مالک الأشتر قاضياً و حاکماً

هوية الکتاب

مالك الأشتر (رضی الله عنه) قاضياً وحاكماً إطلالة تاريخية على الجانب القضائي

رقم الإيداع في دار الكتب والوثائق العراقية 4199 لسنة 2017

تأليف د. هدي علي حيدر

العتبة الحسينية المقدسة الطبعة الأولى 1439 ه - 2017 م العراق - كربلاء المقدسة

ص: 1

اشارة

رقم الإيداع في دار الكتب والوثائق العراقية 4199 لسنة 2017

ص: 2

سلسلة دراسات في عهد الإمام علي (علیه السلام) لمالك الأشتر (رضی الله عنه) (21) وحدة الدراسات القانونية مالك الأشتر (رضی الله عنه) قاضياً وحاكماً إطلالة تاريخية على الجانب القضائي تأليف د. هدي علي حيدر

ص: 3

جميع الحقوق محفوظة العتبة الحسينية المقدسة الطبعة الأولى 1439 ه - 2017 م العراق - كربلاء المقدسة - مجاور مقام علي الأكبر عليه السلام مؤسسة علوم نهج البلاغة هاتف: 07728243600 - 07815016633 الموقع الألكتروني: www.inahj.org الإيميل: Info@ Inahj.org

ص: 4

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة المؤسسة

الحمد لله على ما أنعم وله الشكر بما ألهم والثناء بما قدم من عموم نعمٍ ابتدأها وسبوغ آلاء أسداها والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرین.

أما بعد:

فإن من أبرز الحقائق التي ارتبطت بالعترة النبوية هي حقيقة الملازمة بين النص القرآني والنص النبوي ونصوص الأئمة المعصومين (علیه السلام).

وإنّ خير ما يُرجع إليه في المصادیق لَحديث الثقلين «كتاب الله وعترتي أهل بيتي» هو صلاحية النص القرآني لكل الأزمنة متلازماً مع صلاحيّة

ص: 5

النصوص الشريفة للعترة النبوية لكل الأزمنة.

وما كتاب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) لمالك الأشتر (رضی الله عنه) إلا أنموذجٌ واحدٌ من بين المئات التي زخرت بها المكتبة الإسلامية التي اكتنزت في متونها الكثير من الحقول المعرفية مظهرة بذلك احتياج الإنسان إلى نصوص الثقلين في كل الأزمنة.

من هنا:

ارتأت مؤسسة علوم نهج البلاغة أن تخصص حقلاً معرفياً ضمن نتاجها المعرفي التخصصي في حياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) وفكره، متّخذة من عهده الشريف إلى مالك الأشتر (رضی الله عنه) مادة خصبة للعلوم الإنسانية التي هي أشرف العلوم ومدار بناء الإنسان

ص: 6

وإصلاح متعلقاته الحياتية وذلك ضمن سلسلة بحثية علمية والموسومة ب (سلسلة دراسات في عهد الإمام علي (علیه السلام) لمالك الأشتر (رحمه الله)، التي يتم إصدارها بإذن الله تباعاً، حرصاً منها على إثراء المكتبة الإسلامية والمكتبة الإنسانية بتلك الدراسات العلمية التي تهدف إلى بيان أثر هذه النصوص في بناء الإنسان والمجتمع والدولة متلازمة مع هدف القرآن الكريم في إقامة نظام الحياة الآمنة المفعمة بالخير والعطاء والعيش بحرية وكرامة.

وكان البحث الموسوم ب (مالك الأشتر رضوان الله عليه قاضياً وحاکماً اطلالة تاريخية على الجانب القضائي) الذي حاولت الباحثة فيه الكشف عن المراحل التاريخية التي مرّ بها القضاء الإسلامي متخذةً من العهد الشريف

ص: 7

طريقاً لها في بيان الأسس التي ينبغي أن يكون عليها القضاء و كذلك الصفات التي يجب أن يتحلّى بها القضاة.

فجزى الله الباحثة خير الجزاء فقد بذلت جهدها وعلى الله أجرها، والحمد لله رب العالمين.

السيد نبيل الحسني الكربلائي رئيس مؤسسة علوم نهج البلاغة

ص: 8

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص البحث:

هذه الدراسة هي صفحة من صفحات التاريخ الإسلامي، التي تتناول سيرة أحد رجال الإسلام من القرن الأول الهجري وما قبله، هو (مالك بن الحارث الأشتر)، لإظهار صورة جلية لما غمض من شخصيته وما التبس على الكثير من الكتَاب.

إنّ الأمم المتقدّمة تفتخر بأمجادها ورموزها التاريخية، وتطرز أسماءهم في أقباس من التمجيد، ليستمدوا من أفكارهم العظات والعبر نحو العُلى، ويبنون حضارتهم فوق التراكمات الأزلية،

ص: 9

لما تبقى من أمجادهم.

وتاريخ الأمة الإسلامية حافل بسيَرِ العظماء والعلماء والأبطال، الذين يجب استحضارهم في محاولة جادة لاستذكار الماضي واستنباط العبر والدروس منه، وذلك من أجل فهم الحاضر على حقيقته وتجاوز الأخطاء استعداداً للمستقبل واللحاق بما سبق من الأمم من التقدم والحضارة.

وتحديداً، أن التاريخ العربي الإسلامي يمتاز بتراجم جمّة من الرجال العظام، الذين ثبَّتوا دعائم الحضارة الإسلامية، وأرسوا أفكاراً نيَرة، وتجاوبوا مع الأمم الأخرى، وحاوروا حضارتها، وأخذوا ما ينمي حضارتهم مما يصلح منه، فنهضوا بحضارة واعدة على مرور الزمن وتعاقب الأجيال دون الالتفات إلى العرق أو

ص: 10

اللون أو الجنس.

وأحد رجالات الإسلام هو (مالك بن الحارث الأشتر) کسياسي بارز، وشجاع شهد له العدو قبل الصديق بذلك، وشاعراً فحلاً وخطيباً بليغاً، دخل التاريخ الإسلامي بكل عنفوان، فكان جبلاً شامخاً وصخراً صلداً، كما وصفه الإمام (علي بن أبي طالب (عليه السلام).

وإنّ (مالك الأشتر) أدرك الجاهلية والإسلام فهو من المخضرمين، وأسلم على حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وحسن إسلامه.

كانت هناك علاقة ودية تربط بين (مالك الأشتر) والإمام (علي بن أبي طالب (عليه السلام) عندما كان والياً على اليمن، وذلك في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).

ومن جملة إنجازاته السياسية، كان (مالك

ص: 11

الأشتر) حكماً وقاضياً بين أهل العراق وأهل الشام، إذ رُشح لشغل القضاء من لدن الإمام (علي بن أبي طالب) (عليه السلام)، غير أن بعضاً من أهل العراق - الذين صاروا من الخوارج فيما بعد - رفضوا ذلك.

ولادته:

إن العرب في الجاهلية لم يكن يعنيهم تثبیت تواريخ لميلادهم أو وفياتهم، إذ لم يكن هناك تدوین، بل توجد مناسبات أو حوادث يشار إليها في هذا الصدد؛ ومالك الأشتر، لم يكن قد اشتهرت سمعته قبل الإسلام، حتی یذکر مولده

ص: 12

في مناسبة معينة كحرب البسوس أو عام الفيل أو غير ذلك.

ولكن هناك ومضات وإشارات للتحديد التقريبي لولادته، لقد كانت ولادته قبل الإسلام لأسباب عدة منها: في معركة الجمل يذكر ذلك في شعره على أنه شیخاً غير متماسك الأعضاء، فعندما قدم على عائشة بعد المعركة، عتبت عليه في مصارعته لابن أختها، أسماء، عبد الله بن الزبير، فقال في شعر له:

فنجاه مني في أكله *** وشبابه وأني شيخ لم أكن متماسكاً.

وبما أن عبد الله بن الزبير كان عمره آنذاك ست وعشرين سنة، لأنه ولد في سنة الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة، وحرب الجمل وقعت في سنة ستة وثلاثون للهجرة، فلابد من أن

ص: 13

یکون مولد مالك الأشتر قبل البعثة النبوية بأكثر من عشرين سنة، حتى يبلغ من العمر ما يضاف إليه من سنة البعثة إلى حرب الجمل، فیکون ما يقارب السبعين حتى يكون غير متماسك.

وعليه إن مالك الأشتر كانت ولادته قبل البعثة النبوية، وإنه ولد قبل عقدين من البعثة على أقل تقدير، علاوةً على ذلك، إنه كان معروفاً ومشهوراً في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفي عهد (أبي بكر الصديق)؛ وبالتالي فإن الأشتر كان مخضرماً وأنّه أدرك الجاهلية والإسلام.

نسبه:

ينسب مالك الأشتر إلى جده النخع واسمه (جسر)؛ وكما جاء في الموارد التاريخية: «مالك بن الحارث ابن عبد يغوث بن سلمة بن ربيعة

ص: 14

بن الحارث بن خزيمة بن سعد ابن مالك بن - النخع»(1).

وورد أيضاً عن نسبه: نفس سلسلة النسب الواردة، غير أن (سلمة) صححه أحد المؤرخين إلى (مسلمة) الجد الرابع وأسقط (الحارث الثاني)(2).

وابن سعد أورد في كتابه أيضاً عن سلسلة نسبه مع تسمية الجد الرابع (مسلمة) بدلاً من سلمة)(3).

ص: 15


1- ابن حزم، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد (ت 456 ه): جمهرة أنساب العرب، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مط. دار المعارف، (القاهرة: 1962 م)، ص 415
2- المرزباني، أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسی (ت 374 ه): معجم الشعراء، تحقيق: عبد الباري أحمد، مط. دار إحياء الكتاب العربي، ط 2، (لبنان: 1960 م)، ص 266
3- ابن سعد، محمد بن سعيد: الطبقات الکبری، تحقیق: علي محمد عمر، مط. مكتبة الخانجي، (القاهرة: 2001 م)، ج 8، ص 332؛ وللتفصيل أكثر حول مواطن التشابه والاختلاف في سلسلة نسب مالك الأشتر. ينظر: ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله بن محمد (ت 655 ه / 1250 م): نهج البلاغة، مط. دار الفكر، (بیروت: د.ت)، ج 15، ص 74؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي (ت 825 ه): الإصابة في تمييز الصحابة، مط. دار إحياء التراث، (بیروت: د.ت)، ص 482؛ ابن دريد الأزدي، أبو بكر بن الحسين: الاشتقاق، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مط. مكتبة المثنی، ط 2، (بغداد: 1979 م)، ص 404؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي (ت 825 ه): تهذيب التهذیب، مط. دار إحياء التراث، بیروت: 1993 م)، ج 5، ص 354

اسمه:

هو مالك بن الحارث بن يغوث بن مسلمة إلى جده النخع، وهذا الاسم مشهور عند العرب سواء العدنانية أو القحطانية، ومنهم مالك بن النضر، ومالك بن ربيعة، ومالك بن أدد

ص: 16

وغيرهم. ولقد اشتهر مالك ب (الأشتر) حتی کاد أن يطغى على اسمه الحقيقي ولا يعرف إلا به(1).

كنيته:

لمالك الأشتر کنية واحدة، وهو أبو إبراهيم، وإبراهيم هذا هو إبراهيم ابن مالك الأشتر، والمشهور ب (ابن الأشتر)(2).

ومن حق مالك أن يكنى بأبي إبراهيم، لما له من مواقف معروفة وشجاعة وبسالة منقطعة النظير، فقال في حقه ابن خلدون(3): هو

ص: 17


1- الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 3، ص ص 285 - 300؛ ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص 415؛ المرزباني، معجم الشعراء، ص ص 165 - 270
2- حسون، نجاح عبيد: إبراهيم بن الأشتر الدراسة في سيرته، د.مط، (د.م: 2006 م)، ص ص 8 - 15
3- ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد (ت 808 ه / 1405 م): تاریخ ابن خلدون، مط. دار الكتب اللبنانية، (بیروت: 1966 م)، ج 1، ص 81

إبراهيم ابن الأشتر سيد النخع وفارسها وقتل مع مصعب بن الزبير سنة اثنين وسبعين. ويناديه البعض بأبي إبراهيم احتراماً وتبجيلاً له، بوصفه أميراً وقائداً.

ألقابه:

أ. لقب الأشتر:

أما لقب الأشتر، فقد جاء: «الشتر انشقاق جفن العين، وبه سمي الأشتر النخعي»(1).

وعن رواية شتر عين مالك: الأولى: أن عينه شترت في حروب الردة في عهد أبي بكر، وفي جهاده عن الإسلام، عندما ضربه أبو مسيلمة على رأسه؛ والثانية: ذكر أن عينه شترت في وقعة اليرموك، عند مبارزته لرجل مشرك من الروم، وقتله،

ص: 18


1- ابن دريد الأزدي، الاشتقاق، ص 297

وقيل: «ضربه رجل من أياد يوم اليرموك على رأسه فسالت الجراحة قيحاً إلى عينه فشترته..»(1).

وورد أيضاً: «الأشتر النخعي ذهبت عينه يوم اليرموك»(2).

ب. لقب بكبش العراق:

الكبش في اللغة: «الكبش واحد، والأكباش جمع و كبش القوم سيدهم»(3).

أما مناسبة لقب مالك بالكبش، فلقد جاء في وقعة صفين، إذ ورد أنه نادي رجل من أهل

ص: 19


1- المرزباني، معجم الشعراء، ص 263
2- ابن قتيبة الدينوري، أبو محمد عبد الله بن سلم (ت 289 ه / 901 م): المعارف، تحقيق: ثروت عكاشة، د. مط، (طهران: 1415 ه)، ص 586
3- الرازي، محمد أبي بكر قادر (ت 666 ه/ 1245 م): مختار الصحاح، مط. دار الكتاب العربي، (د.م: 1981 م)، ص 562

الشام بشعر في سواد الليل سمعه الناس في قصيدة منها:

ثلاثة رهط هموا أهلها *** وأن يسكتوا تخمد الوقدة

سعيد بن قيس وكبش العرا *** ق وذاك المسود من كندة

وكبش العراق الأشتر، والمسود من كندة هو الأشعث بن قيس، وما قاله شاعر وقعة صفين النجاشي، وكان شاعر أهل العراق في حينها، عندما ردَّ الأشتر أهل الشام على أعقابهم، يقول(1):

ص: 20


1- المنقري، نصر بن مزاحم: وقعة صفين، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مط. المؤسسة العربية الحديثة، ط 2، (القاهرة: 1382 ه)، ص 260؛ ابن قتيبة الدينوري، أبو محمد عبد الله بن سلم (ت 289 ه / 901 م): الأخبار الطوال، تحقيق: عبد المنعم عامر وجمال الدين الشيال، مط. دار نشر أقتاب، (طهران: د.ت)، ص 147

دعونا له الكبش كبش العراق *** وقد خالط العسكر العسكر

فردَّ اللّواء على عقبه *** وحاز بحضوتها الأشتر.

شخصية مالك الأشتر والصفات التي تميز بها:

الرجل الشجاع الذي يفرض نفسه في كل موقف، وهو الذي لم ترد له راية أو ينكسر له جيش، ولقد أبدى في فتوحات الشام والعراق من بطولة فريدة، وفقد بسبب مبادئه النبيلة أعز ما يملك وهو عينه، والجود بالنفس أعلى غاية الجود(13)(1).

وكان مالك الأشتر من ذوي الصفات البدنية، التي هي من صفات الأبطال الشجعان، وكان

ص: 21


1- ابن أبي الحديد، نهج البلاغة، ج 1، ص ص 180 - 200

يدخل الرهبة في صفوف الأعداء بحماسته وقامته المديدة؛ ومثل هذه الشخصية كانت الفتوحات الإسلامية في الشام والعراق بحاجة إلى أمثالها، وذلك لتعزيز المواقف، ومواصلة الفتوحات، وإدخال الرهبة في صفوف الأعداء، الذين كانوا يتحاشون مبارزته، ويخافون من مجرد صوته(1).

وعن صفاته الشخصية، فلقد كان الأشتر مديد القامة، وهو من الجسامة والضخامة، بأنه يركب الفرس وقدماه تخطان الأرض لفرط طوله، مما يرهب الرجال والفرسان(2).

ص: 22


1- البلاذري، أبو الحسن أحمد بن يحيى بن جابر (ت 379 ه / 989 م): أنساب الأشراف، تحقيق: محمد عبد الله، مط. دار المعارف، (القاهرة: 1959 م)، ج 3، ص ص 39 - 45
2- ابن حبیب، ابن جعفر بن عمرو: المحبر، رواية أبي سعيد السكري، مط. المكتب التجاري للطباعة والنشر، (بیروت: د.ت)، ص 223

وكان مالك الأشتر فقئت عينه في حروب الردة أو اليرموك أو كلاهما وهو من العوران الأشراف؛ وعن صفات الأشتر في لباس الحرب، فقد أورد ذلك نصر ابن مزاحم في وقعة صفين بالقول: «عن الحر بن الصباح النخعي أن الأشتر كان يومئذ يقاتل على فرس له وفي يده صفيحة یمانية إذا طأطأها خلت فيها ماء منصباً فإذا رفعها كاد يغشى البصر شعاعها ويضرب بسيفه قدما وهو يقول: الغمرات ثم ينجلینا»(1).

شجاعة الأشتر:

امتاز الأشتر بالشجاعة، التي صارت من أساسيات شخصيته، وشهد له بها الأعداء قبل الأصدقاء؛ وقيل في ذلك: «لله در أم قامت عن

ص: 23


1- ابن حبیب، المحبر، ص 302؛ المنقري، وقعة صفين، ص 254

الأشتر لو أن إنساناً يقسم أن الله ما خلق في العرب ولا في العجم أحداً أشجع منه إلا أستاذه علي بن أبي طالب لما خشيت عليه الإثم ...»(1).

وورد: «... واقتل مالك الأشتر وعبد الله بن الزبير فاختلفا ضربتين ثم تعانقا حتی خرا إلى الأرض يعتركان فحجز بينهما أصحابهما وكان عبد الله بن الزبير يقول حين اعتنقا: اقتلوني ومالكاً، وكان الأشتر يقول اقتلوني وعبد الله، فيقال أن ابن الزبير لوقال اقتلوني والأشتر، وأن الأشتر لوقال اقتلوني وابن الزبير لقتلا جميعاً وأن الأشتر يقول ما سرني بإمساكه على أن يقول الأشتر حمر النعم وسواها»(2).

ثم يضيف البلاذري بقوله: «قيل لعائشة

ص: 24


1- ابن أبي الحديد، نهج البلاغة، ج 1، ص 185
2- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 39

هذا الأشتر يعارك عبد الله فقالت: وأثكل أسماء ووهبت لمن بشرها بسلامته مالاً»(1).

وشهد الأزدي بشجاعة الأشتر بقوله: «أن الأشتر كان من جلداء الرجال، ومن أشدائهم وأهل القوة منهم والنخوة، وأنه قتل في يوم اليرموك قبل أن ينهزموا أحدعشر رجلاً من بطارقتهم وقتل منهم ثلاثة مبارزة»(2).

وقيل ايضاً: «... شهد (الأشتر) الجمل وصفين وأبدى يومئذ عن شجاعة مفرطة..»(3).

هذه هي شخصية الأشتر الفذة وشجاعته

ص: 25


1- المصدر نفسه، ج 3، ص 39 - 45
2- الأزدي، محمد بن عبد الله البصري (ت 231 ه / 845 م): تاریخ فتوح الشام، تحقيق: عبد المنعم عامر، مط. مؤسسة سجل العرب، (القاهرة: 1969 م)، ص 210
3- ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 1، ص 482

المفرطة كما أوردتها المصادر الأساسية بكل حيادية وموضوعية.

الجانب القضائي:

القضاء:

القضاء في اللغة: «الحكم، والجمع: (الأقضية) والقضية مثله والجمع (القضايا) وقضى بمعنی يقضي بالكسر قضاء أي حكم»(1).

ومنه قوله تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ»(2).

والقضاء في الاصطلاح: (هو فصل الحكم بين الناس؛ قال تعالى: «وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ»(3).

ص: 26


1- الرازي، مختار الصحاح، ص 250 وما بعدها
2- سورة الشورى، الآية: 14
3- ابن خلدون، المقدمة، ص 220

وورد: «القضاء منصب الفعل في الناس في الخصومات حسماً للتداعي وقطعة للتنازع»(1).

كان للقضاء نواة عند العرب قبل الإسلام، ولما جاء الإسلام تولى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الفصل في الخصومات، ولقد تبين من الخلف الذي عقده بين المهاجرين والأنصار واليهود وغيرهم من المشركين، وجاء هذا الحلف کما ورد في الصحيفة من حدث أو شجار يخاف فساده فأن مرده إلى الله تعالى و إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).

اعتني الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بتنظيم القضاء في الدولة، وقد صار لزاماً على المسلمين جميعاً الرجوع إليه والتسليم بحكمه، قال تعالى: «فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُو

ص: 27


1- ابن خلدون، المقدمة، ص 220 - 222

كَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»(1).

وأصبح رجوع المسلمين من منازعاتهم وشجاراتهم إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من أولويات الإيمان مما أوجد عليه الصلاة والسلام فكرة القانون عن طريق التشريع الإسلامي إليهم، وأصبح جزءاً من حضارة الإسلام والتراث الفكري والتشريعي.

ولقد أرسل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الإمام (علي بن أبي طالب) (عليه السلام) قاضياً في اليمن، وكذلك معاذ بن جبل وجماعة من الصحابة.

وقد ذكر أحد المؤرخين: «ومن أهم الكتب في الإدارة والقضاء العهد الذي كتبه

ص: 28


1- سورة النساء، الآية: 65

الإمام علي للأشتر النخعي عامله في مصر ولو صح هذا العهد لكان من أحسن ما كتب في العالم»(1).

لقد كان تعيين القضاة من قبل الخليفة مباشرة، وأحياناً من قبل الوالي، إذا كانت ولايته هامة تشمل الصلاة والخراج والحرب والقضاء، ففي هذا الحالة يقر الخليفة التعيين(2).

والعرب قبل الإسلام، اعتمدوا على مصادر في أحكامهم المختلفة، وهي(3):

أ) الأعراف والتقاليد المستمدة في تجارتهم.

ب) الاحتكام إلى العرافين والكهان.

ص: 29


1- الناطور، شحاذة، النظم الإسلامية، ص 111
2- الناطور، شحاذة، النظم الإسلامية، ص 112
3- الشطاط، علي حسين: المدخل إلى تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، د. ط، (عان: د.ت)، ص ص 175 - 176

ج) الاحتكام بالقرعة.

أن النظر بالمظالم ورد حقوق المظلومين، وقد شهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في صغره مجلساً من هذا النوع، تحالف فيه القرشيون على نصرة من الظالم وهو ما يسمى بحلف الفضول(1).

وقد رشح الإمام (علي بن أبي طالب (عليه السلام) مالك الأشتر قاضياً وحكماً(2) عن أهل العراق في وقعة حطين، وهو دليل على

ص: 30


1- ابن هشام، أبو محمد عبد الله الحميري (ت 213 ه/ 828 م): السيرة النبوية، تحقيق: همام عبد الرحمن ومحمد عبد الله، مط. مكتبة المنار، ط 3، (الأردن: 1988 م)، ج 2، ص 50
2- ابن عبد ربه، شهاب الدين أحمد الأندلسي (ت 327 ه / 938 م): العقد الفريد، مط. دار هلال، بيروت: 1990 م)، ج 4، ص 145

علم مالك الأشتر بأحكام القرآن والسنة النبوية والاجتهاد، وهو ثقة لديه، لأن هذا المنصب من الخطورة بحيث يفصل بين طرفي النزاع ويقرر مصير الأمة الإسلامية؛ وورد: «كان يتولى القضاء قضاة مدنيون يعينهم الخليفة وكان هؤلاء مستقلين عن الأمراء.

وفضلاً عن ذلك، يقول الماوردي في شروط القاضي: لا يجوز أن يقلد القضاء إلا من تكاملت فيه شروطه التي يصح معها تقليده وينفذها حكمه، وهي(1):

أ) أن يكون رجلاً ويجمع بين صفتين الذكورية والبلوغ.

ب) العقل: فلا يولي القضاء الصبي أو

ص: 31


1- الماوردي، الأحكام السلطانية، ص 133؛ البدوي، إسماعيل إبراهيم، نظام القضاء الإسلامي، ص 247

المجنون.

ج) الحرية: لأن نقص العبد عن ولاية نفسه يمنع انعقاد ولايته على غيره.

د) الإسلام: لكونه شرطاً في جواز الشهادة؛ قال تعالى: «وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا»(1).

ه) السلامة في السمع والبصر ليصح بهما إثبات الحقوق ويفرق بين الطالب والمطلوب، ويميز المعروف من المنكر، لتميز له الحق من الباطل، ويعرف المحق من المبطل.

وكان القضاة يجلسون في منازلهم ويفصلون بين الناس ويحكمون في الأقضية دون الخروج من ديارهم. ثم اتخذوا المسجد مكاناً للتقاض.

ص: 32


1- سورة النساء، الآية: 141

ويذكر في هذا الصدد: «أن مصادر التشريع الإسلامي لدي القضاة تعتمد على القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع والقياس عند أهل السنة»(1).

المظالم

في اللغة: «المظالم جمع ظلامة، و أصل الظلم الجور ومجاوزة الحد، والظلامة ما تظلمه وهي المظلمة اسم ما يأخذ منك»(2).

وورد في النظر في المظالم: «قود المتظالمين إلى التناصف، وزجر المتنازعين عن التجاحد بالهيبة، فكان من شروط الناظر فيها أن يكون جليل القدر، نافذ الأمر، عظيم الهيئة، ظاهر العفة،

ص: 33


1- اليوزبکي، توفيق: دراسات في النظم العربية الإسلامية، مط. جامعة الموصل، (الموصل: 1975 م)، ص 183
2- ابن منظور، لسان العرب، ج 12، ص ص 373 - 379

قليل الطمع، كثير الورع، لأن يحتاج في نظره إلى سطوة الحماة وثبت القضاء فيحتاج إلى الجمع بين صفات الفريقين وأن يكون بجلالة القادر الأمر في الجهتين»(1).

أما ابن خلدون فقد عرف المظالم بقوله: «وهي وظيفة ممتزجة من سطوة السلطنة ونصفه القضاء، ويحتاج إلى علويد، وعظيم رهبة لقمع الظالم من الخصمين وتزجير المعتدي»(2).

وجاء في النظم الإسلامية: «والنظر في المظالم خطة قديمة كانت قريش في الجاهلية حين كثر فيهم الزعماء وانتشرت فيهم الرياسة وشاهدوا من التغالب والتجاذب مالم يكفهم عنه سلطان قاهر عقدوا حلقاً بعد حلف الفجار في دار عبد

ص: 34


1- الماوردي، الأحكام السلطانية، ص 64
2- ابن خلدون، المقدمة، ص 222

الله بن الجدعان التميمي على رد المظالم وأنصاف المظلوم من الظالم ...»(1).

ومما يبدو، أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد حضر هذا الحلف وأعجبه ثم أنه أشار به واعتبره نموذجاً في رد المظالم، ومن الأنظمة المهمة في عصر ما قبل الإسلام والتي يمكن اعتمادها وتطويرها(2).

وفيما يخص الاختصاصات التي تتعلق في المظالم، فأنها تفوق اختصاصات القضاء في أمور جمة، ولقد نظر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في المظالم في الشرب الذي تنازعه الزبير بن العوام ورجل من الأنصار(3).

ص: 35


1- الناطور، شحاذة، النظم الإسلامية، ص 132؛ ينظر: ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص ص 133 - 134
2- الناطور، شحاذة، النظم الإسلامية، ص 132
3- الناطور، شحاذة، النظم الإسلامية، ص ص 131 - 135

ومن هذا نستشف أن أول من نظر في رد المظالم هو الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وذلك عندما أرسل (علي بن أبي طالب (عليه السلام) لدفع دية القتلى الذين قتلهم خالد بن الوليد من قبيلة بني حذيفة(1).

وبعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم ينتدب أحد في عهد أبو بكر وعمر وعثمان لرد المظالم إلا في عهد الإمام (علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وكان يفرد لسماع الشكاوي وقتاً معيناً أو نظاماً خاصاً، وورد في هذا الصدد: «إذا جاء متظلم أنصفه وإنما احتاج إلى النظر بنفسه في ظلامات الرعية، حين تأخرت إمامته واختلطت الناس فيها ومالوا إلى الجو ومن أمثلة المظالم التي نظرها علي (عليه السلام)

ص: 36


1- المصدر نفسه، المكان نفسه

حادثة المرأتين في الولد، كل منهما تدعيه فدعا بسكين يشقه نصفين، فقالت إحداهما من هول المنظر: إنه ابني فكانت أمه حقاً»(1).

وفي واقع الأمر، أن الإمام (علي بن أبي طالب (عليه السلام) أراد تبيان الحق وليس قصده إجراء العمل هذا، إنما هو إظهار من الأمومة عند الأم الحقيقية وعدم إظهارها فكان موقف فيها رد هذه المظلمة.

وما قاله الماوردي: «ولم ينتدب إلى المظالم من الخلفاء إلا القليل النادر لأن الناس في ذلك الوقت كانوا في الصدر الأول من الإسلام لذا كانوا إلى التناصف إلى الحق أو يزجره الوعظ عن الظلم وإنما كانت المنازعات تجري بينهم في أمور مشتبه ومنها حكم القضاء فاقتصر الخلفاء

ص: 37


1- الناطور، شحاذة، النظم الإسلامية، ص 132

السلف على فصل التشاجر بينهم بالحکم»(1).

ولعل الماوردي قد أشار إلى لفظة (إلا القليل النادر)، هو في عهد الإمام (علي بن أبي طالب) (عليه السلام)، حيث نظر في المظالم.

الحسبة

في اللغة: «الحسبة مصدر احتسابك الأمر على الله وهي اسم من الاحتساب وهو ادخار الأجر والثواب عند الله»(2).

والحسبة: هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد مارسها الخلفاء في عصر صدر الإسلام يباشرونها بأنفسهم، لعموم صلاحها

ص: 38


1- الماوردي، الأحكام السلطانية، ص 65
2- ابن منظور، أبوالفضل جمال الدين محمد بن مکرم بن علي (ت 711 ه / 1242 م): لسان العرب، مط. دار صادر، (بیروت: 1990 م)، ج 1، ص ص 314 - 315

وجزيل ثوابها وهي أمر بالمعروف، إذا ظهر ترکه ونهي عن المنكر، إذا ظهر فعلة وإصلاح بين الناس، والمحتسب من نصبه الإمام أو نائبه في أحوال الرعية والكشف عن أمورهم و مصالحهم(1).

فضلاً عن ذلك، فأن الحسبة هي من توابع القضاء، وهي وظيفة يتم تعيين صاحبها من قبل القائم بأمر المسلمين، وذلك لمن يراه أهلاً لها وإن كان على غيره فهي من فروض الكفاية، والحسبة هي وسيطاً بين القضاء العام المظالم، فوظيفة القاضي فض المنازعات المتعلقة بالعقود والمعاملات بوجه عام، ووظيفة المحتسب النظر فيما يتعلق بالنظام العام، وفي الجنايات أحياناً، وأما صاحب المظالم فمن أهم ما يقوم به

ص: 39


1- ابن الأخوة، محمد بن محمد بن أحمد: القربة في أحكام الحسبة، مط. دار الحداثة، (بیروت: 1990 م)، ص 29

الفصل فيما استعصى من الأحكام على القاضي والمحتسب، وفي بعض الأحيان كان القضاء والحسبة يقوم بها رجل واحد مع مابين العملين من اختلاف، فعمل القاضي مبني على التحقيق والأنات في الحكم، أما عمل المحتسب فمبني على الشدة والسرعة في الفعل(1).

والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هو أول من باشر بأمر الحسبة، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الواجبات على الرسل والأئمة، فلقد باشرها (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه، وقلدها واتبعها من بعده الخلفاء، ثم صارت نظاماً من أنظمة الحكم في الإسلام.

وروي أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مرَ على من طعام فأدخل يده فيها

ص: 40


1- الماوردي، الأحكام السلطانية، ص 268

فنالت أصابعه بللاً فقال: «يا صاحب الطعام ما هذا؟ فقال: أصابته السماء يا رسول الله قال: أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس ثم قال (من غش فليس منا). وروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً، أنه ولي سعيد بن العاص على أسواق مكة(1).

وكان الإمام (علي بن أبي طالب) (عليه السلام) يمر في الأسواق وينهى عن الغش في الكيل والميزان، ويوصي أصحاب السلع بأخذ الحق وإعطاء الحق(2).

ومن شروط المحتسب: أن یکون مسلماً، حراً،

ص: 41


1- شلبي، أبو زيد: تاريخ الحضارة الإسلامية، مط. مكتبة وهبي، (القاهرة: 1383)، ص 130
2- لجنة وزارة التربية، تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، ص 69

بالغاً، عاقلاً، عادلاً وقادر(1).

ومن شروط المحتسب كذلك ما قاله ابن بسام: «أن يكون المحتسب فقیهاً عارفاً بأحكام الشريعة الإسلامية ليعلم ما يأمر به وينه عنه وأن لا يكون قوله مخالفاً لعمله فقد قال تعالى في ذم علماء بني إسرائيل: «أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ»(2).

ومن واجبات المحتسب، واجبات دينية واقتصادية واجتماعية واسعة منها: منع المجاهرة بشرب الخمر، وعقد المعاملات التجارية المبنية على الربا، ومنع القسوة على الصبيان في الكتاتيب، ومراقبة الأسواق والغش والمكاییل، ومنع الحمالين وأهل السقا من الإكثار في الحمل

ص: 42


1- الماوردي، الأحكام السلطانية، ص 268
2- سورة البقرة، الآية: 44

وغيرها(1).

ويقول ابن خلدون أيضاً: «لا يتوقف حكمه - أي المحتسب - على تنازع أو استدعاء بل له النظر والحكم في ما يصل إلى علمه من تلك ويرفع إليه وليس له إمضاء الحكم في الدعاوي بل في ما يتعلق في الغش والتدليس في المعايش وغيرها في المكاييل والموازين وله أيضاً حمل المماطلين على الإنصاف وأمثال ذلك مما ليس فيه سماع بينة ولإنقاذ حكم»(2).

ص: 43


1- ابن خلدون، المقدمة، ص 225؛ إبراهيم، حسن، النظم الإسلامية، ص 298
2- ابن خلدون، المقدمة، ص 220؛ شلبي، أبو زيد، تاريخ الحضارة الإسلامية، ص 132

النتائج:

1- إن أمر القضاء من خلال هذا العرض الموجز يظهر ثقله وأهميته في المنظومة الفكرية الإسلامية والحياة الإنسانية بنحو عام.

2- إن شخصية مالك الأشتر (عليه الرحمة والرضوان) كانت شخصية فريدة تجسدت فيها أبرز خصال القيادة سواء للفقه الإسلامي ومقتضيات الاجتهاد في الحدود والتعزیرات والديات وغيرها.

3- إن اختيار الإمام علي (عليه السلام) لهذه الشخصية في جوانب متعددة من الحياة الإسلامية وتعدد أدواره كقائد عام للجيش وقاضي ووالي يكشف عن صلابة إيمانه وذكائه وعدالته وهو قطب الفضائل والكمالات النفسية.

ص: 44

المحتويات

مقدمة المؤسسة...5

ملخص البحث:...9

ولادته:...12

نسبه:...14

اسمه:...16

کنیته:...17

ألقابه:...18

شخصية مالك الأشتر والصفات التي تميز بها:...21

شجاعة الأشتر:...23

الجانب القضائي:...26

النتائج:...44

ص: 45

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.