سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام أحمد بن حنبل المجلد 4

هوية الکتاب

منشورات

مَکتَبَة وَ دار مَحظُوظات

العَتَبَةُ العَبَاسِیَةُ المُقَدَّسَةُ

3

سَنَدُ الْخِصَاِم

فِي مَا انْتَخَبَ مِنْ ُمْسَنِد الاِمَامْ اَحْمَد بنْ حَنبَلْ

تَالیفْ

الحُجَّة الشَّيْخ شِيّر مُحَمّد بنْ صفَر عَلِى الهَمَدانِي

1302 - 1390ه_

الجزء الرّابع

تحقيق

اَحْمَد عَلى مجيّد الحِلى

صنودق عليه من قبل

وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدّسة

ص: 1

اشارة

العَتَبَةُ العَبَاسِیَةُ المُقَدَّسَةُ

قسم الشؤون الفكرية والثقافية / شعبة المكتبة

كربلاء المقدسة / ص.ب ( 233 ) / هاتف: 322600، داخلی: 251

www.alkafeel.net

library@alkafeel.net

abbas_library@yahoo.com

BP الهمداني جورقاني ، شير محمد بن صفر علي ، 1302-1390ق.

118 سند الخصام في ما انتخب من مسند الامام تأليف شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني ؛ تحقيق وحدة

23 ألف / التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، أحمد علي مجيد الحلي. - كربلاء: مكتبة ودار مخطوطات

5019م العتبة العباسية المقدسة ، 1430 ق. =2009م.

7ج.

المندرجات . - ج 7 . المستدرك على حديث السقيفة.

المصادر .

1. أبن حنبل ، احمد بن محمد ، 164 - 241 ق . مسند الإمام أحمد بن حنبل - مختصر 2. أحاديث أهل السنة - القرن 3 ق . 3. الأربعة عشر معصوم - فضائل - أحاديث أهل السنة . 4. الصحابة - فضائل - أحاديث أهل السنة - القرن 3ق. 5. أحاديث أحكام . 6. فاطمة الزهراء (علیهالسّلام) ، 13؟ قبل الهجرة - 11 ق. - تعقيب وإيذاء أحاديث . 7. الهمداني جورقاني ، شير محمد بن صفر علي 13020-1390 ق . سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام - تتمة . 8. سقيفة بني ساعدة أحاديث . الف ابن حنبل ، أحمد بن محمد ، 164-241 ق . مسند الإمام أحمد بن حنبل . اختصار . ب . الهمداني جورقاني ، شير محمد بن صفر علي ، 1302-1390 ق . المستدرك على حديث السقيفة. ج. وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة . د. الحلي، أحمد علي، 1391 ق.، محقق . ه-. عنوان . و . عنوان: مسند الإمام أحمد بن حنبل . اختصار - ز - سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام . تتمة . ح. عنوان: المستدرك على حديث السقيفة .

تصنيف مكتبة العتبة العباسية المقدسة وفق النظام العالمي (L.C.C)

الكتاب: سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام / الجزء الرابع.

المؤلف : شير محمد الهمداني الجورقاني رحمه الله .

التحقيق وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

المحقق: أحمد علي محيد الحلي.

الناشر: مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

الإخراج الطباعي والتصميم: عدي الأسدي، رائد الأسدي.

المطبعة: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات كربلاء المقدسة - العراق / بيروت - لبنان.

الطبعة: الأولى.

عدد النسخ: 1000 .

التاريخ ربيع الأول 1430ه_ - آذار 2009م.

ص: 2

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين يقول الفقير إلى الله الغني شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذه أحاديث شريفة انتخبتها من الجزء الرابع من الطبعة الأولى من مسند الإمام - أحد أئمة القوم - أبي عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني المروزي.

ص: 3

ص: 4

المنتخب من مسند المدنيين

المنتخب من مسند المدنيين

ص: 5

ص: 6

المنتخب من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام

2190 - [3/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، قال:

حدّثني أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني أبي إسحاق بن بسار قال:

«إنّا لبمكة إذ خرج علينا عبد الله بن الزبير، فنهى عن التمتع بالعمرة إلى الحجّ وأنكر أن يكون الناس صنعوا ذلك مع رسول الله صلى الله عليه و آله ، فبلغ ذلك عبد الله بن عباس، فقال: وما علم ابن الزبير بهذا، فليرجع إلى أمه أسماء بنت أبي بكر فليسألها، فإن لم يكن الزبير قد رجع إليها حلالاً وحلّت فبلغ ذلك أسماء، فقالت: يغفر الله لابن عباس، والله لقد أفحش، قد والله صدق ابن عباس، لقد حلّوا وأحللنا وأصابوا النساء »

2191 - [5/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا يونس قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد - قال: حدّثنا حبيب المعلم، عن عطاء، عن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في هذا.

2192 - [4 / 5] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: أنبأنا أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير :

«أنّ علياً ذكر ابنة أبي جهل، قبلغ النبي صلى الله عليه و آله، فقال إنّها فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها»(1)

ص: 7


1- توضيح الحديث في سنده عبدالله بن الزبير، وعبد الله هذا لم يدرك النبي صلى الله عليه و آله، حيث ولد في سنة إحدى عشرة للهجرة، فكيف سمع النبي صلى الله عليه و آله وروى عنه وهو طفل ؟! مع إنّ عبد الله بن الزبير معروف في بعضه لعلي علیه السّلام ولبني هاشم، حتّى نقل المسعودي في مروجه أنّه قال لابن عباس: «إني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة وذكر تمام الحديث الحديث عنه في هامش حديث 2615 فراجع هناك

2193 - [5/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن يوسف بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير قال :

«جاء رجل من خثعم إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فقال: إنّ أبي أدركه الإسلام وهو شيخ كبير لا يستطيع ركوب الرحل، والحجّ مكتوب عليه أفأحجّ عنه؟ قال: أنت أكبر ولده؟ قال نّعم قال: أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنه أكان ذلك يجزئ عنه؟ قال: نعم، قال فالحجج عنه».

2194 [5/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل، حدّثنا حماد يعني ابن سلمة عن أيوب، عن عبد الله بن الزبير :

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله وقّت لأهل نجد قرناً».

المنتخب من حديث قيس بن أبي غرزة

2195: [6/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، هدي، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل عن قيس بن أبي غرزة قال:

«كنّا نبيع الرقيق في السوق، وكنّا نسمّى السماسرة، فسمانا رسول الله صلى الله عليه و آله بأحسن مما سمّيتا به أنفسنا، فقال يا معشر التجّار إنّ هذا البيع يحضره اللغو والأيمان فتوبو بالصدقة »

المنتخب من حديث أبي سريحة الغفاري حذيفة بن أسيد)

2196 - [6/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدثنا سفيان بن عيينة، عن فرات، عن

ص: 8

أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد:

«اطلع النبي صلى الله عليه و آله علينا ونحن نتذاكر الساعة. فقال: ما تذكرون؟ قالوا: نذكر الساعة، فقال: إنّها لن تقوم حتّى ترون عشر آيات الدخان والدجال، والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج وثلاث خسوف خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من قبل تطرد الناس إلى محشرهم».

قال أبو عبد الرحمن: سقط كلمة.

2197 - [7/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سعيد - مولى بني هاشم - قال: حدّثنا المثنى بن سعيد قال : حدّثنا قتادة، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله جاء ذات يوم، فقال: صلّوا على أخٍ لكم م-ات بغير أرضكم، قالوا: من هو يا رسول الله؟ قال: صحمة النجاشي، فقاموا فصلوا عليه».

المنتخب من حديث عقبة بن الحارث

2198 - [7/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد قال: حدثّنا أبي قال: حدّثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة قال: حدّثني عقبة بن الحارث قال:

«أتي رسول الله صلى الله عليه و آله بالنعيمان قد شرب الخمر، فأمر رسول الله صلى الله عليه و آله من في البيت فضربوه بالأيدي والجريد والنعال، قال: فكنت فيمن ضربه».

المنتخب من حديث أوس بن أبي أوس الثقفي

2199 - [4 / 8] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن النعمان بن سالم، عن ابن أبي أوس، عن جده :

«أنّه كان يؤتى بنعليه وهو يصلّي فيلبسهما ويقول: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله يصلّي

ص: 9

في نعليه». (1)

2202 - [8/4] قال حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يحيى، عن شعبة قال: حدثنا يعلى بن أمية، عن أوس بن أبي أوس قال:

رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله توضّأ ومسح على نعليه ثمّ قام إلى الصلاة».(2)

2201 - [8/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن علي الجعفي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أبي أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه ،قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فانّ صلاتكم معروضة علّي، فقالوا: يا رسول الله كيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت - يعني وقد بليت - ؟ قال: إّن الله عزّوجلّ حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء صلوات الله عليهم».

2202 - [8/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن بكر السهمي قال: حدّثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن النعمان بن سالم أنّ عمرو بن أوس أخبره أنّ أباه أوساً أخبره قال:

«إنّا لقعود عند رسول الله صلى الله عليه و آله في الصفّة وهو يقص علينا ويذكرنا إذا جاء رجل فساره فقال: اذهبوا فاقتلوه، قال: فلما ولّى الرجل دعاه رسول الله صلى الله عليه و آله، قال :

ص: 10


1- توضيح سند الحديث غير معتبر؛ المجهولية النعمان بن سالم حيث لم يتعرض له الرجاليون فهو مهمل. وكذلك مثله ابن ابي أوس، حيث اهملته كتب الرجال وأصل الحديث من حماد بن سلمة الذي كان يضع الحديث، فأصل الحديث إنّ النبي صلّی الله علیه و آله لو كان يصلّي بنعله، هو من رواية حماد، وحماد هذا يضع الأعاجيب وبعضهم اتهموّا أحاديثه بما كان يدسه ابن أبي العوجاء المعروف بزندقته وكفره. راجع في ذلك ما ذكرناه في هامش حديث 1343 من هذا الكتاب
2- توضيح أوس بن أبي أوس مجهول قال عنه الذهبي: لا يعرف وقد رددنا الحديث في تعليقنا على حديث 69 فراجع

أيشهد أن لا اله إلا الله ؟ قال الرجل: نعم نعم يا رسول الله، فقال: اذهبوا فخلّوا سبيله، فإنها أمرت أن أقاتل الناس حتّى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فإذا فعلوا ذلك حرّمت عليّ دماؤهم وأموالهم إلا بحقّها.

2203 - [10/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الفضل بن دكين قال: حدّثنا شريك، عن يعلى بن عطاء، عن أوس بن أبي أوس قال:

«كنت مع أبي على ماء من مياه العرب، فتوضّأ ومسح على نعليه، فقيل له، فقال: ما أزيدك على ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله يصنع». (1)

المنتخب من حديث أبي رزين العقيلي

2204 - [4 / 10] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا شعبة، عن النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، عن أبي رزين العقيلي أنّه أتى النبي صلى الله عليه و آله، فقال :

«إنّ أبي شيخ كبير لا يستطيع الحجّ ولا العمرة ولا الظعن قال: حجّ عن أبيك واعتمر».

المنتخب من حديث سلمان بن عامر

2205 - [17/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا ابن عون عن حفصة بنت سيرين عن الرباب بنت صليع، عن سلمان بن عامر الضبّي قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 11


1- توضيح: ذكرنا إن أوس بن أبي أوس مجهول، فقد قال عنه الذهبي لا يعرف، وعده البخاري من الضعفاء لإرسال ما يرويه عن سمرة، ثمّ قال عنه : منكر الحديث، وقال ابن القطان أوس مجهول الحال له ثلاثة أحاديث عن أبي هريرة وتعرضنا لدلالة الحديث في تعليقتنا على حديث 69 فراجع

«الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي القرابة اثنتان صلة وصدقة».

2206 - [17/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا

سفيان، عن عاصم الأحول، عن حفصة، عن الرباب - أم الرائح - ابنة صليع، عن سلمان بن عامر الضبّي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ، فإن لم يجد فليفطر على ماء، فإنّه طهور». 2207 - [4 / 18] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا هشام ، عن حفصة ابنة سيرين عن الرباب، عن سلمان بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر بماء، فإنّ الماء طهور».

وقال:

«مع الغلام عقيقته فاهر يقوا عنه دماً وأميطوا عنه الأذى»

و قال:

«الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صلة وصدقة».

المنتخب من حديث قرة المزني

2208 - [19/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان، حدّثنا روح قال: حدّثنا بسطام بن مسلم، عن معاوية بن قرة قال: قال أبي :

«لقد عمرنا مع نبينا صلى الله عليه و آله وما لنا طعام إلا الأسودان ثمّ قال هل تدري ما الأسودان؟ قلت: لا، قال: التمر والماء».

2209 - [19/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الملك بن عمرو قال: حدّثنا خالد بن ميسرة، حدّثنا معاوية بن قرة، عن أبيه قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن هاتين الشجرتين الخبيثتين، وقال: من أكلهما فلا

ص: 12

يقربنّ مسجدنا، وقال: إن كنتم لا بد أكليهما فأميتوهما طبخا».

قال: يعني البصل والثوم.

2210 - [19/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، قال: حدّثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«في صيام ثلاثة أيام من الشهر صوم الدهر وإفطاره».

المنتخب من حديث هشام بن عامر الأنصاري

2211 - [19/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا وكيع عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر الأنصاري قال:

«لمّا كان يوم أحد أصاب الناس قرح وجهد شدید، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : أحفروا وأوسعوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في القبر، قالوا: يا رسول الله من نقدّم؟ قال: أكثرهم جمعاً وأخذاً للقرآن.

2212 - [19/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، قال:

«كان الناس يشترون الذهب بالورق نسيئة إلى العطاء، فأتى عليهم هشام بن عامر فنهاهم وقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله نهانا أن نبيع الذهب بالورق نسيئة، وأنبانا - أو قال: وأخبرنا - أن ذلك هو الربا». (1)

2213 - [20/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن يزيد الرشك، عن معاذة، عن هشام بن عامر أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

ص: 13


1- النسيء: هو التأخير

«لا يحلّ لمسلم أن يهجر مسلماً فوق ثلاث ليال، فإنّهما ناكبان عن الحق ما داما على صرامهما، وأوّلهما فيئاً يكون سبقه بالفيء كفارة له، وإن سلّم فلم يقبل وردّ عليه سلامه ردّت عليه الملائكة، وردّ على الآخر الشيطان، وإن ماتا على صرامهما لم يدخلا الجنّة جميعاً أبدا». (1)

المنتخب من حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي

2214- [21/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا حماد ابن زيد، أنبأنا سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف عن عثمان بن أبي العاص قال:

«قلت يا رسول الله اجعلني إمام قومي، قال: أنت إمامهم واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذّناً لا يأخذ على آذانه أجراً».

2215 - [21/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس قال: حدّثنا حماد - يعني ابن زيد - عن محمّد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي هند، عن مطرف قال:

«دخلت على عثمان بن أبي العاص، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : الصيام جنّة كجنّة أحدكم من القتال، وكان آخر ما عهد إليّ رسول الله صلى الله عليه و آله حين بعثني إلى الطائف قال: يا عثمان تجوّز في الصلاة، فإنّ في القوم الكبير وذا الحاجة».(2)

2216 - [21/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثنا مالك، عن يزيد بن خصيفة أنّ عمرو بن عبد الله بن كعب أخبره عن نافع بن كبير، عن عثمان بن أبي العاص قال :

ص: 14


1- الفي: الغنيمة الصرام له عدّة معانٍ منها اسم من أسماء الحرب ومنها وقت صرام النخل، وصرم العذق عن النخلة، ولعله استخدم هنا للكناية عن القطيعة
2- تجوّز: أي خفف

«أتاني رسول الله صلى الله عليه و آله و بي وجع قد كاد يهلكني، فقال لي رسول الله صلى الله عليه و آله : امسحه بيمينك سبع مرات، وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد قال ففعلت ذلك فأذهب الله ما كان فّي، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم».

2217 - [21/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عمرو بن ،عثمان عن موسى بن طلحة، عن عثمان بن أبي العاص قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله :

«يا عثمان أمّ قومك، ومن أمّ القوم فليخفّف، فإنّ فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة، فإذا صلّيت لنفسك فصلّ كيف شئت».

2218 - [4 / 22] حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني قال: حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«ينادي منادٍ كل ليلة: هل من داعٍ فيستجاب له؟ هل من سائلٍ فيُعطى؟ هل من مستغفرٍ فيُغفر له؟ حتّى ينفجر الفجر».

2219 - [22/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا حماد بن زید قال: حدّثنا علي بن زيد عن الحسن قال: مرّ عثمان بن أبي العاص على كلاب ابن أمية وهو جالس على مجلس العاشر بالبصرة، فقال: ما يجلسك هاهنا ؟ قال: استعملني هذا على هذا المكان - يعني زياداً - فقال له عثمان: ألا أحدّثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه و آله ؟ قال : بلى، فقال عثمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«كان لداود نبي الله علیه السّلام من الليل ساعة يوقظ فيها أهله فيقول: يا آل داود قوموا فصلّوا، فإنّ هذه ساعة يستجيب الله فيها الدعاء إلا لساحر أو عشّار».

فركب كلاب بن أمية سفينته فأتى زياداً فاستعفاه فأعفاه.

ص: 15

المنتخب من حديث طلق بن علي

2220- [22/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا عكرمة بن عمّار، عن عبد الله بن زيد - أو بدر أنا أشك- عن طلق بن علي الحنفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«لا ينظر الله عزّوجلّ إلى صلاة عبد لا يقيم فيها صلبه بين ركوعها وسجودها». 2221 - [4 / 22] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا موسى بن داود، حدّثنا محمّد بن جابر، عن قيس بن طلق عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إذا أراد أحدكم من امرأته حاجته فليأتها ولو كانت على تنور».

2222 - [23/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا موسى بن داود حدّثنا محمّد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن علي، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لا يكون وتران في ليلة (1)، قال : وسئل النبي صلى الله عليه و آله، عن الرجال يصلّي في ثوب واحد؟ قال: وكلكم يجد ثوبين!».

2223 - [23/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا موسى، حدّثنا محمّد بن جابر، عن عبد الله بن النعمان، عن قيس بن طلق، عن أبيه : أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«ليس الفجر المستطيل في الأفق، ولكنه المعترض الأحمر».

2224 - [23/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا موسى بن داود، حدّثنا محمّد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه قال:

«كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه و آله ، فسأله رجل فقال: مسست ذكري - أو الرجل يمسّ

ص: 16


1- معنى الحديث: أي لا وتران في ليلة إلا وأحدهما ،قضاء، أي بمعنى إن أوترت من أوّل الليل وقمت في آخر الليل فوترك الأوّل قضاء

ذكره في الصلاة عليه الوضوء؟ قال: لا، إنما هو منك».

2225 - [23/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن عيسى، أنبأنا محمّد بن جابر ، عن قيس بن طلق، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنّ الله عزّوجلّ جعل هذه الأهلة مواقيت للناس، صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غمّ عليكم فأتموا العدّة».

المنتخب من حديث علي بن شيبان

2226 - [23/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد وسريج قالا: حدّثنا ملازم بن عمرو ، حدّثنا عبد الله بن بدر أنّ] عبد الرحمن بن علي حدّثه أنّ أباه علي بن شيبان حدّثه:

«أنّه خرج وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال : فصلّينا خلف النبي صلى الله عليه و آله، فلمح بمؤخر عينيه إلى رجل لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، فلمّا انصرف رسول الله صلى الله عليه و آله قال يا معشر المسلمين إنّه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، قال: ورأى رجلاً يصلّي خلف الصف، فوقف حتّى انصرف الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : استقبل صلاتك، فلا صلاة لرجل فرد خلف الصف». قال عبد الصمد: فرداً خلف الصف . (1)

المنتخب من حديث الأسود بن سريع

2227 - [24/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا السري بن يحيى، حدّثنا الحسن بن الأسود بن سريع - وكان رجلاً من بني سعد قال: وكان أوّل من قصّ في هذا المسجد - يعني المسجد الجامع - قال:

ص: 17


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل

«غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و آله أربع غزوات قال: فتناول قوم الذرية بعد ما قتلوا المقاتلة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و آله فقال : ألا ما بال أقوام قتلوا المقاتلة حتّى تناولوا الذرية؟ قال: فقال رجل: يا رسول الله، أوليس أبناء المشركين؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : إنّ خياركم أبناء المشركين، إنّها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة، فما تزال عليها حتّى يبين عنها لسانها، فأبواها يهوّدانها أو ينصرانها». قال: وأخفاها الحسن

المنتخب من حديث عمر بن أبي سلمة

2228 - [4 / 26] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن أبي وجزة - رجل من بني سعد - عن رجل من بني مزينة، عن عمر بن أبي سلمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«يا بنيّ إذا أكلت قسّم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك».

قال: فما زالت أكلتي بعد.

2229 - [27/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن أبي إسحاق قال: حدّثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن أبي أمامة بن سهل، عن عمر بن أبي سلمة قال :

«رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله يصلّي في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه، جعل طرفيه على عاتقيه».

2230 - [27/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود عبد الرحمن بن سعيد المقعد، عن عمر بن أبي سلمة قال:

«قرب الرسول الله صلى الله عليه و آله طعام، فقال لأصحابه : اذكروا اسم الله وليأكل كل

ص: 18

امرئ مما يليه... الحديث».

المنتخب من حديث عبد الله بن أمية

2231 - [27/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد قال: حّدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير أنّه قال: أخبرني عبد الله بن أبي أمية:

«أنّه رأى رسول الله صلى الله عليه و آله يصلّي في بيت أم سلمة في ثوب ملتحفاً به مخالفاً بين طرفيه».

المنتخب من حديث أبي سلمة بن عبد الأسد

2232 - [27/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس قال: حدّثنا ليث - يعني ابن سعد - عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن عمرو -يعني ابن أبي عمرو - عن المطلب، عن أم سلمة قالت:

«أتاني أبو سلمة يوماً من عند رسول الله صلى الله عليه و آله، فقال: لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه و آله قولاً فسررت به، قال: لا تصيب أحداً من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثمّ يقول: اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا فعل ذلك به، قالت أم سلمة: فحفظت ذلك منه، فلمّا توفى أبو سلمة استرجعت وقلت: اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منه، ثمّ رجعت إلى نفسي، قلت: من أين لي خير من أبي سلمة، فلمّا انقضت عدّتي استأذن علّي رسول الله صلى الله عليه و آله وأنا أدبغ إهاباً لي، فغسلت يدي من القرظ وأذنت له، فوضعت له وسادة أدم حشوها ليف فقعد عليها، فخطبني إلى نفسي، فلمّا فرغ من مقالته قلت: يا رسول الله ما بي أن لا تكون بك الرغبة فيّ، ولكني امرأة فيّ غيرة شديدة، فأخاف أن ترى مني شيئاً يعذبني الله به، وأنا امرأة قد دخلت في السن وأنا ذات عيال فقال: أمّا ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عزّوجلّ منك، وأمّا

ص: 19

ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل الذي أصابك، وأمّا ما ذكرت من العيال فإنما عبالك عيالي، قالت: فقد سلّمت لرسول الله صلى الله عليه و آله ، فتزوجها رسول الله، فقالت أم سلمة: فقد أبدلني الله بأبي سلمة خيراً منه، رسول الله صلى الله عليه و آله».(1)

المنتخب من حديث زيد بن سهل الأنصاري

2233 - [29/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سريج قال: حدّثنا أبو معشر، عن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبي طلحة الأنصاري قال:

«أصبح رسول الله صلى الله عليه و آله يوماً طيّب النفس، يرى في وجهه البشر، قالوا: يا رسول الله أصبحت اليوم طيّب النفس يرى في وجهك البشر ؟! قال: أجل، أتاني آتٍ من ربّي عزّوجلّ فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وردّ عليه مثلها».

2234 - [29/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا سعيد ، عن قتادة عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة :

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله كان إذا قاتل قوماً فهزمهم أقام بالعرصة ثلاثاً، وإنّه لمّا كان يوم بدر أمر بصناديد قريش فألقوا في قليب من قُلُب بدر خبيث منتن، قال: ثمّ راح إليهم ورحنا معه، ثمّ قال: يا أبا جهل بن هشام ويا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا وليد بن عتبة هل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقاً؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربّي حقا، قال: فقال عمر يا رسول الله أتكلم أجساداً لا أرواح فيها؟ قال: والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم».

ص: 20


1- الإهاب الجلد من البقر والغنم والوحش ما لم يدبغ القرظ شحر يدبغ به وقيل هو ورق السلم يدبغ به الجلد

قال قتادة : بعثهم الله عزّوجلّ ليسمعوا كلامه توبيخاً وصغاراً وتقمئة. قال في أوّل الحديث: لمّا فرغ من أهل بدر أقام بالعرصة ثلاثاً. (1)

2235 - [29/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا شيبان و حسين في تفسير شيبان، عن قتادة قال: وحدثنا أنس بن مالك: أنّ أبا طلحة قال:

«غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم بدر، قال أبو طلحة فيمن غشيه النعاس يومئذ، فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه».

2236 - [29/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا سعيد، عن قتادة قال: ذكر لنا أنس بن مالك، عن أبي طلحة :

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فقذقوا في طوى من أطواء بدر خبيث محبث، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليالٍ، فلمّا كان يبدر اليوم الثالث أمر براحلته فشدّ عليها رحلها ثمّ مشى واتبعه أصحابه، فقالوا: ما نراه إلا ينطلق ليقضي حاجته ، حتّى قام على شفة الركي فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء أبائهم يا فلان بن فلان و يا فلان بن فلان أيرسكّم أنكم أطعتم الله ورسوله، فإنّا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقاً، فهل وجدتم ما وعد ربّكم حقاً؟ فقال عمر: يا رسول الله، ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟! فقال: والذي نفس محمّد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم».

قال قتادة : أحياهم الله حتّى أسمعهم قوله توبيخاً وتصغيراً وتقمئةً وحسرةً وندامة.(2)

2237 - [30/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل، حدّثنا حماد

ص: 21


1- القليب البئر، التي لم تعلو أي لم تين بالحجارة- .تقمنة: قمؤ الرجل بالضم قماء وقماعة صار قميئاً وهو الصغير الذليل
2- طوى هي البشر التي طويت وثبتت بالحجارة لتثبت ولا تنهار - شفة الركي طرف البئر

- يعني ابن سلمة - عن ثابت، عن سليمان مولى الحسن بن علي، عن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله جاء ذات يوم والسرور يرى في وجهه، فقالوا: يا رسول الله، إنّا لنرى السرور في وجهك ! فقال: إنّه أتاني ملك فقال: يا محمّد أما يرضيك أن ربّك عزّوجلّ يقول : إنّه لا يصلّي عليك أحد من أمتك إلا صلّيت عليه عشراً، ولا يسلّم عليك أحد من أمتك إلا سلّمت عليه عشراً، قال: بلى».

2238 - [30/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا عبد الواحد ابن زیاد، حدّثنا عثمان بن حكيم قال : حدّثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: حدّثني أبي، قال: قال أبو طلحة كنا جلوساً بالأفنية، فمر بنا رسول الله صلى الله عليه و آله، فقال:

«ما لكم ولمجالس الصعدات! اجتنبوا مجالس الصعدات، قال: قلنا: يا رسول الله إنّا جلسنا لغير ما بأس نتذاكر وتتحدث قال: فأعطوا المجالس حقها، قلنا: وما حقها؟ قال: غضّ البصر، ورد السلام، وحسن الكلام». (1)

2239 - [30/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن حجاج قال: أنبأنا عبدالله - يعني ابن المبارك - قال: أنبأنا ليث بن سعد، فذكر حديثاً، قال: وحدّثني ليث عبد ابن سعد، قال حدثني يحيى بن سليم بن زید مولى رسول الله صلى الله عليه و آله أنّه سمع إسماعيل بن بشير - مولى بني مغالة - يقول: سمعت جابر بن عبد الله وأبا طلحة بن سهل الأنصاريين يقولان : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً عند موطن تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله عزّوجلّ في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر امرءاً

ص: 22


1- الصعدات يريد بها الطرق

مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يجب فيه نصرته».

2240 - [30/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد - يعني ابن سلمة - قال: أنبأنا سهل بن أبي صالح، عن سعيد بن يسار، عن أبي طلحة الأنصاري : أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا صورة».

المنتخب من حديث أبي شريح الخزاعي

2241 - [31/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح بن عبادة قال: أنبأنا زكريا بن إسحاق قال: حدّثنا عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبي شريح الخزاعي - وكانت له صحبة - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».

2242 - [31/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا عبد الحميد ابن جعفر، عن سعيد بن أبي المقبري، عن أبي شريح الخزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«الضيافة ثلاثة أيام، وجائزته يوم وليلة، ولا يحلّ للرجل أن يقيم عند أحد حتّى يؤثمه، قالوا: يا رسول الله فيكف يؤثمه؟ قال: يقيم عنده وليس له شيء يقريه».

2243 - [31/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج وروح قالا : حدّثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري، عن أبي شريح الكعبي، وقال روح عن أبي هريرة: أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن - قالها ثلاث مرات - قالوا: وما

ص: 23

ذاك يا رسول الله؟ قال: الجار لا يأمن الجار بوائقه، قالوا: وما بوائقه؟ قال: شره». (1)

2244 - [31/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج قال: حدّثنا ليث قال: حدّثني سعيد - يعني المقبري - عن أبي شريح العدوي

«أنّه قال لعمرو بن سعيد – وهو يبعث البعوث إلى مكة -: ائذن لي أيها الأمير أحدثّك قولاً قام به رسول الله صلى الله عليه و آله الغد من يوم الفتح، سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به، أن حمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: إنّ مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحلّ لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دماً، ولا يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخّص لقتال رسول الله صلى الله عليه و آله فيها، فقولوا: إن الله عزّوجلّ أذن لرسوله ولم يأذن لكم، إنهما أذن لي فيها ساعة من نهار، وقد علات حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب».

2245- [31/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج وأبو كامل قالا : حدّثنا ليث - يعني ابن سعد - قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي شريح العدوي أنّه قال: سمعت أذناي وأبصرت عيناي حين تكلم رسول الله صلى الله عليه و آله فقال:

«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته، قالوا: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: يوم وليلة، والضيافة ثلاث، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه، وقال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».

وقال أبو كامل: ولا يثوي عنده حتّى يحرجه.(2)

ص: 24


1- بوافقه: تقدم المعنى في عامش حديث 977
2- يثوى: أي يقيم

2246 - [31/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن سلمة الحراني، عن ابن إسحاق ويزيد بن هارون قال أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن الحارث ابن فضيل عن فضيل عن سفيان بن أبي العوجاء، قال يزيد السلمي عن أبي شريح الخزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله - وقال يزيد : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من أصيب بدم أو خبل - الخبل الجراح - فهو بالخيار بين إحدى ثلاث: إمّا أن يقتص، أو يأخذ العقل، أو يعفو، فإن أراد رابعة فخذوا على يديه، فإن فعل شيئاً من ذلك، ثمّ عدا بعد فقتل فله النار خالداً فيها مخلداً».

المنتخب من حديث رجل من أهل المدينة

2247 - [4 / 34] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت محمّد بن عبد الرحمن بن ثوبان يحدث، عن رجل من الأنصار، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله أنه قال:

«ثلاث حقٌّ على كل مسلم : الغسل يوم الجمعة، والسواك، ويمس من طيب إن وجد».

المنتخب من حديث يوسف بن عبد الله بن سلام

2248 - [4 / 35] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عيينة قال: حدّثنا ابن المنكدر قال سمعت يوسف بن عبد الله بن سلام يقول:

«قال رسول الله صلى الله عليه و آله لرجل من الأنصار وامرأته اعتمرا في رمضان: فإنّ عمرة في رمضان كحجّة».

وقال سفيان مرة ولم يقل : حدّثني - يعني ابن المنكدر - فإنّ عمرة فيه كحجّة.

ص: 25

حديث عبد الرحمن بن يزيد

2249 - [4 / 35] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا سفيان، عن عاصم -يعني ابن عبيد الله - عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال في حجّة الوداع: أرقّاءكم، أرقّاءكم، أرقّاءكم، أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون، فإن جاؤوا بذنبٍ لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله ولا تعذّبوهم.

حديث بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و آله

2250 - [4 / 36] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال : حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و آله، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«أفضل الكلام سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر».

حديث ثلاثين من أصحاب النبي

2251 - [37/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: حدّثنا حجاج بن ارطاة، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب قال: حفظنا عن ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله أنّه قال:

«من أعتق شقصاً له في مملوك ضمن بقيته». (1)

المنتخب من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازني

2252 - [39/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي،

ص: 26


1- شقصاً: الشقص تقدم المعنى في هامش حديث 914

حدّثنا سفيان، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الله بن تميم، عن عمّه عبد الله بن زيد: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنّة».

2253 - [39/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد قال: أنبأنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عباد بن تميم، عن عمّه قال:

«شهدت رسول الله صلى الله عليه و آله خرج يستسقي، فولّى ظهره الناس واستقبل القبلة وحوّل رداءه وجعل يدعو، وصلّى ركعتين وجهر بالقراءة».

2254 - [40/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمّه :

«أنّه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله الرجل يجد الشيء في الصلاة يخيل إليه أنّه قد كان منه، فقال: لا ينقتل حتّى يجد ريحاً أو يسمع صوتاً».

2255 - [41/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سريج بن النعمان قال: حدّثنا عبد العزيز الدراوردي، عن عمارة بن غزية عن عباد بن تميم، عن عمّه عبد الله بن زيد:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله استسقى و عليه خميصة له سوداء، فأراد أن يأخذ بأسفلها فيجعله ، أعلاها، فثقلت عليه فقلبها عليه الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن». (1)

المنتخب من حديث أبي بردة بن نيار

2256 - [45/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سويد بن عمرو الكلبي قال: حدّثنا شريك، عن عبد الله بن عبس عن جميع - أو أبي جميع - عن خاله أبي بردة بن نيّار :

ص: 27


1- خميصة: ثوب خز أو صوف مربع معلم

«أن النبي صلى الله عليه و آله رأى طعاماً فأدخل يده فيه، فرأى غير ذلك، فقال: ليس منّا من غشّنا».

حديث سلمة بن الأكوع)

2257 - [51/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن عمرو بن دينار قال: سمعت الحسن بن محمّد يحدّث، عن جابر بن عبد الله وسلمة بن الأكوع قالا:

«خرج علينا منادي رسول الله صلى الله عليه و آله ، فنادى : إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قد أذن لكم فاستمتعوا - يعني متعة النساء -».

2258 - [51/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا عكرمة قال: حدّثني إياس بن سلمة، قال: أخبرني أبي قال:

«بارز عمّي يوم خيبر مرحب اليهودي... إلى أن قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : من هذا؟ :قال عامر يا رسول الله قال غفر لك ربّك، قال: وما استغفر لإنسان قط يخصه إلا استشهد، فلمّا سمع ذلك عمر بن الخطاب قال: یا رسول الله، لو متعتنا بعامر، فقدم فاستشهد، قال سلمة: ثمّ إنّ نبي الله صلى الله عليه و آله أرسلني إلى علي، فقال: لأعطينّ الراية اليوم رجلاً يحب الله ورسوله - أو يحبه الله ورسوله - قال: فجئت به أقوده أرمد، فبصق نبي الله صلى الله عليه و آله في عينه ، ثمّ أعطاه الراية، فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال:

قد علمت خيبر أني مرحب *** شاكي السلاح بطل مجرّب

إذا الحروب أقبلت تلهب

فقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :

أنا الذي سمّتني أمي حيدره *** كليث غابات كريه المنظره

أو فيهم بالصاع كيل السندره

ص: 28

ففلق رأس مرحب بالسيف، وكان الفتح على يديه»

[يقول شير محمّد الهمداني]: في (الصحاح): «وقول علي رضوان الله عليه أكيلكم بالسيف كيل السندرة يقال هو مكيال ضخم كالقنقل والجراف». (1)

2259 - [54/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا أيوب ابن عتبة أبو يحيى قاضي اليمامة قال: حدّثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه و آله يقول :

«إذا حضرت الصلاة والعشاء فابدؤوا بالعشاء».

2260 - [54/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس بن محمد قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدّثنا أبو عميس، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال:

«رخّص رسول الله صلى الله عليه و آله في متعة النساء عام وطاس ثلاثة أيام، ثمّ نهى عنها». (2)

المنتخب من حديث السائب بن خلاد بن أبي سهلة

2261 - [4 / 55] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر بن الحارث، عن خلاد بن السائب بن خلاد عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«أتاني جبريل علیه السّلام فقال: مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالإهلال».

وقال سفيان مرة:

«أتاني جبريل علیه السّلام فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال».

ص: 29


1- الصحاح: 680/2 بالهامش
2- عام وطاس (كذا): وهو تصحيف عام أوطاس، وأوطاس: واد بديار هوازن، وهو موضع الحرب يحنين الواقعة سنة ثمان للهجرة

2262 - [55/4] قال أنس بن عياض الليثي أبو ضمرة قال: حدّثني يزيد بن خصيفة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن عطاء بن يسار، عن السائب بن خلاد: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«من أخاف أهل المدينة ظلماً أخافه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً».

2263 - [4 / 55] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع قال: حدّثنا أسامة بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن خلاد بن السائب، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«من زرع زرعاً فأكل منه الطير أو العافية كان له به صدقة».(1)

2264 - [56/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن غيلان قال: حدّثنا رشدين، قال: حدّثني يزيد بن عبد الله - يعني ابن أبي الهادي - (2) عن أبي بكر بن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن السائب بن خلاد عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنّه قال:

«ما من شيء يصيب به المؤمن حتّى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة أو حطّ عنه بها خطيئة».

المنتخب من حديث خفاف بن أيماء بن رحضة الغفاري

2265 - [4 / 57] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن عمران بن أبي أنس عن حنظلة بن علي الأسلمي، عن خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري قال:

ص: 30


1- العافية: أي كل طالب رزق
2- في الأصل: (ابن أبي الهاد)

«صلّی بنا رسول الله صلى الله عليه و آله الصبح ونحن معه، فلمّا رفع رأسه من الركعة الآخرة قال: لعن الله لحياناً ورعلاً وذكواناً وعصية عصت الله ورسوله، أسلم سالمها الله، وغفّار غفر الله لها، ثمّ وقع رسول الله صلى الله عليه و آله ساجداً، فلمّا انصرف قرأ على الناس فقال يا أيها الناس إني أنا لست قلته، ولكن الله عزّوجلّ قاله». (1)

حديث الوليد بن الوليد

2266 - [57/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن يحيى بن حبان، عن الوليد بن الوليد أنّه قال:

«يا رسول الله إني أجد ،وحشة، قال إذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون، فإنّه لا يضر، وبالحريّ أن لا يقربك».

المنتخب من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي

2267 - [59/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني محمّد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم بن مجمر، عن ربيعة بن كعب قال :

«كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه و آله وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع حتّى يصلّي رسول الله صلى الله عليه و آله العشاء الآخرة، فأجلس ببابه إذا دخل بيته، أقول: لعلها أن تحدث لرسول الله صلى الله عليه و آله حاجة، فما أزال أسمعه يقول رسول الله صلى الله عليه و آله : سبحان الله سبحان الله سبحان الله

ص: 31


1- لحيان ،ورعل ،وذكوان وعصية: قبائل من بني سليم زعموا أنهم أسلموا فطلبوا من الرسول أن يمدهم من يفقههم فأمدهم بسبعين فقتلوهم، فكان ذلك علة لعنهم

وبحمده، حتّى أمل فأرجع أو تغلبني عيني فأرقد قال فقال لي يوماً لمّا يرى من خفتي له وخدمتي إيّاه: سلني يا ربيعة أعطك، قال: فقلت أنظر في أمري يا رسول الله، ثمّ أعلمك ذلك، قال: ففكرت في نفسي، فعرفت أنّ الدنيا منقطعة زائلة، وأن لي فيها رزقاً سيكفيني ويأتيني، قال: فقلت: أسأل رسول الله لآخرتي، فإنّه من الله عزّوجلّ بالمنزل الذي هو به قال فجئت فقال: ما فعلت يا ربيعة؟ قال: فقلت نعم يا رسول الله، أسألك أن تشفع لي إلى ربّك فيعتقني من النار، قال: فقال: من أمرك بهذا يا ربيعة؟ قال: فقلت لا والله الذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد، ولكنك لمّا قلت سلني أعطك وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به نظرت في أمري وعرفت أنّ الدنيا منقطعة وزائلة وأنّ لي فيها رزقاً سيأتيني، فقلت: أسأل رسول الله صلى الله عليه و آله لآخرتي، قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه و آله طويلاً، ثمّ قال لي: إني ،فاصل فأعنّي على نفسك بكثرة السجود».

المنتخب من حديث أبي عياش الزرقي

2268 - [4 / 60] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي عياش قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«من قال حين أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كان له كعدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له بها عشر حسنات و حطّ عنه بها عشر سيئات ورفعت له بها عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتّى يمسي، وإذا أمسى مثل ذلك حتّى يصبح قال: فرأى رجل رسول الله صلى الله عليه و آله فيما يرى النائم فقال: يا رسول الله، إنّ أبا عياش يروي، عنك كذا وكذا، قال: صدق أبو عياش».

ص: 32

حديث عمرو بن القاري

2269 - [60/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا عفان قال: حدّثنا وهيب، حدّثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عمرو بن القاري، عن أبيه، عن جده عمرو بن القاري:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قدم فخلف سعداً مريضاً حيث خرج إلى حنين، فلمّا قدم من جعرانة معتمراً دخل عليه وهو وجع مغلوب، فقال: يا رسول الله إنّ لي مالاً، وإني أورث كلالة، أفأوصي بمالي كله أو أتصدق به؟ قال: لا، قال: أفأوصي بثلثيه؟ قال: لا، :قال أفأوصي بشطره؟ قال: لا، قال: أفأوصي بثلثه؟ قال: نعم، وذاك كثير قال: أي رسول الله، أموت بالدار التي خرجت منها مهاجراً؟ قال: إني لأرجو أن يرفعك الله فينكأ بك أقواماً وينفع بك آخرين يا عمرو بن القاري، إن مات سعد بعدي فهاهنا فادفنه نحو طريق المدينة - وأشار بيده هكذا - . (1)

المنتخب من حديث من شهد النبي صلى الله عليه و آله :

2270 - [61/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا داود بن قيس الصنعاني قال: حدّثني عبد الله بن وهب، عن أبيه قال: حدّثني فنج، قال:

«كنت أعمل الدينباد وأعالج فيه، فقدم يعلى بن أمية أميراً على اليمن، وجاء معه رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله ، فجاءني رجل ممن قدم معه وأنا في الزرع أصرف الماء في الزرع ومعه في كمه جوز، فجلس على ساقية من الماء وهو يكسر من ذلك الجوز ويأكل، ثمّ أشار إلى فنج فقال يا فارسي ،هلم قال فدنوت منه، فقال الرجل لفنج أتضمن لي غرس هذا الجوز على هذه الماء؟ فقال له فنج ما ينفعني ذلك؟! فقال

ص: 33


1- جعرانة: منزل بين الطائف ومكة والى مكة أقرب. ينكا: بفتح أوّله وهمز آخره يؤلمه ويوجعه

الرجل : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول - بإذنيّ هاتين - : من نصب شجرة فصبر على حفظها والقيام عليها حتّى تثمر كان له في كل شيء يصاب من ثمرتها صدقة عند الله عزّوجلّ، فقال فنج : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و آله؟ قال: نعم، قال فنج: فأنا أضمنها، قال فمنها جوز الدينباد». (1)

المنتخب من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله

2271 - [61/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن حميد الأعرج، عن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن معاذ، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله قال:

«خطب النبي صلى الله عليه و آله الناس بمنى ونزلهم منازلهم، وقال: لينزل المهاجرون ها هنا - وأشار إلى ميمنة القبلة والأنصار ها هنا - وأشار إلى ميسرة القبلة - ثمّ لينزل الناس ،حولهم، قال: وعلّمهم مناسكهم، ففتحت أسماع أهل منى حتّى سمعوه في منازلهم، قال: فسمعته يقول: ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف... الحديث». (2)

حديث رجل من بني هلال

2272 - [4 / 62] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد قال: حدّثنا عكرمة قال: حدّثنا أبو زميل سماك، قال: حدّثني رجل من بني ،هلال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

ص: 34


1- الدينباد: لم اهتد لمعناها
2- حصى الخذف: الخذف: تقدم المعنى في هامش حديث 885 . والمراد بحصى الخذف، الحصي المائل إلى الصغر

«لا تصلح الصدقة لغنيٍّ ولا لذي مرّة سوي»

حديث رجل خدم النبي صلى الله عليه و آله

2273 - [4 / 62] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا أبو سعيد بن أبي أيوب قال: حدّثني بكر بن عمرو، عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير أنّه حدّثه، رجل خدم رسول الله صلى الله عليه و آله ثمان سنين:

« أنّه سمع النبي صلى الله عليه و آله إذا قرب إليه طعامه يقول: بسم الله، وإذا فرغ من طعامه قال: اللهم أطعمت وأسقيت وأغنيت وأقنيت وهديت وأحييت، فلك الحمد على ما أعطيت».

حديث إنسان من الأنصار

2274 - [62/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، حدّثنا ليث قال: حدّثني عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار، عن إنسان من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله:

«أنّ القسامة كانت في الجاهلية قسامة الدم، فأقرّها رسول الله صلى الله عليه و آله على ما كانت عليه في الجاهلية، وقضى بها رسول الله صلى الله عليه و آله بين أناس من الأنصار من بني حارثة ادعوه على اليهود».

حديث شيخ من بني مالك بن كنانة

2275 - [63/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا شيبان، عن أشعث قال: حدّثني شيخ من بني مالك بن كنانة قال:

ص: 35

«رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله بسوق ذي المجاز يتخللها يقول: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا قال وأبو جهل يحثي عليه التراب ويقول: يا أيها الناس لا يغرنكم هذا عن دينكم، فإنما يريد لتتركوا آلهتكم وتتركوا اللات والعزّى، قال: وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال : قلنا : اتعت لنا رسول الله صلى الله عليه و آله قال: بين بردين أحمرين، مربوع كثير اللحم، حسن الوجه، شديد سواد الشعر أبيض شديد البياض، سابغ الشعر».

حديث فلان بن حارثة الأنصاري

2276 - [64/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي وأبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا معاوية بن هشام، حدّثنا سفيان، عن حمران بن أعين، عن أبي الطفيل، عن فلان بن حارثة الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«إنّ أخاكم النجاشي قدمات فصلّوا عليه».

حديث رجل أدرك النبي صلى الله عليه و آله

2277 - [64/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح و عبد الرزاق قالا: أنبأنا ابن جريج :قال أخبرني حسن بن مسلم عن طاوس، عن رجل أدرك النبي صلى الله عليه و آله أن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إنّما الطواف صلاة، فإذا طفتم فأقلّوا الكلام».

ولم يرفعه ابن بكر .

حديث رجل من بني يربوع

2278 - [4 / 64] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس قال: حدثنا أبو عوانة عن الأشعث بن سليم، عن أبيه، عن رجل من بني يربوع قال:

ص: 36

«أتيت النبي صلى الله عليه و آله ، فسمعته وهو يكلم الناس يقول : يد المعطي العليا، أمك وأباك وأختك وأخاك، ثمّ أدناك فأدناك، قال: فقال رجل: يا رسول الله، هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع الذين أصابوا فلاناً، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : ألا لا تجني نفس على أخرى».

حديث أبي تميمة عن رجل من قومه

2279 - [4 / 65] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي قال: حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا الحكم بن فصيل، عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن رجل من قومه :

«أنّه أتى رسول الله صلى الله عليه و آله - أو قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه و آله - وأتاه رجل، فقال: أنت رسول الله صلى الله عليه و آله ؟ - أو قال: أنت محمّد؟ - فقال: نعم، قال: فإلام تدعو ؟ قال : أدعو إلى الله عزّوجلّ وحده، من إذا كان بك ضرّ فدعوته كشفه عنك ومن إذا أصابك عام سنة فدعوته أنبت لك، ومن إذا كنت في أرض قفر فأضللت فدعوته ردّ عليك، قال: فأسلم الرجل، ثمّ قال: أوصني يا رسول الله، قال له: لا تسبنّ شيئاً - أو قال أحداً، شك الحكم- قال: فما سببت بعيراً ولا شاة منذ أوصاني رسول الله صلى الله عليه و آله ، ولا تزهد في المعروف ولو منبسط وجهك إلى أخيك وأنت تكلمه، وأفرغ من دلوك في إناء المستسقي، واتزر إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنّها من المخيلة، والله تبارك وتعالى لا يحب المخيلة».

المنتخب من حديث رجال يتحدثون عن النبي صلى الله عليه و آله

2280 - [65/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا عبيد الله بن أبي جعفر عن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري قال: سمعت رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله يتحدثون أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

ص: 37

«إذا أعتقت الأمة وهي تحت العبد فأمرها بيدها، فإن هي أقرت حتّى يطأها فهي امرأته لا تستطيع فراقه».

حديث بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله

2281 - [4 / 66] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا زهير بن محمّد، عن يزيد بن يزيد - يعني ابن جابر - عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و آله:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله خرج عليهم ذات غداة وهو طيب النفس مسفر الوجه، أو - مشرق الوجه - ... إلى أن قال: ثمّ قال: يا محمّد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت في الكفارات، قال: وما الكفارات؟ قلت: المشي على الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المسجد خلاف الصلوات، وإبلاغ الوضوء في المكاره، قال : من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه، ومن الدرجات: طيب الكلام، وبذل السلام، وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام قال: يا محمّد إذا صلّيت فقل: اللهم إني أسألك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تتوب علّي، وإذا أردت فتنة في الناس فتوفني غير مفتون».

حديث رجل

2282 - 4 / 66] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سريح بن النعمان قال: حدّثنا حماد، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق عن رجل قال:

«قلت یا رسول الله، متى جعلت نبياً؟ قال: وآدم بين الروح والجسد»

ص: 38

المنتخب من حديث أسد بن كرز جد خالد القسري

2283 - [70/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو الحسن عثمان بن أبي شيبة بالكوفة سنة ثلاثين ومائتين ويعقوب الدورقي قالا : حدّثنا هشيم بن بشير، قال عثمان بن أبي شيبة: أنبأنا يسار قال: سمعت خالد بن عبد الله القسري على المنبر يقول: حدثني أبي، عن جدي يزيد بن أسد قال:

«قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله: يا يزيد بن أسد، أحب للناس ما تحب لنفسك».

[حديث رسول قيصر إلى رسول الله له ]

2284 - [4 / 74] حدّثنا عبد الله قال: حدّثنا سريج بن يونس من كتابه قال: حدّثنا عباد بن عباد - يعني المهبلي - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد مولى لآل معاوية قال:

«قدمت الشام، فقيل لي : في هذه الكنسية رسول قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال : فدخلنا الكنسية، فإذا أنا بشيخ كبير، فقلت له: أنت رسول قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ؟ فقال: نعم، قال: قلت: حدّثني عن ذلك، قال: إنّه لمّا غزا تبوك كتب إلى قيصر كتاباً وبعث به مع رجل يقال له: دحية بن خليفة، فلمّا قرأ كتابه وضعه معه على سريره، وبعث إلى بطارقته ورؤوس أصحابه، فقال: إنّ هذا الرجل قد بعث إليكم رسولاً، وكتب إليكم كتاباً يخيركم إحدى ثلاث: إمّا أن تتبعوه على دينه، أو تقرّوا له بخراج يجري له عليكم ويقرّكم على هيئتكم في بلادكم، أو [أن] تلقوا إليه بالحرب، قال: فنخروا نخرة حتّى خرج بعضهم من برانسهم وقالوا: لا نتبعه على دينه وندع ديننا ودين آبائنا، ولا نقرّ له بخراج يجري له علينا، ولكن نلقى إليه الحرب، فقال: قد كان ذلك، ولكن كرهت أن أفتات دونكم بأمر ، قال :عباد فقلت لابن خثيم أوليس قد كان قارب وهم بالإسلام فيما

ص: 39

بلغنا؟ قال: بلى، لولا أنّه رأى منهم، قال: فقال ابغوني رجلاً من العرب أكتب معه إليه جواب کتابه، قال: فأتيت و أنا شاب، فانطلق بي إليه، فكتب جوابه، وقال لي: مهما نسيت من شيء فأحفظ عني ثلاث خلال أنظر إذا هو قرأ كتابي هل يذكر الليل والنهار؟ وهل يذكر كتابه إليّ؟ وانظر هل ترى في ظهره علماً؟ قال: فأقبلت حتّى أتيته وهو بتبوك في من أصحابه منتجين (1)، فسألت فأخبرت به، فدفعت إليه الكتاب، فدعا معاوية فقرأ عليه الكتاب، فلمّا أتى على قوله : دعوتني إلى جنّة عرضها السموات والأرض، فأين النار؟ قال رسول الله صلى الله عليه و آله : إذا جاء الليل فأين النهار؟ قال: فقال: إني قد كتبت إلى النجاشي ،فخرقه فخرقه الله مخرق الملك، قال عباد: فقلت لابن خشيم أليس قد أسلم النجاشي ونعاه رسول الله صلى الله عليه و آله بالمدينة إلى أصحابه فصلّى عليه؟ قال: بلى، ذاك فلان بن فلان، وهذا فلان بن فلان - قد ذكرهم ابن خشيم جميعاً ونسيتهما - وكتبت إلى كسرى كتاباً فمزقه، فمزقه الله تمزيق الملك، وكتبت إلى قيصر كتاباً فأجابني فيه، فلم تزل الناس يخشون منهم بأساً ما كان في العيش خير، ثمّ قال لي: من أنت؟ قلت: من تنوخ، قال: يا أخا تنوخ، هل لك في الإسلام؟ قلت: لا، إني أقبلت من قبل قوم وأنا فيهم على دين ولست مستبدلاً بدينهم حتّى أرجع إليهم ، قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه و آله - أو تبسم - فلمّا قضيت حاجتي قمت، فلمّا وليت دعاني فقال: يا أخا تنوخ هلم فامض للذي أمرت به قال: وكنت قد نسيتها، فاستدرت من وراء الحلقة، وألقى بردة كانت عليه عن ظهره، فرأيت غضروف كتفه مثل المحجم الضخم». (2)

2285 - [4 / 75] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبو عامر حوثرة بن أشرس إملاء عليّ قال: أخبرني حماد بن سلمة، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد قال:

ص: 40


1- في تاريخ دمشق: 29/2: (منتحين)، ولعلها تصحيف: (منتحبين)
2- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل. أفتات: قال الأصمعي : أفتات بأمره أي مضى عليه، ولم يستشر أحداً

«كان رسول قيصر جاراً لي زمن يزيد بن معاوية، فقلت له: أخبرني عن كتاب رسول الله صلى الله عليه و آله إلى قيصر، فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله أرسل دحية الكلبي إلى قيصر، وكتب معه إليه كتاباً، فذكر نحو حديث عباد بن عباد، وحديث عباد أتمّ وأحسن اقتصاصاً للحديث، وزاد قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه و آله حين دعاه إلى الإسلام فأبى أن يسلم، وتلا هذه الآية: «إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ» (1)، ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه و آله: إنّك رسول قوم، وإنّ لك حقاً، ولكن جئتنا ونحن مرملون، فقال عثمان بن عفان: أنا أكسوه حلة صفورية، وقال رجل من الأنصار عليّ ضيافته».

يقول شير محمد الهمداني: هذا الحديث أورده ثقة الإسلام الكليني رحمه الله في كتاب الروضة من (الكافي) في أواخر الثلث الثاني تقريباً، ورواه بإسناد ذكره عن أبي عبد الله علیه السّلام بأبسط مما هنا. (2)

حديث ابن عبس شيخ أدرك الجاهلية

2286 - [4 / 75] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، قال: حدّثنا محمد بن بكر البرساني قال : أنبأنا عبد الله بن أبي زياد قال: حدّثني عبد الله بن كثير الداري، عن مجاهد قال: حدّثنا شيخ أدرك الجاهلية - ونحن في غزوة رودس - يقال له: ابن عبس قال:

«كنت أسوق لآلٍ لنا بقرة، قال: فسمعت من جوفها یا آل ذریح قول فصيح رجل يصيح لا إله إلا الله، قال: فقدمنا مكة فوجدنا النبي صلى الله عليه و آله قد خرج بمكة».

المنتخب من بقية حديث أبي الغادية الجهني

2287 - [4 / 76] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبو موسى العنزي محمّد بن المثنى قال:

ص: 41


1- سورة القصص: 56
2- الكافي ج 8، ص 269، حديث 397

حدّثنا محمّد بن أبي عدي، عن ابن عون عن كلثوم بن جبر قال:

«كنّا بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر، قال: فإذا عنده رجل يقال له : أبو الغادية، استسقى ماء، فأتي بإناء مفضض فأبى أن يشرب، وذكر النبيصلى الله عليه و آله فذكر هذا الحديث لا ترجعوا بعدي كفّاراً - أو ضلالاً، شك ابن أبي عدي - يضرب بعضكم رقاب بعض. فإذا رجل يسبّ فلاناً، فقلت: والله لئن أمكنني الله منك في كتيبة! فلمّا كان يوم صفين إذا أنا به وعليه درع، قال: ففطنت إلى الفرجة في جريان الدرع فطعنته فقتلته، فإذا هو عمّار بن ياسر قال قلت: وأي يد كفتاه يكره أن يشرب في إناء مفضض وقد قتل عمّار بن ياسر !».

2288 - [4 / 76] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدّثنا ربيعة بن كلثوم قال: حدّثني أبي، عن أبي غادية الجهني قال:

«خطبنا رسول الله صلى الله عليه و آله يوم العقبة، فقال: يا أيها الناس، إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربّكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا هل بلّغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم هل بلّغت؟».

المنتخب من حديث ضرار بن الأزور

2289 - [76/4] حدّثنا عبد الله قال: حدّثني صالح الحكم بن موسى :قال أنبأنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن المغيرة بن سعد عن أبيه أو عن عمّه - قال:

«أتيت النبي صلى الله عليه و آله بعرفة، فأخذت بزمام ناقته - أو بخطامها - فدفعت عنه، فقال: دعوه فأرب ما جاء به، فقلت: نبئني بعمل يقربني إلى الجنّة ويبعدني من النار، قال فرفع رأسه إلى السماء، ثمّ قال: لئن كنت أو جزت في الخطبة لقد أعظمت - أو

ص: 42

أطولت تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحجّ البيت، وتصوم رمضان، وتأتي إلى الناس ما تحب أن يؤتوه إليك، وما كرهت لنفسك فدع الناس منه، خلّ عن زمام الناقة».

حديث يونس بن شداد

2290 - [77/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبو موسى العنزي قال: حدّثنا محمّد بن عثمة قال: حدّثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي الشعثاء، عن یونس بن شداد :

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله نهى عن صوم أيام التشريق». (1)

حديث ابن حازم عن علي بن حسين

2291 - [77/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبو معمر، عن ابن حازم قال:

«جاء رجل إلى علي بن حسين، فقال: ما كان منزلة أبي بكر وعمر من النبي صلى الله عليه و آله؟ فقال: منزلتهما الساعة».

حديث جد أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص

2292 - [77/4] حدّثنا عبد الله قال: حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريري وخلف بن هشام :قالا حدّثنا عامر بن أبي عامر الخزاز، عن أيوب بن موسى، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«ما نحل والد ولده نحلاً أفضل من أدبٍ حسن».

ص: 43


1- أيام التشريق: أيام منى، وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد يوم النحر

حديث الفاكه بن سعد

2293 - [4 / 78] حدّثنا عبد الله قال: حدّثني نصر بن علي قال: حدّثنا يوسف بن خالد، حدّثنا يوسف بن جعفر الخطمي، عن عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه، عن جده الفاكه بن سعد - وكانت له صحبة -:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله كان يغتسل يوم الجمعة ويوم عرفة ويوم الفطر ويوم النحر، قال: وكان الفاكه بن سعد يأمر أهله بالغسل في هذه الأيام».

المنتخب من حديث جبير بن مطعم

2294 - [4 / 80] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي من كتابه قال: حدّثنا هشيم، عن حصين، عن محمّد بن طلحة بن دكانة، عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام».

2295 - [80/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن محمّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه و آله قال :

«إنّ لي أسماء، أنا محمّد، وأنا أحمد، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر، وأنا العاقب»

والعاقب الذي ليس بعده نبي صلى الله عليه و آله .

2296 - [4 / 80] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعلى بن عبيد قال: حدّثنا محمّد - يعني إسحاق - عن الزهري، عن محمّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال:

«قام رسول الله صلى الله عليه و آله بالخيف من منى، فقال: نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها ثمّ أداها إلى من لم يسمعها، فربّ حامل فقه لا فقه له، وربّ حامل فقه إلى

ص: 44

من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهم قلب المؤمن إخلاص العمل، والنصيحة لولي الأمر، ولزوم الجماعة، فإنّ دعوتهم تكون من ورائه».

2297

2297 - [81/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن جبير بن مطعم قال:

«لمّا قسم رسول الله صلى الله عليه و آله سهم القربى من خيبر بين بني هاشم وبني المطلب جئت أنا وعثمان بن عفان، فقلت: يا رسول الله، هؤلاء بنو هاشم لا ينكر فضلهم لمكانك الذي وصفك الله عزّوجلّ به منهم، أرأيت أخواننا من بني المطلب أعطيتهم وتركتنا! وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة، قال: إنّهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام، وإنما هم بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد . قال: ثمّ شبك بين أصابعه».

2298 - [4 / 81] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«ينزل الله عزّوجلّ في كل ليلة إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ حتّى يطلع الفجر».

2299 - [81/4] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد وعفان قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال:

كان رسول الله صلى الله عليه و آله في سفر، قال من يكلؤنا الليلة لا نرقد عن صلاة الفجر؟ فقال بلال أنا، فاستقبل مطلع الشمس فضرب على آذانهم، فما أيقظهم إلا حرّ الشمس، فقاموا فأدوها، ثمّ توضؤوا ، فأذّن بلال، فصلّوا الركعتين، ثمّ صلّوا الفجر». (1)

ص: 45


1- يكلونا: يحرسنا توضیح حماد بن سلمة منكر الحديث وكان يضع منها الأمور العظام، كأنّ روايته في رؤية الله تعالى وأنه شاب أمرد وغيرها من الموضوعات واحتمل بعضهم أنّ ابن أبي العوجاء الذي هو ربيب حماد والمعروف بكفره يدس في كتب حماد والمهم أنّ الحديث مردود، تعرضنا إليه في تعليقتنا على حديث 346 فراجع

2300- [81/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن كثير قال: حدّثنا سليمان بن كثير، عن حصين بن عبد الرحمن، عن محمّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله فصار فرقتين فرقة على هذا الجبل، وفرقة على هذا الجبل، فقالوا: سحرنا محمّد، فقالوا: إن كان سحرنا فإنّه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم».

2301 - [4 / 82] قال حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز قال: حدّثني سليمان بن موسى، عن جبير بن مطعم، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«كل عرفات موقف، وارفعوا عن بطن عرنة، وكل مزدلفة موقف، وارفعوا عن محسر، وكل فجاج منى منحر، وكل أيام التشريق ذبح».(1)

2302 - [83/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن عمر قال: حدّثنا يونس، عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: حدّثنا جبير بن مطعم:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله لم يقسم لعبد شمس ولا لبني نوفل من الخمس شيئاً كما كان يقسم لبني هاشم وبني المطلب، وأنّ أبا بكر كان يقسم الخمس نحو قسم رسول الله صلى الله عليه و آله، غير أنّه لم يكن يعطي قربي رسول الله صلى الله عليه و آله كما كان رسول الله صلى الله عليه و آله يعطيهم، يعطيهم وعثمان من بعده منه».

ص: 46


1- بطن عرنة: يوزن همزة وهو وادي بحذاء عرفات. محسر: أي بوادي محسر بكسر السين المشددة وهو حد مني إلى جهة عرفة. فجاج بكسر الفاء جمع فج، ويقصد به الطريق الواسع

المنتخب من حديث عبد الله بن المغفل المزني

2303 - [4 / 85] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل قال : أنبأنا يونس، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«لولا أنّ الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها، فاقتلوا منها الأسود البهيم، وأيّما قوم اتخذوا كلباً ليس بكلب حرث أو صيد أو ماشية تقصوا من أجورهم كل يوم قيراطاً. قال: وكنّا نؤمر أن نصلّي في مرابض الغنم ولا نصلّي في أعطان الإبل، فإنّها خلقت من الشياطين».

2304 - [4 / 86] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا المبارك، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من تبع جنازة حتّى يصلّي عليها فله قيراط، ومن انتظرها حتّى يفرغ منها فله قيراطان».

2305 - [4 / 86] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا زيد بن الحباب قال: حدّثني حسين بن واقد قال: حدّثني ثابت البناني، عن عبد الله بن مغفل المزني قال:

«كنّا مع رسول الله صلى الله عليه و آله بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن، وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله صلى الله عليه و آله ، وعلي بن أبي طالب و سهيل بن عمرو بين يديه، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله لعلي رحمه الله : أكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فأخذ سهيل بن عمرو بیده فقال: ما تعرف بسم الله الرحمن الرحيم، أكتب في قضيتنا ما نعرف، قال: أكتب باسمك اللهم فكتب هذا ما صالح عليه محمّد رسول الله صلى الله عليه و آله أهل مكة، فأمسك سهيل بن عمرو بيده وقال: لقد ظلمناك إن كنت رسوله، أكتب في قضيتنا ما نعرف فقال: أكتب: هذا ما صالح عليه محمّد بن عبد الله بن عبد

ص: 47

المطلب وأنا رسول الله، فكتب، فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شاباً عليهم السلاح، فثاروا في وجوهنا، فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه و آله، فأخذ الله رحمه الله بأبصارهم، فقدمنا إليهم فأخذناهم، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: هل جئتم في عهد أحد ؟ وهل جعل لكم أحد أماناً ؟ فقالوا: لا، فخلّى سبيلهم، فأنزل الله عزّوجلّ: «وَهُوَ الَّذي كَفَّ أيديَهُمْ عَنْكُمْ وابديكُمْ عَنْهُمْ بِبَطنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أنْ أظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا»(1)».

قال أبو عبد الرحمن قال حماد بن سلمة في هذا الحديث عن ثابت عن أنس وقال حسين بن واقد عن عبد الله بن مغفل. وهذا الصواب عندي إن شاء الله.

2306 - [87/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا حماد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ الله رفيق يحب الرفق ويرضاه، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف».

2307 - [87/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا حماد بن سلمة، عن يونس عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل :

«أنّ رجلاً لقى امرأة كانت بغياً في الجاهلية، فجعل يلاعبها حتّى بسط يده إليها، فقالت المرأة مه، فإن الله عزّوجلّ لقد ذهب بالشرك - وقال عفان مرة ذهب بالجاهلية - وجاءنا بالإسلام، فولّى الرجل فأصاب وجهه الحائط فشجه، ثمّ أتى النبي صلى الله عليه و آله فأخبره، فقال: أنت عبد أراد الله بك خيراً، إذا أراد الله عزّوجلّ بعبد خيراً عجّل له عقوبة ذنبه، وإذا أراد بعبد شراً أمسك عليه بذنبه حتّى يوفى به يوم القيامة، كأنّه عير». (2)

ص: 48


1- سورة الفتح: 24
2- عير: اسم جبل معروف بالمدينة

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن الأزهر

2 - 88/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن عمر أسامة بن زيد عن الزهري، أنّه سمع عبد الرحمن بن أزهر يقول:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله الغزاة يوم الفتح وأنا غلام شاب يتخلل الناس يسأل، عن

منزل خالد بن الوليد، فأتي بشارب، فأمرهم فضربوه بما في أيديهم، فمنهم من ضربه بعصا، ومنهم من ضربه بسوط، وحتى عليه رسول اللهصلى الله عليه و آله التراب».

ص: 49

ص: 50

المنتخب من مسند الشاميين

المنتخب من مسند الشاميين

ص: 51

ص: 52

المنتخب من حديث خالد بن الوليد

2309 - [89/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا العوام بن حوشب ، عن سلمة بن كهيل، عن علقمة، عن خالد بن الوليد قال:

«كان بيني وبين عمّار بن ياسر كلام فأغلظت له في القول، فانطلق عمّار يشكوني إلى النبي صلى الله عليه و آله ، فجاء خالد وهو يشكوه إلى النبي صلى الله عليه و آله ، قال (1): فجعل يغلظ له ولا يزيد إلا غلظة والنبي صلى الله عليه و آله و ساكت لا يتكلم فبكى عمّار وقال: يا رسول الله ألا تراه؟ فرفع رسول الله صلى الله عليه و آله رأسه وقال: من عادى عمّاراً عاداه الله، ومن أبغض عمّاراً أبغضه الله قال خالد: فخرجت فما كان شيء أحب إليّ من رضا عمّار، فلقيته فرضى».

قال عبد الله: سمعته من أبي مرتين.

2310 - [89/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الملك، حدّثنا محمّد بن حرب - يعني الأبرش - قال: حدّثنا سليمان بن سليم أبو سلمة، عن صالح - يعني ابن يحيى بن المقدام - عن جده المقدام بن معدي كرب قال:

«غزونا مع خالد بن الوليد الصائفة، فقرم أصحابنا إلى اللحم، فقالوا: أتأذن لنا أن تذبح رمكة له؟ فدفعتها إليهم فحبلوها، ثمّ قلت مكانكم حتّى آتي خالداً فأسأله قال: فأتيته فسألته، فقال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و آله غزوة خيبر، فأسرع الناس في حظائر يهود، فأمرني أن أنادي الصلاة جامعة، ولا يدخل الجنّة إلا مسلم ثمّ

ص: 53


1- في المصدر: (يقول)

قال: أيها الناس إنكم قد أسرعتم في حظائر يهود، ألا لا تحلّ أموال المعاهدين إلا بحقّها، وحرام عليكم لحوم الحمر الأهلية وخيلها وبغالها، وكل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير» (1)

2311 - [90/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني [أبي] ، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن نجيح ، عن خالد بن حكيم بن حزام قال:

«تناول أبو عبيدة رجلاً بشيء، فنهاه خالد بن الوليد، فقال: أغضبت الأمير، فأتاه فقال: إني لم أرد أن أغضبك، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: إنّ أشد الناس عذاباً يوم القيامة أشد الناس عذاباً للناس في الدنيا». (2)

2312 - [90/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت محمّد بن عبد الرحمن يحدّث، عن عبد الرحمن ابن يزيد عن الأشتر قال:

«كان بين عمّار وبين خالد بن الوليد كلام فشكاه عمّار إلى رسول الله صلى الله عليه و آله، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : إنّه من يعاد عمّاراً يعاده الله عزّوجلّ، ومن يبغضه يبغضه الله عزّوجلّ، ومن يسبّه يسبّه الله عزّوجلّ» . فقال سلمة هذا أو نحوه.

المنتخب من حديث ذي مخمر الحبشي

2313 - [4 / 90] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا جرير، عن يزيد بن صليح، عن ذي مخمر - وكان رجلاً من الحبشة يخدم النبي صلى الله عليه و آله - قال :

«كنّا معه في سفر، فأسرع السير حين انصرف، وكان يفعل ذلك لقلة الزاد، فقال له

ص: 54


1- الرمكة: الفرس تتخذ للنسل
2- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل

قائل: يا رسول الله، قد انقطع الناس وراءك، فحبس وحبس الناس معه حتّى تكاملوا إليه، فقال لهم هل لكم أن نهجع هجعة؟ - أو قال له قائل - فنزل ونزلوا، فقال: من يكلؤنا الليلة؟ فقلت: أنا جعلني الله فداءك (1)، فأعطاني خطام ناقته، فقال: هاك لا تكونن لكع، قال: فأخذت بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله وبخطام ناقتي فتنحيت غير بعيد فخلت سبيلهما يرعيان، فإني كذاك (2) أنظر إليهما حتّى أخذني النوم، فلم أشعر بشيء حتّى وجدت حرّ الشمس على وجهي فاستيقظت فنظرت يميناً وشمالاً فإذا أنا بالراحلتين مني غير بعيد، فأخذت بخطام ناقة النبي صلى الله عليه و آله وبخطام ناقتي، فأتيت أدنى القوم فأيقظته فقلت له: أصلّيتم؟ قال: لا، فأيقظ الناس بعضهم بعضاً حتّى استيقظ النبي صلى الله عليه و آله، فقال : يا بلال هل لي في الميضأة - يعني الأداوة - قال: نعم، جعلني الله فداءك، فأتاه بوضوء فتوضّأ لم يلت منه التراب، فأمر بلالا فأذن، ثمّ قام النبي صلى الله عليه و آله فصلّى الركعتين قبل الصبح وهو غير عجل، ثمّ أمره فأقام الصلاة فصلى وهو غير عجل، فقال له قائل : يا نبي الله أفرطنا، قال: لا، قبض الله عزّوجلّ أرواحنا، وقد ردّها [ إلينا ] وقد صلّينا». (3)

حديث معاوية بن أبي سفيان

2314 - [92/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا حماد

ص: 55


1- في الأصل: (فداك)
2- في الأصل : (كذلك)
3- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل. لكع: ورد للكلمة معاني عديدة منها: الصبي والصغير والعبد وتأتي بمعنى الأحمق أو اللهم وهذين المعنيين مستبعدين لأنه حاشا لرسول صلى الله عليه و آله صاحب الخلق الرفيع أن تصدر منه هكذا ألفاظ وهو المخصوص بقوله عزّوجلّ: «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ». توضيح في السند يزيد بن صليح، قال عنه الذهبي: لا يكاد يعرف، وقال عنه ابن حجر ناقلاً قول الدار قطني: لا يعتبر به والحديث على ضعفه بيزيد بن صليح إلا أنّه مخدوش الدلالة كما في تعليقتنا على حديث 346 فراجع

- يعني ابن سلمة - قال: أنبأنا جبلة بن عطية، عن عبد الله بن محيريز، عن معاوية بن أبي سفيان: أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فقّهه في الدين»

2315 - [93/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا حبيب بن الشهيد، عن أبي مجلز:

«أنّ معاوية دخل بيتاً فيه ابن عامر وابن الزبير، فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير، فقال له معاوية: اجلس، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: من سرّه أن يمثل له العباد قياماً فليتبوّأ بيتاً في النار».

2316 - [4 / 93] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عارم، حدّثنا أبو عوانة، عن المغيرة عن معبد القاص، عن عبد الرحمن بن عبد، عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد الرابعة فاقتلوه».

2317 - [93/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا جرير، عن عبد الرحمن بن عوف الجرشي، عن معاوية قال:

«رأیت رسول الله صلى الله عليه و آله يمصّ لسانه - أو قال: شفته يعني الحسن بن علي صلوات الله عليه - وإنّه لن يعذّب لسان أو شفتان مصّهما رسول الله صلى الله عليه و آله.

2318 - [4 / 94] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد قال:

«لمّا قدم علينا معاوية حاجاً قدمنا معه مكة، قال: فصلّى بنا الظهر ركعتين، ثمّ انصرف إلى دار الندوة، قال: وكان عثمان حين أتمّ الصلاة إذا قدم مكة صلّى بها الظهر

ص: 56

والعصر والعشاء الآخرة أربعاً أربعاً، فإذا خرج إلى منى وعرفات قصر الصلاة، فإذا فرغ من الحجّ وأقام بمنى أتمّ الصلاة حتّى يخرج من مكة، فلمّا صلّى بنا الظهر ركعتين نهض إليه مروان بن الحكم وعمرو بن عثمان فقالا له: ما عاب أحد ابن عمك بأقبح ما عبته به، فقال لهما: وما ذاك؟ قال: فقالا له: ألم تعلم أنّه أتمّ الصلاة بمكة؟ قال: فقال لهما: ويحكما، وهل كان غير ما صنعت، قد صليتها مع رسول الله صلى الله عليه و آله ومع أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، قالا: فإنّ ابن عمك قد كان أتمّها، وإنّ خلافك إيّاه له عيب قال: فخرج معاوية إلى العصر فصلاها بنا أربعاً».

2319 - [94/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة وحجاج، قال: حدّثني شعبة، قال: سمعت قتادة يحدّث، عن أبي الطفيل، قال حجاج في حديثه قال: سمعت أبا الطفيل قال:

«قدم معاوية وابن عباس فطاف ابن عباس فاستلم الأركان كلها، فقال له معاوية : إنما أستلم رسول الله صلى الله عليه و آله الركنين اليمانيين، قال ابن عباس: ليس من أركانه شيء مهجور».

قال حجاج: قال شعبة الناس يختلفون في هذا الحديث، يقولون: معاوية هو الذي قال: ليس من البيت شيء مهجور، ولكنه حفظه من قتادة هكذا

2320 - [4 / 95] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير ويعلى قال: حدّثنا طلحة - يعني ابن يحيى - عن عيسى بن طلحة قال: سمعت معاوية يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«إنّ المؤذنين أطول الناس أعناقاً يوم القيامة».

2321 - [4 / 95] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن قتادة، عن أبي شيخ الهنائي :

ص: 57

«أنّ معاوية قال لنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله : أتعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله نهي عن جلود النمور أن يركب عليها؟ قالوا: اللهم نعم قال وتعلمون أنّه [نهى] عن لباس الذهب إلا مقطعاً؟ قالوا: اللهم نعم قال: وتعلمون أنّه نهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة؟ قالوا: اللهم نعم قال وتعلمون أنه نهى عن المتعة - يعني متعة الحجّ؟ قالوا: اللهم لا».(1)

2322 - [97/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق (2) قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، أخبره عن عبد الله بن عامر اليحصبي قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«أذا أراد الله عزّوجلّ بعبدٍ خيراً فقّهه في الدين». (3)

2323 - [97/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا يحيى بن إسحاق، قال: أنبأنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن ربيعة بن يزيد عن عامر بن عبد الله اليحصبي، قال عبد الله: قال أبي : كذا قال يحيى بن إسحاق، وإنما هو عبد الله بن عامر اليحصبي قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول : سمعت النبي صلى الله عليه و آله يقول:

«لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يبالون من خالفهم أو خذلهم حتّى يأتي أمر الله عزّوجلّ».

2324 - [4 / 98 ] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن محمّد بن عمرو قال: حدّثني أبي، عن جدي قال:

«كنّا عند معاوية، فقال المؤذن الله أكبر، الله أكبر، فقال معاوية: الله أكبر، الله أكبر

ص: 58


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل
2- في المصدر: (ابن أبي اسحاق)
3- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل

فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال معاوية: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: أشهد أنّ محمّداً رسول الله، فقال: أشهد أنّ محمّداً رسول الله، فقال: حيّ على الصلاة، فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: حيّ على الفلاح، فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: الله أكبر، الله أكبر، فقال: الله أكبر، الله أكبر ، فقال : لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله، فقال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه و آله يقول - أو نبيكم - إذا أذّن المؤذّن».

2325 - [98/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعلى بن عبيد قال : حدّثنا طلحة - يعني ابن يحيى - عن أبي بردة، عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفّر الله عنه به من سيئاته».

2326 - [4 / 100] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا ابن جريج، أخبرني محمّد بن يوسف مولى عمرو بن عثمان، عن أبيه، عن معاوية بن أبي سفیان أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من نسي شيئاً من صلاته فليسجد سجدتين وهو جالس».

2327 - [4 / 100] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا شعبة، عن أبي الفيض، عن معاوية بن أبي سفيان، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار».

2328 - [102/4 ] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن يسار الواسطي، حدّثنا مؤمل وأبو أحمد، أحدهما عن سفيان، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن ابن عباس، عن معاوية:

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله قصّر بمشقص». (1)

ص: 59


1- المشقص: نصل السهم وهو شفرة طويلة قليلة العرض مقوسة أي ألها دقيقة الطرفين

المنتخب من حديث تميم الداري

2329 - [102/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنّ الدين النصيحة، إنّما الدين النصيحة، قالوا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».

2330 - [4 / 102] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حماد بن أسامة قال: أنبأنا هشام، عن أبيه قال:

«خرج عمر على الناس يضربهم على السجدتين بعد العصر، حتّى مرّ بتميم الداري، فقال: لا أدعهما صلّيتهما مع من هو خير منك رسول الله صلى الله عليه و آله، فقال عمر: إنّ الناس لو كانوا كهيئتك لم أبال».

2331 - [103/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن عیسی - يعني الطباع - قال: حدّثني ليث بن سعد قال : حدّثني الخليل [بن] مرة عن الأزهر بن عبد الله، عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من قال لا إله إلا الله واحداً، أحداً صمداً، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، ولم يكن له كفواً أحد عشر مرات كتب له أربعون ألف حسنة».(1)

2332 - [103/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن عن رجل، عن أبي هريرة وداود عن زرارة عن تميم الداري عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

ص: 60


1- ما بين معقوفتين ليس في الأصل

«أوّل ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن كان أكملها كتبت له كاملة، وإن لم يكن أكملها قال للملائكة: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوّع فأكملوا بها ما ضيّع من فريضة، ثمّ الزكاة، ثمّ تؤخذ الأعمال على حسب ذلك».

2333 - [103/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا صفوان بن مسلم قال: حدّثني سليم بن عامر ، عن تميم الداري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله قال يقول:

«ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعزّ عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل به الكفر».

وكان تميم الداري يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان منهم كافراً الذل والصغار والجزية.

2334 - [103/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، أملاه علينا من النوادر قال: كتب إليّ أبو توبة الربيع بن نافع قال : حدّثنا الهيثم بن حميد، عن زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى، عن كثير بن مرة، عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة».

المنتخب من حديث مسلمة بن مخلد

2335 - [104/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن بكر، أنبأنا ابن جريج، عن ابن المنكدر ، عن أبي أيوب، عن مسلمة بن مخلد : أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من ستر مسلماً في الدنيا ستره الله عزّوجلّ في الدنيا والآخرة، ومن نجّى مكروباً فكّ الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن كان في حاجة أخيه كان الله عزّوجلّ في حاجته».

ص: 61

المنتخب من حديث أبي جمعة حبيب بن سباع

2336 - [106/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا الأوزاعي قال: حدّثني أسيد بن عبد الرحمن، قال: حدّثني صالح بن محمّد، قال: حدّثني أبو جمعة، قال:

«تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه و آله و معنا أبو عبيدة بن الجراح، قال: فقال: يا رسول الله، هل أحد خير منّا؟ أسلمنا معك، وجاهدنا معك، قال: نعم، قوم يكونون من بعدكم یؤمنون بي ولم يروني».

المنتخب من حديث واثلة بن الأسقع

2337 - [4 / 106] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا هشام بن الغاز قال: حدّثني أبو النضر قال:

«دعاني واثلة بن الأسقع وقد ذهب بصره، فقال يا خبّاب قدني إلى يزيد بن الأسود الجرشي، فذكر الحديث فقال: أبشر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول عن الله عزّوجلّ: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء».

2338 - [4 / 106] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عصام بن خالد وأبو المغيرة قالا : حدّثنا حريز بن عثمان قال: سمعت عبد الواحد بن عبد الله النصري قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول : قال نبي الله صلى الله عليه و آله :

«إنّ من أعظم الفرى أن يدعى الرجل إلى غير أبيه، أو يري عينيه في المنام ما لم تريا، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه و آله ما لم يقل». (1)

ص: 62


1- (الفرى) بكسر الفاء والقصر جمع فرية، قال بن بطال : الفرية الكذبة العظيمة التي يتعجب منها. وفي بعض الأحاديث: (الفري) والفري تعني: العظيم من الأمر ، وقيل القبيح من الافتراء، وقيل المختلق والمفتعل وقيل العجيب النادر

2339 - [107/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن داود أبو داود الطيالسي قال أنبأنا عمران القطان، عن قتادة عن أبي المليح الهذلي عن واثلة بن الأسقع : أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال :

«أُعطيت مكان التوارة السبع، وأُعطيت مكان الزبور المئين، وأُعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفُضلت بالمفصّل». (1)

2340- [107/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم، حدّثنا عمران أبو العوام، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«أنزلت صحف إبراهيم ا علیه السّلام في أوّل ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لستٍ مضين من رمضان والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان».

يقول شير محمد الهمداني: هذا الحديث أورده ثقة الإسلام الكليني في أواخر کتاب القرآن من (الكافي)، وفيه: «وأنزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان»

ص: 63


1- السبع: السبع الطوال هي: البقرة وآل عمران والنساء و المائدة، والأنعام، والأعراف ويونس السابعة الأنفال مع التوبة؛ وسميت السبع الطوال لطولها على سائر سور القرآن. وأما المنون: فهو كل سورة تكون مائة آية أو يزيد عليها شيئاً يسيراً، أو ينقص عنها شيئاً يسيراً، وأما المثاني: فهي ما ثنت المتين، فتلاها . فكان المئون لها أوائل، وكان المثاني لها ثوان، وقيل إنها سميت بذلك؛ لتثنية الله فيها الأمثال والحدود، والقرآن والفرائض. وقال قوم المثاني سورة الحمد؛ لأنها تثنی قرايها في كل صلاة. وأما المفصل: فسميت مفصلاً؛ لكثرة الفصول بين سورها الرحمن الرحيم وسمي المفصل محكماً، لما قيل إنها لم تنسخ. وقال أكثر أهل العلم (أوّل المفصل من سورة محمد صلّی الله علیه و آله إلى سورة الناس) وقال آخرون (من ق، إلى الناس) وقالت فرقة ثالثة -وهو المحكي عن ابن عباس - أنه من سورة الضحى إلى الناس وكان يفصل من الضحى بين كل سورتين بالتكبير، وهو قراءة ابن كثير

وزاد: «وأنزل الزبور لثمان عشرة خلون من شهر رمضان». (1)

2341 - [4 / 107] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن مصعب قال: حدّثنا الأوزاعي، عن شداد أبي عمّار، عن واثلة بن الأسقع : أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ الله عزّوجلّ اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، اصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم».

2342 - [4 / 107] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا محمد بن مصعب قال: حدّثنا الأوزاعي، عن شداد أبي عمّار قال:

«دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم، فذكروا علياً، فلمّا قاموا قال لي: ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه و آله ؟ قلت: بلى قال : أتيت فاطمة رضي الله تعالى عنها أسألها عن علي ؟ قالت: توجّه إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، فجلست أنتظره حتّى جاء رسول الله صلى الله عليه و آله و معه علي وحسن وحسين رضي الله تعالى عنهم، آخذ كل واحد منهما بيده حتّى دخل فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه، ثمّ لفّ عليهم ثوبه، - أو قال: كساء - ، ثمّ تلا هذه الآية: «إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهيرا» (2) وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق».

المنتخب من حديث رويفع بن ثابت الأنصاري

2343 - [4 / 108] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا ابن

ص: 64


1- الكافي: 628/2ح 6 وفيه: (لثمان عشر)
2- سورة الأحزاب: 33

لهيعة قال: حدّثنا بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عن وفاء الحضرمي، عن رويفع ابن ثابت الأنصاري: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال:

«من صلّى على محمّد وقال: اللهم أنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة وجبت له شفاعتي».

2344 - [4 / 108] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا يحيى بن إسحاق قال: أنبأنا ابن لهيعة وقتيبة بن سعيد قال: حدّثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن حنش الصنعاني، عن رويفع بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لا يحلّ لأحد - وقال قتيبة: لرجل - أن يسقي ماءه ولد غيره، ولا يقع على أمة حتّى تحيض أو يبين حملها».

2345 - [108/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن حنش الصنعاني، عن رويفع بن ثابت قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله أن توطأ الأمة حتّى تحيض، وعن الحبالى حتى يضعن ما في بطونهنّ».

2346 - [4 / 108] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى الأشيب قال: أنبأنا ابن لهيعة قال: حدّثنا عياش بن عباس عن شييم بن بيتان قال: حدّثنا رويفع بن ثابت قال:

«كان أحدنا في زمان رسول الله صلى الله عليه و آله يأخذ جمل أخيه على أن يعطيه النصف مما يغنم وله النصفّ، حتّى أنّ أحدنا ليطير له النصل والريش والآخر القدح، ثمّ قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله: يا رويفع لعلّ الحياة ستطول بك، فأخبر الناس أنّه من عقد لحيته، أو تقلد وتراً، أو استنجى برجيع دابة أو عظم، فإنّ محمّداً منه بريء».

2347 - [109/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي،

ص: 65

عن ابن إسحاق، حدّثني عبيد الله بن أبي جعفر المصري قال: حدّثني من سمع حنشاً الصنعاني يقول: سمعت رويفع بن ثابت الأنصاري يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يبتاعنّ ذهباً بذهب إلا وزناً بوزن، ولا ينكح ثيباً من السبي حتّى تحيض».

2348 - [109/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير قال:

«عرض مسلمة بن مخلد - وكان أميراً على مصر - على رويفع بن ثابت أن يوليه العشور، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : إنّ صاحب المكس في النار». (1)

المنتخب من حديث عمرو بن عبسة

2349 - [111/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو اليمان قال: حدّثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن أبي سلام الدمشقي وعمرو بن عبد الله أنّهما سمعا أبا أمامة الباهلي يحدّث، عن حديث عمرو بن عبسة السلمي قال:

«رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية، فذكر الحديث. قال: فسألت عنه فوجدته مستخفياً بشأنه، فتلطفت له حتّى دخلت عليه فسلّمت عليه، فقلت له: ما أنت؟ فقال: نبي، فقلت: وما النبي ؟ فقال رسول الله، فقلت: ومن أرسلك؟ قال: الله عزّوجلّ ، قلت بماذا أرسلك؟ فقال: بأن توصل الأرحام، وتحقن الدماء، وتؤمن السبل وتكسر الأوثان، ويعبد الله وحده لا يشرك به شيء، قلت: نعم ما أرسلك به وأشهدك أني قد آمنت بك وصدقتك، أفأمكث معك، أم ما ترى؟ فقال: قد ترى كراهة الناس لمّا جئت به، فامكث في أهلك، فإذا سمعتم بي قد خرجت مخرجي

ص: 66


1- المكس: العشار

فائتني... فذكر الحديث».

2350 - 113/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الحكم بن نافع، حدّثنا جرير، عن سليم - يعني ابن عامر - أن شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة: حدّثنا حديثاً ليس فيه ترديد ولا نسيان قال عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار عضواً بعضو، و من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة، ومن رمى بسهم فبلغ فأصاب أو أخطأ كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل».

2351 - [114/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن عبسة قال:

«قال :رجل يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: أن يسلم قلبك لله عزّوجلّ، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك، قال: فأيّ الإسلام أفضل؟ قال: الإيمان، قال: وما الإيمان؟ قال: تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت قال فأي الإيمان أفضل؟ قال الهجرة، قال: فما الهجرة؟ قال: تهجر السوء، قال: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال: الجهاد، قال: وما الجهاد؟ قال: أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده واهريق دمه قال رسول الله صلى الله عليه و آله : ثمّ عملان هما أفضل الأعمال إلا من عمل بمثلها: حجّة مبرورة أو عمرة».

المنتخب من بقية حديث زيد بن خالد الجهني

2352 - [114/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعلى ومحمّد ابنا قالا : حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 67

«لولا أن أشق - وقال محمّد: لولا أن يشق - على أمتي لأخرت صلاة العشاء إلى ثلث الليل، ولأمرتهم بالسواك عند كل صلاة».

2353 - [115/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا: أنبأنا ابن جريج :قال: سمعت أبا سعيد الأعمى يخبر، عن رجل يقال له السائب مولى الفارسيين - و قال ابن بكر: مولى لفارس وقال حجاج: مولى الفارسي - عن زيد بن خالد:

«أنه رآه عمر بن الخطاب وهو خليفة ركع بعد العصر ركعتين، فمشى إليه فضربه بالدرة وهو يصلّي كما هو، فلمّا انصرف قال زيد: يا أمير المؤمنين فو الله لا أدعهما أبداً بعد أن رأيت رسول الله الله صلى الله عليه و آله يصلّيهما، قال: فجلس إليه عمر وقال: يا زيد بن خالد، لولا إني أخشى أن يتخذها الناس سلّماً إلى الصلاة حتّى الليل لم أضرب فيهما».

2354 - [4 / 116] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف، أنبأنا عبد الملك، عن عطاء، عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لا تتخذوا بيوتكم قبوراً، صلّوا فيها، ومن فطّر صائماً كتب له مثل أجر الصائم لا ينقص من أجر الصائم شيء، ومن جهّز غازياً في سبيل الله أو خلفه في أهله كتب له مثل أجر الغازي في أنّه لا ينقص من أجر الغازي شيء».

2355 - [116/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن يزيد مولى المنبعث قال يحيى أخبرني ربيعة أنّه قال: عن زيد بن خالد، فسألت ربيعة فقال: أخبرنيه عن زيد بن خالد:

«سُئل النبي صلى الله عليه و آله عن ضالة الإبل؟ فغضب واحمرت وجنتاه وقال مالك ولها، معها الحذاء والسقاء، ترد الماء، وتأكل الشجر حتّى تجيء ربّها، وسُئل عن ضالة الغنم؟ فقال: خذها فهي لك أو لأخيك أو للذئب، وسُئل عن اللقطة؟ فقال:

ص: 68

اعرف عفاصها ووكاءها، ثمّ عرّفها سنة، فإن اعترفت، وإلا فاخلطها بمالك».

2356 - [117/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: حدّثني يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني قال:

«جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و آله بلقطة، فقال: عرّفها سنة، ثمّ اعرف عفاصها ووكاءها، فإن جاء أحد يخبرك بها، وإلا فاستنفقها، قال: يا رسول الله، فضالّة الغنم؟ قال: لك أو لأخيك أو للذئب، قال: يا رسول الله، ضالة الإبل؟ قال: فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه و آله ، ثمّ قال : ما لك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وتأكل الشجر».

المنتخب من بقية حديث أبي مسعود البدري الأنصاري

شعبة

2357 - [118/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان قال: حدّثنا قال: أخبرني إسماعيل بن رجاء قال: سمعت أوس بن ضمعج قال: سمعت أبا مسعود الأنصاري البدري عن النبي صلى الله عليه و آله قال :

«يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالى وأقدمهم قراءة، فإن كانت قراءتهم سواء فليؤمهم أقدمهم هجرة، فإن كانت هجرتهم سواء فليؤمهم أكبرهم سنا، ولا يؤم الرجل في أهله ولا في سلطانه، ولا يجلس على تكرمته في بيته، إلا أن يأذن (1) لك - إلا بأذنه -» . (2)

ص: 69


1- اعرف عفاصها ووكاءها: فإنّ العقاص هو الوعاء الذي يكون فيه النفقة إن كان من جلد أو خرقة أو غير ذلك، وقوله دور كاءهاه: يعني الخيط الذي تشد به يقال منه أو كيتها إيكاء وعنصتها عفصاً إذا شددت العفاص عليها، وإن أردت أنك فعلت لها عفاصاً قلت أعفصتها إعفاصا وإنما أمر الواحد لها أن يحفظ عفاصها ووكانها ليكون ذلك علامة للقطة، فإن جاء من يتعرفها بتلك الصفة دفعت إليه، فهذه سنة من رسول الله صلى الله عليه و آله في اللقطة خاصة، لا يشبهها شيء من الأحكام أن صاحبها يستحقها بلا بينة ولا يمين ليس إلا بالمعرفة بصفتها (غريب الحديث: 201/2
2- التكرمة: الموضع الخاص لجلوس الرجل من فراش أو سرير مما يعد لإكرامه وهي تفعلة من الكرامة

2358 - [118/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن عمر، أنبأنا مالك، عن نعيم المجمر، عن محمّد - يعني ابن عبد الله - عن أبي مسعود قال:

«قيل: يا رسول الله، كيف نصلّي عليك؟ فقال: قولوا: اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، وبارك على محمّد وعلى آل محمدّ كما باركت على إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد».

قال عبد الله و قال أبي: و قرأت هذا الحديث على عبد الرحمن مالك عن نعيم بن عبد الله أنّ محمّد بن عبد الله بن زيد أخبره، عن أبي مسعود.

2359 - [119/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: و حدّثني - في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و آله إذا المرء المسلم صلّى عليه في صلاته - محمّد بن إبراهيم بن الحارث التميمي(1)، عن محمّد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربّه الأنصاري - أخي بلحرث بن الخزرج -، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال:

«أقبل رجل حتّى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه و آله و نحن عنده، فقال: يا رسول الله، أمّا السلام عليك فقد عرفناه، فكيف نصلّي عليك إذا نحن صلّينا في صلاتنا صلّى الله عليك؟ قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه و آله حتّى أحببنا أنّ الرجل لم يسأله، فقال: إذا أنتم صلّيتم عليّ، فقولوا اللهم صلّ على محمّد النبي الأمي وعلى آل محمّد كما صليّت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمّد النبي الأمي كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

2360 - [4 / 118] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس، حدّثنا أبو يونس قال: قال الزهري: إنّ أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن

ص: 70


1- في الأصل: (التيمي)

المغيرة حدّثه: أنّ أبا مسعود الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه و آله أخا بني الحارث بن الخزرج - وهو جدّ زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو أمه - حدثه:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله نهاهم عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن». (1)

2361 - [119/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن إسماعيل أنه سمع قيس بن أبي حازم يحدّث، عن أبي مسعود:

«أنّ رجلاً أتى النبي صلى الله عليه و آله ، فقال : يا رسول الله، إنّ فلاناً يطيل بنا الصلاة، حتّى إني لأتأخر، فغضب رسول الله صلى الله عليه و آله غضباً ما رأيته غضب في موعظة، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: إنّ فيكم منفرين، فمن أمّ قوماً فليخفف بهم الصلاة، فإنّ وراءه الكبير والمريض وذا الحاجة».

2362 - [119/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدّثني أبي، عن عامر قال:

«انطلق النبي صلى الله عليه و آله و معه العباس عمّه إلى السبعين من الأنصار عند العقبة

تحت الشجرة، فقال: ليتكلم متكلمكم ولا يطيل الخطبة، فإنّ عليكم من المشركين عيناً، وإن يعلموا بكم يفضحوكم، فقال قائلهم - وهو أبو أمامة - سل يا محمّد لربّك ما شئت، ثمّ سل لنفسك ولأصحابك ما شئت، ثمّ أخبرنا ما لنا من الثواب على الله عزّوجلّ و عليكم إذا فعلنا ذلك؟ قال: فقال: أسألكم لربّي عزّوجلّ أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تؤونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم، قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: لكم الجنّة

قالوا فلك ذلك».

ص: 71


1- حلوان أي أجره

2363 - [120/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء، إلا أنّه كان رجلاً موسراً، وكان يخالط الناس، فكان يقول لغلمانه تجاوزوا عن المعسر، قال: فقال الله عزّوجل لملائكته : نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه».

2364 - [4 / 122] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش و ابن نمير قال: حدّثنا الأعمش وابن أبي زائدة، حدّثنا الأعمش، عن عمارة بن عمير عن أبي معمر ، عن أبي مسعود قال: ابن أبي زائدة الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لا تجزئ صلاة لأحد لا يقيم فيها ظهره في الركوع والسجود».

2365 - [4 / 122] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي قيس، عن عمرو بن ميمون، عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

««قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ»(1) تعدل ثلث القرآن».

2366 - [122/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي مسعود، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إن ممّا أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحي فافعل ما شئت».

المنتخب من حديث شداد بن أوس

2367 - [4 / 122] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن حسين المعلم قال: حدّثني عبد الله بن بريدة عن بشير بن كعب، عن شداد بن أوس، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

ص: 72


1- سورة الإخلاص 1

«سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربّي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك (1) ما استطعت، أبوء لك بالنعمة، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، إنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال: إن قالها بعد ما يصبح موقناً بها ثمّ مات كان من أهل الجنّة، وإن قالها بعد ما يمسي موقناً بها ثمّ مات كان من أهل الجنّة».

2368 - [123/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، قال معمر أخبرني أيوب، عن قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أبي أسماء الرحبي، عن شداد ابن أوس أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ الله عزّوجلّ زوى لي الأرض حتّى رأيت مشارقها ومغاربها، وإنّ ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها، وإني أعطيت الكنزين الأبيض والأحمر، وإني سألت ربّي عزّوجلّ لا يهلك أمتي بسنة بعامة، وأن لا يسلط عليهم عدواً فيهلكهم بعامة، وأن لا يلبسهم شيعاً، ولا يذيق بعضهم بأس بعض، وقال: يا محمّد إني إذا قضيت قضاء فإنّه لا يرد، وإنّي قد أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة، ولا أسلّط عليهم عدواً ممن سواهم فيهلكوهم بعامة حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً، وبعضهم يقتل بعضاً، وبعضهم يسبي بعضاً . قال : وقال النبي صلّی الله علیه و آله: وإني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلّين، فإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة».(2)

2369 - [123/4] حدّثنا عبد الله، حدثّني أبي حدّثنا هيثم بن خارجة، حدّثنا إسماعيل بن عياش عن راشد بن داود الصنعاني، عن أبي الأشعث الصنعاني:

«أنّه راح إلى مسجد دمشق وهجر بالرواح فلقي شداد بن أوس والصنابحي معه فقلت: این تریدان پر حمكما الله؟ قالا: نريدها هنا إلى أخ لنا مريض نعوده،

ص: 73


1- في الأصل: (على عهدك ووعدك)
2- بسنة بعامة أي بقحط عام يعمّ جميعهم

فانطلقت معهما حتّى دخلا على ذلك الرجل، فقالا له: كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت بنعمة، فقال له شداد ابشر بكفّارات السيئات وحطّ الخطايا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: إنّ الله عزّوجلّ يقول : إني إذا ابتليت عبداً من عبادي مؤمناً فحمدني على ما ابتليته فإنّه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا، ويقول الربّ عزّوجلّ : أنا قيدت عبدي وابتليته، وأجروا له كما كنتم تجرون له وهو صحيح».

2370 - [124/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق قال: أنبأنا عبد الله - يعني ابن المبارك - قال: أنبأنا أبو بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله» . (1)

2371- [124/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا خالد، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن شداد بن أوس : أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ الله عزّوجلّ كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحدنّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته».

2372 - [4 / 125] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم قال: حدّثنا عبد الحميد - يعني ابن بهرام قال: حدّثنا شهر - يعني ابن حوشب - حدّثني ابن غنم: أنّ شداد بن أوس حدّثه، عن حديث رسول الله صلى الله عليه و آله:

«ليحملنّ شرار هذه الأمة على سنن الذين خلوا من قبلهم أهل الكتاب حذو القذة بالقذة». (2)

ص: 74


1- الكيّس: العاقل
2- القذة: ريش السهم و للسهم ثلاث قذذ متقاربة الواحدة بجانب الأخرى. ويقال حذو القذة بالقذة: أي مثلاً بمثل، ويضرب مثلاً للشيئين يستويان ولا يتفاوتان

2373 - [4 / 125] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا عبد الحميد - يعني ابن بهرام - ... إلى أن قال: فقال شداد: فإني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

«من صلّى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدّق يراني فقد أشرك، قال عوف بن مالك عند ذلك: أفلا يعمد إلى ما ابتغى فيه وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص له ويدع ما يشرك به ؟ فقال شداد عند ذلك: فإني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: إنّ الله يقول: أنا خير قسيم لمن أشرك بي من أشرك بي شيئاً فإنّ حشده عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به، وأنا عنه غني».

المنتخب من حديث العرباض بن سارية

2374 - [4 / 126] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا ثور بن يزيد، حدّثنا خالد بن معدان قال: حدّثنا عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر ابن حجر قالا :

«أتينا العرباض بن سارية، وهو ممن نزل فيه: «وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا آتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلتَ لا أجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ» (1) فسلمنا وقلنا: أتيناك زائرين و عائدين و مقتبسين، فقال عرباض : صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه و آله الصبح ذات يوم، ثمّ أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل يا رسول الله، كأنّ هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا ؟ فقال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشيا، فإنّه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً

ص: 75


1- سورة التوبة : 92

كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة».

2375 - [127/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي حدّثنا معاوية - يعني ابن صالح - عن سعيد بن سويد الكلبي، عن عبد الله بن هلال السلمي، عن عرباض بن سارية قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إني عبد الله (1) لخاتم النبيين وإنّ آدم علیه السّلام لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأوّل ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين ترين». (2)

2376 - [127/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو العلاء - وهو الحسن بن سوار - قال: حدّثنا ليث، عن معاوية، عن سعيد بن سويد، عن عبد الأعلى بن هلال السلمي، عن عرباض بن سارية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

«إني عبد الله وخاتم النبين، فذكر مثله، وزاد فيه: أنّ أم رسول الله صلى الله عليه و آله رأت حين وضعته نوراً أضاءت منه قصور الشام».

2377- [127/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عاصم، حدّثنا وهب بن خالد الحمصي، حدثتني أم حبيبة بنت العرباض قالت: حدّثني أبي:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله حرّم يوم خيبر كل ذي مخلب من الطير، ولحوم الأهلية (3)، والخليسة، والمجثمة، وأن توطأ السبايا حتّى يضعن ما في بطونهنّ». (4)

ص: 76


1- كذا في المصدر وهي لا تستقيم مع النص وهي تصحيف عند الله
2- لمنجدل في طينته: المعنى كتبت خاتم الأنبياء في الحال التي آدم مطروح على الأرض، حاصل في أثناء الخلقة، لمّا يفرغ من تصويره وإحراء الروح فيه
3- في الأصل: (لحوم الحمر الأهلية)
4- الخليسة : وهي الفريسة المأخوذة من السباع فتموت قبل أن تذكى وسميت بذلك لأنها مخلوسة من السباع أي مسلوبة والمجمة تقدم المعنى في هامش الحديثين 279 و 1857

حديث الحارث الأشعري

2378 - [130/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدثنا أبو خلف موسى بن خلف كان يعد في البدلاء - حدّثنا يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام عن جده ممطور عن الحارث الأشعري: أن نبي الله صلى الله عليه و آله قال :

«إن الله عزّوجلّ أمر يحيى بن زكريا علیهمالسّلام بخمس كلمات أن تعمل بهنّ وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ، وكاد أن يبطئ، فقال له عيسى: إنك قد أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهنّ وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ، فأمّا أن تبلغهنّ وأمّا أن أبلغهنّ، فقال: يا أخي إني أخشى إن سبقتني أن أعذب أو يخسف بي.

قال: فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس حتّى امتلأ المسجد، فقعد على الشرف، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: إنّ الله عزّوجلّ أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهنّ وآمركم أن تعملوا بهنّ: أوّلهنّ أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئاً، فإنّ مثل ذلك مثل رجل اشترى عبداً من خالص ماله بورق أو ذهب فجعل يعمل ويؤدي غلته إلى غير سيده، فأيّكم سرّه أن يكون عبده كذلك؟

وإنّ الله عزّوجلّ خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وآمركم بالصلاة، فإنّ الله عزّوجلّ ينصب وجهه لوجه عبده ما لم يلتفت، فإذا صلّيتم فلا تلتفتوا.

وآمركم بالصيام، فإنّ مثل ذلك كمثل رجل معه صرّة من مسك في عصابة كلهم يجد ريح المسك، وإنّ خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك. وآمركم بالصدقة، فإنّ مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فشدوا يديه إلى عنقه و قدموه ليضربوا عنقه، فقال: هل لكم أن افتدي نفسي منكم، فجعل يفتدي منهم بالقليل والكثير حتّى فك نفسه.

ص: 77

و آمركم بذكر الله عزّوجلّ كثيراً، وإنّ مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعاً في أثره، فأتى حصناً حصيناً فتحصن فيه، وإنّ العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عزّوجلّ .

قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهنّ: بالجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، فإنّه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثاء جهنم قالوا: يا رسول الله، وإن صام وإن صلّى؟ قال: وإن صام وإن صلّى وزعم أنّه ،مسلم فادعوا المسلمين بأسمائهم بما سمّاهم الله عزّوجلّ، المسلمين المؤمنين عباد الله عزّوجلّ ».

المنتخب من حديث المقدام بن معد يكرب الكندي

2379 - [130/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد قال: حدّثنا ثور - يعني ابن يزيد - قال : حدّثني حبيب بن عبيد، عن المقدام بن معد يكرب أبي كريمة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنّه يحبه».

2380 - [131/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن بديل عن علي بن أبي طلحة، عن راشد بن سعد، عن أبي عامر الهوزني، عن المقدام أبي كريمة، عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنّه قال:

«من ترك كلاً فإلى الله ورسوله - ربّما قال: فإلينا - ومن ترك مالاً فلوارثة (1)، والخال وارث من لا وارث له، وأنا وارث من لا وراث له، أرثه وأعقل عنه»(2).

ص: 78


1- في الأصل: (فلوارثه)
2- كلاً: بفتح الكاف وتشديد اللام أي ثقلاً وهو يشمل الدين والعيال

2381 - [131/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن ابن المبارك، عن ثور، عن خالد بن معدان عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه».

2382 - [4 / 131] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سريج بن النعمان، حدّثنا بقية ابن الوليد، عن أرطاة بن المنذر، عن بعض أشياخ الجند، عن المقدام بن معدي كرب قال:

«سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله، ينهى عن لطم خدود الدواب، وقال: إنّ الله عزّوجلّ قد جعل لكم عصياً وسياطاً».

2383 - [131/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس، حدّثنا بقية، حدّثنا بحير بن سعد، حدّثنا خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب: أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

«ما أكل أحد منكم طعاماً أحب إلى الله عزّوجلّ من عمل يديه».

2384 - [131/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حيوة بن شريح، حدّثنا بقية، حدّثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«إنّ الله عزّوجلّ يوصيكم بالأقرب فالأقرب».

2385 - [131/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حيوة بن شريح وأحمد بن الملك قالا: حدّثنا بقية، حدّثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن الحرير، والذهب، وعن مياثر النمور». (1)

ص: 79


1- الميثرة: تقدم المعنى في هامش حديث 696

2386 - [4 / 132] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا سليمان بن سليم الكناني قال: حدّثنا يحيى بن جابر الطائي قال: سمعت المقدام بن معدي كرب الكندي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

«ما ملأ ابن آدم وعاء شرّاً من بطن، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث طعام، وثلث شراب، وثلث لنفسه».

2387 - [4 / 132] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حيوة بن شريح، حدّثنا بقية، حدّثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان قال:

«وفد المقدام بن معدي كرب وعمرو بن الأسود إلى معاوية، فقال معاوية للمقدام أعلمت أنّ الحسن بن علي توفى؟ فرجّع المقدام، فقال له معاوية: أتراها مصيبة؟ فقال: ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه و آله في حجره وقال : هذا مني، وحسين من علي رضي الله تعالى عنهما».

2388 - [4 / 132] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عتاب، حدّثنا عبد الله - يعني ابن المبارك - قال: حدّثنا بقية بن الوليد قال : حدّثنا بحير بن سعد، عن خالد ابن معدان عن المقدام بن معدي كرب، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«عليكم بغذاء السّحَر، فإنّه هو الغذاء المبارك».

2389 - [4 / 132] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا معاوية بن صالح، عن أبي عبد الرحمن الكندي، قال: سمعت المقدام بن معدي كرب قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله ، عن لحوم الحمر الأنسية، وعن كل ذي ناب من السباع».

ص: 80

المنتخب من حديث أبي الأحوص

2390 - [137/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبيدة قال: حدّثني أبو الزعراء، عن أبي الأحوص ، عن أبيه مالك بن نضلة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى، فأعطينّ الفضل ولا تعجز عن نفسك».

المنتخب من حديث رافع بن خديج

2391 - [4 / 140] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن مالك بن أنس قال: حدّثني ربيعة، عن حنظلة بن قيس، عن رافع بن خديج قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن كراء المزراع قال: قلت بالذهب والفضة؟ قال: لا، إنما نهى عنه يبعض ما يخرج منها، فأمّا بالذهب والفضة فلا بأس به».(1)

(1)

2392 - [140/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا محمّد بن يوسف قال: سمعت السائب بن يزيد بن أخت النمر، عن رافع بن خديج: أن نبيّ الله صلى الله عليه و آله قال:

«شر الكسب ثمن الكلب، وكسب الحجام، ومهر البغي».

2393 - [140/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أسامة قال: حدّثنا الوليد بن كثير قال: حدّثنا بشير بن يسار مولى بني حارثة: أنّ رافع بن خديج وسهل ابن أبي حثمة حدّثاه:

ص: 81


1- الكراء بالكسر والمد الأجرة

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله نهى عن المزابنة التمر بالتمر، إلا أصحاب العرايا فإنّه قد أذن لهم». (1)

2394 - [141/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة قال: أخبرني رافع بن خديج قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«الحمّى من فور جهنم، فأبردوها بالماء».

2395 - [141/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا شعبة، عن يحيى بن أبي سليم قال: سمعت عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج يحدّث:

«أنّ جده حين مات ترك جارية وناضحاً وغلاماً حجاماً وأرضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله في الجارية فنهى عن كسبها - قال شعبة: مخافة أن تبغي - وقال: ما أصاب الحجام فاعلفه الناضح وقال في الأرض: ازرعها أو ذرها». (2)

المنتخب من حديث عقبة بن عامر الجهني

2396 - [143/4] حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم أخبرني يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن زحر ، عن أبي سعيد، عن عبد الله بن مالك:

«أنّ أخت عقبة بن عامر نذرت أن تحج ماشية ، فسأل عقبة ، عن ذلك النبي صلى الله عليه و آله، فقال : مرها فلتركب، فظنّ أنّه لم يفهم عنه، فلمّا خلا من كان عنده

ص: 82


1- المزاينة: تقدم المعنى في هامش حديث 1312. العرايا: وهي جمع عرية وهي النخلة تكون لإنسان في بستان غيره أو في داره ويشق عليه دخوله إليها، فيبتاعها منه بخرصها تمرا. قال الهروي صاحب الغريبين العرايا هي أن من لا نخل له من ذوي اللحمة والحاجة ويفضل له من قوته التمر، ويدرك الرطب، ولا نقد بيده ايشتري به الرط لعياله ولا نخيل له فيحئ إلى صاحب النخل فيقول: بعني ثمرة نخلة أو نخلتين بخرصها من التمر، فيعطيه ذلك الفضل من التمر بثمر تلك النخلات ليصيب من أرطابها مع الناس
2- ما أصاب الحجام أي ما أكتسبه بالحجامة الناضح: تقدم المعنى في هامش حديث 236

عاد ،فسأله فقال: مرها فلتركب فإنّ الله عزّوجلّ، عن تعذيب أختك نفسها لغني».

2397 - [143/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة التجيبي، عن عقبة بن عامر :قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

«لا يدخل الجنّة صاحب مكس - يعني العشار -».

2398 - [144/4] حدّثنا عبد الله قال: حدّثني أبي، حدّثنا الوليد بن مسلم قال: حدّثنا ابن جابر ، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عقبة بن عامر قال:

«بينا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه و آله في نقب من تلك النقاب إذ قال لي: يا عقبة ألا ترکب؟ قال: فأجللت رسول الله صلى الله عليه و آله أن أركب مركبه، ثم قال: يا عقب (1) ألا تركب؟ قال: فأشفقت أن تكون معصية، قال: فنزل رسول الله صلى الله عليه و آله و ركبت هنية (2)، ثمّ ركب، ثمّ قال: يا عقيب ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله قال : «فاقرأني قُل أعُوذُ بِرَبِّ الفَلَق» (3) ، و «قُل أعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» (4) ثمّ أقيمت الصلاة، فتقدم رسول الله صلى الله عليه و آله فقرأ بهما، ثمّ مرّ بي، قال: كيف رأیت یا عقیب اقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت قال أبو عبد الرحمن: هو عقبة بن عامر بن عابس ويقال ابن عبس الجهني.

2399 - [144/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدّثنا أبو سلام، عن عبد الله الأزرق، عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

ص: 83


1- في الأصل: (يا عقيب)
2- في الأصل: (هنيئة)
3- سورة الفلق، 1
4- سورة الناس، 1

«إنّ الله عزّوجلّ يدخل الثلاثة بالسهم الواحد الجنّة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والممد ، به والرامي به وقال ارموا واركبوا، وإن ترموا أحب إليّ من أن تركبوا، وإّ كل شيء يلهو به الرجل باطل إلا رمية الرجل بقوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته امرأته، فإنّهنّ من الحق، ومن نسي الرمي بعدما علمه فقد كفر الذي علمه».

2400 - [4 / 144] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا أبو بكر بن عياش قال: حدّثني محمّد مولى المغيرة بن شعبة قال: حدّثني كعب بن علقمة، عن أبي الخير مرثد ابن عبد الله، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«كفّارة النذر كفّارة اليمين».

2401 - [4 / 144] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الحميد بن جعفر قال حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن عقبة ابن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنّ أحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج».

2402 - [144/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن هشام الدستوائي قال: حدّثنا يحيى، عن بعجة بن عبد الله، عن عقبة بن عامر :

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قسم ضحايا بين أصحابه، فأصاب عقبة بن عامر جذعة فسأل النبي صلى الله عليه و آله عنها، فقال: ضحّ بها».

2403 - [4 / 145] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله زجر، عن أبي سعيد الرعيني، عن عبد الله بن مالك اليحصبي، عن عقبة بن عامر الجهني:

«أنّ أخته نذرت أن تمشي حافية غير مختمرة، فسأل النبي صلى الله عليه و آله، فقال : إنّ الله لا يصنع بشقاء أختك شيئاً، مرها فلتختمر ولتركب، ولتصم ثلاثة أيام».

ص: 84

2404 - [145/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق، حدّثنا عبد الله - يعني ابن المبارك - قال: حدّثنا حرملة بن عمران قال: حدّثني عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل السليحي - وهم إلى قضاعة- قال: حدّثني أبي قال:

«كنت مع عقبة بن عامر جالساً قريباً من المنبر يوم الجمعة، فخرج محمّد بن أبي حذيفة، فاستوى على المنبر ، فخطب الناس، ثمّ قرأ عليهم سورة من القرآن، قال: وكان من أقرأ الناس قال فقال عقبة بن عامر: صدق الله ورسوله صلى الله عليه و آله، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليقرأنّ القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».

2405 - [4 / 145] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا يحيى بن غيلان قال: حدّثنا رشدين - يعني ابن سعد - قال: حدّثني عمرو - يعني ابن الحارث - عن أبي عشانة أنّه سمع عقبة بن عامر يخبر عن رسول الله صلى الله عليه و آله :

«أنّه كان يمنع أهل الحلية والحرير ويقول: إن كنتم تحبون حلية الجنّة وحريرها فلا تلبسوها في الدنيا».

2406 - [4 / 145] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن غيلان قال: حدّثنا رشدين - يعني ابن سعد - أبو الحجاج المهري، عن حرملة بن عمران التجيبي، عن عقبة بن مسلم، عن عقبة بن عامر ، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدارج، ثمّ تلا رسول الله صلى الله عليه و آله: «فَلَا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إذَا فَرحُوا بَمَا أُوتُوا أخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ»(1)».

ص: 85


1- سورة الأنعام: 44

2407 - [4 / 145] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعيد قال : حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي عشانة، عن عقبة بن عامر: أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«يعجب ربّكم من راعي الغنم في شظية يؤذن بالصلاة ويقيم». (1)

2408 - [4 / 145] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح، عن عقبة بن عامر: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ أنسابكم هذه ليست بسباب على أحد، وإنما أنتم ولد آدم طف الصاع لم تملؤوه، ليس لأحد فضل إلا بالدين أو عمل صالح، حسب الرجل أن يكون فاحشاً بذياً بخيلاً جباناً». (2)

2409 - [4 / 145] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو العلاء الحسن بن سوار قال: حدّثنا ليث، عن معاوية، عن أبي عثمان، عن جبير بن نفير وربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني وعبد الوهاب بن بخت عن الليث بن سليم الجهني كلهم يحدّث عن عقبة بن عامر قال: قال عقبة:

«كنّا نخدم أنفسنا، وكنّا نتداول رعية الإبل بيننا، فأصابني رعية الإبل فروحتها بعشي، فأدركت رسول الله صلى الله عليه و آله وهو قائم يحدّث الناس، فأدركت من حديثه وهو يقول: ما منكم من أحد يتوضّأ فيسبغ الوضوء [ثم يقوم] فيركع ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنّة وغفر الله له.

ص: 86


1- شظية الشظية هي القطعة من الشيء. وقيل: الصخرة العظيمة الخارجة من الجيل كأنها أنف الجبل. وقيل: قطعة مرتفعة في رأس الجبل وقيل أيضاً: شعبة من الجبل
2- طف الصاع: وتعني طف المكيال، وهو أن يقارب الامتلاء من غير أن يمتلئ ويريد به أنّ كلكم قاصر عن غاية الكمال

قال: فقلت له: ما أجود هذا! قال: فقال قائل بين يدي التي كان قبلها : يا عقبة أجود منها، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب، قال: فقلت: وما هي يا أبا حفص؟ قال: إنّه قال قبل أن تأتي ما منكم من أحد يتوضّأ فيسبغ الوضوء ثمّ يقول: أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنّة الثمانية يدخل من أيها شاء». (1)

2410 - [4 / 146] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن إسحاق قال: حدّثنا عبد الله ، أخبرني ابن لهيعة قال: حدّثني يزيد أنّ أبا الخير حدّثه: أنّه سمع عقبة بن عامر يحدّث، عن النّبي صلی الله علیه و آله أنّه قال:

«ليس من عمل يوم إلا وهو يختم عليه، فإذا مرض المؤمن قالت الملائكة يا ربّنا عبدك فلان قد حبسته، فيقول (2) الربّ عزّوجلّ: اختموا له على مثل [ما] عمله حتّى يبرأ أو يموت». (3)

2411 - [147/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب الخفاف، عن سعيد ، عن قتادة قال: ذكر أن قيساً الجذامي حدّثه عقبة بن عامر الجهني: أن رسول الله صلی الله علیه و آله قال :

«من اعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار».

2412 - [147/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال : حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة التجيبي، عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

ص: 87


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل
2- في الأصل: (يقول)
3- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل

«لا يحلّ لامرئ مسلم يخطب على خطبة أخيه حتّى يترك، ولا يبيع على بيع أخيه حتّى يترك».

2413 - [147/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا علي بن إسحاق، أنبأنا عبد الله بن مبارك، أنبأنا حرملة بن عمران أنّه سمع يزيد بن أبي حبيب يحدّث: أن أبا الخير حدّثه: أنّه سمع عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

«كل امرئ في ظل صدقته حتّى يفصل بين الناس - أو قال: يحكم بين الناس - ».

قال يزيد : وكان أبو الخير لا يخطئه يوم إلا تصدّق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة أو كذا. 2414 - [4 / 148] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا معاذ بن -

رفاعة، حدّثني علي بن يزيد عن القاسم ، عن أبي أمامة الباهلي، عن عقبة بن عامر قال:

«لقيت رسول الله صلى الله عليه و آله فابتدأته فأخذت بيده قال فقلت يا رسول الله ما نجاة المؤمن؟ قال: يا عقبة، احرس لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك . قال : ثمّ لقيني رسول الله صلى الله عليه و آله فابتدأني فاخذ بيدي، فقال: يا عقبة بن عامر، ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم؟ قال: قلت: بلى، جعلني الله فداك، قال: فاقرأني : «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ» (1) و «قل أعوذ برب الفلق» (2) و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس» (3) ثمّ قال: يا عقبة، لا تناهنّ، ولا تبيت ليلة حتى تقرأهنّ قال: فما نسيتهنّ من منذ قال: لا تنساهنّ وما بت ليلة قط حتّى أقرأهن. قال عقبة: ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه و آله فابتدأته

ص: 88


1- سورة الإخلاص: 1
2- سورة الفلق 1
3- سورة الناس: 1

فأخذت بيده فقلت يا رسول الله، أخبرني بفواضل الأعمال؟ فقال: يا عقبة، صل من قطعك واعط من حرمك، وأعرض عمّن ظلمك».

2415 - [4 / 148] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا كعب بن علقمة قال: سمعت عبد الرحمن بن شماسة يقول أتينا أبا الخير فقال: سمعت عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«إنما النذر يمين، كفّارتها كفّارة اليمين».

2416 - [149/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سويد بن عمرو الكلبي ويونس قالا: حدّثنا أبان، قال قتادة عن الحسن، عن عقبة بن عامر: أنّ نبي الله صلى الله عليه و آله قال :

«إذا أنكح الوليان فهو للأول منها، وإذا باع من رجلين فهو للأوّل منهما».

قال أبي : وقال يونس: وإذا باع الرجل بيعاً من رجلين.

2417 - [4 / 154] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد الله ابن يزيد المقرئ، حدّثنا حرملة بن عمران، حدّثني أبو عشانة المعافري قال: سمعت

عقبة بن عامر الجهني يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من كانت - وقال مرة: من كان - له ثلاث بنات قصير عليهنّ فأطعمهنّ وسقاهنّ وكساهنّ من جدته كنّ له حجاباً من النار». (1)

2418 - 4 / 155] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدّثنا موسى - يعني ابن أيوب الغافقي - حدّثني عمي إياس بن عامر قال: سمعت عقبة بن

عامر الجهني يقول:

ص: 89


1- جدته جد فيه وأجد إذا أجتهد

«لمّا نزلت «فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ» (1) قال لنا رسول الله صلى الله عليه و آله : اجعلوها في : ركوعكم، فلما نزلت «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى» (2) قال: اجعلوها في سجودكم».

2419 - [4 / 156] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا عمرو بن الحارث، عن عمرو بن شعيب انّه حدّثة مولى شرحبيل بن حسنة، حدّثه أنّه سمع عقبة بن عامر وحذيفة بن اليمان يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«كُلْ ما ردّت عليك قوسك».

2420 - [158/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا ابن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد اللخمي، عن عقبة ابن عامر قال:

«لقيت رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال لي: يا عقبة بن عامر، صل من قطعك واعط من حرمك، واعف عمّن ظلمك ، قال : ثمّ أتيت رسول الله صلى الله عليه و آله، فقال لي: يا عقبة ابن عامر، أملك لسانك وابك على خطيئتك، وليسعك بيتك.

قال: ثمّ لقيت رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال لي: يا عقبة بن عامر، ألا أعلمك سوراً ما أنزلت في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلهنّ ؟ لا يأتينّ عليك ليلة إلا قرأتهنّ فيها : «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ» و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» و «قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ النَّاس».

قال عقبة: فما أنت علّى ليلة إلا قرأتهن فيها، وحق لي أن لا أدعهن وقد أمرني بهنّ

رسول الله صلى الله عليه و آله ... الحديث».

ص: 90


1- وردت هذه الآية في سورتين من القرآن هما الواقعة (الآية 74 ، والآية 96)، وفي الحاقة آية 52
2- سورة الأعلى: 1

المنتخب من حديث يزيد بن الأسود العامري

2421 - [161/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر حدّثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد بن الأسود . عن أبيه:

«انّه صلّى مع رسول الله صلى الله عليه و آله صلاة الصبح بمنى وهو غلام شاب، فلمّا صلّى رسول الله صلى الله عليه و آله إذا هو برجلين لم يصلّيا فدعا بهما فجيء بهما ترعد فرائصها، فقال لهما: ما منعكما أن تصلّيا معنا؟ قالا: قد صلّينا في رحالنا، قال: فلا تفعلا، إذا صلّيتم في رحالكم ثمّ أدركتم الإمام لم يصل فصلّيا معه فهي لكم نافلة».

المنتخب من حديث عياض بن حمار المجاشعي

2422 - [161/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم أنبأنا خالد عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أخيه مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عياض بن حمار قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من وجد لقطة فليشهد ذوي عدل، وليحفظ عفاصها ووكاءها، فإن جاء صاحبها فلا يكتم وهو أحق بها، وان لم يجيء صاحبها فإنّه مال الله يؤتيه من يشاء».

قال أبو عبد الرحمن: قلت لأبي : إنّ قوماً يقولون: عقاصها، ويقولون عفاصها، قال: عفاصها بالفاء. (1)

المنتخب من حديث حبشي بن جنادة السلولي

2423 - [164/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم وابن أبي

ص: 91


1- عفاصها ووكاءها تقدم المعنى في هامش حديث 2355

بكير قالا: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال يحيى بن آدم السلولى: - وكان قد شهد يوم حجّة الوداع - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«علي منّي وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي».

وقال ابن أبي بكير: لا يقضي عني ديني إلا أنا أو علي رضي الله عنه .

2424 - [4 / 164] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الزبيري، حدّثنا إسرائيل مثله، وحدّثناه - يعني الزبيري - حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة مثله، قال: فقلت لأبي إسحاق: إني سمعت منه قال: وقف علينا على فرس له في مجلسنا في جنابة السبيع.(1)

2425 - [4 / 165] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم أو ابن أبي بكير قالا: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال يحيى - وكان ممن شهد حجّة الوداع - قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«اللهم اغفر للمحلقين قالوا: يا رسول الله، والمقصرين قال اللهم اغفر للمحلقين قالوا يا رسول الله، والمقصرين قال في الثالثة والمقصرين».

2426 - [4 / 165] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم ويحيى بن أبي بكير قالا: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من سأل من غير فقر فكأنّما يأكل الجمر».

2427 - [4 / 165] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، أنبأنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

ص: 92


1- جبالة: بالفتح ثمّ التشديد، والجبان في الأصل الصحراء، وأهل الكوفة يسمون المقابر جبانة كما يسميها أهل البصرة المقبرة، وبالكوفة محال تسمى بهذا الاسم وتضاف إلى القبائل، منها: جبانة كندة مشهورة، وجبانة السبيع، كان ما يوم للمختار بن عبيد الثقفي

««علي مني وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي».

2428 - [4 / 165] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة السلولي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله :

«علي مني وأنا منه، ولا يؤدى عني إلا أنا أو علي».

قال شريك: قلت لأبي إسحاق : أنت أين سمعته منه ؟ قال: موضع كذا وكذا لا أحفظه.

2429 - [4 / 165] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة السلولي - وكان قد شهد حجّة الوداع - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«علي مني وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي».

المنتخب من حديث أبي عبد الملك بن المنهال

2430 - [4 / 165] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أنس بن سيرين عن عبد الملك بن المنهال، عن أبيه قال:

«أمرنا رسول الله صلى الله عليه و آله بأيام البيض، فهو صوم الشهر».

المنتخب من حديث عبد المطلب بن ربيعة

2431 - [4 / 165] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث، عن عبد المطلب بن ربيعة قال:

«دخل العباس على رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال : يا رسول الله إنّا لنخرج فنرى قريشاً تحدّث، فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول الله صلى الله عليه و آله و در عرق بين عينيه، ثمّ قال: والله لا يدخل قلب امرئ إيمان حتّى يحبكم الله و لقرابتي».

ص: 93

2432 - [4 / 165] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا يزيد بن عطاء عن يزيد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد المطلب بن ربيعة ابن الحارث بن عبد المطلب قال :

«أتى ناس من الأنصار النبي صلى الله عليه و آله فقالوا : إنا لنسمع من قومك حتّى يقول القائل منهم : إنما مثل محمّد مثل نخلة نبتت في كباء - قال حسين: الكباء الكناسة - فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : أيّها الناس من أنا؟ قالوا: أنت رسول الله صلى الله عليه و آله، قال: أنا محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب - قال: فما سمعناه قط ينتمي قبلها - ألا إنّ الله عزّوجلّ خلق خلقه فجعلني من خير خلقه، ثمّ فرقهم فرقتين فجعلني من خیر الفرقتين، ثمّ جعلهم قبائل فجعلني من خيرهم قبيلة، ثمّ جعلهم بيوتاً فجعلني من خيرهم بيتاً، وأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا صلى الله عليه و آله».

[يقول شير محمد الهمداني]: في (الصحاح): «والكبا مقصور الكناسة والجمع الأكباء مثل معي وأمعاء».(1)

2433 - [4 / 166] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد المطلب ابن ربيعة بن الحارث :

«أنه هو والفضل أتيا رسول الله صلى الله عليه و آله ليزوجهما ويستعملهما على الصدقة فيصيبان من ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : إنّ هذه الصدقة إنما هي أوساخ الناس، وإنّها لا تحلّ لمحمّد ولا لآل محمّد... الحديث».

ص: 94


1- الصحاح 2471/6

المنتخب من حديث المطلب

2434 - [4 / 167] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج بن محمّد، قال شعبة: أخبرني عن عبد ربه بن سعيد ، عن أنس بن أبي أنس من أهل مصر، عن عبد الله بن نافع، عن عبد الله بن الحارث، عن المطلب: أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«الصلاة مثنى مثنى، وتشهّد، وتسلم (1) في كل ركعتين، وتبأس وتمسكن، وتقنع يديك وتقول: اللهم اللهم فمن لم يفعل ذلك فهي خداج». (2)

حديث سفيان بن وهب الخولاني

2435 - [4 / 168] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني أبو عشانة: أنّ سفيان بن وهب الخولاني حدّثه:

«أنّه كان تحت ظل راحلة رسول الله صلى الله عليه و آله يوم حجّة الوداع - أو أنّ رجلاً حدّثه ذلك - و رسول الله صلى الله عليه و آله يخطب ، فقال رسول الله : هل بلّغت؟ فظننا أنّه يريدنا، فقلنا : نعم ، ثمّ أعاده ثلاث مرات، وقال فيما يقول: روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وغدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وإنّ المؤمن على المؤمن حرامٌ عرضه وماله ونفسه حرمة كحرمة هذا اليوم».

حديث حبان بن بح الصداني

2436 - [168/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم عن حبان بن بح الصدائي صاحب النبي صلى الله عليه و آله

ص: 95


1- قوله (وتسلم) ليس في المصدر
2- خداج الخداج بكسر الخاء تعني النقصان والمقصود أنّ صلاته ناقصة

أنّه قال:

«إنّ قومي كفروا، فأخبرت النبي صلى الله عليه و آله، فجهّز إليهم جيشاً، فأتيته فقلت: إنّ قومي على الإسلام، فقال: أكذلك؟ فقلت : نعم ، قال : فاتبعته ليلتي إلى الصباح، فأذنت بالصلاة لمّا أصبحت، وأعطاني إناء توضّأت منه، فجعل النبي صلى الله عليه و آله أصابعه في الإناء فانفجر عيوناً، فقال: من أراد منكم أن يتوضّأ فليتوضّأ.... الحديث».

المنتخب من حديث يعلى بن مرة الثقفي

2437 - [4 / 170] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن نمير، عن عثمان بن حكيم قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن يعلى بن مرة قال:

«لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه و آله ثلاثاً ما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بعدي، لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنّا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها، :فقالت يا رسول الله، هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء، يؤخذ في اليوم ما أدري كم مرة، قال ،ناولينيه فرفعته إليه فجعلته بينه وبين واسطة الرحل، ثمّ فغر فاه فنفث فيه ثلاثاً وقال: بسم الله، أنا عبد الله، إخسأ عدو الله ثمّ ناولها إياه فقال: القينا في الرجعة في هذا المكان فاخبرينا ما فعل.

قال: فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث، فقال: ما فعل صبيك؟ فقالت: والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئاً حتّى الساعة، فاجترر هذه الغنم قال انزل فخذ منها [واحدة] ورد البقية.

قال: وخرجت ذات يوم إلى الجبانة، حتّى إذا برزنا قال: انظر ويحك هل ترى من شيء يواريني ؟ قلت: ما أرى شيئاً يواريك إلا شجرة ما أراها تواريك، قال: فما بقربها؟ قلت: شجرة مثلها أو قريب منها ، قال : فاذهب إليهما فقل: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله

ص: 96

يأمركما أن تجتمعا بإذن الله قال: فاجتمعتا، فبرز الحاجته ثمّ رجع ، فقال : اذهب إليهما فقل لهما : إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله يأمركما أن ترجع كل واحدة منكما إلى مكانها فرجعت.

قال: وكنت عنده جالساً ذات يوم إذ جاءه جمل يخبب حتّى صوّب بجرانه بين يديه ثمّ ذرفت عيناه، فقال: ويحك أنظر لمن هذا الجمل، إنّ له لشأناً قال: فخرجت التمس صاحبه فوجدته لرجل من الأنصار فدعوته إليه، فقال: ما شأن جملك هذا؟ فقال: وما شأنه؟ قال: لا أدري والله ما شأنه، عملنا عليه ونضحنا عليه حتّى عجز عن السقاية، فأتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه، قال: فلا تفعل، هبه لي أو بعنيه فقال : بل هو لك يا رسول الله ، قال : فوسمه بسمة الصدقة، ثّم بعث به». (1)

2438 - [172/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّقنا حماد، عن عاصم بن بهدلة، عن حبيب بن أبي جبيرة، عن يعلى بن سيابة:

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله مرّ بقبر ، فقال : إنّ صاحب هذا القبر يعذّب في غير كبير ثمّ دعا بجريدة فوضعها على قبره فقال لعله أن يخفف عنه ما دامت رطبة».

2439 - [4 / 172] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب، حدّثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى العامري:

«أنّه خرج مع رسول الله صلى الله عليه و آله إلى طعام دعواله ، قال : فاستمثل رسول الله صلى الله عليه و آله - قال عفان: قال وهيب: فاستقبل رسول الله صلى الله عليه و آله - أمام القوم وحسين مع غلمان يلعب، فأراد رسول الله صلى الله عليه و آله و أن يأخذه قال : فطفق (2) الصبي ها هنا مرة وها هنا مرة، فجعل رسول الله صلى الله عليه و آله يضاحكه حتّى أخذه، قال: فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى

ص: 97


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل. بجرانه: جران البعير بالكسر مقدم عنقه من مذبحه إلى منحره، والمقصود مد عنقه
2- في بعض المصادر: (فطفر)

تحت ذقنه، فوضع فاه على فيه فقبّله، وقال: حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط».

2440 - [173/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن حفص عن يعلى بن مرة الثقفي قال:

«ثلاثة أشياء رأيتهنّ من رسول الله صلى الله عليه و آله : بينا نحن نسير معه إذ مررنا ببعير يسني عليه، فلمّا رآه البعير جرجر ووضع جرانه، فوقف عليه النبي صلى الله عليه و آله فقال : أين صاحب هذا البعير؟ فجاء، فقال: بعنيه، فقال: لا، بل أهبه لك، فقال: لا، بعنيه، قال: لا، بل نهبه لك، و إنّه لأهل بيت ما لهم معيشة غيره، قال: أمّا إذ ذكرت هذا من أمره فإنّه شكا كثرة العمل وقلة العلف، فأحسنوا إليه». (1)

قال: ثمّ سرنا فنزلنا منزلاً، فنام النبي صلى الله عليه و آله ، فجاءت شجرة تشق الأرض حتّى غشيته، ثمّ رجعت إلى مكانها، فلمّا استيقظ ذكرت له، فقال: هي شجرة استأذنت ربّها عزّوجلّ أن تسلّم على رسول الله صلى الله عليه و آله فأذن لها .

قال: ثمّ سرنا فمررنا بماء، فأتته امرأة بابن لها به جنّة، فأخذ النبي صلى الله عليه و آله بمنخره فقال: أخرج إني محمّد رسول الله ، قال : ثمّ سرنا، فلمّا رجعنا من سفرنا مررنا بذلك الماء، فأتته المرأة بجزر ولبن فأمرها أن ترد الجزر، وأمر أصحابه فشرب من اللبن، فسألها عن الصبي؟ فقالت: والذي بعثك بالحق ما رأينا منه ريباً بعدك».

2441 - [173/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا إسرائيل بن يونس، حدّثني عمر بن عبد الله بن يعلى، عن جدته حكيمة، عن أبيها يعلى

قال يزيد : فيما يروى يعلى بن مرة - قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 98


1- يسني عليه: أي يستقى عليه من البئر. جرجر يقال حرحر الجمل إذا ردد صوته في حنجرته

«من التقط لقطة يسيرة درهماً أو حبلاً أو شبه ذلك فليعرفه ثلاثة أيام، فإن كان فوق ذلك فليعرفه سنة».

2442 - [173/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن حبيب بن أبي عمرة، عن المنهال بن عمرو، عن يعلى قال:

«ما أظن أنّ أحداً من الناس رأى من رسول الله صلى الله عليه و آله إلا دون ما رأيت، فذكر أمر الصبي والنخلتين وأمر البعير، إلا أنّه قال: ما لبعيرك يشكوك؟ زعم أنّك سانيه حتّى إذا كبر تريد أن تنحره، قال: صدقت والذي بعثك بالحق نبياً، قد أردت ذلك، والذي بعثك بالحق لا أفعل». (1)

2443 - [173/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب، حدّثنا عطاء بن السائب، عن يعلى بن مرة الثقفي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«قال الله صلى الله عليه و آله: لا تمثلّوا بعبادي».

2444 - [173/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن محمّد، وسمعته أنا من عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة، حدّثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن الربيع بن عبد الله عن أيمن بن نابل عن يعلى بن مرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه و آله يقول :

«أيما رجل ظلم شبراً من الأرض كلفه الله أن يحفره حتّى يبلغ آخر سبع أرضين، ثمّ يطوقه إلى يوم القيامة حتى يقضي بين الناس».

المنتخب من حديث سراقة بن مالك بن جشعم

2445 - [4 / 175] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة عن طاوس عن سراقة بن مالك بن جعشم قال:

ص: 99


1- سانيه الناقة يستقى عليها من البئر

«قام رسول الله صلى الله عليه و آله خطيباً في الوادي فقال : ألا إنّ العمرة دخلت في الحجّ إلى يوم القيامة».

2446 - [4 / 175] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا مكي بن إبراهيم، حدّثنا داود - يعني يزيد - قال: سمعت عبد الملك الزراد يقول: سمعت النزال بن يزيد بن سبرة صاحب علي يقول: سمعت سراقة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة».

قال: وقرن رسول الله صلى الله عليه و آله في حجّة الوداع.

2447 - [4 / 175] حدّثنا عبد الله، [حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن يزيد ، حدّثنا موسى بن علي قال: سمعت أبي يقول : بلغني] عن سراقة بن مالك يقول أنّه حدّث:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال له: يا سراقة، ألا أدلك على أعظم الصدقة - أو من أعظم الصدقة - ؟ قال : بلى يا رسول الله، قال: ابنتك مردودة إليك ليس لها كاسب غيرك» (1)

2448 - [4 / 175] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن صالح، و حدّث ابن شها:ب أنّ عبد الرحمن بن مالك أخبره أنّ أباه أخبره:

«أنّ سراقة بن جعشم دخل على رسول الله صلى الله عليه و آله في وجعه الذي توفى فيه، قال: فطفقت أسأل رسول الله صلى الله عليه و آله حتى ما أذكر ما أسأله عنه، فقال: اذكره، قال: وكان مما سألته عنه أن قلت: يا رسول الله، الضالة تغشى حياضي وقد ملأتها ماء لإبلي، فهل لي من أجر أن أسقيها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : نعم، في سقي كل كبد حرّاء أجر الله عزّوجلّ». (2)

ص: 100


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل
2- طفقت: ابتدأت، أخذت، أقبلت

2449 - [4 / 175] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، عن سراقة (1) عن مالك بن جعشم أنّه قال:

«يا رسول الله، أرأيت عمرتنا هذه العامنا هذا أم للأبد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: بل للأبد».

المنتخب من حديث عتبة بن عبد السلمي أبي الوليد

2450 - [183/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان، عن ثور بن يزيد عن نفير عن رجل يقال له عتبة بن عبد السلمي قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن نتف أذناب الخيل وأعرافها ونواصيها، وقال: أذنابها مذابها وأعرافها ادفاؤها ونواصيها معقود بها الخير إلى يوم القيامة». (2)

المنتخب من حديث عمرو بن خارجة

2451- [186/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن ليث، عن شهر بن حوشب قال: أخبرني من سمع النبي ، وعن ابن أبي ليلى أنّه سمع عمرو بن خارجة، قال ليث في حديثه:

«خطبنا رسول الله صلى الله عليه و آله وهو على ناقته فقال: ألا إنّ الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي - وأخذ وبرة من كاهل ناقته فقال ولا ما يساوي هذه أو ما يزن

ص: 101


1- في الأصل: (عن سراقة بن مالك بن جعشم)
2- مذابّها: جمع مذبة بكسر الميم وهي ما يذب به الذباب والخيل تدفع بأذنابها ما يقع عليها من ذباب وغيره العرف هو شعر عنق الفرس وقيل أنه منبت الشعر والريش من العنق والجمع أعراف أدفازها: أدفاء جمع دفء والمراد كساؤها الذي تدفا به نواصي الخيل: أي شعر مقدم رأسها

هذه - لعن الله من ادّعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه الولد للفراش وللعاهر الحجر، إنّ الله أعطى كل ذي حق حقه، ولا وصية لوارث».

المنتخب من حديث عبد الله بن بسر المازني

2452 - [4 / 188] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عياش، حدّثنا حسان بن نوح عن عمرو بن قيس، عن عبد الله بن بسر قال:

«أتى النبي صلى الله عليه و آله أعرابيان، فقال أحدهما من خير الرجال يا محمّد؟ قال النبي صلى الله عليه و آله: من طال عمره وحسن عمله. وقال الآخر: إنّ شرائع الإسلام قد كثرت علينا، فباب نتمسك به جامع؟ قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عزّوجلّ».

المنتخب من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي

2453 - [190/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد - يعني ابن جعفر - قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال:

«أنا أوّل المسلمين سمع النبي صلى الله عليه و آله ينهي أن يبول أحد مستقبل القبلة، فخرجت إلى الناس فأخبرتهم».

المنتخب من حديث عدي بن عميرة الكندي

2454 - [191/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن جرير بن حازم قال: حدّثنا عدي(1) قال : أخبرني رجاء بن حيوة والعرس بن عميرة عن أبيه عدي قال:

ص: 102


1- في الأصل: (حدّثنا عدي بن عدي)

«خاصم رجل من كندة يقال له امرؤ القيس بن عابس رجلاً من حضرموت إلى رسول الله صلى الله عليه و آله في أرض، فقضى على الحضرمي بالبينة فلم تكن له بينة، فقضى على امرئ القيس باليمين، فقال الحضرمي: إن أمكنته من اليمين يا رسول الله ذهبت والله - أو وربّ الكعبة - أرضي، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال أخيه لقى الله وهو عليه غضبان. قال رجاء وتلا رسول الله صلى الله عليه و آله : «إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَليلا» (1)فقال امرؤ القيس : ماذا لمن تركها يا رسول الله؟ قال: الجنّة، قال: فاشهد أني قد تركتها له كلها».

2455 - [192/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا سيف قال: سمعت عدي بن عدي الكندي يحدّث، عن مجاهد قال: حدّثني مولّى لنا أنّه سمع عدياً يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«إنّ الله عزّوجلّ لا يعذّب العامة بعمل الخاصة حتّى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عذّب الله الخاصة والعامة».

2456 - [192/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عياش وإسحاق ابن عيسى - وهذا حديث علي - قال : حدّثنا الليث بن سعد قال: حدّثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي، عن عدي بن عدي الكندي، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«أشيروا على النساء في أنفسهنّ فقالوا: إنّ البكر تستحي يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه و آله : الثيب تعرب عن نفسها بلسانها، والبكر رضاها صمتها».

ص: 103


1- سورة آل عمران: 77

المنتخب من حديث أبي ثعلبة الخشني

2457 - [193/5] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا الحجاج، حدّثنا يزيد بن أرطاة، عن مكحول، عن أبي ثعلبة الخشني يقول:

«قلت: يا رسول الله، إنّا أهل صيد، فقال: إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله فأمسك عليك فكل، قال: قلت وإن قتل ؟ قال : وإن قتل: قال: قلت: إنّا أهل رمي، قال: ما ردت عليك قوسك فكل قال: قلت: إنا أهل سفر نمرّ باليهود والنصارى والمجوس ولا نجد غير آنيتهم، قال: فإن لم تجدوا غيرها فاغسلوها بالماء ثمّ كلوا فيها واشربوا».

2458 - [194/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة الخشني قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن أكل كل ذي ناب من السباع».

2459 - [195/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن يزيد، حدّثنا حيوة، أخبرني ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة الخشني أنّه قال:

«أتيت رسول الله صلى الله عليه و آله فقلت: يا رسول الله، إنا بأرض أهل كتاب، أفنأكل في آنيتهم؟ وإنّا في أرض صيد أصيد بقوسي وأصيد بكلبي المعلم، وأصيد بكلبي الذي ليس بمعلم فأخبرني ماذا يصلح؟

قال: أمّا ما ذكرت أنكم بأرض أهل كتاب تأكل في آنيتهم، فإن وجدتم غير آنيتهم فلا تأكلوا فيها، وإن لم تجدوا غير آنيتهم فاغسلوها ثمّ كلوا فيها.

وأمّا ما ذكرت أنكم بأرض صيد، فإن صدت بقوسك وذكرت اسم الله

ص: 104

فكل، وما صدت بكلبك المعلم فاذكر اسم الله ثمّ كل، وما صدت بكلبك الذي ليس بمعلم فأدركت ذكاته فكل».

المنتخب من حديث عمرو بن العاص

2460 - [197/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا حجاج قال: حدّثنا شعبة، أنبأنا عمرو بن دينار عن رجل من أهل مصر يحدّث:

«أنّ عمرو بن العاص أهدى إلى ناس هدايا، ففضّل عمّار بن ياسر ، فقيل له، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: تقتله الفئة الباغية».

2461 - [198] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان حدّثنا حماد بن سلمة قال: أنبأنا أبو حفص وكلثوم بن جبر، عن أبي غادية قال:

«قتل عمّار بن ياسر ، فأخبر عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : إنّ قاتله وسالبه في النار، فقيل لعمرو : فإنك هو ذا تقاتله! قال: إنما قال: قاتله وسالبه».

2462 - [4 / 198] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا أبي، عن أبي إسحاق قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي، عن أبي حبيب بن أبي أوس قال: حدثني عمرو بن العاص من فيه قال:

«لمّا انصرفنا من الأحزاب، عن الخندق جمعت رجالاً من قريش كانوا يرون مكاني ويسمعون مني، فقلت لهم: تعلمون والله أني لأرى أمر محمّد يعلو الأمور علواً كبيراً منكراً، وإني قد رأيت رأياً، فما ترون فيه؟ قالوا: وما رأيت؟ قال: رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده، فإن ظهر محمّد على قومنا كنا عند النجاشي، فإنا إن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمّد، وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرف فلن يأتينا منهم إلا خير.

ص: 105

فقالوا: إنّ هذا الرأي. قال: فقلت لهم: فاجمعوا له ما نهدي له، وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم، فجمعنا له أدماً كثيراً، فخرجنا حتّى قدمنا عليه، فو الله إنّا لعنده إذ جاء عمرو بن أمية الضمري، وكان رسول الله صلى الله عليه و آله قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه، قال: فدخل عليه، ثمّ خرج من عنده، قال: فقلت لأصحابي: هذا عمرو بن أمية الضمري لو قد دخلت على النجاشي فسألته إيّاه فأعطانيه فضربت عنقه، فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمّد.

قال: فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع، فقال: مرحباً بصديقي، أهديت لي من بلادك شيئاً؟ قال: قلت له (1): أيّها الملك [إني] قد أهديت لك أدماً كثيراً. قال: ثمّ قدمته إليه فأعجبه واشتهاه.

ثمّ قلت له : أيّها الملك، إني قد رأيت رجلاً خرج من عندك، وهو رسول رجل عدو لنا، فأعطنيه لأقتله، فإنّه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا، قال: فغضب، ثّم مديده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنّه قد كسره، فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقاً منه، ثمّ قلت: أيّها الملك، والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه! فقال له: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله؟! قال: :قلت: أيّها الملك، أكذاك هو ؟ فقال : ويحك يا عمرو، أطعني واتبعه، فإنّه والله لعلى الحق، وليظهرنّ على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده.

قال: قلت: فبايعني له على الإسلام قال: نعم، فبسط يده وبايعته على الإسلام، ثمّ خرجت إلى أصحابي وقد حال رأبي عما كان عليه، وكتمت أصحابي إسلامي، ثمّ خرجت عامداً لرسول الله صلى الله عليه و آله لأسلم ، فلقيت خالد بن الوليد وذلك قبيل الفتح وهو

ص: 106


1- في الأصل: (قلت نعم)

مقبل من مكة، فقلت: أين يا أبا سليمان؟ قال: والله لقد استقام المنسم، وإنّ الرجل لنبي، أذهب والله أسلم، فحتّى متى ؟ قال قلت: والله ما جئت إلا لأسلم. قال: فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع، ثمّ دنوت فقلت يا رسول الله، إني أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي -ولا أذكر: وما تأخر - قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : يا عمرو، بايع، فإنّ الإسلام يجبّ ما كان قبله، وإنّ الهجرة تجب ما كان قبلها قال: فبايعته ثمّ انصرفت.

قال ابن إسحاق: وقد حدّثني من لا أتهم: أنّ عثمان بن طلحة بن أبي طلحة كان معهما أسلم حين أسلما» . (1)

2463 - [199/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا معمر، عن طاووس، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه قال:

«لمّا قتل عمّار بن ياسر ، دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال: قتل عمّار، وقد قال رسول الله صلى الله عليه و آله: تقتله الفئة الباغية. فقام عمرو بن العاص فزعاً يرجع حتّى دخل على معاوية، فقال له: معاوية ما شأنك؟ قال: قتل عمّار، فقال معاوية قد قتل عمّار، فماذا ؟ قال عمرو : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : تقتله الفئة الباغية، فقال له معاوية: دحضت في بولك، أو نحن قتلناه ؟! إنما قتله علي وأصحابه، جاؤوا به حتّى القوه بين رماحنا - أو قال: بين سيوفنا -».

يقول شير محمّد الهمداني: في كتاب (معاني الأخبار) لابن بابويه في باب معنى الصراط المستقيم، قال: قال الصادق علیه السّلام: بمثل هذا التأويل القبيح المستكره يضلون ويضلون وهذا نحو تأويل معاوية لمّا قتل عمّار بن ياسر فارتعدت فرائص خلق كثير

ص: 107


1- الأدم: الجلود المدبوغة ما بين المعقوفتين ليس في الأصل

وقالوا: قال رسول الله صلى الله عليه و آله : عمّار تقتله الفئة الباغية، فدخل عمرو على معاوية (لعنه الله) وقال: يا أمير المؤمنين قد هاج الناس واضطربوا قال: لماذا؟ قال: قتل عمّار، فقال معاوية قتل عمار فماذا قال أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه و آله عمار تقتله الفئة الباغية؟ فقال له معاوية دحضت في قولك أنحن قتلناه؟! إنها قتله علي بن أبي طالب لمّا ألقاه بين رماحنا! . فاتصل ذلك بعلي بن أبي طالب علیه السّلام فقال : إذاً رسول الله صلى الله عليه و آله قتل حمزة لمّا ألقاه بين رماح المشركين». (1)

موجود هذا الحديث في التفسير المروي، عن أبي محمّد العسكري علیه السّلام ، أورده عند تفسير قوله تبارك وتعالى: «اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ» (2)

2464 - [199/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا الأسود بن شيبان قال: حدّثنا أبو نوفل، عن ابن أبي عقرب قال:

«جزع عمرو بن العاص عند الموت جزعاً شديداً، فلمّا رأى ذلك ابنه عبد الله بن عمرو قال: يا أبا عبد الله ما هذا الجزع، وقد كان رسول الله صلى الله عليه و آله يدنيك ويستعملك؟ قال: أي بني قد كان ذلك، وسأخبرك عن ذلك، إني والله ما أدري أحباً ذلك كان أم تألفاً يتألفني، ولكن أشهد على رجلين أنّه قد فارق الدنيا وهو يحبهما: ابن سمية وابن أم عبد ... الحديث». (3)

المنتخب من بقية حديث عمرو بن العاص

2465 - [203/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا جرير -يعني ابن حازم- قال: سمعت الحسن قال :

ص: 108


1- معاني الأخبار: 33 ح 4
2- تفسير الإمام العسكري علیه السّلام : 44 ح 20 سورة الفاتحة 6
3- ابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود

«قال رجل لعمرو بن العاص : أرأيت رجلاً مات رسول الله صلى الله عليه و آله وهو يحبه أليس رجلاً صالحاً؟ قال بلى قال قد مات رسول الله صلى الله عليه و آله وهو يحبك وقد استعملك، فقال: قد استعملني، فو الله ما أدرى أحباً كان لي منه أو استعانة بي، ولكن سأحدّثك برجلين مات رسول الله صلى الله عليه و آله وهو يحبهما : عبد الله بن مسعود، وعمّار بن ياسر».

المنتخب من حديث الأغر المزني

2466 - [211/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا شعبة قال: حدّثنا عمرو بن مرة قال: سمع أبا بردة قال: سمعت الأغر - رجلاً من جهينة - يحدّث ابن عمر أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

«يا أيها الناس توبوا إلى ربّكم، فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة».

المنتخب من حديث أبي سعيد بن المعلى

2467 - [211/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة قال: حدّثني حبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى قال:

«كنت أصلّي، فدعاني رسول الله صلى الله عليه و آله، فلم أجبه حتى صليت فأتيته، فقال: ما منعك أن تأتيني؟ قال: قلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، قال: ألم يقل الله عزّوجلّ: «يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا الله وَالرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ» (1)، ثمّ قال: لأعلّمنّك أعظم سورة في القرآن - أو من القرآن - قبل أن تخرج من المسجد قال: فأخذ

ص: 109


1- سورة الأنفال: 24

بيدي، فلمّا أراد أن يخرج من المسجد قلت: يا رسول الله، إنك قلت: لأعلمنّك أعظم سورة في القرآن قال نعم، «الحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ» (1) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.

حديث أبي سعيد بن أبي فضالة

2468 - [4 / 215] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا محمد بن بكر، أنبأنا عبد الحميد - يعني ابن جعفر - قال : أخبرني أبي، عن زياد بن ميناء، عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري - وكان من الصحابة - [أنّه] قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمل عمله لله عزّوجلّ أحداً فليطلب ثوابه من عند غير الله، فإنّ الله أغنى الشركاء عن الشرك». (2)

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن غنم الأشعري

2469 - [227/4] [حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا همام، حدّثنا عبد الله بن أبي حسين المكي] عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال:

«من قال قبل أن ينصرف ويثني رجله من صلاة المغرب والصبح: لا إله إلا وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب له بكل واحدة عشر حسنات... الحديث» (3)

ص: 110


1- سورة الحمد: 1
2- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل
3- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل

المنتخب من حديث المستورد بن شداد

2470 - [229/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن زيد، حدّثنا مجالد بن سعيد ، عن قيس بن أبي حازم، عن المستورد بن شداد قال:

«كنت في ركب مع رسول الله صلى الله عليه و آله ، إذ مرّ بسخلة ميتة منبوذة، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: أترون هذه هانت على أهلها؟ فقالوا يا رسول الله، من هوانها ألقوها، قال: فو الذي نفس محمّد بيده للدنيا أهون على الله عزّوجلّ من هذه على أهلها».

يقول شير محمّد: ورواه بإسناد آخر وفيه: «منبوذة على كناس وفيه والذي نفسي بيده». (1)

المنتخب من حديث أبي كبشة الأنماري

2471 - [231/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية - يعني ابن صالح - عن أزهر بن سعيد الحرازي قال: سمعت أبا كبشة الأنماري قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه و آله جالساً في أصحابه ، فدخل ثمّ خرج وقد اغتسل، فقلنا: يا رسول الله قد كان شيء؟ قال: أجل، مرّت بي فلانة، فوقع في قلبي شهوة النساء، فأتيت بعض أزواجي ،فأصبتها، فكذلك فافعلوا، فإنّه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال». (2)

ص: 111


1- مسند احمد: 230/4
2- توضيح: في سند الحديث معاوية بن صالح، وهو غير مرضي عند يحيى بن سعيد وغيره، قال العقيلي: إن عباس سمع يحيى يقول: كان يحيى بن سعيد لا يرضى معاوية بن صالح، وسأل يحيى بن سعيد عن معاوية بن صالح فقال: ما كنا نأحد عنه ذلك الزمان ولا حرفاً. راجع (الكامل في الضعفاء للعقيلي: 8: 147) علماً أنّ معاوية بن صالح أموي النزعة يضع الحديث للتزلف، روی أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال : «اللهم علّم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب». وقد تفرد في هذا الحديث الذي لا يتفق عليه أحد، قال الذهبي قال أبو حاتم لا يحتج به، وكذا لم يخرج له البخاري، ولينه ابن معين. وقال يحيى بن معين كان ابن مهدي إذا حدث بحديث معاوية بن صالح زجره يحيى بن سعيد وكان ابن مهدي لا يبالي (ميزان الاعتدال 4: 138). والحديث يخالف ما عليه النبي صلى الله عليه و آله من انقطاعه إلى الله تعالى وأنه لا يرتكب ما يشين عصمته، بل لا يطرأ على قلبه ذلك، فهو منافٍ لكل ما ورد عن النبي في اجتهاده في طاعة الله تعالى، والحديث إحدى محاولات الأمويين للحط من كرامة النبي صلى الله عليه و آله و قدسه الشريف، ولا ننسى أنّ معاوية بن صالح احد من تولى قضاء الأندلس وعلقته ببني أمية واضحة

2472 - [231/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا المسعودي، عن إسماعيل بن أوسط، عن محمد بن أبي كبشة الأنماري، عن أبيه قال:

«لمّا كان في غزوة تبوك، تسارع الناس إلى أهل الحجر يدخلون عليهم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و آله ، فنادى في الناس الصلاة جامعة قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه و آله و هو ممسك بعيره وهو يقول: ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم، فناداه رجل و منهم: نعجب منهم يا رسول الله، قال: أفلا أنذركم بأعجب من ذلك؟ رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وما هو كائن بعدكم، فاستقيموا وسددوا، فإنّ الله عزّوجلّ لا يعبأ بعذابكم شيئاً، وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم بشيء».

المنتخب من حديث فيروز الديلمي

2473 - [4 / 232 ] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا موسى بن داود قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي وهب الجيشاني، عن الضحاك بن فيروز، عن أبيه قال: «أسلمت وعندي امرأتان أختان فأمرني النبي صلى الله عليه و آله أن أطلق إحديهما».

ص: 112

حديث شرحبيل بن أوس

2474 - [234/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عياش وعصام ابن خالد قالا: حدّثنا حريز قال: حدّثني عمران بن مخمر - وقال عصام: بن مخبر - عن شرحبيل بن أوس - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله - أنّه قال : قال النبي صلى الله عليه و آله :

«من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاقتلوه».

المنتخب من حديث كعب بن مرة السلمي أو مرة بن كعب

2475 - [4 / 235] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن شرحبيل بن السمط قال: قال لكعب بن مرة يا كعب بن مرة، حدّثنا عن رسول الله صلى الله عليه و آله واحذر؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله ... إلى أن قال:

«وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول وجاءه رجل فقال: استسق الله لمضر، قال: فقال : إنك لجريء، المضر؟ قال: يا رسول الله، استنصرت الله عزّوجلّ فنصرك، ودعوت الله عزّوجلّ فأجابك، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه و آله يديه يقول: اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مربعاً مريئاً طبقاً غدقاً عاجلاً غير رائث نافعاً غير ضار . قال: فأحيوا قال: فما لبثوا أن أتوه فشكوا إليه كثرة المطر ، فقالوا: قد تهدّمت البيوت! قال فرفع يديه وقال: اللهم حوالينا ولا علينا قال: فجعل السحاب يتقطع يميناً وشمالاً».

حديث مولى لرسول الله صلى الله عليه و آله :

2476- [237/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا أبان، حدّثنا يحيى ابن أبي كثير، عن زيد عن أبي سلام، عن مولّى لرسول الله صلى الله عليه و آله : أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

ص: 113

«بخ بخ الخمس ما أثقلهنّ في الميزان: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، والولد الصالح يتوفى فيحتسبه والده. وقال: بخ بخ الخمس من لقى الله عزّوجلّ مستيقناً بهنّ دخل الجنّة: يؤمن بالله، واليوم الآخر، وبالجنة والنار، والبعث بعد الموت والحساب».

ص: 114

المنتخب من أوّل مسند الكوفيين

المنتخب من أوّل مسند الكوفيين

ص: 115

ص: 116

المنتخب من حديث صفوان بن عسال المرادي

2477 - [239/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، وحدّثناه يزيد، أنبأنا ،شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الله بن سلمة يحدّث عن صفوان بن عسال - قال يزيد : المرادي - قال:

«قال يهودي لصاحبه: إذهب بنا إلى النبي صلى الله عليه و آله - وقال يزيد : إلى هذا النبي صلى الله عليه و آله - حتّى نسأله عن هذه الآية: «لَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آياتٍ» (1)، فقال : لا تقل له نبي، فإنّه إن سمعك لصارت له أربعة أعين، فسألاء، فقال النبي صلى الله عليه و آله : لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله، ولا تقذفوا محصنة - أو قال: تفروا من الزحف شعبة الشاك - وأنتم يا يهود عليكم خاصة أن لا تعتدوا - قال يزيد : تعدوا - في السبت. فقبّلا يده ورجله قال- يزيد فقبلا يديه ورجليه - وقالا: نشهد أنك نبي. قال: فما يمنعكما أن تتبعاني؟ قالا: إنّ داود علیه السّلام دعا أن لا يزال من ذريته نبي، وإنّا نخشى - قال يزيد: إن أسلمنا - أن تقتلنا يهود».

2478 - [4 / 240] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدّثني عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن صفوان بن عسال قال:

«قال رجل من اليهود لآخر: إنطلق بنا إلى هذا النبي، قال: لا تقل هذا، فإنّه لو

ص: 117


1- سورة الإسراء: 101

سمعها كان له أربع أعين قال: فانطلقنا إليه فسألناه عن هذه الآية «وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيات بينات» (1)؟

قال: لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تفرّوا من الزحف ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تدلوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله، وعليكم خاصة يهود أن لا تعتدوا في السبت فقالا نشهد أنك رسول الله».

2479 - [240/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس وعفان قالا: حدّثنا عبد الواحد بن زياد، حدّثنا أبو روق عطية بن الحارث، حدّثنا أبو الغريف قال عفان أبو الغريف عبد الله بن خليفة - عن صفوان بن عسال المرادي قال:

«بعثنا رسول الله صلى الله عليه و آله في سرية ، فقال : اغزوا بسم الله في سبيل الله، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا... الحديث».

2480 - [240/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا حماد - يعني ابن سلمة - عن عاصم، عن زر، عن صفوان بن عسال: أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال :

«إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما طلب».

المنتخب من حديث كعب بن عجرة

2481 - [241/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أخبرنا أبو بشر، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال:

«كنّا مع رسول الله صلى الله عليه و آله بالحديبية ونحن محرمون، وقد حصرنا المشركون، وكانت لي وفرة، فجعلت الهوام تساقط على وجهي، فمرّ بي النبي صلى الله عليه و آله، فقال :

ص: 118


1- سورة الإسراء: 101

أيؤذيك هوام رأسك؟ قلت: نعم فأمره أن يحلق ، قال : ونزلت هذه الآية: «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَة أَوْ نُسُك» (1) ».

2482 - [241/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة :

«أنّ رجلاً قال للنبي صلى الله عليه و آله: يا رسول الله، قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ قال: قولوا: اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد.

2483 - [241/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة قال: حدّثني الحكم ، عن ابن أبي ليلى - قال : وحدّثنا محمد بن جعفر، أنبأنا شعبة، عن الحكم قال : سمعت ابن أبي ليلى - قال:

«لقيني كعب بن عجرة - قال ابن جعفر - قال ألا أهدي لك هدية؟ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و آله فقلنا : يا رسول الله، قد علمنا - أو عرفنا - كيف السلام عليك فكيف الصلاة؟ قال: قولوا: اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

2484 - [241/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، قال: قرأت على عبد الرحمن مالك، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن

كعب بن عجرة:

«أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه و آله، فآذاه القمل في رأسه، فأمره رسول الله صلى الله عليه و آله أن

ص: 119


1- سورة البقرة: 196

يحلق رأسه، وقال: صم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين مُدّين مدين لكل إنسان، أو انسك بشاة، أيّ ذلك فعلت أجزاك». (1)

2485 - [243/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدّثني أبي ،حصين، عن الشعبي، عن عاصم العدوي، عن كعب بن عجرة قال:

«خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و آله - أو دخل - ونحن تسعة وبيننا وسادة من أدم، فقال: إنّها ستكون بعدي أمراء يكّذبون ويظلمون، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، وليس بوارد علّي الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم ويعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وهو وارد علّي الحوض».

2486 - [243/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا عبدة بن سليمان، أنبأنا مصعب عن الحكم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة:

«أنّ رجلاً سأل النبي صلى الله عليه و آله فقال : يا رسول الله، إنّا قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة؟ قال: فعلّمه أن يقول: اللهم صل على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمّد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

2487 - [244/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا عیسی بن المسيب البجلي عن الشعبي، عن كعب بن عجرة قال:

«بينما أنا جالس في مسجد رسول الله صلى الله عليه و آله مسندي ظهورنا إلى قبلة مسجد رسول الله صلى الله عليه و آله سبعة رهط أربعة موالينا وثلاثة من عربنا، إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه و آله صلاة الظهر حتّى انتهى إلينا، فقال: ما يجلسكم ها هنا؟ قلنا: يا رسول

ص: 120


1- المد: مقدار من الوزن اختلفت الأخبار في تقديره ولم نوردها للإيجاز انسك بشاة: أي تقرب بشاة تذبحها

الله ، ننتظر الصلاة، قال: فأرّم قليلاً، ثمّ رفع رأسه، فقال: أتدرون ما يقول ربّكم عزّوجل؟ قال: قلنا الله ورسوله أعلم، قال: فإنّ ربّكم يقول: من صلّى الصلاة لوقتها وحافظ عليها ولم يضيعها استخفافاً بحقّها فله علّي عهد أن أدخله الجنّة، ومن لم يصلّ لوقتها ولم يحافظ عليها وضيعها استخفافاً بحقها فلا عهد له، إن شئت عذبته، وإن شئت غفرت له».

2488 - [244/4] حدّثنا أبي، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب قال:

«لمّا نزلت: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيِّ» (1) قالوا: كيف نصلّي عليك يا نبيّ الله؟ قال: قولو اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

قال: ونحن نقول: وعلينا معهم. قال يزيد فلا أدري أشيء زاده ابن أبي ليلى من قبل نفسه، أو شيء رواه كعب.

المنتخب من حديث المغيرة بن شعبة

2489 - [244/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعلى بن عبيد أبو يوسف، حدّثنا إسماعيل، عن قيس، عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«لا يزال من أمتي قوم ظاهرين على الناس حتّى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون». 2490 - [244/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، حدّثني هشام، عن عروة بن الزبير أنّه حدّث عن المغيرة بن شعبة، عن عمر :

ص: 121


1- سورة الأحزاب: 56

«أنه استشارهم في إملاص المرأة؟ فقال له المغيرة: قضى فيه رسول الله صلى الله عليه و آله بالغرة، فقال له عمر: إن كنت صادقاً فأت بأحد يعلم ذلك، فشهد محمّد بن مسلمة أنّ رسول الله قضی به». (1)

2491 - [244/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن بكر بن عبد الله المزني، عن المغيرة بن شعبة قال:

«أتيت النبي صلى الله عليه و آله فذكرت له امرأة أخطبها، فقال: إذهب فانظر إليها، فإنّه أجدر أن يؤدم بينكما، قال: فأتيت امرأة من الأنصار فخطبتها إلى أبويها، و أخبرتهما بقول رسول الله صلى الله عليه و آله ، فكأنهما كرها ذلك، قال: فسمعت ذلك المرأة وهي في خدرها، فقالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه و آله أمرك أن تنظر فانظر ، وإلا فإني أنشدك - كأنها عظمت ذلك عليه :قال فنظرت إليها فتزوجتها، فذكر من موافقتها». (2)

2492 - [4 / 246] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال : وقد كنت حفظت من كثير من علمائنا بالمدينة أنّ محمّد بن عمرو بن حزم كان يروي عن المغيرة أحاديث، منها: أنّه سمع النبي صلى الله عليه و آله يقول:

«من غسّل ميتاً فليغتسل».

2493 - [4 / 246] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين، حدّثنا شيبان، عن منصور، عن الشعبي، عن ورّاد، عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 122


1- الإملاص: الإزلاف. وإملاص المرأة هو أن تلقي جنينها ميتاً، يقال منه : قد أملصت المرأة إملاصاً، وإنما سمّي بذلك لأنها تزلقه، ولهذا قالوا: أملعت الناقة وغيرها. وقيل أيضاً إملاص المرأة سقوط حملها قبل أوانه. وقيل أيضاً: أملصت المرأة بولدها يعنى أسقطت أراد المرأة الحامل تضرب فتسقط ولدها فعلى الضارب غرة. القرة العبد نفسه أو الأمة، وأصل الغرة: البياض الذي يكون في وجه الفرس، وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: الغرة: عبد أبيض أو أمة بيضاء، وسمي غرة؛ لبياضه
2- يؤدم بينكما يعني أن تكون بينكما المحبة والاتفاق والألفة

«إنّ الله كره لكم ثلاثاً : قيل وقال وكثرة السؤال، وإضاعة المال، وحرّم عليكم رسول الله صلى الله عليه و آله وأد البنات، وعقوق الأمهات، ومنع وهات». (1)

2494 - [246/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد ، حدّثنا زائدة، حدّثنا منصور، عن إبراهيم، عن عبيد بن نضلة، عن المغيرة بن شعبة:

«أنّ امرأة ضربتها امرأة بعمود فسطاط فقتلتها وهي حبلى، فأتي بها النبي صلى الله عليه و آله، فقضى فيها رسول الله صلى الله عليه و آله على عصبة القاتلة بالدية، وفي الجنين غرة، فقال عصبتها: أندي من لا طعم ولا شرب ولا صاح فاستهل مثل ذلك بطل ؟! (2) فقال: سجع مثل سجع الأعراب!». وقال شعبة: سمعت عبيداً . (3)

295 - 41 / 248] حدثنا عبد الله ،الله، حدثني أبي، حدثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن وراد كاتب المغيرة، عن المغيرة بن شعبة قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فبلغ ذلك رسول الله الا الله فقال : أتعجبون من غيرة سعد، والله لأنا أغير منه، والله أخير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا شخص أغير من الله ، ولا شخص أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين، ولا شخص أحب إليه مدحه من الله من

ص: 123


1- ومنع وهات: أي منع ما عليه إعطاؤه وطلب ما ليس له
2- كذا في المصدر، وفي الأصل: (يطل)
3- العصبة: تقدم المعنى في هامش حديث 2133. صاح فاستهل: أي جعله مستهلاً برفع صوته عند الولادة، والمستهل هو كل متكلم رفع صوته أو خفض. وقوله : مثل ذلك يطلّ: أي يبطل ويهدر ، يقال طل القتل يطل فهو مطلول، وروي بالباء الموحدة وتخفيف اللام على أنه فعل ماض من البطلان وقوله (فقال: سجع مثل سجع الأعراب): استدل بذلك على ذم السجع في الكلام، ومحل الكراهة إذا كان ظاهر التكلف. (نيل الأوطار: 230/7)

أجل ذلك وعد الله الجنّة». (1)

2496 - [249/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا زائدة، عن زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول:

«انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموه فادعوا الله وصلوا حتّى تنكشف».

2497 - [251/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن زياد بن علاقة، سمع المغيرة بن شعبة قال:

«قام رسول الله صلى الله عليه و آله حتّى تورمت قدماه، فقيل له: يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك، فقال: أولا أكون عبداً شكوراً».

2498 - [253/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة قال:

«استشار عمر بن الخطاب الناس في ملاص المرأة، قال: فقال المغيرة بن شعبة :

شهدت رسول الله صلى الله عليه و آله قضى فيه بغرة عبد أو أمة، قال: فقال عمر: ائتني بمن يشهد معك، قال: فشهد له محمّد بن مسلمة». (2)

2499 - [254/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا مكي بن إبراهيم، حدّثنا هاشم - يعني ابن هاشم - عن عمرو بن إبراهيم بن محمّد، عن محمّد بن كعب القرظي، عن المغيرة بن شعبة أنّه قال:

«قام فينا رسول الله صلى الله عليه و آله مقاماً ، فأخبرنا بما يكون في أمته إلى يوم القيامة، وعاه من

ص: 124


1- غير مصفح: يقال أصفحه بالسيف إذا ضربه بعرضه دون حده فهو مصفح وضربه بالسيف مصفحاً ومصفوحاً، ويجوز أن يروى غير مصفح (يفتح الفاء). فالأول حال عن الضمير والثاني عن السيف
2- ملاص المرأة: جنينها

وعاه ونسيه من نسيه».

2500 - [4 / 255] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا سفيان، عن زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول:

«كان النبي صلى الله عليه و آله يصلّي حتّى ترم قدماه، فقيل له: أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: أفلا أكون عبداً شكوراً». (1)

المنتخب من حديث عدي بن حاتم الطالي

2501 - [4 / 256] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع حدثنا سفيان، عن عبد العزيز - يعني ابن رفيع - عن تميم بن طرفة، عن عدي بن حاتم:

«أنّ رجلاً خطب عند النبي صلى الله عليه و آله ، فقال : من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله و رسوله».

2502 - [4 / 256] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سعدان الجهني، عن ابن خليفة الطائي، عن عدي بن حاتم، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من استطاع منكم أن يتقي النار فليتصدق ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة».

2503 - [256/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان عن سماك، عن مري بن قطري، عن عدي بن حاتم الطائي قال:

«قلت: يا رسول الله، إنّا نصيد الصيد فلا نجد سكيناً إلا الظرار وشقة العصا، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : أمر الدم بما شئت، واذكر اسم الله». (2)

ص: 125


1- ترم: تنتفخ
2- الظرر: حجر صلب محدد وجمعه ظرار

2504 - [257/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، حدّثنا شعبة، أخبرني عبد العزيز بن رفيع قال: سمعت تميم بن طرفة الطائي يحدّث، عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليأت الذي هو خير، وليترك يمينه».

2505 - [257/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن نمير، حدّثنا مجالد عن عامر، عن عدي بن حاتم قال:

«أتيت رسول الله صلى الله عليه و آله ، فعلّمني الإسلام، ونعت لي الصلاة، وكيف أصلّي كل صلاة لوقتها، ثمّ قال لي : كيف أنت يا ابن حاتم إذا ركبت من قصور اليمن لا تخاف إلا الله حتّى تنزل قصور الحيرة؟ قال: قلت: يا رسول الله، فأين مقانب طيء ورجالها؟ قال: يكفيك الله طيئاً ومن سواها، قال: قلت: يا رسول الله، إنّا قوم نتصيد بهذه الكلاب والبزاة، فما يحلّ لنا منها؟ قال: يحلّ لكم «مَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الجَوَارِح مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ عَلَمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ» (1)، فما علّمت من كلب أو باز ثم أرسلت وذكرت اسم الله عليه فكل مما أمسك عليك، قلت: وإن قتل؟ قال: وإن قتل ولم يأكل منه شيئاً فإنها أمسكه عليك قلت: أفرأيت إن خالط كلابنا كلاب أخرى حين نرسلها؟ قال: لا تأكل حتّى تعلم أنّ كلبك هو الذي أمسك عليك قلت: يا رسول الله، إنّا قوم نرمي بالمعراض، فما يحلّ لنا؟ قال: لا تأكل ما أصبت بالمعراض إلا ما ذكيت». (2)

ص: 126


1- سورة المائدة، 4
2- المعراض: بكسر الميم وسكون العين المهملة وآخره معجمة قال الخليل وتبعه جماعة: سهم لا ريش له ولا تصل. وقال ابن دريد وتبعه ابن سيده سهم طويل له أربع قذذ رقاق فإذا رمی به اعترض وقال الخطابي : المعراض تصل عريض له ثقل ورزانة وقيل عود رقيق الطرفين غليظ الوسط وهو المسمى بالخلافة، وقيل خشبة ثقيلة آخرها عصا محدد رأسها وقد لا يحدد وقوى هذا الأخير النووي تبعاً لعياض، وقال القرطبي: إنه المشهور وقال ابن التين: المعراض عصا في طرفها حديد يرمي الصائد بها الصيد. (تحفة الأحوذي: 30/5)

2506 - [257/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا هشام بن حسان، عن محمّد بن سيرين، عن أبي عبيدة، عن رجل قال:

«قلت لعدي بن حاتم: حديث بلغني عنك أحب أن أسمعه منك، قال: نعم، لمّا بلغني خروج رسول الله صلى الله عليه و آله فكرهت خروجه كراهة شديدة، خرجت حتّى وقعت ناحية الروم وقال: - يعني يزيد ببغداد - حتّى قدمت على قيصر، قال : فكرهت مكاني ذلك أشد من كراهيتي لخروجه قال: فقلت: والله لولا أتيت هذا الرجل، فإن كان كاذباً لم يضرني، وإن كان صادقاً ،علمت قال فقدمت فأتيته، فلمّا قدمت قال الناس عدي بن حاتم عدي بن حاتم، قال: فدخلت على رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال لي: يا عدي بن حاتم، أسلم تسلم - ثلاثاً - قال: قلت: إني على دين قال: أنا أعلم بدينك منك، فقلت: أنت أعلم بديني مني ؟ قال: نعم، ألست من الركوسية، وأنت تأكل مرباع قومك؟ قلت: بلى، قال: فإنّ هذا لا يحلّ لك في دينك قال: فلم يعد أن قالها فتواضعت لها، فقال: أمّا إني أعلم ما الذي يمنعك من الإسلام، تقول: إنما اتّبعه ضعفة الناس ومن لا قوة له، وقد رمتهم العرب، أتعرف الحيرة؟ قلت لم أرها، وقد سمعت بها، قال: فو الذي نفسي بيده ليتّمنّ الله هذا الأمر حتّى تخرج الظعينة من الحيرة حتّى تطوف بالبيت في غير جوار أحد، ولیفتحنّ كنوز کسری بن هرمز قال قلت کسری بن هرمز؟ قال: نعم کسرى بن هرمز، وليبذلنّ المال حتّى لا يقبله أحد، قال عدي ابن حاتم فهذه الظعينة تخرج من الحيرة فتطوف بالبيت في غير جوار، ولقد كنت

ص: 127

فيمن فتح کنوز کسری بن هرمز والذي نفسي بيده لتكوننّ الثالثة، لأنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قد قالها». (1)

2507 - [4 / 258] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن فضيل، عن بيان عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال:

«سألت رسول الله صلى الله عليه و آله فقلت: إنّا قوم نتصيد بهذه الكلاب، قال: إذا أرسلت كلابك المعلمة وذكرت اسم الله فكل مما أمسكن عليك، وإن قتلت إلا أن يأكل الكلب، فإن أكل فلا تأكل، فإني أخاف أن يكون إنها أمسك على نفسه، وإن خالطها كلاب من غيرها فلا تأكل».

يقول شير محمّد: وروى عن عدي بن حاتم أيضاً أحاديث في ص 377 إلى ص 380 من هذا الجزء.

حدیث الرجل

2508 - [259/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا أبو عوانة، عطاء بن السائب، عن حكيم بن أبي يزيد، عن أبيه، عمّن سمع النبي صلى الله عليه و آله يقول:

«دعوا الناس فليصب بعضهم من بعض، فإذا استنصح رجل أخاه فلينصح له».

حديث رجل آخر

2509 - [259/4] حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا همام حدثنا عطاء بن السائب قال:

ص: 128


1- الركوسية: قوم لهم دين وقيل دينهم بين دين النصارى والصابئين

«كان أوّل يوم عرفت فيه عبد الرحمن ابن أبي ليلى رأيت شيخاً أبيض الرأس سمع واللحية على حمار وهو يتبع جنازة، فسمعته يقول: حدّثني فلان بن فلان رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قال: فأكبّ القوم يبكون ، فقال : ما يبكيكم؟ فقالوا: إنّا نكره الموت، قال: ليس ذلك، ولكنه إذا حضر «فَأَمَّا إِنْ كَانَ منَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانُ وَجَنَّهُ نَعِيمٍ» (1)، فإذا بشّر بذلك أحب لقاء الله والله أحب للقائه (2) «وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُل مِنْ حَمِيمٍ» (3)

قال عطاء: وفي قراءة ابن مسعود ثم «تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ» فإذا بشّر بذلك يكره لقاء الله والله للقائه أكره».

حديث رجل من المهاجرين

2510 - [261/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا معتمر قال: سمعت أيوب قال: وحدّثنا محمّد بن عبد الرحمن الطفاوي قال: حدّثنا أيوب المعني، عن حميد ابن هلال، عن أبي بردة، عن رجل من المهاجرين يقول : سمعت النبي صلي الله علیه و آله يقول :

«يا أيّها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب إلى الله وأستغفره في كل يوم مائة مرة، أو أكثر من مائة مرة».

المنتخب من حديث عروة بن مضرس الطاني

2511 - [261/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن إسماعيل، حدّثنا عامر قال: حدّثني أو أخبرني - عروة بن مضرس الطائي قال:

ص: 129


1- سورة الواقعة: 88-89
2- في الأصل: والله للقائه أحب
3- سورة الواقعة: 92 - 93

«جئت رسول الله صلى الله عليه و آله في الموقف، فقلت: جئت يا رسول الله من جبلي طيء، أكللت مطيتي وأتعبت نفسي، والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه، هل لي من حجّ ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: من أدرك معنا هذه الصلاة، وأتى عرفات قبل ذلك ليلاً أو نهاراً تمّ حجّه وقضى تفثه». (1)

المنتخب من حديث ابن صفوان الزهري

2512 - [4 / 262] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو يعلى، حدّثنا أبو إسماعيل - يعني بشيراً - عن القاسم بن صفوان الزهري، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«أبردوا بصلاة الظهر، فإنّ الحر من فور جهنم».

المنتخب من حديث سليمان بن صرد

2513 - [4 / 262] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سفيان قال: حدّثني أبو إسحاق قال: سمعت سليمان بن صرد يقول: قال: و حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن سليمان بن صرد قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله یوم الأحزاب - قال يحيى: يعني يوم الخندق - :

«الآن نغزوهم ولا يغزونا».

المنتخب من بقية حديث عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه

2514 - [263/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا أبو الزبير، عن محمّد بن علي - بن الحنفية - عن عمّار بن ياسر قال:

ص: 130


1- وقضى تفته: قيل المراد به أنه أتى بما عليه من المناسك، والمشهور أنّ التفث ما يصنعه المحرم عند حله من تقصير شعر أو حلقه وحلق العانة و نتف الأبط وغيره من خصال الفطرة، ويدخل في ضمن ذلك نحر البدن وقضاء جميع المناسك لأنه لا يقضي النفث إلا بعد ذلك، وأصل التفث الوسخ والقدر

«أتيت النبي صلى الله عليه و آله وهو يصلّي، فسلّمت عليه، فردّ عليّ السلام».

2515 - [263/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا على بن بحر، حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا محمد بن إسحاق، حدّثني يزيد بن محمّد بن خثيم المحاربي، عن محمّد بن كعب القرظي، عن محمّد بن خثيم أبي يزيد، عن عمّار بن ياسر قال:

«كنت أنا وعلي رفيقين في غزوة ذات العشيرة، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه و آله وأقام بها رأينا ناساً من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل، فقال لي علي: يا أبا اليقظان، هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون؟ ، فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثمّ غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلي فاضطجعنا في صور من النخل في دقعاء من التراب فنمنا، فو الله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه و آله يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعاء فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه و آله لعلي : يا أبا تراب لما يرى عليه من التراب، قال: ألا أحدّثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذه يعني قرنه - حتّى تبلّ منه هذه - يعني لحيته -». (1)

2516 - [264/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن ابن لاس الخزاعي قال:

«دخل عمّار بن ياسر المسجد فركع فيه ركعتين أخفّهما وأتمّهما، قال: ثمّ جلس، فقمنا إليه فجلسنا عنده، ثمّ قلنا له: لقد خففت ركعتيك هاتين جداً يا أبا اليقظان! فقال: إني بادرت بهما الشيطان أن يدخل علّي فيهما، قال: فذكر الحديث».

2517 - [264/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا

ص: 131


1- الصور: النحل الصغار، وقبل هو المجتمع منه. الدقعاء: التراب اللين. أحيمر: لقب يطلق على قدار بن سالف عاقر ناقة صالح

شريك، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز قال:

«صلّى عمّار صلاة فجوّز فيها، فسئل - أو فقيل له - فقال: ما خرمت من صلاة رسول الله صلى الله عليه و آله (1)».

2518 - [264/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق الأزرق، عن شريك، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز قال:

«صلّى بنا عمّار صلاة فأوجز فيها، فأنكروا ذلك، فقال: ألم أتم الركوع والسجود؟ قالوا بلى قال: أمّا أني قد دعوت فيهما بدعاء كان رسول الله صلى الله عليه و آله يدعو به : اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك، وأعوذ بك من ضرّاء مضرة ، ومن فتنة مضلة، اللهم زيّنا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهديين».

2519 - [264/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، حدّثنا علي بن زيد، عن سلمة بن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن عمّار بن ياسر : أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال :

«إنّ من الفطرة - أو الفطرة - المضمضة والاستنشاق، وقص الشارب، والسواك، وتقليم الأظفار، و غسل البراجم، ونتف الأبط، والاستحداد، والإختتان، والانتضاح». (2)

ص: 132


1- ما خرمت: أي ما تركت، وقيل: ما نقصت و ما قطعت
2- البراجم: وهي عقد الأصابع ومفاصلها كلها. الاستحداد: تقدم المعنى في هامش حديث 839. الانتضاح: نضح الفرج بماء قليل بعد الوضوء لينفي عنه الوسواس وقيل هو الاستنجاء بالماء

2520 - [4 / 265] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه:

«أنّ رجلاً أتى عمر فقال: إني أجنبت فلم أجد ماء! فقال عمر: لا تصلّ، فقال عمّار: أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء، فأمّا أنت فلم تصلّ، وأمّا أنا فتمعكت في التراب فصليت، فلمّا أتينا النبي صلى الله عليه و آله فذكرت ذلك له، فقال : إنما كان يكفيك وضرب النبي صلى الله عليه و آله بيده إلى الأرض، ثمّ نفخ فيها ومسح بها وجهه وكفيه». (1)

يقول شیر محمّد: ورواه بسند آخر، وفيه: «فتمرغت في التراب، فلمّا رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه و آله أخبرته ، فضحك رسول الله صلى الله عليه و آله وقال : إنما كان يكفيك أن تقول هكذا وضرب بكفيه إلى الأرض، ثمّ مسح كفيه جميعاً، ومسح وجهه مسحة واحدة بضربة واحدة... الحديث» (2)

المنتخب من حديث حنظلة الكاتب الأسيدي

2521 - [4 / 267] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد وعفان قالا: حدّثنا همام، حدّثنا قتادة، عن حنظلة الكاتب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من حافظ على الصلوات الخمس ركوعهنّ وسجودهنّ ووضوئهنّ ومواقيتهنّ، وعلم أنّهنّ حق من عند الله دخل الجنّة - أو قال: وجبت له الجنّة -».

ص: 133


1- التمعك: التمرغ في التراب والمراد أنه ماس التراب تجميع بدنه
2- مسند أحمد: 265/4

المنتخب من حديث النعمان بن بشير

2522 - [4 / 267] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا شيبان، عن عاصم، عن خيثمة والشعبي، عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«حلالٌ بيّن، وحرامٌ بيّن، وشبهات بين ذلك من ترك الشبهات فهو للحرام أترك، ومحارم الله حمىٌ، فمن أرتع حول الحمى كان قمنا أن يرتع فيه». (1)

2523 - [4 / 267] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن الأعمش ومنصور، عن ذر، عن يسيع الكندي، عن النعمان بن بشير: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«إن الدعاء هو العبادة، ثمّ قرأ «ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتي»(2) » .

2524 - [267/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن يزيد، عن العوام قال: حدّثني رجل من الأنصار من آل النعمان بن بشير، عن النعمان بن بشير قال:

«خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و آله ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء، رفع بصره إلى السماء ثمّ خفض، حتّى ظننا أنّه قد حدث في السماء شيء، فقال: ألا إنّه سيكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون، فمن صدقهم بكذبهم ومالأهم على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، ألا وإنّ دم المسلم كفّارته، ألا وإنّ سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر هنّ الباقيات الصالحات».

ص: 134


1- قمنّا : تقدم المعنى في هامش حديث 14. وقوله عليه الصلاة والسلام: فمن أرتع حول الحمى كان قمنا أن يرتع فيه يريد به التحذير من الإلمام بشيء من صغائر الذنوب لئلا يكون ذلك محرثاً على الوقوع في كبائرها والتهوك في معاظمها التهوك: التهور والوقوع في الشيء بلا مبالاة
2- سورة غافر: 60

2525 - [4 / 268] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو يعلى، أنبأنا أبو حيان، عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال:

«سألت أمي أبي بعض الموهبة لي فوهبها لي، فقالت: لا أرضى حتّى تشهد رسول الله صلى الله عليه و آله قال: فأخذ أبي بيدي وأنا غلام وأتى رسول الله صلى الله عليه و آله فقال : يا رسول الله، إنّ أم هذا ابنة رواحة زاولتني على بعض الموهبة له، وإني قد وهبتها له، وقد أعجبها أن أشهدك؟ قال: يا بشير، ألك ابن غير هذا؟ قال: نعم، قال: فوهبت له مثل الذي وهبت لهذا؟ قال: لا، قال: فلا تشهدني إذاً، فإني لا أشهد على جور».

يقول شير محمّد : ورواه بإسناد آخر، وفيه:

«ألك ولد غيره؟ قال: نعم، قال: كلهم أعطيته كما أعطيته؟ قال: لا، قال: فلا تشهدني إذاً، إني لا أشهد على جور، إنّ لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم». (1)2526 - [4 / 270] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا أبو بشر، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير قال: «أنا أعلم الناس - أو كأعلم الناس - بوقت صلاة رسول الله صلى الله عليه و آله للعشاء، كان يصلّيها بعد سقوط القمر في الليلة الثالثة من أوّل الشهر».

2527 - [270/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يونس قال: حدّثنا زكريا، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال:

«مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمّى».

2528 - [4 / 270] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا مالك، عن ضمرة بن سعيد ، عن عبيد الله بن عبد الله:

ص: 135


1- مسند أحمد 269/4

«أنّ الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير: بم كان النبي صلى الله عليه و آله يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة؟ قال: «هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشية» ».(1)

2529 - [271/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان ، عن إبراهيم يعني ابن محمّد بن المنتشر - عن أبيه، عن حبيب بن سالم، عن أبيه، عن النعمان بن بشير:

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله قرأ في العيدين ب_ «سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى»(2) و «هَلْ أَتَاكَ حَديث الغاشية»(3) وإن وافق يوم الجمعة قرأهما جميعاً».

قال أبو عبد الرحمن: حبيب بن سالم سمعه من النعمان، وكان كاتبه، وسفيان يخطئ فيه، يقول حبيب بن سالم عن أبيه، وهو سمعه من النعمان.

2530 - [273/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يونس، حدّثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب عن خالد بن كثير الهمداني، أنّه حدّثه: أنّ السري بن إسماعيل الكوفي حدّثه : أنّ الشعبي حدّثه: أنّه سمع النعمان بن بشير يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنّ من الحنطة خمراً، ومن الشعير خمراً، ومن الزبيب خمراً، ومن التمر خمراً، و من العسل خمراً، وأنا أنهى عن كل مسكر».

2531 - [4 / 275] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو نعيم يونس، حدّثنا العيزار بن حريث قال: قال النعمان بن بشير:

«استأذن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه و آله ، فسمع صوت عائشة عالياً وهي تقول: والله لقد عرفت أنّ علياً أحب إليك من أبي ومني - مرتين أو ثلاثاً - فاستأذن أبو بكر، فدخل، فأهوى إليها، فقال: يا بنت فلانة ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه و آله».

ص: 136


1- سورة الغاشية: 1
2- سورة الأعلى: 1
3- سورة الغاشية: 1

2532 - [4 / 276] حدّثنا عبد الله، [حدّثني أبي، حدّثنا زكريا، عن أبي القاسم الجدلي، قال أبي : وحدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا زكريا، عن حسين بن الحارث أبي القاسم ] أنّه سمع النعمان بن بشير قال:

«أقبل رسول الله صلى الله عليه و آله بوجهه على الناس فقال: أقيموا صفوفكم - ثلاثا - والله لتقيمنّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين قلوبكم. قال: فرأيت الرجل يلزق کعبه بكعب صاحبه وركبته بركبته ومنكبه بمنكبه». (1)

2533 - [4 / 277] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم عن أبي بشر، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير قال:

»أتته امرأة فقالت: إنّ زوجها وقع على جاريتها! قال: أمّا إنّ عندي في ذلك خيراً شافياً أخذته عن رسول الله صلى الله عليه و آله ، إن كنت أذنت له ضربته مائة، وإن كنت لم تأذني له رجمته، قال: فأقبل الناس عليها فقالوا: زوجك يرجم! قولي إنك قد كنت أذنت له فقالت : قد كنت أذنت له، فقدّمه فضربه مائة».

يقول شير محمّد الهمداني: أورد ابن بابويه نحو هذا الحديث في (الفقيه)، ثمّ قال: «جاء هذا الحديث هكذا في رواية وهب بن وهب، وهو ضعيف، والذي أفتي به وأعتمده في هذا المعنى ما رواه الحسن بن محبوب ... إلخ». (2)

2534 - [278/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم، حدّثنا أبو وكيع الجراح بن مليح، عن أبي عبد الرحمن، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير قال: قال النبي صلى الله عليه و آله على المنبر :

ص: 137


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل
2- من لا يحضره الفقيه: 34/4 - 35 ح 5023

«من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب.

حديث الحارث بن ضرار الخزاعي

2535 - [279/4] حدّثنا عبد الله حدّثني أبي حدّثنا محمّد بن سابق حدّثنا عیسی بن دينار حدّثنا أبي أنّه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي قال:

«قدمت على رسول الله صلى الله عليه و آله فدعاني إلى الإسلام، فدخلت فيه وأقررت به، فدعاني إلى الزكاة، فأقررت بها، وقلت: يا رسول الله، أرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الإسلام وإداء الزكاة فمن استجاب لي جمعت زكاته فيرسل إلى رسول الله صلى الله عليه و آله رسولاً لابان كذا وكذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة، فلمّا جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له وبلغ الإبان الذي أراد رسول الله صلى الله عليه و آله أن يبعث إليه احتبس عليه الرسول فلم يأته، فظن الحارث أنّه قد حدث فيه سخطة من الله عزّوجلّ و رسوله فدعا بسروات قومه فقال لهم: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله كان وقّت لي وقتاً يرسل إلىّ رسوله ليقبض ما كان عندي من الزكاة وليس من رسول الله الخلف ، ولا أرى حبس رسوله إلا من سخطة كانت فانطلقوا فنأتي رسول الله صلى الله عليه و آله ، و بعث رسول الله صلى الله عليه و آله الوليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة، فلمّا أن سار الوليد حتّى بلغ بعض الطريق فرق فرجع، فأتى رسول الله صلى الله عليه و آله وقال : يا رسول الله إنّ الحارث منعني الزكاة وأراد قتلي ؟ فضرب رسول الله صلى الله عليه و آله البعث إلى الحارث، فأقبل الحارث بأصحابه إذ استقبل البعث وفصل من المدينة لقيهم الحارث فقالوا هذا الحارث ، فلمّا غشيهم قال لهم: إلى من بعثتم؟ قالوا: إليك، قال: ولم؟ قالوا: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله كان بعث إليك الوليد بن عقبة فزعم إنك منعته الزكاة وأردت قتله، قال: لا والذي بعث محمّداً بالحق ما رأيته بتة ولا أتاني، فلمّا

ص: 138

دخل الحارث على رسول الله صلى الله عليه و آله قال: منعت الزكاة وأردت قتل رسولي؟ قال: لا والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا أتاني وما أقبلت إلا حين احتبس عليّ رسول الله صلى الله عليه و آله ، خشيت أن تكون كانت سخطة من الله عزّوجلّ ورسوله، قال: فنزلت الحجرات: «يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأَ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» (1) إلى هذا المكان « فَضْلًا مِنَ الله وَنِعْمَةً وَالله عَليمٌ حَكِيمٌ» (2) » (3).

المنتخب من حديث البراء بن عازب

2536 - [280/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت ابن أبي ليلى قال: حدّثنا البراء بن عازب أنّ نبي الله كان يقنت في صلاة الصبح والمغرب».

قال أبو عبد الرحمن قال أبي : ليس يروى عن النبي صلى الله عليه و آله أنه قنت في المغرب إلا في هذا الحديث، وعن علي قوله.

2537 - [280/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحاق الهمداني يقول: سمعت البراء بن عازب يقول:

«لمّا أقبل رسول الله صلى الله عليه و آله من مكة إلى المدينة، قال: فتبعه سراقة بن مالك بن جعشم فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه و آله فساخت به فرسه، فقال: ادع الله لي ولا أضرك قال: فدعا الله له... الحديث».

2538 - [281/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال:

ص: 139


1- سورة الحجرات: 6
2- سورة الحجرات: 8
3- السري: الرجل الشريف، والجمع أسرياء وسراة، وجمع الجمع سروات

«سمعت البراء وسأله رجل من قيس فقال: أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه و آله يوم حنين؟ فقال البراء: ولكن رسول الله صلى الله عليه و آله لم يفر، كانت هوازن ناساً رماة، وإنّا لمّا حملنا عليها انكشفوا فأكببنا على الغنائم، فاستقبلونا بالسهام، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله على بغلته البيضاء وإنّ أبا سفيان بن الحارث آخذ بلجامها وهو يقول: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب».

2539 - [281/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة وأنبانا علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال:

«كنّا مع رسول الله صلى الله عليه و آله في سفر، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه و آله تحت شجرتين فصلّى الظهر، وأخذ بيد علي رضي الله تعالى عنه فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: الستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له : هنيئاً يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة». (1)

قال أبو عبد الرحمن: حدّثنا هدبة بن خالد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه و آله نحوه.

2540 - [4 / 282] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:

«مرّ رسول الله صلى الله عليه و آله على مجلس من الأنصار فقال: إن أبيتم إلا أن تجلسوا فاهدوا السبيل، وردوا السلام، وأعينوا المظلوم».

ص: 140


1- كسح: أي كنس

2541 - [4 / 282] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا عمر بن أبي زائدة قال: سمعت أبا إسحاق قال:

«قال رجل للبراء وهو يمزح معه قد فررتم عن رسول الله صلى الله عليه و آله وأنتم أصحابه ! قال البراء: إني لأشهد على رسول الله صلى الله عليه و آله ما فرّ يومئذٍ، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله يوم حفر الخندق وهو ينقل مع الناس التراب... الحديث».

2542 - [283/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو الوليد وعفان قالا: حدّثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط، عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«إذا سجدت فضع كفيك، وارفع مرفقيك».

قال أبو عبد الرحمن، حدّثناه جعفر بن حميد، حدّثنا عبيد الله بن إياد قال: حدّثنا إياد، عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«كيف تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته تجر زمامها بأرض قفر ليس فيها طعام ولا شراب وعليها طعام - قال عفان: وشراب - فطلبها حتّى شق عليه، ثمّ مرت بجذل شجرة - قال عفان: بجذل - فتعلق زمامها فوجدها معلقة به؟ - قال عفان: متعلقة به - قال: قلنا شديد يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: أما والله لله أشد فرحاً بتوبة عبده من الرجل براحلته».

قال أبو عبد الرحمن: وحدّثناه جعفر بن حميد قال : حدّثنا عبيد الله بن إياد مثله . (1)2543 - [283/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسی، حدّثنا زهیر، حدّثنا أبو إسحاق، عن البراء بن عازب:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله كان أوّل ما قدم المدينة نزل على أجداده أو أخواله من الأنصار، وأنّه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن

ص: 141


1- الجدل: أي أصل الشعرة إذا قطع رأسها، وقد يسمى العود جذلاً أيضاً

تكون قبلته قبل البيت وأنّه صلّى أوّل صلاة صلاها صلاة العصر، وصلّى معه قوم فخرج رجل ممن صلّى معه فمرّ على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه و آله قبل مكة ، قال : فداروا كما هم قبل البيت، وكان يعجبه أن يحول قبل البيت وكان اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلّي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب، فلمّا ولّى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك».

2544 - [283/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا إسرائيل، عن جابر ، عن عامر عن البراء بن عازب قال :

«صلّى رسول الله صلى الله عليه و آله على ابنه إبراهيم ، ومات وهو ابن ستة عشر شهراً، وقال: إنّ له في الجنّة من يتمّ رضاعه، وهو صدّيق».

2545 - [283/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، حدّثنا شعبة، عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب:

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله كان حاملاً الحسن فقال: إني أحبه فأحبه».

2546 - [4 / 284] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، حدّثنا شعبة، حدّثنا الأشعث بن سلم، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب قال:

«أمرنا رسول الله صلى الله عليه و آله بسبع، ونهانا عن سبع، قال: فذكر ما أمرهم من عيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ورد السلام، وإبرار المقسم (1)، وإجابة الداعي، ونصر المظلوم، ونهانا عن آنية الفضة، وعن خاتم الذهب - أو قال: حلقة الذهب - والإستبرق، والحرير، والديباج، والميثرة، والقسّي». (2)

2547 - [4 / 284] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عبد الله، حدّثنا

ص: 142


1- في الأصل وبعض المصادر: (القسم)
2- الميثرة: تقدم المعنى في هامش حديث 696 . القسّيّ تقدم المعنى في هامش حديث 696

معاذ، حدّثني أبي، عن قتادة، عن أبي إسحاق الكوفي، عن البراء بن عازب: أنّ نبي الله صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ الله وملائكته يصلّون على الصفّ المقدّم، والمؤذّن يغفر له مدّ صوته، ويصدّقه من سمعه من رطبٍ ويابسٍ، وله مثل أجر من صلّى معه».

قال أبو عبد الرحمن: وحدّثني عبيد الله القواريري قال: حدّثنا معاذ بن هاشم، فذكر مثله بإسناده.

2548 - [284/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا شعبة، أخبرني سليمان بن عبد الرحمن قال: سمعت عبيد بن فيروز مولى بني شيبان أنّه:

«سأل البراء عن الأضاحي ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه و آله وما كره؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله - أو قام فينا رسول الله صلى الله عليه و آله - ويدي أقصر من يده، فقال: أربع لا تجزئ العوراء البين ،عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن طلعها، والكسير التي لا تنقي. قال: قلت: فإني أكره أن يكون في القرن نقص أو قال: في الأذن نقص - أو في السن نقص قال : ما كرهت فدعه ولا تحرمه على أحد».

2549 - [4 / 286] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو بكر بن عياش، حدّثنا أبو إسحاق، عن البراء بن عازب قال:

«خرج رسول الله صلى الله عليه و آله وأصحابه، قال: فأحرمنا بالحجّ، فلمّا قدمنا مكة قال: اجعلوا حجّكم عمرة قال: فقال الناس: يا رسول الله، قد أحرمنا بالحجّ، فكيف نجعلها عمرة؟ قال: انظروا ما آمر کم به فافعلوا فردّوا عليه القول، فغضب، ثمّ انطلق حتّى دخل على عائشة غضبان، فرأت الغضب في وجهه، فقالت: من أغضبك أغضبه الله قال: وما لي لا أغضب وأنا آمر بالأمر فلا أتّبع»

2550 - [4 / 286] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا ليث، عن

ص: 143

3

عمرو بن مرة، عن معاوية بن سويد بن مقرن عن البراء بن عازب قال:

«كنّا جلوساً عند النبي صلى الله عليه و آله ، فقال : أيّ عرى الإسلام أوسط؟ قالوا: الصلاة، قال: حسنة، وما هي بها؟ قالوا الزكاة قال: حسنة، وما هي بها؟ قالوا: صيام ،رمضان قال حسن وما هو به؟ قالوا: الحجّ، قال: حسن، وما هو به؟ قالوا: الجهاد، قال حسن، وما هو به؟ قال: إنّ أوسط عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله».

2551 - [287/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش، عن منهال بن عمر، وعن زاذان، عن البراء بن عازب قال:

«خرجنا مع النبي صلى الله عليه و آله في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ولمّا يلحد، فجلس رسول الله صلى الله عليه و آله وجلسنا حوله وكأنّ على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت في الأرض، فرفع رأسه فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر - مرتين أو ثلاثاً - ثمّ قال: إنّ المؤمن (1) إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأنّ وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنّة، وحنوط من حنوط الجنّة، حتّى يجلسوا منه مدّ البصر، ثمّ يجيء ملك الموت علیه السّلام حتّى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من ورضوان قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء (2)فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتّى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، قال:

ص: 144


1- في بعض المصادر الحديثية: (إنّ العبد المؤمن)
2- في بعض المصادر الحديثية: (من في السقاء)

فيصعدون بها فلا يمرون - يعني بها - على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتّى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له فيفتح لهم، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتّى ينتهى به إلى السماء السابعة، فيقول الله عزّوجلّ: اكتبوا كتاب عبدي في علّيين، وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارةً أخرى. قال: فتعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربّك؟ فيقول: ربّي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه و آله، فيقولان له: وما علمك ؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدّقت، فينادي منادٍ في السماء: أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنّة، وألبسوه من الجنّة، وافتحوا له باباً إلى الجنّة ، قال : فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مدّ بصره.

قال: ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرّك، هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: ربّ أقم الساعة حتّى أرجع إلى أهلي ومالي.

قال: وإنّ العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل الله من السماء (1) ملائكة سود الوجوه معهم المسوح، فيجلسون منه مدّ البصر، ثمّ يجيء ملك الموت حتّى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب، قال: فتفرق في جسده، فينتزعها كما ينتزع السفود من

ص: 145


1- في المصادر الحديثية: (نزل إليه من السماء)

الصوف المبلول فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتّى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرّون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان - بأقبح أسمائه التي كان يسمّى بها في الدنيا - حتّى ينتهى به إلى السماء الدنيا، فيستفتح له، فلا يفتح له، ثمّ قرأ رسول الله صلى الله عليه و آله : «لا تُفَتَّحُ هُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الجنَّةَ حَتَّى يَلجَ الجُمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ» (1) فيقول الله عزّوجلّ : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحاً ، ثمّ قرأ: «وَمَنْ يُشْرِكْ بِالله فَكَانَها خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أو تهوي به الرِّيحُ فِي مَكَان سَحِيقٍ» (2) فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربّك؟ فيقول هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فينادي منادٍ من السماء أن كذب فافرشوا له من النار، وافتحوا له باباً إلى النار، فيأتيه من حرّها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتّى تختلف فيه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوءك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول ربّ لا تقم الساعة». (3)

ص: 146


1- سورة الأعراف: 40
2- سورة الحج: 31
3- المسوح: جمع المسح بكسر الميم، وهو ما يلبس من نسيج الشعر على البدن تقشفاً وقهراً للبدن. السفود: الحديدة التي يشوى بهما

يقول شير محمّد وأورده في] ص 295 باختلاف بعض رجال السند. (1)

2552 - [288/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب قال:

«سُئل رسول الله صلى الله عليه و آله عن الوضوء من لحوم إبل؟ فقال: توضؤوا منها، قال: وسُئل عن الصلاة في مبارك الإبل؟ فقال: لا تصلّوا فيها، فإنّها من الشياطين، وسُئل عن الصلاة في مرابض الغنم؟ فقال: صلّوا فيها، فإنّها بركة». (2)

2553 - [289/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدّثني حبيب، عن أبي المنهال قال: سمعت زيد بن أرقم والبراء بن عازب يقولان:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن بيع الذهب بالورق ديناً».

2554 - [289/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا الأجلح، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرّقا».

2555 - [289/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، أنبأنا مالك، عن أبي داود قال:

«لقيت البراء بن عازب، فسلّم علّي وأخذ بيدي وضحك في وجهي، قال: تدري لم فعلت هذا بك؟ قال :قلت لا أدري ولكن لا أراك فعلته إلا لخير . قال: انّه لقيني رسول الله صلى الله عليه و آله ففعل بي مثل الذي فعلت بك، فسألني، فقلت مثل الذي قلت لي، فقال: ما من مسلمين يلتقيان فيسلّم أحدهما على صاحبه ويأخذه بيده لا يأخذه إلا الله عزّوجلّ لا يفترّقان حتّى يغفر لهما».

ص: 147


1- مسند أحمد 295/4
2- مبارك الإبل: مواضعها التي تأوي اليها للمقام والشرب

2556 - [289/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا أجلح، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إنكم ستلقون العدو غداً، وإنّ شعاركم: (حم لا ينصرون)».

2557-20/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:

«انتهينا إلى الحديبية وهي بئر قد نزحت ونحن أربع عشرة مائة، قال: فنزع منها دلو، فتمضمض النبي صلى الله عليه و آله منه ثمّ مجّه فيه ودعا، قال: فروينا وأروينا». وقال وكيع: أربعة عشر مائة.

2558 - [290/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:

«كنّا مع رسول الله صلى الله عليه و آله أربع عشرة مائة بالحديبية، وبالحديبية بشر، فنزحناها فلم نترك فيها شيئاً ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و آله ، فجاء فجلس على شفيرها، فدعا بإناء، فمضمض ثمّ مجّه فيه، ثمّ تركناها غير بعيد، فأصدرتنا نحن وركابنا نشرب منها ما شئنا».

2559 - [291/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا مسعر، عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال:

«سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقرأ في صلاة العشاء بالتين والزيتون، قال: وما سمعت إنساناً أحسن قراءة منه».

2560 - [291/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب يقول:

«لمّا صالح رسول الله صلى الله عليه و آله أهل الحديبية كتب علي رضي الله عنه كتاباً بينهم، وقال: فكتب: محمّد رسول الله، فقال المشركون : لا تكتب محمّد رسول الله، ولو كنت رسول

ص: 148

الله لم نقاتلك، قال: فقال لعلي: أمحه، قال: فقال: ما أنا بالذي أمحاه، فمحاه رسول الله صلى الله عليه و آله بيده، قال: وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام، ولا يدخلوها إلا بجلبان السلاح، فسألت ما جلبان السلاح؟ قال: القراب بما فيه».

2561 - [291/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر وعفان قالا:

حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: عفان :قال: أنبأنا أبو إسحاق، عن البراء -ولم يسمعه أبو إسحاق من البراء- قال:

«مرّ رسول الله صلى الله عليه و آله بقوم جلوس في الطريق، قال: إن كنتم لابد فاعلين فأهدوا السبيل، وردّوا السلام، وأغيثوا المظلوم».

قال عفان: وأعينوا، قال عبد الله: قال أبي : وحدّثناه أبو سعيد، حدّثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحاق قال: قال: أعينوا المظلوم، قال أبي : وحدّثناه أسود قال: حدّثنا إسرائيل، حدّثنا أبو إسحاق، عن البراء، وقال: أعينوا المظلوم، وكذا قال حسن: أعينوا، وعن إسرائيل.

2562 - [292/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عدي بن ثابت عن البراء قال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله واضعاً الحسن بن علي علیه السّلام على عاتقه وهو يقول: اللهم إني أحبه فأحبه».

2563 - [292/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثنا سليمان، عن حميد، عن يونس، عن البراء قال:

«كنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله في مسير، فأتينا على ركّي ذمة - يعني قليلة الماء - قال: فنزل فيها ستة أنا سادسهم ماحة، فأدليت إلينا دلو، قال: ورسول الله صلى الله عليه و آله على شفة الركّي، فجعلنا فيها نصفها أو قراب ثلثيها، فرفعت إلى رسول الله صلى الله عليه و آله، قال البراء :

ص: 149

فكدت بإنائي هل أجد شيئاً أجعله في حلقي فما وجدت، فرفعت الدلو إلى رسول الله صلى الله عليه و آله، فغمس يده فيها فقال ما شاء الله أن يقول، فعيدت إلينا الدلو بما فيها، قال: فلقد رأيت أحدنا أخرج بثوب خشية الغرق، قال: ثمّ ساحت - يعني جرت- نهرا». (1)

2564 - [292/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا فضيل - يعني ابن عياض - عن منصور، عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إذا أويت إلى فراشك فتوضّأ ونم على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت فإن متّ متّ على الفطرة».

2565 - [293/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا زهير، حدّثنا أبو إسحاق أنّ البراء بن عازب قال:

«جعل رسول الله صلى الله عليه و آله على الرماة يوم أحد - وكانوا خمسين رجلاً - عبد الله ابن جبير قال ووضعهم موضعاً، وقال: إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا حتّى أرسل إليكم ، وإن رأيتمونا ظهرنا على العدو وأوطأناهم فلا تبرحوا حتّى أرسل إليكم.

قال: فهزموهم قال فأنا والله رأيت النساء يشتددن على الجبل وقد بدت أسوقهنّ وخلاخلهنّ رافعات ثيابهنّ، فقال أصحاب عبد الله بن جبير : الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم، فما تنظرون؟ قال عبد الله بن جبير : أنسيتم ما قال لكم

ص: 150


1- الماحة هو الرجل الذي ينزل في أسفل البئر إذا قل ماؤها فيملأ الدلو

رسول الله صلى الله عليه و آله؟ قالوا: إنّا والله لنأتينّ الناس فلنصيبنّ من الغنيمة، فلمّا أتوهم صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين، فذلك الذي يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع رسول الله صلى الله عليه و آله غير اثني عشر رجلاً فأصابوا منّا سبعين رجلاً، وكان رسول الله صلى الله عليه و آله وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة قتيلاً، فقال أبو سفيان: أفي القوم محمّد؟ أفي القوم محمّد؟ أفي القوم محمّد - ثلاثاً - ؟ فنهاهم رسول الله صلى الله عليه و آله أن يجيبوه . ثمّ قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابن الخطاب؟ أفي القوم ابن الخطاب؟ ثمّ أقبل على أصحابه فقال: أمّا هؤلاء فقد قتلوا وقد كفيتموهم فما ملك عمر نفسه أن قال: كذبت والله يا عدو الله، إنّ الذين عددت لأحياء كلهم وقد بقي لك ما يسوءك، فقال: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مثلةٌ لم آمر بها، ولم تسؤني ، ثمّ أخذ يرتجز أعل هبل أعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: ألا تجيبونه؟ قالوا: يا رسول الله، وما نقول؟ قال: قولوا الله أعلى وأجل قال: إنّ العزّى لنا ولا عزّى لكم . فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : ألا تجيبونه؟ قالوا: يا رسول، وما نقول؟ قال: قولوا الله مولانا ولا مولى لكم». (1)

2566 - [294/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعد، قال أبو عبد الرحمن وكتب به إلى قتيبة، حدثنا عبثر بن القاسم، عن برد أخي يزيد بن أبي زياد عن المسيب بن رافع قال: سمعت البراء بن عازب يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من تبع جنازة حتّى يصلّي عليها كان له من الأجر قيراط، ومن مشى مع الجنازة حتّى تدفن - وقال مرة: حتّى يدفن - كان له من الأجر قيراطان، والقيراط مثل أحد».

ص: 151


1- الحرب :سجال: أي تارة لهم وتارة عليهم

قال أبو عبد الرحمن: وحدّثناه صالح بن عبد الله الترمذي وأبو معمر قال: حدّثنا عبئر بن القاسم أبو زبيد، عن برد أخي يزيد بن أبي زياد، عن المسيب بن رافع، عن البراء، عن النبي صلى الله عليه و آله نحوه.

2567 - [4 / 294] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، أنبأنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر قال: سمعت أبا بكر بن أبي موسى يحدّث عن البراء:

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله كان إذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا واليه النشور - قال شعبة هذا أو نحو هذا المعنى، وإذا نام: اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت».

يقول شير محمّد : في (الكافي): «أحياني بعد ما أماتني».(1)

2568 - [294/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا زهير عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال:

جعل رسول الله صلى الله عليه و آله على الرماة - وكانوا خمسين رجلاً عبد الله بن جبير - يوم أحد، وقال: إن رأيتم العدو ورأيتم الطير تخطفنا فلا تبرحوا فلمّا رأوا الغنائم قالوا: عليكم الغنائم، فقال عبد الله : ألم يقل رسول الله صلى الله عليه و آله : لا تبرحوا، قال غيره: فنزلت: «وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ» (2) يقول : عصيتم الرسول من بعد ما أراكم الغنائم وهزيمة العدو».

2569 - [4 / 295] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن مصعب، حدّثنا الأوزاعي ، عن الزهري، عن حرام بن محيصة، عن البراء بن عازب :

ص: 152


1- الكافي : 539/2
2- سورة آل عمران: 152

«أنّه كانت له ناقة ضارية، فدخلت حائطا فأفسدت فيه، فقضى رسول صلى الله عليه و آله أنّ حفظ الحوائط بالنهار على أهلها، وأنّ حفظ الماشية بالليل على أهلها، وأنّ ما أصابت الماشية بالليل فهو على أهلها».

2570 - [4 / 295] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر وأبو أحمد قالا: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:

«كان أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله إذا كان الرجل صائماً فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتّى يمسي، وإنّ فلاناً الأنصاري كان صائماً، فلمّا حضره الإفطار أتى امرأته فقال: هل عندك من طعام؟ قالت: لا، ولكن أنطلق فأطلب لك فغلبته عينه، وجاءت امرأته، فلمّا رأته قالت خيبة لك، فأصبح، فلما انتصف النهار غشي عليه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و آله ، فنزلت هذه الآية: «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إلَى نِسَائِكُمْ» إلى قوله: «حَتَّى يتبيَّنَ لَكُمُ الخَيط الأبيضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ» (1)».

قال أبو أحمد: وأن قيس بن صرمة الأنصاري جاء فنام، فذكره.

2571 - [303/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عوف، عن ميمون أبي عبد الله، عن البراء بن عازب قال:

«أمرنا رسول الله صلى الله عليه و آله بحفر الخندق، قال: وعرض لنا صخرة في مكان من الخندق لا تأخذ فيها المعاول قال: فشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه و آله، فجاء رسول الله صلى الله عليه و آله - قال :عوف وأحسبه قال: وضع ثوبه - ثمّ هبط إلى الصخرة، فأخذ المعول فقال: بسم الله فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر وقال: الله أكبر، أُعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا، ثمّ قال بسم الله

ص: 153


1- سورة البقرة: 187

وضرب أخرى فكسرت (1) ثلث الحجر فقال: الله أكبر، أُعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا، ثمّ قال: بسم الله وضرب ضربة أخرى فقلع (2) بقية الحجر، فقال: الله أكبر، أّعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا».

2572 - [303/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هوذة، حدّثنا عوف، عن ميمون قال: أخبرني البراء بن عازب الأنصاري، فذكره.

يقول شير محمّد: هذا الحديث أورده الصدوق في كتاب (الخصال) في الأبواب الثلاثة ، بإسناده عن عوف وبقية السند والمتن بإختلاف يسير . (3)

2573 - [303/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف، حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله كان يضع يده اليمنى تحت خده عند منامه ويقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك».

2574 - [303/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يعلى، حدّثنا الأجلح، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال:

«ما رأيت رجلاً قط أحسن من رسول الله صلى الله عليه و آله في حلّة حمراء».

2575 - [303/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل، حدّثنا شريف، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب:

ص: 154


1- في الأصل، وفي مجمع الزوائد 130/6: فكسر
2- في الأصل، وفي مجمع الزوائد 131/6: فقطع
3- الخصال: 162

«أنّه وصف السجود، قال: فبسط كفيه ورفع عجيزته وخوى وقال: هكذا سجد النبي صلى الله عليه و آله». (1)

المنتخب من حديث نبيط بن شريط

2576 - [4 / 305] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدّثني أبو مالك الأشجعي، حدّثني نبيط بن شريط قال:

«إني لرديف أبي في حجّة الوداع، إذ تكلّم النبي صلى الله عليه و آله، فقمت على عجز الراحلة فوضعت يدي على عاتق أبي فسمعته يقول: أيّ يوم أحرم؟ قالوا: هذا اليوم، قال: فأيّ بلد أحرم؟ قالوا: هذا البلد، قال: فأيّ شهر أحرم؟ قالوا: هذا الشهر، قال: فإنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد(2)».

2577 - [4 / 306] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا رافع بن سلمة - يعني الأشجعي - وسالم بن أبي الجعد، عن أبيه قال: حدّثني سلمة بن نبيط الأشجعي:

«أنّ أباه قد أدرك النبي صلى الله عليه و آله وكان ردفاً خلف أبيه في حجّة الوداع، قال: فقلت: يا أبت أرني النبي صلى الله عليه و آله ، قال : قم فخذ بواسطة الرحل، قال: فقمت فأخذت بواسطة الرحل فقال: انظر إلى صاحب الجمل الأحمر الذي يومئ بيده في يده القضيب».

المنتخب من حديث حارثة بن وهب

2578 - [4 / 306] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن

ص: 155


1- خوى: التحوية أن تجعل بينه وبين الأرض خواء أي هواء وفجوة. وخواء الفرس ما بين يديه ورجليه من الهواء
2- في الأصل: (اللهم أشهد اللهم أشهد)

أبي إسحاق، عن حارثة بن وهب الخزاعي قال:

«صلّيت مع النبي صلى الله عليه و آله الظهر والعصر بمنى أكثر ما كان الناس وآمنه ركعتين».

المنتخب من حديث عمرو بن حريث

2579 - [4 / 306] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا مسعر و المسعودي، عن الوليد بن سريع، عن عمرو بن حريث قال:

«سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقرأ في الفجر : «إذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» (1)وسمعته يقول: «وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ» . (2)

2580 - [307/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا مساور الوراق، عن جعفر بن عمرو بن حريث، عن أبيه:

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله خطب الناس وعليه عمامة سوداء».

2581 - [307/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن السدي، عمّن سمع عمرو بن حريث يقول:

«صلی رسول الله صلى الله عليه وس آله في نعليه». (3)

2582 - [307/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا سفيان، عن السدي، حدّثني من سمع عمرو بن حريث قال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله يصلّي في نعلين مخصوفين». (4)

ص: 156


1- سورة التكوير: 1
2- سورة التكوير: 17
3- توضيح الحديث مرسل لعدم الواسطة بين السدي وبين عمرو بن حريث وهو له صلة بالأحاديث المتقدمة وقد علقنا على ذلك بما يسقط هذا الحديث وأمثاله عن الحجية. راجع تعليقتنا على حديث 1343
4- توضیح مرسل لا يحتج كما في هامش الحديث السابق 2581 والكلام نفس الكلام

حديث سعيد بن حريث

2583 - [307/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثني إسماعيل ابن إبراهيم - يعني ابن مهاجر - عن عبد الملك بن عمير، عن سعيد بن حريث أخ لعمرو بن حريث قال: قال رسول الله صلي الله علیه و آله:

«من باع داراً أو عقاراً فلم يجعل ثمنها في مثله كان قمناً أن لا يبارك له فيه». (1)

المنتخب من حديث عبد الله بن يزيد الأنصاري

2584 - [307/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع وابن جعفر قالا: حدّثنا شعبة، عن عدي بن ثابت قال ابن جعفر سمعت عبد الله بن يزيد الأنصاري يحدّث قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله ، عن النّهبة والمثلة». (2)

2585 - [307/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثني عبد الجبار بن عباس، عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد الخطمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«كل معروف صدقة».

المنتخب من حديث أبي جحيفة

2586 - 307/46] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا شعبة، عن حكم قال: سمعت أبا جحيفة قال:

ص: 157


1- قمناً : تقدم المعنى في هامش حديث 149
2- النهبة: تقدم المعنى في هامش حديث 1857

«خرج رسول الله صلى الله عليه و آله بالهاجرة، فصلّى الظهر بالبطحاء ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة، وتوضّأ فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه. وفي حديث عون: يمر من ورائه المرأة والحمار». (1)

2587 - [307/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا إسماعيل - يعني ابن أبي خالد - حدّثني أبو جحيفة:

«أنّه رأى رسول الله صلى الله عليه و آله، وكان أشبه الناس به الحسن بن علي».

2588 - [4 / 308] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا سفيان، عن علي بن الأقمر قال: أخبرني أبو جحيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«لا اكل متكئاً».

2589 - [308/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا شعبة، أخبرني عون بن أبي جحيفة قال:

«رأيت أبي اشترى حجاماً، فأمر بالمحاجم فكسرت، قال: فسألته عن ذلك؟ فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله نهى عن ثمن الدم وثمن الكلب، وكسب البغيّ، ولعن الواشمة والمستوشمة، وأكل الربا وموكله ولعن المصوّر».

2590 - [308/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن وهب - وهو أبو جحيفة - قال:

«أمّنا النبي صلى الله عليه و آله بمنى، فركز عنزة له بين يديه فصلى بنا ركعتين».

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن يعمر

2591 - [309/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن بكير بن عطاء قال: سمعت عبد الرحمن بن يعمر قال:

ص: 158


1- عنزة: العنزة بالتحريك أطول من العصا، وأقصر من الرمح، وفيه زج كزج الرمح

«سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسأله رجل عن الحجّ بعرفة؟ فقال: الحجّ يوم عرفة - أو عرفات - ومن أدرك ليلة جمع قبل صلاة الصبح فقد تمّ حجّه، وأيام منى ثلاثة، «فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْن فَلا إثْمَ عَلَيْه وَمَنْ تَأخَرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْه» (1) ».

حديث عطية القرضي

2592 - [310/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير قال: سمعت عطية القرظي يقول:

«عرضنا على النبي صلى الله عليه و آله يوم قريظة، فكان من أنبت قتل ولم ينبت خلّي سبيله، فكنت فيمن لم ينبت فخلّي سبيلي».

حديث صخر بن عيلة

2593 - [310/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا أبان بن عبد الله البجلي، حدّثني عمومتي، عن جدهم صخر بن عيلة:

«أنّ قوماً من بني سليم فرّوا عن أرضهم حين جاء الإسلام فأخذتها، فأسلموا فخاصموني فيها إلى النبي صلى الله عليه و آله فردّها عليهم، وقال: إذا أسلم الرجل فهو أحقّ بأرضه وماله».

المنتخب من حديث عبد الله بن عكيم

2594 - [4 / 310] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا خلف بن الوليد حدّثنا عباد - يعني ابن عباد - قال: حدّثنا خالد الحذاء، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الله بن عكيم الجهني قال:

ص: 159


1- البقرة 203

«أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه و آله بأرض جهينة قال: وأنا غلام شاب قبل وفاته بشهر - أو شهرين - : أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب.

المنتخب من حديث طارق بن سويد)

2595 - [311/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز وأبو كامل قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا سماك، عن علقمة بن وائل عن طارق بن سويد الحضرمي أنّه قال:

«قلت: يا رسول الله، إنّ بأرضنا أعناباً نعتصرها فنشرب منها؟ قال: لا، فعاودته، فقال: لا، فقلت: إنّا نستشفي بها للمريض، فقال: إن ذاك ليس شفاء ولكنه داء».

يقول شير محمّد: ورواه بإسناد آخر وفيه: «سأل النبي صلى الله عليه و آله عن الخمر فنهاه ... فذكر الحديث». (1)

المنتخب من حديث خداش أبي سلامة

2596 - [311/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف، عن سفيان، عن منصور، عن عبيد بن علي، عن أبي سلامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«أوصي الرجل بأمه، أوصي الرجل بأمه، أوصي الرجل بأمه، أوصي الرجل بأبيه، أوصي الرجل بأبيه، أوصي الرجل بمولاء الذي يليه وإن كان عليه فيه أذى يؤذيه».

حديث دحية الكلبي

2597 - [311/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا عمر من آل حذيفة عن الشعبي، عن دحية الكلبي قال:

ص: 160


1- مسند احمد 311/4

«قلت: يا رسول الله ، ألا أحمل لك حماراً على فرس فينتج لك بغلاً فتركبها؟ قال : إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون».

المنتخب من حديث رجل

2598 - [4 / 312] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبيدة بن حميد أبو عبد الرحمن، حدّثني عطاء بن السائب، عن عرفجة قال:

«كنت عند عتبة بن فرقد وهو يحدّث عن رمضان قال: فدخل علينا رجل من أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله ، فلمّا رآه عتبة ها به فسكت قال: فحدّث عن رمضان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : في رمضان تغلق فيه أبواب النار، وتفتح فيه أبواب الجنّة، وتصفّد فيه الشياطين، قال: وينادي فيه ملك : يا باغي الخير أبشر، يا باغي الشر أقصر، حتّى ينقضي رمضان».

المنتخب من حديث جندب البجلي

2599 - 312/4] [حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا أبي، أنبأنا الجريري، عن أبي عبد الله الجشمي، حدّثنا جندب قال:

«... إنّ الله خلق مائة رحمة، فأنزل الله رحمة واحدة يتعاطف بها الخلائق جنّها وإنسها وبهائهما، وعنده تسع وتسعون... الحديث». (1)

المنتخب من حديث رجل

2600 - [314/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثنا سفيان عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

ص: 161


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل

«أصبح الناس لتمام ثلاثين يوماً، فجاء أعرابيان فشهدا أنّهما أهلاه بالأمس عشية، فأمر رسول الله صلى الله عليه و آله الناس أن يفطروا».

2601 - [314/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«لا تقدّموا الشهر حتّى تكملوا العدة أو تروا الهلال، وصوموا ولا تفطروا حتّى تكملوا العدة أو تروا الهلال».

المنتخب من حديث طارق بن شهاب

2602 - [4 / 315] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان، عن علقمة بن مرثد عن طارق بن شهاب:

«أنّ رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه و آله وقد وضع رجله في الغرز: أي الجهاد أفضل؟ قال كلمة حق عند سلطان جائر».

2603 - [4 / 315] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا سفيان، عن يزيد أبي خالد، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ الله عزّوجلّ لم يضع داء إلا وضع له شفاء، فعليكم بألبان البقر ، فإنّها ترمّ من كل الشجر». (1)

حديث رجل

2604 - [4 / 315] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان،

ص: 162


1- الرم: أي الأكل، وقوله: ترمّ من كل الشحر أي تأكل من كل الشحر

عن عبد الرحمن بن عابس (1)، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله، عن الحجامة للصائم والمواصلة، ولم يحرّمها على أصحابه، فقالوا: يا رسول الله، إنك تواصل إلى السحر! قال: إن أواصل إلى السحر فربّي عزّوجلّ يطعمني ويسقيني».

حديث سويد بن غفلة عن مصدق النبي صلى الله عليه و آله

2605 - [4 / 315] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم أنبأنا هلال بن خباب قال: حدّثني ميسرة أبو صالح، عن سويد بن غفلة قال:

«أتانا مصدق النبي صلى الله عليه و آله ، فجلست إليه فسمعته وهو يقول: إنّ في عهدي أن لا آخذ من راضع لبن، ولا يجمع بين متفرّق، ولا يفرّق بين مجتمع، وأتاه رجل بناقة كوماء فقال: خذها، فأبى أن يأخذها». (2)

المنتخب من حديث وائل بن حجر

2606 - [4 / 315] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا مسعر، عن عبد الجبار بن وائل قال: حدّثني أهلي، عن أبي قال:

«أتي النبي صلى الله عليه و آله بدلو من ماء، فشرب منه ثمّ مجّ في الدلو، ثمّ صبّ في البئر، أو شرب من الدلو، ثمّ مجّ في البئر ، فقاح منها مثل ريح المسك».

2607 - [4 / 315] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا حجاج، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه قال:

ص: 163


1- في الأصل: عبد الرحمن بن عايش
2- ناقة كوماء: أي عظيمة السنام

«رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله إذا سجد وضع أنفه على الأرض».

2608 - [4 / 316] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا البختري الطائي يحدّث عن عبد الرحمن بن اليحصبي، عن وائل بن حجر الحضرمي:

«أنّه صلّى مع رسول الله صلى الله عليه و آله، فكان يكبّر إذا خفض وإذا رفع، ويرفع يديه عند التكبير، ويسلّم عن يمينه وعن يساره... الحديث».

2609 - [317/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال:

«صليت مع النبي صلى الله عليه و آله ، فقال رجل : الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلمّا صلى رسول الله صلى الله عليه و آله :قال من القائل ؟ قال الرجل: أنا يا رسول الله، وما أردت إلا الخير، فقال: لقد فتحت لها أبواب السماء فلم ينهها دون العرش».

المنتخب من حديث عمار بن ياسر

2610 - [319/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله (1)قال: حدّثني سعيد بن أبي سعيد، عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه:

«أنّ عمّاراً صلّى ركعتين، فقال له: عبد الرحمن بن الحارث: يا أبا اليقظان لا أراك إلا قد خفّفتهما! قال: هل نقصت من حدودها شيئاً؟ قال: لا، ولكن خفّفتهما، قال: إني بادرت بهما السهو، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: إنّ الرجل

ص: 164


1- في الأصل: (عبد الله)

ليصلّي ولعله أن لا يكون له من صلاته إلا عشرها أو تسعها أو ثمنها أو سبعها حتى انتهى إلى آخر العدد».

2611 - [319/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي البختري قال: قال عمّار يوم صفين:

«ائتوني بشربة لبن، فإنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن فأتي بشربة لبن فشربها، ثمّ تقدم فقتل».

21 - [319/4] حدّثنا عبد الله حدّثنا أبي حدّثنا محمّد بن جعفر ، حدّثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الله بن سلمة يقول:

«رأيت عمّاراً يوم صفين شيخاً كبيراً آدم طوالاً أخذ الحربة بيده ويده ترعد، فقال: والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه و آله ثلاث مرات وهذه الرابعة، والذي نفسي بيده لو ضربونا حتّى يبلغوا بنا شعفات هجر لعرفت أنّ مصلحينا على الحق وأنّهم على الضلالة». (1)

ص: 165


1- شعفات هجر: شعف شعفة كل شيء أعلاه والجمع شعف و شعاف وشعوف، وكذا يجمع شعفات. هجر: قال الفيروز آبادي: هجر محركة بلدة باليمن بينه وبين عثر يوم وليلة مذكر مصروف وقد يؤنث ويمنع والنسبة هجري وهاجري واسم الجميع أرض البحرين (وقيل اسم بلد معروف في البحرين)، وقرية كانت قرب المدينة. وقيل في هجر أيضاً: هجر بلد معروف بالبحرين وإنما خصّها لكثرة ،وبائها أي تاجرها وراكب البحر سواء في الخطر، فأما هجر التي ينسب إليها القلال الهجرية فهي قرية من قرى المدينة، والنسب إلى هجر هجري على القياس، وهاجري على غير قياس. (لسان العرب: 257/5). وقيل أيضاً: هجر في عرف سكان جنوبي جزيرة العرب المدينة، وتضاف الكلمة عادة إلى اسم آخر كهجر نجران وهجر جازان وهجر حاذن وهجر تيماء وأشهرها: هجر البحرين (مجمع البحرين: 374/2). وفي بعض المصادر الحديثية: (سعفات هجر). السعفات: أغصان النخل، وإنما خص هجر لبعد المسافة أو لكثرة النخل بما

المنتخب من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم

2613 - [323/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدّثنا عبد الله بن جعفر، حدّثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة، عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور:

«أنّه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنته، فقال له: قل له فليلقني في العتمة، قال: فلقيه فحمد المسور الله وأثنى عليه وقال: أمّا بعد، والله ما من نسب و لا سبب ولا صهر أحب إليّ من سببكم وصهركم، ولكن رسول الله صلى الله عليه و آله قال: فاطمة مضغة مني يقبضني ما قبضها ويبسطني ما بسطها، وإنّ الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري وعندك ابنتها، ولو زوجتك لقبضها ذلك، قال: فانطلق عاذراً له». (1)

يقول شير محمّد: ورواه بإسناد آخر وفيه: «قال: فاطمة شجنة مني يبسطني ما بسطها ويقبضني ما قبضها». (2)

2614 - [323/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمّد بن إسحاق بن يسار، عن الزهري محمّد بن مسلم بن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا:

«خرج رسول الله صلى الله عليه و آله عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالاً، وساق معه الهدي سبعين بدنة، وكان الناس سبعمائة رجل... إلى أن قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه و آله حتّى إذا سلك ثنية المرار برکت ناقته فقال الناس: خلات، فقال رسول الله صلى الله عليه و آۀه : ما خلات، وما

ص: 166


1- العتمة وهي ثلث الليل الأوّل بعد مغيب الشفق
2- مسند أحمد: 332/4

هو لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل، عن مكة، والله لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألوني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إيّاها ثمّ قال للناس: انزلوا، فقالوا: يا رسول الله ما بالوادي من ماء ينزل عليه الناس، فأخرج رسول الله صلى الله عليه و آله سهماً من كنانته فأعطاه رجلاً من أصحابه، فنزل في قليب من تلك القلب فغرزه فيه، فحاش الماء بالرواء حتّى ضرب الناس عنه بعطن... إلى أن قال: فقام من عند رسول صلى الله عليه و آله وقد رأى ما يصنع به أصحابه، لا يتوضّأ وضوءاً إلا ابتدروه، ولا يسبق بساقاً إلا ابتدروه، ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه، فرجع إلى قريش فقال: يا معشر قريش إني جئت كسرى في ملكه، وجئت قيصر والنجاشي في ملكهما، والله ما رأيت ملكاً قط مثل محمّد في أصحابه، ولقد رأيت قوماً لا يسلمونه لشيء أبداً، فروا رأيكم... إلى أن قال: فدعا عمر ليبعثه إلى مكة، فقال: يا رسول الله إني أخاف قريشاً على نفسي، وليس بها من بني عدي أحد يمنعني، وقد عرفت قريش عداوتي إيّاها وغلظتي عليها... إلى أن قال: قال محمّد: فحدثني الزهري: أنّ قريشاً بعثوا سهيل بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي فقالوا: انت محمّد فصالحه، ولا يكون في صلحه إلا أن يرجع عنّا عامه هذا، فو الله لا تتحدّث العرب أنّه دخلها علينا عنوة أبداً، فأتاه سهيل بن عمرو ، فلمّا رآه النبي صلى الله عليه و آله قال : قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل فلمّا انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه و آله تكلّما وأطالا الكلام، وتراجعا حتّى جرى بينهما الصلح ، فلمّا التأم الأمر ولم يبق إلا الكتاب وثب عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر، أو ليس برسول الله صلى الله عليه و آله؟ أو لسنا بالمسلمين؟ أو ليسوا بالمشركين؟ قال بلى قال فعلام نعطي الذلة في ديننا ؟ فقال أبو بكر : يا عمر الزم غرزه حيث كان، فإني أشهد أنّه رسول الله قال عمر وأنا أشهد، ثمّ أتى رسول الله فقال: يا رسول الله، أو لسنا بالمسلمين، أو ليسوا بالمشركين ؟ قال بلى قال فعلام نعطي الذلة في ديننا ؟ فقال: أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يضيّعني.

ص: 167

ثمّ قال عمر: ما زلت أصوم وأتصدّق وأصلّي وأعتق من الذي صنعت مخافة كلامي الذي تكلّمت به يومئذٍ حتّى رجوت أن يكون خيراً قال: ودعا رسول الله صلى الله عليه و آله علي بن أبي طالب، فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله : اكتب بسم الله الرحمن الرحیم فقال سهيل بن عمرو : لا اعرف هذا، ولكن اكتب: باسمك اللهم ، قال له رسول الله صلى الله عليه و آله: اكتب: باسمك اللهم، هذا ما صالح عليه محمّد رسول الله سهيل بن عمرو فقال سهيل بن عمرو: لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب هذا ما اصطلح عليه محمّد بن عبد الله وسهيل بن عمرو على وضع الحرب عشر سنين، يأمن فيها الناس، ويكف بعضهم عن بعض، على أنّه من أتى رسول الله صلى الله عليه و آله من أصحابه بغير إذن وليّه ردّه عليهم، ومن أتى قريشاً ممّن مع رسول الله صلى الله عليه و آله لم يردوه عليه، وأنّ بيننا عيبة مكفوفة، وأنّه لا إسلال ولا إغلال. وكان في شرطهم حين كتبوا الكتاب: أنّه من أحب أن يدخل في عقد محمّد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه فتواثبت خزاعة فقالوا: نحن من (1) عقد رسول الله صلى الله عليه و آله و عهده ، وتواثبت بنو بكر فقالوا: نحن في عقد قريش وعهدهم، وإنك ترجع عنّا عامنا هذا فلا تدخل علينا مكة، وإنّه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فتدخلها بأصحابك وأقمت فيهم ثلاثاً معك سلاح الراكب، لا تدخلها بغير السيوف في القرب... الحديث». (2)

2615 - [4 / 326] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا أبي قال: سمعت النعمان يحدّث، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن المسور بن مخرمة:

ص: 168


1- في الأصل: (مع)
2- ثنية الموار: الثنية في الجبل كالعقبة فيه، وقيل هو الطريق العالي فيه، وقيل أعلى المسيل في رأسه. والمرار بالضم موضع بين مكة والمدينة من طريق الحديبية، وبعضهم يقوله بالفتح. وقيل ثنية المرار هي مهبط الحديبية. خلات: خلات الناقة أي حرنت من غير علة. وقيل إذا لم تبرح مكانها. (حتّى ضرب الناس عنه بعطن): أي رويت إبلهم حتّى بركت وأقامت مكانه

«أنّ علياً خطب ابنة أبي جهل فوعد بالنكاح، فأتت فاطمة النبي صلى الله عليه و آله فقالت: إنّ قومك يتحدّثون أنك لا تغضب لبناتك، وإنّ علياً قد خطب ابنة أبي جهل . فقام النبي صلى الله عليه و آله فحمد الله وأثنى عليه وقال: إنّما فاطمة بضعة مني، وإني أكره أن تفتنوها. وذكر أبا العاص بن الربيع فأكثر عليه الثناء، وقال: لا يجمع بين ابنة نبيّ الله وبنت عدو الله فرفض علي ذلك». (1)

يقول شير محمّد ورواه بإسناد آخر وفيه: «وأنّ فاطمة بنت محمّد بضعة مني» (2)وبإسناد آخر وفيه: «إنّ فاطمة بضعة مني». (3)

ص: 169


1- توضيح الحديث فيه المسور بن مخرمة، وقد وردت عدة أحاديث في هذا الشأن رواها المسور بن مخرمة وكلها مضطربة في تشخيص الواقعة، حتّى أنّ المسور بن مخرمة ذكر في بعضها إني كنت (وأنا محتلم) مما يورث الشك أنّ المسور لم يدرك القصة حيث كان صغيراً ليس من شأنه أن يتحمل الرواية وهو بهذا السن المبكرة قد تفرّد بها، وإن شاركه عبد الله بن الزبير في نقله لأمثالها، وقد عرفت حاله من بغضه لعلي وموقفه منه ومن آله كما إنّ الحديث للتغطية على ما فعله الشيخان مع فاطم- مع فاطمة من قضية فدك، حيث صح عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال في أكثر من مناسبة: «أنّ فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما انصبها». فكيف يتم ذلك وقد ورد صحيحاً أنّ فاطمة علیهاالسّلام غضبت على الشيخين وقالت: «لأدعونّ الله عليكما» كما ورد في كثير من الصحاح فأراد البعض جعل هذا الحديث موجهاً لعلي ودفعه عن الشيخين وهو أمر لا يخفى على ذي بصيرة، والعجيب أنّ المسور بن مخرمة روى حديث النبي صلى الله عليه و آله المسور بن مخرمة كما نقله ابن حجر قال: وفي الصحيحين عن المسور بن مخرمة سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله على المنبر يقول: «فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويريبني ما راها راجع (الإصابة 4: 278) إلا أنّهم حاولوا أن يذيلوا الحديث بقصة خطبة على علیه السّلام من ابنة أبي جهل كذباً وزوراً، وحاشا لعلي أن يغضب رسول الله صلى الله عليه و آله في ابنته وكيف لعاقل أن يرغب في مصاهرة عدو الله على مصاهر صلى الله عليه و آله على مصاهرة حبيب الله، وهل هذا إلا اختلاق ؟! وهكذا كانت قصة خطبة على لابنة أبي جهل محض افتراء وكذب، لعدم مناسبتها لشأن علي علیه السّلام و لا لمقام النبي صلى الله عليه و آله من أن يمنع ما أحله الله على فرض صحة وقوع الخطبة، فهل يصح ما أوردوه في عليه إلا للتقليل من مقامه السامي وشأنه الرفيع؟ شنشنةٌ اعرفها من أخزم
2- مسند أحمد 326/4
3- مسند أحمد: 326/4

2616 - [328/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، قال الزهري: أخبرني عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم يصدّق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا:

«خرج رسول الله صلى الله عليه و آله زمان الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه، حتّى إذا كانوا بذي الحليفة قلّد رسول الله صلى الله عليه و آله الهدي وأشعره، وأحرم بالعمرة، وبعث بين يديه عيناً له من خزاعة يخبره عن قريش... إلى أن قال: وسار النبي صلى الله عليه و آله، حتّى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها برکت به راحتله - وقال يحيى بن سعيد، عن ابن المبارك: بركت بها راحلته -فقال النبي صلى الله عليه و آله: حل حل فألحت، فقالوا خلات القصواء! فقال النبي صلى الله عليه و آله : ما خلات القصواء وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل ثمّ قال : والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إيّاها ثمّ زجرها فوثبت به قال فعدل عنها حتّى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء إنما يتبرّضه الناس تبرّضاً ، فلم يلبثه أن نزحوه، فشكي إلى رسول الله صلى الله عليه و آله العطش، فإنتزع سهما من كنانته، ثمّ أمرهم أن يجعلوه فيه، قال: فو الله ما زال يجيش لهم بالري حتّى صدروا عنه... الحديث». (1)

حديث خريم بن عمرو السعدي

2617 - [4 / 337] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن بحر . ، حدّثنا جرير بن عبد الرحمن بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن موسی بن زیاد بن خریم السعدي، عن أبيه، عن جده خريم بن عمرو :

ص: 170


1- قال الجوهري: حلحلت بالناقة، إذا قلت لها حل - بالتسكين - وهو زجر للناقة الثمد: الماء القليل الذي لا مادة له. تبرض الماء: قال الخليل في العين جمعه بالكفين. وقال في الصحاح برض الماء من العين إذا خرج وهو قليل. وقيل تبرض الماء: أخذه قليلاً قليلاً من ها هنا وها هنا

«أنّه شهد رسول الله صلى الله عليه و آله في حجّة الوداع، فقال: ألا إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا وكحرمة بلدكم هذا».

قال أبو عبد الرحمن: وحدّثني أبو خيثمة، حدّثنا جرير، فذكره مثله.

المنتخب من حديث خادم النبي صلى الله عليه و آله

2618 - [337/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر شعبة عن أبي عقيل قاضي واسط، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام قال:

«مرّ رجل في مسجد حمص، فقالوا: هذا خدم النبي صلى الله عليه و آله ، فقمت إليه، فقلت: حدّثني حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه و آله لا يتداوله بينك وبينه الرجال، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات رضيت بالله ربّاً بالإسلام ديناً وبمحمّد نبياً إلا كان حقّاً على الله أن يرضيه يوم القيامة».

2619 - [4 / 337] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن غيلان، حدّثنا رشدین بن سعد، حدّثنا بكر بن عمرو عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير: أنّه حدّثه رجل خدم النبي صلى الله عليه و آله ثمان سنين قال:

«كان النبي صلى الله عليه و آله إذا قرب له طعام قال: بسم الله ، فإذا فرغ من طعامه قال: اللهم أطعمت وأسقيت وأغنيت وأفنيت وهديت واجتبيت فلك الحمد على ما أعطيت».

المنتخب من حديث رفاعة بن رافع الزرقي

2620 - [340/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمّد بن عمرو عن علي بن يحيى بن خلاد الزرقي، عن رفاعة بن رافع الزرقي

ص: 171

- وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله - قال :

«جاء رجل ورسول الله صلى الله عليه و آله جالس في المسجد فصلّى قريباً منه، ثمّ انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه و آله، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : أعد صلاتك، فإنك لم تصلّ قال: فرجع فصلّى كنحو مما صلّى، ثمّ انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال له: أعد صلاتك، فإنك لم تصلّ قال: یا رسول الله، علّمني كيف أصنع ؟

قال: إذا استقبلت القبلة فكبّر ، ثمّ اقرأ بأُم القرآن، ثمّ أقرأ بما شئت فإذا رکعت فاجعل راحتيك على ركبتيك، وامدد ظهرك، ومكّن ركوعك، فإذا رفعت رأسك فأقم صلبك حتّى ترجع العظام إلى مفاصلها، وإذا سجدت فمكّن لسجودك، فإذا رفعت رأسك فاجلس على فخذك اليسرى، ثمّ اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة».

2621 - [4 / 340] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن علي بن يحيى الزرقي، عن أبيه، عن رفاعة ابن رافع الزرقي قال:

«كنّا نصلّي يوماً وراء رسول الله صلى الله عليه و آله ، فلمّا رفع رسول الله صلى الله عليه و آله رأسه من الركعة وقال: سمع الله لمن حمده، قال رجل وراءه: ربّنا لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلمّا انصرف رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال : من المتكلم آنفا ؟ قال الرجل: أنا يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيّهم يكتبها أوّلاً.

2622 - [340/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا ابن عجلان، حدّثنا علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه، عن عمّه - وكان بدرياً - قال:

«كنّا مع رسول الله صلى الله عليه و آله في المسجد، فدخل رجل فصلّى في ناحية المسجد، فجعل رسول الله صلى الله عليه و آله يرمقه، ثمّ جاء فسلّم، فرد عليه وقال: ارجع فصلّ، فإنّك لم

ص: 172

تصلّ - قال مرتين أو ثلاثاً - فقال له في الثالثة - أو في الرابعة : والذي بعثك بالحق، لقد أجهدت نفسي، فعلّمني وأرني، فقال له النبي صلى الله عليه و آله : إذا أردت أن تصلّي فتوضّأ فأحسن وضوءك، ثمّ استقبل القبلة، ثم كبّر، ثمّ اقرأ، ثمّ اركع حتّى تطمئن راكعاً، ثمّ ارفع حتى تطمئن قائماً، ثمّ اسجد حتّى تطمئن ساجداً، ثمّ ارفع حتّى تطمئن جالساً، ثمّ اسجد حتّى تطمئن ساجداً، ثمّ قم، فإذا أتمت صلاتك على هذا فقد أتممتها، وما انتقصت من هذا من شيء فإنما تنقصه من صلاتك».

حديث رافع بن رفاعة

2623 - [341/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا عكرمة - يعني ابن عمّار - قال: حدّثني طارق بن عبد الرحمن القرشي، قال:

«جاء رافع بن رفاعة إلى مجلس الأنصار، فقال: لقد نهانا نبي الله صلى الله عليه و آله اليوم، عن شيء كان يرفق بنا في معايشنا فقال: نهانا عن كراء الأرض، قال: من كانت له أرض فليزرعها - أو ليزرعها - أخاه، أو ليدعها، ونهانا عن كسب الحجام وأمرنا أن نطعمه نواضحنا، ونهانا عن كسب الأمة إلا ما عملت بيدها وقال : هكذا بإصبعه نحو الخبز والغزل والنفش». (1)

حديث ابني قريضة

2624 - [341/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب القرظي، عن كثير بن السائب قال: حدّثني ابنا قريظة:

ص: 173


1- النفش: ندف القطن والصوف

«أنهم عرضوا على النبي صلى الله عليه و آله زمن قريظة، فمن كان منهم محتلاً أو نبتت عانته قتل، ومن لا ترك».

المنتخب من حديث ربيعة بن عباد الديلي

2625 - [341/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: أخبرني رجل يقال له: ربيعة بن عباد من بني الديل - وكان جاهلياً - قال:

«رأيت النبي صلى الله عليه و آله في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول: يا أيّها الناس قولوا لا اله إلا الله تفلحوا والناس مجتمعون عليه، ووراءه رجل وضيء الوجه أحول ذو غديرتين يقول : إنّه صابئ كاذب، يتبعه حيث ذهب فسألت عنه، فذكروا لي نسب رسول الله صلى الله عليه و آله وقالوا لي: هذا عمّه أبو لهب».

حديث عبد الله بن أسلم مولى النبي صلى الله عليه و آله :

2626 - [4 / 342] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا بكر بن سوادة، عن عبيد الله بن أسلم مولى النبي صلى الله عليه و آله :

«أن رسول الله صلى الله عليه و آله كان يقول الجعفر بن أبي طالب أشبهت خَلقي وخُلقي».

حديث مالك بن عمرو القشيري

2627 - [344/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز وعفان قالا : حدّثنا حماد بن سلمة، قال عفان في حديثه أنبأنا علي بن زيد عن زرارة بن أوفى عن مالك ابن عمر و القشيري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

ص: 174

«من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار - قال عفان: مكان كل عظم من عظام محرره بعظم من عظامه - ومن أدرك أحد والديه ثمّ لم يغفر له فأبعده الله ، ومن ضمّ يتيماً من بين أبوين مسلمين - قال عفان: إلى طعامه وشرابه - حتّى يغنيه الله وجبت له الجنّة».

المنتخب من حديث خريم بن فاتك الأسدي

2628 - [4 / 345] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن الركين بن الربيع، عن أبيه، عن عمّه فلان بن عميلة ابن خريم بن فاتك الأسدي:

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال: الناس أربعة، والأعمال ستة، فالناس موسع عليه في الدنيا والآخرة، وموسع له في الدنيا مقتور عليه في الآخرة، ومقتور عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة، وشقي في الدنيا والآخرة، والأعمال موجبتان مثل بمثل وعشرة أضعاف وسبعمائة ضعف، فالموجبتان من مات مسلم مؤمناً لا يشرك بالله شيئاً فوجبت له الجنّة، ومن مات كافراً وجبت له النار، ومن همّ بحسنة فلم يعملها فعلم الله أنه قد أشعرها قلبه وحرص عليها كتبت له حسنة، ومن هم بسيئة لم تكتب عليه ومن عملها كتبت واحدة ولم تضاعف عليه، ومن عمل حسنة كانت له بعشر أمثالها، ومن أنفق نفقة في سبيل الله كانت له بسبعمائة ضعف».

المنتخب من حديث أنس بن مالك

2629 - [347/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا أبو هلال عن عبد الله بن سوادة، عن أنس بن مالك رجل من بني عبد الله بن كعب قال:

«أغارت علينا خيل رسول الله صلى الله عليه و آله، فأتيته وهو يتغدى فقال: ادن فكل قلت:

ص: 175

إني صائم، قال: اجلس أحدّثك عن الصوم - أو الصيام - إنّ الله عزّوجلّ وضع عن المسافر شطر الصلاة، وعن المسافر والحامل والمرضع الصوم - أو الصيام - والله لقد قالهما رسول الله صلى الله عليه و آله كلاهما أو أحدهما ، فيا لهف نفسي هلا كنت طعمت من طعام رسول الله صلى الله عليه و آله».

المنتخب من حديث عيسى بن يزداد بن نساءة

263 - 347/14] حدّثنا عبد الله، حدّثني الله، حدّثني أبي ، حدّثنا روح، حدّثنا زكريا بن إسحاق، عن عيسى بن يزداد بن فساءة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث مرات».

المنتخب من حديث أبي ليلى بن عبد الرحمن

2631 - 4 / 348] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا زهير، عن عبد الله بن عيسى، عن أبيه، عن جده، عن أبي ليلى قال:

«كنت عند رسول الله صلى الله عليه و آله وعلى صدره - أو بطنه - الحسن أو الحسين، قال: فرأيت بوله أساريع، فقمنا إليه، فقال: دعوا ابني لا تفزعوه حتّى يقضي بوله ثمّ أتبعه الماء، ثمّ قام فدخل بيت تمر الصدقة، ودخل معه الغلام، فأخذ تمرة فجعلها في فيه، فاستخرجها النبي صلى الله عليه و آله وقال : إنّ الصدقة لا تحلّ لنا».

المنتخب من حديث أبي عبد الله الصنابحي

2632 - [349/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل : أنّه سمع قيساً يقول : سمعت الصنابحي الأحمسي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

ص: 176

«ألا إنّي فرطكم على الحوض، وإنّي مكاثر بكم الأمم، فلا تقتتلنّ بعدي».

المنتخب من بقية حديث عبد الله بن أبي أوفى

2633 - 4 / 355] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف، عن الأعمش، عن ابن أبي أوفى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :

«الخوارج هم كلاب النار».

2634 - [4 / 355] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد ابن هارون أخبرنا إسماعيل، عن عبد الله بن أبي أوفى قال:

«اعتمر النبي صلى الله عليه و آله فطاف بالبيت وطفنا معه، وصلّى خلف المقام وصلّينا معه، ثمّ يصيبه فطاف بين الصفا والمروة ونحن معه نستره من أهل مكة لا يرميه أحد أو يه- خرج أحد بشيء، قال: فدعا على الأحزاب فقال: اللهم منزل الكتاب سريع الحساب هازم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم قال: ورأيت بيده ضربة على ساعده، فقلت: ما هذه؟ قال: ضربتها يوم حنين، فقلت له: أشهدت معه حنيناً؟ قال: نعم وقبل ذلك».

2635 - [4 / 355] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن أبي أوفى - وكان من أصحاب الشجرة - قال:

«كان النبي صلى الله عليه و آله إذا أتاه قوم بصدقة قال: اللهم صلّ عليهم فأتاه أبي بصدقة فقال: اللهم صلّ على آل أبي أوفى».

2636 - [357/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثني سعيد بن جمهان قال:

«كنّا نقاتل الخوارج وفينا عبد الله بن أبي أوفى، وقد لحق له غلام بالخوارج، وهم من ذلك الشط، ونحن من ذا الشط، فناديناه أبا فيروز أبا فيروز، ويحك هذا مولاك

ص: 177

عبد الله بن أبي أوفى، قال: نعم الرجل هو لو هاجر، قال: ما يقول عدو الله؟ قال: قلنا: يقول: نعم الرجل لو هاجر، قال: فقال أهجرة بعد هجرتي مع رسول الله صلى الله عليه و آله ؟! ثمّ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: طوبى لمن قتلهم وقتلوه».

المنتخب من حديث جرير بن عبد الله

2637 - 357/46] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن جابر قال: حدثني رجل، عن طارق التميمي، عن جرير:

أن رسول الله صلى الله عليه و آله مرّ بنساء فسلم عليهنّ».

2638 - [357/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا شعبة، عن عون بن أبي جحيفة عن المنذر بن جرير، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من سنّ في الإسلام سنّة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينتقص من أجورهم شيء، ومن سنّ في الإسلام سنّة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينتقص من أوزارهم شيء».

2639 - [358/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، عن يونس، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة بن عمر بن جرير قال: قال جرير:

«سألت رسول الله صلى الله عليه و آله ، عن نظرة الفجأة؟ فأمرني أن أصرف بصري».

2640 - [358/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، حدّثني شعبة، عن علي بن مدرك قال: سمعت أبا زرعة يحدّث، عن جرير وهو جده،

«عن النبي صلى الله عليه و آله قال في حجّة الوداع: يا جرير، استنصت الناس ثمّ قال في خطبته: لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض».

2641 - [4 / 358] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن عبيد، حدّثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 178

«من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عزّوجلّ» .

2642 - [4 / 358] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عون بن أبي جحيفة عن المنذر بن جرير عن أبيه قال:

«كنّا عند رسول الله صلى الله عليه و آله في صدر النهار، قال: فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار - أو العباء- متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر ، فتغيّر وجه رسول الله صلى الله عليه و آله لمّا رأى بهم من الفاقة، قال: فدخل ثمّ خرج، فأمر بلالا فأذّن وأقام، فصلّى، ثمّ خطب فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ» ... إلى آخر الآية «إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا» (1)، وقرأ الآية التي في الحشر : «وَلَتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ» (2) تصدّق رجل من دیناره، من در همه، من ثوبه، من صاع ،بره من صاع ،تمره حتّى قال: ولو بشق تمرة، قال: جاء رجل من الأنصار بصرّة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثمّ تتابع الناس حتّى رأيت كومين من طعام وثياب، حتّى رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله يتهلل وجهه - يعني كأنّه مذهبة - فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينتقص من أجورهم شيء، ومن سنّ في الإسلام سنّة سيئة كان عليه وزرها وزور من عمل بها بعده من غير أن ينتقص من أوزارهم شيء». (3)

ص: 179


1- سورة النساء: 1
2- سورة الحشر : 18
3- محتابي النمار: مجتابي أي لابسي. وقيل: مقتطعي. والنمار: كل شملة مخططة من مآزر الأعراب فهي نمرة، وجمعها: نمار، كأنها أخذت من لون النمر، لما فيها من السواد والبياض. وهي من الصفات الغالبة، أراد أنه جاءه قوم لابسي أزر مخططة من صوف. كأنه مذهبة: قيل في معناه فضة مذهبة فهو أبلغ في حسن الوجه وإشراقه. وقيل تشبيهه في حسنه ونوره بالمذهبة من الجلود وجمعها مذاهب وهي شيء كانت العرب تصنعه من جلود وتجعل فيها خطوطاً مذهبة يرى بعضها أثر بعض

2643 - [359/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسحاق بن يوسف، حدّثنا أبو جناب عن زاذان، عن جرير بن عبد الله قال:

«خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله ، فلمّا برزنا من المدينة إذا راكبٌ يوضع نحونا، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : كأنّ هذا الراكب إيّاكم يريد! قال: فانتهى الرجل إلينا، فسلّم فرددنا عليه، فقال له النبي صلى الله عليه و آله : من أين أقبلت؟ قال: من أهلي وولدي وعشيرتي، قال: فأين ترید؟ قال : أريد رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال : فقد أصبته قال: يا رسول الله، علّمني الإيمان؟ قال تشهد أن لا الله إلا الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت. قال: قد أقررت، قال: ثمّ أن بعيره دخلت يده في شبكة

جرذان فهوى بعيره وهوى الرجل فوقع على هامته فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : علّي بالرجل، قال : فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة فأقعداه، فقالا: يا رسول الله قبض الرجل قال: فأعرض عنهما رسول الله صلى الله عليه و آله ، ثمّ قال لهما رسول الله صلى الله عليه و آله: أما رأيتما إعراضي عن الرجلين، فإني رأيت ملكين يدسّان في فيه من ثمار الجنّة، فعلمت أنّه مات جائعاً، ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه و آله : هذا والله من الذين قال الله عزّوجلّ: «الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُمْ يظلم أولَئِكَ هُمُ الأمَنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ» (1).

قال: ثمّ قال: دونكم أخاكم قال : فاحتملناه إلى الماء فغسّلناه وحنّطناه وكفّنّاه وحملناه إلى القبر، قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه و آله حتّى جلس على شفير القبر، قال: فقال: الحدوا ولا تشقوا فإنّ اللحد لنا، والشق الغيرنا».

2644 - [362/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن أبي حيان قال: حدّثني الضحاك خال المنذر بن جرير، عن منذر بن جربر، عن جرير قال:

ص: 180


1- سورة الأنعام: 82

«كنت مع أبي جرير بالبواريج (1) في السواد، فراجعت البقر، فرأى بقرة أنكرها، فقال: ما هذه البقرة؟ قال: بقرة لحقت بالبقر، فأمر بها فطردت حتّى توارت، ثمّ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : لا يؤوي الضالة إلا ضال».

2645 - [4 / 362] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن أبي اليقظان عثمان بن عمير البجلي، عن زاذان، عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«اللحد لنا، والشق لأهل الكتاب».

المنتخب من حديث زيد بن أرقم

2646 - [4 / 366] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان التميمي، حدّثني يزيد بن حيان التميمي قال:

«انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً، رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله وسمعت حديثه وغزوت معه وصلّيت معه، لقد رأيت يا زيد خيراً كثيراً ، حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال : يا ابن أخي، والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه و آله ، فما حدّثتكم فاقبلوه، وما لا فلا تكلّفونيه، ثمّ قال: قام رسول الله صلى الله عليه و آله يوماً خطيباً فينا بماء يدعى خمّاً بين مكة والمدينة، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثمّ قال:

أمّا بعد، ألا يا أيّها الناس، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي عزّوجلّ فأجيب، وإنّي تارك فيكم ثقلين، أوّلهما كتاب الله عزّوجلّ فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله تعالى

ص: 181


1- كذا وفي بعض المصادر: بالبوازيج، وهو بلد قديم على دجلة فوق بغداد

واستمسكوا به فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه، قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي.

فقال له: حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال: إنّ نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال: أكلّ هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.

قال يزيد بن حيان: حدّثنا زيد بن أرقم في مجلسه ذلك قال: بعث إليّ عبيد الله بن زياد فأتيته، فقال: ما أحاديث تحدّثها وترويها عن رسول الله صلى الله عليه و آله لا نجدها في كتاب الله، تحدّث أنّ له حوضاً في الجنّة! قال: قد حدّثنا رسول الله صلى الله عليه و آله ووعدناه، قال: كذبت، ولكنك شيخ قد خرفت، قال: إني قد سمعته أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: من كذب علّي متعمداً فليتبوأ مقعده من جهنم وما كذبت على رسول الله صلى الله عليه و آله ... الحديث».

2647-[367/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا معاوية، حدّثنا الأعمش، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم قال :

«سحر النبي صلى الله عليه و آله الرجل من اليهود، قال: فاشتكى لذلك أياماً، قال: فجاء جبريل علیه السّلام فقال: إنّ رجلاً من اليهود سحرك، عقد لك عقداً عقداً في بئر كذا وكذا، فأرسل إليها من يجيء بها، فبعث رسول الله صلى الله عليه و آله علياً رضي الله تعالى عنه فاستخرجها، فجاء بها فحللها، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه و آله كأنّما نشط من عقال، فما ذكر لذلك اليهودي، ولا رآه في وجهه قط حتّى مات».

2648- [367/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن ثمامة بن عقبة، عن زيد بن أرقم قال:

«أتى النبي صلى الله عليه و آله رجل من اليهود، فقال: يا أبا القاسم، ألست تزعم أنّ أهل الجنّة يأكلون فيها ويشربون؟ - وقال: لأصحابه: إن أقرّ لي بهذه خصمته - قال:

ص: 182

فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : بلى والذي نفسي بيده، إنّ أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع، قال: فقال له اليهودي: فإنّ الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة! قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : حاجة أحدهم عرق يفيض من جلودهم مثل ريح المسك، فإذا البطن قد ضمر». (1)

2649 - [4/ 367] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن أبي جريج قال: أخبرني حسن بن مسلم عن طاوس قالا: قدم زيد بن أرقم ، فقال له ابن عباس يستذكره:

«كيف أخبرتني عن لحم أهدي للنبي صلى الله عليه و آله وهو حرام؟ قال: نعم، أهدى له رجل عضواً من لحم صيد فرده وقال: إنّا لا نأكله، إنّا حرم». (2)

2650 - [4 / 368] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن يوسف بن صهيب، عن حبيب بن يسار، عن زيد بن أرقم ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال:

«من لم يأخذ من شاربه فليس منّا».

2651 - [4 / 368] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن حبيب - يعني ابن أبي ثابت - عن أبي المنهال قال: سمعت زيد بن أرقم والبراء بن عازب يقولان:

«نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن بيع الذهب بالورق دينا».

2652 - [368/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا عبد الملك - يعني ابن أبي سليمان - عن عطية العوفي قال:

«سألت زيد بن أرقم فقلت له: إن ختنا ليحدّثني عنك بحديث في شأن علي رضي

ص: 183


1- الضمر: الهزال
2- حرم: أصلها من الإحرام

الله تعالى عنه يوم غدير خم، فأنا أحب أن اسمعه منك، فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم، فقلت له: ليس عليك منّي بأس، فقال: نعم، كنّا بالجحفة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلينا ظهراً وهو آخذ بعضد علي رضي الله تعالى عنه، فقال: يا أيّها الناس، ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه. قال: فقلت له هل قال اللهم وال من والاه وعاد من عاده؟ قال: إنما أخبرك كما سمعت».

2653 - [4 / 368] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة مولى الأنصار، عن زيد بن أرقم قال:

«أوّل من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وآله علي رضي الله تعالى عنه».

2654 - [4 / 368] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا حمزة يحدّث عن زيد بن أرقم قال:

«أوّل من صلّى مع رسول الله صلى الله عليه وآله علي رضي الله تعالى عنه... الحديث».

2655 - [4 / 368] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن محمّد بن كعب القرظي، عن زيد بن أرقم قال:

«كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة ، فقال عبد الله بن أبي: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه و آله فأخبرته، قال: فحلف عبد الله بن أبي أنّه لم يكن شيء من ذلك، قال: فلامني قومي وقالوا: ما أردت إلى هذه، قال: فانطلقت فنمت كثيباً - أو حزيناً - قال: فأرسل إليّ نبي الله صلى الله عليه وآله - أو أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله - فقال: إنّ الله عزّوجلّ قد أنزل عذرك وصدقك قال: فنزلت هذه الآية: «هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عنْدَ رَسُول الله حَتَّى يَنفَضُّوا» (1) حتّى بلغ: «لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ

ص: 184


1- سورة المنافقون: 7

لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنْهَا الأذل»(1)».

2656 - [369/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة وحجاج قال: حدّثني شعبة، عن قتادة عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال : إنّ هذه الحشوش مختضرة، فإذا دخل أحدكم فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث». (2)

2657 - [369/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عوف، عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم قال:

«كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله أبواب شارعة في المسجد، قال: فقال يوماً: سدّوا هذه الأبواب إلا باب علي قال فتكلم في ذلك الناس، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه و آله فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثمّ قال: أمّا بعد فإني أمرت بسدّ هذه الأبواب إلا باب علي، وقال فيه قائلكم، وإني والله ما سددت شيئاً ولا فتحته، ولكني أمرت بشيء فاتبعته».

2658 - [369/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا محمد بن بشير ، حدّثنا مسعر، عن الحجاج مولى بني ثعلبة، عن قطبة بن مالك عم زياد بن علاقة قال:

«نال المغيرة بن شعبة من علي، فقال زيد بن أرقم قد علمت أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله كان ينهى عن سب الموتى، فلم تسب علياً وقد مات؟!».

2659 - [4 / 370] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا إسرائيل، عن عبد الأعلى قال:

ص: 185


1- سورة المنافقون: 8
2- الحشوش: يعني الكنف ومواضع قضاء الحاجة، الواحد حش بالفتح. وأصله من الحش: البستان؛ لأنهم كانوا كثيراً ما يقضون حاجتهم في البساتين

«صلّيت خلف زيد بن أرقم على جنازة فكبّر خمساً، فقام إليه أبو عيسى عبد الرحمن ابن أبي ليلى فأخذ بيده فقال : نسيت؟ قال: لا، ولكن صلّيت خلف أبي القاسم خليلي صلى الله عليه و آله فكبّر خمساً، فلا أتركها أبدا».

2660 - [4 / 370] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد وأبو نعيم المعني قالا: حدّثنا فطر، عن أبي الطفيل قال:

«جمع علي رضي الله تعالى عنه الناس في الرحبة، ثمّ قال لهم: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه و آله يقول يوم غدير خم ما سمع لمّا قام؟ فقام ثلاثون من الناس - وقال أبو نعيم - فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده، فقال للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

قال: فخرجت وكأنّ في نفسي شيئاً، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إني سمعت علياً رضي الله تعالى عنه يقول كذا وكذا، قال: فما تنكر، قد سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول ذلك له».

2661 - [4 / 371] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا عبد الواحد ابن زیاد، حدّثنا عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث، عن زيد بن أرقم قال: كان رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«اللهم إنّي أعوذ بك من العجز والكسل والهرم والجبن والبخل وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها وزكّها، أنت خير من زكّاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، وعلم لا ينفع، ودعوة لا يستجاب لها».

قال: فقال زيد بن أرقم : كان رسول الله صلى الله عليه و آله يعلمناهنّ ونحن نعلمكموهنّ».

ص: 186

2662 - [371/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة قال:

«لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار - أو خارج من عنده - فقلت له: أسمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : إني تارك فيكم الثقلين، قال: نعم».

2663 - [4 / 372] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، أنبأنا ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار وعامر بن مصعب أنّهما سمعا أبا المنهال يقول:

«سألت البراء بن عازب وزيد بن أرقم، فقالا: كّنا تاجرين على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله ، فسألنا النبي صلى الله عليه و آله عن الصرف ؟ فقال : إن كان يداً بيد فلا بأس، وإن كان نسيئة فلا يصلح».

2664 - [4 / 372] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، حدّثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي عبيد عن ميمون أبي عبد الله قال:

«قال زيد بن أرقم وأنا أسمع نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله بوادٍ يقال له: وادي خم، فأمر الصلاة فصلاها بهجير، قال: فخطبنا، وظلل لرسول الله صلى الله عليه و آله بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فقال: ألستم تعلمون - أو أولستم تشهدون - أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فإنّ علياً مولاه، اللهم عاد من عاداه، ووال من والاه».

2665 - [4 / 372] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن ميمون، عن أبي عبد الله قال:

«كنت عند زيد بن أرقم، فجاء رجل من أقصى الفسطاس فسأله عن داء؟ فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله : قال : ألست أولى المؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه».

ص: 187

قال ميمون: فحدّثني بعض القوم، عن زيد أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال : اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

2666 - [373/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا سفيان، عن أجلح، عن الشعبي، عن عبد خير الحضرمي، عن زيد بن أرقم قال:

«كان علي رضي الله تعالى عنه باليمن، فأتي بامرأة وطئها ثلاثة نفر في طهر واحد، فسأل اثنين: أتقران لهذا بالولد؟ فلم يقرّا، ثمّ سأل اثنين: أنقران لهذا بالولد؟ فلم يقرّا، ثمّ سأل اثنين حتّى فرغ يسأل اثنين اثنين، عن واحد فلم يقرّوا، ثمّ أقرع بينهم، فألزم الولد الذي خرجت عليه القرعة، وجعل عليه ثلثي الدية، فرفع ذلك للنبي صلى الله عليه و آله، فضحك حتّى بدت نواجذه».

صار الله

[21667 - 374/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن أجلح، عن الشعبي، عن عبد الله بن أبي الخليل، عن زيد بن أرقم:

«أنّ نفراً وطؤوا امرأة في طهر ، فقال علي رضي الله تعالى عنه لاثنين: أتطيبان نفساً لذا؟ فقالا : لا ، فأقبل على الآخرين، فقال: أتطيبان نفساً لذا؟ فقالا : لا، قال: أنتم شركاء متشاكسون، قال: إني مقرع بينكم، فأيكم قرع أغرمته ثلثي الدية وألزمته الولد. قال: فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و آله ، فقال : لا أعلم إلا ما قال علي رضي الله تعالى عنه».

المنتخب من حديث عروة بن أبي الجعد البارقي

2668 - [4 / 375] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم ، أنبأنا حصين عن الشعبي، عن عروة البارقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«الخيل معقود بنواصيها الخير والأجر والمغنم إلى يوم القيامة».

ص: 188

12669 - [4 / 375] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سفيان، عن شبيب: أنّه سمع الحي يخبرون عن عروة البارقي:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله بعث معه بدينار يشتري له أضحية - وقال مرة أو شاة - فاشترى له اثنتين فباع واحدة ،بدينار، وأتاه بالأخرى، فدعا له بالبركة في بيعه، فكان لو اشترى التراب لربح فيه».

2670 - [4 / 376] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا سعيد بن زيد، حدّثنا الزبير بن الخريت، عن أبي لبيد قال :

«كان عروة بن أبي الجعد البارقي نازلاً بين أظهرنا، فحدّث عنه أبو لبيد لمازة بن زبار، عن عروة بن أبي الجعد :قال عرض للنبي صلى الله عليه و آله جلب، فأعطاني ديناراً، فقال: أي عروة، انت بالجلب فاشتر لنا شاة، قال: فأتيت الجلب فساومت صاحبه فاشتريت منه شاتين بدينار، فجئت أسوقهما - أو قال: أقودهما - فلقيني رجل فساومني فأبيعه شاة ،بدینار فجئت بالدينار وجئت بالشاة، فقلت: يا رسول الله هذا ديناركم، وهذه شاتكم، قال: وصنعت كيف، فحدّثته الحديث، فقال: اللهم بارك له في صفقة يمينه فلقد رأيتني أقف بكناسة الكوفة فأربح أربعين ألفاً قبل أن أصل إلى أهلي، وكان يشتري الجواري ويبيع». (1)

المنتخب من بقية حديث عدي بن حاتم الطائي

2671 - [377/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن مجالد: أخبرني عامر، حدّثني عدي بن حاتم قال:

«علّمني رسول الله صلى الله عليه و آله الصلاة والصيام، قال: صلّ كذا وكذا، وصم، فإذا

ص: 189


1- الجلب: ما جلب القوم من غنم وغيره

غابت الشمس فكل واشرب حتّى يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وصم ثلاثين يوماً إلا أن ترى الهلال قبل ذلك، فأخذت خيطين من شعر أسود وأبيض. فكنت أنظر فيهما فلا يتبين لي، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و آله، فضحك وقال: يا ابن حاتم، إنّما ذاك بياض النهار من سواد الليل».

2672 - [4 / 377] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا شعبة، حدّثنا أبو إسحاق، عن عبد الله بن معقل قال: سمعت عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«اتقوا النار ولو بشق تمرة».

المنتخب من بقية حديث عبد الله بن أبي أوفى ومعاذ بن جبل

2673 - [381/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيوب، عن القاسم الشيباني، عن عبد الله بن أبي أوفى قال:

«قدم معاذ اليمن - أو قال: الشام - فرأى النصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها، فروّاً في نفسه أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله أحق أن يعظّم، فلمّا قدم قال: يا رسول الله، رأيت النصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها، فروّات في نفسي أنك أحق أن تعظّم، فقال: لو كنت آمر أحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولا تؤدي المرأة حق الله عزّوجلّ عليها كله حتّى تؤدي حقّ زوجها عليها كله، لو سألها نفسها وهي على ظهر قتب لأعطته إيّاه». (1)

ص: 190


1- القتب للجمل: كالأكاف لغيره ومعناه الحث لهنّ على مطاوعة أزواجهنّ وأنه لا يسع المرأة الإمتناع في هذه الحال فكيف في غيره، وقيل في معناه: إنّ نساء العرب كنّ إذا أردنّ وضع الحمل جلسنّ على قتب، ويقال: إنه أساس الخروج الولد فأراد علیه السّلام تلك الحالة. قال أبو عبيد: كنّا نرى المعنى وهي تسير على ظهر البعير فجاء التفسير بغير ذلك. (غريب الحديث : 330/4 بالهامش)

[ يقول شير محمّد ] في (الصحاح): «وأمّا قولهم ثلاثة أنفس فيذكرونه لأنّهم [يريدون به الإنسان» (1)

2674 - [4 / 381] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا معاذ بن هشام، حدّثني أبي عن القاسم بن عوف - رجل من أهل الكوفة أحد بني مرة بن همام - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن معاذ بن جبل قال:

«إنّه أتى الشام فرأى النصارى - فذكر معناه - إلا أنّه قال: فقلت لأيّ شيء تصنعون هذا؟ قالوا: هذا كان تحية الأنبياء قبلنا، فقلت: نحن أحقّ أن نصنع هذا بنبينا، فقال نبي الله صلى الله عليه و آله: إنّهم كذبوا على أنبيائهم كما حرفوا كتابهم، إنّ الله عزّوجلّ أبدلنا خيراً من ذلك، السلام تحية أهل الجنّة».

المنتخب من بقية حديث عبد الله بن أبي أوفى

2675 - [381/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل - يعني ابن أبي خالد- قال:

«قلت لعبد الله بن أبي أوفى هل بشّر رسول الله صلى الله عليه و آله خديجة؟ قال: نعم، بشّرها ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب».

2676 - [381/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسماعيل، حدّثنا عبد الله بن أبي أوفى قال:

«اعتمر رسول الله صلى الله عليه و آله ، فطاف بالبيت، ثمّ خرج فطاف بين الصفا والمروة، وجعلنا نستره من أهل مكة أن يرميه أحد أو يصيبه بشيء، فسمعته يدعو على الأحزاب يقول: اللهم منزّل الكتاب، سريع الحساب، هازم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم».

ص: 191


1- الصحاح : 984/3

2677 - [4 / 382] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا المسعودي، عن إبراهيم أبي إسماعيل السكسكي، عن عبد الله بن أبي أو فى قال:

«أتى رجل النبي صلى الله عليه و آله فقال : يا رسول الله إني لا أقرأ القرآن، فمرني بما يجزئني منه، فقال له النبي صلى الله عليه و آله: قل : الحمد الله، وسبحان الله ولا اله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قال: فقالها الرجل وقبض كفه وعد خمساً مع أبهامه، فقال: يا رسول الله، هذا الله تعالى فما لنفسي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني، قال: فقالها وقبض على كفه الأخرى وعد خمساً مع أبهامه، فانطلق الرجل وقد قبض كفيه جميعاً ، فقال النبي صلى الله عليه و آله: لقد ملأ كفيه من الخير... الحديث».

2678 - [4 / 382] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا :حدّثنا شعبة قال: سمعت أبا المختار - من بني أسد - قال: سمعت عبد الله بن أبي أو فى قال:

«أصاب رسول الله صلى الله عليه و آله وأصحابه عطش، قال: فنزل منزلاً، فأتي بإناء، فجعل يسقي أصحابه، وجعلوا يقولون: اشرب، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : ساقي القوم آخرهم حتّى سقاهم كلّهم».

2679 - [4 / 382] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو النضر، حدّثنا الحشرج ابن نباتة العبسي - كوفي - حدّثني سعيد بن جمهان قال:

«أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر فسلّمت عليه، قال لي: من أنت؟ فقلت أنا سعيد بن جمهان قال: فما فعل والدك ؟ قال: قلت: قتلته الأزارقة، قال: لعن الله الأزارقة، لعن الله الأزارقة، حدّثنا رسول الله صلى الله عليه و آله : أنّهم كلاب النار قال: قلت: الأزارقة وحدهم، أم الخوارج كلها؟ قال: بل الخوارج كلها ... الحديث».

ص: 192

[ يقول شير محمّد]: في (الصحاح) «والأزارقة صنف من الخوارج نسبوا إلى نافع بن الأزرق» (1)

المنتخب من حديث أبي قتادة الأنصاري

2680 - [383/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن أبي عدي، عن الحجاج - يعني الصواف - بن أبي عثمان، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة وأبي سلمة، عن أبي قتادة قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه و آله يصلّي بنا فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين، ويسمعنا الآية أحياناً، وكان يطوّل في الركعة الأولى من الظهر ويقصر في الثانية، وكذا في الصبح».

تمام حديث صخر الغامدي

2681 - [384/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد البجلي عن صخر الغامدي، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«اللهم بارك لأمتي في بكورها. قال: فكان رسول الله صلى الله عليه و آله إذا بعث سرية بعثها أوّل النهار، وكان صخر رجلاً تاجراً، فكان لا يبعث غلمانه إلا من أوّل النهار، فكثر ماله حتّى لا يدري أين يضع ماله».

المنتخب من حديث عمرو بن عبسة

2682 - [4 / 385] حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا حجاج - يعني ابن دينار - عن محمّد بن ذكوان عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن عبسة قال:

ص: 193


1- الصحاح: 1490/4

«أتيت رسول الله صلى الله عليه و آله فقلت: يا رسول الله، من تبعك على هذا الأمر؟ قال: حرٌ وعبد قلت: ما الإسلام؟ قال: طيب الكلام، وإطعام الطعام، قلت: ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة قال: قلت: أيّ الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده قال :قلت: أيّ الإيمان أفضل؟ قال: خلق حسن، قال: قلت: أيّ الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت، قال: قلت أي الهجرة أفضل؟ قال: أن تهجر ما كره ربّك عزّوجلّ، قال: قلت فأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه قال: قلت: أيّ الساعات أفضل؟ قال: جوف الليل الآخر، ثمّ الصلاة مكتوبة مشهودة حتّى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر فلا صلاة إلا الركعتين حتى تصلّي الفجر ... الحديث».

2683 - [4 / 386] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هاشم، حدّثني عبد الحميد، حدّثني شهر، حدّثني أبو طيبة قال:

«إنّ شرحبيل بن السمط دعا عمرو بن عبسة السلمي، فقال: يا ابن عبسة هل أنت محدّثي حديثاً سمعته أنت من رسول الله صلى الله عليه و آله ليس فيه تزيّد ولا كذب ولا تحدّثنيه عن آخر سمعه منه غيرك؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: إنّ الله عزّوجلّ يقول: قد حقّت محبتي للذين يتحابون من أجلي، وحقّت محبتي للذين يتصافون من أجلي، وحقّت محبتي للذين يتزاورون من أجلي، وحقّت محبتي للذين يتباذلون من أجلي، وحقّت محبتي للذين يتناصرون من أجلي. وقال عمرو ابن عبسة: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : أيما رجل رمى بسهم في سبيل الله عزّوجلّ فبلغ مخطئاً أو مصيباً فله من الأجر كرقبة يعتقها من ولد إسماعيل، وأيّما رجل شاب شيبة في سبيل الله فهي له نوراً، وأيهما رجل مسلم أعتق رجلاً مسلماً فكل عضو من

ص: 194

المعتق بعضو من المعتق فداءٌ له من النار، وأيّما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فكل عضو من المعتقة بعضو من المعتقة فداءٌ لها من النار، وأيّما رجل مسلم قدّم لله عزّوجلّ من صلبه ثلاثة لم يبلغوا الحنث أو امرأة فهم له سترة من النار، وأيّما رجل قام إلى وضوء يريد الصلاة فأحصى الوضوء إلى أماكنه سلم من كل ذنب أو خطيئة له، فإن قام إلى الصلاة رفعه الله عزّوجلّ بها درجة، وإن قعد قعد سالما».

فقال شرحبيل بن السمط أنت سمعت هذا الحديث من رسول الله يا ابن عبسة؟ قال: نعم، والذي لا اله إلا هو، لو أني لم أسمع هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه و آله غير مرة أو مرتين أو ثلاث أو أربع أو خمس أو ست أو سبع فانتهى عند سبع ما حلفت - يعني ما باليت - أن لا أحدّث به أحداً من الناس، ولكني والله ما أدري عدد ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه و آله.

2684- [4/ 386] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حيوة بن شريح، حدّثنا بقية حدّثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة، عن عمرو بن عبسة أنّه حدّثهم أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال :

«من بنى لله مسجداً ليذكر الله عزّوجلّ فيه بنى الله له بيتاً في الجنّة، ومن أعتق نفساً مسلم كانت فديته من جهنم، ومن شاب شيبة في سبيل الله عزّوجلّ كانت له نوراً يوم القيامة».

المنتخب من حديث الشريد بن سويد الثقفي

2685 - [4 / 388] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا مكي بن إبراهيم، حدّثنا ابن جريج قال أخبرني إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد أنّه سمعه يخبره عن النبي صلى الله عليه و آله:

ص: 195

«أنه كان إذا وجد الرجل راقد على وجهه ليس على عجزه شيء ركضه برجله وقال: هي أبغض الرقدة إلى الله عزّوجلّ».

المنتخب من حديث أبي موسى الأشعري

2686 - [4 / 392] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود قال: قال أبو موسى:

«لقد ذكّرنا علي بن أبي طالب صلاة كنّا نصلّيها مع رسول الله صلى الله عليه و آله، إمّا نسيناها ، وإمّا تركناها عمداً ، يكبّر كلما ركع وكلما رفع وكلما سجد».

2687 - [4 / 392] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى - يعني ابن آدم - حدّثنا عمّار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم (1)، عن الأشعري قال:

«لقد ذكّرنا ابن أبي طالب ونحن بالبصرة صلاة كنّا نصلّيها مع رسول الله صلى الله عليه و آله، يكبّر إذا سجد وإذا قام فلا أدري أنسيناها أم تركناها عمداً».

2688 - [4 / 392] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق قال: سمعت عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن رجل، عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه: أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال :

«من لعب بالكعاب فقد عصى الله ورسوله». (2)

2689 - [4 / 392] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن أيوب، عن نافع عن سعيد بن أبي هند، عن رجل، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

ص: 196


1- في بعض المصادر: (يزيد بن أبي مريم)
2- الكعاب: هي فصوص النرد

«أحلّ الذهب والحرير للإناث من أمتي، وحرّم على ذكورها».

2690 - [393/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى الأشعري قال:

«بعثني رسول الله صلى الله عليه و آله إلى أرض قومي، فلمّا حضر الحجّ حجّ رسول الله صلى الله عليه و آله وحججت، فقدمت عليه وهو نازل بالأبطح، فقال لي: بم أهللت يا عبد الله بن قيس؟ قال: قلت: لبيك بحجّ كحجّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال: أحسنت، ثمّ قال: هل سقت هدياً؟ فقلت ما فعلت فقال لي: اذهب فطف بالبيت، وبين الصفا والمروة، ثمّ احلل فانطلقت ففعلت ما أمرني وأتيت امرأة من قومي فغسلت رأسي بالخطمي وفلته، ثمّ أهللت بالحجّ يوم التروية، فما زلت أفتي الناس بالذي أمرني رسول الله صلى الله عليه و آله حتّى توفى، ثمّ زمن أبي بكر رضي الله تعالى عنه، ثمّ زمن عمر رضي الله تعالى عنه، ،، فبينا أنا قائم عند الحجر الأسود - أو المقام - أفتي الناس بالذي أمرني به رسول الله صلى الله عليه و آله، إذ أتاني رجل فسارني فقال: لا تعجل بفتياك، فإنّ أمير المؤمنين قد أحدث في المناسك شيئاً، فقلت: أيّها الناس من كنّا أفتيناه في المناسك شيئاً فليتند، فإنّ أمير المؤمنين قادم فيه فائتموا، قال: فقدم عمر رضي الله تعالى عنه، فقلت: يا أمير المؤمنين، هل أحدثت في المناسك شيئاً؟ قال: نعم، أن نأخذ بكتاب الله عزّوجلّ، فإنّه يأمر بالتمام، وأن نأخذ بسنة نبينا صلى الله عليه و آله فإنّه لم يحلل حتى نحر الهدي». (1)

2691 - [394/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا أسامة بن زيد، حدّثنا سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله».

ص: 197


1- يتشد: يتثبت ويتاني

2692 - [4 / 395] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، عن المسعودي ويزيد قال: أنبأنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى الأشعري قال:

«سمّى لنا رسول الله صلى الله عليه و آله نفسه أسماء، منها ما حفظنا فقال: أنا محمّد وأحمد، والمقفّي، والحاشر، ونبي الرحمة. قال يزيد: ونبي التوبة، ونبي الملحمة».

2693 - [4 / 396] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي التياح، حدّثني رجل أسود طويل قال: جعل أبو التياح ينعته.

«أنّه قدم مع ابن عباس البصرة، فكتب إلى أبي موسى، فكتب إليه أبو موسى: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله كان يمشي، فمال إلى دمث في جنب حائط فبال، ثمّ قال: كان بنوا إسرائيل إذا بال أحدهم فأصابه شيء من بوله يتبعه فقرضه بالمقاريض، وقال: إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله». (1)

2694 - [4 / 396] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، حدّثنا جعفر بن سلیمان، حدّثنا أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس قال: سمعت أبي وهو بحضرة العدو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«إنّ أبواب الجنّة تحت ظلال السيوف قال: فقام رجل من القوم رث الهيئة فقال: يا أبا موسى، أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و آله ؟ قال : نعم، قال فرجع إلى أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام، ثمّ كسر جفن سيفه فألقاه، ثمّ مشى بسيفه فضرب به حتّى قتل».

2695 - [396/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عوف وحماد بن أسامة، حدّثني عوف، عن زياد بن مخراق، عن أبي كنانة، عن أبي موسى قال:

ص: 198


1- دمت أي المكان اللين والسهل وقيل المكان اللين ذو رمل فليرند فليطلب أو يرتاد والمراد أن يرتاد مكاناً ليناً منحدراً ليس بصلب فينتضخ عليه أو مرتفعاً فيرجع إليه

«قام رسول الله صلى الله عليه و آله على باب بيت فيه نفر من قريش، فقال - وأخذ به مضادة الباب - ثمّ قال: هل في البيت إلا قرشي؟ قال: فقيل: يا رسول الله، غير فلان ابن أختنا، فقال: ابن أخت القوم منهم، قال: ثم قال: إنّ هذا الأمر في قريش ما داموا إذا استرحموا رحموا ، وإذا حكموا أعدلوا، وإذا قسموا أقسطوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل».

2696 - [397/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن أبي موسى قال:

«جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و آله فقال : يا رسول الله، أرأيت الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، فأيّ ذلك في سبيل الله؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عزّوجلّ».

2697 - [397/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا سعيد، عن قتادة قال : حدّثنا أنس بن مالك : أنّ أبا موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل الثمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة مرطعمها وريحها طيب، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظل مرٌ طعمها ولا ريح لها». (1)

2698 - [398/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الملك، حدّثنا موسى بن أعين، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل عن رجل، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

ص: 199


1- الأترجة: هي فاكهة معروفة، طعمها طيب ورائحتها طيبة

«من حفظ ما بين فقميه وفرجه دخل الجنّة». (1)

2699 - [398/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد، عن عمرو - يعني ابن أبي عمرو - عن المطلب، عن أبي موسى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:

«من عمل حسنة فسرّ بها، وعمل سيئة فساءته فهو مؤمن».

270 - [399/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن عبد الله، حدّثنا المعتمر بن سليمان قال: قرأت على الفضيل بن ميسرة، عن حديث أبي حريز، أنّ أبا بردة حدّثه، عن حديث أبي موسى: أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال:

«ثلاثة لا يدخلون الجنّة : مدمن خمر، وقاطع رحم ومصدق بالسحر، ومن مات مدمناً للخمر سقاه الله عزّوجلّ من نهر الغوطة قيل وما نهر الغوطة؟ قال: نهر يجري من فروج المومسات يؤذي أهل النار ريح فروجهم».

2701 - [4 / 402] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن صالح، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«ثلاثة يؤتون أجورهم مرتين رجل كانت له أمة فأدّبها فأحسن تأديبها، وعلّمها فأحسن تعليمها، ثمّ اعتقها فتزوجها، ومملوك أعطى حق ربّه عزّوجلّ وحق مواليه، ورجل آمن بكتابه و بمحمّد صلى الله عليه و آله.

قال: قال لي الشعبي: خذها بغير شيء، ولو سرت فيها إلى كرمان لكان ذلك یسيراً . (2)

ص: 200


1- فقميه: الفقم بالضم والفتح اللحى، ويريد بالحديث من حفظ لسانه
2- کرمان: هي ولاية مشهورة وناحية كبيرة معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومكران وسحستان و خراسان، وهي بلاد كثيرة النخل والزرع والمواشي والضرع تشبه بالبصرة في كثرة التمور وجودتها وسعة الخيرات

2702 - [402/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبيه:

«أنّ رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه و آله في دابة ليس لواحد منهما بينة، فجعله بينهما نصفين».

2703 - [403/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن أبي موسى:

«أنّهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه و آله في سفر فرفعوا أصواتهم بالدعاء، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : إنّكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إنّكم تدعون قريباً مجيباً يسمع دعاء كم ويستجيب».

ثمّ قال يا عبد الله بن قيس - أو يا أبا موسى - ألا أدلك على كنز من كنوز الجنّة : لا حول ولا قوة إلا بالله .

2704 - [403/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا سعيد ، عن غالب التمار ، عن حميد بن هلال، عن مسروق بن أوس: أنّ أبا موسى حدّث:

«أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قضى في الأصابع عشراً عشراً من الإبل».

2705 - [4 / 412] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن داود الهاشمي

قال: حدّثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - قال: أخبرني عمرو عن المطلب بن عبد الله، عن أبي موسى الأشعري: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى».

2706 - [413/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي... إلى أن قال: حدّثني عبد الله بن سخبرة الأزدي قال:

ص: 201

«إنّا الجلوس مع علي رضي الله تعالى عنه ننتظر جنازة، إذ مرّت بنا أخرى فقمنا، فقال علي رضي الله تعالى عنه : ما يقيمكم؟ فقلنا : هذا ما تأتونا به يا أصحاب محمّد، قال: وما ذاك؟ قلت: زعم أبو موسى أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال: إذا مرّت بكم جنازة، إن كان مسلماً أو يهودياً أو نصرانياً فقوموا لها، فإنّه ليس لها نقوم، ولكن نقوم لمن معها من الملائكة، فقال علي رضي الله تعالى عنه : ما فعلها رسول الله صلى الله عليه و آله قط غير مرة برجل من اليهود، وكانوا أهل كتاب، وكان يتشبه بهم، فإذا نهى انتهى، فما عاد لها بعد».

2707 - [413/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن حرب قال: حدّثنا حماد بن زيد، عن هارون بن إسحاق الكوفي، عن همدان، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«من صلّى في يوم وليلة ثنتي عشر ركعة سوى الفريضة بني له بيت في الجنّة». 2708 - [4 / 415] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا زهیر، عن أبي إسحاق بن بريد بن أبي مريم (1)، عن رجل من بني تميم، عن أبي موسى الأشعري قال:

«لقد صلّى بنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه صلاة ذكّرنا بها صلاة كنّا نصلّيها مع رسول الله صلى الله عليه و آله، فإمّا أن نكون نسيناها ، وإمّا أن نكون تركناها عمداً، يكبّر في كل رفع ووضع وقيام وقعود».

2709 - [4 / 415] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق -يعني السالحيني - قال: أنبأنا حماد بن سلمة، عن أبي سنان قال:

«دفنت ابناً لي، وإني لفي القبر إذ أخذ بيدي أبو طلحة فأخرجني، فقال: ألا أبشرّك؟ قال: قلت: بلى، قال: حدّثني الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي موسى

ص: 202


1- في المصادر الرجالية: (يزيد بن أبي مريم)

الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله : قال الله تعالى: يا ملك الموت، قبضت ولد عبدي، قبضت قرّة عينه، وثمرة فؤاده؟ قال: نعم، قال: فما قال؟ قال: حمدك واسترجع قال ابنوا له بيتاً في الجنّة، وسموه بيت الحمد».

2710 - [4 / 416] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا أبو دارس صاحب الجور قال: حدّثنا أبو بردة بن أبي موسى، عن أبي موسى: «أنّه رأى النبي صلى الله عليه و آله يصلّي ركعتين بعد العصر».

2711 - [4 / 416] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا بدر ابن عثمان موّلى لآل عثمان قال: حدثني أبو بكر بن أبي موسى، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال :

«وأتاه سائل يسأله عن مواقيت الصلاة فلم يرد عليه شيئاً، فأمر بلالا فأقام بالفجر حين انشق الفجر والناس لا يكاد يعرف بعضهم بعضاً، ثمّ أمره فأقام بالظهر حين زالت الشمس والقائل يقول انتصف النهار أو لم ينتصف، وكان أعلم منهم، ثمّ أمره فأقام بالعصر والشمس مرتفعة، ثمّ أمره فأقام بالمغرب حين وقعت الشمس، ثمّ أمره فأقام بالعشاء حين غاب الشفق، ثمّ أخّر الفجر من الغد حتّى انصرف منها، والقائل يقول: طلعت الشمس أو كادت، وأخّر الظهر حتّى كان قريب من وقت العصر بالأمس، ثمّ أخّر العصر حتّى انصرف النهار منها والقائل يقول احمرّت الشمس، ثمّ أخّر المغرب حتّى كان عند سقوط الشفق، وأخّر العشاء حتّى كان ثلث الليل الأوّل، فدعا السائل فقال: الوقت فيما بين هذين».

2712 - [4 / 416] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«أعطيت خمساً: بعثت إلى الأحمر والأسود، وجعلت لي الأرض طهوراً

ص: 203

ومسجداً، وأحلّت في الغنائم ولم تحلّ لمن كان قبلي، ونصرت بالرعب شهراً، وأعطيت الشفاعة، وليس من نبي إلا وقد سأل شفاعة، وإني أخبأت شفاعتي [ثمّ جعلتها ] لمن مات من أمتي لم يشرك بالله شيئا» . (1)

ص: 204


1- ما بين المعقوفتين ليس في الأصل

المنتخب من مسند البصريين

المنتخب من مسند البصريين

ص: 205

ص: 206

المنتخب من حديث أبي برزة الأسلمي

2713 - [420/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر شاذان، أنبأنا أبو بكر - يعني ابن عياش - عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريح، عن أبي برزة الأسلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

«يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنّه من يتبع عوارتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته».

2714 - [421/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا سكين، حدّثنا سيّار بن سلامة، سمع أبا برزة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و آله قال:

«الأئمة من قريش، إذا استرحموا رحموا، وإذا عاهدوا وفوا، وإذا حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».

2715 - [421/4] [حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمّد بن مهزم العنزي، عن أبي طالدة العنزي قال: سمعت أبا برزة -وخرج من عند عبيد الله بن زياد وهو مغضب - فقال:

«ما كنت أظن أني أعيش حتّى أخلف في قوم يعيروني بصحبة محمّد صلى الله عليه و آله ، قالوا : إنّ محمّديكم هذا الدحداح، سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول في الحوض: فمن كذب فلا سقاه الله تبارك وتعالى منه» ] (1).

ص: 207


1- الحديث أشار إليه المؤلف هامش المخطوطة ولذا جعلته بين معقوفتين الدحداح الرجل القصير السمين

2716 - [421/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا الأزرق بن قيس، عن شريك بن شهاب قال:

«كنت أتمنى أن ألقى رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله يحدّثني عن الخوارج، فلقيت أبا برزة في يوم عرفة في نفر من أصحابه، فقلت: يا أبا برزة حدّثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه و آله يقوله في الخوارج ؟ فقال : أحدّثك بما سمعت أذني ورأت عيناي أتي رسول الله صلى الله عليه و آله بدنانير ، فكان يقسمها وعنده رجل أسود مطموم الشعر عليه ثوبان أبيضان بين عينيه أثر السجود، فتعرض لرسول الله صلى الله عليه و آله، فأتاه من قبل وجهه، فلم يعطه شيئاً، ثمّ أتاه من خلفه فلم يعطه شيئاً، فقال: والله يا محمّد ما عدلت منذ اليوم في القسمة، فغضب رسول الله صلى الله عليه و آله غضباً شديداً، ثمّ قال: والله لا تجدون بعدي أحداً أعدل عليكم مني - قالها ثلاثاً - ثمّ قال: يخرج من قبل المشرق رجال كأنّ هذا منهم ، هديهم هكذا، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لا يرجعون إليه - ووضع يده على صدره - سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون حتّى يخرج آخرهم، فإذا رأيتموهم فاقتلوهم - قالها ثلاثاً - شر الخلق والخليقة -قالها ثلاثاً-». وقد قال حماد لا يرجعون فيه.

يقول شير محمّد: ورواه بإسناد آخر وفيه: «قد سمعته أذناي ورأته عيناي» وفيه: ولا يزالون يخرجون حتّى يخرج آخرهم مع الدجال، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، هم شر الخلق والخليقة». (1)

2717 - [4 / 423] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا أبو

ص: 208


1- مسند احمد: 424/3

الأشهب، عن أبي الحكم البناني، عن أبي بزرة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ مما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى».

2718 - [423/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا أبو هلال الراسبي محمّد بن سليم، عن أبي الوازع، عن أبي برزة قال:

«قلت: يا رسول الله، علّمني شيئاً ينفعني الله تبارك وتعالى به، فقال: انظر ما يؤذي الناس فأعزله عن طريقهم».

2719 - [423/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثني شداد بن ، سعيد، حدّثني جابر بن عمرو الراسبي قال: سمعت أبا برزة الأسلمي يقول:

«قتلت عبد العزى بن خطل وهو متعلق بستر الكعبة، وقلت لرسول الله صلى الله عليه و آله: يا رسول الله، مرني بعمل أعمله ! فقال: أمط الأذى عن الطريق، فهو لك صدقة».

2720 - [424/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو سعيد، حدّثنا شداد أبو طلحة، حدّثنا جابر بن عمر و أبو الوازع، عن أبي برزة قال:

«قلت: يا رسول الله، مرني بعمل أعمله ! قال: أمط الأذى، عن الطريق، فهو لك صدقة . قال : وقتلت عبد العزى بن خطل وهو متعلق بستر الكعبة، وقال رسول الله صلى الله عليه و آله يوم فتح مكة : الناس آمنون، غير عبد العزى بن خطل. وسمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : إنّ لي حوضاً ما بين أيلة إلى صنعاء، عرضه كطوله، فيه ميزابان يشعبان من الجنّة من ورق، والآخر من ذهب أحلى من العسل وأبرد من الثلج وأبيض من اللبن من شرب منه لم يظمأ حتى يدخل الجنّة، فيه أباريق عدد نجوم السماء». (1)

2721 - [4 / 425] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا حجاج، حدّثنا شعبة، عن سيّار بن سلامة قال:

ص: 209


1- ينثعب: يسيل

«دخلت أنا وأبي على أبي برزة، فسألناه عن وقت صلاة رسول الله صلى الله عليه و آله؟ فقال : كان يصلّي الظهر حين تزول الشمس، والعصر يرجع الرجل إلى أقصى المدينة والشمس حية، والمغرب - قال سيار نسيتها - والعشاء لا يبالي بعد تأخيرها إلى ثلث الليل، كان لا يحب النوم قبلها والحديث بعدها، وكان يصلّي الصبح فينصرف الرجل فيعرف وجه جليسه، وكان يقرأ فيها ما بين الستين إلى المائة».

قال سيار: لا أدري في إحدى الركعتين أو في كلتيهما.

2722 - [4 / 425] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا يعلى، حدّثنا الحجاج بن دينار، عن أبي هاشم، عن رفيع أبي العالية، عن أبي برزة الأسلمي قال:

«لمّا كان بآخرة كان رسول الله صلى الله عليه و آله إذا جلس في المجلس فأراد أن يقوم قال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك فقالوا: يا رسول الله، إنك تقول الآن كلاماً ما كنت تقوله فيما خلا! قال هذا كفارة ما يكون في المجلس». (1)

2723 - [4 / 425] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل، حدّثنا حماد بن زيد، عن جميل بن مروة، عن أبي الربيع قال:

«كنّا في سفر ومعنا أبو برزة، فقال أبو برزة: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال البيعان بالخيار ما لم يتفرقا».

المنتخب من حديث عمران بن حصين

2724 - [4 / 426] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا إبراهيم بن طهمان عن حسين المعلم، عن ابن بريدة عن عمران بن حصين قال:

ص: 210


1- بآخرة: أي بأخر جلوسه

«كان بي الناصور، فسألت النبي الله عن الصلاة؟ فقال: صلّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب» (1).

2725 - [4 / 426] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا أبو الأشهب، عن الحسن، عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«مسألة الغني شين في وجهه يوم القيامة».

قال أبي : لم أعلم أحداً أسنده غير وكيع.

2726 - [4 / 426] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرحمن، أنبأنا همام، عن قتادة، عن أبي مراية، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«لا طاعة في معصية الله تبارك وتعالى».

2727 - [4 / 426] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين:

«أنّ رجلاً أعتق ستة مملوكين له عند موته لم يكن له مال غيرهم، فدعا بهم رسول الله صلى الله عليه و آله فجزاهم أثلاثاً، ثمّ أقرع بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة، وقال له قولاً شديداً».

2728 - [427/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين:

«أنّ النبي صلى الله عليه و آله سلّم في ثلاث ركعات من العصر، ثمّ قام فدخل، فقام إليه رجل يقال له الخرباق - وكان في يديه طول - فقال : يا رسول الله، فخرج إليه، فذكر له صنيعه، فجاء فقال: أصدق هذا؟ قالوا: نعم، فصلّى الركعة التي ترك، ثمّ سلّم ، ثمّ سجد سجدتين، ثمّ سلّم» (2).

ص: 211


1- الناصور: علة تحدث في البدن في المقعدة وغيرها
2- توضیح: مرّ الكلام في مثله في تعليقتنا على حديث 954 ويظهر الاضطراب في مثل هذه الأحاديث، فمرة الذي ذكّر النبي صلي الله علیه و آله بنقصان صلاته ذو الشمالين وأخرى الخرباق وهكذا يضطربون في الحديث لدلالة وضعه وكذب رواته، وقد اشرنا إلى إنّ ذلك من محاولاته العديدة التي استهدفت فيه مقام النبي صلي الله علیه و آله وشأنه الشريف

2729- [427/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر وحجاج قالا : أنبأنا شعبة، عن حميد بن هلال قال سمعت مطرفاً قال:

«قال لي عمران بن حصين: أنا أحدّثك حديثاً عسى الله عزّوجلّ أن ينفعك به، إنّ رسول الله صلي الله علیه و آله قد جمع بين حجّ وعمرة، ثمّ لم ينه عنه حتّى مات، ولم ينزل قرآن فيه يحرمه... الحديث».

2730 - [428/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا سعيد، عن غيلان بن جرير وعبد الوهاب عن صاحب له عن غيلان بن جرير عن مطرف بن الشخير: أنّه قال:

«كنت مع عمران بن حصين بالكوفة، فصلّى بنا علي بن أبي طالب، فجعل يكبّر كلما سجد وكلما رفع رأسه، فلمّا فرغ قال عمران: صلّى بنا هذا مثل صلاة رسول الله صلي الله علیه و آله» .

2731 - [4 / 428] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا سعيد ، عن قتادة عن مطرف بن عبد الله قال :

«بعث إليّ عمران بن حصين في مرضه، فأتيته، فقال لي: إني كنت أحدّثك بأحاديث لعل الله تبارك وتعالى ينفعك بها بعدي، واعلم أنّه كان يسلّم عليّ، فإن عشت فاكتم عليّ، وإن مت فحدّث إن شئت، واعلم أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قد جمع بين حجّة وعمرة، ثمّ لم ينزل فيها كتاب ، ولم ينه عنها النبي صلي الله علیه و آله ، قال رجل فيها برأيه ما شاء».

2732 - [429/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، وحدّثنا عفان المعني قالا: حدّثنا همام، عن قتادة عن مطرف قال: قال عمران بن حصين :

ص: 212

«تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله ، وأنزل فيها القرآن قال عفان: ونزل فيه القرآن، فمات رسول الله صلى الله عليه و آله ولم ينه عنها، ولم ينسخها شيء، قال رجل برأيه ما شاء».

2733 - [429/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا بهز، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا قتادة عن مطرف عن عمران بن حصين: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتّى يأتي أمر الله تبارك وتعالى وينزل عيسى بن مريم علیه السّلام» .

2734 - [429/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا هشيم، أنبأنا منصور، عن الحسن عن عمران بن حصين:

«أنّ امرأة من المسلمين أسرها العدو، وقد كانوا أصابوا قبل ذلك ناقة لرسول الله صلى الله عليه و آله ، قال : فرأت من القوم غفلة قال فركبت ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله، ثمّ جعلت عليها أن تنحرها، قال فقدمت المدينة، فأرادت أن تنحر ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله، فمنعت من ذلك، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و آله ، فقال : بئسما اجزينها (1)، قال: ثمّ قال: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك، ولا في معصية الله تبارك وتعالى».

2735 - [429/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا أبو كامل، حدّثنا حماد، عن حميد، عن الحسن، عن عمران بن حصين قال:

«ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه و آله خطبة إلا أمرنا بالصدقة، ونهانا عن المثلة».

2736 - [429/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن قتادة وغير واحد عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال:

«صليت أنا وعمران بن حصين بالكوفة خلف علي بن أبي طالب، فكبّر بنا هذا التكبير حين يركع وحين يسجد فكبّره كله، فلمّا انصرفنا قال لي عمران ما صلّيت منذ

ص: 213


1- في الأصل: جزيتيها

حين - أو قال منذ كذا وكذا - أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه و آله من هذه الصلاة - يعني صلاة علي رضي الله تعالى عنه -».

2737 - [4 / 430] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا علي بن زيد، عن أبي نضرة:

«أنّ فتّى سأل عمران بن حصين عن صلاة رسول الله صلى الله عليه و آله في السفر؟ فعدل إلى مجلس العوقة، فقال: إنّ هذا الفتى سألني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه و آله في السفر، فاحفظوا عني: ما سافر رسول الله صلى الله عليه و آله سفراً إلا صلّى ركعتين ركعتين حتّى يرجع، وإنّه أقام بمكة زمان الفتح ثماني عشرة ليلة يصلّي بالناس ركعتين ركعتين. قال أبي : وحدّثناه يونس بن محمّد بهذا الإسناد، وزاد فيه إلا المغرب، ثمّ يقول: يا أهل مكة، قوموا فصلّوا ركعتين أخريين، فإنّا سفر، ثمّ غزا حنيناً والطائف فصلّى ركعتين ركعتين، ثمّ رجع إلى جعرانة فاعتمر منها في ذي القعدة، ثمّ غزوت مع أبي بكر رضي الله تعالى عنه وحججت و اعتمرت فصلّى ركعتين ركعتين، ومع عمر رضي الله عنه فصلّى ركعتين ركعتين، - قال يونس إلا المغرب -، ومع عثمان رضي الله عنه صدر إمارته - قال يونس: ركعتين إلا المغرب -، ثمّ إنّ عثمان رضي الله عنه صلّى بعد ذلك أربعاً».

2738 - [431/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الأعلى، عن يونس ، عن الحسن، عن عمران بن حصين:

«أن رسول الله صلى الله عليه و آله كان في مسير، فعرسوا فناموا عن صلاة الصبح ، فلم يستيقظوا حتّى طلعت الشمس ، فلمّا ارتفعت وانبسطت أمر إنساناً فأذّن، فصلّوا الركعتين، فلمّا حانت الصلاة صلّوا». (1)

ص: 214


1- توضيح: وقد مرّ الكلام فيه في تعليقتنا على حديث رقم 346 فراجع

2739 - [432/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا خالد، عن رجل، عن مطرف بن الشخير، عن عمران بن حصين قال:

«صلّيت خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ذكّرني صلاة صلّيتها مع رسول الله صلى الله عليه و آله هو الخليفتين، قال: فانطلقت فصلّيت معه، فإذا هو يكبّر كلما سجد، وكلما رفع رأسه من الركوع، فقلت: يا أبا نجيد من أوّل من تركه؟ قال: عثمان بن عفان رضي الله عنه حين كبِر وضعف صوته تركه».

2740 - [433/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب الخفاف، عن سعيد، عن حسين المعلم - قال: وقد سمعته من حسين - عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين قال:

«كنت رجلاً ذا أسقام كثيرة، فسألت رسول الله صلى الله عليه و آله عن صلاتي قاعداً؟ قال: صلاتك قاعداً على النصف من صلاتك قائماً، وصلاة الرجل مضطجعاً على النصف من صلاته قاعداً».

2741 - [433/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الوهاب، أنبأنا محمّد بن الزبير، عن أبيه، عن رجل، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال:

«لا نذر في غضب، وكفّارته كفّارة اليمين».

2742 - [4 / 434] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن الحسن بن ذكوان قال: حدّثني أبو رجاء قال: حدّثني عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«يخرج من النار قوم بشفاعة محمّد صلى الله عليه و آله فيسمون الجهنميين».

2743 - [4 / 434] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، عن عوف، حدّثنا أبو رجاء، حدّثني عمران بن حصين قال:

«كنّا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه و آله ، وإنا أسرينا حتّى إذا كنا في آخر الليل وقعنا تلك

ص: 215

الوقعة، فلا وقعة أحلى عند المسافر منها، قال: فما أيقظنا إلا حر الشمس... إلى أن قال: فدعا بالوضوء فتوضّأ، ونودي بالصلاة فصلّى بالناس، فلمّا انفتل من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصلّ مع القوم، فقال: ما منعك يا فلان أن تصلّي مع القوم؟ فقال: يا رسول الله أصابتني جنابة، ولا ماء، قال رسول الله صلى الله عليه و آله : عليك بالصعيد، فإنّه يكفيك ثمّ سار رسول الله صلى الله عليه و آله ، فاشتكى إليه الناس العطش، فنزل فدعا فلاناً - كان يسميه أبو رجاء ونسيه عوف - ودعا علياً رضي الله تعالى عنه، فقال: اذهبا فابغيا لنا الماء، قال: فانطلقا فيلقيان (1) امرأة بين مزادتين - أو سطيحتين - من ماء على بعير لها، فقالا لها أين الماء؟ فقالت: عهدي بالماء أمس هذه الساعة، ونفرُنا خُلُوف، قال: فقالا لها: انطلقي إذاً، قالت: إلى أين؟ قالا: إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، قالت: هذا الذي يقال له: الصبائي (2)، قالا: هو الذي تعنين، فانطلقي إذاً، فجاءا بها إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، فحدّثاه الحديث، فاستنزلوها، من بعيرها، ودعا رسول الله صلى الله عليه و آله بإناء فأفرغ فيه من أفواه المزادتين - أو السطيحتين - وأوكأ أفواههما، فأطلق العزالي، ونودي في الناس أن اسقوا واستقوا، فسقي من شاء، واستقى من شاء، وكان آخر ذلك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء، فقال: اذهب فأفرغه عليك قال: وهي قائمة تنظر ما يفعل بمائها، قال: وأيم الله، لقد أقلع عنها وأنّه ليخيل إلينا أنّها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : اجمعوا لها، فجمع لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة، حتّى جمعوا لها طعاماً كثيراً وجعلوه في ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه و آله : تعلمين والله ما رزأناك من مالك شيئاً، ولكن الله عزّوجلّ هو سقانا.

قال: فأتت أهلها وقد احتبست عنهم، فقالوا: ما حبسك يا فلانة؟ فقالت: العجب

ص: 216


1- كذا وفي بعض المصادر: فلقيا
2- كذا وفي أغلب المصادر: الصابئ

لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له: الصبائي، ففعل بهائي كذا وكذا للذي قد كان فو الله إنّه لأسحر من بين هذه وهذه، وقالت بإصبعيها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى السماء - يعني السماء والأرض - أو أنّه لرسول الله صلى الله عليه و آله حقّاً، قال: وكان المسلمون بعد يغيرون على ما حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي فيه، فقالت يوماً لقومها ما أرى أنّ هؤلاء القوم يدعونكم عمداً، فهل لكم في الإسلام فأطاعوها، فدخلوا في الإسلام». (1)

2744 - [435/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا هشام، عن أبي قلابة عن أبي المهلب: أنّ عمران بن حصين حدّثه:

«أنّ امرأة أتت النبي صلى الله عليه و آله من جهينة حبلى من الزنا، فقالت: يا رسول الله، إني أصبت حداً فأقمه علّي ! قال: فدعا وليها، فقال: أحسن إليها، فإذا وضعت فائتني بها، ففعل فأمر بها فشُكّت عليها ثيابها، ثمّ أمر بها فرجمت، ثمّ صلّى عليها، فقال عمر رضي الله تعالى عنه : تصلّي عليها وقد زنت! فقال : لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله عزّوجلّ.

2745 - [4 / 436] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا خالد بن رباح قال: سمعت أبا السوار قال سمعت عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

ص: 217


1- السرى: تقدم المعنى في هامش حديث 1426. وقعنا تلك الموقعة: أي نمنا تلك النومة الثقيلة. السطيحة من جلدين والمزادة هي التي تفأم مجلد ثالث لتتسع. ونفرنا خلوف: أي رجالنا غيب. وأما قولها: الصابئ، فإنّ الصابئ عند العرب الذي قد خرج من دين إلى دين يقول: قد صبأت في الدين إذا خرجت منه ودخلت في غيره ولهذا كان المشركون يقولون للرجل إذا أسلم في زمان النبي صلى الله عليه و آله: قد صبا فلان. ولا أظن الصابئين سموا إلا من هذا، لأنهم فارقوا دين اليهود والنصارى وخرجوا منهما إلى دين ثالث والله أعلم. العزالي: جمع العزلاء، وهو فم المزادة الأسفل فشبه اتساع المطر واندفاقه بالذي يخرج من فم المزادة. أشد ملأة: أي أشد أمتلاء. الصرم: أبيات من الناس مجتمعة وقيل: فرقة من الناس ليس بالقليل. توضيح: الحديث له صلة بما مرّ في تعليقتنا على حديث رقم 346 فراجع

«الحياء خير كله».

2746 - [4 / 436] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى، حدّثنا عمران القصير، حدّثنا أبو رجاء، عن عمران بن حصين قال:

«نزلت آية المتعة في كتاب الله تبارك وتعالى، وعملنا بها مع رسول الله صلى الله عليه و آله ، فلم تنزل آية تنسخها، ولم ينه عنها النبي صلى الله عليه و آله حتّى مات».

2747 - [4 / 436] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشعبي، عن أبي قلابة، عن سمرة بن جندب وعمران بن حصين قالا:

«ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه و آله خطبة إلا أمرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة».

2748 - [436/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد، أنبأنا هشام، عن محمّد، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«من حلف على يمين كاذبة مصبورة متعمداً فليتبوأ بوجهه مقعده من النار».

2749 - [4 / 437] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق وعفان المعني وهذا الحديث عبد الرزاق قالا: حدّثنا جعفر بن سليمان قال: حدّثني يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال:

«بعث رسول الله صلى الله عليه و آله سرية، وأمر عليهم علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، فأحدث شيئاً في سفره، فتعاهد - قال عفان: فتعاقد - أربعة من أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله أن يذكروا أمره لرسول الله صلى الله عليه و آله ، قال : عمران وكنّا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله صلى الله عليه و آله فسلمنا عليه، قال: فدخلوا عليه، فقام رجل منهم فقال: يا رسول الله، إن علياً فعل كذا ،وكذا، فأعرض عنه، ثمّ قام الثاني فقال: يا رسول الله ، إنّ علياً فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثمّ قام الثالث فقال: يا رسول الله، إنّ عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثمّ قام الرابع فقال: يا رسول الله، إنّ علياً فعل كذا وكذا، قال: فأقبل رسول الله صلى الله عليه و آله على الرابع وقد

ص: 218

تغير وجهه فقال: دعوا علياً، دعوا علياً، إنّ علياً مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي».

2750 - [4 / 438] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد، أنبأنا حميد عن الحسن عن عمران بن حصين أنّه قال:

«تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله ، فلم ينهنا رسول الله صلى الله عليه و آله بعد ذلك عنها، ولم ينزل من الله عزّوجلّ فيها نهي».

2751 - [4 / 438] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا شعبة، عن الفضل بن فضالة - رجل من قيس - حدّثنا أبو رجاء العطاردي قال:

«خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف من خز لم نره عليه قبل ذل ولا بعده، فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال: من أنعم الله عزّوجلّ عليه نعمة، فإنّ الله عزّوجلّ يجب أن يرى أثر نعمته على خلقه».

وقال روح ببغداد: يجب أن يرى أثر نعمته على عبده.

2752 - [439/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عفان، حدّثنا بشر بن المفضل، حدّثنا يونس بن عبيد ، عن محمّد بن سيرين، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين: أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ أخاكم النجاشي قد مات، فقوموا فصلّوا عليه، قال: فقمنا فصففنا عليه كما نصف على الميت، وصلّينا عليه كما نصلّي على الميت»

2753 - [439/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حاجب ابن عمر، حدّثنا الحكم بن الأعرج: أنّ عمران بن حصين قال:

«ما مسست فرجي بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه و آله».

2754 - [439/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، حدّثنا الحارث بن عمير، عن حميد الطويل، عن الحسن، عن عمران بن حصين: أنّ

ص: 219

لنبي صلى الله عليه و آله قال:

«لا جلب، ولا جنب، ولا شغار في الإسلام، ومن انتهب فليس منّا». (1)

2755 - [439/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن كثير أخو سليمان بن كثير، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن عوف، عن أبي رجاء العطاردي، عن عمران:

«أنّ رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه و آله فقال : السلام عليكم، فردّ عليه، ثمّ جلس، فقال: عشر، ثمّ جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فردّ عليه ثمّ جلس، فقال: عشرون ثمّ جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فردّ عليه ثم جلس، فقال: ثلاثون». (2)

2756 - [4 / 440] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن علي بن زيد قال: سمعت أبا نضرة قال:

«مرّ على مسجدنا عمران بن حصين، فقمت إليه فأخذت بلجامه، فسألته عن الصلاة في السفر؟ فقال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله في الحجّ، فكان يصلّي ركعتين، حتّى ذهب وأبو بكر ركعتين، حتّى ذهب وعمر ركعتين، حتى ذهب وعثمان ست سنين أو ثمان، ثمّ أتم الصلاة يمنى أربعا».

2757 - [4 / 442] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن، عن عمران بن حصين: أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«لا أركب الأرجوان، ولا ألبس المعصفر ، ولا ألبس القميص المكفف بالحرير قال: وأومأ الحسن إلى جيب قميصه وقال: ألا وطيب الرجال ريح لا لون له، ألا وطيب النساء لون لا ريح له».

ص: 220


1- الجلب : تقدم المعنى في هامش حديث 1637 . الجنب: تقدم المعنى في هامش حدیث 1637 . والشغار: تقدم المعنى في هامش حديث 822 .
2- أراد بالعشر: أي عشر حسنات وهي أجر من رد السلام

27582 - [443/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثني أبي، حدّثنا حسين، عن ابن بريدة وعفان، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا حسين المعلم، حدّثني عبد الله بن بريدة قال: حدّثني عمران بن حصين - قال: وكان رجلاً مبسوراً - قال:

«سألت رسول الله صلى الله عليه و آله، عن الصلاة والرجل قاعد؟ فقال: من صلّى قائماً ، فهو أفضل، ومن صلّى قاعداً فله نصف أجر القائم، ومن صلّى نائماً فله نصف أجر القاعد». (1)

2759 - [445/4] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمل، حدّثنا حماد بن زيد، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن عمران بن حصين قال:

«نزل القرآن وسنّ رسول الله صلى الله عليه و آله السنن، ثمّ قال: اتبعونا، فو الله إن لم تفعلوا تضلوا».

2760 - [4 / 446] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حرب، حدّثنا يحيى: أنّ أبا قلابة حدّثه: أنّ أبا المهلب حدّثه : أنّ عمران بن حصين حدّثه : أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

«إنّ أخاكم النجاشي توفي فصلّوا عليه، قال: فصف رسول الله صلى الله عليه و آله و صففنا خلفه، فصلّى عليه، وما نحسب الجنازة إلا موضوعة بين يديه».

المنتخب من حديث حكيم بن معاوية البهزي

2761 - [4 / 446] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الله بن الحارث، حدّثني شبل بن عباد وابن أبي بكير - يعني يحيى بن أبي بكير - حدّثنا شبل بن عباد

ص: 221


1- میسورا: أي كان به البواسير

المعني قال: سمعت أبا قزعة يحدّث، عن عمرو بن دينار، يحدّث، عن حكيم بن معاوية البهزي، عن أبيه: أنّه قال للنبي صلى الله عليه و آله :

«إني حلقت هكذا - ونشر أصابع يديه - حتّى تخبرني ما الذي بعثك الله تبارك وتعالى به؟ قال: بعثني الله تبارك وتعالى بالإسلام قال: وما الإسلام؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، أخوان ،نصيران لا يقبل الله عزّوجلّ من أحد توبة أشرك بعد إسلامه، قال: قلت: يا رسول الله ما حق زوج أحدنا عليه ؟ قال تطعمها إذا أكلت، وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت... الحديث».

2762 - [4 / 447] حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ، حدّثنا يزيد، أنبأنا شعبة، عن أبي قزعة، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه و آله قال:

«سأله رجل: ما حق المرأة على الزوج ؟ قال: تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسبت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت».

يقول الفقير إلى الله الغني شير محمّد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: هذا آخر ما انتخبته من الجزء الرابع من الطبعة الأولى من مسند الإمام - أحد أئمة القوم - أبي عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني المروزي أثابه الله تبارك وتعالى، واتفق لي الفراغ بتأييد الله وحسن توفيقه في الرابع عشر من شهر جمادى الأولى من سنة 1377 سبع وسبعين بعد الثلاثمائة والألف بمشهد سيّدي ومولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه وعلى من يتولاه ويحبه أفضل الصلاة والسلام والتحية والإكرام ما دام الليالي والأيام، وقد كنت قبل ذلك انتخبت من الجزء الخامس والسادس من الطبعة الأولى، والحمد لله أولاً وآخراً.

ص: 222

فهرس الكتاب

ص: 223

ص: 224

فهرس الكتاب

مقدمة ... 3

المنتخب من مسند المدنيين ...5

المنتخب من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام ... 7

المنتخب من حديث قيس بن أبي غرزة ... 8

المنتخب من حديث حذيفة بن أسيد ... 8

المنتخب من حديث عقبة بن الحارث ... 9

المنتخب من حديث أوس بن أبي أوس الثقفي ... 9

المنتخب من حديث أبي رزين العقيلي ... 11

المنتخب من حديث سلمان بن عامر ...11

المنتخب من حديث قرة المزني ...12

المنتخب من حديث هشام بن عامر الأنصاري ... 13

المنتخب من حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي ... 14

المنتخب من حديث طلق بن علي ... 16

المنتخب من حديث علي بن شيبا ... 17

ص: 225

المنتخب من حديث الأسود بن سريع ... 17

المنتخب من حديث عمر بن أبي سلمة ... 18

المنتخب من حديث عبد الله بن أمية ... 19

المنتخب من حديث أبي سلمة بن عبد الأسد ... 19

المنتخب من حديث أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري ... 20

المنتخب من حديث أبي شريح الخزاعي ... 23

المنتخب من حديث رجل من أهل المدينة ... 25

المنتخب من حديث يوسف بن عبد الله بن سلام ... 25

حديث عبد الرحمن بن يزيد ... 26

حديث بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و آله ... 26

حديث ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله ... 26

المنتخب من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازني ... 26

المنتخب من حديث أبي بردة بن نيار ... 27

حديث سلمة بن الأكوع ... 28

المنتخب من حديث السائب بن خلاد بن أبي سهلة ... 29

المنتخب من حديث خفاف بن أيماء بن رحضة الغفاري ... 30

حدیث الوليد بن الوليد ... 31

المنتخب من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي ... 31

المنتخب من حديث أبي عياش الزرقي ... 32

حديث عمرو بن القاري ... 33

ص: 226

المنتخب من حديث من شهد النبي صلى الله عليه و آله ... 33

المنتخب من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله ... 34

حديث رجل من بني هلال ... 34

حديث رجل خدم النبي صلى الله عليه و آله ... 35

حديث إنسان من الأنصار ... 35

حدیث شيخ من بني مالك بن كنانة ... 35

حديث فلان بن حارثة الأنصاري ... 36

حديث رجل أدرك النبي صلى الله عليه و آله ... 36

حديث رجل من بني يربوع ... 36

حديث أبي تميمة عن رجل من قومه ... 37

المنتخب من حديث رجال يتحدّثون عن النبي صلى الله عليه و آله ... 37

حديث بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله ... 38

حدیث رجل ... 38

المنتخب من حديث أسد بن كرز جد خالد القسري ... 39

حديث رسول قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ... 39

حديث ابن عبس شيخ أدرك الجاهلية ... 41

المنتخب من بقية حديث أبي الغادية الجهني ... 41

المنتخب من حديث ضرار بن الأزور ... 42

حدیث یونس بن شداد ... 43

حديث ابن حازم عن علي بن حسين ... 43

ص: 227

حديث جد أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص ... 43

حديث الفاكه بن سعد ... 44

المنتخب من حديث جبير بن مطعم ... 44

المنتخب من حديث عبد الله بن المغفل المزني ... 47

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن الأزهر ... 49

المنتخب من مسند الشاميين ... 51

المنتخب من حديث خالد بن الوليد ... 53

المنتخب من حديث ذي محمر الحبشي ... 54

حديث معاوية بن أبي سفيان ... 55

المنتخب من حديث تميم الداري ... 60

المنتخب من حديث مسلمة بن مخلد ... 61

المنتخب من حديث أبي جمعة حبيب بن سباع ... 62

المنتخب من حديث واثلة بن الأسقع ... 62

المنتخب من حديث رويفع بن ثابت الأنصاري ... 64

المنتخب من حديث عمرو بن عبسة ... 66

المنتخب من بقية حديث زيد بن خالد الجهني ... 67

المنتخب من بقية حديث أبي مسعود البدري الأنصاري ... 69

المنتخب من حديث شداد بن أوس ... 72

المنتخب من حديث العرباض بن سارية ... 75

حديث الحارث الأشعري ... 77

ص: 228

المنتخب من حديث المقدام بن معد يكرب الكندي ... 78

المنتخب من حديث أبي الأحوص ... 81

المنتخب من حديث رافع بن خديج ... 81

المنتخب من حديث عقبة بن عامر الجهني ... 82

المنتخب من حديث يزيد بن الأسود العامري ... 91

المنتخب من حديث عياض بن حمار المجاشعي ... 91

المنتخب من حديث حبشي بن جنادة السلولي ... 91

المنتخب من حديث أبي عبد الملك بن المتهال ... 93

المنتخب من حديث عبد المطلب بن ربيعة ... 93

المنتخب من حديث المطلب ... 95

حدیث سفيان بن وهب الخولاني ... 95

حديث حبان بن بح الصدائي ... 95

المنتخب من حديث يعلى بن مرة الثقفي ... 96

المنتخب من حديث سراقة بن مالك بن جشعم ... 99

المنتخب من حديث عتبة بن عبد السلمي أبي الوليد ... 101

المنتخب من حديث عمرو بن خارجة ... 101

المنتخب من حديث عبد الله بن بسر المازني ... 102

المنتخب من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي ... 102

المنتخب من حديث عدي بن عميرة الكندي ... 102

المنتخب من حديث أبي ثعلبة الخشني ... 104

ص: 229

المنتخب من حديث عمرو بن العاص ... 105

المنتخب من بقية حديث عمرو بن العاص ... 108

المنتخب من حديث الأغر المزني ... 109

المنتخب من حديث أبي سعيد بن المعلى ... 109

حديث أبي سعيد بن أبي فضالة ... 110

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن غنم الأشعري ... 110

المنتخب من حديث المستورد بن شداد ... 111

المنتخب من حديث أبي كبشة الأنماري ... 111

المنتخب من حديث فيروز الديلمي ... 112

حديث شرحبيل بن أوس ... 113

المنتخب من حديث كعب بن مرّة السلمي أو مرّة بن كعب ... 113

حدیث مولى لرسول الله صلى الله عليه و آله ... 113

المنتخب من أوّل مسند الكوفيين ... 115

المنتخب من حديث صفوان بن عسّال المرادي ... 117

المنتخب من حديث كعب بن عجرة ... 118

المنتخب من حديث المغيرة بن شعبة ... 121

المنتخب من حديث عدي بن حاتم الطائي ... 125

حديث رجل ... 128

حديث رجل آخر ... 128

حديث رجل من المهاجرين ... 129

ص: 230

المنتخب من حديث عروة بن مضرس الطائي ... 129

المنتخب من حديث ابن صفوان الزهري ... 130

المنتخب من حديث سليمان بن صرد ... 130

المنتخب من بقية حديث عمّار بن ياسر رضي الله تعالى عنه ... 130

المنتخب من حديث حنظلة الكاتب الأسيدي ... 133

المنتخب من حديث النعمان بن بشير ... 134

حديث الحارث بن ضرار الخزاعي ... 138

المنتخب من حديث البراء بن عازب ... 139

المنتخب من حديث نبيط بن شريط ... 155

المنتخب من حديث حارثة بن وهب ... 155

المنتخب من حديث عمرو بن حريث ... 157

حديث سعيد بن حريث ... 157

المنتخب من حديث عبد الله بن يزيد الأنصاري ... 157

المنتخب من حديث أبي جحيفة ... 157

المنتخب من حديث عبد الرحمن بن يعمر ... 158

حديث عطية القرضي ... 159

حديث صخر بن عيلة ... 159

المنتخب من حديث عبد الله بن عكيم ... 159

المنتخب من حديث طارق بن سويد ... 160

المنتخب من حديث خداش أبي سلامة ... 160

ص: 231

حديث دحية الكلبي ... 160

المنتخب من حديث رجل ... 161

المنتخب من حديث جندب البجلي ... 161

المنتخب من حديث رجل ... 161

المنتخب من حديث طارق بن شهاب ... 162

حديث رجل ... 162

حديث سويد بن غفلة عن مصدّق النبي صلى الله عليه و آله ... 163

المنتخب من حديث وائل بن حجر ... 163

المنتخب من حديث عمّار بن ياسر ... 164

المنتخب من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم ... 166

حدیث خريم بن عمرو السعدي ... 170

المنتخب من حديث خادم النبي صلى الله عليه و آله ... 171

المنتخب من حديث رفاعة بن رافع الزرقي ... 171

حديث رافع بن رفاعة ... 173

حديث ابني قريضة ... 173

المنتخب من حديث ربيعة بن عباد الديلي ... 174

حديث عبد الله بن أسلم مولى النبي صلى الله عليه و آله ... 174

حديث مالك بن عمرو القشيري ... 174

المنتخب من حديث خريم بن فاتك الأسدي ... 175

المنتخب من حديث أنس بن مالك ... 175

ص: 232

المنتخب من حديث عيسى بن يزداد بن فساءة ... 176

المنتخب من حديث أبي ليلى بن عبد الرحمن ... 176

المنتخب من حديث أبي عبد الله الصنابحي ... 176

المنتخب من بقية حديث عبد الله بن أبي أوفى ... 177

المنتخب من حديث جرير بن عبد الله ... 178

المنتخب من حديث زيد بن أرقم ... 181

المنتخب من حديث عروة بن أبي الجعد البارقي ... 188

المنتخب من بقية حديث عدي بن حاتم الطائي ... 189

المنتخب من بقية حديث عبد الله بن أبي أوفى ومعاذ بن جبل ... 190

المنتخب من بقية حديث عبد الله بن أبي أوفى ... 191

المنتخب من حديث أبي قتادة الأنصاري ... 193

تمام حديث صخر الغامدي ... 193

المنتخب من حديث عمرو بن عبسة ... 193

المنتخب من حديث الشريد بن سويد الثقفي ... 195

المنتخب من حديث أبي موسى الأشعري ... 196

المنتخب من مسند البصريين ... 205

المنتخب من حديث أبي برزة الأسلمي ... 207

المنتخب من حديث عمران بن حصين ... 210

المنتخب من حديث حكيم بن معاوية البهزي ... 221

فهرس الکتاب ... 223

ص: 233

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.