عنوان واسم المؤلف: موسوعة الامام رضا علیه السلام المجلد 1/تجميع اللجنة العالمية في مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية ؛ المحترم محمد الحسيني القزويني...[و اخرين].
تفاصيل المنشور: قم: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية، 1429ق.، = 1387.
خصائص المظهر : 8 ج.
ISBN : 50000 ریال:دوره:964-8615-19-5 ؛ 50000 ریال:ج. 1:964-8615-20-9 ؛ 50000 ریال:ج. 2:964-8615-21-7 ؛ 50000 ریال:ج. 3:964-8615-22-5 ؛ 50000 ریال:ج. 4:964-8615-23-3 ؛ 50000 ریال:ج. 5:964-8615-24-1 ؛ 50000 ریال:ج. 6:964-8615-25-X ؛ 50000 ریال:ج. 7:964-8615-26-8 ؛ 50000 ریال:ج. 8:964-8615-27-6
حالة القائمة: الفيفا
لسان : العربية.
مشكلة : علي بن موسى (علیه السلام) الإمام الثامن، 153؟ - 203ق.
المعرف المضاف: حسینی قزوینی، محمد، 1331 - ، مصحح.
المعرف المضاف: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية. مجلس المؤلفين.
المعرف المضاف: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية.
ترتيب الكونجرس: BP47/م745 1387
ترتيب الكونجرس: 297/957
رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1 2 2 4 0 1 6
ص:1
ص:2
ص:3
ص:4
1 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق...قال لي: يا فتح!...بل كيف يوصف بكنهه محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وقد قرن الجليل اسمه باسمه، وأشركه في طاعته، وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته، فقال: ( وَمَا نَقَمُواْ إِلآَّ أَنْ أَغْنَل-هُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ و مِن فَضْلِهِ ي ( رحمهم الله ) 4) وقال تبارك اسمه - يحكي قول من ترك طاعته: ( يَلَيْتَنَآ أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) ...يافتح!...فنبيّنا ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أفضل الأنبياء....
1 - الشيخ الطوسيّ :...القاسم الصيقل قال: كتبت إليه: جعلت فداك، هل اغتسل أميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه حين غسّل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عند موته؟
فأجابه ( عليه السلام ) : النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) طاهر مطهّر....
ص:5
1 - أبو عمر الكشّيّ :...عبد اللّه بن طاووس في سنة ثمان وثلاثين ومائتين قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وقلت له:...إنّ يحيي بن خالد سمّ أباك موسي بن جعفر صلوات اللّه عليهما؟
قال: نعم، سمّه في ثلاثين رطبة.
قلت له: فما كان يعلم أنّها مسمومة؟ قال: غاب عنه المحدّث.
قلت: ومن المحدّث؟ قال: ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ....
- علّة تسميته ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بأبي القاسم:
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) فقلت له: لِمَ كنّي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بأبي القاسم؟
فقال ( عليه السلام ) : لأنّه كان له ابن يقال له: قاسم، فكنّي به....
1 - الشيخ الصدوق :...أحمد بن الحسن الميثميّ: أنّه سأل الرضا ( عليه السلام ) يوماً وقد اجتمع عنده قوم من أصحابه، وقد كانوا يتنازعون في الحديثين المختلفين عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في الشي ء الواحد؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّ وجلّ حرّم حراماً، وأحلّ حلالاً، وفرض فرائض، فما جاء
ص:6
في تحليل ما حرّم اللّه، أو تحريم ما أحلّ اللّه، أو دفع فريضة في كتاب اللّه، رسمها بين قائم بلاناسخ نسخ ذلك، فذلك ممّا لايسع الأخذ به، لأنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لم يكن ليحرّم ما أحلّ اللّه، ولاليحلّل ما حرّم اللّه، ولاليغيّر فرايض اللّه وأحكامه، كان في ذلك كلّه متّبعاً مسلّماً مؤدّياً عن اللّه...وكذلك قد نهي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عن أشياء، نهي حرام، فوافق في ذلك نهيه نهي اللّه تعالي، وأمر بأشياء، فصار ذلك الأمر واجباً لازماً كعِدل فرايض اللّه تعالي، ووافق في ذلك أمره أمر اللّه تعالي...وإنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) نهي عن أشياء ليس نهي حرام، بل إعافة وكراهة، وأمر بأشياء ليس أمر فرض ولاواجب بل أمر فضل ورجحان في الدين، ثمّ رخّص في ذلك للمعلول وغير المعلول....
1 - أبو منصور الطبرسيّ : عن صفوان بن يحيي قال: سألني أبو قرّة المحدّث صاحب شبرمة، أن أدخله علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فاستأذنه فأذن له، فدخل، فسأله عن أشياء من الحلال والحرام، والفرائض والأحكام...فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : فمن المبلّغ عن اللّه إلي الثقلين، الجنّ والإنس أنّه لاتدركه الأبصار، ولا يحيطون به علماً، وليس كمثله شي ء، أليس محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟
قال: بلي....
ص:7
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الوشّاء قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه تعالي ( وَعَلَمَتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) . ..قال ( عليه السلام ) :...النجم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن جهم، قال:
رأيت أباالحسن ( عليه السلام ) اختضب، فقلت: جعلت فداك، اختضبت!
فقال: نعم، إنّ التهيئة ممّا يزيد في عفّة النساء...ثمّ قال:... وكان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) له بضع أربعين رجلاً، وكان عنده تسع نسوة، وكان يطوف عليهنّ في كلّ يوم وليلة.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أبي همام، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ...اعتمّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فسدلها من بين يديه ومن خلفه....
ص:8
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : ... جعفر بن عيسي أخوه قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن صوم عاشوراء وما يقول الناس فيه؟
فقال ( عليه السلام ) : ... يوم الاثنين يوم نحس قبض اللّه عزّ وجلّ فيه نبيّه، وما أُصيب آل محمّد إلّا في يوم الاثنين فتشأّمنا به، وتبرّك به عدوّنا،....
1 - الشيخ الطوسيّ :...القاسم الصيقل قال: كتبت إليه: جعلت فداك، هل اغتسل أميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه حين غسّل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عند موته؟
فأجابه ( عليه السلام ) : النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) طاهر مطهّر، ولكن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فعل وجرت به السنّة.
1 - الراونديّ : روي عن عبد الرحمن بن كثير، قال: قال أب والحسن ( عليه السلام ) : لمّا قبض رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) هبط جبرئيل و الملائكة والروح، الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر، ففتح أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بصره، فرآهم من منتهي السماوات إلي الأرض، ثمّ كانوا يغسّلون النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مع عليّ ( عليه السلام ) ويصلّون عليه، ويحفرون له - واللّه ما حفر له غيرهم - .
ص:9
ولمّا وضع في قبره، تكلّم محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) - وفتح لعليّ سمعه - فسمعه يوصيهم بعليّ، فبكي أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، وسمعهم يقولون: لن ينالوه جهداً، وهو صاحبنا بعدك ....
1 - الراونديّ : روي عن عبد الرحمن بن كثير، قال: قال أب والحسن ( عليه السلام ) : لمّا قبض رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) هبط جبرئيل و الملائكة والروح، الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر، ففتح أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بصره، فرآهم من منتهي السماوات إلي الأرض، ثمّ كانوا يغسّلون النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مع عليّ ( عليه السلام ) ويصلّون عليه، ويحفرون له - واللّه ما حفر له غيرهم - .
ولمّا وضع في قبره، تكلّم محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) - وفتح لعليّ سمعه - فسمعه يوصيهم بعليّ، فبكي أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، وسمعهم يقولون: لن ينالوه جهداً، وهو صاحبنا بعدك ....
1 - الشيخ الصدوق : أبي قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه قال: حدّثني أحمد بن الحسن بن الصقر، عن أبي طاهر محمّد بن حمزة بن اليسع، عن الحسن بن بكّار، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: بعث اللّه محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لثلاث ليال
ص:10
مضين من شهر رجب، فصوم ذلك اليوم كصوم سبعين عاماً.
قال سعد بن عبد اللّه: - كان مشايخنا يقولون: إنّ ذلك غلط من الكاتب - وهو أنّه لثلاث ليال بقين من رجب.
2 - الشيخ الطوسيّ : محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: بعث اللّه محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) رحمة للعالمين في سبعة وعشرين من رجب، فمن صام ذلك اليوم كتب اللّه عزّ وجلّ له صيام ستّين شهراً، وفي خمسة وعشرين من ذي القعدة وضع اللّه البيت، وهو أوّل رحمة وضعت علي وجه الأرض، فجعله اللّه عزّ وجلّ مثابة للناس وأمناً، فمن صام ذلك اليوم كتب اللّه له صيام ستّين شهراً، وفي أوّل يوم من ذي الحجّة ولد إبراهيم خليل الرحمن، فمن صام ذلك اليوم كتب اللّه له صيام ستّين شهراً.
ص:11
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال:...شريعة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لاتنسخ إلي يوم القيامة، ولانبيّ بعده إلي يوم القيامة....
1 - الشيخ الطوسيّ :...العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) :...أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لم ينظر في حدث أحدثوه وهم مشركون، وإنّ من أسلم أقرّه علي ما في يده.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ قال: حدّثني أبي، عن أحمد بن عليّ الأنصاريّ، عن أبي الصلت الهرويّ قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) ياابن رسول اللّه! إنّ في سواد الكوفة قوماً يزعمون أنّ ال نبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لم يقع عليه السهو في صلاته!
فقال ( عليه السلام ) : كذبوا لعنهم اللّه! إنّ الذي لا يسهو هو اللّه الذي لا إله إلّا هو.
قال: قلت: ياابن رسول اللّه! وفيهم قوماً يزعمون أنّ الحسين بن عليّ ( عليه السلام )
ص:12
لم يقتل، وأنّه ألقي شبهه علي حنظلة بن أسعد الشاميّ، وأنّه رفع إلي السماء، كمارفع عيسي بن مريم ( عليه السلام ) ، ويحتجّون بهذه الآية: ( وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَفِرِينَ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) !
فقال ( عليه السلام ) : كذبوا، عليهم غضب اللّه ولعنته، وكفروا بتكذيبهم لنبيّ ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في إخباره بأنّ الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) سيقتل، واللّه! لقد قتل الحسين ( عليه السلام ) ، وقتل من كان خيراً من الحسين، أمير المؤمنين، والحسن بن عليّ ( عليهم السلام ) : ، وما منّا إلّا مقتول، وإنّي واللّه! لمقتول بالسمّ، باغتيال (2)من يغتالني، أعرف ذلك بعهد معهود إليّ من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أخبره به جبرئيل عن ربّ العالمين عزّ وجلّ.
وأمّا قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَفِرِينَ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) فإنّه يقول: لن يجعل اللّه لكافر علي مؤمن حجّة، ولقد أخبر اللّه عزّوجلّ عن كفّار قتلوا النبيّين بغير الحقّ، ومع قتلهم إيّاهم لن يجعل اللّه لهم علي أنبيائه ( عليهم السلام ) : سبيلاً من طريق الحجّة.
1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: قلت لعليّ بن
ص:13
موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : ياابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث: إنّ المؤمنين يزورون ربّهم في منازلهم في الجنّة؟
فقال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! إنّ اللّه تبارك وتعالي فضّل نبيّه محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي جميع خلقه من النبيّين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومتابعته متابعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته...ودرجة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في الجنّة أرفع الدرجات، فمن زاره في درجته في الجنّة من منزله، فقد زار اللّه تبارك وتعالي....
1 - الشيخ الصدوق :...ابن المغيرة قال: سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول: من قال في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلّم أحداً: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَل-ِكَتَهُ و يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِ ّ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) (2)، اللّهمّ صلّ علي محمّد النبيّ وذرّيّته، قضي اللّه له
مائة حاجة، سبعون في الدنيا، وثلاثون في الآخرة...
ومن سرّ آل محمّ ( عليهم السلام ) : في الصلاة علي النبيّ وآله فقال:
«اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد في الأوّلين، وصلّ علي محمّد وآل محمّد في الآخرين، وصلّ علي محمّد وآل محمّد في الملأ الأعلي، وصلّ علي محمّد وآل محمّد في المرسلين.
اللّهمّ! أعط محمّداً (وآل محمّد) الوسيلة والشرف، والفضيلة والدرجة
ص:14
الكبيرة، اللّهمّ! إنّي آمنت بمحمّد ولم أره، فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته، وارزقني صحبته، وتوفّني علي ملّته، واسقني من حوضه مشرباً رويّاً، سائغاً هنيئاً، لاأظمأ بعده أبداً، إنّك علي كلّ شي ء قدير.
اللّهمّ كما آمنت بمحمّد ولم أره، فعرّفني في الجنان وجهه.
اللّهمّ! بلّغ روح محمّد عنّي تحيّة كثيرة وسلاماً»...فإنّ من صلّي علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بهذه الصلوات، هدمت ذنوبه، ومحيت خطاياه....
1 - الحافظ رجب البرسيّ: عن محمّد بن سنان، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: ياابن سنان! إنّ محمّداً كان أمين اللّه في خلقه....
1 - ابن حمزة الطوسيّ : عن عيسي بن موسي العمّانيّ قال: دخل الرضا ( عليه السلام ) علي المأمون فوجد فيه همّاً فقال: إنّي أري فيك همّاً!
قال المأمون: نعم، بالباب بدويّ، وأنّه قد دفع سبع شعرات يزعم أنّها من لحية رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وقد طلب الجائزة، فإن كان صادقاً ومنعت الجائزة، فقد بخست شرفي، وإن كان كاذباً وأعطيته الجائزة، فقد سخر بي، وما أدري ما أعمل به؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : عليّ بالشعر.
ص:15
فلمّا رآه شمّه وقال: هذه أربع من لحية رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، والباقي ليس من لحيته.
فقال المأمون: من أين قلت هذا؟
فقال ( عليه السلام ) : عليّ بالنار، فألقي الشعر في النار فاحترقت ثلاث شعرات، وبقيت الأربع التي أخرجها الرضا ( عليه السلام ) لم يكن للنار عليها سبيل.
فقال المأمون: عليّ بالبدويّ.
فلمّا مثل بين يديه، أمر بضرب رقبته، فقال البدويّ: ما ذنبي؟
قال: تصدّق عن الشعر.
فقال: أربعة من لحية رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وثلاثة من لحيتي.
فتمكّن الحسد في قلب المأمون.
1 - الصفّار : حدّثنا أحمد بن محمّد، عمّن رواه، عن صالح بن النضر، عن يونس، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: سمعته يقول في الإمام حين ذكر يوم الخميس فقال: هو يوم تعرض فيه الأعمال علي اللّه، وعلي رسوله وعلي الأئمّ ( عليهم السلام ) : .
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الوشّاء، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّ الأعمال تعرض علي
ص:16
رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أبرارها وفجّارها.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن الحسين القطّان قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن عليّ بن الفضّال، عن أبيه: قال: سألت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) عن معني قول النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنا ابن الذبيحين؟
قال: يعني إسماعيل بن إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) وعبد اللّه بن عبد المطّلب، أمّا إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشّر اللّه به إبراهيم ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَبُنَيَّ إِنِّي أَرَي فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَي قَالَ يَأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ) وهو لما عمل مثل عمله، ولم يقل: يا أبت افعل ما رأيت، ( سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللَّهُ مِنَ الصَّبِرِينَ )
فلمّا عزم علي ذبحه فداه اللّه بذبح عظيم، بكبش أملح يأكل في سواد، ويشرب في سواد، وينظر في سواد ويمشي في سواد، ويبول في سواد، ويبعر في سواد،
وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنّة أربعين عاماً، وما خرج من رحم أُنثي، وإنّما قال اللّه عزّ وجلّ: ( كُن فَيَكُونُ ) ، فكان ليفدي به إسماعيل، فكلّ ما يذبح في مني فهو فدية لإسماعيل إلي يوم القيامة، فهذا أحد الذبيحين.
وأمّا الآخر: فإنّ عبد المطّلب كان تعلّق بحلقة باب الكعبة، ودعا اللّه أن يرزقه
ص:17
عشرة بنين، ونذر للّه عزّ وجلّ أن يذبح واحداً منهم متي أجاب اللّه دعوته، فلمّا بلغوا عشرة قال: قد وفي اللّه لي، فلأُوفينّ للّه عزّ وجلّ.
فأدخل ولده الكعبة وأسهم بينهم، فخرج سهم عبد اللّه أبي رس ول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وكان أحبّ ولده إليه، ثمّ أجالها ثانية، فخرج سهم عبد اللّه، ثمّ أجالها ثالثة، فخرج سهم عبد اللّه، فأخذه وحبسه وعزم علي ذبحه، فاجتمعت قريش ومنعته من ذلك، واجتمع نساء عبد المطّلب يبكين ويصحن، فقالت له ابنته عاتكة: يا أبتاه! اغدر فيما بينك وبين اللّه عزّ وجلّ في قتل ابنك؟
قال: وكيف أغدر يا بنيّة! فإنّك مباركة؟
قالت: أعمد إلي تلك السوائم(1) التي لك في الحرم، فاضرب بالقداح (2)علي ابنك وعلي الإبل، وأعط ربّك حتّي يرضي، فبعث عبد المطّلب إلي إبله فأحضرها، وأعزل منها عشراً، وضرب بالسهام، فخرج سهم عبد اللّه، فما زال يزيد عشراً عشراً، حتّي بلغت مائة فضرب، فخرج السهم علي الإبل، فكبّرت قريش تكبيرة ارتجّت لها جبال تهامة
فقال عبد المطّلب: لا، حتّي أضرب بالقداح ثلاث مرّات، فضرب ثلاثاً كلّ ذلك يخرج السهم علي الإبل، فلمّا كانت في الثلاثة اجتذبه الزبير، وأبوطالب وأخواتهما من تحت رجليه، فحملوه، وقد انسلخت جلدة خدّه الذي كانت علي الأرض، وأقبلوا يرفعونه ويقبّلونه، ويمسحون عنه التراب، فأمر عبدالمطّلب أن تنحر الإبل بالحزورة، ولايمنع أحد منها وكانت مائة، فكانت لعبد المطّلب خمس من السنن أجراها اللّه عزّ وجلّ في الإسلام، حرّم نساء الآباء علي الأبناء، وسنّ الدية في القتل
ص:18
مائة من الإبل، وكان يطوف بالبيت سبعة أشواط، ووجد كنزاً فأخرج منه الخمس، وسمّي زمزم حين حفرها سقاية الحاجّ، ولولا أنّ عمل عبدالمطّلب كان حجّة، وأنّ عزمه كان علي ذبح ابنه عبد اللّه شبيه بعزم إبراهيم علي ذبح ابنه إسماعيل، لما افتخر النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بالانتساب إليها، لأجل أنّهما الذبيحان في قوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنا ابن الذبيحين.
والعلّة التي من أجلها دفع اللّه عزّ وجلّ الذبح عن إسماعيل، هي العلّة التي من أجلها دفع الذبح عن عبد اللّه، وهي كون النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) والأئمّة المعصومين صلوات اللّه عليهم في صلبيهما، فببركة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) والأئمّ ( عليهم السلام ) : دفع اللّه الذبح عنهما، فلم تجر السنّة في الناس بقتل أولادهم، ولولا ذلك لوجب علي الناس كلّ أضحي التقرّب إلي اللّه تعالي بقتل أولادهم، وكلّ ما يتقرّب الناس به إلي اللّه عزّ وجلّ من أضحية، فهو فداء لإسماعيل ( عليه السلام ) إلي يوم القيامة.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن الريّان بن الصلت قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: ما بعث اللّه عزّ وجلّ نبيّنا (2) إلّا بتحريم الخمر،وأن يقرّ له بأنّ اللّه يفعل
ص:19
ما يشاء، وأن يكون في تراثه (1) الكندر(2).
قال: وسمعته ( عليه السلام ) يقول: لا تدخلوا بالليل بيتاً مظلماً إلّا مع السراج.
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت له: أخبرني عن قول اللّه: ( وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْحُبُكِ )فقال ( عليه السلام ) : هي محبوكة إلي الأرض، وشبّك بين أصابعه....
قلت: كيف ذلك جعلني اللّه فداك؟...فقال: هذه أرض الدنيا، والسماء الدنيا عليها، فوقها قبّة...والأرض السابعة فوق السماء السادسة، والسماء السابعة فوقها قبّة...وهو قول اللّه: ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ )
ص:20
فأمّا صاحب الأمر فهو رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، والوصيّ بعد رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قائم هو علي وجه الأرض، فإنّما يتنزّل الأمر إليه من فوق السماء من بين السماوات والأرضين....
1 - الشيخ الصدوق :...أبي عليّ الحسن بن راشد قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن تكبيرة الافتتاح؟
فقال ( عليه السلام ) : سبع.
قلت: روي عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه كان يكبّر واحدة.
فقال ( عليه السلام ) : إنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان يكبّر واحدة يجهر، ويسرّ ستّاً.
1 - الصفديّ:...خالد بن أحمد بن خالد الذهليّ: حدّثنا أبي قال: صلّيت خلف عليّ بن موسي الرضا بنيسابور، فجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم في كلّ سورة، ويذكر أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان يجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم.
ص:21
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن إسماعيل بن همّام قال: قال أبوالحسن ( عليه السلام ) : دخل النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الكعبة فصلّي (1)
في زواياها الأربع، صلّي في كلّ زاوية ركعتين.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن همّام، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: أخذ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حين غدا من مني في طريق ضبّ (3)، ورجع ما بين المأزمين (4)، وكان إذا سلك طريقاً لم يرجع فيه.(5)
ص:22
1 - الشيخ الطوسيّ : عليّ بن حاتم، عن أحمد بن عليّ قال: حدّثني محمّد بن أبي الصهبان، عن محمّد بن سليمان قال: إنّ عدّة من أصحابنا اجتمعوا علي هذا الحديث:
منهم يونس بن عبد الرحمن، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) وصباح الحذّاء، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) وسماعة بن مهران، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام )
قال محمّد بن سليمان: وسألت الرضا ( عليه السلام ) عن هذا الحديث فأخبرني به وقال هؤلاء جميعاً: سألنا عن الصلاة في شهر رمضان، كيف هي؟ وكيف فعل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟
فقالوا جميعاً: إنّه لمّا دخلت أوّل ليلة من شهر رمضان، صلّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) المغرب، ثمّ صلّي أربع ركعات التي كان يصلّيهنّ بعد المغرب في كلّ ليلة، ثمّ صلّي ثماني ركعات فلمّا صلّي العشاء الآخرة، وصلّي الركعتين اللتين كان يصلّيهما بعد العشاء الآخرة، وهو جالس في كلّ ليلة، قام فصلّي اثنتي عشرة ركعة، ثمّ دخل بيته، فلمّا رأي ذلك الناس، ونظروا إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وقد زاد في الصلاة حين دخل شهر رمضان سألوه عن ذلك، فأخبرهم: أنّ هذه الصلاة صلّيتها لفضل شهر رمضان علي الشهور.
فلمّا كان من الليل قام يصلّي، فاصطفّ الناس خلفه، فانصرف إليهم فقال: أيّها الناس! إنّ هذه الصلاة نافلة، ولن يُجتمع للنافلة، وليصلّ كلّ رجل منكم وحده، وليقل ما علّمه اللّه من كتابه، واعلموا أن لا جماعة في نافلة.
فافترق الناس، فصلّي كلّ واحد منهم علي حياله لنفسه.
ص:23
فلمّا كان ليلة تسع عشرة من شهر رمضان، اغتسل حين غابت الشمس، وصلّي المغرب بغسل فلمّا صلّي المغرب، وصلّي أربع ركعات التي كان يصلّيها فيما مضي في كلّ ليلة بعد المغرب، دخل إلي بيته.
فلمّا أقام بلال لصلاة العشاء الآخرة خرج النبيّ فصلّي بالناس، فلمّا انفتل صلّي الركعتين وهو جالس كما كان يصلّي في كلّ ليلة، ثمّ قام فصلّي مائة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة «فاتحة الكتاب» و ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) عشر مرّات
فلمّا فرغ من ذلك، صلّي صلاته التي كان يصلّي كلّ ليلة في آخر الليل وأوتر.
فلمّا كان ليلة عشرين من شهر رمضان، فعل كما كان يفعل قبل ذلك من الليالي في شهر رمضان، ثماني ركعات بعد المغرب، واثنتي عشرة ركعة بعد العشاء الآخرة
فلمّا كانت ليلة إحدي وعشرين اغتسل حين غابت الشمس، وصلّي فيها مثل ما فعل في ليلة تسع عشرة.
فلمّا كان في ليلة إثنتين وعشرين زاد في صلاته، فصلّي ثماني ركعات بعد المغرب، واثنتين وعشرين ركعة بعد العشاء الآخرة
فلمّا كانت ليلة ثلاث وعشرين، اغتسل أيضاً كما اغتسل في ليلة تسع عشرة، وكما اغتسل في ليلة إحدي وعشرين، ثمّ فعل مثل ذلك
قالوا: فسألوه عن صلاة الخمسين، ما حالها في شهر رمضان؟
فقال ( عليه السلام ) : كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يصلّي هذه الصلاة، ويصلّي صلاة الخمسين علي ما كان يصلّي في غير شهر رمضان، ولا ينقص منها شيئاً.
ص:24
1 - الشيخ الصدوق :...سليمان المروزيّ عن الرضا عليّ بن موسي صلوات اللّه عليه، أنّه قال: كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يكثر الصيام في شعبان، ولقدكانت نساؤه إذا كان عليهنّ صوم، أخّرنه إلي شعبان مخافة أن يمنعن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حاجته....
1 - ابن فهد الحلّيّ : قال [الرضا ( عليه السلام ) ]: كان رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لايقوم من مجلس وإن خفّ، حتّي يستغفر اللّه خمساً وعشرين مرّة.
1 - ابن فهد الحلّيّ : عنه [الرضا ( عليه السلام ) ] قال: كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يستغفر اللّه غداة كلّ يوم سبعين مرّة، ويتوب إلي اللّه سبعين مرّة قلت: وكيف كان يقول: «أستغفر اللّه وأتوب إليه»؟
فقال ( عليه السلام ) : كان يقول: «أستغفر اللّه» سبعين مرّة ويقول: «أتوب إلي اللّه»
سبعين مرّة.
ص:25
1 - العلّامة المجلسيّ : [قال ( عليه السلام ) :] وكان رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إذا هبط سبّح، وإذا صعد كبّر.
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في قوله: ( الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْءَانَ ) قال ( عليه السلام ) : اللّه علّم محمّداً القرآن...قلت: ( وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ) قال ( عليه السلام ) : النجم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وقد سمّاه اللّه في غير موضع فقال: ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَي ) وقال: ( وَعَلَمَتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) فالعلامات الأوصياء، والنجم رسول اللّه. قلت: يسجدان؟ قال ( عليه السلام ) : يعبدان. قوله: ( وَالسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ) قال ( عليه السلام ) : السماء رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) رفعه اللّه إليه....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقال لي: مامعني قوله: ( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ ي فَصَلَّي ) ؟...فقلت: جعلت فداك، فكيف هو؟ فقال ( عليه السلام ) : كلّما ذكر اسم ربّه صلّي علي محمّد وآله.
ص:26
1 - الصفّار : حدّثنا عبّاد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن يحيي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال: أتي أبي بسلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ولقد دخل عمومتي من ذلك كلمة، فقال صفوان وذكرنا سيف رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم )
فقال ( عليه السلام ) : أتاني إسحاق بن جعفر، فعظم عليّ رسالتي بالحقّ، و الحرمة السيف الذي أخذه، هو سيف رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟
قال: فقلت: لا، كيف يكون هذا؟ وقد قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل، حيث مادار دار الأمر.
قال: فسألته عن ذي الفقار سيف رسول اللّه.
فقال ( عليه السلام ) : نزل به جبرئيل من السماء، وكانت حليته فضّة، وهو عندي.
2 - الصفّار : حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ذكر سيف رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فقال: إنّه مصفود الحمايل، وقال: أتاني إسحاق، فعظم بالحقّ والحرمة، السيف الذي أخذه، هو سيف رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فقلت له: وكيف يكون هو؟ وقد قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إنّما مثل السلاح فينا مثل
ص:27
التابوت في بني إسرائيل، أينما دار التابوت دار الملك.
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن محمّد، ومحمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن ذي الفقار سيف رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) من أين هو؟
قال ( عليه السلام ) : هبط به جبرئيل ( عليه السلام ) من السماء، وكانت حليته من فضّة، وهو عندي.
1 - السيّد ابن طاووس :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سمعت الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) يقول:...واعتكاف ليلة في شهر رمضان يعدل حجّة، واعتكاف ليلة في مسجد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وعند قبره يعدل حجّة وعمرة... ومن اعتكف عند قبر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان ذلك أفضل له من حجّة وعمرة بعد حجّة الإسلام....
ص:28
1 - الشيخ الطوسيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال:...سئل ( عليه السلام ) عن قول اللّه تعالي: ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ و وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَي وَالْيَتَمَي وَالْمَسَكِينِ ) ...
فقيل له: أفرأيت إن كان صنف أكثر من صنف، وصنف أقلّ من صنف، فكيف نصنع به؟
فقال ( عليه السلام ) : ذاك إلي الإمام، أرأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كيف صنع؟ إنّما كان يعطي علي ما يري هو، كذلك الإمام.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عن صفوان...وأحمد بن محمّد بن أبي نصر، قالا: سألنا أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن رجل أوصي بسهم من ماله، ولايدري السهم أيّ شي ء هو؟...
فقال ( عليه السلام ) : السهم واحد من ثمانية.
فقلنا له: جعلنا فداك، كيف صار واحداً من ثمانية؟...
فقال ( عليه السلام ) : قول اللّه عزّ وجلّ ( إِنَّمَا الصَّدَقَتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَكِينِ وَالْعَمِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ
ص:29
السَّبِيلِ )(1) ثمّ عقد بيده ثمانية، قال: وكذلك قسّمها رسول
اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي ثمانية أسهم....
1 - أبو عليّ الطبرسيّ : ذكر رواة السير: أنّ المأمون لمّا أراد العقد للرضا ( عليه السلام ) ، أحضر الفضل والحسن بن سهل، فأعلمهما بما قد عزم عليه من ذلك...فأرسلهما إلي الرضا ( عليه السلام ) فعرضا ذلك عليه فامتنع منه، فلم يزالا به حتّي أجاب، ورجعا إلي المأمون فعرّفاه إجابته، فسرّ به وجلس للخاصّة في يوم خميس...ثمّ أمر ابنه العبّاس بن المأمون فبايع له أوّل الناس، فرفع الرضا ( عليه السلام ) يده فتلقّي بها وجه نفسه، وببطنها وجوههم.
فقال المأمون: ابسط يدك للبيعة.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) هكذا كان يبايع.
فبايعه الناس ويده فوق أيديهم....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: إنّ النجاشيّ لمّا خطب لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) آمنة بنت أبي
ص:30
سفيان، فزوّجه ودعا بطعام، وقال: إنّ من سنن المرسلين، الإطعام عند التزويج.
1 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : الرجل يستنجي وخاتمه في إصبعه، ونقشه «لا إله إلّا اللّه».
فقال ( عليه السلام ) : أكره ذلك.
فقلت له: جعلت فداك، أوليس كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وكلّ واحد من آبائك عليهم السلام يفعل ذلك، وخاتمه في إصبعه؟...وكان نقش خاتم محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) «لاإله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه».
فقال ( عليه السلام ) : بلي، ولكن كانوا يتختّمون في اليد اليمني....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن محمّد القاسانيّ، عن أبي أيّوب المدينيّ، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان يعجبه النظر إلي الأُترج الأخضر، والتفّاح الأحمر.
ص:31
1 - العلّامة المجلسيّ : قال الرضا ( عليه السلام ) : البيت الذي فيه اسم محمّد يصبح أهله بخير، ويمسون بخير.
1 - الإربليّ : قال الحسن بن عليّ الوشّاء: سألت مولانا أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : هل خلّف رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) غير فدك شيئاً؟
فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) خلّف حيطاناً بالمدينة صدقة، وخلّف ستّة أفراس وثلاث نوق: العضباء، والصهباء، والديباج.
وبغلتين: الشهباء، والدلدل، وحماره اليعفور، وشاتين حلوبتين، وأربعين ناقة حلوباً، وسيفه ذا الفقار، ودرعه ذات الفصول (2)، وعمامته السحاب، وحبرتين يمانيّتين، وخاتمه الفاضل، وقضيبه الممشوق، وفراشاً من ليف، وعبائين قطوانيّتين، ومخاداً من أدم، صار ذلك إلي فاطمة ( عليها السلام ) ، ماخلا درعه وسيفه، وعمامته وخاتمه، فإنّه جعله لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
ص:32
1 - الصفّار : حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، عن معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: سمعته يقول: أسرّ اللّه سرّه إلي جبرئيل، وأسرّ جبرئيل إلي محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأسرّ محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي من شاء اللّه.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إسحاق الطالقانيّ ، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: من كذّب بالمعراج فقد كذّب رسول اللّه.
2 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وقلت للرضا ( عليه السلام ) :...فقال ( عليه السلام ) لي هو ابتداءاً:...إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله لمّا أُسري به أوقفه جبرئيل ( عليه السلام ) موقفاً لم يطأه أحد قطّ، فمضي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فأراه اللّه من نور عظمته ما أحبّ....
ص:33
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: قال: يا أحمد! ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام بن الحكم في التوحيد؟
فقلت: جعلت فداك، قلنا نحن بالصورة، للحديث الذي روي: أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) رأي ربّه في صورة شابّ وقال هشام بن الحكم بالنفي للجسم.
فقال ( عليه السلام ) : يا أحمد! إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لمّا أُسري به إلي السماء، وبلغ عند سدرة المنتهي، خرق له في الحجب مثل سمّ الإبرة، فرأي من نور العظمة ما شاء اللّه أن يري....
1 - الحميريّ : حدّثني الريّان بن الصلت، قال: سمعت ال رضا ( عليه السلام ) يقول: كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إذا وجّه جيشاً فأمّهم (2) أميراً بعث معه من ثقاته من يتجسّس له خبره.
1 - محمّد بن يعقوب الكليني :...عليّ بن أسباط، قال: كنت حملت معي
ص:34
متاعاً إلي مكّة فبار عليّ، فدخلت به المدينة علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وقلت له: إنّي حملت متاعاً قد بار عليّ، وقد عزمت علي أن أصير إلي مصر، فأركب برّاً أو بحراً؟ ...
فإذا هاجت عليك الأمواج فاتّك علي يسارك، وأوم إلي الموجة بيمينك، وقل: «قرّي بقرار اللّه، واسكني بسكينة اللّه، ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه [العليّ العظيم ]»....
قال عليّ بن أسباط: وسألته فقلت: جعلت فداك، ما السكينة؟
قال: ريح من الجنّة، لها وجه كوجه الإنسان أطيب رائحة من المسك، وهي التي أنزلها اللّه علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بحنين فهزم المشركين.
1 - البرقيّ : عن أبي يوسف، عن إبراهيم بن عبد الحميد، وزياد بن مروان كليهما عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: أُهدي للنبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) سفرجل فضرب بيده علي السفرجل فقطعها، وكان يحبّها حبّاً شديداً، فأكلها وأطعم من كان بحضرته من أصحابه، ثمّ قال: عليكم بالسفرجل، فإنّه يجلو القلب ويذهب بطخاء الصدر.
ص:35
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن بشّار، قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) في كم وضع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الزكاة؟
فقال ( عليه السلام ) : في كلّ مائتي درهم خمسة دراهم، فإن نقصت فلازكاة فيها.
وفي الذهب ففي كلّ عشرين ديناراً نصف دينار، فإن نقصت فلازكاة فيها.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...سعد بن سعد الأشعريّ قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) عن أقلّ مايجب فيه الزكاة من البرّ، والشعير، والتمر، والزبيب؟
فقال ( عليه السلام ) : خمسة أوساق بوسق النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
فقلت: كم الوسق؟ قال ( عليه السلام ) : ستّون صاعاً....
- كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يتخلّل:
1 - أبو نصر الطبرسيّ : من كتاب طبّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : ، عن ال رضا ( عليه السلام ) قال:...كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يتخلّل بكلّ ما أصاب إلّا الخوص والقَصَب.
ص:36
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...صفوان بن يحيي، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر قالا: ذكرنا له الكوفة وماوضع عليها من الخراج، وماسار فيها أهل بيته، فقال ( عليه السلام ) : من أسلم طوعاً تركت أرضه في يده، وأخذ منه العُشر...وماأُخذ بالسيف فذلك إلي الإمام يقبّله بالذي يري، كما صنع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بخيبر قبّل سوادها وبياضها، يعني أرضها ونخلها، والناس يقولون: لايصلح قبالة الأرض و النخل، وقد قبّل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) خيبر، وعلي المتقبّلين سوي قبالة الأرض العُشر ونصف العُشر في حصصهم.
وقال: إنّ أهل الطائف أسلموا، وجعلوا عليهم العُشر ونصف العُشر، وإنّ أهل مكّة دخلها رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عَنوة، فكانوا أُسراء في يده، فأعتقهم وقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن محرم انكسرت ساقه، أيّ شي ء يكون حاله، وأيّ شي ء عليه؟ قال ( عليه السلام ) : هو حلال من كلّ شي ء...قلت: فأخبرني عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حين صدّه المشركون قضي عمرته؟
قال ( عليه السلام ) : لا، ولكنّه اعتمر بعد ذلك.
ص:37
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وبين يديه تمر برنيّ، وهو مجدّ في أكله يأكله بشهوة، فقال لي: يا سليمان! ادن فكل.
قال: فدنوت منه فأكلت معه، وأنا أقول له: جعلت فداك، إنّي أراك تأكل هذا التمر بشهوة! فقال ( عليه السلام ) : نعم، إنّي لأُحبّه.
قال: قلت: ولم ذاك؟ قال ( عليه السلام ) : لأنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان تمريّاً....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) قال: قلت له: إنّا روينا في الحديث: أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان يستنجي وخاتمه في إصبعه، وكذلك كان يفعل أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، وكان نقش خاتم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) «محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ». قال ( عليه السلام ) : صدقوا.
قلت: فينبغي لنا أن نفعل؟ قال ( عليه السلام ) : إنّ أولئك كانوا يتختّمون في اليد اليمني، وإنّكم أنتم تتختّمون في اليسري.
قال: فسكت. فقال ( عليه السلام ) : أتدري ماكان نقش خاتم آدم ( عليه السلام ) ؟ فقلت: لا.
فقال ( عليه السلام ) : «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه»، وكان نقش خاتم النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :
ص:38
«محمّد رسول اللّه»، وخاتم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : «اللّه الملك»، وخاتم الحسن ( عليه السلام ) : «العزّة للّه»، وخاتم الحسين ( عليه السلام ) : «إنّ اللّه بالغ أمره»، وعليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) خاتم أبيه، وأبو جعفر الأكبر خاتم جدّه الحسين ( عليهماالسلام ) ، وخاتم جعفر ( عليه السلام ) «اللّه وليّي وعصمتي من خلقه»، وأبوالحسن الأوّل ( عليه السلام ) «حسبي اللّه»، وأبوالحسن الثاني «ماشاء اللّه، لا قوّة إلّا باللّه».
وقال الحسين بن خالد: ومدّ يده إليّ وقال: خاتمي خاتم أبي ( عليه السلام ) أيضاً.
1 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان:...فإن قال: فلِمَ جعل التسبيح في الركوع والسجود؟ قيل: لعلل:
فإن قال: فلِمَ جعل أصل الصلاة ركعتين، ولِمَ زِيد علي بعضها ركعة، وعلي بعضها ركعتان، ولم يزد بعضها شي ء؟
قيل: لأنّ أصل الصلاة إنّما هي ركعة واحدة، لأنّ أصل العدد واحد، فإن نقصت من واحدة، فليست هي صلاة، فعلم اللّه عزّوجلّ، أنّ العباد لا يؤدّون تلك الركعة الواحدة التي لا صلاة أقلّ منها بكمالها وتمامها، والإقبال عليها، فقرن إليها ركعة
ص:39
أُخري ليتمّ بالثانية ما نقص من الأولي، ففرض عزّوجلّ أصل الصلاة ركعتين، ثمّ علم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّ العباد لا يؤدّون هاتين الركعتين بتمام ما أمروا به وكماله، فضمّ إلي الظهر والعصر، والعشاء الآخرة، ركعتين ركعتين، ليكون فيها تمام الركعتين الأوليين، ثمّ إنّه علم أنّ صلاة المغرب يكون شغل الناس في وقتها أكثر للانصراف إلي الإفطار، والأكل والشرب، والوضوء والتهيّة للمبيت، فزاد فيها ركعة واحدة ليكون أخفّ عليهم، ولأن تصير ركعات الصلاة في اليوم والليلة فرداً، ثمّ ترك الغداة علي حالها....
1 - الشيخ الطوسيّ :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال:...إنّ اللّه تعالي إنّما فرض علي الناس في اليوم والليلة سبع عشرة ركعة، من أتي بها لم يسأله اللّه عزّ وجلّ عمّا سواها، وإنّما أضاف رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إليها مثليها ليتمّ بالنوافل مايقع فيها من النقصان....
- زوال التقيّة عنه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بعد نزول آية التبليغ:
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثنا محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثني سهل بن القاسم النوشجانيّ قال: قال رجل للرضا ( عليه السلام ) : ياابن رسول اللّه إنّه يروي عن عروة بن الزبير أنّه قال:
ص:40
توفّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وهو في تقيّة.
فقال ( عليه السلام ) : أمّا بعد قول اللّه تعالي: ( يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ و وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (1)فإنّه أزال كلّ تقيّة بضمان اللّه عزّ وجلّ، وبيّن أمر اللّه تعالي، ولكن قريشاً
فعلت ما اشتهت بعده، وأمّا قبل نزول هذه الآية فلعلّه.
1 - الراونديّ : روي عن عبد الرحمن بن كثير، قال: قال أبوالحسن ( عليه السلام ) : لمّا قبض رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) هبط جبرئيل والملائكة والروح، الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر، ففتح أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بصره، فرآهم من منتهي السماوات إلي الأرض، ثمّ كانوا يغسّلون النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مع عليّ ( عليه السلام ) ويصلّون عليه، ويحفرون له - واللّه! ما حفر له غيرهم - .
ولمّا وضع في قبره، تكلّم محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) - وفتح لعليّ سمعه - فسمعه يوصيهم بعليّ، فبكي أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، وسمعهم يقولون: لن ينالوه جهداً، وهو صاحبنا بعدك، حتّي إذا ما ت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) رأي الحسن ( عليه السلام ) مثل الذي رأي أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، حتّي إذا مات الحسن ( عليه السلام ) رأي منهم الحسين ( عليه السلام ) مثل ذلك، حتّي إذا مات الحسين ( عليه السلام ) رأي عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) منهم مثل ذلك، حتّي إذا مات عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) رأي منهم محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) مثل ذلك، حتّي إذا مات محمّد بن
ص:41
عليّ ( عليهماالسلام ) رأي جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) منهم مثل ذلك، حتّي إذا مات جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) رأي منهم موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) مثل ذلك.
وسمع الأوصياء يقولون: أبشري أيّتها الشيعة! بنا، وهكذا يخرج إلي آخرنا.
1 - أبو جعفر الطبريّ : وحدّثني أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه، قال: حدّثني جعفر [بن محمّد] بن مالك الفزاريّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الحسنيّ، عن أبي محمّد الحسن بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، قال: كان أبو جعفر شديد الأُدمة (2)ولقد قال فيه الشاكّون المرتابون - وسنّه خمسة وعشرون شهراً - : إنّه
ليس هو من ولد الرضا ( عليه السلام ) .
وقالوا لعنهم اللّه: إنّه من شُنَيف (3) الأسود مولاه، وقالوا: من لؤلؤ وإنّهم أخذوه
والرضا عندالمأمون، فحملوه إلي القافة، وهو طفل بمكّة في مجمع من الناس بالمسجدالحرام فعرضوه عليهم، فلمّا نظروا إليه وزرقوه (4)بأعينهم، خرّوا لوجوههم سجّداً، ثمّ قاموا.
ص:42
فقالوا لهم: يا ويحكم! مثل هذا الكوكب الدرّيّ، والنور المنير، يعرض علي أمثالنا، وهذا واللّه! الحسب الزكيّ، والنسب المهذّب الطاهر، واللّه! ما تردّد إلّا في أصلاب زاكية، وأرحام طاهرة، وواللّه! ما هو إلّا من ذرّيّة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، ورسول اللّه، فارجعوا واستقيلوا اللّه واستغفروه، ولاتشكّوا في مثله.
وكان في ذلك الوقت سنّه خمسة وعشرين شهراً فنطق بلسان أرهف(1) من السيف، وأفصح من الفصاحة يقول: الحمد للّه الذي خلقنا من نوره بيده، واصطفانا من بريّته، وجعلنا أُمناءه علي خلقه ووحيه.
معاشر الناس! أنا محمّد بن عليّ الرضا ابن موسي الكاظم ابن جعفر الصادق ابن محمّد الباقر ابن عليّ سيّد العابدين ابن الحسين الشهيد ابن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، وابن فاطمة الزهراء، وابن محمّد المصطفي، ففي مثلي يشكّ، وعليّ وعلي أبويّ يفتري، وأُعرض علي القافة!؟
وقال: واللّه! إنّني لأعلم بأنسابهم من آبائهم، إنّي واللّه! لأعلم بواطنهم وظواهرهم، وإنّي لأعلم بهم أجمعين، وما هم إليه صائرون، أقوله حقّاً، وأُظهره صدقاً، علماً ورّثناه اللّه قبل الخلق أجمعين، وبعد بناء السماوات والأرضين.
وأيم اللّه! لولا تظاهر الباطل علينا، وغلبة دولة الكفر، وتوثّب أهل الشكوك والشرك والشقاق علينا، لقلت قولاً يتعجّب منه الأوّلون والآخرون.
ثمّ وضع يده علي فيه، ثمّ قال: يا محمّد! اصمت، كما صمت آباؤك ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَاتَسْتَعْجِل لَّهُمْ ) (2)، إلي آخر
الآية.
ثمّ تولّي الرجل إلي جانبه، فقبض علي يده ومشي يتخطّي رقاب الناس، والناس يفرجون له.
ص:43
قال: فرأيت مشيخة ينظرون إليه، ويقولون: ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) .
فسألت عن المشيخة؟ قيل: هؤلاء قوم من حيّ بن هاشم، من أولاد عبدالمطّلب.
قال: وبلغ الخبر الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، وما صنع بابنه محمّد.
فقال: الحمد للّه! ثمّ التفت إلي بعض من بحضرته من شيعته، فقال: هل علمتم ماقد رميت به مارية القبطيّة، وما ادّعي عليها في ولادتها إبراهيم ابن رسول اللّه 6 ؟! قالوا: لا، يا سيّدنا! أنت أعلم، فخبّرنا لنعلم.
قال: إنّ مارية لمّا أُهديت إلي جدّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أُهديت مع جوار قسّمهنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي أصحابه، وظنّ بمارية من دونهنّ، وكان معها خادم يقال له «جريح» يؤدّبها بآداب الملوك، وأسلمت علي يد رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأسلم جريح معها، وحسن إيمانهما وإسلامهما، فملكت مارية قلب رسول اللّه فحسدها بعض أزواج رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
فأقبلت زوجتان من أزواج رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي أبويهما تشكوان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فعله وميله إلي مارية، وإيثاره إيّاها عليهما، حتّي سوّلت لهما أنفسهما أن يقولا: إنّ مارية إنّما حملت بإبراهيم من «جريح»، وكانوا لايظنّون جريحاً خادماً زمناً.
فأقبل أبواهما إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وهو جالس في مسجده، فجلسا بين يديه، وقالا: يا رسول اللّه! مايحلّ لنا ولايسعنا أن نكتمك ماظهرنا عليه من خيانة واقعة بك.
ص:44
قال: وماذا تقولان؟ قالا: يا رسول اللّه! إنّ جريحاً يأتي من مارية الفاحشة العظمي، وإنّ حملها من جريح، وليس هو منك يا رسول اللّه!
فأربد (1) وجه رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، تلوّن لعظم ماتلقّياه به ثمّ قال:
ويحكما! ماتقولان؟!
فقالا: يا رسول اللّه! إنّنا خلّفنا جريحاً ومارية في مشربة، وهو يفاكهها (2)
ويلاعبها، ويروم منها ماتروم الرجال من النساء، فابعث إلي جريح فإنّك تجده علي هذه الحال، فأنفذ فيه حكمك وحكم اللّه تعالي.
فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ياأباالحسن! خذ معك سيفك ذاالفقار، حتّي تمضي إلي مشربة مارية، فإن صادفتها وجريحاً كمايصفان، فأخمدهما ضرباً.
فقام عليّ ( عليه السلام ) واتّشح بسيفه، وأخذه تحت ثوبه، فلمّا ولّي ومرّ من بين يدي رسول اللّه أتي إليه راجعاً، فقال له: يا رسول اللّه! أكون فيما أمرتني كالسكّة المحماة في النار، أو الشاهد يري مالايري الغائب؟
فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فديتك يا عليّ! بل الشاهد يري مالايري الغائب.
قال: فأقبل عليّ وسيفه في يده حتّي تسوّر (3)من فوق مشربة مارية، وهي
جالسة وجريح معها، يؤدّبها بآداب الملوك، ويقول لها: أعظمي رسول اللّه وكنّيه وأكرميه، ونحواً من هذا الكلام حتّي نظر جريح إلي أمير المؤمنين وسيفه مشهر بيده، ففزع منه جريح وأتي إلي نخلة في دار المشربة، فصعد إلي رأسها، فنزل أميرالمؤمنين إلي المشربة، وكشف الريح عن أثواب جريح، فانكشف ممسوحاً، فقال: انزل يا جريح!
فقال: يا أمير المؤمنين! آمن علي نفسي؟ قال: آمن علي نفسك.
ص:45
قال: فنزل جريح، وأخذ بيده أمير المؤمنين، وجاء به إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فأوقفه بين يديه، وقال له: يا رسول اللّه! إنّ جريحاً خادم ممسوح.
فولّي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بوجهه إلي الجدار، وقال: حلّ لهما -ياجريح!- واكشف عن نفسك حتّي يتبيّن كذبهما. ويحهما! ما أجرأهما علي اللّه وعلي رسوله!
فكشف جريح عن أثوابه، فإذا هو خادم ممسوح كما وصف. فسقطا بين يدي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وقالا: يا رسول اللّه! التوبة، استغفر لنا، فلن نعود.
فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لاتاب اللّه عليكما، فما ينفعكما استغفاري ومعكما هذه الجرأة علي اللّه وعلي رسوله.
قالا: يا رسول اللّه! فإن استغفرت لنا رجونا أن يغفر لنا ربّنا، وأنزل اللّه الآية التي فيها: ( إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ) .
قال الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) : الحمد للّه الذي جعل فيّ وفي ابني محمّد، أُسوة برسول اللّه وابنه إبراهيم.
ولمّا بلغ عمره ستّ سنين وشهور قتل المأمون أباه وبقيت الطائفة في حيرة، واختلفت الكلمة بين الناس، واستُصغِرَ سنّ أبي جعفر ( عليه السلام ) وتحيّر الشيعة في سائر الأمصار.
ص:46
1 - السيّد الشريف المرتضي : حدّثني الشيخ أدام اللّه عزّه قال المأمون يوماً للرضا ( عليه السلام ) : أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يدلّ عليها القرآن؟
قال: فقال له الرضا ( عليه السلام ) : فضيلته في المباهلة، قال اللّه جلّ جلاله: ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن م بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَي الْكَذِبِينَ ) فدعا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الحسن والحسين ) ( عليهماالسلام )(1)
فكانا ابنيه، ودعا فاطمة ( عليها السلام ) فكانت في هذا الموضع نساؤه، ودعا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فكان نفسه بحكم اللّه عزّ وجلّ، وقد ثبت أنّه ليس أحد من خلق اللّه سبحانه أجلّ من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وأفضل، فوجب أن لايكون أحد أفضل من نفس رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بحكم اللّه عزّ وجلّ.
قال: فقال له المأمون: أليس قد ذكر اللّه الأبناء بلفظ الجمع، وإنّما دعا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ابنيه خاصّة، وذكر النساء بلفظ الجمع، وإنّما دعا رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ابنته وحدها، فلِمَ لاجاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره، فلايكون لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ما ذكرت من الفضل؟
ص:47
قال: فقال له الرضا ( عليه السلام ) : ليس بصحيح ما ذكرت يا أمير المؤمنين! وذلك أنّ الداعي إنّما يكون داعياً لغيره، كما يكون الآمر آمراً لغيره، ولايصحّ أن يكون داعياً لنفسه في الحقيقة، كما لايكون آمراً لها في الحقيقة، وإذا لم يدع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) رجلاً في المباهلة إلّا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقد ثبت أنّه نفسه التي عناها اللّه تعالي في كتابه، وجعل حكمه ذلك في تنزيله.
قال: فقال المأمون: إذا ورد الجواب سقط السؤال.
ص:48
وفيه أمران
1 - الصفّار : حدّثنا الهيثم النهديّ، عن إسماعيل بن مهران، قال: كنت أنا وأحمد بن نصر عند الرضا ( عليه السلام ) ، فجري ذكر الإمام.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّما هو مثل القمر، يدور في كلّ مكان، أو تراه من كلّ مكان.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أبو محمّد القاسم بن العلاء رفعه عن عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا مع الرضا ( عليه السلام ) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي ( عليه السلام ) فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: ياعبدالعزيز! جهل القوم وخدعوا عن آرائهم، إنّ اللّه عزّ وجلّ لم يقبض نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حتّي أكمل له
ص:49
الدين، وأنزل عليه القرآن، فيه تبيان كلّ شي ء، بيّن فيه الحلال والحرام، والحدود والأحكام، وجميع ما يحتاج إليه الناس كمّلاً، فقال عزّوجلّ: ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَبِ مِن شَيْ ءٍ) (1)،
وأنزل في حجّة الوداع وهي آخر عمره ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا) (2)، وأمر الإمامة
من تمام الدين، ولم يم ض ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حتّي بيّن لأُمّته معالم دينهم، وأوضح لهم سبيلهم، وتركهم علي قصد سبيل الحقّ، وأقام لهم عليّاً ( عليه السلام ) علماً وإماماً، وما ترك لهم شيئاً يحتاج إليه الأُمّة إلّا بيّنه، فمن زعم أنّ اللّه عزّ وجلّ لم يكمل دينه، فقد ردّ كتاب اللّه، ومن ردّ كتاب اللّه فهو كافر به.
هل يعرفون قدر الإمامة ومحلّها من الأُمّة، فيجوز فيها اختيارهم؟
إنّ الإمامة أجلّ قدراً، وأعظم شأناً، وأعلا مكاناً، وأمنع جانباً، وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماماً باختيارهم، إنّ الإمامة خصّ اللّه عزّ وجلّ بها إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) بعد النبوّة والخلّة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرّفه بها، وأشاد بها ذكره فقال: ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) ، فقال الخليل ( عليه السلام ) سروراً بها ( عليهم السلام ) (وَمِن ذُرِّيَّتِي ) قال اللّه تبارك وتعالي ( عليهم السلام ) : (لَايَنَالُ عَهْدِي الظَّلِمِينَ )(3)
فأبطلت هذه الآية إمامة كلّ ظالم إلي يوم القيامة، وصارت في الصفوة، ثمّ أكرمه اللّه تعالي، بأن جعلها في ذرّيّته، أهل الصفوة والطهارة فقال: ( وَوَهَبْنَا لَهُ و إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَلِحِينَ * وَجَعَلْنَهُمْ أَلِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَتِ وَإِقَامَ الصَّلَوةِ وَإِيتَآءَ الزَّكَوةِ وَكَانُواْ لَنَا عَبِدِينَ ) .
فلم تزل في ذرّيّته يرثها بعض عن بعض، قرناً فقرناً، حتّي ورّثها اللّه تعالي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فقال جلّ وتعالي: ( إِنَّ أَوْلَي النَّاسِ بِإِبْرَهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا
ص:50
النَّبِيُّ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) ، فكانت له (1)
خاصّة، فقلّدها ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عليّاً ( عليه السلام ) بأمر اللّه تعالي علي رسم ما فرض اللّه، فصارت في ذرّيّته الأصفياء الذين آتاهم اللّه العلم والإيمان، بقوله تعالي: ( قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَالْإِيمَنَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَبِ اللَّهِ إِلَي يَوْمِ الْبَعْثِ ) (2)، فهي في ولد عليّ ( عليهم السلام ) : خاصّة إلي يوم القيامة، إذ لانبيّ بعد محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فمن أين يختار هؤلاء الجهّال.
إنّ الإمامة هي منزلة الأنبياء، وإرث الأوصياء، إنّ الإمامة خلافة اللّه، وخلافة الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ومقام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وميراث الحسن وا لحسين ( عليهماالسلام ) .
إنّ الإمامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا، وعزّ المؤمنين.
إنّ الإمامة أُسّ الإسلام الناميّ، وفرعه الساميّ، بالإمام تمام الصلاة والزكاة، والصيام والحجّ والجهاد، وتوفير الفي ء والصدقات، وإمضاء الحدود والأحكام، ومنع الثغور والأطراف.
الإمام يحلّ حلال اللّه، ويحرّم حرام اللّه، ويقيم حدود اللّه، ويذبّ عن دين اللّه، ويدعو إلي سبيل ربّه بالحكمة، والموعظة الحسنة، والحجّة البالغة.
الإمام كالشمس الطالعة المجلّلة بنورها للعالم، وهي في الأُفق بحيث لاتنالها الأيدي والأبصار.
الإمام البدر المنير، والسراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجيّ، وأجواز البلدان والقفار، ولجج البحار.
الإمام الماء العذب علي الظمّاء، والدال علي الهدي، والمنجي من الردي.
ص:51
الإمام النار علي اليفاع (1)، الحارّ لمن اصطلي به، والدليل في المهالك، من فارقه فهالك.
الإمام السحاب الماطر، والغيث الهاطل، والشمس المضيئة، والسماء الظليلة، والأرض البسيطة، والعين الغزيرة، والغدير والروضة.
الإمام الأنيس الرفيق، والوالد الشفيق، والأخ الشقيق، والأُمّ البرّة بالولد الصغير، ومفزع العباد في الداهية النآد.
الإمام أمين اللّه في خلقه، وحجّته علي عباده، وخليفته في بلاده، والداعي إلي اللّه، والذابّ عن حرم اللّه.
الإمام المطهّر من الذنوب، والمبرّأ عن العيوب، المخصوص بالعلم، الموسوم بالحلم، نظام الدين، وعزّ المسلمين، وغيظ المنافقين، وبوار الكافرين.
الإمام واحد دهره، لادانيه أحد، ولايعادله عالم، ولايوجد منه بدل، ولاله مثل ولانظير، مخصوص بالفضل كلّه، من غير طلب منه له ولااكتساب، بل إختصاص من المفضّل الوهّاب.
فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام، أو يمكنه اختياره! هيهات! هيهات! ضلّت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وخسئت العيون، وتصاغرت العظماء، وتحيّرت الحكماء، وتقاصرت الحلماء، وحصرت الخطباء، وجهلت الألبّاء، وكلّت الشعراء، وعجزت الأُدباء، وعييت البلغاء، عن وصف شأن من شأنه، أو فضيلة من فضائله، وأقرّت بالعجز والتقصير، وكيف يوصف بكلّه، أوينعت بكنهه، أو يفهم شي ء من أمره، أو يوجد من يقوم مقامه، ويغني غناه، لاكيف وأنّي؟ وهو بحيث
ص:52
النجم من يد المتناولين، ووصف الواصفين، فأين الاختيار من هذا؟ وأين العقول عن هذا؟ وأين يوجد مثل هذا؟!
أتظنّون أنّ ذلك يوجد في غير آل الرسول محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، كذّبتهم واللّه أنفسهم، ومنّتهم (1)الأباطيل، فارتقوا مرتقاً (2)صعباً دحضاً، تزلّ عنه إلي الحضيض أقدامهم، راموا إقامة الإمام بعقول حائرة بائرة (3)ناقصة، وآراء مضلّة، فلم يزدادوا منه إلّا بعداً، ( قَتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّي يُؤْفَكُونَ )(4) ، ولقد راموا صعباً، وقالوا إفكاً، وضلّوا ضلالاً بعيداً، ووقعوا في الحيرة، إذ تركوا الإمام عن بصيرة، وزيّن لهم الشيطان أعمالهم، فصدّهم عن السبيل، وكانوا مستبصرين.
رغبوا عن اختيار اللّه واختيار رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته إلي اختيارهم، والقرآن يناديهم: ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَنَ اللَّهِ وَتَعَلَي عَمَّا يُشْرِكُونَ )(5) ،
وقال عزّ وجلّ: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَي اللَّهُ وَرَسُولُهُ و أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) (6) الآية،
وقال: ( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَبٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَنٌ عَلَيْنَا بَلِغَةٌ إِلَي يَوْمِ الْقِيَمَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ *
ص:53
سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ * فَلْيَأْتُواْ بِشُرَكَآلِهِمْ إِن كَانُواْ صَدِقِينَ ) ،
وقال عزّ وجلّ: ( أَفَلَايَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَي قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ) (2)
أم (طُبِعَ عَلَي قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَايَفْقَهُونَ ) .
أم ( قَالُواْ سَمِعْنَا وَهُمْ لَايَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِ ّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَايَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأََّسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ ) .
أم ( قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا)(5) بل هو فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذوالفضل العظيم.
فكيف لهم باختيار الإمام؟ والإمام عالم لايجهل، وراع لاينكل (6) ، معدن القدس والطهارة، والنسك والزهادة، والعلم والعبادة، مخصوص بدعوة الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ونسل المطهّرة البتول، لامغمز فيه في نسب، ولايدانيه ذوحسب في البيت من قريش، والذروة من هاشم، والعترة من الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، والرضا من اللّه عزّ وجلّ، شرف الأشراف، والفرع من عبد مناف، نامي العلم كامل الحلم، مضطلع بالإمامة، عالم بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر اللّه عزّ وجلّ، ناصح لعباد اللّه، حافظ لدين اللّه.
ص:54
إنّ الأنبياء والأئمّة صلوات اللّه عليهم يوفّقهم اللّه ويؤتيهم من مخزون علمه، و حكمه مالايؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان في قوله تعالي: ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَي الْحَقِ ّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّايَهِدِّي إِلَّآ أَن يُهْدَي فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (1)وقوله تبارك وتعالي: ( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) (2) ، وقوله في طالوت: ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَل-هُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ و
بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ و مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ وَسِعٌ عَلِيمٌ )(3) ، وقال لنبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( أَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَبَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا)(4) ، وقال في الأئمّة من أهل بيت
نبيّه وعترته، وذرّيّته صلوات اللّه عليهم: ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَي مَآ ءَاتَل-هُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ي فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَهِيمَ الْكِتَبَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَهُم مُّلْكًا عَظِيمًا * فَمِنْهُم مَّنْ ءَامَنَ بِهِ ي وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَي بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا) .
وإنّ العبد إذا اختاره اللّه عزّ وجلّ لأُمور عباده، شرح صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم إلهاماً، فلم يعي بعده بجواب، ولايحي فيه عن الصواب، فهو معصوم مؤيّد، موفّق مسدّد، قد أمن من الخطايا والزلل والعثار، يخصّه اللّه بذلك ليكون حجّته علي عباده، وشاهده علي خلقه، وذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء، واللّه ذو الفضل العظيم.
فهل يقدرون علي مثل هذا فيختارونه، أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدّمونه،
ص:55
تعدوا - وبيت اللّه - الحقّ، ونبذوا كتاب اللّه وراء ظهورهم كأنّهم لايعلمون، وفي كتاب اللّه الهدي والشفاء، فنبذوه واتّبعوا أهواءهم، فذمّهم اللّه ومقّتهم وأتعسهم (1) ، فقال جلّ وتعالي: ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَلهُ بِغَيْرِ
هُدًي مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَايَهْدِي الْقَوْمَ الظَّلِمِينَ ) (2) ، وقال: ( فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَلَهُمْ ) (3)، وقال: ( كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَي كُلِ ّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) (4)، وصلّي اللّه علي النبيّ محمّد وآله، وسلّم تسليماً كثيراً.
ص:56
1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة، فسأله بعضهم، فقال له: يا ابن رسول اللّه! بأيّ شي ء تصحّ الإمامة لمدّعيها؟
قال ( عليه السلام ) : بالنصّ والدليل.
قال له: فدلالة الإمام فيما هي؟ قال ( عليه السلام ) : في العلم، واستجابة الدعوة....
ص:57
1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة، فسأله بعضهم، فقال له:...فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس؟
قال ( عليه السلام ) له: أما بلغك قول الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : اتّقوا فراسة المؤمن، فإنّه ينظر بنور اللّه؟ قال: بلي.
قال ( عليه السلام ) : وما من مؤمن إلّا وله فراسة، ينظر بنور اللّه علي قدر إيمانه، ومبلغ استبصاره وعلمه، وقد جمع اللّه للأئمّة منّا ما فرّقة في جميع المؤمنين...(1)
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن، عن عباد بن سليمان، عن سعيد بن سعد(2)، عن محمّد بن عمّارة، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: إنّ الحجّة لاتقوم للّه علي خلقه إلّا بإمام حتّي يعرف.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قلت له: أتبقي الأرض بغير إمام؟
ص:58
قال ( عليه السلام ) : لا.
قلت: فإّنا نروَّي عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، أنّها لاتبقي بغير إمام إلّا أن يسخط اللّه تعالي علي أهل الأرض، أو علي العباد.
فقال ( عليه السلام ) : لا، لاتبقي، إذاً لساخت.
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الوشّاء قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) هل تبقي الأرض بغير إمام؟
قال ( عليه السلام ) : لا.
قلت: إنّا نروَّي أنّها لاتبقي إلّا أن يسخط اللّه عزّ وجلّ علي العباد.
قال: لاتبقي، إذاً لساخت.
ص:59
4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، وعليّ بن إسماعيل بن عيسي، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن محمّد بن الهيثم(1) ، عن محمّد بن الفضل(2)، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت له: تكون الأرض ولاإمام
فيها ؛
فقال ( عليه السلام ) : لا، إذاً لساخت بأهلها.
5 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن الحسن بن عليّ الزيتونيّ (4)، ومحمّد بن أحمد بن أبي قتاده، عن
أحمد بن هلال، عن سعيد بن سليمان، عن سليمان بن جعفر الحميريّ قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) فقلت:
ص:60
تخلو الأرض من حجّة؟
فقال ( عليه السلام ) : لو خلت الأرض طرفة عين من حجّة، لساخت بأهلها.
6 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا الحسن بن أحمد المالكيّ، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : نحن حجج اللّه في خلقه، وخلفاؤه في عباده، وأُمناؤه علي سرّه، ونحن كلمة التقوي، والعروة الوثقي، ونحن شهداء اللّه وأعلامه في بريّته، بنا يمسك اللّه السموات والأرض أن تزولا، وبنا ينزّل الغيث و ينشر الرحمة، ولاتخلو الأرض من قائم منّا ظاهر أو خاف، ولوخلت يوماً بغير حجّة لماجت بأهلها، كمايموج البحر بأهله.
7 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن يعقوب يزيد، عن صفوان بن يحيي، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّ الأرض لاتخلو من أن يكون فيها إمام منّا.
ص:61
8 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن العبّاس بن معروف، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ بن مهزيار، عن الحسن بن بشّار الواسطيّ، قال: قال الحسين بن خالد للرضا ( عليه السلام ) وأنا حاضر: أتخلو الأرض من إمام؟
فقال ( عليه السلام ) : لا.
1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة، فسأله بعضهم...فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّوجلّ قد أيّدنا بروح منه، مقدّسة مطهّرة، ليست بملك، لم تكن مع أحد ممّن مضي إلّا مع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وهي مع الأئمّة منّا، تسدّدهم وتوفّقهم، وهو عمود من نور بيننا وبين اللّه عزّوجلّ....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إذا مات الإمام، بم يعرف الذي بعده؟
ص:62
فقال ( عليه السلام ) : للإمام علامات، منها أن يكون أكبر ولد أبيه، ويكون فيه الفضل والوصيّة، ويقدم الركب فيقول: إلي من أوصي فلان.
فيقال: إلي فلان، والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، تكون الإمامة مع السلاح حيثما كان.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن أحمد بن عمر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن الدلالة علي صاحب هذا الأمر؟
فقال ( عليه السلام ) : الدلالة عليه: الكبر، والفضل، والوصيّة، إذا قدم الركب المدينة فقالوا: إلي من أوصي فلان؟
قيل: فلان بن فلان، ودوروا مع السلاح حيثما دار، فأمّا المسائل فليس فيها حجّة.
3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، قال: حدّثنا الحسن بن ظريف، عن صالح بن أبي حمّاد، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: من مات وليس له إمام، مات ميتة جاهليّة.
ص:63
فقلت له: كلّ من مات وليس له إمام مات ميتة جاهليّة؟
قال: نعم، والواقف كافر، والناصب مشرك.
4 - الشيخ الطوسيّ : قال (الموسويّ): روي عليّ بن معاذ، قال: قلت لصفوان بن يحيي: بأيّ شي ء قطعت علي عليّ (أي الرضا ( عليه السلام ) )؟
قال: صلّيت، ودعوت اللّه، واستخرت (عليه)، وقطعت عليه.
1 - الشيخ الصدوق :...إسحاق بن راهويه قال: لمّا وافي أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) نيسابور، وأراد أن يخرج منها إلي المأمون، اجتمع عليه أصحاب الحديث، فقالوا له: يا ابن رسول اللّه ترحل عنّا ولا تحدّثنا بحديث فنستفيده منك! وكان قد قعد في العماريّة، فأطلع رأسه وقال: سمعت أبي، موسي بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمّد يقول: سمعت أبي محمّد بن عليّ يقول: سمعت أبي عليّ بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن عليّ يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : يقول: سمعت النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: سمعت اللّه عزّوجلّ يقول: لا إله إلّا اللّه حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي.
قال: فلمّا مرّت الراحلة نادانا: بشروطها، وأنا من شروطها.
ص:64
- ولاية آل محمّ ( عليهم السلام ) : :
1 - الأسديّ الكوفيّ : وعن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: لايقبل اللّه عملاً لعبد إلّا بولايتنا، فمن لم يوالنا كان من أهل هذه الآية: ( وَقَدِمْنَآ إِلَي مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَهُ هَبَآءً مَّنثُورًا) .
- أثر ولاية آل محمّد(علیهم السلام ):
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...الحسين بن بشّار، قال: لمّا مات موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) خرجت إلي عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) غير مؤمن بموت مو سي ( عليه السلام ) ...
فقال ( عليه السلام ) : يا حسين! إن أردت أن ينظر اللّه إليك من غير حجاب، وتنظر إلي اللّه من غير حجاب، فوال آل محمّ ( عليهم السلام ) : ووال وليّ الأمر منهم....
ص:65
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...الحسين بن بشّار، قال: لمّا مات موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) خرجت إلي عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) غير مؤمن بموت مو سي ( عليه السلام ) ...
فقال ( عليه السلام ) : يا حسين! إن أردت أن ينظر اللّه إليك من غير حجاب، وتنظر إلي اللّه من غير حجاب، فوال آل محمّ ( عليهم السلام ) : ووال وليّ الأمر منهم....
1 - الشيخ الصدوق : وفي حديث آخر: إنّ الإمام مؤيّد بروح القدس، وبينه وبين اللّه عمود من نور يري فيه أعمال العباد، وكلّما احتاج إليه لدلالة اطّلع عليه، ويبسطه فيعلم، ويقبض عنه فلايعلم، والإمام يولد ويلد، ويصحّ ويمرض، ويأكل ويشرب، ويبول ويتغوّط، وينكح وينام، وينسي ويسهو، ويفرح ويحزن، ويضحك ويبكي، ويحيي ويموت، ويقبر ويزار، ويحشر ويوقف، ويعرض ويسأل، ويثاب ويكرم، ويشفع، ودلالته في خصلتين: في العلم، واستجابة الدعوة، وكلّ ما أخبر به من الحوادث التي تحدّث قبل كونها، فذلك بعهد معهود إليه من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) توارثه، وعن آبائه عنه ( عليهم السلام ) : ، ويكون ذلك ممّا عهد إليه جبرئيل ( عليه السلام ) من علّام الغيوب عزّ وجلّ
وجميع الأئمّة الأحد عشر بعد النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قتلوا منهم بالسيف وهو أميرالمؤمنين والحسين ( عليهماالسلام ) ، والباقون قتلوا بالسمّ، قتل كلّ واحد منهم طاغية زمانه، وجري
ص:66
ذلك عليهم علي الحقيقة والصحّة، لاكما تقوله الغلاة والمفوّضة لعنهم اللّه، فإنّهم يقولون:
إنّهم لم يقتلوا علي الحقيقة، وأنّه شبّه للناس أمرهم، فكذبوا، عليهم غضب اللّه، فإنّه ما شبّه أمر أحد من أنبياء اللّه وحججه للناس، إلّا أمر عيسي بن مريم ( عليه السلام ) وحده، لأنّه رفع من الأرض حيّاً، وقبض روحه بين السماء والأرض، ثمّ رفع إلي السماء وردّ عليه روحه، وذلك قول اللّه تعالي: ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَعِيسَي إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ ) (1)، وقال عزّ وجلّ حكاية لقول عيسي ( عليه السلام ) يوم القيامه: ( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّادُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَي كُلِ ّ شَيْ ءٍ شَهِيدٌ) (2)
ويقولون المتجاوزون للحدّ في أمر الأئمّ ( عليهم السلام ) : : إنّه إن جاز أن يشبّه أمر عيسي ( عليه السلام ) للناس، فلم لايجوز أن يشبّه أمرهم أيضاً؟
والذي يجب أن يقال لهم: إنّ عيسي هو مولود من غير أب، فلم لايجوز أن يكونوا مولودين من غير آباء؟ فإنّهم لايجترؤن (3) علي إظهار مذهبهم لعنهم اللّه في ذلك، ومتي جاز أن يكون جميع أنبياء اللّه، ورسله وحججه بعد آدم، مولودين من الآباء والأُمّهات، وكان عيسي ( عليه السلام ) من بينهم مولوداً من غير أب، جاز أن يشبّه أمر غيره من الأنبياء والحجج ( عليهم السلام ) : ، كما جاز أن يولد من غير أب دونهم، وإنّما أراد اللّه عزّ وجلّ أن يجعل أمره آية وعلامة، ليعلم بذلك أنّه علي كلّ شي ء قدير.
ص:67
2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الكوفيّ قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: للإمام علامات، يكون أعلم الناس، وأحكم الناس، وأتقي الناس، وأحلم الناس، وأشجع الناس، وأسخي الناس، وأعبد الناس، ويلد مختوناً، ويكون مطهّراً، ويري من خلفه كما يري من بين يديه، ولايكون له ظلّ، وإذا وقع إلي الأرض من بطن أُمّه، وقع علي راحتيه رافعاً صوته بالشهادتين، ولايحتلم، وينام عينه ولاينام قلبه، ويكون محدّثاً، ويستوي عليه درع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ولايري له بول ولاغائط، لأنّ اللّه عزّ وجلّ قد وكّل الأرض بابتلاع ما يخرج منه.
ويكون رائحته أطيب من رائحة المسك، ويكون أولي بالناس منهم بأنفسهم، وأشفق عليهم من آبائهم وأُمّهاتهم، ويكون أشدّ الناس تواضعاً للّه عزّ وجلّ، ويكون آخذ الناس بما يأمره به، وأكفّ الناس عمّا ينهي عنه.
ويكون دعاؤه مستجاباً، حتّي أنّه لو دعا علي صخرة لانشقّت بنصفين، ويكون عنده سلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وسيفه ذو الفقار، ويكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعتهم إلي يوم القيامة، وصحيفة فيها أسماء أعدائهم إلي يوم القيامة، ويكون عنده الجامعة، وهي صحيفة طولها سبعون ذراعاً فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم، ويكون
ص:68
عنده الجفر الأكبر والأصغر، وإهاب (1) ماعز، وإهاب كبش، فيهما جميع العلوم حتّي أرش الخدش، وحتّي الجلدة ونصف الجلدة، ويكون عنده مصحف فاطمة ( عليها السلام ) .
3 - الشيخ حسن بن سليمان الحلّيّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: كتب أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) إلي أحمد بن عمر الحلال في جواب كتابته:
بسم اللّه الرحمن الرحيم، عافانا اللّه وإيّاك بأحسن عافية! سألت عن الإمام إذا مات بأيّ شي ء يعرف الإمام الذي بعده، الإمام له علامات:
منها أن يكون أكبر ولده، ويكون فيه الفضل، وإذا قدم الركب المدينة قالوا: إلي من أوصي فلان؟
قالوا: إلي فلان بن فلان، والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، فكونوا مع ا لسلاح أينما كان.
ص:69
1 - الصفّار : حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، عن الحسن بن موسي الخشّاب، عن غياث بن مثنّي الحلّيّ (1)، عن يزيد بن إسحاق، عن معمّر، قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : يكون عندكم ما لم يجي ء عند النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟
قال: فقال ( عليه السلام ) : يعرض ذلك عليه إذا حدث، ثمّ علي من بعده واحداً بعد واحد.
2 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: يزعم ابن أبي حمزة أنّ جعفراً زعم أنّ أبي القائم، وما علم جعفر بما يحدث من أمر اللّه، فواللّه لقد قال اللّه تبارك وتعالي يحكي عن رسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( مَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَي إِلَيَ ) ....
3 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق... فقال لي:...كلّ ما اطّلع الرسول عليه فقد اطّلع أوصياؤه عليه....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين،
ص:70
عن صفوان قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : أخبرني عن الإمام متي يعلم أنّه إمام؟ حين يبلغه أنّ صاحبه قد مضي، أو حين يمضي؟ مثل أبي الحسن قبض ببغداد، وأنت ههنا.
قال ( عليه السلام ) : يعلم ذلك حين يمضي صاحبه.
قلت: بأيّ شي ء؟
قال ( عليه السلام ) : يلهمه اللّه.
1 - الصفّار : محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم ابن أبي محمود، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : الإمام يعلم متي يموت؟ قال: نعم.
قلت: فأبوك حيث بعث إليه يحيي بن خالد بالرطب والريحان المسمومين علم به؟ قال: نعم.
قلت: فأكله وهو يعلم، فيكون معيناً علي نفسه؟
فقال: لا، إنّه يعلم قبل ذلك ليتقدّم فيما يحتاج إليه، فإذا جاء الوقت ألقي اللّه تعالي علي قلبه النسيان ليمضي فيه الحكم.
ص:71
1 - الصفّار : حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، عمّن رواه، عن محمّد بن خالد، عن حمزة بن عبد اللّه الجعفريّ (1)(2)، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، قال: كتبت في ظهر قرطاس: إنّ الدنيا ممثّلة للإمام كفِلقلة (3)الجوزة، فدفعته إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) وقلت: جعلت فداك، إنّ أصحابنا رووا حديثاً ما أنكرته، غير أنّي أحببت أن أسمعه منك قال: فنظر فيه، ثمّ طواه حتّي ظننت أنّه قد شقّ عليه، ثمّ قال: هو حقّ، فحوّله في أديم.
2 - الصفّار : حدّثنا عليّ بن إسماعيل، عن موسي بن طلحة، عن حمزة بن عبدالمطّلب بن عبد اللّه الجعفيّ قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) ومعي صحيفة أوقرطاس فيه عن جعفر ( عليه السلام ) : إنّ الدنيا مثّلت لصاحب هذا الأمر في مثل فِلقة الجوزة.
ص:72
فقال ( عليه السلام ) : يا حمزة! ذا واللّه حقّ فانقلوه إلي أديم.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...محمّد بن الفضيل، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت: ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ ي فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) قال ( عليه السلام ) : بولاية محمّد وآل محمّ ( عليهم السلام ) : خير ممّا يجمع هؤلاء من دنياهم.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الوشّاء قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه تعالي ( وَعَلَمَتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال ( عليه السلام ) : نحن العلامات....
1 - الصفّار :...سليمان بن جعفر الجعفريّ قال: سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول في قول اللّه تعالي: ( فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) قال ( عليه السلام ) : نحن هم.
ص:73
2 - الصفّار :...صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال اللّه تعالي ( عليهم السلام ) ( فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ) وهم الأئمّة ( إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) فعليهم أن يسئلوهم، وليس عليهم أن يجيبوهم، إن شاؤا أجابوا، وإن شاؤا لم يجيبوا.
3 - الصفّار :...صفوان بن يحيي قال: سألته عن قول اللّه تعالي: ( فَسَْلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) من هم؟
قال ( عليه السلام ) : نحن هم.
4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الوشّاء قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) فقلت له: جعلت فداك، ( فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ )...فقال ( عليه السلام ) : نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون....
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...فضالة بن أيّوب قال: سئل الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: ( قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَآءٍ مَّعِينِ م ) فقال ( عليه السلام ) : ماؤكم أبوابكم، أي الأئمّ ( عليهم السلام ) : ، والأئمّة أبواب اللّه بينه وبين خلقه، ( فَمَن يَأْتِيكُم بِمَآءٍ مَّعِينِ م ) يعني بعلم الإمام.
ص:74
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في قوله: ( وَأَنَّ الْمَسَجِدَ لِلَّهِ فَلَاتَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)
قال ( عليه السلام ) : هم الأوصياء.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّ وجلّ: ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) ، الذي أخذ عليهم من ولايتنا.
1 - الحسينيّ الإسترآباديّ : روي بحذف الإسناد مرفوعاً إلي العبّاس بن إسماعيل، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في قوله عزّ وجلّ: ( أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ) قال ( عليه السلام ) : يعني الأوّل والثاني، ( ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْأَخِرِينَ ) قال: الثالث والرابع والخامس.
( كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ) من بني أُميّة.
ص:75
1 - العامليّ الإصبهانيّ : وفي كنز الفوائد وغيره عن الباقر والصادق والرض ( عليهم السلام ) : في قوله تعالي: ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَي الْأَرْضِ هَوْنًا) (1)قال: هم الأئمّ ( عليهم السلام ) : يتّقون، ومشيهم علي الأرض خوفاً من عدوّهم. (2)
1 - ابن شهرآشوب : في صحيفة الرضا ( عليه السلام ) : ليس في القرآن: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ ) إلّافي حقّنا، ولافي التوراة: يا أيّها الناس إلّافينا.
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : هم الصادقون:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّدِقِينَ ) ...الصادقون هم الأئمّة....
ص:76
1 - أبو عليّ الطبرسيّ : ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَمُواْ) روي محمّد بن الفضيل قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الاستقامة؟
فقال ( عليه السلام ) : هي واللّه! ما أنتم عليه.
1 - الصفّار :...صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال اللّه تعالي ( عليهم السلام ) ( فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ) وهم الأئمّة ( إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) فعليهم أن يجيبوهم، إن شاؤا أجابوا، وإن شاؤا لم يجيبوا.
1 - أبو منصور الطبرسيّ : روي خالد بن أبي الهيثم الفارسيّ قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ الناس يزعمون أنّ في الأرض أبدالاً فمن هؤلاء الأبدال؟
قال ( عليه السلام ) : صدقوا، الأبدال هم الأوصياء، جعلهم اللّه عزّ وجلّ في الأرض بدل الأنبياء، إذا رفع الأنبياء وختمهم بمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
ص:77
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...معمّر بن خلّاد قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) وذكر شيئاً فقال:...إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا، القذّة بالقذّة.
1 - ابن إدريس الحلّيّ : روي عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: كمال الدين ولايتنا والبراءة من عدوّنا.
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: للإمام علامات...ويكون عنده سلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وسيفه ذو الفقار، ويكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعتهم إلي يوم القيامة، وصحيفة فيها أسماء أعدائهم إلي يوم القيامة، ويكون عنده الجامعة، وهي صحيفة طولها سبعون ذراعاً فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم، ويكون عنده الجفر الأكبر والأصغر، وإهاب ماعز، وإهاب كبش، فيهمإتپلاظظظظظظظظظه جميع العلوم حتّي أرش الخدش، وحتّي الجلدة ونصف الجلدة، ويكون عنده مصحف فا طمة ( عليها السلام ) .
ص:78
1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : ياابن رسول اللّه!...فقال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت!...إنّ آدم ( عليه السلام ) لمّا أكرمه اللّه تعالي ذكره بإسجاد ملائكته، وبإدخاله الجنّة، قال في نفسه: هل خلق اللّه بشراً أفضل منّي؟
فعلم اللّه عزّ وجلّ ما وقع في نفسه، فناداه: ارفع رأسك يا آدم! وانظر إلي ساق العرش، فرفع آدم رأسه، فنظر إلي ساق العرش، فوجد عليه مكتوباً: لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وعليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وزوجته فاطمة سيّدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.
فقال آدم ( عليه السلام ) : يا ربّ! من هؤلاء؟
فقال عزّ وجلّ: هؤلاء من ذرّيّتك، وهم خير منك ومن جميع خلقي، ولولاهم ما خلقتك، ولاخلقت الجنّة والنار، ولاالسماء والأرض....
1 - العيّاشيّ : عن عبد اللّه بن جندب قال: كتب إليّ أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : ذكرت رحمك اللّه! هؤلاء القوم الذين وصفت: أنّهم كانوا بالأمس لكم إخواناً، والذي صاروا إليه من الخلاف لكم، والعداوة لكم، والبراءة منكم، والذين تأفكوا
ص:79
به من حياة أبي صلوات اللّه عليه ورحمته
وذكر في آخر الكتاب: إنّ هؤلاء القوم سنح لهم شيطان اغترّهم بالشبهة...بل كان الفرض عليهم، والواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحيّر، وردّ ما جهلوه من ذلك إلي عالمه ومستنبطه، لأنّ اللّه يقول في محكم كتابه: ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَإِلَي أُوْلِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنم-بِطُونَهُ و مِنْهُمْ ) يعني آل محمّ ( عليهم السلام ) : ، وهم الذين يستنبطون من القرآن، ويعرفون الحلال والحرام، وهم الحجّة للّه علي خلقه.
1 - العيّاشيّ : عن عبد اللّه بن جندب قال: كتب إليّ أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : ذكرت رحمك اللّه! هؤلاء القوم الذين وصفت: أنّهم كانوا بالأمس لكم إخواناً، والذي صاروا إليه من الخلاف لكم، والعداوة لكم...بل كان الفرض عليهم، والواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحيّر، وردّ ما جهلوه من ذلك إلي عالمه ومستنبطه، لأنّ اللّه يقول في محكم كتابه: ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَإِلَي أُوْلِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنم-بِطُونَهُ و مِنْهُمْ ) يعني آل محمّ ( عليهم السلام ) : ....
1 - القمّيّ : في قوله: ( اللَّهُ نُورُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ - إلي قوله - وَاللَّهُ بِكُلِ ّ
ص:80
شَيْ ءٍ عَلِيمٌ ) حدّثني أبي، عن عبد اللّه بن جندب قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أسأل عن تفسير هذه الآية؟
فكتب ( عليه السلام ) إليّ الجواب:...فلمّا قبض النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كنّا أهل البيت ورثته، فنحن أمناء اللّه في أرضه، عندنا علم المنايا، والبلايا وأنساب العرب، ومولد الإسلام، ومامن فئة تضلّ مائة به، وتهدي مائة به، إلّا ونحن نعرف سائقها، وقائدها، وناعقها، وإنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان، وحقيقة النفاق، وإنّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم، وأسماء آبائهم، أخذ اللّه علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا، ويدخلون مدخلنا، ليس علي ملّة الإسلام غيرنا وغيرهم إلي يوم القيامة.
نحن آخذون بحجزة نبيّنا، ونبيّنا آخذ بحجزة ربّنا، والحجزة النور، وشيعتنا آخذون بحجزتنا، من فارقنا هلك، ومن تبعنا نجا، والمفارق لنا، والجاحد لولايتنا كافر، ومتّبعنا وتابع أوليائنا مؤمن، لا يحبّنا كافر، ولا يبغضنا مؤمن، ومن مات وهو يحبّنا كان حقّاً علي اللّه أن يبعثه معنا.
نحن نور لمن تبعنا، وهدي لمن اهتدي بنا، ومن لم يكن منّا فليس من الإسلام في شي ء، وبنا فتح اللّه الدين، وبنا يختمه، وبنا أطعمكم اللّه عشب الأرض، وبنإثتلاظظظظظظظظظظش أنزل اللّه قطر السماء، وبنا آمنكم اللّه من الغرق في بحركم، ومن الخسف في برّكم، وبنا نفعكم اللّه في حياتكم، وفي قبوركم، وفي محشركم، وعند الصراط، وعند الميزان، وعند دخولكم الجنان....
ص:81
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...يحيي بن المبارك قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) بمسائل فأجابني...ووجدت الجواب كلّه بخطّه:...نحن أشهر معلومات، فلاجدال فينا، ولارفث، ولافسوق فينا....
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطّار ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوريّ، عن حمدان بن سليمان، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: رحم اللّه عبداً أحيا أمرنا.
فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟
قال: يتعلّم علومنا ويعلّمها الناس، فإنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا.
قال: قلت: ياابن رسول اللّه فقد روي لنا عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) أنّه قال: من تعلّم علماً ليماري به السفهاء، أو يباهي به العلماء، أو ليقبل بوجوه الناس إليه، فهو في النار.
فقال ( عليه السلام ) : صدق جدّي ( عليه السلام ) ، أفتدري من السفهاء؟
فقلت: لا، ياابن رسول اللّه!
قال ( عليه السلام ) : هم قصّاص مخالفينا، أوتدري من العلماء؟
ص:82
فقلت: لا، ياابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) !
فقال: هم علماء آل محمّ ( عليهم السلام ) : الذين فرض اللّه طاعتهم، وأوجب مودّتهم، ثمّ قال: أوتدري ما معني قوله: أو ليقبل بوجوه الناس إليه؟
فقلت: لا.
فقال ( عليه السلام ) يعني واللّه بذلك ادّعاء الإمامة بغير حقّها، ومن فعل ذلك فهو في النار.
1 - الشيخ الصدوق : وفي حديث آخر:...وجميع الأئمّة الأحد عشر بعد النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قتلوا منهم بالسيف وهو أمير المؤمنين والحسين ( عليهماالسلام ) ، والباقون قتلوا بالسمّ، قتل كلّ واحد منهم طاغية زمانه، وجري ذلك عليهم علي الحقيقة والصحّة، لاكما تقوله الغلاة والمفوّضة لعنهم اللّه، فإنّهم يقولون: إنّهم لم يقتلوا علي الحقيقة، وأنّه شبّه للناس أمرهم، فكذبوا، عليهم غضب اللّه....
2 - الشيخ الصدوق :...عن أبي الصلت الهرويّ قال: قلت لل رضا ( عليه السلام ) ياابن رسول اللّه! إنّ في سواد الكوفة...قوماً يزعمون أنّ الحسين بن عليّ ( عليه السلام )
ص:83
لم يقتل، وأنّه ألقي شبهه علي حنظلة بن أسعد الشاميّ، وأنّه رفع إلي السماء، كمارفع عيسي بن مريم ( عليه السلام ) ...فقال ( عليه السلام ) : كذبوا، عليهم غضب اللّه ولعنته، وكفروا بتكذيبهم لنبيّ اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في إخباره بأنّ الحسين بن عل يّ ( عليهماالسلام ) سيقتل، واللّه! لقد قتل الحسين ( عليه السلام ) ، وقتل من كان خيراً من الحسين، أمير المؤمنين، والحسن بن عليّ ( عليهم السلام ) : ، وما منّا إلّا مقتول....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : ... عن إبراهيم بن محمّد الخزّاز، ومحمّد بن الحسين قالا: دخلنا علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فحكينا له: أنّ مح مّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) رأي ربّه في صورة الشابّ الموفّق، في سنّ أبناء ثلاثين سنة.
وقلنا: إنّ هشام بن سالم، وصاحب الطاق، والميثميّ يقولون: إنّه أجوف إلي السرّة، والبقيّة صمد، فخرّ ساجداً للّه ...
ثمّ التفت إلينا فقال: ما توهّمتم من شي ء، فتوهّموا اللّه غيره، ثمّ قال: نحن آل محمّد النمط الأوسط، الذي لا يدركنا الغالي، ولا يسبقنا التالي ....
1 - الشيخ الصدوق :...مبارك مولي الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) قال: لايكون المؤمن مؤمناً حتّي يكون فيه ثلاث خصال: سنّة من ربّه، وسنّة من نبيّه،
ص:84
وسنّة من وليّه...وأما السنّة من وليّه فالصبر في البأساء والضرّاء....
1 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق...قال لي: يا فتح!...إنّهم مخلوقون مربوبون، مطيعون داخرون، راغمون....
1 - الصفّار :...يونس، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: سمعته يقول في الإمام حين ذكر يوم الخميس فقال: هو يوم تعرض فيه الأعمال...علي الأئمّه( عليهم السلام ) : .
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسين بن عليّ بن الفضّال، عن أبيه: قال: سألت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) عن معني قول النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنا ابن الذبيحين؟
ص:85
قال: يعني إسماعيل بن إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) وعبد اللّه بن عبد المطّلب، أمّا إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشّر اللّه به إبراهيم...فلمّا عزم علي ذبحه فداه اللّه بذبح عظيم...والعلّة التي من أجلها دفع اللّه عزّ وجلّ الذبح عن إسماعيل، هي العلّة التي من أجلها دفع الذبح عن عبد اللّه، وهي كون النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) والأئمّة المعصومين صلوات اللّه عليهم في صلبيهما، فببركة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) والأئمّ ( عليهم السلام ) : دفع اللّه الذبح عنهما....
1 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق...، فقال: اجلس يا فتح! فإنّ لنا بالرسل أُسوة. كانوا يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق....
1 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق...قال لي: يا فتح!...أم كيف يوصف من قرن الجليل طاعته بطاعة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حيث يقول: ( أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) . يا فتح! كما لايوصف الجليل جلّ جلاله، ولايوصف الحجّة، فكذلك لايوصف المؤمن المسلّم لأمرنا....
ص:86
1 - الشيخ الصدوق : ... عن أبي الصلت الهرويّ قال: كان الرضا ( عليه السلام ) يكلّم الناس بلغاتهم، وكان واللّه! أفصح الناس وأعلمهم بكلّ لسان ولغة، فقلت له يوماً: يا ابن رسول اللّه! إنّي لأعجب من معرفتك بهذه اللغات علي اختلافها.
فقال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! أنا حجّة اللّه علي خلقه، وما كان اللّه ليتّخذ حجّة علي قوم وهو لايعرف لغاتهم ....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) ...قال ( عليه السلام ) : إنّ أولئك (أي الأئمّة) كانوا يتختّمون في اليد اليمني، وإنّكم أنتم تتختّمون في اليسري....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...جعفر بن عيسي قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أسأله عن الدوابّ التي يعمل الخزّ من وبرها، أسباع هي؟ فكتب ( عليه السلام ) : لبس الخزّ الحسين بن عليّ، ومن بعده جدّي ( عليهماالسلام ) .
ص:87
1 - الصفّار : حدّثنا عبد اللّه بن جعفر بن محمّد، عن عيسي، عن داود النهديّ، عن عليّ بن جعفر، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) أنّه سمعه يقول: لو أذن (لنا) لأخبرنا بفضلنا.
قال: قلت له: العلم منه؟ قال: فقال ( عليه السلام ) لي: العلم أيسر من ذلك.
1 - الصفّار :...إبراهيم بن أبي سمّاك، قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّا قد روّينا عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) : أنّ الإمام لا يغسّله إلّا الإمام، وقد بلغنا هذا الحديث، فما تقول فيه؟
فكتب إليّ: أنّ الذي بلغك هو الحقّ.....
2 - الشيخ الصدوق :...هرثمة بن أعين قال: كنت ليلة بين يدي المأمون حتّي مضي من الليل أربع ساعات، ثمّ أذن لي في الإنصراف فانصرفت، فلمّا مضي من الليل نصفه قرع قارع الباب فأجابه بعض غلماني، فقال له: قل لهرثمة: أجب سيّدك!
قال: فقمت مسرعاً وأخذت علي أثوابي وأسرعت إلي سيّدي الرضا ( عليه السلام ) ، فدخل الغلام بين يديّ ودخلت وراءه، فإذا أنا بسيّدي ( عليه السلام ) في صحن داره جالس،
ص:88
فقال لي: يا هرثمة! فقلت: لبّيك يا مولاي!
فقال ( عليه السلام ) لي: اجلس، فجلست.
فقال لي: اسمع وعِه يا هرثمة! هذا أوان رحيلي إلي اللّه تعالي، ولحوقي بجدّي وآبائي ( عليهم السلام ) : ، وقد بلغ الكتاب أجله وقد عزم هذا الطاغي علي سمّي...فإذا أنا متّ فسيقول: أنا أغسله بيدي، فإذا قال ذلك فقل له...ويقول لك: يا هرثمة! أليس زعمتم أنّ الإمام لايغسّله إلّا إمام مثله، فمن يغسّل أباالحسن عليّ بن موسي، وابنه محمّد بالمدينة من بلاد الحجاز، ونحن بطوس؟
فإذا قال ذلك فأجبه وقل له: إنّا نقول: إنّ الإمام لا يجب أن يغسّله إلّا إمام مثله، فإن تعدّي متعدّ فغسل الإمام لم تبطل إمامة الإمام لتعدّي غاسله،
ولا بطلت إمامة الإمام الذي بعده بأن غلب علي غسل أبيه، ولو ترك
أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بالمدينة، لغسّله ابنه محمّد ظاهراً مكشوفاً، ولا يغسّله الآن أيضاً إلّا هو من حيث يخفي....
1 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : وقال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : أما يكره أحدكم أن ينفي عن أبيه وأُمّه الذين ولّداه؟
قالوا: بلي، واللّه.
قال: فليجتهد أن لاينفي عن أبيه وأُمّه الذين هما أبواه أفضل من أبوي نفسه.
ص:89
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أنّه قال: نحن سادة في الدنيا، وملوك في الأرض.
1 - ابن حمزة الطوسيّ :...أبو عبد اللّه الحافظ النيسابوريّ في كتابه الموسوم بالمفاخر، ونسبه إلي جدّه الرضا ( عليه السلام ) وهو: أنّه قد دخل علي المأمون وعنده زينب الكذّابة، وكانت تزعم أنّها زينب بنت عليّ بن أبي طالب، وأنّ عليّاً قد دعا لها بالبقاء إلي يوم القيامة ... .
فقال ( عليه السلام ) : إنّا أهل بيت لحومنا محرّمة علي السباع، فاطرحها إلي السباع، فإن تك صادقة، فإنّ السباع تعفي لحمها.
قالت زينب: ابتدي ء بالشيخ.
قال المأمون: لقد أنصفت.
فقال ( عليه السلام ) له: أجل.
ففتحت بركة السباع فنزل الرضا ( عليه السلام ) إليها، فلمّا رأته بصبصت، و أومأت إليه
ص:90
بالسجود، فصلّي فيما بينها ركعتين وخرج منها ....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن الوشّاء، عن محمّد بن فضيل الصيرفيّ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: إنّ رحم آل محمّد -الأئمّ ( عليهم السلام ) : - لمعلّقة بالعرش تقول: اللّهمّ صل من وصلني، واقطع من قطعني، ثمّ هي جارية بعدها في أرحام المؤمنين، ثمّ تلا هذه الآية: ( وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ ي وَالْأَرْحَامَ ) .
1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : ياابن رسول اللّه! أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحوّاء ما كانت؟...فقال ( عليه السلام ) : ياأباالصلت! إنّ شجرة الجنّة تحمل أنواعاً، فكانت شجرة الحنطة وفيها عنب وليست كشجرة الدنيا، وإنّ آدم ( عليه السلام ) لمّا أكرمه اللّه تعالي ذكره بإسجاد ملائكته، وبإدخاله الجنّة، قال في نفسه: هل خلق اللّه بشراً أفضل منّي؟
فعلم اللّه عزّ وجلّ ما وقع في نفسه، فناداه: ارفع رأسك يا آدم! وانظر إلي ساق العرش، فرفع آدم رأسه، فنظر إلي ساق
ص:91
العرش، فوجد عليه مكتوباً: لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وعليّ بن أبي طالب أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، وزوجته فاطمة سيّدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.
فقال آدم ( عليه السلام ) : يا ربّ! من هؤلاء؟
فقال عزّ وجلّ: هؤلاء من ذرّيّتك، وهم خير منك ومن جميع خلقي، ولولاهم ما خلقتك، ولاخلقت الجنّة والنار، ولاالسماء والأرض، فإيّاك أن تنظر إليهم بعين الحسد، فأخرجك عن جواري....
1 - الحميريّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: أتاني إسحاق فسألني عن السيف الذي أخذه الطوسيّ (2)،
هو سيف رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟ فقلت له: لا، إنّما السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، أينما دار السلاح كان الملك فيه.(3)
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت له: أخبرني عن قول اللّه: ( وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) فقال ( عليه السلام ) : هي
ص:92
محبوكة إلي الأرض، وشبّك بين أصابعه....
قلت: كيف ذلك جعلني اللّه فداك؟...فقال: هذه أرض الدنيا، والسماء الدنيا عليها، فوقها قبّة...والأرض السابعة فوق السماء السادسة، والسماء السابعة فوقها قبّة...وهو قول اللّه: ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ )
فأمّا صاحب الأمر فهو رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، والوصيّ بعد رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قائم هو علي وجه الأرض، فإنّما يتنزّل الأمر إليه من فوق السماء من بين السماوات والأرضين....
1 - الراونديّ : روي عن عبد الرحمن بن كثير، قال: قال أب والحسن ( عليه السلام ) : لمّا قبض رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) هبط جبرئيل والملائكة والروح، الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر،...ثمّ كانوا يغسّلون النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مع عليّ ( عليه السلام ) ويصلّون عليه،...حتّي إذا ما ت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) رأي الحسن ( عليه السلام ) مثل الذي رأي أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، حتّي إذا مات الحسن ( عليه السلام ) رأي منهم الحسين ( عليه السلام ) مثل ذلك، حتّي إذا مات الحسين ( عليه السلام ) رأي عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) منهم مثل ذلك، حتّي إذا مات عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) رأي منهم محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) مثل ذلك، حتّي إذا مات محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) رأي جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) منهم مثل ذلك، حتّي إذا مات جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) رأي منهم موسي بن
ص:93
جعفر ( عليهماالسلام ) مثل ذلك.
وسمع الأوصياء يقولون: أبشري أيّتها الشيعة! بنا، وهكذا يخرج إلي آخرنا.
1 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : الرجل يستنجي وخاتمه في إصبعه، ونقشه «لا إله إلّا اللّه».
فقال ( عليه السلام ) : أكره ذلك.
فقلت له: جعلت فداك، أوليس...كلّ واحد من آبائك عليهم السلام يفعل ذلك، وخاتمه في إصبعه؟
فقال ( عليه السلام ) : بلي، ولكن كانوا يتختّمون في اليد اليمني....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...ابن أبي نصر، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَلهُ بِغَيْرِ هُدًي مِّنَ اللَّهِ ) قال ( عليه السلام ) : يعني من اتّخذ دينه رأيه بغير إمام من أئمّة الهدي.
ص:94
1 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن شبيب قال: دخلت علي ال رضا ( عليه السلام ) في أوّل يوم من المحرّم فقال:...ياابن شبيب! إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلي من الجنان فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا، فلو أنّ رجلاً أحبّ حجراً لحشره اللّه عزّ وجلّ معه يوم القيامة.
1 - الشيخ الصدوق :...هرثمة بن أعين قال: دخلت علي سيّدي ومولاي - يعني الرضا ( عليه السلام ) - في دار المأمون وكان قد ظهر في دار المأمون أنّ الرضا ( عليه السلام ) قدتوفّي، ولم يصحّ هذا القول، فدخلت أريد الإذن عليه قال: وكان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له: صبيح الديلميّ وكان يتوالي سيّدي حقّ ولايته، وإذا صبيح قد خرج فلمّا رآني قال لي: يا هرثمة! ألست تعلم أنّي ثقة المأمون علي سرّه وعلانيته؟ قلت: بلي.
قال: اعلم يا هرثمة! أنّ المأمون دعاني وثلاثين غلاماً من ثقاته علي سرّه وعلانيته في الثلث الأوّل من الليل...فقال: يأخذ كلّ واحد منكم سيفاً بيده وامضوا حتّي تدخلوا علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في حجرته، فإن وجدتموه قائماً أو قاعداً أو نائماً فلا تكلّموه، وضِعوا أسيافكم عليه، واخلطوا لحمه ودمه وشعره وعظمه ومخّه، ثمّ أقلبوا عليه بساطه، وامسحوا أسيافكم به، وصيّروا إليّ، وقد
ص:95
جعلت لكلّ واحد منكم علي هذا الفعل وكتمانه عشر بدر دراهم، وعشر ضياع منتخبة، والحظوظ عندي ما حيّيت وبقيت...قال: فبادر الغلمان إليه بالسيوف ووضعت سيفي وأنا قائم أنظر إليه، وكأنّه قد كان علم مصيرنا إليه، فلبس علي بدنه ما لا تعمل فيه السيوف، فطووا علي بساطه، وخرجوا حتّي دخلوا علي المأمون فقال: ما صنعتم؟
قالوا: فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين!
قال: لا تعيدوا شيئاً ممّا كان، فلمّا كان عند تبلّج الفجر خرج المأمون فجلس مجلسه مكشوف الرأس، محلّل الأزرار، وأظهر وفاته وقعد للتعزية، ثمّ قام حافياً حاسراً، فمشي لينظر إليه وأنا بين يديه، فلمّا دخل عليه حجرته سمع همهمته، فأرعد ثمّ قال: من عنده؟
قلت: لا علم لنا يا أمير المؤمنين! فقال: اسرعوا وانظروا.
قال صبيح: فأسرعنا إلي البيت فإذا سيّدي ( عليه السلام ) جالس في محرابه يصلّي ويسبّح...قال هرثمة: فأكثرت للّه عزّ وجلّ شكراً وحمداً، ثمّ دخلت علي سيّدي الرضا ( عليه السلام ) فلمّا رآني قال: يا هرثمة! لاتحدّث أحداً بما حدّثك به صبيح إلاّ من امتحن اللّه قلبه للإيمان بمحبّتنا وولايتنا....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا مع الرضا ( عليه السلام ) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة
ص:96
وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي ( عليه السلام ) فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: يا عبد العزيز! جهل القوم وخدعوا عن آرائهم...إنّ الإمامة خصّ اللّه عزّ وجلّ بها إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) بعد النبوّة، والخلّة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرّفه بها، وأشاد بها ذكره فقال: ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) ، فقال الخليل ( عليه السلام ) سروراً بها: ( وَمِن ذُرِّيَّتِي ) قال اللّه تبارك وتعالي ( عليهم السلام ) : (لَايَنَالُ عَهْدِي الظَّلِمِينَ ) .
فأبطلت هذه الآية إمامة كلّ ظالم إلي يوم القيامة، وصارت في الصفوة، ثمّ أكرمه اللّه تعالي، بأن جعلها في ذرّيّته، أهل الصفوة والطهارة فقال: ( وَوَهَبْنَا لَهُ و إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَلِحِينَ * وَجَعَلْنَهُمْ أَلِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَتِ وَإِقَامَ الصَّلَوةِ وَإِيتَآءَ الزَّكَوةِ وَكَانُواْ لَنَا عَبِدِينَ ) .
فلم تزل في ذرّيّته يرثها بعض عن بعض، قرناً فقرناً، حتّي ورّثها اللّه تعالي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فقال جلّ وتعالي: ( إِنَّ أَوْلَي النَّاسِ بِإِبْرَهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) ، فكانت له خاصّة، فقلّدها ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عليّاً ( عليه السلام ) بأمر اللّه تعالي علي رسم ما فرض اللّه، فصارت في ذرّيّته الأصفياء الذين آتاهم اللّه العلم والإيمان، بقوله تعالي: ( قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَالْإِيمَنَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَبِ اللَّهِ إِلَي يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ ) ، فهي في ولد عليّ ( عليهم السلام ) : خاصّة إلي يوم القيامة، إذ لانبيّ بعد محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...إنّ الأنبياء والأئمّة صلوات اللّه عليهم يوفّقهم اللّه ويؤتيهم من مخزون علمه، وحكمه مالايؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان في قوله تعالي: ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَي الْحَقِ ّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّايَهِدِّي إِلَّآ أَن يُهْدَي فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) وقوله تبارك وتعالي: ( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) ، وقوله في طالوت: ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَل-هُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ و بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ و مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ وَسِعٌ
ص:97
عَلِيمٌ ) ، وقال لنبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( أَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَبَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) ، وقال في الأئمّة من أهل بيت نبيّه وعترته، وذرّيّته صلوات اللّه عليهم: ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَي مَآ ءَاتَل-هُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ي فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَهِيمَ الْكِتَبَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَهُم مُّلْكًا عَظِيمًا * فَمِنْهُم مَّنْ ءَامَنَ بِهِ ي وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَي بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا) ....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا مع الرضا ( عليه السلام ) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي ( عليه السلام ) فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: يا عبد العزيز! جهل القوم وخدعوا عن آرائهم...إنّ الإمامة خصّ اللّه عزّ وجلّ بها إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) بعد النبوّة،
والخلّة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرّفه بها...ثمّ أكرمه اللّه تعالي، بأن جعلها في ذرّيّته، أهل الصفوة والطهارة...
فلم تزل في ذرّيّته يرثها بعض عن بعض، قرناً فقرناً، حتّي ورّثها اللّه تعالي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فقال جلّ وتعالي: ( إِنَّ أَوْلَي النَّاسِ بِإِبْرَهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) ، فكانت له خاصّة، فقلّدها ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عليّاً ( عليه السلام ) بأمر اللّه تعالي علي رسم ما فرض اللّه، فصارت في ذرّيّته الأصفياء الذين آتاهم اللّه العلم والإيمان، بقوله تعالي: ( قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَالْإِيمَنَ لَقَدْ
ص:98
لَبِثْتُمْ فِي كِتَبِ اللَّهِ إِلَي يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ ) ، فهي في ولد عليّ ( عليهم السلام ) : خاصّة إلي يوم القيامة، إذ لانبيّ بعد محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...إنّ الأنبياء والأئمّة صلوات اللّه عليهم يوفّقهم اللّه ويؤتيهم من مخزون علمه، وحكمه مالايؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان في قوله تعالي: ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَي الْحَقِ ّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّايَهِدِّي إِلَّآ أَن يُهْدَي فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) وقوله تبارك وتعالي: ( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) ، وقوله في طالوت: ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ و بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ و مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ وَسِعٌ عَلِيمٌ ) (1)، وقال لنبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( أَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَبَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) ، وقال في الأئمّة من أهل بيت نبيّه وعترته، وذرّيّته صلوات اللّه عليهم: ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَي مَآ ءَاتَل-هُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ي فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَهِيمَ الْكِتَبَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَهُم مُّلْكًا عَظِيمًا * فَمِنْهُم مَّنْ ءَامَنَ بِهِ ي وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَي بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا) ....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...محمّد بن الفضيل قال: سألته (الرضا ( عليه السلام ) ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: ( بَلْ هُوَ ءَايَتُ م بَيِّنَتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ ) قال: هم الأئمّ ( عليهم السلام ) : خاصّة.
ص:99
2 - ابن شهرآشوب :...محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ... في قوله تعالي: ( بَلْ هُوَ ءَايَتُ م بَيِّنَتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ ) : نحن هم، وإيّانا عني.
- أنّهم ( عليهم السلام ) : كلمات اللّه التي ما نفدت:
1 - العاملي الإصبهانيّ : وفي تفسير العيّاشيّ عن الرضا ( عليه السلام ) في قوله تعالي: ( مَّا نَفِدَتْ كَلِمَتُ اللَّهِ ) قال ( عليه السلام ) : نحن الكلمات التي لا تدرك فضائلنا، ولا تستقصي.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثني أبي، عن أحمد بن عليّ الأنصاريّ، عن الحسن بن الجهم قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: ما قال فينا مؤمن شعراً يمدحنا به إلّا بني اللّه له مدينة في الجنّة أوسع من الدنيا سبع مرّات، يزوره فيها كلّ ملك مقرّب، وكلّ نبيّ مرسل.
ص:100
1 - الحميريّ :...الحسن بن عليّ بن بنت إلياس، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال لي ابتداءاً: إنّ أبي كان عندي البارحة...
قلت: أبوك! قال: في المنام، إنّ جعفراً كان يجي ء إلي أبي فيقول: يا بنيّ! افعل كذا، يا بنيّ! افعل كذا.
قال: فدخلت عليه بعد ذلك، فقال لي: يا حسن! إنّ مَنامَنا ويقظتنا واحدة.
1 - المسعوديّ: روي عن الحسين بن عليّ الوشّاء، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فقال لي: كان أبي البارحة عندي، فرآني أتفزّع، فقال لي في النوم شيئاً، ثمّ قال: نومتنا ويقظتنا بمنزلة واحدة.
1 - ابن شهرآشوب : هارون بن موسي في خبر قال: كنت مع أبي الحسن ( عليه السلام ) في مفازة، فحمحم فرسه فخلّي عنه عنانه، فمرّ الفرس (3)
يتخطّي إلي أن بال وراث ورجع، فنظر إليّ أبوالحسن وقال: إنّه لم يعط داود شيئاً، إلّا وأُعطي محمّداً وآل محمّ ( عليهم السلام ) : أكثر منه.
ص:101
1 - الراونديّ : عن محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، قال: مرض رجل من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، فعاده فقال:...إنّما الناس رجلان: مستريح بالموت، ومستراح منه (به)، فجدّد الإيمان باللّه وبالولاية تكن مستريحاً....
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، ومحمّد بن بكران النقّاش، ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا أحمدبن محمّد بن سعيد الهمدانيّ قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : من لم يقدر علي ما يكفّر به ذنوبه، فليكثر من الصلاة علي محمّد وآله، فإنّها تهدم الذنوب هدماً.
ص:102
1 - الشيخ الصدوق :حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، ومحمّد بن بكران النقّاش، ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : الصلاة علي محمّد وآله تعدل عند اللّه عزّوجلّ التسبيح والتهليل والتكبير.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : ... جعفر بن عيسي أخوه قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن صوم عاشوراء وما يقول الناس فيه؟
فقال ( عليه السلام ) : ... يوم الاثنين ... وما أُصيب آل محمّد إلّا في يوم الاثنين فتشأّمنا به، وتبرّك به عدوّنا، ويوم عاشوراء قتل الحسين صلوات اللّه عليه وتبرّك به ابن مرجانة، وتشأّم به آل محمّد صلّي اللّه عليهم ....
ص:103
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) قال: حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: النظر إلي ذرّيّتنا عبادة.
فقيل له: ياابن رسول اللّه! النظر إلي الأئمّة منكم عبادة، أو النظر إلي جميع ذرّيّة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟
قال: بل النظر إلي جميع ذرّيّة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عبادة ما لم يفارقوا منهاجه، ولم يتلوّثوا بالمعاصي.
1 - العيّاشيّ : عن محمّد بن أبي زيد الرازيّ، عمّن ذكره، عن ال رضا ( عليه السلام ) قال: إذا نزلت بكم شدّة، فاستعينوا بنا علي اللّه، وهو قول اللّه: ( وَلِلَّهِ الأَْسْمَآءُ الْحُسْنَي فَادْعُوهُ بِهَا) ....
ص:104
1 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال ( عليه السلام ) : إنّا أهل بيت نري وعدنا علينا دَيناً، كما صنع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن أبي خداش المهريّ، قال: مرّ بنا بالبصرة مولي للرضا ( عليه السلام ) يقال له: عبيد، فقال: دخل قوم من أهل خراسان علي أبي الحسن ( عليه السلام ) فقالوا له: إنّ الناس قد أنكروا عليك هذا اللباس الذي تلبسه.
قال: فقال لهم: إنّ يوسف بن يعقوب ( عليه السلام ) كان نبيّاً، ابن نبيّ، ابن نبيّ، وكان يلبس الديباج ويتزرّر (2)بالذهب، ويجلس مجالس آل فرعون، فلم يضعه ذلك،
وإنّما [يذمّ لو] احتيج منه إلي قسطه، وإنّما علي الإمام أنّه إذا حكم عدل، [وإذا وعد وفي ]، وإذا حدّث صدق، وإنّما حرّم اللّه الحرام بعينه ما قلّ منه وما كثر، وأحلّ اللّه الحلال بعينه ما قلّ منه وما كثر.
2 - الإربليّ : ودخل عليه بخراسان قوم من الصوفيّة فقالوا له: إنّ أميرالمؤمنين المأمون نظر فيما ولاّه اللّه تعالي من الأمر، فرآكم أهل البيت أولي
ص:105
الناس بأن تأمّوا الناس، ونظر فيكم أهل البيت، فرآك أولي الناس بالناس، فرأي أن يردّ هذا الأمر إليك، والأئمّة تحتاج إلي من يأكل الجشب (1)، ويلبس الخشن،
ويركب الحمار، ويعود المريض، قال: وكان الرضا متّكئاً فاستوي جالساً، ثمّ قال: كان يوسف نبيّاً يلبس أقبية الديباج المزرّدة (2)بالذهب، ويجلس علي متّكئات
إلي فرعون، وَيْحَكُم! إنّما يراد من الإمام قسطه وعدله، إذا قال صدق، وإذا حكم عدل، وإذا وعد أنجز، إنّ اللّه لم يحرّم لبوساً ولامطعماً، وتلا: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ي وَالطَّيِّبَتِ مِنَ الرِّزْقِ ) .
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه سئل: أتكون
ص:106
الإمامة في عمّ أو خال؟
فقال: لا، فقلت: ففي أخ؟
قال: لا، قلت: ففي من؟
قال: في ولدي. وهو يومئذ لا ولد له.
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...سليمان بن جعفر قال: ... قال [أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ]: يا سليمان! إنّ ولد عليّ وفاطمة ( عليهماالسلام ) ، إذا عرّفهم اللّه هذا الأمر، لم يكونوا كالناس.
1 - ابن شهرآشوب : تاريخ بغداد وكتاب السمعاني وأربعين ابن المؤذّن، ومناقب فاطمة عن ابن شاهين، بأسانيدهم، عن حذيفة، وابن مسعود، قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ فاطمة أحصنت فرجها، فحرّم اللّه ذرّيّتها علي النار...ويقال: أي
ص:107
مَن ولدته بنفسها، وهو المرويّ عن عليّ بن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) .
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الحسين بن عليّ الوشّاء، عن أحمد بن عمر الحلاّل أو غيره، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت له: إنّهم يحاجّونا يقولون: إنّ الإمام لايغسّله إلّا الإمام.
قال: فقال ( عليه السلام ) : ما يدريهم من غسّله، فما قلت لهم؟
قال: فقلت: جعلت فداك، قلت لهم: إن قال: إنّه غسّله تحت عرش ربّي فقد صدق، وإن قال غسّله في تخوم (2)الأرض فقد صدق.
قال ( عليه السلام ) : لا، هكذا. قال: فقلت: فما أقول لهم؟ قال ( عليه السلام ) : قل لهم: إنّي غسّلته. (3)فقلت: أقول لهم إنّك غسّلته؟ فقال ( عليه السلام ) : نعم.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن محمّد بن جمهور قال: حدّثنا أبو معمّر قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن الإمام يغسّله الإمام؟
قال ( عليه السلام ) : سنّة موسي بن عمران ( عليه السلام ) .
ص:108
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن يونس، عن طلحة قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّ الإمام لايغسّله إلّا الإمام؟
فقال ( عليه السلام ) : أماتدرون من حضر لغسله؟ قد حضره خير ممّن غاب عنه، الذين حضروا يوسف في الجبّ، حين غاب عنه أبواه وأهل بيته.
1 - الصفّار :...صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، قال: قلت: يكون الإمام يسئل عن الحلال والحرام، ولايكون عنده فيه شي ء.
قال ( عليه السلام ) : لا، قال اللّه تعالي: ( فَسَْلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ) هم الأئمّة ( إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) .
قلت: من هم؟ قال ( عليه السلام ) : نحن....
ص:109
1 - العيّاشيّ : عن الحسين بن بشّار قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن قول اللّه ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ و فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا) قال ( عليه السلام ) : فلان وفلان، ويهلك الحرث والنسل، النسل هم الذرّيّة، والحرث الزرع.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...سليمان الجعفريّ قال: سمعت أباالحسن ( عليه السلام ) يقول في قول اللّه تبارك وتعالي: ( إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَايَرْضَي مِنَ الْقَوْلِ ) قال ( عليه السلام ) : يعني فلاناً وفلاناً، وأبا عبيدة بن الجرّاح.
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...بكر بن صالح قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: مايقول الناس في هذه الآية؟ قلت: جعلت فداك، وأيّ آية؟
قال: قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُاللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ) . قلت: اختلفوا فيها.
قال أبو الحسن ( عليه السلام ) ...( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) ، واليد هو الإمام في باطن الكتاب....
ص:110
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن عليّ بن محمّد بن سليمان، عن أبي أيّوب المدينيّ، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: في كلّ جناح هدهد مكتوب بالسريانيّة: آل محمّد خير البريّة.
1 - الحافظ رجب البرسيّ: عن محمّد بن سنان، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: ياابن سنان! إنّ محمّداً كان أمين اللّه في خلقه، فلمّا قبض كنا نحن أهل بيته وخلفاؤه، وعندنا علم المنايا والبلايا، وأنساب العرب، ومولد الإسلام، والجفر والجامعة، وما من فئة تضلّ آية، أو تهدي بآية، إلّا ونحن نعرف ناعقها وقايدها وسايقها، وإنّا لنعرف الرجل إذا رأينا بحقيقة الإيمان أو النفاق، وإنّ شيعتنا المكتوبين بأسمائهم، أخذ اللّه علينا وعليهم العهد قبل خلق السموات والأرض،
ص:111
يردون موردنا، ويدخلون مدخلنا، ليس علي حملة الإسلام غيرنا وغيرهم إلي يوم القيامة.
1 - الحميريّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قيل للرضا ( عليه السلام ) : الإمام إذا أوصي إلي الذي يكون من بعده بشي ء، ففوّض إليه، فيجعله حيث يشاء أو كيف هو؟
قال ( عليه السلام ) : إنّما يوصي بأمر اللّه عزّ وجلّ.
فقال: إنّه حكي عن جدّك قال: أترون أنّ هذا الأمر إلينا نجعله حيث نشاء؟ لا واللّه، ماهو إلّا عهد من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، رجل فرجل مسمّي.
فقال ( عليه السلام ) : فالذي قلت لك من هذا.
1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني محمّد بن قولويه، والحسين بن الحسن بن بندار القمّيّ، قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثني محمّد بن عيسي بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن في حديث قال: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر ( عليه السلام ) ، ووجدت أصحاب أبي عبداللّه ( عليه السلام ) متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم، فعرضتها من بعد علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فأنكر منها
ص:112
أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد ال لّه ( عليه السلام ) وقال لي: إنّ أبا الخطّاب كذب علي أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، لعن اللّه أبا الخطّاب! وكذلك أصحاب أبي الخطّاب يدسّون هذه الأحاديث إلي يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، فلاتقبلوا علينا خلاف القرآن فإنّا إن حدّثنا (1)، حدّثنا بموافقة القرآن، وموافقة السنّة، إنّا عن اللّه وعن رسوله نحدّث، ولانقول: قال فلان وفلان، فيتناقض كلامنا، إنّ كلام آخرنا مثل كلام أوّلنا، وكلام أوّلنا مصادق لكلام آخرنا فإذا أتاكم من يحدّثكم بخلاف ذلك فردّوه عليه، وقولوا: أنت أعلم وما جئت به! فإنّ مع كلّ قول منّا حقيقة وعليه نوراً، فما لاحقيقة ولانور عليه، فذلك من قول الشيطان.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...طلحة قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّ الإمام لايغسّله إلّا الإمام؟
فقال ( عليه السلام ) : أماتدرون من حضر لغسله؟ قد حضره خير ممّن غاب عنه، الذين
ص:113
حضروا يوسف في الجبّ، حين غاب عنه أبواه وأهل بيته.
1 - أبو عمر الكشّيّ :...عبد اللّه بن طاووس في سنة ثمان وثلاثين ومائتين قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وقلت له:...إنّ يحيي بن خالد سمّ أباك موسي بن جعفر صلوات اللّه عليهما؟
قال: نعم، سمّه في ثلاثين رطبة.
قلت له: فما كان يعلم أنّها مسمومة؟ قال: غاب عنه المحدّث.
قلت: ومن المحدّث؟ قال: ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وهو مع الأئمّة صلوات اللّه عليهم....
2 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا ( عليه السلام ) قال:...وقال ( عليه السلام ) في الأئمّ ( عليهم السلام ) : : إنّهم علماء صادقون مفهّمون محدّثون....
1 - ابن فهد الحلّي : قال الرضا ( عليه السلام ) : لا يولد لنا مولود إلّا سمّيناه محمّداً
ص:114
فإذا مضي سبعة أيّام فإن شئنا غيّرنا وإلّا تركنا.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الورّاق ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثني الحسين بن أبي قتادة، عن محمّد بن سنان قال: قال أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّا أهل بيت وجب حقّنا برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فمن أخذ برسول اللّه حقّاً، ولم يعط الناس من نفسه مثله، فلاحقّ له.
2 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال ( عليه السلام ) لأبي هاشم داود بن القاسم الجعفريّ (3): يا داود! إنّ لنا عليكم حقّاً برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وإنّ لكم
علينا حقّاً، فمن عرف حقّنا وجب حقّه، ومن لم يعرف حقّنا فلاحقّ له.
1 - ابن المشهديّ :...حسن بن عليّ الوشّاء قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : ما لمن زار قبر أحد من الأئمّ ( عليهم السلام ) : ؟ قال: له مثل ما لمن أتي قبر أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) . قال: قلت: وما لمن زار قبر أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ؟ قال: الجنّة، واللّه!.
ص:115
1 - الشيخ الصدوق :...ياسر الخادم، قال: قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : لاتشدّ الرحال إلي شي ء من القبور إلّا إلي قبورنا....
1 - الصفّار : حدّثنا محمّد بن الحسين، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن ثعلبة، عن زرارة، عن أحمد بن موسي، عن عليّ بن اسماعيل، عن صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، قال: قلت: يكون الإمام يسئل عن الحلال والحرام، ولايكون عنده فيه شي ء.
قال ( عليه السلام ) : لا، قال اللّه تعالي: ( فَسَْلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ) هم الأئمّة ( إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) .
قلت: من هم؟ قال ( عليه السلام ) : نحن. قلت: فمن المأمور بالمسألة؟ قال ( عليه السلام ) : أنتم.
قلت: فإنّا نسئلك، وقد رمت أنّه لايمنع منّي إذا أتيته من هذا الوجه.
فقال ( عليه السلام ) : إنّما أمرتم أن تسئلوا، وليس علينا الجواب، إنّما ذلك إلينا.
- أنّ أسامي الشيعة لمكتوبة عند الأئمّ ( عليهم السلام ) : :
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...حمران بن أعين يقول: قلت لأبي جع فر ( عليه السلام ) : أمن شيعتكم أنا؟
ص:116
قال ( عليه السلام ) : إي واللّه! في الدنيا والآخرة، وما أحد من شيعتنا إلّا وهو مكتوب عندنا اسمه واسم أبيه، إلّا من يتولّي منهم عنّا....
2 - الحافظ رجب البرسيّ: عن محمّد بن سنان، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: ياابن سنان!...إنّ شيعتنا المكتوبون بأسمائهم، أخذ اللّه علينا وعليهم العهد قبل خلق السموات والأرض، يردون موردنا، ويدخلون مدخلنا، ليس علي حملة الإسلام غيرنا وغيرهم إلي يوم القيامة.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن محبوب قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن قوله عزّوجلّ: ( وَلِكُلٍ ّ جَعَلْنَا مَوَلِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَلِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَنُكُمْ ) قال ( عليه السلام ) : إنّما عني بذلك الأئمّ ( عليهم السلام ) : ....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في قول اللّه تبارك وتعالي ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَي مَآ ءَاتَل-هُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ي )
ص:117
قال ( عليه السلام ) : نحن المحسودون.
1 - ابن بابويه القمّيّ :...يحيي بن مالك، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَنَتِ إِلَي أَهْلِهَا) فقال ( عليه السلام ) : الإمام يؤدّي إلي الإمام، ثمّ قال: يا يحيي! إنّه واللّه! ليس منه، إنّما هو أمر من اللّه.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن عمر، قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّ وجلّ ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَنَتِ إِلَي أَهْلِهَا) قال ( عليه السلام ) : هم الأئمّة من آل محمّ ( عليهم السلام ) : أن يؤدّي الإمام الأمانة إلي من بعده....
1 - العيّاشيّ : عن أبان، أنّه دخل علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: فسألته عن قول اللّه: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) فقال ( عليه السلام ) : ذلك عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ثمّ سكت.
قال: فلمّا طال سكوته قلت: ثمّ من؟ قال ( عليه السلام ) : ثمّ الحسن، ثمّ سكت، فلمّا طال
ص:118
سكوته قلت: ثمّ من؟ قال ( عليه السلام ) : الحسين ( عليه السلام ) . قلت: ثمّ من؟ قال ( عليه السلام ) : ثمّ عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ، وسكت، فلم يزل يسكت عند كلّ واحد حتّي أعيد المسألة فيقول: حتّي سمّاهم إلي آخرهم ( عليهم السلام ) : .
1 - العيّاشيّ : عن العبّاس بن هلال الشاميّ [ قال: قال أبو الحسن ] عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قلت: جعلت فداك! وما أعجب إلي الناس من يأكل الجشب، ويلبس الخشن ويتخشّع؟
قال: ...إنّما يحتاج من الإمام إلي أن إذا قال صدق، وإذا وعد أنجز، وإذا حكم عدل....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن صفوان بن يحيي قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) فعطس، فقلت له: صلّي اللّه عليك، ثمّ عطس، فقلت: صلّي اللّه عليك، ثمّ عطس، فقلت: صلّي اللّه عليك، وقلت له: جعلت فداك، إذا عطس مثلك، نقول له كما يقول بعضنا لبعض: يرحمك اللّه، أو كما تقول؟
قال ( عليه السلام ) : نعم، أليس تقول: صلّي اللّه علي محمّد وآل محمّد؟
ص:119
قلت: بلي.
قال ( عليه السلام ) : ارحم محمّداً وآل محمّد.
قال ( عليه السلام ) : بلي (2)، وقد صلّي اللّه عليه ورحمه، وإنّما صلواتنا عليه رحمة لنا وقربة.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد الأشعريّ، عن معلّي بن محمّد، عن عليّ بن أسباط، عن محمّد بن الحسين بن يزيد قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) بخراسان وهو يقول: إنّا أهل بيت ورثنا العفو من آل يعقوب، وورثنا الشكر من آل داود، - وزعم أنّه كان كلمة أُخري، و نسيها محمّد فقلت له: لعلّه وورثنا الصبر من آل أيّوب، فقال: ينبغي - .
1 - الشيخ الصدوق : أبي ، قال: حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نجران (5)، قال: سمعت أباالحسن ) ( عليه السلام )
، يقول: من عادي
ص:120
شيعتنا فقد عادانا، ومن والاهم فقد والانا، لأنّهم منّا، خُلقوا من طينتنا، من أحبّهم فهو منّا، ومن أبغضهم فليس منّا.
شيعتنا ينظرون بنور اللّه ويتقلّبون في رحمة اللّه، ويفوزون بكرامة اللّه، مامن أحد من شيعتنا يمرض إلّا مرضنا لمرضه، ولااغتمّ إلّا اغتممنا لغمّه، ولايفرح إلّا فرحنا لفرحه، ولا يغيب عنّا أحد من شيعتنا أين كان في شرق الأرض أو غربها، ومن ترك من شيعتنا ديناً فهو علينا، ومن ترك منهم مالاً فهو لورثته، شيعتنا الذين يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويحجّون البيت الحرام، ويصومون شهر رمضان، ويوالون أهل البيت، يتبرّؤون من أعدائهم، أولئك أهل الإيمان والتقي، وأهل الورع والتقوي، ومن ردّ عليهم فقد ردّ علي اللّه، ومن طعن عليهم فقد طعن علي اللّه لأنّهم عباد اللّه حقّاً، وأولياؤه صدقاً، واللّه إنّ أحدهم ليشفع في مثل ربيعة ومُضَر فيشفّعه اللّه تعالي فيهم لكرامته علي اللّه عزّوجلّ.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي المتوكّل (2)، عن الحسن بن عليّ الخزّاز، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّ ممّن يتّخذ مودّتنا أهل البيت لمن
ص:121
هو أشدّ لعنة علي شيعتنا من الدجّال.
فقلت له: ياابن رسول اللّه بماذا؟
قال: بموالاة أعدائنا، ومعاداة أوليائنا، إنّه إذا كان كذلك اختلط الحقّ بالباطل، واشتبه الأمر، فلم يعرف مؤمن من منافق.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...سليمان الجعفريّ قال: سمعت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: لاتقتلوا القنبرة...فإنّها كثيرة التسبيح تقول في آخر تسبيحها: لعن اللّه مبغضي آل محمّ ( عليهم السلام ) : .
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثني محمّد بن أبي الموج بن الحسين الرازيّ قال: سمعت أبي يقول: حدّثني من سمع الرضا ( عليه السلام ) يقول: الحمد للّه الذي حفظ منّا ما ضيّع الناس، ورفع منّا ما وضعوه، حتّي لقد لعنّا علي منابر الكفر ثمانين عاماً، وكتمت فضائلنا، وبذلت الأموال في الكذب علينا، واللّه تعالي يأبي لنا إلّا أن يعلي ذكرنا، ويبيّن فضلنا، واللّه ما هذا بنا، وإنّما هو بر سول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وقرابتنا منه،
ص:122
حتّي صار أمرنا، وما نروي عنه أنّه سيكون بعدنا من أعظم آياته ودلالات نبوّته.
1 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبوالحسن عليّ بن محمّد البزّاز، قال: حدّثني أبو القاسم زكريّا بن يحيي الكتنجيّ ببغداد في شهر ربيع الأوّل سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وكان يذكر أنّ سنّه في ذلك الوقت أربع وثمانون سنة، قال: حدّثني أبو هاشم داود بن القاسم بن إسحاق الجعفريّ، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: الأئمّة علماء، حلماء، صادقون، مفهّمون، محدّثون.
2 - ابن شهرآشوب : سليمان الجعفريّ قال: كنت عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، والبيت مملوء من الناس يسألونه وهو يجيبهم.
فقلت في نفسي: ينبغي أن يكونوا أنبياء، فترك الناس ثمّ التفت إليّ فقال: ياسليمان! إنّ الأئمّة حلماء، علماء، يحسبهم الجاهل أنبياء، وليسوا أنبياء.
1 - الشيخ الصدوق : ... عن الحسن بن عليّ بن فضّال، قال: سمعت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا8 يقول: إنّ الخضر ( عليه السلام ) ... ليأتينا فيسلّم،
ص:123
فنسمع صوته ولانري شخصه، وإنّه ليحضر حيث ما ذكر، فمن ذكره منكم فليسلّم عليه ....
1 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبوالحسن عليّ بن محمّد البزّاز، قال: حدّثني أبو القاسم زكريّا بن يحيي الكتنجيّ قال: حدّثني أبو هاشم داود بن القاسم بن إسحاق الجعفري، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: لنا أعين لاتشبه أعين الناس، وفيها نور ليس للشيطان فيها نصيب.
2 - الطريحيّ : روي عن الإمام عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) حيث قال: أيّها الناس! اعلموا وتيقّنوا، أنّ لنا مع كلّ وليّ لنا أعين ناظرة، لاتشبه أعين الناس، وفيها نور من نور اللّه، وحكمة من حكم اللّه تعالي، ليس للشيطان فيها نصيب، وكلّ بعيد منها قريب، وإنّ لنا مع وليّ لنا أعيناً ناظرة، وألسناً ناطقة، وقلوباً وافية، وليس يخفي علينا شي ء من أعمالكم، وأقوالكم، وأفعالكم، بدليل قوله تعالي: ( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ و وَالْمُؤْمِنُونَ ) (3) ولو لم يكن كذلك ما كان لنا علي الناس فضل.
ص:124
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء، عن مروك بن عبيد، عن محمّد بن زيد الطبريّ قال: كنت قائماً علي رأس الرضا ( عليه السلام ) بخراسان وعنده عدّة من بني هاشم، وفيهم إسحاق بن موسي بن عيسي العبّاسيّ فقال: يا إسحاق! بلغني أنّ الناس يقولون: إنّا نزعم أنّ الناس عبيد لنا، لاوقرابتي من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ما قلته قطّ، ولاسمعته من آبائي قاله، ولابلغني عن أحد من آبائي قاله، ولكنّي أقول: الناس عبيد لنا في الطاعة، موال لنا في الدين، فليبلّغ الشاهد الغائب.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد الأشعريّ، عن معلّي بن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن أبي مسعود، عن الجعفريّ قال: سمعت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: الأئمّة خلفاء اللّه عزّ وجلّ في أرضه.
ص:125
1 - الشيخ الصدوق :...أحمد بن الحسن الميثميّ: أنّه سأل الرضا ( عليه السلام ) يوماً وقد اجتمع عنده قوم من أصحابه...فإنّه يرد عنكم الحديث في الشي ء عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ممّا ليس في الكتاب، وهو في السنّة، ثمّ يرد خلافه.
فقال ( عليه السلام ) : وكذلك قد نهي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عن أشياء، نهي حرام، فوافق في ذلك نهيه نهي اللّه تعالي، وأمر بأشياء، فصار ذلك الأمر واجباً لازماً كعِدل فرايض اللّه تعالي، ووافق في ذلك أمره أمر اللّه تعالي، فما جاء في النهي عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) نهي حرام، ثمّ جاء خلافه، لم يسع استعمال ذلك، وكذلك فيما أمر به، لأنّا لانرخّص فيما لم يرخّص فيه رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ولا نأمر بخلاف ما أمر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، إلّا لعلّة خوف ضرورة، فأمّا أن نستحلّ ما حرّم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أو نحرّم ما استحلّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فلايكون ذلك أبداً، لأنّا تابعون لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، مسلّمون له، كما كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) تابعاً لأمر ربّه عزّ وجلّ مسلّماً له....
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ... فقال ( عليه السلام ) : لأنّا أهل بيت إذا ولّينا اللّه عزّوجلّ، لايأخذ لنا حقوقنا ممّن ظلمنا إلّا هو....
ص:126
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ...فقال ( عليه السلام ) :...نحن أولياء المؤمنين إنّما نحكم لهم، ونأخذ لهم حقوقهم ممّن يظلمهم، ولانأخذ لأنفسنا.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نصر قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) قلت له: الجاحد منكم ومن غيركم سواء؟
فقال ( عليه السلام ) : الجاحد منّا له ذنبان، و المحسن له حسنتان.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أبو عليّ الأشعريّ، عن عبد اللّه بن موسي، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّ لكلّ إمام عهداً في عنق (3) أوليائه وشيعته، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد، وحسن الأداء، زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم، وتصديقاً بما رغبوا فيه، كان أئمّتهم شفعاؤهم (4) يوم القيامة.
ص:127
- توسّل بعض الأنبياء بالأئمّة ( عليهم السلام ) : في الشدائد:
1 - الراوندي : أخبرنا الأستاد أبو القاسم بن كمح، عن الشيخ جعفر الدوريستيّ، عن الشيخ المفيد، عن أبي جعفر بن بابويه، حدّثنا محمّد بن بكران النقّاش، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعد الكوفيّ، حدّثنا عليّ بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن الرضا صلوات اللّه عليه قال: لمّا أشرف نوح صلوات اللّه عليه علي الغرق، دعا اللّه بحقّنا، فدفع اللّه عنه الغرق.
ص:128
ولمّا رُمي إبراهيم في النار دعا اللّه بحقّنا، فجعل النار عليه برداً وسلاماً.
وأنّ موسي ( عليه السلام ) لمّا ضرب طريقاً في البحر، دعا اللّه بحقّنا، فجعله يبساً.
وأنّ عيسي ( عليه السلام ) لمّا أراد اليهود قتله، دعا اللّه بحقّنا، نجي من القتل، فرفعه إليه.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : جعلت فداك، إنّي قد سألت اللّه حاجة منذ كذا وكذا سنة، وقد دخل قلبي من إبطاءها شي ء فقال ( عليه السلام ) : يا أحمد! إيّاك والشيطان أن يكون له عليك سبيل حتّي يقنطك...وعليك بالصبر وطلب الحلال، وصلة الرحم، وإيّاك ومكاشفة الناس، فإنّا أهل البيت نصل من قطعنا، ونحسن إلي من أساء إلينا، فنري واللّه! في ذلك العاقبة الحسنة....
1 - الشيخ الصدوق :...قال إبراهيم بن أبي محمود: فقلت للرضا: ياابن رسول اللّه! إنّ عندنا أخباراً في فضائل أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، وفضلكم أهل البيت، وهي من رواية مخالفيكم، ولانعرف مثله عندكم، أفندين بها؟
فقال ( عليه السلام ) : يا ابن أبي محمود!...إنّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا، وجعلوها
ص:129
علي ثلاثة أقسام: أحدها الغلوّ، وثانيها التقصير في أمرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا، فإذا سمع الناس الغلوّ فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلي القول بربوبيّتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعداءنا بأسمائهم ثلبونا بأسماءنا، وقد قال اللّه عزّوجلّ: ( وَلَاتَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوَم ا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) .
يا ابن أبي محمود! إذا أخذ الناس يميناً وشمالاً، فألزم طريقتنا، فإنّه من لزمنا لزمناه، ومن فارقنا فارقناه، إنّ أدني ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة: هذه نواة، ثمّ يدين بذلك، ويبرء ممّن خالفه.
يا بن أبي محمود! احفظ ما حدّثتك به، فقد جمعت لك خير الدنيا والآخرة.
وفيه أربعة عشر أمراً
وفيه موضوعان اثنان
1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق
ص:130
المختلفة، فسأله بعضهم...
قال (الرضا) ( عليه السلام ) :...وقال عزّوجلّ في محكم كتابه: ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَأَيَتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) ، فأوّل المتوسّمين رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من بعده، ثمّ الحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين ( عليهم السلام ) : إلي يوم القيامة....
1 - الراونديّ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال:...فلمّا كان في اليوم الثالث من دخولي البصرة، إذا الرضا ( عليه السلام ) قد وافي فقصد منزل الحسن بن محمّد، وأخلي له داره، وقام بين يديه يتصرّف بين أمره ونهيه فقال: يا حسن بن محمّد! أحضر جميع القوم الذين حضروا عند محمّد بن الفضل، وغيرهم من شيعتنا، وأحضر جاثليق النصاري، ورأس الجالوت، ومُر القوم أن يسألوا عمّا بدا لهم...ثمّ إنّ الرضا ( عليه السلام ) التفت إلي الجاثليق فقال: هل دلّ الإنجيل علي نبوّة مح مّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟
قال: لو دلّ الإنجيل علي ذلك ما جحدناه.
فقال ( عليه السلام ) : أخبرني عن السكتة التي لكم في السفر الثالث؟
فقال الجاثليق: اسم من أسماء اللّه تعالي، لا يجوز لنا أن نظهره.
قال الرضا ( عليه السلام ) : فإن قرّرتك أنّه اسم محمّد وذكره، وأقرّ عيسي به، وأنّه بشّر بني إسرائيل بمحمّد، أتقرّ به ولا تنكره؟
قال الجاثليق: إن فعلت أقررت، فإنّي لا أردّ الإنجيل ولا أجحده.
قال الرضا ( عليه السلام ) : فخذ علي السفر الثالث الذي فيه ذكر محمّد، وبشارة عيسي ( عليه السلام ) بمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
ص:131
قال الجاثليق: هات! فأقبل الرضا ( عليه السلام ) يتلو ذلك السفر - الثالث من الإنجيل - حتّي بلغ ذكر محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يا جاثليق! من هذا النبيّ الموصوف؟
قال الجاثليق: صفه
قال ( عليه السلام ) : لا أصفه إلّا بما وصفه اللّه: هو صاحب الناقة والعصا والكساء، ( النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ و مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَلةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَل-هُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ) (1) يهدي إلي الطريق الأقصد، والمنهاج الأعدل، والصراط الأقوم.
سألتك يا جاثليق! بحقّ عيسي روح اللّه وكلمته، هل تجد هذه الصفة في الإنجيل لهذا النبيّ؟
فأطرق الجاثليق مليّاً، وعلم أنّه إن جحد الإنجيل كفر فقال: نعم، هذه الصفة في الإنجيل، وقد ذكر عيسي ( عليه السلام ) هذا النبيّ، ولم يصحّ عند النصاري أنّه صاحبكم.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : أمّا إذا لم تكفر بجحود الإنجيل، وأقررت بما فيه من صفة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فخذ عليّ في السفر الثاني، فإنّي أوجدك ذكره، وذكر وصيّه، وذكر ابنته فاطمة، وذكر الحسن والحسين ( عليهم السلام ) : .
فلمّا سمع الجاثليق، ورأس الجالوت ذلك، علما أنّ الرضا ( عليه السلام ) عالم بالتوراة والإنجيل فقالا: واللّه قد أتي بما لا يمكننا ردّه ولا دفعه، إلّا بجحود التوراة، والإنجيل، والزبور، وقد بشّر به موسي وعيسي ( عليهماالسلام ) جميعاً، ولكن لم يتقرّر عندنا بالصحّة أنّه محمّد هذا، فأمّا اسمه محمّد، فلا يجوز لنا أن نقرّ لكم بنبوّته، ونحن شاكّون أنّه محمّدكم أو غيره.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : احتجزتم بالشكّ، فهل بعث اللّه قبل أو بعد من ولد آدم إلي
ص:132
يومنا هذا نبيّاً اسمه محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟ أو تجدونه في شي ء من الكتب التي أنزلها اللّه علي جميع الأنبياء غير محمّدنا؟
فأحجموا عن جوابه وقالوا: لا يجوز لنا أن نقرّ لكم، بأنّ محمّداً هو محمّدكم، لأنّا إن أقررنا لك بمحمّد، ووصيّه، وابنته، وابنيه، علي ما ذكرت، أدخلتمونا في الإسلام كرهاً.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : أنت يا جاثليق! آمن في ذمّة اللّه، وذمّة رسوله، إنّه لايبدوك منّا شي ء تكره ممّا تخافه وتحذره.
قال: أمّا إذا قد آمنتني فإنّ هذا النبيّ الذي اسمه «محمّد»، وهذا الوصيّ الذي اسمه «عليّ»، وهذه البنت التي اسمها «فاطمة»، وهذان السبطان اللذان اسمهما «الحسن والحسين ( عليهم السلام ) : » في التوراة والإنجيل والزبور.
قال الرضا ( عليه السلام ) : فهذا الذي ذكرته في التوراة، والإنجيل، والزبور، من اسم هذا النبيّ، وهذا الوصيّ، وهذه البنت، وهذين السبطين صدق وعدل، أم كذب وزور؟
قال: بل صدق وعدل، وما قال اللّه إلّا بالحقّ.
فلمّا أخذ الرضا ( عليه السلام ) إقرار الجاثليق بذلك، قال لرأس الجالوت: فاستمع الآن يا رأس جالوت! السفر الفلاني من زبور داود.
قال: هات بارك اللّه عليك، وعلي من ولّدك.
فتلا الرضا ( عليه السلام ) السفر الأوّل من الزبور حتّي انتهي إلي ذكر محمّد، وعليّ، وفاطمة، والحسن والحسين ( عليهم السلام ) : فقال: سألتك يا رأس الجالوت! بحقّ اللّه، أهذا في زبور داود؟ ولك من الأمان، والذمّة والعهد، ما قد أعطيته الجاثليق؟
فقال رأس الجالوت: نعم، هذا بعينه في الزبور بأسمائهم.
قال الرضا ( عليه السلام ) : فبحقّ العشر الآيات التي أنزلها اللّه علي موسي بن عمران ( عليه السلام ) في التوراة، هل تجد صفة محمّد، وعليّ، وفاطمة، والحسن والحسين ( عليهم السلام ) : ، في التوراة
ص:133
منسوبين إلي العدل والفضل؟
قال: نعم، ومن جحد هذا فهو كافر بربّه وأنبيائه.
قال له الرضا ( عليه السلام ) : فخذ الآن علي سفر كذا من التوراة، فأقبل الرضا ( عليه السلام ) يتلو التوراة، وأقبل رأس الجالوت يتعجّب من تلاوته وبيانه، وفصاحته ولسانه، حتّي إذا بلغ ذكر محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، قال رأس الجالوت: نعم، هذا أحماد، وبنت أحماد، وإليا، وشبّر وشبير، وتفسيره بالعربيّة: محمّد، وعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين ( عليهم السلام ) : ، فتلا الرضا ( عليه السلام ) السفر إلي تمامه....
وفيه سبعة وأربعون عنواناً
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبد اللّه بن أبان الزيّات، وكان مكيناً عند الرضا ( عليه السلام ) قال:...إنّ أعمالكم لتعرض عليّ في كلّ يوم وليلة.
قال: فاستعظمت ذلك فقال لي: أما تقرأ كتاب اللّه عزّ وجلّ: ( وَقُلِ اعْمَلُواْفَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ و وَالْمُؤْمِنُونَ ) قال ( عليه السلام ) : هو واللّه! عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
ص:134
2 - ابن شهرآشوب : أبو المضاء (1) عن الرضا ( عليه السلام ) قال في قوله:
( أَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ) قال: عليّ ( عليه السلام ) .
3 - ابن شهرآشوب : قوله: ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ و)
قال الرضا ( عليه السلام ) : عليّ خوّفهم به.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن عمر الحلاّل قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّ وجلّ ( أَفَمَن كَانَ عَلَي بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ي وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) فقال ( عليه السلام ) : أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه الشاهد علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ورسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي بيّنة من ربّه.
2 - أبو عليّ الطبرسيّ : ( أَفَمَن كَانَ عَلَي بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ي وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) قيل: الشاهد منه عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، يشهد للنبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وهو منه، وهو المرويّ عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) .
ص:135
1 - الصفّار :...أحمد بن عمر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّ وجلّ: ( قُلْ كَفَي بِاللَّهِ شَهِيدَم ا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ و عِلْمُ الْكِتَبِ ) قال: عليّ ( عليه السلام ) .
1 - القمّيّ : في قوله: ( اللَّهُ نُورُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ - إلي قوله - وَاللَّهُ بِكُلِ ّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ ) حدّثني أبي، عن عبد اللّه بن جندب قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أسأل عن تفسير هذه الآية؟
فكتب ( عليه السلام ) إليّ الجواب:...مثلنا في كتاب اللّه كمثل مشكاة والمشكاة في القنديل، فنحن المشكاة...( نُّورٌ عَلَي نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ ي مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَلَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِ ّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ ) فالنور عليّ ( عليه السلام ) يهدي اللّه لولايتنا من أحبّ...ونحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة أُولي العلم، وأُولي العزم من الرسل أن أقيموا الدين ( وَلَاتَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) كما قال اللّه: ( وَلَاتَتَفَرَّقُواْ فِيهِ ) وإن (كَبُرَ عَلَي الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) من الشرك من أشرك بولاية عليّ ( عليه السلام ) ( مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) من ولاية عليّ ( عليه السلام ) يا محمّد! فيه هدي ويهدي إليه من ينيب، من يجيبك إليّ بولاية عليّ ( عليه السلام ) ....
ص:136
1 - ابن شهرآشوب : حمزة بن عطاء، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله: ( هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ) قال ( عليه السلام ) : هو عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، يأمر بالعدل، وهو علي صراط مستقيم.
وروي نحواً منه أبو المضا عن الرضا ( عليه السلام ) .
1 - ابن شهرآشوب : الرضا ( عليهماالسلام ) في قوله: ( لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا) البأس الشديد عليّ بن أبي طالب، وهو لدن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقاتل معه عدوّه.
1 - ابن شهرآشوب : عليّ بن حاتم في كتاب الأخبار لأبي الفرج ابن شاذان، أنّه نزل قوله تعالي: ( بَلْ كَذَّبُواْ بِالسَّاعَةِ) يعني كذّبوا بولاية عليّ ( عليه السلام ) ، وهو المرويّ عن الرضا ( عليه السلام ) .
ص:137
1 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق...قال لي: يا فتح!...وصيّنا ( عليه السلام ) أفضل الأوصياء....
1 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...وما كان نقش خاتم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ؟...
قال:... وكان نقش خاتم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) «الملك للّه».....
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) ...فقال ( عليه السلام ) :...وكان نقش...خاتم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : «اللّه الملك»....
1 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس
ص:138
المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : فحين ميّز اللّه الطاهرين من خلقه، فأمر نبيّه بالمباهلة بهم في آية الابتهال، فقال عزّوجلّ: يا محمّد! ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن م بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَي الْكَذِبِينَ ) ، فبرز النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عليّاً والحسن والحسين وفاطمة صلوات اللّه عليهم، وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون مامعني قوله: ( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) ؟
قالت العلماء: عني به نفسه.
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : لقد غلطتم، إنّما عني بها عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وممّا يدلّ علي ذلك قول النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، حين قال: لينتهينّ بنو وليعة، أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي، يعني عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وعني بالأبناء الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ، وعني بالنساء فاطمة ( عليها السلام ) ، فهذه خصوصيّة لايتقدّمهم فيها أحد، وفضل لايلحقهم فيه بشر، وشرف لايسبقهم إليه خلق، إذ جعل نفس عليّ ( عليه السلام ) كنفسه....
1 - الحسينيّ الإسترآباديّ :...مالك بن عبد اللّه قال: قلت لمولاي الرضا ( عليه السلام ) : قوله تعالي: ( وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَي وَكَانُواْ أَحَقَّ بِهَا) قال ( عليه السلام ) : هي
ص:139
ولاية أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) .
1 - ابن شهرآشوب : فسّر الرضا ( عليه السلام ) قوله تعالي: ( وَالَّذِينَ مَعَهُ و أَشِدَّآءُ عَلَي الْكُفَّارِ) ، إنّ عليّاً ( عليه السلام ) منهم.
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في قوله:...( خَلَقَ الْإِنسَنَ ) قال ( عليه السلام ) : ذلك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . قلت: ( عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) قال ( عليه السلام ) : علّمه تبيان كلّ شي ء يحتاج الناس إليه...وقال: ( وَعَلَمَتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) فالعلامات الأوصياء...قوله: ( وَالسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ) قال ( عليه السلام ) : السماء رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) رفعه اللّه إليه، والميزان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) نصبه لخلقه....
- أنّ عليّاً وفاطمة ( عليهماالسلام ) هما المرادان من قوله تعالي: «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ»:
1 - فرات الكوفيّ :...عليّ بن فضيل، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: سألته عن قول اللّه تبارك وتعالي: ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قا ل ( عليه السلام ) : ذلك عليّ
ص:140
وفاطمة ( عليهماالسلام ) ...
1 - ابن شهرآشوب : قال الرضا ( عليه السلام ) في قوله تعالي: ( تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) زلزلة الأرض، فأتبعتها خروج الدابّة، وقال: ( أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) قال: عليّ.
1 - الحسينيّ الإسترآباديّ :...محمّد بن فضيل قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أخبرني عن قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) إلي آخر السورة؟
فقال ( عليه السلام ) : التين والزيتون، الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ، قلت: ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال ( عليه السلام ) : ليس هو طور سينين، ولكنّه طور سيناء، قال: فقلت: وطور سيناء.
فقال ( عليه السلام ) : نعم، هو أمير المؤمنين...قلت: ( إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ ) قال ( عليه السلام ) : واللّه هو أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وشيعته،( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) . قال: قلت: ( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) قال ( عليه السلام ) : مهلاً مهلاً، لاتقل هكذا، هذا هو الكفر باللّه، لا واللّه ما كذب رسول اللّه باللّه طرفة عين.
قال: قلت: فكيف هي؟
ص:141
قال: «فمن يكذّبك بعد بالدين» والدين أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ....
1 - ابن شهرآشوب : عبد السلام بن صالح، عن الرضا ( عليه السلام ) : ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) يا محمّد! ألم نجعل عليّاً وصيّك، ( وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ) بقتل مقاتلة الكفّار، وأهل التأويل بعليّ، ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) أي رفعنا مع ذكرك يا محمّد! له زينة.
1 - الحسينيّ الإسترآباديّ :...يونس بن عبد الرحمن قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ قوماً طالبوني باسم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في كتاب اللّه عزّ وجلّ، فقلت لهم: من قوله تعالي: ( وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) فقال ( عليه السلام ) : صدقت هو هكذا.
1 - ابن شهرآشوب : الرضا ( عليه السلام ) في ( فِي جَنبِ اللَّهِ ) قال: في ولاية عليّ ( عليه السلام ) .
ص:142
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...محمّد بن سنان، عن الرضا ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّوجلّ: ( كَبُرَ عَلَي الْمُشْرِكِينَ ) (بولاية عليّ) ( مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) يا محمّد من ولاية عليّ....
1 - الحسينيّ الإسترآباديّ :...مالك بن عبد اللّه قال: قلت لمولاي الرضا ( عليه السلام ) : قوله تعالي: ( وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَي وَكَانُواْ أَحَقَّ بِهَا) قال ( عليه السلام ) : هي ولاية أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) .
1 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سئل المأمون عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والاختصار.
فكتب ( عليه السلام ) له: إنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً...وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين، والتصديق به، وبجميع من مضي قبله من رسل اللّه وأنبيائه وحججه...
وأنّ الدليل بعده، والحجّة علي المؤمنين، والقائم بأمر المسلمين، والناطق عن القرآن، والعالم بأحكامه، أخوه وخليفته، ووصيّه ووليّه، والذي كان منه بمنزلة هارون من موسي، عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمير المؤمنين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، وأفضل الوصيّين، ووارث علم النبيّين والمرسلين....
1 - الشيخ الطوسيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: كنّا عند الرضا ( عليه السلام ) والمجلس غاصّ بأهله، فتذاكروا يوم الغدير فأنكره بعض الناس
فقال الرضا ( عليه السلام ) :...يا ابن أبي نصر! أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند
ص:144
أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، فإنّ اللّه يغفر لكلّ مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة، ذنوب ستّين سنة، ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان، وليلة القدر، وليلة الفطر، والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين، فافضل علي إخوانك في هذا اليوم، وسرّ فيه كلّ مؤمن ومؤمنة....
1 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أمر اللّه عزّ وجلّ عباده أن يسألوه طريق المنعم عليهم، وهم النبيّون، والصدّيقون، والشهداء، والصالحون.
وأن يستعيذوا [به ] من طريق المغضوب عليهم، وهم اليهود الذين قال اللّه تعالي فيهم: ( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ ) .
وأن يستعيذوا به من طريق الضالّين، وهم الذين قال اللّه تعالي فيهم: ( قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَبِ لَاتَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِ ّ وَلَاتَتَّبِعُواْ أَهْوَآءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ السَّبِيلِ ) (3) وهم النصاري.
ثمّ قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : كلّ من كفر باللّه فهو مغضوب عليه، وضالّ عن سبيل اللّه عزّ وجلّ.
ص:145
وقال الرضا ( عليه السلام ) كذلك وزاد فيه فقال: ومن تجاوز (1)
بأميرالمؤمنين ( عليه السلام ) العبوديّة، فهو من المغضوب عليهم ومن الضالّين.
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لاتتجاوزوا بنا العبوديّة، ثمّ قولوا ما شئتم ولن تبلغوا، وإيّاكم والغلوّ كغلوّ النصاري، فأنّي بري ء من الغالين.
قال: فقام إليه رجل فقال له: ياابن رسول اللّه! صف لنا ربّك، فإنّ من قبلنا قد اختلفوا علينا.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّه من يصف ربّه بالقياس، لايزال في الدهر في الالتباس، مائلاً عن المنهاج، طاغياً في الإعوجاج، ضالّاً عن السبيل، قائلاً غير الجميل.
ثمّ قال ( عليه السلام ) : أُعرّفه بما عرّف به نفسه، أُعرّفه من غير رؤية، وأصفه بما وصف به [نفسه ] من غير صورة
لايدرك بالحواسّ، ولايقاس بالناس، معروف بالآيات، بعيد بغير تشبيه، ومتدان في بعده بلانظير، لايتوهّم ديموميّته، ولايمثّل بخليقته، ولايجور في قضيّته.
الخلق إلي ما علم منهم منقادون، وعلي ما سطره في المكنون من كتابه ماضون، لايعملون بخلاف ما علم منهم ولاغيره يريدون، فهو قريب غير ملتزق، وبعيد غير متقصّ، يحقّق ولايمثّل، [و] يوحّد ولايبعّض، يعرف بالآيات، ويثبت بالعلامات، فلا إله غيره، الكبير المتعال.
فقال الرجل: بأبي أنت وأُمّي ياابن رسول اللّه! فإنّ معي من ينتحل موالاتكم، [و] يزعم أنّ هذه كلّها صفات عليّ ( عليه السلام ) ، وأنّه هو اللّه ربّ العالمين.
ص:146
قال: فلمّا سمعها الرضا ( عليه السلام ) ، ارتعدت فرائصه وتصبّب عرقاً، وقال: سبحان اللّه، [سبحان اللّه ] عمّا يقول الظالمون والكافرون، أوليس عليّاً ( عليه السلام ) كان آكلاً في الآكلين، [و] شارباً في الشاربين، وناكحاً في الناكحين، ومحدّثاً في المحدّثين، وكان مع ذلك مصلّياً خاشعاً [خاضعاً] بين يدي اللّه عزّ وجلّ ذليلاً، وإليه أوّاهاً منيباً، أفمن [كان ] هذه صفته يكون إلهاً؟!
[فإن كان هذا إلهاً] فليس منكم أحد إلّا وهو إله، لمشاركته له في هذه الصفات الدالّات علي حدوث كلّ موصوف بها.
ثمّ قال ( عليه السلام ) : حدثني أبي عن جدّي، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أنّه قال: ماعرف اللّه تعالي من شبّهه بخلقه، ولايعدله من نسب إليه ذنوب عباده.
فقال الرجل: ياابن رسول اللّه! إنّهم يزعمون أنّ عليّاً ( عليه السلام ) لمّا أظهر من نفسه المعجزات التي لايقدر عليها غير اللّه تعالي دلّ ذلك علي أنّه إله، ولمّا ظهر لهم بصفات المحدثين العاجزين لبّس بذلك عليهم وامتحنهم ليعرفوه، وليكون إيمانهم به اختياراً من أنفسم.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : أوّل ما هاهنا إنّهم لاينفصلون ممّن قلّب هذا عليهم، فقال: لمّا ظهر منه الفقر والفاقة، دلّ علي أنّ من هذه صفاته وشاركه فيها الضعفاء المحتاجون لاتكون المعجزات فعله، فعلم بهذا أنّ الذي ظهر منه [من ] المعجزات إنّما كانت فعل القادر الذي لايشبه المخلوقين، لافعل المحدث المحتاج المشارك للضعفاء في صفات الضعف.
ثمّ قال الرضا ( عليه السلام ) : لقد ذكرتني بما حكيته [عن ] قول رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وقول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقول زين العابدين ( عليه السلام ) .
أمّا قول رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فما حدّثنيه أبي، عن جدّي، عن أبيه، [عن جدّه ]، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه لايقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن [يقبضه ]
ص:147
بقبض العلماء.
فإذا لم ينزل عالم إلي عالم يصرف عنه طلّاب حطام الدنيا وحرامها، ويمنعون الحقّ أهله، ويجعلونه لغير أهله، اتّخذ الناس رؤساء جهّالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلّوا وأضلّوا.
وأمّا قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فهو قوله: يا معشر شيعتنا! والمنتحلين [مودّتنا]! إيّاكم وأصحاب الرأي، فإنّهم أعداء السنن، تفلّتت (1) منهم الأحاديث
أن يحفظوها، وأعيتهم السنّة أن يعوها.
فاتّخذوا عباد اللّه خولاً (2) ، وماله دولاً (3) ، فذلّت لهم الرقاب، وأطاعهم الخلق أشباه الكلاب، ونازعوا الحقّ أهله، وتمثّلوا بالأئمّة الصادقين، وهم من الجهّال، والكفّار، والملاعين، فسئلوا عمّا لايعلمون، فأنفوا أن يعترفوا بأنّهم لايعلمون، فعارضوا الدين [بآرائهم، فضلّوا وأضلّوا، أما لو كان الدين ] بالقياس، لكان باطن الرجلين أولي بالمسح من ظاهرهما.
وأمّا قول عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ، فإنّه قال: إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه (4) ، وتماوت في منطقه، وتخاضع في حركاته، فرويداً لايغرّنّكم.
فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا، وركوب المحارم منها، لضعف بنيته ومهانته وجبن قلبه،فنصب الدين فخّاً لها، فهو لايزال يختل الناس بظاهره، فإن تمكّن من حرام اقتحمه.
ص:148
فإذا وجدتموه يعفّ من المال الحرام (فرويداً لايغرّنّكم، فإنّ شهوات الخلق مختلفة، فما أكثر من ينبو عن المال الحرام) وإن كثر ويحمل نفسه علي شوهاء (1)
قبيحة فيأتي منها محرّماً.
فإذا وجدتموه يعفّ عن ذلك فرويداً لايغرّنّكم حتّي تنظروا ما عقدة عقله، فما أكثر من يترك ذلك أجمع ثمّ لايرجع إلي عقل متين، فيكون ما يفسده بجهله أكثر ممّا يصلحه بعقله.
فإذا وجدتم عقله متيناً فرويداً لايغرّنّكم حتّي تنظروا مع هواه يكون علي عقله، أو يكون مع عقله علي هواه، وكيف محبّته للرئاسات الباطلة وزهده فيها، فإنّ في الناس من خسر الدنيا والآخرة بترك الدنيا للدنيا، ويري أنّ لذّة الرئاسة الباطلة أفضل من لذّة الأموال والنعم المباحة المحلّلة، فيترك ذلك أجمع طلباً للرئاسة حتّي ( إِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ و جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ ال ْمِهَادُ) .
فهو يخبط [خبط] عشواء، يقوده أوّل باطل إلي أبعد غايات الخسارة، ويمدّ يده بعد طلبه لما لايقدر [عليه ] في طغيانه، فهو يحلّ ما حرّم اللّه، ويحرّم ما أحلّ اللّه، لايبالي ما فات من دينه إذا سلمت له رئاسته التي قد شقي من أجلها، فأولئك [مع ] الذين غضب اللّه عليهم ولعنهم وأعدّ لهم عذاباً مهيناً.
ولكنّ الرجل، كلّ الرجل، نعم الرجل، هو الذي جعل هواه تبعاً لأمر اللّه، وقواه مبذولة في رضاء اللّه تعالي، يري الذلّ مع الحقّ أقرب إلي عزّ الأبد من العزّ في الباطل، ويعلم أنّ قليل ما يحتمله من ضرّائها يؤدّيه إلي دوام النعم في دار لاتبيد ولاتنفد، وإنّ كثير ما يلحقه من سرّائها إن اتّبع هواه يؤدّيه إلي عذاب لاانقطاع له
ص:149
ولازوال.
فذالكم الرجل، نعم الرجل، فبه فتمسّكوا، وبسنّته فاقتدوا، وإلي ربّكم فبه فتوسّلوا، فإنّه لاتردّ له دعوة، ولاتخيّب له طلبة.
ثمّ قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ هؤلاء الضلّال الكفرة ما أتوا إلّا من جهلهم بمقادير أنفسهم حتّي اشتدّ إعجابهم بها، وكثر تعظيمهم لما يكون منها، فاستبدّوا بآرائهم الفاسدة، واقتصروا علي عقولهم المسلوك بها غير السبيل الواجب، حتّي استصغروا قدر اللّه، واحتقروا أمره، وتهاونوا بعظيم شأنه.
إذ لم يعلموا أنّه القادر بنفسه، الغنيّ بذاته، الذي ليست قدرته مستعارة، ولاغناه مستفاداً، والذي من شاء أفقره، ومن شاء أغناه، ومن شاء أعجزه بعد القدرة، وأفقره بعد الغني.
فنظروا إلي عبد قد اختصّه [اللّه ] بقدرته، ليبيّن بها فضله عنده، وآثره بكرامته، ليوجب بها حجّته علي خلقه، وليجعل ما آتاه من ذلك ثواباً علي طاعته، وباعثاً علي اتّباع أمره، ومؤمناً عباده المكلّفين من غلط من نصبه عليهم حجّة، ولهم قدوة، فكانوا كطلّاب ملك من ملوك الدنيا، ينتجعون (1)فضله، ويؤمّلون نائله (2) ،
ويرجون التفيّؤ (3) بظلّه، والانتعاش (4) بمعروفه، والإنقلاب إلي أهليهم بجزيل عطائه الذي يغنيهم عن كلب (5)الدنيا، وينقذهم من التعرّض لدنيّ المكاسب، وخسيس المطالب.
ص:150
فبيناهم يسألون عن طريق الملك ليترصّدوه وقد وجّهوا الرغبة نحوه، وتعلّقت قلوبهم برؤيته، إذ قيل: إنّه سيطّلع عليكم في جيوشه، ومواكبه، وخيله، ورَجِلِه.
فإذا رأيتموه فأعطوه من التعظيم حقّه، ومن الإقرار بالمملكة واجبه، وإيّاكم أن تسمّوا باسمه غيره، أو تعظّموا سواه كتعظيمه، فتكونوا قد بخستم الملك حقّه، وأزريتم عليه، واستحققتم بذلك منه عظيم عقوبته.
فقالوا: نحن كذلك فاعلون جهدنا وطاقتنا، فما لبثوا أن طلع عليهم بعض عبيد الملك في خيل قد ضمّها إليه سيّده، ورجل قد جعلهم في جملته، وأموال قد حباه بها. فنظر هؤلاء، وهم للملك طالبون، فاستكثروا ما رأوا بهذا العبد من نعم سيّده، ورفعوه عن أن يكون هو المنعم عليه بما وجدوا معه، فأقبلوا إليه يحيّونه تحيّة الملك، ويسمّونه باسمه، ويجحدون أن يكون فوقه ملك، أو له مالك.
فأقبل عليهم العبد المنعم عليه، وسائر جنوده بالزجر والنهي عن ذلك،والبراءة ممّا يسمّونه به، ويخبرونهم بأنّ الملك هو الذي أنعم بهذا عليه واختصّه به.
وإنّ قولكم [ب ]ما تقولون يوجب عليكم سخط الملك وعذابه، ويفيتكم كلّما أمّلتموه من جهته، وأقبل هؤلاء القوم يكذّبونهم، ويردّون عليهم قولهم، فمازال كذلك حتّي غضب [عليهم ] الملك لمّا وجد هؤلاء، قد سمّوا به عبده، وأزروا (1)
عليه في مملكته، وبخسوه حقّ تعظيمه، فحشرهم أجمعين إلي حبسه، ووكلّ بهم من يسومهم سوء العذاب.
فكذلك هؤلاء وجدوا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عبداً أكرمه اللّه ليبيّن فضله، ويقيم حجّته، فصغر عندهم خالقهم أن يكون جعل عليّاً [له ] عبداً، وأكبروا عليّاً أن يكون اللّه عزّ وجلّ له ربّاً، فسمّوه بغير اسمه، فنهاهم هو وأتباعه من أهل ملّته وشيعته.
ص:151
وقالوا لهم: يا هؤلاء! إنّ عليّاً وولده عباد مكرمون، مخلوقون، مدبّرون، لايقدرون إلّا علي ما أقدرهم اللّه عليه ربّ العالمين، ولايملكون إلّا ما ملّكهم [اللّه ]، لايملكون موتاً، ولاحياةً، ولانشوراً، ولاقبض اً، ولابسطاً، ولاحركةً، ولا سكوناً، إلّا ما أقدرهم اللّه عليه وطوّقهم.
وإنّ ربّهم وخالقهم يجلّ عن صفات المحدثين، ويتعالي عن نعوت المحدودين.
وإنّ من اتّخذهم - أو واحداً منهم - أرباباً من دون اللّه فهو من الكافرين، وقد ضلّ سواء السبيل.
فأبي القوم إلّا جماحاً وامتدّوا في طغيانهم يعمهون، فبطلت أمانيّهم وخابت (1)
مطالبهم، وبقوا في العذاب الأليم.
1 - السيّد الشريف المرتضي : حدّثني الشيخ أدام اللّه عزّه قال المأمون
ص:152
يوماً للرضا ( عليه السلام ) : أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يدلّ عليها القرآن؟
قال: فقال له الرضا ( عليه السلام ) : فضيلته في المباهلة، قال اللّه جلّ جلاله: ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن م بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَي الْكَذِبِينَ )(1) فدعا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الحسن والحسين ) ( عليهماالسلام )
فكانا ابنيه، ودعا فاطمة ( عليها السلام ) فكانت في هذا الموضع نساؤه، ودعا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فكان نفسه بحكم اللّه عزّ وجلّ، وقد ثبت أنّه ليس أحد من خلق اللّه سبحانه أجلّ من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وأفضل، فوجب أن لايكون أحد أفضل من نفس رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بحكم اللّه عزّوجلّ....
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) فقلت له: لِمَ كنّي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بأبي القاسم؟
فقال ( عليه السلام ) : لأنّه كان له ابن يقال له: قاسم، فكنّي به.
قال: فقلت له: ياابن رسول اللّه! فهل تراني أهلاً للزيادة؟
فقال ( عليه السلام ) : نعم، أما علمت أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: أنا وعليّ أبوا هذه الأُمّة؟
قلت: بلي.
ص:153
قال ( عليه السلام ) : أما علمت أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أب لجميع أُمّته، وعليّ ( عليه السلام ) منهم؟
قلت: بلي.
قال ( عليه السلام ) : أما علمت أنّ عليّاً ( عليه السلام ) قاسم الجنّة والنار؟
قلت: بلي.
قال ( عليه السلام ) : فقيل له أبو القاسم، لأنّه أبو قسيم الجنّة والنار.
فقلت له: ومعني ذلك؟
قال ( عليه السلام ) : إن شفقة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي أُمّته شفقة الآباء علي الأولاد، وأفضل أُمّته عليّ ( عليه السلام ) ومن بعده، شفقة عليّ ( عليه السلام ) عليهم كشفقته ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، لأنّه وصيّه وخليفته، والإمام بعده، فلذلك قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنا وعليّ أبوا هذه الأُمّة، وصعد النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) المنبر فقال: من ترك دَيناً أو ضياعاً فعليّ، وإليّ، ومن ترك مالاً فلورثته، فصار بذلك أولي بهم من آبائهم وأُمّهاتهم، وأولي بهم منهم بأنفسهم، وكذلك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعده، جري ذلك له مثل ما جري لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: ولاية عليّ ( عليه السلام ) مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولن يبعث اللّه رسولاً، إلّا بنبوّة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ووصيّة عليّ ( عليه السلام ) .
ص:154
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا مع الرضا ( عليه السلام ) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي ( عليه السلام ) فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: يا عبد العزيز! جهل القوم وخدعوا عن آرائهم، إنّ اللّه عزّوجلّ لم يقبض نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حتّي أكمل له الدين، وأنزل عليه القرآن...وأنزل في حجّة الوداع وهي آخر عمره ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا) ، وأمر الإمامة من تمام الدين، ولم يمض ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حتّي بيّن لأُمّته معالم دينهم، وأوضح لهم سبيلهم، وتركهم علي قصد سبيل الحقّ، وأقام لهم عليّاً ( عليه السلام ) علماً وإماماً، وما ترك لهم شيئاً يحتاج إليه الأُمّة إلّا بيّنه، فمن زعم أنّ اللّه عزّ وجلّ لم يكمل دينه، فقد ردّ كتاب اللّه...فقال جلّ وتعالي: ( إِنَّ أَوْلَي النَّاسِ بِإِبْرَهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) ، فكانت له خاصّة، فقلّدها ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عليّاً ( عليه السلام ) بأمر اللّه تعالي علي رسم ما فرض اللّه....
ص:155
2 - السيّد ابن طاووس : من كتاب النشر والطيّ رواه عن الرضا ( عليه السلام ) قال: إذا كان يوم القيامة زفّت أربعة أيّام إلي اللّه، كما تزفّ العروس إلي خدرها.
قيل: ما هذه الأيّام؟
قال: يوم الأضحي، ويوم الفطر، ويوم الجمعة، ويوم الغدير.
وإنّ يوم الغدير بين الأضحي والفطر والجمعة، كالقمر بين الكواكب.
وهو اليوم الذي نجا فيه إبراهيم الخليل من النار، فصامه شكراً للّه.
وهو اليوم الذي أكمل اللّه به الدين في إقامة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عليّاً أمير المؤمنين علماً، وأبان فضيلته ووضاءته، فصام ذلك اليوم.
وإنّه ليوم الكمال، ويوم مرغمة (1)الشيطان، ويوم تقبل أعمال الشيعة، ومحبّي
آل محمّد.
وهو اليوم الذي يعمد اللّه فيه إلي ما عمله المخالفون، فيجعله هباءً منثوراً. وهو اليوم الذي يأمر جبرائيل ( عليه السلام ) أن ينصب كرسيّ كرامة اللّه بإزاء بيت المعمور، ويصعده جبرائيل ( عليه السلام ) ، وتجتمع إليه الملائكة من جميع السموات، ويثنون علي محمّد، ويستغفرون لشيعة أمير المؤمنين والأئم ( عليهم السلام ) : ، ومحبّيهم من ولد آدم ( عليه السلام ) .
وهو اليوم الذي يأمر اللّه فيه الكرام الكاتبين، أن يرفعوا القلم عن محبّي أهل البيت وشيعتهم ثلاثة أيّام من يوم الغدير، ولايكتبون عليهم شيئاً من خطاياهم، كرامةً لمحمّد، وعليّ، والأئمّ ( عليهم السلام ) : .
وهو اليوم الذي جعله اللّه لمحمّد وآله وذوي رحمته.
وهواليوم الذي يزيد اللّه في مال من عبد فيه، ووسّع علي عياله ونفسه وإخوانه، ويعتقه اللّه من النار.
وهو اليوم الذي يجعل اللّه فيه سعي الشيعة مشكوراً، وذنبهم مغفوراً، وعملهم مقبولاً.
ص:156
وهو يوم تنفيس الكرب، ويوم تحطيط الوزر، ويوم الحباء والعطيّة، ويوم نشر العلم، ويوم البشارة والعيد الأكبر، ويوم يستجاب فيه الدعاء، ويوم الموقف العظيم، ويوم لبس الثياب، ونزع السواد، ويوم الشرط المشروط، ويوم نفي الغموم، ويوم الصفح عن مذنبي شيعة أمير المؤمنين.
وهو يوم السبقة، ويوم إكثار الصلاة علي محمّد وآل محمّد، ويوم الرضا، ويوم عيد أهل بيت محمّد، ويوم قبول الأعمال، ويوم طلب الزيادة، ويوم استراحة المؤمنين، ويوم المتاجرة، ويوم التودّد، ويوم الوصول إلي رحمة اللّه، ويوم التزكية، ويوم ترك الكبائر والذنوب، ويوم العبادة، ويوم تفطير الصائمين.
فمن فطّر فيه صائماً مؤمناً كان كم أطعم فئاماً وفئاماً إلي أن عدّ عشراً.
ثمّ قال: أوتدري ما الفئام؟ قال: لا.
قال: مائة ألف.
وهو يوم التهنئة، يهنّي ء بعضكم بعضاً، فإذا لقي المؤمن أخاه يقول: الحمد للّه الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين والأئمّ ( عليهم السلام ) : .
وهو يوم التبسّم في وجوه الناس من أهل الإيمان، فمن تبسّم في وجه أخيه يوم الغدير نظر اللّه إليه يوم القيامة بالرحمة، وقضي له ألف حاجة، وبني له قصراً في الجنّة من درّة بيضاء، ونضّر وجهه.
وهو يوم الزينة فمن تزيّن ليوم الغدير غفر اللّه له كلّ خطيئة عملها، صغيرة أو كبيرة، وبعث اللّه إليه ملائكة يكتبون له الحسنات، ويرفعون له الدرجات إلي قابل مثل ذلك اليوم، فإن مات مات شهيداً، وإن عاش عاش سعيداً، ومن أطعم مؤمناً كان كمن أطعم جميع الأنبياء والصدّيقين، ومن زار فيه مؤمناً أدخل اللّه قبره سبعين نوراً، ووسّع في قبره، ويزور قبره كلّ يوم سبعون ألف ملك، ويبشّرونه بالجنّة.
ص:157
وفي يوم الغدير عرض اللّه الولاية علي أهل السموات السبع، فسبق إليها أهل السماء السابعة، فزيّن بها العرش، ثمّ سبق إليها أهل السماء الرابعة، فزيّنها بالبيت المعمور، ثمّ سبق إليها أهل السماء الدنيا، فزيّنها بالكواكب، ثمّ عرضها علي الأرضين فسبقت مكّة، فزيّنها بالكعبة، ثمّ سبقت إليها المدينة فزيّنه بالمصطفي محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ سبقت إليها الكوفة، فزيّنها بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وعرضها علي الجبال، فأوّل جبل أقرّ بذلك ثلاثة أجبُل، العقيق، وجبل الفيروزج، وجبل الياقوت، فصارت هذه الجبال جبالهنّ وأفضل الجواهر، ثمّ سبقت إليها جبال أخر، فصارت معادن الذهب والفضّة، وما لم يقرّ بذلك ولم يقبل صارت لاتنبت شيئاً، وعرضت في ذلك اليوم علي المياه فما قبل منها صار عذباً، وما أنكر صار ملحاً أُجاجاً، وعرضها في ذلك اليوم علي النبات، فما قبله صار حلواً طيّباً، وما لم يقبل صار مُرّاً، ثمّ عرضها في ذلك اليوم علي الطير، فما قبلها صار فصيحاً مصوّتاً، وما أنكرها صار أخرس مثل اللَكِن (1)، ومثل المؤمنين في قبولهم ولاء
أمير المؤمنين في يوم غدير خمّ، كمثل الملائكة في سجودهم لآدم، ومثل من أبي ولاية أمير المؤمنين في يوم الغدير، مثل إبليس، وفي هذا اليوم أنزلت هذه الآية: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) .
وما بعث اللّه نبيّاً إلّا وكان يوم بعثه مثل يوم الغدير عنده، وعرف حرمته، إذنصب لأمّته وصيّاً، وخليفة من بعده في ذلك اليوم.
ص:158
1 - الشيخ الطوسيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: كنّا عند الرضا ( عليه السلام ) والمجلس غاصّ بأهله، فتذاكروا يوم الغدير فأنكره بعض الناس، فقال الرضا ( عليه السلام ) :...والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين، فافضل علي إخوانك في هذا اليوم، وسرّ فيه كلّ مؤمن ومؤمنة....
1 - ابن الفتّال النيسابوريّ : سئل الرضا ( عليه السلام ) عن قول أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) : لألف ضربة بالسيف أهون من موت علي فراش؟
فقال ( عليه السلام ) : في سبيل اللّه.
1 - الحميريّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسألته (أي الرضا ( عليه السلام ) ) عن قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : ماسمعت من أشياخك؟
فقلت له: حدّثنا صفوان بن مهران عن جدّك: أنّه دفن بنجف الكوفة.
ورواه بعض أصحابنا عن يونس بن ظبيان بمثل هذا.
فقال ( عليه السلام ) : سمعت من يذكر أنّه دفن في مسجدكم بالكوفة.
ص:159
فقلت له: جعلت فداك، أيش لمن صلّي فيه من الفضل؟
فقال ( عليه السلام ) : كان جعفر ( عليه السلام ) يقول: له من الفضل ثلاث مرار هكذا وهكذا بيديه، عن يمينه، وعن شماله، وتجاهه.
2 - ابن قولويه : حدّثني أبي، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) فقلت: أين موضع قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : الغريّ.
فقلت له: جعلت فداك، إنّ بعض الناس يقولون: دفن في الرحبة.
قال ( عليه السلام ) : لا، ولكن بعض الناس يقول: دفن بالمسجد.
1 - الشيخ حسن بن سليمان الحلّيّ : حدّثنا أحمد بن إدريس، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، حدّثنا الحسين بن سعيد، قال: حدّثنا الحسين بن بشّار، قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الدابّة؟
قال ( عليه السلام ) : أميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه الدابّة.
ص:160
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: المؤذّن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، يؤذّن أذاناً يسمع الخلائق كلّها.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ قال: حدّثني أبي، عن أحمد بن عليّ الأنصاريّ، عن أبي الصلت الهرويّ قال:
قال المأمون يوماً للرضا ( عليه السلام ) : ياأباالحسن! أخبرني عن جدّك أمير المؤمنين، بأيّ وجه هو قسيم الجنّة والنار، وبأيّ معني، فقد كثر فكري في ذلك؟
فقال له الرضا ( عليه السلام ) : يا أمير المؤمنين! ألم ترو عن أبيك، عن آبائه، عن عبد اللّه بن عبّاس، أنّه قال: سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: حبّ عليّ إيمان، وبغضه كفر؟ فقال: بلي.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : فقسمة الجنّة والنار إذا كانت علي حبّه وبغضه، فهو قسيم الجنّة والنار. فقال المأمون: لا أبقاني اللّه بعدك، ياأباالحسن! أشهد أنّك وارث علم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
قال أبو الصلت الهرويّ: فلمّا انصرف الرضا ( عليه السلام ) إلي منزله، أتيته فقلت له: ياابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! ما أحسن ما أجبت به أمير المؤمنين!
ص:161
فقال الرضا ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! إنّما كلّمته من حيث هو (1)، ولقد سمعت
أبي يحدّث عن آبائه، عن عليّ ( عليه السلام ) أنّه قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! أنت قسيم الجنّة يوم القيامة، تقول للنار: هذا لي، وهذا لك.
1 - الإربليّ : قال الحسن بن عليّ الوشّاء: سألت مولانا أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : هل خلّف رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) غير فدك شيئاً؟
فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) خلّف...وخلّف ستّة أفراس وثلاث نوق: العضباء، والصهباء، والديباج.
وبغلتين: الشهباء، والدلدل، وحماره اليعفور، وشاتين حلوبتين، وأربعين ناقة حلوباً، وسيفه ذا الفقار، ودرعه ذات الفصول، وعمامته السحاب، وحبرتين يمانيّتين، وخاتمه الفاضل، وقضيبه الممشوق، وفراشاً من ليف، وعبائين قطوانيّتين، ومخاداً من أدم، صار ذلك إلي فاطمة ( عليها السلام ) ، ماخلا درعه وسيفه، وعمامته وخاتمه، فإنّه جعله لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
ص:162
1 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : إنّ اللّه تعالي ذمّ اليهود [والنصاري ] والمشركين والنواصب ...لايودّون أن ينزّل دليل معجز من السماء يبيّن عن محمّد وعليّ وآلهما...قال: فلمّا قرّعهم بهذا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حضره منهم جماعة، فعاندوه وقالوا: يا محمّد! إنّك تدّعي علي قلوبنا خلاف ما فيها مانكره أن تنزل عليك حجّة تلزم الانقياد لها، فننقاد.
فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لئن عاندتم هاهنا محمّداً، فستعاندون ربّ العالمين، إذ أنطق صحائفكم بأعمالكم، وتقولون: ظلمتنا الحفظة، فكتبوا علينا مالم نفعل، فعند ذلك يستشهد جوارحكم فتشهد عليكم.
فقالوا: لاتبعد شاهدك فإنّه فعل الكذّابين، بيننا وبين القيامة بعد، أرنا في أنفسنا ما تدّعي لنعلم صدقك، ولن تفعله لأنّك من الكذّابين.
فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لعليّ ( عليه السلام ) : استشهد جوارحهم.
فاستشهدها عليّ ( عليه السلام ) .
فشهدت كلّها عليهم أنّهم لايودّون أن ينزّل علي أُمّة محمّد علي لسان محمّد خير من عند ربّكم آية بيّنة، وحجّة معجزة لنبوّته، وإمامة أخيه عليّ ( عليه السلام ) مخافة أن تبهرهم حجّته، ويؤمن به عوامّهم، ويضطرب عليهم كثير منهم.
فقالوا: يا محمّد! لسنا نسمع هذه الشهادة التي تدّعي أنّ جوارحنا تشهد بها.
فقال: يا عليّ! هؤلاء من الذين قال اللّه تعالي: ( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَايُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ ءَايَةٍ) ادع عليهم بالهلاك، فدعا عليهم عليّ ( عليه السلام ) بالهلاك، فكلّ جارحة نطقت بالشهادة علي صاحبها انفتّت حتّي مات مكانه....
ص:163
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عبد الحميد، عن الحسن بن الجهم قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّ أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) قد عرف قاتله، والليلة التي يقتل فيها، والموضع الذي قتل فيه، وقوله لمّا سمع صياح الإوزّ (1) في الدار: صوائح تتبعها نوائح، وقول أُمّ
كلثوم: لو صلّيت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلّي بالناس، فأبي عليها، وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح، وقد عرف ( عليه السلام ) أنّ ابن ملجم لعنه اللّه قاتله بالسيف كان هذا ممّا لم يجز تعرّضه.
فقال ( عليه السلام ) : ذلك كان، ولكنّه خُيّر في تلك الليلة لتمضي مقادير اللّه عزّوجلّ.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، كيف مال الناس عنه إلي غيره، وقد عرفوا فضله وسابقته، ومكانه من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّما مالوا عنه إلي غيره، وقد عرفوا فضله، لأنّه قد كان قتل من آبائهم
ص:164
وأجدادهم، وإخوانهم وأعمامهم، وأخوالهم وأقربائهم، المحادّين (1) للّه
ولرسوله عدداً كثيراً، فكان حقدهم عليه لذلك في قلوبهم، فلم يحبّوا أن يتولّي عليهم، ولم يكن في قلوبهم علي غيره مثل ذلك، لأنّه لم يكن له في الجهاد بين يدي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مثل ما كان له، فلذلك عدلوا عنه، ومالوا إلي سواه.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أبو سعيد الحسين (4) بن عليّ العدويّ قال: حدّثنا الهيثم بن عبد اللّه الرمّانيّ قال: سألت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) فقلت له: ياابن رسول اللّه! أخبرني عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، لِمَ لم يجاهد أعداءه خمساً وعشرين سنة بعد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ جاهد في أيّام ولايته؟
فقال ( عليه السلام ) : لأنّه اقتدي برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في تركه جهاد المشركين بمكّة بعد النبوّة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة تسعة عشر شهراً، وذلك لقلّة أعوانه عليهم.
وكذلك عليّ ( عليه السلام ) ترك مجاهدة أعدائه، لقلّة أعوانه عليهم، فلمّا لم تبطل نبوّةرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مع تركه الجهاد ثلاث عشرة سنة وتسعة عشر شهراً، فكذلك لم تبطل إمامة عليّ مع تركه الجهاد خمساً وعشرين سنة، إذا كانت العلّة
ص:165
المانعة لهما واحدة.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعريّ، عن محمّد بن معروف، عن أخيه عمر، عن جعفر بن عيينة (2) (3)، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: إنّ عليّاً لم يبت بمكّة بعد إذ هاجر منها، حتّي قبضه اللّه عزّ وجلّ إليه.
قال: قلت له: ولِمَ ذاك؟
قال: كان يكره أن يبيت بأرض قد هاجر منها، وكان يصلّي العصر، ويخرج منها، ويبيت بغيرها.
ص:166
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، لِمَ لم يسترجع فدكاً (1)لمّا ولّي أمر الناس؟
فقال ( عليه السلام ) : لأنّا أهل بيت إذا ولّينا اللّه عزّ وجلّ، لايأخذ لنا حقوقنا ممّن ظلمنا إلّا هو، ونحن أولياء المؤمنين إنّما نحكم لهم، ونأخذ لهم حقوقهم ممّن ظلمهم(2) ، ولانأخذ لأنفسنا.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا عون بن محمّد قال: حدّثنا سهل بن القاسم قال: سمع الرضا ( عليه السلام ) عن بعض أصحابه يقول: لعن اللّه من حارب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
فقال له: قل: إلّا من تاب وأصلح، ثمّ قال: ذنب من تخلّف عنه ولم يتب، أعظم
ص:167
من ذنب من قاتله ثمّ تاب.
1 - الشيخ الطوسيّ : روي سعيد بن سعد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لاينام ثلاث ليال: ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، وليلة الفطر، وليلة النصف من شعبان، وفيها تقسم الأرزاق والآجال، وما يكون في السنة.
1 - أبو جعفر الطبريّ : حدّثني الشيخ أبو محمّد الحسن بن محمّد بن نصر، قال: حدّثنا الأسعد منصور بن الحسن بن عليّ بن المرزبان، قال: [حدّثنا] الأستاد أبو القاسم الحسن بن الحسن الأبنورانيّ قال: [حدّثنا] عليّ بن موسي الصائغ، قال: [حدّثنا] الطيّب القواصريّ، عن سعد بن أبي القاسم الحسين بن مأمون، قال: [حدّثنا] أبو نصر محمّد بن محمّد القاشانيّ، قال: [حدّثنا] أبويعقوب بن
ص:168
إسحاق بن محمّد بن أبان بن لاحق النخعيّ.
أنّه سمع مولانا الحسن الأخير ( عليه السلام ) يقول: سمعت أبي يحدّث عن جدّه عليّ بن موسي ( عليهم السلام ) : : أنّه قال: اعتلّ صعصعة بن صوحان العبديّ فعاده مولانا أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) في جماعة من أصحابه، فلمّا استقرّ بهم المجلس فرح صعصعة، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لاتفتخرنّ علي إخوانك بعيادتي إيّاك.
ثمّ نظر إلي فِهر (1) في وسط داره، فقال لأحد أصحابه: ناولنيه.
فأخذه منه، و أداره في كفّه، فإذا به سفرجلة رطبة فدفعها إلي أحد أصحابه وقال: قطّعها قطعاً، وادفع إلي كلّ واحد منّا قطعة، وادفع إلي صعصعة قطعة، وإليّ قطعة، ففعل ذلك، فأدار مولانا ( عليه السلام ) القطعة من السفرجلة في كفّه، فإذا بها تفّاحة، فدفعها إلي ذلك الرجل وقال له: اقطعها وادفع إلي كلّ واحد قطعة، وإلي صصعصة [قطعة] وإليّ قطعة.
ففعل ذلك، فأدار مولانا عليّ ( عليه السلام ) قطعة التفّاحة في كفّه، فإذا هي حجر فِهر.
فرمي به إلي وسط الدار، فأكل صعصعة قطعتين واستوي جالساً وقال: شفيتني وزدت في إيماني وإيمان أصحابك، صلوات اللّه عليك ياأميرالمؤمنين ( عليه السلام ) .
2 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت له (أي الرضا ( عليه السلام ) ): جعلت فداك... فقال ( عليه السلام ) :... إنّ أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، عاد صعصعة بن صوحان فقال له: يا صعصعة! لاتفخر علي إخوانك بعيادتي إيّاك، وانظر لنفسك،
ص:169
فكأنّ الأمر قد وصل إليك....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وبين يديه تمر برنيّ، وهو مجدّ في أكله يأكله بشهوة، فقال لي: يا سليمان! ادن فكل.
قال: فدنوت منه فأكلت معه، وأنا أقول له: جعلت فداك، إنّي أراك تأكل هذا التمر بشهوة! فقال ( عليه السلام ) : نعم، إنّي لأُحبّه...وكان عليّ ( عليه السلام ) تمريّاً....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...ابن محبوب قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وسألته عن الرجل يعتق غلاماً صغيراً، أو شيخاً كبيراً، أو من به زمانة، ومن لا حيلة له؟
فقال ( عليه السلام ) : من أعتق مملوكاً لا حيلة له، فإنّ عليه أن يعوله حتّي يستغني عنه، وكذلك كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يفعل، إذا أعتق الصغار، ومن لا حيلة له.
ص:170
وفيه تسعة عناوين
1 - الشيخ الصدوق :...أبو الصلت الهرويّ قال: لمّا جمع المأمون لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات، من اليهود والنصاري، والمجوس والصابئين، وسائر المقالات، فلم يقم أحد إلّا وقد ألزمه حجّته، كأنّه ألقم حجراً...
فقال الرضا ( عليه السلام ) ...إنّ اللّه عزّوجلّ ما تولّي تزويج أحد من خلقه إلّا تزويج حوّا من آدم ( عليه السلام ) ، وزينب من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...وفاطمة من عليّ ( عليه السلام ) ....
1 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : فحين ميّز اللّه الطاهرين من خلقه، فأمر نبيّه بالمباهلة بهم في آية الابتهال، فقال عزّوجلّ: يا محمّد! ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن م بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَي الْكَذِبِينَ ) ، فبرز النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عليّاً والحسن
ص:171
والحسين وفاطمة صلوات اللّه عليهم، وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون مامعني قوله: ( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) ؟
قالت العلماء: عني به نفسه.
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : لقد غلطتم، إنّما عني بها عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وممّا يدلّ علي ذلك قول النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، حين قال: لينتهينّ بنو وليعة، أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي، يعني عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وعني بالأبناء الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ، وعني بالنساء فاطمة ( عليها السلام ) ....
1 - الإربليّ : قال الحسن بن عليّ الوشّاء: سألت مولانا أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : هل خلّف رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) غير فدك شيئاً؟
فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) خلّف...وخلّف ستّة أفراس وثلاث نوق: العضباء، والصهباء، والديباج.
وبغلتين: الشهباء، والدلدل، وحماره اليعفور، وشاتين حلوبتين، وأربعين ناقة حلوباً، وسيفه ذا الفقار، ودرعه ذات الفصول، وعمامته السحاب، وحبرتين يمانيّتين، وخاتمه الفاضل، وقضيبه الممشوق، وفراشاً من ليف، وعبائين قطوانيّتين، ومخاداً من أدم، صار ذلك إلي فاطمة ( عليها السلام ) ....
ص:172
1 - السيّد الشريف المرتضي : حدّثني الشيخ أدام اللّه عزّه قال المأمون يوماً للرضا ( عليه السلام ) : أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يدلّ عليها القرآن؟
قال: فقال له الرضا ( عليه السلام ) : فضيلته في المباهلة، قال اللّه جلّ جلاله: ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن م بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَي الْكَذِبِينَ ) فدعا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الحسن والحسين ) ( عليهماالسلام )(1)
فكانا ابنيه، ودعا فاطمة ( عليها السلام ) فكانت في هذا الموضع نساؤه....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) ، قال: سألته عن الحيطان السبعة التي كانت ميراث رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لفاطمة ( عليها السلام ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : لاإنّما كانت وقفاً، وكان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يأخذ إليه منها ماينفق علي أضيافه، والتابعة يلزمه فيها، فلمّا قبض جاء العبّاس يخاصم فاطمة ( عليها السلام ) فيها، فشهد عليّ ( عليه السلام ) وغيره أنّها وقف علي فاطمة ( عليها السلام ) ، وهي: الدلال، والعواف، والحسني، والصافية، وما لأُمّ إبراهيم (3) ، والمَيثَب، (4) والبُرقَة.
ص:173
1 - بعض قدماء المحدّثين والمؤرّخين ( رحمهم الله ) : قال عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) وقد سئل عن الشيخين؟
فقال ( عليه السلام ) : كانت لنا أُمّة (1)بارّة، خرجت من الدنيا، وهي عليهما غضبي، ونحن لانرضي حتّي ترضي.
1 - الحميريّ : قال ابن الجهم: سمعته يقول: لموضع الأُسطوانة ممّا يلي صحن المسجد مسجد فاطمة ( عليها السلام ) .
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن محمّد وغيره، عن سهل بن
ص:174
زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن قبر فاطمة ( عليها السلام ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : دفنت في بيتها، فلمّا زادت بنو أُميّة في المسجد، صارت في المسجد.
2 - الحميريّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسألته عن فاطمة بنت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أيّ مكان دفنت؟
فقال ( عليه السلام ) : سأل رجل جعفراً ( عليه السلام ) عن هذه المسألة - وعيسي بن موسي حاضر - فقال له عيسي: دفنت في البقيع.
فقال الرجل: ماتقول؟
فقال ( عليه السلام ) : قد قال لك.
فقلت له: أصلحك اللّه! ما أنا وعيسي بن موسي، أخبرني عن آبائك.
فقال ( عليه السلام ) : دفنت في بيتها.
ص:175
التاسع - تحريم النار علي ذرّيّتها ( عليها السلام ) :
1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن موسي بن عليّ الوشّاء البغداديّ قال: كنت بخراسان مع عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في مجلسه وزيد بن موسي حاضر، قد أقبل علي جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول: نحن ونحن، وأبوالحسن ( عليه السلام ) مقبل علي قوم يحدّثهم، فسمع مقالة زيد، فالتفت إليه، فقال: يازيد! أغرّك قول ناقلي الكوفة: إنّ فاطمة ( عليها السلام ) أحصنت فرجها، فحرّم اللّه ذرّيّتها علي النار، فواللّه ما ذاك إلّا للحسن والحسين وولد بطنها خاصّة....
2 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثني ياسر: أنّه خرج زيد بن موسي أخو أبي الحسن ( عليه السلام ) بالمدينة وأحرق وقتل... فقال المأمون: اذهبوا به إلي أبي الحسن...
قال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : يا زيد! أغرّك قول سفلة أهل الكوفة: إنّ فاطمة ( عليها السلام ) أحصنت فرجها، فحرّم اللّه ذرّيّتها علي النار؟ ذلك للحسن والحسين خاصّة....
ص:176
وفيه ثمانية عناوين
1 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) :فحين ميّز اللّه الطاهرين من خلقه، فأمر نبيّه بالمباهلة بهم في آية الابتهال، فقال عزّوجلّ: يا محمّد! ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن م بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَي الْكَذِبِينَ ) ، فبرز النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عليّاً والحسن والحسين وفاطمة صلوات اللّه عليهم، وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون مامعني قوله: ( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) ؟
قالت العلماء: عني به نفسه.
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : لقد غلطتم، إنّما عني بها عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وممّا يدلّ علي ذلك قول النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، حين قال: لينتهينّ بنو وليعة، أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي، يعني عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وعني بالأبناء الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ....
1 - أبو جعفر الطبريّ : حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه، قال:
ص:177
حدّثنا جعفر بن مالك الفزاريّ، عن عبد اللّه بن يونس، عن المفضّل بن عمر الجعفيّ، عن جعفر بن محمّد الصادق ( عليه السلام ) .
قال: وحدّثني أيضاً عن محمّد بن إسماعيل الحسنيّ، عن أبي محمّد الحسن بن عليّ الثاني صلوات اللّه عليه.
وحدّثني أيضاً عن منصور بن ظفر، عن أحمد بن محمّد الفريابيّ المخصوص ببيت المقدس، في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثمائة، عن نصر بن عليّ الجهضميّ، قال: سألت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) عن مواليد الأئمّة وأ عمارهم ( عليهم السلام ) : .
وما حدّثني عن محمّد بن إسماعيل الحسنيّ، عن أبي محمّد ( عليه السلام ) ، - وهو الحادي عشر - قال: ولد أبو محمّد الحسن بن عليّ ( عليهماالسلام ) يوم النصف من شهر رمضان، سنة ثلاث من الهجرة، وفيها كانت بدر.
وبعد خمسين ليلة من ولادة الحسن ( عليه السلام ) علقت فاطمة ( عليها السلام ) بالحسين، فعقّ عنه (1) رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كبشاً، وحلق رأسه، وأمر أن يتصدّق بوزن شعره فضّة. ولمّا ولد، أهدي جبرئيل اسمه في خرقة حرير من ثياب الجنّة.
واشتقّ اسم الحسين من اسم الحسن.
وكان أشبه بالنبيّ ما بين الصدر إلي الرأس.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن خالد، قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن التهنئة بالولد متي؟
ص:178
فقال: إنّه قال ( عليه السلام ) : لمّا ولد الحسن بن عليّ هبط جبرئيل بالتهنية علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في اليوم السابع، وأمره أن يسمّيه ويكنّيه، ويحلّق رأسه و يعقّ عنه، ويثقب أُذنه، كذلك (كان) حين ولد الحسين ( عليه السلام ) أتاه في اليوم السابع فأمره بمثل ذلك.
قال: وكان لهما ذؤابتان (1)في القرآن(2)
في شحمة الأُذن، وفي اليسري في أعلا الأُذن، فالقرط (3) الأيسر، وكان الثقب في الأُذن اليمني في اليمني والشنف (4)
في اليسري.
وقد روي أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ترك (له')'ما ذؤابتين في وسط الرأس.
وهو أصحّ من القرن.
1 - ابن شهرآشوب : أبو عبد اللّه المفيد النيسابوريّ في أماليه، قال الرضا ( عليه السلام ) : عري الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ، وأدركهما العيد فقالا لأُمّهما: قد زيّنوا صبيان المدينة إلّا نحن! فما لك لاتزيّنينا؟
فقالت: ثيابكما عند الخيّاط فإذا أتاني زيّنتكما، فلمّا كانت ليلة العيد أعادا القول علي أُمّهما، فبكت ورحمتهما فقالت لهما ما قالت في الأُولي، فردّا عليها فلمّا أخذ
ص:179
الظلام، قرع الباب قارع.
فقالت فاطمة: من هذا؟
قال: يا بنت رسول الله! أنا الخيّاط جئت بالثياب، ففتحت الباب فإذا رجل ومعه من لباس العيد.
قالت فاطمة: واللّه لم أر رجلاً أهيب شيمة (1) منه، فناولها منديلاً مشدوداً ثمّ انصرف، فدخلت فاطمة ففتحت المنديل فإذا فيه قميصان ودرّاعتان وسروالان، ورداءان وعمامتان، وخفّان أسودان معقّبان بحمرة، فأيقظتهما وألبستهما، ودخل رسول اللّه وهما مزيّنان، فحملهما وقبّلهما، ثم قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : رأيت الخيّاط؟
قالت ( عليها السلام ) : نعم، يا رسول اللّه! والذي أنفذته من الثياب.
قال: يا بنيّة! ما هو خيّاط، إنّما هو رضوان خازن الجنّة.
قالت فاطمة: فمن أخبرك يا رسول اللّه؟
قال: ما عرج حتّي جاءني وأخبرني بذلك.
1 - السيّد الشريف المرتضي : حدّثني الشيخ أدام اللّه عزّه قال المأمون يوماً للرضا ( عليه السلام ) : أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يدلّ عليها القرآن؟
ص:180
قال: فقال له الرضا ( عليه السلام ) : فضيلته في المباهلة، قال اللّه جلّ جلاله: ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن م بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَي الْكَذِبِينَ ) فدعا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الحسن والحسين ) ( عليهماالسلام ) (1)
فكانا ابنيه....
1 - فرات الكوفيّ :...عليّ بن فضيل، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: سألته عن قول اللّه تبارك وتعالي:...( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجَانُ ) قال ( عليه السلام ) : الحسن والحسين وذرّيّتهم ( عليهم السلام ) : .
1 - الحسينيّ الإسترآباديّ :...محمّد بن فضيل قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أخبرني عن قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) إلي آخر السورة؟
فقال ( عليه السلام ) : التين والزيتون، الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ....
ص:181
1 - أبو الفضل الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: اهتجر الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) فجاء محمّد بن الحنفيّة إلي الحسين ( عليه السلام ) فقال: يا أبا عبد اللّه! ألا تذهب إلي أبي محمّد فإنّ له سنّاً؟
فقال له الحسين ( عليه السلام ) : سمعت جدّي رسول اللّه يقول: ما متهاجران يبدأ أحدهما صاحبه بالسلام، إلاّ كان البادي ء السابق إلي الجنّة، وقد كرهت أن أسبق أبا محمّد إلي الجنّة.
قال: فمضي محمّد إلي الحسن ( عليه السلام ) فأخبره، فقال: صدق أبو عبد اللّه، اذهب بنا إليه.
وفيه خمسة عناوين
1 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سئل المأمون عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والاختصار.
فكتب ( عليه السلام ) له: إنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً...وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين، والتصديق به، وبجميع من مضي قبله من رسل اللّه وأنبيائه وحججه...
ص:182
وأنّ الدليل بعده، والحجّة علي المؤمنين، والقائم بأمر المسلمين، والناطق عن القرآن، والعالم بأحكامه، أخوه وخليفته، ووصيّه ووليّه، والذي كان منه بمنزلة هارون من موسي، عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمير المؤمنين...وبعده الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) سيّدا شباب أهل الجنّة....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وبين يديه تمر برنيّ، وهو مجدّ في أكله يأكله بشهوة، فقال لي: يا سليمان! ادن فكل.
قال: فدنوت منه فأكلت معه، وأنا أقول له: جعلت فداك، إنّي أراك تأكل هذا التمر بشهوة! فقال ( عليه السلام ) : نعم، إنّي لأُحبّه...وكان الحسن ( عليه السلام ) تمريّاً....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) ...وكان نقش...خاتم الحسن ( عليه السلام ) : «العزّة للّه»....
2 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن
ص:183
عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...وما كان نقش خاتم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ؟
قال ( عليه السلام ) : ولم لاتسألني عمّا كان قبله؟
قلت: فأنا أسألك؟
قال:...وكان نقش خاتم الحسن بن عليّ ( عليهماالسلام ) «العزّة للّه»....
1 - الشيخ الصدوق :...عبيد اللّه بن عبد اللّه بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن عليّ، قال: سألت عليّ بن موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : عمّا يقال في بني الأفطس؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّ وجلّ أخرج من بني إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ( عليه السلام ) اثني عشر سبطاً، وجعل فيهم النبوّة والكتاب...ونشر من الحسن والحسين ابني أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : من فاطمة بنت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، اثني عشر سبطاً...فقال: أمّا الحسن فانتشر من ستّة أبطن، وهم بنو الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ، وبنو عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ، وبنو إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن عليّ، وبنو الحسن بن الحسن بن الحسن بن عليّ، وبنو داود بن الحسن بن الحسن بن عليّ، وبنو جعفر بن الحسن بن الحسن عليّ، فعقّب الحسن بن عليّ من هذه الستّة الأبطن....
ص:184
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...قال عليّ بن أسباط لأبي الحسن ( عليه السلام ) ونحن نسمع: إنّا لم نكن عرّسنا... قال ( عليه السلام ) : تصلّي فيه وتضطجع، فإنّ الحسن بن عليّ ( عليهماالسلام ) فعله....
ص:185
وفيه أربعة وعشرون عنواناً
1 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سئل المأمون عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والاختصار.
فكتب ( عليه السلام ) له: إنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً...وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين، والتصديق به، وبجميع من مضي قبله من رسل اللّه وأنبيائه وحججه...
وأنّ الدليل بعده، والحجّة علي المؤمنين، والقائم بأمر المسلمين، والناطق عن القرآن، والعالم بأحكامه، أخوه وخليفته، ووصيّه ووليّه، والذي كان منه بمنزلة هارون من موسي، عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمير المؤمنين...وبعده الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) سيّدا شباب أهل الجنّة....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : وفي رواية أُخري، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان يؤتي به الحسين فيلقمه لسانه، فيمصّه فيجتزي ء به، ولم يرتضع من أُنثي.
ص:186
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) ...فقال ( عليه السلام ) :...وكان نقش...خاتم الحسين ( عليه السلام ) : «إنّ اللّه بالغ أمره»....
2 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...وما كان نقش خاتم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ؟
قال ( عليه السلام ) : ولم لاتسألني عمّا كان قبله؟
قلت: فأنا أسألك؟
قال:...وكان نقش خاتم الحسين ( عليه السلام ) «إنّ اللّه بالغ أمره»....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...جعفر بن عيسي قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أسأله عن الدوابّ التي يعمل الخزّ من وبرها، أسباع هي؟ فكتب ( عليه السلام ) : لبس الخزّ الحسين بن عليّ، ومن بعده جدّي ( عليهماالسلام ) .
ص:187
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ رضي اللّه عنه قال: حدّثنا أبي، عن جدّي أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن أبي يعقوب البلخيّ قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) فقلت له: لأيّ علّة صارت الإمامة في ولد الحسين ( عليه السلام ) ، دون ولد الحسن ( عليه السلام ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : لأنّ اللّه عزّ وجلّ جعلها في ولد الحسين ( عليه السلام ) ، ولم يجعلها في ولد الحسن واللّه ( لَايُسْئلُ عَمَّا يَفْعَلُ ) .
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وبين يديه تمر برنيّ، وهو مجدّ في أكله يأكله بشهوة، فقال لي: يا سليمان! ادن فكل.
قال: فدنوت منه فأكلت معه، وأنا أقول له: جعلت فداك، إنّي أراك تأكل هذا التمر بشهوة! فقال ( عليه السلام ) : نعم، إنّي لأُحبّه...وكان أبوعبداللّه ال حسين ( عليه السلام ) تمريّاً....
ص:188
1 - الشيخ الصدوق :...عن أبي الصلت الهرويّ قال: قلت لل رضا ( عليه السلام ) ياابن رسول اللّه! إنّ في سواد الكوفة...قوماً يزعمون أنّ الحسين بن عليّ ( عليه السلام ) لم يقتل، وأنّه ألقي شبهه علي حنظلة بن أسعد الشاميّ، وأنّه رفع إلي السماء، كمارفع عيسي بن مريم ( عليه السلام ) ...فقال ( عليه السلام ) : كذبوا، عليهم غضب اللّه ولعنته، وكفروا بتكذيبهم لنبيّ اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في إخباره بأنّ الحسين بن عل يّ ( عليهماالسلام ) سيقتل، واللّه! لقد قتل الحسين ( عليه السلام ) ....
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبد اللّه بن عامر، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهليّة يحرّمون فيه القتال، فاستحلّت فيه دماءنا، وهتك فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونسائنا، وأضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم ترع لرسول اللّه حرمة في أمرنا.
إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلّ عزيزنا بأرض كرب وبلاء، وأورثتنا يا أرض كرب وبلاء! أورثتنا الكرب البلاء إلي يوم الانقضاء، فعلي مثل الحسين فليبك الباكون، فإنّ البكاء يحطّ الذنوب العظام.
ثمّ قال ( عليه السلام ) : كان أبي ( عليه السلام ) إذا دخل شهر المحرّم لايري ضاحكاً، وكانت الكآبة
ص:189
تغلب عليه حتّي يمضي منه عشرة أيّام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته، وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين ( عليه السلام ) .
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...جعفر بن عيسي قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن صوم عاشورا، ومايقول الناس فيه؟
فقال ( عليه السلام ) : عن صوم ابن مرجانة تسألني! ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين ( عليه السلام ) ، وهو يوم يتشأّم به آل محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ويتشأّم به أهل الإسلام...ويوم عاشوراء قتل الحسين صلوات اللّه عليه وتبرّك به ابن مرجانة، وتشأّم به آل محمّد صلّي اللّه عليهم....
1 - ابن حمزة الطوسيّ : عن محمّد بن سنان، قال: سئل عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) عن الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) وأنّه قتل عطشاناً؟
ص:190
قال ( عليه السلام ) : مه، من أين ذلك؟ وقد بعث اللّه تعالي إليه أربعة أملاك من عظماء الملائكة، هبطوا إليه وقالوا له: اللّه ورسوله يقرءان عليك السلام ويقولان: اختر إن شئت، إمّا تختار الدنيا بأسرها وما فيها، ونمكّنك من كلّ عدوّ لك، أو الرفع إلينا؟
فقال الحسين ( عليه السلام ) : (علي اللّه) وعلي رسول اللّه السلام بل الرفع إليه.
ودفعوا إليه شربة من الماء فشربها، فقالوا له: أما إنّك لاتظمأ بعدها أبداً.
1 - ابن حمزة الطوسيّ : عن محمّد بن سنان، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: هبط علي الحسين ( عليه السلام ) ملك وقد شكا إليه أصحابه العطش، فقال: إنّ اللّه تعالي يقرئك السلام ويقول: هل لك من حاجة؟
فقال الحسين ( عليه السلام ) : هو السلام، ومن ربّي السلام، وقال: قد شكا إليّ أصحابي - ما هو أعلم به منّي - من العطش.
فأوحي اللّه تعالي إلي الملك: قل للحسين ( عليه السلام ) خطّ لهم بإصبعك خلف ظهرك يُروّوا.
فخطّ الحسين بإصبعه السبّابة فجري نهر أبيض من اللبن، وأحلي من العسل، فشرب منه هو وأصحابه.
فقال الملك: ياابن رسول اللّه! تأذن لي أن أشرب منه، فإنّه لكم خاصّة، وهو الرحيق المختوم الذي ( خِتَمُهُ و مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ال ْمُتَنَفِسُونَ ) .
ص:191
فقال الحسين ( عليه السلام ) : إن كنت تحبّ أن تشرب منه فدونك.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطّار ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: لمّا حمل رأس الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) إلي الشام، أمر يزيد لعنه اللّه فوضع ونصبت عليه مائدة، فأقبل هو لعنه اللّه وأصحابه يأكلون ويشربون الفقّاع، فلمّا فرغوا، أمر بالرأس فوضع في طست تحت سريره، وبسط عليه رقعة الشطرنج، وجلس يزيد عليه اللعنة يلعب بالشطرنج، ويذكر الحسين وأباه وجدّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ويستهزي ء بذكرهم، فمتي قمر صاحبه، تناول الفقّاع، فشربه ثلاث مرّات، ثمّ صبّ فضلته علي ما يلي الطست من الأرض.
فمن كان من شيعتنا فليتورّع عن شرب الفقّاع، واللعب بالشطرنج، ومن نظر إلي الفقّاع أو إلي الشطرنج، فليذكر الحسين ( عليه السلام ) ، وليلعن يزيد وآل زياد، يمحو اللّه عزّ وجلّ بذلك ذنوبه، ولو كانت بعدد النجوم.
ص:192
1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) يقول: أوّل من اتّخذ له الفقّاع في الإسلام بالشام يزيد بن معاوية لعنه اللّه، فأحضر وهو علي المائدة، وقد نصبها علي رأس الحسين ( عليه السلام ) ، فجعل يشربه ويسقي أصحابه ويقول لعنه اللّه: اشربوا فهذا شراب مبارك، ولو لم يكن من بركته إلّا أنا أوّل ماتناولناه، ورأس عدوّنا بين أيدينا، ومائدتنا منصوبة عليه، ونحن نأكله، ونفوسنا ساكنة، وقلوبنا مطمئنّة....
1 - ابن قولويه : أخبرني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة، عن أحمد بن إسحاق القزوينيّ، عن أبي بكّار، قال: أخذت من التربة التي عند رأس الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، فإنّها طينة حمراء، فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فعرضتها عليه، فأخذها في كفّه، ثمّ شمّها، ثمّ بكي حتّي جرت دموعه، ثمّ قال: هذه تربة جدّي.
ص:193
1 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن شبيب قال: دخلت علي ال رضا ( عليه السلام ) في أوّل يوم من المحرّم فقال:...ياابن شبيب! إنّ المحرّم هو الشهر الذي كان أهل الجاهليّة يحرّمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الأُمّة حرمة شهرها، ولاحرمة نبيّها، لقد قتلوا في هذا الشهر ذرّيّته وسبّوا نساءه، وانتهبوا ثقله، فلا غفر اللّه لهم ذلك أبداً.
ياابن شبيب! إن كنت باكياً لشي ء فابك للحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهماالسلام ) ، فإنّه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيهون، ولقد بكت السموات السبع والأرضون لقتله...
ياابن شبيب إن بكيت علي الحسين حتّي تصير دموعك علي خدّيك غفر اللّه لك كلّ ذنب أذنبته، صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً.
ياابن شبيب! إن سرّك أن تلقي اللّه عزّ وجلّ ولا ذنب عليك، فزر ال حسين ( عليه السلام ) .
ياابن شبيب! إن سرّك أن تسكن الغرف المبنيّة في الجنّة مع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فالعن قتلة الحسين.
ياابن شبيب! إن سرّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) فقل متي ذكرته: ياليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً.
ص:194
1 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن شبيب قال: دخلت علي ال رضا ( عليه السلام ) في أوّل يوم من المحرّم فقال: ياابن شبيب! أصائم أنت؟
قلت: لا.
فقال ( عليه السلام ) :...ياابن شبيب! إنّ المحرّم هو الشهر الذي كان أهل الجاهليّة يحرّمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الأُمّة حرمة شهرها، ولاحرمة نبيّها، لقد قتلوا في هذا الشهر ذرّيّته وسبّوا نساءه، وانتهبوا ثقله، فلا غفر اللّه لهم ذلك أبداً...ولقد بكت السموات السبع والأرضون لقتله....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...سعد بن سعد، قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : إنّا نأكل الإشنان.
فقال:...كلّ طين حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير إلاّ طين قبر ال حسين ( عليه السلام ) فإنّ فيه شفاء من كلّ داء، ولكن لا يكثر منه، وفيه أمان من كلّ خوف.
2 - الشيخ المفيد : روي أبو القاسم محمّد بن عليّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: من أدار الحجير (3)من التربة وقال: «سبحان اللّه والحمد للّه ولا
ص:195
إله إلّا اللّه واللّه أكبر» مع كلّ حبّة منها، كتب له بها ستّة آلاف حسنة، ومحي عنه ستّة آلاف سيّئة، ورفع له ستّة آلاف درجة، وأثبت له من الشفاعة مثلها.
1 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا ابن خشيش (2) ، عن محمّد بن عبد
اللّه قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال قال: حدّثنا جعفر بن إبراهيم بن ناجية قال: حدّثنا سعد بن سعيد الأشعريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن الطين الذي يؤكل، يأكله الناس؟ فقال ( عليه السلام ) : كلّ طين حرام، كالميتة والدم، وماأُهلّ لغير اللّه به، ماخلا طين قبر الحسين ( عليه السلام ) ، فإنّه شفاء من كلّ داء.
1 - الشيخ الطوسيّ :...محمّد بن عيسي اليقطينيّ، قال: بعث إليّ أبوالحسن ( عليه السلام ) رِزْم ثياب، وغلماناً ودنانير...فلمّا أن أردت أن أعبي الثياب، رأيت في أضعاف الثياب طيناً، فقلت للرسول: ما هذا؟
ص:196
فقال: ليس يوجّه بمتاع إلّا جعل فيه طيناً من قبر الحسين ( عليه السلام ) ثمّ قال الرسول: قال أبوالحسن ( عليه السلام ) : هو أمان بإذن اللّه....
1 - العلويّ الشجريّ : حدّثنا محمّد بن محمّد بن نوح النخعيّ، قال: حدّثنا إسحاق بن محمّد بن المنصوريّ المقري ء، قال: حدّثنا محمّد بن عمران بن حجّاج، قال: حدّثنا حسن بن حسين، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: من زار الحسين ( عليه السلام ) عارفاً بحقّه، فكأنّما زار اللّه عزّ وجلّ فوق عرشه.
1 - السيّد ابن طاووس :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سمعت الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) يقول:...ومن زار الحسين ( عليه السلام ) يعتكف عنده العشر الأواخر من شهر رمضان فكأنّما اعتكف عند قبر النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ومن اعتكف عند قبر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان ذلك أفضل له من حجّة وعمرة بعد حجّة الإسلام.
قال الرضا ( عليه السلام ) : وليحرص من زار قبر الحسين ( عليه السلام ) في شهر رمضان أن لايفوته ليلة الجهنيّ عنده، وهي ليلة ثلاث وعشرين فإنّها الليلة المرجوّة قال: وأدني الاعتكاف ساعة بين العشائين، فمن اعتكفها فقد أدرك حظّه أو قال: نصيبه من ليلة القدر.
ص:197
1 - السيّد ابن طاووس :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سمعت الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) يقول:...وليحرص من زار قبر الحسين ( عليه السلام ) في شهر رمضان أن لايفوته ليلة الجهنيّ عنده، وهي ليلة ثلاث وعشرين فإنّها الليلة المرجوّة....
1 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: لمّا حمل رأس الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) إلي الشام، أمر يزيد لعنه اللّه فوضع ونصبت عليه مائدة، فأقبل هو لعنه اللّه وأصحابه يأكلون ويشربون الفقّاع...ومن نظر إلي الفقّاع أو إلي الشطرنج، فليذكر الحسين ( عليه السلام ) ، وليلعن يزيد وآل زياد....
1 - الشيخ الصدوق :...عبيد اللّه بن عبد اللّه بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن عليّ، قال: سألت عليّ بن موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : عمّا يقال في بني الأفطس؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّ وجلّ أخرج من بني إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق
ص:198
بن إبراهيم ( عليه السلام ) اثني عشر سبطاً، وجعل فيهم النبوّة والكتاب...ونشر من الحسن والحسين ابني أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : من فاطمة بنت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، اثني عشر سبطاً...
ثمّ عدّ بني الحسين ( عليه السلام ) فقال: بنو محمّد بن عليّ الباقر بن عليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) : بطن، وبنو عبد اللّه بن الباهر بن عليّ، وبنو زيد بن عليّ بن الحسين، وبنو الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ، وبنو عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ، وبنو عليّ بن عليّ بن الحسين بن عليّ.
فهؤلاء الستّة الأبطن نشر اللّه عزّ وجلّ من الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) .
وفيه ثلاثة عشر عنواناً
1 - الشيخ الصدوق :...سهل بن القاسم النوشجانيّ قال: قال لي الرضا ( عليه السلام ) بخراسان:...إنّ عبد اللّه بن عامر بن كريز لمّا افتتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجر بن شهريار ملك الأعاجم، فبعث بهما إلي عثمان بن عفّان، فوهب إحديهما للحسن، والأُخري للحسين ( عليهماالسلام ) ، فماتتا عندهما نفساوين
وكانت صاحبة الحسين ( عليه السلام ) نفست بعليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) فكفّل عليّاً ( عليه السلام ) بعض أُمّهات ولد أبيه، فنشأ وهو لايعرف أُمّاً غيرها، ثمّ علم أنّها مولاته....
ص:199
1 - الحميريّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قال لي: ما تقول في اللباس الخشن؟
فقلت: بلغني أنّ الحسن ( عليه السلام ) كان يلبس، وأنّ جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) كان يأخذ الثوب الجديد، فيأمر به فيغمس في الماء.
فقال ( عليه السلام ) لي: البس وتجمّل، فإنّ عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) كان يلبس الجبّة الخزّ بخمسمائة درهم، والمطرف (1) الخزّ بخمسين ديناراً، فيتشتّي (2) فيه، فإذا خرج الشتاء باعه وتصدّق بثمنه، وتلا هذه الآية: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ي وَالطَّيِّبَتِ مِنَ الرِّزْقِ )(3).
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد،
ص:200
عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: كان عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) يلبس ثوبين في الصيف يشتريان بخمسمائة درهم.
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كان عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) يلبس الجبّة الخزّ (2)بخمسين ديناراً، والمطرف (3) الخزّ بخمسين ديناراً.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) ...فقال ( عليه السلام ) :...وكان نقش خاتم...عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) خاتم أبيه، «إنّ اللّه بالغ أمره»....
2 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...وما كان نقش خاتم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ؟
قال ( عليه السلام ) : ولم لاتسألني عمّا كان قبله؟
قلت: فأنا أسألك؟
قال:...وكان عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) يتختّم بخاتم أبيه الحسين ( عليه السلام ) ...وروي في غير
ص:201
هذا الحديث: إنّه كان نقش خاتم عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) «خزي وشقي قاتل الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) »....
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: كان لعليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) مشكدانة من رضاض معلّقة فيها مسك، فإذا أراد أن يخرج ولبس ثيابه تناولها وأخرج منها فمسح به.
1 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سئل المأمون عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والاختصار.
فكتب ( عليه السلام ) له: إنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً...وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين، والتصديق به، وبجميع من مضي قبله من رسل اللّه وأنبيائه وحججه...
وأنّ الدليل بعده، والحجّة علي المؤمنين، والقائم بأمر المسلمين، والناطق عن القرآن، والعالم بأحكامه، أخوه وخليفته، ووصيّه ووليّه، والذي كان منه بمنزلة هارون من موسي، عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمير المؤمنين...ثمّ عليّ بن الحسين زين العابدين....
ص:202
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته، عن الرجل يتزوّج المرأة، ويتزوّج أُمّ ولد أبيها، فقال ( عليه السلام ) : لابأس بذلك.
فقلت له: بلغنا عن أبيك: أنّ عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) تزوّج ابنة الحسن بن عليّ ( عليه السلام ) وأُمّ ولد الحسن، وذلك أنّ رجلاً من أصحابنا سألني أن أسألك عنها.
فقال ( عليه السلام ) : ليس هكذا، إنّما تزوّج عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ابنة الحسن، وأُمّ ولد لعليّ بن الحسين المقتول عندكم، فكتب بذلك إلي عبدالملك بن مروان، فعاب علي عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ، فكتب إليه في ذلك، فكتب إليه الجواب، فلمّا قرأ الكتاب قال: إنّ عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) يضع نفسه، وإنّ اللّه يرفعه.
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...إسماعيل بن سهل قال: حدّثني بعض أصحابنا وسألني أن أكتم إسمه قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) فدخل عليه عليّ بن أبي حمزة، وابن السرّاج، وابن المكاريّ...قال له عليّ: إنّا رُوينا عن آبائك: إنّ الإمام لايلي أمره إلّا إمام مثله.
فقال له أبوالحسن ( عليه السلام ) : فأخبرني عن الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، كان إماماً أو كان غير إمام؟ قال: كان إماماً.
ص:203
قال ( عليه السلام ) : فمن ولّي أمره؟ قال: عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) .
قال ( عليه السلام ) : وأين كان عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ؟
قال: كان محبوساً بالكوفة في يد عبيد اللّه بن زياد.
قال ( عليه السلام ) : خرج وهم لايعلمون حتّي ولّي أمر أبيه ثمّ انصرف....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وبين يديه تمر برنيّ، وهو مجدّ في أكله يأكله بشهوة، فقال لي: يا سليمان! ادن فكل.
قال: فدنوت منه فأكلت معه، وأنا أقول له: جعلت فداك، إنّي أراك تأكل هذا التمر بشهوة! فقال ( عليه السلام ) : نعم، إنّي لأُحبّه...وكان زين العابدين ( عليه السلام ) تمريّاً....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن أحمد، عن عمّه عبد اللّه بن الصلت، عن الحسن بن عليّ بن بنت إلياس (3)، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: إنّ عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) لمّا حضرته الوفاة أُغمي عليه، ثمّ فتح عينيه وقرأ:
ص:204
(إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ) و (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ) وقال: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ و وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَمِلِينَ ) (1) ثمّ قبض من ساعته ولم يقل شيئاً.
1 - أبو نصر الطبرسيّ : وقال الرضا ( عليه السلام ) : كان عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) يعجبه العنب، فأتته جارية له بعنقود عنب، فوضعته بين يديه، فجاء سائل، فأمر به فدفع إليه، فوشي غلامه بذلك إلي أُمّ ولد له، فأمرته فاشتراه من السائل، ثم أتته به فوضعته بين يديه، فجاء سائل فسأل، فأمر به فدفع إليه، ففعلت ذلك ثلاثاً، فلمّا كانت الرابعة أكله.
الحادي عشر - تعليمه ( عليه السلام ) الدعاء:
1 - الراوندي : قال الرضا ( عليه السلام ) : رأي عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) رجلاً يطوف بالكعبة وهو يقول: «اللّهمّ! إنّي أسألك الصبر».
قال: فضرب عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) علي كتفه (ثمّ قال:) سألت البلاء؟ قل: «اللّهمّ! إنّي أسألك العافية والشكر علي العافية».
ص:205
1 - حسين بن سعيد الأهوازيّ : الحسن بن عليّ (1)قال: سمعت أباالحسن ( عليه السلام ) يقول: إنّ عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ضرب مملوكاً، ثمّ دخل إلي منزله، فأخرج السوط، ثمّ تجرّد له، ثمّ قال: اجلد عليّ بن الحسين، فأبي عليه، فأعطاه خمسين ديناراً.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا عون بن محمّد الكنديّ قال: حدّثنا سهل بن القاسم النوشجانيّ قال: قال لي الرضا ( عليه السلام ) بخراسان: إنّ بيننا وبينكم نسباً.
قلت: وما هو، أيّها الأمير؟
قال: إنّ عبد اللّه بن عامر بن كريز لمّا افتتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجر بن شهريار ملك الأعاجم، فبعث بهما إلي عثمان بن عفّان، فوهب إحديهما للحسن،
ص:206
والأُخري للحسين ( عليهماالسلام ) ، فماتتا عندهما نفساوين.
وكانت صاحبة الحسين ( عليه السلام ) نفست بعليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) فكفّل عليّاً ( عليه السلام ) بعض أُمّهات ولد أبيه، فنشأ وهو لايعرف أُمّاً غيرها، ثمّ علم أنّها مولاته، فكان الناس يسمّونها أُمّه، وزعموا أنّه زوّج أُمّه، ومعاذ اللّه! إنّما زوّج هذه علي ماذكرناه، وكان سبب ذلك، أنّه واقع بعض نسائه، ثمّ خرج يغتسل فلقيته أمّه هذه فقال لها: إن كان في نفسك من هذا الأمر شي ء فاتّقي اللّه وأعلميني.
فقالت: نعم، فزوّجها.
فقال الناس: زوّج عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) أُمّه (2) ، وقال لي عون: قال لي
سهل بن القاسم: ما بقي طالبيّ عندنا إلاّ كتب عنّي هذا الحديث عن الرضا ( عليه السلام ) .
ص:207
وفيه تسعة عناوين
1 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سئل المأمون عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والاختصار.
فكتب ( عليه السلام ) له: إنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً...وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين، والتصديق به، وبجميع من مضي قبله من رسل اللّه وأنبيائه وحججه...
وأنّ الدليل بعده، والحجّة علي المؤمنين، والقائم بأمر المسلمين، والناطق عن القرآن، والعالم بأحكامه، أخوه وخليفته، ووصيّه ووليّه، والذي كان منه بمنزلة هارون من موسي، عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمير المؤمنين...ثمّ محمّد بن عليّ باقر علم النبيّين....
1 - الصفّار : حدّثنا محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كان أبو جعفر ( عليه السلام ) محدّثاً.
ص:208
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) ...فقال ( عليه السلام ) :...وكان نقش خاتم...أبو جعفر الأكبر خاتم جدّه الحسين ( عليهماالسلام ) ، «إنّ اللّه بالغ أمره»....
2 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...وما كان نقش خاتم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ؟
قال ( عليه السلام ) : ولم لاتسألني عمّا كان قبله؟
قلت: فأنا أسألك؟
قال:...وكان نقش خاتم الحسين ( عليه السلام ) «إنّ اللّه بالغ أمره»...وكان محمّد بن عليّ ( عليه السلام ) يتختّم بخاتم الحسين بن علي ( عليهماالسلام ) ....
1 - الحميريّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سأله صفوان - وأنا حاضر - عن الرجل يؤدّب مملوكه في الحرم؟
فقال ( عليه السلام ) : كان أبو جعفر ( عليه السلام ) يضرب فسطاطه في حدّ الحرم، (ثمّ) (3) بعض
ص:209
أطنابه في الحرم وبعضها في الحلّ، فإذا أراد أن يؤدّب بعض خدمه،
أخرجه من الحرم فأدّبه في الحلّ.
1 - أحمد بن محمّد بن عيسي الأشعريّ : أحمد بن محمّد (يعني ابن أبي نصر) (2)قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) عن رجل تزوّج امرأة بنسيئة؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ أبا جعفر ( عليه السلام ) تزوّج امرأة بنسيئة، ثمّ قال لأبي عبد اللّه ( عليه السلام ) : يابنيّ! إنّه ليس عندي من صداقها شي ء أُعطيها إيّاه أدخل عليها!
فأعطني كساك هذا، فأعطاها إيّاه، ثمّ دخل عليها.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وبين يديه تمر برنيّ، وهو مجدّ في أكله يأكله بشهوة، فقال لي: يا سليمان! ادن فكل.
قال: فدنوت منه فأكلت معه، وأنا أقول له: جعلت فداك، إنّي أراك تأكل هذا التمر بشهوة! فقال ( عليه السلام ) : نعم، إنّي لأُحبّه...وكان أبوجعفر ( عليه السلام ) تمريّاً....
ص:210
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : إنّا كنّا في البيداء...فهل يصلّي في البيداء في المحمل؟ ...فقال: كان أبو جعفر ( عليه السلام ) إذا بلغ ذات الجيش، جدّ في السير، ثمّ لا يصلّي حتّي يأتي معرّس النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن الجهم قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول:...وكان أبو جعفر، وأبو عبد اللّه ( عليهماالسلام ) لايشتريان عقدة حتّي يحرز إطعام سنتهما.
1 - الحميريّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال:...وقال (الرضا ( عليه السلام ) ): إنّ أبا جعفر ( عليه السلام ) مرّ بامرأة مُحرمة، وقد استترت بمروحة علي وجهها، فأماط المروحة بقضيبه عن وجهها.
ص:211
وفيه تسعة عناوين
1 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سئل المأمون عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والاختصار.
فكتب ( عليه السلام ) له: إنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً...وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين، والتصديق به، وبجميع من مضي قبله من رسل اللّه وأنبيائه وحججه...
وأنّ الدليل بعده، والحجّة علي المؤمنين، والقائم بأمر المسلمين، والناطق عن القرآن، والعالم بأحكامه، أخوه وخليفته، ووصيّه ووليّه، والذي كان منه بمنزلة هارون من موسي، عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمير المؤمنين...ثمّ موسي بن جعفر الكاظم....
1 - الراونديّ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال:...فلمّا كان في اليوم الثالث من دخولي البصرة، إذا الرضا ( عليه السلام ) قد وافي فقصد منزل الحسن بن محمّد، وأخلي له داره، وقام بين يديه يتصرّف بين أمره ونهيه فقال: يا حسن بن محمّد!
ص:212
أحضر جميع القوم الذين حضروا عند محمّد بن الفضل، وغيرهم من شيعتنا، وأحضر جاثليق النصاري، ورأس الجالوت، ومُر القوم أن يسألوا عمّا بدا لهم...فقام إليه نصر بن مزاحم فقال: يا ابن رسول اللّه! ما تقول في جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : ما أقول في إمام شهدت أُمّة محمّد قاطبة، بأنّه كان أعلم أهل زمانه!....
1 - الإربليّ : عن الحسن بن عليّ الوشّاء، قال: قال فلان بن محرز: بلغنا أنّ أباعبد اللّه ( عليه السلام ) ، كان إذا أراد أن يعاود أهله للجماع توضّأ وضوء الصلاة وأحبّ أن تسأل أبا الحسن الثاني عن ذلك قال الوشّاء: فدخلت عليه فابتدأني من غير أن أسأله فقال: كان أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) إذا جامع وأراد أن يعاود، توضّأ وضوء الصلاة، وإذا أراد أيضاً توضّأ للصلاة....
1 - أبو نصر الطبرسيّ : سئل الرضا ( عليه السلام ) عن الرجل يلبس البُرطُلَّة؟
ص:213
قال ( عليه السلام ) : قد كان لأبي عبد اللّه ( عليه السلام ) مظلّة يستظلّ بها من الشمس.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسي، عن صفوان، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قوّموا خاتم أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) فأخذه أبي منهم بسبعة.
قال: قلت: بسبعة دراهم؟ قال ( عليه السلام ) : بسبعة دنانير.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) ...فقال ( عليه السلام ) :...وكان نقش...خاتم جعفر ( عليه السلام ) «اللّه وليّي وعصمتي من خلقه»....
2 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...وما كان نقش خاتم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ؟
قال ( عليه السلام ) : ولم لاتسألني عمّا كان قبله؟
قلت: فأنا أسألك؟
ص:214
قال:...وكان نقش خاتم جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) «إنّه وليّي وعصمتي من خلقه»....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن الجهم قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول:...وكان أبو جعفر، وأبو عبد اللّه ( عليهماالسلام ) لايشتريان عقدة حتّي يحرز إطعام سنتهما.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وبين يديه تمر برنيّ، وهو مجدّ في أكله يأكله بشهوة، فقال لي: يا سليمان! ادن فكل.
قال: فدنوت منه فأكلت معه، وأنا أقول له: جعلت فداك، إنّي أراك تأكل هذا التمر بشهوة! فقال ( عليه السلام ) : نعم، إنّي لأُحبّه...وكان أبوعبداللّه ( عليه السلام ) تمريّاً....
ص:215
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عن سعد بن سعد الأشعريّ قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الرجل يكون بعض ولده أحبّ إليه من بعض، ويقدّم بعض ولده علي بعض؟
فقال ( عليه السلام ) : نعم، قد فعل ذلك أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) ، نحل محمّداً....
وفيه ثلاثة وثلاثون عنواناً
1 - أبو عمر الكشّيّ :...عبد اللّه بن طاووس في سنة ثمان وثلاثين ومائتين قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وقلت له:...إنّ يحيي بن خالد سمّ أباك موسي بن جعفر صلوات اللّه عليهما؟
قال: نعم، سمّه في ثلاثين رطبة.
قلت له: فما كان يعلم أنّها مسمومة؟ قال: غاب عنه المحدّث.
قلت: ومن المحدّث؟ قال: ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وهو مع الأئمّة صلوات اللّه عليهم، وليس كلّ ما طلب وجد....
ص:216
1 - الإربليّ : عن زكريّا بن آدم، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: كان أبي ( عليه السلام ) ممّن تكلّم في المهد.
1 - الراونديّ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال:...فقام إليه(أي الرضا ( عليه السلام ) ) نصر بن مزاحم فقال: ياابن رسول اللّه! ما تقول في جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : ما أقول في إمام شهدت أُمّة محمّد قاطبة، بأنّه كان أعلم أهل زمانه!
قال: فما تقول في موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ؟
قال ( عليه السلام ) : كان مثله.
قال: فإنّ الناس قد تحيّروا في أمره.
قال ( عليه السلام ) : إنّ موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، عمّر برهة من دهره، فكان يكلّم الأنباط بلسانهم، ويكلّم أهل خراسان بالدريّة، وأهل الروم بالروميّة، ويكلّم العجم بألسنتهم، وكان يرد عليه من الآفاق علماء اليهود والنصاري، فيحاجّهم بكتبهم وألسنتهم....
ص:217
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...سعد بن سعد، قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : إنّا نأكل الإشنان.
فقال: كان أبو الحسن ( عليه السلام ) إذا توضّأ ضمّ شفتيه....
2 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ بن بنت إلياس قال: سمعته ( عليه السلام ) يقول: رأيت أبي صلوات اللّه عليه،(2)
وقد رَعُفَ -بعد ما توضّأ - دماً سائلاً، فتوضّأ.
1 - العلّامة الحلّيّ : روي ابن بابويه في كتاب مدينة العلم: في الصحيح عن الحسن بن عليّ الوشّاء، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: كان أبي ربما صلّي الظهر علي خمسة أقدام.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :..الحسن بن الجهم، قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : أعترض السوق فأشتري خفّاً لا أدري، أذكيّ هو أم لا؟ قال ( عليه السلام ) : صلّ فيه.
ص:218
قلت: فالنعل، قال: مثل ذلك.
قلت: إنّي أضيق من هذا، قال: أترغب عمّا كان أبو الحسن ( عليه السلام ) يفعله.
1 - الحميريّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال ( عليه السلام ) : كان أبي ( عليه السلام ) يزيد في العشر الأواخر من شهر رمضان، في كلّ ليلة عشرين ركعة.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سأل الحسن بن قياما أباالحسن ( عليه السلام ) عن الثوب الملحم بالقزّ والقطن، والقزّ أكثر من النصف، أيصلّي فيه؟
قال: لا بأس، وقد كان لأبي الحسن ( عليه السلام ) منه جباب كذلك.
1 - أبو نصر الطبرسيّ : سئل الرضا ( عليه السلام ) عن جلود الثعالب والسنجاب والسمّور؟
فقال ( عليه السلام ) : قد رأيت السنجاب علي أبي ( عليه السلام ) ، ونهاني عن الثعالب والسمّور.
- نقش خاتم الكاظم ( عليه السلام ) :
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...يونس بن عبد الرحمن، قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن نقش خاتمه وخاتم أبيه ( عليهماالسلام ) ؟
قال ( عليه السلام ) :...نقش خاتم أبي «حسبي اللّه»....
ص:220
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) ...فقال ( عليه السلام ) :...وكان نقش خاتم...أبوالحسن الأوّل ( عليه السلام ) «حسبي اللّه»....
3 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...وما كان نقش خاتم أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ؟
قال ( عليه السلام ) : ولم لاتسألني عمّا كان قبله؟
قلت: فأنا أسألك؟
قال:...وكان نقش خاتم أبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) «حسبي اللّه»....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : إنّ أصحابنا يروون أنّ حلق الرأس في غير حجّ ولاعمرة مثلة؟
فقال ( عليه السلام ) : كان أبوالحسن ( عليه السلام ) إذا قضي مناسكه عدل إلي قرية يقال لها: «سايه» فحلق.
2 - أبو نصر الطبرسيّ : عن عمرو بن عثمان، عمّن حدّثه عن
ص:221
الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قلنا له: إنّ الناس يزعمون أنّ كلّ حلق في غير مني مثلة.
فقال: سبحان اللّه! كان أبوالحسن - يعني أباه - يرجع من الحجّ فيأتي بعض ضياعه فلايدخل المدينة حتّي يحلق رأسه.
1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: ...وسألته عن قناع النساء من الخصيان، فقال ( عليه السلام ) : كانوا يدخلون علي بنات أبي الحسن ( عليه السلام ) فلايتقنّعن....
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثني المبرّد قال: حدّثني الرياشيّ قال: حدّثنا أبو عاصم، ورواه عن الرضا ( عليه السلام ) : أنّ موسي بن جعفر ( عليه السلام ) تكلّم يوماً بين يدي أبيه ( عليه السلام ) ، فأحسن، فقال له: يا بنيّ! الحمد للّه الذي جعلك خلفاً من الآباء، وسروراً من الأبناء، وعوضاً عن الأصدقاء.
ص:222
1 - الحميريّ : محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال:
سألت الرضا ( عليه السلام ) عن الرجل يعتمر عمرة المحرم، من أين يقطع التلبية؟
قال: كان أبو الحسن صلّي اللّه عليه يقطع التلبية إذا نظر إلي بيوت مكّة.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...قال عليّ بن أسباط لأبي الحسن ( عليه السلام ) ونحن نسمع: إنّا لم نكن عرّسنا...قال ( عليه السلام ) : تصلّي فيه وتضطجع، وكان أبو الحسن ( عليه السلام ) يصلّي بعد العتمة فيه....
- كان ( عليه السلام ) يترّب الكتاب:
1 - الحميريّ : قال [أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ]: كان أبو الحسن ( عليه السلام ) يترّب (3) الكتاب.
ص:223
1 - الشيخ الطوسيّ : وروي سعد، عن معاوية بن حكيم، عن معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ أبا الحسن ( عليه السلام ) كان إذا اغتمّ ترك الخمسين
(2).
1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا ( عليه السلام ) قال:...وسألته عن قناع النساء من الخصيان. فقال ( عليه السلام ) : كانوا يدخلون علي بنات أبي الحسن ( عليه السلام ) فلايتقنّعن...
فقلت له: قد روي بعض أصحابنا أنّه كانت لأبي الحسن موسي ( عليه السلام ) مرآة ملبسة فضّة.
فقال ( عليه السلام ) : لابحمد اللّه، إنّما كانت لها حلقة فضّة، وهي عندي الآن، وقال: إنّ العبّاس يعني أخاه حين غدر عمل له عود ملبس فضّة من نحو مايعمل للصبيان، تكون فضّته نحو عشرة دراهم، فأمر به أبو الحسن ( عليه السلام ) فكسر....
ص:224
1 - الحميريّ : حدّثني الريّان بن الصلت، قال: سمعت ال رضا ( عليه السلام ) ، يقول: وكان أبي ( عليه السلام ) يغتسل يوم الجمعة عند الزوال.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم (2)قال: أراني أبوالحسن ( عليه السلام )
مِيلاً من حديد، ومكحلة من عظام فقال: هذا كان لأبي الحسن ( عليه السلام ) فاكتحل به، فاكتحلت.
1 - الشيخ الطوسيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قالا: سألناه عن القِران في الطواف بين أُسبوعين والثلاثة؟
قال ( عليه السلام ) :...كان أبي ( عليه السلام ) يطوف مع محمّد بن إبراهيم فيقرن، وإنّما كان ذلك منه لحال التقيّة.
ص:225
1 - البرقيّ : عن عدّة من أصحابنا، عن عليّ بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، قال: كنّا عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فذكرنا أباه ( عليه السلام ) فقال: كان عقله لايوازن به العقول، وربما شاور الأسود من سودانه.
فقيل له: تشاور مثل هذا!
قال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي ربما فتح لسانه.
قال: فكانوا ربما أشاروا عليه بالشي ء فيعمل به، من الضيعة والبستان.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وبين يديه تمر برنيّ، وهو مجدّ في أكله يأكله بشهوة، فقال لي: يا سليمان! ادن فكل.
قال: فدنوت منه فأكلت معه، وأنا أقول له: جعلت فداك، إنّي أراك تأكل هذا التمر بشهوة! فقال ( عليه السلام ) : نعم، إنّي لأُحبّه...وكان أبي ( عليه السلام ) تمريّاً....
ص:226
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن قطع السدر؟
فقال ( عليه السلام ) : سألني رجل من أصحابك عنه، فكتبت إليه: قد قطع أبوالحسن ( عليه السلام ) سدراً وغرس مكانه عنباً.
1 - أبو عمرو الكشّيّ : جعفر بن أحمد، عن يونس، قال: قلت له ( عليه السلام ) : قد عرفت انقطاعي إليك وإلي أبيك، وحلّفته بحقّ اللّه، وحقّ رسوله وحقّ أهل بيته، وسمّيتهم حتّي انتهيت إليه، أن لايخرج مايخبرني به إلي الناس، وإنّي أرجو أن يقول أبي حيّ، ثمّ سألته عن أبيه، أحيّ أو ميّت؟
فقال ( عليه السلام ) : قد واللّه مات.
قلت: جعلت فداك، إنّ شيعتك أو قلت: مواليك يروون: أنّ فيه شبه أربعة أنبياء؟ قال ( عليه السلام ) : قد واللّه الذي لا إله إلّا هو، هلك.
قال: قلت: هلاك غيبة، أو هلاك موت؟ فقال ( عليه السلام ) : هلاك موت واللّه.
قلت: جعلت فداك، فلعلّك منّي في تقيّة؟ قال ( عليه السلام ) : فقال ( عليه السلام ) : سبحان اللّه! قد واللّه مات.
قلت: - حيث كان هو في المدينة ومات أبوه في بغداد - فمن أين علمت موته؟
ص:227
قال ( عليه السلام ) : جائني منه ما علمت به أنّه قد مات.
قلت: فأوصي إليك؟ قال ( عليه السلام ) : نعم.
قلت: فما شرك فيها أحد معك؟ قال ( عليه السلام ) : لا.
قلت: فعليك من إخوانك إمام؟ فقال ( عليه السلام ) : لا.
قلت: فأنت امام؟ قال ( عليه السلام ) : نعم.
2 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني محمّد بن مسعود، قال: حدّثنا جعفر بن أحمد، عن حمدان بن سليمان (2)، عن منصور بن العبّاس البغداديّ، قال:حدّثنا إسماعيل بن سهل قال: حدّثني بعض أصحابنا وسألني أن أكتم إسمه قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) فدخل عليه عليّ بن أبي حمزة، وابن السرّاج، وابن المكاريّ، فقال له ابن أبي حمزة: مافعل أبوك؟ قال ( عليه السلام ) : مضي.
قال: مضي موتاً؟ قال: نعم. قال: فقال: إلي من عهد؟ قال: إليّ.
قال: فأنت إمام مفترض طاعته من اللّه؟ قال: نعم.
قال ابن السرّاج، وابن المكاريّ: قد واللّه أمكنك من نفسه.
قال: ويلك، وبما أمكنت؟ أتريد أن آتي بغداد وأقول لهارون: أنا إمام مفترض طاعتي؟ واللّه ماذاك عليّ، وإنّما قلت ذلك لكم عند ما بلغني من اختلاف كلمتكم، وتشتّت أمركم، لئلاّ يصير سرّكم في يد عدوّكم.
قال له ابن أبي حمزة: لقد أظهرت شيئاً ماكان يظهره أحد من آبائك ولايتكلّم به!
ص:228
قال ( عليه السلام ) : بلي، واللّه! لقد تكلّم به خير آبائي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، لمّا أمره اللّه تعالي أن ينذر عشيرته الأقربين، جمع من أهل بيته أربعين رجلاً وقال لهم: إنّي رسول اللّه إليكم، وكان أشدّهم تكذيباً له، وتأليباً (1)عليه عمّه أبولهب، فقال لهم النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إن خدشني خدش فلست بنبيّ.
فهذا أوّل ما أبدع لكم من آية النبوّة.
وأنا أقول: إن خدشني هارون خدشاً، فلست بإمام! فهذا ما أبدع لكم من آية الإمامة.
قال له عليّ: إنّا رُوينا عن آبائك: إنّ الإمام لايلي أمره إلّا إمام مثله.
فقال له أبوالحسن ( عليه السلام ) : فأخبرني عن الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، كان إماماً أو كان غير إمام؟
قال: كان إماماً، قال ( عليه السلام ) : فمن ولّي أمره؟
قال: عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ، قال ( عليه السلام ) : وأين كان عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ؟
قال: كان محبوساً بالكوفة في يد عبيد اللّه بن زياد.
قال: خرج وهم لايعلمون حتّي ولّي أمر أبيه ثمّ انصرف.
فقال له أبوالحسن ( عليه السلام ) : إنّ الذي أمكن عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) أن يأتي كربلا، فيلي أمر أبيه، فهو يمكّن صاحب هذا الأمر أن يأتي بغداد، فيلي أمر أبيه ثمّ ينصرف، وليس في حبس ولافي إسار.
قال له عليّ: إنّا روينا: إنّ الإمام لايمضي حتّي يري عقبه.
قال: فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : أما رويتم في هذا الحديث غير هذا؟
قال: لا.
ص:229
قال ( عليه السلام ) : بلي واللّه، لقد رويتم فيه، إلّا القائم، وأنتم لاتدرون مامعناه؟ ولِمَ قيل؟
قال له عليّ: بلي واللّه، إنّ هذا لفي الحديث.
قال له أبوالحسن ( عليه السلام ) : ويلك، كيف اجترأت عليّ بشي ء تدع بعضه؟
ثمّ قال: يا شيخ! اتّق اللّه ولاتكن من الصادّين (1)عن دين اللّه تعالي.
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن عليّ بن أسباط قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّ رجلاً عني أخاك إبراهيم، فذكر له: أنّ أباك في الحياة، وأنّك تعلم من ذلك مايعلم.
فقال ( عليه السلام ) : سبحان اللّه! يموت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ولايموت مو سي ( عليه السلام ) ! قدواللّه مضي، كما مضي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ولكنّ اللّه تبارك وتعالي لم يزل منذ قبض نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) هلمّ جرّاً، يمنّ بهذا الدين علي أولاد الأعاجم، ويصرفه عن قرابة نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) هلمّ جرّاً، فيعطي هؤلاء ويمنع هؤلاء، لقد قضيت عنه في هلال ذي الحجّة ألف دينار، بعد أن أشفي (3) علي طلاق نسائه، وعتق مماليكه، ولكن قد سمعت ما لقي يوسف من إخوته.
4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد
ص:230
الجبّار، عن صفوان بن يحيي، عن أبي جرير القمّيّ (1) قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : جعلت فداك، قد عرفت انقطاعي إلي أبيك، ثمّ إليك، ثمّ حلفت له وحقّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وحقّ فلان وفلان، حتّي انتهيت إليه، بأنّه لايخرج منّي ماتخبرني به إلي أحد من الناس، وسألته عن أبيه: أحيّ هو، أو ميّت؟
فقال ( عليه السلام ) : قد واللّه مات.
فقلت: جعلت فداك، إنّ شيعتك يروون: أنّ فيه سنّة أربعة أنبياء.
قال ( عليه السلام ) : قد واللّه الذي لا إله إلّا هو، هلك.
قلت: هلاك غيبة، أو هلاك موت، قال ( عليه السلام ) : هلاك موت.
فقلت: لعلّك منّي في تقيّة، فقال ( عليه السلام ) : سبحان اللّه!
قلت: فأوصي إليك، قال ( عليه السلام ) : نعم، قلت: فأشرك معك فيها أحداً.
قال ( عليه السلام ) : لا، قلت: فعليك من إخوتك إمام، قال ( عليه السلام ) : لا.
قلت: فأنت الإمام، قال ( عليه السلام ) : نعم.
5 - الشيخ الصدوق : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن المعلّي بن محمّد البصريّ قال: حدّثنا عليّ بن رباط قال: قلت لعليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) : إنّ عندنا رجلاً يذكر أنّ أباك ( عليه السلام ) حيّ، وأنّك تعلم من ذلك ما تعلم.
فقال ( عليه السلام ) : سبحان اللّه! مات رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ولم يمت موسي بن جعفر ( عليه السلام ) !
ص:231
بلي واللّه لقد مات، وقسّمت أمواله ونكحت جواريه.
6 - ابن حمزة الطوسيّ : عن الحسين بن عمر بن يزيد، قال: خرجت بعد مضيّ أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، فلمّا صرت قرب المدينة قلت لمقاتل بن مقاتل: غداً تدخل علي هذا الرجل؟
قال: وأيّ رجل؟ قلت: عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) .
قال: واللّه لاتفلح أبداً، لِمَ لاتقول هو حجّة اللّه؟
قلت: وما يدريك؟ قال: أشهد أنّ أباه قد مات، وأنّه حجّة اللّه علي خلقه، واللّه لا دخلت معك أبداً.
قال الحسين بن عمر: فلمّا كان من الغد مضيت فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) بالغداة فقال: مرحباً بك يا حسين! ثمّ أقعدني وسألني عن سفري وعليه قميصٌ هارونيّ وإزارٌ صغيرٌ فقلت له: ما فعل أبوك؟ فقال ( عليه السلام ) : مضي.
فقلت له: جعلت فداك، أيّ مضيّ مضي؟
قال ( عليه السلام ) : مضي مضيّ الموت.
فقلت له: مَن الإمام من بعده؟
قال ( عليه السلام ) : أنا الذي من خالفني كفر.
قال: فلم أقبل منه، قال: فأيّ شي ء لك علي أبي؟
قلت: أنت أعلم.
قال: لك عليه ألف دينار وهي عليّ حتّي أقضيكها، قال: فلم أقطع عليه.
ثمّ قال: يا حسين! - بعد ما سكت هنيئة - رجل معك يقال له: مقاتل بن مقاتل؟
ص:232
قلت: جعلت فداك، هو من مواليك.
فقال لي: قل له: أصبت فالزم.
قلت: يا مولاي! هذه آية، أشهد أنّ أباك قد مضي، وأنّك الإمام من بعده.
1 - أبو جعفر الطبريّ : وتولّي أمره (أي أباالحسن موسي ( عليه السلام ) ) ابنه عليّ الرضا ( عليه السلام ) ودفن ببغداد بمقابر قريش.
1 - الصفّار :...إبراهيم ابن أبي محمود، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : الإمام يعلم متي يموت؟ قال: نعم.
قلت: فأبوك حيث بعث إليه يحيي بن خالد بالرطب والريحان المسمومين علم به؟ قال: نعم.
قلت: فأكله وهو يعلم، فيكون معيناً علي نفسه؟
فقال: لا، إنّه يعلم قبل ذلك ليتقدّم فيما يحتاج إليه، فإذا جاء الوقت ألقي اللّه تعالي علي قلبه النسيان ليمضي فيه الحكم.
ص:233
1 - أبو عمر الكشّيّ :...عبد اللّه بن طاووس في سنة ثمان وثلاثين ومائتين قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وقلت له:...إنّ يحيي بن خالد سمّ أباك موسي بن جعفر صلوات اللّه عليهما؟
قال: نعم، سمّه في ثلاثين رطبة....
1 - ابن أبي جمهور الأحسائيّ : روي عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: قبر أبي ببغداد، أمان لأهل الجانبين.
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...زكريّا بن آدم قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّي أُريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء فيهم؟
فقال ( عليه السلام ) : لاتفعل فإنّ أهل بيتك يدفع عنهم بك، كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم ( عليه السلام ) .
1 - العيّاشيّ : عن أحمد بن محمّد قال: وقف عليّ أبوالحسن الثاني ( عليه السلام ) في بني زريق فقال لي وهو رافع صوته: يا أحمد! قلت:لبّيك.
قال ( عليه السلام ) : إنّه لمّا قبض رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) جهد الناس علي إطفاء نور اللّه فأبي اللّه إلّا أن يتمّ نوره بأميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، فلمّا توفّي أبوالحسن ( عليه السلام ) جهد ابن أبي حمزة وأصحابه علي إطفاء نور اللّه، فأبي اللّه إلّا أن يتمّ نوره، وإنّ أهل الحقّ إذا دخل فيهم داخل سرّوا به، وإذا خرج منهم خارج لم يجزعوا عليه، وذلك أنّهم علي يقين من أمرهم، وإنّ أهل الباطل إذا دخل فيهم داخل سرّوا به، وإذا خرج منهم خارج جزعوا عليه، وذلك أنّهم علي شكّ من أمرهم، إنّ اللّه يقول: (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ) .
قال: ثمّ قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : المستقرّ الثابت، و المستودع المعار.
ص:235
وفيه ثمانية عناوين
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : بقمّ في رجب، سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، قال: أخبرني عليّ بن إبراهيم بن هاشم فيما كتب إليّ سنة سبع وثلاثمائة.
قال: حدّثني محمّد بن عيسي بن عبيد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران وصفوان بن يحيي، قالا: (1)حدّثنا الحسين بن قياما وكان من رؤساء الواقفة،
فسألنا أن نستأذن له علي الرضا ( عليه السلام ) ففعلنا، فلمّا صار بين يديه، قال له: أنت إمام؟ قال: نعم!
قال: إنّي أُشهد اللّه أنّك لست بإمام!
قال: فنكت ( عليه السلام ) في الأرض طويلاً منكّس الرأس، ثمّ رفع رأسه إليه، فقال له: ما علمك (2) أنّي لست بإمام؟
ص:236
قال له: إنّا قد روينا عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) : إنّ الإمام لايكون عقيماً، وأنت قد بلغت السنّ، وليس لك ولد.
قال: فنكّس رأسه أطول من المرّة الأُولي، ثمّ رفع رأسه، فقال: إنّي أُشهد اللّه أنّه لاتمضي الأيّام والليالي حتّي يرزقني اللّه ولداً منّي.
قال عبد الرحمن بن أبي نجران: فعدّدنا الشهور من الوقت الذي قال، فوهب اللّه له أبا جعفر ( عليه السلام ) في أقلّ من سنة.
قال: وكان الحسين بن قياما هذا واقفاً في الطواف، فنظر إليه أبوالحسن الأوّل ( عليه السلام ) فقال: مالك! حيّرك اللّه تعالي؟ فوقف عليه بعد الدعوة.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...ابن قياما الواسطيّ - وكان من الواقفة - قال: دخلت علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ...فقال لي: واللّه! ليجعلنّ اللّه منّي ما يثبت به الحقّ وأهله، ويمحق به الباطل وأهله.
فولد له بعد سنة أبو جعفر ( عليه السلام ) ....
ص:237
3 - الشيخ المفيد :...ابن أبي نصر البزنطيّ، قال: قال لي النجاشيّ: من الإمام بعد صاحبك؟ فأُحبّ أن تسأله حتّي أعلم.
فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فأخبرته، قال: فقال لي: الإمام ابني. ثمّ قال: هل يجتري ء أحد أن يقول ابني وليس له ولد؟
ولم يكن ولد أبو جعفر ( عليه السلام ) ، فلم تمض الأيّام حتّي ولد ( عليه السلام ) .
4 - أبو عمرو الكشّيّ :...الحسين بن بشّار قال: استأذنت أنا والحسين بن قياما علي الرضا ( عليه السلام ) ...فقال له: فواللّه! إنّه لاتمضي الأيّام واللياليّ حتّي يولد لي ذكر من صلبي يقوم بمثل مقامي، يُحْيي الحقّ ويمحي الباطل.
5 - أبو عمرو الكشّيّ :...محمّد بن الفضيل، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، ما حال قوم قد وقفوا علي أبيك موسي ( عليه السلام ) ؟
فقال: لعنهم اللّه، ما أشدّ كذبهم! أما إنّهم يزعمون أنّي عقيم، وينكرون من يلي هذا الأمر من ولدي.
6 - الخزّاز القمّيّ :...عقبة بن جعفر، قال: قلت لأبي الحسن ال رضا ( عليه السلام ) : قد بلغت مابلغت، وليس لك ولد.
فقال: يا عقبة! إنّ صاحب هذا الأمر، لايموت حتّي يري خلفه من بعده.
ص:238
7 - المسعوديّ :...كلثم بن عمران، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : أنت تحبّ الصبيان، فادع اللّه أن يرزقك ولداً.
فقال: إنّما أُرزق ولد واحد، وهو يرثني....
8 - المسعوديّ :...حنّان بن سدير. قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : يكون إمام ليس له عقب؟
فقال لي: أما إنّه لايولد لي إلّا واحد، ولكنّ اللّه ينشي ء منه ذرّيّةً كثيرةً.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط، عن يحيي الصنعانيّ (3)، قال: دخلت علي أبي الحسن
الرضا ( عليه السلام ) وهو بمكّة، وهو يقشّر موزاً ويطعمه أباجعفر ( عليه السلام ) .
فقلت له: جعلت فداك، هذا المولود المبارك؟
قال: نعم، يا يحيي! هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام مثله مولود أعظم بركة علي شيعتنا منه.
(4).
ص:239
2 - الراونديّ : قال ابن أسباط، وعبّاد أبو إسماعيل: إنّا عندالرضا ( عليه السلام ) بمني إذ جي ء بأبي جعفر ( عليه السلام ) ، قلنا: هذا المولود المبارك؟
قال: نعم، هذا المولود المبارك الذي لم يولد في الإسلام أعظم بركة منه.
1 - المسعوديّ : الحميريّ، عن أيّوب بن نوح، عن صفوان بن يحيي، قال: قال لي أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : كان أبو جعفر محدّثاً.
ص:240
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن ابن قياما الواسطيّ - وكان من الواقفة - قال: دخلت علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، فقلت له: يكون إمامان؟
قال: لا، إلّا وأحدهما (1) صامت.
فقلت له: هو ذا أنت، ليس لك صامت - ولم يكن ولد له أبو جعفر ( عليه السلام ) بعد -.
فقال لي: واللّه! (2) ليجعلنّ اللّه منّي ما يثبت به الحقّ وأهله، ويمحق به الباطل
وأهله.
فولد له بعد سنة أبو جعفر ( عليه السلام ) ، فقيل لابن قياما: ألا تقنعك هذه الآية؟
فقال: أما واللّه، إنّها لآية عظيمة، ولكن كيف أصنع بما قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) في ابنه.
2 - محمد بن يعقوب الكليني :...محمد بن إسماعيل بن بزيع،
ص:241
عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه سئل: أتكون الإمامة في عمّ أو خال؟
فقال: لا! فقلت: ففي أخ؟
قال: لا! قلت: ففي من؟
قال: في ولدي. وهو يومئذ لا ولد له.
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن بشّار، قال: كتب ابن قياما إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) كتاباً يقول فيه: كيف تكون إماماً، وليس لك ولد؟
فأجابه أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ...واللّه، لا تمضي الأيّام واللياليّ حتّي يرزقني اللّه ولداً ذكراً، يفرّق به بين الحقّ والباطل.
1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ، قال: سمعت دعبل بن عليّ الخزاعيّ يقول: لمّا أنشدت مولاي الرضا ( عليه السلام ) قصيدتي التي أوّلها:
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات
فلمّا انتهيت إلي قولي:... فقال ( عليه السلام ) : يا دعبل! الإمام بعدي محمّد ابني....
2 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سئل المأمون عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والاختصار.
ص:242
فكتب ( عليه السلام ) له: إنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً...وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين، والتصديق به، وبجميع من مضي قبله من رسل اللّه وأنبيائه وحججه...
وأنّ الدليل بعده، والحجّة علي المؤمنين، والقائم بأمر المسلمين، والناطق عن القرآن، والعالم بأحكامه، أخوه وخليفته، ووصيّه ووليّه، والذي كان منه بمنزلة هارون من موسي، عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمير المؤمنين...ثمّ محمّد بن عليّ....
3 - الشيخ المفيد : حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يعقوب، عن بعض أصحابه، عن محمّد بن عليّ، عن معاوية بن حكيم، عن ابن أبي نصر البزنطيّ، قال: قال لي النجاشيّ (2) : من الإمام بعد صاحبك؟
فأُحبّ أن تسأله حتّي أعلم.
فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فأخبرته، قال: فقال لي: الإمام ابني (3). ثمّ قال:
هل يجتري ء أحد أن يقول ابني وليس له ولد؟
ولم يكن ولد أبو جعفر ( عليه السلام ) ، فلم تمض الأيّام حتّي ولد ( عليه السلام ) .
ص:243
4 - حسين بن عبد الوهّاب : روي عبد الرحمن بن محمّد، عن كلثم بن عمران (1) قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : اُدع اللّه أن يرزقك ولداً.
فقال ( عليه السلام ) : إنّما أُرزق ولداً واحداً، وهو يرثني.
فلمّا ولد أبو جعفر ( عليه السلام ) قال الرضا ( عليه السلام ) لأصحابه: قد ولد لي شبيه موسي بن عمران ( عليه السلام ) ، فالق البحار، وشبيه عيسي بن مريم ( عليهماالسلام ) ، قدّست أُمّ ولدته.
فلمّا ولدته طاهرة مطهّرة، قال الرضا ( عليه السلام ) : يقتل غصباً، فيبكي له وعليه أهل السماء. ويغضب اللّه تعالي علي عدوّه وظالمه، فلايلبث إلّا يسيراً حتّي يحلّ اللّه به إلي عذابه الأليم، وعقابه الشديد.
وكان طول ليلته يناغيه (2)في مهده (3).
5 - الصفّار : حدّثنا عليّ بن إسماعيل، عن محمّد بن عمرو الزيّات، عن ابن قياما.
ص:244
قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وقد ولد له أبو جعفر ( عليه السلام ) .
فقال: إنّ اللّه قد وهب لي من يرثني، ويرث آل داود.
6 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن الحسن البراثيّ، قال: حدّثنا أبو عليّ الفارسيّ، قال: حدّثني ميمون النخّاس، عن محمّد بن الفضيل
قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، ما حال قوم قد وقفوا علي أبيك موسي ( عليه السلام ) ؟
فقال: لعنهم اللّه، ما أشدّ كذبهم! أما إنّهم يزعمون أنّي عقيم، وينكرون من يلي هذا الأمر من ولدي.
(3).
7 - أبو عمرو الكشّيّ : حمدويه بن نصير، قال: حدّثنا الحسن بن موسي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن الحسين بن بشّار(4) قال: استأذنت أنا والحسين بن قياما علي الرضا ( عليه السلام ) في صريا.
فأذن لنا، قال: أفرغوا من حاجتكم.
ص:245
قال له الحسين: تخلو الأرض من أن يكون فيها إمام؟ فقال: لا.
قال: فيكون فيها إثنان ؟ قال: لا، إلّا وأحدهما صامت لايتكلّم.
قال: فقد علمت أنّك لست بإمام.
قال: ومن أين علمت؟
قال: إنّه ليس لك ولد، وإنّما هي في العقب.
قال: فقال له: فواللّه! إنّه لاتمضي الأيّام واللياليّ حتّي يولد لي ذكر من صلبي يقوم بمثل مقامي، يُحْيي (2)الحقّ ويمحي الباطل (3) .
8 - أبو عمرو الكشّيّ : حمدويه وإبراهيم قالا: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عيسي، قال: أخبرني مسافر قال: أمرني أبوالحسن ( عليه السلام ) بخراسان.
فقال: إلحق بأبي جعفر! فإنّه صاحبك (4) .
9 - الحميريّ : عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر. قال: دخلت عليه ( عليه السلام ) (5)بالقادسيّة فقلت له: جعلت فداك، .
إنّي أُريد أن أسألك عن شي ء، وأنا أُجلّك والخطب فيه جليل، وإنّما أُريد فكاك رقبتي من النار، فرآني وقد دمعت فقال: لاتدع شيئاً تريد أن تسألني عنه إلاّ سألتني عنه.
قلت له: جعلت فداك، إنّي سألت أباك - وهو نازل في هذا الموضع- عن خليفته
ص:246
من بعده، فدلّني عليك، وقد سألتك منذ سنين - وليس لك ولد - عن الإمامة فيمن تكون من بعدك؟ فقلت: في ولدي.
وقد وهب اللّه لك ابنين (1) ، فأيّهما عندك بمنزلتك التي كانت عند أبيك؟
فقال لي: هذا الذي سألت عنه، ليس هذا وقته.
فقلت له: جعلت فداك، قد رأيت ما ابتلينا به في أبيك، ولست آمن من الأحداث.
فقال: كلّا، إن شاء اللّه، لو كان الذي تخاف كان منّي في ذلك حجّة أحتجّ بها عليك، وعلي غيرك.
أما علمت أنّ الإمام الفرض عليه، والواجب من اللّه، إذا خاف الفوت علي نفسه أن يحتجّ في الإمام من بعده بحجّة معروفة مبيّنة.
إنّ اللّه تبارك وتعالي يقول في كتابه: ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمَام بَعْدَ إِذْ هَدَلهُمْ حَتَّي يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ) (2). فطب نفساً، وطيّب أنفس أصحابك، فإنّ الأمر يجيي ء علي غير مايحذرون، إن شاء اللّه تعالي.
10 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن صفوان بن يحيي، قلت للرضا ( عليه السلام ) : قد كنّا نسألك قبل أن يهب اللّه لك أباجعفر ( عليه السلام ) ؟
ص:247
فكنت تقول: يهب اللّه لي غلاماً، فقد وهب اللّه لك، فأقرّ عيوننا، فلاأرانااللّه يومك، فإن كان كون، فإلي من؟
فأشار بيده إلي أبي جعفر ( عليه السلام ) وهو قائم بين يديه.
فقلت: جعلت فداك، هذا ابن ثلاث سنين.
فقال: ومايضرّه (1) من ذلك (2) ، فقد قام (3) عيسي ( عليه السلام ) بالحجّة، وهو أقل (4) من ثلاث سنين (5) .
ص:248
11 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن معمّر بن خلاّد، قال: سمعت إسماعيل بن إبراهيم يقول للرضا ( عليه السلام ) : إنّ ابني في لسانه ثقل، فأنا أبعث به إليك غداً تمسح علي رأسه، وتدعو له، فإنّه مولاك.
فقال: هو مولي أبي جعفر، فابعث به غداً إليه (1).
12 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد (2) ، عن معمّر بن خلّاد قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) وذكر شيئاً فقال: ما حاجتكم إلي ذلك؟ هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي، وصيّرته مكاني.
وقال: إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا، القذّة (3)بالقذّة (4).
ص:249
13 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن صفوان بن يحيي: قلت للرضا ( عليه السلام ) : قد كنّا نسألك قبل أن يهب اللّه لك أباجعفر ( عليه السلام ) ؟
فكنت تقول: يهب اللّه لي غلاماً، فقد وهب اللّه لك، فأقرّ عيوننا، فلا أرانا اللّه يومك، فإن كان كون، فإلي من؟
فأشار بيده إلي أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وهو قائم بين يديه.
فقلت: جعلت فداك، هذا ابن ثلاث سنين!
فقال: وما يضرّه (2)من ذلك (3) ، فقد قام (4)عيسي ( عليه السلام ) بالحجّة، وهو ابن (5) ثلاث سنين.
ص:250
15 - الخزّاز القمّيّ : حدّثنا عليّ بن محمّد الدقّاق، قال: حدّثني محمّد بن الحسن، عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن محمّد بن أحمد بن أبي قتادة، عن المحموديّ، عن إسحاق بن إسماعيل، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: كنت واقفاً علي رأس أبي الحسن عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) بطوس، فقال له بعض من كان عنده: إن حدثَ حدثٌ، فإلي من ؟ قال: إلي ابني محمّد.
وكأنّ السائل استصغر بسنّ أبي جعفر ( عليه السلام ) .
فقال له أبوالحسن ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تعالي بعث عيسي بن مريم ( عليهماالسلام ) ثابتاً بإقامة شريعة في دون (1) السنّ الذي أقيم فيه أبو جعفر ثابتاً علي شريعته.(2)
ص:251
16 - الخزّاز القمّيّ : عليّ بن محمّد، عن محمّد بن الحسن، عن عبداللّه بن جعفر، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) أنا وصفوان بن يحيي، وأبو جعفر ( عليه السلام ) قائم، وقدأتي له ثلاث سنين.
فقلنا له: جعلنا اللّه فداك، إن - وأعوذ باللّه - حَدَثَ حَدَثٌ، فمن يكون بعدك؟
قال: ابني هذا، وأومأ إليه.
قال: فقلنا: وهو في هذا السنّ؟ قال: نعم، وهو في هذا السنّ إنّ اللّه تبارك وتعالي احتجّ بعيسي بن مريم ( عليهماالسلام ) وهو ابن سنتين
(1).
17 - الخزّاز القمّيّ : حدّثنا عليّ بن محمّد، عن محمّد بن الحسن، عن عبداللّه بن جعفر الحميريّ، [عن أحمد بن محمّد بن عيسي } (2)، عن
أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عقبة بن جعفر. قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : قد بلغت مابلغت، وليس لك ولد.
ص:252
فقال: يا عقبة (1)! إنّ صاحب هذا الأمر، لايموت حتّي يري خلفه (2)من بعده (3)
(4).
18 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ، قال: حدّثنا عون بن محمّد، قال: حدّثنا أبوالحسين بن محمّد بن أبي عبّاد، وكان يكتب للرضا ( عليه السلام ) ، ضمّه إليه الفضل بن سهل قال: ما كان ( عليه السلام ) يذكر محمّداً ابنه ( عليه السلام ) إلّا بكنيته، يقول: كتب إليّ أبو جعفر، وكنت أكتب إلي أبي جعفر، وهو صبيّ بالمدينة.
فيخاطبه بالتعظيم. وترد كتب أبي جعفر ( عليه السلام ) في نهاية البلاغة والحسن.
فسمعته يقول: أبو جعفر وصيّي، وخليفتي(5) في أهلي من بعدي.
ص:253
19 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الورّاق، قال حدّثنا أبوالحسين محمّد بن جعفر الكوفيّ الأسديّ، قال: حدّثنا الحسن بن عيسي الخرّاط، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد النوفليّ قال: أتيت الرضا ( عليه السلام ) وهو بقنطرة (1)أربق (2)فسلّمت عليه، ثمّ جلست وقلت: جعلت فداك، إنّ أُناساً
يزعمون أنّ أباك حيّ.
فقال: كذبوا! لعنهم اللّه، ولو كان حيّاً ما قسّم ميراثه، ولانكح نساؤه، ولكنّه واللّه ذاق الموت كما ذاقه عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
قال: فقلت له: ماتأمرني؟ قال: عليك بابني محمّد من بعدي، وأمّا أنا فإنّي ذاهب (3) في وجه الأرض لا أرجع منه، بورك (4)قبر بطوس وقبران ببغداد.
قال: قلت: جعلت فداك، قد عرفنا واحداً، فما الثاني؟ قال: ستعرفونه. (5)
ثمّ قال ( عليه السلام ) : قبري وقبر هارون الرشيد هكذا. وضمّ بإصبعيه.
20 - الشيخ المفيد : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن
ص:254
يعقوب، عن الحسن (1) بن محمّد، عن الخيرانيّ، عن أبيه، قال: كنت واقفاً بين يدي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) بخراسان، فقال قائل: ياسيّدي! إن كان كون، فإلي من؟
قال: إلي أبي جعفر ابني.
فكأنّ القائل استصغر سنّ أبي جعفر ( عليه السلام ) .
فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : إنّ اللّه سبحانه بعث عيسي بن مريم رسولاً نبيّاً، صاحب شريعة مبتدأة، في أصغر من السنّ الذي فيه أبو جعفر ( عليه السلام ) .
21 - الشيخ المفيد : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الوليد، عن يحيي بن حبيب الزيّات قال: أخبرني من كان عند أبي الحسن ( عليه السلام ) جالساً، فلمّا نهض القوم قال لهم أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : ألقوا أبا جعفر فسلّموا له، (3) وأحدثوا (4)به عهداً.
ص:255
فلمّا نهض القوم التفت إليّ فقال: رحم اللّه (1) المفضّل، إنّه كان
22 - الشيخ المفيد : حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يعقوب، عن بعض أصحابه، عن محمّد بن عليّ، عن معاوية بن حكيم، عن ابن أبي نصر البزنطيّ قال: قال لي النجّاشيّ (4) : من الإمام بعد صاحبك؟ فأُحبّ أن تسأله حتّي أعلم.
فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فأخبرته قال: فقال لي: الإمام ابني (5)، ثمّ قال:
هل يجتريء (6) أحد أن يقول ابني وليس له ولد؟
ولم يكن ولد أبو جعفر ( عليه السلام ) ، فلم تمض الأيّام حتّي ولد ( عليه السلام ) .
ص:256
23 - أبو جعفر الطبريّ : أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسي، (1) قال: حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال: أخبرني أبو جعفر محمّد بن الحسن
بن أحمد بن الوليد، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد (2) بن أبي عبد اللّه البرقيّ، قال حدّثني زكريّا بن آدم، قال: إنّي لعند الرضا ( عليه السلام ) إذ جي ء بأبي جعفر ( عليه السلام ) ، وسنّه أقلّ من أربع سنين، فضرب بيده إلي الأرض، ورفع رأسه إلي السماء، فأطال الفكر.
فقال له الرضا ( عليه السلام ) : بنفسي أنت لِمَ طال فكرك؟
فقال ( عليه السلام ) : فيما صنعا (4) بأُمّي فاطمة. أما واللّه! لأُخرجنّهما، ثمّ لأُحرقنّهما، ثمّ لأُذرينّهما، ثم لأُنسفنّهما في اليمّ نسفاً. فاستدناه وقبّل ما بين عينيه، ثمّ قال: بأبي أنت وأُمّي، أنت لها. يعني الإمامة.
ص:257
24 - أبو جعفر الطبريّ :...محمّد بن المحموديّ، عن أبيه، قال: كنت واقفاً علي رأس الرضا ( عليه السلام ) بطوس، فقال له بعض أصحابه: إن حَدَث حَدَثٌ فإلي من؟
قال: إلي ابني أبي جعفر.
قال: فإن استُصغِرَ سِنُّه؟
فقال له أبو الحسن: إنّ اللّه بعث عيسي بن مريم قائماً بشريعته في دون السنّ التي يقوم فيها أبو جعفر علي شريعته....
25 - المسعوديّ : روي عبد الرحمن بن محمّد، عن كلثم بن عمران، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : أنت تحبّ الصبيان، فادع اللّه أن يرزقك ولداً.
فقال: إنّما أُرزق ولد واحد، وهو يرثني.
فلمّا ولد أبو جعفر ( عليه السلام ) كان طول ليلته يناغيه في مهده، فلمّا طال ذلك عليّ عدّة ليال.
قلت له: جعلت فداك، قد ولد للناس أولاد قبل هذا، فكلّ هذا تعوّذه؟
فقال: ويحك! ليس هذا عوذة، إنّما أغرّه بالعلم غرّاً.
وكان مولده ومنشؤه علي صفة مواليد آبائه ( عليهم السلام ) : .
26 - المسعوديّ : روي الحميريّ، عن محمّد بن عيسي
الأشعريّ، (3)
ص:258
عن الأسديّ، عن أبي خداش، عن حنّان بن سدير. قال: قلت (1)
للرضا ( عليه السلام ) : يكون إمام ليس له عقب؟
فقال لي: أما إنّه لايولد لي إلّا واحد، ولكنّ اللّه ينشي ء (2) منه ذرّيّةً كثيرةً.
27 - ابن شهر آشوب : بنان بن نافع، قال: سألت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) فقلت: جعلت فداك، من صاحب الأمر بعدك؟
فقال لي: ياابن نافع! يدخل عليك من هذا الباب من ورث ما ورثته من قبلي، وهو حجّة اللّه تعالي من بعدي.
فبينا أنا كذلك، إذ دخل علينا محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، فلمّا بصر بي.
قال لي: ياابن نافع! ألا أحدّثك بحديث؟ إنّا معاشر الأئمّة، إذا حملته أُمّه يسمع الصوت من (4) بطن أُمّه أربعين يوماً.
فإذا أتي له في بطن أُمّه أربعة أشهر رفع اللّه تعالي له أعلام الأرض، فقرّب له مابعد عنه، حتّي لايعزب عنه حلول قطرة غيث نافعة ولاضارّة.
وإنّ قولك لأبي الحسن ( عليه السلام ) : مَن حجّة الدهر والزمان من بعده؟ فالذي حدّثك أبوالحسن ما سألت عنه هو الحجّة عليك.
فقلت: أنا أوّل العابدين.
ص:259
ثمّ دخل علينا أبوالحسن، فقال لي: ياابن نافع! سلّم، وأذعن له بالطاعة فروحه روحي، وروحي روح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
1 - الشيخ المفيد : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يعقوب، عن أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن الحسن بن الجهم، قال: كنت مع أبي الحسن ( عليه السلام ) جالساً، فدعا بابنه، وهو صغير، فأجلسه في حجري وقال لي: جرّده وانزع قميصه. فنزعته، فقال لي: اُنظر بين كتفيه.
قال: فنظرت فإذاً في إحدي كتفيه شبه الخاتم داخل في اللحم.
ثمّ قال لي: أتري هذا؟ (2)مثله في هذا الموضع (3) كان من أبي ( عليه السلام ) (4)
2 - المسعوديّ : عن الحسن بن الجهم، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) ،
ص:260
وأبو جعفر ( عليه السلام ) صغير بين يديه، فقال لي بعد كلام طويل جري: لوقلت لك ياحسن! إنّ هذا إمام، ما كنت تقول؟
قال: قلت: ماتقوله لي جعلت فداك.
قال: أصبت، ثمّ كشف عن كتف أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فأراني مثل رمز إصبعين.
فقال لي: مثل هذا كان في مثل هذا الموضع من أبي، موسي صلوات اللّه عليه.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحجّال وعمرو بن عثمان، عن رجل من أهل المدينة، عن المطرفيّ قال: مضي أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) ، ولي عليه أربعة آلاف درهم، فقلت في نفسي: ذهب مالي.
فأرسل إليّ أبو جعفر ( عليه السلام ) : إذا كان غداً فأتني(2) وليكن معك ميزان
وأوزان.
فدخلت علي أبي جعفر ( عليه السلام ) فقال لي: مضي أبوالحسن ( عليه السلام ) ولك عليه أربعة آلاف درهم؟
فقلت: نعم! فرفع المصلّي الذي كان تحته، فإذا تحته دنانير! فدفعها إليّ.
ص:261
1 - الشيخ الطوسيّ :...زكريّا بن آدم القمّيّ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: إنّ اللّه نجا بغداد بمكان قبور الحسينيّين فيها.
وفيه موضوع واحد
1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ، قال: سمعت دعبل بن عليّ الخزاعيّ يقول: لمّا أنشدت مولاي الرضا ( عليه السلام ) قصيدتي التي أوّلها:
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات
فلمّا انتهيت إلي قولي:...
فقال ( عليه السلام ) : يا دعبل! الإمام بعدي محمّد ابني...وبعد محمّد ابنه عليّ....
2 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سئل المأمون عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والاختصار.
ص:262
فكتب ( عليه السلام ) له: إنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً...وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين، والتصديق به، وبجميع من مضي قبله من رسل اللّه وأنبيائه وحججه...
وأنّ الدليل بعده، والحجّة علي المؤمنين، والقائم بأمر المسلمين، والناطق عن القرآن، والعالم بأحكامه، أخوه وخليفته، ووصيّه ووليّه، والذي كان منه بمنزلة هارون من موسي، عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمير المؤمنين...ثمّ عليّ بن محمّد....
وفيه موضوع واحد
1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ، قال: سمعت دعبل بن عليّ الخزاعيّ يقول: لمّا أنشدت مولاي الرضا ( عليه السلام ) قصيدتي التي أوّلها:
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات
فلمّا انتهيت إلي قولي:...
فقال ( عليه السلام ) : يا دعبل! الإمام بعدي محمّد ابني...وبعد عليّ ابنه الحسن....
2 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سئل المأمون عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والاختصار.
فكتب ( عليه السلام ) له: إنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، إلهاً
ص:263
واحداً أحداً...وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين، والتصديق به، وبجميع من مضي قبله من رسل اللّه وأنبيائه وحججه...
وأنّ الدليل بعده، والحجّة علي المؤمنين، والقائم بأمر المسلمين، والناطق عن القرآن، والعالم بأحكامه، أخوه وخليفته، ووصيّه ووليّه، والذي كان منه بمنزلة هارون من موسي، عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمير المؤمنين...ثمّ الحسن بن عليّ....
وفيه ثلاثة موارد
وفيه سبعة عشر موضوعاً
1 - ابن الصبّاغ: روي ابن الخشّاب في كتابه - مواليد أهل البيت - يرفعه بسنده إلي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، أنّه قال: الخلف الصالح من ولد أبي محمّد الحسن بن عليّ، وهو صاحب الزمان، القائم المهديّ [عجّل اللّه تعالي فرجه الشريف ].
ص:264
1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ، قال: سمعت دعبل بن عليّ الخزاعيّ يقول: لمّا أنشدت مولاي الرضا ( عليه السلام ) قصيدتي التي أوّلها:
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات
فلمّا انتهيت إلي قولي:...
فقال ( عليه السلام ) : يا دعبل! الإمام بعدي محمّد ابني...وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم، المنتظر في غيبته....
1 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سئل المأمون عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والاختصار.
فكتب ( عليه السلام ) له: إنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً...وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين، والتصديق به، وبجميع من مضي قبله من رسل اللّه وأنبيائه وحججه...
وأنّ الدليل بعده، والحجّة علي المؤمنين، والقائم بأمر المسلمين، والناطق عن القرآن، والعالم بأحكامه، أخوه وخليفته، ووصيّه ووليّه، والذي كان منه بمنزلة هارون من موسي، عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمير المؤمنين...ثمّ الحجّة القائم المنتظر
ص:265
صلوات اللّه عليهم أجمعين....
1 - أبو عمرو الكشّيّ : سمعت حمدويه قال: زرعة بن محمّد الحضرميّ - واقفيّ - حدّثني عليّ بن محمّد بن قتيبة، قال: حدّثني الفضل، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الواسطيّ، ومحمّد بن يونس قالا: حدّثنا الحسن بن قياما الصيرفيّ، قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) فقلت: جعلت فداك، مافعل أبوك؟
قال: مضي كما مضي آباؤه ( عليهم السلام ) : .
قلت: فكيف أصنع بحديث حدّثني به زرعة بن محمّد الحضرميّ، عن سماعة بن مهران: أنّ أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) قال: إنّ ابني هذا فيه شبه من خمسة أنبياء، يُحسَد كما حُسِد يوسف ( عليه السلام ) ، ويغيب كما غاب يونس ( عليه السلام ) ، وذكر ثلاثة أُخر؟
قال: كذب زرعة، ليس هكذا حديث سماعة، إنّما قال: صاحب هذا الأمر يعني القائم ( عليه السلام ) ، فيه شبه من خمسة أنبياء، ولم يقل ابني.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن جعفر بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الريّان بن الصلت قال: سمعت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول - وسئل عن القائم ( عليه السلام ) -؟ فقال ( عليه السلام ) : لايري جسمه، ولايسمّي اسمه.
ص:266
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سعد بن عبد اللّه، عن أيّوب بن نوح قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّي أرجو أن تكون صاحب هذا الأمر، وأن يسوقه (1) اللّه إليك بغير سيف (2) ، فقد بويع لك،
وضربت الدراهم باسمك.
فقال ( عليه السلام ) : ما منّا أحد اختلفت إليه الكتب، وأُشير(3) إليه بالأصابع، وسئل
عن المسائل، وحملت إليه الأموال، إلّا اغتيل، أو مات علي فراشه، حتّي يبعث اللّه لهذا الأمر غلاماً منّا، خفيّ الولادة والمنشأ (4) ، غير خفيّ في نسبه.(5)
ص:267
4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد قال: قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : لا دين لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقيّة له، إنّ أكرمكم عند اللّه أعملكم بالتقيّة.
فقيل له: ياابن رسول اللّه إلي متي؟ قال ( عليه السلام ) : إلي يوم الوقت المعلوم، وهويوم خروج قائمنا أهل البيت ( عليه السلام ) ، فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا.
فقيل له: ياابن رسول اللّه! ومن القائم منكم أهل البيت؟
قال ( عليه السلام ) : الرابع من ولدي ابن سيّدة الإماء يطهّر اللّه به الأرض من كلّ جور، ويقدّسها من كلّ ظلم، وهو الذي يشكّ الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره، ووضع ميزان العدل بين الناس، فلايظلم أحد أحداً، وهو الذي تطوي له الأرض، ولايكون له ظلّ، وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه
يقول: ألا إنّ حجّة اللّه قد ظهر عند بيت اللّه فاتّبعوه، فإنّ الحقّ معه وفيه، وهو قول اللّه عزّ وجلّ ( عليهم السلام ) (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَآءِ ءَايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَقُهُمْ لَهَا خَضِعِينَ )
(2).
ص:268
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الأنصاريّ، عن أبي الصلت الهرويّ قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : ماعلامات القائم منكم إذا خرج؟
قال ( عليه السلام ) : علامته أن يكون شيخ السنّ، شابّ المنظر، حتّي أنّ الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها
وإنّ من علاماته أن لايهرم بمرور الأيّام والليالي، حتّي يأتيه أجله.
2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ، قال: سمعت دعبل بن عليّ الخزاعيّ يقول: لمّا أنشدت مولاي الرضا ( عليه السلام ) قصيدتي التي أوّلها:
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات
فلمّا انتهيت إلي قولي:
خروج إمام لا محالة خارج
يقوم علي اسم اللّه والبركات
ص:269
يميّز فينا كل حقّ وباطل
ويجزي علي النعماء والنقمات
بكي الرضا ( عليه السلام ) بكاء شديداً، ثمّ رفع رأسه إليّ فقال لي: يا خزاعيّ! نطق روح القدس علي لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الإمام؟ ومتي يقوم؟
فقلت: لا، يا سيّدي! إلّا أنّي سمعت بخروج إمام منكم يطهّر الأرض من الفساد ويملؤها عدلاً.
فقال ( عليه السلام ) : يا دعبل! الإمام بعدي محمّد ابني، وبعد محمّد ابنه عليّ، وبعد عليّ ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم، المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّي يخرج فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وأمّا متي؟ فإخبار عن الوقت، ولقد حدّثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليه السلام ) أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قيل له: يا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! متي يخرج القائم من ذرّيّتك؟
فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : مثله مثل الساعة ( لَايُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَتِ وَالأَْرْضِ لَاتَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً) (1)
ص:270
3 - أبو عليّ الطبرسيّ : روي عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : أنت صاحب هذا الأمر؟
فقال ( عليه السلام ) : أنا صاحب هذا الأمر، ولكنّي لست بالذي أملأها عدلاً كما ملئت جوراً، وكيف أكون ذلك علي ما تري من ضعف بدني، وأنّ القائم هو الذي إذا خرج كان في سنّ الشيوخ، ومنظر الشبّان، قويّاً في بدنه، حتّي لو مدّ يده إلي أعظم شجرة علي وجه الأرض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها، يكون معه عصا موسي، وخاتم سليمان، ذلك الرابع من ولدي، يغيّبه اللّه في ستره ما شاء، ثمّ يظهره فيملأبه الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، كأنّي بهم أين ما كانوا، قد نودوا نداء يسمع من بُعد، كما يسمع من قرب، يكون رحمة للمؤمنين، وعذاباً علي الكافرين.
1 - أبو عليّ الطبرسيّ :...الريّان بن الصلت، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : أنت صاحب هذا الأمر؟
ص:271
فقال ( عليه السلام ) : أنا صاحب هذا الأمر...وأنّ القائم هو الذي إذا خرج...يكون معه عصا موسي....
1 - أبو عليّ الطبرسيّ :...الريّان بن الصلت، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : أنت صاحب هذا الأمر؟
فقال ( عليه السلام ) : أنا صاحب هذا الأمر...وأنّ القائم هو الذي إذا خرج...يكون معه عصا موسي، وخاتم سليمان....
1 - النعمانيّ : أخبرنا عليّ بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار بقمّ قال: حدّثنا محمّد بن حسّان الرازيّ، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن معمّر بن خلّاد، قال: ذكر القائم عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقال: أنتم اليوم أرخي بالاً منكم يومئذ.
قالوا: وكيف؟ قال ( عليه السلام ) : لو قد خرج قائمنا ( عليه السلام ) لم يكن إلّا العلق (3)
والعرق،
ص:272
والنوم علي السروج، وما لباس القائم ( عليه السلام ) إلّا الغليظ، وما طعامه إلّا الجشب.
1 - الحضينيّ : عن عليّ بن الحسن بن فضالة، عن الريّان بن الصلت، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) : يقول: القائم المهدي ابن الحسن لايري جسمه ولايسمّي باسمه أحد بعد غيبته حتّي يراه، ويعلن باسمه ويسمعه كلّ الخلق.
فقلنا له: يا سيّدنا! وإن قلنا صاحب الغيبة! وصاحب الزمان! والمهديّ.
قال ( عليه السلام ) : هو كلّه جايز مطلق، وإنّما نهيتكم عن التصريح باسمه ليخفي اسمه عن أعدائنا فلايعرفوه.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن أحمد الهمدانيّ (3) قال: حدّثنا عليّ بن
الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أنّه قال: كأنّي بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي، يطلبون المرعي ولايجدونه.
قلت له: ولِمَ ذلك ياابن رسول اللّه؟ قال ( عليه السلام ) : لأنّ إمامهم يغيب عنهم.
قلت: ولِمَ؟ قال ( عليه السلام ) : لئلّا يكون في عنقه لأحد بيعة إذا قام بالسيف.
ص:273
1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ بن فضّال، قال: سمعت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: إنّ الخضر ( عليه السلام ) ...سيؤنس اللّه به وحشة قائمنا به في غيبته، ويصل به وحدته.
1 - الحميريّ : محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألته (أي الرضا ( عليه السلام ) ) عن مسألة الرؤية فأمسك، ثمّ قال: إنّا لو أعطيناكم ماتريدون لكان شرّاً لكم، وأُخِذَ برقبة صاحب هذا الأمر، قال: وقال ( عليه السلام ) : وأنتم بالعراق ترون أعمال هؤلاء الفراعنة، وما أُمهل لهم، فعليكم بتقوي اللّه، ولاتغرّنّكم الدنيا، ولاتغترّوا بمن أُمهل له، فكأنّ الأمر قد وصل إليكم.
- إنتظار الفرج:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن شاذان الواسطيّ قال:
ص:274
كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أشكوا جفاء أهل واسط وحملهم عليّ، وكانت عصابة من العثمانيّة تؤذيني.
فوقّع ( عليه السلام ) بخطّه: إنّ اللّه تبارك وتعالي أخذ ميثاق أوليائنا علي الصبر في دولة الباطل، فاصبر لحكم ربّك، فلو قد قام سيّد الخلق لقالوا: ( يَوَيْلَنَا مَن م بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) .
2 - العيّاشيّ : عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن شي ء في الفَرَج؟
فقال ( عليه السلام ) : أوليس تعلم أنّ انتظار الفرج من الفرج؟ إنّ اللّه يقول ( عليهم السلام ) : (انتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ) (2)
(3).
3 - العيّاشيّ : عن محمّد بن الفضيل، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن إنتظار الفَرَج؟
فقال ( عليه السلام ) : أوليس تعلم أنّ انتظار الفرج من الفرج؟
ثمّ قال: إنّ اللّه تبارك وتعالي يقول: ( وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ )
(5) .
ص:275
4 - الشيخ الطوسيّ : الفضل، عن ابن أسباط، عن الحسن بن الجهم، قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) عن شي ء من الفرج؟
فقال ( عليه السلام ) : أولست تعلم أنّ إنتظار الفرج من الفرج؟ قلت: لاأدري إلّا أن تعلّمني.
فقال ( عليه السلام ) : نعم، إنتظار الفرج من الفرج.
1 - الحميريّ : محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت له (أي الرضا ( عليه السلام ) ): جعلت فداك، إنّ أصحابنا رووا عن شهاب، عن جدّك ( عليه السلام ) أنّه قال: أبي اللّه تبارك وتعالي أن يملّك أحداً ما ملّك رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثلاث وعشرين سنة.
قال ( عليه السلام ) : إن كان أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) قاله، جاء كما قال.
فقلت له: جعلت فداك، فأيّ شي ء تقول أنت؟
فقال ( عليه السلام ) : ما أحسن الصبر! وانتظار الفرج! أما سمعت قول العبد الصالح: ( ارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ )(2) ( انتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ
الْمُنتَظِرِينَ ) .(3)
فعليكم بالصبر، فإنّه إنّما يجي ء الفرج علي اليأس، وقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم.
ص:276
وقد قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : هي واللّه السنن، القُذّة بالقُذّة، ومشكاة بمشكاة، ولابدّ أن يكون فيكم ما كان في الذين من قبلكم، ولو كنتم علي أمر واحد، كنتم علي غير سنّة الذين من قبلكم.
ولو أنّ العلماء وجدوا من يحدّثونهم، ويكتم سرّهم، لحدّثوا ولبيّنوا الحكمة، ولكن قد ابتلاكم اللّه عزّ وجلّ بالإذاعة، وأنتم قوم تحبّونا بقلوبكم ويخالف ذلك فعلكم، واللّه مايستوي اختلاف أصحابك، ولهذا ستر علي صاحبكم ليقال: مختلفين، مالكم لاتملكون أنفسكم، وتصبرون حتّي يجي ء اللّه تبارك وتعالي بالذي تريدون؟
إنّ هذا الأمر ليس يجي ء علي ما يريد الناس، إنما هو أمر اللّه تبارك وتعالي وقضاؤه والصبر، وإنّما يعجل من يخاف الفوت.
إنّ أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، عاد صعصعة بن صوحان فقال له: ياصعصعة! لاتفخر علي إخوانك بعيادتي إيّاك، وانظر لنفسك، فكأنّ الأمر قد وصل إليك.
ولايلهينّك الأمل، وقد رأيت ما كان من مولي آل يقطين، وما وقع من الفراعنة من أمركم، ولولا دفاع اللّه عن صاحبكم، وحسن تقديره له ولكم، هو واللّه من اللّه، ودفاعه عن أوليائه، أما كان لكم في أبي الحسن صلوات اللّه عليه عظة؟ ما تري حال هشام؟ هو الذي صنع بأبي الحسن ( عليه السلام ) ما صنع، وقال لهم وأخبرهم، أتري اللّه يغفر له ما ركب منّا؟
وقال: لو أعطيناكم ماتريدون لكان شرّاً لكم، ولكنّ العالم يعمل بما يعلم.
ص:277
1 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال:....قال الشيخ أبو القاسم الطائيّ: إنّي سألت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) عن من قاتلنا في آخر الزمان؟
قال: من قاتل صاحب عيسي ابن مريم ( عليه السلام ) ، [وهو المهديّ ( عليه السلام ) ].
1 - العيّاشيّ : عن أبي سمينة، عن موليً لأبي الحسن قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) عن قوله: ( أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا) ؟
قال ( عليه السلام ) : وذلك واللّه! أن لو قد قام قائمنا، يجمع اللّه إليه شيعتنا من جميع البلدان.
1 - السيّد شرف الدين الإسترآباديّ :...عليّ بن أسباط قال: ...إذا قام
ص:278
القائم ( عليه السلام ) لم يعبد [وا] إلّا اللّه عزّ وجلّ.
وفيه موضوعان
1 - الحميريّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسألته عن قرب هذا الأمر؟
فقال ( عليه السلام ) : قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) حكاه عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال: أوّل علامات الفَرَج سنة خمس وتسعين ومائة، وفي سنة ستّ وتسعين ومائة تخلع العرب أعنتها، وفي سنة سبع وتسعين ومائة يكون الفناء، وفي سنة ثمان وتسعين ومائة يكون الجلاء.
فقال ( عليه السلام ) : أما تري بني هاشم قد انقلعوا بأهليهم وأولادهم!
فقلت: فهم الجلاء؟
قال ( عليه السلام ) : وغيرهم، وفي سنة تسع وتسعين ومائة يكشف اللّه البلاء إن شاء اللّه، وفي سنة مائتين يفعل اللّه ما يشاء.
فقلنا له: جعلنا فداك، أخبرنا بما يكون في سنة المائتين؟
قال ( عليه السلام ) : لو أخبرت أحداً لأخبرتكم، ولقد خُبّرت بمكانكم، ما كان هذا من رأيي إن يظهر هذا منّي إليكم، ولكن إذا أراد اللّه تبارك وتعالي إظهار شي ء من الحقّ لم يقدر العباد علي ستره.
ص:279
فقلت له: جعلت فداك، إنّك قلت لي في عامنا الأوّل - حكيت عن أبيك - أنّ انقضاء ملك آل فلان علي رأس فلان وفلان، ليس لبني فلان سلطان بعدهما.
قال ( عليه السلام ) : قد قلت ذاك لك.
فقلت: أصلحك اللّه، إذا انقضي ملكهم، يملك أحد من قريش يستقيم عليه الأمر؟ قال ( عليه السلام ) : لا.
قلت: يكون ماذا؟
قال ( عليه السلام ) : يكون الذي تقول أنت وأصحابك.
قلت: تعني خروج السفيانيّ؟ فقال ( عليه السلام ) : لا.
فقلت: قيام القائم؟
قال ( عليه السلام ) : يفعل اللّه مايشاء.
قلت: فأنت هو؟ قال ( عليه السلام ) : لا حول ولا قوّة إلّا باللّه. وقال: إنّ قدّام هذا الأمر علامات، حدثٌ يكون بين الحرمين.
قلت: ما الحدث؟ قال ( عليه السلام ) : عصبة (1) تكون ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلاً.
قلت: جعلت فداك، إنّ الكوفة قد تبت بي، والمعاش بها ضيّق، وإنّما كان معاشنا ببغداد، وهذا الجبل قد فتح علي الناس منه باب رزق.
فقال ( عليه السلام ) : إن أردت الخروج فاخرج، فإنّها سنة مضطربة، وليس للناس بدّ من معايشهم، فلاتدع الطلب.
فقلت له: جعلت فداك، إنّهم قوم ملاء ونحن نحتمل التأخير، فنبايعهم بتأخير سنة؟ قال ( عليه السلام ) : بعهم. قلت: سنتين؟ قال ( عليه السلام ) : بعهم. قلت: ثلاث سنين؟ قال ( عليه السلام ) :
ص:280
لايكون لك شي ء أكثر من ثلاث سنين.
1 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد قال: قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : لادين لمن لاورع له، ولاإيمان لمن لاتقيّة له، إنّ أكرمكم عند اللّه أعملكم بالتقيّة.
فقيل له: ياابن رسول اللّه إلي متي؟ قال ( عليه السلام ) : إلي يوم الوقت المعلوم، وهويوم خروج قائمنا أهل البيت ( عليه السلام ) ، فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا....
وفيه أحد عشر موضوعاً
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثني عليّ بن الريّان قال: حدّثني عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان الواسطيّ، عن الحسين بن خالد الكوفيّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت: جعلت فداك، حديث كان يرويه عبد اللّه بن بكير، عن عبيد بن زرارة قال: فقال ( عليه السلام ) لي:
ص:281
وما هو؟
قلت: روي عن عبيد بن زرارة أنّه لقي أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) في السنة التي خرج فيها إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن فقال له: جعلت فداك، إنّ هذا قد ألّف الكلام، وسارع الناس إليه، فما الذي تأمر به؟
قال: فقال ( عليه السلام ) : اتّقوا اللّه واسكنوا ما سكنت السماء والأرض.
قال: وكان عبد اللّه بن بكير يقول: واللّه لئن كان عبيد بن زرارة صادق، فما من خروج، وما من قائم.
قال: فقال لي أبوالحسن ( عليه السلام ) : إنّ الحديث علي ما رواه عبيد، وليس علي ما تأوّله عبد اللّه بن بكير، إنّما عني أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) بقوله: «ما سكنت السماء» من النداء باسم صاحبكم، و«ما سكنت الأرض» من الخسف بالجيش.
2 - الحضينيّ : عن عليّ بن الحسن بن فضالة، عن الريّان بن الصلت، عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: إذا رفع عالمكم، وغاب من بين أظهركم، فتوقّعوا الفَرَج الأعظم من تحت أقدامكم.
3 - النعمانيّ : حدّثنا محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد، عن
ص:282
بعض رجاله، عن أيّوب بن نوح (1)، عن أبي الحسن الثالث ( عليه السلام )
أنّه قال: إذا رفع علمكم من بين أظهر كم، فتوقّعوا الفرج من تحت أقدامكم.
4 - النعمانيّ : أخبرنا محمّد بن همّام، قال: حدّثنا أحمد بن ما بُنداذ، قال: حدّثنا أحمد بن هلال، عن إسحاق بن صباح، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: إنّ هذا سيفضي إلي من يكون له الحمل (3)
(4).
1 - الحميريّ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت له: جعلت فداك، إنّ ثعلبة بن ميمون حدّثني عن عليّ بن المغيرة، عن زيد العمّيّ، عن عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) ، قال: يقوم قائمنا لموافاة الناس سنة.
قال ( عليه السلام ) : يقوم القائم بلاسفيانيّ! إنّ أمر القائم حتم من اللّه، وأمر السفيانيّ حتم من اللّه، ولايكون قائم إلّا بسفيانيّ.
قلت: جعلت فداك، فيكون في هذه السنة؟
قال ( عليه السلام ) : ما شاء اللّه.
قلت: يكون في التي يليها؟
ص:283
قال ( عليه السلام ) : يفعل اللّه ما يشاء.
2 - النعمانيّ : أخبرنا محمّد بن همّام، قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن مالك، قال: حدّثني عليّ بن عاصم، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: قبل هذا الأمر السفيانيّ، واليمانيّ، والمروانيّ، وشعيب بن صالح، فكيف يقول هذا هذا؟.
3 - النعمانيّ : أخبرنا عليّ بن أحمد البَندَنِيجِيّ، عن عبيد اللّه بن موسي العلويّ، عن محمّد بن موسي، عن أحمد بن أبي أحمد، عن محمّد بن عليّ القرشيّ، عن الحسن بن الجهم، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : أصلحك اللّه! إنّهم يتحدّثون أنّ السفيانيّ يقوم وقد ذهب سلطان بني العبّاس
فقال ( عليه السلام ) : كذبوا، إنّه ليقوم وإنّ سلطانهم لقائم.
1 - الحميريّ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: يزعم ابن أبي حمزة أنّ جعفراً زعم أنّ أبي القائم، وما علم جعفر بما يحدث من أمر اللّه، فواللّه لقد قال اللّه تبارك وتعالي يحكي عن رسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( مَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَي إِلَيَ ) .
وكان أبو جعفر ( عليه السلام ) يقول: أربعة أحداث تكون قبل قيام القائم تدلّ علي
ص:284
خروجه، منها أحداث قد مضي منها ثلاثة، وبقي واحد.
قلنا: جعلنا فداك، وما مضي منها؟ قال ( عليه السلام ) : رجب خلع فيها صاحب خراسان، ورجب وثب فيه عليّ بن زبيدة، ورجب خرج فيه محمّد بن إبراهيم بالكوفة.
قلنا: فالرجب الرابع متّصل به؟ قال ( عليه السلام ) : هكذا قال أبو جعفر.
قال: وكان في الكنز الذي قال اللّه: ( وَكَانَ تَحْتَهُ و كَنزٌ لَّهُمَا) (1) لوح من ذهب فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح! وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن! وعجبت لمن رأي الدنيا وتقلّبها بأهلها كيف يركن إليها! وينبغي لمن عقل عن اللّه أن لايتّهم اللّه تبارك وتعالي في قضائه، ولايستبطئه في رزقه.
قلنا له: إنّ أهل مصر يزعمون أنّ بلادهم مقدّسة. قال ( عليه السلام ) : وكيف ذلك؟
قلت: جعلت فداك، يزعمون أنّه يحشر من جبلهم سبعون ألفاً يدخلون الجنّة بغير حساب.
قال ( عليه السلام ) : لا، لعمري ما ذاك كذلك، وما غضب اللّه علي بني إسرائيل إلّا أدخلهم مصر، ولارضي عنهم إلّا أخرجهم منها إلي غيرها.
ولقد أوحي اللّه تبارك وتعالي إلي موسي ( عليه السلام ) أن يخرج عظام يوسف منها، فاستدلّ موسي علي من يعرف القبر، فدلّ علي امرأة عمياء زمنة، فسألها موسي أن تدلّه عليه فأبت إلّا علي خصلتين، فيدعو اللّه فيذهب بزمانتها، ويصيرها معه في الجنّة في الدرجة التي هو فيها.
فأعظم ذلك موسي، فأوحي اللّه إليه: ومايعظم عليك من هذا، أعطها ما سألت. ففعل، فوعدته طلوع القمر، فحبس اللّه القمر حتّي جاء موسي لموعده، فأخرجه من
ص:285
النيل في سفط (1) مرمر، فحمله موسي.
ولقد قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لاتغسلوا رؤوسكم بطينها، ولاتأكلوا في فخارها، فإنّه يورث الذلّة، ويذهب الغيرة.
قلنا له: قد قال ذلك رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟ فقال ( عليه السلام ) : نعم.
قال: وكان أبو جعفر ( عليه السلام ) يقول: ما من برّ ولافاجر يقف بجبال عرفات فيدعو اللّه إلّا استجاب اللّه له، أمّا البرّ ففي حوائج الدنيا والآخرة، وأمّا الفاجر ففي أمر الدنيا.
قلت له: جعلت فداك، إنّه بلغني أنّك قلت: لابقاء لملكهم بعد الخامسة
قال ( عليه السلام ) : ليس هكذا قلت، ولكن لابقاء لملكهم بعد السابعة، وليس نحن في السابعة. وصلّي اللّه علي محمّد النبيّ وآله وسلّم.
ص:286
1 - الشيخ المفيد : عليّ بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، (1)قال: سئل رجل أباالحسن ( عليه السلام ) ، عن الفَرَج؟
فقال ( عليه السلام ) : تريد الإكثار، أم أجمل لك؟
فقال: بل تجمل لي.
قال ( عليه السلام ) : إذا ركزت (2) رايات قيس بمصر، و رايات كِندَة بخراسان (3)
(4).
1 - الشيخ المفيد : الفضل بن شاذان، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: لايكون ماتمدّنّ إليه أعناقكم حتّي تميّزوا وتمحّصوا، فلايبقي منكم إلّا القليل ثمّ قرأ: الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَهُمْ لَايُفْتَنُونَ )(5)
ص:287
ثمّ قال: إنّ من علامات الفرج حدثاً يكون بين المسجدين، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشاً من العرب.
1 - الحميريّ : محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب (2) قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن الرضا ( عليه السلام ) قال: قدّام هذا الأمر قتل بيوح.
قلت: وماالبيوح؟ قال ( عليه السلام ) : دائم لايفتر.
2 - النعمانيّ : حدّثنا محمّد بن همّام، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك، قال: حدّثنا معاوية بن حكيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: قبل هذا الأمر بَيوح. فلم أدر ما البيوح؟ فحججت فسمعت أعرابيّاً يقول: هذا يوم بَيوح، فقلت له: ما البَيوح؟
ص:288
فقال: الشديد الحرّ.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيي ال عطّار ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن مهران، عن خاله أحمد بن زكريّا، قال: قال لي الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) : أين منزلك ببغداد؟
قلت: الكرخ.
قال ( عليه السلام ) : أما إنّه أسلم موضع، و لابدّ من فتنة صمّاء (2)صيلم (3) تسقط فيها كلّ وليجة (4) البِطانة: ما يبطّن به الثوب، و - هي خلاف ظِهارته. المعجم الوسيط: 62. (5) وبطانة، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي (6).
2 - النعمانيّ : حدّثنا محمّد بن همّام، قال: حدّثنا أحمد بن مابنداذ وعبد اللّه بن جعفر الحميريّ، قالا: حدّثنا أحمد بن هلال قال: حدّثنا الحسن بن محبوب الزرّاد قال: قال لي الرضا ( عليه السلام ) : إنّه يا حسن! سيكون فتنة صمّاء صيلم، يذهب فيها كلّ وليجة وبطانة، - وفي رواية: يسقط فيها كلّ وليجة وبطانة - وذلك عند فقدان الشيعة الثالث (7) من ولدي، يحزن لفقده أهل الأرض والسماء، كم من مؤمن ومؤمنة
ص:289
متأسّف متلهّف، حيران حزين لفقده، ثمّ أطرق، ثمّ رفع رأسه وقال: بأبي وأُمّي سميّ جدّي وشبيهي، وشبيه موسي بن عمران، عليه جيوب النور، يتوقّد من شعاع ضياء القدس كأنّي به آيس ما كانوا، قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد، كما يسمعه من بالقرب، يكون رحمة علي المؤمنين، وعذاباً علي الكافرين.
فقلت: بأبي وأُمّي أنت، وما ذلك النداء؟
قال ( عليه السلام ) : ثلاثة أصوات في رجب أوّلها: ( أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَي الظَّلِمِينَ ) .
والثاني: ( أَزِفَتِ الْأَزِفَةُ) (2) يا معشر المؤمنين.
والثالث: يرون يداً بارزاً مع قرن الشمس ينادي: «ألا إنّ اللّه قد بعث فلاناً علي هلاك الظالمين»، فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج، ويشفي اللّه صدورهم، ويذهب غيظ قلوبهم (3).
ص:290
1 - النعمانيّ : محمّد بن همّام قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، قال: حدّثنا محمّد بن عيسي بن عبيد، عن محمّد بن أبي يعقوب البلخيّ قال: سمعت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّكم ستبتلون بما هو أشدّ وأكبر، تبتلون بالجنين في بطن أُمّه والرضيع، حتّي يقال: غاب ومات، ويقولون: لاإمام، وقد غاب رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وغاب وغاب، وها أنا ذا أموت حتف أنفي.
1 - الحضينيّ : حدّثني محمّد بن إسماعيل...عن محمّد بن المفضّل قال: سألت سيّدي أبا عبد اللّه الصادق ( عليه السلام ) ...ياسيّدي! إلي أين يسير المهديّ ( عليه السلام ) ؟
قال: إلي مدينة جدّه رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...ويحضر السيّد محمّد الأكبر رسول اللّه، والصدّيق الأعظم أمير المؤمنين، وفاطمة والحسن والحسين، والأئمّ ( عليهم السلام ) : إمام بعد إمام، وكلّ من محض الإيمان محضاً ومحض الكفر محضاً...
ويقوم عليّ بن موسي ( عليهم السلام ) : فيشكو إلي جدّه رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ما نزل به، وتسيير المأمون إيّاه من المدينة إلي طوس بخراسان من طريق البصرة من الأهواز، ويقصّ عليه قصّته إلي أن قتله بالسمّ....
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
ص:291
1 - الشيخ حسن بن سليمان الحلّيّ : محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول في الرجعة: من مات من المؤمنين قتل، ومن قتل منهم مات.
2 - الشيخ حسن بن سليمان الحلّيّ : أحمد بن الحسين، عن عليّ بن ريّان، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: إنّ للّه خلف هذا النطاف (2)زبرجدة خضراء، منها (3) اخضرّت السماء.
قلت: وما النطاف؟ قال ( عليه السلام ) : الحجاب، وللّه عزّ وجلّ وراء ذلك سبعون ألف عالم أكثر من عدد الجنّ والإنس، وكلّهم يلعن فلاناً وفلاناً.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر ال همدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : ياابن رسول اللّه! ما تقول في حديث روي عن الصادق ( عليه السلام ) : أنّه قال: إذا خرج القائم ( عليه السلام ) قتل ذراريّ قتلة الحسين ( عليه السلام ) بفعال آبائهم.
ص:292
فقال ( عليه السلام ) : هو كذلك.
فقلت: وقول اللّه عزّ وجلّ: ( وَلَاتَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَي ) (1) ما معناه؟
قال ( عليه السلام ) : صدق اللّه في جميع أقواله، ولكن ذراريّ قتلة الحسين ( عليه السلام ) يرضون بأفعال آبائهم، ويفتخرون بها، ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه، ولو أنّ رجلاً قتل بالمشرق، فرضي بقتله رجل في المغرب، لكان الراضي عند اللّه عزّ وجلّ شريك القاتل، وإنّما يقتلهم القائم ( عليه السلام ) إذا خرج، لرضاهم بفعل آبائهم.
قال: فقلت له: بأيّ شي ء يبدأ القائم ( عليه السلام ) منكم إذا قام؟
قال: يبدأ ببني شيبة، فيقطع (2) أيديهم، لأنّهم سرّاق بيت اللّه عزّ وجلّ (3).
ص:293
ص:294
وفيه أمران
وفيه ستّة عشر موضوعاً
1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة...فقال المأمون: يا أبا الحسن! فما تقول في الرجعة؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّها لحقّ قد كانت في الأُمم السالفة، ونطق به القرآن....
2 - العلّامة المجلسيّ : وجدت بخطّ بعض الأعلام نقلاً من خطّ الشهيد قدّس اللّه روحه قال: روي الصفوانيّ في كتابه بإسناده قال: سئل الرضا ( عليه السلام ) عن تفسير ( أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ ) الآية؟
ص:295
قال ( عليه السلام ) : واللّه! ما هذه الآية إلّا في الكرّة.
1 - الشيخ الصدوق : ... عليّ بن محمّد بن الجهم، قال: سمعت المأمون يسأل الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) عمّا يرويه الناس من أمر الزهرة، وإنّها كانت امرأة فتن بها هاروت وماروت، وما يروونه من أمر سهيل إنّه كان عشّاراً باليمن.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : كذبوا في قولهم: ... إنّ التي وقع عليه اسم المسوخيّة مثل القرد، والخنزير والدبّ، وأشباهها إنّما هي مثل ما مسخ اللّه علي صورها، قوماً غضب اللّه عليهم ولعنهم بإنكارهم توحيد اللّه، وتكذيبهم رسله....
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: من كذّب بالمعراج فقد كذّب رسول اللّه.
1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن سليمان الديلميّ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، أنّه
ص:296
قال:...وإنّ البعوض كان رجلاً يستهزي ء بالأنبيا ( عليهم السلام ) : ويشتمهم، ويكلح في وجوههم، ويصفق بيديه، فمسخه اللّه تعالي بعوضاً وإنّ القمّلة هي من الجسد، وإنّ نبيّاً من أنبياء بني إسرائيل كان قائماً يصلّي إذ أقبل إليه سفيه من سفهاء بني إسرائيل فجعل يهزء به، ويكلح في وجهه، فما برح من مكانه حتّي مسخه اللّه سبحانه وتعالي قمّلة.
وإنّ الوزع كان سبطاً من أسباط بني إسرائيل، يسبّون أولاد الأنبياء ويبغضونهم، فمسخهم اللّه أوزاغاً....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي بن عبيد قال: كنت أنا وابن فضّال جلوساً، إذ أقبل يونس فقال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقلت له: جعلت فداك، قد أكثر الناس في العمود.
قال: فقال ( عليه السلام ) لي: يا يونس! ما تراه؟ أتراه عموداً من حديد يرفع لصاحبك؟
قال: قلت: ماأدري.
قال ( عليه السلام ) : لكنّه ملك موكّل بكلّ بلدة يرفع اللّه به أعمال تلك البلدة.
قال فقام ابن فضّال فقبّل رأسه وقال: رحمك اللّه! يا أبامحمّد! لا تزال تجي ء بالحديث الحقّ الذي يفرّج اللّه به عنّا.
ص:297
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...الحسين بن الحسن قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّي تركت ابن قياما من أعدي خلق اللّه لك! قال: ذلك شرّ له...واللّه ما عذّب اللّه بشي ء أشدّ من الإملاء، واللّه يا حسين! ما عذّبهم اللّه بشي ء أشدّ من الإملاء.
1 - الراونديّ : عن محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، قال: مرض رجل من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، فعاده.
فقال: كيف نجدك؟ قال: لقيت الموت بعدك يريد به مالقيه من شدّة مرضه.
فقال: كيف لقيته؟ قال: شديداً أليماً.
قال: مالقيته، إنّما لقيت مايبدؤك به، ويعرّفك بعض حاله.
إنّما الناس رجلان: مستريح بالموت، ومستراح منه (به)، فجدّد الإيمان باللّه وبالولاية تكن مستريحاً.
ففعل الرجل ذلك، ثمّ قال: ياابن رسول اللّه! هذه ملائكة ربّي بالتحيّات والتحف يسلّمون عليك، وهم قيام بين يديك، فائذن لهم في الجلوس.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : اجلسوا ملائكة ربّي.
ثمّ قال للمريض: سلهم أُمروا بالقيام بحضرتي؟
ص:298
فقال المريض: سألتهم، فزعموا (1) أنّه لو حضرك كلّ من خلقه اللّه من ملائكته
لقاموا لك، ولم يجلسوا حتّي تأذن لهم، هكذا (2) أمرهم اللّه عزّ وجلّ.
ثمّ غمض الرجل عينيه وقال: السلام عليك ياابن رسول اللّه! هكذا شخصك
ماثل لي مع أشخاص محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ومن بعده من الأئمّ ( عليهم السلام ) : ، وقضي الرجل.(3)
1 - الشيخ الصدوق : ... عبد السلام بن صالح الهرويّ، عن ال رضا ( عليه السلام ) قال: قلت له: ياابن رسول اللّه! لأيّ علّة أغرق اللّه عزّ وجلّ الدنيا كلّها في زمن نوح ( عليه السلام ) ، وفيهم الأطفال، وفيهم من لاذنب له؟
فقال ( عليه السلام ) : ... أنّ اللّه عزّ وجلّ أعقم أصلاب قوم نوح، وأرحام نسائهم أربعين عاماً، فانقطع نسلهم فغرقوا ولاطفل فيهم، وماكان اللّه عزّ وجلّ ليهلك بعذابه من لاذنب له ....
ص:299
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس قال: سألته عن المصلوب، يعذّب عذاب القبر؟
قال: فقال ( عليه السلام ) : نعم، إنّ اللّه عزّ وجلّ يأمر الهواء أن يضغطه.
1 - الحافظ رجب البرسي: إنّ الرضا ( عليه السلام ) قال يوماً في مجلسه: لا إله إلّااللّه مات فلان ... وحمل إلي حفرته، ثمّ صبر هنيئة وقال: لا إله إلاّ اللّه، وضع في قبره، وسئل عن ربّه فأجاب، ثمّ سئل عن نبيّه فأقرّ، ثمّ سئل عن إمامه فأخبر، وعن العترة فعدّهم، ثمّ وقف عندي فما باله وقف، وكان الرجل واقفيّاً.
1 - الحافظ رجب البرسي: إنّ الرضا ( عليه السلام ) قال يوماً في مجلسه: لا إله إلّااللّه مات فلان، ثمّ صبر هنيئة، وقال: لا إله إلّا اللّه غلّ وكفّر، وحمل إلي حفرته، ثمّ صبر هنيئة وقال: لا إله إلاّ اللّه، وضع في قبره، وسئل عن ربّه فأجاب، ثمّ سئل عن نبيّه فأقرّ، ثمّ سئل عن إمامه فأخبر، وعن العترة فعدّهم، ثمّ وقف عندي فما باله وقف، وكان الرجل واقفيّاً.
ص:300
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : حدّثني أبي، عن جعفر بن إبراهيم، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: إذا كان يوم القيامة أوقف المؤمن بين يديه، فيكون هو الذي يتولّي حسابه، فيعرض عليه عمله، فينظر في صحيفته
فأوّل مايري سيّئاته، فيتغيّر لذلك لونه، وترتعش فرائصه، وتفزع نفسه، ثمّ يري حسناته فتقرّ عينه، وتسرّ نفسه، وتفرح روحه، ثمّ ينظر إلي ما أعطاه اللّه من الثواب فيشتدّ فرحه
ثمّ يقول اللّه للملائكة: هلمّوا الصحف التي فيها الأعمال التي لم يعملوها!
قال: فيقرؤونها ثمّ يقولون: وعزّتك إنّك لتعلم أنّا لم نعمل منها شيئاً فيقول: صدقتم، نويتموها فكتبناها لكم، ثمّ يثابون عليها.
2 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : حدّثني أبي، عن جعفر وإبراهيم، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: إذا كان يوم القيامة، أوقف اللّه المؤمن بين يديه، وعرض عليه عمله، فينظر في صحيفته، فأوّل ما يري سيّئاته، فيتغيّر لذلك لونه، وترتعد فرائصه، ثمّ تعرض عليه حسناته، فتفرح لذلك نفسه، فيقول اللّه عزّوجلّ: «بدّلوا سيّئاتهم حسنات، وأظهروها للناس» فيبدلّ اللّه لهم.
فيقول الناس: أما كان لهؤلاء سيّئة واحدة وهو قوله: ( يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَنَتٍ ) .
301
قال: وقرأ عند أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَجِنَا وَذُرِّيَّتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
فقال ( عليه السلام ) : قد سألوا اللّه عظيماً أن يجعلهم للمتّقين أئمّة!
فقيل له: كيف هذا ياابن رسول اللّه؟ قال ( عليه السلام ) : إنّما أنزل اللّه «الذين يقولون ربّنا هب لنا من أزواجنا وذريّاتنا قرّة أعين واجعل لنا من المتّقين إماماً».
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : حدّثني أبي، عن الحسن (الحسين) بن خالد، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد: أين الصابرون؟ فيقوم فئام من الناس ثمّ ينادي: أين المتصبّرون؟ فيقوم فئام من الناس.
قلت: جعلت فداك، وما الصابرون؟
قال ( عليه السلام ) : علي أداء الفرايض، والمتصبّرون علي اجتناب المحارم.
ص:302
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نجران (1) رفعه قال: قال: ثلاثة يوم القيامة علي كثبان (2)
المسك، أحدهم مؤذّن أذّن احتساباً (3) .
1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة...فقال المأمون: ياأبا الحسن! فما تقول في القائلين بالتناسخ؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : من قال بالتناسخ فهو كافر باللّه العظيم، مكذّب بالجنّة والنار....
ص:303
1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة...قال المأمون: ماتقول في المسوخ؟
قال الرضا ( عليه السلام ) : أولئك قوم غضب اللّه عليهم فمسخهم، فعاشوا ثلاثة أيّام ثمّ ماتوا ولم يتناسلوا، فما يوجد في الدنيا من القردة والخنازير وغير ذلك ممّا وقع عليهم اسم المسوخيّة فهو مثل ما لا يحلّ أكلها والانتفاع بها....
وفيه ثمانية موضوعات
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ الخزّاز، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يوم القيامة آخذ بحجزة اللّه تعالي، ونحن آخذون بحجزة نبيّنا، وشيعتنا آخذون بحجزتنا، ثمّ قال: والحجزة النور وقال في حديث آخر: معني الحجزة: الدين.
ص:304
2 - زين الدين العامليّ : من الكتاب المذكور (بغية المريد في الكشف عن أحوال الشهيد) من جملة منام سقط من أولّه ما سقط والموجود منه هذا: رأيت في المنام قائلاً يقول لي: ما لي أراك ملولاً؟
فقلت: وكيف لاأكون كذلك، وأنا علي هذه الحالة في بلاد غربة.
فقال: لاتخف، فإنّك بين اثني عشر بيتاً في كلّ منها ماء جاريّ، ففتحت عيني في النوم فرأيت كما قيل لي
فلمّا كانت ليلة الثلاثاء، الثامن والعشرون من الشهر المذكور، رأيت العجب العجيب، والأمر الغريب، وهو أنّي أوّل ليلتي تلك فكّرت في أمري وقلت: لومتّ في مرضي هذا مايكون عاقبة أمري؟ أمن أهل الجنّة أكون، أم من أهل النار؟ ثمّ التفتّ إلي نفسي وأزريت عليها، وقلت: بأيّ عمل حسن ترجوا الجنّة، وأنت قد قضيت أكثر عمرك في الأسفار، في طهارة غير جيّدة، وأوقات غير محمودة، وليس لك عمل تستحقّ به الجنّة، اللّهمّ! إلّا الإيمان، وحبّ أهل البيت ( عليهم السلام ) : فبينما أنا كذلك إذ جاءني شخص وقال: أجب.
فقلت: ما الخبر؟
فقال: هذا يوم القيامة، وقد طلب للعرض والحساب، فسرت معه ساعة فأوقفني في أرض خالية، وإذا قد أقبل شخص آخر وقال لي: سر
فقلت لهما: ألا تمرّان بي علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) والأئمّ ( عليهم السلام ) : لعلّ شفاعة؟.
فقالا: لم نؤمر بذلك، فبينما نحن في الكلام، وإذا برجلين جالسان، عليهما الهيبة والوقار.
فقلت: من هؤلاء؟ قالوا: هذا موسي الكاظم، وابنه عليّ بن موسي الرضا صلوات اللّه عليهما، فسارعت إليهما وسلّمت عليهما، فردّا عليّ السلام، وكأنّهما
ص:305
يهنّياني بما أنعم اللّه تعالي به عليّ، وسايرتهما ساعة، ثمّ فارقاني صلوات اللّه عليهما.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّ لكلّ إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد، وحسن الأداء، زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم، وتصديقاً بما رغبوا فيه، كان أئمّتهم شفعاؤهم يوم القيامة.
1 - ابن شهرآشوب : أبو إسحاق الموصليّ: إنّ قوماً من ماوراء النهر سألوا الرضا ( عليه السلام ) عن الحور العين ممّ خلقن؟
وعن أهل الجنّة إذا دخلوها أوّل مايأكلون؟
وعن معتمد ربّ العالمين، أين كان؟ وكيف كان؟ إذ لاأرض ولاسماء ولاشي ء.
فقال ( عليه السلام ) : أمّا الحور العين فإنّهنّ خلقن من الزعفران والتراب لايفنين.
وأمّا أوّل مايأكل أهل الجنّة، فإنّهم يأكلون أوّل مايدخلونها من كبد الحوت التي عليها الأرض.
وأمّا معتمد الربّ عزّ وجلّ فإنّه أيّن الأين، وكيّف الكيف، وإنّ ربّي بلاأين
ص:306
ولاكيف، وكان معتمده علي قدرته سبحانه وتعالي.
1 - أبو عمرو الكشّيّ : عليّ، قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن مروك بن عبيد، عن يزيد بن حمّاد، عن ابن سنان، قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : إنّ يونس يقول: إنّ الجنّة والنار لم يخلقا.
قال: فقال: ماله لعنه اللّه، فأين جنّة آدم.
2 - أبو عمرو الكشّيّ : عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، قال: حدّثني مروك بن عبيد، عن محمّد بن عيسي القمّيّ قال: توجّهت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فاستقبلني يونس مولي ابن يقطين قال: فقال لي: أين تذهب؟
فقلت: أُريد أباالحسن.
قال: فقال لي: اسأله عن هذه المسألة، قل له: خلقت الجنّة بعد، فإنّي أزعم أنّها لم تُخلق.
قال: فدخلت علي أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: فجلست عنده، وقلت له: إنّ يونس مولي ابن يقطين أودعني إليك رسالة
قال ( عليه السلام ) : وماهي؟ قال: قلت: قال: أخبِرني عن الجنّة، خلقت بعد، فإنّي أزعم أنّها لم تُخلق.
ص:307
فقال ( عليه السلام ) : كذب، فأين جنّة آدم ( عليه السلام ) .
1 - العلّامة المجلسيّ : عن سهل، عن أحمد بن عيسي البزّاز القمّيّ، عن أبي إسحاق العلاّف النيشابوريّ، عن واسط بن سليمان، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: إنّ للجنّة ثمانية أبواب، ولأهل قمّ واحد منها، فطوبي لهم، ثمّ طوبي لهم، ثمّ طوبي لهم.
1 - ابن شهرآشوب : أبو إسحاق الموصليّ: إنّ قوماً من ماوراء النهر سألوا الرضا ( عليه السلام ) عن الحور العين ممّ خلقن؟
وعن أهل الجنّة إذا دخلوها أوّل مايأكلون؟...
فقال ( عليه السلام ) :...وأمّا أوّل مايأكل أهل الجنّة، فإنّهم يأكلون أوّل مايدخلونها من كبد الحوت التي عليها الأرض....
ص:308
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) :...فلا يدخل الجنّة من البهائم إلّا ثلاثة، حمارة بلعم، وكلب أصحاب الكهف، والذئب، وكان سبب الذئب أنّه بعث ملك ظالم رجلاً شرطيّاً، ليحشر قوماً من المؤمنين ويعذّبهم، وكان للشرطيّ ابن يحبّه، فجاء ذئب فأكل ابنه، فحزن الشرطيّ عليه، فأدخل اللّه ذلك الذئب الجنّة، لما أحزن الشرطيّ.
1 - الشيخ الصدوق :...عبد اللّه بن عامر قال: حدّثني أبي، عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: إذا كان يوم القيامة، زفّت الشهور إلي الحشر، يقدّمها شهر رمضان، عليه من كلّ زينة حسنة، فهو بين الشهور يومئذ كالقمر بين الكواكب....
ص:309
ص:310
الباب الخامس في الأحكام وفي فصول
الفصل الأوّل: مقدّمات الفقه
الفصل الثاني: الطهارة
الفصل الثالث: الصلاة
الفصل الرابع: الصوم
الفصل الخامس: الزكاة
الفصل السادس: الخمس
الفصل السابع: الحجّ والمزار
الفصل الثامن: الجهاد والتقيّة
الفصل التاسع: النكاح والأولاد
الفصل العاشر: الطلاق
الفصل الحادي عشر: الوقوف والصدقات
الفصل الثاني عشر: الهبة
الفصل الثالث عشر: العتق
الفصل الرابع عشر: الأيمان والنذر
الفصل الخامس عشر: البيع والتجارة
الفصل السادس عشر: القرض والدين والضمان
ص:311
الفصل السابع عشر: الوديعة
الفصل الثامن عشر: المزارعة والمساقاة
الفصل التاسع عشر: الإجارة
الفصل العشرون: الوصيّة
الفصل الحادي والعشرون: الصيد والذبائح
الفصل الثاني والعشرون: الأطعمة والأشربة
الفصل الثالث والعشرون: اللقطة
الفصل الرابع والعشرون: الزيّ والتجمّل
الفصل الخامس والعشرون:: الإرث
الفصل السادس والعشرون: القضاء والشهادات
الفصل السابع والعشرون: الحدود والقصاص والديات
ص:312
ويشتمل هذا الباب علي سبعة وعشرين فصلاً
وفيه أحد عشر موضوعاً
1 - الشيخ الصدوق ؛ :...محمّد بن سنان: إنّ أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، كتب إليه بما في هذا الكتاب جواب كتابه إليه يسأله عنه: جاءني كتابك تذكر: أنّ بعض أهل القبلة يزعم أنّ اللّه تبارك وتعالي لم يحلّ شيئاً، ولم يحرّمه، لعلّه أكثر من التعبّد لعباده بذلك، قد ضلّ من قال ذلك ضلالاً بعيداً، وخسر خسراناً مبيناً، لأنّه لو كان ذلك لكان جايزاً أن يستعبدهم بتحليل ما حرّم، وتحريم ما أحلّ، حتّي يستعبدهم بترك الصلاة والصيام، وأعمال البرّ كلّها، والإنكار له ولرسله وكتبه، والجحود بالزني والسرقة، وتحريم ذوات المحارم، وما أشبه ذلك من الأُمور التي فيها فساد التدبير، وفناء الخلق، إذ العلّة في التحليل والتحريم التعبّد لا غيره، فكان كما أبطل اللّه تعالي به قول من قال ذلك، إنّا وجدنا كلّما أحلّ اللّه تبارك وتعالي، ففيه صلاح العباد وبقائهم، ولهم إليه الحاجة التي لا يستغنون عنها، ووجدنا المحرّم من
ص:313
الأشياء لا حاجة بالعباد إليه، ووجدناه مفسداً داعياً للفناء والهلاك، ثمّ رأيناه تبارك وتعالي قد أحلّ بعض ما حرّم في وقت الحاجة، لما فيه من الصلاح في ذلك الوقت، نظير ما أحلّ من الميتة، والدم، ولحم الخنزير، إذا اضطرّ إليها المضطرّ، لما في ذلك الوقت من الصلاح والعصمة، ودفع الموت؛ فكيف، أنّ الدليل علي أنّه لم يحلّ إلّا لما فيه من المصلحة للأبدان، وحرّم ماحرّم، لما فيه من الفساد، ولذلك وصف في كتابه، وأدّت عنه رسله وحججه....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي بإسناده، عن أحمد بن عمر الحلاّل قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب ولا يقول: اروه عنّي، يجوز لي أن أرويه عنه؟
قال: فقال ( عليه السلام ) : إذا علمت أنّ الكتاب له فاروه عنه.
1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي، ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثني محمّد بن عبد اللّه المسمعيّ قال: حدّثني أحمد بن الحسن الميثميّ: أنّه سأل الرضا ( عليه السلام ) يوماً وقد اجتمع عنده قوم من أصحابه، وقد كانوا يتنازعون في الحديثين المختلفين عن رس ول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في الشي ء الواحد؟
ص:314
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّوجلّ حرّم حراماً، وأحلّ حلالاً، وفرض فرائض، فما جاء في تحليل ما حرّم اللّه، أو تحريم ما أحلّ اللّه، أو دفع فريضة في كتاب اللّه، رسمها بين قائم بلا ناسخ نسخ ذلك، فذلك ممّا لا يسع الأخذ به، لأنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لم يكن ليحرّم ما أحلّ اللّه، ولا ليحلّل ما حرّم اللّه، ولا ليغيّر فرائض اللّه وأحكامه، كان في ذلك كلّه متّبعاً مسلّماً مؤدّياً عن اللّه، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ: ( إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَي إِلَيَّ ) (1)؛ فكان ( عليه السلام ) متّبعاً للّه، مؤدّياً عن اللّه ما أمره به من تبليغ الرسالة.
قلت: فإنّه يرد عنكم الحديث في الشي ء عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ممّا ليس في الكتاب، وهو في السنّة، ثمّ يرد خلافه.
فقال ( عليه السلام ) : وكذلك قد نهي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عن أشياء، نهي حرام، فوافق في ذلك نهيه نهي اللّه تعالي، وأمر بأشياء، فصار ذلك الأمر واجباً لازماً كعِدل (2) فرايض اللّه تعالي، ووافق في ذلك أمره أمر اللّه تعالي، فما جاء في النهي
عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) نهي حرام، ثمّ جاء خلافه، لم يسع استعمال ذلك، وكذلك فيما أمر به، لأنّا لا نرخّص فيما لم يرخّص فيه رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ولانأمر بخلاف ما أمر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، إلّا لعلّة خوف ضرورة، فأمّا إن نستحلّ ما حرّم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أو نحرّم ما استحلّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فلايكون ذلك أبداً، لأنّا تابعون لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، مسلّمون له، كما كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) تابعاً لأمر ربّه عزّ وجلّ مسلّماً له، وقال عزّ وجلّ: ( مَآ ءَاتَآكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَل-كُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ) (3)، وإنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) نهي عن أشياء ليس نهي حرام، بل إعافة
ص:315
وكراهة، وأمر بأشياء ليس أمر فرض ولاواجب؛ بل أمر فضل ورجحان في الدين، ثمّ رخّص في ذلك للمعلول وغير المعلول، فما كان عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) نهي إعافة أو أمر فضل، فذلك الذي يسع استعمال الرخص فيه، إذا ورد عليكم عنّا فيه الخبران باتّفاق يرويه من يرويه في النهي ولا ينكره، وكان الخبران صحيحين معروفين باتّفاق الناقلة فيهما، يجب الأخذ بأحدهما، أو بهما جميعاً، أو بأيّهما شئت وأحببت، موسّع ذلك لك من باب التسليم لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، والردّ إليه وإلينا، وكان تارك ذلك من باب العناد والإنكار، وترك التسليم لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مشركاً باللّه العظيم.
فما ورد عليكم من خبرين مختلفين فأعرضوهما علي كتاب اللّه، فما كان في كتاب اللّه موجوداً حلالاً أو حراماً، فاتّبعوا ما وافق الكتاب، وما لم يكن في الكتاب، فأعرضوه علي سنن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فما كان في السنّة موجوداً منهيّاً عنه نهي حرام، أو مأموراً به عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أمر إلزام، فاتّبعوا ما وافق نهي رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وأمره.
وما كان في السنّة نهي إعافة أو كراهة، ثمّ كان الخبر الآخر خلافه، فذلك رخصة فيما عافه رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وكرهه ولم يحرّمه، فذلك الذي يسع الأخذ بهما جميعاً، أو بأيّهما شئت، وسعك الاختيار من باب التسليم والاتّباع، والردّ إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
ومالم تجدوه في شي ء من هذه الوجوه، فردّوا إلينا علمه، فنحن أولي بذلك، ولاتقولوا فيه بآرائكم، وعليكم بالكفّ والتثبّت والوقوف، وأنتم طالبون باحثون حتّي يأتيكم البيان من عندنا
(1) ،
(2).
ص:316
2 - أبو منصور الطبرسيّ ؛ : روي عن الحسن بن الجهم، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : تجيئنا الأحاديث عنكم مختلفة، قال ( عليه السلام ) : ما جاءك عنّا فقسه علي كتاب اللّه عزّ وجلّ وأحاديثنا، فإن كان يشبههما فهو منّا، وإن لم يشبههما فليس منّا.
قلت: يجيئنا الرجلان - وكلاهما ثقة - بحديثين مختلفين، فلا نعلم أيّهما الحقّ؟
فقال ( عليه السلام ) : إذا لم تعلم فموسّع عليك بأيّهما أخذت.
1 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ :...يونس بن عبد الرحمن في حديث قال: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر ( عليه السلام ) ، ووجدت أصحاب أبي عبداللّه ( عليه السلام ) متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم، فعرضتهإ؛«طست من بعد علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) وقال لي:...فلاتقبلوا علينا خلاف القرآن؛
فإنّا إن حدّثنا، حدّثنا بموافقة القرآن، وموافقة السنّة، إنّا عن اللّه وعن رسوله نحدّث، ولانقول: قال فلان وفلان، فيتناقض كلامنا، إنّ كلام آخرنا مثل كلام أوّلنا، وكلام أوّلنا مصادق لكلام آخرنا؛ فإذا أتاكم من يحدّثكم بخلاف ذلك فردّوه عليه، وقولوا: أنت أعلم وما جئت به! فإنّ مع كلّ قول منّا حقيقة وعليه نوراً، فما لاحقيقة
ص:317
ولانور عليه، فذلك من قول الشيطان.
1 - العيّاشيّ ؛ : عن عبد اللّه بن جندب قال: كتب إليّ أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) :...إنّ هؤلاء القوم [أي الواقفة] سنح لهم شيطان اغترّهم بالشبهة، ولبّس عليهم أمر دينهم،...بل كان الفرض عليهم، والواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحيّر، وردّ ما جهلوه من ذلك إلي عالمه ومستنبطه، لأنّ اللّه يقول في محكم كتابه: ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَإِلَي أُوْلِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنم-بِطُونَهُ و مِنْهُمْ ) يعني آل محمّ ( عليهم السلام ) : ، وهم الذين يستنبطون من القرآن، ويعرفون الحلال والحرام، وهم الحجّة للّه علي خلقه.
1 - العلّامة المجلسيّ ؛ : روي الشيخ قطب الدين الراونديّ في رسالة الفقهاء علي ما نقل عنه بعض الثقاة بإسناده عن الصدوق، عن ابن المتوكّل، عن السعد آباديّ، عن البرقيّ، عن أبيه، عن محمّد بن عبد اللّه قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : كيف نصنع بالخبرين المختلفين؟
فقال ( عليه السلام ) : إذا ورد عليكم حديثان مختلفان، فانظروا ما يخالف منهما العامّة
ص:318
فخذوه، وانظروا ما يوافق أخبارهم فدعوه.
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن صلاة طواف التطوّع بعد العصر؟
فقال ( عليه السلام ) : لا.
فذكرت له قول بعض آبائه: إنّ الناس لم يأخذوا عن الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) إلّاالصلاة بعد العصر بمكّة.
فقال ( عليه السلام ) : نعم، ولكن إذا رأيت الناس يقبلون علي شي ء فاجتنبه.
فقلت: إنّ هؤلاء يفعلون.
قال ( عليه السلام ) : لستم مثلهم.
1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، ومحمّد بن موسي البرقيّ، ومحمّد بن علي ماجيلويه، ومحمّد بن عليّ بن هاشم، وعليّ بن عيسي المجاور رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا عليّ بن محمّد بن ماجيلويه، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد السيّاريّ، عن عليّ بن
ص:319
أسباط قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : يحدث الأمر لا أجد بدّاً من معرفته، وليس في البلد الذي أنا فيه أحد أستفتيه من مواليك.
قال: فقال ( عليه السلام ) : ائت فقيه البلد فاستفته في أمرك، فإذا أفتاك بشي ء فخذ بخلافه، فإنّ الحقّ فيه.
1 - البرقيّ ؛ : عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر(2) قال: قال رجل من أصحابنا لأبي الحسن ( عليه السلام ) : نقيس علي الأثر نسمع الرواية فنقيس عليها؟
فأبي ذلك وقال: قد رجع الأمر إذاً إليهم فليس معهم لأحد أمر.
1 - الشيخ الصدوق ؛ : ... عن أبي حيّون مولي الرضا ( عليه السلام ) قال:... إنّ في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن، ومحكماً كمحكم القرآن، فردّوا متشابهها إلي محكمها، ولا تتّبعوا متشابهها دون محكمها فتضلّوا.
ص:320
ص:322
وفيه ستّة عشر موضوعاً
وفيه مسألة واحدة
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...عليّ بن الفضل الواسطيّ قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) :...ما حدّ البلوغ؟
فقال ( عليه السلام ) : ما أوجب علي المؤمنين الحدود.
ص:323
وفيه مسألة واحدة
1 - ابن إدريس الحلّيّ ؛ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ صاحب الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن الرجل اشتري ثوباً من السوق لبيساً لايدري لمن كان، يصلح له الصلاة فيه؟
قال ( عليه السلام ) : إن كان اشتراه من مسلم فليصلّ فيه، وإن اشتراه من نصرانيّ فلايلبسه ولا يصلّي فيه حتّي يغسله.
وفيه مسألة واحدة
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...القاسم الصيقل قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) : إنّي أعمل أغماد السيوف من جلود الحمر الميتة، فيصيب ثيابي فأُصلّي فيها.
فكتب ( عليه السلام ) إليّ: اتّخذ ثوباً لصلاتك....
ص:324
وفيه سبع مسائل
1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن سهل، عن أبيه قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الرجل يبقي عن وجهه إذا توضّأ؟ (1)
فقال: يجزيه أن يبلّه من بعض جسده.
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرني الشيخ ؛ ، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن عبيد اللّه، وعبد اللّه بن المغيرة قالا: سألنا الرضا ( عليه السلام ) عن الرجل ينام علي دابّته؟
فقال ( عليه السلام ) : إذا ذهب النوم بالعقل فليُعد الوضوء.
ص:325
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : الحسين بن سعيد، عن محمّد بن إسماعيل (1)، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: سألته عن المذي، فأمرني بالوضوء منه، ثمّ أعدت عليه سنة أُخري، فأمرني بالوضوء منه وقال: إنّ عليّاً أمر المقداد أن يسأل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، واستحيي أن يسأله فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فيه الوضوء.
قلت: وإن لم أتوضّأ؟
قال ( عليه السلام ) : لابأس. (2)
2 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...محمّد بن عيسي قال: كتب إليه رجل هل يجب الوضوء ممّا خرج من الذكر بعد الاستبراء؟
فكتب ( عليه السلام ) : نعم.
1 - الشيخ الصدوق ؛ : أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن إبراهيم بن أبي محمود، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن القي ء والرعاف (2)والمِدّة (3) والدم، أينقض الوضوء؟
فقال ( عليه السلام ) : لاينقض شيئاً.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد،
ص:327
عن عليّ بن أحمد بن أشيم، عن صفوان قال: سأل الرضا ( عليه السلام ) رجل وأنا حاضر فقال: إنّ بي جرحاً في مقعدتي فأتوضّأ وأستنجي، ثمّ أجد بعد ذلك الندي والصفرة من المقعدة، أفأُعيد الوضوء؟
فقال: وقد أنقيت، فقال: نعم.
قال: لا، ولكن رشّه بالماء، ولاتعد الوضوء.
أحمد، عن أبي نصر قال: سأل الرضا ( عليه السلام ) رجل، بنحو حديث صفوان.
- حكم الاستعانة في الوضوء:
1 - الشيخ المفيد؛ : كان الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) يكثر وعظ المأمون إذا خلا به...ودخل الرضا ( عليه السلام ) يوماً عليه، فرآه يتوضّأ للصلاة والغلام يصبّ علي يده الماء فقال: لاتشرك يا أميرالمؤمنين! بعبادة ربّك أحداً، فصرف المأمون الغلام، وتولّي تمام وضوئه بنفسه....
وفيه ثمان مسائل
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرني الشيخ أيّده اللّه تعالي، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن محمّدبن
ص:328
إسماعيل بن بزيع قال: كتبت إلي رجل أسأله أن يسأل أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فقال: ماء البئر واسع لا يفسده (1) شي ء، إلّا أن يتغيّر ريحه أو طعمه، فينزح منه حتّي يذهب الريح، ويطيب طعمه، لأنّ له مادّة.
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن محمّد بن القاسم (3) ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في البئر يكون بينها وبين الكنيف خمسة أذرع وأقلّ وأكثر، يتوضّأ منها.
قال ( عليه السلام ) : ليس يكره من قرب ولا بعد، يتوضّأ منها، ويغتسل ما لم يتغيّر الماء.
ص:329
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: كتبت إلي رجل أسأله أن يسأل أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقال: ماء البئر واسع لا يفسده شي ء، إلّا أن يتغيّر ريحه أو طعمه، فينزح منه حتّي يذهب الريح، ويطيب طعمه، لأنّ له مادّة.
2 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...محمّد بن القاسم، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في البئر يكون بينها وبين الكنيف خمسة أذرع وأقلّ وأكثر، يتوضّأ منها.
قال ( عليه السلام ) : ليس يكره من قرب ولابعد، يتوضّأ منها، ويغتسل ما لم يتغيّر الماء.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: كتبت إلي رجل أسأله أن يسأل أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) ، عن البئر تكون في المنزل للوضوء، فتقطّر فيها قطرات من بول أو دم، أو يسقط فيها شي ء من عذرة كالبعرة ونحوها، ما الذي يطهّرها حتّي يحلّ الوضوء منها للصلاة؟
ص:330
فوقّع ( عليه السلام ) بخطّه في كتابي: تنزح منها دلاءً.
2 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: كتبت إلي رجل أسأله أن يسأل أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقال: ماء البئر واسع لا يفسده شي ء، إلّا أن يتغيّر ريحه أو طعمه، فينزح منه حتّي يذهب الريح، ويطيب طعمه، لأنّ له مادّة.
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...محمّد بن القاسم، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في البئر يكون بينها وبين الكنيف خمسة أذرع وأقلّ وأكثر، يتوضّأ منها.
قال ( عليه السلام ) : ليس يكره من قرب ولابعد، يتوضّأ منها، ويغتسل ما لم يتغيّر الماء.
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع (1) قال: سألته عن الأرض والسطح يصيبه البول أو ما أشبهه، هل تطهّره
الشمس من غير ماء؟
قال ( عليه السلام ) : كيف تطهر من غير ماء.
1 - أبو نصر الطبرسيّ ؛ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: من غسل رجليه بعد خروجه من الحمّام فلا بأس، وإن لم يغسلهما فلا بأس.
وفيه ثمان مسائل
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...سليمان الجعفريّ قال: بتّ مع الرضا ( عليه السلام ) في سفح جبل، فلمّا كان آخر الليل قام فتنحّي، وصار علي موضع مرتفع، فبال وتوضّأ وقال:
ص:332
من فقه الرجل أن يرتاد لموضع بوله، وبسط سراويله، وقام عليه وصلّي صلاة الليل.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي بإسناده رفعه قال: سئل أبو الحسن ( عليه السلام ) (2) ما حدّ الغائط؟
قال: لا تستقبل القبلة ولا تستدبرها، ولا تستقبل الريح ولا تستدبرها.
وروي أيضاً في حديث آخر: لا تستقبل الشمس ولا القمر.
2 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن عليّ بن محبوب، عن الهيثم بن مسروق النهديّ، عن محمّد بن إسماعيل قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وفي منزله كنيف مستقبل القبلة، سمعته يقول: من بال حذاء القبلة، ثمّ ذكر فانحرف عنها إجلالاً للقبلة، وتعظيماً لها، لم يقم من مقعده ذلك حتّي يغفر اللّه له.
ص:333
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : أحمد بن محمّد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : الطنفسة (1)والفراش يصيبهما البول، كيف يصنع بهما وهو ثخين كثير الحشو؟
قال ( عليه السلام ) : يغسل ما ظهر منه في وجهه.
1 - ابن إدريس الحلّيّ ؛ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ صاحب الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن البول يصيب الجسد؟
قال ( عليه السلام ) : صبّ عليه الماء مرّتين، فإنّما هو ماء.
وسألته عن الثوب يصيبه البول؟ قال ( عليه السلام ) : اغسله مرّتين.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد،
ص:334
عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: يستنجي ويغسل ما ظهر منه ( أي محلّ الغائط) علي الشَرَج (1) ، ولاتدخل فيه الأنملة.
1 - الشيخ الصدوق ؛ : سئل الرضا ( عليه السلام ) عن الرجل يطأ في الحمّام، وفي رجليه الشقاق، فيطأ البول والنورة، فيدخل الشقاق أثر أسود ممّا وطئه من القذر وقد غسله، كيف يصنع به وبرجله التي وطي ء بها؟ أيجزيه الغسل أن يخلّل أظفاره بأظفاره ويستنجي، فيجد الريح من أظفاره، ولا يري شيئاً؟
فقال ( عليه السلام ) : لا شي ء عليه من الريح والشقاق بعد غسله.
1 - ابن إدريس الحلّيّ ؛ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ صاحب الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن الرجل اشتري ثوباً من السوق لبيساً (4) لايدري لمن
ص:335
كان، يصلح له الصلاة فيه؟
قال ( عليه السلام ) : إن كان اشتراه من مسلم فليصلّ فيه، وإن اشتراه من نصرانيّ فلايلبسه ولا يصلّي فيه حتّي يغسله.
1 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : الرجل يستنجي وخاتمه في إصبعه، ونقشه «لا إله إلّا اللّه». فقال ( عليه السلام ) : أكره ذلك....
وفيه ستّ مسائل
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...إسماعيل بن مهران قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) أسأله عن حدّ الوجه؟
فكتب ( عليه السلام ) : من أوّل الشعر إلي آخر الوجه وكذلك الجبينين.
ص:336
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن إبراهيم، عن أخيه إسحاق بن إبراهيم، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: فرض اللّه علي النساء في الوضوء للصلاة أن يبتدئن بباطن أذرعهنّ، وفي الرجال بظاهر الذراع.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن المسح علي القدمين كيف هو؟
فوضع كفّه علي الأصابع، فمسحها إلي الكعبين إلي ظاهر القدم.
فقلت: جعلت فداك، لو أنّ رجلاً قال بإصبعين من أصابعه هكذا؟
فقال ( عليه السلام ) : لا، إلّا بكفّه (2) (3)
ص:337
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن محمّد بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وبين يديه إبريق، يريد أن يتهيّأ منه للصلاة، فدنوت منه لأصبّ عليه فأبي ذلك، وقال: مه، يا حسن!
فقلت له: لِمَ تنهاني أن أصبّ علي يدك؛ تكره أن أُوجر؟
قال ( عليه السلام ) : توجر أنت وأُوزر أنا؟!
فقلت له: وكيف ذلك؟
فقال ( عليه السلام ) : أما سمعت اللّه عزّ وجلّ يقول: ( فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ ي فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَلِحًا وَلَايُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ ي أَحَدَاً)(1)، وها أناذا!
أتوضّأ للصلاة وهي العبادة، فأكره أن يشركني فيها أحد.
ص:338
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...أحمد بن محمّد قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن غسل الجنابة؟
فقال ( عليه السلام ) : ... لا وضوء فيه.
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: كتبت إلي من يسأله عن الغدير، يجتمع فيه ماء السماء، ويستقي فيه من بئر، فيستنجي فيه الإنسان من بول أو يغتسل فيه الجنب، ماحدّه الذي لايجوز؟
فكتب ( عليه السلام ) : لاتتوضّأ من مثل هذا إلّا من ضرورة إليه.
وفيه ثلاث مسائل
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين،
ص:339
ومحمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيي، عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) (1) عن الكسير تكون عليه الجبائر، أو تكون به الجراحة، كيف يصنع بالوضوء، وعند غسل الجنابة، وغسل الجمعة؟
قال ( عليه السلام ) : يغسل ما وصل إليه الغسل (2) ممّا ظهر ممّا ليس عليه الجبائر، ويدع ما سوي ذلك ممّا لايستطيع غسله، ولاينزع الجبائر، و لايعبث بجراحته (3).
1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال أحمد بن سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن الدواء يكون علي يدي الرجل، أيجزيه أن يمسح في الوضوء علي الدواء المطلّي عليه؟
فقال ( عليه السلام ) : نعم، يمسح عليه ويجزيه.
ص:340
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن معمّر بن خلّاد (1)، قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) أيجزي الرجل أن يمسح قدميه بفضل رأسه؟
فقال ( عليه السلام ) برأسه: لا. فقلت أبماء جديد؟
فقال ( عليه السلام ) برأسه: نعم.
وفيه عشر مسائل
1 - ابن إدريس الحلّيّ ؛ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ صاحب الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته ما يوجب الغسل علي الرجل والمرأة؟
قال ( عليه السلام ) : إذا أولجه أوجب الغسل والمهر والرجم.
ص:341
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن إسماعيل قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن الرجل يجامع المرأة قريباً من الفرج فلا ينزلان، متي يجب الغسل؟
فقال ( عليه السلام ) : إذا التقي الختانان فقد وجب الغسل.
فقلت: التقاء الختانين، هو غيبوبة الحشفة؟
قال ( عليه السلام ) : نعم.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن سعد الأشعريّ، قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن الرجل يلمس فرج جاريته حتّي تنزل الماء من غير أن يباشر، يعبث بها بيده حتّي تنزل؟
قال ( عليه السلام ) : إذا أُنزلت من شهوة فعليها الغسل.
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن الرجل يجامع المرأة فيما
ص:342
دون الفرج وتُنزِل المرأة، عليها غسل؟ قال ( عليه السلام ) : نعم.
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرني الشيخ ؛ ، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن محمّد قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن غسل الجنابة؟
فقال ( عليه السلام ) : تغسل يدك اليمني من المرفق إلي أصابعك، وتبول إن قدرت علي البول، ثمّ تدخل يدك في الإناء، ثمّ اغسل ما أصابك منه، ثمّ أفض علي رأسك وجسدك، ولا وضوء فيه.
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...إسماعيل بن عيسي، قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن... رجل أصابه جنابة في آخر الليل فقام ليغتسل ولم يصب ماءً فذهب يطلبه أو بعث من يأتيه فعسر عليه شي ء حتّي أصبح كيف يصنع؟
ص:343
قال: يغتسل إذا جاءه ثمّ يصلّي.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : الحسين بن محمّد، عن عبد اللّه بن عامر، عن عليّ بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الفضيل، قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) عن المرأة تعانق زوجها من خلفه، فتحرّك علي ظهره، فتأتيها الشهوة، فتنزل الماء، عليها الغسل؟ أو لا يجب عليها الغسل؟
قال ( عليه السلام ) : إذا جاءتها الشهوة، فأنزلت الماء، وجب عليها (2)الغسل (3) .
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : الرجل يجنب فيصيب جسده ورأسه الخلوق (1)، والطيب، والشي ء اللكدّ (2) مثل علك (3)الروم، والطرار وما أشبهه فيغتسل، فإذا فرغ وجد شيئاً قد بقي في جسده من أثر الخلوق والطيب وغيره؟
قال ( عليه السلام ) : لا بأس.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...عبد الرحمن بن الحجّاج قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الكسير تكون عليه الجبائر، أو تكون به الجراحة، كيف يصنع بالوضوء، وعند غسل الجنابة، وغسل الجمعة؟
قال ( عليه السلام ) : يغسل ما وصل إليه الغسل ممّا ظهر ممّا ليس عليه الجبائر، ويدع ما سوي ذلك ممّا لايستطيع غسله، ولاينزع الجبائر، و لايعبث بجراحته.
ص:345
1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ( رضي الله عنه ) قال: أخبرنا أبي، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن النضر، قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن القوم يكونون في السفر فيموت منهم ميّت ومعهم جنب، ومعهم ماء قليل، قدر ما يكتفي أحدهما به، أيّهما يبدأ به؟
قال ( عليه السلام ) : يغتسل الجنب ويترك الميّت، لأنّ هذا فريضة وهذا سنّة.
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...القاسم الصيقل قال: كتبت إليه: جعلت فداك، هل اغتسل أميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه حين غسّل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عند موته؟
فأجابه ( عليه السلام ) : النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) طاهر مطهّر، ولكن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فعل وجرت به السنّة.
ص:346
وفيه مسألتان
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد اللّه بن المغيرة، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: سألته عن الغسل يوم الجمعة؟
فقال ( عليه السلام ) : واجب علي كلّ ذكر وأُنثي، عبد أو حرّ.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...مقاتل بن مقاتل، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك؛ علّمني دعاء لقضاء الحوائج؟
فقال ( عليه السلام ) : إذا كانت لك حاجة إلي اللّه عزّ وجلّ مهمّة، فاغتسل والبس أنظف ثيابك، وشمَّ شيئاً من الطيب، ثمّ ابرز تحت السماء، فصلّ ركعتين....
ص:347
وفيه سبع مسائل
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن أبي عبد اللّه، عن معاوية بن حكيم (1) ، قال: قال: الصفرة قبل الحيض بيومين فهو من الحيض، وبعد أيّام الحيض ليس من الحيض، وهي في أيّام الحيض حيض.(2)
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه، جميعاً عن صفوان بن يحيي، قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) عن أدني ما يكون من الحيض؟
فقال ( عليه السلام ) : أدناه ثلاثة، وأبعده عشرة.
ص:348
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عمرو بن سعيد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن الطامث، كم حدّ جلوسها؟
فقال ( عليه السلام ) : تنتظر عدّة ما كانت تحيض، ثمّ تستظهر بثلاثة أيّام، ثمّ هي مستحاضة.
2 - الشيخ الطوسيّ ؛ : سعد بن عبد اللّه، عن أبي جعفر، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن الحائض كم تستظهر؟
فقال ( عليه السلام ) : تستظهر بيوم، أو يومين، أو ثلاثة.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: قلت له: جعلت فداك، إذا مكثت المرأة عشرة أيّام تري الدم ثمّ طهرت، فمكثت ثلاثة أيّام طاهرة، ثمّ رأت الدم بعد ذلك، أتمسك عن الصلاة؟
ص:349
قال ( عليه السلام ) : لا، هذه مستحاضة، تغتسل وتستدخل قطنة بعد قطنة، وتجمع بين الصلاتين بغسل، ويأتيها زوجها إن أراد.
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : الحسن بن سعيد، عن صفوان قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الحبلي تري الدم ثلاثة أيّام، أو أربعة أيّام تصلّي؟
قال ( عليه السلام ) : تمسك عن الصلاة.
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أحمد بن محمّد، عن شاذان بن الخليل النيسابوريّ، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن الحجّاج (3)قال:
سألته عن المرأة تطمث بعد ما تزول الشمس، ولم تصلّ الظهر، هل عليها قضاء تلك الصلاة؟
ص:350
قال ( عليه السلام ) : نعم.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : ... صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: قلت له: جعلت فداك، إذا مكثت المرأة عشرة أيّام تري الدم ثمّ طهرت، فمكثت ثلاثة أيّام طاهرة، ثمّ رأت الدم بعد ذلك...؟
قال ( عليه السلام ) : ... هذه مستحاضة، تغتسل وتستدخل قطنة بعد قطنة ...،ويأتيها زوجها إن أراد.
وفيه أربع مسائل
- توجيه الميّت إلي القبلة عند الغُسل:
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن عيسي اليقطينيّ، عن يعقوب بن يقطين قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الميّت كيف يوضع علي المغتسل موجّهاً وجهه نحو القبلة، أو يوضع علي يمينه ووجهه نحو القبلة؟
قال ( عليه السلام ) : يوضع كيف تيسّر، فإذا طهر وضع كما يوضع في قبره.
ص:351
1 - محمّد بن عليّ الطبريّ ؛ :...مسهّر رجل من أصحابنا قال: مرّ أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) بقبر بعض من أهل بيته، فنزل عن دابّته ووضع خدّه علي القبر وهو يبكي ويقول: «إلهي بدت قدرتك ولم تبد واهية فجهلوك وقدّروك، والتقدير علي غير ما قدّروك، وشبّهوك بخلقك، فمن ثمّ لم يعرفوك ولم يعبدوك، فأنا إلهي بري ء من الذين بالتشبيه طلبوك، وبالتحديد وصفوك، ليس كمثلك شي ء؛....
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : العبّاس بن معروف، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن هيثم، عن محمّد بن إسحاق قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : شي ء يصنعه الناس عندنا، يضعون أيديهم علي القبر إذا دفن الميّت.
قال ( عليه السلام ) : إنّما ذلك لمن لم يدرك الصلاة عليه، فأمّا من أدرك الصلاة فلا.
وفيه ثمان مسائل
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن عمّه حمزة بن بزيع، عن عليّ بن سويد، عن الرضا ( عليه السلام ) فيما يعلم قال في الصلاة علي الجنائز قال: تقرأ في الأُولي بأُمّ الكتاب، وفي الثانية تصلّي علي النبيّ وآله، وتدعو في الثالثة للمؤمنين والمؤمنات، وتدعو في الرابعة لميّتك، والخامسة تنصرف بها.
1 - الشيخ الصدوق ؛ :...عن الحسن بن النضر قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) :
ص:353
ماالعلّة في التكبير علي الميّت خمس تكبيرات؟
قال (1): رووا أنّها اشتقّت من خمس صلوات.
فقال ( عليه السلام ) : هذا ظاهر الحديث، فأمّا في وجه آخر(2) ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ قد
فرض علي العباد خمس فرائض: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحجّ، والولاية، فجعل للميّت كلّ فريضة تكبيرة واحدة، فمن قبل الولاية كبّر خمساً، ومن لم يقبل الولاية كبّر أربعاً، فمن أجل ذلك تكبّرون خمساً، ومن خالفكم يكبّر أربعاً.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) قلت: جعلت فداك! إنّ الناس يرفعون أيديهم في التكبير علي الميّت في التكبيرة الأولي، ولايرفعون فيما بعد ذلك، فأقتصر علي التكبيرة الأولي كما يفعلون؛ أو أرفع يديّ في كلّ تكبيرة؟
فقال ( عليه السلام ) : ارفع يدك في كلّ تكبيرة.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن
ص:354
زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر (1) ، قال: تقول: ( الدعاء علي المخالف)
«اللّهمّ اخز عبدك في عبادك وبلادك، اللّهمّ أصله نارك، وأذقه أشدّ عذابك، فإنّه كان يعادي أولياءك، ويوالي أعداءك، ويبغض أهل بيت نبيّك ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ».
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن إبراهيم، (عن أبيه)، عن أبي هاشم الجعفريّ قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن المصلوب؟
فقال ( عليه السلام ) : أما علمت أنّ جديّ ( عليه السلام ) صلّي علي عمّه (3) ؟
قلت: أعلم ذاك، ولكنّي لاأفهمه مبيّناً.
قال: أُبيّنه لك، إن كان وجه المصلوب إلي القبلة فقم علي منكبه الأيمن، وإن كان قفاه إلي القبلة فقم علي منكبه الأيسر، فإنّ بين المشرق والمغرب قبلة، وإن كان منكبه الأيسر إلي القبلة فقم علي منكبه الأيمن، وإن كان منكبه الأيمن إلي القبلة فقم علي منكبه الأيسر، وكيف كان منحرفاً فلا تزايل مناكبه، وليكن وجهك إلي ما بين المشرق والمغرب، ولاتستقبله ولاتستدبره البتّة.
قال أبو هاشم: وقد فهمت إن شاء اللّه (4) ، فهمته واللّه!
(5).
ص:355
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...رجل من أهل الجزيرة قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) :... لا يصلّون عليه [الميّت ] وهو مدفون بعد ما يدفن،
قال ( عليه السلام ) : لا، لو جاز ذلك لأحد، لجاز لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فلا يصلّي علي المدفون، ولا علي العريان.
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن سعد الأشعريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن الصلاة علي الميّت؟
قال ( عليه السلام ) : أمّا المؤمن فخمس تكبيرات، وأمّا المنافق فأربع، ولا سلام فيها.
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أحمد بن محمّد، عن رجل، عن أبي الحسن
ص:356
الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت: لِكَمْ يصلّي علي الصبيّ إذا بلغ من السنين؟
قال ( عليه السلام ) : يصلّي عليه علي كلّ حال، إلّا أن يسقط لغير تمام.
1 - الشيخ الصدوق ؛ : قال الرضا ( عليه السلام ) : ما من عبد مؤمن زار قبر مؤمن،
ص:352
فقرأ عنده ( إِنَّآ أَنزَلْنَهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) سبع مرّات، إلّا غفر اللّه له، ولصاحب القبر.
وفيه ستّ مسائل
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...يونس قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن الرجل تكون له الجارية اليهوديّة أو النصرانيّة، فيواقعها فتحمل، ثمّ يدعوها إلي أن تسلم فتأبي عليه، فدني ولادتها فماتت وهي تطلّق، والولد في بطنها، ومات الولد، أيدفن معها علي النصرانيّة، أو يخرج منها ويدفن علي فطرة الإسلام؟
فكتب ( عليه السلام ) : يدفن معها.
1 - الشيخ الصدوق ؛ : كتب الحسين بن سعيد إلي أبي الحسن ال رضا ( عليه السلام ) يسأله عن سرير الميّت يحمل، أله جانب يبدأ به في الحمل من جوانبه الأربع، أو ما خفّ علي الرجل، يحمل من أيّ الجوانب شاء؟
ص:357
فكتب ( عليه السلام ) : من أيّها شاء.
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن أسلم، عن رجل من أهل الجزيرة قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : قوم كسر بهم في بحر، فخرجوا يمشون علي الشطّ، فإذا هم برجل ميّت عريان، والقوم ليس عليهم إلّا مناديل متّزرين بها، وليس عليهم فضل ثوب يوارون الرجل، فكيف يصلّون عليه وهو عريان؟
فقال ( عليه السلام ) : إذا لم يقدروا علي ثوب يوارون به عورته، فليحفروا قبره، ويضعوه في لحده، يوارون عورته بلبن، أو أحجار، أو بتراب، ثمّ يصلّون عليه، ثمّ يوارونه في قبره.
قلت: ولا يصلّون عليه وهو مدفون بعد ما يدفن، قال ( عليه السلام ) : لا، لو جاز ذلك لأحد، لجاز لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فلا يصلّي علي المدفون، ولا علي العريان.
ص:358
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد، قال: كنت بفيد فمشيت مع عليّ بن بلال إلي قبر محمّد بن إسماعيل بن بزيع، فقال عليّ بن بلال: قال لي صاحب هذا القبر عن الرضا ( عليه السلام ) قال: من أتي قبر أخيه ثمّ وضع يده علي القبر، وقرأ ( إِنَّآ أَنزَلْنَهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) سبع مرّات، أمن يوم الفزع الأكبر، أو يوم الفزع.
1 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ :...عليّ بن الحسن، يقول: مات يونس بن يعقوب بالمدينة، فبعث إليه أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) بحنوطه وكفنه، وجميع ما يحتاج إليه، وأمر مواليه وموالي أبيه وجدّه، أن يحضروا جنازته...عليّ بن الحسن، قال: حدّثني محمّد بن الوليد، قال: رآني صاحب المقبرة وأنا عند القبر بعد ذلك، فقال لي:
ص:359
من هذا الرجل، صاحب القبر؟ فإنّ أباالحسن عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) أوصاني به، وأمرني أن أرشّ قبره أربعين شهراً، أو أربعين يوماً في كلّ يوم، - قال أبوالحسن: الشكّ منّي - .
1 - أبو جعفر الطبريّ ؛ :...محمّد بن المحموديّ، عن أبيه، قال:...فلمّا مضي الرضا ( عليه السلام ) ، وذلك في سنة إثنتين ومائتين، وسنّ أبي جعفر ( عليه السلام ) ستّ سنين وشهور، واختلف الناس في جميع الأمصار...واجتمع من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلاً، وخرجوا إلي المدينة، وأتوا دار أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) فدخلوها، وبسط لهم بساط أحمر، وخرج إليهم عبد اللّه بن موسي، فجلس في صدر المجلس، وقام مناد فنادي: هذا ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فمن أراد السؤال فليسأل.
فقام إليه رجل من القوم فقال له: ما تقول في رجل قال لإمرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟
قال: طلّقت ثلاث دون الجوزاء.
فورد علي الشيعة ما زاد في غمّهم وحزنهم.
ثمّ قام إليه رجل آخر فقال: ما تقول في رجل أتي بهيمة؟
قال: تقطع يده، ويجلد مائة جلدة، وينفي.
فضجّ الناس بالبكاء.
وكان قد اجتمع فقهاء الأمصار. فهم في ذلك إذ فتح باب من صدر المجلس، وخرج موفّق.
ص:360
ثمّ خرج أبو جعفر ( عليه السلام ) ، وعليه قميصان...فقال إليه صاحب المسألة الثانية، فقال له: يا ابن رسول اللّه! ما تقول في رجل أتي بهيمة؟»
فقال: يعزّر ويحمي ظهر البهيمة، وتخرج من البلد، لايبقي علي الرجل عارها.
فقال: إنّ عمّك أفتاني. بكيت وكيت...
فقال له عبد اللّه بن موسي: رأيت أخي الرضا ( عليه السلام ) وقد أجاب في هذه المسألة بهذا الجواب.
فقال له أبو جعفر ( عليه السلام ) : إنّما سئل الرضا ( عليه السلام ) عن نبّاش نبش قبر امرأة ففجر بها، وأخذ ثيابها، فأمر بقطعه للسرقة، وجلده للزنا، ونفيه للمثلة، ففرح القوم.
وفيه خمس مسائل
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرني الشيخ أيّده اللّه تعالي، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الحسين، ومحمّد بن عيسي، وموسي بن عمر بن يزيد الصيقل، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : في الرجل تصيبه الجنابة، وبه قروح، أو جروح، أو يكون يخاف علي نفسه البرد؟
ص:361
قال ( عليه السلام ) : لا يغتسل، يتيمّم.
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : روي سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن إسماعيل بن همّام الكنديّ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: التيمّم ضربة للوجه، وضربة للكفّين.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد اللّه بن المغيرة (3)، قال: إن كانت الأرض مبتلّة وليس فيها تراب ولاماء، فانظر أجفّ موضع تجده، فتيمّم من غباره، أو شي ء مغبّر، وإن كان في حال لاتجد إلّا
ص:362
الطين، فلابأس أن تتيمّم به.
2 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرني الشيخ أيّده اللّه تعالي، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن مطر، عن بعض أصحابنا قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن الرجل لايصيب الماء، ولا التراب، أيتيمّم بالطين؟
فقال ( عليه السلام ) : نعم، صعيد طيّب، وماء طهور.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن البرقيّ، عن سعد بن سعد، عن صفوان، قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) ، عن رجل احتاج إلي الوضوء للصلاة، وهو لايقدر علي الماء، فوجد بقدر مايتوضّأ به بمائة درهم، أو بألف درهم، وهو واجد لها، يشتري ويتوضّأ أو يتيمّم؟
قال ( عليه السلام ) : لا، بل يشتري، قد أصابني مثل ذلك فاشتريت وتوضّأت، ومايشتري (3)بذلك مال كثير (4).
ص:363
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن عليّ بن محبوب، عن العبّاس، عن أبي همّام، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: يتيمّم لكلّ صلاة حتّي يوجد الماء.
وفيه مسألتان
1 - الشيخ الصدوق ؛ :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: ...وسألته عن آنية الذهب والفضّة، فكرهها....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: كتبت إليه ( عليه السلام ) أسأله عن جلود الميتة التي يؤكل لحمها إن ذكّي؟
فكتب ( عليه السلام ) : لا ينتفع من الميتة بإهاب ولا عصب، وكلّ ما كان من السخال (من) الصوف وإن جزّ، والشعر والوبر والأنفحة والقرن، ولا يتعدّي إلي غيرها إن شاءاللّه.
ص:364
وفيه أربعة وعشرون موضوعاً
وفيه خمس مسائل
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : أبو داود، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: الصلاة قربان كلّ تقيّ.
2 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، وأحمد بن إدريس جميعاً، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعريّ
ص:365
قال: حدّثني الحسين بن عبد اللّه، عن آدم بن عبد اللّه (1)الأشعريّ، عن زكريّا بن آدم، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: الصلاة لها أربعة آلاف باب. (2)
1 - الشيخ الصدوق ؛ :...موسي بن سلام قال: اعتمر أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فلمّا ودّع البيت وصار إلي باب الحنّاطين ليخرج منه، وقف في صحن المسجد في ظهر الكعبة...فقال: نعم المطلوب به الحاجة إليه، الصلاة فيه أفضل من الصلاة في غيره ستّين سنة أو شهراً....
1 - الشيخ الصدوق ؛ : روي الحسن بن قارن أنّه قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أو سئل وأنا أسمع، عن الرجل يختن ولده وهو لا يصلّي اليوم واليومين؟
فقال ( عليه السلام ) : وكم أتي علي الغلام؟
فقال: ثماني سنين، فقال ( عليه السلام ) : سبحان اللّه، يترك الصلاة؟!
قال: قلت: يصيبه الوجع؛ قال ( عليه السلام ) : يصلّي علي نحو ما يقدر.
2 - الشيخ الصدوق ؛ : روي أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا ( عليه السلام )
ص:366
قال: يؤخذ الغلام بالصلاة وهو ابن سبع سنين، ولا تغطّي المرأة شعرها منه حتي يحتلم.
1 - السيّد ابن طاووس ؛ : الشيخ أبي محمّد هارون بن موسي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن معمّر قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عبدالرحمن بن نجران، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: تقول بعد الإقامة قبل الاستفتاح في كلّ صلاة:
«اللّهمّ! ربّ هذه الدعوة التامّة، والصلاة القائمة، بلّغ محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الدرجة والوسيلة، والفضل والفضيلة، باللّه أستفتح، وباللّه أستنجح، وبمحمّد رسول اللّه وآل محمّد أتوجّه، اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد، واجعلني بهم عندك وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين».
1 - أبو نصر الطبرسيّ ؛ : وكان للرضا ( عليه السلام ) خريطة فيها خمس مساويك،
ص:367
مكتوب علي كلّ واحد منها اسم صلاة من الصلوات الخمس، يستاك به عند تلك الصلاة.
وفيه سبع مسائل
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه قال: حدّثنا الشريف أبو القاسم عليّ بن محمّد بن عليّ بن القاسم العلويّ العبّاسيّ في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة في منزله بباب الشعير قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد المكتّب قال: حدّثنا ابن محمّد الكوفيّ قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: من شهر نفسه بالعبادة فاتّهموه علي دينه، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يكره شهرة العبادة وشهرة الناس.
ثمّ قال: إنّ اللّه تعالي إنّما فرض علي الناس في اليوم والليلة سبع عشرة ركعة، من أتي بها لم يسأله اللّه عزّ وجلّ عمّا سواها، وإنّما أضاف رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إليها مثليها ليتمّ بالنوافل مايقع فيها من النقصان، وإنّ اللّه عزّ وجلّ لايعذّب علي كثرة الصلاة والصوم، ولكنّه يعذّب علي خلاف السنّة.
ص:368
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس قال: حدّثني إسماعيل بن سعد الأحوص قال: قلت لل رضا ( عليه السلام ) : كم الصلاة من ركعة؟
فقال ( عليه السلام ) : إحدي وخمسون ركعة.
محمّد بن أحمد بن يحيي، عن محمّد بن عيسي مثله.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن الحسن، عن سهل، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : إنّ أصحابنا يختلفون في صلاة التطوّع، بعضهم يصلّي أربعاً وأربعين، وبعضهم يصلّي خمسين، فأخبرني بالذي تعمل به أنت، كيف هو حتّي أعمل بمثله؟
فقال ( عليه السلام ) : أُصلّي واحدة وخمسين، ثمّ قال: أمسك - وعقد بيده - الزوال ثمانية وأربعاً بعد الظهر، وأربعاً قبل العصر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين قبل عشاء الآخرة، وركعتين بعد العشاء، من قعود تعدّان بركعة من قيام، وثماني صلاة الليل
ص:369
والوتر ثلاثاً، وركعتي الفجر، والفرائض سبع عشرة، فذلك أحد وخمسون.
1 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال:...إنّ اللّه تعالي إنّما فرض علي الناس في اليوم والليلة سبع عشرة ركعة، من أتي بها لم يسأله اللّه عزّ وجلّ عمّا سواها....
1 - العلّامة المجلسيّ ؛ :...الحسين بن خالد قا ل:...فقال [الرضا] ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي تمّم صلوات الفرائض بصلوات النوافل....
1 - الصفديّ:...خالد بن أحمد بن خالد الذهليّ: حدّثنا أبي قال:
ص:370
صلّيت خلف عليّ بن موسي الرضا بنيسابور، فجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم في كلّ سورة....
1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا الحاكم أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان قال: حدّثني عمّي أبو عبد اللّه محمّد بن شاذان قال: حدّثنا الفضل بن شاذان قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن القنوت في الفجر والوتر؟
فقال ( عليه السلام ) : قبل الركوع.
قال: وسألته عن شرب الفقّاع، فكرهه كراهة شديدة.
وسألته عن الصلاة في الثوب المعلّم، فكره ما فيه التماثيل.
وسألته عن الصبيّة يزوّجها أبوها، ثمّ يموت وهي صغيرة، ثمّ تكبر قبل أن يدخل بها زوجها، أيجوز عليها التزويج أو الأمر إليها؟
قال ( عليه السلام ) : يجوز عليها تزويج أبيها.
وقال ( عليه السلام ) : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : لاينقض الوضوء إلّا ما خرج من طرفيك الذين جعلهما اللّه لك، أو قال: الذين أنعم اللّه عليك.
وسألته عن الصلاه بمكّة والمدينه تقصير أو تمام؟
فقال ( عليه السلام ) : قصّر مالم تعزم علي مقام عشرة.
ص:371
وسألته عن قناع النساء من الخصيان، فقال ( عليه السلام ) : كانوا يدخلون علي بنات أبي الحسن ( عليه السلام ) فلايتقنّعن.
وسألته عن أُمّ الولد، لها أن تكشف رأسها بين أيدي الرجال؟
فقال ( عليه السلام ) : تتقنّع.
وسألته عن آنية الذهب والفضّة، فكرهها.
فقلت له: قد روي بعض أصحابنا أنّه كانت لأبي الحسن موسي ( عليه السلام ) مرآة ملبسة فضّة.
فقال ( عليه السلام ) : لابحمد اللّه، إنّما كانت لها حلقة فضّة، وهي عندي الآن، وقال: إنّ العبّاس يعني أخاه حين غدر عمل له عود ملبس فضّة من نحو مايعمل للصبيان، تكون فضّته نحو عشرة دراهم، فأمر به أبو الحسن ( عليه السلام ) فكسر.
وسألته عن الرجل له الجارية فيقبّلها هل تحلّ لولده؟ فقال ( عليه السلام ) : بشهوة؟
قلت: نعم.
قال: لا، ماترك شيئاً إذا قبّلها بشهوة، ثمّ قال ( عليه السلام ) ابتداءاً منه: لو جرّدها فنظر إليها بشهوة حرمت علي أبيه وابنه.
قلت: إذا نظر إلي جسدها؟ قال ( عليه السلام ) : إذا نظر إلي فرجها.
وسألته عن حدّ الجارية الصغيرة السنّ التي إذا لم تبلغه لم يكن علي الرجل استبراؤها؟
فقال ( عليه السلام ) : إذا لم تبلغ استبرئت بشهر.
قلت: وإن كانت ابنته سبع سنين أو نحوها ممّن لاتحمل؟
فقال ( عليه السلام ) : هي صغيرة ولايضرّك إن تستبرئها.
ص:372
فقلت: مابينها وبين تسع سنين؟ فقال ( عليه السلام ) : نعم، تسع سنين.
وسألته عن امرأة ابتليت بشرب نبيذ، فسكرت، فزوّجت نفسها من رجل في سكرها، ثمّ أفاقت، فأنكرت ذلك، ثمّ ظنّت أنّه يلزمها فزوّجت منه، فأقامت مع الرجل علي ذلك التزويج، أحلال هو لها، أم التزويج فاسد لمكان السكر، ولاسبيل للزوج عليها؟
قال ( عليه السلام ) : إذا قامت بعد ما معه أفاقت، فهو رضاها.
قلت: ويجوز ذلك التزويج عليها؟ قال: نعم.
وسألته عن مملوكة كانت بين اثنين فأعتقاها، ولها أخ غائب وهي بكر، أيجوز لأحدهما أن يزوّجها، أو لايجوز إلّا بأمر أخيها؟
فقال ( عليه السلام ) : بلي، يجوز أن يزوّجها.
قلت: فيتزوّجها هو إن أراد ذلك؟
قال ( عليه السلام ) : نعم، قال: وقال ( عليه السلام ) لي: أحسن باللّه الظنّ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: أنا عند ظنّ عبدي، إن خيراً فخير، وإن شرّاً فشرّ، وقال في الأئمّ ( عليهم السلام ) : : إنّهم علماء صادقون، مفهّمون محدّثون.
قال: وكتبت إليه ( عليه السلام ) : اختلف الناس عليّ في الربيثا (1) ، فما تأمرني فيها؟
فكتب: لا بأس بها.(2)
ص:373
ص:374
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن مقاتل بن مقاتل، عن أبي الحارث، قال: سألته -يعني الرضا ( عليه السلام ) - عن الأربع ركعات بعد المغرب في السفر يعجّلني الجمّال، ولايمكنني الصلاة علي الأرض، هل أُصلّيها في المحمل؟
فقال ( عليه السلام ) : نعم، صلّها في المحمل.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نجران، عن صفوان، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: صلّ ركعتي الفجر في المحمل.
ص:375
وفيه ثمان مسائل
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن الحسين بن راشد، عن الحسين بن أسلم قال: قلت لأبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) : أكون في السوق فأعرف الوقت، ويضيق عليّ أن أدخل فأُصلّي.
قال ( عليه السلام ) : إنّ الشيطان يقارن الشمس في ثلاثة أحوال: إذا ذَرّت (1) ، وإذا كبدت (2)، وإذا غربت، فصلّ بعد الزوال، فإنّ الشيطان يريد أن يوقعك (3)علي حدّ يقطع بك دونه.(4)
2 - الشيخ الطوسيّ : أحمد، عن البرقيّ، عن سعد بن سعد قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : يا فلان! إذا دخل الوقت عليك فصلّهما، فإنّك لا تدري ما يكون.
1 - الشيخ الطوسيّ :...أحمد بن محمّد قال: سألته عن وقت صلاة الظهر والعصر؟
ص:376
فكتب ( عليه السلام ) : قامة للظهر وقامة للعصر.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...إسماعيل بن مهران قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) : ذكر أصحابنا أنّه إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر و العصر، وإذا غربت دخل وقت المغرب والعشاء الآخرة إلّا أنّ هذه قبل هذه في السفر والحضر، وإنّ وقت المغرب إلي ربع الليل.
فكتب ( عليه السلام ) : كذلك الوقت، غير أنّ وقت المغرب ضيّق، وآخر وقتها ذهاب الحمرة ومصيرها إلي البياض في أفق المغرب.
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن ركعتي الفجر؟
فقال ( عليه السلام ) : احشوا بهما صلاة الليل.
ص:377
1 - العلّامة المجلسيّ : كتاب العروس بإسناده عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: صلّ صلاة الغداة إذا طلع الفجر وأضاء حسناً، وصلّ صلاة الغداة يوم الجمعة إذا طلع الفجر في أوّل وقتها.
1 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن مسعود، قال: حدّثني عليّ بن الحسن، عن معمّر بن خلّاد (1) قال: قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إنّ أبا الخطّاب أفسد
أهل الكوفة فصاروا لا يصلّون المغرب حتّي يغيب الشفق ولم يكن ذلك، إنّما ذاك للمسافر وصاحب العلّة.(2)
وقال: إنّ رجلاً سأل أبا الحسن ( عليه السلام ) فقال: كيف قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) في أبي الخطّاب ما قال، ثمّ جاءت البراءة منه؟
فقال ( عليه السلام ) له: أكان لأبي عبد اللّه ( عليه السلام ) أن يستعمل وليس له أن يعزل؟!.
وفيه مسألة واحدة
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن محمّد، عن إسحاق بن محمّد،
ص:379
عن عبد السلام بن صالح، عن الرضا ( عليه السلام ) في الذي تدركه الصلاة وهو فوق الكعبة، قال ( عليه السلام ) : إن قام لم يكن له قبلة، ولكنّه يستلقي علي قفاه، ويفتح عينيه إلي السماء، ويعقد بقلبه القبلة التي في السماء البيت المعمور ويقرأ، فإذا أراد أن يركع غمض عينيه، فإذا أراد أن يرفع رأسه من الركوع فتح عينيه، والسجود علي نحو ذلك.
وفيه تسع عشرة مسألة
1 - الشيخ الطوسيّ : محمّد بن أحمد بن يحيي، عن معاوية بن حكيم، عن معمّر بن خلّاد قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الصلاة في الخزّ (2) ؟
فقال ( عليه السلام ) : صلّ فيه (3) .
2 - الشيخ الصدوق : روي عن سليمان بن جعفر الجعفريّ أنّه قال: رأيت الرضا ( عليه السلام ) يصلّي في جبّة خزّ (4) .
ص:380
1 - الشيخ الطوسيّ :...إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال: كتبت إليه: يسقط علي ثوبي الوبر والشعر ممّا لايؤكل لحمه من غير تقيّة، ولاضرورة؟
فكتب ( عليه السلام ) : لايجوز الصلاة فيه.
1 - الشيخ الطوسيّ : الحسين بن سعيد قال: قرأت كتاب محمّد بن إبراهيم إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، يسأله عن الصلاة في ثوب حشوه قزّ؟
فكتب ( عليه السلام ) إليه قرأته: لا بأس بالصلاة فيه.
1 - الحميريّ : عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن البزنطيّ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن الجبّة الفراء، يأتي الرجل السوق من أسواق المسلمين، فيشتري الجبّة، لا يدري أهي ذكيّة، أم لا؟ يصلّي فيها؟
قال ( عليه السلام ) : نعم، إنّ أبا جعفر ( عليه السلام ) كان يقول: إنّ الخوارج ضيّقوا علي أنفسهم بجهالتهم، إنّ الدين أوسع من ذلك، إنّ عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان يقول: إنّ شيعتنا في أوسع ممّا بين السماء إلي الأرض، أنتم مغفور لكم.
ص:381
2 - ابن إدريس الحلّيّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ صاحب الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن الرجل اشتري ثوباً من السوق لبيساً لايدري لمن كان، يصلح له الصلاة فيه؟
قال ( عليه السلام ) : إن كان اشتراه من مسلم فليصلّ فيه، وإن اشتراه من نصرانيّ فلايلبسه ولا يصلّي فيه حتّي يغسله.
3 - الشيخ الطوسيّ :...إسماعيل بن عيسي قال: سألت أب االحسن ( عليه السلام ) عن جلود الفراء، يشتريها الرجل في سوق من أسواق الجبل، أيسأل عن ذكاته إذا كان البائع مسلماً غير عارف؟
قال ( عليه السلام ) :...إذا رأيتم يصلّون فيه، فلاتسألوا عنه.
4 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن الخفّاف يأتي السوق فيشتري الخفّ لا يدري أذكيّ هو أم لا؟ ماتقول في الصلاة فيه، وهو لا يدري، أيصلّي فيه؟
قال: نعم، أنا أشتري الخفّ من السوق، ويصنع لي، وأُصلّي فيه، وليس عليكم المسألة.
ص:382
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد، عن محمّد بن زياد، عن الريّان بن الصلت قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن لبس فراء (1)السمّور، والسنجاب، والحواصل وما أشبهها، والمناطق، والكيمخت (2) ، والمحشوّ بالقزّ، والخفاف من أصناف الجلود؟
فقال ( عليه السلام ) : لا بأس بهذا كلّه إلّا بالثعالب.
2 - أبو نصر الطبرسيّ : سئل الرضا ( عليه السلام ) عن جلود الثعالب والسنجاب والسمّور؟
فقال ( عليه السلام ) : قد رأيت السنجاب علي أبي ( عليه السلام ) ، ونهاني عن الثعالب والسمّور.
ص:383
1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: ...وسألته عن الصلاة في الثوب المعلّم، فكره ما فيه التماثيل....
1 - الشيخ الطوسيّ : ... سعد بن إسماعيل، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) ... عن رجل دخل علي رجل عنده بساط عليه تمثال؟
فقال ( عليه السلام ) : لا تجلس عليه ....
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسين، عن بعض الطالبيّين يلقّب برأس المدري قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: أفضل موضع القدمين للصلاة النعلان.
1 - الشيخ الطوسيّ : سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الحسين، عن موسي بن عمر بن بزيع قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : أَشُدُّ الإزار والمنديل فوق قميصي في الصلاة؟
فقال ( عليه السلام ) : لا بأس.
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد، عن الوليد بن أبان قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : أُصلّي في الفنك والسنجاب؟
قال ( عليه السلام ) : نعم.
فقلت: يصلّي في الثعالب إذا كانت ذكيّة؟
ص:385
قال ( عليه السلام ) : لاتصلّ فيها.
2 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد، عن جعفر بن محمّد، عن ابن أبي زيد قال: سئل الرضا ( عليه السلام ) عن جلود الثعالب الذكيّة؟
فقال ( عليه السلام ) : لاتصلّ فيها.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ، عن سهل، عن بعض أصحابه، عن الحسن بن الجهم (3) ، قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : أعترض
السوق فأشتري خفّاً لاأدري، أذكيّ هو أم لا؟ قال ( عليه السلام ) : صلّ فيه.
قلت: فالنعل، قال: مثل ذلك.
قلت: إنّي أضيق من هذا، قال: أترغب عمّا كان أبو الحسن ( عليه السلام ) يفعله.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...القاسم الصيقل قال: كتبت إلي
ص:386
الرضا ( عليه السلام ) : إنّي أعمل أغماد السيوف من جلود الحمر الميتة، فيصيب ثيابي فأُصلّي فيها.
فكتب ( عليه السلام ) إليّ: اتّخذ ثوباً لصلاتك....
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد، عن البرقيّ، عن سعد بن سعد الأشعريّ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن جلود السمّور؟
فقال ( عليه السلام ) : أيّ شي ء هو ذاك الأدبس؟(2)
فقلت: هو الأسود.
فقال ( عليه السلام ) : يصيد؟
فقلت: نعم، يأخذ الدجاج والحمام.
قال ( عليه السلام ) : لا.
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن إسماعيل بن سعد الأشعريّ قال: سألته عن الثوب الأبريسم، هل يصلّي فيه الرجل؟
قال ( عليه السلام ) : لا.
ص:387
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن سعد الأحوص قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الصلاة في جلود السباع، فقال ( عليه السلام ) : لاتصلّ فيها.
قال: وسألته هل يصلّي الرجل في ثوب أبريسم؟ فقال ( عليه السلام ) : لا.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن السيّاريّ، عن أبي يزيد القسميّ - وقسم حيّ من اليمن بالبصرة - عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه سأله عن جلود الدارش (2) التي يتّخذ منها الخفاف؟
قال: فقال ( عليه السلام ) : لا تصلّ فيها فإنّها تدبغ بخرء الكلاب.
ص:388
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سأل الحسن بن قياما (1) أباالحسن ( عليه السلام ) عن الثوب الملحم بالقزّ والقطن، والقزّ أكثر من النصف، أيصلّي فيه؟
قال: لا بأس، وقد كان لأبي الحسن ( عليه السلام ) منه جباب كذلك.
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن المرأة وليها قميصها أو إزارها يصيبه من بلل الفرج وهي جنب، أتصلّي فيه؟
قال ( عليه السلام ) : إذا اغتسلت، صلّت فيهما.
وفيه تسع مسائل
1 - الشيخ الطوسيّ : محمّد بن أحمد بن يحيي، عن موسي بن عمر، عن
ص:389
محمّد بن إسماعيل، عن الرضا ( عليه السلام ) : في الرجل يصلّي، قال: يكون بين يديه كومة (1)من تراب، أو يخطّ بين يديه بخطّ. (2)
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كلّ طريق يوطأ فلا تصلّ عليه.
قال: قلت: إنّه قد روي عن جدّك: أنّ الصلاة علي الظواهر لابأس بها.
قال ( عليه السلام ) : ذاك ربّما سايرني عليه الرجل.
قال: قلت: فإن خاف الرجل علي متاعه الضيعة.
قال ( عليه السلام ) : فإن خاف الضيعة فليصلّ.
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : الرجل يصلّي علي سرير من ساج، ويسجد علي الساج؟ قال ( عليه السلام ) :
ص:390
نعم.
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن المصلّي والبساط يكون عليه التماثيل، أيقوم عليه ويصلّي، أم لا؟
فقال ( عليه السلام ) : واللّه إنّي لأكره.
وعن رجل دخل علي رجل عنده بساط عليه تمثال؟
فقال ( عليه السلام ) : لا تجلس عليه، ولا تصلّ عليه.
1 - الشيخ الطوسيّ : محمّد بن أحمد بن يحيي، عن معاوية بن حكيم، عن معمّر بن خلّاد، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: لابأس بالصلاة إلي القبر مالم يتّخذ القبر قبلة.
ص:391
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الفضل، قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : كلّ طريق يوطأ ويتطرّق، كانت فيه جادّة أو لم تكن، لاينبغي الصلاة فيه.
قلت: فأين أُصلّي؟ قال ( عليه السلام ) : يُمنة ويُسرة.
1 - الشيخ الصدوق : سأل سعد بن سعد أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) : عن الرجل تكون معه المرأة الحائض في المحمل، أيصلّي وهي معه؟
قال ( عليه السلام ) : نعم.
ص:392
1 - الشيخ الطوسيّ : الحسين بن سعيد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران (1)قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن الصلاة بالليل في السفر في المحمل؟
قال ( عليه السلام ) : إذا كنت علي غير القبلة فاستقبل القبلة، ثمّ كبّر وصلّ حيث ذهب بك بعيرك.
قلت: جعلت فداك، في أوّل الليل؟
فقال ( عليه السلام ) : إذا خفت الفوت في آخره.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : إنّا كنّا في البيداء في آخر الليل فتوضّأت واستكت، وأنا أُهمّ بالصلاة، ثمّ كأنّه دخل قلبي شي ء، فهل يصلّي في البيداء في المحمل؟
فقال ( عليه السلام ) : لاتصلّ في البيداء.
قلت: وأين حدّ البيداء؟
فقال ( عليه السلام ) : كان أبو جعفر ( عليه السلام ) إذا بلغ ذات الجيش، جدّ في السير، ثمّ لايصلّي حتّي يأتي معرّس (4) النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
ص:393
قلت: وأين ذات الجيش؟
فقال ( عليه السلام ) : دون الحفيرة بثلاثة أميال.
وفيه ستّ مسائل
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن أفضل موضع في المسجد يصلّي فيه؟
قال ( عليه السلام ) : الحطيم ما بين الحجر وباب البيت.
قلت: والذي يلي ذلك في الفضل؟
فذكر أنّه عند مقام إبراهيم ( عليه السلام ) .
قلت: ثمّ الذي يليه في الفضل؟
قال ( عليه السلام ) : في الحِجر.
ص:394
قلت: ثمّ الذي يلي ذلك؟
قال ( عليه السلام ) : كلّما دني من البيت.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: سألته عن الرجل يصلّي في جماعة في منزله بمكّة أفضل، أو وحده في المسجد الحرام؟
فقال ( عليه السلام ) : وحده.
1 - الشيخ الصدوق : أبي قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن الصلاة في المسجد الحرام، وفي مسجد الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، في الفضل (3) سواء؟
قال ( عليه السلام ) : نعم، والصلاة فيما بينهما تعدل ألف صلاة.
1 - ابن إدريس الحلّيّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ صاحب
ص:395
الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن رجل كان له مسجد في بعض بيوته أو داره، هل يصلح أن يجعله كنيفاً؟
قال ( عليه السلام ) : لا بأس.
1 - السيّد ابن طاوس :...أبو شعيب الخراسانيّ قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أيّما أفضل، زيارة قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أو زيارة الحسين ( عليه السلام ) ؟...
قال: ثمّ قال: أين تسكن؟
قلت: الكوفة. قال: إنّ مسجد الكوفة بيت نوح ( عليه السلام ) ، لو دخله رجل مائة مرّة، لكتب اللّه له مائة مغفرة، لأنّ فيه دعوة نوح ( عليه السلام ) حيث قال: ( رَّبِ ّ اغْفِرْ لِي وَلِوَلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا) .
قال: (قلت): لمن عني بوالديه؟
قال ( عليه السلام ) : آدم وحواء.
1 - ابن قولويه : حدّثني أبو عبد الرحمن محمّد بن أحمد بن الحسين العسكريّ، عن الحسين بن عليّ بن مهزيار، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد
ص:396
بن سنان قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: الصلاة في مسجد الكوفة فرادي أفضل من سبعين صلاة في غيره جماعة.
وفيه مسألة واحدة
1 - الشيخ الطوسيّ :...محمّد بن عبد اللّه، عن الرضا ( عليه السلام ) قال:...قلت: فيصلّي وحده، فيكون موضع سجوده أسفل من مقامه؟
فقال ( عليه السلام ) : إذا كان وحده فلابأس.
وفيه خمس مسائل
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد، عن أبي طالب عبد اللّه بن الصلت، عن القاسم بن الفضيل قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، الرجل يسجد
ص:397
علي كُمّه من أذي الحرّ والبرد.
قال ( عليه السلام ) : لا بأس به.
شيئاً أسجد عليه، فقال لي: ما لك لا تسجد عليه، أليس هو من نبات الأرض.
1 - الشيخ الطوسيّ :...إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : الرجل يصلّي ...، ويسجد علي الساج قال ( عليه السلام ) : نعم.
ص:399
1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: رأيت أباالحسن ( عليه السلام ) إذا سجد يحرّك ثلاث أصابع من أصابعه، واحدة بعد واحدة تحريكاً خفيفاً، كأنّه يعدّ التسبيح، ثمّ يرفع رأسه....
وفيه تسع مسائل
1 - الشيخ الصدوق : في رواية العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: من أذّن وأقام، صلّي وراءه صفّان من الملائكة، وإن أقام بغير أذان، صلّي عن يمينه واحد، وعن شماله واحد، ثمّ قال: اغتنم الصفّين.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: القعود بين الأذان والإقامة في الصلاة كلّها، إذا لم يكن قبل الإقامة صلاة يصلّيها.
1 - الشيخ الصدوق : روي أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، أنّه قال: يؤذّن الرجل وهو جالس، ويؤذّن وهو راكب.
1 - الشيخ الطوسيّ :...موسي بن عيسي قال: كتبت إليه، رجل تجب عليه إعادة الصلاة، أيعيدها بأذان وإقامة؟
فكتب ( عليه السلام ) : يعيدها بإقامة.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن مهزيار، عن محمّد بن راشد قال: حدّثني هشام بن إبراهيم: أنّه شكي إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) سقمه، وأنّه لايولد له ولد، فأمره أن يرفع صوته بالأذان في منزله.
قال: ففعلت، فأذهب اللّه عنّي سقمي وكثر ولدي.
قال محمّد بن راشد: وكنت دائم العلّة ما أنفكّ منها في نفسي وجماعة خدمي وعيالي، فلمّا سمعت ذلك من هشام عملت به، فأذهب اللّه عنّي وعن عيالي العلل.
ص:402
1 - الحميريّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسألته (الرضا ( عليه السلام ) ) عن القعدة بين الأذان والإقامة؟
فقال ( عليه السلام ) : القعدة بينهما إذا لم تكن بينهما نافلة.
وقال ( عليه السلام ) : تؤذّن وأنت راكب وجالس، ولاتقم إلّا علي وجه الأرض وأنت قائم.
1 - الشيخ الطوسيّ : محمّد بن عليّ بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن إسحاق بن آدم، عن أبي العبّاس المفضّل (2) بن حسان الدالانيّ، عن
زكريّا بن آدم، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، كنت في صلاتي فذكرت في الركعة الثانية وأنا في القراءة، إنّي لم أُقم، فكيف أصنع؟
قال ( عليه السلام ) : اسكت موضع قراءتك وقل: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، ثمّ امض في قراءتك وصلاتك، وقد تمّت صلاتك.
ص:403
وفيه خمسة موضوعات
وفيه ثلاث مسائل
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أحمد بن عبد اللّه الخلنجيّ، عن أبي عليّ الحسن بن راشد قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن تكبيرة الافتتاح؟
فقال ( عليه السلام ) : سبع.
قلت: روي عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه كان يكبّر واحدة.
فقال ( عليه السلام ) : إنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان يكبّر واحدة يجهر، ويسرّ ستّاً.
1 - الشيخ الطوسيّ : سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت له: رجل نسي أن يكبّر تكبيرة الافتتاح حتّي كبّر للركوع.
فقال ( عليه السلام ) : أجزأه (1)،
(2).
وفيه أربع مسائل
1 - الحميريّ : قال محمّد بن الفضيل: وسألته (أي الرضا ( عليه السلام ) ) فقلت:
ص:405
أقرأ المصحف ثمّ يأخذني البول، فأقوم فأبول وأستنجي وأغسل يدي، ثمّ أعود إلي المصحف فأقرأ فيه؟
قال ( عليه السلام ) : لا، حتّي تتوضّأ للصلاة.
1 - ابن إدريس الحلّيّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ صاحب الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن رجل أراد أن يقرأ مائة آية أو أكثر في نافلة، فيتخوّف أن يضعف وكسل، هل يصلح أن يقرأها وهو جالس؟
قال ( عليه السلام ) : ليصلّي ركعتين بما أحبّ، ثمّ لينصرف فليقرأ ما بقي عليه ممّا أراد قرائته، فإنّ ذلك يجزيه مكان قرائته وهو قائم، فإن بدا له أن يتكلّم بعد التسليم من الركعتين، فليقرأ فلا بأس.
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد، عن البرقيّ، عن سعد بن سعد الأشعريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: سألته عن رجل قرأ في ركعة الحمد ونصف سورة، هل يجزيه في الثانية أن لا يقرأ الحمد ويقرأ ما بقي من السورة؟
فقال ( عليه السلام ) : يقرأ الحمد، ثمّ يقرأ ما بقي من السورة.
ص:406
1 - الشيخ الصدوق :...رجاء بن أبي الضحّاك يقول: بعثني المأمون في إشخاص عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) من المدينة...فكنت معه من المدينة إلي مرو...وكان يجهر بالقراءة في المغرب والعشاء، وصلاة الليل، والشفع والوتر والغداة، ويخفي القراءة في الظهر والعصر...وكان ( عليه السلام ) يجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم في جميع صلاته بالليل والنهار....
ص:407
وفيه مسألة واحدة
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن البرقيّ، عن سعد بن سعد الأشعريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن القنوت هل يقنت في الصلاة كلّها أم فيما يجهر فيها بالقراءة؟
قال ( عليه السلام ) : ليس القنوت إلّا في الغداة، والوتر، والجمعة، والمغرب.
وفيه ثمان مسائل
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد، عن معمّر بن خلّاد، قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن السجود علي الثلج؟
فقال ( عليه السلام ) : لا تسجد في السبخة، ولا علي الثلج.
ص:408
1 - ابن إدريس الحلّيّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ صاحب الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن الرجل يسجد ثمّ لا يرفع يديه من الأرض، هل يسجد الثانية؟ هل يصلح له ذلك؟
قال ( عليه السلام ) : ذلك نقص في الصلاة.
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عليّ بن أحمد، عن موسي بن عمر، عن محمّد بن منصور قال: سألته عن الذي ينسي السجدة الثانية من الركعة الثانية، أو شكّ فيها؟
فقال ( عليه السلام ) : إذا خفت ألّا تكون وضعت وجهك إلّا مرّة واحدة، فإذا سلّمت سجدت سجدة واحدة، وتضع وجهك مرّة واحدة، وليس عليك سهو.
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن رجل يصلّي الركعتين ثمّ ذكر في الثانية وهو
ص:409
راكع أنّه ترك سجدة في الأولي؟
قال: كان أبو الحسن ( عليه السلام ) يقول: إذا تركت السجدة في الركعة الأولي فلم تدر واحدة أو اثنتين استقبلت حتّي يصحّ لك ثنتان، فإذا كان في الثالثة والرابعة فتركت سجدة بعد أن تكون قد حفظت الركوع أعدت السجود.
1 - ابن إدريس الحلّيّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ صاحب الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن الرجل يمسح جبهته من التراب، وهو في صلاته قبل أن يسلّم؟
قال ( عليه السلام ) : لا بأس.
1 - الشيخ الطوسيّ :...رحيم، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أراك إذا صلّيت فرفعت رأسك من السجود في الركعة الأولي والثالثة فتستوي جالساً، ثمّ تقوم، فنصنع كما تصنع؟
ص:410
فقال ( عليه السلام ) : لاتنظروا إلي ما أصنع، اصنعوا ما تؤمرون.
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن البرقيّ، عن سعد بن سعد الأشعريّ قال: قال الرضا ( عليه السلام ) في سجدتي السهو: إذا نقصت قبل التسليم، وإذا زدت فبعده.
وفيه مسألة واحدة
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : جعلت فداك، التشهّد الذي في الثانية يجزي ء أن أقوله في الرابعة؟
قال ( عليه السلام ) : نعم.
وفيه سبع مسائل
1 - الحميريّ : محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب (2)قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت له: كيف الصلاة علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في دبر المكتوبة، وكيف السلام عليه؟
فقال ( عليه السلام ) : تقول: «السلام عليك يا رسول اللّه! ورحمة اللّه وبركاته،
ص:412
السلام عليك يا محمّد بن عبد اللّه! السلام عليك يا خيرة اللّه! السلام عليك يا حبيب اللّه! السلام عليك يا صفوة اللّه! السلام عليك يا أمين اللّه! أشهد أنّك رسول اللّه، وأشهد أنّك محمّد بن عبد اللّه، وأشهد أنّك قد نصحت لأُمّتك، وجاهدت في سبيل ربّك ،وعبدته حتّي أتاك اليقين، فجزاك اللّه - يا رسول اللّه - أفضل ما جزي نبيّاً عن أُمّته. اللّهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، أفضل ما صلّيت علي إبراهيم وآل إبراهيم، إّنك حميد مجيد».
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ، عن الحسن بن الجهم، عن إبراهيم بن مهزم، عن رجل سمع أباالحسن ( عليه السلام ) ، يقول: من قرأ «آية الكرسيّ» عند منامه لم يخف الفالج إن شاءاللّه، ومن قرأها في دبر كلّ فريضة لم يضرّه ذو حُمّة.
وقال: من قدّم ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) بينه وبين جبّار منعه اللّه عزّ و جلّ منه، يقرأها من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، فإذا فعل ذلك رزقه اللّه عزّوجلّ خيره ومنعه من شرّه.
وقال: إذا خفت أمراً فاقرأ مائة آية من القرآن من حيث شئت، ثمّ قل: «اللّهمّ اكشف عنّي البلاء»، ثلاث مرّات.
ص:413
1 - الشيخ الطوسيّ : محمّد بن أحمد بن يحيي، عن معاوية بن الحكيم، عن معمّر بن خلّاد، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: ينبغي للرجل إذا أصبح أن يقرأ بعد التعقيب خمسين آية.
ص:414
1 - السيّد ابن طاووس : بإسنادنا إلي محمّد بن الحسن الصفّار، إلي سليمان بن جعفر الحميريّ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: من قال بعد صلاة الفجر:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم» مائة مرّة كان أقرب إلي اسم اللّه الأعظم من سواد العين إلي بياضها، وأنّه دخل فيها اسم اللّه الأعظم.
2 - ابن فهد الحلّي : عن الرضا ( عليه السلام ) : من قال في دبر صلاة الغداة لم يلتمس حاجة إلّا تيسّرت له، وكفاه اللّه ما أهمّه: «بسم اللّه وصلّي اللّه علي محمّد وآله، وأفوّض أمري إلي اللّه إنّ اللّه بصير بالعباد، فوقاه اللّه سيّئات ما مكروا، لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين، فاستجبنا له ونجّيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين، حسبنا اللّه ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من اللّه وفضل، لم يمسسهم سوء، ما شاء اللّه لا حول ولا قوّة إلّا باللّه، ما شاء اللّه لا ما شاء الناس، ما شاء اللّه وإن كره الناس، حسبي الربّ من المربوبين، حسبي الخالق من المخلوقين، حسبي الرازق من المرزوقين، حسبي اللّه ربّ العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي من
ص:415
كان منذ [قط] كنت لم يزل حسبي، حسبي اللّه لا إله إلّا هو، عليه توكّلت، وهو ربّ العرش العظيم».
1 - الشيخ الصدوق : أبي قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد قال: حدّثنا أبي، عن ابن المغيرة (2) قال: سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول: من قال في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يثني رجليه، أو يكلّم أحداً: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَل-ِكَتَهُ و يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِ ّ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) (3)، اللّهمّ صلّ علي محمّد النبيّ
وذرّيّته، قضي اللّه له مائة حاجة، سبعون في الدنيا، وثلاثون في الآخرة.
قال: قلت: ما معني صلاة اللّه، وصلاة ملائكته، وصلاة المؤمنين؟
قال ( عليه السلام ) : صلاة اللّه رحمة من اللّه، وصلاة ملائكته تزكية منهم له، وصلاة المؤمنين دعاء منهم له، ومن سرّ آل محمّ ( عليهم السلام ) : في الصلاة علي النبيّ وآله فقال: «اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد في الأوّلين، وصلّ علي محمّد وآل محمّد في الآخرين، وصلّ علي محمّد وآل محمّد في الملأ الأعلي، وصلّ علي محمّد وآل محمّد في المرسلين.
اللّهمّ! أعط محمّداً (وآل محمّد) الوسيلة والشرف، والفضيلة والدرجة الكبيرة، اللّهمّ! إنّي آمنت بمحمّد ولم أره، فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته،
ص:416
وارزقني صحبته، وتوفّني علي ملّته، واسقني من حوضه مشرباً رويّاً، سائغاً هنيئاً، لا أظمأ بعده أبداً، إنّك علي كلّ شي ء قدير، اللّهمّ كما آمنت بمحمّد ولم أره، فعرّفني في الجنان وجهه، اللّهمّ! بلّغ روح محمّد عنّي تحيّة كثيرة وسلاماً».
فإنّ من صلّي علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بهذه الصلوات، هدمت ذنوبه، ومحيت خطاياه، ودام سروره، واستجيب دعاؤه، وأُعطي أمله، وبسط له في رزقه، وأُعين علي عدوّه، وهيّي ء له سبب أنواع الخير، ويجعل من رفقاء نبيّه في الجنان الأعلي، يقولهنّ ثلاث مرّات غدوة، وثلاث مرّات عشيّة.
1 - الشيخ الطوسيّ : تدعو بالدعاء المرويّ عن الرضا ( عليه السلام ) عقيب الثماني الركعات: «اللّهمّ! إنّي أسألك بحرمة من عاذ بك منك، ولجأ إلي عزّك، واستظلّ بفيئك، واعتصم بحبلك، ولم يثق إلّا بك، يا جزيل العطايا، يا مطلق الأساري، يا من سمّي نفسه من جوده وهّاباً، أدعوك رغباً ورهباً، وخوفاً وطمعاً، وإلحاحاً وإلحافاً، وتضرّعاً وتملّقاً، وقائماً وقاعداً، وراكعاً وساجداً، وراكباً وماشياً، وذاهباً وجائياً، وفي كلّ حالاتي، وأسألك أن تصلّي علي محمّد وآل محمّد، وأن تفعل بي كذا وكذا».
ص:417
1 - الشيخ الطوسيّ : عليّ بن حاتم، عن عليّ بن الحسين، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن الرضا ( عليه السلام ) :
«اللّهمّ صلّ علي محمّد وآله في الأوّلين، وصلّ علي محمّد وآله في الآخرين، وصلّ علي محمّد وآله في الملأ الأعلي، وصلّ علي محمّد وآله في النبيّين والمرسلين.
اللّهمّ أعط محمّداً الوسيلة والشرف والفضيلة والدرجة الكبيرة.
اللّهمّ إنّي آمنت بمحمّد عليه وآله السلام، ولم أره فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته، وارزقني صحبته، وتوفّني علي ملّته، واسقني من حوضه مشرباً رويّاً لا أظمأ بعده أبداً، إنّك علي كلّ شي ء قدير.
اللّهمّ كما آمنت بمحمّد ولم أره، فعرّفني في الجنان وجهه.
اللّهمّ أبلغ روح محمّد عنّي تحيّة كثيرة وسلاماً».
ص:418
وفيه مسألتان
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: السجدة بعد الفريضه شكراً للّه تعالي ذكره علي ما وفّق له العبد من أداء فريضته، وأدني مايجزي فيها من القول أن يقال: شكراً للّه، شكراً للّه، ثلاث مرّات.
قلت: فما معني قوله: شكراً للّه؟
قال: يقول: هذه السجدة منّي شكراً للّه عزّ وجلّ علي ما وفّقني له من خدمته، وأداء فرائضه، والشكر موجب للزيادة، فإن كان في الصلاة تقصير لم يتمّ بالنوافل تمّ بهذه السجدة.
2 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن البرقيّ، عن سعد بن سعد الأشعريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن سجدة الشكر؟
فقال ( عليه السلام ) : أيّ شي ء سجدة الشكر؟
فقلت له: إنّ أصحابنا يسجدون بعد الفريضة سجدة واحدة ويقولون: هي سجدة الشكر.
ص:419
فقال ( عليه السلام ) : إنّما الشكر إذا أنعم اللّه تعالي علي عبده النعمة أن يقول: ( سُبْحَنَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ و مُقْرِنِينَ * وَإِنَّآ إِلَي رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ ) (1) والحمد للّه ربّ العالمين.
1 - الشيخ الصدوق :...سليمان بن حفص المروزيّ قال: كتب إليّ أبو الحسن ( عليه السلام ) : قل في سجدة الشكر مائة مرّة: شكراً شكراً، وإن شئت: عفواً عفواً.
وفيه ثلاث مسائل
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، والحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: قال لي أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : الإعادة في الركعتين الأوّلتين، والسهو في الركعتين
ص:420
الأخيرتين.
1 - الشيخ الصدوق : روي سهل بن اليسع في ذلك ( يعني من لم يدر اثنتين صلّي، أم ثلاثاً، أم أربعاً) (2) عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: يبني علي
يقينه، ويسجد سجدتي السهو بعد التسليم، ويتشهّد تشهّداً خفيفاً.
1 - الشيخ الصدوق : قال الرضا ( عليه السلام ) : إذا كثر عليك السهو في الصلاة، فامض علي صلاتك، ولا تعد.
ص:421
وفيه أربع مسائل
1 - ابن إدريس الحلّيّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ صاحب الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن رجل يلتفت في صلاته، هل يقطع ذلك صلاته؟
قال ( عليه السلام ) : إذا كانت الفريضة والتفت إلي خلفه، فقد قطع صلاته، فيعيد ما صلّي ولا يعتدّ به، وإن كانت نافلة، فلا يقطع ذلك صلاته، ولكن لا يعود.
1 - الشيخ الطوسيّ : محمّد بن أحمد بن يحيي، عن عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن محمّد بن القاسم، عن الفضيل بن يسار، عن الحسن بن الجهم قال: سألته عن رجل صلّي الظهر أو العصر، فيحدث حين جلس في الرابعة؟
فقال: إن كان قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه فلايعد، وإن كان لم يتشهّد قبل أن يحدث فليعد.
ص:422
1 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه إسماعيل بن عيسي قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن الرجل يصلّي الأولي، ثمّ يتنفّل فيدركه وقت العصر من قبل أن يفرغ من نافلته، فيبطي ء بالعصر بعد نافلته، أو يصلّيها بعد العصر، أو يؤخّرها حتّي يصلّيها في آخر وقت؟
قال ( عليه السلام ) : يصلّي العصر ويقضي نافلته في يوم آخر.
ص:424
فهرس العناوین و الموضوعات
ص:425
ص:426
(ج) - خاتم النبيّين ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...5
- كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أفضل الأنبياء: ...5
- إنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) طاهر مطهّر: ...5
- أنّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان محدّثاً: ...5
- علّة تسميته ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بأبي القاسم: ...6
- أنّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان متّبعاً مسلّماً مؤدّياً عن اللّه سبحانه: ...6
- إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) هو المبلّغ إلي الثقلين: ...7
- أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) هو المقصود من قوله تعالي: (وَبِالنَّجْمِ هُمْ ...8
- اهتمام رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بحقوق أزواجه: ...8
- كيفيّة تعمّم النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...8
- يوم رحيل النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...9
- إنّ عليّاً ( عليه السلام ) غسّل النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...9
- تغسيل عليّ ( عليه السلام ) جسد النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مع الملائكة والصلاة عليه: ...9
- رؤية عليّ ( عليه السلام ) الملائكة وجبرئيل والروح عند تغسيل النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...10
- يوم مبعثه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...10
- استمرار شريعته ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي يوم القيامة: ...12
- حكم النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بملكيّة ما في أيدي المشركين بعد إسلامهم: ...12
- سهو النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...12
- درجة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في الجنّة: ...13
- فضل الصلاة عليه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...14
ص:427
- إنّ محمّداً كان أمين اللّه في خلقه: ...15
- عدم احتراق شَعره ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بالنار: ...15
- عرض الأعمال عليه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...16
- في معني قوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنا ابن الذبيحين: ...17
- فيما بعث اللّه النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عليه: ...19
- أنّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) صاحب الأمر: ...20
- كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يجهر بتكبيرة واحدة ويسرّ ستّاً: ...21
- جهره ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ببسم اللّه الرحمن الرحيم في الصلاة: ...21
- دخوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الكعبة وصلاته في زواياها الأربعة: ...22
- رجوع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) من مني: ...22
- سنن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في ليالي شهر رمضان: ...23
- صوم النبيّ في شعبان: ...25
- استغفار النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عند القيام من مجلسه: ...25
- استغفاره ( صلي الله عليه وآله وسلم ) غداة كلّ يوم: ...25
- تسبيحه وتكبيره ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عند الهبوط والصعود: ...26
- أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) هو المراد من قوله:(وَالسَّمَآءَ رَفَعَهَا): ...26
- أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كلّما ذكر اسم ربّه صلّي علي نفسه وآله ( عليهم السلام ) : : ...26
- سيف رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...27
- فضل الاعتكاف عند قبره ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...28
- كيفيّة تقسيمه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الخمس: ...29
- تقسيم النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الصدقات إلي ثمانية أسهم: ...29
- كيفيّة مبايعة الناس مع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...30
- تزويجه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بآمنة بنت أبي سفيان: ...30
- أنّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان يتختّم في يده اليمني: ...31
ص:428
- حبّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) للأُترج الأخضر، والتفّاح الأحمر: ...31
- بركات اسم النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...32
- ميراث رسول اللّه ( عليه السلام ) : ...32
- عنده ( صلي الله عليه وآله وسلم ) سرّ اللّه: ...33
- معراج رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...33
- خرق الحجب لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في ليلة المعراج: ...34
- إشراف النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي أُمراء الجيش: ...34
- السكينة التي أنزلها اللّه عليه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يوم الحنين: ...34
- حبّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) للسفرجل: ...35
- ما وضع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فيه الزكاة من الذهب والفضّة: ...36
- وَسْق النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...36
- كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يتخلّل: ...36
- سيرته ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في الأراضي المفتوحة عنوة وغيرها: ...37
- اعتمار النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حين صدّه المشركون: ...37
- كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) تمريّاً: ...38
- نقش خاتم النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...38
- أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أضاف الركعة والركعتين إلي الصلاة: ...39
- إنّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أضاف النوافل إلي الصلاة: ...40
- زوال التقيّة عنه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بعد نزول آية التبليغ: ...40
- هبوط الملائكة لتغسيله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) والصلاة عليه: ...41
- الإفتراء علي إبراهيم ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأمّه مارية: ...42
- قصّة المباهلة: ...47
الفصل الثالث: الإمامة وما يناسبها ...49
وفيه أمران ...49
الأوّل - الإمامة والولاية العامّة ...49
ص:429
وفيه واحد وعشرون ومأة موضوعاً ...49
- معني الإمام وحقيقة الإمامة: ...49
- علائم الإمامة: ...57
- أنّ عندهم ( عليهم السلام ) : جميع العلوم: ...58
- ضرورة وجود الإمام: ...58
- أنّهم: مؤيّدون بروح من اللّه: ...62
- معرفة الإمام: ...63
- أنّ الإمامة من شروط التوحيد: ...64
- ولاية آل محمّ ( عليهم السلام ) : : ...65
- أثر ولاية آل محمّد: ...65
- من والي آل محمّ ( عليهم السلام ) : ينظر اللّه إليه من غير حجاب: ...66
- علائم الإمام ( عليه السلام ) و أوصافه: ...66
- علم الأئمّ ( عليهم السلام ) : : ...70
- علم الإمام بإمامته: ...70
- علم الإمام ( عليه السلام ) بموته: ...71
- قدرة الأئمّ ( عليهم السلام ) : : ...72
- أنّ ولاية محمّد وآله ( عليهم السلام ) : خير من دنيا غيرهم: ...73
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : هم المقصودون من قوله تعالي: ...73
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : هم أهل الذكر: ...73
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : هم أبواب اللّه: ...74
- أنّهم: المراد من قوله تعالي: (أَنَّ الْمَسَجِدَ لِلَّهِ) : ...75
- أنّ ولايتهم ( عليهم السلام ) : هي المراد من قوله تعالي «يُوفُونَ بِالنَّذْرِ»: ...75
- أنّ المراد من قوله تعالي «أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ...» أعداء أهل البيت:: ...75
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : هم المراد من قوله تعالي «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ»: ...76
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : هم المراد من (يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا) : ...76
ص:430
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : هم الصادقون: ...76
- أنّ المراد من قوله: (ثُمَّ اسْتَقَمُواْ) هو الإستقامة علي ولاية الأئمّ ( عليهم السلام ) : : ...77
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : هم أهل الذكر: ...77
- أنّهم أبدال الأنبيا ( عليهم السلام ) : : ...77
- أنّهم: أهل بيت يتوارث أصاغرهم عن أكابرهم: ...78
- أنّ ولايتهم ( عليهم السلام ) : كمال الدين: ...78
- مواريث الإمامة: ...78
- أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) والأئمّ ( عليهم السلام ) : هم أفضل من جميع الخلائق: ...79
- أنّ آل محمّ ( عليهم السلام ) : هم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام: ...79
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : هم المراد من (أُوْلِي الْأَمْرِ) في القرآن: ...80
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : ورثة رسول اللّه و عندهم العلوم: ...80
- أنّهم ( عليهم السلام ) : الأشهر المعلومات: ...82
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : هم العلماء: ...82
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : كلّهم مقتولون بالسيف أو بالسمّ: ...83
- آل محمّد هم النمط الأوسط: ...84
- صبرهم ( عليهم السلام ) : في البأساء والضرّاء: ...84
- أنّهم ( عليهم السلام ) : مخلوقون، مربوبون مطيعون: ...85
- عرض الأعمال يوم الخميس علي الأئمّ ( عليهم السلام ) : : ...85
- بهم ( عليهم السلام ) : دفع اللّه الذبح عن إسماعيل وعبد اللّه: ...85
- أنّهم يسيرون بسيرة الأنبيا ( عليهم السلام ) : : ...86
- طاعتهم ( عليهم السلام ) : طاعة اللّه: ...86
- معرفتهم ( عليهم السلام ) : بجميع اللغات: ...87
- كيفيّة تختّمهم ( عليهم السلام ) : : ...87
- لباس الأئمّة: ...87
ص:431
- أنّهم ( عليهم السلام ) : غير مأذونين في ذكر فضائلهم: ...88
- أنّ الإمام لا يغسّله إلّا إمام مثله: ...88
- أنّهم ( عليهم السلام ) : أبَوا دين المؤمنين: ...89
- أنّهم ( عليهم السلام ) : سادة الدنيا وملوك الأرض: ...90
- حرمة لحوم أهل البيت ( عليهم السلام ) : علي السباع: ...90
- تعلّق رحم آل محمّ ( عليهم السلام ) : بالعرش: ...91
- أنّ أسماءهم ( عليهم السلام ) : كانت مكتوبة علي العرش: ...91
- عندهم ( عليهم السلام ) : سلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...92
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : منامهم ويقظتهم واحدة: ...92
- أنّ الإمام ( عليه السلام ) قائم علي وجه الأرض: ...93
- هبوط الملائكة لتغسيل الأئمّ ( عليهم السلام ) : والصلاة عليهم: ...94
- أنّهم ( عليهم السلام ) : يتختّمون في اليمني: ...94
- من دان اللّه تعالي بغير إمام من الأئمّ ( عليهم السلام ) : : ...95
- أسباب الحشر مع الأئمّ ( عليهم السلام ) : في القيامة: ...95
- وجوب حفظ أسرارهم ( عليهم السلام ) : عن غير أهله: ...95
- اصطفاء الأئمّ ( عليهم السلام ) : وعلومهم: ...97
- مانزل من القرآن في الأئمّ ( عليهم السلام ) : : ...98
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : هم الذين أوتوا العلم: ...100
- أنّهم ( عليهم السلام ) : كلمات اللّه التي ما نفدت: ...100
- فضل إنشاد الشعر في مدح الأئمّ ( عليهم السلام ) : : ...101
- أنّ نومهم ( عليهم السلام ) : ويقظتهم واحدة: ...101
- أنّ اللّه أعطاهم ( عليهم السلام ) : أكثر ما أعطي داود ( عليه السلام ) : ...101
- أثر الولاية عند معاينة الموت: ...102
- ثمرة الصلاة علي محمّد وآله ( عليهم السلام ) : : ...102
- الصلاة علي محمّد وآله ( عليهم السلام ) : تعدل التسبيح والتهليل والتكبير: ...103
ص:432
- يوم مصائب آل محمّ ( عليهم السلام ) : : ...103
- فضل النظر إلي ذرّيّة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...104
- الاستعانة بالأئمّ ( عليهم السلام ) : في الشدائد: ...104
- أنّهم ( عليهم السلام ) : يرون الوعد عليهم دَيناً: ...105
- ما يجب مراعاته للإمام ( عليه السلام ) : ...105
- أنّ الإمامة لاتكون في عمّ ولاخال: ...106
- فضل ولد فاطمة وعليّ ( عليهماالسلام ) علي الناس: ...107
- حرمة النار علي ذرّيّة فاطمة ( عليها السلام ) : ...107
- أنّ الإمام لا يغسّله إلّا الإمام: ...108
- ما نزل فيهم ( عليهم السلام ) : من القرآن: ...109
- ما نزل من القرآن في أعدائهم: ...110
- أنّ الإمام يد اللّه تعالي في أرضه: ...110
- أنّ آل محمّ ( عليهم السلام ) : خير البريّة: ...111
- أنّ عندهم ( عليهم السلام ) : الجفر والجامعة، وعلم المنايا والبلايا: ...111
- وصيّة الإمام إلي الذي بعده بأمر من اللّه وعهد من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...112
- أنّ كلام أوّلهم و آخرهم ( عليهم السلام ) : يوافق القرآن والسنّة: ...112
- حضور الملائكة عند تغسيل كلّ واحد من الأئمّ ( عليهم السلام ) : : ...113
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : كلّهم محدّثون: ...114
- سيرة الأئمّ ( عليهم السلام ) : في تسمية أولادهم: ...115
- وجوب معرفة حقوق الأئمّ ( عليهم السلام ) : وحقوق الرعيّة عليهم: ...115
- فضل زيارة قبورهم ( عليهم السلام ) : : ...115
- الحثّ علي زيارة قبورهم ( عليهم السلام ) : : ...116
- أنّهم ( عليهم السلام ) : أهل الذكر وعندهم علم الحلال والحرام: ...116
- أنّ أسامي الشيعة لمكتوبة عند الأئمّ ( عليهم السلام ) : : ...117
ص:433
- أنّ اللّه عزّ وجلّ عقد الأيمان بهم ( عليهم السلام ) : : ...117
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : هم المحسودون: ...118
- أنّ الأمانة في القرآن هي إمامة الأئمّ ( عليهم السلام ) : : ...118
- أنّهم ( عليهم السلام ) : هم المقصودون من قوله تعالي: (وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنكُمْ): ...119
- ما يراد من الإمام: ...119
- ما يقال للإمام ( عليه السلام ) عند العطاس: ...120
- أنّهم: يرثون العفو والشكر والصبر عن بعض الأنبيا ( عليهم السلام ) : : ...120
- خلق الشيعة من طينتهم ( عليهم السلام ) : : ...121
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : هم الميزان في معرفة المؤمن والمنافق: ...122
- لعن مبغضي آل محمّد علي لسان القنبرة: ...122
- خطبته في مظالم آبائه ( عليهم السلام ) : عبر الزمن: ...123
- أنّهم ( عليهم السلام ) : علماء حلماء صادقون: ...123
- حضورالخضر ( عليه السلام ) عند الأئمّ ( عليهم السلام ) : وسلامه عليهم: ...124
- أنّ عيونهم ( عليهم السلام ) : لاتشبه أعين الناس: ...124
- أنّ الناس عبيد لهم في الطاعة، وموال لهم في الدين: ...125
- أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : خلفاء اللّه عزّ وجلّ في أرضه: ...126
- أنّهم ( عليهم السلام ) : كانوا تابعين لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...126
- أنّ اللّه تعالي يأخذ حقوقهم ( عليهم السلام ) : من ظالميهم ...127
- أنّهم ( عليهم السلام ) : أولياء المؤمنين و يأخذون حقوق الناس من أيدي الظلمة: ...127
- ذنب الجاحد منهم و أجر المحسن إليهم ( عليهم السلام ) : : ...127
- شفاعتهم ( عليهم السلام ) : لزوّارهم: ...128
- توسّل بعض الأنبياء بالأئمّ ( عليهم السلام ) : في الشدائد: ...129
- سيرة الأئمّ ( عليهم السلام ) : مع المخالفين: ...129
- الوضع في أحاديث الأئمّ ( عليهم السلام ) : : ...130
ص:434
الثاني - الإمامة والولاية الخاصّة: ...131
وفيه أربعة عشر أمراً ...131
(أ) - الخمسة النجباء: ...131
وفيه موضوعان اثنان ...131
- أنّ رسول اللّه والأئمّة من بعده ( عليهم السلام ) : ، هم المتوسّمون: ...131
- وجود اسم النبيّ والأئمّ ( عليهم السلام ) : في التوراة والإنجيل والزبور: ...131
(ب) - الإمام أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) ...135
وفيه سبعة وأربعون عنواناً ...135
- عرض الأعمال عليه ( عليه السلام ) : ...135
- أنّ عليّاً ( عليه السلام ) هو المراد من قوله تعالي: (شَاهِدٌ مِّنْهُ): ...136
- أنّ عليّاً ( عليه السلام ) هو الذي عنده علم الكتاب: ...136
- أنّ عليّاً ( عليه السلام ) هو المراد من آية النور: ...137
- أنّ عليّاً ( عليه السلام ) هو المراد من قوله تعالي: (وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ): ...137
- أنّ عليّاً ( عليه السلام ) هو المراد من قوله تعالي: (لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا): ...138
- أنّ المراد من قوله تعالي «بَلْ كَذَّبُواْ بِالسَّاعَةِ»، هو التكذيب بولاية عليّ ( عليه السلام ) : ...138
- أنّه ( عليه السلام ) أفضل الأوصياء: ...138
- نقش خاتمه ( عليه السلام ) : ...139
- أنّ عليّاً ( عليه السلام ) هو المراد من (أَنفُسَنَا) في آية المباهلة: ...139
- أنّ ولاية عليّ ( عليه السلام ) هي المراد من قوله تعالي: «كَلِمَةَ التَّقْوَي »: ...140
- أنّ عليّاً ( عليه السلام ) كان أشدّ الناس علي الكفّار: ...140
- أنّ عليّاً ( عليه السلام ) هو المراد من الإنسان والميزان في سورة الرحمن: ...141
- أنّ عليّاً وفاطمة ( عليهماالسلام ) هما المرادان من قوله تعالي: «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ»: ...141
- أنّ عليّاً ( عليه السلام ) هو المراد من دابّة الأرض: ...141
- منزلة عليّ ( عليه السلام ) في سورة التين: ...142
- منزلة عليّ ( عليه السلام ) في سورة الإنشراح: ...142
- أنّ عليّاً هو المراد من قوله تعالي: «لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا» ...143
- المراد من قوله تعالي: «فِي جَنم بِ اللَّهِ» هو ولاية عليّ ( عليه السلام ) : ...143
ص:435
- صعوبة ولاية عليّ ( عليه السلام ) علي المشركين: ...143
- أنّ ولاية عليّ ( عليه السلام ) هي المراد من قوله تعالي: «كَلِمَةَ التَّقْوَي »: ...144
- أنّ المراد بتكذيب الصدق في القرآن هو النبيّ ووصيّه ( عليهماالسلام ) : ...144
- النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) : ...144
- فضل زيارة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ...145
- النهي عن الغلوّ في توصيفه ( عليه السلام ) : ...145
- عليّ بن أبي طالب في آية المباهلة: ...153
- أنّه ( عليه السلام ) قسيم الجنّة والنار: ...154
- ولايته ( عليه السلام ) مكتوبة في جميع صحف الأنبيا ( عليهم السلام ) : : ...155
- نصب عليّ ( عليه السلام ) يوم الغدير بالإمامة وفضل ذلك اليوم: ...155
- فضل الصدقة في يوم الغدير: ...159
- تفسير كلامه ( عليهماالسلام ) : ...159
- موضع قبره ( عليه السلام ) : ...160
- أنّه ( عليه السلام ) المراد من دابّة الأرض: ...161
- أنّه ( عليه السلام ) هو المؤذّن يوم القيامة: ...161
- علّة كونه ( عليه السلام ) قسيم الجنّة والنار: ...161
- ميراث عليّ ( عليه السلام ) عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...162
- استجابة دعائه ( عليه السلام ) علي اليهود والنصاري والمشركين: ...163
- أنّه ( عليه السلام ) يعرف قاتله ويعلم متي يموت: ...164
- علّة إعراض الناس عن عليّ ( عليه السلام ) : ...165
- علّة قعود عليّ ( عليه السلام ) عن مجاهدة بعض أعدائه: ...166
- العلّة التي من أجلها لم يبت عليّ ( عليه السلام ) بمكّة: ...166
- علّة عدم إرجاعه ( عليه السلام ) فدكاً لمّا ولّي الحكومة: ...167
- ذنب المتخلّف عنه، والمقاتل معه ( عليه السلام ) : ...168
ص:436
- أنّه ( عليه السلام ) لا ينام ثلاث ليال من السنة: ...168
- عيادته ( عليه السلام ) لصعصعة بن صوهان في مرضه: ...169
- كان عليّ ( عليه السلام ) تمريّاً: ...170
- سيرة عليّ ( عليه السلام ) في عتق المملوك: ...171
(ج) - فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ...171
وفيه تسعة عناوين ...171
الأوّل - تزويج فاطمة لعليّ ( عليهماالسلام ) من عند اللّه: ...171
الثاني - فاطمة ( عليها السلام ) في آية المباهلة: ...172
الثالث - ميراث فاطمة ( عليها السلام ) عن رسول اللّه 6: ...173
الرابع - فاطمة ( عليها السلام ) في آية المباهلة: ...173
الخامس - الحيطان السبعة التي كانت وقفاً عليها ( عليها السلام ) : ...174
السادس - غضبها ( عليها السلام ) علي الشيخين: ...175
السابع - موضع مسجدها ( عليها السلام ) : ...175
الثامن - مدفنها ( عليها السلام ) : ...175
التاسع - تحريم النار علي ذرّيّتها ( عليها السلام ) : ...176
(د) - الحسنين ( عليهماالسلام ) ...177
وفيه ثمانية عناوين ...177
الأوّل - الحسنين ( عليهماالسلام ) في آية المباهلة: ...177
الثاني - مولدهما ( عليهماالسلام ) و ما فعل بهما رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...178
الثالث - هبوط جبرئيل بالتهنئة، عند ولادتهما ( عليهماالسلام ) : ...179
الرابع - نزول لباس العيد لهما ( عليهماالسلام ) من الجنّة: ...180
الخامس - الحسنين ( عليهماالسلام ) في آية المباهلة: ...181
السادس - أنّ الحسنين ( عليهماالسلام ) هما المراد من قوله تعالي: «اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ»: ...181
السابع - المراد من قوله تعالي «وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ» الحسنين ( عليهماالسلام ) : ...182
الثامن - اهتجار الحسن و الحسين ( عليهماالسلام ) : ...182
(ه') - الإمام الحسن بن عليّ ( عليهماالسلام ) ...183
ص:437
وفيه خمسة عناوين ...183
الأوّل - النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) : ...183
الثاني - كان الحسن ( عليه السلام ) تمريّاً: ...183
الثالث - نقش خاتمه ( عليهماالسلام ) : ...184
الرابع - أسباط الحسن ( عليه السلام ) : ...184
الخامس - كان ( عليه السلام ) يعرّس في مسجد ذي الحُلَيفة: ...185
(و) - الإمام الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) ...186
وفيه أربعة وعشرون عنواناً ...186
الأوّل - النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) : ...186
الثاني - ارتضاعه ( عليه السلام ) من لسان النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ...186
الثالث - نقش خاتمه ( عليه السلام ) : ...187
الرابع - لباسه ( عليه السلام ) : ...187
الخامس - علّة جعل الإمامة في ولد الحسين ( عليه السلام ) : ...188
السادس - كان الحسين ( عليه السلام ) تمريّاً: ...188
السابع - إخبار النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بقتل الحسين ( عليه السلام ) : ...189
الثامن - المحرّم و مصائب الواقعة فيه: ...189
التاسع - العاشر من المحرّم يوم قتل الحسين ( عليه السلام ) : ...190
العاشر - نزول الملائكة عند شهادته ( عليه السلام ) : ...190
الحادي عشر - معجزته ( عليه السلام ) يوم عاشوراء ...191
الثاني عشر - مجلس يزيد و ما فعل برأس الحسين ( عليه السلام ) : ...192
الثالث عشر - رأس الحسين ( عليه السلام ) ومجلس يزيد اللعين في الشام: ...193
الرابع عشر - بكاء الرضا عند رؤية تربة جدّه الحسين ( عليهماالسلام ) : ...193
الخامس عشر - إقامة المأتم للحسين ( عليه السلام ) وثواب البكاء عليه: ...194
السادس عشر - بكاء السماء والأرض علي قتل الحسين ( عليه السلام ) : ...195
السابع عشر - فضل طين قبر الحسين ( عليه السلام ) : ...195
الثامن عشر - الشفاء في تربته ( عليه السلام ) : ...196
ص:438
التاسع عشر - الأمان والتبرّك بتربته ( عليه السلام ) : ...196
العشرون - فضل زيارته ( عليه السلام ) والبكاء عليه: ...197
الحادي والعشرون - فضل زيارة الحسين ( عليه السلام ) والاعتكاف عنده في شهر رمضان: ...197
الثاني والعشرون - فضل زيارة الحسين ( عليه السلام ) في ليلة الجهني: ...198
الثالث والعشرون - ثواب ذكر الحسين ( عليه السلام ) عند رؤية الفقّاع والشطرنج واللعن علي قاتليه: ...198
الرابع والعشرون - أسباط الحسين ( عليه السلام ) : ...198
(ز) - الإمام عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ...199
وفيه ثلاثة عشر عنواناً ...199
الأوّل - أمّه ( عليه السلام ) : ...199
الثاني - لباسه ( عليه السلام ) : ...200
الثالث - نقش خاتمه ( عليه السلام ) : ...201
الرابع - تطيّبه ( عليه السلام ) : ...202
الخامس - النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) : ...202
السادس - تزويجه ( عليه السلام ) بابنة الحسن وأمّ ولد لأخيه: ...203
السابع - تدفينه جسمان أبيه الحسين ( عليهماالسلام ) : ...203
الثامن - كان زين العابدين ( عليه السلام ) تمريّاً: ...204
التاسع - تلاوته ( عليه السلام ) القرآن عند وفاته: ...204
العاشر - إعطاء مايحبّه ( عليه السلام ) إلي السائل: ...205
الحادي عشر - تعليمه ( عليه السلام ) الدعاء: ...205
الثاني عشر - ملاطفته ( عليه السلام ) مع مماليكه: ...206
الثالث عشر - تزويج مولاه بعض أمّهات ولد أبيه: ...206
(ح) - الإمام الباقر ( عليه السلام ) ...208
وفيه تسعة عناوين ...208
الأوّل - النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) : ...208
الثاني - أنّه ( عليه السلام ) كان محدّثاً: ...208
ص:439
الثالث - نقش خاتمه ( عليه السلام ) : ...209
الرابع - أنّه ( عليه السلام ) كان يضرب فسطاطه في الحرم، ويؤدّب بعض خدمه خارج الحرم: ...209
الخامس - تزويجه ( عليه السلام ) امرأة بنسيئة: ...210
السادس - كان ( عليه السلام ) تمريّاً: ...210
السابع - كان ( عليه السلام ) لايصلّي في البيداء: ...211
الثامن - ادّخاره ( عليه السلام ) قوت سنته: ...211
التاسع - إبعاده ( عليه السلام ) المروحة عن وجه المرأة المحرمة: ...211
(ط) - الإمام الصادق ( عليه السلام ) ...212
وفيه تسعة عناوين ...212
الأوّل - النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) : ...212
الثاني - أنّه ( عليه السلام ) كان أعلم أهل زمانه: ...212
الثالث - وضوؤه ( عليه السلام ) عند العود إلي أهله: ...213
الرابع - لباسه: ...213
الخامس - خاتمه ( عليه السلام ) : ...214
السادس - نقش خاتمه ( عليه السلام ) : ...214
السابع - ادّخاره ( عليه السلام ) قوت سنته: ...215
الثامن - كان الصادق ( عليه السلام ) تمريّاً: ...215
التاسع - تفضيله ( عليه السلام ) بعض أولاده علي بعض: ...216
(ي) - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ...216
وفيه ثلاثة وثلاثون عنواناً ...216
- أنّه ( عليه السلام ) كان محدَّثاً: ...216
- تكلّمه ( عليه السلام ) في المهد: ...217
- أنّه ( عليه السلام ) كان أعلم أهل زمانه ويتكلّم بألسنة مختلفة: ...217
- وضوؤه ( عليه السلام ) : ...218
- أنّه ( عليه السلام ) كان يصلّي الظهر علي خمسة أقدام: ...218
- كان ( عليه السلام ) يصلّي في الخفّ الذي يشتري من السوق: ...218
ص:440
- عدد صلوات كان يصلّيها في العشر الأواخر من شهر رمضان: ...219
- وسادته ( عليه السلام ) : ...219
- لباسه ( عليه السلام ) : ...220
- كان ( عليه السلام ) يلبس جلد السنجاب : ...220
- نقش خاتم الكاظم ( عليه السلام ) : ...220
- مكان حلق رأسه ( عليه السلام ) في الحجّ: ...221
- ورود الخصيان علي بنات الكاظم ( عليه السلام ) : ...222
- تكلّمه عند أبيه ودعاؤه له ( عليهماالسلام ) : ...222
- كان ( عليه السلام ) يقطع التلبية عند مشاهدت بيوت مكّة: ...223
- كان ( عليه السلام ) يعرّس في مسجد ذي الحُلَيفة: ...223
- كان ( عليه السلام ) يترّب الكتاب: ...223
- تركه ( عليه السلام ) النوافل: ...224
- أمره ( عليه السلام ) بكسر مرآة ملبس فضّة كانت له: ...224
- اغتساله ( عليه السلام ) يوم الجمعة: ...225
- اكتحاله ( عليه السلام ) : ...225
- كان ( عليه السلام ) يُقرن في الطواف تقيّة: ...225
- مشورته ( عليه السلام ) مع بعض غلمانه: ...226
- كان الكاظم ( عليه السلام ) تمريّاً: ...226
- سيرة الكاظم ( عليه السلام ) في قطع الأشجار: ...227
- إخباره بموت أبيه ( عليهماالسلام ) وأداء دينه: ...227
- تولّيه أمر تجهيز أبيه ( عليهماالسلام ) : ...233
- علمه ( عليه السلام ) بموته: ...233
- قاتله و كيفيّة شهادته: ...234
- فضيلة قبره ( عليه السلام ) : ...234
ص:441
- نجاة بغداد ببركة قبره ( عليه السلام ) : ...234
- دفع العذاب عن أهل بغداد ببركة قبره ( عليه السلام ) : ...235
- فكرة الوقف عليه ( عليه السلام ) : ...235
(ك) - الإمام الجواد ( عليه السلام ) ...236
وفيه ثمانية عناوين ...236
الأوّل - بشارة الإمام الرضا بولادته ( عليهماالسلام ) : ...236
الثاني - أنّه ( عليه السلام ) مولود، لم يولد أعظم بركة منه: ...239
الثالث - أنّه ( عليه السلام ) كان محدّثاً: ...240
الرابع - النصّ علي إمامته عن أبيه الرضا ( عليهماالسلام ) قبل ولادته: ...241
الخامس - النصّ علي إمامته عن أبيه ( عليهماالسلام ) : ...242
السادس - علائم إمامته ( عليه السلام ) : ...260
السابع - أداؤه دين أبيه الرضا بعد شهادته ( عليهماالسلام ) : ...261
الثامن - نجاة بغداد ببركة قبره ( عليه السلام ) : ...262
(ل) - الإمام عليّ الهادي ( عليه السلام ) ...262
وفيه موضوع واحد ...262
- النصّ عليه عن الرضا ( عليه السلام ) : ...262
(م) - الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ...263
وفيه موضوع واحد ...263
- النصّ عليه عن الرضا ( عليه السلام ) : ...263
(ن) - الإمام المهديّ ( عليه السلام ) ...264
وفيه ثلاثة موارد ...264
الأوّل - خصائصه ( عليه السلام ) : ...264
وفيه سبعة عشر موضوعاً ...264
- اسمه ( عليه السلام ) ونسبه: ...264
- النصّ عليه عن الرضا ( عليهماالسلام ) : ...265
- النصّ علي إمامته ( عليه السلام ) : ...265
- صفته ( عليه السلام ) : ...266
- صفته ( عليه السلام ) عند خروجه: ...269
- عنده عصا موسي ( عليهماالسلام ) : ...272
ص:442
- عنده خاتم سليمان ( عليهماالسلام ) : ...272
- لباسه وطعامه، والشدائد عند قيامه: ...272
- علّة النهي عن التصريح باسمه: ...273
- علّة غيبته ( عليه السلام ) : ...273
- أُنس المهدي مع الخضر في غيبته ( عليهماالسلام ) : ...274
- رؤيته ( عليه السلام ) قبل قيامه: ...274
- إنتظار الفرج: ...275
- الأمر بانتظار الفرج والنهي عن التوقيت: ...276
- المهديّ صاحب عيسي ( عليهماالسلام ) : ...278
- اجتماع الشيعة من جميع البلدان عند قيام المهدي ( عليه السلام ) : ...278
- حصر العبودية للّه تعالي في عهد القائم ( عليه السلام ) : ...279
الثاني - علامات الفَرَج: ...279
وفيه موضوعان ...279
- مراحل علامات الفرج: ...279
- التقيّة قبل خروج المهدي ( عليه السلام ) : ...281
الثالث - علائم الظهور: ...281
وفيه أحد عشر موضوعاً ...281
- النداء باسمه ( عليه السلام ) : ...281
- خروج السفيانيّ: ...283
- الأحداث الأربعة قبل قيام القائم ( عليه السلام ) : ...284
- ظهور رايات قيس بمصر، وكِندة بخراسان: ...287
- ظهور حدث بين المسجدين وقتل أولاد من العرب: ...288
- قتل البَيوح: ...288
- فتنة الصمّاء الصيلم: ...289
- ابتلاء الشيعة في غيبته: ...291
- رجعة الإمام الرضا ( عليه السلام ) في زمن المهدي وشكواه إلي جدّه: ...291
ص:443
- رجعة المؤمنين في زمن المهدي ( عليه السلام ) : ...292
- انتقامه من قتلة الحسين ( عليه السلام ) وقتل بني شيبة: ...293
الفصل الرابع - المعاد والحساب والشفاعة ...295
وفيه أمران ...295
(أ) - المعاد والحساب ...295
وفيه ستّة عشر موضوعاً ...295
- الرجعة: ...295
- جزاء من أنكر التوحيد وكذّب الرسل: ...296
- جزاء من أنكر المعراج: ...296
- جزاء المستهزء بالأنبيا ( عليهم السلام ) : والسابّ لأولادهم: ...296
- كتابة أعمال أهل البلاد: ...297
- أنّ الإملاء من أشدّ عذاب اللّه تعالي: ...298
- حضور الملائكة عند قبض روح المؤمن: ...298
- أنّ اللّه لا يعذّب عبداً لا ذنب له: ...299
- عذاب المصلوب في القبر: ...300
- السؤال في القبر: ...300
- عذاب الواقفة في القبر: ...300
- أوّل مايري المؤمن عند الحساب: ...301
- الصابرون والمتصبّرون في القيامة: ...302
- مكانة المؤذّن يوم القيامة : ...302
- القول بالتناسخ: ...303
- المسوخ: ...304
(ب) - الشفاعة ...304
وفيه ثمانية موضوعات ...304
الأوّل - شفاعة الأئمّ ( عليهم السلام ) : لشيعتهم: ...304
الثاني - أنّ الأئمّة هم الشفعاء يوم القيامة: ...306
الثالث - خلق حور العين: ...306
ص:444
الرابع - خلق الجنّة والنار: ...307
الخامس - عدد أبواب الجنّة: ...308
السادس - أوّل ما يأكله أهل الجنّة: ...308
السابع - البهائم الثلاثة التي تدخل الجنّة: ...309
الثامن - حشر الشهور في القيامة: ...309
الباب الخامس في الأحكام ...313
ويشتمل هذا الباب علي سبعة وعشرين فصلاً ...313
الفصل الأوّل: مقدّمات الفقه ...313
وفيه أحد عشر موضوعاً ...313
الأوّل - في أنّ للّه حلالاً وحراماً: ...313
الثاني - حكم الرواية عن الكتب المعتمدة: ...314
الثالث - كيفيّة الجمع بين الأحاديث المختلفة والعمل بها: ...314
الرابع - الميزان في معرفة الأحاديث الصحيحة والموضوعة: ...317
الخامس - حكم الرجوع إلي العالم عند التحيّر: ...318
السادس - قاعدة فقهيّة في الأخذ بما خالف العامّة: ...318
السابع - الأخذ بخلاف قول العامّة: ...319
الثامن - حكم الرجوع إلي فقيه البلد والأخذ بخلاف ما أفتي به: ...319
التاسع - حكم الرأي والاجتهاد والقياس في الروايات: ...320
العاشر - حكم الأحاديث المتشابهة: ...320
الحادي عشر - جواز التفريع عن القواعد الكليّة الصادرة عن الأئمّ ( عليهم السلام ) : : ...321
الفصل الثاني: الطهارة ...323
وفيه ستّة عشر موضوعاً ...323
(أ) - حدّ البلوغ ...323
وفيه مسألة واحدة ...323
- حدّ البلوغ في اشتراط التكليف: ...323
ص:445
(ب) - طهارة أهل الكتاب ...324
وفيه مسألة واحدة ...324
- حكم ما يشتري من أهل الكتاب : ...324
(ج) - طهارة الجلود ...324
وفيه مسألة واحدة ...324
- حكم جلود الحُمُر الوحشيّة المذكّاة: ...324
(د) - نواقض الوضوء ...325
وفيه سبع مسائل ...325
- حكم من نسي بعض الوجه في الوضوء: ...325
- حكم الوضوء لمن غلب عليه النوم: ...325
- حكم الوضوء بعد المذي: ...326
- حكم الوضوء بعد البول والغائط والريح: ...326
- حكم القي ء والمِدّة والدم بعد الوضوء: ...327
- حكم الوضوء بعد خروج الندي والصفرة من المقعد: ...327
- حكم الاستعانة في الوضوء: ...328
(ه') - ماء البئر ...328
وفيه ثمان مسائل ...328
- عدم تنجّس ماء البئر بالملاقاة: ...328
- حكم تقارب البئر والبالوعة: ...329
- نجاسة ماء البئر بتغيّر ريحه أو طعمه: ...330
- كيفيّة تطهير ماء البئر: ...330
- عدم نجاسة ماء البئر بمجرّد الملاقاة: ...331
- حكم ماء الحمّام: ...331
- حكم تطهير الأرض بالشمس: ...332
ص:446
- حكم غسل الرجلين بعد الحمّام: ...332
(و) - التخلّي ...332
وفيه ثمان مسائل ...332
- طلب مكان مناسب للبول: ...332
- حكم استقبال القبلة وغيرها واستدبارها عند التخلّي: ...333
- حكم غسل الفراش وما شابهه إذا أصابه البول: ...334
- حكم تطهير الثوب والبدن من البول: ...334
- حكم تطهير محل الغائط: ...334
- حكم بقاء أثر النجاسة بعد إزالة العين: ...335
- طهارة الثوب الذي يشتري من المسلم: ...335
- حكم المستنجي وخاتمه في يده: ...336
(ز) - الوضوء ...336
وفيه ستّ مسائل ...336
- حدّ غسل الوجه في الوضوء: ...336
- كيفيّة وضوء الرجل والمرأة: ...337
- كيفيّة المسح علي القدمين: ...337
- حكم الاستعانة في الوضوء: ...338
- حكم الوضوء لمن اغتسل غسل الجنابة: ...339
- حكم الوضوء والغسل بماء الغدير الذي يستنجي فيه الإنسان: ...339
(ح) - وضوء الجبيرة ...339
وفيه ثلاث مسائل ...339
- حكم المسح علي الجبائر في موضع الغَسل في الوضوء مع تعذّر نزعها: ...339
- حكم المسح علي الجبائر في الوضوء: ...340
- حكم مسح القدمين بالبلل من الرأس أو بماء جديد: ...341
ص:447
(ط) - الجنابة ...341
وفيه عشر مسائل ...341
- ما يوجب الغسل علي الرجل والمرأة: ...341
- حكم غسل الجنابة: ...342
- كيفيّة غسل الجنابة: ...343
- حكم من أجنب ليلاً فتعذّر عليه الغسل حتّي طلع الفجر: ...343
- حكم الغسل بعد إنزال المنيّ: ...344
- حكم احتلام المرأة في النوم: ...344
- حكم الغسل مع بقاء أثر الطيب أو غيره علي البدن: ...345
- حكم الكسير الذي عليه الجبائر في الغسل: ...345
- حكم غسل الميّت والجنب إذا كان الماء قليلاً: ...346
- غسل مسّ الميّت: ...346
(ي) - الأغسال المندوبة ...347
وفيه مسألتان ...347
- غسل يوم الجمعة: ...347
- غسل قضاء الحاجة: ...347
(ك) - الحيض ...348
وفيه سبع مسائل ...348
- حكم الصفرة قبل الحيض وبعده: ...348
- أقلّ أيّام الحيض وأكثرها: ...348
- حدّ استظهار الحائض: ...349
- حكم المرأة المستحاضة: ...349
- حكم اجتماع الحيض مع الحمل: ...350
- حكم قضاء صلاة الحائض التي تحيض في وقتها: ...350
ص:448
- حكم جماع المستحاضة: ...351
(م) - غسل الميّت ...351
وفيه أربع مسائل ...351
- توجيه الميّت إلي القبلة عند الغُسل: ...351
- حكم وضع الخدّ علي القبر والبكاء عنده: ...352
- حكم وضع اليد علي قبر الميّت: ...352
- ثواب زيارة قبر المؤمن وقراءة سورة القدر: ...352
(ن) - صلاة الجنائز ...353
وفيه ثمان مسائل ...353
- كيفيّة الصلاة علي الجنائز: ...353
- عدد التكبيرات في الصلاة علي الميّت: ...353
- حكم رفع اليدين في تكبيرات صلاة الجنازة: ...354
- كيفيّة الصلاة علي الميّت المخالف: ...354
- كيفيّة الصلاة علي المصلوب: ...355
- حكم الصلاة علي العريان والمدفون: ...356
- حكم الصلاة علي الميّت المؤمن والمنافق: ...356
- حكم الصلاة علي الطفل الميّت: ...356
(س) - الدفن ...357
وفيه ستّ مسائل ...357
- حكم دفن الولد المسلم المتوفّي في بطن أمّه المشركة: ...357
- كيفيّة حمل سرير الميّت: ...357
- كيفيّة دفن العريان: ...358
- خواصّ وضع اليد علي القبر وقراءة القدر سبعاً: ...359
- حكم رشّ القبر بالماء: ...359
ص:449
- حكم من نبش قبر امرأة ففجر بها، وأخذ ثيابها: ...360
(ع) - التيمّم ...361
وفيه خمس مسائل ...361
- مسوّغات التيمّم: ...361
- كيفيّة التيمّم: ...362
- حكم التيمّم بالطين: ...362
- حكم التيمّم عند عدم الماء إلّا أن يُشتري بمال كثير: ...363
- حكم التيمّم الواحد لصلوات كثيرة: ...364
(ف) - النجاسات ...364
وفيه مسألتان ...364
- حكم آنية الذهب والفضّة: ...364
- ما ينتفع من الميتة وما لاينتفع به ...364
الفصل الثالث: الصلاة ...365
وفيه أربعة وعشرون موضوعاً ...365
وفيه خمس مسائل ...365
- فضل الصلاة: ...365
- فضل الصلاة في بيت اللّه: ...366
- أمر الصبيان بالصلاة قبل البلوغ: ...366
- الدعاء بعد الإقامة وقبل تكبيرة الافتتاح في كلّ صلاة: ...367
- حكم السواك عند كلّ صلاة: ...368
(ب) - أعداد الفرائض اليوميّة ونوافلها ...368
وفيه سبع مسائل ...368
- الفرائض والنوافل اليوميّة: ...368
- ركعات صلوات اليوميّة: ...369
ص:450
- عدد ركعات صلاة الفريضة: ...370
- ما يتمّ به صلوات الفرائض: ...370
- حكم الجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم في الصلاة: ...371
- حكم قنوت صلاة الفجر والوتر: ...371
- حكم الفرائض والنوافل في المحمل: ...375
(ج) - مواقيت الصلاة ...376
وفيه ثمان مسائل ...376
- فضل الصلاة في أوّل الوقت: ...376
- وقت صلاة الظهر والعصر: ...376
- وقت صلاة الظهرين والعشاءين: ...377
- حكم وقت صلاة الفجر بعد صلاة الليل: ...377
- وقت صلاة الغداة في الجمعة وغير الجمعة: ...378
- وقت صلاة المغرب: ...378
- وقت فضيلة صلاة العشاء: ...378
- حكم تأخير المغرب حتّي يغيب الشفق لعذر: ...379
(د) - القبلة ...379
وفيه مسألة واحدة ...379
- حكم الصلاة فوق الكعبة: ...379
(ه') - لباس المصلّي ...380
وفيه تسع عشرة مسألة ...380
- حكم الصلاة في الخزّ: ...380
- حكم الصلاة في ثوب عليه وبر ما لايؤكل لحمه: ...381
- حكم الصلاة في ثوب حشوه القزّ: ...381
- حكم الصلاة فيما يشتري من سوق المسلمين: ...381
ص:451
- حكم لبس جلد ما لا يؤكل لحمه: ...383
- حكم الصلاة في الثوب المعلّم: ...384
- حكم الجلوس علي بساط فيه التماثيل: ...384
- حكم الصلاة في الخفّ المعمول من جلود الثعالب والجِرْز: ...384
- حكم الصلاة في النعل: ...385
- حكم شدّ الإزار والمنديل فوق القميص: ...385
- حكم الصلاة في جلود الثعالب والفنك والسنجاب: ...385
- حكم الصلاة في الخفّ المشكوك بالتزكية: ...386
- حكم الصلاة في جلود الميتة ...387
- حكم الصلاة في جلود السمّور: ...387
- حكم الصلاة في ثوب الأبريسم: ...388
- حكم الصلاة في جلود السباع وثوب أبريسم: ...388
- حكم الصلاة في بعض الجلود: ...388
- حكم لبس الحرير الممزوج في الصلاة: ...389
- حكم بلل فرج الجنب: ...389
(و) - مكان المصلّي ...390
وفيه تسع مسائل ...390
- حكم جعل المصلّي حائلاً بين يديه: ...390
- حكم الصلاة علي الطريق: ...390
- حكم الصلاة علي سرير من ساج: ...391
- حكم الصلاة علي بساط فيه التماثيل: ...391
- حكم الصلاة إلي القبور: ...392
- حكم الصلاة في الطريق والجادّة: ...392
- حكم صلاة الرجل في المحمل عند امرأة حائض: ...392
ص:452
- حكم صلاة الليل في المحمل وإتيانها قبل منتصف الليل: ...393
- حكم الصلاة في البيداء: ...393
(ز) - أحكام المساجد ...394
وفيه ستّ مسائل ...394
- أفضل مواضع المسجد الحرام للصلاة: ...394
- فضل الصلاة في المسجد الحرام منفرداً علي الجماعة في غيره: ...395
- فضل الصلاة في الحرمين وما بينهما: ...395
- حكم جعل مسجد البيت كنيفاً: ...396
- فضل مسجد الكوفة: ...396
- فضل الصلاة في مسجد الكوفة: ...397
(ح) - أحكام السجود ...397
وفيه مسألة واحدة ...397
- حكم انخفاض موضع السجود عن موضع القيام: ...397
(ط) - ما يسجد عليه ...398
وفيه خمس مسائل ...398
- حكم السجود علي الكُمّ في الحرّ والبرد: ...398
- حكم السجود علي القَفر: ...398
- حكم السجود علي الكتّان: ...399
- حكم السجود علي الساج: ...400
- حكم عدّ التسبيح بالأصابع في السجود: ...400
(ي) - الأذان والإقامة ...400
وفيه تسع مسائل ...400
- فضل الأذان والإقامة: ...400
- حكم الأذان قائماً وراكباً وماشياً: ...401
ص:453
- حكم الجلوس بين الأذان والإقامة: ...401
- حكم الأذان جالساً وراكباً: ...401
- حكم الفصل بين الأذان والإقامة بجلسة أو ركعتين: ...402
- حكم إعادة الأقامة لمن يعيد الصلاة: ...402
- رفع الصوت بالأذان في المنزل: ...402
- حكم الفصل بين الأذان والإقامة بجلسة: ...403
- حكم من نسي الإقامة، فذكر في أثناء الصلاة: ...403
(ك) - أفعال الصلاة ...404
وفيه خمسة موضوعات ...404
الأوّل - تكبيرة الإحرام: ...404
وفيه ثلاث مسائل ...404
- افتتاح الصلاة بسبع تكبيرات: ...404
- حكم ترك تكبيرة الإحرام ولو نسياناً: ...405
- حكم من نسي تكبيرة الافتتاح حتّي كبّر للركوع: ...405
الثاني - القراءة: ...406
وفيه أربع مسائل ...406
- حكم قراءة القرآن بغير وضوء: ...406
- حكم القراءة في النافلة والإتيان به بعد التسليم: ...406
- حكم من قرأ نصف سورة بعد الحمد: ...407
- حكم الجهر والإخفاة في الصلاة: ...407
الثالث - القنوت: ...408
وفيه مسألة واحدة ...408
- استحباب القنوت في الجهريّة والوتر والجمعة: ...408
الرابع - السجود: ...408
ص:454
وفيه ثمان مسائل ...408
- حكم السجود علي السبخة والثلج: ...408
- حكم ترك رفع اليدين من الأرض بين السجدتين: ...409
- حكم من شكّ أو نسي السجدة الثانية: ...409
- حكم من ترك السجدة في الركعة الأولي: ...409
- حكم مسح التراب عن الجبهة في الصلاة: ...410
- حكم الجلوس في الصلاة بعد السجدة: ...410
- حكم سجدة السهو: ...411
- استحباب إكثار السجود: ...411
الخامس - التشهّد: ...412
وفيه مسألة واحدة ...412
- إجزاء التشهّد في الرابعة عن الثانية: ...412
(ل) - التعقيب ...412
وفيه سبع مسائل ...412
- الصلاة والسلام علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عقيب كلّ فريضة: ...412
- قرائة «آية الكرسيّ» بعد كلّ فريضة وعند النوم: ...413
- تلاوة خمسين آية بعد التعقيب في كلّ يوم: ...414
- تعقيب صلاة الغداة: ...415
- تعقيب صلاة الغداة والمغرب: ...416
- تعقيب نافلة الليل: ...417
- تعقيب صلاة العشر الأواخر من شهر رمضان: ...418
(م) - سجدة الشكر ...419
وفيه مسألتان ...419
- حكم سجدة الشكر بعد الصلاة: ...419
ص:455
- ما يقال في سجدة الشكر ...420
(ن) - أحكام الشكوك ...420
وفيه ثلاث مسائل ...420
- حكم الشكّ في الركعتين الأوّلتين والأخيرتين: ...420
- حكم الشكّ بين اثنين والثلاث والأربع: ...421
- حكم كثير الشكّ: ...421
(س) - قواطع الصلاة ...422
وفيه أربع مسائل ...422
- حكم الالتفات إلي الخلف في الصلاة: ...422
- حكم من أحدث في الركعة الرابعة حين الجلوس: ...422
- حكم تزاحم فريضة العصر ونافلتها: ...423
- حكم خروج المذي في الصلاة: ...423
ص:456