المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم
الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم
المطبعة: نمونه
الطبعة: 0
الموضوع : مجلّة تراثنا
تاریخ النشر : 1423 ه.ق
الصفحات: 422
ص: 1
* كلمة التحرير :
* مكانة التراث الإسلامي تتعزّز مع الزمن
................................................................ هيئة التحرير 7
* تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (22).
................................................... السيّد علي الحسيني الميلاني 13
* عدالة الصحابة (9).
........................................................... الشيخ محمّد السند 80
* الشواهد الشعرية في مؤلّفات المحقّق الكركي.
....................................................... الشيخ محمّد الحسّون 125
* دليل المخطوطات (12) - مكتبة المهدوي.
........................................................ السيّد أحمد الحسيني 203
ص: 2
* فهرس مخطوطات مكتبة أميرالمؤمنين العامّة / النجف الأشرف (12).
....................................... السيّد عبدالعزيز الطباطبائى قدّس سرّه 246
* مصطلحات النحوية (21).
...................................................... السيّدعلي حسن مطر 289
* من ذخائر التراث :
* المعقبون من ولد الإمام أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام - للسيّد الشريف يحيى بن الحسن بن جعفر الحجّة الحسيني المدني العبيدلي.
................................................ تحقيق : فارس حسّون كريم 299
* من أنباء التراث.
............................................................... هيئة التحرير 403
* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة «المعقبون من ولد الإمام أمير المؤمنين أبي الحسن عليّ بن أبي طالب عليه السلام - للشريف يحيى بن الحسن بن جعفر الحجّة العبيدلي العقيقي (214 - 277 ه) ، المنشور في هذا العدد ص 299 - 402.
ص: 3
ص: 4
ص: 5
ص: 6
مكانة التراث الإسلامي تتعزّز مع الزمن
بسم الله الرحمن الرحيم
يتخوّف بعضهم أن تؤثّر التقنيات الحديثة - كالأقراص المدمجة ، وشبكات النت - على تداول الكتاب الإسلامي وأن تقلّل من أهمّيته وقيمته. لكنّه تخوّف واهم ، لأنّ هذه التقنيات وسائل عرض جديدة لنسخ الكتاب الإسلامي إلى جانب نسخه المطبوعة والمخطوطة ، والكتاب على القرص المدمج أو في الشبكة ، ما هو إلاّ نسخة أُخرى من الكتاب ، تؤكّد قيمته وأهمّيته ، وتعزّز مكانته ..
ويتخوّف بعضهم على الكتاب الإسلامي من الحالة العامّة للإعلام العالمي ، التي تؤثّر على القراءة ، وتشدّ الناس إلى المسموعات والمرئيات ، مضافاً إلى مشاغل الحياة المتعدّدة والمواد السيئة التي تشدّ الجيل إليها ، وتقضم وقته وتشغله عن المطالعة.
وهذا التخوّف صحيح إلى حدّ ، لكنّه لا يتّصل بمكانة الكتاب الإسلامي مباشرة ، فهو تخوّف على التديّن بشكل عام من نمط الحياة الذي تفرضه وسائل المدنية المعاصرة ، فتبعد المسلم عن مصادر دينه ، وتستغرق وقته في ضرورات حياته ، أو تجعله يصرف وقته في غير الضروري.
ص: 7
لكن لا يصحّ أن نبالغ في التخوّف من موجة الثقافة المادية التي تبعد الناس عن الدين ، فطالما شهدت شعوب أُمّتنا الإسلامية موجات مضادّة للدين واجتازتها ، وهي الآن تجتاز موجة المادية بسرعة ، بدليل أن نسبة المتديّنين في حالة ازدياد وليست في تناقص!
على أنّ هذا لا يؤثر على مكانة التراث الإسلامي والكتاب ، فلا ننس أنّ الأحداث الأخيرة قد زادت من إقبال المسلمين ، وضاعفت من إقبال غيرهم على الكتاب الإسلامي؛ وهذا دليل على أنّ مكانة التراث تتعزّز مع الزمن رغم العوامل المضادّة.
والسبب في ذلك أنّ هذا التراث المقدّس يتميّز بعناصر قوّة فريدة!
1 - التراث الإسلامي خالد إلى يوم القيامة :
التراث بمعناه الإسلامي يعني مصادر الإسلام ، من القرآن الكريم ، وأحاديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، والأئمّة من أهل بيته عليهم السلام ، ومؤلّفات العلماء التي تتعلّق بذلك .. وتسميتنا لها جميعاً بالتراث باعتبارها مصادر ورثناها من أجيالنا السابقة. والقرآن الكريم هو الكتاب المصدّق للكتب السماوية والمهيمن عليها ، ونبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم الأنبياء المصدّق لهم والمكمّل لبنائهم عليهم السلام ، ورسالته هي الصيغة الإلهية الخاتمة لرسالات الله تعالى إلى الشعوب ، إلى يوم القيامة.
والدين الذي يمتاز بهذه الميزات الحيوية ، يبقى تراثه حيّاً مطلوباً ، معاشاً من قبل المسلمين ، مقصوداً من قبل غيرهم للاطّلاع والمعرفة ، وهذا يعزّز مكانة تراثه دائماً.
2 - تأكيد القرآن والنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على أهمّية الكتابة والقراءة :
إنّ الكتاب والكتابة أصل من أُصول الدين الإلهي ؛ إذ قام الدين الإلهي على إرسال الأنبياء والرسل عليهم السلام وتنزيل الصحف والكتب الإلهية.
ص: 8
إنّ أطول آية في القرآن آية الدَيْن ، التي أمر الله فيها عموم المسلمين بكتابة الديون حتّى اليومية منها ، فقال تعالى : (يا أيّها الّذينَ آمنوا إذا تَدايَنْتُمْ بدَيْنٍ إلى أجلٍ مسمّىً فاكْتُبوهُ ولْيَكتُبْ بينَكمْ كاتبٌ بالعدلِ ولايأبَ كاتبٌ أنْ يكْتُبَ كما علّمهُ اللهُ فلْيَكتُبْ ولْيُمْلِلِ الّذي عليهِ الحقُّ ولْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ ولا يَبْخَسْ منهُ شيئاً فإنْ كانَ الّذي عليهِ الحقُّ سَفيهاً أو ضَعيفاً أو لا يَستطيعُ أنْ يُمِلَّ هُوَ فلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بالعدلِ) (1) .. الآية.
وقد صحّ عندنا أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بكتابة أحاديثه ، بل تدلّ عليه مصادر غيرنا أيضاً ، ففي صحيح البخاري 1 / 36 : «عن أبي هريرة : ما من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أحد أكثر حديثاً عنه منّي ، إلاّ ما كان من عبد الله بن عمرو ، فإنّه كان يكتب ولا أكتب» ، وفيه أيضاً : «فجاء رجل من أهل اليمن فقال : اكتب لي يا رسول الله ، فقال : اكتبوا لأبي فلان».
وفي مسند أحمد 2 / 171 : «أخرج لنا عبد الله بن عمرو قرطاساً وقال : كان رسول الله يعلّمنا ، يقول : اللّهمّ فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت ربّ كلّ شيء وإله كلّ شيء ، أشهد أن لا إله إلاّ أنت وحدك لاشريك لك ، وأنّ محمداً عبدك ورسولك ، والملائكة يشهدون ...».
وروى الطبرسي في الاحتجاج 1 / 42 : «ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يامعشر المسلمين واليهود! اكتبوا بما سمعتم. فقالوا : يا رسول الله قد سمعنا ووعينا ولا ننسى. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الكتابة أذكر لكم».
بل تدلّ الأحاديث والنصوص على أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أوّل من أسّس الإحصاء ودوّن الدواوين ، وليس غيره كما زعموا ، قال البخاري : 4 / 33 : «عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن حذيفة رضي الله عنه ، قال : قال النبيّ صلّى الله 2.
ص: 9
عليه [وآله] وسلّم : اكتبوا لي من تلفّظ بالإسلام من الناس ، فكتبنا له ألفاً وخمسمائة رجل ...».
وأنّهم كتبوا عنه القرآن والسُنّة ، وكانوا يدركون أهمّية ذلك ، خلافاً لِما يقوله غير الشيعة ؛ فعن ابن عباس - كما في سنن البيهقي 6 / 16 - قال : «كانت المصاحف لا تباع ، كان الرجل يأتي بورقه عند النبيّ صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم فيقوم الرجل فيحتسب فيكتب ، ثمّ يقوم آخر فيكتب ، حتّى يفرغ من المصحف».
وعن الإمام الصادق عليه السلام - كما في الكافي 5 / 121 - : «عن روح بن عبدالرحيم ، قال سألته عن شراء المصاحف وبيعها ، فقال : إنّما كان يوضع الورق عند المنبر وكان ما بين المنبر والحائط قدر ما تمرّ الشاة أو رجل منحرف ، قال : فكان الرجل يأتي ويكتب من ذلك ...». انتهى.
كما كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يهتم بتدوين الأحكام وإرسالها إلى الأمصار ؛ فقد روى البيهقي في سُننه 1 / 309 : «إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسُنن والديات ، وبعث به مع عمرو ابن حزم». انتهى.
كما أنّه صلى الله عليه وآله وسلم كان حريصاً على أن يملي على عليّ عليه السلام كلّ ما يحتاج إليه الأئمّة الاثنا عشر من بعده عليهم السلام ؛ ففي بصائر الدرجات : 187 : «عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام : اكتب ما أُملي عليك. قال عليّ عليه السلام : يا نبيّ الله! وتخاف عليَّ النسيان؟! قال : لست أخاف عليك النسيان وقد دعوت الله لك أن يُحفظك فلا يُنسيك ، لكن اكتب لشركائك. قال : قلت : ومن شركائي يا نبي الله؟ قال : الأئمّة من ولدك ، بهم تسقى أُمّتي الغيث ، وبهم يستجاب دعاؤهم ، وبهم يصرف البلاء عنهم ، وبهم تنزل الرحمة من السماء ، وهذا أوّلهم ، وأومأ بيده إلى الحسن ، ثمّ هذا ، وأومأ
ص: 10
بيده إلى الحسين ، ثمّ قال : الأئمّة من ولدك».
4 - أئمّة أهل البيت عليهم السلام ورثوا تراث الأنبياء عليهم السلام :
في الكافي 1 / 225 : «إنّ الإمام الصادق عليه السلام سئل عن قول الله عزّ وجلّ : (ولَقَدْ كَتَبْنا في الزَبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِكْرِ) : ما الزبور وما الذكر؟
فقال عليه السلام : الذكر عند الله ، والزبور الذي أنزل على داود ، وكلّ كتاب نزل فهو عند أهل العلم ، ونحن هم».
وفي بصائر الدرجات : 182 : «عن الإمام الصادق عليه السلام قال : إنّ الكتب كانت عند عليّ عليه السلام فلمّا سار إلى العراق استودع الكتب أُمّ سلمة ، فلمّا مضى عليّ كانت عند الحسن ، فلمّا مضى الحسن كانت عند الحسين ، فلمّا مضى الحسين كانت عند عليّ بن الحسين ، ثمّ كانت عند أبي عليهم السلام».
وفي بصائر الدرجات : 338 : «عن علي السائي ، قال : سألت الصادق عليه السلام عن مبلغ علمهم ، فقال : مبلغ علمنا ثلاثة وجوه : ماض وغابر وحادث ، فأمّا الماضي فمفسّر ، وأمّا الغابر فمزبور ، وأمّا الحادث فقذف في القلوب ونقر في الأسماع ، وهو أفضل علمنا ، ولا نبيّ بعد نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم».
5 - الأئّمة عليهم السلام واصلوا خطّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في العناية بالتراث :
وقف عليّ عليه السلام ضدّ سياسة منع الحديث ومنع تدوينه وتدوين القرآن ، التي تبنّتها السلطة بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فكان عليه السلام يأمر من يطيعه بالتحديث والتدوين ويروي لهم أحاديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك. وقد روى في كنز العمّال 10 / 262 : «عن عليّ ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : اكتبوا هذا العلم فإنّكم تنتفعون به ، إمّا في دنياكم وإمّا في آخرتكم ، وإنّ العلم لايضيع صاحبه - الديلمي».
وروى في الكافي 1 / 52 : «عن أبي بصير ، عن الإمام الصادق عليه السلام ،
ص: 11
قال : اكتبوا فإنّكم لا تحفظون حتّى تكتبوا ..
وروى عن عبيد بن زرارة ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : احتفظوا بكتبكم فإنّكم سوف تحتاجون إليها».
6 - علماء المذهب واصلوا خطّ الأئمّة عليهم السلام في العناية بالتراث :
وضع محدّث الإسلام الكليني قدس سره في الكافي 1 / 52 عنواناً باسم : «باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسّك بالكتب» ، وممّا رواه فيه أنّ أبا بصير سأل الإمام الصادق عليه السلام عن قول الله جلّ ثناؤه : (الّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أحْسَنَهُ أُولَئِكَ الّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الألْبَابِ) (1)؟ فقال : هو الرجل يسمع الحديث فيحدّث به كما سمعه ، لايزيد فيه ولا ينقص منه».
وروى سؤال محمد بن الحسن للإمام الجواد عليه السلام ، قال له : جعلت فداك ، إنّ مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم ولم ترو عنهم ، فلمّا ماتوا صارت الكتب إلينا ، فقال : حدّثوا بها فإنّها حقّ».
وقال الصدوق قدس سره في كمال الدين : 19 : «وذلك أنّ الأئمّة عليهم السلام قد أخبروا بغيبته عليه السلام ووصفوا كونها لشيعتهم في ما نقل عنهم واستحفظ في الصحف ، ودوّن في الكتب المؤلّفة من قبل أن تقع الغيبة بمائتي سنة ..
أمام هذا الواقع العريق ، وهذه الثروة العظيمة من التراث ، كان لا بُدّ من النهوض بخدمة تراثنا وتقديمه إلى العالم في أحسن حُلّة مادية ومعنوية ، ولهذا الهدف الكبير كان العديد من المؤسّسات والمراكز العلمية والثقافية.
هيئة التحرير8.
ص: 12
السيّد عليّ الحسيني الميلاني
المراجعة (40) - (46)
آية الولاية
قال السيّد - رحمه الله - :
«نعم أتلوها عليك آية محكمة من آيات الله عزّ وجلّ في فرقانه العظيم ، ألا وهي قوله تعالى في سورة المائدة : (إنما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتوّل (1) الله ورسوله والّذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) (2) ..
حيث لا ريب في نزولها في عليّ حين تصدّق راكعاً في الصلاة بخاتمه ، والصحاح - في نزولها بعليّ إذ تصدّق بخاتمه وهو راكع في
ص: 13
الصلاة - متواترة عن أئمّة العترة الطاهرة.
وحسبك ممّا جاء نصّاً في هذا من طريق غيرهم حديث ابن سلام مرفوعاً إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فراجعه في صحيح النسائي أو في تفسير سورة المائدة من كتاب الجمع بين الصحاح الستّة ..
ومثله حديث ابن عباس وحديث عليّ ، مرفوعين أيضاً. فراجع حديث ابن عباس في تفسير هذه الآية من كتاب أسباب النزول للإمام الواحدي ، وقد أخرجه الخطيب في المتّفق (1). وراجع حديث عليّ في مسندي ابن مردويه وأبي الشيخ. وإن شئت فراجعه في كنز العمّال (2).
على أنّ نزولها في عليّ ممّا أجمع المفسّرون عليه ، وقد نقل إجماعهم هذا غير واحد من أعلام أهل السُنّة كالإمام القوشجي في مبحث الإمامة من شرح التجريد.
وفي الباب 18 من غاية المرام 24 حديثاً من طريق الجمهور في نزولها بما قلناه ، ولولا مراعاة الاختصار ، وكون المسألة كالشمس في رائعة النهار ، لاستوفينا ما جاء فيها من صحيح الأخبار ، لكنّها - والحمد لله - ممّا لا ريب فيه ، ومع ذلك فإنّا لا ندع مراجعتنا خالية ممّا جاء فيها من حديث الجمهور ، مقتصرين على ما في تفسير الإمام أبي إسحاق أحمد بن محمد ابن إبراهيم النيسابوري الثعلبي (3) .. لم
ص: 14
فنقول : أخرج عند بلوغه هذه الآية في تفسيره الكبير بالإسناد إلى أبي ذرّ الغفاري ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، بهاتين وإلاّ صمّتا ، ورأيته بهاتين وإلاّ عميتا ، يقول : عليّ قائد البررة ، وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، أما إنّي صلّيت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم ، فسأله سائل في المسجد ، فلم يعطه أحد شيئاً ، وكان عليّ راكعاً فأومأ بخنصره إليه وكان يتختّم بها ، فأقبل السائل حتّى أخذ الخاتم من خنصره ، فتضرّع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى الله عزّ وجلّ يدعوه ، فقال : اللّهمّ إنّ أخي موسى سألك : (قال رب اشرح لي صدري * ويسّر لي أمري * واحْلُل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيراً من أهلي * هارون أخي * اشْدُد به أزري * وأشركه في أمري * كي نسبّحك كثيراً * ونذكرك كثيراً * إنّك كنت بنا بصيراً) (1) فأوحيت إليه : (قد أُوتيت سؤلك يا موسى) (2) اللّهمّ وإنّي عبدك ونبيّك ، فاشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري ، واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً اشدد به ظهري ..
قال أبو ذرّ : فوالله ما استتمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الكلمة حتّى هبط عليه الأمين جبرائيل بهذه الآية : (إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتولّ الله ورسوله والّذين آمنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون). انتهى. 6.
ص: 15
وأنت - نصر الله بك الحقّ - تعلم أنّ الوليّ هنا إنّما هو الأوْلى بالتصرّف كما في قولنا : فلان وليّ القاصر ، وقد صرّح اللغويون (1) بأنّ كلّ من ولي أمر واحد فهو وليّه ؛ فيكون المعنى : إنّ الذي يلي أُموركم فيكون أوْلى بها منكم ، إنّما هو الله عزّ وجلّ ورسوله وعليّ ، لأنّه هو الذي اجتمعت به هذه الصفات : الإيمان ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة في حال الركوع ، ونزلت فيه الآية ، وقد أثبت الله فيها الولاية لنفسه تعالى ولنبيّه ولوليّه على نسق واحد ، وولاية الله عزّ وجلّ عامّة ، فولاية النبيّ والوليّ مثلها وعلى أُسلوبها ، ولا يجوز أن يكون هنا بمعنى النصير أو المحبّ أو نحوهما ؛ إذ لا يبقى لهذا الحصر وجه ، كما لا يخفى. وأظنّ أنّ هذا ملحق بالواضحات. والحمد لله ربّ العالمين.
لفظ (الّذين آمنوا) للجمع فكيف أُطلق على الفرد؟
والجواب : إنّ العرب يعبّرون عن المفرد بلفظ الجمع لنكتة تستوجب ذلك.
والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة آل عمران : (الّذين قال لهم الناس إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخْشَوْهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) (2) ..
وإنّما كان القائل نعيم بن مسعود الأشجعي وحده ، بإجماع المفسّرين والمحدّثين وأهل الأخبار.3.
ص: 16
فأطلق الله سبحانه عليه وهو مفرد لفظ : «الناس» ، وهي للجماعة ؛ تعظيماً لشأن الّذين لم يصغوا إلى قوله ، ولم يعبأوا بإرجافه.
وكان أبو سفيان أعطاه عشراً من الإبل على أن يثبّط المسلمين ويخوّفهم من المشركين ، ففعل ، وكان ممّا قال لهم يومئذ : (إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم) (1) ، فكره أكثر المسلمين الخروج بسبب إرجافه ، لكنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم خرج في سبعين فارساً ، ورجعوا سالمين ، فنزلت الآية ثناءً على السبعين الّذين خرجوا معه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، غير مبالين بإرجاف من أرجف.
وفي إطلاق لفظ الناس هنا على المفرد نكتة شريفة ؛ لأنّ الثناء على السبعين الّذين خرجوا مع النبيّ يكون بسببها أبلغ ممّا لو قال : الّذين قال لهم رجل : إنّ الناس قد جمعوا لكم ، كما لا يخفى.
ولهذه الآية نظائر في الكتاب والسُنّة وكلام العرب ؛ قال الله تعالى : (يا أيّها الّذين آمنوا اذكروا نعمتَ الله عليكم إذ همّ قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكفّ أيديهم عنكم) (2) ..
وإنّما كان الذي بسط يده إليهم رجل واحد من بني محارب يقال له : غورث ، وقيل : إنّما هو عمرو بن جحاش ، من بني النضير ، استلّ السيف فهزّه وهمّ أن يضرب به رسول الله ، فمنعه الله عزّ وجلّ عن ذلك ، في قضية أخرجها المحدّثون وأهل الأخبار والمفسّرون ، وأوردها ابن هشام في غزوة ذات الرقاع من الجزء 3 من سيرته.
وقد أطلق الله سبحانه على ذلك الرجل ، وهو مفرد لفظ : «قوم» ، 1.
ص: 17
وهي للجماعة ؛ تعظيماً لنعمة الله عزّ وجلّ عليهم في سلامة نبيّهم صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وأطلق في آية المباهلة لفظ : «الأبناء» و «النساء» و «الأنفس» - وهي حقيقة في العموم - على الحسنين وفاطمة وعليّ بالخصوص ، إجماعاً وقولاً واحداً ؛ تعظيماً لشأنهم عليهم السلام ..
ونظائر ذلك لا تحصى ولا تستقصى.
وهذا من الأدلّة على جواز إطلاق لفظ الجماعة على المفرد إذا اقتضته نكتة بيانية.
وقد ذكر الإمام الطبرسي في تفسير الآية من مجمع البيان : إنّ النكتة في إطلاق لفظ الجمع على أمير المؤمنين تفخيمه وتعظيمه ، وذلك أنّ أهل اللغة يعبّرون بلفظ الجمع عن الواحد على سبيل التعظيم ... (قال :) وذلك أشهر في كلامهم من أن يحتاج إلى الاستدلال عليه.
وذكر الزمخشري في كشّافه نكتة أُخرى حيث قال : فإن قلت : كيف صحّ أن يكون لعليّ رضي الله عنه واللفظ لفظ جماعة؟
قلت : جيء به على لفظ الجمع ، وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً ؛ ليرغب الناس في مثل فعله ، فينالوا مثل نواله ، ولينبّه على أنّ سجيّة المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البرّ والإحسان وتفقّد الفقراء ، حتّى إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير ، وهم في الصلاة ، لم يؤخّروه إلى الفراغ منها.
قلت : عندي في ذلك نكتة ألطف وأدقّ ، وهي : أنّه إنّما أتى بعبارة الجمع دون عبارة المفرد بقياً منه تعالى على كثير من الناس ، فإنّ شانئي عليّ وأعداء بني هاشم وسائر المنافقين وأهل الحسد والتنافس لا يطيقون
ص: 18
أن يسمعوها بصيغة المفرد ؛ إذ لا يبقى لهم حينئذ مطمع في تمويه ، ولا ملتمس في التضليل ، فيكون منهم - بسبب يأسهم - حينئذ ما تُخشى عواقبه على الإسلام ، فجاءت الآية بصيغة الجمع مع كونها للمفرد اتّقاءً من معرّتهم ، ثمّ كانت النصوص بعدها تترى بعبارات مختلفة ومقامات متعدّدة ، وبثّ فيهم أمر الولاية تدريجاً تدريجاً حتّى أكمل الله الدين وأتمّ النعمة ، جرياً منه صلّى الله عليه وآله وسلّم على عادة الحكماء في تبليغ الناس مايشقّ عليهم ، ولو كانت الآية بالعبارة المختصّة بالمفرد ، ل- (جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصّروا واستكبروا استكباراً) (1).
وهذه الحكمة مطردة في كلّ ما جاء في القرآن الحكيم من آيات فضل أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين ، كما لا يخفى.
وقد أوضحنا هذه الجمل وأقمنا عليها الشواهد القاطعة والبراهين الساطعة في كتابينا : سبيل المؤمنين وتنزيل الآيات.
والحمد لله على الهداية والتوفيق.
السياق دالّ على إرادة المحبّ؟!
إنّ الآية بحكم المشاهدة مفصولة عمّا قبلها من الآيات الناهية عن اتّخاذ الكفّار أولياء ، خارجة عن نظمها ، إلى سياق الثناء على أمير المؤمنين وترشيحه - للزعامة والإمامة - بتهديد المرتدّين ببأسه ، ووعيدهم بسطوته ؛ وذلك لأنّ الآية التي قبلها بلا فصل إنّما هي قوله تعالى : (يا أيها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون 7.
ص: 19
لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) (1) ..
وهذه الآية مختصّة بأمير المؤمنين ، ومنذرة ببأسه (2) وبأس أصحابه ، كما نصّ عليه أمير المؤمنين يوم الجمل ، وصرّح به الباقر والصادق ، وذكره الثعلبي في تفسيره ، ورواه صاحب مجمع البيان عن عمّار ، وحذيفة ، وابن عباس ، وعليه إجماع الشيعة ..
وقد رووا فيه صحاحاً متواترة عن أئمّة العترة الطاهرة ؛ فتكون آية الولاية على هذا واردة بعد الإيماء إلى ولايته والإشارة إلى وجوب إمامته ، ويكون النصّ فيها توضيحاً لتلك الإشارة ، وشرحاً لما سبق من الإيماء إليه بالإمارة ..
فكيف يقال بعد هذا : إنّ الآية واردة في سياق النهي عن اتّخاذ الكفّار أولياء؟! س.
ص: 20
على أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جعل أئمّة عترته بمنزلة القرآن ، وأخبر أنّهما لا يفترقان ، فهم عدل الكتاب ، وبهم يعرف الصواب ، وقد تواتر احتجاجهم بالآية ، وثبت عنهم تفسير الوالي فيها بما قلناه ، فلا وزن للسياق ، لو سلّم ؛ كونه معارضاً لنصوصهم (1) ..
فإنّ المسلمين كافّة متّفقون على ترجيح الأدلّة على السياق ، فإذا حصل التعارض بين السياق والدليل ، تركوا مدلول السياق واستسلموا لحكم الدليل ، والسرّ في ذلك عدم الوثوق حينئذ بنزول الآية في ذلك السياق ؛ إذ لم يكن ترتيب الكتاب العزيز في الجمع موافقاً لترتيبه في النزول بإجماع الأُمّة ، وفي التنزيل كثير من الآيات الواردة على خلاف مايعطيه سياقها ، كآية التطهير المنتظمة في سياق النساء مع ثبوت النصّ على اختصاصها بالخمسة أهل الكساء.
وبالجملة ، فإنّ حمل الآية على ما يخالف سياقها غير مخلّ بالإعجاز ، ولا مضرّ بالبلاغة ، فلا جناح بالمصير إليه ؛ إذا قامت قواطع الأدلّة عليه.
اللواذ إلى التأويل حملاً للسلف على الصحّة!!
إنّ خلافة الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم ، هي موضع البحث ومحلّ الكلام ، فمعارضة الأدلّة بها مصادرة.
على أنّ حملهم وحمل من بايعهم على الصحّة ، لا يستلزم تأويل الأدلّة ، فإنّ لكم في معذرتهم مندوحة عن التأويل ، كما سنوضّحه إذا ؟!
ص: 21
اقتضى الأمر ذلك.
وهيهات التأويل في ما تلوناه عليك من النصوص ، وفي ما لم نتله ، كنصّ الغدير ونصوص الوصية ، ولا سيّما بعد تأييدها بالسُنن المتضافرة المتناصرة ، التي لا تقصر بنفسها عن النصوص الصريحة ، ومن وقف عليها بإنصاف ، وجدها بمجرّدها أدلّة على الحقّ قاطعة ، وبراهين ساطعة. والسلام».
أقول :
قال شيخ الطائفة : «وأمّا النصّ على إمامته من القرآن ، فأقوى ما يدلّ عليها قوله تعالى : (إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (1) ..
ووجه الدلالة من الآية هو : إنّه ثبت أنّ المراد بلفظة : (وليّكم) المذكورة في الآية : مَن كان متحقّقاً بتدبيركم والقيام بأُموركم وتجب طاعته عليكم ..
وثبت أنّ المعنيّ ب- : (الّذين آمنوا) : أمير المؤمنين عليه السلام ؛ وفي ثبوت هذين الوصفين دلالة على كونه عليه السلام إماماً لنا» (2).
لكنّ «ثبوت هذين الوصفين» لا يتمّ عند الخصم إلاّ بما يراه حجّةً ؛ ولذا فإنّا نثبت له الوصفين من الأخبار الواردة في كتبه ، ومن أقوال مشاهير علماء طائفته ، فإن لم يقبل فهو متعصّب معاند!! 0.
ص: 22
نزول الآية في عليّ عليه السلام :
أمّا أنّ المعنيّ ب- : (الّذين آمنوا) هو : أمير المؤمنين عليه السلام ؛ فقد رواه القوم بأسانيدهم عن : أمير المؤمنين عليه السلام ، وعن : المقداد ، وعمّار ، وابن عباس ، وأبي ذرّ ، وجابر ، وأبي رافع ، وأنس ، وعبد الله بن سلاّم ، وحسّان بن ثابت ، من الصحابة ..
وعن : محمد بن الحنفية ، وابن جريج ، وسعيد ، وعطاء ، ومجاهد ، والسدّي ، والضحّاك ، ومقاتل ، من التابعين.
ومن أشهر رواته من الأئمّة والحفّاظ :
الأعمش ، معمر بن راشد ، الثوري ، الواقدي ، عبد الرزّاق ، أبو نعيم ، عبد بن حميد ، البلاذري ، المطيَّن ، النسائي ، ابن جرير الطبري ، ابن أبي حاتم ، الطبراني ، أبو الشيخ ، الجصّاص ، ابن شاهين ، الحاكم ، ابن مردويه ، الثعلبي ، أبو نعيم الأصفهاني ، الماوردي ، الخطيب ، الواحدي ، ابن المغازلي ، البغوي ، ابن عساكر ، ابن الجوزي ، الفخر الرازي ، ابن الأثير ، البيضاوي ، النسفي ، الخازن ، أبو حيّان ، القاضي العضدي ، النيسابوري ، التفتازاني ، ابن حجر العسقلاني ، السيوطي ، ابن حجر المكّي ، الشوكاني ، والآلوسي ...
وهؤلاء كبار العلماء في الحديث والتفسير والكلام.
ومن أشهر الكتب التي روي فيها الخبر :
تفسير ابن أبي حاتم 4 / 1162 ، تفسير الطبري 6 / 186 ، المعجم
ص: 23
الأوسط 7 / 129 ، جامع الأُصول 9 / 478 ، تاريخ دمشق 42 / 356 - 357 ، تفسير العزّ الدمشقي 1 / 393 ، تفسير ابن كثير 2 / 64 ، الكاف الشاف - مع الكشّاف - 1 / 649 ، الدرّ المنثور 3 / 105 ، أحكام القرآن - للجصّاص - 2 / 625 - 626 ، تفسير القرطبي 6 / 221 ..
فهم يروون نزول الآية المباركة في عليّ أمير المؤمنين عليه السلام عندما تصدّق على السائل أثناء الصلاة وفي حال الركوع.
من أسانيده الصحيحة :
وكثير من أسانيد رواية هذا الخبر صحيح بلا ريب ، من ذلك : ما رواه ابن أبي حاتم في تفسيره : «حدّثنا الربيع بن سليمان المرادي ، ثنا أيوب بن سويد ، عن عتبة بن أبي حكيم» ..
و : «حدّثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا الفضل بن دكين أبو نعيم الأحول ، ثنا موسى بن قيس الحضرمي ، عن سلمة بن كهيل».
فإنّ رجال كلا الإسنادين ثقات ومن رجال الصحاح الستّة.
ورواية ابن جرير الطبري في تفسيره.
ورواية الحاكم النيسابوري في المستدرك.
ورواية ابن عساكر : عن الحدّاد ، عن أبي نعيم الأصفهاني ، عن الطبراني ، عن عبد الرحمن بن سلّم الرازي ، عن محمد بن يحيى بن الضريس ، عن عيسى بن عبد الله ..
فإنّ هؤلاء كلّهم ثقات بلا كلام.
وابن كثير أورد عدّة روايات ، وتكلّم في بعضها ، وسكت عن آخر ،
ص: 24
وقال بعد واحد منها : «هذا إسناد لا يقدح به» (1) ..
بل إنّ نزول الآية المباركة في أمير المؤمنين عليه السلام ممّا أجمع عليه المفسّرون ، كما اعترف بذلك أئمّة علم الكلام في كتبهم ، كالقاضي العضد في مواقفه ، والشريف الجرجاني في شرحه (2) ، والتفتازاني في شرح المقاصد (3) ، والقوشجي في حاشية التجريد (4).
وعليه أغلب المحدّثين ، كما قال الآلوسي (5).
الحكم على ابن تيمية!!
إذاً ، فقد ثبت نزول الآية في أمير المؤمنين عليه السلام ، ولا يناقش أحد في هذه الجهة إلاّ إذا كان جاهلاً أو كان مغرضاً عنيداً.
فما رأيك - حينئذٍ - بابن تيمية القائل : «وقد وضع بعض الكذّابين حديثاً مفترى : إنّ هذه الآية نزلت في عليّ لمّا تصدّق بخاتمه في الصلاة. وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل» (6) ..
و : «أجمع أهل العلم بالنقل على أنّها لم تنزل في عليّ بخصوصه ، وإنّ عليّاً لم يتصدّق بخاتمه في الصلاة ، وأجمع أهل العلم بالحديث على أنّ القصّة المروية في ذلك من الكذب الموضوع» (7) .. 1.
ص: 25
و : «جمهور الأُمّة لم تسمع هذ الخبر» (1).
فاحكم عليه بما يقتضيه الدين والعلم والعدل!!
وأمّا أتباع ابن تيمية فلا يسوون عندنا فلساً ، لكونهم جهّالاً لايملكون إلاّ التقليد الأعمى له والتعصّب للهوى ؛ وإن كنت في ريب فانظر إلى كلامهم هنا :
قيل :
«إنّا نجزم أنّ هذه الأحاديث لا يصحّ منها شيء ولم يثبت منها حديث تقوم به الحجّة .. أمّا مجرّد عزوها إلى تفسير الثعلبي أو أسباب النزول للواحدي فليس ذلك بحجّة باتّفاق أهل العلم ، لأنّ أهل السُنّة لايثبتون بهذه المراجع شيئاً يريدون إثباته مهما كان هذا الشيء ؛ لأنّها جمعت بين الصحيح والضعيف والموضوع ، وإنّ المفسّرين لم يتفقّوا على أنّ الآية نزلت في عليّ بن أبي طالب ، بل اختلفوا».
أقول :
قد عرفت أنّ غير واحدٍ من أسانيد الحديث صحيح ، وأنّ الإحالة لم تكن إلى مجرّد تفسير الثعلبي وأسباب النزول للواحدي وكنز العمّال ..
ونحن أيضاً نرى أنّ هذه الكتب تجمع بين الصحيح والضعيف والموضوع ، وكذلك الكتب الأُخرى ، وحتّى الموسومة بالصحاح ، لكنّ 7.
ص: 26
الاستدلال في هذا المقام إنّما هو بما صحَّ ، سواء كان في الكتب المذكورة أو غيرها.
على أنّه قد تقدّم عن الآلوسي : إنّ عليه أغلب المحّدثين ، وما كان عليه أغلب محدّثي السُنّة ، وكافّة الإماميّة أيضاً فلا شكّ في صدقه وثبوته.
وأمّا اجماع المفسّرين ، فقد عرفت أنّه اعتراف جملةٍ من أكابر القوم ، فإن كانوا كاذبين عليهم فما ذنبنا؟!
وعلى الجملة ، فقد تبيّن أنْ ليس عند أتباع ابن تيمية إلاّ التقليد ، ولم نرَ منهم إلاّ تكرار أباطيله من غير تحقيق أو تدبّر.
ونكتفي بهذا في بيان نزول الآية في أمير المؤمنين على ضوء روايات القوم وكلمات علمائهم ، وهذا هو المهمُّ في الاستدلال ؛ لأنّ دلالة الآية على مطلوب أهل الحقّ واضحة تماماً.
دلالة الآية على إمامة عليّ عليه السلام :
وما ذكره السيّد - رحمه الله - في وجه الاستدلال كافٍ ... وقد سبقه إلى ذلك سائر علماء الطائفة (1).
وما ذكره القوم - كالرازي والإيجي والتفتازاني - في الاعتراض عليه فالأصل فيه هو : عبد الجبّار المعتزلي في كتابه المغني ، فهم عيال على المعتزلة ، وقد أجاب عنه السيّد المرتضى في كتابه الشافي.
فإنّ الآية المباركة أثبتت لعليّ عليه السلام ما ثبت لله ولرسوله من الولاية العامة ؛ إذْ نزلت في قضية تصدّقه في حال الركوع ، كما أثبت 2.
ص: 27
النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم له عليه السلام يوم غدير خمّ ما ثبت له صلّى الله عليه وآله وسلّم بقوله تعالى : (النبيّ أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم ...) (1).
وعلى الجملة ، فلا وجه للإشكال في دلالة الآية على «الأوْلوية» ولا في دلالتها على «عموم الولاية» ... كما لم يكن وجه لإنكار نزولها في تلك القضية ؛ لثبوته بالأخبار الصحيحة عند الفريقين ، حتّى أنّ بعض فقهاء السُنّة كالجصّاص وغيره استنبط منها حكماً شرعيّاً (2) ، وحتّى أنّ حسّان بن ثابت الأنصاري قال فيها شعراً (3).
ويبقى الإشكال من بعض الجهات الأُخرى :
1 - لفظ : (الّذين آمنوا) للجمع ، فكيف أُطلق على المفرد؟
وهو إشكال ذكره القاضي عبد الجبّار وتبعه الرازي وغيره.
والجواب : إنّه بعد ثبوت نزول الآية في أمير المؤمنين عليه السلام ، كما سبق ، فلا بُدّ وأنْ يكون لإطلاق لفظ الجمع فيها عليه بمفرده نكتة ..
فذكر السيّد - رحمه الله - وجوهاً ، وكلّ واحدٍ منها محتمل ، ولا مانع من أنْ يكون كلّها مراداً ، وقد لا يكون شيء منها هو الوجه .. لكنّ المهمّ أنّ الآية نازلة في الإمام عليه السلام ولا يضرّ بالاستدلال جهلنا بالنكتة الحقيقية لإطلاق لفظ الجمع عليه بوحده .. كما لا يخفى. 1.
ص: 28
فالآية التي ذكر السيّد أنّ المراد فيها هو : «نعيم بن مسعود الأشجعي» تجد القول بذلك في تفاسير : الزمخشري ، وابن الجوزي ، والرازي ، والقرطبي ، وابن كثير ، والخازن وغيرهم.
وكقوله تعالى : (لا ينهاكم الله عن الّذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم) (1) ..
فقد رووا في كتب الحديث والتفسير أنّها : نزلت في أسماء بنت أبي بكر ؛ وذلك أنّ أُمّها قدمت عليها بهدايا وكانت مشركةً فأبت أسماء أنْ تقبلها حتّى تستأذن النبيّ ، فسألته ، فأنزل الله الآية ، فأمرها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنْ تدخلها منزلها وأنْ تقبل هديّتها وتحسن إليها ..
والخبر في الصحيحين ، ومسند أحمد ، وتفسير الطبري ، وابن أبي حاتم ، وعنها في تفسير القرطبي ، وتفسير ابن كثير ، وتفسير الخازن ... وغيرها.
ولو أردنا التفصيل لطال بنا المقام ..
فهذه كتبهم .. وهذه رواياتهم .. وعلى ضوئها تكلّم السيّد.
2 - السياق دالّ على إرادة المحبّ أو نحوه.
فقد زعم القاضي المعتزلي - وتبعه الأشاعرة كالرازي وابن روزبهان وغيرهما - : إنّ الآية واردة في سياق النهي عن اتّخاذ الكفّار أولياء ، ولاعلاقة لها بالموضوع. 8.
ص: 29
أقول :
بعض هذا الكلام تهريج ناشئ من سوء الفهم ؛ لأنّ الآية الكريمة موضوعها «الولي» وهي بصدد الإخبار عنه ..
فالآية تقول : إنّ «الولي» ليس إلاّ «الله» و «الرسول» و «عليّ» ، فكيف كان يمكن الإتيان بصيغة الجمع بالنسبة إلى «الله ورسوله»؟!
أمّا في الموارد التي تكلّم الله سبحانه عن نفسه ، فقد صحّ الإتيان بصيغة الجمع بأن يقول : «إنّا» و : «نحن» ؛ وهو أيضاً لنكتةٍ توجب ذلك.
وبعضه بهتان وافتراء ؛ فإنّ الإمامية لا يفضّلون عليّاً على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وإنْ كانوا يفضّلونه على سائر الأنبياء ، كما تحقّق في مبحث آية المباهلة.
وبعضه دفاع عن النواصب ؛ إذ يقول السيّد : «فإنّ شانئي عليّ وأعداء بني هاشم ...» وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها ، ولا يحاول ذلك إلاّ من كان على طريقتهم.
وبعضه دعوىً كاذبة ؛ فإنّه قال عمّا ذكره صاحب الكشّاف : «وقد أثبتنا ...» ، والحال أنّ أحداً لا يمكنه إثبات كذب الرواية في نزول الآية في عليّ عليه السلام ، فكيف بمثل هؤلاء المقلِّدة؟!!
وعلى كلّ حالٍ ... فإنّ الرواية ثابتة قطعاً ؛ ولأجلها قالوا بأنّه : لا بُدّ من نكتةٍ.
وأمّا نظائرها في القرآن الكريم فكثيرة ، حسب ما جاء في تفاسير القوم ..
ص: 30
فقيل :
«سبحان الله! وهل كان عليّ بن أبي طالب أعلى منزلة عند الله من رسوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم حتّى يخاطبه بصيغة الجميع (الّذين آمنوا) ويخاطب نبيّه بصيغة الإفراد (ورسوله)»؟! بل إنّ الله جلّ جلاله أفرد نفسه في هذه الآية ... ويلزم من هذا أنّ عليّاً رضي الله عنه أفضل عند الله من النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، ولا يخفى فساد هذا القول ومجانبته للإيمان ، لكنّ مثل هذا القول غير بعيد عن معتقد الرافضة ، فإنّهم يعتقدون أنّ لأئمّتهم منزلة لا يبلغها نبيّ مرسل ولا ملك مقرَّب.
أمّا النكتة التي نقلها عن الزمخشري في كشّافه ، فهي مبنيّة على القول بصحّة الرواية القائلة بأنّ الآية نزلت في عليّ رضي الله عنه ، وقد أثبتنا من قبل كذب هذه الرواية عند أهل العلم بالحديث ، وبثبوت ذلك يثبت بطلان هذه النكتة لبطلان الأساس الذي قامت عليه.
وقد أبعد هذا الرافضي النجعة إذ قال : إنّما أتى بعبارة الجمع دون عبارة المفرد بقياً منه تعالى على كثير من الناس ... قلت : هل اطّلع هذا الرافضي الغيب فعرف أنّ هذا هو مراد الله ... أم جاء ذلك بآيةٍ من كتاب الله ، أو خبر صحيح على لسان رسول الله؟ وبدون ذلك يكون الكلام رجماً بالغيب وتقوّل على الله ورسوله بلا علم ، أعاذنا الله والمسلمين من ذلك.
أمّا استشهاده على مدّعاه بقوله تعالى في سورة آل عمران : (الّذين قال لهم الناس ...) وقوله : إنّما كان القائل نعيم بن مسعود ... هو استشهاد باطل وقول مردود ...».
ص: 31
وهذا غفلة عمّا جاء في كتب أصحابنا في وجه الاستدلال بها ..
* أمّا أوّلاً : فإنّه قد وقع الفصل بين الآية وآية النهي عن ولاية الكفّار ، فلا سياق أصلاً.
* وأمّا ثانياً : فإنّ السياق إنّما يكون قرينةً حيث لا دليل على خلافه ، وهذا ممّا اتّفق عليه سائر العلماء المحقّقين في مختلف البحوث.
* وأمّا ثالثاً : فإنّ «الولاية» في هذه الآية لا تكون لأحدٍ إلاّ لله ، وإلاّ لمن أثبتها الله نفسه له ، وهو - بمقتضى الآية المباركة - رسول الله وعليّ عليهما وآلهما الصلاة والسلام .. وهذا المعنى لا تقاومه الأدّلة فضلاً عن السياقات .. على فرض الثبوت ..
3 - الولاية بمعنى الأولوية غير مرادة في زمن الخطاب.
قال القاضي المعتزلي - وتبعه الرازي والتفتازاني والدهلوي والآلوسي - : إنّ الولاية بمعنى الأولوية بالتصرّف غير مرادة من الآية في زمان الخطاب ، فليكن المراد بعد عثمان ، ولا نزاع.
والجواب : إنّه ليس المراد من «الولاية» في الآية ونحوها خصوص «الحكومة» ، بل المراد فرض الطاعة والاستحقاق للتصرّف المطلق في جميع الأحوال وفي جميع الشؤون ، ومنها الحكومة ، وهذا يثبت لأمير المؤمنين عليه السلام في حال حياة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، إلاّ أنّه تابع له ومطيع لأوامره ونواهيه ، فلا منافاة ..
ولو سلّمنا ؛ فإنّه يخرج حال حياة النبيّ ، ويبقى غيره.
على أن حمل «الأولوية بالتصرّف» على زمان «بعد عثمان» موقوف على صحّة تصدّي القوم قبله ، وهذا أوّل الكلام ..
ص: 32
4 - التصدّق أثناء الصلاة ينافي الصلاة.
ذكره القاضي وتبعه القوم.
وهو واضح السقوط ، حتّى عند علماء القوم أيضاً (1).
أقول :
هذه عمدة الإشكالات على الاستدلال بالآية .. والغرض منها جميعاً هو الدفاع عمّن تقدَّم على الإمام عليّ عليه السلام وتقمّص الولاية والحكومة بلا نصٍّ ولا دليل ، وعلى خلاف مقتضى الآية المباركة وغيرها من أدلَّة الكتاب والسُنّة.
* * * 9.
ص: 33
المراجعة (48)
أربعون حديثاً من السُنن المؤيّدة للنصوص
قال السيّد - رحمه الله - :
«حسبك من السُنن المؤيّدة للنصوص أربعون حديثاً :
1 - قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم - وهو آخذ بضبع عليّ - : هذا إمام البررة ، قاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله. ثمّ مدَّ بها صوته. أخرجه الحاكم من حديث جابر في ص 129 من الجزء الثالث من صحيحه المستدرك ، ثمّ قال : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه.
2 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أوحي إليّ في عليّ ثلاث ، أنّه : سيّد المسلمين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين. أخرجه الحاكم في أوّل صفحة 138 من الجزء 3 من المستدرك (1) ، ثمّ قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه.
3 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أوحي إليّ في عليّ أنّه : سيّد المسلمين ، ووليّ المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين. أخرجه ابن النجّار (2) ، وغيره من أصحاب السُنن.
4 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ : مرحباً بسيّد المسلمين ، ز.
ص: 34
وإمام المتّقين. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (1).
5 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أوّل من يدخل من هذا الباب إمام المتّقين ، وسيّد المسلمين ، ويعسوب الدين ، وخاتم الوصيّين ، وقائد الغرّ المحجّلين. فدخل عليّ ، فقام إليه مستبشراً ، فاعتنقه وجعل يمسح عرق جبينه وهو يقول له : أنت تؤدّي عنّي ، وتسمعهم صوتي ، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي (2).
6 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنّ الله عهد إليَّ في عليّ أنّه : راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين .. الحديث (3).
وأنت ترى هذه الأحاديث الستّة نصوصاً صريحة في إمامته ، ولزوم طاعته عليه السلام.
7 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وقد أشار بيده إلى عليّ : إنّ هذا أوّل من آمن بي ، وأوّل من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصدّيق الأكبر ، وهذا فاروق هذه الأمّة ، يفرق بين الحقّ والباطل ، وهذا يعسوب المؤمنين .. الحديث (4).في
ص: 35
8 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا معشر الأنصار! ألا أدلّكم على ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا أبداً ، هذا عليّ فأحبّوه بحبّي ، وأكرموه بكرامتي ، فإنّ جبرائيل أمرني بالذي قلت لكم عن الله عزّ وجلّ (1).
9 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أنا مدينة العلم ، وعليّ بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب (2). ر.
ص: 36
10 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أنا دار الحكمة ، وعليّ بابها (1).
11 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : عليّ باب علمي ، ومبيّن من بعدي لأُمّتي ما أُرسلت به ، حُبّه إيمان ، وبُغضه نفاق .. الحديث (2).
12 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ : أنت تبيّن لأُمّتي مااختلفوا فيه من بعدي. أخرج الحاكم في ص 122 من الجزء الثالث من المستدرك (3) من حديث أنس ثمّ قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه. انتهى.
قلت : إنّ من تدبّر هذا الحديث وأمثاله علم أنّ عليّاً من رسول الله بمنزلة الرسول من الله تعالى ، فإنّ الله سبحانه يقول لنبيّه : (وما أنزلنا عليك الكتاب إلاّ لتبيّن لهم الذي اختلفوا فيه وهدىً ورحمةً لقومٍ يؤمنون) (4) ورسول الله يقول لعلي : أنت تبيّن لأُمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي.
13 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم - في ما أخرجه ابن السماك عن أبي بكر مرفوعاً - : عليّ منّي بمنزلتي من ربّي (5). 6.
ص: 37
14 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم - في ما أخرجه الدارقطني في الأفراد عن ابن عباس مرفوعاً - : عليّ بن أبي طالب باب حطّة ، من دخل منه كان مؤمناً ، ومن خرج منه كان كافراً (1).
15 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، يوم عرفات في حجّة الوداع : عليّ منّي وأنا من عليّ ، ولا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ (2).
(إنّه لقول رسول كريم * ذي قوّة عند ذي العرش مكين * ث.
ص: 38
مطاع ثَمّ أمين * وما صاحبكم بمجنون) (1) ، (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحي يوحى) (2) .. فأين تذهبون؟! وماذا تقولون في هذه السُنن الصحيحة؟! والنصوص الصريحة؟!
وأنت إذا تأمّلت في هذا العهد ملياً ، وأمعنت النظر في حكمة الأذان به في الحجّ الأكبر على رؤوس الأشهاد ؛ ظهرت لك الحقيقة بأجلى صورة ، وإذا نظرت إلى لفظه ما أقلّه ، وإلى معناه ما أجلّه وما أدلّه ؛ أكبرته غاية الإكبار ، فإنّه جمع فأوعى ، وعمّ - على اختصاره - فاستقصى ، لم يبقَ لغير عليّ أهلية الأداء لأيّ شيء من الأشياء ..
ولا غرو ؛ فإنه لا يؤدّي عن النبيّ إلاّ وصيّه ، ولا يقوم مقامه إلاّخليفته ووليّه ، و (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتديَ لولا أن هدانا الله) (3).
16 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : مَن أطاعني فقد أطاع الله ، ومَن عصاني فقد عصى الله ، ومَن أطاع عليّاً فقد أطاعني ، ومَن عصى عليّاً فقد عصاني. أخرجه الحاكم في ص 121 من الجزء الثالث من المستدرك ، والذهبي في تلك الصفحة من تلخيصه ، وصرّح كل منهما بصحّته على شرط الشيخين.
17 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا عليّ! من فارقني فقد فارق الله ، ومن فارقك فقد فارقني. أخرجه الحاكم في ص 124 من الجزء الثالث من صحيحه ، فقال : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه. 3.
ص: 39
18 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، في حديث أُمّ سلمة : من سبّ عليّاً فقد سبّني. أخرجه الحاكم في أوّل ص 121 من الجزء الثالث من المستدرك ، وصحّحه على شرط الشيخين ، وأورده الذهبي في تلخيصه مصرّحاً بصحّته ، ورواه أحمد من حديث أُمّ سلمة في ص 323 من الجزء السادس من مسنده ، والنسائي في ص 17 من الخصائص العلوية ، وغير واحد من حفظة الآثار ..
ومثله قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، في حديث عمرو ابن شاس (1) : من آذى عليّاً فقد آذاني.
19 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من أحبّ عليّاً فقد أحبّني ، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني. أخرجه الحاكم وصحّحه على شرط الشيخين في ص 130 من الجزء الثالث من المستدرك ، وأورده الذهبي في التلخيص معترفاً بصحّته على هذا الشرط ..
ومثله قول عليّ (2) : والذي فلق الحبّة ، وبرأ النسمة ، إنّه لعهد النبيّ الأُمّي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، لا يحبّني إلاّ مؤمن ، ولا يبغضني إلاّمنافق.
20 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا علي! أنت سيّد في الدنيا ، ة.
ص: 40
وسيّد في الآخرة ، حبيبك حبيبي ، وحبيبي حبيب الله ، وعدّوك عدوّي ، وعدوّي عدوّ الله ، والويل لمن أبغضك من بعدي. أخرجه الحاكم في أوّل ص 128 من الجزء الثالث من المستدرك ، وصحّحه على شرط الشيخين (1). ه.
ص: 41
21 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا علي! طوبى لمن أحبّك وصدّق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذّب فيك. أخرجه الحاكم في ص 135 من الجزء الثالث من المستدرك ، ثمّ قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه.
22 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من أراد أن يحيا حياتي ، ويموت ميتتي ، ويسكن جنّة الخلد التي وعدني ربّي ، فليتولّ عليّ بن أبي طالب ، فإنّه لن يخرجكم من هدىً ، ولن يدخلكم في ضلالة (1).
23 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أُوصي من آمن بي وصدّقني بولاية عليّ بن أبي طالب ، فمن تولاّه فقد تولاّني ، ومن تولاّني فقد تولّى الله ، ومن أحبّه فقد أحبّني ، ومن أحبّني فقد أحبّ الله ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله عزّ وجلّ (2).
24 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من سرّه أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي ، فليتولّ عليّاً من بعدي ، وليوال وليّه ، وليقتدِ بأهل بيتي من بعدي ، فإنّهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورُزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذّبين بفضلهم من أُمّتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي.
25 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من أحبّ أن يحيا حياتي ، ويموت ميتتي ، ويدخل الجنّة التي وعدني ربّي ، وهي جنّة الخلد ، فليتولّ عليّاً وذرّيّته من بعده ، فإنّهم لن يخرجوكم من باب هدىً ، ولم يدخلوكم ه.
ص: 42
باب ضلالة (1).
26 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا عمّار! إذا رأيت عليّاً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع عليّ ، ودع الناس ، فإنّه لن يدلّك على ردىً ، ولن يخرجك من هدىً (2).
27 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، في حديث أبي بكر : كفّي وكفّ عليّ في العدل سواء (3).
28 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا فاطمة! أما ترضين أنّ الله عزّ وجلّ اطّلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين : أحدها أبوك ، والآخر بعلك (4).
29 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أنا المنذر ، وعليّ الهاد ، وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي (5).
30 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا علي! لا يحلّ لأحد أن يجنب في المسجد غيري وغيرك (6) ..
ومثله حديث الطبراني عن أُمّ سلمة والبزّار ، عن سعد ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا ن.
ص: 43
المسجد إلاّ أنا وعليّ (1).
31 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أنا وهذا - يعني عليّاً - حجّة على أُمّتي يوم القيامة. أخرجه الخطيب من حديث أنس (2).
وبماذا يكون أبو الحسن حجّة كالنبيّ لولا أنّه وليّ عهده ، وصاحب الأمر من بعده؟!
32 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : مكتوب على باب الجنّة : لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ، عليّ أخو رسول الله (3).
33 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : مكتوب على ساق العرش : لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ، أيّدته بعليّ ، ونصرته بعليّ (4).
34 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من أراد أن ينظر إلى نوح في عزمه ، وإلى آدم في علمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في فطنته ، وإلى عيسى في زهده ، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب. أخرجه البيهقي في صحيحه ، والإمام أحمد بن حنبل في مسنده (5).اً
ص: 44
35 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا عليّ! إنّ فيك من عيسى مثلاً ، أبغضته اليهود حتّى بهتوا أُمّه ، وأحبّه النصارى حتّى أنزلوه بالمنزلة التي ليس بها .. الحديث (1).
36 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : السبّق ثلاثة : السابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين ، والسابق إلى محمد عليّ بن أبي طالب (2).
37 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : الصدّيقون ثلاثة : حبيب النجّار ، مؤمن آل ياسين ؛ قال : (يا قوم اتّبعوا المرسلين) (3) ، وحزقيل ، مؤمن آل فرعون ؛ قال : (أتقتلون رجلاً أن يقولَ ربّيَ اللهُ) (4) ، وعليّ بن أبي طالب ، وهو أفضلهم (5). ا.
ص: 45
38 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ : إنّ الأُمّة ستغدر بك بعدي ، وأنت تعيش على ملّتي ، وتقتل على سُنّتي ، مَن أحبّك أحبّني ، ومَن أبغضك أبغضني ، وإنّ هذه ستخضب من هذا. يعني لحيته من رأسه (1) ..
وعن عليّ إنّه قال : إنّ ممّا عهد إليّ النبيّ أنّ الأُمّة ستغدر بي بعده (2).
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ : أما إنّك ستلقى بعدي جهداً. قال : في سلامة من ديني؟ قال : في سلامة من دينك.
39 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. فاستشرف لها القوم وفيهم أبو بكر وعمر ، قال أبو بكر : أنا هو؟ قال : لا. قال عمر : أنا هو؟ قال : لا ، ولكن خاصف النعل. يعني عليّاً .. قال أبو سعيد الخدري : فأتيناه فبشّرناه ، فلم يرفع به رأسه كأنّه قد كان سمعه من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (3) .. ز.
ص: 46
ونحوه حديث أبي أيّوب الأنصاري في خلافة عمر ؛ إذ قال (1) : أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّ بن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ..
وحديث عمّار بن ياسر ؛ إذ قال (2) : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا علي! ستقاتلك الفئة الباغية ، وأنت على الحقّ ، فمن لم ينصرك يومئذ فليس منّي ..
وحديث أبي ذرّ ؛ إذ قال (3) : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : والذي نفسي بيده ، إنّ فيكم لرجلاً يقاتل الناس من بعدي على تأويل القرآن ، كما قاتلت المشركين على تنزيله ..
وحديث محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدّه أبي رافع ، قال : قال رسول الله : يا أبا رافع! سيكون بعدي قوم يقاتلون عليّاً ، حقّ على الله جهادهم ، فمَن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه ، فمَن لم يستطع بلسانه فبقلبه .. الحديث (4) ..
وحديث الأخضر الأنصاري (5) ، قال : قال رسول الله : أنا أُقاتل على ..
ص: 47
تنزيل القرآن ، وعليّ يقاتل على تأويله.
40 - قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا علي! أخصمك بالنبوّة فلا نبوّة بعدي ، وتخصم الناس بسبع : أنت أوّلهم إيماناً بالله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم بأمر الله ، وأقسمهم بالسوية ، وأعدلهم في الرعية ، وأبصرهم بالقضية ، وأعظمهم عند الله مزية (1) ..
وعن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا عليّ! لك سبع خصال لا يحاجّك فيها أحد : أنت أوّل المؤمنين بالله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم بأمر الله ، وأقسمهم بالسوية ، وأعدلهم في الرعية ، وأبصرهم بالقضية ، وأعظمهم عند الله مزية ..
وعن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا عليّ! لك سبع خصالٍ لا يحاجّك فيهنّ أحد يوم القيامة : أنت أوّل المؤمنين بالله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم بأمر الله ، وأرأفهم بالرعية ، وأقسمهم بالسوية ، وأعلمهم بالقضية ، وأعظمهم مزية ..
إلى ما لا يسع المقام استقصاؤه من أمثال هذه السُنن المتضافرة المتناصرة باجتماعها كلّها على الدلالة على معنىً واحد هو : إنّ عليّاً ثاني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في هذه الأُمّة ، وإنّ له عليها من الزعامة بعد النبيّ ما كان له صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فهي من ناحية السُنن المتواترة في معناها وإنْ لم يتواتر لفظها ، وناهيك بهذا حجةً بالغة. والسلام. ز.
ص: 48
أقول :
قبل الورود في البحث عن الأحاديث المذكورة وما قيل فيها :
أوّلاً : هذه الأحاديث مرويّة في كتبنا وبطرق أصحابنا عن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، وإذا كانت مخرّجة في كتب المخالفين لهم ، فهي ممّا اتّفق عليه الفريقان وأطبق عليه الطرفان ، ولا ريب أنّ الوثوق بصدور المتّفق عليه أقوى ، والاعتماد عليه أكثر.
وثانياً : إنّ عدّة من هذه الأحاديث صحيحٌ على أُصول القوم ، بالإضافة إلى تصريح علمائهم بذلك ، فلا مناصّ لهم من القبول.
وثالثاً : إنّ السيّد - رحمه الله - إنّما ذكر هذه الأحاديث تأييداً للنصوص ، ولا شكّ في أنّها صالحة لذلك حتّى لو كان كلّها ضعيفاً.
وبعدُ ، فهذا موجز الكلام على أسانيد جملة من هذه الأحاديث :
الحديث «1» :
صحّحه الحاكم ، وقد وصفه الذهبي ب- : «الإمام الحافظ الناقد العلاّمة شيخ المحدّثين ... صنّف وخرّج وجرح وعدّل وصحّح وعلّل ، وكان من بحور العلم ، على تشيّع قليلٍ فيه ... أُنبئت عن أبي سعد الصفّار ، عن عبد الغافر بن إسماعيل ، قال : الحاكم أبو عبد الله هو إمام أهل الحديث في عصره ، العارف به حقّ معرفته» (1).
إذاً ، يجوز لنا التمسّك بروايته والاحتجاج بتصحيحه وإلزام الخصوم المعاندين بذلك. 7.
ص: 49
الحديث «2» :
صحّحه الحاكم كذلك .. وأخرجه جماعة من الأئمّة الحفّاظ ، كأبي يعلى ، والطبراني ، وأبي نعيم وابن مندة وأبي موسى ، وابن عبد البرّ ، وابن عساكر ، وابن الأثير ، وغيرهم .... (1).
قيل :
«2 ، 3 ، 4 - حديث : أُوحي إليَّ في علي ثلاث ... الحديث ، قال الذهبي : أحسبه موضوع ، وفي سنده : عمرو بن الحصين وشيخه متروكان».
أقول :
أوّلاً : إنّ هذا الكلام إنّما قاله الذهبي بعد الحديث : «أُوحي إليَّ ...» وهو الحديث رقم (2) فقط ، فإضافة (3) و (4) تدليس ..
وممّا يؤكّد ذلك أنّ المتّقي الهندي ذكر الحديث المرقّم (2) تحت الرقم (33010) وأورد كلام الذهبي وغيره من أجل الرجلين.
ثمّ ذكر الحديث المرقَّم (3) تحت الرقم (33011) عن ابن النجّار ، عن عبد الله بن أسعد ... ولم يتكلّم على سنده أصلاً.
وثانياً : مجرّد «أحسبه موضوع» دعوىً بلا دليل.
وثالثاً : إنّ «عمرو بن الحصين» من رجال سُنن ابن ماجة ، وشيخه «يحيى بن العلاء» من رجال سُنن أبي داود وسُنن ابن ماجة. وهذان ة.
ص: 50
الكتابان من الصحاح الستّة عند القوم ، فالقول بأنّهما : «متروكان» باطل.
ورابعاً : إنّه قد روى ابن عساكر هذا الحديث بأسانيد ، أحدها : من طريق الحافظ ابن مندة .. والثاني : من طريق الحافظ أبي يعلى ، عن عبد الله بن أسعد بن زرارة ، وليس فيهما الرجلان المذكوران أصلاً .. والثالث : من طريق أبي يعلى ، وفيه الرجلان ..
والطعن في حديثٍ من أصله ، لأجل وجود المناقشة في بعض أسانيده ، تعصّبٌ قبيح.
الحديث «3» :
أخرجه ابن النّجار ، وعنه المتّقي الهندي (1).
وبصدد تصحيح هذا الحديث نقول :
أوّلاً : ليس الرجلان المذكوران في سنده ، كما سيأتي.
وثانياً : قد جعل الحافظ محبّ الدين الطبري مفاد هذا الحديث من خصائص الإمام عليه السلام ؛ إذ قال : «ذكر اختصاصه بسيادة المسلمين وولاة المتّقين» ، فقال : «عن عبد الله بن أسعد بن زرارة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ليلة أُسري بي انتهيت إلى ربّي عزّ وجلّ ، فأوحى إليّ - أو : أمرني. شكّ الراوي في أيّهما - في عليّ ثلاثاً : أنّه سيّد المسلمين ووليّ المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين. أخرجه المحاملي ، وأخرجه الإمام عليّ بن موسى الرضا من حديث عليّ ، وزاد : ويعسوب الدين» (2).
فقد ظهر أنّ الحديث من روايات الإمام الرضا عليه السلام ، ومن 0.
ص: 51
روايات المحاملي ، وابن النجّار ، والمحبّ الطبري ، كما أنّه من روايات ابن عساكر ، كما ستعلم.
وثالثاً : إنّ إسناد المحاملي صحيح قطعاً ؛ فإنّه أخرجه عن : «علي بن أبي حرب ، عن يحيى بن أبي بكير ، عن جعفر بن زياد الأحمر ، عن هلال الصيرفي ، عن أبي كثير الأنصاري ، عن عبد الله بن أسعد بن زرارة ، عن رسول الله ...» (1).
* فأمّا «المحاملي» ، وهو أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل ، المتوفّى سنة 330 ه- ؛ فقد قال الخطيب : «كان فاضلاً ديّناً» (2) ، ووثّقه الذهبي وغيره (3).
* وأمّا «عيسى بن أبي حرب» فهو : «عيسى بن موسى بن أبي حرب» أبو يحيى الصفّار البصري ، المتوفّى سنة 267 ه- ؛ قال الخطيب : «قدم بغداد ، وحدّث بها عن يحيى بن أبي بكير الكرماني ... روى عنه : ... والقاضي المحاملي ... وكان ثقةٌ ...» (4).
* وأمّا «يحيى بن أبي بكير» الكرماني ، المتوفّى سنة 209 ه- ؛ فمن رجال الصحاح الستّة (5).
* وأمّا «جعفر بن زياد» الأحمر ، المتوفّى سنة 167 ه- ؛ فمن رجال أبي داود ، والترمذي ، والنسائي ، وقال ابن حجر : «صدوق ، يتشيّع» (6).0.
ص: 52
* وأمّا «هلال الصيرفي» ؛ فمن رجال البخاري ، ومسلم ، وأبي داود ، والترمذي ، والنسائي ، وقال ابن حجر : «ثقة» (1).
* وأمّا «أبو كثير الأنصاري» التابعي ؛ فقد ترجم له الخطيب وأخرج عنه حديثاً من طريق أحمد بن حنبل (2).
الحديث «4» :
ليس فيه الرجلان المذكوران ، وإنّما رواه الحافظ أبو نعيم قائلاً : «أنبأنا عمر بن أحمد القصباني ، أنبأنا علي بن العباس البجلي ، أنبأنا أحمد بن يحيى ، أنبأنا الحسن بن الحسين ، أنبأنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن الشعبي ، قال : قال عليّ : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ...» (3).
وأخرجه ابن عساكر عن طريق أبي نعيم ، قال : «أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ...» (4).
الحديث «5» :
رواه الحافظ أبو نعيم ، قال : «حدّثنا محمد بن أحمد بن علي ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ، ثنا علي ابن عياش ، عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن جندب ، عن أنس ، ة.
ص: 53
قال : قال رسول صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا أنس! اسكب لي وضوءاً. ثمّ قال : فصلّى ركعتين ، ثمّ قال : يا أنس! أوّل من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وخاتم الوصيّين.
قال أنس : قلت : اللّهمّ اجعله رجلاً من الأنصار. وكتمته.
إذ جاء علي فقال : من هذا يا أنس؟ فقلت : عليّ.
فقام مستبشراً فاعتنقه ، ثمّ جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق عليّ بوجهه. قال علي : يا رسول الله! لقد رأتيك صنعت شيئاً ما صنعت بي من قبل.
قال : وما يمنعني وأنت تؤدّي عنّي ، وتسمعهم صوتي ، وتبيّن لهم ما اختلوا فيه بعدى.
رواه جابر الجعفي ، عن أبي الطفيل ، عن أنس نحوه» (1).
فقيل :
«5 ، 6 - أوّل من يدخل في هذا الباب إمام المتّقين ... رواه أبو نعيم في الحلية. وقال في الميزان : هذا الحديث موضوع. وقد روى هذا الحديث جابر الجعفي ، عن أبي الطفيل ، عن أنس. قال زائدة : كان جابراً (2) كذّاباً. وقال أبو حنيفة : ما لقيت أكذب منه. وفي صحيح مسلم : إنّ جابر الجعفي كان يؤمن بالرجعة. وقال ابن حبّان : إنّ جابر الجعفي كان سبئيّاً من أصحاب عبد الله بن سبأ ، كان يقول : إنّ عليّاً يرجع إلى الدنيا. (رياض الجنّة : 158 ، 159)». ا.
ص: 54
أقول :
قد روى الحديث عن أبي نعيم كذلك جماعة ، منهم : الحافظ ابن عساكر ؛ إذ أخرجه : «أخبرنا أبو علي المقري ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ...» (1).
وأخرجه ابن عساكر بطريق آخر ؛ إذ قال : «أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن سليمان بن المعدل العريني النصيبي - بها - وأبو بكر الحسين بن الحسن بن محمد ، قالا : أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد ، نا أبو جعفر محمد ابن عثمان بن أبي شيبة ، نا إبراهيم بن محمد ، نا علي بن عائش ، عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن جندب ، عن أنس بن مالك ...» (2).
فأوّلاً : لفظ الحديث فيه : «أمير المؤمنين» ، إلاّ أنّ السيّد نقله بواسطة ابن أبي الحديد لا عن الحلية رأساً ، ولفظه في شرح النهج : «إمام المتّقين» (3)حچ.
وثانياً : في لفظ الحديث عن أنس : «قلت : اللّهمّ اجعله رجلاً من الأنصار. وكتمته» ، وقد حرّفت كلمة : «وكتمته» في شرح النهج إلى : «وكتبت دعوتي» (4).
والسبب في هذا التحريف - إذ أُبدلت : «كتمت» إلى : «كتبت» ، 9.
ص: 55
وأُضيفت كلمة : «دعوتي» - هو «التكتّم» على واقع حال أنس بن مالك وأمثاله من الصحابة ، من الحسد والبغض لأمير المؤمنين عليه السلام ..
لكنّ الله سبحانه شاء أن يفتضح أنس ويكشف حاله في قضية الطائر المشوي ؛ إذ أنّه بعدما دعا النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال أنس : «اللّهمّ اجعله رجلاً من الأنصار» ، وحاول أن يكتم دعاء النبيّ ، وحال دون دخول الإمام عليه ، إلاّ أنّ الله استجاب دعاء رسوله في عليّ ، ودخل عليه الدار وأكل معه من الطير ، ولو اتّسع المجال لفصّلت الكلام ، وأشرت إلى صحّة الحديث وإن حاول القوم «التكّتم» عليه ، فراجع المجلّد المختصّ به من كتابنا الكبير (1).
وأيضاً : فقد فضح الله حال أنس لمّا «كتم» الشهادة بحديث الغدير ، ودعا عليه الإمام عليه السلام وابتلي بالبرص ، والقضية مشهورة.
وعلى كلٍّ ، فإنّ هذا الحديث الذي أورده السيّد - رحمه الله - يعدّ من أسمى مناقب سيّدنا أمير المؤمنين وفضائله الدالّة على إمامته بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهو من أثبت الأحاديث في الباب ، وقد رويت مقاطع منه أيضاً بأسانيد مستقلّة بعضها معتبر.
ومن هنا ، فقد بذل المتعصّبون جهودهم في الطعن في الحديث المذكور ، واضطربت كلماتهم في الردّ عليه ، وإليك بعض الكلام في ذلك :
لقد روى الحافظ أبو نعيم هذا الحديث بطريقين ، أحدهما : عن القاسم بن جندب ، عن أنس ، والآخر : عن جابر الجعفي ، عن أبي الطفيل ، عن أنس .. 4.
ص: 56
فقال ابن الجوزي - بعد أن رواه بالطريق الأوّل - : «هذا حديث لايصحّ. قال يحيى بن معين : علي بن عابس ليس بشيء. وقد روى هذا الحديث جابر الجعفي ، عن أبي الطفيل ، عن أنس. قال زائدة : كان جابر كذّاباً ، وقال أبو حنيفة : ما لقيت أكذب منه» (1).
فأمّا الطريق الأوّل ، فقد طعن فيه من أجل : «علي بن عابس» ، ولم يقل إلاّ : قال يحيى بن معين : «ليس بشيء» ؛ ممّا يدلّ على أنْ لا إشكال في هذا الطريق إلاّ من ناحية «علي بن عابس» ، وأمّا الطريق الثاني ، فالكلام في : «جابر الجعفي».
أمّا الذهبي ، فلم يذكر الحديث بترجمة «جابر» أصلاً .. وإنّما ذكره بالطريق الأوّل ، لكن لا بترجمة : «علي بن عابس» ، بل بترجمة : «إبراهيم» ، ثمّ اضطرب الأمر عليه ؛ فعنون تارة : «إبراهيم بن محمد بن ميمون» ، وأُخرى : «إبراهيم بن محمود بن ميمون» ، فقال في الأوّل : «إبراهيم بن محمد بن ميمون : من أجلاء الشيعة. روى عن علي بن عابس خبراً عجيباً. روى عنه أبو شيبة بن أبي بكر وغيره» (2) ..
ثمّ قال في الصفحة اللاحقة : «إبراهيم بن محمود بن ميمون : لاأعرفه. روى حديثاً موضوعاً فاسمعه : فروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن علي بن عابس ، عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن جندب ، عن أنس : إنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال لي : أوّل من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وقائد الغرّ 3.
ص: 57
المحجّلين ، وخاتم الوصيّين .. الحديث بطوله».
فهل هو : «إبراهم بن محمد بن ميمون» ، أو : «إبراهيم بن محمود ابن ميمون»؟!
الأوّل : «من أجلاد الشيعة» ، الثاني : «لا أعرفه»!!
وهل الحديث : «عجيب» أو : «موضوع»؟!
وعندما نرجع الى لسان الميزان نجد أنّ ابن حجر يقول : «إبراهيم بن محمد بن ميمون : من أجلاد الشيعة. روى عن علي بن عابس خبراً عجيباً. روى عنه أبو شيبة بن أبي بكر وغيره. انتهى.
والحديث : قال هذا الرجل : حدّثنا علي بن عابس ، عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن جندب ، عن أنس - رضي الله عنه - : إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لي : ... الحديث بطوله. رواه عنه أيضاً : محمد بن عثمان بن أبي شيبة. وذكره الأزدي في الضعفاء ، وقال : إنّه منكر الحديث. وذكره ابن حبّان في الثقات ، وقال إنّه : كندي.
وأعاده المؤلّف في ترجمة إبراهيم بن محمود ، وهو هو ، فقال : لاأعرفه. روى حديثاً موضوعاً ، فذكر الحديث المذكور. ونقلتُ من خطّ شيخنا أبي الفضل الحافظ : إنّ هذا الرجل ليس بثقة. وقال إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة : سمعت عمّي عثمان بن أبي شيبة يقول : لولا رجلان من الشيعة ما صحّ لكم حديث. فقلت : من هما يا عمّ؟ قال : إبراهيم بن محمد بن ميمون ، وعبّاد بن يعقوب. وذكره أبو جعفر الطوسي في رجال الشيعة» (1). ة.
ص: 58
ووقع اختلاف واضطراب في اسم الراوي : هل هو «علي بن عابس» ، كما ذكروا ، أو : إنّه «علي بن عياش» ، كما في حلية الأولياء ، وقال مصحّحه : «الصحيح ما أثبتناه» ، أو : «علي بن عباس» ، أو : «علي بن عائش» ، كما في روايتي ابن عساكر؟!!
أقول :
إنّي أظنّ أنّ هذا التصحيف مقصود وليس بصدفة :
فإن كان : «ابن عياش» ، فهو من رجال البخاري والسنن الأربعة (1) ..
وإن كان : «ابن عابس» ، فهو من رجال الترمذي ، وقد اختلفت كلماتهم فيه ..
فعن جماعة ، كالجوزجاني والأزدي : ضعيف. وعن يحيى بن معين في رواية : كأنّه ضعيف ، وفي أُخرى : ليس بشيء. وعن ابن حبّان : فحش خطأُه فاستحقّ الترك. وعن الدارقطني : يعتبر به. وعن أبي زرعة والساجي : عنده مناكير. وعن ابن عدي : لعلي بن عابس أحاديث حِسان ، ويروي عن أبان بن تغلب ، وعن غيره ، أحاديث غرائب ، وهو مع ضعفه يكتب حديثه (2).
وقد أورد ابن عدي روايته الحديث عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال : لمّا نزلت : (وآت ذا القربى حقّه) (3)دعا رسول الله صلّى الله عليه [وآله] 6.
ص: 59
وسلّم فاطمة فأعطاها فدكاً (1).
فمن يروي مثل حديثنا - وهذا الحديث في فدك - فلا بُدّ وأن يُترك عند الجوزجاني وأمثاله من النواصب!!
هذا تمام الكلام على الطريق الأوّل.
وقد عرفت أنّ «إبراهيم بن محمد بن ميمون» من الثقات عند ابن حبّان وغيره ، ولم ينقل ابن حجر تضعيفاً له إلاّ عن الأزدي ، وهذا من عجائب ابن حجر ؛ لأنّه تعقّب تضعيفات الأزدي غير مرّة قائلاً : «ليت الأزدي عرف ضعف نفسه» و «لا يعتبر تجريحه لضعفه هو» (2) ..
ولم يتكلّم فيه الذهبي إلاّ بقوله : «من أجلاد الشيعة» ، وهذا ليس بطعنٍ ؛ فقد قدّمنا غير مرّة عن الذهبي نفسه وعن ابن حجر أنّ التشيّع غير مضرّ بالوثاقة.
وأمّا الطريق الثاني ، فقد تكلّموا فيه ل- «جابر بن يزيد الجعفي» ، ويكفي أن نورد نصّ كلام الذهبي فيه في ميزان الاعتدال ؛ إذ قال :
«جابر بن يزيد [د ، ت ، ق] بن الحارث الجعفي الكوفي ، أحد علماء الشيعة ، له عن أبي الطفيل ، والشعبي ، وخلق. وعنه : شعبة ، وأبوعوانة ، وعدّة.
قال ابن مهدي ، عن سفيان : كان جابر الجعفي ورعاً في الحديث ، مارأيت أورع منه في الحديث.
وقال شعبة : صدوق ؛ وقال يحيى بن أبي بكير ، عن شعبة : كان جابر إذا قال أخبرنا وحدّثنا وسمعت ، فهو من أوثق الناس. 0.
ص: 60
وقال وكيع : ما شككتم في شيء فلا تشكّوا أنّ جابراً الجعفي ثقة.
وقال ابن عبد الحكم : سمعت الشافعي يقول : قال سفيان الثوري لشعبة : إنّ تكلّمت في جابر الجعفي لأتكلّمنّ فيك ...» (1).
فإذا كان جابر من رجال ثلاثة من الصحاح ، ثمّ من مشايخ أئمّةٍ ، كالثوري وشعبة وأبي عوانة ، وأنّهم قالوا هذه الكلمات في توثيقه ... فإنّه يكفينا للاحتجاج قطعاً ؛ إذْ ليس عندهم من المحدّثين من أجمعوا على وثاقته إلاّ الشاذ النادر ، فهم لم يجمعوا على وثاقة مثل البخاري صاحب الصحيح.
على أنّ ما ذكروه جرحاً فيه فليس من أسباب الجرح والقدح ؛ لأنّ كلمات الجارحين تتلخّص في أنّه : «كان من علماء الشيعة» ، وأنّه كان : «يحدّث بأخبار لا يُصبر عنها» في فضل أهل البيت ، وأنّه : «كان يؤمن بالرجعة» ... ولا شيء من هذه الأُمور بقادح ، لا سيّما بالنظر إلى ما تقدّم عن أئمّة القوم من التأكيد على ورعه في الحديث ، والنهي عن التشكيك في أنّه ثقة ، حتّى أنّ مثل سفيان يقول لمثل شعبة : «إن تكلّمت في جابر الجعفي لأتكلّمن فيك»!
وبما ذكرناه كفاية ، لمن طلب الرشاد والهداية.
وبه تتبيّن مواضع الزور والدجل والتدليس في كلام المفتري.
الحديث «6» :
قال أبو نعيم : «حدّثنا محمد بن حميد ، ثنا علي بن سراج المصري ، ثنا محمد بن فيروز ، ثنا أبو عمرو لاهز بن عبد الله ، ثنا معتمر بن سليمان ، 4.
ص: 61
عن أبيه ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : ثنا أنس بن مالك ، قال : بعثني النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى أبي برزة الأسلمي ، فقال له وأنا اسمع : يا أبا برزة! إنّ ربّ العالمين عهد إليّ عهداً في عليّ بن أبي طالب فقال : إنّه راية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام أوليائي ، ونور جميع من أطاعني .. يا أبا برزة! عليّ بن أبي طالب أميني غداً في القيامة ، وصاحب رايتي في القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربّي.
حدّثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا محمد بن علي بن دحيم ، ثنا عباد بن سعيد بن عباد الجعفي ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي البهلول ، حدّثني صالح ابن أبي الأسود ، عن أبي المطهّر الرازي ، عن الأعشى الثقفي ، عن سلام الجعفي ، عن أبي برزة ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنّ الله تعالى عهد إليّ عهداً في عليّ ، فقلت : يا ربّ بينّه لي؟ فقال : اسمع : فقلت : سمعت ، فقال : إنّ عليّاً راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين ، من أحبّه أحبنّي ومن أبغضه أبغضني ، فبشّره بذلك. فجاء عليّ فبشّرته ...» (1).
وأخرجه ابن عساكر عن أبي علي الحداد ، عن أبي نعيم الحافظ (2) ..
وأخرجه بإسناد له غيره فقال : «أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم ابن محمد الزيدي ، أنا أبو الفرج الشاهد ، أنا أبو الحسن محمد بن جعفر النجّار النحوي ، أنا أبو عبد الله محمد بن القاسم المحاربي ، نا عبّاد بن يعقوب ، أنا علي بن هاشم ، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن عون بن عبيد الله ، عن أبي جعفر وعن عمر بن علي ، قالا : قال رسول الله 0.
ص: 62
صلّى الله عليه وآله وسلّم : ...
(قال ابن عساكر :) هذا مرسل» (1).
ولم يتكلّم ابن عساكر على الإسناد السابق.
وأمّا قوله في الإسناد الأخير : «مرسل» فيردّه أنّ الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام لا يروي إلاّ عن آبائه ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وعمر بن علي إنّما رواه عن عليّ أمير المؤمنين عليه السلام ..
ولو كان في الحديث مطعن لذكره ابن عساكر ، لكنّه حديث معتبر بلاريب ؛ لأنّ رجاله ثقات بلا كلام ..
و «عباد بن يعقوب» الرواجني من رجال البخاري ، والترمذي ، وابن ماجة ؛ قال ابن حجر : «صدوق رافضي ، حديثه في البخاري مقرون ، بالغ ابن حبّان فقال : يستحقّ الترك» (2) ..
و «علي بن هاشم» بن البريد من رجال البخاري في المتابعات ، ومسلم ، والأربعة ؛ وقال ابن حجر : «صدوق يتشيّع» (3).
فالحقّ مع السيّد في قوله :
«وأنت ترى هذه الأحاديث الستّة نصوصاً صريحة في إمامته ولزوم طاعته عليه السلام».
الحديث «7» :
أخرجه طب عن سلمان وأبي ذرّ معاً. هق ، عد عن حذيفة. كذا قال 5.
ص: 63
المتّقي (1).
وسند الحديث عند الطبراني هكذا : «حدّثنا علي بن إسحاق الوزير الأصبهاني ، حدّثنا إسماعيل بن موسى السدّي ، ثنا عمر بن سعيد ، عن فضيل بن مرزوق ، عن أبي سخيلة ، عن أبي ذرّ وعن سلمان ، قالا : أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ رضي الله عنه فقال : إنّ هذا ...» (2).
وعند ابن عساكر بإسناده ... أنا عمرو بن سعيد البصري ، عن فضيل ابن مرزوق ، عن أبي سخيلة ، عن سلمان وأبي ذرّ ... (3).
وقال الهيثمي بعد أن رواه عن سلمان وأبي ذرّ : «رواه الطبراني ، والبزّار عن أبي ذرّ وحده ... وفيه : عمرو بن سعيد المصري ، وهو ضعيف» (4).
وفي تهذيب الكمال في مَن روى عن فضيل بن مرزوق : عمر بن سعد البصري (5).
أقول :
فقد وقع التحريف والخلط في اسم الرجل واسم أبيه ولقبه ، فهل هو : «عمر» أو «عمرو»؟! وأبوه : «سعد» أو «سعيد»؟! وهو : «البصري» أو «المصري»؟! 6.
ص: 64
وقد روي الحديث عن ابن عباس أيضاً ، وأخرجه ابن عساكر بإسناد فيه عبد الله بن داهر ، قال : «ستكون فتنة ، فمن أدركها منكم فعليه بخصلتين : كتاب الله وعليّ بن أبي طالب ، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول وهو آخذ بيد عليّ : هذا أوّل من آمن بي ...».
ثمّ قال ابن عساكر : «قال ابن عدي : عامّة ما يرويه ابن داهر في فضائل عليّ هو فيه متّهم» (1).
فلم يتّهم الرجل بكذبٍ أو غيره من أسباب الضعف ، وإنّما «عامّة مايرويه في فضائل عليّ» ، فهذا ذنبه؟!
فانظر كيف يحاولون الطعن في الأحاديث النبوية الواردة في المناقب العلوية؟!!
الحديث «8» :
هذا الحديث أخرجه الطبراني في الكبير ، وأبو نعيم في الحلية ، كما قال المتّقي (2)).
ورواه الهيثمي فقال : «رواه الطبراني ، وفيه : إسحاق بن إبراهيم الضبيّ ، وهو متروك» (3).
أقول :
الظاهر أنّ الغلط في نسخة الهيثمي هو الذي أوقعه في هذا الاشتباه ؛ 2.
ص: 65
لأنّه لم يعرفه بهذا الاسم واللقب ، لكن الرجل هو : «إبراهيم بن إسحاق الصيني» ، وهو ليس بمتروك ..
قال السمعاني : «إبراهيم بن إسحاق : كوفي ، كان يتّجر في البحر ، ورحل إلى الصين ، وهو من بلاد المشرق ، يروي عن أبي عاتكة ، عن أنس ، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال : اطلبوا العلم ولو بالصين» (1).
قيل :
«قد أخرجه أبو نعيم في الحلية ، وهو حديث موضوع ، ومجرّد العزو إليه مشعر بالضعف ، كما هو مقرَّر عند أهل العلم بالحديث».
أقول :
قد عرفت أنّ الحديث أخرجه الطبراني ، وأبو نعيم ، وغيرهما من الأئمّة والحفّاظ ، وسنده خال من الإشكال.
وليس العزو إلى أبي نعيم مشعراً بالضعف ، بل لا بُدّ من النظر في سند الحديث ومتنه أيّاً كان الراوي له ... ولا يجوز ردّ الأحاديث النبوية بمجرّد التشهّي. ولا الطعن في العلماء ورواياتهم بلا دليل.
الحديث «9» :
قيل :
«9 ، 10 - أنا مدينة العلم وعليّ بابها .. الحديث. أنا دار الحكمة ».
ص: 66
وعليّ بابها .. الحديث.
هذا حديث مطعون فيه ؛ قال يحيى بن معين : لا أصل له. وقال البخاري : إنّه منكر وليس له وجه صحيح. وقال الترمذي : إنّه منكر غريب. وذكره ابن الجوزي في الموضوعات. وقال ابن دقيق العيد : لم يثبتوه ، وقال النووي والذهبي والجزري : إنّه موضوع. (مختصر التحفة الاثني عشرية : 165).
وقال ابن الجوزي : وثمّ في الطريق الثاني (أنا دار الحكمة ... الحديث) : محمد بن عمرو الرومي ، قال ابن حبّان : كان يأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم ، لا يجوز الاحتجاج به بحال. (رياض الجنّة : 150)».
أقول :
هذان حديثان يختلفان سنداً ومتناً ، وحيث أنّ القوم لم يتكلّموا في الثاني كما تكلّموا في الأوّل منهما ، فقد خلط المفتري بينهما ، ليوهم القارئ أنّهما حديث واحد ، والطعن من بعضهم متوجّه إلى كليهما ، وهذه خيانة كبيرة .. وسيتضّح الأمر ..
والكلام الآن في الحديث الأوّل المرقّم برقم «9» ، فنقول :
إنّه لمّا كان حديث : «أنا مدينة العلم ...» من أقوى ما يُحتجّ به على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، وأوضحها دلالةً على أعلميّته وأفضليّته بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فقد سعى القوم بشتّى الطرق لإسقاطه عن الاعتبار من حيث السند ، أو عن الدلالة على ما يذهب إليه أهل الحقّ ، ونحن نذكر طرقهم المختلفة في محاربة هذا الحديث ، ونوضّحها باختصار :
ص: 67
فالطريق الأوّل : تكذيب الحديث سنداً ..
وهذا طريق بعض المتعصّبين منهم ، المناوئين لأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، ومن أشهرهم ابن تيمية ، الذي يقول : «وحديث أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، أضعف وأوهى ، ولهذا إنّما يعدّ في الموضوعات ، وإن رواه الترمذي .. وذكره ابن الجوزي وبيّن أنّ سائر طرقه موضوعة. والكذب يعرف من نفس متنه ...» (1).
لكنّ الحديث ليس كذباً موضوعاً ، وما ذكره ابن الجوزي قد تعقبّه غير واحد من أئمّتهم ، كالحافظ السيوطي في اللآلي المصنوعة ..
ولا يخفى أنّ ابن تيمية يعترف بكونه من أحاديث صحيح الترمذي ، وسيأتي مزيد من الكلام في ذلك.
والحاصل : إنّهم قد رووا هذا الحديث بأسانيدهم عن أمير المؤمنين ، وعن الإمامين السبطين الحسن والحسين ، وعن عبد الله بن العباس ، وجابر ، وابن مسعود ، وحذيفة ، وأنس ، وابن عمر ، وعمرو بن العاص ..
وهو في كتب كثير من الأئمّة ، أخرجوه بطرقهم ، وقد نصّ على صحّته : يحيى بن معين ، وابن جرير الطبري ، والحاكم النيسابوري ، وجمع من كبار الحفّاظ ، ومنهم من نصّ على حسنه : كالحافظ العلائي ، والحافظ ابن حجر العسقلاني ، والحافظ السمهودي ، وأمثالهم.
وما نقل عن يحيى بن معين من أنّه قال : «لا أصل له» فكذب ؛ بدليل ما جاء في تهذيب الكمال للحافظ أبي الحجّاج المزّي ، وفي تهذيب5.
ص: 68
التهذيب للحافظ ابن حجر العسقلاني : «قال القاسم : سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث ، فقال : صحيح» وكذلك النقل عنه في كلام الخطيب البغدادي ، والجلال السيوطي ، والشوكاني ، والمناوي ، وغيرهم (1).
فإذاً ، يحيى بن معين يقول بصحّة حديث : «أنا مدينة العلم ...».
ومن القائلين بصحّته : ابن جرير الطبري ، فيكتابه تهذيب الآثار ؛ قال السيوطي في جمع الجوامع : «وقال ابن جرير : هذا خبر صحيح سنده».
ومنهم : الحاكم صاحب المستدرك ، فإنّه قال : «هذا حديث صحيح الإسناد» ، ثمّ قال : «ولهذا الحديث شاهد من حديث سفيان الثوري بإسناد صحيح ...» (2).
فلماذا الكذب على العلماء وإخفاء الحقائق أو إنكارها؟!
فإنّ الترمذي لم يقل عقيب حديث : «أنا مدينة العلم ...» ذلك ، بل سيأتي أنّ هذا الحديث قد أسقطه القوم من كتابه ؛ فلو كان قد طعن فيه لم يكن حاجة إلى إسقاطه من الكتاب ..
والبخاري إنّما تكلَّم في الحديث الثاني : «أنا دار الحكمة ...» كما في اللآلي المصنوعة والمقاصد الحسنة ؛ فدعوى تكلّمه في حديث : «أنا مدينة العلم ...» كاذبة.
وكذلك نسبة القول بكونه موضوعاً إلى بعض العلماء منهم ، فإنّها من الأكاذيب أيضاً .. 7.
ص: 69
والطريق الثاني : مناقشة مدلول الحديث ..
ولكنّها مناقشات باطلة ، ومحاولات ساقطة ، ولذا احتاجوا إلى سلوك الطرق الأُخرى.
الطريق الثالث : تحريف لفظ الحديث والتلاعب بمتنه ..
كقول بعض النواصب : إنّ كلمة : «عليّ» فيه ليس عَلَماً ، وإنّما هو وصفٌ بمعنى العلوّ ؛ فمدينة العلم عالٍ بابها. لكنّه بلغ من السخافة حدّاً جَعلَ بعض علمائهم يردّه ويبطله ، كابن حجر المكّي وغيره (1) ..
وكزيادة آخرين فيه بفضائل لغيره ، فقد جاء في بعض كتبهم : «أنا مدينة العلم وأبو بكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعليّ بابها» ، وقد نصّ العلماء على سقوطه ، كالسخاوي الحافظ ؛ إذ قال : «كلّها ضعيفة ، وألفاظ أكثرها ركيكة» (2).
الطريق الرابع : تحريف الكتب ..
فإنّهم لمّا رأوا أنّ هذا الحديث قويٌ في دلالته ، ووجوده في الكتب المعتبرة يسبّب صحّة استدلال الإمامية به ، قاموا بتحريف الكتب .. ومن ذلك صحيح الترمذي ، فإنّ حديث : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها» نقله جماعة من أكابر القوم ، كابن تيمية ، وابن الأثير ، وابن حجر ، وغيرهم ، عن الكتاب المذكور ، ولكنّه غير موجود فيه الآن. 7.
ص: 70
فلينظر القارئ المنصف كيف يتلاعبون بأقوال النبيّ الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولو كانوا أهل السُنّة حقّاً لَما فعلوا هذه الأفاعيل ، وما قالوا هذه الأقاويل ، لكنهم يتّبعون سُنّة بني أُمية ، ويقصدون محاربة السُنّة النبوية الصحيحة ، ويأبى الله إلاّ أن يتمَّ نوره ..
الحديث «10» :
أخرجه الترمذي في صحيحه ، وقال : حديث حسن ، كما نصّ على ذلك الحفّاظ ، كمحبّ الدين الطبري المكّي (1).
وأخرجه ابن جرير الطبري وصحّحه ، كما نصّ على ذلك جماعة ، كالحافظ السيوطي في اللآلي المصنوعة (2).
وقد نقل السيوطي تحسين الحافظ صلاح الدين العلائي كذلك.
وممّن أثبته في كتابه من الحفّاظ وكبار العلماء :
أبو نعيم الأصبهاني.
ابن مردويه الأصبهاني.
الخطيب التبريزي ، صاحب مشكاة المصابيح.
ابن حجر العسقلاني.
أبو محمّد الحسين بن الفرّاء البغوي.
المناوي ، صاحب شرح الجامع الصغير.
الزرقاني ، صاحب شرح الموطأ.
القسطلاني ، صاحب شرح البخاري. 2.
ص: 71
ن حجر المكّي ، صاحب الصواعق.
المتّقي الهندي ، صاحب كنز العمّال.
أقول :
قد عرفنا حال عشرة أحاديث من الأربعين حديثاً التي أوردها السيّد لتأييد النصوص في إمامة أمير المؤمنين ، من الصحّة في السند والمتانة في الدلالة ، وعرفنا كيف يحاولون ردّ أحاديث مناقب أمير المؤمنين ودلائل إمامته بالزور والكذب.
وعلى حال هذه فقِس البقية .. على أنّ قسماً منها قد تقدّم البحث عنه في المراجعات السابقة ..
فالأوْلى صرف الوقت في تشييد سائر المراجعات ..
* * *
ص: 72
المراجعة (50)
قال السيّد - رحمه الله - :
في وجه الاستدلال بخصائص أمير المؤمنين على إمامته :
«إنّ من كان مثلكم - ثاقب الروية ، بعيد المرمى ، خبيراً بموارد الكلام ومصادره ، بصيراً بمراميه ومغازيه ، مستبصراً برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وحكمته البالغة ونبوّته الخاتمة ، مقدّراً قدره في أفعاله وأقواله ، وأنه لا ينطق عن الهوى - لا تفوته مقاصد تلك السُنن ، ولا تخفى عليه لوازمها ، عرفاً وعقلاً ..
وما كان ليخفى عليك - وأنت من أثبات العربية وأسنادها (1) - أنّ تلك السُنن قد أعطت عليّاً من المنازل المتعالية ما لا يجوز على الله تعالى وأنبيائه إعطاؤها إلاّ لخلفائهم وأُمنائهم على الدين وأهله ، فإذا لم تكن دالّة على الخلافة بالمطابقة ، فهي كاشفة عنها ألبتة ودالّة عليها لا محالة بالدلالة الالتزامية ، واللزوم فيها بيّن بالمعنى الأخصّ ، وحاشا سيّد الأنبياء أن يعطي تلك المنازل الرفيعة إلاّ لوصيّه من بعده ، ووليّه في عهده ..
على أنّ من سبر غور سائر السُنن المختصّة بعليّ ، وعجم عودها بروية وإنصاف ، وجدها بأسرها - إلاّ قليلاً منها - ترمي إلى إمامته ، وتدلّ عليها إمّا بدلالة المطابقة ، كالنصوص السابقة (2) ، وكعهد الغدير ، وإمّا بدلالة 0.
ص: 73
الالتزام ، كالسُنن التي أسلفناها في المراجعة 48 ..
وكقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض (1) ..
وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : عليّ منّي بمنزلة رأسي من بدني (2) ..
وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم في حديث عبد الرحمن بن عوف (3) : والذي نفسي بيده لتقيمنّ الصلاة ، ولتؤتنّ الزكاة ، أو لأبعثنّ إليكم رجلاً منّي أو كنفسي .. الحديث ، وآخره : فأخذ بيد عليّ ، فقال : هو هذا ..
إلى ما لا يحصى من أمثال هذه السُنن ، وهذه فائدة جليلة ألفت إليها كلّ غوّاص عن الحقائق ، كشّاف عن الغوامض ، موغل في البحث بنفسه لنفسه ، لا يتبع إلاّ ما يفهمه من لوازم تلك السُنن المقدّسة ، بقطع النظر عن العاطفة».
* * * ء.
ص: 74
المراجعة (52)
وقال - في ردّ دعوى المعارضة - :
«نحن نؤمن بفضائل أهل السوابق من المهاجرين والأنصار كافّة رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وفضائلهم لا تحصى ولا تستقصى ، وحسبهم ما جاء في ذلك من آيات الكتاب وصحاح السُنّة ، وقد تدبّرناه إذ تتبّعناه فما وجدناه - كما يعلم الله عزّ وجلّ - معارضاً لنصوص عليّ ، ولا صالحاً لمعارضة شيء من سائر خصائصه.
نعم ، ينفرد خصومنا برواية أحاديث في الفضائل لم تثبت عندنا ، فمعارضتهم إيّانا بها مصادرة لا تُنتظر من غير مكابر متحكّم ، إذْ لا يسعنا اعتبارها بوجه من الوجوه ، مهما كانت معتبرة عند الخصم.
ألا ترى أنّا لا نعارض خصومنا بما انفردنا بروايته ، ولا نحتجّ عليهم إلاّ بما جاء من طريقهم ، كحديث الغدير ونحوه؟!
على أنّا تتبّعنا ما انفرد به القوم من أحاديث الفضائل ، فما وجدنا فيه شيئاً من المعارضة ، ولا فيه أي دلالة على الخلافة ، ولذلك لم يستند إليه - في خلافة الخلفاء الثلاثة - أحد ، والسلام».
أقول :
قد قررّنا سابقاً أُموراً للبحث ، نشير إليها تشييداً لكلام السيّد وتأييداً لِما تقدّم منّا وسيأتي من البحوث :
1 - إنّه إذا كان الحديث متّفقاً عليه بين الفريقين فإنّ الاعتماد عليه
ص: 75
أحزم ، والاستدلال به أتمّ ، لا سيّما إذا كان معتبراً سنداً على أُصول الخصم باعتراف بعض علماء طائفته.
2 - إنّ الاعتبار السندي لأيّ حديث ليس بمعنى أن يكون رواته موثّقين عند جميع أئمّة الجرح والتعديل ، بحيث لو وقع في السند رجل مختلف فيه فلا يكون صحيحاً ، وذلك لأنّ الرجال المتّفق على وثاقتهم عند القوم قليلون جدّاً ، فإنّ فيهم من يقدح في البخاري وفي مسلم ، والقدح في سائر أرباب الصحاح موجود في غير واحدٍ من كتبهم .. بل يكفي للاحتجاج بالخبر عدم كون رواته مقدوحين عند الكلّ أو الأكثر.
3 - إنّ كلّ حديثٍ ينفرد أحد الطرفين بروايته ، فإنّه لا يكون حجّةً على الطرف الآخر ولا يجوز الاحتجاج به عليه ، وهذه قاعدة مقرّرة عند علماء الفريقين ، وأصحابنا ملتزمون بها في بحوثهم ، بخلاف الخصوم ، فما أكثر استدلالهم بما ينفردون بروايته في فضل أئمّتهم ، وهذا مخالف للقاعدة ..
وممّن نصّ على هذه القاعدة الحافظ ابن حزم الأندلسي ، فإنّه قال في كتابه الفصل في بداية مباحث الإمامة ، في الاحتجاج على الإمامية :
«لا معنى لاحتجاجنا عليهم برواياتنا فهم لا يصدّقونها ، ولا معنى لاحتجاجهم علينا برواياتهم فنحن لا نصدّقها ، وإنّما يجب أن يحتجّ الخصوم بعضهم على بعض بما يصدّقه الذي تقام عليه الحجّة به ، سواء صدّقه المحتجّ أو لم يصدّقه ؛ لأنّ من صدّق بشيء لزمه القول به أو بما يوجب العلم الضروري ، فيصير حينئذٍ مكابراً منقطعاً إن ثبت على ما كان عليه ...» (1). 9.
ص: 76
4 - إنّ استدلال أصحابنا بآيات الكتاب - مع النظر إلى شأن نزولها بحسب روايات أهل السُنّة - وبالأحاديث الواردة في كتب القوم على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، إنّما هو لكون تلك الأدلّة نصوصاً ثابتة ، إمّا على إمامته بعد رسول الله بلا فصل ، وإمّا على أفضليّته من غيره بعد النبيّ ..
فأمّا النصّ على الإمامة فلا يجوز ردّه ؛ لأنّ ردّ النصّ الثابت عن رسول الله تكذيب له ، وهو كفر بإجماع المسلمين.
وأمّا النصّ على الأفضلية فيدلّ على الإمامة ؛ لحكم العقل بقبح تقدّم المفضول ، والأحاديث الواردة في صفات عليّ عليه السلام وحالاته المستلزمة للأفضلية من غيره ، وبالأسانيد المعتبرة ، كثيرة جدّاً ..
ثمّ إنّ الحكم العقلي المذكور ممّا يعترف به حتّى شيخ النواصب المكابرين ابن تيمية الحرّاني في منهاجه.
5 - وأصحابنا دائماً مستعدّون لاستماع أيّة مناقشةٍ علمية مبنية على أُصول البحث وآداب المناظرة ..
وكذلك كان أُسلوب السيّد مع الشيخ سليم البشري - شيخ الجامع الأزهر -.
وإذا كان الحاكم النيسابوري من أئمّة الحديث عند القوم ، وكان قد روى بسند صحيح في المستدرك عن أحمد بن حنبل ، قوله : «ما جاء لأحدٍ من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من الفضائل ما جاء لعليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه» (1) ..
وإذا كان الذهبي أيضاً من أئمّة الحديث - وقد تعقّب روايات الحاكم 7.
ص: 77
في تلخيص المستدرك - قد وافق الحاكم في نقل هذا الكلام عن أحمد ..
فقد جاز لنا أنْ نحتجّ على كلّ من يحترم أحمد بن حنبل ويتّبعه بكلامه المروي عنه في حقّ أمير المؤمنين عليه السلام.
فما ظنّك بابن تيمية المكذّب لهذا النقل بلا أي دليل؟!
بل المنقول عن أحمد بن حنبل فوق هذا النصّ الذي رواه الحاكم ووافقه الذهبي ؛ فقد روى الحافظ ابن الجوزي - وهو ممّن يعتمد على كلماته وآرائه المكابرون - في كتابه في مناقب أحمد أنّه قال : «ما ورد لأحدٍ من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحاح ما ورد لعليّ رضي الله عنه» (1) .. فهنا جملة : «الفضائل بالأسانيد الصحاح»!
وروى الحافظ ابن عبد البرّ عن أحمد والنسائي أنّهما قالا : «بالأسانيد الحِسان» (2).
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني بترجمة الإمام عليه السلام : «ومناقبه كثيرة ، حتّى قال الإمام أحمد : لم ينقل لأحدٍ من الصحابة ما نقل لعليّ ، وكذا قال غيره ..
وتتّبع النسائي ما خصّ به من دون الصحابة ، فجمع من ذلك شيئاً كثيراً بأسانيد أكثرها جياد» (3).
وقال في فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، بشرح عنوان : باب مناقب عليّ بن أبي طالب : 8.
ص: 78
«قال أحمد وإسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري : لم يرد في حقّ أحدٍ من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر ممّا جاء في عليّ» (1).
وقال ابن حجر المكّي : «قال أحمد : ما جاء لأحدٍ من الفضائل ما جاء لعليّ ، وقال إسماعيل القاضي والنسائى وأبو علي النيسابوري : لم يرد في حقّ أحدٍ من الصحابة بالأسانيد الصحاح الحسان أكثر ماورد في حقّ عليّ» (2).
فليقرأ المنصف هذه الكلمات والاعترافات ..
ولينظر كيف يحتجّ الإمامية بها على الخصم؟! وكيف تُقابَل احتجاجاتهم بأنواع الزور والبهتان والظلم؟!!
للبحث صلة ... 1.
ص: 79
الشيخ محمد السند
ومتابعة لبقية قصاصات واقعة العقبة نتعرّض للبقية منها ..
قول ابن حزم في المحلّى : «ومن طريق مسلم (1) : نا زهير بن حرب ، نا أحمد الكوفي ، نا الوليد بن جُمَيع ، نا أبو الطفيل ، قال : كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة ما يكون بين الناس ، فقال : انشدك الله كم كان أصحاب العقبة؟ فقال له القوم : أخبره إذ سألك. قال - يعني حذيفة - : كنّا نخبر أنّهم أربعة عشر ، فإن كنت فيهم فقد كان القوم خمسة عشر ، وأشهد بالله أنّ اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله ويوم يقوم الأشهاد ، وعذر ثلاثة ؛ قالوا : ما سمعنا منادي رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ولا علمنا بما أراد القوم».
إلى أن قال ابن حزم : «وأحاديث موقوفة على حذيفة ، فيها : أنّه كان يدري المنافقين ، وأنّ عمر سأله : أهو منهم؟ قال : لا ، ولا أخبر أحداً بعدك بمثل هذا ، وأنّ عمر كان ينظر إليه فإذا حضر حذيفة جنازة حضرها عمر وإن لم يحضرها حذيفة لم يحضرها عمر ، وفي بعضها : منهم شيخ لو ذاق
ص: 80
الماء ما وجد له طعماً ؛ كلّها غير مسندة ..
وعن حذيفة ، قال : مات رجل من المنافقين فلم أذهب إلى الجنازة ، فقال : هو منهم ، فقال له عمر : أنا منهم؟ قال : لا».
إلى أن قال : «وعن زيد بن وهب ، قال : كنّا عند حذيفة - وهو من طريق البخاري (1) - فقال حذيفة : ما بقي من أصحاب هذه الآية إلاّ ثلاثة ، - يعني قوله تعالى : (فقاتلوا أئمّة الكفر) إلى قوله : (ينتهون) (2) - قال حذيفة : ولا بقي من المنافقين إلاّ أربعة. فقال له إعرابي : إنّكم أصحاب محمد تخبروننا بما لا ندري ، فما هؤلاء الّذين ينقرون بيوتنا ويسرقون أعلافنا؟ قال : أُولئك الفسّاق ، أجل لم يبقَ منهم إلاّ أربعة ، شيخ كبير لو شرب الماء وجد له برداً».
ثمّ نقل أحاديث بأنّه صلى الله عليه وآله لا يقتل أصحابه : «لا يتحدّث الناس أنّ محمداً يقتل أصحابه» (3).
وقال : «إنّه لا خلاف بين أحد من الأُمّة في أنّه لا يحلّ لمسلم أن يسمّي كافراً معلناً بأنّه صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولا أنّه من أصحاب النبيّ عليه السلام ، وهو عليه السلام قد أثنى على أصحابه ، فصحّ أنّهم أظهروا الإسلام فحرّمت بذلك دماؤهم في ظاهر الأمر ، وباطنهم إلى الله تعالى في صدق أو كذب ، فإن كانوا صادقين في توبتهم فهم أصحابه حقّاً ، عند الناس ظاهرهم وعند الله تعالى باطنهم وظاهرهم ، فهم الّذين أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله أنّهم : لو أنفق أحدنا مثل أُحد ذهباً ما بلغ نصيف مدّ أحدهم. وإن كانوا 2.
ص: 81
كاذبين فهم في الظاهر مسلمون وعند الله تعالى كفّار» (1).
وقال : «وأمّا حديث حذيفة فساقط ؛ لأنّه من طريق الوليد بن جُميع ، وهو هالك ، ولا نراه يعلم مَن وَضَع الحديث ؛ فإنّه قد روى أخباراً فيها أنّ أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وطلحة ، وسعد بن أبي وقّاص رضي الله عنهم أرادوا قتل النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وإلقاءه من العقبة في تبوك ، وهذا هو الكذب الموضوع الذي يطعن الله تعالى واضعه ، فسقط التعلّق به ، والحمد لله ربّ العالمين» (2).
إلى أن قال : «وأمّا الموقوفة على حذيفة فلا تصحّ ، ولو صحّت لكانت بلا شكّ على ما بيّنا من أنّهم صحّ نفاقهم وعاذوا بالتوبة ولم يقطع حذيفة ولا غيره على باطن أمرهم فتورّع عن الصلاة عليهم ..
وفي بعضها : أنّ عمر سأله : أنا منهم؟ فقال له : لا ، ولا أُخبر أحداً غيرك بعدك. وهذا باطل ، كما ترى ؛ لأنّ من الكذب المحض أن يكون عمر يشكّ في معتقد نفسه حتّى لا يدري أمنافق هو أم لا؟
وكذلك أيضاً لم يختلف اثنان من أهل الإسلام في أنّ جميع المهاجرين قبل فتح مكّة لم يكن فيهم منافق ، إنّما كان النفاق في قوم من الأوس والخزرج فقط ، فظهر بطلان هذا الخبر» (3).
ثمّ روى عن البخاري (4) : «نا آدم بن أبي إياس ، نا شعبة ، عن واصل الأحدب ، عن أبي وائل شقيق ابن سلمة ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : إنّ ».
ص: 82
المنافقين اليوم شرّ منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، كانوا حينئذ يسرّون واليوم يجهرون» (1).
أقول :
ذكر في تهذيب الكمال في ترجمة الوليد بن جميع : «الوليد بن عبدالله بن جميع الزهري الكوفي ، والد ثابت بن عبد الله بن جميع ، وقد ينسب إلى جدّه أيضاً. ثمّ نقل عن أحمد بن حنبل وأبي داود قولهما فيه : لا بأس. وعن يحيى بن معين : ثقة - وزاد مصحّح الكتاب حكاية الدارمي عن يحيى بن معين ذلك عن ابن محرز ، وزاد : مأمون مرضي - وكذلك عن العجليّ. وقال أبو زرعة : لا بأس به. وقال أبو حاتم : صالح الحديث. وقال عمرو بن علي : كان يحيى بن سعيد لا يحدّثنا عن الوليد بن جميع فلمّا كان قبل موته بقليل حدّثنا عنه. وذكره ابن حبّان في كتاب الثقات ، روى له البخاري في الأدب ، والباقون سوى ابن ماجة» (2).
وذكر مثل ذلك في التهذيب ، وقال : «وذكره - اي ابن حبّان - في الضعفاء ، وقال : ينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات ، فلمّا فحش ذلك منه بطل الاحتجاج به. وقال ابن سعد : كان ثقة ، له أحاديث. وقال البزار : احتملوا حديثه ، وكان فيه تشيّع. وقال العقيلي : في حديثه اضطراب. وقال الحاكم : لو لم يخرج له مسلم لكان أوْلى» (3).
فترى أنّهم مسلّمون بوثاقة الوليد بن جُمَيع إلاّ أنّ سبب الطعن بوثاقته 4.
ص: 83
هو روايته عن أبي الطفيل ، عن حذيفة روايات أصحاب عقبة تبوك.
وقد ذكر ابن جرير الطبري في المسترشد بعض تلك الروايات ..
قال : «وروى عبيد الله بن موسى ، عن الوليد بن جميع ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة أو عمّار ، قال : تجسّسوا على رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة العقبة : ...» ، وذكر جماعة من الصحابة ..
وروى أنّه صلى الله عليه وآله قال - بعد فشل أصحاب العقبة في تنفير راحلته ومطالبة بعض من كان معه بقتل تلك المجموعة - : «إنّي أكره أن يقول الناس : أنّ محمداً لمّا انقطعت الحرب بينه وبين المشركين ، وضع يده في قتل أصحابه. فقال : يا رسول الله! فإنّ هؤلاء ليسوا بأصحاب. قال : أليس يظهرون شهادة أن لا إله إلاّ الله؟ قال : بلى ، ولا شهادة لهم. قال : أليس يظهرون أنّي رسول الله؟ قال : بلى ، ولا شهادة لهم. قال : فقد نهيت عن قتل أُولئك» (1).
وأخرج الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة حذيفة (2) : «وكان النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قد أسرّ إلى حذيفة أسماء المنافقين ، وضبط عنه الفتن الكائنة في الأُمّة (3).
وقد ناشده عمر : أأنا من المنافقين؟ فقال : لا ، ولا أُزكّي أحداً بعدك (4)» (5).
وقال : «حمّاد بن سلمة : أخبرنا علي بن زيد ، عن الحسن ، عن 4.
ص: 84
جندب : أنّ حذيفة قال : ما كلام أتكلّم به يردّ عنّي عشرين سوطاً ، إلاّ كنت متكلّماً به.
خالد ، عن أبي قلابة ، عن حذيفة ، قال : إنّي لأشتري ديني بعضه ببعض ؛ مخافة أن يذهب كلّه (1).
أبو نعيم : حدّثنا سعد بن أوس ، عن بلال بن يحيى ، قال : بلغني أنّ حذيفة كان يقول : ما أدركَ هذا الأمر أحد من الصحابة إلاّ قد اشترى بعض دينه ببعض. قالوا : وأنت؟ قال : وأنا والله ، إنّي لأدخل على أحدهم - وليس أحد إلاّ فيه محاسن ومساوئ - فأذكر من محاسنه وأُعرض عمّا سوى ذلك» (2).
وروى الديلمي في إرشاد القلوب حادثة أُخرى مشابهة - هي المحاولة الثانية لأصحاب عقبة تبوك - وقعت عقب بيعة غدير خمّ وتنصيب الرسول صلى الله عليه وآله الإمام عليّ عليه السلام خليفة من بعده ؛ إذ اجتمعوا «ودار الكلام فيما بينهم وأعادوا الخطاب ، وأجالوا الرأي فاتّفقوا على أن ينفروا بالنبيّ صلى الله عليه وآله ناقته على عقبة الهريش ، وقد كانوا صنعوا مثل ذلك في غزوة تبوك ، فصرف الله الشرّ عن نبيّه صلى الله عليه وآله ..
فاجتمعوا في أمر رسول الله من القتل والاغتيال واستقاء السمّ على غير وجه ، وقد اجتمع أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله من الطلقاء من قريش والمنافقين من الأنصار ، ومَن كان في قلبه الارتداد من العرب في المدينة ، فتعاقدوا وتحالفوا على أن ينفروا به ناقته ، وكانوا أربعة عشر رجلاً ، وكان من عزم رسول الله أن يقيم عليّاً عليه السلام وينصبه للناس بالمدينة إذا قدم ، فسار 8.
ص: 85
رسول الله ...» ، وذكر واقعة غدير خمّ ..
وقال : «قال حذيفة : ودعاني رسول الله ودعا عمّار بن ياسر وأمره أن يسوقها وأنا أقودها حتّى إذا صرنا في رأس العقبة ثار القوم من ورائنا ودحرجوا الدباب بين قوائم الناقة فذعرت وكادت أن تنفر برسول الله ...» ، ثمّ ذكر تفاصيل الحدث قريب ممّا جرى في عقبة تبوك ..
«قال حذيفة : فقلت - أي لرسول الله صلى الله عليه وآله - : ومَن هؤلاء المنافقون يا رسول الله! أمن المهاجرين أم الأنصار؟ فسمّاهم لي رجلاً رجلاً حتّى فرغ منهم ، وقد كان فيهم أُناس أكره أن يكونوا منهم فأمسكت عن ذلك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا حذيفة! كأنّك شاكّ في بعض مَن سمّيت لك؟! ارفع رأسك إليهم. فرفعت طرفي إلى القوم وهم وقوف على الثنية ، فبرقت برقة فأضاءت جميع ما حولنا وثبتت البرقة حتّى خلتها شمساً طالعة ، فنظرت والله إلى القوم فعرفتهم رجلاً رجلاً ، وإذا هم كما قال رسول الله ، وعدد القوم أربعة عشر رجلاً ، تسعة من قريش وخمسة من سائر الناس ...» (1).
وقد ذكرنا في حلقات سابقة ما رواه مسلم في صحيحه عن قيس بن عبّاد : «قال : قلت لعمّار : أرأيتم صنيعكم هذا فيما كان من أمر عليّ ، أرأياً رأيتموه أو شيئاً عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وآله؟!
فقال : ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله شيئاً لم يعهده إلى الناس كافّة ، ولكن حذيفة أخبرني عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه قال : في أصحابي اثنا عشر منافقاً ، منهم ثمانية لا يدخلون الجنّة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط» (2).ن.
ص: 86
ومن الواضح أنّ حكاية عمّار عن حذيفة حديث النبيّ صلى الله عليه وآله عن الاثني عشر منافقاً - عدد أصحاب العقبة الّذين نفروا دابّة رسول الله صلى الله عليه وآله - في ذلك الوقت ، تعريض بأنّ بعض الصحابة كانوا من جملة الاثني عشر ، لاسيّما وأنّ عمّار وحذيفة هما اللّذان كانا مع الرسول صلى الله عليه وآله حينها ، وأنّ تعبيره صلى الله عليه وآله كان : «في أصحابي» ، الذي يعطي اختصاصهم القريب بالصحبة له صلى الله عليه وآله.
وروى مسلم في صحيحه أيضاً في كتاب صفات المنافقين روايات أُخرى فيهم نقلناها في الحلقات المتقدّمة ، فلتلحظ.
وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده عن زيد بن وهب الجهني ، يحدّث عن حذيفة : «قال : مرّ بي عمر بن الخطّاب وأنا جالس في المسجد فقال : يا حذيفة! إنّ فلاناً قد مات فاشهده. قال : ثمّ مضى حتّى إذا كاد أن يخرج من المسجد التفت إليّ فرآني وأنا جالس فعرف ، فرجع إليّ فقال : ياحذيفة! أنشدك الله أمن القوم أنا؟ قال : قلت : اللّهمّ لا ، ولن أُبرّئ أحداً بعدك ، قال : فرأيت عيني عمر جاءتا» (1).
وروى هذه الرواية ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب بسنده (2).
وجواب حذيفة في هذه الرواية يتضمّن التعريض الشديد ، كما هو طافح من ألفاظه ؛ إذ ما معنى : «ولن أُبرّئ أحداً بعدك»؟! فإنّ أيّ فرد من الناس إذا لم يكن من المنافقة أصحاب العقبة فلا معنى لامتناع حذيفة من الجواب .. 7.
ص: 87
والتعبير ب- : «لن أُبرّئ أحداً بعدك» يعطي : لن أُبرئ أحداً من الجماعة الخاصّة التي هي أصحاب العقبة ؛ فالتعبير «أُبرّئ» أي : أُثبت له البراءة مع كونه متورّطاً في عملية الاغتيال المدبّر في العقبة ؛ ولذلك قال بعد ذلك : «فرأيت عيني عمر جاءتا» أي : وقع في دهشة وهلع شديد ، وذلك لكون جواب حذيفة صريح بالتخلّص الذكي ؛ وهو لا يعني تبرئة صافية عن شوب التعريض بالنفي.
مضافاً إلى أنّ الرجل الميت الذي كنّى عنه حذيفة ب- : «فلان» لا بُدّ أن يكون من رجالات الدولة البارزين ؛ حتّى سبّب حصول التساؤل لدى عمر عن حاله عند حذيفة ، وعن مدى معرفة حذيفة بجميع أصحاب العقبة ، وإلاّ فكيف لا يعرف - و (الإنسان على نفسه بصيرة) (1) - أنّه كان منهم أم لم يكن؟!!
فلا بُدّ وأن يكون مصبّ السؤال هو عن مدى معرفة حذيفة بتمام المجموعة.
ومثل هذا التساؤل قد يوحي ويقضي بتورّط السائل ؛ لأنّ البريء لايحصل لديه الشكّ في كونه من مجموعة العقبة ..
والسبب في الشكّ بمعرفة حذيفة بالمجموعة هو أنّ وقت تنفيذ العملية في العقبة كان ليلاً مظلماً ، وكانت الجماعة ملثّمة ، وعندما تصدّى لهم حذيفة وعمّار ورجعوا واختفوا في الناس ظنّوا وحسبوا أنّ حذيفة وعمّار لم يعرفوهم ، لاسيّما وأنّ النبيّ صلى الله عليه وآله نبيّ الرحمة لم يفصح ولم يشهّر بهم بأمر من الله تعالى ، كما جاء في كتب حديث الفريقين وكتب 4.
ص: 88
السير ، قال تعالى : (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلاّ فتنة للناس والشجرةَ الملعونةَ في القرآن) (1) ، وقال تعالى : (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون * ولقد فتنّا الّذين من قبلهم فليعلمنّ الله الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين) (2).
وروى ابن عساكر عن النزّال بن سبرة الهلالي : «قال : وقفنا من عليّ ابن أبي طالب ذات يوم طيب نفس ومراح فقلنا : يا أمير المؤمنين! حدّثنا عن أصحابك - إلى أن قال : - فحدّثنا عن حذيفة ، قال : فذاك امرؤ علم المعضلات والمفصّلات ، وعلم أسماء المنافقين ، إن تسألوه عنها تجدوه بها عالماً» (3) ..
وقد تكرّر تسمية علم أسماء المنافقين بعلم المعضلات في الأحاديث الواردة في حذيفة ، وذلك إشارة إلى خطورة الأسماء المندرجة في تلك القائمة بحيث أنّ ذلك معضل يصعب إفشاؤه علناً أمام عامّة الناس.
وروى في بغية الطلب في تاريخ حلب بسنده عن النمري : «وكان عمر بن الخطّاب يسأله عن المنافقين ، وهو معروف في الصحابة بصاحب سرّ رسول الله ، وكان عمر ينظر إليه عند موت من مات منهم فإن لم يشهد جنازته حذيفة لم يشهدها عمر» (4).
وقال : «وقتل صفوان وسعيد ابنا حذيفة بصفّين ، وكانا قد بايعا عليّاً بوصية أبيهما بذلك إياهما» (5). 0.
ص: 89
وروى الذهبي بسنده ، وغيره ، عن بلال بن يحيى : «إنّ حذيفة أُتي وهو ثقيل بالموت فقيل له : قتل عثمان فما تأمرنا؟ فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أبو اليقظان على الفطرة ، ثلاث مرّات ، لن يدعها حتّى يموت أو يلبسه الهرم» (1). والذيل لم يسلم من تصرّف بعض الرواة.
وروي عن حذيفة بأسانيد مختلفة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر» (2).
هذا ، والمتصفّح لترجمة حذيفة بن اليمان في كتب السير والتراجم ، ولرواياته في كتب الحديث يستشرف أنّ ولاءه وهواه مع عليّ عليه السلام وأصحابه كعمّار بن ياسر ، وقد آخى النبيّ صلى الله عليه وآله بينه وبين عمّار ، وأنّه كان يتحفّظ في تعامله مع أصحاب السقيفة ، وقد مرّ لوم عثمان بن عفّان له على كلام تحدّث به فلمّا أحضره أنكر حذيفة ذلك ، كعادته في التحفّظ ، كما مرّ ذلك في كلامه المروي عنه.
وروى البخاري في التاريخ الكبير عن قيس بن رافع ، أنّه : «سمع حذيفة قال : كيف لا يضيع أمر أُمّة محمد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إذا ملك أمرهم من لا يزن عند الله جناح بعوضة» (3).
وروى ابن عدي بسنده عن حذيفة ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله ، قال : «يكون لأصحابي بعدي زلّة فيغفر الله لهم بسابقتهم معي ، يعمل قوم بها بعدهم 9.
ص: 90
يكبّهم الله في النار على مناخرهم» (1).
والحديث قد اشتمل على معنىً متدافع ، وهو إنّ الزلّة تُغفر لجماعة وتُدخل النار جماعة أُخرى ، والظاهر أنّ الجملة المتوسّطة - وهي الغفران بسبب الصحبة السابقة - زيادة من يد الوضع ، كما في مقولة : «المغفرة للصحابي وإن بلغ عمله الطالح ما بلغ» ، والتي تعرّضنا لزيفها في الحلقات السابقة بدلالة آيات «الأنفال» في واقعة بدر وآيات «آل عمران» في واقعة أُحد ..
والحديث وإن اشتمل على هذه الزيادة ، وعلى هذا المعنى المتدافع ، إلاّ أنّ أصله متطابق مع الأحاديث المستفيضة الواردة وجملة من الآيات الدالّة على الإحداث والتبديل.
ولنعم ما قال الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام : «إنّ العرب كرهت أمر محمد صلى الله عليه وآله ، وحسدته على ما آتاه الله من فضله ، واستطالت أيامه حتّى قذفت زوجته ، ونفرت به ناقته مع عظيم إحسانه إليها ، وجسيم مننه عندها ، وأجمعت مذ كان حيّاً على صرف الأمر عن بيته بعد موته ، ولولا أنّ قريشاً جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة ، وسلّماً إلى العزّ والإمرة لَما عبدت الله بعد موته يوماً واحداً» (2).
* * * 8.
ص: 91
المظاهرة بالمكيدة
* الثانية :
أمّا الواقعة الخطيرة الثانية التي وقعت من بعض خواصّ الصحابة ، فهي المظاهرة والمؤازرة على الرسول الأمين صلى الله عليه وآله ، والتي أشار إليها القرآن الكريم في سورة التحريم بالخصوص ، وكذلك في بعض آيات من سورة محمد صلى الله عليه وآله ، وآية من سورة البقرة ..
قال تعالى في سورة التحريم : (وإذ أسرّ النبيّ إلى بعض أزواجه حديثاً فلمّا نبّأت به وأظهره الله عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعضٍ فلمّا نبّأها به قالت مَن أنبأك هذا قال نبّأنيَ العليم الخبير * إن تتوبا إلى الله فقد صغتْ قلوبُكُما وإن تظاهرا عليه فإنّ اللهَ هو مولاهُ وجبريلُ وصالحُ المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرٌ * عسى ربُّهُ إن طلّقكُنّ أن يُبدِلَهُ أزاوجاً خيراً منكنّ مسلماتٍ مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيّباتٍ وأبكاراً).
إلى قوله تعالى : (يا أيّها النبيّ جاهد الكفّار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنّمُ وبئس المصيرُ * ضرب الله مثلاً للّذين كفروا امرأتَ نوحٍ وامرأتَ لوطٍ كانتا تحت عبدينِ من عبادنا صالحيْنِ فخانتاهما فلم يُغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النارَ مع الداخلينَ) (1).0.
ص: 92
والقراءة المبتدأة للسورة ، والتدبّر للوهلة الأُولى في سياق آياتها وأُسلوب خطابها يوقف الناظر على أنّ هناك حديثاً أسرّه النبيّ صلى الله عليه وآله إلى بعض أزواجه فقامت بإفشاء سرّ النبيّ صلى الله عليه وآله إلى زوجة أُخرى ، أو بالإضافة إلى جماعة أُخرى ..
واستعقب هذا الحديث مأرباً لزوجتي النبيّ صلى الله عليه وآله ، والقيام بتدبير مناهض له ، ومكيدة واحتيالاً في غاية الخطورة على وجود النبيّ صلى الله عليه وآله ، ممّا استدعى نفيراً إلهياً عامّاً ، وتعبئة شاملة لجنود الرحمن ، وأوجب تحذيراً وتهديداً معلناً من قبله تعالى لأصحاب المؤامرة.
ولا يعقل في الحكمة العقلية ، فضلاً عن الحكمة الإلهية ، أن يكون كلّ هذا الاستعراض للقوّة الإلهية في قبال خلاف في الأُمور الزوجية حدث بينه صلى الله عليه وآله وبين زوجتيه ، بل لا محالة أنّ الحدث وإن ابتدأ بذلك إلاّ أنّه انتهى إلى المواطأة الدهياء على النبيّ صلى الله عليه وآله.
ومن المنطقي اتّصال هذه المواطأة بأصحاب مصلحة في إجرائها ، وأنّهم على مكمن إعداد وتهيّئ لتنفيذها ، فهي على اتّصال محتمل بقوّة مع الحادثة الخطيرة الأُولى الواقعة في عقبة تبوك.
وقد توصّلنا ثمة إلى تجميع العديد من خيوط المجموعة التي قامت بارتكاب محاولة الاغتيال ، والملفت للنظر أنّ تلك المجموعة على اتّصال وثيق بزوجتي النبيّ صلى الله عليه وآله ، اللتين نزلت السورة فيهما ، وكشفت هول ما عزمتا عليه تواطئاً على النبيّ صلى الله عليه وآله ، هذا هو المتراءى البدوي من ألفاظ السورة.
ولنستعرض أقوال المفسّرين ، والروايات الواردة من الفريقين في ذيل السورة ، ثمّ نرجع إلى متن السورة ونمعن النظر في معانيها مرّة أُخرى ؛
ص: 93
لنتعرّف على ملابسات الحدث بصورة أوضح وأشمل ..
قال في الدرّ المنثور : «أخرج ابن سعد ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، عن عائشة : إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلاً ، فتواصيت أنا وحفصة أن أيّتنا دخل عليها النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فلتقل : إنّي أجد منك ريح المغافير ، أكلت مغافير؟
فدخل على إحداهما فقالت ذلك له ، فقال : لا ، بل شربت عسلاً عند زينب بنت جحش ، ولن أعود. فنزلت : (يا أيّها النبيّ لم تحرّمُ ما أحلّ الله لك) إلى : (إن تتوبا إلى الله) لعائشة وحفصة» (1).
وقال أيضاً : «وأخرج النسائي ، والحاكم وصححّه ، وابن مردويه ، عن أنس : إنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم كانت له أمَة يطؤها ، فلم تزل به عائشة وحفصة حتّى جعلها على نفسه حراماً ، فانزل الله هذه الآية ...
وأخرج الترمذي ، والطبراني ، بسند حسن صحيح ، عن ابن عباس ، قال : نزلت : (يا أيّها النبيّ لم تحرّمُ) .. الآية ، في سريّته.
وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس (رض) ، قال : قلت لعمر بن الخطّاب (رض) : مَن المرأتان اللتان تظاهرتا؟! قال : عائشة وحفصة.
وكان بدء الحديث في شأن مارية أُمّ إبراهيم القبطية ، أصابها النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في بيت حفصة في يومها ، فوجدت حفصة ، م.
ص: 94
فقالت : يا نبيّ الله! لقد جئت شيئاً ما جئته إلى أحد من أزواجك ، في يومي وفي داري وعلى فراشي؟
فقال : ألا ترضين أن أحرّمها فلا أقربها. قالت : بلى.
فحرّمها ، وقال : لا تذكري ذلك لأحد. فذكرته لعائشة (رض) ، فأظهره الله عليه ، فأنزل الله : (يا أيّها النبيّ لم تحرّمُ ما أحلّ الله لك) ، الآيات كلّها ، فبلغنا أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم كفّر عن يمينه وأصاب جاريته» (1).
وقال : «وأخرج ابن سعد ، وابن مردويه ، عن ابن عباس (رض) ، قال : كانت عائشة وحفصة متحابّتين ، فذهبت حفصة إلى بيت أبيها تحدّث عنده ، فأرسل النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إلى جاريته ...».
ثمّ ذكر بقية القصّة ، وفيها : «فأسرّت إليها - أي حفصة لعائشة - : أن أبشري إنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قد حرّم عليه فتاته ، فلمّا أخبرت بسرّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أظهر الله النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم عليه ، فأنزل الله : (يا أيّها ...) ...» (2).
وقال : «وأخرج ابن مردويه ، عن أنس : أنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنزل أُمّ إبراهيم منزل أبي أيوب ، قالت : عائشة (رض) : فدخل النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بيتها يوماً فوجد خلوة ، فأصابها فحملت بإبراهيم. قالت عائشة : فلمّا استبان حملها فزعت من ذلك ، فمكث رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم حتّى ولدت ، فلم يكن لأُمّه 9.
ص: 95
لبن فاشترى له ضائنة يغذّي منها الصبي ، فصلح عليه جسمه وحسن لحمه وصفا لونه ، فجاء به يوماً يحمله على عنقه فقال : يا عائشة! كيف تري الشبه؟!
فقلت : أنا غَيْرَى ما أدري شبهاً. فقال : ولا باللحم؟!
فقلت : لعمري لَمن تغذّى بألبان الضان ليحسن لحمه.
قال : فجزعت عائشة (رض) وحفصة من ذلك ، فعاتبته حفصة ، فحرّمها ، وأسرّ إليها سرّاً فأفشته إلى عائشة (رض) ، فنزلت آية التحريم ، فاعتق رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم رقبة» (1).
ويتبيّن من هذه الرواية الأخيرة التي أوردها السيوطي أنّ السرّ الذي أفشته حفصة لعائشة ليس هو تحريم مارية على نفسه صلى الله عليه وآله ، بل هو أمر آخر ..
كما يتبيّن من الروايات السابقة التي أوردها أنّ هناك تحالفاً شديداً بين حفصة وعائشة ، وأنّهما كانتا تغاران بشدّة من مارية ومن ولادتها إبراهيم ابناً للنبيّ صلى الله عليه وآله ، وأنّهما كانتا تمانعان من الشبه له به صلى الله عليه وآله ، وهذه بصمات لحديث الإفك.
والعمدة : أنّ الرواية الأخيرة دالّة على أنّ السرّ وراء التحريم الذي تحلّل منه صلى الله عليه وآله هو أمر ما ، وأنّ تسميته في الآية والرواية ب- : «السرّ» يقتضي خطورة المعلومة التي ذكرها النبيّ صلى الله عليه وآله لحفصة ، وأنّ هذه المعلومة لا ريب في ارتباطها الوثيق مع التظاهر الخفي المدبّر من ضدّه صلى الله عليه وآله.
ثمّ إنّ السيوطي روى روايات عديدة عن ابن مردويه ، وابن عساكر ، 0.
ص: 96
والطبراني ، وابن المنذر ، وعبد الرزّاق ، والبخاري ، وغيرهم ، عن ابن عباس ، وعائشة ، وغيرهما : أنّ السرّ الذي أسرّه النبيّ إلى حفصة هو في أمر الخلافة من بعده صلى الله عليه وآله ، وأنّ الذي سيلي الأمر بعده أبويهما ، إلاّ أنّ ألفاظ الروايات مختلفة ..
ففي بعضها : «قال : أسرّ إلى عائشة في أمر الخلافة بعده ، فحدّثت به حفصة».
وفي بعضها : «إنّ إمارة أبي بكر وعمر لفي الكتاب : (وإذ أسرّ النبيّ إلى بعض أزواجه حديثاً) ، قال لحفصة : أبوك وأبو عائشة واليان الناس بعدي ، فإيّاك أن تخبري أحداً».
وفي بعضها : «أنّه صلى الله عليه وآله قال لحفصة : لا تخبري عائشة حتّى أُبشّرك بشارة ، فإنّ أباك يلي الأمر بعد أبي بكر إذا أنا متّ. فذهبت حفصة فأخبرت عائشة ، فقالت عائشة للنبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : (من أنبأك هذا)؟ قال : (نبّأنيَ العليم الخبير)» (1).
والغريب في صياغات هذه الأحاديث أنّها تعبّر عن هذا السرّ بأنّه : «بشارة» ، أو أنّه : «عهد من الباري تعالى» ، وأنّه : «من فضائل الصديق والفاروق» ؛ فإذا كان جوّ المحيط ومناخ هذه المعلومة أنّها «بشارة» و «عهد إلهي» و «فضيلة عظمى» فلمَ تتظاهرا وتتآزرا في تدبير أمرٍ خفيّ خطير على النبيّ صلى الله عليه وآله ، إلى درجة تستدعي النفير الإلهي ، والتعبئة الشديدة المحال ، والإرباك الأمني؟!!
من البيّن الشاهر أنّ المناخ الذي تصوّره السورة هو جوٌّ ملبّدٌ بظلمة 1.
ص: 97
المجابهة ، والمواجهة ، والاستعداد ، وإثم قلوبهما واستدعائه التوبة إلى الله تعالى ..
وقد روى في الدرّ المنثور عن مجاهد ، قال : كنّا نرى أنّ (صغت قلوبكما) شيء هيّن ، حتّى سمعناه بقراءة عبد الله : (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما).
وفي التمثيل والتعريض في ذيل السورة بامرأتي نوح ولوط ، وأنّهما مثلاً للّذين كفروا ، قال الرازي في تفسيره : «وفي ضمن هذين التمثيلين تعريض بأُمّي المؤمنين ، وهما : حفصة وعائشة ، لِما فرط منهما ، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشدّه ؛ لِما في التمثيل من ذكر الكفر» (1) ..
وإنّ الخيانة التي ارتكبتها امرأتي نوح ولوط كانت في الدين ، وعداوتهما للنبيّيْن العظيميْن كانت في رسالتيهما الإلهيّتين ، فكيف يكون كلّ هذا المسار الذي ترسمه الآية هو عن بشارة خلافة والدي عائشة وحفصة؟!
بل لو كان الحال حال بشارة لاقتضى طبع الحال تعاونهما مع النبيّ صلى الله عليه وآله ؛ لِما جبلت عليه الطباع من الميل إلى نفع الرحم ، ولو كان الحال حال عهد إلهي بخلافة أبي بكر وعمر لاقتضى انشداد الابنتين إلى ذلك ، مديحاً منه تعالى وعطفاً ربّانياً على ما قد أتيتاه ؛ لأنّه ذوبان في الإرادة الإلهية ومسارعة في الغاية الدينية.
وكيف يكون ما فعلتاه مضادّة لدين النبيّ صلى الله عليه وآله على حذو مضادّة امرأة نوح وامرأة لوط ، لو كان خبر خلافة أبي بكر وعمر عهد معهود من رضا 9.
ص: 98
الربّ المعبود؟!
ثمّ كيف يتلائم كون خلافتهما عهداً في الكتاب ويصرّ النبيّ صلى الله عليه وآله على إخفائه وعدم تبليغه للناس ، ويكون إفشاؤه من ابنتيهما مضادّة لله ولرسوله وخيانة في الدين؟!
ولمَ لا ينزل الكتاب بذلك ، كما نزلت في عليّ عليه السلام عشرات الآيات ، كقوله تعالى : (إنّما وليُّكم اللهُ ورسولُه والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتولّ اللهَ ورسولَه والّذين آمنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون) (1) ..
وقوله تعالى : (يا أيّها الرسولُ بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس إنّ الله لا يهدي القومَ الكافرينَ) (2) ، الذي نزل في غدير خمّ.
نعم ، كون الخبر وصول أبويهما إلى سدّة الحكم هو ظاهر اتّفاق روايات الفريقين - كما ستأتي بقيّتها - لكن هل أنّه بشارة وعهد أم أنّه نذارة وتغلّب ونزاع مع الحقّ وأهله؟! فهذا ما اختلفت فيه الروايات ..
وسياق السورة صدراً وذيلاً يتنافى مع الأوّل ويتوافق مع الثاني ؛ وهو ما سيتبين من مواصلة البحث في بقية فقرات السورة.
روى في الدرّ المنثور ، عن الطبراني في الأوسط ، وابن مردويه : «(فلمّا نبّأت به) : يعنى عائشة ، (وأظهره الله عليه) : أي بالقرآن ، (عرّف بعضه) : عرّف حفصة ما أظهر من أمر مارية ، (وأعرض عن بعض) : عمّا أخبرت به من أمر أبي بكر وعمر ، فلم يبده ، (فلمّا نبّأها 7.
ص: 99
به) إلى قوله : (الخبير) ، ثمّ أقبل عليهما يعاتبهما فقال : (إن تتوبا إلى الله)» .. الحديث (1).
وفي هذا الحديث إلفاتة حسّاسة ، هي : إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله لم ينبىَ حفصة أو عائشة عمّا فعلتاه من إفشاء الخبر المرتبط بأمر أبي بكر وعمر وما اتّصل من أُمور أُخرى بذلك الأمر ، ممّا عدّه القرآن الكريم تظاهر وتواطؤ على النبيّ صلى الله عليه وآله ودين الله تعالى ، وممّا له صلة أمنية خطيرة بالنبيّ صلى الله عليه وآله ؛ الذي استدعى هذا النفير والتعبئة الإلهية الشاملة ..
فهذه قصاصة وثائقية بالغة المؤدّى تقتضي أنّ التدبير الخفي الذي قامتا به هو ممّا يتّصل بأمر أبي بكر وعمر من بعده صلى الله عليه وآله.
والغريب ما في جملة من تفاسير أهل سُنّة الجماعة ورواياتهم من تصوير هذه التظاهرة التي قامتا بها على النبيّ صلى الله عليه وآله أنّها شأن دارج في الحياة الزوجية ، واستدعى كلّ هذا الصخب والاهتمام منه تعالى والإنذار الشديد اللحن ..
فقد روى السيوطي عن عبد بن حميد ، ومسلم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس : «قال : حدّثني عمر بن الخطّاب ، قال : ... فقلت : يا رسول الله! ما يشقّ عليك من شأن النساء ، فإن كنت طلّقتهنّ فإنّ الله تعالى معك وملائكته وجبريل وميكائيل ، وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك ، وقلّما تكلّمت وأحمد الله بكلام إلاّ رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقوله. ونزلت هذه الآية : (عسى ربُّهُ إن طلّقكُنّ أن يُبدِلَهُ أزاوجاً خيراً منكنّ) (وإن تظاهرا عليه فإنّ الله هو مولاه وجبريلُ وصالحُ المؤمنين والملائكة بعد 1.
ص: 100
ذلك ظهيرٌ) ، وكانت عائشة (رض) بنت أبي بكر وحفصة تظاهران على سائر نساء النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم» .. الحديث (1).
وآثار الوضع لائحة بيّنة على هذا الحديث ؛ إذ يتضمّن المتناقضات ، فإنّ المنازعة الزوجية الاعتيادية إذا استلزمت هذه النصرة المهيبة فتكون أشبه بالهزل البارد منها بالحدث الجدّي الخطير ، وحاشاه تعالى عن الباطل ..
كما تضمّن أنّ تظاهرهما هو على بقية أزواج النبيّ صلى الله عليه وآله ، وهو مخالف لصريح القرآن الكريم من أنّ المجابهة في تدبيرهما الخفي كانت قبال النبيّ صلى الله عليه وآله ..
كما تضمّن أنّ «صالح المؤمنين» هو : أبو بكر وعمر ، فكيف يكونا في طرف النبيّ صلى الله عليه وآله في هذه الحادثة الواقعة ، والحال أنّ ابنتيهما بشّرتاهما بأمرهما بعد النبيّ صلى الله عليه وآله ، وأنّه عهد معهود مرضي من ربّ العزّة؟!!
وكيف يكونا في الطرف المقابل لابنتيهما ولم تقوما بإفشاء السرّ إلاّ بما هو بشارة لهما؟!
وبطبيعة الحال إنّ مثل هذا السرّ لم تكن حفصة وعائشة لتخبر إحداهما الأُخرى به دون أن تطلعا أبويهما عليه ؛ كما هو مقتضى جبلّة الطبع ، فإنّهما إذا كانتا متحابّتين فإنّ تحابّهما مع أبويهما أشدّ ، وإذا كان هذا الخبر بشارةً لهما فإنّ استبشارهما سيكون بسبب النفع العائد لوالديهما ، فكيف لا تخبرانهما بذلك؟!
وما الذي بنى عليه الأربعة وأطلق القرآن عليه : «تظاهرٌ منهما» على 3.
ص: 101
النبيّ صلى الله عليه وآله؟!
والأظرف ذكر هذه النبوءة لعمر : «قلّما تكلّمت وأحمد الله بكلام إلاّ رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقوله ...» .. وإن كانت الموارد التي نزل الوحي فيها مطابقاً لكلامه جميعها تحتاج إلى بحث مبسوط ؛ كي يتبيّن النسيج المحبوك لهذه الموضوعات.
وروى ابن كثير في تفسيره ، عن مجاهد : إنّ (صالح المؤمنين) هو الإمام عليّ عليه السلام ، ورواه أيضاً بطريق آخر (1).
وروى في الدرّ المنثور روايات متعدّدة في «صالح المؤمنين» : فتارة أنّه : أبو بكر وعمر ، وأُخرى : عمر ، وثالثة : قال : «وأخرج ابن عساكر عن مقاتل بن سليمان (رض) في قوله : (وصالح المؤمنين) ، قال : أبو بكر وعمر وعليّ (رض)» ، ورابعة : أنّه : الأنبياء عليهم السلام ، وخامسة : قال : «وأخرج ابن أبي حاتم ... قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في قوله : (وصالح المؤمنين) ، قال : هو عليّ بن أبي طالب ..
وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس : سمعت رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول : (وصالح المؤمنين) ، قال : عليّ بن أبي طالب ..
وأخرج ابن مردويه وابن عساكر ، عن ابن عباس في قوله : (وصالح المؤمنين) ، قال : هو عليّ بن أبي طالب» (2).
وقال القرطبي - بعدما نقل الأقوال في «صالح المؤمنين» أنّه : أبو بكر أو عمر - : «وقيل : هو عليّ ؛ عن أسماء بنت عميس ، قالت : سمعت 4.
ص: 102
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : (وصالح المؤمنين) : عليّ بن أبي طالب» (1).
وروى مثل ذلك الثعلبي في تفسيره (2).
وحكى ابن الجوزي في زاد المسير أنّه : «عليّ عليه السلام ، حكاه الماوردي ؛ قاله الفرّاء» (3) ..
وفي كون «صالح المؤمنين» عليّاً عليه السلام بالغ المعنى ؛ فإنّ أبا بكر وعمر - كما مرّ - هما من الطرف الآخر في الحادثة ، لأنّهما ممّن أُفشي لهما الخبر الذي نجم عنه التظاهر والتواطؤ على النبيّ صلى الله عليه وآله ..
ففي الآية مقابلة بين تلك المجموعة المتواطئة على دين الله ونبيّه وبين معسكر الدين والتوحيد بقيادة النبيّ صلى الله عليه وآله ، وأنّ «صالح المؤمنين» وليّه وحاميه بعد الله تعالى وجبرئيل ، وهي لا تخلو من دلالة على التخالف والتقابل بين الولايتين ، بين ولاية أبي بكر وعمر - التي كانت السرّ الذي أُفشي وتسبّب منه حصول المظاهرة والمواطئة الأمنية على النبيّ صلى الله عليه وآله - وبين ولاية «صالح المؤمنين» المنشعبة ولايته من ولاية الله ورسوله.
قال الزمخشري في ذيل السورة : «(ضرب الله مثلاً للّذين كفروا امرأتَ نوحٍ وامرأتَ لوطٍ كانتا تحت عبدينِ من عبادنا صالحيْنِ فخانتاهما فلم يُغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النارَ مع الداخلين) : مثّل الله عزّ وجلّ حال الكفّار - في أنّهم يعاقبون على كفرهم وعداوتهم للمؤمنين معاقبة مثلهم ، من غير إبقاء ولا محاباة ، ولا ينفعهم مع عداوتهم لهم ما كان بينهم وبينهم من لحمة نسب أو وصلة صهر ؛ لأنّ عداوتهم لهم 2.
ص: 103
وكفرهم بالله ورسوله قطع العلائق وبتّ الوصل وجعلهم أبعد من الأجانب وأبعد ، وإن كان المؤمن الذي يتّصل به الكافر نبيّاً من أنبياء الله - بحال امرأة نوح وامرأة لوط ، لمّا نافقتا وخانتا الرسولين لم يغنِ الرسولان عنهما بحقّ ما بينهما وبينهما من وصلة الزواج إغناءً ما من عذاب الله ، (وقيل) لهما عند موتهما أو يوم القيامة : (ادخلا النار مع) سائر (الداخلين) الّذين لا وصلة بينهم وبين الأنبياء ...
- إلى أن قال : - وفي طيّ هذين التمثيلين تعريض بأُمّي المؤمنين المذكورتين في أوّل السورة ، وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بما كرهه ، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشدّه ؛ لِما في التمثيل من ذكر الكفر ونحوه في التغليظ قوله تعالى : (ومن كفر فإنّ الله غنيّ عن العالمين) ، وإشارة إلى أنّ من حقّهما أن تكونا في الإخلاص والكمال فيه كمثل هاتين المؤمنتين - أي : آسية ومريم - وأن لا تتّكلا على أنّهما زوجا رسول الله ؛ فإنّ ذلك الفضل لا ينفعهما إلاّ مع كونهما مخلصتين.
والتعريض بحفصة أرجح ؛ لأنّ امرأة لوط أفشت عليه كما أفشت حفصة على رسول الله ، وأسرار التنزيل ورموزه في كلّ باب بالغة من اللطف والخفاء حدّاً يدقّ عن تفطّن العالم ، ويزلّ عن تبصّره ...
- إلى أن قال : - فإن قلت : ما كانت خيانتهما؟ قلت : نفاقهما وإبطانهما الكفر ، وتظاهرهما على الرسولين ؛ فامرأة نوح قالت لقومه : إنّه مجنون ، وامرأة لوط دلّت على ضيافته ، ولا يجوز أن يراد بالخيانة الفجور ؛ لأنّه سمج في الطباع ، نقيصة عند كلّ أحد ، بخلاف الكفر ، فإنّ الكفّار لايستسمجونه بل يستحسنونه ويسمّونه حقّاً ، وعن ابن عباس (رض) :
ص: 104
ما بغت امرأة نبيّ قط» (1).
وقد ذكر الفخر الرازي هذا التساؤل بعينه ، وقرّر أنّ الخيانة هي : النفاق وإخفاء الكفر ، والتظاهر على الرسولين.
وروى السيوطي في الدرّ ، قال : «وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج (رض) في قوله : (فخانتاهما) ، قال : كانتا كافرتين مخالفتين ، ولا ينبغي لامرأة نبيّ أن تفجر» (2).
ولا يخفى على الناظر في ذيل السورة مقدار شدّة اللحن من التمثيل بزوجتي النبيّين ، ممّا يتّحد مع الممثّل له والمعرّض به ، وكون جهة التمثيل والتعريض هي : العداوة الدينية والنفاق وإبطان الكفر ، ومن ثمّ التظاهر على الرسولين ؛ فأين يجد الباحث هذه الصفات في الحادثة الواقعة في أوّل السورة؟!
هل هي في مجرّد الغيرة الزوجية؟!
أم أنّها في السرّ المفشى من أمر أبي بكر وعمر بعد النبيّ صلى الله عليه وآله ومااستعقبه من التدبير المبطن على النبيّ صلى الله عليه وآله؟!
فما هي ملابسات الحادثة التي انطبقت عليها الخيانة الدينية العظمى؟!
كما لا يخفى أنّ ذيل السورة قد اشتمل أيضاً على مقابلة بين معسكر النفاق والكفر المبطن ، وبين معسكر الصلاح والاصطفاء ..
روى السيوطي في الدرّ - في ذيل السورة - قال : «وأخرج أحمد ، والطبراني ، والحاكم وصحّحه ، عن ابن عباس (رض) ، قال : قال 5.
ص: 105
رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : أفضل نساء أهل الجنّة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، مع ما قصّ الله علينا من خبرهما في القرآن ، (قالت ربّ ابن لي عندك بيتاً في الجنّة) (1)» (2).
وروى الزمخشري في الكشّاف : «وعن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلاّ أربع : آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد» (3).
وروى القرطبي في تفسيره ، قال : وروي من طرق صحيحة أنّه عليه السلام قال : ... وذكر الحديث ، ثمّ ذكر طريقاً آخر بألفاظ أُخرى ، وثالث بغيرها (4).
وقال : «وروى قتادة ، عن أنس ، عن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] 1.
ص: 106
وسلّم ، قال : حسبك من نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون بنت مزاحم» (1).
وروى عبد الرزّاق الصنعاني بسنده عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله مثله (2) ..
ورواه الطبري في تفسيره عن أنس أيضاً ، وعن أبي موسى الأشعري (3).
وبذلك تتبلور صورة المواجهة وأطرافها بشكل أوضح نساءً ورجالاً.
وقال القرطبي في ذيل السورة : «(فخانتاهما) : قال عكرمة والضحّاك : بالكفر ، وقال سليمان بن رقية ، عن ابن عباس : كانت امرأة نوح تقول للناس : إنّه مجنون ، وكانت امرأة لوط تخبر بأضيافه ، وعنه : ما بغت امرأة نبيّ قط. وهذا إجماع من المفسّرين ..
فيما ذكر القشيري : إنّما كانت خيانتاهما في الدين وكانتا مشركتين. وقيل : كانتا منافقتين ، وقيل : خيانتهما النميمة ؛ إذ أوحى الله إليهما شيئاً أفشتاه إلى المشركين ؛ قاله الضحّاك ...».
وقال : «قال يحيى بن سلام : قوله : (ضرب الله مثلاً للّذين كفروا) : مثلٌ ضربه الله يحذّر به عائشة وحفصة في المخالفة حين تظاهرتا على رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، ثمّ ضرب لهما مثلاً بامرأة فرعون ومريم بنت عمران ؛ ترغيباً في التمسّك بالطاعة والثبات على الدين» (4)6.
ص: 107
وقال الشوكاني في قوله تعالى : (فقد صغت قلوبكما) : «واخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : (فقد صغت قلوبكما) ، قال : زاغت وأثمت» (1).
وقال : «وأخرج البزّار والطبراني - قال السيوطي : بسند صحيح - عن ابن عباس ، قال : قلت لعمر بن الخطّاب : مَن المرأتان اللتان تظاهرتا؟ قال : عائشة وحفصة» (2) ..
وصغو القلب : ميله إلى الإثم ، وزيغه عن سبيل الاستقامة ، وعدوله عن الصواب إلى ما يوجب الإثم (3).
وحكى الطبرسي عن مقاتل - في ذيل السورة - أنه قال : «يقول الله سبحانه لعائشة وحفصة : لا تكونا بمنزلة امرأة نوح وامرأة لوط في المعصية ، وكونا بمنزلة امرأة فرعون ومريم» (4).
وروى الطبري عن الضحّاك في تفسير قوله تعالى : (فخانتاهما) ، قال : «في الدين فخانتاهما» ، وقال : «وقوله : (فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً) ، يقول : فلم يغنِ نوح ولوط عن امرأتيهما من الله - لمّا عاقبهما على خيانتهما أزواجهما - شيئاً ، ولم ينفعهما أن كان أزواجهما أنبياء» ، وروى مثل ذلك عن قتادة (5).
وحكى ابن الجوزي في زاد المسير عن ابن السائب تفسير الخيانة بالنفاق ، وقال في قوله عزّ وجلّ : (ضرب الله مثلاً للّذين كفروا امرأت 8.
ص: 108
نوح) : «قال المفسّرون منهم : مقال هذا المثل يتضمّن تخويف عائشة وحفصة أنّهما إن عصيا ربّهما لم يغنِ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم عنهما شيئاً» (1).
وقال في قوله تعالى : (وإن تظاهرا) : «وقرأ ابن مسعود ، وأبوعبد الرحمن ، ومجاهد ، والأعمش : تظاهرا ، بتخفيف الظاء ؛ أي : تعاونا على النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بالإيذاء ، (فإنّ الله هو مولاه) ، أي : وليّه في العون والنصرة ، (وجبريل) وليّه (وصالح المؤمنين)» (2).
وحكى أيضاً عن الزجّاج في قوله تعالى : (صغت قلوبكما) : «عدلت وزاغت عن الحقّ» (3).
وقال ابن القيّم في الأمثال في القرآن ، في ذيل السورة : «فاشتملت هذه الآيات على ثلاثة أمثال : مثل للكافر ومثلين للمؤمنين : فتضمّن مثل الكفّار أنّ الكافر يعاتب على كفره وعداوته لله تعالى ورسوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وأوليائه ، ولا ينفعه مع كفره ما كان بينه وبين المؤمنين من لحمة نسب أو وصلة صهر أو سبب من أسباب الاتّصال ؛ فإنّ الأسباب كلّها تنقطع يوم القيامة إلاّ ما كان منها متّصلاً بالله وحده على أيدي رسله عليهم الصلاة والسلام ، فلو نفعت وصلة القرابة والمصاهرة والنكاح مع عدم الإيمان لنفعت الصلة التي كانت بين نوح ولوط عليهما الصلاة والسلام وامرأتيهما (فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل لهما ادخلا النار مع 2.
ص: 109
الداخلين) ..
- إلى أن قال : - فذكر ثلاثة أصناف للنساء : المرأة الكافرة التي لها وصلة بالرجل الصالح ، والمرأة الصالحة التي لها وصلة بالرجل الكافر ، والمرأة العزبة التي لا وصلة بينها وبين أحد ، فالأُولى لا تنفعها وصلتها وسببها ، والثانية لا تضرّها وصلتها وسببها ، والثالثة لا يضرّها عدم الصلة شيئاً.
ثمّ في هذه الأمثال من الأسرار البديعة ما يناسب سياق السورة ؛ فإنّها سيقت في ذكر أزواج النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم والتحذير من تظاهرهنّ عليه ، وأنّهن إن لم يطعنَ الله ورسوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ويردن الدار الآخرة لم ينفعهن اتّصالهن برسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، كما لم ينفع امرأة نوح ولوط اتّصالهما بهما ، ولهذا ضرب لهما في هذه السورة مثل اتّصال النكاح دون القرابة ..
قال يحيى بن سلام : ضرب الله المثل الأوّل يحذّر عائشة وحفصة ، ثمّ ضرب لهما المثل الثاني يحرّضهما على التمسّك بالطاعة» (1).
وقال : «في التمثيل بامرأة نوح ولوط تحذير لها - أي عائشة - ولحفصة ممّا اعتمدتاه في حقّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، فتضمّنت هذه الأمثال التحذير لهنّ والتخويف والتحريض لهنّ على الطاعة والتوحيد ... وأسرار التنزيل فوق هذا وأجلّ منه ، ولا سيّما أسرار الأمثال التي لا يعقلها إلاّ العالمون» (2).
وقال ابن كثير في ذيل السورة : «ثمّ قال تعالى : (ضرب الله مثلاً 8.
ص: 110
للّذين كفروا) ، أي : في مخالطتهم المسلمين ومعاشرتهم لهم ، إنّ ذلك لا يجدي عنهم شيئاً ، ولا ينفعهم عند الله إن لم يكن الإيمان حاصلاً في قلوبهم» ..
ثمّ ذكر المثل فقال : «(امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين) ، أي : نبيّيْن رسوليْن عندهما في صحبتهما ليلاً ونهاراً ، يؤاكلانهما ويضاجعانهما ويعاشرانهما أشدّ العشرة والاختلاط ، (فخانتاهما) أي : في الإيمان ، لم توافقاهما على الإيمان ولا صدّقتاهما في الرسالة ، فلم يجدِ ذلك كلّه شيئاً ، ولا دفع عنهما محذوراً ، ولهذا قال : (فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً) أي : لكفرهما ، وقيل للمرأتين : (ادخلا النار مع الداخلين) ، وليس المراد بقوله : (فخانتاهما) في فاحشة بل في الدين» (1).
وقال الشوكاني - بعدما حكى قول يحيى بن سلام ، المتقدّم في حكاية القرطبي - : «وما أحسن مَن قال : فإنّ ذكر امرأتي النبيّيْن بعد ذكر قصّتهما - أي عائشة وحفصة - ومظاهرتهما على رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يرشد أتمّ إرشاد ويلوّح أبلغ تلويح إلى أنّ المراد تخويفهما مع سائر أُمّهات المؤمنين ، وبيان أنّهما وإن كانتا تحت عصمة خير خلق الله وخاتم رسله ، فإنّ ذلك لا يغني عنهما من الله شيئاً» (2) ، ثمّ ذكر حديث أنّ أفضل نساء أهل الجنّة : خديجة ، وفاطمة ، ومريم ، وآسية.
وحكى في مجمع البيان عن مقاتل ، في ذيل السورة : يقول الله سبحانه لعائشة وحفصة : لا تكونا بمنزلة امرأة نوح وامرأة لوط في6.
ص: 111
المعصية (1).
وغير ذلك من كلمات المفسّرين التي توضّح شدّة لحن الخطاب القرآني في هذه السورة الموجّه لحفصة وعائشة ، وأنّ غائلة تظاهرهما هي خيانة دينية ، ونفاق معادي خطير ، ومكيدة عظيمة ، استدعت هذا التصعيد الشامل في النفير والتعبئة الإلهية في صدر السورة ، والتعريض بأقصى الحدّة في ذيل السورة ..
ثمّ إنّ لفظ (ظهير) بمعنى العون والحماية يعطي أنّ المكيدة متّصلة بمسألة تتعلّق بالحياة الأمنية لوجود النبيّ صلى الله عليه وآله ، وبضميمة كون سبب المكيدة هي أمر الخلافة بعده صلى الله عليه وآله ، وأمر أبي بكر وعمر الذي أفشته حفصة أو عائشة إلى الأُخرى - كما مرّ - ومن ثمّ إلى أبويهما - كما تقدّمت الإشارة إلى ذلك -.
وبلحاظ كون الحماية الإلهية المستنفرة بالغة القوّة يقتضي أنّ المكيدة لم يكن المتورّط فيها هاتين المرأتين بمفردهما بمجرّد حولهما وقوّتهما ، بل كان ذلك على اتّصال وارتباط بأطراف القضية ، ومَن يعنيه شأن الحدث ، ومَن له علاقة ماسة بالخبر المفشى ؛ والذي قد تقدّم أنّ صدر السورة يعطي كون الخبر والحديث يحمل في طيّاته إنذاراً وتحذيراً ، لا بشارةً واستهلالاً ، وإلاّ لَما اقتضت طبيعة الخبر تولّد المكيدة الخطيرة والتسبّب لذلك ..
ولعظم الخطب في هذه الحادثة نرى الآيات الأُخرى المتوسّطة في هذه السورة ، قد حملت الشدّة نفسها في الخطاب والتعريض ، ولم يحاول 9.
ص: 112
المفسّرون من أهل سُنّة الجماعة الإلفات إليه ، وتغاضوا عن مدلوله ، وهي قوله تعالى : (عسى ربّه إن طلّقكنّ أن يبدله أزواجاً خيراً منكنّ مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيّبات وأبكاراً) ، فإنّ ذكر هذه الصفات تعريض بفقدها فيهما ..
قيل : المراد ب- (مسلمات) : مطيعات ومنقادات لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله ، وقيل : مخلصات.
والمراد ب- (مؤمنات) : أي : المعتقدات بحقيقة الإيمان ؛ والتعريض بهذا الوصف يماثل التعريض بما في ذيل السورة : (فخانتاهما) بمعنى نافقتاهما وحاددتاهما في الدين.
وب- (قانتات) : المطيعات الخاضعات المتذلّلات لأمر الله تعالى ورسوله ؛ إذ القنوت هو لزوم الطاعة مع الخضوع ، وقد ذكر هذا في ذيل السورة في توصيف مريم بنت عمران ، وهو تأكيد للتعريض بالصفة المقابلة فيهما.
وب- (تائبات) : نادمات ، وهو تعريض بعنادهما وإصرارهما.
وب- (عابدات) : الطاعة في العبادة ، وهو التعريض بطغيان الطرف المقابل.
وب- (سائحات) : قيل : الصيام ، وقيل : الهجرة ؛ وعلى الثاني يكون التعريض بهجرة جماعة النفاق والعداء لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله.
وب- (ثيبات وأبكاراً) : فقد أكثر المفسّرون من الروايات في ذيلها أنه صلى الله عليه وآله وعد بالزواج من آسية وهي الثيّب ، ومريم وهي البكر في الآخرة ، وكذلك رووا أنّه صلى الله عليه وآله أوصى خديجة عليها السلام عند موتها بالتسليم على أظآرها آسية ومريم وكلثم ، فأجابت : بالرفاه والبنين ، وفي ذلك تعريض بأنّهما
ص: 113
ليستا زوجتاه في الآخرة.
والحال نفسه 72 الآيات اللاحقة ؛ إذ التهديد بالنار المتوقّدة والملائكة الغلاظ الشداد ، ثمّ قوله تعالى : (يوم لا يخزي اللهُ النبيَّ والّذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيْمانهم يقولون ربّنا أتمم لنا نورنا) (1) ترغيب في الانتهاء عن الكيد والمواطأة على الدين والنبيّ صلى الله عليه وآله ..
قال الشوكاني في ذيل الآية : «وأخرج الحاكم والبيهقي في البعث ، عن ابن عباس في قوله تعالى : ... الآية ، قال : ليس أحد من الموحّدين إلاّيعطى نوراً يوم القيامة ، فأمّا المنافق فيطفأ نوره ، والمؤمن مشفق ممّا رأى من إطفاء نور المنافق ، فهو يقول : (ربّنا أتمم لنا نورنا)» (2).
وفي الدرّ المنثور عن مجاهد : «قال : قول المؤمنين حين يطفأ نور المنافقين» (3).
وأعظم بها من سورة قد اشتملت على العديد من الدلالات والتلويحات ؛ تعريضاً بأطراف الحادثة ، وبالسُنن الإلهية في مثل هذا النمط من الفتن ، التي تحاك كيداً من الوسط الداخلي في المسلمين ..
وقد أفصح بذلك الزمخشري في ما مرّ من مقاله : «... وأسرار التنزيل ورموزه في كلّ باب بالغة من اللطف والخفاء حدّاً يدقّ عن تفطّن العالم ويزلّ عن تبصره».
ومثله قال الرازي : «وأمّا ضرب المثل بامرأة نوح المسمّاة بواعلة ، وامرأة لوط المسمّاة بواهلة ، فمشتمل على فوائد متعدّدة لا يعرفها بتمامها 5.
ص: 114
إلاّ الله تعالى ..
- إلى أن قال : - ومنها التنبيه على أنّ التضرّع بالصدق في حضرة الله تعالى وسيلة إلى الخلاص من العقاب» (1).
وكذلك مقولة ابن القيّم التي تقدّمت ، قال - بعد أن ذكر التعريض بهما وتحذيرهما وتخويفهما - : «وأسرار التنزيل فوق هذا وأجلّ منه ، ولا سيّما أسرار الأمثال التي لا يعقلها إلاّ العالمون».
وها قد حان أن ننقل أسرار التنزيل ولطائفه ورموزه ، وأسرار الأمثال في هذه السورة عن أئمّة الهدى من آل محمد صلوات الله عليهم ..
فقد روى علي بن إبراهيم القمّي في تفسيره ، بسند صحيح عن الصادق عليه السلام في ذيل الآية الأُولى في سبب نزولها : كان سبب نزولها - وذكر قصّة حلفه صلى الله عليه وآله أن لا يطأ مارية ، ثمّ إخباره صلى الله عليه وآله حفصة باستيلاء أبيها على الأمر من بعد استيلاء أبي بكر عليه بعده صلى الله عليه وآله ، وقوله صلى الله عليه وآله لها : «فإن أنت أخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» ، وأنّها قالت : من أخبرك بهذا؟ قال : الله أخبرني - فأخبرت حفصة عائشة من يومها بذلك ، وأخبرت عائشة أبا بكر ، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له : إنّ عائشة أخبرتني عن حفصة كذا ، ولا أثق بقولها ، فسل أنت حفصة.
فجاء عمر إلى حفصة فقال لها : ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة؟
فأنكرت ذلك وقالت : ما قلت لها من ذلك شيئاً.
فقال لها عمر : إن كان هذا حقّاً؟ فأخبرينا حتّى نتقدّم فيه.
فقالت : نعم ، قد قال ذلك رسول الله. 1.
ص: 115
فاجتمع أربعة على أن يسمّوا رسول الله صلى الله عليه وآله ، فنزل جبرئيل بهذه السورة : (يا أيّها النبيّ ... تحلّةَ أيْمانكم) ، يعني قد أباح الله لك أن تكفّر عن يمينك ، (والله مولاكم ... فلمّا نبأت به) أي أخبرت به ، (وأظهره الله عليه) يعني : أظهر الله نبيّه على ما أخبرت به وما همّوا به من قتله ، (عرّف بعضه) أي : أخبرها وقال : «ولمَ أخبرت بما أخبرتك» به؟ (1).
صالح المؤمنين وأطراف المواجهة :
روى محمد بن العباس ، بسنده عن الصادق عليه السلام : «قال : إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله عرّف أصحابه أمير المؤمنين عليه السلام مرّتين ، وذلك أنّه قال لهم : أتدرون من وليّكم من بعدي؟
قالوا : الله ورسوله أعلم.
قال : فإنّ الله تبارك وتعالى قد قال : (فإنّ الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) يعني أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو وليّكم بعدي ..
والمرّة الثانية يوم غدير خمّ ، قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه» (2).
وقد تقدّم أنّ مقتضى الحادثة وتنازع الأطراف فيها يقتضِ هذا التوزيع في طرفي المواجهة ، وقد مرّ جملة من روايات أهل سُنّة الجماعة في كون «صالح المؤمنين» هو عليّ عليه السلام ..
ولا يخفى سرّ التعبير بالمفرد المضاف إلى الجمع ؛ إذ أنّه يختلف عمّا لو كان : «صالح من المؤمنين» ، أو : «صالحو المؤمنين» ، فإنّه يقتضي 3.
ص: 116
التساوي في الصلاح والإيمان ، فإفراده من بين مجموع المؤمنين وإدراجه في سلك انتظام جبرئيل الروح الأمين والملائكة قاضٍ بعلوّ درجته.
وروى في الدرّ المنثور ، قال : «وأخرج الطبراني ، وابن مردويه ، بسند ضعيف عن ابن عباس ، عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، قال : السبّق ثلاثة : فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب يس ، والسابق إلى محمد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم عليّ بن أبي طالب.
وأخرج ابن عساكر من طريق صدقة القرشي ، عن رجل ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : أبو بكر الصديق خير أهل الأرض إلاّ أن يكون نبيّ ، وإلاّ مؤمن آل ياسين ، وإلاّ مؤمن آل فرعون. أي أنّه دون الثلاثة.
وأخرج ابن عدي ، وابن عساكر : ثلاثة ما كفروا بالله قط : مؤمن آل ياسين ، وعليّ بن أبي طالب ، وآسية امرأة فرعون.
وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : الصدّيقون ثلاثة : حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجّار صاحب آل ياسين ، وعليّ بن أبي طالب.
وأخرج داود ، وأبو نعيم ، وابن عساكر ، والديلمي ، عن ابن أبي ليلى ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : الصديقون ثلاثة : حبيب النجّار مؤمن آل ياسين ، الذي قال : (يا قوم اتّبعوا المرسلين) (1) ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، الذي قال : (أتقتلون رجلاً0.
ص: 117
أن يقول ربّي الله) (1) ، وعليّ بن أبي طالب وهو أفضلهم» (2).
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل بعدّة طرق (3).
ورواه أحمد في فضائل عليّ عليه السلام من فضائل الصحابة (4).
وروى ابن كثير في تفسيره : «قال ابن أبي نجيح : عن مجاهد ، عن ابن عباس : (والسابقون السابقون) (5) ، قال : يوشع بن نون سبق إلى موسى ، ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى ، وعليّ بن أبي طالب سبق إلى محمد رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم» (6).
وروى مثله السيوطي في الدرّ المنثور ، قال : «وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس : ...» وذكر مثله ..
وقال : «وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : (والسابقون السابقون) ، قال : نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجّار الذي ذكر في يس ، وعليّ بن أبي طالب ، وكلّ رجل منهم سبق أُمّته ، وعليّ 4.
ص: 118
أفضلهم سبقاً» (1).
وهذه الروايات (2) من طرقهم قاضية بأنّ : «صالح المؤمنين» هو عليّ عليه السلام وهو صدّيق هذه الأُمّة الأكبر ، وفاروقها الأعظم بين الحقّ والباطل ، ويقتضيه ما روي مستفيضاً عند الفريقين أنّه : «قسيم الجنّة والنار».
كما أنّ الأشخاص المعنيين بالخبر المفشى تقتضي السورة والآيات بتقابلهم وتباينهم مع موقع الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله والدين وصالح المؤمنين ، وأنّ «صالح المؤمنين» مولى النبيّ صلى الله عليه وآله ووليّه يلي أمره في الدين ، ومن ثمّ كانت هذه الآيات في السورة معلنةً لولاية «صالح المؤمنين» ، وأنّه وليّهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله في قبال موقع الطرف الآخر صاحب المكيدة والتدبير على الدين والرسول الأمين صلى الله عليه وآله.
الملحمة القرآنية والإسرار النبوي :
الحديث الذي أسرّ به النبيّ صلى الله عليه وآله إلى حفصة - كما تشير إليه سورة التحريم - قد سبق وأن أنبأ به القرآن الكريم في سورة البقرة وفي سورة ة.
ص: 119
محمد صلى الله عليه وآله ، والأُولى من أوائل السور المدينة نزولاً ، والثانية متقدّمة نزولاً على سورة التحريم أيضاً ..
ففي الأُولى : (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهِدُ اللهَ على ما في قلبه وهو ألدُّ الخصامِ * وإذا تولّى سعى في الأرض ليُفسدَ فيها ويُهلكَ الحرثَ والنسلَ واللهُ لا يحبّ الفسادَ * وإذا قيل له اتّقِ اللهَ أخذتْهُ العزّةُ بالإثمِ فحسْبُهُ جهنّمُ ولبئس المِهادُ * ومن الناس مَن يشري نفسَهُ ابتغاءَ مرضاتِ اللهِ واللهُ رؤوفٌ بالعبادِ) (1).
الملفت للانتباه أنّ في هذه الآيات جرى التقابل بين طرفين وموقعين في مجرى الأحداث في مسار الأُمّة ، وها هنا الطرف الثاني الذي تتعرّض له الآيات بالمديح والثناء ، وبيان أنّه المؤهّل لولاية الأمر من قبله تعالى ؛ بقرينة تقريع الآيات للطرف الأوّل ، الذي تتوقّع استيلاءه على مقاليد الأُمور ، وتذكر له العديد من الصفات ، مثل : حلاوة المقال مع عداوة القلب ، وخصامه الكثير ولجاجه ، وقساوته عند تولّيه الأُمور بتغريب النتاج المدني البشري ، والإبادة للطبيعة البشرية.
وها هنا الآيات لم تصف النسل البشري بصفة خاصّة ، ممّا يعطي أنّ التقريع للإبادة موردها الطبيعة البشرية من حيث هي محترمة كخلق لله تعالى ، بغضّ النظر عن الحرمة من جهة الإيمان أو الإسلام ، وهذا مؤشّر على موارد وقوع هذه الصفة المُتنبَأ بها في الآيات ، وقد مرّت الإشارة إلى هذا البحث في حلقات سابقة. 7.
ص: 120
والحاصل إنّ الطرف الثاني الذي تمدحه الآيات هو في مقابل الطرف الأوّل المذموم لتولّي الأمر ..
والممدوح ها هنا كما هو معروف من الروايات ولدى المفسّرين هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام ؛ إذ فدّى نفسه للنبيّ صلى الله عليه وآله في ليلة المبيت على فراشه.
وفي السورة الثانية قال تعالى : (فإذا أُنزلت سورةٌ محكمةٌ وذُكرَ فيها القتالُ رأيت الّذين في قلوبهم مرضٌ ينظرونَ إليك نظر المغشيِّ عليه من الموت فأوْلى لهم * طاعةٌ وقولٌ معروفٌ فإذا عزمَ الأمرُ فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم * فهل عسَيْتمْ إن تولّيْتم أن تُفسدوا في الأرض وتُقطّعوا أرحامكمْ * أُولئك الّذين لعنهمُ اللهُ وأصمّهمْ وأعمى أبصارهمْ) (1).
هذه الآيات تشير إلى وقوع استيلاء على مقاليد الأُمور من قبل فئة من المسلمين ، وهم : (الّذين في قلوبهم مرض) ، وهذا العنوان قد أشار القرآن الكريم إلى وجوده بين صفوف المسلمين منذ بداية نشأة الإسلام ، كما في سورة «المدّثر» ، رابع سورة نزلت على النبيّ صلى الله عليه وآله في مكّة في أوائل البعثة ..
وهذا التقارن بين سورة المدّثر وسورة محمد صلى الله عليه وآله دالّ على أنّ هدف هذه الفئة من الدخول في الإسلام منذ أوائل عهده هو الوصول إلى مسند القدرة وزمام الأُمور بعد النبيّ صلى الله عليه وآله ، كما هو طمعٌ وهدفٌ أُعلن على لسان كثير من القبائل التي كان النبيّ صلى الله عليه وآله يدعوها للدخول في الإسلام ؛ 3.
ص: 121
فقد كانت مشارطتهم للدخول في الدين استخلافهم على زمام الأُمور بعد النبيّ صلى الله عليه وآله ، وكان النبيّ صلى الله عليه وآله يرفض هذا الشرط ، ويجيب بأنّ ذلك ليس له ، بل لله عزّ وجلّ ربّ العالمين.
ومع انضمام سورة التحريم إلى السور السابقة يتّضح جليّاً مفاد الإشارة في السور القرآنية ، وتتبيّن أوصاف مَن تُعرّض به الملحمة القرآنية.
وقد وقع نظير هذه الأنباء من الرسول صلى الله عليه وآله حول مجريات الاستيلاء على السلطة بعده ..
فقد روى البخاري ، عن عمر بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد : «قال : أخبرني جدّي ، قال : كنت جالساً مع أبي هريرة في مسجد النبيّ صلى الله عليه وآله بالمدينة ومعنا مروان ، قال أبو هريرة : سمعت الصادق المصدّق يقول : هلكة أُمّتي على يدي غلمة من قريش ، فقال مروان : لعنة الله عليهم غلمة. فقال أبو هريرة : لو شئت أن أقول بني فلان بني فلان لفعلت ..
فكنت أخرج مع جدّي إلى بني مروان حين ملكوا بالشام ، فإذا رآهم غلماناً أحداثاً قال لنا : عسى هؤلاء أن يكونوا منهم. قلنا : أنت أعلم» (1).
قال ابن حجر في شرحه : «قال ابن بطّال : جاء المراد بالهلاك مبيّناً في حديث آخر لأبي هريرة أخرجه علي بن معبد ، وابن أبي شيبة من وجه آخر عن أبي هريرة ، رفعه : (أعوذ بالله من إمارة الصبيان. قالوا وما إمارة الصبيان؟ قال : إن أطعتموهم هلكتم - أي في دينكم - وإن عصيتموهم أهلكوكم ، إن في دنياكم بإزهاق النفس ، أو بإذهاب المال ، أو بهما) .. 9.
ص: 122
وفي رواية ابن أبي شيبة : (إنّ أبا هريرة كان يمشي في السوق ويقول : اللّهمّ لا تدركني سنة ستّين ولا إمارة الصبيان) ، وفي هذا إشارة إلى أنّ أوّل الأُغيلمة كان في سنة ستّين ، وهو كذلك ؛ فإنّ يزيد بن معاوية استُخلف فيها.
- إلى أن قال : - تنبيه : يتعجّب من لعن مروان الظلمة المذكورين مع أنّ الظاهر أنّهم من ولده ، فكأنّ الله تعالى أجرى ذلك على لسانه ليكون أشدّ في الحجّة عليهم لعلّهم يتّعظون.
وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد ، أخرجها الطبراني وغيره ، غالبها فيه مقال ، وبعضها جيّد» (1).
وكذا ما رواه البخاري في الباب الثاني من كتاب الفتن - وعنونه : باب قول النبيّ صلى الله عليه وآله : «سترون بعدي أُموراً تنكرونها» - : «وقال عبدالله بن زيد ، قال النبيّ صلى الله عليه وآله : اصبروا حتّى تلقوني على الحوض»!!
ثمّ روى البخاري أحاديث في الباب تدعو إلى السكوت عن سلاطين الجور والإطاعة لهم ، وهي أشبه بنصوص السلطة من النصوص النبوية ..
قال تعالى : (والمؤمنونَ والمؤمناتُ بعضهم أولياء بعضٍ يأمرونَ بالمعروف وينْهَوْنَ عن المنكر) (2) ..
وقال تعالى : (المنافقونَ والمنافقاتُ بعضهم من بعضٍ يأمرونَ بالمنكر وينهوْنَ عن المعروف) (3) .. 7.
ص: 123
وقال تعالى : (ولا ترْكنوا إلى الّذين ظلموا فتمَسّكُمُ النارُ) (1).
وبمثل هذه الملحمة القرآنية والإسرار النبوي ما رواه البخاري أيضاً في كتاب الفتن : الباب الأوّل والرابع من اقتراب الفتن بعده صلى الله عليه وآله ، وإحداث أصحابه بعده صلى الله عليه وآله ..
وكلّ ذلك خارج مخرج التحذير والإنذار .. (حكمةٌ بالغةٌ فما تُغنِ النُذُرُ) (2).
للبحث صلة ... 5.
ص: 124
الشيخ محمّد الحسون
بسم الله الرحمن الرحيم
المحقّق الكركي علي بن الحسين بن عبد العالي (ت 940 ه) علمٌ من أعلام الطائفة الحقّة ، وشخصية سياسية بارزة في النصف الأوّل من القرن العاشر الهجري.
ولا يستطيع الدارس لتلك الفترة الزمنية المهمّة والحساسة بأحداثها وتحوّلاتها السياسية أن يتجاوز الكركي دون أن يقف على مكانته العلمية المرموقة ودوره في تطوير العلوم الإسلامية - خصوصاً الفقه - بما توصّل إليه من نظريّات جديدة صهرها في بودقة مؤلّفاته الكثيرة.
لقد استطاع الكركي أن يرفد المكتبة الإسلامية بثمانين مُؤلَّفاً تقريباً ، مختلفة في مواضيعها وحجمها وأساليبها ، فمنها الكتب الاستدلالية المطوّلة ، ك- : جامع المقاصد ، وحواشيه على شرائع الإسلام وإرشاد الأذهان ومختلف الشيعة ، ومنها الرسائل الصغيرة التي خصّص كلّ منها لبحث مسألة علمية واحدة.
ص: 125
وقد جَمعتْ هذه المؤلّفات بين سهولة العبارة وبلاغتها ، وبين متانة محتواها وقوّة دلالتها على المطلوب.
ونظرة سريعة لآثار هذا الرجل الفذّ المتمثّلة بمؤلّفاته وإجازاته ، يتّضح لنا جليّاً القدرة البلاغية العالية التي كان يتّصف بها.
ولا عجب في ذلك ؛ فقد نشأ وترعرع ودرس في جبل عامل ، وهو آنذاك مدرسة علميّة تتّصف بقوّة بلاغتها ، ثمّ سافر إلى عواصم البلدان الإسلامية كمصر ودمشق وبيت المقدس وتتلمذ على كبار علمائها.
وقد استشهد الكركي في مصنّفاته بمجموعة من الأبيات الشعريّة ، فقمتُ بجمعها بعد استقراءٍ كاملٍ لمؤلّفاته جميعها ، سواء المطبوع منها والمخطوط ، فأوردتُ الشاهد الشعري مرتّباً حسب القافية ، وأوضحت كيفية الاستشهاد به ، وتحدّثت قليلاً عن قائله ، والمناسبة التي قيل فيها.
والحمد لله ربّ العالمين.
* * *
ص: 126
تَوَدُّ عَدِوِّي ثُمَّ تَزْعُمُ أنَّنِي
صَدِيقُكَ إنَّ الرَأيَ عَنْك لَعازِبُ
استشهد به المحقّق الكركي في رسالته نفحات اللاهوت ، عند كلامه على وجوب موالاة أولياء الله تعالى ومودّتهم ، ومعاداة أعدائه والبراءة منهم ، وذكر عدّة آيات دالّة على ذلك ، ثمّ قال : فهذه الآيات ناطقة بوجوب معاداة أعداء الله ، بل دالّة على أنّ ذلك جزء من الإيمان ، فإنّ مخالف ذلك لا يمكن أن يكون مؤمناً ، وقاعدة لسان العرب تقتضي ذلك أيضاً ، قال الشاعر : ... - وذكر البيت -.
ثمّ قال : فمودّة العدوّ خروج عن ولاية الوليّ ، فكما يحرم الخروج عن موالاة الله وأوليائه ، كذلك يحرم الدخول في موالاة أعداء الله وأعداء أوليائه. وقد روي أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول : «اللّهمّ لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة ، فإنّي وجدت في ما أوجبته : (لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حادَّ اللهَ) (1).
والبيت الذي يأتي بعد هذا الشاهد :
وليس أخي مَنْ ودَّني رَأيَ عَينِهِ
ولكنْ أخي مَن ودَّني وهو غائبُ (2)
وقائل هذين البيتين هو كلثوم بن عمرو بن أيوب بن عبيد ، المعروف بالعتّابي ، من شعراء الدولة العباسية ، اتّصل بالبرامكة فترة من الزمن ، فوصفوه للرشيد ، ووصلوه به ، فبلغ عنده كلّ مبلغ ، وعظمت فوائده منه. 7.
ص: 127
كان شاعراً مترسّلاً بليغاً ، مطبوعاً في فنون الشعر ، تتلمذ عليه وأخذ منه وروى شعره منصور النمري (1).
له كلمات أدبيّة يجريها بعض الأُدباء مجرى الحِكم ..
منها : الأُخوان ثلاثة أصناف : فرع بائن من أصله ، وأصل متّصل بفرعه ، وفرع ليس له أصل.
فأمّا الفرع البائن من أصله ، فإخاء بُني على مودّة ثمّ انقطعت ، فحفظ على ذمام الصحبة.
وأمّا الأصل المتّصل بفرعه ، فإخاء أصله الكرم وأغصانه التقوى.
وأمّا الفرع الذي لا أصل له ، فالمموّه الظاهر الذي ليس له باطن (2).
ومنها : ما رأيتُ الراحة إلاّ مع الخلوة ، ولا الأُنس إلاّ مع الوحشة (3).
ومنها : ببكاء القلم تبتسم الكتب (4).
ومنها : الأقلام مطايا الفِطَن (5).
(2)
فإنْ كُنتَ بالشُّورى مَلكْتَ أُمورَهُمْ
فَكيْفَ بِهذَا والمُشيروُنَ غُيَّبُ
وإنْ كُنْتَ بِالقُرْبَى حَجَجْتَ خَصِيمَهُمْ
فَغَيرُكَ أوْلى بِالنبيّ وَأقْرَبُ
ذكرهما في رسالته نفحات اللاهوت عند تحدّثه عن مظلومية الإمام عليّ عليه السلام .. 9.
ص: 128
قال : وفي كلام أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة مواضع متعدّدة هي كالصريحة في المطلوب ، وفيها من التوجّع والتألّم ما يفتّ الكبد ويوهي الجلد ، أحببتُ أن أُورد منها نبذة ؛ لأنّ أكثر ذلك مروي من طرق أهل السُنّة ، وما من شيء إلاّ وقد ذكر الشيخ عزّ الدّين عبد الحميد بن أبي الحديد إسناده من طرقهم ومَن أورده منهم ، فمن ذلك الخطبة المعروفة بالشقشقية.
وبعد ذكره لها قال : ومن كلامه عليه السلام : «يا عجباً! أن تكون الخلافة بالصحابة ولا تكون بالصحابة والقرابة!!» ويروى له عليه السلام شعر في هذا المعنى : ... - وذكر البيتين -.
ثمّ قال : ومن كلامه عليه السلام من هذا النمط شيء كثير لمن تتبّعه ، ولسنا بصدد حصره ؛ لأنّ اليسير منه كافٍ في الدلالة على ما نحن بصدده لمن كان طالباً للحقّ ومتحرّياً للصواب. ولعمري من وقف على ما أثبتناه من الدلائل ، واطّلع على ما أوردناه من الحجج ، فلم يعرف الحقّ من كلّ واحد منها ، ولا تبيّن له طريق الهدى من جملتها ، لسقيم الفؤاد ، وشديد المرض بداء العناد ، مأيوس من برئه بعلاج الكلام ، إذ لا دواء له بعد إلاّ الضرب بالحسام ، والمؤاخذة بعظيم الانتقام (1).
وشرح ابن أبي الحديد المعتزلي كلامه عليه السلام قائلاً : حديثه عليه السلام في النثر والنظم المذكورين مع أبي بكر وعمر ..
أمّا النثر فإلى عمر توجيهه ؛ لأنّ أبا بكر لمّا قال لعمر : امدد يدك ، قال له عمر : أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله في المواطن كلّها ، شدّتها 0.
ص: 129
ورخائها ، فامدد أنت يدك. فقال عليّ عليه السلام : إذا احتججتَ لاستحقاقه الأمر بصحبته إياه في المواطن كلّها ، فهلاّ سلّمت الأمر إلى من قد شركه في ذلك وزاد عليه بالقرابة!!
وأمّا النظم فموجّه إلى أبي بكر ؛ لأنّ أبا بكر حاجّ الأنصار في السقيفة فقال : نحن عترة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وبيضته التي تفقّأت عنه. فلمّا بويع احتجّ على الناس بالبيعة ، وأنّها صدرت عن أهل الحلّ والعقد. فقال عليّ عليه السلام : أمّا احتجاجك على الأنصار بأنّك من بيضة رسول الله صلى الله عليه وآله ومن قومه ، فغيرك أقرب نسباً منك إليه ، وأمّا احتجاجك بالاختيار ورضى الجماعة بك ، فقد كان قوم من جملة الصحابة غائبين لم يحضروا العقد ، فكيف يثبت (1)؟!
(3)
فَوَاللهِ لَوْلا اللهُ لأ شَيْءَ غَيْرُه
لَزُلزِلَ مِنْ هَذا السَّريرِ جَوَانِبُهْ
ذكره في كتابه جامع المقاصد في بحث النكاح ، مُستشهداً به على حرمة ترك وطء الزوجة أكثر من أربعة أشهر ..
قال : يدلّ على ذلك ما رواه صفوان بن يحيى ، أنّه سأل الرضا عليه السلام عن رجل يكون عنده المرأة الشابّة ، فيمسك عنها الأشهر والسنة لا يقربها ، ليس يريد الإضرار بها ، يكون لهم مصيبة ، أيكون في ذلك آثماً؟ قال : «إذا تركها أربعة أشهر كان آثماً بعد ذلك ، إلاّ أن يكون بإذنها» (2). 7.
ص: 130
وقد نُقل أنّ عمر سأل نساء أهل المدينة - لمّا أخرج أزواجهن إلى الجهاد ، وسمع امرأة تنشد أبياتاً من جملتها : ... وذكر البيت - عن أكثر ما تصبر المرأة عن الجماع؟ فقيل : أربعة أشهر. فجعل المدّة المضروبة للغيبة أربعة أشهر (1).
وهذا البيت جزء من مقطوعة شعريّة قالتها امرأة مجهولة ..
حكى السيوطي عن الحافظ أبي بكر بن أبي الدنيا في كتابه الأشراف ، قال : حدّثني أبي ، عن محمد بن إسحاق ، عن سليمان بن جبير مولى ابن عباس - وقد أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله - قال : ما زلتُ أسمع حديث عمر هذا أنّه خرج ذات ليلة يطوف بالمدينة ، وكان يفعل ذلك كثيراً ، فمرّ بامرأة مغلقة عليها بابها وهي تقول - فاستمع لها عمر - :
تَطاوَلَ هذا اللَّيلُ تَسْري كَواكِبُهْ
وأرَّقَني أنْ لا ضَجِيعَ أُلاعِبُهْ
فواللهِ لَوْلا اللهُ لا شيءَ غَيْرُهُ
لحَرَّكَ مِن هذا السَّريرِ جوانِبُهْ
وبِتُّ أُلاهي غَيْرَ بِدْعِ مُلَعَّنٍ
لَطِيفِ الحَشا لا يَحتويهِ مُصاحِبُهْ
يُلاعبنُي طَوْراً وَطَوْراً كأنّما
بَدَا قَمرَاً في ظُلْمةِ اللَّيْلِ حاجِبُهْ
يُسَرُّ مَنْ كانَ يَلْهو بِقُرْبِهِ
يُعَاتِبُني في حُبِّهِ وَأُعاتِبُهْ
وَلكِنَّني أخْشَى رَقِيباً مُوَكَّلاً
بِأنْفُسِنا لا يَفْتُرُ الدَّهْرَ كاتِبُهْ
ثمّ تنفّست الصعداء وقالت : لهانَ على ابن الخطّاب وحشتي في بيتي ، وغيبة زوجي عنّي ، وقلّة نفقتي؟
فقال عمر : يَرحمك الله. فلمّا أصبح بعث إليها بنفقة وكسوة ، وكتب إلى عامله يُسرّح إليها زوجها (2). 8.
ص: 131
وأخرج المتّقي الهندي عن ابن عمر أنّه قال : خرج عمر بن الخطّاب فسمع أمرأة تقول :
تَطاوَلَ هذا اللَّيْلُ وَاسْودَّ جانِبُهْ
وَأرّقَني أنْ لا حَبيبَ أُلاعِبُهُ
فَواللهِ لَوْلا اللهُ إنّي أُراقِبُهْ
لَحَرَّكَ مِنْ هذَا السَّريرِ جَوَانِبُهْ
فقال عمر لحفصة : كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت : ستّة أو أربعة أشهر ، فقال عمر : لا أحبس الجيش أكثر من هذا (1).
(4)
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أنَّي مَرْحَبُ
شَاكيِ السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
أطْعَنُ أحْيَاناً وَحيناً أضْرِبُ
إذْ الحُروبُ أقْبَلتْ تَلْتَهِبُ
أوردهما في رسالته نفحات اللاهوت ، عند حديثه عن واقعة خيبر ، وما أبداه الإمام عليّ عليه السلام من الشجاعة والصبر في فتح هذا الحصن وقتل مرحب وانهزام اليهود ..
قال : وروى الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (ويَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً) (2) : فإنّ ذلك في فتح خيبر ، بإسناده قال : حاصر رسول الله صلى الله عليه وآله أهل خيبر حتّى أصابتنا مخمصة (3) شديدة ، وأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله أعطى اللواء عمر بن الخطّاب ونهض من نهض معه من الناس ، وتلقّوا أهل خيبر ، فانكشف عمر وأصحابه ، ورجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يُجَبّنهُ أصحابه ويُجبّنهم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله قد أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس. ».
ص: 132
فأخذ أبو بكر راية رسول الله صلى الله عليه وآله ثمّ نهض فقاتل ثمّ رجع ، فأخذها عمر فقاتل ثمّ رجع ، فأُخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : «أما والله لأُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، يأخذه عنوة» ، وليس ثمة عليّ عليه السلام.
فلمّا كان الغد تطاول رجال من قريش ، ورجا كلّ واحد منهم أن يكون صاحب ذلك ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله ابن الأكوع إلى عليّ فدعاه ، فجاء على بعير له حتّى أناخ قريباً من رسول الله ، وهو أرمد قد عصب عينيه بشقّة بردٍ قطريٍ.
قال سلمة : فجئتُ به أقوده إلى رسول الله ، فقال صلى الله عليه وآله : «ما لك»؟
قال عليّ عليه السلام : «رمدت».
فقال صلى الله عليه وآله : «ادن منّي» ، فدنا منه ، فتفل في عينيه ، فما شكا وجعهما بعد حتّى مضى لسبيله.
ثمّ أعطاه الراية فنهض بالراية وعليه حلّة أرجوان حمراء قد أخرج كمّيها ، فأتى مدينة خيبر ، فخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مِغْفَر (1) مصفّر وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه ، وهو يرتجز ويقول : ... - وذكر البيتين -.
فبرز إليه عليّ عليه السلام فقال :
أنَا الّذِي سَمَّتْني أُمّي حَيْدَرَهْ
كَلَيْثِ غَاباتٍ شَديدِ القَسْوَرَهْ (2)
أكِيلُكُمْ بِالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ (3) ».
ص: 133
فاختلفا بضربتين ، فبدأه عليّ عليه السلام بضربة ، فَقَدَّ الحجر والمغفر وفلق رأسه حتّى أخذ السيف في الأضراس ، وأخذ المدينة ، وكان الفتح على يديه (1).
واعلم أنّ حديث الكرامة التي منحها الله تعالى للإمام عليّ عليه السلام يوم خيبر ، من فتح هذا الحصن على يديه ، حديث متواتر أخرجه علماء المسلمين كافّة : المؤرّخون يذكرونه في مصنّفاتهم التأريخية في الغزوات التي جرت في السنة السابعة للهجرة ، وعلماء الحديث يروونه في موسوعاتهم الحديثية بعنوان «حديث الراية» ، والأُدباء يذكرون الشعر الذي قيل فيه.
قال الواقدي في حديث غزوة خيبر : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : «لأُعطينَّ الراية غداً رجلاً يُحبّه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه ، ليس بفرّار ، أبشر يا محمد بن مسلمة ، غداً إن شاء الله يُقتل قاتل أخيك وتولّي عادية (2) اليهود» فلمّا أصبح أرسلَ إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام وهو أرمد ، فقال : «ما أُبصر سهلاً ولا جبلاً» ، قال : فذهب إليه فقال : «افتح عينيك» ففتحهما ، فتفل فيهما ، قال عليّ عليه السلام : «فما رمدت حتّى الساعة».
ثمّ دفع إليه اللواء ودعا له ومن معه من أصحابه بالنصر ، فكان أوّل من خرج إليهم الحارث أخو مرحب في عاديته ، فانكشف المسلمون وثبت عليّ عليه السلام ، فاضطربا ضربات فقتله عليّ عليه السلام ، ورجع أصحاب الحارث إلى الحصن فدخلوه وأغلقوا عليهم ، فرجع المسلمون إلى موضعهم ، وخرج مرحب وهو يقول : ... - وذكر البيتين -. 4.
ص: 134
ثمّ قال : فحمل عليه عليّ عليه السلام فقطره (1) على الباب وفتح الباب (2).
وأخرج الطبري في أحداث السنة السابعة للهجرة ، بسنده عن بريدة الأسلمي أنّه قال : لمّا كان حين نزل رسول الله صلى الله عليه وآله بحصن أهل خيبر ، أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله اللواء عمر بن الخطّاب ، فنهض من نهض معه من الناس ، فلقوا أهل خيبر ، فانكشف عمر وأصحابه ، فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يُجبّنهُ أصحابه ويجبّنهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : «لأُعطينّ اللواء غداً رجلاً يُحبّ الله ورسوله ويُحبّه الله ورسوله».
فلمّا كان من الغد تطاول لها أبو بكر وعمر ، فدعا عليّاً عليه السلام وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ، ونهض معه الناس مَنْ نهض. قال : فلقي أهل خيبر فإذا مرحب يرتجز ويقول : - وذكر البيتين ، وفيهما : إذا الليوثُ أقْبَلَتْ تَلَهَّبُ - فاختلف هو وعليّ عليه السلام ضربتين ، فضربه عليّ على هامته حتّى عضّ السيف منها بأضراسه ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته ، فما تتامّ آخر الناس مع عليّ عليه السلام حتّى فتح الله له ولهم.
ثمّ ذكره بطريق آخر ، وفيه : فقال عليّ عليه السلام :
أنَا الّذي سَمَّتْني أُمّي حَيْدَرَهْ
أكِيلُكُمُ بِالسَّيفِ كَيْلَ السَّنْدرهْ
لَيْثٌ بِغاباتٍ شَدِيدٌ قَسْوَرَهْ (3)
وأخرجه ابن الأثير في تاريخه (4) ، وهو مطابق لما في تاريخ الطبري.
وابن كثير في البداية والنهاية والسيرة النبوية ، والشعر فيه هكذا : 0.
ص: 135
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أني مَرْحَبُ
شَاكٍ سِلاحي بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إذا اللّيوثُ أقْبَلَتْ تَلَهّبُ
وَأحْجَمتَ عَنْ صَوْلَةِ المُغَلَّبُ
وفي شعر عليّ عليه السلام هكذا : أكيلكْمُ بالصّاعِ كَيْلَ السَّنْدرهْ.
وفي رواية أُخرى له فيها : (كريهِ المَنْظَرَهْ) و (أوفِيهُمُ بالصّاعِ) (1).
وأخرجه الحلبي في السيرة ، وفيه : (ضُرْغامِ آجامٍ وَلَيْثٍ قَسْوَرَهْ) ثمّ قال : فإنّ أُمّ عليّ سمّته أسداً باسم أبيها ، وكان أبوه أبو طالب غائباً ، فلمّا قدم كره ذلك وسمّاه عليّاً.
ومن أسماء الأسد : حيدره ، والحيدره : الغليظ القوي.
وقيل : لقّب بذلك في صغره ؛ لأنّه كان عظيم البطن ممتلأً لحماً ، ومن كان كذلك يقال له حيدرة.
ويقال : إنّ ذلك كان كشفاً من عليّ ، فإنّ مرحباً كان رأى في تلك الليلة في المنام أنّ أسداً افترسه ، فذكّره عليّ بذلك ليخيفه ويضعف نفسه.
ويروى أنّ عليّاً ضرب مرحباً فتترّس فوقع السيف على الترس فقدّه ، وشقّ المغفر والحجر الذي تحته والعمامتين ، وفلق هامته حتّى أخذ السيف في الأضراس ، وإلى ذلك يشير بعضهم - وقد أجاد - بقوله :
وَشَادِنٌ (2) أبَصَرْتُهُ
مُقْبِلاً
فَقُلْتُ من وَجْديِ بِهِ مَرْحَبا
قَدَّ فُؤادي في الهوى قَدُّهُ
قَدَّ عليّ في الوغى مَرْحَبا (3)
وذكر السيوطي شطر البيت الأوّل من شعر الإمام عليّ عليه السلام (4).4.
ص: 136
قد كانَ بَعدكَ أنْباءٌ وهَنْبَثَةٌ (2)
لو كُنتَ شاهِدَها لم تكْثُرِ الخُطَبُ
إنّا فَقَدناكَ فَقْدَ الأرضِ وابِلَها
واخْتلَّ قومُكَ فاشْهَدْهُم وقد نَكبوُا
ذكرهما في رسالته نفحات اللاهوت ، عند إيراده خطبة الزهراء عليها السلام في المسجد ..
قال : ثمّ التفتت إلى قبر أبيها فتمثّلت بقول هند ابنة أثاثة شعراً : ... - وذكر البيتين - (3).
وحكى ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج عن أبي بكر أحمد ابن عبد العزيز الجوهري في كتابه السقيفة ، خطبة الزهراء عليها السلام ، وذكر هذين البيتين بشكل آخر ، مضيفاً لهما بيتاً ثالثاً :
قد كانَ بعدكَ أنباءٌ وهَيْنَمةٌ (4)
لو كنتَ شاهِدَها لم تَكْثُرِ الخُطَبُ
أبْدَتْ رجالٌ لنا نجوى صُدُورِهُمُ
لَمّا قَضَيْتَ وحالَتْ دونَكَ الكُتُبُ
تَجَهّمَتْنا (5) رجالٌ
واسْتُخِفّ بِنا
إذْ غِبْتَ عنّا فنحنُ اليَوْمَ نُغْتَصَبُ (5)
وحكى الإربلي هذه الأبيات عن المصدر نفسه - السقيفة - ولكن بشكل آخر : 2.
ص: 137
قد كانَ بعدكَ أنْباءُ وهَنْبَثَةٌ
لو كنتَ شاهدَها لم تَكْثُرِ الخُطَبُ
إنّا فقدناكَ فَقْد الأرضِ وابِلَها
واخْتَلَّ قَومُكَ لمّا غِبْتَ وانْقَلَبُوا
أبْدَتْ رجالٌ لَنا فَحوى صُدُورِهُمُ
لمّا قَضَيْتَ وحالتْ دونَكَ التُرُبُ
وزاد في بعض الروايات هنا :
ضَاقَتْ عَلَيَّ بِلادِي بَعْدَما رَحُبَتْ
وسِيمَ سِبْطاكَ خَسْفاً فِيهِ لي نَصَبُ
فَلَيْتَ قَتْلَكَ كَانَ المَوْتُ صَادَفَنا
قَوْمُ تَمَنَّوا فَأعْطُوا كُلَّ مَا طَلبَوا
تَجَهَّمَتنا رِجالٌ واسْتُخِفّ بِنا
إذْ غِبْتَ عَنّا فَنَحْنُ اليَوْمَ نُغْتَصَبْ (1)
وقائلة هذه الأبيات هند بنت أثاثة بن عباد بن المطّلب بن عبد مناف ، أُمّها أُمّ مسطح بنت أبي رهم بن المطّلب. وهي شاعرة من شواعر العرب ، أسلمت وبايعت الرسول صلى الله عليه وآله وحسن إسلامها ، وتوفيت حدود سنة 10 ه- (2).
وهي التي أجابت هند بنت عتبة حينما قالت في واقعة أُحد :
نَحْنُ جَزَيْناكُمْ بِيَوْمِ بَدْرِ
والحَرْبُ بَعْدَ الحَربِ ذَاتَ سُعْرِ
ما كانَ عَنْ عُتْبَةَ لِي مِنْ صَبْرِ
وَلا أخيِ وَعَمهِ وَبِكْري
شَفَيْتُ نَفْسِي وَقَضَيْتُ نَذْرِي
شَفَيْتَ وَحْشيٌ غَلِيلَ صَدْرِي
فَشُكْرُ وَحْشيّ عَلَيَّ عُمْرِي
حَتّى تَرِمُّ أعْظُمِي فيِ قَبْرِي
فأجابتها قائلةً :
خزيْتِ في بَدْرٍ وَغَيْرِ بَدْرِ
يا بِنْتَ غَدّارٍ عَظِيمِ الكُفْرِ
أقْحمَكِ اللهُ غَدَاةَ الفَجْر
بِالهاشِميينَ الطِوالِ الزُّهرِ
بِكُلِّ قَطّاعٍ حُسامٍ يَفْري
حَمْزَةُ لَيْثيِ وَعَليٌّ صَقْرِي6.
ص: 138
إذْ رامَ شيبٌ وَأبْوكِ قَهْري
فَخَضبا مِنْهُ ضَواحيَ النحرِ (1)
(6)
......................
ولا لَعِباً مِنّي وذو الشيْبِ يَلْعَبُ
استشهد به في حاشيته على كتاب مختلف الشيعة ، على جواز حذف أداة الاستفهام ..
قال معلّقاً على كلام العلاّمة الحلّي في استدلاله بحديث علي بن جعفر : (يتوضّأ منه للصلاة؟ قال : «لا ، إلاّ أن يكون الماء كثيراً قدر كرّ من ماء») (2) : الاستفهام في قوله : (يتوضأ) لطلب التصديق ، وأداته - وهي الهمزة - محذوفة ، على حدّ قوله : بسَبْعٍ رَمِينَ الجَمْر أمْ بِثَمانِ ، وقوله : ولا لَعِباً منّي وذو الشيبِ يَلْعَبُ.
وقد وجد التصريح بالهمزة في بعض نسخ الكتاب ، لكنّ الموجود في نسخة معتبرة من التهذيب الحذف (3).
وهذا الشاهد عبارة عن عجز بيت قاله الكميت الأسدي من قصيدة له يمدح فيها أهل البيت عليهم السلام ، مطلعها :
طَرِبْتُ وما شَوْقاً إلى البيضِ أطربُ
ولا لَعِباً مِنّي وذو الشَيْبِ يَلْعَبُ
ومنها قوله : أ.
ص: 139
فَما لي إلاّ آلُ أحْمَدَ شِيعَةً
وما لي إلاّ مَذْهبُ الحَقِّ مَذْهَبُ
بِأيّ كِتابٍ أمْ بِأيّةِ سُنَّةٍ
تَرَى حُبهُمْ عاراً عَلَيَّ وتَحْسَبُ
وجَدْنا لَكُمْ في آلِ حم آيَةً
تَأوَّلَها منّا تَقِيُّ ومعرَبُ
على أيّ جُرْمٍ أمّ بِأيّةِ سِيرةٍ
أُعَنَّفُ في تَقْرِيظهِم وأُكَذَّبُ
ومنها قوله :
ألَمْ تَرني مِنْ حُبِّ آلِ مُحمدٍ
أروُحُ وأغْدوُ خائِفاً أتَرَقبُ
فطائِفَةٌ قَد أكْفَرَتْني بِحُبهمْ
وطائِفَةٌ قالتْ مُسِيءٌ ومُذْنِبُ (1)
والشاعر هو الكميت بن زيد بن خنيس بن مجالد ، أبو سهل الأسدي ، ولد في الكوفة ، وقضى حياته فيها متّصلاً بضروب المعرفة والثقافة ، وأشهر شعره «هاشمياته» التي قالها في بني هاشم مدافعاً عن حقّهم في الخلافة.
ذكره السيوطي قائلاً : شعره أكثر من خمسة آلاف بيت ، روى عن الفرزدق ، وأبي جعفر الباقر عليه السلام ، ومذكور مولى زينب بنت جحش ، وعنه والبة بن الحبّاب الشاعر ، وحفص بن سليمان القاضوي ، وأبان بن تغلب وآخرون. وحديثه في البيهقي في نكاح زينب بنت حجش ، ووفد على يزيد وهشام ابني عبد الملك.
قال أبو عبيدة : لو لم يكن لبني أسد منقبة غير الكميت لكفاهم.
وقال أبو عكرمة الضبّي : لولا شعر الكميت لم يكن للّغة ترجمان ولا للبيان لسان. أخرجه ابن عساكر.
وأخرج عن محمد بن عقير ، قال : كانت بنو أسد تقول : فينا فضيلة ليست في العالم منزلاً منّا إلاّ وفيه بركة وراثة الكميت ؛ لأنّه رأى النبيّ صلى الله عليه وآله 4.
ص: 140
في النوم فقال له : «أنشدني طَرِبْتُ ...» فأنشده ، فقال له : «بُوركت وبورك قومك».
ويقال : ما جمع أحدٌ من علم العرب ومناقبها ومعرفة أنسابها ما جمع الكميت ، فمَن صحّح الكميتُ نسبه صحّ ، ومَن طعن فيه وهن.
وقال بعضهم : كان في الكميت عشر خصال ، لم تكن في شاعر : كان خطيب بني أسد ، وفقيه الشيعة ، وحافظ القرآن ، وثبت الجنان ، وكان كاتباً حسن الخطّ ، وكان نسّابة ، وكان جدلاً وهو أوّل من ناظر في التشيّع ، وكان رامياً لم يكن في بني أسد أرمى منه ، وكان فارساً ، وكان شجاعاً ، وكان سخيّاً ديّناً. أخرجه ابن عساكر ، وقال : ولد سنة ستّين ، ومات سنة ستّ وعشرين ومائة (1).
وذكره حنّا الفاخوري جاعلاً اسم جدّه (الأخنس) بدل خنيس (2).
(7)
وما سَهَّلَتْ تِلكَ المَذاهِبَ فيِهُمُ
على الناسِ إلاّ بَيْعَةُ الفَلَتاتِ
استشهد به في رسالته نفحات اللاهوت على مظلوميّة أهل البيت عليهم السلام : عبر التاريخ ، وأنّ أساس هذا الظلم ناشىَ ممّا جرى في السقيفة من بيعة أبي بكر ، وأمير المؤمنين عليه السلام في بيت النبيّ صلى الله عليه وآله مشغول بتغسيله وتكفينه (3).
وهذا الشاهد جزء من قصيدة شعرية تائية رائعة ، قالها دعبل الخزاعي 2.
ص: 141
في أهل البيت عليهم السلام ، وأنشدها أوّل مرّة بحضور الإمام الرضا عليه السلام في خراسان ، بعد أن بويع بولاية العهد في زمن المأمون.
وتعتبر هذه القصيدة من أحسن الشعر وأسنى المدائح المقولة في أهل البيت عليهم السلام (1).
وقد ذكر العلاّمة الأميني رحمه الله أنّ عدد أبياتها هو مائة وواحد وعشرون بيتاً (2) ، والموجود في ديوانه المطبوع مائة وخمسة عشر بيتاً فقط (3).
علماً بأنّ كثيراً من المصادر لم تذكر القصيدة كاملة ، بل من البيت الثلاثين منها : (مَدَارِسُ آياتٍ ...) ؛ لأنّ دعبل أنشدها الإمام الرضا عليه السلام من هذا البيت ، ولم ينشدها من أوّلها ، والذي هو في التشبيب والغزل.
قال ابن شهرآشوب : قيل لدعبل : لِمَ بدأت ب- : (مَدَارِسُ آياتٍ ...)؟
قال : استحييتُ من الإمام أن أنشده التشبيب فأنشدته المناقب (4).
وقد وصفت الكثير من الموسوعات التاريخية والأدبية كيفية إنشادها ، وما حصل للإمام عليه السلام حين سماعها ، وما جرى لدعبل بعد ذلك من أحداث ..
قال الأصفهاني : قال دعبل : دخلتُ على علي بن موسى الرضا عليه السلام بخراسان ، فقال لي : «أنشدني شيئاً ممّا أحدثت» ، فأنشدته : (مدارسُ آياتٍ ...) حتّى انتهيت إلى قولي :
إذا وُتِروا مَدّوا إلى واتِريهُمُ
أكُفّاً عن الأوْتارِ مُنْقَبِضاتِ2.
ص: 142
فبكى الإمام حتّى أُغمي عليه ، وأومأ إليّ خادم كان على رأسه : أن اسكت. فسكتُّ ساعة ..
ثمّ قال لي : «أعد». فأعدت حتّى انتهيت إلى هذا البيت أيضاً ، فأصابه مثل الذي أصابه في المرّة الأُولى ، وأومأ الخادم إليّ : أن اسكت. فسكتُّ ، ومكثت ساعة أُخرى ..
ثمّ قال لي : «أعد». فأعدتُ حتّى انتهيت إلى آخرها.
فقال لي : «أحسنت» ثلاث مرّات.
ثمّ أمر لي بعشرة آلاف درهم ممّا ضُرب باسمه ، ولم تكن دفعت إلى أحدٍ بعد ، وأمر لي مَن في منزله بحليّ كثير أخرجه إليّ الخادم ، فقدمتُ العراق فبعتُ كلّ درهم منها بعشرة دراهم اشتراها منّي الشيعة ، فحصل لي مائة ألف درهم.
قال ابن مهرويه : وحدّثني حُذيفة بن محمد : أنّ دعبلاً قال له : إنّه استوهب من الرضا عليه السلام ثوباً قد لبسه ؛ ليجعله في أكفانه ، فخلع جبّة كانت عليه فأعطاه إيّاها ..
فبلغ أهل قم خبرها ، فسألوه أن يبيعهم إيّاها بثلاثين ألف درهم ، فلم يفعل ، فخرجوا عليه في الطريق فأخذوها منه غصباً ، وقالوا له : إن شئت أن تأخذ المال فافعل ، وإلاّ فأنت أعلم.
فقال لهم : إنّي والله لا أُعطيكم إيّاها طوعاً ، ولا تنفعكم غصباً ، وأشكوكم إلى الرضا عليه السلام.
فصالحوه على أن أعطوه الثلاثين ألف درهم وفرد كُمٍّ من بطانتها ، فرضي بذلك ، فأعطوه فرد كُمّ ، فكان في أكفانه.
وكتب قصيدة : (مدارسُ آياتٍ ...) في ما يقال على ثوب وأحرم
ص: 143
فيه ، وأمر بأن يكون في أكفانه (1).
وفي مكان آخر من الأغاني قال : قال دعبل : لمّا هربتُ من الخليفة ، بتُّ ليلة بنيسابور وحدي ، وعزمتُ على أن أعمل قصيدة في عبد الله بن طاهر في تلك الليلة ، فإنّي لفي ذلك إذ سمعتُ - والباب مردود علَيَّ - : السلام عليكم ورحمة الله ، أُنج يرحمك الله.
فاقشعرّ بدني من ذلك ونالني أمر عظيم.
فقال لي : لا تجزع عافاك الله ، فإنّي رجل من إخوانك من الجنّ ، من ساكني اليمن ، طرأ إلينا طارئ من أهل العراق فأنشدنا قصيدتك : (مدارسُ آياتٍ ...) فأحببتُ أن أسمعها منك.
قال : فانشدته إيّاها ، فبكى حتّى خرَّ.
ثمّ قال : رحمك الله ، ألا أُحدّثك حديثاً يزيد في نيّتك ويعينك على التمسّك بمذهبك؟
قلت : بلى.
قال : مكثتُ حيناً أسمع بذكر جعفر بن محمد عليه السلام ، فصرتُ إلى المدينة فسمعته يقول : «حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ، أنّ رسول الله قال : عليّ وشيعته هم الفائزون».
ثمّ ودّعني لينصرف ، فقلت له : يرحمك الله إن رأيت أن تخبرني باسمك فافعل.
قال : أنا ظبيان بن عامر (2).
وقال ياقوت الحموي - بعد أن ذكر قريباً ممّا في الأغاني - : كتب 5.
ص: 144
دعبل القصيدة في ثوبٍ وأحرم فيه ، وأوصى بأن يكون في أكفانه (1).
وحكى العلاّمة الأميني في الغدير عن الحافظ ابن عساكر في تاريخه قوله : إنّ المأمون لمّا ثبتت قدمه في الخلافة وضرب الدنانير باسمه ، أقبل يجمع الآثار في فضائل آل الرسول ، فتناهى إليه - في ما تناهى - من فضائلهم قول دعبل : (مدارسُ آياتٍ ...) فما زالت تردّد في صدر المأمون حتّى قدم عليه دعبل ، فقال له : أنشدني قصيدتك التائية ولا بأس عليك ، ولك الأمان من كلّ شيء فيها ، فإنّي أعرفها وقد رويتها ، إلاّ أنّي أُحبّ أن أسمعها من فيك. قال : فأنشدته حتّى صرتُ إلى هذا الموضع :
ألَمْ تَرَ أني مُذْ ثَلاثينَ حِجّةً
أروحُ وأغْدو دائِمُ الحَسَراتِ
أرى فَيْئَهُمْ في غَيرِهُمُ مُتَقَسِّماً
وأيْديهُمُ مِنْ فَيْئهِمِ صَفِراتِ
فآل رَسُولِ اللهِ نحفٌ جُسومُهُمْ
وآل زيادٍ غُلظُ القَصِراتِ
بَناتُ زِيادٍ في القُصُورِ مَصُونَةٌ
وبِنْتُ رَسولِ اللهِ في الفَلَواتِ
إذا وُتِروا مَدّوا إلى واتِرِهم
أكُفاً عَنْ الأوْتارِ مُنْقَبِضاتِ
فلولا الّذي أرْجُوهُ في يَوْم أوّ غَدِ
تَقَطّعَ نَفْسي إثرهم حَسَراتِ
فبكى المأمون حتّى اخضلّت لحيته وجرت دموعه على نحره (2).
وعن شيخ الإسلام أبي إسحاق الحموي ، عن أحمد بن زياد ، عن دعبل ، قال : أنشدتُ قصيدة لمولاي علي الرضا عليه السلام (مدارسُ آياتٍ ...) فلمّا وصلت إلى :
وقَبْرٌ بِبَغْدادَ لِنَفْسٍ زَكِيَّةٍ
تَضَمَّنَها الرحمنُ في الغُرُفاتِ4.
ص: 145
قال لي الرضا : «أفلا أُلحق بيتين بقصيدتك»؟!
قلت : بلى يا بن رسول الله.
فقال :
وقَبْرٌ بِطوُسٍ يا لَها مِنْ مُصِيبَةٍ
ألَحتْ بِها الأحْشاءُ بالزَفَراتِ
إلى الحَشْرِ حتّى يَبْعَثُ اللهَ قائِماً
يُفَرّجُ عنا الهَمَّ والكُرُباتِ
قال دعبل : ثمّ قرأت باقي القصيدة ، فلمّا انتهيت إلى قولي :
خُروُجُ إمامٍ لا مَحالةَ واقِعٌ
يَقومُ على اسْمِ اللهِ بالبَرَكاتِ
بكى الرضا بكاءً شديداً ، ثمّ قال : «يا دعبل! نطقَ روح القدس بلسانك ، أتعرف من هذا الإمام؟!».
قلت : لا ، إلاّ أنّي سمعتُ بخروج إمام منكم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
فقال : «إنّ الإمام بعدي محمد ، وبعد محمد ابنه علي ، وبعد علي ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم ، وهو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. أمّا متى يقوم فإخبارٌ عن الوقت ، لقد حدّثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلاّ بغتةً» (1).
والشاعر هو أبو علي ، وقيل : أبو جعفر ، دعبل بن علي بن رزين الخزاعي ، وقيل : إنّ دعبلاً لقبه واسمه الحسن ، وقيل : عبد الرحمن ، وقيل : محمد.
وهو شاعر مطبوع مفلّق ، من أهل الكوفة ، ولد فيها سنة 148 ه- ، 5.
ص: 146
وكان أكثر مقامه ببغداد ، وسافر إلى غيرها من البلدان كدمشق ومصر وخراسان.
كان رحمه الله متفانياً في حبّ أهل البيت عليهم السلام ، وهو الذي يقول : حملتُ خشبتي على كتفي منذ خمسين سنة لستُ أجد أحداً يصلبني عليها (1).
أخذ الشعر عن أُستاذه صريع الغواني مسلم بن الوليد واستقى من بحره ، وله عدّة مؤلّفات ، منها : كتاب الواحدة (في مناقب العرب ومثالبها) ، وكتاب طبقات الشعراء ، وله ديوان شعر مجموع (2).
ذكر النجاشي في رجاله عن ابن أخيه أنّه رأى الإمام الكاظم عليه السلام ، ولقي الإمام الرضا عليه السلام (3).
وعدّه ابن شهر آشوب في المعالم من أصحاب الإمامين الكاظم والرضا عليهما السلام (4).
وذكره العلاّمة الحلّي وابن داود في القسم الأوّل من رجاليهما (5).
أمّا وفاته فقد ورد في المصادر أنّه قتل وهو شيخ كبير في سنة 246 ه- بعد أن عاش سبعاً وتسعين سنة وعدّة شهور من السنة الثامنة ، وسبب قتله أنّ مالك بن طوق بعث رجلاً ليقتله وأعطاه عشرة آلاف درهم ، فلحقه إلى الأهواز وقتله هناك (6).5.
ص: 147
ونذكر هنا عدّة أبيات من هذه القصيدة الرائعة ، مع ترقيم كلّ بيت حسب التسلل الوارد في ديوانه :
(1) تَجَاوَبْنَ بِالإرنانِ (1)
والزَّفَراتِ
نَوائِحُ عُجْمُ اللَّفْظِ (2)
والنَطِقاتِ
(2) يُخَبِّرْنَ بالأنْفاسِ عَنْ سِرِّ
أنْفُسٍ
أُسارَى هَوىً مَاضٍ وآخرَ آتِ
(3) فَأسْعَدْنَ أو أسْعَفْنَ حَتّى
تَقَوَّضَتْ
صُفْوفُ الدُجى بالفَجْرِ مُنْهزِماتِ
(4) على العَرَصاتِ الخاليات مِنْ المَهَا (3)
سَلامُ شَبحٍ صبٍّ (4)
على العَرَصاتِ
(18) رَزايا أرَتْنا خُضْرةَ الأُفْقِ
حُمْرَةً
ورَدَّتْ أُجاجاً (5)
طَعْمَ كُلِّ فُراتِ
(19) وما سَهَّلَتْ تِلْكَ المَذاهِبُ
فِيهُمُ
على الناسِ إلاّ بَيْعةُ الفَلَتاتِ
(20) وما نالَ أصْحابُ السَقيفَةِ إمْرَةً
بدَعْوَى تُراثٍ بَلْ بأمْرِ تِراتِ (6)
(21) ولَوْ قَلُّدوا الموصى إليهِ
زِمَامَها
لَزُمتْ بِمأمونٍ مِن العَثَراتِ
(30) مَدارسُ آياتٍ خَلَتْ مِنْ تِلاوَةٍ
ومَنْزِلُ وَحْيٍ مُقْفَرُ العَرَصَاتِ
(31) لآلِ رَسولِ اللهِ بالخَيْفِ (7) مِنْ
مِنى
وبالرُّكْنِ والتَّعرَيِفِ وَالجَمَرَاتِ
(32) ديارُ عَليٍّ والحُسَيْنِ
وَجَعْفَرٍ
وَحَمْزَةَ وَالسَّجادِ ذيِ الثَّفِناتِ
(53) أفاطُمِ لَوْ خِلْتِ الحُسَيْنَ
مُجَدَّلاً
وقَدْ ماتَ عَطْشاناً بِشَطِّ فُراتِ2.
ص: 148
(54) إذَنْ لَلَطَمْتِ الخَدَّ فاطِمُ عِنْدَهُ
وأجْرَيْتِ دَمْعَ العَيْنِ في الوَجَناتِ
(55) أفَاطِمُ قُومِي يا بْنَةَ الخَيْرِ
وانْدُبي
نُجُومَ سَماواتٍ بأرْضِ فَلاةِ
(56) قُبُورٌ بِكُوفان وأُخْرى
بِطَيْبَةٍ
وأُخرى بِفَخٍ (1) نالَها
صَلَواتي
(57) وقْبْرٌ بأرْضِ الجَوزجِانِ (2)
مَحلّهُ
وقَبرٌ بِباخمرا (3)
لَدى الغُرَباتِ
(58) وقْبْرٌ بِبَغْدادَ لِنَفْسٍ
زَكِيةٍ
تَضَمنَها الرحْمنُ في الغُرُفاتِ
(8)
......................
مُحَلاٍََّ عَنْ سَبِيلِ الماءِ مَطْروُدِ
استشهد به في رسالته نفحات اللاهوت ، في بيان معنى قول النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله : «يرد عليّ الحوض رجالٌ من أُمّتي فيحلاَّون عنه» أي يُطردون عنه ، وذلك عند ردّه على القائلين بعدالة جميع الصحابة ..
قال : لا ريب أنّ الصحابي مَن لقي النبيّ صلى الله عليه وآله ، ولا ريب أنّ الإيمان والعدالة لا يكونان فيهم باعتبار أصل الجبلّة ، بل هما مكتسبان ، فكما لايثبت إيمان غير الصحابي وعدالته إلاّ بحجّة فكذلك الصحابي.
وممّا يدل على بطلان ذلك أنّه عُلم ضرورة أنّ المنافقين كانوا في عصر النبيّ صلى الله عليه وآله وبلده ، يجلسون في مجلسه ويخاطبهم ويخاطبونه 6.
ص: 149
ويدعون من الأصحاب ولم يكونوا معروفين ولا متميّزين ؛ لقوله تعالى : (ولو نَشاءُ لأرَيْناكَهُمْ فَلَعرَفْتهُم بسيماهُمْ ولَتَعْرِفَنّهُمْ في لَحْنِ القَوْلِ) (1) ، ومع وجود المنافقين يمتنع الحكم بعموم العدالة لكلّ من يُدعى صحابيّاً ، إلاّ أن يقوم عليها دليل من خارج (2).
ثمّ قال : وأخرجه البخاري من حديث الزهري ، عن سعيد بن المسيّب أنّه كان يحدّث عن بعض أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله قال : «يرد علَيّ الحوض رجال من أُمّتي فيحلاَّون عنه ، فأقول : يا ربّ أصحابي ، فيقول : إنّك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى» ..
قال : وأخرجه أيضاً تعليقاً من حديث ابن أبي شهاب مثله (3).
قلت : قال في الصحاح : حلاَّتُ الإبلَ عن الماء تحلئةً وتحليئاً : إذا طردتها عنه ومنعتها أن ترده ، قال الشاعر :
مُحَلاٍَّ عَنْ سبيل الماء مَطْروُدِ
وكذلك غير الإبل (4).
أقول : وإذا كان الارتداد قد وقع من الصحابة بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فكيف يكونون كلّهم على الإيمان والعدالة (5)؟!
وقد شرح جمع من علماء اللغة هذه الكلمة كما شرحها الجوهري ، ككافي الكفاة الصاحب بن عبّاد في محيطه (6) ، والفيروزآبادي في ».
ص: 150
قاموسه (1) ، وابن منظور في لسانه (2).
وهذا الشاهد هو عجز بيت قاله إسحاق بن إبراهيم الموصليّ ، وتمام البيت والذي قبله :
يا سَرْحَةَ (3) الماءِ قَدْ
سُدَّتْ مَوارِدُهُ
أما إليكَ سَبيلٌ غَيْرُ مَسْدودِ
لِحَائِمٍ حامَ حتّى لا حَوامَ بهِ
مُحَلاٍَّ عن سبيلِ الماءِ مَطْرودِ
ذكرهما بهذه الصورة ابن منظور مع نسبتهما إلى إسحاق ، ثمّ قال : هكذا رواه ابن برّي وقال : كذا ذكره أبو القاسم الزجّاجي في أماليه (4).
وذكر الجوهري البيت الثاني فقط دون نسبته إلى إسحاق (5).
ونسبهما ابن عبد ربّه إلى إسحاق ، مع اختلاف في بعض الكلمات ، هكذا :
يا مْشَرعَ الماءِ قَدْ سُدَّتْ مَسالِكُهُ
أما إليكَ سبيلٌ غيرُ مَسْدودِ
لِحائِمٍ حارَ حتّى لا حياةَ لهُ
مُشرّدٍ عن طَريقِ الماءِ مَطْرودِ (6)
وكذا فعل أبو الفرج الأصفهاني ، حيث جعل كلمة (طريق) بدل (سبيل) و (لا حيام له) بدل (لا حوام به) (7).
ولهذين البيتين قصّة ظريفة بين إسحاق الموصليّ والمأمون العبّاسي ، 4.
ص: 151
يرويها لنا أبو الفرج الأصفهاني وابن عبد ربّه الأندلسي ، قالا : قال إسحاق ابن إبراهيم الموصليّ : لمّا أفضت الخلافة إلى المأمون ، أقام عشرين شهراً لم يسمع حرفاً من الغناء ، ثمّ كان أوّل مَنْ تغنّى بحضرته أبو عيسى ، ثمّ واظب على السماع ، وسأل عنّي فجرّحني عنده بعض مَن حَسدني ، فقال : ذلك رجل يتيه على الخلافة ، فقال المأمون : ما أبقى هذا من التيه شيئاً. وأمسك عن ذكري ، وجفاني كلّ من كان يصلني ؛ لِما ظهر من سوء رأيه ، فأضرّ ذلك بي ، حتّى جاءني يوماً علّوية فقال لي : أتأذن لي اليوم في ذكرك فإنّي اليوم عنده؟!
فقلت : لا ، ولكن غنّه بهذا الشعر ، فإنّه سيبعثه على أن يسألك من أين هذا؟ فينفتح لك ما تريد ، ويكون الجواب أسهل عليك من الابتداء.
فمضى علّوية فلمّا استقرّ به المجلس غنّاه الذي أمره به ، وهو : ... - وذكر البيتين السابقين -.
فلمّا سمعه المأمون قال : ويلك! لمن هذا؟
قال : يا سيّدي! لعبدٍ من عبيدك جفوته وأطرحته!
قال : إسحاق؟!
قلت : نعم.
قال : ليحضر الساعة.
قال إسحاق : فجاءني الرسول ، فسرتُ إليه ، فلمّا دخلتُ قال : ادن ، فدنوت ، فرفع يديه مادّهما فانكفأت عليه ، فاحتضنني بيديه ، وأظهر من إكرامي وبرّي ما لو أظهره صديق لي مواسٍ لسرّني (1). 6.
ص: 152
والشاعر هو : إسحاق بن إبراهيم بن ميمون ، أبو محمد ، فارسي الأصل ، من بيتٍ شريف وعائلة كريمةٍ.
هرب جدّه ميمون من جور بعض عمّال بني أُميّة ، فنزل بالكوفة في بني عبد الله بن دارم ، وتزوّج منهم ، ثمّ مات وخلّف إبراهيم طفلاً ، فكفله آل خزيمة بن خازم.
وإنّما لُقّب بالموصليّ ؛ لأنّه في أول شبابه صحبَ الصعاليق وتعلّم منهم الغناء ، فمنعه أخواله من ذلك ، فهرب إلى الموصل وبقي فيها سنة كاملة ، فلمّا رجع إلى الكوفة تلقّاه الفتيان وقالوا له : مرحباً بالفتى الموصليّ.
عاصر إسحاق خمسة من خلفاء بني العباس ، وكان نديماً ومغنّياً لهم : الرشيد والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكّل. ومات في أواسط خلافة المتوكّل في رمضان سنة 235 ه.
عُرف بجودة الغناء ، حتّى طغت عليه هذه الصفة ، مع أنّه قد درس عدّة علوم وبرع فيها كالفقه والحديث والأدب ، وروى عن جمع من المحدّثين ، مثل : مالك بن أنس ، وسفيان بن عُيينة ، وهُشيم بن بشير ، وإبراهيم بن سعد ، وأبو معاوية الضرير ، وروح بن عبادة ، وغيرهم من شيوخ العراق والحجاز.
وأراد المأمون أن يولّيه القضاء ، فمنعه من ذلك جماعة ؛ لشهرته بالغناء (1) ..
(9)
نحنُ قَتَلْنا سيدَ الخَزْ
رَجِ سعدَ بنَ عُبادَهْ4.
ص: 153
ورَمَيْناهُ بسَهْمَيْنِ
فَلَمْ نُخْطِ فُؤادَهْ
استشهد بهما في كتابه جامع المقاصد على كراهة البول في جِحَرة الحيوان ؛ لاحتمال وجود حيوان فيه فيلسعه ؛ فقد علّق على قول العلاّمة : (يكره البول في الصلبة ... وجِحَرةِ الحيوان) قائلاً : هي بكسر الجيم وفتح الحاء والراء المهملتين ، جمع جحر ؛ للنهي عنه (1) ، ولأنّه لا يؤمن خروج حيوان يلسعه ، فقد حُكي أنّ سعد بن عبادة بال في جحر بالشام فاستلقى ميّتاً ، فسُمعت الجنّ تنوح عليه بالمدينة وتقول : ... - وذكر البيتين - (2).
وقد اختلف المؤرّخون في نسبة هذين البيتين للجنّ وموت سعد بهذه الطريقة ، مع اتّفاقهم على عدم بيعته لأبي بكر في السقيفة وخروجه إلى الشام ..
قال الطبري في تأريخه : قال هشام ، عن أبي مخنف : قال عبدالله بن عبد الرحمن : فأقبل الناس من كلّ جانب يُبايعون أبا بكر وكادوا يطؤون سعد بن عبادة ، فقال ناس من أصحاب سعد : اتّقوا سعداً لا تطؤوه.
فقال عمر : اقتلوه قتله الله!
ثمّ قام على رأسه فقال : لقد هممتُ أن أطأك حتّى تُنْدرَ عَضُدك (3).
فأخذ سعد بلحية عمر فقال : والله لو حصصتَ منه شعرة ما رجعتَ وفي فيك واضحة (4).
فقال أبو بكر : مهلاً يا عمر! الرفق ها هنا أبلغ ؛ فأعرض عنه عمر. ».
ص: 154
وقال سعد : أما والله لو أنّ بي قوّة ما ، أقوى على النهوض لسمعتَ منّي في أقطارها وسككها زئيراً يُجْحرِك (1) وأصحابك ، أما والله إذاً لألحقنّك بقوم كنتَ فيهم تابعاً غير متبوع ، احملوني من هذا المكان.
فحملوه فادخلوه في داره ، وتُرك أياماً ثمّ بعث إليه أن أقبل فبايع ، فقد بايع الناس وبايع قومك.
فقال : أما والله حتّى أرميكم بما في كنانتي من نبلي ، وأخضّب سنان رمحي ، وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي ، وأقاتلكم بأهل بيتي ومَن أطاعني من قومي ، فلا أفعل ..
وأيْمُ الله لو أنّ الجنّ اجتمعت لكم مع الإنس ما بايعتكم ، حتّى أُعرَض على ربّي وأعلم ما حسابي.
فلمّا أُتي أبو بكر بذلك قال له عمر : لا تدعه حتّى يبايع.
فقال له بشير بن سعد : إنّه قد لجّ وأبى ، وليس بمبايعكم حتّى يُقتل ، وليس بمقتول حتّى يقتل معه ولده وأهل بيته وطائفة من عشيرته ، فاتركوه فليس تركه بضارّكم ، إنّما هو رجل واحد.
فتركوه وقبلوا مشورة بشير بن سعد واستنصحوه لِما بدا لهم منه.
فكان سعد لا يُصلّي بصلاتهم ولا يجمع معهم ، ولا يحجّ ولا يُفيض معهم بإفاضتهم ، فلم يزل كذلك حتّى هلك أبو بكر (2).
وأخرجه ابن الأثير بألفاظ مقاربة لما في الطبري (3).
وحكى ابن أبي الحديد عن قاضي القضاة في المغني قوله عند 1.
ص: 155
مطاعن الشيعة في أبي بكر : الطعن الثالث عشر : قولهم إنّه كتب إلى خالد ابن الوليد - وهو على الشام - يأمره أن يقتل سعد بن عبادة. فكمن له هو وآخر معه ليلاً ، فلمّا مرّ بهما رمياه فقتلاه ، وهتف صاحب خالد في ظلام الليل بعد أن ألقيا سعداً في بئر هناك فيها ماء : ... - وذكر البيتين - يُوهم أنّ ذلك شعر الجنّ ، وأنّ الجنّ قتلت سعداً.
فلمّا أصبح الناس فقدوا سعداً ، وقد سمع قوم منهم ذلك الهاتف ، فطلبوه فوجدوه بعد ثلاثة أيام في تلك البئر وقد اخضرَّ ، فقالوا : هذا مسيس الجنّ.
وقال شيطان الطاق! [بل مؤمن الطاق] لسائل سأله : ما منع عليّاً أن يُخاصم أبا بكر في الخلافة؟
فقال : يا بن أخي! خاف أن تقتله الجنّ.
ثمّ ذكر ابن أبي الحديد جواب قاضي القضاة في المغني ، قال : أمّا أنا فلا أعتقد أنّ الجنّ قتلت سعداً ، ولا أنّ هذا شعر الجنّ ، ولا أرتاب أن البشر قتلوه ، وأنّ هذا الشعر شعر البشر ، ولكن لم يثبت عندي أنّ أبا بكر أمَر خالداً ، ولا أستبعد أن يكون فعله من تلقاء نفسه ، ليرضيَ بذلك أبا بكر - وحاشاه - فيكون الإثمّ على خالد ، وأبو بكر بريء من إثمه ، وما ذلك من أفعال خالد ببعيد (1).
وقال أبو القاسم الكوفي في الاستغاثة : إنّ سعداً خرج من المدينة إلى الشام في أيّام عمر ، وكان في قرى غسّان من بلاد دمشق فنزل فيهم ؛ لأنّ غسّان من عشيرته ، وكان خالد بن الوليد بالشام يومئذٍ ، وكان من 1.
ص: 156
الموصوفين بجودة الرمي ، وكان معه رجل من قريش يُعدُّ أيضاً بجودة الرمي ، فاتّفقا على قتل سعد بن عبادة ؛ لامتناعه من البيعة لقريش ، فجلسا في مسيره بين شجر كرم ، فلمّا مرَّ بهما على فرسه رمياه بسهمين فقتلاه ، وقالا بيتين من الشعر ونسباهما إلى الجنّ فطرحاهما بين العامّة ، فنسبت العامّة قتل سعد إلى الجنّ (1).
وأوضح الشيخ المامقاني علّة عدم بيعة سعد لأبي بكر ، بأنّه كان يريد الخلافة لأمير المؤمنين عليه السلام لا لنفسه ، واستدلّ على ذلك بما أخرجه الطبري عن أبي علقمة أنّه قال : قلت لابن عبادة - وقد مال الناس إلى بيعة أبي بكر - ألا تدخل في ما دخل فيه المسلمون؟!
قال : إليكَ عنّي ، فوالله لقد سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : «إذا أنا متُّ تضلّ الأهواء ويرجع الناس على أعقابهم ، فالحقّ يومئذٍ مع عليّ وكتاب الله بيده» لا نبايع أحداً غيره.
فقلت له : هل سمع هذا الخبر أحدٌ غيرك من رسول الله صلى الله عليه وآله؟!
فقال : الناس في قلوبهم أحقاد وضغائن.
قلت : بل نازعتك نفسك أن يكون هذا الأمر لك دون الناس.
فحلف أنّه لم يهم بها ولم يردها ، وأنّهم لو بايعوا عليّاً كان أوّل من بايعه (2).
ثمّ بيّن الشيخ المامقاني كيفيّة قتل سعد قائلاً : وسبب قتله أنّ عمر بعث محمد بن سلمة الأنصاري وخالد بن الوليد من المدينة ليقتلاه ، فرمى 1.
ص: 157
إليه كلّ واحد منهما سهماً فقتلاه ، وأرادت العامّة ستر ذلك فاشهروا أنّ طائفة من الجنّ قتلت سعداً ؛ لأنّه بال قائماً.
واعتُرضَ عليهم بأنّهم يجعلون ذنب سعد بوله قائماً ، مع أنّ البخاري في صحيحه عدّ ذلك من السُنن النبوية ، فكيف أدّى ما ادّعوا كونه سُنّة إلى قتل الجنّ له؟!
ولمّا تفطّنوا لذلك قالوا : إنّ السبب أنّه بال يوماً في جحرٍ فاستلقى ميّتاً ، ولم يُرَ قاتله ، لكن سمعوا صوتاً من الجنّ وقد صعدت بعض الأشجار وهي تضرب بالدفّ وتقول : ... - وذكر البيتين - (1).
وسعد بن عبادة صحابيّ جليل ، ذكره جمع من المؤرّخين وأصحاب السير وأثنوا عليه كثيراً ..
قال الكشيّ في ترجمة ابنه قيس : وسعد لم يزل سيّداً في الجاهلية والإسلام ، وأبوه وجدّه وجدّ جدّه لم يزل فيهم الشرف ، وكان سعد يُجير فيُجار ؛ وذلك له لسؤدده ، ولم يزل هو وأبوه أصحاب إطعام في الجاهلية والإسلام ، وقيس ابنه بعد على مثل ذلك (2).
وقال الشيخ المامقاني : إنّه وقع في طريق الصدوق في باب ما يجب من التعزير والحدود (3).
وقال ابن عبد البرّ في الاستيعاب : كان عقبيّاً نقيباً سيّداً جواداً مقدّماً وجيهاً ، له سيادة ورئاسة يعترف له قومه بها (4).4.
ص: 158
(10)
وما أنا إلاّ مِنْ غَزِيةَ إنْ غَوَتْ
غَوَيْتُ وإنْ تَرْشَدْ غَزِيةُ أرْشَدِ
استشهد به في رسالته الخراجية على وجوب اتّباع أهل البيت عليهم السلام والعلماء السائرين على هداهم ، وذلك عند ردّه على المخالفين له والطاعنين عليه في مسألة الخراج ..
قال : فها نحن قد قرّرنا لك في هذه المسألة ، وأوضحنا لك من مشكلها ما يجلي صدى القلوب ، ويزيل أذى الصدور ، ويرغم أنوف ذوي الجهل ، ويشوّه وجوه أُولي الحسد ، الّذين يعضّون الأنامل غيظاً وحنقاً ، ويلتجئون في تنفيس كربهم إلى التفكّه في الأعراض ، والتنبيه على ما يعدّونه بزعمهم من العورات ، ويطعنون بما لا يُعدّ طعناً في الدين ، يمهّدون بذلك لأنفسهم في قلوب دهماء (1) العامّة وضعفاء العقول وسفهاء الأحلام محلاًّ ، ولا يعلمون أنّهم قد هدموا من دينهم ، وأسخطوا الله مولاهم ، وهم يحسبون أنّهم يُحسنون صنعاً.
فإنّ ما أوردناه من الأخبار عن الأئمّة الأطهار ، وحكيناه عن فقهاء العترة النبوية المبرّئين من الزيغ والزلل ، إن كان حقّاً يجب اتّباعه والانقياد إليه ، فناهيك به ، وكانوا أحقّ بها وأهلها ، وأيّ ملامة على مَن اتّبع الحقّ وتمسّك بهدى قادة الخلق لولا العَمَه عن صوب الصواب والغشاء عن نور اليقين ..
وإن كان باطلاً - مع ما أثبتناه من الأخبار الكثيرة والأقوال الشهيرة - ».
ص: 159
فلا سبيل لنا إلى مخالفتهم وسلوك غير جادّتهم ، والحال أنّهم قدوتنا في أُصول ديننا ، وعمدتنا في أركان مذهبنا ، وكيف نتّبعهم حيناً ونفارقهم حيناً : (يُحِلُّونَهُ عاماً ويُحَرّمُونَهُ عاماً) (1) .. ثمّ ذكر البيت الشعري الذي نحن بصدد بيانه (2).
وقد روي أوّل هذا البيت على صورتين :
* الأُولى : «وما» ، كما في جميع النسخ المخطوطة التي شاهدناها واعتمدنا عليها في تحقيق الرسالة الخراجية ، والعقد الفريد (3) ، وحكاه البغدادي في خزانة الأدب (4).
* الثانية : «وهل» ، كما في الأغاني (5) ، وشرح شواهد المغني (6) ، وخزانة الأدب (7).
وهذا الشاهد جزء من قصيدة قالها دُرَيْد بن الصمّة الجشمي يرثي أخاه عبد الله حينما أغار على بني غطفان فأصاب منهم إبلاً كثيرة وغنائم عظيمة ، فنصحه دريد بالمسير وعدم المبيت لئلاّ تلحق بهم غطفان ، فلم يسمع نصيحته ، وبات بالقرب منهم ، فأغاروا عليهم وقتلوا عبد الله وجرحوا دريداً ، فقال دريد قصيدته الدالية المعروفة التي يرثي بها أخاه ويذكر عدم سماعه نصيحته ، والتي مطلعها : 3.
ص: 160
أرَثَّ جَدِيدُ الحَبْلِ مِنْ أُمّ مَعْبَدِ
بِعَاقِبَةٍ وأخلَفَتْ كُلَّ مَوْعِدِ
وقد ذُكرت هذه القصيدة - مع اختلاف في بعض كلماتها - في كثيرٍ من المصادر الأدبية ، ونحن نذكر بعض أبياتها كما
وردت في ديوانه المطبوع ، مع الاشارة إلى الاختلاف الواقع فيها في بعض المصادر :
أعاذِلُ إنَّ الرُّزْءَ في مِثْلِ خالِدٍ
ولا رُزْءَ فيما أهْلَكَ المَرْءُ عن يَدِ
وقُلْتُ (1) حل لِعارِضٍ
وأصْحابِ عارِضٍ
ورَهْطِ بني السَّوداءِ والقَومُ شُهَّدي
علانِيَةً (2) قل ظُنوا
بألفيْ مُدَججٍ
سُراتُهُم في الفارِسيَّ المُسَرَّدِ
وقُلْتُ لَهُمْ إنَّ الأحاليقَ أصْبَحتْ
مُطنِّبَةً بينَ السِتارِ فَثَمْهَدِ
فما فَتِئوا حتى رأوْها مُغْبرةً
كَرِجْلِ الدَّبى في كُلّ رَبْعٍ وفَدْفَدِ
ولما رَأيْتُ الخَيْلَ قُبْلاً كَأنَّها
جَرادٌ يُباري وِجْهَةَ الريحِ مُغْتَدي
أمَرْتُهُمُ أمرِي بِمُنْعَرَجِ اللِّوى (3)
فلمْ يَسْتَبينوا الرُشْدَ إلاّ ضُحى الغَدِ
فلمّا عَصَوْني كُنْتُ مِنْهُمْ وقدْ أرى
غَوايَتهُمْ وأنَني غَيْرُ مُهْتَدِ
وهلْ (4)» ل أنا إلاّ
مِنْ غَزِيَّةَ إنْ غَوَتْ
غَويْتُ وإنْ تَرْشَدْ غَزِيةُ أرْشَدِ
دَعاني أخي والخَيْلُ بَيْني وبَيْنَهُ
فلمّا دَعاني لَمْ يِجِدْني بِقُعْدُدِ (5)
ودريد بن الصمّة اسمه معاوية بن الحارث بن بكر بن علقمة الجشمي ، وقيل : معاوية الأصغر بن الحارث بن معاوية الأكبر.
كان فارساً شجاعاً ، جعله الجمحي أوّل الشعراء الفرسان. 8.
ص: 161
قال أبو عبيدة : كان دريد سيدّ بني جُشم وفارسهم وقائدهم ، وكان مظفراً ميمون النقيبة ، غزا نحو مائة غزوة ما أخفق في واحدة منها ، وأدرك الإسلام ولم يُسلم ، وخرج مع قومه في يوم حنين مظاهراً للمشركين ولا فضل فيه للحرب ، وإنّما أخرجوه تيمّناً به وليقتبسوا من رأيه ، فقتل على شركه ، وابنه سلمة شاعر ، وبنته عمرة شاعرة أيضاً.
كان دريد معمّراً ، يقول السجستاني : عاش مائتي سنة حتّى سقط حاجباه على عينيه.
وذكر السهيلي في الروض الأُنف عن ابن إسحاق : أنّ دريداً كان يوم حنين يبلغ ستّين ومائة ، ويروى من طريق آخر أنّه كان ابن عشرين ومائة سنة (1).
(11)
أنا الذي سَمَّتْني أُمّي حَيْدَرَهْ
كَلَيْثِ غَاباتٍ شَدِيدِ القَسْوَرَةْ
أكِيلُكُمُ بالسيف كيل السندرة
تقدّم الحديث عنه في شرح الشاهد رقم (4).
(12)
شَتانَ ما يَوْمِي عَلى كُورِها
ويَوْمُ حَيانَ أخِي جابِرِ
ذكره في رسالته نفحات اللاهوت ، عند إيراده خطبة الإمام عليّ عليه السلام ه.
ص: 162
المعروفة بالشقشقية (1).
ومعنى هذا البيت الذي استشهد به الإمام عليه السلام هو : شتّان بين يومي في الخلافة مع ما انتقض علَيّ من الأمر ، ومُنيت به من انتشار الحبل واضطراب أركان الخلافة ، وبين يوم عمر حيث وليها على قاعدة ممهّدة ، وأركان ثابتة ، وسكون شامل (2).
وهذا الشاهد جزء من قصيدة قالها الأعشى الكبير يهجو بها علقمة بن عُلاثة ويمدح عامر بن الطفيل في المنافرة التي جرت بينهما ، ومطلعها :
عَلْقَمُ ما أنْتَ إلى عامِرِ
الناقِصِ الأوْتارِ والواتِرِ
ومنها قوله :
وكلِّ مِرْنانٍ (3)
لَهُ أزْمَلٌ (4)
وَلَينِ (5) أكْعُبُهُ
حَادِرِ (6)
وقدْ أُسَلي الهَمَّ حِينَ اعْتَرى
عَاقِرِ
زَيّافَةٍ (9) ة
بالرَّحْلِ خَطارَةٍ (10)
تُلْوى بِشَرْخي (11)
مَيْسَةٍ قاتِرِ (12)
شَتّانَ مَا يَوْمي عَلى كُورِهَا
وَيَوْمُ حَيانَ أخِي جابِرِ».
ص: 163
فِي مِجْدَلٍ (1) شُيّدَ
بُنْيانُهُ
يِزلّ عَنْهُ ظُفُرُ الطّائِرِ
يَجْمعُ خَضراءَ لَها سَوْرَةٌ
تَعْصِفُ بِالدّارِعِ والحاسِرِ
باسِلَةُ الوَقْعِ سَرابيِلُها
بِيِضٌ إلى جانِبِهِ الظّاهِرِ (2)
والأعشى الكبير هو ميمون بن قيس بن جَنْدَل ، ينتهي نسبه إلى أبي بكر بن وائل ، من ربيعة. لقّب بالأعشى ؛ لسوء بصره ، وكُنّي بأبي بصير ؛ تفاؤلاً بالشفاء أو لنفاذ بصيرته ، وسمّي : صنّاجة العرب ؛ لأنّه كان يتغنّى بشعره. وكان يقال لأبيه : قتيل الجوع.
وهو من أهل اليمامة من قرية تسمّى : منفوحة ، ولد فيها نحو سنة 530 م ، ولكنّها لم تكن قراراً له ، بل كان ينتجع بشعره أقاصي البلاد سائلاً متكسّباً ، وقد وفد على ملوك فارس.
ويجمع الرواة على أنّه أدرك الإسلام لكنّه لم يسلم ، وتُضيف إليه بعضهم قصيدة مدح بها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لمّا وفد عليه ، غير أنّ قريشاً حالوا دون وصوله إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. وقد أرّخ الرواة وفاته سنة 7 ه- ؛ استناداً إلى قول أبي سفيان له : نحن الآن وهو في هدنة.
طرق الأعشى جميع فنون الشعر ، فأجاد المدح والهجاء كما أجاد وصف الخمر والتشبيب بالنساء. وله شعر كثير مجموع في ديوان كبير ، أشهره لاميّتان طويلتان كلتاهما تُعدّ من المعلّقات (3).
وكان له في كلّ موقف صولة ودولة ، حتّى قيل : إنّه ما مدح أحداً في الجاهلية إلاّ رفعه ، ولا هجا أحداً إلاّ وضعه. وكان الناس يتنافسون في 2.
ص: 164
تقريبه والتودّد إليه لعلّهم ينالون من مدحه نصيباً. وممّا يروى في ذلك أنّ المحلَّق الكلابي كان ذا بنات عوانس ، فتعرّض للأعشى ونحر له ناقة ، فقال فيه قصيدة أطارت به صيته ، وأزْوَجَتْ بناته ، وجعلته ثريّاً بعد فقر ، وعزيزاً بعد ضعة (1).
(13)
قَدْ كَعَبَ الثَّدْيُ عَلى نَحْرِها
في مُشْرِقٍ ذِي صَبَحٍ نائِرِ
استشهد به في حاشيته على كتاب مختلف الشيعة للعلاّمة الحلّي ، في بيان معنى الكعب في قوله تعالى : (وأرْجُلَكُمْ إلى الكَعْبَيْنِ) (2) ..
قال معلّقاً على كلام العلاّمة : (وقال المفيد رحمه الله : الكعبان هما قبّتا القدمين أمام الساقين ما بين المفصل والمشط (3). وقال ابن أبي عقيل : الكعبان ظهر القدم. وقال ابن الجنيد : الكعب في ظهر القدم دون عظم الساق ، وهو المفصل الذي قدّام العُرقُوب (4) (5)) : قول المفيد : (هما قبّتا القدمين) ، وقوله : (ما بين المفصل والمشط) أيضاً في الصراحة كما سبق.
وكذا قول ابن الجنيد : (الكعب في ظهر القدم دون عظم الساق) قريب من كلامهم ؛ لأنّ المفصل الذي يدّعي المصنّف أنّه الكعب ليس في 8.
ص: 165
ظهر القدم.
نعم آخر كلامه ليس في الصراحة كأوّله ، فإنّ قوله : (وهو المفصل قدّام العرقوب) قد يوهم خلاف ما دلّ عليه الأوّل ، إلاّ أنّه غير صريح في ذلك ..
لكن الذي حكاه شيخنا في الذكرى عن ابن الجنيد لا يتطرّق إليه الاحتمال ، فإنّه حكى عبارته هكذا : الكعب في ظهر القدم دون عظم الساق ؛ لاشتقاقه من قولهم : كعب إذا ارتفع ، ومنه كَعَب ثدي الجارية إذا علا ، قال : ... - وذكر البيت -.
ثمّ قال : ونقل عن ابن أبي عقيل أنّ الكعب ظهر القدم ، وهو يدلّ على ما دلّ عليه كلام الجماعة (1).
وهذا الشاهد جزء من القصيدة التي قالها الأعشى الكبير ، المذكورة في شرح الشاهد السابق.
واعلم أنّ هذا البيت موجود بهذه الصورة في النسخ المخطوطة التي رأيناها لهذه الحاشية ، وهو مخالف لِما رأيناه في الديوان المطبوع للأعشى الكبير ؛ إذ إنّ الموجود فيه : قَدْ نَهَدَ الثّدْيُ عَلى صَدْرِهَا (2).
ونَهَدَ ثدي الجارية : أشرفَ وكَعَبَ ، والمرأة كَعَبَ ثديُها كَنَّهدَتْ فهي مُنَهّدٌ وناهَدٌ وناهدةٌ (3).
ونحن نذكر هنا تمام هذا البيت ، والبيتين اللّذين قبله وبعده : ».
ص: 166
عَبَهْرَةُ (1) ذاً الخَلْقِ
بُلاخِيةٌ (2)
تَشُوبُهُ بِالخُلُقِ الطاهِرِ
عَهْدِي بِها فِي الحيِّ قَدْ سُرْبِلَتْ
هَيْفَاءَ مِثْلَ المُهْرَةِ الضامِرِ
قَدْ نَهَدَ الثَدْيُ على صَدْرِها
في مُشْرقٍ ذِي صَبَحٍ نائِرِ
لو أسْنَدَتْ مَيْتاً إلى نَحْرِها
عاشَ ولمْ يُنْقَلْ إلى قابِرِ
حتى يَقولُ الناسُ مِما رَأوْا
يا عَجَباً للمَيتِ الناشِرِ (3)
(14)
أقُولُ للشَيْخِ إذْ طالَ الثَواءُ بهِ
يا شَيْخُ هَلْ لَكَ فِي فَتْوى ابْنِ عَبّاسِ
هَلْ لَكَ في رَخْصَةِ (4) الأطْرافِ
ناعِمَةٍ
تَكونُ مَثْواكَ حتّى مَصْدَرِ الناسِ
استشهد بها في رسالته خلاصة الإيجاز في المتعة ، عند إيراده للأدلّة الدالّة على جوازها ، وأنّها كانت في الصدر الإسلامي ..
قال : وما اشتهر عن ابن عباس من مناظرة ابن الزبير فيها ، وقوله : سَلْ أُمّك عن بُردي عوسجة ، ولاشتهاره اشتهر هذان البيتان (5).
ومناظرة ابن عباس لعبد الله بن الزبير معروفة مثبتة في كثير من المصادر :
أخرج المسعودي عن ابن عمّار ، عن علي بن محمد بن سليمان 0.
ص: 167
النوفلي ، قال : حدّثني ابن عائشة والعتبي جميعاً عن أبويهما ، وألفاظهما متقاربة ، قالا : خطبَ ابن الزبير فقال : ما بال أقوام يفتون في المتعة ، وينتقصون حواري الرسول وأُمّ المؤمنين عائشة؟! ما بالهم أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم؟! يُعَرِّض بابن عباس.
فقال ابن عباس : يا غلام اصمِدني صَمْدَه ؛ فقال : يا زبير!
قَدْ أنْصَفَ القَارَةَ (1)
مَنْ راماها
إنّا إذا ما فِئَةٌ نَلقاها
نرد أولها على أخراها
أمّا قولك في المتعة ، فسلْ أُمّك تخبرك ، فإنّ أوّل متعة سطع مجمرها (2) لمجمر سطع بين أُمّك وأبيك. يريد متعة الحجّ.
وأمّا قولك : أُمّ المؤمنين ، فبنا سُمّيت أُمّ المؤمنين ، وبنا ضُرب عليها الحجاب.
وأمّا قولك : حواري رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقد لقيت أباك في الزحف وأنا مع إمام هدىً ، فإن يكن على ما أقول فقد كفر بقتالنا ، وإن يكن على ما تقول فقد كفر بهربه عنّا.
فانقطع ابن الزبير ودخل على أُمّه أسماء فأخبرها ، فقالت : صدق.
ثمّ قال المسعودي : وفي هذا الخبر زيادات من ذكر البردة والعوسجة ، وقد أتينا على الخبر بتمامه وما قاله الناس في متعة النساء والحجّ في كتابنا الاستنصار (3).
وقال الكوفي في الاستغاثة : ومن ذلك أنّ علماء أهل البيت عليهم السلام 0.
ص: 168
ذكروا عن ابن عباس - رضوان الله عليه - أنّه لمّا دخل مكّة وعبد الله بن الزبير على المنبر يخطب ، فوقع نظره على ابن عبّاس وكان قد أضرّ ، فقال : معاشر الناس! قد أتاكم أعمى ، أعمى الله قلبه ، يسبّ عائشة أُمّ المؤمنين ، ويلعن حواري رسول الله صلى الله عليه وآله ، ويحلّ المتعة وهي الزنا المحض.
فوقع الكلام في أُذن عبد الله بن عباس وكان متوكّئاً على يد غلام له يقال له عكرمة ، فقال له : ادنني منه. فأدناه حتّى وقف بأزائه وقال :
إنّا إذا ما فِئَةٌ نَلْقاها
نَرُدّ أُولاها على أُخراها
قد أنْصف الفأرة من راماها
أمّا قولك : إنّا نسبّ عائشة أُمّ المؤمنين ، فبنا صارت لأبيك ولآبائك.
وأمّا قولك : حواري رسول الله صلى الله عليه وآله ، فإنّ الزبير لم ينصر الرسول صلى الله عليه وآله بعد وفاته ، إذ أخرج زوجته للحتوف والمقارعة بالسيوف وترك عرسه في بيته تصان بأذيالهن.
أمّا قولك : يحلّ المتعة وهي الزنا المحض ، فوالله لقد عمل بها على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولم يأت بعده رسول لا يحلّ ولا يحرم. والدليل على ذلك قول ابن صهاك : متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فأنا أمنع عنهما وأُعاقب عليهما. فقبلنا شهادته ولم نقبل تحريمه ، وإنّك من متعة فإذا نزلت عن عودك هذا فاسأل أُمّك عن بردي عوسجة.
ومضى عبد الله بن عباس ونزل عبد الله بن الزبير مهرولاً إلى أُمّه ، فقال : أخبريني عن بردي عوسجة. وألحّ عليها مغضباً.
فقالت له : إنّ أباك كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أهدى له رجل يقال له عوسجة بردين ، فشكا أبوك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله العزوبة ، فأعطاه برداً منه ، فجاءني فمتّعني به ومضى ، فمكث عنّي برهة وإذا به قد أتاني ببردٍ ثانٍ
ص: 169
فمتّعني به ، فعلقت بك ، وإنّك من متعة ، فمن أين وصلك هذا؟!
قال : من ابن عباس.
فقالت : ألم أنهك عن بني هاشم وأقل لك : إنّ لهم ألسنة لا تطاق (1).
وحكاه عنه المحدّث النوري في مستدرك الوسائل (2).
وأمّا البيتان الشعريان فقد ذكرهما - مع اختلاف في بعض كلماتهما - علماء المسلمين في موسوعاتهم الفقهية والحديثية والأدبية ..
قال البيهقي في سُننه : أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه ، أنبأنا أبو محمد بن حيّان أبو الشيخ ، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، حدّثنا أحمد بن سعيد ، حدّثنا ابن وهب ، فذكره بنحوه إلاّ أنّه قال : يعرّض بابن عباس (وزاد في آخره : قال : ابن شهاب) ، وأخبرني عبيد الله أنّ ابن عباس كان يفتي بالمتعة ويغمض ذلك عليه أهل العلم ، فأبى ابن عباس أن ينكل عن ذلك حتّى طفق بعض الشعراء يقول :
......................
يا صاح هَلْ لكَ في فتيا ابن عبّاسِ
هل لكَ في ناعِمِ خَوْدٍ (3)
مبْتَلَّةٍ (4)
تكونُ مثواكَ حتّى مَصْدَرِ الناسِ
ثمّ قال : وحدّثنا ابن وهب ، أخبرني جرير بن حازم ، عن الحسن بن عمارة ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، قال : قلت لابن عبّاس : ماذا صنعت؟ ذهبت الركائب بفتياك ، وقال فيه الشعراء.
فقال : وما قالوا؟!
___________
(1) الاستغاثة : 37 - 38.
(2) مستدرك الوسائل 14 / 450 - 451 ح 17253.
(3) الخَوْدُ : الجارية الناعمة. الصحاح 2 / 470 مادّة «خود».
(4) امرأة مبتّلة : تامّة الخلق لم يركب لحمها بعضه بعضاً. الصحاح 4 / 1630 مادّة «بتل».
ص: 170
قال : قال الشاعر :
أقولُ للشيخِ لمّا طالَ مَجْلِسُهُ
يا صاح هل لك في فتيا ابن عباسِ
يا صاح هل لك في بيضاء بَهْكَنةٍ (1)
تكون مثواك حتّى مصدرِ الناسِ
وفي رواية أبي خالد عن المنهال : قلت للشيخ لمّا طال مجلسه.
وقال في البيت الآخر : هل لك في رخصة الأطرافِ آنسةٍ (2).
وقال ابن قدامة في المغني : وروى أبو بكر بإسناده عن سعيد بن جبير ، قال : قلت لابن عباس : لقد كثرت في المتعة حتّى قال فيها الشاعر :
أقولُ وقدْ طالَ الثَواءُ بنا
يا صاح هل لك في فتيا ابن عباسِ
هل لك في رخصة الأطْرافِ آنِسَةٍ
تكون مثواك حتّى مصدر الناسِ (3)
وأخرج عبد الرزّاق في مصنّفه عن معمر ، عن الزهري أنّه قال : ازدادت العلماء لها مفتاحاً (لعلّه استقباحاً) حين قال الشاعر : يا صاح هل لك في فتيا ابن عباس (4).
أخرج السيوطي رواية سعيد بن جبير كما أخرجها البيهقي في سُننه ، إلاّ أنّه جعل البيت الثاني هكذا :
هل لك في رخصة الأطرافِ آنسةٍ
تكون مثواك حتّى مصدر الناسِ (5)
وقال ابن إدريس في السرائر : وأيضاً فقد سبق إلى القول بإباحة ذلك جماعة معروفة الأقوال من الصحابة والتابعين ، كأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وابن عباس ، ومناظراته لابن الزبير عليها معروفة ، رواها 7.
ص: 171
الناس كلّهم ، ونظم الشعراء فيها الأشعار ، فقال بعضهم :
أقول للشيخ لمّا طال مجلسه
يا صاح هل لك في فتوى ابن عبّاسِ
هل لك في قنية بيضاء بَهْكَنةٍ
تكون مثواك حتّى مصدر الناسِ (1)
(15)
تقولُ بنتي وقدْ قَرَّبتُ مُرْتَحِلاً
يا ربّ جنّبْ أبي الأوْصابَ والوَجَعا
عليكِ مثلُ الذي صَلَّيْتِ فاغْتَمِضيي
وماً فإنّ لجَنْبِ المرءِ مُضْطَجَعا
استشهد بهما في كتابه جامع المقاصد في أنّ معنى الصلاة لغةً : الدعاء ..
قال : المعروف والشائع أنّ الصلاة لغةً : الدعاء ؛ قال تعالى : (وصَلِّ عليهم) (2). أي : ادع لهم.
وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : «وصلّت عليكم الملائكة» (3).
وقال الشاعر : ... - وذكر البيتين -.
ثمّ قال : وقد صرّحوا بأنّ لفظها من الألفاظ المشتركة ، فهي من الله الرحمة ، ومن الملائكة الاستغفار ، ومن الآدميين الدعاء ، وزاد في القاموس : حسن الثناء من الله على رسوله (4) ، ولعلّه من الاستعمالات المجازية لتضمّنه معنى الرحمة ؛ لأنّ كتب اللغة تجمع الحقيقة والمجاز من غير تمييز غالباً (5). 5.
ص: 172
وقال الجوهري فى الصحاح : الصلاة : الدعاء ؛ قال الأعشى :
وقابلها الريحُ في دَنِّها (1)
وصلّى على دَنّها وارتسم (2)
والبيتان جزء من قصيدة قالها الأعشى الكبير يمدح فيها هوذة بن علي الحنفي ، مطلعها :
بانَتْ سُعادُ وأمْسى حَبْلُها انْقَطَعا
واحْتلّتِ الغَمْرَ فالجُدّينِ فالفَرَعا
وقد تقدّمت ترجمة مختصرة لهذا الشاعر عند شرحنا للشاهد رقم (12) ، وبما أنّ هذين البيتين لم يردا متعاقبين في الديوان ، لذا نذكرهما مع ما بينهما من الأبيات :
تقولُ بنتي وقد قرّبت مرتحلاً
يا ربّ جنب أبي الأوصاب والوجعا
واستشفعتْ من سُراة الحيّ ذا شرفٍ
فقد عصاها أبوها والذي شفعا
مهلاً بُنيّ فإنّ المرء يبعثُهُ
همٌّ إذا خالطَ الحيزومُ والضِلعا
عليكِ مثلُ الذي صلّيْتِ فاغتمضي
يوماً فإنّ لجنْبِ المرءِ مُضطجَعا
واستخبري قافلَ الركبانِ وانتظري
أوْبَ المسافرِ إن ريْثاً وإن سَرَعا (3)
(16)
وأرَيْتُكُمْ أنّ الحُسين
أُصيبَ في يوم السَقيفه
ذكره في رسالته نفحات اللاهوت ، عند حديثه عن السقيفة وكيفية بيعة أبي بكر ، وأنّ ما جرى على أهل البيت عليهم السلام من الظلم يعود سببه 6.
ص: 173
الرئيسي إليها (1).
وهذا البيت جزء من مقطوعة شعرية تقع في ثلاثة عشر بيتاً ، مشهورة ومعروفة في أوساط الأُدباء والشعراء والخطباء ، قالها ابن قريعة في بيان مظلومية الزهراء عليها السلام ، ذكر الصفدي في الوافي بالوفيات منها تسعة أبيات فقط مبتدئاً من الخامس منها ، وذكرها بكاملها الإربلي في كشف الغمّة ، وهي :
يا منْ يسائلُ دائباً
عن كلّ مُعْضِلةٍ سخيفه
لا تكشفنّ مُغَطئاً
فلربما كشّفتَ جيفه
ولرُبَّ مستورٍ بدا
كالطبلِ من تحت القطيفه
إنّ الجواب لحاضرٌ
لكنني أُخْفيه خيفه
لولا اعتذارُ رعيةٍ
ألغى سياستها الخليفه
وسيوفُ أعداءٍ بها
هاماتُنا أبداً نقيفه
لكشفتُ (2)ُ من أسرار آ
لِ محمّدٍ جُملاً ظريفه
تغنّى بها (3) عمّا روا
هُ مالكٌ وأبو حنيفه
ونشرتُ طيّ صحيفةٍ
فيها أحاديثُ الصحيفه
وأريتُكُمْ أنّ الحسينَ
أُصيبَ في يوم السقيفه
ولأيّ حالٍ أُلْحِتْ
بالليلِ فاطمةُ الشريفه
ولِما حمتْ (4) شيخيكمُ
عن وطءِ حجرتِها المنيفه
___________
(1) نفحات اللاهوت : 72.
(2) في كشف الغمّة : لنشرت.
(3) في كشف الغمّة : تغنيكم.
(4) كذا في كشف الغمّة ، وفي الوافي بالوفيات : ختت ؛ وأختّ فلان ، أي : استحيا. الصحاح 1 / 247 مادّة «ختت».
ص: 174
آهِ لبنتِ محمّدٍ
ماتتْ بغُصتِها أسيفه (1)
وابن قريعة هو القاضي أبو بكر محمد بن عبد الرحمن البغدادي ، سمع الحديث من أبي بكر الأنباري ، ولا يعرف له رواية حديث مسند. ولاّه أبو السائب عتبة بن عبيد الله القاضي قضاء مدينة السندية التابعة لبغداد.
كان فصيحاً ، لطيف الطبع ، جميل المعاشرة ، كثير النوادر ، حسن الخاطر ، عجيب الكلام ، يسرع بالجواب المسجوع المطبوع من غير تأمّل له ولا تعمّق فيه ، له أخبار مستفيضة وقصص ظريفة ، دوّنت في كتاب لطيف ..
وكان مختصّاً بالوزير أبي محمد المهلّبي ، ونادم عزّ الدولة ابن بابويه فكان لا يفارقه.
قال الذهبي في العبر : اجتمع به الصاحب بن عباد عند قدومه بغداد في مجلس الوزير أبي محمد المهلّبي ، فلمّا رأى من ظرفه وسرعة جوابه أُعجب به ، فكتب الصاحب إلى أبي الفضل بن العميد كتاباً يقول فيه : وكان في المجلس شيخ خفيف الروح يُعرف بالقاضي ابن قريعة ، جاراني في عدّة مسائل (2).
ومدحه وأثنى عليه كثيراً الصفدي في الوافي بالوفيات ، وقال عنه : إنّه كان يتشيّع ، وذكر له عدّة أشعار تدلّ على تشيّعه ، منها المقطوعة الشعرية المذكورة ، ومنها قوله :
إنْ كان عندي درهمٌ
أو كان في بيتي دقيقْ7.
ص: 175
فبرئتُ من أهلِ الكسا
وكفرتُ بالبيتِ العتيقْ
وظلمْتُ فاطمةَ البتو
لَ كما تحَيّفَها عتيقْ (1)
مات يوم السبت في العشرين من جمادى الآخرة سنة 367 ه- (2).
(17)
تسيلُ على حدِّ الظُباتِ نُفوسُنا
.....................
استشهد به في كتابه جامع المقاصد في أنّ معنى ذو النفس السائلة : أي ذو دم سائل ..
قال في تعليقه على قول العلاّمة : (المقصد الثالث في النجاسات : وفيه فصلان : الأوّل : في أنواعها ، وهي عشرة : البول والغائط من كلّ حيوان ذي نفس سائلة) : النفس هنا هي الدم ؛ قال : ... - وذكر الشاهد -.
ثمّ قال : والمراد من النفس السائلة : الدم الذي يجتمع في العروق ويخرج إذا قطع شيء منها بقوّة ودفع ، بخلاف دم ما لا نفس له ، فإنّه يخرج ترشيحاً (3).
والظبات ، جمع ظبة : وهي الحدّ والطرف ؛ قال الجوهري : ظبة السيف وظبة السهم : طرفُهُ ، قال بشامة بن حري النهشلي :
إذا الكماةُ تنَحوْا أنْ ينالُهُم
حدُّ الظُباتِ وصَلْناها بأيْدينا (4)».
ص: 176
وقال ابن فارس : الظبة : حدّ السيف (1).
وقال الصاحب بن عبّاد : الظبة : حدّ السيف وحرفه ، والجمع : الظبات والظبى (2).
وقال الزبيدي : وظبات : بالضم والتاء مطوّلة كما في النسخ ، وأيضاً مقصورة وهو الصحيح (3).
وقال ابن منظور : الظبة : حدّ السيف والسنان والنصل والخنجر وماأشبه ذلك ؛ قال الكميت :
يرى الراؤونَ بالشفراتِ مِنّا
وَقودَ أبي حُباحِبَ والظُبينا
والجمع : ظُبات وظِبون وظُبون (4).
وهذا الشاهد هو شطر بيت قاله السموأل من قصيدة له مطلعها :
إذا المرءُ لم يدْنَسْ من اللؤمِ عِرْضُهُ
فكلُّ رداءٍ يرتديهِ جميلُ
وهو البيت الثاني عشر منها ، نذكره بتمامه مع عدّة أبيات منها ، كما في ديوانه المطبوع :
وما ماتَ منّا سيّدٌ حتْفَ أنفِهِ
ولا طُلَّ منّا حيثُ كان قتيلُ
تسيلُ على حدّ الظُباتِ نُفُوسُنا
وليس على غير الظُباتِ تسيلُ
صفَوْنا فلم نَكْدُرْ وأخْلَصَ سِرَّنا
إناثٌ أطابَتْ حَمْلَنا وفُحولُ
عَلَوْنا إلى خيرِ الظُهورِ وحَطَّنا
لوقتٍ إلى خيرِ البُطونِ نُزولُ
فنحنُ كماءِ المُزْنِ ما في نِصابِنا
كهامٌ ولا فينا يُعَدُّ بخيلُ (5)2.
ص: 177
علماً بأنّ ابن عبد ربّه الأندلسي قد جعل عجز هذا الشاهد هكذا :
وليس على غير السيوف تسيلُ (1)
والشاعر هو السموأل بن غريض بن عاديا اليهودي ، صاحب الحصن المعروف بالأبلق بتيماء ، وبه يضرب المثل في الوفاء ؛ لأنّه أسلم ابنه ولم يخن أمانته في دروع أودعها عنده امرؤ القيس لمّا صار إلى القسطنطينية يطلب معونة القيصر ، وقد توفّي نحو سنة 560 م (2).
وقال السيوطي : السَمَوْأل ، بفتح المهملة والميم وسكون الواو وبعدها همزة مفتوحة ولام : اسم عبراني ، وقيل : عربي مرتجل ، وهو منقول من اسم طائر ، واسمه فعوعل بن عريض بن عاديا - بالمدّ والقصر - ابن قبا (3).
(18)
فما في حَريمٍ بَعْدَها مِنْ تَحَرِّجِ
ولا هَتْكِ سِتْرٍ بَعْدَها بِمُحَرَّمِ
ذكره في رسالته الخراجية ، عند بحثه لهذا الموضوع ، وردّه على القائلين بحرمته ، واتّهامهم بالحقد والحسد له ..
قال : على أنّ الحاسد لا يرضى وإن قرعت سمعه الآيات ، والمُغمّض لا يبصر وإن أُتي بالحجج البيّنات ، ولو راجع عقله وتفكّر لم يجد فرقاً بين حلّ الغنائم وحلّ ما نحن فيه ، بل هذا إنّما هو شعبة من ذلك ، فإنّه إذا كان المبيح له والإذن في تناوله واحداً ، فأي مجال للشكّ ، وأي موضع 5.
ص: 178
للطعن؟! لولا عين البغضاء وطوية الشحناء.
وجدير بمن علم كيف كان طعن الحاسدين ، وإنكار المغمضين عن سيّد الكونين وإمام الثقلين ، ونسبتهم إليه الأباطيل ونداءهم عليه في الأندية بالأفاعيل ، ممّا يُذيب المرائر (1) ويفتّت قلوب ذوي البصائر ؛ أن يهون عليه مثل هذه الأقوال السخيفة والإنكارات الفاسدة. ثمّ ذكر البيت (2).
(19)
فِيها اثْنَتانِ وأرْبَعونَ حَلُوَبةً
......................
استشهد به في كتابه جامع المقاصد ، في بحث الإقرار ، بالاكتفاء بمفسّرٍ واحدٍ - وهو الأخير - واستهجان الإتيان بعدّة مفسّرات في كلامٍ واحدٍ فيه عدّة مبهمات ..
قال معلّقاً على كلام العلاّمة الحلّي : (ولو قال : ألف وثلاثة دراهم أو وخمسون درهماً ، أو ألف ومائة وخمسة وعشرون درهماً أو وخمسة عشر درهماً ، أو ألف ومائة درهم ، فالجميع دراهم على إشكال) : ينشأ من أنّ الاستعمال لغةً وعرفاً جارٍ على الاكتفاء بمفسّر الأخير في كونه تفسيراً لِما قبله ، قال الله تعالى : (إنَّ هذا أخي لَهُ تِسْعٌ وتِسْعونَ نَعْجَةً) (3). 3.
ص: 179
وفي الحديث أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توفّي وهو ابن ثلاث وستّين سنة (1) ، وقال الشاعر : ... - وذكر البيت -.
وغير ذلك من الاستعمالات في الأخبار وكلام العرب التي لا تنحصر.
وأمّا الاستعمالات العرفية فظهورها مغنٍ عن التعرّض لبيانها ، وكأنّهم لمّا كرهوا الإتيان بالمفسّرات المختلفة في الكلام الواحد اكتفوا بأحدها ، وآثروا مفسّر المبهم الأخير على غيره ؛ لأنّ المفسّر إنّما يفسّر به ما قبله (2) لا.
وهذا الشاهد هو جزء من قصيدة رائعة ، تعدُّ من المعلّقات ، قالها عنترة العبسي ، ذكر فيها بنت عمّه عبلة وبُعد دارها ، ثمّ وصف ناقته وصفاً جميلاً ، ووصف نفسه بأنّه لا يظلم ولا يجرؤ أحد على ظلمه ، ثمّ وصف بطشه ، وصوّر فرسه تصويراً رائعاً رفعه فيه إلى درجة الإنسانية ..
وفيها من شرف المعاني ، وسهولة اللفظ ، وحسن الانسجام ، ومتانة التعبير والنظم ؛ ما جعل العرب يسمّونها بالذهبية (3) ، والتي مطلعها :
هَلْ غادَرَ الشُعَراءُ مِنْ مُتَرَدّمِ
أمْ هَلْ عَرَفْتِ الدارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
وهذا الشاهد هو البيت الثاني عشر منها ، نذكره بتمامه مع بيتين قبله وبيتين بعده :
إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ (4)
الفِراقَ فإنَّما
زُمتْ ركابُكُمُ بِلَيْلٍ مُظْلِمِ».
ص: 180
ما راعَني إلاّ حَمُولَةُ أهْلِها
وَسْطَ الدِيارِ تَسَفّ (1) حَبَّ
الخِمْخِمِ (2)
فِيها اثْنَتانِ وأرْبَعُونَ حَلُوَبةً
سُوداً كَخافِيَةِ (3)
الغُرابِ الأسْحَمِ (4)
إذْ تَسْتَبِيكَ بِذي غُروُبٍ واضِحٍ
عَذْبِ مُقَيَّلَهُ لَذيذِ المَطْعَمِ
وكأنَّ فارَةَ تَاجِرٍ بِقَسيمَةٍ
سَبَقَتْ عَوارِضَها إليكَ مِن الفَمِ (5)
وسبب قول عنترة لهذه القصيدة - كما ذكره السيوطي - هو أنّ أُمّ عنترة كانت أمَة حبشية تدعى زبيبة ، فوقع عليها أبوه فأتت به ، فقال لأولاده : إنّ هذا الغلام ولدي.
قالوا : كذبت ، أنت شيخ قد خرفت تدّعي أولاد الناس.
فلمّا شبَّ قالوا له : اذهب فارْعَ الإبل والغنم ، واحلب وصر.
فانطلق يرعى ، وباع منها ذَوداً (6) ، واشترى بثمنه سيفاً ورمحاً وترساً ودرعاً ومِغْفَرة ، ودفنها في الرمل ، وكان له مهر يسقيه ألبان الإبل.
وكان في الجاهلية من غلب سبى ، وأنّ عنترة جاء ذات يوم إلى الماء فلم يجد أحداً من الحيّ ، فبهت وتحيّر حتى هتف به هاتف : أدرك الحيّ في موضع كذا. فعمد إلى سلاحه فأخرجه ، وإلى مهره فأسرجه ، واتّبع القوم الّذين سبوا أهله ، فكرَّ عليهم ففرّق جمعهم ، وقتل منهم ثمانية نفر ، فقالوا له : ما تريد؟ ».
ص: 181
قال : أُريد العجوز السوداء والشيخ الذي معها. يعني أُمّه وأباه ، فردّوهما عليه.
فقال له عمّه : يا بني كرّ.
فقال : العبد لا يكرُّ ، لكن يحلب ويصرّ.
فأعاد عليه القول ثلاثاً ، وهو يجيبه كذلك. فقال له : إنّك ابن أخي ، وقد زوّجتك ابنتي عبلة. فكَرَّ عليهم فصرع منهم عشرة ، فقالوا له : ما تريد؟
قال : الشيخ والجارية. يعني عمّه وابنته. فردّوهما عليه.
ثمّ قال لهم : إنّه لقبيح أن أرجع عنكم وجيراني في أيديكم ، فأبوا ، فكَرَّ عليهم حتّى صرع أربعين رجلاً قتلى وجرحى ، فردّوا عليه جيرانه ، فأنشد هذه القصيدة يذكر فيها ذلك (1).
والشاعر هو عنترة بن شدّاد بن قُراد العبسي ، يكنّى بأبي المُغلّس ، لسيره إلى الغارات في الغلس ، ويلقّب بعنترة الفلحاء ، وبعنترة الفوارس ؛ لأنّه من فرسان العرب المعدودين.
وهو بطل شجاع ، جريء الفؤاد ، حليم الطباع ، رقيق القلب ، دقيق الإحساس ، رحب الصدر ، عفيف النظر واللسان ، كريم جواد ، عاشق محروم ، يتألّم ويشكو.
وشعره يجمع بين الرقّة والشدّة ، وشرف المعاني وسهولة اللفظ ، وحسن الانسجام ومتانة التعبير.
مات عندما أغار على بني نبهان وهو شيخ كبير ، وكان وِزر بن 2.
ص: 182
جابر النبهاني الملّقب بالأسد الرهيص في فتوّة ، فرماه وقال : خذها وأنا ابن سلمى ، فرجع إلى أهله مجروح ومات بعدها (1).
(20)
قَوْمِي هُمُ قَتَلوا أُمَيْمَ أخي
وإذا رَمَيْتُ يُصِيبُني سَهْمي
استشهد به في كتابه جامع المقاصد على أنّ معنى القوم : هم الرجال من قبيلة الرجل ، حاكياً ذلك عن ابن إدريس ..
قال معلّقاً على قول العلاّمة : (والقوم : أهل لغته) : أمّا القوم فقد اختلف الأصحاب فيهم :
فقال سلاّر : هم أهل لغته (2).
وقال الشيخان (3) ، وابن البرّاج (4) ، وابن حمزة : إنّهم الذكور من أهل لغته (5). وقال ابن إدريس : إنّهم الرجال من قبيلته ممّن يطلق العرف بأنّهم أهله وعشيرته دون مَن سواهم ؛ لأنّه الذي تشهد به اللغة ، قال الشاعر : ... - وذكر البيت -.
ثمّ قال : وذكر في كلامه أنّه قد روي أنّ قوم الرجل جماعة أهل لغته من الذكور دون الإناث (6). وذلك هو مختار الشيخين وأكثر الأصحاب.4.
ص: 183
ولا ريب أنّ ما قاله ابن إدريس أقرب وأوفق لكلام أهل اللغة (1).
وهذا الشاهد جزء من قصيدة قالها الحارث بن وَعْلَة ، أوّلها :
لِمَنْ الدِيارُ بِجانِبِ الرَضْمِ (2)
فمدافع الترتاعِ فالرُخْمِ
والبيت الذي بعد الشاهد هو :
فلَئِنْ عَفَوْتُ لأعْفُوَنْ جَلَلاً
ولَئِنْ سَطَوْتُ لأُوهِنّنَ عَظْمي (3)
أي أنّ قومي هم الّذين فجعوني بأخي ، فإذا رمتُ الانتصار منهم عاد ذلك بالنكاية على نفسي ؛ لأنّ عزّ الرجل بعشيرته ، فإنْ تركت طلب الانتقام صفحت عن أمرٍ عظيم ، وإذا انتقمتُ منهم أوهنت عظمي.
والشاعر هو الحارث بن وَعْلَة بن الحارث بن ذهل بن شَيبان الذُهلي ، كان سيّداً شريفاً ، ومن ولده الحُصين بن المنذر بن الحارث بن وَعْلَة ، صاحب راية ربيعة بصفّين مع الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وله يقول عليه السلام :
لِمَنْ رايَةٌ سَوْداءُ يَخْفقُ ظِلُّها
إذا قِيلَ قَدِّمْها حُصَيْنُ تَقَدَّما (4)
ومن الأبيات الشعرية التي يستشهد بها في أنّ كلمة القوم تشمل الرجال دون النساء من القبيلة ، هو قول زهير بن أبي سلمى يهجو حِصن ابن حذيفة الفزاري :
وما أدْري وسَوْفَ إخال أدْري
أقَومٌ آلُ حِصْنٍ أمْ نِساءُ
فإنْ تَكُنْ النِساءُ مُخَبّآتٍ
فَحَقّ لِكُلّ عِصْمَةٍ اهْتِداءُ (5)».
ص: 184
(21)
ألَيْسَ اللّيلُ يَجْمَعُ أُمَّ عَمْرٍو
وإيّانا فَذَاكَ بِنا تَداني
نَعَمْ وأرى الهِلالَ كما تَراهُ
ويَعْلوها النَهارُ كما عَلاني
استشهد بهما في كتابه جامع المقاصد ، في بحث الإقرار ، في بيان معنى (نعم) و (بلى) - حاكياً ذلك عن مغني اللبيب -.
وقد ذكر أقوال بعض الفقهاء واللغويّين فيهما ، ثمّ ذهب إلى اتّحادهما في المعنى في هذا الموضع ، وإمكان إقامة أحدهما مكان الآخر ..
قال معلّقاً على قول العلاّمة : (ولو قال : أليس لي عليك كذا؟ فقال : بلى ؛ كان إقراراً ، ولو قال : نعم ، لم يكن إقراراً ، على رأي) : هذا قول أكثر الأصحاب (1) ؛ لأنّ (نعم) حرف تصديق ، فإذا وقعت في جواب الاستفهام كانت تصديقاً لِما دخل عليه الاستفهام ، فيكون تصديقاً للنفي ، وذلك منافٍ للإقرار.
وأمّا (بلى) فإنّها تكذيب له ؛ من حيث إنّ أصل (بلى) : بل ، زيدت عليها الألف ، وهي للردّ والاستدراك ، وإذا كان كذلك فقوله : (بلى) ردّ لقوله : ليس لي عليك ألف. فإنّه الذي دخل عليه حرف الاستفهام ونفى له ، ونفي النفي إثبات ، قال في التذكرة : هذا تلخيص ما نقل عن الكسائي وجماعة من فضلاء اللغة (2).
وقال ابن هشام في المغني : إنّ (بلى) تختصّ بالنفي وتفيد إبطاله ، 4.
ص: 185
سواء كان مجرّداً نحو : (زَعَمَ الّذينَ كَفَروا أنْ لَنْ يُبْعَثوا قُلْ بَلى) (1) ، أم مقروناً بالاستفهام : حقيقياً كان نحو : أليس زيد بقائم؟ فيقول : بلى ، أو توبيخاً نحو : (أمْ يَحْسَبونَ أنّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ ونَجْواهُم بَلى) (2) ، أو تقريراً نحو : (ألَمْ يأتِكُمْ نَذيرٌ * قالوا بَلى) (3) ، (ألَسْتُ برَبِّكُمْ قالوا بَلى) (4) فأجرى النفي مع التقرير مجرى النفي المجرّد في ردّه ببلى. ولذلك قال ابن عباس وغيره : لو قالوا نعم لكفروا ، ووجهه أنّ (نعم) تصديق للمخبر بنفي أو إيجاب (5).
وقال قوم : إنّه يكون مُقِرّاً ، قال في التذكرة : لأنّ كلّ واحد من (نعم) و (بلى) يقام مقام الآخر في العرف (6).
قال في المغني : ونازع السهيلي وجماعة في المحكي عن ابن عباس وغيره في الآية ، متمسّكين بأنّ الاستفهام التقريري خبر موجَب ، ولذلك امتنع سيبويه من جعل (أم) متّصلة في قوله تعالى : (أفلا تُبْصِرونَ * أمْ أنا خَيْرٌ) (7) ؛ لأنّها لا تقع بعد الإيجاب ، واستشكله بأنّ (بلى) لا يجاب بها الإيجاب اتّفاقاً (8).
وفي بحث (نعم) حكى عن سيبويه وقوع (نعم) في جواب ألست ، 3.
ص: 186
ثمّ قال : إنّ جماعة من المتقدّمين والمتأخّرين قالوا : إذا كان قبل النفي استفهام تقريري فالأكثر أن يُجاب بما يُجاب به النفي رعياً للفظة. ويجوز عند أمن اللبس أن يُجاب بما يُجاب به الإيجاب رعياً لمعناه.
قال : وعلى ذلك قول الأنصار للنبيّ صلى الله عليه وآله - وقد قال لهم : «ألستم ترون لهم ذلك؟!» - : نعم ، وقول الشاعر : ... - وذكر البيتين -.
ثمّ قال : قال : وعلى ذلك جرى كلام سيبويه ، والمخطِّئ مخطئ (1).
وحيث ظهر أنّ (بلى) و (نعم) يتواردان في جواب أليس مع أمن اللبس ، واقتضاء العرف إقامة كلّ منهما مقام الآخر ؛ فقد تطابق العرف واللغة على أنّ في مثل هذا اللفظ إقرار ك- : (بلى) ؛ لانتفاء اللبس ، وهو الأصحّ ، واختاره شيخنا في الدروس (2).
والبيتان من قصيدة قالها جَحْدَر بن مالك ، في قضية وقعت بينه وبين الحجّاج بن يوسف الثقفي ، ذكرها السيوطي مع اختلاف في كلمات البيتين.
قال : أخرج المعافي بن زكريا وابن عساكر في تاريخه بسند متّصل عن ابن الأعرابي ، قال : بلغني أنّه كان رجل من بني حنيفة يقال له : جَحْدَر ابن مالك ، فتّاكاً شجاعاً ، قد أغار على أهل حَجْر وناحيتها ، فبلغ ذلك الحجّاج ، فكتب إلى عامله باليمامة يوبّخه بتلاعب جَحْدَر به ، ويأمره بالاجتهاد في طلبه.
فلمّا وصل إليه الكتاب أرسل إلى فتيةٍ من بني يَرْبوع ، فجعل لهم جُعْلاً عظيماً إن هم قتلوا جحدراً أو أتوا به أسيراً. فانطلقوا حتّى إذا كانوا قريباً منه ، أرسلوا إليه أنّهم يريدون الانقطاع إليه والتحرّز به فاطمأنّ إليهم 5.
ص: 187
ووثق بهم ، فلمّا أصابوا منه غرّة شدّوه كتافاً وقدموا به على العامل ، فوجّه به معهم إلى الحجّاج ، فلمّا أُدخل على الحجّاج قال له : مَن أنت؟
قال : جَحْدَر بن مالك.
قال : وما حملك على ما كان منك؟
قال : جرأة الجنان ، وجفاء السلطان ، وكلَب الزمان.
قال : وما الذي جرى منك فجرّأ جنانك؟
قال : لو بلاني الأمير - أكرمه الله - لوجدني من صالحي الأعوان ، وبُهم الفرسان ، ولوجدني من أنصح رعيّته ، وذلك أنّي ما لقيت فارساً قطّ إلاّ وكنتُ عليه في نفسي مقتدراً.
قال له الحجّاج : إنّا قاذفون بك في حائرٍ فيه أسد عاقر ضارّ ، فإن هو قتلك كفانا مؤنتك ، وإن أنت قتلته خلّينا سبيلك.
قال : أصلح الله الأمير ، عظمت المنّة ، وقويت المحنة.
قال الحجّاج : فإنّا لسنا بتاركيك تقاتله إلاّ وأنت مكبّل بالحديد. فأمر به الحجّاج فغلّت يمينه إلى عنقه ، وأرسل به إلى السجن ، فقال جَحْدَر لبعض من يخرج إلى اليمن : تحمل عنّي شعراً؟ وأنشأ يقول :
تأوَّبَني فَبِتُّ لها كَنيعاً (1)
هُمومٌ لاتُفارِقُني حَواني
إلى أن قال :
ألَيْسَ اللهُ يَجْمعُ أُمّ عَمْرٍو
وإيانا فذاكَ لنا تَداني
بَلى وتَرى الهِلالَ كَما أراهُ
ويَعْلوها النَهارُ كما عَلاني
ثمّ ذكر كيفية قتل جحدر للأسد ، وإكرام الحجّاج له (2).
___________
(1) كنع الرجل : أي خضع ولان. الصحاح 3 / 1278 مادّة «كنع».
(2) شرح شواهد المغني 1 / 407 - 410 رقم 207.
ص: 188
وذكرهما البغدادي في الخزانة دون أي تغيير في كلماتهما ، ثمّ قال : وأمّا (نعم) في بيت جَحْدَر فجواب لغير مذكور ، وهو ما قدّره في اعتقاده أنّ الليل يجمعه وأُمّ عمرو. ثمّ قال : والبيتان أبرد ما قيل في باب القناعة من لقاء الأحباب (1).
(22)
......................
بِسَبْعٍ رَمَيْنَ الجَمْرَ أمْ بِثَمانِ
استشهد به في حاشيته على كتاب مختلف الشيعة ، على جواز حذف أداة الاستفهام ..
وقد مرّ تعليقه على كلام العلاّمة الحلّي في شرح الشاهد رقم (6).
وهذا الشاهد عبارة عن عجز بيت قاله عمر بن أبي ربيعة في عائشة بنت طلحة بن عبيد الله ، ذكره كثير من علماء اللغة والأدب - مع اختلاف في بعض كلماته - واستشهدوا به في هذا الموضوع ..
قال ابن عقيل في شرح ألفيّة ابن مالك ، في شرح قوله :
ورُبّما أُسْقِطَتِ الهَمْزَةُ إنْ
كانَ خَفى المَعْنى بِحَذْفِها أُمِنْ
أي تُحذف الهمزة - يعني همزة التسوية والهمزة المغنية عن أيّ - عند أمن اللبس ، وتكون «أم» متّصلة كما كانت والهمزة موجودة ، ومنه قراءة ابن مُحَيْصنِ : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أنْذَرْتَهُمُ أمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) (2) بإسقاط الهمزة من (ءأنْذَرْتَهُمْ) ، وقول الشاعر : 6.
ص: 189
لَعَمْرُكَ ما أدْري وإنْ كُنْتُ دارِياً
بِسَبْعٍ رَمَيْنَ الجَمْرَ أمْ بِثَمانِ
أي أبسبع؟ (1).
وذكره السيوطي مع البيتين اللّذين قبله والثلاثة التي بعده ، هكذا :
لَقَدْ عَرَضَتْ لِي بِالمُحَصَّبِ (2) مِنْ
مِنى
مَعَ الحَجِّ شَمْسٌ شُبِهتْ بيَمانِ
بَدا ليَ مِنْها مِعْصَمٌ حينَ جَمَّرَتْ
وكَفٌّ خَضِيبٌ زُيِّنَتْ بِبَنانِ
فواللهِ ما أدْري وإنْ كُنْتُ دارِياً
بِسَبْعٍ رَمَيْنَ الجَمْرَ أمْ بثَمانِ
فلَمّا الْتَقَيْنا بالثَنِيَّةِ سَلّمَتْ
ونازَعَني البَغْلُ اللعِينُ عِناني
فقُلْتُ لَها عُوجِي فَقَدْ كانَ مَنْزِلي
خَصِيبٌ لَكُمُ ناءٍ مِن الحَدَثانِ
فعُجْنا فعاجَتْ ساعَةً فتَكَلَّمَتْ
فظَلَّتْ لَها العَيْنانِ تَبْتَدِرانِ
ثمّ قال : والبيت أنشده الزبير بن بكّار بلفظ :
فواللهِ ما أدْري وإنّي لَحاسِبٌ
بسَبْعٍ رَمَيْتُ الجَمْرَ أمْ بثَمانِ
بتاء المتكلّم في (رميت) ، وهذا أوجه بلا شكّ ؛ فإنّ الإخبار بذهوله عن فعله بشغل قلبه بما رأى أبلغ من الإخبار بذهوله عن فعل الغير (3).
علماً بأنّ الموجود في ديوانه المطبوع مطابق لرواية الزبير بن بكّار (4).
وذكره البغدادي في الخزانة كما في شرح ابن عقيل ، إلاّ أنّه جعل مطلعه : لعمري (5).
والشاعر هو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة ، أبو الخطّاب ، أحد فحول شعراء الحجاز ، كان اسم أبيه : بحيرا ، فسمّاه النبيّ صلى الله عليه وآله عبد الله. 7.
ص: 190
وفد على أُمراء بني مروان فوصلوه بمالٍ عظيمٍ لبلاغة نظمه.
حدّث عن سعيد بن المسيّب ، وروى عنه مصعب بن أبي شيبة ، وعطاف بن خالد (1).
ترجم له بطرس البستاني ترجمة مفصّلة ، فقال : وأُمّه يقال لها : مجد ، سُبيت من حضرموت أو من حِمْيَرَ ، فتزوّجها عبد الله بن أبي ربيعة - وكان تاجراً موسراً وعاملاً للنبيّ صلى الله عليه وآله والخلفاء الثلاثة من بعده - فولدت شاعرنا يوم قتل عمر بن الخطّاب ، فنشأ في أُسرة عظيمة الجاه ضخمة الثروة ، توافرت فيها أسباب الترف والنعيم.
وقضت مصلحة بني أُميّة بإقصاء القرشيين عن الحياة السياسية ، فانصرف عمر إلى اللهو والعبث ، وكان له في شبابه وجماله وشاعريته ومحتده وثروته ما سهّل له سبل الملذّات ، فلها كثيراً وعبث كثيراً ، فلم تعرض له حسناء قرشية أو غير قرشية إلاّ شبّب بها وشهّرها.
وكان يقضي أيامه لاهياً مستمتعاً ، حتّى إذا آن موسم الحجّ اعتمر ولبس الحلل الفاخرة ، وركب النجائب المخضوبة بالحنّاء عليها القطوع والديباج ، وأسبل لمّته ، وخرج من مكّة يتلقّى الحواجّ المدنيّات والعراقيّات والشاميّات ، فيتعرّض لهنّ ، ولا يزال يترقّب خروجهن للطواف في الكعبة حتّى ينظر إليهنّ مُحرِمات ، فيرى منهنّ ما لا يراه في خارج الحرم ، فيصفهن ويشهّرهن بشعره.
ويقول الرواة : إنّه ما بلغ الأربعين حتّى نسك وتاب إلى ربّه وحلف إلاّ يقول بيت شعر إلاّ أعتق نسمة (2). 2.
ص: 191
(23)
......................
ولا أرْضَ أبْقَلَ إبْقالَها
استشهد به في موضعين من كتابه جامع المقاصد ، على جواز حذف تاء التأنيث في المؤنّث المجازي :
* الأوّل :
قال معلّقاً على قول العلاّمة : (ويجوز بيع الجاني وإن كان عمداً وعتقه ، ولا يسقط حقّ المجني عليه عن رقبته في العمد) : خالف الشيخ في جواز البيع في الجناية عمداً (1) ، والوجه الجواز ؛ لعدم المانع ..
والضمير في قوله : (وإن كان) يعود إلى الجاني ، أي : وإن كان الجاني قد جنى عمداً ، أو إلى الفعل الذي هو الجناية ، أو إلى الجناية على حدّ : «ولا أرْضَ أبْقَلَ إبْقالَها» ، ومنع المصنّف في كتاب العتق من عتقه (2).
* الثاني :
قال معلّقاً على قوله : (وأُبيح لنا وله الغنائم وجعل الأرض مسجداً وترابها طهوراً) : أُبيح لنا وله جعل الأرض مسجداً وترابها طهوراً ، ولم يكن ذلك للأنبياء السالفة ، وإنّما كان لعباداتهم مواضع مخصوصة لا يتعبّدون في غيرها. 9.
ص: 192
واعلم أنّ قول المصنّف : (وجعل الأرض مسجداً) يمكن أن يكون مصدراً معطوفاً على فاعل (أُبيح) ، ويمكن أن يجعل فعلاً ماضياً على حدّ : «ولا أرْضَ أبْقَلَ إبْقالَها» (1).
وهذا الشاهد عجز بيت قاله عامر بن جُوَيْنٍ الطائي ، واستشهد به الكثير من علماء اللغة في هذا الموضع.
قال ابن عقيل في شرح ألفية ابن مالك ، في شرحه قوله :
والحَذْفُ قَدْ يَأتي بِلا فَصْلٍ ومَعْ
ضَمِيرِ ذي المَجازِ في شِعْرٍ وَقَعْ
قد تُحذف التاء من الفعل المسند إلى مؤنّث حقيقي من غير فصل ، وهو قليل جدّاً ، حكى سيبويه : قال فلانة.
وقد تُحذف التاء من الفعل المسند إلى ضمير المؤنّث المجازي ، وهو مخصوص بالشعر كقوله :
فَلا مُزْنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها
ولا أرْضَ أبْقَلَ إبْقالَها (2)
وقال الجوهري في الصحاح : أبقلت الأرض : خرج بقلها ، قال عامر ابن جُوَيْنٍ الطائي : ... - وذكر البيت -.
ثمّ قال : ولم يقل : أبقلت ؛ لأنّ تأنيث الأرض ليس بتأنيث حقيقي.
وذكره بهذه الصورة ابن دريد في جمهرته (3) ، وابن منظور في لسانه (4).».
ص: 193
وجعل الزبيدي عجز البيت هكذا : «ولا رَوْضَ أبْقَلَ إبْقالَها» (1).
وذكره السيوطي في شرح شواهد المغني ؛ ثمّ قال : هو لرجل طائي ، وهو عامر بن جُوَيْنٍ ، بالتصغير.
ومُزْنَةٌ ، واحدة المُزْن : وهو السحاب الأبيض.
والودق : المطر.
ودقت : قطرت.
واستشهد بقوله : (بقل) على حذف التاء من الفعل المسند إلى ضمير المؤنّث المجازي (2).
* * * 9.
ص: 194
فهرس المصادر
1 - أُدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام ، لبطرس غالي ، دار نظير عبود - بيروت.
2 - الاستغاثة ، لأبي القاسم الكوفي علي بن أحمد بن موسى ابن الإمام الجواد عليه السلام (ت 352 ه).
3 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، لأبي بكر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البرّ (ت 463 ه) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
4 - أُسد الغابة في معرفة الصحابة ، لابن الأثير الجزري (ت 630 ه) ، المطبعة الإسلامية - طهران.
5 - الإصابة في تمييز الصحابة ، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، دار صادر - بيروت.
6 - الأعلام ، لخير الدين الزركلي (ت 1396 ه) ، دار العلم للملايين - بيروت ط 6 سنة 1984 م.
7 - الأغاني ، لأبي الفرج الأصفهاني علي بن الحسين (ت 356 ه) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت 1963 م.
8 - الأمالي ، لأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجّاج (ت 340 ه) ، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون ، المؤسسة العربية الحديثة ، القاهرة 1382 ه.
9 - البداية والنهاية ، لأبي الفداء ابن كثير إسماعيل بن عمر القرشي البصروي (ت 774 ه) ، دار الفكر - بيروت 1402 ه.
10 - تاج العروس من جواهر القاموس ، لمحمد مرتضى الزبيدي (ت 1205 ه) المطبعة الخيرية - مصر 1306 ه.
11 - تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادي أحمد بن علي (ت 463 ه) ، المكتبة السلفية - المدينة المنوّرة.
ص: 195
12 - تاريخ دمشق ، لعلي بن الحسن بن هبة الله الشافعي ، المعروف بابن عساكر (ت 571 ه) ، دار الفكر - بيروت 1416 ه.
13 - تاريخ الطبري (تاريخ الأُمم والملوك) ، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 ه) ، دار سويدان - بيروت.
14 - تذكرة الفقهاء ، للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر (ت 726 ه) ، الطبعة الحجرية ، المكتبة المرتضوية - طهران.
15 - ترتيب كتاب العين ، للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 ه) ، تصحيح الأُستاذ أسعد الطيّب ، منشورات أُسوة - قم 1414 ه.
16 - تفسير القرآن العظيم ، لأبي الفداء ابن كثير إسماعيل بن عمر القرشي البصروي (ت 774 ه) ، دار المعرفة - بيروت 1407 ه.
17 - تنقيح المقال ، للشيخ عبد الله المامقاني (ت 1351 ه) ، المطبعة المرتضوية - النجف الأشرف 1350 ه.
18 - تهذيب الأحكام ، لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي (ت 460 ه) ، تحقيق حسن الخرسان ، دار الكتب الإسلامية - طهران 1390 ه.
19 - الجامع في تاريخ الأدب العربي ، لحنّا الفاخوري ، دار الجيل - بيروت ، الطبعة الثانية 1995 م.
20 - جامع المقاصد ، للمحقّق الكركي علي بن الحسين بن عبد العالي (ت 940 ه) ، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم 1408 ه.
21 - جمهرة اللغة ، لأبي محمد الحسن الأزدي البصري ، المعروف بابن دريد (ت 321 ه) ، دار صادر - بيروت.
22 - حاشية المختلف ، للمحقّق الكركي علي بن الحسين بن عبد العالي (ت 940 ه) ، مخطوطة محفوظة في مكتبة الإمام الرضا عليه السلام - مشهد رقم 2095.
23 - خزانة الأدب ، لعبد القادر بن عمر البغدادي (ت 1093 ه) ، مكتبة الخانجي - القاهرة.
24 - الخلاصة ، للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهر (ت 726 ه) ، المطبعة الحيدرية - النجف الأشرف 1381 ه.
ص: 196
25 - خلاصة الإيجاز في المتعة ، للمحقّق الكركي علي بن الحسين بن عبد العالي (ت 940 ه) ، مؤتمر الشيخ المفيد - قم 1413 ه.
26 - الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور ، للحافظ جلال الدين السيوطي عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911 ه) ، دار الفكر - بيروت 1414 ه.
27 - الدروس ، للشهيد الأوّل محمد بن مكّي الجزيني العاملي (المستَشهد سنة 786 ه) ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين - قم 1412 ه.
28 - ديوان الأعشى ، المكتبة الثقافية - بيروت.
29 - ديوان الإمام عليّ عليه السلام ، منشورات أُسوة - قم 1373 ه- ش.
30 - ديوان دريد بن الصمّة ، دار قتيبة - بيروت 1401 ه.
31 - ديوان دعبل الخزاعي ، دار الكتاب العربي - بيروت 1972 م.
32 - ديوان السموأل ، دار الجيل - بيروت 1416 ه.
33 - ديوان عمر بن أبي ربيعة ، دار العلم للملايين - بيروت 1935 م.
34 - ديوان عنترة ، دار صادر - بيروت.
35 - ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة ، للشهيد الأوّل محمد بن مكّي الجزيني العاملي (المستَشهد سنة 786 ه) ، ط الحجرية ، مكتبة بصيرتي - قم.
36 - رجال ابن داود ، لتقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلّي (ت بعد 707 ه) ، تصحيح السيّد كاظم الموسوي ، جامعة طهران 1383 ه.
37 - رجال الكشّي (اختيار معرفة الرجال) ، لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه) ، جامعة مشهد 1348 ه- ش.
38 - رجال النجاشي ، لأبي العباس أحمد بن علي النجاشي (ت 450 ه) ، دار الأضواء - بيروت.
39 - الرسالة الخراجية ، للمحقّق الكركي ، علي بن الحسين بن عبد العالي (ت 940 ه) ، مطبوعة ضمن رسائل المحقّق الكركي ، جمع وتحقيق : الشيخ محمد الحسّون ، المكتبة المرعشية العامّة - قم 1409 ه.
40 - الروض الأُنُف في شرح السيرة النبويّة ، لأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الخثعمي السهيلي (ت 581 ه) ، مؤسسة مختار - القاهرة.
ص: 197
41 - السرائر ، لأبي جعفر محمد بن منصور بن إدريس الحلّي (ت 598 ه) ، تحقيق ونشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين - قم 1414 ه.
42 - سُنن أبي داود ، لأبي داود السجستاني (ت 275 ه) ، دار الفكر - بيروت.
43 - السُنن الكبرى ، لأحمد بن علي البيهقي (ت 458 ه) ، دار المعرفة - بيروت.
44 - السيرة الحلبية ، لعلي بن برهان الدين الحلبي الشافعي (ت 1044 ه) ، المكتبة الإسلامية - بيروت.
45 - السيرة النبوية ، لابن هشام ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
46 - شذرات الذهب ، لعبد الحي ابن العماد الحنبلي (ت 1089 ه) ، دار الآفاق الجديدة - بيروت.
47 - شرح ابن عقيل ، لمحمد محيي الدين عبد الحميد ، منشورات ناصر خسرو - طهران.
48 - شرح شواهد المغني ، لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت 911 ه) ، تحقيق أحمد ظافر كوجان ، دمشق 1386 ه.
49 - شرح المعلّقات السبع ، للحسين بن أحمد الزوزني ، دار بيروت - بيروت 1406 ه.
50 - شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي (ت 656 ه) ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار إحياء التراث العربي - بيروت 1387 ه.
51 - شرح هاشميات الكميت ، لأحمد بن إبراهيم القيسي (ت 339 ه) ، عالم الكتب - بيروت 1406 ه.
52 - الصحاح ، لإسماعيل بن حمّاد الجوهري (ت 393 ه) ، تحقيق أحمد عبد الغفور عطّار ، دار العلم للملايين - بيروت ، ط الثالثة 1404 ه.
53 - صحيح البخاري ، لحمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
ص: 198
54 - الطبقات الكبرى ، لمحمد بن سعد (ت 230 ه) ، دار صادر - بيروت 1405 ه.
55 - العبر في خبر من غبر ، للحافظ الذهبي (ت 748 ه) ، دار الكتب العلمية - بيروت 1405 ه.
56 - العقد الفريد ، لأحمد بن محمد بن عبد ربّه الأندلسي (ت 328 ه) ، دار الكتب العلمية - بيروت 1404 ه.
57 - عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام ، للشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمّي ، تصحيح السيّد مهدي اللاجوردي وحنّا مشهدي ، مكتبة طوس - مشهد.
58 - الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب ، لعبد الحسين أحمد الأميني النجفي (ت 1390 ه) ، مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام - طهران.
59 - فقه القرآن ، لسعيد بن هبة الله الراوندي (ت 573 ه) ، المكتبة المرعشية العامّة - قم 1397 ه.
60 - القاموس المحيط ، لمحمد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت 817 ه) ، دار الفكر - بيروت 1403 ه.
61 - الكافي ، لثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني الرازي (ت 328 ه) ، المكتبة الإسلامية - طهران 1388 ه.
62 - الكامل في التاريخ ، لابن الأثير علي بن محمد الجزري الشيباني (ت 630 ه) ، دار صادر - بيروت 1402 ه.
63 - الكشّاف ، لجار الله محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 ه) ، دار المعرفة - بيروت.
64 - كشف الغمّة ، لعلي بن عيسى الإربلي (ت 693 ه) مكتبة بني هاشمي - تبريز / إيران.
65 - كنز العمّال في سُنن الأقوال والأفعال ، لعلي بن حسام المتّقي الهندي (ت 975 ه) ، مؤسسة الرسالة ، بيروت 1413 ه.
66 - الكنى والألقاب ، للشيخ عباس القمّي (ت 1359 ه) ، مطبعة
ص: 199
العرفان - صيدا 1358 ه.
67 - لسان العرب ، لمحمد بن مكرم بن منظور (ت 711 ه) ، دار صادر - بيروت.
68 - لسان الميزان ، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه) ، مؤسسة الأعلمي - بيروت.
69 - المبسوط ، لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه) ، المكتبة المرتضوية - طهران.
70 - مجمع البحرين ، لفخر الدين بن محمد الطريحي (ت 1085 ه) ، المكتبة المرتضوية - طهران.
71 - المحيط في اللغة ، للصاحب بن عبّاد (ت 385 ه) ، تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين ، عالم الكتب - بيروت 1414 ه.
72 - مختلف الشيعة في أحكام الشريعة ، للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر (ت 726 ه) ، مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية - قم 1412 ه.
73 - المراسم ، لحمزة بن عبد العزيز الديلمي المعروف ب- : سلاّر (ت 463 ه) ، تحقيق الدكتور محمود البستاني ، منشورات الحرمين - قم.
74 - مروج الذهب ، لعلي بن الحسين المسعودي (ت 346 ه) ، دار المعرفة - بيروت 1404 ه.
75 - المستدرك على الصحيحين ، للحاكم النيسابوري محمد بن عبد الله (ت 405 ه) ، دار الفكر - بيروت.
76 - مستدرك الوسائل ، للميرزا حسين النوري (ت 1320 ه) ، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم 1407 ه.
77 - المصنّف ، للحافظ عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني (ت 211 ه) ، المجلس العلمي في «سملك سورت» بالهند.
78 - معالم العلماء ، لمحمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني (ت 588 ه) ، مطبعة فردين - طهران 1353 ه.
ص: 200
79 - معجم الأُدباء لياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (ت 626 ه) ، دار الفكر - بيروت.
80 - معجم البلدان ، لياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (ت 626 ه) ، دار صادر - بيروت.
81 - معجم مقاييس اللغة ، لأحمد بن فارس بن زكريا (ت 626 ه) ، مكتب الإعلام الإسلامي - قم 1404 ه.
82 - المغازي ، لمحمد بن عمر بن واقد (ت 207 ه) ، دانش إسلامي - إيران 1405 ه.
83 - المغني ، لعبد الله بن أحمد بن قدامة (ت 620 ه) ، دار الفكر - بيروت.
84 - مغني اللبيب ، لعبد الله بن يوسف بن هشام الأنصاري (ت 761 ه) ، مكتبة سيّد الشهداء عليه السلام - قم.
85 - المقنعة ، للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان (ت 413 ه) ، تحقيق ونشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين - قم.
86 - المناقب ، لمحمد بن علي بن شهرآشوب (ت 588 ه) ، مكتبة علاّمة - قم.
87 - المنتظم في تاريخ الأُمم والملوك ، لعبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت 597 ه) ، دار الكتب العلمية - بيروت 1412 ه.
88 - من لا يحضره الفقيه ، للشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمّي (ت 381 ه) ، دار صعب ودار التعارف - بيروت.
89 - المهذّب ، للقاضي عبد العزيز بن البرّاج الطرابلسي (ت 481 ه) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.
90 - ميزان الاعتدال ، لمحمد بن أحمد الذهبي (ت 748 ه) ، دار المعرفة - بيروت 1382 ه.
91 - نفحات اللاهوت ، للمحقّق الكركي علي بن عبد العالي (ت 940 ه) ، مكتبة نينوى - طهران.
ص: 201
92 - النهاية ، لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه) ، قدس محمدي - قم.
93 - نهج البلاغة من كلام الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، جمع واختيار الشريف الرضي محمد بن الحسين الموسوي (ت 406 ه) ، تحقيق صبحي الصالح ، مؤسسة الهجرة - قم 1412 ه.
94 - الوافي بالوفيات ، لصلاح الدين خليل الصفدي (ت القرن الثامن) ، إصدار جمعية المستشرقين الألمانية دار صادر - بيروت 1389 ه- / 1969 م.
95 - الوسيلة ، لأبي جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي (ت بعد 560 ه) ، تحقيق الشيخ محمد الحسّون ، المكتبة المرعشية العامّة - قم 1408 ه.
96 - وفيات الأعيان ، لأحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان (ت 681 ه) ، الشريف الرضي - قم 1364 ه- ش.
* * *
ص: 202
مخطوطات مكتبة المهدوي
(قم - إيران)
السيّد أحمد الحسيني
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة العلاّمة المرحوم السيّد مصطفى المهدوي الأصبهاني ، المتوفّى سنة 1409 ه- ، كان من أجلاّء علماء أصبهان ، ملك مكتبة عامرة بالمطبوعات والمخطوطات التي تتّصل بالعلوم الحوزوية الدينية ، وزّعت مخطوطاتها بين ورثته بعد وفاته ، وفي حيازة ولده الأكبر فضيلة السيّد محمد علي المهدوي نسخاً من تلك المخطوطات نأتي على ذكر ما رأينا منها في بيته بمدينة قم :
ص: 203
(1)
الاحتجاج
على أهل اللجاج
(حديث - عربي)
تأليف : أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (ق 6).
* ربيع الآخر 1090 ، مصحّح في الهوامش.
(2)
الأراضي
المفتوحة عنوة
(فقه - عربي)
تأليف : المولى محمد مهدي بن إبراهيم الكرباسي الأصبهاني (1278).
* الحاج 195 الخراساني ، خامس شوّال 1263 في
أصبهان.
(3)
إرشاد
الأذهان في أحكام الإيمان
(فقه - عربي)
تأليف : العلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف ابن المطهّر (726).
* منتصف شهر رمضان 945 ، مصحّح ، وعلى بعض الصحائف
تعاليق كثيرة ، بدأ شخص بقراءة الكتاب عند الأمير عبد الحي الحسيني في غرّة
جمادى الآخرة 945.
(4)
أساس
الاقتباس
(منطق - فارسي)
تأليف : نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (672).
ص: 204
* من القرن العاشر.
(5)
إعراب
القرآن
(إعراب القرآن - عربي)
تأليف :؟
مرتّب على ترتيب القرآن الكريم ، بادئاً بالاستعاذة ثمّ البسملة ثمّ سورة الفاتحة إلى الناس ، وربّما يتطرّق إلى ذكر الخلاف في الإعراب والبحث والمناقشة في بعض المواضع.
أوّله : «الحمد لله الذي وفّقنا لحفظ كتابه ووقفنا على الجليل من حكمه وأحكامه وآدابه وألهمنا تدبّر معانيه وإعرابه».
آخره : «وأمّا الناس الأخير فقيل : هو معطوف على ذي الوسواس ، أي من شرّ القبيلين ، وقيل : هو معطوف على الجِنّة».
* من القرن الثاني عشر ، في أوائله خرم.
(6)
الألفين
الفارق بين الصدق والمين
(عقائد - عربي)
تأليف : العلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف ابن المطهّر (726).
* محمد محسن بن أمير حسن الأبهريجي ، يوم الجمعة
12 ربيع الأوّل 1075 ، النسخة مجدولة جيّدة.
(7)
ألواح
البهاء
(متفرقة - فارسي)
كتبها : بهاء الله حسين علي بن آقا بزرك النوري (1309).
ص: 205
* كتبت بخطوط مختلفة.
(8)
بشرى
الوصول إلى أسرار علم الأُصول
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : الشيخ محمد حسن بن عبد الله المامقاني (1323).
* من عصر المؤلّف ، الجزء الرابع.
(9)
بغية
الأبرار
(فقه - فارسي)
تأليف : السيّد حسين بن محمد إبراهيم الحسيني.
في آداب التجارة وأحكامها الشرعية ، فتوائي في مقدّمة وأربعة عشر باباً وخاتمة. لعلّ المؤلّف هو المعروف ب- : «حسينا القزويني».
أوّله : «بعد الحمد والصلاة على النبيّ وآله .. اين چند كلمه ايست كه بر سبيل ايجاز وغايت استعجال بالتماس بعض از اخوان دين».
* علي بن الحسن ، ثالث شهر صفر 1244.
(10)
بغية
الطالب في معرفة المفروض والواجب
(فقه - عربي)
تأليف : الشيخ جعفر بن خضر الجناجي ، صاحب كشف الغطاء (1227).
* سنة 1212.
ص: 206
(11)
تبيان
الأوقات
(فقه - عربي)
تأليف : محمد حسين بن الله ويردي.
في مواقيت الصلوات وطرق معرفة الأوقات ، مشتمل على جميع ما يتوقّف عليه الموضوع من المسائل الرياضية والفقهية والروايات الواردة فيها ، ألّفه المؤلّف بأمر أُستاذه سمي خامس آل العباء ، وهو مرتّب على مشرقين وثلاث درجات وخاتمة هذه عناونيها :
المشرق الأوّل : في ما يناسب الرسالة من الرياضيات ، في ستّة مطالع.
المشرق الثاني : في ما يتعلّق بالرسالة من الفقهيات ، في خمسة طوالع.
الدرجة الأُولى : في وقت فرض الظهرين ونوافلهما.
الدرجة الثانية : في وقت فرض العشائين والنوافل.
الدرجة الثالثة : في وقت فريضة الغداة ونافلتها.
الخاتمة : في فوائد متفرّقة من الأوقات المكروهة وأوقات سائر الصلوات.
أوّله : «الحمد لله الذي بقدرته فلق الإصباح ، وأغطش الليل كما عطّس أنف الصباح ، وخلق الخليقة فقارن بين الأشباح والأرواح».
* من عصر المؤلّف ، وهو غير تام في الكتابة ، مصحّح
وعليه بعض التعاليق منه ، بأوّله فهرس تفصيلي للكتاب.
ص: 207
(12)
تحفة
الأبرار الملتقط من آثار الأئمّة الأطهار
(فقه - فارسي)
تأليف : السيّد محمد باقر بن محمد نقي ، حجّة الإسلام الشفتي (1260).
* من عصر المؤلّف ، وغير تام في الكتابة.
* لعلّه من عصر المؤلّف.
* عبد الله بن محمد سعيد الخوانساري ، 12 جمادى
الأُولى 1244.
(13)
التحفة
الجعفرية
(فقه - فارسي)
تأليف : آقا محمد جعفر بن محمد إبراهيم.
في أحكام الديات وما يتّصل بها من المسائل ، وهو جواب على سؤال وجّه إلى المؤلّف ، والكتاب يتضمّن كثيراً من الفروع المتعلّقة بالديات والقصاص ، مؤلَّف باسم ناصر الدين شاه القاجار ، ومرتّب على مقدّمة ومقاصد ذات فصول ثمّ خاتمة. تمّ ليلة 18 شهر رمضان سنة 1284.
أوّله : «الحمد لله الذي أوضح لنا سبل النجاة ، ورفع عنّا الظلم والشبهات .. أمّا بعد چنين گويد عاصى درگاه خداوند جهان آفرين راجى عفو خالق سماوات وارضين».
* عبد الغني بن ميرزا محمد رضا الأصبهاني ، ليلة
الأحد سلخ ذي القعدة 1285. نسخة جيّدة الخطّ ، نظيفة مجدولة ، بأوّلها لوحة
فنية.
ص: 208
(14)
ترجمة
«الفصول المختارة»
(عقائد - فارسي)
ترجمة : جمال الدين محمد بن الحسين الخوانساري (1125).
* محمد رحيم بن محمد رضا ، سنة 1099 في المدرسة
المرتضوية بأصبهان ، بأوّله فهرس تفصيلي لفصول الكتاب صنعه مظفّر علي ، وهو بخطّ
ناسخ الأصل.
(15)
تشييد
القواعد في شرح تجريد العقائد
(كلام - عربي)
تأليف : شمس الدين محمود بن عبد الرحمن الأصبهاني (746).
سمّي المؤلّف خطأً في مقدّمة هذه النسخة : محمود بن الحاج محمد.
* من القرن الحادي عشر. الجزء الأوّل.
(16)
تصحيح
اعتقادات الإمامية
(عقائد - عربي)
تأليف : الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (413).
* تمّ تصحيحه بدقّة تامّة في 20 رجب 1334 ، مع ختم
بيضوي للمصحّح فيه : «عبده الراجي محمد علي بن محمد باقر».
ص: 209
(17)
التصريح
بمضمون التوضيح
(نحو - عربي)
تأليف : زين الدين خالد بن عبد الله الأزهري (905).
* محمد مؤمن الحسيني اليزدي ، 22 ذي الحجّة 1107
، كتبه بأمر مولانا محمد نصير.
(18)
تفسير
القرآن الكريم
(تفسير - عربي)
تأليف : علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي (ق 4).
* محمد بديع بن محمد رفيع نظام الدامغاني ، ليلة
الخميس 17 رمضان 1081 ، نسخة مصحّحة جيدة ، عليها بعض التعاليق.
(19)
تمهيد
القواعد الأُصولية والعربية
(أُصول الفقه والنحو - عربي)
تأليف : الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي (966).
* علي محمد اللنجاني ، سنة 1221.
(20)
التنبيهات
العلية على وظائف الصلاة القلبية
(فقه - عربي)
تأليف : الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي (966).
* محمد بن محمود بن علاء الدين ، 15 شوّال 981.
ص: 210
(21)
تهذيب
الأحكام
(حديث - عربي)
تأليف : شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي (460).
* محمد معصوم بن قمر الدين محمود ، سلخ جمادى
الأُولى 1060 ، مصحّح ، عليه بعض التعاليق.
(22)
تهذيب
الوصول إلى علم الأُصول
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : العلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف ابن المطهّر (726).
* عبد علي بن محمد ، 14 جمادى الآخرة 1010 ،
مصحّح ، عليه تعاليق ، أتمّ الناسخ قراءة الكتاب في يوم الخميس خامس رمضان 1010.
(23)
جامع
المقاصد في شرح القواعد
(فقه - عربي)
تأليف : نور الدين علي بن عبد العالي الكركي (940).
* قريب من عصر المؤلّف ، صحّحه الناسخ ، الورقة
الأُولى والأخيرة حديثة الكتابة. المجلّد الأوّل.
(24)
الجعفرية
(فقه - عربي)
تأليف : نور الدين علي بن عبد العالي الكركي (940).
ص: 211
* نسخة جيّدة الخطّ نظيفة ، تمّ مقابلتها في سنة
917.
(25)
جنّة
المأوى وسحاب الفيض والجدوى
(فقه - عربي)
نظم : السيّد محمد بن عبد الصمد الشهشهاني الأصبهاني (1287).
* قطعتان معربتان كتبتا في حياة الناظم.
(26)
جوامع
الأُصول
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : مير سيّد حسن بن علي المدرّس الأصبهاني (1273).
* مخروم الآخر ، مصحّح في الهوامش ، وعليه بعض
التعاليق : «لمحرّره».
(27)
جوامع
الكلم في جمع تعليقات مقدّمة «المعالم»
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : محمد مهدي بن محمد إبراهيم.
شرح كبير على كتاب معالم الأُصول ، جمع المؤلّف فيه ما كتبه خمسة من الشرّاح والمعلّقين عليه ، وهم : الشيخ محمد العاملي ، خليفة سلطان ، ملاّ صالح المازندراني ، ميرزا محمد الشيرواني ، المولى محمد باقر الوحيد البهبهاني ، وربّما أورد بعض ما كتبه بعض المحقّقين من التحقيقات الجيّدة كصاحب القوانين ، ويردف في بعض الأبحاث ما يرتئيه
ص: 212
هو ، وهو بعناوين : «قوله» لعبارات المعالم ثمّ ينقل ما قالوا بعناوين : «قال».
أوّله : «الحمد لله الذي هدانا إلى معالم الإسلام ، وأرشدنا إلى شعائر الدين بقواعد الأحكام ، والصلاة على نبيّه المبعوث لإرشاد الأنام».
* لعلّه من عصر المؤلّف.
(28)
جواهر
الكلام في شرح شرائع الإسلام
(فقه - عربي)
تأليف : الشيخ محمد حسن بن الباقر النجفي (1266).
* 12 جمادى الأُولى 1267. كتاب الفرائض إلى الديات.
(29)
حاشية
أنوار التنزيل
(تفسير - عربي)
تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030).
الحاشية الثانية.
* سنة 1100 ، مصحّح ، عليه تعاليق المؤلّف وغيره ،
تمّت قراءتها عند الميرزا عبد الله الأصبهاني في جمادى الأُولى 1101.
(30)
حاشية
حاشية الخفري على شرح التجريد
(كلام - عربي)
تأليف : ملاّ ميرزا محمد بن الحسن الشيرواني (1098).
ص: 213
* ليلة الأربعاء 15 محرّم 1098.
(31)
حاشية
الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية
(فقه - عربي)
تأليف : جمال الدين محمد بن الحسين الخوانساري (1125).
* اشترك في كتابة النسخة عشرة من الطلاب في محال
خلخال وأتمّوها في ذي القعدة 1180 ، كما كتب ذلك أقلّ الطلبة محمد الأردبيلي.
* محمد باقر بن الحاج علي ، يوم الأربعاء 14 ذي
القعدة 1124.
(32)
حاشية
الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية
(فقه - عربي)
تأليف : الشيخ محمد علي النجفي.
* محمد هاشم بن الحسن الموسوي الخوانساري ، 20
رجب 1248 ، كتب على نسخة المؤلّف. قطعة من كتاب البيع.
(33)
حاشية
شرح حكمة العين
(فلسفة - عربي)
تأليف : ملاّ ميرزا جان حبيب الله الباغنوي الشيرازي (994).
* إسماعيل بن أحمد وصفي ، منتصف جمادى الآخرة 1059.
ص: 214
(34)
حاشية
شرح العضدي على مختصر الأُصول
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : جمال الدين محمد بن الحسين الخوانساري (1125).
* قريب من عصر المؤلّف ، مصحّح بخطّ الناسخ.
(35)
حاشية
شرح العضدي على مختصر الأُصول
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (793).
* من القرن العاشر ، مصحّح ، على بعض المواضع منه
تعاليق.
(36)
حاشية
شرح الملخص
(فلك - عربي)
تأليف : نظام الدين عبد العلي بن محمد البيرجندي (934).
* أبو طالب الأصبهاني ، يوم الثلاثاء 14 ذي الحجّة
1215 في مدرسة علي قلي بأصبهان ، وأتمّ الناسخ مقابلته بعد ثمانية أيام.
(37)
حاشية
الشفاء
(فلسفة - عربي)
تأليف : صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي (1050).
ص: 215
* رابع شوّال 1279.
(38)
حاشية
المطوّل
(بلاغة - عربي)
تأليف : عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي (1067).
* رفيع بن محمد علي الأصبهاني ، 22 ذي الحجّة
1245 ، ثمّ قابله وصحّحه وأتمّ التصحيح في سنة 1246
(39)
حاشية
وافية الأُصول
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : السيّد صدر الدين محمّد بن محمّد باقر القمّي (بعد 1160).
* من عصر المؤلّف ، وعلى الورقة الأُولى اسم الكتاب
كتبه كاتب النسخة ظاهراً في سنة 1145 ، مصحّح في الهوامش.
(40)
الحكمة
المتعالية (الأسفار)
(فلسفة - عربي)
تأليف : صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي (1050).
* المجلّد الأوّل ، وهو مخروم الآخر.
* من القرن الثاني عشر ، نسخة مجدولة. قسم من
الطبيعيات.
* محمد علي بن محمد نصير الهزارجريبي ، 20
رمضان 1230 في أصبهان. المجلّد الأوّل.
ص: 216
(41)
حياة
القلوب
(تاريخ - فارسي)
تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1110).
* 18 شعبان 1266. المجلّد الأوّل.
(42)
الخلاصة
في النحو (الألفية)
(نحو - عربي)
نظم : جمال الدين محمد بن عبد الله ابن مالك الطائي الجياني (672).
* محمد علي ، من أوائل القرن الرابع عشر.
(43)
دُرر
الدقائق ودِرر الحقائق
(بلاغة - عربي)
تأليف : صدر الدين الموفّق بن محمد الخاصي الخوارزمي (634).
فيه لباب علم المعاني والبيان والبديع ، لخّصه المؤلّف في خدمة أُستاذه برهان الدين المطرّزي ، وتلقّف مسائلها من الأُستاذ الرئيس سراج الدين السكاك ، وخدم به السلطان الملك الناصر.
أوّله : «يقول العبد ... الحمد لله على أن نظمني في سلك طالبي فضيلة الفضل ورافعي أعلام العلم وناصبي راية الرواية».
آخره : «ومنهم من لا يرى هذا الوجه عيباً ولا سناداً وتسمّى هذه الحركات حركات التوجيه».
ص: 217
* غرّة شهر الميلاد (ربيع الأوّل) سنة 960.
(44)
الدروس
الشرعية في فقه الإمامية
(فقه - عربي)
تأليف : الشهيد الأوّل محمد بن مكّي العاملي (786).
* من القرن الحادي عشر.
(45)
دلائل
الأحكام في شرح شرائع الإسلام
(فقه - عربي)
تأليف : السيّد إبراهيم بن محمد باقر القزويني الحائري (1262).
* من عصر المؤلّف. المجلّد الأوّل إلى آخر كتاب
الصوم.
(46)
ذخيرة
المعاد
(فقه - فارسي)
تأليف : الشيخ علي بن الحسين الكربلائي (ق 12).
* من القرن الثالث عشر.
(47)
ذخيرة
المعاد في الأخلاق والموعظة والإرشاد
(أخلاق - فارسي)
تأليف : المولى نوروز علي بن محمد باقر البسطامي (1309).
* من عصر المؤلّف.
ص: 218
(48)
الذريعة
إلى أُصول الشريعة
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : الشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي البغدادي (436).
* جمادى الأُولى 1239.
(49)
الرسالة
العملية
(فقه - فارسي)
تأليف :؟
في أحكام الطهارة والصلاة والزكاة والصوم وصلاة المسافر.
أوّلها : «الحمد لله ربّ العالمين .. اين رساله ايست در عبادات مشتمل بر يك مقصد ودو مقدمه».
* حسن الحسيني الكلهرودي ، 14 ذي القعدة 1328.
(50)
الروضة
البهية في شرح اللمعة الدمشقية
(فقه - عربي)
تأليف : الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي (966).
* محمد مهدي بن محمد حسين الرهقي ، ليلة السبت
غرّة شهر رجب 1242. المجلّد الثاني.
* من القرن الحادي عشر ، مصحّح ، على الأوراق
الأُولى بعض التعاليق.
ص: 219
(51)
شرح
الإشارات والتنبيهات
(فلسفة - عربي)
تأليف : نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (672).
* محمد سلمان بن عبد الباقي الكلبايكاني ، 14
رمضان 1087 ، نسخة مصحّحة نظيفة.
(52)
شرح
ألفية ابن مالك
(نحو - عربي)
تأليف : بدر الدين حسن بن القاسم ، المشهور ب- : ابن أُمّ قاسم (749).
* محمد بن عبد الله بن مانع الخطّي ، 27 محرّم
1166 ، عليه بعض التعاليق للناسخ ، ملكه عبد الله بن مبارك بن علي بن عبد الله
بن ناصر آل حميدان الأحسائي الخطّي في خامس شوّال 1340؟
(53)
شرح
حكمة العين
(فلسفة - عربي)
تأليف : شمس الدين محمد بن مبارك شاه البخاري ، المشهور ب- : ميرك (ق 8).
* مسيح الزمان بن الحكيم خضر اللاهيجي ، يوم الجمعة
12 رجب 1075 ، كتبه لأجل الحكيم مسيحا.
ص: 220
(54)
شرح
خلاصة الحساب
(حساب - فارسي)
تأليف : ملاّ حسين بن إبراهيم الشريفي الشاهويردي (ق 11).
أوّله : «حمد بى غايت وثناى بلا نهايت خداى واحدى را سزاست».
* نسخة حديثة ، مخرومة الآخر.
(55)
شرح
الشافية
(تصريف - عربي)
تأليف : كمال الدين محمد بن محمد الفسوي ، ميرزا كمالا (ق 12).
* قريب من عصر المؤلّف ، مصحّح ، عليه تعاليقه.
(56)
شرح
العوامل
(نحو - فارسي)
تأليف :؟
شرح وترجمة ممزوجة ، يهتم الشارح بإعراب الألفاظ وبيان ما أشكل من عبارات المتن ، وفي بعض الموارد منه شيء من التفصيل والإيضاح الأكثر.
أوّله : «أحمدك يا من يرفع صالح العمل ، أحمد فعل مضارع موضوع از براى متكلم وحده ضمير در او مستتر است كه آن أنا است».
* موسى بن عزيز ، سنة 1247.
ص: 221
(57)
شرح
الكافي
(حديث - عربي)
تأليف : حسام الدين محمد صالح بن أحمد المازندراني (1086).
* من القرن الثاني عشر ، صحّحه الناسخ. قسم الروضة.
(58)
شرح
معالم الأُصول
(أُصول الفقه - فارسي)
تأليف :؟
ترجمة وشرح بعناوين : «قوله : ... - قوله : ...» ، فيه توضيح جيّد للمبتدئين يعين على فهم مراد ما في المتن.
أوّله : «الحمد لله ربّ العالمين .. وبعد چونكه پيش از شروع در هر علمى لابديم از بيان سه چيز تعريف وموضوع وفائده آن علم».
* قطعة غير تامّة ، فيها إلى مباحث الأوامر.
(59)
شرح
ملحة الإعراب
(نحو - عربي)
تأليف : أبي عبد الله محمد بن الحسن الجذامي ، المعروف ب- : ابن الصائغ (720).
شرح على أُرجوزة ملحة الإعراب لأبي محمد قاسم بن علي الحريري (516) ، فيذكر الشارح أبياتاً من الأُرجوزة ثمّ يشرحها بشروح أكثرها توضيحية.
ص: 222
أوّل النسخة : «أقول من بعد افتتاح القول .. الحدّ : ما يمنع المحدود من الخروج عمّا حُدّ به ، ويمنع غيره من الدخول فيه».
* عطاء الله بن المسيح بن إبراهيم بن الحسن الآملي
، غرّة ذي الحجّة 944 في جزائر البصرة.
(60)
شرح
الملخّص
(فلك - عربي)
تأليف : موسى بن محمد بن محمود ، المعروف ب- : قاضي زادة الرومي (815).
* ابن ميرزا باقر الفيجي الأصبهاني ، 28 رجب 1078.
(61)
الشك
والسهو
(فقه - عربي وفارسي)
تأليف : السيّد محمد باقر بن محمد نقي ، حجّة الإسلام الشفتي (1260) ..
* قريب من عصر المؤلّف.
(62)
شواكل
الحور في شرح هياكل النور
(فلسفة - عربي)
تأليف : جلال الدين محمد بن أسعد الدواني (908).
* ليلة الجمعة 22 شعبان 1077 ، محي اسم الناسخ من
آخر الكتاب ، مصحّح ، عليه تعاليق بخطّين أحدهما خطّ ملاّعلي النوري ، وبأوّله
ختمه البيضوي : «عبده علي نوري».
ص: 223
(63)
الصافي
في شرح الكافي
(حديث - فارسي)
تأليف : المولى خليل بن الغازي القزويني (1089).
* كتب بأمر العلاّمة المجلسي من نماء الحمام
بأصبهان في ربيع الأوّل 1100. قسم الروضة.
* مصحّح ، لعلّه من عصر المؤلّف. كتاب الحجّة.
* نسخة جيّدة الخطّ ، مجدولة ، بأوّلها لوحة فنية ،
وبين السطور في الصفحة الأُولى والثانية مذهّبة. كتاب الإيمان والكفر.
(64)
العقائد
(عقائد - عربي)
تأليف : أبي البركات عبد الله بن أحمد النسفي (710).
يسمّى في بعض المصادر : «عمدة العقائد».
* من القرن الثامن ، وعليه تاريخ مولود 793 ، مصحّح
، عليه تعاليق.
(65)
عوالم
العلوم والمعارف
(حديث - عربي)
تأليف : الشيخ عبد الله بن نور الله البحراني (ق 12).
* محمد مهدي (ابن محمد باقر النجفي) ، يوم
الخميس 21 ذي القعدة 1254. الجزء السادس عشر.
* محمد مهدي بن محمد باقر النجفي ، يوم الاثنين
سلخ
ص: 224
رمضان 1257 ، كتب الناسخ بعض عناوين الأحاديث في
الهوامش وأضاف عليها متفرّقات. ج 40 و 41.
(66)
غاية
المأمول في شرح زبدة الأُصول
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : الفاضل الجواد بن سعد بن جواد الكاظمي (ق 11).
* سنة 1242.
(67)
قواعد
الأحكام في مسائل الحلال والحرام
(فقه - عربي)
تأليف : العلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف ابن المطهّر (726).
* سنة 1223. كتاب الطهارة إلى الوصية.
(68)
الكافي
(حديث - عربي)
تأليف : ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني (328).
* قاسم بن حيدر الكشميري ، في مجلّدين ، المجلّد
الأوّل بتاريخ يوم الخميس من شعبان 1075 ، نسخة مجدولة ، بأوّل كلّ كتاب من
المجلّد الأوّل لوحة فنية دقيقة ، على المجلّد الثاني وقفية بتاريخ جمادى الآخرة
1122 ، كتب السيّد مير عبد الحسين بن محمد باقر الحسيني [الخاتون آبادي] في
آخر هذا المجلّد أنّه صحّحه وقابله على نسختين معتبرتين صحيحتين ، قوبلت إحداهما
بثلاث وسائط بنسخة الشهيد الثاني ، وذلك لملك المنجّمين ميرزا محمد رضا ،
وأتمّه في
ص: 225
ثالث شهر صفر 1072.
* نظام الدين حسين الخادم ، كما على الورقة الأُولى
، وقد كتب في سنة 1111 ، الأوراق الأخيرة بخطّ محمد صادق الأسترابادي ، عليه
تعاليق كثيرة وربّما كتبت في أوراق ملصقة ، بأوّل النسخة وآخرها أوراق فيها شرح
بعض الأحاديث بالعربية والفارسية لعلّها منقولة من شرحي ملاّ خليل القزويني. قسم
الأُصول.
* محمد بن محمد عيسى الحسيني المرعشي ، 17
جمادى الأُولى 1093 ، فيها بلاغات ، وإجازة كتبها محمد علي ابن جاگير للسيّد
مير محمد هادي بن محمد الحسيني المرعشي في آخر كتاب العقل والتوحيد وآخر
كتاب الحجّة وآخر كتاب الإيمان والكفر وآخر النسخة ، نسخة جيّدة الخطّ ، نظيفة ،
مصحّحة ، عليها بعض التعاليق. قسم الأُصول.
* من القرن الثاني عشر. قسم الروضة وكتاب الطهارة.
(69)
الكلمات
الطريفة
(عقائد - عربي)
تأليف : المولى محسن بن المرتضى ، الفيض الكاشاني (1091).
* علي بن رضا علي الرونجي القمّي ، يوم الخميس رابع
جمادى الآخرة 1093.
(70)
الكواكب
الضيائية في شرح الزبدة البهائية
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : السيّد يوسف بن محمد الحسيني القائني (نحو 1260).
ص: 226
* عبد الحسن بن عبد الله القائني الخراساني ، سلخ
جمادى الأُولى 1238. المجلّد الأوّل.
(71)
گلشن
علاج وبستان الأدوية
(طبّ - فارسي)
تأليف :؟
في بعض العلاجات والأدوية على ما هو المتداول عند الأطبّاء في عصر المؤلّف ، مقدّم إلى ملك لم نجد اسمه صراحة. الظاهر أنّه في قسمين : الأوّل : في علاج الأمراض من الرأس إلى القدم يسمّى : «گلشن علاج» ، الثاني : في أنواع الأدوية يسمّى : «بستان الأدوية» ، وهذا القسم في ثلاثة فصول : الأوّل : في المعاجين والمركّبات ، الثاني : في الأدوية المفردة وبيان الأمزجة ، الثالث : في الأدوية المفردة المخصوصة بالأعضاء.
أوّله : «بعد از حمد ملك علام افتتاح كلام بنام سيد أنام عليه أفضل التحية والصلاة والسلام وعلى آله وأصحابه الطاهرين الكرام».
* محمد طاهر بن معز الدين محمد الموسوي الطبيب
، سنة 1235.
(72)
لسان
الخواصّ
(دائرة معارف - عربي)
تأليف : رضي الدين محمد بن الحسن القزويني (1096).
* مخروم الأوّل وغير تامّ من آخره.
ص: 227
(73)
لوامع
الأسرار في شرح مطالع الأنوار
(منطق - عربي)
تأليف : قطب الدين محمد بن محمد البويهي الرازي (766).
* إمام الدين بن بهلول ، سنة 1013 ، كتبت على نسخة
كتبت من نسخة المؤلّف ، مصحّح في الهوامش ، وعليه بعض التعاليق ، والورقة
الأُولى حديثة الكتابة.
(74)
لوامع
أنوار الكشف والشهود على قلوب أرباب الذوق والجود
(تصوّف - فارسي)
تأليف : نور الدين عبد الرحمن بن أحمد الجامي (898).
* أواسط جمادى الأُولى 952 في المدرسة العادلية
بدمشق.
(75)
مجازات
الآثار النبوية
(حديث - عربي)
تأليف : الشريف الرضي محمد بن الحسين الموسوي البغدادي (406).
* من القرن الحادي عشر.
(76)
مجالس
الأبرار
(متفرّقة - فارسي)
تأليف : السيّد محمد جواد بن محمد رضا الخراساني الأصبهاني
ص: 228
(1352).
أربعة وأربعون مجلساً مرتّبة للخطباء والواعظين ، بدأ بها في أوائل جمادى الأُولى سنة 1316 ، بأوّل كلّ مجلس آية قرآنية ثمّ مواعظ دينية أخلاقية مستندة إلى الأحاديث المروية عن أهل البيت عليهم السلام.
أوّله : «الحمد لله الذي توحّد بالوحدانية ، وتفرّد بالإلهية ، وفطر العباد على معرفته ، وأكلّ اللسان عن صفته ، وحجب الأبصار عن رؤيته».
* بخطّ المؤلّف ، أكمله في سنة 1348 ، صحّحه بخطّه
وأضاف عليه في الهوامش.
(77)
مجمع
البيان لعلوم القرآن
(تفسير - عربي)
تأليف : أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي (548).
* 14 ذي الحجّة 1092 ، فيه ستّ إنهاءات كتبها الشيخ
صالح بن عبد الكريم البحراني ، آخرها في آخر النسخة بتاريخ رابع ذي القعدة 1094
، وأحال ذكر اسم القارىَ فيها إلى الأجزاء السابقة. المجلّد الرابع.
(78)
مجمع
الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان
(فقه - عربي)
تأليف : المولى أحمد بن محمد ، المقدّس الأردبيلي (993).
* مصحّح ، مخروم الآخر. كتاب المتاجر والديون.
ص: 229
(79)
مجمع
الفرس
(لغة - فارسي)
تأليف : محمد قاسم بن محمد سروري الكاشاني (ق 11).
* محمد علي بن جلال الدين محمد الأسترابادي ،
غرّة جمادى الآخرة 1020 في مدينة «لار».
(80)
مجموعة فيها :
1
- تحرير اكر ثاوذوسيوس
(هندسة - عربي)
2 - تحرير اكر مالاناوس
(هندسة - عربي)
3 - تحرير اكر اوطولوقس
(هندسة - عربي)
4 - تحرير المساكن لثاوذوسيوس
(هندسة - عربي)
5 - تحرير المناظر لأقليدس
(طبيعيات - عربي)
6 - تحرير ظاهرات الفلك
(فلك - عربي)
7 - تحرير المطالع
(رياضيات - عربي)
8 - تحرير الكرة والأُسطوانة
(هندسة - عربي)
9 - تحرير معطيات أقليدس
(هندسة - عربي)
كلّها لنصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (672).
10
- معرفة مساحة الأشكال البسيطة والكرية
(هندسة - عربي)
تأليف : بني موسى : محمد والحسن وأحمد.
ص: 230
فيه ثمانية عشر شكلاً.
* محمد بديع بن مصطفى بن عبد الحميد بن علي بن
مير محمد علي رضا توفيقي الموسوي الأصبهاني الدرب إمامي ، سنة 1272 في مدرسة
نيماورد بأصبهان ، نسخة جميلة الخطّ ، نظيفة ، مصحّحة ، رسمت الأشكال بالحمرة ،
عليها تعاليق بتواقيع : «ه» ، «الأُستاد» ، «السيّد محمد علي القائني».
(81)
مجموعة فيها :
1
- زيج الرمل
(رمل - فارسي)
تأليف : أبي بك الأقليدي.
مبني على مائة وستّة عشر «تسكين» في مائة وستّة عشر فصلاً بضمنها جداول بيانية لبعض الفصول.
أوّله : «بدانكه اين ضعيف ابى بك اقليدى از جملة چاكران اهل اين فن اين زيج الرمل را ساخته است واين را بصد وشانزده تسكين بنانهاده».
1
- فوائد الرمل
(رمل - فارسي)
تأليف : غلام حسين.
عشرون فائدة يشرح المؤلّف بها ما أُغلق من كتاب زيج الرمل للأقليدي ، كتبها بعد أن قرأ الكتاب المذكور ووجد فيه إشارات ورموزاً ينبغي حلّها.
أوّله : «الحمد لله ربّ العالمين .. أمّا بعد چون اين حقير فقير إلى الله
ص: 231
غلام حسين از مطالعه كتاب زيج الرمل اقليدي فراغت يافتم».
* 14 شوّال سنة 1300.
(82)
مجموعة فيها :
1
- غاية المأمول في شرح زبدة الأُصول
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : الفاضل الجواد بن سعد بن جواد الكاظمي (ق 11).
2
- حاشية زبدة الأُصول
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف :؟
أوّلها : «أبهى أصل يبتنى عليه الخطاب .. قوله : أبهى ، البهاء : الحسن ، وباهيته فبهيته : غلبته بالحسن ، وبهى البيت تبهية : وسّعه».
آخرها : «فيمكن الاحتجاج بها أن يشترط القطع في الأُصول ، كما هو الأظهر».
* سنة 1242 ، مصحّح ، وعليه بلاغات ، وأتمّ
المقابلة الحسن بن إبراهيم ، كما في آخر الكتاب الأوّل.
(83)
مجموعة فيها :
1
- حاشية الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية
(فقه - عربي)
تأليف : الشيخ جعفر بن عبد الله.
بلغ فيها في هذه النسخة إلى أحكام الموات من الأرضين.
أوّلها : «الحمد لله الذي أظهر في روضة الإسلام أزهار العلوم
ص: 232
والمعارف ، وأبرز من دوحة الإيمان آثار الفتوح والعوارف».
تختلف مقدّمتها مع الحاشية المذكورة في الذريعة 6 / 92 للشيخ جعفر بن عبد الله القاضي الأصبهاني.
2
- حاشية الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية
(فقه - عربي)
تأليف : جمال الدين محمد بن الحسين الخوانساري (1125).
من كتاب التجارة إلى آخر الحاشية.
* 23 ذي القعدة 1153.
(84)
مجموعة فيها :
1
- شرح الكافية
(نحو - عربي)
تأليف :؟
أوّله : «الكلمة : لفظ وضع لمعنىً مفرد .. لأنّها إمّا أن تدلّ على معنىً في نفسه».
آخره : «كقوله :
الحمد لله العليّ الأجلل
الواسع الفضل الوهور المحور»
2 - حاشية تهذيب المنطق
(منطق - عربي)
تأليف : نجم الدين عبد الله بن الحسين اليزدي (981).
* محمد صادق بن مهر علي الخوانساري ، يوم
الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1261 ، والكتاب الثاني يوم الخميس ثاني جمادى الآخرة من
السنة نفسها.
ص: 233
(85)
مجموعة فيها :
1
- عيون المسائل
(فقه - عربي)
تأليف : مير محمد باقر بن محمد الداماد الحسيني الأسترابادي (1041).
2
- الفخرية في معرفة النية
(فقه - عربي)
تأليف : الشيخ فخر الدين محمد بن الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي (771).
* محمد حسين بن بهزاد ، الكتاب الأوّل أوّل جمادى
الآخرة 1098 ، والكتاب الثاني كتب ورقته الأخيرة أبو جعفر اليزدي في سنة 1193 ،
وعليه تعاليق كثيرة.
(86)
مجموعة فيها :
1
- خلاصة الأقوال
(رجال - عربي)
تأليف : العلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف ابن المطهّر (726).
2
- الرواشح السماوية
(دراية - عربي)
تأليف : مير محمد باقر بن محمد الداماد الحسيني الأسترابادي (1041).
3
- الفوائد الحائرية (الجديدة)
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني
ص: 234
(1206).
4
- الاجتهاد والأخبار
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني.
5
- عدم حجّية قول المجتهد الميت
(فقه - عربي)
تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني.
* برات علي بن محمد حسن ، يوم السبت 24 صفر 1238
(آخر الكتاب الثاني) ، عليه وقفية بتاريخ 1239.
(87)
مجموعة فيها :
1
- مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة
(حديث - عربي)
منسوب إلى : الإمام الصادق جعفر بن محمد عليه السلام.
2
- الأربعون حديثاً
(حديث - عربي)
تأليف : عزّ الدين حسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي (984).
* من القرن الثالث عشر ، بآخر المجموعة أدعية
متفرّقة.
(88)
مجموعة فيها :
1
- حاشية معالم الأُصول
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : ملاّ ميرزا محمد بن الحسن الشيرواني (1098).
2
- حاشية معالم الأُصول
(أُصول الفقه - فارسي)
تأليف : ملاّ ميرزا محمد بن الحسن الشيرواني.
ص: 235
حاشية في بعض مواضعها تفصيل.
أوّلها : «قوله : الفقه في اللغة : الفهم ، يعني : فقه در لغت فهميدن چيز است ودر اصطلاح أهل شرع : دانستن احكام شرعيه فرعيه است».
* من القرن الثالث عشر.
(89)
مجموعة فيها :
1
- الأنوار الجلية في أجوبة المسائل الجبلية
(أجوبة - عربي)
تأليف : السيّد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري (1173).
2
- الموجز في الطبّ
(طبّ - عربي)
تأليف : علاء الدين علي بن أبي الحزم القرشي ، ابن النفيس (687).
* الكتاب الأوّل بخطّ محمد بن محمد شفيع بن
محمد بن عبد الكريم بن محمد جواد بن السيّد عبد الله الجزائري (حفيد
المؤلّف) ، يوم الخميس ثاني محرّم 1286 ، كتب على نسخة كثيرة الغلط والتشويش.
الكتاب الثاني أوراق منه حديثة الكتابة.
(90)
مجموعة فيها :
1
- نبراس الضياء في معنى البداء
(فلسفة - عربي)
تأليف : الميرداماد محمد باقر بن محمد الحسيني الأسترابادي (1041).
ص: 236
2
- خلق الأعمال
(فلسفة - عربي)
تأليف : الميرداماد محمد باقر بن محمد الحسيني الأسترابادي.
* من القرن الحادي عشر ، بآخر المجموعة أدعية
وفوائد متفرّقة.
(91)
مجموعة فيها :
1
- النافع يوم المحشر في شرح الباب الحادي عشر
(كلام - عربي)
تأليف : أبي عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري الحلّي (826).
2
- زبدة الأُصول
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030).
3
- الفوائد الحائرية (القديمة)
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : المولى محمّد باقر بن محمّد أكمل الوحيد البهبهاني (1206).
* الكتاب الأوّل مخروم الأوّل. الكتاب الثاني بخطّ
صدر الدين محمد بن أبي القاسم التنكابني ، يوم الجمعة 25 صفر 1242 ، وأتمّ
كتابة حواشِ المؤلّف سنة 1243 في أصبهان.
(92)
مجموعة فيها :
1
- الألفية
(فقه - عربي)
تأليف : الشهيد الأوّل محمد بن مكّي العاملي (786).
ص: 237
2
- النفلية
(فقه - عربي)
تأليف : الشهيد الأوّل محمد بن مكّي العاملي.
* الكتاب الأوّل رابع ذي القعدة 1291 ، والكتاب
الثاني يوم الخميس 15 شعبان 1292 ، مصحّح ، عليهما تعاليق.
(93)
مختصر
مفيد در ترجمه بعضى از كلمات قرآن مجيد
(غريب القرآن - فارسي)
تأليف :؟
مرتّب على ترتيب أوائل الكلمات والألفاظ القرآنية المشروحة ، وهو مختصر جيّد.
أوّله : «حمدى كه لغت دانايان آيات باهرات قرآنى از تقرير آن بعجز اعتراف نمايند».
* 13 ذي الحجّة 1264.
(94)
المختصر
النافع
(فقه - عربي)
تأليف : أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلّي (676).
* من القرن العاشر ، والأوراق الأُولى والأخيرة
حديثة الكتابة ، القسم القديم مصحّح ، عليه بعض التعاليق.
ص: 238
(95)
مرشد
العوام
(فقه - فارسي)
تأليف : ميرزا أبو القاسم بن الحسن الجيلاني القمّي (1231).
* المجلّد الأوّل ، وبعده مسائل متفرّقة.
(96)
مشارق
أنوار اليقين
(فضائل المعصومين - عربي)
تأليف : الحافظ رجب بن محمد بن رجب البرسي الحلّي (بعد 811).
* محمد صادق بن محمد علي الأصبهاني ، يوم السبت
العشرة الأخيرة من شعبان 1070 ، صحّحه الناسخ.
(97)
المطالب
المظفرية في شرح الرسالة الجعفرية
(فقه - عربي)
تأليف : آمير محمد بن أبي طالب الموسوي الأسترابادي (ق 10).
* محمود بن الشيخ محمد تقي الكهدمي ، يوم السبت
12 شوّال 1087 في المدرسة الصفوية بأصبهان.
(98)
مطالع
الأنوار المقتبسة من آثار الأئمّة الأطهار
(فقه - عربي)
تأليف : السيّد محمد باقر بن محمد نقي ، حجّة الإسلام الشفتي (1260).
ص: 239
* من عصر المؤلّف ، وصحّحه الناسخ. المجلّد الثاني.
* حديثة الكتابة ، بعده قطعة من تفسير ممزوج ،
المجلّد الثالث.
(99)
معادن
الحكمة في مكاتيب الأئمّة
(أدب - عربي)
تأليف : علم الهدى محمد بن محسن الكاشاني (1115).
* من القرن الثالث عشر ، طالعه يحيى بن محمد شفيع
الأصبهاني ، كما كتب على الورقة الأُولى ، وأتمّ مطالعته في ليلة الجمعة آخر
شعبان سنة 1320.
(100)
معالم
الأُصول
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : أبي منصور حسن بن زين الدين العاملي (1011).
* ذو الحجّة 1266 ، مصحّح ، عليه تعاليق.
(101)
المعتبر
في شرح المختصر
(فقه - عربي)
تأليف : أبي القاسم جعفر بن حسن بن يحيى بن سعيد الحلّي (676).
* من القرن الثالث عشر. الجزء الأوّل.
* ليلة الثلاثاء سادس ذي الحجّة 1248. كتاب الصلاة
إلى قليل من الحجّ.
ص: 240
(102)
معين
المجتهدين
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : ملاّ عبد الخالق بن عبد الرحيم اليزدي (1268).
* من عصر المؤلّف ، فيه إلى مبحث الإجماع.
(103)
مفاتيح
الشرائع
(فقه - عربي)
تأليف : المولى محسن بن المرتضى ، الفيض الكاشاني (1091).
* محمد حسن بن محمد جعفر النراقي ، يوم السبت
14 ذي الحجّة 1227. النصف الأوّل من الكتاب.
* سنة 1227. النصف الثاني من الكتاب.
* من القرن الثاني عشر. النصف الأوّل من الكتاب.
(104)
مفتاح
الغرر لفتح الباب الحادي عشر
(كلام - عربي)
تأليف : نجم الدين خضر بن محمد بن علي الحبلرودي (ق 9).
* صالح بن باقر الغروي ، من القرن الحادي عشر.
(105)
المقاصد
المهمّة
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف :؟
ص: 241
مرتّب على قسمين : (الأدلّة اللفظية - الأدلّة العقلية) ، كلّ منهما في ستّة مقاصد ، له مقدّمة وخاتمة ، فيه - كما يقول المؤلّف - خلاصة أفكار المتقدّمين والمتأخّرين ونقاوة أنظار العلماء والمتبحّرين.
أوّله : «الحمد لله ربّ العالمين ... أمّا بعد فإنّا لمّا رتّبنا كتابنا هذا المسمّى ب- : المقاصد المهمّة على خلاف الكتب المصنّفة فإنّا قد قسّمنا الأُصول على قسمين» (1).
* ليلة الثلاثاء رابع ذي القعدة 1228 (في عصر
المؤلّف). القسم الأوّل.
(106)
من
لا يحضره الإمام
(حديث - عربي)
تأليف : الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي (1104).
فهرس كتابه : وسائل الشيعة.
* حسين بن علي الزجّاج ، يوم الأحد 20 ربيع الأوّل
1181 ، كتب على نسخة قوبلت بنسخة الحرّ وتمّت المقابلة بتاريخ غرّة جمادى الآخرة
1148 ، قابلها السيّد نصر الله بن الحسين المدرّس (الشهيد) الموسوي الحائري.
(107)
من
لا يحضره الفقيه
(حديث - عربي)
تأليف : الشيخ الصدوق محمد بن علي ابن بابويه القمّي (381). 5.
ص: 242
* علي بن خواجة محمود الفومني ، من القرن الحادي
عشر ، عليه تعاليق كثيرة. كتاب الطهارة إلى الحجّ.
* محمد مهدي بن شمس الدين ، يوم السبت 26 شوّال
1111 ، مصحّح ، وعلى بعض الصحائف تعاليق كثيرة ، على الورقة الأُولى تملّك
محمد بن محمد طاهر الحسيني والسيّد أبو طالب بن محمد الحسيني وعبد
الوهّاب بن مير أبو طالب الحسيني وأختامهم.
* من القرن الحادي عشر ، مصحّح ، عليه تعاليق كثيرة
، مخروم الآخر.
(108)
مناسك
الحج
(فقه - عربي)
تأليف : أبي منصور حسن بن زين الدين العاملي (1011).
* من القرن الحادي عشر.
(109)
مناسك
الحج
(فقه - فارسي)
تأليف : السيّد محمّد بن عبد الصمد الشهشهاني الأصبهاني (1287).
* من عصر المؤلّف.
(110)
مناسك
الحج
(فقه - فارسي)
تأليف : السيّد محمد باقر بن محمد نقي ، حجّة الإسلام الشفتي
ص: 243
(1260).
* محمد رضا ، يوم السبت سلخ جمادى الأُولى 1218 ،
كتبه بطلب سلالة السادات أبو الحسن بن أبي الفتح الحسيني الأصبهاني.
(111)
منتخب
جوك باشست
(فلسفة - فارسي)
انتخاب : مير أبو القاسم بن ميرزا بيك ، مير فندرسكي (1050).
جوك باشست لنظام الباني بتي ، منظومة في ستّين ألف بيت ، نظمت فيها فلسفة الهند وتصوّفها «البيدانتي» ، تتخلّلها تمثيلات وحكايات عرفانية ، ثمّ لخّصها أحد الهنود في ستّة آلاف بيت ، وتُرجم هذا التلخيص إلى الفارسية بأمر السلطان نور الدين جهانگير في سنة 1006 في ستّة أبواب ، والمنتخب المذكور هنا ملخّص من هذه الترجمة.
أوّله : «شكر وسپاس حضرت دادار آفريدگار بيمثل ومانند كه وحدت ذات او موجب كثرت وسبب پيدائى عالم وعالميان گشت».
* من القرن الثالث عشر.
(112)
منية
اللبيب في شرح التهذيب
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : السيّد ضياء الدين عبد الله بن محمد الحسيني الحلّي (ق 8).
* سلخ شهر رمضان 1237.
ص: 244
(113)
النهاية
في مجرد الفقه والفتاوى
(فقه - عربي)
تأليف : شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي (460).
* من القرن الحادي عشر ، والورقة الأخيرة حديثة
الكتابة.
(114)
نهاية
الوصول إلى علم الأُصول
(أُصول الفقه - عربي)
تأليف : العلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف ابن المطهّر (726).
* محي اسم الناسخ وكتب مكانه اسم : علي أصغر ، من
القرن الحادي عشر ، مخروم الأوّل.
* خامس ربيع الآخر 1041.
(115)
وصول
الأخيار إلى أُصول الأخبار
(دراية - عربي)
تأليف : عزّ الدين حسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي (984).
* محمد جعفر الخوزاني الأصبهاني ، العشرة الأُولى
من شعبان 1277 ، مصحّح ، عليه تعاليق من المؤلّف.
* * *
ص: 245
السيّد عبد العزيز الطباطبائي قدس سره
(547)
الحبل المتين [في أحكام الدين
للشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين الحارثي الجبعي العاملي ، المتوفّى سنة 1031 ه.
جمع فيه الأحاديث الصحاح والحسان والموثّقات ، مع الشرح والبيان والتوفيق بين متنافياتها بأحسن وجه ، وهو مرتّب على أربعة مناهج : في العبادات ، العقود ، الإيقاعات ، والأحكام. الذريعة 6 / 240 رقم 1327].
نسخة قيّمة بخطّ رشيد الدين محمد بن صفي الدين محمد الزواري السپهري ، فرغ منها في 5 جمادى الأُولى سنة 1032 ، والظاهر أنّه من تلامذة المصنّف ، وله ترجمة في الروضة النضرة ..
بدأ فيها في حياة المؤلّف ؛ إذ عليها حواشِ المصنّف : «منه مدّ ظلّه» ، ثمّ صادف وفاة المؤلّف ، فأكثر الحواشي فيها : «منه رحمه الله».
ثمّ نسخة مصحّحة مقابلة ، عليها بلاغات وتصحيحات وحواشٍ كثيرة للمصنّف ، وتقع في 178 ورقة ، مقاسها 7 / 19 × 4/29 ، تسلسل
ص: 246
704.
رأى شيخنا نسخة بعينها حين كانت في مكتبة «سلطان المتكلّمين» ؛ قال : ورأيت بخطّه أيضاً الزكاة والخمس والصوم والحجّ من التذكرة [للعلاّمة الحلّي] عند السيد مصطفى الشوشتري في النجف.
نسخة من الباب الثالث من المنهج الرابع منه وهو في المواريث ، ضمن مجموعة كلّها بخطّ بهاء الدين محمد بن محمد القاري ، كتبها في مكّة المكرّمة ، وتاريخ فراغه من بعضها سنة 1074 ، رقم 37.
نسخة قيّمة يعتزّ بها ، بخطّ تلميذ المؤلّف العلاّمة الشيخ محمد (رضا) ابن فتح الله البسطامي ، وعلى نسخة الأصل بخطّ شيخه المؤلّف في قزوين ، فرغ منها غرّة شهر رمضان سنة 1008 ، وقرأها على المصنّف ، وبهوامشها حواشِ المؤلّف كثيرة : «منه دام ظلّه» ، ثمّ كتب له شيخه المؤلّف البهائي بخطّه الشريف إجازة أطراه فيها ، تاريخها : ذي الحجّة الحرام سنة 1026 ، وبأوّله فهرس تفصيلي لمطالب الكتاب وعناوينه وما حواه كلّ مطلب من حديث ، ومعها في هذا المجلّد بخطّه الوجيزة في علم الدراية للشيخ البهائي ، ورسالة في القبلة له أيضاً ، ورسالة أُخرى في القبلة لوالده ، مجموعة في 306 ورقة ، مقاسها 13 × 5/22 ، تسلسل 1682.
وبأوّله أبيات في مدح الكتاب وفوائد أُخرى.
(548)
حبيب السير
في أخبار أفراد البشر
تاريخ فارسي [كبير ، في ثلاثة مجلّدات].
ص: 247
لغياث الدين محمد بن همام الدين ، المعروف ب- : خواندمير ، المولود حدود سنة 880 والمتوفّى سنة 942 أو 941 ، شيرازي الأصل هروي النشأة.
ألّفه بأمر الصدر النقيب الآمير غياث الدين محمد الحسيني ، وبدأ به سنة 927 ، وتوفّي النقيب بعد الانتهاء من المجلّد الأوّل ، ثمّ بعد فترة أمره الوزير خواجه حبيب الله بالاستمرار في تأليفه فأتمّه عام 930 وجعله باسم الوزير (حبيب السير). راجع : الذريعة 6 / 244 [رقم 1344].
نسخة تضمّ الجزء الثالث ، وهي نسخة عتيقة من كتابات القرن العاشر ، قريبة من عهد المؤلّف ، 367 ورقة ، رقم 1257.
نسخة ناقصة الطرفين ، من نسخ القرن الثاني عشر ، 286 ورقة ، رقم 1258.
نسخة تضمّ المجلّد الثالث بأجزائه الأربعة ، كتبت بخطّ فارسي جميل من خطوط خطّاطي القرن العاشر والحادي عشر ، وعليها تملّك المولى محمد الأردبيلي وختمه ، وتاريخ تملّكه : شعبان سنة 1023 ، رقم 1585.
(549)
حجّة الإسلام في شرح تهذيب الأحكام
للمولى محمد طاهر بن محمد حسين الشيرازي النجفي القمّي ، المتوفّى سنة 1098.
وهو شرح على تهذيب الأحكام لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي المتوفّى سنة 460 ، وقبل الشروع في الشرح قدّم مقدّمة في أُصول الفقه.
ص: 248
أوّله : «الحمد لله المتفرّد بالقدم والدوام ، المتعالي عن إدراك الحواس وإحاطة الأفهام .... أمّا المقدّمة ففيها ثلاثة مطالب ..» ..
المطلب الأوّل : في أنّ الأدلّة الشرعية منحصرة في الكتاب والسُنّة باتّفاق ما رواه الفريقان ، فينقل أحاديث الطريقين والفريقين من السُنّة والشيعة.
والمطلب الثاني : في أُصول الفقه ، وهو مبسوط أكبر من المعالم.
والمطلب الثالث : في الدراية ، وفي آخره يذكر طرقه إلى رواية كتاب التهذيب وسائر الكتب الأربعة ، فذكر أنّه يرويها عن السيد نور الدين العاملي أخي صاحب المدارك ، وأطراه كثيراً ، ويرويها عن الشيخ محمد ابن جابر بن عباس ، عن أبيه ، عن الشيخ عبد النبيّ بن سعد الجزائري.
ويروي الشيخ محمد بن جابر عن السيد شرف الدين علي بن حجّةالله الفارسي الشولستاني النجفي ، عن السيد فيض الله ، عن صاحب المعالم.
ويروي السيد شرف الدين المذكور عن ميرزا محمد الاسترآبادي ، عن الشيخ إبراهيم بن الشيخ علي بن عبد العالي الميسي.
ويروي الشيخ محمد بن جابر أيضاً عن الشيخ محمد بن حسام الدين الجزائري ، إجازةً عن الشيخ البهائي.
نسخة المجلّد الأوّل ، فيه مقدّمة الكتاب فحسب ، مكتوب بخطّ نسخ جيّد ، كتبه مهدي قلي بن علي قلي حفيد المرحوم قرجقاي خان ، وكتب بظهر الورقة الأُولى بخطّه : «إنّا كنّا نستنسخ هذا الكتاب في قم ، بأمر المصنّف في حياته» ، وتاريخ هذه الكتابة سنة 1101.
في 190 ورقة ، رقم 2240.
ص: 249
(550)
حجّية الأخبار
للعلاّمة الشيخ أبو القاسم بن محمد تقي الغروي الأُردوبادي ، المولود سنة 1274 والمتوفّى سنة 1333.
أوّله : «الحمد لله المتفرّد بكينونيته ووجوده ، المتعزّز أولياؤه بعزّته وجوده ...».
لم يتمّه المؤلّف.
نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، وهي غير تامّة ، في مجموعة من رسائله ، كلّها بخطّه ، من الورقة 39 ب - 41 أ ، رقم 6 / 2048.
(551)
حجّية الأخبار والإجماع
رسالة مبسوطة في إثبات حجّيتهما.
للمحدّث المحقّق محمّد بن عبد الفتّاح التنكابني ، المشتهر ب- : سراب ، المتوفّى سنة 1124.
أوّله : «الحمد لله الذي شرّفنا بأحسن الملل والأديان ، وفضّلنا من أهله بتبعية أهل العصمة حجج الرحمن ... لمّا كان عمدة ما يتمسّك به في المسائل الشرعية الفرعية هي الأخبار والإجماع لقلّة الآيات المتعلّقة بالأحكام ... خطر ببالي أن أكتب رسالة موجزة متعلّقة بالأمرين المذكورين ، مشتملة على فصلين ...» ..
ص: 250
الفصل الأوّل : في حجّية خبر الواحد ، الفصل الثاني : في حجّية الإجماع.
وذكر شيخنا - دام ظلّه - في الذريعة أنّ له رسالة أُخرى في عدم جواز خرق الإجماع المركّب ، ذكرها في 6 / 269 و 15 / 236.
نسخة مكتوبة في حياة المصنّف ، وعليها تعاليق كثيرة منه ، فرغ الكاتب منها في شهر رمضان سنة 1105 ، وهي مصحّحة ومقابلة ، وبآخرها : «بلغ مقابلة» وعناوين أبحاثه مكتوبة بالهوامش بالشنجرف ، بآخر مجموعة رقم 700.
(552)
حجّية الشهرة
للسيّد صاحب الرياض ، وهو العلاّمة الفقيه السيد علي بن محمد ابن علي الطباطبائي الحائري ، المتوفّى سنة 1236.
اختار حجّيتها ، وأدرج هذه الرسالة برمتها نجل المؤلّف العلاّمة السيد محمد المجاهد في كتابه المطبوع مفاتيح الأُصول ، كما ذكره شيخنا العلاّمة الرازي - دام ظلّه - في الذريعة.
نسخة مكتوبة في حياة المؤلّف على الظاهر ، وأظنّها بخطّ السيد محمد آل عطية ، الذي كتب رسالة اجتماع الأمر والنهي للمؤلّف أيضاً ، وفرغ منها سنة 1230 ، والموجودة قبل هذه الرسالة في ضمن هذه المجموعة المرقّمة 414 ..
تبدأ من ورقة (55 أ) وتنتهي بورقة (64 ب) ، وربّما كانت بخطّ المؤلّف.
ص: 251
(553)
حجّية الظنّ
مكتوب عليه : «رسالة في حجّية الظنّ ، للسيّد الفاضل المحقّق الكاشاني».
أوّله : «المطلب الثاني : في أصالة حجّية الظنّ من حيث هو من دون اعتبار خصوصيته ...».
قدّم له ثمان مقدّمات ، وأظنّه قطعة من كتاب في أُصول الفقه ، وآخره : «تمّت الرسالة في إثبات حجّية الظنّ».
ولم أعرف السيد الكاشاني.
نسخة كتبت في القرن الثالث عشر ، ضمن مجموعة أُصولية ، وفيها ثلاث رسائل في حجّية الظنّ ، رقم 782.
(554)
حجّية الظنّ الخاصّ
للفاضل المحقّق النراقي ، المولى أحمد بن مهدي بن أبي ذرّ النراقي الكاشاني ، المتوفّى سنة 1243 ، مؤلّف العوائد ومستند الشيعة وغيرهما.
أوّله : «قد بيّنّا في كتبنا الأُصولية ، ك- : المناهج ، وأساس الأحكام ، وشرح تجريد الأُصول ، ومفتاح الأحكام ....».
وقد أدرجه في كتابه العوائد ، فصار عائدة من تلك العوائد.
نسخة بخطّ القاسم بن عبد الله الخوانساري ، كتبت في القرن الثالث عشر ، ضمن مجموعة أُصولية ، وفيها ثلاث رسائل في حجّية الظنّ ،
ص: 252
رقم 782.
(555)
حجّية الظنّ المطلق
والردّ على القائلين بحجّية الظنون الخاصّة ، وعلى المحقّق النراقي خاصّة في كتابه أساس الأحكام ، لبعض المعاصرين له من أعلام القرن الثالث عشر.
وأظنّه قطعة من كتاب في أُصول الفقه.
أوّله : «الفصل الثالث : في ردّ الأدلّة المستدلّ بها على حجّية خبر الواحد ، وهي وجوه ، الأوّل : قوله تعالى في أواخر سورة التوبة ... آية النفر».
نسخة بخطّ علي أكبر بن محمد باقر الحسني الترشيزي ، كتبها بخطّ نسخ جيّد في أصفهان سنة 1242 ، بآخر مجموعة أُصولية رقم 782.
(556)
حدائق الجنان
للمولى محمد صالح بن عبد الواسع الحسيني ، وأظنّه الخواتون آبادي المتوفّى سنة 1116 ، مؤلّف أسرار الصلاة.
فارسي ، في الأدعية والزيارات.
مرتّب على مقدّمة في آداب السفر وثمان حدائق ، كتبه باسم الشاه سلطان حسين الصفوي.
نسخة بخطّ أحد خطّاطي البلاط الصفوي العامر ، ثمينة ملوكية ،
ص: 253
مكتوبة بخطّ نسخ بأجمل خطّ وأثمن ورق ، مؤطّر مزّوق ، بأوّلها لوحة جميلة ، وتقع في 255 ورقة ، مقاسها 5 / 11 × 18 ، تسلسل 1684.
(557)
حدائق الحقائق
في تفسير سورة يوسف عليه السلام ، مبسوط كبير.
للمولى معين الدين الفراهي ، الواعظ بهراة.
وقد جعله المؤلّف جزء من تفسيره الكبير الذي سمّاه : حدائق الحقائق في كشف أسرار الدقائق ، وقد طبع هذا الكتاب سنة 1278 ، وسمّي عند الطبع ب- : أحسن القصص.
نسخة القرن الحادي عشر ، مكتوبة بخطّ نسخ جيّد ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، والآيات معلّمة بالشنجرف ، وقد كان سقط منها الورقة الأخيرة فتمّمت في ما بعد ، 291 ورقة ، رقم 1635.
(558)
حدائق الحقائق
في شرح كلمات كلام الله الناطق
شرح على نهج البلاغة.
للسيّد الأمير علاء الدين محمد ابن الأمير محمد عليشاه ، أبوتراب الحسيني گلستانه الأصفهاني ، المتوفّى حدود سنة 1110.
وله شرح آخر صغير على النهج سمّاه : بهجة الحدائق.
خرج منه ثلاثة أجزاء ، ولكلّ جزء خطبة مستقلّة ، الأوّل : إلى
ص: 254
الشقشقية ، والثاني : شرح الخطبة الشقشقية فحسب ، وهو كبير مبسوط أطال الكلام فيه ، والثالث : ينتهي إلى قوله عليه السلام : «كنتم جند المرأة ...» وذكر أصل الخطبة بتمامها وشرحها ، ولم يتجاوز هذا المقدار ؛ فرغ من الجزء الأوّل سنة 1074 ، ومن الثاني رمضان سنة 1080 ..
وبعده : وفي خطبة له عليه السلام في ما ردّه على المسلمين في قطائع عثمان ، ولم يشرحها.
نسخة تضم مجلّد يحتوي الأجزاء الثلاثة ، اي جميع ما صدر من الشرح ، ويحتمل أن يكون بخطّ المؤلّف ، كما توجد في مكتبة جامعة طهران نسخة يحتمل أن تكون بخطّ المؤلّف.
أوّل الجزء الأوّل : «الحمد لله الذي رفع لنا أعلام المجد ، بولاء حامل لواء الحمد ...».
أوّل الجزء الثاني : «الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ...».
أوّل الجزء الثالث : «الحمد لله الذي شرح صدورنا للرشاد إلى النهج القويم ، وبلّغنا سُنن النجاة وصراطه المستقيم ...».
ونسخة بخطّ نسخ جيّد ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، وعليها تعليقات ، وتقع في 469 ورقة ، رقم 20.
نسخة تحتوي الجزءين الأوّل والثاني بخطّ نور الدين محمد ابن رفيع الدين محمد ، كتبها بخطّه النسخ الجيّد عن نسخة الأصل بخطّ المصنّف في حياته ، وبآخرها قصائد دعبل والفرزدق والحميري وشيء من أخبارهم مضافة إلى نسخة بخطّ الكاتب نفسه ، وبآخرها تملّك عبدالرزّاق الأصفهاني سنة 1119 ، وتقع في 256 ورقة ، رقم 585.
ص: 255
(559)
حدائق السحر
في دقائق الشعر
في العروض الفارسي.
لرشيد الدين الوطواط ، [محمد بن محمد بن عبد الجليل الكاتب المتوفّى سنة 573. الذريعة 6 / 286 رقم 1550].
نسخة نفيسة خزائينة بديعة ، بخطّ الخطّاط ميرزا عبد الله المنشىَ ، كتبها بخطّ تعليق جميل للغاية ، والعناوين بالشنجرف ، وهي مجدولة بالذهب والشنجرف واللاجورد ، وبأوّلها لوحة قيّمة ، كتبها الخطّاط لخزانة «الشاهزاده ملك ايرج ميرزا» ، وفرغ منها في شهر رمضان سنة 1238 ، وبهوامش الصفحتين الأُولى والثانية أوراد ونقوش ، وخلال أسطرهما تذهيب ، في 80 ورقة ، رقم 1462.
نسخة بخطّ العلاّمة الأديب محمد إسماعيل بن علي أكبر بن محمد جعفر القاضي الاسترآبادي ، فرغ منها يوم الخميس سابع ذي الحجّة عام 1302 ، بخطّه النستعليق الجيّد ، وبعدّة أوراق من أوّله جمع أشعاراً كثيرة لعدّة من أعلام الأدب والشعر الفارسي والعربي هي بنفسها مجموعة أدبية نفيسة تنمّ عن سعة اطّلاعه وتضلّعه في أدب اللغتين وكثرة محفوظاته ومقروءاته ، ومعها كنوز الرموز ، وفصول ثلاثة أدبية ، الأوّل : في المؤنّثات السماعية ، الثاني : في الكلمات التي جاءت لامها واواً وياءً معاً ، والثالث : في أسماء لا يدخلها حرف التعريف.
رقم 1315.
ص: 256
(560)
الحدائق الناضرة [في أحكام العترة الطاهرة
للمحدّث الفقيه الشيخ يوسف بن أحمد بن إبراهيم الدرازي البحراني (1107 - 1186 ه).
هو فقه استدلالي كبير ، في مجلّدات كثيرة مع أنّه لم يجاوز كتاب الوصية ، وما خرج منه طبع في ستّة مجلّدات ضخام : الطهارة ، الصلاة ، الزكاة ، الحجّ ، المتاجر ، النكاح ، بدأ باثني عشر مقدّمة في مباني الأحكام. الذريعة 6 / 289 رقم 1557].
نسخة تضم قطعة من مقدّماته الموجودة في المجلّد الأوّل ، بخطّ رديء فيه تصليح وشطوب ، يشبه مسوّدة المؤلّف ، لعلّها بخطّ المؤلّف ، ضمن المجموعة رقم 2046.
نسخة تضم كتاب التجارة إلى آخر الشفعة ، كتابة القرن الثاني عشر ، وخطّها لا بأس به ، وعليها تصحيحات وبلاغات ، عليها كتابة بخطّ بعض تلامذة السيد محسن الأعرجي - دام ظلّه العالي - ..
251 ورقة ، رقم 2170.
نسخة الجزء السابع ، يبتدىَ بكتاب التجارة والدين والرهن والشفعة وينتهي بكتاب الحجر ، فرغ منه المؤلّف في كربلاء 22 ربيع سنة 1183 ، وهو يطابق المجلّد الرابع من الطبعة الحجرية.
والنسخة قريبة من عهد المصنّف ، في 241 ورقة ، رقم 774.
نسخة المجلّد الرابع ، وهو تتميم للمجلّد السابق ، فيه كتاب الضمان والحوالة والكفالة والصلح والمزارعة والمساقاة والوديعة والعارية والإجارة
ص: 257
والوكالة والوقف والصدقات والسبق والرماية والوصايا ، وكلّه مطبوع في المجلّد الرابع من الطبعة الحجرية.
ونسخة قريبة من عهد المصنّف ، وعليها تصحيحات ، رقم 2171.
نسخة المجلّد الأوّل ، تضم المقدّمات وكتاب الطهارة ، كلّها بخطّ نسخ جميل ، كتبها خضير بن علي للعلاّمة الشيخ علي نقي ابن الآخوند ملاّ محمد علي الإيرواني ، كتبها في كربلاء ، والظاهر أنّها عن نسخة المصنّف ، وفرغ منها 15 صفر سنة 1236 ، وفي ظهر الورقة الأُولى فهرس المقدّمات وما تحويها مبسوطاً.
393 ورقة ، رقم 2194.
(561)
حدوث العالم
لصدر الدين الشيرازي ، وهو الحكيم الجليل صدر المتألّهين محمد ابن إبراهيم ، المشتهر ب- : المولى صدرا ، المتوفّى سنة 1050.
أوّله : «سبحانك اللّهمّ من قديم قد تفرّد بالقدم ...».
نسخة ضمن مجموعة من رسائله ، كلّها بخطّ محمد رضا بن محمد قديم التبريزي ، كتبها بخطّ فارسي في أصفهان سنة 1232 ، رقم 1117.
(562)
حديقه ازهار انس
وانجمن انوار مصابيح قدس
ترجمة لكتاب تفسير البرهان إلى الفارسية.
ص: 258
وهي ل- : محمد كاظم بن شاه محمد التبريزي.
ترجمه بأمر السلطان حسين الصفوي ، وفرغ من المجلّد الأوّل في 8 شعبان سنة 1131.
أوّله : «تفسير وتأويل كتاب مبين كائنات حمد مالك الملكى است كه ببسط مائده وجود ...».
وتفسير البرهان : تفسير بالمأثور عن الأئمّة من آل محمد عليهم السلام ، تأليف : المحدّث البحراني ، السيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل الحسيني الكتكاني البحراني ، المتوفّى سنة 1107.
نسخة المجلّد الأوّل ، مكتوبة على نسخة الأصل في عهد المؤلّف ، ثمّ قابلها أولاده على خطّ والدهم المصنّف وكتبوا شهادتهم بذلك بظهر الورقة الأُولى ، وعليها تعاليق : «منه مدّ ظلّه» إلى قوله تعالى : (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا) [سورة البقرة 2 : 204] ، ثمّ يكون إلى آخر نسخة : «منه طاب ثراه» ، والخطّ نسخ خشن جيّد ، رقم 2106.
(563)
حديقة الأفراح لإزالة الأتراح
تأليف : أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري اليمني الشرواني ، [المتوفّى سنة 1250 ه.
ترجم فيه لأُدباء عصره ، في ستّة أبواب : أهل اليمن ، أهل الحرمين ، أهل مصر والشام ، أهل الروم والمغرب ، أهل البحرين وعمان ، وأهل الهند
ص: 259
وفارس ، طبع بمصر في 1305 ه. الذريعة 6 / 380 رقم 2389].
نسخة حديثة بآخرها خطبة أمير المؤمنين عليه السلام الخالية عن الألف ، ثمّ مقامة بديعية ، وبعده رسالة فارسية في قاعدة اليد ، رقم 1785.
(564)
حديقة الحقيقة [وشريعة الطريقة
المعروف ب- : «فخرى نامه» : مثنوي من بحر الخفيف ، بالفارسية.
تأليف : أبي المجد مجدود بن آدم ، المعروف ب- : الحكيم السنائي (464 - 525 ه).
وهي منظومة في عشرة آلاف بيت ، مرتّبة على عشرة أبواب ، نظمها في مدّة ثلاثة عشر شهراً ، ثمّ انتخب ناظمها منها ما لا ينافي عقائد العامّة ، ثمّ انتخب انتخاباً ثانياً بتعداد أسماء الله تعالى. الذريعة 6 / 382 رقم 2399].
نسخة كتبها الخطّاط آقا بيك الهمداني بخطّه الفارسي الرائع ، وفرغ منها في 3 شهر رمضان سنة 1006 ، وهذه هي نسخة التامّة منها ، وعليها ختم العلاّمة عبد الحي الرضوي ، تاريخ ختمه 1185 ، في 193 ورقة ، رقم 1342.
نسخة قيّمة ، بخطّ الخطّاط القدير ميرزا محمد علي ، فرغ منها ليلة السادس من جمادى الآخرة سنة 1279 ، بخطّ نستعليق جميل بديع ، مجدولة مؤطّرة مذهّبة ، بأوّلها لوحة مزوّقة فاخرة ، مكتوبة لأحد الأمراء القاجارية واسمه ممحى ، وتقع في 275 ورقة ، مقاسها 7 / 11 × 4/19 ،
ص: 260
تسلسل 1417.
(565)
حديقة الرياحين
في ترجمة كلام أمير المؤمنين عليه السلام
للسيّد الجليل الفقيه السيد محمد بن أبي طالب الموسوي الاسترآبادي ، من أعلام القرن العاشر ، ومن تلامذة المحقّق الكركي وشارح جعفريّته في الفقه ، وسمّاه : المطالب المظفّرية.
جمع في هذا الكتاب مائة كلمة من قصار كلمات أمير المؤمنين عليه السلام ، ثمّ ترجم كلاًّ منها ببيت من شعر بالفارسية ، وأظنّ أنّ الكلمات المائة من جمعه واختياره هو أيضاً ، فإنّها ليست المائة كلمة التي جمعها الجاحظ ، وترجمها جمعٌ نظماً ونثراً ، وشرحها آخرون ؛ فإنّ تلك تغاير هذه ..
وبأوّل الكتاب خطبة ممزوجة من نظم ونثر. أوّله :
زبان بگشا بتحميد الهى
كه آن بهتر ترا از هر چه خواهى
وأوّل كلماته قوله عليه السلام : أنا يعسوب الدين ، فترجمها نظماً بقوله :
منم سلطان دين وشاه مردان
امام وپيشواى اهل ايمان
وهكذا إلى آخر المائة ، يترجم كلاًّ منها ببيت واحد ، وآخر أبياته :
از اين شكوه (حزينى) را دل وجان
قرين غم شد واندوه وافغان
فيظهر منه أن يتلقّب في شعره ب- : (حزينى).
ص: 261
نسخة كتابة القرن الثالث عشر ، الكلمات القصار مكتوبة بخطّ نسخ خشن ، وبأسفل كلّ منها ترجمتها المنظومة الفارسية بخطّ فارسي ، في مجموعة ، وفيها قبله : مناجاة أمير المؤمنين عليه السلام المعروفة ، التي يقول فيها : «مولاي يا مولاي! أنت الربّ وأنا العبد وهل يرحم العبد إلاّ الربّ» ، وبعده : شرح خطبة البيان المنسوبة إليه عليه السلام ، وأظنّ الشرح للاسترآبادي أيضاً ، رقم 1792.
(566)
حديقة الشيعة
[فارسي ، في إثبات النبوّة الخاصّة والإمامة ، في مجلّدين ، طبع الثاني سنة 1265 ، وثانية في سنة 1279 ، وهو في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام وفضائله ومناقبه ، وإثبات إمامة سائر الأئمّة الطاهرين عليهم السلام.
للمقدّس الأردبيلي ، المولى أحمد بن محمد ، المتوفّى سنة 993. الذريعة 6 / 385 رقم 2408].
نسخة فرغ منها الكاتب 25 شعبان سنة 1266 ، في 419 ورقة ، رقم 2230.
نسخة الجزء الثاني بخطّ فارسي جيّد ، فرغ منه الكاتب 20 ربيع الأوّل سنة 1243 ، في 304 أوراق بقطع كبير ، رقم 1590.
نسخة الجزء الثاني بخطّ فارسي جيّد ، كتبه عزيز الله بن رضا قلي تاكري ، فرغ منه في ذي الحجّة سنة 1248 ، وبآخره قصيدتان فارسيتان : «تبرّى نامه» و «لعنت نامه» في شأن أعداء آل محمد عليهم السلام ، في 327 ورقة
ص: 262
بقطع كبير ، رقم 1509.
(567)
حديقة المتّقين
فارسي ، في الفقه.
تأليف : المحدّث المولى محمد تقي الأصفهاني ، المشتهر بالمجلسي الأوّل.
نسخة بخطّ السيّد عبد الباقي بن محمد رضا ، بتاريخ سنة 1216 ، وهي مصحّحة ، وبآخرها : «بلغ المقابلة بعون الله تعالى» ، وتقع في 233 ورقة ، تسلسل 655.
نسخة بخطّ داود بن الشيخ محمد الكربلائي ، فرغ من كتاب الصلاة منها في ليلة 21 ربيع الآخر سنة 1105 ، بخطّ فارسي ، وعلى نسخة تصحيحات وبلاغات ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، وكتب بقية الكتاب بالنسخ ، ونسخة ناقصة من أوّلها بمقدار ورقة ، وتقع في 164 ورقة ، رقم 263.
(568)
الحديقة الهلالية
للشيخ بهاء الدين محمد بن عزّ الدين حسين بن عبد الصمد العاملي ، المتوفّى سنة 1031.
وهو شرح الدعاء الأوّل من شرحه على الصحيفة الكاملة ، [المسمّى :
ص: 263
حدائق الصالحين].
فرغ من تأليفها في مدينة الكاظمية في أوائل جمادى الآخرة سنة 1003 ، وكان قد بدأ بتأليفها في مدينة قزوين ، كما في آخر نسختنا.
نسخة بخطّ أقلّ الطلاّب محمد إبراهيم بن ملاّ علي القراجه داغي ، في شهر رمضان سنة 1089 ، ضمن مجموعة هي أوّلها ، رقم 619.
(569)
حرز الأقسام
منظومة رائية في المناجاة والدعاء ، يستعمل كحرز.
أوّله :
تعوذّت بالرحمن في السرّ والجهرِ
من الشرك والشيطان ما دمت في الدهرِ
جاء ذكره في كشف الظنون.
وقد طبع في مصر بعنوان : مجموع حرز الأقسام ومناجاة القرآن العظيم ، وفيه عدّة أشياء نظماً ونثراً ، من جمع سيدي الحسن البصري! ومع الأسف طبعت هذه الأشياء في مصر ومخطوطتنا تختلف عن المطبوعة في كثير منها ، فالمطبوع أبياته أكثر ، وفيه تقديم وتأخير ، كما أنّ الأبيات نفسها في كلماتها اختلاف.
نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتابة القرن الثالث عشر ، بأوّل مجموعة رقم 1751.
ص: 264
(570)
حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات للسبع المثاني
هي القصيدة المشهورة بالشاطبية من نظم أبي محمد القاسم بن فيّرة [بن خلف الرعيني] الشاطبي الضرير ، المتوفّى بالقاهرة سنة 590.
وهو نظم لكتاب التيسير لأبي عمرو الداني ، وأبياته 1173 ، وهو متداول مشهور ، من عمدة ما في هذا الفنّ ، وعليه شروح كثيرة مذكورة في كشف الظنون وغيره.
نسخة بخطّ القارئ سليمان بن صالح بن سليمان بن محمد العاملي الكاظمي ، المشهور ب- : «بزرگ» ، بدأ بالكتابة 23 ربيع الآخر سنة 1124 ، فرغ منها 3 رجب سنة 1124 ، وعليها حواشٍ وشروح بخطّ الكاتب للمتن ، وأظنّها له أيضاً ، ذكر أنّه فرغ من تسويد الحواشي كاتب المتن 25 رجب من تلك السنة ، في 118 ورقة ، رقمها 1575.
نسخة بخطّ القارئ علي رضا بن رجب علي فرغ منها 5 ذي القعدة سنة 1121 ، بخطّ نسخ خشن جيّد ، وبعدها منظومة فارسية في القراءات ، رقم 2304.
(571)
حساب العقود
رسالة في العدّ بعقود الأنامل.
تأليف : السيد أحمد الحسيني اليمني.
ص: 265
أوّله : «المنّان باللطف والإرشاد ، والحمد لله ربّ العالمين ، ملهم كيفيات عقود الأعداد ...».
رتّبه على مقدّمة وخاتمة بينهما خمسة فصول.
ذكر شيخنا - دام ظلّه - في الذريعة 7 / 9 - 11 تسعة كتب في هذا الشأن منها كتابنا هذا ، وذكر أنّ نسخة منه في مكتبة سپهسالار في طهران كتبت سنة 1049 (فهرس المكتبة 1 / 123) ، وأُخرى في مكتبة الصدر كتبت سنة 1024.
نسخة كتبت بخطّ نسخ خشن سنة 1268 ، وهي ثالث كتاب في المجموعة رقم 1946.
(572)
الحصن الحصين من كلام سيّد المرسلين
للشيخ شمس الدين محمد بن محمد ابن الجزري الشافعي ، المتوفّى سنة 833.
فرغ من تأليفه يوم الأحد 22 ذي الحجّة سنة 791 بمدرسته التي أنشأها بدار عقبة الكتان داخل دمشق ، ذكر له في كشف الظنون كرامة وشعراً وهو :
إن نابك الأمر المهو
ل اذكر إله العالمينا
وإذا بغى باغٍ عليك
فدونك الحصن الحصينا
وشرحه المؤلّف واختصره مرّتين ، وشرحه المولى علي القارئ ، المتوفّى سنة 1016 ، وسمّاه : الحرز الثمين ، ولمختصره ترجمة بالفارسية ،
ص: 266
وللأصل ترجمة تركية ، ذكر كلّ ذلك في كشف الظنون 1 / 669.
نسخة في 150 ورقة ، بقطع 7 / 14 × 7/24 ، تسلسل 2013.
(573)
حفظ الصحه ناصرى
تأليف : ميرزا نصرت خان القوچاني الطبيب ، حافظ الصحّة في طهران وطبيب البلاط الملكي في عهد ناصر الدين شاه القاجاري.
وهو ترجمة عن الكتب الطبية الفرنسية ، ككتاب «لاكاسان» وكتب «آمبلارد» مع إضافات وزيادات عليها.
وذكر في آخر الكتاب شيئاً عن مدرسة دار الفنون ومناهج دراستها وأساتذتها وكتبها الدراسية ومؤلّفات أساتذتها وما ترجموه في مختلف العلوم إلى اللغة الفارسية ، ثمّ قصيدة فارسية من المؤلّف في مدح أمين السلطان ، ثمّ فهرس مواضيع الكتاب ، ثمّ خطّه في آخره أنّه : فرغ منه صبيحة يوم الجمعة 11 جمادى الأُولى سنة 1310 ، وبأسفله ختمه : «نصرت حافظ الصحّة في طهران» ، ويظهر منه ومن القصيدة أنّه سمّاه : «صحيفه صحيه» ، وباللوحة مكتوب : «حافظ الصحه ناصرى».
نسخة نفيسة ، بخطّ نسخ جيّد ، مؤطّرة بالذهب واللاجورد والشنجرف ، وبأوّلها لوحة فنية جميلة ، واسم السلطان ورئيس الوزراء أمين السلطان مكتوب بماء الذهب ، والعناوين مكتوبة بخطّ أكبر ، وهي النسخة الخزائنية التي أُعدّت لتهدى إلى السلطان ناصر الدين شاه أو إلى رئيس وزرائه أمين السلطان ، وعلى كلّ فالنسخة جميلة رائعة خزائنية ، وجلدها أيضاً مذهّب ممتاز ، في 429 ورقة ، رقمها 1542.
ص: 267
(574)
الحقائق
في أسرار الدين ومكارم الأخلاق.
للمحقّق المحدّث الفيض الكاشاني ، محمد بن مرتضى ، المتوفّى سنة 1091.
وهو ملخّص كتابه المحجّة البيضاء في إحياء الأحياء ، فرغ منه سنة 1090 ، ترجم إلى الفارسية ، وطبع الحقائق سنة 1299 وسنة 1370.
نسخة بخطّ العلاّمة السيد قاسم بن السيد علي بن أحمد الرضوي الحسيني السبزواري ، له ترجمة في أعلام القرن الثاني عشر ، قال : وفرغ من تفسير الصافي سنة 1122 ..
فرغ منها 20 شعبان سنة 1119 ، كتبها بأمر العلاّمة المولى محمد كاظم ابن محمد شريف الخاتون آبادي ، المدرّس الشهير على عهد الصفوية ، والظاهر أنّ الكاتب من تلامذته ، وعليها خطّ الشيخ علي الحزين وغيره.
تقع في 317 ورقة ، مقاسها 12 × 3 / 18 ، تسلسل 489.
(575)
حقائق الحقائق [حقائق الحدائق]
في شرح حدائق السحر لرشيد الدين الوطواط ، وهو توضيح وبسط له وتذييل عليه.
[تأليف : شرف الدين الحسن بن محمد الرامي التبريزي ، المتوفّى
ص: 268
سنة 795. الذريعة 6 / 284 رقم 1542].
في المحسنات البديعية ، رتّبه على قسمين ، الأوّل : في توضيح مطالب رشيد الدين الوطواط ، جعله في خمسين باباً ، والثاني : في اصطلاحات المتأخّرين عنه ، في اثني عشر باباً.
ذكره شيخنا في الذريعة باسم «حدائق الحقائق».
نسخة بخطّ محمد علي التنكابني ، في آخر مجموعة أدبية بخطّه ، كتبها بالخطّ الفارسي الجيّد ، وفرغ منها في سنة 1244 ، رقم 1433.
(576)
الحقّ المبين
في تصويب المجتهدين وتخطئة الأخباريين
للشيخ الأكبر ، الشيخ جعفر بن خضر الجناجي النجفي ، صاحب كشف الغطاء ، المتوفّى سنة 1227.
ألّفه في أصفهان في شهر رمضان ، مطبوع.
نسخة بخطّ نسخ جيّد ، ضمن مجموعة مكتوبة في حياة المؤلّف ، رقم المجموعة 951.
(577)
حقيقة ايمان
فارسي ، في المعارف الإسلامية والعقائد المذهبية.
والظاهر أنّه تأليف : الشيخ الرئيس أبو الحسن ميرزا القاجاري الشاعر الناثر الخطيب ، له ديوان مطبوع ، يلقّب في شعره : «أفسر» ، المتوفّى 17
ص: 269
جمادى الأُولى سنة 1336 ، كما أرخّه صدر السلطنة النوري بخطّه بآخر الجزء الأوّل من الفتوحات المكّية : رقم 1098 .. ألّف هذا الكتاب لرئيس الوزراء ميرزا علي أصغر خان أمين السلطان ، وصدّره باسمه.
وأظنّ الكتاب تأليف : المولى عبد الغفّار التويسركاني ؛ لأنّه يشبه سائر تآليفه الموجودة في المكتبة من جميع النواحي.
نسخة نفيسة خزائينة ، بخطّ فارسي جميل رائع ، والعبارات العربية بالنسخ الجيّد ، والعناوين بخطّ أغلظ ، والنسخة مؤطّرة بالذهب واللاجورد ، وبأوّلها لوحتان فنّيتان ، وهي النسخة المهداة لأمين السلطان رئيس الوزراء ويغلب على الظنّ أنّه بخطّ مؤلّفه ؛ إذ أنّه كان حسن الخطّ ، جيّد الكتابة والإنشاء والنظم والخطابة ، وفرغ منه 9 رجب سنة 1310 ، في 246 ورقة سوى المقدّمة ، رقم 1578.
(578)
حقيقة الروح - روحيه
رسالة فارسية منسوبة إلى سلطان المحقّقين نصير الدين الطوسي المتوفّى سنة 672.
أوّلها : «حمد وسپاس وشكر بى قياس خداوندى را كه تكوين كائنات وتصوير موجودات ...».
[وتنسب أيضاً إلى : الأمير غياث الدين منصور الدشتكي ، والمير السيّد شريف الجرجاني. الذريعة 11 / 196 ، وص 266].
نسخة ضمن مجموعة مكتوبة في القرن الثالث عشر بخطّ نسخ ، رقم المجموعة 1132.
ص: 270
(579)
الحقيقة والمجاز
وعلاماتها وعلاقاتها
للعلاّمة الشيخ أبو القاسم بن محمد تقي الغروي الأُردوبادي النجفي ، المتوفّى 5 شعبان سنة 1333.
أوّلها : «للحقيقة والمجاز عند القوم أمارات مميّزة كلّ واحد منهما عن الآخرة ...».
نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، في مجموعة كبيرة من رسائله ، كلّها بخطّه ، من الورقه 15 ب إلى الورقة 19 أ ، رقم 3 / 2048.
(580)
حقّ اليقين
[فارسي ، في أُصول الدين ، يشتمل على جميع الأُصول الخمسة ، مع البسط في الإمامة ، وذكر ضروريات الدين ، وعدد الكبائر.
طبع لأوّل مرّة في طهران سنة 1241. الذريعة 7 / 40 رقم 204].
لشيخ الإسلام العلاّمة المحدّث المجلسي ، [المتوفّى سنة 1111].
نسخة فرغ منها الكاتب 23 محرّم سنة 1244 ، رقم 2144.
(581)
حقّ اليقين [في معرفة ربّ العالمين]
للعارف الشهير بالشبستري ، الشيخ سعد الدين محمود بن عبد الكريم
ص: 271
ابن يحيى الشبستري ، المتوفّى سنة 720.
فارسي ، [مرتّب على ثمانية أبواب ، كلّ باب مشتمل على حقائق ودقائق ولطائف عرفانية ، طبع - مع مرآة المحقّقين له أيضاً - سنة 1283. الذريعة 7 / 42 رقم 213].
نسخة فرغ منها الكاتب 18 ربيع الأوّل سنة 976 ، بخطّ فارسي جميل ، بآخر مجموعة أربع رسائل عرفانية ، رقم 608.
نسخة خزائنية ، بخطّ الخطّاط إسماعيل المراغي ، بأوّل مجموعة عرفانية قيّمة كانت في خزانة صدر السلطنة حسين قلي خان النوري ، وزير المعارف في عهد ناصر الدين شاه القاجاري ، رقم 1515.
(582)
حكايت طالب علم وكبوترباز
رواية تمثّل عالِماً كان يكلّم الجهّال الفرس بالتشرّق بعبارات عربية مغلقة لا يفهمون منها شيء إلى أن أدّى ذلك إلى أن ظنّ به الجنون فأُلقي في دار المجانين.
نسخة ضمن مجموعة هزلية ، بخطّ محمد تقي ، كتبها سنة 1249 ، رقم 1634.
(583)
حلّ الأُحجية
الأُحجية : لغز ، لمحمد كاظم بن أمين الطبيب ، وذكر الشارح أنّه لعلّه التبريزي.
ص: 272
والحلّ : شرح مزجي عليه ، للسيّد ضياء الدين عبد الله بن أبي تراب ابن عبد الفتّاح الحسيني الطباطبائي.
أوّله : «بسم الله والحمد لله ، والصلاة على رسول الله محمد وآله الطاهرين وأهل بيته المعصومين».
وأوّل الأُحجية : «بعد الحمد والتحية .. يقول العبد المفتقر إلى رحمة الله الملك الحبيب ، محمد ابن أمين المدعو بالكاظم الطبيب : ...».
نسخة الغالب على الظنّ أنّها بخطّ الشارح نفسه ، ضمن مجموعة من مؤلّفاته ومنظوماته ، وعليها تعليقات بخطّه ، رقم المجموعة 953.
(584)
حلّ البحث / حلّ عبارة القواعد
قواعد الأحكام في الفقه للعلاّمة الحلّي ، وهو : الشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي ، المتوفّى سنة 726.
والحل : للشيخ البهائي ، وهو شيخ الإسلام والمسلمين بهاء الملّة والدين محمد ابن عزّ الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي الجبعي العاملي ، المتوفّى سنة 1030.
والعبارة هي : «في من توضّأ خمس وضوآت وصلّى بكلّ منها صلاة ، ثمّ علم ببطلان وضوأين منها».
وهو شرح قول العلاّمة الحلّي في القواعد : «لو كان الإخلال بعضو من طهارتين في خمس طهارات ...».
ذكره شيخنا - دام ظلّه - في الذريعة 7 / 66 بعنوان : حلّ البحث ، فتبعناه ، وقال : ويقال له : حلّ عبارة القواعد.
ص: 273
أوّله : «حمداً لك يا معين ، وصلاة على نبيّك محمد وآله أجمعين ...».
فأوضح العبارة ، وفسّر الكلام ، وبيّن الحكم ، شرحاً مزجياً لألفاظه ، وفي آخره عبّر عنه بالحاشية.
نسخة بخطّ حسن علي بن عبد الكريم المجلسي العاملي ، ضمن مجموعة كلّها بخطّه ، أكثرها للشيخ البهائي ، وقد رآها شيخنا - دام ظلّه - عندما كانت عند العلاّمة الشيخ عبد الحسين الحلّي قبل أن يهديها إلى المكتبة ، وذكرها في الذريعة [7 / 72] ، رقم المجموعة 457.
نسخة بخطّ بهاء الدين محمد بن محمد القاري ، ضمن مجموعة كتبها بخطّه في مكّة المكرّمة ، وتاريخ فراغه من بعض ما فيها سنة 1074 ، رقم 37.
(585)
حلّ وعقد
فارسي ، في النجوم والزيج وطوالع المواليد واستخراج تقاويم الكواكب.
للسيّد قطب الدين عبد الحسن بن عزّ الدين الزاهدي الكبيري الحسيني اللاري.
فرغ من تأليفه ثالث ربيع الأوّل سنة 1017.
أوّله : «ستايش دور از آلايش صانعى را سزاوار است كه اطباق سماوات ...».
رتّبه على مقالتين وخاتمة ، كلّ من المقالتين ذات أبواب فيها فصول ،
ص: 274
وختم الخاتمة بالدعاء لسلطان عصره السلطان شاه عباس الأوّل الصفوي.
نسخة بخطّ نسخ جيّد ، فرغ منها الكاتب في مشهد الرضا عليه السلام سلخ رجب سنة 1185 ، 78 ورقة ، رقم 1321.
(586)
حلّ قول البيضاوي
قال البيضاوي في أنوار التنزيل عند قوله تعالى : (كلّما أُلقي فيها فوج سألهم خزنتها ألمْ يأتكم نذير ... فسحقاً لأصحاب السعير). [سورة الملك 67 : 8 - 11] : «والتغليب للإيجاز والمبالغة والتعليل ...».
شرحه ووضّحه الشيخ البهائي ، وهو شيخ الإسلام بهاء الدين محمد ابن الحسين العاملي ، المتوفّى سنة 1030.
نسخة بخطّ حسن علي بن عبد الكريم المجلسي العاملي ، ضمن مجموعة بخطّه من رسائل الشيخ البهائي ، كتبها في أوائل القرن الثاني عشر ، رآها شيخنا - دام ظلّه - عندما كانت عند العلاّمة الشيخ عبد الحسين الحلّي ؛ قبل أن يهدي مكتبته إلى مكتبة أمير المؤمنين ، وذكرها في الذريعة 7 / 72 ، رقم المجموعة 457.
(587)
حلّ قول العلاّمة في «القواعد» :
(والنفساء كالحائض في جميع الأحكام)
لشيخ الإسلام والمسلمين الشيخ بهاء الدين محمد بن عزّ الدين الحسين بن عبد الصمد العاملي ، المتوفّى سنة 1030.
ص: 275
شرح على هذه العبارة.
نسخة بخطّ حسن علي بن عبد الكريم العاملي المجلسي ، كتبها في أوائل القرن الثاني عشر ، ضمن مجموعة بخطّه من رسائل الشيخ البهائي ، رآها العلاّمة الرازي - دام ظلّه - عند الشيخ عبد الحسين الحلّي قبل أن يهديها الحلّي إلى المكتبة ، وأشار إليها في الذريعة 7 / 72 ، والمجموعة تحمل رقم 457.
(588)
حلّ المسائل
فارسي ، في معرفة الطالع وأحكام النجوم.
لقطب الدين عبد الحي أو قطب الدين بن عبد الحي اللاري ، من أعلام القرن الحادي عشر.
نسخة تنقص نصف من الصفحة الأُولى ، ونسخة تامّة في مكتبة المجلس بطهران ، بخطّ محمد زمان بن كربلائي علي ، كتبها بأمر نصر الله خان خواجة نوري ، وعليها تملّك السيد محمد مهدي بن محمد حسن بن محمد حسين بن بديع الزمان الحسيني المعلم بخطّه وختمه ، وتاريخ ختمه : 1260 ، في 84 ورقة ، مقاسها 6 / 11 × 5/19 ، تسلسل 1608.
(589)
حلّ المشكلات
«في مسير الكواكب السبعة والجوزهر والساعات والارتفاعات والاجتماعات والخسوف والكسوف وما يتعلّق بالأعمال في هذه
ص: 276
البابات ...» ، كذا جاء في خطبته.
وهو مرتّب على سبعة أبواب ، أوّلها : في معرفة تقويم الكواكب السبعة ، وسابعها : في الخسوف.
نسخة ملحقة بشرح ملخّص الهيئة للقاضي زاده الرومي ، فرغ الكاتب محمد كاظم من هذا الكتاب 24 صفر سنة 1230 ، في 9 أوراق ، رقم 1554.
(590)
حلّ المشكلات في بيان المعضلات
في المنطق ، فيذكر المغالطات وحلولها وبآخرها اورد المغالطات لنجم الدين الكاتبي.
أوّله : «مرجع الأبنية الطاهرة ، حضرة من له الباطنة والظاهرة ، الذي حصّ أجنحة الأوهام عن الطيران في كبريائه ، وخصّ المستدلّين على وحدانيّته بآلائه ونعمائه ... وآله وأصحابه».
أطرى في خطبته الملك الأعظم المخدوم المعظم ... شمس الحقّ والدولة ، جمال الإسلام والمسلمين ، ولم يصرّح باسمه.
نسخة القرن العاشر ، أو قبله ، 6 أوراق ، رقم 1726.
(591)
حلّ مشكلات الإشارات
الإشارات والتنبيهات لابن سينا [الشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله ، المتوفّى سنة 428].
ص: 277
والحاشية هذه عليه لسلطان المحقّقين نصير الدين الطوسي ، المتوفّى سنة 672 ، كتبها سنة 641.
نسخة من أوّل الطبيعيات إلى نهاية الكتاب ، فرغ منها الكاتب في ذي الحجّة سنة 1185 ، في 181 ورقة ، رقم 306.
نسخة تامّة من أوّل الكتاب إلى نهايته ، ناقصة من آخرها بمقدار ورقة ، كتابة القرن الحادي عشر ، وعليها تصحيحات ، وهي بخطّ فارسي جيّد جميل ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، والمتن معلَّم بخطّ شنجرف ، في 310 أوراق ، رقم 923.
نسخة تامّة قيّمة ، بخطّ جيّد ، كتابة القرن الحادي عشر ، مكتوبة على نسخة مكتوبة سنة 861 ، وهي مصحّحة ، وبأوّلها لوحة ، وعلى الصفحتين الأُوليين تزيينات بالذهب ، والأوراق مجدولة بالذهب واللاجورد ، في 347 ورقة ، رقم 1118.
نسخة قيّمة قديمة ، من القرن الثامن ، ناقصة من الطرفين قليلاً ، رقم 1095.
(592)
حلية المتّقين
فارسي ، للعلاّمة المجلسي ، وهو : الشيخ المحدّث الجليل محمد باقر بن محمد تقي المجلسي الأصفهاني ، المتوفّى سنة 1111.
وهو في الأخلاق ، وآداب العشرة ، ومندوبات الشرع في سلوك المسلم ، في نفسه ، وفي بيته ، ومع أهله ، ومع الناس.
ذكر شيخنا - دام ظلّه - أنّه ترجم إلى الهندية والعربية وطبع مكرّراً.
ص: 278
نسخة الأصل بخطّ المؤلّف المجلسي ، ناقصة من آخرها بمقدار صفحة ومن أوّلها كثير ، وتبدأ بالفصل الثاني من الباب العاشر ، والموجود 97 ورقة ، رقم 652.
نسخة قيّمة ، بخطّ أحد خطّاطي القرن الحادي عشر ، من خطّاطي العهد الصفوي ، كتبها بنسخ جيّد بديع مؤطّر مجدول بماء الذهب واللاجورد ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، وبأوّلها لوحة ، وأرّخ الفراغ منها 5 رجب سنة 1079 ، ولا أدري أنّه تاريخ التأليف أو تاريخ الكتابة ؛ فإنّ النسخة تساعد أن يكون هذا تاريخها ، وعلى كلّ فالنسخة مكتوبة في عهد المؤلّف ، في 249 ورقة رقم 285.
(593)
حمار نامه
منظومة فارسية في 78 بيتاً ، مكتوب عليها : «حمار نامة سليم».
أوّلها :
ساده دلى را ز پى راه دور
گشت خرى چون خر عيسى خرور
نسخة ضمن مجموعة هزلية ، بخطّ محمد تقي ، فرغ منها سنة 1249 ، وبعدها : «حمار نامه وحشى» ، رقم المجموعة 1634.
(594)
حمار نامه
منظومة فارسية مكتوب عليها : «حمار نامه وحشى».
أوّلها :
ص: 279
برد سفيهى به سفاهت علم
ساخته محكم بجهالت قدم
نسخة ضمن مجموعة هزلية ، بخطّ محمد تقي ، فرغ منها سنة 1249 ، وقبلها في المجموعة : «حمار نامه سليم» ، رقم المجموعة 1634.
(595)
الحماسة الكبرى
لأبي تمّام حبيب بن أوس الطائي ، [المتوفّى حدود سنة 231].
نسخة بخطّ نسخ جيّد مجدول ، تاريخ كتابتها سنة 1284 ، رقم 136.
(596)
حملة حيدرى
نسخة بخطّ فارسي جميل ، في أربعة حقول ، مجدولة مزوّقة ، كتبت سنة 1019 ، عليها تملّك الشيخ سلطان الواعظين وختمه وشعره بالعربية ، وجلده قيّم مزوّق من الجانبين ، مطعّم بلون ، في 344 ورقة ، رقم 1424.
نسخة بخطّ فارسي جيّد ، كتبها علي محمد الكرجي ، وفرغ منها سنة 1256 ، بأوّلها لوحة ، 267 ورقة ، رقم 1449.
(597)
الحواشي المفهمة في شرح المقدّمة
أي : «المقدّمة الجزرية في التجويد» لشمس الدين محمد بن محمد الجزري ..
ص: 280
وهذا الشرح لابنه أبي بكر أحمد.
أوّله : «الحمد لله المتعالي في جلال قدسه ...».
نسخة كتابة القرن الثاني عشر ، وبأوّلها وآخرها أشعار وقصائد في المدح والمراثي منها النجعة العلوية ، رقم 2175.
(598)
حياة الأرواح
في العقائد.
تأليف : العلاّمة المولى محمد جعفر الاسترآبادي ، المتوفّى سنة 1263.
انتقد فيه آراء الشيخ أحمد الأحسائي وأتباعه.
قال شيخنا دام ظلّه في الذريعة ج 7 ص 115 وشرحه المولى حسن گوهر وأجاب عن نقوده واعتراضاته ، ثمّ أفرد أجوبة تلك الاعتراضات فدوّنها مستقلّة بأمر أُستاذه السيد كاظم الرشتي.
وحياة الأرواح مرتّب على مقدّمة وخمسة أبواب ، لكلّ من الأُصول الخمسة باب ، خامسها : في المعاد ، وأورد فيه تمام الرسالتين اللتين كتبهما الشيخ أحمد الأحسائي في دفع الاعتراضات عن نفسه ، وقد فرغ الشيخ الأحسائي عن أخير الرسالتين في 8 ذي القعدة سنة 1240 ، أي قبل موته بسنة.
وبعد انتهاء الرسالتين حرفياً قال العلاّمة الاسترآبادي : «إنّ هذه كلّها تأويلات منه في كلماته السابقة ، إلاّ أن يكون رجوعاً عن اعتقاداته القديمة».
ص: 281
وقد فرغ العلاّمة الاسترآبادي منه سنة 1240 أيضاً.
نسخة تقع في 48 ورقة ، مقاسها 7 / 16 x 5 / 21 ، تسلسل 130 ، لم يذكر الكاتب ولا تاريخ الكتابة.
(599)
حياة الحيوان
للدميري ، [أبي البقاء محمد بن موسى بن عيسى بن علي الشافعي (742 - 808 ه)].
نسخة قيّمة بخطّ محمد بن إبراهيم بن عمر العراقي ، كتبها بخطّ نسخ جيّد ، وفرغ منها ثاني عشرين شهر ذي القعدة سنة 853 ، وفي آخرها بالهامش : «بلغ مقابلة على الأصل المنقول منه ، فصحّ بحسب الطاقة» ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، ناقصة من أوّلها عدّة أوراق ، وعليها بأوّلها خطوط العلماء وأختامهم ، في 229 ورقة ، رقم 2474.
نسخة فرغ منها الكاتب في شهر صفر من سنة 1021 ، والكاتب علي ابن ... السماهيجي ، في 204 أوراق ، رقم 71.
نسخة القرن العاشر ، بخطّ نسخ جميل رائع ، إلى آواخر حرف الخاء ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، رقم 2249.
(600)
حياة القلوب
فارسي ، في ثلاثة مجلّدات ، الأوّل : في تواريخ الأنبياء ، والثاني : في تاريخ نبينا صلى الله عليه وآله ، والثالث : في الإمامة وتواريخ الأئمة عليهم السلام ، على حسب
ص: 282
ما جاء في الأحاديث المعتبرة والروايات المعتمد عليها.
تأليف : المحدّث الجليل ، والعلاّمة الكبير ، شيخ الإسلام العلاّمة المجلسي ، محمد باقر بن محمد تقي الأصفهاني ، المتوفّى سنة 1111.
طبع مكرّراً من سنة 1240 أكثر من 13 مرّة .. وقد نقل في الذريعة 7 / 122 عن اكتفاء القنوع أنّه طُبع في تبريز كتاب حياة القلوب في ثلاثة أجزاء عربياً مترجماً من الفارسية ، في تواريخ الأنبياء من آدم إلى نبيّنا صلى الله عليه وآله مع سيرة الصحابة ، حسب ما جاءت به روايات الشيعة ؛ وأظنّه ترجمة لكتاب حياة القلوب للمجلسي إلى العربية ، أو أنّه هو الأصل الفارسي المطبوع في تبريز سنة 1307 في ثلاثة أجزاء ، فخُيّل إلى صاحب اكتفاء القنوع عند تأليف الكتاب أنّه كان عربياً.
نسخة المجلّد الأوّل ، بخطّ نستعليق جميل ، بأوّلها لوحة منقّشة بالذهب بديعة جميلة ، والأوراق مؤطّرة بالذهب ، وهي بخطّ أحد الخطّاطين في القرن الثاني عشر قريباً من حياة المؤلّف ، صحيحة مأمونة من الغلط ، طالعتها برمّتها ، تقع في 356 ورقة ، مقاسها 5 / 16 × 8/25 ، تسلسل 784.
نسخة المجلّد الثاني ، فيه فراغ المؤلّف منه في 25 ذي الحجّة سنة 1087 ، والظاهر أنّ هذا تاريخ التأليف لا تاريخ الكتابة ، والكتابة غير مؤرّخة إلاّ أنّها حديثة ؛ فهي كتابة القرن الثالث عشر ، في 461 ورقة ، مقاسها 19 × 29 ، تسلسل 2025.
نسخة المجلّد الأوّل ، فرغ منه المؤلّف أواسط شوّال سنة 1085 ، والنسخة كتابة القرن الثاني عشر ، عليها تملّك محمد علي ، وختمه تاريخه 1126 ، وهي بخطّ فارسي جميل ، مصحّحة مقابلة ، بآخرها : «بلغ قبالاً
ص: 283
بتأييده تعالى» ، 308 أوراق ، رقم 1986.
(601)
حياة النفس في حضرة القدس
للشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي ، المتوفّى سنة 1241.
وهو في الكلام وأُصول الدين والمذهب.
رتّبه على مقدّمة وخمسة أبواب وخاتمة ، كلّ باب يشتمل على فصول ، فرغ منه سنة 1232.
نسخة مكتوبة في حياة المؤلّف وعلى نسخة الأصل بخطّ نسخ جيّد ، فرغ منها الكاتب في محرم سنة 1236 ، بأوّل مجموعة من رسائل المؤلّف ، رقم 1663.
(602)
خاتمة الحياة
فارسي ، للمولى عبد الرحمن الجامي ، المولود سنة 817 والمتوفّى سنة 898.
وهو القسم الثالث من ثالث دواوينه ؛ [إذ جمع أشعاره ورتّبها بنفسه ثلاث مرّات ، الثالثة سنة 897 ، وقسّم أشعاره فيها على ترتيب تاريخ إنشائها إلى ثلاثة أقسام ، الأوّل لِما نظمه في شبابه سمّاه : «فاتحة الشباب» ، والثاني لِما نظمه في منتصف عمره سمّاه : «واسطة العقد» ، والثالث لِما نظمه في أُخريات حياته سمّاه : «خاتمة الحياة». الذريعة 9 - ق 1 - / 188].
راجع ديوان جامى [يأتي في حرف الدال] ، تسلسل 1356.
ص: 284
(603)
خانم قريشى
ترجمة ل- : عذراء قريش بقلم جرجي زيدان إلى الفارسية.
نسخة فرغ منها الكاتب - وأظنّه المترجم - في تاسع جمادى الآخرة سنة 1333 ، فهو تاريخ فراغه من الترجمة وتاريخ للنسخة معاً ، بخطّ فارسي جيّد ، وتقع في 209 أوراق ، رقم التسلسل 1586.
(604)
خرائر (جزائر)
منظومة فارسية في علم الصنعة والكيمياء.
لنور علي شاه.
أوّلها :
اول دفتر بنام آن كسى
كه وجه من آشفته دل دارد بسى
نسخة ضمن مجموعة في الصنعة ، تبدأ من ص 147 ، رقم 1750.
(605)
خزائن الأُصول
للفاضل الدربندي ، آقا بن عابد بن زاهد بن رمضان الشيرواني ، المتوفّى سنة [1285.
وهو في فنون الأدلّة العقلية والعقائد الدينية من المبدأ والمعاد ، يقرب من ثمانين ألف بيت ، مطبوع في طهران سنة 1267 في مجلّدين ، أوّلهما :
ص: 285
في أُصول الفقه ، وثانيهما : في أُصول العقائد والدراية والرجال وغيرها. الذريعة 7 / 153 رقم 828].
فرغ منه سنة 1267.
نسخة تضم قطعة منه ، بآخر المجموعة رقم 1936.
(606)
خزائن الحكمة
كتاب فارسي في الطبّ.
كتب عليه أنه : «خزائن الحكمة ، لأبي علي» ، والمقصود منه : ابن سينا ، ولكن لا يوجد في مصنّفات ابن سينا كتاب بهذا الاسم ، ولايساعد أُسلوبه وإنشاؤه على أن ينسب إليه أو إلى ذلك القرن.
فالكتاب ما هو؟! والمؤلّف من هو؟! لم يتّضح بعد.
وهو مرتّب على مقالات أربع ، كلّ مقالة على أبواب.
أوّله : «مقاله او در اسباب مادى صحت چون اين اسباب چهار است اين مقاله منقسم مىشود بر چهار باب ، باب أول در اركان» ..
وهو كما ترى لا خطبة له.
ومعه كتاب جوامع الفوائد في الطبّ ، ليوسف بن محمد يوسف الطبيب ، رقم 1517 كتابة القرن الثالث عشر.
(607)
خسرو وشيرين
منظومة فارسية.
ص: 286
لمحمد صادق نامي الأصفهاني.
نظم فيها قصّة خسرو مع شيرين ، وله : ليلى ومجنون ، ودامق وعذراء أيضاً.
نسخة بخطّ فارسي خشن جميل ، فرغ منها الكاتب في شوّال سنة 1245 في طهران ..
وبظهر الورقة الأُولى خطّ «حشمت السلطنة» ترجم للناظم نقلاً عن مجمع الفصحاء.
في 147 ورقة ، رقم التسلسل 1731.
(608)
خسرو وشيرين
منظومة فارسية.
من نظم : الشاعر الحكيم نظامي الگنجوي.
وهي إحدى منظوماته الخمسة.
نسخة خزائنية قيّمة ، بخطّ الخطّاط القدير محمد يوسف الكشميري ، كتبها بخطّه الفارسي الرائع البديع في القرن العاشر ، وبأوّلها لوحة فنية ، والنسخة مجدولة بالذهب واللازورد ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، وأوراقها مطليّة بالذهب ، والحواشِ ورق آخر قد أُلصق بالورق المكتوب ، ومعها مخزن الأسرار لنظامي أيضاً ، بخطّ الكاتب وجميع الخصوصيات.
رقم 1673.
ص: 287
(609)
خسرو وشيرين
منظومة فارسية روائية تاريخية.
للشاعر المفلّق : عبد الله الهاتفي الخبوشاني.
أوّلها :
خداوندا بعشقم زندگى ده
بفرقم تاج عز بندگى ده
نسخة بخطّ فارسي جميل ، كتبها زين العابدين ذو القدر ، وفرغ منها 19 ذي الحجّة سنة 1239 ، في 85 ورقة ، رقم 1337 ..
جلدها قيّم أنيق ، مزيّن بالورود والأزهار.
(610)
خسرو وشيرين
منظوم فارسي.
من نظم : الشاعر الملّقب : «عرفي الشيرازي» ..
وهو : محمد بن زين الدين علي بن جمال الدين ، المولود بشيراز سنة 963 ، والمتوفّى في لاهور سنة 999 ، ثمّ حمل إلى النجف سنة 1027.
نسخة منه كتابة القرن الثاني عشر ، في 64 ورقة ، رقم 1674.
للموضوع صلة ...
ص: 288
السيّد علي حسن مطر
تسع وثلاثون - مصطلح جمع المؤنّث السالم
استعمل النحاة عناوين مختلفة لهذا الجمع قبل أن يستقرّ عنوان جمع المؤنّث السالم ؛ فقد أسماه سيبويه (ت 180 ه) ب- : «ما يُجمع بالتاء» (1) ..
وعبّر عنه المبرّد (ت 285 ه) ب- : «جمع المؤنّث بالألف والتاء» (2) ، وب- : جمع «المؤنّث على حدِّ التثنية» (3) ، وتابعه على الثاني آخرون ، كابن السرّاج (ت 316 ه) (4) ، وإنّما عبِّر عنه بأنّه : على حدِّ التثنية ؛ لسلامة بناء مفرده كما هي الحال في المثنّى (5).
ويلاحظ على التعبيرين الأخيرين قصورهما عن شمول نحو : قطارات وحمّامات ، ممّا مفرده مذكر.
ص: 289
وعنونه الزجّاجي (ت 337 ه) ب- : «ما جمع بالألف والتاء» (1) ، ولا ترد عليه الملاحظة المتقدّمة.
وعبّر عنه المطرّزي (ت 610 ه) (2) ، وابن معطي (ت 826 ه) (3) ، ب- : «جمع المؤنّث السالم».
وعرّفه ابن معطي (ت 628 ه) بأنّه : «ما ألحقته ألفاً وتاءً مضمومة رفعاً ومكسورة نصباً وجرّاً» (4).
وعرّفه الشلوبيني (ت 645 ه) بأنّه : «جمع بالألف والتاء ، وهو المؤنّث في الغالب كهندات ، وقد جاءَ في غيره شاذّاً كسرادقات» (5).
وعبّر عنه ابن مالك (ت 672 ه) بأنّه : «ما جمع بالألف والتاء» ، قال في أُرجوزته الألفية :
وما بتا وألفٍ قد جُمعا
يكسر في الجرِّ وفي النصب معا
وتابعه على ذلك مَن جاء بعده كأبي حيّان (ت 745 ه) (6) ، وابن هشام (ت 761 ه) (7) ، وابن عقيل (ت 967 ه) ، إلاّ أنّهم قيّدوا الألف والتاء بكونهما مزيدتين.
قال ابن عقيل في شرح البيت المتقدّم من أُرجوزة ابن مالك :0.
ص: 290
«وما بتا وألف قد جمعا ، أي : جمع بالألف والتاءِ المزيدتين ، فخرج نحو : قضاة ؛ فإنَّ ألفه غير زائدة ، بل هي منقلبة عن أصل وهو الياء ؛ لأنَّ أصله : قضية ، ونحو : أبيات ؛ فإنَّ تاءه أصلية ..
والمراد منه : ما كانت الألف والتاء سبباً في دلالته على الجمع ، فاحترز بذلك عن نحو : قضاة وأبيات ؛ لأنَّ دلالة كلِّ واحد منهما على الجمع ليس بالألف والتاء وإنّما هو (1) بالصيغة ... وعلم أنّه لا حاجة لأن يقول : بألف وتاءٍ مزيدتين ؛ فالباء في قوله : (بتا) ، متعلّقة بقوله : (جمع)» (2).
وقال الأشموني (ت 900 ه) في شرحه :
«إنّما لم يعبّر بجمع المؤنّث السالم ، كما عبّر به غيره ؛ ليتناول ما كان منه لمذكّر ، كحمّامات وسرادقات ، وما لم يسلم فيه بناء الواحد ، نحو : بنات وأخوات ..
ولا يرد عليه نحو : أبيات وقضاة ؛ لأنَّ الألف والتاءَ فيهما لا دخل لها في الدلالة على الجمعية» (3).
وعنونه السيوطي (ت 911 ه) ب- : «ما جمع بالألف والتاء» ، وقال : «وذكر الجمع بألف وتاءٍ أحسن من التعبير ب- : (جمع المؤنّث السالم) ؛ لأنّه لا فرق بين المؤنّث كهندات ، والمذكّر كاصطبلات ، و [لا] بين السالم كما ذكر ، والمغيّر نظم واحده كتَمرات وغُرُفات وكِسَرات ، ولا حاجة إلى التقييد ب- : (مزيدتين) ؛ ليخرج نحو : قضاة وأبيات ؛ لأنَّ المقصود ما دلَّ على 0.
ص: 291
جمعيته بالألف والتاء ، والمذكوران ليس كذلك» (1).
وقال الأُستاذ عباس حسن من النحاة المعاصرين : «يفضل كثير من النحاة الأقدمين تسميته : (الجمع بألف وتاءٍ مزيدتين) دون تسميته ب- : (جمع المؤنّث السالم) ؛ لأنَّ مفرده قد يكون مذكّراً ، كسرادق وسرادقات ، وأحياناً لا يسلم مفرده في الجمع ، بل يدخله شيء من التغيير ، كسُعدى وسعديات ؛ فإنّ ألف التأنيث التي في مفرده صارت ياءً عند الجمع ، ومثل لمياء ولمياوات ؛ قلبت الهمزة واواً في الجمع ، ومثل سجدة وسَجَدات ، تحركت الجيم في الجمع بعد أن كانت ساكنة في المفرد.
وبالرغم من ذلك كلّه لا مانع من التسمية الثانية ؛ لأنّها اشتهرت بين النحاة وغيرهم ، حتّى صارت اصطلاحاً معروفاً ، وخاصّة الآن» (2).
* * * ).
ص: 292
أربعون - مصطلح جمع التكسير
جمع التكسير من العناوين الاصطلاحية القديمة لدى النحاة.
قال سيبويه (ت 180 ه) : «باب من الجمع بالواو والنون ، وتكسير الاسم.
سألت الخليل عن قولهم : الأشعرون ، فقال : إنّما الحقوا الواو والنون ، كما كسّروا فقالوا : الأشاعر» (1).
وقال أيضاً في موضع آخر : «اعلم أنّك إذا جمعت اسم رجل ، فأنت بالخيار ، إن شئت ألحقته الواو والنون في الرفع ، والياء والنون في الجرّ والنصب ، وإن شئت كسّرته للجمع» (2).
وقال المبرّد (ت 285 ه) - بعد أن بيّن عدم تغيّر بناء المفرد في صيغة جمع المذكّر السالم - : «وليس هكذا سائر الجمع ؛ لأنّك تكسر الواحد عن بنائه ، نحو قولك : درهم ، ثمّ تقول : دراهم ، تفتح الدال وكانت مكسورة ، وتكسر الهاء وكانت مفتوحة ، وتفصل بين الراء والهاء بألفٍ تُدخلها» (3).
وقال أيضاً : «قيل لكلّ جمعٍ بغير الواو والنون : جمع تكسير ، ويكون إعرابه كإعراب الواحد ؛ لأنّه لم يأتِ على حدِّ التثنية» (4). 6.
ص: 293
ويلاحظ : إنَّ في كلامه تسامحاً في التعبير ، يجعله غير مانع من دخول جمع المؤنّث السالم في جمع التكسير ، وإن أمكن الاحتراز عن دخوله بما ذكره أخيراً من قوله : «لأنّه لم يأتِ على حدّ التثنية».
وعنونه ابن السرّاج (ت 316 ه) ب- : «الجمع المكسّر» ، قال : «هذا الجمع سمّي مكسّراً ؛ لأنَّ بناء الاسم الواحد يغيّر فيه» (1).
وممّن تابعه على استعمال هذا العنوان : السيرافي (2) ، والزمخشري (3) ، وابن الحاجب (4).
ويستفاد من كلام ابن السرّاج أنّه يعرّف جمع التكسير بأنّه : الجمع الذي يتغيّر فيه بناء الواحد.
وسوف نرى أنَّ معظم التعاريف التي طرحها النحاة تدور حول هذا المضمون وإن اختلفت ألفاظها ؛ فقد عرّفه الزبيدي (ت 379 ه) بأنّه : «الذي يتغيّر فيه بناء الواحد عمّا كان عليه من حركة أو سكون» (5).
وعرّفه ابن جنّي (ت 392 ه) بأنّه : «كلّ جمع تغيّر فيه نظم الواحد وبناؤه» (6).
وعرّفه الحريري (ت 516 ه) بقوله : «كلّ جمع تغيّر فيه لفظ 2.
ص: 294
الواحد. وسمّي جمع التكسير ؛ لأنَّ لفظ الواحد يكسّر فيه كما يكسّر الإناءُ ، ثمّ يصاغ صيغة أُخرى ، والتغيير الذي يقع فيه على ثلاثة أضرب :
أحدها : بزيادة ، كقولك في جمع جمل : أجمال ، وفي ثوب : أثواب.
والثاني : بنقصان ، كقولك في جمع كتاب وإزار : كُتُب ، وأُزُر.
والثالث : بتغيير الحركة والسكون ، كقولك في جمع رَهْنٍ وسقفٍ وأسَدٍ : رُهُن ، وسُقُف ، وأُسْد» (1).
وعرّفه الزمخشري (ت 538 ه) بأنّه : «ما يتكسّر فيه بناء الواحد» (2).
وقال الشلوبيني (ت 645 ه) في تعريفه : «ما تغيّر فيه بناء الواحد ، ليدُلَّ تغيّره على أنَّ المراد به أكثر من اثنين ، وربّما جاء ما ظاهره ذلك ، لكن يقوم الدليل على أنّه ليس بجمع تكسير ، وعلى أنّه ليس بمبني على واحدٍ ، كركب» (3).
وقد جرى على هذه الطريقة في التعريف كثير من النحاة ، منهم : ابن عصفور (ت 669 ه) (4) ، وابن هشام (ت 761 ه) (5) ، والمكودي (ت 807 ه) (6) ، والأزهري (ت 509 ه) (7).2.
ص: 295
وقد تنبّه بعض النحاة فيما بعد إلى أنّ التغيير الذي يحصل في المفرد عند جمعه ، قد لا يكون ظاهراً ، وأثّر ذلك في صياغتهم لتعريف هذا الجمع ، كما فعل ابن مالك (ت 672 ه) ؛ إذ عرّف جمع التكسير بأنّه : «جعل الاسم القابل دليل ما فوق اثنين ... بتغيير ظاهر أو مقدّر» (1).
وقال السلسيلي في شرحه : «قوله : (القابل) احترز من الذي لا يقبل [الجمع] ... بتغيير ظاهر : بنقصٍ ، مثل : تخمة وتُخَم ، وزيادةٍ ، كصنوٍ وصنوان ، أو بتغيير مقدّرٍ ، كما في هجان ودلاص وفُلك ، وهذا هو التكسير ؛ لأنّه لم يسلم بناء واحده» (2).
وقد تابع ابن مالك على هذه الطريقة في التعريف كثير من النحاة ، منهم : ولده بدر الدين ، المشتهر ب- : ابن الناظم (ت 686 ه) ؛ إذ قال في تعريفه : «هو ما تغيّر فيه لفظ الواحد تحقيقاً أو تقديراً» (3).
ومنهم : ابن عقيل (ت 769 ه) ؛ إذ قال : «هو ما دلَّ على أكثر من اثنين ، بتغيير ظاهر ، كرجل ورجال ، أو مقدّر ، كفُلْكٍ للمفرد والجمع ، والضمّة التي في المفرد كضمّة قُفل ، والضمّة التي في الجمع كضمّة أُسْدٍ» (4). ومنهم : السرمري (ت 776 ه) (5) ، والأشموني (ت 905 ه) (6).
* * * 8.
ص: 296
ص: 297
ص: 298
صورة
ص: 299
ص: 300
مقدّمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
فائدة :
قال السيّد الشريف تاج الدين بن محمد بن حمزة بن زهرة الحسينيّ - نقيب حلب وابن نقبائها ، المتوفّى سنة 753 ه- - في كتابه غاية الاختصار (1) - بعد أن ذكر أنّ العرب كان فنّ علم النسب غالباً عليهم وفاشياً فيهم - : ووضع النسب بين دفتين ينقسم إلى نوعين : مشجّر ، ومبسوط ..
فأمّا المشجّر :
فَلَمْ أَدْرِ مَنْ ألْقَى عَلَيْهِ رِداءَهُ
وَلكِنّهُ قَدْ سُلَّ عَنْ ماجِدٍ مَحْضِ
قلت ذلك لأنّي لا أعرف من وضعه واخترعه ...
والتشجير صنعة مستقلّة مهر فيها قوم وتخلّف آخرون ؛ فمن الحذّاق فيها : الشريف قثم بن طلحة الزيديّ النسّابة ، كان فاضلاً يكتب خطّاً جيّداً ، قال : شجّرت المبسوط ، وبسّطت المشجّر ، وذلك هو النهاية في ملك رقاب هذا الفنّ ... 6.
ص: 301
ومن حذّاق المشجّرين : عبد الحميد الأوّل بن عبد الله بن أُسامة النسّابة الكوفي ...
ومن حذّاقهم : ابن عبد السميع الخطيب النسّابة ، صنّف الكتاب الحاوي لأنساب الناس ...
وأمّا المبسوط : فقد صنّف الناس فيه الكتب الكثيرة المطوّلة ؛ فممّن صنّف فيه : أبو عبيدة القاسم بن سلاّم ، ويحيى أبو الحسين بن الحسن بن جعفر الحجّة العبيدلي النسّابة ، صاحب مبسوط نسب الطالبيّين.
والمبسوطات أكثر من المشجّرات.
ووضع المبسوط أن يبدأ بالأب الأعلى ، ثمّ يذكر ولده لصلبه ، ثمّ يبدأ بأحد أُولئك الأولاد ، فيذكر ولده إن كان له ولد ، فإذا انتهوا انفلت إلى ولد أخيه ، ثمّ إلى ولد واحد واحد من الأُخوة حتّى يأتي على الأُخوة ، ثمّ يعود إلى ولد ولد الأوّل ، ثمّ إلى ولد ولد إخوته ، وكذلك إلى أن يصل إلى الغاية التي يريد أن يقطع عليها ، وفي أثناء ذلك أخبار ، وأشعار ، وإشارات ، وتعريفات ، وألقاب ، وأنباز ، وحلي ، وبالله العصمة والتوفيق.
والفروق الظاهرة المشاهدة بينهما - المشجّر والمبسوط - كثيرة ، وإنّما الفرق الخفي هو أنّ المشجّر يبتدأ فيه بالبطن الأسفل ، ثمّ يترقّى أبا فأباً إلى البطن الأعلى.
والمبسوط يبتدأ فيه بالبطن الأعلى ، ثمّ ينحط ابناً فابناً إلى البطن الأسفل.
وخلاصة ذلك : أنّ المشجّر يقدّم فيه الابن على الأب ، والمبسّط عكسه يقدّم فيه الأب على الابن. انتهى.
* * *
ص: 302
ترجمة المؤلّف (1)
اسمه ونسبه الشريف :
أبو الحسين يحيى بن أبي محمد الحسن بن أبي الحسن جعفر الحجّة بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن عليّ بن الحسين بن عليّ ابن أبي طالب عليهم السلام ، الشريف العالم المدني العبيدلي العقيقي (2).
ولادته :
ولد بالمدينة في المحرّم سنة 214 ه- ، 829 م بالعقيق في قصر عاصم.
والده :
أبو محمد الحسن بن جعفر الحجّة ، كان سيّداً جليلاً نبيلاً سخيّاً 9.
ص: 303
حبيباً ، مات في عنفوان شبابه في سنة 221 ه- وهو ابن 37 سنة ، وشهد جنازته الخلق الكثير من الطالبيّين وغيرهم.
أُمّه :
رقيّة بنت يحيى بن سليمان بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام.
زوجاته :
1 - آمنة بنت إسماعيل بن عزيز ؛ أولادها : أبو القاسم طاهر ، محمد الأكبر.
2 - فاطمة بنت محمد بن سليمان المخزومي ؛ ولدت : خديجة.
3 - ميمونة بنت الحسين بن جعفر الحجّة ؛ أولادها : أبو إسحاق إبراهيم ، أبو الحسين علي ، أبو الحسين عبد الله ، أبو العباس عبد الله ، أُمّ الحسن.
ولده :
1 - أبو إسحاق إبراهيم ؛ له عقب بواسط والموصل.
2 - أبو جعفر أحمد الأعرج.
3 - أبو عبد الله جعفر ؛ النسّابة بالمدينة.
4 - خديجة.
5 - طاهر ؛ المكنّى بأبي القاسم المحدّث بالمدينة ، شيخ الحجاز.
6 - أبو الحسين عبد الله.
ص: 304
7 - أبو العباس عبد الله ؛ له عقب بالمدينة.
8 - أبو الحسين علي ؛ له عقب بالرملة والحجاز ومصر والموصل وبغداد.
9 - القاسم.
10 - أبو الحسن محمد الأكبر ؛ العالم النسّابة ، أعقب الدنداني النسّابة راوي كتاب الأنساب ، وله عقب في الشام وبغداد.
ما قيل فيه :
1 - رجال النجاشي : العالم الفاضل الصدوق.
2 - مطلع البدور : إنّه كان من أعاظم أصحاب الإمام القاسم بن إبراهيم الرسّي الّذي توفّي سنة 246 ه- (1).
3 - الأصيلي : قال بعض بني جعفر الحجّة يرثي الحسن ابنه - والد المؤلّف - :
وفي يحيى لنا خلف وعزّ
ورغد (2) ما تخطّته
الحتوف
أمير المدينة السيّد الفاضل الديّن الخيّر النسّابة المصنّف ، أظنّ أنّه أوّل من جمع الأنساب بين دفّتين ، وهو أحد رجال الإمامية ، وكان إلى بنيه أمارة المدينة.
4 - عمدة الطالب : إنّه أوّل من جمع كتاباً في نسب آل أبي طالب (3). ش.
ص: 305
5 - أعيان الشيعة : كان عالماً ، فاضلاً ، عارفاً ، ورعاً ، زاهداً ، نسّابة.
6 - الأعلام - للزركلي - : نسّابة ، مؤرّخ ، من أهل المدينة ... قيل : هو أوّل من صنّف في أنساب الطالبيّين.
مشائخه :
قال النجاشي : روى عن الإمام الرضا عليه السلام ..
قال السيّد الخوئي قدس سره : إنّ ما ذكره النجاشي من روايته عن الرضا عليه السلام ؛ ففي الكتب الأربعة ليست له رواية أصلاً ..
نعم ، له روايات في علل الشرائع والتوحيد والأمالي ومعاني الأخبار وعيون الأخبار للصدوق قدس سره عن غير الرضا عليه السلام.
وروى عن أبي سعيد عبّاد بن يعقوب الأسدي الكوفي الرَواجني ، المتوفّى سنة 250 ه- (1).
الراوون عنه :
روى عنه سبطه الشريف أبو محمد الحسن بن أبي الحسن محمد الأكبر بن يحيى بن الحسن ، ويعرف السبط هذا ب- : «أبي محمد الدنداني» النسّابة ، والمعروف - لجلالة عمّه - ب- : «ابن أخي طاهر» ، المتوفّى سنة 358 ه- ..
ويروي عن السبط السيّد أبو الحسن عليّ بن محمد بن الصوفي العلوي العمري النسّابة. 7.
ص: 306
مؤلّفاته :
1 - أخبار الزينبات ؛ ذكر فيه الزينبات من ولد أبي طالب ، ثمّ من ولده ، طبع بمصر سنة 1333 ه- (1).
2 - أخبار المدينة (2).
3 - أنساب آل أبي طالب ؛ ينقل عنه الفقيه حميد في كتابه الحدائق الورديّة ، وينقل عنه أيضاً السيّد أحمد بن محمد بن المهنّا العبيدلي في تذكرة النسب وجعل رمزه : «يح» ، وينقل عنه أبو نصر البخاري في كتابه سرّ السلسلة العلوية ..
قال الطوسي ؛ : أخبرنا به أحمد بن عبدون ، عن أبي بكر الدوري ، عن أبي محمد بن أخي طاهر ، عن جدّه يحيى بن الحسن رضي الله عنه (3).
وقال ابن الطقطقي : ابتدأ فيه بولد أبي طالب عبد مناف بن عبدالمطّلب بن هاشم لصلبه ، ثمّ بولدهم بطن بعد بطن إلى قريب من زمانه ، وهو كتاب حسن ما رأيت في مصنّفات الأنساب أحسن ولا أعدل ولا أنصف ولا أرصن منه (4).
4 - المسائل إلى القاسم بن إبراهيم ؛ مسائل وجّهها إلى أبي محمد 7.
ص: 307
القاسم بن إبراهيم طباطبا الحسني ، المتوفّى سنة 246 ه- (1).
5 - المسجد ؛ قال النجاشي : أخبرنا محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي ، قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن ، قال : حدّثنا جدّي ..
وقال الطوسي : أخبرنا به جماعة ، عن التلعكبري ، عنه (2).
6 - المناسك ؛ قال الطوسي : المناسك : عن عليّ بن الحسين عليه السلام. أخبرنا به أحمد بن محمد بن موسى ، عن ابن عقدة ، عنه (3).
7 - المعقبون من ولد الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ؛ هذا الكتاب ، وسيأتي الكلام عنه.
وفاته :
توفّي ؛ بمكّة المكرّمة في سنة 277 ه- ، 890 م ، وصلّى عليه أمير مكّة يومئذ : هارون بن محمد العباسي.
عن الكتاب :
يعدّ هذا الكتاب - على الرغم من صغره - من ذخائر تراثنا الثمين ؛ إذ هو من تأليفات واحد من حذّاق علم النسب بنوعه المبسوط.
بدأ المؤلّف رحمه الله بذكر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، ومن ثمّ ولده الّذين أعقب منهم ، ومن ثمّ ولد ولده ، وهكذا. 2.
ص: 308
وذكر بعد ذلك من قُتل منهم بكربلاء - رحمة الله عليهم - في ملك يزيد بن معاوية.
وذكر بعد ذلك من قُتل بالسمّ من ولد أمير المؤمنين عليّ بن أبيطالب عليه السلام.
وذكر بعد ذلك من حمل من ولد الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام في ملك أبي جعفر.
وذكر بعد ذلك من توفّي في ملك هارون الرشيد في المحابس.
وذكر بعد ذلك من كان مع عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ ابن أبي طالب عليهما السلام في الحبس فخلّي عنه وانصرف إلى المدينة.
وذكر بعد ذلك من قُتل ب- «فخّ» - رحمة الله عليهم -.
وذكر أخيراً من قُتل أيّام أبي السرايا - رحمة الله عليهم -.
كلمة أخيرة :
لم يذكر مترجمو السيّد رحمه الله هذا الكتاب ضمن مؤلّفاته ، ممّا يدعو إلى الاستغراب والتساؤل : هل إنّ هذا الكتاب هو قطعة من كتابه أنساب آل أبي طالب؟ أم كتاب الأنساب كلّه؟ أم إنّه زاغ عن نظر الجميع فلم يذكروه؟!
النسخة المعتمدة :
هي المصوّرة عن النسخة المخطوطة الموجودة في مجموعة دايبر الأُولى ، المحفوظة في معهد الثقافة الشرقية بجامعة طوكيو ، برقم 127.
ص: 309
daiber collection i. no. 127
Instituteof Oriental Gulture
The University of Tokyo
كتبت النسخة بخطّ النسخ في 29 صفحة ، وبقياس 20 × 14 سم ، قد أضرّت الرطوبة بالسطر الأوّل من غالبيّة صفحاتها.
كتبها : محمد بن حمزة بن محمد بن أحمد بن أبي الصقر القرشي ، في ربيع الأوّل من سنة 551 ه- بدمشق من نسخة عتيقة.
كتب في آخرها : آخر كتاب المعقبين من ولد الإمام أمير المؤمنين أبي الحسن عليّ بن أبي طالب عليه السلام. والحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على سيّدنا محمد خاتم النبيين ، وعلى آله وأصحابه وأزواجه ... (1) الطاهرين ، وسلّم تسليماً ... (2).
والمصوّرة هذه محفوظة في مركز إحياء التراث الإسلامي في قم ، برقم 963.
ورمزت لها بالحرف «خ».
منهج التحقيق :
قمت - في بداية عملي - باستنساخ النسخة ، ثمّ قابلت ما استنسخته بالنسخة نفسها مع تقويم متنها تقويماً متقناً - على قدر الوسع والإمكان - مستعيناً بكتب الأنساب الأُخرى - ك- : المجدي والفخري وعمدة الطالب - لتصحيح ما تعسر قراءته في المتن. ».
ص: 310
وما أضفته من المصادر جعلته بين معقوفين [] وأشرت له في محلّه.
وترجمت جملة من الأعلام بالرجوع إلى كتب الأنساب المعتبرة.
ووضعت - أخيراً - فهرساً للمصادر والمراجع التي اعتمدتها في عملي هذا.
والله أسأل أن يوفّقني لتحقيق المزيد من درر تراثنا الإسلامي العزيز ، وله الحمد أوّلاً وآخراً.
فارس
حسون كريم
17
ربيع الأوّل 1421 ه-
قم
المقدّسة
ص: 311
صورة
ص: 312
صورة
ص: 313
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشريف أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب عليهم السلام :
المعقب من ولد أمير المؤمنين أبي الحسن عليّ بن أبي طالب عليه السلام خمسة نفر : الحسن والحسين ومحمد وعمر والعباس بنو عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
فأُمّ الحسن والحسين : فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأُمّ محمد بن علي : الحنفية (1) خولة بنت جعفر (2) بن قيس بن مسلمة بن ثعلبة بن عبيد.
وأُمّ عمر بن عليّ (3) عليه السلام : الثعلبيّة أُمّ حبيب ابنة ربيعة بن يحيى بن العبد بن علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعد. والعبّاس بن عليّ عليهما السلام قُتل بالطفّ (4). 5.
ص: 314
وعثمان (1) - وجعفر (2) وعبد الله (3) لا عقب لهم ، قُتلوا بالطفّ ، وأُمّهم : أُمّ البنين (4) ابنة حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب.
* * * س.
ص: 315
[أعقاب الإمام الحسن عليه السلام]
والعقب من ولد الحسن بن عليّ بن أبي طالب من الذكور من : ولد زيد (1) ك- بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام ..
و [من : ولد] الحسن (2) بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
فأُمّ زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام : أُمّ بشير (3) بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري.
وأُمّ الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام : ... (4) بن زبّان بن سيّار بن عمرو بن جابر الفزاري ، إخوته لأُمّه : إبراهيم (5) وداود وأُمّ القاسم بنو محمد بن طلحة بن عبيد الله التيمي. 2.
ص: 316
[أعقاب الحسن المثنّى بن الحسن عليه السلام] :
والعقب من ولد الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام من : عبد الله (1) وإبراهيم (2) والحسن (3) بني الحسن بن الحسن ، وأُمّهم : فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ..
وداود (4) وجعفر (5) ابني الحسن بن الحسن ، وأُمّهما أُمّ ولد (6).ة.
ص: 317
[أعقاب عبد الله بن الحسن المثنّى] :
والعقب من ولد الذكور من ولد عبد الله بن الحسن بن الحسن : محمد (1) وإبراهيم (2) وموسى (3) ، وأُمّهم : هند ابنة أبي عبيدة بن عبد الله ابن زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى (4) ..
ويحيى بن عبد الله بن الحسن (5) ، وأُمّه : قُرَيْبَة بنت رُكَيح (6) بن ».
ص: 318
أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطّلب ..
وإدريس (1)… وسليمان (2) هو المقتول ب- «فخّ» ، وأُمّهما : عاتكة بنت عبد الملك بن الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة ، من بني مخزوم.
[أعقاب محمد النفس الزكيّة] :
والعقب من ولد محمد بن عبد الله بن الحسن - وهو المقتول بالمدينة أيّام أبي جعفر - من : ولد عبد الله بن محمد الأشتر (3) ، وأُمّه : أُمّسلمة بنت محمد بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
[أعقاب عبد الله الأشتر] :
والعقب من ولد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحسن من : محمد (4) بن عبد الله ، وأُمّه أُمّ ولد. 7.
ص: 319
* والعقب اليوم من ولد محمد بن عبد الله من : الحسن (1) بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله.
[أعقاب إبراهيم بن عبد الله بن الحسن المثنّى] :
والعقب من ولد إبراهيم بن عبد الله بن الحسن من : ولد الحسن (2) ابن إبراهيم بن عبد الله ، وأُمّه : أُمامة بنت عصمة بن عبد الله بن حنظلة بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب.
[أعقاب الحسن المدني] :
والعقب من ولد الحسن بن إبراهيم من : عبد الله بن الحسن بن إبراهيم ، وأُمّه : مليكة بنت عبد الله بن أشيم التميمي.
* والعقب اليوم من ولد عبد الله بن الحسن بن إبراهيم من : محمد (3) وإبراهيم (4) ابني عبد الله ، وأُمّهما أُمّ ولد. -د
ص: 320
[أعقاب موسى الجون] :
والعقب من ولد موسى بن عبد الله بن الحسن من : عبد الله (1) وإبراهيم (2) ابني موسى بن عبد الله ، وأُمّهما : أُمّ سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة.
[أعقاب إبراهيم بن موسى الجون] :
والعقب اليوم من ولد إبراهيم بن موسى من : يوسف (3) بن إبراهيم.
[أعقاب عبد الله السويقي بن موسى الجون] :
والعقب اليوم من عبد الله بن موسى من : يحيى وأحمد وسليمان وموسى وصالح.
* والعقب من ولد يحيى بن عبد الله بن الحسن من : محمد (4) بن يحيى ، وأُمّه : خديجة ابنة إبراهيم بن طلحة بن عمر (5) بن عبيد الله بن 1.
ص: 321
معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم.
والعقب اليوم من ولد محمد بن يحيى من : أحمد (1) وعبد الله وإدريس ، وأُمّهم : فاطمة بنت إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
* والعقب من ولد سليمان (2) بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام من : محمد بن سليمان ، وأُمّه فزارية.
[أعقاب محمد بن سليمان بن عبد الله] :
والعقب اليوم من محمد بن سليمان بن عبد الله من : عبد الله وأحمد وإدريس وحمزة وعيسى وسليمان والحسن ، وهم لأُمّهات أولاد شتّى.
[أعقاب إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنّى] :
والعقب اليوم من ولد إدريس بن عبد الله بن الحسن من : إدريس
ابن إدريس ، وأُمّه أُمّ ولد - الّذي كان بالمغرب -.
[أعقاب إدريس بن إدريس بن عبد الله] :
والعقب اليوم من إدريس - وهم بالمغرب - من : محمد ويحيى وحمزة وعيسى وداود وعبد الله وعمر ، وهم لأُمّهات أولاد شتّى.
[أعقاب إبراهيم بن الحسن المثنّى] :
العقب من ولد إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبيطالب عليهم السلام من : إسماعيل (1) بن إبراهيم بن الحسن ، وأُمّه : ذبيحة (2)بنت محمد بن عبد الله [بن عبد الله] (3) بن أبي أُميّة (4) بن المغيرة ، من بني مخزوم .. 0.
ص: 323
ومن : عليّ (1) بن إبراهيم ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنّى] :
والعقب من ولد إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن عليّ ابن أبي طالب عليهما السلام من : الحسن (2) بن إسماعيل ، وأُمّه : أمة الكريم بنت عبدالملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن قرّة بن نهيك الهلالية ..
و [من :] إبراهيم (3) بن إسماعيل ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب إبراهيم طباطبا] :
والعقب من ولد إبراهيم بن إسماعيل من : محمد (4) بن إبراهيم ، ،
ص: 324
الخارج بالكوفة أيّام أبي السرايا ..
و [من :] القاسم (1) وأحمد (2) وعبد الله (3) والحسن (4) بني إبراهيم ابن إسماعيل.
[أعقاب علي بن إبراهيم بن الحسن المثنّى] :
والعقب من ولد عليّ بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام من : الحسن (5) بن عليّ بن إبراهيم ، وأُمّه أُمّ ولد. ير
ص: 325
[أعقاب إسحاق بن إبراهيم بن الحسن المثنّى] :
وقد كان لإبراهيم بن الحسن بن الحسن ابن يقال له : إسحاق (1) ، ولإسحاق ابن يقال له : عبد الله (2) بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن فقُتل ب- : «فخٍّ» فانقرض عقبه.
[أعقاب الحسن المثلّث] :
العقب اليوم من ولد الحسن بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : عليّ (3) بن الحسن ، وأُمّه من ولد جعفر بن كلاب. :
ص: 326
[أعقاب علي بن الحسن المثلّث] :
والعقب من ولد عليّ بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن عليّ من : الحسن (1) بن عليّ ، وأخيه الحسين (2) بن عليّ المقتول ب- «فخٍّ» ، وأُمّهما : زينب بنت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
[أعقاب الحسن بن علي بن الحسن المثلّث] :
والعقب من ولد الحسن بن عليّ بن الحسن بن الحسن بن الحسن ابن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : ولد عبد الله (3) بن الحسن بن عليّ بن 3.
ص: 327
الحسن بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام ، وقد كان لهم عدد فانقرضوا جميعاً.
[أعقاب جعفر بن الحسن المثنّى] :
والعقب من ولد جعفر بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام من : ولد الحسن (1) بن جعفر ، وأُمّه : عائشة ابنة عَوْف بن الحارث بن الطفيل بن عبد الله ، من الأزد ، وهم حلفاء لآل بكر ؛ وأُمّها : قريبة بنت محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة.
... مه (2) أُمّ الحسن ابنة جعفر بن الحسن وهي : أُمّ جعفر ومحمد وعائشة وزينب ، من سليمان بن عليّ بن عبد الله بن العباس بن عبدالمطّلب.
[أعقاب الحسن بن جعفر بن الحسن المثنّى] :
والعقب من ولد الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن من : ..
ص: 328
محمد (1) بن الحسن ، وأُمّه : مُلَيْكَة بنت داود بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ؛ وأُمّها : كلثوم بنت عليّ بن الحسين (2) بن عليّ ابن أبي طالب عليهم السلام.
[أعقاب محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنّى] :
والعقب من ولد محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن من : عليّ (3) بن محمد ، وأُمّه : فاطمة بنت محمد بن القاسم بن محمد ابن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ..
ومن : عبد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب عبد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنّى] :
والعقب من ولد عبد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن ابن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام من : عبيد الله (4) والحسن ابني عبد الله بن هو
ص: 329
الحسن بن جعفر ، وأُمّهما : كلثوم (1) بنت علي بن عبيد الله بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ..
ومن : جعفر (2) بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن عليّ ابن أبي طالب عليهم السلام ، وأُمّه من اليمن.
[أعقاب داود بن الحسن المثنّى] :
والعقب من ولد داود بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : سليمان (3) وعبد الله ابني داود ، وأُمّهما : أُمّ كلثوم بنت عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام (4).
[أعقاب سليمان بن داود بن الحسن المثنّى] :
والعقب من ولد سليمان بن داود من : محمد (5) بن سليمان ، وأُمّه : 9.
ص: 330
أسماء ابنة إسحاق بن إبراهيم بن ... (1) المخزومي.
[أعقاب محمد بن سليمان بن داود] :
والعقب من ولد محمد بن سليمان بن داود من : سليمان وداود والحسن وموسى وإسحاق (2) ، وهم لأُمّهات أولاد شتّى.
[أعقاب عبد الله بن داود بن الحسن المثنّى] :
والعقب من ولد عبد الله بن داود بن الحسن بن الحسن من : محمد (3) وعليّ (4) ابني عبد الله ، وأُمّهما : رقيّة بنت عون بن عليّ بن محمد بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
[أعقاب محمد بن عبد الله بن داود] :
والعقب من محمد بن عبد الله بن داود بن الحسن من : الحسن بن محمد بن عبد الله ، وأُمّه : زينب بنت محمد بن عبد الله بن عليّ بن 0.
ص: 331
الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
[أعقاب علي بن عبد الله بن داود] :
والعقب من ولد عليّ بن عبد الله بن داود بن الحسن من : سليمان (1) ابن عليّ بن عبد الله بن داود ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب زيد بن الحسن عليه السلام] :
العقب من ولد زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : الحسن (2) بن زيد ، وأُمّه أُمّ ولد (3).
[أعقاب الحسن بن زيد بن الحسن عليه السلام] :
والعقب من ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبيطالب عليهما السلام من : القاسم (4) بن الحسن ، وأُمّه : أُمّ سلمة بنت الحسين (5) بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام .. 0.
ص: 332
و [من :] عليّ (1) وزيد (2) وإبراهيم (3) وإسحاق (4) وعبد الله (5) وإسماعيل (6)) ..
فأُمّ عليّ وزيد وإبراهيم أُمّ ولد (7). وأُمّ إسحاق أُمّ ولد. وأُمّ إسماعيل أُمّ ولد. وأُمّ عبد الله من بني شيبان. 3.
ص: 333
[أعقاب القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن عليه السلام] :
والعقب من القاسم بن الحسن من : محمد (1) بن القاسم ، وأُمّه : أُمامة بنت الصلت بن أبي عمرو بن ربيعة ، من ثقيف.
[أعقاب محمد بن القاسم بن الحسن] :
[والعقب من محمد بن القاسم من :] (2) القاسم (3) وعليّ (4) وموسى (5) وإبراهيم (6) [وأحمد وعيسى وهارون] (7).
[والعقب من القاسم بن الحسن أيضاً] من : عبد الرحمن (8) بن 4.
ص: 334
القاسم بن الحسن بن زيد ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن] :
والعقب من ولد عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن من : جعفر (1) ، وأُمّه أُمّ ولد ..
ومن : محمد (2) بن عبد الرحمن ، وأُمّه : سكينة بنت عبيد الله (3) بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ..
ومن : عليّ (4) بن عبد الرحمن ، وأُمّه : أُمّ الحسن بنت الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
والعقب أيضاً من ولد القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ ابن أبي طالب عليهم السلام من : حمزة بن القاسم ، وأُمّه أُمّ ولد. 4.
ص: 335
[أعقاب حمزة بن القاسم بن الحسن] :
والعقب من ولد حمزة بن القاسم من : الحسين ومحمد ابني حمزة ، وهما لأُمّ ولد.
و [العقب من القاسم بن الحسن أيضاً من :] الحسين (1) بن القاسم ابن الحسن بن زيد ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب علي بن الحسن بن زيد بن الحسن عليه السلام] :
والعقب من ولد عليّ بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام من : عبد الله (2) بن عليّ ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب عبد الله بن علي بن الحسن] :
والعقب من ولد عبد الله بن عليّ بن الحسن بن زيد بن الحسن بن ك.
ص: 336
عليّ بن أبي طالب عليهما السلام من : عبد العظيم (1) وأحمد (2) والحسن (3) ، وهم لأُمّ ولد.
[أعقاب إبراهيم بن الحسن بن زيد بن الحسن عليه السلام] :
والعقب من ولد إبراهيم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : إبراهيم بن إبراهيم ، وأُمّه : أُمّ القاسم بنت جعفر بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
[أعقاب إبراهيم بن إبراهيم بن الحسن] :
والعقب من ولد إبراهيم بن إبراهيم من : محمد (4) بن إبراهيم بن إبراهيم بن الحسن بن زيد. ن.
ص: 337
* والعقب من محمد بن إبراهيم بن إبراهيم من : الحسن بن محمد ، وأُمّه : أُمّ سلمة بنت عبد العظيم بن عليّ (1) بن الحسن بن زيد بن الحسن ابن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
[أعقاب زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن عليه السلام] :
والعقب من ولد زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام من : طاهر بن زيد ، وأُمّه : أسماء بنت إبراهيم بن موسى بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي.
[أعقاب طاهر بن زيد بن الحسن] :
والعقب من ولد طاهر بن زيد من : محمد (2) بن طاهر ، وأُمّه : عبيدة بنت القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام ..
و [من :] عليّ (3) بن طاهر ، وأُمّه أُمّ ولد. 8.
ص: 338
[أعقاب عبد الله بن الحسن بن زيد بن الحسن عليه السلام] :
والعقب من ولد عبد الله بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ من : زيد (1) بن عبد الله ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب زيد بن عبد الله بن الحسن] :
والعقب من ولد زيد بن عبد الله من : محمد وعبد الله وعليّ (2) بني زيد ، وأُمّهم : أُمّ الحسن بنت عبد العظيم بن عليّ بن الحسن بن زيد ابن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
[أعقاب إسحاق بن الحسن بن زيد بن الحسن عليه السلام] :
والعقب من ولد إسحاق بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ ابن أبي طالب عليهما السلام من : هارون بن إسحاق بن الحسن بن زيد ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن عليه السلام] :
والعقب من ولد إسماعيل بن الحسن بن زيد من : محمد (3) 2.
ص: 339
وأحمد (1) وعليّ (2) والحسن (3) بني إسماعيل.
وأُمّ محمد بن إسماعيل : [فاطمة بنت عبيد الله بن الحسين بن علي ابن] (4) الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، [وأحمد وعليّ] (5) والحسن لأُمّهات أولاد شتّى.
* * * 1.
ص: 340
[أعقاب الإمام الحسين عليه السلام]
العقب من ولد الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : عليّ بن الحسين ، وأُمّه أُمّ ولد (1).
[أعقاب الإمام السجّاد عليّ بن الحسين عليهما السلام] :
والعقب من ولد عليّ بن الحسين من : محمد وعبد الله (2) ، وأُمّهما : أُمّ عبد الله (3) بنت الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام ..
ومن : عمر (4) وزيد (5) وعليّ (6) بني عليّ عليه السلام ، وأُمّهم أُمّ ولد .. 3.
ص: 341
ومن : الحسين (1) بن عليّ ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب الإمام الباقر محمد بن السجّاد عليهما السلام] :
والعقب من ولد محمد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام من : جعفر بن محمد ، وأُمّه : أُمّ فروة (2) بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة.
[أعقاب الإمام الصادق جعفر بن محمد بن علي عليهم السلام] :
والعقب من ولد جعفر بن محمد من : إسماعيل (3) بن جعفر ، وأُمّه : فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام (4) ..
ومن : موسى وإسحاق (5) ومحمد (6) ، وأُمّهم أُمّ ولد .. ،
ص: 342
ومن : عليّ (1) بن جعفر بن محمد ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب إسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام] :
والعقب من ولد إسماعيل بن جعفر بن محمد من : محمد (2) بن إسماعيل ، وأُمّه أُمّ ولد ..
ومن : علي بن إسماعيل ، وأُمّه : أُمّ إبراهيم بنت إبراهيم بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن [الوليد بن] (3) المغيرة المخزومي.
* والعقب من ولد محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد من : 0.
ص: 343
جعفر (1) وإسماعيل (2) ، وأُمّهما أُمّ ولد.
* والعقب من ولد علي بن إسماعيل من : محمد (3) بن علي بن إسماعيل ، وأُمّه : فاطمة بنت محمد بن ع- ... (4) ..
و [من :] إسماعيل (5) بن علي ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب الإمام الكاظم موسى بن جعفر عليهما السلام] :
والعقب من ولد موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : عليّ الرضا وإبراهيم والعباس وإسماعيل وعبد الله ومحمد وعبيد الله وجعفر وهارون وزيد وحمزة والحسن والحسين وإسحاق ، وهم لأُمّهات أولاد شتّى. 4.
ص: 344
[أعقاب إسحاق بن جعفر الصادق عليه السلام] :
والعقب من ولد إسحاق بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : محمد (1) بن إسحاق ، وأُمّه : كلثم بنت علي ابن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ..
ومن : الحسن (2) والحسين (3) ابني إسحاق لأُمّ ولد.
[أعقاب محمد بن جعفر الصادق عليه السلام] :
والعقب من ولد محمد بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : عليّ (4) ، وأُمّه أُمّ ولد.
و [من :] يحيى (5) بن محمد ، وأُمّه : خديجة بنت عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام .. 6.
ص: 345
ومن : القاسم (1) بن محمد ، وأُمّه : أُمّ الحسن (2) بنت حمزة بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام ..
ومن : الحسين (3) بن محمد ، وأُمّه من ولد المسوّر بن مخرمة الزهري ..
و [من :] إسماعيل (4) بن محمد ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب علي بن جعفر الصادق عليه السلام] :
والعقب من ولد عليّ بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : محمد (5) بن عليّ ، والحسن (6) بن عليّ ، وأُمّهما أُمّ ولد ..
ومن : جعفر (7) بن عليّ ، وأُمّه : فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام .. 2.
ص: 346
ومن : أحمد (1)ى بن عليّ ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب عبد الله بن السجّاد عليه السلام] :
[والعقب من ولد عبد الله بن عليّ] (2) بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام [من : محمد] (3) الأرقط بن عبد الله ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب محمد بن عبد الله بن السجّاد عليه السلام] :
والعقب من ولد محمد بن عبد الله بن عليّ من : إسماعيل (4) بن محمد ، وأُمّه : أُمّ سلمة بنت محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام .. 3.
ص: 347
ومن : العباس (1) بن محمد ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب إسماعيل بن محمد بن عبد الله] :
والعقب من ولد إسماعيل بن محمد بن عبد الله [بن عليّ] (2) بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : محمد (3) والحسين (4) ابني إسماعيل ، وأُمّهما : زينب بنت عبد الله (5) بن الحسين بن عليّ بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
* والعقب من ولد محمد بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن عليّ بن الحسين بن عليّ من : أحمد (6) بن محمد ، وأُمّه : أُمّ محمد بنت عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عليّ بن الحسين ..
ومن : إسماعيل (7) وعليّ ، وأُمّهما أُمّ ولد ..
ومن : الحسين (8) بن محمد ، وأُمّه من ولد المطّلب بن عبد مناف ن.
ص: 348
ابن قصّي بن كلاب.
* والعقب من ولد الحسين بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن عليّ من : إسماعيل (1) ومحمد ، وأُمّهما : عليّة بنت العباس بن محمد بن عبد الله بن عليّ بن الحسين ..
ومن : أحمد (2) بن الحسين ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب العباس بن محمد بن عبد الله] :
والعقب من ولد العباس بن محمد بن عبد الله بن عليّ بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : عليّ بن العباس ، وأُمّه أُمّ ولد.
* والعقب من ولد عليّ بن العباس من : محمد بن عليّ ، وأُمّه : أُمّ كلثوم بنت عبد الرحمن بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
ومن : [... بن عليّ] (3) ، وأُمّهم أُمّ ولد ، انقرضوا جميعاً.
[أعقاب عمر الأشرف بن علي السجّاد عليه السلام] :
والعقب من ولد عمر (4) بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن بن
ص: 349
أبي طالب عليهم السلام من : عليّ (1) بن عمر بن عليّ ، وأُمّه أُمّ ولد ..
ومن : محمد (2) بن عمر بن عليّ ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب علي بن عمر الأشرف] :
والعقب من ولد عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : الحسن (3) بن عليّ ، وأُمّه : أُمّ نوفل بنت عبد الله بن 7.
ص: 350
عمر بن نبيه بن وهب بن عثمان بن أبي طلحة ، من ولد عبد الدار بن قصي ..
ومن : القاسم (1) بن عليّ بن عمر بن عليّ ، وأُمّه أُمّ ولد.
ومن : عمر (2) بن عليّ بن عمر بن عليّ ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب الحسن بن علي بن عمر الأشرف] :
والعقب من ولد الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : محمد (3) وجعفر (4) وعليّ (5) بني حسن بن عليّ ، وأُمّهم : أُمّ عليّ بنت محمد بن عون بن محمد (6) بن عليّ بن ب.
ص: 351
أبي طالب عليهم السلام.
[أعقاب القاسم بن علي بن عمر الأشرف] :
والعقب من ولد القاسم بن عليّ بن عمر بن عليّ بن حسين بن عليّ ابن أبي طالب عليهم السلام من : محمد (1) بن القاسم ، وأُمّه : صفيّة بنت موسى بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
[أعقاب عمر بن علي بن عمر الأشرف] :
والعقب من عمر بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : محمد (2) بن عمر بن عليّ ، وأُمّه : زهريّة من ولد عبدالرحمن بن عوف.
* والعقب من ولد محمد بن عمر بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : عليّ (3) والحسن ابني محمد بن7.
ص: 352
عمر ... (1) موسى بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
[أعقاب محمد بن عمر الأشرف] :
والعقب من ولد محمد بن عمر بن عليّ بن الحسين من : عمر (2) بن محمد.
[أعقاب عمر بن محمد بن عمر الأشرف] :
والعقب من ولد عمر بن محمد من : محمد بن عمر بن محمد ، وأُمّه : عليّة بنت عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
وعقبهم من : عليّ بن محمد بن عمر بن محمد ، وأُمّه : عليّة بنت الحسين بن عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، انقضى عقبه من سنة إحدى وخمسين ومائتين.
[أعقاب زيد الشهيد بن علي السجّاد عليه السلام] :
والعقب من ولد زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن 6.
ص: 353
أبي طالب عليهم السلام من : الحسين (1) وعيسى (2) ومحمد (3) بني زيد بن عليّ ، وأُمّهم أُمّ ولد.
و [من :] يحيى (4) بن زيد بن عليّ - المقتول بخراسان - لا عقب له ، 9.
ص: 354
أُمّه : رَيْطَة بنت أبي هشام (1) عبد الله بن محمد بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
[أعقاب الحسين بن زيد الشهيد] :
والعقب من الحسين بن زيد بن عليّ من : يحيى (2)بن حسين ، وأُمّه : خديجة بنت عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ..
ومن : عليّ (3) ومحمد (4) وعبد الله (5) والقاسم (6) والحسين (7) ، وهم لأُمّهات أولادٍ شتّى. 8.
ص: 355
[أعقاب يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد] :
والعقب من ولد يحيى بن الحسين بن زيد من : أحمد (1) بن يحيى ، وأُمه : صفيّة بنت موسى بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ..
ومن : محمد (2) وعليّ (3) وعمر (4) وعيسى (5) والحسن (6) وحمزة (7) ويحيى (8) ي ، وهم لأُمّهات أولادٍ شتّى. 6.
ص: 356
ومن : القاسم (1) بن يحيى ، وأُمّه : أُمّ عليّ بنت القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
* والعقب من ولد أحمد بن يحيى من : أحمد (2) بن أحمد ، وأُمّه : ... (3) بنت حمزة بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ ابن أبي طالب عليهم السلام.
* والعقب من ولد محمد بن يحيى من : أحمد (4) بن محمد ، وأُمّه : فاطمة بنت الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ..
ومن : الحسين ويحيى ، وهما لأُمّ ولد.
* والعقب من ولد عليّ بن يحيى - هو حيّ لا ولد له اليوم - ، عقبه من : محمد (5) بن عليّ.
* والعقب من ولد عمر بن يحيى من : محمد (6) بن عمر بن يحيى ، لك
ص: 357
وأُمّه : أُمّ سلمة بنت عبد العظيم بن عليّ بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ..
و [من :] أحمد (1) بن عمر بن يحيى ، وأُمّه : أُمّ الحسن بنت عبدالعظيم بن عليّ بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
و [من :] يحيى (2) بن عمر بن يحيى ، وأُمّه : أُمّ حسن بنت الحسين ابن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
* والعقب من ولد عيسى بن يحيى من : أحمد (3) وعليّ (4) ، وأُمّهما : كلثوم بنت زيد بن عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام .. 6.
ص: 358
ومن : محمد (1) ويحيى (2) ، وأُمّهما أُمّ ولد.
* والعقب من ولد الحسن بن يحيى من : محمد (3) وزيد (4) والحسين (5) ، وأُمّهم : خديجة بنت موسى بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
* والعقب من حمزة بن يحيى من : عليّ (6) بن حمزة ، وأُمّه : كلثوم بنت عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب ..
ومن : محمد (7) بن حمزة.
* والعقب من القاسم بن يحيى من : محمد وعليّ ، وأُمّهما : سكينة بنت زيد بن عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
* والعقب من ولد يحيى بن يحيى بن [الحسين بن] (8) زيد من : الحسين (9) بن يحيى ، وأُمّه أُمّ ولد. :
ص: 359
[أعقاب علي بن الحسين بن زيد الشهيد] :
والعقب من ولد عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : محمد (1) وزيد ابني عليّ بن الحسين بن زيد ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، وأُمّهما : فاطمة بنت إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، وأُمّها : زينب بنت عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
* والعقب من ولد محمد بن عليّ من : إسماعيل بن محمد ، وأُمّه أُمّ ولد ..
و [من :] جعفر بن محمد ، وأُمّه : كلثوم بنت محمد بن إسماعيل ابن محمد بن عبد الله بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ..
ومن : الحسين بن محمد ، وأُمّه أُمّ ولد.
* والعقب من ولد زيد بن عليّ من : محمد (2) والحسين ابني زيد ، وأُمّهما أُمّ ولد.
و [من :] عليّ ، وأُمّه أُمّ ولد. 7.
ص: 360
[أعقاب محمد بن الحسين بن زيد الشهيد] :
والعقب من ولد محمد بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام : من محمد بن محمد ، وأُمّه : فاطمة بنت محمد ابن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
[أعقاب عبد الله بن الحسين بن زيد الشهيد] :
والعقب من ولد عبد الله بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام : من محمد بن عبد الله ، وأُمّه أُمّ ولد ..
و [من :] أحمد بن عبد الله ، وأُمّه : عبدة بنت عمر بن عليّ بن عمر ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
[أعقاب القاسم بن الحسين بن زيد الشهيد] :
والعقب من ولد القاسم بن الحسين من : محمد وزيد ، وأُمّهما : أُمّ محمد بنت سليمان بن محمد بن سليمان بن ... (1) بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
[أعقاب الحسين بن الحسين بن زيد الشهيد] :
والعقب من ولد الحسين بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن م.
ص: 361
عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : عليّ ويحيى (1) ، وأُمّهما أُمّ ولد ..
ومن : محمد (2) ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب عيسى بن زيد الشهيد] :
والعقب من ولد عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : الحسين (3) ومحمد (4) ، وأُمّهما : عبدة بنت عمر بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ..
ومن : زيد (5) ، وأُمّه أُمّ ولد ..
ومن : أحمد (6) بن عيسى المختفي ، وأُمّه : عاتكة بنت الفضل بن 9.
ص: 362
عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب.
[أعقاب الحسين بن عيسى بن زيد الشهيد] :
والعقب من ولد الحسين بن عيسى بن زيد من : عليّ (1) بن الحسين بن عيسى بن زيد ، وأُمّه : مطهرة بنت عليّ بن صالح بن حيّ الهمداني ..
و [من :] محمد (2) وزيد (3) وأحمد (4) ، وهم لأُمّهات أولاد شتّى.
[أعقاب محمد بن عيسى بن زيد الشهيد] :
والعقب من ولد محمد بن عيسى بن زيد من : عليّ (5) بن محمد ابن عيسى ، وهو المقتول بفدك أيّام المعتصم ، قتله مرّة بن غطفان ، وأُمّه من ولد عامر بن لؤي. 4.
ص: 363
[أعقاب زيد بن عيسى بن زيد الشهيد] :
والعقب من ولد زيد بن عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين : من محمد (1) بن زيد بن عيسى ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب محمد بن زيد الشهيد] :
والعقب من ولد محمد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : جعفر (2) بن محمد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ ، وأُمّه : هتاكة بنت خلف ، من آل عمرو بن حريث.
[أعقاب جعفر بن محمد بن زيد الشهيد] :
والعقب من ولد جعفر بن محمد بن زيد بن عليّ من : محمد (3) بن جعفر ، وأُمّه : أُمّ عليّ بنت يحيى بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام. 0.
ص: 364
ومن : أحمد (1) و... (2) والقاسم (3) وموسى ، وهم لأُمّهات أولاد شتّى (4).
[أعقاب الحسين بن عليّ السجّاد عليه السلام] :
والعقب من ولد الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : عبيد الله (5) وعبد الله (6) وعليّ (7) بني الحسين بن رّ
ص: 365
عليّ ، وأُمّهم : أُمّ خالد (1) بنت حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوّام.
ومن : الحسن (2) بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ ، وأُمّه أُمّ ولد.
ومن : سليمان (3) بن الحسين بن عليّ بن الحسين ، وأُمّه : عبدة بنت داود بن أبي أُمامة (4) بن سهل بن حنيف الأنصاري.
[أعقاب عبيد الله بن الحسين بن السجّاد عليه السلام] :
والعقب من ولد عبيد الله بن الحسين بن عليّ من : محمد (5) بن عبيد الله ، وأُمّه أُمّ ولد .. 9.
ص: 366
و [من :] عليّ (1) بن عبيد الله ، وأُمّه أُمّ ولد ..
و [من :] يحيى (2) بن عبيد الله ، وأُمّه : أُمّ عبد الله بنت طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي ..
و [من :] جعفر (3) بن عبيد الله ، وأُمّه : حمادة بنت عبد الله بن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أُميّة بن خلف الجُمَحي ..
و [من :] حمزة (4) بن عبيد الله ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب محمد بن عبيد الله بن الحسين] :
والعقب من محمد بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : الحسن (5) بن محمد بن عبيد الله بن الحسين6.
ص: 367
ابن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، وأُمّه : فاطمة بنت طلحة بن عمر بن عبيد الله ابن معمر التيمي.
[أعقاب علي بن عبيد الله بن الحسين] :
والعقب من عليّ بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ من : عبيد الله وإبراهيم (1)م؟ ابني عليّ ، وأُمّهما : أُمّ سلمة بنت عبد الله بن الحسين بن عليّ ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
[أعقاب علي بن الحسين بن السجّاد عليه السلام] :
والعقب من ولد عليّ بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : محمد (2) وأحمد (3) وعيسى (4) وموسى (5) ، وأُمّهم : زينب [بنت عون] (6) بن عبيد الله بن الحارث بن نوفل بن [الحارث بن 6.
ص: 368
عبد المطّلب] (1).
[أعقاب عبد الله بن الحسين بن السجّاد عليه السلام] :
والعقب من ولد عبد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : جعفر (2) بن عبد الله ، وأُمّه : أُمّ عمرو بنت عمرو بن الزبير بن عمرو بن عمرو بن الزبير بن العوّام ..
ومن : القاسم (3) بن عبد الله ، وهو لأُمّ ولد.
[أعقاب الحسن بن الحسين بن السجّاد عليه السلام] :
والعقب من الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : محمد (4) بن الحسن ، وأُمّه : خليدة بنت مروان بن عَنْبَسَة بن سعيد بن العاص (بن سعيد بن العاص) (5) بن أُميّة بن عبد شمس. 5.
ص: 369
[أعقاب سليمان بن الحسين بن السجّاد عليه السلام] :
والعقب من سليمان بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : سليمان (1) بن سليمان ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب علي بن علي السجّاد عليه السلام] :
والعقب من ولد عليّ بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : الحسن (2) بن عليّ ، الّذي يعرف بالأفطس ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب الحسن بن علي بن السجّاد عليه السلام] :
والعقب من ولد الحسن بن عليّ بن عليّ بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : زيد (3) وعليّ (4)1.
ص: 370
وعمر (1) والحسن (2) ، وأُمّهم أُمّ ولد ..
ومن : عبد الله (3) بن الحسن ، وأُمّه : أُمّ سعيد ابنة سعيد بن محمد ابن جُبَير بن مُطْعِم بن عديّ بن نَوْفَل بن عبد مَناف ..
ومن : الحسين (4) بن الحسن ، وأُمّه : جويرية بنت خالد بن أبي بكر ابن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب.
[أعقاب زيد بن الحسن بن علي بن السجّاد عليه السلام] :
والعقب من ولد زيد بن الحسن من : محمد بن زيد بن الحسن بن 4.
ص: 371
عليّ بن عليّ ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب علي بن الحسن بن علي بن السجّاد عليه السلام] :
والعقب من ولد عليّ بن الحسن بن عليّ بن عليّ بن الحسين من : عليّ (1) بن عليّ بن الحسن ، وأُمّه من ولد الزبير بن العوّام.
[أعقاب عمر بن الحسن بن علي بن السجّاد عليه السلام] :
والعقب من عمر بن الحسن بن ... الحسين ... وأحمد ابني عمر بن الحسن ... (2).
[أعقاب عبد الله بن الحسن بن علي بن السجّاد عليه السلام] :
[والعقب من ولد عبد الله بن] (3) الحسن بن عليّ [من : محمد] (4) ابن عبد الله ، وأُمّه : زينب ابنة موسى بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ ابن أبي طالب عليهم السلام ..
و [من :] العبّاس (5) بن عبد الله ، وأُمّه أُمّ ولد. 9.
ص: 372
[أعقاب الحسين بن الحسن بن علي بن السجّاد عليه السلام] :
والعقب من ولد الحسين بن الحسن من : الحسن (1) بن الحسين ، وأُمّه من ولد الزبير بن العوّام ..
ومن : أحمد بن الحسين ، وأُمّه من آل الزبير بن العوّام ..
ومن : عبد الله (2) بن الحسين ، وأُمّه أُمّ ولد ..
ومن : جعفر (3) وأحمد ابني الحسين ، وأُمّهما أُمّ ولد.
[أعقاب الحسن بن الحسن بن علي بن السجّاد عليه السلام] :
والعقب من الحسن بن الحسن بن عليّ بن عليّ من : أحمد وعليّ (4) وعبد الله (5) وحمزة (6) والقاسم (7) ومحمد ، وهم لأُمّهات أولاد شتّى.
* * * 6.
ص: 373
[أعقاب محمد بن الحنفيّة]
العقب من ولد محمد بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام من : جعفر (1)وعليّ وعون (2) وإبراهيم (3) ..
فأُمّ جعفر وعون : أُمّ جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب.
وأُمّ عليّ بن محمد أُمّ ولد (4).
وأُمّ إبراهيم بن محمد : مسرعة بنت عبّاد بن شيبان بن جابر (5) بن أُهيب ، من بني مازن (6) بن منصور.
[أعقاب جعفر بن محمد بن الحنفية] :
والعقب من ولد جعفر بن محمد بن عليّ بن أبي طالب من : عبدالله بن جعفر ، وأُمّه أُمّ ولد.ة.
ص: 374
[أعقاب عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحنفية] :
والعقب من ولد عبد الله بن جعفر بن محمد بن عليّ بن أبي طالب من : جعفر بن عبد الله ، وأُمّه : آمنة بنت الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ..
ومن : عليّ بن عبد الله ، وأُمّه : صفيّة بنت الغضبان بن يزيد بن أبي معاوية بن عبد الله بن عتبة ، من بني أنمار.
[أعقاب عون بن محمد بن الحنفية] :
والعقب من عون بن محمد بن عليّ بن أبي طالب من : محمد (1) ابن عون ، وأُمّه : أُمّ سعيد بنت سعيد بن زيد بن سعد بن زيد بن مالك ، من بني عبد الأشْهل من الأنصار.
[أعقاب محمد بن عون بن محمد بن الحنفية] :
[والعقب من محمد بن عون من : عبد الله بن محمد ، وعلي بن محمد] (2).
[أعقاب علي بن محمد بن الحنفية] :
والعقب من عليّ بن محمد بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : عون 5.
ص: 375
ابن عليّ ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب عون بن علي بن محمد بن الحنفية] :
والعقب من عون بن عليّ بن محمد بن عليّ من : محمد (1) بن عون ، وأُمّه : مهديّة بنت عبد الرحمن بن عمرو بن محمد بن مَسْلمة الأنصاري.
[أعقاب محمد بن عون بن علي] :
والعقب من ولد محمد بن عون بن عليّ بن محمد بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام من : عليّ بن محمد ، وأُمّه : صفيّة بنت محمد بن حمزة ابن مصعب بن الزبير بن العوّام.
[أعقاب إبراهيم بن محمد بن الحنفية] :
والعقب من ولد إبراهيم بن محمد بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام من : محمد بن إبراهيم ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحنفية] :
والعقب من ولد محمد بن إبراهيم من : إسماعيل ، وأُمّه أُمّ ولد.
* * * 3.
ص: 376
[أعقاب عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام]
والعقب من ولد عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام من : محمد (1) بن عمر ، وأُمّه : أسماء ابنة عقيل بن أبي طالب.
[أعقاب محمد بن عمر الأطرف] :
والعقب من ولد محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام من : عبد الله (2) وعبيد الله (3) وعمر (4) ، وأُمّهم : خديجة بنت عليّ بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام. 3.
ص: 377
ومن : جعفر (1) بن محمد ، وأُمّه : أُمّ هاشم بنت جعفر بن جعفر بن جَعْدة (2) بن هُبَيْرة بن أبي وهب المخزومي.
[أعقاب عبد الله بن محمد بن عمر الأطرف] :
والعقب من ولد عبد الله بن محمد بن عمر بن عليّ من : يحيى (3) وعيسى (4) ابني عبد الله ، وأُمّهما : أُمّ الحسين بنت عبد الله بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
ومن : محمد (5) وأحمد (6) ، وهما لأُمّ ولد.
[أعقاب عبيد الله بن محمد بن عمر الأطرف] :
وولد عبيد الله بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب : عليّ بن 4.
ص: 378
عبيد الله (1) ، ومنه العقب ، وأُمّه : رملة بنت الحسن بن الزبير بن الوليد بن سعيد بن نوفل بن الحارث.
[أعقاب عمر بن محمد بن عمر الأطرف] :
[والعقب من ولد عمر بن محمد بن عمر بن] (2) عليّ بن أبي طالب عليهم السلام من : [إبراهيم] (3) وإسماعيل (4) ، وهم لأُمّ ولد.
[أعقاب جعفر بن محمد بن عمر الأطرف] :
والعقب من ولد جعفر بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام من : الحسين ومحمد (5) ، وأُمّهما : أُمّ كلثوم (6) بنت عبدالله بن عبد الرحمن بن محمد بن عقيل بن أبي طالب.
* * * ».
ص: 379
[أعقاب العباس بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام]
والعقب من ولد العباس بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام من : عبيد الله (1) ابن العباس ، وأُمّه : أُمامة (2) بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطّلب.
[أعقاب عبيد الله بن العباس عليه السلام] :
والعقب من ولد عبيد الله بن العباس من : عبد الله (3) بن عبيد الله ، وأُمّه : أُمّ أبيها بنت عبد الله بن مَعبد بن العباس بن عبد المطّلب ..
ومن : الحسن (4) بن عبيد الله ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب عبد الله بن عبيد الله بن العباس عليه السلام] :
والعقب من ولد عبد الله بن عبيد الله من : عليّ (5) بن عبد الله ، وأُمّه : أُمّ جميل بنت العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس بن 9.
ص: 380
عبدالمطّلب.
[أعقاب علي بن عبد الله بن عبيد الله] :
والعقب من ولد عليّ بن عبد الله من : الحسن بن عليّ ، وأُمّه أٌمّ ولد.
[أعقاب الحسن بن علي بن عبد الله] :
والعقب من ولد الحسن بن عبيد الله من : العباس (1) بن الحسن ، وأُمّه أُمّ ولد ..
ومن : عبيد الله (2) والفضل (3) وحمزة (4) ، وأُمّهم : أُمّ الحارث بنت 8.
ص: 381
الفضل بن الفضل بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب ..
ومن : إبراهيم (1) ، وأُمّه أُمّ ولد.
* * * 8.
ص: 382
[أعقاب جعفر الطيّار]
والعقب من ولد جعفر [بن أبي طالب من : عبد الله بن] (1) جعفر ، وأُمّه : أسماء بنت عُمَيْس بن معبد (2) بن الحارث بن [تيم بن مالك] (3) قُحافة بن عامر بن خثعم.
[أعقاب عبد الله بن جعفر الطيّار] :
والعقب من ولد عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من : عليّ (4) بن عبد الله ، وأُمّه : زينب بنت عليّ بن أبي طالب عليهما السلام .. 8.
ص: 383
ومن : إسحاق (1) ومعاوية (2) وإسماعيل (3) ، وهم لأُمّهات أولاد شتّى.
[أعقاب علي بن عبد الله بن جعفر الطيّار] :
والعقب من ولد عليّ بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من : محمد (4)
چ بن عليّ وإسحاق (5) بن عليّ ، وأُمّهما : لبابة بنت عبد الله بن العباس بن عبد المطّلب.
[أعقاب محمد بن علي بن عبد الله] :
والعقب من ولد محمد بن عليّ بن بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من : إبراهيم (6) بن محمد ، وعبد الله (7) بن محمد ، ويحيى بن 5.
ص: 384
محمد ، وعيسى (1) بن محمد.
[أعقاب إسحاق بن علي بن عبد الله] :
والعقب من ولد إسحاق بن عليّ بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من : جعفر (2) بن إسحاق ، وحمزة بن إسحاق ، والحسن بن إسحاق ، ومحمد (3) بن إسحاق ، وعبد الله (4) بن إسحاق.
[أعقاب إسحاق بن عبد الله بن جعفر الطيّار] :
والعقب من ولد إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من : القاسم (5) بن إسحاق ، وأُمّه : أُمّ حكيم بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ابن أبي قحافة.
[أعقاب القاسم بن إسحاق بن عبد الله] :
والعقب من ولد القاسم بن إسحاق من : إسحاق (6) وجعفر وعبد الله 1.
ص: 385
وإبراهيم وداود (1).
[أعقاب معاوية بن عبد الله بن جعفر الطيّار] :
والعقب من ولد معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من : صالح ويزيد ابني معاوية ، وأُمّهما : فاطمة (2) بنت الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
[أعقاب إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيّار] :
والعقب من إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من : عبدالله بن إسماعيل.
...... (3) بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم.
* * * 9.
ص: 386
[أعقاب عقيل بن أبي طالب]
والعقب من ولد عقيل بن أبي طالب من : محمد بن عقيل ، وأُمّه أٌمّ ولد.
[أعقاب محمد بن عقيل بن أبي طالب] :
والعقب من محمد بن عقيل من : عبد الله (1) بن محمد ، وأُمّه : زينب بنت عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وأُمّها أُمّ ولد.
[أعقاب عبد الله بن محمد بن عقيل] :
والعقب من عبد الله بن محمد بن عقيل من : محمد بن عبد الله ، وأُمّه : حميدة (2) بنت مسلم بن عقيل بن أبي طالب.
ومن : مسلم بن عبد الله ، وأُمّه أُمّ ولد.
[أعقاب محمد بن عبد الله بن محمد] :
والعقب من ولد محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل من : م.
ص: 387
القاسم (1)… بن محمد ، وعليّ بن محمد ، وعبد الرحمن بن محمد ، وعقيل (2)4 بن محمد.
[أعقاب مسلم بن عبد الله بن محمد] :
والعقب من ولد مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب من : عبد الله (3) بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب.
* * * 4.
ص: 388
تسمية مَن قتل بكربلاء رحمة الله عليهم في ولاية يزيد بن معاوية :
الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
وعليّ (1) بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الأكبر عليهم السلام.
والقاسم (2) بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
وعبد الله (3) بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
وأبو بكر (4) بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
والعباس بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام - وهو الّذي يقال له : «السقّاء» - كان يحمل على الناس فيفرجوا له فيأتي الفرات فيستقي الماء ويسقي أصحابه.
وعبد الله (5) بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام. 8.
ص: 389
وجعفر (1) [بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
........] (2).
ومحمد (3) بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
أبو بكر (4) بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
عثمان (5) بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام. 9.
ص: 390
عبد الله (1) بن عقيل بن أبي طالب.
جعفر (2) بن عقيل بن أبي طالب. عبد الرحمن (3) بن عقيل بن أبي طالب.
محمد (4) بن أبي سعيد عقيل بن أبي طالب.
عبد الله (5) بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب.
مسلم (6) بن عقيل بن أبي طالب ، قُتل بالكوفة قبل الحسين عليه السلام.
وقُتل زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب بالكوفة في ولاية هشام بن عبد الملك ، فدفن ، فدُلّ عليه ، فنبش ، ثمّ أُخرج فصُلب ، ثمّ أُحرق بالنار رحمة الله عليه.
وخرج يحيى بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن 6.
ص: 391
أبي طالب عليهم السلام إلى خراسان ، وأُدرك قبل أن يعبر النهر فقاتل حتّى قُتل بالجوزجان ، ثمّ صُلب حتّى أنزله أبو مسلم وأصحابه فدفنوه ، وسوّدوا عليه ، وأرسلوا الشعور.
مَن قُتل بالسمّ من ولد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام :
الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام ، في ولاية معاوية بن أبي سفيان.
أبو هاشم عبد الله (1) بن محمد بن عليّ بن أبي طالب ، سمّه سليمان ابن عبد الملك.
ويقال : إنّ يحيى بن خالد وجّه سليمان بن جرير إلى المغرب فسمّ إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، وكان هارون احتجّ بذلك عليه عندما ظهر عليه.
... بن (2) الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام ، قُتل بالمدينة ، وهو الّذي كان سمّي بإمرة المؤمنين (3).
وإبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام ، قُتل بالكوفة ب- «باخُمرى» (4). 8.
ص: 392
وكان محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن وجّه إخوته وولده في البلدان ليخرج كلّ رجل منهم في وقتٍ واحدٍ ، فقُتل ابنه عليّ (1) بن محمد بن عبد الله بمصر ..
وقُتل عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحسن بكابل شاه ..
وأخذ موسى بن عبد الله الأمان بعد قَتْل أخيه ، وكان وُجِّه إلى الجزيرة ..
وأخذ الحسن (2) بن محمد بن عبد الله بن الحسن الأمان ، وكان وجّهه أبوه إلى اليمن.
تسمية مَن حُمل من ولد الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام في ولاية أبي جعفر :
عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام ، طرح عليه البيت وهو ساجد.
إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام ، دُفن حيّاً.
الحسن بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام ، توفّي في الحبس. ه.
ص: 393
عليّ بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام ، توفّي في الحبس.
يعقوب (1) بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام ، توفّي في الحبس.
العباس (2) بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام ، توفّي في الحبس.
عبد الله (3) بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن [أبي طالب عليهما السلام ، توفّي في الحبس] ... (4) القتل رحمهم الله ورضي عنهم.
وممّن توفّي في خلافة هارون الرشيد في المحابس :
موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
هذان قُتلا في الحبس رحمة الله عليهما. ن.
ص: 394
وممّن كان مع عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام في الحبس فخلّي عنه وانصرف إلى المدينة :
سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
عليّ بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
عليّ (1) بن العباس بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
تسمية مَن قُتل ب- «فخّ» رحمة الله عليهم :
الحسين بن عليّ بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.
عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام. ض.
ص: 395
الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام ، أُسر فأُتي به موسى بن عيسى فضرب عنقه صبراً.
وكان عبد الله بن الحسن بن عليّ بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ... (1) جعفر بن يحيى فضرب عنقه بغير أمر.
تسمية مَن قُتل أيّام أبي السرايا رحمة الله عليهم :
الحسن (2) بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، قُتل بقنطرة الكوفة.
الحسين (3) بن إسحاق بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، قُتل في وقعة السوس.
زيد بن عبد الله بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، قُتل في السوس.
محمد (4) بن الحسين بن الحسن بن عليّ بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، قُتل باليمن.
عليّ (5) بن الحسين بن الحسن بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن ض.
ص: 396
أبي طالب عليهم السلام ، قُتل باليمن.
عليّ بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عليّ بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب (1) عليهم السلام ، قُتل باليمن.
وكان العباس بن محمد بن عبد الله بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، ضُرب بعمودٍ حديدٍ بين يدي هارون حتّى قُتل.
* * * ب.
ص: 397
فهرس مصادر التحقيق
1 - الإرشاد ، للشيخ المفيد البغدادي ، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام : لإحياء التراث ، قم 1413 ه.
2 - الأصيلي في أنساب الطالبيّين ، لصفيّ الدين محمد ، المعروف ب- : ابنالطقطقي الحسني ، نشر مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم 1418 ه.
3 - الأعلام ، لخير الدين الزركلي ، نشر دار العلم للملايين ، بيروت 1984 م.
4 - أعلام النساء المؤمنات ، لمحمّد الحسّون وأُمّ علي مشكور ، نشر دار أُسوة ، قم 1411 ه.
5 - أعيان الشيعة ، للسيّد محسن الأمين العاملي ، نشر دار التعارف للمطبوعات ، بيروت 1403 ه.
6 - الأنساب ، لأبي سعد عبد الكريم السمعاني ، نشر مؤسسة الكتب الثقافيّة ، بيروت 1408 ه.
7 - بحار الأنوار ، للشيخ محمد باقر المجلسي ، نشر مؤسسة الوفاء ، بيروت 1403 ه.
8 - بحر الأنساب ، للسيّد محمد بن أحمد الحسيني النجفي ، نشر دار المجتبى للنشر والتوزيع ، المدينة المنوّرة 1419 ه.
9 - بغية الحائر في أحوال أولاد الإمام الباقر عليه السلام ، للسيّد حسين الزرباطي ، نشر مكتبة آية الله السيّد المرعشي النجفي ، قم 1416 ه.
10 - تاريخ الأُمم والملوك (تاريخ الطبري) ، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، نشر دار سويدان ، بيروت.
11 - تاريخ بغداد ، لأبي بكر أحمد الخطيب البغدادي ، نشر دار الباز ، مكّة المكرّمة.
12 - تاريخ خليفة بن خيّاط ، لخليفة بن خيّاط العصفري ، نشر دار طيبة
ص: 398
للنشر والتوزيع ، الرياض 1405 ه.
13 - التاريخ الكبير ، لأبي عبد الله محمد البخاري ، نشر دار الكتب العلميّة ، بيروت.
14 - تسمية مَن قُتل مع الحسين عليه السلام ، من ولده وإخوته وأهل بيته وشيعته ، للفضيل بن الزبير الأسدي ، المطبوع في مجلّة تراثنا ، العدد 2 ص 127 ، قم 1406 ه.
15 - تفسير غريب القرآن ، المنسوب إلى الإمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين عليه السلام ، نشر مكتب الإعلام الإسلامي.
16 - تقريب التهذيب ، لابن حجر العسقلاني ، نشر دار المعرفة ، بيروت.
17 - تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب ، لأبي الحسن محمد العبيدلي ، نشر مكتبة آية الله السيّد المرعشي النجفي ، قم 1413 ه.
18 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، لجمال الدين المزّي ، نشر مؤسسة الرسالة ، بيروت 1403 ه.
19 - تهذيب التهذيب ، لابن حجر العسقلاني ، نشر دار الكتب العلميّة ، بيروت 1415 ه.
20 - جامع الرواة ، لمحمد بن علي الأردبيلي الغروي الحائري ، نشر دار الأضواء ، بيروت 1403 ه.
21 - جمهرة أنساب العرب ، لعليّ بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي ، نشر دار الكتب العلميّة ، بيروت 1403 ه.
22 - جمهرة النسب ، لأبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، نشر عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية ، بيروت 1407 ه.
23 - جمهرة نسب قريش ، للزبير بن بكّار ، نشر مكتبة دار العروبة ، القاهرة 1381 ه.
24 - الجوهرة في نسب الإمام عليّ وآله ، لمحمد بن أبي بكر الأنصاري التلمساني البرّي ، نشر مكتبة النوري ، دمشق 1402 ه.
25 - خلاصة الأقوال ، للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر
ص: 399
الأسدي ، نشر مكتبة الشريف الرضي ، قم 1402 ه.
26 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، للشيخ آقا بزرگ الطهراني ، نشر دار الأضواء ، بيروت 1403 ه.
27 - رجال الطوسي ، لمحمد بن الحسن الطوسي ، نشر مكتبة الشريف الرضي ، قم 1380 ه.
28 - رجال النجاشي ، لأبي العباس أحمد بن علي النجاشي ، نشر جماعة المدرّسين ، قم 1407 ه.
29 - سرّ السلسلة العلوية ، لأبي نصر البخاري ، نشر المكتبة الحيدرية ، النجف 1381 ه.
30 - سير أعلام النبلاء ، لشمس الدين الذهبي ، نشر مؤسسة الرسالة ، بيروت 1405 ه.
31 - الشجرة المباركة في أنساب الطالبية ، لأبي عبد الله محمد فخرالدين الرازي ، نشر مكتبة آية الله السيّد المرعشي النجفي ، قم 1409 ه.
32 - الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، نشر دار صادر ودار بيروت ، بيروت 1377 ه.
33 - عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ، للسيّد جمال الدين أحمد الحسني ، المعروف ب- : ابن عنبة ، نشر المطبعة الحيدرية ، النجف 1380 ه.
34 - غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار ، للسيّد تاج الدين ابن زهرة الحسيني ، نشر المطبعة الحيدرية ، النجف 1382 ه.
35 - الفخري في أنساب الطالبيّين ، للسيّد عزيز الدين أبي طالب إسماعيل المروزي الأزوَرقاني ، نشر مكتبة آية الله السيّد المرعشي النجفي ، قم 1409 ه.
36 - الفهرست ، للشيخ محمد بن الحسن الطوسي ، نشر مؤسّسة الفقاهة ، 1417 ه.
37 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ، لمصطفى بن عبد الله ، الشهير ب- : حاجي خليفة ، نشر مكتبة المثنّى ، بيروت.
ص: 400
38 - الكنى والألقاب ، للشيخ عباس القمّي ، نشر مكتبة بيدار ، قم 1358 ه.
39 - لباب الأنساب والألقاب والأعقاب ، لأبي الحسن علي البيهقي ، الشهير ب- : ابن فندق ، نشر مكتبة آية الله السيّد المرعشي النجفي ، قم 1410 ه.
40 - لسان الميزان ، لابن حجر العسقلاني ، نشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت 1390 ه.
41 - مؤلّفات الزيدية ، للسيّد أحمد الحسيني ، نشر مكتبة آية الله السيّد المرعشي النجفي ، قم 1413 ه.
42 - المجدي في أنساب الطالبيّين ، لنجم الدين أبي الحسن علي العلوي العمري ، نشر مكتبة آية الله السيّد المرعشي النجفي ، قم 1409 ه.
43 - المختصر في أخبار البشر ، (تاريخ أبي الفداء) ، لعماد الدين إسماعيل أبي الفداء ، نشر دار المعرفة ، بيروت.
44 - مراصد الاطّلاع على أسماء الأمكنة والبقاع ، لصفيّ الدين البغدادي ، نشر دار المعرفة ، بيروت 1374 ه.
45 - مراقد المعارف ، لمحمد حرز الدين ، نشر سعيد بن جبير ، قم 1992 م.
46 - مشاهد العترة الطاهرة وأعيان الصحابة والتابعين ، للسيّد عبدالرزّاق كمّونة الحسيني ، نشر مطبعة الآداب ، النجف 1387 ه.
47 - معالم العلماء ، لابن شهرآشوب المازندراني ، نشر المطبعة الحيدرية ، النجف 1380 ه.
48 - معجم البلدان ، لياقوت الحموي ، نشر دار إحياء التراث العربي ، بيروت 1399 ه.
49 - معجم رجال الحديث ، للسيّد أبي القاسم الخوئي ، نشر مدينة العلم ، قم 1403 ه.
50 - معجم المؤلّفين ، لعمر رضا كحّالة ، نشر دار إحياء التراث العربي ، بيروت.
ص: 401
51 - مقاتل الطالبيّين ، لأبي الفرج الأصفهاني ، نشر مكتبة الشريف الرضي ، قم 1416 ه.
52 - منتقلة الطالبية ، لأبي إسماعيل إبراهيم بن ناصر بن طباطبا ، نشر المطبعة الحيدرية ، النجف 1388 ه.
53 - النسب ، لأبي عبيد القاسم بن سلام ، نشر دار الفكر ، بيروت 1410 ه.
54 - نسب قريش ، لأبي عبد الله المصعب الزبيري ، نشر دار المعارف ، مصر.
55 - هديّة العارفين ، لإسماعيل باشا البغدادي ، نشر مكتبة المثنّى ، بيروت 1951 م.
* * *
ص: 402
كتب صدرت محقّقة
* الجمل
وصفّين والنهروان.
تأليف : أبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي الكوفي ،
المتوفّى سنة 157 ه.
كتاب يشتمل على نصوص تاريخية لروايات أبي مخنف بشأن
أيّام الجمل وصفّين والنهروان ، وهي المعارك التي خاضها الإمام أمير المؤمنين
عليّ عليه السلام مع الناكثين والقاسطين والمارقين ، كما وعده الرسول الأكرم صلى
الله عليه وآله وسلم بذلك. إضافة إلى دراسة حال رواة أبي مخنف ونقل الأقوال
المتضاربة في توثيقهم.
اعتمدت ستّة كتب رئيسية - ذكرت مواصفاتها في
المقدّمة - في جمع هذه الروايات ، التي أعطت صورة واضحة عن هذه الأحداث ؛ إذ
نقلها أبو مخنف عمّن
عاشها أو عاصرها ، والتي وردت فيها مبعثرة يشوبها
التقطيع والنقص والتحريف والسرقة.
وهو محاولة لإعادة بناء كتب مفقودة لمَن يعدّ من
أوائل المؤرّخين الشيعة ، الذي صنّف مجموعة كبيرة من المصنّفات التي تؤرّخ
الكثير من أحداث القرن الأوّل الهجري وما وقع فيه من فتن وثورات ، وتناولت
رواياته مجمل أحداث التاريخ الإسلامي ، ابتداءً من السيرة الشريفة للرسول الأكرم
صلى الله عليه وآله وسلم وغزواته ، وانتهاءً بثورات العلويّين الّذين عاصرهم.
وقد كانت كتب أبي مخنف - التي لم نصل إلى أي منها
حتّى الوقت الحاضر - موضع عناية مَن جاء بعده من المؤرّخين ونقلوا عنها الكثير
في مصنّفاتهم.
ص: 403
تضمّنت مقدّمة التحقيق بياناً لمنهج أبي مخنف في
التدوين ، وشرحاً لخطوات مشروع إعادة البناء.
جمع وتحقيق : حسن حميد السنيد.
نشر : مؤسسة دار الإسلام - لندن / 1423 ه.
* الاستبصار
في ما اختلف من الأخبار ، ج 1 - 4.
لشيخ الطائفة ، أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي
(385 - 460 ه).
أحد الكتب الأربعة - أركان الحديث الإمامي -
المعتمدة عند الإماميّة ، والمجامع الحديثية التي عليها مدار استنباط الأحكام
الشرعية عند فقهائهم ، منذ عصر المؤلّف حتّى اليوم ، وهو مقتصرٌ على ذكر أخبار
الإمامية المختلَف فيها والجمع بينها ..
ولأهمّيته شرحه وعلّق عليه كثير من علماء وأعلام
الطائفة منذ القرن الخامس الهجري إلى الوقت الحاضر.
رتّبه الشيخ رحمه الله في ثلاثة مجلّدات ، اثنان
منها في العبادات ، والثالث في بقية أبواب الفقه من المعاملات ، كالعقود
والإيقاعات والأحكام ؛ مبتدئاً في كلّ باب بإيراد ما يعتمده من الفتوى والأحاديث
فيه ، ثمّ يعقب بما يخالفها من الأخبار ،
مبيّناً وجه التأويل فيها والجمع بينها ماأمكن ذلك
..
وقد أورد الأحاديث في الجزأين الأوّل والثاني -
العبادات - بأسانيدها ، ثمّ اكتفى في الجزء الثالث بذكر الراوي الذي أخذ الحديث
من كتابه أو أصله ، مورداً في آخر الكتاب جملة من الأسانيد يُتوصّل بها إلى هذه
الكتب والأُصول.
أحصى الكتاب 5511 حديثاً ، توزّعت على 925 باباً.
تحقيق : علي أكبر الغفّاري.
نشر : دار الحديث - قم / 1422 ه.
* كشف الغطاء
عن مبهمات الشريعة الغرّاء ، ج 3 - 4.
تأليف : العلاّمة الشيخ جعفر بن خضر الجناجي النجفي
(4 / 1156 - 1228 ه) ، المعروف ب- : كاشف الغطاء.
أثر جليل ، جامع لمسائل الاعتقاد والأُصول والفقه ،
حاوٍ للفروع المرشدة إلى كيفية الاستنباط من الشواهد والدلائل ؛ يجمع بين
متشابهات المسائل المتناثرة ، مستوفياً شروط مشروطاتها ، مكثراً تقسيم منقسماتها
، ذاكراً فروعاً لم يسبق إليها ، معتمداً تحكيم المباني الأُصولية في استنباط
الأحكام الشرعية ..
ص: 404
ألّفه في بعض الأسفار ، ولم يكن عنده من كتب الفقه
غير قواعد العلاّمة
الحلّي (ت 726 ه) ، وهو مطبوع في إيران مراراً على الحجر.
مرتّب في ثلاثة فنون :
الأوّل : في ما يتعلّق ببيان الأُصول الإسلامية ،
والعقائد الإيمانية ، استدلّ فيه بالأدلّة والبراهين المتقنة على توحيد الخالق
جلّ وعلا والعدل والنبوّة والمعاد بإيجاز واختصار ، وبالأدلّة العقلية والنقلية
من الكتاب الكريم والسُنّة القطعية على الإمامة والولاية بتفصيل وإسهاب.
والثاني : في ما يتعلّق ببيان بعض المطالب
الأُصولية الفرعية ، وما يتبعها من القواعد المشتركة بين المطالب الفقهية ، ذكر
فيه 56 مبحثاً من المباحث الأُصولية الدقيقة ، إضافة إلى القواعد المشتركة بين
الفقه والأُصول.
والثالث : في ما يتعلّق بالفروع الفقهية ، وهو على
أربعة اقسام : عبادات ، عقود ، إيقاعات ، وأحكام.
تمّ التحقيق اعتماداً على أربع نسخ : ثلاث مخطوطة ،
ورابعة مطبوعة على الحجر ، ذكرت مواصفات النسخ في المقدّمة.
اشتمل الجزء 3 على : تتمّة كتاب
الصلاة ، والجزء 4 - الأخير - على كتب : الصوم ،
الاعتكاف ، العبادات المالية ، الزكاة ، الخمس ، الوقف ، الجهاد ، وكتاب الحجّ.
تحقيق : مكتب الإعلام الإسلامي - فرع خراسان.
نشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي -
قم / 1422 ه.
* معارج نهج
البلاغة.
تأليف : أبي الحسن علي بن زيد البيهقي الأنصاري
(493 - 565 ه).
شرح لكتاب نهج
البلاغة للسيد الشريف الرضي (359 - 406 ه) الذي جمعه
خلال 17 عاماً تقريباً .. ويُعدّ الكتاب الوحيد الذي جمع بأُسلوب فريد روايات
منتقاة من بليغ آثار الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام من خطب
ورسائل وحِكم ، والموصوف بأنّه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين .. والذي
حظي بالعناية البالغة - استنساخاً وشرحاً وتعليقاً - من قبل أعلام البلاغة
والأدب ، وحملة العلم والحديث جيلاً بعد جيل .. وتمّ شرحه بشروح عديدة وأُلّفت
عنه مؤلّفات كثيرة.
ويعدّ ثاني شرح كامل
للنهج ؛ إذ لم
ص: 405
يسبقه إلاّ شرح أحمد بن محمد الوبري (من أعلام
القرن السادس الهجري) ، المعدود في ما فُقد من تراثنا الثرّ - وهو شرح موجز
مقتصر على حلّ مشكل النهج
وتوضيح غامضه من طريق علم الكلام -.
وهو شرح لجمل مختارة من النهج
بأُسلوب : «قوله : .. - قوله : ..» ، مع الكثير من الأشعار والأمثال ، وليس
شرحاً لكلّه فقرةً فقرة ولفظةً لفظة.
تمّ التحقيق اعتماداً على نسختين : مخطوطة - في
مجلّدين - ومطبوعة ، ذكرت مواصفاتهما في المقدّمة.
تحقيق : أسعد الطيّب.
نشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي -
قم / 1422 ه.
* قلائد
الفرائد ، ج 1.
تأليف : الشيخ غلام رضا القمّي ، (1255 - 1332 ه).
شرح مختصر لكتاب فرائد
الأُصول ، المعروف ب- : «الرسائل» ، للشيخ الأعظم مرتضى
الأنصاري ، المتوفّى سنة 1281 ه- ، والذي يشتمل على خمس رسائل في أبحاث الأُصول
العملية : القطع ، الظنّ ، البراءة ، الاستصحاب ، والتعادل والترجيح.
يشتمل على تعليقات نافعة ، وفوائد
شتّى من علم الأُصول ، إضافة إلى أقوال الأعلام في
هذا الفنّ ، كما اشتمل على مطالب وإفادات كثيرة للشيخ الأنصاري قدس سره ، نقلها
المصنّف - تلميذه - عنه بلا واسطة ، وهو بعنوان : «قوله : .. - أقول : ..» ، وقد
فرغ منه سنة 1312 ه.
يضمّ هذا الجزء مباحث القطع ، الظنّ ، البراءة ،
الاحتياط ، والتخيير.
تمّ التحقيق اعتماداً على نسخة مطبوعة واحدة ، ذكرت
مواصفاتها في المقدّمة.
تحقيق وتعليق : الشيخ محمد حسن الشفيعي
الشاهرودي.
صدر في قم سنة 1423 ه.
* شرح القواعد
(كتاب المتاجر) ج 1.
تأليف : العلاّمة الشيخ جعفر بن خضر الجناجي النجفي
(4 / 1156 - 1228 ه) ، المعروف ب- : كاشف الغطاء.
شرح مزجي على بعض أبواب المكاسب من كتاب قواعد
الأحكام في معرفة الحلال والحرام ، للعلاّمة
الحلّي ، جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف ابن المطهّر الأسدي (648 - 726
ه).
يشتمل على العديد من القواعد الفقهية ، وقد وصل
المصنّف فيه إلى أواخر بيع الثمار ، وتمّمه ولده الشيخ
ص: 406
حسن المتوفّى سنة 1262 ه- بعنوان : شرح الخيارات.
تمّ التحقيق اعتماداً على 12 نسخة مخطوطة ، ذكرت
مواصفاتها في المقدّمة.
تضمّن هذا الجزء تعريف المتاجر ، ثمّ فصلين - من
المقصد الأوّل : في المقدّمات من كتاب المتاجر - : في أقسامها من : الواجب
والمندوب والمباح والمكروه والمحظور ، وخاتمة اشتملت على عدّة أحكام ، وفي
آدابها.
تحقيق : السيّد محمد حسين الرضوي الكشميري.
نشر : منشورات سعيد بن جبير - قم / 1422 ه.
* الفضائل.
تأليف : الشيخ سديد الدين أبي الفضل شاذان بن
جبرائيل بن أبي طالب القمّي ، من أعلام القرن السادس الهجري.
كتاب يشتمل على طائفة من الروايات تتضمّن ذكر بعض
الفضائل والاحتجاجات والكرامات والمناقب للنبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم
لأهل بيته الكرام عليهم السلام ، وبالخصوص وصيّه وخليفته الإمام أمير المؤمنين
عليّ ابن أبي طالب عليه السلام ، كما اشتمل على طائفة أُخرى من هذه الروايات
نقلتها بعض
المصادر الروائية عن هذا الكتاب ولم تكن موجودة في
النسخ المعتمدة في التحقيق.
تمّ التحقيق اعتماداً على خمس نسخ ، ثلاث مخطوطة
واثنتين مطبوعة ، ذكرت مواصفاتها في المقدّمة.
تحقيق : السيّد محمد الموسوي والشيخ عبد الله
الصالحي.
نشر : مؤسسة وليّ العصر (عج) للدراسات الإسلامية
- قم / 1422 ه.
* المجازات
النبوية.
تأليف : الشريف الرضيّ ، أبي الحسن محمد بن
الحسين بن موسى الموسوي البغدادي (359 - 406 ه) ،
أثر قيّم ، يشتمل على بيان وتوضيح لِما جاء في مجموعة
من الأحاديث النبوية الشريفة - بلغت 363 حديثاً - الواردة عن الرسول الأكرم صلى
الله عليه وآله وسلم من «المجاز» ، أحد فنون بلاغة اللغة العربية ؛ إذ تضمّنت
كثيراً من الاستعارات البديعة ، ولُمَع البيان الغريبة ، وأسرار اللغة اللطيفة.
لم يرتّب المصنّف مختاره على أبجدية خاصّة ؛ فقد
جاء بأحاديث أو بأجزاء منها بحسب ما أوقفه اطّلاعه على مراجعه ، ومنهجه : ذكر
النصّ ، ثمّ الإشارة إلى اللون البياني ، شارحاً موضّحاً - رغم إيجازه -
ص: 407
الوجوه التي جرى المعنى عليها ، مبيّناً مقدار
البلاغة فيها والفصاحة المستفادة من مضمون الأحاديث ، مورداً أمثلة وشواهد من
الآيات والأحاديث والشعر ، سالكاً طريق الإيماء والإشارة ، ذاكراً بعض المصادر
التي اعتمدها في استخراج المجاز ، وهي كتب غريب الحديث وأخبار المغازي المشهورة
، ومسانيد المحدّثين ، والموجز من حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والإمام
أمير المؤمنين عليه السلام.
تمّ التحقيق اعتماداً على نسختين مخطوطتين وثالثة
مطبوعة ، ذكرت مواصفاتها في المقدّمة.
تحقيق : مهدي هوشمند.
نشر : دار الحديث - قم / 1422 ه.
* مسائل
فقهية.
تأليف : الإمام السيّد عبد الحسين شرف الدين
الموسوي العاملي (1290 - 1377 ه).
مباحث تتعلّق بعدّة مسائل فقهية فرعية ، كثر الجدل
والنقاش فيها ، عرضت - بأُسلوب علمي متين - رأي الإمامية المختار في هذه المسائل
، المبني على البرهان الجلي والحجّة القويمة المستمدّين من كتاب الله الكريم
والسُنّة الشريفة
لرسوله الأمين صلى الله عليه وآله وسلم ؛ إغناءً
للحركة الفقهية الإسلامية ، وتخفيفاً من حدّة الخلاف الدائر بشأن تلك المسائل.
والمسائل هي : الجمع بين الصلاتين ، هل البسملة آية
قرآنية؟ وهل تقرأ في الصلاة؟ القراءة في الصلاة ، تقصير المسافر وإفطاره ، حكم
الإفطار ، نكاح المتعة (في فصول) ، المسح على الأرجل أو غسلها في الوضوء ، المسح
على الخفّين والجوربين ، المسح على العمامة ، وستّة فروع خلافية أُخرى في
الوضوء.
تحقيق : المجمع العالمي لأهل البيت عليهم
السلام.
نشر : مركز الطباعة والنشر التابع للمجمع العالمي
لأهل البيت عليهم السلام - طهران / 1420 ه.
* تفسير
الصراط المستقيم ، ج 1 - 2.
تأليف : العلاّمة البروجردي ، السيّد حسين بن
محمد رضا الحسيني ، من أعلام القرن الثالث عشر.
تفسير لبعض من آيات القرآن الكريم بالمأثور عن
أئمّة أهل البيت حجج الله المعصومين عليهم السلام ؛ إذ يسعى لاستقصاء الأخبار
المتعلّقة بكلّ آية ، والرجوع في توضيح المشكل والمتشابه منها الى الاخبار
ص: 408
والآثار الواردة عنهم عليهم السلام.
مرتّب في 14 مقدّمة تمهيدية شملت مواضيع عديدة ،
ثمّ تفسير سورة الفاتحة ، وتفسير سورة البقرة إلى آية الكرسي (255).
اشتمل هذا الجزء على تفسير سورة الفاتحة.
تحقيق : الشيخ غلام رضا البروجردي.
نشر : مؤسسة المعارف الإسلامية - قم / 1422 ه.
* المصنّفات
الأربعة.
كتاب يشتمل على أربع رسائل للشهيد الثاني ، زين
الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي (911 - 965 ه).
كشف الريبة عن
أحكام الغِيبة ، تضمّنت مباحث في الغِيبة ، وما ورد
فيها من النهي في الكتاب والسُنّة والأثر ، ودلالة العقل عليه ، مرتّبة في
مقدّمة في تعريف الغِيبة وتحريمها ، وخمسة فصول في : أقسام الغِيبة ، العلاج
المانع للإنسان عنها ، الأعذار المرخّصة فيها ، ما يلتحق بها (النميمة والحسد) ،
وكفّارتها ، وخاتمة في 12 حديثاً تناسب المقام.
تمّ التحقيق اعتماداً على نسختين مخطوطتين ونسخة
مطبوعة.
مسكّن الفؤاد
عند فقد الأحبّة والأولاد ، تضمّنت جملة من الآثار
النبوية وأحوال أهل الكمالات وبعض التنبيهات ، ممّا ينجلي به الصدأ عن قلوب
المحزونين وتنكشف به الغُمّة عن المكروبين ، مرتّبة في مقدّمة في موجبات الرضا
بقضاء اللهعزّ وجلّ ، وروايات أخلاقية مفيدة ، وأربعة أبواب في : الأعواض
الحاصلة من موت الأولاد ، الصبر وما يُلحق به ، الرضا ، والبكاء ، وخاتمة في
فوائد مهمّة.
تمّ التحقيق اعتماداً على نسخة مخطوطة ونسختين
مطبوعتين.
التنبيهات
العلية على وظائف الصلاة القلبية ، تضمّنت
نبذة من أسرار الصلاة ، وزبدة من آدابها ، مرتّبة في مقدّمة في : تحقيق معنى
القلب الذي ينبغي إحضاره في أوقات العبادات ، إحضاره حال الصلاة ، وفي بيان
الدواء النافع في حضوره ، وثلاثة فصول في : أسرار مقدّمات الصلاة ، أسرار
مقارناتها ، ثمّ في منافياتها ، وخاتمة في : جبر الخلل الواقع في الصلاة ، وفي
خصوصيات باقي الصلوات (غير اليومية).
تمّ التحقيق اعتماداً على نسخة مخطوطة وثلاث نسخ
مطبوعة.
حقيقة الإيمان ،
تضمّنت مباحث في
ص: 409
بيان حقيقة الإيمان ، مرتّبة في مقدّمة في تعريف
الإيمان ، وثلاثة مقالات ؛ الأُولى في : بيان آراء المذاهب والفرق في حقيقة
الإيمان ، وأدلّة كلّ فرقة على مدّعاها ، والردود والإشكالات الواردة عليها ،
والثانية في عدّة مسائل منها : التوسعة في حقيقة الإيمان ، وبيان حقيقة الكفر ،
والثالثة في مسائل أيضاً منها : بيان حقيقة الإسلام ، وهل أنّ الطاعة معتبرة في
حقيقة الإيمان ، وخاتمة في عدّة مباحث منها : تعيين زمان التكليف بدلالة المعارف
الإلهية ، وبيان المعارف التي يحصل بها الإيمان.
تمّ التحقيق اعتماداً على نسختين مخطوطتين.
ذكرت مواصفات النسخ المعتمدة في تحقيق كلّ رسالة في
مقدّمة تحقيقها.
تحقيق : مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية.
نشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي -
قم / 1422 ه.
* الرجال ،
لابن الغضائري.
تأليف : أحمد بن الحسين الغضائري الواسطي البغدادي
، من أعلام القرن الخامس الهجري.
من كتب الرجال المعروفة ، يسمّى
ب- : «الضعفاء» أو : «الجرح» ، لواحد من أعلام
الطائفة - كان معاصراً للنجاشي (ت 450 ه) وللطوسي (ت 460 ه) - وهو كتاب اختُلف
في نسبته وفي نسبة مادّته إلى مصنّفه ؛ بسبب ما ورد فيه من تضعيفات ..
وقد انتخب هذا الاسم لهذا الكتاب باعتبار جمعه لما
أُثر عن ابن الغضائري ، سواء ما ثبت في الكتاب المنسوب إليه ، أم ما نقل عنه في
ما تفرّق من المواضع والمواضيع.
يشتمل الكتاب أيضاً على مستدرك يتضمّن ما نقله
النجاشي (ت 450 ه) والعلاّمة الحلّي (ت 726 ه) وابن داود الحلّي (ت بعد 707
ه) عن ابن الغضائري - ممّا يتعلّق بالرجال - ولم يكن موجوداً في نسخ الكتاب
المعتمدة في التحقيق.
تمّ التحقيق اعتماداً على أربع نسخ ، نسخة مصوّرة
عن مطبوعة على الآلة الكاتبة ، ونسخة مخطوطة ، ونسختان مطبوعتان ، ذكرت مواصفات
النسخ في المقدّمة ، التي تناولت المؤلّف ومنهجه في الكتاب ، ثمّ الكتاب ونسبته
إلى المؤلّف وتقييمه والمواقف المختلفة منه.
تحقيق : السيّد محمد رضا الحسيني الجلالي.
ص: 410
نشر : دار الحديث - قم / 1422 ه.
* الصحيفة
الرضوية الجامعة.
جمع وإعداد : السيّد محمد باقر الموحّد الأبطحي
الأصفهاني.
كتاب يجمع بين دفتيه - بعد التنقيب والبحث في مختلف
المصادر والمؤلّفات - ما أُثر عن الإمام الثامن عليّ بن موسى الرضا ، وكذلك ما
أُثر عن الأئمّة محمد الجواد وعليّ الهادي والحسن العسكري والحجّة المنتظر
عليهم السلام ، من الكلمات البليغة والعبارات الفصيحة والجمل المسبوكة ، التي تتضمّن
الطريقة المثلى والأُسلوب المتين الأمثل لمخاطبة الربّ العظيم تبارك وتعالى ضمن
إطار الدعاء والمناجاة والتضرّع والتوّسل والابتهال إليه جلّ وعلا.
مرتّب بذكر أدعية الصحيفة الرضوية ، ثمّ الصحيفة
الجوادية ، ثمّ الصحيفة الهادية ، ثمّ الصحيفة العسكرية ، ثمّ الصحيفة المهدية ،
مبتدئاً - في كلّ منها - بالأدعية الخاصّة بتحميد الله عزّ وجلّ والثناء عليه
وتمجيده وتسبيحه وتقديسه ، ثمّ أدعية جوامع المطالب وخصوصها ، ثمّ أدعية الأوقات
والمواقيت ، ثمّ الدعاء للنفس ، وللآخرين ، أو عليهم ، إضافة إلى نبذة من
الأدعية المروية عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
والأئمّة عليهم السلام بحقّ الإمام المهديّ - عجّل
الله تعالى فرجه الشريف - ومن الأدعية المنقولة من الكتب بحقّه عليه السلام.
تحقيق ونشر : مؤسسة الإمام المهديّ عليه السلام
- قم / 1420 ه.
* الرسائل
الرجالية ، ج 1 - 2.
تأليف : محمد بن محمد إبراهيم الكلباسي (1247 -
1315 ه).
كتاب يجمع عدّة رسائل للمصنّف في علمي الدراية
والرجال ، اشتملت على مباحث وفوائد رجالية عديدة.
تمّ تحقيق هذه الرسائل اعتماداً على نسختين
مخطوطتين ، عدا تسع منها ؛ إذ هي اعتماداً على مخطوطة واحدة ، أربع منها في إحدى
النسختين ، هي : في محمد بن جعفر بن عون الأسدي ، في أحمد بن االحسين ، في
حسين بن عبدالله ، وفي الصحيفة السجّادية ، وخمس منها في الأُخرى ، هي : في
تزكية الرواة ، في لزوم نقد مشيخة الصدوق والشيخ ، في معاوية بن شريح ، في حمّاد
ابن عثمان ، وفي المحقّق الخوانساري.
تضمّن الجزء الأوّل ثلاث رسائل : في معنى : «ثقة» ،
في جواز الاكتفاء في تصحيح الحديث بتصحيح الغير وعدمه ،
ص: 411
وفي تزكية الرواة من أهل الرجال.
فيما تضمّن الجزء الثاني سبع رسائل : في أصحاب
الإجماع ، في النجاشي ، في ابن الغضائري ، في الشيخ البهائي ، في المحقّق
الخوانساري ، في الصحيفة السجّادية ، وفي التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن
العسكري عليه السلام.
تحقيق : محمد حسين الدرايتي.
نشر : دار الحديث - قم / 1422 ه.
* حاشية
«شرائع الإسلام».
تأليف : الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي بن أحمد
الجبعي العاملي (911 - 965 ه).
تعليقات على كتاب شرائع
الإسلام في مسائل الحلال والحرام للمحقّق
الحلّي ، الشيخ أبي القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن الهذلي (602 - 676 ه) ؛ وهو
من المتون الفقهية المهمّة الكاملة ، وموضع عناية العلماء والفقهاء درساً
وتدريساً وشرحاً وتعليقاً منذ عصر تأليفه إلى الآن ، وعليه شروح وحواشٍ كثيرة
لعدد كبير من أجلّة العلماء والفقهاء ، مطبوع مراراً ، ومترجم إلى عدّة لغات.
وهي حاشية بشكل موجز ومختصر ؛ إذ يذكر قول المحقّق
الحلّي ثمّ يعلّق عليه
بما تقتضيه الضرورة ، فهو لا يستدلّ بالآيات
والأحاديث ولا ينقل أقوال العلماء إلاّ نادراً.
تمّ التحقيق اعتماداً على نسختين مخطوطتين ، ذكرت
مواصفاتهما في المقدّمة.
تحقيق : مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية.
نشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي -
قم / 1422 ه.
* الدعوة في
كلمة التوحيد.
تأليف : الشيخ محمد صالح آل مبارك الخطّي القطيفي
(1318 - 1394 ه).
تسع فوائد تضمّنت دعوة المسلمين إلى التقارب بينهم
وفهم بعضهم بعضاً ، والتأكيد على أهمّية وحدة المسلمين في كلّ حال وزمان ومكان ،
مع بيان أنّ الخلافات بين مذهب الإمامية وغيره من المذاهب هي كالتي بين هذه المذاهب
نفسها ، إلاّ في مسألة الإمامة فالخلاف فيها أبعد ، مع توضيح عقائد الإمامية
والتزامهم بالأحكام الشرعية ، وأنّهم لا يختلفون في ذلك عن غيرهم من المذاهب ،
وأنّ فهم الفكر الشيعي لا يتمّ إلاّ من خلال كتبهم.
والفوائد كانت في : البكاء على الإمام
ص: 412
الحسين عليه السلام ، بعض ما يُنسب إلى الشيعة وهم
براء منه ، معنى التشيّع وواضعه وجهة الوضع وأحاديث : الثقلين ، السفينة ،
النجوم ، باب حطّة ، والمنزلة ، بيان عقائد الشيعة في : التوحيد ، النبوّة ،
الإمامة ، المعاد الجسماني ، العدل ، القياس ، الاجتهاد ، المتعة ، وفي بعض
العبادات : الصلاة ، الصوم ، الزكاة ، الخمس ، والحجّ ، وأخيراً نداء عام لكلّ
المسلمين.
تمّ التحقيق اعتماداً على نسخة مطبوعة ذكرت
مواصفاتها في المقدّمة.
تحقيق ونشر : دار المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
لإحياء التراث - بيروت / 1422 ه.
* الصحيفة
الفاطمية الجامعة.
جمع وإعداد : السيّد محمد باقر الموحّد الأبطحي
الأصفهاني.
كتاب يجمع بين دفتيه - بعد التنقيب والبحث في مختلف
المصادر والمؤلّفات - ما أُثر عن سيّدة نساء العالمين بضعة نبيّنا المصطفى صلى
الله عليه وآله وسلم فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها ، وكذلك ما أُثر عن
شبليها الإمامين السبطين الحسن المجتبى والحسين الشهيد صلوات الله وسلامه
عليهما ، من الكلمات البليغة والعبارات الفصيحة والجمل المسبوكة ، التي تتضمّن
الطريقة المثلى والأُسلوب المتين الأمثل لمخاطبة
الربّ العظيم تبارك وتعالى ضمن إطار الدعاء والمناجاة والتضرّع والتوّسل
والابتهال إليه جلّ وعلا.
مرتّب بذكر أدعية الصحيفة الفاطمية ، ثمّ الصحيفة
الحسنية ، ثمّ الصحيفة الحسينية ، مبتدئاً - في كلّ منها - بالأدعية الخاصّة
بتحميد الله عزّ وجلّ والثناء عليه وتمجيده وتسبيحه وتقديسه ، ثمّ أدعية جوامع
المطالب وخصوصها ، ثمّ أدعية الأوقات والمواقيت ، ثمّ الدعاء للنفس ، وللآخرين ،
أو عليهم في الدنيا والآخرة ، كما تضمّنت الصحيفة الحسينية - إضافة إلى ذلك -
أدعيته عليه السلام في مسيره من المدينة ومكّة إلى مقتله في كربلاء.
تحقيق ونشر : مؤسسة الإمام المهديّ عليه السلام
- قم / 1421 ه.
* فائق المقال
في الحديث والرجال.
تأليف : أحمد بن عبد الرضا البصري (كان حيّاً سنة
1086 ه).
كتاب في قسمين ، الأوّل : في دراية الحديث وما
يتعلق بها ، مثل : اصطلاحات علم الدراية ، أقسام الخبر وأٌصولها ، حجّية الحديث
، شرائط الراوي والمعتبر منها ، الجرح والتعديل ، أنحاء تحمل الحديث ،
ص: 413
كيفية كتابته ، كيفية روايته ، العِدَد الواردة في
أوّل أسانيد الكافي ، طرق الشيخ الطوسي (ت 460 ه) ، وتاريخ الولادة والوفاة
للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة المعصومين عليهم السلام ،
وغيرها.
والقسم الثاني
في الرجال : من أُعتمد على روايتهم : الأسماء ، الكنى ، ما صُدّر ب- : ابن ،
الأنساب والألقاب ، بيان الصحيح والحسن والقوي من طرق الشيخ
الطوسي والشيخ الصدوق (ت 381 ه) ، من فوائد العلاّمة الحلّي (ت 726 ه) في خلاصة
الأقوال ، بيان أصل ومناسبة مجموعة من الأنساب والألقاب ،
كيفية استعلام بعض من اشترك : في الاسم ، في الاسم والأب معاً ، في الكنية ، في
النسب ، وفي اللقب ، ثمّ بعض الأسماء المتشابهة ، وأربع فوائد رجالية ، الرابعة
في بيان طرق المؤلّف.
تمّ التحقيق اعتماداً على نسختين مخطوطتين ، ذكرت
مواصفاتهما في المقدّمة.
تحقيق : غلام حسين القيصري.
نشر : دار الحديث - قم / 1422 ه.
* * *
طبعات
جديدة
لمطبوعات
سابقة
* مسند الإمام
الرضا عليه السلام.
طائفة من الأحاديث المسندة عن الإمام الرضا عليه
السلام ، وغالباً تعرف نسختها المروية عن الإمامية ب- : صحيفة الرضا عليه السلام
، وعن الزيدية ب- : مسند الرضا عليه السلام.
والمؤلّف هو : أبي الجعد أحمد بن عامر الطائي (157
- حدود 203 ه) ، بناءً على ما تمّ تأصيله - حسب في ما ورد في مقدّمة السيّد
محمد حسين الجلالي لهذه الطبعة - من أنّ مجمع الأسانيد يكون هو المؤلّف ما لم
يرد دليل أرجح على خلافه ؛ إذ تنتهي أسانيد الأحاديث الواردة في هذه الصحيفة إلى
الطائي المذكور.
سبق أن طبعت هذه الأحاديث بعنوان : «الصحيفة» ضمن
مجموعة ، ومستقلّة ، في طهران سنة 1377 ه- ، وفي النجف الأشرف سنة 1390 ه- ،
وبتحقيق محمّد مهدي نجف في مشهد سنة 1406 ه- ، وأعادت طبعها دار الأضواء / بيروت
سنة 1406 ه.
كما طبعت بعنوان : «المسند» بتحقيق الشيخ عبد
الواسع بن يحيى الواسعي اليماني - المتوفّى سنة 1379 ه- - في
ص: 414
مصر سنة 1341 ه- ، وفي صنعاء سنة 1353 ه- ، وطبعتها
دار مكتبة الحياة في بيروت سنة 1966 م مع مسند
الإمام زيد.
وأعادت المدرسة المفتوحة في شيكاغو / أمريكا طبع
«المسند» مؤخّراً ، بالتصوير على طبعة مصر ، التي رتّبها الشيخ الواسعي في عشرة
أبواب ، مع ذكر تخريجات القاضي محمد بن مشحم.
والأبواب كانت في : الذكر والعلم ، ذكر الآذان ،
الحثّ على الصلوات الخمس وذكر صلاة الجنازة ، ذكر أهل البيت عليهم السلام : في
ثلاثة أقسام : فضل عليّ عليه السلام وفضل الزهراء عليها السلام وفضل الحسنين
عليهما السلام وأهل البيت عموماً ، فضل المؤمن وحُسن الخُلق ، ذكر الأطعمة
والفواكه والأدهان ، برّ الوالدين وصلة الرحم ، التحذير من الغشّ والغِيبة
والنميمة ، فضل الغزو والجهاد ، والأخير في جملة من أحاديث متفرّقة.
* مراقد
المعارف ، ج 1 و 2.
تأليف : الشيخ محمد بن علي بن عبدالله بن
حمدالله المسلمي ، المشهور ب : حرزالدين النجفي (1273 - 1365 ه).
كتاب فريد في بابه ، يبحث في تعيين بقاعِ مراقدٍ
وقبورِ عددٍ كبير من العلويّين والصحابة والتابعين والرواة والعلماء
والأُدباء والشعراء والوجوه والأُمراء ، مع نبذة من
ترجمتهم ، وذِكر بعض الأحداث التاريخية المتعلّقة بذلك ، مع صور لكثير من
المراقد.
وقد أثبت المؤلّف بعض المراقد بالنصوص التاريخية ،
وبعضها بالشهرة القطرية وهو القسم الكبير منها ، وبعضها بالشهرة الموضعية - أي
التي زارها بنفسه - وهي قبور المجاهيل ، وسجّل المؤلّف كلّ ما رآه ووقف عليه من
أوصاف للمرقد ، ورتّب ذلك كلّه حسب حروف المعجم.
طبع سابقاً في النجف سنة 1391 ه- ، بتحقيق : محمّد
حسين حرز الدين ، وأعادت طبعه بالتصوير منشورات سعيد ابن جبير في قم سنة 1992 م
، ثمّ طبعته ثانية سنة 1422 ه.
* تشييد
المراجعات وتفنيد المكابرات ، ج 2.
تأليف : السيّد علي الحسيني الميلاني.
كتاب المراجعات
للسيّد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي (1290 - 1377 ه) عبارة عن
مجموعة مناظرات علمية - راقية المستوى - جرت بين السيّد المؤلف قدس سره وبين
الشيخ سليم البشري من أعلام مشايخ الأزهر بالقاهرة ، تلخّصت
ص: 415
في 112 مراجعة ؛ تركّزت في محورين :
الأوّل في إمامة المذهب أُصولاً وفروعاً ، والثاني
في الإمامة العامة ، وهي الخلافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو
مطبوع عدّة طبعات في بغداد وبيروت والقاهرة ومترجم إلى عدّة لغات.
وهذا الكتاب يشتمل على بحوث وضعت تشييداً للمراجعات
، بتوضيح أو تعليق أو تذييل ، وتفنيداً لما كان - وما يكون - بشأنها من مكابرات
عن تعصّب أو جهل أو تضليل ، صدرت من أحد الأشخاص ؛ أراد منها التشكيك في أصل
وبحوث المراجعات.
سبق أن نشرت هذه البحوث على صفحات نشرتنا هذه
تراثنا من العدد 49 لسنة 1418 ه- إلى العدد 61 لسنة 1421 ه.
صدر في قم سنة 1421 ه.
* أسنى
المطالب في نجاة أبي طالب.
تأليف : مفتي الشافعية بمكّة العلاّمة السيّد أحمد
بن زيني دحلان المكّي (1233 - 1304 ه).
كتاب فرغ منه مصنّفه سنة 1303 ه- ، وهو تلخيص لكتاب
بغية الطالب لإيمان أبي طالب
لمحمد بن رسول البرزنجي الشافعي الشهرزوري المدني (1040 -
1103 ه) ، مع إضافة ما يناسب الموضوع من بعض
المصادر الأُخرى ..
فقد أورد البرزنجي في كتابه مقاصد عديدة في إثبات
إيمان أبي طالب بن عبد المطّلب عمّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونجاته ؛
بإقامة أدلّة وبراهين من الكتاب والسُنّة وأقوال العلماء ، مع بيان معانٍ صحيحة
للنصوص التي تقتضي خلاف ذلك ، حتّى صارت جميع النصوص صريحة في نجاته ، متتّبعاً
كلّ شبهة تمسّك بها القائلون بعدم النجاة ، وأزال ما اشتبه عليهم بسببها وأقام
دليلاً على دعواه.
طبع مراراً ، إحداها في مصر سنة 1305 ه.
وأعادت المدرسة المفتوحة في شيكاغو / أمريكا طبعه
مؤخّراً ، بالتصوير على الطبعة المذكورة.
كتب
صدرت حديثاً
* الإمام عليّ
بن الحسين عليهما السلام .. دراسة تحليلية.
تأليف : مختار الأسدي.
دراسة تحليلية في سيرة وحياة الإمام السجاد زين
العابدين علي ّ بن الحسين السبط الشهيد عليهما السلام ، تناولت دوره عليه السلام
في
ص: 416
ترسيخ القيم ، وكشف الشرعية المزيّفة لأدعياء الدين
وفضح مدّعياتهم ، وسعيه الحثيث لتشكيل الجماعة الصالحة التي أخذت على عاتقها
إتمام المهمّة الرسالية ؛ في مقطع زمني حسّاس يحسب عليه عليه السلام حركاته
وسكناته ، ويعدّ عليه أنفاسه وكلماته ، كما تضمّنت قراءة لبعض مواقف الإمام عليه
السلام من الظالمين وأعوانهم ، ومواقفه من بعض الحركات الشيعية التي تفجّرت في
زمانه.
تناولت فصول الدراسة الستّة : المحطات الأساسية في
حياته الشريفة ، والأدوار الرئيسية التي جسّدها في حياته ، ظاهرة البكاء ، ثمّ
ظاهرتي العبادة والدعاء عنده عليه السلام ، فلسفة الإمام عليه السلام في تعامله
مع ظاهرة الرقّ وتحرير العبيد وسياسة الإنفاق ، «رسالة الحقوق» - أحد آثاره
الخالدة - التي تعدّ من مفاخر الإسلام وتراثه العلمي ؛ إذ هي أوّل إعلان إسلامي
عالمي لحقوق الإنسان ، استوعب جلّ الحقوق التي لا يستغني الإنسان عن معرفتها
والمجتمع عن إحيائها والعمل بها ؛ ليكون مجتمعاً اسلامياً حيّاً كما أرادت له
الشريعة السمحاء ، وأخيراً خلاصة الجهاد السياسي للإمام عليه السلام.
صدر ضمن : «سلسلة المعارف
الإسلامية» برقم 29.
نشر : مركز الرسالة - قم / 1420 ه.
* معجم
مصطلحات الرجال والدراية.
إعداد : محمد رضا جديدي نژاد.
جمع وترتيب لمصطلحات علمي الرجال والدراية ، مع شرح
وبيان وافٍ لمدلول كلّ مصطلح منها ، اعتماداً على آراء العلماء والمختصّين في
هذين الحقلين.
تمّ استقصاء جميع هذه المصطلحات من المصادر الأصلية
لهذين العلمين ، مع السعي لبيان معنى كل كلمة تستلزم التوضيح ، وإن لم تكن
مصطلحاً بالمعنى الدقيق للكلمة ، وكذلك الحرص - قدر الإمكان - عند توضيح
المصطلحات على إدراج العبارات نفسها التي وردت في المصادر ، وفي حالة تشابهها في
أكثر من مصدر تمّ تثبيت إحداها مع إيراد أسماء المصادر الأُخرى حسب قدمها
التاريخي.
لوحظ عند شرح كلّ مصطلح : تقديم العبارة التي تحتوي
على شرح لغوي واصطلاحي للكلمة ، مراعاة التسلسل التاريخي لشروح المصطلح
المتعدّدة ، وإيراد كل اختلاف في الألفاظ ينطوي على اختلاف في المعنى.
ص: 417
ووضِع عنوانٌ مستقلٌّ لكلّ قسم من الأقسام
المتعدّدة التي يحتويها المصطلح الواحد وتناول علماء الحديث كلّ واحد منها على
حدة ، مع الإشارة عند شرح المصطلح الأصلي إلى وجود هذه الأقسام.
وشُرح عددٌ من الرموز المتداولة بكثرة في كتب
الحديث وعلومه.
أُعدّ وأُنجز هذا المعجم بإشراف : محمد كاظم رحمن
ستايش.
نشر : دار الحديث - قم / 1422 ه.
* الأُسرة في
المجتمع الإسلامي.
تأليف : عباس الذهبي.
بحث يتّبع المنهج النقلي في محاولة لبيان موقف
الإسلام الأصيل الذي تمثّله مدرسة أهل البيت عليهم السلام من موضوع الأُسرة ،
اللبنة الأساس في صرح المجتمع ، وما قدّمه من نظام أُسري شامل متكامل يضمن تحقيق
بناء الأُسرة السليمة على أُسس قويمة ، منذ مقدّماتها الأُولى ، مروراً بمراحل
نشأتها وتكوينها ونموّها.
تضمّنت فصوله الثلاثة : الأُسرة قبل التكوين في
المنهج الإسلامي : أساليب الإسلام في التشجيع على الزواج ، أنواع الزواج ،
مقدّمات الزواج في المنظور الإسلامي : أُسس اختيار الشريك ، الكفاءة
بين الزوجين ، نظافة القصد وسلامة النية ، البساطة
في المهر والصداق ، ومراسم الزواج .. عناية الإسلام بالأُسرة عند نشأتها :
بالجانب الروحي بين الزوجين ، بالجانب التربوي والأخلاقي بينهما ، بمراحل نشوء
الطفل ونموّه : الحمل ، الولادة ، الرضاع ، الحضانة ، والفطام .. ثمّ مقارنة بين
المنهج الإسلامي وبين المنهج المادّي في بناء الأُسرة : الصبغة الدينية ، الصفة
الأخلاقية ، النظرة الواقعية ، الشمول والكمال ، والعدل ، إضافة إلى الآثار
الاجتماعية والتربوية والأخلاقية المترتّبة على المنهجين ، والتي تنعكس - سلباً
وإيجاباً - على الفرد والمجتمع.
صدر ضمن : «سلسلة المعارف الإسلامية» برقم 40.
نشر
: مركز الرسالة - قم / 1422 ه.
* اغتيال
الكلمة في قاموس الإمام عليّ عليه السلام.
تأليف : الشيخ كاظم السباعي.
كتيّب يشتمل على ردّ مختصر لِما ورد في كتاب قصص
العرب من تصحيف وتحوير لكلمة الإمام أمير المؤمنين عليّ
بن أبي طالب عليه السلام : «فزت وربّ الكعبة» ، التي أطلقها في اللحظة التي سقط
فيها
ص: 418
سيف ابن ملجم الخارجي لعنه الله على رأسه الشريف
وهو يرفعه من السجود ، في صلاة الصبح من ليلة 19 رمضان سنة 40 ه- ، والتي استشهد
على أثرها في ليلة 21 منه.
استعرض الردّ جملة من الآثار الشريفة الواردة عن
الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وعنه عليه السلام المخبرة عن مقتله في
سبيل الله تعالى بهذا الشكل ، والمتضمّنة البشارة له عليه السلام بنيله الشهادة
، التي كان يتمنّاها صلوات الله وسلامه عليه.
نشر : دار القارئ - بيروت / 1422 ه.
* النزعة
الدينية بين المادّيين والإلهيّين.
تأليف : السيّد فاضل الموسوي الجابري.
بحث يتناول موضوعاً أساسياً في سير الإنسان الفكري
والعملي ، وهو «فطرية الدين» ، التي نطقت بها الآية الكريمة : (فأقم
وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها ...)
[سورة الروم 30 : 30] ، مع مناقشة بعض النظريات الوضعية في تفسيرها لظاهرة الدين
في حياة الإنسان.
تضمّن إجابة لسؤال : ما هو الدين ، وكيف وجد عند
الإنسان؟ واستعراضاً
ومناقشة لنظريات نشأة الدين : وهي نظرية الجهل ،
ونظرية الخوف ، والنظرية الماركسية ، إضافة لمواضيع : الدين فطرة إنسانية ،
الفرق بين الفطرة والطبيعة والغريزة ، علّة توجّه البشر إلى الله ، وعلّة بعثة
الأنبياء عليهم السلام.
صدر
ضمن «سلسلة المعارف الإسلامية للناشئة والشباب» برقم (1).
نشر
: مركز الرسالة - قم / 1422 ه.
* الإمامة
والإمامية.
تأليف : الشيخ محمد رضا البحريني.
كتاب في ثلاثة فصول وخاتمة ، يضمّ عدّة مباحث في
الإمامة ، وما يتعلّق بها من مواضيع ، تناول أوّلها الإمامة العامّة : معناها ،
احتياج الأُمّة والدين إلى الإمام ، حكم العقل بلزوم نصبه من الباري تعالى
وبوجوب ذلك على النبيّ ، الإمامة الحقّة منصب إلهي ، الآيات الدالّة على عدم
جواز إهمال أمر الخلافة ، الإمامة تلازم الأفضلية في أبعادها ، النبيّ قد عيّن
الوليّ ، علم الإمام ، الشورى في الكتاب والسُنّة ، البيعة محلّها وآثارها ،
وعمل الصحابة وقيمته ..
وفي الثاني الإمامة الخاصّة : استخلاف النبيّ
الإمام عليّ وتنصيصه على خلافته ، عصمته عليه السلام في الكتاب والسُنّة ، غزارة
ص: 419
علمه ، حديث الغدير ، حديث التهنئة ، الإمام عليّ
عليه السلام في روايات العامّة ، مودّة أهل البيت عليهم السلام فرض من الله في كتابه
، والتنصيص على الأئمّة الطاهرين عليهم السلام ..
وفي الثالث بعض آراء وعقائد الإمامية : في الله جلّ
جلاله ، في حججه ، النبيّ وفضله العظيم ، في الأئمّة عليهم السلام ، علمهم
وصفاتهم عليهم السلام ، في الصحابة ، في التقية ، بعض ما وضع من أحاديث في تنقيص
النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وبعض الأحاديث المجعولة لتثبيت أئمّة الجور ..
والخاتمة : في الإمام الثاني عشر الحجّة المنتظر ،
وبعض الآيات المأوّلة بقيامه ، شباهته بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وسُنن
الأنبياء التي فيه - عجّل الله تعالى فرجه الشريف -.
نشر : منشورات تاسوعاء - طهران / 1421 ه.
* موسوعة
أحاديث أهل البيت عليهم السلام ، ج 1 - 12.
تأليف : الشيخ هادي النجفي.
كتاب يشتمل على أحاديث وروايات أئمّة المسلمين
المعصومين عليهم السلام ، المبثوثة في ما تقدّم وما تأخّر من مجاميع وكتب الحديث
والرواية ، قد رُتّبت وعُرضت وفق منهج محدّد ، ضمن عناوين منتخبة ؛
بغية الوصول إلى هذه المرويات بسهولة ويسر.
رتّبت هذه العناوين المنتخبة - في الموضوعات
المختلفة - على حروف المعجم ، ووضعت أحاديث كلّ عنوان حسب ورودها في المصادر ،
بذكر الأقدم منها ، ثمّ ما بعده على الترتيب الزمني ، مع ذكر أسانيد الروايات
ابتداءً بصاحب الكتاب ثمّ بإسناده إلى الإمام المعصوم عليه السلام الذي نقلت
الرواية عنه ، إضافة إلى ملاحظة السند والتنبيه على حكم الرواية ، وقد تُذيّل
بشرح الكلمات الصعبة وبيان المعاني الدقيقة.
أحصى الكتاب 15802 حديثاً ضمن 899 عنواناً.
نشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت / 1423 ه.
* دراسة حول
القرآن الكريم.
تأليف : السيّد محمد حسين الحسيني الجلالي.
دراسة في قسمين ، تناولت ما يفتقر إليه في أحوال
القرآن نصّاً ونطقاً ، مستعرضة أهمّ التطوّرات التي حصلت منذ فترة الوحي جيلاً
بعد جيل حتى العصر الحاضر ، اعتماداً على المصادر الإسلامية
ص: 420
الأصيلة ، مع التركيز على الجانب التطبيقي دون
النظريات المجرّدة عن الدليل.
تضمّنت
مقدّمة الدراسة نبذة عن علوم القرآن وحقيقة الوحي ، فيما تضمّن القسم الأوّل
مباحث عديدة منها : نزول القرآن ، أوّل وآخر ما نزل ، تحديد سور القرآن ،
ترتيبها وتسميتها ، تحديد الآية ، عدد الآيات ، كتّاب الوحي ، جمع وتأليف القرآن
، في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي ما بعده ، الأحرف السبعة ، معنى
تعدّد الأحرف ، مصاحف الصحابة والاختلاف فيها ، جمع الخليفة الثالث ، المصحف
الإمام واللحن فيه ، الخطّ الذي كتب به القرآن ، نُسخ المصاحف العثمانية
، الاختلاف فيها ، ضبط النصّ القرآني بالتنقيط والإعجام والتشكيل ، تجزئة المصحف
، رسم المصحف الإمام ، توقيفيّة رسم المصحف ، اختلاف رسم الكلمات فيه ، التحريف
المعنوي واللفظي ، موارد التحريف ، نسخ التلاوة ، السور المدّعاة ، روايات
التحريف ، نفي التحريف ، موقف النوري (1320 ه) ، ومصادره.
وتضمّن الثاني مباحث عديدة أيضاً منها : تحديد
القراءات ، القراءات السبع ودور ابن مجاهد (324 ه) ومعارضيه ، طريقته وانتقاده
، القرّاء السبعة ، القراءات
العشر والأربعة عشر ، جمع القراءات ، تواترها ،
القراءة الصحيحة والشاذّة ، عدد الشواذ ، قراءة أهل البيت عليهم السلام ، رواية
حفص (180 ه) عن عاصم (120 ه) ، مصحف مشيخة المقارئ المصرية ، سند القراءة ،
علوّ الإسناد ، وسند المؤلّف.
نشر : مؤسسة الأعلمي - بيروت / 1422 ه.
* عقائد
الإمامية برواية الصحاح الستّة.
تأليف : السيّد محمد علي الحلو.
دراسة تشتمل على عدّة مباحث في بعض عقائد الإمامية
، من خلال ما ورد بخصوص هذه العقائد في صحاح ومسانيد العامّة وكتبهم المعتبرة ..
وهي في أربعة أبواب ، تناول الأوّل : عقيدة الإمامية
في الإمامة - وهو محور البحث الرئيسي - ومباحث فصوله : الخلفاء اثنا عشر
والخلافة في قريش ، المقصود من لفظ : «خليفة» ، المقارنة بين رأي الإمامية ورأي
العامّة في تعيين الاثني عشر خليفة ، منصب الإمامة وأنّها بالنصّ وليس بالانتخاب
والشورى والأدلّة على ذلك ، خصائص الإمام عليّ عليه السلام والنصّ على خلافته ،
ومناقشة النصوص الواردة في
ص: 421
ذلك ، وتناولت بقية الأبواب عقائد الإمامية في
الإمام الحجّة المنتظر - عجّل الله تعالى فرجه الشريف - وفي العصمة ، وفي
البداء.
نشر : دار الكتاب الإسلامي - قم / 1421 ه.
* حقوق أهل
البيت عليهم السلام في القرآن الكريم.
تأليف : محمد علي خان المدني.
بحث مخصّص لبيان بعض حقوق أهل البيت عليهم السلام
المفروضة بنصّ القرآن الكريم والمؤيّدة بالسُنّة النبوية المطّهرة ، ويسعى
لإثباتها اعتماداً على ما ورد في كتب الجمهور من أدلّة وبراهين ..
يتضمّن ذكر الآية المصرّحة بذلك الحقّ ، وإيراد ما
ورد في تفسيرها من أثر صحيح ، وتعضيدها بأقوال علماء الجمهور المقرّة بذلك الحقّ
، ثمّ دفع ما ورد من شبهات وطعون بشأن الآية وتفسيرها.
اشتمل على أربع فصول ضمّت عدّة مباحث : التعريف
بأصحاب الحقوق : ذكر الأقوال في معاني : «العترة» و «أهل البيت» و «الآل» و «ذوي
القربى» عليهم السلام ، وبيان مَن المقصود بهذه المسمّيات حقيقةً .. حقوق
أهل البيت عليهم السلام المالية : الأنفال ، الفيء
، والخمس .. حقوقهم المعنوية : حقّ المودّة لهم ، حقّ ترفيع بيوتهم ، وحقّ
الصلاة عليهم .. وحقوقهم السياسية : حقّ الولاية ، حقّ الطاعة ، وحقّ الاتّباع.
صدر ضمن : «سلسلة المعارف الإسلامية» برقم 41.
نشر : مركز الرسالة - قم / 1423 ه.
كتب
قيد التحقيق
* القرآن
والعقيدة ، أو «آيات العقائد».
تأليف : السيّد مسلم بن حمود الحسيني النجفي ،
المتوفّى سنة 1401 ه.
كتاب يشتمل على عدّة مباحث قرآنية ، منها : الفرق
بين القرآن والإسلام والإيمان ، قِدم القرآن أو حدوثه ، التفسير والتأويل ،
المحكم والمتشابه ، سلامة القرآن من التحريف ، الناسخ والمنسوخ ، الإعجاز في
القرآن ، القرآن واللغة العربية ، سلامة القرآن من التناقض ، فلسفة التشريع ،
القرآن والاجتهاد والتقليد.
يحقّقه : فارس حسون كريم معتمداً في عمله على
نسخة قديمة مطبوعة بمطبعة القضاء في النجف الأشرف.
* * *
ص: 422