فقه الجامعات

هویة الکتاب

فقه الجامعات

آية الله الشيخ محمد اليعقوبي

ص: 1

مقدمة المركز

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين

جمع مفكرنا وفقيهنا الشيخ المهندس محمد اليعقوبي بين الدراسة الجامعية والدراسة الحوزوية ولذا تطرق إلى مسائل ومشاكل الجامعات عن وعي وعلم بالموضوعات قبل الأحكام فجاءت اجوبته محكمة وواقعية.

وفي هذا الكتاب اجاب سماحة الشيخ ((دام ظله)) عن الاسئلة الموجهة اليه والتي تتطرق إلى التحديات الفكرية والاجتماعية والاخلاقية التي تواجه طلبة الجامعات، ورسم لهم الطريق والاسلوب الامثل لبناء الذات والجامعة والمجتمع بناءً صالحاً منسجماً مع الثوابت والموازين الالهية، وحث الاساتذة الجامعيين على العودة إلى الإسلام وعلى التحلي بالثقافة الواسعة ورحابة الصدر والشجاعة والرحمة والرفق والكياسة وحسن التصرف، وعدم الإغترار بعنوانه الكبير، ويرى ان الشهادة الجامعية وحدها لا تكفي لتكوين شخصية الأستاذ.

ويرى مفكرنا وفقيهنا ((دام ظله)) ضرورة اخلاص النية لله سبحانه في مقام طلب العلم، ويرى انّ دخول الطالبة إلى الجامعة مشروط بامتلاكها شخصية قوية مؤثرة في الآخرين وان تختار الدراسات التي يحتاجها المجتمع كالطب والتعليم.

ويتطرق في هذا الكتاب الموجز عن مسألة الاختلاط بين الجنسين في الجامعة والجلوس معاً في غرفة الدرس أو في النادي وفي السفرات العلمية، ثم يتطرق إلى المعاملات والتعاملات المالية والاجتماعية والتصرفات العامة داخل الجامعة وفي الاقسام الداخلية.

ص: 2

ويتطرق ايضاً إلى مسألة الحجاب وإلى مسألة السفر إلى الدول الاجنبية لغرض تحصيل الشهادات.

وفي جميع اجوبته نظر الشيخ ((دام ظله)) إلى الواقع فوضع العلاج والحل والحكم الشرعي منسجماً مع الظروف ومع الثوابت الشرعية.

مركز الإمام المهدي ((عليه السلام)) للدراسات الإسلامية

ص: 3

مقدمة الكتاب

لقد ثبت بدرجة لا يشوبها شك إن الجامعة والحوزة الشريفة كلاهما مكمل للأخر، فالفكر الذي تتبناه الحوزة الشريفة على اختلاف مشاربها ومذاهبها يجد له أرضا خصبة عند الملتزمين والمؤمنين من أبناء الجامعة, والأفكار الجامعية الهادفة والتربوية وكذلك العلمية تجد لها طريقاً سالكاً لتصطبغ بصبغة شرعية في الحوزة الشريفة على يد الجامعيين الذين دخلوها أو منتسبيها الذين دأبوا وحرصوا على أن يتثقفوا ثقافة جامعية معاصرة ويواكبوا التقدم الحضاري في العالم وفي كل الميادين .

هذا الأمر ثابت لأغلب المتدينين في المجتمع والحوزة الشريفة ، وخاصة أولئك النفر الذين وعوا وأدركوا مسؤولية الكلمة ومسؤولية المنصب وظروف المرحلة ، فشمروا عن سواعدهم وأدوا ما طلب منهم. قال تعالى :( فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ)(1)، لذلك فهذا الكتاب غير موجه لهم بالذات بقدر ما هو موجه إلى الجامعيين الذين يفتقرون إلى هذا النوع من الكتب رغم حاجتهم الماسة لأمثاله، فلم يلاقوا من يحس بهم وبآلامهم، فيصدر لهم كتاباً يضُيء لهم الطريق محتوياً على المسائل الفقهية والفكرية التي لها مساس بحياتهم الجامعية، فما كان من بعضهم إلا أن أرسلوا عتاباً مع مجموعة من الأسئلة إلى بعض الفقهاء بسبب هذا الإعراض. وكان من المفروض أن يكون للمؤسسة الدينية أكثر من مبرر للاهتمام بهم أكثر من غيرهم, منها :

1 - إن أفرادها من الشباب الذين هم أنقى قلباً وأصفى روحا فتكون استجابتهم للهداية أكثر .

2 - انهم طبقة مثقفة واعية فيسهل التفاهم معها وإقناعها وإذا اقتنعت فيكون إيمانها راسخاً مستنداً إلى أسس قوية رصينة فلا تزعزعها الشبهات والأباطيل التي تعصف بالمجتمع.

ص: 4


1- 1. الأحزاب : 23.

3 - انهم عنوان المجتمع وقدوته لما يتمتعون به من ثقل اجتماعي في أُسرهم أو في مجتمعهم مما يجعل الفرصة أكبر لهداية غيرهم، ويكفي نظرة بسيطة لتجد إن هذه الشريحة إذا كانت صالحة فإن المجتمع بخير، والعكس بالعكس والعياذ بالله.4 - التحديات الكبيرة التي يتعرضون لها على مختلف الأصعدة : الفكرية والاجتماعية والعقائدية والأخلاقية، والتركيز عليهم أكثر من غيرهم من قبل أولياء الشيطان الذين التفتوا للنقاط السابقة الذكر لحجب هذه الطبقة المثقفة عن رؤية الحق.

ودارت في ذهن هذا الفقيه كل هذه النقاط وهو يتلقى هذا العتاب فاغرورقت عيناه بالدموع، وسجد شكراً لله سبحانه وتعالى على نعمه التي لا تحصى ومن تلك النعم، إن هؤلاء الشباب ما زالوا -- على رغم كل الضغوط -- متصلين بالله سبحانه، ومرتبطين بحوزتهم الدينية التي تشعر بآلامهم وهمومهم ومشاكلهم وتنظر لهم بعين الرعاية والعطف والحذر نظرة الوالد الرحيم إلى ولده الضعيف الذي تحدق به الأخطار من كل مكان فكيف لا يمد له يد العون وينقذه وهو قادر على ذلك بعون الله اللطيف الخبير.

ولماذا لا تصدر عنه كل هذه المشاعر وهو ابن المؤسسة الدينية التي عمرها أكثر من مائة عام, وأفكار مخلصيها في هذا العصر تمثل زبدة أفكار مؤسسيها والمضحين في سبيل إبقاء شعلتها على طول التاريخ، ولماذا لا يحتضن هذه البراعم النقية الطاهرة التي تريد منه أن يدلها على ساحل الأمان حيث السعادة والطمأنينة في رحاب الله خالق السموات والأرض، أوليس في الحديث الشريف: ((من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم))(1)، فهل يريد هذا الفقيه أن يخرج من رقبة الإسلام وجماعة المسلمين والعياذ بالله، أوليس هؤلاء الشباب هم الذين قال عنهم الحديث الذي مضمونه : ((إن الله يباهي الملائكة بالشاب الذي نشأ في طاعة الله وشاب رأسه في طاعة الله))، فلماذا لا يقف معهم لعلهم يشفعون له :( يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ، إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)(2)، وهو بعد هذا قريب منهم في العمر، فيفهمهم ويفهمونه. فكان حريا به أن ينبري ويجيب عن الأسئلة الموجهة له مدعما إياها بالكثير من الأفكار والنظريات والتي أهّله لقوله تفهمه لمستواهم الفكري في هذه المرحلة من التاريخ

ص: 5


1- 2. وسائل الشيعة : 16 / 337، ح3.
2- 3. سورة الشعراء : 88 -- 89 .

مركونة قد خاض غمار الفترة الجامعية مثله فكان هذا العتاب له لكي يزورهم في معاهدهم العلمية وأن يعيش معهم في أوساطهم الثقافية والاجتماعية مطبقا بذلك الأدب القرآني بأن لا ندخل البيوت إلا بإذن أهلها، ومن مجموع الحوارات مع ذلك الفقيه والاستفتاءات التي قدمت له في مختلف الموضوعات التي تخص طلبة الجامعة، كان هذا الكتاب الذي تكّون من مقدمة وسبعة فصول وكان الفصل الأول يدور حول المقارنة بين ماضي الجامعة وحاضرها، وأجوبة لأسئلة تدور حول التحدياتالفكرية والاجتماعية والأخلاقية، والفصل الثاني يدور حول أساتذة الجامعات وفيه نصائح مهمة لهم، والفصل الثالث يدور حول الانتماء إلى الجامعة وهدف الطالب الجامعي، أما الفصل الرابع فموضوعه الاختلاط بين الجنسين، فيما ركز الفصل الخامس على كشف النقاب عن بعض التعاملات المالية والاجتماعية والتصرفات العامة الأخرى داخل الجامعة، أما الفصل السادس فقد اختص بالحجاب الإسلامي لطالبة الجامعة, وأخيراً جاء الفصل السابع الذي تمت فيه الإجابة عن أسئلة تدور حول الدراسة في خارج البلاد الإسلامية.

نتمنى لك عزيزي الطالب أن تقضي أوقاتاً سعيدة ومفيدة مع ما جاء في هذا الكتاب وتمنيات قلبية خالصة بأن تحقق النجاح في كل الميادين وأهمها ميدان الآخرة، لأن : ((ما كان لله ينمو)) ( وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)(1).

والحمد لله رب العالمين

الفصل الأول

ص: 6


1- 4. سورة الأعراف : 128.

مقدمة

بعد ذلك العتاب تخيل فقيهنا انه قام بهذه الزيارة إلى أروقة الجامعة فهاجت في قلبه شجون ودارت في عقله شؤون، حيث عاد طائر الذكريات به إلى تجربة قد خلت عندما كان طالباً مثلهم، فتذكر ما تذكر مما يريد الاحتفاظ به في صدره قائلاً:

إن الصورة نفس الصورة امة مهتدية وكثير منهم فاسقون، لكن الذي يفرح ان نسبة المؤمنين قد ازدادت وظاهرة التدين بادية في المجتمع الجامعي ويسير الطالب الملتزم مرفوع الرأس فخورا بأنه عبد لله سبحانه لا لغيره وبرعايته سبحانه لهذا المخلوق الضعيف وَفرِحٌ بالحياة السعيدة المطمئنة التي يحياها في ظل الإيمان والقلب السليم الذي يحمله وفيه كل معاني الحب والخير والسلام للبشرية وانه في ظل رحمة الله العميمة وتدبر أمره الإرادة الإلهية الحكيمة بعد أن سقط الآخرون في أحضان آلهة لا تضر ولا تنفع. قال تعالى :( وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا، كَلا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِداًّ)(1)،( فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ)(2)، أما قبل عشرين سنة فكان المتدين يوصف بالرجعية والتخلف وينظر إليه بعين الازدراء وكأنه إنسان من العصور الوسطى نام نومة أهل الكهف وحُشر في القرن العشرين : هذا ما أفرحني, أما ما آلمني، فهو ضعف المستوى الفكري والعقائدي والثقافي وحتى العلمي لدى الطلبة فأفزعني ذلك منهم حتى عجبت لضحالة كثير منهم حتى جعلهم عرضة للشبهات الضالة والأفكار المنحرفة، فشعرت بالمسؤولية المضاعفة أمام الله سبحانه تجاههم ولكن ليس كل الحل نطلبه من الحوزة الدينية الشريفة بل نصفه، والنصف الآخر من الحل على الطلبة أنفسهم، فإن علماءَنا لم يقصروا في شئ وما تركوا فراغاً لم يملأوه، وإنما علينا متابعة آثارهم وقراءة نتاجاتهم ومن هنا جاء الحث الأكيد على التعليم والتفقه ومجالسة العلماء، حتى إن النظر سإلى وجوههم عبادة، لأن مجرد النظر إليهم يذكرك بالله ويدعوك إلى الاستقامة في طريقه وان لم يتفوهوا بكلمة واحدة، ومما ورد من أحاديث في هذا المجال :((زاحموا العلماء بالركب))(3)، ((إن العلماء في كنوز ومفتاحها السؤال))(4)، ((ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الدين))(5)، ((أُفٍ لرجل لا يفرغ نفسه كل جمعة ساعة ليتفقه في الدين))(6).

ص: 7


1- 5. سورة مريم : 81 -- 82 .
2- 6. سورة الصافات : 33.
3- 7. تحف العقول : 393، في حديث مشابه.
4- 8. كنز العمال : 10 / 133، في حديث مشابه.
5- 9. بحار الأنوار : 1 / 213.
6- 10. الخصال : 393.

ثم استطرد فقيهنا يتحدث عن أهمية العلم والعلماء وكيف إنه من مقومات وقوفنا ضد الأعداء فتحبط بذلك خططهم وتفشل مؤامراتهم قائلاً :

جعل الله سبحانه خشيته مقصورة على العلماء( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)(1)، وإن ((مداد العلماء خير من دماء الشهداء))(2)، وإن ((مذاكرة العلم ساعة خير من عبادة ستين سنة))(3)، وإنه ((خلق العلم روض من رياض الجنة)).

ثم أضاف إن هذه الأدلة غير مختصة بالفقه المتعارف بل هي عامة شاملة لكل علم بقرب صاحبه من الله سبحانه وتعالى، فهذا أول رائد للفضاء وهو روسي ملحد بمجرد أن خرج إلى الكون الفسيح ورأى التناسق العجيب فيه، ودقة القوانين التي يجري عليها، بحيث تستطيع أن تحسب أحداثه لقرون قادمة، ذهل وآمن بالله، وهكذا كان العلماء الآخرون. فالعلم هو الإيمان، وقد أجري استقراء لكبار العلماء والمستكشفين عبر التاريخ فظهر ان 93 % منهم مؤمنون بالله سبحانه والباقي بين من لا رأي له في المسألة أو ملحد، ولزيادة الاطلاع يمكن مراجعة كتب : (الله يتجلى في عصر العلم)، و(العلم يدعو إلى الإيمان)، و(الطب محراب الإيمان)، و(قصة الإيمان) لتزداد يقيناً بهذه الملازمة تطبيقا لقوله تعالى( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)(4) ثم بادرنا فقهينا بهذه الأسئلة :

(سؤال 1) بناء على ما بينتم من فرق بين ماضي الجامعة وحاضرها، ما هو الفرق في أساليب التحديات التي يمارسها الأعداء بين الماضي والحاضر؟

(بسمه تعالى) لقد ولى الزمان الذي ينظر منه إلى المتدين على انه رجعي ومتخلف، والأعداء يعلمون بذلك فتغيرت طريقتهم إلى أسلوب جديد، وهو تفريغ الدين من محتواه وجوهره الحقيقي والإبقاء على شكلياته ومظاهره فلم يمانعوا من الحجاب ولكن على الطريقة الفرنسية!! ولا بأس عندهم بالاختلاط المنافي للعفة والحياء! ومن الضروري إحياء الحفلات الداعرة!! أما النوادي فتكرس للغناء والرقص!!، أما العلم فآخر ما نفكر فيه (وله أهله)، فما جئنا له بل لنلهو!!،

ص: 8


1- 11. سورة فاطر : 28.
2- 12. بحار الأنوار : 2 / 16.
3- 13. كنز العمال : 10 / 176.
4- 14. سورة فصلت : 53.

ونتمتع!! وهكذا أصبح الفكر السائد لدى بعض طلبة الجامعات من الجنسين بفعل ما زرعه الأعداء فينا، وبثه لأساليب اللهو والمجون بين صفوفنا، وغاية ما يفكر فيه الطالب هو نيل الشهادة لأغراض دنيوية، أما المساهمة في بناء المجتمع وتطويره وتوفير السعادة والرخاء والحياة الكريمة له والقيام بوظائف خلافة الله في الأرض( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)(1)، فهذا مما لا يخطر على بال أحد إلا من عصمهم الله.

(سؤال 2) باعتبار إن الجامعة جو جديد على الطلبة من خريجي الإعداديات الأكاديمية والمهنية، يوجد بعض الطلبة ضعيفي الإيمان مما يؤدي إلى الضياع العقائدي والديني. فهل يشكل انضمامهم إلى الجامعات حُرمة تشريعية؟

(بسمه تعالى) إن وجود تيارات فكرية مخالفة للإسلام في الجامعات لا يعني الانسحاب من هذه الأوساط العلمية المهمة فإن الخطر لا يدفع بدفن الرأس في التراب كما تفعل النعامة -- في المثل المشهور -- وإنما الواجب هو التسلح بالعلم والمعرفة والإيمان والشجاعة لمواجهة هذه الأفكار المنحرفة كما يقول أمير المؤمنين ((عليه السلام)) : ((إذا هبتَ أمراً فقع فيه))(2) والهدف من مواجهتها ليس المراء والجدال وتحقيق نشوة الانتصار فهذه أهداف متدنية لا يبتغيها المؤمن وان الهدف هو نيل رضا الله تبارك وتعالى والدفاع عن دينه القويم وإصلاح المجتمع وإنقاذ أفراده من مخالب القوى الشيطانية. أما الإنسان الضعيف فله أحد تصرفين : إما أن يصمّ أذنيه عن سماع ما يخالف عقائده ويكتفي بإيمانه الإجمالي فإذا نوقش فيه فليوكل الأمور إلى أهل الاختصاص فإذا خشي أن تتأثر عقيدته وتنحرف ولم يستطع الصمود والاحتفاظ حتى بهذا الإيمان الإجمالي فيجب عليه الانسحاب وعدم توريطه في الفتنة عن الدين وهي أشد وأكبر عند الله من القتل. كما في الآية الشريفة.

(سؤال 3) يلاحظ وجود الفراغ في مسألة العقائد الإسلامية لدى الطلبة الجامعيين مما جعل من الجامعة الأرض الخصبة لاستقبال كثير من الأفكار المسمومة والعقائد الفاسدة التي تؤدي إلى هدم الدين بصورة عامة والمذهب بصورة خاصة بجهود مكثفة من قبل أعداء الله (اليهود)

ص: 9


1- 15. سورة البقرة : 30.
2- 16. وسائل الشيعة : 1 / 5.

وخصوصا ربيبتهم (الحركة الوهابية) لعنهم الله جميعاً، فبماذا تنصحون أبناءكم الطلبة لمواجهة هذه التحديات.(بسمه تعالى) إن الجهل أساس مشاكلنا وما أوتينا إلا من جهة جهلنا وقد كان الأئمة يحثون على طلب العلم والمعرفة بالعقائد وأمور الدين ففي الحديث : ((ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الدين)) ، وفي الحديث : ((أُفٍ لرجل لا يفرّغ نفسه كل جمعة ساعة ليتفقه في الدين)) فيصل الاهتمام حد الضرب بالسياط لدفعهم إلى التعلم والمعرفة وأعتقد إن ساعة واحدة أسبوعيا ممكنة جداً لأي فرد مهما كانت مشاغله كثيرة يفرغ فيها نفسه للتفقه والتعلم بالأسلوب المناسب له كقراءة الكتب النافعة أو اللقاء مع علماء الدين والتزود منهم أو الاستماع الى خطبة من أحد العلماء وأئمة الجماعات. وفي تفسير قوله تعالى :( فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ)(1) تجد عدم العذر لأي شخص يدّعي عدم العلم لأن الله سبحانه قد ألقى الحجة عليه بإرسال الأنبياء((عليهم السلام)) وتنزيل الكتب ونصب الأئمة ((عليهم السلام)) وورثتهم من علماء الدين المخلصين.

وقد ورد من الفضل والثواب العظيم في طلب العلم وتحصيله مالا يمكن تفويته (راجع الكافي -- كتاب العلم) فمن الواجب على كل مسلم أن يتعلم عقائده والأدلة عليها ولو بشكل مبسط والدفاع عن الشبهات الموجهة إلى الدين والمذهب وأن يتعلم أساسيات التشريع والمسائل التي يتعرض إليها بكثرة وهذا هو الحد الأدنى من الواجب الذي لا يعذر فيه الإنسان ويعاقب على تركه. ولو تسلحنا بالعلم والمعرفة ولو بأدنى مراتبها سنجد إن أعداءَنا بكل ما يصورون أنفسهم من الهالة الكبيرة هم أوهن وأضعف من بيت العنكبوت كما وصفه الله سبحانه في كتابه الكريم.

(سؤال 4) ظهرت في الآونة الأخيرة بعض العبارات التي لا يعلم مصدرها ومنها (ماذا تفعل بالشهادة؟) و(ماذا يكون عائدها المالي بعد التخرج؟) مما أدى إلى وجود الإحباط النفسي والعملي وعزوف الكثير من الطلبة عن إكمال الدراسة. فبماذا تردون على مثل هكذا نوع من العبارات المدسوسة؟

ص: 10


1- 17. سورة الأنعام : 149.

(بسمه تعالى) هذه الأفكار من دسائس اعدائنا وإلا فإن العلم لم يطلب للتكسب به وان حصل ذلك عَرَضاً، وإنما يطلب العلم لبناء النفس والمجتمع فهل إن شخصية المتعلم كشخصية الجاهل وهل أن نضج حامل الشهادة كنضج المحروم منها، وهل أن الحياة يبنيها العلماء (في مختلف الاختصاصات) أم الجهّال؟ فلو فرضنا انه لا يعمل بموجب الاختصاص الذي حصل عليه لكنهذا لا ينفي ولا يلغي الآثار الإيجابية التي تركت بصماتها على شخصيته الذهنية والنفسية وقدرته على البناء والتغيير، وببساطة أسأل هؤلاء لو أن الإمام المهدي أرواحنا له الفداء قُدّر له الظهور فأيهما أكثر سروراً لقلبه أن يجد مجتمعاً مثقفاً حاملا لشهادات بمختلف الاختصاصات حتى يوزع عليهم المسؤوليات أم يجد مجتمعاً جاهلا لا يحسن شيئاً؟ فليكن طلبكم للعلم بهدف الاستعداد لأن تكونوا عناصر صالحة في المجتمع ونافعة له سواء أتيحت لكم الفرصة أم لا فما عليك إلا أن توفر الاستعداد والقابلية في نفسك. أما إتاحة الفرصة للنفع أو عدمها فهذا أمر ليس كله بيدك ولا يكون مثبطاً لعزيمتك في تحصيل العلم.

(سؤال 5) نرى الكثير من الطلبة الجامعيين من أبناء الأسر الثرية الذين يجعلون من المجتمع الجامعي كمسرح لعرض الأزياء والتبرج والتفاخر بالأموال والسيارات الحديثة، مما أثر سلباً على الحالة النفسية للطلبة الفقراء من أبناء الأسر البسيطة أدى إلى انحرافهم عن جادة الحق. فما حكم تصرفات كلا النوعين من الطلبة في نظر الشرع المقدس؟

(بسمه تعالى) إن من آداب الإسلام أن لا يغتر الإنسان ولا يطغى بما انعم الله عليه ولا يستعملها لإغاظة الآخرين وإثارة الحسد في نفوسهم وقد ضرب القرآن مثلا في قصة قارون :( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِه . . .ِ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَه . . .)(1)، وقد كان أمير المؤمنين علي ((عليه السلام)) وهو رئيس دولة مترامية الأطراف يلبس ويأكل كأضعف الناس فقيل له في ذلك، فقال ((عليه السلام)) : ((لكي لا يتبيّغ بالفقير فقره))(2)، ويقول ((عليه السلام)) : ((أأقنع من نفسي أن يقال لي أمير المؤمنين ولعل في لحجاز أو في اليمامة -- أي البحرين وهو ((عليه السلام)) في الكوفة -- من لا عهد له بالشبع ولا طمع له في القرص))(3) ومن آداب الإسلام أن لا تأكل شيئا يراه أو يشمه الجار إذا كان غير قادر على تحصيله، ومن الممنوع أخلاقيا أن تتسبّب (كسر) نفسية أحد. فقد ورد في

ص: 11


1- 18. سورة القصص : 79 و 81 .
2- 19. وسائل الشيعة : 5 / 112، ح1.
3- 20. نهج البلاغة : 3 / 72.

الحديث : ((من كسر مؤمناً فعليه جبره))(1) وعلى العكس من ذلك فقد أدّبنا الإسلام بالمواساة والمؤاخاة ومشاركة الآخرين, لذا ترى رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) آخى بين المسلمين مرتين: مرة بين المهاجرين أنفسهم ومرة بين المهاجرين والانصار فقاسموهم كل شئ حتى لو كان له رغيفان أعطى واحداً وأبقى الآخر. بل حثنا الاسلام على الايثار وتفضيل الآخرين على النفس. قال تعالى :( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُالْمُفْلِحُونَ)(2). فإذا انعم الله على عبد نعمة فمن واجباتها الشكر وأهم مضامين الشكر أن يستعملها في طاعة الله لا معصيته فتكون نعمة عليه، وأما الفقير فلا بد أن يتحلى بالصبر والقناعة بل لابد أن يكون مسرورا لأن الله تعالى خفف عنه المسؤولية لأن أي نعمة تُعطى للعبد تُضيف له تكاليف وأعباء يكون مسؤولا عنها, وخذ لذلك مثلا في الدنيا (أضابير الضرائب) فإنه كلما ازدادت أموال الفرد وعقاراته ومصادره الاقتصادية ازدادت ضريبته وطال وقوفه لدى الدائرة, أما الفقير فما أيسر معاملته حيث أنه لا يملك شيئاً يحاسب عليه. وكذا يوم القيامة فيقال للفقراء أدخلوا الجنة بلا حساب, أما الغني فيحاسب عن كل دينار من أي مصدر اكتسبه وفي أي مورد أنفقه, فلو فرضنا إن جميع مصادره وموارد صرفه شرعية فإن في طول الحساب في ذلك اليوم العصيب مشقة كبيرة، ثم ليعلم الفقير أن الخير ما اختاره الله سبحانه وهو العالم بما يصلح عباده وفي حديث قدسي ما مضمونه : ((إن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر فأجعله فقيراً ومنهم من لا يصلحه إلا الغنى فأجعله غنياً ومنهم من لا يصلحه إلا السقم فأجعله سقيماً ومنهم من لا يصلحه إلا الصحة فأجعله صحيحاً . . . الخ))(3). إضافة إلى أن في تقليل الروابط بالدنيا راحة بال وفي زيادة العلائق بها شغلا للبال وكفى بذلك عبئا على صاحبه، فتجد قليل الروابط بالدنيا ينام مطمئناً أما كثيرها فيصاب بالأرق لكثرة ما يفكر به من مشاريع ويصاب بأمراض كثيرة وكم رأينا من أغنياء يملكون المليارات وهم ممنوعون من كل طعام إلا خبز الشعير واللبن مثلا, والفقير يتمتع بالطيبات ولم يُمنع من شيء، بل إن كثير الأموال لا تسلم له حتى صلاته لانشغال بماله وهذا هو الخسران المبين.

(سؤال 6) أحد مظاهر الرقي ومواكبة التطور الحضاري الأوربي عند بعض من يعتقد ذلك من طلبة الجامعات هو استخدام بعض العبائر الإنكليزية وخصوصاً استبدال تحية رسول الله ((صلى

ص: 12


1- 21. وسائل الشيعة : 16 / 162، ح5.
2- 22. سورة الحشر : 9.
3- 23. كنز العمال : 1 / 229.

الله عليه وآله)) ب-(Hello) و(Hye) وكلمات أخرى مثل (O.K) . . . الخ. فما حكم ذلك بنظر الشرع ولو من جهة أخلاقية؟

(بسمه تعالى) نحن لم نأخذ غالبا من الحضارة الأوربية إلا قشورها وهل يلزم من الاستفادة من الرقي العلمي لدى الغرب أن ننسلخ من آدابنا وعقائدنا وأخلاقنا. إن تحية الإسلام هي السلام، وهي كلمة تحمل معاني الود والطمأنينة وإرادة الخير للمقابل, فأنت بقولك (السلام عليكم) تبلغ الطرف المقابل انه لا يصدر مني اتجاهك إلا السلام والأمان من كل شر وسوء فيقابله الطرفالآخر بنفس المعاني, وأين من هذا السمو هذه الكلمات المستوردة, ولماذا هذه التبعية الممقوتة للغرب في كل شئ حتى في انحرافاته؟ وأيهما أفضل شئ يشرعه الله خالق الإنسان والعارف بما يصلحه ويدبر شؤونه أم نرجع إلى نفس الإنسان القاصر العاجز الذي يفعل اليوم شيئاً يستنكره غداً ويقرر قراراً فيلغيه ويظن المصلحة في فعل فينكشف خلافها؟.

(سؤال 7) توجد بعض الأفكار الشيطانية التي تستعمل من قبل أصحاب النفوس الخبيثة ومنها مسألة الوعد الكاذب بالزواج محاولين استغلال الفتيات الطيبات القلوب وخاصة اللواتي أتين من البيئات البسيطة. فماذا تقولون في هكذا نوع من المسائل.

(بسمه تعالى) العلاقات غير المشروعة محرمة وأي ارتباط بالجنس الأخر غير صحيح إلا ضمن الضوابط الشرعية, ولماذا تتنازل المرأة عن أعز ما عندها: شرفها وعفتها وحيائها من أجل وعود كاذبة وقد جعل الإسلام حلا لذلك حين اشترط في العقد إذن ولي الأمر, فإذن القرار ليس بيدها حتى تمنح نفسها بهذه السهولة بل لابد لها أن تقيّم أية علاقة وفق الميزان الصحيح ولا تورط نفسها بشيء كالحب والعلاقات الأخرى وهي لا تعلم إنها تستطيع أن تواصل الطريق حتى النهاية أم لا، أما ولي أمرها فهو إنسان ناضج وله خبرة بالحياة ويستطيع أن يحقق مصلحتها فتعرض الأمر على الشريعة وعلى وليّها قبل الارتباط به والتورط فيه, وكم فتاة ربطت نفسها ب-(حب) ثم لم تستطع أن تحقق أمنيتها لمانع ما فتقع في عدة نتائج ضارة كالعذاب النفسي والحرمان أو الفرار مع من تحب, ثم العثور عليها مما يؤدي إلى قتلها أو سقوطها اجتماعيا، فالحب الصحيح هو ما يأتي ضمن العلاقة المشروعة, وأما هؤلاء الشباب الذين يخدعون

ص: 13

الفتيات البسيطات فهم جند الشيطان وأولياؤه الذين ينصبون شراكهم وفخوخهم لاصطياد الضعفاء وسيحشرون يوم القيامة مع شياطينهم إلى أشد العذاب. وعلى أولياء الأمور المتابعة المباشرة وغير المباشرة لأبنائهم وبناتهم خصوصاً البنات اللواتي يواصلن دراستهن بعيداً عن محل سكناهن ولابد من التوعية المستمرة وتحذيرهنّ والفات نظرهنّ لما يمكن أن يتعرضنّ إليه.

(سؤال 8) ظهرت مسألة سلبية وهي عزوف الكثير من الطلبة الجامعيين عن المطالعة في المكتبات في داخل الجامعة وخارجها مما أدى إلى اضمحلال الحركة الفكرية والعلمية لدى الطلبة فبماذا تنصحون؟(بسمه تعالى) هذا السؤال له منشأ، وهو نفس ما عرض في السؤال الثالث وبعد وضوح الإجابة هناك لا داعي للتكرار، لكني أؤكد هنا على ضرورة رفع المستوى العلمي لدى الطلبة إلى أقصى ما يمكن بالدراسة والبحث والمتابعة للمصادر والكتب والاصدارات الجديدة فإن : ((المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف))(1) ليس في القوة الجسدية فحسب بل في القوة الفكرية والعلمية والإيمانية بل إن هذه الجوانب أهم من تلك. ولا شك إن المؤمن عندما يكون متفوقا علميا فسيكون تفوقه العلمي مدعاة للإقتداء به في كل جوانب حياته وسلوكه ومنه التزامه بالشريعة وسيكون مناراً للآخرين وداعيا لله وان لم ينطق بلسانه كما وصفهم الحديث : ((كونوا لنا دعاة صامتين))(2) أما المؤمن الضعيف في الدراسة فستنعكس صورته السلبية حتى على إيمانه والتزامه ويُقال: هذا حال المتدينين.

(سؤال 9) نرى الكثير من الأساتذة الجامعيين الذين يطالبون الطلبة بكتابة بحوث حول موضوعات ليست لها ثمرة علمية وفكرية، فهل في هذا حرمة تكليفية؟

(بسمه تعالى) بحسب علمي إن الإدارة تخير الطلبة بين عناوين البحوث التي يودون القيام بها وستكون لهم فرصة اختيار ما هو نافع ومبتكر وحتى لو فرض على الطالب موضوع تافه فيستطيع تغييره بالاتفاق مع الأستاذ المشرف ليكون جهداً مثمراً.

ص: 14


1- 24. كشف الخفاء : 2 / 298.
2- 25. مستدرك الوسائل : 1 / 116.

(سؤال 10) تُقام في بعض الأحيان ما يُسمى بالندوات العلمية وبضمنها مناقشة بعض البحوث ورسائل الماجستير أو الدكتوراه، لكن الذي يلاحظ -- مع شديد الأسف -- هو عدم حضور الكثير من الطلبة الجامعيين مع كون تلك الندوات غالباً ما تعقد في أبنية الجامعات. فبماذا تنصحون أبناءكم الطلبة؟

(بسمه تعالى) الجواب هنا نفس الجواب على السؤال السابع إذ ينبغي استغلال كل فرصة للازدياد من العلم كما قال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) ما مضمونه : ((كل يوم لم ازدد فيه علماً فليس من حياتي))، ومن هذه الفرص حضور الندوات والمناقشات العلمية خصوصاً وإنها غالباً تتضمن ما هو جديد ومعمق مما لم يطرح في الكتب والمصادر المدرسية.

(سؤال 11) ظهرت -- وللأسف -- حالة التميع لدى الكثير من الرجال وخاصة الطلبة الجامعيين منهم مما يؤدي إلى محق شخصية الرجل المؤمن، فما رأي الشريعة المقدسة بذلك؟(بسمه تعالى) التميع منافٍ للرجولة والمفروض أن يعتز كل شخص (ذكر أو أنثى) بخصائصه المميزة لشخصيته, وقد حرم الإسلام تشبه كل من الجنسين بالآخر: لكن الذي ينبغي قوله إن انتماء الطالبات إلى الجامعة ليس حراما بنفسه بشرط ان لا يقترن بحرمات أخرى.

(سؤال 12) نرى وللأسف انتشار حالة السير أو الذهاب إلى ما يسمى (بحدائق العشاق) أو ما يناظرها فما حكم تلك الأماكن وارتيادها؟

(بسمه تعالى) ظهر مما سبق حرمة العلاقات بين الجنسين خارج الطرق المشروعة وغالباً ما تحتوي (حدائق العشاق) على العلاقات غير المشروعة التي يرغي أهلها في ممارستها بعيداً عن المراقبة ولو كانت مشروعة لمارسوها في أماكنها المقررّة, فهذا كله إذن حرام وهذه الأمكنة مرتع للشيطان. ومظنة لنزول العذاب فأن الله يعصى فيها جهرة وما أتفه الإنسان وهو

ص: 15

يتجرأ على خالقه العظيم من أجل شهوة أو نزوة لم يمنع الله من ممارستها ولكن شرّع طرقاً صحيحاً لها. كما أن ارتياد هذه الأماكن للتنزه والتفرج حرام ويشتمل على محرمات عديدة.

(سؤال 13) ما هي الكتب التي تنصح الطالب الجامعي بقراءتها ليكون واعياً بدرجة كافية ومحصناً ضد الأفكار المنحرفة؟

(بسمه تعالى) أول كتاب تجب قراءته والاهتمام به هو (القرآن الكريم)، وفي تكراره بركات عديدة، فان في كل ختمة تنفتح له خزائن لم يرها في الختمة السابقة وهو أعظم وصفة لعلاج أمراض النفس والروح أنزلها علينا الخالق الحكيم الرحيم البصير بالأمور. ويجب الاطلاع على المسائل الفقهية التي يكثر التعرض لها في الرسائل العملية لمراجع التقليد ((زاد الله في شرفهم)) ويقرأ في العقائد مثل : (عقائد الإمامية) وكتاب (المراجعات) و(النص والاجتهاد) للاستدلال على أحقية المذهب والدفاع عنه, ويقرأ (مرآة الرشاد) و(جامع السعادات) في الوعظ والأخلاق, كما يقرأ تفسيراً مختصراً ولو مثل : (تفسير شبر) أو (مختصر الميزان) وفي سيرة المعصومين مثل : (نفحات من السيرة) وغير هذه من نتاجات العلماء والمفكرين الذين أغنوا المكتبة الإسلامية بآثارهم. وممكن لبعض منهم بحسب الظروف المناسبة الالتحاق بالحوزة الشريفة خلال العطلات الصيفية لأخذ دورات مكثفة تعادل ما يأخذه غيرهم في كل سنة كاملة, مع الإخلاص لله تعالى والهمة العالية.

(سؤال 14) إن كثيرا من الطلاب والطالبات يقتنعون أحياناً بخطأ في سلوكهم وضرورة تصحيحه على وفق الشريعة إلا أنهم لا يمتلكون الشجاعة الكافية للتطبيق بسبب ضغط العادات والأعراف الاجتماعية, فمثلاً المرأة السافرة تقتنع بضرورة الحجاب, أو الشاب المؤمن يرى خطأ الممارسات الجنسية غير المشروعة فلا يستطيعون التغيير، فبماذا تنصحون.

(بسمه تعالى) لا شك إن التغيير على صعيد النفس والمجتمع يحتاج إلى شجاعة كبيرة خصوصاً إذا اصطدم بموانع اجتماعية وعادات راسخة لذلك كان هذا التغيير هو (الجهاد الأكبر) لأن فيه مقاومة لأعدى الأعداء وهي النفس الأمارة بالسوء الموجودة في داخل كل إنسان وسيجد الفرد

ص: 16

عند انتصاره على نفسه لذة كبيرة سواء عند إقدامه على طاعة أو تجنبه لمعصية, لذلك ورد في الحديث : ((النظرة إلى الأجنبية سهم مسموم من سهام إبليس فمن تركها لله وجد حلاوة الإيمان في قلبه))(1)، فلا بد من امتلاك هذه الشجاعة للتغيير وإذا عارض المجتمع أو المحيط والبيئة فإن ذلك حسداً منه لأنه لا يستطيع أن يكون شجاعاً مثلك لينتصر فيعمل على أن يخذل الآخرين ليكون مثله. إن المجتمع قد تضيع فيه الموازين الصحيحة كما ورد في الحديث : ((كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً -- ثم قال -- : كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم من المعروف))(2)، وقد حذّر القرآن من اتباع العامة التي تنعق مع كل ناعق من غير وعي ولا إدراك لما يراد منها والنتيجة التي ستصل إليها, قال تعالى :( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّه)(3)( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)(4)،( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ)(5) إن هذا الانصياع للعرف الاجتماعي وللعادات الجارية هو الذي أهلك الأمم السابقة( إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ)(6). وقال تعالى في صفة أهل جهنم( وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) (7).

إن الإنسان المؤمن القوي بإيمانه قوي باتصاله بالله سبحانه وقد ورد في وصفهم انهم لا تأخذهم في الله لومة لائم, فليجرب أحد لذة الانتصار التي يعيشها عندما يمضي بشجاعة لتطبيق شريعة الله سبحانه, أما هؤلاء المعترضون فيعضون على أصابع الندامة ويشعرون بالهزيمة في داخلهم. قال تعال:( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ)(8)،( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)(9)، وأعظم فضل ورحمة من الله سبحانه الهدايةإلى دينه والإيمان به وبرسوله ((صلى الله عليه وآله)) وبولاية أمير المؤمنين علي ((عليه السلام)).

(سؤال 15) هناك ظاهرة منتشرة في الجامعات، هي المراسلات مع الجامعات الأجنبية أو الغربية الكافرة فترسل إليك الجامعات هذه (الكتلوك) الذي يحتوي على صور عارية تقريبا. وقلما كانت تخلو منها، وغيرها من الأفكار الغربية الفاسدة. فبماذا تنصحون؟

ص: 17


1- 26. المصدر السابق : 14 / 268.
2- 27. تحف العقول : ص49.
3- 28. سورة الأنعام : 116.
4- 29. سورة يوسف : 103.
5- 30. سورة المؤمنون : 71.
6- 31. سورة الأعراف : 173.
7- 32. سورة المدثر : 45.
8- 33. سورة النساء : 54.
9- 34. سورة يونس : 58.

(بسمه تعالى) عجباً لسذاجة طلابنا وهم النخبة المثقفة في المجتمع كيف تنطلي عليهم هذه الحملات الكافرة لسلخ أبنائنا من دينهم وأخلاقهم وشرفهم، فهل سأل أحدهم نفسه . . ان هذه المجلات (الكتلوكات) والتي كلّفتهم طباعتهُا الأنيقة ملايين الدولارات وتبعث اليهم مجاناً هل ان ذلك حباً بالعلم؟ أم أن وراءَه أغراضا هدامة !؟

ص: 18

الفصل الثاني: مكانة المعلم

بعد أن أعلمنا فقيهنا بوجود عدة أسئلة تتعلق بأساتذة الجامعات تحتاج إلى إجابة, بادَرنا قائلاً :

ينبغي قبل الدخول في أجوبة الأسئلة أن نتعرف على خطورة الموقع الذي يتصدى له (المعلم) بكل أشكاله إبتداءً من معلم الابتدائية حتى الأستاذ الجامعي فانه مشمول بالحديث الشريف ((كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته))(1)، ومنشأ هذه الأهمية عدة أمور :

1 -- قوة فرصته في التأثير في الطلبة (فموقعه ليس كالأب ولا كالأخ الكبير ولا كالجد ولا غيرهم) وإن إعطاءه هذه الفرصة من قبل الله سبحانه امتحان له ليُرى هل يُحسن الاستفادة منها أم لا؟فان أدى واجبه تجاههم وقام بمسئوليته كاملة كانت هذه الفرصة سبباً لنيل الكرامة عند الله سبحانه, ما كان ليحصل عليها لولا هذا الموقع, وإن أساء والعياذ بالله كانت وبالاً عليه.

2 -- إن من شأن الطالب الانجذاب إلى أستاذه والتأسي والاقتداء به وتقليده في أقواله وأفعاله ويتفاوت هذا الانجذاب بحسب قوة شخصية الأستاذ ومقومات تأثيره في الآخرين فإذا كان المعلم صالحاً كانت طلبته كذلك، وان لم يتفوه معهم بكلمة. وهو معنى قولهم ((عليهم السلام)) : ((كونوا لنا دعاة صامتين -- أي دعاة بسلوككم -- )).

وان كان منحرفاً وتصرفاته ليست مستقيمة كان سبباً لسقوط طلابه. وفي الحديث : ((من سنَّ سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة))(2).

3 -- ان المسؤولية تتعاظم كلما اتسعت دائرتها والأستاذ يكون مسؤولاً عن أجيال عديدة من الطلبة ويربي في الموسم الواحد مئات منهم.

ص: 19


1- 35. صحيح مسلم : 6 / 8 .
2- 36. تحف العقول : ص243.

لذا كان لزاماً على الأستاذ أن يعي دوره أولا ويسعى لأداء مسؤوليته كاملة لأنها أمانة في عنقه وقد أمرنا برد الأمانات إلى أهلها غير منقوصة، فإن أحسن في صيانتها نال كفلين من رحمة الله سبحانه، وإن أساء -- والعياذ بالله -- نال ضعفين من العذاب, وما أظن أن أحداً تعرض عليه هذه الفرصة الثمينة والتجارة الرابحة مع الله سبحانه ويدعها ليخسر دنياه وآخرته.

إن كل ما اشترطناه في الطالب الجامعي المؤمن الواعي يجب توفره في الأستاذ وزيادة لأنه القطب والمركز الذي إليه يجتمع الطلبة وتلتقي عنده الخطوط بمختلف اتجاهاتها فيجب أن يكون مستوعباً لهم جميعاً وهذا يتطلب فيه أوصافاً عديدة: الإيمان الراسخ، الثقافة الواسعة، التمكن من اختصاصه العلمي، رحابة الصدر، الشجاعة، الحزم، الرحمة والرفق، الكياسة وحسن التصرف. وليس هذا تسطيراً للكلمات بل لأن كل صفة من هذه تمثل جهة من شخصيته المتكاملة والتي بها يستطيع أن يدير دفة طلبته بنجاح وينال سعادة الدارين.

وإنني إذ أقول هذا اعلم أنه متعرض لعدة ضغوط أولها من الداخل (نفسه الأمارة بالسوء) التي تدعوه إلى الاغترار بعنوانه الكبير وتشعره بأهميته وانه فوق الآخرين, وهذا مفتاح الشرور والرذائل الخلقية كالعُجب والرياء والحسد والحقد على الآخرين والاستهانة بهم وغيرها منالمهلكات التي تتجلى له بصور مرعبة حينما تبلى السرائر وتتكشف الحقائق وتظهر البواطن. وثانيها ضغط المجاملات والأعراف (الاتكيت) الذي يحتاج إلى شجاعة وحزم للوقوف ضد المنحرف منها وغالباً هو من هذا النوع وهو ما يؤسف له. فعليه -- وفق هذا العرف المنحرف -- أن يختلط مع الجنس الآخر وان يرتاد النوادي وأن يشرب معهم ويغني ويرقص وأن يتبادل الضحكات والبسمات غير الشريفة وكأن لسان حاله :( وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ . . . وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ)(1)، وكأنه خلق عبثاً ولا غاية وراء وجوده إلا اللهو الباطل وانهم (لن يبعثوا).

ص: 20


1- 37. سورة الأنعام : 29 و 32.

فعلى الأستاذ أن يهذب نفسه ويراقبها دائماً ويتحلى بكل خلق فاضل وأن يسعى لتطوير قابلياته العلمية فإنها جزء مهم من مقومات شخصيته وقابليته على التأثير في الآخرين وليكون صورة مشرفة للإنسان المؤمن من جميع الجهات.

ولا أعتقد أن الأستاذ الجامعي سيخسر شيئا لو كان كذلك, نعم, ربما تنازل عن بعض شهواته ونزوات نفسه الأمارة بالسوء لكنه سيعيش لذة الانتصار على هذه النفس التي وصفها الحديث الشريف : ((أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك))(1) وسيعيش السمو والترفع عن الحيوانية الهابطة, وإنما يحسده غيره ممن لم يمتلك هذه الشجاعة فلأنهم لم يستطيعوا أن يرتفعوا مثله فيحاولون أن يخفضوه مثلهم.

إن يحسدوك على علاك فإنما

متسافل الدرجات يحسد من علا

إن طاعة الله تجارة رابحة ليس فيها خسارة وتكاليفها أيسر من تكاليف طاعة النفس الأمارة بالسوء أو غيرها من العناوين التي تطاع من دون الله سبحانه, وهذا الكلام تدركه الأستاذة الجامعية أكثر من غيرها فقد خلقت الجاهلية المعاصرة أصناماً جديدة تصدر الأوامر, وعلى الإنسان التائه المتعب المهزوم نفسيا الخاوي روحيا من سكينة الإيمان وطمأنينته وسعادته، على هذا المسكين أن يطيع ويلبي الأوامر, وعلى رأس هذه الآلهة المعاصرة : دور الأزياء وصالونات التجميل وصناعة المساحيق التي تجعل النساء لاهثة وراءها لتصب الملايين في جيوب الغرب الكافر بعد أن أوحى شياطينه إلى هذه المرأة الضالة إن حياتها وكيانها وشخصيتها في تبعية هذهالآلهة الجديدة ولا تستكثر علينا تسمية هذه بالآلهة فإنه مفهوم قرآني . قال تعالى :( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ)(2) وقال تعالى :( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ)(3) وفسرها الإمام ((عليه السلام)) بأن اتخاذ الأرباب بمعنى انهم أمروكم فأطعتموهم من دون مراعاة لأمر الله سبحانه, وهذا هو عين العبادة.

ص: 21


1- 38. بحار الأنوار : 67 / 36.
2- 39. سورة الجاثية : 23.
3- 40. سورة التوبة : 31.

إن الشهادة الجامعية وحدها لا تكفي لتكوين شخصية الأستاذ فهذه الحضارة الغربية العوراء تنظر بعين واحدة هي عين التطور التكنولوجي وتنسى النظر بالعين الأخرى وهي الأخلاق فعمت ويلاتها البشرية كلها وأصبح ضحاياها ملايين البشر ومليارات الدولارات.

إن الله سبحانه عندما شرع للبشر ديناً وسنناٍ وقوانين لا يريد من ورائها شيئاً سوى تنظيم حياتهم وإصلاح حالهم لأنه خالقهم وصانعهم فهو الأعرف بما يصلحهم, فلماذا نترك هذا الصانع الخبير الرحيم بعباده ونتيه بين مخلوقات لا تملك لأنفسها ضراً ولا نفعاً. أقرأ في الدعاء ((الهي ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك))(1) حقاً إن من اتصل بالله سبحانه وتقرب إليه لا تبقى عنده قيمة لأي شئ لأنه يسمو فوقها جميعا وإذا ابتعد عن الله سبحانه فسيظل خائباً خاسراً لا يعوضه شئ عنه تبارك وتعالى

أسئلة وأجوبة

(سؤال 1) من المشاكل المهمة مشكلة بعض الأساتذة الذين لا يوجد عندهم ورع من ناحية المزاح مع بعض الطالبات وبأسلوب عجيب، فما حكم هكذا أستاذ؟

(بسمه تعالى) لا اجدني بحاجة إلى التفصيل بعد ما ذكرت، فالمزاح مع الأجنبية مناف لآداب القرآن الكريم . قال تعالى :( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً)(2)، والخضوع بالكلام هو الحديث بأسلوب مغري ويثير الفتنة ويحرك الشهوة، وقال تعالى :( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) (3).

ص: 22


1- 41. بحار الأنوار : 95 / 226.
2- 42. سورة الأحزاب : 32.
3- 43. المصدر السابق : آية 53.

(سؤال 2) قال أحد الأساتذة مازحاً أمام الطلاب: إذا كانت عندي طالبة في الغرفة فلا يأتي أي طالب للمراجعة. والسؤال هو كيف يمكن القضاء على هذه الحالة ؟ نرجو النصيحة.

(بسمه تعالى) الخلوة بالأجنبية حرام. ففي الحديث : ((ما اختلى رجل وامرأة لا تحل له إلا كان الشيطان ثالثهما))(1). وأشنع من ذلك تصريحه بذلك أمام الملأ والطلب منهم أن لا يدخل عليه أحد، وتباً لهذه الطالبة التي تعلم بذلك وتدخل عليه، هل فكرت بنظرة المجتمع إليها وسمعتها وشرفها، وكيف يكون مستقبلها؟

(سؤال 3) يتداول بعض الأساتذة الأغاني الهابطة السافلة المحركة للشهوة والمثيرة للفتنة في القاعة أمام الطلبة في حالة مزاح، والسؤال هو : كيف نواجه هذه المشكلة التي تشجع الطلاب على ارتكاب المعصية؟

(بسمه تعالى) هذا قبيح آخر يجب على الأستاذ أن يترفع عنه ولا يناسبه التسافل إليه، وليعلم انه في موقع التأسي للطلبة فأي انحراف يتسبب فيه يكون عليه إثمه وإثم من تأثر به وفعله، وبالعكس فانه إذا عمل خيراً واقتدى به غيره كان له أجره وأجر من عمل به فلينظر إلى سلوكه بعين البصيرة.

(سؤال 4) الطعن والتشكيك من قبل الأستاذ ببعض المعتقدات الدينية من قبيل (اللحية، الخاتم، المسبحة، الزيارة للاماكن المقدسة كالنجف وكربلاء)، وبأسلوب مخزي أمام الطلبة في القاعة، والسؤال هو : ما هي النصيحة لردع هذه الأفكار؟

(بسمه تعالى) هذا الفعل لا يصدر من مسلم بل عليه أن يعمق إيمان الطلبة ويرسخه في نفوسهم ويشد هممهم في زيادة الالتزام بتعاليم الإسلام، وإذا كانت عنده مناقشة في شيء فليناقش بالحوار الهادئ البنّاء وليطالب بالدليل.

ص: 23


1- 44. مستدرك الوسائل : 14 / 265.

(سؤال 5) نرى الكثير من الأساتذة الجامعيين الذين حصلوا على شهادة تخرجهم من الجامعات الغربية يحاولون أن يطبقوا ما تعلموه من الحضارة الغربية المنحلة دينياً وخلقياً من قبيل (السلام الأجنبي أو التميع وخاصة مع الطالبات) أو نشر الأفكار الغربية المسمومة التي سلّم الأستاذ بصحتها، فكيف تنصحون؟(بسمه تعالى) الذي أفهمه أن الإنسان يعتز بحضارته وتراثه وتاريخه. فعندما ينعقد محفل دولي أو تجمع إنساني ترى كل شخص يظهر بزي بلاده ويتكلم لغة قومه ويؤدي شعائر أمته ويحيي بتحية أهله. خصوصاً لمن يملك مثل تاريخنا المضيء الذي أنار للأجيال، فلماذا هذه التبعية المقيتة للغرب ولماذا نتنازل عن مُثلنا الإنسانية العليا لمصلحة سلوكياتهم الحيوانية المنحطة وماذا يخسر هذا الأستاذ وماذا يضره لو ظل محافظا على أخلاقه ومبادئه وتقاليده الصحيحة؟ إنها الهزيمة من الداخل وعقدة الحقارة والنقص التي يشعر بها هذا الأستاذ أمام الغرب، وما النقص في هذه المثل العليا التي نحملها وإنما النقص فينا، فإن هذه القيم تلتقي مع التطور العلمي وتحث عليه وتدعو إليه. قال تعالى :( هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ)(1) واستعمركم فيها أي طلب منكم أعمارها وإصلاحها.

إن الغرب عندما يستهينون بمبادئنا وتقاليدنا فلأنه يعلم إنها خير محض وإنها تهب السعادة والطمأنينة للبشرية فيحسدنا على هذه النعمة، مما يدفعه إلى إغرائنا بتركها بشتى الطرق ويصورها لنا وكأنها تخلف ورجعية وعدم تحضر ولو درسنا حياة الغربيين ونظرنا إليهم نظر الناقد الخبير لوجدنا عندهم العجائب، ففي اليابان يقام احتفال يتبارى فيه المتسابقون على كثرة ما يزدرد من شطائر الطعام وتوضع تلول الشطائر على مائدة وهم يلتهمونها كالحيوانات، ففي أي مقياس يكون هذا عملاً إنسانيا متحضراً؟ وفي أسبانيا يقام احتفال سنوي تنطلق فيه ثيران المصارعة من مأواها إلى ساحة ملعب المصارعة مخترقة شوارع المدينة والناس يزدحمون أمامها وهم يركضون وهي خلفهم فربما قتلت هذا وجرحت ذاك، وهم يعتبرونه مهرجاناً سنوياً ينتظره المتحضرون بفارغ الصبر وتنقله شاشات التلفزيون وكأنه حدث إنساني عظيم، وهذه شريعة الغرب التي يحكم بها الغرب المتحضر شعوب الدنيا، فهو مستعد لسحق البشرية كلها من

ص: 24


1- 45. سورة هود : 61.

أجل مصالحه، وإذا كان الحيوان المفترس يكتفي بضحية واحدة يشبع بها بطنه فان نهمهم لا يقف عند حد، وطمعهم لا حدود له، فهو أشرس وأسوء من الحيوانات المفترسة . . . وهذا الهوس والجنون الذي يرافق مباراة كرة القدم وتقام لها الطقوس العبادية ومهرجانات الحب والولاء وتهدر على أقدامها مليارات الدولارات وأصبحت معبودة الجماهير فهم يعترفون إنها إله تؤدى إليه مراسيم الطاعة والولاء ويتقاتل عليها الناس، وتجوع الدول من اجل أن يكون لها فريق قوي وقد تحدث الحروب بين الدول من أجلها ويشارك في تعظيمها الصغير والكبير إبتداءً منرؤساء الدول حتى الفقير الذي لا يملك قوت يومه. فهل سأل واحد منهم نفسه ماذا قدمت كرة القدم للبشرية وهل هذا يعقل إن هذا كله من أجل كرة جلدية تدخل في مرمى هذا أو مرمى ذاك؟ وماذا سيكون حال المجتمع الإنساني لو وظفت هذه المليارات والجهود فيما يصلح حال البشرية في دنياها أو آخرتها؟ وهل إن وجود الإنسانية عبث لا غاية وراءه حتى يقضي حياته بالعبث واللهو؟ قال تعالى :( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ)(1). وكل توظيف للشيء في مجاله الصحيح فهو عبادة لله سبحانه، فهذا التطور التكنولوجي ما دام مسخراً لخدمة البشرية وتوفير السعادة لها فهو عبادة وطاعة لله سبحانه, وهذا النقد الضخم مادام موظفاً في إدارة الأعمال وإقامة المشروعات النافعة, وإن استغل في الربا وامتصاص دماء الضعفاء أو أكتنز بلا فائدة فهو معصية وجعل الشيء في غير موضعه الصحيح, وهكذا.

وأعتقد إني خرجت عن مقدار السؤال لكن ما ذكرت هو من الأفكار المهمة التي يجب أن يعيها المؤمنون خصوصاً الطبقة المثقفة منهم كأساتذة وطلبة الجامعات.

(سؤال 6) كثيراً ما يسكن الأساتذة الجامعيون في بنايات خاصة في كل محافظة في البلد، ويوجد في تلك المجمعات السكنية بعض التفسخ والانحلال الديني والخلقي بين عوائل بعض الأساتذة من قبيل لبس الملابس المخزية لنسائهم وبناتهم والتأثر بالموديلات الغربية بحجة انه من التطور الثقافي. فما قولكم في هذا الأمر؟

(بسمه تعالى) أعتقد إن سوء هذه التصرفات من الوضوح بشكل لا يحتاج إلى بيان فإن الدين والفطرة والغيرة ترفض ذلك والمشكلة ليست على مستوى النظرية أي حصول هذه القناعة

ص: 25


1- 46. سورة الذاريات : 56.

بسوء هذه التصرفات وإنما المشكلة في ضعف النفس أمام ضغط (الاتكيت) والعرف الذي فرضه أولياء الشيطان وأعطوه من القدسية بحيث صوروا لهؤلاء المساكين حرمة الخروج عليه ومن سولت له نفسه الالتزام بالسلوك النظيف والترفع عن دائرتهم الحيوانية وأراد أن يحيى حياة الطهارة والعفاف قابلوه بشتى ألوان الصفات الكفيلة بإعادته إلى حضيرتهم كالتخلف والرجعية والتزمّت وعدم مواكبة الحضارة، ولو امتلك الشخص مقدارا من الشجاعة والحزم والثقافة والإيمان الراسخ لما تزحزح أمام كلماتهم التي هي أوهن من بيت العنكبوت -- بحسب التعبير القرآني -- وقد وصف الحديث الشريف إيمان المؤمن بأنه أقوى من الجبل لأن الجبل يُستقل منه بالمعاول وإيمان المؤمن لا يُستقل منه بشيء.

ولا أدري ما الملازمة بين التقدم العلمي والتخلي عن الأخلاق الفاضلة والتسافل إلى مستوى الحيوانية التي همها إشباع الغرائز بأي نحو كان؟ هل وجد هؤلاء في الإيمان بالله والالتزام بشريعته مانعا عن تقدمهم العلمي أم العكس هو الصحيح؟ فأن المؤمن الملتزم بسبب ابتعاده عن هذه المشاغل التافهة وبسبب السعادة والطمأنينة التي يعيشها وثقته بالله سبحانه الذي ينصر عباده المتوكلين عليه ويمدهم بقوته الغيبية. قال تعالى :( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)(1)،( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَه)(2) بسبب كل ذلك وغيره يكون أقدر من غيره على العطاء والإنتاج وتوظيف الطاقات كلها في خدمة البشرية وجلب الخير والسعادة لها.

إن الشياطين أوحوا إلى أوليائهم أن يخدعوا الناس ويجعلوا لهم ما توصلت إليه المادية الحديثة من إنجازات في كفة, والإيمان بالله واتباع تعاليمه في كفة أخرى ويقولون اختاروا؟ وهذا خبث منهم ومكرٌ فإن هذين الاتجاهين ليسا متنافيين ولا متعارضين بل يكّمل أحدهما الآخر ويقومه ويعززه.

(سؤال 7) نرى الكثير من الأساتذة هم من حليقي اللحى وبعضهم يلبس قلائد الذهب أو يتختم بالذهب، فبماذا تنصحون؟

ص: 26


1- 47. سورة الطلاق : 3.
2- 48. سورة الزمر : 36.

(بسمه تعالى) هذه أمور قد منع الشارع منها لمبررات معلومة وحتى لو خفي بعضها علينا فيجب علينا التسليم لحكم الله سبحانه وعلمه وأيضا رحمته بعباده، حيث لا يكلفهم إلا بما فنه مصلحة لهم, فقد توصل الطب إلى أن لبس الذهب للرجال يؤدي إلى تكسر الكريات الحمر.

(سؤال 8) نرى الكثير من الطلبة مع شديد الأسف يستهزئ بالأستاذ الذي يمتلك نفساً طيبة أو الأستاذة التي تمتلك حياءً عالياً، فما قولكم لهؤلاء؟

(بسمه تعالى) الاستهزاء بالمؤمن حرام، قال تعالى :( وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَاب)، والمعيار الصحيح لقيمة الإنسان هو :( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)،( بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ)(1)، وهذه الحالة المذكورة في السؤال من مصاديق قوله ((صلى الله عليه وآله)) : ((كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً))(2)، ويتأكد هذا الإلزام الشرعي في الأستاذ لان له فضلاً خاصاً وحقاً جليلاً وهو التعليم.

(سؤال 9) بعض الأساتذة يخرج عن المادة المقررة ويتكلم عن أشياء غير جائزة شرعاً، فماذا يجب على الطالب المؤمن؟

(بسمه تعالى) إن أمكن ردعه وتنبيهه إلى عدم الحاجة لمثل هذا الكلام، وجب.

ص: 27


1- 49. سورة الحجرات : 11 و 13.
2- 50. تحف العقول : ص49.

الفصل الثالث: مقدمة

الجامعة . . حلم الطفولة و. . . هدف الشباب . . . وأرضا لتحقيق الذات وإثبات النفس . . . وسلماً للارتقاء إلى أحد ميادين العمل المهمة اجتماعياً . . واقتصادياً . . هذا كل ما تعلمه أغلب طلبة الإعدادية عن الجامعة . . وهو نتيجة طبيعة لمستوى المجتمع الثقافي والديني . . لكن الجامعة أرفع وأعلى من مجرد هذه الأمور التي هي هدف من كانت همته ضعيفة.. ويأباها الشخص العالي الهمة.. القوي الشكيمة.. الذي لديه هدف راقٍ في الحياة بشكليها الدنيوية والأخروية. إذن فما هو الهدف الأسمى لطالب الجامعة ؟

هدف الطالب الجامعي

يمكن ذكر مجموعة من الأهداف التي ربما كانت خافية على بعض الطلبة بحكم ظروف المجتمع الذي تربوا فيه وبحكم الظروف التربوية داخل أسرهم.

والأهداف هي :

1 -- الجامعة فرصة عظيمة للاستزادة من العلوم بمختلف أشكالها سواء كانت التخصصية أو غير التخصصية، فالتخصصية؛ يقضي الطالب أربع سنوات يكملها مع مناهجها بحثاً وتنقيباً ويخرج بحصيلة علمية لا بأس بها، ربما أهلته لإمساك رأس الخيط الذي انتهى إلى صنع عامل منه أو باحث في مجال تخصصه هذا، وأنت خبير بما تجره تلك النتيجة من خير على ذلك الفرد دنيوياً وأخروياً, فالخير الدنيوي من ناحية تقدم مجتمعه وأمته علمياً وجعلهما في مصاف

ص: 28

المجتمعات والأمم الراقية والمتمدنة أخروياً من ناحية فوز ذلك الفرد برضا الله سبحانه وتعالى ونيل الثواب الأخروي, فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :( أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى)(1) . . أما غير التخصصية، فوجوده في الجامعة يشكل فرصة ثمينة للاطلاع على باقي العلوم الموجودة في الكتب والمصادر المتوفرة في المكتبة المركزية للجامعة والكلية، وهذه الإطلاعات مفيدة لتخصصه من ناحية ولحياته العامة الاجتماعية من ناحية أخرى حيث سيكتسب ثقافة عامة جيدة تؤهله لخوض غمار المجتمع في جميع صفوفه والاختلاط معهم ومجالستهم، وما لذلك من أثر في بناء شخصيته الاجتماعية والأخلاقية.

2 -- الجامعة فرصة أولى في حياة الفرد للاختلاط بمجتمع واسع بمختلف الثقافات والأديان والمذاهب والطبقات الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، وهذه الفرصة قد لا تتكرر. و(إضاعة الفرصة غصة) كما قال الإمام علي ((عليه السلام)) لذلك يجب على الفرد استغلال أوقات فراغه والاحتكاك بتلك الثقافات والاتجاهات المختلفة، وأن لا يسير بركبها على غير هدى بل عليه أن يحاورها محاورة المنتقي لخيرها والمعرض عن شرها، وهذا لا يكون طبعاً إلا عندما يكون الفرد متحصناً ضد الانحراف والتأثر السريعين, أي إن عليه أن يكون على بينة وثبات بصحة معتقده أولا ومن ثم يندفع ويختلط بزملائه الطلبة بتلك المحاورات التي أشرنا إليها فيكون عندئذ قد أثّر وتأثّر وهذا فيه نفع للجميع بلا شك.

3 -- الجامعة ميدان عمل واسع للطالب المؤمن بالله ليؤدي بها دوراً كبيراً قد كلفه الله سبحانه وتعالى به كما كلفه بالصلاة والزكاة والحج . . . الخ من التكاليف، ألا وهو واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لما في الجامعة ومع الأسف الشديد من تعدٍ واضح ومشين لحدود الله سبحانه وتعالى. لذلك فالجامعة من هذه الناحية فرصة لذلك الطالب المؤمن ليحمل المعولالذي حمله إبراهيم الخليل ((عليه السلام)) وعلي بن أبي طالب ((عليه السلام)) ليكسر به أصنام الجاهلية.

4 -- يصادف دخول الطالب إلى الجامعة وهو في بداية العام التاسع عشر من عمره، وهذا يعني انه في السنتين الأخيرتين من فترة وزارته(2) وعلى مشارف الدخول في فترته الرئاسية

ص: 29


1- 51. سورة آل عمران : 195.
2- 52. إشارة إلى الحديث الذي ورد عن المعصومين ((عليهم السلام)) والذي مضمونه : إن الطفل في السنين السبع الأولى من عمره سيّد وفي السبعة الثانية عبد وفي السبع الثالثة وزير.

التي تستمر إلى آخر عمره(1) لذلك فمصادفة الجامعة في تلك الفترة من حياته، تصيرها أن تكون ظرفاً يخلو به الطالب مع نفسه ليرى ما فرّط من أمره في فترته الوزارية ويستعد ويراجع أخطاءه وإفرازات فترة المراهقة عليها ليتجاوزها. ويتخلص من تبعاتها عليه إلى آخر عمره، وعليه أن لا تشغله الجامعة في تلك السن عن هذه المهمة الخطيرة في حياته، بل يجب عليه العكس، أي أن تكون الجامعة بحكم ما ذكرناه في النقاط السابقة عاملاً مساعداً على تجاوز العقبات والأخطاء التي أفرزتها المرحلة السابقة من حياته، وزيادة معلوماته وقوة تحمله، وهذه كلها عوامل مساعدة لنجاحه في مهمته الانتقالية تلك.

وفيما يخص الانتماء إلى الجامعة أو الكلية المناسبة تمت الإجابة في هذا الفصل على عدة أسئلة هي :

أسئلة وأجوبة

(سؤال 1) هل يجب على الطالب الجامعي أن يخلص في دراسته الجامعية، حتى لو كان وجوده في الجامعة لأغراض دنيوية؟

(بسمه تعالى) إذا أراد الخير لنفسه فليمحض نيته لله سبحانه وليركز علمه لرضا الله سبحانه ونفع المجتمع. من دون أن يحقق مكاسب لنفسه كالتعالي والغرور وحب الجاه، و(الدنيا مزرعة الآخرة) فيمكن ان يوظف كل ما فيه خير للمجتمع في طاعة الله تعالى وإصلاح حال عباده فيجمع الدنيا والآخرة.

ص: 30


1- 53. والمقصود بفترة الرئاسة هي دخول العام الحادي والعشرين فيكون مالكا لأمره تماماً ومختاراً لطريقه بنفسه وتكون توجيهات الآخرين من باب النصيحة له والإشارة عليه ليس إلا.

(سؤال 2) هل لولي الأمر(الطالب) الحق في تحديد نوع الكلية أو المعهد المعين علماً ان معدل الطالب يسمح له بالدخول في عدة كليات أم أن الحق للطالب في تحديد نوع الكلية أو المعهد الذي يريد؟

(بسمه تعالى) من واجب الأب إبداء النصيحة والتوجيه لولده وإرشاده إلى الطريق الصحيح وليس له أن يكرهه على شئ نعم لو اختار الولد مجالا للدراسة يعرضه للمخالفة الشرعية وجب على الأب من باب النهي عن المنكر -- منعه -- من ذلك وفق المراتب المقررة لهذه الفريضة الإلهية.

(سؤال 3) هل توجد أحكام خاصة على الطالب والطالبة يجب معرفتها قبل الدخول للمعهد أو الجامعة ولو من باب الاحتياط والنصيحة؟

(بسمه تعالى) المسائل الإبتلائية على نوعين :

الأول : ما يكون التعرض لها عاماً كمسائل الطهارة والصلاة والصوم والخمس.

الثاني : ما يكون خاصاً كمسائل التجارة والمعاملات للتاجر و(فقه الطب) للطبيب وعلى المسلم الداعي أن يحيط علماً بكلا النوعين ولا شك إن الدراسة الجامعية لها مسائلها الخاصة لأن لها ظروفها الموضوعية الخاصة ونحن نعلم إن الأحكام تتبع الموضوعات الخارجية, ومن هذه المسائل الاختلاط ونوع الدراسة وتفاصيل المناهج العلمية والعملية والعلاقات مع الآخرين وغيرها.

(سؤال 4) هل للأب والجد أن يمنع ابنته من الذهاب إلى الجامعة خوفاً على دينها وهل يصل هذا المنع حد الوجوب ؟

ص: 31

(بسمه تعالى) الجواب على المستوى الأخلاقي : نعم يجوز منعها بل يجب خصوصاً إذا أخذنا بنظر الاعتبار أمرين :

1 -- ضعف الوازع الديني وطغيان العاطفة والتأثر بالسلوك الاجتماعي العام أعني ما يسمونه بالسلوك الجمعي بحيث تفتقد أغلبهن الشجاعة والحزم للوقوف في وجه الخطأ والانحراف.2 -- إن أغلب مجالات الدراسة مما يمكن أن يقوم به الرجال فلماذا هذه المزاحمة من قبل النساء، فلابد أن النية ليست لله سبحانه وإنما هي نزوة للنفس تريد تلبيتها المرأة بخروجها, وتعساً لمن( اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ)(1).

أما إذا كانت الطالبة في حصانة من الانحراف، وتمتلك شخصية قوية مؤثرة في الآخرين فلا مانع من دخولها الجامعة بشرط أن تختار الدراسات المناسبة لها والتي يحتاجها المجتمع كالطب والتعليم.

(سؤال 5) هل يجوز للمرأة الانتماء إلى الجامعة في حالة كون الانتماء يؤدي إلى فقدان دينها وحيائها وعفتها, والأمر كذلك بالنسبة للطالب؟

(بسمه تعالى) لا قيمة لأي شئ يؤدي بالإنسان إلى ترك دينه أو ارتكاب مخالفة شرعية, وفي بعض كلمات أمير المؤمنين ((عليه السلام)) ما مضمونه : ((لو أعطيت الأقاليم السبعة -- أي الدنيا كلها وما فيها -- على أن أعصي الله سبحانه في نملة أسلبها جلبة شعير ما فعلت))(2).

انظر إلى عظمة الثمن وضآلة المثمن ومع ذلك لم يرتضِ الإمام هذه الصفقة فما بالنا نقبل بالأدنى( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)(3).

ص: 32


1- 54. سورة الجاثية : 23.
2- 55. الأمالي : ص722.
3- 56. سورة البقرة : 61.

(سؤال 6) توجد بعض التقاليد والعادات التي تمنع الكثير من الفتيات اللائي يتخرجن من الإعدادية من الانضمام إلى الجامعات وخاصة في بعض الأسر المحافظة، فبماذا تنصحون ؟

(بسمه تعالى) لكل أسرة ظروفها الاجتماعية، وقد يكون من الضروري أحياناً مراعاة المقام الاجتماعي وليس ذاك حراماً، بل نحن نعرف إن هناك تكاليف على مستوى الشريعة وأخرى على مستوى الأخلاق والتكامل، وكل إنسان يختار ما يناسبه ما دامت ضمن إطار الشريعة، فالناس متفاوتون في تطبيقها( وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً)(1).

(سؤال 7) ما حكم الدخول إلى الجامعة أو المعهد لكلا الجنسين في حالة وجود تفسخ خلقي وديني والذي يخاف منه عليهما ؟

(بسمه تعالى) بعض العلوم يجب تحصيلها وجوباً كفائياً كالطب والصيدلة والهندسة ومثلها يجب تصدي بعض أفراد المجتمع لتحصيلها وتحقيق وظائفها ولو تركها المجتمع كانوا آثمين، ففي هذاالقسم يمكن أن يتوجه السؤال. وهناك علوم أخرى كمالية لا ينبغي تضييع الوقت في تحصيلها فضلاً عن التعرض للمحرمات من أجلها وفي جميع الأحوال يجب أن يمسك المسلم بزمام نفسه ويربيها تربية صالحة حتى تكون مصدراً للإشعاع والتأثير في الآخرين بسلوكها النظيف وأخلاقها الفاضلة لا العكس, أعني بتأثيرها بانحراف المجتمع وسريان هذا الانحراف إلى نفسه -- والعياذ بالله -- .

(سؤال 8) ما هو رأيك الشريف في الانتماء إلى كلية الفنون الجميلة هذه الأيام مع إن فيها قسم التشكيل (رسم ونحت) وما يسمى بالمسرح والتمثيل الذي لا يخلو من الاختلاط؟ أفتونا مأجورين.

(بسمه تعالى) 1 -- لو كانت الدراسة ضرورية للمجتمع كالطب والصيدلة ففيها مصلحة تزيد على مفسدة الحرمة الناشئة من بعض تفاصيل المنهج الدراسي كتشريح الموتى, أما هذه الدراسة فيمكن تركها وعدم التورط بالحرمة وتبديلها إلى دراسة أخرى.

ص: 33


1- 57. سورة الإسراء : 21.

2 -- اتضح الجواب مما سبق, فيفترض في الإنسان المؤمن أن يصرف وقته في النافع والمفيد في آخرته أو مما يتوقف عليه نظام المعيشة في المجتمع.

الفصل الرابع:

المقدمة

لقد نهى الشرع المقدس عن مسألة الاختلاط بين الجنسين اشد النهي وبدرجات متفاوتة أعلاها وافضلها انه ((خير للمرأة أن لا ترى الرجل ولا يراها الرجل))(1) وهذا مستوى متعذر في زماننا هذا فلا أقله أن ننهى عن انفراد الرجل بالمرأة في مكان منعزل وهو مستوى آخر نهت عنه الشريعة أدنى من سابقه فلو تعذر السابق فيتعين هذا المستوى، ولا يخفى السبب في هذا النهيبعد أن ثبت ما يرافق هذه الخلوة من إثارة للشهوة الحيوانية والغريزية وتكون باباً واسعاً للدخول في الحرام, وتعطيل الفرد عن دوره الإنساني الذي اعد له ،وتنفيذاً لمخططات الغرب الكافر الذي

يهدف إلى تحويل المجتمعات إلى حيوانات مستعبدة له فيلهيها عن الاعتراض والثورة ضده بشتى أساليب الإلهاء أهمها إثارة الشهوات في أفرادها بواسطة بث الأفلام الخليعة وزيادة الانحلال والتهتك الجنسي والعمل على إظهار الاختلاط بين الرجل والمرأة على انه عملية

ص: 34


1- 58. بحار الأنوار : 43 / 84 .

حضارية وتسميتها بأسماء مبهرجة مثل (COUPL) أو(FRIEND GIRL) أو(BOY FRIEND) . . . الخ من الأساليب الشيطانية والعياذ بالله ونحن لاهين منفذين لمخططاتهم بكل ذلة وخضوع متناسين دورنا الإنساني الرائد الذي خلقنا من اجله. ولردع هذه التصرفات أجابنا فقيهنا عن بعض الأسئلة التي تخص الموضوع.

أسئلة وأجوبة

(سؤال 1) ما حكم ما يسمى بالعلاقة الأخوية المتأتية من اختلاط الطلاب في الحرم الجامعي علماً إن هذه العلاقة قد تؤدي في بعض الأحيان إلى وجود نوع من الضحك والمزاح وغيرها والتي تؤدي إلى ذهاب الحياء لدى الجنسين؟

(بسمه تعالى) هذه العلاقة ليست (أخوية) كما تدعى بل هي فخ من فخاخ الشيطان وباب واسع لشرور عظيمة وقد أجاب القرآن الكريم عن مثل هذه الأعذار الواهية( بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ، وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ)(1).

(سؤال 2) هناك بعض الأساتذة غير الملتزمين يفرضون جلوس الطالب مع الطالبة وخاصة غير الملتزمة, فما الحكم أو التكليف بالنسبة للطالب؟(بسمه تعالى) ليكن شجاعاً ويرفض طلبه وليس للمدرس أن يجبر الطالب فلا يوجد قانون يعطيه هذه الصلاحية.

ص: 35


1- 59. سورة القيامة : 14 -- 15.

(سؤال 3) في القاعة الدراسية يجلس الطلاب بصورة عشوائية فما حكم من يجلس خلف طالبة غير ملتزمة ومتجاهرة بالفسق؟

(بسمه تعالى) لا ينبغي للمؤمن أن يفعل ذلك وهنَّ أتفه من أن يسلبن دين المرء.

(سؤال 4) بعض الطلبة يسيرون مع طالبات (ملتزمات ظاهرياً) في أماكن تارة تكون عامة وأخرى منعزلة فهل هذا جائز شرعاً؟

(بسمه تعالى) هذا عمل غير سائغ دينياً ولا اجتماعياً ويتشدد المنع في حالة العزلة.

(سؤال 5) هل يجوز للطالب والطالبة السير سوية في داخل الجامعة سواء كان هذا السير بشكل فردي أو جماعي لغرض الدرس وغيره؟

(بسمه تعالى) قد سبق المنع عن ذلك إلا أن تربطهما علاقة مشروعة, أما الاعتذار بالدرس وغيره فهو واضح البطلان, فلماذا لا يشارك الطلبة الجنس الواحد بالدراسة.

(سؤال 6) ما حكم الجلوس في الأماكن التالية :

1 -- جلوس الطالب مع الطالبة في مكان منعزل داخل الجامعة؟

(بسمه تعالى 1) يقيناً يكون الجواب المنع طبعاً.

2 -- جلوس الطالب مع الطالبة في مقعد دراسي واحد داخل الصف الدراسي؟

ص: 36

(بسمه تعالى 2) كذلك المنع، إلا اذا كانت المسألة طبيعية ولا تتسبب في أي إثارة أو خلق اجواء وانفعالات جنسية فيجب حينئذ سد منافذ الانحراف.

3 -- جلوس الطالب مع الطالبة على طاولة واحدة في مكان خاص للاستراحة بما يعرف (النادي)؟

(بسمه تعالى 3) كذلك المنع، ولا اجد لها مسوغاً شرعياً كما انها مرفوضة اجتماعياً وتخل بسمعتهما.4 -- جلوس الطالب مع الطالبة على كرسي واحد داخل السيارة التي تنقلهم من وإلى الجامعة.

(بسمه تعالى 4) إذا لم يكن تعارف بينهما وإنما حصلت المسألة اتفاقا وكان المقعد منحصراً بذلك ولم يتسبب هذا الجلوس في أمر غير جائز كإثارة الشهوة ونحوها فلا بأس به.

(سؤال 7) هل يجوز لي أن أقيم علاقة مع سافرة على أمل أن أهديها إلى الطريق الصحيح إذا كان هذا الأمل :

أ -- ضعيفاً وأحياناً غير متحقق.

ب -- قوياً وبنسبة عالية.

(بسمه تعالى) أعتقد إن سلبيات هذه العلاقة أكثر من إيجابياتها المرجوة فيمكن هدايتها من دون تكوين (علاقة) بل بالصيغة العامة المتداولة أو من خلال الطالبات واني اخشى ان تأخذ منه دينه وتفتنه قبل ان يهديها.

(سؤال 8) يوجد في الكليات طلبة وطالبات من مختلف الديانات ومنهم الكتابيون فما مدى جواز التعامل معهم وهل يجوز تناول طعامهم ومشاركتهم في مناسباتهم كرأس السنة لميلاد المسيح ((عليه السلام)) حيث يقيمون الحفلات ويدعون زملاءَهم؟

ص: 37

(بسمه تعالى) :( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(1) مراعيا في ذلك الأحكام الشرعية لمخالطتهم وهي مذكورة في الرسائل العملية وأن لا تشاركهم في محرماتهم ولا حتى المشاركة في مجالس هذه المحرمات كمجالس فيها خمر أو غناء أو نساء متبرجات أو رقص وغيرها.

(سؤال 9) هنالك بعض الدروس العلمية (مختبرات) توجب جلوس الجنسين سوية لساعات عديدة؟هل هذا جائز؟

(بسمه تعالى) تقدم ما يكون جواباً وملخصه : أن يكون الاجتماع عاماً وليس جلسات خاصة وأن يحاول قدر الإمكان عدم الاختلاط خصوصاً وانه لا توجد مادة قانونية توجب الاختلاط في المجاميع المختبرية بل هو تصرف شيطاني فلتكن مجموعات خاصة بالطالبات وأخرى بالطلاب.

(سؤال 10) مواقف الباص تعاني من الازدحام بين الطلبة والطالبات وأحياناً يحصل تماس بين الجنسين فما حكم الطالب إذا كان :أ -- مستعجلا في الذهاب إلى الجامعة.

ب -- غير مستعجل (بمعنى بإمكانه الانتظار).

(بسمه تعالى) على كلا التقديرين لا يكون ذلك مبرراً للوقوع في الحرام وعلى الطالب المؤمن أن لا يكون خاضعاً للعرف والغفلة والسلوك الجمعي وإنما يراقب الشريعة فيأتمر بأمرها وينتهي بنهيها.

(سؤال 11) ما حكم ما يسمى بالسفرات الجماعية التي تقام من قبل الجامعة بكلا نوعيها العلمية والترفيهية علماً انه كثيراً ما تسبب الاختلاط من النوع الخاص؟

ص: 38


1- 60. سورة النحل : 125.

(بسمه تعالى) إذا لم تقترن بالمحرمات وكان الهدف مشروعاً كزيارة موقع علمي أو إجراء تجربة ميدانية فلا بأس بها, لكن تحقيق ذلك متعذر, فاني اعلم بحصول مفاسد كثيرة كالاختلاط غير المشروع والغناء.

(سؤال 12) بعض الكليات تقيم سفرات علمية من اجل الدراسة فيكون يوم خالٍ من الدوام الرسمي وتشارك فيه الطالبات والطلاب فهل يجب على الطالبات إخبار أولياء أمورهن في هذه المسائل وهذا السفر على اعتبار انه يوم خالٍ من الدوام الرسمي حتى يجيز ولي الأمر ذلك أو لا يجيزه أو تستطيع الطالبة الذهاب في هذه السفرات حتى مع إخبار أهلها في ذلك اعتمادا على الإذن السابق في الدراسة والذهاب؟

(بسمه تعالى) هذا الإذن ووجوب إعلام ولي الأمر أخلاقي واجتماعي إن لم يكن شرعيا.

(سؤال 13) بعض الطالبات يكون قبولهن في الجامعات الواقعة في محافظات أخرى بالنسبة إلى محل سكناهن وهي بعيدة عن أهلها تكون في حرية من المراقبة, لذا كثيرا ما يخرجنَ في سفرات مع زملائهنّ بدون إذن أهلهنّ وغير ذلك من التصرفات التي تقع بدون إذن أهلهنّ فما حكم الشرع في ذلك وهل يحرم عليها الدراسة بعيداً عن نظر وليها؟

(بسمه تعالى) يجب مراعاة الأدب الديني والأحكام الشرعية وعدم فعل أي عمل مناف للعفة والحياء والحجاب وكثير من هذه التصرفات من هذه المنافيات. وإذا كان الأهل بعيدين عنها فانالله حاضر وهو اقرب إلينا من حبل الوريد ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور, فلماذا نجعل الله أهون الناظرين إلينا.

ص: 39

الفصل الخامس

مقدمة

ان قانون الله سبحانه وتعالى شامل لكل مفردات الحياة وقابل للتطبيق في كل الأزمنة، ولا يختص نزول القرآن بزمان، فالقانون حي ويمكن تطبيقه على كل صغيرة وكبيرة رغم التعقيد الظاهري لتفاصيل الحياة ومداخلاتها، لكن كما قيل أنه ((ما من واقعة الا ولها حكم)) وفي هذا الفصل دارت أسئلتنا حول بعض التعاملات المالية في نادي الكلية أو (الكشك) وكذلك بعض التصرفات الاجتماعية والتصرفات العبادية والعامة داخل الجامعة وفي الأقسام الداخلية.

التصرفات المالية

أسألة وأجوبة

(سؤال 1) ما حكم الأموال في كل مما يأتي، وهل يصدق عليها إنها رشوة؟

ص: 40

1 -- الطالب يدفع إلى الأستاذ أموالاً من أجل الحصول على درجة نجاح علما إن الطالب غير مستحق لذلك.(بسمه تعالى 1) في ذلك تضييع لمستقبل العلم في البلد، وتجد تفصيلاً أكثر في الجزء الثاني من فقه الجامعات بعنوان (الحوزة وقضايا الشباب) وكتاب (زيارة مدرسة) وغيرها.

2 -- تعمد إتيان الأستاذ بأسئلة صعبة جدا يكون الغرض منها هو فشل كثير من الطلبة في الامتحان لغاية إجبارهم على دفع أموال إلى الأستاذ لإنجاحهم في تلك المادة.

(بسمه تعالى 2) لا يجوز الإضرار بالغير ولا يجوز أخذ المال من الغير إلا برضاه.

3 -- بعض الأساتذة يتشددون مع الطلبة بأي ذريعة، الأمر الذي يؤدي بالطالب إلى دفع أموال إلى الأستاذ وإلا فالرسوب لمن يتشددون معه؟

(بسمه تعالى 3) ظهر جوابه مما سبق.

4 -- أخذ الأموال عمّا يسمى بالدورات التعليمية للطلبة الفاشلين في الامتحانات علما ان فشلهم كان بسبب إما التعمد من قبل الأستاذ نفسه عن طريق التقصير في التدريس, أو التصحيح؟

(بسمه تعالى 4) لا بأس بها، لأنها بازاء عمل يقوم به، أما ما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك فهذا شئ آخر, وراجع التفاصيل في الكتابين المتقدمتين.

(سؤال 2) توجد في جامعتنا غرف مخصصة لبيع الشاي والكيك وما شاكل موزعة على الأقسام الهندسية يوجد في إحداها امرأة تعرض البيع (جعلت لتجذب أكبر عدد ممكن من الطلبة) ما حكم الشراء منها.

ص: 41

(بسمه تعالى) ما دام السبب لتشغيلها واضحا فكيف نعمل على نجاحه والله سبحانه وتعالى يقول :( وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)(1).

(سؤال 3) ما حكم الأموال المصروفة من قبل بعض الطلبة على بعض الطالبات أثناء جلوسهم في أماكن تعرف حالياً (نادي أو كشك) علماً إن هذه الأموال تسبب إغراء كلا الجنسين من قبل من يملكها (الشخص الصارف)؟

(بسمه تعالى) لا إشكال في نفس المال اذا دفع في معاملة محللة كشراء الطعام أو الشاي, وإنما الإشكال في هذه العلاقة غير الشرعية بين الجنسين.(سؤال 4) هل يجوز بيع المأكولات وغيرها في داخل النادي الجامعي علماً إن المترددين على النادي الجامعي طلبة وطالبات لا يرتدين الحجاب؟

(بسمه تعالى) إذا عد المكان من أوكار الشيطان بسبب كثرة العلاقات المنافية للفقه الديني فبيع الطعام فيه وتقديم أية خدمات يكون عملا محرماً.

(سؤال 5) ما حكم الطعام والشراب الذي استعمله في نادي الجامعة إذا كان الذي يعمل بهذا الأكل :

أ -- مسيحي أو يهودي؟

ب -- صابئي أو وهابي؟

(بسمه تعالى) من كان من أهل الديانات السماوية ولا يباشر النجاسات من دون تطهير أو شوهد يغسل يديه قبل مباشرة العمل فلا بأس بتناول الطعام الذي يصنعه.

ص: 42


1- 61. سورة المائدة : 2.

الطلبة والزواج

(سؤال 1) بعض الطالبات لا يقبلن بالزواج الا بعد اكمال الدراسة علما أن التأخير يؤدي إلى الوقوع في كثير من المحرمات؟

(بسمه تعالى) هذا إعراض عن سنة الرسول ((صلى الله عليه وآله)) وقد قال ((صلى الله عليه وآله)) : ((من رغب عن سنتي فليس مني))(1). ولا أعتقد ان الزواج يعيق استمرارها بالدراسة, نعم إذا كان الإنجاب عائقاً -- وهو ليس بعائق -- فلتؤجله.

(سؤال 2) هل يجوز الادخال في الزواج المنقطع الجاري الآن بين الطلبة والطالبات في الكليات بدون إذن الولي الشرعي بالنسبة للطالبات؟(بسمه تعالى) لا بد من إذن الولي للبنت الباكر في حالة الإدخال، والأحوط اشتراط إذنه حتى مع عدم الدخول في الباكر، اما الثيب -- أي المدخول بها في عقد سابق -- فلا يشترط فيها ذلك على إن في الزواج المنقطع محاذير اجتماعية وشروط شرعية قد لا يتسنى المحافظة عليها.

(سؤال 3) نعلم في عقد الزواج الدائم يجب ذكر (المقدم والمؤخر) فهل يجب ذكر المقدم والمؤخر في النكاح المنقطع وما هي الصيغة الشرعية في العقد المنقطع حتى تكون علاقتنا مع الجنس الأخر شرعية؟ وهل يجوز للطالب أن يعقد على أكثر من طالبة لا لأجل الاستمتاع الجنسي وإنما لأجل المباحثة والجلوس والخروج وغيرها؟ وهل يجوز للطالبة أن تعقد على أكثر من طالب في نفس الوقت اذا كان الغرض منه نفس ما ذكر في الفرع السابق من السؤال؟

ص: 43


1- 62. وسائل الشيعة : 20 / 107، ح2.

(بسمه تعالى) لا بد من ذكر المهر في المنقطع وتحديد المدة وصيغته ان تقول الزوجة : (زوجتك نفسي بمهر مقداره كذا إلى أجل كذا) فيقول الزوج (قبلت الزواج لنفسي ويكررها بكلمة متعتك . . .) وللشخص أن يعقد على أكثر من واحدة بالمنقطع مهما كان الغرض ولا يجوز العكس لأنها اذا كانت زوجة بعصمة أحد فكيف تتزوج غيره.

(سؤال 4) طالب تزوج بطالبة في العقد المنقطع وقبل انتهاء مدة العقد عقد عليها عقداً دائماً فما حكم العقد الدائم؟ وإن كان فيه إشكال فكيف يتم تصحيحه؟

(بسمه تعالى) إن حكم العقد الدائم هو البطلان باعتباره قد وقع في مدة العقد المنقطع ويتم تصحيح الموقف بأن يهبها المدة المتبقية من العقد المنقطع ثم يعقد عليها من جديد عقداً دائماً.

الطالب والواجبات الشرعية داخل الجامعة والأقسام الداخلية

(سؤال 1) هناك بعض الشباب يسافرون سفرات خاصة بمسائل الرياضة والألعاب الرياضية وخصوصا(كرة القدم). سواء كانوا لاعبين أو مشاهدين، فهل سفرهم هذا يصدق عليه سفر معصية حتى يتموا ويصوموا إذا صادف شهر رمضان؟(بسمه تعالى) يعملون بالاحتياط فيجمعون بين القصر والتمام بالنسبة للصلاة ويصومون ويقضون فيما بعد بالنسبة للصوم.

ص: 44

(سؤال 2) على فرض الإجابة بأنه سفر معصية، ما حكم من سافر بهذه الكيفية في شهر رمضان وأفطر تلك الأيام هل عليه قضاء وكفارة، أم فقط قضاء، وما حكم صلاتهم التي صلوها قصرا من حيث القضاء؟

(بسمه تعالى) يحتاطون بالقضاء للصلاة والصوم، أما الكفارة فلم يثبت موجبها.

(سؤال 3) طالب في الجامعة، ليس له مورد مالي خاص به، وبالتالي فهو يعتمد على من يعيله في المصرف اليومي، فما حكم هذه الأموال إذا كانت غير مخمسة ؟

(بسمه تعالى) مقتضى القاعدة دفع (رد مظالم) بمقدار خمس ما يصل إليه وما يتصرف فيه فإن كان في ذلك حرج وعسر عليه فهو مأذون بدفع ما يستطيع وإن قل.

(سؤال 4) لو كان الطالب مجنباً ولم يغتسل في بيته ودخل وقت الصلاة في أثناء وجوده في الحرم الجامعي فهل يصح أن يتيمم ويصلي في الجامعة؟

(بسمه تعالى) إذا كان يخشى فوت الواجب فليبادر الى التيمم برجاء المطلوبية، وإن اطمأن بإدراك الغسل والصلاة خلال الوقت, إنتظر.

(سؤال 5) إذا كان الجواب في السؤال السابق بالجواز فهل يجوز لذلك المتيمم أن يؤدي صلاة قضاء لنفس اليوم أو ليوم أخر بذلك التيمم؟

(بسمه تعالى) ما دام وقت الحصول على الماء متوقعاً فليؤخر القضاء إلى حين الحصول على الماء.

(سؤال 6) هل يجوز الصلاة في الحرم الجامعي؟ باعتبارها مجهول المالك؟

ص: 45

(بسمه تعالى) نعم، وعليه ان ينظم له رأس سنة خمسية.

(سؤال 7) ما هو الأفضل للطالبة الجامعية التي تمر في بعض فترات الدوام بالعادة الشهرية؟ هل يجوز لها الحضور إلى الجامعة أم لا؟(بسمه تعالى) يجب عليها رعاية تكليفها الشرعي من جميع الجهات.

(سؤال 8) ما هو حكم الطالب الذي يغش في الامتحانات اليومية والشهرية في الجامعات علماً انه :

أ -- مضطر لذلك لغرض تأجيله من الخدمة العسكرية؟

ب -- مضطر لذلك حتى لا يدفع مبلغاً معيناً لغرض النجاح؟

ج -- مهمل في دراسته ولكن يريد فقط النجاح؟

(بسمه تعالى) الغش في الامتحانات والاتكال عليه يضيع مستقبل معاهدنا العلمية، ويركز تبعيتنا للأعداء، ويعيدنا للوراء، فلا بد من شحذ الهمة في طلب العلم، ورفع مستواه في بلدنا المسلم.

(سؤال 9) بعض الكليات فيها صالات للبليارد والمنضدة وغيرها، فما حكم الطالب الذي يلعب بها؟

أ -- مجانا ؟

ب -- مقابل أموال؟

(بسمه تعالى) أما كرة المنضدة فهي رياضة عقلائية، فلا بأس بممارستها ولكن من دون ان تقترن بمخالفة شرعية كالمراهنة بحيث يدفع الخاسر أجرة اللعب وإنما يجب دفع هذا المبلغ

ص: 46

على انه إيجار لأدوات اللعب من دون مراهنة، اما البليارد فقد يقال إنها من آلات القمار والمغالبة فان كانت كذلك فاللعب بها حرام وان لم يقترن بالرهن ونحوه، وان لم تكن كذلك كان حكمها ككرة المنضدة.

(سؤال 10) ما رأي الشرع الشريف في مسألة الرياضة الجامعية وخصوصاً الرياضة النسوية مع الاختلاط والتكشف أو إبراز المفاتن الجسدية من وراء الملابس؟

(بسمه تعالى) لا تجوز المشاركة فيها حتى لو رسب الطالب في درس الرياضة وحسب علمي فانه ليس درساً أساسياً، والرسوب فيه لا يضر بالنهاية.

(سؤال 11) كثير من الطلبة في فترة الامتحانات يجهدون أنفسهم في القراءة حتى وقت متأخر من الليل، فلا يستطيع النهوض لصلاة الفجر، فما حكم مثل هذا العمل؟ وما هي النصيحة؟(بسمه تعالى) لا قيمة لأي منفعة أو مكسب يحوزها الإنسان إذا أضر بفرائض الله سبحانه وتعالى وهل النجاح والتفوق وأي نتيجة أخرى الا بيد الله سبحانه فكيف يرجو تحصيلها بمعصيته؟ فعلى الطالب أن يرتب منهجه بحيث لا يؤثر ذلك على واجباته الدينية وعندئذ إذا فاتته الفريضة لطارئ يكون معذوراً أمام الله سبحانه وتعالى.

(سؤال 12) أحد طلاب القسم الداخلي يقوم بالإفتاء في المسائل الشرعية بنّية المزاح مع الطلبة الآخرين فما حكم هذا العمل؟

(بسمه تعالى) ليس الإفتاء من موارد الهزل والمزاح، ثم ما مصيره لو طبق أحدهم هذه (الفتوى) ظناً منه أنها واقعية.

(سؤال 13) هل يجب تخميس الوجبة الغذائية التي يجلبها الطالب من أهله عند بداية كل أسبوع علماً إن أهله ليس لهم سنة خمسية؟

ص: 47

(بسمه تعالى) إذا كان هو صاحب رأس سنة خمسية فهو مأذون باستعمالها من دون تخميس.

(سؤال 14) في دورات المياه في بعض بنايات الكلية الحديثة تكون مبنية على الطراز الغربي حيث يتبول الطالب وهو واقف فهل هذا العمل جائز شرعاً؟

(بسمه تعالى) يجب مراعاة الشروط الشرعية المذكورة في (أحكام التخلي) في الرسالة العملية والاحتراز من النجاسة, والتطهير اللازم وكثير منها لم يراعوا في انشائها الاحكام الشرعية فوضعوها مستقبلة أو مستدبرة للقبلة وهو ممنوع.

(سؤال 15) في القسم الداخلي للطلبة بعض الطلاب عند غسلهم الأواني يتركون فضلات الأكل في المغاسل بحيث تذهب هذه البقايا مع المجاري التي تتصل مع مجاري المراحيض فما هو حكم هذا العمل؟ وهل من نصيحة؟

(بسمه تعالى) إذا أمكن وضع مصافي صغيرة على فتحة المجرى لحفظ بقايا الطعام من الوقوع في المجرى ثم رفعها، فهو، وان أمكن فصل المجريين فكذلك, أو تنظيف الصحون من بقايا الطعام أو مسحها قبل غسلها وغير ذلك مما فيه احترام للنعمة وشكر للمنعم وبالشكر تدوم النعم ومع حصول الحرج وعدم إمكان تطبيق أي أسلوب, فلا بأس.

(سؤال 16) هل يجوز الصلاة وسائر التصرفات الضرورية وغير الضرورية في الأقسام الداخلية للطلبة, علماً ان بعض هذه الأقسام بنايات مؤجرة من قبل الأهالي.

(بسمه تعالى) يجب الاقتصار على التصرفات التي تدخل في عقد الإيجار، ويكون مأذوناً فيها من قبل المالك.

ص: 48

(سؤال 17) بعض الطلبة يسكنون في المحافظات ويدرسون في مدينة بغداد ولكن يصلون إلى بغداد قبل بدء الدراسة بعدة أيام (يومين أو ثلاثة) فما حكم صلاتهم أو صيامهم في هذه الفترة؟

(بسمه تعالى) يحتاطون بالجمع، نعم لو كان وصولهم في زمان متصل بزمان العمل عرفاً أتموا وصاموا. هذا عند من لا يقول بإمكان (الوطنين) أي وطن السكن ووطن العمل أما من قال بإمكانه فيعتبر مكان الدراسة وطناً له فيتم الصلاة فيه ويصوم مادام في تلك المدينة.

(سؤال 18) في بعض الأحيان يترتب الجدول اليومي للدروس بشكل مكثف بحيث يكون وقت الصلاة واقعاً في أثنائها, فهل يجوز تأخير تلك الصلاة حتى العودة الى المنزل فنصليها قضاءً, علما إن التأخير الحاصل بسبب التقية وأحياناً بدونها؟

(بسمه تعالى) لا يجوز تأخير الواجب، أما إذا حالت بعض الظروف القاهرة دون امتثاله بشكله الطبيعي فليؤدى بشكله الاستثنائي (الواجب الاضطراري) أثناء الجلوس أو المشي.

التقاط الصور

(سؤال 1) يكثر ما بين طلبة الجامعات وكذلك بين طلبة الكلية الواحدة التقاط الصور وخاصة مع بعض الطالبات فمنهن متبرجات ومنهن محجبات. فما حكم هذه الصور؟

(بسمه تعالى) يجوز ذلك بشرط أن تكون الصورة عامة كما لو كانت لطلبة القسم أو الكلية وأن لا تكون هيئة المتبرجات مثيرة جنسياً.

ص: 49

(سؤال 2) كثيراً ما يلتقط الطلبة صوراً للذكرى ويكون فيها الاختلاط بين الجنسين فهل هذا العمل جائز للطلبة علماً ليس فيه أي ضرورة -- بل قد يساء استغلال تلك الصور -- ؟

(بسمه تعالى) إذا تضمن ما هو منافٍ للشريعة حُرم وقد عُلم الكثير من هذه المنافيات في الأجوبة السابقة.

(سؤال 3) من المعلوم حرمة التصوير لذي الأرواح تصويراً مجسماً, لكنني طالب في كلية الفنون الجميلة (قسم التشكيل) ولدينا مادة دراسية منهجية تتطلب منا صنع وعمل مثل ذلك بحيث يتوقف عليها نجاح الطالب في تلك المادة وبالتالي نجاحه في المرحلة الدراسية. فما هو تكليفنا؟ هل نقوم بذلك العمل أو يحرم علينا ذلك مع مراعاة الضرورة للنجاح؟ وهذا هو سؤال الكثير من الطلبة والطالبات في كليتنا.

(بسمه تعالى) لو كانت الدراسة ضرورية للمجتمع كالطب والصيدلة ففيها مصلحة تزيد على مفسدة الحرمة، أما هذه الدراسة فيمكن تركها وعدم التورط في الحرمة وتبديلها الى أي دراسة أخرى.

الحفلات والمناسبات

(سؤال 1) هل يجوز حضور الحفلات الغنائية أو المسرحية التي تقام داخل الحرم الجامعي؟

ص: 50

(بسمه تعالى) هذا حرام ومن الكبائر وملعون من يحضر فيها ومطرود من رحمة الله حتى يتوب بصدق، اما المسرحيات الخالية من المحرمات فلا بأس بحضورها والمشاركة فيها.

(سؤال 2) يجبر بعض الطلبة على دفع أموال لإقامة الحفلات وطبع المجلات التي يصدر بها المحرم وغيرها من الأموال لإقامة الحفلات والتي لا يرضى بها الشارع المقدس، فهل يجوز ذلك؟(بسمه تعالى) لا يجوز ذلك وان ترتب على عدم الدفع ضرر فليتحمله إلا أن يكون بليغا ولا يستطيع تحمله

(سؤال 3) في بعض الجامعات تقوم لجنة خاصة بجمع الأموال من الطلبة لإقامة الحفلات التي يكون ضمنها (الفرق الموسيقية) وكثرة المتبرجات وغيرها هل يجوز إعطاء المال لهم إذا كان :

أ -- مضطراً لذلك؟

ب -- غير مضطر؟

(بسمه تعالى) لا يجوز إلا مع الاضطرار وعليه أن يكون صادقا بينه وبين ربه في تحديد معنى الضرورة.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ص: 51

(سؤال 1) هل يجب على الطالب الجامعي أن يأمر إخوانه الطلبة -- من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -- بما يطيقونه وبما لا يطيقونه؟

(بسمه تعالى) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان إلهيان وهما ضمان استقامة المجتمع المسلم وسر بقائه على خط الشريعة ولو ضيّعا فإن المجتمع ينحدر إلى الهاوية وقد أكد القرآن عليهما كثيراً( لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ)(1) وقد ذكر الفقهاء لهما شروطا فراجعهما عزيزي الطالب.

(سؤال 2) قد يؤدي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من قبل الطالب إلى وقوعه في مشاكل مع أناس غير ثقاة. فما حكمه تجاه تلك المسألة؟

(بسمه تعالى) إذا أدى التكليف الشرعي إلى ضرر غير محتمل للفرد يسقط وجوبه.

(سؤال 3) بعض الكليات يكون فيها تشدد على حلاقة اللحية فهل يجوز حلقها مع ذلك أم ترك الكلية أولى من ارتكاب الحرام؟(بسمه تعالى) يجب مراعاة مسألة مهمة وهي انه إذا اضطر الطالب إلى حلقها أو وجد حرجا في إبقائها جاز حلقها، هذا اذا كانت الدراسة في هذه الكلية بدرجة من الاهمية للنفس والمجتمع, على اني لا اعلم مبرراً لهذا التشدد.

(سؤال 4) هناك بعض الطالبات لا يرتدين الحجاب الإسلامي بصورة صحيحة أو غير ملتزمات جهلاً أو عمداً، ما هو تكليفي الشرعي تجاههن؟

(بسمه تعالى) يمكن توجيه بنات جنسهن لهدايتهن وبيان المفاسد الأخلاقية والاجتماعية المترتبة على طرح نفسها في المجتمع كآلة يستمتع بها ثم ترمى عند اكتفاء الحاجة إليها أو زوال ملامح الجمال عنها, بينما الإسلام يكرم المرأة ويصونها ويأمر الرجل برعايتها ومداراتها

ص: 52


1- 63. سورة المائدة : 63.

وللعاقل أن يختار، ويمكن اعطاؤها رواية (حجاب في عتبة الباب) لاقناعها بجدوى الحجاب وآثاره الإيجابية.

(سؤال 5) في الأقسام الداخلية هناك طلبة يعاكسون البنات المارات من جانب القسم الداخلي، هل يجوز ردهم؟

(بسمه تعالى) بالتأكيد، وحسب مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المذكورة في الرسائل العملية للفقهاء.

(سؤال 6) هناك طلبة كثيرون حالقو اللحى وعند مسائلتهم عن هذا العمل يقولون إن الله لا ينظر إلى أجسامكم والى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم ؟

(بسمه تعالى) هذا من تسويلات الشيطان وإلاّ فإن القلوب كيف تطهر بدون الأعمال الصالحة من فعل الواجبات واجتناب المحرمات، فما دام الحكم ثابتاً في الشريعة فعليه التطبيق.

(سؤال 7) ما حكم أخذ الكتب الجامعية بنية التملك علما ان الطالب مطالب بها في آخر السنة؟

(بسمه تعالى) هذه من مجهول المالك فتحتاج إلى إذن. وهو مأذون بالمقدار الذي تسمح به الجهة المسؤولة وبشرط أن يكون صاحب رأس سنة خمسية.

(سؤال 8) تمر بعض الطالبات المتبرجات بجانبنا فنستهزئ بهن لكي يشعرن أنهن ليسنَ على شئ. فما حكم هذا العمل؟(بسمه تعالى) :( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(1), وفي الحديث الشريف: ((كونوا لنا دعاةً صامتين))(2)، فالاستهزاء بهؤلاء الطالبات ليس صحيحاً ومنافياً لأدب القرآن, خصوصاً وان أكثرهنّ ليسنَ معاندات وإنما

ص: 53


1- 64. سورة النحل : 125.
2- 65. مستدرك الوسائل : 1 / 116.

انحرافهنّ لأجل عدم وصول كلمة الحق المقنعة إليهنّ، واعتقد أنهنّ سيقبلنَ الكلام لو صيغ لهنّ بشكل مناسب.

(سؤال 9) كما تعلمون إن التقية موجودة في الجامعة فما حكم الأمور المبتدعة لغرض رفع بعض الشبهات عني إذا :

1 -- كنت مضطرا؟

2 -- غير مضطر؟

(بسمه تعالى) هذه التقية وما تتطلب من سلوك تتحدّد لكل شخص بحسبه وبحسب الظروف التي تحيط به فالمسألة شخصية, وليسأل الله سبحانه أن يسدده ويعصمه ويهديه.

(سؤال 10) بعض الطلبة يضعون دهن الشعر وهم لا يعرفون حكمه من حيث الوضوء والغسل، فما حكم ذلك ؟

(بسمه تعالى) إذا كان يشكل طبقة عازلة فيبطل الوضوء والغسل وان كان مجرد أن يضفي ملمساً دهنيا فلا يضر.

(سؤال 11) ما حكم الملاطفة مع بعض المعيدات والمدرسات في الجامعة إذا كان القصد منه الاستفادة في أمور الدراسة من حيث الدرجة الامتحانية؟

(بسمه تعالى) الغاية لا تبرر الوسيلة فيجب اجتناب المقدمات المحرمة وإن كانت النتائج مفيدة.

قال تعالى :( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً، وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً)(1).

ص: 54


1- 66. سورة الأحزاب : 45 -- 46.

الفصل السادس

المقدمة

لقد كثرت المؤلفات والكتب الإسلامية حول الحجاب وضرورته وما إلى ذلك، ولا نريد أن نعيد هنا ما كتبوه، لكن من الضروري ذكر ما بدأ فقيهنا حديثه به من كلمة حول معنى الحجاب الإسلامي قائلاً:

(الحجاب) ليس تقييداً لحرية المرأة ولا حرماناً للمجتمع من جمالها وإنما هو معالجة ودواء وصفهُ خالق النفس الإنسانية والعالم بأمراضها وطرق علاجها فهو ضبط وتوجيه لهذه النوازع الإنسانية. قال تعالى :( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)(1) فكما إن من يملك جوهرة ثمينة يصونها من الآخرين فكذلك المرأة فإنها أنفس الجواهر وأعظم ما يرغب فيه, فلماذا نعرضها بابتذال؟ كما إن الشيء كلما ازداد عرضه قلت الرغبة فيه, والمرأة إذا عرضت جسدها فسيحصل إشباع منه وإعراض عنه, وكذا تحصل حالات الشذوذ الجنسي واكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء, وتنسب لإحدى الفاسقات كلمة (إننا عرضنا لحومنا حتى بارت سلعتها) فالحجاب يساعد على إبقاء هذه الجاذبية والشوق للاجتماع وفق الطريقة الصحيحة.

ص: 55


1- 67. سورة الأحزاب : 53.

بعد ذلك بادرناه ببعض الأسئلة الابتلائية الواردة من طلاب الجامعة حول موضوع الحجاب فأجاب فقيهنا متفضلاً :

أسئلة وأجوبة

(سؤال 1) ما حكم الطالبة التي تسبب بما ترتديه من ملابس إثارة الشهوة الجنسية إلى كل من يراها؟ وهل يصدق عليها إنها متجاهرة بالفسق؟(بسمه تعالى) بالتأكيد بل هي الفسق بعينه وهي شيطان من الأنس.

(سؤال 2) من الملاحظ ان بعض المرتديات للحجاب الإسلامي يسرن مع نساء غير مرتديات للحجاب الإسلامي, فما حكم هذا العمل؟

(بسمه تعالى) إذا كان بقصد هدايتهن وإصلاحهن فهو أمر مستحسن. قال تعالى :( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)(1)، وإلا فليقتصرن على مقدار الضرورة فقد نهى الله سبحانه عن اتخاذ غير المؤمنين أولياء تلقون إليهم بالمودة. ولا تيأس واحدتهن من هداية أخواتها.

(سؤال 3) هنالك بعض الطالبات غير محجبات لكنهن طيبات القلب وليس لديهن سوء وعندهن مبرر لخلع الحجاب، وهو إن الشباب لا يتقدمون لخطبة الشابة المجهولة الحال من ناحية الجمال لأن الحجاب يخفي الكثير من محاسنها، فهن يقدمن على خلع الحجاب حتى لا يبقين (عوانس) بالتعبير العرفي، فبماذا تنصحون الشاب والشابة بخصوص هذا الموضوع؟

ص: 56


1- 68. سورة النحل : 125.

(بسمه تعالى) إن طيبة القلب وإن كانت أمراً مهماً ومقرباً إلى الله سبحانه لكنه لا يكون مؤثرا ونافعاً أمام الله سبحانه إلا إذا وافق طاعة الله سبحانه, كالماء إذا سقيت به نباتاً طيباً وأرضاً طيبة يخرج ثمرة طيبة وإذا سقيت به أرضاً خبيثة يخرج نباتاً خبيثاً، فلا بد أن يقترن القلب الطيب والإيمان مع العمل الصالح. والقرآن شاهد على ذلك فإنه دائما يقرنهما :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ)(1). فلا يكفي الإيمان ولا طيبة القلب وحده للنجاة والفوز عند الله سبحانه، وأما هذا المبرر المذكور فليس مسوغاً بل هو من تسويلات الشيطان فإن الشاب الخاطب يمكن أن يرسل أهله لرؤيتها ثم يمكنه الالتقاء بها والتعرف عليها مع اقتصارها على الحجاب الضروري، ثم ألا تعلم هذه البنت أنها حينما تخلع الحجاب فإنها سوف لا تحظى بزوج مؤمن يكفل لها سعادتها وكرامتها لأن مثله لا يخطب مثلها، وإذا تقدم لها إنسان غير مؤمن, فإنها هي سترفضه لأنها طيبة القلب ومؤمنة وتريد المؤمن وسيؤدي ذلك إلى بقائها بلا زواج وسيتحقق عكس ما أرادت تطبيقاً للحديث الشريف الوارد عن الإمام الحسين ((عليه السلام)) : ((من حاول أمرا بمعصية الله كان أفوت لما يرجو وأقرب لما يحذر))(2) وتذكروا قوله تعالى :( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)(3)،( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ)(4).(سؤال 4) ما حكم الطالبة التي تظهر زينتها بشتى الأنواع من الأصباغ وغيرها علماً إنها ترتدي الحجاب الإسلامي؟

(بسمه تعالى) هذا أمر منكر، فقد أُمرت المرأة بإخفاء زينتها عن غير المحارم وهي بهذا العمل تجني على نفسها وعلى كل من يتورط بالنظر اليها فتحمل أوزارهم جميعا وبئست هذه النتيجة أن تشوه هذه الزينة بالنار والماء الحميم.

(سؤال 5) هل يجوز ارتداء الحجاب الذي يرسم عليه في حالة الصنع بعض الرسوم التي تؤدي إلى إلفات النظر من قبل الجنس البشري؟

ص: 57


1- 69. سورة البقرة : 277.
2- 70. بحار الأنوار : 78 / 120.
3- 71. سورة الطلاق : 3.
4- 72. سورة الزمر : 36.

(بسمه تعالى) هذا من لباس الشهرة وهو حرام ومن الزينة التي يجب إخفاؤها.

(سؤال 6) هناك بعض الأقمشة النازلة في السوق تكون ذات لمعان وجاذبية وطبيعتها حاكية للأعضاء مثلاً (القديفة) ما حكم هذه الملابس وطريقة تفصالها ولبسها؟

(بسمه تعالى) ما دامت سبباً للفتنة وإثارة الشهوة أو يعد لبسها زينة لا يجوز إظهارها فيحرم لبسها وخياطتها وبيعها لمن لا تتورع في لبسها.

(سؤال 7) هل يجب التحنك على الطالبة الجامعية مع لبس الكفوف ؟ وهل يجب عليها ارتداء العباءة الإسلامية؟

(بسمه تعالى) إخفاء الحنك ضروري من باب المقدمة العلمية وبدونه يوشك أن تظهر شيء مما يحرم إبرازه, ولبس الكفوف يكون واجبا كذلك إذا خشيت المرأة من انحسار طرف الكم (أي الردن) وظهور شيء من المعصم, ولا بد في الحجاب من أن يكون ساتراً لجسم المرأة غير مجسم لأعضائها.

(سؤال 8) هل يجوز ارتداء الملابس التي يطلق عليها حالياً(البدي) علماً إن هذا النوع من الملابس حال ارتدائه تظهر التفاصيل الداخلية لجسم المرأة؟

(بسمه تعالى) لا يجوز لبسه إذا أدى إلى ما ذكر في السؤال.

(سؤال 9) هل يجوز وضع العطر بالنسبة للطالبة الجامعية علماً إنها في مكان يتواجد فيه الجنس الآخر؟(بسمه تعالى) هذا من الزينة التي لا يجوز إظهارها لغير المحارم.

ص: 58

(سؤال 10) هل يجوز ارتداء المرأة لبعض الملابس كالتنورات التي تحتوي على فتحات بارزة لما تحتها من الجسم؟

(بسمه تعالى) هذا واضح الحرمة.

(سؤال 11) بعض الطالبات لا يرتدين الحجاب بذريعة انه لا يجب إلا على كبيرات السن أو إنهن غير متزوجات وإنهن سيفعلن ذلك بعد الزواج؟ فبماذا تنصحون؟

(بسمه تعالى) هذا جهل فضيع، وهل تضمن إنها باقية على قيد الحياة حتى تتوفر لها الفرصة للتوبة ولبس الحجاب؟ فماذا سيكون موقفها بين يدي الله سبحانه لو أدركها الموت الذي لا يعرف صغيراً أو كبيراً والحوادث الكثيرة حولها شاهدة بذلك, فالمغرور من يُسوّف التوبة ويؤجّل عمل اليوم إلى غد، وأما تحصيل الزواج فلا ينبغي أن يكون بطريق محرم ولا تكون زوجة صالحة مبنية على مقدمات غير مشروعة, وان الزوج الذي يبني اختياره على أسس غير صحيحة كالانبهار بالجمال المصطنع لا يؤتمن على الحياة الزوجية لأنه لا يلبث أن ينخدع بأخرى فيُعرض عن الأولى وتسبب لها المشاكل, والمجتمع يضج بأمثالها. أما لو بُني الزواج على أسس شرعية وقناعات ثابتة فإنه الضمان الوحيد للسعادة في مستقبل الحياة.

(سؤال 12) أنا أستاذ جامعي ولطبيعة عملي فإن الطالب أو الطالبة (السافرة أو المحجبة) تأتي لسؤالي عن شيء غير واضح في المحاضرة أو سؤال خارجي, ما حكم التعامل معهن (السافرات خصوصاً)؟

(بسمه تعالى) لا بأس به بشرط أن يكون مكان اللقاء عاماً كقاعة الدرس مثلاً وأن يكون الكلام عادياً من الطرفين أي من دون أن يصاحبه ما يثير التلذذ والشهوة تطبيقاً للآية الشريفة :( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ . . .)(1).

(سؤال 13) هل يجوز لي مساعدة أي سافرة في أي عمل؟

ص: 59


1- 73. سورة الأحزاب : 32.

أ -- إذا كان ضرورياً؟

ب -- غير ضروري؟(بسمه تعالى) مساعدة أي إنسان واجبة شرعاً أو أخلاقيا بشروطها (منها) : ألا يكون العمل منافياً للشريعة (ومنها) : ألا يصاحب المساعدة شيء من المشاعر المحرمة أو ما تؤدي إليها كالتلذذ وإثارة الشهوة والكلام المتميع.

(سؤال 14) قد يحصل لبعض المحجبات نوع من المضايقة من قبل بعض الفضوليين من الطلبة والأساتذة, ونفس الحالة مع الطلبة الملتزمين، فبماذا تنصحون أبناءكم الطلبة؟

(بسمه تعالى) الثبات على الدين والالتزام به و لا تأخذكم في الله لومة لائم وسيخسر المبطلون وهذه المضايقات ناشئة من شعورهم بالنقص أمام المؤمنين والعجز عن الارتقاء للوصول إلى درجتهم فيريدون من المؤمنين أن يتسافلوا إلى درجتهم ويأبى الله لنا ذلك ورسوله. قال تعالى : ( وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء)،( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ)(1).

(سؤال 15) ظهر في الآونة الأخيرة بعض ما يسمى بحافظ الأوراق (لفكس) الذي توضع عليه أنواع الصور لشخصيات فاسقة غربية أو شرقية، هل يجوز حمله، وما حكمه وحكم التعامل به؟

(بسمه تعالى) هذا الفعل يشتمل على عدة محرمات :

1 -- إشاعة الفاحشة.

2 -- تمجيد ناس كفرة وفسقة فأصبحوا كالأصنام التي تعبد من دون الله تعالى, وهل العبادة إلا الولاء والاحترام والإعجاب؟

ص: 60


1- 74. سورة النساء : 89 -- 54.

3 -- قد تكون بعض هذه الصور مثيرة للشهوة.

(سؤال 16) هل يجوز النظر إلى المتجاهرة بالفسق؟

(بسمه تعالى) لا يجوز أكيداً لأنها إن تخلت عن دينها واتبعت الشيطان فإننا لا نترك ديننا ونعصي الله بسببها. وقد قال أمير المؤمنين ((عليه السلام)) ((إن كنّا لنؤمر بالكف عنهن وإنهن لمشركات))(1) يعني على عهد الرسول ((صلى الله عليه وآله)).

(سؤال 17) وهل يجوز استغابتها, وإن كان جائزاً ففي أي مجال؟(بسمه تعالى) إن ذكرها من باب"إشاعة الفاحشة وقد نهينا عنه ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا)(2) نعم، لا بد من تحذير من يريد زواجها مثلاً.

(سؤال 18) ما هو رأي الشارع المقدس بما يسمى (الحجاب الفرنسي)؟

(بسمه تعالى) إن تسميته بالفرنسي يوحي إن المنشأ الأصلي لصناعته (فرنسا) وإن ورد في السؤال انه يصنع في العراق أو بلاد عربية, لذا أقدم هذه الملاحظة :

إن ما يستورد من الكفار على شكلين :

الأول : ما يكون استعماله مشتركا بيننا وبينهم كالسيارات والآلات الإلكترونية فهذه لا بأس بالاستفادة منها.

الثاني : ما يصنعونه خصيصا لنا فيجب أن نتهمهم فيه ولا نتعاون معهم فيه إلا بعد أن نجده مطابقا لشريعتنا, والحجاب من القسم الثاني فالأصل فيه التهمة حتى يثبت العكس والحجاب الموصوف في السؤال مخالف للشريعة الإسلامية ولا يجوز لنا أن ننبهر بالإنتاج الغربي حتى

ص: 61


1- 75. نهج البلاغة : 3 / 15.
2- 76. سورة النور : 19.

نضيع معالم ديننا, وان هذا لمؤسف حقا أن يصنع الكفار حجابا لنساء المسلمين ونحن نعلم ما يريدون منا( وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ)(1)،( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)(2).

(سؤال 19) ما هو دورنا كمكلفين وكطلبة خاصة؟

(بسمه تعالى) يجب عليكم عدة أمور :

1 -- مقاطعة مثل هذه الصناعات التي تريد أن تسلب ديننا بالتدريج

2 -- توعية المجتمع وإلفات نظره إلى جسامة هذا الخطر وغلق الباب من أوله.

3 -- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمراتبه المذكورة للناس الذين اتبعوا جهلا ووقعوا في حبائل هذه الخطط الشيطانية.

(سؤال 20) بماذا تنصحون الفتيات اللاتي يرتدين هذا الحجاب (الحجاب الفرنسي)؟(بسمه تعالى) انصحهن بتطبيق الشريعة والاهتداء برأيها في كل شؤونهن وأن يحافظن على دينهن فأنه عنوان عزتهن وشرفهن وكرامتهن، وان الكفار ليحسدونهن على هذا المنهج القويم الذي يوفر للإنسانية سعادتها في الدنيا والآخرة, لذلك فأنهم -- أي الكفار -- يسعون بكل جهدهم لسلب هذه النعمة الكبيرة من أهلها( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ)(3)، وأي فضل أعظم من نعمة الإيمان بالله والسير على هدى رسوله العظيم ((صلى الله عليه وآله)) فلا تعطوا الكفار مرادهم فتكونوا عبيداً لهم تابعين وفي ذلك خزي الدنيا وعذاب الآخرة وقد رأيتم كيف ذلت الأمة وهان أمرها عندما تركت دينها وخضعت للكافر فالله الله في دينكم لا يغلبنكم عليه أحد والله ناصركم وهو يتولى أمر المؤمنين.

ص: 62


1- 77. سورة النساء : 89 .
2- 78. سورة البقرة : 120.
3- 79. سورة النساء : 54.

(سؤال 21) ما هو دور أولياء الأمور في منع مثل هذا الحجاب؟

(بسمه تعالى) اتضح جوابه مما تقدم لكن يضاف إليه إن مسؤولية ولي الأمر أكبر. قال تعالى :( قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)(1) كما إن سلطته أوسع فإذا كان غيره لا يستطيع النهي عن المنكر إلا بالموعظة أو الزجر فأنه يستطيع تنفيذه بالضرب والحبس والإيلام, فنهيب بهم أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة.

(سؤال 22) ما هو الحجاب الشرعي الإسلامي الذي يجب أن ترتديه الفتاة؟

(بسمه تعالى) قد ذكر الفقهاء الكيفية بأن يستر البدن كله عدا الوجه والكفين على خلاف. ولا يجوز أن يكون حاكيا عن البدن ملتصقاً به بحيث تظهر معالم الجسم من خلاله وأن لا يسبب فتنة وألفات نظر وأن تكون مشية المرأة طبيعية لا تثير شهوة ولا تسبب فتنة . . . إلى غيرها من التفاصيل المذكورة في كتب الفقه، في كتاب النكاح, وتوجد كتب خاصة لبيان تفاصيل الحجاب الشرعي الصحيح.

الفصل السابع

المقدمة

ص: 63


1- 80. سورة التحريم : 6.

إن مسألة السفر إلى الخارج (الدول الأجنبية وغيرها) لغرض تحصيل الشهادات الدراسية، تؤدي غالبا إلى ارتكاب المحارم والوقوع في الشبهات, وجواباً عن السؤال حول رأي الشارع المقدس بمسألة السفر هذه، أجاب فقيهنا قائلاً :

إن السفر لغرض الدراسة في الخارج لا باس به بعنوانه بل هو ضروري لنقل علوم وتكنولوجيا الآخرين إلينا، ولكن المشكلة تكمن في السلبيات التي ترافقه كضياع الدين وذوبان الفرد المسلم في العادات والتقاليد الكافرة فيكون السفر حينئذٍ من الكبائر المعبر عنها (التعرب بعد الهجرة) كما إن السفر الآن لم يأخذ هذا الشكل بل العكس فقد أصبح هجرة للعقول المسلمة إلى الغرب من اجل حفنة من الدولارات بحيث يخشى أن يأتي اليوم الذي يخلو فيه البلد من العقول الفعالة وفي ذلك تضييع لمستقبل هذا البلد, والحديث ذو شجون.

واقتصارا على هدف الكتاب رأينا ان نختمه بهذه الأسئلة وأجوبتها التي تدور حول مسألة الدراسة خارج البلاد الإسلامية:

أسئلة وأجوبة

(سؤال 1) ما حكم الأموال التي تعطى من قبل الدولة المرسلة أو الدولة المضيفة للبعثة الدراسية، هل تعتبر مجهولة المالك أم لا؟ وكيف التعامل معها؟

(بسمه تعالى) وتعامل كمجهول المالك ونطبق عليها أحكامه. وهو مأذون بقبضها بشرطين :

ص: 64

الأول : أن يكون ممن يحاسب نفسه من جهة الخمس.الثاني : أن يصرفها في حلال.

(سؤال 2) الكثير من الدول المضيفة للبعثات الدراسية تقوم بإعداد الأكل عن طريق المطاعم التي تعدها لأغراض الأكل والاستراحة، مع حصر ذلك بها ووجود اليقين بنجاسة تلك المأكولات (هذا في بنايات الأقسام الداخلية أو ما يشابهها)؟

(بسمه تعالى) لا يجوز أكل النجس أو المتنجس. فعليه أن يصنع طعامه بيده أو يأكل أطعمة جاهزة لا يباشرونها بأيديهم أو يرتاد المحلات المسلمة.

(سؤال 3) من الواضح انحلال المجتمعات الغربية من الناحيتين الخلقية والتشريعية ومع هذا الوضوح فما هو تكليف الشخص إزاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

(بسمه تعالى) يؤدي وظيفته من هذه الجهة وفق الشروط المقررة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

(سؤال 4) في أغلب الدراسات العلمية في الجامعات الغربية تكون بعض المقررات العلمية الثابتة (مخالفة لأحكام الشريعة) كما في مسائل الطب عموماً والتشريح خصوصا . . والطالب ملزم (علمياً) بتحصيلها خصوصاً في مجال الامتحانات. فما هو حكم ذلك من ناحية جواز الأخذ بتلك المعلومات وتداولها أو عدم الجواز . . حرمةً وعدمها؟.

(بسمه تعالى) أما من حيث التشريح فلابد منه لتوقف دراسة الطب عليه كما إن الجثث المستعملة لغير هي المسلمين، أما المواد الدراسية المنافية للعقيدة والشريعة فلا يجوز دراستها.

ص: 65

(سؤال 5) في بعض الجامعات الأجنبية يترك الطالب كيفما يريد في مسألة الجلوس عند سماع المحاضرة, فهل هذا يشكل ذهاب قدسية الدرس في هذه الجامعات خاصة وإن بعض الثقاة قد نقلوا لنا بأن المسألة تصل بالطالب أن يرفع قدميه فوق ما يسمى (الإستول)؟

(بسمه تعالى) إن هذه التصرفات منافية لقدسية الدرس ولهيبة المدرس فيجب مراعاة آداب العلم والتعليم وتوجيه الآخرين إليها.

(سؤال 6) غالبا ما يكون الأستاذ الملقي للمحاضرة في أي مادة من مواد الجامعات الأجنبية (امرأة) وهي ظاهرة بأشهر أنواع الفساد، فهل يجوز النظر إليها في كل مما يأتي :

1 -- بدون حصول الريبة.

2 -- مع حصول الريبة، علماً إن التي يصدق عليها (الأستاذة) متجاهرة بالفسق.

(بسمه تعالى) يجوز في الأول إذ لم يكن الجزء الظاهر منها أزيد من المتعارف وبالشرط المذكور في السؤال وإن كان يصعب تحققه. ولا يجوز في الثاني.

(سؤال 7) غالبا ما تكون الجامعات الأجنبية أوكاراً لأعوان الشياطين المتمثلة ب-(أمريكا والكيان الصهيوني) وبطبيعة الحال فإنهم يعملون على الإحاطة بكثير من الشباب تحت هيمنة الفساد الفكري خاصة، فماذا تنصحون أبناءكم الطلبة؟

(بسمه تعالى) يكفينا قوله تعالى :( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)(1) فهؤلاء لا يريدون لنا الخير وكل من توهم غير ذلك فهو مخطئ لا محالة، وحالهم قديما وحديثا خير شاهد على ما نقول، ولا ينبغي للمسلم أن يصدقهم أو يتعامل معهم باطمئنان بل ينبغي الحذر كل الحذر من خدعهم وألاعيبهم كي لا يسلبوا دينهم، والسفر للبلدان

ص: 66


1- 81. سورة البقرة : 120.

الغربية للدراسة فيها مرجوح وقد يحرم مع عدم قدرة الشخص على المحافظة على دينه, والأفضل له توظيف جهوده العلمية للخدمة هنا.

(سؤال 8) لو أن الدولة التي أنوي الذهاب إليها لإجراء دراسة معينة حول مادة معينة هي متساوية مع بلادي في قوة التدريس أو أنها أقوى بشيء يسير, مع كون الشخص الذاهب إليها محتملاً عدم المحافظة على دينه, فماذا تنصحون؟

(بسمه تعالى) في الفرض المذكور لا موجب للسفر أصلاً, وإذا ينتج منه آثار غير محمودة كالذي ذكرت فلا ننصح بالسفر بتاتاً.

ص: 67

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.