مضر السيد علي خان المدني
الشهيد الخالد
أُوَيْسُ الْقَرَنِيْ (رضی الله عنه)
إصدار مؤسسة مسجد السهلة المعظم
الطبعة الأولى 1433ﻫ.
جميع الحقوق محفوظة للمؤسسة
ص: 1
ص: 2
إلى العالم الذي وصفه المحدث الشيخ الحر العاملي فقال : (من علماء العصر, عالم فاضل ماهر, أديب شاعر)..
إلى السيد الذي تحدث عنه العلامة الخوانساري فقال : (السيد النجيب والجوهر العجيب, والفاضل الأديب.. كان من أعاظم علمائنا البارعين, وأفاخم نبلائنا الجامعين..) ..
إلى صاحب المؤلفات الفائقة الذي ذكره المحدث الشيخ القمي فقال : (الجامع لجميع الكمالات والعلوم , والذي له في الفضل مقام معلوم, الذي إذا نظم لم يرض من الدر إلا بكباره, وإذا نثر فالأنجم الزهر بعض نثاره)..
إلى المحدث الكبير الذي تحدث عنه خاتمة المحدثين الشيخ النوري فقال : (المتبحر الجليل.. شارح الصحيفة والصمدية الذي يروي عن أبيه عن آبائه عن الإمام (علیه السلام) )..
إلى سليل العترة الطاهرة الذي برع بوصفه العلامة الشيخ الأميني فقال : (من أسرة كريمة طنب سرادقها بالعلم والشرف والسؤدد, ومن شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين, اعترقت شجونها في أقطار الدنيا من الحجاز إلى العراق إلى إيران, وهي مثمرة يانعة حتى اليوم, يستبهج الناظر إليها بثمرها وينعه.. من ذخائر الدهر وحسنات العالم كله, ومن عباقرة الدنيا, فنّي كل فن, والعلم الهادي لكل فضيلة, يحق للأمة جمعاء أن تتباهى بمثله, ويخص الشيعة الابتهاج بفضله الباهر, وسؤدده الطاهر, وشرفه المعلى, ومجده الأثيل )..
إلى من أتوج فخرا بشرف الإنتساب إليه..
إلى السيد علي خان المدني أهدي كتابي هذا تخليدا لذكراه..
مضر السيد علي خان المدني
النجف الأشرف 15 رجب الأصب 1433ﻫ.
ص: 3
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَحِيْمِ
يحدثنا التاريخ عن الكثير ممن حملوا الأرواح على الأكف.. عن مواقف بطولية خلدت صفحات التاريخ وأصبحت نجما مضيئا في ظل الليل الحالك، وواحدة من أنصع الصفحات بياضا هي صفحة ذلك الرجل الزاهد العابد الجليل المجاهد التابعي الصالح أويس القرني (رضی الله عنه) , فهو رجل من أولياء الله الصالحين، جعل نصب عينه مراقبة الله، ورعاية حرماته...
زهد في الدنيا بعد أن جاءت إليه راغمة، وتعالت نفسه عنها بعد أن دُعي إليها وترفعت نفسه عن المجد المبتذل المزيف؛ فأبى المجد الصادق الحقيقي إلا أن يسير في ركابه واختار أن يعيش أجيراً فقيراً و في مقدوره أن يكون سيداً مطاعاً، وثرياً واسع الثراء، وزعيماً يصدر القوم عن رأيه !!!
أويس القرني (رضی الله عنه) ، الذي عاش حياته خامل الذكر، فقير الحال، يحتقره أكثر الناس؛ لما يظهر عليه من رثاثة الثياب، وضآلة البدن، والعمل في خدمة الناس كأجير يرعى الإبل، الذي كان يتوسل إلى أحدهم أن يكف عن أذيته والسخرية منه، ومن رثاثة ثيابه...
هذا الرجل قد ذكره رسول الله (صلی الله علیه و آله) دون أن يراه, ووصفه بالصلاح والتقوى، وأنه لو أقسم على الله لأبرّه ...
لقد تحمل محظي النبي (صلی الله علیه و آله) بالذكر الطيب العري والجوع وأذية الأشرار صابرا محتسبا!! و لو أراد أن يكون أميراً على ذلك البلد لحصل على ذلك؛ فقد عرضت عليه الدنيا من الحاكمين ,ولو أراد أن يكون بيته مزاراً للناس لتقاطروا عليه من كل حدب وصوب.. يقبلون يديه ورجليه؛ ليفوزوا بأعظم منحة، وهي أن يستغفر لهم.
ص: 4
يعمد هذا الرجل الصالح إلى إخراج كل ما في بيته متصدقا، ثم يضطر إذا عضه الجوع بنابه, أن يبحث في المزابل عن كسر الخبز اليابس التي لا يستطيع الناس أن يأكلوها ليبسها ...لأنه جعل الموت نصب عينيه.. يخشى في صباحه ألاّ يعيش إلى المساء، ويتوجس في مساءه أن يغادر الدنيا في الصباح؛ فيسارع إلى التصدق بما عنده حتى لايفجأه الموت ولديه شيء من حطام الدنيا.. فالمستجلي آثاره يرى فيه حال رجل طوى الصدق والإخلاص بين جوانبه.. حتى لسطرت الفضائل بأبهى مظاهرها فى صحيفته الندية بالولاء لدينه ولنبيه ولوصي نبيه؛ فكان من الذين آمنوا, و﴿ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ (1), وكان أمينا على ذكر نبيه العظيم (صلی الله علیه و آله) له أنه: [ خَيْرُ التَابِعِيْنَ ] (2) , وكان مصداقا لوصف أميره وسيده الإمام علي (علیه السلام) للمتقين بقوله : { اللَهُمَّ بَلَى لاَ تَخْلُو الاَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ؛ إمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً، أَوْ خَائِفاً مَغْمُوراً، لِئَلاَّ تَبْطُلَ حُجَجُ اللَهِ وَبَيِّنَاتُهُ. وَكَمْ ذَا وَأَيْنَ أُولَئِكَ؟ أُولَئِكَ - وَاللَهِ الاَقَلُّونَ عَدَداً وَالاَعْظَمُونَ قَدْراً، يَحْفَظُ اللَهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وَبَيِّنَاتَهُ حَتَّي يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ، وَيَزْرَعُونَهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ. هَجَمَ بِهِمُ العِلْمُ عَلَی حَقِيقَةِ البَصِيرَةِ، وَبَاشَرُوا رُوحَ اليَقِينِ، وَاسْتَلاَنُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ المُتْرَفُونَ، وَأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الجَاهِلُونَ، وَصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالمَحَلِّ الاَعْلَى} (3).
فهذا أويس (رضی الله عنه) البعيد عنا زمانا ومكانا.. والقريب منا روحا ووجدانا, ذكره قد شغل كل الأزمان؛ فأصبح رمزا للقريب البعيد.
ص: 5
هو أبو عمرو أويس بن عامر(وقيل بن انس) بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد بن مالك بن أدد بن مذحج، من بني قَرَن بن ردمان بن ناجية بن مراد من مذحج (1), و نسبه ابن الكلبي (2), كما في أسد الغابة فقال : (أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن مسعده بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد المرادي , ثم القرني : الزاهد المشهور ) (3).
وقرن بطن من مراد والقرني : بفتح القاف والراء وكسر النون.. نسبة الى قَرَن ، وهو بطن من مراد (4) ، يقال له قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد ، نزل اليمن, وقال عند ذكر أويس : (أويس بن عمرو القرني ، ويقال ابن عامر) (5)
ص: 6
وقال الدار قطني (1) : (قرن ، بفتحتين ، فهو فيما ذكر إبن حبيب ، قال : في مراد ، قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد ، قوم أويس بن عامر القرني الزاهد, والموضع الذي يحرم منه أهل نجد يقال له : قرن المنازل ، بسكون الراء) .
وقال الجوهري (2): (إن أويسًا القَرَني منسوب إلى قَرَن وهي ميقات أهل نجد وموضعها في الطائف) (3) , وقال : (والقرن : موضع ، وهو ميقات أهل نجد ، ومنه أويس القرني) (4), وقال في هامشه : القرن هنا بتسكين الراء ، وأما أويس القرني فليس منسوباً الى ميقات أهل نجد ، وإنما نسبته الى بني قرن ، بطن من مراد من اليمن .
و يقاربه ما ذهب إليه الخليل (5) فقال :
ص: 7
(وقرن : حي من اليمن ، منهم أويس القرن ) (1) .
لكن الفيروز أبادي (2) أشكل على الجوهري نسبة أويس إلى هذه القرية فقال : (وهي قرية عند الطائف، أو اسم الوادي كله) (3) وكذلك في تحريكه وفي نسبة أويس القرني إليه ؛ لأنه منسوب إلى قَرَن بن ردمان بن ناجية بن مُراد، أحد أجداده, وهو ما ذهب إليه السمعاني (4) , وقال : (القرني : بفتح القاف والراء وكسر النون .. هذه النسبة الى قرن ، وهو بطن من مراد ، يقال له قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد ، نزل اليمن ، والمشهور بهذه النسبة
ص: 8
المعروف في الأقطار : أويس بن عامر القرني ، وقصته في الزهد معروفة) (1).
أما الطبري (2) , فترجم له بأنه: ( أويس القرني من مراد ، وهو يحابر بن مالك بن مذحج ، وهو أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد ، وهو يحابر بن مالك ( (3) .
وإلى ذلك ذهب ايضا إبن حجر (4) فقال: (قال في التقريب المغني : القرني بفتح القاف والراء بعدها نون ، نسبة الى قرن بن رومان ، والمرادي بمضمومة وخفة راء ودال مهملة ، نسبة الى مراد . اسمه يحابر بن مالك) (5) .
ص: 9
وبذلك يتضح أن نسبته ( القرني ) بفتح الراء الى قبيلة يمانية ، وليس إلى قرن المنازل بسكون الراء ، وقد اشتبه ذلك على الجوهري وغيره ، كما نص عليه إبن الأثير (1) وغيره. (2)
والقبيلة اليمانية هي مَذْحِج (3) , وهي كبيرة تتفرع منها قبائل كثيرة , متفرقة في منازلها بتفرق بطونها , ولها سيادة على منطقة كبيرة من اليمن , إلا أن معظمهم كانوا يسكنون (سرو مَذْحِج) , الذي يمتد مثلثا في شمال نجران , فمأرب , فقديثنة , إلى الكور.. فيشمل بهذه المساحة شرق أرض همدان , وخولان , وجزء من شرق شمال حِمْيَر , إلى أبين وزبيد وبعض مناطق البيضاء وكانت أبين سوقها ومختلطة الى قبائل كندة بحضرموت وبعد معركة (يوم الرزم ) (4) أو (يوم الردم) خرجت مراد من الجوف والى مناطقها بمأرب والبيضاء حيث
ص: 10
ما تزال حتى اليوم وهذه المنطقة في العصر الحديث هي منطقة الحجرية التي مركزها محافظة (إب) (1) في اليمن.
ومن بطونهم مراد , وسعد العشيرة , وزبيد , وعنس , والرهاء , وبنو الحارث , وصداء, وعبد المدان , وجعفي , وأود , وصعب , ومازن , وبنو مسلية , والنخع (2).
وكانت مراد التي ينتسب إليها أويس (رضی الله عنه) في صراع مستمر مع همدان , ففي الفترة الواقعة بين ظهور الدعوة الإسلامية , وبين معركة بدر فقط , حدثت بينهما ستة معارك , كانت آخرها موقعة (يوم الرزم ) أو (يوم الردم), التي زامنت أيام معركة بدر المظفرة.
ص: 11
لم تحدد لنا المصادر تاريخ ولادة التابعي الشهيد أويس القرني (رضی الله عنه) ومكانها، إلاّ أنّه من أعلام القرن الأول الهجري ، وأنه ولد في أحدى مناطق اليمن, كما ورد ذلك في أحاديث كل من ذكره وروى عنه , ويحدد بعض من كتب عن اليمن منطقة (العبدية) التي تقع في محافظة مأرب مكانا لولادته ونشأته وموطنا له ,وما علم من ترجمته أنه أدرك حياة النبي (صلی الله علیه و آله) ولكنه لم يلتقه ؛ ولذلك عُدَّ من التابعين وليس في الصحابة لأن من شروط الصحابي أن يلتقي النبي (صلی الله علیه و آله) .
ص: 12
ظل التابعي الجليل فترة من عمره من الصعب تحديدها في اليمن التي ولد فيها , والمرجح أنه آثر ترك موطنه عند شيوع خبر حديث النبي (صلی الله علیه و آله) عنه ؛ لأن من ملامح شخصيته إيثاره عدم حب الظهور , فكان التعريف به مدعاة لأن يهجر المكان الذي يمكن أن يلتمسه الناس فيه, فارتحل إلى الكوفة وسكن فيها , ففي القصص التي تحدثت عن لقاء عمر بن الخطاب به أنّه : ( قال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة , قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي).
وكذلك فإن من كتب عنه من رجال السير والتاريخ قال : سكن الكوفة , ووصفوه بالكوفي التابعي , و أحد زهاد الكوفة أو أفضلهم , وروى البعض أحاديثه قائلا : كان أويس يحدثنا في الكوفة.
كما أشارت قصص أخرى إلى أن بعض من سمع بأحاديث نبي الرحمة عن التابعي الجليل تقصاه وجعل يبحث عنه في الكوفة – كما سيمر علينا - .
غير أن هناك بعض الفترات الزمنية التي شهدت اختفاء شخصه الكريم من هذه المدينة أو غيرها , ويبدو أنه قد آثر الإبتعاد عن مراكز الحاكمين , ومتابعتهم له , وقد يكون إبتعاده تحاشيا لمحاولات إستقطابه , أو طلبات الإستغفار التي قد تنهال عليه ممن يعتقد هو – بما أوتي من ملكات اليقين – بأن طالبيها لا يستحقون – بما عرفه عنهم من تنكب عن خط النبي (صلی الله علیه و آله) الأصيل – منه الشفاعة لهم وطلب الاستغفار.
ص: 13
وصف سيد الأنبياء محمد (صلی الله علیه و آله) أويسا القرني (رضی الله عنه) فقال : [ أَشْهَلُ (1) ذُوْ صُهُوْبَةٍ (2) بَعِيْدُ ما بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ، مُعْتَدِلُ القَامَةِ، آدِمٌ شَدِيْدُ الأَدَمَةِ (3)، ضَارِبٌ بِذِقْنِهِ إِلى صَدْرِهِ، واضعٌ يَمِيْنَهُ على شِمالِهِ يَتْلُوْ القُرْآنَ ]؛ فيتضح أنه قد لفَحَت وجهه أشعة الشّمس فصار شديد السُّمرة، جسيما مهيبا، كثّ الشّعر, وفي حديث عبد الله بن عبّاس (رضی الله عنه) (4) عندما سئل عن أُويس القرني (رضی الله عنه) ، قال: وَيحك أوَيس القرني له شأن عظيم، وهو سيّد التابعين، وذلك أنّ رسول الله (صلی الله علیه و آله) كان يقول لأصحابه: [ يَكُونُ فِيْ أُمَّتيْ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ أُوَيْسٌ القَرَنِيْ، يَدْخُلُ فِيْ شَفاعَتِهِ[ الجَنَّة ]عَدَدَ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ، لَوْ أَقْسَمَ عَلى اللهِ لَأَبَرَّ قَسَمَهُ، فَمَنْ لَقِيَهُ فَلْيَقْرَئْهُ مِنِّيْ السَلامَ]; فقال علي (علیه السلام) : يا رسول الله وفينا من يلقاه؟ قال: [ نَعَمْ يَا عَلِيْ أَنْتَ تَلْقَاهُ: فَإَذاْ لَقِيْتَهُ فَاْقْرَأْهُ مِنِّيْ السَلاْمَ وَاْسْأَلْهُ أَنْ يَدْعُوَ لَكَ بِالْخَيْرِ ]، فقال علي (علیه السلام) : يا رسول الله فما علامته؟ فقال: [هُوَ رَجُلٌ صَهْبٌ أَشْهَلٌ، ذُوْ
ص: 14
طِمْرَيْنِ (1) أَبْيَضَيْنِ إِذا غَابَ لَمْ يُفْتَقَدْ، وَإِذا( حَضَرَ )طَلَعَ لَمْ يُفْرَحْ بِطَلْعَتِهِ، وَإِذاْ سَلَّمَ لَمْ يُرَدً عَلَيْهِ] (2)
ووصفه هرم بن حيان (3)عند لقاءه فقال : ، فإذا رجل لحم (4)، أدم، شديد الأدمة، أشعر (5)، محلوق الرأس - يعني ليس له جمة (6) - كث اللحية (7)، عليه إزار (8) من صوف، ورداء (9) من صوف، بغير حذاء ، كبير الوجه، مهيب المنظر جدا.
وورد براوية عن عبد الله بن عمر (10) أن جبريل (علیه السلام) وصفه للنبي (صلی الله علیه و آله) فقال : ( وَأَمَّا صِفَتُهُ وَقَبِيْلَتُه فَمِنَ الْيَمَنِ , مِنْ مُرَاْدَ , وَهْوَ رَجُلٌ أَصْهَبٌ , مَقْرُوْنُ الْحَاْجِبَيْنِ , أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ , بِكَفِّهِ الْيُسْرَىْ وَضَحٌ أَبْيَضُ).
ص: 15
كانت رعاية الإبل مهنَته ... فيرعي الجمال ويأخذ الأجرة على ذلك , فقد ورد أنه : ( حج عمر بن الخطاب (رضی الله عنه) سنة ثلاث وعشرين للهجرة، وكان شغله الشاغل في حجه البحث عن تابعي يريد لقاءه، فصعد جبلا وأطل على الحجيج ونادى بأعلى صوته: يا أهل اليمن أفيكم أويس من مراد؟ فقام شيخ طويل اللحية، فقال: يا أمير المؤمنين، إنك قد أكثرت السؤال عن أويس هذا، وما فينا أحد اسمه أويس إلا إبن أخ لي يقال له: أويس فأنا عمه، وهو حقير بين أظهرنا ، خامل الذكر، وأقل مالا، وأوهن أمرا من أن يُرفع إليك ذكره، فسكت عمر ثم قال: وأين إبن أخيك هذا أهو معنا بالحرم؟ فقال الشيخ: نعم يا أمير المؤمنين، غير أنه في أراك عرفة يرعى إبلا لنا. ركب عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما وأسرعا إلى أراك عرفة، فصارا يتخللان الشجر ويبحثان عنه، فوجداه في لباس صوف أبيض يصلي إلى شجرة، راميا ببصره إلى موضع سجوده وملقيا يديه على صدره، والإبل ترعى حوله) (1) , ومثله أن: ( أويساً كان
ص: 16
راعياً للإبل ويأخذ الأجرة على الرعي، ويصرفها لأمه الصالحة الصادقة ) (1).. وهكذا كان يُمضي أيّامه في القفار، خلف الإبل، ينتجع الكلأ والمرعى , وإذا سلمنا بموطنه ضمن أرض قبيلة مذحج , فإن الله قد حبا أرض هذه المنطقة بتربة خصبة ، مهيأة للمرعى حتّى عرفت ب-(اللواء الأخضر) ، حيث تكتسي جبالها باللون الأخضر وتتفجر منها ينابيع المياه ، وسميت قديما بمدينة الثّجّة، لكثرة سقوط الأمطار عليها ، وهي تعني لغويا المرعى .
ص: 17
دخل أويس (رضی الله عنه) الإسلام مع غيره من النّاس الذين دخلوا دين الله أفواجا, لم يكن صحابيا؛ لأنّه لم يلتق كما علمنا بالرسول (صلی الله علیه و آله) ولم يصاحبه ، ولكنه كان تابعيا ، بل على رأس التابعين. والتابعي يلي الصحابي ، فهو الذي أدرك الصحابة الكرام وأخذ عنهم .. وأويس القرني (رضی الله عنه) كان من أفضل الزهاد التابعين، بشهادة الجميع.
تجهز أويَس (رضی الله عنه) للسفر للقيا الرسول (صلی الله علیه و آله) والسلامِ عليه، وقصده في منزله، وروي أنه: ( ذات يوم استأذن من أمه أن يذهب الى زيارة النبي (صلی الله علیه و آله) ، فأذنت له لكن إن لم يكن النبي (صلی الله علیه و آله) في بيته فلا تتوقف وارجع معجلاً ، فلما ذهب الى زيارته ولم يكن في البيت رجع إلى اليمن ، فلما أتى (صلی الله علیه و آله) الى بيته رأى نوراً لم ير مثله، فسأل أنه هل أتى في درب البيت أحد؟ فأجيب جاء أحد من اليمن اسمه أويس ، فحيا وذهب, فقال (صلی الله علیه و آله) : [ نَعَمْ هَذا نُوْرَ أُوَيْسَ ، جَعَلَهُ هَدِيَّةً فِيْ بَيْتِنَا ]) (1) .
وفي بعض الأحاديث المتفرقة أن أويس وصل الى المدينة متعباً وسأل عن بيت النبي (صلی الله علیه و آله) فهدي إلى داره , فطرق الباب , فأجاته أم سلمة وقالت : بأن النبي (صلی الله علیه و آله) مسافر, فهدَّه الحزن واستعبر, فسألته أم سلمة ما اسمك يا بني ولم هذا الحزن؟ فذكر لها سبب سفره وأن أمه شرطت عليه العودة ,وأن اسمه أويس القرني فقالت له أم سلمة :عجيب لطالما ذكرك رسول الله ودعا لك , وأعلمته أن النبي (صلی الله علیه و آله) يعود بعد ثلاثة أيام , فقفل راجعاً صوب اليمن تنفيذاً لشرط أمّه.. تقول أم سلمة : لما عاد النبي (صلی الله علیه و آله) إلى المنزل سأل أم سلمة : أزارنا احد من اليمن؟ فذكرت له القصة ثم سألته كيف علمت بذلك يا رسول الله فقال شممت رائحة الجنة تأتي من صوب اليمن .
ص: 18
وبالإسناد إلى أصبغ بن زيد (1)، قال: ( أسلم أُويس على عهد النبي (صلی الله علیه و آله) وهو باليمن ولم يرده، منعه من القدوم برّه بأمّه ) (2) .
ونقل أن سببا آخر غير بر أمه منعه من تشرفه بلقاء سيد الرسل (صلی الله علیه و آله) ’ تحدث به بشر الحافي (3)
ص: 19
, فعن الحسن بن عمرو (1) قال : سمعت بشرا يقول: ( بلغ من ورع أويس أنه جلس في قوصرة (2) من العري ) (3) , فهذا هو الزهد .. وكان مشغولا بخدمة والدته؛ فلذلك لم يجتمع برسول الله (صلی الله علیه و آله) .
غير أن هنالك من الروايات ما تشير الى مشاركته في معركة أحد , فقد نقل عن أويس (رضی الله عنه) قوله : ( والله ما كسرت رباعيته (صلی الله علیه و آله) حتى كسرت رباعيتي ولا شج وجهه حتى شج وجهي ولا وطئ ظهره حتى وطئ ظهري ) (4).
ويشير غيرهم إلى ذلك الحدث بوصفه نوعا من التخاطر الغيبي, وبأن أويس (رضی الله عنه) لم يشاهد النبي الأكرم (صلی الله علیه و آله) ولكن عشق النبي (صلی الله علیه و آله) كان راسخاً في قلبه إلى درجة أنه عندما كسرت رباعية النبي (صلی الله علیه و آله) فإن رباعيته كسرت أيضاً - وهو في اليمن - مع ما بينهما من مسافة بعيدة , ولقد كانت العلاقة عجيبة بين النبي (صلی الله علیه و آله) وبين أويس (رضی الله عنه) , يصعب أن يجد المرء لها أحيانا تعريفا أو وصفا أو تحديدا , فالرجل الذي لم يلتق النبي (صلی الله علیه و آله) , يتحدث عنه النبي (صلی الله علیه و آله) بمدد الغيب ويصفه بدقة , ويذكر شرفه الرفيع ومنزلته الربانية , وأويس (رضی الله عنه) الذي لم ير النبي (صلی الله علیه و آله) يتحدث بملكة عجيبة - لعلها كرامة العباد الصالحين - عن احتجاب النبوة بحجاب الرسالة عن النبي (صلی الله علیه و آله) لأصحابه فيقول: ( ما رأيتموه إلاّ كالسيف في غمده ) , وهذا النفي يحمل وجه الاعتراض عليهم , وعادة لا يصدر مثله إلا ممن كان عارفا بالمقدار الأوفى بالنبي (صلی الله علیه و آله) , ولاشك أن أويساً القرني (رضی الله عنه) وصل إلى هذه الدرجة بإخلاصه وعمق علاقته مع السماء , تلك العلاقة التي
ص: 20
وسمها النبي (صلی الله علیه و آله) , عندما علم بمجيئه لرؤيته بقوله: [ أَرَىْ نُوْرَ الله فِيْ الْمَدِيْنَةِ ] و[ هَذا نُوْرُ أُوَيْسَ ، جَعَلَهُ هَدِيَّةً فِيْ بَيْتِنا ]؛ لأن أويساً القرني (رضی الله عنه) سحق بقدمه على شهوة عقله؛ فلم يترجل عن بعيره ورجع ولم يرَ النبي (صلی الله علیه و آله) , لكنه رآه بعين البصيرة , وعرف النبي (صلی الله علیه و آله) أكثر مما عرفه بعض صحابته .
وقد حكي أن أويس القرني (رضی الله عنه) لما دخل المدينة ووقف على باب المسجد قيل له : هذا قبر النبي (صلی الله علیه و آله) فغشي عليه , ولما أفاق قال: ( أَخرجوني فليس يلذ لي بلد فيه محمد (صلی الله علیه و آله) مدفون) .
وفي قراءة بسيطة لما ورد عن سيد التابعين من أخبار , نستطيع الركون إلى أن صفحات كثيرة من تأريخه الشخصي قد أزيلت ؛ فليس من المعقول أن شخصا بهذه المنزلة الكبرى يضيع مدة حياة النبي (صلی الله علیه و آله) بعد نزول الوحي التي استمرت في مكة ثلاث عشرة سنة , وفي المدينة عشر سنوات , وما يزيد على السنتين من حكم أبي بكر , حتى نهاية حكم عمر – كما تشير الروايات إلى تقصي عمر عنه في آخر حجة له – الذي امتد عشر سنين .
ولو تنازلنا عن سني مكة , لافتراض مصاعبها وويلاتها , فإن المتبقي لدينا يزيد على الإثنتين وعشرين سنة , بخل بها التاريخ فلم يتطرق إلى رجل أقل ما يمكن أن يقال عنه , أن النبي (صلی الله علیه و آله) خصّه بمزية لم يشرف بها أحدا آخر من صحابته , أو التابعين .
كما أننا لا نشير إلى سني حكم عثمان الإثنتي عشرة , فلعل أويسا (رضی الله عنه) فرّ بدينه إلى حيث لا يدرى بعيدا عن حكم نُفي فيه أبو ذر (رضی الله عنه) وضُرب فيه عبد الله بن مسعود (رضی الله عنه) وكسرت أضلاعه ومنعه عطاءه, ووُطىء فيه عمار (رضی الله عنه) وفتقت أمعاؤه , وانبعثت كثير من القيم والأخلاق والمطامح الجاهلية التي نشطت للعمل من خلال ممثليها ورموزها في قمة السلطة في مجالات السياسة والإقتصاد والإجتماع . وقد أدى انبعاث هذه القيم الجاهلية إلى تعارض في المصالح بين ممثلي هذه القيم وبين أكثرية المسلمين الذين كانت تغتذي نفوسهم بالآمال التي تولدها قيم
ص: 21
الإسلام في العدالة الخالصة والمساواة... هذا التعارض المأساوي الذي ما فتئت تغذيه أخطاء الحكم وسياسات الرموز الجاهلية العائدة ، فتعمقه، وتزيده حدة ، وتدفع به إلى مزيد من الإتساع والإنتشار.
ومن جانب آخر فإن سيد التابعين لابد أن يكون قريبا من مصدر الفكر النبوي الأصيل , وإلّا فمن أين أخذ إسلامه وعمق إيمانه , إذا سلمنا بمرور تلك السنين الطويلة عليه غريبا متواريا ؟.
لقد تحدث التأريخ عن واحد من زعماء قبيلة أويس (رضی الله عنه) وهو فروة بن مسيك المرادي , حين قدم على النبي (صلی الله علیه و آله) معلنا إسلامه عام الفتح , ولم يكن اللقاء عابرا , فإن سيد الأنبياء (صلی الله علیه و آله) أفسح من وقته الثمين و تبسط في الحديث مع فارس مراد وسأله عن مشاعره في واقعة (يوم الرزم) أو (يوم الردم) , وقال له الرسول (صلی الله علیه و آله) : [ أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَزِدْ قَوْمَكَ فِيْ الإسلام إِلّاْ خَيْراً ], واستعمله على مراد وزبيد ومذحج كلها , فأليس من البداهة أن يبادر النبي (صلی الله علیه و آله) إلى ذكر ابن مراد الذي يشفع في مثل ربيعة ومضر مع واحد من سادات قومه؟ .
وسيمر علينا ما يثبت ظلم التأريخ لخير التابعين , ومحاولات الظالمين طمس معالم شخصه , أو تخفيف قوة ما ورد بشأنه من روايات , عدوانا ومقتا لشخصه الكريم , بسبب عدم انسجامه مع فكر الحاكمين ونظام حكمهم.
ص: 22
1-عن إبن عباس قال : قال علي (علیه السلام) : ( اللهُ أَكْبَرُ.. أَخْبَرَنِيْ حَبِيْبِيْ رَسُوْلُ الله (صلی الله علیه و آله) أَنِّيْ أُدْرِكُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِهِ يُقالُ لَهُ: أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ يَكُوْنُ مِنْ حِزْبِ اللهِ وَرَسُوْلِهِ ، يَمُوْتُ عَلَىْ الْشَهادَةِ ، يَدْخُلُ فِيْ شَفَاعَتِهِ مِثْلُ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ) (1).
2-عن إبن عباس قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : [ سَيَكُوْنُ فِيْ أُمَّتِيْ رَجَلٌ يُقالُ لَهُ: أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ، وَإِنَّ شَفَاعَتَهُ فِيْ أُمَّتِيْ مِثْلُ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ] (2).
3-عن أبي كريب (3) قال : حدثنا أبو بكر (4) قال : حدثنا هشام (5) عن الحسن (6) قال : قال رسول الله : (صلی الله علیه و آله) [ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجَلٍ مِنْ أُمَّتِيْ أَكْثَرَ مِنْ رَبِيْعَةَ ، وَمُضَر ] .
ص: 23
قال هشام ) : فأخبرني حوشب (1)عن الحسن، أنه أويس القرني )، قال أبو بكر بن عياش : فقلت لرجل من قوم أويس : ( بأي شيء بلغ هذا؟ قال : فضل الله يؤتيه من يشاء ( (2).
4-وعن الحسن البصري أيضا قال : (قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : [ يَخْرُجُ مِنَ النَّاْرِ بِشَفَاعَةِ رَجَلٍ لَيْسَ بِنَبِيٍّ ، أَكْثَرُ مِنْ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ ] وقال هشام عن الحسن : هو أويس (3).
5-وفي رواية قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : [ لَيَشْفَعَنَّ مِنْ أُمَّتِيْ لِأَكْثَرَ مِنْ بَنِيْ تمِيْمَ وَبَنِيْ مُضَرَ ، وَأِنَّهُ لَأُوَيْسٌ القَرَنِيُّ ] (4).
6-عن زرارة بن أوفى (5)، عن اُسير بن جابر (6) قال: ( كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه
ص: 24
أمداد (1) أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم , قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم , قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم , قال: لك والدة؟ قال: نعم , قال: سمعت رسول الله يقول: [ يَأْتِيْ عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بنُ عَامِرَ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ , مِنْ مُرادَ ثُمَّ مِنْ قَرْنَ , كَاْنَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلّاْ مَوْضِعُ دِرْهَمٍ , لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِها بَرٌّ , لَوْ أَقْسَمَ عَلَىْ اللهِ لَأَبَرَّهُ ؛ فَإِنْ إسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَاْفْعَلْ ] ؛ فاستغفر لي , فاستغفر له ، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة , قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي .. قال: فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم , فوافق عمر فسأله عن أويس قال: تركته رث البيت قليل المتاع , قال: سمعت رسول الله يقول: [ يَأْتِيْ عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بنُ عَامِرَ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ , مِنْ مُرادَ ثُمَّ مِنْ قَرْنَ , كَاْنَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلّاْ مَوْضِعُ دِرْهَمٍ , لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِها بَرٌّ , لَوْ أَقْسَمَ عَلَىْ اللهِ لَأَبَرَّهُ ؛ فَإِنْ إسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَاْفْعَلْ ], فأتى أويسا فقال: استغفر لي , قال: أنت أحدث عهدًا بسفر صالح فاستغفر لي , فاستغفر له , ففطن له الناس فانطلق على وجهه.. قال أسير: وكسوته بردة فكان كلما رآه إنسان قال: من أين لأويس هذه البردة؟ ) (2).
ص: 25
7-وبمعنى مقارب عن أُسير عن عمر : ( عن النبي (صلی الله علیه و آله) أنه قال : [ سَيَقْدِمُ عَلَيْكُمْ رَجَلٌ يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسٌ كَانَ بِهِ بَيَاضٌ ، فَدَعَاْ اللهَ لَهُ فَأَذْهَبَهُ اللهُ ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَمُرْهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَهُ ].. قال : فلقيه عمر فقال : استغفر لي ، فاستغفر له ) (1).
8-عن زرارة بن أوفى عن أُسَير بن جابر عن عمر بن الخطاب أنه قال: ( سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله) يقول : [ يَأْتِيْ عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بنُ عَامِرَ مِنْ مُرادَ ثُمَّ مِنْ قَرْنَ ، كَاْنَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلّاْ مَوْضِعُ دِرْهَمٍ , لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِها بَرٌّ , لَوْ أَقْسَمَ عَلَىْ اللهِ لَأَبَرَّهُ ؛ فَإِنْ إسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَاْفْعَلْ ]) (2).
9-عن أبي نضرة (3) عن اُسير بن جابر، عن عمر بن الخطّاب ، أنه قال لأويس (رضی الله عنه) : ( استغفر لي قال : كيف أستغفر لك وأنت صاحب رسول الله (صلی الله علیه و آله) ؟ قال: سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله) يقول: [ إنَّ خَيْرَ الْتابِعِيْنَ رَجَلٌ يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسُ بنُ عَامِرَ فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَمُرُوْهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ ]) (4).
ص: 26
10-بالإسناد إلى أُسير عن عمر قال: ( قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : [إنَّ خَيْرَ الْتابِعِيْنَ رَجَلٌ يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسُ , وَ لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِها بَرٌّ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَىْ اللهِ لَأَبَرَّهُ ، و كَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَبَرِئَ ، فَمُرُوْهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ ]) (1).
11-بالإسناد الطويل إلى صعصعة بن معاوية (2) قال : عن عمر بن الخطاب قال : ( أخبرنا رسول الله (صلی الله علیه و آله) [ أَنَّهُ سَيَكُوْنُ فِيْ الْتابِعِيْنَ رَجَلٌ مِنْ قَرْنَ يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسُ بنُ عَامِرَ ، يَخْرُجُ بِهِ وَضَحٌ (3) ، فَيَدْعُوْ اللهَ أَنْ يُذْهِبَهُ عَنْهُ , فَيُذْهِبَهُ , فَيَقُوْلُ : أَلُّلُهُمَّ دَعْ لِيْ فِيْ جَسَدِيْ مَا أَذْكُرُ بِهِ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ ، فَيَدَعُ لَهُ مَا يَذْكُرُ بِهِ نِعْمَتَهُ عَلَيْهِ ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ ، فَاْسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَهُ ]) (4).
12-بالإسناد إلى سعيد بن المسيب (5) ، قال ) : نادى عمر بمنى على المنبر : يا أهل قرن ، فقام مشايخ, فقال: أفيكم من اسمه أويس ؟ فقال شيخ: يا أمير المؤمنين ، ذاك مجنون
ص: 27
يسكن القفار، لا يألف ولا يؤلف , قال: ذاك الذي أعنيه ، فإذا عدتم فاطلبوه وبلغوه سلامي وسلام رسول الله (صلی الله علیه و آله) .. قال: فقال : عرفني أمير المؤمنين وشهر باسمي .. اللهم صلِّ على محمد وعلى آله ، السلام على رسول الله .. ثم هام على وجهه ، فلم يوقف له بعد ذلك على أثر دهرا ، ثم عاد في أيام علي (رضی الله عنه) ) (1).
13-عن إبراهيم بن أبي عبلة (2) عن سالم ، عن أبيه ، عن جده (3)، ( قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : [ يا عُمَرُ ، إِذَا رَأَيْتَ أُوَيْسَاً الْقَرَنِيَّ ، فَقُلْ لَهُ ، فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكَ ; فَإِنَّهُ يَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيْ مِثْلِ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ عَلَاْمَةُ وَضَحٍ مِثْلُ الْدِرْهَمِ ]) (4).ِ
14-روي عن إبن عمرقال : ( بينما الرسول بفناء الكعبة , إذ نزل عليه جبريل في صورة لم ينزل عليه مثلها قط , فقال : السلام عليك يا محمد , فقال النبي : [وَعَلَيْكَ الْسَلَاْمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاْتُهُ ], فقال : يا محمد إنه سيخرج من أمتك رجل يشفع فيشفعه الله في عدد ربيعة ومضر , فإن أدركته فسله الشفاعة لأمتك , فقال : [ أَيْ حَبِيْبِيْ جَبْرِيْلُ مَا إْسْمُهُ ؟ وَ ما صِفَتُهُ ؟ فَقَالَ : أَمَّا إِسْمُهُ فَأُوَيْسٌ , وَأَمَّا صِفَتُهُ وَقَبِيْلَتُه فَمِنَ الْيَمَنِ , مِنْ مُرَاْدَ , وَهْوَ رَجُلٌ أَصْهَبٌ , مَقْرُوْنُ الْحَاْجِبَيْنِ , أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ , بِكَفِّهِ الْيُسْرَىْ وَضَحٌ أَبْيَضُ ] , قال : فلم يزل النبي يطلبه فلم يقدر عليه , فلما احتضر النبي أوصى أبا بكر وأخبره بما قال له جبريل في أويس القرني, فإن أنت أدركته فسله الشفاعة لك ولأمتي , فلم يزل
ص: 28
أبو بكر يطلبه فلم يقدر عليه , فلما احتضر أبو بكر , أوصى به عمر بن الخطاب , وأخبره بما قال له رسول الله , وقال : يا عمر إن أدركته فسله الشفاعة لي ولك ولأمة محمد , فلم يزل عمر يطلبه حتى كان آخر حجة حجها عمر وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ) (1).
15-بالإسناد إلى سلام بن مسكين (2) قال : ( حدثني رجل قال: رسول الله (صلی الله علیه و آله) : [ خَلِيْلِيَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أُوَيْسٌ القَرَنِيُّ ]) (3).
16- قال (صلی الله علیه و آله) في كرامته عند الله: [ أَبْشِرُوا بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِيْ يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسٌ القَرَنِيُّ .. فَإِنّهُ يَشْفَعُ لِمِثْلِ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ ] (4).
17-عن الضحاك بن مزاحم (5) ، عن أبي هريرة (6) قال : ( قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : [ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ مِنْ خَلْقِهِ الأَتْقِيَاءَ الْأَصْفِيَاءَ الٍأَخْفِيَاءَ الْأَبْرِيَاءَ ، الْمُشَعَثَةُ رُؤُوْسُهُمْ، الْمُغْبَرَّةُ
ص: 29
وُجُوْهُهُمْ ، الْخَمِصَةُ بُطُوْنُهُمْ ، الَّذِيْنَ إِذَاْ اسْتَأْذَنُوْا عَلَىْ الْأُمَرَاءِ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُمْ ، وَإِنْ خَطَبُوْا الْمُنَعَّمَاتِ لَمْ يُنْكَحُوْا ، وَإِنْ غابوا لَمْ يفتقدوا ، وَإِنْ طَلَعُوْا لَمْ يُفْرَحْ بِطَلْعَتِهِمْ ، وَإِنْ مَرِضُوْا لَمْ يُعَادُوْا ، وَإِنْ مَاتُوْا لَمْ يُشْهَدُوْا..] قالوا: يا رسول الله كيف لنا برجل منهم قال (صلی الله علیه و آله) : [ ذَاْكَ أُوَيْسٌ القَرَنِيُّ] قالوا: وما أُوَيْسٌ القَرَنِيُّ ؟ قال: [ أَشْهَلُ ذُوْ صُهُوْبَةٍ ’ بَعِيْدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ، مُعْتَدِلُ الْقَامَةِ ، آدَمٌ شَدِيْدُ الْأَدَمَةِ ، ضَاْرِبٌ بِذِقْنِهِ إِلىْ صَدْرِهِ ، رَاْمٍ بِبَصَرِهِ إِلىْ مَوْضِعِ سُجُوْدِهِ , وَاضِعٌ يَمِيْنَهُ عَلَىْ شِمَاْلِهِ يَتْلُوْ الْقُرْآنَ ، يَبْكِيْ عَلَىْ نَفْسِهِ ، ذُوْ طِمْرَيْنِ ، لَاْ يُؤْبَهُ بِهِ ، لَهُ مِئْزَرُ بِأَزَارِ صُوْفٍ ، وَرِداءِ صُوْفٍ , مَجْهُوْلٌ فَيْ أَهْلِ الْأَرْضِ ، مَعْرُوْفٌ فِيْ الْسَمَاءِ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَىْ اللهِ لَأَبَرَّهُ ، أَلَاْ وَإِنَّ تَحْتَ مَنْكَبِهِ الأَيْسَرِ لَمْعَةٌ بَيْضَاءُ ، أَلَاْ وَإِنَّهُ إِذَاْ كَاْنَ يَوْمُ الْقِيامَةِ قِيْلَ لِلْعِبادِ: أُدْخُلُوْا الْجَنَّةَ ، وَيُقالُ لِأُوَيْسَ : قِفْ فَاْشْفَعْ ، فَيُشَفَّعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيْ مِثْلِ عَدَدِ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ ]) (1) .
ص: 30
18-وعن أبي هريرة قال : (قَالَ رسول الله (صلی الله علیه و آله) : [ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ مُضَرٍ ، وَبَنِي تَمِيمٍ , فَقِيلَ : مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ]) (1).
19-عن محارب بن دثار (2) قال : قال النبي (صلی الله علیه و آله) : [ إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لا يَسْتَطِيْعُ أَنْ يَأْتِيَ مَسْجِدَهُ أَوْ مُصَلَّاْهُ مِنَ العُرْيِ، يَحْجِزُهُ إِيْمانُهُ أَنْ يَسْأَلَ النَّاْسَ ، مِنْهُمْ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ , وَفُرِاتُ بِنْ حَيَّانَ العَجْلِيُّ (3) ] (4) .
20-عن المقبري (5) عن أبي هريرة أن رسول الله (صلی الله علیه و آله) قال : [ لَيَشْفَعَنَّ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي فِيْ أَكْثَرَ مِنَ مُضَرَ ] قال أبو بكر: يا رسول الله إن تميما من مضر، قال: [ لَيَشْفَعَنَّ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي لأكْثَرَ مِنْ تَمِيْمَ وَمُضَرَ، وَإِنَهُ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ] (6) .
ص: 31
21-عن عبد الرحمن بن أبي ليلى (1) : ( خرج بصفّين رجل من أهل الشام فقال: فيكم أُويس القرني قلنا: نعم ، قال: سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله) يقول: [ خَيْرُ التَابِعِيْنَ بِإِحْسَانٍ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ] , وعطف دابته فدخل مع أصحاب علي رضى الله تعالى عنهم (2) ، وفي رواية ضرب دابّته حتّى دخل معهم ، فعطف دابّته فدخل مع علي (3) , ويذكر هذا الخبر ما جرى لعمّار (4) يوم صفّين كذلك ..
ص: 32
حين روى إبن العاص (1) لأهل الشام ، عمّار تقتله الفئة الباغية , وسؤال جماعة أهل الشام أهل العراق أفيكم عمّار بن ياسر؟ ..
ص: 33
ص: 34
وقول إبن أبي الحديد (1) : عجباً لقوم يرتابون لمكان عمّار ولا يرتابون لمكان علي بن أبي طالب ، وكذلك يرتابون في أُويس القرني ، وقد ورد فيه : قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : [ يا
ص: 35
عَلِيُّ حَرْبُكَ حَرْبِيْ وَسِلْمُكَ سِلْمِيْ ] ، [عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ ] (1) ، وأمثال تلك الروايات كثيرة.
22-بحديث مقارب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: ( نادى رجل من أهل الشام يوم صفين أفيكم أويس القرني قالوا: نعم قال: سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله) يقول : [ مِنْ خَيْرِ التَابِعِيْنَ بِإِحْسَانٍ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ] ) (2).
23-وبمثله تقريبا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : ( نادى رجل من أهل الشام يوم صفين أفيكم أويس القرني قالوا: نعم قال: سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله) يقول : [ إِنَّ مِنْ خَيْرِ التَابِعِيْنَ بِإِحْسَانٍ أُوَيْساً الْقَرَنِيُّ ] ، ثم ضرب دابته فدخل فيهم ) (3).
ص: 36
24-عن عبد الله بن أبي الجدعاء (1) مرفوعا: قال النبي (صلی الله علیه و آله) :[ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أكْثَرُ مِنْ تَمِيْمَ ] (2) , قال الثقفي: قال هشام : سمعت الحسن البصري يقول: إنه أويس القرني .
25-روي عن النبي (صلی الله علیه و آله) قوله : [ لَيُصَلِيَنَّ مَعَكُمْ غَدَاً رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ .. ذَاْكَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ] (3).
26-روي عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) أنه قال: [ تَفُوحُ رَوَائِحُ الْجَنَّةِ مِنْ قِبَلِ قَرَنٍ , وَا شَوْقَاهْ إِلَيْكَ يَا أُوَيْسُ الْقَرَنِيُّ , أَلَا وَ مَنْ لَقِيَهُ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ .. فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَ مَنْ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ؟ فَقَالَ: (صلی الله علیه و آله) إِنْ غَابَ عَنْكُمْ لَمْ تَفْتَقِدُوهُ , وَ إِنْ ظَهَرَ لَكُمْ لَمْ تَكْتَرِثُوا بِهِ , يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فِي شَفَاعَتِهِ مِثْلُ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ , يُؤْمِنُ بِي وَ لَا يَرَانِي , وَ يُقْتَلُ بَيْنَ يَدَيْ خَلِيفَتِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي صِفِّينَ ] (4).
27-روى إبن عساكر (5) , أن رسول الله (صلی الله علیه و آله) قال : [ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يُقَاْلُ
ص: 37
لَهُ : أُوَيْسٌ فِئَاْمٌ (1) مِنَ النَّاْسِ ] (2).
28-روى أحمد (3) في مسنده ضمن حديثٍ مرفوع: [ وَأَجِدُ نَفَسَ رَبِّكُمْ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ ] (4)،
ص: 38
وذكر الحافظ العراقي (1) في تخريجه أحاديث الإحياء للغزالي (2) أن رواته ثقات .
29-بالإسناد عن سلمة بن نفيل السكونِي (3) ..عن النبي (صلی الله علیه و آله) أنه قال : - وهو مول ظهره إلى اليمن – : [ إِنِّي أَجِدُ نَفَسَ الرَّحْمَنِ مِنْ هَهُنَا ] (4) , وذكر الغزالي في الإحياء أن المقصود بذلك: أويس القرني (رضی الله عنه) (5) .
ص: 39
30-عن شريك (1) أن النبي (صلی الله علیه و آله) قال : [ إِنَّ مِنْ خَيْرِ التَابِعِيْنَ أُوَيْساً الْقَرَنِيُّ ] (2).
31-وروي أن رسول الله (صلی الله علیه و آله) قال: [ إِنَّ مِنْ بَعْدِيْ رَجُلٌ يُقَاْلُ لَهُ : أُوَيْسٌ بِهِ شَاْمَةٌ بَيْضَاْءُ ، مَنْ لَقِيَهُ فَلْيُبَلِّغَهُ مِنِّيْ الْسَلَاْمَ ، فَإِنَّهُ يَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَاْمَةِ لِكَذَاْ وَكَذَاْ مِنَ الْنَّاْسِ ]) (3) .
32-أسند الحريري (4) حديثا عن رسول الله قال فيه : [ إِذَاْ لَقِيْتُمْ أُوَيْسَاً الْقَرَنِيَّ فَاْقْرَأُوْهُ عَنَّيْ الْسَلَامَ , فَوَ الْذِيْ نَفْسِيْ بِيَدِهِ , لَوْ يَتَشَفَّعُ فِيْ رِبْيَعَة وَمُضَرَ, لَيُشَفِّعَهُ فِيْهِمْ اللهُ] (5).
ص: 40
1-عن إبن عبّاس قال : قال علي (علیه السلام) : { اللهُ أَكْبَرُ.. أَخْبَرَنِيْ حَبِيْبِيْ رَسُوْلُ الله (صلی الله علیه و آله) أَنِّيْ أُدْرِكُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِهِ يُقالُ لَهُ: أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ يَكُوْنُ مِنْ حِزْبِ اللهِ وَرَسُوْلِهِ ، يَمُوْتُ عَلَىْ الْشَهادَةِ ، يَدْخُلُ فِيْ شَفَاعَتِهِ مِثْلُ رَبِيْعَةَ } (1).
2-عن طريق أصبغ بن نباتة (2) قال : ( شهدت عليّاً (علیه السلام) يوم صفّين يقول: { مَنْ يُبَايِعُنِيْ عَلَىْ الْمَوْتِ؟} فَبايعه تسعة وتسعون رجلاً فقال : { أَيْنَ الْتَمَاْمُ؟ } , فجاءه رجل عليه أطمار صوف ، محلوق الرأس ، فبايعه على القتل ; فقيل: هذا أُويس القرني ) (3).
3-عن جابر الجعفي (4)، عن الإمام الباقر (علیه السلام) قال : ( شهد مع علي بن أبي طالب (علیه السلام) من التابعين ثلاثة نفر بصفين شهد لهم رسول الله (صلی الله علیه و آله) بالجنة ولم يرهم : أويس القرني..
ص: 41
4-عن أسباط بن سالم (1) قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر (علیهما السلام) : ( إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذين لم ينقضوا العهد و مضوا عليه؟ .. فيقوم سلمان (2) ، و المقداد (3) ..
ص: 43
و أبو ذر (1) ..
ص: 44
ثمّ ينادي : أين حواري علي بن أبي طالب وصيّ رسول الله؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي (1) ..
ص: 45
ثمّ ينادي المنادي : أينْ حواري الحسن بن علي بن فاطمة بنت محمّد (صلی الله علیه و آله) ؟ فيقوم سفيان بن أبي ليلى الهمداني (1) ، و حذيفة بن أسيد الغفاري (2) , ثمّ ينادي: أين حواري الحسين بن علي (علیهما السلام) ؟ فيقوم كلّ من أستشهد معه و لم يتخلف عنه (3) ,
ص: 47
ثمّ ينادي : أين حواري علي بن الحسين (علیهما السلام) ؟ فيقوم جبير بن مطعم (1) .. و يحيى بن أمّ الطويل (2) ، و أبو خالد الكابلي (3) ..
ص: 48
و سعيد بن المسيّب (1) , ثمّ ينادي: أين حواري محمّد بن علي و جعفر بن محمّد (علیهم السلام) ؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري (2) ، و زرارة بن أعين (3) ..
ص: 49
و عامر بن عبد الله بن جذاعة (1) ، و حجر بن زائدة (2) ، و حمران بن أعين (3) , ثمّ ينادي المنادي سائر الشيعة مع سائر الأئمة (علیهم السلام) يوم القيامة ، فهؤلاء أوّل الشيعة
ص: 52
الذين يدخلون الفردوس وهؤلاء أوّل السّابقين و أوّل المقرّبين و أوّل المتحوّرة (1) من التابعين) (2).
ص: 53
لأويس القرني مكانة عظيمة يعرفها الصحابة لما سمعوه من النبي (صلی الله علیه و آله) (1) , واعترف بوجوده ، وأنّه من قبيلة قرن العلماء والمؤرخون وأصحاب السير في : مراصد الاطلاع لابن عبد الحق، وصحاح اللغة للجوهري ، والقاموس المحيط للفيروز أبادي، وتاج العروس للزبيدي، ونهاية الأرب وسبائك الذهب للقلقشندي ، ولسان الميزان والإصابة وتهذيب التهذيب لإبن حجر العسقلاني ، وميزان الاعتدال وتجريد أسماء الصحابة للحافظ الذهبي ، والوافي بالوفيات للصفدي ، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال للخزرجي الأنصاري ، واُسد الغابة لابن الأثير ، والثقات لابن حبّان ، وتاريخ الثقات للعجلي ، والإكمال لإبن ماكولا ، وحلية الأولياء لأبي نعيم ، وصفوة الصفوة لابن الجوزي ، ومشكاة المصابيح للبغوي , والفتوح لابن الأعثم الكوفي , وكنز العمال للمتقي الهندي, والكامل للجرجاني , وتأريخ مدينة دمشق لابن عساكر, وسبل الهدى والرشاد للصالحي الشامي.. وغيرها.
ومن كتب الخاصة ؛ في رجال الشيخ في أصحاب علي أمير المؤمنين (علیه السلام) ، ورجال الكشّي ، ومجالس المؤمنين للتستري , والدرجات الرفيعة للسيد علي خان المدني ، وإتقان المقال للشيخ محمد طه نجف ، وملخّص المقال في قسم الحسان ، وتوضيح الاشتباه للشيخ السروي المازندراني ، ومجمع الرجال للشيخ القهبائي، وجامع الرواة للشيخ محمد علي الأردبيلي ، وحاوي الأقوال للشيخ عبد النبي الجزائري ، ومنتهى المقال للشيخ الحائري ، ومنهج المقال للميرزا الشيرازي، وتكملة نقد الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي ، والخلاصة لفخر المحققين ، و وسائل الشيعة ورجال الشيخ الحرّ ، والاختصاص للشيخ المفيد ، ورجال إبن داود ، وبحار
ص: 54
الأنوار للشيخ المجلسي ، ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي , والتحرير الطاوسي للسيد أحمد بن طاووس , وغيرها .. ومن جملة أحاديث العلماء وأصحاب الحديث والسير عنه :
1-سأل رجل عبد الله بن عباس عن أُويس القرني، قال: ( ويحك, أُويس القرني له شأن عظيم، وهو سيّد التابعين، وذلك أنّ رسول الله (صلی الله علیه و آله) كان يقول لأصحابه : [ يَكُوْنُ فِيْ أُمَّتِيْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ، يَدْخُلُ في شَفَاعَتِهِ(الْجَنَّةَ )عدد رَبِيْعَةَ ، وَمُضَر]) (1).
2-عن الحسن البصري قال : (قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : [ يَدْخُلُ بِشَفَاعَةِ رَجَلٍ مِنْ أُمَّتِيْ الْجَنَّةَ أَكْثَرَ مِنْ رَبِيْعَةَ ، وَمُضَر ] ، أما أسمي لكم ذلك الرجل ؟ قالوا : بلى قال : ذاك أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ) (2).
3-وعن الحسن البصري أيضا قال : (قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : [ يَخْرُجُ مِنَ النَّاْرِ بِشَفَاعَةِ رَجَلٍ لَيْسَ بِنَبِيٍّ ، أَكْثَرُ مِنْ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ ] وقال هشام عن الحسن : هو أويس (3).
4-أفرد مسلم (4) في صحيحه باباً من فضائل أويس القرني (5).
ص: 55
5-ذكره إبن سعد (1) في الطبقات، وجعله من الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة (2).
6-قال أبو أحمد بن عدي الجرجاني (3) : (وقد شكّ قوم فيه، ولا يجوز أن يشكّ فيه لشهرته ، ولا يتهيّأ أن يحكم عليه بالضعف ، بل هو ثقة صدوق ) (4) .
7-وقال أيضا بعد أن أورد عدداً من أحاديث أويس : (قال الشيخ : وهذا الحديث معروف لاويس يرويه معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة ، وليس لأويس من الرواية شئ ، وإنما له حكايات ونتف وأخبار في زهده ، وقد شك قوم فيه ، إلا أنه من شهرته في نفسه وشهرة أخباره لا يجوز أن يشك فيه ، وليس له من الأحاديث إلا القليل ، فلا يتهيأ أن يحكم عليه بالضعف ، بل هو صدوق ثقة مقدار ما يروى عنه) (5).
8-أخرج أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي نعيم عن شريك أن النبي (صلی الله علیه و آله) قال : [ إِنَّ مِنْ خَيْرِ الْتَاْبِعِيْنَ أويسًا القَرَني ] (6).
ص: 56
9-وقال إبن حنبل : ( لا زهد إلا زهد أويس , بلغ به العري ؛ حتى قعد في قوصرة ) (1).
10-قال فيه أبو نعيم (2): (سيد العباد ، وعلم الأصفياء, ومن الزهاد ، بشَّر النبي (صلی الله علیه و آله) به ، وأوصى به أصحابه) (3).
11-وقال أبو نعيم : ( كان زاهدا مخشوشنا متقشفا في ثيابه , لا يجد من الثياب ما يرتديه ليخرج به إلى الناس ) (4).
12-قال عنه الذهبي (5) : ( القدوة الزاهد ، سيد التابعين في زمانه ، كان من أولياء الله المتقين ، ومن عباده المخلصين ) (6).
ص: 57
13-عقد النووي (1) بابا في فضائله ، وأورد تحته ما أخرجه مسلم من أحاديث في فضله (2).
14-عقد الحاكم (3) بابا في مناقبه ، وقال عنه : ( أويس راهب هذه الأمة ) (4).
15-قال ابن الجوزي (5):( وإنما يصح في الحديث عن أويس كلمات يسيرة جرت له مع عمر ، وأخبره رسول الله (صلی الله علیه و آله) فقال : [ يَأْتِيْ عَلَيْكُمْ أُوَيْسٌ ، فَإِنْ إْسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَاْفْعَلْ ], فأطال القُصَّاص في حديث أويس بما لا فائدة في الإطالة بذكره ) (6).
16-قال إبن حجر : ( أويس ابن عامر القرني المرادي سيّد التابعين ) (7).
ص: 58
17- وقال إبن حجر : (الزاهد المشهور، أدرك النبي (صلی الله علیه و آله) ) (1).
18-قال ابن الأثير: ( أويس بن عامر بن جزء .. المرادي ثم القرني، الزاهد المشهور، هكذا نسبه ابن الكلبي، أدرك النبي (صلی الله علیه و آله) ، ولم يره، وسكن الكوفة وهو من كبار تابعيها ) (2).
19-قال العجلي (3): ( كوفي تابعي من خيار التابعين وعبادهم ) (4).
20-قال ابن حبان (5): ( أويس بن عامر القرني من اليمن من مراد سكن الكوفة وكان عابدا زاهدا ) (6).
21-قال اليافعي (7) : ( وقول النبي : أنه خير التابعين صريح بأنه خيرهم مطلقا ) (8).
22- قال عنه الشاطبي (9) أنه : ( سيد العبّاد بعد الصحابة ) (10).
ص: 59
23-قال الحريري: ( هو أفضل زهاد الكوفة كان من كبار التابعين (رضی الله عنه) , أخبر به النبي (صلی الله علیه و آله) فقال : [ إِذَاْ لَقِيْتُمْ أُوَيْسَاً الْقَرَنِيَّ فَاْقْرَأُوْهُ عَنَّيْ الْسَلَامَ , فَوَ الْذِيْ نَفْسِيْ بِيَدِهِ , لَوْ يَتَشَفَّعُ فِيْ رِبْيَعَة وَمُضَرَ, لَيُشَفِّعَهُ فِيْهِمْ اللهُ] , وقال أيضا : [ إِنِّيْ لَأَجِدُ نَفَسَ الْرَحْمَنِ مِنْ جَاْنِبِ الْيَمَنِ ] , إشارة إليه نفعنا الله به, كان رحمه الله زاهدا ورعا تقيا, وكان طعامه من لقط النوى, وإذا فضل منه شيء باعه وتصدق بثمنه , وكان لباسه من قطع المزابل يخيطها في بعضها ويلبسها, وإذا مر بالصبيان رجموه ويظنونه مجنونا ) (1).
24-قال عبد الغني بن سعيد (2) : ( أويس أخبر به النبي قبل وجوده , شهد صفين مع علي , وكان من خيار المسلمين ).
25-قال الغزالي : ( والحزم في الحذر والتقوى والتقرّب من حدّ الضرورة ما أمكن اقتداء بالأنبياء والأولياء (علیهم السلام) ؛ إذ كانوا يردون أنفسهم إلى حدّ الضرورة حتى أن أويساً القرني كان يظن أهله أنه مجنون لشدة تضييقه على نفسه، فبنوا له بيتاً على باب دارهم فكان يأتي عليهم السنة والسنتان والثلاث لا يرون له وجهاً، وكان يخرج أوّل الأذان ويأتي إلى منزله بعد العشاء الآخرة، وكان طعامه أن يلتقط النوى، وكلما أصاب
ص: 60
حشفة خبأها لإفطاره وإن لم يصب ما يقوّته من الحشف باع النوى واشترى بثمنه ما يقوّته، وكان لباسه مما يلتقط من المزابل من قطع الأكسية فيغسلها في الفرات ويلفق بعضها إلى بعض ثم يلبسها، فكان ذلك لباسه وكان ربما مرَّ الصبيان فيرمونه ويظنون أنه مجنون، فيقول لهم يا إخوتاه إن كنتم ولا بد أن ترموني فارموني بأحجار صغار، فإني أخاف أن تدموا عقبي ، فيحضر وقت الصلاة ولا أصيب الماء ، فهكذا كانت سيرته ) (1).
26-عقد الصالحي الشامي (2) له الباب الثامن والعشرين عن إخبار النبي (صلی الله علیه و آله) به (3) .
27-قال إبن ماكولا (4): ( أمّا قرن بفتح القاف والراء ففي مراد قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد منهم أويس بن عمرو القرني الزاهد وغيره ) (5).
28-قال الصفدي (6) : ( أويس المرادي القرني الزاهد سيد التابعين قتل يوم صفين مع علي بن أبي طالب (رضی الله عنه) سنة سبع وثلاثين أسلم على عهد رسول الله (صلی الله علیه و آله) ومنعه من القدوم
ص: 61
عليه بره بأمه وأخبر رسول الله (صلی الله علیه و آله) وأمر من أدركه من الصحابة أن يطلبوا منه الاستغفار لهم وقال هو خير التابعين وقال لعمر (رضی الله عنه) : [ أَقْرِإْهُ مِنِّيْ السَلامَ ], وقال: [ لَوْ أَقْسَمَ عَلَىْ اللهِ لَأَبَرَّهُ ], وقال : [ يُقَالُ لِلْعِبَادِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أُدْخُلُوْا الْجَنَّةَ وَيُقَالُ لِأُوَيْسَ : قِفْ لِتَشْفَعَ فَيُشَفِّعَهُ اللهُ فِيْ مِثْلِ عَدَدِ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ]) (1).
29-قال إبن سلّام (2) : ( أويس القرني... جاء في الأثر عن النبي (صلی الله علیه و آله) قال لأبي بكر وعمر :
[ أُوْصِيْكُمْ أَنْ تُقْرِؤُوْا مِنِّيْ أُوَيْسَ الْقَرَنِيَّ الْسَلَاْمَ ، يَقْدِمُ الْمَدِيْنَةَ بَعْدِيْ... يَدْخُلُ فِيْ شَفَاْعَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدَدِ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ ]) (3).
30-قال الخزرجي الأنصاري (4): (أويس القرني سيد التابعين، وله مناقب مشهورة), وقال: ( أويس بن عامر القرني بفتح القاف والمهملة ثم نون , من مذحج , مخضرم أرسل
ص: 62
وروى له مسلم أشياء من كلامه , شهد صفين مع علي وقتل يومئذ , وهو سيد التابعين) (1) .
31-عن محمد النور بخشي (2) في شجرة الأولياء قال : ( أويس القرني المجذوب (قدس سره) ،
هو الذي وصفه رسول الله (صلی الله علیه و آله) بالولاية ، وقال : [ إِنِّيْ لَأَجِدُ نَفَسَ الْرَحْمَنِ مِنْ جَاْنِبِ الْيَمَنِ ] ) (3).
32-قال القاضي النعماني المغربي (4) : ( أويس بن عامر القرني ، قتل مع علي صلوات الله عليه بصفين ، وهو الذي قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : [ إِنَّ مِنْ بَعْدِيْ رَجُلٌ يُقَاْلُ لَهُ : أُوَيْسٌ بِهِ
ص: 63
شَاْمَةٌ بَيْضَاْءُ ، مَنْ لَقِيَهُ فَلْيُبَلِّغَهُ مِنِّيْ الْسَلَاْمَ ، فَإِنَّهُ يَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَاْمَةِ لِكَذَاْ وَكَذَاْ مِنَ الْنَّاْسِ ]) (1) .
33-قال الشيخ المفيد (2) : ( عن محمد بن جعفر المؤدب : الأركان الأربعة : سلمان ، والمقداد , وأبو ذر ، وعمار ، هؤلاء الصحابة ومن التابعين : أويس بن أنيس القرني ،
ص: 64
الذي يشفع في مثل ربيعة ومضر ) (1) , و قال : ( إن جلالة أويس لعلها من الواضحات المتسالم عليها ) .
34-عدَّهُ الشيخ الطوسي (2) ..
ص: 65
من أصحاب أمير المؤمنين (علیه السلام) (1) , وقال: ( وكان أُويس من خيار التابعين، لم ير النبيّ (صلی الله علیه و آله) ولم يصحبه ) (2).
35-ذكره الشيخ إبن داود (3) قائلا: ( أويس القرني بالقاف والراء المفتوحتين والنون - من أصحاب علي ( (علیه السلام) (4).
36-قال الشيخ الكشي (5) في رجاله : ( كان أويس من خيار التابعين ، ولم يرَ النبي (صلی الله علیه و آله) ولم يصحبه ، وقال: الزهّاد ثمانية: الربيع بن خيثم النوري، وهرم بن حيّان، وأُويس
القرني، وعامر بن قيس، فكانوا مع الإِمام علي (علیه السلام) وكانوا زهّاد أتقياء ) (6) .
37-قال الشيخ ابو الفتوح المطرزي (7) : ( فمما يدل على زهده : كان أويس القرني إذا أمسى أخذ قطيفةً فغطّى بها رأسه ورجليه ، وتصدّق بفضلها ، وينظر إلى قوته فيعزله
ص: 66
ويتصدّق بفضله ، ويقول : اللهمّ من كان أمسى عارياً أو جائعاً ليس له عندي فضل. وممّا يدلّ على كثرة عبادته قال أويس القرني : لأعبدنّ الله في الأرض كما تعبده الملائكة في السماء ، فكان إذا استقبل الليل قال : يا نفس ، الليلة القيام ، فيصفّ قدميه حتّى يصبح ، ثم يستقبل الليلة الثانية فيقول : يا نفس ، الليلة الركوع ، فلا يزال راكعاً حتّى يصبح ، ثم يستقبل الليلة الثالثة فيقول : يا نفس الليلة السجود ، فلا يزال ساجدا حتى يصبح ) (1).
38-قال الشيخ الطريحي (2) : ( هو من التابعين الأخيار ، ممن كانوا على الهدى وثبتوا عليه . شهد مع علي (علیه السلام) حرب صفين ، واستشهد في سبيل حقه . ووصفه المؤرخون بأنه من خواص أمير المؤمنين وحوارييه ، وورد في شأنه مدح كثير وثناء من النبي (صلی الله علیه و آله) ، قال (صلی الله علیه و آله) في وصفه : إنه نفس الرحمن وخير التابعين ) (3) .
ص: 67
39-قال الشيخ محمد طه نجف (1): ( أُويس القرني (رضی الله عنه) من مشاهير الأبدال ، وممن تضرب به الأمثال ) (2).
40-قال الشيخ عبد الله المامقاني (3): ( وقد اتّفق الفريقان على وثاقة الرجل وتقواه وزهده
ص: 68
وعُلاه، وملأوا الكتب من مدائحه وفضائله ) (1).
41-قال السيد الخوئي (2) : ( أويس بن عامر .. المعروف بأويس القرني... المقتول بصفين سنة 37ﻫ . كان من خيار التابعين ولم ير النبي (صلی الله علیه و آله) ولم يصحبه، ومن الزهاد وأهل الفقه والعلم ، سكن الكوفة، ثم خرج إلى صفين وقد تقلّد بسيفين، ويقال: كان معه
ص: 69
مرماة ومخلاة (1)من الحصى، فسلّم على أمير المؤمنين (علیه السلام) وودّعه، وبرز مع رجالة ربيعة فقتل من يومه وصلّى عليه أمير المؤمنين (علیه السلام) ودفنه ) (2).
42-قال الشيخ محيي الدين المامقاني (3): ( إنّ جلالة المترجم، وتحلّيه بالصفات الملكوتية، والأخلاق المحمّدية ، ممّا لا يتطرّقه شك، إلاّ ممّن طبع الله على قلبه، ووثاقته العظيمة لابدّ وأن يُذعن لها كلّ مَن له نصيب من الإيمان، بل الإسلام، وشهادته بين يدي سيّد المتّقين وأمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام، وكونه من حواريّيه، ومن الأركان، يرفعه عن مستوى الوثاقة إلى ما دون مرتبة العصمة ) (4).
43-وقال عنه : ( هو من التابعين الأخيار ، ممن كانوا على الهدى وثبتوا عليه شهد مع علي (علیه السلام) حرب صفين ، واستشهد في سبيل حقه . ووصفه المؤرخون بأنه من خواص أمير المؤمنين وحوارييه ، وورد في شأنه مدح كثير وثناء من النبي قال (صلی الله علیه و آله) في وصفه : إنه نفس الرحمن وخير التابعين ) (5).
ص: 70
لقد أعطى النبي العظيم (صلی الله علیه و آله) لوحة زاهية للصورة التي كان عليها التابعي الشهيد في علاقته مع كتاب الله المجيد حين وصف أويسا (رضی الله عنه) قائلا أنه : [واضعٌ يَمِيْنَهُ على شِمالِهِ يَتْلُوْ القُرْآنَ ،
ص: 71
يَبْكِيْ عَلَىْ نَفْسِهِ].. فهذا الألق المحمدي يحدد بوضوح ذلك الإرتماء القلبي في أعماق القرآن العظيم حد البكاء.. فقد كان التابعي الشهيد ممن : ﴿ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ﴾ (1) , ولقد كان أُويس (رضی الله عنه) يجتمع هو وأصحاب له في مسجده يصلون ويقرأون القرآن، حتّى غزوا، فاستشهد أُويس وجماعة من أصحابه - في الرجّالة - بين يدي الإِمام علي (علیه السلام) في صفّين (2).
وبالإسناد إلى أبي عبيدة الحداد (3) , قال: ( ثنا أبو مكين (4) قال: رأيت امرأة في مسجد أويس القرني قالت : كان يجتمع هو وأصحاب له في مسجدهم هذا ، يصلون ويقرؤون في مصاحفهم فآتي غداءهم وعشاءهم هاهنا ، حتى يصلوا الصلوات ، قالت : وكان ذلك دأبهم ما شهدوا حتى غزوا ، فاستشهد أويس وجماعة من أصحابه في الرجالة بين يدي علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين) (5).
ص: 72
و نقل عن أويس (رضی الله عنه) تعلقه بالقرآن العظيم بقوله : ( قال ربي تعالى ذكره ، وأحق القول قوله ، وأصدق الحديث حديثه ، وأحسن الكلام كلامه ) , وكان يقول: ( لم يجالس هذا القرآن أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان، هو شفاء ورحمة للمؤمنين ، ولا يزيد الظالمين إلاّ خسارا ) (1).
ص: 73
روى خير التابعين أويس القرني (رضی الله عنه) عن الإمام علي (علیه السلام) ، وتعلم على يد كثير من الصحابة ونهل من علمهم حتى صار من أئمة التابعين زهدا وورعا ، ولقد تعلم منه خلق كثير.. تعلموا منه بره بأمه، وتواضعه لربه رغم ما ورد في فضله من أحاديث ، فقد روى عنه : يسير بن عمرو (1) ، عبد الرحمن بن أبي ليلى ، موسى بن يزيد (2) ، أبو عبد رب الدمشقي (3) , بشير بن عمرو (4) , وقد ذكره إبن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة وقال : كان ثقة , وذكره البخاري (5) فقال: في إسناده نظر ..
ص: 74
وقال إبن عدي: ليس له رواية لكن كان مالك (1) ينكر وجوده , إلا أن شهرته وشهرة أخباره لا تسع أحدا أن يشك فيه, وقال عنه أنه ثقة صدوق .
فعن أبي نضرة عن أسير بن جابر قال :( كان محدث بالكوفة يحدثنا ، فاذا فرغ من حديثه يقول : تفرقوا . ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم بكلامه ، فأحببته ، ففقدته ، فقلت لأصحابي : هل تعرفون رجلا كان مجالسنا كذا وكذا ؟ فقال: رجل من القوم : نعم أنا أعرفه ، ذاك أويس القرني ) (2).
وبالإسناد إلى أسير أيضا ، قال : ( فكنّا نجتمع في حلقة فنذكر الله ، وكان يجلس معنا ، فكان إذا ذكرهم وقع حديثه من قلوبنا موقعاً لا يقع حديث غيره ، ففقدته يوماً فقلت لجليس لنا : ما فعل الرجل الذي كان يقعد إلينا ، لعله اشتكى ؟ فقال : الرجل من هو ؟ فقلت : من هو ؟ قال : ذاك أويس القرني , فدللت على منزله فأتيته فقلت : يرحمك الله أين كنت ، ولم تركتنا ؟ فقال : لم يكن لي رداء ، فهو الذي منعني من إتيانكم ...) (3).
ص: 75
وفي قصة هرم بن حيّان العبدي قال هرم : فقلت: رحمك الله! حدّثني حديثاً عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) أحفظه عنك! فقال أُويس : إنّي لم أر (1)رسول الله (صلی الله علیه و آله) فأحدّث عنه ولم تكن لي معه صحبة ، ولكن قد رأيت من رأى رسول الله (صلی الله علیه و آله) ، وقد انتهى إليَّ من حديثه كبعض ما انتهى إليكم ، ولست أحبّ أن أفتح هذا الباب على نفسي لأحد فأكون محدِّثا ، ولي في نفسي شغل عن ذلك يا ابن حيّان.
ص: 76
الزهد بمفهومه العام هو ذم الدنيا وزينتها والإقبال على الآخرة , والزهد في الإسلام عنى ارتفاع الإنسان بنفسه فوق شهواتها , وهذا معناه أن يتحرر تماما من كل ما يعوق حريته (1) , وعلى ضوء ذلك يتضح الربط بين الزهد والحرية (2).
كان أُويس القرني (رضی الله عنه) من الزاهدين في الدنيا بل وفي الحياة كلها وهو ( راهب هذه الاُمة، ولم يصحب النبي (صلی الله علیه و آله) , وإنما ذكره ودلَّ فضله، وهو الزاهد المشهور) (3).
وكان الزهد عند أويس (رضی الله عنه) رضاه بالقليل ؛ ليكون القليل معينا على الطاعة والعبادة , بما يرجو به أن يكون خفيفا من الذنب ثقيلا بالطاعات وشيج الصلات بربه عز وجل.
لقد تتلمذ أويس في مدرسة محمد (صلی الله علیه و آله) وعلي (علیه السلام) , فأخذ من جملة ما أخذ منهما الزهد بكل خصاله تبتلا ونسكا وإيثارا وتضحية والتزاما وطاعة لأوامر الرسول (صلی الله علیه و آله) التي كانت تمثل أوامر البناء على وفق المنهج الذي أمر به الله عز وعلا .
ولاشك أن نبينا محمداً (صلی الله علیه و آله) كان نموذجا متميزا للمعرفة والإيمان والتوكل والعبر ، نموذجا حيا في الأخلاق ؛ ولأجله أختير نبيا هاديا مهديا .. نموذجا بالرضا ، نموذجا في صدقه وأمانته الذين لقب بهما الصادق الأمين , نموذجا في الشجاعة ، ونموذجا بالزهد الذي كان يميزه من خلال سيرته الكريمة ، وهذه الميزات جعلته مختارا ، فالإيمان بالله يولد القناعة به وحده والاكتفاء بما يكتبه وتسديد الخطى بمشيئته ؛ لأن الإيمان هذا يعزز الاختيار الأصوب.. اختيار الآخرة لا الدنيا وهذا ما أكده الله عز وجل في قوله : ﴿ إعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ
ص: 77
مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ (1) .
فكانت الدنيا عند محمد العظيم (صلی الله علیه و آله) متاع غرور , وما جاء في خطبة عمه أبي طالب (2) (علیه السلام) عند طلب يد السيدة الكريمة خديجة (علیه السلام) (علیه السلام) (3) دليل على زهده حيث قال : ( إن إبن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل شرفا ونبلا وفضلا , وإن كان في المال قل ؛ فإن المال ظل زائل وأمر حائل وعارية مستورة , وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم ) (4).
وتتلمذ أويس (رضی الله عنه) على يد علي (علیه السلام) , وكان الإمام (علیه السلام) نموذجا مثاليا في الزهد المشدد ، فكان من الطبيعي أن تسود مجتمع الكوفة المثل الزهدية التي كان الإمام (علیه السلام) يريدها ويطلبها
ص: 78
من رعيته كما أرادها وطلبها من نفسه , وهو القائل: { إِنَّ اللهَ أَخَذَ عَلَىْ أَئِمَّةِ الْهُدَىْ أَنْ يَكُوْنُوْا فِيْ مِثْلٍ أَدْنَىْ لِلْنَّاْسِ لِيَقْتَدِيْ بِهِمْ الْغَنِيُّ وَلَاْ يَزْرِيْ بِاْلْفَقِيْرِ فَقْرُهُ } (1) , فهو سيد الزهاد , وكان ذلك ظاهرا في سيرته الكريمة , وكان نموذجا للمسلم , وكانت تتمثل فيه القيم الروحية التي أرادها الله والإسلام , وعلل زهده أنه ليقتدي به الغني ولا يزري بالفقير فقره , وكانت أقواله مطابقة لمنهجه الزهدي.. رافضا الدنيا وغرورها ومغرياتها ومباهجها كما في قوله لسلمان الفارسي (رضی الله عنه) : { إِنَّمَاْ مَثَلُ الْدُنْيَاْ مَثَلُ الْحَيَّةِ لَيِّنٌ مَسُّهَاْ قَاْتِلٌ سُمَهَاْ , فَأَعْرِضْ عَمّاْ يُعْجِبُكَ فِيْهَاْ؛ لِقِلَّةِ مَاْ يَصْحَبُكَ مِنْهَاْ ، وَضَعْ عَنْكَ هُمُوْمَهَاْ ؛ لِمَاْ أَيْقَنْتَ بِهِ مِنْ فِرَاْقِهَاْ وَتَصَرُّفِ حَاْلاْتِهَاْ , وَكُنْ آنَسَ مَاْ تَكُوْنُ بِهَاْ ، أَحْذَرَ مَاْ تَكُوْنُ مِنْهَاْ ؛ فَإِنَّ صَاْحِبَهَاْ كُلَّمَاْ إْطْمَأَنَّ فِيْهَاْ إِلَىْ سُرُوْرٍ أَشْخَصَتْهُ عَنْهُ إِلىْ مَحْذُوْرٍ, أَوْ إِلىْ إِيْنَاْسٍ أَزَاْلَتْهُ عَنْهُ إِلىْ إِيْحَاْشٍ } (2) .
هكذا وصفت الدنيا من الله تعالى.. وهكذا رآها نبيه العظيم (صلی الله علیه و آله) , ووصيه الكريم (علیه السلام) , وهكذا فهمها المؤمنون الفائزون برضا الله ومعرفته في اليوم الآخر.. مثل أويس القرني (رضی الله عنه) , وعلى هذا بنوا أفكارهم وأطلقوا فعل نواياهم نحو الخير والأجر العظيم .
ومن مدرسة القرآن الخالدة , وفكر خاتم المرسلين (صلی الله علیه و آله) , وخطب وحكم سيد الوصيين (علیه السلام) نشأت مدرسة الكوفة في التذكير بالموت ، إذ طفق علي (علیه السلام) يجمع الناس في مسجد عاصمته ، ويصارحهم و يقول : { إِنَّمَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ اثْنَيْنِ : طُولَ الأمَلِ ، وَاتِّبَاعَ الْهَوَى ، فَإِنَّ طُولَ الأمَلِ يُنْسِي الآخِرَةَ ، وَإِنَّ اتِّبَاعَ الْهَوَى يَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ ، وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُدْبِرَةً ، وَالآخِرَةُ مُقْبِلَةٌ ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ ، وَلا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلا حِسَابٌ ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلا عَمَلٌ ) (3) . ويذكر سعيد بن جبير (4) لهم مقدار
ص: 79
تصفية كلمات علي (علیه السلام) لقلبه ، فيقول : ( لو فارق ذكر الموت قلبي : خشيت أن يفسد عَليَّ قَلبي ).
ويقوم سيد زهاد التابعين : أُويس (رضی الله عنه) مستلهما فكر معلمه العظيم ، فيقول : ( يا أهل الكوفة : توسّدوا الموت إذا نمتم ، واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم ) , وها هو يرد على من جاءه يعرض عليه الدنيا : ( ما أصنع بالنفقة؟ وما أصنع بالكسوة!؟.. أما ترى عليَّ إزارا من
ص: 80
صوف!؟ .. متى أراني أخلِقه!؟ .. أما ترى نعليَّ مخصوفتان!؟ .. متى تُراني أبليهما!؟.. ومعي أربعة دراهم أخذت من رعايتي متى تُراني آكلها!؟) , وكأنّ قوله تعالى : ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ (1) , لوحة مرسومة طبعت على صفحة ذاكرته.
فهكذا كان زهد أويس نتاج تربية علي (علیه السلام) ؛ ليكون أحد زهاد الكوفة الأربعة : عمرو بن عتبة (2) وهمام بن الحارث (3) ..
والربيع بن خيثم (4) وأويس القرني .. و أحد الزهاد الثمانية (5) .
ص: 81
لقد كانت حياة هذا الرجل الرسالي الفذ مثالا للبساطة، والزهد في الدنيا ، والانصراف عن متاعها .. رث البيت قليل المتاع , حتى قيل أنه كان يقتات من المزابل ويكتسى منها في زمنٍ انهال فيه النعيم على المسلمين انهيالا عندما وصلت حدود دولتهم أماكن بعيدة , وسيطروا على عدة ممالك وإمبراطوريات ، فتنعموا بأطايب العيش وملذّات النعيم!., فقد غنم المسلمون كمية من المال والعبيد من الشام وبلاد فارس ومصر لم تكن تخطر لهم على بال بعد أن كانوا يقطعون جلود الجمال وهى حية ليأكلوا , ويقال أن الخليفة عمر لما جاءه المال من بلاد فارس قال للمسلمين: ( إنه قدم علينا مال كثير، فإن شئتم أن نعده لكم عدداً , وإن شئتم أن نكيله لكم كيلاً ) (1) , وحتى أن بعض الصحابة وبعض أقارب الحاكمين , خلف من الذهب وحده ما يكسر
ص: 82
بالفؤوس (1), ناهيك عن إقطاعات الأراضي , التي وصلت إلى حد تملك بلد بكامله طعمة له ما دام حيا (2).
وعاش أويس القرني (رضی الله عنه) الزهد والبساطة والتقشف ، قبالة التنعم والجاه العريض والسلطان !. وأقسم ألّا يملك من حطام الدنيا غير ذلك الثّوب المرقع الرّثّ الخشن الذي يرتديه ، وقد روي أنه كان لديه رداء يلبسه ، إذا جلس مسَّ الأرض , فعن أبي نضرة عن أسير بن جابر قال : ( كان محدث بالكوفة يحدثنا ، فإذا فرغ من حديثه يقول : تفرقوا , ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم بكلامه ، فأحببته ، ففقدته ، فقلت لأصحابي : هل تعرفون رجلا كان مجالسنا كذا وكذا ؟ فقال : رجل من القوم : نعم أنا أعرفه ، ذاك أويس القرني .. قلت : أفتعرف منزله ؟ قال : نعم , فانطلقت معه حتى جئت حجرته ، فخرج إلي فقلت : يا أخي ما حبسك عنا ؟ قال : العري .. قال : وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه .. قال : قلت : خذ هذا البرد فالبسه , قال : لا تفعل ، فإنهم إذًاً يؤذونني إذا رأوه , قال : فلم أزل به حتى لبسه ، فخرج عليهم ، فقالوا : مَن ترون خدع عن برده هذا , فجاء فوضعه فقال : أترى !, قال : فأتيت المجلس فقلت : ما تريدون من هذا الرجل ! قد آذيتموه ، الرجل يعرى مرة ويكتسي مرة .. قال : فأخذتهم بلساني أخذا شديدا ) (3).
و ظل يكابد الفقر و العري بحياة مليئة زهدا و تقشفا .. حياة كلها عبرات و هفوات و منحنيات.. كلها أشواك و مصاعب .. كلها وقار و خشوع , و أويس (رضی الله عنه) وأمثاله ، من ثقات أهل الكوفة الذين رباهم علي (علیه السلام) ، لما ماتوا , أورثوها لآخرين يحفظون للكوفة سمتها العلوية الأصيلة.
ص: 83
ص: 84
وكانت له والدة ذات صلاح وعبادة , فكان لا يفارقها طرفة عين .. عاش معها وكان يكرمها غاية الإكرام ، ويحترمها احتراما عجيبا ، فلم يفارقها في آخر أيامها ، إلا للضرورة القصوى.. يخدمها و يبرها و يرعى شؤونها رعاية كاملة , يفرغ جميع أوقاته من أجلها ، يصبح يقبل يدها ويتمرغ تحت قدميها ، وقد بلغ من شدة فخره بهذا العمل تصريحه بأنه يتمرغ بروضة من رياض الجنة, ليضرب أروع الأمثلة في ما أراده الإسلام من بر الوالدين .
وظل فى خدمتها إلى أن ماتت , ولعل انصرافه إلى القيام بواجبه تجاهها ، كان الحائل بينه وبين لقاء النبيّ (صلی الله علیه و آله) , وقد ورد في ذلك عن أصبغ بن زيد أنه : (أدرك زمن النبي (صلی الله علیه و آله) وأسلم ولكنه لم يلقه ، منعه من السفر إليه بِرُّهُ بأمِّه) (1) , وعندما استأذنها في السّفر للقاء النبيّ (صلی الله علیه و آله) والسلام عليه، أذنت له، ولكن بشرطٍ هو العودة المباشرة، سواءً وجد الرسولَ (صلی الله علیه و آله) أم لم يجده. وهكذا كان!. فقد تجهّز أويَس (رضی الله عنه) للسفر لِلُقْيا الرسول (صلی الله علیه و آله) والسلامِ عليه، وقصده في منزله، ولما لم يجده عاد أدراجه، دون التمكن من مشاهدته.
ص: 85
الإيمان حينما يتجسد تتجاوب معه كل الجوارح , لأن التوجه يكون خالصا إليه تعالى .. يتناغم حديث القلب وحديث العقل ليكونان لغة واحدة تنساب على شفاه خيرة خلقه الذين جعلهم الله قدوة لعباده وأصحابا لصفوة أصفياءه .. كان أويس القرني عندما يأخذ بالكلام واعظا، ينبعث كلامه كالنهر الرقراق الصافي ، بعفوية وإيمان، فيدخل قلوب سامعيه بلا استئذان ؛ فتخشع قلوبهم وجوارحهم , وتفيض عيونهم بالدمع، وقد أخذ منهم التأثر بما يسمعون ، ويسيطر عليهم الخشوع ؛ فيسمو بهم أُويس إلى عالم روحاني تغمره الشفافية والصفاء والنقاء ممتدا مسافة الدعوة المستجابة .. مسافة السماء عن الأرض !.
يَعجب أويس (رضی الله عنه) من هؤلاء الناس، قصيري النظر، ضعيفي الإيمان : فيأخذه العجب من جماعة منهم يبكون ، وقد فقدوا عزيزا لهم وحبيبا ، ويقول في نفسه : تُرى ، ألم يسمع هؤلاء بقوله تعالى ﴿ إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ﴾ (1), وبقوله: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ (2), ويضحك من جهلهم , ويرمق بنظرات الدهشة أناسا آخرين ركنوا إلى الدنيا وغرورِها ، فخدعهم باطلها ، وأصبحوا أسرى شِراكها وحبائلها ، فضحكوا كثيرا ، ناسين أو متناسين أنهم في دارِ غرور وزوال ، نعيمها منغَض وزائل ، وصفوها سراب ؛ فيبكي لهم ، ويبكي عليهم، بمحبة شفيق .. كأنه يقول : ﴿ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴾ (3)!..
ص: 86
ومما ذكر في سمو أخلاقه وقمة النبل الذي شمل نفسه الكريمة ( ما ورد عن عبد الله بن أحمد : عن عثمان بن أبي شيبة ، عن أبي بكر بن عياش ، عن مغيرة ، قال : إن كان أويس القرني ليتصدق بثيابه ؛ حتى يجلس عريانا, لا يجد ما يروح فيه إلى الجمعة ) (1).
وكان من المنقطعين للعبادة والتهجّد، بعيدا كل البعد عن بهرجة الحياة وزخرفها ، ليهرب حتى من أقرانه وزهاد زمانه ، يستوحش من الناس ، ويأنس بالوحدة ؛ ليتفرّغ للعبادة والإِنقطاع إلى خالقه ، تجده ذاهلا أمام لهو مجتمعه ، مشغولا بنفسه يناقش الحياة بفكر نيّر وذكاء حاد ، معرضا عن ملذّات الدنيا وزخارفها (2) كما تجده رثّ الثياب ، حتى أن بعض الجهّال من الناس ظنوا به الظنون ، وسخروا منه واستهزؤا به.
ونزل الفقر عنده فأقام , لكن الملاحظ لحياته يجد تسليما مطلقا وتوكلا على الله منقطع النظير, لمؤمن يعلم أن قلوب الخلائق بيد صانعها وخالقها , وأن الأرزاق والآجال بيد بارئها ، وأن الدنيا هي جسر الآخرة .. وعلِم إن السفر الى يوم القيامة طويل جدا ؛ فلابد من الزاد , ولابد من المتاع ؛ فمن يزرع خيرا يحصد خيرا ، وصار هذا الإحساس وهذا التوجه إيمانا راسخا يغذيه هو بما أودع من ملكات ربانية , وبما تلقاه من آل بيت محمد (صلی الله علیه و آله) خزان علوم الوحي السماوي.
ص: 87
أخبر رسول الله (صلی الله علیه و آله) : أن أويسا (رضی الله عنه) عندما أعياه المرض وأخذ كل بدنه - وهو القريب إلى ربه - لجأ إليه جلت قدرته ملتمسا زوال مرضه , سائلا ربه الكريم ألا يزيله بتمامه ؛ ليبقى أثر منه يذكر به ؛ فيذكر نعمة الله عليه , ويجدد له في كل آن شكرا , فقد قال النبي (صلی الله علیه و آله) أنه : [سَيَكُوْنُ فِيْ الْتابِعِيْنَ رَجَلٌ مِنْ قَرْنَ يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسُ بنُ عَامِرَ ، يَخْرُجُ بِهِ وَضَحٌ (1) ، فَيَدْعُوْ اللهَ أَنْ يُذْهِبَهُ عَنْهُ , فَيُذْهِبَهُ , فَيَقُوْلُ : أَلُّلُهُمَّ دَعْ لِيْ فِيْ جَسَدِيْ مَا أَذْكُرُ بِهِ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ ، فَيَدَعُ لَهُ مَا يَذْكُرُ بِهِ نِعْمَتَهُ عَلَيْهِ ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ ، فَاْسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَهُ ] (2) , وحددت بعض الروايات أن الأثر الذي سأل الله تعالى أن يبقيه في جسده بحجم درهم , وأنه بين كتفيه , وعبرت روايات أخرى عن ذلك الأثر ببرص (3) , أو بياض (4) , برأ منه إلاّ موضع درهم .
ص: 88
حملت شخصية التابعي الشهيد الكثير من صفات المؤمنين : ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ (1) ؛ فكان من الذين ينفقون في السراء والضراء متصدقا بكل ما يملك , وقد ورد عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) قوله : [ إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لا يَسْتَطِيْعُ أَنْ يَأْتِيَ مَسْجِدَهُ أَوْ مُصَلَّاْهُ مِنَ العُرْيِ، يَحْجِزُهُ إِيْمانُهُ أَنْ يَسْأَلَ النَّاْسَ ، مِنْهُمْ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ , وَفُرِاتُ بِنْ حَيَّانَ العَجْلِيُّ ] (2) , وإن عريه لناشىء من تصدقه بكل ما امتلكته يداه من حطام الدنيا , فقد (كان أويس القرني ليتصدق بثيابه حتي يجلس عرياناً , لا يجد ما يروح فيه) (3) , وعن قيس بن يسير بن عمرو ، عن أبيه (4) : ( أن أويساً القرني عري غير مرة , فكساه أبي) (5) , وعن يسير قال : ( كسا أَبِي لأويس حلتين من العري ) (6).
ص: 89
قال ضمرة بن ربيعة (1) ، عن عثمان بن عطاء الخراساني ، عن أبيه (2) ، قال : ( كان أويس يجالس رجلاً من فقهاء الكوفة يقال له : يسير , ففقدته ، فإذا هو في خِصٍّ (3) له قد انقطع من العري ...) (4).
وبالإسناد إلى أسير بن جابر ، قال : ( فكنا نجتمع في حلقة فنذكر الله ، وكان يجلس معنا ، فكان إذا ذكرهم وقع حديثه من قلوبنا موقعاً لا يقع حديث غيره ، ففقدته يوماً فقلت لجليس لنا : ما فعل الرجل الذي كان يقعد الينا ، لعله اشتكى ؟ فقال : الرجل من هو ؟ فقلت : من هو ؟ قال : ذاك أويس القرني , فدللت على منزله فأتيته, فقلت : يرحمك الله أين كنت!؟ ، ولم تركتنا ؟ فقال : لم يكن لي رداء ، فهو الذي منعني من إتيانكم ...) (5).
وهذه النصوص تكشف عن الفقر الشديد الذي كانت تعيشه طبقة واسعة من المجتمع الإسلامي ، وأن أموال الفتوحات منحت الثراء العريض لبعض مقربي الحاكمين وغيرهم ممّن ساروا في ركابهم ، في سياسة بنيت على التفاوت بين المسلمين في العطاء , واستأثر الأقارب بالمناصب
ص: 90
؛ فصاروا ولاة وحكاماً , وقد استبدوا بالأمر , ولم تكن أموال الجزية والخراج تذهب إلى بيت مال المسلمين ، بل تذهب إلى هؤلاء الحكام , حتى أن الحاكم نفسه لم يجد حرجاً في منح ابنته عند زواجها ستمائة ألف درهم كلها من أموال الجزية والخراج!..، وأُقطع البعض من الصحابة مساحات واسعة من الأراضي التي كانت ملكية عامة لبيت المال ، والتي بلغ دخلها في عهد أحد الحكام خمسين مليون درهم ؛ فتكونت الطبقيّة والرأسمالية بين المسلمين ، وتكدّست الثروة عند فئة من الناس حتّى ترك بعضهم بعد موته من الذهب ما يكسّر بالفؤوس وتكونت الرأسمالية القرشية التي استأثرت بأموال المسلمين , فحاكم يحصى عند وفاته (خمسون ومائة الف دينار، وألف ألف درهم، وقيمة ضياعه بوادي القرى وحنين وغيرهما مائة ألف دينار، وخلف خيلاً وإبلاً ) (1) ، وصحابي تحضره الوفاة فيحصون في ثروته (خمسين ألف دينار، وألف فرس، وألفاً من العبيد والإماء..) (2), وآخر من الصحابة كان دخله من ممتلكاته بالعراق وحدها ألف دينار في اليوم الواحد، عدا عن الدور في العديد من المدن , ورابع عنده ( مائة فرس، وله ألف بعير، وعشرة آلاف شاة من الغنم، وعندما توفي قدرت ثروته بأكثر من مليونين ونصف من الدراهم) (3) , ( وقد يكون هؤلاء أو بعضهم من المبشرين بالجنة !!) , في حين أنّ المجاعة قد انتشرت عند الكثيرين من الناس. فكان بعضهم لا يملك حتى ثوبين مناسبين يتستر بهما ، بل كان فيهم من يموت من الجوع !!, و خلقت تلك التحولات الاقتصادية والفكرية شرحاً عميقاً في المجتمع، بين أكثرية فقيرة مسحوقة، وبين قلة ذات ثراء فاحش، وفجرت صراعاً حاداً بين جهات عديدة! , كما أوجدت في الوقت نفسه الأرضية الصلبة التي يرتكز عليها الظالمون.
ص: 91
ولذلك كان أويس يدعو الله تعالى أن لا يؤاخذه بعري العارين ، وجوع الجائعين ؛ لأنه لا يملك إلا ثوبيه اللذين يلبسهما ، ولا يملك إلا ما في بطنه من طعام ، وكل ما يحصل عليه من عمله ومن هدايا الناس ، كان يعطيه لهؤلاء للفقراء , و كان طعامه مما يلتقط من النوى فإذا أمسى باعه لإفطاره و إن أصاب حشفة خبأها لإفطاره, وهي تدل أيضا على أن زهد أويس كان زهداً واعياً يحمل هم الفقراء ، وكان يحمل مسؤولية فقرهم وبؤسهم للخليفة والدولة ، والطبقة المترفة التي كونت ثروتها من الفتوحات ، وكانت تنقم من أويس (رضی الله عنه) أنه يهتم بهم ، ويأمر من أجلهم بالمعروف وينهى عن المنكر.
ص: 92
التهذيب في اللغة هو إزالة ما يعلق بالشئ وتنقيته , وتهذيب النفس شئ مهم للتسامي بها وبلوغ الكمال الإنساني , ويمكن تهذيب النفس بالمشارطة ، وهو أخذ العهد على النفس على عمل كل ما هو حسنٌ يرضي الله تعالى ، وترك كل ما هو قبيح لا يرضيه , ثم محاسبة النفس عن كل تقصير في رضى الله تعالى ، وإسراف في ما يرضي النفس ويسخط الله تعالى.. قال أميرالمؤمنين (علیه السلام) : { وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أُرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الأكْبَرِ } (1) , وما خلدت رسالات النبيين ، وكونت حولها جماهير المؤمنين إلا لأن النفس الإنسانية ، كانت موضوع عملها ومحور نشاطها ... والأديان لن تخرج عن طبيعتها في اعتبار النفس الصالحة هي البرنامج المفصل لكل إصلاح ، والخلق القويم هو الضمان الخالد لكل حضارة , فالإنسان ليس قالبا محدود الإطار هو ذلك الجسد الذي يدب على ظهر هذه الأرض ؛ بل إن هذا الجسد يُعد نوعا من أنواع الجمادات إذا ما نزعت منه تلك النفس , فالنفس اللطيفة المودعة في هذا القالب هي محل الأخلاق المحمودة , وهذه الأعمال التي يقصدها الإنسان ، هي ثمرة ناضجة لتلك الأخلاق التي هي راسخة فيه تنبعث من أصل النفس الناطقة ، ثم تعود إليها ، ثم تتشبث بذيلها وتحصى عليها .
وإذا كانت الأخلاق في النفس فلابد أن نعلم ، أن هذه الأخلاق منها ما هو طبيعي من أصل المزاج ، ومنها ما هو مستفاد ومكتسب بالسعادة والتدرب ، والإنسان العاقل هو القادر – حقا – على اكتساب أخلاق جديدة بالروية والفكر ، ويستمر على هذه الأخلاق حتى تصبح ملكة وخُلقا له .
ص: 93
والإسلام الحنيف في علاجه للنفس ابتغاء إصلاحها ، ينظر إليها من ناحيتين : أن فيها فطرة طيبة تهفو إلى الخير ، وتسر بإدراكه وتأسى للشر وتحزن من ارتكابه ، وترى الحق امتداد لدورها ، وصحة لحياتها , وأن فيها - إلى جوار ذلك - نزعات طائشة تشرد بها عن سواء السبيل ، وتزين لها ما يعود عليها بالضرر ويسف بها إلى منحدر سحيق .
وإذا كان الإنسان يحتاج إلى مجاهدة واعية ومستمرة فإن النفس دائماً تقبل ما يطرأ عليها من الصور ، بل تزداد بالصورة الأولى - التي خلقت عليها – قوة على ما يرد عليها من الصور الأخرى , وما من دين إلا وقد دعا إلى تهذيب النفس ؛ لأن الإنسان بنفسه لا بجسمه . وهكذا هذب أويس (رضی الله عنه) نفسه .. فمع الناس كان لا يشاركهم حياتهم الدنيا، وقد جن في الله حبا، وذاب إليه شوقا ؛ فهام على وجهه في الآفاق ، فلا حرص ولا أطماع!..يهوى العيش في القفر والأماكن الموحشة ، يبكي عندما يضحك الناس ويضحك عندما يبكون. . فعن الربيع بن خيثم ، قال: قلت له: رحمك الله! لقد أتعبت نفسك ، فقال: لأنّي أُريد راحتها غدا، فقلت له : يا أخي من أين لك المطعم؟ فقال: إن ربي عز وجل قد تكفل لي بذلك ، وإنك مني على بال ، يا ربيع! فلا تعد إلى مثل هذا الكلام .
فكان مروضا لنفسه مخالفا لها ، مجتهدا في الطاعة والعبادة ووظائف الخيرات ، مصداقا لوصف الإمام الصادق (علیه السلام) : ( طوبى لعبد جاهد في الله نفسه وهواه! ومن هزم جند هواه ظفر برضاء الله ، ومن جاوز عقله نفسه الأمارة بالسوء بالجهد والاستكانة والخضوع على بساط خدمة الله تعالى فقد فاز فوزا عظيما ، ولا حجاب أظلم وأوحش بين العبد وبين الله تعالى من النفس والهوى ، وليس لقتلهما وقطعهما سلاح وآلة مثل الافتقار إلى الله ، والخشوع ، والجوع والظمأ بالنهار ، والسهر بالليل ، فإن مات صاحبه مات شهيدا ، وإن عاش واستقام أداه عاقبته
ص: 94
إلى الرضوان الأكبر، قال الله عز وجل: ﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين﴾ (1)) (2) , وكان يقول : أكون في خمار (3) الناس حيث أخفى ولا أعرف.
ص: 95
من الصعب أن تلتئم الكلمات وتتراصف لتشكل وصفا لخير التابعين أويس القرني (رضی الله عنه) .. لنموذجه المتألق .. لعبادته .. لعلاقته مع خالقه , فلكل من يريد الوصول إلى الله طريق يلتمس فيه القرب من الله ، وما يميزه عن غيره ، فالبعض يتخذ قيام الليل وسيلة قرب لربه ، والبعض يتخذ الاستغفار بالأسحار طريقا ينتهي به إلى حب الله ، وآخرون يتدبرون التفكر وسيلة وصول نحو الغيب الإلهي المقدس , غير أن وصف الإيمان الذي وصف النبي الأكرم (صلی الله علیه و آله) به الصحابي الشهيد عمار بن ياسر (رضی الله عنه) حين قال : [ إنّ عمّاراً مُلئ إيماناً مِنْ قَرنِهِ إلى قَدَمِهِ ، وَاخْتَلَطَ الإيمان بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ ] يمكن أن يكون جميلا على أويس القرني (رضی الله عنه) , ولتكون آية المؤمنين شديدة الحصر به وبأقرانه من الصحابة والتابعين ممن تمسكوا بحديث الولاية : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ (1) ، فلم يكن أويس القرني كعامة الناس ليحيا ولا يفكر, لقد فهم حقيقة هذه الدنيا ، وأدان نفسه وعمل لما بعد الموت ، وكان يغلب عليه التفكر في مخلوقات الله لتنتهي به إلى حب خالقها ، ولما قدم هرم بن حيان الكوفة سأل عن أويس فقيل له: هو يألف موضعا من الفرات يقال له: العريض بين الجسر والعاقل , ومن صفته كذا , فمضى هرم حتى وقف عليه , فإذا هو جالس ينظر إلى الماء , كأن عبادته تلك الساعة كانت التفكر في قدرة الله التي تتجلى في بديع صنعه.
ص: 96
وانعكست عبادة أويس القرني (رضی الله عنه) على سلوكه، مما أثر إيجابا في الآخرين ، فقد كان التأثير بسلوكه أكثر منه بقوله ، فهو المتواضع لربه ، البار بأمه ، وهو الدائم النصح والتوجيه للآخرين ، القائم بالحق رغم معادة الآخرين له ورميه بعظائم الأمور.
عن أصبغ بن زيد , ومثله عن أبي زرعة الرازي (1) , قال :( كان أويس القرني إذا أمسى يقول : هذه ليلة الركوع ، فيركع حتى يصبح ، وكان يقول إذا أمسى : هذه ليلة السجود ، فيسجد حتى يصبح . وكان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والثياب ثم يقول : اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به ، ومن مات عريانا فلا تؤاخذني به) (2) .
أي يطيل الركوع في الصلاة حتى يصبح ، ثم في ليلة أخرى يطيل السجود في الصلاة حتى يصبح, فقيل له : يا أويس كيف تطيق على مضي الليالي الطويلة على منوال واحد ؟ فقال أويس : أين الليلة الطويلة ؟ فيا ليت كان من الأزل إلى الأبد ليلة واحدة حتى نتمّها بسجدة واحدة ، ونتوفر على الأنين والبكاء إلى آخرها , وبدا منه رضوان الله عليه طموحه أن يكون سجوده لربه العظيم مقاربا لسجود ملائكة عبّادٍ ساجدين أبدا , فقد ورد عنه قوله : ( لأعبدن الله في الأرض كما تعبده الملائكة في السماء) (3).
ص: 97
وعن الربيع بن خيثم، قال: أتيتُ الكوفة أبحث عن أُويس القرني ؛ فأصبته على شاطئ الفرات قائماً يصلي , فقلت في نفسي : ينصرف من صلاته وأقوم فأُكلمه ، فلما صلى بسط كفّيه إلى الله تعالى فلم يقبضهما إلى وقت العصر، ثم قام وصلى وبسط يديه فلم يقبضهما إلى وقت العشاء الأول ، ثمّ قام فصلى وبسط يديه فلم يقبضهما إلى وقت العشاء الآخرة ، ثم قام فصلى ووصلهما , فلم يزل راكعا وساجدا حتى الصبح ، فأذن وأقام وصلى الصبح ، ثم بسط يديه إلى الله عز وجل , فلم يقبضهما إلى أن طلعت الشمس ، ثم خفق برأسه خفقة ووثب إلى الماء ، فتطهر وعزم على الصلاة .. قال الربيع: فدنوت منه وقلت له: رحمك الله! لقد أتعبت نفسك ، فقال: لأني أُريد راحتها غداً ، فقلت له : يا أخي من أين لك المطعم؟ فقال: إن ربي عز وجل قد تكفل لي بذلك ، وإنك مني على بال ، يا ربيع! فلا تعد إلى مثل هذا الكلام (1).
وكان (رضی الله عنه) شديد الخوف من ربه , أظهر للناس ذالك ودعاهم للأخذ به , فبالإسناد إلى إبن يزيد البكري (2) قال : ( قال أويس القرني : كن في أمر الله كأنك قتلت الناس كلهم ) (3) , أي : أن خوف الله تعالى يجب أن يكون في نفس المؤمن بدرجة عالية ، كأن في رقبته قتل الناس كلهم ؛ ليكون في تصرفاته مثل القاتل الملاحق دقيقا حذرا متقيا ، وشعوره بالمسؤولية أمام الله تعالى
ص: 98
عميقا , وهكذا كان هذا المؤمن مصداقا حقيقيا نموذجيا للذين : ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴾ (1).
ص: 99
وأيم الله لقد كان ظلم الناس له شديدا قاسيا , عاش بينهم وهم يرمونه بالحجر , فلا يجدون منه إلا أطيب الثمر، وكانت يد الأذى تناله إلا أنه كان دائمًا ما يعفو ويصفح ، وكان يجالسهم ويحدثهم رغم ما يصيبه من أذى ألسنتهم , فهو من : ﴿الْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ (1) , ويقول أسير بن جابر: كان محدث يتحدث بالكوفة فإذا فرغ من حديثه تفرقوا ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم بكلامه فأحببته , ففقدته , فقلت لأصحابي: هل تعرفون رجلاً كان يجالسنا كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: نعم أنا أعرفه , ذاك أويس القرني , قلت: أو تعرف منزله قال: نعم , فانطلقت معه حتى جئت حجرته , فخرج إلي فقلت: يا أخي ما حبسك عنا ؟ فقال: العري.. قال: وكان أصحابه يسخرون منه ويؤذونه , قال: قلت: خذ هذا البرد فالبسه قال: لا تفعل فإنهم يؤذونني , قال: فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم , فقالوا: من ترى خدع عن برده هذا ؟ فجاء فوضعه , وقال: قد ترى , فأتيت المجلس فقلت: ما تريدون من هذا الرجل ؟ قد آذيتموه .. الرجل يعرى مرة ويكتسي مرة , وأخذتهم بلساني..
ويُنقل أن أحد الأشخاص ما انفك يسبّ أويسا كلما مر به أو التقاه , وفي إحدى المرات رآه أويس يقبل من بعيد فغيّر طريقه , وعندما سألوه عن السبب أجاب لئلا يقع ذلك الشخص - السابّ - في المعصية (2).
وعن صعصعة بن معاوية قال : ( كان أويس بن عامر رجلاً من قرن ، وكان من أهل الكوفة وكان من التابعين ، فخرج وبه وضح ، فدعا الله أن يذهبه عنه فأذهبه , فقال : اللهم دع في جسدى ما أتذكر به نعمتك ؛ فترك الله منها ما يذكر به نعمته عليه ، وكان رجلاً يلازم المسجد في ناس من أصحابه ، وكان ابن عم له يلزم السلطان تولع به ، فإن رآه مع قوم
ص: 100
أغنياء قال: ما هو إلا يشاكلهم ! وإن رآه مع قوم فقراء ، قال: ما هو إلا يخدعهم !وأويس لا يقول في ابن عمه إلا خيراً !! غير أنه إذا مر به استتر منه مخافة أن يأثم في سبه) (1).
(وكان ربما مرَّ الصبيان فيرمونه ويظنون أنه مجنون، فيقول لهم : يا إخوتاه إن كنتم ولا بد أن ترموني فارموني بأحجار صغار، فإني أخاف أن تدموا عقبي ، فيحضر وقت الصلاة ولا أصيب الماء ، فهكذا كانت سيرته ) (2).
ص: 101
وحين عرف الناس ما لهذا العبد الصالح من منزلة رفيعة ودرجة عالية من التقوى , وأنه شفيع مشفع حاولوا التقرب إليه , والتماس البركات منه , حتى لقد أزعجوه – وهو الوديع الرقيق الهادىء ذو النفس الألقة الشفافة – فبالإسناد إلى أسير بن جابر قال : ( قال لي صاحب لي وأنا بالكوفة : هل لك في رجل تنظر إليه ؟ قلت نعم ، قال هذه مدرجته وإنه أويس القرني ، وأظنه أنه سيمر الآن قال : فجلسنا له فمر ، فإذا رجل عليه سمل قطيفة ، قال : والناس يطؤون عقبه ، قال : وهو يقبل فيغلظ لهم ويكلمهم في ذلك فلا ينتهون عنه ، فمضينا مع الناس ، حتى دخل مسجد الكوفة ودخلنا معه ، فتنحى الى سارية فصلى ركعتين ، ثم أقبل الينا بوجهه فقال : يا أيها الناس مالي ولكم ، تطؤون عقبي في كل سكة ، وأنا إنسان ضعيف ، تكون لي الحاجة فلا أقدر عليها معكم ، لا تفعلوا رحمكم الله ، من كانت له إلي حاجة فليلقني هاهنا ) (1).
وهذا – في جانب آخر - لون من ألوان تواضعه وخفض جناحه , حتى أنه صار مثلا لذلك فعن عبد العزيز بن سلام (2) قال : (سمعت إسحاق بن إبراهيم (3) يقول : ما شبهت عدي بن سلمة
ص: 102
الجزري إلا بأويس القرني تواضعاً) (1), وورد الحديث أيضا ( .. ما شبهت محمد بن سلمة الجزري (2) ..) (3).
ص: 103
لم تأخذ يوما لومة لائم هذا العبد الصالح في قول الحق ؛ فكان به صداحا , ولم ينثني عودا دون أن يطلق صرخات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , سواء وهو يخاطب الحاكم أو المحكوم .. وها هي كلماته الثائرة المتفجعة تشكو غربة المؤمنين , وتتحدث عما ينالوه على يد الظالمين , وتشير إلى معونة حكام السوء, فقد قال (رضی الله عنه) : ( إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يدعا للمؤمن صديقاً ، نأمرهم بالمعروف فيشتمون أعراضنا , ويجدون على ذلك أعواناً من الفاسقين ) (1) , وقال : ( يا أخا مراد ، إن قيام المؤمن بأمر الله لم يبق له صديقاً ! والله إنا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيتخذوننا أعداء ، ويجدون على ذلك من الفاسقين أعواناً ، حتى والله لقد يقذفوننا بالعظائم ، ووالله لا يمنعني ذلك أن أقول بالحق !!) (2).
وفي موقف آخر يجدد ذلك الثائر صرخته بوجوه الظالمين والفاسقين فيقول : ( إن قيام المؤمن بالحق في الناس لم يدع له صديقاً ، نأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيشتمون أعراضنا ، ويرموننا بالجرائم والمعايب والعظائم ، ويجدون على ذلك أعواناً من الفاسقين !! إنه والله لا يمنعنا ذلك أن نقوم فيهم بحق الله) (3).
لقد عبر هذا الولي الذي هو آية من آيات الله تعالى ، ومعجزة من معجزات رسوله (صلی الله علیه و آله) بكلماته القليلة عن محنته ومعاناته من ظلم الحاكمين وأعوان السلطة بعد رحيل النبي الأكرم (صلی الله علیه و آله) ، ولم يكن ذنبه أنه نافس أحداً في سلطان ، ولا جمع حوله قبيلته قرن وكون منهم قوة سياسية تطالب بحصة من أموال الفتوحات .. بل كان يعيش عيشة الفقراء مع الفقراء ، ويعبد ربه عز
ص: 104
وجل ، لكن السلطان أبى عليه ابتعاده عنه , أو لعلهم استاؤا من عدم استغفاره لهم ، وأثارهم أن يكون ناطقا باسم الجياع والمحرومين والفقراء.. باثّا الشكوى إلى الله بشأنهم , ملتمسا منه جل وعلا أن لا يؤاخذه بحال أي فقير , وأي جائع , وأي عارٍ, بعد أن وعظ السلاطين مذكرا إياهم بالمعروف ناهيا لهم عن المنكر ، معرضا بأولئك الحاكمين الذين يقضمون مال الله قضمة الإبل نبتة الربيع , بإعلانه من خلال سيرته ودعائه كل يوم , أنهم مسؤولون عن جوع الجائعين وعري العارين .. وكأنه بذلك يقول للناس : إنهم لا يصلحون للحكم باسم رسول الله (صلی الله علیه و آله) ؛ فلم تتركه السلطة ، واتخذته عدواً ! وسلطت عليه الفساق واتهمته بالعظائم والجرائم والمعايب ، على حد تعبيره .
ص: 105
من قلائل الرجال من يجمع هاتين الصفتين العظيمتين , ولعلنا لا نبالغ عندما نقول أنهما لم يجتمعا إلا عند حواري أهل البيت (علیهم السلام) , وهكذا هم حواريو أمير المؤمنين (علیه السلام) , ومنهم التابعي الشهيد , يبرق نور الإيمان عنده ؛ ليوقد في ذاته الكريمة قدرة الجمع بينهما .. لنجد هذا العابد الزاهد فارسا مقداما يلبي نداء الله , بعد أن انتصر على شهوات نفسه , حاملا سيفين , و معه مرماة ومخلاة من الحصى ؛ لينطلق إلى الله مدافعا عن الحق والخير, في أول صولة من صولات الجهاد مع الطائفة المنصورة التي معها الحق , مشتاقا إلى لقاء ربه , مرددا ؛ ( اللهم ارزقني شهادة توجب لي الحياة والرزق ) , واثقا وربه الكريم ثقته ورجاؤه , أنه على موعد قريب من ورود دار الخلود .. دار الحياة والرزق الأبدي.
وما دام هو أويس القرني (رضی الله عنه) الذي قال عنه الصادق الأمين (صلی الله علیه و آله) : [ لَوْ أَقْسَمَ عَلَىْ اللهِ لَأَبَرَّهُ ] , فقد وفى له ربه الكريم دعوته بالإجابة , فخرّ إلى الأرض متمتما بصلاة الشهادة , بين يدي خير خلق الله بعد نبيه (صلی الله علیه و آله) .
ص: 106
كانت صفوة من أصحاب محمد (صلی الله علیه و آله) قد عاهدت الله أن تخلص في إسلامها، وتحفظ لرسوله (صلی الله علیه و آله) غيبته في أهل بيته (علیهم السلام) ، تدافِع عن كرامتهم مهما كلفهم الأمر , ولقد قال أحدهم (1) لأبي الحسن (علیه السلام) مرة: ( والله ما جئتك لمالٍ من الدنيا تعطيها ، ولا لالتماس سلطانٍ يرفع به ذكري ، إلاّ لأنّك ابن عمِّ رسول الله ، وأولى الناس بالناس ، وزوج فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وأبو الذرية التي هي بقية رسول الله ، وأعظم سهماً للإسلام من المهاجرين والأنصار ، والله لو كلَّفْتني بنقل الجبال الرواسي ، ونزح البحور الطوامي أبداً , حتى يأتي عَلَيّ يَوْمِي ، وفي يدي سيفي أهزُّ به عدوَّك ، وأُقوِّي به وَلِيَّك ، ويُعَلِّي به الله كَعْبَك ، ويُفْلِح به حُجَّتك ، ما ظننتُ أنّي أَدَّيتُ من حقِّك كلّ الحقّ الذي يجب لك عَلَيَّ ) فما سمع منه عليٌّ (علیه السلام) هذا القول حتى رفع يديه للدعاء وقال: (اللهم نوّر قلبه، واهده إلى الصراط المستقيم، ليت أنّ في شيعتي مائة مثلك).
ص: 107
ومن هؤلاء الكرام البررة عرف أويس من أجلاّء حواري الإِمام علي (علیه السلام) , وفي طليعة التابعين , وكان يخفي نفسه , فقد روى عن أمير المؤمنين (علیه السلام) بما يوحي بطول الصحبة , ومن ذلك ما ورد عنه بقوله: ( كنا عند أمير المؤمنين (علیه السلام) إذ أقبلت امرأة متشبثة برجل ، وهي تقول: يا أمير المؤمنين لي على هذا الرجل أربعمائة دينار، فقال (علیه السلام) للرجل : ما تقول المرأة؟ فقال: ما لها عندي إلاّ خمسون درهماً مهرها، فقالت: يا أمير المؤمنين اعرض عليه اليمين، فقال (علیه السلام) : تقول باركا وتشخص ببصرك إلى السماء: اللهم إن كنت تعلم أن لهذه المرأة شيئاً أريد ذهاب حقها وطلب نشوها وأنكر ما ذكرته من مهرها ، فلا استعنت بك من مصيبة ، ولا سألتك فرج كربة ، ولا احتجت إليك في حاجة ، وان كنت أعلم أنك تعلم أن ليس لهذه المرأة شيئاً أريد ذهاب حقها ، فلا تقمني من مقامي هذا حتى تريها نقمتها منك ، فقال: والله يا أمير المؤمنين لا حلفت بهذا اليمين أبداً، وقد رأيت أعرابياً حلف بها بين يدي رسول الله (صلی الله علیه و آله) فسلّط الله عليه ناراً فأحرقته من قبل أن يقوم من مقامه ، وأنا أوفيها ما ادعته عليّ ) (1).
روي أن أويس (رضی الله عنه) دخل المدينة والنبي محمد (صلی الله علیه و آله) على المغتسل , فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام) : ما الذي جاء بك يا أويس ؟ .. في هذه الساعة تقتلك قريش , أذهب وأتني بعد خمسة وعشرين سنة , فقال أويس: مد يدك أبايعك , فبايعه ، ثم اختفى عن الناس , حتى أخبر عنه عمر بن الخطّاب ، بالرواية عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) , وكشف منزلته الرفيعة بالأحاديث الجلية ،
ص: 108
وعندما ذاع صيته في الكوفة واشتهر بها , من بعد تقصي عمر له وانتشار أحاديث النبي (صلی الله علیه و آله) فيه ، تركها إلى جهة مجهولة واختفى عن أعين الناس .
ثم جاء بعد مضي الوقت الذي ضربه له (علیه السلام) , فعن ابن عباس ( أن أمير المؤمنين (علیه السلام) جلس بذي قار لأخذ البيعة , فقال : يأتيكم من قبل الكوفة ألف رجل , لا يزيدون رجلاً ولا ينقصون رجلاً , يبايعونني على الموت , قال ابن عباس : فجزعت لذلك أن ينقص القوم عن العدد أو يزيدون عليه ، فيفسد الأمر علينا ، ولم أزل مهموماً دأبي إحصاء القوم ، حتى ورد أوايلهم , فجعلت أحصيهم , فاستوفيت عددهم تسعمائة وتسعة وتسعون رجلاً ، ثم انقطع مجئ القوم , فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ! ماذا حمله على ما قال ؟ .. فبينما أنا مفكر في ذلك إذ رأيت شخصاً قد أقبل ، حتى إذا دنا وإذا هو رجل عليه قباء صوف معه سيفه وترسه وأدواته ، فقرب من أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال له : أمدد يدك أبايعك ، فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام) : على م تبايعني ؟ قال : على السمع والطاعة ، والقتال بين يديك حتى أموت ، أو يفتح الله عليك , فقال له : ما اسمك ؟ قال : أويس , قال : أنت أويس القرني ؟ , قال : نعم , قال : الله أكبر ، أخبرني حبيبي رسول الله (صلی الله علیه و آله) أني أدرك رجلاً من أمته يقال له : أويس القرني ، يكون من حزب الله ورسوله ، يموت على الشهادة ، يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر, قال ابن عباس : فسرى والله عني) (1) , فكان التابعي الشهيد تمام عدد الألف نفر القادمين من جهة الكوفة مبايعين لأمير المؤمنين (علیه السلام) على القتال معه في حربه ضد الناكثين (2) ..
ص: 109
بمعركة الجمل (1), التي أخبر بها رسول الله (صلی الله علیه و آله) أصحابه بأحاديث عديدة منها ما روي عن أبي سعيد الخدري (2) بقوله : ( أمرنا (صلی الله علیه و آله) ، بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقلنا : يا رسول الله (صلی الله علیه و آله) ، أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من ؟ قال : مع علي بن أبي طالب ، معه يقتل عمار بن ياسر ) (3) , ومجيء أويس (رضی الله عنه) في موعد دقيق لقتال الناكثين يدل دلالة واضحة على علمه الرصين , بما تحدث به رسول الله (صلی الله علیه و آله) بحق وصيه أمير المؤمنين (علیه السلام) , كما يوحي حضوره , بقدرات خاصة لديه على معرفة مكان الحدث وزمنه , بحيث أن عدد المقاتلين قد تم به , ولعل ذلك من كرامات الله جل وعلا لهذا العبد الصالح.
ص: 110
وجاءت معركة صفين (1) لتضعه في قلب المعادلة منها , فمثلما كان أويس (رضی الله عنه) ختام المسك بتمام الألف في معركة الجمل , كان ختام المسك بتمام المئة في معركة صفين , التي قاتل فيها أمير المؤمنين (علیه السلام) القاسطين (2) كما أخبر بذلك نبي الإسلام العظيم (صلی الله علیه و آله) , بأحاديثه التي مر علينا أحدها .
فقد توّج رجل التهجد والعبادة والمجاهدات الذاتية ، لوحة عطاءه الثر للإسلام العظيم بموقفٍ جهاد حاسم وقد بان له الحق جليا , وكان على بصيرة من أمره .. فما أن اندلعت موقعة صفّين، حتّى أسرع أويس إلى نصرة علي (علیه السلام) وأتباعه، مثلما في معركة جهاد الناكثين في الجمل، وبكل ما آتاه الله من قوة , جاء مستكملا كل ما لديه من عدة , في صورة اندفاع شديد وإصرار عنيد على بذل الغالي دون وصي النبي (صلی الله علیه و آله) ؛ ليقاتل القاسطين , وقد كانت إطلالته هذه المرة
ص: 111
بصورة رائعة المعالم في إيحاءها بمدى الإستعداد , وبما كان يخبئوه هذا الأمين على دينه الصفي في سريرته , يرويها أحد أصحاب أمير المؤمنين (علیه السلام) المقربين , فعن الأصبغ بن نباتة ، قال : ( كنا مع عليّ بصفين، فبايعه تسعة وتسعون رجلا , ثم قال : أين تمام المئة ؟ لقد عهِد إليّ رسولُ الله ، أن يبايعني في هذا اليوم مئةُ رجل .. إذ جاء رجل عليه قِباء (1) صوف ، متقلدا بسيفين ، فقال : أُبسط يدَك أبايعْك , فقال الامام عليٌّ : علامَ تُبايعني ؟ فقال : على بذلِ مهجتي دونك ! فبايعه) (2) .
وكرّ أويس القرني (رضی الله عنه) على أعداء الله وأعداء رسوله (صلی الله علیه و آله) ، يضرب فيهم بالسّيفين .. وقد تحوّل ذلك الزَّاهد، البسيط في حياته، إلى أسد هصور يحامي عن عرينه !..
وتبرق في الذهن هاهنا إيماضتان حول موقف التابعي الشهيد (رضی الله عنه) , من القول الحسن أن نتطرق إليهما , الأولى : أنه قد أكمل العدد كما هو في علم سيد الوصيين (علیه السلام) , وكما أخبر , وهو موقف تكرر في واقعة الجمل , ولا نظنه لا يحمل سرا أو معنى رمزيا , فكأن المعركتين لا بد أن تختتم تنظيم قوات الإمام (علیه السلام) فيهما بحضور هذا الرجل المكرم , مصداقا لعهد معهود , تلقاه الوصي (علیه السلام) من سيد الأنبياء والمرسلين (صلی الله علیه و آله) , وهو من دون ريب إيحاء منزلة , وإيحاء رتبة , وإيحاء جلالة لرجل الحدث.
والثانية : إختلاف صيغة البيعة لأمير المؤمنين (علیه السلام) التي بايع بها أويس (رضی الله عنه) في معركتي الجمل وصفين , وكأن هذا العبد الصالح ينظر بكل اطمئنان إلى سدف الغيب , ويستشرف
ص: 112
المستقبل , بما أودعه الله جل وعلا في نفسه الطاهرة المطمئنة من ملكات سماوية , وبما أفاض به عليه باب علم مدينة رسول الله (صلی الله علیه و آله) .
ففي معركة الجمل – كما مر - قال له أمير المؤمنين (علیه السلام) : على م تبايعني ؟ قال : على السمع والطاعة ، والقتال بين يديك حتى أموت ، أو يفتح الله عليك.. فكان الفتح والنصر المؤزر في المعركة.
أما في معركة صفين , وقد كرر الأمير (علیه السلام) سؤاله لأويس (رضی الله عنه) : على م تبايعني؟ .. فإن الرجل النوراني لم يبايع بمثل صيغة بيعة الجمل , التي تحتمل خياري الشهادة أو النصر(القتال بين يديك حتى أموت ، أو يفتح الله عليك..) , بل قال : (على بذلِ مهجتي دونك) , فهي الشهادة لوحدها , التي كان واثقا من نيلها , وكأنه (رضی الله عنه) رأى مقعده في الجنة ؛ فقال : ( ليتمن وجوه ثم لا تنصرف حتى ترى الجنة ) , وصدق فيما عاهد الله عليه , وبذل مهجته دون أمير المؤمنين (علیه السلام) , وخرّ إلى الأرض يتمتم بصلاة الشهادة.
ونلاحظ هنا أن الله تعالى أعطى هذه الكرامة العظيمة لراعي إبل من جبال اليمن ، فجعله بسبب طاعته وإخلاصه له ، موعودا مبشرا به ، على لسان أشرف الانبياء والمرسلين (صلی الله علیه و آله) وجعل المسلمين يتبركون به ويطمعون منه بكلمة ( غفر الله لك) , فيبخل بها على أكثرهم ! وينطق بها لمن أدركته الرحمة منهم , ثم جعله يوم القيامة شفيعا لمئات الألوف أو لملايين المذنبين ، يدخلون ببركته جنة النعيم وقوله (صلی الله علیه و آله) : ( يشفع في مثل ربيعة ومضر .. أكثر من مضر وتميم .. أكثر من ربيعة وبني تميم ) , إنما هو إشارة إلى الكثرة وتفهيمها للناس بجمهور قبائل كانت تمثل الكثرة في ذلك المجتمع .. ولذلك قد يبلغ عدد من يشفع لهم أويس (رضی الله عنه) الملايين.
إن هذا الإنسان الكريم على ربه ، صاحب المقام المحمود عنده ، الذي لا ينطق بكلمة ( غفر الله لك ) في غير محلها .. نراه يقول لعلي (علیه السلام) : مد يدك أبايعك على بذل مهجة نفسي دونك , فما
ص: 113
هو مقام علي (علیه السلام) ؟ الذي يتقرب كبار الأولياء الى الله بالموت دونه ، ودون نصرة حقه وقضيته ؟ وهل يستطيع مسلم بعد هذا أن يشكك في مقام الشفاعة العظيمة لعلي (علیه السلام) وبقية أهل البيت (علیهم السلام) , وهو يرى أن أويساً (رضی الله عنه) صاحب الشفاعة العظيمة ، مقاتل بين يد قائد الغر المحجلين (علیه السلام) , يرجوه قبول بيعته , بل يرجوه أن يتم له الله الرضوان الأكبر بالشهادة بين يديه.
ص: 114
عنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ : ( كَانَ عمر بن الخطابِ (رضی الله عنه) إِذَا أَتى عليهِ أَمداد أهل اليمن سألهم : أَفِيكم أُوَيْسُ بن عامر ؟ حتى أَتى على أُويسٍ فقالَ : أَنت أُوَيس بن عامر ؟ قال : نعم , قال : من مراد ، ثُمَ من قرن؟ قال : نعم , قال : فَكان بك برص فبرأْت منه إِلَا موضِعَ دِرهم ؟ قال : نعم . قال لك والِدة ؟ قال : نعم . قال سمِعت رسول اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : [ يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ ، مِنْ مُرَادٍ ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ ], فَاستغفر لي . فَاستغفَر له .. فقال له عمر : أَين ترِيد ؟ قال : الكوفَةَ , قال : أَلا أَكتب لك إِلى عاملها ؟ قال : أَكون فِي غبراء النّاس أَحبّ إِلي , قال : فَلما كان من العام المقبل حج رجل من أَشرافهم ، فوافق عمر، فَسأله عن أُويسٍ قال : تركته رثَّ البيت قليل المتاع ,
قال : سمعت رسول اللَّه (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : [ يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ ، مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ ] , فأَتى أُويسا فقال : استغفر لي .. قال : أَنت أَحدث عهدا بسفر صالح فَاستغفر لِي . . قال : لقيت عمر ؟ قال : نعم , فَاستغفر له ، فَفَطن له الناس ، فَانطَلق على وجهه .. قَال أُسير : وكسوته بردة ، فَكان كلّما رآه إِنسان قال : من أَين لِأُويسٍ هذه البردة!؟ ) (1).
وعن إبن عبّاس قال : ( حتى إذا كان زمن عمر بن الخطاب ، قدم عليه وفد من أهل الكوفة , فقال لهم عمر: هل تعرفون رجلا من اليمن يقال له : أُويس القرني؟ فقال رجل: نعم عندنا رجل من قرن يقال له: أُويس، غير أنّه خامل الذكر نسخر منه ، وأهل الكوفة يهزؤون به ، فقال
ص: 115
عمر: ويحك، إنّ رسول الله (صلی الله علیه و آله) أخبرنا أنّه [ يَقْدِمُ إِلىْ الْكُوْفَةِ رَجُلٌ مِنَ الْيَمَنِ يُقَاْلُ لَهُ : أُوَيْسٌ، لَيْسَ لَهُ بِهَاْ إِلاّ أُمٌّ ، وَقَدْ كَاْنَ بِهِ بَيَاْضٌ مِنْ بَرَصٍ ، فَدَعَاْ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُذْهِبَهُ عَنْهُ ، فَأَذْهَبَهُ إِلاّ مِثْلُ مِقْدَاْرِ الْدِيْنَاْرِ أَوْ الْدِرْهَمِ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَىْ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَأَبَرّ قَسَمَهُ، يَدْخُلُ( الْجَنَّةَ ) فِيْ شَفَاعَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عدد ربيعة ومضر]) (1).
( فسكت الكوفيون وأخفوا ذلك في أنفسهم حتى رجعوا إلى الكوفة ، ثم نظروا إلى أُويس القرني بغير العين التي كانوا ينظرون إليه بها ، وصاروا يذهبون إليه ويسألونه أن يستغفر الله لهم ، فقال أُويس: يا أهل الكوفة! إنكم كنتم فيما مضى تسخرون مني وتهزؤون بي , فما الذي بدا لكم حتّى أنّكم تسألوني الاستغفار لكم؟ فقالوا: إنّ عمر بن الخطّاب أخبرنا عنك بكذا وكذا، فاستغفر أُويس لبعضهم ، ثم غاب عنهم فلم ير بالكوفة بعد ذلك , وجعل عمر بن الخطّاب يسأل عنه مدة عشر سنين فلم يسمع له خبراً ، ولم يزل كذلك حتى كان آخر حجّة لعمر، فسأل عنه فعلم أنّه يرعى إبلا لقومه في عرفات ، فقصده بمعية الإِمام علي (علیه السلام) حتّى وجدوه وجرى حديث طويل بينهما ، إلى أن قال له عمر: أحببت أن آتيك بكسوة وشيء من نفقة، فإنّي أراك رث الحال، فقال أُويس: سبحان الله! ألا ترى عليَّ طمرين جديدين جبّة وكساء ونعلاي قد خصفتهما ، ومعي أربع دراهم قد أخذتها من أجرتي ، ولي عند القوم حساب؟ فمتى آكل هذا؟ قال: ثمّ سلّم عليهما ، ومضى يسوق الإِبل بين يديه , وهما ينظران إليه حتّى غاب عنهما فلم يرياه ) (2).
وفي رواية اخرى قال عمر: ( يا أُويس أنّ رسول الله (صلی الله علیه و آله) أودعني إليك رسالة وهو يقرأ عليك السلام ، وقد أخبرني أنك تشفع لمثل ربيعة ومضر، فخرَّ أُويس إلى الأرض ساجدا ، ومكث
ص: 116
طويلا ما ترقى له دمعة حتى ظنوا أنه مات .. ثم رفع رأسه فأخذ الناس في طلبه والتمسح به , فقال: يا أمير المؤمنين شهرتني وأهلكتني ، وكان كثيرا ما يقول : ما لقيته من عمر) (1).
ووردت الرواية بطريق آخر عن أبي الفضل ، أحمد بن هبة الله (2) بالإسناد الطويل إلى صعصعة بن معاوية قال) : كان أويس بن عامر رجلا من قرن ، وكان من أهل الكوفة ، وكان من التابعين ، فخرج به وضح ، فدعا الله أن يذهبه عنه ، فأذهبه الله ، قال : دع في جسدي منه ما أذكر به نعمك علي , فترك له ما يذكر به نعمه عليه .. وكان رجل يلزم المسجد في ناس من أصحابه ، وكان ابن عم له يلزم السلطان ، يولع به ، فإن رآه مع قوم أغنياء ، قال : ما هو إلا يستأكلهم ، وإن رآه مع قوم فقراء ، قال : ما هو إلا يخدعهم ، وأويس لا يقول في ابن عمه إلا خيرا ، غير أنه إذا مر به ، استتر منه مخافة أن يأثم في سببه ، وكان عمر يسأل الوفود إذا هم قدموا عليه من الكوفة : هل تعرفون أويس بن عامر القرني ؟ فيقولون : لا . فقدم وفد من أهل الكوفة ، فيهم ابن عمه ذاك ، فقال : هل تعرفون أويسا ؟ قال ابن عمه : يا أمير المؤمنين ، هو ابن عمي ، وهو رجل نذل فاسد لم يبلغ ما أن تعرفه أنت .. قال : ويلك هلكت ، ويلك هلكت ، إذا قدمت فأقرئه مني السلام ومره فليفد إلي ، فقدم الكوفة ، فلم يضع ثياب سفره عنه حتى أتى المسجد ، فرأى أويسا فلم به فقال : استغفر لي يا ابن عمي . قال : غفر الله لك يا ابن عم .. قال
ص: 117
: وأنت فغفر الله لك يا أويس ، أمير المؤمنين يقرئك السلام قال: ومن ذكرني لأمير المؤمنين؟ قال : هو ذكرك وأمرني أن أبلغك أن تفد إليه ) (1).
وجاءت الرواية عن سعيد بن المسيب قال : ( نادى عمر بن الخطاب وهو على المنبر بمنى : يا أهل قرن ! فقام مشايخ فقالوا : نحن يا أمير المؤمنين ! قال : أفي قرن من اسمه أويس ؟ فقال شيخ : يا أمير المؤمنين ليس فينا من اسمه أويس إلا مجنون يسكن القفار والرمال ولا يألف ولا يؤلف ! فقال : ذاك الذي أعنيه ، إذا عدتم الى قرن فاطلبوه وبلغوه سلامي وقولوا له : إن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بشرني بك ، وأمرني أن أقرأ عليك سلامه , فعادوا إلى قرن فطلبوه فوجدوه في الرمال ، فأبلغوه سلام عمر وسلام رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ، فقال : أعرفني أمير المؤمنين وشهر باسمي ؟! السلام على رسول الله ، اللهم صلِّ عليه وعلى آله ، وهام على وجهه فلم يوقف له بعد ذلك على أثر دهراً ، ثم عاد في أيام علي فقاتل بين يديه ، فاستشهد في صفين) (2).
وقيل : ( أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر , فوفد رجل ممن كان يسخرونه , فقال عمر : هل ها هنا أحد من القرنيين ؟ قال : فجاء ذلك الرجل , فقال : إن رسول الله قد قال : [ إِنَّ رجُلاً يَأْتِيْكُمْ مِنَ الْيَمَنِ يُقَاْلُ لَهُ : أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ , لَاْ يَدَعُ بِالْيَمَنِ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ , وَقَدْ كَاْنَ بِهِ بَيَاْضٌ فَدَعَاْ اللهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ إِلَاْ مِثْلَ مَوْضِعِ الْدِرْهَمِ , فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَمُرُوْهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ ] , قال : فقد قدم عليها , قال : قلت : ما اسمك ؟ قال : أويس , قال : فمن تركت باليمن , قال : أمّا لي , قال : أكان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك ؟ قال : نعم , قال : استغفر لي , قال : أو يستغفر مثلي لمثلك يا
ص: 118
أمير المؤمنين ؟! قال : فاستغفر له , قال : قلت له : أنت أخي لا تفارقني , قال : فأملس (1) مني , فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة .. ) (2).
وهناك خبر يشير إلى اللقاء في بيت المقدس , فورد : ( صح أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ، أنه أمر عمر أن يسأله أن يستغفر له، فقيل ،اجتمع به عمر ببيت المقدس ) (3).
والمتتبع لهذه الروايات , يلاحظ وقوعها في تناقض المكان والزمان والحدث , فتارة تذكر الكوفة مكانا لأويس قصدوه فيه لنقل سلام ودعوة الخليفة , وتارة اليمن , والتي تذكر اليمن تدل على أنه بقي فيها ، ولم ير عمر أصلاً , وبعضها يذكر اللقاء بقدوم الخليفة إليه شخصيا في آخر سنة من حكمه (4) , بينما تقول رواية أخرى إنه قدم من اليمن على عمر في المدينة (5) ، ولكنه لم يستغفر له وهرب منه (6) ، وأخرى لا تتحدث عن حدوث اللقاء , ولا الإستغفار (7).
ومثلما المكان , وقعت الروايات في تناقض الزمان , فبعضها يقول : إنه كان يبحث عنه في موسم الحج (8) , وبعضها يقول: إنه وفد عليه من اليمن (9), وبعضها ينص على أنه كان في آخر سنة من خلافته يبحث عنه ! (10).
ص: 119
ويؤيد ذلك أيضاً : تناقضات أسير بن جابر راوي لقاء أويس بعمر , ف-(إن أسيراً لم يعرف أويساً إلا في الكوفة في خلافة علي (علیه السلام) ، وأن أويساً لم يلبث بعد معرفته به إلا قليلاً حتى ذهب الى صفين) (1) , ورواياته الاخرى تقول إنه عرفه من عهد عمر ، أي قبل بضع عشرة سنة من خلافة علي (علیه السلام) , مضافا إلى تناقض الأحداث والمضامين التي رواها أسير ، والصورة الساذجة التي أعطاها لهذا الولي الواعي ، والدور الذي أعطاه لنفسه في حياة أويس (رضی الله عنه) ، كأنه ولي نعمته , والمتأمل في روايات أسير يلاحظ أن همه أن يبرز دوره ودور عمر في حياة أويس, ( وأسير بن جابر من المخضرمين ، ولد في حياة رسول الله (صلی الله علیه و آله) . وهو من كبار أصحاب عمر (رض) ) (2), وقد جرح صعصعة بن معاوية في أسير هذا ، وصعصعة هو عم الأحنف بن قيس وقد وثقه النسائي وابن حبان ، وشهد صعصعة بأن أسيراً كان من شرطة دار الإمارة بالكوفة وكان عمله إيذاء أويس).. فهو كان ( يغشى السلطان ويؤذي أويساً ) , وقد اعترف أسير بذلك ولكنه ادعى أنه تاب ، وأن أويساً استغفر له وإقراره على نفسه حجة .
أما رواية صعصعة بن معاوية عن لقائه بعمر (3)، التي رواها ، فهي مقطوعة ، لان صعصعة لم يدرك عمر ، ولم يذكر ممن سمعها ، وقد ذكروا أن صعصعة أدرك أبا ذر (رضی الله عنه) ورآه ، وأنه كان حياً في زمن الحجاج ، ولا يعلم متى قال هذا الكلام ، ولعله بعد زمن علي (علیه السلام) .
ووقعت الروايات – بموضوع طلب الإستغفار – في تناقض الحدث بالأصل , فتعارضت في تعيين المخاطبين في البشارة بأويس (رضی الله عنه) .. فبعضها يقول : إن المخاطب بذلك هم المسلمون ، بدون تحديد شخص أو أشخاص , وروايات أسير بن جابر تقول : إن النبي (صلی الله علیه و آله) خاطب بذلك
ص: 120
عمر بن الخطاب , وبعض الروايات تقول : إن المخاطب هما عمر وعلي (علیه السلام) , و( يا عمر ويا علي إذا رأيتماه ، فاطلبا إليه يستغفر لكما ، يغفر الله لكما فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه) (1) إن رواية أخرى ابتدع صاحبها اسم أبي بكر ليكون شريك عمر في مخاطبة النبي (صلی الله علیه و آله) (2) , فقد روي عن ابن عمر قال : ( بينما الرسول بفناء الكعبة , إذ نزل عليه جبريل في صورة لم ينزل عليه مثلها قط , فقال : السلام عليك يا محمد , فقال النبي : [وَعَلَيْكَ الْسَلَاْمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاْتُهُ ], فقال : يا محمد إنه سيخرج من أمتك رجل يشفع فيشفعه الله في عدد ربيعة ومضر , فإن أدركته فسله الشفاعة لأمتك , فقال : [ أَيْ حَبِيْبِيْ جَبْرِيْلُ مَا إْسْمُهُ ؟ وَ ما صِفَتُهُ ؟ فَقَالَ : أَمَّا إِسْمُهُ فَأُوَيْسٌ , وَأَمَّا صِفَتُهُ وَقَبِيْلَتُه فَمِنَ الْيَمَنِ , مِنْ مُرَاْدَ , وَهْوَ رَجُلٌ أَصْهَبٌ , مَقْرُوْنُ الْحَاْجِبَيْنِ , أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ , بِكَفِّهِ الْيُسْرَىْ وَضَحٌ أَبْيَضُ ] , قال : فلم يزل النبي يطلبه فلم يقدر عليه , فلما احتضر النبي أوصى أبا بكر وأخبره بما قال له جبريل في أويس القرني, فإن أنت أدركته فسله الشفاعة لك ولأمتي , فلم يزل أبو بكر يطلبه فلم يقدر عليه , فلما احتضر أبو بكر , أوصى به عمر بن الخطاب , واخبره بما قال له رسول الله , وقال : يا عمر إن أدركته فسله الشفاعة لي ولك ولأمة محمد , فلم يزل عمر يطلبه حتى كان آخر حجة حجها عمر وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ) (3).
فوصل الأمر بهؤلاء إلى درجة من الحضيض حاولوا فيها أن يقللوا من شأن النبي الأكرم (صلی الله علیه و آله) , ف-(جبريل) (علیه السلام) يوصيه باللجوء إلى شخص آخر لطلب الشفاعة للأمة(.. فسله الشفاعة لأمَّتك..) , وكأنَّ النبي (صلی الله علیه و آله) وهو سيد الخلق أجمعين لا يملك أن يشفع هو بنفسه لأمته , وهي
ص: 121
رواية مفضوحة في محاولة تبرير طلب النبي (صلی الله علیه و آله) للبعض أن يطلبوا من أويس (رضی الله عنه) كي يستغفر لهم.
فهذا الاضطراب في تسمية الذين خاطبهم النبي (صلی الله علیه و آله) في أمر أويس (رضی الله عنه) ، يقوي ما ورد في مصادرنا من أن النبي (صلی الله علیه و آله) خاطب المسلمين عامة ، وخاطب علياً (علیه السلام) خاصة ، بأن أويساً (رضی الله عنه) سيبايعه ويقتل معه ، فجعل الرواة هذه الفضيلة للخلفاء قبله ، كما هو دأبهم في مصادرة فضائل علي (علیه السلام) وجعل الآخرين يتقمصوها .
وبنظرة متفحصة للتأريخ , ولكل الروايات التي تناولت شخصية الصحابي الجليل لا نجد أي حديث , أو مجرد إشارة إلى أن أويساً (رضی الله عنه) قد بايع أحدا ، ولا تشير إلى أنه شارك في حروب الفتح تحت إمرة أحد ، بل لم تذكر عنه شيئا لفترة امتدت ربع قرن ، حتى ظهر مع علي (علیه السلام) , وشارك في حروبه , وهو مصداق حديث أمير المؤمنين (علیه السلام) عن أويس (رضی الله عنه) بقوله : ( الله أكبر أخبرني حبيبي رسول الله (صلی الله علیه و آله) أني أدرك رجلاً من أمته يقال له : أويس القرني , يكون من حزب الله ورسوله ، يموت على الشهادة ، يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر ) (1).
ص: 122
تناقلت عدة روايات قصة لقاء التابعي الرشيد أويس القرني , بأحد الزهاد الثمانية , وهو هرم بن حيان , وسردت أحاديث طويلة عن قصة اللقاء تلك , أو عن أكثر من لقاء , تجشم فيها هرم العناء ؛ ليحاول لقاء خير التابعين , فبالإسناد إلى أبي الضحاك الجرمي (1) ، عن هرم بن حيان العبدي (2) قال: ( كنت أسأل عن أُويس القرني مدة من عمري ، فلم يعطني أحد خبره، حتى دخلت إلى الكوفة فسألت عنه ، فقيل لي : إن أكثر مأواه على شاطئ الفرات ، فإذا أنا به يغسل ثوبه ، قال: فعرفته بالصفة والنعت الذي نُعت لي ، فدنوت منه وسلمت عليه ، فرد علي السلام ، قال: وخنقتني العبرة لما رأيت من سوء حاله ، فقلت: حياك الله يا أُويس! فقال: وأنت حياك الله يا هرم بن حيّان! ولكن مَن دلّك على موضعي هذا؟ قال: , فقلت (3): دلّني عليك مَن عرّفني اسمك ، فقال أُويس: ﴿ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً﴾ (4).. قال هرم: فقلت له : رحمك الله! من أين عرفت اسمي واسم أبي ولم أرك ولم تَرني قبل اليوم؟ قال أُويس: إذا أخبرك يا هرم، عرفت روحي روحك حين كلّمت نفسي نفسك ، وإنّ المؤمنين يتعارفون بنور الله عزّ وجلّ , فإن لم يلتقوا وإن نأت بهم الدار.. قال هرم فقلت: رحمك الله! حدّثني حديثاً عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) أحفظه عنك .. فقال أُويس: إنّي لم أرَ (5) رسول الله (صلی الله علیه و آله) ؛ فأحدّث عنه , ولم تكن لي معه صحبة ، ولكن قد رأيت من رأى رسول الله (صلی الله علیه و آله) ، وقد انتهى إليَّ من حديثه كبعض ما انتهى إليكم ، ولست أحبّ أن أفتح هذا الباب على نفسي لأحد فأكون مُحدِّثاً( وفي رواية ولست أحب أن أفتح هذا الباب على نفسي أن أكون محدثا أو قاضيا ومفتيا ) , ولي في نفسي شغل عن ذلك يا هرم
ص: 123
بن حيّان .. قال: فقلت له : اتلُ عليَّ شيئاً من كتاب الله تعالى اسمعه منك ، وادع لي بدعوة ، وأوصني بوصيّة! , فقال أُويس: نعم ; قال رّبي وهو أفضل كلّ قائل وصدق وقوله أصدق الحديث: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّموات وَالأرضِ وَمَا بَيْنَهُما لعِبِين * مَا خَلَقْنهُمَا إلاّ بالحَقِّ وَلكِنّ أكْثَرَهُم لا يَعْلَمُون * إنّ يومَ الفَصْلِ مِيقَاتُهم أجْمَعِينَ * يَومَ لا يُغْني مَولىً عَنْ مَولىً شَيْئاً وَلا هُم يُنْصَرُونَ * إلاّ من رَحِمَ الله إنّه هُوَ العَزيز الرحيمُ ﴾ ( (1)) , قال: ثمّ شهق شهقة كادت روحه أن تخرج ، ثمّ أقبل عليَّ فقال: يا هرم! مات محمّد المصطفى (صلی الله علیه و آله) , فمن يطمع في البقاء؟ يا هرم! مات فلان ومات فلان ونحن في ديوان الموتى ، يا هرم! فعليك بذكر الموت ، وإيّاك أن تفارق سنّة الله عزّ وجلّ وسنّة رسوله (صلی الله علیه و آله) ؛ فتفارق دينك وأنت لا تشعر فتدخل النار! قال: ثمّ رفع أُويس طرفه نحو السماء فقال: اللهمّ إنّ هذا يزعم أنّه يحبّني فيك , وقد زارني من أجلك ، فاجمعني وإيّاه غدا في دارك دار السلام ، وأرضه من هذه الدنيا باليسير ، واجعله لأنعمك من الشاكرين.. ثمّ قال: أستودعك الله يا هرم , وأقرأ عليك السلام ، انظر! لا تطلبني بعد هذا اليوم ولا تسأل عنّي ، ولكن اذكرني بقلبك وادع لي ، فإنّي أذكرك بقلبي , وأدعو لك إن شاء الله تعالى ، خذ أنت ههنا وآخذ أنا ههنا .
قال هرم: فطلبت أن يدعني أن أمشي معه ساعة فأبى ، ففارقته وأنا أبكي ، وجعلت أنظر في قفاه حتى دخل بعض أزقة الكوفة. . قال: ثم إني طلبته بعد ذلك , وسألته عن ذلك فما أعطاني أحد خبره ، قال هرم: ولا أعلم أنه أتت علي جمعة إلا وأنا أراه في منامي مرة أو مرتين ) (2).
ص: 124
واتخذت قصة اللقاء منحى آخر , طال فيه الحديث وعرض , متضمنا بعض التنبؤات عن المستقبل , فورد عن هرم قوله : ( قدمت الكوفة فلم يكن لى بها هم إلا أويس القرني أطلبه وأسأل عنه حتى سقطت عليه جالساً وحده على شاطئ الفرات نصف النهار يتوضأ ويغسل ثوبه ، فعرفته بالنعت فإذا رجل لحم آدم شديد الأدمة ، أشعر محلوق الرأس يعني ليس له جمة ، كث اللحية عليه أزار من صوف ورداء من صوف , بغير حذاء ، كبير الوجه مهيب المنظر جداً ، فسلمت عليه فرد علي ، ونظر إلي فقال : حياك الله من رجل ، فمددت يدي إليه لأصافحه فأبى أن يصافحني (1) وقال : وأنت فحياك الله , فقلت : رحمك الله يا أويس وغفر لك ، كيف أنت رحمك الله ؟.. ثم خنقتني العبرة من حبي إياه ورقتي له ؛ لما رأيت من حاله ما رأيت , حتى بكيت وبكى , ثم قال : وأنت فرحمك الله يا هرم بن حيان ، كيف أنت يا أخى ؟ من دلّك علي ؟ قلت : الله .. قال : لا إله إلا الله .. ﴿ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً﴾ (2).. حين سماني والله ما كنت رأيته قط ولا رآني , ثم قلت : من أين عرفتني وعرفت اسمي واسم أبي ؟ .. فوالله ما كنت رأيتك قط قبل هذا اليوم قال : نبأني العليم الخبير ، عرفت روحي روحك حيث كلمت نفسي نفسك .. إن الأرواح لها أنفس كأنفس الأحياء .. إن المؤمنين يعرف بعضهم بعضا , ويتحدثون بروح الله وإن لم يلتقوا ، وإن لم يتكلموا ويتعارفوا ، وإن نأت بهم الديار وتفرقت بهم المنازل .. قال قلت : حدثني عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) بحديث أحفظه عنك قال : إني لم أدرك رسول الله (صلی الله علیه و آله) , ولم تكن لي معه صحبة ، ولقد رأيت رجالاً قد رأوه وقد بلغني من حديثه كما بلغكم ، ولست أحب أن أفتح هذا الباب على نفسي أن أكون محدثاً أو قاضيآ ومفتيا .. في النفس شغل يا هرم بن حيان .. قال: فقلت : يا أخي إقرأ علي آيات من كتاب الله أسمعهن منك , فإني أحبك في الله حباً شديداً ، وادعُ بدعوات وأوصِ بوصية أحفظها عنك ,
ص: 125
قال : فأخذ بيدى على شاطئ الفرات , وقال : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ، قال : فشهق شهقة ثم بكى مكانه ، ثم قال: قال ربي تعالى ذكره -وأحق القول قوله , وأصدق الحديث حديثه , وأحسن الكلام كلامه : ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّموات وَالأرضِ وَمَا بَيْنَهُما لعِبِين * مَا خَلَقْنهُمَا إلاّ بالحَقِّ وَلكِنّ أكْثَرَهُم لا يَعْلَمُون * ﴾ حتى بلغ إلى ﴿ إلاّ من رَحِمَ الله إنّه هُوَ العَزيز الرحيمُ ﴾ (1), ثم شهق شهقة ثم سكت ، فنظرت إليه وأنا أحسبه قد غشي عليه ، ثم قال : يا هرم بن حيان ، مات أبوك ، وأوشك أن تموت ومات أبو حيان , فإما الى الجنة وإما إلى النار.. ومات آدم ومات حواء .. يا ابن حيان ومات نوح وابراهيم خليل الرحمن.. يا ابن حيان ومات موسى نجي الرحمن.. يا ابن حيان ومات داود خليفة الرحمن.. يا ابن حيان ومات محمد رسول الرحمن.. ومات أبو بكر خليفة المسلمين.. يا ابن حيان ومات أخي وصفيي وصديقي عمر بن الخطاب.. ثم قال : واعمراه ، رحم الله عمر , وعمر يومئذ حي !! , وذلك في آخر خلافته , قال: فقلت له : رحمك الله إن عمر بن الخطاب بعد حي , قال : بلى ، إن ربي قد نعاه لي ، وقد علمت ما قلت ! وأنا وأنت في الموتى , وكان قد كان , ثم صلى على النبي (صلی الله علیه و آله) , ودعا بدعوات خفاف , ثم قال: هذه وصيتى إليك يا هرم بن حيان : كتاب الله واللقاء بالصالحين من المسلمين والصلاة والسلام على النبى (صلی الله علیه و آله) ، ولقد نعيت على نفسى ونعيتك ، فعليك بذكر الموت ، فلا يفارقن عليك طرفة ، وأنذر قومك إذا رجعت إليهم ، وانصح أهل ملتك جميعاً , واكدح لنفسك ، وإياك أن تفارق الجماعة ؛ فتفارق دينك وأنت لا تعلم ، فتدخل النار يوم القيامة , ثم قال : اللهم إن هذا يزعم أنه يحبني فيك وزارني من أجلك ، اللهم عرفني وجهه في الجنة ، وأدخله علي زائرا في دارك دار السلام ، واحفظه مادام في الدنيا حيث ما كان ، وضم عليه ضيعته ورضه من الدنيا باليسير ، وما أعطيته من الدنيا فيسره له ، واجعله لما تعطيه من نعمتك من الشاكرين ، واجزه خير الجزاء
ص: 126
.. إستودعتك الله يا هرم بن حيان ، والسلام عليك ورحمة الله , ثم قال لي : لا أراك بعد اليوم رحمك الله فإني أكره الشهرة , والوحدة أحب إلي ؛ لأني شديد الغم كثير الهم , مادمت مع هؤلاء الناس حيا في الدنيا ، ولا تسأل عني ولا تطلبني , واعلم أنك مني على بال , ولم أرك ولم ترني !! فاذكرني وادع لي , فإني سأذكرك وأدعو لك إن شاء الله تعالى .. إنطلق ها هنا ؛ حتى آخذ هاهنا .. قال : فحرصت على أن أسير معه ساعة فأبى علي ، ففارقته يبكى وأبكي , قال: فجعلت أنظر في قفاه حتى دخل في بعض السكك ، فكم طلبته بعد ذلك وسألت عنه فما وجدت أحداً يخبرني عنه بشئ ، فرحمه الله وغفر له , وما أتت علي جمعة إلا وأنا أراه في منامي مرة أو مرتين !) (1).
ويكفي لرد بعض ما في هذه القصة أنها تنسب الى أويس (رضی الله عنه) أن الله تعالى نعى إليه عمر ، وأنه لو صح أنه أخبر بوفاة عمر في الكوفة قبل أن يعرف الناس لشاع ذلك ورواه غير هرم مضافاً إلى تعارض ما فيها ، وما يعارضها من أن هرما هذا كان يبحث عن أويس ولم يجده , ثم إن هذه القصة شهادة من هرم لنفسه بأنه الوارث الشرعي لزهد أويس (رضی الله عنه) ، وكان ينبغي أن يشهد له بذلك غيره ، كما شهد النبي (صلی الله علیه و آله) والمسلمون لأويس (رضی الله عنه) , كما ونلاحظ ركاكة العبارات , وضعف الحبكة في القصة , وضعف مداليلها , وعدم وجود قاسم بين الأسماء التي لفها الموت , وعدم منطقية ذكر بعضها من نبي أو غيره دون غيره , وعدم معقولية الربط بين موتى حقيقيين , وموتى على قائمة قادمة , وكأن الغرض إقحام بعض الأسماء لتبجيلها , والإيهام بأنها الأقرب إلى قلب هذا العبد الصالح , وتناقض الحديث المنسوب مع سلوك أويس (رضی الله عنه) نفسه , فأي جماعة تلك التي يطلب من هرم ألاّ يفارقها ؟! وأويس (رضی الله عنه) نفسه هارب من تلك (الجماعة) مفارق لها لفترة امتدت ربع قرن , وأخيراً فإن الكرامات الباطلة التي رووها عن هرم توجب الشك في أصل تدينه وفي كل ماروي عنه وله .. فقد رووا أنه سمي هرما
ص: 127
لأنه هرم في بطن أمه وبقي حملا لمدة سنتين ، أو أربع سنين !!, إذ قيل : (سمي هرماً لأنه بقي حملاً سنتين حتى طلعت أسنانه) (1), و(وإنما سمي هرماً لأنه بقي في بطن أمه أربع سنين) (2), ويبدو أنهم أرادوا تضخيم القصة حتى يكبر الرجل , وتكون له من المنزلة ما ينافس بها أويسا (رضی الله عنه) عند التحدث عن الكرامات والملكات .
ص: 128
رغم كل الحصار على الكلمات , والتكتيم على الأفواه , ومنع كتابة الحديث , ودعم ملفات الروايات المزورة وإبراز شخوص الحاكمين فرسانا لميادين تلك الروايات ؛ فقد تسللت بعض الأحاديث التي نسبت إلى التابعي الشهيد .. ومنها :
1-أسند ابن عساكر إلى أُويس القرني عن علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : [ إنّ للهِ عزّ وجلّ تسعة وتسعين إسماً - مائة غير واحد - إنّه وتر، ويحبّ الوتر، ما من عبد يدعو بها إلاّ وجبت له الجنّة ] (1).
وورد عنه (رضی الله عنه) أنه قال: ( قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : [ إِنَّ لِلهِ تِسْعَةً وَتِسْعِيْنَ إِسْمَاً مِئَةً غَيْرَ وَاْحِدٍ ، مَا مِنْ عَبْدٍ يَدْعُوْ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ إِلّاْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ، إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ هُوَ اللهُ الْذِيْ لَا إِلَهَ إِلَا هُوَ الْرَحْمَنُ الْرَحِيْمُ الْمَلِكُ القُدُّوْسُ الْسَّلَامُ.. إلى قوله الْرَشِيْدُ الْصَبُوْرُ..]) (2).
2-قال أويس (رضی الله عنه) : ( إن بين يدي عقبة لا يقطعها إلا كل مخف مهزول.. إنّ الدنيا غدّارة، غرّارة، زائلة، فانية، فمن أمسى وهمّه فيها اليوم مدّ عنقه إلى غد، ومن مدّ عنقه إلى غد علق قلبه بالجمعة، ومن علق قلبه بالجمعة لم ييئس من الشهر، ويوشك أن يطلب السنة، وأجله أقرب إليه من أمله، ومن رفض هذه الدنيا أدرك ما يريد غداً من مجاورة الجَبّار والرحيم الغفّار، وجرت من تحت منازله الأنهار، وتدلّت من فوقه الثمار ) (3).
ص: 129
3-قال هرم بن حيان لأُويس (رضی الله عنه) : أوصني . قال أُويس (رضی الله عنه) : ( توسد الموت إذا نمت واجعله نصب عينيك ،وإذا قمت فادع الله أن يصلح قلبك ونيتك فلن تعالج شيئاً عليك منها ، ولا تنظر في صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظمة مَن عَصيت ) (1).
4-وفي رواية اخرى قال هرم بن حيان : قال أُويس (رضی الله عنه) : ( أدعُ الله يصلح لك نيتك وقلبك فلن تعالج شيئاً أشد منهما ، بينما قلبك مقبل إذ هو مدبر ، وبينما هو مدبر إذ هو مقبل ، ولا تنظر إلى صغير الخطيئة ، وانظر إلى عظمة من عصيت ، فإنك إن عظمتها فقد عظمت الله تعالى ، وإن صغرتها فقد صغرت الله تعالى ) (2).
5-ولما طلب منه هرم بن حيان أن يوصيه قال له: قرأ عليه آيات من آخر حم الدخان من قوله: [ إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين] .. حتى ختمها ثم قال له: يا هرم، احذر ليلة صبيحتها القيامة , ولا تفارق الجماعة فتفارق دينك ما زاده عليه..
6-قال له هرم يوماً: صلنا يا أُويس بالزيارة فقال له: ( قد وصلتك بما هو خير من الزيارة واللِّقاء وهو الدعاء بظهر الغيب إنّ الزيارة واللقاء ينقطعان والدعاء يبقى ثوابه ) (3).
7-قال أويس لهرم بن حيان : ( قد عمل الناس على رجاء ، فقال : بل نعمل على الخوف والخوف خوفان ثابت وعارض ، فالثابت من الخوف يورث الرجا ، والعارض منه يورث خوفاً ثابتاً والرجاء رجاءان : عاكف وباد ، فالعاكف منه يقوى نسبة العبد ، والبادي منه يصحح أمل العجز والتقصير والحياء) (4).
ص: 130
8-قال أويس (رضی الله عنه) : ( قال ربي تعالى ذكره ، وأحق القول قوله ، وأصدق الحديث حديثه ، وأحسن الكلام كلامه) (1).
9-قال أويس (رضی الله عنه) : ( إِنَّ الأَرْوَاحَ لَهَا أَنْفَاسٌ كَأَنْفَاسِ الأَجْسَادِ ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَعْرِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَيَتَحَابُّونَ بِرُوحِ اللَّهِ ، وَإِنْ لَمْ يَلْتَقُوا وَيَتَعَارَفُوا ، وَإِنْ نَأَتْ بِهِمُ الدِّيَارُ وَتَفَرَّقَتْ بِهِمُ الْمَنَازِلُ) (2).
10-عن أبي الأحوص (3) قال : ( حدثني صاحب لنا قال : أن رجلاً من مراد جاءه وقال له: السلام عليكم قال: وعليكم قال: كيف أنت يا أويس؟ قال: بخير نحمد الله , قال: كيف الزمان عليكم؟ , قال: ما تسأل رجلا إذا أمسى لم ير أنه يصبح ، وإذا أصبح لم ير أنه يمسي ، يا أخا مراد: إن الموت لم يُبق لمؤمن فرحا .. يا أخا مراد: إن معرفة المؤمن بحقوق الله لم تبق له فضة وذهبا .. يا أخا مراد: إن قيام المؤمن بأمر الله لم يُبق له صديقا , والله إنّا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر ؛ فيتخذونا أعداءً , ويجدون على ذلك من الفساق أعوانا , حتى والله لقد رموني بالعظائم ، وأيم الله لا يمنعني ذلك أن أقوم لله بالحق{ أن أقول للهِ بالحقّ }(.. (4).
ص: 131
11-بالإسناد إلى الشعبي (1) ، قال : ( مر رجل من مراد على أويس القرني فقال : كيف أصبحت؟ قال : أصبحت أحمد الله عز وجل , قال : كيف الزمان عليك؟ قال : كيف الزمان على رجل إن أصبح ظن أنه لا يمسي ، وإن أمسى ظن أنه لا يصبح ، فمبشر بالجنة أو مبشر بالنار . يا أخا مراد ، إن الموت وذكره لم يترك لمؤمن فرحا ، وإن علمه بحقوق الله لم يترك له في ماله فضة ولا ذهبا ، وإن قيامه لله بالحق لم يترك له صديقا) (2).
12- قال أويس : (أُفٍّ أُفٍّ ، خَالَطَ الشَّكُّ الْمَوْعِظَةَ ، تَفِرُّ إِلَى اللَّهِ بِدِينِكَ وَتَتَّهِمُهُ فِي رِزْقِكَ ) (3)
13- بحديث يرويه محمد بن أبان العنبري (4) بالإسناد إلى حميد بن صالح ، قال : ( سمعت أويسا القرني يقول : قال النبي : إحفظوني في أصحابي ; فإن من أشراط الساعة ، أن يلعن آخر هذه الأمة أولها ، وعند ذلك يقع المقت على الأرض وأهلها ، فمن أدرك ذلك ،
ص: 132
فليضع سيفه على عاتقه ، ثم ليلق ربه تعالى شهيدا ، فمن لم يفعل فلا يلومن إلا نفسه) (1) .
14-وقال له رجل: ( اُريد أن أصحبك لاِستأنس بك ، فقال: سبحان اللهِ ما كنت أرى أحدا يعرف الله يستوحش مع اللهِ ، فقال له: مرني بمكان أنزل به ؛ فأومأ بيده إلى الشام ، وكان يقول : لم يجالس هذا القرآن أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان، هو شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا يزيد الظالمين إلاّ خساراً ) (2).
15-خاطب أويس (رضی الله عنه) أهل الكوفة قائلاً لهم: ( يا أهل الكوفة توسدوا الموت إذا نمتم، واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم) .
16-قال أويس (رضی الله عنه) : (أُفٍّ لقلوب قد خالطها الشك فما تنفعها العظة) .
17-قال أويس (رضی الله عنه) في الخوف من الله ومراقبته : ( كن في أمر الله كأنك قتلت الناس كلهم ) (3).
18- قال أويس (رضی الله عنه) : (أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ تَشَامُّ كَمَا تَشَامُّ الْخَيْلُ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ) (4)
19-قال أويس (رضی الله عنه) : ( إن هذا المجلس يغشاه ثلاثة نفر : مؤمن فقيه ، ومؤمن لم يتفقه ، ومنافق ... لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان ، فقضاء الله الذي
ص: 133
قضى شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا.. اللهم ارزقني شهادة تسبق كسرتها أذاها ، وأمنها فزعها ، تؤوب الحياة والرزق ) (1).
20-قال أويس (رضی الله عنه) : ( كنا عند أمير المؤمنين إذ أقبلت امرأة متشبثة برجل ، وهي تقول : يا أمير المؤمنين لي على هذا الرجل أربعمائة دينار ، فقال (علیه السلام) للرجل : ما تقول المرأة ؟ فقال : ما لها عندي إلا خمسون درهماً مهرها فقالت : يا أمير المؤمنين ، أعرض عليه اليمين ، فقال (علیه السلام) : تقول باركاً وتشخص ببصرك إلى السماء: اللهم إن كنت تعلم أن لهذه المرأة شيئاً أريد ذهاب حقها وطلب نشوها وأنكر ما ذكر ته من مهرها ، فلا استعنت بك من مصيبة ، ولا سألتك فرج كربة ، ولا احتجت إليك في حاجة ، وإن كنت أعلم أنك تعلم أن ليس لهذه المرأة شيئاً أريد ذهاب حقها فلا تقمني من مقامي هذا حتى تريها نقمتها منك, فقال : والله يا أمير المؤمنين لا حلفت بهذا اليمين أبداً ، وقد رأيت أعرابياً حلف بها بين يدي رسول الله (صلی الله علیه و آله) ، فسلط الله عليه ناراً فأحرقته من قبل أن يقوم من مقامه ، وأنا أوفيها ما ادعته علي ) (2).
ص: 134
أويس (رضی الله عنه) (راهب هذه الاُمّة.. وكان ثقة، وقد علَّمهُ الإِمام علي (علیه السلام) الدعاء) (1), وكان إذا دعا يقيم الليل راهباً بين يدي الله سبحانه و تعالى .. يناجيه و يخاطبه , ويرفع يديه الى السماء و نحيب البكاء يزجر في صدره , و دموع الرجاء تتساقط على خديه..
1-خرج أويس القرني (رضی الله عنه) مع مولى الموحدين الإمام علي (علیه السلام) في موقعة صفين ، وتمنى الشهادة ودعا الله قائلاً: ( اللهم ارزقني شهادة تسبق كسرتها أذاها ، وأمنها فزعها ، تؤوب الحياة والرزق ) (2).
2-عن سفيان الثوري قال : كان لأويس القرني رداء إذا جلس مس الأرض وكان يقول : ( اللهم إني أعتذر إليك من كبد جائعة ، وجسد عارٍ ، وليس لي إلا ما على ظهري وفي بطني) (3).
3-عن أصبغ بن زيد قال: قال أويس : ( اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به ، ومن مات عريانا فلا تؤاخذني به) (4).
4-قال أويس : (اللهم دع لي من جسدي ما أذكر به نعمتك علي) (5).
5-قال أويس : ( ربي لا تكلني الى نفسي فأعجز , ولا الى أحد فيضلني , يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث , أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ).
ص: 135
6-قال أويس : ( اللهم إني أسألك الجنة و أسألك فيها الفردوس اللهم اجعلني وارد حوض و ساكن عدن ) (1).
7-حدث أبو عبد الله الدنيلي يرفع الحديث إلى أويس القرني (رضی الله عنه) عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : (ما من عبد دعا بهذا الدعاء إلا استجاب الله له):
(بِسْمِ اللهِ الرَحْمنِ الرَحِيْم ..اللّهُمَّ صَلِّ عَلَىْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْطَيْبِيْنَ الطَاهِرِيْنَ ..اللّهُمَّ إِنِّيْ أَسْأَلُكَ وَلا أَسْأَلُ غَيْرَكَ وَأرْغَبُ إِلَيْكَ وَلا أَرْغَبُ إِلىْ غَيْرِكَ.. أَسْأَلُكَ يا أَمَانَ الخَائِفِيْنَ وَجارَ الْمُسْتَجِيْرِيْنَ أَنْتَ الفَتّاحُ ذُوْ الْخَيْراتِ مُقِيْلُ الْعَثَراتِ ماحِيْ الْسَيْئَاتِ وَكَاتِبُ الْحَسَنَاتِ وَرافِعُ الْدَرَجَاتِ أَسْأَلُكَ بِأَفْضَلِ المَسَائِلِ كُلِّها وَأَنْجَحِهَا الَّتِيْ لاْ يَنْبَغِيْ لِلْعِبَادِ أَنْ يَسْأَلُوكَ إِلّا بِها يا أللهُ يا رَحْمَنُ وَبِأَسْمَائِكً الْحُسْنَىْ وَأَمْثالِكَ الْعُلْيَا وَنِعَمِكَ الّتيْ لا تُحْصىْ وَبِأَكْرَمِ أَسْمائِكَ عَلَيْكَ وَأَحَبِّها إِلَيْكَ وَأَشْرَفِها عِنْدَكَ مَنْزِلَةً وَأقْرَبِها مِنْكَ وَسِيْلَةً وَأَجْزَلِها مَبْلَغَاً وَأَسْرَعِها مِنْكَ إِجابَةُ وَبِاْسْمِكَ المَخْزُونِ الجَلِيْلِ الأَجَلِّ العَظِيْمِ الذِيْ تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ وَتَرْضَىْ عَنْ مَنْ دَعاكَ بِهِ فَاْسْتَجَبْتَ دُعَاءَهُ وَحَقَّ عَلَيْكَ أَلّاْ تَحْرِمَ سَائِلَكَ وَبِكُلِّ اْسْمٍ هُوَ لَكَ فِيْ الْتَوْرَاةِ وَالْإِنْجِيْلِ وَالْزَبُورِ وَالْفُرْقَانِ وَبِكُلِّ اْسْمٍ هُوَ لَكَ عَلَّمْتَهَ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ لَمْ تُعَلِّمْهُ أَحَدَاً وَبِكُلِّ اْسْمٍ دَعَاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَمَلائِكَتُكَ وَأَصْفِياؤُكَ مِنْ خَلْقِكَ وَبِحَقِّ السائِلِيْنَ لَكَ وَالراغِبِيْنَ إليْكَ وَالمُتَعَوْذِيْنَ بِكَ وَالمُتَضَرِّعِيْنَ لَدَيْكَ وَبِحَقِّ كُلِّ عَبْدٍ مُتَعَبِّدٍ لَكَ فِيْ بَرٍ أَوْ بَحْرٍ أَوْ سَهْلٍ أَوْ جَبَلٍ أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنْ قَدْ اشْتَدَّتْ فَاقَتَهُ وَعَظُمَ جُرْمُهُ وَأَشْرَفَ عَلىْ الْهَلَكَةِ وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُ وَمَنْ لا يَثِقُ بِشَيْ ءٍ مِنْ عَمَلِهِ وَلاْ يَجِدُ لِذَنْبِهِ غَافرَاً غَيْرُكَ وَلاْ لِسَعْيِّهِ سِواكَ هَرَبْتُ مِنْكَ إِلَيْكَ مُعْتَرِفَاً غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَلا مُسْتَكْبِرٍ عَنْ عِبادَتِكَ يا أُنْسَ كُلَّ فَقِيْرٍ مُسْتَجِيْرٍ أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لاْ إِلهَ إِلّاْ أَنْتَ الْحَنَّانُ المَنَّانُ بَدِيْعُ السّمَاواتِ وَالْأَرْضِ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرامِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَهادَةِ الرَحْمنُ الرَحِيْمُ أَنْتَ الرَبُّ وَأَنَا العَبْدُ وَأَنْتَ
ص: 136
الْمالِكُ وَأَنَا الْمَمْلُوكُ وَأَنْتَ الْعَزِيْزُ وَأَنَا الذَلِيْلُ وَأَنْتَ الْغَنِيُّ وَأَنَا الْفَقِيْرُ وَأَنْتَ الْحَيُّ وَأَنَا الْمَيِّتُ وَأَنْتَ الْباقِيْ وَأَنَا الْفانِيْ وَأَنْتَ الْمُحْسِنُ وَأَنَا الْمُسِيْ ءُ وَأَنْتَ الغَفُورُ وَأَنَا المُذْنِبُ وَأَنْتَ الرَحِيْمُ وَأَنَا الْخاطِىءُ وَأَنْتَ الخَالِقُ وَأَنَا المَخْلُوقُ وَأَنْتَ القَوِيُّ وَأَنَا الضَعِيْفُ وَأَنْتَ المُعْطِيْ وَأَنَا السائِلُ وَأَنْتَ الأَمِيْنُ وَأَنَا الخائِفُ وَأَنْتَ الرَازِقُ وَأَنَا المَرْزُوقُ وَأَنْتَ أَحَقُّ مَنْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ وَاْسْتَغَثْتُ بِهِ وَرَجَوْتُهُ لِأَنَّكَ كَمْ مِنْ مُذْنِبٍ قَدْ غَفَرْتَ لَهُ وَكَمْ مِنْ مُسِي ْْءٍ قَدْ تَجَاوَزْتَ عَنْهُ فَاْغْفِرْ لِيْ.. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَىْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْطَيْبِيْنَ الطَاهِرِيْنَ) (1)
8-عن موسى بن زيد , عن أويس القرني (رضی الله عنه) , عن علي بن أبي طالب (علیهما السلام) قال : ( من دعا بهذه الدعوات استجاب الله له , وقضى جميع حوائجه):
( بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صلّ على محمد و آل محمد .. يا سلام المؤمن المهيمن ، العزيز الجبار المتكبر ، الطاهر المطهر ، القاهر القادر المقتدر ، يا من ينادى من كل فج عميق ، بألسنة شتى ولغات مختلفة ، وحوائج أخرى ، يا من لا يشغله شأن عن شأن ، أنت الذي لا تغيرك الأزمنة ، ولا تحيط بك الأمكنة ، ولا تأخذك نوم ولا سنة ، يسر لي من أمري ما أخاف عسره ، وفرج من أمري ما أخاف كربه ، وسهل لي من أمري ما أخاف حزنه ، سبحانك لا اله إلا أنت ، إني كنت من الظالمين ، عملت سوءا ، وظلمت نفسي ، فاغفر لي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، والحمد لله رب العالمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما) (2) .
ص: 137
9-( اللهم إنك حي لا تموت ، وغالب لا تغلب ، وبصير لا ترتاب ، وسميع لا تشك ، وقهار لا تقهر ، وأبدي لا تنفد ، وقريب لا تبعد ، وشاهد لا يغيب ، والَه لا تضاد ، وقاهر لا تظلم ، وصمد لا تطعم ، وقيوم لا تنام ، ومحتجب لا ترى ، وجبار لا تضام ، وعظيم لا ترام ، وعالم لا تعلم ، وقوي لا تضعف ، وجبار لا توصف ، ووفي لا تخلف ، وعدل لا تحيف ، وغني لا تفتقر ، وكنز لا تنفد ، وحكم لا تجور ، ومنيع لا تقهر ، ومعروف لا تنكر ، ووكيل لا تحقر ، ووتر لا تستشار ، وفرد لا يستشير ، ووهاب لا ترد وسريع لا تذهل ، وجواد لا تبخل ، وعزيز لا تذل ، وعليم لا تجهل ، وحافظ لا تغفل ، وقيوم لا تنام ، ومجيب لا تسأم ، ودائم لا تفنى ، وباق لا تبلى ، وواحد لا تشبه ، ومقتدر لا تنازع ) (1) .
ص: 138
خرج أويس القرني (رضی الله عنه) مع الإمام علي (علیه السلام) في موقعة صفين في سنة 37 ﻫ ، وتمنى الشهادة , ودعا الله قائلاً : اللهم ارزقني شهادة توجب لي الحياة والرزق (1) , ( وبرز عبد الله بن جعفر في ألف رجل ، فقتل خلقا حتى استغاث عمرو بن العاص . وأتى أويس القرني متقلداً بسيفين ويقال : كان معه مرماة ومخلاة من الحصى ، فسلم على أمير المؤمنين (علیه السلام) وودعه ، وبرز مع رجالة ربيعة ، فقتل من يومه ، فصلى عليه أمير المؤمنين (علیه السلام) ودفنه ) (2) , وورد تأكيد ذلك على لسان الشهيد الخالد زيد بن علي (علیهما السلام) (3) ..
ص: 139
فقال: ( قتل أويس القرني يوم صفين ) (1).
وبالإسناد إلى (العباس بن محمد الدوري (2) يقول : سمعت يحيى بن معين (3) يقول : قتل أويس القرني بين يدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يوم صفين) وقال : ( حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا أبو نعيم ، ثنا شريك ، عن يزيد
ص: 140
بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لما كان يوم صفين نادى مناد من أصحاب معاوية أصحاب علي أفيكم أويس القرني ؟ قالوا : نعم ، فضرب دابته حتى دخل معهم ، ثم قال سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله) يقول : [خَيْرُ الْتَابِعِيْنَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ] (1) .
وبالإسناد إلى الاصبغ بن نباتة قال : ( شهدت علياً (علیه السلام) يوم صفين وهو يقول : من يبايعني على الموت ، أو قال على القتال ؟ فبايعه تسع وتسعون .قال فقال : أين التمام أين الذي وعدت به ؟ .. قال فجاء رجل عليه أطمار صوف ، محلوق الرأس ، فبايعه على الموت والقتل ، قال فقيل هذا أويس القرني ، فما زال يحارب بين يديه حتى قتل (رضی الله عنه) ) .
وعن أصبغ أيضا قال: شهدت عليّاً (علیه السلام) يوم صفّين يقول: من يبايعني على الموت؟ فبايعه تسعة وتسعون رجلاً فقال: أين التمام؟ فجاءه رجل عليه اطمار صوف، محلوق الرأس، فبايعه على القتل ; فقيل هذا أُويس القرني، فما زال يحارب مع الرجّالة بين يدي الإِمام (علیه السلام) حتّى قتل. فوجدوا فيه نيفاً وأربعين جراحة من طعن، ورمي، وضرب (2) .
وقال : (حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا علي بن حكيم ، ثنا شريك قال ذكروا في مجلسه أويس القرني فقال : قتل مع علي بن أبي طالب (رضی الله عنه) في الرجالة) (3).
وعن أسير بن جابر – ضمن حديث له عن أويس - فقال لي صاحبي : ( كيف رأيت الرجل ؟ قلت : ما ازددت فيه إلا رغبة ، وما أنا بالذي أفارقه ، فلزمناه فلم نلبث إلا يسيرا حتى ضرب على الناس بعث أمير المؤمنين علي (رضی الله عنه) ، فخرج صاحب القطيفة أويس فيه ،
ص: 141
وخرجنا معه فيه ، وكنا نسير معه وننزل معه ، حتى نزلنا بحضرة العدو) , (فنادى علي (رضی الله عنه) : يا خيل الله اركبي وأبشري .. قال فصف الثلثين لهم ، فانتضى صاحب القطيفة أويس سيفه حتى كسر جفنه فألقاه ، ثم جعل يقول : يا أيها الناس : تموا تموا ، ليتمن وجوه ثم لا تنصرف حتى ترى الجنة .. يا أيها الناس تموا تموا ، جعل يقول ذلك ويمشي وهو يقول ذلك ويمشي إذ جاءته رمية فأصابت فؤاده فبرد مكانه ، كأنما مات منذ دهر ... فواريناه في التراب) (1).
ورواية أسير هذه يشوبها الضعف في شهادة خير التابعين من أول صولة , فقد أجمع عدد من المؤرخين على ذكر أنهم ( وجدوا فيه نيفاً وأربعين جراحة من طعن، ورمي، وضرب) (2) , والتي تدل بجزم على أن راهب الليل قاتل بين يدي أمير المؤمنين (علیه السلام) في الميدان طويلا وكرّ على الأعداء، يضرب فيهم بالسّيفين .. وقد تحول ذلك الزاهد، البسيط في حياته، إلى أسد هصورٍ يُحامي عن عرينه !.. وما زال يقاتل، رضوان الله عليه، حتى خر صريعا شهيدا , فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة، من طعنة رمح ، ورمية سهم ، وضربة سيف .. وهكذا توّج حياته الشّريفة بتاج السعادة والشهادة !.. وحمله أصحابه ، والدماء تنزف من أربعين جرحا بجسمه (3) وتقدّم علي (علیه السلام) عنده فصلى عليه ، ولَحَده بيده، وترحّم عليه وقد خنقته العبرة , بل في رواية أنه (علیه السلام) قال من شدة حزنه : ( ولأقتلن بعمار بن ياسر وبأويس القرني ألف قتيل ) (4) .
ص: 142
وهكذا التحق سيد التابعين، وأمير الزهاد، وقدوة العباد، بركب الجهاد حتى الشهادة .. التي رجاها من ربه الكريم , فزاد بذلك فضلا فوق ما فضله به تعالى من كرامات , وشارك بشهادته أقرانه من الصحابة والتابعين من خيرة خلق الله تعالى الذين استشهدوا يوم صفين مثل خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين (1) ، وهاشم بن عتبة المرقال (2) ..
ص: 143
وعمّار بن ياسر وغيرهم (1) ,و﴿ وَفَضَّل اللهُ المُجَاهِدِينَ عَلَى القَاعِدينَ أَجْرَاً عظِيماً ﴾ (2).
وكانت شهادته في اليوم الثامن من شهر صفر 37ﻫ، ودُفن في منطقة صفّين (3)، ومرقده شاخص بالرقة (4) في صفين من سوريا قرب حدود العراق و مجرى نهر الفرات , وعلى قبره قبة وكان له قديما حرم صغير و سياج , و يوجد لوح كبير من حجر مكتوب عليه اسمه , وإلى جنبه قبور الذين استشهدوا في معركة صفّين بن يدي إمامهم علي بن أبي طالب (علیهما السلام) .
وفي العصر الحاضر بنى الإيرانيون في صفين ( الرقّة ) مسجداً كبيراً ضمنوه قبر عمار بن ياسر وأويس القرني رضوان الله عليهما.
فسلامٌ عليه يوم ولد، ويوم أسلم وعبدَ الله في العابدين، ويوم استشهد مع المستشهدين بين يدي إمام المتقين، ويوم يبعث حيا , ويحشر مع الشهداء والصديقين , وحسن أولئك رفيقا .
ص: 144
ومثلما عانى الشهيد الخالد في حياته من أذى , وما تعرض له من مواقف انتقاص , وما جوبه به من إعراض .. فقد كان حظه وافرا في إهمال شخصيته الفذة من قبل كتاب السيرة والحديث الذين لم يردعهم وازع من دين , ولم يكن لهم من ضميرهم رقيب , فحاولوا طمس أو تخفيف قوة الروايات أو الأحاديث التي طالت حياة التابعي العظيم.
وما ذلك إلا لما جناه على نفسه – حاشاه من الجناية – من ولاءه المطلق لخط الرسالة الأصيل الذي حمل لواءه مولى المتقين وسيد الموحدين الإمام علي (علیه السلام) , فكأني أتمثل ظلامته عين الظلامة - ولو بدرجة متفاوتة - التي تعرض لها سيد قريش وأول المحامين عن دين رسول الله (صلی الله علیه و آله) عمه الأكرم أبو طالب (علیه السلام) من اتهامات رخيصة , ذنبه فيها - حاشاه من الذنب – أنه أبو علي أمير المؤمنين (علیه السلام) .
وحاول الظالمون حتى التشكيك بشخصه , ف-( مالك ينكر أويسا) (1),وقالوا أنه : ( قد كان بعض أصحابنا ينكر كونه في الدنيا) (2), والبخاري حين يمر على الروايات بشأنه يدفع إلى أنه ( يماني مرادي ، في إسناده نظر فيما يرويه ) , و( أنه في الضعفاء : في إسناده نظر) (3) , وهذا حتى وإن كان الراوي لحديث أبي هريرة عنه – مثلا - أبو بكر الأعين (4)..
ص: 145
وقالوا : (هذا حديث منكر تفرد به الأعين وهو ثقة) (1).
ولا يمكن أن نتصور أن الحاكمين يمكن أن يظلوا مكتوفي الأيدي أمام حدث شهادة خير التابعين مع الأمير (علیه السلام) في صفين , وهي الشهادة الصارخة من رسول الله (صلی الله علیه و آله) على أن الحق مع علي (علیه السلام) , مثلما هي شهادته بحق عمار (رضی الله عنه) الذي تقتله الفئة الباغية , فثبت رواتهم عن مالك تشكيكه في وجود أويس القرني (رضی الله عنه) .
ومن ضمن حملات التشكيك بحواري الأمير (علیه السلام) استغلال تشابه الأسماء, فنسبوا ل-(أويس) آخر فضيلة حديث النبي , ف-( عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه قال : سمعت من رجل من قومي يعني من قوم أويس وأنا أحدث بحديثه ، فقال: تدري يا أبا عثمان أويس ابن من ؟ قلت : لا قال: ذاك أويس بن الخليص) (2), ونسبه علقمة بن مرثد (3)– حتى تنفى شخصيته- أويس بن أنيس القرني.
إن أصابع الإتهام لتمتد بلا تردد إلى الحكام , فيما يتعلق بالروايات الواردة عن خير التابعين , فهم بلا ريب وراء إثارة الشكوك في الروايات الواردة عن أويس (رضی الله عنه) ، ومن أولها حكايات أن رجال قبيلته قد أنكروا معرفته عندما سئلوا عنه - وهي الحكايات التي بسببها احتج البخاري على تضعيف أويس (رضی الله عنه) وعدم قبول روايته حسب زعمه - فكيف يمكن تقبل
ص: 146
أن رجلا بمنزلة أويس (رضی الله عنه) تحدث عنه نبي الإسلام (صلی الله علیه و آله) أحاديث عدة ، وكان مدار بحث الخليفة عمر سنين عديدة ، ملتمسا منه طلب الإستغفار له ؛ عملا بطلب الرسول (صلی الله علیه و آله) حين قال له – كما الرواية - : فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل !! يجهله أفراد عشيرته الأقربين من القرنيين - وهو أضعف الإيمان - فمثله لابد أن يكون معرفا لكل اليمانيين , وموئلا لهم , ومصدر اعتزاز وفخر ؟!.
ولا بد لنا أن نجدد سببا لوقوع ذلك النفي بأصل وجوده , وإنكار أن يكون أحد يحمل إسم أويس (رضی الله عنه) بين أفراد القبيلة القرنية المرادية , إن صح خبر النفي أصلا ، وهذا السبب لا يعدو حاجز الخوف من ذكر علاقة القربى ؛ لما قد يكون له من تبعات على الأقارب , وهو ما يحدث حتى اليوم في النظم الاستبدادية الظالمة , حين يعاقب الأخ بجريرة أخيه , بل يعاقب كل أفراد عشيرته وصولا إلى درجة بعيدة , بذنب واحد يمتون له بصلة قد يكون انتقد الحاكمين , أو تعاطف أو انتظم في مجموعة تناوىء السلطات .
إن إصرار أفراد قبيلة أويس بادىء ذي بدء على إنكاره يحمل ذلك التصور الذي احتملناه , و ما يؤكده هو تراجعهم - أمام دلائل علم الخليفة - عن الإصرار على نفي وجوده , بالإقرار بذلك , وبدء سوق التهم إليه , تماما كما هو في ما عشناه إبان سني المحن من حكم الطغاة, ففي الحديث ( قال النبِي (صلی الله علیه و آله) ذات يوم لأَصحَابه : [ أَبْشِرُوا بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ فَإِنَّهُ يَشْفَعُ بِمِثْلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ ] , ثُمَ قال لعمر: [ يا عُمَرُ إِنْ أَدْرَكْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ] , فبلغ عمر مكانه بِالكوفة فجعل يطلبه في الموسم لعلّه أَن يحج حتى وقع إِليه هو وأَصحابه , وهو من أَحسنهم هيئة وأَرثّهم حالا , فَلما سأَل عنه أَنكروا ذلك , وقالوا : يا أَمير المؤمنين تسأَل عن رجل لا يسأَل عنه مثلك , قَال : فَلِمَ؟ قالوا : لأَنه عندنا مغمور في عقله , وربما عبث بِهِ الصبيان , قال عمر : ذلك أَحب إِلي , ثم وقف عليه فقال : يا أويس إِن رسول اللهِ (صلی الله علیه و آله) أَودعنِي إِليك رسالة , وهو يقرأُ عليك السلام , وقد أَخبرني أَنك تشفع بمثل ربيعة ومضر , فَخرّ أُويس
ص: 147
ساجِدا , ومكث طَوِيلا ما ترقى له دمعة حتى ظَنوا أَنه مات , ونادوه : يا أُويس هذَا أَمير المؤمنين , فرفَع رأْسه ثُمّ قال : يا أَمير المؤمنين أَفَاعل ذلك؟ قال : نعم يا أُويس , فَأَدخلني في شفاعتك , فأَخذ الناس في طلبه والتمسح بِهِ , فقال : يا أَمير المؤمنين شهرتني وأَهلكتني و كان يقول كثيرا : ما لقيت من عمر ) (1) .
فهذه صورة واضحة لإصرار عشيرته ومن معهم من أهل اليمن على إنكار شخصه أولا , ثم التراجع أمام إخبار الخليفة لهم بوجوده في الكوفة , بأن الذاكرة قد أسعفتهم بتذكر شخص مغمور , أخذوا يصفونه بشتى عبارات الإستصغار وحاولوا إظهاره بأنه مدخول في عقله , و(ربما عبث بِه الصبيان ), وظلت هذه الصفات الملصقة به مطبوعة في الأذهان ,فقد وصف (رضی الله عنه) بأنه : ( أول من نسب إلى الجنون في الإسلام ) (2).
وفي مناقشة لبعض وقائع الأحداث , نجد أنفسنا أمام تساؤل آخر عن سبب موضوع تعرض التابعي الشهيد للأذى , كما ورد في الحديث عنه , رغم أننا لا نملك تسلسلا زمنيا للأحداث , إلا أن بعضها كان يقع في الكوفة , ويقدم عليه حتى من هو من عشيرته , ناهيك عن الآخرين , الذين قد يكونون مرسلين موجهين للنيل من شخصه الكريم , وتنوعت أساليب الأذى , بين السخرية والإستصغار وكيل التهم الباطلة والشتم , ووصلت إلى حد الرمي بالحجارة , على رجل لم يصدر عنه ما يؤذي الناس – على أقل تقدير - ف-(عن أسير بن جابر ، قال : فكنا نجتمع في حلقة فنذكر الله ، وكان يجلس معنا ، فكان إذا ذكرهم وقع حديثه من قلوبنا موقعاً لا يقع حديث غيره ، ففقدته يوما فقلت لجليس لنا : ما فعل الرجل الذي كان يقعد إلينا ، لعله اشتكى ؟ فقال : الرجل من هو ؟ فقلت : من هو ؟ قال : ذاك أويس القرني , فدللت على منزله فأتيته , فقلت : يرحمك الله أين كنت ، ولم تركتنا ؟ فقال : لم يكن لي رداء ، فهو الذي منعني
ص: 148
من إتيانكم قال : فألقيت إليه ردائي ، فقذفه إلي .. قال : فتخاليته ساعة ، ثم قال : لو أني أخذت رداءك هذا فلبسته , فرآه علي قومي قالوا : انظروا إلى هذا المرائي .. لم يزل في الرجل حتى خدعه وأخذ رداءه , فلم أزل به حتى أخذه ، فقلت : انطلق حتى أسمع ما يقولون فلبسه فخرجنا ، فمر بمجلس قومه فقالوا : أنظروا الى هذا المرائي لم يزل بالرجل حتى خدعه وأخذ رداءه , فأقبلت عليهم فقلت : ألا تستحيون ؟! لم تؤذونه ؟! والله لقد عرضته عليه فأبى أن يقبله) (1).
ويؤكد صعصعة بن معاوية في حديث له , أن بعض من كان يسبب الأذى لسيد التابعين ابن عم له من الحلقة المحيطة بالحاكم , فيقول : ( كان أويس بن عامر رجلا من قرن ، وكان من أهل الكوفة وكان من التابعين ، فخرج به وضح ، فدعا الله أن يذهبه عنه فأذهبه , فقال : اللهم دع في جسدي ما أتذكر به نعمتك . فترك الله منها ما يذكر به نعمته عليه ، وكان رجلا يلازم المسجد في ناس من أصحابه ، وكان ابن عم له يلزم السلطان تولع به ، فإن رآه مع قوم أغنياء , قال : ما هو إلا يشاكلهم ! وإن رآه مع قوم فقراء ، قال : ما هو إلا يخدعهم ! وأويس لا يقول في ابن عمه إلا خيرا !! غير أنه إذا مر به استتر منه مخافة أن يأثم في سبه) (2) , ( وكان ربما مرَّ الصبيان فيرمونه ويظنون أنه مجنون ، فيقول لهم : يا إخوتاه إن كنتم ولا بد أن ترموني , فارموني بأحجار صغار ، فإني أخاف أن تدموا عقبي ، فيحضر وقت الصلاة ولا أصيب الماء ، فهكذا كانت سيرته ) (3).
ولعل من الحدس المنطقي أن نفكر بأن كل هذا ما هو إلا حملة منظمة موجهة للنيل من شخصية هذا الكريم الذي أوصى به نبي الرحمة (صلی الله علیه و آله) , حتى تمسخ شخصيته الفذة , ومن الطبيعي أن نتساءل عن مصدر هذه الحملات ضد خير التابعين , والتي حدثت في الكوفة قبل
ص: 149
لقاءه بالخليفة - إن صحت رواية اللقاء - , وأن نتساءل أيضا عن هذا (السلطان) الذي استقوى به ابن عم أويس , فأولع في إيذاءه , فإما أن يكون قد غض الطرف عن فعل هذا المجرم , وإما أن يكون هو من كان يدفعه إلى ذلك , ويظل تساؤلنا الكبير لماذا ؟ وهل (السلطان) مدفوع بمن هو أكبر منه سلطة لفعل ذلك ؟ وهل كل ذلك لأن رجل الصلاح والتقوى والزهد والإيمان لم يسر في ركاب الحاكمين؟ أو لأنه قد كتب لكل محاولات استقطابه الفشل ؛ فأصبحت فكرة وجود إنسان مؤثر له فضيلة كبرى – بأحاديث سيد الأنبياء (صلی الله علیه و آله) – مثار قلق وخوف لمن لم يسر في ركابهم , فصمموا على النيل منه بكل وسيلة ممكنة.
واستشهد أويس (رضی الله عنه) في صفين , ليتعرض إلى ظلامة أخرى ؛ فمن الطبيعي أن تكون قصة الرجل الذي سأل عنه في الوقعة , وتصريحه بشهادة الرسول (صلی الله علیه و آله) التي رواها في حقه وحق الإمام علي (علیه السلام) ، واحدة من الحجج التي استعملها المسلمون لإثبات أن معاوية وأهل الشام كانوا على الباطل , ولم يكن لها جواب عند أتباع الحاكمين , فعملوا بطرق شتى على توهينها ومحاولة مسخ صورتها الحقيقية , وخاصة حين سيطر آل أمية على مقدرات المسلمين واستلموا السلطة ؛ فتنامت قدرات وعاظ السلاطين , الذين كانت لهم جذور ممتدة نخرت تأريخ الإسلام بعد شهادة النبي الأكرم (صلی الله علیه و آله) , ومثل الحكم الأموي أفضل حاضنة لطمس الكثير من الأحاديث التي صحت في أهل البيت (علیهم السلام) وأتباعهم , أو تغيير محتواها والتلاعب بها , واختلاق أحاديث على النبي الأكرم (صلی الله علیه و آله) , تناسب أمزجة ملوك الأمويين , وتعلي من شأنهم , وشأن من سبقوهم من حكام الجور , حتى يمكن بها مطاولة الأحاديث الصحيحة عن علي (علیه السلام) وأتباعه , وهي التي عرضوها لحملة تزييف وتضعيف , عن طريق ( تلاعب الأيدي الأثيمة بالدين من طريق دس أحاديث مكذوبة على الله وعلى أمنائه , في ضمن الأحاديث النبوية وأحاديث خلفائه وأوصيائه , ما يعد بالألوف , فإن واحدا من الزنادقة أقر بأنه قد زور اثني عشر ألف حديث , وأدخلها في ضمن تلك الأحاديث , وإذا كان ظالم واحد قد افترى على
ص: 150
الله ورسوله وأوصيائه بإدخال هذا المقدار من الأحاديث , فماذا ترى فيما إذا أضفته إلى ألوف مثله ممن لا حظ له في الإسلام إلا ما يتستر به من إجراء لفظه على لسانه ) (1) . ويظهر أن البصريين - فيما يخص الأحاديث المتعلقة بأويس القرني (رضی الله عنه) - كانوا أكثر استجابة من الكوفيين ، فقد قالوا إن: ( أهل المدينة يقولون : أفضل التابعين سعيد بن المسيب ، وأهل الكوفة أويس القرني ، وأهل البصرة الحسن البصري ) (2).
وحاول النووي – وقد أفحمته رواية خير التابعين – أن يخرج بتوفيق من محاولات إضعافها فقال : ( قوله (صلی الله علیه و آله) : خير التابعين رجل يقال له أويس ... وقد يقال : قد قال أحمد بن حنبل وغيره : أفضل التابعين سعيد بن المسيب والجواب : أن مرادهم أن سعيد أفضل في العلوم الشرعية .. لا في الخير) (3) , وهو تبرير اعتباطي لا يستند على أي دلالة عقلية أو نقلية.
وهو وأمثاله تركوا الرواية التي صحت عندهم عن نبيهم (صلی الله علیه و آله) - وهي تقول هنا إن أويساً (رضی الله عنه) خير التابعين مطلقاً ، ولا تقيد ذلك بناحية دون ناحية - لكي يصححوا قول شخص في مقابل حديث رسول الله (صلی الله علیه و آله) .
وعندما صدموا بأحاديث شفاعة أويس بمثل ربيعة ومضر, وتميم ومضر ,قالوا : (هذا حديث منكر جدا ، وإسناده مظلم) (4) , و قالوا : (ولم تصح ، وفيها ما ينكر) (5).
بل أن بعضهم حاول نقل هذه البشارة النبوية التي تلطف بها سيد الرسل (صلی الله علیه و آله) من أويس (رضی الله عنه) إلى شخص آخر هو الحاكم نفسه , فنقلوا عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) قوله : ( يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِيْ أَكْثَرُ مِنْ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ ) وقالوا : ( قيل هو أويس ، والمشهور أنه عثمان بن
ص: 151
عفان) (1),وفي أخرى عن أبي أمامة : ( قال رسول اللَه (صلی الله علیه و آله و سلم) : [ يَدْخُلُ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ مِثْلُ أَحَدِ الْحَيَّيْنِ : رَبِيعَةَ ، أَوْ مُضَرَ ، قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا رَبِيعَةُ مِنْ مُضَرَ ؟ قَالَ : إِنَّمَا أَقُولُ مَا أَقُولُ ].. قال : فكان المشيخة يرون أن ذلك الرجل عثمان بن عفان (رضی الله عنه) ) (2) , وهو ما لم يشتهر حتى على ألسنة مريديه.
كما نسبوا الشفاعة لشخص آخر أكثر ملائمة لمزاج الحاكمين , وجاؤوا برواية مستنسخة – مع شيء من تغيير – تشير إلى ذلك, فقد روى يزيد بن جابر قال : ( بلغنا أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) قال : يكون في أمتي رجل يقال له صلة (3) ، يدخل الجنة بشفاعته كذا وكذا) (4) , وقال الذهبي عن الحديث : إسناده ضعيف لإعضاله كما قال المؤلف ، والحديث المعضل هو الذي سقط من إسناده اثنان على التوالي.
وآخرون أعجبهم حديث النبي (صلی الله علیه و آله) عن شفاعة أويس (رضی الله عنه) , فاستثمروه لتبجيل بعض أصحابهم , وصرح متعصبو الحنابلة بتفضيلهم على أويس القرني (رضی الله عنه) , ( فقال البربهاري (5) إذا كان أويس القرني يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر ، فكم يدخل في شفاعة أبي الحسن بن
ص: 152
بشار (1) ؟) (2) , وأوغلوا فقالوا : ( صدق البربهاري لان أويساً كان من الابدال ، وأبا الحسن كان من المستخلفين ، والمستخلف أجل من البدل وأفضل عند الله ؛ لان المستخلف في الأرض مقامه مقام النبيين (علیهم السلام) !! لأنه يدعو الخلق إلى الله ، فبركته عائدة عليه وعلى كافة الخلق ، وبركة البدل عائدة على نفسه ) , فهذا (البربهاري) شبيه بأولئك الناس الذين عارضوا عبد الله بن عمر في بعض السنة، فقال لهم ابن عمر : (هل نحن مأمورون بإتباع عمر أو بإتباع السنة؟).
ويمكن للإحاطة بمفهوم حديث الرسول (صلی الله علیه و آله) عن شفاعة خير التابعين أن نمر سريعا على موضوع الشفاعة ؛ لنعرفها اولا لغة واصطلاحا.
فلغة : شَفَعَ شفعاً ، الشيء صيّره شفعاً أي زوجاً بأن يضيف إليه مثله ، يقال : كان وتراً فشفعهُ بآخر , أي قرنهُ به , وتقول : شُفِعَ لي الأشخاص , أي أرى الشخص شخصين لضعف بصري ، وشَفَعَ شفاعةً لفلان، أو فيه إلى زيد : طلب من زيد أن يعاونه , وشفعَ عليه بالعداوة : أعان عليه وضادّهُ .وتشفّع لي وإليَّ بفلان أو في فلان : طلب شفاعتي (3).
ص: 153
وأما التعريف الاصطلاحي للشفاعة فهو : السؤال في التجاوز عن الذنوب (1)أو هو : عبارة عن طلبه من المشفوع إليه أمراً للمشفوع له ، أو التماس العفو أو التخفيف من العقوبة عن الغير (2) .
فشفاعة النبي (صلی الله علیه و آله) أو غيره , عبارة عن دعائه الله تعالى لآخرين , وطلبه من ربه الكريم غفران ذنوبهم وقضاء حوائجهم ، فهي دعاء ورجاء (3), وهي تفضّل من الله تعالى ودعوة مستجابة لنبينا (صلی الله علیه و آله) ادّخرها لأهل الكبائر من أمته , فأصل الشفاعة من جملة الحقائق المختصة بالله جل وعلا ، قال تعالى: ﴿قُلْ للهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالاْرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (4) ، وهي مشروطة بإذنه عز وجل لقوله تعالى : ﴿وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ (5) وقوله : ﴿ وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ﴾ (6) , وقوله : ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالاْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّام ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِىّ وَلاَ شَفِيع أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ﴾ (7), فمعناها: مالكيّته لكل شفاعة مأذونة بالأصالة , وأما ما لعباده المأذونين ، فهي شفاعتهم لمن ارتضاه سبحانه , وهي شفاعة فئة خاصة من عباد الله سبحانه ، الذين تقبل شفاعتهم عند الله بشروط خاصة ذكرت في الآيات الكريمة : ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ
ص: 154
مُكْرَمُونَ* لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴾ (1) , ﴿ وَكَمْ مِنْ مَلَك فِي السَّمَوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾ (2) , ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ (3) , ومحمد العظيم (صلی الله علیه و آله) هو شفيع المحشر على الإطلاق ؛ لأن الشفاعة بالأصل – كما وردت في أحاديثنا - إنما هي كرامة من الله تعالى له (صلی الله علیه و آله) , وأن الأنبياء الآخرين (علیهم السلام) إنما يشفعون بما يعطيهم سيد المحشر وصاحب لوائه (صلی الله علیه و آله) مما أعطاه ربه عز وجل , فقد جاء عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) قوله : [يَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَاْمَةِ الْأَنْبِيَاْءُ، ثُمَّ الْعُلَمَاْءُ، ثُمَّ الْشُهَدَاْءُ] (4) وقوله (صلی الله علیه و آله) : [ الْشُفَعَاْءُ خَمْسَةٌ: الْقُرْآنُ، وَالْرَحِمُ، وَالْأَمَاْنَةُ، وَنَبِيُّكُمْ وَأَهْلُ بَيْتِهِ (علیهم السلام) ] (5) , وقال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : [ إِنِّيْ أَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَاْمَةِ فَأُشَفَّعُ ، وَيَشْفَعُ عَلِيٌّ فَيُشَفَّعُ ، وَإِنَّ أَدْنَىْ الْمُؤْمِنِيْنَ شَفَاْعَةً يَشْفَعُ فِيْ أَرْبَعِيْنَ مِنْ إِخْوَانِهِ] (6) , وقال (صلی الله علیه و آله) : [ إِذَاْ كَاْنَ يَوْمُ الْقِيَاْمَةِ كُنْتُ إِمَاْمَ الْنَبِيْيّنَ وَخَطِيْبَهُمْ وَصَاْحِبَ شَفَاْعَتِهِمْ غَيْرَ فَخْرٍ ] (7) , وقال (صلی الله علیه و آله) : [ِإِنِّيْ لأَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَاْمَةِ وَأُشَفَّعُ ، وَيَشْفَعُ عَلِيٌّ فَيُشَفَّعُ ، وَيَشْفَعُ أَهْلُ بَيْتِيْ فَيُشَفَّعُوْنَ ] (8) , وقد ثبت في مصادر الطرفين أن النبي (صلی الله علیه و آله) نص على عدد من
ص: 155
الصحابة بأسمائهم ، أن لهم مقاماً كبيراً عند الله تعالى ، وأن الجنة تشتاق إليهم , والملاحظ أنهم كلهم من شيعة أهل البيت (علیهم السلام) .
وقد ثبتت لخير التابعين أويس القرني (رضی الله عنه) الشفاعة بعدد كبير جدا من الناس بحديث النبي الكريم (صلی الله علیه و آله) , حيث نص على اسمه – كما مر بنا - وهي دليل واضح على شفاعة أهل بيت النبي (صلی الله علیه و آله) ؛ إذ نلاحظ تمسك الصحابي الفذ قولا وعملا بحقيقة اقتران العترة الطاهرة بالنبي الأكرم في الحديث المروي عن إرسال الخليفة وفدا له فقد ورد أنه: ( نادى عمر بن الخطاب وهو على المنبر بمنى: يا أهل قرن, فقام مشايخ فقالوا: نحن يا أمير المؤمنين، قال: أفي قرن من اسمه أويس؟ فقال شيخ: يا أمير المؤمنين ليس فينا من اسمه أويس إلا مجنون يسكن القفار والرمال لا يألف ولا يؤلف, فقال: ذاك الّذي أعنيه، إذا عدتم إلى قرن فاطلبوه وبلّغوه سلامي, وقولوا له: إن رسول الله (صلی الله علیه و آله) بشّرني بك وأمرني أن أقرأ عليك سلامه , قال: فعادوا إلى قرن فطلبوه فوجدوه في الرمال فأبلغوه سلام عمر وسلام النبيّ (صلی الله علیه و آله) , فقال: عرفني أمير المؤمنين وشهر باسمي, السلام على رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله)، وهام على وجهه فلم يوقف له بعد ذلك على أثر...) (1) , فهو (رضی الله عنه) رد السلام على النبي (صلی الله علیه و آله) فقط , وصلى عليه وعلى آله ؛ تمسكا بقول النبي (صلی الله علیه و آله) : [ لَاْ تُصَلُّوْا عَلَيَّ الْصَلَاْةَ الْبَتْرَاْءَ]، فَقَاْلُوْا: وَمَا الْصَلَاْةُ الْبَتْرَاْءُ؟ قَاْل (صلی الله علیه و آله) : [تَقُوْلُوْنَ اللّهُمَّ صَلِّ عَلَىْ مُحَمَّدٍ وَتُمْسِكُوْنَ, بَلْ قُوْلُوْاْ اللَّهُمَّ صَلَّ عَلَىْ مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِ مُحَمَّدٍ] (2).
وعندما هزل تبريرهم لطلب الخليفة الثاني من أويس أن يستغفر له , قالوا : ( وهذا سياق منكر ، لعله موضوع ) (3) .
ص: 156
وعالج البعض هذه المعضلة , بعد أن لم ينكر طلب الإستغفار, وتخلصا من شبهة الأفضل ؛ فقيد قول النبي (صلی الله علیه و آله) المطلق في أويس (رضی الله عنه) ! وقال عن أويس (رضی الله عنه) : (هو القدوة الزاهد ، سيد التابعين في زمانه ) (1) ؛ حتى يمكن اللجوء إلى أن في غير عصره يوجد كثيرون أفضل منه.
وانبرى ابن تيمية (2) ليعالج الموضوع فأكد على أن أمر الرسول (صلی الله علیه و آله) لعمر أن يطلب من أويس (رضی الله عنه) أن يستغفر له ، لا يدل على أن أويساً (رضی الله عنه) أفضل من عمر, وقال في ذلك : ( وحتى أمر
ص: 157
النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) أن يطلب من أويس القرني أن يستغفر للطالب ، وإن كان الطالب أفضل من أويس بكثير وقد قال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) في الحديث الصحيح : [ إِذَاْ سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُوْلُوْا : مِثْلَ مَاْ يَقُوْلُ ، ثُمَّ صَلُّوْا عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّىْ عَلَيَّ مَرَّةً صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ عَشْرَاً] ...) (1) , فنلاحظ الوهن في الاستدلال وكيف جعل طلب الاستغفار كطلب الدعاء, وكيف شبه أمر النبي (صلی الله علیه و آله) لعمر أن يطلب الاستغفار من أويس (رضی الله عنه) ، بطلب الرسول (صلی الله علیه و آله) منا أن نصلي عليه (صلی الله علیه و آله) ؟!! مع الفارق الكبير بينهما , فطلب الرسول (صلی الله علیه و آله) منا أن ندعو له بالصلاة عليه إنما هو من أجلنا ، ولم يستمد منا المساعدة , أما توجيهه أحداً أن يطلب الاستغفار من أحد ، فلا يكون إلا إذا كان للثاني مقام عند الله تعالى يؤمل به أن ينفع الاول !! فهو من قبيل قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً ﴾ (2).
كما تجنى آخرون على سيد التابعين وحاولوا الانتقاص من قدره , بمقارنة واهية القواعد , ففي مناظرة ورد ( وسمعت أبا سليمان (3) وأبا صفوان (4) يتناظران في عمر بن عبد العزيز (5)
ص: 158
وأويس ، فقال أبو سليمان لأبي صفوان : كان عمر بن عبد العزيز أزهد من أويس فقال له : ولم ؟ قال : لأن عمر بن عبد العزيز ملك الدنيا فزهد فيها , فقال له أبو صفوان : وأويس لو ملكها لزهد فيها مثل ما فعل عمر , فقال أبو سليمان : أتجعل من جرب كمن لا يجرب ، إن من جرت الدنيا علي يديه ولم يكن لها فى قلبه موقع ) (1), فتعامى هؤلاء عن أن أويساً (رضی الله عنه) شهد له سيد المرسلين (صلی الله علیه و آله) بأنه من كبار أولياء الله تعالى ، والشفعاء عنده يوم القيامة ، وأن معنى ذلك أن الملك والخلافة ومغريات الدنيا لو عرضت عليه وقبلها فسوف لا تغير منه شيئاً , بينما لم يشهد (صلی الله علیه و آله) لمن قارنوه به بحرف من ذلك , فتفضيله على أويس (رضی الله عنه) وجعله في درجته ، ما هو إلا التعصب الأعمى لبني أمية.
والمتأمل في النصوص الواردة في مصادر الآخرين في أويس (رضی الله عنه) ، يلاحظ فيها تناقضا كثيرا ، نشأ من أنهم أرادوا أن يغطوا على فراره من الخليفة ، وامتناعه من الدعاء له والإقامة عنده ،
ص: 159
فوضعوا أحاديث عن لقائه به ، يناقض بعضها بعضا ؛ حتى لتوجب الشك في اللقاء بأويس (رضی الله عنه) واستغفاره, فعن صعصعة بن معاوية قال : ( كان عمر بن الخطاب يسأل وفد أهل الكوفة إذا قدموا عليه : تعرفون أويس بن عامر القرني ؟ فيقولون : لا , وكان أويس رجلاً يلزم المسجد بالكوفة فلا يكاد يفارقه ، وله ابن عم يغشى السلطان ويؤذي أويساً ، فوفد ابن عمه الى عمر فيمن وفد من أهل الكوفة ، فقال عمر : أتعرفون أويس بن عامر القرني ؟ فقال ابن عمه : يا أمير المؤمنين إن أويساً لم يبلغ أن تعرفه أنت ، إنما هو إنسان دون ، وهو ابن عمي ..... فراغ ، فما رئي حتى الساعة ) (1).
وعندما عجز وعاظ السلاطين عن أن ينفوا أصل بشارة النبي (صلی الله علیه و آله) بأويس (رضی الله عنه) ومكانته المميزة عند الله تعالى , حاولوا أن ينفوا أنه قتل في صفين ، وادعوا أنه توفي في طريقه إلى الشام , فقالوا : ( تضاربت الأقوال في مكان وفاته فمنهم من قال : إنه مات على جبل أبي قبيس بمكة ، ومنهم من يزعم أنه مات بدمشق , ومنهم من زعم أنه توفي بالحيرة , ومنهم من قال: إنه قتل يوم صفين في رجال علي (رضی الله عنه) ) (2). وروى بعضهم أنه استشهد يوم نهاوند (3), وروى دجال آخر : ( صح أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ، أنه أمر عمر أن يسأله أن يستغفر له ، فقيل : اجتمع به عمر ببيت المقدس ، وقيل: لقيه بالموسم ، فقال لعمر: حججت واعتمرت وصليت في مسجد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ، ووددت لو أني صليت في المسجد الأقصى , فجهزه عمر فأحسن جهازه ، وأتى
ص: 160
المسجد الأقصى فصلى فيه ، ثم أتى الكوفة فخرج غازيا إلى ثغر أرمينيا (1) ، فأصابه البطن ، فالتجأ إلى أهل خيمة ، فمات عندهم ، ومعه جراب وقعب (2)، فقالوا لرجلين منهم : اذهبا فاحفرا له قبرا ، قالوا : فنظرنا في جرابه ، فإذا فيه ثوبان ليسا من ثياب الدنيا ، وجاء الرجلان فقالا : أصبنا قبرا محفورا في صخرة كأنما رفعت عنه الأيدي الساعة ، فكفنوه ثم دفنوه , ثم التفتوا فلم يروا شيئا ) (3) , وقال آخر: ( وبعض الرواة يزعم أن أويساً القرني العابد ، قتل مع علي بصفين , ويقال : بل مات بسجستان (4) ) (5) , وقال آخر : ( إنه غزا أذربيجان (6) فمات ، فتنافس أصحابه في حفر قبره) (7), وأسهب آخر فقال : ( غزونا أذربيجان زمن عمر بن الخطاب ، ومعنا أويس القرني ، فلما رجعنا مرض علينا - يعني أويس - فحملناه ، فلم يستمسك فمات ،
ص: 161
فنزلنا فإذا قبر محفور وماء مسكوب ، وكفن وحنوط ، فغسلناه وكفناه) (1), ولا ندري لم تفضلوا عليه بكرامة القبر المحفور والماء المسكوب والكفن والحنوط , ولم يسلبوها منه , وينسبوها لآخر!.
وجعلوا له في الشام نفسها قبرين حتى يوهموا شهادته بصفين , فرووا : ( أن جماعة من الصحابة صحبهم أويس القرني من المدينة الى الشام ، فتوفي في أثناء الطريق في برية لا عمارة فيها ولا ماء ، فتحيروا في أمره فنزلوا فوجدوا حنوطاً وكفناً وماء فعجبوا من ذلك وغسلوه وكفنوه ...) (2).
وحددوا أن : ( من بعض المشاهد والمزارات بدمشق التي بين باب الجابية والباب الصغير .. قبر أويس القرني وقبر كعب الأحبار (3) ,
ص: 162
رضي الله عنهما ) (1) , وفصّلوا رواية أخرى – على المقاس المطلوب – في موته بدمشق فقالوا بعد إيراد حديث هرم بن حيان معه : ( قال له هرم : إني أريد أصحبك وأكون معك , فقال له أويس: لا يا هرم ولكن إذا مت لا يكفنني أحد حتى تأتي أنت فتكفنني وتدفنني , ثم إنهما افترقا , ولم يزل هرم بن حيان في طلب أويس حتى دخل مدينة من مدائن الشام يقال لها دمشق , فإذا هو برجل ملفوف في عباءة له ملقى في صحن المسجد , فدنا منه فكشف العباءة عن وجهه , فإذا هو أويس قد توفي , فوضع يده على أم رأسه ثم قال : وا أخاه هذا أويس القرني مات ضائعاً , فقيل له : من أنت يا عبد الله ؟ ومن هذا؟ , فقال : أما أنا فهرم بن حيان المرادي , وأما هذا فأويس القرني ولي الله .. قالوا : فإنا قد جمعنا له ثوبين نكفنه فيهما , فقال لهم هرم : ما له بثمن ثوبكم حاجة , ولكن يكفنه هرم بن حيان المرادي من ماله , فضرب هرم بيده إلى مردة أويس القرني , فإذا هو بثوبين لم يكن بهما عهد عند رأس أويس , على أحدهما مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم براءة من الرحمن الرحيم لأويس القرني من النار , وعلى الآخر مكتوب هذا كفن لأويس القرني من الجنة ) (2).
وذكر ياقوت الحموي (3) في معجم البلدان عند حديثه عن دمشق: ( وبالجابية قبر أويس القرني ، وقد زرناه بالرقة ، وله مشهد بالإسكندرية وبديار بكر ) ..
ص: 163
وعن الزهري (1) أنه: ( مات بأرض الجزيرة فانشقت الأرض عن مثل شهب فحفر مكان قبره ) (2) , وقال بعضهم : ( إنه عاش حتى نزل مصر مع سيدنا محمد بن أبي بكر حين كان والياً على مصر من قبل سيدنا علي , فله قبر هناك) (3) .
ونفى إبن تيمية أصل القبر الحقيقي في صفين فقال : ( أما هذه المشاهد المشهورة فمنها ما هو كذب قطعاً مثل المشهد الذي بظاهر دمشق المضاف إلى أبي بن كعب ، والمشهد الذي بظاهرها المضاف الى أويس القرني ، والمشهد الذي بمصر المضاف الى الحسين (رضی الله عنه) ، إلى غير ذلك من المشاهد التي يطول ذكرها بالشام والعراق ومصر وسائر الأمصار ، حتى قال طائفة من العلماء منهم عبد العزيز الكناني : كل هذه القبور المضافة الى الأنبياء لا يصح شئ منها إلا قبر النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) ، وقد أثبت غيره أيضاً قبر الخليل (علیه السلام) ) (4).
وقال إبن تيمية: ( وأما القطع بتعيين قبره ففيه نظر .. ومنها القبر المضاف إلى أُويس القرني غَربي دمشق ؛ فَإن أُويسا لم يجئ إلى الشام , وإنما ذهب إلى العراق ) (5) , ولعل ابن تيمية آمن أن قبر أويس طار من الأرض إلى جهة ما , على ما ورد في رواية مر ذكرها عن ( عبد الله بن سلمة ، قال : غزونا أذربيجان زمن عمر بن الخطاب ومعنا أويس القرني ، فلما رجعنا مرض علينا , فحملناه فلم يستمسك فمات ، فنزلنا فإذا قبر محفور وماء مسكوب وكفن وحنوط ،
ص: 164
فغسلناه وكفناه وصلينا عليه ودفناه فقال بعضنا لبعض : لو رجعنا فعلمنا قبره ، فرجعنا فإذا لا قبر ولا أثر) (1).
واستطاع أحد أصحاب الأقلام التي مُلئت قلوب أصحابها غيظا من شهادة أويس (رضی الله عنه) مع مولاه أمير المؤمنين (علیه السلام) في صفين أن يبرع في قصة عن وفاة التابعي الشهيد (رضی الله عنه) , فأماته من شدة البرد في منطقة مجهولة بين الكوفة والمدينة فكتب : ( ذكر أحد العارفين أنه خرج في رفقة من أرض العراق , يريدون مكة ومدينة المصطفى (صلی الله علیه و آله و سلم) .. قال : فإذا نحن برجل من أهل العراق وقد خرج معنا , به أدمة في شعره , وهو مصفر اللون ذهب الدم من وجهه ؛ مما بلغت فيه العبادة , وعليه ثياب خلقة من رقاع شتى , وبيده عصا , ومعه مزود فيه شيء من الزاد , وهو أويس القرني , وأنكر أهل الرفقة وقالوا : نظنك عبدا؟ قال : نعم , قالوا : نظنك عبد سوء هربت من مولاك؟ قال لهم : نعم , قالوا : كيف رأيت نفسك حتى هربت من مولاك وما صار حالك إليه؟ أما أنك لو أقمت عنده ما كانت حالتك هذه ! وإنما أنت عبد سوء مقصر , فقال لهم : نعم , والله إني لعبد سوء , ونعم المولى مولاي , ومن قبلي التقصير , ولو أطعته ما كان من أمري هذا , وجعل يبكي حتى كادت نفسه تزهق , فرحمه القوم وظنوا أنه مولى , وإنما أراد أنه عبد لرب العزة جل وعلا .. فقال له رجل من القافلة : لا تخف أنا آخذ لك من مولاك الأمان ؛ فارجع إليه وتب , فقال : أنا راجع إليه , وراغب فيما عنده , ومضوا حتى خرجوا لزيارة قبر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) , وسارت القافلة ذلك اليوم , وسار معهم وجدوا في المسيرة , ولما كانوا ليلا نزلوا في فلاة من الأرض , وكانت ليلة شتائية كثيرة المطر ؛ فآوى كل واحد إلى رحله وخبائه , ولم يأو أويس إلى شيء , ولم يسأل شيئا , وقد آلى على نفسه ألا يسأل شيئا من أمر الدنيا من مخلوق , وإنما تكون حوائجه إلى الله سبحانه وتعالى , فبلغ به البرد تلك الليلة مبلغا شديدا ؛ حتى اضطربت جوارحه من شدة البرد , واشتد عليه سلطان البرد , حتى مات في جوف الليل , ولما أصبح
ص: 165
وأرادوا الرحيل نادوه : قم أيها الرجل , فإن الناس قد رحلوا , فأتاه رجل قريب منه , فحركه فوجده ميتا رحمه الله , فنادى : يا أهل القافلة إن العبد الآبق على سيده قد مات , ولا يصلح لنا الرحيل حتى تدفنوه , قالوا : وما الحيلة في أمره ؟ فقال لهم رجل كان معهم : إن هذا العبد كان تائبا راجعا إلى مولاه , نادما على ما صنع , ونرجو أن ينفعنا الله به , وقد قبل توبته , ونخاف أن نسأل عنه إن تركناه غير مدفون , ولا بد لكم أن تصبروا حتى تحفروا له قبرا وتدفنوه , فقالوا : هذا موضع ليس فيه ماء , فقال بعضهم لبعض : إسألوا الدليل , فسألوه فقال : إن بينكم وبين الماء ساعة , ولكن أرسلوا معي رجلا واحدا وأنا آتيكم بالماء , فأخذ الدليل دلوا وسار إلى الماء , ولما خرج من القافلة إذا هو بغدير من الماء , فقال الدليل : هذا هو العجب الذي ما رأيت مثله .. هذا موضع ليس به ماء , ولا على قريب منه , فرجع إليهم وقال : قد كفيتكم المؤنة فعليكم بالحطب , جمعوه ليسخنوا به الماء من شدة البرد , فجاؤا إلى الماء ليأخذوا منه , فوجدوه ساخنا يغلي , فازدادوا عجبا وفزعوا من ذلك الرجل , وقالوا : إن لهذا العبد قصة وشأنا , فأخذوا في حفر قبره , فوجدوا التراب ألين من الزبد , وأشد رائحة من المسك الأذفر , لم يشموا أطيب منه , فاشتد خوفهم وملئوا رعبا , وضربوا له خباء , وأدخلوه فيه وغسلوه , وتنافسوا على كفنه , فقال رجل من القوم : أنا أكفنه , وقال آخر : أنا أكفنه , فأتفق رأيهم على أن يجعل كل واحد منهم ثوبا , ثم كتبوا صفته ؛ لعل أحدا يعرفه إذا وصلوا المدينة , ولما أرادوا كفنه وجدوه مكفنا بكفن من الجنة لم ير الراؤون مثله , وعليه مسك وعنبر و ملأت رائحته أنوفهم , وعلى جبينه خاتم من مسك , وكذا على قدميه , فقالوا : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , إن الله عز وجل قد كفنه وأغناه عن أكفان العباد , ونرجو الله قد أوجب لنا الجنة , ورحمنا بهذا العبد الصالح , وندموا ندامة شديدة على تركه تلك الليلة حتى مات بالبرد , ثم إنهم حملوه ليدفنوه وصلوا عليه , ولما كبروا سمعوا صوت التكبير من السماء إلى الأرض , ومن المشرق إلى المغرب , وانخلعت أفئدتهم وأبصارهم , ولم يدروا ما صلوا عليه من الفزع , وعظم رعبهم مما سمعوا فوق رؤوسهم , فحملوه ليدفنوه , وكأنه خطف لخفته ودفنوه , ولما
ص: 166
وصلوا إلى الكوفة دخلوا المسجد وأخبروا بخبره وصفته , فإذا هو أويس القرني , وارتفعت الأصوات في مسجد الكوفة بالبكاء ) (1) .
وقد حقق أبو الحسن الهروي (2) مكان قبر أويس القرني (رضی الله عنه) ، عند زيارته لمدينة دمشق ، فقال: ( وبالجبانة قبر أويس القرني ، وقد زرناه ب-(الرقة)، وبثغر (الإسكندرية بمصر)، و(ديار بكر)، والذي صح أنه ب-(الرقة) ، عند مشهد الجنائز، بجانب قبر عمار بن ياسر).
( وفي عصرنا الحاضر ومن طريف ما جرى أن الإيرانيين بنوا في صفين ( الرقّة ) مسجداً كبيراً ضمنوه قبر عمار بن ياسر وأويس القرني رضي الله عنهما ، وعندما اكتمل المشروع أقاموا لافتتاحه احتفالاً ودعوا بعض العلماء والمؤرخين لالقاء خطبهم فيه ، ومنهم الدكتور سهيل زكار (3) المحب للأمويين ، فتكلم في افتتاح مسجد أويس ، وأنكر وجود شخصيته من أساسها , ونشر الخطاب في الكتاب المؤرخ لافتتاح المرقد المبارك , الذي أصدرته الجهة الراعية للإحتفال) (4) , و ( في مجلّة الثقافة الإسلامية التي تصدر عن المستشارية الثقافية
ص: 167
للجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق ، وكان العدد خاصا بالشخصيات البارزة في معركة صفين ، ومنهم أويس القرني رضوان الله تعالى عليه ، ولاحظتُ من مقالاتها ، مقالة للدكتور سهيل زكّار ، المحاضر في جامعة دمشق ، وصاحب التأليفات التاريخية المتعدّدة ، ومنها كتاب (تاريخ الإسلام) ، فوجدته قد ركّز فيها - مع الأسف - على عدم أهمية شخصية أويس القرني ، وأنه ليس أهلا لأن يبحث عنه ، ولا أن تقام ندوات حوله ، وذلك لأنه شخصية أسطورية أو شبه أسطورة والعجيب ، أن يصدر ذلك من شخص أكاديمي باحث متخصص في التاريخ ، إذ كيف يمكن إنكار مثل هذه الشخصيّة التاريخية ، مع أن كتب الحديث والتراجم مليئة بذكر ترجمته وبذكر فضائله) (1).
من جهة أخرى فقد غالى بعضهم في التابعي الجليل , ومن ذلك أن بعضهم جعله خليل رسول الله (صلی الله علیه و آله) , ( فبالإسناد إلى سلام بن مسكين قال : حدثني رجل قال : قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) : خليلي من هذه الأمة أويس القرني ) (2) .
إذ يبدو أن عقدة إعلان النبي (صلی الله علیه و آله) عن اسم خليله , لازمت نفوس البعض ؛ فحاولوا توزيعها على عديدين نكاية بصاحبها الحقيقي , وهو أمير المؤمنين علي (علیه السلام) , بما صح من قوله (صلی الله علیه و آله) :
ص: 168
[ إِنَّ عَلِيَّاً أَخِيْ وَخَلِيْلِيْ ] (1) , وقوله : [ إِنَّ خَلِيْلِيْ وَوَزِيْرِيْ، وَخَلِيْفَتِيْ وَخَيْرِ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِيْ، يَقْضِيْ دَيْنِيْ، وَيُنْجِزُ مَوْعِدِيْ عَلِيٌّ بِنْ أَبِيْ طَاْلِبٍ ] (2) , وإيراد نسبة حديث للنبي (صلی الله علیه و آله) بأن أويسا (رضی الله عنه) خليله , مدعاة لتضعيف الحديث أو تكذيبه ؛ لأن كتاب السيرة من أتباع السلطان نفوا أصلا أن يكون للرسول (صلی الله علیه و آله) خليل , بما أسندوه إلى إبن مسعود من قول النبي (صلی الله علیه و آله) بأنه لو كان متخذا خليلا لاتخذ أبا بكر خليلا (3) , فأصل الموضوع عندهم مطلق النفي لأي حديث عن النبي (صلی الله علیه و آله) يشير فيه إلى اتخاذ أي شخص خليل له .
ومن صور المغالاة في ذكر أخبار أويس (رضی الله عنه) ما أطال به الرواة في قصته مع هرم بن حيان , وقد مرت بنا , بكل تفاصيلها وقصصها المتناقضة في الزمان والمكان والفحوى والدلالة , والتي يبدو أنها نسجت بهذه الحجم المكبر , لتخفيف حجم صورة أويس (رضی الله عنه) في أذهان الناس , وإثبات وجود نظراء له , إن لم يكن أفضل منه .
وفي مغالاة أخرى نسبوا أن أويسا (رضی الله عنه) حصل على خرقة النبي (صلی الله علیه و آله) , ف-(عن تذكرة الاولياء أن علياً (علیه السلام) وعمر أعطيا خرقة النبي (صلی الله علیه و آله) حسب الوصية أويساً , فلما رآه الثاني أن ثوبه وكساه شعر الإبل ووبره ، ورأسه ورجليه مكشوفان ، وكان له رئاسة الدنيا والدين تغير حاله فقال عمر : من يشتري الخلافة مني برغيف من الخبز ؟) (4) , ودعيت هذه لاحقا خرقة التصوف , وأن أويسا (رضی الله عنه) ورثها لموسى الراعي (5) , و( أن أويسآ القرني ألبسه الخرقة لما قدم بلاد الديلم
ص: 169
، ومات بها ، وأن عمر ألبسه قميصه بعرفات بحضور علي ، وأن علياً ألبسه رداء ثم ألبسه قميصه بصفين ، وهما لباسان من النبي ) (1).
أعطت الصورة البهية الألقة التي رسمها نبي الرحمة (صلی الله علیه و آله) في أحاديثه عن خير التابعين أويس القرني (رضی الله عنه) بعدا عميقا في تأثيرها بين الناس , ورغم كل ما تعرض له هو شخصيا , وما تعرضت له روايات ذكره لاحقا من إجحاف وظلم , فإن ذلك العبق المحمدي الذي عطر ملامح الشهيد العابد الزاهد حفرت أخاديدها في ذاكرة التأريخ ؛ لتكون محطات يقف عندها الكثير , متأثرا بشخصه , مظهرا إعجابه وحبه , مترحما عليه , بل إن هناك العديدين ممن ادعوا الإرتباط به و القرب منه , وساقوا بذلك مزاعم شتى , حسية وغيبية .
ص: 170
فمن جملة مظاهر الإعجاب به , افتخار الشعراء بذكره , ومن ذلك قول أحدهم :
سقى الله قوما من شراب وداده *** فهاموا به ما بين باد وحاضرِ
يظنهم الجهال جنوا وما بهم *** جنون سوى حب على القوم ظاهرِ
سقوا بكؤوس الحب راحا من الهوى *** فراحوا سكارى بالحبيب المسامرِ
يناجونه في ظلمة الليل عندما *** به قد خلوا منهم أويس بن عامر
شهير يماني حوى المجد والعلا *** لنا فيه عالي الفخر عند التفاخر
وإياه عنى دعبل بن علي الخزاعي (1) في قصيدته التي يفتخر فيها على نزار، وينقض على الكميت بن زيد، قصيدته التي يقول فيها: ألا حييت عنا يا مدينا
ص: 171
أويس ذو الشفاعة كان منا *** فيوم البعث نحن الشافعونا
ومن مظاهر الإهتمام بشخصيته ما ذكره إبن خلكان (1) في: ( أن الذي ضرب به الحريري المثل في المقامات هو دبيس بن صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي المتوفى سنة
ص: 172
529ﻫ (1) ) (2) ، والحقيقة أن الحريري قدم ذكر أويس القرني مثلا , ثم أردفه بذكر دبيس فقال : ( فامتلأ القصر حبورا , واستطير عميده وعبيده سرورا , وأحاطت الجماعة بأبي زيد تثني عليه , وتقبل يديه , وتتبرك بمساس طمريه ؛ حتى خُيّل إلي أنه القرني أُوَيْسٌ , أوِ الأسدي دُبَيسٌ ) (3) , فإبن خلكان رفع ذكر أويس , وأثبت ذكر الآخر , لا كما ورد أنه : ( قد وهم المؤلف في ذلك ، وأورد ذكره الحريري في المقامة التاسعة والثلاثين وهي المقامة العمانية ، وفيها يصف كيف أحاطت الجماعة بأبي زيد (4) تثني عليه ، وتقبل يديه ، حتى خيل إلي أنه القرني أويس ) (5).
ص: 173
وبرر إبن تيمية تمسك الصوفيّة (1) بشخص أويس القرني (رضی الله عنه) فقال : ( وأما ورود ذكر أويس القرني والحسن البصري كثيرا في كتب التصوف ؛ فلأمرين .. الأول : أن كتب التصوف تعنى أول شيء بباب الأخلاق ، والزهد والرقائق ، وما أشبه ذلك ؛ وقد نقل في ذلك عن الحسن البصري الشيء الكثير الطيب النافع ، وهكذا نقل من أحوال أويس القرني ، وبعض أقواله ، ما هو نافع مفيد في هذا الباب ، فمن الطبيعي أن يرد ذكرهما في كتب التصوف و الثاني : أن تقديم هذين العلمين : أويس القرني ، والحسن البصري ، رحمة الله عليهما والإشادة بذكرهما ، والقبول العام لهما في الأمة ، يجعل ورود ذكرهما في كتب التصوف شيئاً منطقيا ومفهوماً ، فالمصنفون لهذه الكتب من هذه الأمة التي تلقت هذين الشخصين بالقبول . وفي ضوء ذلك - أيضا - نفهم : لماذا ينتسب الصوفية لهما ، ولأمثالهما من السلف الصالحين في الأمة ؛ فإن كل
ص: 174
مذهب يبحث عن سند تاريخي مقبول على وجه العموم في الأمة ، من أجل إثبات مشروعيته ، والترويج له بين الناس) (1) .
ويستشهد الصوفيين بحديث منسوب لأويس (رضی الله عنه) عن النبي (صلی الله علیه و آله) يقول فيه : ( والله ما رأيتموه إلا كالسيف في غمده) , على أن بعض التلاميذ المتأخرين في التزام الطريق يمكن أن يحققوا مقامات أعلى ممن سبقوهم, فيرددون أن : ( الطريق لمن صدق , وليس لمن سبق ).
ولما كان التصوف الصحيح بني على الزهد ، فالزهد عندهم أصل من أصول الشريعة ؛ ولذلك عندما كتب المتقدمون في هذا الشأن كتبوا فيه تحت مصطلح الزهد , ومن المصادر التي أفردت أبوابا للتصوف : (حلية الأولياء لأبي نعيم) , و (صفة الصفوة لابن الجوزي) , و (سير السلف لأبي القاسم) ، وهي مصادر التصوف على الطريقة الأولى التي تشمل المتقدمين والمتأخرين , ابتداءً بأصحاب رسول الله (صلی الله علیه و آله) ، ثم التابعين ، ممن تفرغوا للعبادة وللزهد وانقطعوا عن الدنيا ، وفي هذا الباب يذكر أبو نعيم أويساً القرني كمثال على هذا الأسلوب ونموذج لخير الزاهدين.
ومن مظاهر الإعجاب بخير التابعين , ومحاولة الارتباط به ما يراه النقشبنديون من أنه تلقى عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) علوما بظهر الغيب ؛ فاتخذوا من هذا الإعتقاد مبناهم في كون ما يدعى الأوَيْسِيَّة (2) , والأويسية : مصطلح غريب ومثير ، اختلقها النقشبنديون ليتخذوه ضربًا آخر من دعوى علم الغيب لشيوخهم , فيزعمون أن عددا من قدمائهم تلقوا علومهم من روحانية من ماتوا قبلهم , ويصفونهم ب-(الأويسية) ؛ فيقولون لكل منهم (شيخٌ أويسي) نسبةً إلى أويس
ص: 175
القرني (رضی الله عنه) ، ويرى البعض في السلسلة الأويسية كثير من التخليط ، فهم يجعلون من شيوخ سلسلتهم : إبن خفيف (1) ، والكازروني (2) ، والكبري (3) ، ونوربخش .
وممن ادعى الصلة الوثيقة بالتابعي الشهيد من الصوفية أبو يزيد البسطامي (4) , فالمشهور لدى أصحابه : ( أن سيدي أبا يزيد أويسي التربية ( نسبة الى سيدنا أويس القرني سيد التابعين ) الذي ربته روحانية سيدنا المصطفى (صلی الله علیه و آله و سلم) بالخصوص , وبشر به أصحابه ونسبته: أي يزيد الى الأويسية مرده انه ربته روحانية سيدنا جعفر الصادق , (رضی الله عنه) إذ لم يلتق به , فقد توفى قبل
ص: 176
ولادته بنحو أربعين سنة . وهذه التربية الروحية وقف على أهل الطريق الصوفي – طرق الخواص- ولا يطالب بالاذعان الا من كان من أهلها : أنهم الصفوة المختارة ) (1).
وأحب أصحاب طريقة أخرىمن الصوفيين التشرف بالإنتساب إلى خير التابعين أويس القرني (رضی الله عنه) , وهم أصحاب الطريقة الشيستية المنتشرون في مدينة أجمير إحدي أجمل وأعرق المدن الهندية , والتي إختارها (سيدي معين الدين الشيستي ) لتكون مقرا لإقامته ونشر الدعوة الصوفية للإسلام , حيث كانت المنطقة مركزا لانتشار الوثنية ، ومما يذكر عن الطريقة الشيستية الواسعة الإنتشار في القارة الهندية قبل التقسيم لالتي كانت تضم آن ذاك إبان حكم الملك أورانك سيب كلا من الهند وباكستان وبنجلاديش وبعض المناطق الروسية والصينية وأصحاب الطريقة الشيستية يعدونها الفرع الوحيد الذي ينتمي روحيا إلى أويس القرني (رضی الله عنه) ( الذي يقال أنه أخذ العهد علي يد سيدنا ومولانا الإمام علي بن أبي طالب (رضی الله عنه) حينما ذهب للحج مع وفد بني قرن من اليمن السعيد ، ومن الدلائل على أن هناك طريقة لسيدي أويس القرني أن بعض أحزابه موجودة في الطرق الصوفية مثل الحزب المغني لسيدي أويس القرني الذي يقرأه أبناء الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية أبناء الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني (رضی الله عنه) , وسيدي العارف بالله معين الدين الشيستي سنجري (رضی الله عنه) شريف النسب إذ ينتمي إلى الدوحة النبوية المصطفوية ، وقد بدأ دعوته في القارة الهندية إبان القرن السابع الهجري وانتشرت الطريقة على يديه توازيا مع الطريقة القادرية الجيلانية وينتسب إليهما روحيا معظم المسلمين الهنود والباكستان والبنجلاديش إلى الآن) .
ومع أن عددا من المؤرخين يتحدث عن أن التابعي الشهيد لم يتزوج , سوى قصة عابرة عن المدائني قال: (خطب أويس القرني (رضی الله عنه) أم الشماخ ومزرد وجزء ، بني ضرار) , (وما أحسب
ص: 177
أويساً (رضی الله عنه) خطب امرأة قط ، ولعله غيره ، أو في الرواية وهم ) (1), فإن هناك من ادعى أنه من سلالته , ففي كل عام و( مع أفراح السادة الأويسية في باكستان , ومن مدينة دالوال حيث يجتمع القادرية والأويسية والخلوتية والنقشبندية والبرهانية حول مقام سيدي محمد بركت علي وهو أحد أبناء سيدي أويس القرني ؛ للإحتفال بمولده الشريف في ساحته الضخمة التي يتوسطها المقام ويحوطه آلاف الزوار الذين أتوا من كل أنحاء باكستان ، ويتم افتتاح المولد بقراءة الحزب المغني وهو أحد أحزاب سيدي أويس القرني , الذي يقرأ لنيل الفتوة وقتل النفس والبعد عن الرياء والكبرياء ، وقد عاش (رضی الله عنه) منشغلا بأوراده وأذكاره وتلاوة القرآن , ولما استقر بة الحال بعد طول الترحال , أنشا خلوته التي هل محل مقامه , وقصده الناس لقضاء حوائجهم والتبرك به (رضی الله عنه) ، وكان له من الكرامات ما لا يحصى ولا يعد وأعظمها دخول الناس الإسلام على يديه وكان دائما يقول الإستقامة أعظم كرامة) .
كما تنتسب عشيرة له في باكستان تعتبر نفسها من فرق الشيعة , وهم يقدسون أويس القرني (رضی الله عنه) , متمسكين بأنه أحد التابعين , وممن أوصى به الرسول (صلی الله علیه و آله) , وكان في أول كتيبة قتلت في حرب صفين في صف الإمام (علیه السلام) , وأن الإمام علي (علیه السلام) قد عدّه ممن بشره الرسول (صلی الله علیه و آله) بحضوره في المعركة , ولهم موضوع يدور حول قطعة قماش أعطاها الرسول (صلی الله علیه و آله) لعلي (علیه السلام) وأعطاها لأويس (رضی الله عنه) .
وممن يعتز بشرف الإنتساب إلى خير التابعين عشيرة الأويسات أو اللويسات السورية وهي : (من عشائر سهل الغاب بجسر الشغور ، أحد أقضية محافظة حلب . ينتسبون الى أويس القرني ، وقد قطنوا الغاب في القرن الحادي عشر ، وقريتهم الحويجة ، ويعدون اثنين وثلاثين بيتا ) (2).
ص: 178
و من دلائل انتشار ذكر أويس القرني (رضی الله عنه) في شبه القارة الهندية , حيث يكثر محبوه في دلهي بالهند , وفي زاوية خاصة من جامعها الكبير (جامع سجود) متحف يضم بعض المخلفات الخاصة بالرسول (صلی الله علیه و آله) , وأهل البيت (علیهم السلام) والصحابة , مثل بعض الشعرات من رأس النبي الكريم (صلی الله علیه و آله) محفوظة داخل وعاء زجاجي أمين ومحكم , فضلاً عن تواجد قميص ينسب إليه (صلی الله علیه و آله) , وقرآن خطي ينسب إلى الإمام علي (علیه السلام) , وعباءة تنسب إلى سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (علیها السلام) , ونعل ينسب إلى سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسن (علیه السلام) , وعمامة تنسب إلى ريحانة رسول الله (صلی الله علیه و آله) وسيد الشهداء الإمام الحسين (علیه السلام) , وأسنان تنسب إلى خير التابعين أويس القرني (رضی الله عنه) ...
وفي بعض البلدان اعتقد الناس بالبركات من التابعي الجليل , في بعض الأماكن التي نسب للشهيد مروره بها , من غير المقامات , ويشار في ذلك إلى ما يسميه الناس شجرة أويس القرني (رضی الله عنه) , فأحداها الموجودة في سوريا , وهي شجرة صنوبر كبيرة وقديمة , موجودة منذ مئات السنين , في محمية كتسرين , في هضبة الجولان .. ويعتقد سكان المنطقة , أن خير التابعين , كان يستظل بظلها , ويؤدي صلواته تحت أغصانها , وقد تباركت الشجرة والموقع مع الوقت , وأخذ سكان المنطقة , وخاصة من أبناء الطائفة الدرزية , يزورون المكان لنيل البركات منها ، ولإيفاء النذور ولإجراء الصلوات.
والثانية شجرة أويس القرني في اليمن , وهي شجرة كبيرة جداً بجوار مسجد أويس في منطقة العبدية بمأرب.. و هي الشجرة التي ظل الناس يتبركون بها وتحولت إلى مزار .
ومن مظاهر الولاء لشخص العابد الزاهد تمسك العديد من البقاع بوجود مقام , أو ضريح ينسب إليه , وهو ما سنتطرق إليه.
ص: 179
كما أشرنا سابقا , فإن لمحات حياة خير التابعين التي مرت خاطفة في كتب السير , وبين سطور الروايات – بكل ما ضمته من محاولات للإهمال مجحفة – ألهبت عند الكثيرين في هذه البقعة أو تلك , وعند هؤلاء القوم أو أولئك مشاعر المحبة لشخصه , ورغبة الإرتباط به , ولهفة التودد إليه , وأمنية ترجٍّ أن يكون مشمولا بشفاعته الموعودة ؛ فالتمس نيل بركات آثاره من
ص: 180
آمن بكرامته الكبيرة عند رب العالمين عز وجل , ورغم ثبوت شهادته في أرض صفين في الجولات الأولى من الواقعة وتظافر مصادر المسلمين التأريخية الموثوقة على تأكيد ذلك , وأن أمير المؤمنين قد صلى على جسده الطاهر , وواره الثرى جنب شهداء الواقعة الأكرمين , فإن بعض الأماكن قد احتفت بوجود ما أطلق عليه ضريح للتابعي الشهيد , فيما شمخت في أماكن أخرى في بلدان العالم الإسلامي , بل في مختلف بقاع الأرض صروح لما أطلق عليه مقام (1) أويس القرني (رضی الله عنه) , وكل من تلك الأضرحة والمقامات مزار مقصود تقام عنده طقوس التعبد لله تعالى , والتماس الشفاعة إليه جل شأنه ببركة الولي الطاهر , وفي بعضها تقام مهرجانات كل عام يقصر عنها الوصف .
فمن مقامات الشهيد الخالد و(أضرحته):
أ- ضريحه في الجمهورية العربية السورية .
يقع في دمشق حيث ورد أن : ( من بعض المشاهد والمزارات بدمشق التي بين باب الجابية والباب الصغير .. قبر أويس القرني وقبر كعب الأحبار رضي الله عنهما ) (2) .
ب-مقاماته في جمهورية مصر العربية .
1-يظن بعض الرواة المصريين أن أويساً (رضی الله عنه) قد يكون بنى لنفسه خلوة في سفح جبل المقطم في بلدة البرمبل (3), وبالتحديد في الشرق منها , حيث يوجد قبر ينسب الى
ص: 181
أويس القرني (رضی الله عنه) , وأقيم بجواره مسجد جامع , وفي البرمبل يقام لأويس (رضی الله عنه) كل عام مولد سنوي فى مبادىء زيادة النيل , تهرع لأجله جموع المؤمنين من البحيرة و الصعيد , فيمكثون أربعة أيام مشتغلين بالأذكار وتلاوة القرآن , ويذبحون الذبائح و يطعمون الطعام , وعندما ينتهي اليوم الرابع ينصرفون.
2-مقام في منطقة (قمن العروس) مركز الواسطي (1) من محافظة بني سويف .
3-ضريح بجبانة الإسكندرية , وهي المقبرة الكبيرة التي يعود بعضها لحقب قديمة , تم اكتشافها من قبل الآثاريين , وبعضها تعرف بمقابر المسلمين , وكان قبر التابعي الشهيد في هذه المقابر منها معروفا إلى عهد قريب , حينما كانت المقبرة منتظمة البناء , ولكن المقابر العشوائية غيرت من معالم الخريطة الهندسية للمدفن بأكمله تماما.
ج-مقاماته في جمهورية اليمن .
1-مقام في قرية التريبة التي تبعد مسافة خمسة كيلو مترات عن مدينة زبيد ، ويعتبر هذا المقام معلما سياحيا هاما من المعالم السياحية في الجمهورية اليمنية بحيث يقصده عاشقي التابعي الزاهد أويس القرني (رضی الله عنه) من شتى أنحاء المعمورة طلبا للشفاعة و الإستغفار .
2-مقام معظم في زبيد ، وقد ملكوا سكنا واسعا بجواره ، فإذا جاءوا للزيارة نزلوا فيه ، وانطلقوا منه إلى بقية المزارات.
ص: 182
3-قبر في قرية الحمى من نواحي زبيد ، يسمونه قبر حضرة خواجه أويس القرني عاشق رسول الله (1) , وقربه مسجد أويس القرني , وهو مسجد أثري قديم يقع على بعد ثمانية كيلومتر شرق مدينة زبيد بقرية الحمى وهو مزار للطائفة الإسماعيلية , ( وأن قبره يوجد في اليمن في ضواحي مدينة زبيد في قرية الحمى شرق مدينة زبيد على بعد 3كم وعليه مسجد قديم, وتوجد بجواره مدرسة تسمى بمدرسة أويس القرني ) (2) , والقبر عال مغطىً بثوب موشى ، لعله من الحرير مطرز بآيات من القرآن وبعض العبارات الأخرى، وهو في غاية من النظافة ، ومفروش بفراش من السجاد , والبخور يفوح منه مما يلقي له مهابة في نفس الزائر.
4-في منطقة العبدية بمأرب في اليمن أيضا , التي يعتبرها السكان موطن أويس هناك مسجد أويس الذي فيه محرابه - كما يقولون – ويمتد في معظم الأوقات طابور من البشر ترى في وجوههم صدق الاحتفاء في الطريق إلى هذا المسجد الذي تحمل واجهته نقاوة اللون الأبيض..وفي الداخل يتألق محراب كان حضناً دافئاً للتابعي أويس القرني- كما يقولون - , ويتحدث الناس بأن سقف ذلك المسجد كان من العود الذي يستخرج منه أجود أنواع الطيب.
5-ضريح يقع داخل مسجد قرية (الجبلة) في مديرية ردفان , بمحافظة لحج.
د- ضريحه في جمهورية السودان
ص: 183
يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل فيما بين فرص وجمى على إمتداد خمسة وخمسين كيلومتراً.. وهى منطقة غنية جداً بالآثار وعثر فيها على قبعة من ذهب وأدوات متعددة ومتنوعة من المرمر والنحاس والفخار.. وأختام مستهلكة وجثمان إمرأة محتفظا بملامحه.. ويقال أنه : ( إكتشف أن ضريح الشيخ أويس القرنى إنما يحوى أسقفاً من أساقفة النوبة يتدلى الصليب من صدره.. وكان إكتشاف هذا أمراً طريفاً وظريفاً.. وكان حكاية أهل وادى حلفا ) (1) .
ﻫ - مقامه في جمهورية إيران الإسلامية
يقع بالقرب من الطريق الواصل بين كرمانشاه و رامسر ويبعد حوالي خمسة وثلاثين كيلو متراً شمال غرب محافظة كرمانشاه , يتوافد عليه سنويا مئات الآلاف من الزوار من مختلف أنحاء الجمهورية ؛ ليتضرعوا بالقرب منه إلى الخالق تعالى بالدعاء و التوسل لقضاء الحاجات و شفاء المرضى , وقد بني المقام على طريقة الأبنية السلجوقية على تلال الجبال التي تدعى (بيشه كوه ) ضمن أراضي مدينة رامسر , ورغم أنه لا يوجد تاريخ دقيق لبناء مقام أويس (رضی الله عنه) في هذا المكان إلا أنه من المرجح أن يعود بناؤه إلى بداية العصر السلجوقي .
و- مقام أويس القرني في تركيا
يقع مقام أويس القرني (أو ضريحه) في مدينة سيرت( سعرت) في الشمال الشرقي لمنطقة الأناضول التركية , وبالتحديد في قرية بايكان ، وسيرت يلفظها السوريون (سرد) لأنها كانت أراض سورية تتبع لديار بكر قبل أن يحتلها العثمانيون عام 1926 , ولأويس القرني (رضی الله عنه) مكانة خاصة في قلوب أهالي المنطقة حيث يجتمعون كل سنة
ص: 184
عند ولادته , فيقيمون المواليد و يوزعون الطعام , وكان المقام قد هدم سابقاً , ثم أعيد بناؤه على عام 1967 .
ز - مقاماته في جمهورية العراق .
1-مقام يقع في منطقة الدوّار قرب مدينة هيت , بمحافظة الأنبار غرب البلاد.
2-مقام في ناحية من الموصل ويسمى بالسلطان , أو جامع السلطان أويس القرني (رضی الله عنه) , وكانت توجد في المقبرة التي أمام الجامع تكية قبل بناء الجامع وكان يقيم بها حلقات الذكر أصحاب الطريقة الويسية وهم جماعة من الأكراد الويسيين , فغلب اسم الطريقة على الجامع بعد بنائه , وهذه القبة لم تزل آثارها باقية قد خسف سقفها وكان بها محراب مطعم بالمرمر الأبيض نقلته مديرية الآثار العامة سنة 1940م إلى بغداد . أما الجامع فقيل : أن محله كان أرضا منخفضة تتجمع فيها مياه الأمطار , وان الحاج جمعة الحديثي بنى عليها جامعا كبيرا ابتدأ بعمارته سنة 1093 ﻫ وانتهى منه سنة 1095ﻫ , وكان الجامع منفصلا عن المقابر التي ألحقت به في الأيام الأخيرة , وكانت هذه المقابر متصلة بحضيرة ( الشكيف ) - ثقيف - ثم على مر السنين درست القبور التي في الحضيرة المذكورة وأدخل ما تبقى من القبور بفناء جامع السلطان أويس ومعها التكية الويسية , وعلى هذا فاسم الجامع مأخوذ من التكية الويسية وأهل الموصل يقولون( جامع السلطان ويس ).
3-ضريح في سهل شهرزور , عند منطقة ماهي ده شت التي كانت تسكنها قبيلة سنجاوي (سنكاوي) وهي فرع من عشيرة الزنكنه , و(بلدة ماهي ده يشت وأسمها تأريخيا نسا وتلفظ بماي ده شت , وكانت مرتع لخيول وأغنام الماديين والأخمينيين وأحرقها ينال
ص: 185
أخو طغرل بك السلجوقي 434 ﻫ , وفيها ضريح أويس القرني ، فيها قتل ذو الفقار كلهر عم إبراهيم خان موصلو حاكم بغداد من قبل الشاه إسماعيل) (1) .
السلام عليك يا ناصر الإمام , السلام عليك يا مطيع ولي الله , السلام عليك أيها الصابر المجاهد والمقاتل الزاهد , السلام على من بايع علياً أمير المؤمنين (علیه السلام) , وفدى بنفسه سيد الوصيين ،
ص: 186
وجاهد في سبيل الله ؛ حتى استشهد صابراً محتسباً , فقد قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) :[ سَيُقْتَلُ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ بِأَرْضِ صِفِّينَ فِي رِكَاْبِ خَلِيفَتِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ].
السلام عليك يا شهيد الولاء , السلام عليك يا من خصه الرسول (صلی الله علیه و آله) بالمدح و الثناء , حيث قال: [أُوَيْسٌ رَاْهِبُ هَذِهِ الْأُمَّةِ ] , السلام عليك يا قتيل الأدعياء , الصابر على البلاء , فجزاك الله عن الإسلام أحسن الجزاء.
السلام على من قال في حقه رسول الله (صلی الله علیه و آله) :[ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ أُوَيْسٍ مِثْلُ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ] , وقال (صلی الله علیه و آله) : [وَا شَوْقَاهْ إِلَيْكَ يَا أُوَيْسُ الْقَرَنِيُّ أَلَا وَ مَنْ لَقِيَهُ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ] , [أُوَيْسٌ خَيْرُ التَابِعِيْنَ].
السلام على من ألبسه الإمام أمير المؤمنين علي (علیه السلام) في صفين أفضل حلية و وسام ؛ فتقدم لابساً لباس سيد الأنام , ثابتا رغم الرماح والسهام , فقاوم الأعداء اللئام حتى نال شهادة الكرام.
السلام عليك يا أويس وعلى صاحبك عمار بن ياسر .. يا سيدي ومولاي جئتك زائرا وحاجتي لك مستودعا , فأسأل الذي أكرمك بالشهادة أن يحشرني في زمرتكم يوم القيامة .
أشهد أنك قد نصحت وجاهدت واستشهدت , فيا ليتني كنت معكم سيدي فأفوز فوزا عظيما .
السلام على جميع شهداء الإسلام ورحمة الله وبركاته
ص: 187
صورة
ضريح الشهيد أويس القرني (رضی الله عنه) - الرقة سوريا
ضريح الشهيدين أويس (رضی الله عنه) وعمّار (رضی الله عنه) - الرقة سوريا
ص: 188
صورة
ضريح الشهيدين أويس (رضی الله عنه) وعمّار (رضی الله عنه) - الرقة سوريا
واجهة ضريح الشهيدين عمار بن ياسر (رضی الله عنه) وأويس (رضی الله عنه) - الرقة سوريا
ص: 189
صورة
قبة الضريح الطاهر لخير التابعين (رضی الله عنه) - الرقة سوريا
ص: 190
الواجهة الجنوبية لضريحي الشهيدين - الرقة سوريا
مدخل ضريح حواري أمير المؤمنين (علیه السلام) - الرقة سوريا
ص: 191
صورة
القبر المشرف لخير التابعين (رضی الله عنه) - الرقة سوريا
ص: 192
صورة
الصحن المضاف لمرقد الشهيدين - الرقة سوريا
ص: 193
صورة
قبر التابعي الشهيد (رضی الله عنه) - الرقة سوريا
ص: 194
قبر التابعي الشهيد (رضی الله عنه) - الرقة سوريا
ص: 195
صورة
محراب مرقد أويس (رضی الله عنه) - الرقة سوريا
ص: 196
صورة
مقام أويس القرني (رضی الله عنه) - إيران
مقام أويس القرني (رضی الله عنه) - تركيا
ص: 197
صورة
مقام أويس القرني (رضی الله عنه) - تركيا
مقام أويس (رضی الله عنه) - العبدية - اليمن
ص: 198
صورة
قبة مقام أويس (رضی الله عنه) - العبدية - اليمن
محراب مقام أويس (رضی الله عنه) - العبدية - اليمن
ص: 199
صورة
مقام أويس (رضی الله عنه) - اليمن
مسجد ومقام أويس (رضی الله عنه) - الحمى - زبيد - اليمن
ص: 200
صورة
مقام أويس (رضی الله عنه) - مصر
ص: 201
صورة
قبر منسوب لحفيد أويس (رضی الله عنه) - الهند
ص: 202
صورة
شجرة أويس (رضی الله عنه) - اليمن
ص: 203
صورة
شجرة أويس (رضی الله عنه)
ص: 204
القرآن الكريم
1-إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى - محمد بن شهاب الدين أحمد بن علي السيوطي /تحقيق الدكتور: أحمد رمضان أحمد/الطبعة الثانية مكتبة الشروق الدولية, 2003 - 1423
2-اختيار معرفة الرجال المعروف ب-( رجال الكشّي )- الشيخ أبي جعفر الطوسي محمّد بن الحسن /تحقيق: السيّد مهدي الرجائي/نشر: مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث/سنة الطبع: 1404
3-اردو دائرة معارف إسلامية - ط جامعة بنجاب/ باكستان/ ط 1/ 1962م
4-الإِصابة في تمييز الصحابة- أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي/ تحقيق: علي محمد البجاوي / بيروت دار الجيل / ط1 / 1412
5-الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد – الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي/ تحقيق مؤسسة آل البيت (ع) لتحقيق التراث / دار المفيد للطباعة والنشر/ 1413 ﻫ
6-الاعتصام – إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي / تحقيق د. محمد بن عبد الرحمن الشقير, د سعد بن عبد الله آل حميد, د هشام بن إسماعيل الصيني/دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع/ المملكة العربية السعودية/ط1/ 1429 ﻫ.
7-الأجوبة المرضية عن أئمة الفقهاء والصوفية - عبد الوهاب الشعراني/ ترجمة، تحقيق: عبد الوهاب محمد الخرسه/الناشر: مكتبة دار البيروتي/ط 1 /2010م
8-الأعلام - خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي/ دار العلم للملايين / ط15 / 2002 م
9-الأمالى- الشيخ محمد بن الحسن الطوسي /مطبعة النعمان/النجف الأشرف/ 1323ﻫ.
10-الأمالي – الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي /مؤسسة البعثة /ط1/ قم 1417ﻫ
11-الأنساب- السمعاني /الطبع والنشر والتوزيع دار الجنان /بيروت/ط1/ 1408
12-البداية والنهاية – ابن كثير, إسماعيل بن عمرالدمشقي / تحقيق د. عبد الله عبد المحسن التركي/هجر للطباعة والنشر/
13-التبصرة - عبد الرحمن بن الجوزى/تحقيق د. مصطفى عبد الواحد/دار الكتاب المصري/1390ﻫ
14-التحرير الطاووسي - الشيخ حسن صاحب المعالم/تحقيق: فاضل الجواهري/ نشر: مكتبة السيد المرعشي النجفي /قم المقدسة. طبع: مطبعة سيد الشهداء علي(ع)/ ط1/1411ﻫ قم
15-الثاقب في المناقب – إبن حمزة الطوسي/تحقيق نبيل رضا علوان/ط2/1412/مطبعة الصدر/قم/ منشورات مؤسسة أنصاريان/
16-الثقات - أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمى البُسْتي/ الطبعة : الأولى/ عدد الأجزاء : 10 والأخير فهارس/ الناشر : مؤسسة الكتب الثقافية / مصورة عن طبعة دائرة المعارف العثمانية - الهند
17-الجامع الصغير من حديث البشير النذير– جلال الدين السيوطي/ضمن كتاب تبويب وترتيب أحاديث الجامع الصغير لمحمد ناصر الدين الألباني/ المكتب الإسلامي / الطبعة الأولى / 1406 ﻫ.
18-الجواهر المضية في طبقات الحنفية - محيي الدين عبد القادر بن محمد بن أبي الوفاء القرشي الحنفي/ تحقيق: عبد الفتاح الحلو/ طبع بمطبعة عيسى البابي وشركاه/ 1398ﻫ.
19-الخرائج والجرائح – قطب الدين الراوندي/ نشر مؤسسة الإمام المهدي (ع) /قم
20-الخلاصة(خلاصة الأقوال في معرفة الرجال) – العلامة الحلي (الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي)/ تحقيق: الشيخ جواد القيومي/ مؤسسة النشر الإسلامي/قم 1417ﻫ.
21-الحقائق في تاريخ الإسلام والفتن والأحداث - حسن مصطفوي / ط- طهران/ مركز نشر كتاب /1410 ﻫ
22-الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة - السيد علي خان المدني/ تحقيق, تقديم: السيد محمد صادق بحر العلوم/ الطبعة: الثانية/ سنة الطبع: 1397/ الناشر: منشورات مكتبة بصيرتي - قم
23-الذخيرة في أنساب قبائل الجزيرة – علي شداد آل ناصر /ط 1433 ﻫ./ 2012
24-الزهد – احمد بن حنبل / تحقيق محمد عبد السلام شاهين/ دار الكتب العلمية ببيروت/ 1999 م.
ص: 205
25-الزهد - أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد الشيباني/تحقيق : د عبد العلي عبد الحميد/الدار السلفية - الهند الطبعة 1 1403ﻫ.
26-الصواعق المحرقة - أحمد بن محمد بن محمد بن علي إبن حجر الهيتمي/ تحقيق: عبد الرحمن بن عبد الله التركي وكامل محمد الخراط/ مؤسسة الرسالة – بيروت/ ط1 / 1997
27-الطبقات الكبرى - محمد بن سعد بن منيع أبو عبدالله البصري الزهري/ الناشر: دار صادر / بيروت/ عدد الأجزاء: 8
28-الطريقة النقشبندية بين ماضيها وحاضرها - الشيخ فريد الدين آيدن/ إسطنبول/ المطبعة السلفية /1997
29-العقائد الإسلامية- الشيخ علي الكوراني/ مركز المصطفى للدراسات الإسلامية/ط1 / 1420
30-العلل - ابن أبي حاتم , عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن مهران الرازي/تحقيق سعد بن عبد الله الحميد , خالد بن عبد الرحمن الجريسي/ط1/1427/
31-العين - أبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي/ تحقيق: د.مهدي المخزومي ود.إبراهيم السامرائي/ دار ومكتبة الهلال
32-الغدير في الكتاب والسنة والأدب – الشيخ عبد الحسين الأميني / دار الكتب الإسلاميّة/ط2 /طهران 1408 ﻫ.
33-الفتاوي الكبرى – أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني /جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد / طُبِعَت على نفقة الملك فهد بن عبد العزيز/37 مجلد/ مكتبة ابن تيمية بمصر
34-الفتوح- أحمد بن الأعثم الكوفي /ط- 1 / بيروت دار الأضواء
35-الفصل في الملل والأهواء والنحل - ابن حزم /دارصادر/ طبعة - مصر / 1317 ﻫ.
36-الفضائل والرذائل في الأخلاق والأسرة والمجتمع – الأستاذ حسين مظاهري/ ترجمة ونشر : دار الصفوة/ بيروت - الطبعة الأولى 1994 م
37-الفناء عند صوفية المسلمين والعقائد الأخرى – د. عبد البارى محمد داود/ الدار المصرية اللبنانية/ط1/1997
38-القاموس المحيط – الفيروز أبادي / تصحيح نصر الهوريني/ دار الجيل - مصورة عن طبعة البابي الحلبي/1371 ﻫ.
39-القبورية في اليمن: نشأتها – آثارها – موقف العلماء منها- الشيخ أحمد بن حسن المعلم/ط2/ دار ابن الجوزي للطباعة /1426 ﻫ.
40-الكامل في في ضعفاء الرجال – عبد الله بن عدي الجرجاني/ط3/تدقيق يحيى مختار غزاوي/دار الفكر للطباعة والنشر / بيروت /1998
41-المستدرك على الصحيحين – محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه النيسابوري (الحاكم)/ دار الكتب العلمية /ببيروت/ 1411ﻫ،
42-المصنف - ابراهيم بن عثمان ابن أبي بسكر ابن أبي شيبة الكوفي / ضبطه وعلق عليه الاستاذ سعيد اللحام /الاشراف الفني والمراجعة والتصحيح : مكتب الدراسات والبحوث في دار الفكر/بيروت /1988
43-المعجم الصغير - سليمان بن أحمد الطبراني/ دار الحرمين/القاهرة 1415
44-المعجم الكبير - الطبراني / تحقيق : حمدي بن عبدالمجيد السلفي/ط2 / مكتبة العلوم والحكم / الموصل /1404
45-المعدن العدني في فضل أويس القرني-نور الدين علي بن محمد القاري
46-الموسوعة العربية العالمية/ الناشر: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع/ الطبعة: 2 / مجلدات: 30
47-الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة- إشراف وتخطيط ومراجعة: د. مانع بن حماد الجهني/ الناشر: دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع/ط 4 / 1420 ﻫ / عدد الأجزاء: 2
48-الموضوعات من الأحاديث المرفوعات – عبد الرحمن بن الجوزى / ضبط وتقديم وتحقيق عبد الرحمن محمد عثمان، المكتبة السلفية بالمدينة، ط 1386 ﻫ.
49-النهاية في غريب الحديث والأثر- علي بن محمد بن عبدالكريم الشيباني المعروف بابن الأثير/ نشر دار ابن الجوزي/ السعودية / إشراف وتقديم الأستاذ علي بن حسن بن علي بن عبدالحميد الحلبي الأثري/ ط1 / 1421 ﻫ.
50-النوبة ملوكا وشعبا - القمص فيلو ثاوس فرج/ مطبعة الحياة الجديدة/ الطبعة الاولى/ 2006
51-الوافي بالوفيات – صلاح الدين بن خليل بن ايبك الصفدي /طبعة استنبول / 1931 ﻫ.
ص: 206
52-إتقان المقال في أحوال الرجال - الشيخ محمد طه نجف/النجف المطبعة العلوية/1341 ﻫ.
53-إحياء علوم الدين – محمد بن محمد الغزالي / الناشر: دار المعرفة – بيروت/ عدد الأجزاء: 4
54-إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي/ تحقيق: مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث/ الطبعة: الأولى/ المطبعة: ستارة / الناشر: مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث – قم 1417ﻫ.
55-إكمال الكمال (الإكمال في رفع الإرتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب)- علي بن هبة الله الشهير ب-(إبن ماكولا) /نشر دار الكتب العلمية/بيروت 1411 ﻫ
56-أسد الغابة في معرفة الصحابة - علي بن محمّد بن عبدالكريم الشيباني المعروف بابن الأثير/ تحقيق : عادل أحمد الرفاعي/ دار إحياء التراث العربي/ط1 /1417 ﻫ.
57-أعيان الشيعة-السيد محسن الأمين :3 /513 . ط-1 / بيروت / دار التعارف
58-أنساب الأشراف - أحمد بن يحيى البلاذري/ تحقيق الدكتور محمد حميد الدين/الطبعة الثانية - القاهرة 1987م
59-أويس القرني إمام التابعين وعلم الأصفياء – د. عبد الباري محمد داود / دار الأحمدي للنشر /ط1/ 1999م
60-أويس القرني في التراث الإسلامي – الشيخ محمد محود العلي /كلية علوم الحديث/ مجلة علوم الحديث / العدد4 / ص 213
61-بحار الأنوار – الشيخ محمد باقر المجلسي/ط2 المصححة /مؤسسة الوفاء / بيروت 1403 ﻫ .
62-بحار الولاية المحمدية في مناقب أعلام الصوفية – د. جودة محمد أبو اليزيد المهدي/ دار غريب للطباعة والنشر / القاهرة /ط1/ 1998م
63-بدء الإسلام - لوَّاب بن سلاَّم المزاتي الإباضي / / تحقيق: سالم بن يعقوب و فيرنر شفارتس /دار صادر / بيروت /1406 ﻫ.
64-بيت المقدس في الكتاب والسنة – محمد عبد الله : 129(قدمت هذه الأطروحة استكمالا لمتطلبات درجة الماجستير في اصول الدين، بكلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، فلسطين 2007)
65-تاريخ إبن معين - يحيى بن معين الغطفاني البغدادي/ دارالقلم / بيروت / بدون تاريخ
66-تاريخ الإسلام- الذهبي / دار الكتاب العربي /بيروت /تحقيق عمر تدمري/ الطبعة الثانية 1411 ه
67-تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس - حسين بن محمد بن الحسن الديار بكري المالكي/ طبعة مصر / 1283 ﻫ.
68-تاريخ الطبري - ابن جرير الطبري/ تحقيق: نخبة من العلماء/ مؤسسة الأعلمي/ بيروت.
69-تأريخ بغداد –أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي/تحقيق :مصطفى عبد القادر عطا /دار الكتب العلمية / ط1/بيروت/1417ﻫ.
70-تأريخ مدينة دمشق-علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكر/دراسة وتحقيق : علي شيري/دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع/1415 ﻫ.
71-تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار - محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي/ مؤسسة الرسالة / ط4/ تحقيق: د. علي المنتصر الكتاني/ بيروت / 1405ﻫ.
72-تذكرة الحفاظ - عبد الله شمس الدين الذهبي /نشر دار إحياء التراث العربي / بيروت
73-تذكرة الخواص - سبط ابن الجوزي /ط النجف الأشرف / 1383ﻫ.
74-تذكرة الموضوعات – الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي /طبعة مطبعة السعادة /مصر/ ط1/ 1323 ﻫ /عني بتصحيحه وتعليق حواشيه السيد محمد أمين الخانجي الكتبي
75-تفسير التستري – سهل بن عبد الله التستري/ تحقيق : محمد باسل عيون السود/ دار الكتب العلمية/ بيروت/ ط1/ 1423 ﻫ.
76-تهذيب التهذيب– أحمد بن علي بن حجر العسقلاني/دار الفكر / بيروت1404ﻫ
77-جامع السعادات – الشيخ محمد مهدي النراقي /نشر دار النعمان للطباعة والنشر / النجف الأشرف
78- جامع الرواة – المقدس الأردبيلي, الشيخ أحمد بن محمّد / دار الأضواء للطباعة والنشر والتوزيع/ط1 / 1983
79-حلية الاولياء وطبقات الأصفياء- أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني/ دار الكتاب العربي / بيروت – لبنان/ الطبعة الثانية/ 1387ﻫ .
ص: 207
80-خاتمة المستدرك - الميرزا النوري/ تحقيق: مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث/ الطبعة: الأولى/ المطبعة: ستارة – قم - سنة الطبع: ذي الحجة 1416/ الناشر: مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث - قم - ايران
81-خصائص الأئمة - الشريف الرضي أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى الموسوي البغدادي /نشر مجمع البحوث الإسلامية / الآستانة الرضوية المقدسة/ مشهد /1406ﻫ.
82-خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال - أحمد بن عبد الله الخزرجي الأنصاري اليمني/ ط4/ مكتب المطبوعات الإسلامية /حلب / دار البشائر الإسلامية / 1411 ﻫ.
83-دلائل الإمامة - محمد بن جرير بن رستم الطبري/ مؤسسة البعثة / ط1 /قم 1413 ﻫ .
84-رجال ابن داود – الشيخ تقى الدين الحسن بن على بن داود الحلى/ تحقيق وتقديم: السيد محمد صادق آل بحر العلوم/ منشورات مطبعة الحيدرية - النجف الأشرف/1392
85-رجال الطوسي- الشيخ محمد بن الطوسي/ تحقيق: جواد القيومي الإصفهاني/ط1/ مؤسسة النشر الإسلامي/قم1415ﻫ.
86-رجال المامقاني(تنقيح المقال في أحوال الرجال)-الشيخ عبد الله المامقاني/المطبعة المرتضوية/ النجف1352ﻫ.
87-رجال النجاشي- احمد بن على بن احمد بن العباس النجاشي الاسدي الكوفى/ تحقيق: موسى الشبيرى الزنجانى/ط5/ مؤسسة النشر الإسلامي/قم1416ﻫ.
88-رحلة إبن بطوطه(تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)- محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي/تحقيق: طلال محمود حرب/ط4 / دار الكتب العلمية/القاهرة 2007م
89-روضة الواعظين وبصيرة المتعظين- محمد بن أحمد بن على الفتال النيسابوري/ تحقيق:السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان/ منشورات الشريف الرضي /قم1414 ﻫ.
90-زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور– أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني/ لإدارة العامة للطبع والترجمة – الرياض/ط1/1410 ﻫ.
91-سبل الهدى والرشاد – الصالحي الشامي/ تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود ، الشيخ علي محمد معوض/ ط1/ 1414/الجزء: 1 - 12/ دار الكتب العلمية/ بيروت - لبنان
92-سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار- الشيخ عباس القمي/ط2/دار الأسوة للطباعة والنشر1412ﻫ.
93-سنن ابن ماجة- إبن ماجة محمد بن يزيد القزويني/ تحقيق : الشيخ خليل مأمؤن شيحا/ ط1/ دار المعرفة بيروت 1416ﻫ.
94-سنن الترمذي-محمد بن عيسى بن سورة الترمذي/ مطبعة دار السلام /الرياض 1420ﻫ.
95-سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي /مؤسسة الرسالة / بيروت/ 1406ﻫ وط سنة 1413ﻫ
96-سيرة المرسلين – جماعة من كبار العلماء / بيروت /دار الآفاق الجديدة /7 197
97-شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار - أبو حنيفة النعمان بن محمد التميمي/تحقيق السيد محمد الحسيني الجلالي/مؤسسة النشر الإسلامي/ط1/ قم /1412 ﻫ.
98-شرح صحيح مسلم – النووي /دار الكتاب العربي - بيروت / لبنان - 1407 ه
99-شرح كتاب النيل وشفاء العليل – محمد بن يوسف بن عيسي الحفصي العدوي الجزائري اطفيش / ط3/ مكتبة الإرشاد / جدة / 1405 ﻫ.
100-شرح مقامات الحريري – الحريري/ تحقيق : يوسف بقاعي /دار الكتب اللبناني/ بيروت ط1 / 1981
101-شرح نهج البلاغة – إبن أبي الحديد المعتزلي / تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم/دار إحياء الكتب العربية/عيسى البابي الحلبي وشركاه/ط1/ 1378 ﻫ.
102-شعب الإيمان - أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي/ دار الكتب العلمية – بيروت/ تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول/ ط1 / 1410
103-صحاح الجوهري - إسماعيل بن حماد الجوهري /تحقيق: أحمد عبدالغفور عطار/ ط4/دار العلم للملايين - بيروت
104-صحيح البخاري- محمد بن إسماعيل البخاري/طبعة ليدن- الهند 1862م
105-صحيح مسلم - مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري/ تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي/ تعليق محمد فؤاد عبد الباقي/دار إحياء التراث العربي - بيروت
ص: 208
106-صفوة الصفوة - عبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج/ تحقيق: محمود فاخوري - د.محمد رواس قلعه جي/ دار المعرفة – بيروت/ ط2/ 1399
107-طبقات الحنابلة - القاضي محمد بن أبي يعلى / طبعة دار الكتب العلمية / ط1/ 1997.
108-طبقات الخواص لأهل الصدق والإخلاص -الزبيدي, ابو العباس احمد بن احمد عبد اللطيف الشرجي/ صنعاء الدار اليمنية , ط1 / 1406 ﻫ
109-طرائف المقال – السيد علي البروجردي/تحقيق السيد مهدي الرجائي / ط1 / مطبعة بهمن / قم 1410ﻫ
110-عبد الله بن عباس – السيد محمد تقي الحكيم/ط1 / دار الفكر المعاصر / بيروت / 2001 م
111-عقلاء المجانين – أبو القاسم بن حبيب / تحقيق الدكتور عمر الأسعد /دار النفائس بيروت /ط 2/ 1418ﻫ.
112-عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي/ تصحيح وتذييل: السيد مهدي الحسيني اللاجوردي/ نشر رضا المشهدي/ مكتبة قم المقدسة/ط2 / 1983
113-فتوح البلدان – أحمد بن يحيى البلاذري/ طبعة لوكدوني - الهند 1866م.
114-كامل الزيارات – الشيخ جعفر بن محمد بن قولويه / تحقيق: الشيخ جواد القيومي ، لجنة التحقيق/ط1 / 1417 ﻫ.
115-كتاب المجروحين - أبو حاتم محمد بن حبان البستي/ تحقيق : محمود إبراهيم زايد/ دار الوعي / حلب/ 1396 ﻫ.
116-كرامات أولياء الله عز وجل - هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي/ تحقيق : أحمد بن مسعود بن حمدان/ دار طيبة للنشر والتوزيع/ط1/1412ﻫ.
117-كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب- السيد محسن الأمين / مؤسسة دار الكتاب الإسلامي/ ط2 /2007م
118-كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال - علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي / مؤسسة الرسالة / بيروت/ 1409ﻫ .
119-لسان العرب - جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور /نشر أدب الحوزة/ قم /إيران 1405ﻫ .
120-لسان الميزان - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني / مؤسسة الأعلمي للمطبوعات / بيروت - لبنان / 1390ﻫ - 1971م.
121-لكل سؤال جواب – السيد عبد الكريم السيد علي خان المدني/ط1 / مطبعة الآداب/ النجف الأشرف /1974
122-مثير الغرام إلى زيارة القدس والشام- شهاب الدين ابن تميم المقدسي/تحقيق أحمد الخطيمي / دار الجيل / بيروت / ط1/ 1415ﻫ.
123-مجلة الكلية الشرقية/ عدد فبراير ومايو لعام 1925م/ لاهور- باكستان
124-مجمع البحرين ومطلع النيرين – الشيخ فخر الدين الطريحي / تحقيق: السيد أحمد الحسيني/ الناشر: مكتبة المرتضوي - طهران/ إيران/ط2/ 1365ﻫ.
125-مجمع الزوائد - نور الدين الهيثمي/دار الكتب العلمية/ بيروت/1408 ﻫ.
126-مجموع الفتاوى- أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني/ تحقيق : عبد الرحمن بن محمد بن قاسم /نشر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف/ المدينة النبوية/1416 ﻫ.
127-مختصر تأريخ مدينة دمشق – محمد بن مكرم بن منظور / دار الفكر /دمشق / 1409ﻫ.
128-مدينة معاجز الائمة الاثنى عشر ودلائل الحجج على البشر- السيد هاشم البحراني /مؤسسة المعارف الإسلامية/ط1 / قم / 1413ﻫ.
129-مروج الذهب ومعادن الجوهر-علي بن الحسين المسعودي / تحقيق محمد هشام النعسان وعبد المجيد طعمة حلبي/ط1 / دار المعرفة للطباعة والنشر/ 2005
130-مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل- الشيخ الميرزا حسين النوري/ تحقيق مؤسسة آل البيت (ع)/ط 1 /بيروت 1408 ﻫ.
131-مسند الإمام علي (ع) – السيد حسن القبنجي /تحقيق الشيخ طاهر السلامي/ مؤسسة الأعلمي
132-مسند أحمد- أحمد بن حنبل /ط 1/ مؤسسة الرسالة/1421 ﻫ.
133-مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين – الحافظ رجب البرسي / ط1 /منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/ بيروت/ سنة 1419ﻫ - 1999م.
ص: 209
134-معاني الأخبار- الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي/ مكتبة المفيد/ قم - إيران/ و طبعة مؤسسة النشر الإسلامي / 1361ﻫ وطبعة سنة 1379ﻫ .
135-معجم البلدان - شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي / دار صادر /بيروت م 1388ﻫ و دار إحياء التراث العربي / بيروت / 1399ﻫ 1979م
136-معجم الشعراء- محمد بن عمران بن موسى المرزباني /تصحيح وتعليق: الأستاذ الدكتور ف. كرنكو/مكتبة القدسي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان/ط2 / 1402 ﻫ.
137-معجم رجال الحديث – السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي/مركز نشر الثقافة الإسلامية/ط5/ 1413 ﻫ.
138-معجم قبائل العرب –د. عمر كحالة /ط2 / دار العلم للملايين / بيروت/ 1388ﻫ - 1968م
139-معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم- أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي/تحقيق: عبد العليم عبد العظيم البستوي/مكتبة الدار / المدينة المنورة/ط1 / 1405 ﻫ.(مع ترتيب الثقات لتقي الدين السبكي)
140-مناقب آل أبي طالب - رشيد الدين ابو جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب السروي المازنداني / مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/ الطبعة: 1 / مجلدات: 2
141-منتهى المقال في أحوال الرجال – المعروف برجال أبي علي للشيخ أبي علي محمد بن إسماعيل الحائري (طبعة حجرية).
142-منهاج السنة - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني / المطبعة الأميرية / بولاق - مصر / 1322ﻫ .
143-مهج الدعوات – السيد علي بن طاووس : الناشر : دار الذخائر / قم / 1411 ﻫ
144-موضح أوهام الجمع والتفريق - الخطيب البغدادي /دار النشر: دار المعرفة/ بيروت/تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي/ط1/1407
145-ميزان الاعتدال في نقد الرجال - محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي / دار المعرفة للطباعة والنشر/ بيروت / 1382ﻫ - 1963م
146-نثر الدر - منصور بن حسين الآبي / ط3/ دار الثقافة / بيروت - لبنان
147-نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار- السيد علي الميلاني / ط1/ 1420ﻫ./مطبعة ياران / ايران
148-نهج البلاغة - كلام الإمام علي (ع)/شرح الشيخ محمد عبده /دار المعرفة - بيروت
ص: 210
- ﴿ إعْلَمُوا أَنَّمَا الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور﴾ (سورة الحديد - الآية 20) (ص 78 )
-﴿الْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ (سورة آل عمران – الآية 134) (ص 89 , 100)
-﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ (سورة غافر - الآية 7 ) (ص 155 )
-﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (سورة آل عمران – الآية 134) (ص 89)
﴿ - اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالاْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّام ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِىّ وَلاَ شَفِيع أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ﴾ (سورة السجدة - الآية 4) (ص 154 )
-﴿انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً﴾ (سورة التوبة – الآية 41) ( ص 44 )
-﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾ (سورة الإنشقاق – الآية 25) ( ص 44 )
-﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ (سورة النحل – الآية 90) ( ص 159 )
-﴿إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ﴾ (سورة العلق – الآية 8 ) ( ص 89 )
ص: 211
-﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ
رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ (سورة الأنفال – الآيات 2 , 3 , 4) ( ص 96 )
-﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ (سورة السجدة – الآية 16) ( ص 99 )
-﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (سورة القصص – الآية 83) ( ص 157 )
-﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ (سورة آل عمران – الآية 14) ( ص 81 )
-﴿سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً﴾ (سورة الإسراء – الآية 108) ( 47 , 125 )
-﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾ (سورة الدخان – الآية10 ) ( ص 130 )
-﴿فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ﴾ (سورة البقرة – الآية 115) ( ص 80 )
-﴿قُلْ للهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (سورة الزمر- الآية 44) ( ص 154 )
-﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ (سورة الأنبياء – الآية 35 ) (ص 86 )
-﴿مِنْها خَلَقْناكُمُ وَفيها نُعِيدكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تارَةً أخْرى﴾ (سورة طه – الآية 55) ( ص 80 )
ص: 212
-﴿وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ (سورة الأنعام - الآية 51 ) ( ص 154 )
-﴿وَجَّهْتُ وَجْهِيَ للَّذي فَطَرَ السَّمواتِ وَالأرْضَ حَنيفاً وَما أنا مِنَ الْمُشْرِكينَ﴾ (سورة الأنعام – الآية 79) ( ص 80)
-﴿وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ﴾ (سورة الأنعام - الآية 70 ) ( 154 )
﴿ - وَفَضَّل اللهُ المُجَاهِدِينَ عَلَى القَاعِدينَ أَجْرَاً عظِيماً ﴾ (سورة النساء – الآية 95 ) ( ص 144 )
-﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ* لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾ (سورة الأنبياء - الآيات 26 -28 ) ( ص 213)
-﴿وَكَمْ مِنْ مَلَك فِي السَّمَوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾ (سورة النجم - الآية 26 ) ( ص 155 )
-﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً ﴾ (سورة النساء – الآية 64 ) ( ص 158 )
-﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّموات وَالأرضِ وَمَا بَيْنَهُما لعِبِين * مَا خَلَقْنهُمَا إلاّ بالحَقِّ وَلكِنّ أكْثَرَهُم لا يَعْلَمُون * إنّ يومَ الفَصْلِ مِيقَاتُهم أجْمَعِينَ * يَومَ لا يُغْني مَولىً عَنْ مَولىً شَيْئاً وَلا هُم يُنْصَرُونَ * إلاّ من رَحِمَ الله إنّه هُوَ العَزيز الرحيمُ ﴾ (سورة الدخان - الآيات : 38 - 42 ) ( ص 124 , 130 )
ص: 213
-﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين﴾ (سورة العنكبوت – الآية 69) ( ص 95 )
-﴿يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴾ (سورة يس – الآية 26 ) ( ص 86 )
-﴿يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ﴾ (سورة فاطر – الآية 30 ) ( ص 72 )
-﴿يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ (سورة إبراهيم – الآية 27 ) ( ص 5 )
ص: 214
-[الْأَمْرُ لِعَلِيٍّ بَعْدِيْ، ثُمَّ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، ثُمَّ فِيْ أَهْلِ بَيْتِيْ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ ] ص 44
-[الْجَنَّةُ تَشْتَاقُ إِلَيْكَ، وَإِلَىْ عَمّارَ، وَسَلْمَانَ، وَأَبِيْ ذَرَّ، وَالْمِقْدادَ ] ص 44
-[الْشُفَعَاْءُ خَمْسَةٌ: الْقُرْآنُ، وَالْرَحِمُ، وَالْأَمَاْنَةُ، وَنَبِيُّكُمْ , وَأَهْلُ بَيْتِهِ ] ص 155
- [الحِقُّ مَعَ عَمّار يَدُورُ مَعَهُ حَيْثُما دارَ ] ص 33
-[إِبْنُ سُمَيَةَ لَمْ يُخَيّرْ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطْ إلا أخْتارَ أَرْشَدَهُما] ص 33
-[إِذَاْ سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُوْلُوْا : مِثْلَ مَاْ يَقُوْلُ ، ثُمَّ صَلُّوْا عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّىْ عَلَيَّ مَرَّةً صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ عَشْرَاً ] ص 158
-[إِذَاْ كَاْنَ يَوْمُ الْقِيَاْمَةِ كُنْتُ إِمَاْمَ الْنَبِيْيّنَ وَخَطِيْبَهُمْ وَصَاْحِبَ شَفَاْعَتِهِمْ غَيْرَ فَخْرٍ ] ص 155
-[ إِذَاْ لَقِيْتُمْ أُوَيْسَاً الْقَرَنِيَّ فَاْقْرَأُوْهُ عَنَّيْ الْسَلَامَ , فَوَ الْذِيْ نَفْسِيْ بِيَدِهِ , لَوْ يَتَشَفَّعُ فِيْ رِبْيَعَة وَمُضَرَ, لَيُشَفِّعَهُ فِيْهِمْ اللهُ ]ص 40
-[ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ مِنْ خَلْقِهِ الأَتْقِيَاءَ الْأَصْفِيَاءَ الٍأَخْفِيَاءَ الْأَبْرِيَاءَ ، الْمُشَعَثَةُ رُؤُوْسُهُمْ، الْمُغْبَرَّةُ وُجُوْهُهُمْ ، الْخَمِصَةُ بُطُوْنُهُمْ ، الَّذِيْنَ إِذَاْ اسْتَأْذَنُوْا عَلَىْ الْأُمَرَاءِ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُمْ ، وَإِنْ خَطَبُوْا الْمُنَعَّمَاتِ لَمْ يُنْكَحُوْا ، وَإِنْ غابوا لَمْ يفتقدوا ، وَإِنْ طَلَعُوْا لَمْ يُفْرَحْ بِطَلْعَتِهِمْ ، وَإِنْ مَرِضُوْا لَمْ يُعَادُوْا ، وَإِنْ مَاتُوْا لَمْ يُشْهَدُوْا ] ص 29
-[ إِنَّ رجُلاً يَأْتِيْكُمْ مِنَ الْيَمَنِ يُقَاْلُ لَهُ : أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ , لَاْ يَدَعُ بِالْيَمَنِ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ , وَقَدْ كَاْنَ بِهِ بَيَاْضٌ فَدَعَاْ اللهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ إِلَاْ مِثْلَ مَوْضِعِ الْدِرْهَمِ , فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَمُرُوْهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ ] ص 118
-[ إِنَّ لِلهِ تِسْعَةً وَتِسْعِيْنَ إِسْمَاً مِئَةً غَيْرَ وَاْحِدٍ ، مَا مِنْ عَبْدٍ يَدْعُوْ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ إِلّاْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ، إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ هُوَ اللهُ الْذِيْ لَا إِلَهَ إِلَا هُوَ الْرَحْمَنُ الْرَحِيْمُ الْمَلِكُ القُدُّوْسُ الْسَّلَامُ.. إلى قوله الْرَشِيْدُ الْصَبُوْرُ ] ص 129
ص: 215
-[ إِنَّ لِلهِ عزّ وجلّ تسعة وتسعين إسماً - مائة غير واحد - إنّه وتر، ويحبّ الوتر، ما من عبد يدعو بها إلاّ وجبت له الجنّة ] ص 129
-[ إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لا يَسْتَطِيْعُ أَنْ يَأْتِيَ مَسْجِدَهُ أَوْ مُصَلَّاْهُ مِنَ العُرْيِ، يَحْجِزُهُ إِيْمانُهُ أَنْ يَسْأَلَ النَّاْسَ ، مِنْهُمْ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ , وَفُرِاتُ بِنْ حَيَّانَ العَجْلِيُّ ] ص 36, 89
-[ إِنَّ مِنْ بَعْدِيْ رَجُلٌ يُقَاْلُ لَهُ : أُوَيْسٌ بِهِ شَاْمَةٌ بَيْضَاْءُ ، مَنْ لَقِيَهُ فَلْيُبَلِّغَهُ مِنِّيْ الْسَلَاْمَ ، فَإِنَّهُ يَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَاْمَةِ لِكَذَاْ وَكَذَاْ مِنَ الْنَّاْسِ ] ص 40 , 64
-[ إِنِّيْ لَأَجِدُ نَفَسَ الْرَحْمَنِ مِنْ جَاْنِبِ الْيَمَنِ ] ص40, 63
-[ إِنْ غَابَ عَنْكُمْ لَمْ تَفْتَقِدُوهُ , وَ إِنْ ظَهَرَ لَكُمْ لَمْ تَكْتَرِثُوا بِهِ , يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فِي شَفَاعَتِهِ مِثْلُ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ , يُؤْمِنُ بِي وَ لَا يَرَانِي , وَ يُقْتَلُ بَيْنَ يَدَيْ خَلِيفَتِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي صِفِّينَ] ص 37
-[ إِنَّ خَلِيْلِيْ وَوَزِيْرِيْ، وَخَلِيْفَتِيْ وَخَيْرِ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِيْ، يَقْضِيْ دَيْنِيْ، وَيُنْجِزُ مَوْعِدِيْ عَلِيٌّ بِنْ أَبِيْ طَاْلِبٍ ] ص 169
-[ إِنَّ عَلِيَّاً أَخِيْ وَخَلِيْلِيْ ] ص 169
-[ إِنَّ مِنْ خَيْرِ التَابِعِيْنَ أُوَيْساً الْقَرَنِيُّ ] ص 40
-[ إِنَّ مِنْ خَيْرِ التَابِعِيْنَ بِإِحْسَانٍ أُوَيْساً الْقَرَنِيُّ ] ص 36
-[ إِنِّيْ أَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَاْمَةِ فَأُشَفَّعُ ، وَيَشْفَعُ عَلِيٌّ فَيُشَفَّعُ ، وَإِنَّ أَدْنَىْ الْمُؤْمِنِيْنَ شَفَاْعَةً يَشْفَعُ فِيْ أَرْبَعِيْنَ مِنْ إِخْوَانِهِ ] ص 155
-[ إِنِّيْ لأَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَاْمَةِ وَأُشَفَّعُ ، وَيَشْفَعُ عَلِيٌّ فَيُشَفَّعُ ، وَيَشْفَعُ أَهْلُ بَيْتِيْ فَيُشَفَّعُوْنَ ] ص 155
-[ إِنِّي أَجِدُ نَفَسَ الرَّحْمَنِ مِنْ هَهُنَا ] ص 39
-[ إِنّ اللهَ إخْتَاْرَ مِنَ الْنِسَاْءِ أَرْبَعَاً: مَرْيَمَ وَآسِيَةَ وَخَدِيْجَةَ وَفَاْطِمَةَ ] ص 78
-[ إنَّ خَيْرَ الْتابِعِيْنَ رَجَلٌ يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسُ , وَ لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِها بَرٌّ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَىْ اللهِ لَأَبَرَّهُ ، و كَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَبَرِئَ ، فَمُرُوْهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ ] ص 26
-[ إنَّ خَيْرَ الْتابِعِيْنَ رَجَلٌ يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسُ بنُ عَامِرَ فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَمُرُوْهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ ] ص 26
-[ إنّ عمّاراً مُلئ إيماناً مِنْ قَرنِهِ إلى قَدَمِهِ ، وَاخْتَلَطَ الإيمان بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ ] ص 32 , 96
ص: 216
-[ أَبُوْ ذَرَّ فِيْ أُمَّتِيْ شَبِيْهُ عِيْسىْ بِنْ مَرْيَمَ فِيْ زُهْدِهِ ] ص 44
-[ أَبْشِرُوا بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِيْ يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسٌ القَرَنِيُّ .. فَإِنّهُ يَشْفَعُ لِمِثْلِ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ] ص 29, 147
-[ أَرَىْ نُوْرَ الله فِيْ الْمَدِيْنَةِ ] ص 21
-[ أَشْهَلُ ذُوْ صُهُوْبَةٍ ’ بَعِيْدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ، مُعْتَدِلُ الْقَامَةِ ، آدَمٌ شَدِيْدُ الْأَدَمَةِ ، ضَاْرِبٌ بِذِقْنِهِ إِلىْ صَدْرِهِ ، رَاْمٍ بِبَصَرِهِ إِلىْ مَوْضِعِ سُجُوْدِهِ , وَاضِعٌ يَمِيْنَهُ عَلَىْ شِمَاْلِهِ يَتْلُوْ الْقُرْآنَ ، يَبْكِيْ عَلَىْ نَفْسِهِ ، ذُوْ طِمْرَيْنِ ، لَاْ يُؤْبَهُ بِهِ ، لَهُ مِئْزَرُ بِأَزَارِ صُوْفٍ ، وَرِداءِ صُوْفٍ , مَجْهُوْلٌ فَيْ أَهْلِ الْأَرْضِ ، مَعْرُوْفٌ فِيْ الْسَمَاءِ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَىْ اللهِ لَأَبَرَّهُ ، أَلَاْ وَإِنَّ تَحْتَ مَنْكَبِهِ الأَيْسَرِ لَمْعَةٌ بَيْضَاءُ ، أَلَاْ وَإِنَّهُ إِذَاْ كَاْنَ يَوْمُ الْقِيامَةِ قِيْلَ لِلْعِبادِ: أُدْخُلُوْا الْجَنَّةَ ، وَيُقالُ لِأُوَيْسَ : قِفْ فَاْشْفَعْ ، فَيُشَفَّعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيْ مِثْلِ عَدَدِ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ ] ص 30
-[ أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَزِدْ قَوْمَكَ فِيْ الإسلام إِلّاْ خَيْراً ] ص 22
-[ أَنَّهُ سَيَكُوْنُ فِيْ الْتابِعِيْنَ رَجَلٌ مِنْ قَرْنَ يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسُ بنُ عَامِرَ ، يَخْرُجُ بِهِ وَضَحٌ، فَيَدْعُوْ اللهَ أَنْ يُذْهِبَهُ عَنْهُ , فَيُذْهِبَهُ , فَيَقُوْلُ : أَلُّلُهُمَّ دَعْ لِيْ فِيْ جَسَدِيْ مَا أَذْكُرُ بِهِ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ ، فَيَدَعُ لَهُ مَا يَذْكُرُ بِهِ نِعْمَتَهُ عَلَيْهِ ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ ، فَاْسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَهُ ] ص 27
-[ أُوْصِيْكُمْ أَنْ تُقْرِؤُوْا مِنِّيْ أُوَيْسَ الْقَرَنِيَّ الْسَلَاْمَ ، يَقْدِمُ الْمَدِيْنَةَ بَعْدِيْ... يَدْخُلُ فِيْ شَفَاْعَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدَدِ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ ] ص 62
-[ تَفُوحُ رَوَائِحُ الْجَنَّةِ مِنْ قِبَلِ قَرَنٍ , وَا شَوْقَاهْ إِلَيْكَ يَا أُوَيْسُ الْقَرَنِيُّ , أَلَا وَ مَنْ لَقِيَهُ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ .. فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَ مَنْ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ؟ فَقَالَ: إِنْ غَابَ عَنْكُمْ لَمْ تَفْتَقِدُوهُ , وَ إِنْ ظَهَرَ لَكُمْ لَمْ تَكْتَرِثُوا بِهِ , يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فِي شَفَاعَتِهِ مِثْلُ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ , يُؤْمِنُ بِي وَ لَا يَرَانِي , وَ يُقْتَلُ بَيْنَ يَدَيْ خَلِيفَتِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي صِفِّينَ ] ص 37
-[ خَلِيْلِيَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أُوَيْسٌ القَرَنِيُّ ] ص 29
-[ خَيْرُ الْتَابِعِيْنَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ] ص 141
-[ خَيْرُ التَابِعِيْنَ بِإِحْسَانٍ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ] ص 32
-[ دَمُ عَمّارَ وَلَحْمُهُ حَرامٌ عَلى النارِ أَنْ تأكُلَهُ أَوْ تَمَسَّهُ ] ص 33
-[ رَحِمَ اللهُ أَبَا ذَرَّ، يَمْشِيْ وَحْدَهُ، وَيَمُوْتُ وَحْدَهُ، وَيُبْعَثُ وَحْدَهُ ] ص 45
ص: 217
-[ سَيَقْدِمُ عَلَيْكُمْ رَجَلٌ يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسٌ كَانَ بِهِ بَيَاضٌ ، فَدَعَاْ اللهَ لَهُ فَأَذْهَبَهُ اللهُ ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَمُرْهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَهُ ] ص 26
-[ سَيَكُوْنُ فِيْ الْتابِعِيْنَ رَجَلٌ مِنْ قَرْنَ يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسُ بنُ عَامِرَ ، يَخْرُجُ بِهِ وَضَحٌ ، فَيَدْعُوْ اللهَ أَنْ يُذْهِبَهُ عَنْهُ , فَيُذْهِبَهُ , فَيَقُوْلُ : أَلُّلُهُمَّ دَعْ لِيْ فِيْ جَسَدِيْ مَا أَذْكُرُ بِهِ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ ، فَيَدَعُ لَهُ مَا يَذْكُرُ بِهِ نِعْمَتَهُ عَلَيْهِ ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ ، فَاْسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَهُ ] ص 88
-[ سَيَكُوْنُ فِيْ أُمَّتِيْ رَجَلٌ يُقالُ لَهُ: أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ، وَإِنَّ شَفَاعَتَهُ فِيْ أُمَّتِيْ مِثْلُ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ ] ص 23
-[ عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ ] ص 36
-[ لَاْ تُصَلُّوْا عَلَيَّ الْصَلَاْةَ الْبَتْرَاْءَ , تَقُوْلُوْنَ اللّهُمَّ صَلِّ عَلَىْ مُحَمَّدٍ وَتُمْسِكُوْنَ, بَلْ قُوْلُوْاْ اللَّهُمَّ صَلَّ عَلَىْ مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِ مُحَمَّدٍ ] ص 156
-[ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أكْثَرُ مِنْ تَمِيْمَ ] ص 37
-[ لَيَشْفَعَنَّ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي فِيْ أَكْثَرَ مِنَ مُضَرَ ] ص 31
-[ لَيَشْفَعَنَّ مِنْ أُمَّتِيْ لِأَكْثَرَ مِنْ بَنِيْ تمِيْمَ وَبَنِيْ مُضَرَ ، وَأِنَّهُ لَأُوَيْسٌ القَرَنِيُّ ] ص 24
-[ لَيَشْفَعَنَّ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي لأكْثَرَ مِنْ تَمِيْمَ وَمُضَرَ، وَإِنَهُ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ] ص 31
-[ لَيُصَلِيَنَّ مَعَكُمْ غَدَاً رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ .. ذَاْكَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ] ص 37
-[ مَا أَظَلّتْ الْخَضْرَاءُ وَمَا أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ لَهْجَةٍ مِنْ أَبِيْ ذَرَّ ] ص 44
-[ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلىْ مَنْ يَسْبِقُهُ عُضْوٌ مِنْهُ إِلىْ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلىْ زَيْدَ بِنْ صُوْحَانَ ] ص 42
-[ مَنْ عادى عَمّاراً عاداهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ عَمّاراً أَبْغَضَهُ اللهُ ] ص 33
-[ مِنْ خَيْرِ التَابِعِيْنَ بِإِحْسَانٍ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ] ص 36
-[ هَذا نُوْرُ أُوَيْسَ ، جَعَلَهُ هَدِيَّةً فِيْ بَيْتِنا ] ص 21
-[ هُوَ رَجُلٌ صَهْبٌ أَشْهَلٌ، ذُوْ طِمْرَيْنِ أَبْيَضَيْنِ إِذا غَابَ لَمْ يُفْتَقَدْ، وَإِذا( حَضَرَ )طَلَعَ لَمْ يُفْرَحْ بِطَلْعَتِهِ، وَإِذاْ سَلَّمَ لَمْ يُرَدً عَلَيْهِ ] ص 14
-[ وَاللهِ لَقَدْ آمَنَتْ بِيْ إِذْ كَفَرَ الْنَّاْسُ، وَآوَتْنِيْ إِذْ رَفَضَنِيْ الْنَّاْسُ ، وَصَدَّقَتْنِيْ إِذْ كَذَّبَنِيْ الْنَّاْسُ ، وَرُزِقْتْ مِنّيْ الْوُلْدَ حَيْثُ حُرِمْتُمُوْهُ ] ص 78
-[ وَأَجِدُ نَفَسَ رَبِّكُمْ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ ] ص 38
ص: 218
-[ يَا فَرْوَةَ هَلْ سَاْءَكَ مَاْ أَصَاْبَ قَوْمَكَ يَوْمَ الْرَزْمِ ] ص 10
-[ يَأْتِيْ عَلَيْكُمْ أُوَيْسٌ ، فَإِنْ إْسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَاْفْعَلْ ] ص 58
-[ يَأْتِيْ عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بنُ عَامِرَ مِنْ مُرادَ ثُمَّ مِنْ قَرْنَ ، كَاْنَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلّاْ مَوْضِعُ دِرْهَمٍ , لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِها بَرٌّ , لَوْ أَقْسَمَ عَلَىْ اللهِ لَأَبَرَّهُ ؛ فَإِنْ إسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَاْفْعَلْ ] ص 26
-[ يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ ، مِنْ مُرَادٍ ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ ] ص 25, 115
-[ يَخْرُجُ مِنَ النَّاْرِ بِشَفَاعَةِ رَجَلٍ لَيْسَ بِنَبِيٍّ ، أَكْثَرُ مِنْ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ ] ص 24
-[ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجَلٍ مِنْ أُمَّتِيْ أَكْثَرَ مِنْ رَبِيْعَة ، وَمُضَر ] ص 23, 151
-[ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يُقَاْلُ لَهُ : أُوَيْسٌ فِئَاْمٌ مِنَ النَّاْسِ] ص 38
-[ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ مُضَرٍ ، وَبَنِي تَمِيمٍ , فَقِيلَ : مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ] ص 30
-[ يَدْخُلُ بِشَفَاعَةِ رَجَلٍ مِنْ أُمَّتِيْ الْجَنَّةَ أَكْثَرَ مِنْ رَبِيْعَة ، وَمُضَر ] ص 55
-[ يَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَاْمَةِ الْأَنْبِيَاْءُ، ثُمَّ الْعُلَمَاْءُ، ثُمَّ الْشُهَدَاْءُ ] ص 155
-[ يَقْدِمُ إِلىْ الْكُوْفَةِ رَجُلٌ مِنَ الْيَمَنِ يُقَاْلُ لَهُ : أُوَيْسٌ، لَيْسَ لَهُ بِهَاْ إِلاّ أُمٌّ ، وَقَدْ كَاْنَ بِهِ بَيَاْضٌ مِنْ بَرَصٍ ، فَدَعَاْ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُذْهِبَهُ عَنْهُ ، فَأَذْهَبَهُ إِلاّ مِثْلُ مِقْدَاْرِ الْدِيْنَاْرِ أَوْ الْدِرْهَمِ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَىْ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَأَبَرّ قَسَمَهُ، يَدْخُلُ( الْجَنَّةَ ) فِيْ شَفَاعَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عدد ربيعة ومضر ] ص 116
-[ يَكُوْنُ فِيْ أُمَّتِيْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ، يَدْخُلُ في شَفَاعَتِهِ(الْجَنَّةَ )عدد رَبِيْعَة ، وَمُضَر] ص 55
-[ يَكُونُ فِيْ أُمَّتيْ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ أُوَيْسٌ القَرَنِيْ، يَدْخُلُ فِيْ شَفاعَتِهِ[ الجَنَّة ]عَدَدَ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ، لَوْ أَقْسَمَ عَلى اللهِ لَأَبَرَّ قَسَمَهُ، فَمَنْ لَقِيَهُ فَلْيَقْرَئْهُ مِنِّيْ السَلامَ ] ص 14
-[ يُقَالُ لِلْعِبَادِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أُدْخُلُوْا الْجَنَّةَ وَيُقَالُ لِأُوَيْسَ : قِفْ لِتَشْفَعَ فَيُشَفِّعَهُ اللهُ فِيْ مِثْلِ عَدَدِ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ ] ص 62
-[ يا عَلِيُّ حَرْبُكَ حَرْبِيْ وَسِلْمُكَ سِلْمِيْ ] ص 35
ص: 219
-[ يا عَمْروْ هَذَاْ وَقَوْمُهُ آيَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ] ص 107
-[ يا عَمْروْ هَذَاْ وَقَوْمُهُ آيَةُ أَهْلِ النَّاْرِ ] ص 107
-[ يا عَمْروْ هَلْ تُرِيْدُ أَنْ أُرِيكَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْجَنّةِ، وَرَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْنّارِ ] ص 107
-[ يا عَمّارُ تَقْتُلُكَ الفِئَةُ الباغِيَةُ وَآخِرُ زادِكَ مِنَ الدُنيا ضَياحٌ (إناء) مَنْ لَبَنٍ ] ص 33
-[ يا عُمَرُ ، إِذَا رَأَيْتَ أُوَيْسَاً الْقَرَنِيَّ ، فَقُلْ لَهُ ، فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكَ ; فَإِنَّهُ يَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيْ مِثْلِ رَبِيْعَةَ وَمُضَرَ ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ عَلَاْمَةُ وَضَحٍ مِثْلُ الْدِرْهَمِ ] ص 28
ص: 220
-{ اللَهُمَّ بَلَى لاَ تَخْلُو الاَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ؛ إمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً، أَوْ خَائِفاً مَغْمُوراً، لِئَلاَّ تَبْطُلَ حُجَجُ اللَهِ وَبَيِّنَاتُهُ. وَكَمْ ذَا وَأَيْنَ أُولَئِكَ؟ أُولَئِكَ - وَاللَهِ الاَقَلُّونَ عَدَداً وَالاَعْظَمُونَ قَدْراً، يَحْفَظُ اللَهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وَبَيِّنَاتَهُ حَتَّي يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ، وَيَزْرَعُونَهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ. هَجَمَ بِهِمُ العِلْمُ عَلَی حَقِيقَةِ البَصِيرَةِ، وَبَاشَرُوا رُوحَ اليَقِينِ، وَاسْتَلاَنُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ المُتْرَفُونَ، وَأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الجَاهِلُونَ، وَصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالمَحَلِّ الاَعْلَى } ص 5
-{ اللهُ أَكْبَرُ.. أَخْبَرَنِيْ حَبِيْبِيْ رَسُوْلُ الله (صلی الله علیه و آله) أَنِّيْ أُدْرِكُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِهِ يُقالُ لَهُ: أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ يَكُوْنُ مِنْ حِزْبِ اللهِ وَرَسُوْلِهِ ، يَمُوْتُ عَلَىْ الْشَهادَةِ ، يَدْخُلُ فِيْ شَفَاعَتِهِ مِثْلُ رَبِيْعَةَ وَمُضَر } ص 23 , 41, 109, 122
-{ اللهُمَّ نَوِّرْ قَلْبَهُ بِالْتُقَىْ ، وَاْهْدِهِ إِلىْ صِرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ ، لَيْتَ أَنَّ فِيْ جُنْدِيْ مِئَةٌ مِثْلُكَ }ص 45 , 1و7
-{إِنَّمَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ اثْنَيْنِ : طُولَ الأمَلِ ، وَاتِّبَاعَ الْهَوَى ، فَإِنَّ طُولَ الأمَلِ يُنْسِي الآخِرَةَ ، وَإِنَّ اتِّبَاعَ الْهَوَى يَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ ، وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُدْبِرَةً ، وَالآخِرَةُ مُقْبِلَةٌ ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ ، وَلا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلا حِسَابٌ ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلا عَمَلٌ } ص 79
-{ إِنّا لِلهِ وَإِنّا إِلَيْهِ رَاْجِعُوْنَ، إِنَّ أْمْرِئً لَمْ تَدْخُلْ عَلَيْهِ مُصِيْبَةً مِنْ قَتْلِ عَمَّارَ فَمَا هُوَ مِنَ الإسلام فِيْ شَيءٍ } ص 33
-{ إِنَّ اللهَ أَخَذَ عَلَىْ أَئِمَّةِ الْهُدَىْ أَنْ يَكُوْنُوْا فِيْ مِثْلٍ أَدْنَىْ لِلْنَّاْسِ لِيَقْتَدِيْ بِهِمْ الْغَنِيُّ وَلَاْ يَزْرِيْ بِاْلْفَقِيْرِ فَقْرُهُ } ص 79
-{ إِنَّمَاْ مَثَلُ الْدُنْيَاْ مَثَلُ الْحَيَّةِ لَيِّنٌ مَسُّهَاْ قَاْتِلٌ سُمَهَاْ , فَأَعْرِضْ عَمّاْ يُعْجِبُكَ فِيْهَاْ؛ لِقِلَّةِ مَاْ يَصْحَبُكَ مِنْهَاْ ، وَضَعْ عَنْكَ هُمُوْمَهَاْ ؛ لِمَاْ أَيْقَنْتَ بِهِ مِنْ فِرَاْقِهَاْ وَتَصَرُّفِ حَاْلاْتِهَاْ , وَكُنْ آنَسَ مَاْ تَكُوْنُ بِهَاْ ، أَحْذَرَ مَاْ
ص: 221
تَكُوْنُ مِنْهَاْ ؛ فَإِنَّ صَاْحِبَهَاْ كُلَّمَاْ إْطْمَأَنَّ فِيْهَاْ إِلَىْ سُرُوْرٍ أَشْخَصَتْهُ عَنْهُ إِلىْ مَحْذُوْرٍ, أَوْ إِلىْ إِيْنَاْسٍ أَزَاْلَتْهُ عَنْهُ إِلىْ إِيْحَاْشٍ } ص 79
-{ أَيْنَ إِخْوَانِيْ الَّذِيْنَ رَكَبُوْا الْطَرِيْقَ، وَمَضُوْا عَلَىْ الْحَقِّ؟! أَيْنَ عَمَّارُ؟ وَأَيْنَ إْبْنُ الْتَيْهَانِ؟ وَأَيْنَ ذُوْ الْشَهَادَتَيْنِ؟ وَأَيْنَ نُظَرَاؤُهُمْ مِنْ إِخْوَانِهِمْ الَذِيْنَ تَعَاقَدُوْا عَلَىْ الْمَنِيَّةِ } ص 143
-{خُلِقَتْ الْأَرْضُ لِسَبْعَةٍ بِهِمْ يُرْزَقُوْنَ، وبِهِمْ يُمْطَرُوْنَ، وبِهِمْ ينصرون: أَبُوْ ذَرَّ وَسَلْمَانُ وَالْمِقْدادُ و عَمّارُ وحُذَيْفَةُ وعَبْدُ اللهِ بِنْ مَسْعُوْد... وَأَنَاْ إِمَاْمُهُمْ} ص 44
-{ فَلَقَدْ كَانَ إِلَيَّ حَبِيْبَاً، وَكَاْنَ لِيْ رَبِيْباً، فَعِنْدَ اللهِ نَحْتَسِبُهُ وَلَداً نَاصِحاً، وَعَامِلاً كَادِحاً، وَسَيْفاً قَاطِعَاً، وَرُكْنَاً دَافِعَاً } ص 46
-{ مَاْ كَانَ فِيْنَا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرَ الْمِقْدَاْدِ بنِ عْمْرو } ص 46
-{ مُحَمَّدٌ ابْنِيْ مِنْ صُلْبِ أَبِيْ بَكْرٍ } ص 46
-{ مَنْ يُبَايِعُنِيْ عَلَىْ الْمَوْتِ؟} ص 41 , 141
-{ وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أُرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الأكْبَرِ } ص 93
-{ وَمَا يَمْنَعُنِيْ! إِنَّهُ كَاْنَ لِيْ رَبِيْباً، وَكَاْنَ لِبَنِيَّ أَخَاً، وَكُنْتُ لَهُ وَالِداً، أَعُدُّهُ وَلَدَاً } ص 46
-{: يَا كُمَيْلُ! إنَّ هَذِهِ القُلُوبُ أَوْعِيَةٌ، فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا } ص 5
ص: 222
أويس القرني :
1/4/7/8/12/14/17/20/22/23/27/28/29/30/33/34/35/37/38/42/51/52/59/60/63/64/66/68/70/71/72/73/75/78/80/82/83/85/86/92/93/94/96/98/99/102/105/108/111/112/114/118/119/120/122/126/128/132/133/134/136/137/138/139/141/143/144/145/148/149/150/153/155/159/160/161/162/164/165/166/168/170/171/172/173/174/175/176/178/179/180/182/183/184/192/193/194
أسير بن جابر : 24/25/26/75/83/90/100/102/115/120/127/141/142/148
إبن الجوزي : 54/58/175
إبن السرماري : 158
إبن الكلبي : 6/ 59
إبن تيمية : 157/164/174
إبن حبان : 54/59/120
إبن حجر : 9/19 /54/57/59/72/74/87/89/97/103/142/145/170/
إبن سلّام : 62/121
أبو الفتوح المطرزي : 67
أسود بن يزيد : 31/82
الأحنف بن قيس : 120
الأميني : 3/67/172
الباقر (الإمام)(ع): 41/42/48/49/50/51/52/139/159
ص: 223
البخاري :7/9/16/23/24/37/55/60/73/ 74/75/117/133/145/146/158/162
البربهاري : 152/153
الجوهري : 7/8/10
الحافظ العراقي : 39
الحاكم النيسابوري : 5/24/25/26/32/41/56/58/59/73/76/98/102/112/131/133/139/144/
الحجاج بن مسروق الجعفي : 47
الحجاج بن يزيد السعدي : 47/
الحجاج بن يوسف الثقفي :16/27/32/48/74/80/89/ 120/132
الحر العاملي : 3
الحر بن يزيد الرياحي : 47
الحريري : 40/60/173/174
الحسن , الإمام (ع) :45/46/ 47/144/159/179
الحسن البصري : 15 /23/ 24/37/82/55/151/174/175
الحسن بن عمرو : 20
الحسين , الإمام (ع) : 10/27/42/44/45/46/47/48/49/107/139/157/ 159/164/174/179/181/216/226
الخزرجي الأنصاري : 62/ 63
الخوانساري : 3
ص: 224
الخوئي : 27/49/53/54/55/69/70/112
الدار قطني : 7
الذهبي , محمد بن أحمد: 40/ 54/ 57/97 /152/ 156/176
الربيع بن خيثم : 66/82/94/98
الرضا , الإمام (ع) : 20/64
الزهراء , السيدة فاطمة(ع) : 32/33/44/47/ 107/158/179/217
السمعاني : 8/9/61/117
الشاطبي : 60/104
الشعبي : 132
الصادق , الإمام (ع) : 41/42/43/44/46/49/50/51/52/64/75/94/177
الصالحي الشامي : 61
الصفدي : 62
الضحاك بن مزاحم : 29
الطبري : 9
الطريحي , فخر الدين : 67/68/ 71
الطوسي , محمد بن الحسن : 41/48/49/64/ 65/66/98/112
العباس بن علي بن أبي طالب (ع) : 47
العباس بن محمد الدوري : 26/36/140/141
العجلي, أحمد : 31/59/131
ص: 225
الغزالي : 35/39/60/61/101/149
الفراهيدي : 7
الفيروز أبادي : 8
القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) : 47
القمي , عباس : 3/64/209/238
الكازروني : 176
الكبري : 176
الكشي : 27/29/48/49/50/51/52/ 54/66/74/117/128/142/206
المفيد , الشيخ : 23/41/42/50/53/ 54/64/65/ 109/ 122/ /206
المقبري : 31
المقداد بن الأسود الكندي : 33/ 43/44/64/81/216/223
النسائي : 23 /24/25/28/40/ 56/ 120/ 140/ 145
النعمان بن مقرن : 160
النعماني المغربي : 64
النوري , الميرزا : 3/108/134/137/209/ 210
النووي , محيي الدين يحيى : 58/151
اليافعي : 59/ 64
إبراهيم بن أبي عبلة : 28/90
إبراهيم بن علي بن أبي طالب (ع) : 47
ص: 226
إبن الأثير : 6/10/ 54/56
إبن أبي الحديد : 35/74/ 79/ 159
إبن خلكان :74/167/ 173
إبن داود : 20/51/54/ 66
إبن ماكولا : 54/61
إبن يزيد البكري : 98
أُميّه بن خلف : 33
أبان بن تغلب : 50
أبو الحسن الهروي : 167
أبو أحمد بن عدي الجرجاني : 56/75/ 154/ 207
أبو بكر الأعين : 145/ 146
أبو بكر بن ابي قحافة : 21/ 28/ 31 / 46/ 63/ 121/ 126/ 164/ 169
أبو بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع ) : 47
أبو بكر بن علي بن أبي طالب(ع ): 47
أبو بكر بن عياش : 23/24/ 87
أبو ثمامة عمر بن عبد الله الصائدي : 47
أبو خالد الكابلي : 48/49
أبو ذر :33 /44/ 64/218/223
أبو سُفيان بن حرب : 33
ص: 227
أبو سليمان عبد الرحمن بن أحمد: 158
أبو عبد الله الدنيلي : 136
أبو لهب : 33
أبو مسلم الخولاني : 47/ 82/146/
أبو مكين : 72
أبو موسى الأشعرى : 34/35
أبو نعيم , أحمد : 57/140 / 175/ 208/
أبو هريرة : 29/ 30/ 31/119/ 145/ 163/
أبو يزيد البسطامي : 176
أبوعبد رب الدمشقي : 74
أبو الأحوص : 131
أبو الحسن بن بشار : 153
أبو الضحاك الجرمي : 123
أبو زرعة الرازي : 97
أبو طالب , عم النبي(ص) :41/65/ 78/145/211
أبو عبيدة الحداد : 72
أبو كريب : 23
أبو نضرة : 75/83
أحمد بن محمد بن حنبل : 56/57/72/97/145/151/161/206/210
ص: 228
أسباط بن سالم : 43/47/48
أسلم بن كثير الازدي : 48
أصبغ بن زيد : 85/97/135
أصبغ بن نباتة : 41/112/141
أنس بن كاهل الأسدي : 47
أويس بن الخليص : 146
بدر بن معقل الجعفي : 47
بريد بن معاوية العجلي : 49/50/51
بشر الحافي : 19
بشر بن عمر الحضرمي : 47
بشير بن عمرو : 74
جابر الجعفي : 41
جبريل , الأمين (ع) :28/ 121
جبلة بن علي الشيباني :
جعفر بن عقيل بن أبي طالب (ع) : 47
جعفر بن علي بن أبي طالب (ع) : 47
جعفر بن محمد بن عقيل بن أبي طالب (ع) : 47
جمعة الحديثي : 185
جندب الخير الأزدي : 42
ص: 229
جندب بن حجر الخولاني : 47
جون مولى أبي ذر الغفاري : 47
جوين بن مالك الضبعي : 47
حبيب بن مظاهر الأسدي : 47/67
حجر بن زائدة : 52
حذيفة بن أسيد الغفاري : 47
حمران بن أعين : 50/ 52
حميد بن صالح : 132
حنظلة بن أسعد الشبامي : 48
حوشب , شهر بن حوشب الحمصي : 24
حيان بن الحارث السلماني الازدي : 47
خالد بن سعيد بن العاص : 11
خديجة بنت خويلد(ع) : 78/ 217
خزيمة بن ثابت : 143
دبيس بن صدقة بن منصور : 173
دعبل بن علي الخزاعي : 172
زاهر مولى عمرو بن الحمق الخزاعي : 47
زرارة بن أعين : 49/50 / 51/ 52
زرارة بن أوفى : 24 / 26 /89
ص: 230
زهير بن القين البجلي : 47
زهير بن بشر الخثعمي : 47
زيد بن ثبيت القيسي : 47
زيد بن صوحان العبدي : 42 /142/ 219
زيد بن علي(ع) : 19/ 139/ 140
زين العابدين, الإمام (ع) : 27/ 42/ 48/ 49/ 52/80/ 139
سالم مولى بني المدنية الكلبي : 48
سالم مولى عامر بن مسلم : 47
سعد بن عبد الله الحنفي : 47
سعد بن مالك بن سنان : 110
سعيد بن المسيب : 27/ 49/ 118/ 151
سعيد بن جبير : 27/ 80
سعيد , مولى عمرو بن خالد الصيداوي : 47
سعيد بن قيس : 110
سفيان بن أبي ليلى الهمداني : 47
سلام بن مسكين :29/ 169
سلمان , المحمدي : 33/41/42/ 43/44/ 64/ 79/ 216/ 223
سلمة بن نفيل السكونِي : 39
سلمى بنت حرملة العنزيّة : 33
ص: 231
سليمان مولى الحسين(ع) : 47
سهيل زكار : 167/ 168
سوار بن أبي حمير الفهمي الهمداني : 48
سيف بن مالك : 47
شبيب بن الحارث بن سريع : 48
شبيب بن عبد الله النهشلي : 47
شريح بن هانئ : 110
شريك بن عبد الله الكوفي : 40/ 144
شوذب مولى شاكر : 48
صعصعة بن معاوية: 27/ 100 / 117/ 120/ 149/ 160
صلة بن أشيم العدوي : 152
ضرغامة بن مالك : 47
ضمرة بن ربيعة : 90
طغرل بك : 65
عابس بن شبيب الشاكري : 48
عامر بن عبد الله بن جذاعة : 52
عامر بن مسلم : 47
عبد الرحمن بن أبي ليلى : 32/ 36 / 74/ 140/ 144/146
عبد الرحمن بن عبد الله بن الكدن الارحبي : 48
ص: 232
عبد الرحمن بن عروة بن حراق الغفاري : 47
عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب : 47
عبد العزيز بن سلام : 102
عبد الغني بن سعيد : 60
عبد الكريم السيد علي خان المدني : 151 / 210
عبد الله المامقاني : 68
عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب(ع ) : 47
عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع ) : 47
عبد الله بن أبي الجدعاء : 37
عبد الله بن أبي يعفور : 51
عبد الله بن جعفر :47/ 139
عبد الله بن سلمة : 164
عبد الله بن شريك العامري : 49
عبد الله بن عبّاس :14/ 41/55/111/ 115/ 210
عبد الله بن عروة بن حراق الغفاري : 47
عبد الله بن عقيل بن أبي طالب : 47
عبد الله بن علي بن أبي طالب(ع) : 47
عبد الله بن عمير الكلبي : 47
عبد الله بن مسعود : 21/44/82/ 169
ص: 233
عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب : 47
عبد الله بن يزيد بن ثبيت القيسي : 47
عبد الملك بن مروان : 16
عبيد الله بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب : 47
عبيد الله بن يزيد بن ثبيت القيسي : 47
عثمان بن عفان : 15/ 21 /31/34/42/45/46/82/107/110/ 151/152/ 162
عثمان بن عطاء الخراساني : 90/ 146
عثمان بن علي بن أبي طالب (ع ) : 47
عدي بن حاتم : 110
عدي بن سلمة الجزري : 102
علقمة بن مرثد : 146
علي بن الحسين الاكبر(ع) : 47
علي بن أبي طالب , الإمام (ع) : 5/ 14/ 16/ 23/24/26/27/ 28/ 29/30/31/ 32/33/ 35/ 36/ 37/40/41/42 /43/44/ 45/46/ 47/48/ 54/ 60/ 62/ 63/ 64/65 / 66/ 67/68/ 70/ 72/ 73/ 74/ 77/ 79/ 80/ 81/82/ 84/ 107/ 108/ 110 /111 / 112/ 113/ 114/ 116/ 118/ 120/121/ 122/129/ 135/ 137/ 139/ 140/ 141/ 142/143/ 144/ 145/ 146/ 150/ 155/157/ 159/ 160/161/164/ 169/ 170 /172/174/ 177/ 178/ 179/181/ 187
علي خان المدني : 1/ 3/53/ 54/ 230/ 233
عمار بن أبي سلامة الهمداني : 48
عمار بن حسان بن شريح الطائي : 47
ص: 234
عمار بن ياسر : 21/ 32/ 33/ 35/44 / 64/81/ 96/ 110/111 / 142/143 / 144/ 146/ 167/ 187/ 216/ 217/ 218/ 219/ 221/ 222/ 223
عمر بن الاحدوث الحضرمي : 48
عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب(ع ) : 47
عمر بن الخطاب : 13/ 16/ 21/24/ 25/ 26/ 27/ 28/ 29/ 58/ 62/ 82/ 108/ 109/ 115/116/ 117/ 118/ 119/ 120 / 121/ 126/ 127/ 147/ 148/ 153/ 156/157/ 158/ 160/ 161/ 164/ 170
عمر بن عبد العزيز :132/158/ 159
عمر بن علي بن أبي طالب(ع ) : 47
عمرو بن العاص : 33 /34/35/ 139
عمرو بن الحمق الخزاعي : 48/ 107
عمرو بن خالد الصيداوي : 47
عمرو بن ضبيعة الضبعي : 47
عمرو بن عبد الله الجندعي : 48
عمرو بن عتبة : 81
عمرو بن قرظة الانصاري : 47
عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب : 47
فرات بن حيان العجلي : 31/ 89/ 217
فروة بن مسيك المرادي : 10/ 22
ص: 235
قارب مولى الحسين(ع ) : 47
قاسط بن زهير التغلبي : 47
قاسم بن حبيب الازدي : 47
قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد : 6 / 7/ 8/9/ 61
قعنب بن عمرو النمري : 47
قيس بن سعد : 46
قيس بن مسهر الصيداوي : 47
كرش بن زهير التغلبي : 47
كعب الأحبار : 162/182
كنانة بن عتيق : 47
ليث بن البختري المرادي : 49 / 50/ 51
مالك الأشتر : 45/ 110 / 111
مالك بن أنس : 75/145/ 146
مالك بن عبد الله بن سريع : 48
مجمع بن عبد الله العائذي : 47
محارب بن دثار : 31
محمّد بن أبي بكر : 46
محمد ( الاصغر ) بن علي بن أبي طالب(ع ) : 48
ص: 236
محمد , النبي الأكرم (ص) :4/12/13/ 14/18/19/20/21/22/26/ 28/ 29 /31/37/ 39/40/ 43/ 47 /54 /56 /57 /59/60/61/62/66/69/71/72/ 77 / 78/85/ 87/88/96/104/ 107/108 /109/111/120 / 121 / 122 /124/127 /126/132/136/ 137/146/150/152/153/154/ 155 / 156 / 157/158/ 160 /164 / 169 / 170 / 175 /178/ 179
محمد النور بخشي : 63
محمد بركت علي : 178
محمد بن أبان العنبري : 132
محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب: 48
محمد بن جعفر المؤدب : 64
محمد بن سلمة الجزري : 103
محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: 48
محمد بن عقيل بن أبي طالب: 48
محمد بن مسلم الثقفي : 51
محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهرى : 164
محمد بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب: 48
محمد طه نجف : 54/68
محمد عثمان عبده البرهاني : 177
محيي الدين المامقاني : 70
مسروق بن الجدع : 82
ص: 237
مسعود بن الحجاج : 47
مسلم بن الحجاج النيسابوري :23/ 55/ 58/63/73
مسلم بن عوسجة الأسدي: 47
مضر السيد علي خان المدني : 1/ 3/ 227/235
معاوية بن حُدَيج الكندي : 46
معين الدين الشيستي : 177
منجح مولى الحسين(ع ) : 47
موسى الراعي : 170
موسى بن جعفر, الإمام (ع) : 19/ 43/48 /51/ 52/ 63
موسى بن زيد : 137
مؤمن الطاق : 50
ميثم بن يحيى التمّار : 46
نافع بن هلال البجلي المرادي : 47
نعيم بن عجلان الانصاري : 47
هاشم بن عتبة المرقال : 143
هرم بن حيّان : 76/123
هشام بن الحكم : 50
هشام بن حسان : 23 / 24
هشام بن سالم : 49/ 50 / 51/ 52
ص: 238
همام بن الحارث : 81
يحابر بن مالك بن مذحج : 9
يحيى بن أمّ الطويل : 48/ 49
يحيى بن معين : 28/ 29/31/ 72/140
يزيد بن حصين الهمداني المشرقي : 47
يزيد بن زياد بن المظاهر الكندي : 47
يسير بن عمرو : 89
ص: 239
اليمن : 7/ 8/ 10 / 12/15/16/18/19/20/25/28/38/39/59/60/63/113/115/116/118/119/121/ 148/ 177/180/ 182/ 183/
ابين : 10
الإسكندرية : 163/ 167/ 182
الأناضول : 185
الأنبار : 185
البرمبل : 182
البصرة : 151/244
البيضاء : 10
التريبة : 183
الثّجة : 11
الجابية : 162/ 163/ 182
الحبشة : 33/ 46
الحمى : 183 / 201
الحويجة : 179
الحيرة : 160
الدوّار : 185
ص: 240
الديلم : 170
الربذة : 32/ 45/ 103
الرقة : 144/ 163/167/ 188/ 189/ 190
الزمونية : 177
السودان : 184
الشام : 32/ 33/ 36/82/133/150/160/162/164
الشكيف : 185
الطائف : 7/8
العبدية : 180/ 183/ 190/200
القاهرة : 39/62/177
الكريمات : 182
الكوفة : 13/ 25/56/59/60/70/74/75/79/80/81/83/84/90/96/98/100/102/109/115/116/117/118/ 119/ 120/123 /124/ 125 / 127/ 133/ 147 / 148/ 149/ 151 / 160/ 161/ 165 / 167/ 220 / 244 /
المدينة المنورة : 18 / 21/ 62/ 108 / 119/ 151 / 162/ 165 / 218
المسجد الأقصى : 160
الموصل : 185/ 186 / 244
النجف الأشرف : 3/65/66/67/68/69/70/ 243 / 244
الهند : 177 /179/ 203
إب : 11
ص: 241
أذربيجان : 161 / 164
أرمينيا : 161
باكستان : 177/178
بايكان : 185
بغداد : 185/ 186/ 244
بلاد فارس : 82
بنجلاديش : 177 / 178
بيت المقدس : 119/ 160
بيشه كوه : 184
تُستر : 32
ترعة الحبشي : 182
تركيا : 185/ 198/ 199
جامع سجود : 179
جمى : 184
حريب : 10
حضرموت : 10
خولان : 10
دلهي : 179
ديار بكر : 163/ 167/185
رامسر : 184
ردفان : 184
زبيد : 10 / 11/22/183/201
سجستان : 59/152/161
سرو مَذْحِج : 10
سوريا : 144 / 179/ 188/ 189 / 190 /191192/ 193 / 194
ص: 242
سيرت : 185
شكر قليوبية : 177
شهرزور : 186
صفين : 144/ 164/167/187
فرص : 184
فلسطين : 9/33 /34/90/164
قديثنة : 10
قمن العروس : 182
كتسرين : 179
كرمانشاه : 184
كفر الزيات : 177
لحج : 184
مأرب : 10/ 12/ 180/ 183
مرو : 8/ 19
مصر : 82/164/167/182/202
مكة المكرمة : 21/160/ 165
مكز العياط : 182
نجد : 6/ 7
نجران : 10
نهاوند : 32/42/160
هضبة الجولان : 179
همدان : 10/ 11
هيت: 185
وادى حلفا : 184
ص: 243
1-الإهداء ..................................................................... 3
2-المقدمة ......................................................................4
3-الإسم والنسب .............................................................. 6
4-ولادته ....................................................................... 12
5-مسكنه .......................................................................13
6-شكله وصفاته الجسدية .................................................. 14
7-عمله ومهنته .............................................................. 16
8-أويس من أوائل المسلمين .............................................. 18
9-أويس في أحاديث رسول الله (ص) .................................... 23
10- أويس في أحاديث الأئمة (ع) .......................................... 41
11- أويس في أحاديث العلماء وأصحاب السير .......................... 54
12- أويس حليف القرآن ..................................................... 72
13- أويس أحد رواة الحديث ................................................ 74
14- أويس نموذج الزاهدين ................................................. 77
15- أويس نموذج الأبناء الصالحين ....................................... 85
16- أويس نموذج السمو الإيماني ......................................... 86
17- أويس من الشاكرين .................................................... 88
18- أويس من المتصدقين .................................................. 89
19- أويس نموذج تهذيب النفس .......................................... 93
20- أويس نموذج العبادة الخالصة ....................................... 96
21- أويس من العافين عن الناس ........................................ 100
22- أويس مقصد المتبركين .............................................. 102
23- أويس رجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ................. 104
24- أويس راهب الليل فارس النهار ..................................... 106
25- أويس يختار : طريق الإمام علي(ع) ...............................107
26- قصته مع الخليفة عمر بن الخطاب ................................. 115
27- قصته مع هرم بن حيّان العبدي ..................................... 123
28- من أحاديث أويس ..................................................... 129
29- من أدعية أويس ....................................................... 135
30- شهادته ومرقده الشريف ............................................ 139
31- محاولات طمس الصورة ............................................ 145
32- المغالاة في ذكر أويس ............................................... 169
ص: 244
33- أويس في ذاكرة المحبين ....................................... 171
34- مقامات أويس القرني ........................................... 181
35- زيارة أويس القرني ............................................. 187
36- ملف الصور........................................................ 188
37- المصادر ........................................................... 206
38- فهرست الآيات القرآنية الكريمة .............................. 212
39- فهرست الأحاديث النبوية الشريفة ........................... 216
40- فهرست الأحاديث العلوية الشريفة ........................... 222
41- فهرست الأعلام ................................................... 224
42- فهرست البقاع و الأمكنة ...................................... 241
43- فهرست المواضيع .............................................. 245
ص: 245
مضر السيد عبد الهادي محسن علي خان المدني
ولد بمدينة النجف الأشرف يوم الثلاثاء 25 ربيع الثاني سنة 1379 لأسرة دينية ارتبط اسمها بالسيد علي خان المدني , من أعلام القرن الحادي عشر الهجري , صاحب (السلافة) , و (أنوار الربيع ), و (الدرجات الرفيعة ) , و(شرح الصحيفة السجادية ), و غيرها.
والتي نبغ منها أعلام في الحوزة العلمية منهم جده الحجة السيد محسن , و جده لأمه آية الله العظمى السيد عبد الكريم, و الحجة السيد عبد الحسن , والحجة السيد عبد الحسين , وآية الله السيد عبد الرسول , و العلامة الحجة السيد محمد علي , وغيرهم.
تدرج في مراحل الدراسة, و حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الموصل عام 1982 م.
رعى أساتذته في إعدادية النجف موهبته الأدبية, فكتب القصة والقصيدة, وشارك في العديد من الأماسي و المهرجانات الشعرية في مدينة النجف الأشرف, و منها مهرجانات الإعدادية السنوية, وأمسيات دور الثقافة ونشاطات جمعية الرابطة الأدبية, وحصل على المرتبة الأولى في مسابقة الجمعية للأدباء الناشئين.
كما شارك في بعض المهرجانات الشعرية في الجامعة, و سمي (شاعر كلية الهندسة), و حصلت أحدى قصائده في الثمانينات على المرتبة الأولى في مهرجان القصيدة القطري, ورشحت للمشاركة في مهرجان الخليج الدولي, ومهرجان القصيدة العربية في الدار البيضاء.
كما دعي لإلقاء قصائده في العديد من الاحتفاليات الخاصة والعامة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وبغداد والبصرة والديوانية والموصل, ووجهت له الدعوات للمشاركة في مهرجان المربد الشعري.
نشرت له عدة مجلات وجرائد عراقية مختارات من قصائده وكتاباته الأدبية التي كان ينشر بعضها باسم مستعار هو (النجفي العراقي), ومنها جريدة العدل , ومجلة الرابطة , ومجلة الجامعة.
ترجم له صاحب (المستدرك على شعراء الغري:3/285)المرحوم الأستاذ كاظم الفتلاوي, ونشر في كتابه بعض نتاجاته الشعرية, كما ترجم له د. كامل سلمان الجبوري في كتابه (معجم الشعراء:5/408-409), وفي مجلة آفاق نجفية بعددها الخاص(الإمام الحسين (علیه السلام) في الشعر النجفي المعاصر:156-164) ونشر عدة قصائد له, وترجم له أيضا أ. د. صباح نوري المرزوك في كتابه (التحف من تراجم أعلام وعلماء الكوفة والنجف)
وفي مجال العمل المهني, وبعد تخرجه, تولى الأشراف على العديد من المشاريع الرئيسة في بغداد والبصرة وصلاح الدين والثرثار والنجف الأشرف.
ص: 246
تعرض للإعتقال في فترة دراسته الجامعية بمدينة الموصل , ضمن الحملة التي استهدفت طلبة الجامعات في الثمانينيات , وعاد للدراسة بعد أن خسر سنة من حياته الدراسية. كما أعتقل إبان الإنتفاضة الشعبانية المباركة في النجف الأشرف؛ ليلاقي مع آلاف المعتقلين صنوف التعذيب, ولهو سياط الجلادين في معتقلات الحارثية والرضوانية, وشاءت إرادة الله أن يطلق سراحه.. بدعوة مستجابة لأب مؤمن وزوجة صابرة.
تشرف بالإشراف على إعادة بناء (مسجد السهلة المعظم ) في الكوفة المقدسة بتوجيه مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) الذي رعى حملة الإعمار الكبرى للمكان المقدس.
و أخيرا تشرف بتوجيه مكتب السيد الحكيم (دام ظله) بتولي أمانة مسجد السهلة المعظم يوم الأحد المصادف 1 من شهر رمضان المبارك سنة 1426 ﻫ .
من مؤلفاته : مسجد السهلة ,تأريخه وأعماله, تأثير العقيدة في بناء شخصية الطفل, مفكرة السهلة, دليل مسجد السهلة المعظم, الدليل المصور لمسجد السهلة المعظم, الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بين مسجدين, يا ابنتي هذا هو الدين, حقائق تنهض من بين الأقبية, الصورة الشعرية في القرآن الكريم, آداب التلاوة, ديوان شعر.
ص: 247
*( تم التشرف بعدة طبعات لكتاب الله المجيد : القرآن المجزء, القرآن المعطر, القرآن الكفي, القرآن الوزيري, القرآن الجوامعي)
1)نهج البلاغة لأمير المؤمنين (علیه السلام)
2)الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين (علیه السلام)
3)مفاتيح الجنان : الشيخ عباس القمي
4)مفاتيح الجنان (الكفي) : الشيخ عباس القمي
5)ضياء الصالحين: الحاج محمد صالح الجوهرجي
6)ضياءالصالحين(الكفي):الحاج محمد صالح الجوهرجي
7)مفاتيح الجنان و ضياء الصالحين (المزدوج)
8)مفاتيح الجنان (المصور)
9)أعمال مسجد السهلة المعظم:إعداد مؤسسة مسجد السهلة المعظم
10)أعمال ليالي الجمع:إعداد المؤسسة
11) مسجد السهلة تأريخه وأعماله: السيد مضر السيد علي خان المدني
12) سفراء ونواب الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) :الشيخ حميد البغدادي
13) الشعائر الحسينية :السيد علي محمد حسين الحكيم
14)تأثير العقيدة في بناء شخصية الطفل:السيد مضر السيد علي خان المدني
15) مسجد السهلة ملاذ الأولياء: السيد أحمد نوري الحكيم
16)خطب خالدة :السيد علي محمد حسين الحكيم
17) مفكرة السهلة : السيد مضر السيد علي خان المدني
18) دليل مسجد السهلة المعظم: السيد مضر السيد علي خان المدني
19) نشرة السهلة : إعداد قسم الإعلام في أمانة المسجد
20) الخلافة المغتصبة : الأستاذ إدريس الحسيني المغربي.
21)سيد بغداد الإمام موسى بن جعفر (علیهما السلام) :الشيخ علي الكوراني
22)أسباب الغيبة ونتائجها : السيد محمد حسين الحكيم
23)دليل العتبات المقدسة: إعداد مؤسسة مسجد السهلة المعظم
24)أعمال مسجد الكوفة المبارك :إعداد مؤسسة مسجد السهلة المعظم
25)زيارة الإمام الحسين (علیه السلام) : إعداد مؤسسة مسجد السهلة المعظم
26)زيارة السيدة زينب (علیها السلام) :إعداد مؤسسة مسجد السهلة المعظم
27)زيارة أبي الفضل العباس (علیه السلام) :إعداد مؤسسة مسجد السهلة المعظم
ص: 248
28)أعمال الأشهر(رجب,شعبان,رمضان): إعداد مؤسسة مسجد السهلة المعظم
29)الوصية الشرعية :إعداد مؤسسة مسجد السهلة المعظم
30)دليل مسجد السهلة المعظم (فارسي):السيد مضر السيد علي خان المدني
31)دليل مسجد السهلة المعظم(إنكليزي):السيد مضر السيد علي خان المدني
32)وصال يار (زيارة العتبات/عربي, فارسي) : سيد أمير
33)المدرسة الأخلاقية : السيد محسن النوري
34)قصة وسيرة ساقي عطاشى كربلاء (علیه السلام) :السيد محسن النوري
35)سيرة وأدعية وزيارة الإمام الحسين (علیه السلام) :السيد محسن النوري
36)حياة الإمام الحسين (علیه السلام) وأيام عاشوراء: السيد محسن النوري
37)في رحاب القائم المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) : السيد محسن النوري
38)مدرسة الفتاة المؤمنة في رحاب الزهراء (علیها السلام) : السيد محسن النوري
39)الكتاب التعليمي المتطور للفتى والفتاة: السيد محسن النوري
40)قصة وسيرة السيدة الطاهرة أم البنين (علیها السلام) : السيد محسن النوري
41)قد قامت الصلاة: السيد محسن النوري
42)علموا أولادكم من علمنا: السيد محسن النوري
43)الآداب الإجتماعية: السيد محسن النوري
44) سفك الدم: السيد محمد حسين الحكيم
45)أطلس السيرة العلوية: الحاج حسن الظالمي
46) الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بين مسجدين : السيد مضر السيد علي خان المدني
47) وكلاء الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) من غير السفراء : الحاج حسن الظالمي
48) إشكالية زواج الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) : السيد محمد علي الحلو
49) أحكام الترتيل والتلاوة القرآنية : السيد مضر السيد علي خان المدني
50) أصول الدين بين السائل والمجيب : السيد محمد علي الحلو
51) الأربعون المنتقاة في سيد الولاة : علاء عبد الأمير رحيم الخزعلي
52) حياة الإمام علي – حقائق وأرقام : الحاج حسن الظالمي
53)الخالق العظيم أدلة وبراهين : الحاج حسن الظالمي
54)الهدية المهدوية : إعداد مؤسسة مسجد السهلة المعظم
55) التحف من تراجم أعلام وعلماء الكوفة والنجف : أ. د. صباح نوري المرزوك
ص: 249
ص: 250