سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام أحمد بن حنبل المجلد 3

هوية الکتاب

منشورات

مكتة ودار مخطوطات

العتبة العباسیة المقدسه

-------------

3

سند الخصام

في ما انتخب مِنْ مُسند الإمام احمد بن حنبل

تأليف

الحجة الشيخ شير محمد بصفه على الهمداني

1302 - 1390ه

الجزء الثالث

تحقيق

احمد على مجيد الحلى

مودق عليه من قبل

وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدمة

ص: 1

اشارة

قسم الشؤون الفكرية والثقافية شعبة المكتبة

كربلاء المقدسة ص.ب (232 ) / هاتف: 222600، داخلي: 251

www.alkafeel.net

library@alkafeel.net

abbas_library@yahoo.com

الهمداني جورقاني ، شير محمد بن صفر علي ، 1302-1390 ق.

سند الخصام في ما انتخب من مسند الامام تأليف شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني، تحقيق وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، أحمد علي مجيد الحلي - كربلاء: مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدمة ، 1430 ق.= 2009م.

7ج.

المندرجات . - ج 7. المستدرك على حديث السقيفة.

المصادر.

1.أبن حنبل ، احمد بن محمد ، 164 - 241 ق . مسند الإمام أحمد بن حنبل - مختصر . 2. أحاديث أهل السنة - القرن 3 ق . 3. الأربعة عشر معصوم - فضائل - أحاديث أهل السنة . 4. الصحابة - فضائل - أحاديث أهل السنة - القرن 3ق. 5. أحاديث أحكام .6 . فاطمة الزهراء (سلام علیها ) ،13؟قبل الهجرة -11ق. - تعقيب وإيذاء- أحاديث.7. اهمدان ،جورقاني ، شير محمد بن صفر علي ، 1302 - 1390 ق . سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام - تتمة .8 .سقيفة بني ساعدة- أحاديث، ألف، ابن حنبل ، أحمد بن محمد ، 164 - 241 ق ، مسند الإمام أحمد بن حنبل - اختصار . ب . الهمداني جورقاني ، شير محمد بن صفر علي ، 1302 - 1390 ق . المستدرك على حديث السقيفة. ج. وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة . د. الحلي، أحمد علي،1391ق. محقق . ه-. عنوان .و. عنوان مسند الإمام أحمد بن حنبل . اختصار . ز . سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام . تتمة . ح. عنوان: المستدرك على حديث السقيفة.

تصنيف مكتبة العتبة العباسية المقدسة وفق النظام العالمي (L.C.C )

الكتاب: سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام / الجزء الثالث.

المؤلف : شير محمد الهمداني الجورقاني تدل .

التحقيق وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

المحقق: أحمد علي مجيد الحلي.

الناشر: مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

الإخراج الطباعي والتصميم: نوار الحسيني رائد الأسدي.

المطبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات كربلاء المقدسة - العراق / بيروت-لبنان.

الطبعة الأولى.

عدد النسخ: 1000 .

التاريخ: ربيع الأول 1430 ه- آذار 2009م.

ص: 2

(مقدمة)

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه ربّ العالمين وصلى اللّه على محمّد وآله الطاهرين، يقول الفقير إلى اللّه الغني شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذه أحاديث شريفة انتخبتها من الجزء الثالث من الطبعة الأولى من مسند الإمام أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل الشيباني المروزي أوردتها كما أوردها من غير تغيير.

ص: 3

ص: 4

المنتخب من مسند أبي سعيد الخدري

1294 [2/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا هشيم حدّثنا علي بن زيد،عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله سلّم) :

«أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا أوّل من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، وأنا أوّل شافع يوم القيامة ولا فخر».

1295 - [3 / 3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، حدّثنا أبو بشر ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد:

«أنّ رجلاً من الأنصار كانت به حاجة فقال له أهله : انت النبي (صلى اللّه عليه وآله سلّم) فاسأله، فأتاه وهو يخطب وهو يقول: من استعف أعفّه اللّه، ومن استغنى أغناه اللّه، ومن سألنا فوجدنا له أعطيناه، قال: فذهب ولم يسأل».

1296 - [3 / 3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا هشيم أنبأنا يزيد بن أبي زياد حدّثنا عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) سُئل: ما يقتل المحرم؟ قال: الحية، والعقرب، والفويسقة، ويرمي الغراب ولا يقتله، والكلب العقور، والحدأة، والسبع العادي».(1)

1297 - [3/3] حدّثنا عبد اللّه حدّثني أبي حدّثنا بشر بن المفضل، حدّثنا عمارة بن غزية عن يحيى بن عمارة، قال: سمعت أبا سعيد يقول : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

ص: 5


1- الفويسقة الفأرة الحدأة: اسم لطائر خبيث.

«لقنوا موتاكم قول: لا إله إلا اللّه».

1298 - [3 / 3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا أبو عامر عبد الملك بن عمر،وحدّثنا زهير - يعني ابن محمّد - عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله سلّم) قال:

«ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به في الحسنات؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال: إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخُطا إلى هذه المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ما منكم من رجل يخرج من بيته متطهر فيصلّي مع المسلمين الصلاة، ثمّ يجلس في المجلس ينتظر الصلاة الأخرى،إنّ (1)الملائكة تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، فإذا قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم وأقيموها وسدوا الفرج، فإني أراكم من وراء ظهري، فإذا قال إمامكم: اللّه أكبر، فقولوا:اللّه أكبر، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع اللّه لمن حمده، فقولوا:اللهم ربّنا لك الحمد، وإن خير الصفوف صفوف الرجال المقدم، وشرها المؤخّر، وخير صفوف النساء المؤخّر، وشرها المقدم، يا معشر النساء إذا سجد الرجال فاغضضن أبصار كنّ لاترينّ عورات الرجال من ضيق الأزر».

1299 - [3/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا الزبير بن عبد اللّه، حدّثني ربيح بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، قال:

«قلنا يوم الخندق: يا رسول اللّه هل من شيء نقوله، فقد بلغت القلوب الحناجر ؟ قال: نعم، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، قال: فضرب اللّه وجوه أعدائه بالريح، فهزمهم اللّه بالريح».

1300 - [3/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الزبيري،

ص: 6


1- كذا، وفي بعض المصادر: ( إلا والملائكة )، وفي بعض(إلا أنّ الملائكة ).

حدّثنا يزيد بن مردانية، قال: حدّثنا ابن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله سلّم) :

«الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجّنة».

يقول شير محمد:في تذكرة سبط ابن الجوزي في أوائل الباب التاسع: ( وقال أحمد في المسند: حدّثنا أبو نعيم، أنبأنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي نعيم، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله سلّم : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة) .

وقد أخرجه الترمذي أيضاً وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخبرنا غير واحد عن محمد بن عبد الباقي.

[ أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا القاضي ابن معروف، حدّثنا أبو محمد بن صادق، حدّثنا يوسف بن موسى القطان، أخبرنا أبو بكر ابن عیاش، حدثنا عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله سلّم) : «هذان ابناي فمن أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني - يعني الحسن والحسين](1)

وفيه في مقتله علیه السلام: «يا قوم بم تستحلون دمي؟ ألست ابن بنت نبيكم؟ ألم يبلغكم قول جدي في وفي أخي هذان سيدا شباب أهل الجنّة؟ إن لم تصدقوني فاسألوا جابراً وزيد بن أرقم وأبا سعيد الخدري».

(2)

ص: 7


1- تذكرة الخواص: 199 ، والحديث في مسند احمد: 62/3 ، وفي سنن الترمذي: 321/5 ، وما بين المعقوفتين ليس في الأصل.
2- تذكرة الخواص: 213 .

يقول شير محمد: هذا الحديث أورده الحاكم في الجزء الثالث من المستدرك بإسناده عن عبد اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة وأبوهما خير منهما». ثمّ قال: هذا حديث صحيح بهذه الزيادة ولم يخرجاه.(1)

ثمّ رواه بإسناده عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : « الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما».(2)

ورواه الكنجي الشافعي في كتاب ( كفاية الطالب ) بإسناد ذكره عن حذيفة، ثمّ قال: قلت: رواه محدّث الشام في كتابه بطرق شتى عن غير واحد من أصحاب النبي الا اللّه والتابعين عنهم، وزاد في رواية ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما».(3)

ورواه ابن بابويه في كتاب ( عيون أخبار الرضا علیه السلام)بالأسانيد الثلاثة عن الرضا علیه السلام بزيادة قوله:«وأبوهما خير منهما»(4)

ورواه الكنجي الشافعي أيضاً في الباب 97 من كتاب ( كفاية الطالب ) ، ثمّ قال: وجمع إمام أهل الحديث أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير في ترجمة الحسن طرقه عن غير واحد من الصحابة، فمنهم:عمر بن الخطاب، ومنهم: علي بن أبي طالب، وطرقه عن علي بطرق شتى .. إلى أن قال الكنجي: ومنهم حذيفة، وطرقه عن حذيفة بطرق شتى .. إلى أن قال: ومنهم: أبو سعيد الخدري، وطرقه عن أبي سعيد بطرق شتى .. إلى أن قال: ومنهم: أسامة بن زيد، وزاد في حديثه: « اللهم إني أحبهما فأحبهما»، ومنهم: قرة بن إياس

ص: 8


1- المستدرك: 167/3 .
2- المستدرك: 167/3 .
3- كفاية الطالب 242 ، ومحدث الشام هو ابن عساكر ذكر الحديث بكتابه تاريخ مدينة دمشق في 209/13، و 133/14.
4- .عيون أخبار الرضا الله: 30/1 و 36 و 130.

المري (1)إلى أن قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم)« الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وأبوهماخيرمنهما».(2)

وروى ابن بابويه في المجلس 24 من كتاب ( المجالس ) بإسناد ذكره عن الحسن بن زياد العطار، قال: قلت لأبي عبد اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم) .. إلى أن قال: فقلت: فقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله سلّم: «الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنّة؟ قال: هما واللّه سيّدا شباب أهل الجنّة من الأولين والآخرين».(3)

وروى في المجلس 33 منه بإسناد ذكره عن المفضل بن عمر، عن الصادق(علیه السلام) قال: حدّثني أبي، عن أبيه: «أنّ الحسن بن علي بن أبي طالب (علیه السلام) كان أعبد الناس في زمانه .. إلى أن قال: ولقد قيل لمعاوية ذات يوم لو أمرت الحسن بن علي بن أبي طالب (علیه السلام) ، فصعد المنبر فخطب ليتبيّن للناس ،نقصه، فدعاه فقال له: اصعد المنبر وتكلم بكلمات تعظنا بها، فقام (علیه السلام) فصعد المنبر ، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أيها الناس، من عرفني فقد عرفني ..إلى أن قال: أنا المدفوع عن حقي، أنا وأخي الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ... إلخ».(4)

وفي حديث مناشدته (علیه السلام) لأبي بكر الذي أورده الصدوق في أواخر كتاب(الخصال):«فأنشدك باللّه، أنا والد الحسن والحسين ريحانتيه اللذين قال فيها: هذان سيّدا شباب أهل الجنّة وأبوهما خيرمنهما».

وذكر السيّد ابن طاووس في كتاب ( الطرائف )ص 51 ، عند ذكر الأجوبة عن

ص: 9


1- كذا في الأصل وفي تاريخ مدينة دمشق وفي العديد من المصادر: ( المزني ).
2- كفاية الطالب : 242-243 ، والحديث في المعجم الكبير : 35/3 -40 و 58، 292/19، 403/22.
3- أمالي الصدوق: 187
4- أمالي الصدوق : 244-245.

صلح أبي محمّد الحسن(علیه السلام)قال : ومن الجواب: «أنّ رجال الأربعة المذاهب رووا بإطباقهم واتفاقهم أنّ نبيهم ذكر أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة... إلخ»(1)

وروى الصدوق في كتاب ( معاني الأخبار ) في بيان معنى الشجرة التي أكل منها آدم وحواء، عن الرضا (علیه السلام)في حديث «... فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش، فوجد عليه مكتوباً : لاإله إلااللّه،محمد رسول اللّه ،علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وزوجته فاطمة سيّدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة».(2)

وأورد الصدوق في المجلس 82 من مجالسه بإسناد ذكره عن أبي الطفيل، عن الحسن بن علي بن أبي طالب (علیه السلام)، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم في حديث: «والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة».(3)

وكتب أمير المؤمنين(علیه السلام)فيها أجاب به معاوية:«ومنّا سيّدا شباب أهل الجنّة،ومنكمصبيةالنار».(4)

1301 - [4/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا روح،حدّثنا مالك بن أنس،عن خبيب بن عبدالرحمن: أنّ حفص بن عاصم أخبره، عن أبي هريرة وأبي سعيد: أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم قال:

«ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجّنة، ومنبري على حوضي».

1302 - [4/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا أيوب، عن نافع، قال: قال ابن عمر:

«لا تبيعوا الذهب بالذهب والورق بالورق إلا مثلاً بمثل، ولا تشفّوا بعضها على

ص: 10


1- الطرائف : 197.
2- معاني الأخبار : 124 .
3- آمالي الصدوق : 652 .
4- شرح نهج البلاغة : 182/15.

بعض، ولا تبيعوا شيئاً غائباً منها بناجز ، فإني أخاف عليكم الرما- والرما: الربا-. قال: فحدّث رجل ابن عمر هذا الحديث عن أبي سعيد الخدري يحدّثه عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فيما تمّ مقالته حتّى دخل به على أبي سعيد وأنا معه، فقال: إنّ هذا حدّثني عنك حديثاً يزعم أنك تحدّثه عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم) أفسمعته؟ فقال:بصر عيني وسمع أذني،سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم) يقول :

«لا تبيعوا الذهب بالذهب ولا الورق بالورق إلا مثلاً بمثل، ولا تشفّوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا شيئاً غائبا منها بناجز»(1)

1303 - [3 / 4] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله و سلّم :

«إنّ المؤمن لا يصيبه وصب ولا نصب ولا حزن ولا سقم ولا أذى حتّى الهم يهمّه إلا يكفّر اللّه عنه من سيئاته». (2)

1304 - [3 / 4] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن الفضيل، حدّثنا عمارة بن القعقاع ، عن ابن أبي نعم ، عن أبي سعيد الخدري قال:

«بعث علي من اليمن إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم)بذهبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها، فقسمها رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بين أربعة: بين زيد الخير، والأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن، وعلقمة بن علاثة- أو عامر بن الطفيل، شك عمارة- فوجد من ذلك بعض أصحابه والأنصار وغيرهم، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) : ألا تتمنوني(3)

ص: 11


1- ولا تُشِفُّوا أي ولا تفضلوا بناجز: أي يداً بيد أي بتعجيل.
2- الوصب: الوجع النصب:التعب.
3- كذا, وفي البخاري ومسلم :(تأمنوني).

وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر من السماء صباحاً ومساء، ثمّ أتاه رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللحية، مشمر الإزار محلوق الرأس، فقال: اتق اللّه يا رسول اللّه،قال:فرفع إليه رأسه فقال: ويحك، ألست أحق أهل الأرض أن يتقي اللّه أنا؟! ثمّ أدبر ، فقال خالد: يا رسول اللّه، ألا أضرب عنقه؟ فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم): فلعله يكون يصلّي، فقال: إنه ربّ مصلّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله و سلّم): إني لم أومر أن أنقب عن الناس ولا أشقّ بطونهم، ثّم نظر إليه النبي وهو مقف، فقال: ها إنّه سيخرج من ضئضى هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».(1)

1305 -[3/ 5]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا محمّد بن فضيل،حدّثنا ضرار-يعني ابن مرة أبو سنان-عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد، قالا: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله و سلّم):

«إنّ اللّه يقول: إنّ الصوم لي وأنا أجزي به، إنّ للصائم فرحتين: إذا أفطر فرح، وإذا لقى اللّه فجزاه فرح، والذي نفس محمّد بيده الخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».

1306 - [3/ 5] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن أبي عدي، عن شعبة ،عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه:

«أنّه سمع أبا سعيد سُئل عن الإزار ؟ فقال: على الخبير سقطت، سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم) يقول : إزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين، لا جناح- أو لا حرج -

ص: 12


1- في أديم مقروط : أي مدبوغ بالقرظ كث اللحية مشرف الوجنتين: أما كث اللحية هو كثيرها والوجنة هو لحم الخد. ضنضي: هو أصل الشيء. وهو مقف: أي مولي قد أعطانا قفاه.

عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من ذلك فهو في النار، ولا ينظر اللّه إلى من جرّ إزاره بطراء».

1307-[3/ 5] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا بن أبي عدي، عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال:

«أمرنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم)ببناء المسجد، فجعلنا ننقل لبنة لبنة، وكان عمّار ينقل لبنتين لبنتين، فتترب رأسه، قال فحدّثني أصحابي ولم أسمعه من رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله و سلّم) أَنَّهُ جعل ينفض رأسه ويقول: ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية».

1308 -[5/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بن أبي عدي، عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال:

«خرجنا مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم) نصرخ بالحجّ صراخاً، حتّى إذا طفنا بالبيت، قال: اجعلوها عمرة، إلا من كان معه الهدي، قال: فجعلناها عمرة، فحللنا، فلمّا كان يوم التروية صرخنا بالحجّ وانطلقنا إلى منى».(1)

1309-[3 / 5] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن أبي عدي، عن داود،عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال:

«انتظرنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم)ليلة صلاة العشاء حتى ذهب نحو من شطر الليل، قال: فجاء فصلّى بنا، ثمّ قال: خذوا مقاعدكم، فإنّ الناس قد أخذوا مضاجعهم، وإنكم لن تزالوا في صلاة منذ انتظر تموها، ولولا ضعف الضعيف، وسقم السقيم، وحاجة ذي الحاجة لأخرت هذه الصلاة إلى شطر الليل».

1310 - [5/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن سليمان، عن أبي نضرة عن أبي سعيد:

ص: 13


1- الصراخ: الصوت.

«أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ذكر قوماً يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس، سيماهم التحليق، هم شر الخلق-أومن شر الخلق- يقتلهم أدنى الطائفتين من الحق، قال: فضرب النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) لهم مثلا:-أو قال: قولاً - الرجل يرمي الرمية - أو قال: الغرض-فينظر في النصل فلا يرى بصيرة، وينظر في النضى فلا يرى بصيرة، وينظر في الفوق فلا يرى بصيرة، قال:قال أبو سعيد:وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق».(1)

1311 - [3/ 5] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال :حدّثنا مالك، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إذا سمعتم النداء فقولوا كما يقول المؤذن».

قال عبد اللّه: حدّثناه عبد اللّه بن عون الخراز ومصعب الزبيري، قالا: حدّثنا مالك بن أنس عن الزهري، فذكر مثله سواء.

1312 - [6/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن - هو ابن مهدي - حدّثنا مالك، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نهي عن المزابنة والمحاقلة ... الحديث».(2)

1313 - [6/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا سفيان، عن الزهری،عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رأى نخامة في قبلة المسجد فحكها بحصاة، ثمّ نهى أن يبصق الرجل بين يديه وعن يمينه وقال: ليبصق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى». (3)

ص: 14


1- سيماهم أي علامتهم التحليق مبالغة الحلق. النضى: أي نصل السهم.
2- المزابنة: بيع الرطب في رؤوس النخل بالتمر كيلاً، وكذلك كل تمر بيع على شجره بتمر كيلاً، وأصله من الزين وهو الدفع، ومنه الزبانية لأنهم يدفعون الناس إلى النار سميت بذلك لأنها مبنية على التخمين، والغبن فيها كثير وكل يريد دفعه عن نفسه إلى الآخر.
3- النخامة:البزقة التي تخرج من أقصى الحلق.

1314 - [3 / 6] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن عمرو بن يحيى بن عمارة، عن أبيه، عن أبي سعيد رواية، فذكر فيه النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أنّه قال:

«ليس فيها دون خمس أواق صدقة، ولا فيها دون خمس ذود صدقة، ولا فيهما دون خمس أوسق صدقة».

1315 - [3/ 7] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن عاصم، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«يتوضّأ إذا جامع وإذا أراد أن يرجع».

قال سفيان: أبو سعيد أدرك الحرة.(1)

1316 - [3/ 7] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن عبد الملك - يعني ابن عمر - وعن فزعة، عن أبي سعيد رواية يبلغ به النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا ومعها ذو محرم، ونهى عن صيام الفطر ويوم النحر .. إلى أنّ قال: ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، والمسجد الأقصى».

1317 - [3/ 8] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد، قال: أخبرني ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري:

أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ضحّى بكبش أقرن، وقال: هذا عنّي وعمّن لم يضحِّ من أمتي».(2)

1318 - [3/ 8] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، قال أبو

ص: 15


1- الحَرة:أي واقعة الحرة المعروفة.
2- أقرن:أي الذي له قرنان.

عبد الرحمن: وسمعته أنا من عبد اللّه بن محمّد بن أبي شيبة، حدّثنا أبو خالد الأحمر، عن الأعمش، عن الضحاك المشرقي، عن أبي سعيد الخدري:عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أنه قال:

«أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ قال: فشق ذلك على أصحابه فقالوا: من يطيق ذلك؟ قال: يقرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(1)، فهي ثلث القرآن».

1319-[9/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا ليث،عن خالد بن يزيد،عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي يعقوب الخياط، قال:

«شهدت مع مصعب بن الزبير الفطر بالمدينة، فأرسل إلى أبي سعيد فسأله: كيف كان يصنع رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ فأخبره أبو سعيد : أن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان يصلّي قبل أن يخطب فصلّى يومئذ قبل الخطبة».

1320 - [10/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أبي سعيد الخدري قال:

«صلی رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) في ثوب واحد واضعاً طرفيه على عاتقيه».

1321 - [10/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، وعن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب كلاهما عن أبي سعيد الخدري، قال:

«أخرج مروان المنبر في يوم عيد - ولم يكن يخرج به - وبدأ بالخطبة قبل الصلاة - ولم يكن يبدأ بها - قال: فقام رجل فقال: يا مروان خالفت السنّة،أخرجت المنبر يوم عيد ولم يكُ يخرج به في يوم عيد، وبدأت بالخطبة قبل الصلاة ولم يكن يبدأ بها، قال: فقال أبو سعيد الخدري من هذا؟ قالوا: فلان ابن فلان،قال:فقال أبو سعيد: أما هذا فقد قضى ما عليه، سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول : من رأى

ص: 16


1- أي سورة التوحيد.

منكم منكراً فإن استطاع أن يغيّره بيده فليفعل - وقال مرة:فليغيّره بيده - فإن لم يستطع ،بیده فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان».

1322 - [10/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا عبيد اللّه بن الوليد الوصافي، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من قال حين يأوي إلى فراشه: استغفر اللّه الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر اللّه له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت مثل رمل ،عالج، وإن كانت مثل عدد ورق الشجر».

1323 - [11/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة - شك الأعمش - قال:

«لمّا كان غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة، فقالوا: يا رسول اللّه، لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وأدهنا، فقال لهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : افعلوا، فجاء عمر فقال: يا رسول اللّه،إنّهم إن فعلوا قلّ الظهر، ولكن ادعهم بفضل أزوادهم، ثمّ ادع لهم عليه بالبركة، لعل اللّه أن يجعل في ذلك، فدعا رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بنطع فبسطه، ثمّ دعاهم بفضل أزوادهم، فجعل الرجل يجيء بكف الذرة، والآخر بكف التمر، والآخر بالكسرة، حتّى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير، ثمّ دعا عليه بالبركة، ثمّ قال لهم: خذوا في أوعيتكم. قال: فأخذوا في أوعيتهم حتّى ما تركوا من العسكر وعاء إلا ملؤوه وأكلوا حتّى شبعوا، وفضلت منه فضلة ، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : أشهد أن لا إله إلا اللّه وأني

رسول اللّه،لا يلقى اللّه بها عبد غير شاك فتحجب عنه الجنّة».

ص: 17

يقول شيرمحمّد: قد تقدم في ق 115 نقله عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة. وذكرت أنا أنّ أبا علي ابن الشيخ الطوسي أورده في الجزء العاشر من أماليه رواه بإسناد ذكره عن عبد الرحمن بن أبي عمرة.(1)

1324 - [12/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا إسماعيل، عن هشام الدستوائي قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي رفاعة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«السحور أكله بركة فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإنّ اللّه و وملائكته يصلّون على المتسحرين».

1325 - [13/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثناروح، حدّثنا ابن جريج أخبرني ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نهى عن اشتمال الصمّاء، وأن يحتبي الرجل في ثوب واحد ليس على

فرجه منه شيء».(2)

1326 -[13/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا حسن، حدّثنا زهير عن أبي مجاهد الطائي، عن عطية بن سعد العوفي، عن أبي سعيد الخدري - أراه قد رفعه إلى النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«أيها مؤمن سقى مؤمناً شربة على ظمأ سقاه اللّه يوم القيامة من الرحيق المختوم،وأبها مؤمن أطعم مؤمن على جوع أطعمه اللّه من شمار الجنّة، وأيهما مؤمن كسا مؤمناً ثوباً على عرى كساه اللّه من خضر الجنّة».

ص: 18


1- ق :115: أي ورقة 115 من نسخة المؤلف المخطوطة وهو يشیر إلى الحديث المرقم 1194 في ج 2 من كتابنا هذا.
2- اشتمال الصماء:أن يجلل جسده كله بالكساء أو بالإزار. احتى الرجل: إذا جمع ظهره وساقيه بعمامته وقد يحتي بيديه.

1327 - [14/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق قال:أنبأنا ابن لهيعة،عن خالد بن أبي عمران، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«أخذ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بيدي، فقال: يا أبا سعيد ثلاثة من قالهنّ دخل الجنة،قلت:ما هنّ يا رسول اللّه؟ قال: من رضي باللّه رباً،وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً ، ثمّ قال: يا أبا سعيد والرابعة لها من الفضل كما بين السماء إلى الأرض، وهي الجهاد في سبيل اللّه».

1328 - [3 / 14] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا أسود بن عامر، أخبرنا أبو إسرائيل - يعني إسماعيل بن أبي إسحاق الملائي - عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

1329 - [3 / 14] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا سليمان بن قرم، عن عبد الرحمن - يعني ابن الأصبهاني - عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«من قدّم ثلاثة من ولده حجبوه من النار».

1330 - [3 / 14] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا معاوية بن عمرو، حدّثنا أبو إسحاق عن الأعمش، عن سعد الطائي، عن عطية بن سعد، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا يدخل الجنّة صاحب خمس:مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم ولا كاهن ولا منّان».

ص: 19

1331 - [3 / 15] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد،عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«بات قتادة بن النعمان يقرأ الليل كله :( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ﴾(1)، فذكر ذلك للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فقال النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): والذي نفسي بيده لتعدل نصف القرآن أو ثلثه».

1332 - [15/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا بكر بن عيسى،حدّثناجامع بن مطر الحبطي، حدّثنا أبو روية شداد بن عمران القيسي، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ أبا بكر جاء إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم )،فقال : يا رسول اللّه، إنّي مررت بوادي كذا

وكذا، فإذا رجل متخشع،حسن الهيئة يصلّي، فقال له النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):اذهب إليه فاقتله،قال: فذهب إليه أبو بكر ، فلما رآه على تلك الحال كره أن يقتله، فرجع إلى رسول

اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،قال : فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لعمر : اذهب فاقتله، فذهب عمر فرآه على تلك الحالة التي رآه أبو بكر، قال:فكره أن يقتله، قال: فرجع، فقال: يا رسول اللّه إني رأيته يصلّي متخشعاً فكرهت أن أقتله، قال: يا علي اذهب فاقتله، قال: فذهب علي فلم يره، فرجع علي، فقال: يا رسول اللّه، إنه لم يره (2)، قال : فقال النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ هذا وأصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثمّ لا يعودون فيه حتّى يعود السهم في فوقه، فاقتلوهم، هم شر البرية».

1333 - [16/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مصعب بن المقدام وحجين بن المثنى قالا : حدّثنا إسرائيل، حدّثنا عبد اللّه بن عصيمة العجلي قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:

ص: 20


1- أي سورة التوحيد.
2- كذا وفي بعض المصادر: ( إني لم أره ).

«أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أخذ الراية فهزّها، ثمّ قال: من يأخذها بحقها؟ فجاء فلان فقال: أنا، قال: أمط، ثمّ جاء رجل، فقال: أمط، ثمّ قال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : والذي كرّم وجه محمّد لأعطينّها رجلاً لا يفر، هاك يا علي، فانطلق حتّى فتح اللّه عليه خيبر وفدك،وجاء بعجوتهما وقديد هما».

قال :مصعب بعجوتها وقديدها.(1)

1334 - [3/ 17] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو النضر، حدّثنا أبو معاوية شيبان عن مطر بن طهمان عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«لا تقوم الساعة حتّى يملك رجل من أهل بيتي، أجلى أقنى، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت قبله ظلم، يكون سبع سنين».

1335 - [17/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا أبو النضر، حدّثنا محمّد يعني ابن طلحة - عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب اللّه، وعترتي،كتاب اللّه حبل محدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّها لن يفترقا حتّى يردا علیّ الحوض، فانظروني بما تخلفوني فيهما».

1336 - [18/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي حدّثنا أبو عامر، حدّثنا علي، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد: أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث: إمّا أن تعجل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإما أن

ص: 21


1- أمط: أي تَنَح.

يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر ، قال : اللّه أكثر».

1331 -[3/ 18] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر،حدّثنا زهير ،عن عبد اللّه بن محمّد، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، قال:

«سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يقول على هذا المنبر : ما بال رجال يقولون إنّ رحم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) لا تنفع قومه! بلى واللّه، إنّ رحمي موصولة في الدنيا والآخرة، وإني أيها الناس فرط لكم على الحوض، فإذا جئتم قال رجل: يا رسول اللّه،أنا فلان ابن فلان، وقال أخوه:أنا فلان بن فلان،قال لهم: أما النسب فقد عرفته، ولكنكم أحدثتم بعدي، وارتددتم القهقرى».(1)

1338 - [18/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا زكريا بن عدي، حدّثنا عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل،عن حمزة بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، قال:

«سمعت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)على المنبر يقول.... فذكر معناه».

1339 -[18/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا فليح ،عن سعيد بن الحارث قال:

«اشتكى أبو هريرة - أو غاب فصلّى بنا أبو سعيد الخدري، فجهر بالتكبير حين افتتح الصلاة، وحين ركع، وحين قال: سمع اللّه لمن حمده، وحين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، وحين قام بين الركعتين حتّى قضى صلاته على ذلك، فلمّا صلّى قيل له: قد اختلف الناس على صلاتك، فخرج، فقام عند المنبر فقال: أيها الناس، واللّه ما أبالي أختلفت صلاتكم أو لم تختلف، هكذا رأيت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يصلي».

1340 - [19/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون وعفان

ص: 22


1- القهقرى: وهو المشي إلى خلف من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه. قيل: إنه من باب لقهر، ومعناه الارتداد عما كانوا عليه.

قالا:حدّثنا حماد بن سلمة، قال: أنبأنا علي بن زيد، عن أبي ضرة، عن أبي سعيد الخدري قال:

«خطبنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ... إلى أن قال: ألا إنّ خير الرجال من كان بطيء الغضب،سريع الرضا، وشر الرجال من كان سريع الغضب، بطيء الرضا... إلى أن قال: ألا إنّ خير التجّار من كان حسن القضاء، حسن الطلب، وشر التجّار من كان سيئ القضاء، سيئ الطلب... إلى أن قال: ألا إنّ لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته، ألا وأكبر الغدر غدر أمير عامة، ألا لا يمنعنّ رجلاً مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه، ألا إنّ أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر... الحديث».

1341 - [20/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا هشام، عن يحيى، عن أبي إبراهيم، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أحرم وأصحابه عام الحديبية غير عثمان وأبي قتادة، فاستغفر للمحلّقين ثلاثاً، وللمقصرين مرة».

1342 - [3/ 20] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال :

«من صلّى على جنازة وشيّعها كان له قيراطان، ومن صلّى عليها ولم يشيعها كان له قيراط، والقيراط مثل أحد».

1343 - [20/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا يزيد، أنبأنا حماد بن سلمة، عن أبي نعامة، عن أبي النضرة، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) صلّى فخلع نعليه ، فخلع الناس نعالهم، فلما انصرف:قال: لمّ خلعتم نعالكم؟ فقالوا: يا رسول اللّه، [رأيناك] خلعت فخلعنا، قال: إنّ جبريل أتاني فأخبرني أنّ بهما خبثاً، فإذا جاء أحدكم المسجد فليقلب نعله فلينظر

ص: 23

فيها، فإن رأى بها خبثاً فليمسّه بالأرض، ثمّ ليصلّ فيهما ».(1)

1344 - [21/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، أنبأنا شعبة، عن أبي عاصم، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنه قال:

«إذا أتى الرجل أهله ثمّ أراد المود توضأ».

1345 - [21/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن جعفر حدّثنا شعبة قال: سمعت زيداً أبا الحواري قال: سمعت أبا الصديق يحدّث عن أبي سعيد قال:

«خشينا أن يكون بعد نبينا حدث، فسألنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ؟ فقال : يخرج المهدي في

ص: 24


1- توضيح:الحديث فيه حماد بن سلمة، وعده العقيلي في كتابه الضعفاء، وله أحاديث غريبة تخالف ما عليه ضرورة الإسلام منها: أن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)سُئل: ما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة؟ قال: لو طعنت في فخذها لأجزا عنك». راجع ( الكامل في الضعفاء 3: 46)، والحديث يخالف ما تسالم عليه المسلمون من أنّ التذكية لا تكون في الحلق أي بقطع الأوداج وليس في الطعن، وقد علق على ذلك إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي قال: كان حماد بن سلمة لا يعرف بمذه الأحاديث حتى خرج خرجة إلى عبادان فجاء وهو يرويها، فلا احسب إلا شيطاناً خرج إليه في البحر فالقاها إليه. ( الكامل في الضعفاء 3 47 )، قال أبو عبد اللّه : سمعت عباد بن يقول : إنّ حماد بن سلمة كان لا يحفظ، فكانوا يقولون: إنما دست في كتبه، وقد قيل إن ابن أبي العوجاء كان ربیبه فكان يدس في كتبه هذه الأحاديث راجع نفس المصدر. ولا يخفى إنّ ابن أبي العوجاء معروف بزندقته و مشهور يكفره، وإذا كان الأمر كذلك فكيف نأمن من أحاديث سلمة دون أن تحتمل وقوعها في يد ابن أبي العوجاء، فوضع فيها ما يناسب حقده على الإسلام ونبيه صلوات اللّه عليه، ومنها هذا الحديث الذي يصور النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقف بين يدي اللّه وهو لابس نعليه ويأمر أصحابه بذلك، هل هذا إلا استخفاف بالإسلام ونبيه؟ والأكثر نكراناً من ذلك أن حماد يروي عن قتادة، عن عكرمة،عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):«رأيت ربي جعداً أمرد عليه حلة خضراء»، وبنفس السند يروي حماد:«أن محمداً رأى ربه في صورة شاب أمرد من دونه ستر،من لولو قدميه-أو قال: رجليه في خصره». ومثله مارواه عن جبير بن مطعم عن أبيه قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):«يتزل اللّه تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من سائل يسأل فاعطيه؟». راجع( الكامل للعقيلي)، وهذا ظهرت أكاذيب حماد ووضعه للأحاديث ومنها الحديث محل البحث.

أمتي خمساً أو سبعاً أو تسعاً - زيد الشاك - قال: قلت: أي شيء؟ قال: سنين، ثمّ قال: يرسل السماء عليهم مدراراً، ولا تدّخر الأرض من نباتها شيئاً، ويكون المال كدوساً ،قال: يجيء الرجل إليه فيقول: يا مهدي أعطني أعطني، قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمل».

1346 -[21/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة عن زيد أبي الحواري قال: سمعت أبا الصديق يحدّث عن أبي سعيد الخدري قال:

«كنّا نبيع أمهات الأولاد على عهد رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

1347 - [22/31] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن زيد أبي الحواري ،قال: سمعت أبا الصديق يحدّث عن أبي سعيد الخدري قال:

«كنّا نتمتّع على عهد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بالثوب».

1348 - [3 / 22] حدّثنا عبد اللّه، حدثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن خالد، عن عكرمة، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال لعمّار: تقتله الفئة الباغية».

يقول شير محمد: ذكر الكنجي الشافعي في الباب 38 من كتابه ( كفاية الطالب ) بإسناد ذكره عن أنس ،قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : «يقتل عمّاراً الفئة الباغية».

ثمّ رواه بإسناد عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: «أمرنا رسول اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلّم) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فقلنا : يا رسول اللّه، أمرتنا بقتال هؤلاء،فمع من؟ قال: مع علي بن أبي طالب معه يقتل عمّار بن ياسره».

ثمّ قال الكنجي: قلت: هكذا أخرجه الحاكم أبو عبد اللّه، والحديث الأول ثابت صحيح.

ص: 25

ثمّ رواه عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري، ثمّ قال: قلت: هذا حديث صحيح متفق على صحته، وقد تواترت الأخبار أنّ عمّار قُتل بصفين في عسكر علي(علیه السلام) ، وهو مدفون بالرقة وقبره ظاهر يزار [ وقد زرته بها ].(1)

وقال ابن عبد البر في كتاب ( الاستيعاب ) في ترجمة عمّار بن ياسر: وتواترت الآثار عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنّه قال: «تقتل عمّاراً الفئة الباغية»، وهذا من أخباره بالغيب وإعلام نبوته(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، وهو من أصح الأحاديث. (2)

1349 - [22/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا فضيل، عن عطية، عن أبي سعيد قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إنّ أحب الناس إلى اللّه يوم القيامة وأقربهم منه مجلساً إمام عادل، وإنّ أبغض الناس إلى اللّه يوم القيامة وأشده عذاباً إمام جائر».

1350 - [3 / 23] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن المثنى، حدّثنا قتادة، عن أبي عيسى الأسواري، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال:

«عودوا المريض، وامشوا مع الجنائز تذكركم الآخرة».

1351 - [23/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن داود- يعني ابن قيس - عن عياض، عن أبي سعيد:

«لم تزل تخرج زكاة الفطر على عهد رسول(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) صاع من تمر، أو شعير، أو أقط،

أو زبيب».(3)

1352 -[ 3 / 24] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدّثنا

ص: 26


1- كفاية الطالب: 173-175 .
2- الاستيعاب: 352/1
3- الاقط: هو شيء يتخذ من اللبن المخيض، يطبخ ثم يترك حتى يمصل.

قتادة، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، قال :

«تكون أمراء تغشاهم غواش - أو حواش - من الناس، يظلمون، ويكذبون، فمن دخل عليهم فصدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ومن لم يدخل عليهم ويصدّقهم بكذبهم ويعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه».(1)

1353 - [3/ 25] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى، عن عوف، حدّثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد ،قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«يفترق أمتي فرقتين، فيتمرق بينهما مارقة يقتلها أولى الطائفتين بالحق».

1354 - [26/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا ابن نمير،حدثنا عبد الملك - يعني ابن أبي سليمان- عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)«إني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا إنّهما لن يفترقا حتّى يردا علّي الحوض».

1355 - [26/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا موسى-يعني الجهني - قال: سمعت زيداً العمي،قال: حدّثنا أبو الصديق الناجي قال: سمعت أبا سعيد الخدري قال: قال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«يكون من أمتي المهدي، فإن طال عمره أو قصر عمره عاش سبع سنين، أو ثمان سنين، أو تسع سنين، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء قطرها».

1356 - [3/ 28] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا عبد العزيز - يعني ابن مسلم - حدّثنا يزيد ، عن مجاهد، عن أبي سعيد: أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«لا يدخل الجنّة منّان، ولا عاق ولا مدمن خمر».

ص: 27


1- غواش :أي إغماء. حواش:أي حاشية.

1357 - [28/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا مطرف المعلى، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد : أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال :

«تملأ الأرض ظلماً وجورا، ثمّ يخرج رجل من عترتي، يملك سبعاً، أو تسعاً، فيملأ الأرض قسطاً وعدلا».

1358 -[ 28/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا زكريا بن عدي، أنبأنا عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يفطر يوم الفطر قبل أن يخرج،وكان لا يصلّي قبل الصلاة... الحديث».

1359 - [28/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق، حدّثنا شريك، عن قيس بن وهب وأبي إسحاق، عن أبي الودّاك، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال في سبي أوطاس : لا يقع على حامل حتّى تضع، وغير حامل حتّى تحيض حيضة».(1)

1360 - [30/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا إسحاق بن عيسى، حدّثنا عبد اللّه بن لهیعة بن عقبة، حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن الأشج، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الساعدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلّم):

«أّمني جبريل في الصلاة، فصلّى الظهر حين زالت الشمس، وصلّى العصر حين كان الفيءقامة، وصلّى المغرب حين غابت الشمس، وصلّى العشاء حين غاب الشفق، وصلّى الفجر حين طلع الفجر، ثمّ جاءه الغد فصلّى الظهر وفيء كل شيء مثله، وصلّى العصر والظل قامتان، وصلّى المغرب حين غابت الشمس، وصلّى العشاء إلى ثلث الليل الأول، وصلّى الصبح حين كادت الشمس تطلع، ثمّ

ص: 28


1- أوطاس:واد في ديار هوازن فيه كانت موقعة حنين للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).

قال: الصلاة فيما بين هذين الوقتين».

1361 - [30/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا إسحاق، قال: أنبأنا ابن لهيعة، عن بكير عن أبي بكر بن المنكدر ، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«الغسل يوم الجمعة على كل محتلم، والسواك، وإنما يمس من الطيب ما يقدر عليه، ولو من طيب أهله».

1362 - [30/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا يونس، حدّثنا حماد- يعني ابن زيد - حدّثنا بشر بن حرب قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:

«إنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نهى عن الوصال، قال:فقيل: يا رسول اللّه، فما لك أن تفعله؟ قال: إني لست كأحدكم ،إني أطعم وأسقى».

1363 - [31/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا الوليد بن كثير، عن محمّد بن كعب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، وقال أبو أسامة مرة:عن عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«قيل: يا رسول اللّه، أنتوضّأ من بئر بضاعة - وهي بئر يلقى فيها الحيض والنتن ولحوم الكلاب؟ قال: الماء طهور لا ينجّسه شيء».

1364 - [31/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا أبو أسامة، قال: حدّثني قطن، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: كنّا عند رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فقال :

«فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل على تنزيله».

1365 -[ 3 / 31]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة،حدّثنا مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد الخدري، قال:

ص: 29

«سألنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن الجنين يكون في بطن الناقة أو البقرة أو الشاة؟

فقال: كلوه إن شئتم، فإنّ ذكاته ذكاة أمه».

1366 - [32/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حّدثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لعلي:

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي».

يقول شير محمّد: ذكر الكنجي الشافعي في الباب 70 من كتاب ( كفاية الطالب ) بأسانيد ذكرها عن سعد بن أبي وقاص : أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : خرج إلى تبوك وخلف علياً(علیه السلام) على النساء والصبيان، فقال: يا رسول اللّه، تخلفني مع النساء والصبيان؟! فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي».

ثمّ قال الكنجي:قلت:هذا حديث متفق على صحته، رواه الأئمة الحفاظ، كأبي عبد اللّه البخاري في صحيحه(1)، ومسلم بن الحجاج في صحيحه(2)، وأبي داود في سننه، وأبي عيسى الترمذي في جامعه(3) ، وأبي عبد اللّه الرحمن النسائي في سننه(4)، وابن ماجة القزويني في سننه(5)، واتفق الجميع على صحته حتّى صار ذلك إجماعاً منهم.

قال الحاكم النيسابوري: هذا حديث دخل في حد التواتر (6)، وقد نقل عن شعبة بن الحجاج أنّه قال في قوله العلي(علیه السلام) :«أنت منّي بمنزلة هارون من موسى».

ص: 30


1- صحيح البخاري: باب غزوة تبوك 54/3 .
2- صحیح مسلم 1871/4 ط 1375.
3- صحيح الترمذي: 301/2 .
4- السنن الكبرى: 44/5 .
5- صحيح ابن ماجة: 12.
6- مستدرك الصحيحين: 337/2.

وكان هارون أفضل أمة موسى(علیه السلام)،فوجب أن يكون علي(علیه السلام) أفضل من كل أمة محمّد صيانة لهذا النص الصحيح الصريح ...إلى أن قال الكنجي: وروى الحافظ الدمشقي في كتابه قول النبي الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لعلي(علیه السلام):«أنت مني بمنزلة هارون من موسى»،عن عدد كثير من أصحاب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، منهم: عمر، وعلي، وسعد، وأبو هريرة، وابن عباس وابن جعفر، ومعاوية، وجابر بن عبد اللّه، وأبو سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وزيد ابن أرقم ، وجابر بن سمرة، وأنس بن مالك، وزيد بن أبي أوفى، ونبيط بن شريط، ومالك ابن الحويرث، وأم سلمة ، وأسماء بنت عميس، وفاطمة بنت حمزة وغيرهم رضي اللّه عنهم أجمعين، وذكر لكل واحد منهم طرقاً، وألفاظهم مختلفة، واتحد معنى الجميع. (1)

يقول شير محمّد : قال الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد اللّه المعروف بابن عبد البر في كتاب ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب ) في ترجمة علي(علیه السلام): وروى قوله : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» جماعة من الصحابة، وهو من أثبت الآثار وأصحها،رواه عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)سعد بن أبي وقاص، وطرق حديث سعد فيه كثيرة جداً قد ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره، ورواه ابن عباس،وأبو سعيد الخدري، وأم سلمة، وأسماء بنت عميس، وجابر بن عبد اللّه، وجماعة يطول ذكرهم.(2)

1367 -[3 / 32] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا وكيع، حدّثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«سُئل رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن المحرم يقتل الحية؟ فقال: لا بأس به».

1368 -[ 32/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن

ص: 31


1- كفاية الطالب : 283 - 285 ، انظر في هذا المقام الغدير 199/3 - 202 ، فضائل الخمسة: 299/1 - 317- تجد هذه النصوص بطرقها المختلفة وأسانيدها الصحيحة الثابتة.
2- الاستيعاب : 338/1 .

جابر، عن محمّد بن قرظة، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«اشتريت كبشاً أضحّي به، فعدا الذئب فأخذ الإلية، قال: فسألت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فقال : ضحِّ به».

1369 - [32/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان حدّثنا أبو هاشم الرماني، عن إسماعيل بن رباح بن عبيدة، عن أبيه - أو عن غيره - عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان إذا فرغ من طعامه قال: الحمد للّه الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين».

1370 - [32/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا المطلب بن أبي ليلى،عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قال :

«من لم يشكر الناس لم يشكر اللّه».

1371 - [3/ 33] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عكرمة بن عمّار، عن عاصم بن شميخ، عن أبي سعيد الخدري، قال:

كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) إذا حلف واجتهد في اليمين قال:لا والذي نفس أبي القاسم بيده،لبخر جنّ قوم من أمني تحقرون أعمالكم مع أعمالهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم،يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، قالوا: فهل من علامة يعرفون بها ؟ قال: فيهم رجل ذويدية - أو ثدية - محلقي رؤوسهم.

قال أبو سعيد: فحدّثني عشرون - أو بضع وعشرون - من أصحاب النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : أنّ علياً رضي اللّه تعالى عنه ولي قتلهم ،قال:فرأيت أبا سعيد بعد ما كبر ويداه ترتعش يقول: قتالهم أحلّ عندي من قتال عدتهم من الترك».

1372 - [3/ 33] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن إسرائيل، عن

ص: 32

أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، قال:

«أشهد على أبي سعيد وأبي هريرة أنّهما شهدا على رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أنه قال-وأنا أشهد عليهما -: ما قعد قوم يذكرون اللّه تعالى إلا حقّت بهم الملائكة، وتنزلت عليهم السكينة، وتغشتهم الرحمة، وذكرهم اللّه فيمن عنده».

1373 - [33/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا وكيع، حدّثنا قطر، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إنّ منكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله، قال: فقام أبو بكر ،وعمر، فقال: لا، ولكن خاصف النعل - وعلي يخصف نعله».

يقول شير محمّد:ذكر ابن أبي الحديد في الجزء السادس من شرح النهج ص 77 قال: قال أبو مخنف:«جاءت عائشة إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان... إلى أن قال: فاخرجي معنا،لعل اللّه أن يصلح هذا الأمر على أيدينا بنا، فقالت أم سلمة: إنك كنت بالأمس تحرّضين على عثمان، وتقولين فيه أخبث القول، وما كان اسمه عندك إلا نعثلا، وإنك لتعرفين منزلة علي بن أبي طالب عند رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أفأذكرك؟ قالت: نعم، قالت: أتذكرين يوماً أقبل(علیه السلام) ونحن معه، حتّى إذا هبط من قديد ذات الشمال خلا يعلي يناجيه، فأطال، فأردت أن تهجمي عليهما، فنهيتك فعصيتني، فهجمت عليهما، فما لبثت أن رجعت باكية، فقلت: ما شأنك؟ فقلت: إني هجمت عليهما وهما يتناجيان، فقلت لعلي: ليس لي من رسول اللّه إلا يوم من تسعة أيام، أفما تدعني يا بن أبي طالب ويومي! فأقبل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)علّي وهو غضبان محمر الوجه، فقال: ارجعي وراءك، واللّه لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلا وهو خارج من الإيمان، فرجعت نادمة ساقطة ! قالت عائشة: نعم أذكر ذلك... إلى أن قالت وأذكرك أيضاً كنت أنا وأنت مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في سفر له، وكان علي يتعاهد نعلي رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فيخصفها، ويتعاهد

ص: 33

أثوابه فيغسلها، فنقبت له نعل فأخذها يومئذ يخصفها، وقعد في ظل سمرة، وجاء أبوك ومعه عمر فاستأذنا عليه، فقمنا إلى الحجاب، ودخلا يحادثانه فيها أراد، ثمّ قالا: يا رسول اللّه ، إنّا لا ندري قدر ما تصحبنا، فلو أعلمتنا من يستخلف علينا، ليكون لنا بعدك مفزعا ؟ فقال لهما : أما إني قد أرى مكانه، ولو فعلت لتفرقتم عنه، كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون بن ،عمران فسكتا ثم خرجا، فلما خرجنا إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،قلت له : وكنت أجرأ عليه منّا من كنت يا رسول اللّه مستخلفاً عليهم؟ فقال: خاصف النعل، فنظرنا فلم تر أحداً إلا علياً، فقلت: يا رسول اللّه،ما أرى إلا عليا ! فقال: هو ذاك، فقالت عائشة: نعم، أذكر ذلك ... الحديث».(1)

وفي خبر المناشدة الذي أورده الطبرسي في كتاب ( الاحتجاج ) ، ورواه عن أبي جعفر الباقر(علیه السلام)،قال :«نشدتكم باللّه هل فيكم أحد خصف نعل رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) غيري؟ قالوا: لا.(2)

1374 -[ 33/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، قال:

«جاء رجل إلى أبي سعيد فقال: هل سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يذكر في الحرورية شيئاً؟ قال: سمعته يذكر قوماً يتعمقون في الدين يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم، وصومه عند صومهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، أخذ سهمه فنظر في نصله فلم ير شيئاً، ثمّ نظر في رصافه فلم ير شيئاً، ثمّ نظر في قدحته فلم ير شيئاً، ثم نظر في القذذ فتمارى هل يرى شيئاً أم لا».(3)

ص: 34


1- شرح نهج البلاغة: 217/6.
2- الاحتجاج: 1/ 200.
3- قوله ( نظر في القذذ فتمارى فلم ير شيئاً ) يعني أنه أنفذ سهمه فيها حتى خرج وندر قلم يعلق به من دمها شيء من سرعته فنظر إلى النصل فلم ير فيه دماً ثم نظر في الرصاف، وهي العقب التي فوق الرعظ والرعظ مدخل الفصل في السهم فلم يردماً واحدة الرصاف رصفة والقذف ريش السهم كل واحدة منها قذة.

1375 - [3 / 34] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يزيد، انبأنا أبو الأشهب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد:

«أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نظر إلى رجل يصرف راحلته في نواحي القوم، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):من كان عنده فضل من ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له حتى رأينا أن لا حق لأحد منا في فضل».

1376 - [34/3] حدّثنا عبد اللّه ،حدّثني أبي قال: حدّثنا محمّد بن جعفر - وسُئل عن الثلاثة يجتمعون فتحضر هم الصلاة - قال: حدّثنا سعيد ، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري: أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«إذا اجتمع ثلاثة فليؤمّهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم».

1377 - [35/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا شعبة،حدّثنا خليد بن جعفر، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند أسته».

1378 - [3/ 35] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي ،حدّثنا إسرائيل، عن أبي سنان، عن أبي صالح الحنفي، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة : أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، قال :

«إنّ اللّه اصطفى من الكلام أربعاً :سبحان اللّه،والحمد اللّه، ولا إله إلا اللّه، واللّه أكبر، فمن قال:سبحان اللّه،كُتب له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة، ومن قال:اللّه أكبر مثل ذلك، ومن قال:لا إله إلا اللّه مثل ذلك، ومن قال:

ص: 35

الحمد للّه ربّ العالمين من قبل نفسه كُتب - أو كتبت له-ثلاثون حسنة، وحط-أو حطت عنه بها ثلاثون سيئة».

1379 - [3 / 36] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا زهير بن محمّد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إيّاكم والجلوس في الطرقات، قالوا: يا رسول اللّه، ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، قال: فأمّا إذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا: يا رسول اللّه، فما حق الطريق؟ قال: غض البصر، وكف الأذى ،ورد السلام

والأمر بالمعرف، والنهي عن المنكر».

1380 - [3 / 36] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا عوف، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«ولا تقوم الساعة حتّى تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً، قال: ثمّ يخرج رجل من عترتي-أو من أهل بيتي - يملؤها قسطاً وعدلًا كما ملئت ظلماً وعدوانا».

1381 - [3/ 37] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، قال: أخبرني هلال بن عياض أنه سمع عن أبا سعيد الخدري يقول:قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إذا شبه على أحدكم الشيطان وهو في صلاته فقال:أحدثت،فليقل في نفسه:كذبت، حتّى يسمع صوتاً بأذنيه، أو يجد ريحاً بأنفه... الحديث».

1382 - [37/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«الضيافة ثلاث فما زاد على ذلك فهو صدقة».

ص: 36

1383 - [3/ 37] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا جعفر عن المعلى بن زياد، حدّثنا العلاء بن بشير،عن أبي الصديق الناجي،عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«أبشّركم بالمهدي، يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملاً الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً، فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس، قال: ويملأ الله قلوب أمة محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) غنى، ويسعهم عدله حتّى يأمر منادياً فينادي فيقول: من له في مال حاجة ؟ فما يقوم من الناس إلا رجل، فيقول: انت السدَّان- يعني الخازن - فقل له: إنّ المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له: إحث، حتّى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم، فيقول: كنت أجشع أمة محمّد نفساً، أو عجز عنّي ما وسعهم! قال فيرده فلا يقبل منه، فيقال له: إنّا لا نأخذ شيئاً أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثمّ لا خير في العيش بعده - أو قال:

ثمّ لا خير في الحياة بعده».

1384 - [3/ 37] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا زهير ،عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إذا تبعتم جنازة فلا تجلسوا حتّى توضع».

1385 - [3/ 38] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى بن آدم ،حدّثنا ابن مبارك، عن أسامة، عن محمّد بن يحيى بن حبان(1)، عن عمه، عن أبي سعيد الخدري، قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إنّي نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنّ فيها عبرة، ونهيتكم عن النبيذ

ص: 37


1- في الأصل: ( حيان ).

فاشربوا، ولا أحلّ مسكراً، ونهيتكم عن الأضاحي فكلواء».(1)

1386 - [3/ 38] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، قال: أنبأنا أبو إسرائيل، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري يرفعه، قال:

«إنّ الرجل ليتكلم بالكلمة لا يريد بها بأساً إلا ليُضحك بها القوم، فإنّه ليقع منها أبعد من السماء».

1387 - [3/ 38] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدّثنا حيوة، أخبرنا سالم بن غيلان:أنّ الوليد بن قيس التجيبي أخبره:أنّه سمع أبا سعيد الخدري - أو عن أبي الهيثم - عن أبي سعيد الخدري : إنّه سمع رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يقول :

«لا تصحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي».

1388 - [39/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا معاوية بن هشام، حدّثنا شيبان، عن خراش(2)،عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة».

1389 - [3 / 39] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا معاوية بن هشام،حدّثنا شيبان عن فراس، عن عطية، عن أبي سعيد: عن نبي اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، قال :

«إذا تطهّر الرجل فأحسن الطهور،ثمّ أتى الجمعة فلم يلغ ولم يجهل حتّى ينصرف الإمام كانت كفّارة لما بينها وبين الجمعة،وفي الجمعة ساعة لا يوافقها رجل مؤمن يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه،والمكتوبات كفارات لما بينهنّ».(3)

ص: 38


1- النبيذ في اللغة هو ما ينبذ فيه الشيء، ويجوز عند البعض اطلاق هذا اللفظ على الماء المر إذا طرح فيه تميرات لتحليته.
2- كذا في الأصل والمصدر، والصحيح كما في المصادر الرجالية والحديثية والأحاديث التالية له : ( فراس ).
3- بلغ:من اللغو.

1390 - [39/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا معاوية بن هشام، حدّثنا شيبان عن خراش، عن عطية: أنّ أبا سعيد حدّثه عن نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنّه قال:

«من جرّ ثوبه من الخيلاء لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة».

قال: وحدّثني بهذا ابن عمر أيضاً.

1391 - [3/ 40] حدثّنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا معاوية بن هشام، حدّثنا شيبان،عن فراس ،عن عطية، عن أبي سعيد، عن نبي اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أنه قال:

«لخلوف فم الصائم أطيب عند اللّه من فيح المسك، قال: صام هذا من أجلي، وترك شهوته عن الطعام والشراب من أجلي، فالصوم لي وأنا أجزي به ».

1392 - [40/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا معاوية بن هشام ،حدّثنا شيبان عن فراس، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال نبي اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«يقال لصاحب القرآن يوم القيامة إذا دخل الجنّة:اقرأ واصعد ،فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتّى يقرأ آخر شيء معه».

1393 - [3 / 41] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا زيد بن حباب قال: حدّثني كثير بن زيد الليثي، قال: حدّثني ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه ،عن جده، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا وضوء لمن لم يذكر اسم اللّه عليه».

يقول شير محمد : ثمّ رواه عن أبي أحمد عن كثير بن زيد إلى آخر السند والمتن.(1)

1394 - [42/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد، حدّثنا جهضم يعني اليمامي - حدّثنا محمّد بن إبراهيم، عن محمّد بن زيد ،عن شهر بن حوشب، عن أبي سعید قال:

ص: 39


1- مسند أحمد: 41/3.

«نهى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) عن شراء ما في بطون الأنعام حتّى تضع ما في ضروعها إلا يكيل، وعن شراء العبد وهو ابق، وعن شراء المغانم حتى تقسم، وعن شراءالصدقات حتّى تقبض،وعن ضربة الغائص».(1)

1395 - [42/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة،حدّثنا أبو الأسود، عن عروة، عن أبي سعيد الخدري:

«أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم)نهى أن يمشي الرجل في نعل واحدة أو في خف واحد».

1396 -[ 3 / 42] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه:

«أنه شكا إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم)حاجته، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : اصبر أبا سعيد، فإنّ الفقر إلى من يحبني منكم أسرع من السيل على أعلى الوادي ومن أعلى الجبل إلى أسفله».

1397 -[ 42/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن المنذر، حدّثنا داود بن قيس الفراء، حدّثنا عياض بن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري، قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا خرج يوم العيديوم الفطر صلّى بالناس تينك الركعتين ثمّ سلم وقام،فاستقبل الناس وهم جلوس فقال : تصدّقوا-ثلاث مرات-فكان أكثر من يتصدّق النساء بالقرط وبالخاتم وبالشيء، فإن كان لرسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حاجة أن يضرب على الناس بعثاً ذكره لهم وإلا انصرف».(2)

ص: 40


1- ضربة الغائص:هو أن يقول الغائص في البحر للتاجر: أغوص غوصة، فما أخرجته فهو لك بكذا، فهي عنه لأنه غرر.
2- البعث:الرسول واحداً أو جماعة.

1398 - [43/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق، حدّثنا مالك، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه، إنّ لي جاراً يقوم الليل ولا يقرأ(إلا قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ﴾(1)-كأنّه يقللها - فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن».

1399 - [3 / 44] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق، حدّثنا عبد الرحمن - يعني ابن زيد-عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«من نسي الوتر أو نام عنها فليصلّها إذا ذكرها أو إذا أصبح».

1400 - [3 / 44] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة،عن أبي سلمة أنّه سمع أبا نضرة يحدّث عن أبي سعيد الخدري، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنه قال:

«من كذب علّي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار».

1401 - [3/ 45] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن جعفر غندر، قال: حدّثنا ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنّه قال في الجنين:

«ذكاته ذكاة أمه».

1402 - [3/ 45] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا بهز وعفان قالا : حدّثنا همام،عن قتادة ،قال عفان: حدّثنا قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«أمرنا نبينا (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر».

1403 - [3/ 45] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ،بهز، حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة عن أبي نضرة، عن أبي سعيد ، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله و سلّم) قال:

ص: 41


1- أي سورة التوحيد.

«تكون أمتي فرقتين يخرج بينهما مارقة، يلي قتلها أولاهما بالحق».

1404 - [3/ 47] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الملك بن عمرو، حدّثنا عبداللّه بن جعفر الزاهري، عن يزيد بن عبد اللّه بن الهاد، عن عبد اللّه بن خيّاب، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«قلنا: يا رسول اللّه،هذا السلام عليك قد علمناه، فكيف الصلاة عليك؟ :قال قولوا:اللهم صلِّ على محمّد عبدك ورسولك كما صلّيت على إبراهيم، وبارك على محمّد وآل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم».

1405 - [3/ 48] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن القاسم بن الفضل، حدّثنا أبو نضرة العبدي، عن أبي سعيد، قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم) :

«يمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق».

1406 - [3/ 55] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا ابن وهب ،قال حيوة:حدّثني ابن الهاد، عن عبد اللّه بن خبّاب، عن أبي سعيد الخدري:أنّه سمع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يقول :

«صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة».(1)

وبهذا الإسناد: أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«من رآني فقد رآني الحق، فإنّ الشيطان لا يتكون بي».

وبهذا الإسناد: عن عبد اللّه بن خيّاب:

«أنّ أبا سعيد الخدري ذكر لرسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله و سلّم)أنّه تصيبه الجنابة فيريد أن ينام؟ فأمره أن يتوضّأ ثمّ ينام».

1407 - [3/ 55] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا علي بن إسحاق، أنبأنا عبد

ص: 42


1- الفذ: أي الفرد.

اللّه - يعني ابن مبارك - أنبأنا يحيى بن أيوب، عن عبد اللّه بن قريط أنّ عطاء بن يسار حدّثه أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«من صام رمضان وعرف حدوده وتحفّظ مما كان ينبغي له أن يتحفّظ فيه كفّر ما قبله».

1408 - [56/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، أخبرنا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري: أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«أن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته، قالوا: يا رسول اللّه وكيف يسرقها؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها». 140 -[ 56/3] حدّثنا عبد اللّه ، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر،عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«بينا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يقسم قسماً، إذ جاءه ابن ذي الخويصرة التميمي، فقال: اعدل يا رسول الله، فقال: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول اللّه،أتأذن لي فيه فاضرب عنقه ؟ فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :دعه، فإنّ له أصحاباً يحتقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء، ثمّ ينظر في نضيته(1) فلا يوجد فيه شيء، ثمّ ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثمّ ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم ،منهم رجل أسود في إحدى يديه - أو قال: إحدى ثدييه - مثل ثدي المرأة-أو مثل البضعة - تدردر، يخرجون على حين فترة من الناس، فنزلت فيهم: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمرُكَ في الصَّدَقات)... الآية(2). قال أبو سعيد: أشهد أني

ص: 43


1- كذا وفي كثير من المصادر:(نضيه ) .
2- سورة التوبة : 58 .

سمعت هذا من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وأشهد أنّ علياً حين قتله وأنا معه جيء بالرجل على النعت الذي نعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).(1)

يقول شير محمد الهمداني: هذا الحديث أورده الشيخ الفاضل شيخ هاشم بن محمّد في كتاب ( مصباح الأنوار ) في الباب 32 قال: «ونقلت هذا الخبر أيضاً من كتاب فيه عوالي أحاديث الصحاح للجوهري: أخبرنا أبو سلمة بن عبد الرحمن والضحاك الهمداني قالا : إنّ أبا سعيد الخدري قال: «بينا نحن عند رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وهو يقسم قسماً... إلى أن قال: أو مثل البضعة تدردر ، يخرجون على خير فرقة من الناس».

وقال بعد إيراد الخبر: اتفق الإمامان أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري على إخراجه في صحيحيهما، أمّا البخاري فأورده في علامات النبوة... إلى أن قال: وأمّا مسلم فأورده في الزكاة... إلخ . (2)

1410 -[56/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر،

ص: 44


1- قوله يحقر:أي يستقل. تراقيهم: جمع ترقوة وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق والمعنى: أن قراءتهم لا يرفعها اللّه ولا يقبلها. قوله ينظر إلى نصله:أي نصل السهم وهو الحديدة المركبة فيه،والمراد أنه ينظر إلى ذلك ليعرف هل أصاب أم أخطأ؟ فإنه إذا لم يره علق به شيء من الدم ولا غيره ظن أنه لم يصبه والفرض أنه أصابه، وإلى ذلك أشار بقوله قد سبق الفرث والدم أي جاوزهما ولم يتعلق به منهما شيء بل خرجا بعده. قوله ثمّ ينظر إلى رصافه:الرصاف اسم للعقب الذي يلوى فوق الرغظ من السهم، يقال: رصف السهم شد على رغظه عقبه. قوله ثمّ ينظر إلى نضيه: قال في القاموس: هو سهم فسد من كثرة ما رمي ،به قال:والنضي كغني السهم بلا تصل ولا ريش. قوله ثمّ ينظر إلى قذذه جمع قذّة وهي ريش السهم، والمراد أن الرامي إذا أراد أن يعرف هل أصاب أم لا نظر إلى السهم والنصل هل هما شيء من الدم؟ فإن لم يجد قال: إن كنت أصبت فإنّ بالنضي أو الريش شيئاً، فإذا نظر فلم يجد شيئاً عرف أنه لم يصب. قوله أو مثل البضعة:أي القطعة من اللحم. قوله قدردر:وأصله تندردر ، ومعناه تتحرك وتذهب وتحئ.(نيل الأوطار: 346/7 ) .
2- مصباح الأنوار مخطوط، صحيح البخاري: 179/4، صحیح مسلم: 112/3.

عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري ،قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):«لا تحلّ الصدقة لغني إلا لخمسة:لعامل عليها، أو رجل اشتراها بماله، أو غارم، أو غاز في سبيل اللّه، أو مسكين تصدّق عليه منها فأهدى منها لغني».

1411 - [57/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر،عن أيوب، عن أبي قلابة، وعن ابن سيرين، عن أبي سعيد الخدري كلاهما يرويه عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال أحدهما: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إني كنت حرّمت لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام، فكلوا وتزوّدوا وادّخروا ما شئتم».

وقال الآخر:

«كلوا واطعموا وادّخروا ما شئتم».

1412 - [59/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر:كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علّي الحوض.

1413 - [59/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل، حدّثنا حماد، عن حماد، عن إبراهيم، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نهى عن استئجار الأجير حتّى يبيّن له أجره، وعن النجش،واللمس، وإلقاء الحجر ».(1)

ص: 45


1- النجش: تقدم المعنى في هامش حديث 708. والملامسة وإلقاء الحجر ومثلها المنابذة وهذه بيوع كانت في الجاهلية فنهى عنها وهو أن يتراوض الرجلان على سلعة أي يتساوما فإذا لمسها المشتري أو نبذها إليه البائع أو وضع المشتري عليها حصاة لزم البيع رضي البائع أو لم يرض، والاول بيع الملامسة، والثاني بيع المنابذة.

1414 - [59/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، أنبانا سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان ، عن جابر قال:حدّثنا أبو سعيد الخدري أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«إذا قضى أحدكم صلاته في المسجد فليجعل لبيته نصيباً من صلاته، إنّ اللّه جاعل في بيته من صلاته خيرا».

1415 - [3 / 60] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، قال: قرأت على عبد الرحمن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التميمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري أنه قال: سمعت رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يقول:

«يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وأعمالكم مع أعمالهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مرق السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يرى شيئاً، ثمّ ينظر في القدح فلا يرى شيئاً، وينظر في الريش فلا يرى شيئاً، ويتمارى في الفوق».

قال عبد الرحمن:حدّثنا به مالك - يعني هذا الحديث-.

يقول شير محمد:ذكر عز الدين عبد الحميد الشهير بابن أبي الحديد في الجزء السادس من شرح النهج ص 48 قال: والمشهور المعروف المنقول نقلاً يكاد يبلغ درجة المتواتر من الأخبار ماروي عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) في معنى الخوارج بأعيانهم وذكرهم بصفاتهم ، وقوله لعلي(علیه السلام): «إنّك مقاتلهم وقاتلهم، وإنّ المخدج ذا الثدية منهم، وإنّك ستقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين»، فجعلهم أصنافاً ثلاثة حسب ما وقعت

الحال عليه . وهذا من معجزات الرسول(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، وإخباره عن الغيوب المفصلة.

ص: 46

وقال قبيل ذلك: وإذا تأملت أحواله في خلافته كلها وجدتها هي مختصرة من أحوال رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في حياته،كأنّها نسخة منتسخة منها، في حربه وسلمه، وسيرته وأخلاقه، وكثرة شكايته من المنافقين من أصحابه... إلخ.(1)

1416 - [62/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد ،عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة».

1417 - [62/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حماد الخياط، حدّثنا عبد الملك الأحول، عن سعيد بن عمرو بن سليم، عن رجل من قومه يقال له: فلان بن معاوية - أو معاوية بن -فلان عن أبي سعيد الخدري، قال:

«الميت يعرف من يغسله ويحمله ويدليه،قال :فقمت من عند أبي سعيد إلى ابن عمر فأخبرته، فمّر أبو سعيد فقال له ابن عمر:ممن سمعت هذا الحديث؟ قال من رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

1418 - [63/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، حدّثنا الضحاك - يعني ابن عثمان - عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه: أن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفض الرجل إلى الرجل في الثوب، ولا تفض المرأة إلى المرأة في الثوب».

1419 - [3 / 63] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا عثمان بن عمر، أنبأنا مالك بن مغول، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري : أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«إنّ الرجل من أمتي ليشفع للفئام من الناس فيدخلون الجنّة بشفاعته، وإنّ

ص: 47


1- شرح نهج البلاغة: 130/6.

الرجل ليشفع للقبيلة من الناس فيدخلون الجنّة بشفاعته، وإنّ الرجل ليشفع للرجل وأهل بيته فيدخلون الجنة بشفاعته».(1)

1420 - [3 / 64] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا أبو عوانة،حدّثنا قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«يكون في أمتي فرقتان يخرج بينهما مارقة، يلي قتلها أولاهما بالحق».

1421 - [3 / 64] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا مهدي بن ميمون، حدّثنا محمّد بن سيرين، عن معبد بن سيرين، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال :

«يخرج أناس من قبل المشرق، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم،يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثمّ لا يعودون فيه حتّى يعود السهم على فوقه، قيل: ما سيماهم؟ قال: سيماهم التحليق والتسبيت». (2)

1422 -[3/ 64] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا عفان، قال:حدّثنا خالد بن عبد اللّه،حدّثنا يزيد بن أبي زياد،عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وفاطمة سيّدة نسائهم إلا ما كان لمريم بنت عمران».

1423 - [3/ 65] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن مصعب، حدّثنا الأوزاعي، عن الزهري،عن أبي سلمة والضحاك المشرفي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

ص: 48


1- الفئام: الجماعة من الناس.
2- التسبيت:من السبت، وهو الحلق. وفي الصحاح:حلق الرأس. يقال: سبت رأسه وشعره،وسلقه،وسبده،أي:حلقه، والتسبيد : المبالغة في الحلق. وعند البخاري (أو التسبيد ) على الشك. ( مسند أبي يعلى: 409/2 ).

«بينا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)له ذات يوم يقسّم مالاً ، إذ أتاه ذو الخويصرة - رجل من بني تميم - فقال: يا محمد ،اعدل، فواللّه ما عدلت منذ اليوم، فقال النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : واللّه لا تجدون بعدي أعدل عليكم مني - ثلاث مرات- فقال عمر: يا رسول اللّه، أتأذن لي فأضرب عنقه؟! فقال : لا ، إنّ له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر صاحبه إلى فوقه فلا يرى شيئاً، آيتهم رجل إحدى يديه كالبضعة- أو كثدي امرأة - يخرجون على فرقتين من الناس، يقتلهم أولى الطائفتين باللّه. قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، وإني شهدت علياً حين قتلهم، فالتمس في القتلى فوجد على النعت الذي نعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

1424 - [3/ 65] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا محمّد بن ربيعة، حدّثنا محمّد بن الحسن - يعني ابن عطية العوفي - عن أبيه، عن جدّه، عن أبي سعيد، قال:

«لعن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)النائحة والمستمعة».

1425 - [3/ 65] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يونس، حدّثنا حماد -يعني ابن زيد - حدّثنا بشر بن حرب: سمعت أبا سعيد الخدري يحدّث قال:

«غزونا مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فلذلك وخيبر ، قال : ففتح اللّه على رسوله فدك وخيبر،فوقع الناس في بقلة لهم هذا الثوم والبصل، قال: فراحوا إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فوجد ريحها فتأذى به، ثمّ عاد القوم، فقال: ألا لا تأكلوه، فمن أكل منها شيئاً فلا يقربنّ مجلسنا، قال: ووقع الناس يوم خيبر في لحوم الحمر الأهلية ونصبوا القدور ونصبت قدري فيمن نصب، فبلغ ذلك النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فقال: أنهاكم عنه، أنهاكم عنه - مرتين-فأكفئت القدور، فكفات قدري فيمن كفأ».

1426 - [3 / 65] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يونس وسريج قالا : حدّثنا

ص: 49

فليح،عن سعيد بن الحارث، عن أبي سلمة،قال:كان أبو هريرة يحدثنا عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنه قال:

«إنّ في الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم وهو في صلاة يسأل اللّه خيراً إلا آتاه إيّاه، قال:وقللها أبو هريرة بيده، قال: فلمّا توفي أبو هريرة قلت:واللّه لو جئت أبا سعيد فسألته عن هذه الساعة أن يكون عنده منها علم ، فأتيته فأجده يقوم عراجين، فقلت يا أبا سعيد،ما هذه العراجين التي أراك تقوّم ؟ قال : هذه عراجين جعل اللّه لنا فيها بركة، كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يحبها يتخصرّ بها، فكنّا نقومها ونأتيه بها، فرأى بصاقاً في قبلة المسجد وفي يده عرجون من تلك العراجين،فحكّه وقال : إذا كان أحدكم في صلاته فلا يبصق أمامه، فإنّ ربّه أمامه، وليبصق عن يساره أو تحت قدمه، فإن لم - قال سريج: لم يجد مبصقاً - ففي ثوبه أو نعله.

قال: ثمّ هاجت السماء من تلك الليلة، فلمّا خرج النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لصلاة العشاء الآخرة

برقت برقة، فرأى قتادة بن النعمان فقال: ما السرى يا قتادة؟ قال: علمت يا رسول اللّه إنّ شاهد الصلاة قليل، فأحببت أن أشهدها، قال: فإذا صلّيت فاثبت حتّى أمرّ بك، فلما انصرف أعطاه العرجون وقال: خذها فسيضيء أمامك عشراً وخلفك عشراً، فإذا دخلت البيت وتراءيت سواداً في زاوية البيت فاضربه قبل أن يتكلم فإنّه شيطان قال: ففعل،فنحن نحب هذه العراجين لذلك . . . الحديث» .(1)

1427 - [ 3 / 68] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان،عن أبيه، عن ابن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«بعث علي وهو باليمن إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بذهيبة في تربتها، فقسمها بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثمّ أحد بني مجاشع وبين عيينة بن بدر الفزاري وبين علقمة بن علاثة

ص: 50


1- العراجين: جمع عرجون وهو عذق النخلة السرى السير في الليل.

العامري ثمّ أحد بني كلاب وبين زيد الخير الطائي ثمّ أحد بني نبهان، قال: فغضبت قريش والأنصار ، فقالوا: يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا!،قال:إنما أتألفهم، قال: فأقبل رجل غائر العينين، ناتئ الجبين، كث اللحية، مشرف الوجنتين ،محلوق، قال: فقال : يا محمّد،اتق اللّه، قال :فمن يطع اللّه إذا عصيته،أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني؟!قال: فسأل رجل من القوم قتله النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) - أراه خالد بن الوليد - فمنعه، فلمّا ولّى قال : من ضئضى هذا قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد».

1428 - [3 / 69] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا سريج، حدّثنا أبو ليلى قال أبي : سماه سريج:عبد اللّه بن ميسرة الخراساني، عن غياث البكري، قال:

«كنّا نجالس أبا سعيد الخدري بالمدينة، فسألته عن خاتم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) الذي كان بين كتفيه ؟ فقال : بأصبعه السبابة هكذا لحم ناشز بين كتفيه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».(1)

1429 - [3/ 70] حدّثنا عبد اللّه حدّثني أبي قال:الحسن بن موسى، قال حدّثنا حماد بن سلمة، عن أبي هارون العبدي ومطر الوراق، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري،قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«تملأ الأرض جوراً وظلماً، فيخرج رجل من عترتي يملك سبعاً أو تسعاً، فيملأ الأرض قسطاً وعدلا».

1430 - [71/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا حسن، قال: سمعت عبد اللّه بن لهيعة قال: حدّثنا دراج أبو السمح:أنّ أبا الهيثم حدّثه، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).

ص: 51


1- ناشر: نشر الشيء أي ارتفع .

«أنّ رجلاً قال له :يا رسول اللّه، طوبى لمن رآك وآمن بك، قال: طوبى لمن رآني وآمن بي، ثمّ طوبى، ثمّ طوبى، ثمّ طوبى لمن آمن بي ولم يرني، قال له رجل: وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنّة مسيرة مئة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها».

1431 - [71/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عفان، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال:

«خرجنا من المدينة نصرخ بالحجّ صراخاً، فلما قدمنا مكة قال: فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): اجعلوها عمرة، إلا من كان معه الهدي، فلما كان عشية التروية أهللنا بالحجّ».

1432 - [71/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة،عن حميد،عن أبي نضرة، عن أبي سعيد: أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في تسع يبقين وسبع يبقين وخمس يبقين وثلاث يبقين».

1433 - [3 / 71] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا بهز، حدّثنا شعبة، أنبأنا قتادة عن عبد اللّه بن أبي عتبة قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه».

1434 - [73/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا فضيل-يعني ابن مرزوق-عن عطية، عن أبي سعيد الخدري:

«أنّ رجلاً سأله عن غسل الرأس ؟ فقال : يكفيك ثلاث حفنات أو ثلاث أكف، ثمّ جمع يديه، ثمّ قال: يا أبا سعيد إني رجل كثير الشعر، قال: فإنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) كان أكثر شعراً منك وأطيب».

ص: 52

1435 - [73/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن أبيه، عن ابن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«بعث علي إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وهو باليمن بذهيبة في تربتها، فقسمها بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثمّ أحد بني مجاشع وبين عيينة بن بدر الفزاري وبين علقمة بن علاثة العامري ثمّ أحد بني كلاب وبين زيد الخير الطائي ثمّ أحد بني نبهان ،قال: فغضبت قريش والأنصار، قالوا: يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا! قال: إنما أتألفهم قال : فأقبل رجل غائر العينين، ناتي الجبين، كث اللحية، مشرف الوجنتين ،محلوق، قال: فقال : يا محمّد اتّق اللّه، قال: فمن يطيع اللّه إذا عصيته، يأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني، قال: فسأل رجل من القوم قتله النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)- أراه خالد بن الوليد - فمنعه، فلمّا ولّى قال: إنّ من ضئضى هذا قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام ،ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد».

1436 - [73/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا ابن أبي ليلى،عن عطاء وعطية، عن أبي سعيد، عن نافع عن ابن عمر:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان يصلّي على راحلته في التطوع حيثما توجهت به، يومئ إيماء،ويجعل السجود أخفض من الركوع».

قال عبد اللّه : والصواب عطية.

1437 -[ 75/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثناوهيب، حدّثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أو عن جابر بن عبد اللّه، قال:

«قدمنا مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نصرخ بالحجّ صراخاً، فلمّا طفنا بالبيت قال: اجعلوها عمرة، فلمّا كان يوم التروية أحرمنا بالحجّ».

ص: 53

1438 - [75/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة حدّثنا دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري:عن رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«استكثروا من الباقيات الصالحات، قيل: وما هي يا رسول اللّه؟ قال: الملة ،قيل: وما هي يا رسول اللّه ؟ قال : الملة، قيل: وما هي يا رسول اللّه؟قال:الملة،قيل:وما هي يا رسول اللّه؟قال:التكبير،والتهليل، والتسبيح،والتحميد، ولا حول ولا قوة إلا باللّه».

1439 - [76/3] وبهذا الإسناد قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليكرم ضيفه - قالها ثلاثاً - قال : وما كرامة الضيف يا رسول اللّه؟ قال: ثلاثة أيام، فما جلس بعد ذلك فهو عليه صدقة».

1440 - [76/3] وبهذا الإسناد أن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«من حلف على يمين فرأى خيراً منها فكفّارتها تركها».

1441 - [78/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن شعبة، عن الوليد بن العيزار: أنّه سمع رجلاً من ثقيف يحدّث عن رجل من كنانة، عن أبي سعيد الخدري: عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

أنه قال: في هذه الآية ثُمَّ أوْرَثْنَا الكتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُم ظَالم لنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخيرَاتِ )(1)قال : هؤلاء كلهم بمنزلة ،واحدة وكلهم في الجنة».

1442 - [79/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عوف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،قال :

«تفترق أمتي فرقتين فتمرق بينهما مارقة فيقتلها أولى الطائفتين بالحق».

ص: 54


1- سورة فاطر: 32.

1443 - [79/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عثمان بن محمد - وسمعته أنا من عثمان-حدّثنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«يقتل المحرم الأفعى والعقرب والحداء والكلب العقور والفويسقة. قلت:ما الفويسقة؟ قال: الفأرة، قلت: وما شأن الفأرة؟! قال: إن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)استيقظ وقد أخذت الفتيلة فصعدت بها إلى السقف لتحرق عليه».

1444 - [80/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن محمّد - وسمعته أنا من عثمان-حدّثنا جرير، عن يزيد ،عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد، قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة، إلا ما كان من مريم بنت عمران».

1445 - [80/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عثمان بن محمّد - وسمعته أنا من عثمان - حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«يخرج عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له: السفاح، فيكون إعطاؤه المال حثيا».

1446 - [3 / 80] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عثمان بن محمّد ،قال عبد اللّه : وسمعته أنا من عثمان، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إذا بلغ بنو أبي فلان ثلاثين رجلاً اتخذوا مال اللّه دولاً ودين اللّه دخلاً وعباد اللّه خولا».

1447 - [80/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن بحر، حدّثنا عيسى

ص: 55

بن يونس عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)

في حجة الوداع:

«ألا إنّ أحرم الأيام يومكم هذا، وإنّ أحرم الشهور شهركم هذا، وإنّ أحرم البلاد بلدكم هذا، ألا وإنّ أموالكم ودماء كم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد».

1448 - [80/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا محمد بن عبيد، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر، قال:

«خطبنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يوم النحر، فذكر معناه».

1449 - [3/ 80] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عبد اللّه، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا محمّد، عن سعد بن إسحاق، عن عمته، عن أبي سعيد الخدري، قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«تنكح المرأة على إحدى خصال ثلاثة: تنكح المرأة على مالها، وتنكح المرأة على جمالها، وتنكح المرأة على دينها، فخذ ذات الدين والخُلق تربت يمينك».(1)

1450 - [82/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا فطر، عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن أبيه قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:

«كنّا جلوساً ننتظر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فخرج علينا من بعض بيوت نسائه، قال: فقمنا معه فانقطعت نعله، فتخلّف عليها علي يخصفها، فمضى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ومضينا معه، ثمّ قام ينتظره وقمنا معه، فقال: إنّ منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله، فاستشر فنا وفينا أبو بكر وعمر، فقال: لا، ولكنه خاصف النعل، قال: فجئنا نبشّره، قال: وكأنه قد سمعه».

ص: 56


1- تربت يمينك: أي أصابها التراب ولم يدع عليها بالفقر.

1451 - [82/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا فطر، حدّثني إسماعيل بن رجاء، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:

«كنّا جلوساً ننتظر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فذكر الحديث، إلا أنه قال: فأتيته لأبشره، قال: فلم يرفع به رأساً كأنه قد سمعه».

1452 - [82/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة».

1453 - [82/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت ،عن الضحاك المشرقي، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) في حديث ذكره:

«قوم يخرجون على فرقة من الناس مختلفة، يقتلهم أقرب الطائفتين إلى الحق».

1454 - [83/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الملك ،حدّثنا محمّد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن يحيى بن عمارة، عن أبيه، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«كل الأرض مسجد وظهور إلا المقبرة والحمّام».

1455 - [3/ 83] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الملك، حدّثنا شريك، عن ابن أبي ليلى، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن أبي سعيد الخدري،قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«الوسق: ستون صاعاً».(1)

1456 - [83/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يزيد، أنبأنا فضيل بن مرزوق،

ص: 57


1- الوسق :مكيلة معروفة، وقيل حمل بعير.

عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«للّه أفرح بتوبة عبده من رجل أضلّ راحلته بفلاة من الأرض، فطلبها فلم يقدر عليها فتسجى للموت، فبينا هو كذلك إذ سمع وجبة الراحلة حين بركت،فكشف عن وجهه فإذا هو براحلته».

1457 -[ 3/ 83] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا القاسم بن الفضل الحداني، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال:

«عدا الذئب على شاة فأخذها ، فطلبه الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه قال: ألا تتقي اللّه ، تنزع مني رزقاً ساقه اللّه إلي ؟ فقال : يا عجبي ذئب مُقعٍ على ذنبه يكلّمني كلام الإنس !! فقال الذئب : ألا أخبرك بأعجب من ذلك محمّد (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بيثرب يخير الناس بأنباء ما قد سبق، قال: فأقبل الراعي يسوق غنمه حتّى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فأخبره، فأمر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فنودي الصلاة جامعة، ثمّ خرج، فقال للراعي:أخبرهم، فأخبرهم، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : صدق والذي نفسي بيده ،لا تقوم الساعة حتّى يكلم السباع الإنس،ويكلّم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبره فخذه بما حدث أهله بعده».

1458 - [3 / 84 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بن أبي عدي، عن حميد،عن بكر المزني قال: قال أبو سعيد الخدري:

«رأيت رؤيا وأنا أكتب سورة (ص) ، قال : فلمّا بلغت السجدة رأيت الدواة والقلم وكل شيء بحضرتي انقلب ساجداً، قال: فقصصتها على رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فلم يزل يسجد بها.

1459 - [3 / 84] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا زهير بن محمّد، حدّثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري: أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

ص: 58

«لتتبعنّ سنن الذين من قبلكم شبراً بشير وذراعاً بذراع، حتّى لو دخلوا حجر ضب لتبعتموهم، قلنا: يا رسول اللّه، اليهود والنصاري؟ قال: فمن»؟

1460 - [3 / 84] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا أبو بكر، عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي سعيد، قال:

«جاءت امرأة صفوان بن معطل إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قالت: إنّ صفوان يفطرني إذا صمت، ويضربني إذا صلّيت، ولا يصلّي الغداة حتّى تطلع الشمس، قال: فأرسل إليه، فقال: ما تقول هذه؟ قال: أمّا قولها يفطرني، فإني رجل شاب وقد نهيتها أن تصوم، قال: فيومئذ نهى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أن تصوم المرأة إلا بإذن زوجها، قال :وأما قولها :إني أضربها على الصلاة، فإنها تقرأ بسورتي فتعطلني، قال: لو قرأها الناس ما ضرك، وأما قولها: إني لا أصلّي حتّى تطلع الشمس، فإني ثقيل الرأس، وأنا من أهل بيت يعرفون بذاك بثقل الرؤوس، قال: فإذا قمت فصلِّ».

1461 - [3 / 86] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: فحدّثني عبد اللّه بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم، عن سليمان بن محمّد بن كعب بن عجرة، عن عمته زينب بنت كعب - وكانت عند أبي سعيد الخدري -عن أبي سعيد الخدري، قال:

«اشتكى علياً الناس يوماً، قال: فقام رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فينا خطيباً، فسمعته يقول: أيها الناس لا تشكوا علياً، فو اللّه إنّه لأخشن في ذات اللّه - أو في سبيل اللّه-».

يقول شير محمد :في حديث حذيفة بن اليمان الذي أورده في أول كتاب ( التهاب نيران الأحزان ) :«فتقدم أمير المؤمنين(علیه السلام) أمام الجيش للقاء النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) واستخلف على الجيش رجلاً منهم، فأدرك رسول الله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).. إلى أن قال: فودعه أمير المؤمنين(علیه السلام)وعاد

ص: 59

إلى جيشه، فلقيهم عن قرب من مكة، فوجدهم قد لبسوا الحُلل التي كانت معهم، فأنكر ذلك عليهم، وقال للذي كان استخلفه عليهم:من أمرك أن تعطيهم الحلل من قبل أن ندفعها إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) لو لم أكن أذنت لك فيها؟ فقال: إنّهم سألوني أن يتجمّلوا بها ويحرموا فيها ثمّ يردونها علیّ، فانتزعها أمير المؤمنين(علیه السلام) من القوم وشدّها في أعدالها، فلمّا دخلوا مكة كثرت شكايتهم من علي(علیه السلام) ، فأمر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) مناديه فنادى في الناس: ارفعوا ألسنتكم عن علي، فإنّه خشن في ذات اللّه، غير مداهن في دينه فكفّ الناس عن ذكره، وعلموا مكانه من النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ».(1)

1462 - [3/ 88] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب،حدّثني عبداللّه بن أبي حسين، حدّثني شهر: أنّ أبا سعيد الخدري حدّثه، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«بينا أعرابي في بعض نواحي المدينة في غنم له عدا عليه الذئب فأخذ شاة من غنمه، فأدركه الأعرابي فاستنقذها منه وهجهجه، فعانده الذئب يمشي، ثمّ أقعى مستذفر بذنبه يخاطبه، فقال: أخذت رزقاً رزقنيه اللّه ! قال: واعجباً من ذئب مقع مستذفراً بذنبه يخاطبني ! فقال : واللّه إنك لتترك أعجب من ذلك، قال: وما أعجب من ذلك؟فقال: رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في النخلتين بين الحرتين يحدّث الناس

ص: 60


1- التهاب نيران الأحزان ومثير كتائب الأشجان:ويقال له التهاب الأحزان في وفاة سيد بني عدنان المبعوث على الإنس والجان رسول الملك المنان،وما أوصى به في حق أهل بيته أمناء الرحمن، وما جرى بعد وفاته من الاختلاف والخذلان،أوّله :(الحمد اللّه باعث الرسل رحمة للعالمين وجاعلهم مبشرين... إلى قوله: وما وقفت على خبر يتضمن وفاة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)على التمام والكمال... بل وحدت ذلك في كتب متعددة. فأحببت أن أجمعها في كتاب وسميته بالتهاب نيران الأحزان وآخره:(هذا ما أردنا إثباته من وفاة سيدنا محمد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) على التمام والكمال ونستغفر اللّه من الزيادة والنقصان والسهو والغلط والنسيان انه غفور منان)، يظهر من منقولاته أنه ألف بعد القرن السابع إلى العاشر وطبع تمام الكتاب في مطبعة البحرين الكائنة في منامة من بلاد البحرين باهتمام میرزا محمد حسن الشيرازي، وهو من الكتب التي كتب بعض معاصري العلامة المجلسي إليه أنه ينبغي النقل عنه في البحار، وذكر في كتابته أنه موجود عندكم وصورة الكتابة منقولة في آخر البحار . ( الذريعة: 287/2 باختصار )

عن نبأ ما قد سبق وما يكون بعد ذلك، قال: فنعق الأعرابي بغنمه حتِى ألجأها إلى بعض المدينة، ثمّ مشى إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حتّى ضرب عليه بابه، فلمّا صلّى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال: أين الأعرابي صاحب الغنم ؟ فقام الأعرابي، فقال له النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : حدّث الناس بما سمعت وما رأيت، فحدّث الأعرابي الناس بما رأى من الذئب وسمع منه، فقال النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عند ذلك: صدق، آيات تكون قبل الساعة، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتّى يخرج أحدكم من أهله فيخبره نعله أو سوطه أو عصاه بما أحدث أهله بعده».

1463 - [89/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا عبد الحميد، حدّثني شهر، قال: حدّثنا أبو سعيد الخدري، قال:

«بينما رجل من أسلم في غنيمة له يهش عليها في بيداء ذي الحليفة إذ عدا عليه ذئب فانتزع شاة من غنمه، فجهجاه الرجل فرماه بالحجارة حتّى استنقذ منه شاته، ثمّ أنّ الذئب أقبل حتّى أقعى مستذفراً بذنبه مقابل الرجل، فذكره نحو حديث شعيب بن أبي حمزة». (1)

1464 - [3 / 89] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا أبو إسرائيل إسماعيل الملائي، عن عطية عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)(2):

« وُجد قتيل بين قريتين - أو ميت - فأمر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) اذرع ما بين القريتين إلى أيهما كان أقرب، فوجد أقرب إلى أحدهما بشبر، قال: فكأني أنظر إلى شبر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فجعله على الذي كان أقرب».(3)

ص: 61


1- جهجهاه :أي زبره.
2- كذا، والقول لأبي سعيد كما هو ظاهر النص.
3- قوله فجعله: أي جعل دية الميت على الأقرب.

1465 - [3 / 90] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا روح، حدّثنا مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة أن رافع بن إسحاق أخبره قال:

«دخلت أنا وعبد اللّه بن أبي طلحة على أبي سعيد الخدري نعوده، فقال لنا أبو سعيد : أخبرنا رسول الله (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أنّ الملائكة لا تدخل بيتاً فيه تماثيل أو صورة».

-شك إسحاق لا يدري أيتهما قال أبو سعيد-.

1466 - [3 / 90] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا محبوب بن الحسن، عن خالد، عن عكرمة أنّ ابن عباس قال له ولابنه علي:

«انطلقا إلى أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه، قال: فانطلقنا فإذا هو في حائط له، فلمّا رآنا أخذ رداءه فجاءنا فقعد، فأنشأ يحدثنا حتى أتى على ذكر بناء ،المسجد قال :كنّا نحمل لبنة لبنة وعمّار بن ياسر يحمل لبنتين لبنتين، قال: فرآه رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فجعل ينفض التراب عنه ويقول: يا عمار ألا تحمل لبنة كما يحمل أصحابك، قال: إني أريد الأجر من اللّه، قال: فجعل ينفض التراب عنه ويقول:

ويح عمّار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النار، قال: فجعل عمار يقول : أعوذ بالرحمن من الفتن».

1467 - [92/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، قال: سمعت إسحاق يحدّث عن الأغر أبي مسلم أنه قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنها شهدا على النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنه قال:

«لا يقعد قوم يذكرون اللّه إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم اللّه فيمن عنده».

1468 -[ 31 / 94] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن زيد ابن أسلم، عن رجل، عن أبي سعيد الخدري، قال:

ص: 62

«وضع رجل يده على النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فقال : واللّه ما أطيق أن أضع يدي عليك شدة حماك، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : إنّا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر، إن كان النبي من الأنبياء يبتلى بالقمل حتّى يقتله، وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالفقر حتّى يأخذ العباءة فيخونها(1)، وإن كانوا ليفرحون بالبلاء كما تفرحون بالرخاء».

1469 - [3 / 95] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر،عن علي بن زيد،عن أبي نضرة، قال: سمعت أبا سعيد الخدري أنّه سمع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول :

«لا تقوم الساعة حتّى يقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة، تمرق بينهما مارقة يقتلها أولاهما بالحق».

1470 - [3/ 97] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، أنبأنا القاسم بن الفضل، حدّثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين تقتلها أولى الطائفتين بالحق».

1471 - [3/ 97 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا وكيع، حدّثنا إسماعيل بن مسلم العبدي، حدّثنا أبو المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح مثلاً بمثل، يداً بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى، الآخذ والمعطي فيه سواء».

ص: 63


1- كذا وفي بعض المصادر:(فيجوبها )، أي يجعل لها حباً فيلبسها.

1472 - [3/ 98 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا وكيع، حدّثنا ابن أبي ليلى،عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري :

«عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في قوله: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُها)(1)،قال: طلوع الشمس من مغربها».

يقول الفقير إلى اللّه الغني شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: إعلم أنّ كثير من الأحاديث التي انتخبتها من أحاديث أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قد رواها أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل بطرق كثيرة.

ص: 64


1- سورة الأنعام 158 .

المنتخب من مسند أنس بن مالك

1473 -[ 3/ 98 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا حميد، عن أنس بن مالك، قال:

«إن كانت الأمة من أهل المدينة لتأخذ بيد رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فتنطلق به في حاجتها».

1474 - [3/ 98] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، حدّثنا عبد العزيز بن صهيب وإسماعيل، حدّثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من كذب علّي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار».

1475 - [99/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا عبيد اللّه بن أبي بكر بن أنس، عن جده أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إذا سلّم عليكم أهل الكتاب فقولوا : وعليكم».

1476 - [99/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم قال عبيد اللّه بن أبي بكر:أنبأنا عن أنس ويونس،عن الحسن قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، قيل: يا رسول اللّه هذا أنصره مظلوماً فكيف أنصره إذا كان ظالماً ؟ قال : تحجزه، تمنعه، فإن ذلك نصره».

1477 - [99/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا عبد العزيز وإسماعيل، عن عبد العزيز عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«تسحروا، فإنّ في السحور بركة».

1478 - [99/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم عن حميد، حدّثنا أنس بن مالك، قال:

ص: 65

«لمّا اتخذ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) صفيّة أقام عندها ثلاثاً، وكانت ثيباً».

1479 - [99/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا هشيم عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أعتق صفيّة بنت حيي وجعل عتقها صداقها».

1480 - [99/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم قال وأنبأنا حميد، عن ثابت، عن أنس، وأظنني قد سمعت من أنس:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)مرّ برجل يسوق ،بدنة، فقال: اركبها ،قال: إنّها بدنة، قال:اركبها مرتين أو ثلاثاً».

1481 - [99/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا شعبة، عن قتادة، حدّثنا أنس بن مالك، قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يضحي بكبشين أقرنين أملحين،وكان يسمّي ويكبّر،ولقد رأيته،يذبحهما بيده واضعاً على صفاحهما قدمه».

1482 - [100/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا معتمر بن سليمان، قال: قال أبي : حدّثنا أنس بن مالك، حسبته قال:

«عطس عند النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، رجلان فشمّت أحدهما - أو قال: سمّت-وترك الآخر فقيل: رجلان عطس أحدهما فشمّته ولم تشمّت الآخر! فقال: إنّ هذا حمد اللّه ».

1483-[100/3]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا معتمر، عن حميد، عن أنس، قال:

«حجم أبو طيبة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فأعطاه صاعاً من طعام، وكلّم أهله فخففوا عنه».

1484 - [3 / 100] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا معتمر، عن حميد، عن أنس، قال:

ص: 66

«كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)من أتمّ الناس صلاة وأوجزه».

1485 - [100/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«إذا وُضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء».

وقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إذا نعس أحدكم في صلاته فلينصرف فلينم».

1486 - [3/ 100] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن ابن أبي عروبة ويزيد بن هارون، أنبأنا سعيد ، عن قتادة عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«من نسي صلاة أو نام عنها فإنّما كفارتها أن يصليها إذا ذكرها».

قال يزيد: فكفّارتها أن.

1487 - [3/ 100] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدّثنا زكريا بن أبي زائدة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أنس بن مالك، قال:

«خدمت النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) تسع سنين، فما أعلمه قال لي قط: هلا فعلت كذا وكذا، ولا عاب

عليّ شيئاً قط».

1488 - [3 /100 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، قال:

«سألت أنس بن مالك قلت: أخبرني بشيء عقلته عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أين صلّى الظهر يوم التروية؟ قال: بمنى، وأين صلى العصر يوم النفر؟ قال: بالأبطح، قال: ثمّ قال: افعل كما يفعل أمراؤك».

11489 - [100/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عباد بن عباد وغسان بن

ص: 67

مضر، عن سعيد بن يزيد أبي مسلمة، قال:

«قلت لأنس بن مالك : أكان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يصلّي في نعليه؟ قال: نعم».

1490 - [101/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا عبد العزيز ، عن أنس، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء ولا يقل: اللهم إن شئت فأعطني، فإنّ اللّه لا مستكره له».

1491 - [3 / 101] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا عبد العزيز، قال:

«سأل قتادة أنساً : أيّ دعوة كان أكثر يدعوا بها النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ قال: كان أكثر دعوة يدعوا بها رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وكان أنس إذا أراد أن يدعوا بدعوة دعا بها، وإذا أراد أن يدعوا بدعاء دعا بها... الحديث».

1492 - [101/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك، قال:

«دخل رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) المسجد وحبل ممدود بين ساريتين، فقال: ما هذا؟ قالوا: لزينب تصلّي، فإذا كسلت أو فترت أمسكت به، فقال: حلّوه، ثمّ قال: ليصلِّ أحدكم نشاطه، فإذا كسل أو فتر فليقعد».

1493 - [3 / 101] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا إسماعيل، حدّثنا عبد العزيز بن صهيب عن انس بن مالك قال:

«لمّا قدم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) المدينة أخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فقال: يا رسول اللّه، إنّ أنساً غلام كيّس فليخدمك، قال: فخدمته في السفر والحضر،

ص: 68

واللّه ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا، ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا ؟

1494 - [102/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا المختار بن ،فلفل قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

«أغفى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إغفاءة، فرفع رأسه متبسماً - إمّا قال لهم، وإما قالوا له : لم ضحكت ؟ فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّه أنزلت عليّ آنفا سورة، فقرأ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر )(1)حتّى ختمها، قال: هل تدرون ما الكوثر؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: هو نهر أعطانيه ربي في الجنّة عليه خير كثير، يرد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب، يختلج العبد منهم فأقول: يا ربّ إنّه من أمتي ! فيقال لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».

1495 - [102/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك، قال:

«قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ذات يوم وقد انصرف من الصلاة فأقبل إلينا فقال: يا أيها الناس، إني إمامكم ،فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالقعود ولا بالانصراف، فإني أراكم من أمامي ومن خلفي ، وأيم الذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، قالوا: يا رسول اللّه، وما رأيت؟ قال: رأيت الجنة والنار».

1496 - [102/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا يونس بن عمرو - يعني ابن أبي إسحاق- عن بريد بن أبي مريم، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

ص: 69


1- سورة الكوثر : 1 .

«من صلى على صلاة واحدة صلى اللّه عليه عشر صلوات وحطّ عنه عشر خطيئات».

1497 - [103/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس: أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«ثلاث من كنّ فيه وجد بهنّ حلاوة الإيمان: أن يكون اللّه ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا للّه، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه اللّه منه كما يكره أن يوقد له نار فيقذف فيها».

1498 - [103/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد،عن أنس قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«دخلت الجنّة فإذا أنا بنهر حافتاه خيام اللؤلؤ، فضربت بيدي إلى ما يجري فيه الماء، فإذا مسك أذفر، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاكه اللّه».

1499 - [103/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال:

«كانت ناقة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)تسمّى العضباء، وكانت لا تُسبق، فجاء أعرابي على قعود فسبقها، فشقّ ذلك على المسلمين، فلمّا رأى ما في وجوههم، قالوا: يا رسول اللّه سُبقت العضباء! فقال: إن حقاً على اللّه أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه».

1500 -[ 103/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال:

«أقيمت الصلاة ، فقام النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فأقبل علينا بوجهه، فقال: أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري».

1501 - [104/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد،

ص: 70

عن أنس قال:

«كان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية فيسأل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فجاء أعرابي فقال: يا رسول اللّه، متى قيام الساعة؟ وأقيمت الصلاة، فصلّى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فلمّا فرغ من صلاته قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: أنا يا رسول اللّه، قال: وما أعددت لها ؟ قال : ما أعددت لها من كثير عمل لا صلاة ولا صيام، إلا أني أحب اللّه ورسوله، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): المرء مع من أحب، قال أنس: فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام بشيء ما فرحوا به».

1502 - [104/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا يتمنّینّ أحدكم الموت لضر نزل به، ولكن ليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي».

1503 - [3 / 104 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد قال:

«سُئل أنس: هل كان النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يرفع يديه ؟ فقال : قيل له يوم جمعة: يا رسول اللّه ، قحط المطر، وأجدبت الأرض، وهلك المال، قال فرفع يديه حتّى رأيت بياض إبطيه فاستسقى، ولقد رفع يديه فاستسقى، ولقد رفع يديه وما نرى في السماء سحابة، فلمّا قضينا الصلاة حتّى أن قريب الدار الشاب ليهمه الرجوع إلى

أهله ،قال: فلمّا كانت الجمعة التي تليها قالوا: يا رسول اللّه، تهدمت البيوت، واحتبست الركبان، فتبسم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)من سرعة ملالة ابن آدم وقال: اللهم حوالينا ولا علينا، فتكشطت عن المدينة».

ص: 71

يقول شير محمّد: حديث أنس هذا أورده العلامة الزمخشري في الباب الثالث من كتاب ( ربيع الأبرار) بأدنى اختلاف .(1)

وأورده الطبرسي في كتاب (الاحتجاج)، ورواه عن موسى بن جعفر عن آبائه عن علي(علیه السلام)فيها أجاب به يهودياً من يهود الشام وأحبارهم، وكان قد قرأ التوراة والإنجيل والزبور وصحف الأنبياء عليهم وآله، فيهم: ابن عباس وابن مسعود وأبو معبد الجهني.(2)

وأورده صاحب مجمع البيان في كتاب (إعلام الورى) في معجزات رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).(3)

وأورده الحميري في كتاب (قرب الإسناد) بإسناد ذكره عن الرضا (علیه السلام)فيما ذكره أبوه موسى بن جعفر(علیه السلام)وهو طفل لنفر من اليهود من الآيات التي أعطيها رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).(4)

وأورده الشيخ المفيد في أواخر كتاب أماليه بإسناد ذكره عن مسلم الغلابي.(5)

وأورده السيّد الجليل فخار بن معد في أواخر كتاب (الحجّة) بإسناد ذكره عن عائشة .(6)

وأورده غير هؤلاء أيضاً من العامة والخاصة.

وأورد الكلينيه حديثاً في استسقائه(علیه السلام)في أواسط كتاب الروضة بإسناد ذكره عن أبي عبد اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)(7)

ص: 72


1- ربيع الأبرار: 132/12 باب السحاب والمطر.
2- الاحتجاج: 316/1.
3- إعلام الورى : 82/1.
4- قرب الإسناد: 324
5- أمالي المفيد: 303.
6- الحجة على الذاهب: 305 باختلاف.
7- الكافي : 474/2 ، 217/8.

1504 - [104/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا ابن أبي عدي ، عن حميد عن أنس قال:

«سمع المسلمون النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وهو ينادي على قليب بدر: يا أبا جهل بن هشام ،يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، يا أمية بن خلف هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً، قالوا: يا رسول اللّه، تنادي قوماً قد جيفوا! قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبواء». 1505 -[ 106/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، حدّثنا حميد ويزيد، أنبأنا حميد المعني(1)، عن أنس بن مالك قال :

«نودي بالصلاة ، فقام كل قريب الدار من المسجد وبقي من كان أهله نائي الدار، فأتى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بمخضب من حجارة فصغر أن يبسط أكفه فيه، قال: فضم أصابعه، قال: فتوضّأ بقيتهم. قال :حميد وسُئل أنس: كم كانوا؟ قال: ثمانين أو زيادة».

1506 - [106/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال:

«رأى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لا رجلاً يُهادى بين ابنيه، قال: ما هذا؟ قالوا نذر أن يمشي، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إن اللّه للغني أن يعذب هذا نفسه، فأمره فركب».(2)

1507 - [106/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن ثابت عن أنس قال:

«رأى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رجلاً يسوق بدنة قد جهده المشي، فقال: اركبها، فقال: يا رسول اللّه إنها بدنة، قال: اركبها وإن كانت بدنة».

ص: 73


1- في الأصل: ( المعنى ).
2- يهادى: أي يمشي بينهما معتمداً عليهما من ضعفه وتمايله.

1508 - [3/ 107 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد عن أنس قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا تسألوني عن شيء إلى يوم القيامة إلا حدّثتكم، قال: فقال عبد اللّه حذافة: يا رسول اللّه، من أبي ؟ قال : أبوك حذافة، فقالت أمه : ما أردت إلى هذا ؟ قال: أردت أن أستريح، قال: وكان يقال فيه - قال حميد: وأحسب هذا عن أنس- قال: فغضب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقال عمر: رضينا باللّه رباً وبالإسلام ديناً وبمحمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) نبياً، نعوذ باللّه من غضب اللّه ورسوله».

1509 - [3/ 107] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«من أحب لقاء اللّه أحب اللّه لقاءه، ومن كره لقاء اللّه كره اللّه لقاءه، قلنا: يا رسول اللّه كلّنا نكره الموت،قال: ليس ذاك كراهية الموت، ولكن المؤمن إذا حضر جاءه البشير من اللّه بما هو صائر إليه، فليس شيء أحب إليه من أن يكون قد لقي اللّه فأحب اللّه لقاءه، وإن الفاجر أو الكافر إذا حضر جاءه بما هو صائر إليه من الشر أو ما يلقاه من الشر فكره لقاء اللّه وكره اللّه لقاءه».

1510 - [3/ 107] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد قال: قال أنس بن مالك:

«ما مسست شيئاً قط خزاً ولا حريراً ألين من كف رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، ولا شممت رائحة أطيب من ريح رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

1511 - [3/ 107] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد وعبد اللّه بن بكر السهمي، حدّثنا حميد، عن ثابت، عن أنس:

«أنّ رسول الله (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عاد رجلاً من المسلمين قد صار مثل الفرخ، فقال له

ص: 74

رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): هل كنت تدعوا بشيء أو تسأله إياه؟ قال: نعم كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): سبحان اللّه، لا تطيقه ولا تستطيعه ،فهلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا ،عذاب النار قال فدعا اللّه ، فشفاه اللّه ».

يقول شير محمد: فيها أجاب به أمير المؤمنين(علیه السلام) يهودياً من يهود الشام وأحبارهم، وكان قد قرأ التوراة والإنجيل والزبور وصحف الأنبياء(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وعرف دلائلهم قال له اليهودي: فإنّ عيسى اللّه يزعمون أنه قد أبرأ الأكمه والأبرص بإذن اللّه ؟ فقال له على(علیه السلام):«لقد كان كذلك، ومحمد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أعطي ما هو أفضل من ذلك: أبرأ ذا العاهة من عاهته، بينما هو جالس إذ سأل عن رجل من أصحابه، فقالوا: يا رسول اللّه، إنّه قد صار من البلاء كهيئة الفرخ الذي لا ريش عليه، فأتاه فإذا هو كهيئة الفرخ من شدة البلاء، فقال له: قد كنت تدعو في صحتك دعاء؟ قال: نعم،كنت أقول: يا ربّ أيما عقوبة أنت معاقبي بها في الآخرة فعجلها لي في الدنيا، فقال له النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):الا ألا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار فقالها الرجل، فكأنها نشط من عقال، وقام صحيحاً وخرج معنا».(1)

1512 - [3/ 107] حدّثنا عبد اللّه ،حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي عن حميد عن موسى بن أنس، عن أنس:

«أن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لم يكن يُسأل شيئاً على الإسلام إلا أعطاه، قال: فأتاه رجل فسأله، فأمر له بشاء كثير بين جبلين من شاء الصدقة، قال: فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم، أسلموا فإنّ محمد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يعطي عطاء ما يخشى الفاقة». (2)

ص: 75


1- الاحتجاج: 332/1.
2- بشاء: جمع الشاة.

1513 - [3/ 108] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال:

«بعثت معي أم سليم بمكتل فيه رطب إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فلم أجده، وخرج قريباً إلى مولى له دعاه صنع له طعاماً، قال: فأتيته فإذا هو يأكل، فدعاني لأكل معه وصنع له ثريداً بلحم ،وقرع، قال: وإذا هو يعجبه القرع، قال: فجعلت أجمعه وأدنيه منه، قال: فلمّا طعم رجع إلى منزله، قال: ووضعت المكتل بين يديه، قال: فجعل يأكل ويقسم حتى فرغ من آخره.

1514 - [3/ 108] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس:

«أنّ عبد اللّه بن سلام أتى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)مقدمه المدينة، فقال: يا رسول اللّه ،إني سائلك عن ثلاث خصال لا يعلمهنّ إلا نبي، قال: سل، قال: ما أوّل أشراط الساعة ؟ وما أوّل ما يأكل منه أهل الجنّة؟ ومن أين يشبه الولد أباه وأمه؟ فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أخبرني بهنّ جبريل (علیه السلام)آنفاً، قال: ذلك عدو اليهود من الملائكة ،قال: أما أوّل أشراط الساعة فنار تخرج من المشرق فتحشر الناس إلى المغرب، وأما أوّل ما يأكل منه أهل الجنّة زيادة كبد حوت، وأمّا شبه الولد أباه وأمه فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع إليه الولد وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع إليها، قال: أشهد أن لا اله إلا اللّه وأنك رسول اللّه، وقال: يا رسول اللّه، إنّ اليهود قوم بهت، وإنّهم إن يعلموا بإسلامي يبهتوني عندك، فأرسل إليهم فاسألهم عني أي رجل ابن سلام فيكم؟ قال: فأرسل إليهم، فقال: أيّ رجل عبد اللّه بن سلام فيكم؟ قالوا:خيرنا وابن خيرنا، وعالمنا وابن عالمنا، وأفقهنا وابن أفقهنا قال: أرأيتم إن أسلم تسلمون؟ قالوا: أعاذه اللّه من ذلك، فخرج ابن سلام فقال: أشهد أن لا اله إلا اللّه

ص: 76

وأنّ محمداً رسول اللّه ،قالوا:شرنا وابن شرنا، وجاهلنا وابن جاهلنا، فقال ابن سلام :هذا الذي كنت أتخوف منه».(1)

1515 - [109/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق حدّثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك، عن عبد الله بن سلام قال:

«لمّا أردت أن أسلم أتيت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقلت : إني سائلك،فقال:سل عما بدا لك، قال:قلت:ما أوّل ما يأكل أهل الجنّة... فذكر الحديث».

1516 - [3 / 109] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن أبي عدي وعبد الوهاب الخفاف، عن حميد، عن قتادة ،عن أنس: أنّ نبي اللّه عليه الصلاة والسلام قال:

«اعتدلوا في السجود، ولا يفترش أحدكم ذراعيه كالكلب».

1517 - [109/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا مالك، عن الزهري، عن أنس:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)دخل يوم الفتح مكة وعليه المغفر، فقيل له : إنّ ابن خطل متعلق بأستار الكعبة! فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):اقتلوه».(2)

1518 - [3/ 110] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن أنس قال:

«آخر نظرة نظرتها إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يوم الاثنين، كشف الستارة والناس خلف أبي بكر، فنظرت إلى وجهه كأنّه ورقة مصحف، فأراد الناس أن يتحركوا، فأشار إليهم أن اثبتوا، وألقى السجف، وتوفي في آخر ذلك اليوم (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».(3)

ص: 77


1- قوم بهت :جمع بموت من بناء المبالغة في البهت، والبهت هو الكذب.
2- المغفر: زرد ينسخ من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة.ابن خطل :بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة اسمه عبد العزى وقيل عبد الله وقيل غالب فقال اقتلوه لأنه كان قد ارتد.
3- السجف: أي الستر.

1519 -[ 110/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري سمعه من أنس، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«لا تقاطعوا، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد اللّه إخواناً، ولا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث».

1520 - [111/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان قال: سمعت إبراهيم بن ميسرة، وحدّثنا محمّد بن المنكدر، سمعتهما يقولان: سمعنا أنساً يقول:

«صلّيت مع النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بالمدينة أربعاً، وبذي الحليفة ركعتين».

1521 - [111/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا سفيان، عن حميد، عن أنس:

«سمع النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يلبي بالبيداء: لبيك بعمرة وحجة معاً».

1522 - [3 / 112 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، حدّثنا إسماعيل، أنبأنا أيوب، عن عمرو بن سعيد، عن أنس بن مالك قال:

«ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، كان إبراهيم مسترضعاً في عوالي المدينة، وكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وإنّه ليدّخن، وكان ظره فينا، فيأخذه فيقبله ثمّ يرجع ، قال عمرو: فلما توفي إبراهيم قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ إبراهيم ابني، وإنّه مات في الثدي، فإنّ له ظئرين يكملان رضاعه في الجنّة».

1523 - [113/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، أنبأنا حميد الطويل، عن أنس قال:

«سُئل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن وقت صلاة الصبح ؟ قال: فأمر بلالاً حين طلع الفجر فأقام الصلاة، ثمّ أسفر من الغد حتّى أسفر، ثمّ قال:أين السائل عن وقت صلاة الغداة؟ما بين هاتين،-أو قال:هذين وقت».

1524 - [113/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن نوفل

ص: 78

بن مسعود قال:

«دخلنا على أنس بن مالك، فقلنا حدّثنا بما سمعت من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، قال : سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول: ثلاث من كنّ فيه حرم على النار وحرمت النارعليه: إيمان باللّه، وحب اللّه، وأن يُلقى في النار فُيحرق أحب إليه من أن يرجع في الكفر».

1525 - [114/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا شعبة، حدّثني أبو التياح، عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«البركة في نواصي الخيل».

1526 - [3 / 114] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن حماد- يعني ابن سلمة - حدّثنا إسحاق بن عبد اللّه، عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللِه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال يوم حنين: من قتل كافر فله سلبه».

قال : فقتل أبو طلحة عشرين.

1527 -[3 / 114] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد-یعنی الأنصاري - قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

«دخل أعرابي المسجد على عهد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،قبال ،فنهوه، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :دعوه، وأمر أن يصب عليه - أو أهريق عليه - الماء».

1528 - [114/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن الأخضر بن عجلان، حدّثني أبو بكر الحنفي، عن أنس بن مالك:

«أنّ رجلاً من الأنصار أتى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فشكا إليه الحاجة، فقال له النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : ما عندك شيء؟ فأتاه بحلس وقدح، وقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): من يشتري هذا؟ فقال رجل : أنا آخذهما بدرهم، قال: من يزيد على درهم؟ فسكت القوم، فقال: من يزيد على درهم؟ فقال رجل : أنا أخذهما بدر همين ،قال: هما لك، ثمّ قال: إنّ المسألة لا تحلّ

ص: 79

إلا لأحد ثلاث: ذي دم موجع، أو غرم مفظع، أو فقر مدقع».(1)

1529 -[115/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا يحيى،عن حميد قال:

«سُئل أنس عن بيع الثمر ؟ فقال :نهى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن بيع ثمرة النخل حتّى تزهو ، قيل لأنس:ما تزهو ؟ قال: تحمر».

1530 -[3/ 115] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس: أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«يهرم ابن آدم وتبقى منه اثنتان: الحرص، والأمل».

1531 - [3/ 115 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن حميد، عن أنس قال:

ما نزلت:(لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مَّا تُحِبُّونَ)(2)(مَنْ ذَا الَّذي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَناً﴾(3)قال أبو طلحة:يا رسول اللّه، وحائطي الذي كان بمكان كذا واللّه لو استطعت أن أسّرها لم أعلنها ، قال: اجعله في فقراء أهلك».

1532 - [3/ 115] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبي عروبة،عن قتادة، عن أنس بن مالك حدّثهم : أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟ فاشتد قوله في ذلك حتى قال: لينتهين عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم».

1533 - [3/ 115 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدّثنا

ص: 80


1- قوله لا تحلّ المسألة إلا لذي دم موجع: هو أن يتحمل دية فيسعى بما حتى يؤديها إلى أولياء المقتول، فإن لم يؤدها قتل المتحمل عنه فيوجعه قتله. غرم مفظع: أي حاجة لازمة من غرامة مثقلة. المدقع: الفقير الذي قد لصق بالتراب من الفقر.
2- سورة آل عمران :92.
3- سورة البقرة: 245.

قتادة،عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«أتمّوا الركوع والسجود، فواللّه إني لأراكم من بعدي - وربما قال: من وراء ظهري - إذا ركعتم وإذا سجدتم».

1534 - [3 / 116] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا حماد بن زید، حدّثنا عبيد اللّه بن أبي بكر، عن أنس: عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«إن اللّه وكل بالرحم ملكاً، قال: أي ربّ نطفة، أي ربّ علقة، أي ربّ مضغة، فإذا قضى الرب خلقها قال: أي ربّ أشقي أو سعيد؟ ذكر أو أنثى؟ فما الرزق وما الأجل ؟ قال فيكتب كذلك في بطن أمه».

1535 - [3/ 117] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن شعبة، عن قتادة ،عن أنس:

«أنّ بريرة تصدّق عليها بصدقة، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): هو لها صدقة ولنا هدية».

1536 - [117/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا يحيى، عن سفيان قال: حدّثني القاسم بن شريح، عن ثعلبة قال: سمعت أنساً يقول: سمعت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«عجبت للمؤمن ،أنّ اللّه لم يقض قضاء إلا كان خيراً له».

يقول شير محمد: روى ابن بابويه في المجلس 81 من أماليه:عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده قال: «ضحك رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ذات يوم حتّى بدت نواجذه ،ثمّ قال: ألا تسألوني مم ضحكت؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال: عجبت للمرء المسلم، أنّه ليس من قضاء يقضيه اللّه له إلا كان خيراً له في عاقبة أمره».(1)

وفي مختصر أصل علاء بن رزين، عن أبي جعفر قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

ص: 81


1- أمالي الصدوق:640.

«عجباً للمؤمن، إنّ اللّه لا يقضي له قضاء إلا كان له خيراً، فإن ابتلى صبر، وإن أعطي شكره».(1)

1537 -[117/31] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا ابن نمير، أنبأنا إسماعيل ويعلى بن عبيد قال: حدّثنا إسماعيل، عن نفيع، عن أنس قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«ما من أحد يوم القيامة غني ولا فقير إلا ودّ إنما كان أوتي من الدنيا قوتاً».

قال يعلى: في الدنيا.

1538 - [3/ 117] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسباط بن محمد، حدّثنا التيمي، عن قتادة عن أنس قال:

«كانت عامة وصية رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حسين حضره الموت: الصلاة، وما ملكت أيمانكم ، حتّى جعل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يغرغر بها صدره، وما يكاد يفيض بها لسانه».

1539 - [3/ 117] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا فران بن تمام عن يونس ،عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«ما استجار عبد من النار ثلاث مراراً، إلا قالت النار: اللهم أجره منّي، ولا يسأل الجنّة، إلا قالت الجنّة: اللهم أدخله إيّاي».

1540 - [118/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع حدّثنا عزرة بن ثابت الأنصاري، عن ثمامة بن عبد اللّه بن أنس، عن أنس قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا أتي بطيب لم يرده».

1541 - [118/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا وكيع، حدّثنا هشام وإسحاق الأزرق قال: أنبأنا الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس بن مالك قال:

« كان النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا أفطر عند أهل بيت قال: أفطر عندكم الصائمون، وأكل

ص: 82


1- الأصول الستة عشر: 152.

طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة».

1542 -[118/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا حماد بن سلمة، عن أبي التياح، عن أنس بن مالك قال:

«كان موضع مسجد النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لنبی النجار، وكان فيه نخل وقبور المشركين، فقال لهم النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): ثامنوني به، فقالوا: لا نأخذ له ثمناً، وكان النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يبنيه وهم يناولونه ،وهو يقول: ألا إنّ العيش عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة. قال: وكان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يصلّي قبل أن يبني المسجد حيث أدركته الصلاة».

1543 - [3/ 118] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن شعبة والدستوائي، عن قتادة ،عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا طيرة، ويعجبني الفأل، قال: والفأل: الكلمة الحسنة الطيبة».

1544 - [118/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال:

«رأيت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يذبح أضحيته بيده».

1545 - [118/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا هشام الدستوائي، عن أبي عصام ،عن أنس:

«كان النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يتنفس في الإناء ثلاثاً، ويقول: هذا أهنأ وأمرأ- أو أبرأ-».

1546 - [119/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن عبد الكريم الجزري قال: أخبرني ابن ابنة أنس بن مالك:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)دخل على أم سليم وفي البيت قربة معلقة، فشرب من فيها وهو قائم، قال:فقطعت أم سليم فم القربة، فهو عندنا».

1547 -[119/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مروان بن معاوية، أنبأنا

ص: 83

حميد الطويل، عن أنس بن مالك:

«أنّ امرأة لقيت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في طريق من طرق المدينة، فقالت: يا رسول اللّه، إنّ لي إليك حاجة، قال: يا أم فلان ،اجلسي في أي نواحي السكك شئت أجلس إليك، قال: فقعدت، فقعد إليها رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حتّى قضت حاجتها».

1548 - [119/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن زيد العمي، عن أبي إياس - يعني معاوية بن قرة-عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة».

1549 - [119/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا جرير بن حازم، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ينزل من المنبر يوم الجمعة فيكلّمه الرجل في الحاجة فيكلّمه، ثمّ

يتقدم إلى مصلاه فيصلّي».

1550 - [120/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثني أبو خزيمة، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك إنّ لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):لقد سألت اللّه باسم اللّه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا مثل به أعطى».

1551 - [3/ 120] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثني عكرمة بن عمّار، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال:

«جاءت أم سليم إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقالت : يا رسول اللّه، علّمني كلمات أدعو بهن؟ قال: تسبّحين اللّه عشراً، وتحمدينه عشراً، وتكبرينه عشراً، ثمّ سلي

ص: 84

حاجتك، فإنّه يقول: قد فعلت قد فعلت.

1552 -[120/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع ،حدّثنا عبد العزيز - يعني الماجشون - عن صدقة بن يسار، عن العميري، عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إنّ بني إسرائيل قد افترقت على ثنتين وسبعين فرقة، وأنتم تفترقون على مثلها، كلها في النار إلا فرقة».

1553 - [120/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار، قال: قلت: من هؤلاء،قالوا: خطباء من أهل الدنيا كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون».

1554 - [121/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا سعيد وابن جعفر قال: حدّثنا سعيد المعنى، عن قتادة ،عن أنس بن مالك:

«أنّ أم سليم سألت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن امرأة ترى في منامها ما يرى الرجل؟ فقال النبی(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):من رأت ذلك منكنّ فأنزلت فلتغتسل، قالت أم سلمة:أو يكون ذلك يا رسول اللّه؟ قال: نعم، ماء الرجل غليظاً أبيض، وماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما سبق أو علا أشبهه الولد».

1555 -[122/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا المسعودي، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أنس بن مالك قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يتعوذ من ثمان: الهمّ، والحزن، والعجز، والكسل، والبخل، والجبن، وغلبة الدين، وغلبة العدو».

ص: 85

1556 -[ 122/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا همام، عن قتادة عن أنس قال:

«لمّا انصرف رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)من الحديبية نزلت هذه الآية:﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مبيناه ليَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقيّا)(1)قال المسلمون: يا رسول اللّه، هنيئاً لك ما أعطاك اللّه، فما لنا؟ فنزلت:

(ليُدْخِلَ المُؤمنينَ وَالمُؤمِنَاتِ جَنَّات تجري من تحتها الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلكَ عِندَ اللهَ فَوْزًا عَظيما).(2)

1557 - [3 / 122] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد، عن ثابت البناني، عن أنس قال:

«لمّا كان یوم الحديبية هبط على رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وأصحابه ثمانون رجلاً من أهل مكة في السلاح من قبل جبل التنعيم، فدعا عليهم، فأخذوا، ونزلت هذه الآية: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أنْ أظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ)(3)

يعني: جبل التنعيم من مكة».

1558 -[ 122/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا همام - يعني ابن يحيى عن قتادة عن أنس:

«أنّ الزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف شكوا إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)القمل، فرخص لهما في لبس الحرير ، فرأيت على كل واحد منهما قميصاً من حرير».

1559 - [3 /122] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا شعبة، عن قتادة،

ص: 86


1- سورة الفتح: 1 - 2.
2- سورة الفتح: 5.
3- سورة الفتح: 24 .

عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«قال ربكم : إن تقّرب عبدي مني شبراً تقربت منه ذراعاً، وإن تقّرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، وإن أتاني ماشياً أتيته هرولة».

1560 -[ 3 /124] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا العوام بن حوشب، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أنس بن مالك عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«لما خلق اللّه الأرض جعلت تميد، فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت ،فتعجبت الملائكة من خلق الجبال، فقالت: يا ربّ، هل من خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال: نعم، الحديد، قالت يا ربّ هل من خلقك شيء أشد من الحديد، قال:نعم ،النار ،قالت:يا ربّ هل من خلقك شيء أشد من النار، قال: نعم،الماء، قالت: ربّ فهل من خلقك شيء أشد من الماء؟ قال: نعم، الريح، قالت: ياربّ فهل من خلقك شيء أشد من الريح ؟ قال: نعم، ابن آدم يتصدّق بيمينه يخفيها من شماله».

1561 - [3/ 125] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا همام، حدّثنا إسحاق بن عبد اللّه، عن أنس بن مالك:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان لا يطرق أهله ليلاً، كان يدخل عليهم غدوة أو عشية».

1562-[126/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا روح بن عبادة،حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك ويونس، حدّثنا شيبان، حدّثنا قتادة، حدّثنا أنس بن مالك : أن نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال :

«إنّ العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتّى أنه ليسمع قرع نعالهم، أناه ملكان فيقعدان، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد اللّه ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك اللّه به مقعداً في الجنّة، قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): فيراهما جميعاً - قال روح في حديثه:قال قتادة :

ص: 87

فذكر لنا أنّه يفسح له في قبره سبعون ذراعاً، ويملأ عليه خضراً إلى يوم يبعثون، ثمّ رجع إلى حديث أنس بن مالك - قال: وأمّا الكافر والمنافق فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول :لا أدري،كنت أقول ما يقول الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت،ثمّ يضرب بمطراق من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة فيسمعها من يليه غير الثقلين وقال بعضهم: يضيق عليه قبره حتّى تختلف أضلاعه».

1563 -[126/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو عامر، حدّثنا فليح عن هلال بن علي، عن أنس قال:

«لم يكن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)سبّاباً ولا لعّاناً ولا فحّاشاً، كان يقول لأحدنا عند المعاتبة: ما له ترب جبينه؟».

1564 - [3 /126] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا بكار بن ماهان،حدّثنا أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان يصلّي على ناقته تطوعاً في السفر لغير القبلة».

1565 -[3/ 127] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا زیاد بن عبد اللّه بن علاثة، حدّثنا سلمة بن وردان المدني قال: سمعت أنس بن مالك قال:

«جاء رجل إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقال : يا رسول اللّه، أي الدعاء أفضل؟ قال:تسأل ربّك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ثمّ أتاه من الغد فقال: يا رسول اللّه ،أيّ الدعاء أفضل ؟ قال : تسأل ربّك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ثمّ أتاه اليوم الثالث فقال: يا رسول اللّه، أيّ الدعاء أفضل؟ قال: تسأل ربّك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، فإنك إذا أعطيتهما في الدنيا ثمّ أعطيتهما في الآخرة فقد أفلحت».

1566 - [3/ 128] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبيدة، عن سلام أبي المنذر ،عن ثابت عن أنس: أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

ص: 88

«حُبّب إليّ من الدنيا النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة».

1567 -[ 3/ 128] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدّثنا سلام أبو المنذر القاري، حدّثنا ثابت عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«حُبّب إليّ من الدنيا النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة».

1568 - [128/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا أبو عبيدة، عن همام، عن قتادة قال:

«كنّا نأتي أنساً وخبّازه ،قائم، قال: فقال لنا ذات يوم:كلوا، فما أعلم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رأى رغيفاً مرفقاً بعينه، ولا أكل شاة سميطاً قط».(1)

1569 - [3/ 128] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا زهير ،حدّثني عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، عن أنس بن مالك أخبره قال:

«خرجنا مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إلى خيبر،فدخل صاحب لنا إلى خربة يقضي حاجته، فتناول لبنة ليستطيب فانهارت عليه تبراً، فأخذها فأتى بها النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فأخبره بذلك، قال: زنها، فوزنها فإذا مائنا درهم ، فقال النبي : هذا ركاز وفيه الخمس».(2)

1570 - [3/ 128] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا صفوان بن عيسى وزيد الحباب قالا : أنبأنا أسامة بن زيد، عن الزهري، عن أنس بن مالك:

«إنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أتى على حمزة فوقف عليه، فرآه قد مُثّل به، فقال: لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتّى تأكله العافية - وقال زيد بن الحباب : تأكله العامة حتّى يحشر من بطونها - ثمّ قال: دعا بنمرة فكفنه فيها، قال: وكانت إذا مدت على رأسه بدت

ص: 89


1- شاة سميطا: أي مشوية.
2- التير : الذهب والفضة قبل أن يُعملا.

قدماه، وإذا مدت على قدميه بدا رأسه، قال: وكثر القتلى وقلت الثياب ... الحديث».(1)

يقول شير محمد : وقال فيها أجاب به أمير المؤمنين(علیه السلام)يهودياً من يهود الشام :وقال :«لولا أن تحزن صفية لتركته حتّى يحشر من بطون السباع، ولولا أن يكون سنّة بعدي لفعلت ذلك».

وهذا الحديث أورده الطبرسي في كتاب ( الاحتجاج ).(2)

وفي رواية علي بن إبراهيم التي أوردها في سورة آل عمران: «فألقى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)على حمزة بردة كانت عليه، فكانت إذا مدها على رأسه بدت رجلاه، وإذا مدها على رجليه بدا رأسه، فمدها على رأسه وألقى على رجليه الحشيش، وقال: لولا أني أحزن نساء بني عبد المطلب لتركته للعادية والسباع حتى يحشر يوم القيامة من بطون السباع والطير ...». (3)

1571 - [129/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن علي أبي الأسد قال: حدّثني بكير بن وهب الجزري قال: قال لي أنس بن مالك: أحدّثك حديث ما أحدّثه كل أحد:

«إن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قام على باب البيت ونحن فيه، فقال: الأئمة من قريش، إنّ لهم عليكم حقاً، ولكم عليهم حقاً مثل ذلك، ما إن استرحموا فرحموا، وإن عاهدوا وفوا، وإن حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين».

1572 - [129/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي صدقة مولى أنس قال:

ص: 90


1- النمرة:شملة فيها خطوط بيض وسود.
2- الاحتجاج: 314/1 .
3- تفسير القمي: 122/1.

«سألت أنساً عن صلاة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟فقال :كان يصلّي الظهر إذا زالت الشمس،والعصر بين صلاتيكم هاتين، والمغرب إذا غربت الشمس، والعشاء إذا غاب الشفق، والصبح إذا طلع الفجر إلى أن ينفسح البصر».

1573 - [130/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن حبيب بن الشهيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)صلى على قبر امرأة قد دفنت».

1574 -[ 131/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة قال: حدثني عبيد الله بن أبي بكر قال: سمعت أنس بن مالك قال:

«ذكر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)الكبائر - أو سُئل عن الكبائر-؟ فقال : الشرك باللّه،وقتل النفس، وعقوق الوالدين، وقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قال: قول الزور - أو قال: شهادة الزور-».

قال :شعبة وأكبر ظني أنه قال: شهادة الزور.

1575 - [132/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن أنس قال:

«ما كان شخص أحب إليهم من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلموا

من كراهيته لذلك».

1576 - [132/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا سفيان، عن عمرو بن عامر قال: سمعت أنس يقول:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يتوضّأ عند كل صلاة، قال: قلت: وأنتم كيف كنتم تصنعون؟

قال: كنّا نصلّي الصلوات بوضوء واحد ما لم تُحدث».

1577 - [132/3 ] حدّثنا عبد اللّه حدّثني أبي قال: قرأت على عبد الرحمن مالك،

ص: 91

عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال:

«رأيت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)و حانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوا ،فأتى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بوضوئه، فوضع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في ذلك الإناء بده وأمر الناس أن يتوضّؤ وامنه، فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه، فتوضّأ الناس حتّى توضّؤوا من عند آخرهم».

1578 - [132/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا حماد بن سلمة عن ثابت، عن أنس قال:

«أنّ اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوهنّ ولم يجامعوهنّ في البيوت، فسأل أصحاب النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ فأنزل اللّه:﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَن الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أذى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ)(1)حتى فرغ من الآية،فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):اصنعوا كل شيء إلا النكاح، فبلغ ذلك اليهود فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه، فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر، فقالا: يا رسول اللّه، إنّ اليهود قالت:كذا وكذا ، أفلا نجامعهنّ؟ فتغير وجه رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حتّى ظننا أنه قد وجد عليهما، فخرجا فاستقبلتهما هدية من لبن إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فأرسل في آثارهما فسقاهما، فعرفا أنه لم يجد عليهما».

1579 - [133/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا هشام، عن قتادة، عن أنس:

«أنّه مشى إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بخبز شعير وإهالة سنخة، قال: وقد رهن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)درعاً عند يهودي بالمدينة فأخذ منه شعيراً لأهله، قال: ولقد سمعته ذات يوم يقول: ما أمسى عند آل محمّد صاع حب ولا صاع بر، وإنّ عنده تسع

ص: 92


1- البقرة: 222.

نسوة يومئذ».(1)

يقول شير محمد : وقال فيما أجاب به أمير المؤمنين(علیه السلام) يهودياً من يهود الشام ولقد كان يقسم في اليوم الواحد الثلاثمائة ألف وأربعمائة ألف، ويأتيه السائل بالعشي، فيقول:«والذي بعث محمّداً بالحق ما أمسى في آل محمّد صاع من شعير ولا صاع من بر ولا درهم ولا دينار».والخبر طويل رواه الطبرسي في كتاب ( الاحتجاج ).(2)

1580 - [3 / 133 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال:

«رأيت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)والحلّاق يحلقه، وقد أطاف به أصحابه ما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل».

1581 - [3 / 133] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبي بهز بن أسد، حدّثنا جعفر بن سليمان، حدّثنا ثابت البناني، قال جعفر: لا أحسبه إلا عن أنس قال:

«مُطرنا على عهد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قال : فخرج فحسر ثوبه حتّى أصابه المطر، قال: فقيل له: يا رسول اللّه ، لمّ صنعت هذا؟ قال: لأنه حديث عهد بربه».

1582 - [3/ 133] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو كامل، حدّثنا حماد بن زيد عن سلم العلوي قال: سمعت أنس بن مالك:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رأى على رجل صفرة فكرهها، قال: لو أمرتم هذا أن يغسل هذه الصفرة، قال: وكان لا يكاد يواجه أحداً في وجهه بشيء يكرهه».

1583 -[3 /134] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا بهز وعبد الصمد المعني قالا : حدّثنا همام بن يحيى، حدّثنا قتادة قال:

ص: 93


1- الإهالة:الدسم ماكان.سنخة: أي متغيرة.
2- الاحتجاج: 335/1.

«سألت أنس بن مالك، قلت: كم حج رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ قال: حجّة واحدة، واعتمر أربع مرار: عمرته زمن الحديبية، وعمرته في ذي القعدة من المدينة، وعمرته من الجعرانة في ذي القعدة حيث قسم غنيمة حنين، وعمرته مع حجّته».

1584 -[135/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا بهز، حدّثنا أبو هلال ،حدّثنا قتادة، عن أنس بن مالك قال:

«ما خطبنا نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إلا قال: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له».

1585 - [3/ 135] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر، عن قتادة، عن أنس، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«إنّ في الجنّة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها».

1586 - [3/ 135] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر، عن قتادة، عن أنس: أن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«حسبك من نساء العالمين:مريم ابنة عمران،وخديجة بنت خويلد، وفاطمة ابنة محمّد، وآسية امرأة فرعون».

1587 - [3/ 135 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا ،معمر، عن ثابت عن أنس قال:

«بلغ صفية أنّ حفصة قالت: إني ابنة يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وهي تبكي، فقال: ما شأنك؟ فقالت: قالت لي حفصة: أني ابنة يهودي، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنك ابنة نبي، وإنّ عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك؟ فقال: اتق اللّه يا حفصة».

1588 - [3 / 136] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا ليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أنس بن مالك أنه قال:

ص: 94

«أتى رجل من بني تميم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال : يا رسول اللّه، إني ذو مال كثير، وذو أهل وولد وحاضرة، فأخبرني كيف أنفق، وكيف أصنع ؟ فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): تخرج الزكاة من مالك، فإنها طهرة تطهرك، وتصل أقرباءك، وتعرف حق السائل والجار والمسكين، فقال: يا رسول اللّه، أقلل لي، قال: ( فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا ) (1)، فقال : حسبي يا رسول اللّه، إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى اللّه ورسوله ؟ فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):نعم، إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها، فلك أجرها وإثمها على من بدلها».

1589 - [3 / 136] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن بكر قال: حدّثنا ابن جريج قال: قال ابن شهاب :أخبرني أنس بن مالك قال:

«قدم النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)المدينة وهي محمّة، فحمّ الناس، فدخل النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)المسجد والناس قعود يصلّون، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): صلاة القاعد نصف صلاة القائم،

فتجشم الناس الصلاة قياما».

1590 - [136/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا سليمان، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال:

«دخل علينا النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقال عندنا، فعرق، وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها، فاستيقظ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال : يا أم سليم، ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب».(2)

1591 - [3/ 137] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم حدّثنا سليمان، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال:

ص: 95


1- مقتبسة من سورة الإسراء: 26 وأولها (وآت ).
2- قوله مُحِمة: أي ذات حمى.

«لما نزلت هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبيِّ ) إلى قوله: (وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ )(1)وكان ثابت بن قيس بن الشماس رفيع الصوت، فقال: أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، حبط عملي، أنا من أهل النار، وجلس في أهله حزيناً، فتفقده رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فانطلق بعض القوم إليه فقالوا له: تفقدك رسول اللّه ، ما لك ؟ فقال : أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت النبي وأجهر بالقول، حبط عملي، وأنا من أهل النار ،فأتوا النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فأخبروه بما قال، فقال: لا، بل هو من أهل الجنّة، قال أنس: وكنّا نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم أنّه من أهل الجنّة، فلمّا كان يوم اليمامة كان فينا بعض الإنكشاف، فجاء ثابت بن قيس بن شماس وقد تحنط ولبس كفنه، فقال: بسما تعودون أقرانكم، فقاتلهم حتى قُتل».

1592 - [3/ 138] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«قال اللّه: يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ من الملائكة أو في ملأ خير منهم، وإن دنوت مني شبراً دنوت منك ذراعاً، وإن دنوت مني ذراعاً دنوت منك باعاً، وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول».

قال قتادة: فاللّه أسرع بالمغفرة.

1593 - [138/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر ،عن الزهري، عن أنس قال:

«أن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) كان يشير في الصلاة».

1594 - [3/ 138] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر،

ص: 96


1- سورة الحجرات: 2.

عن يحيى بن أبي كثير ، عن حفص بن عبيد اللّه بن أنس، عن أنس بن مالك قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء في السفر».

1595 - [3/ 139 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا سليمان عن ثابت قال:

«قلت لأنس: حدّثنا يا أبا حمزة من هذه الأعاجيب شيئاً شهدته لا تحدّثه من غيرك، قال: صلّى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) صلاة الظهر يوماً، ثمّ انطلق حتّى قعد على المقاعد التي كان يأتيه عليها جبريل، فجاء بلال فناداه بالعصر ، فقام كل من كان له بالمدينة أهل يقضي الحاجة ويصيب من الوضوء،وبقي رجال من المهاجرين ليس لهم أهالي بالمدينة، فأتى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بقدح أروح فيه ماء، فوضع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كفه في الإناء، فما وسع الإناء كف رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كلها ، فقال بهؤلاء الأربع في الإناء، ثمّ قال: ادنوا ،فتوضّؤوا ويده في الإناء، فتوضّؤوا حتّى ما بقى منهم أحد إلا توضّاً، قال: قلت: يا أبا حمزة ،كم تراهم؟ قال: بين السبعين والثمانين».

1596 - [3 / 139] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا سليمان بن المغيرة ،عن ثابت قال:

«قلت لأنس: حدّثنا بشيء من هذه الأعاجيب لا تحدّثه عن غيرك، قال: صلّى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) على صلاة الظهر، فذكر معناه».

1597 - [3/ 142] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا أشعث، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وأصحابه قدموا مكة وقد لبّوا بحجّ وعمرة، فأمرهم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بعد ما طافوا بالبيت وسعوا بين الصفا والمروة أن يجعلوها عمرة، وأن يحلّوا، وكان القوم هابوا ذلك، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): لولا أني سقت هدياً

ص: 97

لأحللت، فأحلّ القوم وتمتعواء».

1598 - [142/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا شعبة، عن يونس بن عبيد، عن أبي قدامة الحنفي قال:

«قلت لأنس: بأيّ شيء كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يهل ؟ قال : سمعته سبع مرار: بعمرة وحجّة، بعمرة وحجّة.

1599 - [142/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن بكر، حدّثنا ميمون المرائي، حدّثنا ميمون بن سياه، عن أنس بن مالك، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«ما من مسلمَين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه إلا كان حقاً على اللّه أن يحضر دعاءهما ولا يفرق بين أيديهما حتّى يغفر لهما».

1600 - [3 / 142] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن بكر، أنبأنا ميمون المرائي، حدّثنا ميمون بن سياه، عن أنس بن مالك، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«ما من قوم اجتمعوا يذكرون اللّه لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء: أن قوموا مغفورا لكم، قد بدلت سيآتكم حسنات».

1601 - [142/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن حماد، حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس بن مالك ، عن النبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«إنّ ثلاثة نفر فيها سلف من الناس انطلقوا يرتادون لأهلهم، فأخذتهم السماء فدخلوا غاراً، فسقط عليهم حجر متجاف حتّى ما يرون منه حصاصة، قال بعضهم لبعض: قد وقع الحجر وعفا الأثر ولا يعلم بمكانكم إلا اللّه، فادعوا اللّه بأوثق أعمالكم، قال: فقال رجل منهم: اللهم إن كنت تعلم أنّه قد كان لي والدان فكنت أحلب لهما في إنائهما فآتيهما، فإذا وجدتها راقدين قمت على رؤوسهما كراهية أن أرد سنتهما في رؤوسهما حتّى يستيقظا متى استيقظا، اللهم إن

ص: 98

كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرّج عنّا، فزال ثلث الحجر، وقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيراً على عمل يعمله، فأتاني يطلب أجره وأنا غضبان فزبرته، فانطلق فترك أجره ذلك، فجمعته وثمرته حتّى كان منه كل المال، فأتاني يطلب أجره، فدفعت إليه ذلك كله ولو شئت لم أعطه إلا أجره الأول، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرّج عنّا، قال: فزال ثلثا الحجر، وقال الثالث: اللهم إن كنت تعلم إنّه أعجبته امرأة فجعل لها جعلاً، فلمّا قدر عليها وقر لها نفسها وسلّم لها جعلها، اللهم إن كنت تعلم إنّي إنّما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرّج عنّا، فزال الحجر، وخرجوا معانيق يتماشون».

قال أبو عبيد بن عبد اللّه : حدّثنا أبو بحر، حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة قال: عبد اللّه،عن أنس بن مالك، فذكر نحوه.

1602 - [143/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا هاشم بن القاسم،حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت عن أنس بن مالك قال:

«كنّا قد مُهينا أن نسأل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع ، فجاء رجل من أهل البادية فقال: يا محمّد، أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أنّ اللّه أرسلك! قال: صدق، قال : فمن خلق السماء؟ قال: اللّه ، قال : فمن خلق الأرض؟ قال: اللّه ،قال: فمن

نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل ؟ قال:اللّه، قال: فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال اللّه أرسلك؟ قال: نعم، قال: فزعم رسولك أنّ علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك اللّه أمرك بهذا ؟ قال: نعم، قال: فزعم رسولك أنّ علينا زكاة في أموالنا؟ قال: صدق،

ص: 99

قال : فبالذي أرسلك اللّه أمرك بهذا ؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أنّ علينا صوم شهر رمضان في سنتنا؟ قال: نعم صدق، قال: فبالذي أرسلك اللّه أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أنّ علينا حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا؟ قال:صدق، قال: ثمّ ولى، فقال: والذي بعثك بالحق نبياً لا أزيد عليهنّ شيئاً ولا أنقص منهنّ شيئاً، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : لئن صدق ليدخلنّ الجنة».

1603 - [3 / 144] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا ليث، عن يزيد -يعني ابن الهاد-عن عمرو بن أنس قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«إني لأوّل الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر، وأعطى لواء الحمد ولا فخر، وأنا سيّد الناس يوم القيامة ولا فخر، وأنا أوّل من يدخل الجنّة يوم القيامة ولا فخر ... الحديث ».

1604 -[ 3/ 144] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سلمة الخزاعي،حدۀثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن عمرو، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«إني لأوّل الناس... فذكر معناه، إلا أنه قال: كما تنبت الحبة».

1605 - [3/ 145] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا شيبان، عن قتادة ،عن أنس قال: وحدّث أنس بن مالك:

«أنّ نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أمر ببضعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فألقوا في طوى أطواء بدر، خبيث محبث ،قال: وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال، قال: فلمّا ظهر على بدر أقام ثلاث ليال، حتّى إذا كان الثالث أمر براحلته فشدت برحلها، ثمّ مشى وأتبعه أصحابه، قالوا: فما نراه ينطلق إلا ليقضي حاجته، قال: حتّى قام على شفة الطوى، قال: فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء

ص: 100

آباءهم: یا فلان بن فلان، أسركم أنكم أطعتم اللّه ورسوله، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً ؟ قال عمر : يا نبي اللّه،ما تكلّم من أجساد لا أرواح فيها ؟ قال: والذي نفس محمّد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم».

قال قتادة : أحياهم اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)له حتّى سمعوا قوله توبيخاً وتصغيراً ونقيمة.

1606 - [145/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة عن بكير بن الأشج، عن محمّد بن عبد اللّه بن أبي سليم، عن أنس بن مالك قال:

«صلّى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)الصلاة بمنى ركعتين، وصلّاها أبو بكر بمنى ركعتين، وصلّاها

عمر بمنى ركعتين، وصلّاها عثمان بن عفان بمنى ركعتين أربع سنين، ثمّ أتمها بعد».

1607 - [146/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد اللّه بن الوليد، حدّثنا سفيان قال: حدّثني سلمة بن وردان قال: سمعت أنس يقول: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ ربع القرآن، و(إذا زُلزِلَتِ الأَرْضُ ) ربع القرآن، و(إذَا جَاءَ نَصْرُ اللّهِ ) ربع القرآن».

1608 - [3/ 147] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يونس بن محمّد، حدّثنا حماد بن زيد عن هشام، عن محمّد، عن أنس، قال حماد والجعد :قد ذكره قال:

«عمدت أم سليم إلى نصف مد شعير فطحنته، ثمّ عمدت إلى عكة كان فيها شيء من سمن فاتخذت منه خطيفة، قال: ثمّ أرسلتني إلى النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قال : فأتيته وهو في أصحابه، فقلت: إنّ أم سليم أرسلتني إليك تدعوك ،فقال: أنا ومن معي، قال: فجاء هو ومن معه، قال: فدخلت، فقلت لأبي طلحة: قد جاء النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ومن معه، فخرج أبو طلحة فمشى إلى جنب النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قال : فقال : يا رسول اللّه، إنّما هي خطيفة اتخذتها أم سليم من نصف مد شعير، قال: فدخل فأتى به، قال: فوضع يده فيها، ثمّ قال: أدخل عشرة، قال: فدخل عشرة فأكلوا

ص: 101

حتّى شبعوا، ثمّ دخل عشرة فأكلوا، ثمّ عشرة فأكلوا، ثمّ عشرة فأكلوا، حتّى أكل منها أربعون كلهم أكلوا حتّى شبعوا، قال: وبقيت كما هي، قال: فأكلنا».

1609 - [3/ 147] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حماد -يعني ابن زيد -عن ثابت، عن أنس قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) و أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس، قال: ولقد فزع أهل المدينة ليلة، فانطلق قبل الصوت، فرجع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)راجعاً قد استبرأ لهم الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عرى ما عليه سرج، وفي عنقه السيف، وهو يقول للناس: لم تراعوا، لم تراعوا، وقال للفرس: وجدناه بحراً -أو إنّه البحر - ، قال أنس: وكان الفرس قبل ذلك يبطأ، قال: ما سُبق بعد ذلك».

يقول شير محمد: روى ابن بابويه في المجلس 63 من أماليه بإسناد ذكره عن شعیب بن راشد ،عن جابر، عن أبي جعفر(علیه السلام) قال: «قام علي اللّه (علیه السلام)يخطب الناس...إلى أن قال: وأنّ محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودينه الذي ارتضاه، وكان أهله، واصطفاه على جميع العباد بتبليغ رسالته وحججه على خلقه، وكان كعلمه فيه رؤوفاً رحيماً، أكرم خلق اللّه حسباً، وأجملهم منظراً، وأشجعهم نفساً ... إلخ».(1)

وأورد نصر بن مزاحم هذه الخطبة في كتاب (صفين) ص 61 ، أوردها عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر(علیه السلام) ، وفيها: «وأجمله منظراً، وأسخاه نفساً ...).(2)

1610 - [3/ 147] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة ،عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

ص: 102


1- أمالي الصدوق: 490.
2- وقعة صفين: 313.

«ما من مسلم يزرع زرعاً أو يغرس غرساً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة».

1611 - [3/ 147] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حماد - يعني ابن زيد- عن ثابت ،عن أنس:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)دعا بماء في قدح رحراح، فوضع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أصابعه في القدح، فجعل الماء ينبع، وجعل القوم يتوضّؤون منه ويخرج من بين أصابعه، -قال: وجعل

القوم يتوضّؤون-، قال: فحزرت القوم فإذا ما بين السبعين إلى الثمانين». (1)

1612 - [ 3 / 148] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، أو حسن بن موسى، حدّثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن أبي أسماء الصيقل، عن أنس بن مالك قال:

«خرجنا نصرخ بالحجّ، فلمّا قدمنا مكة أمرنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أن نجعلها عمرة،قال: ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لجعلتها عمرة، ولكن سقت الهدي وقرنت بين الحجّ والعمرة».

1613 - [3/ 148] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن وعفان قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، عن سنان بن ربيعة، عن أنس، قال عفان في حديثه :قال: أنبأنا أبو ربيعة ،قال: سمعت أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إذا ابتلى اللّه العبد المسلم ببلاء في جسده قال اللّه: اكتب له صالح عمله الذي كان يعمله، فإن شفاه غسله وطهره، وإن قبضه غفر له ورحمه».

1614 - [ 3 /148] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك: أن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«أتيت بالبراق - وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند

ص: 103


1- وحراح: أي فيه سعة ورقة.

منتهى طرفه - فركبته، فسار بي حتّى أتيت بيت المقدس، فربطت الدابة بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء، ثمّ دخلت فصليت فيه ركعتين، ثمّ خرجت فجاءني جبريل (علیه السلام)بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن، قال جبريل: أصبت الفطرة.

ثمّ عرج بنا إلى السماء الدنيا... إلى أن قال: فأوحى اللّه إلیّ ما أوحى ،وفرض علیّ في كل يوم وليلة خمسين صلاة، فنزلت حتّى انتهيت إلى موسى، فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ قال: قلت: خمسين صلاة في كل يوم وليلة، قال: ارجع إلى ريك فاسأله التخفيف، فإنّ أمتك لا تطيق ذلك، وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم، قال: فرجعت إلى ربي ،فقلت: أي ربّ، خفّف عن أمتي، فحطّ عني خمساً، فرجعت إلى موسى، فقال: ما فعلت؟ قلت: حطّ عني خمساً، قال: إنّ أمتك لا تطيق ذلك، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قال: فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى ويحطّ عني خمساً خمساً حتّى قال :يا محمّد ،هي خمس صلوات في كل يوم وليلة، بكل صلاة عشر، فتلك خمسون صلاة، ومن همّ بحسنة فلم يعملها كتبت حسنة، فإن عملها كتبت عشراً، ومن همّ بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئاً، فإن عملها كتبت سيئة واحدة، فنزلت حتّى انتهيت إلى موسى فأخبرته، فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك،فإنّ أمتك لا تطيق ذاك،فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):لقد رجعت إلى ربي حتّى لقد استحيت».

1615 - [3/ 150] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا المبارك عن ثابت، عن أنس بن مالك قال:

«قال رجل: يا رسول اللّه، إني أحب هذه السورة: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)،فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): حبك إياها أدخلك الجنّة».

1616 - [150/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا

ص: 104

المبارك، حدّثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك:

«أنّ - رجلاً قال للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):إني أحب فلاناً، فقال(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : فأخبرته؟ قال: لا، قال: فأخبره قال فلقيه بعد، فقال: واللّه إني لأحبك في اللّه، فقال له:أحبك الذي أحببتني له».

1617 - [150/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا محمّد، حدّثني أبي، عن أنس بن مالك : أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«إذا مررتم برياض الجنّة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنّة؟ قال: حلق الذكر».

1618 - [3/ 150] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا عمّار - يعني أبا هاشم صاحب الزعفراني، عن أنس بن مالك:

«أنّ بلالاً بطأ عن صلاة الصبح ،فقال له النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): ما حبسك ؟ فقال : مررت بفاطمة وهي تطحن والصبي يبكي، فقلت لها: إن شئت كفيتك الرحا وكفيتني الصبي، وإن شئت كفيتك الصبي وكفيتيني الرحا، فقالت: أنا أرفق بابني منك، فذاك حبسني، قال: فرحمتها رحمك اللّه».

1619 - [151/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثني أبي، حدّثنا أبو التياح، حدّثنا أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، وتشرب الخمور، ويظهر الزنا».

1620 - [152/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثني أبي، حدّثنا سنان، حدّثنا أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أخذ غصناً فنفضه فلم ينتفض، ثمّ نفضه فلم ينتفض، ثمّ نفضه فانتفض، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ سبحان اللّه، والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه

ص: 105

أكبر، تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها».

1621 - [153/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا يحيى بن إسحاق قال:أخبرني أبو عبد اللهّ الأسدي قال: سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً، فإنه ليس دونها حجاب».

وقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«دع ما يريبك إلى ما لا يريبك».(1)

1622 - [153/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك : أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«حُقّت الجنّة بالمكاره، وحُقّت النار بالشهوات».

يقول شير محمد: هذا الحديث ذكره أمير المؤمنين(علیه السلام)في خطبة أوردها الرضي في أواسط نهج البلاغة تقريباً، أوّل الخطبة:«انتفعوا ببيان اللّه، واتعظوا بمواعظ اللّه...».(2)

1623 - [3/ 154] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد ويونس بن عبيد وحميد، عن أنس - يعني ابن مالك -قال:قال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«المؤمن من أمنه الناس، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السوء، والذي نفسي بيده لا يدخل الجنّة عبد لا يأمن جاره بوائقه».

1624 - [3 / 154] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد ويونس وحميد، عن الحسن: أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

ص: 106


1- يريبك: الشك.
2- نهج البلاغة : 90/2 ح 176.

«المؤمن» من أمنه الناس... فذكر مثله».

1625 - [3 / 154] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا أبو هلال الراسبي، عن قتادة، عن أنس قال: قلّما خطبنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إلا قال:

«لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له».

1626 - [3/ 155] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق قال: حدّثنا يحيى بن أيوب، عن حميد قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«يقدم عليكم غداً أقوام هم أرق قلوباً للإسلام منكم، قال: فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري، فلمّا دنو من المدينة جعلوا يرتجزون، يقولون : غداً نلقى الأحبة محمّداً وحزبه فلمّا أن قدموا تصافحوا، فكانوا هم أوّل من أحدث المصافحة».

1627 - [3/ 155] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود وحسين بن محمّد قالا: حدّثنا إسرائيل،عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إنّ الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة، فادعو».

1628 - [156/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا مسلم - يعني ابن خالد- عن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي المقريء، عن أنس بن مالك: أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«من سره أن يعظّم اللّه رزقه وأن يمدّ في أجله فليصل رحمه».

1629 -[156/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حرب، عن النضر بن أنس، عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«قال اللّه : إذا أخذت بصر عبدي فصبر عليه واحتسب، فعوضه عندي الجنّة».

ص: 107

1630 - [3/ 157] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا هيثم بن خارجة، حدّثنا رشدين بن سعد، عن عبد اللّه بن الوليد، عن أبي حفص، حدّثه أنَّه سمع أنس بن مالك يقول: قال النبي :

«إنّ مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة».

1631 - [3/ 158] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين، حدّثنا خلف، عن حفص بن عمر، عن أنس قال:

«كنت مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)جالساً في الحلقة، إذ جاء رجل فسلّم على النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)والقوم، فقال الرجل: السلام عليكم ورحمة اللّه، فردّ النبي عليه الصلاة والسلام عليه:وعليكم السلام ورحمة اللّه وبركاته،فلمّا جلس الرجل قال:الحمد للّه حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا أن يُحمد وينبغي له،فقال له النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : كيف قلت؟ فردّ عليه كما قال، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): والذي نفسي بيده، لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن يكتبها، فما دروا كيف يكتبوها حتّى يرفعوها إلى ذي العزة، فقال: اكتبوها كما قال عبدي».

1632 - [3/ 158] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين وعفان قالا : حدّثنا خلف بن خليفة، حدّثنا حفص بن عمر، عن أنس بن مالك قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهياً شديداً، ويقول: تزوجوا الودود الولود، إنّي مكاثر الأنبياء يوم القيامة».(1)

1633 - [3/ 158] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا خلف بن خليفة، عن حفص، عن عمه أنس بن مالك قال:

ص: 108


1- الباءة : أي النكاح( الجماع).التبتل : تقدم المعنى في هامش حديث 979.

«كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه، وإنّ الجمل استصعب عليهم فمنعهم ظهره، وإنّ الأنصار جاؤوا إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقالوا : إنّه كان لنا جمل نسني عليه، وإنّه استصعب علينا ومنعنا ظهره، وقد عطش الزرع والنخل، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): لأصحابه:قوموا، فقاموا، فدخل الحائط والجمل في ناحية، فمشى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نحوه، فقالت الأنصار: يا نبي اللّه، إنّه قد صار مثل الكلب الكلب، وإنّا نخاف عليك صولته، فقال: ليس علیّ منه بأس، فلمّا نظر الجمل إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أقبل نحوه حتّى خرّ ساجداً بين يديه، فأخذ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بناصيته أذل ما كانت قط حتّى أدخله في العمل، فقال له أصحابه: يا رسول اللّه، هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك، ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك، فقال: لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثمّ استقبلته فلحسته ما أدت حقه».(1)

1634 - [159/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو كامل - واسمه مظفر بن مدرك - حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس بن مالك:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان يصوم حتّى يقال : صام صام، ويفطر حتّى يقال: أفطر أفطر».

1635 - [160/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل وعفان قالا: حدّثنا حماد، عن موسى بن أنس، قال عفان في حديثه:قال حدّثنا حميد، عن موسى بن أنس بن مالك، عن أبيه قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لقد تركتم بالمدينة رجالاً ما سرتم من مسير ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه، قالوا: يا رسول اللّه، وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟

ص: 109


1- يسنون عليه: أي يستقون عليه.

قال: حبسهم العذر».

1636 -[ 161/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن شيخ لنا، عن أنس قال:

«نهى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن بيع النخل حتّى يزهو، والحب حتّى يفرك، وعن الثمار حتّى تطعم».

1637 -[162/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا سفيان، عمّن سمع أنس بن مالك يقول: قال النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا شغار في الإسلام، ولا حلف في الإسلام، ولا جلب، ولا جنب».(1)

1638 - [163/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثنتي أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن أبي عثمان، عن أنس قال:

«لما تزوج النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)و بين بلا أهدت إليه أم سليم حَيْساً في تور من حجارة، الا اون قال أنس : فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):فاذهب فادع من لقيت، فجعلوا يدخلون يأكلون ويخرجون، ووضع النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يده على الطعام ودعا فيه وقال ما شاء اللّه أن يقول، ولم أدع أحداً لقيته إلا دعوته، فأكلوا حتّى شبعوا وخرجوا، فبقيت طائفة منهم فأطالوا عليه الحديث، فجعل النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يستحي منهم أن يقول لهم شيئاً، فخرج وتركهم في البيت، فأنزل اللّه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامِ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلكِنْ إِذَا دُعيتُمْ فَادْخُلُوا )... حتى بلغ (لقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبهنَّ)(2)».(3)

ص: 110


1- الشغار: تقدم المعنى في هامش حديث 822 .والمراد بالجلب في الرهان: أن يأتي برجل يجلب على فرسه أي يصيح عليه حتى يسبق. والجنب:أن يجنب فرساً إلى فرسه حتى إذا فتر المركوب تحول إلى المحنوب.
2- سورة الأحزاب: 53.
3- الحيس: طعام يتخذ من تمر وسمن وأقط، يعجن كالخميرة.

1639-[163/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

«صبح رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)خيبر بكرة وقد خرجوا بالمساحي، فلمّا نظروا إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قالوا: محمّد والخميس، فرفع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يديه وقال: اللّه أكبر خربت خيبراً، إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين».(1)

1640 - [3 / 164] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر ، عن قتادة، عن أنس قال:

«لمّا أتى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)خيبر ، فوجدهم حين خرجوا إلى زروعهم ومعهم مساحيهم، فلمّا رأوه ومعه الجيش نكصوا فرجعوا إلى حصنهم ، فقال النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

اللّه أكبر، خربت خيبر، إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين».

1641 - [3 /164] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن قتادة، عن أنس:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أتى بالبراق ليلة أسري به مسر جاً ملجماً ليركبه، فاستصعب عليه، وقال له جبريل: ما يحملك على هذا، فو اللّه ما ركبك أحد قط أكرم على اللّه منه. قال: فأرفض عرقاً».(2)

1642 - [3 /164] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر،عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك قال:

«لم يكن أحد أشبه برسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)من الحسن بن علي وفاطمة صلوات اللّه عليهم أجمعين».

ص: 111


1- محمّد والخميس: يعني والجيش.
2- أرفض عرقاً: أي حرى عرقه وسال.

1643 -[3 / 164] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن قتادة في قوله: ﴿وَظِلٍّ مَمدُود)(1)عن أنس بن مالك: أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«إنّ في الجنّة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها».

قال :معمر وأخبرني محمّد بن زياد أنه سمع أبا هريرة يقوله عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، ويقول أبو هريرة: واقرؤوا إن ششتم: ﴿وَظِلِّ مَمدُودٍ)(2).

1644 - [3 / 165] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن قتادة، عن أنس:

«سأل أهل مكة النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) آية، فانشق القمر بمكة مرتين ،فقال : ( اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا كل آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر)(3)»

1645 - [3 / 165] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن ثابت ،عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه، ولا كان الحياء في شيء قط إلا زانه».

1646 - [3/ 165] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر ، عن الزهري ،عن أنس قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا تحاسدوا، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا ،وكونوا عباد اللّه إخواناً، ولا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث».

1647 -[3/ 165] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن ثابت وقتادة، عن أنس وقتادة قال:

ص: 112


1- سورة الواقعة 30.
2- سورة الواقعة 30.
3- اقتباس من سورة القمر: 1-2 .

«نظر بعض أصحاب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وضوءاً فلم يجدوا، قال: فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): هاهنا ماء؟ قال: فرأيت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وضع يده في الإناء الذي فيه الماء، ثمّ قال: توضّؤوا بسم اللّه، فرأيت الماء يفور - يعني بين أصابعه - والقوم يتوضّؤون، حتّى توضّؤوا عن آخرهم، قال ثابت: قلت لأنس: كم تراهم كانوا؟ قال: نحواً من سبعين».

1648 - [167/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا عاصم الأحول، عن أنس قال:

«سألته عن القنوت أقبل الركوع أو بعد الركوع ؟ فقال : قبل الركوع، قال: قلت: فإنّهم يزعمون أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قنت بعد الرکوع،فقال:کذبوا ،انما قنت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)شهراً يدعوا على ناس قتلوا ناساً من أصحابه يقال لهم القرّاء».

1649 - [3 / 169] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، حدّثنا سليمان-يعني ابن المغيرة-عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: قلت: حدّثنا بشيء شهدته من هذه الأعاجيب لا تحدّثنا به عن غيرك، قال:

«صلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)الظهر، وقعد على المقاعد التي كان يأتيه عليها جبريل(علیه السلام)، قال : فجاء بلال فآذنه بصلاة العصر، فقال: من كان له أهل بعيد بالمدينة ليقضي حاجته ويصيب من الوضوء، وبقي ناس من المهاجرين ليس لهم أهلون بالمدينة، قال: فأتى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بقدح أروح في أسفله شيء من ماء، قال:فوضع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كفه في القدح فما وسعت كفه،فوضع أصابعه هؤلاء الأربع، ثمّ قال: ادنوا فتوضّؤوا، قال: فتوضّؤوا حتّى ما بقي منهم أحد إلا توضّأ،فقلنا:يا أبا حمزة،كم تراهم كانوا؟ قال: بين السبعين إلى الثمانين».

1650 - [169/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا زائدة، حدّثنا الأعمش قال: حدثت عن أنس، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنّه قال:

ص: 113

«أطول الناس أعناقاً يوم القيامة المؤذّنون».

1651 - [3/ 170] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر وروح قالا: حدّثنا سعيد ، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال : أن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«لا تواصلوا، فقيل: إنك تواصل يا رسول اللّه ؟! قال: إنّي لست كأحد منكم،إنّ ربي يطعمني ويسقيني».

1652 - [170/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا سعيد ، عن قتادة، عن أنس بن مالك:

«أنّ نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان بالزوراء، فأتى بإناء فيه ماء لا يغمر أصابعه، فأمر أصحابه أن يتوضّؤوا، فوضع كفه في الماء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه وأطراف أصابعه حتّى توضأ القوم، قال: فقلت لأنس: كم كنتم؟ قال: كنّا ثلثمائة».(1)

1653 - [171/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر وحجاج قالا : حدّثنا شعبة قال: سمعت هشام بن زيد بن أنس بن مالك قال:

«دخلت مع جدي أنس بن مالك دار الحكم بن أيوب، فإذا قوم قد نصبوا دجاجة يرمونها، فقال أنس : نهى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أن تُصبر البهائم».(2)

1654 - [3/ 171] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي التياح:أنّه سمع أنس بن مالك يحدّث:أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال لأبي ذر :

«اسمع وأطع ولو لحبشي كأنّ رأسه زبيبة».

1655 -[173/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة وحجاج قال: أنبأنا شعبة، عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك يحدّث قال: قال

ص: 114


1- الزوراء: اسم سوق بالمدينة.
2- تصبر البهائم :أي تحبس لترمى حتّى تموت.

رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«ما من نبي إلا وقد أنذر أمنه الأعور الكذاب، ألا إنه أعور وإنّ ربّكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كفر».

قال حجاج:كافر.

1656 - [3 /173] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا بهز، حدّثنا شعبة، عن قتادة ،عن أنس بن مالك: أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«لا تواصلوا، قالوا: إنك تواصل ؟! قال: إنكم لستم في ذلك مثلي، إني أظلّ - أو قال: أبيت-أطعم وأسقى».

1657 - [3 /174] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى قال:سمعت هلال بن أبي داود الحبطي أبا هشام قال: أخي هارون بن أبي داود حدّثني قال:

«أتيت أنس بن مالك، فقلت: يا أبا حمزة، إنّ المكان بعيد، ونحن يعجبنا أن نعودك ، فرفع رأسه فقال: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول: أيها رجل يعود مريضاً فإنّها يخوض في الرحمة، فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة، قال: فقلت: يا رسول اللّه ،هذا للصحيح الذي يعود المريض، فالمريض ماله؟ قال: مُحطّ عنه ذنوبه».

1658 - [3/ 175] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، حدّثنا ثابت، عن أنس:

«أنّ غلاماً يهودياً كان يضع للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وضوءه ويناوله نعليه، فمرض، فأتاه النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فدخل عليه وأبوه قاعد عند رأسه، فقال له النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): يا فلان قل لا إله إلا اللّه ، فنظر إلى أبيه،فسكت أبوه،فأعاد عليه النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فنظر إلى أبيه، فقال أبوه: أطع أبا القاسم،فقال الغلام: أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأنك رسول اللّه، فخرج النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وهو يقول: الحمد للّه الذي أخرجه بي من النار».

ص: 115

1659 - [3/ 175 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، حدّثنا ثابت ،عن أنس مثله.

يقول شير محمّد: روى ابن بابويه في المجلس 62 من أماليه بإسناد ذكره عن جابر، عن أبي جعفر(علیه السلام) قال: «كان غلام من اليهود يأتي النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) كثيراً حتّى استحبه ،وربما أرسله في حاجة، وربما كتب له الكتاب إلى قوم، فافتقده أياماً، فسأل عنه، فقال له قائل: تركته في آخر يوم من أيام الدنيا، فأتاه النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) في ناس من أصحابه، وكان بركة لا يكاد يكلّم أحداً إلا أجابه، فقال: يا فلان، ففتح عينيه وقال: لبيك يا أبا القاسم، قال إشهد أن لا إله إلا اللّه، وأني رسول اللّه، فنظر الغلام إلى أبيه، فلم يقل له شيئاً، ثمّ ناداه رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)الثانية، وقال له مثل قوله الأوّل، فالتفت الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئاً، ثمّ ناداه رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)الثالثة، فالتفت الغلام إلى أبيه، فقال أبوه: إن شئت فقل، وإن شئت فلا.

فقال الغلام :أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأنك محمّداً رسول اللّه، ومات مكانه.

فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) لأبيه : أخرج عنّا.

ثمّ قال لأصحابه: غسّلوه وكفّنوه واتوني به أصلّي عليه، ثمّ خرج وهو يقول: الحمد للّه الذي أنجى بي اليوم نسمة من النار».(1)

1660 - [3/ 175] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل وعفان قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس قال:

«حضرت الصلاة، فقام جيران المسجد إلى منازلهم يتوضّؤون، وبقي في المسجد ناس من المهاجرين ما بين السبعين إلى الثمانين، فدعا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بماء،

ص: 116


1- أمالي الصدوق: 481 .

فأتي بمخضب من حجارة فيه ماء، فوضع أصابع يده اليمنى في المخضب فجعل يصب عليهم وهم يتوضّؤون ويقول: توضّؤوا، حي على الوضوء، حتّى توضّؤوا جميعاً، وبقي فيه نحو مما كان فيه».(1)

1661 -[3 /175] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس:

«أنّ أصحاب النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قالوا للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : إنّا إذا كنّا عندك فحدّثتنا رقّت

قلوبنا، فإذا خرجنا من عندك عافنا النساء والصبيان وفعلنا وفعلنا، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : إنّ تلك الساعة لو تدومون عليها لصافحتكم الملائكة».

يقول شير محمد: روى ثقة الإسلام الكليني في أواخر كتاب الإيمان والكفر من ( الكافي ) في باب تنقل أحوال القلب بإسناد ذكره عن أبي جعفر(علیه السلام) في حديث:قال أبو جعفر(علیه السلام): «أما إنّ أصحاب محمّد (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قالوا يا رسول اللّه، نخاف علينا النفاق،قال: فقال : وكم تخافون ذلك؟ قالوا : إذا كنّا عندك فذكرتنا و رغبتنا وجلنا ونسينا الدنيا وزهدنا حتّى كأنّا نعاين الآخرة والجنّة والنار ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل يكاد أن نحول عن الحال التي كنّا عليها عندك، وحتّى كأنّا لم نكن على شيء ؟ أفتخاف علينا أن يكون ذلك نفاقاً ؟ فقال لهم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : كلا ، إنّ هذه خطوات الشيطان، فيرغبكم في الدنيا واللّه لو تدومون على الحالة التي وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملائكة ومشيتم على

الماء... الحديث».(2)

ص: 117


1- المخضب : إجانة تغسل فيها الثياب.
2- الكافي : 423/2.

وقد تقدم هذا الحديث في أحاديث أبي هريرة عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم). (1)

1662 - [3 / 176] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة وحجاج قال: حدّثني شعبة قال : سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك، عن النبي أنّه قال:

«لا يؤمن أحدكم حتّى يحب لأخيه - أو لجاره - ما يحب لنفسه».

ولم يشك حجاج.

1663 - [3 / 176] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، أنبأنا شعبة وحجاج قال : حدّثني شعبة قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس بن مالك:أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال:

«إنّ الأنصار كرشي وعيبتي، وإنّ الناس سيكثرون ويقلّون، فاقبلوا من محسنهم، واعفوا عن مسيئهم. وقال حجاج: عن مسيهم».

1664 -[176/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة وحجاج قال: حدّثني شعبة قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إذا كان أحدكم في صلاة فإنّه يناجي ربه، فلا يبزقنّ- قال حجاج:يبصقنّ - بين يديه ولا عن يمينه ، ولكن عن شماله وتحت قدمه».

1665 - [3/ 177] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة وحجاج قال: حدّثني شعبة قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين».

ص: 118


1- مسند أحمد: 304/2.

1666 - [3/ 177] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت ،عن أنس:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان يلعق أصابعه الثلاث إذا أكل، وقال: إذا وقعت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، وليسلت أحدكم الصحفة، فإنكم لا تدرون أي طعامكم البركة».(1)

1667- [179/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن حميد قال:

«سُئل أنس عن صوم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)تطوعاً ؟ قال : كان يصوم حتّى نقول : لا يفطر، ويفطر حتّى نقول: لا يصوم».

1668 - [182/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا يحيى بن سعيد، عن حميد، عن أنس قال:

«سمع المسلمون ببدر وهو ينادي - يعني النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)- : يا أبا جهل بن هشام، يا شيبة بن ربيعة، يا عتبة بن ربيعة، يا أمية بن خلف، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً، قالوا: كيف تكلّم قوماً قد جيفوا - أو لا يستطيعون أن يجيبوا-؟ قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم».

1669 - [182/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى، عن حميد ، عن أنس قال:

«لمّا رجعنا من غزوة تبوك قال عليه الصلاة والسلام: إنّ بالمدينة أقواماً ما قطعتم وادياً ولا سرتم مسيراً إلا شركوكم فيه، قالوا: وهم بالمدينة؟ قال: حبسهم العذر».

1670 - [3/ 185] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، حدّثنا سليم بن حيان قال: سمعت مروان الأصفر يحدّث عن أنس:

ص: 119


1- وليسلت:السلانة:ما يؤخذ بالإصبع من جوانب القصعة لتتنظف.

«أنّ علياً قدم من اليمن، فقال له النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): بم أهللت؟ فقال: أهللت بما أهلّ به رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال : فإني لولا أنّ معي الهدي لأحللت».

1671 - [3/ 187] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا عبيدة، عن حميد الطويل قال:

«سُئل أنس بن مالك عن رفع الأيدي؟ فقال: قام إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يوم الجمعة بعض المسلمين، فقال: يا رسول اللّه ، قحط المطر ، وأجدبت الأرض، هلك المال، قال:فاستسقى، فرفع يديه حتّى رأيت بياض إبطيه، وما نرى في السماء سحابة، فقام فصلّى حتّى جعل يهم القريب الدار الرجوع إلى أهله من شدة المطر، قال: فمكثنا سبعاً، فلمّا كانت الجمعة، قالوا: يا رسول اللّه، تهدمت البيوت واحتبس الركبان، قال: فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):اللهم حوالينا ولا علينا، قال: فتكشفت عن المدينة».

1672 - [3/ 187] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبيدة بن حميد، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال:

«خرج نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فتلقته الأنصار بينهم، فقال: والذي نفس محمّد بيده إني لأحبكم، إنّ الأنصار قد قضوا ما عليهم وبقي الذي عليكم، فأحسنوا إلى محسنهم،وتجاوزا عن مسيئهم».

1673 - [3/ 188] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبيدة بن حميد، عن حميد، عن أنس قال:

«جاء النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إلى أم سليم، فقربت إليه سمناً وتمراً ، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أعيدوا سمنكم في سقائكم وتمركم في وعائكم، فإني صائم ثمّ قام فصلّى في ناحية البيت، فصلّينا بصلاته، ثمّ دعا لأم سليم وأهلها، ثمّ قالت أم سليم: يا رسول اللّه، إنّ لي خويصة، قال: وما هي؟ قالت:أنس، قال: فما ترك يومئذ من خير آخرة ولا دنيا إلا دعا به من قوله: اللهم ارزقه مالاً وولداً وبارك له فيهم، قال: فقال أنس: حدّثتني

ص: 120

ابنتي أنه دُفن من صلبي عشرون ومائة ونّيف، وإني لمن أكثر الأنصار مالا».(1)

1674 - [192/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، وحدّثنا أبو كامل قالا : حدّثنا حماد بن سلمة،عن قتادة، عن أنس:أن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان يقول:

«اللهم إني أعوذ بك من قول لأ يُسمَع، وعمل لأيُرفَع، وقلب لا يخشع، وعلم لا ينفع».

1675 -[192/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا بهز وحسن بن موسى قالا:حدّثنا حماد،حدّثنا قتادة،عن أنس قال: كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«اللهم إنّي أعوذ بك من البرص، والجنون، والجذام، ومن سيئ الأسقام».

1676 -[193/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا بهز، حدّثنا أبو هلال ،حدّثنا قتادة،عن أنس قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل، قالوا:يا رسول اللّه، كيف يستعجل ؟ قال :يقول: دعوت ربي فلم يستجب لي».

1677 -[3 / 194] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بهز وعفان قالا : حدّثنا سليمان، وحدّثنا هاشم، أنبأنا سليمان بن المغيرة، قال عفان، حدّثنا ثابت، حدّثنا أنس قال:

«قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):ولد لي الليلة غلام فسميته بإسم أبي إبراهيم، قال: ثمّ دفعه إلى أم سيف امرأة قين... إلى أن قال: قال أنس: فلقد رأيته بين يدي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وهو يكيد بنفسه، قال: فدمعت عينا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال: قال رسول اللّه:تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، واللّه إنّا بك يا إبراهيم لمحزونون».

1678 - [194/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، حدّثنا حجاج، قال:

ص: 121


1- خويصة:أي أنس الذي يختص بخدمتك وصغرته لصغره يومئذ.

حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت قال: قالى أنس:

«إني لقاعد عند المنبر يوم الجمعة ورسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يخطب إذ قال بعض أهل المسجد:يا رسول اللّه ،حبس المطر، هلكت المواشي، ادع اللّه أن يسقينا، قال أنس: فرفع يديه رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وما أرى في السماء من سحاب، فالف بين السحاب - قال حجاج: فألف اللّه بين السحاب - فوألنا - قال :حجاج سعينا - حتّى رأيت الرجل الشديد تهمه نفسه أن يأتي أهله، فمطرنا سبعاً، وخرج رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يخطب في الجمعة المقبلة، إذ قال بعض أهل المسجد:يا رسول اللّه ، تهدّمت البيوت، حبس السّفار،ادع اللّه أن يرفعها عنّا، قال:فرفع يديه، فقال: اللهم حوالينا ولا علينا، قال: فتقوّر ما فوق رأسنا منها حتّى كأنا في إكليل يمطر ما حولنا ولا نمطر».(1)

1679 - [3/ 198] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا زيد بن الحباب قال: أخبرني على بن مسعدة الباهلي قال: حدّثنا قتادة ،عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه، ولا يدخل رجل الجنّة لا يأمن جاره بوائقه».

يقول شير محمد: ذكر أمير المؤمنين(علیه السلام)هذا الحديث في خطبة أوّلها: «انتفعوا ببيان اللّه، واتعظوا بمواعظ اللّه ...». أوردها السيّد الرضي في أواسط نهج البلاغة تقريباً، إلى ... قوله : لسانه.(2)

1680 - [199/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق قال: أنبأنا عبد اللّه، أنبأنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

ص: 122


1- وأنا : أي لجأنا. السفار المسافرين. فتقور: أي صار مدور.
2- نهج البلاغة : 90/2.

«أمرت أن أقاتل الناس حتّى يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه، فإذا شهدوا واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلّوا صلاتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، لهم ما للمسلمين، وعليهم ما عليهم».

1681 - [200/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا حميد، عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)انفكت قدمه، فقعد في مشربة له درجتها من جذوع، وآلى من نسائه شهراً، فأتاه أصحابه يعودونه، فصلّى بهم قاعداً وهم قيام، فلمّا حضرت الصلاة الأخرى قال لهم: ائتموا بإمامكم ، فإذا صلّى قائماً فصلّوا قياماً، وإن صلّى قاعداً فصلّوا معه قعوداً. قال: ونزل في تسع وعشرين، قالوا: يا رسول اللّه، إنك آليت شهراً! قال: الشهر تسع وعشرون».(1)

1682 - [201/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يزيد، أنبأنا حميد، عن أنس قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا تقوم الساعة حتّى لا يقال في الأرض :اللّه اللّه».

1683 - [201/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا زيد، أنبأنا هشام، عن يحيى - يعني ابن أبي كثير - عن أنس بن مالك:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان إذا أفطر عند أناس قال : أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة».

1684 - [203/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا حماد بن سلمة،

ص: 123


1- انفكت قدمه :الفك نوع من الوهن والخلع، وانفك العظم انتقل من مفصله، يقال: فككت الشيء أبنت بعضه من بعض. مشربة: بفتح الميم وبالشين المعجمة وبضم الراء وفتحها وهي الغرفة. وقيل: كالخزانة فيها الطعام والشراب ولهذا سميت مشربة، فإن المشربة بفتح الراء فقط هي الموضع الذي يشرب منه الناس.

عن ثابت عن أنس قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا رفع رأسه من الركوع قام حتّى نقول: قد أوهم، وإذا رفع رأسه من السجدة جلس بين السجدتين حتّى نقول: قد أوهم».

1685 - [206/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا حسين المعلم، عن قتادة ،عن أنس بن مالك : أنّ نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال :

«والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتّى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير».

1686 - [207/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا شيبان، حدّثنا قتادة عن أنس بن مالك:

«أنّ أهل مكة سألوا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أن يريهم آية ؟ فأراهم انشقاق القمر مرتين.

1687 - [3 / 209] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا جرير بن حازم، عن سلم العلوي، عن أنس بن مالك قال:

«كنت أخدم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فكنت أدخل عليه بغير إذن، فجئت ذات يوم فدخلت عليه، فقال: يا بني، إنّه قد حدث أمر، فلا تدخل علیّ إلا بإذن».

1688 - [210/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا سليمان، حدّثنا شعبة، حدّثنا قتادة عن أنس بن مالك : أن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«يقول اللّه : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني».

1689 -[212/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد وعفان قالا: حدّثنا حماد المعني، عن سماك، عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بعث ببراءة مع أبي بكر الصديق، فلمّا بلغ ذا الحليفة، قال عفان: لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي، فبعث بها مع علي».

1690 -[213/3] حدّثنا عبد اللّه ، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا

ص: 124

بسطام بن حريث، عن أشعث الحراني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي».

1691 - [213/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا عمّار أبو هاشم صاحب الزعفراني، عن أنس بن مالك:

«أنّ فاطمة ناولت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كسرة من خبز شعير، فقال: هذا أوّل طعام أكله أبوك من ثلاثة أيام».

يقول شير محمّد: هذا الحديث أورده الصدوق في كتاب (عيون أخبار الرضاعلیه السلام)، ورواه بالأسانيد الثلاثة عن الرضا، عن آبائه ،عن علي(علیه السلام) قال: «كنّا مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في حفر الخندق إذ جاءته فاطمة ومعها كسرة خبز، فدفعتها إلى النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)... إلى أن قال: فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : أما إنّه أوّل طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث».(1)

وأورده أمين الإسلام الطبرسي في صحيفة الرضا(علیه السلام). (2)

1692 -[213/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثناعمر بن إبراهيم، حدّثنا قتادة، عن أنس:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:للّه أشد فرحاً بتوبة عبد من أحدكم أن يسقط على بعيره وقد أضله بأرض فلاة».

وحدّث بذلك شهر، عن أبي هريرة.

1693 - [3/ 215] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن بكر قال:أنبأنا سعيد ، عن قتادة ،عن أنس قال:

ص: 125


1- عيون أخبار الرضا ال: 43/1.
2- صحيفة الرضا (علیه السلام) 237 ، وأمين الإسلام الطيرسي هو راو للصحيفة.

«أتي النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بإناء فيه ماء قدر ما يغمر أصابعه - أو لا يغمر أصابعه شك سعيد- فجعلوا يتوضّؤون والماء ينبع من بين أصابعه، قال: قلنا لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلثمائة».

1694 - [3/ 215] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن بكر، أنبأنا سعيد عن قتادة، عن أنس، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال :

«تسحّروا، فإنّ في السحور بركة».

1695 - [3 / 215] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي، حدّثنا عبد اللّه بن يزيد، حدّثنا سعيد - يعني ابن أبي أيوب-قال: حدّثني الضحاك بن شرحبيل، عن أعين البصري، عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من ترك مالاً فلأهله، ومن ترك ديناً فعلى اللّه وعلى رسوله».

1696 - [216/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حزم قال:سمعت الحسن يقول: حدّثنا أنس بن مالك:

«أن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)خرج ذات يوم لبعض مخارجه ومعه ناس من أصحابه،فانطلقوا يسيرون، فحضرت الصلاة فلم يجد القوم ماء يتوضّؤون به، فقالوا: يا رسول اللّه، واللّه ما نجد ما نتوضّأ به، ورأى في وجوه أصحابه كراهية ذلك،فانطلق رجل من القوم فجاء بقدح من ماء يسير،فأخذ نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فتوضأ منه، ثمّ مد أصابعه الأربعة على القدح، ثمّ قال: هلموا فتوضّؤوا ، فتوضأ القوم حتّى أبلغوا فيما يريدون. قال: سُئل كم بلغوا؟ قال: سبعين، أو نحو ذلك».

1697 - [3/ 217] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أنس بن عياض، حدّثني يوسف بن أبي بردة الأنصاري، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، عن أنس بن مالك أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«ما من معمر يعمّر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف اللّه عنه ثلاثة أنواع من

ص: 126

البلاء:الجنون، والجذام، والبرص، فإذا بلغ خمسين سنة ليّن اللّه عليه الحساب، فإذا بلغ ستين رزقه اللّه الإنابة إليه بما يحب، فإذا بلغ سبعين سنة أحبه اللّه وأحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين قبل اللّه حسناته وتجاوز عن سيئاته، فإذا بلغ تسعين غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وسمي أسير اللّه في أرضه، وشفع لأهل بيته».

يقول شير محمد:أورده ابن بابويه في كتاب ( الخصال ) في أبواب الأربعين، ورواه بإسنادين آخرين عن أنس، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم). ورواه بإسناد ذكره عن الصادق(علیه السلام)،عن آبائه،عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بأدنى اختلاف .(1)

وأورده ثقة الإسلام الكليني في كتاب الروضة من الكافي في الخمس الثاني منه بإسناد ذكره عن أبي عبد اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) .(2)

1698 - [3/ 218] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا جعفر بن عون قال:أنبأنا مسعر، عن قتادة،عن أنس قال: قال - يعني(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا تواصلوا، قالوا: فإنك تواصل! قال: فإني لست كأحدكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني».

1699 - [218/3] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، أنبأنا سعيد - يعني ابن سعد - قال : أخبرني أنس بن مالك قال:

«بعثني أبو طلحة إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) لأدعوه وقد جعل له طعاماً، فأقبلت ورسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)مع الناس، قال فنظر إلیّ فاستحييت، فقلت: أجب أبا طلحة، فقال للناس: قوموا، فقال أبو طلحة: يا رسول اللّه، إنما صنعت شيئاً لك، قال: فمسّها رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ودعا فيها بالبركة، ثمّ قال: أدخل نفراً من أصحابي عشرة، فقال:

ص: 127


1- الخصال: 545-547.
2- الكافي : 107/8.

كلوا، فأكلوا حتّى شبعوا وخرجوا، وقال: أدخل عشرة،فأكلوا حتّى شبعوا، فما زال يدخل عشرة ويخرج عشرة حتّى لم يبق منهم أحد إلا دخل فأكل حتّى شبع، ثمّ هيأها فإذا هي مثلها حين أكلوا منها».

1700 - [3/ 218] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا شعبة قال: سمعت هشام بن زيد قال:سمعت أنس بن مالك يحدّث:

«أنّ يهودية جعلت سماً في لحم، ثمّ أتت به رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فأكل منه رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال : إنها جعلت فيه سماً ، قالوا يا رسول اللّه ألا نقتلها؟ قال: لا، قال: فجعلت أعرف ذلك في لهوات رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

1701 - [219/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حماد، عن ثابت عن أنس:

«أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)شاور الناس يوم بدر ،فتكلّم أبو بكر فأعرض عنه،ثمّتکلم عمر فأعرض عنه، فقالت الأنصار : يا رسول اللّه، إيّانا تريد، فقال المقداد بن الأسود:يا رسول اللّه، والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادنا إلى برك الغماد فعلنا، فشأنك يا رسول اللّه، فندب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أصحابه، فانطلق حتّى نزل بدراً، وجاءت روايا قريش وفيهم غلام لبني الحجاج أسود، فأخذه أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فسألوه عن أبي سفيان وأصحابه، فقال: أمّا أبو سفيان فليس لي به علم، ولكن هذه قريش وأبو جهل وأمية بن خلف قد جاءت، فيضربونه، فإذا ضربوه قال: نعم، هذا أبو سفيان، فإذا تركوه فسألوه عن أبي سفيان فقال: ما لي بأبي سفيان من علم، ولكن هذه قريش قد جاءت - ورسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يصلّي-فانصرف، فقال: إنكم لتضربونه إذا صدقكم، وتدعونه إذا كذبكم. وقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بیده فوضعه، فقال: هذا مصرع فلان

ص: 128

غداً، وهذا مصرع فلان غداً إن شاء اللّه تعالى، فالتقوا فهزمهم اللّه ، فو اللّه ما أماط رجل منهم عن الموضع كفي النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).

قال:فخرج إليهم النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بعد ثلاثة أيام وقد جيفوا، فقال:يا أبا جهل،يا عتبة، يا شيبة، يا أمية، قد وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقاً، فقال له عمر: يا رسول اللّه ،تدعوهم بعد ثلاثة أيام وقد جيفوا؟! فقال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، غير أنّهم لا يستطيعون جواباً، فأمر بهم فجروا بأرجلهم فألقوا في قليب بدر».(1)

1702-[220/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حيث بلغه إقبال أبي سفيان، قال: فتكلّم أبو بكر فأعرض عنه، ثمّ تكلّم عمر فأعرض، فقال سعد بن عبادة:إيّانا تريد يا رسول اللّه،والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحار لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد، قال: فذكر عفان نحو حديث عبد الصمد إلى قوله : فما أماط أحدهم عن موضع يد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

1703-[220/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو جعفر المدائني - وهو محمّد بن جعفر - حدّثنا عباد بن العوام، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن المنكدر، عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

ص: 129


1- قوله أن تخفيضها: أي الخيل وهو بالخاء المعجمة بعدها مثناة تحتية ثم ضاد معجمة، قال في القاموس : خاض الماء يخوضه خوضاً وخياضاً دخله كخوضه واختاضه وبالفرس أورده كأخاضه انتهى .قوله برك بكسر الباء الموحدة وفتحها مع سكون الراء، والغماد بغين معجمة مثلثة كما في القاموس : وهو موضع في ساحل البحر بينه وبين جدة عشرة أميال وهو البندر القدم. وحكى صاحب القاموس عن ابن عليم في الباهر أنه أقصى معمور الأرض.(نيل الأوطار : 46/8 ) .

«إنّ أمام الدجال سنين خدّاعة، يُكذِّب فيها الصادق، ويُصدَّق فيها الكاذب، ويُخوّن فيها الأمين، ويُؤتمن فيها الخائن، ويتكلّم فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الفويسق يتكلم في أمر العامة».

1704 - [220/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا عثمان بن محمّد بن أبي شيبة،قال أبو عبد الرحمن، وسمعته أنا من عثمان قال:حدّثني عبد اللّه بن إدريس،عن محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن دينار قال: سمعت أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«إنّ بين يدي الساعة سنين... فذكر الحديث ».

1705 - [221/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد اللّه بن الحارث قال: حدّثني سلمة بن وردان:أنّ أنس بن مالك صاحب النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حدثه :

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)سأل رجلاً من صحابته فقال: أي فلان ،هل تزوّجت؟ قال: لا، وليس عندي ما أتزوج به، قال: أليس معك ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)؟ قال: بلى،قال:ربع القرآن، قال:أليس معك ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ)؟ قال:بلى،قال:ربع القرآن، قال: أليس معك(إذَا زُلزلت الأَرْضُ)؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك(إذَا جَاءَ نَصْرُ اللّهِ)؟قال:بلى،قال:ربع القرآن،قال:أليس معك آية الكرسي(اللّهُ لَا إِلَهَ إَلَّاهُوَ)؟قال:بلى،قال:ربع القرآن، قال: تزوّج تزوّج تزوّج-ثلاث مرات-».

يقول شير محمد: روى الصدوق محمّد بن بابويه في كتاب ( عيون أخبار الرضا علیه السلام) في الباب 31 بالأسانيد الثلاثة، عن علي بن موسى الرضا، عن آبائه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): «من قرأ سورة إذا زلزلت الأرض أربع مرات كان كمن قرأ القرآن كله».(1)

ص: 130


1- عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 41.

وأورده الطبرسي في صحيفة الرضا(علیه السلام)ص: 228.(1)

1706 - [3 /224] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو اليمان، حدّثنا صفوان بن عمرو ،عن عثمان بن جابر ، عن أنس بن مالك، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«الحرب خدعة».

1707 - [3 /224] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق والحسن بن يحيى قالا: حدّثنا عبد اللّه - يعني ابن المبارك قال: أنبأنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك: أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«أُمرت أن أقاتل الناس حتّى يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه، فإذا شهدوا أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلّوا صلاتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم».

1708 - [3/ 225] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن مصعب، حدّثنا الأوزاعي،عن أيوب بن موسى، عن عبد اللّه بن عمير، عن ثابت عن أنس قال:

«إنّا عند ثفنات ناقة رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حين قال: لبيك بحجّة وعمرة معاً وذلك في حجّة الوداع».

1709 - [3/ 225] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو المغيرة، عن معان بن رفاعة قال: حدّثني عبد الوهاب بن بخت المكي، عن أنس بن مالك، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«نضّر اللّه عبداً سمع مقالتي هذه فحملها ، فُربّ حامل الفقه فيه غير فقيه، ورُبّ حامل الفقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغلّ عليهنّ صدر مسلم: إخلاص العمل

ص: 131


1- صحيفة الرضا(علیه السلامم)228 ، وأمين الإسلام الطيرسي هو راو للصحيفة.

اللّه ، ومناصحة أولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم».

يقول شير محمّد: روى ثقة الإسلام في كتاب الحجّة من الكافي في باب ما أمر به النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم بإسناد ذكره عن رجل من قريش من أهل مكة قال:«قال سفيان الثوري: اذهب بنا إلى جعفر بن محمّد، قال: فذهبت معه إليه، فوجدناه قد ركب دابته، فقال له سفيان:يا أبا عبد اللّه حدّثنا بحديث خطبة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في مسجد الخيف، قال: دعني حتّى أذهب في حاجتي، فإني قد ركبت، فإذا جئت حدّثتك، فقال: أسألك بقرابتك من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) لما حدّثتني، قال: فنزل، فقال له سفیان:مر لي بدواة وقرطاس حتّى اثبته، فدعا به،ثمّ قال:اكتب:بسم اللّه الرحمن الرحيم، خطبة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في مسجد الخيف: نضّر اللّه عبداً سمع مقالتي فوعاها، وبلغها من لم تبلغه ،يا أيها الناس ليبلّغ الشاهد الغائب، فرُبّ حامل فقه ليس بفقيه، ورُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل اللّه، والنصيحة لائمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم، المؤمنون إخوة تتكافى دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم. فكتبه سفيان ثمّ عرضه عليه، وركب أبو عبد اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وجئت أنا وسفيان، فلمّا كنّا في بعض الطريق قال لي : كما أنت حتّى أنظر في هذا الحديث، قلت له : قد واللّه ألزم أبو عبد اللّه رقبتك شيئاً لا يذهب من رقبتك أبداً،فقال: وأي شيء ذلك؟فقلت له:ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب امرئ مسلم:إخلاص العمل اللّه قد عرفناه، والنصيحة لائمة المسلمين ،من هؤلاء الأئمة الذين يجب علينا نصيحتهم؟ معاوية بن أبي سفيان ویزید بن معاوية ومروان بن الحكم، وكل من لا تجوز الصلاة خلفهم؟ وقوله : واللزوم الجماعتهم فأيّ الجماعة؟ مرجئ يقول: من لم يصلِّ ولم يصم ولم يغتسل من

ص: 132

جنابة وهدم الكعبة ونكح أمه فهو على إيمان جبرئيل وميكائيل؟ أو قدري يقول : لا يكون ما شاء اللّه ويكون ما شاء إبليس ؟ أو حروري يتبرأ من علي بن أبي طالب وشهد عليه بالكفر؟ أو جهمي يقول: إنّما هي معرفة اللّه وحده ليس الإيمان شيء غيرها ؟!! قال: ويحك وأيّ شيء يقولون ؟ فقلت : يقولون إنّ علي بن أبي طالب اللّه (علیه السلام)واللّه الإمام الذي وجب علينا نصيحته، ولزوم جماعتهم:أهل بيته، قال: فأخذ الكتاب فخرقه، ثمّ قال: لا تخبر بها أحداً».(1)

يقول شير محمّد:ذكر ابن أبي الحديد في الجزء التاسع من شرح النهج ص 449 طبع ما هذا لفظه:واعلم أنّ أمير المؤمنين(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لو فخر بنفسه، وبالغ في تعديد مناقبه وفضائله بفصاحته التي آتاه اللّه تعالى إيّاها واختصه بها، وساعده على ذلك فصحاء العرب كافة، لم يبلغوا إلى معشار ما نطق به الرسول الصادق صلوات اللّه عليه في أمره ، ... إلى أن قال: وأنا أذكر من ذلك شيئاً يسيراً مما رواه علماء الحديث الذين لا يتهمون فيه، وجلّهم قائلون بتفضيل غيره عليه، فروايتهم فضائله توجب سكون النفس مالا يوجبه رواية غيرهم... إلى أن قال: الخير الثاني عشر:

«من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنّة عدن التي غرسها ربي،فليوال علياً من بعدي،وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنّهم عترت، خلقوا من طينتي،ورزقوا فهماً وعلماً ، فويل للمكذبين من أمتي ! القاطعين فيهم صلتي، لا أنا لهم اللّه شفاعتي. ذكره صاحب الحلية أيضاً».(2)

1710 - [3/ 225] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بشر بن شعيب قال: حدّثني أبي، عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك: أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

ص: 133


1- الكافي : 403/1 .
2- شرح نهج البلاغة: 170/9.

«إنّ في حوضي من الأباريق عدد نجوم السماء».

1711 - [3 /226] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا هاشم ،حدّثنا محمّد بن عبد اللّه العمي، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا يلج حائط القدس مدمن خمر، ولا العاق لوالديه، ولا المنّان عطاءه».

1712 - [226/3] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا هاشم،حدّثنا المبارك، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا خطب يوم الجمعة يسند ظهره إلى خشبة،فلمّا كثر الناس، قال:ابنوا لي منبراً أراد أن يسمعهم، فبنوا له عتبتين، فتحول من الخشبة إلى المنبر، قال: فأخبرني أنس بن مالك أنّه سمع الخشبة تحن حنين الوالد، قال: فما زالت تحن حتّى نزل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن المنبر، فمشى إليها فاحتضنها فسكنت».

1713 - [226/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا هاشم،حدّثنا عبد العزيز-يعني ابن أبي سلمة - عن عمرو بن أبي عمرو،عن أنس قال

«کان النبی(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)یقول:اللهم انی اعوذ بک من الهم،والحزن،والعجز،والکسل،والبخل،

والجین،وضلع الدین،وغلبة الرجال».

1714 - [229/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن حيان-وهو أبو خالد الأحمر - عن حميد، عن أنس قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقبل علينا بوجهه قبل أن يكبر، فيقول: تراصوا واعتدلوا، فإني أراكم من وراء ظهري».

1715-[229/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حماد-يعني ابن سلمة-عن ثابت، عن أنس:

«أنّ رقية لمّا ماتت قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): لا يدخل القبر قارف أهله، فلم

ص: 134

يدخل عثمان بن عفان القبر » .(1)

1716-[229/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يونس، حدّثنا حزم عن میمون بن سیاه قال: سمعت أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من أحب أن يمد له في عمره وأن يزاد له في رزقه فليبر والديه، وليصل رحمه».

1717 - [3/ 230] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه :

«من يرد اللّه به خيراً استعمله، قالوا: يا رسول اللّه ،ما استعماله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته».

1718 - [3 / 232] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عاصم، أنبأنا حصين بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أنس بن مالك قال:

«أتى أبو طلحة بمدّين من شعير، فأمر به فصنع طعاماً، ثمّ قال لي: يا أنس، انطلق ائت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فادعه، وقد تعلم ما عندنا، قال: فأتيت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وأصحابه عنده، فقلت: إنّ أبا طلحة يدعوك إلى طعامه، فقام، وقال للناس: قوموا، فقاموا، فجئت أمشي بين يديه حتّى دخلت على أبي طلحة فأخبرته، قال:فضحتنا، قلت: إني لم أستطع أن أرد على رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أمره ، فلمّا انتهى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إلى الباب قال لهم: اقعدوا ودخل عاشر عشرة، فلمّا دخل أتى بالطعام، فتناول فأكل وأكل معه القوم حتّى شبعوا، ثمّ قال لهم: قوموا وليدخل عشرة مكانكم حتّى دخل القوم كلهم وأكلوا، قال: قلت: كم كانوا ؟ قال: كانوا نيفاً وثمانين، قال: وفضل لأهل البيت ما أشبعهم».

1719 - [3/ 238] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سريج بن النعمان، حدّثنا أبو عبيدة - يعني عبد المؤمن بن عبيد اللّه السدوسي - حدّثني أخشم السدوسي قال:

ص: 135


1- قارف:أي قارب ودانا.

دخلت على أنس بن مالك ،قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«والذي نفسي بيده - أو قال: والذي نفس محمّد بيده-لو أخطأتم حتّى تملاً خطاياكم ما بين السماء والأرض ثمّ استغفرتم اللّه لغفر لكم، والذي نفس محمّد بيده - أو والذي نفسي بيده - لو لم تخطئوا لجاء اللّه بقوم يخطئون ثمّ يستغفرون اللّه فيغفر لهم».

يقول شير محمّد: روى ثقة الإسلام الكليني في أواخر كتاب الإيمان والكفر من الكافي في باب تنقل أحوال القلب بإسناد ذكره عن أبي جعفر(علیه السلام)في حديث، قال أبو جعفر(علیه السلام):«أما إنّ أصحاب محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قالوا:يا رسول اللّه نخاف علينا النفاق... إلى أن قال: فقال لهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):كلا،إنّ هذه خطوات الشيطان... إلى أن قال: ولو لا أنكم تذنبون فتستغفرون اللّه لخلق اللّه خلقاً حتّى يذنبوا، ثمّ يستغفروا اللّه فيغفر الله لهم... الحديث».(1)

1720 - [239/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا عمارة، حدّثنا زياد النميري قال: حدّثني أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان إذا علا نشزاً من الأرض قال: اللهم لك الشرف على كل شرف، ولك الحمد على كل حال».

1721 - [241/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، عن حميد، عن أنس:

«أنّ رجلاً قال للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): يا سيّدنا وابن سيّدنا، ويا خيرنا وابن خيرنا، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمّد بن عبد اللّه ورسول اللّه،واللّه ما أحب أن ترفعوني فوق ما رفعني اللّه».

1722 - [241/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثناه الأشيب، عن حماد، عن

ص: 136


1- الكافي : 424/2 .

ثابت،عن أنس وعفان، حدّثنا حماد، حدّثنا ثابت:

«ولا يستجر تنكم الشيطان».

1723 - [241/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، حدّثنا ثابت، عن أنس بن مالك:

«أنّ اليهود دخلوا على النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقالوا: السام عليك، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): السام عليكم، فقالت عائشة: السام عليكم يا إخوان القردة والخنازير ولعنة اللّه وغضبه، فقال:يا عائشة ،مه، فقالت: يا رسول اللّه، أما سمعت ما قالوا؟ قال: أوما سمعت ما رددت عليهم؟ يا عائشة، لم يدخل الرفق في شيء إلا زانه، ولم ينزع من شيء إلا شانه».

يقول شير محمّد : هذا الحديث أورده الكليني في كتاب العشرة من الكافي في باب التسليم على أهل الملل، ورواه بإسناد ذكره عن أبي جعفر(علیه السلام)باختلاف يسير.(1)

1724 - [3 / 241] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، حدّثنا ثابت، عن أنس:

«أنّ نفراً من أصحاب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال بعضهم: لا أتزوج، وقال بعضهم: أصلّي ولا أنام، وقال بعضهم: أصوم ولا أفطر، فبلغ ذلك النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقال: ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس منی».

يقول شير محمّد: روى علي بن إبراهيم القمي في تفسير قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَات مَا أحَلَّ اللّهُ لَكُمْ)(2)بإسناد ذكره عن أبي عبد اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال: «نزلت

ص: 137


1- الكافي: 648/2 .
2- سورة المائدة: 87.

هذه الآية في أمير المؤمنين(علیه السلام)وبلال وعثمان بن مظعون،فأمّا أمير المؤمنين(علیه السلام)فحلف أن لا ينام بالليل أبداً، وأمّا بلال فإنّه حلف أن لا يفطر بالنهار أبداً، وأما عثمان بن مظعون فإنّه حلف أن لا ينكح أبداً ... إلى أن قال: فلمّا دخل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أخبرته عائشة بذلك، فخرج فنادى الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فصعد المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: ما بال أقوام يحرّمون على أنفسهم الطيبات،ألا إني أنام بالليل وأنكح وأفطر بالنهار، فمن رغب عن سنتي فليس مني... الحديث».(1)

1725 - [242/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا عمارة بن زاذان، حدّثنا ثابت، عن أنس بن مالك:

«أنّ ملك المطر استأذن ربه أن يأتي النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فأذن له، فقال لأم سلمة: أملكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد، قال: وجاء الحسين ليدخل فمنعته، فوثب فدخل،فجعل يقعد على ظهر النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وعلى منكبه وعلى عاتقه، قال: فقال الملك للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أتحبه؟ قال: نعم، قال: أما إنّ أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه، فضرب بيده فجاء بطينة حمراء، فأخذتها أم سلمة فصرّتها في خمارها».

قال: قال ثابت: بلغنا أنها كربلاء.

1726 -[242/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، حدّثنا سالم، عن أنس: أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أهل أبيات من جيرانه الأدنين إلا قال: قد قبلت علمكم فيه، وغفرت له ما لا تعلمون».

1727 -[243/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا سريج،حدّثنا سهيل أخو حزم بن أبي حزم القطعي قال: حدّثني ثابت البناني قال : سمعت أنس بن مالك يقول:

ص: 138


1- تفسير القمي: 179/1.

«سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قرأ هذه الآية : ( وما تشاؤن إلا أن يشاء اللّه هو أهل التقوى وأهل المغفرة )(1)، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): يقول ربكم : أنا أهل أن أتقى أن يجعل معي إلهاً آخر، ومن انقى أن يجعل معي إلهاً آخر فهو أهل لأن أغفر له».

1728 - [3 / 245] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عفان، [حدّثنا خلف بن خليفة، قال أبي : وقد رأيت خلف بن خليفة وقد قال له :إنسان يا أبا أحمد، حدّثك محارب بن دثار؟ قال أبي : فلم أفهم كلامه، كان قد كبر فتركته، حدّثنا حفص ]، عن أنس بن مالك قال:

«كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يأمر بالباءة، وينهى عن التبتل نهياً شديداً، ويقول: تزوّجوا الودود الولود، إنّي مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة».(2)

1729 - [259/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس:

«أنّ ناساً سألوا أزواج النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن عبادته في السر ، قال : فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: ما بال أقوام يسألون عمّا أصنع، أمّا أنا فأصلّي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني». 1730 - [259/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى الفجر فيقول: الصلاة يا أهل البيت،(إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْت وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهيراً)(3).

ص: 139


1- في سورة المدثر آية 56 كذا: ﴿وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ . )
2- الباءة: تقدم المعنى في هامش حديث 1632.والتبتل:تقدم المعنى في هامش حدیث 979 ، وما بين المعقوفتين ليس في الأصل أشار إليه المؤلف باختصار.
3- سورة الأحزاب 33.

1731 -[ 261/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين، [حدّثنا شعبة، عن عبد اللّه بن المختار قال: سمعت موسى ]بن أنس قال :-وربما قعدنا إليه أنا وهو - قال: وكان من فتياننا أحدث مني سناً يحدّث عن أنس:

«أنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) أمّ أنساً وامرأة، فجعل أنساً عن يمينه والمرأة خلفهما».(1)

1732 -[261/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين حدّثنا جرير، عن محمّد، عن أنس قال:

«أتى عبيد اللّه بن زياد برأس الحسين رضي اللّه تعالى عنه، فجعل في طست، فجعل ينكث عليه وقال في حُسنه شيئاً، فقال أنس: إنّه كان أشبههم برسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ، وكان مخضوباً بالوسمة».

يقول شير محمد: روى ثقة الإسلام الكليني في كتاب الزي والتجمل من الكافي في باب السواد والوسمة بإسنادين عن أبي عبد اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال : قتل الحسين صلوات اللّه عليه وهو مختضب بالوسمة. وفي رواية لأبي بكر الحضرمي : قد قتل الحسين(علیه السلام)[وهو مختضب بالموسمة ].(2)

1733 -[3 / 262] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد التيمي ،حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إنّ موسى بن عمران(علیه السلام)كان إذا أراد أن يدخل الماء لم يلق ثوبه حتّى يواري عورته في الماء».

1734 - [3/ 265] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا معاوية بن عمرو، حدّثنا زائدة، حدّثنا عمرو بن عبد اللّه بن وهب، حدّثنا زيد العمى، عن أنس بن مالك عن

ص: 140


1- وما بين المعقوفتين ليس في الأصل.
2- الكافي: 483/6 ، ما بين المعقوفتين ليس في الأصل.

النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«من توضّأ فأحسن الوضوء ثمّ قال ثلاث مرات: أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله، فتحت له من الجنّة ثمانية أبواب من أيها شاء دخل».

1735 - [3/ 265] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد بن حسان قال: أنبأنا عمارة - يعني ابن زاذان -عن ثابت، عن أنس قال:

«استأذن ملك المطر أن يأتي النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فأذن له، فقال لأم سلمة: احفظي علينا الباب لا يدخل أحد، فجاء الحسين بن علي رضي اللّه تعالى عنهما، فوثب حتّى دخل، فجعل يصعد على منكب النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فقال له الملك: أتحبه؟ قال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): نعم، قال: فإنّ أمتك تقتله، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه، قال: فضرب بيده فأراه تراباً أحمر، فأخذت أم سلمة ذلك التراب فصرّته في طرف ثوبها. قال: فكنّا نسمع يُقتل بكربلاء».

1736 - [3/ 265]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي،حدّثنا سلمة بن الفضل قال: حدّثني محمّد بن إسحاق، عن عبد العزيز بن مسلم ،عن عاصم، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، عن أنس بن مالك قال:

«مرّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بأبي عياش زيد بن صامت الزرقي وهو يصلّي، وهو يقول: اللهم إني أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلا أنت، يا منّان، يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): لقد دعا اللّه باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى».

1737 -[3/ 267] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا علي بن عبد اللّه، حدّثنا معتمر قال: سمعت حميداً حدّث قال:

ص: 141

«سُئل أنس عن الحجامة للمحرم ؟ فقال : احتجم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)من وجع كان به». 1738 - [3/ 267] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، عن حميد وحماد، عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كان إذا دخل على المريض قال :اذهب البأس ربّ الناس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، اشف شفاء لا يغادر سقماً»

وقد قال حماد: لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً.

1739 - [3/ 268] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس:

«أنّ قريشاً صالحوا النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،فيهم سهيل بن عمرو، فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لعلي :أكتب بسم اللّه الرحمن الرحيم، فقال سهيل:أمّا بسم اللّه الرحمن الرحيم فلا ندري ما بسم اللّه الرحمن الرحيم، ولكن اكتب ما نعرف :باسمك اللهم ،فقال: اكتب من محمّد رسول اللّه، قال: لو علمنا انّك رسول اللّه لأتبعناك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك، قال: فقال النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم): أكتب من محمّد بن عبد اللّه، واشترطوا على النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):إنّ من جاء منكم لم نرده عليكم، ومن جاء منّا رددتموه علينا، فقال: يا رسول اللّه، أتكتب هذا؟ قال: نعم، إنّه من ذهب منّا إليهم فأبعده اللّه».

1740 - [3/ 268] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب، حدّثنا خالد، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس قال:

«صلّى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)الظهر بالمدينة أربعاً، وصلّى العصر بذي الحليفة ركعتين، وبات بها حتّى أصبح ، فلمّا صلّى الصبح ركب راحلته، فلمّا انبعثت به سبّح وكبّر حتّى استوت به البيداء، ثمّ جمع بينهما،فلمّا قدمنا مكة أمرهم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أن يحلّوا،فلمّا كان يوم التروية أهلوا بالحجّ، بكبشين أقرنين أملحين».

ص: 142

1741 - [3 / 269] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا عبد العزيز بن المختار،حدّثنا ثابت،حدّثنا أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«من رآني في المنام فقد رآني، فإنّ الشيطان لا يتمثل بي... الحديث».

1742 - [3 / 270] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا شعبة، عن ثابت، عن أنس عن النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«لكل غادر لواء يوم القيامة لواء يعرف به».

1743 - [3/ 275] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمد جعفر، حدّثنا شعبة وحجاج، حدّثني شعبة قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس بن مالك أنّه قال:

«انشق القمر على عهد رسول الله(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فرقتين».

1744 - [3 /283] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد قال: أنبأنا سماك بن حرب، عن أنس بن مالك:

«أن رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)مبعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة، قال: ثمّ دعاء فبعث بها علياً، قال: لا يبلّغها إلا رجل من أهلي».

1745 - [3 / 284] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا محمّد بن دينار، حدّثني يحيى بن يزيد، عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)سُئل عن رجل كانت تحته امرأة فطلقها ثلاثاً فتزوجت بعده رجلاً فطلّقها قبل أن يدخل بها أتحل لزوجها الأوّل؟ قال: فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): لا ، حتّى يكون الآخر قد ذاق من عسيلتها وذاقت من عسيلته».(1)

1746 - [3 / 284] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس:

ص: 143


1- العسيلة: تقدم المعنى في هامش حديث 610.

«أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كان يصلّي نحو بيت المقدس، فنزلت:(قَدْ نَرَى تَقَلْبَ وَجْهكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلينَّكَ قبلَةً تَرْضَاهَا فَوَل وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ )(1)،فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلّوا ركعة، فنادى: ألا إن القبلة قد حولت، ألا إنّ القبلة قد حولت إلى الكعبة، قال: فمالوا كما هم نحو القبلة».

1747 - [285/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، أنبأنا علي بن زيد ،عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول: الصلاة يا أهل البيت(إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت وَيُطَهُرَكُمْ تَطهيراً).(2)

1748 -[286/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة قال: أنبأنا قتادة وثابت وحميد، عن أنس بن مالك قال:

«غلا السعر بالمدينة على عهد رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،فقال الناس: يا رسول اللّه ،غلا السعر، سعّر لنا، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم): إنّ اللّه هو المسعّر، القابض، الباسط، الرزاق ،إني لأرجو أن ألقى اللّه وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة في دم ولا مال».

1749 - [289/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدثنا بهز، حدّثنا همام، عن قتادة، عن أنس:

«أنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كان عند الزوال، فاحتاج أصحابه إلى الوضوء، قال: فجيء بقعب فيه ماء يسير، فوضع النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كفّه فيه، فجعل ينبع من بين أصابعه حتّى توضّأ القوم كلهم،

قل:كم كنتم؟ قال: زهاء ثلثمائة».(3)

ص: 144


1- سورة البقرة: 144 .
2- سورة الأحزاب 33.
3- القعب :قدح من خشب مقعر .

1750 - [3 / 291] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عبد اللّه، حدّثنا معاذ بن هشام قال: حدّثني أبي، عن قتادة، حدّثنا أنس بن مالك:

«أنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهنّ إحدى عشرة، قال: قلت لأنس: وهل كان يطيق ذلك؟ قال: كنا نتحدث أنّه أعطي قوة ثلاثين».

يقول شير محمد :الهمداني[هذا] آخر ما انتخبته من أحاديث أنس بن مالك، وليعلم أنّ كثيراً مما انتخبته قد رواها أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل بطرق كثيرة.

أوّل ما انتخبته من أحاديث جابر بن عبد اللّه

[المنتخب من مسند جابر بن عبد اللّه رضي اللّه تعالى عنه]

1751 - [292/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن حماد، حدّثنا أبو عوانة، عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي: إنّ جابر بن عبد اللّه قال:

«غزونا - أو سافرنا - مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)ونحن يومئذ بضعة عشر ومائتان، فحضرت الصلاة، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):هل في القوم من ماء؟ فجاء رجل يسعى بإدارة فيها شيء من ماء، قال: قصّبه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في قدح، قال: فتوضأ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فأحسن الوضوء، ثمّ انصرف وترك القدح، فركب الناس القدح يمسحوا ويمسحوا، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): على رسلكم حين سمعهم يقولون ذلك، قال: فوضع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)ولكنه في الماء والقدح، ثمّ قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): بسم اللّه ، ثمّ قال: أسبغوا الوضوء، فو الذي هو ابتلاني ببصري لقد رأيت العيون عيون الماء يومئذ تخرج من بين أصابع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)حتّى توضّؤوا أجمعون».(1)

ص: 145


1- إداوة: إناء صغير من جلد يتطهر به ويشرب منه.

1752 - [292/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم وأبو النضر قالا :حدّثنا زهير، حدّثنا أبو الزبير، عن جابر بن عبد اللّه(علیه السلام) قال :

«خرجنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)مهلّين بالحجّ معنا النساء والولدان، فلمّا قدمنا مكة طفنا بالبيت وبالصفا والمروة، فقال لنا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): من لم يكن معه هدي فليحلل قلنا: أيّ الحلّ؟ قال: الحلّ كله ،قال: فأتينا النساء ولبسنا الثياب ومسسنا الطيب، فلمّا كان يوم التروية أهللنا بالحجّ وكفانا الطواف الأوّل بين الصفا والمروة، وأمرنا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أن نشترك في الإبل والبقر كل سبعة منّا في بدنة، فجاء سراقة بن مالك بن جعشم فقال : يا رسول اللّه، بيّن لنا ديننا كأنّا خُلقنا الآن، أرأيت عمرتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد ؟ فقال: لا، بل للأبد... الحديث».

1753 - [293/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم وحسن بن موسى قال : حدّثنا زهير بن أبي الزبير، عن جابر، قال يحيى في حديثه قال: سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) - أو قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)- :

«إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمشي في نعل واحدة حتّى يصلح شسعه، ولا يمشي في خف واحدة، ولا يأكل بشماله، ولا يحتبي بالثوب الواحد، ولا يلتحف الصّماء».(1)

1754 - [3 / 293] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن أبي كرب، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«کان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يخطب إلى خشبة، فلمّا جعل منبر حنّت حنين الناقة إلى ولدها، فأتاها فوضع يده عليها، فسكنت».

ص: 146


1- يلتحف الصماء: وهو أن يلتحف بالازار ويدخل طرفيه من تحت يده ويجعلها جميعاً على منكب واحد كما تفعل اليهود.

1755 - [3 / 293] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا سفيان، عن أبي الزبير عن جابر قال:

«رأيت النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يصلّي في ثوب واحد».

1756 - [293/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا سفيان، عن أبي الزبير،عن جابر قال:

«نهى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أن يأكل الرجل بشماله ، أو يمشي في نعل واحدة، أو يحتبي بثوب

واحد، أو يشتمل الصمّاء».

1757 - [3 /293] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا زائدة،حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن جابر قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) :

«خير صفوف الرجال المقدّم، وشرها المؤخّر، وشر صفوف النساء المقدّم، وخيرها المؤخّر، ثمّ قال: يا معشر النساء، إذا سجد الرجال فاغضضن أبصاركنّ لا ترينّ عورات الرجال من ضيق الإزار».

1758 -[293/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الّله بن يزيد، حدّثنا حيوة، أخبرني أبو هانئ:أنّه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول:

«إنّ جابر بن عبد اللّه الأنصاري برك به بعير قد أزحف به، فمر عليه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فقال له: مالك يا جابر ؟ فأخبره، فنزل رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)إلى البعير، ثمّ قال: ارکب یا جابر،فقال:يا رسول اللّه، إنّه لا يقوم، فقال:له اركب، فركب جابر البعير ، ثمّ ضرب رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) البعير برجله فوثب البعير وثبة لولا أنّ جابراً تعلق بالبعير لسقط من فوقه، ثمّ قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لجابر : تقدم يا جابر الآن على أهلك إن شاء اللّه تعالى تجدهم قد يسّر وا لك كذا وكذا حتّى ذكر الفرش، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): فراش للرجل، وفراش لإمرأته، والثالث للضيف، والرابع للشيطان».

ص: 147

1759 -[293/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال:

«سمعت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قبل موته بثلاث يقول: لا يموتنّ أحدكم إلا وهو يحسن باللّه الظن».

1760 -[294/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر،عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«إنما العمري التي أجاز رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أن يقول : هي لك ولعقبك، فأمّا إذا قال: هي لك ما عشت فإنها ترجع إلى صاحبهاء».

1761 - [294/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)إذا سجد جافى حتّى يرى بياض إبطيه».

1762 - [3/ 295] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير:أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول: سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:

«أقاتل الناس حتّى يقولوا لا إله إلا اللّه، فإذا فعلوا ذلك عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على اللّه».

1763 - [3/ 295] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج وروح،حدّثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير : أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«كان النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)إذا خطب يستند إلى جذع نخلة من سواري المسجد، فلمّا صنع له منبره استوى عليه اضطربت تلك السارية كحنين الناقة حتّى سمعها أهل المسجد، حتّى نزل إليها فاعتنقها فسكنت».

ص: 148

وقال روح:فسكتت، وقال ابن بكر:فاضطربت تلك السارية، وقال روح:اضطربت كحنين.

1764 -[295/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، قال سليمان بن موسى: أنبأنا جابر: أنّ النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«لا يقيم أحدكم أخاه يوم الجمعة ثمّ يخالفه إلى مقعده، ولكن ليقل: افسحواء».

1765 - [3/ 295] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، أخبرنا أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«قام النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لجنازة مرّت به حتّى توارت.قال:فأخبرني أبو الزبير أيضاً:أنّه سمع جابراً يقول: قام النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وأصحابه الجنازة يهودي حتّى توارت».

1766 - [3/ 295] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير:انه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«سمعت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ينهى أن يقعد على القبر، وأن يجصص، أو يبنى عليه».

1767 - [3/ 295] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمد بن بكر،حدّثنا ابن جريج قال:قال سليمان بن موسی، قال:قال :جابر:

«سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)ينهى أن يقعد الرجل على القبر، وأن يحصص، أو يبنى عليه».

1768 - [3 /295] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، أخبرني عطاء:أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول : قال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش ، هلمّوا (1)فصفّوا قال: فصففنا، فصلّى النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) عليه ونحن».(2)

ص: 149


1- في المصدر : ( هلم ) .
2- في صحيح البخاري: 88/2:(ونحن صفوف ).

1769 -[3 /295] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب عن سعيد، عن قتادة، عن عطاء ،عن جابر، فذكر الحديث، وقال: اسم النجاشي صحمة.

1770-[296/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير : أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«رأيت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يصلّي وهو على راحلته النوافل في كل جهة، ولكنه يخفض السجود من الركعة، ويومئ إيماء».

1771 - [296/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر ،عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«إنما جعل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)الشفعة في كل مال لم يقسم، فإذا وقعت الحدود و صرفت الطرق فلا شفعة».

1772 - [296/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري في قوله:(النَّبِيُّ أولى بِالمُؤمِنِينَ مِن أنفُسِهِم ) (1)عن أبي سلمة، عن جابر، عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كان يقول:

«أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فأيها رجل مات وترك دينا فإلیّ، ومن ترك مالاً فهو لورثته».

1773 - [296/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر،عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كان النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لا يصلّي على رجل عليه دين، فأتي بميت ،فسأل: هل عليه دَين؟ قالوا: نعم، ديناران، قال: صلُّوا على صاحبكم، فقال أبو قتادة: هما علیّ يا

ص: 150


1- سورة الأحزاب: 6 .

رسول اللّه، فصلّى عليه، فلمّا فتح اللّه على رسوله(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فمن ترك ديناً فعلّي، ومن ترك مالاً فلورثته».

1774 -[296/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا محمّد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) :

«لا صدقة فيما دون خمس أواق، ولا فيها دون خمسة أوسق، ولا فيما دون خمسة ذود».

1775 - [296/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا : أنبأنا ابن جريج، أنبأنا عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال: سمعته يقول:

«إنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قام يوم الفطر فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثمّ خطب الناس، فلمّا فرغ نبي اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) نزل فأتى النساء فذكّرهنّ وهو يتوكأ على يد بلال، وبلال باسط ثوبه يلقينّ فيه النساء صدقة ... الحديث».

1776 -[297/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق ومحمّد بن بكر :قالا حدّثنا ابن جريج، وقال سليمان بن موسى قال جابر : قال النبي اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«لا وفاء لنذر في معصية اللّه »

1777 - [3/ 297] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير ،عن جابر قال:قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«الحرب خدعة».

1778 - [298/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد قال:

«سألت جابر بن عبد اللّه عن أصحاب الشجرة؟ قال: فقال: لو كنّا مائة ألف لكفانا، كنّا ألفاً وخمسمائة».

ص: 151

1779 - [298/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة وحجاج قال: حدّثنا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدّث عن أبي نضرة، قال حجاج في حديثه:سمعت أبا نضرة قال: فذكر ذلك الجابر بن عبد اللّه، فقال:

«على يدي دار الحديث، تمتعنا مع رسم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)».

1780 - [3/ 298] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سيار، عن الشعبي، عن جابر بن عبد اللّه : أنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال له :

«إذا دخلت ليلاً فلا تدخل على أهلك حتّى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة».

قال: وقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إذا دخلت فعليك الكَيس والكَيس».(1)

1781 -[299/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن جعفر،حدّثنا شعبة، عن محارب ،سمعت جابر بن عبد اللّه قال:

«بعت من رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بعيراً لي في سفر، فلمّا أتينا المدينة قال: قال النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):أنت المسجد فصلّ ركعتين، ثمّ وزن لي. قال شعبة:أو أمر فوزن لي فأرجح لي، فما زال عندي منها شيء حتّى أصابها أهل الشام يوم الحرة».

1782 -[3/ 299] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن محمّد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري، عن محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي ،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،-قال عبد اللّه : قال أبي : قال أبو النضر يعني هاشماً-: في سفر.-قال يزيد يعني ابن هارون-:بينا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في سفر فرأى رجلاً قد اجتمع

ص: 152


1- تستحد المغيبة: أي تزيل شعر عانتها والمغيبة هي التي غاب زوجها، والشعثة مغبرة الرأس، الكيس:العمل.

الناس عليه وقد ظلل عليه ،قالوا: هذا رجل صائم، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): ليس البر أن تصوموا في السفر».

1783 -[299/3] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا، حدّثني عامر، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كنت أسير على جمل لي فأعيا، فأردت أن أسيبه، قال: فلحقني رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فضربه برجله ودعا له فسار سيراً لم يسر مثله، وقال: بعنيه بوقية، فكرهت أن أبيعه، قال: بعنيه، فبعته منه واشترطت حملاته إلى أهلي، فلمّا قدمنا أتيته بالجمل، فقال: ظننت حين ماكستك أن اذهب بجملك ؟! خذ جملك وثمنه هما لك».

1784 - [299/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا زكريا، سمعت الشعبي قال: حدّثني جابر بن عبد اللّه :

«أنّه كان يسير على جمل، وذكر معناه وقال: فاستثنيت حملانه إلى أهلي».

1785 - [3 / 300] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا وكيع وعبد الرحمن، عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«رأيت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يصلّي في ثوب واحد متوشحاً به».

1786 - [3/ 300] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه، عن جابر قال:

«كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يخطب إلى جذع نخلة، قال: فقالت امرأة من الأنصار كان لها غلام نجار: يا رسول اللّه، إنّ لي غلاماً نجاراً، أفامره أن يتخذ لك منبراً تخطب عليه؟ قال:بلى قال:فاتخذ له منبراً، قال: فلمّا كان يوم الجمعة خطب على المنبر، قال: فأنّ الجذع الذي كان يقوم عليه كما يئنّ الصبي، فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):إنّ هذا بكى لما فقد من الذكر».

ص: 153

1787 -[300/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر قال:قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«من ظنّ منكم أن لا يستيقظ آخره فليوتر أوّله، ومن ظنّ منكم أنه يستيقظ آخره فليوتر آخره، فإنّ صلاة آخر الليل محضورة، وهي أفضل».

1788 - [3 /300] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان ،عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«لقد خلفتم بالمدينة رجالاً ما قطعتم وادياً ولا سلكتم طريقاً إلا شركوكم في الأجر، حبسهم المرض».

1789 - [3/ 300] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن سفيان ح وعبد الرحمن، حدّثنا سفيان ،عن أبي الزبير ،عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«أمرت أن أقاتل الناس حتّى يقولوا: لا إله إلا اللّه، فإذا قالوها عصموا مني بها دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على اللّه، ثمّ قرأ:(فَذَكِّر إِنَّمَا أَنتَ مُذكَّرَه لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِر)(1)»

يقول شير محمّد:روى ابن بابويه في كتاب ( عيون أخبار الرضا علیه السلام)بإسناد ذكره عن الرضا(علیه السلام) ،عن آبائه، عن عليع(علیه السلام) قال : قال النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):«أمرت أن أقاتل الناس حتّى يقولوا لا إله إلا اللّه، فإذا قالوها فقد حرم علیّ دماءهم وأموالهم».(2)

1790 - [3/ 300] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال:

«قالوا: يا رسول اللّه، أيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده، وأهريق دمه».

ص: 154


1- سورة الغاشية: 21-22 .
2- عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 70/1.

1791 -[300/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيه، عن جابر قال:

«مكث النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وأصحابه وهم يحفرون الخندق ثلاثاً لم يذوقوا طعاماً،فقالوا :يا رسول اللّه، إنّ هاهنا كدية من الجبل، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): رشّوها بالماء، فرشوها، ثمّ جاء النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فأخذ المعول-أو المسحاة-ثمّ قال: بسم اللّه فضرب ثلاثاً فصارت كثيباً يهال،قال جابر: فحانت مني التفاتة، فإذا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قد شد على بطنه حجراً».(1)

1792 -[301/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا وكيع، حدّثنا حسين ،عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل،عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«أيهما عبد تزوج بغير إذن مواليه أو أهله فهو عاهر».(2)

1793 -[301/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع وعبد الرحمن، عن سفيان ،عن سلمة بن كهيل، عمن سمع، قال عبد الرحمن: حدّثني من سمع جابر بن عبد اللّه يقول : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) :

«من باع عبداً وله مال فماله للبائع، إلا أن يشترط المبتاع».

1794 - [301/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، عن جابر قال:

«لمّا حفر النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وأصحابه الخندق أصابهم جهد شديد، حتّى ربط النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) على بطنه حجراً من الجوع».

1795 - [301/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان ح

ص: 155


1- الكدية : قطعة غليظة صلبة لا تعمل فيها الفأس.الكثيب:الرمل المستطيل المحدودب.
2- العاهر:الذي يتبع الشر زانياً كان أو فاسقا.

وعبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إذا أكل أحدكم طعاماً فلا يمسح يده في المنديل حتّى يلعقها-أو يلعقها-، فإنّه لا يدري في أي طعامه البركة».

1796 - [301/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن سفيان ح وعبد الرزاق قال:أنبأنا سفيان، عن أبي الزبير ،عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط ما بها من الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان».

1797 -[301/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن المثنى بن سعيد، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«نعم الأدم الخل».

1798 - [301/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن قطر، عن أبي الزبير ،عن جابر قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«أغلقوا أبوابكم،وخمّروا آنيتكم،وأطفئوا سرجكم، وأوكوا أسقيتكم، فإنّ الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، ولا يكشف غطاء، ولا يحلّ وكاء، وإنّ الفويسقة تضرم البيت على أهله-يعني الفأرة-».(1)

1799 - [302/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال:

«سُئل النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):أي الجهاد أفضل؟قال:من عقر جواده، وأهريق دمه، قال:وسُئل:أیّ الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت».

1800 -[302/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الملک ،عن عطاء،عن جابر قال:

ص: 156


1- الوكاء:الشريط الدقيق أو السير الوثيق الذي يوكي به فم القربة.

«قدمنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)الأربع مضين من ذي الحجة ونحن محرمون بالحجّ، فأمرنا أن نجعلها عمرة، فضاقت بذلك صدورنا وكبر علينا، فبلغه ذلك، فقال: يا أيها الناس، أحلّوا، فلولا الهدي الذي معي لفعلت مثل ما تفعلون، ففعلنا حتّى وطئنا النساء ما يفعل الحلال، حتّى إذا كان عشية التروية - أو يوم التروية- جعلنا مكة بظهر ولبينا بالحجّ».

1801 - [303/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا يزيد بن أبي زياد ،عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يغتسل بالصاع ويتوضّأ بالمد».(1)

1802 - [303/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا أبو الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«من كذب علیّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار».

1803 - [304/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم ،عن عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم بن ثوبان ،عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«من عاد مريضاً لم يزل يخوض في الرحمة حتّى يرجع، فإذا جلس اغتمس فيها».

1804 - [3 /304] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا هشيم ،عن علي بن زيد ،عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال:

«أكلت مع النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وأبي بكر وعمر خبزاً ولحماً فصلّوا ولم يتوضّؤواء».

1805 - [3 /304] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم عن أبي الزبير عن جابر قال:

«لعن رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)آكل الربا ،وموكله، وشاهديه، وكاتبه».

ص: 157


1- الصاع: أربعة أمداد والمده 128 درهماً وأربعة أسباع الدرهم 404 سم

1806 - [304/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا سيّار، عن يزيد الفقير، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«أعطيت خمساً لم يعطهنّ أحد قبلي: بُعثت إلى الأحمر والأسود، وكان النبي إنما يُبعَث إلى قومه خاصة، وبُعثت إلى الناس عامة، وأحلّت لي الغنائم ولم تحلّ لأحد قبلي، ونُصرت بالرعب من مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض طهوراً ومستجداً، فأيها رجل أدركته الصلاة فليصل حيث أدركته».

1807 -[304/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بشر بن المفضل، عن داود ،عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«على كل مسلم غسل في سبعة أيام كل جمعة».

1808 - [304/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق، حدّثنا عبد الملك، عن عطاء ،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كنّا نتمتع على عهد رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وأبي بكر وعمر، حتّى نهانا عمر أخيراً - يعنى النساء-.

1809 - [3/ 305] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن فضيل، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:

«مثل الصلوات الخمس المكتوبات كمثل نهر جار بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات.

1810 - [3/ 305] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن سلمة، عن هشام، عن الحسن، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إذا سرتم في الخصب فأمكنوا الركاب أسنانها ولا تجاوزوا المنازل، وإذا سرتم في الجدب فاستحدوا، وعليكم بالدلج، فإنّ الأرض تطوى بالليل، وإذا

ص: 158

تغولت لكم الغيلان فنادوا بالأذان، وإيّاكم والصلاة على جواد الطريق والنزول عليها، فإنّها مأوى الحيات والسباع وقضاء الحاجة، فإنّها الملاعن».(1)

1811 - [3/ 305] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الوهاب الثقفي، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر:

«أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وقضى باليمين مع الشاهد».

قال جعفر:قال :أبي وقضى به علي بالعراق. قال أبو عبد الرحمن: كان أبي قد ضرب على هذا الحديث، قال:ولم يوافق أحد الثقفي على جابر، فلم أزل به حتّى قرأه علیّ وكتب عليه هو صح.

1812 - [3/ 305] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب الثقفي، حدّثنا حبيب - يعني المعلم - عن عطاء، حدّثني جابر:

«إنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أهل وأصحابه بالحجّ وليس مع أحد منهم يومئذ هدي إلا النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)و طلحة ، وكان علي قدم من اليمن ومعه الهدي، فقال: أهللت بما أهلّ به رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، وإنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أمر أصحابه أن يجعلوها عمرة ويطوفوائم ثمّ يقصّر وا ويحلّوا إلا من كان معه الهدي، فقالوا: ننطلق إلى منى وذكر أحدنا يقطر، فبلغ ذلك النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فقال : لو أني أستقبل من أمري ما استدبر ما أهديت، ولولا أنّ معي الهدي لأحللت، وإنّ عائشة حاضت فنسكت المناسك كلها غير أنها لم تطف بالبيت، فلمّا طهرت طافت، قالت:یا رسول اللّه: أتنطلقون بحجّ وعمرة وانطلق بالحجّ ؟ فأمر عبد الرحمن أن يخرج معها إلى التنعيم، فاعتمرت بعد الحجّ في ذي الحجة. وإنّ

ص: 159


1- الخصب:نقيض الجدب، وهو كثرة العشب ،ورفاغة العيش.الدلج - محركة - والدلجة - بالضم والفتح - : المسير من أول الليل فإن ساروا من آخره فأدلجوا بالتشديد. الغيلان: هي جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تترآى للناس فتغول تغولاً أي تتلون تلوناً في صور شتى وتغلوهم أي تضلهم عن الطريق.

سراقة بن مالك بن جعشم لقي رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بالعقبة وهو يرميها، فقال: ألكم هذه خاصة يا رسول اللّه؟ قال: لا، بل للأبد».

1813 -[3/ 305] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو قطن وروح قالا:حدّثنا هشام، قال روح بن أبي عبد اللّه، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه :

«إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)احتجم وهو محرم من وثي كان بوركه أو ظهره».(1)

1814 - [3/ 306] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن أبي عدي، عن سليمان التيمي، عن أبي نضرة، عن جابر قال:

«كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقوم في أصل شجرة-أو قال إلى جذع - ثمّ اتخذ منبراً، قال: فحنّ الجذع، قال جابر:حتّى سمعه أهل المسجد، حتّى أتاه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فمسحه فسكن، فقال بعضهم : لو لم يأته لحنّ أبداً إلى يوم القيامة».

1815 - [306/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي: أنّه سمع يحيى ح ووكيع، حدّثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير المعنى قال:

«سألت أبا سلمة: أیّ القرآن أنزل قبل؟ فقال: ﴿يَا أَيُّها المُدَّثرُ)،قال يحيى:فقلت لأبي سلمة:أو(اقرَا)،فقال:سألت جابراً:أیّ القرآن أنزل قبل ؟ فقال:(يَا أَيُّها المُدَّثر)، فقلت: أو(اِقرَا)، فقال جابر: أحدّثكم ما حدّثنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال: جاورت بحرّاء أشهراً، فلمّا قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي ريالفنودیت، فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فلم أر أحداً، ثمّ نوديت فنظرت فلم أر أحداً، ثمّ نوديت-قال الوليد في حديثه: فرفعت رأسي فإذا هو على العرش في الهواء، فأخذتني وجفة شديدة - وقالا في حديثهما:- فأتيت خديجة فقلت: دثروني، فدثروني وصبوا علیّ ماء، فأنزل اللّه :(يَا أَيُّهَا المُدَّثرُ قُم فَانذِر

ص: 160


1- الوثي: كسر اليد.

وَرَبَّكَ فَكَبَر وَثِيَابَكَ فَطَهِّر )(1)».(2)

1816 - [306/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا محمّد بن أبي عدي، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني محمّد بن إبراهيم، عن محمّود بن لبيد، عن جابر قال: سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:

«من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنّة، قال: قلنا: يا رسول اللّه، واثنان؟ قال:واثنان،قال محمود:فقلت لجابر: أراكم لو قلتم:وواحد، لقال: وواحد! قال: وأنا واللّه أظن ذاك».

1817 - [3/ 307 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، عن جابر:

«إنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)سُئل عن كسب الحجام؟ فقال: أعلفه ناضحك».

1818 - [3/ 307 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا سفيان بن عيينة، حدّثنا أبو الزبير قال: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«لا يبع حاضر لباد، دعو الناس يرزق اللّه بعضهم من بعض». (3)

1819 - [307/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، قال ابن المنكدر:سمعت جابر بن عبد اللّه يقول:

«ما سُئل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)شيئاً قط فقال : لا».

ص: 161


1- سورة المدثر : 1-4 ، و(اقرا)هي سورة العلق .
2- وجفة:أي الأضطراب.
3- الباد: وهو أن يصير سمساراً له، ويتربص بما معه حتى يغالي في ثمنه، فلا يتركه يبيع بنفسه حتى يكون للناس منه رزق وربح.

يقول شير محمّد: روى ثقة الإسلام الكليني في أواسط كتاب الروضة من الكافي بإسناد عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في حديث، قال: «... وما منع سائلاً قط، إن كان عنده أعطى، وإلا قال: يأتي اللّه به...».(1)

وروى قبل ذلك بأربعة عشر ورقة بإسناده عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر(علیه السلام)في حديث: «وما سئل شيئاً قط فيقول: لا، إن كان أعطى، وإن لم يكن قال: يكون».(2)

1820 -[310/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا زياد بن عبد اللّه البكاري، حدّثنا الحجاج بن أرطاة ، عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«أيها قوم كانت بينهم رباعة أو دار فأراد أحدهم أن يبيع نصيبه فليعرضه على شركائه، فإن أخذوه فهم أحق به بالثمن».(3)

1821 - [310/3]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا نصر بن باب ،عن حجاج، عن عطاء،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

«صلّى بنا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) في العيدين بغير أذان ولا إقامة، ثمّ خطبنا، ثمّ نزل فمشى إلى النساء ومعه بلال ليس معه غيره، فأمرهنّ بالصدقة، فجعلت المرأة تلقى تومتها وخاتمها إلى بلال».(4)

1822 -[310/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا نصر بن باب، عن حجاج، عن الذيال بن حرملة قال:

ص: 162


1- الكافي: 164/8 .
2- الكافي: 130/8.
3- الرباع:جمع الربع وهو الدار بعينها حيث كانت.
4- قوم:قرط فيه حبة كبيرة وقيل الدرة.

«سألت جابر بن عبد اللّه الأنصاري : كم كنتم يوم الشجرة؟ قال:كنّا ألفاً وأربعمائة، قال: وكان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يرفع يديه في كل تكبيرة من الصلاة».

1823 -[310/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا نصر بن باب، عن حجاج، عن أبي الزبير ،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنه قال:

«نهى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة اثنين بواحد، ولا بأس به يداً بيد».

1824 -[310/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مصعب بن سلام، سمعته من أبي مرتين، حدّثنا الأجلح، عن الذيال بن حرملة، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«أقبلنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)من سفر، حتّى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان بني النجار إذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه، قال: فذكروا ذلك للنبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فجاء حتّى أتى الحائط، فدعا البعير فجاء واضعاً مشفره إلى الأرض حتّى برك بين يديه،قال:فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): هاتوا خطاماً، فخطمه ودفعه إلى صاحبه، قال: ثمّ التفت إلى الناس، قال: إنّه ليس شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول اللّه، إلا عاصي الجن الإنس».(1)

1825 - [310/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا مصعب بن سلام، حدّثنا جعفر، عن أبيه، عن جابر قال:

«خطبنا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،فحمد اللّه وأثنى عليه بما هو له أهل، ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّ أصدق الحديث كتاب اللّه، وإنّ أفضل الهدي هدي محمّد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة - ثمّ يرفع صوته وتحمر وجنتاه ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة كأنّه منذر جيش - قال: ثمّ يقول : أتتكم الساعة، بعثت أنا والساعة هكذا-وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى - صبّحتكم الساعة ومسّتكم، من ترك مالاً فلأهله، ومن

ص: 163


1- الخطام:ماجعل في أنف البعير لينقاد به.

ترك ديناً أو ضياعاً فإلیّ وعلیّ - والضياع يعني ولده المساكين».

1826 -[311/3] حدّثنا عبد اللّه قال: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده، وسمعته في موضع آخر، حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرني شعيب، عن الزهري، حدّثني سنان بن أبي سنان الدولي وأبو سلمة بن عبد الرحمن أنّ جابر بن عبد اللّه الأنصاري - وكان من أصحاب النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)- أخبره:

«غزا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)غزوة قبل نجد، فلمّا قفل رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قفل معهم، فأدركتهم القائلة يوماً في واد كثير العضاه ، فنزل النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر، ونزل رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يستظل تحت شجرة فعلق بها سيفه، قال جابر: قمنا بها نومة، ثمّ إنّ النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يدعونا فأتيناه، فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): إنّ هذا اخترط سيفه وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتاً، فقال: من يمنعك ؟ فقلت: اللّه، فقال:من يمنعك مني ؟ فقلت: اللّه، فشام السيف وجلس، فلم يعاقبه النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وقد فعل ذلك».(1)

يقول شير محمّد:روى الكليني في أواخر الثلث الأول من كتاب الروضة بإسناد ذكره،عن أبي بصير،عن أبي عبد اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) قال: «نزل رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في غزوة ذات الرقاع تحت شجرة على شفير واد، فأقبل سيل فحال بينه وبين أصحابه، فرآه رجل من المشركين ،والمسلمون قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل،فقال رجل من المشركين لقومه:أنا أقتل محمّداً،فجاء وشدّ على رسول اللّه(صلی اللّه علیه وآله وسلّم)بالسيف، ثمّ قال: من ينجيك مني يا محمّد؟ فقال: ربي وربك، فنسفه جبرئيل(علیه السلام)عن فرسه فسقط على ظهره، فقام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وأخذ السيف وجلس على صدره، وقال: من ينجيك مني يا غورث؟ فقال: جودك

ص: 164


1- القائلة:من القيلولة ضرب من النوم ،العضاه:كل شجر فيه شوك ،صلتا:أي مجردا، فشام السيف: أغمده.

وكرمك يا محمّد، فتركه، فقام وهو يقول: واللّه لأنت خير مني وأكرم».(1)

يقول شير محمّد : ويأتي هذا الحديث في ص 190 من هذا المنتخب.(2)

وأورده مسلم في صحيحه في القسم الثاني من الجزءالثاني ص 57،وفي شرحه وفي المعنى قال ابن إسحاق ... إلخ.(3)

1827 - [312/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم وحسن بن موسى قالا:حدّثنا زهير،قال هاشم في حديثه :حدّثنا أبو الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«من كان له شريك في ربعة أو نخل فليس أن يبيع حتّى يؤذن شريكه، فإن رضي أخذه، وإن كره تركه».

1828 - [3/ 312] حدّثنا عبد اللّه ،حدّثني أبي ،حدّثنا هاشم وحسن قالا:حدّثنا زهير ،قال هاشم في حديثه: حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«لا يبيع حاضر لباد، دعوا الناس يرزق اللّه بعضهم من بعض».

1829 -[312/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا زهیر، حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتّى تذهب فحمة العشاء،فإنّ الشيطان يبعث إذا غابت الشمس حتّى تذهب فحمة العشاء».(4)

1830 - [3/ 312] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حّدثنا حسن، حدّثنا زهير، عن أبي الزبير ،عن جابر قال:

ص: 165


1- الكاني: 127/8.
2- أي من النسخة المخطوطة.
3- صحیح مسلم: 62/7 .
4- الفواشي: جمع فاشية أي الماشية التي تنتشر.

«نهى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن بيع الثمرة حتّى تطيب».

1831 - [313/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا ابن إدريس، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إنّ في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل اللّه فيها خيراً إلا آتاه إيّاه، وذلك في كل ليلة».

1832 - [313/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، عن جابر قال:

«توفي عبد اللّه بن عمرو بن حرام-يعني أباه،أو استشهد-وعليه دين،فاستعنت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)على غرمائه أن يضعوا من دينه شيئاً، فطلب إليهم فأبوا، فقال لي رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): اذهب فصنف تمرك أصنافاً، العجوة على حدة، وعذق زيد على حدة، وأصنافه، ثمّ ابعث إلیّ، قال: ففعلت، فجاء رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فجلس على أعلاه أو في وسطه، ثمّ قال:كل للقوم، قال: فكلت للقوم حتّى أوفيتهم، وبقي تمري كأنّه لم ينقص منه شيء».

1833 - [313/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر قال:

«قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في حجّته:أیّ يوم أعظم حرمة؟ قالوا: يومنا هذا، قال: فأیّ شهر أعظم حرمة؟ قالوا: شهرنا هذا، قال: فأیّ بلد أعظم حرمة؟ قالوا: بلدنا هذا، قال: فإنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذافي بلدكم هذا».

1834 - [314/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا عبد الملك، عن عطاء ،عن جابر بن عبد اللّه قال:

ص: 166

«بدأ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بالصلاة قبل الخطبة في العيدين بغير أذان ولا إقامة ،قال: ثمّ خطب الرجال وهو متوكئ على قوس ،قال: ثمّ أتى النساء فخطبهنّ وحثهنّ على الصدقة، قال: فجعلن يطرحن القرطة والخواتيم والُحلي إلى بلال، قال: ولم يصلِّ قبل الصلاة ولا بعدها».

1835 - [3 / 314] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، وحدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كنت مع النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في سفر ... إلى أن قال: وكنت على جمل، فاعتلّ، فلحقني رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) وأنا في آخر الناس، قال:فقال: ما لك يا جابر؟ قال: قلت: اعتلّ بعيري، قال: فأخذ بذنبه ثمّ زجره، قال: فما زلت إنما أنا في أوّل الناس يهمني رأسه، فلمّا دنونا من المدينة قال: قال لي رسول اللّه : ما فعل الجمل؟ قلت: هو ذا ،قال:فبعنيه ،قلت: لا، بل هو لك، قال:بعنيه :قال:قلت:هو لك، قال: لا، قد أخذته بأوقية أركبه، فإذا قدمت فإتنا به، قال: فلمّا قدمت المدينة جئت به، فقال:يا بلال زن له أوقية وزده قيراطاً، قال: قلت: هذا قيراط زادنيه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لا يفارقني أبداً حتّى أموت، قال فجعلته في كيس، فلم يزل عندي حتّى جاء أهل الشام يوم الحرة

فأخذوه فيهما أخذواء».

1836 - [3 / 316] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته، فإنّ اللّه جاعل في بيته من صلاته خيراً».

1837 - [316/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

ص: 167

«أهل الجنّة يأكلون فيها ويشربون ،ولا يتغوطون ولا يبولون ولا يمتخطون ولا يبزقون ،طعامهم جشاء ورشح كرشح المسك».

1838 -[3/ 317] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، أنبأنا ابن جريج، عن عطاء قال: قال جابر بن عبد اللّه :

«أهللنا أصحاب النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بالحجّ خالصاً ليس معه غيره-خالصاً وحده - فقدمنا مكة صبح رابعة مضت من ذي الحجّة ،فقال النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم): حلّوا واجعلوها عمرة، فبلغه أنّا نقول: لمّا لم يكن بيننا وبين عرفة إلا خمس أمرنا أن نحلّ فيروح إلى منى ناس منّا ومذاكيرنا تقطر منياً، فخطبنا فقال: قد بلغني الذي قلتم، وإني لأتقاكم وأبركم، ولولا الهدي لحللت، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت، حلّوا واجعلوها عمرة، قال: وقدم علي رضي اللّه تعالى عنه من اليمن، قال: بِمَ أهللت؟ فقال: بما أهلّ به النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،قال: فاهده وامكث حراماً كما أنت».

1839 - [3/ 317] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا إسماعيل، عن سعيد ،عن محمّد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي: أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«بينا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في سفر فرأى زحاماً ورجلاً قد ظلل عليه، فسأل عنه،فقالوا:هذا صائم،فقال: ليس البر أن تصوموا في السفر».

1840 - [3/ 317] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عباد بن العوام، عن الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«نهى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن ثمن الكلب، إلا الكلب المعلم».

1841 - [3/ 317] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

ص: 168

«طاف رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في حجّة الوداع على راحلته بالبيت وبالصفا والمروة ليراه الناس، وليشرف، وليسألوه، فإنّ الناس غشوه».(1)

1842 - [3/ 317] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن عبد الملك، أخبرني عطاء، عن جابر قال:

«كسفت الشمس على عهد رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،وكان ذلك اليوم الذي مات فيه إبراهيم(علیه السلام)ابن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فقال الناس: إنها كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقام النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) فصلّى بالناس ست ركعات، في أربع سجدات كبّر ، ثمّ قرأ فأطال القراءة، ثمّ ركع نحواً مما قام، ثمّ رفع رأسه فقرأ دون القراءة الأولى، ثمّ ركع نحواً مما قام، ثمّ رفع رأسه فقرأ دون القراءة الثانية ثمّ ركع نحواً مما قام، ثمّ رفع رأسه فانحدر للسجود، فسجد سجدتين، ثمّ قام فركع ثلاث ركعات قبل أن يسجد ،ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول من التي بعدها، إلا أنّ ركوعه نحو من قيامه ، ثمّ تأخر في صلاته وتأخرت الصفوف معه، ثمّ تقدم فقام في مقامه وتقدمت الصفوف، فقضى الصلاة وقد طلعت الشمس، فقال: يا أيها الناس، إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات اللّه ، وإنّهما لا

ينكسفان لموت بشر، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فصلوا حتّى تنجلي... الحديث».

[ يقول شير محمّد : ثمّ] ذكر فيه وجه التأخر والتقدم.

1843 -[318/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن عبد الملك، حدّثنا عطاء، عن جابر قال:

«شهدت الصلاة مع النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في يوم عيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة، فلمّا قضى الصلاة قام متوكئاً على بلال ،فحمد اللّه وأثنى عليه ووعظ

ص: 169


1- غشوه:ازدحموا عليه وكثروا.

الناس وذكّرهم وحتّهم على طاعته، ثمّ مضى إلى النساء ومعه بلال، فأمرهنّ بتقوى اللّه ووعظهنّ وحمد اللّه وأثنى عليه وحثهنّ على طاعته، ثمّ قال: تصدقنّ، فإنّ أكثركنّ حطب جهنم، فقالت امرأة من سفلة النساء سفعاء الخدين: لِمَ يا رسول اللّه؟ قال: لأنكنّ تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير فجعلن ينزعن حُليهنّ وقلائدهنّ وقرطتهنّ وخواتيمهنّ ويقذفن به في ثوب بلال يتصدقن به».(1)

1844 - [3/ 318] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف،حدّثنا عبد الملك ،عن عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«شهدت مع النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يوم عيد ، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، فذكر معناه».

1845 - [ 3 / 318] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن ابن جريج ،أخبرني أبو الزبير قال:سمعت جابر بن عبد اللّه يقول :

«نهانا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن الوسم في الوجه، والضرب في الوجه».

1846 - [3 / 319] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن ابن جريج، حدّثنا عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«مات اليوم عبد اللّه صالح أصحمة فقوموا فصلّوا عليه فقام فأمنا فصلّى عليه».(2)

1847 - [319/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابراً يقول:

«رأيت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)رمي الجمرة بحصى الخذف».

1848 - [319/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى، حدّثنا سليم بن حيان،

ص: 170


1- سفعاء الخدين: أي فيها تغير وسواد.الشكاة:أي الشكوى.وتكفرن العشير: حمله الأكثرون على الزوج وقال آخرون هو كل مخالط .قرطتهنّ: جمع قرط كل ما علق في شحمة الأذن فهو قرط سواء كان من ذهب أو خرز.
2- أصحمة: هو اسم النجاشي، أسلم في عهده ، وأحسن إلى الكثير من المسلمين، وإليه هاجر جمع كثير منهم.

حدّثنا سعيد بن ميناء ،سمعت جابر بن عبد اللّه يقول:

« نهى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن بيع الثمرة حتّى تشقح، قلت: متى تشقح؟ قال: تحمار، أو تصفار، ويؤكل منها».

1849 -[320/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا جعفر، حدّثني أبي قال:

«أتينا جابر بن عبد اللّه وهو في بني سلمة، فسألناه عن حجّة النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ؟ فحدّثنا:أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)مكث بالمدينة تسع سنين لم يحجّ، ثمّ أذن في الناس أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)حاج هذا العام، قال: فنزل المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتمّ برسول اللّه ويفعل مثل ما يفعل، فخرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لعشر بقين من ذي القعدة، وخرجنا معه حتّى أتى ذا الحليفة نفست أسماء بنت عميس بمحمّد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): كيف أصنع ؟قال:اغتسلي ثمّ استذفري بثوب، ثمّ أهلّي، فخرج رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)حتّى إذا استوت به ناقته على البيداء أهل بالتوحيد: لبّيك اللهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك ،إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ولبّى الناس، والناس يزيدون ذا المعارج ونحوه من الكلام ،والنبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يسمع فلم يقل لهم شيئاً، فنظرت مد بصري وبين يدي رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) من راكب وماش من خلفه مثل ذلك، وعن يمينه مثل ذلك، وعن شماله مثل ذلك، قال جابر:ورسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بين أظهرنا عليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله ،وما عمل به من شيء عملنا به ،فخرجنا لا ننوي إلا الحجّ، حتّى أتينا الكعبة فاستلم نبي اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)الحجر الأسود، ثمّ رمل ثلاثة، ومشى أربعة، حتّى إذا فرغ عمد إلى مقام إبراهيم فصلّى خلفه ركعتين، ثمّ قرأ: ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى)(1)

قال أبي: قال أبو عبداللّه - يعني جعفر - : فقرأ فيها بالتوحيد،(وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)

ص: 171


1- البقرة: 125 .

ثمّ استلم الحجر، وخرج إلى الصفا، ثمّ قرأ:(إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائر اللّه ﴾ (1)، ثمّ قال: تبدأ بما بدأ اللّه ،به فرقى على الصفا، حتّى إذا نظر إلى البيت كبّر قال: لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا اللّه، أنجز وعده، وصدق عبده، وغلب الأحزاب وحده، ثمّ دعا، ثمّ رجع إلى هذا الكلام، ثمّ نزل، حتّى إذا انصبت قدماه في الوادي رمل، حتّى إذا صعد مشى حتّى أتى المروة فرقى عليها، حتّى نظر إلى البيت فقال عليها كما قال على الصفا، فلمّا كان السابع عند المروة قال: يا أيها الناس، إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي ولجعلتها عمرة، فمن لم يكن معه هدي فليحلل وليجعلها عمرة، فحلّ الناس كلهم.

فقال سراقة بن مالك بن جعشم وهو في أسفل المروة: يا رسول اللّه، ألعامنا هذا أم للأبد؟ فشبك رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أصابعه فقال: للأبد - ثلاث مرات-ثمّ قال: دخلت العمرة في الحجّ إلى يوم القيامة. قال: وقدم علي من اليمن ،فقدم بهدي، وساق رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)معه من المدينة هدياً، فإذا فاطمة قد حلّت ولبست ثيابها صبيغاً واكتحلت، فأنكر ذلك على الله عليها ،فقالت: أمرني به رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) .

قال : قال علي بالكوفة - قال جعفر:قال أبي : هذا الحرف لم يذكره جابر-: فذهبت محرشاً استفتي به النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)في الذي ذكرت فاطمة، قلت:إنّ فاطمة لبست ثيابها صبيغاً واكتحلت وقالت:أمرني به أبي!قال: صدقت، صدقت، صدقت،أنا أمرتها به.

قال جابر:وقال لعلي: بم أهللت؟ قال: قلت: اللهم إني أهلُّ بما أهلَّ به رسولك، قال: ومعي الهدي، قال: فلا تحلّ، قال: فكانت جماعة الهدي الذي أتى به علي رضي اللّه تعالى عنه من اليمن والذي أتى به النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)مائة، فنحر رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بيده ثلاثة وستين، ثمّ أعطى علياً فنحر ما غبر وأشركه في هديه، ثمّ أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر،

ص: 172


1- البقرة: 158.

فأكلا من لحمها وشربا من مرقها، ثمّ قال نبي اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): قد نحرت هاهنا ومنى كلها منحر ووقف بعرفة فقال: وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف ووقف بالمزدلفة فقال: قد وقفت هاهنا والمزدلفة كلها موقف».

1850 -[321/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ابن خثيم، عن عبد الرحمن بن ثابت، عن جابر بن عبد اللّه :

«أنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال لكعب بن عجرة: أعاذك اللّه من إمارة السفهاء، قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: أمراء يكونون بعدي لا يقتدون بهديي ولا يستنون بسنتي ،فمن صدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم، ولا يردوا علیّ حوضي، ومن لم يصدّقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم، وسيردوا على حوضي، يا كعب بن عجرة، الصوم جُنّة، والصدقة تطفيء الخطيئة، والصلاة قربان-أو قال: برهان-يا كعب بن عجرة، إنّه لا يدخل الجنّة لحم نبت من سحت، النار أولى به، يا كعب بن عجرة، الناس غادیان:فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فمويقها».

1851 -[321/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن بكر وعبد الرزاق قالا:حدّثنا ابن جريج،أخبرني أبو الزبير: أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول: ما من صاحب إبل لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت قط، وأقعد لها بقاع قرقر تستنّ عليه بقوائمها وأخفافها، ولا صاحب بقر لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت،وأقعد لها بقاع قرقر تنطحه بقرونها وتطؤه بقوائمها، ولا صاحب غنم لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت وأقعد لها بقاع قرقر تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها ليس فيها جماء ولا منكسر قرنها، ولا صاحب كنز لا يفعل فيه حقه

ص: 173

إلا جاء كنزه يوم القيامة شجاعاً أقرع يتبعه فاغراً فاه، فإذا أتاه فرّ منه، فيناديه ربه: خذ كنزك الذي خبأته، فأنا عنه أغنى منك، فإذا رأى أنه لا بدّ له منه سلك يده في فيه فقضمها قضم الفحل . قال أبو الزبير:وسمعت عبيد بن عمير: قال رجل: يا رسول اللّه - قال عبد الرزاق في حديثه:قال رجل: يا رسول اللّه - ما حق الإبل؟ قال: حلبها على الماء، وإعارة دلوها، وإعارة فحلها، ومنيحتها، وحمل عليها في سبيل اللّه»

قال عبد الرزاق :فيها كلها، وقعد لها، وقال عبد الرزاق فيه:قال أبو الزبير : سمعت عبيد بن عمير يقول هذا القول، ثمّ سألنا جابر الأنصاري عن ذلك ؟ فقال : مثل قول عبيد بن عمير .(1)

1852 - [321/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، أنبأنا أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«نهى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن الشغار».

1853 - [322/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر ،عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل ،عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إنّ من تمام الصلاة إقامة الصف».

1854 - [322/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر ،عن ابن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

«مكث رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة وفي

ص: 174


1- بقاع قرقر: تقدم المعنى في هامش حديث 937 ، والقرقر: تقدم المعنى في هامش حديث 937 . شجاعاً أقرع:تقدم المعنى في هامش حديث 1136. سلك يده في فيه فيقضمها قضم الفحل:معنى سلك أدخل، ويقضّمها، يقال: قضمت الدابة شعيرها بكسر الضاد تقضمه بفتحها إذا أكلته. الجماء: تقدم المعنى في هامش حديث 1273 . إعارة دلوها:أي من حقوق الماشية أن صاحبها الدلو الذي يسقيها به إذا طلبه منه من يحتاج إليه.

المواسم بمنى يقول : من يؤويني ؟ من ينصرني حتّى أبلغ رسالة ربي وله الجنّة؟ حتّى إنّ الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر - كذا قال-فيأتيه قومه فيقولون: احذر غلام قریش لا يفتنك، ويمشي بين رجالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع، حتّى بعثنا اللّه إليه من يثرب فآويناه وصدّقناه، فيخرج الرجل منّا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتّى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ،ثمّ التمروا جميعاً فقلنا: حتّى متى نترك رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يطرد في جبال مكة ويخاف، فرحل إليه منّا سبعون رجلاً حتّى قدموا عليه في الموسم ،فواعدناه شعب العقبة، فاجتمعنا عليه من رجل ورجلين حتّى توافينا، فقلنا: يا رسول اللّه، نبايعك، قال: تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ،والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في اللّه لا تخافون في اللّه لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنّة، قال: فقمنا إليه فبايعناه، وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو من أصغرهم، فقال: رويداً يا أهل يثرب، فإنّا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنّه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ، وأنّ إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإمّا أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على اللّه، وإمّا أنتم قوم تخافون من أنفسكم جبينة، فبينوا ذلك، فهو عذر لكم عند اللّه،قالوا:أمط عنّا يا أسعد، فو اللّه لا ندع هذه البيعة أبداً، ولا نسليها أبداً، قال: فقمنا إليه فبايعناه، فأخذ علينا وشرط، ويعطينا على ذلك الجنّة».(1)

يقول شير محمّد:ثمّ رواه بسندين آخرين، وذكر الاختلاف في الكلمات.(2)

1855 - [323/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا داود بن

ص: 175


1- مجنة : موضع على أميال من مكة فيه سوقى في الجاهلية.أمط تقدم المعنى في هامش حديث 1333.
2- مسند أحمد: 239/3.

قيس، عن عبد اللّه بن مقسم : أنه سمع جابر بن عبد اللّه يقول: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إيّاكم والظلم، فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإنّ الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم».

1856 - [323/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر:

«إنّ رجلاً من أسلم جاء إلى النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فاعترف بالزنا، فأعرض عنه، ثمّ اعترف فأعرض عنه، حتّى شهد على نفسه أربع مرات، فقال له النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): أبك جنون؟ قال: لا، قال: أحصنت؟ قال: نعم، فأمر به النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فرجم بالمصلّى، فلمّا أذلقته الحجارة فرّ، فأدرك فُرجم حتّى مات، فقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)خيراً، ولم يصل عليه».

1857 - [3 /323] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا عكرمة - يعني ابن عمّار - عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«لمّا كان يوم خيبر أصاب الناس مجاعة،فأخذوا الحمر الأنسية فذبحوها وملؤوا منها القدور،فبلغ ذلك نبي اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ، قال جابر: فأمرنا رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فكفأنا القدور، فقال: إنّ اللّه سيأتيكم برزق هو أحلّ لكم من ذا وأطيب من ذا قال: فكفأنا يومئذ القدور وهي تغلي، فحرّم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يومئذ الحمر الإنسية، ولحوم البغال، وكل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطيور، وحرّم المجثمة والخلسة والنهبة».(1)

ص: 176


1- قوله: الإنسية:منسوبة إلى الإنس، ويقال فيه أنسية بفتحتين، وزعم ابن الأثير أن في كلام أبي موسى المديني ما يقتضي أنها بالضم ثم السكون ، وقد صرح الجوهري أنّ الأنس بفتحتين ضد الوحشة، والمراد بالإنسية الأهلية كما وقع في سائر الروايات.المجثمة: أي الحيوان المحلل الذي يجعل غرضاً ويُرمى بالسهم حتى يُقتل على ذلك الوجه من غير ذبح شرعي،إلا أنها تكثر في الطير والأرانب وأشباه ذلك مما يجثم في الأرض أي يلزمها ويلتصق بها.والخلسة: وفي رواية الخيسة وهي ما يستخلص من السبع فيموت قبل أن يذكى،من خلست الشيء واختلسته إذا سلبته. والنهبة:ما يؤخذ من المال مغالبة. وقيل هي الغارة والسلب. وقيل هي ما يؤخذ وينزع من المقتول،وقيل لهي العساكر.

1858 -[323/3 ] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى بن آدم وأبو النضر، حدّثنا زهير، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«من انتهب نهبة فليس منّا».

1859 - [323/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم وأبو النضر،حدّثنا زهير، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«من لم يجد نعلين فليلبس خفين، ومن لم يجد إزاراً فليلبس سراويل»

1860 -[324/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن بكر، حدّثنا ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه : إنّ النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«إذا صلّى أحدكم فلا يبصق بين يديه ولا عن يمينه، وليبصق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى».

1861 - [3 / 325] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حماد، عن عاصم، عن أبي نضرة، عن جابر قال:

«متعتان كانتا على عهد النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فنهانا عنهما عمر رضي اللّه تعالى عنه فانتهينا».

1862 - [3/ 325] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا مهدي، حدّثنا واصل، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

«سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) قبل موته بثلاثة أيام يقول: لا يموتنّ أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه».

ص: 177

1863 -[325/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الصمد،حدّثنا محمّد بن ثابت ،حدّثنا محمّد بن المنكدر،عن جابر قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«الحجّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنّة قالوا: يا نبي اللّه، ما الحجّ المبرور؟ قال: إطعام الطعام، وإفشاء السلام».

1864 - [3 / 326] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر أنه قال:

«كنّا مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)... إلى أن قال: قلنا : وكنت ترعى الغنم يا رسول اللّه ؟ قال: نعم، وهل من نبي إلا قد رعاها».

1865 - [3 / 326] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا أسامة، عن عطاء، عن جابر أنه قال:

«نحر رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فحلق و جلس للناس، فما سُئل عن شيء إلا قال: لا حرج، لا حرج حتّى جاءه رجل فقال: حلقت قبل أن أنحر، قال: لا حرج ثمّ جاء آخر فقال: يا رسول اللّه، حلقت قبل أن أرمي، قال: لا حرج، قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) : عرفة كلها موقف ،ومزدلفة كلها موقف، ومنى كلها منحر، وكل فجاج مكة طريق ومنحر».

1866 - [3/ 327]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي، حدّثنا هاشم وحسن بن موسى قالا : حدّثنا زهير، حدّثنا أبو الزبير، قال حسن، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«لا تذبحوا إلا مسنّة، إلا أن تعسر عليكم، فتذبحوا جذعة من الضأن».

1867 - [3/ 327] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا زيد بن الحباب، أنبأنا حسين بن واقد، عن أبي الزبير قال: سمعت جابراً يقول : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

ص: 178

«إذا ابتعتم طعاماً فلا تبيعوه حتّى تقبضوه».

1868 -[329/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا عبد العزيز بن مسلم، حدّثنا الحصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر قال:

«عطش الناس يوم الحديبية ورسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بين يديه ركوة يتوضأ منها، إذ جهش الناس نحوه، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: يا رسول اللّه، إنّه ليس لنا ماء نشرب منه ولا ماء نتوضّأ به إلا ما بين يديك، فوضع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يده في الركوة، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضّأنا، فقلت: كم كنتم؟ قال : لو كنّا مائة ألف كفانا، كنّا خمس عشرة مائة».

يقول شير محمّد الهمداني: فيها أجاب به أمير المؤمنين(علیه السلام)يهودياً من يهود الشام:

«قال له اليهودي:فإنّ موسى(علیه السلام)قد أعطي الحجر فانبجست منه اثنتي عشرة عيناً، قال علي(علیه السلام): لقد كان كذلك ، ومحمّد (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لمّا نزل الحديبية وحاصره أهل مكة قد أعطي ما هو أفضل من ذلك، وذلك: إنّ أصحابه شكوا إليه الظمأ، وأصابهم ذلك حتّى التقت خواصر الخيل، فذكروا له ، فدعا بركوة يمانية، ثمّ نصب يده المباركة فيها، فتفجرت من بين أصابعه عيون الماء، فصدرنا وصدرت الخيل رواء، وملأنا كل مزادة وسقاء...»

والحديث طويل أورده الطبرسي في كتاب ( الاحتجاج ) .(1)

1869 -[329/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا زكريا، حدّثنا أبو الزبير : أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غمّ عليكم فعدّوا ثلاثين يوماً».

ص: 179


1- الاحتجاج: 325/1 .

1870 -[329/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا زكريا،حدّثنا أبو الزبير أنه سمع جابراً يقول:

«هجر رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)نساءه شهراً، فكان يكون في العلو ويكنّ في السفل،فنزل النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)إليهنّ في تسع وعشرين ليلة، فقال رجل: يا رسول اللّه، إنك مكنت تسعاً وعشرين ليلة ، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): إنّ الشهر هكذا وهكذا بأصابع يده مرتين، وقبض في الثالثة إبهامه».

1871 - [330/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول : قال رسول الله(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«أفضل الصدقة عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول ،واليد العليا خير من اليد السفلى».

1872 - [330/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الصمد، حدّثني حرب - يعني ابن أبي العالية - عن أبي الزبير،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري:

«إّن رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) رأى امرأة فأعجبته، فأتى زينب وهي تمعس منية(1)، فقضى منها حاجته، وقال: إنّ المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله، فإنّ ذاك يرد مما في نفسه».(2)

1873 - [3/ 330] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا ابن المبارك، عن حسين بن علي قال: حدّثني وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد اللّه وهو الأنصاري:

ص: 180


1- كذا والصحيح:(منيئة ).
2- قوله تمعس منيئة: قال أهل اللغة المعس الدلك والمنيئة: يقال منات الادم(الجلد) إذا ألقيته في الدباغ، ويقال له مادام في الدباغ منيئه أيضاً.

«أنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)جاءه جبريل فقال : قم فصلّه، فصلّى الظهر حين زالت الشمس ، ثمّ جاءه العصر ، فقال : قم فصلّه، فصلّى العصر حين صار ظل كل شيء مثله - أو قال: صار ظله مثله - ثمّ جاءه المغرب، فقال: قم فصلّه، فصلّى حين وجبت الشمس، ثمّ جاءه العشاء، فقال: قم فصلّه، فصلّى حين غاب الشفق، ثمّ جاءه الفجر، فقال: قم فصلّه، فصلّى حين برق الفجر - أو قال: حين سطع الفجر - ثمّ جاءه من الغد للظهر فقال: قم فصلّه، فصلّى الظهر حين صار ظل كل شيء مثله، ثمّ جاءه للعصر فقال : قم فصلّه، فصلّى العصر حين صار ظل كل شيء مثليه، ثمّ جاءه للمغرب، المغرب وقتاً واحداً لم يزل عنه، ثمّ جاءه للعشاء، العشاء حين ذهب نصف الليل - أو قال ثلث الليل-، فصلّى العشاء، ثمّ جاءه للفجر حين أسفر جداً، فقال: قم فصلّه، فصلّى الفجر، ثمّ قال: ما بين هذين وقت».

1874 -[331/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«يبعث كل عبد على ما مات عليه».

قال : وقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إنّ في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل اللّه فيها شيئاً إلا أعطاه إياه، وهي في كل ليلة».

1875 - [331/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن ميمون أبو النضر الزعفراني، حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه قال:

«سألت جابراً:متى كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يصلّي الجمعة؟ فقال: كنّا نصليها مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ثمّ نرجع فنريح نواضحنا».

قال :جعفر وإراحة النواضح حين تزول الشمس.

ص: 181

1876 -[331/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن ميمون، حدّثني جعفر، عن أبيه، عن جابر:

«أنّ البُدن التي نحر رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كانت مائة بدنة، نحر بيده ثلاثاً وستين، ونحر علي ما غير، وأمر النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر، ثمّ شربا من مرقها».

يقول شير محمّد: قال النجاشي في ( الفهرست ) : محمّد بن ميمون أبو نصر الزعفراني عامي، غير أنّه روى عن أبي عبد اللّه(علیه السلام)نسخة ... إلخ.(1)

1877 -[3 / 331] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا سفيان عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن جابر قال:

«كنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عند امرأة من الأنصار صنعت له طعاماً،فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): يدخل عليكم رجل من أهل الجنّة ... إلى أن قال : فدخل علي النه ، فهنّيناه».

[يقول شير محمّد]: ورد ذكره أيضاً في ص 356 [ ج 3 من مسند أحمد بن حنبل في الطبعة الأولى منه ]

1878 - [331/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو أحمد، أنبأنا سفيان، عن أبي الزبير ،عن جابر قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) :

«إذا سقطت اللقمة من يد أحدكم فليمط ما كان عليها من الأذى ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل، وليلعق أصابعه، فإنّه لا يدري في أي طعامه البركة».

1879 - [323/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر ،حدّثنا زهير ، عن أسيد، عن عبد اللّه بن أبي قتادة، عن جابر بن عبد اللّه، عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

ص: 182


1- رجال النجاشي: 355 .

«من ترك الجمعة ثلاث مرار من غير عذر طبع اللّه على قلبه».

1880 -[332/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا يعقوب بن محمّد بن طحلاء، حدّثنا خالد بن أبي حيان، عن جابر : إنّ النبيرجال النجاشي: 355 . قال :

«من تولى غير مواليه فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه».

1881 -[3 / 332]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا أبو عامر وأبو أحمد قالا : حدّثنا كثير بن زيد، حدّثني الحارث بن يزيد ،قال أبو أحمد: عن الحارث بن أبي يزيد قال: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«لا تمنّوا الموت فإنّ هول المطلع شديد، وإنّ من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه اللّه الإنابة».

1882 - [332/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن علية وغيره، حدّثنا أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

«نهى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن تخصيص القبور».

1883 - [334/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يونس بن محمّد، حدّثنا عبد الواحد بن زياد، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن داود بن الحصين ،عن واقد بن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ ،عن جابر قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل. قال: فخطبت جارية من بني سلمة،فكنت أختبيء لها تحت الكرب حتّى رأيت منها بعض ما دعاني إلى نكاحها، فتزوجتها».

1884 - [3 / 335] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن محمّد وهو أبو إبراهيم المعقب، حدّثنا عباد بن عباد، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

ص: 183

«السائبة - قال عبد اللّه:قال أبي، وقال خلف بن الوليد:-السائمة جبار، والجب جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس.قال : قال الشعبي:الركاز الكنز العادي».(1)

1885 - [3/ 335] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر بن عبد اللّه : أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«من وجد سعة فليكفن في ثوب حبرة».

1886 -[3 / 336]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا حسن،حدّثنا أبن لهيعة ،حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر قال:سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:

«العبد مع من أحب، وكتب رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قبل أن يموت إلى كسرى وقيصر وإلى كل جبار».

1887 -[336/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، [حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير، أخبرني جابر:

«أنّ أمير البعث كان غالباً الليثي وقطبة بن عامر الذي دخل على رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)النخل وهو محرم ، ثمّ خرج من الباب وقد تسوّر من قبل الجدار]، وعبد اللّه بن أنيس الذي سأل رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن ليلة القدر وقد خلت اثنان وعشرون ليلة ،فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):التمسها في هذه السبع الأواخر التي بقين من الشهر».(2)

1888 -[3 /336] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حّدثنا أبو الزبير ،عن جابر أنّه قال: سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:

«إذا تغوط أحدكم فليمسح ثلاث مرات».

1889 - [336/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة،

ص: 184


1- الجبار: تقدم المعنى في هامش حديث 831.
2- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل.

حدّثنا أبو الزبير، عن جابر قال: سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول :

«خير ما ركبت إليه الرواحل مسجد إبراهيم(علیه السلام)ومسجدي».

1890 -[3 /336] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر:

«إنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)نهى أن يستنجى ببعرة أو بعظم».

1891 -[3 /336] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة،حدّثنا أبو الزبير قال: سألت جابراً عن المهلّ؟ قال: سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول :

«مهلّ أهل المدينة من ذي الحليفة ،ومهلّ أهل الطريق الأخرى من الجحفة ،ومهلّ أهل العراق من ذات عرق، ومهلّ أهل نجد من قرن، ومهلّ أهل اليمن من يلملم».

1892 -[337/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى الأشيب ،حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير، عن جابر أنّه قال:

«رمی رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)الجمرة على بعيره بحصى الخذف وهو يقول: لتأخذوا مناسككم، فإنّي لا أدري لعلیّ لا أحجّ بعد حجّتي هذه.

1893 -[3/ 337] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر :إنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«من قال حين ينادي المنادي: اللهم ربّ هذه الدعوة التامّة والصلاة النافعة صلِّ على محمّد، وارض عنه رضا لا تسخط بعده، استجاب اللّه له دعوته».

1894 - [3/ 337] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير عن جابر قال:

«جاء رجل إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يستطعمه، فأطعمه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وسق شعیر،

ص: 185

فما زال الرجل يأكل منه هو وامرأته ووصيف لهم حتّى كالوه، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

لو لم تكيلوه لأكلتم منه ولقام لكم».

1895 - [3/ 338] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حماد-يعني ابن زيد-عن عاصم، عن الشعبي، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«لا تنكح المرأة على عمّتها ،ولا على خالتها، ولا المرأة على ابنة أخيها، ولا على ابنة أختها».

1896 -[338/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا شاذان أسود بن عامر، حدّثنا شريك، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل ،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«لمّا أراد رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أن يخلف علياء قال:قال له علي:ما يقول الناس في إذا خلفتني؟ قال: فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه ليس بعدي نبي-أو لا يكون بعدي نبي-».

1897 -[338/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

«نهى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن بيع فضل الماء».

1898 -[3/ 338] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا زهير، عن أبي الزبير،عن جابر قال:

«أرسلني رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وهو منطلق إلى بني المصطلق، فأتيته وهو يصلّي على بعيره،فكلمته، فقال بيده هكذا، وأشار زهير بكفه، ثمّ كلمته،فقال بيده هكذا، وأنا أسمعه يقرأ ويومى برأسه، فلمّا فرغ قال: ما فعلت في الذي أرسلتك له؟ فإنّه لم يمنعني أن أكلمك إلا أنّي كنت أصلّي».

1899 - [3/ 339] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، أنبأنا حسن

ص: 186

بن صالح، عن أبي الزبير ،عن جابر، عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«من كان له إمام فقراءته له قراءة».

1900 -[339/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة ، عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يدخل الحمّام إلا بمئزر، ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر ، فلا يدخل حليلته الحمّام، ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر، ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر

فلا يخلونّ بامرأة ليس معها ذو محرم منها، فإنّ ثالثهما الشيطان».

1901 - [3/ 340] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير ،عن جابر قال:

«كان النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أخفّ الناس صلاة في تمام».

1902 - [3/ 340] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن عطاء ،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«لمّا كان يوم فتح مكة اهراق رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)الخمر وكسر جراره،ونهى عن بيعه وبيع الأصنام».

1903 - [3 / 340] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا عبد الوهاب بن عطاء، أنبأنا إسرائيل بن يونس، عن زيد بن عطاء بن السائب، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«غفر اللّه لرجل كان من قبلكم ،سهلاً إذا باع، سهلاً إذا اشترى، سهلاً إذا قضى، سهلاً إذا اقتضى».

1904 - [3 /340] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا حسن

ص: 187

بن صالح، عن ليث، عن أبي الزبير عن جابر قال:

«كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لا ينام حتّى يقرأ:(الم)- السجدة -(وتَبَارَكَ الَّذي بِيَدِهِ المُلکُ)».(1)

1905 - [340/3] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا حسن بن محمّد، حدّثنا سليمان بن قرم، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه:

«مفتاح الجنّة الصلاة، ومفتاح الصلاة الطهور».

هكذا وقع في الأصل: حسن، والصواب: حسين.

1906 - [3 /340] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير عن جابر:

«إنّ أم مالك البهزية كانت تهدي في عكة لها سمناً إلى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،فبينا بنوها يسألونها الإدام وليس عندها شيء،فعمدت إلى عكتها التي كانت تهدي فيها إلى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فوجدت فيها سمناً،فما زال يدوم لها أدم بنيها حتّى عصرته،وأتت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،فقال: أعصرتيه؟ قالت:نعم،قال:لو تركتيه ما زال ذلك لك مقيما».

1907 - [341/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير،عن جابر إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«فيما سقت السماء والعيون العشر، وفيها سقت السانية نصف العشر».(2)

1908 - [341/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هارون، حدّثنا ابن وهب، حدّثني عمرو بن الحارث، حدّثني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يذكر أنّ رسول

ص: 188


1- أي سورتي السجدة والملك.
2- السانية:وهي الناقة التي يستقى عليها.

اللّه:السانية وهي الناقة التي يستقى عليها. قال:

«فيما سقت الأنهار والغيم العشور، وفيها سقت السانية نصف العشور».

1909 -[341/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير، عن جابر قال:

«زجر رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أن يبال في الماء الراكد».

1910 - [341/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير،عن جابر إنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«قال ربنا: الصيام جُنّة يستجير بها العبد من النار، وهو لي وأنا أجزي به».

1911 -[341/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا حسن،حدّثنا ابن لهيعة،حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر:انّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«إذا أعجبت أحدكم المرأة فليعمد إلى امرأته فليواقعها، فإنّ ذلك يرد من نفسه».

1912 - [341/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة ،حدّثنا أبو الزبير،عن جابر قال:

«سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول في غزوة تبوك بعد أن رجعنا:إنّ بالمدينة لأقواماً ما سرتم مسيراً ولا هبطتم وادياً إلا وهم معكم،حبسهم المرض».

1913 - [341/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة ،حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر:

«أنهم غزوا غزوة فيما بين مكة والمدينة، فهاجت عليهم ريح شديدة حتّى دفعت الرجال، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) : هذا لموت المنافق فرجعنا إلى المدينة، فوجدناه منافقاً عظيم النفاق قد مات».

1914 - [342/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة،

ص: 189

حدّثنا أبو الزبير قال:

«سألت جابراً عن ميثرة الأرجوان؟ فقال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): لا أركبها، ولا ألبس قميصاً مكفوفاً بحرير ،ولا ألبس القسي».(1)

1915 - [342/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير، عن جابر: أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«إذا ثوب بالصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء».

1916 - [342/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة،حدّثنا أبو الزبير ،عن جابر قال:

«سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يوماً ونظر إلى الشام، فقال: اللهم أقبل بقلوبهم ونظر إلى العراق، فقال نحو ذلك، ونظر قبل كل أفق، ففعل ذلك، وقال: اللهم ارزقنا من ثمرات الأرض، وبارك لنا في مدنا وصاعنا».

1917 - [342/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا سريج بن النعمان، حدّثنا عبد اللّه بن نافع، عن ابن أبي ذئب، عن ابن أخي جابر بن عبد اللّه ، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«المجالس بالأمانة، إلا ثلاثة مجالس:مجلس يسفك فيه دم حرام، ومجلس يستحل فيه فرج حرام، ومجلس يستحلّ فيه مال من غير حق».

1918 - [3 / 343] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن - يعني ابن محمّد - وعبد الجبار بن محمّد الخطابي قالا:حدّثنا عبيد اللّه - يعني ابن عمرو الرقي - عن عبد الكريم، عن عطاء، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

ص: 190


1- ميثرة الارجوان: الميثرة: تقدم المعنى في هامش حديث 696 ، والأرجوان: صبغ أحمر. القسی:تقدم المعنى في هامش حديث 696.

«صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة - قال حسين: - فيما سواه».

1919 - [343/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا معاوية بن عمرو، حدّثنا أبو إسحاق ،عن الأوزاعي ، حدّثني أبو عمّار ، حدّثني جار لجابر بن عبد اللّه قال:

«قدمت من سفر، فجاءني جابر بن عبد اللّه يسلّم علیّ، فجعلت أحدّثه عن افتراق الناس وما أحدثوا، فجعل جابر يبكي، ثمّ قال:سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول: إنّ الناس دخلوا في دين اللّه أفواجاً، وسيخرجون منه أفواجا».

1920 - [3 /343] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا سيّار بن حاتم، حدّثنا جعفر-يعني ابن سليمان-حدّثنا الجعد أبو عثمان، حدّثنا أنس بن مالك ،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

«شكا أصحاب رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)إليه العطش، قال: فدعا بعسّ فصب فيه شيء من ماء، فوضع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فيه يده، وقال: اسقوا، فاستقى الناس، قال: فكنت أرى العيون تنبع من بين أصابع الرسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم).

1921 -[343/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا زكريا ابن إسحاق، حدّثنا أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«نهانا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أن نتمسح بعظم أو بعر».

1922-[3 /344]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا إسحاق بن عيسى وأبو سعيد-يعني مولى بني هاشم المعني-وهذا لفظ إسحاق قالا : حدّثنا عبد الرحمن بن أبو الموال المدني، حدّثنا محمّد بن المنكدر،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يعلّمنا الإستخارة كما يعلّمنا السورة من القرآن ،يقول:إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثمّ ليقل: اللهم إني أستخيرك

ص: 191

يعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر - يسميه بإسمه - خير إلیّ في ديني ومعاشي - قال أبو سعيد: ومعيشتي - وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره، ثمّ بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلمه شراً إلیّ في ديني ومعاشي وعاقبة أمري قاصر فني عنه واصرفه عني ،واقدر لي الخير حيث كان، ثمّ رضني به.

وقال أبو سعيد:وعاقبة أمري فاقدره لي ،ويسر لي ،وبارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلمه شراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصر فني عنه واصرفه عني، واقدر لي الخير حيث كان ثمّ رضني به».

قال أبو عبد الرحمن: حدّثناه منصور بن أبي مزاحم ، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الموال، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر، عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)نحوه.

1923 - [344/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى، حدّثنا المنكدر بن محمّد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«كل معروف صدقة، ومن المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك في إنائه.

1924 -[3 / 344] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا المبارك، حدّثنا بكر بن عبد اللّه المزني، عن جابر بن عبد اللّه، عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«الموجبتان من لقى اللّه ولا يشرك به شيئاً دخل الجنّة، ومن لقى اللّه وهو مشرك دخل النار».

1925 - [3/ 345] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا موسى بن داود وحسن بن موسى قالا:حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، قال حسن في حديثه قال: حدّثنا أبو الزبير، عن جابر : أنه سمع النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول :

ص: 192

«غفار غفر اللّه لها، وأسلم سالمها اللّه».

1926 -[345/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير عن جابر: أنّه سمع النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:

«لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريم ، فيقول أميرهم: تعال صلّ بنا، فيقول: لا، إنّ بعضكم على بعض أمير، ليكرم اللّه هذه الأمة».

1927 - [3 / 346] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير ،عن جابر : أنّه سمع النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) يقول :

«لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة ولامسلم ولا مسلمة إلاحطّ اللّه بها عنه خطيئته».

1928 -[346/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى بن داود، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير،عن جابر:

«أنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباً لا يضلّون بعده، قال: فخالف عليه عمر بن الخطاب حتى رفضها.

1929 -[346/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير أنّه قال:

«سألت جابراً: أقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) : أفضل الجهاد من عقر جواده واریق دمه؟فقال جابر:نعم».

1930 - [3 / 346] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة،عن أبي الزبير، عن جابر قال:

«سمعت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:أفضل الصدقة صدقة عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول،واليد العليا خير من اليد السفلى».

ص: 193

1931 - [346/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير أنَّه سأل جابراً:

«أسمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:إذا دخل الرجل بيته يسلّم،والمؤمن يأكل في معي واحد؟ قال: نعم، قال وسألت :جابراً:أسمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول : إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم اللّه حين يدخل وحين يطعم قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء هاهنا، وإن دخل فلم يذكر اسم اللّه عند دخوله قال: أدركتم المبيت،وإن لم يذكر اسم اللّه عند مطعمه قال: أدركتم المبيت والعشاء؟ قال: نعم».

1932 - [346/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة،عن أبي الزبير :

«أنّه سأل جابراً عن خادم الرجل إذا كفاه المشقة والحر؟ فقال: أمرنا النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) أن ندعوه، فإن كره أحد أن يطعم معه فليطعمه أكلة في يده».

1933 - [346/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى ،حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير:أن جابراً أخبره:

«أنّهم غزوا غزوة بين مكة والمدينة، فهاجت عليهم ريح شديدة، فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):إنها لموت منافق فرجعنا المدينة، فوجدنا منافقاً عظيم النفاق قد مات».

1934 - [3/ 347] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة ،عن أبي الزبير، عن جابر:

«أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أهدى إليه راهب من الشام جبة من سندس،فلبسها النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ، ثمّ أتى البيت فوضعها، وأخبر بوفد يأتيه، فأمره عمر بن الخطاب أن يلبس الجبة لقدوم الوفد، فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): لا يصلح لنا لباسها في الدنيا، ويصلح لنا لباسها في الآخرة،ولكن خذها يا عمر، فقال: أتكرهها وآخذها ؟ فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

ص: 194

إني لا آمرك أن تلبسها،ولكن أن ترسل بها إلى أرض فارس فتصيب بها مالاً، فأبى عمر،فأرسل بها النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) إلى النجاشي، وكان قد أحسن إلى من فرّ إليه من أصحاب محمّد(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)».

1935 -[3/ 347] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر:

«أنّ البهزية أم مالك كانت تهدي في عكة لها سمنا للنبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ، فبينما بنوها يسألونها عن إدام وليس عندها شيء، فعمدت إلى نحيها التي كانت تهدي فيه السمن إلى النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فوجدت فيه سمناً، فما زال يقيم لها إدام بنيها حتّى عصر ته ،فأتت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فقال : أعصر تيه ؟ فقالت: نعم، قال: لو تركتيه ما زال ذلك مقيماً ».(1)

1936 - [347/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر ، عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«أنّه أناه رجل يستطعمه، فأطعمه شطر وسق شعير، فما زال الرجل يأكل منه هو وامرأته ووصيف لهم حتّى كالوه، فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): لو لم تكيلوه لأكلتم منه ولقام لكم».

1937 - [3/ 347] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى وحسن-واللفظ لفظ حسن-قالا:حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير قال:

«سألت جابراً:هل سمعت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:الرجل في صلاة ما انتظر الصلاة؟ قال: انتظرنا النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)ليلة لصلاة العتمة، فاحتبس علينا حتّى كان قريباً من شطر الليل أو بلغ ذلك، ثمّ جاء النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فصلّينا، ثمّ قال: اجلسوا فخطبنا فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):إنّ الناس قد صلّوا ورقدوا، وأنتم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة».

ص: 195


1- النحي:جرة فخار تمخض فيها اللين.

1938 - [348/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير قال: سألت جابراً عن الرجل يوتر عشاء ثمّ يرقد؟ قال جابر: سمعت النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول :

«من خاف منكم أن لا يقوم من الليل فليوتر ثمّ ليرقد، ومن طمع منكم القيام فليوتر من آخر الليل، فإنّ قراءة آخر الليل محضورة، وذلك أفضل».

1939 -[3 /348] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة،عن أبي الزبير،عن جابر أنّه قال : أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال :

«إنّ من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل اللّه خيراً إلا أعطاه، وهي كل ليلة».

1940 -[348/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى،حدّثنا ابن لهيعة،عن أبي الزبير أنّه قال:سألت جابراً:

«أهل جمع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بين المغرب والعشاء؟ قال: نعم، زمان غزونا بني المصطلق». 1941 - [3/ 348] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير :

«أنّه سأل جابراً عن التصفيق والتسبيح؟قال جابر:سمعت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول:التصفيق للنساء في الصلاة والتسبيح للرجال».(1)

1942 - [348/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير قال:

«سألت جابراً عن الرجل يباشر الرجل؟ فقال جابر: زجر النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) عن ذلك».

1943 -[348/3] وبإسناده قال:

ص: 196


1- هذا عند حدوث النائبة ليسمع الآخرين.

«سألت جابراً عن المرأة تباشر المرأة؟ قال: زجر النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عن ذلك».

1944 -[348/3] وبإسناده قال :

«سألت جابراً عن ركوب الهدي؟قال جابر:سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول : اركبها بالمعروف حتّى تجد ظهراً».

1945 - [3 / 349] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى وحسن قالا: حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير ،عن جابر: أنّ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«مثل المؤمن كمثل السنبلة تخر مرة وتستقيم مرة، ومثل الكافر مثل الأرز لا يزال مستقيماً حتّى يخر ولا يشعر، قال حسن:الأرزة».

1946 - [349/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، أنبأنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير قال:

«سألت جابراً عن خسوف الشمس والقمر؟ قال جابر: سمعت النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول : إنّ الشمس والقمر إذا خسفا أو أحدهما، فإذا رأيتم ذلك فصلّوا حتّى ينجلي خسوف أيهما خسف».

1947 - [351/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثني أبي، حدّثنا واصل مولى أبي عيينة، حدّثني خالد بن عرفطة، عن طلحة بن نافع ،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كنّا مع النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فارتفعت ريح جيفة منتنة،فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): أتدرون ما هذه الريح ؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين».

1948 - [351/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حماد، عن حميد، عن أبي المتوكل، عن جابر:

«أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وأصحابه مرّوا بامرأة، فذبحت لهم شاة فاتخذت لهم طعاماً

ص: 197

فلمّا رجع قالت: يا رسول اللّه، إنّا اتخذنا لكم طعاماً فادخلوا فكلوا، فدخل رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) وأصحابه، وكانوا لا يبدؤون حتّى يبتدئ النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فأخذ النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لقمة فلم يستطع أن يسيغها ، فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): هذه شاة ذبحت بغير إذن أهلها فقالت المرأة: يا نبي اللّه، إنا لا نحتشم من آل سعد بن معاذ ولا يحتشمون منا، نأخذ منهم ويأخذون منّاء».

1949 - [352/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا إبراهيم بن إسحاق وعلي بن إسحاق قالا:حدّثنا ابن المبارك عن عتبة، وقال علي: أنبأنا عتبة بن أبي حكيم، حدّثني حصين بن حرملة، عن أبي مصبح، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) :

«الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، فامسحوا بنواصيها،وادعوا لها بالبركة، وقلّدوهها، ولا تقلّدوها بالأوتار»

وقال علي: «ولا تقلدوها الأوتار».

1950 -[3/ 356] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا أبو الجواب، حدّثنا عمّار بن رزيق، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال:

«كان رجل من الأنصار يقال له:أبو شعيب،وكان له غلام لحّام،فقال له:اجعل لنا طعاماً،لعلّي أدعو رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لسادس سنة، فدعاهم، فاتبعهم رجل ،فقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم): إنّ هذا قد اتّبعنا، أفتأذن له؟ قال: نعم».

1951 - [353/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، أنبأنا أبو شهاب، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«جئت مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)عام الجعرانة وهو يقسم فضة في ثوب بلال للناس، فقال رجل: يا رسول اللّه ،اعدل! فقال: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟ لقد خبت إن لم أكن أعدل،فقال عمر:يا رسول اللّه، دعني أقتل هذا المنافق، فقال: معاذ اللّه أن

ص: 198

يتحدث الناس أني أقتل أصحابي، إنّ هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم - أو تراقيهم - يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية».(1)

1952 - [353/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا أبو جعفر، عن الربيع بن أنس، عن الحسن، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«كل مولود يولد على الفطرة حتّى يعرب عنه لسانه، فإذا أعرب عنه لسانه إمّا شاكراً، وإمّا كفورا».

1953 - [353/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا هاشم، حدّثنا شعبة، أخبرني عمرو بن مرة وحصين بن عبد الرحمن، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«أصابنا عطش بالحديبية، فجهشنا إلى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وبين يديه تور فيه ماء، فقال بأصابعه هكذا فيها، وقال: خذوا بسم اللّه، قال: فجعل الماء يتخلل من بين أصابعه كأنّها عيون فوسعنا وكفانا».

وقال حصين في حديثه:فشربنا وتوضّأنا.

1954 -[3 / 353] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن يزيد، عن حجاج بن أبي ذئب ،عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«نعم الإدام الخل، ما اقفر بيت فيه خل».(2)

1955 - [3/ 355] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا صالح بن مسلم بن رومان، أخبرني أبو الزبير محمّد بن مسلم، عن جابر بن عبد اللّه: أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

ص: 199


1- عام الجمعة:سنة ثمان للهجرة.
2- أي ماخلا بيت من الادام ولا عدم أهله الادام.

«لو أنّ رجلاً أعطى امرأة صداقاً ملء يديه طعاماً كانت له حلالاً».

1956 - [356/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حماد - يعني ابن سلمة - عن علي بن زيد وعاصم الأحول، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«تمتعنا متعتين على عهد النبيأي ماخلا بيت من الادام ولا عدم أهله الادام. : [ الحجّ والنساء]، فنهانا عمر عنهما فانتهينا».

1957 - [356/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس ويحيى بن أبي بكير قالا:حدّثنا حماد بن سلمة، عن أبي الزبير ،عن جابر: أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«من أحيا أرضاً ميتة فله فيها أجر، وما أكلت العافية منها فهو له صدقة.- وقال ابن أبي بكير : من أحيا أرضاً ميتة فهي له».

1958 - [356/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حماد، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«أنّه نهى عن المزابنة والمحاقلة والمخابرة والثنيا والمعاومة».(1)

1959 - [3/ 357] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا هشام، عن أبي الزبير ،عن جابر قال:

«احتجم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وهو محرم من ألم كان بظهره،-أو بوركه شك هشام-».

1960 - [3/ 358] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبيدة، حدّثني الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي ،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«سافرنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، قال : فحضرت الصلاة، قال: فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): إن في القوم من طهور ؟، قال: فجاء رجل بفضلة في أداوة، قال: فصبّه في قدح ،قال: فتوضّأ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، ثمّ إنّ القوم أتوا بقية الطهور، فقالوا: تمسّحوا

ص: 200


1- المحاقلة:تقدم المعنى في هامش حديث 1312 ، والمزابنة: تقدم المعنى في هامش حدیث 1312،والمخابرة: الثلث والربع وأشباه ذلك، المعاومة: هي بيع ثمر النخل والشجر سنتين وثلاثاً فصاعدا.

تمسّحوا قال: فسمعهم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فقال : على رسلكم،قال:فضرب رسول اللهّ(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) يده في القدح في جوف الماء، قال: ثمّ قال: أسبغوا الوضوء الطهور.قال: فقال جابر بن عبد اللّه : والذي أذهب بصري-قال: وكان قد ذهب بصره - لقد رأيت الماء يخرج من بين أصابع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فلم يرفع يده حتّى توضّؤوا أجمعون».

قال الأسود:حسبته قال: «كنّا مائتين أو زيادة».

1961 - [3/ 360] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني محمّد بن يحيى بن حيان، عن عمه واسع بن حيان ،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

«سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)حين أذن لأصحاب العرايا أن يبيعوها بخرصها يقول:الوسق الوسقين والثلاثة والأربعة».(1)

1962 - [3 / 360] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي عن ابن إسحاق، حدّثني أبان بن صالح ، عن مجاهد بن جبر، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

«كان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لقد نهانا عن أن نستدبر القبلة أو نستقبلها بفروجنا إذا أهرقنا الماء... الحديث ».

1963 - [360/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق،حدّثني معاذ بن رفاعة الأنصاري ثمّ الزرقي ،عن محمود بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح ،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

«خرجنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يوماً إلى سعد بن معاذ حين توفي، قال: فلمّا صلّى عليه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)ووضع في قبره وسوى عليه سبّع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فسبّحنا طويلاً، ثمّ كبّر فكبّرنا، فقيل: يا رسول اللّه، لِمَ سبّحت ثمّ كبّرت؟ قال: لقد تضايق على هذا

ص: 201


1- أصحاب العرايا:هم الذين وهبت له النخلات.

العبد الصالح قبره حتّى فرجه اللّه و عنه».

1964 - [3/ 360] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا المنكدر بن محمّد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«كل معروف صدقة، وإنّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك».

1965 - [3/ 360] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر يقول: سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول :

«ما أحد يدعو بدعاء إلا آتاه اللّه ما سأل أو كفّ عنه من السوء مثله، ما لم يدع بإثم أو بقطيعة رحم».

1966 - [361/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد، عن عمارة بن غزية، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه:

«أنّ رجلاً قدم من جيشان - وجيشان من اليمن - فسأل النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) عن شراب يشربونه يصنع بأرضهم من الذرة يقال له: المزر ؟ فقال النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): أمسكر هو ؟ قال: نعم، قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم): كل مسكر حرام، وإنّ على اللّه عهداً لمن يشرب المسكر أن يسقيه طينة الخبال، فقالوا: يا رسول اللّه، وما طينة الخبال؟ قال: عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار».

1967 - [3 / 361] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا سليم بن حيان، أنبأنا سعيد بن ميناء ،عن جابر بن عبد اللّه : أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:

«مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل أوقد ناراً فجعل الفراش والجنادب يقعن فيها،قال: وهو يذبهنّ عنها، قال: وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي».(1)

ص: 202


1- قوله: مثلي ومثلكم كمثل رجل:أي صفتي وصفة ما بعثني اللّه به من إرشادكم لما ينجيكم العجيب الشأن كصفة رجل.الفراش: جمع فراشة بفتح الفاء دوبية تطير في الضوء شغفاً به وتوقع نفسها في النار. الجنادب: جمع جندب نوع على خلقة الجراد يصر في الليل صراً شديداً. يقعن فيها ويذهن عنها:أي يدفع عن النار والوقوع فيها. بحجزكم:جمع حجزة معقد الإزار.

1968 - [361/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن غيلان، حدّثنا المفضل، حدّثني يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن محمّد بن عبد اللّه بن الحصين، عن عمر بن عبد الرحمن بن جرهد قال:

«سمعت رجلاً يقول لجابر بن عبد اللّه:من بقي معك من أصحاب رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ؟ قال : بقي أنس بن مالك، وسلمة بن الأكوع، فقال رجل : أما سلمة فقد ارتد عن هجرته،فقال جابر: لا تقل ذلك، فإني سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)يقول لأسلم:أبدوا يا أسلم،قالوا: يا رسول اللّه، وإنّا نخاف أن نرتدّ بعد هجرتنا، فقال: إنكم أنتم تهاجرون حيث كنتم».

1969 - [3 /363] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي ،حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، أنبأنا علي بن زيد وعاصم الأحول، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«تمتعنا على عهد رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) متعتين: الحجّ والنساء - وقد قال حماد أيضاً: متعة

الحجّ، ومتعة النساء - فلمّا كان عمر نهانا عنهما فانتهينا».

1970 - [3/ 365] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عفان، حدّثنا أبو عوانة،حدّثنا أبو بشر، عن سليمان بن قيس ،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«قاتل رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بمحارب خصفة بنخل، فرأوا من المسلمين غرة، فجاء رجل منهم يقال له: غورث بن الحارث حتّى قام على رأس رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)بالسيف، فقال: من يمنعك مني ؟ قال : اللّه فسقط السيف من يده ،فأخذه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فقال : من يمنعك مني ؟ قال : كن كخير آخذ ،قال: أتشهد أن لا إله إلا اللّه؟ قال: لا، ولكني

ص: 203

أعاهدك أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، قال: فذهب إلى أصحابه، قال: قد جئتكم من عند خير الناس ،فلمّا كان الظهر أو العصر صلّى بهم صلاة الخوف، فكان الناس طائفتين: طائفة بإزاء عدوهم، وطائفة صلّوا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)،فصلّى بالطائفة الذين كانوا معه ركعتين،ثمّ انصرفوا فكانوا مكان أولئك الذين كانوا بإزاء عدوهم، وجاء أولئك فصلّى بهم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)ركعتين، فكان للقوم ركعتان ركعتان، ولرسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أربع ركعات».(1)

يقول شير محمّد : قد تقدم صدر هذا الحديث في ص 177 من هذا المنتخب،وما نقلته أنا من كتاب روضة الكافي مؤيداً له.(2)

[ يقول شير محمّد]وذكرت بهامش ورقة 177أنّ مسلم أورده في صحيحه في القسم الثاني من الجزء الثاني ص57.(3)

1971 - [3/ 365] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب، حدّثنا جعفر، عن أبيه، عن جابر:

«أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أتى العالية، فمرّ بالسوق، فمرّ بجدي أسك ميت فتناوله فرفعه، ثمّ قال: بكم تحبون أنّ هذا لكم؟ قالوا: ما نحب أنّه لنا بشيء، وما نصنع به؟قال:بكم تحبون أنّه لكم؟ قالوا: واللّه لو كان حياً لكان عيباً فيه أنّه أسك، فكيف وهو ميت؟! قال : فو اللّه للدنيا أهون على اللّه من هذا عليكم».(4)

يقول شير محمّد: روى الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي في باب ذم الدنيا

ص: 204


1- محارب خصفة: اسم رجل من قبيلة محارب.
2- مرّ الحديث برقم 1862 من كتابنا هذا.
3- مرّ الحديث برقم 1862 من كتابنا هذا.
4- الجدي : ولد المعزى في السنة الأولى، وأسك:أي مصطلم الأذنين مقطوعهما.

بإسناد عن جميل بن دراج،عن أبي عبد اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال:«مرّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) بجدي أسك ملقى على مزبلة ميتاً، فقال لأصحابه:كم يساوي هذا ؟ فقالوا: لعله لو كان حياً لم يساو درهماً،

فقال النبي اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم): والذي نفسي بيده،للدنيا أهون على اللّه من هذا الجدي على أهله».(1)

1972 -[3/ 365] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا شعبة، أخبرني حصين وعمرو بن مرة ،سمعا سالماً قال: سمعت جابراً قال:

«أصابنا عطش، فجهشنا إلى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، قال : فوضع يده في تور من ماء بين يديه، فجعل يثور من خلال أصابعه كأنّها عيون. وقال عمرو وحصين كلاهما:قال:خذوا بسم اللّه ، حتّى وسعنا وكفانا. وقال لجابر: كم كنتم؟ قال: كنّا ألفاً وخمسمائة، ولو كنّا مائة ألف لكفانا».

1973 - [3/ 365] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو نعيم ،حدّثنا زكريا ،حدّثنا عامر، حدّثني جابر بن عبد اللّه :

«أنّ أباه توفى وعليه دين ،فأتيت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وقلت له: إنّ أبي توفى وعليه دين،وليس عندي إلا ما يخرج نخله، فلا يبلغ ما يخرج سدس ما عليه ،قال:فانطلق معي الكيلا تفحش علیّ الغرماء، فمشى حول بيدر من بيادر التمر، ثمّ دعا وجلس عليه، وقال: أين غرماؤه؟ فأوفاهم الذي لهم وبقي مثل الذي أعطاهم».

1974 - [3 /366] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه - يعني الزبيري - حدّثنا معقل - يعني ابن عبيد اللّه الجزري - عن عطاء ،عن جابر بن عبد اللّه :قال

«خرجنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)حجاجاً لا نريد إلا الحجّ ولا ننوي غيره،حتّى إذا بلغنا سرف حاضت عائشة، فدخل عليها رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)وهي تبكي، فقال: ما لك

ص: 205


1- الكاني: 129/2.

تبكين؟ قالت: يا رسول اللّه، أصابني الأذى، قال: إنما أنت من بنات آدم يصيبك ما يصيبهنّ، قال: وقدمنا الكعبة في أربع مضين من ذي الحجّة أياماً أو ليالي، فطفنا بالبيت وبين الصفا والمروة، ثمّ أن رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)أمرنا فأحللنا الإحلال كله، قال: فتذاكرنا بيننا، فقلنا : خرجنا حجّاجاً لا نريد إلا الحجّ ولا ننوي غيره، حتّى إذا لم يكن بيننا وبين عرفات إلا أربعة أيام أو ليال خرجنا إلى عرفات ومذاكيرنا تقطر المني من النساء، قال: فبلغ ذلك رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، فقام خطيباً فقال: ألا إنّ العمرة قد دخلت في الحجّ، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي، ولولا الهدي لأحللت، فمن لم يكن معه هدي فليحلّ. فقام سراقة بن مالك ابن جعشم فقال: يا رسول اللّه، خبرّنا خبر قوم كأنّما ولدوا اليوم، ألعامنا هذا أم للأبد؟ قال: لا، بل للأبد، قال: فأتينا عرفات وانصرفنا منها، ثمّ إنّ عائشة قالت: يا رسول اللّه، إني أجد في نفسي قد اعتمروا، قال: إنّ لك مثل ما لهم، قالت: يا رسول اللّه، إني أجد في نفسي، فوقف بأعلى وادي مكة وأمر أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر فأردفها حتّى بلغت التنعيم، ثمّ أقبلت».

1975 - [366/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد وخلف بن الوليد قالا:حدّثنا الربيع - يعني ابن صبيح - عن عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«قدمنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)صبح أربع مضين من ذي الحجّة مهلّين بالحجّ كلنا، فأمرنا النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) لطفنا بالبيت، وصلّينا الركعتين، وسعينا بين الصفا والمروة، ثمّ أمرنا فقصرنا، ثمّ قال: أحلّوا، قلنا: يا رسول اللّه، حلّ ماذا؟ قال: حلّ ما يحلّ للحلال من النساء والطيب ،قال: فغُشيت النساء وسُطعت المجامر.

قال خلف:وبلغه أنّ بعضهم يقول: ينطلق أحدنا إلى منى وذكره يقطر منياً، قال: فخطبهم، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال : إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت

ص: 206

ما سقت الهدي، ولو لم أسق الهدي،لأحللت ألا فخذوا مناسككم قال:فقام القوم بحلّهم، حتّى إذا كان يوم التروية وأرادوا التوجه إلى منى أهلّوا بالحجّ... الحديث».

1976 - [366/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أحمد الزبيري، حدّثنا قطن، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

«خرجنا مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)لا نحسب إلا أننا حجاجاً، فلمّا قدمنا مكة نودي فينا:من كان منكم ليس معه هدي فليحلّ، ومن كان معه هدي فليقم على إحرامه: قال:فأحلّ الناس بعمرة، إلا من كان ساق الهدي.قال: ويقي النبي (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)ومعه مائة بدنة، وقدم علي من اليمن، فقال له:بأیّ شيء أهللت؟ قال: قلت: اللهم إني أهلّ بما أهلّ به نبيك(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)، قال : فأعطاه نيفاً على الثلاثين من البدن، قال: ثمّ بقيا على إحرامهما حتّى بلغ الهدي محله».

1977 - [3/ 367] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن الربيع، حدّثنا ابن مبارك، عن عتبة بن أبي حكيم، عن حصين، عن أبي المصيح ،عن جابر بن عبد اللّه قال:سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) يقول:

«من اغبرت قدماه في سبيل اللّه فهما حرام على النار».

1978 - [3/ 367] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن أبان الوراق أبو إسحاق، حدّثنا يعقوب، أنبأنا عيسى بن جارية، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«أتى ابن أم مكتوم النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)فقال : يا رسول اللّه، منزلي شاسع، وأنا مكفوف البصر، وأنا أسمع الأذان، قال: فإن سمعت الأذان فأجب ولو حبواً أو زحفاً».

1979 - [3/ 367] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو الجواب، حدّثنا عمّار بن رزيق، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال:

«جهّز رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)جيشاً ليلة حتّى ذهب نصف الليل أو بلغ ذلك، ثمّ خرج

ص: 207

فقال: قد صلّى الناس ورقدوا ،وأنتم تنتظرون هذه الصلاة، أما إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظر تموها».

1980 - [3/ 367] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أحمد الزبيري، حدّثنا شريك، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل ،عن جابر ، عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)قال :

«من أراد أن يصوم فليتسحر بشيء».

1981 - [3/ 367] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن سابق، حدّثنا إبراهيم بن طهمان ،عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه أنه قال:

«أفاء اللّه خيبر على رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم) ، فأقرهم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)كما كانوا

وجعلها بينه وبينهم، فبعث عبد اللّه بن رواحة فخرصها عليهم، ثمّ قال لهم:يا معشر اليهود،أنتم أبغض الخلق إلىّ، قتلتم أنبياء اللّه ، وكذبتم على اللّه، وليس يحملني بغضي إياكم على أن أحيف عليكم، قد خرصت عشرين ألف وسق من تمر، فإن شئتم فلكم، وإن أبيتم فلي، فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض، قد أخذنا فاخرجوا عنا».

1982 - [3/ 367] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن سابق، حدّثنا إبراهيم بن طهمان ،عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه أنَّه قال : قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم):

«يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم، فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض، اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، ثمّ سائر أيامه كأيامكم هذه، وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعاً، فيقول للناس: أنا ربكم، وهو أعور ، وإنّ ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه:كافر - ك ف ر - مهجّاة يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب، يرد كل ماء ومنهل، إلا المدينة ومكة حرّمها اللّه عليه، وقامت الملائكة بأبوابها، ومعه جبال من خبز والناس في جهد إلا

ص: 208

من تبعه،ومعه نهران أنا أعلم بهما منه، نهر يقول: الجنّة، ونهر يقول: النار، فمن أدخل الذي يسميه الجنّة فهي النار، ومن أدخل الذي يسميه النار فهو الجنّة.

قال: ويبعث اللّه معه شياطين تكلّم الناس ومعه فتنة عظيمة يأمر السماء فتمطر فيها يرى الناس ويقتل نفساً ثمّ يجيبها فيما يرى الناس لا يسلّط على غيرها من الناس، ويقول: أيها الناس هل يفعل مثل هذا إلا الربّ ؟ قال: فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام، فيأتيهم فيحاصرهم فيشتد حصارهم ويجهدهم جهداً شديدا، ثمّ ينزل عيسى ابن مريم فينادي من السحر فيقول: يا أيها الناس، ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذّاب الخبيث ؟! فيقولون: هذا رجل جني، فينطلقون، فإذا هم بعيسى بن مريم، فتقام الصلاة، فيقال له: تقدم يا روح اللّه، فيقول: ليتقدم إمامكم فليصلّ بكم، فإذا صلّى صلاة الصبح خرجوا إليه.

قال:فحين يرى الكذّاب ينماث كما ينماث الملح في الماء،فيمشي إليه فيقتله،حتّى أنّ الشجرة والحجر ينادي:يا روح اللّه، هذا يهودي، فلا يترك ممن كان يتبعه أحداً إلا قتله».(1)

1983 - [370/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا علي بن عاصم،عن يزيد-يعني ابن أبي زياد-عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه،عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«يجزئ من الوضوء المد من الماء، ومن الجنابة الصاع. فقال رجل: ما يكفيني، فقال جابر:قد كفى من هو خير منك وأكثر شعراً رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

1984 - [370/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا معاوية بن عمرو، حدّثنا أبو إسحاق ،عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«بين العبد وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة».

ص: 209


1- ذكره المؤلف في هامش المخطوطة باختصار.

1985 -[370/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا معاوية بن عمرو، حدّثنا أبو إسحاق، عن ابن جريج ،عن سليمان بن موسى، عن جابر:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)مرّ يقوم في مجلس يسلّون سيفاً يتعاطونه بينهم غير مغمود، فقال: ألم أزجركم عن هذا؟ فإذا سلّ أحدكم السيف فليغمده ثمّ ليعطيه أخاه».

1986 - [3/ 371] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر قال:

«خطبنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يوم النحر، فقال: أیّ يوم أعظم حرمة؟ فقالوا:يومنا هذا،قال: فأيّ شهر أعظم حرمة؟ قالوا: شهرنا هذا، قال: أیّ بلد أعظم حرمة؟قالوا:بلدنا هذا،قال:فإنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، هل بلّغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد».

1987 -[371/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي، حدّثنا علي بن بحر، حدّثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال:

«قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في حجّة الوداع ... فذكر معناه».

1988 - [371/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا شعبة، حدّثنا الجريري، عن أبي نضرة، عن جابر أنّه قال:

«أراد بنو سلمة أن يبيعوا ديارهم ينتقلون قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال: دياركم إنما تكتب آثاركم».

1989 - [3/ 372] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد اللّه بن الوليد - يعني العدني - حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال:

«قال رجل للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أیّ الإسلام أفضل؟ قال: أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك».

ص: 210

قال أبي : وحدّثناه وكيع ،عن الأعمش.

1990 - [3/ 373] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حماد بن خالد، عن مالك، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) رمل من الحجر إلى الحجر».(1)

1991 - [3 / 373] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو القاسم بن أبي الزناد، أخبرني إسحاق بن حازم، عن أبي مقسم قال أبي - يعني عبيد اللّه بن مقسم- عن جابر بن عبد اللّه :

«عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال في البحر:هو الطهور ماؤه الحلّ ميتته».(2)

1992 - [3 / 374] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا كثير بن هشام، عن أبي الزبير ،عن جابر قال:

«نهى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن أكل البصل والكراث،فغلبتنا الحاجة فأكلنا منه،فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربنّ مسجدنا، فإنّ الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس».

1993 - [3/ 375] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني يزيد بن أبي حبيب المصري، عن خالد بن أبي عمران، عن أبي عياش ،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ذبح يوم العيد كبشين، ثمّ قال حين وجّههما: إني وجّهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا أوّل

ص: 211


1- رمل:تقدم المعنى في هامش حديث 1194 . الحجر الأوّل: هو الحجر الأسود.
2- توضيح:مرّ الحديث فيه راجع هامش حديث 738 وقد أشرنا إلى معنى دلالته.

المسلمين، بسم اللّه، اللّه أكبر، اللهم منك ولك، عن محمّد وأمته».

1994 - [3/ 377] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني سعيد بن ميناء، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«عملنا مع رسول اللّهالله، الله أكبر، اللهم منك ولك، عن محمد وأمته». في الخندق ، قال : فكانت عندي شويهة عنز جذع سمينة،قال:فقلت:واللّه،لو صنعناها لرسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،قال:فأمرت امرأتي فطحنت لنا شيئاً من شعير وصنعت لنا منه خبزاً، وذبحت تلك الشاة فشويناها لرسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قال : فلمّا أمسينا وأراد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)الانصراف عن الخندق، قال: وكنّا نعمل فيه نهاراً، فإذا أمسينا رجعنا إلى أهلنا،قال: قلت:يا رسول اللّه، إني قد صنعت ، لك شويهة كانت عندنا وصنعنا معها شيئاً من خبز هذا الشعير، فأحب أن تنصرف معي إلى منزلي، وإنما أريد أن ينصرف معي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وحده، قال: فلمّا قلت له ذلك قال:نعم، ثمّ أمر صارخاً فصرخ أن إنصرفوا مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إلى بيت جابر، قال: قلت: إنا للّه وإنا إليه راجعون، فأقبل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وأقبل الناس معه، قال: فجلس وأخرجناها إليه، قال: فبرك وسمّى ثمّ أكل، وتواردها الناس، كلمّا فرغ قوم قاموا، وجاء ناس حتّى صدر أهل الخندق عنها».

يقول شير محمّد:هذه المعجزة ذكرها الثقة الجليل أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي في التفسير ضمن ذكر قصةالأحزاب، وفيه: «فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه، قد فرغنا فاحضر مع من أحببت ، فقام(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) إلى شفير الخندق، ثمّ قال:معاشر المهاجرين والأنصار، أجيبوا جابراً ،[قال جابر]:وكان في الخندق سبعمائة رجل ،فخرجوا كلهم، ثمّ لم يمر بأحد من المهاجرين والأنصار إلا قال: أجيبوا جابراً... إلى أن قال: يا جابر، أدخل علیّ عشرة عشرة، فأدخلت عشرة فأكلوا حتّى نهلوا وما يرى

ص: 212

في القصعة إلا آثار أصابعهم، ثمّ قال: يا جابر علیّ بالذراع، فأتيته بالذراع، فأكلوه،ثمّ قال:أدخل علیّ عشرة،فدخلوا فأكلوا حتّى نهلوا وما يرى في القصعة إلا آثار أصابعهم،ثمّ قال:علیّ بالذراع،فأكلوا وخرجوا،ثمّ قال:أدخل علیّ عشرة،فأدخلتهم فأكلوا حتّى نهلوا ولم يُرَ في القصعة إلا آثار أصابعهم، ثمّ قال: يا جابر علیّ بالذراع، فأتيته ،فقلت:يا رسول اللّه كم للشاة من ذراع؟ قال: ذراعان، فقلت: والذي بعثك بالحق [نبياً ] لقد أتيتك بثلاثة، فقال: أما لو سكت يا جابر لأكلوا الناس كلهم من الذراع .قال جابر: فأقبلت أدخل عشرة عشرة، فيأكلون حتّى أكلوا كلهم، وبقي واللّه لنا من ذلك الطعام ما عشنا به أياماً».(1)

ورواه الشيخ الثقة أبو العباس عبد اللّه بن جعفر الحميري في كتاب ( قرب الإسناد ) عن الحسن بن ظريف، عن معمر ، عن الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر(علیه السلام)في حديث طويل يذكر فيه جملة من معجزات رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لنفر من اليهود وهو طفل خماسي عند أبيه ، قال :«... ومن ذلك أنّ جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: رأيت

الناس يوم الخندق يحفرون وهم خماص،ورأيت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يحفر وبطنه خميص،فأتيت أهلي فأخبرتها، فقالت: ما عندنا إلا هذه الشاة، ومحرز من ذرة، قال: فاخبزي، وذبح الشاة وطبخوا شقها وشووا الباقي، حتّى إذا أدرك أتى إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقال : يارسول اللّه اتخذت طعاماً، فأتني أنت ومن أحببت، فشبك أصابعه في يده، ثمّ نادى: ألا إنّ جابراً يدعوكم إلى طعامه... إلى أن قال: أمر بالأنطاع، فبسطت على الشوارع، وأمره أن يجمع التوارى - يعني قصاعاً كانت من خشب-والجفان، ثمّ قال: ما عندكم من الطعام؟ فأعلمته، فقال: غطوا السدانة والبرمة والتنور واغرقوا،وأخرجوا الخبز واللحم

ص: 213


1- تفسير القمي: 179/2.

وغطوا، فما زالوا يغرفون وينقلون ولا يرونه ينقص شيئاً حتّى شبع القوم وهم ثلاثة آلاف،ثمّ أكل جابر وأهله وأهدوا، ويقي عندهم أياماً».(1)

ورواها صاحب كتاب ( الثاقب في المناقب ) عن الصادق(علیه السلام).(2)

ورواها أمين الإسلام الطبرسي في ( مجمع البيان )عن أيمن المخزومي قال: سمعت جابر بن عبد اللّه قال :.... وذكر الحديث. ثمّ قال: أورده البخاري في الصحيح.(3)

أقول: أورده البخاري في الجزء5 في باب غزوة الخندق ص 138 ، رواه بطريقين.(4)

وأورده مسلم في الصحيح القسم الأوّل من الجزء الثاني ص 294 ، أورده في كتاب الأشربة في باب جواز استتباعه لغيره.(5)

1995 - [3/ 377] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي،حدّثنا الأعمش،قال:بلغني،عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق - أو الماء - فإنَّه أوسع - أو أبلغ - للجيران».

1996-[3/ 377] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج ،أخبرني عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«أيها عبد تزوج بغير إذن سيّده فهو عاهر».

1997 - [3/ 377] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال أبو سلمة: سمعت جابر بن عبد اللّه يحدّث أنّه سمع رسول

ص: 214


1- قرب الإسناد:326.
2- الثاقب في المناقب: 50.
3- مجمع البين: 127/8.
4- صحيح البخاري 37/4 ،46/5.
5- صحیح مسلم: 117/6.

اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال :

«لمّا كذّبتني قريش حينُ أسري بي إلى بيت المقدس قمت في الحجر، فجلا اللِه لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه».

1998 - [3/ 377] عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«فقمت في الحجر حين كذّبني قومي، فرفع لي بيت المقدس حتّى جعلت انعت لهم آياته».

1999 -[3/ 378] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، عن معر،عن يحيى بن أبي كثير، عن محمّد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يصلّي على راحلته تطوعاً حيث توجهت به في السفر،فإذا أراد أن يصلّي المكتوبة نزل عن راحلته واستقبل القبلة».

2000 - [3/ 378] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن بكر، حدّثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«نهى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن الوسم في الوجه، والضرب في الوجه».

2001 - [3/ 380] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا الحجاج، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال في الحيوان:

«اثنان بواحد، لا بأس به يداً بيد، ولا يصلح نساء».(1)

2002 -[3 /380] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، قال عطاء:

«حين قدم جابر بن عبد اللّه معتمراً، فجئناه في منزله، فسأله القوم عن أشياء، ثمّ

ص: 215


1- اثنان بواحد: أي عبدين بعبد.

ذكروا له المتعة فقال: نعم، استمتعنا على عهد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وأبي بكر وعمر، حتّى إذا كان في آخر خلافة عمر له ».

2003 -[3 /381] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن أبي الزبير سمع جابراً يقول:

«إنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)سُئل عن كسب الحجام؟ فقال: اعلفه ناضحك».

2004 - [3 /381] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، حدّثنا ابن عقيل عن جابر:

«أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أكل خبزاً ولحماً، فصلّى ولم يتوضّأ».

2005 -[381/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حماد بن أسامة، حدّثني هشام بن عروة، حدّثني عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن رافع ، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من أحيا أرضاً ميتة فهي له ، وما أكلت العافية منه له به صدقة».

2006 - [381/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى بن زكريا، أنبأنا حجاج،عن عطاء،وعن أبي الزبير، عن جابر:

«أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نهى أن يباع ما في رؤوس النخل بتمر كيلاً».

وبه:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نهى أن تباع الثمار حتّى يبدو صلاحها، وأن تباع سنتين أو ثلاثاً».

2007 - [381/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة،حدّثنا قتادة،عن سليمان بن قيس اليشكري، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري: أن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«من حاط حائطاً على أرض فهي له».

ص: 216

2008 -[383/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنَّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

«سلّم ناس من اليهود على النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم ،فقال: وعليكم، فقالت عائشة وغضبت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: بلى، قد سمعت فرددتها عليهم، إنّا نجاب عليهم ولا يجابون علينا».

2009 - [3 /385] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى وعفان قالا : حدّثنا حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد اللّه:

«أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه، ذبحت قبل أن أرمي، قال: ارم ولا حرج، قال رجل:يا رسول اللّه ،حلقت قبل أن أذبح، قال: اذبح ولا حرج».

2010 - [3 /386] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا زهير، عن أبي الزبير ،عن جابر:

«أنّ رجلاً أتى النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قال : إنّ لي جارية وهي خادمنا وسايستنا، أطوف عليها وأنا أكره أن تحمل، فقال: اعزل عنها إن شئت، فإنّه سيأتيها ما قدر لها، قال: فلبث الرجل، ثمّ أتاه فقال: إنّ الجارية قد حملت، قال: قد أخبرتك إنّه سيأتيها ما قدر لها.

2011 -[3 /386] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير، أخبرني جابر:

«أنّ امرأة من بني مخزوم سرقت فعاذت بأسامة بن زيد حبّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فأتى بها رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فقال : لو كانت فاطمة لقطعت يدها فقطعها».

2012 -[3 /386] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة ،حدّثنا أبو الزبير قال:

ص: 217

«سألت جابراً عن الرجل يطلّق امرأته وهي حائض؟ فقال: طلّق عبد اللّه بن عمر امرأته وهي حائض، فأتى عمر رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فأخبره ذلك، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): ليراجعها فإنّها امرأته.

2013 -[3 /386] حدّثنا عبد اللّه ،حدّثني أبي ،حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير قال:

«سألت جابراً:هل رجم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟فقال:نعم،رجم رجلاً من أسلم،ورجلاً من اليهود، وامرأة، وقال لليهودي: نحن نحكم عليكم اليوم».

2014 -[3 /388] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي قال: قرأت على عبد الرحمن مالك ح، وحدّثنا إسحاق، أنبأنا مالك، عن جعفر ، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان إذا وقف على الصفا يكبّر ثلاثاً ويقول: لا إله إلا اللّه وحده،لا شريك له، له الملك،وله الحمد،وهو على كل شيء قدير».

وفي حديث عبد الرحمن:«يصنع ذلك ثلاث مرات ويدعو ، ويصنع على المروة مثل ذلك».

2015 -[3/ 388] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي قال: قرأت على عبد الرحمن مالك ح، وحدّثنا إسحاق، أنبأنا مالك، عن جعفر،عن أبيه،عن جابر بن عبد اللّه :

«أنّ رسول اللّه كان إذا نزل من الصفا مشى حتّی إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى يخرج منه».

2016 - [389/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سريج، حدّثنا هشيم، أنبأنا علي بن زيد ،عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إنّ ما بين منبري إلى حجرتي روضة من رياض الجنّة، وإنّ منبري على ترعة من ترع الجنّة».

2017 -[3 /390] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا النضر بن إسماعيل القاص

ص: 218

وهو أبو المغيرة، حدّثنا ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير ،عن جابر قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا يموتنّ أحدكم إلا وهو يحسن باللّه الظن، فإنّ قوماً قد أرداهم سوء ظنهم باللّه(وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الخَاسِرِينَ).(1)

2018 -[391/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا النضر بن إسماعيل أبو المغيرة،حدّثنا ابن أبي ليلى،عن أبي الزبير، عن جابر قال:

«أتى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رجل، فقال: يا رسول اللّه، أیّ الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت،قال:يا رسول اللِه، وأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأريق دمه،قال:يا رسول،اللّه أیّ الهجرة أفضل؟ قال: من هجر ما كره اللّه ، قال: يا رسول اللّه ، فأیّ المسلمين أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ویده، قال: يا رسول اللّه، فما الموجبتان؟ قال: من مات لا يشرك باللّه شيئاً دخل الجنّة، ومن مات يشرك باللّه شيئاً دخل النار».

2019 - [395/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا موسى ويحيى بن آدم قالا: حدّثنا زهير،عن أبي الزبير ،عن جابر قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من لم يجد تعلين فليلبس خفين، ومن لم يجد إزار فليلبس سراويل».

2020 - [397/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أحمد بن عبد الملك ،حدّثنا عبيد اللّه، عن عبد الكريم، عن عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيها سواء».

2021 - [397/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا

ص: 219


1- سورة فصلت: 23.

أبو خالد الأحمر ، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال:

«كنّا جلوساً عند النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فخطّ خطاً هكذا أمامه فقال: هذا سبيل اللّه وخطّين عن يمينه وخطّين عن شماله قال: هذه سبيل الشيطان،ثمّ وضع يده في الخط الأسود ثمّ تلا هذه الآية:﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِهَا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِه ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِه لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).(1)

2022 -[3/ 397]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن جابر بن عبد اللّه قال:

«خرج رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)من المدينة إلى المشركين ليقاتلهم، وقال أبي عبد اللّه : يا جابر لا عليك أن تكون في نظاري أهل المدينة حتّى تعلم إلى ما يصير أمرنا، فإني واللّه لولا أني أترك بنات لي بعدي لأحببت أن تقتل بين يدي، قال: فبينما أنا في النظارين إذا جاءت عمتي بأبي وخالي عادلتهما على ناضح ،فدخلت بهما المدينة لتدفنهما في مقابرنا إذ لحق رجل ينادي: ألا إنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يأمركم أن ترجعوا بالقتلى فتدفنوها في مصارعها حيث قتلت، فرجعنا بهما فدفناهما حيث قتلا، فبينما أنا في خلافة معاوية بن أبي سفيان إذ جاءني رجل فقال: يا جابر بن عبد اللّه، واللّه لقد أنار أباك عمل معاوية، فبدأ فخرج طائفة منه، فأتيته فوجدته على النحو الذي دفنته لم يتغير إلا ما لم يدع القتل أو القتيل فواريته.

قال:وترك أبي علينا دَيناً من التمر، فاشتد علیّ بعض غرمائه في التقاضي، فأتيت نبي اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فقلت: يا نبي اللّه، إنّ أبي أصيب يوم كذا وكذا وترك علیّ ديناً من التمر، واشتد علیّ بعض غرمائه في التقاضي، فأحب أن تعينني عليه لعله أن ينظرني طائفة من تمره إلى هذا الصرام المقبل، فقال: نعم، آتيك إن شاء اللّه قريباً من وسط النهار، وجاء معه حواريه، ثمّ استأذن ودخل، فقلت لامرأتي: إنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)جاءني اليوم وسط النهار، فلا

ص: 220


1- سورة الأنعام: 153.

أريتك ولا تؤذي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في بيتي بشيء ولا تكلّميه فدخل،ففرشت له فراشا ووسادة، فوضع رأسه فنام.

قال: وقلت لمولى لي:اذبح هذه العناق وهي داجن سمينة والوحا والعجل أفرغ منها قبل أن يستيقظ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،و أنا معك،فلم نزل فيها حتّى فرغنا منها وهو نائم،فقلت له: إنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا استيقظ يدعو بالطهور، وإني أخاف إذا فرغ أن يقوم فلا يفرغنّ من وضوئه حتّى تضع العناق بين يديه، فلمّا قام قال: يا جابر اثتني بطهور، فلم يفرغ من طهوره حتّى وضعت العناق عنده، فنظر إلیّ فقال: كأنك قد علمت حبّنا للحم، ادع لي أبا بكر، قال: ثمّ دعا حوارييه الذين معه فدخلوا، فضرب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بيده وقال: بسم اللّه كلوا ، فأكلوا حتّى شبعوا وفضل لحم منها كثير ، قال : واللّه إنّ مجلس بني سلمة لينظرون إليه وهو أحب إليهم من أعينهم، ما يقربه رجل منهم مخافة أن يؤذوه، فلمّا فرغ قام، وقام أصحابه فخرجوا بين يديه، وكان يقول: خلّو ظهري للملائكة واتّبعتهم حتّى بلغوا أسكفة الباب. قال: وأخرجت امرأتي صدرها، وكانت مستترة بسقيف في البيت،قالت:يا رسول اللّه، صلّ علیّ وعلى زوجي صلّى اللّه عليك، فقال: صلّى اللّه عليك وعلى زوجك، ثمّ قال: ادع لي فلاناً - لغريمي الذي اشتد علیّ في الطلب - قال: فجاء، فقال: أيسر جابر بن عبد اللّه - يعني إلى الميسرة - طائفة من دَينك الذي على أبيه إلى هذا الصرام المقبل، قال: ما أنا بفاعل ،واعتلّ، وقال: إنما هو مال يتامى، فقال:أين جابر؟فقال:أنا ذا يا رسول اللّه ،قال كل له ريالفإنّ اللّه سوف يوقّيه، فنظرت إلى السماء، فإذا الشمس قد دلکت، قال:الصلاة يا أبا بكر، فاندفعوا إلى المسجد، فقلت: قرّب أوعيتك، فكلت له من العجوة، فوقّاه اللّه ، وفضل لنا من التمر كذا وكذا، فجئت أسعى إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في مسجده كأنّي شرارة، فوجدت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قد صلّى،فقلت:يا رسول اللّه ،ألم تر أني كلت لغريمي تمره فوقّاه اللّه وفضل لنا من التمر كذا وكذا، فقال: أين عمر بن الخطاب؟

ص: 221

فجاء يهرول فقال : سل جابر بن عبد اللّه عن غريمه وتمره، فقال: ما أنا بسائله، قد علمت أنّ اللّه سوف يوفّيه إذ أخبرت أنّ اللّه سوف يوفّيه ،فكرر عليه هذه الكلمة ثلاث مرات،كل ذلك يقول: ما أنا بسائله، وكان لا يراجع بعد المرة الثالثة، فقال:يا جابر،ما فعل غريمك وتمرك؟ قال: قلت: وفّاه اللّه ، وفضل لنا من التمر كذا وكذا، فرجع إلى امرأته،فقال:ألم أكن نهيتك أن تكلّمي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟قالت:أكنت تظن أنّ اللّه يورد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بيتي ثمّ يخرج ولا أسأله الصلاة علیّ وعلى زوجي قبل أن يخرج ؟»].(1)

2023 - [399/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا عفان،حدّثنا وهيب ،حدّثنا عبد اللّه بن وهيب، حدّثنا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن سابط ،عن جابر بن عبد اللّه قال: حدّثنا أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال :

«یا کعب بن عجرة، أعيذك باللّه من إمارة السفهاء، قال: وما ذاك يا رسول اللّه؟قال:أمراء سيكونون من بعدي ،من دخل عليهم فصدّقهم بحديثهم وأعانهم على ظلمهم فليسوا مني ولست منهم ولم يردوا علیّ الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدّقهم بحديثهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم، وأولئك يردون علیّ الحوض، يا كعب بن عجرة الصلاة قربان، والصوم جُنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، يا كعب بن عجرة، لا يدخل الجنّة من نبت لحمه من سحت،النار أولى به،يا كعب بن عجرة،الناس غاديان:فغاد بائع نفسه وموبق

رقبته، وغاد مبتاع نفسه و معتق رقبته».

يقول شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذا آخر ما انتخبته من أحاديث جابر بن عبد اللّه الأنصاري عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، وليعلم أنّ كثيراً مما انتخبته منها قد رواه أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل بعدّة طرق، وبعضه مروي بطريق واحد أو طريقين.

ص: 222


1- ذكر هذا الحديث المؤلف في هامش النسخة باختصار ولذا جعلته بين معقوفتين.

(مسند المكيين)

المنتخب من مسند صفوان بن أمية العجمي

2024 - [3/ 400] حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني قال: حدّثني أبي أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم، عن عبد اللّه بن الحارث، قال:

«زوّجني أبي في إمارة عثمان، فدعا نفراً من أصحاب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فجاء صفوان بن أمية - وهو شيخ كبير - فقال : إنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:انهسوا اللحم نهساً، فإنّه أهنا وأمرأ- أو أشهى وأمرأ-».

قال سفيان:الشك مني أو منه.(1)

2025 - [401/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا شريك، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أمية بن صفوان بن أمية، عن أبيه:

«أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)استعار منه يوم خيبر أدراعاً، فقال: أغصباً يا محمّد؟ فقال: بل عارية مضمونة، قال: فضاع بعضها، فعرض عليه رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أن يضمنها له، فقال: أنا اليوم يا رسول اللّه في الإسلام أرغب.

يقول شير محمّد: رواه أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل بعدّة طرق.(2)

ص: 223


1- المسوا:أخذ اللحم بأطراف الأسنان ونتفه.
2- مسند أحمد: 465/6.

2026 -[401/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا زكريا بن عدي، عن سعيد بن المسيب، عن صفوان بن أمية قال:

«أعطاني رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يوم حنين وإنّه لأبغض الناس إلیّ،فمازال يعطيني حتّى صار وإنّه أحب الناس إلیّ».

2027 -[401/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا سعيد - يعني ابن أبي عروبة-عن قتادة، عن عطاء،عن طارق بن مرقع،عن صفوان بن أمية:

«أنّ رجلاً سرق برده، فرفعه إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فأمر بقطعه، فقال: يا رسول اللّه،قد تجاوزت عنه،قال:فلولا كان هذا قبل أن تأتيني به يا أبا وهب، فقطعه رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

يقول شير محمّد:ثمّ رواه أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل بعدّة طرق.(1)

2028 -[401/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن معاوية،عن عثمان بن أبي سليمان قال: قال صفوان بن أمية:

«آني رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وأنا آخذ اللحم عن العظم بيدي،فقال:يا صفوان قلت:لبيك،قال:قرّب اللحم من فيك، فإنّه أهنأ وأمرأ».

ص: 224


1- مسند أحمد: 401/3.

المنتخب من مسند حكيم بن حزام

2029 -[402/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا سعيد-يعني ابن أبي عروبة-عن قتادة ،عن أبي الخليل،عن عبد اللّه بن الحارث الهاشمي،عن حكيم بن حزام قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«البيّعان بالخيار ما لم يتفرّقا، فإن صدقا وبيّنا رزقا بركة بيعهما، وإن كذبا وكتها مُحق بركة بيعهما».

2030 - [402/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم ،عن شعبة ،حدّثنا أبو بشر، عن يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام قال: قلت:

«يا رسول اللّه ، يطلب مني المتاع وليس عندي، أفأبيعه له؟ قال: لا تبع ما ليس عندك».

2031 -[402/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا هشام - يعني الدستوائي - حدّثني يحيى بن أبي كثير ، عن رجل : أنّ يوسف بن ماهك أخبره:أنّ عبد اللّه بن عصمة أخبره:أنّ حكيم بن حزام أخبره قال: قلت:

«يا رسول اللّه، إني أشتري بيوعاً، فما يحلّ لي منها، وما يحرم علیّ؟ قال: فإذا اشتريت بيعاً فلا تبعه حتّى تقبضه».

2032 -[402/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن عتبة ،عن عمرو بن عثمان، عن موسى بن طلحة، عن حكيم بن حزام قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إنّ خير الصدقة عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى ،وابدأ بمن تعول».

ص: 225

2033 - [402/3] حدّثنا عبد اللّه قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده:حدّثنا سعيد - يعني ابن سليمان- حدّثنا عباد-يعني ابن العوام-عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أيوب بن بشير الأنصاري، عن حكيم بن حزام:

«أنّ رجلاً سأل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن الصدقات أيّها أفضل؟ قال: على ذي الرحم الكاشح».

2034 -[402/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا ابن أبي ذئب ،عن مسلم بن جندب، عن حكيم بن حزام قال:

«سألت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)من المال فالحفت،فقال: يا حكيم ما أكثر مسئلتك،يا حكيم إنّ هذا المال خضرة حلوة، وإنما هو مع ذلك أوساخ يدي الناس، ويد اللّه فوق يد المعطي، ويد المعطي فوق يد المعطى، وأسفل الأيدي يد المعطى».

المنتخب من حديث سبرة بن معبد

2035 - [404/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا زيد بن الحباب،حدّثني عبد الملك بن الربيع بن سبرة الجهني، عن أبيه، عن جده قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إذا بلغ الغلام سبع سنين أمر بالصلاة، فإذا بلغ عشراً ضُرب عليها».

2036 - [404/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، أخبرني عبد العزيز بن عمر ، عن الربيع بن سبرة، عن أبيه قال:

«خرجنا مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)من المدينة في حجّة الوداع، حتّى إذا كنّا بعسفان قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ العمرة قد دخلت في الحجّ، فقال له سراقة بن مالك-أو مالك بن سراقة، شك عبد العزيز -:أي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، علّمنا تعليم قوماً كأنّها ولدوا اليوم،عمر تنا هذه لعامنا هذا أم للأبد؟ قال: لا، بل للأبد، فلمّا قدمنا مكة طفنا بالبيت وبين

ص: 226

الصفا والمروة، ثمّ أمرنا بمتعة النساء، فرجعنا إليه فقلنا: يا رسول اللّه، إنهنّ قد أبين إلا إلى أجل مسمّى، قال: فافعلوا... الحديث».

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن أبزي الخزاعي

2037 -[406/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل وزبيد الأيامي، عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزي، عن أبيه، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«أنّه كان يقرأ في الوتر ب(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾و﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)،فإذا سلّم قال: سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، ورفع بها صوته».

يقول شير محمّد : رواه أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل بعدّة طرق عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي ،عن أبيه، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).(1)

2038 - [407/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هارون بن معروف ،حدّثنا ضمرة، عن ابن شوذر، عن عبد اللّه، عن القاسم قال:

«جلسنا إلى عبد الرحمن بن أبزي،فقال:ألا أريكم صلاة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟قال:فقلنا:بلى، قال: فقام فكبّر، ثمّ قرأ، ثمّ ركع فوضع يديه على ركبتيه حتّى أخذ كل عضو مأخذه، ثمّ رفع حتّى أخذ كل عضو مأخذه، ثمّ سجد حتّى أخذ كل عضو مأخذه، ثمّ رفع حتّى أخذ كل عظم مأخذه، ثمّ سجد حتّى أخذ كل عظم مأخذه، ثمّ رفع فصنع في الركعة الثانية كما صنع في الركعة الأولى، ثمّ قال : هكذا صلاة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

ص: 227


1- مسند أحمد: 406/3.

المنتخب من حديث نافع بن عبد الحارث

2039 - [407/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا وكيع ،عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، حدّثني خميل، أنبأنا مجاهد، عن نافع بن عبد الحارث قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«من سعادة المرء الجار الصالح، والمركب الهنيء، والمسكن الواسع».

2040 - [3/ 408] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا سفيان، عن حبيب، عن خميل، عن نافع بن عبد الحارث قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فذكر مثله.

المنتخب من أحاديث أبي محذورة

2041 - [408/3] [حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرني ابن جريج، حدّثني عثمان بن السائب مولاهم، عن أبيه السائب مولى أبي محذورة، وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة: أنّهما سمعاه من أبي محذورة، قال أبو محذورة:

«خرجت في عشرة فتيان مع النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وهو أبغض الناس إلينا، فأذنوا ، فقمنا نؤذن نستهزئ بهم،فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):ائتوني بهؤلاء الفتيان فقال:أذنوا فأذنوا،فكنت احدهم،فقال النبی(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): نعم، هذا الذي سمعت صوته، اذهب، فأذّن لأهل مكة، فمسح على ناصيته وقال: قل: اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر، أشهد أن لا إله إلا اللّه مرتين، وأشهد أنّ محمّداً رسول اللّه مرتين، ثمّ ارجع فاشهد أن لا إله إلا اللّه مرتين، وأشهد أن محمّداً رسول اللّه مرتين ،حي على الصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح مرتين، اللّه أكبر اللّه أكبر، لا إله إلا اللّه، وإذا أذنت بالأوّل من الصبح فقل: الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم، وإذا أقمت فقلها مرتين:قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، أسمعت؟ قال: وكان أبو محذورة لا يجز ناصيته ولا يفرّقها، لأنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)مسح عليها ]. (1)

ص: 228


1- ذكر هذا الحديث المؤلف في هامش النسخة باختصار ولذا جعلته بين معقوفتين.

المنتخب من أحاديث عثمان بن طلحة

2042 - [410/3]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشام، أنبأنا خالد، عن القاسم بن ربيعة بن جوشن، عن عقبة بن أوس، عن رجل من أصحاب النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«أنّ النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)خطب يوم فتح مكة فقال : لا إله إلا اللّه وحده، نصر عبده، وهزم الأحزاب وحده». قال هشيم مرة أخرى: الحمد اللّه الذي صدق، وعده ونصر عبده، ألا إنّ كل مأثرة كانت في الجاهلية تعد وتدعى، وكل دم أو دعوى موضوعة تحت قدمي هاتين، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج،ألا وإنّ قتيل خطأ العمد - قال هشيم مرة:بالسوط والعصا، والحجر دية مغلظة مائة من الإبل، منها أربعون في بطونها أولادها-وقال مرة:أربعون من ثنية إلى بازل عامها،كلهنّ خلفة».

2043 - [410/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا حميد، عن القاسم بن ربيعة أنه قال في هذا الحديث:

«وإنّ قتيل خطأ العمد بالسوط والعصا والحجر مائة من الإبل، منها أربعون في بطونها أولادها، فمن ازداد بعيراً فهو من أهل الجاهلية».

2044 -[410/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا هشيم،أنبأنا يونس،عن القاسم بن ربيعة،عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بقريب من ذلك، إلا أنّه قال:

«مائة من الإبل ثلاثون حقة، وثلاثون جذعة، وثلاثون بنات ليون، وأربعون ثنية خلفة إلى بازل عامه».

ص: 229

حديث عبد الله بن حبشي

2045 - [3 / 411] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج قال: قال ابن جريج: حدّثني عثمان بن أبي سليمان، عن علي الأزدي، عن عبيد بن عمير، عن عبد اللّه بن حبشي الخثعمي:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)سُئل أي الأعمال أفضل ؟ قال : إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غلول فيه، وحجّة مبرورة، قيل : فأیّ الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت، قيل: فأیّ الصدقة أفضل؟ قال:جهد المقل،قيل:فأیّ الهجرة أفضل ؟ قال:من هجر ما حرم اللّه عليه، قيل: فأیّ الجهاد أفضل؟ قال: من جاهد المشركين بماله ونفسه،قيل:فأیّ القتل أشرف؟ قال: من أهريق دمه وعقر جواده».

المنتخب من حديث جد إسماعيل بن أمية

2046 -[412/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا عامر بن صالح بن رستم المزني، حدّثنا أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص-قال:أو ابن سعيد بن العاص-عن أبيه،عن جده قال:قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن».

قال أبو عبد الرحمن: حدّثنا به خلف بن هشام البزار والقواريري قالا:حدّثنا عامر بن أبي عامر بإسناده، فذكر مثله.

المنتخب من أحاديث قدامة بن عبد الله بن عمار

2017 -[413/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا أبو أحمد محمّد عبد اللّه الزبيري،حدّثنا أيمن بن نابل، حدّثنا قدامة بن عبد اللّه الكلابي أنّه :

ص: 230

«رأى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رمى جمرة العقبة من بطن الوادي يوم النحر على ناقة له صهباء ولا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك».

2048 - [3 / 413] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سريج بن يونس ومحرز بن عون بن أبي عون أبو الفضل قال:حدّثنا قرآن بن تمام الأسدي، حدّثنا أيمن،عن قدامة بن عبد اللّه قال:

«رأيت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)على ناقة يستلم الحجر بمحجنه».

قال أبو عبد الرحمن: حدّثني محرز بن عون وعباد بن موسى قالا : حدّثنا قرآن بن تمام،عن أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد اللّه :

«أنّه رأى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)و يرمي الجمار على ناقة،لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك».

وزاد عباد في حديثه قال:

«رأيت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)على ناقة صهباء يرمي الجمرة».

المنتخب من أحاديث سفيان بن عبد الله الثقفي

2049 - [413/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا علي بن إسحاق قال:أنبأنا عبد اللّه-يعني ابن المبارك - قال: أنبأنا معمر ، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن ماعز، عن سفيان بن عبد اللّه الثقفي قال:

«قلت: يا رسول اللّه، حدّثني بأمر أعتصم به، قال: قل: ربي اللّه ثمّ استقم، قال:قلت:يا رسول اللّه،ما أخوف ما تخاف علیّ؟ قال: فأخذ بلسان نفسه ثمّ قال: هذا».

حديث رجل أدرك النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)

2050 -[414/3] حدّثنا عبد اللهّ، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق وروح قالا : حدّثنا ابن جريج قال:أخبرني حسن بن مسلم، عن طاوس، عن رجل قد أدرك النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أنّ

ص: 231

النبي قال:

«إنّها الطواف صلاة فإذا طفتم فأقلّوا الكلام».

قال عبد اللّه : قال أبي : ولم يرفعه محمّد بن بكر .

المنتخب من حديث بشر بن سحيم

2051 - [3/ 415] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: أنبأنا سفيان وعبد الرحمن، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: وقال نافع بن جبير بن مطعم:عن بشر بن سحيم:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)خطب في يوم التشريق،قال عبد الرحمن في أيام الحجّ فقال:لا يدخل الجنّة إلا نفس مسلمة، وإنّ هذه الأيام أكل وشرب».

حديث الأسود بن خلف

2052 - [3/ 415] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج قال : أخبرني عبد اللّه بن عثمان بن خثيم:أنّ محمّد بن الأسود بن خلف أخبره:

«أنّ أباه الأسود رأى النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يبايع الناس يوم الفتح، قال:جلس عند قرن مسقلة، فبايع الناس على الإسلام والشهادة، قال: قلت: وما الشهادة؟ قال: أخبرني محمّد بن الأسود بن خلف:أنّه بايعهم على الإيمان باللّه، وشهادة أن لا إله إلا اللّه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله(صلى اللّه عليه وآله وسلّم).(1)

ص: 232


1- في أخبار مكة للازرقي في ذكر شق معلاة مكة اليماني وما فيه:قرن مستقلة:بالقاف، وهو قرن قد بقيت منه بقية بأعلى مكة في دبر دار سمرة عند موقف الغنم بين شعب ابن عامر،وحرف دار رابغة في أصله،ومسقلة:رحل كان يسكنه في الجاهلية :2 218 :قلت :قرن: قطعة تنفرد من الجبل.

حديث صخر الغامدي

2053 -[416/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد البجلي ،عن صخر الغامدي، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنّه قال:

«اللهم بارك لأمتي في بكورهم.قال:فكان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا بعث سرية بعثها أوّل النهار، وكان صخر رجلاً تاجراً، وكان لا يبعث غلمانه إلا من أوّل النهار، فكثر ماله حتّى كان لا يدري أين يضع ماله».

2054-[3/ 417] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، حدّثنا يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد، عن صخر الغامدي قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«اللهم بارك لأمتي في بكورها. قال: فكان إذا بعث سرية أو جيشاً بعثهم من أوّل النهار،قال:فكان صخر رجلاً، تاجراً، وكان يبعث تجارته من أوّل النهار، قال: فأثرى وكثر ماله».

حديث ابن عابس عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)

2055 -[3/ 417] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم بن قاسم ،حدّثنا أبو معاوية - يعني شيبان-عن يحيى بن أبي كثير ، عن محمّد بن إبراهيم: أنّ ابن عابس الجهني قال : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«يا ابن عابس ،ألا أخبرك بأفضل ما تعوّذ منه المتعوذون؟ قلت: بلى يا رسول اللّه، قال:(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)».

ص: 233

حديث أبي عمرة الأنصاري

2056 - [3/ 417] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق، أنبأنا عبد اللّه - يعني ابن مبارك - قال: أنبأنا الأوزاعي قال: حدّثني المطلب بن حنطب المخزومي قال: حدّثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، حدّثني أبي، قال:

«كنّا مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في الغزاة ، فأصاب الناس مخمصة، فأستأذن الناس رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في نحر بعض ظهورهم وقالوا: يبلغنا اللّه به، فلمّا رأى عمر بن الخطاب أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قد همّ أن يأذن لهم في نحر بعض ظهرهم قال: يا رسول اللّه، كيف بنا إذا نحن لقينا القوم غداً جياعاً رجالاً، ولكن إن رأيت يا رسول اللّه أن تدعو لنا ببقايا أزوادهم فتجمعها ثمّ تدعو اللّه فيها بالبركة،فإنّ اللّه تبارك وتعالى سيبلغنا بدعوتك- أو قال:سيبارك لنا في دعوتك - فدعا النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ببقايا أزوادهم، فجعل الناس يجيئون بالحثية من الطعام وفوق ذلك، وكان أعلاهم من جاء بصاع من تمر ، فجمعها رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، ثمّ قام فدعا ما شاء اللّه أن يدعو، ثمّ دعا الجيش بأوعيتهم فأمرهم أن يحتثوا، فما بقي في الجيش وعاء إلا ملؤوه، وبقي مثله، فضحك رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حتّى بدت نواجذه، فقال: أشهد أن لا إله إلا اللّه وإني رسول اللّه، لا يلقى اللّه عبد مؤمن بهما إلا حجبت عنه النار يوم القيامة».

المنتخب من حديث محمد بن حاطب الجمحي

2057 -[3 / 418] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس ويونس بن محمّد قالا:حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان ،قال إبراهيم بن العباس في حديثه: إبراهيم بن محمّد بن حاطب ،قال :حدّثني أبي،عن جده محمّد بن حاطب، عن أمه أم جميل بنت المجلل قالت:

ص: 234

«أقبلت بك من أرض الحبشة،حتّى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك طبيخاً، ففني الحطب فخرجت أطلبه، فتناولت القدر فانكفات على ذراعك، فأتيت بك النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقلت : بأبي وأمي يا رسول اللّه،هذا محمّد بن حاطب،فتفل في فيك ومسح على رأسك ودعا لك، وجعل يتفل على يديك ويقول: اذهب البأس ربّ الناس، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً.

فقالت: فما قمت بك من عنده حتّى برأت يدك».

2058 - [3/ 418] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس قال: حدّثنا شريك، عن سماك بن حرب، عن محمّد بن حاطب قال:

«دببت إلى قدر وهي تغلي، فأدخلت يدي فيها فاحترقت-أو قال:فورمت يدي - فذهبت بي أمي إلى رجل كان بالبطحاء، فقال شيئاً ونفث،فلمّا كان في إمرة عثمان قلت لأمي:من كان ذلك الرجل؟قالت:رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

حديث ابن أبي زيد

2059 -[418/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا أبي، حدّثنا عطاء بن السائب قال: حدّثني حكيم بن أبي زيد، عن أبيه قال: حدّثني أبي:أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«دعوا الناس يصيب بعضهم من بعض، فإذا استنصح أحدكم أخاه فلينصحه».

حديث أبي سليط البدري

2060 - [419/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي، عن ابن إسحاق، قال: فحدّثني عبد اللّه بن عمرو بن ضمرة الفزاري، عن عبد اللّه بن أبي سليط، عن أبيه أبي سليط قال:

ص: 235

«أتانا نهي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن أكل لحوم الحمر الإنسية والقدور تفور بها، فكفأناها على وجوهها».

يقول شير محمّد:ثمّ رواه بإسناد آخر عن عبد اللّه بن أبي سليط عن أبيه أبي سليط - وكان بدرياً - قال:

«أتانا نهي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن لحوم الحمر ونحن بخيبر ، فكفأناها وإنا لجياع».(1)

حديث ابن عبس عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

2061 - [420/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا محمّد بن بكر،أنبأنا عبيد اللّه بن أبي زياد قال:حدّثني عبد اللّه بن كثير الداري،عن مجاهد قال: حدّثنا شيخ أدرك الجاهلية ونحن في غزوة رودس - يقال له : ابن عبس - قال:

«كنت أسوق لآل لنا بقرة،قال فسمعت من جوفها:یا آل ذریح،قول فصیح،رجل يصيح أن لا إله إلا اللّه.قال:فقدمنا مكة، فوجدنا النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قد خرج».

المنتخب من أحاديث مجمع بن جارية

2062 -[420/3]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عينية، حدّثنا الزهري، عن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن ثعلبة،عن عبد اللّه بن يزيد قال:سمعت مجمع بن جارية:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ذكر الدجال، فقال: يقتله ابن مريم بباب لد».

2063 - [420/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثنا مجمع بن يعقوب قال: سمعت أبي يقول: عن عمه عبد الرحمن بن يزيد، عن عمه

ص: 236


1- مسند أحمد: 419/3.

مجمع بن جارية الأنصاري - وكان أحد القرّاء الذين قرؤا القرآن - قال :

«شهدنا الحديبية، فلمّا انصرفنا عنها إذا الناس ينفرون الأباعر، فقال الناس بعضهم لبعض:ما للناس؟ قالوا: أوحي إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فخرجنا مع الناس نوجف،حتّى وجدنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)على راحلته عند كراع الغميم، واجتمع الناس إليه فقرأ عليهم :(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبينا )(1)فقال رجل من أصحاب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أي رسول اللّه، وفتح هو؟قال: إي والذي نفس محمّد بيده إنَّه لفتح،فقسمت خيبر على أهل الحديبية لم يدخل معهم فيها أحد إلا من شهد الحديبية،فقسمها رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)على ثمانية عشر سهماً، وكان الجيش ألفاً وخمسمائة، فيهم ثلثمائة فارس، فأعطى الفارس سهمين، وأعطى الراجل سهماً ».(2)

المنتخب من حديث قيس بن سعد بن عبادة

2064 -[422/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى،حدّثنا ابن لهيعة، قال: حدّثنيه ابن هبيرة، قال: سمعت شيخاً من حمير يحدّث أبا تميم الجيشاني أنّه سمع قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري وهو على مصر يقول: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«من كذب علیّ كذبة متعمداً فليتبوأ مضجعاً من النار - أو بيتاً في جهنم».

سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يقول:

«من شرب الخمر أتى عطشاناً يوم القيامة، ألا فكل مسكر خمر، وإيّاكم والغبيراء».

قال هذا الشيخ:ثمّ سمعت عبد سمعت عبد اللّه بن عمر بعد ذلك يقول مثله، فلم يختلفا إلا في بيت أو مضجع .(3)

ص: 237


1- سورة الفتح: 1.
2- كراع الغميم: موضع بين مكة والمدينة.
3- الغبيراء:خمر الحبشة واسمه السكركة.

المنتخب من حديث وهب بن حذيفة

2065-[422/3]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا خالد الواسطي قال: حدّثنا عمرو بن يحيى، عن محمّد بن يحيى، عن عمه واسع بن حبان ،عن وهب بن حذيفة، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«إذا قام الرجل من مجلسه فرجع إليه فهو أحق به، وإن كانت له حاجة فقام إليها ثمّ رجع فهو أحق به».

حديث عمرو بن يثربي

2066 -[423/3]حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا أبو عامر،حدّثنا عبد الملك-يعني ابن حسن الحارثي-حدّثنا عبد الرحمن بن أبي سعيد قال: سمعت عمارة بن حارثة الضمري، يحدّث عن عمرو بن يثربي الضمري قال:

«شهدت خطبة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بمنى، فكان فيها خطب به أن قال :ولا يحلّ لأمرئ من مال أخيه إلا ما طابت به نفسه، قال: فلمّا سمعت ذلك قلت:يا رسول اللّه، أرأيت لو لقيت غنم ابن عمي فأخذت منها شاة فاحترزتها هل علیّ في ذلك شيء؟ قال: إن لقيتها نعجة تحمل شفرة وزناداً فلا تمسها».

يقول شير محمّد:روى الكليني في كتاب الديات في باب القتل ص 315 و 316 بإسنادين عن أبي عبد اللّه(علیه السلام):«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وقف بمنى حين قضى مناسكه في حجّة الوداع فقال: أيها الناس اسمعوا... إلى أن قال: ألا من كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتنمه عليها، فإنّه لا يحلّ دم امرئ مسلم ولا ماله إلا بطيبة نفسه... الحديث».(1)

ص: 238


1- الكافي: 273/7.

حديث عمرو بن أم مكتوم

2067 -[3 /423] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو النضر، حدّثنا شيبان، عن عاصم، عن أبي رزين، عن عمرو بن أم مكتوم قال:

«جئت إلى رسول اللّه الكافي:273/7 فقلت:يا رسول اللّه،كنت ضريراً شاسع الدار، ولي قائد لا يلائمني، فهل تجد لي رخصة أن أصلیّ في بيتي؟ قال: أتسمع النداء؟ قال:قلت:نعم، قال: ما أجد لك رخصة».

2068 -[423/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا عبد العزيز - يعني ابن مسلم - حدّثنا الحصين، عن عبد اللّه بن شداد بن الهاد، عن ابن أم مكتوم:

«أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أتى المسجد فرأى في القوم رقّة، فقال: إني لأهمّ أن أجعل للناس إماماً، ثمّ أخرج فلا أقدر على إنسان يتخلّف عن الصلاة في بيته إلا أحرقته عليه، فقال ابن أم مكتوم: يا رسول اللّه، إنّ بيني وبين المسجد نخلاً وشجراً، ولا أقدر على قائد كل ساعة، أيسعني أن أصلّي في بيتي؟ قال: أتسمع الإقامة؟ قال: نعم، قال: فأتها».

حديث عبد الله الزرقي ويقال عبيد بن رفاعة

2069 - [3 / 424] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي،حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري،حدّثنا عبد الواحد بن أيمن المكي، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الزرقي، عن أبيه -قال: وقال:الفزاري مرة:عن ابن رفاعة الزرقي-عن أبيه قال: قال أبي : وقال غير الفزاري:عبيد بن رفاعة الزرقي، قال:

«لمّا كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): استووا حتّى أثنو(1)

ص: 239


1- في المستدرك للنيسابوري، والسنن الكبرى للنسائي، وتفسير ابن كثير، ومصادر اخرى: ( اثني ).

على ربّي، فصاروا خلفه صفوفاً، فقال: اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت ،ولا باسط لما قبضت ،ولا هادي لما أضللت، ولا مضلّ لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرّب لما باعدت،ولا مباعد لما قرّبت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إنّي أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول،اللهم إنّي أسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف، اللهم إنّي عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعت،اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم توفّنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذّبون رسلك ويصدّون عن سبيلك ،واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق».

يقول شير محمّد:روى أبو علي المفيد ابن شيخ الطائفة في الجزء الثامن من أماليه ص 134 بإسناد ذكره عن حمزة بن حمران ،عن أبي عبد اللّه(علیه السلام)، قال: «بينا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يمشي ذات يوم مع أصحابه إذ قال لهم: على رسلكم حتّى أثني على ربي. ثمّ قال: اللهم لا مانع لما أعطيت،ولا معطي لما منعت،ولا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت ،ولا هادي لمن أضللت، ولا مضلّ لمن هديت، اللهم أنت الحليم فلا تجهل، وأنت الجواد فلا تبخل، وأنت العزيز فلا تستذل، وأنت المنيع فلا ترام».(1)

المنتخب من حديث جد أبي الأشد السلمي

2070 -[424/3]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدّثنا بقية، قال: حدّثني عثمان بن زفر الجهني، قال: حدّثني أبو الأشد السلمي، عن أبيه،

ص: 240


1- الطوسي: 214 .

عن جده، قال:

«كنت سابع سبعة مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال: فأمرنا نجمع لكل رجل منّا درهماً، فاشترينا أضحية بسبع الدراهم، فقلنا: يا رسول اللّه، لقد أغلينا بها، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ أفضل الضحايا أغلاها وأسمنها، وأمر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فأخذ رجل برجل،ورجل برجل ،ورجل بيد، ورجل بيد، ورجل بقرن،ورجل بقرن، وذبحها السابع، وكبّرنا عليها جميعاً».

حديث أبي الجعد الضمري

2071 -[3 /424] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن محمّد بن عمرو ، قال : حدّثني عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي الجعد الضمري-وكانت له صحبة - قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من ترك ثلاث جُمع تهاوناً من غير عذر طبع اللّه تبارك وتعالى على قلبه».

حديث رجل عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)

2072- [3/ 425] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد، أنبأنا محمّد بن مطرف ،عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن البيلماني قال: اجتمع أربعة من أصحاب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال أحدهم: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«إنّ اللّه تبارك وتعالى يقبل توبة العبد قبل أن يموت بيوم، فقال الثاني: أنت سمعت هذا من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ قال: نعم، قال: وأنا سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يقول: إنّ اللّه تبارك وتعالى يقبل توبة العبد قبل أن يموت بنصف يوم، فقال الثالث: أأنت سمعت هذا من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ؟ قال: نعم، قال: وأنا سمعت

ص: 241

رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول : إنّ اللّه تبارك وتعالى يقبل توبة العبد قبل أن يموت بضحوة، قال الرابع: أأنت سمعت هذا من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ قال: نعم، وأنا سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول : إنّ اللّه يقبل توبة العبد ما لم يغرغر بنفسه».

المنتخب من حديث السائب بن عبد الله

2073- [3/ 425] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا إسرائيل، عن إبراهيم - يعني ابن مهاجر - عن مجاهد، عن السائب بن عبد اللّه، قال:

«جيء بي إلى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يوم فتح مكة، جاء بي عثمان بن عفان وزهير ،فجعلوا يثنون عليه، فقال لهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : لا تعلموني به،قد كان صاحبي في الجاهلية، قال: قال نعم يا رسول اللّه، فنعم الصاحب كنت ،قال:فقال:يا سائب، انظر أخلاقك التي كنت تصنعها في الجاهلية فاجعلها في الإسلام، أقر الضيف، وأكرم اليتيم، وأحسن إلى جارك».

2074 - [3/ 425] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي،حدّثنا سفيان، حدّثنا إبراهيم - يعني ابن مهاجر - عن مجاهد، عن قائد السائب ،عن السائب، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال :

«صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم».

2075 - [425/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا ثابت-يعني أبا زيد - حدّثنا هلال - يعني ابن خبّاب - عن مجاهد، عن مولاه أنه حدّثه:

«أنّه كان فيمن يبني الكعبة في الجاهلية... إلى أن قال: فبنينا حتّى بلغنا موضع الحجر، وما يرى الحجر أحد، فإذا هو وسط حجارتنا مثل رأس الرجل يكاد يتراءى منه وجه الرجل،فقال بطن من قريش:نحن نضعه،وقال آخرون:نحن نضعه

ص: 242

فقالوا: اجعلوا بينكم حكماً ، قالوا : أوّل رجل يطلع في الفجّ، فجاء النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقالوا : أتاكم الأمين، فقالوا له، فوضعه في ثوب، ثمّ دعا بطونهم فأخذوا بنواحيه معه، فوضعه هو(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

يقول شير محمّد:في كتاب الحجّ من الكافي ج 4 في باب ورود تبع ص 225 عن علي بن إبراهيم، وغيره بأسانيد مختلفة رفعوه قالوا:

«إنّما هدمت قريش الكعبة؛ لأن السيل كان يأتيهم من أعلى مكة... إلى أن قال: فأرادت قريش أن يهدموا الكعبة ويبنوها ويزيدوا في عرصتها ... إلى أن قال: فينوها، فلمّا بلغ البناء إلى موضع الحجر الأسود تشاجرت قريش في موضعه، فقال كل قبيلة:نحن أولى به ، نحن نضعه، فلمّا كثر بينهم تراضوا بقضاء من يدخل من باب بني شيبة، فطلع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقالوا: هذا الأمين قد جاء فحكموه، فبسط رداءه، وقال بعضهم:كساء طاروني كان له، ووضع الحجر فيه، ثمّ قال: يأتي من كل ربع من قريش رجل... إلى أن قال:فرفعوه ووضعه النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في موضعه .(1)

2076 -[3/ 425] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب ،حدّثنا عبد اللّه بن عثمان بن خثیم، عن مجاهد، عن السائب:

«أنّه كان يشارك رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قبل الإسلام في التجارة، فلمّا كان يوم الفتح جاءه، فقال النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): مرحباً بأخي وشريكي، كان لا يداري ولا يماري، يا سائب، قد كنت تعمل أعمالاً في الجاهلية لا تقبل منك، وهي اليوم تقبل منك وكان ذا سلف وصلة».

ص: 243


1- الكافي: 218/4 ، الطرن: الخز، والطاروني ضرب منه.

حديث السائب بن خباب

2077 -[426/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، عن محمّد بن عبد اللّه بن مالك، أنّ محمّد بن عمرو بن عطاء حدّثه قال:

«رأيت السائب يشم ،ثوبه، فقلت له : مم ذاك؟ فقال: إنّي سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يقول: لا وضوء إلا من ريح أو سماع».

حديث عمرو بن الأحوص

2078 - [426/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا أبو الأحوص، عن شبيب بن غرقدة البارقي ، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه قال:

«شهدت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يخطب الناس في حجّة الوداع، فقال: أیّ يوم يومكم ؟...فذكر خطبته يوم النحر».

المنتخب من حديث أبي اليسر الأنصاري كعب بن عمرو

2079 - [3/ 427] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن معاوية،عن حنظلة بن قيس الزرقي،عن أبي اليسر صاحب رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من أحب أن يظلّه في ظلّه فلينظر المعسر أو ليضع عنه».

2080 - [3/ 427] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة ومعاوية بن عمرو قال: حدّثنا زائدة،عن عبد الملك بن عمير،عن ربعي قال:حدّثني أبو اليسر:أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

ص: 244

«من أنظر معسراً أو وضع عنه أظلّه اللّه تبارك وتعالى في ظلّه. قال معاوية: يوم لا ظل إلا ظله».

المنتخب من حديث أبي فاطمة عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

2081-[3/ 428] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبي موسى بن داود، حدّثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن أبي فاطمة الأزدي-أو الأسدي-قال:قال لي النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«يا أبا فاطمة، إن أردت أن تلقاني فأكثر السجود».

2082 -[422/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة،حدّثنا الحارث بن یزید، عن كثير الأعرج سمعت أبا فاطمة وهو معنا بذي الفواري يقول: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«يا أبا فاطمة،أكثر من السجود، فإنّه ليس من مسلم يسجد للّه تبارك وتعالى سجدة إلا رفعه اللّه تبارك وتعالى بها درجة».

زيادة في حديث عبد الرحمن بن شبل

2083-[ 3 /428] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام - يعني الدستوائي - قال: حدّثني يحيى بن أبي نمير، عن أبي راشد الحبراني،قال: قال عبد الرحمن بن شبل : سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول :

«اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به».

وقال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إنّ التجّار هم الفجّار، قال: قيل: يا رسول اللّه، أوليس قد أحلّ اللّه البيع ؟

ص: 245

قال:بلى، ولكنهم يحدّثون فيكذبون، ويحلفون ويأثمون».

قال : وقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إنّ الفسّاق هم أهل النار، قيل: يا رسول اللّه، ومن الفسّاق؟قال:النساء،قال رجل:يا رسول اللّه، أولسن أمهاتنا وأخواتنا وأزواجنا؟ قال: بلى، ولكنهم إذا أعطين لم يشكرن، وإذا ابتلين لم يصبرن».

المنتخب من حديث أبي لبابة بن عبد المنذر البدري

2084 -[430/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو قال: حدّثنا زهير - يعني ابن محمّد-عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري، عن أبي لبابة البدري بن عبد المنذر : أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«سيّد الأيام يوم الجمعة، وأعظمها عنده أعظم عند اللّه من يوم الفطر ويوم الأضحى، وفيه خمس خلال:خلق اللّه فيه آدم، وأهبط اللّه فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى اللّه آدم، وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئاً إلا أتاه اللّه تبارك وتعالى إيّاه ما لم يسأل حراماً، وفيه تقوم الساعة، ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا هنّ يشفقن من يوم الجمعة».

يقول شير محمّد:هذا الحديث أورده ابن بابويه في كتاب ( الخصال ) ، ورواه بإسناد آخر عن زهير إلى آخر السند والمتن، ولم يذكر كلمة ( وأعظمها عنده ).(1)

حديث عمرو بن الجموح

2085 - [430/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا الهيثم بن خارجة، قال عبد الرحمن:وسمعته أنا من الهيثم، حدّثنا رشدين بن سعد، عن عبد اللّه بن الوليد، عن أبي

ص: 246


1- الخصال: 315.

منصور مولى الأنصار، عن عمرو بن الجموح : أنّه سمع النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«لا يحق العبد حق صريح الإيمان حتّى يحب للّه تعالى ويبغض للّه، فإذا أحب للّه تبارك وتعالى وأبغض للّه تبارك وتعالى فقد استحق الولاء من للّه، وإنّ أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يُذكَرون بذكري وأذكَر بذكرهم.

حديث وفد عبد القيس

2086 -[431/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر ، حدّثنا محمد ابن عبد اللّه العمري، حدّثنا أبو سهل عوف بن أبي جميلة،عن زيد بن أبي القموص،عن وفد عبد القيس:أنّهم سمعوا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«اللهم اجعلنا من عبادك المنتخَبين الغر المحجّلين الوفد المتقبّلين، قال: فقالوا يا رسول اللّه، ما عباد اللّه المنتخَبون؟ قال: عباد اللّه الصالحون، قالوا: فما الغر المحجّلون؟ قال: الذين يبيضّ منهم مواضع الطهور، قالوا: فما الوفد المتقبّلون؟ قال: وفد يفدون من هذه الأمة مع نبيهم إلى ربّهم تبارك وتعالى».

المنتخب من حديث حكيم بن حزام

2087 - [3 /434] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري سمع عروة وسعيد بن المسيب يقولان: سمعنا حكيم بن حزام يقول:

«سألت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ قال: إنّ هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بحقه بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى».

2088-[3 /434] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا سعيد، عن قتادة ،عن أبي الخليل، عن عبد اللّه بن الحارث الهاشمي، عن حكيم بن حزام

ص: 247

قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«البّيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإن صدقا وبينا رزقا بركة بيعها، وإن كذبا وكتهما مُحق بركة بيعهما».

2089 -[3 /434] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي قال: حدّثنا ابن نمير، أنبأنا هشام، عن حكيم بن حزام قال: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«اليد العليا خير من اليد السفلى، وليبدأ أحدكم بمن يعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، ومن يستغن يغنه اللّه، ومن يستعفف يعفه اللّه، فقلت:

ومنك يا رسول اللّه؟ قال: ومني».

قال حكيم : قلت : لا تكون يدي تحت يد رجل من العرب أبداً.

2090 -[3 /434] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الشعيثي ،عن العباس بن عبد الرحمن المدني، عن حكيم بن حزام قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا تقام الحدود في المساجد، ولا يستقاد فيها».

المنتخب من حديث معاوية بن قرة

2091 -[3 /436] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا وهب، حدّثنا شعبة، معاوية بن قرة، عن أبيه عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«صيام ثلاثة أيام من الشهر صوم الدهر وإفطاره».

2092-[3 /436] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا وكيع، حدّثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه:

«أنّ رجلاً كان يأتي النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ومعه ابن له ، فقال له النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أتحبه ؟ فقال :

ص: 248

يا رسول اللّه، أحبك اللّه كما أحبه، ففقده النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال لي: ما فعل ابن فلان؟قالوا:يا رسول اللّه،مات، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)لأبيه: أما تحب أن لا تأتي باباً من أبواب الجنّة إلا وجدته ينتظرك؟ فقال الرجل: يا رسول اللّه، أله خاصة أم لكلنا؟ قال: بل لكلكم».

المنتخب من حديث مالك بن الحويرث

2093 -[436/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث قال:

«أتينا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ونحن شبيبة متقاربون، فأقمنا معه عشرين ليلة، قال: وكان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رحيماً رفيقاً، فظن أنّا قد اشتقنا أهلنا، فسألنا عمن تركنا في أهلنا؟ فأخبرناه، فقال: ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلّموهم، ومروهم إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، ثمّ ليؤمكم أكبركم.

2094 -[3 /436] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة قال:

«جاء أبو سليمان مالك بن الحويرث إلى مسجدنا، فقال: واللّه إني لأصلّي وما أريد الصلاة، ولكني أريد أن أريكم كيف رأيت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يصلّي، قال: فقعد في الركعة الأولى حين رفع رأسه من السجدة الأخيرة ثمّ قام».

2095 -[436/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبيدة - يعني الحداد - قال: حدّثنا أبان، قال العطار: عن بديل ،عن أبي عطية، عن مالك بن الحويرث قال:

«زارنا في مسجدنا،قال:فأقيمت الصلاة،فقالوا:آمنا رحمك اللّه،فقال:لا

ص: 249

يصلّي رجل منكم، قال: فلمّا قضى الصلاة قال: إنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قال : إذا زار رجل قوماً فلا يؤمهم، يؤمهم رجل منهم».

2096 - [3/ 437] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا سعيد ، عن قتادة ،عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث:

«إنّه رأى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يرفع يديه إذا أراد أن يركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، وإذا رفع رأسه من السجود حتّى يحاذي بهما فروع أذنيه».

يقول شير محمّد:ورواه قبل ذلك بسند آخر وفيه: «وإذا سجد وإذا رفع رأسه من سجوده» .(1)

المنتخب من حديث معاذ بن أنس الجهني

2097-[3/ 438] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة ،حدّثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) :

«أنّ رجلاً سأله فقال: أیّ الجهاد أعظم أجراً؟ قال: أكثرهم اللّه تبارك وتعالى ذكراً، قال: فأیّ الصائمين أعظم أجراً؟ قال: أكثرهم اللّه تبارك وتعالى ذكراً، ثمّ ذكر لنا الصلاة والزكاة والحجّ والصدقة، كل ذلك رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول : أكثرهم للّه تبارك وتعالى ذكراً، فقال أبو بكر رضي اللّه تعالى عنه لعمر رضي اللّه تعالى عنه: يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أجل».

2098 - [3/ 438] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه ، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أنّه قال :

ص: 250


1- مسند أحمد 436/3.

«من بنى بنياناً من غير ظلم ولا اعتداء، أو غرس غرساً في غير ظلم ولا اعتداء، كان له أجر جار ما انتفع به من خلق اللّه تبارك وتعالى».

2099 -[438/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، عن زبان ،عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أنه قال:

«من أعطى للّه تعالى، ومنع للّه تعالى، وأحب للّه تعالى، وأبغض للّه تعالى، وأنكح للّه تعالى فقد استكمل إيمانه».

2100 - [3/ 438] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، قال:حدّثنا زبان،عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنّه قال:

«أفضل الفضائل أن تصل من قطعك، وتعطي من منعك، وتصفح عمن شتمك».

2101 - [3 /439] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حسن، حدّثنا ابن طيعة، حدّثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أنّه قال:

«من قرأ أوّل سورة الكهف وآخرها كانت له نوراً من قدمه إلى رأسه، ومن قرأها كلها كانت له نوراً ما بين السماء إلى الأرض».

2102 - [439/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه ، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إنّه مرّ على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل، فقال لهم:اركبوها سالمة ودعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق، فربّ مركوبة خير من راكبها، وأكثر ذكراً للّه تبارك وتعالى منه».

2103 -[439/3] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا أبو عبد الرحمن،حدّثنا سعيد قال:حدّثني أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون،عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني،عن أبيه قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

ص: 251

«من ترك اللباس وهو يقدر عليه تواضعاً للّه تبارك وتعالى دعاه اللّه تبارك وتعالى يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتّى يخيّره في حلل الإيمان أيها شاء».

2104 - [439/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدّثنا سعيد قال:حدّثني أبو مرحوم،عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه:أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«من أكل طعاماً ثمّ قال: الحمد للّه الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ،غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه».

2105-[3 /440] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن غيلان، حدّثنا رشدين بن زبان، عن سهل، عن أبيه، عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أنّه قال :

«المسلم من سلم الناس من لسانه ويده».

2106 - [440/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى قال: حدّثنا رشدين ،عن زبان، عن سهل، عن أبيه، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إنّه قال:

«إنّ اللّه تبارك وتعالى عباداً لا يكلّمهم اللّه يوم القيامة ولا يزكّيهم ولا ينظر إليهم، قيل له: من أولئك يا رسول اللّه ؟ قال: متبر من والديه راغب عنها، ومتبر من ولده ،ورجل أنعم عليه قوم فيكفر نعمتهم وتبّرأ منهم.

2107 -[3 /440] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد اللّه بن يزيد، حدّثنا سعيد، حدّثنا أبو مرحوم، عن سهل بن معاذ، عن أبيه: أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه ،دعاه اللّه تبارك وتعالى على رؤوس الخلائق حتّى يخيّره من أیّ الحور شاء».

2108 - [440/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا زبان، عن سهل، عن أبيه، عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إنّه قال :

ص: 252

«من قال:سبحان اللّه العظيم نبت له غرس في الجنّة، ومن قرأ القرآن فأكمله وعمل بما فيه ألبس والديه يوم القيامة تاجاً لهو أحسن من ضوء الشمس في بيوت من بيوت الدنيا لو كانت فيه، فما ظنكم بالذي عمل به».

حديث رجل من أصحاب النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)

2109 -[441/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا معاوية بن عمرو وأبو سعيد قالا:حدّثنا زائدة قال: حدّثنا السائب بن حبيش الكلاعي، عن أبي الشماخ الأزدي، عن ابن عم له من أصحاب النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أتى معاوية فدخل عليه، فقال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول :

«من ولى أمراً من أمر الناس ثمّ أغلق بابه دون المسكين والمظلوم أو ذي الحاجة أغلق اللّه تبارك وتعالى دونه أبواب رحمته عند حاجته وفقره أفقر ما يكون إليها».

حديث مولى الرسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

2110 - [443/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عفان، حدّثنا أبان، حدّثنا يحيى بن أبي كثير، عن زيد ،عن أبي سلام ،عن مولى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«بخ بخ،خمس ما أثقلهنّ في الميزان: لا إله إلا اللّه، واللّه أكبر، وسبحان اللّه، والحمد للّه، والولد الصالح يتوفّى فيحتسبه والده،وقال:بخ بخ،لخمس من لقي اللّه مستيقناً بهن دخل الجنّة:يؤمن باللّه،واليوم الآخر،وبالجنّة والنار،والبعث بعد الموت والحساب».

يقول شير محمّد:هذا الحديث أورده ابن بابويه في كتاب ( الخصال )، ورواه بإسناد آخر عن أبي سلام الأسود عن أبي سالم راعي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إلى قوله : ويحتسب.(1)

ص: 253


1- الخصال 267 .

المنتخب من حديث عامر بن ربيعة

2111 -[3 /444] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا سكن بن نافع، حدّثنا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري قال: أخبرني عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، أنّ أباه أخبره:

«إنّه رأى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يصلّي في السبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت به».

2112 -[3 /444] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا عبد العزيز - يعني ابن محمّد الدراوردي-، عن محمّد بن زيد التيمي، عن عبد اللّه بن عامر، عن أبيه قال:

«مرّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بقبر فقال: ما هذا القبر؟ قالوا: قبر فلانة، قال: أفلا آذنتموني؟! قالوا:كنت نائماً فكرهنا أن نوقظك، قال: فلا تفعلوا، فادعوني لجنائزكم فصفّ عليها فصلّى».

2113 -[3 /445] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان وعبد الرحمن عن سفيان، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال:

«رأيت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ما لا أعد وما لا أحصي يستاك وهو صائم. وقال عبد الرحمن: ما لا أحصي يتسوك وهو صائم».

2114 -[3/ 445] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: أنبأنا شعبة وحجاج قال: حدّثني شعبة، عن عاصم بن عبيد اللّه قال: سمعت عبد اللّه بن عامر بن ربيعة يحدّث عن أبيه قال:

«سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يخطب يقول : من صلّى علیّ صلاة لم تزل الملائكة تصلّي عليه ما صلّى علیّ، فليقلّ عبد من ذلك أو ليكثر».

ص: 254

2115 -[3 /445] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر عن الزهري، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال:

«رأیت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يصلّي على ظهر راحلته النوافل في كل جهة».

2116 -[3 /446] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن شعبة، عن عاصم بن عبيد اللّه ، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«ما صلِى علیّ أحد صلاة إلا صلّت عليه الملائكة مادام يصلّي علیّ، فليقل عبد من ذلك أو ليكثر».

2117 -[446/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا شعيب بن حرب، حدّثنا شعبة قال: أنبأنا عاصم بن عبيد اللّه قال: سمعت عبد اللّه بن عامر بن ربيعة يحدّث عن أبيه - وكان بدرياً - عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«من صلّى علیّ صلاة... فذكره».

2118 -[446/3] حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني قال: حدّثني أبي رحمة اللّه عليه، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عامر ، عن أبيه:

«أنّ رجلاً من بني فزارة تزوج امرأة على نعلين، فأجازه النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)».

2119 - [446/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج قال : عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«تابعوا بين الحجّ والعمرة، فإنّ متابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد».

2120 - [3 /446] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر وحسن قالا : حدّثنا

ص: 255

شريك، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عامر - يعني ابن ربيعة - عن أبيه قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من مات وليست عليه طاعة مات ميتة جاهلية، فإن خلّعها من بعد عقدها في عنقه لقي اللّه تبارك وتعالى وليست له حجّة، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة لا تحلّ له فإنّ ثالثهما الشيطان إلا محرم، فإنّ الشيطان مع الواحد، وهو من الإثنين أبعد،

من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن».

قال حسن:بعد عقده إياها في عنقه.

يقول شير محمّد : هذا موافق لما رواه الكليني في كتاب الحجة في باب (من مات وليس له إمام من أئمة الهدى)، بعدّة أسانيد عن أبي عبد اللّه(علیه السلام)منها :عن الفضيل بن يسار قال: «ابتدأنا أبو عبد اللّه(علیه السلام)يوماً وقال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): من مات وليس عليه إمام فميتته ميتة جاهلية، فقلت: قال ذلك رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ فقال : إي واللّه قد قال ،قلت:فكل من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية؟! قال: نعم».

ورواه عن ابن أبي يعفور قال:«سألت أبا عبد اللّه(علیه السلام)عن قول رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : من مات

وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية، قال:قلت:ميتة كفر ؟ قال:ميتة ضلال، قلت:فمن مات اليوم وليس له أمام فميتته ميتة جاهلية؟ فقال: نعم».

ورواه عن الحارث بن المغيرة قال:«قلت لأبي عبد اللّه(علیه السلام):قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية؟ قال: نعم، قلت: جاهلية جهلاء، أو جاهلية لا يعرف إمامه؟ قال: جاهلية كفر ونفاق وضلال».(1)

ورواه في كتاب الإيمان والكفر في باب دعائم الإسلام بإسناد ذكره عن عيسى بن

ص: 256


1- الكافي: 376/1.

السري أبي اليسع قال:«قلت لأبي عبد اللّه : أخبرني بدعائم الإسلام... إلى أن قال: وقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ... إلى أن قال:والأرض لا تكون إلا بإمام، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ... الحديث».(1)

ورواه بإسناد آخر عن عيسى بن السري،وفيه : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية... إلى أن قال: إنّ الأرض لا تصلح إلا بإمام، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ... إلخ » .(2)

2121 -[3 /446] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا شريك، عن عاصم،عن أبيه،عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قال أسود:وربما ذكر شريك، عن عاصم، عن عبد اللّه بن عامر، عن أبيه قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«تابعوا بين الحجّ والعمرة، فإنّ متابعة بينهما تزيد في العمر والرزق، وتنفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد».

2122 - [3/ 447] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا أبي، عن عبد اللّه بن عيسى ،عن أمية بن هند بن سهل بن حنيف، عن عبد اللّه بن عامر قال:

«انطلق عامر بن ربيعة وسهل بن حنيف يريدان الغسل، قال: فانطلقا يلتمسان الخمر،قال: فوضع عامر جبة كانت عليه من صوف، فنظرت إليه فأصبته بعيني، فنزل الماء يغتسل، قال: فسمعت له في الماء قرقعة، فأتيته فناديته ثلاثاً فلم يجبني، فأتيت النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فأخبرته، قال: فجاء يمشي فخاض الماء كأنّي أنظر إلى بياض ساقيه، قال:فضرب صدره بيده ثمّ قال: اللهم أذهب عنه حرها وبردها ووصبها، قال: فقام، فقال رسول اللّه : إذا رأى أحدكم من أخيه أو من

ص: 257


1- الكافي: 19/2.
2- الكافي: 21/2.

نفسه أو من ماله ما يعجبه فليبر كه، فإنّ العين حق».(1)

2123 -[3/ 447] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي قال: حدّثنا حجاج، قال ابن جريج: حدّثني يحيى بن جرجة، عن ابن شهاب قال: حدّثني عبد اللّه بن عامر قال:

«رأى عامر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يصلّي على ظهر راحلته».

قال:حدّثنا يونس بن محمّد وسريج بن النعمان قالا: حدّثنا فليح، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عامر، عن أبيه قال: سريج بن ربيعة قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«العمرة إلى العمرة كفّارة لما بينهما من الذنوب والخطايا، والحجّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنّة».

حديث عبد اللّه بن عامر

2124 - [3/ 447] حدّثنا عبداللّه ،حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا الليث، عن محمّد بن عجلان، عن مولى لعبد اللّه بن عامر بن ربيعة العدوي، عن عبد اللّه بن عامر إنّه قال:

«أتانا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في بيتنا وأنا صبي، قال: فذهبت أخرج لألعب، فقالت أمي:يا عبد اللّه،تعال أعطك، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : وما أردت أن تعطيه؟ قالت: أعطيه تمراً، قال: فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أما إنك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة».

المنتخب من حديث سويد بن مقرن

2125 -[3/ 447] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن محمّد بن المنكدر قال:سمعت أبا شعبة يحدّث عن سويد بن مقرن:

«أنّ رجلاً لطم جارية لآل سويد بن مقرن،فقال له سويد: أما علمت أنّ الصورة محرّمة، لقد رأيتني سابع سبعة مع أخوتي وما لنا إلا خادم واحد، فلطمه أحدنا، فأمرنا

ص: 258


1- فليبر كه:أي يدعو له بالبركة.

النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أن نعتقه».

حديث مهران مولى لرسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)

2126 -[3/ 448] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن عطاء بن السائب قال:

«أتيت أم كلثوم ابنة علي بشيء من الصدقة، فردتها وقالت:حدّثني مولى للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقال له مهران: أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال: إنّا آل محمّد لا تحلّ لنا الصدقة،ومولى القوم منهم».

حديث رجل من أسلم

2127 -[3/ 448] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن رجل من أسلم:

«أنّه لُدغ، فذكر ذلك للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) : لو أنك قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات اللّه التامات من شر ما خلق، لم يضرك. قال سهيل: فكان أبي إذا لدغ أحد منّا يقول: قالها؟ فإن قالوا: نعم، قال: كأنّه يرى أنها لا تضره».

حديث أبي سعيد بن المعلى

2128 - [450/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة ،عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى قال:

«كنت أصلي، فمرّ بي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فدعاني فلم أنه حتّى صلّيت، ثمّ أتيته فقال: ما منعك أن تأتيني ؟ فقال: إنّي كنت أصلّي، قال: ألم يقل اللّه تبارك وتعالى:(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لا يُحييكُمْ)(1)، ثمّ قال: ألا

ص: 259


1- سورة الأنفال: 24 .

أعلّمكم أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟ قال: فذهب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ليخرج فذكّرته، فقال:(الحَمْدُ الله رَبِّ العالَمينَ ) ، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته».

حديث عبد الله بن حذافة

2129 -[450/3] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا عبد الرحمن،عن سفیان، عن عبد اللّه - يعني ابن أبي بكر - وسالم أبي النضر ، عن سليمان بن يسار ،عن عبد اللّه بن حذافة:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أمره أن ينادي في أيام التشريق: إنها أيام أكل وشرب».

المنتخب من حديث عبد الله بن رواحة

2130 - [451/3] [حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا سفيان، عن حميد الأعرج، عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عبد اللّه بن رواحة:

«إنّه قدم من سفر ليلاً فتعجل إلى امرأته ،فإذا في بيته مصباح، وإذا مع امرأته شيء، فأخذ السيف، فقالت امرأته:إليك إليك عني، فلانة تمشطني]، فأتى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فأخبره، فنهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً».(1)

المنتخب من حديث سهيل بن البيضاء

2131 -[451/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ، حدّثنا قتيبة بن سعيد قال:أنبأنا أبو بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم، عن سعيد بن الصلت، عن سهيل بن البيضاء قال:

ص: 260


1- ذكر هذا الحديث المؤلف في هامش النسخة باختصار ولذا جعلته بين معقوفتين.

«بينما نحن في سفر مع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) وأنا رديفه ، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): يا سهيل بن البيضاء ورفع صوته مرتين -أو ثلاثاً - كل ذلك يجيبه سهيل، فسمع الناس صوت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فظنوا أنّه يريدهم، فحبس من كان بين يديه ولحقه من كان خلفه، حتّى إذا اجتمعوا قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّه من شهد أن لا إله إلا اللّه حرمه الله على النار، وأوجب له الجنّة».

حديث رجل من الأنصار

2132 - [451/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر عن الزهري، عن عبد اللّه بن عبد اللّه، عن رجل من الأنصار:

«إنّه جاء بأمة سوداء وقال: يا رسول اللّه، إنّ علیّ رقبة مؤمنة، فإن كنت ترى هذه مؤمنة أعتقتها، فقال لها رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أتشهدين أن لا إله إلا اللّه؟ قالت: نعم، قال: أتشهدين أنّي رسول اللّه؟ قالت:نعم ،قال: أتؤمنين بالبعث بعد الموت؟ قالت: نعم، قال: أعتقها».

حديث الضحاك بن سفيان

2133 -[452/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب:

«أنّ عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه قال: ما أرى الدية إلا للعصبة؛ لأنهم يعقلون عنه، فهل سمع أحد منكم من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في ذلك شيئاً ؟ فقال الضحّاك بن سفيان الكلابي - وكان استعمله رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) على الأعراب-: كتب إلیّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أن أورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها، فأخذ بذلك عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه»(1)

ص: 261


1- عصبة الرجل:العصبة:الجماعة، وعند أئمة اللغة (قوم الرجل الذين يتعصبون له ) كأنه على حذف الزائد ،وقيل العصبة الأقارب من جهة الأب لأنهم يعصبونه ويعتصب بهم أي يحيطون به ويشتد هم.

2134 - [3 /452] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا سفيان قال: سمعته من الزهري، عن سعيد: أنّ عمر قال:

«الدية للعاقلة، ولا ترث المرأة من دية زوجها، حتّى أخبره الضحّاك بن سفيان الكلابي: أنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كتب إلیّ: أن أورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها فرجع عمر عن قوله».

2135 - [452/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الملك ،حدّثنا حماد بن زيد ،عن علي بن جدعان، عن الحسن، عن الضحّاك بن سفيان الكلابي : أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«يا ضحّاك، ما طعامك؟ قال: يا رسول اللّه، اللحم واللبن، قال: ثمّ يصير إلى ماذا؟ قال: إلى ما قد علمت، قال: فإنّ اللّه تبارك وتعالى ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلاً للدنياء».

المنتخب من حديث معمر بن عبد الله

2136 - [453/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن سعيد بن المسيب، عن معمر بن عبد اللّه بن نضلة القرشي قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«لا يحتكر إلا خاطئ».

يقول شير محمّد : ثمّ رواه بطريقين عن محمّد بن إسحاق، ورواه بطريق آخر عن سعيد بن المسيب.(1)

ص: 262


1- مسند أحمد: 453-454 .

المنتخب من حديث كعب بن مالك الأنصاري

2137-[454/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا وكيع قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن عبد اللّه بن سعد، عن ابن كعب بن مالك الأنصاري، عن أبيه وابن نمير ،عن هشام، عن عبد الرحمن، عن ابن سعد، عن ابن مالك، عن أبيه:

«أن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) الأكل طعاماً فلعق أصابعه».

2138-[456/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن بحر قال: حدّثنا عيسى بن يونس ،عن زكريا، عن محمّد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة:أنّ ابن كعب بن مالك حدّثه عن أبيه: أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«ماذئبان جائعان أرسلا في غنم أفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه».

2139 -[3 /460] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو اليمان قال: أنبأنا شعيب، عن الزهري قال: حدّثني عبد الرحمن بن عبد اللّه بن كعب بن مالك :

«أنّ كعب بن مالك حين أنزل اللّه تبارك وتعالى في الشعر ما أنزل ،أتى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فقال: إنّ اللّه تبارك وتعالى قد أنزل في الشعر ما قد علمت، وكيف ترى فيه؟ فقال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه».

2140 - [460/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يونس قال: حدّثنا أبو معشر، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه الأنصاري قال:

«دخل أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم على عمر بن الحكم بن ثوبان، فقال: يا أبا حفص، حدّثنا حديثاً عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ليس فيه اختلاف،قال:حدّثني كعب بن مالك قال:قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): من عاد مريضاً خاض في الرحمة، فإذا جلس عنده استنقع فيها، وقد استنقعتم إن شاء اللّه في الرحمة».

ص: 263

2141 - [461/3] [حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: فحدّثني معبد بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين أخو بني سلمة: أنّ أخاه عبيد اللّه بن كعب - وكان من أعلم الأنصار - حدّثه، أنّ أباه كعب بن مالك - وكان كعب ممن شهد العقبة وبايع رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بها - قال:

«خرجنا في حجّاج قومنا من المشركين،وقد صلّينا وفقهنا،ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيّدنا،فلمّا توجهنا لسفرنا وخرجنا من المدينة قال البراء لنا: يا هؤلاء، إنّي قد رأيت واللّه رؤيا، وإنّي واللّه ما أدري توافقوني عليه أم لا، قال: قلنا له: وما ذاك؟ قال: قد رأيت أن لا أدع هذه البنّية مني بظهر - يعني الكعبة-وأن أصلّي إليها، قال فقلنا : واللّه ما بلغنا أنّ نبينا يصلّي إلا إلى الشام، وما نريد أن نخالفه، فقال: إنّي أصلّي إليها، قال: فقلنا له: لكنّا لا نفعل، فكنّا إذا حضرت الصلاة صلّينا إلى الشام وصلّى إلى الكعبة، حتّى قدمنا مكة.

قال أخي:وقد كنّا عبنا عليه ما صنع ،وأبى إلا الإقامة عليه، فلمّا قدمنا مكة قال: يا ابن أخي انطلق إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فاسأله عمّا صنعت في سفري هذا، فإنه واللّه قد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي فيه، قال: فخرجنا نسأل عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وكنّا لا نعرفه لم نره قبل ذلك، فلقينا رجل من أهل مكة، فسألناه عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ؟

فقال:هل تعرفانه؟ قال: قلنا: لا، قال: فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه؟ قلنا: نعم، قال: وكنّا نعرف العباس ،كان لا يزال يقدم علينا تاجراً، قال: فإذا دخلتم المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس، قال: فدخلنا المسجد، فإذا العباس جالس ورسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) معه ،جالس، فسلمنا ثمّ جلسنا إليه، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)للعباس: هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل؟ قال: نعم، هذا البراء بن معرور سيّد قومه، وهذا كعب بن مالك، قال: فواللّه ما أنسى قول رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): الشاعر ؟ قال: نعم، قال: فقال البراء بن

ص: 264

معرور: يا نبي اللّه إنّي خرجت في سفري هذا وهداني اللّه للإسلام، فرأيت أن لا أجعل هذه البنيّة مني بظهر، فصلّيت إليها، وقد خالفني أصحابي في ذلك حتّى وقع في نفسي من ذلك شيء، فماذا ترى يا رسول اللّه ؟ قال : لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها.

قال: فرجع البراء إلى قبلة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فصلّى معنا إلى الشام، قال: وأهله يزعمون أنّه صلّى إلى الكعبة حتّى مات، وليس ذلك كما قالوا ،نحن أعلم به منهم.قال: وخرجنا إلى الحجّ، فواعدنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)العقبة من أوسط أيام التشريق،فلمّا فرغنا من الحجّ وكان الليلة التي وعدنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ومعنا عبد اللّه بن عمرو بن حرام أبو جابر سيّد من سادتنا،وكنّا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا ،فكلّمناه وقلنا له: يا أبا جابر، إنك سيّد من سادتنا، وشريف من أشرافنا، وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطباً للنار غداً، ثمّ دعوته إلى الإسلام وأخبرته بميعاد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فأسلم وشهد معنا العقبة، وكان نقيباً .

قال: فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا، حتّى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)نتسلل مستخفين تسلل القطا، حتّى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحن سبعون رجلاً ومعنا امرأتان من نسائهم نسيبة بنت كعب أم عمارة أحدى نساء بني مازن بن النجار وأسماء بنت عمرو بن عدي بن ثابت أحدى نساء بني سلمة وهي أم منيع.

قال:فاجتمعنا بالشعب ننتظر رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، حتّى جاءنا ومعه يومئذ عمه العباس بن عبد المطلب، وهو يومئذ على دين قومه،إلا أنّه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له، فلمّا جلسنا كان العباس بن عبد المطلب أوّل متكلم، فقال: يا معشر الخزرج -قال :وكانت العرب مما يسمّون هذا الحي من الأنصار الخزرج أوسها وخزرجها-، إنّ محمداً منّا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، وهو في عز من قومه

ص: 265

ومنعة في بلده.

قال:فقلنا:قد سمعنا ما قلت،فتكلّم يا رسول اللّه فخذ لنفسك ولربك ما أحببت،قال:فتكلّم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فتلا ودعا إلى اللّه ورغب في الإسلام، قال: أبا يعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم، قال: فأخذ البراء بن معرور بيده، ثمّ قال: نعم، والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا، فبايعنا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فنحن أهل الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابراً عن كابر.

قال: فاعترض القول والبراء يكلّم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهل، فقال:يا رسول اللّه، إنّ بيننا وبين الرجال حبالاً، وإنّا قاطعوها - يعني العهود - فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثمّ أظهرك اللّه أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟، قال: فتبسم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، ثمّ قال:بل الدم الدم،والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم،وأسالم من سالمتم.

وقد قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أخرجوا إلیّ منكم إثني عشر-نقيباً يكونون على قومهم فاخرجوا منهم اثني عشر نقيباً، منهم تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس».

وأما معبد بن كعب فحدّثني في حديثه عن أخيه، عن أبيه كعب بن مالك قال:

«كان أوّل من ضرب على يد رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)البراء بن معرور، ثمّ تتابع القوم، فلّما بايعنا رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)صرخ الشيطان من رأس العقبة بأبعد صوت سمعته قط:يا أهل الجباجب-والجباجب:المنازل - هل لكم في مذمّم والصباة معه قد أجمعوا على حربكم! وقال علي - يعني ابن إسحاق -:ما يقول عدو اللّه محمّد، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): هذا أذب العقبة ،هذا ابن أذيب، أسمع أي عدو اللّه، أما واللّه لأفرغنّ لك، ثمّ قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

ارفعوا إلى رحالكم.

قال: فقال له العباس بن عبادة بن نضلة:والذي بعثك بالحق، لئن شئت لتميلنّ على

ص: 266

أهل منى غدا بأسيافنا،قال:فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):لم أومر بذلك،قال: فرجعنا فنمنا حتّى أصبحنا، فلمّا أصبحنا غدت علينا جلة قريش حتّى جاؤونا في منازلنا، فقالوا: يا معشر الخزرج، إنّه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا، واللّه إنّه ما من العرب أحد أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينه منكم.

قال: فانبعث من هنالك من مشركي قومنا يحلفون لهم باللّه ما كان من هذا شيء، وما علمناه، وقد صدقوا، لم يعلموا ما كان منّا، قال : فبعضنا ينظر إلى بعض، قال: وقام القوم وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي وعليه نعلان جديدان، قال: فقلت كلمة كأنّي أريد أن أشرك القوم بها، فيما قال:ما تستطيع يا أبا جابر وأنت سيّد من سادتنا أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتى من قريش ؟ فسمعها الحارث، فخلعها ثمّ رمى بهما إلیّ، فقال: واللّه لتنتعلنهما،قال: يقول أبو جابر:أحفظت واللّه الفتى؟ فاردد عليه نعليه، قال:فقلت:واللّه لا أردهما، قال:واللّه صلح، واللّه لئن صدق الفال لأسلبنه، فهذا حديث كعب بن مالك من العقبة وما حضر منها » ] .(1)

المنتخب من حديث رافع بن خديج

2142 - [463/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال : أنبأنا يحيى ،عن محمّد ،بن يحيى بن حبان، عن رافع بن خديج قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«لا قطع في ثمر ولا كثر».(2)

2143 - [3 /464] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن يحيى بن حبان قال: سرق غلام لنعمان

ص: 267


1- ذكر هذا الحديث المؤلف في هامش النسخة باختصار، ولذا جعلته بين معقوفتين.
2- الكثر: شحم النخل-الجمار-.

الأنصاري نخلا صغارا، فرفع إلى مروان فأراد أن يقطعه، فقال رافع بن خدیج :قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«لا يقطع في الثمر، ولا في الكثر».

قال:قلت ليحيى ما الكثر؟ قال: الجمار.

2144 -[465/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعلى بن عبيد، حدّثنا محمّد- يعني ابن إسحاق - عن عاصم بن عمر ،عن رافع بن خدیج قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«العامل في الصدقة بالحق لوجه اللّه كالغازي في سبيل اللّه حتى يرجع إلى أهله».

المنتخب من حديث أبي بردة بن نيار

2145- [466/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا شريك، عن وائل، عن جميع بن عمير، عن خاله قال:

«سُئل النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن أفضل الكسب ؟ فقال : بيع مبرور، وعمل الرجل بيده».

حديث أبي سعيد بن أبي فضالة

2146 - [3 /466] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن بكر البرساني قال: أنبأنا عبد الحميد بن جعفر قال:أنبأنا أبي، عن زياد بن ميناء ،عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري - وكان من الصحابة - أنّه قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«إذا جمع اللّه الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه نادى مناد:من كان أشرك في عمل عمله اللّه تبارك وتعالى أحداً فليطلب ثوابه من عند غير اللّه ، فإنّ اللّه و أغنى الشركاء عن الشرك».

ص: 268

حديث سعيد بن حريث أخو عمرو بن حريث

2147 -[3/ 467] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم - يعني ابن مهاجر - عن عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث قال: حدّثني أخي سعيد بن حريث قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«من باع عقاراً كان قمنا أن لا يبارك له، إلا أن يجعله في مثله أو غيره».

المنتخب من حديث عبد الله اليشكري

2148 -[472/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا معمر ، عن أبي إسحاق، عن المغيرة، عن أبيه قال:

«انتهيت إلى رجل يحدّث قوماً، فجلست فقال : وُصف لي رسول اللّه وأنا بمني غادياً إلى عرفات،فذكر الحديث،فقلت: يا رسول اللّه، خبّرني بعمل يقرّبني من الجنّة ويباعدني من النار، قال: تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحجّ البيت، وتصوم رمضان، وتحب للناس ما تحب أن يؤتى إليك، وتكره لهم ما تكره أن يؤتى إليك، خل عن وجوه الركاب».

المنتخب من حديث مالك بن نضلة أبي الأحوص

2149 -[3 /473] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،حدّثنا عبيدة بن حميد أبو عبد الرحمن التيمي قال: حدّثنا أبوالزعراء،عن أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن نضلة قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«الأيدي ثلاثة: فيد اللّه العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى، فأعط الفضل ولا تعجز عن نفسك».

ص: 269

2150 -[3 /473] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا بهز بن أسد قال: حدّثنا حماد بن سلمة قال:أنبأنا عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص:

«أنّ أباه أتى النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وهو أشعث سيء الهيئة، فقال له رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): أما

لك مال؟ قال: من كل المال قد أتاني اللّه ، قال : فإنّ اللّه إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن ترى عليه».

حديث رجل

2151- [3 / 474] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى قال:حدّثنا حماد بن سلمة،عن عطاء بن السائب، عن زاذان أبي عمرو قال: حدّثني من سمع النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول :

«من لقن عند الموت لا إله إلا اللّه دخل الجنّة».

حديث معقل بن سنان

2152 - [474/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو الجواب، حدّثنا عمّار ابن رزيق، عن عطاء بن السائب قال: حدّثني نفر من أهل البصرة منهم الحسن، عن معقل بن سنان الأشجعي أنّه قال:

«مرّ علىّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وأنا أحتجم في ثمان عشرة ليلة خلت من شهر رمضان فقال: أفطر الحاجم والمحجوم».(1)

ص: 270


1- انظر في شرحه نيل الأوطار: 275/4-280. وفي وسائل الشيعة ج 10 ص 79 : أحمد بن يحيى ابن زكريا، عن بكر بن عبد اللّه بن حبيب، عن تميم بن هلول، عن أبي معاوية عن سليمان بن مهران ،عن عباية بن ربعي - في حديث- قال: سألت ابن عباس عن معنى قول النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) حين رأى من يحتجم في شهر رمضان:أفطر الحاجم والمحجوم، فقال: لأنهما تسابا وكذبا-في سبهما-على النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ، لا للحجامة.

حديث أبي عبس

2153 - [3 /479] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت يزيد بن أبي مريم قال:

«لحقني عباية بن رافع بن خديج وأنا رائح إلى المسجد إلى الجمعة ماشياً وهو راكب قال: أبشر ، فإنّي سمعت أبا عبس يقول: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):من اغبّرت قدماه في سبيل اللّه لك حرّمها اللّه على النار.

حديث رجل

2154 - [480/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا زائدة قال: حدّثنا السائب بن حبيش، عن أبي الشماخ الأزدي، عن ابن عم له من أصحاب النبي الله :

«إنّه أتى معاوية فدخل عليه وقال:سمعت رسول اللّه يقول:من ولى من أمر الناس ثمّ أغلق بابه دون المسكين أو المظلوم أو ذي الحاجة أغلق اللّه دونه أبواب رحمته عند حاجته وفقره أفقر ما يكون إليها».

المنتخب من حديث معقل بن سنان الأشجعي

2155 - [3 /480] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة قال:

«أتى عبد اللّه في امرأة تزوجها رجل ثمّ مات عنها ولم يفرض لها صداقاً ولم يكن دخل بها، قال: فاختلفوا إليه، فقال: أرى لها مثل صداق نسائها ولها الميراث وعليها العدة،فشهد معقل بن سنان الأشجعي أن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) قضى في بروع ابنة واشق

ص: 271

بمثل ما قضى».(1)

حديث عمرو بن شاس الأسلمي

2156 - [483/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم ،حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن الفضل بن معقل بن يسار، عن عبد اللّه بن نيار الأسلمي، عن عمرو بن شاس الأسلمي قال:-وكان من أصحاب الحديبية - قال:

«خرجت مع علي إلى اليمن ،فجفاني في سفري ذلك حتّى وجدت في نفسي عليه، فلمّا قدمت أظهرت شكايته في المسجد،حتّى بلغ ذلك (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)،فدخلت المسجد ذات غدوة ورسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في ناس من أصحابه، فلمّا رآني أبدني عينيه - يقول: حدد إلیّ النظر - حتّى إذا جلست قال: يا عمرو واللّه لقد آذيتني ،قلت: أعوذ باللّه أن أوذيك يا رسول اللّه؟ قال: بلى، من آذى علياً فقد آذاني».

يقول شير محمۀد : أورد هذا الحديث في كتاب فضائله أيضاً .(2)

حديث أبي عبيد

2157 - [3 / 484] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا أبان العطار، حدّثنا قتادة ،عن شهر بن حوشب، عن أبي عبيد:

«إنّه طبخ الرسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قدرا فيها لحم ، فقال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم): ناولني

ذراعها ،فناولته ،فقال: ناولني ذراعها، فناولته ،فقال: ناولني ذراعها، فقلت: يا

ص: 272


1- بروع ابنة واشق:امرأة من بني رؤاس من بني عامر بن رؤاس بن صعصعة.
2- فضائل علي بن أبي طالب: 69 ح 105 .

نبي اللّه ، كم للشاة من ذراع ؟! قال: والذي نفسي بيده لو سكت لأعطتك ذراعاً ما دعوت به».

المنتخب من حديث الهرماس بن زياد

2158 -[3/ 485] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد اللّه بن عمران بن علي-أبو محمّد من أهل الرمي وكان أصله أصبهانياً - قال : حدّثنا يحيى بن الضريس قال: حدّثنا عكرمة بن عمار، عن هرماس قال :

«كنت ردف أبي فرأيت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) على بعير وهو يقول: لبيك بحجّة وعمرة معاً».

حديث الحارث بن عمرو

2159 - [3/ 485] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا يحيى بن زرارة السهمي قال: حدّثني أبي، عن جدي الحارث بن عمرو:

«إنه لقى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في حجّة الوداع ، فقلت:بأبي أنت يا رسول اللّه،استغفر لي،قال:غفر اللّه لكم،قال:وهو على ناقته العضباء، قال: فاستدرت له من الشق الآخر أرجوا أن يخصني دون القوم،فقلت:استغفر لي،قال: غفر اللّه لكم، قال رجل: يا رسول اللّه،الفرائع والعتائر،قال: من شاء فرع ومن شاء لم يفرع، ومن شاء عتر ومن شاء لم يعتر ،في الغنم أضحية، ثمّ قال: ألا إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذاء».

وقال عفان مرة: حدّثني يحيى بن زرارة السهمي قال: حدّثني أبي عن جده الحارث.(1)

ص: 273


1- الفرائع والعتائر : الفرعة بفتح الراء والفرع أوّل ما تلده الناقة كانوا يذبحونه لآلهتهم، فنهى المسلمون عنه، وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإسلام، والعتيرة: شاة تذبح في رجب.

المنتخب من حديث سهل بن حنيف

2160 - [3/ 485] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي قال حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال : أنبأنا محمد بن إسحاق قال: حدّثني سعيد بن عبيد بن السباق، عن أبيه، عن سهل بن حنيف قال:

«كنت ألقى من المذي شدة، فكنت أكثر الإغتسال منه، فسألت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن ذلك، فقال: إنما يجزئك منه الوضوء فقلت: كيف بما يصيب ثوبي ؟ فقال: يكفيك أن تأخذ كفاً من ماء فتمسح بها من ثوبك حيث ترى أنه أصاب».

2161 - [3/ 485] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يعلى بن عبيد، عن عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت قال:

«أتيت أبا وائل في مسجد أهله أسأله عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي بالنهروان فيما استجابوا له؟ وفيها فارقوه؟ وفيما استحلّ قتالهم؟ قال: كنّا بصفين، فلمّا استحر القتل بأهل الشام اعتصموا بتل، فقال عمرو بن العاص لمعاوية : أرسل إلى علي بمصحف وادعه إلى كتاب اللّه، فإنّه لن يأبى عليك، فجاء به رجل،فقال:بيننا وبينكم كتاب اللّه(المْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَونَ إِلَى كِتَابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُم ثُمَّ يَتَوَلَّى ثم يتولى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ )(1) فقال علي : نعم، أنا أولى بذلك، بيننا وبينكم كتاب اللّه، قال: فجاءته الخوارج - ونحن ندعوهم يومئذ القرّاء - وسيوفهم على عواتقهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما ننتظر بهؤلاء القوم الذين على التل ألا نمشي إليهم بسيوفنا حتّى يحكم اللّه بيننا وبينهم؟

ص: 274


1- سورة آل عمران: 23.

فتكلّم سهل بن حنيف فقال:يا أيها الناس، اتهموا أنفسكم، فلقد رأيتنا يوم الحديبية - يعني الصلح الذي كان بين رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) و بين المشركين - ولو نرى قتالاً لقاتلنا، فجاء عمر إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فقال: يا رسول اللّه، ألسنا على الحق وهم على باطل؟ أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولمّا يحكم اللّه بيننا وبينهم ؟ فقال : يا ابن الخطاب،إنّي رسول اللّه ولن يضيّعني أبداً.

قال :فرجع وهو متغيظ ، فلم يصبر حتّى أتى أبا بكر،فقال:يا أبا بكر،ألسنا على حق وهم على باطل؟ أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النار ؟ قال:بلى، قال: فقيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولمّا يحكم اللّه بيننا وبينهم ؟ فقال : يا ابن الخطاب إنّه رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ولن يضيّعه أبداً، قال: فنزلت سورة الفتح، قال: فأرسلني رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إلى عمر فأقرأها إيۀاه، قال: يا رسول اللۀه، وفتح هو ؟ قال : نعم».

2162 - [3 / 486] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا حرام بن إسماعيل العامري، عن أبي إسحاق الشيباني، عن يسير بن عمرو قال:

«دخلت على سهل بن حنيف، فقلت: حدّثني ما سمعت من رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال في الحرورية؟ قال: أحدّثك ما سمعت لا أزيدك عليه، سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يذكر قوماً يخرجون من ها هنا - وأشار بيده نحو العراق - يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، قلت: هل ذكر لهم علامة؟ قال:هذا ما سمعت ،لا أزيدك عليه».

2163 - [3/ 487] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا إسحاق بن عيسى، حدّثني مجمع بن يعقوب الأنصاري بقباء قال: حدّثني محمّد بن الكرماني قال : سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يقول: قال أبي : قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من خرج حتّى يأتي هذا المسجد - يعني مسجد قباء - فيصلّي فيه كان كعدل عمرة».

ص: 275

2164 - [3/ 487] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي قال: حدّثنا روح وعبد الرزاق قال: أنبأنا ابن جريج قال:حدّثني عبد الكريم بن أبي المخارق: أنّ الوليد بن مالك بن عبد القيس أخبره ، وقال عبد الرزاق من عبد القيس: أنّ محمّد بن قيس مولى سهل بن حنيف من بني ساعدة أخبره:أنّ سهلاً أخبره:

«أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بعثه قال: أنت رسولي إلى أهل مكة، قل: إنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أرسلني يقرأ عليكم السلام ويأمركم بثلاث: لا تحلفوا بغير اللّه، وإذا تخليتم فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولا تستنجوا بعظم ولا ببعرة».

2165 - [3/ 487] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي قال: حدّثنا حسن بن موسى قال:حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، عن النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أنّه قال:

«من أذل عنده مؤمن فلم ينصر ، وهو قادر على أن ينصره أذله اللّه على رؤوس الخلائق يوم القيامة».

2166 - [3/ 487] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي قال: حدّثنا زكريا بن عدي قال: أنبأنا عبيد اللّه بن عمرو عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن عبد اللّه بن سهل بن حنيف، عن أبيه قال: قال رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«من أعان مجاهداً في سبيل اللّه أو غارماً في عسرته أو مكاتباً في رقبته أظله اللّه في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه».

المنتخب من حديث أبي عمير

2167 - [489/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا معروف-يعني ابن واصل-قال : حدّثتني حفصة ابنة طلق امرأة من الحي سنة تسعين، عن أبي عمير قال:

ص: 276

«كنّا جلوساً عند رسول اللّه يوماً، فجاء رجل بطبق عليه تمر، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم): ما هذا؟ أصدقة أم هدية؟ قال: صدقة، قال: فقدّمه إلى القوم، وحسن صلوات اللّه عليه وسلامه يتعفر بين يديه، فأخذ الصبي تمرة فجعلها في فيه، فأدخل النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أصبعه في في الصبي فنزع التمرة فقذف بها، ثمّ قال: إنّا آل محمّد لا تحلّ لنا الصدقة».

فقلت لمعروف:أبو عمير جدك؟ قال: جد أبي.

المنتخب من حديث واثلة بن الأسقع من الشاميين

2168 - [490/3]حدّثني عبد اللّه،حدّثني أبي قال:حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس قال:حدّثني محمّد بن حرب الخولاني قال: حدّثني عمر بن رؤبة التغلبي، عن عبد الواحد بن عبد اللّه النصري، عن واثلة بن الأسقع الليثي قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم):

«المرأة تحوز ثلاث مواريث:عتيقها، ولقيطها، وولدها الذي لا عنت عليه».

2169 - [3 / 490] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي قال: حدّثنا عتاب قال: حدّثنا عبد اللّه بن المبارك قال: أنبأنا ابن لهيعة قال: حدّثني يزيد - يعني ابن حبيب - : أنّ ربيعة بن يزيد الدمشقي أخبره عن واثلة -يعني ابن الأسقع - قال:

«كنت من أهل الصفة، فدعا رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يوماً بقرص، فكسره في القصعة وصنع فيها ماء سخناً، ثمّ صنع فيها ودكاً، ثمّ سفسفها(1)، ثمّ لبّقها، ثمّ صعنبها،ثمّ قال:اذهب فائتني بعشرة أنت عاشرهم،فجئت بهم،فقال: كلوا، وكلوا من أسفلها ولا تأكلوا من أعلاها، فإنّ البركة تنزل من أعلاها، فأكلوا منها حتى شبعوا».(2)

ص: 277


1- كذا وفي المصادر الحديثية واللغوية: (ثمّ صنع فيها ودكا، ثمّ سعسعها )
2- الودك : دسم اللحم ودهنه الذي يستخرج منه، سفسفها:رواها بالسمن، لبقها: جمعها بالمقدمة وهي المغرفة، صعنبها: رفع صومعتها وحدد رأسها.

2170 - [3 / 491] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا الوليد بن مسلم قال: حدّثني الوليد بن سليمان - يعني ابن أبي السائب - قال: حدّثني حبان أبو النضر قال:

«دخلت مع وائلة بن الأسقع على أبي الأسود الجرشي في مرضه الذي مات فيه، فسلّم عليه وجلس. قال: فأخذ أبو الأسود يمين وائلة فمسح بها على عينيه ووجهه لبيعته بها رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال له وائلة:واحدة أسألك عنها ؟ قال: وما هي؟ قال: كيف ظنك برّبك؟ قال: فقال أبو الأسود - وأشار برأسه أي حسن - قال واثلة:أبشر، إنّي سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول : قال اللّه : أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء».

2171- [491/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا الحكم بن نافع قال : حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي شبيبة يحيى بن يزيد،عن عبد الوهاب المكي، عن عبد الواحد بن عبد اللّه النضري، عن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

«المسلم على المسلم حرام، دمه، وعرضه، وماله، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، والتقوى ها هنا - وأومأ بيده إلى القلب - قال : وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم».

المنتخب من حديث ربيعة بن عباد الديلي

2172 - [492/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سليمان الضبي داود بن عمرو بن زهير المسيبي قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه ريالعن ربيعة بن عباد الديلي - وكان جاهلياً أسلم - فقال:

«رأيت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بصر عيني بسوق ذي المجاز يقول:يا أيها الناس،قولوا:لا إله إلا اللّه تفلحوا، ويدخل في فجاجها والناس متقصّفون عليه، فما رأيت أحداً يقول شيئاً، وهو لا يسكت، يقول: أيها الناس قولوا لا إله إلا اللّه تفلحوا، إلا أنّ وراءه رجلاً

ص: 278

أحول وضيء الوجه ذا غديرتين يقول: إنّه صابي كاذب، فقلت: من هذا؟ قالوا: محمّد بن عبد اللّه، وهو يذكر النبوة، قلت: من هذا الذي يكذّبه؟ قالوا: عمه أبو لهب، قلت: إنّك كنت يومئذ صغيراً، قال: لا واللّه إنّي يومئذ لأعقل».

يقول شير محمّدالهمداني:منتخب هذه الأحاديث:روى أحمد بن حنبل هذا الحديث بعدّة أسانيد عن ربيعة بن عباد الديلي .(1)

المنتخب من باقي حديث محمد بن مسلمة

2173 - [493/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا زيد بن هارون قال:أنبأنا الحجاج بن أرطاة،عن محمّد بن سليمان بن أبي حثمة، عن سهل بن أبي حثمة قال:

«رأيت محمّد بن مسلمة يطارد امرأة ببصره، فقلت: تنظر إليها وأنت من

أصحاب محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)؟ ! فقال : إنّي سمعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول : إذا ألقى اللّه في قلب امرئ خطبة لامرأة فلا بأس أن ينظر إليها».

2174 - [3 / 493] حدّثنا عبد اللّه، حدثني أبي ،[حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي بردة قال : ]... إلى أن قال: فقال - يعني محمّد بن مسلمة - : إنّ رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قال :

«إنّه ستكون فتنة وفرقة واختلاف... الحديث».(2)

حديث شداد بن الهاد

2175 - [493/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي قال: حدّثنا يزيد قال: أنبأنا جريج بن حازم، عن محمّد بن أبي يعقوب، عن عبد اللّه بن شداد، عن أبيه قال:

ص: 279


1- مسند أحمد: 492/3-493.
2- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل.

«خرج علينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) في إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر وهو حامل الحسن أو الحسين، فتقدم النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)فوضعه، ثمّ كبّر للصلاة فصلّي، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها،فقال:إنّي رفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)وهو ساجد، فرجعت في سجودي، فلما قضى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)الصلاة قال الناس : يا رسول اللّه، إنّك سجدت بين ظهراني صلاتك هذه سجدة قد أطلتها، فظننا أنّه قد حدث أمر ، أو أنّه قد يوحى إليك، قال: فكل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتّى يقضي حاجته».

المنتخب من حديث حمزة بن عمرو الأسلمي

2176 - [3 / 494] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن سليمان بن يسار ، عن حمزة بن عمرو الأسلمي:

«أنّه سأل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)عن الصوم في السفر؟ فقال: إن شئت صمت، وإن شئت أفطرت».

2177 - [3 / 494] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن سليمان بن يسار، عن حمزة بن عمر و الأسلمي :

«أنّه رأى رجلاً على جمل يتبع رحال الناس بمنى، ونبي اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)شاهد، والرجل يقول : لا تصوموا هذه الأيام، فإنّها أيام أكل وشرب ،قال قتادة : فذكر لنا أنّ ذلك المنادي كان بلالاً».

حديث عليم عن عبس

2178 - [3 / 494] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، [حدّثنا يزيد بن هارون قال: حدّثنا شريك بن عبد اللّه، عن عثمان بن عمير، عن زاذان أبي ،عمر عن عليم قال : ] ... إلى أن قال: إنّي سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول:

ص: 280

«بادروا بالموت ستاً: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفافاً بالدم، وقطيعة الرحم، ونشوا يتخذون القرآن مزامير يقدّمونه يغنّيهم وإن كان أقل منهم فقها».(1)

حديث شقران مولى رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم):

2179 - [3/ 495] حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا مسلم بن خالد، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن شقران مولى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)قال :

«رأيته - يعني النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)- متوجهاً إلى خيير على حمار يصلّي عليه يومئ إيماء».

المنتخب من حديث عبد اللّه بن أنيس

2180 - [3 / 495] حدّثنا عبد اللّه ،حدّثني أبي... إلى أن قال: عن عبد اللّه بن أنيس الجهني قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إنّ من أكبر الكبائر الشرك باللّه،وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، وما حلف حالف باللّه يميناً صبراً فأدخل فيها مثل جناح بعوضة إلا جعله اللّه نكتة في قلبه إلى يوم القيامة».

2181 - [3/ 495] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي [قال : حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي، عن ابن اسحاق قال: حدّثني معاذ بن عبد اللّه بن خبيب الجهني، عن أخيه عبد اللّه بن عبد اللّه بن حبيب قال : ]... إلى أن قال:

«جلس معنا عبد اللّه بن أنيس صاحب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)في مجلسه في مجلس جهينة،

ص: 281


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل.

قال:في رمضان،قال:فقلنا له: يا أبا يحيى،سمعت من رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)في هذه الليلة المباركة من شيء ؟ فقال: نعم، جلسنا مع رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)في آخر هذا الشهر، فقلنا له: يا رسول اللّه ،متى نلتمس هذه الليلة المباركة؟ قال: التمسوها هذه الليلة، وقال: وذلك مساء ليلة ثلاث وعشرين، فقال له رجل من القوم: وهي إذاً يا رسول اللّه أوّل ثمان، قال: فقال رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّها ليست بأوّل ثمان، ولكنّها أول السبع، إنّ الشهر لا يتم».(1)

المنتخب من حديث أبي أسيد الساعدي

2182 - [3/ 497] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا سفيان، عن عبد اللّه بن عيسى قال: حدّثني عطاء-رجل كان يكون بالساحل-عن أبي أسيد أو أسيد بن ثابت، حدّثنا سفيان: أنّ النبي(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)قال:

«كلو الزيت، وادهنوا بالزيت، فإنّه من شجرة مباركة».

يقول شير محمّد:ثمّ رواه بطريق آخر، وفيه: «كلو الزيت وادهنوا به... إلخ.(2)

2183 - [3/ 497] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي ،حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا سليمان بن بلال بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري قال: سمعت أبا حميد وأبا أسيد يقولان: قال رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم):

«إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لنا أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك».

حديث رجل عن النبي(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)

2184 - [500/3] حدّثنا عبد اللّه،حدّثني أبي،[حدّثنا أبو اليمان قال:أنبأنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عبد اللّه بن كعب بن مال الأنصاري - وهو أحد

ص: 282


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل.
2- مسند احمد: 497/3.

الثلاثة الذين تيبّ عليهم- أنه أخبره بعض أصحاب النبي(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم):

«أن النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)تخرج يوماً عاصباً رأسه، فقال في خطبته:أما بعد يا معشر المهاجرين، فإنّكم قد أصبحتم تزيدون وأصبحت الأنصار لا تزيد على هيئتها التي هي عليها اليوم، وإنّ الأنصار عيبتي التي آويت إليها، فأكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيتهم».(1)

حديث خادم النبي(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)

2185 - [3 / 500] حدّثنا عبد اللّه حدّثني أبي، [حدّثنا عفان، حدّثنا خالد - يعنى الواسطي - قال: حدّثنا عمرو بن يحيى الأنصاري، عن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم ]: عن خادم للنبي(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) رجل أو امرأة - قال:

«كان النبي(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)مما يقول للخادم : ألك حاجة؟ قال: حتّى كان ذات يوم، فقال: يا رسول اللّه حاجتي، قال: وما حاجتك؟ قال: حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة، قال: ومن دلّك على هذا؟ قال: ربّي، قال: أما لا(2)، فأعني بكثرة السجوده».(3)

حديث أبي لبابة عبد المنذر بن عبد المنذر

2186 - [502/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا ابن جريج ،حدّثني ابن شهاب: أنّ الحسين بن السائب بن أبي لبابة أخبره:

«أنّ أبا لبابة عبد المنذر لمّا تاب اللّه عليه قال: يا رسول اللّه، إنّ من توبتي إلى اللّه أن أهجر دار قومي وأساكنك، وأن أنخلع من مالي صدقة اللّه ولرسوله ، فقال

ص: 283


1- ما بين المعقوفتين ليس في الاصل.
2- كذا وفي فيض القدير : ( أما لا بد ) .
3- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل.

رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): يجزئ عنك الثلث».

المنتخب من حديث زينب امرأة عبد الله

2187 -[502/3] حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عمرو بن الحارث، عن زينب أمرأة عبد اللّه انّها قالت:

«قال رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)للنساء: تصدّقنّ ولو من حليكنّ، قالت:فكان عبد اللّه خفيف ذات اليد، فقال له: أيسعني أن أضع صدقتي فيك وفي بني أخي-أو بني أخ لي-يتامى؟فقال عبد اللّه:سلي عن ذلك النبي(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ، قالت: فأتيت النبي(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)، فإذا على بابه امرأة من الأنصار يقال لها زينب تسأل عمّا أسأل عنه، فخرج إلينا بلال، فقلنا: انطلق إلى رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)فسله عن ذلك، ولا تخبر من نحن، فانطلق إلى رسول اللّه؟ فقال:من هما ؟فقال:زينب، فقال: أیّ الزيانب؟ فقال: زينب امرأة عبد اللّه، وزينب الأنصارية، فقال: نعم، لهما أجران :أجر القرابة، وأجر الصدقة».

حديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص

2188 - [503/3] حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا ابن فضيل، عن يزيد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه قالت:

«رأيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) يرمي جمرة العقبة في بطن الوادي يوم النحر وهو يقول: يا أيها الناس لا يقتل بعضكم، ولا يصيب بعضكم، إذا رميتم الجمرة فارموها بمثل حصى الخذف، فرمى بسبع ولم يقف، وخلفه رجل يستره، قلت: من هذا؟ قالوا: الفضل بن العباس».

ص: 284

2189-[503/3]حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر ،عن يزيد بن أبي زياد ،عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه-وكانت بايعت النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)- فقالت:

«سمعت رسول اللّه(صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)يقول وهو يرمي الجمرة من بطن الوادي وهو يقول: يا أيها الناس، لا يقتل بعضكم بعضاً، وإذا رأيتم الجمرة فارموها بمثل حصی الخذف».

يقول شير محمّد:ورواه بطريق آخر ،وفيه عن أمه ،عنه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)، أنّها سمعته يقول عند جمرة العقبة: «يا أيها الناس لا تقتلوا أنفسكم وارموا الجمرة -أو الجمرات- بمثل حصى الخذف».(1)

يقول الفقير إلى اللِه الغني شير محمِد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذا آخر ما انتخبته من الجزء الثالث من الطبعة الأولى من مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني المروزي وليعلم أنّ أحاديث كثيرة مما انتخبتها قد رواها أبو عبد اللّه أحمد بطريقين أو أزيد، واتفق لي الفراغ بعون اللّه في الرابع عشر من شهر جمادي الآخرة من سنة ذف 1382 من الهجرة المقدسة بمشهد سيّدي ومولاي أمير المؤمنين حقاً علي بن أبي طالب عليه وعلى من يحبه أفضل الصلاة والسلام.

ص: 285


1- مسند أحمد: 503/3.

ص: 286

فهرس الكتاب

ص: 287

ص: 288

فهرس الكتاب

مقدمة...3

المنتخب من مسند أبي سعيد الخدري...5

المنتخب من مسند أنس بن مالك...65

المنتخب من مسند جابر بن عبد اللّه رضي اللّه تعالى عنه...145

مسند المكيين...223

المنتخب من مسند صفوان بن أمية العجمي...223

المنتخب من مسند حكيم بن حزام...225

المنتخب من حديث سبرة بن معبد...226

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن أبزي الخزا...227

المنتخب من حديث نافع بن عبد الحارث...228

المنتخب من أحاديث أبي محذورة...228

المنتخب من أحاديث عثمان بن طلحة ...229

حديث عبد اللّه بن حبشي...230

المنتخب من حديث جد إسماعيل بن أمية ...230

ص: 289

المنتخب من أحاديث قدامة بن عبد اللّه بن عمّار ...231

المنتخب من أحاديث سفيان بن عبد اللّه الثقفي...231

حديث رجل أدرك النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...231

المنتخب من حديث بشر بن سحیم...232

حديث الأسود بن خلف...232

حديث صخر الغامدي...233

حديث ابن عابس...233

حديث أبي عمرة الأنصاري...234

المنتخب من حديث محمد بن حاطب الجمحي...234

حديث ابن أبي زيد...235

حديث أبي سليط البدري....235

حديث ابن عبس...236

المنتخب من أحاديث مجمع بن جارية...236

المنتخب من حديث قيس بن سعد بن عبادة...237

المنتخب من حديث وهب بن حذيفة...238

حديث عمرو بن يثربي...238

حديث عمرو بن أم مكتوم...239

حديث عبد اللّه الزرقي ويقال عبيد بن رفاعة ...239

المنتخب من حديث جد أبي الأشد السلمي..240

حديث أبي الجعد الضمري...241

ص: 290

حديث رجل عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...241

المنتخب من حديث السائب بن عبد اللّه...242

حديث السائب بن خبّاب...244

حديث عمرو بن الأحوص...244

المنتخب من حديث أبي اليسر الأنصاري كعب بن عمرو...244

المنتخب من حديث أبي فاطمة عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...245

زيادة في حديث عبد الرحمن بن شبل...245

المنتخب من حديث أبي لبابة بن عبد المنذر البدري...246

حديث عمرو بن الجموح...246

حديث وفد عبد القيس...247

المنتخب من حديث حكيم بن حزام...247

المنتخب من حديث معاوية بن قرة ...248

المنتخب من حديث مالك بن الحويرث...249

المنتخب من حديث معاذ بن أنس الجهني...250

حديث رجل من أصحاب النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...253

حدیث مولى لرسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...253

المنتخب من حديث عامر بن ربيعة...254

حديث عبد اللّه بن عامر...258

المنتخب من حديث سويد بن مقرن...258

حدیث مهران مولى لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...259

ص: 291

حديث رجل من أسلم...259

حديث أبي سعيد بن المعلى...259

حديث عبد اللّه بن حذافة...260

المنتخب من حديث عبد اللّه بن رواحة...260

المنتخب من حديث سهيل بن البيضاء...260

حديث رجل من الأنصار ...261

حديث الضحاك بن سفيان...261

المنتخب من حديث معمر بن عبد اللّه...262

المنتخب من حديث كعب بن مالك الأنصاري...263

المنتخب من حديث رافع بن خديج...267

المنتخب من حديث أبي بردة بن نيار...268

حديث أبي سعيد بن أبي فضالة.268

حديث سعيد بن حريث أخو عمرو بن حريث...269

المنتخب من حديث عبد اللّه اليشكري...269

المنتخب من حديث مالك بن نضلة أبي الأحوص...269

حديث رجل...270

حديث معقل بن سنان...270

حديث أبي عبس...271

حديث رجل ...271

المنتخب من حديث معقل بن سنان الأشجعي...271

ص: 292

حدیث عمرو بن شاس الأسلمي...272

حديث أبي عبيد...272

المنتخب من حديث الهرماس بن زياد ...273

حديث الحارث بن عمرو ...273

المنتخب من حديث سهل بن حنيف...273

المنتخب من حديث أبي عمير...274

المنتخب من حديث واثلة بن الأسقع من الشامیین...276

المنتخب من حديث ربيعة بن عباد الديلي...277

المنتخب من باقي حديث محمّد بن مسلمة...278

حديث شداد بن الهاد...279

المنتخب من حديث حمزة بن عمر و الأسلمي...279

حديث عليم عن عبس...280

حدیث شقران مولى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...281

المنتخب من حديث عبد اللّه بن أنيس...281

المنتخب من حديث أبي أسيد الساعدي...282

حديث رجل عن النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...282

حديث خادم النبي(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...283

حديث أبي لبابة عبد المنذر بن عبد المنذر...283

المنتخب من حديث زينب امرأة عبد اللّه ...284

المنتخب حديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص...284

فهرس الكتاب ...287

ص: 293

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.