سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام أحمد بن حنبل المُجَلَد 6

هوية الکتاب

منشورات

مکتبة و دار مخطوطات

العباسية المقدسة

سند الخصام

في ما انتُخِب مِنْ مُسنَد الإمام احمد بن حنبل

تأليف

الحجة الشيخ شير محمّد بن صفر على الهمداني

1302 - 1390ھ

الجزء السّادس

تحقيق

أحمد على مجيد الحلى

صودق عليه من قبل

وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة

ص: 1

اشارة

العتبة العباسية المقدسة

قسم الشؤون الفكرية و الثقافية/شعبة المكتبة

كربلاء المقدسة، ص.ب (233)/هاتف: 222600، داخلی: 251

www.alkafeel.net

library@alkafeel.net

abbas_library@yahoo.com

BP

11A

23 ألف/

5019م

الهمداني جورقاني، شير محمد بن صفر علي، 1302-1390 ق.

سند الخصام في ما انتخب من مسند الامام/ تأليف شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني؛ تحقيق وحدة التحقيق في مكتبة و دار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، أحمد علي مجيد الحلي-كربلاء: مكتبة و دار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، 1430 ق- 2009م.

7ج.

المندرجات. - ج 7- المستدرك على حديث السقيفة.

المصادر.

1. ابن حنبل، احمد بن محمد، 164- 241 ق. مسند الإمام أحمد بن حنبل- مختصر. 2. أحاديث أهل السنة- القرن 3 ق. 3. الأربعة عشر معصوم-فضائل-أحاديث أهل السنة. 4. الصحابة-فضائل- أحاديث أهل السنة- القرن 3 ق. 5. أحاديث أحكام. 6. فاطمة الزهراء (سلام الله علیها)، 13؟ قبل الهجرة-11 ق. -تعقيب و إيذاء أحاديث. 7. الهمداني جورقاني، شير محمد بن صفر علي، 1302- 1390 ق. سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام-تتمة. 8. سقيفة بني ساعدة-أحاديث. ألف. ابن حنبل، أحمد بن محمد، 164-241 ق. مسند الإمام أحمد بن حنبل. اختصار. ب. الهمداني جورقاني، شير محمد بن صفر علي، 1302- 1390 ق. المستدرك على حديث السقيفة، ج. وحدة التحقيق في مكتبة و دار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة. د. الحلي، أحمد علي، 1391- ق.، محقق. ھ. عنوان. و. عنوان: مسند الإمام أحمد بن حنبل. اختصار. ز. سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام-تتمة. ح. عنوان: المستدرك على حديث السقيفة.

تصنيف مكتبة العتبة العباسية المقدسة وفق المنظام العالمي (L.C.C)

الكتاب: سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام/الجزء السادس.

المؤلف: شير محمد الهمداني الجورقاني قدّس سرّه.

التحقيق: وحدة التحقيق في مكتبة و دار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

المحقق: أحمد علي مجيد الحلي.

الناشر: مكتبة و دار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

الإخراج الطباعي و التصميم: عدي الأسدي، رائد الأسدي.

المطبعة: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/كربلاء المقدسة-العراق/بيروت-لبنان.

الطبعة: الأولى.

عدد النسخ: 1000.

التاريخ: ربيع الأول 1430 ھ-آذار 2009م.

ص: 2

مقدمة

اشارة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين و صلّى الله على محمّد و آله الطاهرين، يقول الفقير إلى الله الغني شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذه أحاديث شريفة انتخبتها من الجزء السادس من الطبعة الأولى من مسند الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل، و أوردتها كما أوردها.

ص: 3

ص: 4

[بقية المنتخب من مسند الأنصار]

[المنتخب من حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه]:

3231- [2/6] حدّثنا عبد الله، حدثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمّد ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن المقداد بن الأسود قال:

«قال لي علي: سل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن الرجل يلاعب أهله فيخرج منه المذي من غير ماء الحياة، فلولا أنّ ابنته تحتي لسألته، فقلت: يا رسول الله، إنّ الرّجل يلاعب أهله فيخرج منه المذي من غير ماء الحياة؟ قال: يغسل فرجه و يتوضأ وضوءه للصلاة».

3232- [2/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا حماد ابن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن المقداد بن الأسود قال:

«قدمت أنا و صاحبان لي على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فأصابنا جوع شديد، فتعرضنا للناس فلم يضفنا أحد، فانطلق بنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى منزله و عنده أربع أعنز، فقال لي: يا مقداد، جزئ ألبانها بيننا أرباعاً، فكنت أجزئه بيننا أرباعاً، فاحتبس رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ذات ليلة، فحدّثت نفسي أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قد أتى بعض الأنصار فأكل حتّى شبع و شرب حتّى روي فلو شربت نصيبه، فلم أزل كذلك حتّى قمت إلى نصيبه فشربته ثمّ غطيت القدح، فلما فرغت أخذني ما قدم و ما حدث، فقلت: يجيء رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم جائعاً و لا يجد شيئاً، فتسجيت و جعلت أحدّث نفسي، فبينا أنا كذلك إذ دخل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تسليمة يسمع اليقظان و لا يوقظ النائم، ثمّ أتى القدح فكشفه فلم ير

ص: 5

شيئاً، فقال: اللّهمّ أطعم من أطعمني، و اسق من سقاني، و اغتنمت الدعوة، فقمت إلى الشفرة فأخذتها، ثمّ أتيت الأعتز فجعلت اجتسها أيها أسمن، فلا تمر يدي على ضرع واحدة إلا وجدتها حافلاً، فحلبت حتّى ملأت القدح، ثمّ أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقلت اشرب يا رسول الله، فرفع رأسه إليّ فقال: بعض سوآتك يا مقداد، ما الخبر؟ قلت: اشرب ثمّ الخبر، فشرب حتّى روي، ثمّ ناولني فشربت، فقال: ما الخبر؟ فأخبرته، فقال: هذه بركة نزلت من السماء، فهلا أعلمتني حتّى نسقي صاحبينا، فقلت: إذا أصابتني و إيّاك البركة فما أبالي من أخطأت».

[حديث الوليد بن الوليد]

3233- [6/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن يحيى بن حبان، عن الوليد بن الوليد أنّه قال:

«يا رسول الله إني أجد وحشة، قال: فإذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التّامات من غضبه و عقابه، و شرّ عباده، و من همزات الشياطين و أن يحضرون، فإنّه لا يضرك، و بالحري أن لا يقربك».

[المنتخب من حديث سعد بن عبادة]

3234- [7/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجّاج قال: سمعت شعبة يحدّث عن قتادة قال: سمعت الحسن يحدّث عن سعد بن عبادة:

«أنّ أمه ماتت، فقال لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إنّ أمّي ماتت، أفأتصدّق عنها؟ قال: نعم، قال: فأيّ الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء، قال: فتلك سقاية آل سعد بالمدينة».

قال شعبة: فقلت لقتادة: من يقول تلك سقاية آل سعد؟ قال: الحسن

ص: 6

[المنتخب من حديث أبي بصرة الغفاري]

3235- [7/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا شيبان، عن عبد الملك، عن عمر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام أنّه قال:

«لقي أبو بصرة الغفاري أبا هريرة و هو جاء من الطور، فقال: من أين أقبلت؟ قال: من الطور، صلّيت فيه، قال: أما لو أدركتك قبل أن ترحل إليه ما رحلت، إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول : لا تشد الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد الحرام، و مسجدي هذا، و المسجد الأقصى».

يقول شير محمّد: رواه ابن بابويه في كتاب (الخصال) عن أمير المؤمنين علیه السّلام أنّه قال: «لا تشد الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، و مسجد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و مسجد الكوفة».(1)

[بقية حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه]

3236- [8/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عبد الله، حدّثنا محمّد ابن فضيل بن غزوان، حدّثنا محمّد بن سعد الأنصاري قال: سمعت أبا ظبية الكلاعي يقول: سمعت المقداد بن الأسود يقول:

«قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لأصحابه: ما تقولون في الزّنا؟ قالوا: حرّمه الله و رسوله فهو

حرام إلى يوم القيامة، قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لأصحابه: لأن يزني الرّجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره، قال: فقال: ما تقولون في السرقة؟ قالوا:

ص: 7


1- الخصال: 143.

حرّمها الله و رسوله فهي حرام، قال: لأن يسرق الرّجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره».

[المنتخب من حديث أبي رافع]

3237- [8/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن الحجاج، أنبأنا حاتم بن إسماعيل، عن محمّد بن عجلان، عن عباد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي غطفان، عن أبي رافع قال:

«ذبحنا لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم شاة، فأمرنا فعالجنا له شيئاً من بطنها، فأكل ثمّ قام فصلّى و لم يتوضّاء».(1)

3238- [8/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا سفيان، عن مخول، عن رجل، عن أبي رافع قال:

«نهى النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أن يصلّي الرجل و رأسه معقوص».(2)

3239- [8/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الجبار بن محمّد الخطابي، حدّثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، أنّ بكير بن عبد الله حدّثه، عن الحسن ابن علي بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده أبي رافع قال:

«بعثتني قريش إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، قال: فلمّا رأيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم وقع في قلبي الإسلام. فقلت: يا رسول الله، لا أرجع إليهم، قال: إنّي لا أخيس بالعهد، و لا أخيس البر(3)، و ارجع إليهم، فإن كان في قلبك الذي فيه الآن فارجع».

قال بكير: و أخبرني الحسن أنّ أبا رافع كان قبطياً.(4)

ص: 8


1- المراد بالوضوء هنا غسل اليدين.
2- العقص: إدخال أطراف الشعر في أصوله أي جمعه.
3- كذا و في المصادر: (و لا أحبس البرد): أي الرسل.
4- لا أخيس: أي لا أنقض.

3240- [8/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن محمّد ابن إسحاق قال: حدّثني عبد الله بن حسن، عن بعض أهله، عن أبي رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال :

«خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم برايته، فلمّا دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضرب رجل من يهود(1) فطرح ترسه من يده، فتناول علي باباً كان عند الحصن فترس به نفسه، فلم يزل في يده و هو يقاتل حتّى فتح الله عليه، ثمّ ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نفر معي سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فيما نقلبه».

3241- [8/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، حدّثني عبد الرحمن بن أبي رافع، عن عمته، عن أبي رافع قال:

«صنع لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم شاة مصليّة فأتي بها، فقال لي: يا أبا رافع ناولني الذراع فناولته، فقال لي: يا أبا رافع ناولني الذراع فناولته، ثم قال: يا أبا رافع ناولني الذراع فقلت: يا رسول الله، و هل للشاة إلّا ذراعان؟! فقال: لو سكتّ لناولتني منها ما دعوت به قال و كان رسول الله يعجبه الذراع».(2)

3242- 8/66] حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا حسين، حدثنا شريك، عن عبد

الله ابن محمد، عن علي بن حسين، عن أبي رافع قال:

ضحى رسول الله له بكبشين أملحين موجبين(3) خصيين، فقال: أحدهما عمّن شهد بالتوحيد و له بالبلاغ، و الآخر عنه و عن أهل بيته».

قال: فكان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قد كفانا(4)

ص: 9


1- كذا، و الصحيح: رجل من اليهود.
2- شاة مصليّة: أي شاة مشوية.
3- كذا وفي المصادر الحديثية: (موجوعين).
4- الأملح: الأبيض النقي البياض و قيل ما فيه بياض و سواد و لأبيض أغلب. و الموجوء: مادق عروق خصيتيه من غير أن يخرجهما. و الخصي: الذي سلت بيضتاه.

3243- [8/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، أنبأنا عبد الرحمن بن أبي رافع، عن عمته سلمى، عن أبي رافع:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم طاف على نسائه في يوم، فجعل يغتسل عند هذه و عند هذه،

فقيل: يا رسول الله، لو جعلته غسلاً واحداً، قال: هذا أزكى و أطيب و أطهر»

3244- [8/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي رافع، عن أبي رافع قال: «مرّ عليّ الأرقم الزهري -أو ابن أبي الأرقم- و استعمل على الصدقات، قال: فاستتبعني، قال: فأتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فسألته عن ذلك؟ فقال: يا أبا رافع، إنّ الصدقة حرام على محمّد و على آل محمّد، إنّ مولى القوم من أنفسهم».

3245- [9/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: قال محمّد -يعني بن إسحاق- فحدّثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة قال: قال أبو رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«كنت غلاماً للعباس بن عبد المطلب، و كان الإسلام قد دخلنا فأسلمت و أسلمت أم الفضل، و كان العباس قد أسلم و لكنّه كان يهاب قومه و كان يكتم إسلامه، و كان أبو لهب عدوّ الله قد تخلف عن بدر و بعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة، و كذلك كانوا صنعوا، لم يتخلّف رجل إلّا بعث مكانه رجلاً... الحديث».

3246- [9/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر و حسين بن محمّد، قالا: حدّثنا شريك، عن عاصم، عن عبيد الله، عن علي بن حسين، عن أبي رافع، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«كان إذا سمع المؤذّن قال مثل ما يقول، حتّى إذا بلغ حيّ على الصّلاة، حيّ

ص: 10

على الفلاح، قال: لا حول و لا قوة إلا بالله».

3247- [9/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى و عبد الرّحمن، عن سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه قال:

«رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أذّن في أذني الحسن حين ولدته فاطمة بالصلاة».

3248- [10/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا محمّد بن جعفر وبهز، قالا: حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي رافع، عن أبي رافع:

« أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بعث رجلا من بني مخزوم على الصّدقة، فقال لأبي رافع: اصحبني كيما تصيب منها، قال: لا، حتّى آتي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأسأله، فانطلق إلى النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فسأله، فقال: الصّدقة لا تحلّ لنا، و إنّ مولى القوم من أنفسهم».

[المنتخب من حديث صهيب]

3249- [15/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا عبد الرّحمن بن المهدي، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«عجبت من قضاء الله للمؤمن، إنّ أمر المؤمن كلّه خير، و ليس ذلك إلّا للمؤمن، إن أصابته سرّاء فشكر كان خيراً له، و إن أصابته ضرّاء فصبر كان خيراً له».

3250- [15/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إذا دخل أهل الجنّة الجنّة نودوا: يا أهل الجنّة إنّ لكم عند الله موعداً لم تروه، فقالوا: و ما هو؟ ألم يبيّض وجوهنا، و يزحزحنا عن النّار، و يدخلنا الجنّة؟! قال: فيكشف الحجاب، قال: فينظرون إليه، فو الله ما أعطاهم الله شيئاً أحبّ إليهم

ص: 11

منه، ثم قرأ: «للذينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزَيَادَةٌ»(1)»

و قال مرة: إذا دخل أهل الجنة.

3251- [16/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن المهدي، عن زهير، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل، عن حمزة بن صهيب:

«أنّ صهيباً كان يكنّى أبا يحيى، و يقول أنّه من العرب، و يطعم الطعام الكثير، فقال له عمر: يا صهيب، ما لك تكنّى أبا يحيى و ليس لك ولد؟ و تقول إنّك من العرب؟ و تطعم الطعام الكثير و ذلك سرف في المال؟ فقال صهيب: إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم له كنّاني أبا يحيى، و أمّا قولك في النسب فأنا رجل من النمر بن قاسط من أهل الموصل و لكني سبيت غلاماً صغيراً قد غفلت أهلي و قومي، و أمّا قولك في الطعام فإنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يقول : خياركم من أطعم الطعام و ردّ السلام، فذلك الذي يحملني على أن أطعم الطعام».

[المنتخب من مسند فضالة بن عبيد الأنصاري]

3252- [18/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبد الرحمن المقري، حدّثنا حيوة، قال أخبرني أبو هاني حميد بن هانئ، عن عمرو بن مالك الجبني، حدّثني أنه سمع فضالة بن عبيد صاحب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:

«سمع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم رجلاً يدعو في الصّلاة و لم يذكر الله عزّ و جلّ و لم يصلّ على

النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: عجِل هذا، ثمّ دعاه، فقال له و لغيره: إذا صلّى أحدكم فليبدأ بتحميد ربّه و الثّناء عليه، ثمّ ليصلّ على النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم، ثمّ ليدع بعد بما شاء».

ص: 12


1- سورة يونس: 26

3253- [20/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثني أبو هانیٴ، عن أبي علي، عن فضالة بن عبيد: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«يسلّم الراكب على الماشي، و الماشي على القاعد، و القليل على الكثير».

3254- [20/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا معاوية بن عمرو، حدّثنا رشدين قال: حدّثني معاوية بن سعيد التجيبي، عمّن حدّثه، عن فضالة بن عبيد، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

«العبد» آمن من عذاب الله عزّ و جلّ ما استغفر الله عزّ و جلّ».

3255- [21/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق قال: حدّثنا عبد الله قال: أنبأنا ليث قال: أخبرني أبو هانئ الخولاني، عن عمرو بن مالك الجبني قال: حدّثني فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في حجة الوداع:

«ألا أخبركم بالمؤمن! من أمنه الناس على أموالهم و أنفسهم، و المسلم من سلم الناس من لسانه و يده و المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله و المهاجر من هجر الخطايا و الذنوب».

3256- [21/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعمر بن بشير قال: حدّثنا عبد الله قال: أنبأنا رشدين بن سعد قال: حدّثني أبو هانیٴ الخولاني، عن عمرو بن مالك الجبني: أنّ فضالة بن عبيد و عبادة بن الصامت حدّثاه : أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «إذا كان يوم القيامة و فرغ الله تعالى من قضاء الخلق، فيبقى رجلان فيؤمر بهما إلى النار، فيلتفت أحدهما، فيقول الجبار تبارك اسمه: ردّوه، فيردّوه، فيقال له: لم التفتّ يعني؟ فيقول: قد كنت أرجو أن تدخلني الجنّة، قال: فيؤمر به إلى الجنة، قال: فيقول: لقد أعطاني ربي عزّ و جلّ حتّى لو أني أطعمت أهل الجنّة ما نقص ذلك مما عندي شيئاً».

قالا: و كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا ذكره يرى السرور في وجهه

ص: 13

[المنتخب من حديث عوف بن مالك الأشجعي الأنصاري]

3257- [25/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا صفوان قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك قال:

«انطلق النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يوماً و أنا معه، حتّى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيد لهم، فكرهوا دخولنا عليهم، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: يا معشر اليهود، أنبأنا(1) اثنا عشر رجلاً يشهدون أنّه لا إله إلا الله و أنّ محمداً رسول الله يحبط(2) الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي غضب عليه، قال: فأسكتوا(3)، ما به(4) منهم أحد، ثمّ ردّ عليهم، فلم يجبه أحد، ثمّ ثلّث، فلم يجبه أحد، فقال: أبيتم، فو الله إنّي لأنا الحاشر، و أنا العاقب، و أنا النبي المصطفى آمنتم أو كذبتم ثمّ انصرف و أنا معه، حتّى إذا كدنا أن نخرج نادى رجل من خلفنا: كما أنت محمّد قال: فأقبل، فقال ذلك الرجل: أيّ رجل تعلمون فيكم يا معشر اليهود؟ قالوا: و الله ما نعلم أنّه كان فينا رجل أعلم بكتاب الله منك، و لا أفقه منك، و لا من أبيك قبلك، و لا من جدك قبل أبيك، قال: فإنّي أشهد له بالله أنّه نبيّ الله الّذي تجدونه في التوراة، قالوا كذبت، ثمّ ردّوا عليه قوله، و قالوا فيه شراً، قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: كذّبتم، لن يقبل قولكم، أمّا آنفا فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم و لمّا آمن كذبتموه و قلتم فيه ما قلتم فلن يقبل قولكم، قال: فخرجنا و نحن ثلاثة: رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و أنا و عبد الله بن سلام، و أنزل الله عزّ و جلّ فيه: «قل

ص: 14


1- كذا، و في مجمع الزوائد (أروني).
2- كذا و في غيره: (يحط).
3- كذا و في غيره (فامسكوا).
4- كذا، و في مجمع الزوائد: (فما أجابه).

أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَ كَفَرْتُمْ بِهِ وَ شَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مثله فَآمَنَ وَ اسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمينَ»(1)».

3258- [29/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن أدم، حدّثنا ابن المبارك، عن صفوان بن عمر، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن عوف بن مالك قال:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا أتاه الفيء قسمه من يومه، فأعطى الأهل حظين، و أعطى العزب حظاً».(2)

[المنتخب من حديث السيدة عائشة]

3259- [29/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عباد بن عباد، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«كان يوم عاشوراء يوم يصومه قريش في الجاهلية، و كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لا يصومه، فلمّا قدم المدينة صامه و أمر بصيامه، فلمّا نزلت فريضة شهر رمضان كان رمضان هو الذي يصومه و ترك يوم عاشوراء ، فمن شاء صامه و من شاء أفطره».

3260- [30/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم قال: أنبأنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن عائشة قالت:

«كان الركبان يمرون بنا و نحن مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم محرمات، فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزنا كشفناه».

3261- [31/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم قال: حدّثنا خالد،

ص: 15


1- سورة الأحقاف: 10.
2- الأهل: الذي له زوجة و عيال.

عن أبي العالية، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول في سجود القرآن: سجد وجهي لمن خلقه و شقّ سمعه و بصره بحوله و قوّته».

3262- [31/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا معتمر، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن ابن الزبير، عن عائشة: أن نبيّ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«لا تحرم المصّة والمصّتان».(1)

3263- [31/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن منصور و يحيى، عن سفيان قال: حدّثني منصور عن إبراهيم، عن عمارة بن عمير، عن عمته، عن عائشة: عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال:

«إنّ أطيب ما أكل الرجل من كسبه، و إنّ ولده من كسبه».

3264- [31/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن الطفاوي قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«ما ضرب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم خادماً له قطّ و لا امرأة له قطّ، و لا ضرب بيده إلّا أن يجاهد في سبيل الله، و ما نيل منه شيء فانتقمه من صاحبه إلا أن تنتهك محارم الله عزّ و جلّ فينتقم الله عزّ و جلّ، و ما عرض عليه أمران أحدهما أيسر من الأخر إلّا أخذ بأيسرهما إلّا أن يكون مأثماً، فإن كان مأثماً كان أبعد الناس منه».

3265- [32/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن معاذة قالت:

«سألت امرأة عائشة: أتقضي الحائض الصلاة؟ فقالت: أحرورية أنت؟! قد كنّا نحيض عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فلا نقضي و لا نؤمر بقضاء».

ص: 16


1- يعني أن المصّة و المصّتان لا تحرمان ما يحرمه الرضاع الكامل.

3266- [32/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن فضيل قال:

حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح قال:

«سئلت عائشة و أم سلمة: أيّ العمل كان أعجب إلى النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ قالتا: ما دام، و إن قلّ».

3267- [34/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

«أعتم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالعشاء حتّى ناداه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: قد نام النساء و الصبيان، فخرج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم...الحديث».

3268- [34/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة قالت:

«لمّا مرض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في بيت ميمونة فاستأذن نساءه أن يمرض في بيتي، فأذنّ له، فخرج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم معتمداً على العباس و على رجل آخر و رجلاه تخطّان في الأرض. و قال عبيد الله: فقال ابن عباس: أتدري من ذلك الرجل؟ هو علي بن أبي طالب، و لكن عائشة لا تطيب لها نفساً، قال الزهري: فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو في بيت ميمونة لعبد الله بن زمعة: مرْ الناس فليصلّوا... الحديث».

3269- [36/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عتاب قال: حدّثنا عبد الله -يعني ابن المبارك- أخبرنا يونس، عن الزهري قال: قالت عمرة بنت عبد الرحمن: عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«تقطع يد السارق في ربع دينار فصاعداً».

3270- [36/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة: أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

ص: 17

«كلّ شراب أسكر فهو حرام».

3271- [37/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«إنّ الله عزّ و جلّ يحبّ الرفق في الأمر كله».

3272- [37/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«الولد للفراش».

3273- [40/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دخل مكة من أعلى مكة و خرج من أسفلها».

3274- [41/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عمارة، عن عمة له، عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إنّ أولادكم من أطيب كسبكم، فكلوا من كسب أولادكم».

3275- [45/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام ابن عروة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«كان في بربرة ثلاث قضيّات، أراد أهلها أن يبيعوها و يشترطوا الولاء، فذكرت ذلك للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: اشتريها فاعتقيها، فإنّما الولاء لمن أعتق، قال: و عتقت، فخيّرها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فاختارت نفسها، قالت: كان الناس يتصدّقون عليها فتهدي لنا، فذكرت ذلك للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: هو عليها صدقة، و هو لكم هديّة، فكلوه».

3276- [46/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا هشام،

ص: 18

حدّثنا عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لمّا بدن و ثقل يقرأ ما شاء الله عزّ و جلّ و هو جالس، فإذا غبر من السورة ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأها ثم سجده».(1)

3277- [46/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم، و أنه أتي بصبي فبال عليه، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: صبّوا عليه الماء صبّا.

3278- [46/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«جاء حمزة الأسلمي إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا رسول الله، إني رجل أسرد الصوم، أفأصوم في السفر؟ قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر».(2)

3279- [47/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، عن محمّد بن إسحاق قال: حدّثني عبد الله بن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«السواك مطهرة للفم مرضاة للرب».

3280- [47/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إنّ من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً و ألطفهم بأهله».

3281- [47/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا ابن

ص: 19


1- بدن الرجل تبدينا إذا أسن.
2- أسرد الصوم: أي أنه كان يواليه و يتابعه و حتّى لو أن ظرفاً قاهراً طارقاً كالسفر طرقه.

جريج قال: أخبرني سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إذا نكحت المرأة بغير أمر مولاها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن أصابها فلها مهرها بما أصاب منها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له».

قال ابن جريج: فلقيت الزهري، فسألته عن هذا الحديث؟ فلم يعرفه. قال: و كان سليمان بن موسى و كان، فأثنى عليه قال عبد الله: قال أبي: السلطان القاضي، لأنّ إليه أمر الفروج والأحكام.

3282- [47/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي قال: أنبأنا إسماعيل قال: أنبأنا علي ابن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إذا قعد بين الشعب الأربع ثمّ ألزق الختان بالختان فقد وجب الغسل».(1)

3283- [49/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا داود بن أبي هند، عن عزرة، عن حميد بن عبد الرحمن، عن سعد بن هشام، عن عائشة قالت:

«كان لنا ستر فيه تمثال طائر، فكان الداخل إذا دخل استقبله، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: يا عائشة، حولي هذا، فإنّي كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا، و كانت له قطيفة كنّا نقول علمها من حرير، فكنّا نلبسها».

3284- [49/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن عبد الرحمن بن عمّار، قال أبي: و كان ثقة، و يقال له: ابن عمّار بن أبي زينب مديني، قال: سمعت القاسم بن محمّد، عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 20


1- الشعب الأربع: يداها و رجلاها.

«فضلت الجماعة على صلاة الفذ خمساً و عشرين».(1)

3285- [50/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، عن هشام عن أبيه، عن عائشة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«إنّ الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء».

3286- [50/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى و وكيع، عن هشام عن أبيه قال: يحيى قال: أخبرني أبي، عن عائشة:

«أنّ هند بنت عتبة قالت: يا رسول الله، إنّ أبا سفيان رجل شحيح، و إنّه لا يعطيني و ولدي ما يكفينا إلّا ما أخذت من ماله و هو لا يعلم، قال: خذي ما يكفيك و ولدك بالمعروف».

3287- [50/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة قالت:

«كان يأتي على آل محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم الشهر ما يوقدون فيه ناراً، ليس إلا التمر و الماء، إلا أن نؤتى باللحم».

3288- [50/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا هشام قال حدّثني أبي، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يعتكف في العشر الأواخر، و يقول: التمسوها في العشر الأواخر -يعني ليلة القدر-».

3289- [51/6]حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا هشام قال: حدّثنا أبي قال: سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 21


1- الفذ: تقدم المعنى في هامش حديث 1406.

«إذا وضع العشاء و أقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء».

3290- [52/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن يحيى، عن رجل، عن عمرة، عن عائشة، عن النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«مازال جبريل علیه السّلام يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه سيورثه»

قال يحيى: أراه سمّى لي أبا بكر بن محمّد، و لكن نسيت أسمه.

3291- [56/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا ابن نمیر حدّثنا هشام عن أبيه، عن عائشة قالت: قال النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان».

3292- [58/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا ابن نمير، حدّثنا سعد بن سعيد قال: أخبرتني عمرة قالت: سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إنّ كسر عظم المؤمن ميتاً مثل كسره حياً».

3293- [58/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا عبيد الله، عن محمّد بن يحيى، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عائشة قالت:

«فزعت ذات ليلة و فقدت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فمددت يدي فوقعت على قدمي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هما منتصبتان و هو ساجد، و هو يقول: أعوذ برضاك من سخطك، و أعوذ بمعافاتك من عقوبتك، و أعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك».

3294- [62/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن فضيل قال: حدّثنا الحجاج ، عن عمرو بن شعيب عن زينب السهمية، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يتوضّأ ثمّ يقبّل و يصلّي و لا يتوضّاء».

ص: 22

3295- [62/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا معاوية بن أبي مزرد، عن يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«الرحم من وصلها وصله الله، و من قطعها قطعه الله».

3296- [63/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا أبو جعفر الرازي، عن محمّد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«ما من رجل تكون له ساعة من اللّيل يقومها فينام عنها إلّا كتب له أجر صلاته، و كان نومه عليه صدقة تصدّق به(1) عليه».

3297- [63/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن منصور، عن موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي، عن مولى لعائشة، عن عائشة قالت:

«ما نظرت إلى فرج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قطّ -أو ما رأيت فرج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قطّ-».

3298- [64/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي زياد قال: سمعت القاسم قال: قالت عائشة: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إنّها جعل الطواف بالبيت و بالصّفا و المروة و رمي الجمار لإقامة ذكر الله عزّ و جلّ».

3299- [64/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا أبان، عن يحيى، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن:

«أنّه دخل على عائشة و هو يخاصم في أرض، فقالت عائشة: يا أبا سلمة، اجتنب الأرض، فإنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: من ظلم قيد شبر من الأرض طوّقه يوم القيامة من سبع أرضين».

3300- [64/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس و أبو النضر قالا: حدّثنا الليث، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب، عن

ص: 23


1- كذا في بعض المصادر الحديثية: (بها).

عائشة قالت:

«سمعت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: إنّ المؤمن يدرك بحسن خلقه درجات قائم اللّيل صائم النّهار».

3301- [65/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدّثنا حيوة بن شريح قال: حدّثني نافع بن سليمان: أنّ محمّد بن أبي صالح حدّثه، عن أبيه: أنّه سمع عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم تقول: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«الإمام ضامن، و المؤذّن مؤتمن، فأرشد الله الإمام، و عفا عن المؤذّن».

3302- [66/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الأسود، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أمّ المؤمنين:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة».

3303- [66/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا جعفر بن ربيعة، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«أيّما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فإن أصابها فلها مهرها بما أصاب من فرجها و إن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له».

3304- [67/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا حسن و يحيى بن إسحاق قالا: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا خالد بن أبي عمران عن القاسم بن محمّد، عن عائشة، عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«أتدرون من السّابقون إلى ظلّ الله عزّ و جلّ يوم القيامة؟ قالوا: الله و رسوله أعلم، قال: الذين إذا أعطوا الحقّ قبلوه، و إذا سئلوه بذلوه، و حكموا للناس كحكمهم لأنفسهم».

3305- [68/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: أنبأنا

ص: 24

شريك، عن سماك، عن عبد الله بن عميرة، عن درة بنت أبي لهب قالت:

«كنت عند عائشة، فدخل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: ائتوني بوضوء، فسألت فابتدرت أنا و عائشة الكوز، قالت: فبدرتها فأخذته أنا، فتوضّأ، فرفع طرفه أو عينه أو بصره إليّ فقال: أنت مني و أنا منك قالت: فأتي برجل فقال: ما أنا فعلته و لكن قيل لي، قالت: و كان سأله على المنبر من خير النّاس؟ فقال: أفقههم في دين الله عزّ و جلّ، و أوصلهم لرحمه».

و ذكر فيه شريك شيئين آخرين لم أحفظهما:

3306- [68/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لا يتوضّأ بعد الغسل».

3307- [69/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هارون، حدّثنا ابن وهب، قال حيوة: أخبرني سالم: أنّه عرض هذا الحديث على يزيد فعرفه أنّ عروة بن الزبير قال:

«أخبرتني عائشة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:قال: أيّما ميت مات و عليه صيام فليصمه عنه وليّه».

3308- [69/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الحكم بن موسى قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الرّجال -قال عبد الله: و سمعته من الحكم قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الرّجال- قال: قال أبي، فذكره عن أمّه عمرة، عن عائشة، عن النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذ جاره، و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه».

3309- [70/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الحكم، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«لا تبيعوا ثماركم حتّى يبدو صلاحها و تنجو من العاهة».

ص: 25

3310 [70/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الخزاعي، حدّثنا ليث، عن نافع، عن القاسم، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: إنّ أصحاب هذه الصور يعذّبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم».

3311- [71/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد قال: حدّثنا ذويد، عن أبي إسحاق، عن زرعة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«الدّنيا دار من لا دار له، و لها يجمع من لا عقل له».

3312- [71/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين، حدّثنا محمّد بن مطرف، عن أبي حازم، عن عروة بن الزبير: أنّه سمع عائشة تقول:

«كان يمرّ بنا هلال و هلال ما يوقد في بيت من بيوت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم نار، قال: قلت: يا خالة، فعلى أيّ شيء كنتم تعيشون؟ قالت على الأسودين: التمر، و الماء».

3313- [71/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ذويد، عن أبي سهل، عن سليمان بن رومان مولى عروة، عن عروة، عن عائشة أنّها قالت:

«و الّذي بعث محمداً صلّى الله عليه و آله و سلّم بالحقّ ما رأى منخلاً و لا أكل خبزاً منخولاً منذ بعثه الله عزّ و جلّ إلى أن قبض، قلت: كيف تأكلون الشّعير؟ قالت: كنّا نقول: أفٍّ».

3314- [71/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا خلف بن الوليد، حدّثنا الربيع، عن أبي عثمان الأنصاري قال: و أحسن الثناء عليه، قال: حدّثني القاسم بن محمّد بن أبي بكر: أنّ عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«ما أسكر الفرق منه إذا شربته فملء الكف منه حرام».(1)

ص: 26


1- الفرق: تقدم المعنى في هامش حديث 161.

3315- [73/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان قال: أنبأنا إسماعيل قال: أخبرني أبو سهيل، عن أبيه، عن عائشة:

«أنّ النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر».

3316- [73/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق قال: أخبرني مالك عن زيد بن أسلم، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي يونس مولى عائشة قال:

«أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً، قالت: إذا بلغت إلى هذه الآية «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَ الصَّلاة الوسطى»(1)، فآذني، فلمّا بلغتها آذنتها، فأملت عليّ: حافظوا على الصّلوات و الصّلاة الوسطى و صلاة العصر و قوموا لله قانتين، قالت: سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.

3317- [73/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا إسماعيل قال: حدّثني أبو حزرة القاص، عن عبيد الله بن أبي عتيق، عن عائشة:

«أنّ النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: لا يصلّينّ أحدكم بحضرة الطعام، و لا و هو يدافعه الأخبثان».

3318- [73/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثني عبد الله بن جعفر الزهري من آل المسور بن مخرمة، عن سعد بن إبراهيم، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة قالت: قال صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«من صنع أمراً من غير أمرنا فهو مردود».

[يقول شير محمد]: أورده مسلم في (صحيحه) في الجزء الثاني بإسناد آخر عن عائشة قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».

ص: 27


1- سورة البقرة: 238.

كما ذكره بإسناد آخر عن عائشة أيضاً: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».(1)

3319- [76/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصّمد و عفان قالا: حدّثنا حماد، قال عفان: أنبأنا المعني، عن علي بن زيد، عن سعيد، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان في نفر من المهاجرين و الأنصار، فجاء بعير فسجد له، فقال أصحابه: يا رسول الله، تسجد لك البهائم و الشجر! فنحن أحق أن نسجد لك، فقال: أعبدوا ربّكم و أكرموا أخاكم، و لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، و لو أمرها أن تنقل من جبل أصفر إلى جبل أسود و من جبل أسود إلى جبل أبيض كان ينبغي لها أن تفعله».

3320- [76/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شريف، عن عاصم بن عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة قالت:

«قام النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم من اللّيل، فظننت أنّه يأتي بعض نسائه، فاتبعته، فأتى المقابر ثمّ قال: سلام علیکم دار قوم مؤمنين، و إنّا بكم لاحقون، اللّهمّ لا تحرمنا أجرهم، و لا تفتنّا بعدهم. قالت: ثمّ التفت فرآني، فقال: ويحها لو استطاعت ما فعلت».

قال: ذكره شريك مرة أخرى عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مثله.

3321- [77/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا ابن مبارك، عن أسامة بن زيد، عن صفوان بن سليم، عن عروة، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: إنّ من يُمن المرأة تيسير خطبتها، و تيسير صداقها، و تيسير رحمها».

حدّثنا 3322- [77/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا

ص: 28


1- صحیح مسلم: 132/5.

أبي، عن أبيه: أنّ عروة بن الزبير يحدّثه عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دعا فاطمة ابنته فسارّها فبكت، ثمّ سارّها فضحكت، فقالت عائشة: فقلت لفاطمة: ما هذا الذي سارّك به رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فبكيت، ثمّ سارّك فضحكت؟ قالت سارّني فأخبرني بموته فبكيت، ثمّ سارّني فأخبرني أنّي أوّل من أتبعه من أهله فضحكت».

3323 - [78/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا زكريا بن عدي قال: أنبأنا ابن المبارك عن يونس، عن الزهري قال: حدّثني عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«من أدرك سجدة من العصر قبل أن تغرب الشمس، و من الفجر قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها».

3324- [78/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا زكريّا بن عدي قال: أنبأنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل، عن عروة، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا أراد أن يحرم غسل رأسه بخطمي و إشنان، و دهنه بشيء من زيت غير كثير، قالت و حججنا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حجّة فأعمر نساءه و تركني، فوجدت في نفسي أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أعمر نساءه و تركني، فقلت: يا رسول الله أعمرت نساءك و تركتني؟ فقال لعبد الرحمن: اخرج بأختك فلتعتمر، فطف بها البيت و الصّفا و المروة، ثمّ لتقض، ثمّ ائتني بها قبل أن أبرح ليلة الحصبة، قالت: فإنّما أقام رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالحصبة من أجلي».(1)

3325- [78/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هارون، حدّثنا عبد الله بن وهب قال: و قال حيوة: أخبرني أبو صخر، عن ابن قسيط عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 29


1- بخطمي و إشنان: نوعان من النبات. ليلة الحصبة: الليلة التي في صبيحتها رمي الجمار.

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد و ينظر في سواد و يبرك في سواد، فأتي به ليضحّي به، ثمّ قال: يا عائشة، هلمي المدية، ثمّ قال: استحديها بحجر ففعلت، ثمّ أخذها و أخذ الكبش فأضجعه ثمّ ذبحه و قال: بسم الله، اللّهمّ تقبل من محمّد و آل محمّد، و من أمّة محمّد ثمّ ضحّى به صلّى الله عليه و آله و سلّم».

3326- [79/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا أبو معشر، عن عبد الله بن نجي، عن عمرة بنت عبد الرّحمن، عن عائشة قالت:

«عطس رجل عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، قال: ما أقول يا رسول الله؟ قال: قل: الحمد لله، قال القوم ما نقول له يا رسول الله؟ قال: قولوا له: يرحمك الله، قال: ما أقول لهم يا رسول الله؟ قال: قل لهم: يهديكم الله و يصلح بالكم».

3327- [80/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا شيبان، عن یحیى، عن محمّد بن إبراهيم، عن يحنس أنّ عائشة أخبرته:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: لو أنّ النّاس يعلمون ما في صلاة العتمة و صلاة الصّبح لأنوهما و لو حبوا».

3328- [80/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا الليث قال: حدّثنا نافع عن القاسم بن محمّد، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: إنّ أصحاب هذه الصور يعذّبون يوم القيامة، يقال لهم أحيوا ما خلقتم».

3329- [80/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا الليث، قال: حدّثني نافع، عن عبد الله بن عمر مثل ذلك.

3330- [80/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم قال: حدّثنا محمّد -يعني ابن راشد- عن يحيى بن يحيى الغساني قال:

ص: 30

«قدمت المدينة، فلقيت أبا بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم -و هو عامل على المدينة- قال: أتيت بسارق، فأرسلت إليّ خالتي عمرة بنت عبد الرحمن: أن لا تعجل في أمر هذا الرجل حتّى آتيك فأخبرك ما سمعت من عائشة في أمر السارق، فأتتني و أخبرتني أنّها سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: اقطعوا في ربع دينار، و لا تقطعوا فيما هو أدنى من ذلك، و كان ربع دينار يومئذ ثلاثة دراهم، و الدينار اثني عشر درهماً قال: و كانت سرقته دون ربع الدينار، فلم أقطعه».

3331- [81/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثني ليث قال: حدّثني ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة:

«أنّ بريرة جاءت عائشة تستعينها في كتابتها، و لم تكن قضت من كتابتها شيئاً، فقالت لها عائشة: إرجعي إلى أهلك، فإن أحبوا أن أقضي عنك كتابتك و يكون ولاؤك لي فعلت، فذكرت ذلك بريرة لأهلها فأبوا، و قالوا: إن شاءت أن تحتسب عليك فلتفعل، و ليكن لنا ولاؤك، فذكرت ذلك لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: ابتاعي فاعتقي، فإنّها الولاء لمن أعتق. قالت: ثمّ قام رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: ما بال أناس يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله عزّ و جلّ، من اشترط شرطاً ليس في كتاب

الله عزّ و جلّ فليس له، و إن شرط مائة مرة، شرط الله عزّ و جلّ أحقّ و أوثق».

3332- [85/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهلول بن حكيم القرقساني قال: حدّثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا أراد أن ينام توضّأ وضوءه للصلاة».

3333- [85/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن مصعب قال: حدّثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة قالت:

ص: 31

«اتخذت درنوكاً فيه الصور، فجاء رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فهتكه، و قال: إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله عزّ و جلّ».(1)

3334- [88/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير: أنّ عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت: قال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«ما من مصيبة تصيب المسلم إلّا كفّر الله عزّ و جلّ بها عنه، حتّى الشوكة يشاكها».

3335- [90/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن بحر قال: حدّثنا أبو خالد الأحمر، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«أفاض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من آخر يومه حين صلّى الظهر، ثمّ رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس، كل جمرة بسبع حصيات، يكبّر مع كل حصاة، و يقف عند الأولى و عند الثانية فيطيل القيام و يتضرع، و يرمي الثالثة لا يقف عندها».

3336- [91/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم قال: حدّثنا محمّد -يعني ابن طلحة- عن زبيد، عن مجاهد، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«مازال جبريل علیه السّلام لا يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه يورثه».

3337- [91/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا مبارك، عن الحسن ، عن سعيد بن هاشم بن عامر قال:

ص: 32


1- الدرنوك: ضرب من الثياب أو البسط.

أتيت عائشة فقلت: يا أم المؤمنين، أخبريني بخُلق رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت: كان خلقه القرآن، أما تقرأ القرآن قول الله عزّ و جلّ: «وَ إنَّكَ لَعَلى خُلق عظیم»(1)؟ قلت: فإنّي أريد أن أتبتل، قالت: لا تفعل، أما تقرأ: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ»(2)؟ فقد تزوّج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و قد ولد له».(3)

3338- [91/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس قال: حدّثنا حماد -يعني ابن يزيد- عن المعلى بن زياد و هشام و يونس، عن الحسن: إنّ عائشة قالت:

«دعوات كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يكثر [ أن] يدعو بها: يا مقلّب القلوب ثبت قلبي على دينك، قالت: فقلت: يا رسول الله، إنّك تكثر تدعو بهذا الدعاء، فقال: إنّ قلب الآدمي بين إصبعين من أصابع الله عزّ و جلّ، فإذا شاء أزاغه، وإذا شاء أقامه».

3339- [91/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قتیبة قال: حدّثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا كان جنباً و أراد أن ينام و هو جنب توضأ وضوءه للصلاة قبل أن ينام، و كان يقول: من أراد أن ينام و هو جنب فليتوضّأ وضوءه للصلاة».

3340- [92/6] حدّثنا عبد الله حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن زياد بن نعيم، عن مسلم بن مخزاق، عن عائشة، قال:

«ذكر لها أنّ ناساً يقرءون القرآن في الليلة مرة أو مرتين، فقالت: أولئك قرءوا و لم يقرءوا، كنت أقوم مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ليلة التمام، فكان يقرأ سورة البقرة و آل عمران

ص: 33


1- سورة القلم: 4.
2- سورة الأحزاب: 21.
3- التبتل: تقدم المعنى في هامش حديث 979.

و النساء، فلا يمر بآية فيها تخوف إلّا دعا الله عزّ و جلّ و استعاذ، و لا يمر بآية فيها استبشار إلّا دعا الله عزّ و جلّ و رغب إليه».

3341- [92/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة، حدّثنا يحيى، عن بن زكريا، عن أبيه، عن مصعب بن شيبة، عن نافع بن عبد الله الحجبي، عن عروة بن الزبير، عن عائشة:

«أنّ امرأة قالت للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: هل تغتسل المرأة إذا احتلمت و أبصرت الماء؟ فقال: نعم، فقالت لها عائشة: تربت يداك، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم : دعيها، و هل يكون الشبه إلّا من قبل ذلك، إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه أخواله، و إذا علا ماء الرجل ماءها أشبهه».

3342- [92/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا بكر بن مضر، عن ابن الهاد: أنّ زياد ابن أبي زياد -مولى ابن عباس- حدّثه عن عراك ابن مالك قال: سمعته يحدّث عمر بن عبد العزيز، عن عائشة أنّها قالت:

«جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منها تمرة، و رفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، قالت: فأعجبني شأنها، فذكرت ذلك الذي صنعت لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: إنّ الله عزّ و جلّ قد أوجب لها بها الجنّة و أعتقها بها من النار».

3343- [93/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن محمّد بن أبي شيبة- قال عبد الله: و سمعته أنا من عثمان- قال: حدّثني طلحة بن يحيى الأنصاري، عن يونس الأيلي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

«قبض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو ابن ثلاث و ستين سنة».

3344- [93/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن إدريس قال:

ص: 34

حدّثنا عبد العزيز، عن يزيد، عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال:

«سألت عائشة: كم كان صداق رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ قالت: كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشّاً قالت أتدري ما النشّ؟ قلت: لا، قالت: نصف أوقية، فتلك خمسمائة درهم، فهذا صداق رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لأزواجه».

3345- [96/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا وهيب قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنّها قالت:

«و الله ما ترك رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ركعتين بعد العصر عندي قط».

3346- [96/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة قال: أنبأنا علي بن زيد، عن أم محمّد، عن عائشة:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال في رجل طلق امرأته ثلاثاً ثمّ تزوجها آخر ثمّ طلقها من قبل أن يمسها قال: لا ينكحها الأوّل حتّى تذوق من عسيلته و يذوق من عسيلتها».

3347- [97/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم: أنّ عائشة قالت:

«لمّا أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب، فقالت ما أظنني إلّا راجعة، إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لنا: أيتكنّ تنبح عليها كلاب الحوأب؟ فقال لها الزبير ترجعين! عسى الله عزّ و جلّ أن يصلح بك بين الناس».

3348- [98/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن امرأة ابن عمر، عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«أنّه قال في الذي يشرب في إناء فضة: كأنّما يجرجر في بطنه ناراً».(1)

3349- [100/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا حماد،

ص: 35


1- يجرجر: أي يشرب.

عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتّى يستيقظ و عن الصبي حتّى يحتلم، و عن المجنون حتّى يعقل».

و قد قال حماد: و عن المعتوه حتّى يعقل.

3350- [102/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سكن بن نافع قال: حدّثنا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أنّ عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا أراد أن ينام و هو جنب توضّأ وضوءه للصلاة، فإذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل كفيه، ثمّ يأكل أو يشرب إن شاء».

3351- [112/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين قال: حدّثنا إسرائيل، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«خرج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى البادية إلى إبل الصدقة، فأعطى نسائه بعيراً بعيراً غيري، فقلت: يا رسول الله، أعطيتهنّ بعيراً بعيراً غيري!، فأعطاني بعيراً أدد صعباً لم يركب عليه فقال: يا عائشة، ارفقي به، فإنّ الرفق لا يخالط شيئاً إلا زانه و لا يفارق شيئاً إلّا شانه».(1)

3352- [113/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا عبد الله ابن حبيب عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن يسار قال:

«جاء رجل فوقع في علي و في عمّار رضي الله تعالى عنهما عند عائشة، فقالت: أمّا علي فلست قائلة لك فيه شيئاً، و أمّا عمار فإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول : لا يخيّر بين أمرين إلا اختار أرشدهما».

ص: 36


1- أدد: أدت الناقة تؤد أدا إذا رجعت الحنين في حوفها.

3353- [115/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا معاوية بن عمر، حدّثنا زائدة قال: حدّثنا سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة:

«أنّها اشترت بريرة من ناس من الأنصار، فاشترطوا المولاء، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: الولاء لمن ولي النعمة، و خيرها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ، وكان زوجها عبداً، فأهدت إلى عائشة لحماً، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لو صنعتم لنا من هذا اللحم، فقالت عائشة: تصدّق به على بريرة، فقال: هو عليها صدقة، و هو لنا هدية».

3354- [115/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هارون بن معروف قال: حدّثنا ابن وهب قال: حدّثني أبو صخر، عن أبي قسيط، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا صلّى قام حتّى تتفطر رجلاه، قالت عائشة: يا رسول الله، أتصنع هذا و قد غفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟! فقال: يا عائشة أفلا أكون عبداً شكوراء».

3355- [117/6] حدّثنا عبد الله،حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق، أنبأنا عبد الله قال: أنبأنا مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت:

«كان النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء، قالت: فغرت يوماً، فقلت ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق قد أبدلك الله عزّ و جلّ بها خيراً منها، قال: ما أبدلني الله عزّ و جلّ خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، و صدّقتني إذ كذّبني الناس، و واستني بمالها إذ حرمني الناس، و رزقني الله عزّ و جلّ ولدها إذ حرمني أولاد النساء».(1)

3356- [119/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الملك، حدّثنا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:

ص: 37


1- الشدق: جانب الفم.

«إنّ سلمة بنت سهيل بن عمرو استحيضت، فأتت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فسألته عن ذلك، فأمرها بالغسل عند كل صلاة، فلمّا جهدها ذلك أمرها أن تجمع بين الظهر و العصر بغسل، و المغرب و العشاء بغسل، و الصبح بغسل».

3357- [119/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي قال: حدّثنا أحمد بن عبد الملك قال: حدّثنا سلام بن أبي مطيع، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن عامر، عن يحيى بن الجزار، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«من غسّل ميتاً فأدّى فيه الأمانة و لم يفش عليه ما يكون منه عند ذلك خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، قال: لَيله أقربكم منه إن كان يعلم، فإن كان لا يعلم فمن ترون أنّ عنده حظاً من ورع وأمانة».

3358- [120/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا موسى بن داود قال:

أنبأنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«من عمّر أرضاً ليست لأحد فهو أحق بها».

3359- [121/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا أبو عوانة عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت:

«اجتمع أزواج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عنده ذات يوم فقلن: يا نبي الله، أيّتنا أسرع بك لحوقاً؟ فقال: أطولكنّ يداً ، فأخذنا قصباً فذرعناها، فكانت سودة بنت زمعة أطولنا ذراعاً، فقالت: توفي النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فكانت سودة أسرعنا به الحوقاً، فعرفنا بعد أنّما كان طول يدها من الصدقة، و كانت امرأة تحب الصدقة».

و قال عفان مرة: قصبة نذرعها.

ص: 38

3360- [124/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا يزيد ابن زريع قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي عتيق، عن أبيه أنه سمع عائشة تحدّثه عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«إن السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب».

3361- [125/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا شعبة، عن مقدام بن شريح بن هانئ قال: سمعت أبي يحدّث عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنّه سمعها تقول:

«كنت على بعير صعب، فجعلت أضربه، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: عليك بالرفق، فإنّ الرفق لا يكون في شيء إلّا زانه، و لا ينزع من شيء إلّا شانه.

3362- [129/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا حماد -يعني ابن سلمة- قال: حدّثنا علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يقول: اللّهمّ اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساءوا استغفروا».

3363- [137/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن ابن الأصبهاني، عن مجاهد بن وردان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة:

«أنّ مولى للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم وقع من نخلة فمات و ترك شيئاً و لم يدع ولداً و لا حميماً، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: أعطوا ميراثه رجلاً من أهل قريته».

3364- [137/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن جابر، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«الحائض تقضي المناسك كلّها إلّا الطواف بالبيت».

3365- [137/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا محمّد بن سليم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 39

«اتقوا النار ولو بشق تمرة».

3366- [137/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا زكريا ابن أبي زائدة، عن مصعب، عن شيبة، عن طلق بن حبيب، عن ابن الزبير، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«عشر من الفطرة: قص الشارب، و إعفاء اللحية، و السواك، و استنشاق بالماء، و قص الأظفار، و غسل البراجم، و نتف الإبط، و حلق العانة، وانتقاص الماء -يعني الاستنجاء-».

قال زكريا: قال مصعب: و نسيت العاشرة، إلا أن تكون المضمضة(1)

3367- [138/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن سفيان، عن أسامة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

«كان كلام النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فصلاً يفقهه كل أحد، لم يكن يسرده سرداً».

3368- [139/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن عبد الرحمن، عن أمّه عمرة، عن عائشة قالت:

«سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم نهى أن يمنع نقع البئر».

قال يزيد: يعني فضل الماء.

3369- [139/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة قال:

«بينما أنا عندها إذ مرّ رجل قد ضرب في خمر على بابها، فسمعت حس الناس، فقالت: أيّ شيء هذا؟ قلت: رجل أخذ سكراناً من خمر فضرب، فقالت:

ص: 40


1- البراجم: تقدم المعنى في هامش حديث 2519.

سبحان الله، سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: لا يشرب الشارب حين يشرب و هو مؤمن -يعني الخمر-، و لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن، و لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن، و لا ينتهب منتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها رؤوسهم و هو مؤمن فإيّاكم و إيّاكم».

3370- [142/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:

«من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأمّ القرآن فهي خداج».(1)

3371- [142/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا محمّد -يعني ابن عمرو- عن أبي سلمة، عن عائشة قالت:

«واعد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم جبريل في ساعة أن يأتيه فيها، فراث عليه أن يأتيه فيها، فخرج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فوجده بالباب قائماً، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إنّي انتظرتك لميعادك فقال: إنّ في البيت كلباً، و لا ندخل بيتاً فيه كلب و لا صورة، و كان تحت سرير عائشة جرو كلب، فأمر به رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأخرج، ثمّ أمر بالكلاب حين أصبح فقتلت».(2)

3372- [143/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أخبرنا الحجاج، عن أبي بكر بن محمّد، عن عمرة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إذا رميتم و حلقتم فقد حلّ لكم الطيب و الثياب و كلّ شيء إلّا النساء».

ص: 41


1- أم القرآن: هي سورة الفاتحة. الخدج: النقصان.
2- فراث: أي أبطأ.

3373- [150/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل و عفان قالا: حدّثنا حماد، عن قتادة قال عفان: أنبأنا قتادة، عن محمّد بن سيرين، عن صفية بنت الحارث، عن عائشة أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«لا تقبل صلاة حائض إلّا بخمار».

3374- [157/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إذا كثرت ذنوب العبد و لم يكن له ما يكفّرها من العمل ابتلاه الله عزّ و جلّ بالحزن ليكفّرها عنه».

3375- [159/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا محمّد بن مهزم، عن عبد الرحمن بن القاسم، حدّثنا القاسم، عن عائشة:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لها: إنّه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا و الآخرة، و صلة الرحم و حسن الخلق و حسن الجوار يعمران الديار و يزيدان في الأعمار».

3376- [163/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج قال: أخبرت عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أنّها قالت و هي تذكر شأن خيبر:

«كان النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يبعث ابن رواحة إلى اليهود فيخرص عليهم النخل حين يطيب قبل أن يؤكل منه، ثمّ يخيرون يهود أيأخذونه(1) بذلك الخرص أم يدفعونه إليهم بذلك، و إنّما أمر النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بالخرص لكي يحصي الزكاة قبل أن تؤكل الثمرة و تفرّق».

ص: 42


1- كذا، و في المحلى: (يخيرون اليهود بين أن يأخذونها).

3377- [163/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن بكر، أنبأنا ابن جريح، عن ابن شهاب أنّه بلغه عنه، عن عروة، عن عائشة أنّها قالت و هي تذكر شأن خيبر: فذكر الحديث، إلّا أنّه قال: حين يطيب أوّل التمر و قال: قبل أن تؤكل الثمار.

3378- [164/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة و هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«دخل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم على ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، فقالت: إنّي أريد الحجّ، و أنا شاكية، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: حجّي و اشترطي أنّ محلي حيث حبستني».

3379- [164/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، أنبأنا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«خسفت الشمس في عهد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقام رسول صلّى الله عليه و آله و سلّم الله يصلّي... إلى أن قالت فانصرف رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و قد تجلّت الشمس، فخطب النّاس، فحمد

الله عزّ و جلّ و أثنى عليه ثمّ قال: إنّ الشمس و القمر من آيات الله، و أنّهما لا يخسفان لموت أحد و لا لحياته، فإذا رأيتموهما فكبّروا و ادعوا الله عزّ و جلّ و صلّوا و تصدّقوا، يا أمّة محمّد، ما من أحد أغير من الله عزّ و جلّ أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمّة محمّد لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً و لضحكتم قليلا، ألا هل بلّغت؟».

3380- [165/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا ابن جريج قال: سمعت ابن أبي مليكة قال: قال ذكوان مولى عائشة: سمعت عائشة تقول:

«سألت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن الجارية ينكحها أهلها أتستأمر أم لا؟ فقال لها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: تستأمر، قالت عائشة: فقلت له: فإنّها تستحي فتسكت، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: فذلك إذنها إذا هي سكتت».

ص: 43

3381- [170/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم قال: أنبأنا مغيرة عن إبراهيم، عن عائشة أنّها قالت:

«لمّا مرّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم بدر بأولئك الرهط فألقوا في الطوى، عتبة و أبو جهل و أصحابه، وقف عليهم فقال: جزاكم الله شراً من قوم نبي، ما كان أسوأ الطرد و أشد التكذيب، قالوا: يا رسول الله، كيف تكلّم قوماً جيّفوا؟ فقال: ما أنتم بأفهم لقولي منهم -أو لهم أفهم لقولي منكم-».

3382- [171/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا سعيد، عن بديل، عن أبي الجوزاء، عن عائشة أنّها قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يفتتح صلاته بالتكبير، و يفتتح القراءة بالحمد لله ربّ العالمين، و يختمها بالتسليم».

3383- [171/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا کهمس قال: حدّثنا ابن بريدة قال: قالت عائشة:

«يا نبي الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال: تقولين: اللهم إنّك عفُوّ تحب العفو فاعف عني».

3384- [178/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي قال: قرأت على عبد الرحمن مالك، عن زيد بن أسلم، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي يونس مولى عائشة، عن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

«أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً، قالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني:

«حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَ الصَّلَاةِ الوُسْطَى»(1) قال: فلمّا بلغتها آذنتها، فأملت عليّ:

ص: 44


1- سورة البقرة: 238.

(حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى و صلاة العصر و قوموا الله قانتين)، ثمّ قالت: سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم».

3385- [181/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي عطية و ابن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سليمان قال: سمعت خيثمة يحدّث عن أبي عطية، عن عائشة قالت:

«إنّي لأعلم كيف كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يلبي: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد و النعمة لك و الملك».

قال ابن جعفر ثمّ سمعتها بعد لبّت.

3386- [184/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي، عن خالد و هشام، عن ابن سيرين، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يقرأ في ركعتي الفجر ب- «قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ»(1) و «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ»(2)».

3387- [185/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن عائشة قالت:

«ما ترك رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ديناراً و لا درهماً و لا أمةً و لا عبداً و لا شاةً و لا بعيراً».

3388- [186/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم قال: أنبأنا منصور، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«طيبت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بطيب فيه مسك عند إحرامه قبل أن يحرم، و يوم النحر قبل أن يطوف بالبيت».

ص: 45


1- سورة الكافرون: 1.
2- سورة التوحيد: 1.

3389- [194/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن حسين قال: حدّثني بديل عن أبي الجوزاء، عن عائشة:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يفتتح الصلاة بالتكبير و القراءة بالحمد لله ربّ العالمين، فإذا ركع لم يشخص رأسه و لم يصوبه و لكن بين ذلك، و كان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتّى يستوي قائماً، و كان إذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتّى يستوي قاعداً، و كان يقول في كل ركعتين: التحية، و كان يكره أن يفترش ذراعيه افتراش السبع، و كان يفرش رجله اليسرى و ينصب رجله اليمنى، و كان ينهي عن عقب الشيطان، و كان يختم الصلاة بالتسليم».

3390- [194/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد و ابن نمير قالا: حدّثنا يحيى، عن عمرة، عن عائشة قالت:

«خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لا نرى إلا أنّه الحجّ، فأمر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من كان معه الهدي أن يمضي على إحرامه، و من لم يكن معه هدي أن يحلّ إذا طاف، فلمّا كان يوم النحر دخل عليّ بلحم بقر، فقلت: ما هذا؟ قالوا: ذبح رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن نسائه».

قال:يحيى قال شعبة: فذكرت ذلك للقاسم، فقال: جاءتك بالحديث على وجهه.

قال ابن نمير: الخمس بقيت من ذي القعدة لا نرى إلا الحجّ.

3391- [201/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عائشة:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يقبّل و هو صائم، و يباشر و هو صائم، و كان أملككم لإربه».(1)

ص: 46


1- الإربة و الإرب: الحاجة. و فيه لغات: إرب و إربة و أرب و مأربة و ماربة. و في حديث عائشة، رضي الله تعالى عنها: كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أملككم لاربه أي لحاجته، تعني أنه صلّى الله عليه و آله و سلّم كان أغلبكم لهواه و حاجته أي كان يملك نفسه و هواه. و قال السلمي: الإرب الفرج ها هنا. قال: و هو غيره معروف. قال ابن الأثير: أكثر المحدّثين يروونه بفتح الهمزة و الراء يعنون الحاجة، و بعضهم يرويه بكسر الهمزة و سكون الراء، و له تأويلان: أحدهما أنه الحاجة، و الثاني أرادت به العضو، و عنت به من الأعضاء الذكر خاصة. و قوله في حديث المحنث: كانوا يعدونه من غير أولي الإربة أي النكاح. (لسان العرب 208/1)

3392- [201/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حماد بن أسامة قال: أنبأنا عبيد الله، عن محمّد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة قالت:

«فقدت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ذات ليلة من الفراش، فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه و هو في المسجد و هما منصوبتان و هو يقول: اللّهمّ إنّي أعوذ برضاك من سخطك، و بمعافاتك من عقوبتك، و أعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك».

3393- [203/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى عن هشام قال: حدّثني أبي، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«إنّكم تختصمون إليّ، و لعل بعضكم ألحن بحجّته من بعض، و إنّما أقضي له بما يقول، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه بقوله فإنّما أقطع له قطعة من النّار، فلا يأخذها».

3394- [203/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى و ابن جعفر قالا: حدّثنا شعبة، حدّثنا قتادة، قال ابن جعفر: سمعت قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«خمس يقتلهنّ المحرم: الحية، و الفأرة، و الغراب الأبقع، و الحدأة، و الكلبِ الكلب.

قال ابن جعفر : يقتلن في الحلّ و الحرم.

ص: 47

3395- [203/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، بمثل حديث ابن جعفر سواء قال: الكلب العقور، و قال ابن جعفر: العقور.

3396- [205/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، حدّثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إذا نعس أحدكم في صلاته فلينم، فلعله يريد أن يستغفر فيسبّ نفسه».

3397- [205/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان و إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن غالب قال:

«جاء عمّار و معه الأشتر يستأذن على عائشة، قال يا أمّه، فقالت: لست لك بأم قال: بلى، و إن كرهت، قالت: من هذا معك؟ قال: هذا الأشتر، قالت: أنت الذي أردت قتل ابن أختي؟ قال: قد أردت قتله و أراد قتلي، قالت: أمّا لو قتلته ما أفلحت أبداً، سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: لا يحلّ دم امرئٍ مسلم إلا إحدى ثلاثة: رجل قتل فقتل، أو رجل زنى بعد ما أحصن، أو رجل ارتدّ بعد إسلامه».

3398- [205/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا وكيع قال: حدّثنا مالك ابن مغول، عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمداني، عن عائشة قالت:

قلت: يا رسول الله، «الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَ قُلُوبُهُمْ وَجلَةٌ»(1)، أهو الرجل يزني و يسرق و يشرب الخمر؟ قال: لا، يا بنت أبي بكر -أو لا يا بنت الصديق- و لكنه الرجل يصوم و يصلّي و يتصدّق و هو يخاف أن لا يقبل منه».

3399- [209/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن نافع -يعني ابن عمر- عن صالح بن سعيد، عن عائشة:

ص: 48


1- سورة المؤمنون: 60.

«أنّها فقدت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم من مضجعه، فلمسته بيدها فوقعت عليه و هو ساجد، و هو يقول: ربّ أعط نفسي تقواها و زكّها، أنت خير من زكّاها، أنت وليها و مولاها».

3400- [210/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن حبيب، عن أبي ثابت، عن عروة بن الزبير، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قبّل بعض نسائه ثمّ خرج إلى الصلاة و لم يتوضّأ».

قال عروة: قلت لها: من هي إلّا أنت؟ قال: فضحكت.

3401- [230/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: حدّثنا الأسود، عن عائشة قالت:

«رهن رسول صلّى الله عليه و آله و سلّم الله يهودياً درعاً و أخذ منه طعاماً».

3402- [236/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا يزيد قال: أنبأنا زكريا، عن أبي إسحاق قال: حدّثنا أبو عبد الله الجدلي قال: قلت لعائشة:

«كيف كان خلق رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في أهله؟ قالت: كان أحسن الناس خلقاً، لم يكن فاحشاً و لا متفحشاً، و لا سخّاباً بالأسواق، و لا يجزي بالسيئة مثلها، و لكن يعفو و يصفح».

3403- [237/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت:

«توفي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و درعه مرهونة بثلاثين صاعاً من شعير».

3404- [237/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا محمّد، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت:

«لقد كان يأتي على آل محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم الشهر ما يرى في بيت من بيوته الدخان، قال: قلت:

يا أمه، فما كان طعامهم؟ قالت: الأسودان: الماء و التمر، غير أنّه كان له جيران صدق من الأنصار، و كانت لهم ربائب، فكانوا يبعثون إليه من ألبانها».

ص: 49

3405- [238/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا همام، عن قتادة، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يتوضأ بقدر المد، و يغتسل بقدر الصاع».

3406- [240/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا إبراهيم بن سعد قال: حدّثني أبي، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:

«لمّا مرض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دعا ابنته فاطمة فسارّها فبكت، ثم سارّها فضحكت، فسألتها عن ذلك؟ فقالت: أمّا حيث بكيت فإنّه أخبرني أنّه ميت فبكيت، ثمّ أخبرني أنّي أوّل أهله لحوقاً به فضحكت».

3407- [240/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا جعفر بن برد، عن أم سالم الراسبية قالت: سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«و الذي نفس محمّد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».

3408- [240/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا معاذ، حدّثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا رأى مخيلة -يعني الغيم- تلوّن وجهه و تغير، و دخل و خرج، و أقبل و أدبر، فإذا أمطرت سرّي عنه، قالت: فذكرت له عائشة بعض ما رأت منه، فقال: و ما يدريني، لعله كما قال قوم عاد: « فَلَمّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ اوديتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ»(1)».

3409- [241/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن داود، عن عامر قال: قالت عائشة:

«لو كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كاتماً شيئاً مما أنزل الله عليه لكتم هذه الآيات على

ص: 50


1- سورة الأحقاف: 24.

نفسه: «وَ إِذْ تَقُولُ للَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَ انْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسَكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ الله وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاءُ» .. إلى قوله: «وَ كَانَ أَمْرُ الله مَفْعُولاً»(1)».

3410- [241/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا ابن أبي عدي، عن داود، عن عزرة، عن حميد بن عبد الرحمن، عن سعد بن هشام قال: قالت عائشة:

«كان لنا ستر فيه تماثيل طير، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: يا عائشة، حوليه، فإنّي إذا رأيته ذكرت الدنيا و كانت لنا قطيفة يلبسها، تقول: علمها حرير».

3411- [242/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح قال: حدّثنا مالك، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن أبي سلمة، عن عائشة أنّها قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يصوم حتّى نقول لا يفطر، و يفطر حتّى نقول لا يصوم، و ما رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم استكمل صيام شهر قط إلّا رمضان، و ما رأيته في شهر قط أكثر صياماً منه في شعبان.

3412- [242/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بكر، عن عاصم مولى لقريبة بنت محمّد بن أبي بكر، عن قريبة، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم نهى عن الوصال في الصوم، فقلت له: إنّك تواصل! قال: أنا لست كأحد منكم، إنّي أبيت أطعم و أسقى».

3413- [245/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا صالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة قال: قالت عائشة:

«دخل عليّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و أنا بسرف و أنا أبكي، فقال: ما يبكيك يا عائشة؟ فقالت:

قلت: يرجع الناس بنسكين وأنا أرجع بنسك واحد، قال: و لم ذاك؟ قالت: قلت: إنّي

ص: 51


1- سورة الأحزاب 37.

حضت، قال: ذاك شيء كتبه الله على بنات آدم، اصنعي ما يصنع الحاج قالت: فقدمنا مكة، ثمّ ارتحلنا إلى منى، ثمّ ارتحلنا إلى عرفة، ثمّ وقفنا مع الناس، ثمّ وقفت بجمع، ثمّ رميت الجمرة يوم النحر، ثمّ رميت الجمار مع الناس تلك الأيام، قالت: ثم ارتحل حتّى نزل الحصبة، قالت: و الله ما نزلها إلا من أجلي -أو قال ابن أبي مليكة عنها: إلّا من أجلها-، ثمّ أرسل إلى عبد الرحمن فقال: احملها خلفك حتّى تخرجها من الحرم -فو الله ما قال فتخرجها إلى الجعرانة و لا إلى التنعيم- فلتهلّ بعمرة قالت: فانطلقنا، و كان إلى أدنى الحرم التنعيم، فأهللت منه بعمرة، ثمّ أقبلت فأتيت البيت فطفت به، و طفت بين الصفا و المروة، ثمّ أتيته فارتحل».

قال ابن أبي مليكة: و كانت عائشة تفعل ذلك بعد.(1)

3414- [246/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح قال: حدّثنا هشام ابن أبي عبد الله ، عن بديل، عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي، عن امرأة منهم يقال لها: أم كلثوم، عن عائشة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يأكل في ستة(2) من أصحابه، فجاء أعرابي جائع، فأكل بلقمتين، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: أمّا أنّه لو ذكر اسم الله لكفاكم، قال: فإذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله، فإن نسي أن يسمّي الله في أوّله فليقل: بسم الله في أوّله و آخره».

3415- [247/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن عمر قال: أنبأنا يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي و لا حللت مع الذين حلّوا من العمرة».

ص: 52


1- بسرف: موضع من مكة على عشرة أميال. الجعرانة: تقدم المعنى في هامش حديث 2269.
2- كذا، و في مسند أحمد ج 6 ص 143: (يأكل طعاماً في ستة).

3416- [250/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد و عفان قالا: حدّثنا حماد بن سلمة قال: حدّثنا علي بن زيد، عن أم محمّد، عن عائشة:

«أنّ رسول الله له م كان يكثر أن يقول: يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك و طاعتك، فقيل له: يا رسول الله -قال عفان- فقالت له عائشة: إنّك تكثر أن تقول: يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك و طاعتك، قال: و ما يؤمنني، و إنّما قلوب العباد بين أصبعي الرحمن، إنّه إذا أراد أن يقلّب قلب عبد قلّبه».

قال عفان بين أصبعين من أصابع الله عزّ و جلّ.

3417- [251/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا همام، حدّثنا عبد الله بن عثمان، عن يوسف بن ماهك، عن حفصة بنت عبد الرحمن، عن عائشة أنّها قالت:

«أمرنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالفرع من كل خمس شياه شاة، و أمرنا أن نعقّ عن الجارية شاة، و عن الغلام شاتين».

3418- [251/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حماد، عن ثابت عن القاسم بن محمّد، عن عائشة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«إنّ الله ليربّي لأحدكم التمرة و اللقمة كما يربّي أحدكم فلوه أو فصيله حتّى يكون مثل أحد».

3419- [256/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حماد و أبو المنذر قالا: حدّثنا عبد الواحد مولى عروة، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«قال الله عزّ و جلّ: من أذلّ لي ولياً فقد استحلّ محاربتي، و ما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء الفرائض، و ما يزال العبد يتقرّب إليّ بالنوافل حتّى أحبه، إن سألني أعطيته، و إن دعاني أجبته، و ما ترددت عن شيء أنا فاصله ترددي عن وفاته، لأنّه يكره

ص: 53

الموت و أكره مساءته».

قال أبي: و قال أبو المنذر: قال: حدّثني عروة قال: حدّثتني عائشة، و قال أبو المنذر: آذى لي.

3420- [256/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حماد بن خالد قال: حدّثنا ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد عن القاسم، عن عائشة قالت:

«سئلت ما كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم هل يعمل في بيته؟ قالت: كان بشر من البشر، يفلي ثوبه، و يحلب شاته، و يخدم نفسه».

3421- [256/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حماد بن خالد، عن عبد الله، عن أخيه عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة قالت:

«سئل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن الرجل يجد البلل و لا يذكر احتلاماً؟ قال: يغتسل، و عن الرجل يرى أنّه قد احتلم و لا يرى بللا؟ قال: لا غسل عليه، فقالت أم سليم: هل على المرأة ترى ذلك شيء؟ قال: نعم، إنّما النساء شقائق الرجال».

3422- [257/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال: حدّثنا الضحاك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«إنّ أحدكم يأتيه الشيطان فيقول: من خلقك؟ فيقول: الله، فيقول: فمن خلق الله؟ ، فإذا وجد ذلك أحدكم فليقرأ: (آمنت بالله و رسله)، فإنّ ذلك يذهب عنه».

3423- [257/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح قال: حدّثنا أسامة بن زید قال: حدّثنا ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لا يسرد سردكم هذا، يتكلم بكلام بينه فصل، يحفظه من سمعه».

3424- [264/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بن يزيد -يعني الواسطي-

ص: 54

عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«يا عائشة، إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، فإنّ التوبة من الذنب الندم و الاستغفار».

3425- [265/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب ابن عطاء، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن عائشة قالت:

«فرضت الصلاة ركعتين ركعتين، إلّا المغرب فرضت ثلاثاً؛ لأنّها وتر، قالت: و كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا سافر صلّى الصلاة الأولى إلّا المغرب، فإذا أقام زاد مع كل ركعتين إلّا المغرب؛ لأنّها وتر، و الصبح لأنّه يطول فيها القراءة».

3426- [265/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن أبي معشر، عن النخعي، عن الأسود، عن عائشة أنّها قالت:

«كانت يد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم اليمنى لطهوره و لطعامه، و كانت اليسرى لخلائه و ما كان من أذى».

3427- [268/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«دخلت عليّ خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية، و كانت عند عثمان بن مظعون قالت: فرأى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بذاذة هيئتها، فقال لي: يا عائشة، ما أبذ هيئة خويلة؟ قالت: فقلت: يا رسول الله، امرأة لا زوج لها، يصوم النهار و يقوم الليل، فهي كمن لا زوج لها، فتركت نفسها و أضاعتها، قالت: فبعث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى عثمان بن مظعون، فجاءه فقال: يا عثمان أرغبة عن سنتي؟ قال فقال: لا و الله يا رسول الله، و لكن سنتك أطلب، قال: فإنّي أنام و أصلّي و أصوم و أفطر و أنكح النساء، فاتق الله يا عثمان، فإنّ لأهلك عليك حقاً،

ص: 55

و إنّ لضيفك عليك حقاً، و إنّ لنفسك عليك حقاً، فصم، و افطر، و صلّ، و نم».

3428- [269/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه، فأيتهنّ ما خرج سهمها خرج بها».

3429- [272/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«أتت سلمى مولاة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم -أو امرأة أبي رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم- إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تستأذنه على أبي رافع قد ضربها، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لأبي رافع: ما لك و لها يا أبا رافع؟ قال: تؤذيني يا رسول الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: بم آذینه یا سلمی؟ قالت: يا رسول الله ما آذيته بشيء، و لكنه أحدث و هو يصلّي، فقلت له: يا أبا رافع، إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قد أمر المسلمين إذا خرج من أحدهم الريح أن يتوضّأ، فقام فضربني، فجعل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يضحك و يقول: يا أبا رافع، إنّها لم تأمرك إلّا بخير».

3430- [272/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: و ذكر محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

«فضل الصلاة بالسواك على الصلاة بغير سواك سبعين ضعفا».

3431- [273/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم قال:

حدّثنا عبد العزيز -يعني ابن عبد الله بن أبي سلمة- عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه قال: كانت عائشة تقول:

«خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و لا نذكر إلّا الحجّ، فلمّا قدمنا سرف طمثت، فدخل

ص: 56

عليّ رسول الله و أنا أبكي، فقال: ما يبكيك؟ قلت: وددت أنّي لم أخرج العام، قال: لعلك نفست؟ -يعني حضت- قالت: قلت: نعم، قال: إنّ هذا شيء كتبه الله على بنات آدم، فافعلي ما يفعل الحاج، غير أن لا تطوفي بالبيت حتّى تطهري، فلمّا قدمنا مكة قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لأصحابه: اجعلوها عمرة، فحلّ الناس إلّا من كان معه هدي، و كان الهدي مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و أبي بكر و عمر و ذوي اليسارة، قالت: ثمّ راحوا مهلّين بالحجّ، فلمّا كان يوم النحر طهرت، فأرسلني رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فافضت -يعني طفت- قالت: فأتينا بلحم بقر، فقلت: ما هذا؟ قالوا: هذا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ذبح عن نسائه البقر، قالت: فلما كانت ليلة الحصبة قلت: يا رسول الله، يرجع الناس بحجّة و عمرة و أرجع بحجّة، فأمر عبد الرحمن ابن أبي بكر فأردفني على جمله، قالت: فإنّي لأذكر و أنا جارية حديثة السن أنّي أنعس فتضرب وجهي مؤخرة الرحل، حتّى جاء بي التنعيم فأهللت بعمرة جزاء لعمرة الناس التي اعتمروا».

3432- [276/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني محمّد بن جعفر بن الزبير أنّ عبد الله بن الزبير حدّثه: أنّ عائشة حدّثته:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بينا هو جالس في ظل فارع أجم حسان جاءه رجل فقال:

احترقت یا رسول الله قال: ما شأنك؟ قال: وقعت على امرأتي و أنا صائم، قالت: و ذاك في رمضان، فقال له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: اجلس، فجلس في ناحية القوم، فأتى رجل بحمار عليه غرارة فيها تمر، قال: هذه صدقتي يا رسول الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: این المحترق آنفا؟ فقال: ها هو ذا أنا يا رسول الله، قال: خذ هذا فتصدق به قال: و أين الصدقة يا رسول الله إلّا عليّ ولي ؟ فو الذي بعثك بالحق ما أجد أنا و عيالي شيئاً، قال:

ص: 57

فخذها فأخذها».(1)

3433- [276/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة قالت:

«أمر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالقتلى أن يطرحوا في القليب، فطرحوا فيه إلّا ما كان من

أمية ابن خلف، فإنّه انتفخ في درعه فملأها، فذهبوا يحركوه فتزايل، فأقروه و ألقوا عليه ما غيبه من التراب و الحجارة، فلمّا ألقاهم في القليب وقف عليهم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً، فإنّي وجدت ما وعدني ربي حقا، قال: فقال له أصحابه: يا رسول الله، أتكلم قوماً موتى؟! قال: فقال لهم: لقد علموا أنّ ما وعدتهم حق، قالت عائشة: و الناس يقولون: لقد سمعوا ما قلت لهم، و إنّما قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لقد علموا».

يقول شير محمّد: و قد تقدم في ص 170 من هذا الجزء في رواية إبراهيم عن عائشة:

«قالوا: يا رسول الله، كيف تكلم قوماً جيفوا؟ فقال: ما أنتم بأفهم لقولي منهم -أو لهم أفهم لقولي منكم-».

3434- [276/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد، عن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«لمّا بعث أهل مكة في فداء أسراهم، بعثت زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في فداء

أبي العاص بن الربيع بمال، و بعثت فيه بقلادة لها كانت لخديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها قالت: فلمّا رآها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم رقّ لها رقة شديدة، و قال:

ص: 58


1- الأجمة: الشجر الكثيف الملتف.

إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها و تردوا عليها الذي لها فافعلوا، فقالوا: نعم يا رسول الله، فأطلقوه و ردوا عليها الذي لها».

3435- [277/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني محمّد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أم المؤمنين قالت:

«لمّا قسم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم سبايا بني المصطلق، وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس -أو لابن عم له- و كاتبته على نفسها، و كانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تستعينه في كتابتها، قالت: فو الله ما هو إلّا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها و عرفت أنّه سيرى منها ما رأيت، فدخلت عليه فقالت: یا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، و قد أصابني من البلاء ما لم يخفِ عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس -أو لابن عم له- فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي، قال: فهل لك في خير من ذلك؟ قالت: و ما هو يا رسول الله؟ قال: أقضي كتابتك و أتزوجك،

قالت: نعم يا رسول الله، قال: قد فعلت، قالت: و خرج الخبر إلى الناس أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تزوج جويرية بنت الحارث، فقال الناس: أصهار رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فأرسلوا ما بأيديهم، قالت: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها».

3436- [278/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا زياد بن عبد الله قال: حدّثنا منصور عن إبراهيم، عن علقمة قال:

«سألت عائشة: كيف كان عمل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، كان يخص شيئاً من الأيام؟ قالت:

لا، و أيّكم يطيق ما كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يعمل».

ص: 59

3437- [278/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الوليد قال: حدّثنا زكريا قال: حدّثنا خالد بن سلمة، عن البهي، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يذكر الله على كل أحيانه».

3438- [279/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عامر بن صالح قال: حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

«إن كنّا لنذبح الشاة فيبعث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بأعضائها إلى صدائق خديجة».

3439- [279/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عامر بن صالح قال: حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«أمرني ربي أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب».

3440- [279/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عامر بن صالح قال: حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«المرأة كالضلع، إن أقمتها كسرتها، و هي يستمتع بها على عوج بها».

[المنتخب من أحاديث فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم]

3441- [282/6] أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد بن الحصين، الشيباني، قال: حدّثنا أبو علي الحسين بن المذهب، قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمّد بن حنبل، قال: حدّثني أبي أحمد بن محمّد بن حنبل، قال: حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: حدّثنا زكريا بن أبي زائدة، عن الفراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت:

«أقبلت فاطمة تمشي كأنّ مشيتها مشية رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: مرحباً بابنتي ثمّ أجلسها عن يمينه -أو عن شماله- ثمّ إنّه أسرّ إليها حديثاً فبكت، فقلت لها:

ص: 60

أستخصّك رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حديثه ثمّ تبكين! ثمّ إنّه أسرّ إليها حديثاً فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فسألتها عن ما قال؟ فقالت: ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، حتّى إذا قبض النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم سألتها، فقالت: إنّه أسرّ إليّ فقال: إنّ جبريل علیه السّلام كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة، و إنّه عارضني به العام مرتين، و لا أراه إلّا قد حضر أجلي، و إنّك أوّل أهل بيتي لحوقاً بي، و نِعمَ السلف أنا لك فبكيت لذلك، ثمّ قال: ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الأمة

-أو نساء المؤمنين- قالت: فضحكت لذلك».

3442- [282/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن إسحاق قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن سليمان بن عبد الله بن سليمان، عن أمّه أم سليمان -و كلاهما كان ثقة- قالت:

«دخلت على عائشة زوج النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فسألتها عن لحوم الأضاحي؟ فقالت: قد كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم نهى عنها ثمّ رخّص فيها، قدم علي بن أبي طالب من سفر فأتته فاطمة بلحم من ضحاياها، فقال: أولم ينه عنها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ فقالت: إنّه قد رخّص فيها، قالت: فدخل علي على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فسأله عن ذلك؟ فقال له: كلّها من ذي الحجّة إلى ذي الحجّة».

3443- [282/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدّثنا ليث -يعني ابن أبي سليم- عن عبد الله بن حسن، عن أمه فاطمة ابنة حسين، عن جدتها فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا دخل المسجد صلّى على محمّد و سلّم و قال: اللّهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب رحمتك، و إذا خرج صلّى على محمّد و سلّم، ثمّ قال: اللّهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب فضلك».

ص: 61

قال إسماعيل: فلقيت عبد الله بن حسن فسألته عن هذا الحديث؟ فقال: كان إذا دخل قال: ربّ افتح لي باب رحمتك، و إذا خرج قال: ربّ افتح لي باب فضلك.

3444- [283/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا ليث، عن عبد الله بن الحسن، عن فاطمة بنت حسين، عن جدتها فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا دخل المسجد قال: بسم الله، والسّلام على رسول الله، اللّهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب رحمتك، و إذا خرج قال: بسم الله، والسّلام على رسول الله، اللّهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب فضلك».

3445- [283/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا حماد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن أبيه عن الحسن بن الحسن، عن فاطمة قالت:

«دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأكل عرقاً، فجاء بلال بالأذان، فقام ليصلّي، فأخذت بثوبه، فقلت: يا أبه، ألا تتوضّاً؟ فقال: ممّا أتوضّأ يا بنية؟ فقلت: ممّا مسّت النار، فقال لي: أوليس أطيب طعامكم ما مسّته النار».

3446- [283/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا محمّد -يعني ابن رشد- قال: حدّثني جعفر بن عمرو بن أمية قال:

«دخلت فاطمة على أبي بكر فقالت: أخبرني رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّي أوّل أهله لحوقاً به».

3447 - [283/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا القاسم

ابن الفضل قال: قال لنا محمّد بن علي:

«كتب إليّ عمر بن عبد العزيز أنّي أنسخ إليه وصية فاطمة، فكان في وصيتها الستر الذي يزعم الناس أنّها أحدثته، و أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دخل عليها فلمّا رآه رجع».

ص: 62

[المنتخب من حديث حفصة أم المؤمنين بنت عمر بن الخطاب]

3448- [285/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني نافع، عن عبد الله بن عمر، عن حفصة ابنة عمر قالت:

«لمّا أمر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم نساءه أن يحللن بعمرة قلن: فما يمنعك يا رسول الله أن تحلّ معنا؟ قال: إنّي قد أهديت و لبّدت فلا أحلّ حتّى أنحر هديي».(1)

و قال يعقوب في كتاب الحجّ: أنحر هديتي.

3449- [285/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، عن المطلب بن أبي وداعة، عن حفصة زوج النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّها قالت:

«لم أر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يصلّي في سبحته جالساً قط، حتّى إذا كان قبل موته بعام أو بعامين، فكان يصلّي في سبحته جالساً، و يقرأ السورة فيرتلها حتّى تكون أطول من أطول منها».(2)

3450- [286/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن مسلم، عن شتير بن شكل، عن حفصة، قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقبّل و هو صائم».

3451- [286/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيوب،

ص: 63


1- و لبّدت: تلبيد الشعر: أن يجعل فيه شيء من صمغ عند الإحرام، لئلا يشعث و يقمل إبقاء على الشعر. و إنّما يلبد من يطول مكثه في الاحرام.
2- سبحته: تقدم المعنى في هامش حديث 3199.

عن نافع: أنّ صفية ابنة أبي عبيد أخبرته: أنّها سمعت حفصة ابنة عمر زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«لا يحلّ لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر -أو تؤمن بالله و رسوله- أن تحدّ على ميت فوق ثلاث إلّا على زوج، فإنّها تحدّ عليه أربعة أشهر و عشرا».

3452- [287/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن موسى قال: حدّثنا ابن لهیعة، حدّثنا عبد الله بن الله بكر عن ابن شهاب، عن سالم، عن حفصة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

«من لم يجمع الصيام مع الفجر فلا صيام له».

3453- [287/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، قال: حدّثنا حماد بن سلمة قال: حدّثنا عاصم بن بهدلة، عن سواء الخزاعي، عن حفصة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«كان النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا آوى إلى فراشه اضطجع على يده اليمنى، ثمّ قال: ربّ قني عذابك يوم تبعث عبادك -ثلاث مرار-، و كان يجعل يمينه لأكله و شربه و وضوئه و ثيابه و أخذه و عطائه، و يجعل شماله لما سوى ذلك، و كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر الاثنين و الخميس و الاثنين من الجمعة الأخرى».

[المنتخب من حديث بعض أزواج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم]:

3454- [288/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن نافع بن عمرو أبو عامر، حدّثنا نافع، عن ابن مليكة، عن بعض أزواج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، قال أبو عامر: قال نافع: أراها حفصة

«أنّها سئلت عن قراءة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ فقالت: إنّكم لا تستطيعونها، قال: فقيل لها أخبرينا بها؟ قال: فقرأت قراءة ترسّلت فيها».

ص: 64

قال أبو عامر: قال نافع: فحكى لنا ابن أبي مليكة: الحمد لله ربّ العالمين، ثمّ قطع الرحمن الرحيم، ثمّ قطع مالك يوم الدين.

[المنتخب من حديث أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم]

3455- [289/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن عمّار -يعني الدهني- سمع أبا سلمة يخبر عن أم سلمة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«قوائم منبري رواتب في الجنّة».(1)

3456- [289/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة قالت:

«ما نسيت قوله يوم الخندق و هو يعاطيهم اللبن و قد اغير شعر صدره و هو يقول: اللهم إنّ الخير خير الآخرة، فاغفر للأنصار و المهاجرة، قال: فرأى عمّاراً، فقال: ويحه ابن سمية تقتله الفئة الباغية».

قال: فذکرته لمحمّد -يعني ابن سيرين- فقال: عن أمه؟ قلت: نعم، أما إنّها كانت تخالطها -تلج عليها-.

3457- [290/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن سفينة مولى أم سلمة، عن أم سلمة قالت:

«كان من آخر وصية رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: الصلاة، الصلاة، و ما ملكت أيمانكم حتّى جعل نبي الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يلجلجها في صدره و ما يفيض بها لسانه.

3458- [290/6] حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن -يعني ابن مهدي- مالك عن سمي و عبد ربه، عن أبي بكر، عن عبد الرحمن، عن عائشة و أم سلمة:

ص: 65


1- الراتبة: من الرتوب و معناه الثبوت و الدوام.

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يصبح جنباً من جماع غير احتلام، ثمّ يصوم».

و في حديث عبد ربه: في رمضان.

3459- [290/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، عن مالك، عن أبي الأسود، عن عروة، عن زينب ابنة أم سلمة، عن أم سلمة:

«أنّها قدمت و هي مريضة، فذكرت ذلك للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: طوفي من وراء الناس و أنت راكبة، قالت: فسمعت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو عند الكعبة يقرأ بالطور».

3460- [290/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إنّكم تختصمون إلي، و لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجّته من بعض، و إنّما أنا بشر أقضي له على نحو ما أسمع منه، فمن قضيت له من حق أخيه شيئاً فإنّما هو نار فلا يأخذه».

3461- [291/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة قالت:

«جاءت أم حبيبة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقالت: يا رسول الله هل لك في أختي؟ قال: فأصنع بها ماذا؟ قالت تزوجها، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: و تحبين ذلك؟ فقالت: نعم، لست لك بمخلية، و أحق من شركني في خير أختي، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إنّها لا تحلّ لي، قالت فو الله لقد بلغني أنّك تخطب درة ابنة أم سلمة بنت أبي سلمة، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لو كانت تحلّ لي لما تزوجتها، قد أرضعتني و إياها ثويبة مولاة بني هاشم، فلا تعرضن عليّ أخواتكنّ و لا بناتكنّ».

3462- [291/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 66

«إذا حضرتم الميت أو المريض فقولوا خيراً، فإنّ الملائكة يؤمّنون على ما تقولون، قالت: فلمّا مات أبو سلمة أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقلت: يا رسول الله، إنّ أبا سلمة قد مات، فقال: قولي: اللّهمّ اغفر لي و له و أعقبني منه عقبى حسنة، قالت: فقلت، فأعقبني الله عزّ و جلّ من هو خير لي منه محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم».

3463- [291/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا محمّد ابن إسحاق قال: حدّثني عبد الله بن رافع، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إذا حضر العشاء و حضرت الصلاة فابدؤوا بالعشاء».

3464- [291/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن طلحة بن يحيى قال: حدّثني عبد الله بن فروخ:

«أنّ امرأة سألت أم سلمة فقالت: إنّ زوجي يقبّلني و هو صائم و أنا صائمة، فما ترین؟ فقالت: كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقبّلني و هو صائم و أنا صائمة».

3465- [291/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة قال: حدّثني حميد بن نافع، عن زينب بنت أم سلمة، عن أمها:

«أنّ امرأة توفي زوجها فاشتكت عينها، فذكروها للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و ذكروا الكحل، قالوا: نخاف على عينها، قال: قد كانت إحداكنّ تمكث في بيتها في شر أحلاسها -أو في أحلاسها- في ستر بيتها حولاً، فإذا مرّ بها كلب رمت ببعرة، أفلا أربعة أشهر و عشراً».(1)

3466- [292/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن جعفر ابن محمّد قال: حدّثني أبي، عن علي بن حسين، عن زينب ابنة أم سلمة، عن أم سلمة:

ص: 67


1- الأحلاس: جمع حلس، و هو ما يوضع على ظهر البعير تحت الرحل و القتب، و هو كساء رقيق.

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أكل كتفاً، فجاءه بلال، فخرج إلى الصلاة و لم يمس ماء».

3467- [292/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن هشام قال: أخبرني أبي، عن زينب ابنة أم سلمة، عن أم سلمة قالت:

«قالت أم سليم: يا رسول الله، إنّ الله لا يستحي من الحق، هل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ قال: نعم إذا رأت الماء، فضحكت أم سلمة، قالت: أتحتلم المرأة؟ فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: فبم يشبه الولد».

3468- [292/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن محمّد بن أبي شيبة -و سمعته أنا من عثمان بن محمّد- قال: حدّثنا محمّد بن فضيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي نصر قال: حدّثني مساور الحميري، عن أمه قالت:

«سمعت أم سلمة تقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول لعلي: لا يبغضك مؤمن و لا يحبك منافق».

3469- [292/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن نمير قال: حدّثنا عبد الملك -يعني ابن أبي سليمان- عن عطاء بن أبي رباح قال: حدّثني من سمع أم سلمة تذكر:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كان في بيتها، فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة، فدخلت بها عليه، فقال لها: ادعي زوجك و ابنيك قالت: فجاء علي و الحسين و الحسن فدخلوا عليه، فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة و هو على منامة له على دكان تحته كساء له خيبري، قالت و أنا أصلّي في الحجرة، فأنزل الله عزّ و جلّ هذه الآية: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيتِ و يُطَهِّرَكُم تَطهيراً»(1) قالت: فأخذ فضل

ص: 68


1- سورة الأحزاب: 33

الكساء فغشّاهم به، ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماء، ثمّ قال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي و خاصّتي، فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا، اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي و خاصّتي، فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا، قالت: فأدخلت رأسي البيت فقلت وأنا معكم يا رسول الله، قال: إنّك إلى خير، إنّك إلى خير».

قال عبد الملك: و حدّثني أبو ليلى، عن أم سلمة مثل حديث عطاء سواء، قال عبدالملك: و حدّثني داود بن أبي عوف الجحاف، عن حوشب، عن أم سلمة بمثله سواء.(1)

3470- [292/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أسامة قال: حدّثنا هشام، عن أبيه، عن زينب ابنة أبي سلمة، عن أم سلمة قالت:

«قلت: يا رسول الله، هل لي من أجر في بني أبي سلمة أن أنفق عليهم و لست بتاركتهم هكذا و هكذا و هكذا؟ إنّما هم بني، قال: نعم، لك فيهم أجر ما أنفقت عليهم».

3471- [293/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا عبيد الله، عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«أنّها استفتت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في امرأة تهراق الدم، فقال: تنتظر قدر الليالي و الأيام التي كانت تحيضهنّ و قدرهنّ من الشهر فتدع الصلاة، ثمّ لتغتسل، و لتستثفر ثمّ تصليّ».(2)

3472- [293/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا أبو عوانة، عن عبد الملك -يعني ابن عمير-، عن ربعي بن حراش، عن أم سلمة قالت:

ص: 69


1- الخزيرة: لحم يقطع صغاراً و يصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذر عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة، و قيل هي حسا من دقيق و دسم، و قيل: إذا كان من دقيق فهو حريرة، و إذا كان من نخالة فهو خزيرة.
2- الاستثفار: إدخال الإزار بين الفخذين ملويا.

«دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو ساهم الوجه، قالت: فحسبت أنّ ذلك من وجع، فقلت يا نبي الله ما لك ساهم الوجه؟ قال: من أجل الدنانير السبعة التي أتتنا أمس، أمسينا و هي في خصم الفراش».(1)

3473- [293/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قران بن تمام أبو تمام الأسدي قال: حدّثنا محمّد بن أبي حميد، عن المطلب بن عبد الله المخزومي قال:

«دخلت على أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقالت: يا بني، ألا أحدّثك بما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ قال: قلت: بلى يا أمه، قالت: سمعت من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: من أنفق على ابنتين، أو أختين، أو ذواتي قرابة يحتسب النفقة عليهما حتّى يغنيهما الله من فضله عزّ و جلّ أو يكفيهما كانتا له ستراً من النار».

3474- [294/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا القاسم بن الفضل، عن أبي جعفر محمّد بن علي، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«الحجّ جهاد كل ضعيف».

3475- [294/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة قالت:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يقول في دبر الفجر: اللّهمّ إنّي أسالك علما نافعاً، و عملاً متقبَّلاً، و رزقاً طيّباً».

3476- [294/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثني عبد الله ابن سعيد، عن أبيه، عن عائشة -أو أم سلمة- قال وكيع: شك هو -يعني عبد الله بن سعيد-:

ص: 70


1- ساهم الوجه: متغيره لعارض. خصم الفراش: أي طرفه و جانبه.

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لأحدهما: لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها، فقال لي: إنّ ابنك هذا حسين مقتول، و إن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها، قال: فأخرج تربة حمراء».

3477- [295/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني قال: حدّثني ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم خطب أم سلمة، فقالت يا رسول الله، إنّه ليس أحد من أوليائي -تعني شاهداً- فقال: إنّه ليس أحد من أوليائك شاهد و لا غائب يكره ذلك، فقالت: يا عمر زوّج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فتزوّجها النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أما إنّي لا أنقصك مما أعطيت أخواتك: رحيين، وجرة، و مرفقة من أدم حشوها ليف، فكان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يأتيها ليدخل بها فإذا رأته أخذت زينب ابنتها فجعلتها في حجرها، فينصرف رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فعلم ذلك عمّار بن ياسر -وكان أخاها من الرضاعة- فأتاها، فقال: أين هذه المشقوحة المقبوحة التي قد آذيت بها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟، فأخذها فذهب بها، فجاء رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فدخل عليها، فجعل يضرب ببصره في نواحي البيت فقال: ما فعلت زناب؟ فقالت: جاء عمّار فأخذها فذهب بها، فدخل بها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و قال لها: إن شئت سبّعت لك سبّعت، و إن سبّعت لك سبّعت لنسائي».(1)

3478- [296/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد عن الزهري، أنّ نبهان حدّثه، أنّ أم سلمة حدّثته قالت:

«كنت عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم حتّى دخل عليه

ص: 71


1- المشقوح: المكسور أو المبعد. سبّعت لك: أي بقيت عندك سبعاً.

و ذلك بعد أن أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: احتجبا منه [فقلنا: يا رسول الله]، أليس أعمى لا يبصرنا و لا يعرفنا؟ قال : أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه».

3479- [296/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا عوف، عن أبي المعدل عطية الطفاوي، عن أبيه: أنّ أم سلمة حدّثته قالت:

«بينما رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في بيتي يوماً، إذ قالت الخادم: إنّ علياً وفاطمة بالسدّة، قالت: فقال لي: قومي فتنحي لي عن أهل بيتي قالت: فقمت فتنحيت في البيت قريباً، فدخل علي و فاطمة و معهما الحسن و الحسين و هما صبيان صغيران، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبّلهما، قال: و اعتنق علياً بإحدى يديه و فاطمة باليد الأخرى، فقبّل فاطمة، و قبّل علياً، فأغدف عليهم خميصة سوداء، فقال: اللهم إليك لا إلى النار أنا و أهل بيتي، قالت: فقلت: و أنا يا رسول الله؟ فقال: و أنت».(1)

3480- [297/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا أفلح ابن سعید قال: حدّثنا عبد الله بن رافع قال: كانت أم سلمة تحدّث:

«أنّها سمعت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول على المنبر و هي تمتشط: أيها الناس فقالت لماشطتها:

لفي رأسي، قالت: فقالت: فديتك إنّما يقول أيها الناس، قلت: ويحك، أو لسنا من الناس!، فلفت رأسها و قامت في حجرتها، فسمعته يقول: أيها الناس بينما أنا على الحوض جيء بكم زمراً فتفرقت بكم الطرق، فناديتكم: ألا هلموا إلى الطريق، فناداني منادٍ من بعدي فقال: إنّهم قد بدّلوا بعدك، فقلت: ألا سحقاً ألا سحقاً».

3481- [298/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، حدّثنا عبد الحميد -يعني ابن بهرام- قال: حدّثني شهر بن حوشب قال:

«سمعت أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم حين جاء نعي الحسين بن علي لعنت أهل

ص: 72


1- السدّة: باب الدار، و ما حول الدار من الرواق. أغدف: أرخى.

العراق، فقالت: قتلوه قتلهم الله، غروه، و ذلوه لعنهم الله، فإنّي رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم جاءته فاطمة غدية ببرمة قد صنعت له فيها عصيدة تحمله في طبق لها حتّى وضعتها بين يديه، فقال لها: أين ابن عمك؟ قالت: هو في البيت قال: فاذهبي فادعيه و ائتني بابنيه، قالت: فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما بيد، و علي يمشي في أثرهما حتّى دخلوا على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فأجلسهما في حجره، و جلس علي عن يمينه، و جلست فاطمة عن يساره، قالت: أم سلمة فاجتبذ من تحتي كساءً خيبرياً كان بساطاً لنا على المنامة في المدينة، فلفه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عليهم جميعاً، فأخذ بشماله طرفي الكساء و ألوى بيده اليمنى إلى ربه عزّ و جلّ و قال: اللّهمّ أهلي أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، اللّهمّ أهل بيتي أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، اللّهمّ أهل بيتي أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا. قلت: يا رسول الله ألست من أهلك؟ قال: بلى، فادخلي في الكساء قالت: فدخلت في الكساء بعد ما قضى دعاءه لابن عمّه علي و ابنيه و ابنته فاطمة رضي الله عنهم».

3482- [298/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا عبد الحميد، حدّثني شهر قال: سمعت أم سلمة تحدّث:

«زعمت أنّ فاطمة جاءت إلى نبي صلّى الله عليه و آله و سلّم تشتكي إليه الخدمة، فقالت: يا رسول الله، و الله لقد مجلت يدي من الرحى، أطحن مرة و أعجن مرة، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إن يرزقك الله شيئاً يأتك، و سأدلك على خير من ذلك، إذا لزمت مضجعك فسبّحي الله ثلاثا و ثلاثين، وكبّري الله ثلاثا و ثلاثين و احمدي أربعاً و ثلاثين، فذلك مائة، فهو خير لك من الخادم، و إذا صلّيت صلاة الصبح فقولي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، يحيي و يميت، بيده الخير و هو على كل شيء قدير عشر مرّات بعد صلاة الصبح، و عشر مرّات بعد صلاة المغرب، فإنّ

ص: 73

كل واحدة منهنّ تكتب عشر حسنات، و تحط عشر سيئات، و كل واحدة منهنّ كعتق رقبة من ولد إسماعيل، و لا يحلّ لذنب كسب ذلك اليوم أن يدركه إلّا أن يكون الشرك، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و هو حرسك ما بين أن تقوليه غدوة إلى أن تقوليه عشية من كل شيطان و من كل سوء».

3483- [299/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا يزيد بن أبي حبيب، عن ناعم مولى أم سلمة، عن أم سلمة قالت:

«نهى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أن يبنى على القبر، أو يجصّص».

3484- [299/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق، حدّثنا عبد الله، أخبرنا ابن لهيعة، حدّثني يزيد ابن أبي حبيب، عن ناعم مولى أم سلمة:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم نهى أن يجصّص قبر، أو يبنى عليه، أو يجلس عليه».

قال أبي: ليس فيه أم سلمة.

3485- [300/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي سلمة، عن أم سلمة قالت:

«ما رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم صام شهرين متتابعين، إلّا أنّه كان يصل شعبان برمضان».

3486- [300/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن داود الطيالسي، حدّثنا شعبة، عن خالد الحذاء -أو أيوب- عن الحسن قال: حدّثتنا أمنا، عن أم سلمة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لعمّار: تقتلك الفئة الباغية».

3487- [300/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق قال:

حدّثني ليث بن سعد، حدّثنا عبد الله بن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك قال:

«سألت أم سلمة عن صلاة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالليل و قراءته؟ قالت: ما لكم و لصلاته

ص: 74

و لقراءته؟! قد كان يصلّي قدر ما ينام، و ينام قدر ما يصلّي، و إذا هي تنعت قراءته، فإذا قراءة مفسرة حرفاً حرفا».

3488- [300/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن محمّد -وسمعته أنا من عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة- قال: حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن أم موسى، عن أم سلمة قالت:

«و الذي أحلف به، إن كان علي لأقرب الناس عهداً برسول الله، قالت : عدنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم غداة بعد غداة يقول: جاء علي؟ مراراً، قالت: و أظنه كان بعثه في حاجة، قالت: فجاء بعد، فظننت أنّ له إليه حاجة، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب، فكنت من أدناهم إلى الباب، فأكبّ عليه علي، فجعل يُساره و يُناجيه، ثمّ قبض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من یومه ذلك، فكان أقرب الناس به عهدا».

3489- [301/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا دراج، عن السائب مولى أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، حدّث عن أم سلمة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: خير صلاة النساء في قعر بيوتهنّ».

3490- [301/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس و عفان قالا: حدّثنا عبد الواحد -یعني ابن زياد- قال حدّثنا عثمان بن حكيم، عن عبد الله بن رافع، عن أم سلمة، قال عفان في حديثه: قال: حدّثنا عبد الرحمن بن شيبة قال: سمعت أم سلمة قالت:

«قلت: يا رسول الله ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال؟ قالت: فلم يرعني منه يوماً إلّا و نداؤه على المنبر: يا أيها الناس قالت: و أنا أسرّح رأسي، فلففت شعري، ثمّ دنوت من الباب، فجعلت سمعي عند الجرير(1)، فسمعته يقول: إنّ

ص: 75


1- كذا في الأصل و المصدر و هو تصحيف، و في المصادر الحديثية: (الجريد).

الله عزّ و جلّ يقول: «إنَّ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ وَالمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَات»(1) هذه الآية. قال عفان: «أعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا»(2)».

3491- [301/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا عبد الحميد قال: حدّثني شهر بن حوشب قال: سمعت أم سلمة تحدّث:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يكثر في دعائه أن يقول: اللّهمّ مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك قالت: قلت: يا رسول الله، أو إنّ القلوب لتتقلّب؟ قال: نعم، ما من خلق الله من بني آدم من بشر إلّا أنّ قلبه بين أصبعين من أصابع الله، فإن شاء الله عزّ و جلّ أقامه، و إن شاء الله أزاغه، فنسأل الله ربنا أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، و نسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة إنّه هو الوهاب، قالت: قلت: يا رسول الله، ألا تعلّمني دعوة أدعو بها لنفسي؟ قال: بلى، قولي: اللّهمّ ربّ محمّد النبي اغفر لي ذنبي، و اذهب غيظ قلبي، و أجرني من مضلّات الفتن ما أحييتنا».

3492- [302/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن بكير، حدّثنا إبراهيم بن طهمان قال: حدّثني بديل عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة، عن أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال:

«المتوفّى عنها زوجها لا تلبس المعصفرة من الثياب، و لا الممشقة، و لا الحلي، و لا تختضب و لا تكتحل».(3)

3493- [302/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي قال: حدّثنا ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة:

ص: 76


1- سورة الأحزاب: 35.
2- سورة الأحزاب: 35.
3- الممشقة: أي المصبوغة بالمشق أي المغرة.

«أنّها سئلت عن قراءة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ فقالت: كان يقطّع قراءته آية آية: بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ»(1)

3494- [304/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أحمد الزبيري، حدّثنا سفيان، عن زبيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم جلّل على علي و حسن و حسين و فاطمة كساءً، ثمّ قال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي و خاصتي، اللّهمّ أذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا، فقالت [أم سلمة]: يا رسول الله، أنا منهم؟ قال: إنّك إلى خير».(2)

3495- [304/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس قال: حدّثنا أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«كان النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يصلي ركعتين بعد الظهر، و أنّه جاءه وفد فشغلوه فلم يصلّهما، فصلّاهما بعد العصر».

3496- [304/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة قالت:

«و الذي توفى نفسه -تعني النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم- ما توفي حتّى كانت أكثر صلاته قاعداً، إلّا

المكتوبة، و كان أعجب العمل إليه الذي يدوم عليه العبد و إن كان يسيراً».

3497- [304/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدّثنا عوف، عن أبي المعدل عطية الطفاوي قال: حدّثني أبي، عن أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«بينما رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم له في بيتي، إذ قالت الخادم: إنّ علياً و فاطمة بالسّدة، قال:

ص: 77


1- سورة الفاتحة:1-4.
2- جلّل: أي غطهم به.

قومي عن أهل بيتي قالت: فقمت فتنحيت في ناحية البيت قريباً، فدخل علي و فاطمة و معهم الحسن و الحسين صبيّان صغيران، فأخذ الصبيين فقبلهما و وضعهما في حجره، و اعتنق علياً و فاطمة، ثمّ أغدف عليهما ببردة له، و قال: اللّهمّ إليك لا إلى النار أنا و أهل بيتي قالت: فقلت: و أنا يا رسول الله؟ فقال: و أنت».

3498- [309/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن عبيد قال: حدّثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار قال:

«دخل ناس من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم على أم سلمة، فقالوا: يا أم المؤمنين، حدّثينا عن سرّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ قالت: كان سرّه و علانيته سواء، ثمّ ندمت، فقلت: أفشيت سرّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، قالت: فلمّا دخل أخبرته، فقال: أحسنت».

3499- [313/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا ثابت قال: حدّثني ابن عمر بن أبي سلمة بمنى، عن أبيه: أنّ أم سلمة قالت: قال أبو سلمة: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: إنا لله و إنا إليه راجعون، عندك احتسبت مصيبتي، و آجرني فيها، و أبدلني ما هو خير منها، فلمّا احتضر أبو سلمة قال: اللهم اخلفني في أهلي بخير، فلمّا قبض قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللّهمّ عندك أحتسب مصيبتي، فآجرني فيها، قالت: و أردت أن أقول و أبدلني خيراً منها، فقلت: و من خير من أبي سلمة؟ فما زلت حتّى قلتها، فلمّا انقضت عدّتها خطبها أبو بكر فردّته، ثمّ خطبها عمر فردّته، فبعث إليها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقالت: مرحباً برسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و برسوله، أخبر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّي امرأة غيرى، و أنّي مصبية، و أنّه ليس أحد من أوليائي شاهداً، فبعث إليها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أمّا قولك: أنّي مصبية، فإنّ الله سيكفيك صبيانك، و أمّا قولك: أنّي غيرى فسأدعو الله

ص: 78

أن يذهب غيرتك، و أمّا الأولياء فليس أحد منهم شاهد و لا غائب إلّا سيرضاني، قلت: يا عمر قم فزوّج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أما أنّي لا أنقصك شيئاً ممّا أعطيت أختك فلانة: رحيين، و جرتين، و وسادة من أدم حشوها ليف. قال: و كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يأتيها، فإذا جاء أخذت زينب فوضعتها في حجرها لترضعها، و كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حبيباً كريماً يستحي، فرجع، ففعلت ذلك مراراً، ففطن عمّار بن ياسر لما تصنع، فأقبل ذات يوم و جاء عمّار -و كان أخاها لأمها- فدخل عليها فانتشطها من حجرها، و قال: دعي هذه المقبوحة المشقوحة التي آذیت بها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: و جاء رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فدخل، فجعل يقلب بصره في البيت و يقول: أين زناب؟ ما فعلت زناب؟ قالت: جاء عمّار فذهب بها، قال: فبنى بأهله، ثمّ قال: إن شئت أن أسبّع لك سبّعت للنساء».(1)

3500- [319/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا حماد ابن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة مولى أم سلمة قال:

«أعتقتني أم سلمة، و اشترطت عليّ أن أخدم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ما عاش».

3501- [320/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا أسامة ابن زيد، عن عبد الله بن رافع، عن أم سلمة قالت:

«جاء رجلان من الأنصار يختصمان إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في مواريث بينهما قد درست ليس بينهما بيّنة، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إنّكم تختصمون إليّ، و إنّما أنا بشر، و لعل بعضكم الحن بحجّته -أو قد قال: لحجّته- من بعض، فإنّي أقضي بينكم على نحو ما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه شيئاً فلا يأخذه، فإنّها أقطع له

ص: 79


1- مصبية: أي ذات صبيان.

قطعة من النار يأتي بها أسطاماً في عنقه يوم القيامة، فبكى الرجلان، و قال كل واحد منهما: حقّي لأخي، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أمّا إذ قلتما فاذهبا فاقتسما، ثمّ توخيا الحق، ثمّ استهما، ثمّ ليحلل كل واحد منكما صاحبه».(1)

3502- [320/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا إسماعيل ابن عبد الملك بن أبي الصغير قال: حدّثني عبد العزيز ابن بنت أم سلمة، عن أم سلمة:

«أنّ أبا سلمة لمّا توفي عنها و انقضت عدتها خطبها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقالت: يا رسول الله، إنّ فيّ ثلاث خصال: أنا امرأة كبيرة، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أنا أكبر منك، قالت: و أنا امرأة غيور، قال: أدعو الله عزّ و جلّ فيذهب عنك غيرتك، قالت: يا رسول الله، و أنا امرأة مصبية، قال: هم إلى الله و إلى رسوله قال: فتزوجها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: فأتاها فوجدها ترضع فانصرف، ثمّ أتاها فوجدها ترضع فانصرف، قال: فبلغ ذلك عمّار بن ياسر ، فأتاها فقال: حلتِ بين رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و بين حاجته، هلم الصبية، قال: فأخذها فاسترضع لها، فأتاها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: این زناب؟ -يعني زينب- قالت: يا رسول الله، أخذها عمّار، فدخل بها، و قال: إنّ بك على أهلك كرامة، قال: فأقام عندها العشي، ثمّ قال: إن شئت سبّعت لك، و إن سبّعت لك سبّعت لسائر نسائي، و إن شئت قسمت لك؟ قالت: لا، بل اقسم لي». 3503- [323/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة قال: حدّثنا علي بن زيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال الفاطمة: ائتيني بزوجك و ابنيك فجاءت بهم، فألقى

عليهم كساء فدكياً، قال: ثمّ وضع يده عليهم، ثمّ قال: اللّهمّ إنّ هؤلاء آل محمّد،

ص: 80


1- اسطاما: قضيب من حديد، و أصل الاسطام قضيب الموقد تحرك به النار. استهما: أي ليأخذ كل واحد منكما ما تخرجه القرعة من القسمة ليتميز سهم كل واحد منكما عن الآخر.

فاجعل صلواتك و بركاتك على محمّد و على آل محمّد، إنّك حميد مجيد، قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي و قال: إنّك على خير».

3504- [323/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله الجدلي قال:

«دخلت على أم سلمة، فقالت لي: أيُسَبُّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فيكم؟ قلت: معاذ الله -أو سبحان الله أو كلمة نحوها- قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: من سبّ عليّاً فقد سبّني».

[المنتخب من حديث زينب بنت جحش زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم]

3505- [324/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن حميد بن نافع: أنّ زينب بنت أبي سلمة أخبرته: أنّها دخلت على زينب بنت جحش زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقالت: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم على المنبر يقول:

«لا يحلّ لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر أن تحدّ على ميت فوق ثلاث ليال، إلّا على زوج أربعة أشهر و عشراً».

[المنتخب من حديث جويرية بنت الحارث زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم]

3506- [324/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي أيوب الهجري، عن جويرية:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دخل على جويرية في يوم الجمعة و هي صائمة فقال لها: أصمتِ أمس؟ قالت: لا، قال: تصومين غداً؟ قالت: لا، قال: فافطري».

ص: 81

3507- [324/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، حدّثنا شريك، عن جابر، عن خالته أم عثمان، عن جويرية قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«من لبس ثوب حرير ألبسه الله ثوباً من النار يوم القيامة».

3508- [324/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا حجاج، حدّثنا شعبة، عن محمّد بن عبد الرحمن مولى أبي طلحة قال: سمعت كريباً مولى ابن عباس يحدّث عن ابن عباس، عن جويرية بنت الحارث قالت:

«أتى عليّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم غدوة و أنا أسبّح، ثمّ انطلق لحاجته، ثمّ رجع قريباً من نصف النهار فقال: ما زلتِ قاعدة؟ قلت نعم، فقال: ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهنّ عدلتهنّ أو لو وزنّ بهنّ وزنتهنّ -يعني بجميع ما سبّحت-: سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات، سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرات، سبحان الله رضاء نفسه ثلاث مرات، سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات».

[المنتخب من حديث أم حبيبة بنت أبي سفيان و اسمها رملة]

3509- [325/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن منصور، عن أبي الضحى، عن شتير بن شكل، عن أم حبيبة:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يقبّل و هو صائم».

3510- [325/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني محمّد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبي الجراح مولى أم حبيبة، عن أم حبيبة أنها حدّثته قالت:

«سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة كما يتوضئون».

ص: 82

3511- [326/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشر، عن أبي المليح، عن أم حبيبة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«أنّه كان إذا سمع المؤذّن يؤذّن قال كما يقول حتّى يسكت».

3512- [326/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز قال: حدّثنا حماد بن زيد قال: حدّثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أم حبيبة حدّثت عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

«من صلّى في يوم ثنتي عشرة ركعة بنى الله له -أو بنى له- بيت في الجنّة».

[المنتخب من حديث خنساء بنت خذام]

3513- [329/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، قال: قرأت على أبي يزيد بن هارون، قال: حدّثنا محمّد -يعني ابن إسحاق- عن الحجاج بن السائب بن أبي لبابة قال:

«كانت خناس بنت خذام عند رجل تأيمت منه، فزوجها أبوها رجلاً من بني عوف، و حطت هي إلى أبي لبابة، فأبى أبوها إلّا أن يلزمها العوفي، و أبت هي حتّى ارتفع شأنهما إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: هي أولى بأمرها فالحقها بهواها، فتزوجت أبا لبابة، فولدت له أبا السائب».(1)

[المنتخب من حديث ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم]

3514- [330/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن مصعب قال: حدّثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 83


1- تأيمت: يقال تأيمت المرأة و آمت إذا أقامت لا تتزوج.

«أنّها استفتت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في فأرة سقطت في سمن لهم جامد، فقال: القوها و ما حولها و كلوا سمنكم».

3515- [332/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدّثنا جعفر بن زياد، عن منصور قال حسبته عن سالم عن ميمونة: أنّها استدانت ديناً ، فقيل لها تستدينين و ليس عندك وفاؤه؟ قالت: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: ما من أحد يستدين ديناً يعلم الله أنّه يريد أداءه إلّا أدّاه».

3516- [332/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد -يعني ابن إسحاق-، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن ميمونة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قالت:

«أعتقت جارية لي، فدخل عليّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فأخبرته بعتقها، فقال: آجرك الله أما أنّك لو كنت أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك».

3517- [332/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا سجد جافى حتّى يرى من خلفه بياض إبطيه».(1)

3518- [333/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الملك، قال: حدّثنا عبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل، عن سليمان بن يسار، عن ميمونة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، قالت:

«نهى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن الدباء، و النقير، و الجر، و المقير، و قال: كل مسكر حرام».(2)

ص: 84


1- جافی: جافى مرفقيه عن إبطيه مجافاة بليغة أي نحى كل يد عن الجنب الذي يليها حتّى نرى.
2- الدباء: تقدم المعنى في هامش حديث 964. و النقير: تقدم المعنى في هامش حديث 964. الجر و الجرار: تقدم المعنى في هامش حديث 3081. المقير: الإناء المطلي بالقار و المزفت به، و هو أحد أوعية الخمر، إنّما نهى عنها؛ لأنّ هذه الأوعية يشتد فيها الخمر و لا يعلم به بخلاف الأسقية من الأُدم.

3519- [333/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج قال: حدّثنا ليث -يعني ابن سعد- قال: حدّثنا نافع، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس أنّه قال:

«أنّ امرأة اشتكت شكوى فقالت: لئن شفاني الله لأخرجنّ فلاصلّينّ في بيت المقدس، فبرأت، فتجهزت تريد الخروج، فجاءت ميمونة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم تسلّم عليها فأخبرتها ذلك، فقالت: اجلسي فكلي ما صنعت و صلّي في مسجد الرسول، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيها سواه من المساجد إلّا مسجد الكعبة».

3520- [333/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثنا أبي قال: سمعت أبا فزارة يحدّث عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تزوجها حلالاً و بنى بها حلالاً، و ماتت بسرف فدفنها(1) في الظلة التي بنى بها فيها، فنزلنا في قبرها أنا و ابن عباس».(2)

3521- [333/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق قال: أنبأنا عبد الله -يعني ابن المبارك- قال: حدّثنا حنظلة، عن عبد الله بن الحارث، عن ميمونة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فاتته ركعتان قبل العصر، فصلّاهما بعد».

3522- [336/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا معمر عن الزهري، عن بدية مولاة ميمونة، عن ميمونة قالت:

ص: 85


1- كذا، و في المصادر الحديثية (فدفناها).
2- الحديث روايته عن يزيد بن الأصم عن أحوال ميمونة كما هو ظاهره لا عن ميمونة نفسها.

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يباشر المرأة من نسائه حائضاً تكون عليها الخرقة إلى الركبتين، أو إلى أنصاف الفخذين».

[المنتخب من حديث صفية أم المؤمنين رضي الله عنها]

3523- [337/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا سفيان، عن سلمة -يعني ابن كهيل- عن أبي إدريس، عن ابن صفوان، عن صفية بنت حيي، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت، حتّى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأوّلهم و آخرهم و لم ينج أوسطهم، قالوا: يا رسول الله، يكون فيهم المكره؟ قال: يبعثهم الله على ما في أنفسهم».

3524- [337/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر و عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن صفية بنت حيي قالت:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً، فحدّثته، ثمّ قمت فانقلبت، فقام معي يقلبني، و كان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلمّا رأيا النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أسرعا، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: على رسلكها، إنّها صفية بنت حيي، فقالا: سبحان الله يا رسول الله، فقال: إنّ الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، و إنّي خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً -أو قال: شيئاً-».(1)

[المنتخب من حديث أم الفضل بن عباس و هي أخت ميمونة رضي الله عنها]

3525- [339/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن بكير قال: حدّثنا إسرائيل، عن سماك، عن قابوس بن المخارق، عن أم الفضل قالت:

ص: 86


1- فانقلبت: أي إلى بيني. يقلبني: أي يردني إلى بيتي.

«رأيت كأنّ في بيتي عضواً من أعضاء رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، قالت: فجزعت من ذلك، فأتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فذكرت ذلك له، فقال: خيراً، تلد فاطمة غلاماً فتكفلينه بلبن ابنك قثم، قالت: فولدت حسناً، فأعطيته، فأرضعته حتّى تحرك -أو فطمته- ثمّ جئت به إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأجلسته في حجره فبال، فضربت بين كتفيه، فقال: ارفقي بابني رحمك الله -أو أصلحك الله- أوجعت ابني، قالت: قلت: يا رسول الله، اخلع إزارك و البس ثوباً غيره حتّى أغسله، قال: إنّما يغسل بول الجارية وينضح بول الغلام،

يقول شير محمّد: «و روى ابن حنبل في خبر آخر بإسناد ذكره عن عطاء الخراساني عن لبابة أم الفضل أنّها كانت ترضع الحسن و الحسين...».(1)

3526- [339/6] حدّثنا عبد الله قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدّثنا أبو معمر -و سمعته أنا من أبي معمر- قال: حدّثنا عبد الله بن إدريس قال: حدّثنا يزيد -يعني ابن أبي زياد- عن عبد الله بن الحارث، عن أم الفضل بنت الحارث -و هي أم ولد العباس أخت ميمونة- قالت:

«أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في مرضه، فجعلت أبكي، فرفع رأسه فقال: ما يبكيك؟ قلت: خفنا عليك، و ما ندري ما نلقى من الناس بعدك يا رسول الله، قال: أنتم المستضعفون بعدي».

[المنتخب من حديث أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها و اسمها فاختة]

3527- [343/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن جعدة، عن أم هانئ -و هي جدته-:

ص: 87


1- مسند أحمد 339/6.

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دخل عليها يوم الفتح، فأتي بشراب فشرب، ثمّ ناولني فقلت: إنّي صائمة، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إنّ المتطوع أمير على نفسه، فإن شئت فصومي، و إن شئت فأفطري».

3528- 344/6[344/6] قال عبد الله: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدّثنا سعيد ابن سليمان قال: حدّثنا موسى بن خلف قال: حدّثنا عاصم بن بهدلة عن أبي صالح، عن أم هانئ بنت أبي طالب، قال: قالت:

«مرّ بي ذات يوم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقلت: يا رسول الله إنّي قد كبرت و ضعفت -أو كما قالت- فمرني بعمل أعمله و أنا جالسة، قال: سبّحي الله مائة تسبيحة فإنّها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل، و أحمدي الله مائة تحميدة تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله، و كبّري الله مائة تكبيرة فإنّها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة، و هلّلي الله مائة تهليلة -قال ابن خلف: أحسبه قال: -تملأ ما بين السماء و الأرض، و لا يرفع يومئذ لأحد عمل إلّا أن يأتي بمثل ما أتيت به».

[المنتخب من حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق]

3529- [345/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن فضيل قال: حدّثنا يزيد -يعني ابن أبي زياد- عن مجاهد قال: قال عبد الله بن الزبير:

«أفردوا بالحجّ و دعوا قول هذا -يعني ابن عباس- فقال ابن العباس: ألا تسأل أمك عن هذا؟ فأرسل إليها، فقالت: صدق ابن عباس، خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حجّاجاً، فأمرنا فجعلناها عمرة، فحلّ لنا الحلال حتّى سطعت المجامر بين النساء والرجال».

ص: 88

3530- [346/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، عن هشام، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء:

«أنّها كانت إذا أتيت بالمرأة لتدعو لها صبت الماء بينها و بين جيبها، و قالت: إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أمرنا أن نبردها بالماء، و قال: إنها من فيح جهنم».(1)

3531- [347/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الملك قال: حدّثنا عبد الله مولى أسماء، عن أسماء، قال:

«أخرجت إليّ جبة طيالسة عليها لبنة شبر من ديباج كسرواني و فرجاها مكفوفان به، قالت: هذه جبة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يلبسها، كانت عند عائشة، فلمّا قبضت عائشة قبضتها إليّ، فنحن نغسلها للمريض منّا يستشفى بها».

[المنتخب من حديث الربيع بنت معوذ بن عفراء]

3532- [358/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عيينة قال: حدّثني عبد الله بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب، قال:

«أرسلني علي بن حسين إلى الربيع بنت معوذ بن عفراء، فسألتها عن وضوء رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ... إلى أن قال: قد جاءني ابن عم لك فسألني و هو ابن عباس فأخبرته فقال لي: ما أجد في كتاب الله إلّا مسحتين و غسلتين».

[المنتخب من حديث أم مبشر امرأة زيد بن حارثة]

3533- [362/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله، عن أم مبشر قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 89


1- قوله: أي نبردها المراد بها الحمى.

«من غرس غرساً أو زرع زرعاً فأكل منه إنسان أو سبع أو دابة أو طير فهو له صدقة».

[المنتخب من حديث زينب امرأة عبد الله بن مسعود]

3534- [363/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن الحارث بن المصطلق، عن ابن أخي زينب امرأة عبد الله، عن زينب قالت:

«خطبنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا معشر النساء، تصدّقن و لو من حلّيكنّ، فإنّكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة، قالت: و كان عبد الله رجلاً خفيف ذات اليد، فقلت له: سل لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أيجزئ عني من الصدقة النفقة على زوجي و أيتام في حجري؟ قالت و كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قد ألقيت عليه المهابة، فقال: اذهبي أنت فاسأليه، قالت: فانطلقت فانتهيت إلى بابه، فإذا عليه امرأة من الأنصار اسمها

زینب حاجتي حاجتها، قالت: فخرج علينا بلال، قالت: فقلنا له: سل لنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أيجزئ عنّا من الصدقة النفقة على أزواجنا و أيتام في حجورنا؟ قالت: فدخل عليه بلال فقال: على الباب زينب، فقال: أيّ الزيانب؟ قال: فقال: زينب امرأة عبد الله، و زينب امرأة من الأنصار تسألانك عن النفقة على أزواجهما و أيتام في حجورهما أيجزئ ذلك عنهما من الصدقة؟ قالت: فخرج إلينا فقال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لهما أجران أجر القرابة، و أجر الصدقة».

[المنتخب من حديث أم عمارة]

3535- [365/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شريك، عن حبيب بن زيد، عن مولاته ليلى، عن عمته أم عمارة:

ص: 90

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم دخل عليها، قال: وثاب إليها رجال من قومها، قال: فقدمت إليهم تمراً فأكلوا، فتنحى رجل منهم، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: ما شأنه؟ فقال: إنّي صائم، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أما أنّه ما من صائم يأكل عنده فواطر إلّا صلّت عليه الملائكة حتى يقوموا».

[حديث أم إسحاق مولاة أم حكيم]

3536- [367/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا بشار بن عبد الملك، و قال: حدّثتني أم حكيم بنت دينار، عن مولاتها أم إسحاق:

«أنّها كانت عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فأتى بقصعة من تريد فأكلت معه، و معه ذو اليدين، فناولها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عرقاً، فقال: يا أم إسحاق، أصيبي من هذا، فذكرت إنّي كنت صائمة فرددت يدي لا أقدمها و لا أؤخرها، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: ما لك؟ قالت: كنت صائمة فنسيت، فقال ذو اليدين: الآن بعد ما شبعت! فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: أتمي صومك، فإنّما هو رزق ساقه الله إليك».

[حديث أم بلال]

3537- [368/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن محمّد ابن أبي يحيى قال: حدّثتني أمي، عن أم بلال:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: ضحوا بالجذع من الضأن، فإنّه جائز».(1)

3538- [368/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن بحر، حدّثنا أبو ضمرة قال: حدّثنا محمّد بن أبي يحيى مولى الأسلميين، عن أمه، قال: أخبرتني أم بلال ابنة هلال عن أبيها أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

ص: 91


1- الجذع: تقدم المعنى في هامش حديث 540.

«يجوز الجذع من الضأن ضحية».

[المنتخب من حديث فاطمة عمة أبي عبيدة و أخت حذيفة]

3539- [369/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن حصين، عن أبي عبيدة بن حذيفة، عن عمته فاطمة أنّها قالت:

«أتينا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم نعوده في نساء، فإذا سقاء معلق نحوه يقطر ماؤه عليه من شدة ما يجد من حرّ الحمّى، قلنا: يا رسول الله، لو دعوت الله فشفاك، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إنّ من أشد الناس بلاء الأنبياء، ثمّ الذين يلونهم، ثمّ الذين يلونهم، ثمّ الذين يلونهم».

[المنتخب من حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها]

3540- [369/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن موسى الجهني قال:

«دخلت على فاطمة بنت علي، فقال لها رفيقي أبو سهل: كم لك؟ قالت: ستة و ثمانون سنة، قال: ما سمعت من أبيك شيئاً؟ قالت: حدّثتني أسماء بنت عميس أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه ليس بعدي نبي».

3541- [370/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن إسحاق قال: حدّثنا عبد الله بن أبي بكر، عن أم عيسى الجزار، عن أم جعفر بنت محمّد بن جعفر بن أبي طالب، عن جدتها أسماء بنت عميس قالت:

«لمّا أصيب جعفر و أصحابه دخلت على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و قد دبغت أربعين

ص: 92

منيئة، و عجنت عجيني، و غسّلت بنيّ و دهنتهم و نظّفتهم، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: ائتني ببني جعفر قالت: فأتيته بهم، فشمهم و ذرفت عيناه، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت و أمي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر و أصحابه شيء؟ قال: نعم، أصيبوا هذا اليوم، قالت: فقمت أصيح، و اجتمع إليّ النساء، و خرج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى أهله فقال: لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاماً، فإنّهم قد شغلوا بأمر صاحبهم».(1)

[المنتخب من حديث يسيرة]

3542- [370/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن بشر قال: حدّثنا هانئ بن عثمان الجهمي، عن أمه حميضة بنت ياسر، عن جدتها يسيرة -و كانت من المهاجرات- قالت: قال لنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«يا نساء المؤمنات، عليكنّ بالتهليل و التسبيح و التقديس، و لا تغفلن فتنسين الرحمة، و اعقدن بالأنامل، فإنّهنّ مسؤولات مستنطقات».

[حديث أم حميد]

3543- [371/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هارون، حدّثنا عبد الله ابن وهب قال: حدّثني داود بن قيس، عن عبد الله بن سويد الأنصاري، عن عمته أم حميد -امرأة أبي حميد الساعدي-:

«أنّها جاءت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقالت: يا رسول الله، إنّي أحب الصلاة معك، قال: قد علمت أنّك تحبين الصلاة معي، و صلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في

ص: 93


1- منيئة: تقدم المعنى في هامش حدیث 1872.

حجرتك، و صلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، و صلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، و صلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي، قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها و أظلمه، فكانت تصلّي فيه حتى لقيت الله عزّ و جلّ».

[المنتخب من حديث الشفاء بنت عبد الله]

3544- [372/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا المسعودي، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل من آل أبي حثمة، عن الشفاء بنت عبد الله -و كانت امرأة من المهاجرات- قالت:

«إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم سئل عن أفضل الأعمال؟ فقال: إيمان بالله، و جهاد في سبيل الله عزّ و جلّ، و حجّ مبرور».

[حديث ابنة لِخبّاب]

3545- [372/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن مالك بن زيد العائشي، عن ابنة لخبّاب قالت:

«خرج خبّاب في سرية، فكان النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يتعاهدنا، حتّى كان يحلب عنزاً لنا، قالت: فكان يحلبها حتّى يطفح -أو يفيض- فلمّا رجع خبّاب حلبها فرجع حلابها إلى ما كان، فقلنا له: كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يحلبها حتّى يفيض -و قال مرة: حتّى تمتلئ- فلمّا حلبتها رجع حلابها».

3546- [372/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن مالك الأحمسي، عن ابنة لخبّاب ابن الأرت قالت:

ص: 94

«خرج أبي في غزاة و لم يترك إلّا شاة، فذكر نحوه».

[المنتخب من حديث فاطمة بنت قيس]

3547- [373/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد قا: حدّثنا مجالد قال: حدّثنا عامر قال:

«قدمت المدينة فأتيت فاطمة بنت قيس، فحدّثتني أنّ زوجها طلّقها على عهد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فبعثه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في سرية، قالت: فقال لي أخوه: اخرجي من الدار، فقلت: إنّ لي نفقة و سكنى حتّى يحلّ الأجل، قال: لا، قالت: فأتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقلت: إنّ فلان طلّقني، و إنّ أخاه أخرجني و منعني السكنى و النفقة، فأرسل إليه فقال: ما لك و لابنة قيس؟ قال: يا رسول الله، إنّ أخي طلّقها ثلاثاً جميعاً، قالت: فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: انظري يا ابنة آل قيس، إنّما النفقة و السكنى للمرأة على زوجها ما كانت له عليها رجعة، فإذا لم يكن له عليها رجعة فلا نفقة و لا سكني، اخرجي فأنزلي على فلانة، ثمّ قال: إنّه يتحدّث إليها، انزلي على ابن أم مكتوم، فإنّه أعمى لا يراك... الحديث».

[المنتخب من حديث أم جندب الأزدية]

3548- [376/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم قال: أنبأنا ليث، عن عبد الله بن شداد، عن أم جندب الأزدية:

«أنّها سمعت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم حيث أفاض قال: يا أيها الناس عليكم بالسكينة و الوقار، و عليكم بمثل حصى الخذف».

[المنتخب من حديث أم سليم]

3549- [376/6] حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي، حدّثنا حميد بن عبد الرحمن

ص: 95

الرؤاسي قال: حدّثنا زهير، عن عبد الكريم، عن البراء ابن ابنة أنس -و هو ابن زيد- عن أنس قال: حدّثتني أمي:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دخل عليها و في بيتها قربة معلقة، قالت: فشرب من القربة قائماً، قالت: فعمدت إلى فم القربة فقطعتها».

3550- [377/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا المغيرة قال: حدّثنا الأوزاعي قال: حدّثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري، عن جدته أم سلیم قالت:

«كانت مجاورة أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فكانت تدخل عليها، فدخل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقالت أم سليم: يا رسول الله، أرأيت إذا رأت المرأة أنّ زوجها يجامعها في المنام أتغتسل؟ قالت أم سلمة: تربت يداك يا أم سليم، فضحتِ النساء عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقالت أم سليم: إنّ الله لا يستحي من الحقّ، و إنّا إن نسأل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عما أشكل علينا خير من أن نكون منه على عمياء، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لأم سلمة بل أنت تربت يداك، نعم يا أم سليم، عليها الغسل إذا وجدت الماء، فقالت أم سلمة: يا رسول الله، و هل للمرأة ماء؟ فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: فأنى يشبهها ولدها، هنّ شقائق الرجال».

3551- [377/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب قال: حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، عن أم سليم:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لو كان يصلّي على الخمرة».

[المنتخب من حديث خولة بنت حكيم]

3552- [377/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، قال: حدّثنا

ص: 96

حجاج، عن الربيع بن مالك، عن خولة بنت حكيم قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق، لم يضره في منزله ذلك شيء حتّى يظعن عنه».

[حديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص]

3553- [379/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد قال: حدّثنا يزيد بن عطاء، عن يزيد -يعني ابن أبي زياد- عن سليمان بن عمرو بن الأخوص الأزدي قال: حدّثتني أمي:

«أنّها رأت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يرمي جمرة العقبة من بطن الوادي، و خلفه إنسان يستره من الناس أن يصيبوه بالحجارة، و هو يقول: أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضاً، و إذا رميتم فارموا بمثل حصى الخذف، ثمّ أقبل فأتته امرأة بابن لها فقالت: يا رسول الله إنّ ابني هذا ذاهب العقل، فادع الله له، قال لها: ائتيني بماء، فأتته بماء في تور من حجارة، فتفل فيه و غسل وجهه، ثمّ دعا فيه، ثمّ قال: اذهبي فاغسليه به و استشفي الله عزّ و جلّ، فقلت لها: هبي لي منه قليلاً لابني هذا، فأخذت منه قليلاً منه بأصابعي فمسحت بها شقة ابني، فكان من أبرّ الناس، فسألت امرأة بعد ما فعل ابنها، فقالت برئ أحسن برء».

3554- [379/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا أبو عوانة ابن أبي زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه قالت:

«رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يرمي جمرة العقبة يوم النحر من بطن الوادي و هو يقول: يا أيها الناس لا يقتلنّ بعضكم بعضاً، و إذا رميتم الجمار فارموا بمثل حصى الخذف، قالت: فرمى سبعاً، ثمّ انصرف و لم يقف، قالت: و خلفه رجل يستره من الناس، فسألت عنه؟ قالوا: هو الفضل بن عباس».

ص: 97

[المنتخب من حديث أم بجيد]

3555- [383/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان، عن منصور بن حيان الأسدي، عن ابن بجاد، عن جدته قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«ردوا السائل و لو بظلف شاة محرق -أو محترق-».(1)

ص: 98


1- الظلف: تقدم المعنى في هامش حديث 937.

[المنتخب من مسند القبائل]

اشارة

ص: 99

ص: 100

[المنتخب من حديث ابن المنتفق]

3556- [383/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا همام قال: حدّثنا محمّد بن جحادة قال: حدّثني المغيرة بن عبد الله اليشكري، عن أبيه قال:

«انطلقت إلى الكوفة لأجلب بغالاً، قال: فأتيت السوق و لم تقم، قال: قلت لصاحب لي: لو دخلنا المسجد -و موضعه يومئذ في أصحاب التمر- فإذا فيه رجل من قيس يقال له: ابن المنتفق، و هو يقول: وُصِف لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و حلّي(1)، فطلبته بمنى، فقيل لي: هو بعرفات، فانتهيت إليه فزاحمت عليه، فقيل لي: إليك عن طريق رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: دعوا الرجل أرب ماله قال: فزاحمت عليه حتّى خلصت إليه، قال: فأخذت بخطام راحلة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم -أو قال: زمامها هكذا حدّث محمّد- حتّى اختلفت أعناق راحلتينا، قال: فمايز عنّي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم -أو قال: ما غيّر عليّ هكذا حدّث محمّد- قال: قلت: ثنتان أسألك عنهما: ما ينجيني من النار؟ وما يدخلني الجنّة؟ قال: فنظر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى السماء ثمّ نكس رأسه، ثمّ أقبل عليّ بوجهه قال: لئن كنت أو جزت في المسألة لقد أعظمت و أطولت، فاعقل عني إذاً: عبد الله لا تشرك به شيئاً، و أقم الصلاة المكتوبة، و أد الزكاة المفروضة، و صم رمضان، و ما تحب أن يفعله بك الناس فافعله بهم، و ما تكره أن يأتي إليك الناس فذر الناس منه، ثمّ قال: خلّ سبيل الراحلة».(2)

ص: 101


1- كذا، و في الإصابة: (و حكى لي).
2- أرب ماله، في هذه اللفظة ثلاث روايات: أحدها أرب بوزن علم، و معناها الدعاء عليه، أي اصيبت آرابه و سقطت، و هي كلمة لا يراد بها وقوع الأمر، كما يقال: تربت يداك و قاتلك الله، و إنما ذكر في معنى التعجب، و في هذا الدعاء من رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قولان: أحدهما تعجبه من حرص المسائل و مزاحمته، و الثاني لما رآه بهذه الحال من الحرص غلبه طبع البشرية فدعا عليه، و قيل: معناه احتاج فسأل، من أرب الرجل: إذا احتاج، ثمّ قال: ماله، أي أيّ شئ به و ما يريد، و الرواية الثانية: أرب ماله بوزن جمل، أي حاجة له، و ما زائدة للتقليل، أي له حاجة یسيرة، و قيل: معناه حاجة جاءت به، فحذف، ثمّ سأل فقال: ماله، و الرواية الثالثة: أرب بوزن كتف، و الارب: الحاذق الكامل، أي هو أرب، فحذف المبتدأ، ثمّ سأل فقال: ماله؟ أي ما شأنه، و مثله الحديث الآخر: أنه جاءه رجل فقال: دلني على عمل يدخلني الجنّة، فقال: أرب ما له؟ أي أنه ذو خبرة و علم انتهى. (النهاية في غريب الحديث: 38/1)

[المنتخب من حديث أبي شريح الخزاعي الكعبي عن النبي ٰصلّى الله عليه و آله و سلّم]

3557- [384/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن عمرو، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبي شريح الخزاعي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليحسن إلى جاره، من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».

3558- [385/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي شريح الكعبي: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«و الله لا يؤمن، و الله لا يؤمن، و الله لا يؤمن، قالوا: و ما ذاك يا رسول الله؟ قال: الجار لا يأمن جاره بوائقه، قالوا يا رسول الله، و ما بوائقه؟ قال: شره».

3559- [385/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا صفوان قال: أنبأنا عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن أبي شريح بن عمرو الخزاعي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إيّاكم و الجلوس على الصعدات، فمن جلس منكم على الصعيد فليعطه حقّه، قال: قلنا: يا رسول الله، و ما حقّه؟ قال: غضوض البصر، و ردّ التحية، و أمر بمعروف، و نهي عن منكر».

ص: 102

3560- [385/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا ليث قال: حدّثني سعيد بن سعيد ، عن أبي سعيد، عن أبي شريح العدوي:

«أنّه قال لعمرو بن سعيد -و هو يبعث البعوث إلى مكة-: ائذن لي أيها الأمير أحدّثك قولاً قام به رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم الغد من يوم الفتح، سمعته أذناي و وعاه قلبي و أبصرته عيناي، حيث تكلم به: أنّه حمد الله و أثنى عليه، ثمّ قال: إنّ مكة حرّمها الله و لم يحرّمها الناس، فلا يحلّ لإمرئ يؤمن بالله و اليوم الآخر أن يسفك فيها دماً، و لا يعضد فيها شجرة، فإن أحد ترخّص بقتال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فيها فقولوا: إنّ الله عزّ و جلّ أذن لرسوله و لم يأذن لكم، و إنّما أذن لي فيها ساعة من نهار، و قد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، فليبلغ الشاهد الغائب، فقيل لأبي شريح: ما قال لك عمرو؟ قال: قال: أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح، إنّ الحرم لا يعيذ عاصياً، و لا فاراً بدم، و لا فاراً بجزية».

و كذلك قال حجاج: بجزية، و قال يعقوب عن أبيه عن ابن إسحاق: و لا مانع جزية.

[المنتخب من حديث كعب بن مالك]

3561- [386/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن سعد، عن أبي بن كعب بن مالك عن أبيه قال:

«كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يأكل بثلاثة أصابع، و لا يمسح يده حتّى يلعقها».

3562- [386/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد و أبو النضر قالا: أنبأنا المسعودي، عن سعد بن إبراهيم، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 103

«مثل المؤمن كالخامة من الزرع تفيّؤها الرياح، تصرعها مرة و تعدلها أخرى حتّى يأتيه أجله، و مثل الكافر مثل الأرزة المجذية على أصلها لا يقلّها شيء حتّى يكون انجعافها مرة».(1)

[المنتخب من حديث أبي رافع]

3563- [390/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن مالك قال: حدّثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي رافع:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لا استسلف من رجل بكراً، فأتته إبل من إبل الصدقة، فقال: أعطوه فقالوا: لا نجد له إلا رباعياً خياراً، قال: أعطوه، فإنّ خيار الناس أحسنهم قضاء».(2)

3564- [392/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا أبو جعفر -يعني الرازي- عن شرحبيل، عن أبي رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«أهديت له شاة فجعلها في القدر، فدخل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: ما هذا يا أبا رافع؟ فقال: شاة أهديت لنا يا رسول الله فطبختها في القدر، فقال: ناولني الذراع يا أبا رافع، فناولته الذراع، ثمّ قال: ناولني الذراع الآخر، فناولته الذراع الآخر، ثمّ قال: ناولني الذراع الآخر، فقال: يا رسول الله، إنّما للشاة ذراعان، فقال له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أما أنّك لو سكتّ لناولتني ذراعاً فذراعاً ما سكتّ، ثمّ دعا بماء فمضمض فاه و غسل أطراف أصابعه، ثمّ قام فصلّى ثمّ عاد إليهم فوجد عندهم لحما بارداً فأكل ثمّ دخل المسجد فصلّى و لم يمس الماء».

ص: 104


1- الخامة: هي الزرع أوّل ما ينبت. تفيؤها: تميلها الريح و تلقيها بالأرض كالمصروع ثمّ تقيمه يقوم على سوقه. و المجذية: الثابتة، يقال أجذى يجذى. و الانجعاف: الانقطاع، يقال: جعفت الرجل صرعته. الأرزة: تقدم المعنى في هامش حديث 860.
2- رباعيا: أي لأربع سنوات. خيارا: مختارا.

3565- [392/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان و يونس، قالا: حدّثنا حماد بن زيد قال: حدّثنا مطر عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار عن أبي رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تزوج ميمونة حلالاً، و بنى بها حلالاً، و كنت الرسول بينهما».

3566- [393/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد قال: حدّثنا الفضيل -يعني ابن سليمان- قال: حدّثنا محمّد بن أبي يحيى، عن أبي أسماء مولى بني جعفر، عن أبي رافع:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لعلي بن أبي طالب: إنّه سيكون بينك و بين عائشة أمر قال: أنا يا رسول الله؟ قال: نعم قال: أنا؟ قال: نعم، قال: فأنا أشقاهم یا رسول الله، قال: لا، و لكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها».

[حديث قارب]

3567- [393/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن ابن قارب، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:

«اللّهمّ اغفر للمحلّقين قال رجل: و المقصّرين، قال في الرابعة: و المقصّرين».

يقلله سفیان بیده، قال سفيان: و قال في تيك كأنّه يوسّع بيده.

[المنتخب من حديث طارق بن أشيم]

3568- [394/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد و سريج ابن النعمان، قالا: حدّثنا خلف، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 105

«من رآني في المنام فقد رآني».

سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام / ج 6

3569- [394/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن محمّد قال: حدّثنا مروان بن معاوية قال: حدّثنا أبو مالك الأشجعي قال: حدّثني أبي قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:

«من وحّد الله و كفر بما يعبد من دونه حرّم الله ماله و دمه، و حسابه على الله عزّ و جلّ».

[المنتخب من حديث خبّاب بن الأرت]

3570- [395/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح قال: حدّثنا أبو يونس القشيري، عن سماك بن حرب، عن عبد الله بن خباب بن الأرت قال: حدّثني أبي خبّاب ابن الأرت قال:

«إنّا لقعود على باب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم المنتظر أن يخرج لصلاة الظهر، إذ خرج علينا فقال: اسمعوا فقلنا: سمعنا، ثمّ قال: اسمعوا فقلنا: سمعنا، فقال: إنّه سيكون عليكم أمراء، فلا تعينوهم على ظلمهم، و لا تصدّقوهم بكذبهم، فإنّ من أعانهم على ظلمهم و صدّقهم بكذبهم فلن يرد عليّ الحوض».

[المنتخب من حديث مطلب بن أبي وداعة]

3571- [399/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن خالد قال: حدّثنا رباح، عن معمر، عن ابن طاوس، عن عكرمة بن خالد، عن جعفر بن المطلب ابن أبي وداعة السهمي، عن أبيه قال:

«قرأ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بمكة سورة النجم، فسجد فيها و سجد من عنده، فرفعت رأسي و أبيت أن أسجد -و لم يكن أسلم يومئذ المطلب- و كان بعد لا يسمع أحداً قرأها إلّا سجد».

ص: 106

[المنتخب من حديث معمر بن عبد الله]

3572- [400/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا عبدة بن سليمان قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن سعيد بن المسيب، عن معمر بن عبد الله العدوي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«لا يحتكر إلّا خاطئ».

3573- [400/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا أبو النضر بن بسر بن سعيد، حدّثه عن معمر بن عبد الله:

«أنّه أرسل غلاماً له بصاع من قمح، فقال له: بعه ثمّ اشتر به شعيراً، فذهب الغلام فأخذ صاعاً و زيادة بعض صاع، فلمّا جاء معمر أخبره بذلك، فقال له معمر أفعلت؟ انطلق فرده و لا تأخذ إلّا مثلاً بمثل، فإنّي كنت أسمع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: الطعام بالطعام مثلاً بمثل و كان طعامنا يومئذ الشعير، قيل: فإنّه ليس مثله، قال: إنّي أخاف أن يضارع».

[المنتخب من حديث معاوية بن حديج]

3574- [401/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن يزيد قال: حدّثنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس التجيبي من كندة، عن معاوية بن خديج قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إن كان في شيء شفاء ففي شرطة من محجم، أو شربة من عسل، أو كيّة بنار تصيب ألماً، و ما أحب أن أكتوي».

ص: 107

[المنتخب من حديث أم كلثوم بنت عقبة أم حميد بن عبد الرحمن]

3575- [403/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن صالح بن كيسان قال: حدّثنا محمّد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب: أنّ حميد بن عبد الرحمن ابن عوف أخبره: أنّ أمه أم كلثوم بنت عقبة أخبرته: أنّها سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:

«ليس الكذّاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً، و قالت: لم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلّا في ثلاث: في الحرب، و الإصلاح بين الناس، و حديث الرجل امرأته، و حديث المرأة زوجها. و كانت أم كلثوم بنت عقبة من المهاجرات اللاتي بايعن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم».

3576- [403/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أيمة بن خالد قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري، عن عمه الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه أنّها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ»(1) تعدل ثلث القرآن».

[المنتخب من حديث ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصاري]

3577- [405/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا الوليد قال: حدّثتني جدتي، عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصاري، و كانت قد جمعت القرآن، و كان النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قد أمرها أن تؤم أهل دارها، و كان لها مؤذّن، و كانت تؤم أهل دارها

ص: 108


1- سورة التوحيد: 1.

3578- [405/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح و محمّد بن مصعب قالا: حدّثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم معقل الأسدية أنّها قالت:

«يا رسول الله، إنّي أريد الحجّ، و جملي أعجف، فما تأمرني؟ قال: اعتمري في رمضان، فإنّ عمرة في رمضان تعدل حجّة».(1)

3579- [406/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن يحيى الأنصاري، عن أبي زيد مولى ثعلبة، أخبره عن معقل ابن أبي معقل الأنصاري، من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم حدّثه:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم نهى أن تستقبل القبلتان للغائط و البول».

(المنتخب من حديث أم عطية الأنصارية اسمها نسيبة)

3580- [407/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن خالد، عن حفصة، عن أم عطية قالت:

«بعث إليّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بشاة من الصدقة، فبعثت إلى عائشة بشيء منها، فلمّا جاء

رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى عائشة قال: هل عندكم من شيء؟ قالت: لا، إلا أنّ نسيبة بعثت

إلينا من الشاة التي بعثتم بها إليها، فقال: إنّها قد بلغت محلها».

3581- [408/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير قال: حدّثنا هشام، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

ص: 109


1- أعجف: أي بلغ به الهزال النهاية.

«لا يحدّ على ميت فوق ثلاث إلّا المرأة، فإنّها تحدّ على زوجها أربعة أشهر و عشراً، لا تلبس ثوبا مصبوغاً إلّا ثوب عصب، و لا تكتحل، و لا تطيب إلّا عند أدنى طهرتها نبذة من قسط و أظفار».(1)

[المنتخب من حديث خولة بنت حكيم]

3582- [409/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع عن سفيان، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن خولة بنت حكيم:

«أنّها سألت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل؟ فقال: ليس عليها غسل حتّى ينزل الماء، كما أنّ الرجل ليس عليه غسل حتّى ينزل».

[حديث خولة بنت ثعلبة]

3583- [410/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سعد بن إبراهيم و يعقوب: قالا حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق قال: حدّثني معمر بن عبد الله ابن حنظلة، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن خولة بنت ثعلبة قالت:

«و الله فيّ و في أوس بن صامت أنزل الله عزّ و جلّ صدر سورة المجادلة، قالت: كنت عنده و كان شيخاً كبيراً قد ساء خلقه و ضجر، قالت: فدخل عليّ يوماً فراجعته بشيء، فغضب فقال: أنت عليّ كظهر أمي، قالت: ثمّ خرج فجلس في نادي قومه ساعة، ثمّ دخل عليّ فإذا هو يريدني على نفسي، قالت: فقلت: كلا، و الذي نفس خويلة بيده لا تخلص إليّ و قد

ص: 110


1- ثوب عصب: هو بالإضافة برود اليمن يعصب غزلها أي يربط ثمّ يصبغ ثمّ ينسج معصوباً فيخرج موشی لبقاء ما عصب منه أبيض لم ينصبغ و إنّما ينصبغ السدي دون اللحمة. نبذة: هي القطعة من الشيء، و تطلق على الشئ اليسير. القسط و الاظفار: نوعان معروفان من البخور و ليسا من مقصود الطيب، رخص فيه للمغتسلة من الحيض لإزالة الرائحة الكريهة تتبع به أثر الدم لا للتطيب.

قلت ما قلت حتّى يحكم الله و رسوله فينا بحكمه، قالت: فواثبني و امتنعت منه، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته عني، قالت: ثمّ خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابها، ثمّ خرجت حتّى جئت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه، فجعلت أشكو إليه صلّى الله عليه و آله و سلّم ما ألقى من سوء خلقه، قالت: فجعل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: يا خويلة، ابن عمك شيخ كبير، فاتقي الله فيه.

قالت فو الله ما برحت حتّى نزل فيّ القرآن، فتغشّى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ما كان يتغشّاه ثمّ سرّي عنه، فقال لي: يا خويلة، قد أنزل الله فيك و في صاحبك، ثمّ قرأ عليّ: «قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَ تَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَ اللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِير»... إلى قوله: «وَ لِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيم»(1)، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: مريه فليعتق رقبة قالت: فقلت و الله يا رسول الله، ما عنده ما يعتق، قال: فليصم شهرين متتابعين قالت: فقلت و الله يا رسول الله، إنّه شيخ كبير ما به من صيام، قال: فليطعم ستين مسكيناً و سقاً من تمر قالت: قلت: و الله يا رسول الله، ما ذاك عنده، قالت: فقال رسول الله : فإنّا سنعينه بعرق من تمر قالت: فقلت: و أنا يا رسول الله، سأعينه بعرق آخر قال: قد أصبت و أحسنت، فاذهبي فتصدقي عنه، ثمّ استوصي بابن عمك خيراً، قالت: ففعلت».

قال عبد الله: قال أبي: قال سعد: العرق الصن.(2)

[المنتخب من حديث فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس]

3584- [411/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي بكر بن أبي الجهم بن صخير العدوي، قال: سمعت

ص: 111


1- سورة المجادلة: 1-4.
2- الصن: الزبيل الكبير.

فاطمة بنت قيس تقول:

«طلّقني زوجي ثلاثاً، فما جعل لها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم سكنى و لا نفقة».

3585- [412/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا عبد الواحد قال: حدّثنا حجاج بن أرطاة قال: حدّثنا عطاء، عن ابن عباس قال: حدّثتني فاطمة بنت قيس:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لم يجعل لها سكنى و لا نفقة».

3586- [413/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني عمران بن أبي أنس أخو بني عامر بن لؤي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس قالت:

«كنت عند أبي عمرو بن حفص بن المغيرة، و كان قد طلقني تطليقتين، ثمّ إنّه سار مع علي بن أبي طالب إلى اليمن حين بعثه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إليه، فبعث إليّ بتطليقتي الثالثة، و كان صاحب أمره بالمدينة عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة، قالت: فقلت له: نفقتي و سكناي؟ فقال: ما لك علينا من نفقة ولا سكني، إلا أن نتطوّل عليك من عندنا بمعروف نصنعه، قالت: فقلت: لئن لم يكن لي، ما لي به من حاجة، قالت: فجئت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأخبرته خبري و ما قال لي عياش، فقال: صدق، ليس لك عليهم نفقة و لا سكنى، و ليست له فيك ردة، و عليك العدة، فانتقلي إلى أم شريك ابنة عمك فكوني عندها حتّى تحلّي.

قالت: ثمّ قال: لا، تلك امرأة يزورها إخوتها من المسلمين، و لكن انتقلي إلى ابن عمك ابن أم مكتوم، فإنّه مكفوف البصر، فكوني عنده، [فإذا حللت] فلا تفوتيني بنفسك، قالت: و الله ما أظن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حينئذ يريدني إلّا لنفسه، قالت: فلمّا حللت خطبني على أسامة بن زيد فزوجنيه».

ص: 112

قال أبو سلمة: أملت عليّ حديثها هذا و كتبته بيدي.

3587- [414/6] حدّثنا عبد الله حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله:

«أنّ أبا عمرو بن حفص بن المغيرة خرج مع علي بن أبي طالب إلى اليمن، فأرسل إلى فاطمة بنت قيس بتطليقة كانت بقيت من طلاقها، و أمر لها الحارث بن هشام و عياش بن أبي ربيعة بنفقة، فقالا لها: و الله ما لك من نفقة، إلّا أن تكوني حاملاً، فأتت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فذكرت ذلك له قولهما، فقال: لا، إلّا أن تكوني حاملاً، و استأذنته للانتقال، فأذن لها، فقالت: أين ترى يا رسول الله؟ فقال: إلى ابن أم مكتوم -و كان أعمى تضع ثيابها عنده و لا يراها- فلمّا مضت عدتها أنكحها النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أسامة بن زيد، فأرسل إليها مروان قبيصة بن ذؤيب يسألها عن هذا الحديث، فحدّثته به، فقال مروان: لم نسمع بهذا الحديث إلّا من امرأة، سنأخذ بالعصمة التي وجدنا الناس عليها، فقالت فاطمة حين بلغها قول مروان: بيني و بينكم القرآن، قال الله عزّ و جلّ: «لا يُخرجُوهُنَّ من بُيُوتِهِنَّ وَ لَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ» .... حتّى بلغ: «لَعَلَّ اللهَ يُحدِثُ بَعْدَ ذلكَ أَمْرًا»(1) قالت: هذا لمن(2) كان له مراجعة، فأي أمر يحدّث بعد الثلاث؟».

[حديث أم أيمن]

3588- [421/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الوليد بن مسلم قال: أنبأنا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أم أيمن: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«لا تتركي الصلاة متعمداً(3)، فإنّه من ترك الصلاة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله و رسوله».

ص: 113


1- سورة الطلاق: 1.
2- في الأصل: (إن).
3- كذا، و في بعض النسخ: (لا تترك الصلاة محمّداً).

[حديث امرأة]

3589- [421/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثني ديلم أبو غالب القطان قال: حدّثني الحكم بن حجل قال: حدّثتني أم الكرام:

«أنّها حجّت، قالت: فلقيت امرأة بمكة كثيرة الحشم ليس عليهنّ حُلي إلّا الفضة، فقلت لها: ما لي لا أرى على أحد من حشمك حليّاً إلّا الفضة؟! قالت: كان جدي عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و أنا معه عليّ قرطان من ذهب، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: شهابان من نار، فنحن أهل البيت ليس أحد منّا يلبس حُليّاً إلّا الفضة».

[المنتخب من حديث حبيبة بنت أبي تجزئة]

3590- [421/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، قال: حدّثنا عبد الله ابن المؤمل، عن عمر بن عبد الرحمن قال: حدّثنا عطاء، عن حبيبة بنت أبي تجزئة قالت:

«دخلنا على دار أبي حسين في نسوة من قريش و النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يطوف بين الصفا و المروة، قالت: و هو يسعى يدور به إزاره من شدة السعي، و هو يقول لأصحابه: اسعوا، إنّ الله كتب عليكم السعي».

[المنتخب من حديث أم حبيبة]

3591- [427/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، حدّثنا عبد الله عبد الله بن المبارك، عن معمر قال أبي و علي بن إسحاق، أنبأنا عبد الله، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن أم حبيبة:

«أنّها كانت تحت عبيد الله بن جحش، و كان أتى النجاشي -و قال علي بن إسحاق: و كان رحل إلى النجاشي- فمات، و أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تزوج أم حبيبة و إنّها

ص: 114

بأرض الحبشة، زوجها إيّاه النجاشي و مهرها أربعة آلاف، ثمّ جهزها من عنده و بعث بها إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم مع شرحبيل ابن حسنة، و جهازها كله من عند النجاشي، و لم يرسل إليها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بشيء، و كان مهور أزواج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أربعمائة درهم».

[المنتخب من حديث سودة بنت زمعة]

3592- [429/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي أبو عبد الصمد، حدّثنا منصور، عن مجاهد، عن مولى لابن الزبير يقال له يوسف ابن الزبير بن يوسف عن ابن الزبير، عن سودة بنت زمعة قالت:

«جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: إنّ أبي شيخ كبير لا يستطيع أن يحجّ، قال: أرأيتك لو كان على أبيك دين فقضيته عنه قُبِل منك؟ قال: نعم، قال صلّى الله عليه و آله و سلّم: فالله أرحم، حجّ عن أبيك.

[المنتخب من حديث جويرية بنت الحارث]

3593- [429/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن عبيد بن السباق، عن جويرية بنت الحارث قالت:

«دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ذات يوم، فقال: هل من طعام؟ قلت: لا، إلّا عظماً

أعطيته مولاة لنا من الصدقة، قال صلّى الله عليه و آله و سلّم: فقربيه، فقد بلغت محلها».

[المنتخب من حديث أم سليم]

3594- [430/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة و حجاج، حدّثني شعبة قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس بن مالك، عن أم سليم آنها قالت:

ص: 115

«يا رسول الله، أنس خادمك ادع الله له، قال: فقال صلّى الله عليه و آله و سلّم: اللّهم أكثر ماله و ولده، و بارك له فيما أعطيته».

قال حجاج في حديثه: قال: فقال أنس: أخبرني بعض ولدي أنّه قد دفن من ولدي و ولد ولدي أكثر من مائة.

3595- [430/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر و روح المعني قالا: حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن عكرمة:

«أنّه كان بين ابن عباس و زيد بن ثابت في المرأة تحيض بعد ما تطوف بالبيت يوم النحر مقاولة في ذلك، فقال زيد: لا تنفر حتّى يكون آخر عهدها بالبيت، و قال ابن عباس: إذا طافت يوم النحر و حلّت لزوجها نفرت إن شاءت و لا تنتظر، فقالت الأنصار: يا ابن عباس، إنّك إذا خالفت زيداً لم نتابعك، فقال ابن عباس: سلوا أم سليم، فسألوها عن ذلك؟ فأخبرت أنّ صفية بنت حيي بن أخطب أصابها ذلك، فقالت عائشة: الخيبة لك، حبستينا، فذكر ذلك لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فأمرها أن تنفر، و أخبرت أم سليم أنّها لقيت ذلك، فأمرها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أن تنفر».(1)

3596- [431/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا هشام، عن قتادة، عن عكرمة قال:

«أنّ زيد بن ثابت و ابن عباس اختلفا في المرأة تحيض بعد الزيارة في يوم النحر بعد ما طافت بالبيت، فقال زيد: يكون آخر عهدها الطواف بالبيت، و قال ابن عباس: تنفر إن شاءت، فقال الأنصار: لا نتابعك يا ابن عباس و أنت تخالف زيداً، و قال: و اسألوا صاحبتكم أم سليم، فقالت: حضت بعد ما طفت بالبيت يوم النحر، فأمرني رسول

ص: 116


1- مقاولة: أصلها من القيل و القال.

المنتخب من مسند القبائل

الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أن أنفر، و حاضت صفية فقالت لها عائشة: الخيبة لك، إنّك لحابستنا، فذكر ذلك للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: مروها فلتنفر».

[المنتخب من حديث درة بنت أبي لهب]

3597- [432/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الملك، حدّثنا شريك، عن سماك، عن عبد الله بن عميرة، عن زوج درة بنت أبي لهب، عن درة بنت أبي لهب قالت:

«قام رجل إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو على المنبر، فقال: يا رسول الله، أيّ الناس

خير؟ فقال صلّى الله عليه و آله و سلّم: خير الناس أقرؤهم، و اتقاهم، و آمرهم بالمعروف، و أنهاهم عن المنكر، و أوصلهم للرحم».

[المنتخب من حديث حواء جدة عمرو بن معاذ]

3598- [434/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، أنبأنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن معاذ الأشهلي، عن جدته أنّها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«يا نساء المؤمنات، لا تحقرنّ إحداكنّ لجارتها و لو كراع شاة محرق».

3599- [435/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي عبد الملك بن عمرو، حدّثنا زهير ابن محمّد، عن زيد، عن عمرو بن معاذ الأنصاري قال:

«إنّ سائلاً وقف على بابهم، فقالت له جدته حواء: أطعموه تمراً، قالوا: ليس عندنا، قالت فاسقوه سويقاً، قالوا: العجب لك، نستطيع أن نطعمه ما ليس عندنا، قالت: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: لا تردوا السائل و لو بظلف محرق».

ص: 117

[المنتخب من حديث امرأة من بني عبد الأشهل]

3600- [435/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا إسرائيل، عن عبد الله بن عيسى، عن موسى بن عبد الله بن يزيد، عن امرأة من بني عبد الأشهل أنّها قالت:

«قلت لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إنّي أمر في طريق ليس بطيب، فقال: أليس ما بعده

أطيب منه؟ قالت: بلى، قال: إنّ هذه تذهب بذلك».

[حديث امرأة]

3601- [437/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمّد بن إسحاق عن ابن ضمرة بن سعيد، عن جدته، عن امرأة من نسائهم -و كانت قد صلّت القبلتين مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم- قالت:

«دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: اختضبي، تترك إحداكنّ الخضاب حتّى تكون

يدها كيد الرجل، قالت: فما تركت الخضاب حتّى لقيت الله تعالى، و إن كانت لتختضب و هي بنت ثمانين».

[حديث أم جميل بنت المجلل]

3602- [437/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس و يونس بن محمّد قالا: حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: إبراهيم بن أبي العباس بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب قال: حدّثني أبي، عن جده محمّد بن حاطب، عن أمه أم جميل بنت المجلل قالت:

ص: 118

«أقبلت بك من أرض الحبشة، حتّى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك طبيخاً، ففني الحطب فخرجت أطلبه، فتناولت القدر فانكفأت على ذراعك، فأتيت بك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقلت: بأبي أنت و أمي يا رسول الله، هذا محمّد بن حاطب، فتفل في فيك و مسح على رأسك و دعا لك، و جعل يتفل على يدك و يقول: أذهب البأس ربّ الناس، و اشف و أنت الشافي، لا شفاء إلّا شفاءك، شفاء لا يغادر سقماً، قالت: فما قمت بك من عنده حتّى برأت يدك».

[المنتخب من حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها]:

3603- [438/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن نمير قال: حدّثنا موسى الجهني قال: حدّثتني فاطمة بنت علي قالت: حدّثتني أسماء بنت عميس، قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:

«يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه ليس بعدي نبي».

[حديث أم فروة عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم]:

3604- [440/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا عبد الله بن عمر، عن القاسم بن غنام، عن أهل بيته، عن جدته أم فروة:

«أنّها سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم -و سأله رجل عن أفضل الأعمال؟ فقال رسول

الله صلّى الله عليه و آله و سلّم- الصلاة لأوّل وقتها».

[تمام حديث أم كرز]

3605- [440/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو بكر الحنفي قال: حدّثنا أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أم كرز الخزاعية قالت:

ص: 119

«أتي النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بغلام، فبال عليه، فأمر به فنضح، و أتي بجارية، فبالت عليه،

فأمر به فغسل».

(المنتخب من حديث أبي الدرداء عويمر)

3606- [440/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني قال: حدّثنا أبو الأحوص حكيم بن عمير و حبیب بن عبيد، عن أبي الدرداء: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«لا يدع رجل منكم أن يعمل الله ألف حسنة، حين يصبح يقول: سبحان الله و بحمده مائة مرة، فإنّها ألف حسنة، فإنّه لا يعمل إن شاء الله مثل ذلك في يومه من الذنوب، و يكون ما عمل من خير سوى ذلك وافراً».

3607- [440/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي مريم قال: حدّثني حميد بن عقبة بن رومان، عن أبي الدرداء، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

من زحزح عن طريق المسلمين شيئاً يؤذيهم كتب الله له به حسنة، و من كتب الله له عنده حسنة أدخله الله بها الجنّة».

3608- [440/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو اليمان قال: حدّثنا أبو بكر، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي الدرداء، عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

«إنّ الله تصدّق عليكم بثلث أموالكم عند وفاتكم».

3609- [441/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو جعفر السويدي قال: حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا سليمان بن عتيبة الدمشقي قال: سمعت يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس عائذ الله، عن أبي الدرداء، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

ص: 120

«لا يدخل الجنّة عاق، و لا مدمن خمر، و لا مكذّب بقدر».

3610- [441/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي، عن أبيه قال: حدّثني أخ لعدي بن أرطاة، عن رجل، عن أبي الدرداء قال:

«عهد إلينا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أنّ أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلون».

3611- [441/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هيثم و سمعته أنا منه قال: حدّثنا أبو الربيع، عن يونس، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«خلق الله آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى فأخرج ذرية بيضاء كأنّهم الذر، و ضرب كتفه اليسرى فأخرج ذرية سوداء كأنّهم الحمم، فقال للذي في يمينه: إلى الجنّة و لا أبالي، و قال للذي في كفه اليسرى: إلى النار و لا أبالي».

3612- [441/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هيثم قال: حدّثنا أبو ربيع، عن يونس، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«لكل شيء حقيقة، و ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتّى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، و ما أخطأه لم يكن ليصيبه... الحديث».

3613- [442/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى و سلمان ابن حرب قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن سلمة بن زيد، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء، أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«ما أظلّت الخضراء و لا أقلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذره».

3614- [442/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن غيلان قال: حدّثنا رشدين قال: حدّثني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عمر الدمشقي: أنّ مخبراً أخبره عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء أنه قال:

ص: 121

«سجدت مع النبي إحدى عشرة سجدة منهنّ سجدة النجم».

3615- [442/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن بكر قال: حدّثنا ميمون -يعني أبا محمّد المرائي التميمي- قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثير، عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال:

«صحبت أبا الدرداء أتعلّم منه، حضره الموت قال: آذن الناس بموتي، فآذنت الناس بموته، فجئت و قد ملئ الدار و ما سواه، قال: فقلت: قد آذنت الناس بموتك و قد ملئ الدار و ما سواه، قال: أخرجوني، فأخرجناه، قال: أجلسوني، قال: فأجلسناه، قال: يا أيها الناس أنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: من توضّأ فأسبغ الوضوء ثمّ صلّى ركعتين يتمهما أعطاه الله ما سأل معجلاً أو مؤخراً، قال أبو الدرداء: يا أيها الناس إياكم و الالتفات فإنّه لا صلاة للملتفت فإن غلبتم في التطوع فلا تغلبنّ في الفريضة».

3616- [443/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد قال: أنبأنا أبو يعقوب -يعني إسحاق بن عثمان الكلابي- قال: سمعت خالد بن دريك يحدّث، عن أبي الدرداء يرفع الحديث إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«لا يجمع الله في جوف رجل غباراً في سبيل الله و دخان جهنم، و من اغبرت قدماه في سبيل الله حرّم الله سائر جسده على النار، و من صام يوماً في سبيل الله باعد الله عنه النار مسيرة ألف سنة للراكب المستعجل، و من جرح جراحة في سبيل الله ختم له بخاتم الشهداء، له نور يوم القيامة، لونها مثل لون الزعفران، و ريحها مثل ريح المسك، يعرفه بها الأوّلون و الآخرون يقولون: فلان عليه طابع

الشهداء، و من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنّة».

ص: 122

3617- [444/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن بحر قال: حدّثنا بقية قال: حدّثنا ثابت بن عجلان قال: حدّثني القاسم مولى بني يزيد، عن أبي الدرداء:

«أنّ رجلاً مرّ به و هو يغرس غرساً بدمشق، فقال له: أتفعل هذا و أنت صاحب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ فقال: لا تعجل علَيّ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: من غرس غرساً لم يأكل منه آدميٌّ و لا خلق من خلق الله عزّ و جلّ إلّا كان له صدقة... الحديث».

3618- [444/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمر بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة و الصيام و الصدقة؟ قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين، و فساد ذات البين هي الحالقة».

[المنتخب من بقية حديث أبي الدرداء]

3619- [446/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن الحكم قال: سمعت أبا عمر الصيني، عن أبي الدرداء:

«أنّه إذا كان نزل به ضيف قال: يقول له أبو الدرداء: مقيم فنسرج أو ظاعن فنعلف؟ قال: فإن قال له: ظاعن، قال: ما أجد لك شيئاً خيراً من شيء أمرنا به رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، قلنا: يا رسول الله، ذهب الأغنياء بالأجر يحجّون و لا نحجّ، و يجاهدون و لا نجاهد، و كذا و كذا، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: ألا أدلكم على شيء إن أخذتم به جئتم من أفضل ما يجيء به أحد منهم: أن تكبّروا الله أربعاً و ثلاثين، و تسبّحوه ثلاثاً و ثلاثين، و تحمدوه ثلاثاً و ثلاثين في دبر كل صلاة».

ص: 123

3620- [446/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة قال: سمعت القاسم بن أبي، عن عطاء الكيخاراني، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن».

3621- [447/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج بن محمّد، حدّثنا أبو معشر، عن موسى بن عقبة، عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عباس، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«ألا أخبركم بخير أعمالكم، و أزكاها عند مليككم، و أرفعها لدرجاتكم، و خير لكم من إعطاء الذهب و الورق، و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا رقابهم، و يضربون رقابكم: ذكر الله عزّ و جلّ».

3622- [447/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء -مثل حديث زيد بن وهب عن أبي ذر- عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

«من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنّة، إلّا أنّ فيه: و إن رغم أنف أبي الدرداء».

3623- [448/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن مالك عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار:

«أنّ معاوية اشترى سقاية من فضة بأقل من ثمنها أو أكثر، قال: فقال أبو الدرداء: نهى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن مثل هذا إلا مثلاً بمثل».

3624- [449/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، عن ليث، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«من ردّ عن عرض أخيه المسلم كان حقاً على الله عزّ و جلّ أن يرد عنه نار جهنم

ص: 124

يوم القيامة».

3625- [451/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال:

«قدمنا إلى الشام، فأتانا أبو الدرداء، فقال: أفيكم أحد يقرأ عليّ قراءة عبد الله؟ فأشاروا إليّ، قال: قلت: نعم، أنا، فقال: كيف سمعت عبد الله يقرأ هذه الآية: «وَ اللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَ النَّهَارِ إِذَا تجلَّى»(1) قال: قلت: سمعته يقرأ: (و الليل إذا يغشى و النهار إذا تجلى و الذكر و الأنثى)، قال: و أنا و الله هكذا سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقرؤها، و هؤلاء يريدون أن أقرأ: (و ما خلق) فلا أتابعهم».

[المنتخب من حديث أسماء ابنة يزيد]

3626- [452/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن ابن أبي حسين، سمع شهراً يقول: سمعت أسماء بنت يزيد -إحدى نساء بني الأشهل- تقول:

«مرّ بنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و نحن في نسوة، فسلّم علينا و قال: إيّاكنّ و كفر المنعّمين، فقلنا: يا رسول الله، و ما كفر المنعّمين؟ قال: لعلّ إحداكنّ أن تطول أيمتها بين أبويها و تعنس، فيرزقها الله عزّ و جلّ زوجاً و يرزقها منه مالاً و ولداً فتغضب الغضبة، فراحت تقول: ما رأيت منه يوماً خيراً قط».

و قال مرة: خيراً قط.(2)

3627- [453/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا داود الأودي، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد قالت:

ص: 125


1- سورة الليل: 1-2.
2- أيمتها: من الأیم، تقدم المعنى في هامش حديث 257.

«أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لأبايعه، فدنوت و عليّ سواران من ذهب، فبصر ببصيصهما، فقال: ألقي السوارين يا أسماء، أما تخافين أن يسوّرك الله بسوار من نار؟ قالت: فألقيتهما، فما أدري من أخذهما».

3628- [453/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عبد الحميد، عن شهر بن حوشب، عن أسماء قالت:

«توفي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و درعه مرهونة».

3629- [453/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن بكار، حدّثنا عبد الحميد بن بهرام الفزاري، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد مثله.

3630- [454/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا داود بن عبد الرحمن، عن ابن خثیم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد أنّها سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يخطب يقول:

«يا أيها الذين آمنوا ما يحملكم على أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار؟ كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث خصال: رجل كذب على امرأته ليرضيها، أو رجل كذب في خديعة حرب، أو رجل كذب بين امرأين مسلمين ليصلح بينهما».(1)

3631- [454/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا هاشم -هو ابن القاسم-، حدّثنا عبد الحميد قال: حدّثنا شهر بن حوشب قال: حدّثتني أسماء بنت يزيد:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم جمع نساء المسلمين للبيعة، فقالت له أسماء: ألا تحسر لنا عن يدك يا رسول الله؟ فقال لها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إنّي لست أصافح النساء، و لكن

ص: 126


1- التتابع: التهافت في الأمر. و الفراش: تقدم المعنى في هامش حديث 1967

آخذ عليهنّ، و في النساء خالة لها عليها قُلبان من ذهب و خواتيم من ذهب، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: يا هذه، هل يسرّك أن يحلّيك الله يوم القيامة من جمر جهنم سوارين و خواتيم؟ فقالت: أعوذ بالله يا نبي الله، قالت: قلت: يا خالتي اطرحي ما عليك، فطرحته، فحدّثتني أسماء: و الله يا بنيّ لقد طرحته فما أدري من لقطه من مكانه، و لا التفت منّا أحد إليه، قالت أسماء فقلت: يا نبي الله، إنّ إحداهنّ تصلف عند زوجها إذا لم تملّح له أو تحلّى له، فقال نبي الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: ما على إحداكنّ أن تتخذ قرطين من فضة، و تتخذ لها جمانتين من فضة فتدرجه بين أناملها بشيء من زعفران، فإذا هو كالذهب يبرق».(1)

3632- [455/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا عبد الحميد، حدّثني شهر بن حوشب قال: حدّثتني أسماء بنت يزيد:

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: الخيل في نواصيها الخير معقود أبداً إلى يوم القيامة، فمن ربطها عدة في سبيل الله و أنفق عليها احتساباً في سبيل الله، فإنّ شبعها و جوعها و ریّها و ظمأها و أرواثها و أبوالها فلاح في موازينه يوم القيامة، و من ربطها رياء و سمعة و فرحاً و مرحاً فإنّ شبعها و جوعها و ریّها و ظمأها و أرواثها و أبوالها خسران في موازينه يوم القيامة».

3633- [455/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا أبو معاوية -يعني شيبان- عن ليث، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد قالت:

«إنّي لآخذة بزمام العضباء -ناقة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم- إذ أنزلت عليه المائدة كلها،

فكادت من ثقلها تدق بعضد الناقة».

ص: 127


1- صلفت المرأة عند زوجها تصلف صلفاً فهي صلفة من نساء صلفات و صلائف إذا لم تحظ عنده و أبغضها.

3634- [457/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم قال: حدّثنا عبد الحميد قال: حدّثنا شهر بن حوشب قال: حدّثتني أسماء بنت يزيد:

«أنّ رسول الله توفي يوم توفي و درعه مرهونة عند رجل من اليهود بوسق من شعير».

3635- [457/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم قال: حدّثنا عبد الحميد قال: حدّثنا شهر قال: حدّثتني أسماء بنت يزيد:

«أنّ أبا ذر الغفاري كان يخدم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فإذا فرغ من خدمته آوى إلى المسجد، فكان هو بيته يضطجع فيه، فدخل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم المسجد ليلة فوجد أبا ذر نائماً منجدلاً في المسجد، فنكته رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم برجله حتّى استوى جالساً، فقال له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: ألا أراك نائم؟ قال أبو ذر: يا رسول الله، فأين أنام؟ هل لي من بيت غيره؟ فجلس إليه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال له: كيف أنت إذا أخرجوك منه؟ قال: إذاً الحق بالشام، فإنّ الشام أرض الهجرة و أرض المحشر و أرض الأنبياء، فأكون رجلاً من أهلها، قال له: كيف أنت إذا أخرجوك من الشام؟ قال: إذاً أرجع إليه فيكون هو بيتي و منزلي، قال له: كيف أنت إذا أخرجوك منه الثانية؟ قال: إذاً آخذ سيفي فأقاتل عني حتّى أموت، قال: فكشر إليه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأثبته بيده، قال: أدلك على خير من ذلك قال: بلى، بأبي أنت و أمي يا نبي الله، قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: تنقاد لهم حيث قادوك، و تنساق لهم حيث ساقوك، حتّى تلقاني و أنت على ذلك».(1)

3636- [459/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عبد الحميد ابن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«إنّي لست أصافح النساء».

ص: 128


1- منجدلا: أي ملقى على الأرض الكشر: ظهور الأسنان للضحك.

3637- [459/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ابن خثیم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد:

«أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: ألا أخبركم بخياركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال الذين إذا رُؤوا ذُكر الله تعالى، ثم قال: ألا أخبركم بشراركم؟ المشّاءون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت».(1)

3638- [460/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا داود بن مهران الدباغ، حدّثنا داود -يعني العطار- عن ابن خشيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت یزید: أنّها سمعت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:

«من شرب الخمر لم يرض الله عنه أربعين ليلة فإن مات مات كافراً، و إن تاب تاب الله عليه، و إن عاد كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال، قالت: قلت: يا رسول الله، و ما طيبة الخبال؟ قال: صديد أهل النار».

3639- [461/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن بكر، أنبأنا عبيد الله ابن أبي زياد قال: حدّثنا شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:

«من ذب عن لحم أخيه في الغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار».

3640- [461/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سويد بن عمر، حدّثنا أبان -يعني العطار- و قال: حدّثني يحيى بن أبي كثير، عن محمود بن عمرو، عن أسماء بنت يزيد: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«من بنى لله مسجداً فإنّ الله يبني له بيتاً أوسع منه في الجنّة».

ص: 129


1- العنت: المشقة، و الفساد، و الهلاك، و الإثم، و الغلط، و الخطأ، و الزنا. كل ذلك قد جاء و أطلق العنت عليه و الحديث يحتمل كلها.

[حديث أم سلمى]

3641- [461/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد الله بن علي بن أبي رافع، عن أبيه، عن أم سلمى قالت:

«اشتكت فاطمة شكواها التي قبضت فيه، فكنت أمرّضها، فأصبحت يوماً كأمثل ما رأيتها في شكواها تلك، قالت: و خرج علي لبعض حاجة، فقالت: يا أمه، اسكبي لي غسلاً، فسكبت لها غسلاً، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثمّ قالت: يا أمه، أعطني ثيابي الجدد، فأعطيتها فلبستها، ثمّ قالت يا أمه، قدّمي لي فراشي وسط البيت ففعلت، فاضطجعت و استقبلت القبلة و جعلت يدها تحت خدها، ثمّ قالت: يا أمه، إنّي مقبوضة الآن، و قد تطهّرت فلا يكشفني أحد، فقبضت مكانها. قالت: فجاء علي فأخبرته».

3642- [462/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر الوركاني، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن إسحاق، فذكر نحوه مثله.

[المنتخب من حديث أم شريك]

3643- [462/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا يونس، حدّثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن أم شريك:

«أنّها كانت ممن وهبت نفسها للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم».

[المنتخب من حديث صفوان بن أمية]

3644- [465/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا شريك، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أمية بن صفوان بن أمية، عن أبيه:

ص: 130

«أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم استعار منه يوم حنين أدرعاً، فقال: أغصباً يا محمّد؟ قال: بل عارية مضمونة، قال: فضاع بعضها، فعرض عليه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أن يضمنها له، قال أنا اليوم يا رسول الله في الإسلام أرغب».

3645- [465/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد -يعني ابن أبي عروبة- عن قتادة، عن عطاء، عن طارق بن مرقع، عن صفوان بن أمية:

«أنّ رجلاً سرق برده، فرفعه إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فأمر بقطعه، فقال: يا رسول الله قد تجاوزت عنه، قال: فلولا كان هذا قبل أن تأتيني به يا أبا وهب فقطعه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم».

3646- [465/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا وهیب قال: حدّثنا ابن طاووس، عن أبيه، عن صفوان بن أمية أنّه قيل له:

«أنّه لا يدخل الجنّة إلّا من هاجر، قال: فقلت: لا أدخل منزلي حتّى آتي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأسأله، فأتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقلت: یا رسول الله، إنّ هذا سرق خميصة لي لرجل معه، فأمر بقطعه، فقال: يا رسول الله، إنّي قد وهبتها له، قال: فهلّا قبل أن تأتيني به، قال: فقلت: يا رسول الله، إنّهم يقولون: لا يدخل الجنة إلّا من هاجر، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لا هجرة بعد فتح مكة، و لكن جهاد و نية، و إذا استنفرتم فانفروا»(1)

3647- [466/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان -یعني النهدي- عن عامر بن مالك، عن صفوان بن

ص: 131


1- خميصة: أي ثوب خز أو صوف مربع معلم.

أمية، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:

«الطاعون شهادة، و الغرق شهادة، و البطن شهادة، و النفساء شهادة».

3648- [466/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن معاوية، عن عثمان بن أبي سليمان قال: قال صفوان بن أمية:

«رآني رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و أنا آخذ اللحم عن العظم بيدي، فقال: يا صفوان،

قلت: لبيك قال: قرّب اللحم من فيك فإنّه أهنا و أمراء».

[حديث شداد بن الهاد]

3649- [467/6] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا جرير بن حازم قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب، عن عبيد الله بن شداد، عن أبيه قال:

«خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في إحدى صلاة العشي -الظهر أو العصر- و هو حامل حسن أو حسين، فتقدم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فوضعه، ثم كبّر للصلاة، فصلّى فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها، قال: إنّي رفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو ساجد، فرجعت في سجودي، فلمّا قضى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم الصلاة قال الناس: يا رسول الله، إنّك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها حتّى ظننا أنّه قد حدّث أمر و أنّه يوحى إليك، قال: كل ذلك لم يكن، و لكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجّله حتّى يقضي حاجته».

ص: 132

يقول الفقير إلى الله الغني شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذا آخر ما انتخبته من الجزء السادس من الطبعة الأولى من مسند الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني المروزي، و اتفق لي الفراغ في الثالث من شهر شوّال من سنة 1376 الست و السبعين بعد الثلاثمائة و الألف من الهجرة المقدّسة، بمشهد سيّدي و مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه و على من يحبه أفضل الصلاة و السلام و أكمل التحية و الإكرام.

ص: 133

ص: 134

فهرس الكتاب

ص: 135

ص: 136

فهرس الكتاب

مقدمة...3

المنتخب من حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه...5

حديث الوليد بن الوليد...6

المنتخب من حديث سعد بن عبادة...6

المنتخب من حديث أبي بصرة الغفاري...7

بقية حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه...7

المنتخب من حديث أبي رافع...8

المنتخب من حديث صهيب...11

المنتخب من مسند فضالة بن عبيد الأنصاري...12

المنتخب من حديث عوف بن مالك...14

المنتخب من مسند السيدة عائشة...15

المنتخب من أحاديث فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم...60

المنتخب من حديث حفصة أم المؤمنين...63

ص: 137

المنتخب من حديث بعض أزواج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم...64

المنتخب من حديث أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم...65

المنتخب من حديث زينب زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم...81

المنتخب من حديث جويرية زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم...81

المنتخب من حديث أم حبيبة بنت أبي سفيان...82

المنتخب من حديث خنساء بنت خذام...83

المنتخب من حديث ميمونة الهلالية زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم...83

المنتخب من حديث صفية أم المؤمنين رضي الله عنها...86

المنتخب من حديث أم الفضل بن عباس...86

المنتخب من حديث أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها...87

المنتخب من حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق...88

المنتخب من حديث الربيع بنت معوذ بن عفراء...89

المنتخب من حديث أم مبشر امرأة زيد بن حارثة...89

المنتخب من حديث زينب امرأة عبد الله بن مسعود...90

المنتخب من حديث أم عمارة...90

حديث أم إسحاق مولاة أم حكيم...91

حديث أم بلال...91

المنتخب من حديث فاطمة...92

المنتخب من حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها...92

المنتخب من حديث يسيرة...93

ص: 138

حديث أم حميد...93

المنتخب من حديث الشفاء بنت عبد الله...94

حديث ابنة لخبّاب...94

المنتخب من حديث فاطمة بنت قيس...95

المنتخب من حديث أم جندب الأزدية...95

المنتخب من حديث أم سليم...95

المنتخب من حديث خولة بنت حكيم...96

حديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص...97

المنتخب من حديث أم بجيد...98

المنتخب من مسند القبائل...99

المنتخب من حديث ابن المنتفق...101

المنتخب من حديث أبي شريح الخزاعي الكعبي...102

المنتخب من حديث كعب بن مالك...103

المنتخب من حديث أبي رافع...104

حديث قارب...105

المنتخب من حديث طارق بن أشيم...105

المنتخب من حديث الخباب بن الأرت...106

المنتخب من حديث مطلب بن أبي وداعة...106

المنتخب من حديث معمر بن عبد الله...107

المنتخب من حديث معاوية بن حديج...107

المنتخب من حديث أم كلثوم...108

المنتخب من حديث ورقة...108

ص: 139

المنتخب من حديث خولة بنت حكيم...110

حديث خولة بنت ثعلبة...110

المنتخب من حديث فاطمة بنت قيس...111

حديث أم أيمن...113

حديث امرأة...114

المنتخب من حديث حبيبة بنت أبي تجزئة...114

المنتخب من حديث أم حبيبة...114

المنتخب من حديث سودة بنت زمعة...115

لمنتخب من حديث جويرية بنت الحارث...115

المنتخب من حديث أم سليم...115

المنتخب من حديث درة بنت أبي لهب...117

المنتخب من حديث حواء جدة عمرو بن معاذ...117

المنتخب من حديث امرأة من بني عبد الأشهل...118

حديث امرأة...118

حديث أم جميل بنت المجلل...118

المنتخب من حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها...119

حديث أم فروة...119

تمام حديث أم كرز...119

المنتخب من بقية حديث أبي الدرداء...123

المنتخب من حديث أسماء ابنة يزيد...125

ص: 140

حديث أم سلمى...130

المنتخب من حديث أم شريك...130

المنتخب من حديث صفوان بن أمية...130

حديث شداد بن الهاد...132

فهرس الكتاب...137

ص: 141

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.