني قد شغلت في بنيان هذا اليوم عن ضيعتي، فاذهب فاطلعها وأمرني فيها ببعض ما يريد، فخرجت أريد ضيعته، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون، وكنت لا أدري ما أمر الناس لحبس أبي إياي في بيته، فلما مررت بهم وسمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون.

قال: فلما رأيتهم أعجبني صلاتهم ورغبت في أمرهم، وقلت: هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه، فو الله ما تركتهم حتى غربت الشمس، وتركت ضيعة أبي ولم آنها فقلت لهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: بالشام، قال: ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلته عن عمله كله، قال: فلما جئته قال: أي بني أين كنت ؟ ألم أكن عهدت إليك ما عهدت؟

:قال قلت يا أبت مررت بناس يصلون في كنيسة لهم، فأعجبني ما رأيت من دينهم، فو الله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس، قال: أي بني، ليس في ذلك الدين

ص: 159

خير، دينك ودين آبائك خير منه، قال: قلت: كلا والله، إنه خير من ديننا، قال: فخافني فجعل في رجلي قيداً ثم حبسني في بيته، قال وبعثت إلى النصارى فقلت لهم: إذا قدم عليكم ركب من الشام تجار من النصارى فأخبروني بهم قال فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى، قال: فأخبروني بهم قال فقلت لهم إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني بهم، قال: فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم، فألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام، فلما قدمتها قلت: من أفضل أهل هذا الدين ؟ قالوا: الأسقف في الكنيسة، قال: فجئته فقلت: إني قد رغبت في هذا الدين وأحببت أن أكون معك أخدمك في كنيستك وأتعلم منك وأصلّي معك، قال: فادخل، فدخلت معه قال فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها، فإذا جمعوا إليه منها أشياء اكتنزه لنفسه ولم يعطه المساكين، حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق، قال: وأبغضته بغضاً شديداً لما رأيته يصنع ، ثم مات فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه، فقلت لهم: إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئاً، قالوا: وما علمك بذلك؟ قال: قلت: أنا أدلكم على کنزه، قالوا: فدلنا عليه، قال: فأريتهم ،موضعه قال فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهباً وورقاً، قال: فلما رأوها قالوا: والله لا ندفنه أبداً، فصلبوه ثم رجموه بالحجارة، ثمّ جاؤوا برجل آخر فجعلوه بمكانه.

قال: يقول :سلمان فما رأيت رجلاً لا يصلّي الخمس أرى أنه أفضل منه أزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أدأب ليلاً ونهاراً منه، قال فأحببته حباً لم أحبه من قبله وأقمت معه زماناً، ثم حضرته الوفاة، فقلت له: يا فلان إنّي كنت معك وأحببتك حباً لم أحبه من قبلك، وقد حضرك ما ترى من أمر الله، فإلى من توصي بي، وما تأمرني؟ قال: أي بني، والله ما أعلم أحداً اليوم على ما كنت عليه، لقد هلك الناس ويدلوا، وتركوا

ص: 160

أكثر ما كانوا عليه إلا رجلاً بالموصل وهو فلان، فهو على ما كنت عليه، فالحق به قال فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل، فقلت له يا فلان إن فلاناً أوصاني عند موته أن ألحق بك، وأخبرني أنك على أمره، قال: فقال لي : أقم عندي، فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه، فلم يلبث أن مات، فلما حضرته الوفاة قلت له: يا فلان، إنّ فلاناً أوصى بي إليك وأمرني باللحوق بك وقد حضرك من الله (عزَّ و جلَّ) ما ترى، فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال: أي بني، والله ما أعلم رجلاً على مثل ما كنا عليه إلا رجلاً بنصيبين، وهو فلان فالحق به.

قال: فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين فجئته فأخبرته بخبري وما أمرني به صاحبي قال: فأقم عندي فأقمت عنده فوجدته على أمر صاحبيه فأقمت مع خير رجل، فو الله ما لبث أن نزل به الموت، فلما حضر قلت له يا فلان إن فلاناً كان أوصى بي إلى فلان ثم أوصى بي فلان إليك، فإلى من توصي بي وما تأمرني؟ قال: أي بني والله ما نعلم أحداً بقي على أمرنا أمرك أن تأتيه إلا رجلاً بعمورية، فإنّه بمثل ما نحن عليه، فإن أحببت فأته، قال: فإنّه على أمرنا، قال: فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية وأخبرته خبري فقال: أقم عندي، فأقمت مع رجل على هدي أصحابه وأمرهم، قال: واكتسبت حتى كان لي بقرات وغنيمة، قال: ثمّ نزل به أمر الله، فلما حضر قلت له: يا فلان إنّي كنت مع فلان فأوصى بي فلان إلى فلان وأوصى بي فلان إلى فلان ثمّ أوصى بي فلان إليك، فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال: أي بني والله ما أعلمه أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجراً إلى أرض بين حرتين بينهما نخل به علامات لا تخفى، يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل.

قال: ثم مات ،وغيب فمكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث، ثم مر بي نفر من كلب

ص: 161

تجاراً، فقلت لهم تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه؟ قالوا: ،تعم، فأعطيتهموها وحملوني، حتى إذا قدموا بي وادي القرى ظلموني فباعوني من رجل من يهود [عبد]، فكنت عنده، ورأيت النخل ورجوت أن تكون البلد الذي وصف لي صاحبي ولم يحق لي في [نفسي]، فبينما أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة من بني قريظة فابتاعني منه فاحتملني إلى المدينة فو الله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي، فأقمت بها، وبعث الله رسوله فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق، ثم هاجر إلى المدينة، فو الله إنّي لفي رأس عذق لسيدي أعمل فيه بعض العمل وسيدي جالس إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال: فلان قاتل الله بني قيلة، والله إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي، قال: فلما سمعتها أخذتني العرواء حتى ظننت سأسقط على سيدي.

قال ونزلت عن النخلة فجعلت أقول لابن عمه ذلك: ماذا تقول؟ ماذا تقول؟ قال: فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة، ثم قال : ما لك ولهذا؟ أقبل على عملك، قال: قلت: لا شيء، إنّما أردت أن أستثبت عما قال، وقد كان عندي شيء قد جمعته، فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو بقباء، فدخلت عليه فقلت له: قد بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة، وهذا شيء كان عندي فرأيتكم أحق به من غيركم، قال: فقربته إليه، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لأصحابه : كلوا وأمسك يده فلم يأكل، قال: فقلت في نفسي هذه واحدة، ثم انصرفت عنه، فجمعت شيئاً، وتحول رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى المدينة، ثم جئت به فقلت: إني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها، قال: فأكل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) منها وأمر أصحابه فأكلوا معه، قال: فقلت في نفسي هاتان اثنتان، ثم جئت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو يبقيع الغرقد قال: وقد تبع جنازة من أصحابه عليه شملتان له وهو جالس في أصحابه، فسلمت عليه ثم استدرت

ص: 162

أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي، فلما رآني رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) استدرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي قال فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته، فانكببت عليه أقبله وأبكي، فقال لي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : تحول، فتحولت فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس قال: فأعجب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يسمع ذلك أصحابه، ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بدر وأحد، قال: ثم قال لي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : کاتب یا سلمان فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أجيبها له بالفقير (1) وبأربعين أوقية، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لأصحابه أعينوا أخاكم، فأعانوني بالنخل الرجل بثلاثين ودية، والرجل بعشرين، والرجل بخمس عشرة، والرجل بعشر -يعني: الرجل بقدر ما عنده حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية، فقال لي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : اذهب يا سلمان ففقر لها، فإذا فرغت فائتني أكون أنا أضعها بيدي، ففقرت لها وأعانني أصحابي، حتى إذا فرغت منها جئته فأخبرته، فخرج رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) معي إليها فجعلنا نقرب له الودي ويضعه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بيده فو الذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة، فأديت النخل وبقي علي المال فأتى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المغازي، فقال: ما فعل الفارسي المكاتب؟ قال: فدعيت له، فقال: خذ هذه فآد بها ما عليك يا سلمان فقلت: وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟ قال: خذها، فإنّ الله (عزَّ و جلَّ) سيؤدي بها عنك.

قال: فأخذتها فوزنت لهم منها والذي نفس سلمان بيده أربعين أوقية، فأوفيتهم حقهم وعتقت ، فشهدت مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الخندق، ثمّ لم يفتني معه مشهد.» (2)

ص: 163


1- كذا في المصدر والأصل، وفي المصادر الحديثية : ( أحييها له بالفقير) وفقرت الأرض إذا حفرتها، وفي النهاية فقير الأرض: حفرة تحفر للفسيلة إذا حولت لتغرس فيها.
2- قطن النار: المقيم عندها لا يفارقها وهو من قولك: قطن فلان بالمكان إذا أوطنه وأقام به، يقطن قطنا فهو قاطن وقطن نصيبين وهي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على حادة القوافل من الموصل إلى الشام وفيها وفي قراها على ما يذكر أهلها أربعون ألف ،بستان بينها وبين سنحار تسعة فراسخ، وبينها وبين الموصل سنة أيام وبين دنيسر يومان عشرة فراسخ وعليها سور كانت الروم بنته وأتمه أنوشروان الملك عند فتحه إياها. والعرواء نفضة نصيب المريض وغيره الودي: هو صغار النخل، واحدتها ودية

3225 - [344/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا يعقوب حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثنا يزيد بن أبي حبيب عن رجل من بني عبد القيس، عن سلمان الخير قال: لما قلت:

«وأين تقع هذه من الذي علي يا رسول الله ؟ أخذها رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقلبها على لسانه، ثمّ قال: خذها فأوفهم منها فأخذتها فأوفيتهم منها حقهم كله أربعين أوقية».

(المنتخب من حديث سويد بن مقرن)

3226 - [344/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا حصين عن هلال بن يساف

«أنّ رجلاً كان نازلاً في دار سويد بن مقرن قال: فلطم خادماً، قال: فغضب سويد فقال: أما وجدت إلا حر وجهه، ولقد رأيتني ونحن سابع سبعة من ولد مقرن، وما لنا خادم إلا واحد عمد إليه واحد ،فاطمه، فأمرنا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إذا رجعنا أن نعتقه، فأعتقناه».

(المنتخب من حديث عبد الله بن سلام)

3227 –[ 451/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي ، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن عوف، حدّثنا زرارة قال: قال عبد الله بن سلام ح وحدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا ،عوف عن زرارة، عن عبد الله بن سلام قال:

«لما قدم النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) انجفل الناس عليه ، فكنت فيمن انجفل، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته يقول: أفشوا السلام

ص: 164

وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام».

(المنتخب من حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة)

3228 - 453/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يزيد أنبأنا الوليد - يعني ابن عبد الله بن جميع - عن أبي الطفيل قال:

«لما أقبل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من غزوة تبوك أمر منادياً فنادى: أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أخذ العقبة فلا يأخذها أحد، فبينما رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقوده حذيفة ويسوق به عمار إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل غشوا عماراً وهو يسوق برسول الله ، وأقبل عمار يضرب جوه الرواحل، فقال رسول الله علي الحذيفة : قدقد حتى هبط رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فلما هبط رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) نزل ورجع عمار، فقال: يا عمار هل عرفت القوم؟ فقال: قد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون، قال: هل تدري ما أرادوا؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: أرادوا أن ينفروا برسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فيطرحوه قال: فساب عمار رجلاً من أصحاب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال: نشدتك بالله كم تعلم كان أصحاب العقبة؟ فقال: أربعة عشر، فقال: إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر، فعدد (1)رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) منهم ثلاثة قالوا والله ما سمعنا منادي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وما علمنا ما أراد القوم، فقال عمار: أشهد أن الاثني عشر الباقين حرب الله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.

قال الوليد وذكر أبو الطفيل في تلك الغزوة: أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال للناس - وذكر له أن في الماء قلة - فأمر رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) منادياً فنادى أن لا يرد الماء أحد قبل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ، فورده رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فوجد رهطا قد وردوه قبله، فلعنهم رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يومئذ.» (2)

ص: 165


1- في الأصل: (فعلر)
2- قدقد: أي حسي

3222 – [454/25] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا معروف المكي قال سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة قال:

«رأيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأنا غلام شاب يطوف بالبيت على راحلته يستلم الحجر بمحجنه».

(حديث نوفل الأشجعي)

3230 – [456/5] حدّثنا عبد الله، حدّثنی أبي حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل الأشجعي، عن أبيه قال:

«دفع إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ابنة أم سلمة وقال: إنّما أنت ظئري قال : فمكث ما شاء الله ثم أتيته، فقال: ما فعلت الجارية أو الجويرية - ؟ قال: قلت: عند أمها، قال جيء ما جئت؟ قال: قلت: تعلمني ما أقول عند منامي، فقال: اقرأ عند منامك وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) (1) قال : ثم تم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك». (2))

يقول الفقير إلى الله الغني محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني:

هذا تمام ما انتخبته من الجزء الخامس من الطبعة الأولى من مسند أبي عبد الله أحمد ابن حنيل، وقد اتفق الفراغ بعون الله تعالى في آخر شهر ربيع الأول من سنة 1376 من الهجرة المقدسة بمشهد سيدي ومولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه وعلى محبيه أفضل الصلاة والسلام

ص: 166


1- سورة الجحد: 1
2- قوله (هذه ظئري): الظئر سواء في الذكر والأنثى من الناس. وفي الحديث: ذكر ابنه إبراهيم فقال: «إنّ له ظئراً في الجنة»، الظئر: المرضعة غير ولدها، ومنه حديث سيف القين: ظئر إبراهيم ابن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) والصلاة، وهو زوج مرضعته

فهرس الكتاب

ص: 167

ص: 168

فهرس الكتاب

مقدمة...3

تابع مسند البصريين...5

المنتخب من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده...7

المنتخب من حديث الأعرابي عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )...7

حديث رجل عن النبي...8

المنتخب من حديث سمرة بن جندب...8

المنتخب من حديث أبي المليح عن أبيه...11.

المنتخب من حديث رجال من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ...11

المنتخب من حديث معقل بن يسار...12

بقية حديث قتادة بن ملحان...12

حديث أعرابي...13

المنتخب من حديث زهير بن عثمان...13

المنتخب من حديث أنس بن مالك أحد بني كعب... 14

حديث أبي بن مالك...14

ص: 169

المنتخب من حديث العداء بن خالد بن هوذة...14

المنتخب من حديث رافع بن عمرو المزني...15

حديث رجل من الأنصار...16

المنتخب من حديث جارية بن قدامة...16

المنتخب من حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث بن كلدة...16

المنتخب من بقية حديث مالك بن الحويرث...22

المنتخب من حديث عبد الله بن مغفل المزني...23

المنتخب من حديث رجال من الأنصار...23

حديث من سمع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ...24

المنتخب من حديث صعصعة بن معاوية...24

المنتخب من حديث قبيصة بن مخارق عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ...24

حديث أبي غادية عن النبي(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ...25

حديث عم أبي حرة الرقاشي عن عمّه...25

حديث رجل من قيس...27

المنتخب من حديث أسامة الهذلي...27

المنتخب من حديث أبي زيد الأنصاري...28

حديث رجل من أهل البادية...28

حديث رجل...29

حديث أبي سود...29

المنتخب من حديث الجارود العبدي...29

ص: 170

المنتخب من حديث قتادة بن ملحان...29

المنتخب من حديث عبد الله بن سرجس...30

المنتخب من حديث جابر بن سمرة...31

المنتخب من حديث عمرو بن يثربي عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ...41

المنتخب من مسند الأنصار...43

المنتخب من حديث أبي المنذر أبي بن كعب...45

المنتخب من حديث رافع بن رفاعة عن أبي بن كعب... 45

المنتخب من حديث الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه ... 46

المنتخب من حديث المشايخ عن أبي بن كعب... 47

المنتخب من حديث أبي ذر الغفاري (رضي الله تعالى عنه)...48

المنتخب من حديث زيد بن ثابت عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)...58

المنتخب من حديث زيد بن خالد الجهني...59

المنتخب من باقي حديث أبي الدرداء...60

المنتخب من حديث أسامة بن زيد حب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )...63

المنتخب من حديث الأشعث بن قيس الكندي...64

المنتخب من حديث خزيمة بن ثابت...64

المنتخب من حديث أبي واقد الليثي...66

المنتخب من حديث سفيان بن أبي زهير...67

المنتخب من حديث أبي عبد الرحمن سفينة...67

المنتخب من حديث عبد الله بن حنظلة...68

ص: 171

المنتخب من حديث مالك بن عبد الله الخثعمي...68

المنتخب من حديث معاذ بن جبل...68

المنتخب من حديث أبي أمامة الباهلي...74

حديث امرأة من الأنصار...84

حديث سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أمه...84

حديث أزواج النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)...85

حديث عبد الله بن مغفل المزني...85

حديث رجل...85

المنتخب من حديث أبي مسعود...86

المنتخب من حديث ثوبان...87

المنتخب من حديث سعد بن عبادة...91

المنتخب من حديث أبي عبد الرحمن الفهري...91

حديث جعفر بن أبي طالب...92

المنتخب من حديث خالد بن عرفطة...96

المنتخب من حديث عبد الله بن سعد...96

المنتخب من حديث أبي قتادة الأنصاري...97

المنتخب من حديث عبادة بن الصامت...98

المنتخب من حديث أبي مالك...103

المنتخب من حديث أبي زيد عمرو بن أخطب...106

المنتخب من حديث أبي مالك الأشعري...106

ص: 172

المنتخب من حديث بريدة الأسلمي...107

المنتخب من أحاديث رجال من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ...118

المنتخب من حديث رجل...124

المنتخب من حديث شيخ من بني سليط...125

المنتخب من حديث يحيى بن حصين...126

المنتخب من حديث امرأة...126

المنتخب من حديث حذيفة بن اليمان...127

المنتخب من حديث رجل من الأنصار...134

حديث رجل من بني غفار...134

حديث رجل من الأنصار...134

حديث رجل من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ...135

حديث رجل من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ...135

حديث رجل من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ...135

حديث رجل...136

حديث رجل...137

المنتخب من حديث أبي أيوب الأنصاري...137

المنتخب من حديث أبي حميد الساعدي...145

المنتخب من حديث طخفة الغفاري...148

المنتخب من حديث محمود بن لبيد...150

حديث رجل من الأنصار...151

ص: 173

حديث نوفل بن معاوية...151

حديث رجل من الأنصار...152

حديث رجل من بني حارثة...152

المنتخب من حديث رجل من أسلم...152

المنتخب من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صغير...152

المنتخب من حديث كعب بن عاصم الأشعري...153

حديث رجل من الأنصار...154

المنتخب من حديث محيصة بن مسعود...154

حدیث سلمة بن صخر البياضي...154

المنتخب من حديث سلمان الفارسي...155

المنتخب من حديث سويد بن مقرن...164

المنتخب من حديث عبد الله بن سلام...164

المنتخب من حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة...165

حديث نوفل الأشجعي...166

فهرس الكتاب...167

ص: 174

المجلد 6

هوية الکتاب

منشورات

مکتبة و دار مخطوطات

العباسية المقدسة

سند الخصام

في ما انتُخِب مِنْ مُسنَد الإمام احمد بن حنبل

تأليف

الحجة الشيخ شير محمّد بن صفر على الهمداني

1302 - 1390ھ

الجزء السّادس

تحقيق

أحمد على مجيد الحلى

صودق عليه من قبل

وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة

ص: 1

اشارة

العتبة العباسية المقدسة

قسم الشؤون الفكرية و الثقافية/شعبة المكتبة

كربلاء المقدسة، ص.ب (233)/هاتف: 222600، داخلی: 251

www.alkafeel.net

library@alkafeel.net

abbas_library@yahoo.com

BP

11A

23 ألف/

5019م

الهمداني جورقاني، شير محمد بن صفر علي، 1302-1390 ق.

سند الخصام في ما انتخب من مسند الامام/ تأليف شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني؛ تحقيق وحدة التحقيق في مكتبة و دار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، أحمد علي مجيد الحلي-كربلاء: مكتبة و دار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، 1430 ق- 2009م.

7ج.

المندرجات. - ج 7- المستدرك على حديث السقيفة.

المصادر.

1. ابن حنبل، احمد بن محمد، 164- 241 ق. مسند الإمام أحمد بن حنبل- مختصر. 2. أحاديث أهل السنة- القرن 3 ق. 3. الأربعة عشر معصوم-فضائل-أحاديث أهل السنة. 4. الصحابة-فضائل- أحاديث أهل السنة- القرن 3 ق. 5. أحاديث أحكام. 6. فاطمة الزهراء (سلام الله علیها)، 13؟ قبل الهجرة-11 ق. -تعقيب و إيذاء أحاديث. 7. الهمداني جورقاني، شير محمد بن صفر علي، 1302- 1390 ق. سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام-تتمة. 8. سقيفة بني ساعدة-أحاديث. ألف. ابن حنبل، أحمد بن محمد، 164-241 ق. مسند الإمام أحمد بن حنبل. اختصار. ب. الهمداني جورقاني، شير محمد بن صفر علي، 1302- 1390 ق. المستدرك على حديث السقيفة، ج. وحدة التحقيق في مكتبة و دار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة. د. الحلي، أحمد علي، 1391- ق.، محقق. ھ. عنوان. و. عنوان: مسند الإمام أحمد بن حنبل. اختصار. ز. سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام-تتمة. ح. عنوان: المستدرك على حديث السقيفة.

تصنيف مكتبة العتبة العباسية المقدسة وفق المنظام العالمي (L.C.C)

الكتاب: سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام/الجزء السادس.

المؤلف: شير محمد الهمداني الجورقاني قدّس سرّه.

التحقيق: وحدة التحقيق في مكتبة و دار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

المحقق: أحمد علي مجيد الحلي.

الناشر: مكتبة و دار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

الإخراج الطباعي و التصميم: عدي الأسدي، رائد الأسدي.

المطبعة: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/كربلاء المقدسة-العراق/بيروت-لبنان.

الطبعة: الأولى.

عدد النسخ: 1000.

التاريخ: ربيع الأول 1430 ھ-آذار 2009م.

ص: 2

مقدمة

اشارة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين و صلّى الله على محمّد و آله الطاهرين، يقول الفقير إلى الله الغني شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذه أحاديث شريفة انتخبتها من الجزء السادس من الطبعة الأولى من مسند الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل، و أوردتها كما أوردها.

ص: 3

ص: 4

[بقية المنتخب من مسند الأنصار]

[المنتخب من حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه]:

3231- [2/6] حدّثنا عبد الله، حدثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمّد ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن المقداد بن الأسود قال:

«قال لي علي: سل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن الرجل يلاعب أهله فيخرج منه المذي من غير ماء الحياة، فلولا أنّ ابنته تحتي لسألته، فقلت: يا رسول الله، إنّ الرّجل يلاعب أهله فيخرج منه المذي من غير ماء الحياة؟ قال: يغسل فرجه و يتوضأ وضوءه للصلاة».

3232- [2/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا حماد ابن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن المقداد بن الأسود قال:

«قدمت أنا و صاحبان لي على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فأصابنا جوع شديد، فتعرضنا للناس فلم يضفنا أحد، فانطلق بنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى منزله و عنده أربع أعنز، فقال لي: يا مقداد، جزئ ألبانها بيننا أرباعاً، فكنت أجزئه بيننا أرباعاً، فاحتبس رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ذات ليلة، فحدّثت نفسي أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قد أتى بعض الأنصار فأكل حتّى شبع و شرب حتّى روي فلو شربت نصيبه، فلم أزل كذلك حتّى قمت إلى نصيبه فشربته ثمّ غطيت القدح، فلما فرغت أخذني ما قدم و ما حدث، فقلت: يجيء رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم جائعاً و لا يجد شيئاً، فتسجيت و جعلت أحدّث نفسي، فبينا أنا كذلك إذ دخل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تسليمة يسمع اليقظان و لا يوقظ النائم، ثمّ أتى القدح فكشفه فلم ير

ص: 5

شيئاً، فقال: اللّهمّ أطعم من أطعمني، و اسق من سقاني، و اغتنمت الدعوة، فقمت إلى الشفرة فأخذتها، ثمّ أتيت الأعتز فجعلت اجتسها أيها أسمن، فلا تمر يدي على ضرع واحدة إلا وجدتها حافلاً، فحلبت حتّى ملأت القدح، ثمّ أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقلت اشرب يا رسول الله، فرفع رأسه إليّ فقال: بعض سوآتك يا مقداد، ما الخبر؟ قلت: اشرب ثمّ الخبر، فشرب حتّى روي، ثمّ ناولني فشربت، فقال: ما الخبر؟ فأخبرته، فقال: هذه بركة نزلت من السماء، فهلا أعلمتني حتّى نسقي صاحبينا، فقلت: إذا أصابتني و إيّاك البركة فما أبالي من أخطأت».

[حديث الوليد بن الوليد]

3233- [6/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن يحيى بن حبان، عن الوليد بن الوليد أنّه قال:

«يا رسول الله إني أجد وحشة، قال: فإذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التّامات من غضبه و عقابه، و شرّ عباده، و من همزات الشياطين و أن يحضرون، فإنّه لا يضرك، و بالحري أن لا يقربك».

[المنتخب من حديث سعد بن عبادة]

3234- [7/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجّاج قال: سمعت شعبة يحدّث عن قتادة قال: سمعت الحسن يحدّث عن سعد بن عبادة:

«أنّ أمه ماتت، فقال لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إنّ أمّي ماتت، أفأتصدّق عنها؟ قال: نعم، قال: فأيّ الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء، قال: فتلك سقاية آل سعد بالمدينة».

قال شعبة: فقلت لقتادة: من يقول تلك سقاية آل سعد؟ قال: الحسن

ص: 6

[المنتخب من حديث أبي بصرة الغفاري]

3235- [7/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا شيبان، عن عبد الملك، عن عمر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام أنّه قال:

«لقي أبو بصرة الغفاري أبا هريرة و هو جاء من الطور، فقال: من أين أقبلت؟ قال: من الطور، صلّيت فيه، قال: أما لو أدركتك قبل أن ترحل إليه ما رحلت، إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول : لا تشد الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد الحرام، و مسجدي هذا، و المسجد الأقصى».

يقول شير محمّد: رواه ابن بابويه في كتاب (الخصال) عن أمير المؤمنين علیه السّلام أنّه قال: «لا تشد الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، و مسجد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و مسجد الكوفة».(1)

[بقية حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه]

3236- [8/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عبد الله، حدّثنا محمّد ابن فضيل بن غزوان، حدّثنا محمّد بن سعد الأنصاري قال: سمعت أبا ظبية الكلاعي يقول: سمعت المقداد بن الأسود يقول:

«قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لأصحابه: ما تقولون في الزّنا؟ قالوا: حرّمه الله و رسوله فهو

حرام إلى يوم القيامة، قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لأصحابه: لأن يزني الرّجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره، قال: فقال: ما تقولون في السرقة؟ قالوا:

ص: 7


1- الخصال: 143.

حرّمها الله و رسوله فهي حرام، قال: لأن يسرق الرّجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره».

[المنتخب من حديث أبي رافع]

3237- [8/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن الحجاج، أنبأنا حاتم بن إسماعيل، عن محمّد بن عجلان، عن عباد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي غطفان، عن أبي رافع قال:

«ذبحنا لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم شاة، فأمرنا فعالجنا له شيئاً من بطنها، فأكل ثمّ قام فصلّى و لم يتوضّاء».(1)

3238- [8/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا سفيان، عن مخول، عن رجل، عن أبي رافع قال:

«نهى النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أن يصلّي الرجل و رأسه معقوص».(2)

3239- [8/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الجبار بن محمّد الخطابي، حدّثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، أنّ بكير بن عبد الله حدّثه، عن الحسن ابن علي بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده أبي رافع قال:

«بعثتني قريش إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، قال: فلمّا رأيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم وقع في قلبي الإسلام. فقلت: يا رسول الله، لا أرجع إليهم، قال: إنّي لا أخيس بالعهد، و لا أخيس البر(3)، و ارجع إليهم، فإن كان في قلبك الذي فيه الآن فارجع».

قال بكير: و أخبرني الحسن أنّ أبا رافع كان قبطياً.(4)

ص: 8


1- المراد بالوضوء هنا غسل اليدين.
2- العقص: إدخال أطراف الشعر في أصوله أي جمعه.
3- كذا و في المصادر: (و لا أحبس البرد): أي الرسل.
4- لا أخيس: أي لا أنقض.

3240- [8/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن محمّد ابن إسحاق قال: حدّثني عبد الله بن حسن، عن بعض أهله، عن أبي رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال :

«خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم برايته، فلمّا دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضرب رجل من يهود(1) فطرح ترسه من يده، فتناول علي باباً كان عند الحصن فترس به نفسه، فلم يزل في يده و هو يقاتل حتّى فتح الله عليه، ثمّ ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نفر معي سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فيما نقلبه».

3241- [8/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، حدّثني عبد الرحمن بن أبي رافع، عن عمته، عن أبي رافع قال:

«صنع لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم شاة مصليّة فأتي بها، فقال لي: يا أبا رافع ناولني الذراع فناولته، فقال لي: يا أبا رافع ناولني الذراع فناولته، ثم قال: يا أبا رافع ناولني الذراع فقلت: يا رسول الله، و هل للشاة إلّا ذراعان؟! فقال: لو سكتّ لناولتني منها ما دعوت به قال و كان رسول الله يعجبه الذراع».(2)

3242- 8/66] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا حسين، حدثنا شريك، عن عبد

الله ابن محمد، عن علي بن حسين، عن أبي رافع قال:

ضحى رسول الله له بكبشين أملحين موجبين(3) خصيين، فقال: أحدهما عمّن شهد بالتوحيد و له بالبلاغ، و الآخر عنه و عن أهل بيته».

قال: فكان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قد كفانا(4)

ص: 9


1- كذا، و الصحيح: رجل من اليهود.
2- شاة مصليّة: أي شاة مشوية.
3- كذا وفي المصادر الحديثية: (موجوعين).
4- الأملح: الأبيض النقي البياض و قيل ما فيه بياض و سواد و لأبيض أغلب. و الموجوء: مادق عروق خصيتيه من غير أن يخرجهما. و الخصي: الذي سلت بيضتاه.

3243- [8/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، أنبأنا عبد الرحمن بن أبي رافع، عن عمته سلمى، عن أبي رافع:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم طاف على نسائه في يوم، فجعل يغتسل عند هذه و عند هذه،

فقيل: يا رسول الله، لو جعلته غسلاً واحداً، قال: هذا أزكى و أطيب و أطهر»

3244- [8/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي رافع، عن أبي رافع قال: «مرّ عليّ الأرقم الزهري -أو ابن أبي الأرقم- و استعمل على الصدقات، قال: فاستتبعني، قال: فأتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فسألته عن ذلك؟ فقال: يا أبا رافع، إنّ الصدقة حرام على محمّد و على آل محمّد، إنّ مولى القوم من أنفسهم».

3245- [9/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: قال محمّد -يعني بن إسحاق- فحدّثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة قال: قال أبو رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«كنت غلاماً للعباس بن عبد المطلب، و كان الإسلام قد دخلنا فأسلمت و أسلمت أم الفضل، و كان العباس قد أسلم و لكنّه كان يهاب قومه و كان يكتم إسلامه، و كان أبو لهب عدوّ الله قد تخلف عن بدر و بعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة، و كذلك كانوا صنعوا، لم يتخلّف رجل إلّا بعث مكانه رجلاً... الحديث».

3246- [9/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر و حسين بن محمّد، قالا: حدّثنا شريك، عن عاصم، عن عبيد الله، عن علي بن حسين، عن أبي رافع، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«كان إذا سمع المؤذّن قال مثل ما يقول، حتّى إذا بلغ حيّ على الصّلاة، حيّ

ص: 10

على الفلاح، قال: لا حول و لا قوة إلا بالله».

3247- [9/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى و عبد الرّحمن، عن سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه قال:

«رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أذّن في أذني الحسن حين ولدته فاطمة بالصلاة».

3248- [10/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا محمّد بن جعفر وبهز، قالا: حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي رافع، عن أبي رافع:

« أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بعث رجلا من بني مخزوم على الصّدقة، فقال لأبي رافع: اصحبني كيما تصيب منها، قال: لا، حتّى آتي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأسأله، فانطلق إلى النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فسأله، فقال: الصّدقة لا تحلّ لنا، و إنّ مولى القوم من أنفسهم».

[المنتخب من حديث صهيب]

3249- [15/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا عبد الرّحمن بن المهدي، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«عجبت من قضاء الله للمؤمن، إنّ أمر المؤمن كلّه خير، و ليس ذلك إلّا للمؤمن، إن أصابته سرّاء فشكر كان خيراً له، و إن أصابته ضرّاء فصبر كان خيراً له».

3250- [15/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إذا دخل أهل الجنّة الجنّة نودوا: يا أهل الجنّة إنّ لكم عند الله موعداً لم تروه، فقالوا: و ما هو؟ ألم يبيّض وجوهنا، و يزحزحنا عن النّار، و يدخلنا الجنّة؟! قال: فيكشف الحجاب، قال: فينظرون إليه، فو الله ما أعطاهم الله شيئاً أحبّ إليهم

ص: 11

منه، ثم قرأ: «للذينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزَيَادَةٌ»(1)»

و قال مرة: إذا دخل أهل الجنة.

3251- [16/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن المهدي، عن زهير، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل، عن حمزة بن صهيب:

«أنّ صهيباً كان يكنّى أبا يحيى، و يقول أنّه من العرب، و يطعم الطعام الكثير، فقال له عمر: يا صهيب، ما لك تكنّى أبا يحيى و ليس لك ولد؟ و تقول إنّك من العرب؟ و تطعم الطعام الكثير و ذلك سرف في المال؟ فقال صهيب: إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم له كنّاني أبا يحيى، و أمّا قولك في النسب فأنا رجل من النمر بن قاسط من أهل الموصل و لكني سبيت غلاماً صغيراً قد غفلت أهلي و قومي، و أمّا قولك في الطعام فإنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يقول : خياركم من أطعم الطعام و ردّ السلام، فذلك الذي يحملني على أن أطعم الطعام».

[المنتخب من مسند فضالة بن عبيد الأنصاري]

3252- [18/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبد الرحمن المقري، حدّثنا حيوة، قال أخبرني أبو هاني حميد بن هانئ، عن عمرو بن مالك الجبني، حدّثني أنه سمع فضالة بن عبيد صاحب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:

«سمع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم رجلاً يدعو في الصّلاة و لم يذكر الله عزّ و جلّ و لم يصلّ على

النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: عجِل هذا، ثمّ دعاه، فقال له و لغيره: إذا صلّى أحدكم فليبدأ بتحميد ربّه و الثّناء عليه، ثمّ ليصلّ على النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم، ثمّ ليدع بعد بما شاء».

ص: 12


1- سورة يونس: 26

3253- [20/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثني أبو هانیٴ، عن أبي علي، عن فضالة بن عبيد: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«يسلّم الراكب على الماشي، و الماشي على القاعد، و القليل على الكثير».

3254- [20/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا معاوية بن عمرو، حدّثنا رشدين قال: حدّثني معاوية بن سعيد التجيبي، عمّن حدّثه، عن فضالة بن عبيد، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

«العبد» آمن من عذاب الله عزّ و جلّ ما استغفر الله عزّ و جلّ».

3255- [21/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق قال: حدّثنا عبد الله قال: أنبأنا ليث قال: أخبرني أبو هانئ الخولاني، عن عمرو بن مالك الجبني قال: حدّثني فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في حجة الوداع:

«ألا أخبركم بالمؤمن! من أمنه الناس على أموالهم و أنفسهم، و المسلم من سلم الناس من لسانه و يده و المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله و المهاجر من هجر الخطايا و الذنوب».

3256- [21/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعمر بن بشير قال: حدّثنا عبد الله قال: أنبأنا رشدين بن سعد قال: حدّثني أبو هانیٴ الخولاني، عن عمرو بن مالك الجبني: أنّ فضالة بن عبيد و عبادة بن الصامت حدّثاه : أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «إذا كان يوم القيامة و فرغ الله تعالى من قضاء الخلق، فيبقى رجلان فيؤمر بهما إلى النار، فيلتفت أحدهما، فيقول الجبار تبارك اسمه: ردّوه، فيردّوه، فيقال له: لم التفتّ يعني؟ فيقول: قد كنت أرجو أن تدخلني الجنّة، قال: فيؤمر به إلى الجنة، قال: فيقول: لقد أعطاني ربي عزّ و جلّ حتّى لو أني أطعمت أهل الجنّة ما نقص ذلك مما عندي شيئاً».

قالا: و كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا ذكره يرى السرور في وجهه

ص: 13

[المنتخب من حديث عوف بن مالك الأشجعي الأنصاري]

3257- [25/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا صفوان قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك قال:

«انطلق النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يوماً و أنا معه، حتّى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيد لهم، فكرهوا دخولنا عليهم، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: يا معشر اليهود، أنبأنا(1) اثنا عشر رجلاً يشهدون أنّه لا إله إلا الله و أنّ محمداً رسول الله يحبط(2) الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي غضب عليه، قال: فأسكتوا(3)، ما به(4) منهم أحد، ثمّ ردّ عليهم، فلم يجبه أحد، ثمّ ثلّث، فلم يجبه أحد، فقال: أبيتم، فو الله إنّي لأنا الحاشر، و أنا العاقب، و أنا النبي المصطفى آمنتم أو كذبتم ثمّ انصرف و أنا معه، حتّى إذا كدنا أن نخرج نادى رجل من خلفنا: كما أنت محمّد قال: فأقبل، فقال ذلك الرجل: أيّ رجل تعلمون فيكم يا معشر اليهود؟ قالوا: و الله ما نعلم أنّه كان فينا رجل أعلم بكتاب الله منك، و لا أفقه منك، و لا من أبيك قبلك، و لا من جدك قبل أبيك، قال: فإنّي أشهد له بالله أنّه نبيّ الله الّذي تجدونه في التوراة، قالوا كذبت، ثمّ ردّوا عليه قوله، و قالوا فيه شراً، قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: كذّبتم، لن يقبل قولكم، أمّا آنفا فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم و لمّا آمن كذبتموه و قلتم فيه ما قلتم فلن يقبل قولكم، قال: فخرجنا و نحن ثلاثة: رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و أنا و عبد الله بن سلام، و أنزل الله عزّ و جلّ فيه: «قل

ص: 14


1- كذا، و في مجمع الزوائد (أروني).
2- كذا و في غيره: (يحط).
3- كذا و في غيره (فامسكوا).
4- كذا، و في مجمع الزوائد: (فما أجابه).

أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَ كَفَرْتُمْ بِهِ وَ شَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مثله فَآمَنَ وَ اسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمينَ»(1)».

3258- [29/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن أدم، حدّثنا ابن المبارك، عن صفوان بن عمر، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن عوف بن مالك قال:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا أتاه الفيء قسمه من يومه، فأعطى الأهل حظين، و أعطى العزب حظاً».(2)

[المنتخب من حديث السيدة عائشة]

3259- [29/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عباد بن عباد، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«كان يوم عاشوراء يوم يصومه قريش في الجاهلية، و كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لا يصومه، فلمّا قدم المدينة صامه و أمر بصيامه، فلمّا نزلت فريضة شهر رمضان كان رمضان هو الذي يصومه و ترك يوم عاشوراء ، فمن شاء صامه و من شاء أفطره».

3260- [30/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم قال: أنبأنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن عائشة قالت:

«كان الركبان يمرون بنا و نحن مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم محرمات، فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزنا كشفناه».

3261- [31/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم قال: حدّثنا خالد،

ص: 15


1- سورة الأحقاف: 10.
2- الأهل: الذي له زوجة و عيال.

عن أبي العالية، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول في سجود القرآن: سجد وجهي لمن خلقه و شقّ سمعه و بصره بحوله و قوّته».

3262- [31/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا معتمر، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن ابن الزبير، عن عائشة: أن نبيّ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«لا تحرم المصّة والمصّتان».(1)

3263- [31/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن منصور و يحيى، عن سفيان قال: حدّثني منصور عن إبراهيم، عن عمارة بن عمير، عن عمته، عن عائشة: عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال:

«إنّ أطيب ما أكل الرجل من كسبه، و إنّ ولده من كسبه».

3264- [31/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن الطفاوي قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«ما ضرب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم خادماً له قطّ و لا امرأة له قطّ، و لا ضرب بيده إلّا أن يجاهد في سبيل الله، و ما نيل منه شيء فانتقمه من صاحبه إلا أن تنتهك محارم الله عزّ و جلّ فينتقم الله عزّ و جلّ، و ما عرض عليه أمران أحدهما أيسر من الأخر إلّا أخذ بأيسرهما إلّا أن يكون مأثماً، فإن كان مأثماً كان أبعد الناس منه».

3265- [32/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن معاذة قالت:

«سألت امرأة عائشة: أتقضي الحائض الصلاة؟ فقالت: أحرورية أنت؟! قد كنّا نحيض عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فلا نقضي و لا نؤمر بقضاء».

ص: 16


1- يعني أن المصّة و المصّتان لا تحرمان ما يحرمه الرضاع الكامل.

3266- [32/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن فضيل قال:

حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح قال:

«سئلت عائشة و أم سلمة: أيّ العمل كان أعجب إلى النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ قالتا: ما دام، و إن قلّ».

3267- [34/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

«أعتم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالعشاء حتّى ناداه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: قد نام النساء و الصبيان، فخرج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم...الحديث».

3268- [34/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة قالت:

«لمّا مرض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في بيت ميمونة فاستأذن نساءه أن يمرض في بيتي، فأذنّ له، فخرج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم معتمداً على العباس و على رجل آخر و رجلاه تخطّان في الأرض. و قال عبيد الله: فقال ابن عباس: أتدري من ذلك الرجل؟ هو علي بن أبي طالب، و لكن عائشة لا تطيب لها نفساً، قال الزهري: فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو في بيت ميمونة لعبد الله بن زمعة: مرْ الناس فليصلّوا... الحديث».

3269- [36/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عتاب قال: حدّثنا عبد الله -يعني ابن المبارك- أخبرنا يونس، عن الزهري قال: قالت عمرة بنت عبد الرحمن: عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«تقطع يد السارق في ربع دينار فصاعداً».

3270- [36/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة: أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

ص: 17

«كلّ شراب أسكر فهو حرام».

3271- [37/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«إنّ الله عزّ و جلّ يحبّ الرفق في الأمر كله».

3272- [37/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«الولد للفراش».

3273- [40/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دخل مكة من أعلى مكة و خرج من أسفلها».

3274- [41/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عمارة، عن عمة له، عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إنّ أولادكم من أطيب كسبكم، فكلوا من كسب أولادكم».

3275- [45/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام ابن عروة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«كان في بربرة ثلاث قضيّات، أراد أهلها أن يبيعوها و يشترطوا الولاء، فذكرت ذلك للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: اشتريها فاعتقيها، فإنّما الولاء لمن أعتق، قال: و عتقت، فخيّرها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فاختارت نفسها، قالت: كان الناس يتصدّقون عليها فتهدي لنا، فذكرت ذلك للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: هو عليها صدقة، و هو لكم هديّة، فكلوه».

3276- [46/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا هشام،

ص: 18

حدّثنا عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لمّا بدن و ثقل يقرأ ما شاء الله عزّ و جلّ و هو جالس، فإذا غبر من السورة ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأها ثم سجده».(1)

3277- [46/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم، و أنه أتي بصبي فبال عليه، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: صبّوا عليه الماء صبّا.

3278- [46/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«جاء حمزة الأسلمي إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا رسول الله، إني رجل أسرد الصوم، أفأصوم في السفر؟ قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر».(2)

3279- [47/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، عن محمّد بن إسحاق قال: حدّثني عبد الله بن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«السواك مطهرة للفم مرضاة للرب».

3280- [47/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إنّ من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً و ألطفهم بأهله».

3281- [47/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا ابن

ص: 19


1- بدن الرجل تبدينا إذا أسن.
2- أسرد الصوم: أي أنه كان يواليه و يتابعه و حتّى لو أن ظرفاً قاهراً طارقاً كالسفر طرقه.

جريج قال: أخبرني سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إذا نكحت المرأة بغير أمر مولاها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن أصابها فلها مهرها بما أصاب منها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له».

قال ابن جريج: فلقيت الزهري، فسألته عن هذا الحديث؟ فلم يعرفه. قال: و كان سليمان بن موسى و كان، فأثنى عليه قال عبد الله: قال أبي: السلطان القاضي، لأنّ إليه أمر الفروج والأحكام.

3282- [47/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي قال: أنبأنا إسماعيل قال: أنبأنا علي ابن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إذا قعد بين الشعب الأربع ثمّ ألزق الختان بالختان فقد وجب الغسل».(1)

3283- [49/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا داود بن أبي هند، عن عزرة، عن حميد بن عبد الرحمن، عن سعد بن هشام، عن عائشة قالت:

«كان لنا ستر فيه تمثال طائر، فكان الداخل إذا دخل استقبله، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: يا عائشة، حولي هذا، فإنّي كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا، و كانت له قطيفة كنّا نقول علمها من حرير، فكنّا نلبسها».

3284- [49/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن عبد الرحمن بن عمّار، قال أبي: و كان ثقة، و يقال له: ابن عمّار بن أبي زينب مديني، قال: سمعت القاسم بن محمّد، عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 20


1- الشعب الأربع: يداها و رجلاها.

«فضلت الجماعة على صلاة الفذ خمساً و عشرين».(1)

3285- [50/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، عن هشام عن أبيه، عن عائشة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«إنّ الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء».

3286- [50/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى و وكيع، عن هشام عن أبيه قال: يحيى قال: أخبرني أبي، عن عائشة:

«أنّ هند بنت عتبة قالت: يا رسول الله، إنّ أبا سفيان رجل شحيح، و إنّه لا يعطيني و ولدي ما يكفينا إلّا ما أخذت من ماله و هو لا يعلم، قال: خذي ما يكفيك و ولدك بالمعروف».

3287- [50/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة قالت:

«كان يأتي على آل محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم الشهر ما يوقدون فيه ناراً، ليس إلا التمر و الماء، إلا أن نؤتى باللحم».

3288- [50/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا هشام قال حدّثني أبي، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يعتكف في العشر الأواخر، و يقول: التمسوها في العشر الأواخر -يعني ليلة القدر-».

3289- [51/6]حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا هشام قال: حدّثنا أبي قال: سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 21


1- الفذ: تقدم المعنى في هامش حديث 1406.

«إذا وضع العشاء و أقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء».

3290- [52/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن يحيى، عن رجل، عن عمرة، عن عائشة، عن النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«مازال جبريل علیه السّلام يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه سيورثه»

قال يحيى: أراه سمّى لي أبا بكر بن محمّد، و لكن نسيت أسمه.

3291- [56/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا ابن نمیر حدّثنا هشام عن أبيه، عن عائشة قالت: قال النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان».

3292- [58/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا ابن نمير، حدّثنا سعد بن سعيد قال: أخبرتني عمرة قالت: سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إنّ كسر عظم المؤمن ميتاً مثل كسره حياً».

3293- [58/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا عبيد الله، عن محمّد بن يحيى، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عائشة قالت:

«فزعت ذات ليلة و فقدت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فمددت يدي فوقعت على قدمي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هما منتصبتان و هو ساجد، و هو يقول: أعوذ برضاك من سخطك، و أعوذ بمعافاتك من عقوبتك، و أعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك».

3294- [62/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن فضيل قال: حدّثنا الحجاج ، عن عمرو بن شعيب عن زينب السهمية، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يتوضّأ ثمّ يقبّل و يصلّي و لا يتوضّاء».

ص: 22

3295- [62/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا معاوية بن أبي مزرد، عن يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«الرحم من وصلها وصله الله، و من قطعها قطعه الله».

3296- [63/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا أبو جعفر الرازي، عن محمّد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«ما من رجل تكون له ساعة من اللّيل يقومها فينام عنها إلّا كتب له أجر صلاته، و كان نومه عليه صدقة تصدّق به(1) عليه».

3297- [63/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن منصور، عن موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي، عن مولى لعائشة، عن عائشة قالت:

«ما نظرت إلى فرج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قطّ -أو ما رأيت فرج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قطّ-».

3298- [64/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي زياد قال: سمعت القاسم قال: قالت عائشة: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إنّها جعل الطواف بالبيت و بالصّفا و المروة و رمي الجمار لإقامة ذكر الله عزّ و جلّ».

3299- [64/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا أبان، عن يحيى، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن:

«أنّه دخل على عائشة و هو يخاصم في أرض، فقالت عائشة: يا أبا سلمة، اجتنب الأرض، فإنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: من ظلم قيد شبر من الأرض طوّقه يوم القيامة من سبع أرضين».

3300- [64/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس و أبو النضر قالا: حدّثنا الليث، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب، عن

ص: 23


1- كذا في بعض المصادر الحديثية: (بها).

عائشة قالت:

«سمعت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: إنّ المؤمن يدرك بحسن خلقه درجات قائم اللّيل صائم النّهار».

3301- [65/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدّثنا حيوة بن شريح قال: حدّثني نافع بن سليمان: أنّ محمّد بن أبي صالح حدّثه، عن أبيه: أنّه سمع عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم تقول: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«الإمام ضامن، و المؤذّن مؤتمن، فأرشد الله الإمام، و عفا عن المؤذّن».

3302- [66/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الأسود، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أمّ المؤمنين:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة».

3303- [66/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا جعفر بن ربيعة، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«أيّما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فإن أصابها فلها مهرها بما أصاب من فرجها و إن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له».

3304- [67/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا حسن و يحيى بن إسحاق قالا: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا خالد بن أبي عمران عن القاسم بن محمّد، عن عائشة، عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«أتدرون من السّابقون إلى ظلّ الله عزّ و جلّ يوم القيامة؟ قالوا: الله و رسوله أعلم، قال: الذين إذا أعطوا الحقّ قبلوه، و إذا سئلوه بذلوه، و حكموا للناس كحكمهم لأنفسهم».

3305- [68/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: أنبأنا

ص: 24

شريك، عن سماك، عن عبد الله بن عميرة، عن درة بنت أبي لهب قالت:

«كنت عند عائشة، فدخل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: ائتوني بوضوء، فسألت فابتدرت أنا و عائشة الكوز، قالت: فبدرتها فأخذته أنا، فتوضّأ، فرفع طرفه أو عينه أو بصره إليّ فقال: أنت مني و أنا منك قالت: فأتي برجل فقال: ما أنا فعلته و لكن قيل لي، قالت: و كان سأله على المنبر من خير النّاس؟ فقال: أفقههم في دين الله عزّ و جلّ، و أوصلهم لرحمه».

و ذكر فيه شريك شيئين آخرين لم أحفظهما:

3306- [68/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لا يتوضّأ بعد الغسل».

3307- [69/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هارون، حدّثنا ابن وهب، قال حيوة: أخبرني سالم: أنّه عرض هذا الحديث على يزيد فعرفه أنّ عروة بن الزبير قال:

«أخبرتني عائشة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:قال: أيّما ميت مات و عليه صيام فليصمه عنه وليّه».

3308- [69/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الحكم بن موسى قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الرّجال -قال عبد الله: و سمعته من الحكم قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الرّجال- قال: قال أبي، فذكره عن أمّه عمرة، عن عائشة، عن النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذ جاره، و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه».

3309- [70/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الحكم، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«لا تبيعوا ثماركم حتّى يبدو صلاحها و تنجو من العاهة».

ص: 25

3310 [70/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الخزاعي، حدّثنا ليث، عن نافع، عن القاسم، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: إنّ أصحاب هذه الصور يعذّبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم».

3311- [71/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد قال: حدّثنا ذويد، عن أبي إسحاق، عن زرعة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«الدّنيا دار من لا دار له، و لها يجمع من لا عقل له».

3312- [71/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين، حدّثنا محمّد بن مطرف، عن أبي حازم، عن عروة بن الزبير: أنّه سمع عائشة تقول:

«كان يمرّ بنا هلال و هلال ما يوقد في بيت من بيوت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم نار، قال: قلت: يا خالة، فعلى أيّ شيء كنتم تعيشون؟ قالت على الأسودين: التمر، و الماء».

3313- [71/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ذويد، عن أبي سهل، عن سليمان بن رومان مولى عروة، عن عروة، عن عائشة أنّها قالت:

«و الّذي بعث محمداً صلّى الله عليه و آله و سلّم بالحقّ ما رأى منخلاً و لا أكل خبزاً منخولاً منذ بعثه الله عزّ و جلّ إلى أن قبض، قلت: كيف تأكلون الشّعير؟ قالت: كنّا نقول: أفٍّ».

3314- [71/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا خلف بن الوليد، حدّثنا الربيع، عن أبي عثمان الأنصاري قال: و أحسن الثناء عليه، قال: حدّثني القاسم بن محمّد بن أبي بكر: أنّ عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«ما أسكر الفرق منه إذا شربته فملء الكف منه حرام».(1)

ص: 26


1- الفرق: تقدم المعنى في هامش حديث 161.

3315- [73/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان قال: أنبأنا إسماعيل قال: أخبرني أبو سهيل، عن أبيه، عن عائشة:

«أنّ النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر».

3316- [73/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق قال: أخبرني مالك عن زيد بن أسلم، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي يونس مولى عائشة قال:

«أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً، قالت: إذا بلغت إلى هذه الآية «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَ الصَّلاة الوسطى»(1)، فآذني، فلمّا بلغتها آذنتها، فأملت عليّ: حافظوا على الصّلوات و الصّلاة الوسطى و صلاة العصر و قوموا لله قانتين، قالت: سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.

3317- [73/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا إسماعيل قال: حدّثني أبو حزرة القاص، عن عبيد الله بن أبي عتيق، عن عائشة:

«أنّ النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: لا يصلّينّ أحدكم بحضرة الطعام، و لا و هو يدافعه الأخبثان».

3318- [73/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثني عبد الله بن جعفر الزهري من آل المسور بن مخرمة، عن سعد بن إبراهيم، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة قالت: قال صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«من صنع أمراً من غير أمرنا فهو مردود».

[يقول شير محمد]: أورده مسلم في (صحيحه) في الجزء الثاني بإسناد آخر عن عائشة قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».

ص: 27


1- سورة البقرة: 238.

كما ذكره بإسناد آخر عن عائشة أيضاً: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».(1)

3319- [76/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصّمد و عفان قالا: حدّثنا حماد، قال عفان: أنبأنا المعني، عن علي بن زيد، عن سعيد، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان في نفر من المهاجرين و الأنصار، فجاء بعير فسجد له، فقال أصحابه: يا رسول الله، تسجد لك البهائم و الشجر! فنحن أحق أن نسجد لك، فقال: أعبدوا ربّكم و أكرموا أخاكم، و لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، و لو أمرها أن تنقل من جبل أصفر إلى جبل أسود و من جبل أسود إلى جبل أبيض كان ينبغي لها أن تفعله».

3320- [76/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شريف، عن عاصم بن عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة قالت:

«قام النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم من اللّيل، فظننت أنّه يأتي بعض نسائه، فاتبعته، فأتى المقابر ثمّ قال: سلام علیکم دار قوم مؤمنين، و إنّا بكم لاحقون، اللّهمّ لا تحرمنا أجرهم، و لا تفتنّا بعدهم. قالت: ثمّ التفت فرآني، فقال: ويحها لو استطاعت ما فعلت».

قال: ذكره شريك مرة أخرى عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مثله.

3321- [77/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا ابن مبارك، عن أسامة بن زيد، عن صفوان بن سليم، عن عروة، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: إنّ من يُمن المرأة تيسير خطبتها، و تيسير صداقها، و تيسير رحمها».

حدّثنا 3322- [77/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا

ص: 28


1- صحیح مسلم: 132/5.

أبي، عن أبيه: أنّ عروة بن الزبير يحدّثه عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دعا فاطمة ابنته فسارّها فبكت، ثمّ سارّها فضحكت، فقالت عائشة: فقلت لفاطمة: ما هذا الذي سارّك به رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فبكيت، ثمّ سارّك فضحكت؟ قالت سارّني فأخبرني بموته فبكيت، ثمّ سارّني فأخبرني أنّي أوّل من أتبعه من أهله فضحكت».

3323 - [78/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا زكريا بن عدي قال: أنبأنا ابن المبارك عن يونس، عن الزهري قال: حدّثني عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«من أدرك سجدة من العصر قبل أن تغرب الشمس، و من الفجر قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها».

3324- [78/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا زكريّا بن عدي قال: أنبأنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل، عن عروة، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا أراد أن يحرم غسل رأسه بخطمي و إشنان، و دهنه بشيء من زيت غير كثير، قالت و حججنا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حجّة فأعمر نساءه و تركني، فوجدت في نفسي أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أعمر نساءه و تركني، فقلت: يا رسول الله أعمرت نساءك و تركتني؟ فقال لعبد الرحمن: اخرج بأختك فلتعتمر، فطف بها البيت و الصّفا و المروة، ثمّ لتقض، ثمّ ائتني بها قبل أن أبرح ليلة الحصبة، قالت: فإنّما أقام رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالحصبة من أجلي».(1)

3325- [78/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هارون، حدّثنا عبد الله بن وهب قال: و قال حيوة: أخبرني أبو صخر، عن ابن قسيط عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 29


1- بخطمي و إشنان: نوعان من النبات. ليلة الحصبة: الليلة التي في صبيحتها رمي الجمار.

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد و ينظر في سواد و يبرك في سواد، فأتي به ليضحّي به، ثمّ قال: يا عائشة، هلمي المدية، ثمّ قال: استحديها بحجر ففعلت، ثمّ أخذها و أخذ الكبش فأضجعه ثمّ ذبحه و قال: بسم الله، اللّهمّ تقبل من محمّد و آل محمّد، و من أمّة محمّد ثمّ ضحّى به صلّى الله عليه و آله و سلّم».

3326- [79/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا أبو معشر، عن عبد الله بن نجي، عن عمرة بنت عبد الرّحمن، عن عائشة قالت:

«عطس رجل عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، قال: ما أقول يا رسول الله؟ قال: قل: الحمد لله، قال القوم ما نقول له يا رسول الله؟ قال: قولوا له: يرحمك الله، قال: ما أقول لهم يا رسول الله؟ قال: قل لهم: يهديكم الله و يصلح بالكم».

3327- [80/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا شيبان، عن یحیى، عن محمّد بن إبراهيم، عن يحنس أنّ عائشة أخبرته:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: لو أنّ النّاس يعلمون ما في صلاة العتمة و صلاة الصّبح لأنوهما و لو حبوا».

3328- [80/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا الليث قال: حدّثنا نافع عن القاسم بن محمّد، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: إنّ أصحاب هذه الصور يعذّبون يوم القيامة، يقال لهم أحيوا ما خلقتم».

3329- [80/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا الليث، قال: حدّثني نافع، عن عبد الله بن عمر مثل ذلك.

3330- [80/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم قال: حدّثنا محمّد -يعني ابن راشد- عن يحيى بن يحيى الغساني قال:

ص: 30

«قدمت المدينة، فلقيت أبا بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم -و هو عامل على المدينة- قال: أتيت بسارق، فأرسلت إليّ خالتي عمرة بنت عبد الرحمن: أن لا تعجل في أمر هذا الرجل حتّى آتيك فأخبرك ما سمعت من عائشة في أمر السارق، فأتتني و أخبرتني أنّها سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: اقطعوا في ربع دينار، و لا تقطعوا فيما هو أدنى من ذلك، و كان ربع دينار يومئذ ثلاثة دراهم، و الدينار اثني عشر درهماً قال: و كانت سرقته دون ربع الدينار، فلم أقطعه».

3331- [81/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثني ليث قال: حدّثني ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة:

«أنّ بريرة جاءت عائشة تستعينها في كتابتها، و لم تكن قضت من كتابتها شيئاً، فقالت لها عائشة: إرجعي إلى أهلك، فإن أحبوا أن أقضي عنك كتابتك و يكون ولاؤك لي فعلت، فذكرت ذلك بريرة لأهلها فأبوا، و قالوا: إن شاءت أن تحتسب عليك فلتفعل، و ليكن لنا ولاؤك، فذكرت ذلك لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: ابتاعي فاعتقي، فإنّها الولاء لمن أعتق. قالت: ثمّ قام رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: ما بال أناس يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله عزّ و جلّ، من اشترط شرطاً ليس في كتاب

الله عزّ و جلّ فليس له، و إن شرط مائة مرة، شرط الله عزّ و جلّ أحقّ و أوثق».

3332- [85/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهلول بن حكيم القرقساني قال: حدّثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا أراد أن ينام توضّأ وضوءه للصلاة».

3333- [85/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن مصعب قال: حدّثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة قالت:

ص: 31

«اتخذت درنوكاً فيه الصور، فجاء رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فهتكه، و قال: إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله عزّ و جلّ».(1)

3334- [88/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير: أنّ عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت: قال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«ما من مصيبة تصيب المسلم إلّا كفّر الله عزّ و جلّ بها عنه، حتّى الشوكة يشاكها».

3335- [90/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن بحر قال: حدّثنا أبو خالد الأحمر، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«أفاض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من آخر يومه حين صلّى الظهر، ثمّ رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس، كل جمرة بسبع حصيات، يكبّر مع كل حصاة، و يقف عند الأولى و عند الثانية فيطيل القيام و يتضرع، و يرمي الثالثة لا يقف عندها».

3336- [91/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم قال: حدّثنا محمّد -يعني ابن طلحة- عن زبيد، عن مجاهد، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«مازال جبريل علیه السّلام لا يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه يورثه».

3337- [91/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا مبارك، عن الحسن ، عن سعيد بن هاشم بن عامر قال:

ص: 32


1- الدرنوك: ضرب من الثياب أو البسط.

أتيت عائشة فقلت: يا أم المؤمنين، أخبريني بخُلق رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت: كان خلقه القرآن، أما تقرأ القرآن قول الله عزّ و جلّ: «وَ إنَّكَ لَعَلى خُلق عظیم»(1)؟ قلت: فإنّي أريد أن أتبتل، قالت: لا تفعل، أما تقرأ: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ»(2)؟ فقد تزوّج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و قد ولد له».(3)

3338- [91/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس قال: حدّثنا حماد -يعني ابن يزيد- عن المعلى بن زياد و هشام و يونس، عن الحسن: إنّ عائشة قالت:

«دعوات كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يكثر [ أن] يدعو بها: يا مقلّب القلوب ثبت قلبي على دينك، قالت: فقلت: يا رسول الله، إنّك تكثر تدعو بهذا الدعاء، فقال: إنّ قلب الآدمي بين إصبعين من أصابع الله عزّ و جلّ، فإذا شاء أزاغه، وإذا شاء أقامه».

3339- [91/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قتیبة قال: حدّثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا كان جنباً و أراد أن ينام و هو جنب توضأ وضوءه للصلاة قبل أن ينام، و كان يقول: من أراد أن ينام و هو جنب فليتوضّأ وضوءه للصلاة».

3340- [92/6] حدّثنا عبد الله حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن زياد بن نعيم، عن مسلم بن مخزاق، عن عائشة، قال:

«ذكر لها أنّ ناساً يقرءون القرآن في الليلة مرة أو مرتين، فقالت: أولئك قرءوا و لم يقرءوا، كنت أقوم مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ليلة التمام، فكان يقرأ سورة البقرة و آل عمران

ص: 33


1- سورة القلم: 4.
2- سورة الأحزاب: 21.
3- التبتل: تقدم المعنى في هامش حديث 979.

و النساء، فلا يمر بآية فيها تخوف إلّا دعا الله عزّ و جلّ و استعاذ، و لا يمر بآية فيها استبشار إلّا دعا الله عزّ و جلّ و رغب إليه».

3341- [92/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة، حدّثنا يحيى، عن بن زكريا، عن أبيه، عن مصعب بن شيبة، عن نافع بن عبد الله الحجبي، عن عروة بن الزبير، عن عائشة:

«أنّ امرأة قالت للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: هل تغتسل المرأة إذا احتلمت و أبصرت الماء؟ فقال: نعم، فقالت لها عائشة: تربت يداك، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم : دعيها، و هل يكون الشبه إلّا من قبل ذلك، إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه أخواله، و إذا علا ماء الرجل ماءها أشبهه».

3342- [92/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا بكر بن مضر، عن ابن الهاد: أنّ زياد ابن أبي زياد -مولى ابن عباس- حدّثه عن عراك ابن مالك قال: سمعته يحدّث عمر بن عبد العزيز، عن عائشة أنّها قالت:

«جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منها تمرة، و رفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، قالت: فأعجبني شأنها، فذكرت ذلك الذي صنعت لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: إنّ الله عزّ و جلّ قد أوجب لها بها الجنّة و أعتقها بها من النار».

3343- [93/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن محمّد بن أبي شيبة- قال عبد الله: و سمعته أنا من عثمان- قال: حدّثني طلحة بن يحيى الأنصاري، عن يونس الأيلي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

«قبض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو ابن ثلاث و ستين سنة».

3344- [93/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن إدريس قال:

ص: 34

حدّثنا عبد العزيز، عن يزيد، عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال:

«سألت عائشة: كم كان صداق رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ قالت: كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشّاً قالت أتدري ما النشّ؟ قلت: لا، قالت: نصف أوقية، فتلك خمسمائة درهم، فهذا صداق رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لأزواجه».

3345- [96/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا وهيب قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنّها قالت:

«و الله ما ترك رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ركعتين بعد العصر عندي قط».

3346- [96/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة قال: أنبأنا علي بن زيد، عن أم محمّد، عن عائشة:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال في رجل طلق امرأته ثلاثاً ثمّ تزوجها آخر ثمّ طلقها من قبل أن يمسها قال: لا ينكحها الأوّل حتّى تذوق من عسيلته و يذوق من عسيلتها».

3347- [97/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم: أنّ عائشة قالت:

«لمّا أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب، فقالت ما أظنني إلّا راجعة، إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لنا: أيتكنّ تنبح عليها كلاب الحوأب؟ فقال لها الزبير ترجعين! عسى الله عزّ و جلّ أن يصلح بك بين الناس».

3348- [98/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن امرأة ابن عمر، عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«أنّه قال في الذي يشرب في إناء فضة: كأنّما يجرجر في بطنه ناراً».(1)

3349- [100/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا حماد،

ص: 35


1- يجرجر: أي يشرب.

عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتّى يستيقظ و عن الصبي حتّى يحتلم، و عن المجنون حتّى يعقل».

و قد قال حماد: و عن المعتوه حتّى يعقل.

3350- [102/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سكن بن نافع قال: حدّثنا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أنّ عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا أراد أن ينام و هو جنب توضّأ وضوءه للصلاة، فإذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل كفيه، ثمّ يأكل أو يشرب إن شاء».

3351- [112/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين قال: حدّثنا إسرائيل، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«خرج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى البادية إلى إبل الصدقة، فأعطى نسائه بعيراً بعيراً غيري، فقلت: يا رسول الله، أعطيتهنّ بعيراً بعيراً غيري!، فأعطاني بعيراً أدد صعباً لم يركب عليه فقال: يا عائشة، ارفقي به، فإنّ الرفق لا يخالط شيئاً إلا زانه و لا يفارق شيئاً إلّا شانه».(1)

3352- [113/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا عبد الله ابن حبيب عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن يسار قال:

«جاء رجل فوقع في علي و في عمّار رضي الله تعالى عنهما عند عائشة، فقالت: أمّا علي فلست قائلة لك فيه شيئاً، و أمّا عمار فإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول : لا يخيّر بين أمرين إلا اختار أرشدهما».

ص: 36


1- أدد: أدت الناقة تؤد أدا إذا رجعت الحنين في حوفها.

3353- [115/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا معاوية بن عمر، حدّثنا زائدة قال: حدّثنا سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة:

«أنّها اشترت بريرة من ناس من الأنصار، فاشترطوا المولاء، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: الولاء لمن ولي النعمة، و خيرها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ، وكان زوجها عبداً، فأهدت إلى عائشة لحماً، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لو صنعتم لنا من هذا اللحم، فقالت عائشة: تصدّق به على بريرة، فقال: هو عليها صدقة، و هو لنا هدية».

3354- [115/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هارون بن معروف قال: حدّثنا ابن وهب قال: حدّثني أبو صخر، عن أبي قسيط، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا صلّى قام حتّى تتفطر رجلاه، قالت عائشة: يا رسول الله، أتصنع هذا و قد غفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟! فقال: يا عائشة أفلا أكون عبداً شكوراء».

3355- [117/6] حدّثنا عبد الله،حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق، أنبأنا عبد الله قال: أنبأنا مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت:

«كان النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء، قالت: فغرت يوماً، فقلت ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق قد أبدلك الله عزّ و جلّ بها خيراً منها، قال: ما أبدلني الله عزّ و جلّ خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، و صدّقتني إذ كذّبني الناس، و واستني بمالها إذ حرمني الناس، و رزقني الله عزّ و جلّ ولدها إذ حرمني أولاد النساء».(1)

3356- [119/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الملك، حدّثنا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:

ص: 37


1- الشدق: جانب الفم.

«إنّ سلمة بنت سهيل بن عمرو استحيضت، فأتت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فسألته عن ذلك، فأمرها بالغسل عند كل صلاة، فلمّا جهدها ذلك أمرها أن تجمع بين الظهر و العصر بغسل، و المغرب و العشاء بغسل، و الصبح بغسل».

3357- [119/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي قال: حدّثنا أحمد بن عبد الملك قال: حدّثنا سلام بن أبي مطيع، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن عامر، عن يحيى بن الجزار، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«من غسّل ميتاً فأدّى فيه الأمانة و لم يفش عليه ما يكون منه عند ذلك خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، قال: لَيله أقربكم منه إن كان يعلم، فإن كان لا يعلم فمن ترون أنّ عنده حظاً من ورع وأمانة».

3358- [120/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا موسى بن داود قال:

أنبأنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«من عمّر أرضاً ليست لأحد فهو أحق بها».

3359- [121/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا أبو عوانة عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت:

«اجتمع أزواج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عنده ذات يوم فقلن: يا نبي الله، أيّتنا أسرع بك لحوقاً؟ فقال: أطولكنّ يداً ، فأخذنا قصباً فذرعناها، فكانت سودة بنت زمعة أطولنا ذراعاً، فقالت: توفي النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فكانت سودة أسرعنا به الحوقاً، فعرفنا بعد أنّما كان طول يدها من الصدقة، و كانت امرأة تحب الصدقة».

و قال عفان مرة: قصبة نذرعها.

ص: 38

3360- [124/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا يزيد ابن زريع قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي عتيق، عن أبيه أنه سمع عائشة تحدّثه عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«إن السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب».

3361- [125/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا شعبة، عن مقدام بن شريح بن هانئ قال: سمعت أبي يحدّث عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنّه سمعها تقول:

«كنت على بعير صعب، فجعلت أضربه، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: عليك بالرفق، فإنّ الرفق لا يكون في شيء إلّا زانه، و لا ينزع من شيء إلّا شانه.

3362- [129/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا حماد -يعني ابن سلمة- قال: حدّثنا علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يقول: اللّهمّ اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساءوا استغفروا».

3363- [137/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن ابن الأصبهاني، عن مجاهد بن وردان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة:

«أنّ مولى للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم وقع من نخلة فمات و ترك شيئاً و لم يدع ولداً و لا حميماً، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: أعطوا ميراثه رجلاً من أهل قريته».

3364- [137/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن جابر، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«الحائض تقضي المناسك كلّها إلّا الطواف بالبيت».

3365- [137/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا محمّد بن سليم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 39

«اتقوا النار ولو بشق تمرة».

3366- [137/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا زكريا ابن أبي زائدة، عن مصعب، عن شيبة، عن طلق بن حبيب، عن ابن الزبير، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«عشر من الفطرة: قص الشارب، و إعفاء اللحية، و السواك، و استنشاق بالماء، و قص الأظفار، و غسل البراجم، و نتف الإبط، و حلق العانة، وانتقاص الماء -يعني الاستنجاء-».

قال زكريا: قال مصعب: و نسيت العاشرة، إلا أن تكون المضمضة(1)

3367- [138/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن سفيان، عن أسامة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

«كان كلام النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فصلاً يفقهه كل أحد، لم يكن يسرده سرداً».

3368- [139/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن عبد الرحمن، عن أمّه عمرة، عن عائشة قالت:

«سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم نهى أن يمنع نقع البئر».

قال يزيد: يعني فضل الماء.

3369- [139/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة قال:

«بينما أنا عندها إذ مرّ رجل قد ضرب في خمر على بابها، فسمعت حس الناس، فقالت: أيّ شيء هذا؟ قلت: رجل أخذ سكراناً من خمر فضرب، فقالت:

ص: 40


1- البراجم: تقدم المعنى في هامش حديث 2519.

سبحان الله، سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: لا يشرب الشارب حين يشرب و هو مؤمن -يعني الخمر-، و لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن، و لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن، و لا ينتهب منتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها رؤوسهم و هو مؤمن فإيّاكم و إيّاكم».

3370- [142/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:

«من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأمّ القرآن فهي خداج».(1)

3371- [142/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا محمّد -يعني ابن عمرو- عن أبي سلمة، عن عائشة قالت:

«واعد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم جبريل في ساعة أن يأتيه فيها، فراث عليه أن يأتيه فيها، فخرج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فوجده بالباب قائماً، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إنّي انتظرتك لميعادك فقال: إنّ في البيت كلباً، و لا ندخل بيتاً فيه كلب و لا صورة، و كان تحت سرير عائشة جرو كلب، فأمر به رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأخرج، ثمّ أمر بالكلاب حين أصبح فقتلت».(2)

3372- [143/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أخبرنا الحجاج، عن أبي بكر بن محمّد، عن عمرة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إذا رميتم و حلقتم فقد حلّ لكم الطيب و الثياب و كلّ شيء إلّا النساء».

ص: 41


1- أم القرآن: هي سورة الفاتحة. الخدج: النقصان.
2- فراث: أي أبطأ.

3373- [150/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل و عفان قالا: حدّثنا حماد، عن قتادة قال عفان: أنبأنا قتادة، عن محمّد بن سيرين، عن صفية بنت الحارث، عن عائشة أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«لا تقبل صلاة حائض إلّا بخمار».

3374- [157/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إذا كثرت ذنوب العبد و لم يكن له ما يكفّرها من العمل ابتلاه الله عزّ و جلّ بالحزن ليكفّرها عنه».

3375- [159/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا محمّد بن مهزم، عن عبد الرحمن بن القاسم، حدّثنا القاسم، عن عائشة:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لها: إنّه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا و الآخرة، و صلة الرحم و حسن الخلق و حسن الجوار يعمران الديار و يزيدان في الأعمار».

3376- [163/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج قال: أخبرت عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أنّها قالت و هي تذكر شأن خيبر:

«كان النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يبعث ابن رواحة إلى اليهود فيخرص عليهم النخل حين يطيب قبل أن يؤكل منه، ثمّ يخيرون يهود أيأخذونه(1) بذلك الخرص أم يدفعونه إليهم بذلك، و إنّما أمر النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بالخرص لكي يحصي الزكاة قبل أن تؤكل الثمرة و تفرّق».

ص: 42


1- كذا، و في المحلى: (يخيرون اليهود بين أن يأخذونها).

3377- [163/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن بكر، أنبأنا ابن جريح، عن ابن شهاب أنّه بلغه عنه، عن عروة، عن عائشة أنّها قالت و هي تذكر شأن خيبر: فذكر الحديث، إلّا أنّه قال: حين يطيب أوّل التمر و قال: قبل أن تؤكل الثمار.

3378- [164/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة و هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«دخل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم على ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، فقالت: إنّي أريد الحجّ، و أنا شاكية، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: حجّي و اشترطي أنّ محلي حيث حبستني».

3379- [164/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، أنبأنا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«خسفت الشمس في عهد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقام رسول صلّى الله عليه و آله و سلّم الله يصلّي... إلى أن قالت فانصرف رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و قد تجلّت الشمس، فخطب النّاس، فحمد

الله عزّ و جلّ و أثنى عليه ثمّ قال: إنّ الشمس و القمر من آيات الله، و أنّهما لا يخسفان لموت أحد و لا لحياته، فإذا رأيتموهما فكبّروا و ادعوا الله عزّ و جلّ و صلّوا و تصدّقوا، يا أمّة محمّد، ما من أحد أغير من الله عزّ و جلّ أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمّة محمّد لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً و لضحكتم قليلا، ألا هل بلّغت؟».

3380- [165/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا ابن جريج قال: سمعت ابن أبي مليكة قال: قال ذكوان مولى عائشة: سمعت عائشة تقول:

«سألت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن الجارية ينكحها أهلها أتستأمر أم لا؟ فقال لها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: تستأمر، قالت عائشة: فقلت له: فإنّها تستحي فتسكت، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: فذلك إذنها إذا هي سكتت».

ص: 43

3381- [170/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم قال: أنبأنا مغيرة عن إبراهيم، عن عائشة أنّها قالت:

«لمّا مرّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم بدر بأولئك الرهط فألقوا في الطوى، عتبة و أبو جهل و أصحابه، وقف عليهم فقال: جزاكم الله شراً من قوم نبي، ما كان أسوأ الطرد و أشد التكذيب، قالوا: يا رسول الله، كيف تكلّم قوماً جيّفوا؟ فقال: ما أنتم بأفهم لقولي منهم -أو لهم أفهم لقولي منكم-».

3382- [171/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا سعيد، عن بديل، عن أبي الجوزاء، عن عائشة أنّها قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يفتتح صلاته بالتكبير، و يفتتح القراءة بالحمد لله ربّ العالمين، و يختمها بالتسليم».

3383- [171/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا کهمس قال: حدّثنا ابن بريدة قال: قالت عائشة:

«يا نبي الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال: تقولين: اللهم إنّك عفُوّ تحب العفو فاعف عني».

3384- [178/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي قال: قرأت على عبد الرحمن مالك، عن زيد بن أسلم، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي يونس مولى عائشة، عن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

«أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً، قالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني:

«حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَ الصَّلَاةِ الوُسْطَى»(1) قال: فلمّا بلغتها آذنتها، فأملت عليّ:

ص: 44


1- سورة البقرة: 238.

(حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى و صلاة العصر و قوموا الله قانتين)، ثمّ قالت: سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم».

3385- [181/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي عطية و ابن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سليمان قال: سمعت خيثمة يحدّث عن أبي عطية، عن عائشة قالت:

«إنّي لأعلم كيف كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يلبي: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد و النعمة لك و الملك».

قال ابن جعفر ثمّ سمعتها بعد لبّت.

3386- [184/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي، عن خالد و هشام، عن ابن سيرين، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يقرأ في ركعتي الفجر ب- «قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ»(1) و «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ»(2)».

3387- [185/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن عائشة قالت:

«ما ترك رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ديناراً و لا درهماً و لا أمةً و لا عبداً و لا شاةً و لا بعيراً».

3388- [186/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم قال: أنبأنا منصور، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«طيبت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بطيب فيه مسك عند إحرامه قبل أن يحرم، و يوم النحر قبل أن يطوف بالبيت».

ص: 45


1- سورة الكافرون: 1.
2- سورة التوحيد: 1.

3389- [194/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن حسين قال: حدّثني بديل عن أبي الجوزاء، عن عائشة:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يفتتح الصلاة بالتكبير و القراءة بالحمد لله ربّ العالمين، فإذا ركع لم يشخص رأسه و لم يصوبه و لكن بين ذلك، و كان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتّى يستوي قائماً، و كان إذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتّى يستوي قاعداً، و كان يقول في كل ركعتين: التحية، و كان يكره أن يفترش ذراعيه افتراش السبع، و كان يفرش رجله اليسرى و ينصب رجله اليمنى، و كان ينهي عن عقب الشيطان، و كان يختم الصلاة بالتسليم».

3390- [194/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد و ابن نمير قالا: حدّثنا يحيى، عن عمرة، عن عائشة قالت:

«خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لا نرى إلا أنّه الحجّ، فأمر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من كان معه الهدي أن يمضي على إحرامه، و من لم يكن معه هدي أن يحلّ إذا طاف، فلمّا كان يوم النحر دخل عليّ بلحم بقر، فقلت: ما هذا؟ قالوا: ذبح رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن نسائه».

قال:يحيى قال شعبة: فذكرت ذلك للقاسم، فقال: جاءتك بالحديث على وجهه.

قال ابن نمير: الخمس بقيت من ذي القعدة لا نرى إلا الحجّ.

3391- [201/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عائشة:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يقبّل و هو صائم، و يباشر و هو صائم، و كان أملككم لإربه».(1)

ص: 46


1- الإربة و الإرب: الحاجة. و فيه لغات: إرب و إربة و أرب و مأربة و ماربة. و في حديث عائشة، رضي الله تعالى عنها: كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أملككم لاربه أي لحاجته، تعني أنه صلّى الله عليه و آله و سلّم كان أغلبكم لهواه و حاجته أي كان يملك نفسه و هواه. و قال السلمي: الإرب الفرج ها هنا. قال: و هو غيره معروف. قال ابن الأثير: أكثر المحدّثين يروونه بفتح الهمزة و الراء يعنون الحاجة، و بعضهم يرويه بكسر الهمزة و سكون الراء، و له تأويلان: أحدهما أنه الحاجة، و الثاني أرادت به العضو، و عنت به من الأعضاء الذكر خاصة. و قوله في حديث المحنث: كانوا يعدونه من غير أولي الإربة أي النكاح. (لسان العرب 208/1)

3392- [201/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حماد بن أسامة قال: أنبأنا عبيد الله، عن محمّد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة قالت:

«فقدت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ذات ليلة من الفراش، فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه و هو في المسجد و هما منصوبتان و هو يقول: اللّهمّ إنّي أعوذ برضاك من سخطك، و بمعافاتك من عقوبتك، و أعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك».

3393- [203/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى عن هشام قال: حدّثني أبي، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«إنّكم تختصمون إليّ، و لعل بعضكم ألحن بحجّته من بعض، و إنّما أقضي له بما يقول، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه بقوله فإنّما أقطع له قطعة من النّار، فلا يأخذها».

3394- [203/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى و ابن جعفر قالا: حدّثنا شعبة، حدّثنا قتادة، قال ابن جعفر: سمعت قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«خمس يقتلهنّ المحرم: الحية، و الفأرة، و الغراب الأبقع، و الحدأة، و الكلبِ الكلب.

قال ابن جعفر : يقتلن في الحلّ و الحرم.

ص: 47

3395- [203/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، بمثل حديث ابن جعفر سواء قال: الكلب العقور، و قال ابن جعفر: العقور.

3396- [205/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، حدّثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إذا نعس أحدكم في صلاته فلينم، فلعله يريد أن يستغفر فيسبّ نفسه».

3397- [205/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان و إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن غالب قال:

«جاء عمّار و معه الأشتر يستأذن على عائشة، قال يا أمّه، فقالت: لست لك بأم قال: بلى، و إن كرهت، قالت: من هذا معك؟ قال: هذا الأشتر، قالت: أنت الذي أردت قتل ابن أختي؟ قال: قد أردت قتله و أراد قتلي، قالت: أمّا لو قتلته ما أفلحت أبداً، سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: لا يحلّ دم امرئٍ مسلم إلا إحدى ثلاثة: رجل قتل فقتل، أو رجل زنى بعد ما أحصن، أو رجل ارتدّ بعد إسلامه».

3398- [205/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا وكيع قال: حدّثنا مالك ابن مغول، عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمداني، عن عائشة قالت:

قلت: يا رسول الله، «الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَ قُلُوبُهُمْ وَجلَةٌ»(1)، أهو الرجل يزني و يسرق و يشرب الخمر؟ قال: لا، يا بنت أبي بكر -أو لا يا بنت الصديق- و لكنه الرجل يصوم و يصلّي و يتصدّق و هو يخاف أن لا يقبل منه».

3399- [209/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن نافع -يعني ابن عمر- عن صالح بن سعيد، عن عائشة:

ص: 48


1- سورة المؤمنون: 60.

«أنّها فقدت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم من مضجعه، فلمسته بيدها فوقعت عليه و هو ساجد، و هو يقول: ربّ أعط نفسي تقواها و زكّها، أنت خير من زكّاها، أنت وليها و مولاها».

3400- [210/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن حبيب، عن أبي ثابت، عن عروة بن الزبير، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قبّل بعض نسائه ثمّ خرج إلى الصلاة و لم يتوضّأ».

قال عروة: قلت لها: من هي إلّا أنت؟ قال: فضحكت.

3401- [230/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: حدّثنا الأسود، عن عائشة قالت:

«رهن رسول صلّى الله عليه و آله و سلّم الله يهودياً درعاً و أخذ منه طعاماً».

3402- [236/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا يزيد قال: أنبأنا زكريا، عن أبي إسحاق قال: حدّثنا أبو عبد الله الجدلي قال: قلت لعائشة:

«كيف كان خلق رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في أهله؟ قالت: كان أحسن الناس خلقاً، لم يكن فاحشاً و لا متفحشاً، و لا سخّاباً بالأسواق، و لا يجزي بالسيئة مثلها، و لكن يعفو و يصفح».

3403- [237/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت:

«توفي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و درعه مرهونة بثلاثين صاعاً من شعير».

3404- [237/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا محمّد، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت:

«لقد كان يأتي على آل محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم الشهر ما يرى في بيت من بيوته الدخان، قال: قلت:

يا أمه، فما كان طعامهم؟ قالت: الأسودان: الماء و التمر، غير أنّه كان له جيران صدق من الأنصار، و كانت لهم ربائب، فكانوا يبعثون إليه من ألبانها».

ص: 49

3405- [238/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا همام، عن قتادة، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يتوضأ بقدر المد، و يغتسل بقدر الصاع».

3406- [240/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا إبراهيم بن سعد قال: حدّثني أبي، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:

«لمّا مرض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دعا ابنته فاطمة فسارّها فبكت، ثم سارّها فضحكت، فسألتها عن ذلك؟ فقالت: أمّا حيث بكيت فإنّه أخبرني أنّه ميت فبكيت، ثمّ أخبرني أنّي أوّل أهله لحوقاً به فضحكت».

3407- [240/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا جعفر بن برد، عن أم سالم الراسبية قالت: سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«و الذي نفس محمّد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».

3408- [240/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا معاذ، حدّثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا رأى مخيلة -يعني الغيم- تلوّن وجهه و تغير، و دخل و خرج، و أقبل و أدبر، فإذا أمطرت سرّي عنه، قالت: فذكرت له عائشة بعض ما رأت منه، فقال: و ما يدريني، لعله كما قال قوم عاد: « فَلَمّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ اوديتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ»(1)».

3409- [241/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن داود، عن عامر قال: قالت عائشة:

«لو كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كاتماً شيئاً مما أنزل الله عليه لكتم هذه الآيات على

ص: 50


1- سورة الأحقاف: 24.

نفسه: «وَ إِذْ تَقُولُ للَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَ انْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسَكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ الله وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاءُ» .. إلى قوله: «وَ كَانَ أَمْرُ الله مَفْعُولاً»(1)».

3410- [241/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا ابن أبي عدي، عن داود، عن عزرة، عن حميد بن عبد الرحمن، عن سعد بن هشام قال: قالت عائشة:

«كان لنا ستر فيه تماثيل طير، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: يا عائشة، حوليه، فإنّي إذا رأيته ذكرت الدنيا و كانت لنا قطيفة يلبسها، تقول: علمها حرير».

3411- [242/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح قال: حدّثنا مالك، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن أبي سلمة، عن عائشة أنّها قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يصوم حتّى نقول لا يفطر، و يفطر حتّى نقول لا يصوم، و ما رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم استكمل صيام شهر قط إلّا رمضان، و ما رأيته في شهر قط أكثر صياماً منه في شعبان.

3412- [242/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بكر، عن عاصم مولى لقريبة بنت محمّد بن أبي بكر، عن قريبة، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم نهى عن الوصال في الصوم، فقلت له: إنّك تواصل! قال: أنا لست كأحد منكم، إنّي أبيت أطعم و أسقى».

3413- [245/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا صالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة قال: قالت عائشة:

«دخل عليّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و أنا بسرف و أنا أبكي، فقال: ما يبكيك يا عائشة؟ فقالت:

قلت: يرجع الناس بنسكين وأنا أرجع بنسك واحد، قال: و لم ذاك؟ قالت: قلت: إنّي

ص: 51


1- سورة الأحزاب 37.

حضت، قال: ذاك شيء كتبه الله على بنات آدم، اصنعي ما يصنع الحاج قالت: فقدمنا مكة، ثمّ ارتحلنا إلى منى، ثمّ ارتحلنا إلى عرفة، ثمّ وقفنا مع الناس، ثمّ وقفت بجمع، ثمّ رميت الجمرة يوم النحر، ثمّ رميت الجمار مع الناس تلك الأيام، قالت: ثم ارتحل حتّى نزل الحصبة، قالت: و الله ما نزلها إلا من أجلي -أو قال ابن أبي مليكة عنها: إلّا من أجلها-، ثمّ أرسل إلى عبد الرحمن فقال: احملها خلفك حتّى تخرجها من الحرم -فو الله ما قال فتخرجها إلى الجعرانة و لا إلى التنعيم- فلتهلّ بعمرة قالت: فانطلقنا، و كان إلى أدنى الحرم التنعيم، فأهللت منه بعمرة، ثمّ أقبلت فأتيت البيت فطفت به، و طفت بين الصفا و المروة، ثمّ أتيته فارتحل».

قال ابن أبي مليكة: و كانت عائشة تفعل ذلك بعد.(1)

3414- [246/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح قال: حدّثنا هشام ابن أبي عبد الله ، عن بديل، عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي، عن امرأة منهم يقال لها: أم كلثوم، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يأكل في ستة(2) من أصحابه، فجاء أعرابي جائع، فأكل بلقمتين، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: أمّا أنّه لو ذكر اسم الله لكفاكم، قال: فإذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله، فإن نسي أن يسمّي الله في أوّله فليقل: بسم الله في أوّله و آخره».

3415- [247/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن عمر قال: أنبأنا يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي و لا حللت مع الذين حلّوا من العمرة».

ص: 52


1- بسرف: موضع من مكة على عشرة أميال. الجعرانة: تقدم المعنى في هامش حديث 2269.
2- كذا، و في مسند أحمد ج 6 ص 143: (يأكل طعاماً في ستة).

3416- [250/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد و عفان قالا: حدّثنا حماد بن سلمة قال: حدّثنا علي بن زيد، عن أم محمّد، عن عائشة:

«أنّ رسول الله له م كان يكثر أن يقول: يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك و طاعتك، فقيل له: يا رسول الله -قال عفان- فقالت له عائشة: إنّك تكثر أن تقول: يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك و طاعتك، قال: و ما يؤمنني، و إنّما قلوب العباد بين أصبعي الرحمن، إنّه إذا أراد أن يقلّب قلب عبد قلّبه».

قال عفان بين أصبعين من أصابع الله عزّ و جلّ.

3417- [251/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا همام، حدّثنا عبد الله بن عثمان، عن يوسف بن ماهك، عن حفصة بنت عبد الرحمن، عن عائشة أنّها قالت:

«أمرنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالفرع من كل خمس شياه شاة، و أمرنا أن نعقّ عن الجارية شاة، و عن الغلام شاتين».

3418- [251/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حماد، عن ثابت عن القاسم بن محمّد، عن عائشة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«إنّ الله ليربّي لأحدكم التمرة و اللقمة كما يربّي أحدكم فلوه أو فصيله حتّى يكون مثل أحد».

3419- [256/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حماد و أبو المنذر قالا: حدّثنا عبد الواحد مولى عروة، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«قال الله عزّ و جلّ: من أذلّ لي ولياً فقد استحلّ محاربتي، و ما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء الفرائض، و ما يزال العبد يتقرّب إليّ بالنوافل حتّى أحبه، إن سألني أعطيته، و إن دعاني أجبته، و ما ترددت عن شيء أنا فاصله ترددي عن وفاته، لأنّه يكره

ص: 53

الموت و أكره مساءته».

قال أبي: و قال أبو المنذر: قال: حدّثني عروة قال: حدّثتني عائشة، و قال أبو المنذر: آذى لي.

3420- [256/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حماد بن خالد قال: حدّثنا ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد عن القاسم، عن عائشة قالت:

«سئلت ما كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم هل يعمل في بيته؟ قالت: كان بشر من البشر، يفلي ثوبه، و يحلب شاته، و يخدم نفسه».

3421- [256/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حماد بن خالد، عن عبد الله، عن أخيه عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة قالت:

«سئل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن الرجل يجد البلل و لا يذكر احتلاماً؟ قال: يغتسل، و عن الرجل يرى أنّه قد احتلم و لا يرى بللا؟ قال: لا غسل عليه، فقالت أم سليم: هل على المرأة ترى ذلك شيء؟ قال: نعم، إنّما النساء شقائق الرجال».

3422- [257/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال: حدّثنا الضحاك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«إنّ أحدكم يأتيه الشيطان فيقول: من خلقك؟ فيقول: الله، فيقول: فمن خلق الله؟ ، فإذا وجد ذلك أحدكم فليقرأ: (آمنت بالله و رسله)، فإنّ ذلك يذهب عنه».

3423- [257/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح قال: حدّثنا أسامة بن زید قال: حدّثنا ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لا يسرد سردكم هذا، يتكلم بكلام بينه فصل، يحفظه من سمعه».

3424- [264/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بن يزيد -يعني الواسطي-

ص: 54

عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«يا عائشة، إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، فإنّ التوبة من الذنب الندم و الاستغفار».

3425- [265/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب ابن عطاء، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن عائشة قالت:

«فرضت الصلاة ركعتين ركعتين، إلّا المغرب فرضت ثلاثاً؛ لأنّها وتر، قالت: و كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا سافر صلّى الصلاة الأولى إلّا المغرب، فإذا أقام زاد مع كل ركعتين إلّا المغرب؛ لأنّها وتر، و الصبح لأنّه يطول فيها القراءة».

3426- [265/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن أبي معشر، عن النخعي، عن الأسود، عن عائشة أنّها قالت:

«كانت يد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم اليمنى لطهوره و لطعامه، و كانت اليسرى لخلائه و ما كان من أذى».

3427- [268/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«دخلت عليّ خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية، و كانت عند عثمان بن مظعون قالت: فرأى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بذاذة هيئتها، فقال لي: يا عائشة، ما أبذ هيئة خويلة؟ قالت: فقلت: يا رسول الله، امرأة لا زوج لها، يصوم النهار و يقوم الليل، فهي كمن لا زوج لها، فتركت نفسها و أضاعتها، قالت: فبعث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى عثمان بن مظعون، فجاءه فقال: يا عثمان أرغبة عن سنتي؟ قال فقال: لا و الله يا رسول الله، و لكن سنتك أطلب، قال: فإنّي أنام و أصلّي و أصوم و أفطر و أنكح النساء، فاتق الله يا عثمان، فإنّ لأهلك عليك حقاً،

ص: 55

و إنّ لضيفك عليك حقاً، و إنّ لنفسك عليك حقاً، فصم، و افطر، و صلّ، و نم».

3428- [269/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه، فأيتهنّ ما خرج سهمها خرج بها».

3429- [272/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«أتت سلمى مولاة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم -أو امرأة أبي رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم- إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تستأذنه على أبي رافع قد ضربها، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لأبي رافع: ما لك و لها يا أبا رافع؟ قال: تؤذيني يا رسول الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: بم آذینه یا سلمی؟ قالت: يا رسول الله ما آذيته بشيء، و لكنه أحدث و هو يصلّي، فقلت له: يا أبا رافع، إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قد أمر المسلمين إذا خرج من أحدهم الريح أن يتوضّأ، فقام فضربني، فجعل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يضحك و يقول: يا أبا رافع، إنّها لم تأمرك إلّا بخير».

3430- [272/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: و ذكر محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

«فضل الصلاة بالسواك على الصلاة بغير سواك سبعين ضعفا».

3431- [273/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم قال:

حدّثنا عبد العزيز -يعني ابن عبد الله بن أبي سلمة- عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه قال: كانت عائشة تقول:

«خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و لا نذكر إلّا الحجّ، فلمّا قدمنا سرف طمثت، فدخل

ص: 56

عليّ رسول الله و أنا أبكي، فقال: ما يبكيك؟ قلت: وددت أنّي لم أخرج العام، قال: لعلك نفست؟ -يعني حضت- قالت: قلت: نعم، قال: إنّ هذا شيء كتبه الله على بنات آدم، فافعلي ما يفعل الحاج، غير أن لا تطوفي بالبيت حتّى تطهري، فلمّا قدمنا مكة قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لأصحابه: اجعلوها عمرة، فحلّ الناس إلّا من كان معه هدي، و كان الهدي مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و أبي بكر و عمر و ذوي اليسارة، قالت: ثمّ راحوا مهلّين بالحجّ، فلمّا كان يوم النحر طهرت، فأرسلني رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فافضت -يعني طفت- قالت: فأتينا بلحم بقر، فقلت: ما هذا؟ قالوا: هذا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ذبح عن نسائه البقر، قالت: فلما كانت ليلة الحصبة قلت: يا رسول الله، يرجع الناس بحجّة و عمرة و أرجع بحجّة، فأمر عبد الرحمن ابن أبي بكر فأردفني على جمله، قالت: فإنّي لأذكر و أنا جارية حديثة السن أنّي أنعس فتضرب وجهي مؤخرة الرحل، حتّى جاء بي التنعيم فأهللت بعمرة جزاء لعمرة الناس التي اعتمروا».

3432- [276/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني محمّد بن جعفر بن الزبير أنّ عبد الله بن الزبير حدّثه: أنّ عائشة حدّثته:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بينا هو جالس في ظل فارع أجم حسان جاءه رجل فقال:

احترقت یا رسول الله قال: ما شأنك؟ قال: وقعت على امرأتي و أنا صائم، قالت: و ذاك في رمضان، فقال له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: اجلس، فجلس في ناحية القوم، فأتى رجل بحمار عليه غرارة فيها تمر، قال: هذه صدقتي يا رسول الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: این المحترق آنفا؟ فقال: ها هو ذا أنا يا رسول الله، قال: خذ هذا فتصدق به قال: و أين الصدقة يا رسول الله إلّا عليّ ولي ؟ فو الذي بعثك بالحق ما أجد أنا و عيالي شيئاً، قال:

ص: 57

فخذها فأخذها».(1)

3433- [276/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة قالت:

«أمر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالقتلى أن يطرحوا في القليب، فطرحوا فيه إلّا ما كان من

أمية ابن خلف، فإنّه انتفخ في درعه فملأها، فذهبوا يحركوه فتزايل، فأقروه و ألقوا عليه ما غيبه من التراب و الحجارة، فلمّا ألقاهم في القليب وقف عليهم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً، فإنّي وجدت ما وعدني ربي حقا، قال: فقال له أصحابه: يا رسول الله، أتكلم قوماً موتى؟! قال: فقال لهم: لقد علموا أنّ ما وعدتهم حق، قالت عائشة: و الناس يقولون: لقد سمعوا ما قلت لهم، و إنّما قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لقد علموا».

يقول شير محمّد: و قد تقدم في ص 170 من هذا الجزء في رواية إبراهيم عن عائشة:

«قالوا: يا رسول الله، كيف تكلم قوماً جيفوا؟ فقال: ما أنتم بأفهم لقولي منهم -أو لهم أفهم لقولي منكم-».

3434- [276/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد، عن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«لمّا بعث أهل مكة في فداء أسراهم، بعثت زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في فداء

أبي العاص بن الربيع بمال، و بعثت فيه بقلادة لها كانت لخديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها قالت: فلمّا رآها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم رقّ لها رقة شديدة، و قال:

ص: 58


1- الأجمة: الشجر الكثيف الملتف.

إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها و تردوا عليها الذي لها فافعلوا، فقالوا: نعم يا رسول الله، فأطلقوه و ردوا عليها الذي لها».

3435- [277/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني محمّد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أم المؤمنين قالت:

«لمّا قسم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم سبايا بني المصطلق، وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس -أو لابن عم له- و كاتبته على نفسها، و كانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تستعينه في كتابتها، قالت: فو الله ما هو إلّا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها و عرفت أنّه سيرى منها ما رأيت، فدخلت عليه فقالت: یا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، و قد أصابني من البلاء ما لم يخفِ عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس -أو لابن عم له- فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي، قال: فهل لك في خير من ذلك؟ قالت: و ما هو يا رسول الله؟ قال: أقضي كتابتك و أتزوجك،

قالت: نعم يا رسول الله، قال: قد فعلت، قالت: و خرج الخبر إلى الناس أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تزوج جويرية بنت الحارث، فقال الناس: أصهار رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فأرسلوا ما بأيديهم، قالت: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها».

3436- [278/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا زياد بن عبد الله قال: حدّثنا منصور عن إبراهيم، عن علقمة قال:

«سألت عائشة: كيف كان عمل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، كان يخص شيئاً من الأيام؟ قالت:

لا، و أيّكم يطيق ما كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يعمل».

ص: 59

3437- [278/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الوليد قال: حدّثنا زكريا قال: حدّثنا خالد بن سلمة، عن البهي، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يذكر الله على كل أحيانه».

3438- [279/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عامر بن صالح قال: حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«إن كنّا لنذبح الشاة فيبعث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بأعضائها إلى صدائق خديجة».

3439- [279/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عامر بن صالح قال: حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«أمرني ربي أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب».

3440- [279/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عامر بن صالح قال: حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«المرأة كالضلع، إن أقمتها كسرتها، و هي يستمتع بها على عوج بها».

[المنتخب من أحاديث فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم]

3441- [282/6] أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد بن الحصين، الشيباني، قال: حدّثنا أبو علي الحسين بن المذهب، قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمّد بن حنبل، قال: حدّثني أبي أحمد بن محمّد بن حنبل، قال: حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: حدّثنا زكريا بن أبي زائدة، عن الفراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت:

«أقبلت فاطمة تمشي كأنّ مشيتها مشية رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: مرحباً بابنتي ثمّ أجلسها عن يمينه -أو عن شماله- ثمّ إنّه أسرّ إليها حديثاً فبكت، فقلت لها:

ص: 60

أستخصّك رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حديثه ثمّ تبكين! ثمّ إنّه أسرّ إليها حديثاً فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فسألتها عن ما قال؟ فقالت: ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، حتّى إذا قبض النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم سألتها، فقالت: إنّه أسرّ إليّ فقال: إنّ جبريل علیه السّلام كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة، و إنّه عارضني به العام مرتين، و لا أراه إلّا قد حضر أجلي، و إنّك أوّل أهل بيتي لحوقاً بي، و نِعمَ السلف أنا لك فبكيت لذلك، ثمّ قال: ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الأمة

-أو نساء المؤمنين- قالت: فضحكت لذلك».

3442- [282/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن إسحاق قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن سليمان بن عبد الله بن سليمان، عن أمّه أم سليمان -و كلاهما كان ثقة- قالت:

«دخلت على عائشة زوج النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فسألتها عن لحوم الأضاحي؟ فقالت: قد كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم نهى عنها ثمّ رخّص فيها، قدم علي بن أبي طالب من سفر فأتته فاطمة بلحم من ضحاياها، فقال: أولم ينه عنها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ فقالت: إنّه قد رخّص فيها، قالت: فدخل علي على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فسأله عن ذلك؟ فقال له: كلّها من ذي الحجّة إلى ذي الحجّة».

3443- [282/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدّثنا ليث -يعني ابن أبي سليم- عن عبد الله بن حسن، عن أمه فاطمة ابنة حسين، عن جدتها فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا دخل المسجد صلّى على محمّد و سلّم و قال: اللّهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب رحمتك، و إذا خرج صلّى على محمّد و سلّم، ثمّ قال: اللّهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب فضلك».

ص: 61

قال إسماعيل: فلقيت عبد الله بن حسن فسألته عن هذا الحديث؟ فقال: كان إذا دخل قال: ربّ افتح لي باب رحمتك، و إذا خرج قال: ربّ افتح لي باب فضلك.

3444- [283/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا ليث، عن عبد الله بن الحسن، عن فاطمة بنت حسين، عن جدتها فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا دخل المسجد قال: بسم الله، والسّلام على رسول الله، اللّهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب رحمتك، و إذا خرج قال: بسم الله، والسّلام على رسول الله، اللّهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب فضلك».

3445- [283/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا حماد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن أبيه عن الحسن بن الحسن، عن فاطمة قالت:

«دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأكل عرقاً، فجاء بلال بالأذان، فقام ليصلّي، فأخذت بثوبه، فقلت: يا أبه، ألا تتوضّاً؟ فقال: ممّا أتوضّأ يا بنية؟ فقلت: ممّا مسّت النار، فقال لي: أوليس أطيب طعامكم ما مسّته النار».

3446- [283/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا محمّد -يعني ابن رشد- قال: حدّثني جعفر بن عمرو بن أمية قال:

«دخلت فاطمة على أبي بكر فقالت: أخبرني رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّي أوّل أهله لحوقاً به».

3447 - [283/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا القاسم

ابن الفضل قال: قال لنا محمّد بن علي:

«كتب إليّ عمر بن عبد العزيز أنّي أنسخ إليه وصية فاطمة، فكان في وصيتها الستر الذي يزعم الناس أنّها أحدثته، و أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دخل عليها فلمّا رآه رجع».

ص: 62

[المنتخب من حديث حفصة أم المؤمنين بنت عمر بن الخطاب]

3448- [285/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني نافع، عن عبد الله بن عمر، عن حفصة ابنة عمر قالت:

«لمّا أمر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم نساءه أن يحللن بعمرة قلن: فما يمنعك يا رسول الله أن تحلّ معنا؟ قال: إنّي قد أهديت و لبّدت فلا أحلّ حتّى أنحر هديي».(1)

و قال يعقوب في كتاب الحجّ: أنحر هديتي.

3449- [285/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، عن المطلب بن أبي وداعة، عن حفصة زوج النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّها قالت:

«لم أر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يصلّي في سبحته جالساً قط، حتّى إذا كان قبل موته بعام أو بعامين، فكان يصلّي في سبحته جالساً، و يقرأ السورة فيرتلها حتّى تكون أطول من أطول منها».(2)

3450- [286/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن مسلم، عن شتير بن شكل، عن حفصة، قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقبّل و هو صائم».

3451- [286/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيوب،

ص: 63


1- و لبّدت: تلبيد الشعر: أن يجعل فيه شيء من صمغ عند الإحرام، لئلا يشعث و يقمل إبقاء على الشعر. و إنّما يلبد من يطول مكثه في الاحرام.
2- سبحته: تقدم المعنى في هامش حديث 3199.

عن نافع: أنّ صفية ابنة أبي عبيد أخبرته: أنّها سمعت حفصة ابنة عمر زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«لا يحلّ لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر -أو تؤمن بالله و رسوله- أن تحدّ على ميت فوق ثلاث إلّا على زوج، فإنّها تحدّ عليه أربعة أشهر و عشرا».

3452- [287/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن موسى قال: حدّثنا ابن لهیعة، حدّثنا عبد الله بن الله بكر عن ابن شهاب، عن سالم، عن حفصة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

«من لم يجمع الصيام مع الفجر فلا صيام له».

3453- [287/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، قال: حدّثنا حماد بن سلمة قال: حدّثنا عاصم بن بهدلة، عن سواء الخزاعي، عن حفصة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«كان النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا آوى إلى فراشه اضطجع على يده اليمنى، ثمّ قال: ربّ قني عذابك يوم تبعث عبادك -ثلاث مرار-، و كان يجعل يمينه لأكله و شربه و وضوئه و ثيابه و أخذه و عطائه، و يجعل شماله لما سوى ذلك، و كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر الاثنين و الخميس و الاثنين من الجمعة الأخرى».

[المنتخب من حديث بعض أزواج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم]:

3454- [288/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن نافع بن عمرو أبو عامر، حدّثنا نافع، عن ابن مليكة، عن بعض أزواج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، قال أبو عامر: قال نافع: أراها حفصة

«أنّها سئلت عن قراءة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ فقالت: إنّكم لا تستطيعونها، قال: فقيل لها أخبرينا بها؟ قال: فقرأت قراءة ترسّلت فيها».

ص: 64

قال أبو عامر: قال نافع: فحكى لنا ابن أبي مليكة: الحمد لله ربّ العالمين، ثمّ قطع الرحمن الرحيم، ثمّ قطع مالك يوم الدين.

[المنتخب من حديث أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم]

3455- [289/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن عمّار -يعني الدهني- سمع أبا سلمة يخبر عن أم سلمة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«قوائم منبري رواتب في الجنّة».(1)

3456- [289/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة قالت:

«ما نسيت قوله يوم الخندق و هو يعاطيهم اللبن و قد اغير شعر صدره و هو يقول: اللهم إنّ الخير خير الآخرة، فاغفر للأنصار و المهاجرة، قال: فرأى عمّاراً، فقال: ويحه ابن سمية تقتله الفئة الباغية».

قال: فذکرته لمحمّد -يعني ابن سيرين- فقال: عن أمه؟ قلت: نعم، أما إنّها كانت تخالطها -تلج عليها-.

3457- [290/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن سفينة مولى أم سلمة، عن أم سلمة قالت:

«كان من آخر وصية رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: الصلاة، الصلاة، و ما ملكت أيمانكم حتّى جعل نبي الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يلجلجها في صدره و ما يفيض بها لسانه.

3458- [290/6] حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن -يعني ابن مهدي- مالك عن سمي و عبد ربه، عن أبي بكر، عن عبد الرحمن، عن عائشة و أم سلمة:

ص: 65


1- الراتبة: من الرتوب و معناه الثبوت و الدوام.

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يصبح جنباً من جماع غير احتلام، ثمّ يصوم».

و في حديث عبد ربه: في رمضان.

3459- [290/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، عن مالك، عن أبي الأسود، عن عروة، عن زينب ابنة أم سلمة، عن أم سلمة:

«أنّها قدمت و هي مريضة، فذكرت ذلك للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: طوفي من وراء الناس و أنت راكبة، قالت: فسمعت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو عند الكعبة يقرأ بالطور».

3460- [290/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إنّكم تختصمون إلي، و لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجّته من بعض، و إنّما أنا بشر أقضي له على نحو ما أسمع منه، فمن قضيت له من حق أخيه شيئاً فإنّما هو نار فلا يأخذه».

3461- [291/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة قالت:

«جاءت أم حبيبة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقالت: يا رسول الله هل لك في أختي؟ قال: فأصنع بها ماذا؟ قالت تزوجها، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: و تحبين ذلك؟ فقالت: نعم، لست لك بمخلية، و أحق من شركني في خير أختي، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إنّها لا تحلّ لي، قالت فو الله لقد بلغني أنّك تخطب درة ابنة أم سلمة بنت أبي سلمة، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لو كانت تحلّ لي لما تزوجتها، قد أرضعتني و إياها ثويبة مولاة بني هاشم، فلا تعرضن عليّ أخواتكنّ و لا بناتكنّ».

3462- [291/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 66

«إذا حضرتم الميت أو المريض فقولوا خيراً، فإنّ الملائكة يؤمّنون على ما تقولون، قالت: فلمّا مات أبو سلمة أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقلت: يا رسول الله، إنّ أبا سلمة قد مات، فقال: قولي: اللّهمّ اغفر لي و له و أعقبني منه عقبى حسنة، قالت: فقلت، فأعقبني الله عزّ و جلّ من هو خير لي منه محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم».

3463- [291/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا محمّد ابن إسحاق قال: حدّثني عبد الله بن رافع، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إذا حضر العشاء و حضرت الصلاة فابدؤوا بالعشاء».

3464- [291/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن طلحة بن يحيى قال: حدّثني عبد الله بن فروخ:

«أنّ امرأة سألت أم سلمة فقالت: إنّ زوجي يقبّلني و هو صائم و أنا صائمة، فما ترین؟ فقالت: كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقبّلني و هو صائم و أنا صائمة».

3465- [291/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة قال: حدّثني حميد بن نافع، عن زينب بنت أم سلمة، عن أمها:

«أنّ امرأة توفي زوجها فاشتكت عينها، فذكروها للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و ذكروا الكحل، قالوا: نخاف على عينها، قال: قد كانت إحداكنّ تمكث في بيتها في شر أحلاسها -أو في أحلاسها- في ستر بيتها حولاً، فإذا مرّ بها كلب رمت ببعرة، أفلا أربعة أشهر و عشراً».(1)

3466- [292/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن جعفر ابن محمّد قال: حدّثني أبي، عن علي بن حسين، عن زينب ابنة أم سلمة، عن أم سلمة:

ص: 67


1- الأحلاس: جمع حلس، و هو ما يوضع على ظهر البعير تحت الرحل و القتب، و هو كساء رقيق.

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أكل كتفاً، فجاءه بلال، فخرج إلى الصلاة و لم يمس ماء».

3467- [292/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن هشام قال: أخبرني أبي، عن زينب ابنة أم سلمة، عن أم سلمة قالت:

«قالت أم سليم: يا رسول الله، إنّ الله لا يستحي من الحق، هل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ قال: نعم إذا رأت الماء، فضحكت أم سلمة، قالت: أتحتلم المرأة؟ فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: فبم يشبه الولد».

3468- [292/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن محمّد بن أبي شيبة -و سمعته أنا من عثمان بن محمّد- قال: حدّثنا محمّد بن فضيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي نصر قال: حدّثني مساور الحميري، عن أمه قالت:

«سمعت أم سلمة تقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول لعلي: لا يبغضك مؤمن و لا يحبك منافق».

3469- [292/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن نمير قال: حدّثنا عبد الملك -يعني ابن أبي سليمان- عن عطاء بن أبي رباح قال: حدّثني من سمع أم سلمة تذكر:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كان في بيتها، فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة، فدخلت بها عليه، فقال لها: ادعي زوجك و ابنيك قالت: فجاء علي و الحسين و الحسن فدخلوا عليه، فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة و هو على منامة له على دكان تحته كساء له خيبري، قالت و أنا أصلّي في الحجرة، فأنزل الله عزّ و جلّ هذه الآية: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيتِ و يُطَهِّرَكُم تَطهيراً»(1) قالت: فأخذ فضل

ص: 68


1- سورة الأحزاب: 33

الكساء فغشّاهم به، ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماء، ثمّ قال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي و خاصّتي، فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا، اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي و خاصّتي، فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا، قالت: فأدخلت رأسي البيت فقلت وأنا معكم يا رسول الله، قال: إنّك إلى خير، إنّك إلى خير».

قال عبد الملك: و حدّثني أبو ليلى، عن أم سلمة مثل حديث عطاء سواء، قال عبدالملك: و حدّثني داود بن أبي عوف الجحاف، عن حوشب، عن أم سلمة بمثله سواء.(1)

3470- [292/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أسامة قال: حدّثنا هشام، عن أبيه، عن زينب ابنة أبي سلمة، عن أم سلمة قالت:

«قلت: يا رسول الله، هل لي من أجر في بني أبي سلمة أن أنفق عليهم و لست بتاركتهم هكذا و هكذا و هكذا؟ إنّما هم بني، قال: نعم، لك فيهم أجر ما أنفقت عليهم».

3471- [293/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا عبيد الله، عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«أنّها استفتت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في امرأة تهراق الدم، فقال: تنتظر قدر الليالي و الأيام التي كانت تحيضهنّ و قدرهنّ من الشهر فتدع الصلاة، ثمّ لتغتسل، و لتستثفر ثمّ تصليّ».(2)

3472- [293/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا أبو عوانة، عن عبد الملك -يعني ابن عمير-، عن ربعي بن حراش، عن أم سلمة قالت:

ص: 69


1- الخزيرة: لحم يقطع صغاراً و يصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذر عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة، و قيل هي حسا من دقيق و دسم، و قيل: إذا كان من دقيق فهو حريرة، و إذا كان من نخالة فهو خزيرة.
2- الاستثفار: إدخال الإزار بين الفخذين ملويا.

«دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو ساهم الوجه، قالت: فحسبت أنّ ذلك من وجع، فقلت يا نبي الله ما لك ساهم الوجه؟ قال: من أجل الدنانير السبعة التي أتتنا أمس، أمسينا و هي في خصم الفراش».(1)

3473- [293/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قران بن تمام أبو تمام الأسدي قال: حدّثنا محمّد بن أبي حميد، عن المطلب بن عبد الله المخزومي قال:

«دخلت على أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقالت: يا بني، ألا أحدّثك بما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ قال: قلت: بلى يا أمه، قالت: سمعت من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: من أنفق على ابنتين، أو أختين، أو ذواتي قرابة يحتسب النفقة عليهما حتّى يغنيهما الله من فضله عزّ و جلّ أو يكفيهما كانتا له ستراً من النار».

3474- [294/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا القاسم بن الفضل، عن أبي جعفر محمّد بن علي، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«الحجّ جهاد كل ضعيف».

3475- [294/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة قالت:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يقول في دبر الفجر: اللّهمّ إنّي أسالك علما نافعاً، و عملاً متقبَّلاً، و رزقاً طيّباً».

3476- [294/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثني عبد الله ابن سعيد، عن أبيه، عن عائشة -أو أم سلمة- قال وكيع: شك هو -يعني عبد الله بن سعيد-:

ص: 70


1- ساهم الوجه: متغيره لعارض. خصم الفراش: أي طرفه و جانبه.

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لأحدهما: لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها، فقال لي: إنّ ابنك هذا حسين مقتول، و إن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها، قال: فأخرج تربة حمراء».

3477- [295/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني قال: حدّثني ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم خطب أم سلمة، فقالت يا رسول الله، إنّه ليس أحد من أوليائي -تعني شاهداً- فقال: إنّه ليس أحد من أوليائك شاهد و لا غائب يكره ذلك، فقالت: يا عمر زوّج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فتزوّجها النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أما إنّي لا أنقصك مما أعطيت أخواتك: رحيين، وجرة، و مرفقة من أدم حشوها ليف، فكان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يأتيها ليدخل بها فإذا رأته أخذت زينب ابنتها فجعلتها في حجرها، فينصرف رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فعلم ذلك عمّار بن ياسر -وكان أخاها من الرضاعة- فأتاها، فقال: أين هذه المشقوحة المقبوحة التي قد آذيت بها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟، فأخذها فذهب بها، فجاء رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فدخل عليها، فجعل يضرب ببصره في نواحي البيت فقال: ما فعلت زناب؟ فقالت: جاء عمّار فأخذها فذهب بها، فدخل بها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و قال لها: إن شئت سبّعت لك سبّعت، و إن سبّعت لك سبّعت لنسائي».(1)

3478- [296/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد عن الزهري، أنّ نبهان حدّثه، أنّ أم سلمة حدّثته قالت:

«كنت عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم حتّى دخل عليه

ص: 71


1- المشقوح: المكسور أو المبعد. سبّعت لك: أي بقيت عندك سبعاً.

و ذلك بعد أن أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: احتجبا منه [فقلنا: يا رسول الله]، أليس أعمى لا يبصرنا و لا يعرفنا؟ قال : أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه».

3479- [296/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا عوف، عن أبي المعدل عطية الطفاوي، عن أبيه: أنّ أم سلمة حدّثته قالت:

«بينما رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في بيتي يوماً، إذ قالت الخادم: إنّ علياً وفاطمة بالسدّة، قالت: فقال لي: قومي فتنحي لي عن أهل بيتي قالت: فقمت فتنحيت في البيت قريباً، فدخل علي و فاطمة و معهما الحسن و الحسين و هما صبيان صغيران، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبّلهما، قال: و اعتنق علياً بإحدى يديه و فاطمة باليد الأخرى، فقبّل فاطمة، و قبّل علياً، فأغدف عليهم خميصة سوداء، فقال: اللهم إليك لا إلى النار أنا و أهل بيتي، قالت: فقلت: و أنا يا رسول الله؟ فقال: و أنت».(1)

3480- [297/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا أفلح ابن سعید قال: حدّثنا عبد الله بن رافع قال: كانت أم سلمة تحدّث:

«أنّها سمعت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول على المنبر و هي تمتشط: أيها الناس فقالت لماشطتها:

لفي رأسي، قالت: فقالت: فديتك إنّما يقول أيها الناس، قلت: ويحك، أو لسنا من الناس!، فلفت رأسها و قامت في حجرتها، فسمعته يقول: أيها الناس بينما أنا على الحوض جيء بكم زمراً فتفرقت بكم الطرق، فناديتكم: ألا هلموا إلى الطريق، فناداني منادٍ من بعدي فقال: إنّهم قد بدّلوا بعدك، فقلت: ألا سحقاً ألا سحقاً».

3481- [298/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، حدّثنا عبد الحميد -يعني ابن بهرام- قال: حدّثني شهر بن حوشب قال:

«سمعت أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم حين جاء نعي الحسين بن علي لعنت أهل

ص: 72


1- السدّة: باب الدار، و ما حول الدار من الرواق. أغدف: أرخى.

العراق، فقالت: قتلوه قتلهم الله، غروه، و ذلوه لعنهم الله، فإنّي رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم جاءته فاطمة غدية ببرمة قد صنعت له فيها عصيدة تحمله في طبق لها حتّى وضعتها بين يديه، فقال لها: أين ابن عمك؟ قالت: هو في البيت قال: فاذهبي فادعيه و ائتني بابنيه، قالت: فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما بيد، و علي يمشي في أثرهما حتّى دخلوا على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فأجلسهما في حجره، و جلس علي عن يمينه، و جلست فاطمة عن يساره، قالت: أم سلمة فاجتبذ من تحتي كساءً خيبرياً كان بساطاً لنا على المنامة في المدينة، فلفه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عليهم جميعاً، فأخذ بشماله طرفي الكساء و ألوى بيده اليمنى إلى ربه عزّ و جلّ و قال: اللّهمّ أهلي أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، اللّهمّ أهل بيتي أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، اللّهمّ أهل بيتي أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا. قلت: يا رسول الله ألست من أهلك؟ قال: بلى، فادخلي في الكساء قالت: فدخلت في الكساء بعد ما قضى دعاءه لابن عمّه علي و ابنيه و ابنته فاطمة رضي الله عنهم».

3482- [298/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا عبد الحميد، حدّثني شهر قال: سمعت أم سلمة تحدّث:

«زعمت أنّ فاطمة جاءت إلى نبي صلّى الله عليه و آله و سلّم تشتكي إليه الخدمة، فقالت: يا رسول الله، و الله لقد مجلت يدي من الرحى، أطحن مرة و أعجن مرة، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إن يرزقك الله شيئاً يأتك، و سأدلك على خير من ذلك، إذا لزمت مضجعك فسبّحي الله ثلاثا و ثلاثين، وكبّري الله ثلاثا و ثلاثين و احمدي أربعاً و ثلاثين، فذلك مائة، فهو خير لك من الخادم، و إذا صلّيت صلاة الصبح فقولي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، يحيي و يميت، بيده الخير و هو على كل شيء قدير عشر مرّات بعد صلاة الصبح، و عشر مرّات بعد صلاة المغرب، فإنّ

ص: 73

كل واحدة منهنّ تكتب عشر حسنات، و تحط عشر سيئات، و كل واحدة منهنّ كعتق رقبة من ولد إسماعيل، و لا يحلّ لذنب كسب ذلك اليوم أن يدركه إلّا أن يكون الشرك، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و هو حرسك ما بين أن تقوليه غدوة إلى أن تقوليه عشية من كل شيطان و من كل سوء».

3483- [299/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا يزيد بن أبي حبيب، عن ناعم مولى أم سلمة، عن أم سلمة قالت:

«نهى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أن يبنى على القبر، أو يجصّص».

3484- [299/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق، حدّثنا عبد الله، أخبرنا ابن لهيعة، حدّثني يزيد ابن أبي حبيب، عن ناعم مولى أم سلمة:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم نهى أن يجصّص قبر، أو يبنى عليه، أو يجلس عليه».

قال أبي: ليس فيه أم سلمة.

3485- [300/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي سلمة، عن أم سلمة قالت:

«ما رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم صام شهرين متتابعين، إلّا أنّه كان يصل شعبان برمضان».

3486- [300/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن داود الطيالسي، حدّثنا شعبة، عن خالد الحذاء -أو أيوب- عن الحسن قال: حدّثتنا أمنا، عن أم سلمة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لعمّار: تقتلك الفئة الباغية».

3487- [300/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق قال:

حدّثني ليث بن سعد، حدّثنا عبد الله بن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك قال:

«سألت أم سلمة عن صلاة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالليل و قراءته؟ قالت: ما لكم و لصلاته

ص: 74

و لقراءته؟! قد كان يصلّي قدر ما ينام، و ينام قدر ما يصلّي، و إذا هي تنعت قراءته، فإذا قراءة مفسرة حرفاً حرفا».

3488- [300/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن محمّد -وسمعته أنا من عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة- قال: حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن أم موسى، عن أم سلمة قالت:

«و الذي أحلف به، إن كان علي لأقرب الناس عهداً برسول الله، قالت : عدنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم غداة بعد غداة يقول: جاء علي؟ مراراً، قالت: و أظنه كان بعثه في حاجة، قالت: فجاء بعد، فظننت أنّ له إليه حاجة، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب، فكنت من أدناهم إلى الباب، فأكبّ عليه علي، فجعل يُساره و يُناجيه، ثمّ قبض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من یومه ذلك، فكان أقرب الناس به عهدا».

3489- [301/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا دراج، عن السائب مولى أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، حدّث عن أم سلمة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: خير صلاة النساء في قعر بيوتهنّ».

3490- [301/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس و عفان قالا: حدّثنا عبد الواحد -یعني ابن زياد- قال حدّثنا عثمان بن حكيم، عن عبد الله بن رافع، عن أم سلمة، قال عفان في حديثه: قال: حدّثنا عبد الرحمن بن شيبة قال: سمعت أم سلمة قالت:

«قلت: يا رسول الله ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال؟ قالت: فلم يرعني منه يوماً إلّا و نداؤه على المنبر: يا أيها الناس قالت: و أنا أسرّح رأسي، فلففت شعري، ثمّ دنوت من الباب، فجعلت سمعي عند الجرير(1)، فسمعته يقول: إنّ

ص: 75


1- كذا في الأصل و المصدر و هو تصحيف، و في المصادر الحديثية: (الجريد).

الله عزّ و جلّ يقول: «إنَّ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ وَالمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَات»(1) هذه الآية. قال عفان: «أعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا»(2)».

3491- [301/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا عبد الحميد قال: حدّثني شهر بن حوشب قال: سمعت أم سلمة تحدّث:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يكثر في دعائه أن يقول: اللّهمّ مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك قالت: قلت: يا رسول الله، أو إنّ القلوب لتتقلّب؟ قال: نعم، ما من خلق الله من بني آدم من بشر إلّا أنّ قلبه بين أصبعين من أصابع الله، فإن شاء الله عزّ و جلّ أقامه، و إن شاء الله أزاغه، فنسأل الله ربنا أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، و نسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة إنّه هو الوهاب، قالت: قلت: يا رسول الله، ألا تعلّمني دعوة أدعو بها لنفسي؟ قال: بلى، قولي: اللّهمّ ربّ محمّد النبي اغفر لي ذنبي، و اذهب غيظ قلبي، و أجرني من مضلّات الفتن ما أحييتنا».

3492- [302/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن بكير، حدّثنا إبراهيم بن طهمان قال: حدّثني بديل عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة، عن أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال:

«المتوفّى عنها زوجها لا تلبس المعصفرة من الثياب، و لا الممشقة، و لا الحلي، و لا تختضب و لا تكتحل».(3)

3493- [302/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي قال: حدّثنا ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة:

ص: 76


1- سورة الأحزاب: 35.
2- سورة الأحزاب: 35.
3- الممشقة: أي المصبوغة بالمشق أي المغرة.

«أنّها سئلت عن قراءة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ فقالت: كان يقطّع قراءته آية آية: بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ»(1)

3494- [304/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أحمد الزبيري، حدّثنا سفيان، عن زبيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم جلّل على علي و حسن و حسين و فاطمة كساءً، ثمّ قال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي و خاصتي، اللّهمّ أذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا، فقالت [أم سلمة]: يا رسول الله، أنا منهم؟ قال: إنّك إلى خير».(2)

3495- [304/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس قال: حدّثنا أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«كان النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يصلي ركعتين بعد الظهر، و أنّه جاءه وفد فشغلوه فلم يصلّهما، فصلّاهما بعد العصر».

3496- [304/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة قالت:

«و الذي توفى نفسه -تعني النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم- ما توفي حتّى كانت أكثر صلاته قاعداً، إلّا

المكتوبة، و كان أعجب العمل إليه الذي يدوم عليه العبد و إن كان يسيراً».

3497- [304/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدّثنا عوف، عن أبي المعدل عطية الطفاوي قال: حدّثني أبي، عن أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«بينما رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم له في بيتي، إذ قالت الخادم: إنّ علياً و فاطمة بالسّدة، قال:

ص: 77


1- سورة الفاتحة:1-4.
2- جلّل: أي غطهم به.

قومي عن أهل بيتي قالت: فقمت فتنحيت في ناحية البيت قريباً، فدخل علي و فاطمة و معهم الحسن و الحسين صبيّان صغيران، فأخذ الصبيين فقبلهما و وضعهما في حجره، و اعتنق علياً و فاطمة، ثمّ أغدف عليهما ببردة له، و قال: اللّهمّ إليك لا إلى النار أنا و أهل بيتي قالت: فقلت: و أنا يا رسول الله؟ فقال: و أنت».

3498- [309/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن عبيد قال: حدّثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار قال:

«دخل ناس من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم على أم سلمة، فقالوا: يا أم المؤمنين، حدّثينا عن سرّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ قالت: كان سرّه و علانيته سواء، ثمّ ندمت، فقلت: أفشيت سرّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، قالت: فلمّا دخل أخبرته، فقال: أحسنت».

3499- [313/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا ثابت قال: حدّثني ابن عمر بن أبي سلمة بمنى، عن أبيه: أنّ أم سلمة قالت: قال أبو سلمة: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: إنا لله و إنا إليه راجعون، عندك احتسبت مصيبتي، و آجرني فيها، و أبدلني ما هو خير منها، فلمّا احتضر أبو سلمة قال: اللهم اخلفني في أهلي بخير، فلمّا قبض قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللّهمّ عندك أحتسب مصيبتي، فآجرني فيها، قالت: و أردت أن أقول و أبدلني خيراً منها، فقلت: و من خير من أبي سلمة؟ فما زلت حتّى قلتها، فلمّا انقضت عدّتها خطبها أبو بكر فردّته، ثمّ خطبها عمر فردّته، فبعث إليها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقالت: مرحباً برسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و برسوله، أخبر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّي امرأة غيرى، و أنّي مصبية، و أنّه ليس أحد من أوليائي شاهداً، فبعث إليها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أمّا قولك: أنّي مصبية، فإنّ الله سيكفيك صبيانك، و أمّا قولك: أنّي غيرى فسأدعو الله

ص: 78

أن يذهب غيرتك، و أمّا الأولياء فليس أحد منهم شاهد و لا غائب إلّا سيرضاني، قلت: يا عمر قم فزوّج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أما أنّي لا أنقصك شيئاً ممّا أعطيت أختك فلانة: رحيين، و جرتين، و وسادة من أدم حشوها ليف. قال: و كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يأتيها، فإذا جاء أخذت زينب فوضعتها في حجرها لترضعها، و كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حبيباً كريماً يستحي، فرجع، ففعلت ذلك مراراً، ففطن عمّار بن ياسر لما تصنع، فأقبل ذات يوم و جاء عمّار -و كان أخاها لأمها- فدخل عليها فانتشطها من حجرها، و قال: دعي هذه المقبوحة المشقوحة التي آذیت بها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: و جاء رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فدخل، فجعل يقلب بصره في البيت و يقول: أين زناب؟ ما فعلت زناب؟ قالت: جاء عمّار فذهب بها، قال: فبنى بأهله، ثمّ قال: إن شئت أن أسبّع لك سبّعت للنساء».(1)

3500- [319/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا حماد ابن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة مولى أم سلمة قال:

«أعتقتني أم سلمة، و اشترطت عليّ أن أخدم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ما عاش».

3501- [320/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا أسامة ابن زيد، عن عبد الله بن رافع، عن أم سلمة قالت:

«جاء رجلان من الأنصار يختصمان إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في مواريث بينهما قد درست ليس بينهما بيّنة، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إنّكم تختصمون إليّ، و إنّما أنا بشر، و لعل بعضكم الحن بحجّته -أو قد قال: لحجّته- من بعض، فإنّي أقضي بينكم على نحو ما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه شيئاً فلا يأخذه، فإنّها أقطع له

ص: 79


1- مصبية: أي ذات صبيان.

قطعة من النار يأتي بها أسطاماً في عنقه يوم القيامة، فبكى الرجلان، و قال كل واحد منهما: حقّي لأخي، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أمّا إذ قلتما فاذهبا فاقتسما، ثمّ توخيا الحق، ثمّ استهما، ثمّ ليحلل كل واحد منكما صاحبه».(1)

3502- [320/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا إسماعيل ابن عبد الملك بن أبي الصغير قال: حدّثني عبد العزيز ابن بنت أم سلمة، عن أم سلمة:

«أنّ أبا سلمة لمّا توفي عنها و انقضت عدتها خطبها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقالت: يا رسول الله، إنّ فيّ ثلاث خصال: أنا امرأة كبيرة، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أنا أكبر منك، قالت: و أنا امرأة غيور، قال: أدعو الله عزّ و جلّ فيذهب عنك غيرتك، قالت: يا رسول الله، و أنا امرأة مصبية، قال: هم إلى الله و إلى رسوله قال: فتزوجها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: فأتاها فوجدها ترضع فانصرف، ثمّ أتاها فوجدها ترضع فانصرف، قال: فبلغ ذلك عمّار بن ياسر ، فأتاها فقال: حلتِ بين رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و بين حاجته، هلم الصبية، قال: فأخذها فاسترضع لها، فأتاها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: این زناب؟ -يعني زينب- قالت: يا رسول الله، أخذها عمّار، فدخل بها، و قال: إنّ بك على أهلك كرامة، قال: فأقام عندها العشي، ثمّ قال: إن شئت سبّعت لك، و إن سبّعت لك سبّعت لسائر نسائي، و إن شئت قسمت لك؟ قالت: لا، بل اقسم لي». 3503- [323/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة قال: حدّثنا علي بن زيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال الفاطمة: ائتيني بزوجك و ابنيك فجاءت بهم، فألقى

عليهم كساء فدكياً، قال: ثمّ وضع يده عليهم، ثمّ قال: اللّهمّ إنّ هؤلاء آل محمّد،

ص: 80


1- اسطاما: قضيب من حديد، و أصل الاسطام قضيب الموقد تحرك به النار. استهما: أي ليأخذ كل واحد منكما ما تخرجه القرعة من القسمة ليتميز سهم كل واحد منكما عن الآخر.

فاجعل صلواتك و بركاتك على محمّد و على آل محمّد، إنّك حميد مجيد، قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي و قال: إنّك على خير».

3504- [323/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله الجدلي قال:

«دخلت على أم سلمة، فقالت لي: أيُسَبُّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فيكم؟ قلت: معاذ الله -أو سبحان الله أو كلمة نحوها- قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: من سبّ عليّاً فقد سبّني».

[المنتخب من حديث زينب بنت جحش زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم]

3505- [324/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن حميد بن نافع: أنّ زينب بنت أبي سلمة أخبرته: أنّها دخلت على زينب بنت جحش زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقالت: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم على المنبر يقول:

«لا يحلّ لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر أن تحدّ على ميت فوق ثلاث ليال، إلّا على زوج أربعة أشهر و عشراً».

[المنتخب من حديث جويرية بنت الحارث زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم]

3506- [324/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي أيوب الهجري، عن جويرية:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دخل على جويرية في يوم الجمعة و هي صائمة فقال لها: أصمتِ أمس؟ قالت: لا، قال: تصومين غداً؟ قالت: لا، قال: فافطري».

ص: 81

3507- [324/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، حدّثنا شريك، عن جابر، عن خالته أم عثمان، عن جويرية قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«من لبس ثوب حرير ألبسه الله ثوباً من النار يوم القيامة».

3508- [324/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا حجاج، حدّثنا شعبة، عن محمّد بن عبد الرحمن مولى أبي طلحة قال: سمعت كريباً مولى ابن عباس يحدّث عن ابن عباس، عن جويرية بنت الحارث قالت:

«أتى عليّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم غدوة و أنا أسبّح، ثمّ انطلق لحاجته، ثمّ رجع قريباً من نصف النهار فقال: ما زلتِ قاعدة؟ قلت نعم، فقال: ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهنّ عدلتهنّ أو لو وزنّ بهنّ وزنتهنّ -يعني بجميع ما سبّحت-: سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات، سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرات، سبحان الله رضاء نفسه ثلاث مرات، سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات».

[المنتخب من حديث أم حبيبة بنت أبي سفيان و اسمها رملة]

3509- [325/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن منصور، عن أبي الضحى، عن شتير بن شكل، عن أم حبيبة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يقبّل و هو صائم».

3510- [325/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني محمّد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبي الجراح مولى أم حبيبة، عن أم حبيبة أنها حدّثته قالت:

«سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة كما يتوضئون».

ص: 82

3511- [326/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشر، عن أبي المليح، عن أم حبيبة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«أنّه كان إذا سمع المؤذّن يؤذّن قال كما يقول حتّى يسكت».

3512- [326/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز قال: حدّثنا حماد بن زيد قال: حدّثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أم حبيبة حدّثت عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

«من صلّى في يوم ثنتي عشرة ركعة بنى الله له -أو بنى له- بيت في الجنّة».

[المنتخب من حديث خنساء بنت خذام]

3513- [329/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، قال: قرأت على أبي يزيد بن هارون، قال: حدّثنا محمّد -يعني ابن إسحاق- عن الحجاج بن السائب بن أبي لبابة قال:

«كانت خناس بنت خذام عند رجل تأيمت منه، فزوجها أبوها رجلاً من بني عوف، و حطت هي إلى أبي لبابة، فأبى أبوها إلّا أن يلزمها العوفي، و أبت هي حتّى ارتفع شأنهما إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: هي أولى بأمرها فالحقها بهواها، فتزوجت أبا لبابة، فولدت له أبا السائب».(1)

[المنتخب من حديث ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم]

3514- [330/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن مصعب قال: حدّثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 83


1- تأيمت: يقال تأيمت المرأة و آمت إذا أقامت لا تتزوج.

«أنّها استفتت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في فأرة سقطت في سمن لهم جامد، فقال: القوها و ما حولها و كلوا سمنكم».

3515- [332/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدّثنا جعفر بن زياد، عن منصور قال حسبته عن سالم عن ميمونة: أنّها استدانت ديناً ، فقيل لها تستدينين و ليس عندك وفاؤه؟ قالت: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: ما من أحد يستدين ديناً يعلم الله أنّه يريد أداءه إلّا أدّاه».

3516- [332/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد -يعني ابن إسحاق-، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن ميمونة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«أعتقت جارية لي، فدخل عليّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فأخبرته بعتقها، فقال: آجرك الله أما أنّك لو كنت أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك».

3517- [332/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا سجد جافى حتّى يرى من خلفه بياض إبطيه».(1)

3518- [333/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الملك، قال: حدّثنا عبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل، عن سليمان بن يسار، عن ميمونة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، قالت:

«نهى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن الدباء، و النقير، و الجر، و المقير، و قال: كل مسكر حرام».(2)

ص: 84


1- جافی: جافى مرفقيه عن إبطيه مجافاة بليغة أي نحى كل يد عن الجنب الذي يليها حتّى نرى.
2- الدباء: تقدم المعنى في هامش حديث 964. و النقير: تقدم المعنى في هامش حديث 964. الجر و الجرار: تقدم المعنى في هامش حديث 3081. المقير: الإناء المطلي بالقار و المزفت به، و هو أحد أوعية الخمر، إنّما نهى عنها؛ لأنّ هذه الأوعية يشتد فيها الخمر و لا يعلم به بخلاف الأسقية من الأُدم.

3519- [333/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج قال: حدّثنا ليث -يعني ابن سعد- قال: حدّثنا نافع، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس أنّه قال:

«أنّ امرأة اشتكت شكوى فقالت: لئن شفاني الله لأخرجنّ فلاصلّينّ في بيت المقدس، فبرأت، فتجهزت تريد الخروج، فجاءت ميمونة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم تسلّم عليها فأخبرتها ذلك، فقالت: اجلسي فكلي ما صنعت و صلّي في مسجد الرسول، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيها سواه من المساجد إلّا مسجد الكعبة».

3520- [333/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثنا أبي قال: سمعت أبا فزارة يحدّث عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تزوجها حلالاً و بنى بها حلالاً، و ماتت بسرف فدفنها(1) في الظلة التي بنى بها فيها، فنزلنا في قبرها أنا و ابن عباس».(2)

3521- [333/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق قال: أنبأنا عبد الله -يعني ابن المبارك- قال: حدّثنا حنظلة، عن عبد الله بن الحارث، عن ميمونة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فاتته ركعتان قبل العصر، فصلّاهما بعد».

3522- [336/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا معمر عن الزهري، عن بدية مولاة ميمونة، عن ميمونة قالت:

ص: 85


1- كذا، و في المصادر الحديثية (فدفناها).
2- الحديث روايته عن يزيد بن الأصم عن أحوال ميمونة كما هو ظاهره لا عن ميمونة نفسها.

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يباشر المرأة من نسائه حائضاً تكون عليها الخرقة إلى الركبتين، أو إلى أنصاف الفخذين».

[المنتخب من حديث صفية أم المؤمنين رضي الله عنها]

3523- [337/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا سفيان، عن سلمة -يعني ابن كهيل- عن أبي إدريس، عن ابن صفوان، عن صفية بنت حيي، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت، حتّى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأوّلهم و آخرهم و لم ينج أوسطهم، قالوا: يا رسول الله، يكون فيهم المكره؟ قال: يبعثهم الله على ما في أنفسهم».

3524- [337/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر و عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن صفية بنت حيي قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً، فحدّثته، ثمّ قمت فانقلبت، فقام معي يقلبني، و كان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلمّا رأيا النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أسرعا، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: على رسلكها، إنّها صفية بنت حيي، فقالا: سبحان الله يا رسول الله، فقال: إنّ الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، و إنّي خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً -أو قال: شيئاً-».(1)

[المنتخب من حديث أم الفضل بن عباس و هي أخت ميمونة رضي الله عنها]

3525- [339/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن بكير قال: حدّثنا إسرائيل، عن سماك، عن قابوس بن المخارق، عن أم الفضل قالت:

ص: 86


1- فانقلبت: أي إلى بيني. يقلبني: أي يردني إلى بيتي.

«رأيت كأنّ في بيتي عضواً من أعضاء رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، قالت: فجزعت من ذلك، فأتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فذكرت ذلك له، فقال: خيراً، تلد فاطمة غلاماً فتكفلينه بلبن ابنك قثم، قالت: فولدت حسناً، فأعطيته، فأرضعته حتّى تحرك -أو فطمته- ثمّ جئت به إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأجلسته في حجره فبال، فضربت بين كتفيه، فقال: ارفقي بابني رحمك الله -أو أصلحك الله- أوجعت ابني، قالت: قلت: يا رسول الله، اخلع إزارك و البس ثوباً غيره حتّى أغسله، قال: إنّما يغسل بول الجارية وينضح بول الغلام،

يقول شير محمّد: «و روى ابن حنبل في خبر آخر بإسناد ذكره عن عطاء الخراساني عن لبابة أم الفضل أنّها كانت ترضع الحسن و الحسين...».(1)

3526- [339/6] حدّثنا عبد الله قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدّثنا أبو معمر -و سمعته أنا من أبي معمر- قال: حدّثنا عبد الله بن إدريس قال: حدّثنا يزيد -يعني ابن أبي زياد- عن عبد الله بن الحارث، عن أم الفضل بنت الحارث -و هي أم ولد العباس أخت ميمونة- قالت:

«أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في مرضه، فجعلت أبكي، فرفع رأسه فقال: ما يبكيك؟ قلت: خفنا عليك، و ما ندري ما نلقى من الناس بعدك يا رسول الله، قال: أنتم المستضعفون بعدي».

[المنتخب من حديث أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها و اسمها فاختة]

3527- [343/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن جعدة، عن أم هانئ -و هي جدته-:

ص: 87


1- مسند أحمد 339/6.

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دخل عليها يوم الفتح، فأتي بشراب فشرب، ثمّ ناولني فقلت: إنّي صائمة، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إنّ المتطوع أمير على نفسه، فإن شئت فصومي، و إن شئت فأفطري».

3528- 344/6[344/6] قال عبد الله: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدّثنا سعيد ابن سليمان قال: حدّثنا موسى بن خلف قال: حدّثنا عاصم بن بهدلة عن أبي صالح، عن أم هانئ بنت أبي طالب، قال: قالت:

«مرّ بي ذات يوم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقلت: يا رسول الله إنّي قد كبرت و ضعفت -أو كما قالت- فمرني بعمل أعمله و أنا جالسة، قال: سبّحي الله مائة تسبيحة فإنّها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل، و أحمدي الله مائة تحميدة تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله، و كبّري الله مائة تكبيرة فإنّها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة، و هلّلي الله مائة تهليلة -قال ابن خلف: أحسبه قال: -تملأ ما بين السماء و الأرض، و لا يرفع يومئذ لأحد عمل إلّا أن يأتي بمثل ما أتيت به».

[المنتخب من حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق]

3529- [345/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن فضيل قال: حدّثنا يزيد -يعني ابن أبي زياد- عن مجاهد قال: قال عبد الله بن الزبير:

«أفردوا بالحجّ و دعوا قول هذا -يعني ابن عباس- فقال ابن العباس: ألا تسأل أمك عن هذا؟ فأرسل إليها، فقالت: صدق ابن عباس، خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حجّاجاً، فأمرنا فجعلناها عمرة، فحلّ لنا الحلال حتّى سطعت المجامر بين النساء والرجال».

ص: 88

3530- [346/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، عن هشام، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء:

«أنّها كانت إذا أتيت بالمرأة لتدعو لها صبت الماء بينها و بين جيبها، و قالت: إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أمرنا أن نبردها بالماء، و قال: إنها من فيح جهنم».(1)

3531- [347/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الملك قال: حدّثنا عبد الله مولى أسماء، عن أسماء، قال:

«أخرجت إليّ جبة طيالسة عليها لبنة شبر من ديباج كسرواني و فرجاها مكفوفان به، قالت: هذه جبة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يلبسها، كانت عند عائشة، فلمّا قبضت عائشة قبضتها إليّ، فنحن نغسلها للمريض منّا يستشفى بها».

[المنتخب من حديث الربيع بنت معوذ بن عفراء]

3532- [358/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عيينة قال: حدّثني عبد الله بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب، قال:

«أرسلني علي بن حسين إلى الربيع بنت معوذ بن عفراء، فسألتها عن وضوء رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ... إلى أن قال: قد جاءني ابن عم لك فسألني و هو ابن عباس فأخبرته فقال لي: ما أجد في كتاب الله إلّا مسحتين و غسلتين».

[المنتخب من حديث أم مبشر امرأة زيد بن حارثة]

3533- [362/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله، عن أم مبشر قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 89


1- قوله: أي نبردها المراد بها الحمى.

«من غرس غرساً أو زرع زرعاً فأكل منه إنسان أو سبع أو دابة أو طير فهو له صدقة».

[المنتخب من حديث زينب امرأة عبد الله بن مسعود]

3534- [363/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن الحارث بن المصطلق، عن ابن أخي زينب امرأة عبد الله، عن زينب قالت:

«خطبنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا معشر النساء، تصدّقن و لو من حلّيكنّ، فإنّكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة، قالت: و كان عبد الله رجلاً خفيف ذات اليد، فقلت له: سل لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أيجزئ عني من الصدقة النفقة على زوجي و أيتام في حجري؟ قالت و كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قد ألقيت عليه المهابة، فقال: اذهبي أنت فاسأليه، قالت: فانطلقت فانتهيت إلى بابه، فإذا عليه امرأة من الأنصار اسمها

زینب حاجتي حاجتها، قالت: فخرج علينا بلال، قالت: فقلنا له: سل لنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أيجزئ عنّا من الصدقة النفقة على أزواجنا و أيتام في حجورنا؟ قالت: فدخل عليه بلال فقال: على الباب زينب، فقال: أيّ الزيانب؟ قال: فقال: زينب امرأة عبد الله، و زينب امرأة من الأنصار تسألانك عن النفقة على أزواجهما و أيتام في حجورهما أيجزئ ذلك عنهما من الصدقة؟ قالت: فخرج إلينا فقال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لهما أجران أجر القرابة، و أجر الصدقة».

[المنتخب من حديث أم عمارة]

3535- [365/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شريك، عن حبيب بن زيد، عن مولاته ليلى، عن عمته أم عمارة:

ص: 90

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم دخل عليها، قال: وثاب إليها رجال من قومها، قال: فقدمت إليهم تمراً فأكلوا، فتنحى رجل منهم، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: ما شأنه؟ فقال: إنّي صائم، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أما أنّه ما من صائم يأكل عنده فواطر إلّا صلّت عليه الملائكة حتى يقوموا».

[حديث أم إسحاق مولاة أم حكيم]

3536- [367/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا بشار بن عبد الملك، و قال: حدّثتني أم حكيم بنت دينار، عن مولاتها أم إسحاق:

«أنّها كانت عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فأتى بقصعة من تريد فأكلت معه، و معه ذو اليدين، فناولها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عرقاً، فقال: يا أم إسحاق، أصيبي من هذا، فذكرت إنّي كنت صائمة فرددت يدي لا أقدمها و لا أؤخرها، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: ما لك؟ قالت: كنت صائمة فنسيت، فقال ذو اليدين: الآن بعد ما شبعت! فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: أتمي صومك، فإنّما هو رزق ساقه الله إليك».

[حديث أم بلال]

3537- [368/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن محمّد ابن أبي يحيى قال: حدّثتني أمي، عن أم بلال:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: ضحوا بالجذع من الضأن، فإنّه جائز».(1)

3538- [368/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن بحر، حدّثنا أبو ضمرة قال: حدّثنا محمّد بن أبي يحيى مولى الأسلميين، عن أمه، قال: أخبرتني أم بلال ابنة هلال عن أبيها أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

ص: 91


1- الجذع: تقدم المعنى في هامش حديث 540.

«يجوز الجذع من الضأن ضحية».

[المنتخب من حديث فاطمة عمة أبي عبيدة و أخت حذيفة]

3539- [369/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن حصين، عن أبي عبيدة بن حذيفة، عن عمته فاطمة أنّها قالت:

«أتينا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم نعوده في نساء، فإذا سقاء معلق نحوه يقطر ماؤه عليه من شدة ما يجد من حرّ الحمّى، قلنا: يا رسول الله، لو دعوت الله فشفاك، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إنّ من أشد الناس بلاء الأنبياء، ثمّ الذين يلونهم، ثمّ الذين يلونهم، ثمّ الذين يلونهم».

[المنتخب من حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها]

3540- [369/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن موسى الجهني قال:

«دخلت على فاطمة بنت علي، فقال لها رفيقي أبو سهل: كم لك؟ قالت: ستة و ثمانون سنة، قال: ما سمعت من أبيك شيئاً؟ قالت: حدّثتني أسماء بنت عميس أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه ليس بعدي نبي».

3541- [370/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن إسحاق قال: حدّثنا عبد الله بن أبي بكر، عن أم عيسى الجزار، عن أم جعفر بنت محمّد بن جعفر بن أبي طالب، عن جدتها أسماء بنت عميس قالت:

«لمّا أصيب جعفر و أصحابه دخلت على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و قد دبغت أربعين

ص: 92

منيئة، و عجنت عجيني، و غسّلت بنيّ و دهنتهم و نظّفتهم، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: ائتني ببني جعفر قالت: فأتيته بهم، فشمهم و ذرفت عيناه، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت و أمي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر و أصحابه شيء؟ قال: نعم، أصيبوا هذا اليوم، قالت: فقمت أصيح، و اجتمع إليّ النساء، و خرج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى أهله فقال: لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاماً، فإنّهم قد شغلوا بأمر صاحبهم».(1)

[المنتخب من حديث يسيرة]

3542- [370/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن بشر قال: حدّثنا هانئ بن عثمان الجهمي، عن أمه حميضة بنت ياسر، عن جدتها يسيرة -و كانت من المهاجرات- قالت: قال لنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«يا نساء المؤمنات، عليكنّ بالتهليل و التسبيح و التقديس، و لا تغفلن فتنسين الرحمة، و اعقدن بالأنامل، فإنّهنّ مسؤولات مستنطقات».

[حديث أم حميد]

3543- [371/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هارون، حدّثنا عبد الله ابن وهب قال: حدّثني داود بن قيس، عن عبد الله بن سويد الأنصاري، عن عمته أم حميد -امرأة أبي حميد الساعدي-:

«أنّها جاءت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقالت: يا رسول الله، إنّي أحب الصلاة معك، قال: قد علمت أنّك تحبين الصلاة معي، و صلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في

ص: 93


1- منيئة: تقدم المعنى في هامش حدیث 1872.

حجرتك، و صلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، و صلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، و صلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي، قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها و أظلمه، فكانت تصلّي فيه حتى لقيت الله عزّ و جلّ».

[المنتخب من حديث الشفاء بنت عبد الله]

3544- [372/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا المسعودي، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل من آل أبي حثمة، عن الشفاء بنت عبد الله -و كانت امرأة من المهاجرات- قالت:

«إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم سئل عن أفضل الأعمال؟ فقال: إيمان بالله، و جهاد في سبيل الله عزّ و جلّ، و حجّ مبرور».

[حديث ابنة لِخبّاب]

3545- [372/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن مالك بن زيد العائشي، عن ابنة لخبّاب قالت:

«خرج خبّاب في سرية، فكان النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يتعاهدنا، حتّى كان يحلب عنزاً لنا، قالت: فكان يحلبها حتّى يطفح -أو يفيض- فلمّا رجع خبّاب حلبها فرجع حلابها إلى ما كان، فقلنا له: كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يحلبها حتّى يفيض -و قال مرة: حتّى تمتلئ- فلمّا حلبتها رجع حلابها».

3546- [372/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن مالك الأحمسي، عن ابنة لخبّاب ابن الأرت قالت:

ص: 94

«خرج أبي في غزاة و لم يترك إلّا شاة، فذكر نحوه».

[المنتخب من حديث فاطمة بنت قيس]

3547- [373/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد قا: حدّثنا مجالد قال: حدّثنا عامر قال:

«قدمت المدينة فأتيت فاطمة بنت قيس، فحدّثتني أنّ زوجها طلّقها على عهد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فبعثه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في سرية، قالت: فقال لي أخوه: اخرجي من الدار، فقلت: إنّ لي نفقة و سكنى حتّى يحلّ الأجل، قال: لا، قالت: فأتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقلت: إنّ فلان طلّقني، و إنّ أخاه أخرجني و منعني السكنى و النفقة، فأرسل إليه فقال: ما لك و لابنة قيس؟ قال: يا رسول الله، إنّ أخي طلّقها ثلاثاً جميعاً، قالت: فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: انظري يا ابنة آل قيس، إنّما النفقة و السكنى للمرأة على زوجها ما كانت له عليها رجعة، فإذا لم يكن له عليها رجعة فلا نفقة و لا سكني، اخرجي فأنزلي على فلانة، ثمّ قال: إنّه يتحدّث إليها، انزلي على ابن أم مكتوم، فإنّه أعمى لا يراك... الحديث».

[المنتخب من حديث أم جندب الأزدية]

3548- [376/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم قال: أنبأنا ليث، عن عبد الله بن شداد، عن أم جندب الأزدية:

«أنّها سمعت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم حيث أفاض قال: يا أيها الناس عليكم بالسكينة و الوقار، و عليكم بمثل حصى الخذف».

[المنتخب من حديث أم سليم]

3549- [376/6] حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي، حدّثنا حميد بن عبد الرحمن

ص: 95

الرؤاسي قال: حدّثنا زهير، عن عبد الكريم، عن البراء ابن ابنة أنس -و هو ابن زيد- عن أنس قال: حدّثتني أمي:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دخل عليها و في بيتها قربة معلقة، قالت: فشرب من القربة قائماً، قالت: فعمدت إلى فم القربة فقطعتها».

3550- [377/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا المغيرة قال: حدّثنا الأوزاعي قال: حدّثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري، عن جدته أم سلیم قالت:

«كانت مجاورة أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فكانت تدخل عليها، فدخل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقالت أم سليم: يا رسول الله، أرأيت إذا رأت المرأة أنّ زوجها يجامعها في المنام أتغتسل؟ قالت أم سلمة: تربت يداك يا أم سليم، فضحتِ النساء عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقالت أم سليم: إنّ الله لا يستحي من الحقّ، و إنّا إن نسأل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عما أشكل علينا خير من أن نكون منه على عمياء، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لأم سلمة بل أنت تربت يداك، نعم يا أم سليم، عليها الغسل إذا وجدت الماء، فقالت أم سلمة: يا رسول الله، و هل للمرأة ماء؟ فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: فأنى يشبهها ولدها، هنّ شقائق الرجال».

3551- [377/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب قال: حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، عن أم سليم:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لو كان يصلّي على الخمرة».

[المنتخب من حديث خولة بنت حكيم]

3552- [377/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، قال: حدّثنا

ص: 96

حجاج، عن الربيع بن مالك، عن خولة بنت حكيم قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق، لم يضره في منزله ذلك شيء حتّى يظعن عنه».

[حديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص]

3553- [379/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد قال: حدّثنا يزيد بن عطاء، عن يزيد -يعني ابن أبي زياد- عن سليمان بن عمرو بن الأخوص الأزدي قال: حدّثتني أمي:

«أنّها رأت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يرمي جمرة العقبة من بطن الوادي، و خلفه إنسان يستره من الناس أن يصيبوه بالحجارة، و هو يقول: أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضاً، و إذا رميتم فارموا بمثل حصى الخذف، ثمّ أقبل فأتته امرأة بابن لها فقالت: يا رسول الله إنّ ابني هذا ذاهب العقل، فادع الله له، قال لها: ائتيني بماء، فأتته بماء في تور من حجارة، فتفل فيه و غسل وجهه، ثمّ دعا فيه، ثمّ قال: اذهبي فاغسليه به و استشفي الله عزّ و جلّ، فقلت لها: هبي لي منه قليلاً لابني هذا، فأخذت منه قليلاً منه بأصابعي فمسحت بها شقة ابني، فكان من أبرّ الناس، فسألت امرأة بعد ما فعل ابنها، فقالت برئ أحسن برء».

3554- [379/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا أبو عوانة ابن أبي زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه قالت:

«رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يرمي جمرة العقبة يوم النحر من بطن الوادي و هو يقول: يا أيها الناس لا يقتلنّ بعضكم بعضاً، و إذا رميتم الجمار فارموا بمثل حصى الخذف، قالت: فرمى سبعاً، ثمّ انصرف و لم يقف، قالت: و خلفه رجل يستره من الناس، فسألت عنه؟ قالوا: هو الفضل بن عباس».

ص: 97

[المنتخب من حديث أم بجيد]

3555- [383/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان، عن منصور بن حيان الأسدي، عن ابن بجاد، عن جدته قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«ردوا السائل و لو بظلف شاة محرق -أو محترق-».(1)

ص: 98


1- الظلف: تقدم المعنى في هامش حديث 937.

[المنتخب من مسند القبائل]

اشارة

ص: 99

ص: 100

[المنتخب من حديث ابن المنتفق]

3556- [383/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا همام قال: حدّثنا محمّد بن جحادة قال: حدّثني المغيرة بن عبد الله اليشكري، عن أبيه قال:

«انطلقت إلى الكوفة لأجلب بغالاً، قال: فأتيت السوق و لم تقم، قال: قلت لصاحب لي: لو دخلنا المسجد -و موضعه يومئذ في أصحاب التمر- فإذا فيه رجل من قيس يقال له: ابن المنتفق، و هو يقول: وُصِف لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و حلّي(1)، فطلبته بمنى، فقيل لي: هو بعرفات، فانتهيت إليه فزاحمت عليه، فقيل لي: إليك عن طريق رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: دعوا الرجل أرب ماله قال: فزاحمت عليه حتّى خلصت إليه، قال: فأخذت بخطام راحلة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم -أو قال: زمامها هكذا حدّث محمّد- حتّى اختلفت أعناق راحلتينا، قال: فمايز عنّي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم -أو قال: ما غيّر عليّ هكذا حدّث محمّد- قال: قلت: ثنتان أسألك عنهما: ما ينجيني من النار؟ وما يدخلني الجنّة؟ قال: فنظر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى السماء ثمّ نكس رأسه، ثمّ أقبل عليّ بوجهه قال: لئن كنت أو جزت في المسألة لقد أعظمت و أطولت، فاعقل عني إذاً: عبد الله لا تشرك به شيئاً، و أقم الصلاة المكتوبة، و أد الزكاة المفروضة، و صم رمضان، و ما تحب أن يفعله بك الناس فافعله بهم، و ما تكره أن يأتي إليك الناس فذر الناس منه، ثمّ قال: خلّ سبيل الراحلة».(2)

ص: 101


1- كذا، و في الإصابة: (و حكى لي).
2- أرب ماله، في هذه اللفظة ثلاث روايات: أحدها أرب بوزن علم، و معناها الدعاء عليه، أي اصيبت آرابه و سقطت، و هي كلمة لا يراد بها وقوع الأمر، كما يقال: تربت يداك و قاتلك الله، و إنما ذكر في معنى التعجب، و في هذا الدعاء من رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قولان: أحدهما تعجبه من حرص المسائل و مزاحمته، و الثاني لما رآه بهذه الحال من الحرص غلبه طبع البشرية فدعا عليه، و قيل: معناه احتاج فسأل، من أرب الرجل: إذا احتاج، ثمّ قال: ماله، أي أيّ شئ به و ما يريد، و الرواية الثانية: أرب ماله بوزن جمل، أي حاجة له، و ما زائدة للتقليل، أي له حاجة یسيرة، و قيل: معناه حاجة جاءت به، فحذف، ثمّ سأل فقال: ماله، و الرواية الثالثة: أرب بوزن كتف، و الارب: الحاذق الكامل، أي هو أرب، فحذف المبتدأ، ثمّ سأل فقال: ماله؟ أي ما شأنه، و مثله الحديث الآخر: أنه جاءه رجل فقال: دلني على عمل يدخلني الجنّة، فقال: أرب ما له؟ أي أنه ذو خبرة و علم انتهى. (النهاية في غريب الحديث: 38/1)

[المنتخب من حديث أبي شريح الخزاعي الكعبي عن النبي ٰصلّى الله عليه و آله و سلّم]

3557- [384/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن عمرو، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبي شريح الخزاعي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليحسن إلى جاره، من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».

3558- [385/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي شريح الكعبي: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«و الله لا يؤمن، و الله لا يؤمن، و الله لا يؤمن، قالوا: و ما ذاك يا رسول الله؟ قال: الجار لا يأمن جاره بوائقه، قالوا يا رسول الله، و ما بوائقه؟ قال: شره».

3559- [385/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا صفوان قال: أنبأنا عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن أبي شريح بن عمرو الخزاعي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إيّاكم و الجلوس على الصعدات، فمن جلس منكم على الصعيد فليعطه حقّه، قال: قلنا: يا رسول الله، و ما حقّه؟ قال: غضوض البصر، و ردّ التحية، و أمر بمعروف، و نهي عن منكر».

ص: 102

3560- [385/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا ليث قال: حدّثني سعيد بن سعيد ، عن أبي سعيد، عن أبي شريح العدوي:

«أنّه قال لعمرو بن سعيد -و هو يبعث البعوث إلى مكة-: ائذن لي أيها الأمير أحدّثك قولاً قام به رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم الغد من يوم الفتح، سمعته أذناي و وعاه قلبي و أبصرته عيناي، حيث تكلم به: أنّه حمد الله و أثنى عليه، ثمّ قال: إنّ مكة حرّمها الله و لم يحرّمها الناس، فلا يحلّ لإمرئ يؤمن بالله و اليوم الآخر أن يسفك فيها دماً، و لا يعضد فيها شجرة، فإن أحد ترخّص بقتال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فيها فقولوا: إنّ الله عزّ و جلّ أذن لرسوله و لم يأذن لكم، و إنّما أذن لي فيها ساعة من نهار، و قد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، فليبلغ الشاهد الغائب، فقيل لأبي شريح: ما قال لك عمرو؟ قال: قال: أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح، إنّ الحرم لا يعيذ عاصياً، و لا فاراً بدم، و لا فاراً بجزية».

و كذلك قال حجاج: بجزية، و قال يعقوب عن أبيه عن ابن إسحاق: و لا مانع جزية.

[المنتخب من حديث كعب بن مالك]

3561- [386/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن سعد، عن أبي بن كعب بن مالك عن أبيه قال:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يأكل بثلاثة أصابع، و لا يمسح يده حتّى يلعقها».

3562- [386/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد و أبو النضر قالا: أنبأنا المسعودي، عن سعد بن إبراهيم، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 103

«مثل المؤمن كالخامة من الزرع تفيّؤها الرياح، تصرعها مرة و تعدلها أخرى حتّى يأتيه أجله، و مثل الكافر مثل الأرزة المجذية على أصلها لا يقلّها شيء حتّى يكون انجعافها مرة».(1)

[المنتخب من حديث أبي رافع]

3563- [390/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن مالك قال: حدّثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي رافع:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لا استسلف من رجل بكراً، فأتته إبل من إبل الصدقة، فقال: أعطوه فقالوا: لا نجد له إلا رباعياً خياراً، قال: أعطوه، فإنّ خيار الناس أحسنهم قضاء».(2)

3564- [392/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا أبو جعفر -يعني الرازي- عن شرحبيل، عن أبي رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«أهديت له شاة فجعلها في القدر، فدخل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: ما هذا يا أبا رافع؟ فقال: شاة أهديت لنا يا رسول الله فطبختها في القدر، فقال: ناولني الذراع يا أبا رافع، فناولته الذراع، ثمّ قال: ناولني الذراع الآخر، فناولته الذراع الآخر، ثمّ قال: ناولني الذراع الآخر، فقال: يا رسول الله، إنّما للشاة ذراعان، فقال له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أما أنّك لو سكتّ لناولتني ذراعاً فذراعاً ما سكتّ، ثمّ دعا بماء فمضمض فاه و غسل أطراف أصابعه، ثمّ قام فصلّى ثمّ عاد إليهم فوجد عندهم لحما بارداً فأكل ثمّ دخل المسجد فصلّى و لم يمس الماء».

ص: 104


1- الخامة: هي الزرع أوّل ما ينبت. تفيؤها: تميلها الريح و تلقيها بالأرض كالمصروع ثمّ تقيمه يقوم على سوقه. و المجذية: الثابتة، يقال أجذى يجذى. و الانجعاف: الانقطاع، يقال: جعفت الرجل صرعته. الأرزة: تقدم المعنى في هامش حديث 860.
2- رباعيا: أي لأربع سنوات. خيارا: مختارا.

3565- [392/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان و يونس، قالا: حدّثنا حماد بن زيد قال: حدّثنا مطر عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار عن أبي رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تزوج ميمونة حلالاً، و بنى بها حلالاً، و كنت الرسول بينهما».

3566- [393/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد قال: حدّثنا الفضيل -يعني ابن سليمان- قال: حدّثنا محمّد بن أبي يحيى، عن أبي أسماء مولى بني جعفر، عن أبي رافع:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لعلي بن أبي طالب: إنّه سيكون بينك و بين عائشة أمر قال: أنا يا رسول الله؟ قال: نعم قال: أنا؟ قال: نعم، قال: فأنا أشقاهم یا رسول الله، قال: لا، و لكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها».

[حديث قارب]

3567- [393/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن ابن قارب، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:

«اللّهمّ اغفر للمحلّقين قال رجل: و المقصّرين، قال في الرابعة: و المقصّرين».

يقلله سفیان بیده، قال سفيان: و قال في تيك كأنّه يوسّع بيده.

[المنتخب من حديث طارق بن أشيم]

3568- [394/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد و سريج ابن النعمان، قالا: حدّثنا خلف، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 105

«من رآني في المنام فقد رآني».

سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام / ج 6

3569- [394/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن محمّد قال: حدّثنا مروان بن معاوية قال: حدّثنا أبو مالك الأشجعي قال: حدّثني أبي قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:

«من وحّد الله و كفر بما يعبد من دونه حرّم الله ماله و دمه، و حسابه على الله عزّ و جلّ».

[المنتخب من حديث خبّاب بن الأرت]

3570- [395/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح قال: حدّثنا أبو يونس القشيري، عن سماك بن حرب، عن عبد الله بن خباب بن الأرت قال: حدّثني أبي خبّاب ابن الأرت قال:

«إنّا لقعود على باب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم المنتظر أن يخرج لصلاة الظهر، إذ خرج علينا فقال: اسمعوا فقلنا: سمعنا، ثمّ قال: اسمعوا فقلنا: سمعنا، فقال: إنّه سيكون عليكم أمراء، فلا تعينوهم على ظلمهم، و لا تصدّقوهم بكذبهم، فإنّ من أعانهم على ظلمهم و صدّقهم بكذبهم فلن يرد عليّ الحوض».

[المنتخب من حديث مطلب بن أبي وداعة]

3571- [399/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن خالد قال: حدّثنا رباح، عن معمر، عن ابن طاوس، عن عكرمة بن خالد، عن جعفر بن المطلب ابن أبي وداعة السهمي، عن أبيه قال:

«قرأ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بمكة سورة النجم، فسجد فيها و سجد من عنده، فرفعت رأسي و أبيت أن أسجد -و لم يكن أسلم يومئذ المطلب- و كان بعد لا يسمع أحداً قرأها إلّا سجد».

ص: 106

[المنتخب من حديث معمر بن عبد الله]

3572- [400/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا عبدة بن سليمان قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن سعيد بن المسيب، عن معمر بن عبد الله العدوي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«لا يحتكر إلّا خاطئ».

3573- [400/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا أبو النضر بن بسر بن سعيد، حدّثه عن معمر بن عبد الله:

«أنّه أرسل غلاماً له بصاع من قمح، فقال له: بعه ثمّ اشتر به شعيراً، فذهب الغلام فأخذ صاعاً و زيادة بعض صاع، فلمّا جاء معمر أخبره بذلك، فقال له معمر أفعلت؟ انطلق فرده و لا تأخذ إلّا مثلاً بمثل، فإنّي كنت أسمع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: الطعام بالطعام مثلاً بمثل و كان طعامنا يومئذ الشعير، قيل: فإنّه ليس مثله، قال: إنّي أخاف أن يضارع».

[المنتخب من حديث معاوية بن حديج]

3574- [401/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن يزيد قال: حدّثنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس التجيبي من كندة، عن معاوية بن خديج قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إن كان في شيء شفاء ففي شرطة من محجم، أو شربة من عسل، أو كيّة بنار تصيب ألماً، و ما أحب أن أكتوي».

ص: 107

[المنتخب من حديث أم كلثوم بنت عقبة أم حميد بن عبد الرحمن]

3575- [403/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن صالح بن كيسان قال: حدّثنا محمّد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب: أنّ حميد بن عبد الرحمن ابن عوف أخبره: أنّ أمه أم كلثوم بنت عقبة أخبرته: أنّها سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:

«ليس الكذّاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً، و قالت: لم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلّا في ثلاث: في الحرب، و الإصلاح بين الناس، و حديث الرجل امرأته، و حديث المرأة زوجها. و كانت أم كلثوم بنت عقبة من المهاجرات اللاتي بايعن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم».

3576- [403/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أيمة بن خالد قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري، عن عمه الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه أنّها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ»(1) تعدل ثلث القرآن».

[المنتخب من حديث ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصاري]

3577- [405/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا الوليد قال: حدّثتني جدتي، عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصاري، و كانت قد جمعت القرآن، و كان النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قد أمرها أن تؤم أهل دارها، و كان لها مؤذّن، و كانت تؤم أهل دارها

ص: 108


1- سورة التوحيد: 1.

3578- [405/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح و محمّد بن مصعب قالا: حدّثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم معقل الأسدية أنّها قالت:

«يا رسول الله، إنّي أريد الحجّ، و جملي أعجف، فما تأمرني؟ قال: اعتمري في رمضان، فإنّ عمرة في رمضان تعدل حجّة».(1)

3579- [406/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن يحيى الأنصاري، عن أبي زيد مولى ثعلبة، أخبره عن معقل ابن أبي معقل الأنصاري، من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم حدّثه:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم نهى أن تستقبل القبلتان للغائط و البول».

(المنتخب من حديث أم عطية الأنصارية اسمها نسيبة)

3580- [407/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن خالد، عن حفصة، عن أم عطية قالت:

«بعث إليّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بشاة من الصدقة، فبعثت إلى عائشة بشيء منها، فلمّا جاء

رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى عائشة قال: هل عندكم من شيء؟ قالت: لا، إلا أنّ نسيبة بعثت

إلينا من الشاة التي بعثتم بها إليها، فقال: إنّها قد بلغت محلها».

3581- [408/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير قال: حدّثنا هشام، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 109


1- أعجف: أي بلغ به الهزال النهاية.

«لا يحدّ على ميت فوق ثلاث إلّا المرأة، فإنّها تحدّ على زوجها أربعة أشهر و عشراً، لا تلبس ثوبا مصبوغاً إلّا ثوب عصب، و لا تكتحل، و لا تطيب إلّا عند أدنى طهرتها نبذة من قسط و أظفار».(1)

[المنتخب من حديث خولة بنت حكيم]

3582- [409/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع عن سفيان، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن خولة بنت حكيم:

«أنّها سألت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل؟ فقال: ليس عليها غسل حتّى ينزل الماء، كما أنّ الرجل ليس عليه غسل حتّى ينزل».

[حديث خولة بنت ثعلبة]

3583- [410/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سعد بن إبراهيم و يعقوب: قالا حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق قال: حدّثني معمر بن عبد الله ابن حنظلة، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن خولة بنت ثعلبة قالت:

«و الله فيّ و في أوس بن صامت أنزل الله عزّ و جلّ صدر سورة المجادلة، قالت: كنت عنده و كان شيخاً كبيراً قد ساء خلقه و ضجر، قالت: فدخل عليّ يوماً فراجعته بشيء، فغضب فقال: أنت عليّ كظهر أمي، قالت: ثمّ خرج فجلس في نادي قومه ساعة، ثمّ دخل عليّ فإذا هو يريدني على نفسي، قالت: فقلت: كلا، و الذي نفس خويلة بيده لا تخلص إليّ و قد

ص: 110


1- ثوب عصب: هو بالإضافة برود اليمن يعصب غزلها أي يربط ثمّ يصبغ ثمّ ينسج معصوباً فيخرج موشی لبقاء ما عصب منه أبيض لم ينصبغ و إنّما ينصبغ السدي دون اللحمة. نبذة: هي القطعة من الشيء، و تطلق على الشئ اليسير. القسط و الاظفار: نوعان معروفان من البخور و ليسا من مقصود الطيب، رخص فيه للمغتسلة من الحيض لإزالة الرائحة الكريهة تتبع به أثر الدم لا للتطيب.

قلت ما قلت حتّى يحكم الله و رسوله فينا بحكمه، قالت: فواثبني و امتنعت منه، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته عني، قالت: ثمّ خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابها، ثمّ خرجت حتّى جئت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه، فجعلت أشكو إليه صلّى الله عليه و آله و سلّم ما ألقى من سوء خلقه، قالت: فجعل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: يا خويلة، ابن عمك شيخ كبير، فاتقي الله فيه.

قالت فو الله ما برحت حتّى نزل فيّ القرآن، فتغشّى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ما كان يتغشّاه ثمّ سرّي عنه، فقال لي: يا خويلة، قد أنزل الله فيك و في صاحبك، ثمّ قرأ عليّ: «قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَ تَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَ اللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِير»... إلى قوله: «وَ لِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيم»(1)، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: مريه فليعتق رقبة قالت: فقلت و الله يا رسول الله، ما عنده ما يعتق، قال: فليصم شهرين متتابعين قالت: فقلت و الله يا رسول الله، إنّه شيخ كبير ما به من صيام، قال: فليطعم ستين مسكيناً و سقاً من تمر قالت: قلت: و الله يا رسول الله، ما ذاك عنده، قالت: فقال رسول الله : فإنّا سنعينه بعرق من تمر قالت: فقلت: و أنا يا رسول الله، سأعينه بعرق آخر قال: قد أصبت و أحسنت، فاذهبي فتصدقي عنه، ثمّ استوصي بابن عمك خيراً، قالت: ففعلت».

قال عبد الله: قال أبي: قال سعد: العرق الصن.(2)

[المنتخب من حديث فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس]

3584- [411/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي بكر بن أبي الجهم بن صخير العدوي، قال: سمعت

ص: 111


1- سورة المجادلة: 1-4.
2- الصن: الزبيل الكبير.

فاطمة بنت قيس تقول:

«طلّقني زوجي ثلاثاً، فما جعل لها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم سكنى و لا نفقة».

3585- [412/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا عبد الواحد قال: حدّثنا حجاج بن أرطاة قال: حدّثنا عطاء، عن ابن عباس قال: حدّثتني فاطمة بنت قيس:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لم يجعل لها سكنى و لا نفقة».

3586- [413/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني عمران بن أبي أنس أخو بني عامر بن لؤي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس قالت:

«كنت عند أبي عمرو بن حفص بن المغيرة، و كان قد طلقني تطليقتين، ثمّ إنّه سار مع علي بن أبي طالب إلى اليمن حين بعثه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إليه، فبعث إليّ بتطليقتي الثالثة، و كان صاحب أمره بالمدينة عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة، قالت: فقلت له: نفقتي و سكناي؟ فقال: ما لك علينا من نفقة ولا سكني، إلا أن نتطوّل عليك من عندنا بمعروف نصنعه، قالت: فقلت: لئن لم يكن لي، ما لي به من حاجة، قالت: فجئت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأخبرته خبري و ما قال لي عياش، فقال: صدق، ليس لك عليهم نفقة و لا سكنى، و ليست له فيك ردة، و عليك العدة، فانتقلي إلى أم شريك ابنة عمك فكوني عندها حتّى تحلّي.

قالت: ثمّ قال: لا، تلك امرأة يزورها إخوتها من المسلمين، و لكن انتقلي إلى ابن عمك ابن أم مكتوم، فإنّه مكفوف البصر، فكوني عنده، [فإذا حللت] فلا تفوتيني بنفسك، قالت: و الله ما أظن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حينئذ يريدني إلّا لنفسه، قالت: فلمّا حللت خطبني على أسامة بن زيد فزوجنيه».

ص: 112

قال أبو سلمة: أملت عليّ حديثها هذا و كتبته بيدي.

3587- [414/6] حدّثنا عبد الله حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله:

«أنّ أبا عمرو بن حفص بن المغيرة خرج مع علي بن أبي طالب إلى اليمن، فأرسل إلى فاطمة بنت قيس بتطليقة كانت بقيت من طلاقها، و أمر لها الحارث بن هشام و عياش بن أبي ربيعة بنفقة، فقالا لها: و الله ما لك من نفقة، إلّا أن تكوني حاملاً، فأتت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فذكرت ذلك له قولهما، فقال: لا، إلّا أن تكوني حاملاً، و استأذنته للانتقال، فأذن لها، فقالت: أين ترى يا رسول الله؟ فقال: إلى ابن أم مكتوم -و كان أعمى تضع ثيابها عنده و لا يراها- فلمّا مضت عدتها أنكحها النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أسامة بن زيد، فأرسل إليها مروان قبيصة بن ذؤيب يسألها عن هذا الحديث، فحدّثته به، فقال مروان: لم نسمع بهذا الحديث إلّا من امرأة، سنأخذ بالعصمة التي وجدنا الناس عليها، فقالت فاطمة حين بلغها قول مروان: بيني و بينكم القرآن، قال الله عزّ و جلّ: «لا يُخرجُوهُنَّ من بُيُوتِهِنَّ وَ لَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ» .... حتّى بلغ: «لَعَلَّ اللهَ يُحدِثُ بَعْدَ ذلكَ أَمْرًا»(1) قالت: هذا لمن(2) كان له مراجعة، فأي أمر يحدّث بعد الثلاث؟».

[حديث أم أيمن]

3588- [421/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الوليد بن مسلم قال: أنبأنا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أم أيمن: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«لا تتركي الصلاة متعمداً(3)، فإنّه من ترك الصلاة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله و رسوله».

ص: 113


1- سورة الطلاق: 1.
2- في الأصل: (إن).
3- كذا، و في بعض النسخ: (لا تترك الصلاة محمّداً).

[حديث امرأة]

3589- [421/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثني ديلم أبو غالب القطان قال: حدّثني الحكم بن حجل قال: حدّثتني أم الكرام:

«أنّها حجّت، قالت: فلقيت امرأة بمكة كثيرة الحشم ليس عليهنّ حُلي إلّا الفضة، فقلت لها: ما لي لا أرى على أحد من حشمك حليّاً إلّا الفضة؟! قالت: كان جدي عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و أنا معه عليّ قرطان من ذهب، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: شهابان من نار، فنحن أهل البيت ليس أحد منّا يلبس حُليّاً إلّا الفضة».

[المنتخب من حديث حبيبة بنت أبي تجزئة]

3590- [421/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، قال: حدّثنا عبد الله ابن المؤمل، عن عمر بن عبد الرحمن قال: حدّثنا عطاء، عن حبيبة بنت أبي تجزئة قالت:

«دخلنا على دار أبي حسين في نسوة من قريش و النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يطوف بين الصفا و المروة، قالت: و هو يسعى يدور به إزاره من شدة السعي، و هو يقول لأصحابه: اسعوا، إنّ الله كتب عليكم السعي».

[المنتخب من حديث أم حبيبة]

3591- [427/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، حدّثنا عبد الله عبد الله بن المبارك، عن معمر قال أبي و علي بن إسحاق، أنبأنا عبد الله، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن أم حبيبة:

«أنّها كانت تحت عبيد الله بن جحش، و كان أتى النجاشي -و قال علي بن إسحاق: و كان رحل إلى النجاشي- فمات، و أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تزوج أم حبيبة و إنّها

ص: 114

بأرض الحبشة، زوجها إيّاه النجاشي و مهرها أربعة آلاف، ثمّ جهزها من عنده و بعث بها إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم مع شرحبيل ابن حسنة، و جهازها كله من عند النجاشي، و لم يرسل إليها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بشيء، و كان مهور أزواج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أربعمائة درهم».

[المنتخب من حديث سودة بنت زمعة]

3592- [429/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي أبو عبد الصمد، حدّثنا منصور، عن مجاهد، عن مولى لابن الزبير يقال له يوسف ابن الزبير بن يوسف عن ابن الزبير، عن سودة بنت زمعة قالت:

«جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: إنّ أبي شيخ كبير لا يستطيع أن يحجّ، قال: أرأيتك لو كان على أبيك دين فقضيته عنه قُبِل منك؟ قال: نعم، قال صلّى الله عليه و آله و سلّم: فالله أرحم، حجّ عن أبيك.

[المنتخب من حديث جويرية بنت الحارث]

3593- [429/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن عبيد بن السباق، عن جويرية بنت الحارث قالت:

«دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ذات يوم، فقال: هل من طعام؟ قلت: لا، إلّا عظماً

أعطيته مولاة لنا من الصدقة، قال صلّى الله عليه و آله و سلّم: فقربيه، فقد بلغت محلها».

[المنتخب من حديث أم سليم]

3594- [430/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة و حجاج، حدّثني شعبة قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس بن مالك، عن أم سليم آنها قالت:

ص: 115

«يا رسول الله، أنس خادمك ادع الله له، قال: فقال صلّى الله عليه و آله و سلّم: اللّهم أكثر ماله و ولده، و بارك له فيما أعطيته».

قال حجاج في حديثه: قال: فقال أنس: أخبرني بعض ولدي أنّه قد دفن من ولدي و ولد ولدي أكثر من مائة.

3595- [430/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر و روح المعني قالا: حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن عكرمة:

«أنّه كان بين ابن عباس و زيد بن ثابت في المرأة تحيض بعد ما تطوف بالبيت يوم النحر مقاولة في ذلك، فقال زيد: لا تنفر حتّى يكون آخر عهدها بالبيت، و قال ابن عباس: إذا طافت يوم النحر و حلّت لزوجها نفرت إن شاءت و لا تنتظر، فقالت الأنصار: يا ابن عباس، إنّك إذا خالفت زيداً لم نتابعك، فقال ابن عباس: سلوا أم سليم، فسألوها عن ذلك؟ فأخبرت أنّ صفية بنت حيي بن أخطب أصابها ذلك، فقالت عائشة: الخيبة لك، حبستينا، فذكر ذلك لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فأمرها أن تنفر، و أخبرت أم سليم أنّها لقيت ذلك، فأمرها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أن تنفر».(1)

3596- [431/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا هشام، عن قتادة، عن عكرمة قال:

«أنّ زيد بن ثابت و ابن عباس اختلفا في المرأة تحيض بعد الزيارة في يوم النحر بعد ما طافت بالبيت، فقال زيد: يكون آخر عهدها الطواف بالبيت، و قال ابن عباس: تنفر إن شاءت، فقال الأنصار: لا نتابعك يا ابن عباس و أنت تخالف زيداً، و قال: و اسألوا صاحبتكم أم سليم، فقالت: حضت بعد ما طفت بالبيت يوم النحر، فأمرني رسول

ص: 116


1- مقاولة: أصلها من القيل و القال.

المنتخب من مسند القبائل

الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أن أنفر، و حاضت صفية فقالت لها عائشة: الخيبة لك، إنّك لحابستنا، فذكر ذلك للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: مروها فلتنفر».

[المنتخب من حديث درة بنت أبي لهب]

3597- [432/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الملك، حدّثنا شريك، عن سماك، عن عبد الله بن عميرة، عن زوج درة بنت أبي لهب، عن درة بنت أبي لهب قالت:

«قام رجل إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو على المنبر، فقال: يا رسول الله، أيّ الناس

خير؟ فقال صلّى الله عليه و آله و سلّم: خير الناس أقرؤهم، و اتقاهم، و آمرهم بالمعروف، و أنهاهم عن المنكر، و أوصلهم للرحم».

[المنتخب من حديث حواء جدة عمرو بن معاذ]

3598- [434/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، أنبأنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن معاذ الأشهلي، عن جدته أنّها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«يا نساء المؤمنات، لا تحقرنّ إحداكنّ لجارتها و لو كراع شاة محرق».

3599- [435/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي عبد الملك بن عمرو، حدّثنا زهير ابن محمّد، عن زيد، عن عمرو بن معاذ الأنصاري قال:

«إنّ سائلاً وقف على بابهم، فقالت له جدته حواء: أطعموه تمراً، قالوا: ليس عندنا، قالت فاسقوه سويقاً، قالوا: العجب لك، نستطيع أن نطعمه ما ليس عندنا، قالت: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: لا تردوا السائل و لو بظلف محرق».

ص: 117

[المنتخب من حديث امرأة من بني عبد الأشهل]

3600- [435/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا إسرائيل، عن عبد الله بن عيسى، عن موسى بن عبد الله بن يزيد، عن امرأة من بني عبد الأشهل أنّها قالت:

«قلت لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إنّي أمر في طريق ليس بطيب، فقال: أليس ما بعده

أطيب منه؟ قالت: بلى، قال: إنّ هذه تذهب بذلك».

[حديث امرأة]

3601- [437/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمّد بن إسحاق عن ابن ضمرة بن سعيد، عن جدته، عن امرأة من نسائهم -و كانت قد صلّت القبلتين مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم- قالت:

«دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: اختضبي، تترك إحداكنّ الخضاب حتّى تكون

يدها كيد الرجل، قالت: فما تركت الخضاب حتّى لقيت الله تعالى، و إن كانت لتختضب و هي بنت ثمانين».

[حديث أم جميل بنت المجلل]

3602- [437/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس و يونس بن محمّد قالا: حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: إبراهيم بن أبي العباس بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب قال: حدّثني أبي، عن جده محمّد بن حاطب، عن أمه أم جميل بنت المجلل قالت:

ص: 118

«أقبلت بك من أرض الحبشة، حتّى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك طبيخاً، ففني الحطب فخرجت أطلبه، فتناولت القدر فانكفأت على ذراعك، فأتيت بك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقلت: بأبي أنت و أمي يا رسول الله، هذا محمّد بن حاطب، فتفل في فيك و مسح على رأسك و دعا لك، و جعل يتفل على يدك و يقول: أذهب البأس ربّ الناس، و اشف و أنت الشافي، لا شفاء إلّا شفاءك، شفاء لا يغادر سقماً، قالت: فما قمت بك من عنده حتّى برأت يدك».

[المنتخب من حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها]:

3603- [438/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن نمير قال: حدّثنا موسى الجهني قال: حدّثتني فاطمة بنت علي قالت: حدّثتني أسماء بنت عميس، قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:

«يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه ليس بعدي نبي».

[حديث أم فروة عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم]:

3604- [440/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا عبد الله بن عمر، عن القاسم بن غنام، عن أهل بيته، عن جدته أم فروة:

«أنّها سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم -و سأله رجل عن أفضل الأعمال؟ فقال رسول

الله صلّى الله عليه و آله و سلّم- الصلاة لأوّل وقتها».

[تمام حديث أم كرز]

3605- [440/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو بكر الحنفي قال: حدّثنا أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أم كرز الخزاعية قالت:

ص: 119

«أتي النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بغلام، فبال عليه، فأمر به فنضح، و أتي بجارية، فبالت عليه،

فأمر به فغسل».

(المنتخب من حديث أبي الدرداء عويمر)

3606- [440/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني قال: حدّثنا أبو الأحوص حكيم بن عمير و حبیب بن عبيد، عن أبي الدرداء: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«لا يدع رجل منكم أن يعمل الله ألف حسنة، حين يصبح يقول: سبحان الله و بحمده مائة مرة، فإنّها ألف حسنة، فإنّه لا يعمل إن شاء الله مثل ذلك في يومه من الذنوب، و يكون ما عمل من خير سوى ذلك وافراً».

3607- [440/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي مريم قال: حدّثني حميد بن عقبة بن رومان، عن أبي الدرداء، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

من زحزح عن طريق المسلمين شيئاً يؤذيهم كتب الله له به حسنة، و من كتب الله له عنده حسنة أدخله الله بها الجنّة».

3608- [440/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو اليمان قال: حدّثنا أبو بكر، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي الدرداء، عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

«إنّ الله تصدّق عليكم بثلث أموالكم عند وفاتكم».

3609- [441/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو جعفر السويدي قال: حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا سليمان بن عتيبة الدمشقي قال: سمعت يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس عائذ الله، عن أبي الدرداء، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

ص: 120

«لا يدخل الجنّة عاق، و لا مدمن خمر، و لا مكذّب بقدر».

3610- [441/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي، عن أبيه قال: حدّثني أخ لعدي بن أرطاة، عن رجل، عن أبي الدرداء قال:

«عهد إلينا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أنّ أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلون».

3611- [441/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هيثم و سمعته أنا منه قال: حدّثنا أبو الربيع، عن يونس، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«خلق الله آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى فأخرج ذرية بيضاء كأنّهم الذر، و ضرب كتفه اليسرى فأخرج ذرية سوداء كأنّهم الحمم، فقال للذي في يمينه: إلى الجنّة و لا أبالي، و قال للذي في كفه اليسرى: إلى النار و لا أبالي».

3612- [441/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هيثم قال: حدّثنا أبو ربيع، عن يونس، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«لكل شيء حقيقة، و ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتّى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، و ما أخطأه لم يكن ليصيبه... الحديث».

3613- [442/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى و سلمان ابن حرب قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن سلمة بن زيد، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء، أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«ما أظلّت الخضراء و لا أقلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذره».

3614- [442/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن غيلان قال: حدّثنا رشدين قال: حدّثني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عمر الدمشقي: أنّ مخبراً أخبره عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء أنه قال:

ص: 121

«سجدت مع النبي إحدى عشرة سجدة منهنّ سجدة النجم».

3615- [442/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن بكر قال: حدّثنا ميمون -يعني أبا محمّد المرائي التميمي- قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثير، عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال:

«صحبت أبا الدرداء أتعلّم منه، حضره الموت قال: آذن الناس بموتي، فآذنت الناس بموته، فجئت و قد ملئ الدار و ما سواه، قال: فقلت: قد آذنت الناس بموتك و قد ملئ الدار و ما سواه، قال: أخرجوني، فأخرجناه، قال: أجلسوني، قال: فأجلسناه، قال: يا أيها الناس أنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: من توضّأ فأسبغ الوضوء ثمّ صلّى ركعتين يتمهما أعطاه الله ما سأل معجلاً أو مؤخراً، قال أبو الدرداء: يا أيها الناس إياكم و الالتفات فإنّه لا صلاة للملتفت فإن غلبتم في التطوع فلا تغلبنّ في الفريضة».

3616- [443/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد قال: أنبأنا أبو يعقوب -يعني إسحاق بن عثمان الكلابي- قال: سمعت خالد بن دريك يحدّث، عن أبي الدرداء يرفع الحديث إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«لا يجمع الله في جوف رجل غباراً في سبيل الله و دخان جهنم، و من اغبرت قدماه في سبيل الله حرّم الله سائر جسده على النار، و من صام يوماً في سبيل الله باعد الله عنه النار مسيرة ألف سنة للراكب المستعجل، و من جرح جراحة في سبيل الله ختم له بخاتم الشهداء، له نور يوم القيامة، لونها مثل لون الزعفران، و ريحها مثل ريح المسك، يعرفه بها الأوّلون و الآخرون يقولون: فلان عليه طابع

الشهداء، و من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنّة».

ص: 122

3617- [444/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن بحر قال: حدّثنا بقية قال: حدّثنا ثابت بن عجلان قال: حدّثني القاسم مولى بني يزيد، عن أبي الدرداء:

«أنّ رجلاً مرّ به و هو يغرس غرساً بدمشق، فقال له: أتفعل هذا و أنت صاحب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ فقال: لا تعجل علَيّ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: من غرس غرساً لم يأكل منه آدميٌّ و لا خلق من خلق الله عزّ و جلّ إلّا كان له صدقة... الحديث».

3618- [444/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمر بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة و الصيام و الصدقة؟ قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين، و فساد ذات البين هي الحالقة».

[المنتخب من بقية حديث أبي الدرداء]

3619- [446/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن الحكم قال: سمعت أبا عمر الصيني، عن أبي الدرداء:

«أنّه إذا كان نزل به ضيف قال: يقول له أبو الدرداء: مقيم فنسرج أو ظاعن فنعلف؟ قال: فإن قال له: ظاعن، قال: ما أجد لك شيئاً خيراً من شيء أمرنا به رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، قلنا: يا رسول الله، ذهب الأغنياء بالأجر يحجّون و لا نحجّ، و يجاهدون و لا نجاهد، و كذا و كذا، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: ألا أدلكم على شيء إن أخذتم به جئتم من أفضل ما يجيء به أحد منهم: أن تكبّروا الله أربعاً و ثلاثين، و تسبّحوه ثلاثاً و ثلاثين، و تحمدوه ثلاثاً و ثلاثين في دبر كل صلاة».

ص: 123

3620- [446/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة قال: سمعت القاسم بن أبي، عن عطاء الكيخاراني، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن».

3621- [447/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج بن محمّد، حدّثنا أبو معشر، عن موسى بن عقبة، عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عباس، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«ألا أخبركم بخير أعمالكم، و أزكاها عند مليككم، و أرفعها لدرجاتكم، و خير لكم من إعطاء الذهب و الورق، و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا رقابهم، و يضربون رقابكم: ذكر الله عزّ و جلّ».

3622- [447/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء -مثل حديث زيد بن وهب عن أبي ذر- عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

«من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنّة، إلّا أنّ فيه: و إن رغم أنف أبي الدرداء».

3623- [448/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن مالك عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار:

«أنّ معاوية اشترى سقاية من فضة بأقل من ثمنها أو أكثر، قال: فقال أبو الدرداء: نهى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن مثل هذا إلا مثلاً بمثل».

3624- [449/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، عن ليث، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«من ردّ عن عرض أخيه المسلم كان حقاً على الله عزّ و جلّ أن يرد عنه نار جهنم

ص: 124

يوم القيامة».

3625- [451/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال:

«قدمنا إلى الشام، فأتانا أبو الدرداء، فقال: أفيكم أحد يقرأ عليّ قراءة عبد الله؟ فأشاروا إليّ، قال: قلت: نعم، أنا، فقال: كيف سمعت عبد الله يقرأ هذه الآية: «وَ اللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَ النَّهَارِ إِذَا تجلَّى»(1) قال: قلت: سمعته يقرأ: (و الليل إذا يغشى و النهار إذا تجلى و الذكر و الأنثى)، قال: و أنا و الله هكذا سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقرؤها، و هؤلاء يريدون أن أقرأ: (و ما خلق) فلا أتابعهم».

[المنتخب من حديث أسماء ابنة يزيد]

3626- [452/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن ابن أبي حسين، سمع شهراً يقول: سمعت أسماء بنت يزيد -إحدى نساء بني الأشهل- تقول:

«مرّ بنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و نحن في نسوة، فسلّم علينا و قال: إيّاكنّ و كفر المنعّمين، فقلنا: يا رسول الله، و ما كفر المنعّمين؟ قال: لعلّ إحداكنّ أن تطول أيمتها بين أبويها و تعنس، فيرزقها الله عزّ و جلّ زوجاً و يرزقها منه مالاً و ولداً فتغضب الغضبة، فراحت تقول: ما رأيت منه يوماً خيراً قط».

و قال مرة: خيراً قط.(2)

3627- [453/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا داود الأودي، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد قالت:

ص: 125


1- سورة الليل: 1-2.
2- أيمتها: من الأیم، تقدم المعنى في هامش حديث 257.

«أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لأبايعه، فدنوت و عليّ سواران من ذهب، فبصر ببصيصهما، فقال: ألقي السوارين يا أسماء، أما تخافين أن يسوّرك الله بسوار من نار؟ قالت: فألقيتهما، فما أدري من أخذهما».

3628- [453/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عبد الحميد، عن شهر بن حوشب، عن أسماء قالت:

«توفي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و درعه مرهونة».

3629- [453/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن بكار، حدّثنا عبد الحميد بن بهرام الفزاري، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد مثله.

3630- [454/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا داود بن عبد الرحمن، عن ابن خثیم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد أنّها سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يخطب يقول:

«يا أيها الذين آمنوا ما يحملكم على أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار؟ كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث خصال: رجل كذب على امرأته ليرضيها، أو رجل كذب في خديعة حرب، أو رجل كذب بين امرأين مسلمين ليصلح بينهما».(1)

3631- [454/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا هاشم -هو ابن القاسم-، حدّثنا عبد الحميد قال: حدّثنا شهر بن حوشب قال: حدّثتني أسماء بنت يزيد:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم جمع نساء المسلمين للبيعة، فقالت له أسماء: ألا تحسر لنا عن يدك يا رسول الله؟ فقال لها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إنّي لست أصافح النساء، و لكن

ص: 126


1- التتابع: التهافت في الأمر. و الفراش: تقدم المعنى في هامش حديث 1967

آخذ عليهنّ، و في النساء خالة لها عليها قُلبان من ذهب و خواتيم من ذهب، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: يا هذه، هل يسرّك أن يحلّيك الله يوم القيامة من جمر جهنم سوارين و خواتيم؟ فقالت: أعوذ بالله يا نبي الله، قالت: قلت: يا خالتي اطرحي ما عليك، فطرحته، فحدّثتني أسماء: و الله يا بنيّ لقد طرحته فما أدري من لقطه من مكانه، و لا التفت منّا أحد إليه، قالت أسماء فقلت: يا نبي الله، إنّ إحداهنّ تصلف عند زوجها إذا لم تملّح له أو تحلّى له، فقال نبي الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: ما على إحداكنّ أن تتخذ قرطين من فضة، و تتخذ لها جمانتين من فضة فتدرجه بين أناملها بشيء من زعفران، فإذا هو كالذهب يبرق».(1)

3632- [455/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا عبد الحميد، حدّثني شهر بن حوشب قال: حدّثتني أسماء بنت يزيد:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: الخيل في نواصيها الخير معقود أبداً إلى يوم القيامة، فمن ربطها عدة في سبيل الله و أنفق عليها احتساباً في سبيل الله، فإنّ شبعها و جوعها و ریّها و ظمأها و أرواثها و أبوالها فلاح في موازينه يوم القيامة، و من ربطها رياء و سمعة و فرحاً و مرحاً فإنّ شبعها و جوعها و ریّها و ظمأها و أرواثها و أبوالها خسران في موازينه يوم القيامة».

3633- [455/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا أبو معاوية -يعني شيبان- عن ليث، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد قالت:

«إنّي لآخذة بزمام العضباء -ناقة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم- إذ أنزلت عليه المائدة كلها،

فكادت من ثقلها تدق بعضد الناقة».

ص: 127


1- صلفت المرأة عند زوجها تصلف صلفاً فهي صلفة من نساء صلفات و صلائف إذا لم تحظ عنده و أبغضها.

3634- [457/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم قال: حدّثنا عبد الحميد قال: حدّثنا شهر بن حوشب قال: حدّثتني أسماء بنت يزيد:

«أنّ رسول الله توفي يوم توفي و درعه مرهونة عند رجل من اليهود بوسق من شعير».

3635- [457/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم قال: حدّثنا عبد الحميد قال: حدّثنا شهر قال: حدّثتني أسماء بنت يزيد:

«أنّ أبا ذر الغفاري كان يخدم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فإذا فرغ من خدمته آوى إلى المسجد، فكان هو بيته يضطجع فيه، فدخل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم المسجد ليلة فوجد أبا ذر نائماً منجدلاً في المسجد، فنكته رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم برجله حتّى استوى جالساً، فقال له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: ألا أراك نائم؟ قال أبو ذر: يا رسول الله، فأين أنام؟ هل لي من بيت غيره؟ فجلس إليه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال له: كيف أنت إذا أخرجوك منه؟ قال: إذاً الحق بالشام، فإنّ الشام أرض الهجرة و أرض المحشر و أرض الأنبياء، فأكون رجلاً من أهلها، قال له: كيف أنت إذا أخرجوك من الشام؟ قال: إذاً أرجع إليه فيكون هو بيتي و منزلي، قال له: كيف أنت إذا أخرجوك منه الثانية؟ قال: إذاً آخذ سيفي فأقاتل عني حتّى أموت، قال: فكشر إليه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأثبته بيده، قال: أدلك على خير من ذلك قال: بلى، بأبي أنت و أمي يا نبي الله، قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: تنقاد لهم حيث قادوك، و تنساق لهم حيث ساقوك، حتّى تلقاني و أنت على ذلك».(1)

3636- [459/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عبد الحميد ابن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إنّي لست أصافح النساء».

ص: 128


1- منجدلا: أي ملقى على الأرض الكشر: ظهور الأسنان للضحك.

3637- [459/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ابن خثیم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: ألا أخبركم بخياركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال الذين إذا رُؤوا ذُكر الله تعالى، ثم قال: ألا أخبركم بشراركم؟ المشّاءون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت».(1)

3638- [460/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا داود بن مهران الدباغ، حدّثنا داود -يعني العطار- عن ابن خشيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت یزید: أنّها سمعت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:

«من شرب الخمر لم يرض الله عنه أربعين ليلة فإن مات مات كافراً، و إن تاب تاب الله عليه، و إن عاد كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال، قالت: قلت: يا رسول الله، و ما طيبة الخبال؟ قال: صديد أهل النار».

3639- [461/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن بكر، أنبأنا عبيد الله ابن أبي زياد قال: حدّثنا شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«من ذب عن لحم أخيه في الغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار».

3640- [461/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سويد بن عمر، حدّثنا أبان -يعني العطار- و قال: حدّثني يحيى بن أبي كثير، عن محمود بن عمرو، عن أسماء بنت يزيد: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«من بنى لله مسجداً فإنّ الله يبني له بيتاً أوسع منه في الجنّة».

ص: 129


1- العنت: المشقة، و الفساد، و الهلاك، و الإثم، و الغلط، و الخطأ، و الزنا. كل ذلك قد جاء و أطلق العنت عليه و الحديث يحتمل كلها.

[حديث أم سلمى]

3641- [461/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد الله بن علي بن أبي رافع، عن أبيه، عن أم سلمى قالت:

«اشتكت فاطمة شكواها التي قبضت فيه، فكنت أمرّضها، فأصبحت يوماً كأمثل ما رأيتها في شكواها تلك، قالت: و خرج علي لبعض حاجة، فقالت: يا أمه، اسكبي لي غسلاً، فسكبت لها غسلاً، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثمّ قالت: يا أمه، أعطني ثيابي الجدد، فأعطيتها فلبستها، ثمّ قالت يا أمه، قدّمي لي فراشي وسط البيت ففعلت، فاضطجعت و استقبلت القبلة و جعلت يدها تحت خدها، ثمّ قالت: يا أمه، إنّي مقبوضة الآن، و قد تطهّرت فلا يكشفني أحد، فقبضت مكانها. قالت: فجاء علي فأخبرته».

3642- [462/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر الوركاني، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن إسحاق، فذكر نحوه مثله.

[المنتخب من حديث أم شريك]

3643- [462/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا يونس، حدّثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن أم شريك:

«أنّها كانت ممن وهبت نفسها للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم».

[المنتخب من حديث صفوان بن أمية]

3644- [465/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا شريك، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أمية بن صفوان بن أمية، عن أبيه:

ص: 130

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم استعار منه يوم حنين أدرعاً، فقال: أغصباً يا محمّد؟ قال: بل عارية مضمونة، قال: فضاع بعضها، فعرض عليه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أن يضمنها له، قال أنا اليوم يا رسول الله في الإسلام أرغب».

3645- [465/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد -يعني ابن أبي عروبة- عن قتادة، عن عطاء، عن طارق بن مرقع، عن صفوان بن أمية:

«أنّ رجلاً سرق برده، فرفعه إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فأمر بقطعه، فقال: يا رسول الله قد تجاوزت عنه، قال: فلولا كان هذا قبل أن تأتيني به يا أبا وهب فقطعه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم».

3646- [465/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا وهیب قال: حدّثنا ابن طاووس، عن أبيه، عن صفوان بن أمية أنّه قيل له:

«أنّه لا يدخل الجنّة إلّا من هاجر، قال: فقلت: لا أدخل منزلي حتّى آتي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأسأله، فأتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقلت: یا رسول الله، إنّ هذا سرق خميصة لي لرجل معه، فأمر بقطعه، فقال: يا رسول الله، إنّي قد وهبتها له، قال: فهلّا قبل أن تأتيني به، قال: فقلت: يا رسول الله، إنّهم يقولون: لا يدخل الجنة إلّا من هاجر، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لا هجرة بعد فتح مكة، و لكن جهاد و نية، و إذا استنفرتم فانفروا»(1)

3647- [466/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان -یعني النهدي- عن عامر بن مالك، عن صفوان بن

ص: 131


1- خميصة: أي ثوب خز أو صوف مربع معلم.

أمية، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«الطاعون شهادة، و الغرق شهادة، و البطن شهادة، و النفساء شهادة».

3648- [466/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن معاوية، عن عثمان بن أبي سليمان قال: قال صفوان بن أمية:

«رآني رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و أنا آخذ اللحم عن العظم بيدي، فقال: يا صفوان،

قلت: لبيك قال: قرّب اللحم من فيك فإنّه أهنا و أمراء».

[حديث شداد بن الهاد]

3649- [467/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا جرير بن حازم قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب، عن عبيد الله بن شداد، عن أبيه قال:

«خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في إحدى صلاة العشي -الظهر أو العصر- و هو حامل حسن أو حسين، فتقدم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فوضعه، ثم كبّر للصلاة، فصلّى فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها، قال: إنّي رفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو ساجد، فرجعت في سجودي، فلمّا قضى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم الصلاة قال الناس: يا رسول الله، إنّك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها حتّى ظننا أنّه قد حدّث أمر و أنّه يوحى إليك، قال: كل ذلك لم يكن، و لكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجّله حتّى يقضي حاجته».

ص: 132

يقول الفقير إلى الله الغني شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذا آخر ما انتخبته من الجزء السادس من الطبعة الأولى من مسند الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني المروزي، و اتفق لي الفراغ في الثالث من شهر شوّال من سنة 1376 الست و السبعين بعد الثلاثمائة و الألف من الهجرة المقدّسة، بمشهد سيّدي و مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه و على من يحبه أفضل الصلاة و السلام و أكمل التحية و الإكرام.

ص: 133

ص: 134

فهرس الكتاب

ص: 135

ص: 136

فهرس الكتاب

مقدمة...3

المنتخب من حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه...5

حديث الوليد بن الوليد...6

المنتخب من حديث سعد بن عبادة...6

المنتخب من حديث أبي بصرة الغفاري...7

بقية حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه...7

المنتخب من حديث أبي رافع...8

المنتخب من حديث صهيب...11

المنتخب من مسند فضالة بن عبيد الأنصاري...12

المنتخب من حديث عوف بن مالك...14

المنتخب من مسند السيدة عائشة...15

المنتخب من أحاديث فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم...60

المنتخب من حديث حفصة أم المؤمنين...63

ص: 137

المنتخب من حديث بعض أزواج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم...64

المنتخب من حديث أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم...65

المنتخب من حديث زينب زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم...81

المنتخب من حديث جويرية زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم...81

المنتخب من حديث أم حبيبة بنت أبي سفيان...82

المنتخب من حديث خنساء بنت خذام...83

المنتخب من حديث ميمونة الهلالية زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم...83

المنتخب من حديث صفية أم المؤمنين رضي الله عنها...86

المنتخب من حديث أم الفضل بن عباس...86

المنتخب من حديث أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها...87

المنتخب من حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق...88

المنتخب من حديث الربيع بنت معوذ بن عفراء...89

المنتخب من حديث أم مبشر امرأة زيد بن حارثة...89

المنتخب من حديث زينب امرأة عبد الله بن مسعود...90

المنتخب من حديث أم عمارة...90

حديث أم إسحاق مولاة أم حكيم...91

حديث أم بلال...91

المنتخب من حديث فاطمة...92

المنتخب من حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها...92

المنتخب من حديث يسيرة...93

ص: 138

حديث أم حميد...93

المنتخب من حديث الشفاء بنت عبد الله...94

حديث ابنة لخبّاب...94

المنتخب من حديث فاطمة بنت قيس...95

المنتخب من حديث أم جندب الأزدية...95

المنتخب من حديث أم سليم...95

المنتخب من حديث خولة بنت حكيم...96

حديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص...97

المنتخب من حديث أم بجيد...98

المنتخب من مسند القبائل...99

المنتخب من حديث ابن المنتفق...101

المنتخب من حديث أبي شريح الخزاعي الكعبي...102

المنتخب من حديث كعب بن مالك...103

المنتخب من حديث أبي رافع...104

حديث قارب...105

المنتخب من حديث طارق بن أشيم...105

المنتخب من حديث الخباب بن الأرت...106

المنتخب من حديث مطلب بن أبي وداعة...106

المنتخب من حديث معمر بن عبد الله...107

المنتخب من حديث معاوية بن حديج...107

المنتخب من حديث أم كلثوم...108

المنتخب من حديث ورقة...108

ص: 139

المنتخب من حديث خولة بنت حكيم...110

حديث خولة بنت ثعلبة...110

المنتخب من حديث فاطمة بنت قيس...111

حديث أم أيمن...113

حديث امرأة...114

المنتخب من حديث حبيبة بنت أبي تجزئة...114

المنتخب من حديث أم حبيبة...114

المنتخب من حديث سودة بنت زمعة...115

لمنتخب من حديث جويرية بنت الحارث...115

المنتخب من حديث أم سليم...115

المنتخب من حديث درة بنت أبي لهب...117

المنتخب من حديث حواء جدة عمرو بن معاذ...117

المنتخب من حديث امرأة من بني عبد الأشهل...118

حديث امرأة...118

حديث أم جميل بنت المجلل...118

المنتخب من حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها...119

حديث أم فروة...119

تمام حديث أم كرز...119

المنتخب من بقية حديث أبي الدرداء...123

المنتخب من حديث أسماء ابنة يزيد...125

ص: 140

حديث أم سلمى...130

المنتخب من حديث أم شريك...130

المنتخب من حديث صفوان بن أمية...130

حديث شداد بن الهاد...132

فهرس الكتاب...137

ص: 141

المجلد 7

هویة الکتاب

منشورات

مَکْتَبَة و دَار مَخْطُوطَات

العَتَبَةُ العَبَاسِيَةُ المُقَدَّسَةِ

سَنَدُ الْخِصَامِ

في مَا انْتُخِب مِنْ مُسَنَدِ الإِمَامِ اَحْمَدِ بْنِ حَنْبَل

المُستَدْرَك عَلَى حَدِيثِ السَقِيفَةِ

تَألِيفْ

الحُجَّة الشِّيْخ شِير محمّد بْنِ صفَر عَلِى الهَمَدَانِي

بِنَصْفَ

1302 - 1390ه

الجزء السَّابع

تحقيق

اَحْمَد عَلى مَجِيد الحِلى

ضودق عليه من قبل

وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة

ص: 1

اشارة

العَتَبَةُ العَبَاسِيَةُ المُقَدَّسَةِ

قسم الشؤون الفكرية والثقافية / شعبة المكتبة

كربلاء المقدسة صب ( 233 ) / هاتف: 322600، داخلي: 251

www.alkafeel.net

library@alkafeel.net

abbas_library@yahoo.com

BP / الهمداني جورقاني، شير محمّد بن صفر علي، 1302 - 1390 ق.

118 / سند الخصام في ما انتخب من مسند الامام / تأليف شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني ؛ تحقيق وحدة

23 الف / التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، أحمد على مجيد اخلي - كربلاء: مكتبة ودارمخطوطات

5019م / العتبة العباسية المقدسة، 1430 ق. = 2009م.

7ج.

المندرجات - ج 7. المستدرك على حديث السقيفة.

المصادر.

1. ابن حنبل، احمد بن محمّد، 164 - 241 ق. مسند الإمام أحمد بن حنبل - مختصر 20. أحاديث أهل السنة - القرن 3 ق. 3. الأربعة عشر معصوم - فضائل - أحاديث أهل السنة. 4. الصحابة - فضائل - أحاديث أهل السنة - القرن 3 ق. 5. أحاديث أحكام. 6. فاطمة الزهراء (عَلَيهَا السَّلَامُ)، 13؟ قبل الهجرة - 11 ق. - تعقيب وإيذاء - أحاديث. 7. الهمداني جورقاني، شير محمّد بن صفر علي 13020 - 1390 ق. سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام - تتمة. 8. سقيفة بني ساعدة أحاديث. ألف. ابن حنبل، أحمد بن محمّد 1640 - 241 ق. مسند الإمام احمد بن حنبل، اختصار. ب. الهمداني جورقاني، شير محمّد بن صفر علي 13020- 1390 ق. المستدرك على حديث السقيفة. ج. وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة. د. الحلي، أحمد علي 1391 - ق. محقق. ه. عنوان و عنوان: مسند الإمام أحمد بن حنبل. اختصار. ر. سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام. تتمة. ح. عنوان: المستدرك على حديث السقيفة

تصنيف مكتبة العتبة العباسية المقدسة وفق النظام العالمي ( L.C.C )

الكتاب: سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام الجزء السَّابع.

المؤلّف : شير محمّد الهمداني الجورقاني (قدّس سِرُّه).

التحقيق: وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

المحقق: أحمد علي مجيد الحلي.

الناشر : مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

الإخراج الطباعي والتصميم نوار الحسيني رائد الأسدي.

المطبعة: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات / كربلاء المقدسة - العراق / بيروت-لبنان.

الطبعة: الأولى.

عدد النسخ: 1000.

التاريخ ربيع الأوّل 1430 ه - آذار 2009م.

جمعية خيرية رقمية: مركز خدمة مدرسة إصفهان

محرر: شعبان حاتمی

ص: 2

[بِسْمِ اللّه الْرَّحْمَنِ الْرَّحِیْمِ] (1)

ص: 3


1- هذا الجزء من كتاب سند الخصام - والمتعلّق بحديث السقيفة - ذكره المولّف بعد الجزء الثالث منه كما ذكرنا ذلك في محله.

ص: 4

حديث السقيفة من مسند أحمد بن حنبل

يقول شير محمّد الهمداني: أحببت أن أذكر هنا - حديث السقيفة- فأقول: في الجزء الأوّل من الطبعة الأولى من «مسند الإمام أحمد بن حنبل»، في ص 55 ما هذا لفظه :

حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى الطباع، حدّثنا مالك بن أنس، حدّثني ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود:

«إنّ ابن عباس أخبره.... إلى أن قال: وقد بلغني أن قائلاً منكم يقول: لو قد مات عمر (رضیَ اللّهُ عنهُ) بايعت فلاناً، فلا يغترنّ امرؤ أن يقول: إنّ بيعة أبي بكر (رضیَ اللّهُ عنهُ) كانت فلتة، ألا وإنّها كانت كذلك ! ألا وإنّ اللّه (عزّوجلّ) وقى شرها، وليس فيكم اليوم من تُقطَع إليه الأعناق مثل أبي بكر (رضیَ اللّهُ عنهُ)، ألا وإنّه كان من خيرنا حين توفي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، إن علياً والزبير ومن كان معهما تخلّفوا في بيت فاطمة (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بنت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وتخلّفت عنا الأنصار بأجمعها في سقيفة بني ساعدة، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر (رضیَ اللّهُ عنهُ)، فقلت له: يا أبا بكر، انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار، فانطلقنا نؤمّهم، حتّى لقينا رجلان صالحان، فذكرا لنا الذي صنع القوم، فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلت: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار، فقالا : لا عليكم أن لا تقربوهم، واقضوا أمركم يا معشر المهاجرين، فقلت: واللّه لنأتينّهم، فانطلقنا حتّى جئناهم في سقيفة بني ساعدة (1)، فإذا هم مجتمعون، وإذا بين ظهرانيهم رجل مزمّل (2)، فقلت: من هذا؟ فقالوا سعد بن عبادة، فقلت: ما له؟ قالوا: وجع، فلمّا

ص: 5


1- سقيفة بني ساعدة: بالمدينة، وهي ظلة كانوا يجلسون تحتها.
2- مزمل: أي مغطى مدثر.

جلسنا قام خطيبهم فأثنى على اللّه (عزّوجلّ) بما هو أهله، وقال: أما بعد، فنحن أنصار اللّه (عزّوجلّ)، وكتيبة الإسلام، وأنتم يا معشر المهاجرين، رهط منّا، وقد دقّت دافّة منكم يريدون أن يخزلونا من أصلنا، ويحضنونا من الأمر، فلمّا سكت أردت أن أتكلمّ، وكنت قد زوّرت مقالة (1) أعجبتني أردت أن أقولها بين يدي أبي بكر (رضیَ اللّهُ عنهُ)، وقد كنت أداري منه بعض الحد، وهو كان أحلم مني، وأوقر، فقال أبو بكر (رضیَ اللّهُ عنهُ): على رسلك، فكرهت أن أغضبه، وكان أعلم منّي، وأوقر، واللّه ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قالها في بديهته وأفضل، حتّى سكت.

فقال: أمّا بعد، فما ذكرتم من خير فأنتم أهله، ولم تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسباً وداراً، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أيّهما شتم، وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح، فلم أكره مما قال غيرها، وكان واللّه إن أُقدِّم فتُضرّب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر (رضیَ اللّهُ عنهُ)، إلا أن تغيّر نفسي عند الموت، فقال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المحكّك، وعذيقها المرجّب، منّا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش، فقلت لمالك: ما معنى أنا جذيلها المحّكك، وعذيقها المرجّب (2) ؟، قال : كأنه يقول: أنا داهيتها، قال: وكثر اللغط وارتفعت الأصوات، حتّى خشيت الاختلاف، فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون، ثمّ بايعه الأنصار، ونزونا (3) على سعد بن عبادة، فقال قائل منهم:

ص: 6


1- زورت في نفسي كلاماً: اي هيات،وأصلحت، والتزوير: إصلاح الشيء.
2- في الأصل: (الجذيل) تصغير الجذل، وهو عود ينصب للإبل الجربي تستشفى بالاحتكاك به. والمحكك: الذي كثر به الاحتكاك حتّى صار مملساً. والعذيق: تصغير العذق وهو النحلة. والمرجب: المدعوم بالرحبة، وهي خشبة ذات شعبتين، وذلك إذا كثر وطال،حمله، ومعنى كلامه أني ذو رأي يشفى بالاستضاعة به كثيراً في مثل هذه الحادثة وأنا في كثرة التحارب والعلم بموارد الأحوال فيها وفي أمثالها ومصادرها كالنخلة الكثيرة الحمل. (الفائق: 181/1، 182).
3- النزو: الوثوب.

قتلتم سعدا! فقلت: قتل اللّه سعداً، وقال عمر (رضیَ اللّهُ عنهُ) : أما واللّه ما وجدنا فيما حضرنا أمراً هو أقوى من مبايعة أبي بكر (رضیَ اللّهُ عنهُ)، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يُحدثوا بعدنا بيعة، فإمّا أن نتابعهم على ما لا نرضى، وإمّا أن نخالفهم، فيكون فيه فساد، فمن بايع أميراً عن غير مشورة المسلمين فلا بيعة له، ولا بيعة للذي بايعه تغرّة أن يقتلا.

قال مالك: وأخبرني ابن شهاب، عن عروة بن الزبير: أنّ الرجلين اللذين لقياهما عويمر بن ساعدة ومعمر بن عدي، قال ابن شهاب وأخبرني سعيد بن المسيّب: أنّ الذي قال: أنا جذيلها المحكّك، وعذيقها المرجب: الحباب بن المنذر». (1)

قصة السقيفة من كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي

وذكر عز الدين ابن أبي الحديد في الجزء الثاني من (شرح النهج) ص 122 طبع مصر، عند شرح قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) :

«فنظرت فإذا ليس لي معين إلا أهل بيتي... إلخ) [ ما نصه]:

اختلفت الروايات في قصة السقيفة، فالذي تقوله الشيعة - وقد قال قوم من المحدّثين بعضه ورووا كثيراً منه - : إنّ عليا (عَلَيهِ السَّلَامُ) امتنع من البيعة حتّى أخرج كرهاً، وإنّ الزبير بن العوام امتنع من البيعة، وقال: لا أبايع إلّا علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكذلك أبو سفيان بن حرب، وخالد بن سعيد بن العاص بن أُميّة بن عبد شمس، والعباس بن عبد المطلب وبنوه، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وجميع بني هاشم، وقالوا: إنّ الزبير شهر سیفه، فلما جاء عمر ومعه جماعة من الأنصار،وغيرهم قال في جملة ما قال خذوا سيف هذا فاضربوا به الحجر.

ويقال إنّه: أخذ السيف من يد الزبير فضرب به حجراً فكسره، وساقهم كلهم

ص: 7


1- مسند احمد: 55/1.

بين يديه إلى أبي بكر، فحملهم على بيعته ولم يتخلف إلا علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وحده، فإنّه أعتصم ببيت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) فتحاموا (1) إخراجه منه قسراً، وقامت فاطمة إلى باب البيت فأسمعت من جاء يطلبه، فتفرقوا وعلموا أنه بمفرده لا يضر شيئاً، فتركوه.

وقيل: إنّهم أخرجوه فيمن أُخرج وحمل إلى أبي بكر فبايعه.

وقد روى أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري كثيراً من هذا. (2)

فأمّا حديث التحريق وما جرى مجراه من الأمور الفظيعة، وقول من قال: إنّهم أخذوا علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقاد بعمامته والناس حوله، فأمر بعيد، والشيعة تنفرد به على أنّ جماعة من أهل الحديث قد رووا،نحوه وسنذكر ذلك.

وقال أبو جعفر: إنّ الأنصار لمّا فاتها ما طلبت من الخلافة، قالت -أو قال بعضها- : لا نبايع إلا علياً.

وذكر نحو هذا علي بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير الموصلي في تاريخه (3)

فأمّا قوله:

«لم يكن لي معين إلا أهل بيتي فضننت بهم عن الموت».

فقول ما زال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقوله، ولقد قاله عقيب وفاة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال :

«لو وجدت أربعين ذوي عزم!».

ذكر ذلك نصر بن مزاحم في كتاب (صفين)، وذكره كثير من أرباب السيرة.

وأمّا الذي يقوله جمهور المحدثين وأعيانهم: فإنّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) لأمتنع من البيعة ستة أشهر، ولزم بيته فلم يبايع حتّى ماتت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)، فلمّا ماتت بايع طوعاً.

ص: 8


1- فتحاموا: اجتنبوها وتوقوها.
2- تاريخ الطبري: 199/3، شرح نهج البلاغة: 21/2.
3- الكامل في التاريخ : 220/2، شرح نهج البلاغة: 21/2.

وفي صحيحي مسلم والبخاري: كانت وجوه الناس إليه وفاطمة باقية بعد، فلمّا ماتت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) انصرفت وجوه الناس عنه، وخرج من بيته فبايع أبا بكر، وكانت مدة بقائها بعد أبيها عليه الصلاة والسلام ستة أشهر. (1)وروى أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري في (التاريخ) عن ابن عباس (رَحمهُ اللّه)، قال :

«قال لي عبد الرحمن بن عوف، وقد حججنا مع عمر (2) شهدت اليوم أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بمنى، وقال له رجل (3): إنّي سمعت فلاناً يقول: لو قدمات عمر لبايعت فلاناً، فقال عمر (4) : إنّي لقائم العشيّة في الناس أحذرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغتصبوا الناس أمرهم، قال عبد الرحمن فقلت يا أمير المؤمنين، إنّ الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم، وهم الذين يقربون من مجلسك ويغلبون عليه، وأخاف أن تقول مقالة لا يعونها ولا يحفظونها فيطيروا بها (5)، ولكن أمهل حتّى تقدم المدينة (6) تخلص بأصحاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فتقول (7) : [ما قلت متمكناً ]، فيسمعوا (8) مقالتك فقال: واللّه لأقومنّ بها أوّل مقام أقومه بالمدينة.

ص: 9


1- صحيح البخاري: بسنده عن عائشة في كتاب المغازي: 55/3، وصحیح مسلم بسنده أيضاً عن عائشة في كتاب الجهاد والسير: 138/3.
2- صدر الخبر في تاريخ الطبري: عن ابن عباس، قال: كنت أقرى عبد الرحمن بن عوف، قال: فحج عمر وحججنا معه، قال: فإنّي لفي منزل بمنى إذ جاءني عبد الرحمن بن عوف فقال: شهدت.
3- في تاريخ الطبري : (وقام إليه رجل فقال).
4- في تاريخ الطبري: (فقال أمير المؤمنين).
5- في تاريخ الطبري: (وإنهم الذين يغلبون مجلسهم، وإني لخائف إن قلت اليوم مقالة ألا يعوها ولا يحفظوها ولا يضعوها على مواضعها، وأن يطيّرو بها كلّ مطير).
6- في تاريخ الطبري: (دار الهجرة والسنة).
7- في تاريخ الطبري: زيادة.
8- في تاريخ الطبري: (فيعوا).

قال ابن عباس: فلمّا قدمناها هجرت يوم الجمعة الحديث (1) عبد الرحمن، فلمّا جلس على المنبر حمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال (2) بعد أنّ ذكر الرجم وحد الزنا أنه بلغني أنّ قائلاً منكم يقول: لو مات أمير المؤمنين بايعت فلاناً، فلا يغرنّ إمرء أن يقول: إنّ بيعة أبي يكر كانت فلتة، فلقد كانت كذلك، ولكنّ (3) اللّه وقى شرها، وليس فيكم من تقطع إليه الأعناق كأبي بكر، وإنّه كان من خيرنا حين توفى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، أن علياً والزبير تخلفا عنّا في بيت فاطمة ومن معهما، وتخلّفت عنّا الأنصار، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فقلت له: انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار، فانطلقنا نحوهم، فلقينا رجلان صالحان من الأنصار قد شهدا بدراً: أحدهما عويم بن ساعدة، والثاني معن بن عدب، فقالا لنا: ارجعوا فاقضوا أمركم بينكم (4) فأتينا الأنصار، وهم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة، وبين أظهر هم رجل مزمل فقلت: من هذا؟ قالوا: سعد بن عبادة وجع (5) فقام رجل منهم، فحمد اللّه وأثنى عليه، فقال أما بعد، فنحن الأنصار، وكتيبة الإسلام، وأنتم يا معشر قريش رهط نبينا قد دقت إلينا داقة من قومكم(6)، فإذا أنتم تريدون أن تغصبونا الأمر،

ص: 10


1- في تاريخ الطبري (فلمّا قدمنا المدينة، وجاء يوم الجمعة، هجرت للحديث الذي حدّثنيه عبد الرحمن، فوجدت سعيد بن زيد قد سبقني بالتهجير، فجلست).
2- في تاريخ الطبري: (فوجدت سعيد بن زيد قد سبقني بالتهجير، فجلست إلى جنبه عند المنبر، ركبتي إلى ركبته، فلمّا زالت الشمس لم يلبث عمر أن خرج فقلت لسعيد وهو مقبل: ليقولن أمير المؤمنين اليوم على هذا المنبر مقالة لم تقل قبله، فغضب وقال: فأي مقالة يقول لم تقل قبله ! فلما جلس عمر على المنبر أذن المؤذنون، فلمّا قضى المؤذن أذانه قام عمر، فحمد اللّه وأثنى عليه وقال...إلخ).
3- في تاريخ الطبري: (غير أن).
4- بعدها من تاريخ الطبري: (فقلنا واللّه لنأتينّهم).
5- في تاريخ الطبري: (فقلت: ما شأنه؟ قالوا: وجع).
6- الدافة: الجماعة من الناس تقبل من بلد إلى بلد.

فلمّا سكت، وكنت قد زورت في نفسي مقالة أقولها بين يدي أبي بكر (1)، فلمّا ذهبت أتكلّم، قال أبو بكر: على رسلك ! فقام فحمد اللّه وأثنى عليه، فما ترك شيئاً كنت زورت في نفسي إلا جاء به أو بأحسن منه، وقال: يا معشر الأنصار إنّكم لا تذكرون فضلاً إلا وأنتم له أهل، وإنّ العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لقريش أوسط العرب داراً ونسباً، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين - وأخذ بيدي ويد أبي عبيدة بن الجراح- واللّه ما كرهت من كلامه غيرها، إن كنت لأقَّدم فتُضرب عنقي فيما لا يقرّبني إلى إثم، أحب إليّ من أن أؤمرّ على قوم فيهم أبو بكر، فلمّا قضى أبو بكر كلامه، قام رجل (2) من الأنصار، فقال: أنا جذيلها المحكّك، وعذيقها المرجّب، منّا أمير ومنكم أمير، وارتفعت الأصوات واللغط، فلمّا خفت الاختلاف، قلت لأبي بكر: ابسط يدك أبايعك فبسط يده فبايعته وبايعه الناس، ثمّ نزونا على سعد بن عبادة، فقال قائلهم قتلتم سعداً ! فقلت: اقتلوه قتله اللّه، وإنا واللّه ما وجدنا أمراً هو أقوى من بيعة أبي بكر، خشيت إن فارقت القوم ولم تكن بيعة، أن يُحدثوا بعدنا بيعة، فأمّا أن نبايعهم على ما لا نرضى أو نخالفهم فيكون فساده.

هذا حديث متفق عليه من أهل السيرة وقد وردت الروايات فيه بزيادات.

روى المدائني قال:

«لمّا أخذ أبو بكر بيد عمر وأبي عبيدة وقال للناس: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، قال أبو عبيدة لعمر: امدد يدك نبايعك، فقال عمر: مالك في الإسلام فهة (3) غيرها، أتقول هذا وأبو بكر حاضر ! (4) ثمّ قال للناس : أيّكم يطيب نفساً أن يتقدم قدمين

ص: 11


1- في تاريخ الطبري: (قال: فلما رأيتهم يريدون أن يختزلونا من أصلنا ويغصبونا الأمر، وقد كنته زورت في نفس مقالة أقدمها بين يدي أبي بكر).
2- هو الحباب بن المنذر الخزرجي، ذكره الزمخشري في الفائق 181/1، مع ذكر قوله هذا.
3- الفهة: السقطة والجهلة ونحوها.
4- في لسان العرب: 525/13: (أتبايعني وفيكم الصديق ثاني اثنين).

قدمهما رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) للصلاة؟ رضيك رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، لديننا، أفلا نرضاك لدنيانا ! ثمّ مد يده إلى أبي بكر فبايعه».

وهذه الرواية هي التي ذكرها قاضي القضاة رحمه اللّه تعالى في كتاب (المغني).

وقال الواقدي في روايته في حكاية كلام عمر:

«و اللّه لأن أقُّدَّم فأنحر كما يُنحر البعير، أحب إليّ من أن أتقدم على أبي بكر».

وقال شيخنا أبو القاسم البلخي: قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ: إنّ الرجل الذي قال: لو قد مات عمر لبايعت فلاناً : عمّار بن ياسر، قال : لو قد مات عمر البايعت علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) فهذا القول هو الذي هاج عمر أن خطب بما خطب به، وقال غيره من أهل الحديث: إنّما كان المعزوم على بيعته لو مات عمر طلحة بن عبيد اللّه.

حديث الفلتة من كتاب شرح نهج البلاغة

فأمّا حديث الفلتة، فقد كان سبق من عمر أن قال:

«إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى اللّه شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه».

وهذا الخبر الذي ذكرناه عن ابن عباس وعبد الرحمن بن عوف فيه حديث الفلتة، ولكنّه منسوق على ما قاله أوّلا، ألا تراه يقول: فلا يغرنّ إمرءاً أن يقول: إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة، فلقد كانت كذلك، فهذا يشعر بأنّه قد كان قال من قبل : إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة

وقد أكثر الناس في حديث الفلتة، وذكرها شيوخنا المتكلّمون، فقال شيخنا أبو علي رحمه اللّه تعالى: الفلتة ليست الزلة والخطيئة، بل هي البغتة وما وقع فجأة من غير روية ولا مشاورة... إلخ. (1)

ص: 12


1- شرح نهج البلاغة: 21/2.

بقية قصة السقيفة من كتاب شرح نهج البلاغة

وقال ابن أبي الحديد أيضاً بعد ورقتين: وروى أبو جعفر أيضاً في (التاريخ) (1): «أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لمّا قبض اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة، وأخرجوا سعد بن عبادة، ليولوه الخلافة - وكان مريضاً - فخطبهم ودعاهم إلى إعطائه الرئاسة والخلافة، فأجابوه، ثمّ ترادوا الكلام فقالوا: فإن أبى المهاجرون، وقالوا: نحن أولياؤه وعترته ! فقال قوم من الأنصار : نقول منا أمير ومنكم أمير، فقال سعد: فهذا أوّل الوهن! وسمع عمر الخير فأتى منزل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وفيه أبو بكر، فأرسل إليه أن أخرج إليّ، فأرسل إنّي مشغول فأرسل إليه عمر أن أخرج، فقد حدث أمر لا بد أن تحضره، فخرج فأعلمه الخبر، فمضيا مسرعين نحوهم، ومعهما أبو عبيدة، فتكلّم أبو بكر، فذكر قرب المهاجرين من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وأنّهم أولياؤه وعترته، ثمّ قال: نحن الأمراء وأنتم الوزراء، لا نفتات عليكم بمشورة، ولا نقضي دونكم الأمور.

فقام الحباب بن المنذر بن الجموح، فقال: يا معشر الأنصار، املكوا عليكم أمركم، فإنّ الناس في ظلّكم، ولن يجترئ مجترئ على خلافكم، ولا يصدر أحد إلا عن رأيكم، أنتم أهل العزّة والمنعة، وأولو العدد والكثرة، وذوو البأس والنجدة، وإنّما ينظر الناس ما تصنعون، فلا تختلفوا فتفسد عليكم أموركم فإن أبى هؤلاء إلا ما سمعتم فمنّا أمير ومنهم أمير. فقال عمر هيهات لا يجتمع سيفان في غمد، واللّه لا ترضى العرب أن تؤمركم ونبيّها من غيركم، ولا تمتنع العرب أن تولى أمرها من كانت النبوة منهم، من يناز عنا سلطان محمّد، ونحن أولياؤه وعشيرته، فقال الحباب بن المنذر يا معشر الأنصار، املكوا أيديكم، ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه، فيذهبوا بنصيبكم من هذا

ص: 13


1- تاريخ الطبري: 207/3 مع المحتصار وتصرف.

الأمر، فإن أبوا عليكم فأجلوهم من هذه البلاد، فأنتم أحق بهذا الأمر منهم، فإنّه بأسيافكم دان الناس بهذا الدين أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، أنا أبو شبل في عريسة الأسد، واللّه إن شئتم لنعيدنها جذعة. قال عمر: إذن يقتلك اللّه، قال: بل إياك يقتل، فقال أبو عبيدة: يا معشر الأنصار، إنّكم أوّل من نصر، فلا تكونوا أوّل من بدل،وغير، فقام بشير بن سعد - -والد النعمان بن بشير - فقال: يا معشر الأنصار، ألا إنّ محمّداً من قريش، وقومه أولى به، وأيم اللّه لا يراني اللّه أناز عهم هذا الأمر.

فقال أبو بكر: هذا عمر وأبو عبيدة بايعوا أيهما شئتم فقالا : واللّه لا نتولى هذا الأمر عليك وأنت أفضل المهاجرين، وخليفة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في الصلاة، وهي أفضل الدين، ابسط يدك، فلمّا بسط يده ليبايعاه، سبقها إليه بشير بن سعد فبايعه، فناداه الحباب بن المنذر: يا بشير، غفتك فاق (1) أنفست على ابن عمك الأمارة! (2)، فقال أسيد بن حضير (3) - رئيس الأوس- لأصحابه: واللّه لئن لم تبايعوا ليكونن للخزرج عليكم الفضيلة أبداً، فقاموا فبايعوا أبا بكر، فأنكر على سعد بن عبادة والخزرج ما اجتمعوا عليه، وأقبل الناس يبايعون أبا بكر من كل ّجانب، ثمّ حمل سعد بن عبادة إلى داره، فبقى أياماً، وأرسل إليه أبو بكر،ليبايع، فقال: لا واللّه - حتّى أرميكم بما في كنانتي، وأخضب سنان رمحي، وأضرب بسيفي ما أطاعني، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن تبعني، ولو اجتمع معكم الجن والإنس ما بايعتكم حتّى أعرض على ربّي، فقال عمر: لا تدعه حتّى يبايع، فقال بشير بن سعد: إنّه قد لج، وليس بمبايع لكم حتّى يُقتل، وليس بمقتول حتّى يقتل معه أهله

ص: 14


1- قال العلّامة المجلسي في بحار الأنوار 358/28: وفي أكثر النسخ: (غفتك غفاف) بالغين المعجمة، ولم أجد له معنى مناسباً، وفي أكثر الكتب (عقتك عقاق) أي كما عققت الرحم، وقطعتها، عقّتك أرحامك العاقة. وفي رواية ابن قتيبة عافك.
2- بعده كما في تاريخ الطبري: (فقال : لا واللّه، ولكني كرهت أن أنازع قوما حقاً جعله اللّه لهم).
3- في تاريخ الطيري: (ولما رأت الأوس ما صنع بشير بن سعد وما تدعوا إليه قريش، وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة، فقال بعضهم لبعض، وفيهم أسيد بن حضير...) ثمّ ذكر كلام أسيد.

وطائفة من عشيرته، ولا يضر كم تركه، إنّما هو رجل واحد، فتركوه، وجاءت أسلم فبایعت فقويت بهم جانب أبي بكر، وبايعه الناس».

وفي كتب غريب الحديث في تتمة كلام عمر:

«فأيّما رجل بايع رجلاً بغير مشورة من الناس فلا يؤمر واحد منهما تغرة أن يقتلا».

قالوا غرر تغريراً، وتغرة، كما قالوا حلل تحليلاً وتحلة، وعلل تعليلاً وتعلة وانتصب تغرة ها هنا لأنه مفعول له، ومعنى الكلام أنّه إذا بايع واحد لآخر بغتة عن غیر شورى فلا يؤمر واحد منهما، لأنهما قد غررا بأنفسهما تغرة وعرضاهما لأن يقتلا. (1)

أخبار السقيفة من كتاب السقيفة وفدك لأبي بكر أحمد الجوهري

يقول شير محمّد الهمداني: أورد ابن أبي الحديد أخباراً نقلاً من كتاب (السقيفة) لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري، في هذا الباب، وهو من رجال الحديث ومن الثقات المأمونين. (2)

قال في ص 130 من المجلد الأوّل، طبع مصر وروى أحمد بن عبد العزيز، قال:

«جاء أبو سفيان إلى علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال : ولّيتم على هذا الأمر أذل بيت في قريش، أما واللّه لئن شئت لأملأنها الضرورة إلى ملازمة المجلس إلى أن تقوض الناس واحداً فواحدا، فلمّا لم يبق إلا غلمانه وحجابه، دعا بالطعام، فلمّا أكلنا وغسل يديه وانصرف عنه أكثر على أبي فضيل خيلاً ورجلاً، فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : طالما غششت الإسلام وأهله فما ضررتهم شيئاً! لا حاجة لنا إلى خيلك ورجلك... إلخ». (3)

ص: 15


1- شرح نهج البلاغة: 37/2.
2- شرح نهج البلاغة: 60/2.
3- شرح نهج البلاغة: 45/2.

يقول شير محمّد الهمداني: أورد في كتاب (الاستيعاب) في ص 905 نحو هذا الحديث مسنداً.

وروى أحمد بن عبد العزيز، قال:

«لمّا بويع لأبي بكر كان الزبير والمقداد يختلفان في جماعة من الناس إلى علي، وهو في بيت فاطمة، فيتشاورون ويتراجعون أمورهم، فخرج عمر حتّى دخل على فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) :وقال يا بنت رسول اللّه، ما من أحد من الخلق أحب إلينا من أبيك، وما من أحد أحب إلينا منك بعد أبيك، وأيم اللّه ما ذاك بما نعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بتحريق البيت عليهم، فلمّا خرج عمر جاءوها، فقالت: تعلمون أنّ عمر جاءني، وحلف لي باللّه إن عدتم ليحرقّن عليكم البيت، وأيم اللّه ليمضينّ لما حلف له، فانصرفوا عنّا راشدين. فلم يرجعوا إلى بيتها، وذهبوا فبايعوا لأبي بكر». (1)

وقال في ص 131 : وروى أبو بكر أحمد بن عبد العزيز، عن حباب بن يزيد، عن جرير بن المغيرة:

«أنّ سلمان والزبير والأنصار كان هواهم أن يبايعوا علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعد النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فلمّا بويع أبو بكر، قال سلمان: أصبتم الخيرة وأخطأتم المعدن».

قال أبو بكر: وأخبرنا أبو زيد عمر بن شبة، قال: حدّثنا علي بن أبي هاشم، قال: حدّثنا عمرو بن ثابت، عن حبيب بن أبي ثابت، قال:

«قال سلمان يومئذ : أصبتم ذا السن منكم، وأخطأتم أهل بيت نبيكم، لو جعلتموها فيهم ما اختلف عليكم اثنان، ولأكلتموها رغدا».

قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز: وأخبرنا أبو زيد عمر بن شبة، قال: حدّثنا إبراهيم ابن المنذر عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، قال:

ص: 16


1- شرح نهج البلاغة: 45/2.

«غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة، وغضب علي والزبير، فدخلا بيت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) معهما السلاح، فجاء عمر في عصابة، منهم أسيد بن حضير، وسلمة بن سلامة بن وقش - وهما من بني عبد الأشهل - فصاحت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)، وناشدتهم اللّه، فأخذوا سيفي علي والزبير، فضربوا بهما الجدار حتّى كسر وهما، ثمّ أخرجها عمر يسوقهما حتّى بايعا، ثمّ قام أبو بكر فخطب الناس، واعتذر إليهم، وقال: إن بيعتي كانت فلتة وقى اللّه شرها... الحديث».

وقال أبو بكر: حدّثني المغيرة بن محمّد المهلبي من حفظه، وعمر بن شبة من كتابه بإسناد رفعه إلى أبي سعيد الخدري، قال: سمعت البراء بن عازب يقول:

«لم أزل لبني هاشم محباً، فلمّا قبض رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) تخوفت أن تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر عن بني هاشم، فأخذني ما يأخذ الواله العجول».

موقف البراء بن عازب وبعض الصحابة من بيعة السقيفة

فقال ابن أبي الحديد: ثمّ ذكر ما قد ذكرناه نحن في أوّل هذا الكتاب في شرح قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) :

«أما واللّه لقد تقمّصها فلان».

وزاد فيه في هذه الرواية:

«فمكثت أكابد ما في نفسي، فلمّا كان بليل، خرجت إلى المسجد، فلمّا صرت فيه تذكرت أنّي كنت أسمع همهمة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بالقرآن، فامتنعت من مكاني، فخرجت إلى الفضاء - فضاء بني بياضة - وأجد نفراً يتناجون، فلمّا دنوت منهم سكتوا فانصرفت عنهم، فعرفوني وما أعرفهم، فدعوني إليهم، فأتيتهم، فأجد المقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت، وسلمان الفارسي، وأبا ذر، وحذيفة، وأبا الهيثم بن التيهان، وإذا حذيفة يقول لهم واللّه ليكونن ما أخبرتكم به، واللّه ما كذبت ولا كذبت، وإذا القوم يريدون أن

ص: 17

يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين.

ثمّ قال: ائتوا أبي بن كعب، فقد علم كما علمت قال: فانطلقنا إلى أُبي فضربنا عليه،بابه حتّى صار خلف الباب، فقال: من أنتم ؟ فكلّمه المقداد، فقال: ما حاجتكم؟ فقال له: افتح عليك بابك، فإنّ الأمر أعظم من أن يجري من وراء حجاب، قال: ما أنا بفاتح بابي، وقد عرفت ما جئتم له، كأنكم أردتم النظر في هذا العقد، فقلنا: نعم، فقال: أفيكم حذيفة ؟ فقلنا: نعم، قال: فالقول ما قال وباللّه ما يفتح عني بابي حتّى تجري على ما هي جارية، ولما يكون بعدها شر منها، وإلى اللّه المشتكى، قال: وبلغ الخبر أبا بكر وعمر، فأرسلا إلى أبي عبيدة والمغيرة بن شعبة، فسألاهما عن الرأي، فقال المغيرة أن تلقوا العباس فتجعلوا له في هذا الأمر نصيباً فيكون له ولعقبه فتقطعوا به من ناحية علي ويكون لكم حجّة عند الناس على علي، إذا مال معكم العباس، فانطلقوا حتّى دخلوا على العباس في الليلة الثانية من وفاة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ثمّ ذكر خطبة أبي بكر وكلام عمر وما أجابهما العباس به، وقد ذكرناه فيما تقدم من هذا الكتاب في الجزء الأوّل». (1)

خطبة أبو بكر وكلام عمر وما أجابهما العباس به

يقول شير :محمّد ما ذكره (رضیَ اللّهُ عنهُ) في الجزء الأول في ص 3 طبع مصر، هذا لفظه :

«وقال البراء بن عازب: لم أزل لبني هاشم محباً، فلما قبض رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) خفت أن تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر عنهم، فأخذني ما يأخذ الوالهة العجول، مع ما في نفسي من الحزن لوفاة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فكنت أتردد إلى بني هاشم، وهم عند النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في الحجرة، وأتفقد وجوه قريش، فأني كذلك إذ فقدت أبا بكر وعمر، وإذا قائل يقول: القوم في سقيفة بني ساعدة، وإذا قائل آخر يقول: قد بويع أبو بكر،

ص: 18


1- شرح نهج البلاغة: 49/2.

البث وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة، وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خبطوه، وقدموه فمدوايده فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه، شاء ذلك أو أبي، فأنكرت عقلي، وخرجت أشتد حتّى انتهيت إلى بني هاشم والباب مغلق، فضربت عليهم الباب ضرباً عنيفاً، وقلت: قد بايع الناس لأبي بكر بن أبي قحافة.

فقال العباس تربت أيديكم إلى آخر الدهر، أما إنّي قد أمرتكم فعصيتموني، فمكثت أكابد ما في نفسي، ورأيت في الليل المقداد وسلمان وأبا ذر وعبادة بن الصامت وأبا الهيثم ابن التيهان وحذيفة وعمّاراً، وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين، وبلغ ذلك أبا بكر وعمر، فأرسلا إلى أبي عبيدة وإلى المغيرة بن شعبة فسألاهما عن الرأي، فقال المغيرة: الرأي أن تلقوا العباس فتجعلوا له ولولده في هذه الإمرة نصيباً، ليقطعوا بذلك ناحية علي بن أبي طالب، فانطلق أبو بكر وعمر وأبو عبيدة والمغيرة، حتّى دخلوا على العباس، وذلك في الليلة الثانية من وفاة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فحمد أبو بكر اللّه وأثنى عليه وقال: إنّ اللّه ابتعث لكم محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) نبياً، وللمؤمنين ولياً، فمنّ اللّه عليهم بكونه بين ظهرانيهم، حتّى أختار له ما عنده، فخلى على الناس أمورهم ليختاروا لأنفسهم متفقين غير مختلفين، فاختاروني عليهم والياً، ولأمورهم راعياً، فتوليت ذلك، وما أخاف بعون اللّه وتسديده وهناً ولا حيرة ولا جبناً، وما توفيقي إلا باللّه عليه توكلت وإليه أنيب، وما أنفك يبلغني عن طاعن يقول بخلاف قول عامة المسلمين، يتخذكم لجأ فتكونون حصنه المنيع، وخطبه البديع، فأما دخلتم فيها دخل فيه الناس، أو صرفتموهم عما مالوا إليه، فقد جئناك ونحن نريد أن نجعل لك في هذا الأمر نصيباً، ولمن بعدك من عقبك، إذ كنت عم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وإن كان المسلمون قد رأوا مكانك من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ومكان أهلك ثمّ عدلوا بهذا الأمر عنكنم، وعلى رسلكم بني هاشم، فإنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) منّا ومنكم، فاعترض

ص: 19

کلامه،عمر، وخرج إلى مذهبه في الخشونة والوعيد وإتيان الأمر من أصعب جهاته، فقال: أي واللّه وأخرى إنّا لم نأتكم حاجة إليكم، ولكن كرهنا أن يكون الطعن فيما اجتمع عليه المسلمون منكم فيتفاقم الخطب بكم وبهم فانظروا لأنفسكم ولعامتهم، ثمّ سكت.

فتكلم العباس، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: إنّ اللّه ابتعث محمّداً نبياً، كما وصفت، وولياً للمؤمنين، فمن اللّه به على أمته حتّى اختار له ما عنده، فخلى الناس على أمر هم ليختاروا لأنفسهم مصيبين للحق مائلين عن زيغ الهوى، فإن كنت برسول اللّه طلبت فحقنا أخذت، وإن كنت بالمؤمنين فنحن منهم، ما تقدمنا في أمركم فرطاً، ولا حللنا وسطاً، ولا نزحنا شحطاً، فإن كان هذا الأمر يجب لك بالمؤمنين، فما وجب، إذ كنّا كارهين وما أبعد قولك إنهم طعنوا من قولك أنهم مالوا إليك، وأمّا ما بذلت لنا، فإن يكن حقك اعطيتناه فأمسكه عليك، وإن يكن حق المؤمنين فليس لك أن تحكم فيه، وإن يكن حقنا لم نرض لك ببعضه دون بعض، وما أقول هذا أروم صرفك عما دخلت فيه ولكن للحجّة نصيبها من البيان، وأما قولك: إنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) منّا ومنكم، فإنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها، وأمّا قولك: يا عمر، إنّك تخاف الناس علينا، فهذا الذي قدمتموه أوّل ذلك، وباللّه المستعان». (1)

يقول شير محمّد الهمداني: هذه الرواية أوردها سليم بن قيس الهلالي في كتابه بأدنى اختلاف قال:

«سمعت البراء بن عازب يقول : كنت أحب بني هاشم حباً شديداً... إلخ». وكتاب (سليم بن قيس) من الأصول المعتبرة، المشتهرة غاية الاشتهار. (2)

ص: 20


1- شرح نهج البلاغة: 219/1.
2- کتاب سليم بن قيس: 138.

أتراشوني عن ديني ! واللّه لا أقبل منه شيئا !

وقال ابن أبي الحديد ص 133 : وروى أبو بكر، قال: أخبرنا أحمد بن إسحاق بن،صالح قال: حدّثنا عبد اللّه بن عمر، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم ابن محمّد، قال:

«لمّا توفي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة، فأتاهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة، فقال الحباب بن المنذر: منّا أمير ومنكم أمير، إنّا واللّه ما ننفس هذا الأمر عليكم أيها الرهط، ولكنّا نخاف أن يليه بعدكم من قتلنا أبناءهم وآباءهم وإخوانهم، فقال عمر ابن الخطاب إذا كان ذلك قمت إن استطعت، فتكلم أبو بكر فقال: نحن الأمراء وأنتم الوزراء، والأمر بيننا نصفان كشق الأبلمة، فبويع، وكان أوّل من بايعه بشير بن سعد والد النعمان بن بشير، فلما اجتمع الناس على أبي بكر قسم قسماً بين نساء المهاجرين والأنصار، فبعث إلى امرأة من بني عدي بن النجار قسمها مع زيد بن ثابت، فقالت: ما هذا؟ قال: قسم قسمه أبو بكر للنساء، قالت أتراشوني عن ديني ! واللّه لا أقبل منه شيئاً! فردّته عليه». (1)

أخبار حرق الدار من كتب أهل السنة

في الجزء الثاني من الشرح ص 134 طبع مصر، قال أبو بكر: وحدّثني أبو زيد عمر ابن شبة قال: حدّثنا أحمد بن معاوية قال: حدّثني النضر بن شميل قال: حدّثنا محمّد بن عمرو، عن سلمة بن عبد الرحمن قال:

ص: 21


1- شرح نهج البلاغة 51/2. والأبلمة بضم الهمزة واللام وفتحهما وكسر هما: خوصة المقل، وهمزتها زائدة، يقول: نحن وإياكم في الحكم سواء، لا فضل لأمور على مأمور، كالخوصة إذا شقت إثنتين متساويتين.

«لما جلس أبو بكر على المنبر كان علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) والزبير وناس من بني هاشم في بيت فاطمة، فجاء عمر إليهم فقال: والذي نفسي بيده لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقن البيت عليكم... الحديث». (1)

قال أبو بكر: وقد روي في رواية أخرى:

«أنّ سعد بن أبي وقاص كان معهم في بيت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) والمقداد بن الأسود أيضاً وأنّهم اجتمعوا على أن يبايعوا عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت، فخرج إليه الزبير بالسيف، وخرجت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) تبكي وتصيح... الحديث». (2)

واللّه لا أكلم عمر حتّى ألقى اللّه

قال أبو بكر: وحدّثنا أبو زيد عمر بن شبة قال: أخبرنا أبو بكر الباهلي قال: حدّثنا إسماعيل بن مجالد عن الشعبي قال:

«سأل أبو بكر فقال: أين الزبير ؟ فقيل: عند علي وقد تقلّد سيفه، فقال: فقم يا عمر، قم يا خالد بن الوليد انطلقا حتّى تأتياني بهما، فانطلقا فدخل عمر وقام خالد على باب البيت من خارج، فقال عمر للزبير: ما هذا السيف؟ فقال: نبايع علياً، فإخترطه عمر فضرب به حجراً فكسره، ثمّ أخذ بيد الزبير فأقامه ثمّ دفعه، وقال: يا خالد دونکه. فأمسكه، ثمّ قال لعلي: قم فبايع لأبي بكر، فتلكأ وأحتبس فأخذ بيده وقال: قم فأبي أن يقوم، فحمله ودفعه كما دفع الزبير، فأخرجه، ورأت فاطمة ما صنع بهما، فقامت على باب الحجرة، وقالت: يا أبا بكر، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ! واللّه لا أكلّم عمر حتّى القى اللّه... الحديث». (3)

ص: 22


1- شرح نهج البلاغة 056/2.
2- شرح نهج البلاغة: 56/2.
3- شرح نهج البلاغة: 57/2.

يقول شير محمّد: وأورده في الجزء السادس من (شرح النهج) ص19 بهذا السند وفيه هكذا:

«ودفعه كما دفع الزبير، ثمّ أمسكها خالد، وساقها عمر ومن معه سوقاً عنيفاً، واجتمع الناس ينظرون، وامتلأت شوارع المدينة بالرجال، ورأت فاطمة ما صنع عمر، فصرخت وولولت، واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهنّ، فخرجت إلى باب حجرتها ونادت يا أبا بكر، ما أسرع ما أخرتم على أهل بيت رسول اللّه ! واللّه لا أكلم عمر حتّى ألقى اللّه... الحديث». (1)

بقية أخبار السقيفة من كتاب السقيفة وفدك

قال أبو بكر: وحدّثنا أبو زيد، قال حدّثنا محمّد بن حاتم، قال: حدّثنا الحرامي قال: حدّثنا الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن ابن عباس، قال:

«مرّ عمر بعلي وعنده ابن عباس بفناء داره، فسلّم فسألاه: أين تريد؟ فقال: مالي بينبع، قال علي: أفلا نصل جناحك ونقوم معك ؟ فقال : بلى، فقال لابن عباس قم معه قال: فشبّك أصابعه في أصابعي، ومضى حتّى إذا خلفنا البقيع، قال: يا بن عباس أما واللّه، إن كان صاحبك هذا أولى الناس بالأمر بعد وفاة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلا أنّا خفناه على اثنتين قال ابن عباس فجاء بمنطق لم أجد بدأ معه من مسألته عنه، فقلت: يا أمير المؤمنين ما هما؟ قال: خشيناه على حداثة سنه وحبه بني عبد المطلب». (2)

قال أبو بكر وأخبرنا أبو زيد، قال: حدّثنا عبد العزيز بن الخطاب، قال: حدّثنا علي ابن هشام مرفوعاً إلى عاصم بن عمرو بن قتادة، قال:

ص: 23


1- شرح نهج البلاغة: 49/6.
2- شرح نهج البلاغة: 57/2.

«لقي علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) عمر، فقال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): أنشدك اللّه ! هل أستخلفك رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ قال: لا، قال: فكيف تصنع أنت وصاحبك؟ قال: أما صاحبي فقد مضى لسبيله، وأمّا أنا فسأخلعها من عنقي إلى عنقك. فقال: جدع اللّه أنف من ينقذك منها ! لا ولكن جعلني اللّه علما، فإذا قمت فمن خالفني ضل». (1)

وقال ابن أبي الحديد في الجزء السادس من الشرح ص 5 طبع مصر، فيما نقله من أحمد بن عبد العزيز الجوهري:

«وذهب عمر ومعه عصابة إلى بيت فاطمة، منهم أسيد بن حضير، وسلمة بن أسلم، فقال لهم: انطلقوا فبايعوا فأبوا عليه، وخرج إليهم الزبير بسيفه فقال عمر: عليكم الكلب، فوثب عليه سلمة بن أسلم، فأخذ السيف من يده فضرب به الجدار، ثمّ انطلقوا به وبعلي ومعهما بنو هاشم، وعلي يقول: أنا عبد اللّه وأخو رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، حتّى انتهوا به إلى أبي بكر فقيل :له بايع، فقال: أنا أحق بهذا الأمر منكم لا أبا يعكم وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول اللّه، فأعطوكم المقادة، وسلّموا إليكم الإمارة، وأنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار فأنصفونا إن كنتم تخافون اللّه من أنفسكم واعرفوا لنا من الأمر مثل ما عرفت الأنصار لكم، وإلا فبؤوا بالظلم وأنتم تعلمون، فقال عمر: إنّك لست متروكاً حتّى تبايع، فقال له علي: أحلب يا عمر حلباً لك شطره اشدد له اليوم أمره ليرد عليك غداً! ألا واللّه لا أقبل قولك ولا أبايعه، فقال له أبو بكر فإن لم تبايعني لم أكرهك، فقال له أبو عبيدة: يا أبا الحسن، إنّك حديث السن، وهؤلاء مشيخة قريش قومك، ليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور، ولا أرى أبا بكر إلا أقوى على هذا الأمر منك، وأشد احتمالآله، واضطلاعاً به فسلّم له هذا الأمر وارض به، فإنّك إن تعش ويطل عمرك فأنت لهذا

ص: 24


1- شرح نهج البلاغة: 58/2.

الأمر خليق وبه حقيق في فضلك وقرابتك، وسابقتك وجهادك، فقال علي: يا معشر المهاجرين اللّه اللّه ! لا تخرجوا سلطان محمّد عن داره وبيته إلى بيوتكم ودوركم، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه، فواللّه يا معشر المهاجرين، لنحن أهل البيت - أحق بهذا الأمر منكم، أما كان منا القارئ لكتاب اللّه الفقيه في دين اللّه، العالم بالسنّة، المضطلع بأمر الرعية !واللّه إنّه لفينا، فلا تتبعوا الهوى، فتزدادوا من الحق بعداً. فقال بشير ابن سعد: لو كان هذا الكلام سمعته منك الأنصار يا علي قبل بيعتهم لأبي بكر، ما اختلف عليك اثنان، ولكنّهم قد بايعوا، وانصرف علي إلى منزله، ولم يبايع، ولزم بيته حتّى ماتت فاطمة فبايع». (1)

وقال أحمد بن عبد العزيز الجوهري أيضاً حدّثنا أحمد وقال: حدّثنا ابن عفير، قال: حدّثنا أبو عوف عبد اللّه بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر محمّد بن علي (رضیَ اللّهُ عنهُ) :

«أنّ علياً حمل فاطمة على حمار، وسار بها ليلاً إلى بيوت الأنصار، يسألهم النصرة، وتسألهم فاطمة الانتصار له، فكانوا يقولون: يا بنت رسول اللّه قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، لو كان ابن عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به. فقال علي: أكنت أترك رسول اللّه ميتاً في بيته لا أجّهزه، وأخرج إلى الناس أنازعهم في سلطانه! وقالت فاطمة: ما صنع أبو حسن إلا ما كان ينبغي له، وصنعوا هم ما اللّه حسبهم عليه».

وقال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز وحدّثنا أحمد، قال: حدّثني سعيد بن كثير، قال: حدّثني ابن لهيعة:

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لمّا مات وأبو ذر غائب، وقدم - وقد ولى أبو بكر - فقال: أصبتم قناعة، وتركتم قرابة، لو جعلتم هذا الأمر في أهل بيت نبيكم لما اختلف عليكم اثنان». (2)

ص: 25


1- شرح نهج البلاغة: 11/6.
2- شرح نهج البلاغة: 13/6.

وقال ابن أبي الحديد في الجزء السادس من الشرح ص 18 أيضاً وقال أبو بكر: وحدّثني أبو الحسن علي بن سليمان النوفلي، قال: سمعت أبياً يقول:

«ذكر سعد بن عبادة يوماً علياً بعد يوم السقيفة، فذكر أمراً من أمره نسيه أبو الحسن، يوجب ولايته، فقال له ابنه قيس بن سعد: أنت سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، يقول هذا الكلام في علي بن أبي طالب، ثمّ تطلب الخلافة ويقول أصحابك منا أمير ومنكم أميرا لا كلّمتك واللّه من رأسي بعد هذا كلمة أبداً». (1)

قال أبو بكر: وحدّثنا علي بن جرير الطائي، قال: حدّثنا ابن فضل، عن الأجلح، عن حبيب بن ثعلبة بن يزيد قال: سمعت علياً يقول:

«أما وربّ السماء والأرض - ثلاثاً - إنّه لعهد النبي الأمي إليّ: لتغدرنّ بك الأمة من بعدي». (2)

قال أبو بكر: وحدّثنا أبو زيد عمر بن شبة بإسناد رفعه إلى ابن عباس قال:

«إنّي لأماشي عمر في سكة من سكك المدينة، يده في يدي، فقال: يا بن عباس، ما أظن صاحبك إلا مظلوماً، فقلت في نفسي: واللّه لا يسبقني بها، فقلت: يا أمير المؤمنين، فاردد إليه ظلامته، فانتزع يده من يدي، ثمّ مرّ يهمهم ساعة ثمّ وقف، فلحقته فقال لي: يا بن عباس، ما أظن القوم منعهم من صاحبك إلا أنهم استصغروه، فقلت في نفسي: هذه شر من الأولى، فقلت: واللّه ما استصغره اللّه حين أمره أن يأخذ سورة براءة من أبي بكر». (3)

يقول شير محمّد: قال ابن أبي الحديد في الجزء السادس عشر من شرح النهج ص 78 طبع مصر: فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم، لا

ص: 26


1- شرح نهج البلاغة: 44/6.
2- شرح نهج البلاغة: 45/6.
3- شرح نهج البلاغة: 45/6.

من كتب الشيعة ورجالهم... إلى أن قال: وجميع ما نورده في هذا الفصل من كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في السقيفة وفدك... إلى أن قال: وأبو بكر الجوهري هذا عالم محدّث كثير الأدب، ثقة،ورع، أثنى عليه المحدّثون، ورووا عنه مصنفاته. (1)

وقال في ص 87: واعلم إنا إنّما نذكر في هذا الفصل ما رواه رجال الحديث وثقاتهم وما أودعه أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتابه وهو من الثقات الأمناء عند أصحاب الحديث. (2)

أخبار السقيفة من كتاب الاحتجاج

وفي كتاب (الاحتجاج) للعالم الجليل أحمد بن أبي طالب الطبرسي (رضیَ اللّهُ عنهُ)، ما هذا لفظه: وعن عبد اللّه بن عبد الرحمن قال:

«ثمّ إنّ عمر إحتزم بإزاره وجعل يطوف بالمدينة وينادي: ألا إنّ أبا بكر قد له فهلموا إلى البيعة، فيتثال (3) الناس يبايعون، فعرف أن جماعة في بيوت مستترون، بويع فكان يقصدهم في جمع كثير ويكبسهم (4) ويحضر هم المسجد، فيبايعون حتّى إذا مضت أقبل في جمع كثير إلى منزل علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) فطالبه بالخروج فأبى، فدعا عمر بحطب ونار وقال: والذي نفس عمر بيده ليخرجن أو لأحرقته على ما فيه، فقيل له: إنّ فاطمة بنت رسول اللّه وولد رسول اللّه وأثارة (5) رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فيه، وأنكر الناس ذلك من قوله، فلمّا عرف إنكارهم قال ما بالكم أتروني فعلت ذلك إنّما أردت التهويل، فراسلهم علي أن ليس إلى

ص: 27


1- شرح نهج البلاغة: 0210/16.
2- شرح نهج البلاغة: 234/16.
3- الثال الناس: انصبوا واجتمعوا.
4- قال المؤلّف: في نسخة بدل (ويكسبهم).
5- كذا في الأصل والأثارة: بمعنى البقية، وقال المؤلّف: في نسخة بدل (آثار).

خروجي حيلة لأني في جمع كتاب اللّه الذي قد نبذتموه وألهتكم الدنيا عنه، وقد حلفت أن لا أخرج من بيني ولا أدع ردائي على عاتقي حتّى أجمع القرآن. قال وخرجت فاطمة بنت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إليهم فوقفت على خلف الباب، ثمّ قالت: لا عهد لي بقوم أسوء محضراً منكم ترکتم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) جنازة بين أيدينا، وقطعتم أمركم فيما بينكم ولم تؤمّرونا ولم تروا لنا حقاً، كأنّكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خم، واللّه لقد عقد له يومئذ لواء (1) ليقطع منكم بذلك منها الرجاء، ولكنكم قطعتم الأسباب بينكم وبين نبيكم واللّه حسیب (2)بيننا وبينكم في الدنيا والآخرة». (3)

طرف مما جرى بعد وفاة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في أمر الخلافة

وفي كتاب (الاحتجاج) للشيخ الطبرسي (رضیَ اللّهُ عنهُ)، ما هذا لفظه ذكر طرف مما جرى بعد وفاة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لهم من اللجاج والحجاج في أمر الخلافة من قبل من استحقها ومن لم يستحق، والإشارة إلى شيء من إنكار من أنكر على من تأمر على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) تأمره وكيد من كاده من قبل ومن بعد.

عن أبي المفضل محمّد بن عبد اللّه الشيباني بإسناده الصحيح عن رجال ثقة عن ثقة:

«أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) خرج في مرضه الذي توفي فيه إلى الصلاة متوكئاً على الفضل بن عباس وغلام له يقال له ثوبان - وهي الصلاة التي أراد التخلف عنها لثقله - ثمّ حمل على نفسه وخرج، فلمّا صلى عاد إلى منزله فقال لغلامه أجلس على الباب، ولا تحجب أحداً من الأنصار، وتجلاه الغشي، وجاءت الأنصار فأحدقوا بالباب وقالوا: استأذن لنا على رسول

ص: 28


1- قال :المؤلف: في نسخة بدل (الولاء).
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (حسيبا).
3- الاحتجاج: 105/1.

اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال : هو مغشي عليه وعنده نساؤه، فجعلوا يبكون فسمع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) البكاء فقال: من هؤلاء؟ قالوا: الأنصار. فقال: من ها هنا من أهل بيتي؟ قالوا علي والعباس، فدعاهما وخرج متوكناً عليهما فاستند إلى جذع من أساطين مسجده - وكان الجذع جريد نخل - فاجتمع الناس وخطب فقال في كلامه معاشر الناس، إنه لم يمت نبي قط إلا خلف تركة، وقد خلفت فيكم الثقلين كتاب اللّه، وأهل بيتي ألا فمن ضيّعهم ضيّعه اللّه، ألا وإنّ الأنصار كرشي وعيبتي (1) التي آوي إليها، وإنّي أوصيكم بتقوى اللّه والإحسان إليهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم. ثمّ دعا أسامة بن زید فقال: سر على بركة اللّه والنصر والعافية حيث أمرتك بمن أمرتك عليه - وكان (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قد أمّره على جماعة من المهاجرين والأنصار فيهم أبو بكر وعمر وجماعة من المهاجرين الأوّلين - وأمره أن يغير على مؤتة واد في فلسطين(2).

فقال له أسامة بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه، أتأذن لي في المقام أياماً حتّى يشفيك اللّه، فإنّي متى خرجت وأنت على هذه الحالة خرجت وفي قلبي منك قرحة، فقال: أنفذ يا أسامة لما أمرتك فإنّ القعود عن الجهاد لا يجب في حال من الأحوال. قال: فبلغ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنّ الناس طعنوا في عمله فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : بلغني أنكم طعنتم في عمل أسامة وفي عمل أبيه من قبل، وأيم اللّه إنّه لخليق للإمارة، وإنّ أباء كان خليقاً لها، وإنّه وأباه من أحب الناس إلي فأوصيكم به خيراً، فلئن قلتم في إمارته لقد قال قائلكم في إمارة أبيه. ثمّ دخل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بيته، وخرج أسامة من يومه حتّى عسكر على رأس فرسخ من المدينة،

ص: 29


1- الكرش: الجماعة من الناس وعيال الرجل، وصغار أولاده. والعيبة ما يجعل فيه الثياب، وعيبة الرجل: موضع سره.
2- مؤتة: قرية من قرى البلقان في حدود الشام، وقيل إنها من مشارف الشام على اثني عشر ميلاً من أذرح، بها قبر جعفر بن أبي طالب، وزيد بن أبي حارثة، وعبد اللّه بن رواحة على كلّ قيم منها بناء منفرد. (مراصد الاطلاع (1330/3).

ونادى منادي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أن لا يتخلف عن أسامة أحد ممن أمّرته عليه، فلحق الناس به، وكان أوّل من سارع إليه أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح، فنزلوا في رقاق (1) واحد مع جملة أهل العسكر، قال: وثقل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فجعل الناس ممن لم يكن في بعث أسامة يدخلون عليه أرسالاً (2)، وسعد بن عبادة يومئذ شاك (3)، وكان لا يدخل أحد من الأنصار على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلا انصرف إلى سعد يعوده.

قال: وقبض رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وقت الضحى من (4) يوم الاثنين، بعد خروج أسامة إلى معسكره بيومين، فرجع أهل العسكر، والمدينة قد رجفت بأهلها، فأقبل أبو بكر على ناقة حتّى وقف على باب المسجد فقال: أيها الناس ما لكم تموجون (5) إن كان محمّد قدمات فرب محمّد لم يمت «وَمَا محمّد إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبله الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلَبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّه شَيْئًا»(6)، [قال]: ثمّ اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة، وجاؤا به إلى سقيفة بني ساعدة، فلمّا سمع بذلك عمر أخبر بذلك أبا بكر فمضيا مسرعين إلى السقيفة، ومعهما أبو عبيدة بن الجراح، وفي السقيفة خلق كثير من الأنصار وسعد بن عبادة بينهم مريض، فتنازعوا الأمر بينهم، قال الأمر إلى أن قال أبو بكر في آخر كلامه للأنصار: إنها أدعوكم إلى أبي عبيدة ابن الجراح أو عمر، وكلاهما قد رضيت لهذا الأمر وكلاهما أراهما له أهلا. فقال عمر

ص: 30


1- الرقاق: الصحراء والأرض المستوية اللينة التراب تحته صلابة وقيل التي نضب عنها الماء، وقيل اللينة المتسعة.
2- ارسالا: أي قطائع مجتمعين.
3- أي مريض.
4- قال المؤلّف: في نسخة بدل (في).
5- تموجون: تختلف أموركم وتضطربون.
6- سورة آل عمران: 0144

وأبو عبيدة: ما ينبغي لنا أن نتقدّمك يا أبا بكر وأنت أقدمنا إسلاماً، وأنت صاحب الغار، وثاني اثنين، فأنت أحق بهذا الأمر وأولى به.

فقال :الأنصار: نحذر أن يغلب على هذا الأمر من ليس منّا ولا منكم، فنجعل منّا أميراً ومنكم أميراً، ونرضى به على أنّه إن هلك اخترنا آخر من الأنصار، فقال أبو بكر بعد أن مدح المهاجرين: وأنتم يا معشر الأنصار، ممن لا ينكر فضلهم، ولا نعمتهم العظيمة في الإسلام، رضيكم اللّه أنصاراً لدينه، وكهفاً لرسوله، وجعل إليكم مهاجرته، وفيكم محل أزواجه، فليس أحد من الناس بعد المهاجرين الأولين بمنزلتكم، فهم الأمراء وأنتم الوزراء. فقال الحباب بن المنذر الأنصاري يا معشر الأنصار، أمسكوا على أيديكم، فإنّها الناس في فيئكم وظلالكم، ولن يجترئ مجتر على خلافكم ولن يصدر الناس إلا عن رأيكم، وأثنى على الأنصار ثمّ قال: فإن أبى هؤلاء تأميركم عليهم فلسنا نرضى بتأميرهم (1) علينا، ولا نقنع بدون أن يكون منا أمير ومنهم أمير. فقام عمر بن الخطاب فقال : هيهات لا يجتمع سيفان في عمد واحد، إنّه لا ترضى العرب أن تؤمركم ونبيها من غيركم، ولكنّ العرب لا تمنع (2) أن تولّي أمرها من كانت النبوة فيهم وأولو الأمر منهم، ولنا بذلك على من خالفنا الحجّة الظاهرة والسلطان البين، فيما ينازعنا سلطان محمّد، ونحن أولياؤه وعشيرته، إلا مدلّ بباطل أو متجانف بإثم (3) أو متورط في الهلكة محب للفتنة.

فقام الحباب بن المنذر ثانية فقال: يا معشر الأنصار، أمسكوا على أيديكم، ولا تسمعوا مقال هذا الجاهل وأصحابه، فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر، وإن أبوا أن يكون

ص: 31


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (بتأمرهم).
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (لا تمتنع).
3- المدل : الذي يقيم الدليل على مدعاه والمدل باطل: الذي استدل بباطل والمتحائف: المائل عن الحق.

منّا أمير ومنهم أمير فاجلوهم عن بلادكم وتولوا هذا الأمر عليهم، فأنتم واللّه أحق به منهم، فقد دان بأسيافكم قبل هذا الوقت من لم يكن يدين بغيرها، وأنا جذيلها المحكّك وعذيقها المرجّب، واللّه لئن أحد رد قولي لأحطمنّ أنفه بالسيف. قال عمر بن الخطاب: فلمّا كان حباب (1) هو الذي يجيبني لم يكن لي معه كلام، فإنّه جرت بيني وبينه منازعة في حياة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فنهاني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن مهاترته (2) فحلفت أن لا أكلمه أبداً، ثمّ قال لأبي عبيدة: تكلّم، فقام أبو عبيدة بن الجراح وتكلّم بكلام كثير، وذكر فيه فضائل الأنصار، وكان بشير بن سعد سيداً من سادات الأنصار، لما رأى اجتماع الأنصار على سعد بن عبادة لتأميره حسده وسعى في إفساد الأمر عليه وتكلّم في ذلك ورضي بتأمير قريش وحثّ الناس كلهم لاسيما الأنصار على الرضا، بما يفعله المهاجرون، فقال أبو بكر: هذا عمر وأبو عبيدة شيخان من قريش فبايعوا أيهما شئتم فقال عمر وأبو عبيدة: ما نتولى هذا الأمر عليك امدد يدك نبايعك. فقال بشير بن سعد وأنا ثالثكما - وكان سيد الأوس، وسعد بن عبادة سيد الخزرج - فلمّا رأت الأوس صنيع سيدها بشير وما دعت إليه الخزرج من تأمير سعد أكبوا على أبي بكر بالبيعة، وتكاثروا على ذلك وتزاحموا، فجعلوا يطأون سعداً من شدّة الزحمة، وهو بينهم على فراشه مريض. فقال: قتلتم في. قال عمر: اقتلوا سعداً قتله اللّه، فوثب قيس بن سعد فأخذ بلحية عمر وقال: و اللّه يا بن صحاك (3) الجبان في الحرب الفرّار، الليث في الملأ والأمن، لو حركت منه شعرة ما رجعت وفي وجهك واضحة (4). فقال أبو بكر: مهلاً با عمر مهلاً فإنّ الرفق أبلغ وأفضل.

ص: 32


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (الحباب).
2- المهاترة: مأخوذة من الهتر، وهو السقط في الكلام والخطأ فيه.
3- كذا ضبطه المؤلّف رحمه اللّه يحسب النساحة التي اعتمدها والمشهور: (صهاك).
4- الواضحة: الأسنان التي تبدو عند الضحك.

فقال سعد: يا بن صحاك - وكانت جدّة عمر حبشية - أما واللّه لو أنّ لي قوة على النهوض لسمعتها مني في سككها زئيراً أزعجك وأصحابك منها ولا لحقتكما بقوم كنتها فيهم أذناباً أذلاء تابعين غير متبوعين لقد اجتر أنما، ثمّ قال للخزرج: احملوني من مكان الفتنة، فحملوه وادخلوه منزله، فلما كان بعد ذلك بعث إليه أبو بكر أن قد بايعَ الناس فبايع، فقال: لا واللّه حتّى أرميكم بكلّ سهم في كنانتي، وأخضب منكم سنان رمحي، وأضربكم بسيفي ما أقلت يدي، فأقاتلكم بمن تبعني من أهل بيتي وعشيرتي، ثمّ وأيم اللّه لو اجتمع الجن والأنس عليّ لما بايعتكما أيها الغاصبان، حتّى أعرض على ربي واعلم ما حسابي، فلمّا جاءهم كلامه قال عمر: لابد من بيعته فقال بشير بن سعد: إنّه قد أبى ولجّ وليس بمبايع أو يقتل، وليس بمقتول حتّى يقتل معه الخزرج والأوس، فاتركوه فليس تركه بضائر، فقبلوا قوله وتركوا سعداً، فكان سعد لا يصلي بصلاتهم ولا يقضي بقضائهم، ولو وجد أعواناً لصال بهم ولقاتلهم، فلم يزل كذلك مدة ولاية أبي بكر حتّى هلك أبو بكر، ثمّ ولّى عمر وكان كذلك، فخشي سعد غائلة عمر فخرج إلى الشام فمات بحوران (1) في ولاية عمر ولم يبايع أحداً، وكان سبب موته أن رُمي بسهم في الليل فقتله، وزُعم أن الجن،رموه، وقيل أيضاً: أن محمّد بن سلمة الأنصاري تولّى ذلك بجعل جعل له عليه، وروي أنه تولّى ذلك المغيرة بن شعبة، وقيل: خالد بن الوليد.

قال: وبايع جماعة الأنصار ومن حضر من غيرهم، وعلي بن أبي طالب مشغول بجهاز رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فلما فرغ من ذلك وصلى على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) والناس يصلّون عليه، من بايع أبا بكر ومن لم يبايع جلس في المسجد، فاجتمع عليه (2) بنو هاشم ومعهم الزبير بن

ص: 33


1- حَوران: كورة واسعة من أعمال دمشق في القبلة ذات قرى كثيرة ومزارع قصبتها بصري، ومنها أذرعات وزرع وغيرهما (مراصد الاطلاع: 435/1).
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (إليه).

العوام، واجتمعت بنو أميّة إلى عثمان بن عفان وبنو زهرة إلى عبد الرحمن بن عوف فكانوا في المسجد كلّهم مجتمعين إذ أقبل أبو بكر ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح، فقالوا: ما لنا نراكم خلقاً شتى قوموا فبايعوا أبا بكر فقد بايعته الأنصار والناس، فقام عثمان وعبد الرحمن بن عوف ومن معهما فبايعوا وانصرف علي وبنو هاشم إلى منزل علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) ومعهم الزبير قال فذهب إليهم عمر في جماعة ممن بايع فيهم أسيد بن حصين وسلمة ابن سلامة فألفوهم مجتمعين، فقالوا لهم بايعوا أبا بكر فقد بايعه الناس، فوثب الزبير إلى سيفه فقال عمر: عليكم بالكلب العقور فاكفونا،شره، فبادر سلمة بن سلامة فانتزع السيف من يده فأخذه عمر فضرب به الأرض فكسره، وأحدقوا بمن كان هناك من بني هاشم ومضوا بجماعتهم إلى أبي بكر، فلما حضروا قالوا بايعوا أبا بكر فقد بايعه الناس، وأيم اللّه لئن أبيتم ذلك لنحاكمنكم بالسيف، فلما رأى ذلك بنو هاشم أقبل رجل رجل فجعل يبايع حتّى لم يبق ممن حضر إلا علي بن أبي طالب، فقالوا له بايع أبا بكر.

فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أنا أحق بهذا الأمر منه وانتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من الرسول وتأخذونه منّا أهل البيت غصباً، ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لمكانكم من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فأعطوكم المقادة وسلّموا لكم الإمارة، وأنا احتج عليكم بمثل ما احتججتم على الأنصار، أنا أولى برسول اللّه حياً وميتاً، وأنا وصيه ووزيره ومستودع سره وعلمه، وأنا الصديق الأكبر والفاروق الأعظم أوّل من آمن به وصدّقه، وأحسنكم بلاءاً في جهاد المشركين، وأعرفكم بالكتاب والسنّة، وأفقهكم في الدين، وأعلمكم بعواقب الأمور، وأذربكم لساناً (1)، واثبتكم جناناً، فعلام تنازعونا هذا الأمر؟ أنصفونا إن كنتم تخافون اللّه من أنفسكم، واعرفوا لنا الأمر مثل ما عرّفته لكم الأنصار، وإلا فبوؤا بالظلم والعدوان وأنتم تعلمون

ص: 34


1- الذرب ككتف: حديدة الأسكاف التي يقطع بها، وقرب اللسان حديده.

فقال عمر: يا علي، أما لك بأهل بيتك أسوة؟ فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : سلوهم عن ذلك، فابتدر القوم الذين بايعوا من بني هاشم فقالوا: واللّه ما بيعتنا لكم بحجّة على علي، ومعاذ اللّه أن نقول إنا نوازيه في الهجرة وحسن الجهاد والمحل من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال عمر: إنك لست متروكاً حتّى تبايع طوعاً أو كرهاً، فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أحلب حلباً لك شطره، اشدد له اليوم ليرد عليك غداً، إذا واللّه لا أقبل قولك ولا أحفل بمقامك ولا أبايع، فقال أبو :بكر مهلاً يا أبا الحسن ما نشك عليك (1) ولا نكرهك، فقال أبو عبيدة إلى علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال : يا ابن عم، لسنا ندفع قرابتك ولا سابقتك ولا علمك ولا نصرتك، ولكنّك حدث السن - وكان لعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) يومئذ ثلاث وثلاثون سنة - وأبو بكر شيخ من مشايخ قومك، وهو أحمل لثقل هذا الأمر، وقد مضى الأمر بما فيه فسلم له، فإن عمّرك اللّه يسلّموا هذا الأمر إليك، ولا يختلف فيك اثنان بعد هذا إلا وأنت به خليق وله حقيق، ولا تبعث الفتنة في أو ان الفتنة، فقد عرفت ما في قلوب العرب وغيرهم عليك.

فقال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا معاشر المهاجرين والأنصار، اللّه اللّه لا تنسوا عهد نبيكم إليكم في أمري، ولا تخرجوا سلطان محمّد من داره وقعر بيته إلى دوركم وقعر بيوتكم، ولا تدفعوا أهله عن حقه ومقامه في الناس، فواللّه معاشر الجمع إن اللّه قضى وحكم، ونبيّه أعلم، وأنتم تعلمون بأنا (2) أهل البيت أحق بهذا الأمر منكم، أما كان القارئ لكتاب اللّه، الفقيه في دين اللّه، المضطلع بأمر الرعية، واللّه إنّه لفينا لا فيكم فلا تتبعوا الهوى فتزدادوا من الحق بعداً، وتفسدوا قديمكم بشِّر من حديثكم، فقال بشير بن سعد الأنصاري الذي - وطأ الأرض لأبي بكر - وقالت جماعة من الأنصار: يا أبا الحسن لو كان هذا الأمر سمعته منك الأنصار قبل بيعتها لأبي بكر ما اختلف فيك اثنان.

ص: 35


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (فيك).
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (يان).

فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا هؤلاء كنت أدع رسول اللّه مسجّى لا أواريه وأخرج أنازع في سلطانه، واللّه ما خفت أحداً يسمو له وينازعنا أهل البيت فيه ويستحل ما استحللتموه ولا علمت أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ترك يوم غدير خم لأحد حجّة ولا لقائل مقالاً، فأنشد اللّه رجلاً سمع النبي يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله أن يشهد الآن بما سمع.

قال زيد بن أرقم فشهد اثنا عشر رجلاً بدرياً بذلك، وكنت ممن سمع القول من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فكتمت الشهادة يومئذ، فدعا علي علي فذهب بصري، قال: وكثر الكلام في هذا المعنى وارتفع الصوت وخشي عمر أن يصغي الناس إلى قول علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ففسح المجلس وقال : إن اللّه يقلب القلوب، ولا تزال يا أبا الحسن ترغب عن قول الجماعة فانصرفوا يومهم ذلك». (1)

المنكرون الخلافة على أبي بكر

ثم قال الطبرسي (رضیَ اللّهُ عنهُ): وعن أبان بن تغلب قال:

«قلت لأبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق (عَلَيهِما السَّلَامُ): جعلت فداك هل كان أحد من (2) أصحاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنكر على أبي بكر فعله وجلوسه مجلس رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ قال: نعم، كان الذي أنكر على أبي بكر اثني عشر رجلاً، من المهاجرين: خالد بن سعيد بن العاص - وكان من بني أُمية - وسلمان الفارسي، وأبو ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود، عمّار بن ياسر وبريدة الأسلمي، ومن الأنصار أبو الهيثم بن التيهان، وسهل وعثمان ابنا حنيف، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وأبي بن كعب، وأبو أيوب الأنصاري.

ص: 36


1- الاحتجاج: 89/1-96.
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (في).

قال: فلما صعد أبو بكر المنبر تشاوروا بينهم، فقال بعضهم لبعض: واللّه لنأتينّه ولننزلنّه عن منبر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقال آخرون منهم : واللّه لئن فعلتم ذلك إذا أعنتم على أنفسكم فقد قال اللّه (عزّوجلّ): «وَلَا تُلقوا بِأَيدِيَكُم إِلَى التَّهلُكَةِ» (1) فانطلقوا بنا إلى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) النستشيره ونستطلع رأيه. فانطلق القوم إلى أمير المؤمنين بأجمعهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين تركت حقاً أنت أحق به وأولى به من غيرك، لأنا سمعنا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: علي مع الحق والحق مع علي، يميل مع الحق كيف ما مال، ولقد هممنا أن نصير إليه فننزله عن منبر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فجئناك لنستشيرك ونستطلع رأيك فيما (2) تأمرنا ؟

فقال أمير المؤمنين: وأيم اللّه لو فعلتم ذلك لما كنتم لهم إلا حرباً، ولكنّكم كالملح في الزاد وكالكحل في العين، وأيم اللّه لو فعلتم ذلك لأتيتموني شاهرين بأسيافكم مستعدين للحرب والقتال وإذاً لأنوني، فقالوا لي بايع وإلا قتلناك، فلابدّ لي من أدفع القوم عن نفسي، وذلك إن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و وعز إلي قبل وفاته وقال لي: يا أبا الحسن إن الأمة ستغدر بك من بعدي وتنقض فيك عهدي، وإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى، وإن الأمة الهادية من بعدي كهارون ومن اتبعه، والأمة الضالة من بعدي كالسامري ومن اتبعه فقلت: يا رسول اللّه، فما تعهد إلي إذا كان كذلك ؟ فقال: إذا وجدت أعواناً فبادر إليهم وجاهدهم، وإن لم تجد أعواناً كف يدك وأحقن دمك حتّى تلحق بي مظلوماً، فلما توفى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) اشتغلت بغسله وتكفينه والفراغ من شأنه، ثمّ آليت على نفسي يميناً أن لا ارتدي برداء إلا للصلاة حتّى اجمع القرآن ففعلت ثمّ أخذت بيد فاطمة وابني الحسن والحسين قدرت على أهل بدر وأهل السابقة فناشدتهم حقي ودعوتهم إلى نصرتي فما أجابني منهم إلا أربعة رهط سلمان وعمار وأبو ذر والمقداد، ولقد راودت في ذلك بقية

ص: 37


1- سورة البقرة: 195.
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (فما).

أهل بيتي، فأبوا عليّ إلا السكوت لما علموا من وغارة (1) صدور القوم وبغضهم اللّه ورسوله ولأهل بيت نبيه، فانطلقوا بأجمعكم إلى الرجل فعرّفوه ما سمعتم من قول نبيكم ليكون ذلك أو كد للحجة وأبلغ للعذر وأبعد لهم من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إذا وردوا عليه.

فسار القوم حتّى أحدقوا بمنبر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و كان يوم الجمعة، فلما صعد أبو بكر المنبر قال المهاجرون للأنصار: تقدموا وتكلّموا فقال الأنصار للمهاجرين : بل تكلّموا وتقدموا أنتم، فإنّ اللّه (عزّوجلّ) و بدأ بكم في الكتاب إذ قال اللّه (عزّوجلّ) : لقد تاب اللّه بالنبي على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة.

قال أبان قلت له يا بن رسول اللّه، إن العامة لا تقرأ كما عندك. قال: وكيف تقرأ؟ قال: قلت: إنها تقرأ: «لَقَدْ تَابَ اللّه عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ»(2)، فقال : ويلهم فأيّ ذنب كان لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حتّى تاب اللّه عليه عنه، إنما تاب اللّه به على أمته.

فأوّل من تكلّم به خالد بن سعيد بن العاص ثمّ باقي المهاجرين ثمّ بعدهم الأنصار. وروى أنّهم كانوا غيباً عن وفاة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقدموا وقد تولى أبو بكر - وهم يومئذ أعلام مسجد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) -

فقام إليه خالد بن سعيد بن العاص وقال: اتق اللّه يا أبا بكر، فقد علمت أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال و نحن محتو شوه (3) يوم بني قريظة حين فتح اللّه له باب النصر، وقد قتل علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) يومئذ عدة من صناديد رجالهم وأولي البأس والنجدة منهم: يا معاشر المهاجرين والأنصار، إني موصيكم بوصية فاحفظوها وموعدكم أمراً فاحفظوه (4)، ألا إنّ

ص: 38


1- الوغر: الحقد والضغن والعداوة والتوقد من الغيض قال المؤلّف: في نسخة بدل (زعارة). والزعارة - بتشديد الراء وتخفيفها - شراسة الخلق، والرجل شرس أي سيئ الخلق.
2- سورة التوبة: 117.
3- احتوشوه واحتو شوا به: أحاطوا به.
4- قال المؤلّف: في نسخة بدل (فاقبلوه).

علي بن أبي طالب أميركم بعدي وخليفتي فيكم بذلك أوصاني ربّي، ألا وإنكم إن لم تحفظوا فيه وصيتي وتوازروه وتنصروه اختلفتم في أحكامكم واضطرب عليكم أمر دينكم ووليكم أشراركم، ألا وإن أهل بيتي هم الوارثون لأمري والعالمون لأمر أمتي من،بعدي، اللّهم من أطاعهم من أمتي وحفظ فيهم وصيتي فاحشر هم في زمرتي وأجعل لهم نصيباً من مرافقتي يدركون به نور الآخرة، اللّهم ومن أساء خلافتي في أهل بيتي فاحرمه الجنّة التي عرضها كعرض السماء والأرض.

فقال له عمر بن الخطاب اسکت یا خالد فلست من أهل المشورة ولا من يقتدى برأيه.

فقال له خالد بل اسكت أنت يا بن الخطاب، فإنّك تنطق على لسان غيرك، وأيم اللّه لقد علمت قريش إنّك من الأمها حسباً وأدناها منصباً وأختها قدراً وأحملها ذكراً وأقلهم عناءاً عن اللّه ورسوله، وإنك لجبان في الحروب بخيل بالمال لثيم العنصر، ما لك في قريش من فخر ولا في الحروب من ذكر، وإنّك في هذا الأمر بمنزلة الشيطان «إِذ قَالَ للْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللّه رَبِّ الْعَالَمينَ فَكَانَ عَاقبتهما أنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ» (1) فأبلس(2) عمر وجلس خالد بن سعيد.

ثمّ قام سلمان الفارسي وقال : كرديد ونكرديد - أي فعلتم ولم تفعلوا - وقد كان امتنع من البيعة قبل ذلك حتّى وجي عنقه(3)، فقال: يا أبا بكر إلى من تسند أمرك إذا نزل بك ما لا تعرفه؟ وإلى من تفزع إذا سئلت عما لا تعلمه؟ وما عذرك في تقدمك على من هو أعلم منك وأقرب إلى رسول اللّه وأعلم بتأويل كتاب اللّه (عزّوجلّ) وسنة نبيّه ومن قدمه النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

ص: 39


1- سورة الحشر: 16-17.
2- أبلس: سكت على مضض أو حوف.
3- وجيء عنقه: لوي وضرب.

في حياته وأوصاكم به عند وفاته، فنبذتم قوله وتناسيتم وصيته وأخلفتم الوعد ونقضتم العهد وحللتم العقد الذي كان عقده عليكم من النفوذ تحت راية أسامة بن زيد حذراً من مثل ما أتيتموه وتنبيهاً للأمة على عظيم ما اجترمتم من مخالفة أمره فمن قليل يصفو لك الأمر وقد أثقلك الوزر ونقلت إلى قبرك وحملت معك ما كسبت يداك، فلو راجعت الحق من قرب (1) وتلافيت نفسك وتبت إلى اللّه من عظيم ما اجترمت كان ذلك أقرب إلى نجاتك يوم تفرد في حفرتك ويسلمك ذوو،نصرتك، فقد سمعت كما سمعنا ورأيت كما رأينا، فلم يردعك ذلك عمّا أنت متشبث به من هذا الأمر الذي لا عذر لك في تقلده ولاحظ للدين ولا المسلمين في قيامك به، فاللّه اللّه في نفسك، فقد أعذر من أنذر ولا تكن كمن أدبر واستكبر.

ثمّ قام أبو ذر الغفاري فقال: يا معشر قريش، أصبتم قباحة وتركتم قرابة، واللّه ليرتدنّ جماعة من العرب ولتشكن في هذا الدين ولو جعلتم الأمر في أهل بيت نبيكم ما اختلف عليكم سيفان واللّه لقد صارت لمن غلب، ولتطمحن إليها عين من ليس من أهلها، وليسفكنّ في طلبها دماء كثيرة - فكان كما قال أبو ذر - ثمّ قال: لقد علمتم وعلم خياركم أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: الأمر بعدي لعلي، ثمّ لابنيّ الحسن والحسين، ثمّ للطاهرين من ذريتي، فأطرحتم قول نبيكم وتناسيتم ما عهد به إليكم، فأطعتم الدنيا الفانية، ونسيتم الآخرة الباقية، التي لا يهرم شابها (2) ولا يزول نعيمها ولا يحزن أهلها ولا يموت سكانها بالحقير التافه الفاني الزائل، فكذلك الأمم من قبلكم كفرت بعد أنبيائها ونكصت على عقابها (3) وغيرت وبدلت واختلفت، فساويتموهم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، وعمّا

ص: 40


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (قريب).
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (شبانها).
3- نكصت على أعقابها: رجعت إلى القهقري.

قليل تذوقون وبال أمركم وتجزون بما قدمت أيديكم وما اللّه بظلام للعبيد.

ثمّ قام المقداد بن الأسود فقال : يا أبا بكر، أرجع عن ظلمك، وتب إلى ربّك وألزم بيتك، وأبك على خطيئتك، وسلّم الأمر لصاحبه الذي هو أولى به منك، فقد علمت ما عقده رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في عنقك من بيعته، وألزمك من النفوذ تحت راية أسامة بن زيد وهو،مولاه، ونبّه على بطلان، وجوب هذا الأمر لك، ولمن عضدك عليه بضمه لكما إلى علم النفاق ومعدن الشنان والشقاق عمرو بن العاص الذي أنزل اللّه فيه على نبيّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : «إنَّ شَانتَكَ هُوَ الْأَبْتُر» (1) فلا خلاف (2) بين أهل العلم إنّها نزلت في عمرو، وهو كان أميراً عليكما وعلى سائر المنافقين في الوقت الذي تنفذه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في غزاة ذات السلاسل، وإنّ عمراً قلد كما حرس عسكره، فأين الحرس إلى الخلافة اتق اللّه وبادر بالاستقالة قبل فوتها، فإنّ ذلك أسلم لك في حياتك وبعد وفاتك ولا تركن إلى دنياك، ولا تغرنك قريش،وغيرها، فعن قليل تضمحل عنك دنياك، ثمّ تصير إلى ربّك فيجزيك بعملك، وقد علمت وتيقنت أنّ علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو صاحب الأمر بعد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فسلّمه إليه بما جعله اللّه له فإنّه أتم لسترك وأخف لوزرك، فقد واللّه نصحت لك إن قبلت نصحي وإلى اللّه ترجع الأمور.

ثم قام إليه بريدة الأسلمي فقال: إنا للّه وإنا إليه راجعون، ماذا لقى الحق من الباطل يا أبا بكر أنسيت أم تناسيت، وخدعت أم خدمتك نفسك، أم سولت لك الأباطيل، أو لم تذكر ما أمرنا به رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من تسمية علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) بإمرة المؤمنين والنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بين أظهرنا، وقوله له في عدة أوقات: هذا علي أمير المؤمنين وقاتل القاسطين، اتق اللّه وتدارك نفسك قبل أن لا تدركها وأنقذها مما يهلكها واردد الأمر إلى من هو أحق به منك، ولا تتماد في

ص: 41


1- سورة الكوثر: 3.
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (اختلاف).

اغتصابه، وراجع وأنت تستطيع أن تراجع، فقد محضتك النصح ودللتك على طريق النجاة، فلا تكوننّ ظهيراً للمجرمين.

ثم قام عمّار بن ياسر فقال: يا معاشر قريش ويا معاشر المسلمين، إن كنتم علمتم وإلا فاعلموا إنّ أهل بيت نبيكم أولى به وأحق بإرثه وأقوم بأمور الدين وآمن على المؤمنين وأحفظ لملته وأنصح لامته، فمروا صاحبكم فليرد الحق إلى أهله قبل أن يضطرب حبلكم ويضعف أمركم ويظهر شتاتكم وتعظم الفتنة بكم وتختلفون فيما بينكم ويطمع فيكم عدوكم، فقد علمتم أن بني هاشم أولى بهذا الأمر منكم، وعلي أقرب منكم إلى نبيكم وهو من بينهم وليكم بعهد اللّه ورسوله وفرق ظاهر قد عرفتموه في حال بعد حال عند سد النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أبوابكم التي كانت إلى المسجد كلها غير،بابه، وإيثاره إياه بكريمته فاطمة دون سائر من خطبها إليه منكم، وقوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها، وإنّكم جميعاً مضطرون فيها أشكل عليكم من أمور دينكم إليه وهو مستغن عن كل أحد منكم إلى ما له من السوابق التي ليست لأفضلكم عند نفسه، فما بالكم تحيدون عنه وتبتزون علياً حقه وتؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة بئس للظالمين بدلاً، أعطوه ما جعله اللّه له ولا تتولوا عنه مدبرين، ولا ترتدوا على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين.

ثمّ قام أبي بن كعب فقال: يا أبا بكر، لا تجحد حقاً جعله اللّه لغيرك، ولا تكن أوّل من عصى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في وصيه وصفّيه وصدف عن أمره أردد الحق إلى أهله تسلم، ولا تتماد في غيك فتندم وبادر الإنابة يخف وزرك، ولا تخصص بهذا الأمر الذي لم يجعله اللّه لك نفسك فتلقى وبال عملك، فعن قليل تفارق ما أنت فيه وتصير إلى ربك، فيسألك عمّا جنیت وما ربّك بظلام للعبيد.

ثم قام خزيمة بن ثابت فقال: أيها الناس ألستم تعلمون أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قبل شهادتي وحدي ولم يرد معي غيري؟ قالوا: بلى. قال: فاشهد أنّي سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

ص: 42

يقول: أهل بيتي يفرقون بين الحق والباطل وهم الأئمة الذين يُقتدى بهم، وقد قلت ما علمت وما على الرسول إلا البلاغ المبين.

ثم قام أبو الهيثم بن التيهان فقال: وأنا أشهد على نبينا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه أقام علياً - يعني في يوم غدير خم - فقالت الأنصار : ما أقامه للخلافة، وقال بعضهم: ما أقامه إلا ليعلم الناس أنه مولى من كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مولاه، وكثر الخوض في ذلك، فبعثنا رجالاً منّا إلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فسألوه عن ذلك فقال : قولوا لهم علي ولي المؤمنين بعدي وأنصح الناس لأمتي، وقد شهدت بما حضرني فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر : «إنَّ يَوْمَ الفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا»(1).

ثمّ قام سهل بن حنيف فحمد اللّه وأثنى عليه وصلّى على النبي محمّد وآله، ثمّ قال: يا معاشر قريش، اشهدوا علي أني أشهد على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وقد رأيته في هذا المكان – يعن-ي الروضة - وقد أخذ بيد علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو يقول: أيها الناس هذا علي إمامكم من،بعدي، ووصي في حياتي، وبعد وفاتي، وقاضي ديني، ومنجز وعدي، وأول من يصافحني على حوضي، فطوبى لمن اتبعه ونصره، والويل لمن تخلف عنه وخذله. وقام معه أخوه عثمان بن حنيف وقال: سمعنا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: أهل بيتي نجوم الأرض فلا تتقدموهم، وقدّموهم فهم الولاة من بعدي، فقام إليه رجل فقال: يا رسول اللّه، وأيّ أهل بيتك؟ فقال: علي والطاهرون من ولده وقد بين (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فلا تكن يا أبا بكر أوّل كافر به، ولا تخونوا اللّه والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون.

ثمّ قام أبو أيوب الأنصاري فقال: اتقوا اللّه عباد اللّه في أهل بيت نبيكم، وأرددوا إليهم حقهم الذي جعله اللّه لهم، فقد سمعتم مثل ما سمع إخواننا في مقام بعد مقام لنبينا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ومجلس بعد مجلس يقول: أهل بيتي المتكم بعدي، ويومي إلى علي ويقول: هذا

ص: 43


1- سورة النبأ: 17.

أمير البررة، وقاتل الكفرة، مخذول من خذله، منصور من نصره، فتوبوا إلى اللّه من ظلمكم إياه إنّ اللّه تواب رحيم، ولا تتولوا عنه مدبرين ولا تتولوا عنه معرضين.

قال الصادق جعفر بن محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): فأفحم أبو بكر على المنبر حتّى لم يحر جواباً.

ثمّ قال: ولّيتكم ولست بخيركم، أقيلوني، أقيلوني. فقال له عمر بن الخطاب: أنزل عنها يا لكع(1)، إذا كنت لا تقوم بحجج قريش لم أقمت نفسك هذا المقام؟ واللّه لقد هممت أن أخلعك واجعلها في سالم مولى أبي حذيفة. قال: فنزل ثمّ أخذ بيده وانطلق إلى منزله وبقوا ثلاثة أيام لا يدخلون مسجد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فلما كان في اليوم الرابع جاءهم خالد بن الوليد ومعه ألف رجل فقال لهم: ما جلوسكم فقد طمع فيها واللّه بنو هاشم؟ وجاءهم سالم مولى أبي حذيفة ومعه ألف رجل، وجاءهم معاذ بن جبل ومعه ألف رجل فمازال يجتمع إليهم رجل رجل حتّى اجتمع أربعة آلاف رجل، فخرجوا شاهرين بأسيافهم يقدمهم عمر بن الخطاب حتّى وقفوا بمسجد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال عمر : واللّه يا أصحاب علي لئن ذهب منكم رجل يتكلم بالذي تكلم بالأمس لنأخذن الذي فيه عيناه.

فقام إليه خالد بن سعيد بن العاص وقال: يا بن صحاك الحبشية أبأسيافكم تهددوننا؟ أم بجمعكم تفزعوننا؟ واللّه أن أسيافنا أحد من أسيافكم وإنا لأكثر منكم وإن كنا قليلين؛ لأنّ حجّة اللّه فينا، واللّه لولا أني أعلم أنّ طاعة اللّه ورسوله وطاعة إمامي أولى بي لشهرت سيفي وجاهدتكم في اللّه إلى أن أبلي عذري.

فقال أمير المؤمنين: اجلس يا خالد، فقد عرف اللّه لك مقامك وشكر لك سعيك، فجلس وقام إليه سلمان الفارسي فقال: اللّه اكبر، اللّه اکبر، سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بهاتين الأذنين وإلا صمّتا يقول: بينا أخي وابن عمي جالس في مسجدي مع نفر من أصحابه إذ تكبسه جماعة من كلاب أصحاب النار يريدون قتله وقتل من معه، فلست

ص: 44


1- اللكع: اللقيم والعبد والأحمق.

أشك إلا وإنكم،هم، فهمّ به عمر بن الخطاب فوثب إليه أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) واخذ بمجامع ثوبه ثمّ جلد به الأرض، ثمّ قال: يا بن صهّاك الحبشية لولا كتاب من اللّه سبق وعهد من رسول اللّه تقدم لأريتك أينا أضعف ناصراً وأقل عدداً ثمّ التفت إلى أصحابه فقال: انصرفوا رحمكم اللّه فو اللّه لا دخلت المسجد إلا كما دخل أخواي موسى وهارون، إذ قال له أصحابه: «فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتلا إِنَّا هَاهُنَا فَاعِدُونَ» (1)، واللّه لا دخلت إلا لزيارة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أو القضية أقضيها فإنّه لا يجوز بحجّة أقامها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يترك الناس في حيرة». (2)

يقول شير محمّد: هذا الحديث أورده العالم الجليل المحدّث البحراني في كتاب (البرهان) في سورة التوبة، نقله من كتاب (سير الصحابة)، قال وروی صاحب کتاب (سير الصحابة)، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن موسى الهمداني، عن محمّد ابن علي الطالقاني، عن جعفر الكناني، عن أبان بن تغلب، قال: قلت لسيّدي جعفر الصادق جعلت فداك هل في أصحاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من أنكر على أبي بكر؟ قال: نعم يا أبان الذي أنكر على الأوّل اثنا عشر رجلاً، سنة من المهاجرين، وستة من الأنصار. (3)

يقول شير محمّد: ثمّ ذكر الحديث باختصار واختلاف يسير، وقد صرح المحدث البحراني في كتاب (غاية المرام) : إن مؤلف كتاب (سير الصحابة) من العامة. (4)

وأوردت في الجزء الأوّل من كتاب (كلمة الحق) خبر إنكار اثني عشر على أبي بكر بجميع طرقه التي عثرت عليها. (5)

ص: 45


1- سورة المائدة: 024
2- الاحتجاج: 97/1 - 105.
3- البرهان: 418/3.
4- غاية المرام: 97/6.
5- كلمة الحق كتاب للمؤلف نفسه، مخطوط.

السقيفة ومجرياتها برواية سليم بن قيس عن سلمان المحمّدی (رضیَ اللّهُ عنهُ)

ثم قال الطبرسي (رضیَ اللّهُ عنهُ)، بعد خبر عبد اللّه بن عبد الرحمن وفي رواية سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي أنه قال:

«أتيت عليا (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو يغسل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقد كان أوصى أن لا يغسّله غير علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأخبر أنه لا يريد أن يقلب منه عضواً إلا قلب له، وقد قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : من يعينني على غسلك يا رسول اللّه؟ قال: جبرئيل، فلما غسله وكفّنه أدخلتي وأدخل أبا ذر والمقداد وفاطمة وحسناً وحسينا (عَلَيهِم السَّلَامُ)، فتقدم وصففنا خلفه فصلّى عليه وعائشة في الحجرة لا تعلم، قد أخذ جبرئيل ببصرها، ثمّ أدخل عشرة من المهاجرين، وعشرة من الأنصار، فيصلّون ويخرجون، حتّى لم يبق من المهاجرين والأنصار إلا صلّى عليه، وقلت لعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) حين يغسّل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إنّ القوم فعلوا كذا وكذا، وإنّ أبا بكر الساعة لعلى منبر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وما يرضى الناس أن يبايعوا له بيد واحدة، إنّهم ليبايعون بيديه جميعاً، يميناً وشمالاً. فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا سلمان فهل تدري من أوّل من يبايعه على منبر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ فقلت : لا، إلا إني قد رأيته في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار، وكان أوّل من بايعه بشير بن سعد، ثمّ أبو عبيدة بن الجراح، ثمّ عمر بن الخطاب، ثمّ سالم مولى أبي حذيفة (1) قال: لست أسألك عن هذا، ولكن تدري من أوّل من بايعه حين صعد منبر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ قلت: لا، ولكنّي رأيت شيخاً كبيراً متوكئاً على عصاه، بين عينيه سجادة، شديد التشمير، قد صعد إليه، وهو يبكي ويقول: الحمد للّه الذي لم يمتني ولم يخرجني من الدنيا حتّى رأيتك في هذا المكان ابسط يدك أبايعك، فبسط يده فبايعه ثمّ نزل فخرج من المسجد. فقال لي علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا سلمان، وهل تدري من هو؟ قلت: لا،

ص: 46


1- في المطبوع: (ومعاذ بن جبل).

ولكنّي ساءتني مقالته، كأنه شامت بموت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال علي: إن ذلك إبليس لعنه اللّه أخبرني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنّ إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إياي بغدير خم بأمر اللّه تعالى، فأخبرهم أن يبلغ الشاهد الغائب، فأتاه أبالسته ومردة أصحابه فقالوا: إنّ هذه أمة مرحومة معصومة وما لنا ولا لك عليهم من سبيل قد علموا إمامهم و مفزعهم بعد نبيهم، فانطلق إبليس كئيباً حزيناً، فأخبرني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن لو قد قبض أنّ الناس سيبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد أن تخاصمهم بحقك وحجتك، ثمّ يأتون المسجد فيكون أوّل من يبايعه على منبري إبليس في صورة شيخ كبير مستبشر يقول كذا وكذا، ثمّ تجتمع شياطينه وأبالسته فيخر ويكسع(1)، ثمّ يقول: كذا زعمتم أن ليس لي عليهم،سبيل، فكيف رأيتموني صنعت بهم حين تركوا أمر من أمرهم اللّه بطاعته وأمرهم رسوله.

فقال سلمان: فلمّا كان الليل حمل على فاطمة على حمار وأخذ بيد ابنيه الحسن،والحسين، فلم يدع أحداً من أهل بدر من المهاجرين ولا من الأنصار إلا أتى منزله وذكر حقه ودعاه إلى نصرته، فما استجاب له من جميعهم إلا أربعة وأربعون رجلاً، فأمرهم أن يصبحوا بكرة محلقين رؤوسهم معهم سلاحهم وقد بايعوه على الموت، فأصبح ولم يوافه منهم أحد غير أربعة قلت لسلمان: من الأربعة؟ قال: أنا وأبو ذر والمقداد والزبير بن العوام. ثمّ أتاهم من الليلة الثانية فناشدهم اللّه فقالوا: نصبحك بكرة، فما منهم أحد وفي غيرنا، ثمّ الليلة الثالثة فما وفى أحد غيرنا، فلما رأى على (عَلَيهِ السَّلَامُ) عذرهم وقلة وفائهم لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه، فلم يخرج حتّى جمعه كله فكتبه على تنزيله والناسخ والمنسوخ، فبعث إليه أبو بكر أن أخرج فبايع، فبعث إليه أني مشغول فقد آليت بيمين أن لا ارتدي برداء إلا للصلاة حتّى أؤلف القرآن واجمعه، فجمعه في ثوب وختمه ثمّ خرج

ص: 47


1- يكسع: يضرب ديره بيده أو بصدر قدمه.

إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فنادى (عَلَيهِ السَّلَامُ) بأعلى صوته: أيها الناس إني لم أزل منذ قبض رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مشغولاً بغسله ثمّ بالقرآن حتّى جمعته كله في هذا الثوب، فلم ينزل اللّه على نبيه آية من القرآن إلا وقد جمعتها كلها في هذا الثوب، وليست منه آية إلا وقد اقرأنيها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وعلمني تأويله.

فقالوا: لا حاجة لنا به عندنا مثله، ثمّ دخل بيته، فقال عمر لأبي بكر : أرسل إلى علي فليبايع، فإنّا لسنا في شيء حتّى يبايع ولو قد بايع أمناه وعائلته، فأرسل إليه أبو بكر رسولاً أن أجب خليفة رسول اللّه، فأتاه الرسول فأخبره بذلك. فقال علي : ما أسرع ما كذبتم على رسول اللّه، إنه ليعلم ويعلم الذين حوله أنّ اللّه ورسوله لم يستخلفا غيري، فذهب الرسول فأخبره بما قاله فقال: إذهب فقل: أجب أمير المؤمنين أبا بكر، فأتاه فأخبره بذلك، فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : سبحان اللّه واللّه ما طال العهد بالنبي منّي وإنّه ليعلم أن هذا الاسم لا يصلح إلا لي، وقد أمره رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سابع سبعة فسلموا علي بإمرة المؤمنين، فأستفهمه هو وصاحبه عمر من بين السبعة ؟ فقالا: أمر من اللّه ورسوله؟ فقال لهما رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : نعم حقاً من اللّه ورسوله إنّه أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وصاحب لواء الغر المحجلين يقعده اللّه يوم القيامة على الصراط فيدخل أوليائه الجنّة وأعدائه النار [ قال : ] فانطلق الرسول إلى أبي بكر فأخبره بما قال، فكفوا عنه يومئذ.

فلمّا كان الليل حمل فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) على حمار ثمّ دعاها (1) إلى نصرته فما استجاب له رجل غيرنا أربعة (2)، فإنا خلقنا رؤوسنا وبذلنا نفوسنا ونصرتنا، وكان علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) لمّا رأى خذلان الناس له وتركهم نصر ته واجتماع كلمة الناس مع أبي بكر وطاعتهم له وتعظيمهم له جلس في بيته، فقال عمر لأبي بكر : ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع، فإنّه لم

ص: 48


1- كذا وسياق الجملة يقتضى: (ثمّ دعاهم).
2- كذا والصحيح كما في كتاب سليم بن قيس: (غيرنا الأربعة).

يبق أحد إلا وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة معه - وكان أبو بكر أرق (1) الرجلين وأرفقهما (2) وأدناهما وأبعدهما غوراً، والآخر أفظّهما وأغلظهما وأجفاهما فقال: من نرسل إليه ؟ فقال عمر: أرسل إليه قنفذاً - وكان رجلاً فظاً غليظاً جافياً من الطلقاء أحد بني تيم- فأرسله وأرسل معه أعوانا، فانطلق فاستأذن فأبى عليه أن يأذن له، فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر وهما في المسجد والناس حولهما فقالوا: لم يأذن لنا، فقال عمر : هو إن أذن لكم وإلا فادخلوا عليه بغير إذنه، فانطلقوا فاستأذنوا فقالت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ): أحرّج عليكم (3) أن تدخلوا بيتي بغير أذن، فرجعوا وثبت قنفذ، فقالوا: إنّ فاطمة قالت: كذا وكذا، فحرّجتنا أن ندخل عليها البيت بغير إذن منها، فغضب،عمر، وقال: ما لنا وللنساء، ثمّ أمر أناساً حوله فحملوا حطباً وحمل معهم فجعلوه حول منزله وفيه علي وفاطمة وابناهما (عَلَيهِم السَّلَامُ)، ثمّ نادى عمر حتّى أسمع علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) : واللّه لتخرجنّ ولتبايعنّ خليفة رسول اللّه أو لأضر منّ عليك بيتك نارا. ثمّ رجع فقعد إلى أبي بكر وهو يخاف أن يخرج علي بسيفه لما قد عرف من بأسه وشدّته. ثمّ قال لقنفذ: إن خرج وإلا فاقتحم عليه، فإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم نارا فانطلق قنفذ فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وبادر علي إلى سيفه ليأخذه فسبقوه إليه فتناول بعض سيوفهم فكثروا عليه فضبطوه وألقوا في عنقه حبلاً أسود، وحالت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) بين زوجها وبينهم عند باب البيت فضربها قنقذ بالسوط على عضدها، فبقى أثره في عضدها من ذلك مثل الدملوج (4) من ضرب قنفذ إياها. فأرسل أبو بكر إلى قنفذ أضربها فألجأها

ص: 49


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (رؤف).
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (وأدهاهما).
3- التحرج: التضييق وعدم الإذن والإلجاء.
4- الدملوج: حُلي يلبس في المعصم.

إلى عضادة باب بيتها، فدفعها فكسر ضلعها (1) من جنبها وألقت جنيناً من بطنها، فلم تزل صاحبة فراش حتّى ماتت من ذلك شهيدة صلوات اللّه عليها.

ثم انطلقوا بعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) ملبياً بحبل حتّى انتهوا به إلى أبي بكر وعمر قائم بالسيف على رأسه وخالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح وسالم والمغيرة بن شعبة وأسيد بن حصين وبشير بن سعد وسائر الناس قعود حول أبي بكر عليهم السلاح وهو يقول: أما واللّه لو وقع سيفي بيدي لعلمتم أنّكم لن تصلوا إلي هذا جزاء مني وباللّه لا ألوم نفسي في جهد ولو كنت في أربعين رجلاً لفرقت جماعتكم، فلعن اللّه قوماً بايعوني ثمّ خذلوني، فانتهره عمر فقال: بايع. فقال: وإن لم أفعل ؟ قال : إذا نقتلك ذلاً وصغارا. قال: إذن تقتلون عبد اللّه وأخا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال أبو بكر: أما عبد اللّه فنعم كلنا عبيد اللّه، وأما أخو رسوله فلا نقر لك به. قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): أتجحدون أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) آخى بين نفسه وبيني، فأعادوا عليه ذلك ثلاث مرات ثمّ أقبل عليه فقال يا معاشر المهاجرين والأنصار، أنشدكم باللّه أسمعتم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول يوم غدير خم كذا وكذا، وفي غزاة تبوك كذا وكذا، فلم يدع شيئاً قاله فيه العلانية للعامة إلا ذكره؟ فقالوا: اللّهم نعم.

فلمّا خاف أبو بكر أن ينصروه ويمنعوه بادرهم فقال: كل ما قلته قد سمعناه بآذاننا ووعته قلوبنا، ولكن سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول بعد هذا: إنا أهل بيت اصطفانا اللّه وأكرمنا واختار لنا الآخرة على الدنيا، وإنّ اللّه لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة. فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): أما أحد من أصحاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) شهد هذا معك؟ قال عمر: صدق خليفة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قد سمعنا منه هذا كما قال، وقال أبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل صدق، قد سمعنا ذلك من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال لهم لشد ما وفيتم بصحيفتكم الملعونة التي تعاقدتم عليها في الكعبة: إن قتل اللّه محمّداً أو أماته أن

ص: 50


1- قال المؤلّف: في نسخة بلل. (ضلعا).

تزووا هذا الأمر عنّا أهل البيت. فقال أبو بكر: وما علمك بذلك أطلعناك عليها؟ قال علي يا زبير ويا سلمان وأنت يا مقداد(1)، أذكركم باللّه وبالإسلام أسمعتم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول ذلك لي أن فلاناً وفلاناً حتّى عد هؤلاء الخمسة قد كتبوا بينهم كتاباً وتعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا؟ قالوا: اللّهم نعم، قد سمعناه يقول ذلك لك، فقلت له: بأبي أنت وأمي يا نبي اللّه فما تأمرني أن أفعل إذا كان ذلك؟ فقال لك: إن وجدت عليهم أعواناً فجاهدهم ونابذهم، وإن لم تجد أعواناً فبايعهم واحقن دمك. فقال علي : أما واللّه لو أن أولئك الأربعين رجلاً الذين بايعوني وفوالي لجاهدتكم في اللّه واللّه، أما واللّه لا ينالنا أحمد من عقبكم إلى يوم القيامة. ثمّ نادى قبل أن يبايع: (يا ابن أمّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) (2) ثمّ تناول يد أبي بكر فبايعه، فقيل للزبير بايع الآن، فأبى فوتب عليه عمر وخالد بن الوليد وابن شعبة (3) في أناس فانتزعوا سيفه من يده فضربوا به الأرض حتّى كسر، فقال الزبير وعمر على صدره يا بن صهاك، أما واللّه لو أنّ سيفي في يدي لحدت عنني، ثمّ بايع.

قال سلمان: ثمّ أخذوني فوجؤا عنقي حتّى تركوها مثل السلعة (4)، ثمّ قلبوا (5) يدي، فبايعت مكرهاً، ثمّ بايع أبو ذر والمقداد مكرهين، وما من الأمة أحد بايع مكرهاً غير علي وأربعتنا، ولم يكن أحد منا أشد قولاً من الزبير، فلما بايع قال: يا بن صحاك، أما واللّه لولا هؤلاء الطلقاء الذين أعانوك ما كنت لتقدم عليّ ومعي السيف الملقد علمت من جبنك ولؤمك، ولكنك وجدت من تقوى بهم وتصول بهم، فغضب عمر فقال: أتذكر صحاك؟

ص: 51


1- في كتاب سليم بن قيس (وأنت يا أبا ذر).
2- اقتباس من سورة الأعراف: 150.
3- أي المغيرة بن شعبة.
4- السلعة: خراج كهيئة الغدة.
5- في المطبوع: (قلبوا).

فقال [الزبير ]: ومن صحاك؟ وما يمنعني من ذلك، وإنما كانت صحاك أمة حبشية لجدي عبد المطلب، فزنا بها نفيل فولدت أباك الخطاب، فوهبها عبد المطلب له بعد ما ولدته فإنّه لعبد جدي، وولد زنى، فأصلح بينهما أبو بكر وكفّ كل منهما عن صاحبه. فقال سلیم فقلت یا سلمان بايعت أبا بكر ولم تقل شيئاً؟ قال: قد قلت بعد ما بايعت تباً لكم سائر الدهر، أو تدرون ماذا صنعتم بأناسكم، أصبتم وأخطأتم: أصبتم سنة الأولين، وأخطأتم سنّة نبيكم حتّى أخرجتموها من معدنها وأهلها. فقال لي عمر: أمّا إذا بايع صاحبك وبايعت فقل ما بدا لك وليقل ما بدا له قال قلت فإنّي أشهد أني سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: أنّ عليك وعلى صاحبك الذي بايعته مثل ذنوب أمته إلى يوم القيامة ومثل عذابهم. وقال: قل ما شئت أليس قد بايع ولم تقر عينك بأن يليها صاحبك قال: قلت: فإنّي أشهد أنّي قرأت في بعض كتب اللّه المنزلة آية باسمك ونسبك وصفتك باب من أبواب جهنم قال: قل ما شئت أليس قد عزلها اللّه عن أهل البيت الذين قد اتخذتموهم أربابا قال قلت فأشهد أني سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول - وقد سألته عن هذه :الآية: «فَيَوْمَئذ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثقُ وَثَانَهُ أَحَدٌ»(1)؟ - فقال: إنّك أنت هو. فقال عمر: اسکت قال قلت: اسكت اللّه نأمتك (2)، أيها العبد يا بن اللخناء(3).

فقال لي علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): اسكت با سلمان فسکتّ، فو اللّه لولا أنه أمرني بالسكوت لأخبرته بكل شيء نزل فيه وفي صاحبه، فلما رأى ذلك أنه قد سكت قال: إنك له مطيع مسلّم وإذا لم يقل أبو ذر والمقداد [شيئاً] كما قال سلمان، قال عمر: يا سلمان، ألا تكفّ [عنّا] كما كفّ صاحباك، فو اللّه ما أنت بأشد حباً لأهل هذا البيت منهما ولا أشد تعظيما لحقهم، فقد كفّا كما ترى وبايعا، فقال أبو ذر أفتعيرّنا يا عمر بحب آل محمّد

ص: 52


1- سورة الفجر: 25-026
2- النامة: الصوت، يقال اسكت اللّه نامته أي نغمته وصوته.
3- اللغناء: المرأة المنتنة الفرج.

وتعظيمهم، لعن اللّه من أبغضهم وابتز عليهم وظلمهم حقهم وحمل الناس على رقابهم ورد الناس على أدبارهم القهقري وقد فُعل ذلك بهم. فقال عمر: آمين فلعن اللّه من ظلمهم حقهم، لا واللّه ما لهم فيها حق وما هم وعرض الناس في هذا الأمر إلا سواء. قال أبو ذر فلم خاصمتم بحقهم وحجتهم؟ فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا بن صحاك، فليس لنا حق وهو لك ولابن آكلة الذباب فقال عمر: كفّ الآن يا أبا الحسن، إذا بايعت فإنّ العامة رضوا بصاحبي ولم يرضوا بك فما ذنبي قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : لكنّ اللّه ورسوله لم يرضيا إلا بي، فأبشر أنت وصاحبك، ومن اتبعكها وآزر كما بسخط من اللّه وعذابه وخزيه ويلك يا بن الخطاب، أو تدري مما خرجت وفيم دخلت ؟ وماذا جنيت على نفسك وعلى صاحبك ؟ فقال أبو بكر يا عمر أما إذا بايع، وأمنا شره وفتكه وعائلته فدعه يقول ما شاء.

فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : لست بقائل غير شيء واحد، أذكّركم باللّه أيها الأربعة - يعنيني والزبير وأبا ذر والمقداد - أسمعتم رسول اللّه يقول: إن تابوتاً من نار فيه اثنا عشر رجلاً، ستة من الأوّلين وستة من الآخرين في جب في قعر جهنم في تابوت مقفل على ذلك الجب صخرة، إذا أراد اللّه أن يسعر نار جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب فاستعاذت جهنم من وهج ذلك الجب، فسألناه عنهم وأنتم شهود؟ فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أمّا الأوّلون: فابن آدم الذي قتل أخاه، وفرعون الفراعنة نمرود، والذي حاجّ إبراهيم في ربّه، ورجلان من بني إسرائيل بدلا كتابهم وغيرا سنّتهم، أمّا أحدهما فهوّد اليهود والآخر نصّر النصارى(1)، وإبليس سادسهم، والدجال في الآخرين، وهؤلاء الخمسة أصحاب الصحيفة الذين تعاهدوا وتعاقدوا على عداوتك يا أخي والتظاهر عليك بعدي هذا وهذا وهذا حتّى عدهم وسمّاهم. قال سلمان فقلنا صدقت نشهد إنا سمعنا ذلك من رسول

ص: 53


1- يعني أحدهما غيّر دين موسى وحرّف كتابه بعده، والآخر غيّر دين عيسى وحرّف كتابه بعده.

اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ). فقال عثمان: يا أبا الحسن، أما عندك وعند أصحابك هؤلاء فيّ حديث؟ فقال: بلى قد سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يلعنك ثمّ لم يستغفر اللّه لك مذ لعنك. فغضب عثمان فقال: ما لي ولك أما تدعني على حالي على عهد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ولا بعده فقال الزبير نعم فأرغم اللّه أنفك فقال عثمان فو اللّه لقد سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: إن الزبير يقتل مرتداً عن الإسلام. قال سلمان فقال لي على (عَلَيهِ السَّلَامُ) فيما بيني وبينه : صدق عثمان، وذلك أنه يبايعني بعد قتل عثمان ثمّ ينكث بيعتي فيقتل مرتداً [ عن الإسلام].

قال سليم: ثمّ أقبل علي سلمان فقال: إن القوم أرتدوا بعد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلا من عصمه اللّه بآل محمّد، إنّ الناس بعد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بمنزلة هارون من موسى ومن تبعه، وبمنزلة العجل ومن تبعه، فعلي في سنّة هارون وعتيق في سنّة السامري، وسمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : لتركبنّ أمتي سنّة بني إسرائيل حذو القذّة بالقذّة وحذو النعل بالنعل شبراً بشير وذراعاً بذراع وباعاً يباع». (1)

يقول شير محمّد الهمداني: ما نقله الطبرسي عن سليم بن قيس (رضیَ اللّهُ عنهُ) موجود في كتابه(2)، وكتاب سليم بن قيس من الأصول المعتبرة المشتهرة غاية الأشتهار.

الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) يبي يتحدث عن ما جرى على جدته فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)

ثم قال الطبرسي رضوان اللّه عليه وروي عن الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنه قال:

«لمّا استخرج أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) من منزله خرجت فاطمة صلوات اللّه عليها [خلفه] فما بقيت امرأة هاشمية إلا خرجت معها حتّى انتهت قريباً من القبر فقالت: خلوا

ص: 54


1- الاحتجاج: 105/1-113. وما بين المعقوفتين ليس في الأصل.
2- کتاب سليم بن قيس: 143.

عن ابن عمي، فو الذي بعث محمّداً [أبي] (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بالحق إن لم تخلُّوا عنه لأنشرنّ شعري ولأضعنّ قميص رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على رأسي ولأصرخنّ إلى اللّه تبارك وتعالى، فما صالح بأكرم على اللّه من أبي ولا الناقة بأكرم مني ولا الفصيل بأكرم على اللّه من ولدي. قال سلمان (رضیَ اللّهُ عنهُ):كنت قريباً منها، فرأيت واللّه أساس حيطان مسجد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) تقلعت من أسفلها حتّى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها لنفذ. فدنوت منها فقلت: يا سيّدتي ومولاتي، إنّ اللّه تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني،نقمة، فرجعت و رجعت الحيطان حتّى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا» (1).

يقول شير محمّد: هذه الرواية أوردها الثقة الجليل أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري الإمامي في كتاب (المسترشد) في باب الرد على من قال لم قعد علي بن أبي طالب عن طلب حقه، قال: وروى النعمان المعروف بابن الشيخ قال: حدّثني أبي عن محمّد بن جمهور، عن زرارة، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال:

«لمّا استخرج أمير المؤمنين علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) من منزله، خرجت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) والهة! فما بقيت امرأة هاشمية إلا خرجت معها». (2)

ما كتبه أبو بكر لأسامة بن زيد

ثم قال الطبرسي رضوان اللّه عليه وروي عن الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) :

«أنّ عمر بن الخطاب قال لأبي بكر : أكتب إلى أسامة يقدم عليك، فإنّ في قدومه قطع الشنيعة عنّا، فكتب أبو بكر إليه من أبي بكر خليفة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى أسامة بن زيد، أمّا بعد: فانظر إذا أتاك كتابي فأقبل إلي أنت ومن معك، فإنّ المسلمين قد اجتمعوا عليّ وولّوني أمرهم فلا تتخلفنّ فتعصي ويأتيك منّي ما تكره والسلام.

ص: 55


1- الاحتجاج: 113/1.
2- المسترشد: 381.

قال: فكتب أسامة إليه جواب كتابه من أسامة بن زيد عامل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على غزوة الشام، أمّا بعد: فقد أتاني منك كتاب ينقض أوّله آخره، ذكرت في أوّله إنّك خليفة رسول اللّه، وذكرت في آخره أنّ المسلمين قد اجتمعوا عليك فولّوك أمرهم ورضوا بك، فاعلم أني ومن معي من جماعة المسلمين والمهاجرين فلا واللّه ما رضيناك ولا ولّيناك أمرنا، وانظر أن تدفع الحق إلى أهله وتخلّيهم وإياه فإنّهم أحق به منك، فقد علمت ما كان من قول رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في علي يوم الغدير، فما طال العهد فتنسى، أنظر مركزك ولا تخالف فتعصي اللّه ورسوله وتعصي من استخلفه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عليك وعلى صاحبك، ولم يعزلني حتّى قبض رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وإنّك وصاحبك رجعتها وعصيتها فأقمتها في المدينة بغير إذن فأراد أبو بكر أن يخلعها من عنقه، قال: فقال له عمر لا تفعل قميص قمصك اللّه لا تخلعه فتندم، ولكن ألحّ عليه بالكتب والرسائل، ومُر فلاناً وفلاناً أن يكتبوا إلى أسامة أن لا يفرق جماعة المسلمين وأن يدخل معهم فيما صنعوا. قال: فكتب إليه أبو بكر وكتب إليه الناس من المنافقين: أن ارض بما اجتمعنا عليه وإياك أن تشتمل المسلمين فتنة من قبلك فإنّهم حديث عهد بالكفر. قال: فلما وردت الكتب على أسامة انصرف بمن معه حتّى دخل المدينة، فلما رأى اجتماع الخلق على أبي بكر انطلق إلى علي بن أبي طالب فقال له : ما هذا؟ قال له علي هذا ما ترى. قال له أسامة فهل بايعته؟ فقال: نعم يا أسامة. فقال: طائعاً أو كارها؟ فقال: [لا] بل كارهاً. قال: فانطلق أسامة فدخل على أبي بكر وقال له: السلام عليك يا خليفة المسلمين. قال: فرد عليه أبو بكر، وقال: السلام عليك أيها الأمير». (1)

ص: 56


1- الاحتجاج: 114/1.

أبو قحافة يلقي الحجة على ولده أبي بكر

ثمّ قال الطبرسي (رضیَ اللّهُ عنهُ): وروي:

«أنّ أبا قحافة كان بالطائف لما قبض رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وبويع لأبي بكر، فكتب إليه ابنه كتاباً عنوانه: من خليفة رسول اللّه إلى أبي قحافة، أمّا بعد:

فإنّ الناس قد تراضوا بي فإنّي اليوم خليفة اللّه فلو قدمت علينا كان أقرّ لعينك، (1) قال: فلمّا قرأ أبو قحافة الكتاب قال للرسول: ما منعكم من (2) علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) ؟ قال الرسول: هو حدث السنّ وقد أكثر القتل في قريش وغيرها وأبو بكر (3) أسن منه، قال أبو قحافة: إن كان الأمر في ذلك بالسن فأنا أحق من أبي بكر (4)، لقد ظلموا عليّاً حقه قد بايع له النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأمرنا ببيعته، ثمّ كتب إليه من أبي قحافة إلى ابنه أبي بكر، أمّا بعد: فقد أتاني كتابك فوجدته كتاب أحمق ينقض بعضه بعضاً، مرة تقول: خليفة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ومرة تقول: خليفة اللّه، ومرة تقول: تراضى بي الناس، وهو أمر ملتبس فلا تدخلنّ في أمر يصعب عليك الخروج منه غداً، ويكون عقباك منه إلى النار والندامة وملامة النفس اللوّامة لدى الحساب يوم القيامة، فإنّ للأمور مداخل ومخارج وأنت تعرف من هو أولى بها (5) منك، فراقب اللّه كأنك تراه ولا تدعنّ صاحبها، فإن تركها اليوم أخفّ عليك وأسلم لك والسلام». (6)

ص: 57


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (أحسن).
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (عن).
3- قال المؤلّف : في نسخة بدل (وابنك).
4- قال المؤلّف : في نسخة بدل (الأمر بالسنّ فأنا اكبر منه، سنّاً).
5- قال المؤلّف: في نسخة بدل (بهما).
6- الاحتجاج: 115/1.

فضائل الإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) علي على لسان أبي بكر

ثم قال الطبرسي (رضیَ اللّهُ عنهُ) وعن عامر الشعبي عن عروة بن الزبير بن العوام قال:

«لمّا قال المنافقون إن أبا بكر تقدم علياً، وهو يقول: أنا أولى بالمكان منه(1)، قام أبو بكر خطيباً فقال صبراً على من ليس يؤل إلى دين ولا يحتجب برعاية ولا يرعوي لولاية، أظهر الإيمان ذلّة، وأسرّ النفاق غلّة، هؤلاء عصبة الشيطان، وجمع الطغيان، يزعمون أني أقول: إني أفضل من علي [و] كيف أقول ذلك وما لي سابقته، ولا قرابته ولا خصوصيته، وحدّ اللّه وأنا ملحده، وعبده [ علي] قبل أن أعبده، ووالى الرسول وأنا عدوّه، وسبقني بساعات لو تقطعت (2) لم ألحق شأوه ولم أقطع غباره، إن ابن أبي طالب فاز واللّه من اللّه بمحبة ومن الرسول بقرابة ومن الإيمان برتبة لو جهد الأولون والآخرون إلا النبيين لم يبلغوا درجته ولم يسلكوا منهجه، بذل في اللّه مهجته ولابن عمه مودته كاشف الكرب و دامغ الريب وقاطع السبب إلا سبب الرشاد وقامع الشرك ومظهر ما تحت سويداء حبة النفاق، محنة لهذا العالم لحق قبل أن يلاحق وبرز قبل أن يسابق جمع العلم والحلم والفهم فكان جميع الخيرات لقلبه كنوزاً لا يدخر منها مثقال [ذرة] إلا أنفقه في بابه، فمن ذا يؤمل أن ينال درجته وقد جعله اللّه ورسوله للمؤمنين وليّاً، وللنبي وصيّاً، وللخلافة راعياً، وبالإمامة قائماً، أفيغتر الجاهل بمقام قمته إذ أقامني وأطعته إذ أمرني سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : يقول الحق مع علي وعلي مع الحق من أطاع علياً رشد ومن عصى علياً،فسد، ومن أحبه سعد ومن أبغضه شقي واللّه لو لم يجب ابن أبي طالب إلا لأجل إنّه لم يواقع اللّه محرّماً ولا عبد من دونه صنماً

ص: 58


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (بالخلافة منه).
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (انقطعت).

ولحاجة الناس إليه بعد نبيهم مقضيّة لكان في ذلك ما يجب، فكيف لأسباب أقلها موجب وأهونها مرغب، للرحم الماسة بالرسول والعلم بالدقيق والجليل والرضا بالصبر الجميل والمواساة في الكثير والقليل، وخلال لا يبلغ عدّها ولا يدرك مجدها، ود المتمنون أن لو كانوا تراب أقدام ابن أبي طالب أليس هو صاحب لواء الحمد والساقي يوم الورود وجامع كل كرم وعالم كل علم والوسيلة إلى اللّه وإلى رسوله». (1)

ثمّ قال الطبرسي رضوان اللّه عليه وعن محمّد بن عمر بن علي عن أبيه عن أبي رافع قال:

«إنّي لعند أبي بكر إذ طلع علي والعباس يتدافعان ويختصمان في ميراث النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال أبو بكر : يكفيكم القصير الطويل - يعني بالقصير علياً، وبالطويل العباس - فقال العباس: أنا عم النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ووارثه، وقد حال علي بيني وبين تركته فقال أبو بكر فأين كنت يا عباس حين جمع النبي بني عبد المطلب وأنت أحدهم فقال: أيكم يوازرني ويكون وصيي وخليفتي في أهلي ينجز عدتي ويقضي ديني، فأحجمتم عنها إلا علي، فقال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أنت كذلك ؟ فقال العباس: فما أقعدك في مجلسك هذا تقدمته وتأمرت عليه؟ قال أبو بكر: أعذروني يا بني عبد المطلب». (2)

يقول شير محمّد: هذان الحديثان أوردهما العالم الجليل الشيخ هاشم بن محمّد في الباب الثالث عشر من كتاب (مصباح الأنوار)، قال: وروى الشعبي، عن عروة بن الزبير، عن الزبير بن العوام، قال:

«لمّا بويع أبو بكر أرجف المنافقون وقالوا: لو لم يكن أحق بها ما نالها ولما سكت

ص: 59


1- الاحجاج 115/1.
2- الاحتجاج: 116/1.

علي عنه ولكن أبا بكر أولى وهو قال أنا أولى بالمكان منه، فبلغ أبا بكر هذا القول فقام على المنبر فقال: صبراً على من ليس يؤل إلى دين... إلخ». (1)

احتجاج سلمان المحمّدي على القوم برواية الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)

قال الطبرسي رضوان اللّه عليه: احتجاج سلمان الفارسي (رضیَ اللّهُ عنهُ) في خطبة خطبها بعد وفاة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على القوم لما تركوا أمير المؤمنين اللّه واختاروا غيره ونبذوا العهد المأخوذ عليهم وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.

عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه قال :

«خطب الناس سلمان الفارسي رحمة اللّه عليه، بعد أن دفن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بثلاثة أيام، فقال فيها: ألا يا أيها الناس: اسمعوا عني حديثي، ثمّ أعقلوه عني، ألا وإنّي أوتيت علماً كثيراً، فلو حدّثتكم بكل ما أعلم من فضائل أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، لقالت طائفة منكم : هو مجنون وقالت طائفة أخرى: اللّهم أغفر لقاتل،سلمان، ألا إنّ لكم منايا، تتبعها بلايا، ألا وإنّ عند علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) علم المنايا، والبلايا، وميراث الوصايا وفصل الخطاب، وأصل الأنساب على منهاج هارون بن عمران من موسى (عَلَيهِما السَّلَامُ) إذ يقول له رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أنت وصي في أهل بيتي، وخليفتي في أمني وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى ولكنّكم أخذتم سنّة بني إسرائيل، فأخطأتم الحق فانتم تعلمون ولا تعلمون(2)، أما واللّه لتركبنّ طبقاً عن طبق حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة، أما والذي نفس سلمان بيده: لو وليتموها علياً لأكلتم من فوقكم، ومن تحت أقدامكم (3)، ولو دعوتم الطير لأجابتكم في جو السماء، ولو دعوتم الحيتان من البحار،لأتتكم، ولما عال (4) ولي اللّه، ولا طاش

ص: 60


1- الكتاب مخطوط، والحديث ورد في حلية الأبرار: 313/2 باختلاف يسير.
2- كذا وفي بحار الأنوار عن الإحتجاج (تعلمون ولا تعملون).
3- قال المؤلّف: في نسخة بدل (أرجلكم).
4- عال: أي افتقر.

لكم سهم من فرائض اللّه (1) ولا اختلف اثنان في حكم اللّه، ولكن أبيتم فولّيتموها غيره فابشروا بالبلايا، واقنطوا من الرخاء، وقد نابذتكم على سواء، فانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء عليكم بآل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فإنهم القادة إلى الجنّة، والدعاة إليها يوم القيامة، عليكم بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فو اللّه لقد سلّمنا عليه بالولاية وإمرة المؤمنين، مراراً جمّة (2) مع نبينا، كل ذلك يأمرنا به، ويؤكده علينا فما بال القوم؟ عرفوا فضله فحسدوه، وقد حسد قابيل هابيل فقتله، أو كفّاراً قد ارتدّت أمة موسى ابن عمران، فأمر هذه الأمة كأمر بني إسرائيل، فأين يذهب بكم أيها الناس ويحكم ما لنا وأبو فلان وفلان؟! أجهلتم أم تجاهلتم ؟ أم حسدتم أم تحاسدتم؟ واللّه لترتدنّ كفّاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف، يشهد الشاهد على الناجي بالهلكة ويشهد الشاهد على الكافر بالنجاة، ألا وإنّي أظهرت أمري، وسلمت لنبي واتبعت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة علياً أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وسيّد الوصيين، وقائد الغر المحجلين وإمام الصديقين والشهداء والصالحين». (3)

يقول شير محمّد الهمداني: خطبة سلمان (رضیَ اللّهُ عنهُ) التي فيها هذه الكلمات باختلاف يسير أوردها الشيخ الثقة الجليل أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب (الرجال) ورواها بإسناد ذكره عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ). (4)

ص: 61


1- طاش إليهم: أي مال عن الهدف.
2- جمّة: أي كثيرة.
3- الاحتجاج: 149/1.
4- اختيار معرفة الرجال: 75/1.

احتجاج أبي بن كعب على القوم برواية الإمام علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)

ثم قال الطبرسي (رضیَ اللّهُ عنهُ) : احتجاج لأُبيّ بن كعب على القوم مثل ما احتج به سلمان (رضیَ اللّهُ عنهُ).

عن محمّد ويحيى ابني عبد اللّه بن الحسن عن أبيهما عن جدهما عن علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال :

«لمّا خطب أبو بكر قام إليه أُبيّ بن كعب وكان يوم الجمعة أوّل يوم من شهر رمضان وقال: يا معشر المهاجرين، الذين اتبعوا مرضات اللّه، وأثنى اللّه عليهم في القرآن ويا معشر الأنصار، الذين تبوؤا الدار والإيمان، وأثنى اللّه عليهم في القرآن، تناسيتم أم نسيتم ؟ أم بدلتم ؟ أم غيرتم ؟ أم خذلتم ؟ أم عجزتم؟ ألستم تعلمون أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قام فينا مقاماً أقام فيه علياً، فقال: من كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليا - ومن كنت نبيه فهذا أميره؟ ألستم تعلمون أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى طاعتك واجبة على من بعدي كطاعتي في حياتي غير أنه لا نبي بعدي ؟ ألستم تعلمون أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: أوصيكم بأهل بيتي خيراً، فقدموهم ولا تقدموهم وأمروهم ولا تأمروا عليهم ؟ ألستم تعلمون أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: أهل بيتي منار الهدى، والدالون على اللّه ؟ أولستم تعلمون أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال لعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أنت الهادي لمن ضل ؟ الستم تعلمون أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال : علي المحيي لسنتي ومعلّم أمتي، والقائم بحجتي وخير من أُخلف من بعدي، وسيّد أهل بيتي، وأحب الناس إلى طاعته كطاعتي على امتي؟ الستم تعلمون أنه لم يول على علي أحداً منكم وولاء في كل غيبته عليكم؟ الستم تعلمون أنه كان منزلها في أسفارهما واحداً وارتحالها واحد؟ الستم تعلمون أنه قال: إذا غبت فخلفت عليكم علياً فقد خلفت فيكم رجلاً كنفسي؟

الستم تعلمون أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قبل موته قد جمعنا (1) في بيت ابنته فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) فقال لنا :

ص: 62


1- قال المؤلّف : في نسخة بدل (جمعنا قبل موته).

إنّ اللّه أوحى إلى موسى بن عمران أن اتخذ أخاً من أهلك فأجعله نبيّاً، وأجعل أهله لك ولداً، أطهّرهم من الآفات، وأخلّصهم من الريب فاتخذ موسى هارون أخاً، وولده أئمة لبني إسرائيل من بعده، الذين يحلّ لهم في مساجدهم ما يحل لموسى، وأن اللّه تعالى أوحى إلىّ أن اتخذ علياً أخاً، كما أن موسى اتخذ هارون أخاً، واتخذ ولده ولداً، فقد طهرتهم كما طهرت ولد هارون، إلا إني قد ختمت بك النبيين فلا نبي بعدك فهم الأئمة الهادية أفها تبصرون؟ أفما تفهمون؟ أفها تسمعون؟!

ضُربت عليكم الشبهات، فكان مثلكم كمثل رجل في سفر فأصابه عطش شديد، حتّى خشي أن يهلك، فلقي رجلاً هادياً في الطريق، فسأله عن الماء، فقال له : أمامك عينان: إحداهما مالحة، والأخرى عذبة، فإن أصبت المالحة ضللت وإن أصبت العذبة هديت ورويت، فهذا مثلكم أيتها الأمة المهملة كما زعمتم وأيم اللّه ما أهملتم، لقد نصب لكم علم يحل لكم الحلال ويحرم عليكم الحرام، ولو أطعتموه ما اختلفتم، ولا تدابرتم، ولا تقاتلتم ولا برئ بعضكم من بعض فو اللّه إنّكم بعده لمختلفون في أحكامكم، وإنّكم بعده لناقضون عهد رسول اللّه، وإنّكم على عترته لمختلفون، إن (1) سأل هذا عن غير ما يعلم أفتى برأيه، فقد أبعدتم (2) وتخاسرتم وزعمتم أن الخلاف رحمة هيهات أبى الكتاب ذلك عليكم، يقول اللّه تعالى جدّه (3): «وَلَا تَكُونُوا كَالَّذينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وأولئك لهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ»، (4) ثمّ أخبرنا باختلافكم فقال سبحانه]: «وَلا يَزَالُونَ مُختلفينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلدَلكَ خَلَقَهُمْ» (5) أي : للرحمة وهم آل محمّد،

ص: 63


1- في المصدر : (وإن سئل)
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (با يعتم وتخارستم).
3- جده: أي عظمته.
4- سورة آل عمران: 105.
5- سورة هود: 118-119.

سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: يا علي (1) أنت وشيعتك على الفطرة، والناس منها براء، فهلا قبلتم من نبيكم كيف وهو خبّركم بانتكاصكم (2) عن وصيّه علي بن أبي طالب وأمينه ووزيره، وأخيه، ووليه [دونكم أجمعين]، وأطهركم قلباً، وأعلمكم علماً، وأقدمكم سلماً، وأعظمكم وعياً وحباً (3) عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أعطاه تراثه، وأوصاه بعداته، فاستخلفه على أمته، ووضع عنده سره، فهو وليه دونكم أجمعين، وأحق به منكم أكتعين (4)، سيد الوصيين، ووصي خاتم المرسلين، أفضل المتقين، وأطوع الأمة لربّ العالمين سلّمتم عليه بإمرة المؤمنين في حياة سيد النبيين، وخاتم المرسلين، فقد أعذر من أنذر، وأدّى النصيحة من وعظ وبصر من عمى فقد سمعتم كما سمعنا، ورأيتم كما رأينا، وشهدتم كما شهدنا.

فقام [إليه ] عبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل فقالوا يا أُبي أصابك خبل ؟ أم بك جِنّة؟، فقال: بل الخبل فيكم واللّه كنت عند رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يوماً فالفيته يكلّم رجلاً أسمع كلامه ولا أرى وجهه، فقال فيها يخاطبه: ما أنصحه لك ولأمتك ! واعلمه بستك ! فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أفترى أمتي تنقاد له من بعدي؟ قال: يا محمّد يتبعه من أمتك أبرارها، ويخالف عليهم من أمتك فجّارها، وكذلك أوصياء النبيين من قبلك يا محمّد إن موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون، وكان أعلم بني إسرائيل وأخوفهم اللّه وأطوعهم له، وأمره اللّه (عزّوجلّ) أن يتخذه وصياً، كما اتخذت عليا وصياً، وكما أمرت بذلك، فحسده بنو إسرائيل، سبط موسى خاصة، فلعنوه، وشتموه وعنفوه، ووضعوا له، فإن أخذت أمتك سنن بني إسرائيل كذّبوا وصيك، وجحدوا أمره(5)،

ص: 64


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (يا علي بن أبي طالب).
2- في المصدر: (بانتكاصتكم)، أي برجوعكم القهقري.
3- كذا في نسخة الكتاب (ولعلها وحيّا: أي سريعا، والمطبوع خلا منها).
4- أكتعين: أي كلكم.
5- قال المؤلّف في نسخة بدل (إمرته).

وابتزوا خلافته وغالطوه في علمه فقلت يا رسول اللّه من هذا ؟ فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

هذا ملك من ملائكة ربّي (عزّوجلّ)، ينبتني أن أمتي تختلف على (1) وصيي علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه، وإني أوصيك يا أبي بوصية، إن حفظتها لم تزل بخير، يا أبُي عليك بعلي(2)، فإنّه الهادي المهدي، الناصح لأمتي، المحيي لسنتي، وهو إمامكم بعدي، فمن رضي بذلك لقيني على ما فارقته عليه، يا أُبي ومن غيّر ومن بدل لقيني ناكثاً لبيعتي، عاصياً،أمري، جاحداً لنبوتي، لا أشفع له عند ربّي، ولا أسقيه من حوضي، فقامت إليه رجال من الأنصار فقالوا: اقعد رحمك اللّه يا أُبيّ، فقد أديت ما سمعت الذي معك ووفيت بعهدك (3)». (4)

يقول شير محمّد الهمداني: وذكر الطبرسي (رضیَ اللّهُ عنهُ) في أول كتاب (الاحتجاج ) ما هذا لفظه: ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده أمّا لوجود الإجماع عليه أو موافقته لمّا دلت العقول إليه، أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف، إلا ما أوردته عن أبي محمّد الحسن العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) فإنه ليس في الاشتهار على حد ما سواه، وإن كان مشتملاً على مثل الذي قدمناه... إلخ.. (5)

في علة إسلام من تقدم على أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)

يقول شير محمّد الهمداني: قد ذكر السيد الجليل العالم الورع علي بن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) في كتابه (كشف المحجّة لثمرة المهجة) أموراً ينبغي ذكرها هنا، قال (رضیَ اللّهُ عنهُ) في الفصل السادس والثمانين :

ص: 65


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (التخلف عن).
2- قال المؤلّف : في نسخة بدل (بن أبي طالب أخي وابن عمي).
3- قال المؤلّف : في نسخة بدل (الذي معك فقعد أبي).
4- الاحتجاج: 153/1.
5- الاحتجاج: 4/1.

واعلم يا ولدي محمّد، حرسك اللّه جل جلاله من الشواغل عنه بنعمة وعافية مستمرة مستقرة منه، أنّ إسلام الذين تقدموا على أبيك علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وتزويج جدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إليهم وتزويجهم إليه كان على صفة يعرفها من نبهه اللّه جلّ جلاله عليها، وقد ذكر الطبرسي أحمد بن علي بن أبي طالب في كتاب (الاحتجاج) وغيره أنّ المهدي (عَلَيهِ السَّلَامُ) و لا واللّه ذكر أنّ سبب إسلامهم أنهم كانوا سمعوا من اليهودية أنّه سيظهر محمّد ويملك العرب والعباد، وأنه يستولي على البلاد، وجعلوا لذلك دلائل وعلامات، فلما رأوها فيه أسلموا معه طلباً للرئاسة. (1)

ووقفت أنا على كتاب (دانيال) المختصر من كتاب (الملاحم)، وهو عندنا الآن يتضمن ما يقتضي أن أبا بكر وعمر كانا عرفا من كتاب (دانيال) - وكان عند اليهود- حديث ملك النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وولاية رجل من تيم ورجل من عديّ بعده دون وصيه أبيك علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وصفتهما، فلما رأيا الصفة في محمّد جدّك (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وفيهما تبعاه وأسلها معه؛ طلباً للولاية التي ذكرها دانيال في كتابه

ويدل يا ولدي محمّد، على أن الحال كما ذكره المهدي (عَلَيهِ السَّلَامُ) و دانيال (عَلَيهِ السَّلَامُ) من أنّ إسلامهما كان طمعاً في الدنيا، وأنهما ما طلبا من جدك محمّد محاربة القبائل، ولا وقفا موقفاً يورث عداوة بينهما وبين الأماثل، كما فعل أبوك علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) من عداوة كل من أراد اللّه ورسوله عداوته، من قريب وبعيد وضعيف وشديد، بل سكنا سكون الفهد حتّى تمكنا من الصيد فسارعا إليه، وتركا جدك محمّدا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لم يدفن ولم يشتغلا به بالصلاة والسلام عليه. (2)

ص: 66


1- الاحتجاج: 275/2.
2- كشف المحجّة: 61.

في عملة تزويج النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إليهم وتزويجهم إليه.

وأمّا حديث التزويج إليهم وتزويجهم إليه عند أسلافك يا ولدي محمّد، فإنّ اللّه جل جلاله كان قد عرّف جدك محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ما يحدث بعده في الإسلام ومخالفة من يخالف من أمته لنصه على أبيك على (عَلَيهِ السَّلَامُ) بإمامته، وأن اللّه جل جلاله يعذّب الأمة ويبتليها بتسليط من تقدم على أبيك علي بن أبي طالب كما قال اللّه جلّ جلاله: «وَكَذلكَ نُوَلي بَعْضَ الظَّالِمينَ بَعْضًا بَمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ». (1)

ولقد كشفت في كتاب (الطرائف) عن معرفة جدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بما جرت عليه حال أمته بعد إنتقاله (2)، وقد ذكرت لك في (الطرائف) كيف أرادوا يحرقون بالنار بيت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) ومَن فيه وفيه العباس وجدك علي والحسن والحسين وغيرهم من الأخيار، وكيف يحتال عمر في الشورى في قتل جدك علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) إن توقف عن قبول وصية عمر، وكيف كان يوم السقيفة طريقاً إلى طلب الخلافة بالتغلب والاحتيال.

وكيف أجتهد معاوية في ذهاب أهل بيت النبوة بالاستئصال، وكيف بلغ ابنه يزيد إلى قتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ودوس ظهره الشريف بحوافر الخيل، ورفع رأسه المقدس ورؤوس الأطهار على الرماح في بلاد الإسلام، وحمل حرمه سبايا كأنّهنّ سبايا الكفّار ووجد معاوية ابنه يزيد من المسلمين وبقايا الصحابة الضالين ومن أعانهم على ذلك الفساد، حتّى قتل يزيد أهل المدينة وسبى نساء أهلها، وبايعوا على أنهم عبيد قنّ ليزيد ابن معاوية، وحتى رمى الكعبة بأحجار المنجنيق وسفك دماء أهل الحرم، وبلغ ما لم يبلغ إليه الكفّار والأشرار.

ص: 67


1- سورة الأنعام: 129.
2- الطرائف: 104.

ولعنوا أباك صلوات اللّه وسلامه عليه والصالحين على منابر المسلمين، وهو شيء ما فعله ملوك الكافرين، وقتلوا من قدروا على قتله مَن الشيعة الصالحين.

فكذا ما يكون يؤمن أن يقع ممن تقدم على أبيك علي أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهم أرجح من معاوية ويزيد من ملوك بني أمية المارقين، أضعاف ما وقع منهم من الهلاك في الدنيا والدين.

ولولا ما دبر اللّه لجدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من تزويجه إليهم وتزويجهم إليه، ومن أمره لجدك الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) في صلح معاوية على ما كان ما بقي من ذرية النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ومن أمور الإسلام ما قد بقي إلى الآن، وكان الحال قد زاد على ما كان في أيام الجاهلية من الضلال والعدوان والبهتان وباللّه جل جلاله المستعان، فأذن له وأمره (عَلَيهِ السَّلَامُ) أن يزوجهم ويتزوج منهم ليكون ذلك من أسباب حفظ ما حفظ به من دينه وذريته والأئمة من عترته، وسلامتهم من الهلاك والأصطلام.

وهذه عادة مستمرة في سالف الأيام وفي دولة الإسلام، وأنهم متى [ما] خافوا فساد الملوك والأضداد توسلوا في التزويج إليهم في ترك الحروب والجهاد إلى حفظ البلاد، وحفظ الأهل والأولاد وبلوغ المراد.

وهل كان يؤمن من الذين تقدموا على أبيك علي سلام اللّه عليه إذ تمكنوا بعد جدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من كل ما يقدرون عليه، من استئصال من يقدرون على استئصاله من أهل بيته (عَلَيهِم السَّلَامُ)، ومحو ما يقدرون على محوه من شريعة الإسلام وقد ذكرت ذلك في كتاب (الطرائف)، ومن إقدامهم في حياة جدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من على المعارضة له في فعاله ومقاله والطعن فيهما قدروا على الطعن فيه من أفعاله.

ولمّا كان عند وفاته طلب أن يكتب لهم كتاباً لا يضلوا بعده أبداً، فأقدم عمر على جدك (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على أن قال: إنّه ليهجر !! كما نشرحه فيما بعد، ومعناها عند أهل اللغة

ص: 68

الهذيان (1) ومنع عمر جدك محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في تلك الحال أن يرفع الضلال من أهل الإسلام والإيمان، حتّى هلك من هلك منهم في ذلك الأوان. (2)

حديث الدواة والقرطاس

واعلم يا ولدي محمّد، أعزك اللّه جل جلاله بعزة السعادتين في الدنيا والدين التي قال اللّه جل جلاله فيها: «وَللّهِ العِزَّةُ وَلرَسُوله وَالمُؤْمِنِينَ»(3)، أن أبا بكر وعمر صنعا أمرين عظيمين كانا سبباً لما جرى بين الإسلام والمسلمين، وضلال من ضل منهم إلى يوم الدين واحدة في حياته، وواحدة بعد وفاته، غير أفعالهما التي هلك بها من هلك من الخلق أجمعين.

أمّا التي في حياته فإنّ البخاري ومسلم في صحيحيهما، وكل من له [صدق] وأمانة من رواة المسلمين ذكروا بلا خلاف أنّ جدك محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ما قال عند وفاته :

«إئتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي أبدا». (4)

وأن عمر قال في وجه جدك المعظم واستخف بحقه الأعظم وأقدم على أن قال: إنه ليهجر أي ليهذي.

يا ويله وويل لمن وافقه على هذه المصيبة،والرزية هذا تفسيرها بغير شبهة عند علماء أهل اللغة العربية، فلما سمع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ما قد بلغ حال حرمته إليه وأنّ الحجّة قد صارت اللّه جلّ جلاله وله عليه وآله السلام في الكتاب الذي دعا الناس إليه بترك الكتاب قال:

ص: 69


1- الصحاح: 851/2 مادة (ه ج ر).
2- كشف المحجّة: 62، الفصل السابع والثمانون.
3- سورة المنافقون: 8.
4- صحيح البخاري: 11/6، باب مرض النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، صحيح مسلم : 1259/3 حدیث 21، 22، كتاب الوصية.

«قوموا عني لا ينبغي عندي التنازع».

فكل ضلال في الدنيا منذ ذلك اليوم وقع مستوراً وشائعاً كان بطريق عمر ومن وافقه، فما أدري كيف يكون يوم القيامة حال ذلك الإقدام؟ وقد كان عبد اللّه بن عباس يبكي حتّى تبل دموعه الحصى من هول ذلك المقام وما فسد بذلك من الإسلام، ويقول إنّ الرزية كل الرزية ما حلل بين رسول اللّه وبين كتابه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ). (1)

واعلم يا ولدي محمّد، إن أقصى ما كان يخاف من كتاب جدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) زوال الضلال، فهل كره ذلك إلا من كان يريد بقاء الضلال وأعظم ما في هذه الحال أن جدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال جلّ جلاله عنه : «مَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى» (2) وخاصة قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن زوال الضلال إلى يوم الحساب، فإنّ هذا ما يعرفه ويقول إلا عن ربّ الأرباب، فصار الاستخفاف بقول من قال ليهجر وإنّه هذيان لأعظم من جدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهدماً للإسلام والإيمان. (3)

واعلم يا ولدي محمّد، أودع اللّه جل جلاله سرائرك أنوار المكاشفة وديعة مستقرة متضاعفة، أن جماعة من أهل المعرفة بما جرت حال أعداء جدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأبيك على (عَلَيهِ السَّلَامُ) ذكروا أن الذي منع من هذه الصحيفة التي أراد أن يكتبها بزوال الضلال كان سبب منعه من هذه الحال أنه كان قد عرف أنّ جدك محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قد نص على أبيك علي بالخلافة بعده في مقام بعد مقام، فلما قال:

«ائتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعدي أبداً».

فخاف الذي منعه من الكتاب أنه يكتب كتاباً ليصرح بأسماء الذين يمنعون أباك

ص: 70


1- كشف المحجّة: 64، الفصل الثامن والثمانون.
2- سورة النجم: 3-4.
3- كشف المحجّة: 64، الفصل التاسع والثمانون.

عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) من خلافته، ويأمر بدفعهم عنه إما قتلاً أو طرداً أو حبساً أو قهراً، ويشهد عليهم في الصحيفة بما يوجب عليهم هلاكاً أو حداً، فأقدم على ذلك القول الذي «تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ منْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَكخرُ الجَبَالُ هَدًّا». (1)

فشوش هو ومن وافقه مجلسه الشريف، وعرفوا كلامه المقدس المنيف ليتم لهم الحيلة فيما فعلوه من التقدم على أبيك علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهذه عادة كثير من أهل الظلم من الأنام إذا خافوا ركوب الحجّة عليهم أو عكس حيلتهم عليهم، قطعوا الكلام ومنعوا من إتمامه وشوشوا المجلس قبل انتظامه. (2)

يقول شير محمّد: هذا الحديث أورده ابن أبي الحديد في الجزء السادس من شرح النهج ص 20 طبع مصر، نقلاً من كتاب (السقيفة) لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري، وفيه هكذا:

«ائتوني بدواة وصحيفة، أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي. فقال عمر: كلمة معناها أنّ الوجع قد غلب على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )».

ثم قال ابن أبي الحديد: قلت هذا الحديث قد خرجه الشيخان محمّد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري في صحيحيهما (3)، واتفق المحدّثون كافة على روايته. (4)

وفي الجزء الثاني من شرح النهج ص 133 : وفي الصحيحين أيضاً خرّجاه معاً عن ابن عباس أنه كان يقول : يوم الخميس وما يوم الخميس ثمّ بكى حتّى بل دمعه الحصى فقلنا: يا بن عباس، وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وجعه فقال:

ص: 71


1- سورة مريم: 90.
2- كشف المحجّة: 65، الفصل التسعون.
3- صحیح مسلم: 1259.
4- شرح نهج البلاغة: 51/6.

«إئتوني بكتاب أكتبه لكم لا تضلوا بعدي أبداً». (1)

وفي الصحيحين أيضاً خرجاه معا عن ابن عباس رحمه اللّه تعالى قال:

»لمّا أحتضر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) هو في البيت رجال منهم عمر بن الخطاب قال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : معلم اكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده.. الحديث». (2)

يقول شير محمّد: هذا الحديث - حديث منع عمر عن الكتاب - أورده أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل في مسنده، في مسند عبد اللّه بن عباس في مواضع، منها في أواخر مسند عبد اللّه بن عباس بهذا اللفظ: حدّثنا وكيع، حدّثنا مالك بن مغول، عن طلحة لبن مصرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

«يوم الخميس وما يوم الخميس؟ ثمّ نظرت إلى دموعه على خديه تحدر كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : ائتوني باللوح والدواة أو الكتف، أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبدا، فقالوا: رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يهجره». (3)

يقول شير محمّد في كتاب (سليم بن قيس) في احتجاج أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في مسجد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في خلافة عثمان ما هذا لفظه:

«يا،طلحة الست قد شهدت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حين دعا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضل الأمة ولا تختلف، فقال صاحبك ما قال: إنّ نبي اللّه يهجر، فغضب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ثمّ تركها ؟ قال : بلى، قد شهدت ذاك. قال: فإنّكم لمّا خرجتم أخبرني بذلك رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وبالذي أراد أن يكتب فيها وأن يشهد عليها العامة، فأخبره جبرائيل: أنّ

ص: 72


1- الحديث ورد باختلاف يسير في صحيح البخاري: 4/ 31، 65، 5/ 137 صحیح مسلم: 75/5.
2- شرح نهج البلاغة: 54/2-55.
3- مسند أحمد: 355/1.

اللّه (عزّوجلّ) قد علم من الأمة الاختلاف والفرقة، ثمّ دعا بصحيفة فأملى عليّ ما أراد أن يكتب في الكتف وأشهد على ذلك ثلاثة رهط : سلمان وأبا ذر والمقداد، وسمّى من يكون من أئمة الهدى الذين أمر اللّه بطاعتهم إلى يوم القيامة، فسماني أولهم ثمّ ابني هذا - وأدنى بيده إلى الحسن - ثمّ الحسين ثمّ تسعة من ولد ابني هذا - يعني الحسين - كذلك كان يا أبا ذر وأنت يا مقداد؟ فقاموا وقالوا نشهد بذلك على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال طلحة واللّه لقد سمعت من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، يقول لأبي ذر ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، ولا أبر عند اللّه، وأنا أشهد أنّهما لم يشهدا إلا على حق ولأنت أصدق [ وآثر ] عندي منها». (1)

في مخالفتهم أمر النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

[ ثمّ قال السيد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) ]: وأما الذي وقع من أبي بكر من الحادثة في حياته وبعد وفاته، التي انتظم بها مصائب الإسلام، فإنّ جدك محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان قد جمع الذين يخالفون على أبيك علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) في الخلافة، ومن يوافقهم أو يحسده أو يعاديه، وجعلهم جميعاً في جيش أسامة وتحت رايته، وحثّ على خروجهم من المدينة حثّاً شديداً زائداً على عادته، لتخلو المدينة من المعارضين والمعاندين، ويصفو الأمر لأبيك أمير المؤمنين أو ليكون ذلك حجّة له (عَلَيهِ السَّلَامُ) في الاجتهاد في منعهم بكل طريق، وليظهر منهم ما يبطنونه من مخالفته بسوء التوفيق.

فعاد أبو بكر من جيش أسامة وفسخ بذلك ما أراد جدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من التوصل في الإمامة التي بها سلامة الإسلام والمسلمين وسعادتهم إلى يوم الدين، وقال للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): ما كنت لأقف عند أسامة وأسأل عنك الركب، ونفذ يلتمس عمر من

ص: 73


1- کتاب سليم بن قيس: 211.

الجيش، وقال أبو بكر لأسامة: تأذن له في العودة إلى المدينة، فكان جواب أسامة: إنّ عمر قد عاد بغير إذني وأذن لنفسه.

أخبار بعث أسامة بن زيد من كتاب السقيفة وفدك

يقول شير محمّد: ذكر ابن أبي الحديد في الجزء السادس من شرح النهج ص 20 طبع مصر، نقلاً من كتاب (السقيفة) لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري، قال: قال أبو بكر: وحدّثنا أحمد بن إسحاق بن صالح، عن أحمد بن سيار، عن سعيد بن كثير الأنصاري، عن رجاله، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن

«أنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في مرض موته أمر أسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جلّة المهاجرين والأنصار، منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير، وأمره أن يغير على مؤتة حيث قتل أبوه زيد، وأن يغزو وادي فلسطين، فتثاقل أسامة وتثاقل الجيش بتثاقله، وجعل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) [ في مرضه ] يثقل ويخف، ويؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث، حتّى قال له أسامة بأبي أنت وأمي ! أتأذن لي أن أمكث أياماً حتّى يشفيك اللّه تعالى! فقال: اخرج وسر على بركة اللّه، فقال: يا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إن أنا خرجت وأنت على هذه الحال خرجت وفي قلبي قرحة منك، فقال: سر على النصر والعافية، فقال: يا رسول اللّه إنّي أكره أن أسأل عنك الركبان، فقال: انفذ لما أمرتك به، ثمّ أغمي على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقام أسامة فتجهز للخروج، فلما أفاق رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سأل عن أسامة والبعث فأخبر أنّهم يتجهزون، فجعل يقول: أنفذوا بعث أسامة، لعن اللّه من تخلف عنه، وكرر ذلك، فخرج أسامة واللواء على رأسه والصحابة بين يديه حتّى إذا كان بالجرف نزل ومعه أبو بكر وعمر وأكثر المهاجرين، ومن الأنصار أسيد بن حضير وبشير لبن سعد وغيرهم من الوجوه، فجاءه رسول أم أيمن يقول له: أدخل فإنّ رسول اللّه

ص: 74

يموت فقام من فوره، فدخل المدينة واللواء معه، فجاء به حتّى ركزه بباب رسول اللّه، ورسول اللّه قد مات في تلك الساعة. قال : فما كان أبو بكر وعمر يخاطبان أسامة إلى أن ماتا إلّا بالأمير». (1)

أخبار السقيفة ومجرياتها

[قال السيد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) ]: وما كفاه ذلك حتّى أخذ الأمر لنفسه، وهم في السقيفة على حال يحب ذلك حتّى غليها بالإنكار، فساعدهم على الإصرار، وما كفاه ذلك حتّى أخذ الأمر لنفسه بالحيلة ووعدهم كما ذكره البخاري ومسلم في صحيحيهما وغيرهما - أنّه يكون الأمراء من المهاجرين والوزراء من الأنصار، ولمّا تمكن لم يولّ أحداً منهم وزيراً وأظهر أنه كان محتالاً، وفضح نفسه بين أهل الاعتبار.

في أمرهم بإحراق داربيت أهل النبوة

قال السيد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ)]: أقول: وما كفاه ذلك حتّى بعث عمر إلى باب أبيك علي وأمك فاطمة وعندهما العباس وجماعة من بني هاشم وهم مشغولون بموت جدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) والمأتم، فأمر أن يحرقوا بالنار إن لم يخرجوا للبيعة على ما ذكره صاحب كتاب (العقد) في الجزء الرابع (2) منه وجماعة ممن لا يتهم في روايتهم.

وهو شيء لم يبلغ إليه أحد فيها أعلم قبله ولا بعده من الأنبياء والأوصياء، ولا الملوك المعروفين بالقسوة والجفاء، ولا ملوك الكفار، أنّهم بعثوا من يحرقوا الذين تأخروا عن بيعتهم بحريق النار، مضافاً إلى تهديد القتل والضرب.

أقول: ولا بلغنا أنّ أحداً من الملوك كان لهم نبي أو ملك، كان لهم سلطان قد أغناهم بعد الفقر وخلصهم من الذل والضر، ودلهم على سعادة الدنيا والآخرة، وفتح عليهم

ص: 75


1- شرح نهج البلاغة: 52/6.
2- العقد الفريد: 13/5.

بنبوته بلاد الجبابرة، ثمّ مات وخلف فيهم بنتاً واحدة من ظهره وقال لهم: إنّها سيّدة نساء العالمين (1) وطفلين معها منها لهما دون سبع سنين أو قريب من ذلك، فتكون مجازات ذلك النبي أو الملك من رعيته أنّهم ينفذون ناراً ليحرقوا ولديه ونفس ابنته وهما في مقام روحه ومهجته.

في إظهار أبي بكر استقالته عن الخلافة

[قال السيد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) ] وأقول : ثمّ ما كفاه ذلك حتّى أظهر على المنبر أنّه يستقيل عن الخلافة، ثمّ فضح نفسه وقلدها بعد وفاته ونصّ بها على عمر بن الخطاب، وما هذه صفة مستقيل منها عند ذوي الألباب.

وأقول : ثمّ كانت وصيته بالنص على عمر كالطعن على نفسه فيها أدعاه أن جدك محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أختار لأمته ترك النص على أحد منهم، وترك على قولهم مع كماله - أمرهم مهملاً ليختاروا واحداً منهم.

أفتُرى أن أبا بكر كان يعتقد أن رأيه لأمة جدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أفضل من رأي نبيهم، الذي شهد اللّه جل جلاله [ في كتابه] بالشفقة عليهم، أو كان هذا من أبي بكر تكذيباً لنفسه، وأنّ الرئيس لا بد له من نص على من يقوم مقامه، أو خاف أنه إن ترك الأمر رجع الناس إلى أبيك أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، واعترفوا له بحقه ونص محمّد جدك صلوات اللّه عليه وآله، فبادر بالتعيين على عمر؛ ليمنعهم من الرجوع إلى الصراط المستقيم، أو كان قصده أن يستر عليه عمر بخلافته بعده ما جرى منه من التدبير السقيم، أو كان مكافأة لعمر على مبايعته له يوم السقيفة، كما ذكره صاحب كتاب (العقد) في أخبارهم الطريفة (2).

ص: 76


1- صحيح البخاري كتاب بدء الخلق مسند أحمد: 282/6. طبقات ابن سعد: 40/2.
2- العقد الفريد: 20/5.

وأقول: ثمّ كان نصه على عمر مع علمه أنه متهم على المسلمين، وأنه ما يريد لهم خيراً أبداً، بدلالة أنّه منع جدك محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عند وفاته أن يكتب لهم صحيفة لن يضلوا معها إلى يوم الدين، ومع معرفته بقساوة عمر وفظاظته وغلظته وعداوته لبني هاشم ولأبيك أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) هو من أعظم المصائب على كل من هلك أو ضل، أو ليضل عن نبوة جدك محمّد سيّد المرسلين صلوات اللّه عليه وعلى عترته الطاهرين. (1)

يقول شير محمّد: في خطبة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) الشقشقيّة:

«فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته... إلخ». (2)

في اشتغالهم بالولاية والنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على فراش الممات

[قال السيد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ)] :

واعلم يا ولدي محمّد سلك اللّه جل جلاله بك سبيل الصواب، وشرّفك بسعادة ذوي الألباب، أنّ الذي جرى يوم السقيفة من تركهم للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، على فراش الممات، واشتغالهم بالولايات، وما جرى من ترك المشاورة لذوي البصائر، وانفرادهم بتلك الفضائح في الموارد والمصادر، كاد أن يزيل حكم النبوة، ويوجب ذهاب الإسلام بالكلية؛ لأن العرب لما سمعوا عن أهل السقيفة اشتغالهم بالأمور الدنيوية واستخفافهم بالحرمة النبوية لم يستبعدوا أنهم خرجوا من اعتقاد،نبوته، وعن وصيّته بمن أوصى إليه بإمامته، وأن قد صار الأمر مغالبة لمن غلب عليه، فارتد قبائل العرب، واختار كل قوم منهم رأياً اعتمدوا عليه، فحكى جماعة من أصحاب التواريخ منهم العباس بن عبد الرحيم المروزي، فقال ما هذا لفظه ولم يلبث الإسلام بعد موت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من طوائف العرب إلا في أهل المدينة وأهل مكة وأهل الطائف، ارتد سائر الناس.

ص: 77


1- كشف المحجّة : 67، المفصل الحادي والتسعون.
2- نهج البلاغة: 32.

ثم شرح المروزي كيفية ارتداد الخلائق بعد النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال : إرتدت بنو تميم وغيرهم واجتمعوا على مالك بن نويرة اليربوعي، وارتدت ربيعة كلها وكانت لهم ثلاثة عساكر: عسكر باليمامة مع مسيلمة الكذاب، وعسكر مع مغرور الشيباني وفيه بنو شیبان وعامة بكر بن وائل وعسكر مع الحطم العبدي.

قال المروزي وارتد أهل اليمن، وارتد الأشعث بن قيس في كندة، وارتد أهل مأرب مع الأسود، وارتدت بنو عامر إلا علقمة بن علاقة. (1)

فكان هذا الارتداد يا ولدي محمّد من جملة موانع أبيك أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) من منازعة أبي بكر وعمر، ومن رغب في نيل الدنيا بطريقهما ممن يرجو أن يحصل له منهما إذا حصل لهما ولاية من الحطام ما لا يرجو بولاية أبيك علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، لأنهم يعرفوا منه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )أنه لا يعمل بغير الحق الذي لا تصبر عليه النفوس.

فلو أنّ أباك أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) نازع أبا بكر منازعة للمغالبة والمقاهرة، لأدّى ذلك إلى أن يصير أهل المدينة حرباً وأهل الردة،ظاهره وكان أهل مكة الذي ذكر أنهم ما ارتدوا وقد أسلموا لما هجم النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بالعساكر التي عجزوا عنها وملكهم قهراً وبغتة على صفة ما كانوا يقدرون على التخلص منها، فكان إسلامهم إسلام مقهور فمتى وجدوا من يساعدهم على زوال القهر عنهم ما يؤمن منه ارتدادهم عما قهروا عليه من الإسلام المذكور.

فما كان يفي على ما ذكر المروزي وغيره ممن ارتد من سائر أهل تلك البلاد إلا الطائف، وأي مقدار للطائف مع ارتداد سائر الطوائف، فلولا تسكين أبيك أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لذلك البغي والعدوان بترك المحاربة لأبي بكر، ومساعدته لأهل المدينة

ص: 78


1- الفتوح: 15/1.

على الذين ارتدوا على الإسلام والإيمان وإطفاء تلك النيران كاد قد ذهب ذلك الوقت الإسلام بالكلية، أو كاد يذهب ما يمكن ذهابه منه بتلك الاختلافات الردية.

وهذه مصائب وعجائب أوجبها مسارعة أبي بكر وعمر ومن اجتمع في السقيفة لطلب الدنيا السخيفة، والتوصل فيها بالمغالبة،والحيلة وتركهم جدك محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بين أهله على فراش وفاته، كأنه كان عند أهل السقيفة مثل امرأة قد ضجر صاحبها منها مما يمتنعه من سوء الإرادة ولا ترجى الولادة، فصاحبها مستقيل من حياتها وإذا ماتت فرح بمماتها.

وكان من جملة حقوقه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بعد وفاته وخاصة يوم الممات أن يجلس المسلمون كلهم على التراب لا على الرماد ويلبسوا أفضل ما يلبسه أهل المصائب من السواد، ويشتغلوا ذلك اليوم خاصة عن الطعام والشراب ويشترك الرجال والنساء في النياحة والبكاء والمصائب، ويكون يوماً ما كان يوم مثله في الدنيا ولا يكون، فما كان يتعذر أن يجمعوا بين طلب الولاية وبين حقوق مصابه العظيم الذي لا يجوز أن يهون فكيف جاز في عقل أو شرع أن ينقضي ذلك اليوم بالمخاصمات على الحطام، فيا لها من نكبة وفضيحة عليهم تبكي منها القلوب والعيون. ومن أعجب ما رأيته في كتب المخالفين وقد ذكره الطبري في تاريخه (1) ما معناه: أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) تو في يوم الاثنين، وما دُفِن إلى ليلة الأربعاء، وفي رواية أنه عاد بقي ثلاثة أيام حتّى دفن وذكر إبراهيم الثقفي في كتاب (المعرفة) في الجزء الرابع تحقيقاً أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بقي ثلاثة أيام حتّى دُفِن لاشتغالهم بولاية أبي بكر والمنازعات فيها.

وما كان يقدر أبوك علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) أن يفارقه، ولا أن يدفنه قبل صلاتهم عليه، ولا كان يؤمن أن يقتلوه إن فعل ذلك، أو ينبشوا النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ويخرجوه، ويذكروا أنه دفنه في غير

ص: 79


1- تاريخ الطبري: 211/3.

وقت دفنه، أو في غير الموضع الذي يُدفّن فيه، فأبعد اللّه جل جلاله من رحمته وعنايته نفوساً تركته على فراش منيته، واشتغلت بولاية كان هو أصلها بنبوته ورسالته لتخرجها من أهل بيته وعترته.

واللّه يا ولدي ما أدري كيف سمحت عقولهم ومروّتهم ونفوسهم وصحبتهم مع شفقته عليهم وإحسانه إليهم بهذا التهوين ولقد قال مولانا زين العابدين (عَلَيهِ السَّلَامُ) :

«واللّه لو تمكن القوم أن طلبوا الملك بغير التعلق باسم رسالته كانوا قد عدلوا عن نبوته وباللّه المستعان». (1)

وقد كشف أبوك مولانا علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) هذا، كشفاً دل ببيان المقال عليه في حديث يشهد لسان حاله أنه من لفظه وشريف مقالته (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، يتواتر بنقله علماء الشيعة الإمامية، وفيه أيضاح لما جرى من حال أبيك علي مع الفرق الدنيوية، وممن ذكره أبو جعفر محمد بن بابويه (رضیَ اللّهُ عنهُ) في الجزء الثاني من كتاب (الخصال) في امتحان اللّه (عزّوجلّ) و أوصياء الأنبياء (عَلَيهِم السَّلَامُ) في حياة الأنبياء في سبعة مواطن (2)، وبعد وفاتهم في سبعة مواطن وهو عندنا الآن في جملة مجلدات بطرق واضحات فقف على ما فيه من أسرار الإسلام والإيمان وشرح لحاله (عَلَيهِ السَّلَامُ) أيضاً مع أهل العدوان في رسالة سوف نوردها في أواخر هذه الرسالة إن شاء اللّه تعالى (3)، ولولا أنني ما قصدت بهذه الرسالة مني إليك إيراد الأخبار وإلا كنت أوردته، ويكفي أنّي قد دللتك على بعض مواضعه وهو مشهور عند أهل الإعتبار، ولقد قاسي أبوك على (عَلَيهِ السَّلَامُ) حفظ بيضة الإسلام وبقاء هذا الآذان، وحفظ ما في أيديهم من القرآن والصلاة إلى القبلة والأحكام الظاهرة ما لولا أنّ اللّه جل جلاله قواه عليه بقدرته الباهرة كان قد عجز

ص: 80


1- كشف المحجّة: 69، الفصل الثاني والتسعون.
2- الخصال: 364.
3- أي أواخر كتاب كشف المحجّة.

عن حمله فسبحان من أقدره على ذلك بعنايته وفضله وما أحق جدك مولانا علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) بقول الخنساء:

وما بلغت كفّ أمريء متطاولٍ***به المجد إلا حيث ما نلت أطول

وما يبلغ المهدون في القول مدحة***ولو أكثروا إلا الذي فيك أفضل (1)

حدیث امتحان أوصياء الأنبياء (عَلَيهِم السَّلَامُ)

يقول شير محمّد الهمداني: حديث امتحان أوصياء الأنبياء (عَلَيهِم السَّلَامُ) في حياة الأنبياء وبعد وفاتهم، أورده ابن بابويه (رضیَ اللّهُ عنهُ) في الجزء الثاني من كتاب (الخصال) في أبواب السبعة ورواه بأسانيده التي ذكرها عن محمّد بن الحنفية، وعن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال فيه أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ):

«وأمّا الثانية يا أخا اليهود يعني الثانية من مواطن امتحانه بعد وفاة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - فإنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أمّرني في حياته على جميع أمته، وأخذ على جميع من حضره منهم البيعة والسمع والطاعة لأمري، وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب ذلك، فكنت المؤدي إليهم عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أمره إذا حضرته والأمير على من حضرني منهم إذا فارقته، لا تختلج في نفسي منازعة أحد من الخلق لي في شيء من الأمر في حياة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ولا بعد وفاته، ثمّ أمر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، بتوجيه الجيش الذي وجهه مع أسامة بن زيد عند الذي أحدث اللّه به من المرض الذي توفاه فيه، فلم يدع النبي أحداً من أبناء العرب (2) ولا من الأوس والخزرج وغيرهم من سائر الناس ممن يخاف على نقضه ومنازعته، ولا أحداً ممن يرى (3)

ص: 81


1- كشف المحجّة،72، الفصل الثالث والتسعون ديوان الخنساء: 107.
2- في بعض النسخ: (أفناء العرب)، وأفناء الناس هم الذين لم يعلم ممن هم والواحدة فنو.
3- في المطبوع (يراني).

بعين البغضاء ممن قد وترته بقتل أبيه أو أخيه أو حميمه إلا وجّهه في ذلك الجيش، ولا من المهاجرين والأنصار والمسلمين وغيرهم والمؤلفة قلوبهم والمنافقين، لتصفو قلوب من يبقى معي بحضرته، ولئلا يقول قائل شيئاً مما أكرمه، ولا يدفعني دافع من الولاية والقيام بأمر رعيته من بعده، ثمّ كان آخر ما تكلم به في شيء من أمر أمته أن يمضي جيش أسامة ولا يتخلف عنه أحد ممن أنهض معه، وتقدم في ذلك أشد التقدم وأوعز فيه أبلغ الإيعاز (1) وأكد فيه أكثر التأكيد، فلم أشعر بعد أن قبض النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلا برجال من بعث أسامة بن زيد وأهل عسكره قد تركوا مراكزهم، وأخلوا مواضعهم، وخالفوا أمر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فيما أنهضهم له وأمرهم به، وتقدم إليهم من ملازمة أميرهم والسير معه تحت لوائه، حتّى ينفذ لوجهه الذي أنفذه إليه، فخلفوا أميرهم مقيماً في عسکره، وأقبلوا يتبادرون على الخيل ركضاً إلى حل عقدة عقدها اللّه (عزّوجلّ) لي ولرسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في أعناقهم فحلّوها، وعهد عاهدوا اللّه ورسوله عليه فنكثوه، وعقدوا لأنفسهم عقداً ضجّت به أصواتهم واختصّت به آراؤهم من غير مناظرة لأحد منا بني عبد المطلب أو مشاركة في رأي أو استقالة لما في أعناقهم من بيعتي (2)، فعلوا ذلك وأنا برسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مشغول وبتجهيزه عن سائر الأشياء مصدود فإنّه كان أهمها وأحق ما بدئ به منها فكان هذا يا أخا اليهود أقرح (3) ما ورد على قلبي مع الذي أنا فيه من عظيم الرزينة، وفاجع المصيبة، وفقد من لا خلف منه إلا اللّه تبارك وتعالى، فصبرت عليها إذا أتت بعد أختها على تقاربها وسرعة اتصالها، ثمّ التفت (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.

ص: 82


1- أوعز إليه في كذا: أي تقدم.
2- استقالة البيعة: طلب منه أن يحلها.
3- قال المؤلّف: في نسخة بدل (أفدح).

فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وأما الثالثة يا أخا اليهود، فإنّ القائم بعد النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان يلقاني معتذراً في كل أيامه ويلزمه غيره (1) ما ارتكبه من أخذ حقي ونقض بيعتي وسألني تحليله، فكنت أقول: تنقضي أيامه، ثمّ يرجع إلي حقي الذي جعله اللّه لي عفوا (2) هنيئاً من غير أن أحدث في الإسلام مع حدوثه، وقرب عهده بالجاهلية حدثاً في طلب حقي بمنازعة لعل فلاناً يقول فيها : نعم وفلاناً يقول: لا، فيؤول ذلك من القول إلى الفعل، وجماعة من خواص أصحاب محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، و أعرفهم بالنصح اللّه ولرسوله ولكتابه ودينه (3) الإسلام يأتوني عوداً وبدءاً (4) وعلانية وسراً، فيدعوني إلى أخذ حقي، ويبذلون أنفسهم في نصرتي ليؤدوا بذلك بيعتي في أعناقهم، فأقول رويداً وصبراً قليلاً، لعل اللّه يأتيني بذلك عفواً بلا منازعة ولا إراقة الدماء، فقد ارتاب كثير من الناس بعد وفاة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وطمع في الأمر بعده من ليس له بأهل، فقال كل قوم منا أمير، وما طمع القائلون في ذلك إلا لتناول غيري الأمر، فلما دنت وفاة القائم (5) وانقضت أيامه، صير الأمر بعده لصاحبه، وكانت هذه أخت أختها، ومحلها مني مثل محلها، وأخذا مني ما جعله اللّه لي فاجتمع إلي من أصحاب محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من مضى وممن بقي ممن أخره اللّه من اجتمع فقالوا لي فيها مثل الذي قالوا في أختها، فلم يعد قولي الثاني قولي الأوّل صبراً واحتساباً ويقيناً وإشفاقاً من أن يفنى عصبة تألفهم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) باللين مرة وبالشدة أخرى، وبالنذر (6)

ص: 83


1- ويلزوم غيره أي كان يقول لم يكن هذا منّي بل كان من غيري.
2- العفو: أي السهل المتيسر.
3- قال المؤلّف: في نسخة بدل (لطينه).
4- يقال (رجع عوداً على بابه): أي لم يتم ذهابه حتّى وصله برجوعه.
5- كناية عن القائم بعد الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يعني أبا بكر.
6- قال المؤلّف: في نسخة بدل.(وبالبلبل).

مرة وبالسيف أخرى حتّى لقد كان من تألفه لهم أن كان الناس في الكنّ والقرار (1) والشبع والري، واللباس والوطاء والدثار (2) ونحن أهل بيت محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لا سقوف لبيوتنا، ولا أبواب ولا ستور إلا الجرائد، وما أشبهها ولا وطاء لنا ولا دثار علينا يتداول الثوب الواحد في الصلاة أكثرنا، ونطوي الليالي والأيام جوعاً عامتنا، وربّما أتانا الشيء مما أفاءه اللّه علينا وصيره لنا خاصة دون غيرنا ونحن على ما وصفت من حالنا فيؤثر به رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أرباب النعم والأموال تألّفاً منه لهم، فكنت أحق من لم يفرق هذه العصبة التي ألفها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ولم يحملها على الخطة (3) التي لا خلاص لها منها دون بلوغها أو فناء آجالها لأني لو نصبت نفسي فدعوتهم إلى نصر تي كانوا مني وفي أمري على إحدى منزلتين إما متبع مقاتل، وإما مقتول إن لم يتبع الجميع، وأما خاذل يكفر بخذلانه إن قصر في نصرتي أو أمسك عن طاعتي، وقد علم [اللّه] أني منه بمنزلة هارون من موسى، يحلّ به في مخالفتي والإمساك عن نصرتي ما أحلّ قوم موسى بأنفسهم في مخالفة هارون وترك طاعته، ورأيت تجرع الغصص ورد أنفاس الصعداء ولزوم الصبر حتّى يفتح اللّه أو يقضي بما أحب أزيد لي في حظي وأرفق بالعصابة التي وصفت أمرهم «وَكَانَ أَمْرُ اللّه قَدَرًا مَقْدُوراً»(4) ولواثق (5) هذه الحالة - يا أخا اليهود- ثمّ طلبت حقي لكنت أولى ممن طلبه لعلم من مضى من أصحاب رسول اللّه له ومن

ص: 84


1- الكن وقاء كلّ شيء وستره والكن أيضاً - البيت، والجمع أكنان وأكنة، وفي المطبوع: (الكر والفرار).
2- الوطاء: خلاف الغطاء أي ما تفترشه والدثار الثوب الذي يستدفأ به من فوق الشعار، وما يتغطى به النائم.
3- الخطة: الأمر المشكل الذي لا يهتدى إليه.
4- سورة الأحزاب: 38.
5- قال المؤلّف: في نسخة بدل (ولو لم أتق).

بحضرتك منه بأني كنت أكثر عدداً وأعز عشيرة وأمنع رجالاً وأطوع أمراً وأوضح حجّة وأكثر في هذا الدين مناقب وآثاراً؛ لسوابقي وقرابتي ووراثتي، فضلاً عن استحقاقي ذلك بالوصية التي لا تخرج للعباد منها والبيعة المتقدمة في أعناقهم ممن تناولها، وقد قبض محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وإن ولاية الأمة في يده وفي بيته، لا في أيدي الذين تناولوها ولا في بيوتهم، ولأهل بيته الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا أولى بالأمر من بعده من غيرهم في جميع الخصال، ثمّ التفت (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ :فقالوا: بلى يا أمير المؤمنين.

فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وأما الرابعة يا أخا اليهود، فإنّ القائم بعد صاحبه كان يشاورني في موارد الأمور ومصادرها فيصدرها عن أمري ويناظرني في غوامضها فيمضيها عن رأيي، لا أعلم أحداً ولا يعلمه أصحابي يناظره في ذلك غيري، ولا يطمع في الأمر بعده سواي، فلمّا أن أنته منيته على فجأة بلا مرض كان قبله، ولا أمر كان أمضاه في صحة من بدنه، لم أشك أني قد استرجعت حقي (1) في عافية بالمنزلة التي كنت أطلبها، والعاقبة التي كنت التمسها وإنّ اللّه سيأتي بذلك على أحسن ما رجوت، وأفضل ما أملت، وكان من فعله أن ختم أمره بأن سمّى قوماً أنا سادسهم، ولم يسوّني بواحد منهم، ولا ذكر لي حالاً في وراثة الرسول و لا قرابة ولا صهر ولا نسب، ولا لواحد منهم مثل سابقة من سوابقي ولا أثر من آثاري، وصيّرها شورى بيننا وصيّر ابنه فيها حاكماً علينا وأمره أن يضرب أعناق النفر السنة الذين صيّر الأمر فيهم إن لم ينفذوا أمره، وكفى بالصبر على هذا - يا أخا اليهود - صبرا، فمكث القوم أيامهم كلها كل يخطب لنفسه (2) وأنا ممسك عن أن سألوني عن أمري

ص: 85


1- قال العلّامة المجلسي (رضیَ اللّهُ عنهُ): أمثال هذا الكلام إنما صدر عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) بناء على ظاهر الأمر، مع قطع النظر عما كان يعلمه بأخبار اللّه ورسوله من استيلاء هؤلاء الأشقياء، وحاصل الكلام أنّ حق المقام كان يقتضي أن لا يشك في ذلك كما قيل في قوله تعالى: «لَا رَيْبَ فِيهِ».
2- قال المؤلّف : في نسخة بدل (لنفسه منها).

فناظرتهم في أيامي وأيامهم وآثاري وآثارهم وأوضحت لهم ما لم يجهلوه من وجوه استحقاقي لها دونهم وذكّرتهم عهد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إليهم وتأكيد ما أكده من البيعة لي في أعناقهم، دعاهم (1) حب الأمارة وبسط الأيدي والألسن في الأمر والنهي والركون إلى الدنيا والاقتداء بالماضين قبلهم إلى تناول ما لم يجعل اللّه لهم، فإذا خلوت بالواحد ذكّرته أيام اللّه وحذّرته ما هو قادم عليه وصائر إليه، التمس مني شرطاً أن أصيّرها له بعدي فلمّا لم يجدوا عندي إلا المحجّة البيضاء، والحمل على كتاب اللّه (عزّوجلّ) ووصية الرسول وإعطاء كل امرئ منهم ما جعله اللّه له، ومنعه ما لم يجعل اللّه له أزالها عني إلى ابن عفان طمعاً في الشحيح معه فيها، وابن عفان رجل لم يستو به (2) وبواحد ممن حضره حال قط فضلاً عمّن دونهم لا يبدر(3) التي هي سنام فخرهم ولا غيرها من المآثر التي أكرم اللّه بها رسوله ومن اختصه معه من أهل بيته ثمّ لم أعلم القوم أمسوا من يومهم ذلك حتّى ظهرت ندامتهم ونكصوا على أعقابهم وأحال بعضهم على بعض كل يلوم نفسه ويلوم أصحابه، ثمّ لم تطل الأيام بالمستبد بالأمر ابن عفان حتّى أكفروه وتبرؤوا منه، ومشى إلى أصحابه خاصة وسائر أصحاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عامة يستقيلهم من بيعته ويتوب إلى اللّه من فلتته.

فكانت هذه - يا أخا اليهود - أكبر من أختها وأفظع (4)، وأحرى أن لا يصبر عليها، فنالني منها الذي لا يبلغ وصفه ولا يحد،وقته، ولم يكن عندي فيها إلا الصبر على ما أمض وأبلغ منها، ولقد أتاني الباقون من السنة من يومهم كل راجع عما كان ركب مني يسألني خلع ابن عفان والوثوب عليه وأخذ حقي ويعطيني صفقته وبيعته على الموت تحت رايتي أو يرد اللّه (عزّوجلّ) على حقي، فو اللّه يا أخا اليهود - ما منعني منها إلا الذي منعني من أختيها

ص: 86


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (فدعاهم).
2- في شرح الأخبار: (يستو بي).
3- يعني غزوة بدر.
4- في بعض النسخ: (أقطع).

قبلها، ورأيت الإبقاء على من بقي من الطائفة أبهج لي وآنس لقلبي من فنائها، وعلمت أنّي إن حملتها على دعوة الموت ركبته، فأما نفسي فقد علم من حضر ممن ترى ومن غاب من أصحاب محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، أن الموت عندي بمنزلة الشربة الباردة في اليوم الشديد الحر من ذي العطش الصدى، ولقد كنت عاهدت اللّه (عزّوجلّ) ورسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بلاد أنا وعمي حمزة وأخي جعفر، وابن عمي عبيدة على أمر وفينا به للّه (عزّوجلّ) ولرسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فتقدمني أصحابي وتخلفت بعدهم لما أراد اللّه (عزّوجلّ) فأنزل اللّه فينا: «منَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللّه عَلَيْهِ فَمِنهُمُ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنتَظرُ وَمَا بَدَّلُوا» (1) فمن قضى نحبه حمزة وجعفر وعبيدة وأنا واللّه المنتظر - يا أخ اليهود - وما بدلت تبديلا، وما سكّتني عن ابن عفان وحثني على الإمساك عنه إلا أني عرفت من أخلاقه فيما اختبرت منه بما (2) لن يدعه حتّى يستدعي الأباعد إلى قتله وخلعه فضلاً عن الأقارب وأنا في عزلة، فصبرت حتّى كان ذلك، لم أنطق فيه بحرف من،لا، ولا نعم ثمّ أتاني القوم وأنا - علم اللّه - كاره لمعرفتي بما تطاعموا به من اعتقاد (3) الأموال والمرح في الأرض وعلمهم بأن تلك ليست لهم عندي وشديد عادة منتزعة (4) فلمّا لم يجدوا عندي تعللوا الأعاليل، ثمّ التفت (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ فقالوا: بلى يا أمير المؤمنين.

يقول شير محمّد الهمداني: ثمّ ذكر (عَلَيهِ السَّلَامُ) باقي مواطن امتحانه وشرح حاله مع طلحة والزبير وعائشة ومعاوية والمارقين، فمن أراد الإطلاع على ذلك راجع كتاب ( الخصال)، أو كتاب (الاختصاص) المنسوب إلى الشيخ المفيد، والرسالة التي

ص: 87


1- سورة الأحزاب: 23.
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (ما).
3- قال المؤلّف : في نسخة بدل (اعتقال).
4- كذا في النسخ. ولعل قوله : (عادة) مبتدأ و (شدید) خبره، أي انتزاع المعادة وسلبها شديد.

أشار إليها ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) قد أوردها في آخر الرسالة (1) نقلاً من كتاب (الرسائل) للكليني (رضیَ اللّهُ عنهُ).

كتاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعد ما سئل عن أبي بكر وعمر وعثمان

قال [ السيد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ)] : قال محمّد بن يعقوب في كتاب (الرسائل) عن علي بن إبراهيم بإسناده قال:

«كتب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) كتابا بعد منصر فه من النهروان وأمر أن يُقرا على الناس وذلك أنّ الناس سألوه عن أبي بكر وعمر وعثمان فغضب (عَلَيهِ السَّلَامُ) وقال: قد تفرغتم للسؤال عما لا يعنيكم وهذه مصر قد انفتحت وقتل معاوية ابن خديج ومحمّد بن أبي بكر». (2)

يقول شير محمّد : ثمّ ذكر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في الكتاب، ما هذا لفظه:

«فمضى نبي اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وقد بلّغ ما أُرسل به، فيا لها من مصيبة خصّت الأقربين، وعمّت المؤمنين، لم تصابوا بمثلها، ولن تعاينوا بعدها مثلها فمضى لسبيله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وترك كتاب اللّه وأهل بيته إمامين لا يختلفان، وأخوين لا يتخاذلان، ومجتمعين لا يتفرقان.

ولقد قبض اللّه محمّداً نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ولأنا أولى الناس به مني بقميصي هذا وما ألقيَ في روعي ولا عُرض في رأيي أن وجه الناس إلى غيري، فلمّا أبطأ عني بالولاية لهممهم وتثبيط الأنصار - وهم أنصار اللّه وكتيبة الإسلام - قالوا: ما إذا لم تسلّموها لعلي فصاحبنا أحق لها من غيره، فو اللّه ما أدري إلى من أشكو؟ إمّا أن يكون الأنصار ظلمت حقها، وإما أن يكونوا ظلموني حقي، بل حقي المأخوذ وأنا المظلوم، فقال قائل قریش : إن نبي اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال : الأئمة من قريش، فدفعوا الأنصار عن دعوتها ومنعوني حقي منها.

ص: 88


1- الرسالة المشار إليها هنا هي كتاب كشف المحجّة.
2- كشف المحجّة: 173.

فأتاني رهط يعرضون عليّ النصر، منهم أبناء سعيد والمقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وعمّار بن ياسر، وسلمان الفارسي، والزبير بن العوام، والبراء بن عازب فقلت لهم: إن عندي من نبي اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) [عهداً وله ] إلى وصية لست أخالفه عما أمرني به فو اللّه لو خرموني بأنفي لأقررت اللّه تعالى سمعاً وطاعة، فلما رأيت الناس قد انشالوا على أبي بكر للبيعة، أمسكت يدي وظننت أني أولى وأحق بمقام رسول اللّه له منه ومن غيره وقد كان نبي اللّه أمر أسامة بن زيد على جيش وجعلهما في جيشه ومازال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى أن فاضت نفسه يقول : أنفذوا جيش أسامة، أنفذوا جيش أسامة، فمضى جيشه إلى الشام حتّى انتهوا إلى أذرعات فلقي جيشاً من الروم فهزموهم وغنمهم اللّه أموالهم.

فلما رأيت راجعة من الناس [قد] رجعت عن الإسلام تدعوا إلى محو دين محمّد وملة إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) خشيت إن [أنا ] لم أنصر الإسلام وأهله أرى فيه ثلما وهدماً تكون المصيبة عليّ فيه أعظم من فوت ولاية أموركم التي إنّما هي مناع أيام قلائل، ثمّ تزول وتتقشع كما يزول ويتقشع السحاب فنهضت مع القوم في تلك الأحداث حتّى زهق الباطل، وكانت كلمة اللّه هي العليا وإن رغم الكافرون.

ولقد كان سعد لمّا رأى الناس يبايعون أبا بكر، نادى أيها الناس إنّي واللّه ما أردتها حتى رأيتكم تصرفونها عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولا أبايعكم حتّى يبايع علي، ولعلّي لا أفعل وإن بايع.

ثم ركب دابته وأتى حوران وأقام في خان حتّى هلك ولم يبايع، وقام فروة بن عمر الأنصاري وكان يقود مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فرسين، ويصرع ألفاً ويشتري تمر فيتصدّق به على المساكين، فنادى: يا معشر قريش أخبروني هل فيكم رجل تحل له الخلافة وفيه ما في العلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال قيس بن مخزمة الزهري: ليس فينا من فيه ما في علي. فقال له: صدقت، فهل في علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) ما ليس في أحد منكم، قال: نعم، قال: فما يصدكم عنه، قال:

ص: 89

اجتماع الناس على أبي بكر، قال: أما واللّه لئن أصبتم سُنّتكم لقد أخطأتم سُنّة نبيكم، ولو جعلتموها في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم.

فولّى أبو بكر فقارب واقتصد فصحبته مناصحاً وأطعته فيها أطاع اللّه فيه جاهداً حتّى إذا احتضر قلت في نفسي ليس يعدل بهذا الأمر عنّي، ولولا خاصة بينه وبين عمر أمر كانا رضياه بينهما لظننت أنه لا يعدله عني وقد سمع قول النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لبريدة الأسلمي -حين بعثني وخالد بن الوليد إلى اليمن - وقال : إذا افترقتها فكل واحد منكما على حياله، وإذا اجتمعتها فعلي عليكم جميعا، فغزونا وأصبنا سبياً فيهم خولة بنت جعفر جار الصفا - وإنّما سمي جار الصفا من حسنه - فأخذت الخيفة خولة، واغتنمها خالد مني، وبعث بريدة إلى رسول اللّه محرشاً علي فأخبره بما كان من أخذي خولة، فقال: يا بريدة، حظه في الخمس أكثر مما أخذ إنه وليكم بعدي، سمعها أبو بكر وعمر، وهذا بريدة حي لم يمت، فهل بعد هذا مقال لقائل.

فبايع عمر دون المشورة، فكان مرضيّ السيرة من الناس عندهم حتّى إذا احتضر قلت في نفسي : ليس يعدل بهذا الأمر عنّي للذي قد رأى مني في المواطن، وسمع من الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فجعلني سادس ستة وأمر صهيباً أن يصلّي بالناس، ودعا أبا طلحة زيد بن سعد الأنصاري فقال له: كن في خمسين رجلاً من قومك فاقتل من أبى أن يرضى من هؤلاء الستة، فالعجب من اختلاف القوم، إذ زعموا أن أبا بكر استخلفه النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فلو كان هذا حقاً لم يخف على الأنصار، فبايعه الناس على الشورى ثمّ جعله أبو بكر لعمر برأيه خاصة، ثمّ جعلها عمر برأيه شورى بين سنة، فهذا العجب من اختلافهم والدليل على ما لا أحب أن أذكر قوله : هؤلاء الرهط الذين قبض رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو عنهم راض، فكيف يأمر بقتل قوم رضي اللّه عنهم ورسوله، إنّ هذا الأمر عجيب، ولم يكونو الولاية أحد منهم أكره منهم لولايتي، كانوا يسمعون وأنا أحاج أبا بكر فأنا أقول: يا معشر

ص: 90

قريش، أنا أحق بهذا الأمر منكم ما كان منكم من يقرأ القرآن ويعرف السُنة ويلين دين اللّه الحق وإنّما حجّتي أنّي ولي هذا الأمر من دون قريش، إن نبي اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من قال: الولاء لمن أعتق، فجاء رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يعتق الرقاب من النار، وأعتقها من الرق، فكان للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ولاء هذه الأمة.

وكان لي بعده ما كان له فما جاز لقريش من فضلها عليها بالنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) جاز لبني هاشم على قريش، وجاز لي على بني هاشم، يقول النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، يوم غدير خم: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، إلا أن تدّعي قريش فضلها على العرب بغير النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فإن شاؤوا فليقولوا ذلك.

فخشي القوم إن أنا وليت عليهم أن آخذ بأنفاسهم وأعترض في حلوقهم ولا يكون لهم في الأمر نصيب فأجمعوا على إجماع رجل واحد منهم حتّى صرفوا الولاية عني إلى عثمان رجاء أن ينالوها ويتداولوها فيما بينهم، فبيناهم كذلك إذ نادى مناد لا يُدرى من هو، وأظنه جنياً فأسمع أهل المدينة ليلة بايعوا عثمان، فقال:

يا ناعي الإسلام قم قانعه***قدمات عرف وبدا منکر

ما لقريش لا على كعبها***من قدّموا اليوم ومن أخروا

إنّ علياً هو أولى به***منه فولّوه ولا تنكروا

فكان لهم في ذلك عبرة ولولا أنّ العامة قد علمت بذلك لم أذكره فدعوني إلى بيعة عثمان فبايعت مستكرهاً، وصبرت محتسباً، وعلمت أهل القنوت أن يقولوا: اللّهم لك أخلصت القلوب، وإليك شخصت الأبصار، وأنت دعيت بالألسن، وإليك تحوكم في الأعمال، فافتح بيننا وبين قومنا بالحق.

اللّهم إنّا نشكو إليك غيبة نبينا، وكثرة عدونا، وقلة عددنا، وهو اننا على الناس، وشدة الزمان ووقوع الفتن بنا، اللّهم ففرج ذلك بعدل تظهره، وسلطان حق تعرفه.

ص: 91

فقال عبد الرحمن بن عوف يا بن أبي طالب، إنك على هذا الأمر لحريص، فقلت: لست عليه حريصاً إنّها أطلب ميراث رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وحقه وإنّ ولاء أمته لي من بعده، وأنتم أحرص عليه مني إذ تحولون بيني وبينه، وتصرفون وجهي دونه بالسيف.

اللّهم إني أستعديك على قريش فإنّهم قطعوا،رحمي، وأضاعوا أيامي، ودفعوا حقي، وصفّروا،قدري، وعظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعني.

حقاً كنت أولى به منهم فاستلبونيه، ثمّ قالوا: اصبر مغموماً أو مت متأسفاً، وأيم اللّه لو استطاعوا أن يدفعوا قرابتي كما قطعوا سيبي فعلوا ولكنهم لا يجدون إلى ذلك سبيلا.

إنّما حقي على هذه الأمة كرجل له حق على قوم إلى أجل معلوم، فإن أحسنوا وعجلوا له حقه قبله حامداً، وإن أخروه إلى أجله أخذه غير حامد وليس يعاب المرء بتأخير حقه، إنّما يعاب من أخذ ما ليس له وقد كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عهد إلي عهداً فقال: يا ابن أبي طالب لك ولاء أمتي، فإن ولوك في عافية وأجمعوا عليك بالرضا فقم بأمرهم، وإن اختلفوا عليك فدعهم وما هم فيه فإنّ اللّه سيجعل لك مخرجا.

فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا معي مساعد إلا أهل بيتي فظننت بهم عن الهلاك، ولو كان لي بعد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، عمي حمزة وأخي جعفر لم أبايع كرهاً ولكنّني بليت برجلين حديثي عهد بالإسلام العباس وعقيل فظننت بأهل بيتي عن الهلاك، فأغضيت عيني على القذى، وتجرعت ريقي على الشجا وصبرت على أمر من العلقم، وألم للقلب من حز الشفار.

وأما أمر عثمان فكأنه علم من القرون الأولى: «علمُهَا عِنْدَ رَب في كتاب لا يَضِلُّ رَبِّي» (1) رب ولا ينسى خذله أهل بدر، وقتله أهل مصر، واللّه ما أمرت ولا نهيت ولو أنّني

ص: 92


1- سورة طه: 52.

أمرت كنت قاتلاً، ولو أنني نهيت كنت ناصراً، وكان الأمر لا ينفع فيه العيان، ولا يشفي منه الخبر غير أن من نصره لا يستطيع أن يقول هو: خذله، من أنا خير منه، ولا يستطيع من خذله أن يقول: نصره من هو خير مني.

وأنا جامع أمره استأثر فأساء الأثرة وجزعتم فأسأتم الجزع، واللّه يحكم بيننا وبينه، واللّه ما يلزمني في دم عثمان تهمة ما كنت إلا رجلاً من المسلمين المهاجرين في بيتي فلمّا قتلوه أتيتموني تبايعوني فأبيت عليكم وأبيتم عليّ، فقبضت يدي فبسطنموها، وبسطتها فمددتموها ثمّ تداككتم عليّ تداك الإبل الهيم على حياضها يوم ورودها حتّى ظننت أنّكم قاتلي وأنّ بعضكم قاتل،بعض، حتّى انقطعت النعل وسقط الرداء، ووطي الضعيف وبلغ من سرور الناس ببيعتهم إياي أن حمل إليها الصغير وهدج إليها الكبير وتحامل إليها العليل وحسرت لها الكعبات، فقالوا: بايعنا على ما بويع عليه أبو بكر وعمر، فإنّا لا نجد غيرك ولا نرضى إلا بك، فبايعنا لا نفترق ولا نختلف، فبايعتكم على كتاب اللّه وسنة نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و دعوت الناس إلى بيعتي فمن بايعني طائعاً قبلت منه، ومن أبي تركته، فكان أوّل من بايعني طلحة والزبير، فقالا: نبايعك على إنّا شركاؤك في الأمر، فقلت: لا، ولكنّكما شركائي في القوة وعوناي في العجز، فبايعاني على هذا الأمر، ولو أبيا لم أكرههما كما لم أكره غيرهما... إلى آخر الكتاب».

وفيه شرح حاله مع طلحة والزبير وعائشة ومعاوية والخوارج. (1)

يقول شير محمّد: ذكر عز الدين بن أبي الحديد في الجزء التاسع من شرح النهج ص 350 طبع مصر، في جملة الأحاديث التي أوردها في فضائله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ما هذا لفظه الخير الثالث عشر:

«بعث رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) خالد بن الوليد في سرية، وبعث عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) في سرية أخرى،

ص: 93


1- كشف المحجّة: 175.

وكلاهما إلى اليمن، وقال: إن اجتمعتها فعلي على الناس، وإن افترقتها فكل واحد منكما على جنده، فاجتمعا وأغارا وسبيا نساء، وأخذا أموالاً، وقتلا ناساً، وأخذ علي جارية فاختصها لنفسه، فقال خالد لأربعة من المسلمين منهم بريدة الأسلمي : اسبقوا إلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فاذكروا له كذا، واذكر وا له كذا لأمور عددها على علي، فسبقوا إليه فجاء واحد من جانبه، فقال: إنّ علياً فعل كذا، فأعرض عنه، فجاء الآخر من الجانب الآخر، فقال: إنّ علياً فعل كذا، فأعرض عنه، فجاء بريدة الأسلمي فقال: يا رسول اللّه إنّ علياً فعل ذلك، فأخذ جارية لنفسه، فغضب (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، حتّى أحمّر وجهه، وقال: دعوا لي عليا يكررها، إنّ علياً مني وأنا من علي، وإن حظه في الخمس أكثر مما أخذ، وهو ولي كل مؤمن من بعدي».

ثم قال ابن أبي الحديد: رواه أبو عبد اللّه أحمد في المسند غير مرة، ورواه في كتاب (فضائل علي)، ورواه أكثر المحدّثين. (1)

في من أورد هذا الكتاب بطرق مختلفة

يقول شير محمّد الهمداني: هذا الكتاب أورده ابن أبي الحديد في الجزء السادس من شرح النهج ص 35 طبع مصر، نقلاً من كتاب (الغارات) لإبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: وروى إبراهيم، عن رجاله، عن عبد الرحمن بن جندب، عن أبيه قال:

«خطب على (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعد فتح مصر، وقتل محمّد بن أبي بكر، فقال: أمّا بعد، فإنّ اللّه بعث محمّداً نذيراً للعالمين، وأميناً على التنزيل... إلخ». (2)

ص: 94


1- شرح نهج البلاغة : 170/9، مسند احمد: 438/4.
2- شرح نهج البلاغة: 94/6، والمؤلف الهمداني (رضیَ اللّهُ عنهُ) يشير هنا إلى الكتاب الذي أورده سالفاً عن ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ).

وأورده العالم الجليل أبو جعفر الطبري الإمامي في كتاب (المسترشد) في باب الرد على من قال : لِمَ تقعد علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن طلب حقه ؟! رواه الشعبي، عن شريح بن هاني قال:

«خطب علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعد ما افتتحت،مصر، ثمّ قال: وإنّي مخرج إليكم كتاباً، وكتب [بسم اللّه الرحمن الرحيم] من عبد اللّه علي أمير المؤمنين إلى من قرأ كتابي من المؤمنين والمسلمين: أمّا بعد فإنّ اللّه بعث محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بشيراً ونذيراً للعالمين و أميناً على التنزيل، وشهيداً على الأمة... الخ». (1)

وأورده الشيخ الجليل هاشم بن محمّد في أواخر كتاب (مصباح الأنوار)، قال: روى الهيثم بن محمّد بن إسماعيل بن أبي خلف عن الشعبي، عن شريح بن هاني قال:

«خطب علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعد ما افتتحت مصر، [ثم قال] خطبته الغراء، شرح فيها بيعته لأبي بكر، فحمد اللّه وأثنى عليه، وصلّى على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ثمّ قال : إنّ اللّه بعث محمّداً بشيراً ونذيراً للعالمين و أميناً على التنزيل...الخ).

وأورد ابن أبي الحديد أجزاء منه في الجزء الرابع من شرح النهج ص 371 طبع مصر، قال وروى الشعبي عن شريح بن هاني، قال: قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) :

«اللّهم إني استعديك على قريش، فإنّهم قطعوا رحمي، وأصغوا إنائي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي...الخ».

ثم قال ابن أبي الحديد وروى جابر عن أبي الطفيل، قال: سمعت علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يقول:

«اللّهم إنّي أستعديك على قريش، فإنّهم قطعوا رحمي وغصبوني حقي، وأجمعوا على منازعتي أمراً كنت أولى به، ثمّ قالوا: إنّ من الحق أن نأخذه، ومن الحق أن تتركه». (2)

وأورده العالم الفاضل المحقق علي بن يونس العاملي البياضي في كتاب (الصراط

ص: 95


1- المسترشد: 408.
2- شرح نهج البلاغة: 103/4.

المستقيم) في الباب الرابع عشر شيئاً منه، قال: وقد روى الشعبي عن شريح بن هاني قول علي :

«إن عندي من نبي اللّه عهداً ليس لي أن أخالفه ولو خزموا أنفي، فلمّا بويع لأبي بكر مسكت يدي فلمّا ارتد قوم خشيت ثلمة الإسلام، فبايعت لئلا يبيد الإسلام، ورأيت ذلك أعظم من فوت ولاية أيام قلائل». (1)

وذكر شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي في (الفهرست) في ترجمة لوط بن يحيى أنّ له كتاب (خطبة الزهراء)، ثمّ قال: أخبرنا بها أحمد بن محمّد بن موسى، عن ابن عقدة، عن يحيى بن زكريا بن شيبان، عن نصر بن مزاحم، عن أبي مخنف، عن عبد الرحمن ابن جندب، عن أبيه قال:

«خطب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) - وذكر الخطبة بطولها-». (2)

والظاهر أنّ هذه هي الخطبة التي أوردها ابن أبي الحديد نقلاً عن إبراهيم الثقفي عن رجاله عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه. (3)

وأورد علي بن إبراهيم في التفسير في سورة فاطر أجزاء منه، قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في كتابه الذي كتبه إلى شيعته يذكر فيه خروج عائشة إلى البصرة:

«وايّ خطيئة أعظم مما أتيا... إلى قوله: ونكتا بيعتي ومكرا بي» (4)

وأورد السيّد الرضي (رضیَ اللّهُ عنهُ)أجزاء منها في مواضع من (نهج البلاغة) منها ما أورده ابن أبي الحديد في الجزء التاسع من شرح النهج ص 495 طبع مصر، قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) :

ص: 96


1- الصراط المستقيم: 111/3.
2- الفهرست: 204، أقول كذا أورد مؤلف الكتاب (رضیَ اللّهُ عنهُ) وسبق القلم واضح فيه للعيان باعتبار أنّ المنوه عنه أعلاه هو متعلق بخطبة الزهراء (عَلَيهَا السَّلَامُ) لا يخطبة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
3- شرح نهج البلاغة: 94/6.
4- تفسير القمى: 210/2.

«وقد قال قائل: إنك على هذا الأمر يا بن أبي طالب الحريص، فقلت: بل أنتم واللّه لأحرص،وأبعد وأنا أخص وأقرب، وإنما طلبت حقاً لي وأنتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه، فلمّا قرعته بالحجّة في الملأ الحاضرين، هبّ كأنّه بهت لا يدري ما يجيبني به! اللّهم إنّي استعديك على قريش ومن أعانهم فإنّهم قطعوا رحمي وصغّروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي، ثمّ قالوا: ألا إن في الحق أن تأخذه وفي الحق أن تتركه». (1)

في أخبار مظلومية أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)

ثم قال ابن أبي الحديد، بعد شرح قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) : واعلم أنه قد تواترت الأخبار عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) بنحو من هذا القول نحو قوله:

«مازلت مظلوماً منذ قبض اللّه رسوله حتّى يوم الناس هذا».

وقوله:

«اللّهم أخز (2) قريشاً فإنّها منعتني حقي، وغصبتني أمري».

وقوله:

«فجزى قريشاً عني الجوازي، فإنّهم ظلموني حقي، واغتصبوني سلطان ابن أمي».

وقوله:

«وقد سمع صارخاً ينادي: أنا مظلوم، فقال: هلم فلنصرخ معاً، فإنّي مازلت مظلوما».

وقوله:

ص: 97


1- شرح نهج البلاغة: 305/9.
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (أخر).

«وإنّه ليعلم أنّ محلي منها محل القطب من الرحى».

وقوله:

«أرى تراثي نهبا».

وقوله:

«أصغيا بإنائنا، وحملا الناس على رقابنا».

وقوله:

«إنّ لنا حقاً أن نعطه نأخذه، وأن نمنعه تركب أعجاز الإبل، وإن طال السرى».

وقوله:

«مازلت مستأثراً على مذعوناً (1) عما أستحقه وأستوجبه».

وأصحابنا يحملون ذلك كله على ادعائه الأمر بالأفضلية،والأحقية، وهو الحق والصواب فإنّ حمله على الاستحقاق بالنص تكفير أو تفسيق لوجوه المهاجرين والأنصار، ولكن الإماميّة والزيدية حمّلوا هذه الأقوال على ظواهرها، وارتكبوا بها مركباً صعباً، ولعمري إنّ هذه الألفاظ موهمة مغلية على الظن ما يقوله القوم، ولكن تصفح الأحوال يبطل ذلك الظن... الخ. (2)

يقول شير محمّد: قال ابن أبي الحديد في الجزء الرابع من شرح النهج ص 372 طبع مصر: وروى شيخنا أبو القاسم البلخي (رضیَ اللّهُ عنهُ)تعالى، عن سلمة بن كهيل، عن المسيب بن نجبة، قال:

«بينا على (عَلَيهِ السَّلَامُ) يخطب إذ قام أعرابي، فصاح وامظلمتاه فاستدناه علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فلمّا دنا قال له : إنّما لك مظلمة واحدة، وأنا قد ظلمت عدد المدر والوبر».

ص: 98


1- في المطبوع: (مدفوعاً).
2- شرح نهج البلاغة: 306/9.

قال: وفي رواية عباد بن يعقوب أنّه دعاه فقال له :

«ويحك! وأنا واللّه مظلوم أيضاً، هات فلندع على من ظلمنا». (1)

في دفاعه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عندما أرادوا نبش قبر فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)

يقول شير محمّد الهمداني: في كتاب (دلائل الإمامة) عند ذكر فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) في خبر رواه بإسناد ذكره، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ما هذا لفظه :

«فقال ولاة الأمر منهم هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتّى نجدها فنصلّي عليها ونعيّن قبرها، فبلغ ذلك أمير المؤمنين، فخرج مغضباً قد أحمرت عيناه ودرت أوداجه (2)، وعليه القباء الأصفر الذي كان يلبسه في كل كريهة، وهو يتوكأ على سيفه ذي الفقار، حتّى ورد،البقيع، فسار إلى الناس من أنذرهم، وقال: هذا علي بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه يقسم باللّه لئن حوّل من هذه القبور حجر ليضعنّ السيف في رقاب الآمرين.

فتلقاه عمر ومن معه من أصحابه، وقال له ما لك يا أبا الحسن؟ واللّه لننبشنّ قبرها ونصلّي عليها، فأخذ علي بجوامع (3) ثوبه [فهزه] ثمّ ضرب به الأرض، وقال له: يا بن السوداء، أمّا حقي فقد تركته مخافة أن يرتد الناس عن دينهم، وأمّا قبر فاطمة فوالذي نفس علي بيده لئن رمت أنت وأصحابك شيئاً [ من ذلك] لأسقينّ الأرض من دمائكم، فإن شئت فافعل يا عمر.

فتلّقاه أبو بكر فقال له: يا أبا الحسن، يحق رسول اللّه وبحق فاطمة إلا خلّيت عنه،

ص: 99


1- شرح نهج البلاغة: 106/4.
2- أي برزت وظهرت ومنه قولهم: (بين عينيه عرق بدره الغضب).
3- في المطبوع: (ولتصلين عليها، فضرب على بيده إلى جوامع).

فإنا لسنا فاعلين شيئاً تكرهه، فخلّى عنه وتفرق الناس ولم يعودوا إلى ذلك». (1)

كلام السيد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) في بيان أمور خلفاء الجور

يقول شير محمّد الهمداني: ثمّ ذكر السيد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) في كتابه (كشف المحجّة) في الفصل (94):

واعلم يا ولدي محمّد، عرّفك اللّه جل جلاله ما تحتاج إلى معرفته وشرّفك بزيادات سعادات عنايته، أنّ العداوة كانت بين أبيك علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وبين الذين تقدموا عليه ظاهرة متواترة، فأنظرها من كتاب (الطرائف)(2)، ومن كتاب (نهج البلاغة)(3) ومن تواريخ أهل الصدق من الناقلين، وقد ذكرت فيه بعض ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما في حديث السقيفة فإنّه ذكرا أنّ أباك علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) وجماعة من بني هاشم تخلّفوا عن بيعة أبي بكر ستة أشهر بلا خلاف محقق بين المسلمين، وذكروا أنّ عمر شهد أنّ العباس وأباك علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) كانا يشهدان ويعتقدان أنّ أبا بكر وعمر كانا كاذبين خائنين غادرين (4) فكيف استحسن بعد رواية مثل هذا أن يدعوا أنهم كانوا متفقين !! إن ذلك مكابرة في العين ومن أقبح الكذب والبهت والمين. (5)

واعلم يا ولدي محمّد، حماك اللّه جلّ جلاله مما يباعدك عنه، وتولّاك بكل ما يقربك منه، أن أباك علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) ما كان يحتاج إلى نص عليه بالرياسة على أهل الإسلام، لأنه كمل في أوصافه كمالاً خارقاً للعادة عند ذوي الإفهام، فكان ذلك الكمال نصاً

ص: 100


1- دلائل الإمامة: 136.
2- الطرائف : 147.
3- نهج البلاغة : 85.
4- الفتوح: 13/1.
5- كشف المحجّة: 73 والمين: أي الكذب كما في الصحاح: 2210/6.

صريحاً عليه بأنّ الناس بعد جدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) تبع له ورعية بين يديه، وقد نبهناك على ذلك فيما تقدّم وأشرنا إلى ذلك وإن كان بعد جدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، مثل أبيك علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) في الأنام كان يحتاج إلى نص بالتعيين، هيهات هيهات أن يطفوا نوره وقد كان آية في الأرض لمالك يوم الدين ومعجزة لرسوله لا بما أودعه من الدين ومعجزة لرسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بما أودعه من أسراره الباهرة للعالمين. (1)

واعلم يا ولدي محمّد، عضدك اللّه جلّ جلاله معاضدة عباده المقبلين، وأسعدك سعادة من أسعده في الدنيا والدين، أنّ الذي تقف عليه في كتب التواريخ، أو في كتب الآداب، أو كتب الحكمة والخطب، فمهما وجدت فيها شيئاً منسوباً إلى أبي بكر وعمر وأعداء أبيك علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فاعلم أنّها موضوعة وليست من ألفاظ أولئك المتغلبين، وإنّ أكثرها نسب إليهم في زمان معاوية وابنه يزيد وأيام بني أُميّة، وما كان منها في أيامهم فهي من أهل الكتابة والخطابة من الصحابة الذين لهم عادة بالإصابة؛ لأنّ أبا بكر وعمر وعثمان ما عرفنا أبداً منهم في الجاهلية مقاماً ولا مقالاً يقتضي تصديق نسبة الفصاحة إليهم، ولا كانوا من هذا القبيل، ولا عوّل أحد عليهم فيها.

فأمّا ما ذُكر من ألفاظ أو المكاتبات أيام خلافتهم، فالعادة جارية في مثلهم ممن لم يعرف الفصاحة أوقات ولايتهم أنّهم يستخدمون من ينشيء المكاتبات والجوابات، كما ترى المماليك من الأمراء والترك والعجم والملوك الذين لا يفقهون ما يكتبون، كيف تجد لهم عند ولا يتهم كتباً، وجوابات منسوبة إليهم، ومن المعلوم أن نوّابهم وأصحابهم ما عولوا في إنشائها عليهم.

وأمّا ما يتعلق بالخطب والحكمة فإنّ بني أُميّة لمّا تظاهروا بلعن أبيك أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) على المنابر تقرّب الطالبون للدنيا إليهم بوضع المناقب والفضائل لكل عدوٍ لأبيك (عَلَيهِ السَّلَامُ) من الأواخر والأوائل تقية وطلباً للأمور الدنيوية، وحسداً لكم على

ص: 101


1- کشف المحجّة: 73، الفصل الخامس والتسعون.

الشرف بالسعادة النبوية والولاية الإلهية. (1)

في علة الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة

يقول شير محمّد: ذكر ابن أبي الحديد في الجزء الحادي عشر من شرح النهج ص 15 طبع مصر، ما هذا لفظه، وقد روى:

«أنّ أبا جعفر محمّد بن علي الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال لبعض أصحابه: يا فلان ما لقينا من ظلم قريش إيانا، وتظاهرهم علينا، وما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس؟ إنّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قبض وقد أخبر إنّا أولى الناس بالناس، فتمالات علينا قريش حتّى أخرجت الأمر عن معدنه واحتجت على الأنصار بحقنا وحجتنا، ثمّ تداولتها قريش واحد بعد واحد حتّى رجعت إلينا، فنكثت بيعتنا ونصبت الحرب لنا، ولم يزل صاحب الأمر في صعود كنود حتّى قتل، فبويع الحسن ابنه، وعوهد ثمّ غدر به وأسلم، ووثب عليه أهل العراق حتّى طعن بخنجر في جنبه، ونهبت عسكره (2)، وعولجت خلاليل(3) أمهات أولاده، فوادع معاوية وحقن دمه ودماء أهل بيته وهم قليل، حقّ قليل، ثمّ بايع الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) من أهل العراق عشرون ألفاً ثمّ غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه، ثمّ لم نزل - أهل البيت - نستذل ونستضام، ونقصي(4) ونمتهن، ونحرم ونُقتل ونخاف ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا، ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعاً يتقربون به إلى أوليائهم، وقضاة السوء وعمال السوء في كل بلدة،

ص: 102


1- کشف المحجّة:74، الفصل السادس والتسعون.
2- في بعض المصادر: (وانتهب عسكره).
3- كذا ورد، ولعلها تصحيف خلاخيل، أي جمع خلخال.
4- كذا ولعلها: (ونقصي).

فحدّثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة، ورووا عنا ما لم نَقُله وما لم نفعله ليبغّضونا إلى الناس، وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقتلت شيعتنا بكل بلدة وقطعت الأيدي والأرجل على الظِنّة، وكان من يُذكر بحبنا والانقطاع إلينا سُجن أو نُهب ماله أو هُدّمت داره، ثمّ لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد اللّه بن زياد قاتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ثمّ جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة وأخذهم بكل ظِنّة وتهمة، حتّى إن الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال شيعة علي، وحتّى صار الرجل الذي يذكر بالخير - ولعله يكون ورع-اً صدوقا - يحدّث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل بعض من قد سلف من الولاة، ولم يخلق اللّه تعالى شيئاً منها، ولا كانت ولا وقعت، وهو يحسب أنّها حق، لكثرة من قد رواها ممن لم يعرف بكذب ولا بقلّة ورع». (1)

ثمّ قال ابن أبي الحديد: وروى أبو الحسن علي بن محمّد بن أبي سيف المدائني في كتاب (الأحداث) قال:

«كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برثت الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته فقامت الخطباء في كل كورة، وعلى كل منبر، يلعنون علياً ويبرءون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته، وكان أشد الناس بلاء حينئذ أهل الكوفة، لكثرة من بها من شيعة علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فاستعمل عليهم زياد بن سمية وضم إليه البصرة، فكان يتتبع الشيعة وهو بهم،عارف، لأنه كان منهم أيام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقتلهم تحت كل حجر ومدر، وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل، وسمل العيون وصلبهم على جذوع النخل وطردهم وشردهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم، وكتب معاوية إلى عماله في جميع الأفاق : ألا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة،

ص: 103


1- شرح نهج البلاغة: 43/11.

وكتب إليهم: أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته، والذين يروون فضائله ومناقبه فادنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم، واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته.

ففعلوا ذلك حتّى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه؛ لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكساء والحباء والقطائع ويفيضه في العرب منهم والموالي، فكثر ذلك في كل مصر، وتنافسوا في المنازل والدنيا، فليس يجي أحد مردود من الناس عاملاً من عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا كتب اسمه وقربه وشفّعه، فلبثوا بذلك حيناً.

ثمّ كتب إلى عماله أنّ الحديث في عثمان قد كُثر، وفشا في كل مصر، وفي كل وجه وناحية، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين، ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة، فإنّ هذا أحب إلي وأقر لعيني وادحض لحجّة أبي تراب وشيعته، وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله.

فقُرئت كتبه على الناس، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة، لا حقيقة لها، وجدّ الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتّى أشادوا بذكر ذلك على المنابر، وألقى على معلمي الكتاتيب فعلّموا صبيانهم وعلمائهم من ذلك الكثير الواسع، حتّى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن، وحتى علموه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم، فلبثوا بذلك ما شاء اللّه.

ثمّ كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان: انظروا من قامت عليه البيّنة أنّه يجب علياً وأهل بيته، فامحوه من الديوان واسقطوا عطاءه ورزقه، وشفع ذلك بنسخة أخرى: من إتهمتوه بموالاة هؤلاء القوم فنكلّوا به، واهدموا داره.

فلم يكن البلاء أشد ولا أكثر منه بالعراق، ولاسيما بالكوفة، حتّى إن الرجل من

ص: 104

شيعة علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) ليأتيه من يثق به فيدخل بيته فيلقي إليه سره ويخاف من خادمه و مملوكه، ولا يحدثه حتّى يأخذ عليه الأيمان الغليظة، ليكتمنّ عليه، فظهر حديث كثير موضوع وبهتان منتشر، ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة، وكان أعظم الناس في ذلك بلية القرّاء المراءون، والمستضعفون الذين يظهرون الخشوع والنسك، فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم، ويقرّبوا مجالسهم ويصيبوا به الأموال والضياع والمنازل، حتّى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى أيدي الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان، فقبلوها ورووها، وهم يظنون أنّها حق، ولو علموا أنها باطلة لما رووها ولا تدينوا بها.

فلم يزل الأمر كذلك حتّى مات الحسن بن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فازداد البلاء والفتنة، فلم يبق أحد من هذا القبيل إلا وهو خائف على دمه، أو طريد في الأرض. ثمّ تفاقم الأمر بعد قتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وولي عبد الملك بن مروان فاشتد على الشيعة وولي عليهم الحجّاج ابن يوسف، فتقرب إليه أهل النسك والصلاح والدين ببغض علي وموالاة أعدائه وموالاة من يدّعي من الناس أنهم أيضاً أعداؤه، فأكثروا في الرواية في فضلهم وسوابقهم ومناقبهم، وأكثروا من الغض من علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وعيبه والطعن فيه، والشنآن له، حتّى إن إنساناً وقف للحجّاج - ويقال أنه جد الأصمعي عبد الملك بن قريب - فصاح به أيها الأمير، إنّ أهلي عقوني فسموني علياً !! وإنّي فقير بائس، وأنا إلى صلة الأمير محتاج، فتضاحك له الحجّاج، وقال للطف ما توسلت به قد وليتك موضع كذا».

وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه - وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم - في تاريخه ما يناسب هذا الخبر وقال:

«إنّ أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية، تقرباً إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم». (1)

ص: 105


1- شرح نهج البلاغة: 44/11.

بقية كلام السيد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) في بيان بعض أمور خلفاء الجور

وقال السيّد الجليل علي بن طاووس في الفصل (97) من كتابه (كشف المحجّة):

واعلم يا ولدي محمّد، عرّفك اللّه جل جلاله من العلوم النافعة الباهرة ما تكمل به سعادة الدنيا والآخرة، مما يزيل بعض التعجب من ضلال أكثر هذه الأمة عن الصواب، وغلبة الباطل على الحق في ظاهر الأسباب، أنّ هذه سُنّة ماضية في الأمم الخالية فإنّ آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) كان له في حياته ولدان كما قدّمنا قابيل وهابيل، فغلب قابيل المبطل ها بيل المحق، وبقيت أُمة شيث (عَلَيهِ السَّلَامُ) ومن بعده في تقية وفي مقام مغلوبين بالظالمين، إلى أن جاءت نبوة نوح (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فلم يزالوا عليه مستظهرين وله معاندين إلى أن أهلكهم اللّه (عزّوجلّ) بالغرق الشامل والهلاك الهائل.

وكذا جرى لصالح (عَلَيهِ السَّلَامُ) مع أمته، ولهود مع أمته، وللوط في أمته، ولإبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) مع نمرود، ولموسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) مع فرعون، ولأمة عيسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) حتّى أخرجه اللّه جل جلاله منهم من الأرض إلى السماء.

وما انقادوا لأحد من الأنبياء إلا بالآيات أو القهر وأنواع البلاء، وما استقام أمرهم مع داود (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلا بأمور مذهلة للآراء، وما استقام أمرهم مع سليمان (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلا بمعونة الجن والشياطين وطاعة الطير وغيرها وتسخير الهواء، وما استقاموا لذي القرنين إلا بالقتل الذريع وسفك الدماء.

فأيّ أمة استقامت بالسلامة والعافية حتّى تستقيم هذه الأمة بطاعة اللّه (عزّوجلّ) ورسوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) وطاعة الأئمة الهادية (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وحصلت لآخر الأمم ونبيها آخر الأنبياء فكيف كان تهيأ الإستيصال بها بالفناء، وبمثل جرى على الأمم الهالكة مع الأنبياء (عَلَيهِم السَّلَامُ). (1)

ص: 106


1- كشف المحجّة: 75.

محاججة السيد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) مع أحد الفقهاء المخالفين.

[قال السيد الجليل علي بن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) ]:

واعلم يا ولدي أني كنت في حضرة مولانا الكاظم (عَلَيهِ السَّلَامُ) والجواد (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فحضر فقيه من المستنصرية كان يتردد علي (1) قبل ذلك اليوم، فلمّا رأيت وقت حضوره يحتمل المعارضة له في مذهبه قلت له: يا فلان ما تقول لو أنّ فرساً لك ضاعت منك وتوصلت في ردّها إليّ، أو فرساً لي ضاعت مني وتوصلت في ردّها إليك، أما كان ذلك حسناً أو واجباً؟ فقال: بلى، قلت له: قد ضاع الهدى إمّا منّي وإما منك، والمصلحة أن نتصف من أنفسنا وننظر من ضاع الهدى فنردّه عليه فقال: نعم، فقلت له: لا أحتج بما ينقله أصحابي، لأنّهم متهمون عندك ولا تحتج بما ينقله أصحابك، لأنّهم متهمون عندي أو على عقيدتي، ولكن نحتج بالقرآن، أو بالمجمع عليه من أصحابي وأصحابك، أو بما رواه أصحابي لك وبما رواه أصحابك لي. فقال: هذا إنصاف، فقلت له: ما تقول فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما؟ فقال: حق بغير شك، فقلت: فهل تعرف أن مسلماً روى في صحيحه عن زيد بن أرقم أنه قال ما معناه: أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على خطبنا في خم فقال:

«أيها الناس إنّي بشر يوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي مخلّف فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، أذكركم اللّه في أهل بيتي، أذكركم اللّه في أهل بيتي». (2)

فقال: هذا صحيح، فقلت: وتعرف أنّ مسلماً روى في صحيحه في مسند عائشة أنّها روت عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«أنّه لمّا نزلت آية: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيتِ وَيُطَهُرَكُمْ

ص: 107


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (اليّ).
2- صحیح مسلم: 1873/4 حديث 6-02408

تطهيراً» (1)جمع علياً وفاطمة والحسن والحسين (عَلَيهِما السَّلَامُ)، فقال : هؤلاء أهل بيتي». (2)

فقال: نعم هذا صحيح، فقلت له: تعرف أن البخاري ومسلماً رويا في صحيحيهما أنّ الأنصار اجتمعت في سقيفة بني ساعدة ليبايعوا سعد بن عبادة، وأنّهم ما نفذوا إلى أبي بكر ولا عمر ولا إلى أحد من المهاجرين، حتّى جاء أبو بكر وعمر وأبو عبيدة لما بلغهم في اجتماعهم، فقال لهم أبو بكر: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين يعني عمر وأبا عبيدة، فقال عمر: ما أتقدّم (3) عليك، فبايعه عمر وبايعه من بايعه من الأنصار، وأنّ علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) وبني هاشم امتنعوا من المبايعة ستة أشهر. (4)

وأنّ البخاري ومسلماً قالا فيما جمعه الحميدي من صحيحيهما: وكان لعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وجه بين الناس في حياة فاطمة (عَلَيهِما السَّلَامُ)، فلماّ ماتت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) بعد ستة أشهر من وفاة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) انصرفت وجوه الناس عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فلمّا رأى علي انصراف وجوه الناس عنه خرج إلى مصالحة أبي بكر (5)، فقال : هذا صحيح، فقلت له: ما تقول في بيعة تخلّف عنها أهل بیت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، الذين قال عنهم :

«أنهم الخلف من بعده وكتاب اللّه جلّ جلاله» (6)

وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فيهم:

«أذكركم اللّه في أهل بيتي» (7)

ص: 108


1- سورة الأحزاب: 33.
2- صحیح مسلم: 1870/4.
3- قال المؤلّف: في نسخة بدل (ما لتقدّم) وهي الظاهر، وفي أخرى (ما تقدّم).
4- صحيح البخاري 124/5، صحیح مسلم: 1872/4.
5- صحيح البخاري: 124/5، صحیح مسلم: 1873/4.
6- صحیح مسلم: 1873/4.
7- صحیح مسلم: 1872/4.

وقال عنهم :

«أنهم الذين نزلت فيهم آية الطهارة» (1)

وأنّهم ما تأخروا مدة يسيرة حتّى يقال: أنّهم تأخر وا لبعض الاشتغال، وإنّما كان التأخر للطعن في خلافة أبي بكر بغير إشكال في مدة ستة أشهر.

ولو كان الإنسان تأخر عن غضب يرد غضبه، أو عن شبهة زالت شبهته بدون هذه المدة، وأنّه ما صالح أبا بكر على مقتضى حديث البخاري ومسلم إلا لمّا ماتت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)، ورأى انصراف وجوه الناس عنه خرج عند ذلك إلى المصالحة، وهذه صورة حال تدل على أنه ما بايع مختاراً.

وأنّ البخاري ومسلم رويا في هذا الحديث أنّه ما بايع أحد من بني هاشم حتّى بايع علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال : ما أقدم على الطعن في شيء قد عمله السلف والصحابة. فقلت له: فهذا القرآن يشهد بأنهم عملوا في حياة النبي اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو يُرجى ويخاف، والوحي ينزل عليه بأسرارهم في حال الخوف، وفي حال الأمن، وحال الصحة، والإيثار عليه ما لا يقدروا أن يجحدوا الطعن عليهم به، وإذا جاز منهم مخالفته في حياته وهو يُرجى ويخاف، فقد صاروا أقرب إلى مخالفته بعد وفاته وقد انقطع الرجاء والخوف منه وزال الوحي عنه.

فقال: في أيّ موضع من القرآن؟ فقلت : قال اللّه جل جلاله في مخالفتهم في الخوف: «وَيَوْمَ حُنَيْن إذ أعْجَبَتْكُمْ كَفَرَنَكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بما رَحُبَتْ ثمّ وَلَيْتُمْ مُدْبِرِينَ»(2)، فروى أصحاب التواريخ أنه لم يبق معه إلا ثمانية أنفس: على (عَلَيهِ السَّلَامُ)، والعباس والفضل بن العباس، وربيعة وأبو سفيان ابنا الحارث بن عبد المطلب، وأسامة بن زيد وعبيدة بن أم أيمن، وروي أيمن بن أم أيمن.

ص: 109


1- صحيح البخاري: 124/5، صحیح مسلم: 1872/4.
2- سورة التوبة: 25.

وقال اللّه جل جلاله في مخالفتهم له في الأمن: «وَإِذَا رَأَوْا تَجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وتركُوكَ قَالَ قُلْ مَا عِنْدَ اللّه خَيْرٌ مِنَ اللّهوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللّه خَيْرُ الرَّازِقِينَ»(1)، فذكر جماعة من المؤرخين أنّه كان يخطب يوم الجمعة فبلغهم أنّ جمالاً جاءت لبعض الصحابة مزينة فسارعوا إلى مشاهدتها وتركوه قائماً، وما كان عند الجمال شيء يرجون الانتفاع به، فما ظنك بهم إذا حصلت خلافة يرجون نفعها ورئاستها.

وقال اللّه تعالى في سوء صحبتهم ما قال اللّه جل جلاله: «وَلَوْ كُنتَ فظا غليظ القلب لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمر»(2)، ولو كانوا معذورين في سوء صحبتهم ما قال اللّه جل جلاله: «فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفر لهم». (3)

وقد عرفت في صحيحي مسلم والبخاري معارضتهم للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في غنيمة هوازن، لمّا أعطى المؤلّفة قلوبهم أكثر منهم، ومعارضتهم له لمّا أعفى عن أهل مكة وتركه تغيير الكعبة وإعادتها إلى ما كانت في زمن إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) خوفاً من معارضتهم له، ومعارضتهم له لما خطب في تنزيه صفوان بن المعطل لما قذف عائشة، وأنه ما قدر أن يتم الخطبة، أتعرف أنّ هذا جميعه في صحيحي مسلم والبخاري؟، فقال: هذا صحيح.

فقلت: وقال اللّه جل جلاله في إيثارهم عليه القليل من الدنيا: «يا أيها الذينَ آمَنُوا إذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةٌ»(4)، وقد عرفت أنّهم امتنعوا من مناجاته ومحادثته لأجل التصدق برغيف وما دونه، حتّى تصدق علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعشرة دراهم عن عشر دفعات ناجاه فيها، ثمّ نسخت الآية بعد أن صارت عاراً عليهم وفضيحة إلى يوم القيامة بقوله جل جلاله: «اشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجْوَاكُمْ

ص: 110


1- سورة الجمعة: 11.
2- سورة آل عمران: 159.
3- سورة آل عمران: 159.
4- سورة المجادلة: 12.

صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللّه عَلَيْكُمْ»(1).

فإذا حضرت يوم القيامة بين يدي اللّه جل جلاله وبين يدي رسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وقالا لك: كيف جاز لك أن تقلد قوماً في عملهم وفعلهم وقد عرفت منهم مثل هذه الأمور الهائلة، فأيّ عذر وأي حجّة تبقى لك عند اللّه وعند رسوله في تقليدهم فيهت وحار حيرة عظيمة! فقلت له: أما تعرف في صحيحي البخاري ومسلم في مسند جابر بن سمرة وغيره أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال في عدة أحاديث:

«لا يزال هذا الدين عزيزاً ما وليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (2)

وفي بعض أحاديثه عليه وآله السلام من الصحيحين:

«ولا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (3)

وأمثال هذه الألفاظ كلها تتضمن هذا العدد الاثني عشر، فهل تعرف في الإسلام فرقة تعتقد هذا العدد غير الإمامية الاثني عشرية، فإن كانت هذه الأحاديث صحيحة كما شرطت على نفسك في تصحيح ما نقله البخاري ومسلم فهذه مصححة لعقيدة الإمامية وشاهدة بصدق ما رواه سلفهم، وإن كانت كذباً فلأي حال رويتموهما في صحاحكم، فقال: ما أصنع بما رواه البخاري ومسلم من تزكية أبي بكر وعمر وعثمان وتزكية من تابعهم؟

فقلت له: أنت تعرف أنتي شرطت عليك أن لا تحتج عليّ بما ينفرد به أصحابك وأنت أعرف (4) أنّ الإنسان ولو كان من أعظم أهل العدالة وشهد لنفسه بدرهم وما دونه ما قبلت شهادته، ولو شهد في الحال على أعظم أهل العدالة بما شهد من الأمور مما يقبل

ص: 111


1- سورة المجادلة: 13.
2- صحيح البخاري: 124/5، صحیح مسلم: 1452/3.
3- صحیح مسلم: 1452/3.
4- قال المؤلّف: في نسحة بدل (تعرف).

فيه شهادة أمثاله قبلت شهادته، والبخاري ومسلم يعتقدان إمامة هؤلاء القوم فشهادتهم لهم شهادة بعقيدة نفوسهم ونصرة لرياستهم ومنزلتهم. فقال: واللّه ما بيني وبين الحق عداوة، ما هذا إلا واضح لا شبهة فيه، وأنا أتوب إلى اللّه تعالى بما (1) كنت عليه من الاعتقاد.

فلمّا فرغ من شروط التوبة، إذا رجل من ورائي قد أكبّ على يدي يقبلها ويبكي، فقلت من أنت؟ فقال: ما عليك اسمي، فاجتهدت به حتّى قلت: فأنت الآن صديق أو صاحب حق، فكيف يحسن لي أن لا أعرف صديقي وصاحب حق عليّ لأكافيه، فامتنع من تعريف اسمه فسألت الفقيه الذي من المستنصرية، فقال: هذا فلان بن فلان من فقهاء النظامية سهوت عن اسمه الآن. (2)

القندوزي يعترف أن الأئمة الاثني عشر هم أهل بيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

يقول شير محمّد الهمداني: ذكر الشيخ الفاضل الشيخ سليمان الحسيني القندوزي في كتاب ( ينابيع المودّة) في الباب 77 ص 446 طبع إسلامبول، ما هذا لفظه :

قال بعض المحققين: إنّ الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان، علم أنّ مراد رسول اللّه (عزّوجلّ) من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه، لقلتهم عن اثني عشر، ولا يمكن أن يحمله على الملوك الأموية لزيادتهم على اثني عشر، ولظلمهم الفاحش إلا عمر بن عبد العزيز، ولكونهم غير بني هاشم، لأنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال : كلهم من بني هاشم، في رواية عبد الملك عن

ص: 112


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (حما).
2- کشف المحجّة: 76-81.

جابر، وإخفاء صوته (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في هذا القول يرجح هذه الرواية، لأنهم لا يحسنون خلافة بني هاشم، ولا يمكن أن يحمله على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور، ولقلة رعايتهم الآية : «قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المَوَدَّةَ في القُرْبَى» (1) وحديث الكساء، فلا بد من أن يُحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، لأنّهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتفاهم، وأعلاهم نسباً، وأفضلهم حسباً، وأكرمهم عند اللّه، وكان علومهم عن آبائهم متصلاً بجده (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وبالوراثة،واللدنية، كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتوفيق، ويؤيد هذا المعنى أي أن مراد النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته ويشهده ويرجحه حديث الثقلين، والأحاديث المتكثرة المذكورة في هذا الكتاب وغيرها (2)، انتهى ما أردت نقله من كتاب (ينابيع المودة).

محاججة السيد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) مع بعض الحنابلة

وقال السيّد الجليل علي بن طاووس في الفصل (99) من كتاب (كشف المحجّة):

وحضرني يا ولدي محمّد، حفظك اللّه جلّ جلاله لصلاح آبائك وأطال في بقائك نقيباً، وأتى رجلاً حنبلياً (3) وقال: هذا صديقنا ويحب أن يكون على مذهبنا فحدّثه. فقلت له: ما تقول إذا حضرت القيامة وقال لك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لأيّ حال تركت كافة علماء الإسلام (4)، واخترت أحمد بن حنبل إماماً من دونهم، هل معك آية من كتاب اللّه بذلك، أو خبر عني بذلك؟ فإن كان المسلمون ما كانوا يعرفون الصحيح حتّى جاء أحمد بن حنبل وصار إماماً، فعمّن روى أحمد بن حنبل عقيدته وعلمه؟ وإن

ص: 113


1- سورة الشورى: 23.
2- ينابيع المودة: 292/3.
3- كذا في الأصل والمصدر والصحيح: (رجل حنبلي).
4- كذا في الأصل والمصدر والصحيح: (علماء الإسلام كافة).

كانوا يعرفون الصحيح وهم أصل عقيدة أحمد بن حنبل، فهلا كان السلف قبله أئمّة لك وله. فقال: هذا لا جواب لي عنه لمحمّد صلى اللّه عليه، فقلت له: إذا كان لا بد لك من عالم من الأمة تقلّده فألزم أهل بيت نبيك عليهم السلام، فإنّ أهل كل أحد أعرف بعقيدته وأسراره من الأجانب، فتاب ورجع. (1)

وقلت لبعض الحنابلة: أيها أفضل آباؤك وسلفك الذين كانوا قبل أحمد بن حنبل إلى عهد النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، أو آباؤك وسلفك الذين كانوا بعد أحمد بن حنبل؟ فإنّه لا بد أن يقول: أنّ سلفه المتقدمين على أحمد بن حنبل أفضل، لأجل قربهم إلى الصدر الأول ومن عهد النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ).

فقلت: إذا كان سلفك الذين كانوا قبل أحمد بن حنبل أفضل فلايّ حال عدلت عن عقائدهم وعوائدهم إلى سلفك المتأخرين عن أحمد بن حنبل؟ وما كان الأوائل حنابلة، لأن أحمد بن حنبل ما كان قد ولد ولا كان مذكوراً عندهم، فلزمته الحجّة وانكشفت له المحجّة، والحمد للّه ربّ العالمين. (2)

محاججة السيد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) مع بعض الزيدية

[قال السيّد الجليل علي بن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) ]:

وحضر عندي يا ولدي محمّد، رعاك اللّه جل جلاله بعنايته الإلهية بعض الزيدية، وقد قال لي: إنّ جماعة من الإمامية يريدون مني الرجوع عن مذهبي بغير حجّة، وأريد أن تكشف لي عن حقيقة الأمر بما يثبت في عقلي.

قلت له أوّل ما أقول أنني علوي حسني وحالي معلوم، ولو وجدت طريقاً إلى ثبوت عقيدة الزيدية كان ذلك نفعاً ورئاسة لي دينية ودنيوية، وأنا أكشف لك بوجه

ص: 114


1- كشف المحجّة: 81.
2- كشف المحجّة: 81، الفصل المائة.

لطيف عن ضعف مذهبك بعض التكشف هل يقبل عقل عاقل فاضل أنّ سلطان العالمين ينفذ رسولاً أفضل من الأوّلين والآخرين إلى الخلائق في المشارق والمغارب، ويصدّقه بالمعجزات القاهرة والآيات الباهرة، ثمّ يعكس هذا الاهتمام الهائل والتدبير الكامل، ويجعل عيار اعتماد الإسلام والمسلمين على ظن ضعيف يمكن ظهور فساده وبطلانه للعارفين؟ فقال: كيف هذا؟

فقلت لأنكم إذا بنيتم أمر الإمامة - أنتم ومن وافقكم أو وافقتموه - على الاختيار من الأمة للإمام على ظاهر عدالته وشجاعته وأمانته وسيرته، وليس معكم في الاختيار له إلا غلبة الظن الذي يمكن أن يظهر خلافه لكل من عمل عليه، كما جرى للملائكة وهم أفضل اختياراً من بني آدم لما عارضوا اللّه جل جلاله في أنه جعل آدم خليفة وقالوا: «أتجعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ»(1)، فلما كشف لهم حال آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) رجعوا عن اختيارهم لعزل آدم وقالوا: «سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا»(2).

وكما جرى لآدم الأكل من الشجرة، وكما جرى لموسى في اختياره سبعين رجلاً من خيار قومه للميقات، ثمّ قال عنهم بعد ذلك: «أتُهلكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا» (3) حيث قفلوا : «أرِنَا اللّهَ جَهْرَةً»(4). وكما جرى ليعقوب (عَلَيهِ السَّلَامُ) في اختياره أولاده الحفظ ولده يوسف، وغيره من اختيار الأنبياء والأوصياء والأولياء، وظهر لهم بعد ذلك ذا الاختيار ضعف تلك الآراء.

ص: 115


1- سورة البقرة: 30.
2- سورة البقرة: 32.
3- سورة الأعراف: 155.
4- سورة النساء: 153.

فإذا كان هؤلاء المعصومون قد دخل عليهم في اختيارهم ما قد شهد به القرآن والإجماع من المسلمين، فكيف يكون اختيار غيرهم ممن يعرف من نفسه أنه ما مارس أبداً خلافة ولا إمارة ولا رياسة، حتّى يعرف شروطها وتفصيل مباشرتها فيستصلح لها من يقوم لها، وما معه إلا ظن ضعيف بصلاح ظاهر من يختاره.

وهل يقبل عقل عاقل وفضل فاضل أن قوماً ما يعرفون مباشرة ولا مكاشفة تفصيل ما يحتاج إليه من يختارونه، فيكون اختيارهم لأمر لا يعرفونه حجّة على من حضر وعلى من لم يحضر ؟! أما هذا من الغلط المستنكر.

ومن أين للذين يختارون إمامهم معرفة بتدبير الجيوش والعساكر، وتدبير البلاد، وعمارة الأرضين والإصلاح، لإختلاف إرادات العالمين، حتّى يختاروا واحداً يقوم بما يجهلونه، إنا للّه وإنا إليه راجعون ممن قلدهم في ذلك أو يقلدونه. ومما يقال لهم: إنّ هؤلاء الذين يختارون الإمام للمسلمين، من الذي يختارهم [هم] التعيين الإمام؟ ومن أي المذاهب يكونون؟ فإنّ مذاهب الذين يذهبون إلى اختيار الإمام مختلفة، وكم يكون مقدار ما بلغوا إليه من العلوم حتّى يختاروا عندها الإمام؟ وكم يكون عددهم؟ وهل يكونون من بلد واحد أو من بلاد متفرقة؟ وهل يحتاجون قبل اختيارهم للإمام أن يسافروا إلى البلاد يستعلمون من فيها ممن يصلح للإمامة أو لا يصلح؟ أو هل يحتاجون أن يراسلوا من بعد عنهم من البلاد ويعرفونهم أنهم يريدون اختيار الإمام للمسلمين؟. فإن كان في بلد غير بلدهم من يصلح أو يرجح ممن هو في بلادهم يعرفونهم أم يختارون من غير كشف لما في البلاد، ومن غير مراسلة لعلماء بلاد الإسلام؟

فإن كان سؤال من هذه السؤالات يتعذر قيام الحجّة على صحته وعلى لزومه اللّه جل جلاله، ولزومه لرسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ولزومه لمن لا يكون مختاراً لمن يختارونه من علماء الإسلام

ص: 116

أفلا ترى تعذر ما أدّعوه من اختيار الإمام. (1)

ولقد سمع مني بعض هذا الكلام شخص من أهل العلم من علم الكلام، فقال: إنّ الناس مازالوا يعملون في مصالحهم على الظنون.

فقلت له: هب أنهم يعملون في مصالحهم في نفوسهم بظنونهم، فكيف تجاوزوا ذلك إلى التحكم على تدبير اللّه جل جلاله في عباده وبلاده، والإقدام بظنونهم الضعيفة على هدم الاهتمام بثبوت أقدام النبوة الشريفة، ونقل تدبيرها عن اليقين الشريف إلى الظن الضعيف؟! ومن جعل لهم ولاية على كل من في الدنيا والدين، وما حضروا معهم في اختيار الإمام، ولا شاركوهم ولا أذنوا لهم من سائر بلاد الإسلام؟!

ومن وليهم عليّ وأنا غافل بعيد عنهم، حتّى يختاروا لي بظنهم الضعيف إماماً ما وكلتهم فيه ولا أرضى أبداً بالاختيار منهم ؟ فهل هذا إلا ظلم هائل وجور شامل من غير رضى من يدعي (2) وكالته ونيابة ما استنابه فيها من غير رضى من يدعي نيابته.

ثمّ قلت لهم : أنتم ما كنتم تتفكرون فساده في أوّل مرة (3) لما أظهر العدل واجتمعتم عليه، فلما تمكن منكم قتلكم وأخذ أموالكم، وقد رأيتم ورأينا وسمعتم وسمعنا من اختيار الملوك والخلفاء، والاطلاع على الغلط في الاختيار لهم وقتلهم وعزلهم وفساد تلك الآراء. وقلت لهم : أنتم تعلمون أنه يمكن أن يكون وقت اختياركم لواحد من ولد فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) غير معصوم ولا منصوص عليه، أن يكون في ذلك البلد وغيره ممن هو مثله أو أرجح منه ولا تعرفونه، فكيف تبايعون رجلاً وتقتلون أنفسكم بين يديه ولعل غيره أرجح منه وأقوم مما تريدون.

وقلت له: أنتم يا بني الحسن، لعل ما منعكم من القول بإمامة أئمة بني الحسين إلا

ص: 117


1- كشف المحجّة 82-84، الفصل الحادي والمائة.
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (ممن يدّعى وكالته).
3- قال المؤلّف: في نسخة بدل (أمره).

انّكم ولد الإمام الأكبر، ولعلكم أبيتم أن تكونوا تبعاً لولد الإمام الأصغر، وما أراكم خلصتم من هذا العار، لأنّكم قلدتم زيداً وهو حسني، فنسبتم مذهبكم إليه، وفي بني الحسن والحسين (عَلَيهِما السَّلَامُ) هم من هو أفضل منه قبله كان عبد اللّه بن الحسن وولداه، والباقر و الصادق (عَلَيهِما السَّلَامُ) ما يقصرون عنه.

ثمّ إنّكم ما وجدتم له فقها أو مذهباً يقوم بالشريعة فتممتم مذهبكم بمذهب أبي حنيفة وأبو حنيفة من العوام والغلمان لجدكم ولكم، فإذا رضيتم إماماً زيدياً وهو حسني مرقع مذهبه بمذهب أبي حنيفة، فأنا أدلكم على الباقر والصادق وغيرهما (عَلَيهِم السَّلَامُ) من بني الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) من غير مرقعين وعلومهم كافية في أمور الدنيا والدين.

ثم قلت له: الناس يعرفون إنا كنا معشر بني هاشم رؤساء في الجاهلية والإسلام، وما كنا أبداً تبعاً ولا أذناباً للعوام، فلما بعث محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وشرفنا بنبوته وشريعته، نصير تبعاً الغلمانه وللعوام من أمته، وتعجز عناية اللّه جلّ جلاله به أن يكون لنا رئيس منا، أي مصيبة حملتكم على ذلك، وفينا من لا يحسن أبو حنيفة [أن] يجلس بين يديه، ويحتاج أبو حنيفة وغيره من العلماء أن يقرءوا عليه، فعرف الزيدي الحق ورجع عن مذهبه في الحال، وقد اختصرت في المقال. (1)

في إيراد جملة من الحجج لمعرفة الأئمة صلوات اللّه عليهم

قال السيّد العالم علي بن طاووس في الفصل (55) من كتاب (كشف المحجّة):

وأمّا معرفة جملة الأئمة من عترة جدك سيد المرسلين صلوات اللّه عليه وعليهم أجمعين، فاعلم يا ولدي محمّد، أنّ الطريق إلى معرفتهم أسهل مما يتوهمه كثير من الخلائق وقد كشفت لك الأمور في كتاب (الطرائف) فأوضحت عن طرق الحقائق، وأذكرها هنا جملاً بسيرة تغني عن التفصيل والتطويل، منها:

ص: 118


1- كشف المحجّة: 84-86، الفصل الثاني والمائة.

إنّ العقول قاضية إنّ كمال رحمة اللّه جلّ جلاله بعباده، يقتضي أن يكون لهم في كل زمان وأوان من يدلّهم على مراده دلالة تغني عن التأويل وعن الاختلاف، وتصون عن التضليل.

ومنها: إنّ كمال نبوة جدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و أرحم العباد، وشفقته على أمته إلى آخر أيام النفاد يقتضي أن يكون نظره الشريف صلوات اللّه عليه في الهداية والدلالة لمن قرب منه وبعد عن أيام الرسالة على حد واحد، وهذا ما يصح إلا بمن يقوم بمقامه كل زمان على نحو وصفه الكامل بالعصمة في السراء والضراء والسر والإعلان.

ومنها: إنّ جدك محمّداً صلوات اللّه وسلامه عليه وآله كان ما يخرج في غزوة إلا ويجعل في المدينة نائباً، ومدة الغزاة قصيرة في حياته، فكيف يقبل العقل أنّه ترك الأمة مهملة من نائب ينص عليه والمدة طويلة خطيرة كثيرة بعد وفاته ؟!

ومنها: إنّ جدك محمّد عليه واله أفضل السلام والتحية ما كان ينفذ عسكراً أو سرية إلا ويجعل فيهم رئيساً عليهم، يضم شملهم ويصلح فاسدهم ويحسن إليهم، فكيف تقبل العقول أنه يترك الأمة كلها بعد وفاته إلى اللّه جل جلاله في مسافة مدتها إلى الآن ست مائة وتسع وثلاثون سنة، وبعدها إلى يوم القيامة، ولا يجعل لهم رئيساً يصلح حالهم ويصونهم عن الذي جرى عليهم من الاختلاف والندامة.

ومنها: نصوص اللّه جلّ جلاله، وتقدس كماله على جدك مولانا علي بن أبي طالب حصلوات اللّه وسلامه عليه بالآيات الباهرات في ذاته وصفاته وفي مقاماته، وتعريف الأمة بكرامته وما أخبرها من أسرار اللّه جلّ جلاله ورسوله صلوات اللّه عليه وآله الدالة على أنها نصوص عليه بأن مرجع الأمة في جميع أمورهم إليه، فإنّ الصفات الكاملة للرئيس في رئاسته نصوص على إمامته، والصفات الناقصة المرعيته نصوص عليهم أنّهم في حكم شريعته وتبع الإرادته.

ص: 119

ومنها: إنّ جدك محمّداً صلوات اللّه عليه وآله حرّم على من حرم عليه من أمته أن يتركوا الوصية، وقال:

«من مات بغير وصية فقد مات موتة جاهلية» (1)

فكيف قبلت العقول أن من يعلم الناس الوصية لمن يخلفونه يترك الوصية بهم بالكليّة، وقد علم أنهم يختلفون بعد وفاته ويخالفونه.

ومنها: إنّ كل منصف عاقل فاضل من أهل الإسلام بعيد أن يقبل عقله أنّ محمّداً جدك عليه وآله أفضل الصلاة والسلام يتلوا عليهم قرآناً يتضمن: «اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِيناً»، (2) ثمّ يدعي مدع أنّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مات وترك أمته متحيرين في الإمامة، وهي من أهم أمور الإسلام والمسلمين، حتّى ضرب بعضهم رقاب بعض، وكذب بعضهم بعضاً، وتفرّقوا ثلاثاً وسبعين فرقة، وافتضحوا بين أهل الملل، أين هذا الاختلاف والنقصان من وصف دينه بالكمال بصريح القرآن، لولا أنهم افتضحوا وخالفوا دليلهم على الأسلاف (3) بالغلط والبهتان.

يا ولدي محمّد، إنّ هذه الآية نزلت يوم نص رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على أبيك علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه وآله، النص العام يوم الغدير، كما رواه جميع أهل الفضل من المسلمين للتعصب (4) لستر هذا اليوم الذي كان ينبغي أن يعرف تاريخه جمهور العارفين، ويكون عبداً عظيماً واضحاً مبيناً حيث أكمل اللّه جل جلاله فيه الدين وأتم النعمة ورضي لنا الإسلام ديناً.

ولقد ذكرت في (الطرائف) من صحاحهم أن بعض اليهود قال: لو كان مثل هذا

ص: 120


1- المقنعة: 102 وسائل الشيعة 352/13 حديث 8.
2- سورة المائدة: 3.
3- في بعض النسخ: (الائتلاف).
4- في بعض النسخ: (المتعصب).

اليوم في التوراة كان عيداً لهم مسنوناً.

ومنها: يا ولدي محمّد، صانك اللّه جلّ جلاله بدروعه الواقية وعناياته الكافية، أنه كان ينبغي لأهل الإسلام أن يعتقدوا جميعاً أن محمّداً جدك (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وصّى بهم إلى من يقوم مقامه ولم يعرفوه باسمه، لأنّ ذلك مناسب لصفات كماله المعلومة، التي لا يدخلها طعن ولا نقص في خصاله، فكيف بلغ التعصب إلى تكذيب ما يروى متواتراً من النصوص بالوصية، وهي من جملة صفاته (عَلَيهِ السَّلَامُ) الكاملة النبوية، وهان الرضا بالطعن على صفاته الكاملة بنقصه بترك الوصية، إنّ هذا من عجيب المكابرة والعصبية.

ومنها: إنّنا لو فرضنا أنّها قد بلغت العقلاء وفاة جدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قبل أن يختلف المسلمون في أنّ هل نص على أحد يقوم مقامه أم لا؟ وإلا قد شاع أنّه قال:

«كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» (1)

أليس كان يعتقد كل عاقل بعيد المكان عن مدينته إنّه ما مات إلا وقد نص على من يقوم مقامه في أمته، فإنّه ما هون بما يحتاج الناس من وصيته وترتيب سائس لرعيته، فكيف جاز جحود ما سبق إلى فطرة العقول من كمال الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وهو الذي يتلقاه الألباب بالقبول ؟!

ومنها: إنّه لو سأل سائل القوم الذين كانوا يدّعون على أنّه ما نص على من يقوم مقامه في الأمة وقال لهم: ما تقولون إنّه لو نص على أحد كما يعتقده أهل العصمة هل كنتم تقبلون منه أو تعرضون عنه؟

فلا بد أنّهم يقولون إنّهم كانوا يقبلون من نصه على من يقوم مقامه للعباد، فإذا :قالوا إنهم كانوا يقبلون، فيقال لهم: فعلى قولكم هذا يكون الذنب واللوم في كل ما وقع بترك النص من التفريق والعناد والفساد عليه أو على من أرسله على مقتضى قولكم

ص: 121


1- مسند أحمد: 5/2.

الذي بعدتم فيه من العقل والسداد، فهل بقي إلا أنه نص على من يقوم مقامه وركب الحجّة على العباد، وكان الذنب واللوم لمن خالف نصه من الأعداء والحسّاد.

ومنها: أن يقال لمن زعم أن الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) لا يحتاجون إلى العصمة: هل تقبل عقولكم أنّ نبينا علم اللّه تعالى أنّه يفتح في حياته قريات وحصوناً صغيرة ويسلم على يديه نفوس يسيرة، فيجعله اللّه جل جلاله معصوماً ويزيد الوحي إليه ويكلمه فيما يحتاج أمته إليه، ثمّ يعلم أنّ بعد وفاته يحتاج الناس إلى رئيس يفتح أضعاف ما فتحه من البلاد، ويسلم من الأمم أضعاف من أسلم على يده من العباد، وينتشر حيلهم ويقع الخلف بينهم وينقطع الوحي عنهم، ولا يكون الذي يقوم مقامه فيهم معصوماً، حتّى يقوم في الأثقال الزائدة ويوثق منه بالعدل وترك الأعمال الفاسدة، هذا ما يدعيه على اللّه جل جلاله وعلى جدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلا عقول غافلة أو جاهلة أو معاندة.

ومنها: إنّ بني آدم قد خلقوا من أخلاط متضادة، من حار وبارد ورطب ویابس وجواهر وأجسام ترابية، وعقول وأرواح روحانية، فمتى لم يكن لهم إمام على صفات صاحب النبوة صلوات اللّه عليه وآله قد اصطلحت الأمور المتضادة فيه، وصار فعاله موافقاً لمقاله مكمّلاً في سائر أحواله كان له شغل شاغل بالمتضادات في ذاته وصفاته عن تقويم الخلائق المتنازعين له في إرادته.

ومنها: النصوص الصريحة من طرق المخالف والمؤالف التي قد عمي العدو عنها حتّى نقلها، كما عمي اليهود والنصارى على نصوص اللّه جل جلاله، ونصوص عيسى و موسى (عَلَيهِما السَّلَامُ) على محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بالنبوة، ونقلوها مع الجحود لها والغفلة عنها، المتضمنة لإمامة أبيك أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بغير فصل بعد جدك سيد المرسلين (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وإمامة الاثني عشر من عترتهما الطاهرين صلوات [اللّه] عليهم أجمعين، ومن واحد منهم إلى واحد على حد واحد من العدد والتسمية والتعيين وانتظام كمال كل واحد منهم في العلم وجواب السائلين وما

ص: 122

يحتاج إليه أهل وقته من المكلفين، وتعظيمهم عند العدو والولي في الحياة، وتعظيم قبورهم مع كثرة الأعداء لهم بعد الوفاة.

وفي ذلك الإطباق والاتساق آيات بينات باهرات للناظرين، وحجج لربّ العالمين ولسيّد المرسلين، لئلا يقولوا يوم القيامة: إنا كنّا عن هذا غافلين، وقد أشرت في كتاب (الطرائف) إلى تفاصيل منها على الوجه الواضح الكاشف، وسيأتي في فصول هذا الكتاب زيادة تنبيه وتفصيل شاف لذوي الألباب إن شاء اللّه تعالى.

ومنها: إنّ علوم أئمتك صلوات اللّه عليهم كانت آية اللّه جلّ جلاله فيهم ومعجزة دالة على إمامتهم، لأنهم لم يعرف لهم أستاذ يترددون إليه ولا يشتغلون عليه، ولا رآهم شيعتهم ولا أعداؤهم أنهم يقرؤن تلك العلوم على آبائهم على عادة المتعلمين، ولا على صفات المدرسين ولا عُرف لهم كتاب مصنّف اشتغلوا فيه، ولا تأليفاً دروا حفظ معانيه ولم يعرف عنهم إلا إذا مات الحي منهم قام الباقي بعده من ولده الذي أوصى إليه بالإمامة مقامه في علمه وكلما يحتاج إليه من الخصائص والكرامة.

ومنها: إنّ رواة الشيعة الإمامية أجمعوا على الإطباق والوفاق من حياة جدك محمّد، وأبيك علي صلوات اللّه عليهما وآلهما، إنّ الأئمة من ذريتهما يكونون عدداً معيناً بالأسماء، وتعيين الآباء والأبناء، وكمال الصفات، ثمّ صدق اللّه جل جلاله تلك الروايات بوجودهم على ما تقدم الخبر به من الأوقات السالفات، وكان هذا من آيات اللّه جلّ جلاله فيهم، ومعجزات رسوله إكراماً لهم (عَلَيهِم السَّلَامُ) ومعجزات إمامتهم.

ومنها: إنك لا تجد أحداً من القرابة والصحابة اتفق له اتفاقاً ولا استحقاقاً وجود العدد الذي أجمعت عليه الإمامية من ولد عن والده وطرف عن تالد وموصوف كل واحد منهم بعلم باهر وزهد،ماهر، وله شيعة يدينون اللّه جل جلاله بإمامته، قد طبقوا الأرض، لا يزيدهم كثرة عدوهم وقتل نفوسهم وتغلب الملوك عليهم إلا قوة في عقيدتهم.

ص: 123

ومنها: إنّك لا تجد الأئمة من قومك الطاهرين عجزوا عن شيء من جوابات السائلين أو رجعوا إلى كتب المصنفين، ولا الاستعانة بغيرهم من علماء المسلمين، وإن مثلوا عن أخبار الملأ الأعلى بادروا بالجواب وأخبروا بالصواب، وإن سُئلوا عن أسرار من مضى من الأمم السالفة أخبروا بغير توقف ولا ارتياب وإن سُئلوا عن تفسير الكتاب أو الشريعة وما يتبعها من أسرار يوم الحساب أجابوا جواب العالم بتفصيل الأسباب، وهذا من آيات اللّه جل جلاله فيهم ومعجزات رسوله صلوات اللّه عليه وعليهم ومعجزات أبيهم.

ومنها: إنّك تجد كتب الشيعة ورواياتهم متواترة ومتظافرة بتعريف خلق كثير منهم بأوقات وفاتهم وإنفاذ أكفان لهم لتلك الأوقات في حياتهم، وتصديق ما أخبروا به وكل ذلك من آيات اللّه جلّ جلاله الباهرة وحججه القاهرة.

ومنها: إنك تجد كتب الشيعة ورواياتهم متظافرة بتعريف جماعة كثير منهم كم يولد لهم من الأولاد، وأسماء من يولد له، وسطر الجواب عن هذه السؤال عن الأسرار الإلهية والمعجزات النبوية والدلالات على الإمامة المرضية على رؤوس الأشهاد، وهي من الحجج الواضحة والدلائل الباهرة.

ومنها: إنّك تجد كتب الشيعة وغيرهم مما ناظروا به أهل الأديان، وكيف خاطبوا كلاً منهم بكتابه إن كان يهودياً فرؤوا له من التوراة، وإن كان نصرانياً قرؤوا له بالإنجيل، وما عُرف لهم أبداً تردد ولا اتحاد ولا وداد لأهل تلك الكتب بالكلية، وكان ذلك من الآيات اللازمة لمن عرفها من البرية، وقد اقتصرت على يسير من كثير من الدلالة لئلا أطيل عليك في الرسالة. (1)

ص: 124


1- كشف المحجّة: 36-43، الفصول 55-60.

يقول شير محمّد : سأورد خبر عبد العزيز بن مسلم عن أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وفيه:

«وأمر الإمامة من تمام الدين، ولم يمض (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حتّى بين لأمته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد سبيل الحق، وأقام لهم علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) بل علماً وإماماً وما ترك [هم] شيئاً يحتاج إليه الأمة إلا بينه، فمن زعم أن اللّه (عزوجلّ) و لم يكمل دينه فقد رد كتاب اللّه، ومن رد كتاب اللّه فهو كافر به هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم، إنّ الإمامة أجلّ قدراً وأعظم شأناً وأعلا مكاناً وأمنع جانباً وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماماً باختيارهم». (1)

ثم قال ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) : وأما ما تشبث به من ضل عن سواء السبيل بحديث يوم السقيفة وما جرى فيه من التأويل، فقد كان ينبغي لهم أن يجتهدوا في ستر الحال على أولئك الجماعة، وتغطية ما فضحوا به أنفسهم من ترك نبيّهم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) المفروض الطاعة، الذي أمرهم اللّه جل جلاله بتعظيمه وتوقيره، وكان سبب ما وصلوا إليه من خير الدنيا والآخرة قليله وكثيره، ولم يصبروا حتّى يغسل ويكفن ويقضى حق المصيبة يفقده، بل سارعوا إلى تركه على المغتسل، واشتغلوا بطلب ما زهدهم فيه من الدنيا، كأنّهم كانوا يتمنون،موته، والتمكن من الدنيا بعده.

وكان يليق بالتوفيق أن يشغلوا أولياءهم بالفكر هل يعفو اللّه عن ذلك التفريط الهائل والاستخفاف الذاهل، وهل يقبل اللّه جل جلاله التوبة من ذلك القبيح الخاطل فكيف صار مقام الخطأ والاعتذار والاستغفار من مقامات الاحتجاج والانتصار ؟

«إنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الأبصَارِ» (2) وفضيحة من فضائح دار الاغترار.

واعلم يا ولدي محمّد، وصل اللّه جل جلاله بينك وبين معرفة مراده، صلة تكمل

ص: 125


1- الكافي: 199/1.
2- سورة آل عمران: 13.

لك شرف إسعاده وإنجاده، أنه لو كان الاجتماع في السقيفة لغير الحيلة على مراسم مخالفة جدك صلوات اللّه عليه وآله المقدسة المنيفة، ولغير منافسة من نافس من الأنصار لمن خافوا تغلبه على أبيك أمير المؤمنين من المهاجرين، كأن يكون اجتماعهم في مسجد جدك محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فإنه كان محل اجتماع المسلمين، وموضع المشاورة وتدبير المختلفين، ومجلس إصلاح أمور الدنيا والدين، وكانوا تناصحوا أو تواصلوا وسمع بعضهم من بعض على عادة المناصحين والمتفقين والمشفقين.

وهذا واللّه لا يخفى يا ولدي على من له اطلاع على ما جرى من أحوال أولئك المحتالين والمتغلبين، ولذلك تأخر بنو هاشم وغيرهم من متابعتهم، وأعقب الهلاك إلى يوم يظهر الإسلام على جميع أعداء الدين، وصار ذلك التحيل والتغلب سُنّة، حتّى وصلت خلافة الإسلام إلى ملوك بني أمية الظالمين، وإلى الخوارج وغيرهم من المتأولين، وأظلمت الطرق بين الأمة وبين سيّد المرسلين وعترته الطاهرين صلوات اللّه عليهم أجمعين.

ومما يدلك يا ولدي محمّد، شرّفك اللّه جل جلاله بزيادة دلالته وسعادة عناياته، على كذب من زعم أن جدك محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) انتقل إلى جوار اللّه جل جلاله ولم ينص على إمام يقوم مقامه في أمته، وأنّ الذين فتحوا ذكره بذلك قد ردوا على أنفسهم وشهدوا بنصه عليه وآله السلام على إمام معلوم بقبيلته بإجماعهم وتواترهم أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«الأئمة من قريش» (1).

وهذا نص صريح منه على تعيين الإمام وإنّه من قبيلة قريش دون سائر القبائل، فإن كان تعيين القبيلة لئلا يضل الأمة عن قبيلته وشفقته على أمته، فالعقل يشهد أن تعيين الإمام من هذه القبيلة - قريش - العزيزة عليه، وصيانتها من الضلال والاختلاف الذي بلغ حالها إليه، كان أليق بشفقته وأهم عند نبوته، وإن المقتضي تعيين القبيلة هو المقتضي

ص: 126


1- مسند أحمد: 51/2.

تعيين واحد منها عند من أنصف من نفسه وعرف ما عامل اللّه جل جلاله ورسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) به المسلمون من هدايته ورحمته.

وإلا فكيف قضى العقل أنه نزه البعداء من قريش عن الضلال، وعرّفهم أن الإمام ما هو منهم بحال من الأحوال وترك قومه قريشاً الذين قال اللّه جل جلاله فيهم على التعيين: «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقربين» (1) مختلفين ضالين هالكين بإهمال تعيين اسم الإمام منهم، أما يكون ذلك - على قول الذين ذكروا أنه ما نص على واحد منهم سبب كل ضلال أو هلاك وقع منهم، إن ذلك لمستحيل في العقول ولبهتان في المنقول. (2)

يقول شير محمّد: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في خطبة له :

«بنا يُستعطى الهدى، ويُستجلى العمى، إنّ الأئمة من قريش، غُرِسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم». (3)

وقال ابن أبي الحديد في شرح هذا الكلام في الجزء التاسع ص 422 طبع مصر: فإن قلت: إنّك شرحت هذا الكتاب على قواعد المعتزلة وأصولهم، فما قولك في هذا الكلام وهو تصريح بأنّ الإمامة لا تصلح من قريش إلا في بني هاشم خاصة، وليس ذلك بمذهب للمعتزلة، لا متقدميهم ولا متأخريهم قلت: هذا الموضع مشكل، ولي فيه نظر، وإن صح أنّ علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) اللّه،قاله قلت كما قال، لأنه ثبت عندي أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«إنه مع الحق وإنّ الحق يدور معه حيثما دار». (4)

وقال ابن أبي الحديد أيضاً في الجزء الثاني من شرح النهج ص 212 في كلام له :

ص: 127


1- سورة الشعراء: 214.
2- كشف المحجّة: 43-45، الفصول (60-63).
3- شرح نهج البلاغة: 84/9.
4- شرح نهج البلاغة: 87/9.

وحكمه في ذلك حكم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؛ لأنه قد ثبت عنه في الأخبار الصحيحة أنه قال:

«علي مع الحق والحق مع علي، يدور حيثما دار». (1)

ولعل قوله : وإن صح أنّ علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ)... إلخ وقع خوفاً وتقية، لأنهّ صرح بضلال من زعم أن كتاب (نهج البلاغة) أو بعضه منحول إلى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، صرح بذلك في الجزء العاشر من شرح النهج ص 546 طبع مصر. (2)

[ ثمّ قال السيد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) ]: وليس بغريب مع قوم قد بلغ اختلاطهم وجهلهم وجنونهم إلى أن عرفوا متواتراً لا يختلفون فيه، أن جميع من يعتبر بأعماله من أهل المدينة من الصحابة والتابعين والصالحين، ومن حضر هم من سائر المسلمين أجمعوا على أن عثمان بن عفان حلال الدم يجب المبادرة إلى قتله، ولا يحل تغسيله ولا الصلاة عليه ولا دفنه، وقتلوه على هذه الحالة، وبقي ثلاثة لا يرى أحد منهم دفنه، حتّى دفنه بعض بني أمية سراً من الصحابة والتابعين والصالحين.

ثم بعد الاجتماع والتواتر والبراءة من عثمان وخروجه عن حكم الإسلام والإيمان، عادوا إلى تكذيب الصحابة وأهل المدينة ومن حضرهم من المسلمين وطعنوا عليهم وفضحوهم في البلاد، وشرعوا يمدحون عثمان بن عفان، ويشكرونه ويثنون عليه بالبهتان، ويطعنون بذلك على أهل المدينة كافة وأعيان الصحابة، ويشهدون عليهم أنهم قد يجتمعون على المحال، ويستحلون ما حرّم اللّه من الدماء استحلالاً، وفي ذلك طعن على روايتهم عنهم، وهدم لما نقلوه من الإسلام الذي ظهر منهم.

وزاد حديث التعصب لعثمان حتّى يُذكر على المنابر بالمدح وتعظيم الشأن وافتضحنا مع اليهود والنصارى وأعداء الدين بهذه المناقضات البعيدة من صفات العارفين والعقلاء، وقد كان الواجب قطع حديث عثمان بالكلية، وطمّ جيفة ذكره في الملة النبوية،

ص: 128


1- شرح نهج البلاغة: 2/ 297.
2- شرح نهج البلاغة: 129/10.

حتى لا يبقى له ذكر إن أمكن بحال من الأحوال، تزكية للصحابة والتابعين، ومن وافقهم على استحلال دمه وموافقته لهم في الفعل، فهل يستبعد من مثل هؤلاء الجهال المخالفة لجدك محمّد صلوات اللّه عليه وآله والتعصب على أبيك على (عَلَيهِ السَّلَامُ) بما وقع بينهم من الاختلاف. (1)

وليس بغريب من أمة كان فيهم علي بن الحسين [زين العابدين] (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أمه بنت كسرى من أعظم ملوك الدنيا، وجده محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ملك الدنيا والآخرة، وأبوه علي من أعظم خلفاء الإسلام، وهو على صفات فضل بها أهل زمانه ودلت على علو شأنه، فيتركونه ترك من لا يلتفتون إليه ولا يعرضون نفوسهم عليه، ويطرحون نفوسهم على بني أمية الملاعين، ويبايعونهم بالاتفاق والوفاق، وترك الشقاق والافتراق، ويهدمون بذلك أركان الإسلام والمسلمين، فهل يستبعد من هؤلاء وأمثالهم ما وقع من ضلالهم عن أبائك الطاهرين، واختلالهم وسوء أفعالهم وتعصبهم لمحالهم؟!

وليس بغريب من قوم عابوا جدك الحسن على صلح معاوية، وهو كان بأمر جده رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقد صالح جده الكفار، وكان عذره في ذلك أوضح الأعذار.

فلمّا قام أخوه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بنصرهم وإجابة سؤالهم، وترك المصالحة ليزيد المارق كانوا بين قاتل وخاذل حتّى ما عرفنا أنهم غضبوا في أيام يزيد لذلك القتل الشنيع ولا خرجوا عليه ولا عزلوه عن ولايته وغضبوا لعبد اللّه بن الزبير وساعدوه على ضلالته، وافتضحوا بهذه المناقضة الهائلة، وظهر سوء اختياراتهم النازلة، فهل يستبعد من هؤلاء ضلال عن الصراط المستقيم، وقد بلغوا إلى هذا الحال السقيم العظيم الذميم؟!

اعلم يا ولدي محمّد، أسعدك اللّه جل جلاله بسعادة خاصته وأيدك بكامل عنايته أنني حادثت يوماً بعض أهل الخلاف، وكان يرجى منه حصول الإنصاف، وقلت له:

ص: 129


1- كشف المحجّة: 45، الفصل الثالث والستون.

أنت تعرف أبا بكر، قال لما حضر في سقيفة بني ساعدة وعمر عن يمينه وأبو عبيدة عن يساره قد اخترتُ لكم أحد هذين الرجلين، يريد أنهما أحق بالخلافة منه ومن سواه، فإن كان هذا الاختيار منه لهما عن حقيقة وموافقاً لطاعة اللّه ورضاه، فتقديم نفسه بالخلافة عليهما بعد هذا المقال خيانة للأمة، وخلاف ما كان قد نص عليهما في أنّهما أقوم بتلك الأثقال.

وإن كان هذا الاختيار منه لهما عن حيلة تشاوروا فيها، بأن يقول هو هذا ويقولان هما: إنا نريدك، أو قال هذا وهو يعلم أنه أقوم بأمر الخلافة وأصلح للأمة فقد غش المسلمين، وخان ربّ العالمين وسيّد المرسلين في تعيينه على عمر وأبا عبيدة بالخلافة، فعرف المخالف الحق، وعلم أن أمورهم كانت مغالبة وحيلة على الملك من غير مراقبة اللّه تعالى ولا مخافته منه جل جلاله.

واعلم يا ولدي محمّد، خلفني اللّه جل جلاله فيك أحسن الخلافة، وكمل لك تحف العناية والرأفة أنني ذاكرت بعض من يعرف ما جرى يوم السقيفة من التهون بالدين والمنافسة من أولئك الأنصار لمن غالبوه ونافسوه من المهاجرين، فقلت: إن كان اجتماع من اجتمع في السقيفة من الأنصار له أثر في الاستقامة والإمامة، فقد اتفقوا قبل حضور أبي بكر وعمر عندهم على أنّ الإمامة فيهم، وأن المهاجرين لا إمامة لهم بتعيينهم على سعد بن عبادة، فإن كان إجماعهم الأول يحتمل الغلط والخطأ بل كان عندهم غلطاً (1) وخطأ لتقديمهم على قريش فكذا كان عقد من عقد منهم الخلافة لأبي بكر يحتمل الغلط والخطأ، بل قد كان غلطاً وخطأ؛ لما جرى من سوء عاقبته واختلاف المسلمين، وإطباق أهل البيت على غلط ذلك العقد ومضرته.

ص: 130


1- كذا، والأصح (غلط).

ولو لم يكن من دلائل غلطهم، إلا سبقهم لشيوخ آل أبي طالب وآل عباس وبني هاشم، وأعيان المهاجرين والزهاد من الناس إلى الاختيار لرجل يقدّمونه عليهم من غير مشاورة لهم ولا طلب حضورهم ولا مراسلة إليهم.

ومن عجائب ذلك الاجتماع أن أبا بكر لما غلب الأنصار بقوله: إنّ الأئمة من قريش، فقد صار الحديث حجّة في الإمامة مع قريش كلها على قوله، فهلا رجعوا من السقيفة إلى قريش فشاوروها في الإمامة، وحيث قد شهدوا أن قد تعينت الإمامة لهم، فكيف تقدم أبو بكر عليهم قبل مشاورتهم لهم.

وليس بغريب يا ولدي محمّد اجتماع الحسّاد والأضداد على خلاف الصلاح والسداد، وهذه حال قد جرت لها العادات قد حسد إبليس لعنه اللّه لآدم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وحسد قابيل لها بيل، وحسد أهل الدنيا لأهل الآخرة، ونفورهم عن أنبيائهم والناصحين لهم، ورضاهم بالمهلكات، وما أحتاج أن أحيلك على ما سلف من الأوقات، فإنّك إن اعتبرت حال أهل زمانك وجدت بينهم من الحسد والعداوة ما قد أعمى العيون من الحاسدين على الصواب، ورضوا بمعادات سلطان الحساب وفوات دار الثواب.

وليس بغريب يا ولدي محمّد، عمى من عُمي عن نص اللّه جل جلاله على أبيك علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) بالإمامة، وقد عُمي كثير منهم من نص اللّه جلّ جلاله على وجود ذاته المقدسة الإلهية بوجود آثاره ودلائله الباهرة في جميع البرية.

وليس بغريب يا ولدي محمّد، أن يقع من أكثر أصحاب جدك محمّد صلوات اللّه عليه وآله مخالفة له في نصه على أبيك علي صلوات اللّه عليه بعد وفاته، وقد خالفوه في أمور كثيرة في حياته وعند مماته، وقد كان في وقت الحياة يرجى ويخاف، فالوحي ينزل إليه بأسرارهم، ولمّا مات انقطع الرجاء والخوف وانسد باب الوحي، واستمروا في طلب شهواتهم وفساد اختياراتهم.

ص: 131

أما علمت أنّهم فارقوه في حُنين، وفي أحد، وعند الحاجة إليهم، وخذلوه في خيبر، وفارقوه وهو يتلو كلام اللّه جلّ جلاله ومواعظه عليهم، وبادروا إلى نظر تجارة انفضوا إليها، وطلب اللّه جل جلاله عند مناجاته صدقة يسيرة فتركوا مناجاته حتّى عاتبهم اللّه تعالى عليها، وسيأتي تفصيل هذه المقامات في جملة مناظرة لنا مع فقيه من أهل المخالفات في بعض هذه الرسالة وانتفع الفقيه ورجع عن الضلالة. (1)

يقول شير محمّد: قد مضى ذكر هذه المناظرة في الورقة (259) من هذا الكتاب. (2)

ثم قال السيد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ): وليس بغريب من قوم لم يحفظوا ألفاظ الأذان، وهي تتلى عليهم في كل يوم وليلة مرات على سبيل الإعلان، حتّى اختلفوا في صفاتها، أن يضعوا كثيراً من نصوص الإمامة مع ميلهم وحسدهم وعداوتهم إلى جحودها، وقطعهم لروايتها، وقد رأيناهم أهملوا ما هو عندهم من المهمات، مثل موضع قبر عثمان وقد كان قتله من الأمور المشهورات ومثل جهلهم بقبر عائشة التي هي عندهم من أفضل الأمهات وغير ذلك من الأمور المهمات فكذا أهملوا النصوص على أبيك (عَلَيهِ السَّلَامُ) كإهمالهم أمثالها؛ لأجل الحسد والعدوان.

واعلم يا ولدي محمّد، ملأ اللّه جلّ جلاله قلبك نوراً، ووهبك تعظيماً لقدره ونعيماً وملكاً كبيراً، أنّ الأنبياء (عَلَيهِم السَّلَامُ) ما بُعث أحد منهم بعبادة الأصنام، ولا عبادة شمس ولا قمر ولا نور ولا ظلمة، ولا حجر ولا شجر، ولا عبادة غير فاطرهم وخالقهم ورازقهم.

ص: 132


1- كشف المحجّة 45 - 50، الفصول 65-71.
2- هذا رقم الصفحة في النسخة المخطوطة، أوردناه للأمانة العلمية والمؤلّف يشير إلى ما مرّ سابقاً من الفصل الثامن والتسعون من كتاب (كشف المحجّة).

وورد النقل عنهم أنهم كانوا مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي صلوات اللّه عليهم، كل واحد منهم كان هادياً وداعياً إليهم، ومع هذا كله فإنّ أكثر الخلائق ضلوا عن هؤلاء الأنبياء الماضين وعبدوا غير ربّ العالمين، فلا عجب أن تضل أكثر هذه الأمة عن واحد من جملة مائة ألف وأربعة وعشرين ألف نبي قد وقع الضلال عنهم، وأدعى عليهم أتباعهم ما لم يقع منهم، بل لو لم تضل أكثر هذه الأمة كان ذلك ناقضاً للعادات وخلاف ما يقتضيه طباع البشر واختلافهم في الاعتقادات.

وليس بغريب من قوم كابروا، أو اشتبه عليهم الحال بين اللّه جل جلاله وبين خشبة عبدوها من دونه أو حجر، أن يكابروا أو يشتبه عليهم الحال بين جدك علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) هو من تقدمه من البشر، وما كان يحصل لهم من الأنام ذهب ولا فضة ولا ولاية ولا أنعام، فكيف لا يفارقون جدك علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) وقد حصل لهم من يعطيهم، ويرجون منه ما لا يرجون من جدك علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) من الآمال والأموال، واللّه إن بقاءه بينهم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فيهم إلى الوقت الذي بقي إليه صلوات اللّه عليه آية اللّه جل جلاله يعرفها المطلعون على تلك الأحوال.

وأما تفصيل معرفة صحة الإمامة (1) الاثني عشر من عترة سيّد البشر، رسول ربّ العالمين، صلوات اللّه عليه وعليهم أجمعين، فقد تقدم التنبيه عليها والهداية إليها. ونزيدك بياناً أنّ كل من ادعى له أحد من المسلمين الإمامة في زمان واحد من أئمتك (عَلَيهِم السَّلَامُ) فاعتبر حاله في الكتب والتواريخ، فإنّك تجده لا يصلح لرعاية بلد واحد، ولا تدبير جيش،واحد، ولا تدبير نفسه على وجه واحد، وأنّ الذين اختاروه قد رووا الطعون عليه وهدموا ما بنوه، فانظر كتاب (الطرائف) تجد الأمور كلها كما أشرت إليه.

وقد كشف اللّه جل جلاله لك يا ولدي محمّد، على لسان المخالف والمؤالف أنّ

ص: 133


1- كذا وسياق الجملة: (صحة إمامة الاثني عشر).

جدك محمّداً صلوات اللّه عليه وآله قال على رؤوس الأشهاد:

«ولا يزال الإسلام عزيزاً ما وليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (1)

وهذا العدد ما عرفنا أن أحداً اعتقده غير الإمامية، وهو تصديق لما أنت عليه وسلفك من إعتقاد إمامة الاثني عشر من الصفوة النبوية، وقد تضمن كتاب (الطرائف) ذكر الأحاديث بذلك وأمثاله على وجه لا يشك فيه عقل العارف.

وما أوضح اللّه جلّ جلاله على يدي في كتاب (الطرائف) من النصوص الصحيحة الصريحة على أبيك علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه وآله وعلى عترته بالإمامة ما لا يخفى على أهل الاستقامة، مثل قول جدك محمّد صلوات اللّه وسلامه عليه وآله على المنابر وعلى رؤوس الأشهاد:

«وانّي بشر يوشك أن أدعى فأجيب، إنّي مخلف فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، أذكركم اللّه في أهل بيتي أذكركم اللّه في أهل بيتي، أذكركم اللّه في أهل بيتي». (2)

وإنّما كان أهل بيته في ذلك الوقت جماعة أنزل اللّه جل جلاله في القرآن تعيين أهل بيته في قوله جل جلاله: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهيراً»(3).

فجمع جدك محمّد صلوات اللّه عليه وآله أباك علياً، وأمك فاطمة سيّدة نساء العالمين، وأباك الحسن، وعمك الحسين وهو جدك أيضاً من جهة أمك أم كلثوم بنت زين العابدين (عَلَيهِم السَّلَامُ) أجمعين، وقال:

«هؤلاء أهل بيتي»

ص: 134


1- صحيح مسلم: 1/3 حدیث 4-10 باب الإمارة.
2- صحیح مسلم: 1872/4.
3- سورة الأحزاب: 33.

وما أبقى عذراً في مخالفته للمعتذرين. وكفى سلفك الطاهرين حجّة على المخالفين وحجّة للموافقين التابعين عليهم يوم المباهلة، مباهلة المسلمين للكافرين، وكان ذلك اليوم من أعظم الأيام عند جدك محمّد سيّد المرسلين صلوات اللّه عليه وآله، ومعجزاته وكشف الحجّة للسامعين ولمن يبلغهم إلى يوم الدين، فإن كل من عرف تلك الأصول عرف عدد الاثني عشر على اليقين.

وهل كان كمال صفات ربّ العالمين، وكمال صفات رسول المفضّل على الأوّلين والآخرين يقتضي أن يكون نوّابهما غير كاملين معصومين، وهما يريدان أن يحفظوا أسرار هما وشريعتهما، ويقوموا بأمور الدنيا والآخرة قياماً مستمراً بغير تهوين ولا توهين (1)

في بعض طرق حديث الثقلين من كتب الفريقين

يقول شير محمّد الهمداني: هذا الحديث أعني قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) :

«إنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي».

مروي بطرق كثيرة ورواه الخاص والعام، واتفق عليه أهل الإسلام

[1]- قال الشيخ الثقة السعيد محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد (رضیَ اللّهُ عنهُ) في كتاب (الإرشاد)، ما هذا لفظه فصل، ثمّ كان مما أكد له - يعني أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) - من الفضل وتخصصه منه بجليل رتبته ما تلا حجة الوداع من الأمور المتجددة لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) والأحداث التي اتفقت بقضاء اللّه وقدره.

وذلك أنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) تحقق من دنو أجله ما كان قدم الذكر به لأمته، فجعل (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقوم مقاماً بعد مقام في المسلمين يحذرهم من الفتنة بعده والخلاف عليه، ويؤكد وصائتهم بالتمسك بسنته والاجتماع عليها والوفاق، ويحثهم على الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة

ص: 135


1- كشف المحجّة: 50 الفصول 71-77.

والحراسة والاعتصام بهم في الدين، ويزجرهم عن الإختلاف والارتداد، وكان فيما ذكره من ذلك (عَلَيهِ السَّلَامُ) ما جاءت به الرواية على اتفاق و اجتماع من قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) :

«أيها الناس، إني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض، ألا واني سائلكم عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنّ اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتّى يلقياني، وسألت رب ذلك فأعطانيه، ألا وإني قد تركتهما فيكم: كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي فلا تسبقوهم فتفرّقوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم... الحديث» (1)

[2] - وقال شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي (رضیَ اللّهُ عنهُ) في أوائل كتابه (التبيان): وقد روي عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) رواية، لا يدفعها أحد، أنه قال:

«إنّي مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض».

ثمّ قال الشيخ: وهذا يدل على أنه - يعني الكتاب- موجود في كل عصر ؛ لأنّه لا يجوز أن يأمر بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به، كما أن أهل البيت ومن يجب إتباع قوله حاصل في كل وقت. (2)

[3] - وذكر الثقة المتكلم الجليل أبو الفتح الكراجكي في كتاب (كنز الفوائد) ص 152 في كلام له في ذكر لزوم الإمام في كل زمان وأدلته، قال: ومن ذلك ما أجمع عليه أهل الإسلام من قول النبي عليه الصلاة والسلام:

«إنّي مخلف فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علىّ الحوض».

فأخبر إنّه قد ترك في الناس من عترته من لا يفارق الكتاب وجوده وحكمته، وإنّه

ص: 136


1- الإرشاد: 179/1.
2- التبيان: 3/1.

لا يزال وجودهم مقروناً بوجوده، وفي هذا دليل على أن الزمان لا يخلو من إمام. (1)

[4] وذكر الشيخ الأجل محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني (رضیَ اللّهُ عنهُ) في أوائل الجزء الثاني من كتاب (مناقب آل أبي طالب)، قال: قوله:

«إني مخلف فيكم الثقلين».

الخبر يقتضي عصمة المذكورين؛ لأنه أمر على جهة الخبر بالتمسك بهم على الإطلاق، فاقتضى ذلك عصمتهم، وإلا أدى إلى كونه (عزّوجلّ) أمر بالقبيح، ثمّ إنّه قطع بأمان المتمسك بهم من الضلال، وجواز الخطأ عليهم لا يؤمن معه ضلال المتمسك بهم، ثمّ إنّه قرن بينهم وبين الكتاب في الحجّة ووجوب التمسك، ثمّ إنّه أخبر إنّهم لا يفارقون الكتاب، ووقوع الخطأ منهم يقتضي مفارقتهم له، وذلك ينافي نصه، وإذا ثبتت عصمتهم ثبتت إمامتهم وإنّهم المعنيون بالخبر. (2)

وصرح في أوائل الجزء الأول من هذا الكتاب بأنّ هذا الخبر من المجمع عليه، قال: ووجدت جماعة يؤولون الأخبار المجمع عليها نحو : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّه وَرَسُوله»، و«أنت مني بمنزلة هارون من موسى» و«إنّي تارك فيكم الثقلين»(3)... إلى آخر كلامه (رضیَ اللّهُ عنهُ).

[5] - وذكر الفقيه شهاب الدين أحمد بن حجر من علماء العامة - في كتاب - (الصواعق المحرقة) ص 89، ما هذا لفظه : الآية الرابعة، قوله تعالى: «وَقفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ»(4).

أخرج الديلمي، عن أبي سعيد الخدري أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال :

ص: 137


1- کنر الفوائد: 152.
2- مناقب آل أبي طالب: 214/1.
3- مناقب آل أبي طالب: 3/1.
4- سورة الصافات: 24.

«وقفوهم إنهم مسؤولون عن ولاية علي»

وكأن هذا هو مراد الواحدي بقوله: روي في قوله تعالى: «وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ»، أي - عن ولاية علي وأهل البيت- لأن اللّه أمرنبيّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يعرف الخلق، أنّه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجراً إلا المودة في القربى، والمعنى أنهم يسألون هل والوهم حق الموالاة كما أوصاهم النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أم أضاعوها وأهملوها ؟ فتكون عليهم المطالبة والتبعة... انتهى.

وأشار بقوله كما أوصاهم النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى الأحاديث الواردة في ذلك، وهي كثيرة، وسيأتي منها جملة في الفصل الثاني، ومن ذلك حديث مسلم عن زيد بن أرقم،

«قال: قام فينا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) خطيباً، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم، يوشك أن يأتيني رسول ربّي (عزّوجلّ) فأجيبه، وإني تارك فيكم الثقلين: أوّلهما کتاب اللّه (عزّوجلّ) فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب اللّه (عزّوجلّ) وخذوا به، وحث فيه، ورغب فيه، ثمّ قال: وأهل بيتي أذكركم اللّه (عزّوجلّ) في أهل بيتي - ثلاث مرات، فقيل لزيد من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى، إنّ نساءه من أهل بيته، لكن أهل بيته من حرّم عليهم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل عباس قال: كلّ هؤلاء حرّم عليهم الصدقة، قال: نعم». (1)

وأخرج الترمذي، وقال: حسن غريب، إنّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال :

«إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب اللّه (عزّوجلّ) حبل محدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما».

وأخرجه أحمد في مسنده بمعناه ولفظه:

ص: 138


1- صحیح مسلم: 122/7.

«إنّي أوشك أن أُدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه حبل محدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا بم تخلفوني فيها». (1)

وسنده لا بأس به، وفي رواية إن ذلك كان في حجّة الوداع، وفي أخرى مثله - يعني كتاب اللّه - كسفينة نوح، من ركب فيها نجا»، ومثلهم أي أهل بيته «كمثل باب حطة من دخله غفرت له الذنوب».

وذكر ابن الجوزي لذلك في (العلل المتناهية)، وهم أو غفلة عن استحضار بقية،طرقه، بل في،مسلم عن زيد بن أرقم إنّه قال: ذلك يوم غدير خم - وهو ماء بالجحفة - كما مرّ وزاد:

«أذكركم اللّه في أهل بيتي، قلنا لزيد: من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا، وأيم اللّه أنّ المرأة تكون من الرجل العصر من الدهر، ثمّ يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أهله،وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده».

وفي رواية صحيحة:

«إنّي تارك فيكم أمرين، لن تضلوا إن تبعتموهما، وهما: كتاب اللّه، وأهل بيتي عترتي».

زاد الطبراني:

«إنّي سألت ذلك لهما، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنها فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم».

وفي رواية: «كتاب اللّه وسنتي»، وهي المراد من الأحاديث المقتصرة على الكتاب؛ لأنّ السنة مبيّنة له، فأغنى ذكره عن ذكرها، والحاصل أن الحث وقع على التمسك

ص: 139


1- مسند أحمد: 17/3.

بالكتاب وبالسُنّة وبالعلماء بهما من أهل البيت، ويستفاد من مجموع ذلك بقاء الأمور الثلاثة إلى قيام الساعة.

ثم أعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقاً كثيرة، وردت عن نيف وعشرين صحابياً، ومرّ له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه، وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجّة الوداع بعرفة، وفي أخرى أنّه قاله بالمدينة في مرضه، وقد امتلات الحجرة بأصحابه، وفي أخرى أنه قال ذلك بغدير خم، وفي أخرى أنّه قاله لمّا قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف، كما مرّ، ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها؛ اهتماماً بشأن الكتاب العزيز، والعترة الطاهرة... إلى أن قال والثاني حديث:

«في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي، ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ألا وإنّ أئمتكم وفدكم إلى اللّه (عزّوجلّ)، فانظروا من توفدون».

وأخرج أحمد خبر :

«الحمد للّه الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت».

وفي خبر حسن:

«ألا إنّ عيبني وكرشي أهل بيتي والأنصار، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم».

تنبيه سمى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) القرآن وعترته - وهي بالمثناة الفوقية- الأهل، والنسل، والرهط الأدنون ثقلين؛ لأنّ الثقل كل نفيس خطير مصون، وهذان كذلك، إذ كل منهما معدن العلوم الدينية، والأسرار والحكم العلية والأحكام الشرعية، ولذا حث على الاقتداء والتمسك بهم، والتعلم منهم، وقال:

«الحمد للّه الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت».

وقيل: سميا ثقلين؛ لثقل وجوب رعاية حقوقهما، ثمّ الذين وقع الحث عليهم منهم

ص: 140

إنّما هم العارفون بكتاب اللّه وسنة رسوله، إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب إلى الحوض، ويؤيده الخبر السابق ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، وتميزوا بذلك عن بقية العلماء؛ لأنّ اللّه أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وشرفهم بالكرامات الباهرة، والمزايا المتكاثرة، وقد مر بعضها، وسيأتي الخبر الذي في قريش تعلموا منهم فإنهم أعلم منكم فإذا ثبت هذا العموم لقريش، فأهل البيت منهم أولى منهم بذلك؛ لأنهم امتازوا عنهم بخصوصيات لا يشاركهم فيها بقية قريش.

وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك؛ ولهذا كانوا أماناً لأهل الأرض كما يأتي، ويشهد لذلك الخبر السابق «في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي... إلى آخره»، ثمّ أحق من يتمسك به منهم إمامهم وعالمهم علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه؛ لما قدمناه من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته، ومن ثمّ قال أبو بكر : علي عترة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أي الذين حث على التمسك بهم، فخصه بما قلنا، وكذلك خصه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )بما مرّ يوم غدير خم، والمراد بالعيبة والكرش في الخبر السابق آنفاً، أنهم موضع سره وأمانته ومعادن نفائس معارفه وحضرته... إلى آخر كلامه. (1)

يقول شير محمّد: وما أشار إليه شهاب الدين أحمد بقوله: ومر له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه هذا لفظه : ويرشد لما ذكرناه حثه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في هذه الخطبة على أهل بيته عموماً، وعلى علي خصوصاً، ويرشد إليه أيضاً ما ابتدئ به هذا الحديث ولفظه عند الطبراني وغيره، بسند صحيح انّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) خطب بغدير خم تحت شجرات، فقال:

«أيها الناس إنّه قد نبأني اللطيف الخبير، إنّه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أني يوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي مسؤول وإنكم مسؤولون، فماذا

ص: 141


1- الصواعق المحرقة: 437/2-443.

أنتم قاتلون؟ قالوا نشهد أنك قد بلغت وجاهدت ونصحت فجزاك اللّه خيراً، فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلا اللّه وأن محمّداً عبده ورسوله، وأن جنته حق، وأن ناره،حق وأنّ الموت حق وأنّ البعث حق بعد الموت، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ اللّه يبعث من في القبور ؟ قالوا بلى نشهد بذلك، قال: اللّهم اشهد، ثمّ قال: يا أيها الناس إنّ اللّه،مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليا - اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثمّ قال: يا أيها الناس إنّي فرطكم، وإنّكم واردون علي الحوض -حوض أعرض لما بين يصرى إلى صنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضة- وأنّي سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيها، الثقل الأكبر كتاب اللّه (عزّوجلّ) سبب طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنّه قد نبأني اللطيف الخبير إنهما لن ينقضيا حتّى يردا علي الحوض». (1)

وذكر شهاب الدين أحمد أيضاً في ص 75 قال: وفي رواية إنه قال في مرض موته:

«أيها الناس يوشك أن أُقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إنّي مخلف فيكم كتاب ربّي (عزّوجلّ) وعترتي أهل بيتي، ثمّ أخذ بيد علي فرفعها، فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي، لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض فأسألهما ما خلفت فيهما». (2)

وقال شهاب الدين أحمد أيضاً في ص 75: أخرج الدار قطني في الأفراد عن ابن عباس أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

ص: 142


1- الصواعق المحرفة: 108/1.
2- الصواعق المحرقة: 368/2.

«علي باب حطة من دخل منه كان مؤمناً، ومن خرج منه كان كافراً». (1)

انتهى ما أردت نقله من كتاب (الصواعق المحرقة).

[6]- يقول شير محمّد : هذا الحديث - حديث النقلين - أورده العلّامة الفاضل الشيخ سليمان بن الشيخ إبراهيم من علماء العامة في الباب الرابع من كتاب ( ينابيع المودة ) بطرق كثيرة منها ما هذا لفظه وأخرج أبو نعيم في (الحلية) وغيره، عن أبي الطفيل:

«إنّ علياً قام فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أنشد اللّه من شهد يوم غدير خم إلا قام ولا يقوم رجل يقول : نُبئت أو بلغني، إلا رجل سمعت أذناه ووعاه قلبه، فقام سبعة عشر رجلاً منهم: خزيمة بن ثابت وسهل بن سعد، وعدي بن حاتم، وعقبة بن عامر، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو سعيد الخدري، وأبو شريح الخزاعي، وأبو يعلى الأنصاري (2)، وأبو الهيثم بن التيهان ورجال من قريش، فقال علي: هاتوا ما سمعتم فقالوا نشهد إنا أقبلنا مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من حجّة الوداع، نزلنا بغدير خم، ثمّ نادى بالصلاة فصلينا معه، ثمّ قام فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أيها الناس ما أنتم قائلون؟ قالوا: قد بلغت قال: اللّهم اشهد - ثلاث مرات-، ثمّ قال: إني أُوشك أن أُدعى فأجيب واني مسؤول وأنتم مسؤولون، ثمّ قال: أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي إن تمسكتم بهما لن تضلوا، فانظروا كيف تخلفوني

فيهما، وإنهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض نبأني بذلك اللطيف الخبير، ثمّ قال: إنّ اللّه مولاي وأنا مولى المؤمنين، الستم تعلمون أني أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى، قال ذلك : ثلاثا، ثمّ أخذ بيدك يا أمير المؤمنين فرفعها وقال: من كنت مولاه فهذا علي

ص: 143


1- الصواعق المحرقة: 366/2.
2- في الحلية: (أبو ليلى).

،مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه. فقال علي: صدقتم وأنا على ذلك من الشاهدين». (1)

[7] وذكر العالم الفاضل الورع السيّد هاشم بن السيّد سليمان البحراني في کتاب (غاية المرام)، ما هذا لفظه : الباب الثامن والعشرون في نص رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على وجوب التمسك بالثقلين من طريق العامة، وفيه تسعة وثلاثون حديثاً.

ثم أوردها، ثمّ قال: الباب التاسع والعشرون، في نص ّرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على وجوب التمسك بالثقلين من طريق الخاصة، وفيه اثنان وثمانون حديثاً، ثمّ أوردها. (2)

[8]- يقول شير محمّد الهمداني: استقصيت أنا طرق هذا الحديث في آخر الجزء الأوّل من كتاب ( كلمة الحق) وذكرت من طرقه ما لم يذكره المحدث البحراني (عزّوجلّ).

[9] وقال العلّامة المجلسي (عزّوجلّ)في المجلد الأول المطبوع من كتاب (مرآة العقول) ص 209، عند شرح قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ):

«أوصيكم بكتاب اللّه وأهل بيتي».

أقول: الأخبار الواردة بهذا المضمون كثيرة أوردناها في كتابنا الكبير... إلى أن قال، بعد إيراد الخبر ببعض طرقه وهذا الخبر من المتواترات لم ينكره أحد من المخالفين، عند الاحتجاج عليهم كقاضي القضاة، وغيره من المتعصبين بل تكلموا في الدلالة على الإمامة وذكر ألفاظه اللغويون، قال ابن الأثير في (النهاية في الحديث): إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي سماهما ثقلين؛ لأنّ الأخذ بهما ثقيل، ويقال لكل خطير نفيس،ثقل، فسماهما ثقلين إعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأنهما. (3)

ص: 144


1- ينابيع المودة: 118/1.
2- غاية المرام: 21/1.
3- النهاية في غريب الحديث: 211/1.

وقال الطيبي في (شرح المشكاة سميا ثقلين إذ يستصلح الدين بهما ويعمّر كما عمرت الدنيا بالثقلين، أو لأنّ الأخذ بهما عزيمة. انتهى.

وأما الاستدلال بهما على إمامة الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، فقال الشيخ المفيد (رضیَ اللّهُ عنهُ) : لا يكون شيء أبلغ من قول القائل: قد تركت فيكم فلاناً، كما يقول الأمير إذا خرج من بلده، واستخلف من يقوم مقامه لأهل البلد قد تركت فيكم فلاناً يرعاكم، ويقوم فيكم مقامي، وكما يقول من أراد الخروج عن أهله وأراد أن يوكل عليهم وكيلاً يقوم بأمرهم قد تركت فيكم فلاناً فاسمعوا له وأطيعوا، فإذا كان ذلك كذلك وهو النص الجلي الذي لا يحتمل غيره إذ خلف في جميع الخلق أهل بيته وأمرهم بطاعتهم والانقياد لهم بما أخبر به عنهم من العصمة، وأنّهم لا يفارقون الكتاب، ولا يتعدون الحكم بالصواب. (1)

يقول شير محمّد الهمداني: قد ورد في أخبار مستفيضة ذكرتها في أواخر الجزء الأوّل من كتاب (كلمة الحق) أنّ المراد بقوله : أهل بيتي الأئمة الاثنا عشر (عَلَيهِم السَّلَامُ)، علي وابناه الحسن والحسين والتسعة من ولد الحسين تاسعهم قائمهم لا يفارقون الكتاب ولا يفارقهم حتّى يردوا على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حوضه.

تكملة في إيراد جملة من الحجج لمعرفة الأئمة صلوات اللّه عليهم

وقال السيد الجليل علي بن طاووس في كتاب (كشف المحجّة) في الفصل السابع والسبعين:

واعلم يا ولدي محمّد، ألهمك اللّه ما يريده منك، ويرضى به عنك، أنّ غيبة مولانا المهدي صلوات اللّه عليه التي حيرت المخالف والمؤالف، هي من جملة الحجج على

ص: 145


1- بحار الأنوار: 112/23، نقلاً عن كتاب الطرائف: 120.

ثبوت إمامته وإمامة آبائه الطاهرين صلوات اللّه على جده محمّد وعليهم أجمعين؛ لأنك إذا وقفت على كتب الشيعة أو غيرهم مثل كتاب (الغيبة) لابن بابويه، وكتاب (الغيبة) للنعماني، ومثل كتاب (الشفاء والجلاء)، ومثل كتاب أبي نعيم الحافظ في أخبار المهدي ونعوته وحقيقة مخرجه وثبوته، والكتب التي أشرت إليها في كتاب (الطرائف) وجدتها أو أكثرها تضمنت قبل ولادته أنه يغيب (عَلَيهِ السَّلَامُ) غيبة طويلة، حتّى يرجع، عن إمامته بعض من كان يقول بها، فلو لم يغب هذه الغيبة كان طعناً في إمامة آبائه وفيه فصارت الغيبة حجّة لهم (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وحجّة على مخالفيه في ثبوت إمامته وصحة غيبته، مع أنّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) حاضر مع اللّه جل جلاله على اليقين، وإنّما غاب من لم يلقه عنهم لغيبتهم عمن حضره للمتابعة له ولربّ العالمين.

فإن أدركت يا ولدي موافقة توفيقك لكشف الأسرار عليك عرّفتك من حديث المهدي صلوات اللّه عليه ما لا يشتبه عليك، وتستغني بذلك عن الحجج المعقولات ومن الروايات، فإنّه صلى اللّه عليه حي موجود على التحقيق، ومعذور من كشف أمره إلى أن يؤذن له تدبير اللّه الرحيم الشفيق، كما جرت عليه عادة كثير من الأنبياء والأوصياء، فاعلم ذلك يقيناً واجعله عقيدة وديناً فإنّ أباك معرفته (1) أبلغ من معرفة ضياء شمس النهار.

ولقد جمعني وبعض أهل الخلاف مجلس منفرد فقلت لهم: ما الذي تأخذون على الإمامية؟ عرّفوني به بغير تقية لأذكر ما عندي فيه، وغلقنا باب الموضع الذي كنا ساكنيه. فقالوا: نأخذ عليهم تعرضهم بالصحابة، ونأخذ عليهم القول بالرجعة، والقول بالمتعة، ونأخذ عليهم حديث المهدي وأنه حي مع تطاول زمان غيبته.

ص: 146


1- في المطبوع: (عرفه).

فقلت لهم: أمّا ما ذكرتم من تعرض من أشرتم إليه بذم بعض الصحابة، فأنتم تعلمون أن كثيراً من الصحابة استحل بعضهم دماء بعض في حرب طلحة والزبير وعائشة لمولانا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وفي حرب معاوية له أيضاً، واستباحوا أعراض بعضهم البعض، حتّى لعن بعضهم بعضاً على منابر الإسلام، فأولئك هم الذين طرقوا سبيل الناس للطعن عليهم، وبهم اقتدى من ذمهم ونسب القبيح إليهم، فإن كان لهم عذر في الذي عملوه من استحلال الدماء وإباحة الأعراض، فالذين اقتدوا بهم أعذر وأبعد من أن تنسبوهم إلى سوء التعصب والإعراض، فوافقوا على ذلك.

وقلت لهم: وأما حديث ما أخذتم عليهم من القول بالرجعة فأنتم تروون أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

«إنّه يجري في أمته ما جرى في الأمم السابقة» (1)

وهذا القرآن يتضمن «الم تَرَ إلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِم وَهُم الوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّه مُوتُوا ثمّ أَحْيَاهُمْ»(2) فشهد جلّ جلاله إنّه قد أحيا الموتى في الدنيا، وهي رجعة، فينبغي أن يكون في هذه الأمة مثل ذلك، فوافقوا على ذلك.

فقلت لهم: وأما أخذكم عليهم القول بالمتعة فأنتم أحوجتم الشيعة إلى صحة الحكم بها؛ لأنكم رويتم في صحاحكم عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، وعبد اللّه بن عباس، وعبد اللّه بن مسعود، وسلمة بن الأكوع، وعمران بن الحصين وأنس بن مالك، وهم من أعيان الصحابة: أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مات ولم يحرمها فلما رأت الشيعة أنّ

ص: 147


1- تجد تفصيل الأحاديث الواردة في هذا الشأن في البحث الخامس من البحوث التمهيدية بالجزء الثاني من كتاب (خمسون ومائة صحابي مختلق)، وراجع -أيضاً - نصوص الأحاديث في المصادر التالية: كمال الدين للصدوقت،576، ومجمع البيان للطبرسي في تفسير الآية «لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ».
2- سورة البقرة: 243.

رجالكم وصحاح كتبكم قد صدقت رجالكم (1) ورواتهم أخذوا بالمجمع عليه وتركوا ما انفردتم به فوافقوا على ذلك.

وقلت لهم: وأما ما أخذتم عليه من طول غيبة المهدي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فأنتم تعلمون أنه لو حضر رجل وقال: أمشي على الماء ببغداد فإنّه يجتمع لمشاهدته لعل كل من يقدر على ذلك منهم، فإذا مشى على الماء وتعجب الناس منه، فجاء آخر قبل أن يتفرقوا، وقال أيضاً : أنا أمشي على الماء، فإنّ التعجب منه يكون أقل من ذلك، فمشى على الماء، فإنّ بعض الحاضرين ربّما يتفرقون ويقل تعجبهم.

فإذا جاء ثالث وقال: أنا أيضاً أمشي على الماء فربّما لا يقف للنظر إليه إلا قليل، فإذا مشى على الماء سقط التعجب من ذلك.

فإن جاء رابع وذكر أنه يمشي أيضاً على الماء فربما لا يبقى أحد ينظر إليه ولا يتعجب منه. وهذه حالة المهدي (عَلَيهِ السَّلَامُ) ؛ لأنكم رويتم أنّ إدريس حي موجود في السماء منذ زمانه إلى الآن، ورويتم أنّ الخضر حي موجود مذ زمان موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) أو قبله إلى الآن، ورويتم أن عيسى حي موجود في السماء وأنه يرجع إلى الأرض مع المهدي (عَلَيهِ السَّلَامُ).

فهذه ثلاثة نفر من البشر قد طالت أعمارهم وسقط التعجب بهم من طول أعمارهم، فهلا كان لمحمّد بن عبد اللّه صلوات اللّه وسلامه عليه وآله أسوة بواحد منهم، أن يكون من عترته آية اللّه جل جلاله في أمته بطول عمر واحد من ذريته، فقد ذكرتم ورويتم في صفته أنّه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت جوراً وظلماً.

ولو فكرتم لعرفتم أن تصديقكم وشهادتكم أنه يملأ الأرض بالعدل شرقاً وغرباً وبعداً وقرباً أعجب من طول بقائه، وأقرب إلى أن يكون ملحوظاً بكرامات اللّه

ص: 148


1- كذا في الأصل، وفي نسخة ط - دفتر تبليغات إسلامي: (رجالهم).

جلّ جلاله لأوليائه، وقد شهدتم أيضاً له أن عيسى بن مريم النبي المعظّم (عَلَيهِما السَّلَامُ) يصلي خلفه مقتدياً به في صلاته وتبعاً له، ومنصوراً به في حروبه وغزواته. وهذا أيضاً أعظم مقاماً مما استبعدتموه من طول حياته، فوافقوا على ذلك، وفي حكاية الكلام زيادة فاطلب من (الطرائف) وغيرها.

انتهى ما أردت نقله من كتاب كشف المحجّة لثمرة المهجة. (1)

جملة من الأخبار في إمامة الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) التي رواها الخاصة والعامة

يقول شير محمّد الهمداني الجورقاني: فصل أورد فيه جملة من الأخبار في إمامة الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) التي رواها الخاصة والعامة:

[1] فمن ذلك ما أورده الشيخ الإمام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصفهاني (رضیَ اللّهُ عنهُ) في كتاب (حلية الأولياء) في ترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأبو نعيم هذا من علماء الحديث الذين لا يتّهمون فيه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : حدّثنا فهد بن إبراهيم ابن فهد، حدّثنا محمّد بن زكريا الغلابي، حدّثنا بشر بن مهران حدّثنا شريك، عن الأعمش، عن زيد بن وهب عن حذيفة قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها اللّه بيده، ثمّ قال لها كوني،فكانت فليتول علي بن أبي طالب من بعدي».

[2] ثمّ قال أبو نعيم: رواه شريك أيضاً، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم، ورواه السدي، عن زيد بن أرقم. (2)

[3]- يقول شير محمّد: وأورده الحاكم في (المستدرك) وفيه:

ص: 149


1- كشف المحجّة: 53-56، الفصول 77-80.
2- حلية الأولياء: 86/1.

«وعدني ربّي، فليتول علي بن أبي طالب فإنّه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة».

ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه. (1)

[4] - ثمّ قال أبو نعيم: ورواه ابن عباس وهو غريب، حدّثنا محمّد بن المظفر، حدّثنا محمّد بن جعفر بن عبد الرحيم، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يزيد بن سليم، حدّثنا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى - أخو محمّد بن عمران - حدّثنا يعقوب بن موسى الهاشمي، عن ابن داود عن إسماعيل بن أمية، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربّي، فليوال علياً من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنّهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهماً وعلماً، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم اللّه شفاعتي». (2)

يقول شير محمّد : هذا الحديث كما ترى صريح في أمر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بالاقتداء بالأئمة من بعده، وأنهم،عترته خلقوا من طينته، وراويه من العامة الذين لا يتهمون في نقلهم. ورواه الإمامية بطرق كثيرة.

[5] أورده الصدوق محمّد بن بابويه (رضیَ اللّهُ عنهُ) في المجلس التاسع من أماليه، قال:

حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رضیَ اللّهُ عنهُ) ، قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمه عبد اللّه بن عامر، قال: حدّثنا أبو أحمد محمّد بن زياد الأزدي، عن أبان بن عثمان، قال: حدّثنا أبان بن تغلب عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه (رضیَ اللّهُ عنهُ).

ص: 150


1- المستدرك: 128/3.
2- حلية الأولياء: 86/1.

«من سرّه أن يحيى حياتي ويموت ميتتي، ويدخل جنة عدن منزلي، ويمسك قضيباً فرسه ربّي (عزّوجلّ)، ثمّ قال له كن فيكون، فليتول علي بن أبي طالب، وليأتم بالأوصياء من ولده، فإنّهم،عترتي خلقوا من طينتي، إلى اللّه أشكو أعداءهم من أمتي، المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي، وأيم اللّه ليقتلن بعدي ابني الحسين، لا أنا لهم اللّه شفاعتي». (1)

[6]- وأورده الصدوق أيضاً في المجلس الخامس من أماليه قال حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال: أخبرنا علي بن إبراهيم عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«من أحب أن يركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل اللّه المتين فليوال علياً،بعدي وليعاد عدوه، وليأتم بالأئمة الهداة من ولده، فإنّهم خلفائي وأوصيائي وحجج اللّه على الخلق بعدي، وسادة أمني، وقادة الأتقياء إلى الجنّة، حزبهم حزبي، وحزبي حزب اللّه وحزب أعدائهم حزب الشيطان». (2)

[7]- ورواه الصدوق أيضاً في كتاب ( عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)) في باب 30 ما جاء، عن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) من الأخبار المجموعة، قال: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه، وأحمد بن علي ابن إبراهيم بن هاشم والحسين بن إبراهيم بن تاتانه (رضیَ اللّهُ عنهُ) عنهم، قالوا: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن علي التميمي، قال: حدّثني سيدي علي بن موسى الرضا (عَلَيهِما السَّلَامُ) عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال:

من سرّه أن ينظر إلى القضيب الياقوت الأحمر، الذي غرسه اللّه بيده، ويكون مستمسكاً به، فليتول علياً والأئمة من ولده، فإنّهم خيرة اللّه (عزّوجلّ) و وصفوته، وهم المعصومون

ص: 151


1- أهالي الصدوق: 88.
2- أمالي الصدوق: 70.

من كل ذنب وخطيئة». (1)

[8] وأورد الصدوق (رضیَ اللّهُ عنهُ) أيضاً - خبر المناشدة - في أواخر كتاب (الخصال) وفيه هذا الحديث قال: حدّثنا أبي، ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضیَ اللّهُ عنهُ) قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين الثقفي، عن أبي الجارود، وهشام أبي ساسان، وأبي طارق السراج، عن عامر ابن وائلة قال:

«كنت في البيت يوم الشورى فسمعت عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو يقول: استخلف الناس أبا بكر، وأنا واللّه أحق بالأمر، وأولى به منه، واستخلف أبو بكر عمر، وأنا واللّه أحق بالأمر وأولى به منه، إلا أنّ عمر جعلني مع خمسة نفر أنا سادسهم، لا يعرف لهم عليّ فضل، ولو أشاء لاحتججت عليهم بما لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم المعاهد منهم والمشرك تغيير ذلك، ثمّ قال: نشدتكم باللّه أيها النفر هل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي؟ قالوا: اللّهم لا... إلى أن قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت موتي، ويسكن جنتي التي وعدني ربي جنات عدن، قضيب غرسه اللّه بيده، ثمّ قال له كن فكان فليوال علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) وذريته من بعده، فهم الأئمة، وهم الأوصياء، أعطاهم اللّه علمي وفهمي، لا يدخلونكم في باب ضلال، ولا يخرجونكم من باب،هدى لا تعلموهم فهم أعلم منكم يزول الحق معهم أينما زالوا غيري؟ قالوا: اللّهم لا». (2)

[9]- ورواه ثقة الإسلام الكليني (رضیَ اللّهُ عنهُ) في كتاب الحجّة من (الكافي) في باب ما فرض اللّه (عزّوجلّ) ورسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من الكون مع الأئمة، قال أحمد بن محمّد ومحمّد بن يحيى: عن محمّد بن

ص: 152


1- عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ): 62/1.
2- الخصال: 553.

الحسين، عن محمّد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر، قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من أحب أن يحيى حياة تشبه حياة الأنبياء، ويموت ميتة تشبه ميتة الشهداء، ويسكن الجنان التي غرسها الرحمن، فليتول علياً، وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من ،بعده، فإنّهم عترتي خلقوا من طينتي، اللّهم ارزقهم فهمي وعلمي، وويل للمخالفين لهم من أمتي، اللّهم لا تنلهم شفاعتي». (1)

[10]- وقال الكليني (رضیَ اللّهُ عنهُ) أيضاً عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، : عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب: عن أبي المعزى، عن محمّد بن سالم، عن أبان بن تغلب قال : سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من أراد أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل جنة عدن التي غرسها ربّي بيده، فليتولّ علي بن أبي طالب وليتول وليه، وليعاد عدوه، وليسلم للأوصياء من بعده، فإنّهم عترتي من لحمي ودمي أعطاهم اللّه فهمي وعلمي إلى اللّه أشكو أمر (2) أمتي، المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، وأيم اللّه ليقتلن ابني لا أنا لهم اللّه شفاعتي». (3)

[11] وقال أيضاً: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن موسى بن سعدان عن عبد اللّه بن القاسم، عن عبد القهار، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل الجنة التي وعدنيها ربّي ويتمسك بقضيب غرسه ربي بيده، فليتول علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأوصياءه من بعده، فإنّهم لا

ص: 153


1- الكافي: 208/1.
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (من).
3- الكافي: 209/1.

يدخلونكم في باب ضلال، ولا يخرجونكم من باب هدى، فلا تعلموهم؛ فإنّهم أعلم منكم، وإني سألت ربّي ألا يفرق بينهم وبين الكتاب حتّى يردا عليّ الحوض هكذا - وضم بين أصبعيه - وعرضه ما بين صنعاء إلى أيلة (1)، فيه قدحان فضة وذهب عدد النجوم». (2)

[12] - ورواه شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي (رضیَ اللّهُ عنهُ) خلفه في مجالسه ص 19 قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثني أحمد بن إسحاق بن العباس بن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمّد العلوي بدنبل، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن بيان، عن حمران المدائني قاضي تفليس، قال: حدّثني جدي لأمي شريف بن سابق التفليسي، قال : حدّثنا الفضل بن أبي قرة التميمي عن جابر الجعفي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن أبي ذر، قال : قال رسول اللّه :

«من سرّه أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن التي غرسها ربّي، فليتول عليا بعدي [وليوال وليه]، وليقتد بالأئمة من بعده، فإنّهم عترتي خلقهم اللّه من الحمي ودمي وآناهم فهمي وعلمي ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، لا أنالهم اللّه شفاعتي». (3)

[13 ]- ورواه العالم الجليل الشيخ منتجب الدين في كتاب (الأربعين عن الأربعين)، قال: الحديث العاشر: أخبرنا أبو سعيد يحيى بن طاهر بن الحسني المؤذن السمان، بقراءتي عليه : أخبرنا أبو الحسين يحيى بن الحسين بن إسماعيل الحسني الحافظ النسابة، إملاءاً: أخبرنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف الواعظ أبو العلاء، بقراءتي عليه أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن حماد المعروف بابن متيم قراءة

ص: 154


1- أيلة بالفتح مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقبل هي آخر الحجاز وأول الشام. (معجم البلدان: 292/1)
2- الكافي: 209/1.
3- أمالي الطوبي: 578.

عليه، أخبرنا أبو محمّد القاسم بن جعفر بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عبد اللّه، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه محمّد بن علي الباقر، عن أبيه علي بن الحسين سيد العابدين، عن أبيه الحسين بن علي الشهيد -صلوات اللّه عليهم- قال: سمعت جدي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، يقول :

«من أحب أن يحيى حياتي، ويموت مبتني، ويدخل الجنة التي وعدني ربّي، فليتولّ علي بن أبي طالب وذريته الطاهرين، أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعده فإنّهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة». (1)

[14] وأورده الثقة الجليل محمّد بن الحسن الصفار، في أواخر الجزء الأوّل من كتاب (بصائر الدرجات) ورواه بعدة أسانيد، قال (رضیَ اللّهُ عنهُ): حدّثنا محمّد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن سعد بن طريف عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويدخل الجنة التي وعدني ربّي، جنة عدن منزلي قضيب من قضبانه غرسه ربي بيده ثمّ قال له كن فكان فليتول علياً من بعدي والأوصياء من ذريتي، أعطاهم اللّه فهمي وعلمي، وأيم اللّه ليقتُلنّ ابني لا أنا لهم اللّه شفاعتي» (2)

[15] محمّد بن عيسى، عن أبي عبد اللّه المؤمن، عن أبي عبد اللّه الحذاء، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويدخل جنة ربي، جنة عدن قضيب من قضبانه غرسه ربّي بيده، فقال له كن فكان، فليتول علياً والأوصياء من بعده، وليسلم

ص: 155


1- الأربعون: 31.
2- بصائر الدرجات: 68.

لفضلهم، فإنّهم الهداة المرضيون، أعطاهم فهمي وعلمي، وهم عترتي من دمي ولحمي، أشكو إلى اللّه عدوهم من أمتي، المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي، واللّه ليقتُلُنّ ابني لا أنا لهم اللّه شفاعتي». (1)

[16] حدّثنا العباس بن،معروف عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر قال : قال رسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من سرّ (2) أن يحيى حياتي، ويموت مماتي و يدخل جنّة ربّي، جنّة عدن منزلي، قضيب من قضبانها غرسها اللّه ربّي (3) فليتولّ علياً، والأئمة من بعده، فإنّهم أئمة الهدى، أعطاهم اللّه فهماً وعلماً، فهم عترتي من الحمي و دمي إلى اللّه أشكو من عاداهم من أمتي واللّه ليقتُلُنّ ابني لا أنا لهم اللّه شفاعتي». (4)

[17] حدّثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن علي بن فضال، عن محمّد بن سالم، عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من أراد أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويدخل جنة ربّي، جنة عدن غرسها بيده، فليتول علياً، وليتولّ وليه، ولبعاد عدوه، وليأتم بالأوصياء من بعده، فإنّهم عترتي من لحمي ودمي أعطاهم اللّه فهمي وعلمي إلى اللّه أشكو من أمتي المنكرين لفضائلهم القاطعين فيهم صلتي، وأيم اللّه ليقتُلُنّ ابني لا أنا لهم اللّه شفاعتي». (5)

[18]- حدّثنا محمّد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد اللّه بن القاسم، عن عبد القاهر عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل جنة عدن، قضيب غرسه ربّي،

ص: 156


1- بصائر الدرجات: 68.
2- كذا في الأصل والمصدر والسياق يقتضي: (من سره).
3- في الأصل: (ربّي بيده).
4- بصائر الدرجات: 69.
5- بصائر الدرجات: 69.

فليتولّ علياً، وأوصياء، من بعدي، فإنّهم لا يدخلونكم في باب ضلال، ولا يخرجونكم من باب هدى ولا تعلّموهم؛ فإنّهم أعلم منكم، وإني سألت ربّي أن لا يفرق بينهم وبين الكتاب، حتّى يردا علي الحوض معي هكذا - وضم بين إصبعيه - وعرضه ما بين صنعاء إلى أيلة، فيه قدحان فضة وذهباً عدد النجوم». (1)

[19] حدّثنا محمّد بن الحسن (2)، عن يزيد [ بن] شعر، عن هارون بن حمزة، عن أبي عبد الرحمن، عن سعد الأسكاف، عن محمّد بن علي بن عمر بن علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل جنة ربّي التي وعدني جنة عدن منزلي قضيب من قضبانه غرسه ربّي تبارك وتعالى بيده، فقال له كن فكان فليتولّ علي ابن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) والأوصياء من ذريته، إنّهم الأئمة من بعدي، هم عترتي من لحمي ودمي، رزقهم اللّه فضلي وعلمي، وويل للمنكرين فضلهم من أمتي القاطعين صلتي، واللّه ليقتُلُنّ ابني لا أنا لهم اللّه شفاعتي. (3)

[20]- حدّثنا السندي بن محمّد، عن صفوان عن عبد اللّه بن سعد الأسكاف، عن حريز، عن محمّد بن عمر بن الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل الجنة التي وعدني ربّي، قضيب من قضبانه غرسه بيده، ثمّ قال له كن فكان فليتول علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) من بعدي والأوصياء من ذريتي، فإنّهم لا يخرجونكم من هدى، ولا يعيدونكم في ردى، ولا تعلموهم؛ فإنّهم أعلم منكم». (4)

ص: 157


1- بصائر الدرجات: 69.
2- قال الهمداني: (محمّد بن الحسين) ظاهراً.
3- بصائر الدرجات: 70.
4- بصائر الدرجات: 70.

[21]- حدّثنا أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن أبي المعزى، عن محمّد بن سالم عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من أراد أن يحيى حياتي ويموت ميتتي، ويدخل جنة ربي، جنة عدن غرسها ربّي بيده، فليتولّ علي بن أبي طالب، وليتول وليه وليعاد عدوه، وليسلم الأوصياء من بعده، فإنّهم عترتي من لحمي ودمي، أعطاهم اللّه فهمي وعلمي إلى اللّه أشكو من أمتي المنكرين لفضلهم القاطعين صلتي، وأيم اللّه ليقتلن ابني لا أنا لهم اللّه شفاعتي». (1)

[22] حدّثنا أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن سنان، عن أبي العلاء الخفاف، عن الأصبغ بن نباتة، (2) عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«من أحب أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويدخل جنة عدن التي وعدني ربّي، قضيب من قضيانه غرسه بيده ثمّ قال له كن فكان فليتول علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) والأوصياء من بعده، فإنّهم لا يخرجونكم من الهدى، ولا يدخلونكم في ضلالة». (3)

[23]- حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن إبراهيم بن محمّد ابن،میمون مثله. (4)

ص: 158


1- بصائر الدرجات: 71.
2- يقول شير محمّد في عدة نسخ مخطوطة عتيقة (بن بنانة)، وقال الطبرسي (رضیَ اللّهُ عنهُ) في مجمع البيان في النسخة المطبوعة، طبع إيران، في سورة الأنفال عند تفسير قوله تعالى: «وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُل بَنَانٍ» ويقال للأصبغ بن بنانة. اقول: كذا أورد المؤلّف (رضیَ اللّهُ عنهُ) في هامش نسخته والمذكور في كتاب مجمع البيان: 435/4 هكذا: والبنان: الأطراف من اليدين والرجلين والواحد بنانة، ويقال للإصبع: بنائة. فيظهر أن النسخة المطبوعة التي أعتمد عليها المؤلّف فيها تصحيف الأصبع بالأصبغ.
3- بصائر الدرجات: 71.
4- بصائر الدرجات: 71.

[24] - حدّثنا محمّد بن يعلى الأسلم، عن عمّار بن رزين، عن أبي إسحاق، عن زياد ابن مطرف قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من أراد أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويدخل الجنة التي وعدني ربّي، وهو قضيب من قضبانه غرسه بيده، وهي جنة الخلد فليتول علياً وذريته من بعده، فإنهم لن يخرجوه من باب هدى ولن يدخلوه في باب ضلال». (1)

[2] - حدّثنا عبد اللّه بن عامر، عن عبد اللّه بن محمّد الحجال، عن داود بن أبي يزيد عن أحدهما قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل جنة ربّي، جنة عدن غرسها بيده فليتول علي بن أبي طالب والأوصياء من بعده، فإنهم لحمي ودمي أعطاهم اللّه فهمي وعلمي». (2)

[26] - حدّثنا أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن يسار، عن أبي الحسن بن (3) الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من أحب أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويدخل جنة عدن التي وعدني ربّي، قضيب من قضبانه غرسه بيده، ثمّ قال له كن فكان، فليتول علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) والأوصياء من بعده، فإنّهم لا يخرجونكم من هدى، ولا يدخلونكم في ضلالة». (4)

[27] حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، عن إبراهيم بن محمّد، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، مثله». (5)

ص: 159


1- بصائر الدرجات: 71.
2- بصائر الدرجات: 71.
3- - قال الهمداني: الظاهر زيادة لفظة (بن).
4- بصائر الدرجات: 72.
5- بصائر الدرجات: 72.

[28]- حدّثنا سلام بن أبي عمرة الخراساني، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن أبيه أنه قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من أراد أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويدخل جنة ربّي، جنة عدن غرسه (كذا) ربّي، فليتولّ علي بن أبي طالب، وليعاد عدوه، وليأتم بالأوصياء من بعده، فإنّهم أئمة الهدى من بعدي أعطاهم اللّه فهمي وعلمي، وهم عترتي من لحمي ودمي إلى اللّه أشكو من أمتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي، وأيم اللّه ليقتُلُنّ ابني - يعني الحسين - لا أنا لهم اللّه شفاعتي». (1)

[29]- حدّثنا محمّد بن الحسين عمّن رواه، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن أسلم، عن إبراهيم بن يحيى المدني، عن أبيه، عن عمر بن علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من أحب أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي(2)، ويدخل جنة عدن التي وعدني ربّي قضيب من قضبانه غرسه بيده ثمّ قال له: كن فكان فليتول علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) والأوصياء من ذريتي، فإنّهم لن يدخلوكم في باب ضلال، ولن يخرجوكم من باب هدى، ولا تعلّموهم؛ فإنّهم أعلم منكم». (3)

انتهى ما أردت نقله من كتاب (بصائر الدرجات).

[30]- ورواه الشيخ الجليل علي بن محمّد الخزاز في كتاب (الكفاية في النصوص) في باب ما جاء عن أبي هريرة عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال : حدّثنا محمّد بن وهبان بن محمّد البصري قال: حدّثنا الحسين بن علي البزوفري، عن عبد اللّه بن مسلمة قال أخبرنا عقبة بن

ص: 160


1- بصائر الدرجات: 72.
2- قال المؤلّف: (في نسخة بدل مماتي).
3- بصائر الدرجات: 72.

مکرم، قال: حدّثنا عبد الوهاب الثقفي، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن يعقوب بن خالد، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة قال:

«خطبنا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال : من أراد أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، فلیتولّ علي ابن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) وبقية الأئمة من بعده، فقيل: يا رسول اللّه، فكم الأئمة بعدك ؟ فقال: عدد الأسباط». (1)

في عدم خلو الأرض من قائم للّه بحجة

[1]- يقول شير محمّد: وقال الشيخ الإمام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني في كتاب ( حلية الأولياء) في ترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ما هذا لفظه : حدّثنا حبيب بن الحسن، حدّثنا موسى بن إسحاق، وحدّثنا سليمان بن أحمد حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قالا : حدّثنا أبو نعيم ضرار بن صرد، وحدّثنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد الحافظ، حدّثنا محمّد بن الحسين الخثعمي، حدّثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، قالا : حدّثنا عصام بن حميد الخياط (2)، حدّثنا ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي، عن عبد الرحمن بن جندب، عن كميل بن زياد قال:

«أخذ علي بن أبي طالب بيدي، فأخرجني إلى ناحية الجبان، فلمّا أصحرنا جلس، ثمّ تنفس، ثمّ قال: يا كميل بن زياد القلوب أوعية، فخيرها أو عاها، احفظ ما أقول لك: الناس ثلاثة، فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع، أتباع كلّ ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق، العلم خير من المال، العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، العلم يزكو على العمل، والمال تنقصه النفقة،

ص: 161


1- كفاية الأثر : 86.
2- قال الهمداني: كذا في الأصل، والظاهر (الحناط).

ومحبة العالم دين يدان بها العلم يكسب العالم الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد موته، وصنيعة المال تزول بزواله مات خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة هاه، إن ها هنا - وأشار بيده إلى صدره - علماً لو أصبت له حملة، بلى، أصبته لقناً غير مأمون عليه، يستعمل آلة الدين للدنيا، يستظهر بحجج اللّه على كتابه، وبنعمه على عباده، أو منقاداً لأهل الحق لا بصيرة له في إحيائه، يقتدح الشك في قلبه بأوّل عارض من شبهة لا ذا ولا ذاك، أو منهوم باللذات سلس القياد للشهوات، أو مغرى بجمع الأموال والادخار، وليسا من دعاة الدين، أقرب شبهاً بهما الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه اللّهم بلى لا تخلو الأرض من قائم اللّه بحجّة؛ لئلا تبطل حجج اللّه،وبيناته، أولئك هم الأقلون عدداً، الأعظمون عند اللّه قدراً، بهم يدفع اللّه عن حججه حتّى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فاستلانوا ما استوعر منه المترفون وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمنظر الأعلى، أولئك خلفاء اللّه في بلاده، ودعاته إلى دينه هاه هاه شوقاً إلى رؤيتهم واستغفر اللّه لي ولك، إذا شئت فقم». (1)

[2] - يقول شير محمّد الهمداني: هذا الحديث أورده الصدوق محمّد بن بابويه (رضیَ اللّهُ عنهُ) في أواخر باب الثلاثة من كتاب (الخصال)، ورواه بإسناد ذكره عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن كميل بن زياد وقال بعد إيراده: قال مصنف هذا الكتاب (رضیَ اللّهُ عنهُ) : قد رويت هذا الخبر من طرق كثيرة، قد أخرجتها في كتاب (كمال

ص: 162


1- حلية الأولياء: 75/1.

الدين وتمام النعمة في إثبات الغيبة وكشف الحيرة). (1)

[3]- وأورده في كتاب (كمال الدين) في باب 26 ما أخبر به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) من وقوع الغيبة بالقائم الثاني عشر من الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، ورواه بأسانيد كثيرة، عن فضيل بن خديج، وعبد الرحمن بن جندب الفزاري، وأبي صالح، عن كميل بن زياد النخعي، عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال الصدوق أيضاً في كتاب (كمال الدين) - بعد إيراد الحديث عن عبد الرحمن بن جندب، عن كميل بن زياد النخعي -: ولهذا الحديث طرق كثيرة. (2)

[4] - وروى ثقة الإسلام الكليني (رضیَ اللّهُ عنهُ) في كتاب الحجّة من (الكافي) في باب في الغيبة، ما يوافق هذا الخبر في أنه لا بد للّه (عزّ<جلّ) من حجج في أرضه، حجّة بعد حجّة على خلقه، قال (رضیَ اللّهُ عنهُ): علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، ومحمّد بن يحيى وغيره، عن أحمد بن محمّد وعلي ابن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن بعض أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ممن يوثق به أن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) تكلّم بهذا الكلام، وحفظ عنه، وخطب به على منبر الكوفة:

«اللّهم إنّه لا بد لك من حجج في أرضك، حجّة بعد حجّة على خلقك، يهدونهم إلى دينك، ويعلمونهم علمك كيلا يتفرق أتباع أوليائك(3)، ظاهر غير مطاع، أو يترقب... إلى أن قال: ولهذا بأزر(4) العلم إذا لم يوجد له حملة يحفظونه ويروونه، كما سمعوه من العلماء ويصدقون عليهم فيه، اللّهم فإنّي لأعلم أن العلم لا يأزر كله، ولا ينقطع مواده، وإنك لا تخلي أرضك من حجّة لك على خلقك، ظاهر ليس بالمطاع، أو

ص: 163


1- الخصال: 187.
2- كمال الدين: 289.
3- قال المؤلّف: في نسخة بدل (أولئك).
4- قال المؤلّف: في نسخة بدل ( بأرز ).

خائف مغمود(1)؛ كيلا تبطل حجتك (2) ولا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم، بل أين هم ؟ وكم هم؟ أولئك الأقلون عدداً، الأعظمون عند اللّه قدراً». (3)

[5]- وروى الصدوق في كتاب كمال الدين في باب 26 بإسناد ذكره عن أبي إسحاق الهمداني قال: حدّثني ثقة من أصحابنا أنه سمع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول :

«اللّهم إنّك لا تخلي الأرض من حجّة لك على خلقك، ظاهر أو خاف مغمور؛ لئلا تبطل حجتك وبيناتك» (4)

[6] - ثمّ روى أيضاً، بإسناد ذكره عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد اللّه، عن آبائه، عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنه قال في خطبة له على منبر الكوفة:

«اللّهم إنّه لابد لأرضك من حجّة لك على خلقك، يهديهم إلى دينك ويعلّمهم علمك؛ لئلا تبطل حجتك، ولا يضل أتباع أوليائك بعد إذ هديتهم به، إما ظاهر ليس بالمطاع أو مكنتم مترقب... الحديث». (5)

[7]- يقول شير محمّد في حديث الجائليق الرومي الذي رواه سلمان المحمّدي عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) نحو ما رواه کمیل بن زياد عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) في هذا الحديث

«بلى، اللّهم لا تخلو الأرض من قائم بحجّة، إما ظاهراً أو باطناً(6)؛ لئلا تبطل حجج اللّه، وبعالم يعرف به دينه في دولة الباطل يكون نجاة لمن لزمنا واقتدى به أين أولئك؟ وكم أولئك؟ أولئك الأقلون عدداً، والأعظمون عند اللّه خطراً، بهم يحفظ اللّه دينه وعلمه،

ص: 164


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (مغمور).
2- قال المؤلّف : في نسخة بدل (حججك).
3- الكافي: 339/1.
4- كمال الدين: 302.
5- كمال الدين: 302.
6- قال المؤلّف: في نسخة بدل (إما ظاهراً مشهورا أو باطناً مستورا).

حتى يودعونها (1) في صدور أشباههم، ويودعونها أمثالهم، هجم بهم العلم على حقيقة الإيمان، فاستروحوا لذلك روح اليقين، وأنسوا بما (2) استوحش منه الجاهلون واستلاتوا بها استوعر منه المترفون، وصحبوا الدنيا بأبدان وأرواحهم معلقة بالمحل الأعلى أولئك حجج اللّه في أرضه، وأمناؤه على خلقه، يا شوقاً إليهم إلى رؤيتهم وواها لهم على صبرهم على عدوهم في حال هدايتهم (3)، وسيجمعنا اللّه وإياهم في جنات عدن ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم، ثمّ بكى، وبكى القوم معه ودعواله، وقالوا نشهد لك بالوصية والإمامة والإخوة، وإنّ عندنا لصفتك وصورتك ونعتك... الحديث». (4)

[8]- يقول شير محمّد: روى ثقة الإسلام في كتاب التوحيد من (الكافي) في باب العرش والكرسي أجزاء من حديث جائليق، قال: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد البرقي رفعه، قال: سأل الجائليق أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).. إلخ. (5)

[9] وروى الصفار أجزاء منه في الجزء (5 و 6 و 7) من (بصائر الدرجات) بإسناد ذكره عن أبي وقاص عن سلمان، وفي الجزء (5) عن أبي تمام عن سلمان. (6)

[10] وروى الصدوق بعض أجزائه في كتاب (التوحيد) في باب 28 نفي المكان والزمان - وباب 47 - معنى قوله: «الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى»(7)، بإسناد ذكره عن عبد الرحمن بن قيس عن أبي هاشم الرماني، عن زاذان، عن سلمان، ثمّ قال: والحديث

ص: 165


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (يزرعوها).
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (ما).
3- قال المؤلّف: في نسخة بدل (هدنتهم).
4- في بحار الأنوار: 81/3 عن إرشاد القلوب نحوه.
5- الكالي: 129/1.
6- بصائر الدرجات: 222، 289، 236.
7- سورة طه: 5.

طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وقد أخرجته بتمامه في آخر كتاب (النبوة). (1)

[11] وروى مختصراً منه أبو علي ابن الشيخ الطوسي في الجزء (8) من أماليه، بإستاد آخر عن عبد الرحمن بن قيس البصري عن زاذان عن سلمان. (2)

[12] وروى أجزاء منه ابن شهر آشوب في (المناقب) في فصل أخباره (عَلَيهِ السَّلَامُ) بالغيب عن زاذان عن سلمان. (3)

[13] وقال شيخ الطائفة في الفهرست): سلمان الفارسيه (رضیَ اللّهُ عنهُ) روى حديث الجائليق الرومي الذي بعثه ملك الروم بعد النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )... أخبرنا به ابن أبي جيد، عن ابن الوليد عن الصفار، عن الحميري، عمّن حدّثه عن إبراهيم بن الحكم الأسدي عن أبيه، عن شريك بن عبد اللّه، عن عبد الأعلى التغلبي، عن أبي وقاص، عن سلمان الفارسي. (4)

[14] وأورد الحديث بتمامه العلّامة النوري في آخر باب 11 من كتاب (نفس الرحمن)، وذكر إسناده إلى سلمان، وقال: وقال المجلسي (رضیَ اللّهُ عنهُ): إنّ المحدّثين فرّقوا أجزاء هذا الخبر على الأبواب، وهي مروية في الأصول المعتبرة، وهذا مما يدل على صحتها. (5)

[15] وأورد الخبر بتمامه أيضاً الثقة الجليل الشيخ هاشم بن محمّد في الباب 24 من كتاب (مصباح الأنوار في فضائل إمام الأبرار)، والذي نقلته أنا من هذا الحديث إنّما نقلته من هذا الكتاب. (6)

ص: 166


1- التوحيد 182، 286، 316.
2- الأمالي للطوسي: 218.
3- المناقب: 94/2.
4- الفهرست: 142.
5- نفس الرحمن: 511.
6- الكتاب مخطوط.

[16]- وممن أورد حديث كميل بن زياد السيد الرضي (رضیَ اللّهُ عنهُ) أورده في كتاب (خصائص الأئمة)، ورواه بإسناد ذكره عن الكلبي، عن أبي صالح، عن كميل بن زياد النخعي. (1)

[17] وأورده أيضاً في كتاب (نهج البلاغة)، قال: ومن كلام له (عَلَيهِ السَّلَامُ) لكميل بن زياد النخعي، قال كميل بن زياد:

«أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) فأخرجني إلى الجبان.. إلى أن قال: اللّهم بلى لا تخلو الأرض من قائم اللّه بحجّة، إما ظاهراً مشهوراً وإما خائفاً مغموراً؛ لئلا تبطل حجج اللّه،وبيّناته، وكم ذا؟ وأين أولئك؟ أولئك واللّه الأقلون عدداً والأعظمون قدراً، يحفظ اللّه بهم حججه وبيناته حتّى يودعوها نظراءهم.. إلى قوله : أولئك خلفاء

اللّه في أرضه والدعاة إلى دينه، آه، آه، شوقاً إلى رؤيتهم، انصرف يا كميل، إذا شئت». (2)

وقال ابن أبي الحديد في الشرح في الجزء 18 ص 313 طبع مصر وهذا يكاد يكون تصريحاً بمذهب الإمامية، إلا أنّ أصحابنا يحملونه على أن المراد به الأبدال الذين وردت الأخبار النبوية عنهم أنهم في الأرض سائحون. (3)

في رد ما ذكره أصحاب ابن أبي الحديد في بيان الخبر المتقدم

يقول شير محمّد: ورود الأخبار النبوية بأنّ في الأرض أبدالاً، لا يكون قرينة، ولا يدل على أن مراده (عَلَيهِ السَّلَامُ) من هذا الكلام هو الأبدال، فيكون الحمل خروجاً عن الظاهر كالصريح بغير دليل وبغير،شاهد، وأما إرادته (عَلَيهِ السَّلَامُ) من الكلام، ما هو ظاهر فيه كالصريح، فله شواهد كثيرة.

ص: 167


1- خصائص الأئمة: 105.
2- نهج البلاغة: 35/4.
3- شرح نهج البلاغة: 351/18.

[1] مثل قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي الثقلين.. إلخ».

[2] ومثل قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح.. إلخ.

[3] ومثل قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«يكون بعدي اثنا عشر خليفة».

[4] ومثل قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«أعطاهم اللّه فهمي وعلمي».

[5] - ومثل قول أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في خطبة له، أوردها في الثلث الأول من (نهج البلاغة) ص 93 طبع إيران، وفي المجلد الثاني ص 421 من شرح النهج طبع مصر:

«بنا يستعطى الهدى ويستجلى العمى، إنّ الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم». (1)

[6]- ومثل قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في آل النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، أورده في أوائل (نهج البلاغة):

«هم موضع سره، ولجأ أمره (2)، وعيبة علمه، وموئل حكمه، وكهوف كتبه، وجبال دینه بهم أقام انحناء ظهره، وأذهب ارتعاد فرائصه.. إلى أن قال: لا يقاس بال محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من هذه الأمة أحد، ولا يسوّى (3) بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً، هم أساس الدين، وعماد اليقين إليهم يفيء الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة». (4)

ص: 168


1- نهج البلاغة: 27/2، وشرح نهج البلاغة: 84/9.
2- اللجأ: محركة الملاذ وما تلتحئ إليه كالوزر محركة ما تعتصم به.
3- قال المؤلّف : في نسخة بدل (يساوى).
4- نهج البلاغة: 29/1.

[7] ومثل قوله في خطبة أوردها السيد الرضي (رضیَ اللّهُ عنهُ) في آخر باب خطبه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال الرضي: ومن خطبة له (عَلَيهِ السَّلَامُ) يذكر فيها آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«هم عيش العلم وموت الجهل يخبركم حلمهم عن علمهم وصمتهم عن حكم منطقهم، لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه، هم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام بهم عاد الحق في نصابه وانزاح الباطل عن مقامه، وانقطع لسانه عن منبته عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية، فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل». (1)

[8] ومثل قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في خطبة له :

«فأين يتاه بكم ؟ بل كيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم؟ وهم أزمة الحق، وأعلام الدين وألسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن، وردوهم ورود الهيم العطاش». (2)

[9] ومثل قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) فيما تقدم من حديث الجاثليق:

«وسيجمعنا اللّه وإياهم في جنات عدن».

وسيأتي إن شاء اللّه في حديث اليهودي الذي رواه أبو الطفيل أنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال:

«إن الذين يكونون مع محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في جنة عدن هم الأئمة الاثنا عشر».

وبالجملة ما أظن أحداً ممن اتصف بالعلم والإنصاف وجانب الجور والاعتساف يرتاب في أن مراده (عَلَيهِ السَّلَامُ) من قوله:

«من قائم اللّه، بحجّة، إمّا ظاهراً مشهوراً، وإما خائفاً مغموراً».

ومن قوله:

«أولئك واللّه الأقلون عدداً، الأعظمون عند اللّه قدرا».

ومن قوله:

ص: 169


1- نهج البلاغة: 232/2.
2- نهج البلاغة: 154/1.

أولئك خلفاء اللّه في بلاده، ودعاته إلى دينه».

ونحو ذلك مما في الأخبار المذكورة هم الأئمة من آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ويدل على ذلك صريحاً ما رواه الشيخ الجليل علي بن محمّد الخزاز في كتاب (الكفاية في النصوص) في باب ما روي عن الحسن بن علي (عَلَيهِما السَّلَامُ)، عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في النصوص على الأئمة الاثني عشر سلام اللّه عليهم أجمعين.

في النصوص على الأئمة الاثني عشر سلام اللّه عليهم أجمعين

[1]- روى في هذا الباب بإسناد ذكره: عن عبد اللّه بن حسن بن حسن، عن أبيه، عن الحسن بن علي (عَلَيهِما السَّلَامُ) قال:

«خطب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يوماً، فقال بعد ما حمد اللّه وأثنى عليه معاشر الناس كأنّي أدعى وأجيب (1)، وأني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه، وعترتي [أهل بيتي]، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، فتعلموا منهم ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم، لا يخلو (2) الأرض منهم، ولو خلت إذاً لساخت بأهلها، ثمّ قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : اللّهم إني أعلم أنّ العلم لا يبيد ولا ينقطع، وإنّك لا تخلي أرضك من حجّة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور؛ لكيلا تبطل حجتك ولا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم، أولئك الأقلون عدداً، الأعظمون قدراً عند اللّه.

فلمّا نزل عن منبره قلت يا رسول اللّه، أما أنت الحجّة على الخلق كلهم؟ قال: يا حسن، إن اللّه يقول : «إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمِ هَاد»(3)، فأنا المنذر وعلي الهادي.

ص: 170


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (فأجيب).
2- في بعض النسخ: (لا تخلو).
3- سورة الرعد: 7.

قلت: يا رسول اللّه فقولك إنّ الأرض لا تخلو من حجّة؟ قال: نعم [علي] هو الإمام، والحجّة،بعدي، وأنت الإمام والحجّة بعده، والحسين الإمام، والحجة بعدك ولقد نبأني اللطيف الخبير أنه يخرج من صلب الحسين ولد يقال له: علي سمّي جده علي، فإذا مضى الحسين، قام بالأمر علي بعده ابنه(1)، وهو الحجّة والإمام، ويخرج اللّه صلب علي ولداً سميي، وأشبه الناس بي علمه علمي، وحكمه حكمي، هو الإمام والحجّة بعد أبيه، ويخرج [ اللّه تعالى] من صلبه مولوداً يقال له: جعفر، أصدق الناس قولاً وعملاً، هو الإمام والحجة بعد أبيه، ويخرج اللّه تعالى من صلب جعفر مولوداً [يقال له: موسى]، سمّي موسى بن عمران (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أشد الناس تعبداً، فهو الإمام والحجّة بعد أبيه، ويخرج اللّه [تعالى] من صلب موسى ولداً يقال له: علي، معدن علم اللّه، وموضع حكمته، فهو الحجّة والإمام بعد أبيه، ويخرج اللّه من صلب علي مولوداً يقال له محمّد، فهو الإمام والحجّة بعد أبيه، ويخرج اللّه تعالى من صلب محمّد مولوداً يقال له علي فهو الحجّة والإمام بعد أبيه، ويخرج اللّه تعالى من صلب علي مولوداً يقال له: الحسن، فهو الإمام والحجّة بعد أبيه، ويخرج اللّه تعالى من صلب الحسن الحجّة القائم إمام زمانه ومنقذ أوليائه، يغيب حتّى لا يرى يرجع عن أمره قوم ويثبت عليه آخرون «وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقينَ»(2)، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل اللّه (عزّوجلّ) ذلك اليوم، حتّى يخرج قائمنا فيملأها قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلم، فلا يخلو الأرض منكم، أعطاكم اللّه علمي وفهمي ولقد دعوت اللّه تبارك وتعالى أن يجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي ومن زرعي وزرع زرعي». (3)

ص: 171


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (بعده).
2- وردت هذه الآية في القران الكريم في خمس مواضع ومنها في سورة الأنبياء: 38.
3- كفاية الأثر : 163.

[2]- وقال العالم الفاضل الشيخ سليمان الحسيني البلخي القندوزي، وهو من علماء العامة في كتاب (ينابيع المودة)، ما هذا لفظه الباب السادس والسبعون في بيان الأئمة الاثني عشر بأسمائهم، وفي (فرائد السمطين): عن مجاهد، عن ابن عباس (رضیَ اللّهُ عنهُ) ، قال: «قدم يهودي يقال له نعثل، فقال: يا محمّد، أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فإن أجبتني عنها أسلمت على يديك، قال سل يا أبا عمارة، فقال: يا محمّد صف لي ربّك؟

فقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لا يوصف (1) إلا بما وصف به نفسه وكيف يوصف الخالق الذي تعجز العقول أن تدركه والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار أن تحيط به جلّ وعلا عما يصفه الواصفون، ناء في قربه، وقريب في نأيه، هو كيف الكيف، وأين الأين، فلا يقال له: أين هو ؟ وهو منقطع الكيفية (2)، والأينونية، فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه، والواصفون لا يبلغون نعته، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.

قال: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن قولك إنّه واحد لا شبيه له، أليس اللّه واحداً والإنسان واحداً ؟

فقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : اللّه عزّ وعلا واحد حقيقي، أحدي المعنى، أي لا جزء ولا تركب له، والإنسان واحد ثنائي المعنى، مركب من روح وبدن.

قال: صدقت فأخبرني عن وصيك من هو فما من نبي إلا وله وصي، وإنّ نبينا موسى بن عمران أوصى يوشع بن نون؟

فقال: إنّ وصي علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين.

ص: 172


1- قال الهمداني: في كفاية الأثر (أنّ الخالق لا يوصف).
2- قال الهمداني: في كفاية الأثر (تنقطع الكيفية فيه).

قال: يا محمّد فسمهم لي ؟

قال: إذا مضى الحسين فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فابنه الحجة محمّد المهدي، فهؤلاء اثنا عشر.

قال: أخبرني كيفية موت علي والحسن والحسين ؟ قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : يقتل علي بضربة على قرنه، والحسن يقتل بالسم، والحسين بالذبح.

قال: فأين مكانهم؟ قال: في الجنة في درجتي.

قال: أشهد أن لا إله إلا اللّه، وإنّك رسول اللّه، وأشهد أنّهم الأوصياء بعدك، ولقد وجدت في كتب الأنبياء المتقدمة، وفيما عهد إلينا موسى بن عمران (عَلَيهِ السَّلَامُ) إنه: إذا كان آخر الزمان يخرج نبي يقال له: أحمد ومحمّد هو خاتم الأنبياء، لا نبي بعده، فيكون أوصياؤه بعده اثني عشر: أوّلهم ابن عمه وختنه، والثاني والثالث كانا أخوين من ولده، وتقتل أمة النبي الأوّل بالسيف، والثاني بالسم، والثالث مع جماعة من أهل بيته بالسيف وبالعطش، في موضع الغربة، فهو كولد الغنم يذبح ويصبر على القتل؛ لرفع درجاته ودرجات أهل بيته وذريته، ولإخراج محبيه وأتباعه من النار، وتسعة الأوصياء منهم من أولاد الثالث، فهؤلاء الاثنا عشر عدد الأسباط.

قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أتعرف الأسباط؟ قال: نعم، كانوا اثني عشر أوّلهم لاوي بن برخيا، وهو الذي غاب عن بني إسرائيل غيبة ثمّ عاد فأظهر [ اللّه به] شریعته بعد اندراسها، وقاتل قرسطيا الملك حتّى قتل الملك.

قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : كائن في أمتي ما كان في بني إسرائيل، حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، وأنّ الثاني عشر من ولدي يغيب حتّى لا يرى، ويأتي على أمتي زمن لا يبقى من

ص: 173

الإسلام إلا اسمه، ولا يبقى من القرآن إلا رسمه، فحينئذ يأذن اللّه -تبارك وتعالى- له بالخروج، فيظهر اللّه الإسلام به ويجدده، طوبى لمن أحبهم وتابعهم، والويل لمن أبغضهم وخالفهم، وطوبى لمن تمسك بهداهم.

فأنشأ نعثل شعراً:

صلّى الإله ذو العلى***عليك يا خير البش

أنت النبي المصطفى***والهاشمي المفتخر

یک هدانا ربّنا***وفيك نرجو ما أمر

ومعشر سميتهم***أئمة اثنا عشر

حباهم ربّ العلى***ثمّ اصطفاهم من كدر

قد فاز من والاهم***و خاب من عادى الزهر

آخر هم يسقي الظما***وهو الإمام المنتظر

عترتك الأخيار لي***والتابعون ما أمر

من كان عنهم معرضا***فسوف تصلاه (1) سقر». (2)

[3]- يقول شير محمّد هذا الحديث أورده الخزاز الرازي في (الكفاية في النصوص)، ورواه بإسناد ذكره عن أبي هاشم، عن مجاهد، عن ابن عباس باختلاف يسير. (3)

ص: 174


1- قال الحمداني: في كفاية الأثر (يصلي سقر).
2- ينابيع المودة: 281/3، فرائد السمطين: 132/2، حدیث 431.
3- كفاية الأثر: 11.

[4] - ثمّ قال الشيخ سليمان القندوزي وفي (المناقب): عن واثلة بن الأسقع بن قرخاب عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال:

«دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال : يا محمّد، أخبرني عما ليس اللّه، وعما ليس عند اللّه، وعما لا يعلمه اللّه ؟

فقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أما ما ليس اللّه، فليس اللّه شريك، وأما ما ليس عند اللّه، فليس عند اللّه ظلم للعباد، وأما ما لا يعلمه اللّه، فذلك قولكم يا معشر اليهود أن عزير ابن اللّه واللّه لا يعلم أنّ له ولداً، بل يعلم أنه مخلوقه وعبده.

فقال: أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأنك رسول اللّه حقاً وصدقاً.

ثمّ قال: إني رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال : يا جندل، أسلم على يد محمّد خاتم الأنبياء واستمسك أوصياءه من بعده، فقلت: أسلم، فلله الحمد أسلمت وهداني بك، ثمّ قال: أخبرني يا رسول اللّه، عن أوصيائك من بعدك لأتمسك بهم.

قال: أوصيائي الاثنا عشر.

قال: جندل هكذا وجدناهم في التوراة، وقال: يا رسول اللّه سمهم لي.

فقال: أولهم سيّد الأوصياء أبو الأئمة علي، ثمّ ابناء الحسن والحسين، فاستمسك بهم ولا يغرنك جهل الجاهلين، فإذا ولد علي بن الحسين زين العابدين يقضي اللّه عليك، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه.

فقال جندل وجدنا في التوراة وفي كتب الأنبياء (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إيليا وشبراً وشبيراً، فهذه اسم (1) علي والحسن والحسين، فمن بعد الحسين؟ وما أساميهم؟

قال: إذا انقضت مدة الحسين فالإمام ابنه علي ويلقب بزين العابدين، فبعده ابنه محمّد يلقب بالباقر، فبعده ابنه جعفر يدعى بالصادق، فبعده ابنه موسى يدعى بالكاظم، فبعده ابنه علي يدعى بالرضا، فبعده ابنه محمّد يدعى بالتقي والزكي، فبعده

ص: 175


1- كذا والصحيح: (فهذه أسماء).

ابنه علي يدعى بالنقي والهادي، فبعده ابنه الحسن يدعى بالعسكري، فبعده ابنه محمّد يدعى بالمهدي والقائم والحجة، فيغيب ثمّ يخرج، فإذا خرج يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمقيمين على محبتهم، أولئك الذين وصفهم اللّه في كتابه، وقال: «هُدًى للمُتَّقِينَ * الَّذينَ يُؤْمِنُونَ بالغَيْب» (1)، قال تعالى: «أولئكَ حِزبُ اللّهِ ألا إنَّ حِزْبَ اللّه هُمُ المُفْلِحُونَ». (2)

فقال جندل: الحمد للّه الذي وفقني لمعرفتهم (3)، ثمّ عاش إلى أن كانت ولادة علي بن الحسين، فخرج إلى الطائف ومرض، وشرب لبناً، وقال: أخبرني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يكون آخر زادي من الدنيا شربة لبن، ومات ودفن بالطائف بالموضع المعروف بالكوزارة(4)». (5)

[5]- هذا الحديث أورده العالم الجليل علي بن محمّد الخزاز الرازي في (الكفاية في النصوص)، ورواه بإسناد ذكره عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري (رضیَ اللّهُ عنهُ) ، باختلاف يسير. (6)

[6] - ثمّ قال الشيخ سليمان القندوزي: وفي (المناقب): عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال:

«جاء يهودي من يهود المدينة إلى علي كرم اللّه وجهه، قال: إنّي أسألك عن ثلاث وثلاث، وعن واحدة.

فقال علي: لمَ لا تقول أسألك عن سبع.

ص: 176


1- سورة البقرة: 2 و 3.
2- سورة المجادلة: 22.
3- قال المؤلّف رحمه اللّه في نسخة بدل: (بمعرفتهم).
4- قال المؤلّف رحمه اللّه : في كفاية الأثر (بالكوراء).
5- ينابيع المودة: 283/3.
6- كفاية الأثر : 57.

قال: أسألك عن ثلاث، فإن أصبت فيهن سألتك عن الثلاث الأخر، فان أصبت فيهنّ سألتك عن الواحدة.

فقال علي: ما تدري إذا سألتني فأجبتك أخطأت أم أصبت؟

فأخرج اليهودي من كمه كتاباً عتيقاً، قال هذا ورثته عن آبائي وأجدادي عن هارون جدي إملاء موسى بن عمران (عَلَيهِام السَّلَامُ) و خط هارون بن عمران، وفيه هذه المسألة التي أسألك عنها.

قال علي: إن أجبتك بالصواب فيهن لتسلم ؟

فقال: واللّه أسلم الساعة على يديك إن أجبتني بالصواب فيهنّ.

قال له: سل.

قال: أخبرني عن أوّل حجر وضع على وجه الأرض؟ وعن أول شجرة نبتت على وجه الأرض؟ وعن أوّل عين نبعت على وجه الأرض؟

قال: أما أوّل حجر وضع على وجه الأرض فإنّ اليهود يزعمون أنها صخرة بيت المقدس، وكذبوا، ولكن هو الحجر الأسود نزل به آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) من الجنّة فوضعه في ركن البيت والناس يتمسحون به ويقبّلونه (1) ويجددون العهد والميثاق به، لأنه كان ملكاً ابتلع كتاب العهد والميثاق، وكان مع آدم في الجنّة، فلما خرج آدم خرج هو فصار حجراً، قال اليهودي: صدقت.

قال :علي وأمّا أوّل شجرة نبتت على الأرض فإنّ اليهود يزعمون أنها الزيتونة وكذبوا، ولكنها نخلة من العجوة نزل بها آدم له من الجنة، فأصل كل النخلة (كذا) العجوة، قال اليهودي: صدقت.

ص: 177


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (ويقلبونه).

قال علي كرم اللّه وجهه: وأما أوّل عين نبعت على وجه الأرض فإنّ اليهود يزعمون أنها العين التي كانت تحت صخرة بيت المقدس، وكذبوا، ولكنّها عين الحياة التي نسي عندها صاحب موسى السمكة المالحة، فلما أصابها ماء العين حييت وعاشت و شربت منه فاتبعها موسى و صاحبه الخضر (عَلَيهِما السَّلَامُ) قال اليهودي: صدقت.

قال علي: سل عن الثلاث الآخر.

قال: أخبرني كم لهذه الأمة بعد نبيها من إمام؟ وأخبرني عن منزل محمّد أين هو في الجنة؟ وأخبرني من يسكن معه في منزله؟

قال علي: لهذه الأمة بعد نبيها اثنا عشر إماماً، لا يضرهم خلاف من خالفهم قال اليهودي: صدقت.

قال علي: ينزل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في جنة عدن، وهي وسط الجنان وأعلاها وأقربها من عرش الرحمن جلّ جلاله، قال اليهودي: صدقت.

قال علي: والذي يسكن معه في الجنة هؤلاء الأئمة الاثنا عشر، أولهم أنا وآخرنا القائم المهدي، قال: صدقت.

قال علي: سل عن الواحدة.

قال: أخبرني كم تعيش بعد نبيك؟ وهل تموت أو تقتل؟

قال: أعيش بعده ثلاثين سنة، وتخضب هذه أشار بلحيته - من هذا أشار برأسه الشريف، فقال اليهودي : أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمّداً رسول اللّه وأشهد أنك وصي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )». (1)

ص: 178


1- ينابيع المودة: 285/3.

يقول شير محمّد الهمداني: هذا الحديث رواه الإمامية (رضیَ اللّهُ عنهُ) بطرق كثيرة:

[7] أورده ثقة الإسلام الكليني في كتاب الحجّة من (الكافي) في باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم صلوات اللّه عليهم، قال: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه، عن عبد اللّه بن القاسم، عن حنان بن السراج عن داود بن سليمان الكسائي، عن أبي الطفيل قال:

«شهدت جنازة أبي بكر يوم مات، وشهدت عمر حين بويع وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) جالس ناحية، فأقبل غلام يهودي جميل [ الوجه ] بهي، عليه ثياب حسان، وهو من ولد هارون حتّى قام على رأس عمر فقال: يا أمير المؤمنين، أنت أعلم هذه الأمة بكتابهم وأمر نيهم؟

قال: فطأطأ عمر رأسه.

فقال: إياك أعني، وأعاد عليه القول.

فقال له عمر: لمَ ذاك؟، قال إني جئتك مرتاداً لنفسي، شاكّاً في ديني

فقال: دونك هذا الشاب.

قال: ومن هذا الشاب؟

قال: هذا علي بن أبي طالب ابن عم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وهذا أبو الحسن والحسين ابني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وهذا زوج فاطمة بنت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ). فأقبل اليهودي على علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال: أكذاك أنت؟

قال: نعم.

قال: إنّي أريد أن أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة.

قال: فتبسم أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) من غير تبسم، وقال: ياهاروني، ما منعك أن تقول سبعاً؟

ص: 179

قال: أسألك عن ثلاث فإن أجبتني سألت عما بعدهنّ، وإن لم تعلمهنّ علمت أن (1)ليس فيكم عالم.

قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : فإنّي أسألك بالإله الذي تعبده لئن أنا أجبتك في كل ما تريد لتدعنّ دينك ولتدخلنّ في ديني ؟

قال: ما جئت إلا لذاك.

قال: فسل.

قال: أخبرني عن أوّل قطرة دم قطرت على وجه الأرض، أيّ قطرة هي؟ وأوّل عين فاضت على وجه الأرض، أي عين هي ؟ وأول شيء اهتز على وجه الأرض، أيّ شيء هو ؟ فأجابه أمير المؤمنين، فقال [له]: أخبرني عن الثلاث الأخر ؟

أخبرني عن محمّد، كم له من إمام عدل؟ وفي أي جنة يكون؟ ومن ساكنه معه في جنته؟ فقال: يا هاروني، إن لمحمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )اثني عشر إمام عدل، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم، وإنّهم في الدين أرسب من الجبال الرواسي في الأرض، ومسكن محمّد في جنته (2) معه أولئك الاثنا عشر إمام (3) العدل.

فقال: صدقت واللّه الذي لا إله إلا هو إنّي لأجدها في كتب أبي هارون كتبه بيده وإملاء موسى عمي (عَلَيهِما السَّلَامُ)، قال : فأخبرني عن الواحدة، أخبرني عن وصي محمّد كم يعيش من بعده؟ وهل يموت أو يقتل؟

قال: يا هاروني، يعيش بعده ثلاثين سنة، لا يزيد يوماً ولا ينقص يوماً، ثمّ يضرب ضربة ها هنا - يعني على قرنه - فتخضب هذه من هذا.

ص: 180


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (آله).
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (جنة).
3- كذا، والسياق يقتضي الجمع.

قال: فصاح الهاروني وقطع كستيجه (1) وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنك وصيه، ينبغي أن تفوق ولا تفاق، وأن تعظم ولا تستضعف، قال: ثمّ مضى به على (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى منزله فعلمه معالم الدين». (2)

[8]- ورواه الكليني (رضیَ اللّهُ عنهُ) أيضاً في هذا الباب بسندين آخرين قال: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن مسعدة بن زياد عن أبي عبد اللّه ومحمّد بن الحسين، عن إبراهيم، عن أبي يحيى المدائني، عن أبي هارون العيدي، عن أبي سعيد الخدري قال:

«كنت حاضراً لما هلك أبو بكر، واستخلف عمر أقبل يهودي من عظماء يهود يثرب - وتزعم يهود المدينة أنه أعلم أهل زمانه- حتّى رفع إلى عمر، فقال له: يا عمر، إني جئتك أريد الإسلام، فإن أخبرتني عما أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب محمّد بالكتاب والسنة وجميع ما أريد أن أسأل عنه.

قال: فقال له :عمر: إني لست هناك، لكنّي أرشدك إلى من هو أعلم أمتنا بالكتاب والسنّة وجميع ما قد تسأل عنه، وهو ذاك - فأومأ إلى علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)-.

فقال له اليهودي يا عمر، إن كان هذا كما تقول فما لك ولبيعة الناس وإنّما ذاك أعلمكم فزبره عمر (3)، ثمّ إنّ اليهودي قام إلى علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال له: أنت كما ذكر عمر ؟ فقال: وما قال عمر ؟ فأخبره، قال : فإن كنت كما قال سألتك عن أشياء، أريد أن أعلم هل يعلمه أحد منكم، فأعلم أنكم في دعواكم خير الأمم وأعلمها صادقين، ومع ذلك أدخل في دينكم الإسلام.

ص: 181


1- الكستيج: بضم الكاف والسين المهملة وتاء مثناة فوقانية وياء مثناة تحتانية وحيم: حيط غليظ يشد فوق الثياب دون الزنار.
2- الكافي: 529/1.
3- الزبر: الزجر والمنع من باب طلب.

فقال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : نعم أنا كما ذكر لك عمر سل عمّا بدا لك أخبرك به إن شاء اللّه.

قال: أخبرني عن ثلاث وثلاث وواحدة.

فقال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا يهودي، ولمَ لم تقل : أخبرني عن سبع.

فقال له اليهودي: إنّك إن أخبرتني بالثلاث سألتك عن البقية وإلا كففت فإن أنت أجبتني في هذه السبع فأنت أعلم أهل الأرض وأفضلهم وأولى الناس بالناس.

فقال له: سل عمّا بدا لك يا يهودي.

قال: أخبرني عن أوّل حجر وضع على وجه الأرض؟ وأوّل شجرة غرست على وجه الأرض؟ وأوّل عين نبعت على وجه الأرض؟

فأخبره أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ثمّ قال له اليهودي: أخبرني عن هذه الأمة كم لها من إمام هدى؟ وأخبرني عن نبيكم محمّد أبن منزله في الجنة؟ وأخبرني من معه في الجنة؟ فقال له أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنّ لهذه الأمة اثني عشر إمام هدى من ذرية نبيها وهم مني، وأمّا منزل نبينا في الجنة ففي أفضلها وأشرفها جنة عدن، و أما من معه في منزله فيها فهؤلاء الاثنا عشر من ذريته، وأمهم وجدتهم أم أمهم وذراريهم، لا يشركهم فيها أحد. (1)

[9]- وأورده الصدوق محمّد بن بابويه (رضیَ اللّهُ عنهُ) في كتاب (الخصال) في أبواب الاثني عشر، قال: حدّثنا أبيه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين الثقفي، عن صالح بن عقبة، عن جعفر بن محمّد (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال:

«لمّا هلك أبو بكر واستخلف عمر، رجع عمر إلى المسجد فقعد، فدخل عليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي رجل من اليهود وأنا علامتهم، وقد أردت أن أسألك عن مسائل إن أجبتني فيها أسلمت قال: ما هي؟ قال: ثلاث وثلاث وواحدة، فإن شئت

ص: 182


1- الكافي : 531/1.

سألتك وإن كان في القوم أحد أعلم منك فأرشدني إليه ؟

قال: عليك بذلك الشاب - يعني علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فأتى علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) فسأله، فقال له: لِمَ قلت ثلاثاً وثلاثاً وواحدة، ألا قلت: سبعاً؟

قال: إنّي إذاً الجاهل، إن لم تجبني في الثلاث اكتفيت.

قال: فإن أجبتك تسلم؟ قال: نعم.

قال: سل.

قال: أسألك عن أوّل حجر وضع على وجه الأرض؟ وأول عين نبعت؟ وأول شجرة نبتت؟

قال: يا يهودي، أنتم تقولون أوّل حجر وضع على وجه الأرض الذي في بيت المقدس، وكذبتم، هو الحجر الذي نزل به آدم من الجنة، قال: صدقت واللّه إنّه لبخط هارون وإملاء موسى.

قال: وأنتم تقولون: إنّ أوّل عين نبعت على وجه الأرض العين التي ببيت المقدس، وكذبتم، هي عين الحياة التي غسل فيها يوشع بن نون السمكة، وهي العين التي شرب ها الخضر، و ليس يشرب منها أحد إلا حيي، قال: صدقت واللّه إنّه لبخط هارون وإملاء موسى.

قال: وأنتم تقولون: أوّل شجرة نبتت على وجه الأرض الزيتون، وكذبتم، هي العجوة التي نزل بها آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) من الجنة معه، قال: صدقت واللّه إنّه لبخط هارون وإملاء موسى.

قال: والثلاث الأخر، كم لهذه الأمة من إمام هدى لا يضرهم من خذهم ؟

قال: اثنا عشر إماماً، قال: صدقت واللّه إنه لبخط هارون وإملاء موسى.

قال: فأين يسكن نبيكم من الجنة؟

قال: في أعلاها درجة وأشرفها مكانا في جنة عدن، قال: صدقت واللّه إنه لبخط

ص: 183

هارون وإملاء موسى.

ثم قال: فمن ينزل بعده في منزله؟

:قال اثنا عشر إماماً، قال: صدقت واللّه إنه لبخط هارون وإملاء موسى.

ثمّ قال: السابعة فأسلم: كم يعيش وصيه بعده؟

قال: ثلاثين سنة.

قال : ثمّ مه ؟ يموت أو يقتل؟

قال: يقتل يضرب على قرنه فتخضب لحيته.

قال: صدقت واللّه إنّه لبخط هارون وإملاء موسى». (1)

[10]- ثمّ قال الصدوق: وقد أخرجت هذا الحديث من طرق في كتاب (الأوائل).

[11]- وأورده الصدوق (رضیَ اللّهُ عنهُ) في كتاب (عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)) أيضاً بهذا السند، ثمّ قال: ولهذا الحديث طرق أخر أخرجتها في كتاب (كمال الدين وتمام النعمة في إثبات الغيبة وكشف الحيرة). (2)

[12] وأورده في كتاب (كمال الدين) في باب 26 ما أخبر به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن وقوع الغيبة بالقائم الثاني عشر من الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، و قال: حدّثنا أبي، ومحمّد ابن الحسن (رضیَ اللّهُ عنهُ) قالا حدّثنا سعد بن عبد اللّه، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين الثقفي عن صالح، عن الإمام جعفر بن محمّد (عَلَيهِما السَّلَامُ).. وذكر الحديث كما في (الخصال) إلا إنّه قال في آخره: «... فأسلم اليهودي». (3)

ص: 184


1- الخصال: 476.
2- عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) : 57/2.
3- كمال الدين: 300.

[13] وأورده بطريق آخر، قال: أخبرنا أبو سعيد محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق المذكر بنيسابور قال: حدّثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث البزاز قال: حدّثنا عبد اللّه بن مسلم الدمشقي قال: حدّثنا إبراهيم بن يحيى الأسلمي المديني الدمشقي عن عمّار بن خريز (1) عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال:

«شهدنا الصلاة على أبي بكر ثمّ اجتمعنا إلى عمر بن الخطاب فبايعناه، وأقمنا أياماً نختلف إلى المسجد إليه [حتّى سموه أمير المؤمنين ] (2) فبينا نحن عنده جلوس يوماً، إذ جاءه يهودي من يهود المدينة، وهم يزعمون أنه من ولد هارون أخي موسى (عَلَيهِما السَّلَامُ)، حتّى وقف على عمر، فقال له: يا أمير المؤمنين، أيكم أعلم بعلم نبيكم و بكتاب ربكم، حتّى أسأله عمّا أريد؟ قال: فأشار عمر إلى علي (عَلَيهِ السَّلَامُ).

فقال له اليهودي : أكذلك أنت يا علي ؟ فقال : نعم سل عما تريد.

قال: إنّي أسألك عن ثلاث وعن ثلاث وعن واحدة؟

فقال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : لم لا تقول: إني أسألك عن سبع ؟

قال له اليهودي: أسألك عن ثلاث، فإن أصبت فيهنّ سألتك عن الثلاث الأخر، فإن أصبت فيهنّ سألتك عن الواحدة، وإن أخطأت في الثلاث الأولى لم أسألك عن شيء.

فقال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وما يدريك إذا سألتني فأجبتك أخطأت أم أصبت؟

قال: فضرب يده إلى كمه فأخرج كتاباً عتيقاً، فقال: هذا ورثته عن آبائي وأجدادي إملاء موسى بن عمران و خط هارون، وفيه هذه الخصال التي أريد أن أسألك عنها.

ص: 185


1- قال المؤلّف : في نسخة بدل (جوير) وفي أخرى (جوين). أقول: هو عمارة بن جوين -تجيم مصغّر - أبو هارون العبدي شيعي تابعي ضعفه العامة لتشيعه، وما ذكر آنفاً هو تصحيف الجوين.
2- في الأصل (في سفره) وهي لا تستقيم مع سياق النص، وما أثبتناه من المطبوع.

فقال له على (عَلَيهِ السَّلَامُ): أنّ لي عليك إن أجبتك فيهنّ بالصواب أن تسلم.

فقال اليهودي: واللّه لئن أجبتني فيهنّ بالصواب لأسلمن الساعة على يديك.

فقال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : سل.

قال: أخبرني عن أوّل حجر وضع على وجه الأرض؟ وأخبرني عن أول شجرة نبتت على وجه الأرض؟ وأخبرني عن أوّل عين نبعت على وجه الأرض؟

فقال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا يهودي، أما أوّل حجر وضع على وجه الأرض فإنّ اليهود يزعمون أنها صخرة بيت المقدس، وكذبوا، ولكنه الحجر الأسود نزل به آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) معه من الجنة فوضعه في ركن البيت والناس يتمسحون به ويقبلونه ويجددون العهد والميثاق فيما بينهم وبين اللّه (عزّوجلّ)، قال اليهودي: اشهد باللّه لقد صدقت.

قال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): وأمّا أوّل شجرة نبتت على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنّها الزيتونة، وكذبوا، ولكنّها النخلة من العجوة نزل بها آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) معه من الجنة وبالفحل فأصل النخلة كله من العجوة، قال له اليهودي: أشهد باللّه لقد صدقت.

قال له على (عَلَيهِ السَّلَامُ): وأمّا أوّل عين نبعت على وجه الأرض فإنّ اليهود يزعمون أنّها العين التي نبعت تحت صخرة بيت المقدس، وكذبوا، ولكنّها عين الحيوان التي نسي عندها صاحب موسى السمكة المالحة فلما أصابها ماء العين عاشت وشربت فأتبعها موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) وصاحبه فلقيا الخضر، قال اليهودي: أشهد باللّه لقد صدقت.

قال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : سل عن الثلاث الأخر ؟

قال: أخبرني عن هذه الأمة كم لها بعد نبيها من إمام عدل؟ وأخبرني عن منزل محمّد أين هو من الجنة؟ ومن يسكن معه في منزله؟

قال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا يهودي، يكون لهذه الأمة بعد نبيها اثنا عشر إماماً عدلاً، لا يضرهم خلاف من خالفهم قال له اليهودي: أشهد باللّه لقد صدقت.

ص: 186

قال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ومنزل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من الجنة في جنة عدن، وهي وسط الجنان وأقربها من عرش الرحمن جلّ جلاله قال له اليهودي: أشهد باللّه لقد صدقت.

قال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : والذين يسكنون معه في الجنة هؤلاء الأئمة الاثنا عشر، قال له اليهودي: أشهد باللّه لقد صدقت.

قال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : سل عن الواحدة ؟

قال: أخبرني عن وصي محمّد في أهله كم يعيش بعده؟ وهل يموت موتاً أو يقتل قتلاً؟

قال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا يهودي، يعيش بعده ثلاثين سنة، وتخضب منه هذه من هذا - وأشار إلى لحيته ورأسه-.

قال: فوثب إليه اليهودي فقال: أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأشهد أن محمّداً رسول اللّه، وأنّك وصي رسول اللّه»(1).

[14] - ورواه الصدوق أيضاً بطريق آخر، قال حدّثنا أبي، ومحمّد بن الحسن قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه و محمّد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعاً، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، ويعقوب بن يزيد، وإبراهيم بن هاشم جميعاً، عن ابن فضال، عن أيمن ابن محرز الحضرمي عن محمّد بن سماعة الكندي، عن إبراهيم بن يحيى المدني، عن أبي عبد

اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال:

«لمّا بايع الناس عمر بعد موت أبي بكر، أتاه رجل من شباب يهود كذا، وهو في المسجد، فسلم عليه والناس حوله، فقال: يا أمير المؤمنين، دلني على أعلمكم باللّه وبرسوله وبكتابه وبسنته، فأومأ بيده إلى علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال: هذا، فتحوّل الرجل إلى علي فسأله أنت كذلك؟ فقال: نعم.

ص: 187


1- كمال الدين: 294.

فقال: إنّي أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة.

فقال له أمير المؤمنين: أفلا قلت عن سبع ؟

فقال اليهودي: لا إنّما أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهن سألتك عن ثلاث بعدها، وإن لم تصب لم أسألك.

فقال أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه: أخبرني إن أجبتك بالصواب والحق تعرف ذلك؟ - وكان الفتى من علماء اليهود وأحبارها يرون أنه من ولد هارون بن عمران أخي موسى (عَلَيهِما السَّلَامُ) -.

فقال: نعم.

فقال له أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : باللّه الذي لا إله إلا هو لئن أجبتك بالحق والصواب لتسلمن، ولتدعنّ اليهودية؟

فحلف اليهودي وقال: ما جئتك إلا مرتاداً أريد الإسلام.

فقال: يا هاروني، سل عمّا بدا لك تخير.

قال: أخبرني عن أوّل شجرة نبتت على وجه الأرض؟ وعن أول عين نبعت على وجه الأرض؟ وعن أوّل حجر وضع على وجه الأرض؟

فقال له أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أما سؤالك عن أوّل شجرة نبتت على وجه الأرض فإنّ اليهود يزعمون أنها الزيتونة، وكذبوا، إنّما هي النخلة وهي العجوة هبط بها آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) معه من الجنة، فغرسها وأصل النخل كله منها.

وأمّا قولك: أوّل عين نبعت على وجه الأرض فإنّ اليهود يزعمون أنها العين التي ببيت المقدس تحت الحجر، وكذبوا هي عين الحيوان التي انتهى موسى وفتاه إليها فغسل فيها السمكة المالحة،فحييت وليس من ميت يصيبه ذلك الماء إلا حيي و حي، وكان الخضر على مقدمة ذي القرنين يطلب عين الحياة فوجدها الخضر (عَلَيهِ السَّلَامُ) وشرب منها ولم

ص: 188

يجدها ذو القرنين.

و أمّا قولك: أوّل حجر وضع على وجه الأرض فإنّ اليهود يزعمون أنه الحجر الذي في بيت المقدس، وكذبوا، إنما هو الحجر الأسود هبط به آدم اللّه معه من الجنة فوضعه على الركن والناس يستلمونه، وكان أشد بياضاً من الثلج فاسود من خطايا بني آدم.

قال: فأخبرني كم لهذه الأمة من إمام هدى هادين مهديين، لا يضرهم خذلان من خذلهم؟ وأخبرني أين منزل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في الجنة ؟ ومن معه من أمته في الجنة؟

قال: أمّا قولك: كم لهذه الأمة من إمام هدى هادين مهديين، لا يضرهم خذلان من خذلهم، فإنّ لهذه الأمة اثني عشر (1) إماماً هادين مهديين، لا يضرهم خذلان من خذلهم.

وأمّا قولك: أين منزل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، في الجنة ففي أفضلها وأشرفها جنة عدن.

وأمّا قولك: من معه في الجنة من أمته، فهؤلاء الاثنا عشر أئمة الهدى.

قال الفتى: صدقت فو اللّه الذي لا إله إلا هو إنّه لمكتوب عندي بإملاء موسى وخط هارون بيده، قال: فأخبرني كم يعيش وصي محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من بعده؟ وهل يموت موتاً أو يقتل قتلاً؟

قال له [ علي ] (عَلَيهِ السَّلَامُ): ويحك يا هاروني أنا وصي محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أعيش بعده ثلاثين سنة لا أزيد يوماً ولا أنقص يوماً، ثمّ ينبعث أشقاها أشقى من عاقر ناقة ثمود فيضربني ضربة ها هنا في مفرقي فتخضب منه لحيتي، ثمّ بكى بكاءاً شديداً.

قال: فصرخ الفتى وقطع كستيجه وقال أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأشهد أن محمّداً رسول اللّه، وأنك وصي رسول اللّه». (2)

ص: 189


1- كذا في الأصل، وفي المصدر: (اثنا عشر).
2- كمال الدين: 297.

ثم قال الصدوق: قال أبو جعفر العبدي،رفعه، قال: هذا الرجل اليهودي أقر له من بالمدينة أنه أعلمهم، وأن أباه كان كذلك فيهم. (1)

[15] ورواه الصدوق أيضاً بطريق آخر، قال: حدّثنا محمّد بن علي ما جيلويه (رضیَ اللّهُ عنهُ) قال: حدّثنا محمّد بن أبي القاسم عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن عبد اللّه بن القاسم، عن حيان السراج، عن داود بن سليمان الكتابي، عن أبي الطفيل قال: «شهدت جنازة أبي بكر يوم مات... ثمّ ذكر الحديث»

كما رواه الكليني (رضیَ اللّهُ عنهُ) عن أبي الطفيل. (2)

[16] ورواه الصدوق أيضاً بطريق آخر، قال: حدّثنا أبيه قال: حدّثنا عبد اللّه ابن جعفر الحميري، عن محمّد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي يحيى المدايني، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال:

«جاء يهودي إلى عمر يسأله عن مسائل، فأرشده إلى علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) ليسأله، فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : [سل].

فقال: أخبرني كم يكون بعد نبيكم من إمام عدل؟ وفي أيّ جنة هو ؟ ومن يسكن معه في جنته؟

قال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا هاروني، لمحمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بعده اثنا عشر إماماً عدلاً، لا يضرهم خذلان من خذلهم ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم، أثبت في دين اللّه من الجبال الرواسي، ومنزل محمّد في جنة عدن، والذين يسكنون معه هؤلاء الاثنا عشر إماماً.

فأسلم الرجل وقال: أنت أولى بهذا المجلس من هذا أنت الذي تفوق ولا تفاق وتعلو ولا تعلى». (3)

ص: 190


1- كمال الدين: 299.
2- كمال الدين: 299.
3- كمال الدين: 300.

[17]- ورواه العالم الجليل أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكاتب النعماني (رضیَ اللّهُ عنهُ) ، أورده في كتاب (الغيبة) في باب ما روي في أنّ الأئمة اثنا عشر إماماً، قال: حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال:

حدّثنا محمّد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الأشعري من كتابه، قال: حدّثنا إبراهيم بن مهزم، قال: حدّثنا خاقان بن سليمان الخزاز، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني، عن أبي هارون العبدي، عن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال :قالا

«شهدنا الصلاة على أبي بكر حين مات فبينما (1) نحن قعود حول عمر، وقد بويع إذ جاءه فتى يهودي من يهود المدينة كان أبوه عالم اليهود بالمدينة وهم يزعمون أنه [من] ولد هارون، فسلّم على عمر، وقال: يا أمير المؤمنين أيكم أعلم بكتابكم وسنة نبيكم؟ فقال عمر : هذا وأشار إلى علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال: هذا أعلمنا بكتابنا و [ سُنّة ] نبينا. فقال الفتى أخبرني أأنت كذا؟

قال: نعم، سلني عن حاجتك.

فقال: إنّي أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة.

قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أفلا تقول: أسألك عن سبع ؟

فقال الفتى: لا، ولكن أسألك عن الثلاث فإن أصبت فيهنّ سألتك عن الثلاث الآخر، فإن أصبت فيهن سألتك عن الواحدة، فإن لم تصب في الثلاث الأول سكتُّ ولم أسألك عن شيء.

قال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا يهودي، فإن أخبرتك بالصواب وبالحق تعلم أنّي أخطأت أو أصبت؟ قال: نعم.

ص: 191


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (فينا).

قال علي: فباللّه لئن أصبت فيها تسألني عنه لتسلمن ولتدعنّ اليهودية.

قال: نعم، لك اللّه علي لئن أصبت لأسلمنّ ولأدعنّ اليهودية.

قال: فاسأل عن حاجتك.

قال: أخبرني عن أوّل حجر وضع في الأرض(1)؟ وأول شجرة نبتت في الأرض؟ وأوّل عين نبعت في الأرض؟

قال علي: يا يهودي، أمّا أوّل حجر وضع على وجه الأرض فإنّ اليهود يقولون الصخرة التي في بيت المقدس، وكذبوا ولكنه الحجر الأسود، نزل به آدم من الجنة فوضعه في الركن والمؤمنون يستلمونه ليجددوا العهد والميثاق للّه (عزّوجلّ) بالوفاء.

و أمّا قولك أوّل شجرة نبتت في الأرض فإنّ اليهود يقولون: الزيتونة، وكذبوا، ولكنّها النخلة العجوة نزل بها آدم من الجنة والنخل(2)، فأصل الثمرة(3) كلها العجوة.

وأمّا العين فإنّ اليهود يقولون بأنها العين التي تحت الصخرة، وكذبوا، ولكنّها عين الحياة التي لا يغمس فيها ميت إلا حيي وهي عين موسى التي نسي عندها السمكة المملوحة فلما مسها الماء عاشت واستربت (4) في البحر فأتبعها موسى وفتاه حين لقيا الخضر.

فقال الفتى: أشهد أنك قد صدقت وقلت الحق، وهذا كتاب ورثته عن آبائي إملاء موسى وخط هارون بيده وفيه هذه (5) الخصال السبع، واللّه لئن أصبت في بقية السبع لأدعن ديني وأتبعن دينك. فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : سل.

فقال: أخبرني كم لهذه الأمة بعد نبيّها من إمام هدى لا يضرهم خذلان من خذلهم؟ وأخبرني عن موضع محمّد في الجنة أيّ موضع هو؟ وكم مع محمّد في منزلته؟

ص: 192


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (وضع على وجه الأرض).
2- كذا وفي المصدر: (وبالفحل).
3- قال المؤلّف: في نسخة بدل (التمرة).
4- قال المؤلّف: في نساحة بدل (فانسريت).
5- كذا في الأصل، وفي المصدر: (هذا).

فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا يهودي، لهذه الأمة اثنا عشر إماماً مهدياً كلهم هاد مهدي لا يضرهم خذلان من خذلهم، وموضع محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في أفضل منازل جنّة عدن، وأقربها من اللّه وأشرفها، وأمّا الذي مع محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في منزلته فالاثنا عشر الأئمة المهديين (1).

قال اليهودي: أشهد أنك قد صدقت وقلت الحق، لئن أصبت في الواحدة كما أصبت في السنة لأسلمنّ الساعة على يدك، ولأدعن اليهودية.

قال له: اسأل.

قال: أخبرني عن خليفة محمّد كم يعيش بعده؟ ويموت موتاً أو يقتل قتلاً؟

قال: يعيش بعده ثلاثين سنة ويخضب هذه من هذه - وأخذ بلحيته وأوماً إلى رأسه - فقال الفتى: أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمّداً رسول اللّه، وأنك خليفة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على الأمة، ومن تقدّم عليك كاذب مفتر(2)، ثمّ خرج». (3)

[18] - ورواه العالم الفاضل أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه بن الحسن بن عياش الجوهري، أورده في كتاب (مقتضب الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر) قال (رضیَ اللّهُ عنهُ) في مفتتح هذا الكتاب ما هذا لفظه وقد ذكرت في كتابي هذا من مقتضب الآثار ما أدته إلينا رواة الحديث من مخالفينا من النص على أئمتنا (عَلَيهِم السَّلَامُ) من الروايات الصحيحة والتوقيف (4) على أسمائهم وأعيانهم وأعدادهم موافقاً لرواياتنا، فنقلته عنهم نقل متلوّ له بالقبول، لشهادتهم لنا بتصديقنا(5)... إلى آخر كلامه (رضیَ اللّهُ عنهُ) ، وأورد الأخبار.. إلى أن قال: وما رووه في مسائل اليهودي الوارد إلى المدينة في أيام عمر ومسائله لأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)

ص: 193


1- كذا وفي المصدر : (المهديون)، وهو الأصح.
2- كذا وفي المصدر: (ومن تقدم كان مفترياً).
3- كتاب الغيبة: 97.
4- قال المؤلّف: في نسخة بدل (والتوفيق).
5- مقتضب الأثر : 1.

وفيها الاثنا عشر وصي (1) بعد محمّد صلى اللّه عليه وعليهم.

حدّثني أبو علي [ الحسن بن علي ] السلمي قال: حدّثنا أحمد بن أيوب بن محمّد، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى الأزدي، قال: حدّثنا سعيد بن عامر، عن جعفر بن سليمان عن أبي هارون العبدي، عن عمر بن أبي سلمة قال:

«شهدت مشهداً ما شهدت مثله كان أعجب عندي، ولا أوقع على قلبي منه، قال: فقيل : يا أبا جعفر، فما ذاك؟ قال: لما مات أبو بكر أقبل الناس يبايعون عمر بن الخطاب إذ أقبل يهودي قد أقر له بالمدينة يهودها إنّه أعلمهم، وكذلك كان أبوه من قبل فيهم فقال: يا عمر من أعلم هذه الأمة بكتاب اللّه وسنة نبيه ؟ فأشار بيده إلى علي بن أبي طالب ال قال: فأتاه اليهودي فقال: يا علي أنت كما زعم عمر [بن الخطاب ]؟ فقال له: وما زعم؟ فقال له: يزعم أنك أعلم هذه الأمة بكتاب اللّه وسنّة نبيه.

فقال له يا يهودي سل عمّا بدا لك تخبر إن شاء اللّه.

فقال: إنّي سائلك عن ثلاث وثلاث وواحدة.

فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ولمَ لا تقول سبعاً؟

فقال له: لا أقول سبعاً، ولكن أسئلك عن ثلاث فإن أجبتني فيهن سألتك عما بعدهنّ، وإلا علمت أنه ليس فيكم عالم، ومضيت.

فقال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : فأني سائلك بإلهك الذي تعبده إن أجبتك في كل ما سألتني لتدعنّ دينك، ولتدخلنّ في ديني ؟

فقال له اليهودي: ما جئت إلا للإسلام.

فقال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : سل عما شئت.

ص: 194


1- كذا، وفي المصدر: (أئمة).

فقال له: أخبرني عن أول قطرة دم قطرت على وجه الأرض أي شيء هو؟ وأخبرني عن أوّل عين فاضت على وجه الأرض أي عين هي؟ وأوّل شجرة اهتزت على وجه الأرض أيّ شجرة هي؟

فقال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا هاروني، أما أنتم فتقولون: أوّل قطرة دم قطرت على وجه الأرض حين (1) قتل ابن آدم أخاه، وليس هو كما تقولون، ولكن أقول: أول قطرة قطرت على وجه الأرض حين طمثت حواء وذلك قبل أن تلد ابنها شيئاً، قال: صدقت.

قال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أمّا أنتم فتقولون : إنّ أوّل شجرة اهتزت على وجه الأرض الشجرة التي كان منها سفينة نوح وهي الزيتونة، وليس هو كما تقولون، ولكنها العمة التي نزلت مع آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) من الجنة وهي العجوة، ومنها يتفرق ما ترى من أنواع النخل، قال: صدقت.

قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): أمّا أنتم فتقولون: إنّ أوّل عين فاضت على وجه الأرض عين البقور، وهي العين التي تكون في بيت المقدس، وليس هو كما تقولون، ولكنها عين الحياة التي وقف عليها موسى بن عمران وفتاه ومعهم النون المالحة فسقطت فيها فحييت، وكذلك ماء تلك العين لا يصيب شيء منها إلا حبي، وكذلك كان الخضر (عَلَيهِ السَّلَامُ) على مقدمة ذي القرنين في طلب عين الحياة فأصابها الخضر (عَلَيهِ السَّلَامُ) فشرب منها، وجاء ذو القرنين يطلبها فعدل عنها قال: صدقت، والذي لا إله إلا هو إنّي لأجده في كتاب أبي هارون بن عمران كتبه بيده وإملاء موسى بن عمران.

قال: فأخبرني عن الثلاث الأخر أخبرني عن محمّد كم له من إمام؟ وأيّ جنة يسكن ومن ساكنها معه؟ وعن أوّل حجر هبط إلى الأرض؟

فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) يا هاروني، إن لمحمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) اثني عشر إماماً عدلاً لا يضرهم خذلان من خذلهم ولا يستوحشون الخلاف من خالفهم، أرسب في الدين من الجبال

ص: 195


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (حيث).

الراسيات في الأرض، وإن مسكن محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في جنة عدن التي قال اللّه (عزّوجلّ) : كن [فيها ]،فكان وفيها انفجرت أنهار الجنّة، وسكان محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في جنته أولئك الاثنا عشر إمام عدل، وأوّل حجر هبط فأنتم تقولون هي الصخرة التي في بيت المقدس، وليس كما تقولون، ولكنّه الذي في بيت اللّه الحرام هبط به جبرئيل إلى الأرض وهو أشد بياضاً من الثلج، فاسود من خطايا بني آدم.

فقال له اليهودي: صدقت والذي لا إله إلا هو إنّي لأجدها في كتاب أبي هارون وإملاء موسى، فقال اليهودي وبقيت واحدة، وهي أخبرني عن وصي محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كم يعيش؟ وهل يموت أو يقتل؟

فقال له علي يا يهودي، وصي محمّد أنا أعيش بعده ثلاثين سنة لا أزيد يوماً واحداً ولا أنقص يوماً واحداً، ثمّ ينبعث أشقاها شقيق عاقر ناقة ثمود، فيضربني ضربة ها هنا في قرني، فيخضب لحيتي، قال: وبكى [علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) ] بكاءاً شديداً.

قال: فصاح اليهودي وأقبل يقول : أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّد عبده ورسوله، وأشهد يا علي أنك وصي محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وأنه ينبغي لك أن تفوق ولا تفاق، وأن تعظم ولا تستضعف، وأن تقدَّم ولا يتقدَّم عليك، وأن تطاع فلا تعصى وإنّك لأحق بهذا المجلس من غيرك، وأما أنت يا عمر فلا صليت خلفك أبداً، فقال له علي: كف يا هاروني، من صوتك، ثمّ أخرج الهاروني من كمّه كتاباً مكتوباً بالعبرانية، فأعطاه علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) فنظر فيه علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) فبكى.

فقال له الهاروني: ما يبكيك؟

قال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا هاروني، هذا اسمي فيه مكتوب.

فقال له: يا علي ! اقرأ اسمك في أي موضع هو مكتوب فإنّه كتاب بالعبرانية وأنت رجل عربي ؟! فقال له على (عَلَيهِ السَّلَامُ): ويحك يا هارون هذا اسمي أتى في التوراة سمي هابيل،

ص: 196

وفي الإنجيل حيدار.

فقال له اليهودي: صدقت والذي لا إله إلا هو، إنّه لخط أبي هارون وإملاء موسى ابن عمران توارثته الآباء حتّى صار إلي.

قال: فأقبل علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) يبكي ويقول : الحمد للّه الذي لم يجعلني عنده منسياً، الحمد للّه الذي أثبتني في صحف الأبرار، ثمّ أخذ علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) بيد الرجل فمضى إلى منزله، فعلمه فعال (1) الخير وشرايع الإسلام». (2)

يقول شير محمّد الهمداني: ذكر السيد الجليل علي بن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) في كتاب (الطرائف) ص 43 من المطبوعة، ما هذا لفظه وقد رأيت تصنيفاً لأبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه بن عياش اسم التصنيف (مقتضب الأثر في إمامة الاثني عشر)، وهو نحو أربعين ورقة في النسخة التي رأيتها، يذكر فيها أحاديث عن نبيهم محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بإمامة الاثني عشر من قريش بأسمائهم من رواية الأربعة مذاهب. (3)

[19]- يقول شير محمّد : وأورد حديث الهاروني شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي (رضیَ اللّهُ عنهُ) في كتاب (الغيبة) نقلا عن الكليني (رضیَ اللّهُ عنهُ). (4)

[20]- وأورده أمين الإسلام الطبرسي (رضیَ اللّهُ عنهُ) في كتاب (أعلام الورى) أيضاً نقلاً عن – الكليني (رضیَ اللّهُ عنهُ) . (5)

[21]- وأورده الشيخ الرئيس المفيد عبيد اللّه بن عبد اللّه السّدآبادي (رضیَ اللّهُ عنهُ) في كتاب (المقنع في الإمامة) قال:

ص: 197


1- قال المؤلّف: في نسخة بدل (معالم).
2- مقتضب الأثر: 14.
3- الطرائف: 172.
4- الغيبة: 152.
5- أعلام الورى: 2167.

حكي عن أبي هارون العبدي إنه قال:

«لمّا مات أبو بكر وجلس عمر بن الخطاب اجتمع المسلمون حوله، فأتاه يهودي في نفر منهم قال يا عمر، أنت خليفة محمّد في أهله وأنت أعلم هذه الأمة بكتاب نبيها؟ قال: فسكت عنه ساعة، ثمّ قال: لا.

قال: فمن أعلم هذه الأمة بكتاب نبيها؟ ومن خليفته في أهله؟ فأشار عمر بيده إلى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).

فقال اليهودي يا علي، أنت خليفة محمّد في أهله وأعلم أمته بكتاب نبيها؟

قال: نعم، فسل عمّا بدا لك.. إلى أن قال: فأخبرني كم للمسلمين من إمام هدى لا يستوحشون من خالفهم، ولا يبالون من ناواهم؟ قال: هم اثنا عشر إماماً، سكان محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في جنته، ولا يساكنه فيها غيرهم.

قال: صدقت وبررت.. إلى أن قال: ثمّ أخرج صحيفة كانت معه، قال لأصحابه اليهود: أنشدكم أتعلمون أني من هارون وأن عمي موسى (عَلَيهِما السَّلَامُ)؟ قالوا: نعم، قال: أتعلمون إنّ هذه الصحيفة نتوارثها كابراً عن كابر؟ قالوا نعم، قال: هذا واللّه إملاء موسی و خط هارون بیده نتوارثه، ثمّ أسلم ومن كان معه، وشهد مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) الجمل وصفين، وقتل بين يديه بصفين (رضیَ اللّهُ عنهُ)». (1)

وقال في مفتتح هذا الكتاب: هذا كتاب صنّفته في الإمامة واختصرته غاية الاختصار، إشفاقاً من الملالة والإضجار، سلكت فيه غير مسلك المتكلّمين في تدقيق الكلام رجاء أن يلطف به ويقرب فهمه، وجمعت فيه ما لا يمكن إنكاره إنّه ظاهر مشهور لا خاف مغمور، وسمّيته ب(المقنع في الإمامة)... إلى آخر كلامه (رضیَ اللّهُ عنهُ). (2)

ص: 198


1- المقنع في الإمامة: 85-88.
2- المقنع في الإمامة: 44.

[22] - وذكر العالم الفاضل الشيخ سليمان القندوزي في الباب 77 من كتاب (ينابيع المودّة) نقلاً من كتاب (مودة القربى) للسيد علي الهمداني قدس اللّه سره، قال: وعن عباية ابن ربعي عن جابر قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«أنا سيد النبيين، وعلي سيّد الوصيين، وإن أوصيائي بعدي اثنا عشر، أوّلهم علي، وآخرهم القائم المهدي». (1)

[23]- وعن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي (رضیَ اللّهُ عنهُ) قال:

«دخلت على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فإذا الحسين على فخذيه، وهو يقبل خديه ويلثم فاه، ويقول: أنت سيد ابن سيّد أخو سيّد، وأنت إمام ابن إمام أخو إمام، وأنت حجّة ابن حجّة أخو حجّة، أبو حجج تسعة تاسعهم قائمهم المهدي».

أيضاً أخرجه الحمويني، وموفق بن أحمد الخوارزمي. (2)

[24]- يقول شير محمّد هذا الحديث أورده الصدوق (رضیَ اللّهُ عنهُ) في كتاب (كمال الدين )(3) و (الخصال) (4) بإسناد ذكره عن أبان بن تغلب عن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي (رضیَ اللّهُ عنهُ).

[25] وأورده الخزاز في كتاب (الكفاية في النصوص) نقلاً عن الصدوق. (5)

[26] ثمّ قال :القندوزي : وعن ابن عباس (رضیَ اللّهُ عنهُ) قال: سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول:

«أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون».

أيضاً أخرجه الحمويني. (6)

ص: 199


1- مودة القربى: 29، ينابيع المودة: 291/3.
2- ينابيع المودة: 291/3.
3- كمال الدين: 262.
4- الخصال: 474.
5- كفاية الأثر: 46.
6- ينابيع المودة: 291/3.

[27] وأورده الشيخ الرئيس في أواخر كتاب (المقنع)، قال: وأما روايات الخاصة وهم الإمامية، فالخير المجمع عليه خبر اللوح.. إلى أن قال: ومثله خبر سلمان (رضیَ اللّهُ عنهُ) ، قال:

«دخلت على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يوماً والحسين على فخذه. قال لي: يا سلمان، إن ابني هذا سيد وابن سيد أبو سادات، وحجّة وابن حجّة وأبو حجج، وإمام وابن إمام وأبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم».

[28]- يقول شير محمّد : هذا الحديث أيضاً أورده الصدوق (1) والخزاز (2) في الكتابين.

[29]- ثمّ قال القندوزي وعن علي كرم اللّه وجهه قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

«من أحب أن يركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل اللّه المتين، فليوال علياً وليعاد عدوه، وليأتم بالأئمة الهداة من ولده، فإنّهم خلفائي وأوصيائي، وحجج اللّه على خلقه من بعدي، وسادات أمتي، وقواد الأتقياء إلى الجنة، حزبهم حزبي، وحزبي حزب اللّه، وحزب أعدائهم حزب الشيطان». (3)

يقول شير محمّد: قد تقدم نقل هذا الحديث بلفظه من طريق الصدوق (4)، وأمّا ما يوافق معناه فقد رواه الإمامية بطرق كثيرة كما تقدم.

[30] - ثمّ قال القندوزي: وعن علي كرم اللّه وجهه قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):

«الأئمة من ولدي، فمن أطاعهم فقد أطاع اللّه، ومن عصاهم فقد عصى اللّه، هم العروة الوثقى، والوسيلة إلى اللّه جلّ وعلا». (5)

ص: 200


1- كمال الدين: 280.
2- كفاية الأثر : 19.
3- ينابيع المودة: 291/3.
4- أمالي الصدوق: 70.
5- ينابيع المودة: 292/3.

يقول شير محمّد: استفاضت الروايات من طرق الإمامية بنحو هذا الحديث، ورواه الصدوق بعين لفظه في كتاب (عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)) في باب 30 ما جاء عن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) من الأخبار المجموعة إلا أنه قال: الأئمة من ولد الحسين (1).

هذه جملة من الأخبار الواردة في إمامة الأئمة الاثني عشر (عَلَيهِم السَّلَامُ) التي رواها الخاصة والعامة، وأما التي تفرد بروايتها الإمامية، فهي أكثر من أن تحصى، وأظهر وأشهر من أن تخفى.

خبر جامع في فضل الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) وصفاته

ولنختم هذه الأخبار بخبر جامع في فضل الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني (رضیَ اللّهُ عنهُ) في أوائل كتاب الحجة من (الكافي):

باب نادر جامع في فضل الإمام،وصفاته، أبو محمّد القاسم بن العلاء - (عَلَيهِ السَّلَامُ) – رفعه، عن عبد العزيز بن مسلم قال:

«كنا مع الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) بمرو، فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت على سيّدي (عَلَيهِ السَّلَامُ) فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسم (عَلَيهِ السَّلَامُ) ثمّ قال : يا عبد العزيز، جهل القوم وخدعوا من أديانهم (2)، إن اللّه (عزّوجلّ) لم يقبض نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حتّى أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء، بيّن فيه الحلال والحرام، والحدود والأحكام، وجميع ما يحتاج إليه الناس كملاً، فقال (عزّوجلّ) : «مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِنْ شَيء» (3) وأنزل في حجة الوداع وهي آخر عمره (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : «اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ

ص: 201


1- عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ): 63/1.
2- قال المؤلّف : في نسخة بدل (عن آرائهم).
3- سورة الأنعام: 38.

دِينَكُمْ وَالمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً» (1) وأمر الإمامة من تمام الدين، ولم يمض (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حتّى بين لأمته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد سبيل الحق، وأقام لهم علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) على إماماً، وما ترك [لهم] شيئاً يحتاج إليه الأمة إلا بينه، فمن زعم أنّ اللّه (عزّوجلّ) لم يكمل دينه فقد ردّ كتاب اللّه، ومن ردّ كتاب اللّه فهو كافر به.

هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم إنّ الإمامة أجل قدراً وأعظم شأناً وأعلى مكاناً وأمنع جانباً وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم أو يتالوها بآرائهم، أو يقيموا إماماً باختيارهم، إنّ الإمامة خص اللّه بها إبراهيم الخليل (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرفه بها وأشاد بها ذكره فقال: «إنّي جَاعِلُكَ للنَّاس إمَاماً»، فقال الخليل (عَلَيهِ السَّلَامُ) : سروراً بها: «وَمِنْ ذُرِّيَّتي»، قال اللّه تبارك وتعالى: «لا يَنَالُ عَهْدي الظَّالِمينَ» (2)، فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة، وصارت في الصفوة، ثمّ أكرمه اللّه تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة، فقال: «وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافلة وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالحينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِمَّامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عابدين»(3)، فلم تزل في قريته يرثها بعض عن بعض قرناً فقرنا حتّى ورثها اللّه (عزّوجلّ) النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال جل وتعالى: «إِنَّ أولى النَّاس بإبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللّه وَلِيُّ المُؤْمِنِينَ»(4)، فكانت له خاصة فقلّدها (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) بأمر اللّه على رسم

ص: 202


1- سورة المائدة: 3.
2- سورة البقرة: 124.
3- سورة الأنبياء: 72-73.
4- سورة آل عمران: 68.

ما فرض اللّه تعالى، فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم اللّه العلم والإيمان بقوله جلّ وعلا: «وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللّه إلَى يَوْمِ الْبَعْث». (1) فهي في ولد علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) خاصة إلى يوم القيامة، إذ لا نبي بعد محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فمن أين يختار هؤلاء الجهّال؟

إنّ الإمامة هي منزلة الأنبياء، ومواريث الأوصياء، إنّ الإمامة خلافة اللّه وخلافة الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و مقام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) و ميراث الحسن والحسين صلوات اللّه عليهما، إن الإمامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا (2) وعز المؤمنين، إنّ الإمامة أس الإسلام النامي وفرعه السامي، بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وتوفير الفيء والصدقات، وإمضاء الحدود والأحكام، ومنع الثغور والأطراف.

الإمام يحلّ حلال اللّه، ويحرم حرام اللّه، ويقيم حدود اللّه، ويذب عن دين اللّه، ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة، والحجّة البالغة، الإمام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأبدي والأبصار.

الإمام البدر المنير، والسراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجى(3) وأجواز البلدان والقفار، ولحج البحار، الإمام الماء العذب على الظمأ والدّال على الهدى، والمنجي من الردى الإمام النار على اليفاع (4)، الحار لمن اصطلى به والدليل في المهالك، من فارقه فهالك، الإمام السحاب الماطر، والغيث الهاطل (5) والشمس المضيئة، والسماء الظليلة، والأرض البسيطة، والعين الغزيرة والغدير والروضة.

ص: 203


1- سورة الروم: 56.
2- قال المؤلّف: في نسخة بدل (الدين).
3- الفيهب: أي الظلمة وشدة السواد. وأجواز : جمع الجوز، وهو من كل شيء وسطه.
4- اليفاع أي ما ارتفع من الأرض.
5- الهاطل: أي المطر المتابع المتفرق العظيم القطر.

الإمام الأنيس الرفيق، والوالد الشفيق، والأخ الشقيق، والأم البرة بالولد الصغير ومفزع العباد في الداهية والنّاء(1)، الإمام أمين اللّه في خلقه، وحجته على عباده وخليفته في بلاده، والداعي إلى اللّه، والذابّ عن حرم اللّه الإمام المطهّر من الذنوب والمبرأ من العيوب، المخصوص بالعلم المرسوم بالحلم، نظام الدين وعز المسلمين وغيظ المنافقين وبوار الكافرين

الإمام واحد دهره، لا يدانيه أحد، ولا يعادله عالم، ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير، مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضل الوهّاب.

فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام، أو يمكنه اختياره هيهات هيهات ضلّت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وخسئت العيون (2)، وتصاغرت العظماء، وتحيّرت الحكماء، وتقاصرت الحلماء، وحصرت الخطباء، وجهلت الألباء، وكلّت الشعراء، وعجزت الأدباء، وعييت البلغاء، عن وصف شأن من شأنه، أو فضيلة من فضائله، وأقرّت بالعجز والتقصير، وكيف يوصف بكله، أو ينعت بكنهه، أو يفهم شيء من أمره، أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه لا كيف؟ وأنى؟ وهو بحيث النجم من يد المتناولين، ووصف الواصفين، فأين الاختيار من هذا؟ وأين العقول عن هذا؟ وأين يوجد مثل هذا؟! أتظنون أنّ ذلك يوجد في غير آل الرسول محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كذبتهم واللّه أنفسهم، ومنّتهم الأباطيل، فارتقوا مرتقاً صعباً دحضاً، تزل عنه إلى الحضيض أقدامهم، راموا إقامة الإمام بعقول حائرة بائرة ناقصة، وآراء مضلة، فلم يزدادوا منه إلا بعداً - وقال الصفواني في حديثه قاتلهم اللّه أنى يؤفكون،- ثمّ اجتمعا

ص: 204


1- كذا وفي المصدر: (والنآد).
2- الحلوم كالألباب أي العقول، وصلت، وتاهت وحاوت متقاربة المعاني. وخسئت: أي كلّت.

في الرواية - ولقد راموا صعباً، وقالوا إفكاً، وضلوا ضلالاً بعيداً، ووقعوا في الحيرة، إذ تركوا الإمام عن بصيرة، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين، رغبوا عن اختيار اللّه واختيار رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وأهل بيته إلى اختيارهم والقرآن يناديهم : (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة من أمرهم سبحان اللّه وتعالى عما يشركون) (1) وقال: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِن وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللّه وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخَيَرَةُ مِنْ أَمرهم»... الآية(2)، وقال: «مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ، أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لا تَخَيَّرُونَ، أَمْ لَكُمْ أَيْمَانُ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لما تَحْكُمُونَ سَلَهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ، أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ»(3).

وقال : «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُها»(4) أم (طبع اللّه على قلوبهم فهم لا يفقهون) (5) أم«قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرِّ الدَّوَابٌ عندَ اللّه الصم البكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللّه فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرضُونَ» (6) أم «قالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا»(7) بل هو فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم، فكيف لهم باختيار الإمام؟! والإمام عالم لا يجهل، وداع (8) لا ينكل معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة، والعلم والعبادة، مخصوص بدعوة الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ونسل المطهرة البتول، لا مغمز فيه في نسب، ولا يدانيه ذو حسب، في

ص: 205


1- القول اقتباس من سورة القصص: 68.
2- سورة الأحزاب: 36.
3- سورة القلم: 36-41.
4- سورة محمّد: 24.
5- اقتباس من سورة التوبة: 87.
6- سورة الأنفال: 21-23.
7- سورة البقرة: 93.
8- قال المؤلّف: في نسخة بدل (راع).

البيت من قريش والذروة من هاشم، والعترة من الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) والرضا من اللّه (عزّوجلّ)، شرف الأشراف، والفرع من عبد مناف، نامي العلم، كامل الحلم، مضطلع بالإمامة، عالم بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر اللّه (عزّوجلّ) ناصح لعباد اللّه، حافظ لدين اللّه.

إنّ الأنبياء والأئمة صلوات اللّه عليهم يوفقهم اللّه ويؤتيهم من مخزون علمه و حكمته ما لا يؤتيه لأحد غيرهم، فيكون علمهم فوق علم أهل زمانهم في قوله جلّ وتعالى: «أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَنْ لَا يَهْدِي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تحكمُونَ» (1) وقوله تبارك وتعالى: «وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا» (2) وقوله في طالوت: «إِنَّ اللّه اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةٌ فِي العِلْمِ وَالجِسْمِ وَاللّه يُؤْتِ مُلكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللّه وَاسِعٌ عَلِيمٌ» (3) وقال النبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : (أنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل اللّه عليك عظيم) (4) وقال في الأئمة من أهل بيت نبيه وعترته وذريته صلوات اللّه عليهم «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْله فَقَدْ آتَيْنَا آل ِإبْرَاهِيمَ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلكًا عَظِياه فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً»(5).

وإن العبد إذا اختاره اللّه (عزّوجلّ) للأمور،عباده، شرح صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم إلهاما، فلم يعي بعده بجواب، ولا يحير فيه عن الصواب، فهو معصوم مؤيد موفق مسدد [ قد أمن] من الخطأ والزلل والعثار، يخصه اللّه بذلك ليكون حجته على عباده، وشاهده على خلقه، وذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو

ص: 206


1- سورة يونس: 35.
2- سورة البقرة: 269.
3- سورة البقرة: 247.
4- اقتباس من سورة النساء: 113.
5- سورة النساء: 54-55.

الفضل العظيم.

فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه، تعدّوا -وبيت اللّه - الحق ونبذوا كتاب اللّه وراء ظهورهم كأنّهم لا يعلمون، وفي كتاب اللّه الهدى والشفاء، فنبذوه واتبعوا أهواءهم، فذمهم اللّه ومقتهم وأتعسهم فقال جل وتعالى: «وَمَنْ أَضَلُّ مِّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدى مَنَ اللّه إنَّ اللّه لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالمينَ»(1)، وقال: «تَمْساً لهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَاهُمْ»(2)، وقال: «كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللّه وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّه عَلَى كُلِّ قَلبِ مُنكَرِ جَبَّارٍ»(3)وصلى اللّه على النبي محمّد وآله وسلم». (4)

يقول شير محمّد الهمداني: هذا الحديث أورده الصدوق محمّد بن بابويه (رضیَ اللّهُ عنهُ) في آخر كتاب (المجالس)، قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رضیَ اللّهُ عنهُ) ، قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا أبو محمّد القاسم بن علي (5) عن عبد العزيز بن مسلم، قال:

«كنّا في أيام علي بن موسى الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) بمرو، فاجتمعنا في مسجد جامعها في.. إلى آخر قوله: «كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّه عَلَى كُلِّ قَلبِ مُنكَرٍ جَبَّارٍ»(6). (7)

وأورده الصدوق أيضاً في كتاب (عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)) في باب ما جاء عن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) في وصف الإمامة والإمام ص 120 قال: حدّثنا أبو العباس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضیَ اللّهُ عنهُ) قال : حدّثنا أبو أحمد القاسم بن محمّد بن علي الهاروني

ص: 207


1- سورة القصص: 50.
2- سورة محمّد: 8.
3- سورة غافر: 35.
4- الكالي: 198/1.
5- كذا ورد اسم أبيه في الأصل وفي المطبوع (العلاء)، وفي غيرها أيضاً ورد باسم (مسلم).
6- سورة غافر: 35.
7- أمالي الصدوق: 773.

قال: حدّثني أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم عن الحسن بن القاسم الرقام قال: حدّثني القاسم بن مسلم عن أخيه عبد العزيز بن مسلم قال:

«كنا في أيام علي بن موسى الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) بمرو فاجتمعنا في مسجد جامعها.. إلى آخر قوله: «كُل قَلب مُتَكَبِّرُ جَبَّار»»(1)

ثم قال الصدوق: وحدّثني بهذا الحديث محمّد بن محمّد بن عصام الكليني، وعلي ابن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق، وعلي بن عبد اللّه الوراق والحسن بن أحمد المؤدب والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب (رضیَ اللّهُ عنهُ) قالوا: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني قال: حدّثنا أبو محمّد القاسم بن العلا قال: حدّثنا القاسم بن مسلم عن أخيه عبد العزيز بن مسلم، عن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، مثله سواء (2)

يقول الفقير إلى اللّه الغني شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذا آخر ما أردت إيراده في هذا المنتخب المجموع الموسوم ب«سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد الشيباني المروزي (رضیَ اللّهُ عنهُ)»، وما انتُخب من غير المسند مما رواه رواة أهل الإسلام، وأورده علماء الإسلام في كتبهم المعتمدة. واتفق لي الفراغ بعون اللّه تعالى، وحسن توفيقه في اليوم التاسع والعشرين من شهر صفر ختم بالخير والظفر من سنة 1383 ه ثلاث وثمانين بعد الثلاثمائة والألف من الهجرة المقدسة بمشهد سيدي ومولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه وعلى من يحبه أفضل وأكمل الصلاة والسلام، والحمد للّه كما هو أهله ومستحقّه.

ص: 208


1- عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) : 195/2.
2- عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) : 200/2.

الفهرسة الموضوعية

ص: 209

ص: 210

أصول الدين

التوحيد

الإیمان: 563، 591، 804، 1104، 1440، 2454، 2748، 2831، 2888، 4504.

الإيمان والكفر: 179، 217، 342، 414، 703، 729، 816، 1059،941، 1133، 1199، 1200، 1211، 1508، 1524، 1574، 1680، 1707، 1727، 1762، 1789، 2045، 2052، 2085، 2099، 2131، 2180، 2351، 2625، 2798، 2890، 2936، 3056، 3569، 3612، 3622.

العدل

البداء: 336.

ص: 211

النبوة

تفضيل النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على سائر الأنبياء: 40، 157، 384، 828، 1182، 1806، 2712، 2885، 2899، 2967.

الوحي: 420.

سيرة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 19، 48، 79، 116، 156، 176، 232، 233، 247، 264، 273، 282، 285، 289، 297، 341، 351، 366، 385، 393، 432، 438، 440، 474، 477، 500، 544، 565، 575، 643، 704، 758، 770، 774، 778، 824، 862، 890، 997، 1066، 1174، 1248، 1278، 1499، 1513، 1518، 1522، 1538، 1541، 1542، 1561، 1566، 1567، 1575، 1579، 1581، 1587، 1602، 1609، 1634، 1639، 1640، 1641، 1659، 1673، 1687، 1691، 1698، 1700، 1721، 1724، 1729، 1739، 1748، 1750، 1759، 1791، 1794، 1854، 1864، 1928، 1981، 2026، 2075، 2094، 2141، 2208، 2255، 2267، 2284، 2305، 2328، 2349، 2497، 2500، 2525، 2536، 2538، 2531، 2543، 2560، 2565، 2580، 2614، 2647، 2676، 2766، 2786، 2976، 3027، 3111، 3136، 3140، 3146، 3194، 3228، 3239، 3264، 3266، 3273، 3276، 3283، 3287، 3293

ص: 212

3312، 3313، 3343، 3350، 3354، 3367، 3387، 3401، 3403، 3404، 3408، 3410، 3420، 3423، 3427، 3434، 3435، 3436، 3438، 3439، 3453، 3454، 3472، 3477، 3520، 3534، 3526، 3531، 3539، 3561، 3565، 3580، 3585، 3593، 3682، 3643، 3636، 3644، 3726، 3728، 3787، 3798.

صلاته (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 1495، 1533.

شجاعته (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 154.

بكاؤه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على الميت: 1677.

أخلاق النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 1005، 1142، 1203، 1433، 1473، 1487، 1493، 1547، 1563، 1591، 1819، 1826، 2495، 3277، 3337، 3402.

فضائل النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 437، 453، 915، 1546، 1580، 1590، 1710، 1758، 1948، 2472، 2606، 2785، 2987، 3225، 3549.

شمائل النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 96،25، 1054، 1140، 1428، 1510، 2275، 2574، 2827، 2835، 2870، 3058.

ص: 213

بركته (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 14، 268، 305، 328، 334، 339، 340، 388، 401، 422، 448، 460، 461، 481، 537، 540، 1024، 1116، 1194، 1282، 1323، 1503، 1504، 1505، 1512، 1577، 1595، 1608، 1611، 1638، 1647، 1649، 1652، 16660، 1693، 1696، 1718، 1749، 1751، 1781، 1824، 1835، 1868، 1894، 1913، 1920، 1933، 1935، 1936، 1953، 1960، 1972، 1994، 1997، 1998، 2057، 2157، 2436، 2440، 2442، 2557، 2558، 2563، 2571، 2616، 2669، 2678، 2743، 2833، 2884، 2861، 2875، 3152، 3232، 3241، 3545، 3564، 3602.

علمه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بما كان وما يكون: 921، 1495، 2506.

كلامه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مع قتلى بدر من المشركين: 625، 734، 1605، 1668، 2234، 2236، 3381، 3433.

زيارته (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 467، 517، 1285.

الصلاة على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وفضلها: 208، 209، 227، 763، 936،910، 1122، 1257، 1496، 2114، 2116، 2117، 2201، 2233، 2237، 3443، 2881.

ص: 214

كيفية الصلاة عليه : 167، 24، 1404، 2358، 2359، 2482، 2483، 22486، 2488، 3010، 3075، 3187.

بركة دعائه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 16700،515، 1678، 247503056، 3594.

نوم النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 1224.

زهده (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): 516.

وصايا النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 74، 376، 382، 398، 424، 469، 559، 682،608، 701، 749، 754، 791، 813، 989، 1023، 1034، 1042، 1049، 1074، 1083، 1097، 1107، 1113، 1170، 1214، 1230، 1263، 1269، 1289، 1295، 1298، 1338، 1340، 1340، 1661، 1709، 1810، 1825، 1833، 1862، 1900، 1971، 1986، 2102، 2164، 2244، 2509، 2522، 2546، 2596، 2628، 2632، 2683، 2705، 2718، 2789، 2822، 2962، 3041، 3074، 3089، 3118، 3216، 3311، 3351، 3548، 3600، 3633.

ص: 215

حديث افتخار النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 40، 157، 241، 384، 828، 902، 1291، 1294، 1603، 1806، 2295، 2341، 2368، 2375، 2376، 2432، 2571، 2692، 2712، 2885، 2899، 2967.

حديث شق القمر: 458، 497، 526، 534، 1644، 1686، 1743، 2300.

حنين الجذع: 330، 331، 356، 441، 443، 605، 1712،714، 1754، 1763، 1786، 1814، 2882، 2883، 3055.

حديث الذئب: 1020، 1457، 1462.

حديث حنين الناقة: 231، 236.

حديث البقرة: 2061، 2286.

حديث الشفاعة: 384، 1291، 1419، 1658، 1690، 2185، 2712، 2742، 2885.

حديث المنبر والروضة: 869، 1301، 2016، 2252، 3054، 3455.

الإسراء والمعراج: 1614.

الهجرة إلى الحبشة : 230، 538، 3028،2462.

ص: 216

النجاشي

اهداؤه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) اليه : 1934.

صلاة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على النجاشي : 1286، 1768، 1769، 1846، 2197، 2276، 2752، 2760.

معركة بدر: 62، 77، 2235.

غزوة تبوك: 1635، 1669، 1788، 1912.

خطبة الوداع: 287، 347، 785، 998، 1447، 1987، 2078، 2159، 2249، 22435، 2567، 2617، 2640، 2790، 2799، 2853، 2992، 3149، 3255، 3560.

فضائل خديجة (عَلَيهَا السَّلَامُ) : 2675، 3355.

قولهم بسهو النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 346، 954، 1209، 2299، 2313، 2728، 2738.

ملحق النبوة

تدوين الحديث: 810، 875، 1178،896، 3586.

حديث من كذب علي: 85، 172، 378، 483، 745، 1036، 1400، 1474، 1802، 2064، 2322، 2327، 3032، 3630.

ص: 217

فضائل الصحابة

ابوذر: 125، 755، 771، 2893، 2894، 2913، 2930، 3072، 3085، 3613، 3635.

أبو زيد الأنصاري: 2828.

أبو طالب 45، 486.

أسامة بن زيد : 676، 715

الأنصار: 2184.

السائب بن عبد اللّه: 2073، 2076.

المقداد: 473، 3072، 3085.

بلال الحبشي: 125.

جعفر الطيار 41، 53، 59، 125، 234، 235، 288، 2626، 2931، 3541.

حمزة: 541، 1570.

خزيمة بن ثابت : 125، 2939

زيد بن ثابت : 41، 53، 59، 288، 2931.

ص: 218

سلمان المحمّدي: 125، 3072، 3085،3079، 3224..

عبادة بن الصامت: 3045.

عيد اللّه بن جعفر: 234.

عبد اللّه بن عباس: 248، 452،355.

عبد اللّه بن مسعود: 125، 2465.

عمار بن ياسر : 125، 472، 752، 757، 1307، 1348، 1466، 2287، 2309، 2312، 2460، 2461، 2463، 2464، 2465، 2517، 2611، 2612، 2938، 3035، 3036، 3352، 3456، 3486.

محمّد بن جعفر: 234

الإمامة

الأئمة من قريش: 2714، 2695.

حديث الثقلين: 1328، 1335، 1354، 1412، 2646، 2662، 2914، 2916.

حديث الأئمة الاثني عشر: 480، 489، 1571، 2839، 2841، 2842، 2843، 2846، 2849، 2851، 2852، 2855، 2856، 2857، 2858، 2859

ص: 219

2860، 2862، 2863، 2864، 2865، 2866، 2867، 2868، 2871، 2872، 2873، 2876، 2877.

أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)

فضل أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) بلسان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 1236.

الحث على حب قرابته : 239، 2431.

شدة العيش على آل بيت الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 298.

فضائل أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)

حديث الولاية: 64، 140، 2539، 2664، 2665، 2749، 3065، 3069، 3084، 3088، 3083، 3090، 3240.

حديث الراية: 10، 46، 93، 201، 428، 1146، 1333، 2258، 3050، 3090،3083،3077 ،3240.

حديث المناشدة: 12، 23، 67،66، 2660.

حديث المنزلة: 180، 182، 187، 188، 193، 195، 198، 199، 201، 428، 1366، 1896، 2427، 3540، 3603.

سد الأبواب: 189، 428، 2657.

ص: 220

تبليغ سورة براءة : 1، 2، 133، 137، 428، 1001، 1689، 1744.

خاصف النعل : 1373، 1450، 1451.

أول من صلى: 110، 451، 2654.

إسلام على (عَلَيهِ السَّلَامُ): 2653.

فضائل علي : 5، 13، 16، 26، 31، 49، 54، 56، 78، 80، 86، 134، 138، 151، 161، 162، 163، 164، 217، 218، 240، 428، 613، 1364، 1877، 2156، 2423، 2428، 2429، 2515، 2531، 2658، 2879، 3064، 3071، 3177، 3268، 3468، 3488، 3504.

زواج علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) من فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ): 50.

نوم علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) في فراش النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 428.

حديث لا تدري ما أحدثوا بعدك: 130، 296، 465، 482، 490، 508، 514، 532، 1004، 1337، 2810، 3051، 3130، 3154، 3480.

اليمن: 21، 22، 55، 100، 129، 130، 131، 152.

التمر: 97.

ص: 221

صلاة على (عَلَيهِ السَّلَامُ) بصلاة الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 2686، 2687، 2708، 2730، 2736، 2739.

فاطمة الزهراء (عَلَيهَا السَّلَامُ): 3، 36، 114، 141، 375، 449، 501، 598، 760، 1091، 1444، 1586، 1618، 1730، 1747، 2192، 2613، 2615، 2782، 3322، 3406، 3441، 3446، 3447، 3482، 3641.

حديث فاطمة الزهراء (عَلَيهَا السَّلَامُ) : 1422، 1642، 3012، 3132.

حديث الكساء: 2342، 3469، 3479، 3494، 3503،3497.

فضائل الإمام الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ): 832، 900، 912، 1062، 1205، 1288، 1642، 2175، 2317، 2387، 2545، 2562، 2587، 2802، 2807، 2809، 2811، 2812، 3140، 3247، 3525.

الحسن والحسين (عَلَيهِما السَّلَامُ): 8، 43، 47، 976، 1227، 1275، 1287، 1300، 1422، 1452، 2932، 3078، 3080، 3108، 3132، 3139، 3649.

الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : 17، 172، 314، 669، 687، 716، 741، 832، 1725، 1732، 1735، 2439، 3476، 3481.

الإمام المهدي (عَجَّلَ اللّهُ تَعَالَي فَرَجَهُ الشَریف): 15، 42، 455، 456، 457، 509، 527، 1038، 1334، 1345، 1355، 1357، 1383، 1429، 2323، 3024.

ص: 222

رزية يوم الخميس: 430، 423، 379.

المثالب

مثالب أبو بكر: 148، 170، 1701، 2302،2291.

مثالب عمر: 144، 148، 211، 1701، 2291، 2302، 2520.

مثالب عثمان: 32، 111، 171، 699، 2297، 2302، 3044.

مثالب معاوية: 203، 319، 2463، 3063،3044.

مثالب أبو هريرة: 1241

مثالب مروان: 1321

مثالب يزيد 762.

مثالب عائشة : 6، 3347،602،436.

مثالب حفصة 6.

بعض الصحابة: 3135.

الاجتهاد مقابل النص

أبو بكر: 606.

ص: 223

عمر: 409، 606، 2330، 2353.

عثمان: 98، 101، 507، 581، 1341، 2318، 2902،2756.

بعض الأصحاب: 2808.

الرجعة: 128.

المعاد

البعث والحساب: 2، 310، 491، 551، 579، 622، 1139، 1158، 1217، 1225، 1262، 1274، 1283، 1349، 1377، 1537، 1742، 2444، 2551، 3256، 3310، 3328، 3333.

الجنة والنار 96، 400، 653، 659، 725، 768، 922، 932، 1105، 1161، 1198، 1264، 1292، 1329، 1330، 1430، 1498، 1515، 1585، 1622، 1629، 1643، 1816، 1837، 1924، 2092، 2148، 2153، 2289، 2348، 2362، 2397، 2409، 2648، 2674، 2694، 2698، 2700، 2720، 2954، 3061، 3160، 3157، 3117، 3250، 3342، 3473، 3556، 3607، 3611، 3646.

اشراط الساعة: 1237، 1284، 1469، 1501، 1514، 1704، 2196.

ص: 224

فروع الدين (الفقه)

الوضوء: 11، 34، 58، 61، 69، 75، 76، 83، 105، 106، 126، 258، 278، 280، 292، 308، 421، 431، 633، 827، 865، 868، 873، 987، 1021، 1092، 1160، 1184، 1393، 1576، 1734، 1804، 1983، 1991، 2004، 2077، 2160، 2200، 2203، 2224، 2520، 2552، 2564، 2824، 2887، 3001، 3124، 3237، 3294، 3306، 3332، 3339، 3400، 3405، 3445، 3466، 3532، 3729.

السواك :246، 336، 706، 722، 888، 2921، 2991، 3133، 3279، 3510.

الطهارة

الاستنجاء: 536، 891، 1235، 1888، 1890، 1921، 2346، 2453، 2630، 2656، 2693، 2937، 3161، 3182، 3201، 3212، 3213، 3579.

الأغسال: 359، 426، 677، 780، 830، 866، 1361، 1434، 1554، 1801، ،2960،2880،2293،1807 ،3180، 3215، 3234، 3282، 3341، 3356، 3421، 3467، 3471، 3550، 3582.

ص: 225

النجاسات: 279، 399، 604، 944، 1048، 1363، 1909، 2594، 2836، 3101، 3514، 3605.

القدرية: 672، 729،703

العتق

فضل العتق: 1188، 2350، 2411، 2627.

أحكام العتق: 370، 618، 645، 808، 841، 914، 1479، 2132، 2251، 2280، 2727، 2779، 2825، 2945، 3046، 3060، 3226، 3331، 3500، 3516.

أحكام الميت

أحكام الجنائز: 220، 1084، 1384، 1765، 2706.

لقاء الموت: 1509.

أداء دين الميت: 1973، 2022، 2776.

غسل الميت: 253، 967، 1220، 2492، 3357.

الكفن: 266، 1885، 3483.

الشهادة على الميت (لا نعلم منه الا خيرا): 1145، 1726.

ص: 226

التشييع: 3013.

أحكام الدفن: 188، 323، 1417، 1562، 1767، 1963، 2211، 2643، 2645، 3204، 3292، 3484.

التلقين: 1297.

حديث الجريدة: 275، 276، 1232، 2438، 2794، 2805.

زيارة القبور: 117، 529، 1033، 1153، 1234، 13385، 1766، 3068، 3320،3092،3081 .

كتاب الصلاة

الصلاة 84، 99، 262، 446، 502، 764، 820، 853، 911، 943، 1360، 1523، 1572، 1873، 2223، 2352، 2526، 2711، 2721، 3164، 3167، 3264، 3316، 3323، 3384، 3604.

فضل الصلاة: 194، 835، 1132، 1201، 1202، 1309، 1406، 1809، 1523، 1572، 1873، 2223، 2352، 2526، 2711، 2721، 3164، 3167، 3264، 3323، 3604.

ص: 227

عقوبة تارك الصلاة: 574، 930، 982، 985، 1197، 1984، 3082، 3200، 3588.

القبلة: 58، 692،594، 897، 1436، 1564، 1746، 1999، 2111، 2590.

لباس المصلي: 387، 691، 843، 884، 1320، 1989، 1755، 1785، 2199، 2222، 2229، 2231، 2581، 2582.

مكان المصلي: 104، 773، 1259، 1414، 1404، 1465، 1836، 2240، 2552، 2815، 2844، 3489، 3534، 3551.

أركان الصلاة،981، 1222، 1822، 2038، 2096، 2514، 2620، 2622، 2765، 3062، 3186.

الأذان والإقامة: 68، 947، 1061، 1311، 1650، 2041، 2320، 2329، 2407 ، 3181، 3246، 3511.

القراءة: 122، 390، 904، 1207، 1339، 2398، 2559، 2579، 2680، 2829، 2830، 2928، 3040، 3169، 3370، 3382، 3386.

القيام: 811، 1492، 1532، 1589، 2074، 2220، 2364، 2724، 2740، 2758، 3496.

ص: 228

الركوع: 149، 1035، 1408، 1684، 1767، 2418، 2814، 3126.

السجود: 149، 269، 892، 1035، 11433، 1192، 1408، 1516، 1684، 1761، 2081، 2326، 2418، 2542، 2575، 2607، 2767، 2814، 3014، 3025، 3126، 3132، 3517، 3614.

مستحبات الصلاة: 270، 660، 7735، 790، 1163، 1249، 1485، 1664، 1860، 22259، 2516، 2608، 2609، 2621، 2813، 3035، 3155، 3238، 3225، 3317، 3389، 3430.

مبطلات الصلاة: 103، 1058، 2254، 2610، 3265، 3373، 3396.

العمل في الصلاة: 855، 1208، 1593، 1594، 1941، 3034.

الجمع بين الصلاتين: 256، 267، 335، 364، 792، 1594، 1940، 2951، 3178.

صلاة الآيات: 712، 1842، 1946، 2496، 2801، 2820، 3197، 3379.

صلاة القضاء : 877، 1486.

صلاة الجماعة: 586، 857، 871، 917، 955، 956، 1053، 1071، 1094، 1134، 1266، 1376، 1484، 1500، 1681، 1714، 1731، 1757

ص: 229

1853، 1899، 1901، 2093، 2095، 2214، 2217، 2226، 2357، 2361، 2421، 2547، 2941، 2974، 2969، 2996، 2997، 3007، 3284، 3327، 3577.

صلاة المسافر: 254، 256، 281، 309، 312، 459، 507، 607،592،583، 624، 740، 1520، 1740، 2318، 2586، 2737، 2756، 2902، 3425، 3578.

صلاة الجمعة: 304، 629، 1009، 1213، 1549، 1764، 1875، 1879، 2071، 2501، 2845، 2981، 2984، 3009.

صلاة النافلة: 4، 120، 121، 639، 661، 1011، 1399، 1770، 1787، 1898، 1938، 2115، 2179، 2332، 2434، 2707، 2710، 2971، 3004، 3031، 3117، 3171، 3199، 3296، 3345، 3495، 3512، 3521، 3615.

صلاة الاستسقاء: 1047، 1671، 2253.

صلاة الخوف: 1970.

صلاة العيد : 315، 572، 683، 695، 709، 789، 1319، 1358، 1775، 1821، 1834، 1844، 2529، 2768، 2854.

ص: 230

الصلاة على الميت: 134، 269، 626، 858، 958، 1090، 1261، 1573، 2112، 2304، 2544، 2566، 2695، 2816، 3017، 3145.

القرآن الكريم: 18، 27، 37، 142، 146، 175، 215، 290، 291، 324، 371، 397، 435، 445، 503، 504، 505، 588، 614، 743، 767، 895، 1016، 1097، 1127، 1172، 1210، 1233، 1252، 1318، 1331، 1398، 1402، 1441، 1458، 1494، 1557، 1615، 1815، 1904، 2037، 2055، 2063، 2083، 2101، 2108، 2128، 2334، 2339، 2340، 2365، 2414، 2420، 2467، 2568، 2570، 2655، 2697، 2759، 2818، 2884، 2923، 3021، 3066، 3170، 3173، 3230، 3257، 3261، 3340، 3409، 3444، 3490، 3493، 3571، 3576، 3583، 3625

المساجد

أحكام المساجد: 783، 903، 929، 945، 1190، 1313، 1363، 1527، 1889، 1987، 2067، 2068، 2163، 2183، 3148، 3175، 3191، 3235، 3443.

فضل إتيان المساجد 859، 961، 1187، 11937، 1979، 3046.

ص: 231

فضل الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي: 200، 582، 621، 655، 878، 963، 1918، 2020، 2191، 2294.

من بنى مسجدا 310، 2684، 3640.

الصوم

فضل الصيام: 206، 272، 284، 518، 766، 842، 851، 854، 880، 919، 920، 940ف 986، 1150، 1176، 1305، 1391، 1407، 1910، 2215، 2354، 2430، 2598، 2919، 2968، 3099، 3151، 3407، 3535، 3616.

آداب الصيام: 102، 1057، 1124، 1231، 2097.

المفطرات: 695، 1260، 1782، 1839، 2152، 2176، 2629، 2777 ، 2788، 3206، 3207، 3278، 3452، 3536.

ما لا يبطل الصوم: 805، 1164، 2113، 3208.

آداب الإفطار: 2206، 2207.

السحور: 1255، 1324، 1477، 1694، 1980، 2388، 2907.

ص: 232

أحكام الهلال: 277، 394، 927، 1869، 2225، 2261، 2600، 2601، 2671.

قضاء الصيام: 3307.

كفارة من افطر عمداً: 818، 881، 1280، 1281، 3211، 3432.

الصيام المستحب: 774، 1460، 1667، 2091، 2210، 2784، 3411، 3485، 3527.

ليلة القدر : 92، 630، 907، 1147، 1432، 1887، 2181، 2795، 2804، 2840، 2869، 2958، 3039، 3291، 3315.

النهي عن صيام الجمعة 806، 3506،1010.

النهي عن صوم عاشوراء : 3259،553،531.

النهي عن صيام أيام التشريق: 2290.

النهي عن الصوم في منى: 1277، 2177.

النهي عن صوم العيدين: 1273.

النهي عن الوصال: 596، 603، 848، 1362، 1651، 1656، 2604، 3412.

ص: 233

الاعتكاف: 651، 968، 3288،1093.

الزكاة: 91، 115، 119، 127، 493، 555، 576، 578، 649، 685، 690، 801، 937، 1175، 1314، 1352، 1588، 1851، 1907، 1908، 2535، 2764، 2895، 2949، 2953، 2957، 2963، 3046، 3086، 3205، 3248، 3376.

الخمس: 408، 831، 1569، 1884، 2302، 3046، 3258، 3417.

الحج

الحج والعمرة: 29، 147، 186، 197، 213، 242، 243، 244، 245، 249، 251، 252، 261، 263، 265، 293، 299، 300، 303، 307، 311، 320، 322، 337، 338، 339، 343، 344، 347، 348، 358، 386، 396، 404، 425، 434، 44، 468، 492، 5333، 548، 549، 552، 566، 585، 589، 590، 601، 619، 638، 658، 688، 719، 728، 730، 737، 739، 740، 779، 787، 793، 819، 829، 838، 846، 894، 926، 1018، 1044، 1080، 1087، 1181، 1251، 1270، 1290، 1296، 1308، 1341، 1367، 1431، 1437، 1443، 1488، 1521، 1583، 1597، 1598، 1612، 1670، 1708، 1737، 1752، 1800، 1812، 1813، 1838، 1841، 1847، 1849، 1863، 1891، 1892، 1959، 1969، 1974،

ص: 234

2051،2050،2048،2047،2036،2015،2016،1990،1976، 2190،2189،2188،2158،2129،2123،2121،2119 ، 2193، 2194، 2204، 22248، 2271، 2277، 2319، 2425، 2445، 2446، 2449، 2481، 2484، 2511، 2541، 2591، 2634، 2649، 2690، 2629، 2731، 2817، 2920، 2924، 3067، 3112، 3116، 3121، 3260، 3298، 3324، 3335، 3364، 3372، 3378، 3385، 3388، 3390، 3394، 3395، 3413، 3415، 3413، 3448، 3459، 3529، 3553، 3554، 3578، 3590، 3592، 3595، 3596.

الأضحية: 332، 349، 383، 405، 406، 410، 411، 1267،748، 1317، ، 1411، 1448، 1480، 1481، 1507، 1544، 1865، 1876 ، 1993، 2009، 2070، 2310، 2402، 2548، 3020، 3242، 3325، 3442، 3537، 3538.

الصيد : 779، 1086، 1177، 2419، 2457، 2459، 2503، 2505، 2507.

البيع والمكاسب: 169، 295، 447، 454، 479، 554،547،546،545 ، 556، 557، 558، 562، 564، 569، 599، 612، 627، 635، 640، 642 ، 643، 665، 675، 713، 727، 742، 784، 797، 852، 864، 874، 876، 882، 883، 935، 959، 970، 1000، 1065، 1096، 1110،

ص: 235

1130، 1138، 1157، 1191، 1265، 1302، 1346، 1394، 1471، 1483، 1529، 1636، 1637، 1783، 1793، 1817، 1818، 1820، 1823، 1827، 1828، 1830، 1840، 1848، 1852، 1867، 1897، 1902، 1903،1961، 2003، 2029، 2030، 2031، 2088، 2142، 2143، 2145، 2147، 2212، 2256، 2347، 2360، 2391، 2723، 2774، 2778، 29803، 2917، 2918، 3003، 3033، 3037، 3160ف 3209، 3263، 3274، 3309، 3572، 35773، 3623.

إحياء الموات: 1957، 3358

اللقطة والضالة : 786، 2300، 2422، 2441، 2644، 2832، 2922.

الصدقة: 158، 210، 221، 222، 223، 451، 519، 520، 523، 542، 550، 717، 756، 845، 847، 863، 952، 965، 973، 1063، 1098، 1102، 1119، 1120، 1155، 1382، 1397، 1410، 1439، 1531، 1535، 1560، 1610، 1843، 1871، 1923، 1930، 1964، 2005، 2032، 2034، 2087، 2126، 2144، 2149، 2167، 2186، 2186، 2187، 2195، 2202، 2205، 2263، 2272، 2278، 2390، 2431، 2433، 2447، 2502، 2590، 2641، 2635، 2642، 2672، 2719، 2735،

ص: 236

2747، 2771، 2896، 2904، 2989، 3000، 3026، 3073، 3094، 3122، 3127، 3143، 3150، 3166، 3234، 3275، 3359، 3365، 3418، 3470، 3533، 3534، 3555، 3599، 3617.

النكاح: 9، 10، 20، 190، 255، 257، 260، 301، 333، 365، 450، 573، 836، 913، 916، 953، 1114، 1206، 1215، 1226، 1315، 1344، 1449، 1478، 1578، 1705، 1728، 1780، 1792، 1872، 1883، 1895، 1911، 1955، 1962، 1966، 2118، 2130، 2155، 2173، 2221، 2344، 2345، 2401، 2456، 2471، 2491، 2667، 2900، 3048، 3119، 3189، 3231، 3272، 3281، 3303، 3321، 3380، 3440، 3490، 3502، 3513، 3522، 3591، 3943.

النساء: 94، 163، 178، 207، 648، 821، 905، 994، 1126، 1162، 1216، 1229، 1316، 1633، 2637، 2761، 2762، 2770، 2901، 2948، 3042، 3286، 3478، 3636، 3631.

أحكام الرضاع

الرضاع: 41، 53، 59، 90، 288، 368، 512، 3302،3262، 3461.

ص: 237

المتعة: 39، 506، 511، 779، 1347، 1808، 1861، 1956، 2002، 2257، 2260، 2732، 2746، 2750.

الطلاق: 354، 409، 561، 610، 733، 738، 808، 1745، 2012، 2473، 3016، 3346، 3505، 4547، 3581، 3584.

الحداد: 535، 1424، 3451، 3505، 3581.

النذر : 259، 306، 403، 802، 808، 1125، 1506، 1776، 2396، 2400، 2403، 2415، 2734، 2741، 3519.

الذبائح: 662، 705، 1365، 1401، 1866، 2371، 2942.

الحيوانات

الكلب: 616، 949، 1085، 2303، 2450، 2943، 3371.

الخيل: 35، 681، 697، 918، 1254، 1949، 3632،2668،2597.

الرفق بالحيوان: 187، 1129، 1653، 1944، 2382، 2448، 3361.

الأطعمة والأشربة : 124، 274، 361، 377، 380، 667،628، 826، 870، 939، 946، 1008، 1060، 1082، 1180، 1186، 1193، 1196، 1425، 1545، 1568، 1666، 1711، 1796، 1797، 1857، 1878، 1932،

ص: 238

1950، 1954، 1992، 1995، 2024، 2028، 2060، 2104، 2137، 2169، 2182، 2209، 2230، 2273، 2310، 2377، 2386، 2389، 2458، 2588، 2595، 2603، 2787، 2906، 2987، 3125، 3158، 3222، 3348، 3377، 3414، 3648.

الخمر: 118، 362، 413، 581، 620، 679، 724، 807،761، 1966، 3638،3518،3314،3270،2530 .

الزي والتجمل: 155، 286، 294، 317، 325، 369، 416، 417، 427، 498، 584، 641، 646، 656، 684، 696، 700، 702، 723، 782، 814، 837، 839، 856، 933، 971، 979، 1032، 1039، 1055، 1075، 1250، 1306، 1325، 1395، 1540، 1558، 1582، 1753، 1756، 1845، 1859، 1914، 20000، 2019، 2150، 2247، 2321، 2385، 2405، 2519، 2650، 2689، 2751، 2757، 2773، 2986، 3098، 3123، 3128، 3134، 3127، 3366، 3465، 3507، 3589، 3601، 3627.

الإرث : 88، 113، 185، 192، 777، 1995، 1772، 1773، 2168، 2363، 2380، 2952، 2961، 3608.

ص: 239

الحدود: 51، 179، 560، 570، 759، 966، 1003، 1106، 1856، 2011، 2013، 2027، 2090، 2198، 2308، 2316، 2474، 2533، 2744، 2990، 3107، 3269، 3330، 3645.

الديات 471، 528، 776، 796، 822، 823، 867، 885، 1148، 2042، 2043، 2044، 2133، 2134، 2246، 2490، 2494، 2704، 3046.

الأخلاق

الأخلاق: 70، 112، 150، 159، 170، 171، 174، 191، 212، 225، 228، 229، 279، 283، 321، 418، 470، 476، 484، 494، 502، 510، 521، 522، 524، 543، 568، 654، 657، 670، 678، 720، 721، 731، 751، 765، 769، 781، 795، 798، 803، 815، 817، 840، 844، 861، 872، 886، 887، 889، 901، 908، 909، 910، 923، 928، 942، 948، 951، 960، 969، 975، 977، 983، 987، 990، 991، 996، 999، 1007، 1014، 1019، 1022، 1027، 1028، 1029، 1031، 1037، 1043، 1049، 1051، 1052، 1064، 1069، 1072، 1073، 1076، 1081، 1088، 1089، 1095، 1100، 1111، 1112، 1121، 1123، 1128، 1136، 1144، 1151، 1159، 1167، 1168، 1169، 1171، 1173، 1179،

ص: 240

1183، 1185، 1189، 1204، 1218، 1223، 1238، 1242، 1243، 1244، 1326، 1356، 1375، 1418، 1475، 1476، 1482، 1519، 1528، 1530، 1534، 1543، 1584، 1599، 1610، 1616، 1623، 1665، 1672، 1679، 1685، 1716، 1723، 1779، 1855، 1917، 1947، 1985، 1989، 2008، 2017، 2039، 2046، 2049، 2059، 2065، 2079، 2080، 2089، 2100، 2103، 2105، 2106، 2107، 2109، 2122، 2124، 2138، 2146، 2154، 2213، 2238، 2239، 2241، 2242، 2243، 2245، 2270، 2279، 2283، 2292، 2306، 2311، 2329، 2335، 2337، 2363، 2373، 2379، 2384، 2426، 2452، 2468، 2508، 2540، 2550، 2554، 2555، 2561، 2584، 2627، 2638، 2639، 2641، 2699، 2701، 2713، 2715، 2745، 2755، 2763، 2781، 2783، 2793، 2796، 2819، 2850، 2898، 2903، 2909، 2929، 2933، 2934، 2955، 2964، 2966، 2973، 2977، 3006، 3011، 3018، 3023، 3043، 3052، 3053، 3087، 3097، 3103، 3120، 3131، 3142، 3153، 3165، 3168، 3174، 3198، 3227، 3236، 3251، 3271، 3280، 3290، 3295، 3300، 3308، 3326، 3336، 3375، 3398، 3557، 3558،

ص: 241

3559، 3575، 3597، 3598، 3609، 3618، 3620، 3620، 3624، 3637، 3639.

رحمة اللّه ولطفه : 402، 463، 673، 950،747، 1156، 1559، 1688، 1697، 1717، 2170، 2599، 2780، 2892، 3047، 3196، 3220، 3249، 3419.

حق المسلم: 466، 499، 809، 938، 1103، 1152، 1221، 1268، 2165، 2171، 2593، 2878، 2982، 3008، 3100، 3191، 3192، 3397.

عيادة المريض: 318، 1228، 1350، 1657، 1738، 1803، 2140، 2979، 2994.

الدعاء

دعاء الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : 135، 143، 168، 216، 475، 495، 762،501، 879، 1077، 1229، 1245، 1299، 1491، 1491، 1555، 1556، 1648، 1674، 1675، 1683، 1713، 1720، 1916، 1922، 1925، 2054، 2069، 2086، 2216، 2265، 2518، 2537، 2618، 2619، 2661، 2722، 2838، 2974، 3305، 3338، 3362، 3392، 3416، 3491، 3552.

ص: 242

آداب الدعاء : 123، 219، 298، 391، 772، 924، 920، 957، 980، 1017، 1108، 1165، 1246، 1336، 1369، 1426، 1490، 1502، 1511، 1548، 1565، 1621، 1676، 1799، 1831، 1874، 1893، 1939، 1965، 2018، 2084، 2218، 2219، 2232، 2703، 2873، 2911، 2959، 3109، 3141، 3218، 3233، 3383، 3462، 3475، 3499.

الاسم الأعظم: 1550، 1736، 3070، 3093.

بركة دعاء: 3059.

الملاحم والفتن 60، 173، 539، 671، 689، 984، 992، 1014، 1015، 1050، 1068، 1149، 1154، 1256، 1258، 1294، 1352، 1445، 1446، 1459، 1472، 1552، 1619، 1655، 1682، 1703، 1850، 1919، 1926، 1982، 2023، 2062، 2174، 2178، 2333، 2336، 2372، 2374، 2485، 2489، 2499، 2524، 2717، 2733، 3874، 2940، 2993، 3029، 3057، 3513، 3570، 3610.

الذکر: 14، 36، 114، 184، 196، 202، 226، 652،615،609،597 ، 746، 760، 834، 849، 998، 1026، 1070، 1078، 1099، 1101،

ص: 243

1115، 1117، 1247، 1271، 1279، 1322، 1370، 1372، 1372، 1438، 1467، 1551، 1592، 1600، 1617، 1620، 1631، 1719، 1931، 2110، 2127، 2115، 2250، 2266، 2268، 2331، 2367، 2369، 2466، 2469، 2476، 2510، 2524، 2534، 2567، 2573، 2677، 2709، 2889، 2891، 2897، 2905، 2925، 2956، 2965، 3137، 3144، 3172، 3179، 3203، 3254، 3424، 3437، 3508، 3528، 3542، 3606، 3619، 3621.

العلم: 395، 513، 993، 1166، 1253، 1553، 1630، 2296، 2314، 2480، 2915، 2926.

الشعر : 634، 974، 2139.

التوبة : 44، 374، 995، 1456، 1692، 2072، 2935، 3162،3096.

القرعة: 2667.

الاستخارة: 177.

التمحيص: 181، 183، 860، 972، 1012، 1040، 1272، 1303، 1396، 1468، 1536، 1613، 1927، 1945، 2264، 2307، 2325، 2410، 3005، 3334، 3374، 3562.

ص: 244

المارقين: 7، 20، 24، 28، 33، 52، 57، 71، 72، 73، 87، 109،107، 139، 145، 153، 165، 166، 485، 668، 825، 1304، 1310، 1332، 1353، 1371، 1374، 1403، 1405، 1409، 1415، 1420، 1421، 1423، 1427، 1435، 1442، 1453، 1470، 1951، 2161، 2162، 2404، 2633، 2636، 2679، 2716، 2791، 2797، 2806، 2910، 2995.

التعبير والرؤيا: 587، 850، 1741، 2338، 3568.

الجهاد: 204، 392، 502، 1025، 1195، 1790، 1929، 1977، 2350، 2479، 2513، 2602، 2696، 3544.

.2602، 2696، 3544،2013،279

الحمى: 2972.

الطب: 496، 595، 1141، 1240، 2394، 3285، 3530، 3574.

القضاء: 81، 132، 144، 327، 373، 439، 623، 775، 1067،794، 1131، 1811، 2498، 2569، 2666، 2702، 2800، 3159، 3210، 3304، 3393، 3460، 3510.

ص: 245

ص: 246

المصادر

اشارة

ص: 247

ص: 248

مصادر المؤلّف

1. الاحتجاج : أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي.

2. اختيار معرفة الرجال = رجال الكشي: شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي.

3. الأربعون حديثاً: الشيخ منتجب الدين علي بن عبيد اللّه بن بابويه الرازي.

4. الإرشاد: أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد.

5. الاستيعاب في معرفة الأصحاب الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد اللّه المعروف بابن عبد البر.

6. الأصول الستة عشر: نخبة من الرواة.

7. إعلام الورى بأعلام الهدى أمين الإسلام الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي.

ص: 249

8. الأمالي: الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالصدوق.

9. الأمالي : شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي وولده.

10. الأمالي : أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد.

11. البرهان في تفسير القرآن: العلّامة المحدث السيد هاشم البحراني التوبلي.

12. بصائر الدرجات: أبو جعفر محمّد بن الحسن بن فروخ الصفار.

13. التبيان: شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي.

14. تذكرة الخواص العلّامة سبط ابن الجوزي.

15. تفسير الإمام العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) : المنسوب إلى الإمام أبي محمّد الحسن بن علي العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ).

16. تفسير القمي: لأبي الحسن علي بن إبراهيم القمي.

17. التهاب نيران الأحزان ومثير كتائب الأشجان لبعض الأصحاب ق7- ق10.

18. التوحيد الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالصدوق.

19. المناقب في المناقب: الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي الطوسي المعروف بابن حمزة.

20. الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: السيد الجليل فخار بن معد الموسوي

ص: 250

21. حلية الأولياء: الإمام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصفهاني.

22. خصائص الأئمة: السيد محمّد بن الحسين الموسوي المعروف بالشريف الرضي.

23. الخصال: الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالصدوق.

24. ربيع الأبرار العلّامة محمود بن عمر الزمخشري.

25. رجال النجاشي: أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي الأسدي الكوفي.

26. شرح نهج البلاغة: عبد الحميد المعروف بابن أبي الحديد، طبعة مصر.

27. صحیح مسلم: مسلم ابن الحجاج ابن مسلم القشيري النيسابوري.

28. صحيفة الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) المنسوبة إلى الإمام الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ).

29. الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم: زين الدين أبي محمّد علي بن يونس العاملي النباطي البياضي.

30. الصواعق المحرقة: أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي المكي.

31. الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف: السيد رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى ابن طاووس الحلي.

32. عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ): الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالصدوق.

ص: 251

33. غاية المرام وحجّة الخصام: السيد هاشم البحراني الموسوي التوبلي.

34. الغيبة : شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي.

35. الغيبة: الشيخ محمّد بن إبراهيم النعماني.

36 الفهرست: شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي.

37. قرب الإسناد: أبو العباس عبد اللّه الحميري البغدادي.

38. الكافي: ثقة الإسلام أبي جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي.

39. كامل الزيارات: الشيخ الجليل جعفر بن محمّد بن قولويه القمي.

40. كتاب سليم بن قيس الكوفي : أبو صادق سليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي

41. كشف المحجّة لثمرة المهجة : السيد رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن طاووس الحسني.

42. كفاية الأثر: أبي القاسم علي بن محمّد بن علي الخزاز القمّي الرازي.

43. كفاية الطالب: محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي.

44. كلمة الحق: الشيخ شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني، مخطوط.

45. كمال الدين وتمام النعمة: الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالصدوق.

46. كنز الفوائد: المحدث الخبير العلّامة أبي الفتح محمّد بن علي الكراجكي.

47. المستدرك على الصحيحين: محمّد بن محمّد الحاكم النيسابوري.

ص: 252

48. المسترشد في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) : محمّد بن جریر بن رستم الطبري الإمامي.

49. مسند أحمد: أحمد بن محمّد بن حنبل، الطبعة الأولى - الميمنية.

50. مسند أحمد: تحقيق أحمد محمّد شاكر، دار المعارف.

51. مصباح الأنوار في فضائل إمام الأبرار: الشيخ الجليل هاشم بن محمّد - مخطوط.

52. معاني الأخبار: الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالصدوق.

53. مقتضب الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر : الشيخ أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه بن عياش الجوهري.

54. المقنع في الإمامة : الشيخ الرئيس عبيد اللّه بن عبد اللّه السعد آبادي.

55. مرآة العقول: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي.

56. من لا يحضره الفقيه: الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالصدوق.

57. مناقب آل أبي طالب: الشيخ محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني.

58. نفس الرحمن: العلّامة الميرزا حسين بن محمّد تقي النوري.

59. نهج البلاغة: جمع السيد الشريف الرضي.

60. وقعة صفين: نصر بن مزاحم المنقري.

ص: 253

61. ينابيع المودة لذوي القربي : الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي، طبع اسلامبول.

ص: 254

مصادر المحقق

1. الاحتجاج أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (ت 560ه)، ط - 1386ه، تحقيق: محمّد باقر الخرسان، نشر : دار النعمان - النجف الأشرف.

2. اختيار معرفة الرجال= رجال الكشي : شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (460ه)، ط - 1404ه، تحقيق: مجموعة، نشر: مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ).

الأربعون حديثاً : الشيخ منتجب الدين علي بن عبيد اللّه بن بابويه الرازي (ت 585ه)، ط 1 - 1408ه، تحقيق ونشر مؤسسة الإمام المهدي (عَجَّلَ اللّهُ تَعَالَي فَرَجَهُ الشَریف) - قم المقدسة.

4. الإرشاد: أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413ه)، تحقيق: مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)، نشر: دار المفيد.

5. الاستيعاب في معرفة الأصحاب الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد اللّه المعروف بابن عبد البرت (463ه).

ص: 255

6. الأصول الستة عشر : نخبة من الرواة (ت نحو 150 ه)، ط2 - 1405ه، نشر : دار الشبستري للمطبوعات_ قم المقدسة.

7. إعلام الورى بأعلام الهدى: أمين الإسلام الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548ه)، ط 1 - 1417ه، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)- قم المقدسة.

8. الأمالي : أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت) 413ه)، تحقيق: الحسين استاد ولي وعلي أكبر الغفاري، نشر : جماعة المدرسين في الحوزة العلمية - قم المقدسة.

.9 الأمالي: الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالصدوق ( ت 318ه)، ط 1 - 1417ه-، تحقيق و نشر : قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة - قم المقدسة.

10. الأمالي: شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، (ت 460 ه)، ط 1 - 1414ه، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة، نشر : دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع - قم المقدسة.

11. بحار الأنوار: محمّد باقر المجلسي (ت 1111ه)، ط2 - 1403ه، نشر : مؤسسة الوفاء - بيروت.

ص: 256

12. البرهان في تفسير القران: العلّامة المحدث السيد هاشم البحراني التوبلي (ت 1107ه)، ط 1 - 1419ه، تحقيق: الجنة، نشر : مؤسسة الأعلمي - بيروت.

13. بصائر الدرجات: أبو جعفر محمّد بن الحسن بن فروخ الصفار (ت 290ه)، ط 1404ه، تحقيق : ميرزا محسن كوجه باغي نشر مؤسسة الأعلمي - طهران.

14. تاريخ مدينة دمشق: أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي (ت 571ه)، تحقيق: علي شيري، ط - 1415ه، نشر : دار الفكر – بيروت.

15 التبيان: شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه)، ط 1 - 1409ه، تحقيق: أحمد حبيب قصير العاملي، نشر : مكتب الإعلام الإسلامي.

16. تحفة الأحوذي في شرح الترمذي: الإمام الحافظ أبي العلا محمّد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري (ت 1353 ه) ط 1 - 1410 ه، نشر : دار الكتب العلمية - بيروت.

17. تذكرة الخواص: العلّامة سبط ابن الجوزي(ت 654ه).

18. تذكرة الفقهاء: العلّامة الحلي، الحسن بن يوسف بن المطهر (ت 727ه) تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت، ط 1 - محرم 1414ه.

ص: 257

19. تفسير الإمام العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) : المنسوب إلى الإمام أبي محمّد الحسن بن علي العسكري (ت 260ه)، ط 1 - 1409ه، تحقيق ونشر : مدرسة الإمام المهدي (عَجَّلَ اللّهُ تَعَالَي فَرَجَهُ الشَریف)- قم المقدسة.

20. تفسير القمي: لأبي الحسن علي بن إبراهيم القمي (ت 329ه)، ط 3 - 1404ه-، تحقيق: السيد طيب الجزائري نشر: مؤسسة دار الكتاب قم المقدسة.

21. التوحيد: الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالصدوق (ت 381ه)، ط 1387ه، تحقيق : السيد هاشم الحسيني الطهراني نشر : جماعة المدرسين - قم المقدسة.

22. الثاقب في المناقب: الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي الطوسي المعروف بابن حمزة (ت 560 ه)، ط 2 - 1412ه، تحقيق: الأستاذ نبيل رضا علوان، نشر : مؤسسة أنصاريان - قم المقدسة.

23. الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: السيد الجليل الإمام شمس الدين أبي علي فخار بن معد الموسوي (ت 630ه)، تحقيق: السيد محمّد صادق بحر العلوم، مطبعة الآداب - النجف الأشرف 1965م.

24. حلية الأولياء : الإمام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصفهاني (ت 430ه).

25. خصائص الأئمة: السيد محمّد بن الحسين الموسوي المعروف بالشريف الرضي (ت 406ه)، ط 1406ه، تحقيق: الدكتور محمّد هادي الأميني، نشر : مجمع البحوث الإسلامية - الإستانة الرضوية - مشهد المقدسة.

ص: 258

26. الخصال: الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالصدوق (ت381ه)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، نشر: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية - قم المقدسة.

27. خمسون ومائة صحابي مختلق السيد مرتضى العسكري (معاصر)، ط7 -1426ه، ناشر: منشورات كلية أصول الدين.

28. الذريعة إلى تصانيف الشيعة: العلّامة الشيخ آقا بزرك الطهراني (ت 1389 ه)، ط 3 - 1403ه، نشر: دار الأضواء - بيروت.

29. ربيع الأبرار العلّامة أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت 537ه).

30. رجال النجاشي: الشيخ أبي العباس أحمد بن علي النجاشي الأسدي الكوفي (ت 450 ه)، تحقيق: الحجّة السيد موسى الشبيري الزنجاني، طه - 1416ه، نشر: مؤسسة النشر الإسلامي.

31. سنن ابن ماجة: أبي عبد اللّه محمّد بن يزيد القزويني ابن ماجة ( ت 275ه)، تحقيق محمّد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار الفكر - بيروت.

32. السنن الكبرى: أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت 303ه)، تحقيق: دكتور عبد الغفار سليمان البنداري وسيد كسر وي حسن، ط 1 - 1411ه، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت.

33. السنن الكبرى أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (ت) 458 ه، نشر : دار الفكر – بيروت.

ص: 259

34. شرح نهج البلاغة : عبد الحميد المعروف ابن أبي الحديد (ت656 ه)، ط 1 - 1378ه، تحقيق: محمّد أبو الفضل إبراهيم، نشر : دار إحياء الكتب العربية.

35. صحيح ابن حبان: محمّد بن حبان بن أحمد (354ه)، ترتيب علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (ت 739ه)، تحقيق: شعیب الارنؤوط، ط1 - 1414ه، نشر : مؤسسة الرسالة.

36. صحيح مسلم: مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري (ت 261ه)، ناشر: دار الفكر - بيروت.

37. صحيفة الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ): المنسوبة إلى الإمام الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ط - 1408 ه، تحقيق: مؤسسة الإمام المهدي (عَجَّلَ اللّهُ تَعَالَي فَرَجَهُ الشَریف) - قم المقدسة.

38. الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم: زين الدين أبي محمّد علي بن يونس العاملي النباطي البياضي ( ت 877ه)، تحقيق: محمّد باقر البهبودي نشر: المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية.

39. الصواعق المحرقة: أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي المكي (ت 974ه).

40. الطبقات الكبرى محمّد بن سعدت (230 ه)، نشر: دار صادر - بيروت.

41. الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف السيد رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى ابن طاووس الحلي (ت 664ه).

42. العقد الفريد: أحمد بن محمّد بن عبد ربه الأندلسي (ت 328ه).

ص: 260

43. عمدة القارئ في شرح صحيح البخاري: بدر الدين أبي محمّد محمود بن أحمد العيني (ت 855ه).

44. عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ): الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالصدوق (ت 381ه)، ط 1 - 1404ه، تحقيق: شيخ حسين الأعلمي، نشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت.

45. الغارات: إبراهيم بن محمّد الثقفي الكوفي (ت 283ه)، تحقيق: السيد جلال الدين المحدِّث، مط - بهمن.

46. غاية المرام وحجّة الخصام السيد هاشم البحراني الموسوي التوبلي (ت 1107ه).

47. الغدير : الشيخ عبد الحسين الأميني (ت 1392 ه) ط - 1379 ه، نشر : دار الكتاب العربي - بيروت.

48. الغيبة: الشيخ محمّد بن إبراهيم النعماني (ت 380ه)، تحقيق: علي أكبر الغفاري نشر: مكتبة الصدوق - طهران.

49 الغيبة شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه)، ط 1 - 1411ه، تحقيق: عباد اللّه الطهراني والشيخ علي أحمد ناصر، نشر : مؤسسة المعارف الإسلامية - قم المقدسة.

50. الفائق في غريب الحديث : محمود بن عمر الزمخشري (ت 538ه)، ناشر: دار الكتب العلمية -بيروت.

ص: 261

51. فتح الباري في شرح صحيح البخاري : الإمام شهاب الدین ابن حجر العسقلاني (ت) (852ه)، ط 2، نشر : دار المعرفة للطباعة والنشر - بيروت.

52. الفهرست شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (460 ه)، ط 1 - الفقاهة : 1417ه، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، نشر مؤسسة نشر قرب الإسناد: أبو العباس عبد اللّه الحميري البغدادي (ت 300 ه)، ط 1 - 1413ه، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت - قم المقدسة.

54. الكافي ثقة الإسلام أبي جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (ت 329 ه)، ط 3 - 1388ه، تحقيق: علي أكبر الغفاري، نشر : دار الكتب الإسلامية - آخوندي.

55. كامل الزيارات الشيخ الجليل جعفر بن محمّد بن قولويه القمي (ت368ه)، ط 1 - 1417ه، تحقيق الشيخ جواد القيومي، نشر: مؤسسة نشر الفقاهة.

56. الكامل في التاريخ: عز الدين أبي الحسن علي بن محمّد الشيباني المعروف بابن الأثير (ت630ه)، تحقيق خليل مأمون شيحا، 1 - 1422ه، دار المعرفة - ط بيروت.

57. كتاب سليم بن قيس: أبو صادق سليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي، (ت قرن 1 ه)، تحقيق: الشيخ محمّد باقر الأنصاري، ط 1 -1420ه، نشر : مطبعة الهادي - قم المقدسة.

ص: 262

58. كشف المحجّة لثمرة المهجة: السيد رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن طاووس الحسني (ت 664ه)، ط 1370 ه، نشر: منشورات المطبعة الحيدرية في النجف.

59. كفاية الأثر: أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الخزاز القمّي الرازي (ت 400 ه)، ط 1401 ه، تحقيق : السيد عبد اللطيف الحسيني الكوهكمري الخوئي، نشر: انتشارات بيدار.

60. كفاية الطالب : محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي (ت 658ه).

61. كمال الدين وتمام النعمة: الشيخ الصدوق - أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي - (ت381ه) تحقيق: علي أكبر الغفاري، ط - 1405 ه، نشر : مؤسسة النشر الإسلامي.

62. كنز الفوائد المحدّث الخبير العلّامة أبي الفتح محمّد بن علي الكراجكي (ت 449ه).

63. لسان العرب: العلّامة ابن منظور ت (711ه) ط 1 - 1405ه، نشر: نشر أدب الحوزة.

64. المبسوط : شمس الدين السرخسي (ت 483ه)، تحقيق جمع من الأفاضل نشر : دار المعرفة - بيروت 1406ه.

65. المجازات النبوية: الشريف الرضي (ت 406ه) تحقيق طه محمّد الزيني، نشر : مكتبة بصيرتي - قم المقدسة.

ص: 263

66. مجمع البحرين: الشيخ فخر الدين الطريحي (ت 1085ه) تحقيق: السيد أحمد الحسيني، ط 2 - 1408 ه، نشر : مكتبة نشر الثقافة الإسلامية.

67. مجمع البيان في تفسير القرآن أمين الإسلام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 560ه)، تحقيق: لجنة من العلماء والمحققين، ط 1 - 1415ه، نشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت

68. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: نور الدين الهيثمي (ت 807 ه) ط - 1408 ه، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت.

69. مرآة العقول: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي (ت1111ه).

70. مراصد الإطلاع: صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي ( ت 739 ه)، تحقيق علي محمّد البجاوي، ط 1 - 1412ه. نشر: دار الجيل - بيروت.

71. المستدرك على الصحيحين: محمّد بن محمّد الحاكم النيسابوري (ت 405 ه)، تحقيق الدكتور يوسف المرعشلي، نشر : دار المعرفة - بيروت 1406ه.

72. المسترشد في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : محمّد بن جریر بن رستم الطبري الإمامي ( ت ق 4 )، ط 1، تحقيق: الشيخ أحمد المحمودي، نشر : مؤسسة الثقافة الإسلامية لكو شانبور.

73. مسند أحمد بن حنبل: أحمد بن حنبل (ت 241ه)، مصورة على طبعته الميمنية، دار صادر - بيروت.

ص: 264

74. مسند أحمد بن حنبل: أحمد بن حنبل (ت 241ه)، تحقيق أحمد محمّد شاكر ط 4 - 1959م، دار المعارف - مصر.

75. معاني الأخبار : الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالصدوقت (381ه)، ط - 1403ه، تحقيق: علي أكبر الغفاري نشر انتشارات إسلامي.

76. المعجم الأوسط: سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني (ت 360ه)، تحقيق: إبراهيم الحسيني، نشر: دار الحرمين.

77. معجم البلدان: ياقوت الحموي (ت 626ه)، نشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت.

78. مقتضب الأثر في النص على الأئمة الأثني عشر : الشيخ أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه بن عياش الجوهري (ت 401 ه)، نشر : مكتبة الطباطبائي - قم المقدسة.

79. المقنع في الإمامة: الشيخ الرئيس عبيد اللّه بن عبد اللّه السعد آبادي، تحقيق: شاكر شبع.

80 المقنعة: الشيخ المفيد أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكيري البغدادي (413ه)، ط 2 - 1410ه، تحقيق: مؤسسة النشر الإسلامي، نشر : مؤسسة النشر الإسلامي.

ص: 265

81. من لا يحضره الفقيه: الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالصدوقت (381ه)، ط 2 - 1404ه، تحقيق: علي أكبر الغفاري نشر: جماعة المدرسين.

82. مناقب آل أبي طالب: الشيخ محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني (ت 588ه)، ط -1376 ه، تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف.

83. نفس الرحمن: العلّامة الميرزا حسين بن محمّد تقي النوري، انتشارات الرسول المصطفى (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ).

84. النهاية في غريب الحديث: ابن الأثير (ت 606ه) تحقيق طاهر أحمد الزاوي محمود محمّد الطناحي، ط4 - 1364ش، نشر : مؤسسة إسماعيليان - قم المقدسة.

85. نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخبار: محمّد بن علي بن محمّد الشوكاني (ت 1255ه) نشر: دار الجيل - بيروت.

86. وسائل الشيعة الحر العاملي محمّد بن الحسن (1104ه)، ط - 1414ه، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت قم المقدسة.

87 . وقعة صفين: نصر بن مزاحم المنقري (ت 212ه)، ط 2 - 1382ه، تحقیق: عبد السلام محمّد هارون نشر: المؤسسة العربية الحديثة.

ص: 266

88. ينابيع المودة لذوي القربى: الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (ت 1294ه)، ط 1 - 1416ه، تحقيق: السيد علي جمال أشرف الحسيني، نشر : دار الأسوة.

ص: 267

ص: 268

فهرس الكتاب

ص: 269

ص: 270

فهرس الكتاب

حديث السقيفة من مسند أحمد بن حنبل...5

قصة السقيفة من كتاب شرح نهج البلاغة...7

حديث الفلتة من كتاب شرح نهج البلاغة...12

بقية قصة السقيفة من كتاب شرح نهج البلاغة...13

أخبار السقيفة من كتاب السقيفة وفدك لأبي بكر...15

موقف البراء بن عازب وبعض الصحابة...17

خطبة أبو بكر وكلام عمر وما أجابهما العباس به...18

أتراشوني عن ديني ! واللّه لا أقبل منه شيئاً !...21

أخبار حرق الدار من كتب أهل السنة...21

واللّه لا أُكلّم عمر حتّى ألقى اللّه...22

بقية أخبار السقيفة من كتاب السقيفة وفدك...23

أخبار السقيفة من كتاب الاحتجاج...27

طرف مما جرى بعد وفاة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في أمر الخلافة...28

المنكرون الخلافة على أبي بكر...36

ص: 271

السقيفة ومجرياتها برواية سليم بن قيس...46

الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) يتحدث عن ما جرى...54

ما كتبه أبو بكر لأسامة بن زيد...55

أبو قحافة يلقي الحجة على ولده أبي بكر...57

فضائل الإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) على لسان أبي بكر...58

احتجاج سلمان المحمّدي (رضیَ اللّهُ عنهُ) على القوم...60

احتجاج أُبيّ بن كعب على القوم... 62

في علة إسلام من تقدم على أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)...65

في علة تزويج النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إليهم وتزويجهم إليه...67

حديث الدواة والقرطاس...69

في لمخالفتهمهم أمر النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )...73

أخبار بعث أسامة بن زيد من كتاب السقيفة وفدك...74

أخبار السقيفة ومجرياتها...75

في أمرهم بإحراق دار بيت أهل النبوة...75

في إظهار أبي بكر استقالته عن الخلافة...76

في اشتغالهم بالولاية والنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على فراش الممات...77

حدیث امتحان أوصياء الأنبياء (عَلَيهِم السَّلَامُ)...81

كتاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعد ما سُئل عن أبي بكر...88

في من أورد هذا الكتاب بطرق مختلفة.

في أخبار مظلومية أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)...97

ص: 272

في دفاعه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عندما أرادوا نبش قبر فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)...99

كلام السيّد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) في بيان أمور خلفاء الجور...100

في علة الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة...102

يقية كلام السيّد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ)

محاججة السيّد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ)مع أحد الفقهاء...107

القندوزي يعترف أنّ الأئمة الاثني عشر...112

محاججة السيد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) مع بعض الحنابلة...113

محاججة السيد ابن طاووس (رضیَ اللّهُ عنهُ) مع بعض الزيدية...114

في إيراد جملة من الحجج لمعرفة الأئمة...118

في بعض طرق حديث الثقلين من كتب الفريقين...135

تكملة في إيراد جملة من الحجج لمعرفة الأئمة...145

جملة من الأخبار في إمامة الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ)...149

في عدم خلو الأرض من قائم اللّه بحجة....161

في رد ما ذكره أصحاب ابن أبي الحديد....167

في النصوص على الأئمة الاثني عشر...170

خبر جامع في فضل الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) وصفاته...201

الفهرسة الموضوعية...209

المصادر...247

مصادر المؤلّف...249

مصادر المحقق...255

فهرس الكتاب...269

ص: 273

من منشورات مكتبة العتبة العباسية

1 – العباس (عَلَيهِ السَّلَامُ) : تأليف السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم، تحقيق الشيخ محمّد الحسون، الطبعة الأولى - 1427ه.

2- المجالس الحسينيّة: تأليف الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء، تحقيق أحمد علي مجيد الحلي، الطبعة الأولى - 1429ه.

3- سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام أحمد بن حنبل: الكتاب الذي بين يديك.

ص: 274

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.