تراثنا المجلد 58

هوية الکتاب

المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم

المطبعة: نمونه

الطبعة: 0

الموضوع : مجلّة تراثنا

تاریخ النشر : 1420 ه.ق

الصفحات: 252

تراثنا

نشرة فصلية تصدرها مؤسسة آل البيت الاسلام لإحياء التراث الإسهام في النشرة باب مفتوح لجميع العلماء والمحققين والباحثين والمعنيين

بشؤون تراث أهل البيت الاسلام

الآراء المنشورة لا تعبر عن رأي النشرة بالضرورة . ترتيب المواضيع يخضع لأمور فنّية ، وليس لأي أمر آخر . النشرة غير ملزمة بنشر كلّ ما يصل إليها ، أو بإعادتها إلى أصحابها .

المراسلات : تعنون باسم : هيئة التحرير

دورشهر - خیابان شهید فاطمي - كوچه 9 - پلاك 5

هاتف : 5 - 730001 - فاكس : 730020 . البريد الألكتروني : email : turathuna@rafed.net

ص . ب 996 / 37185 - قم - الجمهورية الإسلامية في إيران .

تراثنا

العدد : الثاني [58] السنة الرابعة عشرة ربيع الآخر - جمادى الأولى - جمادى الآخرة

1420ه-

الإعداد والنشر : مؤسسة آل البيت الاسلام لإحياء التراث .

الكمّيّة : 2000 نسخة .

الفلم والألواح الحسّاسة ( الزنكغراف ) : تيزهوش - قم

المطبعة : ستاره - قم .

قيمة الاشتراك السنوي في نشرة تراثنا 400 تومان في إيران ، و 25 دولاراً أمريكياً

في بقية أنحاء العالم .

تراثنا العدد الثاني [58]

ص: 1

محتويات العدد

السنة الرابعة عشرة

محتويات العدد

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14) .

عدالة الصحابة (2)

...

السيد علي الحسيني الميلاني 7

V

.... الشيخ محمد السند 50

السُنّة بعد الرسول الله (ع)

السيد علي الشهرستاني 72

دور الشيخ الطوسي في علوم الشريعة الإسلامية (5)

السيد ثامر هاشم العميدي 102

معجم مؤرّخي الشيعة (3)

صائب عبد الحميد 124

ISSN 1016 - 4030

ص: 2

كة الف-

شبكة

الفكر

شرة

mo

alfeker.net

ربيع الآخر - جمادى الأولى - جمادى الآخرة

الحياء الترات

1420ه-

دليل المخطوطات ( 5 ) - مكتبة مدرسة الإمام الصادق لا

...

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامة / النجف الأشرف (4) .

مصطلحات نحوية (13)

من ذخائر التراث :

السيد أحمد الحسيني الاشكوري 146

السيد عبد العزيز الطباطبائي 168

... السيد علي حسن مطر 188

الندبة الأولى للإمام السجّاد على بن الحسين عليهما السلام .

من أنباء التراث

تحقيق : فارس حسون كريم 207

هيئة التحرير 238

* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة الندبة الأولى للإمام السجاد علي بن

الحسين عليهما السلام المنشورة في هذا العدد ، ص 207 - 237

237

ص: 3

ص: 4

WUPS

ص: 5

تشييد المراجعات

وتفنيد المكابرات

(12)

ص: 6

السيد على الحسيني الميلاني

ااااا

قوله تعالى : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسؤولونَ ) ﴾ (1)

قال السيد - رحمه الله - : .

وسائل الناس عن ولايتهم يوم يبعثون كما جاء في تفسير قوله تعالى :

وقفوهم إنّهم مسؤولون )).

قال في الهامش :

أخرج الديلمي - كما في تفسير هذه الآية من الصواعق - عن أبي سعيد الخدري أن النبي قال : ( وقفوهم إنهم مسؤولون) عن ولاية

وقال الواحدي - كما في تفسيرها من الصواعق أيضاً : روي في قوله

-

تعالى : ( وقفوهم إنّهم مسؤولون ) أي : عن ولاية على وأهل البيت .

(1) سورة الصافات 37 : 24

ص: 7

تراثنا / 58

قال : لأنّ الله أمر نبيه أن يعرّف الخلق أنّه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجراً إلا المودة في القربى .. قال : والمعنى : إنّهم يُسألون هل والوْهُم حق الموالاة كما أوصاهم النبي ، أم أضاعوها أو أهملوها ؟ ! فتكون عليهم المطالبة والتبعة . انتهى كلام الواحدي .

وحسبك أن ابن حجر عدها في الباب 11 من الصواعق في الآيات

النازلة فيهم ، فكانت الآية الرابعة ، وقد أطال الكلام فيها . فراجع » (1) .

(1) انظر : الصواعق المحرقة : 229 - الطبعة الحديثة

ص: 8

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

قوله تعالى : ( وأسأل من أرسلنا من قبلك ) (1) (1)

ثم قال السيد :

9 ..

«ولا غرو ، فإن ولا يتهم ممّا بعث الله به الأنبياء ، وأقام عليه الحجج والأوصياء ، كما جاء في تفسير قوله تعالى : ( وأسأل من أرسلنا من قبلك

من رسلنا )

فقال في الهامش :

حسبك ما أخرجه في تفسيرها أبو نعيم الحافظ في حليته وما أخرجه كلّ من الثعلبي والنيسابوري والبرقي في معناها من تفاسيرهم ، وما رواه إبراهيم بن محمد الحمويني وغيره من أهل السنّة ، ودونك ما رواه أبو علي الطبرسي في تفسيرها من مجمع البيان عن أمير المؤمنين عليه السلام ، وفي الباب 44 والباب 45 من غاية المرام سنن في هذا المعنى

تثلج الاوام)

فقيل :

«

قوله : وسيسأل الناس عن ولايتهم يوم يبعثون ، كما جاء في تفسير قوله تعالى : ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) ؛ ويستند في ذلك إلى ما رواه الديلمي في مسند الفردوس وما ورد في تفسير الواحدي ، ومجرد العزو

(1) سورة الزخرف 43 : 45 .

ص: 9

تراثنا / 58

إلى كليهما ممّا لا تقوم به حجّة عند أهل العلم، بل لا بُدّ من صحة النقل ، وهذا القول في سبب نزول الآية ، أو في توجيه معناها ، ممّا لم يقل به من يُحتج برأيه ، وما يفسّر القرآن بمثل هذا إلا زنديق ملحد ، متلاعب بالدين ، قادح في الإسلام ، أو جاهل لا يدري ما يقول !!

وسياق الآيات في قريش ، وهي نص في المشركين المكذبين بيوم الدين ، فهؤلاء يُسألون عن التوحيد والإيمان ، ولا مدخل لحبّ عليّ ولا لولايته في سؤال هؤلاء .. قال الله تعالى : - الزخرف : 45 - ﴿ وإنّه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون * وأسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يُعبدون )

واضح من سياق الآية أنها تتحدّث عن الإيمان بالوحي والقرآن . أمّا موضوع السؤال فهو مذكور في الآية وهو قوله تعالى : أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) فأي مدخل لعلي - رضي الله عنه - هنا ؟ ! وهل

-

يفسّر القرآن الكريم بمثل هذا الهراء ؟ !

وقد ردّ الإمام ابن تيمية على هذا الاستدلال بما لا مزيد عليه

فراجعه في ( منهاج السنة 45/4) .

هذا ، ويشير في حاشيته إلى رواية ضعيفة لا يحتج بها ، وهي حديث ابن مسعود : قال لي رسول الله : يا عبد الله ! أتاني ملك فقال : يا محمد !

: سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ماذا بعثوا ؟ قلت : على ما بعثوا ؟ قال :

على ولايتك وولاية عليّ بن أبي طالب .

ورمز له ابن عراق برمز الحاكم .

قلت ( أي ابن عراق) : لم يبيّن علّته .

ص: 10

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

11 0

وقد أورده أي ابن حجر في زهر الفردوس من جهة الحاكم ، ثمّ

قال : ورواه أبو نعيم وقال : تفرد به علي بن جابر ، عن محمد بن فضيل .

وعلي بن جابر ما عرفته

تنزيه الشريعة (397/1).

وراجع ترجمة محمد بن فضيل في المراجعة 16)

أقول : أما قوله تعالى : ( وقفوهم إنهم مسؤولون )

و تفسيره في كتب القوم :

أي عن ولاية علي ... فقد نقل السيد

رحمه الله ذلك بواسطة كتاب الصواعق المحرقة للحافظ ابن حجر المكي

عن الديلمي والواحدي ، فقد رويا ذلك عن بعض الصحابة ..

وهذا المفتري المعترض عليه لا ينكر وجود تلك الرواية ، ولا كون علماء أهل السنّة ، غير إنّه يقول : مجرد العزو إلى كليهما ممّا

رواتها من

لا تقوم به حجّة عند أهل العلم، بل لا بد من صحة النقل» .. ثمّ إنّه يسب ويشتم بما هو وأولياؤه أولى به ، ونحن لا نجيبه

عليه .

وإنما نقول :

أولاً : لماذا لا تقوم الحجّة بمجرد عزو الحديث إليهما وهما من كبار محدّثي القوم المعتمدين ، كما يظهر مما ذكروه بتراجم الرجلين

ووصفوهما بالأوصاف الضخمة والألقاب الفخمة ؟ !

... تراثنا / 58

ص: 11

12

موجز ترجمة الديلمى صاحب «الفردوس » :

و

الديلمي صاحب فردوس الأخبار هو : شیرویه بن شهردار بن شيرويه ، أبو شجاع ، وتوجد ترجمته في : تذكرة الحفاظ 1259/4 ، طبقات الشافعية - للسبكي - 111/7 ، النجوم الزاهرة 211/5 ، وشذرات الذهب 23/4 ، وغيرها . ووصفه الذهبي ب- : «المحدّث العالم ، الحافظ المؤرّخ في

أعلام النبلاء 294/19 رقم 186 . توفي سنة 509 .

سیر

«

موجز ترجمة الديلمى صاحب مسند الفردوس :

وابنه الديلمي صاحب مسند الفردوس : شهردار بن شيرويه . محدّث حافظ كبير ، ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 375/20 رقم 255 ، ووصفه ب- : «الإمام العالم ، المحدّث المفيد»، وفي العبر 29/3: كان حافظاً ، عارفاً بالحديث ، فهماً ، عارفاً بالأدب ، ظريفاً . وتوجد ترجمته في

مصادر كثيرة . وتوفي سنة 558

. .

موجز ترجمة الواحدي :

وأمّا «الواحدي فهو : أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي

"

:

النيسابوري الشافعي ، وصفه الذهبي ب- «الإمام العلّامة، صاحب التفسير ، وإمام علماء التأويل . لزم الأستاذ أبا إسحاق الثعلبي وأكثر عنه ، وكان طويل

الباع في العربية واللغات ، تصدّر للتدريس مدةً وعظم شأنه» (1)

(1) سير أعلام النبلاء 18 / 339 رقم 160 .

ص: 12

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

13

في

وهكذا يوجد الثناء بالجميل ، ووصفه بالأوصاف الجليلة الضخمة المصادر التالية : معجم الأدباء 257/12 ، وفيات الأعيان 303/3، طبقات الشافعية - للسبكي - 240/5 ، تاريخ ابن كثير 12/ 114 ، طبقات المفسرين 1387/1 ، النجوم الزاهرة 104/5 ، شذرات الذهب 330/3 ، بغية الوعاة 145/2، مرآة الجنان 96/2 . وتوفّي الواحدي سنة 468 .

وثانياً : متى كان أهل البغي والافتراء ملتزمين بصحة النقل ؟! فكم

من حديث صحيح يحتج به الإمامية فلا يُقبل احتجاجهم به ؟! وكم من حديث يَحتج به هؤلاء الضالون ، وعلماؤهم ينصون على

عدم جواز الاعتماد عليه ؟ !

وثالثاً : إنّه من الواضح جداً أن علماءنا إنما يقصدون من الاحتجاج بروايات القوم إلزامهم بها ، وإلا فإنّ ما يسمونه بالصحيح من كتبهم غير صحيح عندنا ، ولا يجوز لهم الاحتجاج علينا حتى بأصح الأسانيد عندهم أبداً .

ورابعاً : إنّ أقل ما يترتب على نقل مثل هذه الروايات عن كتبهم

هو بيان كونها واردة في كتب الفريقين ومنقولة عن طرق الطرفين ، وهذا مما يفيد - ولو في الجملة - الوثوق بصدور الحديث وثبوته .

وخامساً : إن رواية تفسير الآية المباركة بولاية أمير المؤمنين عليه

السلام غير منحصرة بالواحدي والديلمي وابن حجر المكي ، فمن رواتها جملة من أعلام المحدثين وكبار الحفاظ ، بين من رواها في كتابه أو وقع

في طريق إسنادها ، ومنهم :

1 - ابن إسحاق ، كما في المناقب لابن شهر آشوب . 2 - الأعمش ، كما في المناقب لابن شهر آشوب .

تراثنا / 58

ص: 13

14

- الشعبي ؛ وستأتي الرواية عنه

4 - أبو إسحاق السبيعي ، كما في شواهد التنزيل و المناقب

للخوارزمي .

5 - ابن جرير الطبري، كما في كفاية الطالب .

وغيره .

6 - الحسين بن الحكم الحبري ؛ وستأتي روايته . 7 7 - أبو نعيم الأصفهاني، كما في كتابه ما نزل في عليّ ؛ وسيأتي

- الحاكم الحسكاني ؛ وستأتي روايته .

9 - ابن شاهين البغدادي ، كما في أسانيد الحسكاني . 10 - ابن مردويه الأصفهاني ، كما في كشف الغمة في معرفة الأئمّة

11 - الخطيب الخوارزمي المكي ، كما في كتابه مناقب أمير

المؤمنين .

12 - سبط ابن الجوزي ، كما في كتابه تذكرة خواص الامة 13 - أبو عبد الله الكنجي ، كما في كتابه كفاية الطالب في مناقب

عليّ بن أبي طالب .

14 - جمال الدين الزرندي ، كما في كتابه نظم درر السمطين . 15 - الجويني الحموئي ، كما في كتابه فرائد السمطين .

16 - نور الدين السمهودي ؛ كما سنذكر كلامه

17 - شهاب الدين الخفاجي ؛ كما سنذكر كلامه

18 - شهاب الدين الآلوسي ؛ كما سنذكر كلامه ، مع التنبيه على

ما فيه .

ص: 14

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

..

15

وسادساً : لقد ورد خبر تفسير الآية بولاية أمير المؤمنين في

مختلف كتب القوم ، فمنهم من رواه بسندٍ أو أسانيد عديدة، ومنهم من أرسله إرسال المسلّم ، ومنهم من أضاف إليه بعض الشواهد من الأحاديث

الأخرى :

1 - رواية الحبري :

3 3

قال الحسين بن الحكم الحبري ، المتوفى سنة 286 : «حدثني حسين

ابن نصر ، قال : أخبرنا القاسم بن عبد الغفار العجلي ، عن أبي الأحوص عن مغيرة، عن الشعبي ، عن ابن عباس ، عن قوله : ( وقفوهم إنّهم مسؤولون ) ، قال : عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام) (1)

3; 3; y

2 - رواية أبي نعيم الأصبهاني

لقد روى الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في كتابه ما نزل في عليّ خبر نزول الآية المباركة بشأن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام عن طريق

الحبري ، حيث رواه عنه بسندين :

أحدهما

: قوله : «حدثنا محمد بن المظفر ، قال : حدثنا أبو الطيب

محمد بن القاسم البزاز ، قال : حدثني الحسين بن الحكم الحكم . . . . .

والثاني : قوله : ( حدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد ، قال : حدثنا

الحسين بن أبي صالح ، قال : حدثنا أحمد بن هارون البردعي ، قال : حدثنا

الحسين بن الحكم ...» .

313

(1) تفسير الحبري : 313

تراثنا / 58

ص: 15

.17

عمر بن

- رواية الحاكم الحسكاني :

ورواه الحافظ الحاكم الحسكاني بأسانيد عديدة (1) ، منها :

* قوله : «حدّثنا الحاكم الوالد أبو محمد رحمه الله ، قال : أخبرنا

أحمد

ببغداد ، حدثنا

عثمان - ببغداد

بن

حدثنا الحسين بن محمد بن عفير ،

حدثنا أحمد بن الفرات، حدثنا عبد الحميد الحماني ، عن قيس ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلّى الله عليه وآله] وسلّم في قوله تعالى : ( وقفوهم إنّهم مسؤولون ) ، قال : عن ولاية على ابن أبي طالب .

محمّد

وقوله : ( حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي إملاء ، أخبرنا محمد بن بن يعقوب الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عفير ،

حدثنا أحمد ، حدثنا عبد الحميد ، حدثنا قيس، عن عطية ، عن أبي سعيد عن النبي ، في قوله تعالى : ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) ، قال : عن ولاية علي بن أبي طالب» .

وقوله : «حدثني أبو الحسن الفارسي ، حدثنا أبو الفوارس الفضل ابن محمد الكاتب ، حدثنا محمد بن بحر الرهني - بكرمان - ، حدثنا ، أبو كعب الأنصاري ، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ، حدثنا إسماعيل بن موسیٰ، حدّثنا محمّد بن فضيل، حدثنا عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله] وسلّم : إذا كان القيامة أوقف أنا وعلى على الصراط ، فما يمرّ بنا أحد إلا سألناه

يوم

(1) شواهد التنزيل لقواعد التفضيل 2 / 160 - 164 .

ص: 16

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

IV..

عن ولاية عليّ ، فمن كانت معه وإلا ألقيناه في النار ، وذلك قوله :

وقفوهم إنهم مسؤولون )

وقوله : «أخبرنا أبو الحسن الأهوازي ، أخبرنا أبو بكر البيضاوي ، حدثنا علي بن العباس ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق ، حدثنا محمد بن أبي مرة ، عن عبد الله بن الزبير ، عن سليمان بن داود بن حسن بن حسن ، عن أبيه ، عن أبي جعفر في قوله : ( وقفوهم إنّهم مسؤولون ) قال : عن

((

ولاية على .

( قال ) : ومثله عن

الشواذ .

أبي إسحاق السبيعي ، وعن جابر الجعفي في

وسابعاً : ومن العلماء الأعلام من أرسل هذا الخبر إرسال المسلّم ،

وأيّده بشواهد من سائر الأحاديث المعتبرة ، وإليك بعض النصوص :

قال شهاب الدين الخفاجي (1) :

) قال الحافظ جمال الدين الزرندي (2) - عقب حديث : من كنت مولاه

فعلی مولاه -

قال الإمام الواحدي ) رحمه الله تعالى -: هذه الولاية التي أثبتها

(3)

(1) وهو : شهاب الدين أحمد بن محمد الخفاجي ، المتوفى سنة 1069 ، ترجم له المحبّي في خلاصة الأثر في أعلام القرن الحادي عشر ووصفه بأوصاف جليلة ، له مؤلّفات منها : حاشية تفسير البيضاوي ، شرح الشفاء للقاضي عياض ، تفسير آية المودة ، وغير ذلك .

(2) توجد ترجمته في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 295/4 ، وشذرات الذهب 281/6 وغيرهما من المصادر .. وكان حافظاً ، فقيهاً ، ولي قضاء المدينة

المنوّرة ، ودرّس بالحرم النبوي الشريف ، وتوفي سنة 750 .

(3) تقدّم موجز ترجمته .

ص: 17

18

النبي

صلّى الله عليه [ وآله] وسلّم لعلي مسؤول عنها القيامة .

يوم

تراثنا / 58

وروى في قوله تعالى : ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) أي : عن ولاية

علي وأهل البيت ؛ لأن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه [وآله] وسلّم أن

يعرف الخلق أنه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجراً إلا المودة في القربي والمعنى : إنّهم يُسألون هل والوْهُم حق الموالاة كما أوصاهم النبي ، أم أضاعوها وأهملوها ، فيكون عليهم المطالبة والتبعة ؟! انتهى .

وأخرج أبو الحسن ابن المغازلي ، عن ثمامة بن عبدالله بن أنس، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله] وسلّم : إذا كان يوم القيامة ونصب على شفير جهنّم لم يجز عليه إلا من كان معه كتاب ولاية علي بن أبي طالب .

وفي حديث : والذي نفسي بيده ، لا يزول قدم عن قدم يوم القيامة حتى يسأل الله تعالى الرجل عن أربع : عمره فيم أفناه ، وعن جسده فيم أبلاه ، وعن ماله ممّن كسبه وفيم أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت . فقال له عمر : يا نبي الله ! وما آية حبّكم ؟ فوضع يده على رأس علي وهو جالس

إلى جانبه وقال : آية حبي حبّ هذا من بعدي»(1)

«

وقال شيخ الإسلام الحمويني (2) :

أخبرني الشيخ الإمام العلّامة نجم الدين عثمان بن الموفّق الأذكاني - في ما أجاز لي أن أرويه ، عن أبي الحسن المؤيد بن محمد الطوسي

(1) تفسير آية المودة - للحافظ شهاب الدين الخفاجي - : 82 ، وأنظر : نظم درر

السمطين - للحافظ الزرندي - : 109 (2) المتوفّى سنة 730 ، توجد ترجمته في المعجم المختص للذهبي ، وفي

للسمعاني ، وفي الوافي بالوفيات للصفدي ، وفي غير هذه الكتب

الأنساب

ص: 18

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

14..

إجازة - ، أنبأنا عبد الحميد بن محمد الخواري - إجازة - ، عن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي ، قال - بعد روايته حديث : من كنت مولاه فعليّ

مولاه - :

هذه الولاية التي أثبتها النبي لعلي مسؤول عنها يوم القيامة

بن

أخبرنا أبو إبراهيم (1) ابن أبي القاسم الصوفي ، أنبأنا محمد محمّد بن يعقوب الحافظ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمّد بن عفير، أنبأنا أحمد بن الفرات، حدثنا عبد الحميد الحِماني ، حدثنا قيس، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في قوله عزّ وجلّ : ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) ، قال : عن ولاية علي بن أبي طالب ..

قال الواحدي : والمعنى : إنّهم يُسألون هل والوه حق الموالاة كما

أوصاهم به رسول الله صلّى الله عليه وآله] وسلّم ؟ !» (2) .

وقال السمهودي (3) :

قال الحافظ جمال الدين الزرندي، عقب حديث : من كنت مولاه

فعلی مولاه :

قال الإمام الواحدي : هذه الولاية التي أثبتها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم مسؤول عنها يوم القيامة . وروي في قوله تعالى : ( وقفوهم إنّهم مسؤولون ) أي : عن ولاية عليّ وأهل البيت ...

(1) كذا

.

(2) فرائد السمطين 78/1 - 79 ح 46 و 47

(3) وهو : الحافظ السيد علي بن عبد الله الحسني المدني ، المتوفى سنة 911،

توجد ترجمته في الضوء اللامع 245/5 ، النور السافر : 58 وغيرهما من المصادر

ص: 19

20

... تراثنا / 58

قلت : وقوله : ( روي في قوله تعالى ...) يشير إلى ما أخرجه

الله عنه - - مرفوعاً ( وقفوهم إنهم

الديلمي ، عن أبي سعيد الخدري - رضي مسؤولون ) عن ولاية علي بن أبي طالب ..

ويشهد لذلك قوله - في بعض الطرق المتقدّمة - : والله سائلكم : كيف

خلفتموني في كتابه وأهل بيتي ؟!

وأخرج أبو الحسن ابن المغازلي ...

وسيأتي في الذكر العاشر حديث : والذي نفسي بيده ، لا يزول قدم

عن قدم يوم القيامة حتى يسأل الله تعالى الرجل عن أربع ...»(1)

الشواهد

هذا ، وإن لحديث تفسير الآية المباركة بولاية أمير المؤمنين عليه السلام شواهد كثيرة في الروايات المعتبرة عند الفريقين ، وقد أشار إلى بعضها العلماء في كلماتهم المذكورة، ونحن نكتفي بالأحاديث التي أشاروا

إليها :

* حديث السؤال عن الكتاب والعترة :

جاء هذا في ألفاظ حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين ، وإنّي أذكر هنا أحد ألفاظ الحديث بصورة كاملة، ثمّ طائفة من مصادر وجود هذه

الفقرة :

(1) جواهر العقدين 2/ 108 ط بغداد .

ص: 20

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

21 ...

أخرج الحكيم الترمذي : حدثنا نصر بن علي ، قال : حدثنا زيد بن

:

الحسن ، قال : حدثنا معروف بن خربوذ المكي ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، قال : لما صدر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من حجّة الوداع خطب فقال : أيها الناس ! إنّه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمر نبي إلا مثل عمر الذي يليه من قبل ، وإنّي أظنّ أن يوشك أن أدعى فأجيب

نصف

وإنّي فرطكم على الحوض، وإنّي سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما : الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا ولا تضلّوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي فإنّي قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض» (1) . ويوجد هذا اللفظ - في «حديث الثقلين» - في كثير من المصادر ،

منها :

المعجم الكبير 180/3 .

حلية الأولياء 355/1، 64/9 .

تاريخ دمشق - ترجمة أمير المؤمنين - 45/1 .

مجمع الزوائد 165/9

تاريخ ابن كثير 348/7 .

السيرة الحلبية 301/3

الصواعق المحرقة : 25 .

فرائد السمطين 274/2

:

(1) نوادر الأصول : 68 - 69 ، لمحمد بن علي الحكيم الترمذي ، المتوفى سنة 285

22

نظم درر السمطين : 231

الفصول المهمّة : 23

حديث السؤال عن أربع :

ص: 21

تراثنا / 58

وهذا الحديث من أهم الأحاديث وأصحها ؛ قال الحافظ الهيثمي : وعن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله] وسلّم : لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع : عن عمره فيمَ

: أفناه ، وعن جسده فيمَ أبلاه ، وعن ماله فيمَ أنفقه ومن أين اكتسبه ، وعن حبّنا أهل البيت . رواه الطبراني في الكبير و الأوسط ، وفيه : حسين بن الحسن الأشقر ،

وهو ضعيف جداً ، وقد وثّقه ابن حبّان أنّه يشتم السلف

مع وعن أبي برزة ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله] وسلّم : لا تزول قدما عبد حتّى يسأل عن أربعة : عن جسده فيم أبلاه ، وعمره فيمَ أفناه ، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت . قيل : یا رسول الله ! فما علامة حبّكم ؟ فضرب بيده على منكب عليّ رضي

عنه .

رواه الطبراني في الأوسط» (1).

الله

أقول :

أولاً : لم يتكلّم في سند الحديث الثاني ، مع أنّه تكلّم في الأوّل .

(1) مجمع الزوائد 346/10 ، وأنظر : المعجم الكبير 83/11 رقم 11177 ، والمعجم

الأوسط 064/9 - 265 ح 9406 و ج 3 / 9 ح 2212 .

ص: 22

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

23

وثانياً : السائل : ( يا رسول الله ! فما علامة حبّكم ؟» هو : «عمر

ابن الخطاب ، وقد جاء هنا : «قيل» .

. وثالثاً : في ذيله : «وآية حبّي حبّ هذا من بعدي» ؛ ولم يذكره . ورابعاً : كلامه في حسين «الأشقر مردود ، وقد أوضحنا وثاقة

هذا الرجل في بحوثنا السابقة (1)

و عن أبي الطفيل ، عن أبي ذرّ ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله وسلّم : لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع : عن علمه ما عمل به وعن ماله ممّا اكتسبه ، وفيمَ أنفقه ،

أنفقه ، وعن حبّ

أهل البيت . فقيل : يا رسول الله ! ومن هم ؟ فأومأ بيده إلى عليّ بن

أبي طالب.

أقول :

أخرجه ابن عساكر ؛ عن مشايخه ، عن الباغندي ، عن يعقوب بن

؛

3 3

إسحاق الطوسي ، عن الحارث بن محمد المكفوف ، عن أبي بكر بن

عياش ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، عن أبي ذرّ» (2)

ولا مساغ للطعن في هذا الحديث سنداً

نعم، هو من حيث المتن والدلالة ممّا لا تحتمله نفوس القوم ، ولذا

تراهم يصفونه بالبطلان ، من غير جرح لأحدٍ من رواته !! فقد عنون الذهبي في ميزانه «الحارث بن محمد المعكوف (3)) ولم

(1) راجع ترجمته في مبحث آية التطهير ، تراثنا ، 43 - 44 ، 1416 ه- ، ص (2) تاريخ دمشق - ترجمة أمير المؤمنين - 2 / 161 .

(3) كذا ؛ لكن في لسان الميزان 2/ 159 ، وتاريخ دمشق : «المكفوف» .

.190

ص: 23

. 24

... تراثنا / 58

يجرحه بشيء ، إلا أنه قال ما نصه : «أتى بخبر باطل ؛ حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، عن أبي ذرّ مرفوعاً : لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن حبّنا أهل البيت ؛ وأومأ إلى عليّ . رواه

(1).

أبو بكر ابن الباغندي ، عن يعقوب بن إسحاق الطوسي ، عنه» . انتهى أكتفي بهذا لئلا يطول بنا البحث ، كما أكتفي بالإشارة إلى أنّ للقوم في

هذا الحديث تصرّفاتٍ ، فلا بد من التحقيق عنه ممن كان أهلاً لذلك

حديث : لا يجوز الصراط إلا من معه كتاب ولاية على :

ونذكر بعض ما ورد في هذا الباب :

1 - حديث أمير المؤمنين .. رواه الحافظ أبو الخير الحاكمي الطالقاني ، قال : « وبه قال الحاكم ... وعن عليّ ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله] وسلّم : إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ، ونصب الصراط على جسر جهنّم ، ما جازها أحد حتى كانت معه براءة بولاية عليّ ابن أبي طالب» (2)

2 - حديث الإمام جعفر بن محمد الصادق .. رواه مالك بن أنس ، عنه ، عن آبائه ، عن عليّ ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال :

«إذا

جمع

الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة ، ونصب الصراط على جسر

أحد إلا من كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب» .

جهنّم ، لم يجز روى هذا الحديث : شيخ الإسلام الحمويني (3) بسنده ، عن الحافظ

(1) میزان الاعتدال 443/1 .

(2) كتاب الأربعين المنتقى من مناقب علي المرتضى : الباب الثالث والثلاثون الحديث

رقم 40 .

(3) تقدم موجز ترجمته

ص: 24

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

25 .

البيهقي ، عن الحاكم النيسابوري بسنده ، عن إبراهيم بن عبد الله الصاعدي ، عن ذي النون المصري ، عن مالك بن أنس ، عن جعفر بن محمد ... (1)

أقول :

وهذا الحديث أيضاً لا مجال للطعن في سنده ، ولذا ذكره بعض المتعصبين ووصفه بكونه خبراً باطلاً متنه» (2) ، وأدعى بعضهم أن راويه إبراهيم بن عبد الله الصاعدي » ، «متروك الحديث» (3) ، لكنه جرح بلا ذكر

سبب، وما هو وما هو إلا رواية مثل هذا الحديث

مالك

...

هذا ، وقد تابعه الهيثم بن أحمد الزيداني» ، قال الحافظ أبو نعيم : حدث سوار بن أحمد ، ثنا علي بن أحمد بن بشر الكسائي ، ثنا أبو العباس الهيثم بن أحمد الزيداني ، ثنا ذو النون بن إبراهيم المصري ، ثنا أنس ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال

بن رسول الله صلّى الله عليه [ وآله] وسلّم : إذا كان القيامة ونصب الصراط على ظهراني جهنّم ، لا يجوزها ولا يقطعها إلا من كان معه جواز بولاية علي بن أبي طالب» (4)

3

يوم

3 - حديث أنس بن مالك .. قال الفقيه ابن المغازلي: «أخبرنا أحمد

بن

ابن محمّد بن عبد الوهاب - إذناً عن القاضي أبي الفرج أحمد علي ، قال : حدثنا أبو غانم سهل بن إسماعيل بن بلبل، حدثنا أبو القاسم

(1) فرائد السمطين 1 / 289

(2) میزان الاعتدال 443/1 .

(3) الموضوعات - لابن الجوزي - 399/1

(4) أخبار أصبهان 341/1 .

ص: 25

26

.....

تراثنا / 58

الطائي ، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثني العباس بن بكار ، عن عبد الله بن المثنّى ، عن عمّه ثمامة بن عبد الله بن أنس ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله : إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على شفير جهنّم ، لم يجز إلا من معه كتاب ولاية علي بن أبي طالب» (1)

4 - حديث عبد الله بن مسعود .. رواه عنه الحسن البصري ؛ روى

C

الموفّق بن أحمد المكي الخوارزمي بإسناده عن الحسن البصري، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله] وسلّم : «إذا كان يوم القيامة ، يقعد علي بن أبي طالب على الفردوس - وهو جبل قد علا على الجنة ، وفوقه عرش ربّ العالمين ، ومن سفحه تتفجر أنهار الجنّة وتتفرّق في الجنان - وهو جالس على كرسي من نور ، يجري بين يديه التسنيم ، لا يجوز أحد الصراط إلا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته ، يشرف على

الجنّة ، فيدخل محبّيه الجنّة ومبغضيه النار» (2)

5 - حديث عبد الله بن عباس .. رواه عنه سعید بن جبیر ؛ رواه

الحافظ الحاكم الحسكاني ، وقد تقدّم نصه قريباً ..

ورواه عنه مجاهد ؛ رواه ابن المغازلي ، عن الغندجاني بسنده ، عن طريق السدّي إلى يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «علي يوم القيامة على الحوض ، لا يدخل الجنة إلا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب (3) ورواه عنه طاووس ؛ قال ابن عساكر : قال الخطيب : وأنبأنا أبو نعيم

(1) مناقب عليّ بن أبي طالب : 243 . (2) مناقب عليّ بن أبي طالب : 31 . (3) مناقب علي بن أبي طالب : 119 .

33

ص: 26

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

27 ..

الحافظ : أنبأنا أبو بكر محمد بن فارس المعبدي ببغداد ، حدثني أبي فارس بن حمدان بن عبد الرحمن ، حدثني جدّي ، عن شريك ، عن ليث ، عن مجاهد، عن طاووس، عن ابن عبّاس ، قال : قلت للنبي : يا رسول الله ! هل للنار جواز ؟ قال : نعم . قلت : وما هو ؟ ! قال : حبّ عليّ بن أبي طالب . قال ابن عساکر : «قال الخطيب : سألت أبا نعيم عنه فقال : كان رافضياً غالياً في الرفض ، وكان أيضاً ضعيفاً في الحديث . قال الخطيب : محمد بن

...

فارس بن حمدان ... أبو بكر العطشي ، ويعرف بالمعبدي . . . » (1)

6 - حديث أبي بكر بن أبي قحافة .. قال الحافظ محبّ الدين الطبري : ذكر اختصاصه بأنّه لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له عليّ الجواز ؛ عن قيس بن أبي حازم ، قال : التقى أبو بكر وعلي بن أبي طالب . فتبسم أبو بكر في وجه عليّ . فقال له : ما لك تبسمت ؟ قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه [ وآله] وسلّم يقول : لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز . أخرجه ابن السمّان في كتاب الموافقة» (2) .

أقول :

ذكر الحافظ ابن حجر قيس بن أبي حازم ووثقه ، وجعل عليه

علامة الكتب الستة ؛ قال : ويقال : له رؤية (3) .

(1) تاريخ دمشق - ترجمة أمير المؤمنين - 2 / 104

.VI

(2) ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى : 71 (3) تقريب التهذيب 127/2 .

((

... تراثنا / 58

ص: 27

28

الشاهد لحديث الجواز :

ثمّ إنّه يشهد الحديث : لا يجوز أحد الصراط إلا ومعه كتاب بولاية عليّ» أحاديث كثيرة ؛ من أشهرها حديث : «علي قسيم الجنّة والنار» ، رواه الدارقطني ، وأبن عساكر ، وأبن المغازلي ، وابن حجر المكي، والمتقي الهندي ، وكثيرون من أعلام المحدثين غيرهم، وربما نتعرّض له في الموضع المناسب ، إن شاء الله تعالى .

مناقشات باطلة ومحاولات يائسة

وبعد ، فلنتأمل في كلمات بعض المناوئين لأمير المؤمنين عليه

السلام حول حديث السؤال عن ولايته في يوم القيامة ..

• مع ابن تيمية :

قال ابن تيمية ، في جواب استدلال العلّامة الحلّى بالآية المباركة قال الرافضي : البرهان الرابع عشر : قوله تعالى : ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) ... من طريق أبي نعيم ، عن الشعبي ، عن ابن عباس ، قال في قوله تعالى : ( وقفوهم إنّهم مسؤولون ) عن ولاية عليّ . وكذا في كتاب الفردوس عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي ..

وإذا سئلوا عن الولاية وجب أن تكون ثابتة له ، ولم يثبت لغيره من

الصحابة ذلك ؛ فيكون هو الإمام .

ص: 28

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

والجواب من وجوه :

29 ..

أحدها : المطالبة بصحة النقل ، والعزو إلى الفردوس وإلى أبي نعيم

لا تقوم به حجّة باتفاق أهل العلم .

الثاني : إن هذا كذب موضوع بالاتفاق .

الثالث : إنّ الله تعالى قال : بل عجبت ويسخرون ...) فهذا خطاب عن المشركين المكذبين الدين ... وما يفسّر القرآن بهذا ، وما

بيوم يقول : إنّ النبي صلّى الله عليه وآله] وسلّم فسره بمثل هذا إلا زنديق ملحد ، متلاعب بالدين، قادح في دين الإسلام ، أو مفرط في الجهل لا يدري ما يقول .

وأي فرق بين حبّ عليّ وطلحة والزبير وسعد وأبي بكر وعمر

وعثمان ؟ !

الرابع : إن قوله : مسؤولون ) لفظ مطلق لم يوصل به ضمير يخصه بشيء ، وليس في السياق ما يقتضي ذكر حبّ عليّ . فدعوى المدعي دلالة اللفظ على سؤالهم عن حبّ عليّ من أعظم الكذب والبهتان .

الخامس : إنه لو ادّعى مدّع أنّهم مسؤولون عن حبّ أبي بكر وعمر لم يكن إبطال ذلك بوجه إلا وإبطال السؤال عن حبّ علي أقوى وأظهر» .

انتهى (1)

أقول :

يكفي في جوابه أن يقال :

(1) منهاج السنة 143/7 - 146 الطبعة الحديثة .

ص: 29

... تراثنا / 58

أوّلاً : إنّ هذا الحديث رواه كبار الأئمة وأعلام الحديث بطرق متعدّدة، وقد ذكرنا أسامي بعضهم وجملة من أسانيدهم في روايته ، فإن كان هؤلاء كلّهم زنادقة ، ملحدين ، متلاعبين بالدين ، قادحين في الإسلام ، أو مفرطين في الجهل لا يدرون ما يقولون يدرون ما يقولون ... فما ذنبنا ؟ !! ثانياً : قد ظهر مما تقدّم صحة بعض أسانيد هذا الحديث ، وإن له

شواهد عديدة في كتب القوم بأسانيد معتبرة ..

وحينئذٍ لا أثر للسياق ، ولا مجال للسؤال عن الفرق بين حبّ عليّ وحبّ غيره من صحابة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وبه يظهر بطلان دعوى السؤال عن حبّ غيره في يوم القيامة .

وبهذا الموجز يظهر أن ليس لهذا المفتري في مقابل هذا الاستدلال

برهان معقول ولا قول مقبول ..

• مع ابن روزبهان :

وقال ابن روزبهان في جواب الاستدلال ما نصه: ليس هذا من رواية أهل السنّة . ولو صح دلّ على أنه من أولياء الله تعالى ، فالولي هو

المحبّ المطيع ، وليس هو بنص في الإمامة» (1) .

أقول :

قد عرفت أنه من رواية أهل السنة ..

وقد عرفت أنّه

صحيح

(1) كتاب إبطال الباطل ، لاحظ : دلائل الصدق 2 / 150 .

ص: 30

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

فما هو الجواب عن قول العلامة : ( وإذا سُئلوا عن الولاية وجب أن

تكون ثابتةً له ، ولم يثبت لغيره من الصحابة ذلك ، فيكون هو الإمام ؟!

إنه لا جواب له عن هذا ، كما لم يُجب عنه ابن تيمية !!

● مع الآلوسي :

وقال الآلوسي في تفسير الآية المباركة : «وروى بعض الإمامية عن

ابن جبير، عن ابن عباس : يُسألون عن ولاية على كرّم الله تعالى وجهه ورووه أيضاً عن أبي سعيد الخدري.

(قال) : ( قال ) : « وأَوْلى هذه الأقوال : إن السؤال عن العقائد والأعمال ، ورأس ذلك لا إله إلا الله ، ومن أجمله ولاية على كرّم الله تعالى وجهه ، وكذا ولاية إخوانه الخلفاء الراشدين»(1) .

أقول :

أوّلاً : لقد روى الإمامية خبر يُسألون عن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، لكنّ انحصار تلك الرواية بهم - كما هو ظاهر عبارة الآلوسي -

دعوى كاذبة

وثانياً : كون أولى الأقوال ...» ؛ لا دليل عليه ، بل الدليل من السنة النبوية على خلافه ، فما بال القوم يخالفون السُنّة ويزعمون أنهم من

أهلها !!

وثالثاً : ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قام الدليل عليها كتاباً وسُنّةً ،

(1) روح المعاني 23 / 80 .

...PY

ص: 31

... تراثنا / 58

أمّا ولاية غيره فما الدليل عليها ؟ ! !

• مع صاحب مختصر التحفة الاثني عشرية (1) :

وقال صاحب مختصر التحفة الاثني عشرية في ذكر أدلة الإمامية : ومنها : قوله تعالى : ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) ، قالت الشيعة في الاستدلال بها : روي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً أنه قال : ( وقفوهم إنّهم مسؤولون ) عن ولاية علي بن أبي طالب

. ومع

ولا يخفى أن نحو هذا التمسك في الحقيقة بالروايات لا بالآيات ، وهذه الرواية واقعة في فردوس الديلمي الجامع للأحاديث الضعيفة الواهية، ومع هذا قد وقع في سندها الضعفاء والمجاهيل الكثيرون ، بحيث سقطت عن قابلية الاحتجاج بها، لا سيّما في هذه المطالب الأصولية . هذا فإنّ نظم الكتاب مكذب لها ؛ لأنّ هذا الحكم في حق المشركين . ولئن سلّمنا صحة الرواية وفك النظم القرآني يكون المراد بالولاية المحبة ، لا تدلّ على الزعامة الكبرى التي هي محل النزاع ، ولو كانت الزعامة الكبرى مرادةً أيضاً لم تكن هذه الرواية مفيدة للمدعى ؛ لأنّ مفاد الآية اعتقاد إمامة الأمير في وقتٍ من الأوقات، وهو عين مذهب أهل

وهي

وجوب

السنة ... (2) .

أقول :

أوّلاً : لم يذكر هذا الرجل وجه استدلال أصحابنا بالآية المباركة ، وقد

:

(1) محمود شكري الآلوسى البغدادي .

(2) مختصر التحفة الاثني عشرية : 177 - 178 .

ص: 32

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

33

تقدمت عبارة العلّامة الحلّي في وجهه ، فما هو الجواب ؟ ! وثانياً : لم يقل أحد أصحابنا بأنّ الاستدلال لإمامة الأمير هو

من بالآيات وحدها ، وكذا لم يدع أحد من المخالفين دلالة شيء من القرآن الكريم وحده على إمامة غيره ، وإنما يكون الاستدلال بالآيات بمعونة

الروايات المفسّرة لها

وثالثاً : لم تكن الرواية منحصرةً بما في فردوس الأخبار ، وبما عن

أبي سعيد الخدري .

فكل ما ذكره إلى هنا ما هو إلا تلبيس وتخديع

ورابعاً : الاستدلال بالنظم القرآني وسياق الآيات الكريمة لا يقاوم الاستدلال بالسُنّة النبوية الشريفة الواردة عن طرق الفريقين في تفسيرها ، وبعبارة أخرى : فإنّه متى قام الدليل على معنى آية من الآيات ، فإنه بالدليل

تُرفع اليد عن مقتضى السياق ، ولا يجوز العكس بالإجماع .

وخامساً : قد تقدّم : قد تقدّم وجه استدلال العلّامة الحلّي بالآية المباركة ،

وما ذكره هذا الرجل لا يصلح للجواب عنه كما هو واضح وسادساً : دعوى أن المفاد إمامة أمير المؤمنين عليه السلام في وقتٍ الأوقات، ليُقال بأن وقتها هو بعد عثمان ، تخالف ظواهر الروايات ،

من

وتتوقف كذلك على ثبوت إمامة المشايخ قبله ، ولا دليل عليها ألبتة . هذا تمام الكلام على استدلال أصحابنا الكرام بقوله تعالى : وقفوهم إنهم مسؤولون ) ، ونقد ما اعترض به المعترضون ، فأيهما

أحرى بالأخذ وأولى بالقبول يا منصفون !!

*

34

ص: 33

تراثنا / 58

وأما قوله تعالى : ( وأسأل من أرسلنا من قبلك )

فقد أشار السيد رحمه الله تعالى إلى ما جاء في جملة من كتب الفريقين بتفسير هذه الآية المباركة، ونحن نوضّح المطلب - الآن - على

ضوء كتب العامة فحسب .

فنقول :

ظاهر هذه الآية أنها أمر من الله تعالى لرسوله أن يسأل المرسلين

الذين أرسلوا إلى أممهم من قبله صلّى الله عليه وآله وسلّم ...

فهذا أمرٌ من الله ، والمأمور بالسؤال هو : النبي صلّى الله عليه وآله

:

:

وسلّم ، والمسؤول منهم هم المرسلون السابقون ، والسؤال : ما هو ؟

فها هنا أسئلة :

كيف يسأل الرسل وقد ماتوا قبله ؟ !!

وهل سألهم أو لا ؟ !!

وعلى الأوّل ، فما كان السؤال ؟ ! وما كان جوابهم ؟ !

وهذا الموضع من المواضع التي اضطربت فيها كلمات القوم بشدّة

واختلفت اختلافاً كبيراً :

يقول ابن الجوزي في تفسيره : «إن قيل : كيف يسأل الرسل وقد

ماتوا قبله ؟ فعنه ثلاثة أجوبة : أحدها : إنّه لمّا أُسري به ، جُمع له الأنبياء فصلّى بهم ، ثمّ قال له

جبريل : ( وأسأل أرسلنا من قبلك ... الآية .. فقال : لا أسأل ،

من

قد

ص: 34

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

اكتفيت .

35

وابن

رواه عطاء ، عن ابن عبّاس . وهذا قول سعيد بن جبير، والزهري

زيد ؛ قالوا : جمع له الرسل ليلة أسري به فلقيهم ، وأمر أن يسألهم ،

فما شك ولا سأل .

والثاني : إن المراد : اسأل مؤمنى أهل الكتاب من الذين أرسلت إليهم

الأنبياء ..

روي عن ابن عبّاس، والحسن ، ومجاهد ، وقتادة ، والضحاك ، والسدّي ، فى آخرين. قال ابن الأنباري : والمعنى : سل أتباع من أرسلنا قبلك ، كما تقول : السخاء حاتم ، أي : سخاء حاتم ، والشعر زهير . أي : شعر زهير . وعند المفسرين إنّه لم يسأل على القولين . وقال الزجاج : هذا سؤال تقرير ، فإذا سأل الأمم لم يأتوا بأن في كتبهم : أن اعبدوا

غيري .

جميع

والثالث : إن المراد بخطاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: خطاب أمته ، فيكون المعنى : سلوا . قاله الزجاج». هذا تمام ما ذكره ابن

الجوزي (1)

أقول :

فهذه ثلاثة أجوبة - وتجدها في التفاسير الأخرى أيضاً - أولاها حمل على ظاهر الآية ؛ فهو جواب على الحقيقة، والتاليان حمل على خلاف الظاهر ؛ فهما جوابان على المجاز .. ولعلّ المختار عند ابن الجوزي

(1) زاد المسير 7 / 138 - 139 .

ص: 35

36

-

تراثنا / 58

بقرينة التقديم في الذكر - هو الأوّل . وأختار الآلوسي الجواب الثاني 5

سيأتي ، وعندهم أجوبة أخرى على المجاز ، وهي باختصار :

كما

1 - إن الخطاب للنبي ، والسؤال مجاز عن النظر في أديانهم : هل جاءت عبادة الأوثان قط فى مِلّةٍ من ملل الأنبياء ؟ ! (1) وهو الذي اختاره

.

الزمخشري ، وتبعه بعضهم كالنسفي ، ثمّ قال الزمخشري : « وكفاه نظراً وفحصاً نظره في كتاب الله المعجز المصدّق لما بين يديه، وإخبار الله فيه بأنّهم يعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطاناً ، وهذه الآية في نفسها كافية

لا حاجة إلى غيرها (2)

أقول : فلمَ أمرَ بالسؤال ؟ !

2 - إن الخطاب ليس للنبي ، بل هو للسامع الذي يريد للسامع الذي يريد أن يفحص عن الديانات ، فقيل له : اسأل أيها الناظر أتباع الرسل، أجاءت رسلهم بعبادة غير الله ؟ ! فإنّهم يخبرونك أنّ ذلك لم يقع ، ولا يمكن أن يأتوا به ، وأختاره أبو حيان الأندلسي (3).

أقول كما قال الآلوسي فيه : ولعمري إنّه خلاف الظاهر جداً .

3 - إنّ الخطاب للنبي ، والسؤال على الحقيقة ، لكن المسؤول هو الله

تعالى ، فالمعنى : واسألنا : وأسألنا عن من أرسلنا .

نقله أبو حيان عن بعضهم وأستبعده .

وقال الآلوسي : وممّا يقضى منه العجب ما قيل ...» ثمّ قال :

(1) تفسير الرازي 27/ 216 ، البحر المحيط 377/9 ، روح المعاني 86/25 . (2) الكشاف 254/4 . وأنظر : تفسير النسفي - مدارك التنزيل - هامش الخازن

4 / 106 ؛ فقد قال بالعبارة عينها دون ذكر للزمخشري !

(3) البحر المحيط 377/9

ص: 36

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

37 00

وأسأل من قرأ أبا جاد أيرضى بهذا الكلام ويستحسن تفسير كلام الله

تعالى المجيد بذلك ؟!» .

أقول : لا يرضى به قطعاً

:

هذه نماذج من

.

كلمات أئمة القوم .

ولا يخفى اضطراب القوم في تفسير الآية المباركة ، إن أبقوها على

ظاهرها ، فبم يجيبون عن الأسئلة ؟ !

وإن أرادوا التخلّص من الجواب عنها حملوا الآية على المجاز ، وهو

باب واسع ، وقد رأيت كيف يردّ بعضهم على الآخر في ما اختار ! وابن كثير الدمشقي لم يلتفت إلى شيءٍ من هذه الأسئلة ، فلم يبين

المخاطب بالآية ، ولا السؤال ، ولا المسؤول .. وإنما قال :

وقوله سبحانه وتعالى : ( وأسأل من أرسلنا ...) أي : جميع الرسل دعوا إلى ما دعوت الناس إليه من عبادة الله وحده لا شريك له ، ونهوا عن عبادة الأصنام والأنداد ؛ كقوله جلّت عظمته : ﴿ ولقد بعثنا في كلّ أُمَّةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) » (1) .

فهكذا فسر الآية ليكون في فسحة من المشكلة وطلباً للراحة منها ،

ثم ذكر القولين الآتيين .

وبعد ..

فالمهم من هذه الأقوال كلها قولان ؛ ولذا لم يذكر غير واحدٍ منهم

كابن كثير والشوكاني - غيرهما :

أحدهما : إن المراد سؤاله الأنبياء ، لمّا أُسري

ري

به عند ملاقاته لهم ..

(1) تفسير ابن كثير 115/4 .

... تراثنا / 58

ص: 37

...PA

قالوا : وهذا قول المتقدمين منهم، كسعيد بن جبير، والزهري، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ؛ ورووا عن عطاء، عن ابن عباس :

فقال : لا أسأل ، قد اكتفيت .

والآخر : إنّ المراد سؤاله الأمم ، والمؤمنين من أهل الكتاب ، من

الذين أرسلت إليهم الأنبياء ...

وهذا القول حكوه عن ابن عبّاس كذلك، وعن مجاهد وقتادة والضحاك والسدّي ، في آخرين ، كما قال ابن الجوزي ، وأختاره ابن جرير الطبري ، وكثير من المتأخرين - كالآلوسي ، بل في الوسيط للواحدي (1) و تفسير البغوي نسبته إلى أكثر المفسرين ؛ قال البغوي : يدلّ عليه قراءة عبد الله وأبي : وأسأل الذين أرسلنا إليهم قبلك رسلنا» (2) .. لكن ابن كثير قال : «وهذا كأنه تفسير لا تلاوة. والله أعلم» (3)

وهذان القولان هما الأوّل والثاني من الأقوال الثلاثة التي ذكرها ابن الجوزي بتفسيره ... فهل سأل صلّى الله عليه وآله وسلّم أو لا ؟! وعلى تقدير السؤال ، فما كان الجواب ؟ !

قال ابن الجوزي : وعند المفسّرين أنّه لم يسأل ، على القولين » (4) .

أقول :

فلا جواب عندهم عن السؤال ، أو أنّ هناك جواباً صحيحاً مطابقاً

(1) الوسيط في تفسير القرآن 75/4 .

(2) معالم التنزيل 102/5 .

(3) تفسیر ابن كثير 4 / 115

(4) زاد المسير 139/7

ص: 38

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

39 ..

لظاهر الآية - ولا خروج فيه عن الحقيقة إلى المجاز - مشتملاً على جميع

«الأئمّة

جوانب المسألة، ولكنّهم لا يريدون التصريح به والإفصاح عنه ؟ ! إنّ هذا الموقف من ابن الجوزي وأمثاله ليذكرنا بموقفهم من حديث بعدي اثنا عشر ، كلّهم من قريش» ؛ إذ يشرّقون ويغرّبون ، ويختلفون ويضطربون ... حتى قال ابن الجوزي: «قد أطلت البحث عن هذا الحديث وتطلبت مظانّه وسألت عنه ، فلم أقع على

معنی

المقصود » (1) ..

وما كلّ ذلك إلا لأنهم لا يريدون الاعتراف بالحقيقة .

من أرسلنا ...)

والعجيب ، أنّهم في تفسير الآية وأسأل يستدلون بما يروون عن عبد الله بن مسعود من أنه قرأها : «وأسأل الذين أرسلنا إليهم قبلك رسلنا ثمّ يتنازعون هل هو قراءة أو تفسير ! ولا يعبأون

((

بحديث مسند مروي عندهم عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلّى الله

عليه وآله وسلّم ، في معنى الآية المباركة !!

بل القائلون بالقول الأوّل - من هذين القولين - لا يستندون في قولهم إلى هذا الحديث، مع أنهم بأشدّ الحاجة إليه في بيان معنى الآية وإثبات قولهم في تفسيرها !!

وما كلّ ذلك إلا لاشتماله على ولاية أمير المؤمنين !!

الحديث رواه جماعة من أكابر المحدّثين الحفاظ : رواه الحاكم ، قال : حدثنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر الحافظ

(1) فتح الباري في شرح البخاري - للحافظ ابن حجر - 13 / 181

..ε.

ص: 39

تراثنا / 58

قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن غزوان ، قال : ثنا علي بن جابر ، قال : ثنا

خالد بن بن عبد الله ، قال : ثنا محمّد بن فضيل ، قال : ثنا محمد

محمد

ابن سوقة ، عن إبراهيم، عن الأسود ، عن عبد الله ، قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله] وسلّم : يا عبد الله ! أتاني ملك

فقال : يا محمد ! ( وأسأل أرسلنا من من قبلك من رسلنا على ما

بعثوا ؟ قال : قلت : على ما بعثوا ؟ قال : على ولايتك وولاية عليّ بن

أبي طالب

قال الحاكم : تفرّد به علي بن جابر ، عن محمد بن خالد

6

عن

محمد بن فضيل ، ولم نكتبه إلا عن ابن المظفّر ، وهو عندنا حافظ ثقة

مأمون (1) .

فالآية باقية على ظاهرها والنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم سأل ، وكان الجواب : بعث الأنبياء على ولايته وولاية على عليهما وعلى آلهما

ورواه الثعلبي ، قال : أخبرنا الحسين بن محمد الدينوري ، حدثنا

«

الصلاة والسلام .

أبو الفتح محمد بن

محمد

الحسين بن

بن الحسين الأزدي الموصلي،

حدثنا عبد الله بن محمد بن غزوان البغدادي ، حدثنا علي بن جابر ، حدثنا

محمد

خالد

بن بن عبد الله ومحمّد بن إسماعيل ، قالا : حدثنا محمد بن

فضيل ، عن محمد بن سوقة ، عن إبراهيم، عن علقمة ، عن عبد الله بن

مسعود ، قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله] وسلّم : أتاني ملك فقال :

(1) معرفة علوم الحديث : 96 .

ص: 40

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

یا محمّد ! . . . » (1) .

41 ...

ورواه ابن عساكر ، قال : أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح الكرماني

وأبو الحسن مكي بن أبي طالب الهمداني ، قالا : أنبأنا أبو بكر ابن خلف أنبأنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، حدثني محمد بن مظفّر الحافظ ...» إلى

آخر ما تقدّم عن الحاكم (2)

ورواه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني، كما في تنزية الشريعة عن

،

الحافظ ابن حجر ، وفي غير واحد من كتب أصحابنا أنه روى بإسناده في هذه الآية ، أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ليلة أسري به جمع الله تعالى بينه وبين الأنبياء ، ثمّ قال : سلهم يا محمد ! على ماذا بعثتم ؟ فقالوا : بعثنا على شهادة أن لا إله إلا الله ، وعلى الإقرار بنبوّتك ، والولاية لعلي بن

أبي طالب (3)

ورواه الحافظ ابن حجر العسقلاني من جهة الحاكم ، قال : ورواه

أبو نعيم ؛ وستأتي عبارة ابن حجر .

ورواه الحافظ ابن عبد البر القرطبي، على ما نقل عنه العلامة

الحلّى (4) ، والشيخ يحيى بن البطريق (5)

ورواه الحاكم الحسكاني ، قال : حدثنا الحاكم أبو عبد الله

الحافظ ، قال : حدثني محمد بن المظفّر .... إلى آخر ما تقدّم ..

(1) تفسير الثعلبي - مخطوط

(2) تاريخ دمشق - ترجمة أمير المؤمنين - 97/2

(3) الطرائف في معرفة الطوائف 101/1 ، البرهان في تفسير القرآن 148/4 ، غاية

المرام : 249 ، خصائص الوحي المبين : 153 .

(4) منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ، آخر الطبعة القديمة من منهاج السنة : 79 - 80 . (5) خصائص الوحي المبين : 98

ص: 41

... تراثنا / 58

قال : « وأخبرناه أبو عثمان الحيري من أصله العتيق ، قال : حدثنا

أبو الحسين محمد بن المظفّر ... سواءً لفظاً ، ولم يذكر علقمة في

الإسناد » . .

أحمد

حدثني أبو الحسن الفارسي ، حدثنا عمر بن أحمد ، حدثنا علي بن الحسين بن سفيان الكوفي ، حدثنا جعفر بن محمد أبو عبد الله الحسيني ، حدثنا علي بن إبراهيم العطار ، حدثنا عباد ، عن محمد بن فضيل، عن محمّد بن سوقة .. قال : : وحدثنا أبو سهل سعيد بن محمد، حدثنا علي بن الكرماني ، حدثنا أحمد بن عثمان الحافظ، حدثنا عبيد بن كثير ، حدثنا بن إسماعيل الأحمسي ، حدثنا ابن فضيل ، عن محمد بن سوقة ، عن إبراهيم ، عن علقمة والأسود ، عن ابن مسعود ، قال : قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله] وسلّم : لمّا أُسري بي إلى السماء إذا ملك قد أتاني فقال لي : يا محمد ! سلْ مَن أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا . قلت : معاشر الرسل

والنبيين ! على ما بعثكم الله ؟ قالوا : على ولايتك يا محمد وولاية علي بن

محمد

أبي طالب

.

ورواه غير علي ، عن محمد بن خالد الواسطي، وتابعه محمد بن

إسماعيل

أخبرنيه الحاكم أبو عبد الله ، حدثني أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي ، حدثنا أبو محمد الحسن بن عثمان الأهوازي ، حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي ، حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا

محمّد بن

محمد بن سوقة ، عن إبراهيم، عن الأسود ، عن عبد الله ، قال : قال لي

ص: 42

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

1

النبي

. به لفظاً سواء » (1) .

43 ..

ورواه الموفق بن أحمد المكي ، قال : « وأخبرني شهردار

- إجازة - ، أخبرني أحمد

بن خلف - إجازة -، حدثني محمد بن المظفر

الحافظ ، حدثنا عبد الله بن محمّد بن غزوان ، حدثنا علي بن جابر ... إلى آخر ما تقدّم سواء (2) .

أحمد بن

ورواه الحمويني، عن شهردار بن شيرويه الحافظ ، عن خلف ، عن الحاكم ، عن ابن المظفّر الحافظ ... كما تقدّم سواء (3) ورواه أبو عبد الله الكنجي ، قال : «قرأت على الحافظ أبي عبد الله ابن النجار ، قلت له : قرأت على المفتي أبي بكر بن عبدالله بن عمر الصفار ، قال : أخبرتنا الحرّة عائشة بنت أحمد الصفار ، أخبرنا أحمد بن علي الشيرازي ، أخبرنا الإمام الحافظ أبو عبد الله النيسابوري ، حدثني

بن المظفّر الحافظ .... إلى آخر ما تقدّم سواء (4)

محمد

أقول :

هذا في الحديث عن ابن مسعود

وهو أيضاً أيضاً عن عبد الله بن عباس :

قال القندوزي الحنفي : « أيضاً رواه الديلمي ، عن ابن عباس ،

(1) شواهد التنزيل 222/2 - 225 .

(2) مناقب عليّ بن أبي طالب : 220 . والظاهر سقوط الحاكم بين أبي خلف وأبن

المظفر

(3) فرائد السمطين 81/1 .

(4) كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب : 75 .

رضي

الله عنهما » (1)

ص: 43

... تراثنا / 58

وهو أيضاً عن أبي هريرة :

*

قال شهاب الدين أحمد الخنجي : ( عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : لمّا أُسري بي ليلة المعراج ، فاجتمع علَيَّ الأنبياء ، فأوحى الله إليّ : سلهم يا محمد ! بماذا بعثتم ؟ قالوا : بعثنا على شهادة أن لا إله إلا الله ، وعلى الإقرار بنبوّتك ، والولاية لعلي بن

مجد ولا

أبي طالب .

أورده الشيخ المرتضى ، العارف الربّاني، السيد شرف الدين علي

الهمداني في بعض تصانيفه ، وقال : رواه الحافظ أبو نعيم» (2)

أقول :

هذا، وهو مروي عند أصحابنا عن أمير المؤمنين وأبنائه الطاهرين

عليهم الصلاة والسلام (3) .

وتلخص :

إن الصحيح في الآية المباركة إبقاؤها على ظاهرها، وتفسيرها بهذا الحديث المروي في كتب الفريقين عن أمير المؤمنين وعدة من الأصحاب ،

(1) ينابيع المودة 244/1

(2) توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل - مخطوط .

(3) كنز الدقائق في تفسير القرآن 547/11 .

ص: 44

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ..

45 ..

والأشهر من بين الأحاديث في الباب هو حديث عبد الله بن مسعود ؛ فقد ورد في كتب كثيرة من كتب أهل السنّة ، ولهم به أسانيد عديدة ، وفي الرواة عدّة من أعلام الحفاظ ، والأئمة الثقات .

يقول ابن تيمية : «إنّ مثل هذا ممّا اتفق أهل العلم على أنّه كذب

موضوع ..

وليت شعري ! فلماذا اتفق هذا الجمع من الحفاظ والمحدثين على

روايته ؟ !

ثم يقول ابن تيميّة : «إنّ هذا ممّا يعلم من له علم ودين أنّه من الكذب الباطل الذي لا يصدّق به من له عقل ودين، وإنّما يختلق مثل هذا أهل الوقاحة والجرأة في الكذب».

وليت شعري ! هل كان هؤلاء الأئمّة الرواة لهذا الحديث عالمين

ذلك

بحاله ومع رووه ، الحديث وحفاظه ؟ !

أو كانوا جاهلين، ومع ذلك يعدون في كبار أئمة

ثمّ إنّي لم أجد هذا الحديث في الموضوعات لابن الجوزي ، ولا في

العلل المتناهية له .

نعم، أورد ابن عراق حديث ابن مسعود في تنزيه الشريعة الغراء .

ومحصل كلامه ثبوت الحديث لا سقوطه ، وهذا نص ما قال :

حديث : ابن مسعود قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله] وسلّم : يا عبد الله ! أتاني ملك فقال : يا محمد ! سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ماذا بعثوا ؟ قلت : على ما بعثوا ؟ قال : على ولايتك وولاية

...ε9

ص: 45

تراثنا / 58

علي بن أبي طالب . حا (1) .

قلت : ولم يبيّن علّته .

وقد أورده الحافظ ابن حجر في زهر الفردوس (2) من جهة الحاكم ،

ثمّ قال : ورواه أبو نعيم وقال : تفرد به علي بن جابر ، عن محمد بن

فضيل . انتهى .

وعلي بن جابر ما عرفته . والله أعلم» (3) .

أقول :

ظهر من هذا الكلام رواية ثلاثة من أئمّة الحفاظ هذا الحديث

بإسنادهم عن عبد الله بن مسعود ، من غير أن يبيّنوا علةً له ..

أمّا الحاكم ، فقد تقدّم نص روايته للحديث ، وهو في مقام ذكر شاهد لنوع من أنواع الحديث ، فهو غير معلول عنده ، بل هو حديث معتبر

يذكر لقاعدة علمية في كتاب علمي .

وأما أبو نعيم

، فقد روى هذا الحديث وهو يناسب ذكره في دلائل

النبوّة لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأنّها كانت ثابتةً له منذ القرون السابقة ، وفي زمن الأنبياء الماضين ، حتى كان عليهم أن يدعوا الناس إلى

نبوّته ويبشروا أممهم ببعثته ، إلّا أنا لم نجده فيه

وأما ابن حجر العسقلاني ، فقد أورد هذا الحديث ضمن أحاديث

(1) هذا رمز للحاكم ، كما ذكر في أوّل الكتاب أيضاً . (2) وهو مختصر كتاب فردوس الأخبار للديلمي ، أورد فيه ما استجوده من أخباره ،

كما له كتاب تسديد القوس في مختصر مسند الفردوس

(3) تنزيه الشريعة الغراء 397/1

ص: 46

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

Ev ..

منتخبة من كتاب الفردوس ، وأضاف إليه رواية الحاكم ، وأبي نعيم .

القوم .

فظهر إلى هنا من كلام ابن عراق اعتبار هذا الحديث عند

لكن ابن عراق قال في آخر الكلام: «وعلي بن جابر ما عرفته».

أقول :

فانتهى القدح في سند الحديث عن ابن مسعود إلى أن ابن عراق لم يعرف «علي بن جابر»، وإذا كان الأمر هكذا فهو سهل جداً ؛ لأن أكابر الأئمّة الحفاظ من المتقدمين قد عرفوا هذا الرجل ، ولم يذكروه بجرح .. وممّا يؤكد ذلك ، قول غير واحدٍ منهم - كالحاكم وأبي نعيم - بعد روايته : تفرد به علي بن جابر ، عن محمد بن فضيل فإنّه ظاهر في

توثيقهم للرجلين ، وإلا لطعنوا فيه قبل أن يقولوا : «تفرد به ... » . على أنه يظهر من روايات الحاكم الحسكاني متابعة غير علي بن جابر

في رواية الحديث عن محمّد بن فضيل .

له

وأمّا «محمد بن فضيل» : فلم يتكلّم فيه أحد ؛ فهو من رجال الكتب الستة ، قال الحافظ ابن حجر : محمد بن فضيل بن غزوان ، - بفتح المعجمة وسكون الزاي - الضبّي ، مولاهم ، أبو عبد الرحمن ، الكوفي

صدوق عارف ، رمي بالتشيع ، من التاسعة . مات سنة 95 . ع» (1) .

وتلخص :

إنّ الحقّ هو القول الأوّل ، وهو إبقاء الآية المباركة على ظاهرها كما

(1) تقريب التهذيب 2/ 200 . و «ع» : رمز للكتب الستة ؛ أي مجمع على وثاقته

تراثنا / 58

ص: 47

..EA

هو مقتضى أصالة الحقيقة ، والأخبار الواردة تفسّرها بكل وضوح ، لا سيما

حديث ابن مسعود .

وقد ظهر أن هذه الأخبار متفق عليها بين الفريقين ، وهي عن أمير

المؤمنين ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن العباس ، وأبي هريرة . هذا ، وقد روى ابن مسعود عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خبر الإسراء به ، والتقائه بالأنبياء ، وصلاته بهم ، وهو خبر طويل ، أخرجه الطبراني ، وأبو يعلى ، والبزار ، والحاكم (1) ، وقال الهيثمي : «رجاله رجال

الصحيح . فأظنُّ أنّ ما رواه الحاكم في كتابه علوم الحديث هو ذيل هذا الحديث الطويل ، يتعلّق بالسؤال عمّا بُعثوا ، إلا أنّهم سكتوا عن روايته لاشتماله على الولاية لأمير المؤمنين عليه السلام .

فما قالوا من أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لم يسأل ، وقال : اكتفيت كذبٌ منهم عليه ؛ إذ كيف يأمره الله عزّ وجلّ بالسؤال ، فلم

يسأل ؟ !

نام مجھ

مضافاً إلى أنّه قد ورد في حديث : فقدمني جبريل حتى صليت بين

أيديهم وسألتهم فقالوا : بعثنا للتوحيد » (2) .

..

فكان هناك سؤال وجواب !! ولكنّهم لا يريدون التصريح بذلك

ولا يريدون ذكر الجواب بصورةٍ كاملةٍ ؛ ليشتمل على الولاية لعلى ! !

وكم له من نظير !!

وهذا أحد أساليبهم في إخفاء مناقب أمير المؤمنين وأهل البيت

(1) كنز العمّال /390/11 رقم 31841 ، مجمع الزوائد 75/1 11 31841 ، عدة (2) كنز العمّال 11 / 397 ح 31852 عن ابن سعد ، عن من الصحابة .

ص: 48

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (14)

49

الكرام الطاهرين ، الدالة على إمامتهم بعد الرسول الأمين عليه وآله أفضل

الصلاة والسلام .

فانظر كيف يفترون على الله والرسول الكذب ؟!! إنكاراً لولاية أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، فوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْديهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ) (1) .

والله أحكم الحاكمين ... وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين .

(1) سورة البقرة 2 : 79

للبحث صلة

عدالة الصحابة

(2)

ص: 49

الوجه العقلي لعدالة الصحابة :

الشيخ محمد السند

جميع

ثمّ إنّه من الغريب تمسك التفتازاني بوجه عقلي نقلي العدالة الصحابة ! وهو أنّهم نقلة الدين ؛ ومراده أنّه لولا ذلك لبطل نقل الشريعة ،

وهذا غير لازم لنفيها عن المبطل خاصة دون المحق

هذا،

، مع

أن التفتازاني نفسه ذكر حديث الثقلين آخذاً به ، قال :

الضلالة،

«إنّه قرنهم بكتاب الله في كون التمسك بهما منقذاً من ولا معنى للتمسك بالكتاب إلا الأخذ بما فيه من العلم والهداية ، فكذا في

العترة» (1)

فإذا كانت العترة عدل الكتاب في التمسك بهما كشرط للنجاة من الضلالة، فأي بطلان للشريعة وراء ذلك ؟! وهل يُخلط الحابل بالنابل وتؤخذ الشريعة عمّن لا حظ له في الإيمان والعلم ؟ ! بل الاعتماد في الدين على كلّ من هبّ ودبّ اعتماد على غير ركن وثيق !

(1) شرح المقاصد 33/5 .

01 ...

ص: 50

عدالة الصحابة (2)

هذا ، ومن المسائل التي تصبّ في هذا البحث وترتبط به بنحو ما هو إصرار أكثر العامة على مشروعية إمامة المتغلب بالقهر والبغي على رؤوس

المسلمين ! وأنّه لا مانع من إمامة الفاسق والجاهل !

ويتردّد الناظر الباحث هل لهذا القول في الإمامة صلة بإمامة الأوائل من الصحابة وقول عمر بن الخطاب : «إنّما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنّها كانت كذلك ، ولكنّ الله وقى شرّها ... من بايع رجلاً من بايع رجلاً من غير

مشورة من المسلمين فلا يُبايع هو ولا الذي بايعه تغرّة أن يُقتلا. فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فَرِقْتُ من الاختلاف ، فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر ... خشينا إن فارَقْنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلاً منهم بعدنا ، فإما بايعناهم على ما لا نرضى، وإما نخالفهم فيكون فساد، فمن بايع رجلاً على غير مشورة من المسلمين فلا يُتابع هو ولا الذي بايعه تغرّة أن يُقتلا».

هكذا نص عبارته في صحيح البخاري (1)

وصدر الحديث هذا هو الذي رواه عن ابن عباس ، قال : كنت أقرئ رجالاً من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف ، فبينما أنا في منزله بمنئ وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها ، إذ رجع إليَّ عبد الرحمن فقال : لو رأيت رجلاً أتى أمير المؤمنين اليوم فقال : يا أمير المؤمنين ! هل لك في فلان يقول : لو قد مات عمر لقد بايعت فلاناً ، فوالله ما كانت بيعة أبى بكر إلا فلتة فتمت .

فغضب ،عمر ، ثمّ قال : إنّي إن شاء الله لقائم العشية في الناس

(1) صحيح البخاري 8 / 300 - 304 ح 25 باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت

من كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة

تراثنا / 58

ص: 51

52

فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم.

قال عبد الرحمن : فقلت : يا أمير المؤمنين لا تفعل، فإنّ الموسم

يجمع رعاع الناس وغوغاءهم ...

قال ابن عباس : فقدمنا المدينة ... فلم أَنْشَبْ أن خرج عمر بن

: الخطاب ، فلمّا رأيته مقبلاً قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل : ليقولن العشيّة مقالة لم يقلها منذ استخلف .

فجلس عمر على المنبر ... ثمّ قال .... ثمّ إنّه بلغني أن قائلاً منكم يقول : والله لو مات عمر بايعت فلاناً ، فلا يغترن امرؤ أن يقول : إنّما كانت

بيعة أبي بكر فلتة ...» . فإن مسلسل الرواية يصرّح أن قائلاً قال بعزمه على أن يبايع بيعة الفلتة ، وأنّ عمر غضب ، لأنّ هذه البيعة ، بيعة الفلتة - البغتة والفجأة والنهزة والخلسة والاغترار والمبادرة ، لا يقرّها هو ، فغضب لأمور المسلمين ،

-

وأنه يريد تحذيرهم من هؤلاء الغاصبين ! وأنّ ما وقع من بيعة أبي بكر كانت كذلك ، وكانت ذات شرّ وقى الله المسلمين شرّها ، و

وأنّها

من غير

مشورة من المسلمين ، إذ كان حينها لغط وأختلاف في الآراء عند مداولة

أمر الإمامة والخلافة والبيعة بينهم ، وأنّ المرتكب لها يستحق القتل، وأن

مباغتته ببيعة الأوّل كانت مدافعةً للآخرين !

هكذا يرسم لنا عمر صورة إمامة أبي بكر .

وعلى أية حال، فإنّ مثل هذه الإمامة على تقدير مشروعيتها - بمنطق

العسكر والقوّة ، لا بمنطق الدين والعقل ، فإنّها لا توجب كون صاحبها لا يزلّ ولا يخطأ، وتتبع سُنّته قائمة إلى يوم القيامة، ويكون له حظ

المشرع في الدين

ص: 52

عدالة الصحابة (2)

كعهد من

53

والحاصل : إن تحرير العامة لمسألة عدالة الصحابة ، ومسألة حرمة الخوض في الفتن التي جرت بينهم ، ومسألة الإمامة وما يرتبط بها من مسائل أخرى ، يجدها الباحث الناظر مضطربة الوجوه ، متردّدة بين الإمامة الله ورسوله إلى رجل لا يزلّ ولا يخطأ ، وبين كونه مجتهداً كبقية المجتهدين ، أو أن حجيّة قوله وفعله كراو من رواة الأخبار، وأن إقامة البحث عن مسألة عدالة الصحابة ليست كما يفيده عنوان البحث ، بل هو حول فئة خاصة من الصحابة هم الذين عقدوا البيعة لأبي بكر ، وأن البحث إنما هو لضرب سياج وحواجز دون التنقيب والبحث عن أحوال وصفات وممارسات تلك الفئة، وأن ما عقدوه من مباحث ومسائل الإمامة هو الآخر

في

هذا الاتجاه !

وممّا يشهد بتدافع تحرير المسائل عندهم، هو أنهم يستدلون على الإمامة بأدلّة مفادها لزوم عصمة الإمام ، مع أنّهم يجيزونها للإمامة العقدية بالبيعة السياسية، ومثال ذلك الحديث النبوي : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية»، فإنّ مفاد الحديث وجوب معرفة الإمام في كلّ زمان ، وواضح أنه واجب اعتقادي كوجوب معرفة النبي لال والإذعان

برسالته

ويزيد ذلك وضوحاً أنه جعل فاقد تلك المعرفة ميتته ميتة كفر ، وفي الحديث كناية ولطيفة، وهو أنه جعل كفره عند موته كفر من لم يدخل الإسلام، لا كفر من دخل الإسلام وأرتد عنه .

ومن البين في بداهة الشرع والعقل أنّ من تجعل معرفته بهذا الشأن - الإمامة - لا يمكن أن يكون من يزلّ ويخطل، أو يجهل ويضل ، بل لا بد أن يكون مقامه في الدين يتلو مقام النبي لا ، معصوماً مطهراً أذهب الله

تراثنا / 58

ص: 53

...0ε

54

عنه الرجس وطهره تطهيراً، وغير ذلك من الأمثلة .

كما إنه يلاحظ في نظم الأدلة والوجوه في تلك المسائل عندهم ، التكديس الركامي من دون تمحيص لمؤدّى كل دليل أو وجه ، ومن دون مقايسته بأدلة الطرف الآخر ، فتراهم مثلاً يتمسكون بحجيّة سُنّة الشيخين بأحاديث آحاد قد تكون حسنة الإسناد عندهم، بينما لا يقابلونها مع الأحاديث المتواترة بطرقهم، كحديث الثقلين، وحديث المنزلة ، والغدير ،

وغيرها .

فانظر مثلاً إلى التفتازاني في شرح المقاصد عندما يستعرض وجوه وأدلّة إمامة على الالالالالها فهو يقرّ بجملة فضائله ، إلّا أنّه يحكم ويكيل القول عشوائياً بأن فضائل الشيخين أولى ، مع أنّه هو نفسه حكى عن إمام الحرمين أن روايات الفضائل في الأربعة متعارضة والترجيح ظنّي ، ومع أنّ اللازم هو التعمّق فى موازنة كل وجه من الوجوه ، ومدى مؤداه ، ومقابلته مع الوجه الثاني في الطرف الآخر، سواء من حيث قوة السند والدلالة ، أو علوّ وشموخ المعنى ومسلّمية المصداق المراد بين الفريقين ، عن غيره

.

من الأحاديث .

والأهم هو تحليل الفضيلة التي هي عبارة عن كمال ما ؛ فإنّه عنوان مجمل عام لا بُدّ من تقرير حدّه هل ينطبق على العصمة أو على عمل خاص معين دون أن يحدث صفة كمالية دائمة في الشخص ، أو على غير

ذلك ممّا يتناسب مع صفات الراوي ونحوه . والغريب من التفتازاني في الكتاب المزبور، مع أنه يتذمر من معاوية

ول

ويزيد وبني أُميّة وما فعلوه من ظلم بذرّيّة النبي ، إلا أنه يقرر إمامة

المتغلّب الباغي القاهر للمسلمين بسيفه وسطوته !

oo ..

ص: 54

عدالة الصحابة (2)

ولا تنقضي الغرائب بسبب تدافع المباني، وتردّد تحرير المسائل

لديهم بنحو مجمل ، لا توزن فيه مرتبة الحجّة وسنخها ونوعها ومداها . ثمّ إنّا قد تعرّضنا في تضاعيف تصوير فرض مسألة عدالة الصحابة لأدلة العامة من السنة أو الوجوه الأخرى والردّ عليها إجمالاً، والمهم بعد

ذلك هو التعرّض لما استدلوا به على ذلك من الآيات القرآنية :

• الآية الأولى : قوله تعالى : ( السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ) (1).

. الآية الثانية : قوله تعالى : ( للفقراء المهاجرين الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون * والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ... ويؤثرون على أنفسهم ولو كان خصاصة

بهم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * والذين جاؤوا من

بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل

فى قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) (2)

الآية الثالثة : قوله تعالى : ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ

يبايعونك تحت الشجرة فعَلِمَ ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً ) (3) .

(1) سورة التوبة 9 : 100 (2) سورة الحشر 59 : 8 - 10 .

(3) سورة الفتح 48 : 18 .

ص: 55

...07

فضلاً

تراثنا / 58

وقوله تعالى في السورة نفسها ، الآية الأخيرة : ( محمد رسول الله

والذين معه معه أشداء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزَرَه فاستوى على سوقه يُعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرةً وأجراً عظيماً ) (1)

. الآية الرابعة : قوله تعالى : ( والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوّتتهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون *

الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون ) (2) .

وقوله تعالى : ( ثمّ إنّ ربّك للذين هاجروا مِنْ بعد ما فُتِنوا ثمّ

جاهدوا وصبروا إنّ ربّك من بعدها لغفور رحيم) (3)

• الآية الخامسة : قوله تعالى : ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد

يزيغ قلوب فريق منهم ثمّ تابَ عليهم إنّه بهم رؤوف رحيم ) (4) . الآية السادسة : قوله تعالى : ( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا

في سبيل الله والذين آووا ونصروا أُولئك

هم

المؤمنون حقاً لهم مغفرة

فأُولئك

ورزق كريم * والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم

منكم ...) (5)

(1) سورة الفتح 48 : 29

(2) سورة النحل 16 : 41 و 42 .

(3) سورة النحل 16 : 110

(4) سورة التوبة 9 : 117 .

(5) سورة الأنفال 8 : 74 و 75 .

عدالة الصحابة (2)

ص: 56

OV

أمة وسطاً

. الآية السابعة : قوله تعالى : ( وكذلك جعلناكم لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ) (1) الآية الثامنة : وقوله تعالى : (كنتم خير أمة أخرجت للناس

تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) (2) .

الآية التاسعة : وقوله تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما

تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونُصله وساءت مصيراً ) (3)

جهنم

وللتنبيه على وهم القائل في مفاد الآيات بأنّها دالة على مدح جميع الصحابة أو جميع من هاجر من مكة ، وجميع من ناصر في المدينة ، أو أنّ هذا المديح دالّ على حجّيّة أقوال كلّ صحابي

، أو أنصاري ، لأجل

ذلك لا بُدّ من التعرّض إلى نقاط عامة مشتركة ، ثم التعرّض تفصيلاً لمفاد

كلّ آية على حدة ، وبيان البون بينه وبين مدعى المتوهم .

.

أمّا النقاط العامة :

النقطة الأولى : ما أفاده بعض الأفاضل المعاصرين (4) من أن

القرآن الكريم يشير وينبه إلى ظهور حركة محترفي النفاق من بدايات تكوّن المسلمين في مكة ويعنونهم باسم ( الذين في قلوبهم مرض ) وذلك في رابع سورة نزلت على النبي الله في مكة قبل الهجرة ، وهي

(1) سورة البقرة 2 : 143

.

(2) سورة آل عمران 3 : 110 .

(3) سورة النساء 4 : 115

(4) في كتابه إسلام شناسي تاريخي

تراثنا / 58

ص: 57

vo..

سورة المدثر ، وكذلك سورة العنكبوت المكية نزولاً قبل الهجرة في قول الأكثر أيضاً .. فالسورة الأولى ، متمثلة في قوله تعالى : ( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيماناً ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر ) (1) .. قد قابلت بين فئات أربعة ، فئتين من جهة وهما المؤمنون والذين أوتوا الكتاب ، والفئتين الأخريين من الجهة الأُخرى هما الكافرون والذين في قلوبهم مرض .

ومن الواضح أن الذين في قلوبهم مرض - بحسب الآية - ليسوا من الفئات الثلاث : المؤمنين ، والذين أوتوا الكتاب ، والكافرين ؛ فيقتضي

كونهم من المسلمين غير المؤمنين قلباً .

ويعطي هذا المعنى نفس عنوان : الذين في قلوبهم مرض ؛ فإنّه دل على أن مرضهم مستبطن في قلوبهم غير ظاهر ، أي أن ظاهرهم يبدو عليه السلامة ، أي الإسلام. ويدلّل على ذلك أيضاً أن هذه الفئة يلاحقها القرآن الكريم بعد ذلك في أغلب السور المدنية نزولاً ، في الوقائع الخطيرة التي حدثت للمسلمين في المدينة حتى آخر حياة النبي الله ، ويخصهم القرآن الكريم بهذا العنوان مميّزاً بينهم وبين عنوان المنافقين ، إذ يسند لهم أدواراً أكثر خطورة

(1) سورة المدثر 74 : 31 .

09..

ص: 58

عدالة الصحابة (2)

وضرراً على الدين من المنافقين .

أي أن المراد بالعنوان الثاني في القرآن عموم أهل النفاق ممن قد ظهر التواؤه بنحو أو بآخر ، بخلاف أصحاب العنوان الأوّل ، فإنّهم محترفو النفاق ، فقد احترفوا عملية التسلّل والنفوذ في كيان المسلمين منذ أوائل الدعوة للإسلام حتى آخر حياة النبي الله ، كما سنشير إلى ذلك - في الجملة - في السور بعد ذلك .

ولك أن تجرّد وتسرد مواقعهم ومواضعهم وأدوارهم بالاستعانة يكشف المعجم المفهرس للقرآن الكريم باستخراج مواضع عنوان الذين

في قلوبهم مرض ) في السور القرآنية والأحداث التي تضمنتها .

وعلى أي تقدير، ففي أوائل الدعوة للإسلام يشير القرآن الكريم إلى تسلّل عناصر بشرية في صفوف من سبق إلى الإسلام وأعتنقه في الظاهر ، وأن تلك العناصر كان لها أدوار قبل الهجرة وبعد الهجرة في المدينة ، وأنّها كانت ذات علاقات متميّزة مع كفار قريش ومع اليهود ومع أهل النفاق ذوي النفاق العام غير المحترف ، كلّ ذلك من خلال الخريطة المسلسلة للأحداث السياسية وغيرها التي يرسمها لنا القرآن الكريم في سوره سوره المكية والمدنية

هذه الفئة وهي «الذين في قلوبهم مرض

عن

والسورة الثانية المكية قبل الهجرة ، هي قوله تعالى : ( ألم * أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين * أم حسب الذين

يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون * من كان يرجو فإنّ أجل الله لَآتِ وهو السميع العليم * ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إنّ الله لغني عن العالمين * والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفّرن

لقاء الله

تراثنا / 58

ص: 59

60

عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون * ووصينا الإنسان بوالديه حُسناً وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون * والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنّهم في الصالحين * ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أُوذى في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربّك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين * وليعلمنّ الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين * وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنّهم لكاذبون * وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم وليسألُن

القيامة عمّا كانوا يفترون ) (1) ..

يوم

وهذه الآيات تؤكد أن بين صفوف من أسلم قبل الهجرة فئة منافقة ، غرضها من اعتناق الإسلام هو الوصول إلى المشاركة في المكاسب السياسية التي سيحققها المسلمون ، كما أن من تخصيص السورة خطاب الإغراء من الكفّار للمؤمنين خاصة أن جهد الكفار كان منصباً لثني المؤمنين دون

المنافقين ، ممّا يدلّ على وجود علاقة وتوافق موطّد بينهم .

وهذا جرد كشفي لمواطن تتبع القرآن لهذه الفئة ( الذين في قلوبهم

مرض بحسب ترتيب النزول :

)

1 - سورة المدثر الآية 31 ، مكية 4 .

2 - سورة العنكبوت ، الآية 10 - 11 ، مكية 85

3 - سورة البقرة ، الآية 10 ، مدنية 87 .

(1) سورة العنكبوت 29 : 1 - 13 .

.

ص: 60

عدالة الصحابة (2)

4 - سورة الأنفال ، الآية 49 ، مدنية 88.

ه - سورة الأحزاب ، الآية 12 - 32 - 60 ، مدنية 90

6 - سورة محمّد ، الآية 20 - 29 ، مدنية 95

7 - سورة النور ، الآية 50 ، مدنية 103

8

- سورة الحج ، الآية 53 ، مدنية 104

9 - سورة المائدة ، الآية 52 ، مدنية .113 .

10 - سورة التوبة ، الآية 125 ، مدنية 114

ومن

61

كل ذلك ننتهي إلى أن عموم المديح للمهاجرين والأنصار

لا يتناول فئة الذين في قلوبهم مرض والمنافقين ممن أسلم قبل الهجرة

طمعاً في المكاسب السياسية التي تحدثت عنه كهنة العرب عن النبي وأنبأت به اليهود قبل ظهور النبي ، الذين قطنوا الجزيرة العربية

واللولو ول الله لأجل ذلك استعداداً لظهوره كما ذكر ذلك القرآن : ( ولما جاءكم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ) (1) ، فكانوا يتوعدون الكفار بالنصر عليهم بالنبي الخاتم الذي يملك العرب ، فمعالم ظهوره والله وسلطته على الجزيرة منتشرة في الآفاق قبل أن يبعث الله ؛ بل إن المديح خاص بالمؤمنين قلباً حقاً ويشهد لذلك النقطة الثانية الآتية .

منهم

خاصة

ثم إن هناك سورة مكية أخرى - سورة النحل 70 نزولاً - فيها إشارة -

إلى ظهور النفاق قبل الهجرة أيضاً .. ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا

(1) سورة البقرة 2 : 89

من

تراثنا / 58

ص: 61

...

أكره وقلبه مطمئنّ بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم * ذلك بأنهم استحبّوا الحياة الدنيا على الآخرة وأنّ الله لا يهدي القوم الكافرين * أُولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأُولئك هم الغافلون * لا الغافلون * لا جرم أنّهم في

الآخرة هم الخاسرون ) (

(1)

فالاستثناء جملة معترضة، وسياق الآية :هكذا : ( مَن كفر بالله مِن بعد إيمانه من شرح بالكفر صدراً ) وجيء ب: ( لكن ) للاستدراك من المستثنى ، وأن المراد بالكفر هو من شرح بالكفر صدراً ، وقيل : إن ( مَن شرح بالكفر صدراً ) نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح من بني عامر بن لؤي ، وظاهر لفظ الجمع في الآيات يعطي أنها فئة ومجموعة ، وأنّ سبب كفرهم بعد إيمانهم ليس إكراه المشركين لهم على ذلك ، بل هو استحباب الحياة الدنيا ، فطبع على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم .

النقطة الثانية : إنّ كثيراً من آيات الهجرة يقيد الهجرة بكونها الله

تعالى وبنية أنها في سبيل الله ، كما في قوله تعالى : ( الذين هاجروا في الله . . . ) (2) .... وهي الآية الرابعة من التي تقدّمت في مديح المهاجرين ، وكذا قوله تعالى : ( ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت ) (3) وقيدت بقيّة الآيات الهجرة بقيد في سبيل الله ، كما قيد الجهاد أنه في سبيل الله المردف مع الهجرة .

ومن ثم تضافرت الأحاديث النبوية في بيان أن الهجرة حكمها تابع

1.9

(1) سورة النحل 16 : 106 - 109 .

(2) سورة النحل 16 : 41

(3) سورة النساء 4 : 100

63

ص: 62

عدالة الصحابة ( 2 ) ....

ومن

لنية المهاجر، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فله الحسنى في العقبى ، كانت هجرته إلى حطام الدنيا من مال يصيبه أو امرأة ينكحها أو ولاية يصيبها فله ما هاجر إليه وخسر حظه في الآخرة ، وكذلك وردت الأحاديث في الجهاد كذلك

مكة إلى

وعلى ذلك، فليس كل من قام بالهجرة البدنية المكانية من المدينة يكون ممن هاجر في الله وإلى الله ورسوله ، والمديح مخصوص بمن هاجر في الله وإلى الله ورسوله ، لا كلّ من هاجر ولو بنية إصابة الدنيا .

تحقيق في عنواني «المهاجر» و «الأنصاري» :

إن المتتبع للاستعمال القرآني لمادتي «الهجرة» و «النصرة» في هيئة الفاعل ، عند الإطلاق وعدم التقييد بقرينة معينة ، يجد أنه لا يراد به كلّ مَن

انتقل ببدنه من مكة أو غيرها إلى المدينة المنوّرة مظهراً للإسلام ! كما أن الأنصاري ليس كلّ من أظهر الإسلام وكان قاطناً في المدينة

وحواليها .

فإنّ إجراء الاستعمال بهذا المعنى الوسيع وحصول التوسع عن المعنى الأوّل إنّما وقع وشاع في الألسن لتخيّل تطبيق المعنى اللغوي بلحاظ مطلق الانتقال المكاني ، واستدعاء ذلك المقابلة مع من لم ينتقل من موطنه وهو الأنصاري ، مع وجود الدوافع السياسية المقتضية لهذا التعميم كي تجد مستنداً للشرعية في ما تقدم عليه .

بل المتحصل من التتبع للآي القرآني هو أنّ الهجرة والمهاجر ، عند الإطلاق من دون تقیید یراد به من انتقل من موطنه وبلاد المشركين إلى المدينة بقصد طاعة الله وفي سبيل الله وإلى الله ورسوله كما أشارت إلى

ص: 63

. 64

... تراثنا / 58

يجد

ذلك الآيات المتقدّمة، وكقوله تعالى : ( ومن يهاجر في سبيل الله فى الأرض مراغماً كثيراً وسعة ) (1) ، وقوله تعالى : ( والذين هاجروا في سبيل الله ثم قُتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقاً حسناً ) (2) ، وقوله تعالى : ( فآمن له لوط وقال إنّي مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم ) (3) .

وقد اقترن ذكر عنوان «الهجرة» كثيراً في الآيات (4) مع الجهاد في سبيل الله ، أو مع الإيمان، أو مع الأذى في سبيل الله ، أو القتل في سبيله، أو مع الصبر ، وقد وردت الأحاديث النبوية في تفسير الهجرة الشرعية

بذلك .

ف «الهجرة» عند الإطلاق هي بذلك المعنى ، كما هو الحال في مقام

الثناء والمديح لها كفعل عبادي من الطاعات والقربات العظيمة ، بخلاف ما إذا قيد الاستعمال بقيد معيّن ، كترتيب أحكام خاصة من قبيل حلّ المناكحة وحرمة الدم والمال ونحوها، ولذلك ترى في قوله تعالى : ( إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهنّ الله أعلم بإيمانهنَّ فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهنّ إلى الكفّار ) (5) أنّه لم يكتف بالهجرة الظاهرية من دون التحقق من حصول الهجرة الواقعية الحقيقية ، التي هي مقيدة بالإيمان القلبي وكونها في الله وفي سبيل الله وإلى الله ورسوله .

(1) سورة النساء 4 : 100 .

(2) سورة الحج 22 : 58 . (3) سورة العنكبوت 29 : 26

(4) سورة البقرة 2 : 218 ، سورة آل عمران 3 : 195 ، سورة الأنفال 8 : 72 و 74

و 75 ، سورة التوبة 9 : 20 ، سورة النحل 16 : 41

(5) سورة الممتحنة 60 : 10

ص: 64

عدالة الصحابة (2)

65 ...

وكذلك الحال في استعمال الآي القرآني، قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين مَن أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوّهم فأصبحوا

ظاهرين ) (1)

وقال تعالى : ( فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور

الذي أُنزل معه أولئك هم المفلحون ) (2) . (2) .. وقال تعالى : ( والذين آووا ونصروا أُولئك بعضهم أولياء

بعض ) (3)

عن

فيلاحظ أن «النصرة» و «الأنصاري ليس مطلق المعاضدة، فضلاً أن تكون هي كل مسلم كان موطنه المدينة ، فليس كل أوسي أو خزرجي أو غيرهما ممن حول المدينة هو أنصاري ، بل من آمن وأوى وعزر ووقر الرسول الله واتبع النور الذي أنزل مع الرسول ا ، وكان ذلك كله في الله وإلى الله ، كان أنصارياً .

ثم سنرى أن في سورة التوبة - كما يأتي الحديث عنها - قسم كل من أهل المدينة ، وغيرهم ممّن انتقل إلى المدينة ، إلى : فئات صالحة ينطبق عليها هذين العنوانين الوسامين «المهاجر» و «الأنصاري»، وطالحة مردت على النفاق ، وكان في قلوبهم مرض، أو متقاعسة عن القتال ، أو غيرهم من

أنواع المنافقين .

(1) سورة الصف 61 : 14 . (2) سورة الأعراف 7 : 157 .

(3) سورة الأنفال 8: 72

ص: 65

66

تراثنا / 58

وسنعاود التذكير على دلالة السورة المزبورة أيضاً على اختصاص

هذين العنوانين والصفتين كمنقبتين وفضيلتين بمن توفّرت فيه القيود السالفة ، فهي كبقية الآيات من السور الأخرى منبهة على خطأ هذا الاصطلاح الشائع ، من إطلاق «المهاجر» على كلّ مكي - ونحوه - أسلم وأنتقل إلى المدينة ، و«الأنصاري» على كلّ خزرجي أو أوسي أسلم كان يقطن المدينة ونحوها .

في

فالهجرة والنصرة منقبتان عظيمتان ، وطاعتان مقربتان ، أخذ ماهيتهما قيود وأجزاء متعدّدة، ويترتب على ذلك لزوم إحراز توفّر القيود في من يراد وصفه بهما .

النقطة الثالثة : إنّ هناك العديد من القيود التي تستعرضها الآيات

كشرط في مديح المهاجر والأنصاري ، مثلاً:

أ - ما جاء في سورة الفتح، ففيها ضابطة تستعرضها الآية في المهاجرين والأنصار ، هي من المحكم الذي يُتبين به بقية الآيات ، وهو قوله تعالى : ( إنّ الذين يبايعونك إنّما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عَلَيْهُ الله فسيؤتيه أجراً عظيماً ) (1) ، فالآية اشترطت الوفاء بالعهد وعدم النكث به شرطاً

لحسن العاقبة والمثوبة ، فالوفاء بالعهد عند الموت وعدم النكث والتبديل

شرط في ذلك - كما هو الحال في بقيّة المؤمنين - إلى يوم القيامة .

.

ويشير إلى ذلك قوله سبحانه وتعالى أيضاً في آخر السورة : ( محمد معه أشداء على الكفار رحماء بينهم

رسول الله والذين

(1) سورة الفتح 48 : 10 .

وعد الله

TV ...

ص: 66

عدالة الصحابة (2)

الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً ) (1) .. فإنّه قيّد المغفرة والأجر بمن آمن قلباً منهم وعمل صالحاً ، بل إن لفظة « (منهم) دالة على التبعيض ، وأن ليس كل الذين معه لال لهم وعد بالحسنى ، بل

خصوص من اتصف بالقيد منهم، فالتقييد والتبعيض احتراز عن إيهام العموم الوارد في صدر الآية .

ويشير إلى مثل هذا القيد في مدح المهاجر والأنصاري ، قوله تعالى : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً * ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفوراً رحيماً ) (2) . . فقد دلّت الآية على اشتراط عدم التبديل في المؤمنين كي ينالوا الأجر، وأن الوفاء وعدم التبديل شرط في وصف المؤمنين بالصدق وأنهم صادقون . وقد اشتهر عند الصحابة أنّهم إذا أرادوا أن يقدحوا في واحد منهم أن

يقولوا : إنه بدل ؛ كما هو دائر على ألسنتهم في الفتن التي وقعت بينهم . ب - وهناك قيد آخر ذكرته الآيات كشرط في المديح ، وهو انصافهم بأنّهم رحماء بينهم أشداء على الكفّار، أي اللين والرأفة فيما بينهم والشجاعة والشدّة أمام الكفّار ، كقوله تعالى : ( محمد رسول الله والذين

معه أشداء على الكفّار رحماء بينهم ) في سورة الفتح .. وقوله تعالى : ( ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أُنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون

(1) سورة الفتح 48 : 29

(2) سورة الاحزاب 33 : 23 و 24 .

تراثنا / 58

ص: 67

. 1A

إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم * طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم ) (1)

وقوله تعالى : ( والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلاً * أشحّة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يُغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك

على الله يسيراً ) (2)

فبيّن الله تعالى أن الجبن والخوف والخشية من الموت وإذا ذهب

الخوف سلقوا المؤمنين بألسنة حداد

هي من صفات المنافقين والذين

في

قلوبهم مرض، على عكس صفات المؤمنين من الرحمة فيما بينهم

والشجاعة أمام الكفّار .

الثابت أنّ من المهاجرين من كان فظّاً غليظاً

ومن

كان فظّاً غليظاً مع بقيّة المؤمنين

والمسلمين ، هزوماً فرّاراً في الحروب ، وإذا قاد جيشاً ليفتح حصناً أو يغزو غزاة عاد يجبن الناس والناس يجبّنونه ، بينما المؤمن كرّار غير فرّار يفتح

الله على يديه .

ج - كذلك هناك آيات أخرى دالّة على أن هناك أعمالاً سيئة موجبة

لحبط الأعمال ، كقوله تعالى : ( ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله ) (3) وكقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إنّ الله سميع عليم * يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم

(1) سورة محمّد 47 : 20 و 21 . (2) سورة الأحزاب 33 : 18 و 19 . (3) سورة المائدة 5 : 5

69

...

ص: 68

عدالة الصحابة (2)

فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط

أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) )

(1)

ومن الثابت في كتب السير والأحاديث أنه في العديد من الوقائع قد أبرم وقطع فيها غيرُ واحدٍ من الصحابة العشرة المبشرة أمراً قبل أن يحكم الله ورسوله فيها ، بل قد تقدّموا في أشياء قد تقدّم الله ورسوله فيها بحكم خلافا ورداً !

وكقوله سبحانه تعالى : ( إنّما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون * قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السموات وما في الأرض والله بكل شيء عليم) (2) ، فعدم الارتياب قيد في بقاء الإيمان ، مع أن بعض المهاجرين ارتاب في دينه في صلح الحديبية !

فهذه نماذج من القيود ، وعليك بتقصيها في السور القرآنية ، ممّا

يُعْلِم فقدان جماعة من الصحابة المهاجرين والأنصار لها .

النقطة الرابعة : إن مما قد ثبت مقطوعاً به للمتتبع في الآيات القرآنية وكتب الأحاديث والسير والتواريخ، أن العديد من الصحابة ، من المهاجرين والأنصار ، قد وقعت وصدرت منهم مخالفات للشرع المبين تُعدّ من الكبائر ، وبعضها من العظائم ، سواء كان ذلك في حياة النبي الله أو بعد وفاته الله عند التنازع والفتن التي انتهت إلى حربي الجمل وصفين ..

(1) سورة الحجرات 49: 1 و 2 . (2) سورة الحجرات 49 : 15 و 16

ص: 69

70

تراثنا / 58

فقد وقع منهم الفرار من الزحف في مواطن كوقعة أحد وحنين ، ولم

،

يبق إلا ثلة من بني هاشم (1) ! مع أن الفرار من الزحف من الكبائر السبع

المغلّظة !

وكذا ما أتاه الصحابة في صلح الحديبية - وفي مقدمتهم بعض المهاجرين - من الاعتراض على صلح النبي الليل والنكير لذلك حتى إنهم أبوا أن يحلقوا رؤوسهم والإحلال من الإحرام، وأبدوا العصيان الجماعي حتى اضطر النبي الله إلى أن يجدّد أخذ البيعة منهم بعد ذلك بعدما ارعووا وعادوا وأستوثق منهم المواثيق (2) !

عن جيش

وما أتاه عدّة من الصحابة - من المهاجرين - من التخلف أسامة الذي جهزه رسول الله لا لقتال الروم ، مع أنه قد لعن من

عن جيشر جيش أسامة ، وقال : أنفذوا جيش أسامة (3) !

تخلّف

وقد نزلت الآية الكريمة - كما قيل : ( وإن طائفتان من المؤمنين

-

اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي

تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ) (4) في اقتتال الأوس والخزرج بالأيدي والنعال والعصي (5) وبعضهم رد على النبي الله عندما طلب دواة وكتاباً يكتب فيه

(1) انظر : تفسير الفخر الرازي 22/16 ، تاريخ الطبري 167/2 حوادث سنة 8 ه- . (2) انظر : تاریخ الطبري 2 / 122 حوادث سنة 6 ه- ، البداية والنهاية 136/4 حوادث

سنة 6 ه-

(3) انظر : الملل والنحل - للشهرستاني - 12/1 ، شرح نهج البلاغة 52/6 ، شرح

المواقف 376/8 .

(4) سورة الحجرات 49: 9.

(5) انظر : تفسير الدر المنثور 560/7 .

عدالة الصحابة (2)

ص: 70

V) ..

ما إن تمسكوا به فلن يضلّوا أبداً ، وقال : إنّه غلب عليه المرض (1)

) .. وهي

عظيمة !!

للبحث صلة ..

(1) انظر : صحيح البخاري 211/4 ح 10 و ج 6 / 29 ح 422 ، صحيح مسلم 75/5 -

76 ، الكامل في التاريخ 185/2 حوادث سنة 11 ه-

السُنّة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم

(4)

ص: 71

السيد على الشهرستاني

4 - مكانة الشيخوخة :

إن العرب قد اعتادوا إعطاء الإمارة والزعامة لمن هو أسنّ القوم ، ومن له المكانة والمنعة في القبيلة ؛ لكونه أحنك القوم والمجرّب فيهم، وعلى ضوء هذه النظرية تعاملوا مسألة الخلافة بعد الرسول تعامل سلطةٍ

(1)

وحكم ، حتى إنّه لما نزل قوله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) دعا النبيُّ بني عبد المطلب ، وكانوا يومئذ أربعين رجلاً ، إلى الإسلام ، ثمّ قال : من يؤاخيني ويؤازرني يكون وليّي ووصيي وخليفتي من بعدي ؟ فقام إليه على بعد سكوت القوم ، فقال النبي : أنت إذن .

.

حينذاك قام القوم وهم يهزؤون ويضحكون ويقولون لأبي طالب : قد

أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام (2)

وظلّت مخلّفات هذا المفهوم حتى جاء عن أبي بكر قوله يوم

(1) سورة الشعراء 26 : 214 .

(2) آنظر : فرائد السمطين 85/1 ، تاریخ الطبري 217/2 ، شواهد التنزيل 542/1 ،

الطبقات الكبرى 187/1 ، مسند أحمد 1 / 111 ، الدر المنثور 97/5

73

ص: 72

السنة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم (4)

السقيفة : نحن الأمراء وأنتم الوزراء (1) .

!

و : هذا الأمر بيننا وبينكم نصفان كشق الأُبْلُمَة - يعني الخوصة (2) واستدلوا على أحقيتهم بالخلافة من الأنصار بكونهم من قريش ،

وقريش أصل العرب !

في حين أنا نعلم أن الإسلام كان قد أعطى الأمور وفق الكفاءات الدينية لا الأعمار والموروثات القبلية، وجعل معيار التفاضل : «العلم ،

الجهاد ، التقوى ، و ... » لا السن والقدم والمكانة الاجتماعية ، لقوله تعالى : هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) (3) و فضَّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً ) (4) وقوله : لا فضل :

لعربي على أعجمي إلا بالتقوى (5) و

ومن

هذا المنطلق رأينا الرسول الله قد ولّى بعض الشباب على

سراياه وغزواته مع وجود شيوخ في تلك السرايا ، كتوليته علي بن أبي طالب وهو حَدَثُ في أغلبية غزواته وسراياه .

وكتولية أسامة سامة بن زيد وهو شاب لم يتجاوز الثامنة عشر على سرية

لفتح الشام قبيل وفاته، مؤكداً للمسلمين حرمة التخلّف عن جيشه .

(1) صحيح البخاري 5/ 70 ح 167 مناقب أبي بكر ، البيان والتبيين - للجاحظ 3/ 297 ، عيون الأخبار - لابن قتيبة - 2 / 254 ، السيرة الحلبية 357/3 ، وغيرها (2) الطبقات الكبرى 136/3، أنساب الأشراف 2 / 260 ، كنز العمّال 5 / 606 ح 14072 ، وأنظر : الصحاح 5 / 1874 ، النهاية - لابن الأثير - 17/1 ، تاج العروس 1874/5

. 16

/ 59

(3) سورة الزمر 39 : 9. (4) سورة النساء 4 : 95 . (5) الاختصاص : 341 .

تراثنا / 58

ص: 73

... VE

لأن الناس كانوا قد طعنوا فيه - أي في صغر سنه - فأغضب ذلك رسول الله الله ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : أما بعد ، أيها الناس ! فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة ، ولئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله ! وأيم الله إن كان للإمارة

لخليقاً ، وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي . وأخذ ا يؤكد على ذلك حتى آخر لحظة من حياته بقوله : أيّها

الناس أنفذوا بعث أُسامة ؛ ثلاث مرّات (1) .

كا ذلك للحدّ من تلك العقلية الجاهلية المستحكمة عندهم والتي

لا ترضى إمرة شاب على شيخ كبير ! !

فالإسلام رغم احترامه للشيخ لم يأت ليحصر مسؤولية القيادة به ، بل جاء ليبحث عن المؤهلات والكفاءات الموجودة عند الأفراد ، فإن وجدت عند الشيخ أعطاها إيّاه ، وإن وجدت عند الشاب منحها له ، فالكفاءة الدينية والتنفذية إذاً هي الضابط الإسلامي لا الشيبة والسنّ ، فلا ضرورة لإعطاء الشيخ المكانة دون الشاب !!

فمن الواضح أنّ هذه التوليات من قبل الرسول الله ، وخصوصاً

إصراره الله على تولية أسامة

والدروس

بن زيد في آخر حياته - جاءت لتحطيم أنفة وشموخ القرشيّين الذين لا يرتضون إمرة شابّ ، والذين كانوا لا يحترمونه ولا يعيرون لقدراته الأهمية اللازمة - للوقوف أمام تلك العقلية التي عرفوها وآمنوا بها .

ومن هذا المنطق الجاهلي جاء كلام أبي عبيدة بن الجراح لعلي يوم

(1) الطبقات الكبرى 249/2 .

Vo

ص: 74

السُنّة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ( 4 )

السقيفة : يا بن العمّ ! إنّك حديث السنّ ، وهؤلاء مشيخة قريش قومك ، ليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور ، ولا أرى أبا بكر إلا أقوى على هذا الأمر منك وأشدّ احتمالاً واضطلاعاً ، فَسَلَّمْ لأبي بكر هذا الأمر ، وأَرْضِ به ؛ فإنّك إن تعش ويطل عمرك فأنت لهذا الأمر خليق وحقيق ، في

فضلك ودينك ، وعلمك وفهمك ، وسابقتك ، ونسبك و حمراء (1) .

فأبو عبيدة ، ضَرَعَ الاحتجاجات علي الا الله الدينية ، من الفضل والدين والعلم والفهم والسبق إلى الإسلام، لكنه عاد لينقضها بمفهوم جاهلي ، خلاصته أنّ عليّاً حدثٌ وليس شيخاً !!!

وجاء عن عمر بن الخطاب قوله لابن عبّاس - مُعلّلاً سبب إبعاده عليّ بن أبي طالب عن الخلافة - : إنا والله ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوة ، ولكن استصغرناه ، وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب وقريش لما قد وترها فقال ابن عباس : فأردت أن أقول له : كان رسول الله يبعثه في الكتيبة

فينطح كبشها فلم يستصغره ، أفتستصغره أنت وصاحبك ؟ ! (2) وفي اعتراض سلمان المحمدي الله على الصحابة - لتأخيرهم أهل البيت وتقديمهم ذوي السنّ ! - بقوله : أصبتم ذا السن منكم ، ولكنّكم أخطأتم أهل بيت نبيّكم (3) ؛ إشارة إلى تحكيم العقلية الجاهلية عند بعض الصحابة بعد غياب الرسول الأكرم و

فهذه النصوص وضحت لنا صحة الدعوى القائلة بأنّ كبر السن كان

(1) شرح نهج البلاغة 5/2 ، الإمامة والسياسة 13/1 ، كما في الغدير 078/7 ،5/2 (2) الغدير 389/7 ، عن المحاضرات - للراغب الأصفهاني - 2 / 213 ، وقريب منه

في شرح نهج البلاغة 2/ 18 و 115/20 .

(3) شرح نهج البلاغة 131/1 و 17/2

تراثنا / 58

ص: 75

76

أحد الأسس في بناء الشرعية المدّعاة للخلافة بعد الرسول ، وأنه كان الضابط فيها ، أو في ترجيح الأكفأ على مسلّم التقادير ، لا الكفاءة والعلم الملحوظان في الخلافة الشرعية الإسلامية

أجل ، إن التفكير الجاهلي قد أثر على الفقه والحديث تأثيراً واضحاً ، والمطالع للنصوص الأولى الصادرة عن تلك الفترة من تاريخ الإسلام يقرّ

بهذه الحقيقة ..

القبلية

فمما جاء في سيرة أبي بكر هو اعتقاده بأن الجد - نظراً لمكانته تححب الإخوة عن الإرث ، لأنه أصل الكل وأبوهم ؛ لقوله تعالى :

ملة أبيكم إبراهيم ) (1)

ومثله الحال بالنسبة إلى عمر بن الخطاب ، فإنّه كان يذهب إلى نفس الرأي الأوّل ، إذ نقل البخاري (2) والقرطبي (3) وغيرهم : إن أوّل جدّ كان في الإسلام هو عمر بن الخطاب ، فأراد أن يأخذ مال ابن أخيه دون إخوته ، فأتاه على وزيد فقالا : ليس لك ذلك ، إنّما كنت كأحد الأخوين !! فعمر بن الخطاب قد خالف برأيه هذا جمع من الصحابة ، منهم : عليّ ، وعثمان ، وعبد الله بن عمرو ، وزيد بن ثابت ، وابن مسعود ، ، الذين ذهبوا إلى توريث الإخوة مع الجدّ ، وهو قول مالك والأوزاعي وأبي يوسف ومحمد والشافعي وأبن أبي ليلى (4) .

فالمتدبر في المرويات المرجّحة للسن، والمذكورة في الكتب

(1) سورة الحج 22 : 78

(2) صحيح البخاري ، باب ميراث الجد

(3) تفسير القرطبي 68/5 .

(4) أحكام القرآن - للجصاص - 94/1 ، تفسير القرطبي 68/5 .

77 ...

ص: 76

السنة بعد الرسول (4)

والصحاح ، يعرف بأنّ وراء مسألة ترجيح السنّ والشيخوخة موروثاً جاهلياً

يُفضّل على طبقه كلّ شيء، حتى على النبوّة - والعياذ بالله - ! !

وإليك بعض الأخبار في ذلك :

عن أنس بن مالك ، قال : أقبل النبي إلى المدينة ، وأبو بكر شيخ يُعرَف والنبي شابّ لا يُعرَف، فيلقى الرجلُ أبا بكر فيقول : يا أبا بكر ! من هذا الرجل الذي بين يديك ؟ فيقول : هذا الرجل يهديني السبيل ؛ فيحسب الحاسب أنّه يهديه الطريق، وإنّما يعني سبيل الخير ... الخبر (1) وفي تاريخ الإسلام - للذهبي - أخبار السنة الأولى من الهجرة - روى ما أخرجه البخاري في صحيحه ، وفيه .... فطفق من لم يعرف رسول الله يسلّم على أبي بكر حتى أصابت الشمس رسول الله ، فأقبل أبو بكر يظله بردائه، فعرف الناس عند ذلك رسول الله ... (2)

وعن يزيد بن الأصم : أنّ النبي قال لأبي بكر : أنا أكبر منك أو أنت ؟

قال : لا ، بل أنت أكبر مني وأكرم وخير منّي ، وأنا أسنّ منك (3) . فأنت ترى في هذا النص أن واضعه أراد أن يعطي صفة فضل لأبي بكر على النبي ، ولما لم يمكنه ذلك ، لما لرسول الله له من صفات لا يوازيه فيها بشر ، جعل فضيلة السنّ لأبي بكر على النبي ! مع أنّ

(1) صحيح البخاري 5 / 161 ح 392 باب هجرة النبيّ ، الطبقات الكبرى 235/1 ، 161/5

اح مسند أحمد 287/3 ، تاريخ الإسلام (المغازي ) : 29 ، الرياض النضرة 1 / 120 ، السيرة الحلبية 2 / 235 ، وغيرها (2) تاريخ الإسلام (المغازي ) : 28 ، وأنظر : صحيح البخاري 159/5 ضمن ح 387 ،

السيرة الحلبية 2 / 235

(3) الاستيعاب - المطبوع بهامش الإصابة - 17/4 ، الرياض النضرة 127/1 ، تاريخ

الخلفاء : 73

... تراثنا / 58

ص: 77

VA

النبي أكبر من أبي بكر بسنتين أو ثلاث !!

مثله ما ذكره اليافعي في روض الرياحين عن أبي بكر في حديث طويل ، أن رجلاً أعمى دخل على النبي ، والصحابة عنده ، وطلب منه عدة أشياء ، فأعطي ، ثمّ طلب أن يضع يده في شيبة أبي بكر .. فقبض الأعمى بلحية أبي بكر الصديق وقال : يا ربّ أسألك بحرمة شيبة أبي بكر إلا رددت عليَّ بصري ؛ قال : فردّ الله عليه بصره لوقته !

فنزل جبرئيل الا على النبي ، وقال : يا محمد ! السلام يقرئك السلام ، ويخصك بالتحية والإكرام ، ويقول لك : وعزّته وجلاله ، لو أقسم علَيَّ كلّ أعمى بحرمة شيبة أبي بكر الصديق لرددت عليه بصره وما تركت على وجه الأرض أعمى ، وهذا كله ببركتك وعلوّ قدرك وشأنك عند

ربك (1) .

وعن عكرمة ، عن ابن عبّاس، أنّ عليّاً قال له : كنت جالساً عند رسول الله وليس معنا ثالث إلا الله ، فقال : يا علي ! تريد أن أعرفك بسيد كهول أهل الجنّة، وأعظمهم عند الله قدراً ومنزلةً يوم القيامة ؟ فقلت : إي وعيشك يا رسول الله ! قال : هذان المقبلان ، قال عليّ : فالتفت فإذا أبو بكر

وعمر (2) .

وحدّث الشيخ يوسف الفيش المالكي في حديث طويل ، فيه : قال

جبرئيل : أبو بكر له علي مشيخة في الأزل (3) !

(1) الغدير 240/7 عن اليافعي

(2) عمدة التحقيق - للعبيدي المكي - : 105 المطبوع بهامش «روض الرياحين» كما

-

في الغدير - للأميني - 292/7 ، وفي طبعة مستقلة

(3) عمدة التحقيق : 111 عن المصدر السابق

ص 91

ص: 78

السنّة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ( 4 ) ..

بكر (1) !

79

وروي عن الرسول الا أنه إذا اشتاق إلى الجنة قبل شيبة أبي

وذكر العجلوني في كشف الخفاء : أن لإبراهيم الخليل وأبي بكر

الصديق شيبة في الجنّة (2)

أقول : كيف كان رسول الله شاباً لا يُعرف وأبو بكر شيخ يُعرف ؟! في حين أن العرب كانوا يحكمون محمداً في نزاعاتهم قبل الإسلام ، كما في وضع الحجر الأسود وغيره !! لأنّه لا يداري ولا يماري )

(3)

ولماذا يصف الخبر رسول الله الله بأنه غلاماً ( نكرة ) !! فيلقى الرجلُ أبا بكر فيقول : يا أبا بكر من هذا الذي بين يديك ؟! فيقول : يهديني السبيل ... ؟ !

وكيف يفترض وقوع مثل هذا في يثرب، وهي مدينة الرسول وبها بنو النجار وهم خؤولة الرسول ؟!! وبها الأنصار ، والنقباء منهم الذين رأوا النبي وعرفوه وبايعوه في بيعة العقبة الأولى والثانية ، وكان ذلك قبل هجرته المباركة إلى المدينة المنوّرة .

ومتى كان أبو بكر أسنّ من النبي ؟! ونحن نعلم بأن رسول الله

وُلد عام الفيل ، وأن أبا بكر ولد بعد عام الفيل بثلاث سنين !!

قال سعيد بن المسيب : استكمل أبو بكر بخلافته سنّ رسول الله

فتوفي وهو بسنّ النبي وهو ابن ثلاث وستين سنة (4)

(1) الغدير 270/5

(2) كشف الخفاء 233/1 رقم 714 ، وأنظر : الغدير 241/7

(3) السيرة الحلبية 145/1 .

(4) صحيح الترمذي 288/2 ، تاريخ الطبري 2 / 125 ، الاستيعاب 335/1 ، سيرة

،

ص: 79

80

تراثنا / 58

وقال ابن قتيبة : اتفقوا على أن عمره ثلاث وستون سنة ، فكان

رسول الله أسنّ من أبي بكر بمقدار سنيّ خلافته (1)

وكيف يُقسم الأعمى بشيبة أبي بكر ولا يقسم بشيبة رسول الله ، وهي

أَوْلى وأكرم على الله حتى من شيبة إبراهيم الخليل ؟ !

ولزيادة التعمية والتعتيم تراهم قد خصوا عليّاً بنقل هذه الفضيلة للشيخين ، كي يلزموا شيعته ومحبّيه بأنّهما سيّدا كهول أهل الجنّة ، وأنّهما

أعظم قدراً عند الله القيامة ! !

يوم

وعجباً من جبرئيل الأمين أن تردعه هيبة أبي بكر فيقول:

فسجدت من هيبة أبي بكر فكان ما كان (2) ولا تأخذه هيبة الله ؟ !! فما معنى هذا الخبر ؟! وهل إن ذكر فضيلة لأبي بكر يأتي على

حساب النيل من الأمين جبرئيل ؟ !

ولا أدري كيف تكون لإبراهيم الخليل لحية في الجنّة وقد ورد ذلك بحق آدم - وهو أبو البشر ، الذي صرّح كعب الأحبار عنه بقوله : ليس أحد في الجنّة له لحية إلا آدم ، لحيته سوداء إلى سرته (3) ؟ ! أو لموسى بن عمران الذي جاء في الحديث عنه : ليس أحد يدخل الجنة إلا جرد مرد إلا موسى بن عمران ، فإن لحيته إلى سرته (4) ؟ !

وما الذي يعنيه التأكيد على طول اللحية إلى سرّته عند أصحابها ؟ ! والعجيب منهم أنهم عدوا أبا بكر أباً ثانياً للأمة - في بعض الأخبار

ابن هشام 1 / 205 كما في الغدير 271/7

(1) المعارف : 75

(2) الغدير 251/7 عما حدث به الشيخ يوسف الفيش المالكي

(3) تاريخ ابن كثير 97/1 كما في الغدير 242/7 .

(4) السيرة الحلبية 425/1

81 ...

ص: 80

السنة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم (4)

بدعوى أنه فتح لها باب الدخول في الإسلام، كما سُمّي إبراهيم أباً

لتسميته أُمّته بالمسلمين !!! ولا يعدّون رسول الله أباً لهم مع روايتهم عن عائشة في قراءتها قوله تعالى : ( النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم ) (1) ، وقوله : « يا علي ! أنا وأنت

أبوا هذه الأمة) (2).

وهو لا الذي عرفهم حقيقة الإسلام، وأوقفهم على تعاليمه

ودعوتهم إليه !

5 - كراهة قريش اجتماع النبوة والخلافة في بني هاشم : لقد كان الجاهليون حريصين أشد الحرص على احتلال مواقع

اجتماعية وقيادية، راكضين وراء السلطة والرئاسة ، وقد ساعد على تلك النعرة عدم وحدة القيادة آنذاك، وطموح كل شخص بالاستقلال بما يمكنه من حكم، وما تعدّد الآلهة واتخاذ كل قبيلة آلهة لها إلا مظهر من مظاهر ذلك الطموح ، إذ أن الدين عندهم في بعض جوانبه يمثل الاستقلال والانفراد بالسلطة الذاتية أو الحكم الذاتي مقابل سلطات الآخرين .

ومن خلال هذه الركيزة برز هذا الشكل من أشكال التعاطي مع الرسالة المحمدية - ومن أوّل البعثة المباركة - إذ إنّ عتبة بن ربيعة بعد

اتفاقه

مع قريش جاء ليفاوض النبي ، وكان في ما طرحه من بنود

واله وس-

لحلّ ذلك النزاع ، قال : يا بن أخي ! إنك منا حيث قد علمت ، من السلطة في العشيرة ،

(1) الدر المنثور 183/5

(2) ينابيع المودة 370/1 ح 4 .

تراثنا / 58

ص: 81

..AT

والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم ... فاسمع منّي أعرض عليك أموراً تنظر فيها ، لعلك تقبل منها بعضها .

فقال رسول الله : قُلْ يا أبا الوليد أسْمَعْ .

قال : يا بن أخي ! إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً ، وإن كنت تريد به شرفاً سوّدناك علينا حتّى لا نقطع أمراً دونك ، وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك

علينا

... ولما تلا عليه النبي آيات من الذكر الحكيم رجع عتبة وقال لقريش فيما قال : أطيعوني وأجعلوها بي. وخلوا بين هذا الرجل وبين هو فيه فاعتزلوه ... فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر

على العرب فملكه ملككم ، وعزّه عزكم (1)

ما

وأعاد عليه هذه المطالب نفسها زعماء قريش : عتبة بن ربيعة ، وشيبة ابن ربيعة ، وأبو سفيان بن حرب ، والنضر بن الحارث بن كلدة، وأبو

البختري بن هشام ، والأسود بن المطلب بن أسد، وزمعة بن الأسود ، والوليد بن المغيرة ، وأبو جهل بن هشام ، وعبد الله بن أبي أُمية ، والعاص ابن وائل ، ونبيه ومنبه ابنا الحجّاج ، وأمية بن خلف ومن اجتمع منهم (2) . ولما راح النبي والله يعرض نفسه على القبائل ويدعوهم إلى الإسلام، حاول بنو عامر بن صعصعة ضمان رئاستهم ومجدهم مقابل دخولهم في الإسلام ، فقد قال بيحَرَة بن فراس : لو أنّى أخذت هذا الفتى

(1) سيرة ابن هشام 313/1 (2) سيرة ابن هشام 313/1 .

83 ...

ص: 82

السُنّة بعد الرسول (4)

- يعني النبي ا - من قريش لأكلت به العرب ، ثم جاء للنبي وقال له : أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثمّ أظهرك الله على من خالفك ، أيكون لنا الأمر من بعدك ؟

فقال الله : الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء .

فقال له : أفتهدف نحورنا للعرب دونك ، فإذا أظهرك الله كان الأمر

لغيرنا ؟ ! لا حاجة لنا بأمرك ؛ فأبوا عليه (1) .

وهذه النعرة لا نجدها عند الأنصار ، بل نجد الأنصار يتخوفون من بقائهم بلا أعوان، فحين بايعوا رسول الله بيعة العقبة الثانية ، قالوا : يا رسول الله ! إنّ بيننا وبين الرجال حبالاً وإنا قاطعوها - يعني اليهود - فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثمّ أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا ؟ ! فتبسم رسول الله الا الله ، ثم قال : بل الدم الدم، والهدم الهدم ، أنا منكم وأنتم منّي ، أحارب من حاربتم ، وأسالم من سالمتم(2) .. وبايع الأنصار الرسول على شروط كان منها أن لا ينازعوا الأمر أهله » (3) .

ولما بلغ رسول الله ما أمره ربّه في عليّ يوم الغدير ، وشاع ذلك وطار في البلاد ، بلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فأتى رسول الله وقال له : يا محمد ! أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنّك رسول الله فقبلناه منك ، وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلناه منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلناه منك ، وأمرتنا أن نصوم شهر رمضان فقبلناه منك ، وأمرتنا بالحج فقبلناه ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمّك ففضلته علينا ، وقلت : «من

(1) سيرة ابن هشام 2 / 66 ، تاريخ ابن كثير 2/ 158 ؛ وفيه : «أفنهدف» . (2) سيرة ابن هشام 2/ 85 ، تاريخ ابن كثير 2 /159 .

(3) سيرة ابن هشام 442/2

3 3

تراثنا / 58

ص: 83

ΛΕ

كنت مولاه فعلي مولاه فهذا شيء منك أم من الله عزّ وجلّ ؟!

فقال الله : والذي لا إله إلا هو ! إنّ هذا الله

من

فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما

يقوله محمّد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو اثتنا بعذاب أليم . فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل الله عزّ وجلّ : سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع ) (1) فإنّ هذا الرجل صرّح بإسلامه وقبول الشهادتين وباقي الفرائض ، إلا أنه أبى ما قاله النبي في «ابن عمه» ، متهماً النبي بأنه إنما دعا إلى ذلك من قبل نفسه لا من الله ، بدعوى أنّه يريد حصر الملك في أبناء

ا ، ممّا

عمومته وأقربائه، وكان ذلك الحدث في أواخر حياة النبي ولللللل

والدورة

يؤكّد بقاء تلك النظرة الجاهلية عند طائفة من المسلمين حتى أواخر

الا الله

حياته ، مضافاً إلى اعتراضات آخرين من قريش في مواقف مشابهة ، متهمين الرسول الأعظم وبنفس هذا الاتهام الواهي !

السلطة

فهذه النظرة كانت تتفاعل في نفوسهم، وكانوا يتعاملون مع النبوية الهلال الليل والخلافة الإسلامية تعامل ملك وسلطان عشائري ، فقد كانوا يعتقدون لزوم مشاركة القبائل والفصائل الأخرى في الحكم وعدم تحديد

ذلك في قوم أو أشخاص بأعيانهم وأسمائهم

ومن هنا ظهرت مقولة أحقية قريش بالخلافة من الآخرين ، ولمّا كان أهل بيت النبي هم أصحاب الحق الشرعي والمؤهلات السامية من قريش ،

(1) تفسير الثعلبي المخطوط ، وشواهد التنزيل 381/2 - 385 ، وفرائد السمطين

. 12/1

- 83

85 ...

ص: 84

السُنّة بعد الرسول (4)

«

طرحت مقولة عدم قبول قريش باجتماع النبوّة والخلافة في بني هاشم !

وقد ظهرت فكرة تقاسم السلطة في في سقيفة بني ساعدة بقول أبي بكر نحن الأمراء وأنتم الوزراء» (1) ، وبقيت في مكنون نفسه حين تمنّى عند

وفاته أنه لو سأل النبي هل للأنصار فى هذا الأمر نصيب (2) ؟ !

وفي هذا المضمار يبرز قول علي الله في تحليل مآل الخلافة ، حين يقول لعمر واصفاً شدّة سعيه في إتمام البيعة لأبي بكر : «احلب حلباً لك شطره ، تولّيه أنت اليوم ليردّها عليك غداً » (3) .

وقوله في التقاسم بين عبد الرحمن بن عوف وعثمان : «والله ما ولّيت

عثمان إلا ليرد الأمر عليك » (4) .

وهذا وهو عين ما قلناه من أنّهم كانوا يريدون حصر أنّهم كانوا يريدون حصر الخلافة بالحزب القريشي ، ولما أراد عثمان سحبه عنهم وإفراد بني أمية به ، ثارت ثائرة ابن

عوف فانقلب إلى ألد أعداء عثمان ، حتى ماتا متخاصمين .

وشرح الإمام علي لالالالالها هذا الخطر السلبي ، وتلك النظرة القاسية تجاه الخلافة النبوية ، حينما قال : حتى إذا قبض الله رسوله رجع قوم على الأعقاب ، وغالتهم السبل ، وأتكلوا على الولائج - أي : البطانة ، ووصلوا

- غير الرحم ، وهجروا السبب الذي أمروا بمودّته ، ونقلوا البناء عن رض أساسه ، فبنوه في غير موضعه ...» (5) .

(1) تقدّم تخريجه

(2) تاريخ الطبري 53/4

(3) الإمامة والسياسة 1 / 11 ، شرح نهج البلاغة 15/9 .

(4) الكامل في التاريخ 71/3 .

(5) نهج البلاغة : خطبة 150 ، شرح نهج البلاغة 132/9 . 150 132/9

... تراثنا / 58

ص: 85

..17

وقد وضح عمر بن الخطاب بعض معالم ذلك الأمر في نقاش له مع

ابن عباس ، قال فيه عمر : أتدري يا بن عباس ما منع الناس منكم ؟

قال : لا يا أمير المؤمنين

قال : لكنّي أدري.

قال : ما هو يا أمير المؤمنين ؟

قال : كرهت قريش أن تجتمع لكم النبوّة والخلافة فتجخفوا الناس

جخفاً ، فنظرت قريش لأنفسها فاختارت ، ووفقت فأصابت . قال ابن عباس : أيميط أمير المؤمنين عنّي غضبه فيسمع ؟! قال : قل ما تشاء .

قال : أما قول أمير المؤمنين : إن قريشاً كرهت»، فإن الله تعالى قال

لقوم : ( ذلك بأنّهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) (1)

وأما قولك : «إنّا كنّا نجخف ، فلو جَخَفْنا بالخلافة جَخَفْنا بالقرابة ،

ولكنا قوم أخلاقنا مشتقة خُلق رسول الله الذي قال الله عنه : ( وإنك

من لعلى خلق عظيم ) (2) ، وقال له : (وأخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ) (3).

وأما قولك: «فإن قريشاً اختارت»، فإنّ الله يقول : ( وربك يخلق

ما يشاء ويختار ما كان لهم الخِيَرة ) (4)

(1) سورة محمد 47 : 9 .

(2) سورة القلم 68 : 4 . (3) سورة الشعراء 26 : 215 .

(4) سورة القصص 28 : 68

السنة

بعد الرسول صلى الله عليه وسلم (4)

ص: 86

AV

وقد علمتَ يا أمير المؤمنين أنّ الله اختار من خلقه لذلك من اختار ،

فلو نظرت قريش من حيث نظر الله لها لوفقت وأصابت . قال عمر : على رسلك يا بن عباس ! أبت قلوبكم يا بني هاشم إلا

غشاً في أمر قريش لا يزول ، وحقداً عليها لا يحول .

فقال ابن عباس : مهلاً يا أمير المؤمنين ! لا تنسب قلوب بني هاشم إلى الغش ، فإنّ قلوبهم من قلب رسول الله الذي طهره الله وزكّاه ، وهم أهل البيت الذين قال الله فيهم : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) (1)

وأما الحقد ، فكيف لا يحقد من غُصب شيؤه ، ويراه في يد غيره ؟! فقال عمر : أمّا أنت أما أنت يا بن عباس ، فقد بلغني عنك كلام أكره أن

أخبرك به فتزول منزلتك عندي !

فقال

: وما هو يا أمير المؤمنين ؟! أخبرني به ، فإن يك باطلاً فمثلي

أماط الباطل عن نفسه ، وإن يك حقاً فإنّ منزلتي عندك لا تزول به ! قال : بلغني أنك لا تزال تقول : «أخذ هذا الأمر منا حسداً وظلماً». قال [ابن عباس ] : أما قولك يا أمير المؤمنين : «حسداً» ، فقد حسد

إبليس آدم فأخرجه من الجنّة ، فنحن بنو آدم المحسودون .

وأما قولك : «ظلماً»، فأمير المؤمنين يعلم صاحب الحقِّ من هو !! ثم قال : يا أمير المؤمنين ! ألم تحتج العرب على العجم بحق رسول الله ، واحتجّت قريش على سائر العرب بحقِّ رسول الله ؟! فنحن أحق برسول الله من سائر قريش .

(1) سورة الأحزاب 33 : 33 .

ص: 87

... تراثنا / 58

فقال له عمر : قم الآن فارجع إلى منزلك .

فقام ، فلمّا ولى هتف به عمر : أيها المنصرف ! إنّي على ما كان منك

لراع حقك !

فالتفت ابن عبّاس فقال : إن لى عليك يا أمير المؤمنين وعلى المسلمين حقاً برسول الله ، فمن حفظه فحقَّ نفسه حفظ ، ومن أضاعه فحق

نفسه أضاع ؛ ثمّ مضى .

فقال

عمر

لجلسائه : واهاً لابن عباس ! ما رأيته لاحى (نازع) أحداً

قط إلا خصمه ( غلبه ) (1) .

ودوّن الإمام علي لالالالالها نظرته الثاقبة ، وشرح طراز تفكير قريش في رسالته إلى أبي بكر التي يقول فيها : «... إنّي لصاحبكم بالأمس ، لعَمْرُ أبي لن تحبّوا أن تكون فينا الخلافة والنبوّة وأنتم تذكرون أحقاد بدر وثارات

أُحد .

أما

والله لو قلت ما سبق من الله فيكم لتداخلت أضلاعكم في أجوافكم كتداخل أسنان دوّارة الرحى، فإن نطقتُ تقولون : حسداً، وإن

سكت فيقال : جزع ابن أبي طالب من الموت ، هيهات هيها ...) (2) نعم، إن رؤساء العرب - والقرشيّون منهم خاصة - كانوا ينظرون إلى الخلافة كأداة حكم ( زعامة ) ، ولم ينظروا إلى كونها مكانة روحية معنوية تُمنح بأمر من الله لمن هو الله لمن هو أهل لها ، وقد مرّ عليك ما يفي بأنّهم لم يعرفوا

الرسول حق معرفته ، وأنّهم كانوا يتعاملون معه وكأنّه شخص عادي يصي-

(1) شرح نهج البلاغة 53/12 - 55 ، تاريخ الطبري (30/5 ، قصص العرب 363/2 ،

الكامل في التاريخ 63/3 و 288 .

(2) الاحتجاج 1 / 95 - 97 ، وفي طبعة النجف الأشرف 127/1 - 130 .

السنّة بعد الرسول ( 4 ) ...

ص: 88

89

ويخطئ، ويقول في الغضب ما لا يقول في الرضا، فهؤلاء كانوا لا يستقبحون الوصول إلى الهدف حتى لو اتخذوا السبل الخاطئة الموصلة إليه .

6 - تقنين أساليب غير مشروعة :

أ - الغيلة .

ب - الإكراه .

ج - الحرق .

د - التطميع والرشوة .

أ - الغيلة :

هي طريقة من طرق المكر والخداع ، وقد اتخذتها الجاهلية منهجاً للإطاحة بأعدائها ، لكن الإسلام لم يرتض هذا الأسلوب ، بل عارضه أشدّ المعارضة ، فقد جاء عن النبي الا أنه حينما قتل المغيرة بن شعبة ثلاثة عشر نفساً من بني مالك غدراً ، وجاء بأموالهم للنبي ليخمسها ، قال له الله : أما إسلامك فنقبله ، ولا نأخذ من أموالهم شيئاً ولا نخمسها ، لأنّ هذا غدر ، والغدر لا خير فيه (1) .

وجاء عن .

بن الوليد أنّه طلب من بني جذيمة وضع السلاح ،

فلما وضعوه ، أمر بهم أن يكتفوا ، ثمّ عرضهم على السيف ، فقتل من قتل

منهم

فلما انتهى الخبر إلى رسول الله ورفع ولا يديه إلى السماء قائلاً :

(1) الأغاني 82/16 .

90

ص: 89

تراثنا / 58

((1)

اللهم إنى أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد (1) .

وقد اعترض عبد الرحمن بن عوف على خالد بقوله : عملت بأمر

الجاهلية في الإسلام .

ومثله فعلة خالد بقوم مالك بن نويرة ، إذ غشيهم ليلاً فأخذ القوم السلاح ، قال : فقلنا : إنا لمسلمون ؛ فقالوا : ونحن المسلمون ؛ قلنا : فما

: بال السلاح معكم ؟! قالوا لنا : فما بال السلاح معكم ؟! قلنا : فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح ...» (2) إلى آخر الخبر .

مكة ،

وحزر خالد - ناصر الخليفة الأوّل !! غدره وسفكه عند فتح فقد قال النبي له وللزبير : لا تقاتلا إلّا من قاتلكما ؛ ولكن خالداً قاتل وقتل نيفاً وعشرين رجلاً من قريش، وأربعة نفر من هذيل ، فدخل رسول الله مكة فرأى امرأة مقتولة ، فسأل حنظلة الكاتب : من قتلها ؟ ! قال : خالد بن الوليد ؛ فأمره أن يدرك خالداً فينهاه أن يقتل امرأة أو وليداً أو عسيفاً (3)

وعلى هذا النهج قتل سعد بن عبادة في الشام غيلة ، بأمر من أبي بكر أو عمر، ثمّ ادّعوا بأن الجن قتلته، لأنّه بال قائماً (4) ، حتّى قال

ح

(1) صحيح البخاري 321/5 339 كتاب المغازي / باب بعث النبي خالد بن الوليد بني جذيمة ، قال أبو عمر في «الاستيعاب» : وخبره بذلك من صحيح الأثر ، أسد الغابة 102/3 ، تاريخ أبي الفداء 145/1 ، البداية والنهاية 251/4 حوادث السنة 8 ه- ، وغيرها ؛ وأنظر : الغدير 168/7

(2) تاريخ الطبري 273/2 حوادث سنة 11 ه- ، أسد الغابة 277/4 .

(3) عبقرية عمر بن الخطاب - للعقاد - : 266

.

(4) أنظر : العقد الفريد 13/5 - 14 ، شرح نهج البلاغة 17 / 223 ، أنساب الأشراف

2 / 272 ، الوافي بالوفيات 152/15

.

91

ص: 90

السُنّة بعد الرسول (4)

الشاعر (1) :

يقولون سعد شكت الجنّ قلبه ألا ربّما صححت دينك بالغَدْرِ وما ذنب سعدٍ أنّه بال قائماً ولكن سعداً لم يبايع أبا بكر وقد صَبَرَتْ عن لذة العيش أنفس وما صبرَتْ عن لذة النهي والأم-

ممّا لا ري- ريب فيه إذاً أن الغيلة كانت سجيّة بعض العرب في الجاهلية

وصدر الإسلام ، وقد جاء عنهم أنّهم جدّوا ليغتالوا النبي في حياته ، تارة في

بداية الدعوة ، عندما بات الإمام علي لالالالالاله على فراشه وه ، وخرج

واله

الرسول الله إلى يثرب ، وتارة في أخريات حياته المباركة لما رجع من

تبوك إلى المدينة !

أما الواقعة الأولى فهي مشهورة ولا تحتاج إلى إشارة أو توثيق ، وأما الثانية فقد نقلها ابن كثير في تفسيره عن البيهقي في دلائل النبوة، عن حذيفة بن اليمان ، قال : كنت آخذاً بخطام ناقة رسول الله أقود به ، وعمّار يسوق الناقة - أو أنا أسوقه وعمار يقوده - ، حتّى إذا كنا بالعقبة ، فإذا

أنا باثني عشر راكباً قد اعترضوه فيها ، قال : فانتهرهم رسول الله و وصرخ بهم فولوا مدبرين ، فقال لنا رسول الله : هل عرفتم القوم ؟ !

قلنا : لا يا رسول الله ، وقد كانوا متلثّمين ، ولكنا عرفنا الركاب .

قال : هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة ، وهل تدرون ما أرادوا ؟ !

قلنا : لا

وأنظر أيضاً : الاستيعاب 599/2 ، أُسد الغابة 206/2 ، سير أعلام النبلاء

11/ 278 ، البداية والنهاية 28/7

(1) شرح نهج البلاغة 111/10 .

ص: 91

92

تراثنا / 58

قال : أرادوا أن يزاحموا رسول الله لا في العقبة فيلقوه منها . قلنا : يا رسول الله ! أفلا نبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كلّ قوم

برأس صاحبهم ؟!

قال : لا ، أكره أن تتحدّث العرب بينها أن محمداً قاتل بقوم حتى إذا

أظهره الله بهم ، أقبل عليهم يقتلهم .

ثم قال : اللهم ارمهم بالدبيلة

:قلنا يا رسول الله ! وما الدبيلة ؟ !

قال : شهاب من نار يقع على نياط قلب أحدهم فيهلك (1) وقد احتمل بعض الأشخاص أن تكون هاتين المحاولتين لقتل رسول الله جاءتا بعد تصريحه بإمامة علي بن أبي طالب الله ، لما له استخلفه الهلال الليل على المدينة بقوله : «أما ترضى يا علي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي» (2) ؛ وقوله قبل الواقعة الثانية : من كنت مولاه فهذا علي مولاه» (3) ، أو بعد تأكيده على الثقلين (4)

هذا ، وقد حاول ابن حزم الأندلسي أن يدافع عما نسب إلى الشيخين من أنّهما اشتركا في محاولة قتل رسول الله في العقبة ضمن دفاعاته عن الصحابة ؛ فقال :.... وأما حديث حذيفة فساقط ، لأنّه من طريق الوليد بن

، وهو هالك ، ولا نراه يعلم من وضَع الحديث، فإنّه قد روى

جميع

(1) تفسير ابن كثير 604/2 ط دار إحياء التراث العربي / بيروت 1405 ه- ) . (2) سيرة ابن هشام 163/4 ، صحيح البخاري 24/5 ، صحيح مسلم 173/15 ،

المستدرك على الصحيحين 337/2 .

(3) تاريخ اليعقوبي 2 / 112 ، تاریخ ابن الخياط : 293

(4) تاريخ اليعقوبي 112/2

السُّنّة بعد الرسول (4)

ص: 92

أخباراً ، منها : أنّ أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص رضي أرادوا قتل النبي والقاءه من العقبة في تبوك ، وهذا هو الكذب

الله

عنهم

الموضوع الذي يطعن الله تعالى ،واضعه فسقط التعلّق به والحمد الله ربِّ

العالمين (1)

"

ونحن لا نريد تصحيح خبر حذيفة أو تضعيفه ، بل نذكر شيئاً عن الوليد بن جميع ، وبعض الأخبار الأخرى في القضية ، وللمنصف أن يحكم بصحة قول ابن حزم وخطأه .

فقد ذكر الذهبي الوليد بن جميع في ميزان الاعتدال فقال : الوليد بن

جميع هو ابن عبد الله ابن عبد الله بن جميع الزهري الكوفي ، [ روى ] عن أبي الطفيل

وأبي سلمة

بن عبد الرحمن ، و [ روى ] عنه يحيى بن سعيد ] القطان وأبو أحمد الزبيري ، وجماعة . وثقه ابن معين، والعجلى ، وقال أحمد وأبو

زرعة : ليس به بأس، وقال أبو حاتم : صالح الحديث ... (2)

ونقل أبو حاتم عن الصيرفي قوله : كان يحيى بن سعيد لا يحدثنا عن

الوليد بن جميع ، فلما كان قبل موته بقليل حدثنا عنه (3)

وعن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين ، أنّه قال : الوليد بن

جميع ثقة (4) .

وقد احتج مسلم في صحيحه به في جملة رواته ، وكذلك ابن

(1) المحلّى 11 / 224

(2) میزان الاعتدال 337/4 رقم 9362 .

(3) الجرح والتعديل 08/9

(4) الجرح والتعديل 8/9.

ص: 93

تراثنا / 58

حجر (1) ، وابن كثير (2) .

وذكر ابن عبد البر في الاستيعاب : أنّ عمر كان يسأل حذيفة عن المنافقين، وهو معروف في الصحابة بصاحب سرّ رسول الله ، وكان عمر ينظر إليه عند موت من مات منهم ؛ فإن لم يشهد جنازته حذيفة لم يشهدها ، وكان حذيفة يقول : خيّرني رسول الله بين الهجرة والنصرة ، فاخترت

النصرة ، وهو حليف للأنصار لبني عبد الأشهل (3)

عمر

وجاء في مختصر تاریخ دمشق : قال حذيفة: مرّ بي عمر بن الخطاب وأنا جالس في المسجد ، فقال لي : يا حذيفة ! إن فلاناً قد مات (4)

فاشهده .

قال : ثم مضى حتى إذا كاد أن يخرج من المسجد التفت إليَّ فرآني وأنا جالس فعرف ، فرجع إلي فقال : يا حذيفة ! أنشدك الله أمن القوم أنا ؟ !

قال : قلت : اللهم لا ، ولن أُبرّئ أحداً بعدك

قال : فرأيتُ عيني عمر جاءتا (5)

وجاء في الأنساب للسمعاني ، و الاحتجاج للطبرسي بأن القوم دبّروا مؤامرة قتل عليّ بن أبي طالب بعد أن اعترض على أبي بكر بغصب الخلافة

(1) الإصابة 454/1

(2) البداية والنهاية 362/4 و 310/5 و 225/6 .

(3) الاستيعاب - بهامش الإصابة - 277/1 .

(4) وأنت تعلم بأنّ الذي مات في زمن عمر وحذيفة هو أبو بكر ، وإنّ إعلام عمر حذيفة بقوله : « يا حذيفة ! إنّ فلاناً قد مات يدلّ على عَلَمية ذلك الشخص ، وهو ممّن يرجى حضور حذيفة جنازته ، وقد ذكر ابن حزم بعدم صلاة حذيفة على أبي بكر ! أنظر : المحلى 11 / 225

(5) مختصر تاریخ دمشق لابن عساكر - 253/6 .

-

90..

ص: 94

السُنّة بعد الرسول (4)

وفدك .

منا

فجاء في الاحتجاج أنّ أبا بكر قال لعمر : أما رأيت مجلس عليّ في هذا اليوم ؟! والله لئن قعد مقعداً آخر مثله ليفسدن علينا أمرنا ، فما

الرأي ؟!

فقال عمر : الرأي أن تأمر بقتله !

قال : فمن يقتله ؟ !

قال : خالد بن الوليد .

فبعثوا إلى خالد ، فأتاهما ، فقالا : نريد أن نحملك على أمر عظيم .

قال : احملاني على ما شئتما ، ولو على قتل علي بن أبي طالب ! !

قالا : فهو ذلك

قال خالد : متى أقتله .

قال أبو بكر : احضر المسجد ، وقم بجنبه فى الصلاة ، فإذا سلّمتُ

فقم إليه وأضرب عنقه !

قال : نعم .

فسمعت أسماء بنت عميس - وكانت تحت أبي بكر - فقالت لجاريتها : اذهبي إلى منزل علي وفاطمة وأقرئيهما السلام ، وقولي لعليّ : إنّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ) (1) . فجاءت إلى علي وأخبرته ، فقال أمير المؤمنين : إن الله يحول بينهم

وبين

ما يريدون .

ثمّ قام وتهيأ للصلاة، وحضر المسجد ، وصلى خلف أبي بكر ،

(1) سورة القصص 28 : 20

... تراثنا / 58

ص: 95

96

وخالد بن الوليد يصلّي بجنبه ومعه سيفه .

فلما جلس أبو بكر في التشهد ، ندم على ما قال ، وخاف الفتنة فلم يزل متفكراً لا يجسر أن يسلّم ، حتى ظنّ الناس أنّه قد سها ، ثم التفت إلى خالد ، فقال : يا خالد ! لا تفعلنّ ما أمرتك !! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (1) . (1)

واستفحلت هذه الطريقة اللئيمة في قمع المعارضين حتى وصلت في عهد معاوية ذروتها فجاء في تاريخ الطبري : إنّ عليّاً بعث الأشتر أميراً إلى مصر حتى إذا صار بالقلزم شرب شربة عسل [ سقاه إيَّاه الجايشار ] كان فيها حتفه ، فبلغ حديثهم معاوية وعَمْراً ، فقال عمرو بن العاص ]: إن الله جنداً

[

من عسل (2)

وقد سقى الطبيب ابن اثال النصراني عبد الرحمن بن خالد بن الوليد السمّ بأمر من معاوية ، وذلك لأن معاوية حين استشار الناس في من يولّيه الأمر من بعده ، أشاروا عليه بعبد الرحمن (3)

كما راح من جراء هذا الأسلوب سبط النبي و وريحانته الإمام

لالالالالالي

الحسن بن علي الا ؛ إذ تواطأ معاوية مع جعدة بنت الأشعث فسقته السمّ فاستشهد ، بعد أن كان سُقى السم مراراً متعدّدة (4)

وأتفق المؤرّخون على أن سعد بن أبي وقاص كان من المعارضين

(1) الاحتجاج 1 / 119 ، وعنه في بحار الأنوار 127/29 ح 27 ، والنص له وأنظر :

الأنساب - للسمعاني - 95/3 ترجمة «يعقوب الرواجِني .

(2) تاريخ الطبري 554/3وط (54/6 ، تاريخ اليعقوبي 194/2 ، الإصابة

482/3 ، شذرات الذهب 1/ 48 .

(3) اسد الغابة 289/3 أُس-

(4) الاستيعاب 1 / 389 - 390 .

السنّة بعد الرسول (4)

ص: 96

av ..

لشتم على الله على المنابر ، وأن معاوية ما استقام له ذلك إلا بعد موت سعد، وصرّح أبو الفرج الأصفهاني بأن معاوية دسّ إليه وإلى الحسن سمّاً حين أراد أن أراد أن يعهد بالأمر إلى يزيد ابنه ، فماتا في أيام متقاربة (1)

وهكذا نرى أنّ ذوي السلطة من الصحابة لم يتورعوا عن اتخاذ الغيلة وسيلة للإطاحة بمخالفيهم ، وإن كان ذلك مخالفاً تماماً لتعاليم الدين

الإسلامي قرآناً وسُنَّةً !!

ب - الإكراه :

لقد كان العنف والتهديد والإكراه من الظواهر الاجتماعية عند عرب الجزيرة آنذاك ، وقد انتهجها الجاهليون في حياتهم نظراً لحالتهم القبلية وتشكيلتهم الاجتماعية ؛ إذ إنّهم كانوا قد اعتمدوا القوة في حل النزاعات المتعلقة بموارد العيش وتوزيع مناطق الهيمنة والسلطة القبلية ، ولم يكونوا يخضعون - إلا النادر منهم - لمنطق السلم والمحاججة بالدليل ، وما كتابة الصحيفة ضد بني هاشم، وحصرهم في الشعب ، وإبداؤهم للنبي صلى الله عليه وسلم حتى قال : ما أوذي نبي مثلي قط، وتعذيبهم المستضعفين المعتنقين للإسلام في تأنَاتِه ، إلا مظهر من مظاهر أسلوب الإكراه واستخدام القوة . إلا أن الإسلام جاء بما يخالف تلك النزعة الشريرة ، فأعلن شعار ) لا إكراه في الدين ) و ( لكم دينكم ولي دين ) و ( فمن شاء فليؤمن

ومن شاء فليكفر )

ومارس النبي وال هذا المنهج الإنساني الفطري القويم حتى في

(1) مقاتل الطالبيين : 73

تراثنا / 58

ص: 97

.... 98

أحلك الظروف وأشدّها فأطلق أسارى فتح مكة قائلاً: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، وقبل منهم - ومن غيرهم - مجرّد إظهار الشهادتين ، وعفا - بناءً على ذلك - حتى عن قاتل عمه حمزة ، بل مغتاله ، أعني وحشيّاً الحبشي . ورسم ال - نظراً لتعاليم السماء - منهج الرحمة وحبّ السلم وكراهة الإكراه ، فقد صدع حين دخل مكة فاتحاً منتصراً على ألد خصومه بقوله : «من دخل داره فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن موصياً

مقاتلة أحد إلّا المقاتلين .

أصحابه بعدم هذا ، ناهيك عن أن قبول دخول المخالفين فكرياً في ذمّة الله ورسوله والمؤمنين نفسه دليل على رفض الإكراه، والدعوة للسلم والحوار ما وجد إلى ذلك سبيلاً .

لكن التيار الحاكم بعد النبي ولا نحا منحى آخر في هذا المجال ، فاتَّخذ أسلوب الإكراه طريقاً لإخضاع المخالفين وإرهابهم ، وإن كان الآخرون مسالمين ، لم يسلّوا سيفاً ولم يعلنوا قتالاً !! فبعد أن أعلن عليّ بن أبي طالب أنّه صاحب الحق بعد الرسول ، ورفض مبايعة أبي بكر ، وأعتزل في بيته، ومعه العباس والزبير وفاطمة والحسنان و .. معلناً ما يسمّى اليوم ب- «الإضراب السلمي ، بعث أبو بكر عمر بن الخطاب إلى هؤلاء ليخرجهم من بيت فاطمة ، وقال له : إن أبوا

فقاتلهم (1)

:

وبالفعل ، طبق قانون الإكراه ؛ إذ أخرج علي بالقوة، يُقاد إلى البيعة كما يقاد الجمل المخشوش (2) ، وسيق سوقاً عنيفاً ، وامتلأت شوارع

(1) العقد الفريد 13/5 ، تاريخ أبي الفداء 156/1

(2) صبح

الأعشى 1 / 228 ، شرح نهج البلاغة 407/3 .

99 ...

ص: 98

السُنّة بعد الرسول (4)

المدينة وأجتمع الناس ينظرون (1) ، فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا له : بايع .

فقال : إن أنا لم أفعل فمه ؟ !

قالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك !

قال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله .

وأبو بكر ساكت لا يتكلّم (2) .

ولم تقتصر أعمال الإكراه على الممتنعين المذكورين ، بل طالت كلّ

من يتردّد أو يفكر بالتوقف في البيعة (3) .

وقد أفصحت عن ذلك الزهراء ، حين قامت على باب الحجرة لالالالا وقالت : يا أبا بكر ! ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله ؟ !!(4) . وعن علي الالالالالالا - لما أرادوا قتله - قوله - متوجهاً صوب قبر النبي -:

)6)

يا ابنَ أُمَّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) (5) (7) .

﴿

(7)

ولولا حكمة علي لالالالالالا لاغتيل كما اغتيل سعد بن عبادة، فإن عمر كان قد هدّد سعداً يوم السقيفة بقوله : اقتلوه قتله الله ؛ ثمّ قام على رأسه فقال : لقد هممت أن أطأك حتى تندر عضوك (7) ، وقد نفذ تهديده بالفعل ، لأنه لما خرج سعد إلى الشام ، بعث عمر رجلاً وقال : ادعه إلى البيعة وأحتل له ، وإن أبى فاستعن بالله عليه ؛ فقدم الرجلُ الشام ، فوجد سعداً في

(1) نهج البلاغة 49/6 ، بحار الأنوار 322/28

(2) الإمامة والسياسة 31/1 . (3) أنظر مثلاً : السقيفة وفدك : 46 . (4) شرح نهج البلاغة 1 / 134 .

(5) سورة الاعراف 7 : 150 (6) الإمامة والسياسة 13/1 .

(7) الإمامة والسياسة 13/1 ، تاريخ الطبري (210/5 ، مسند أحمد 56/1 .

ص: 99

100

حائط بحوارين ، فدعاه إلى البيعة ، فقال : لا أبايع قريشاً أبداً .

قال : فإني أقاتلك

قال : وإن قاتلتني

قال : أفخارج أنت عمّا دخلت فيه الأمة ؟ !

قال : أمّا من البيعة فإنّي خارج .. فرماه بسهم فقتله !

وروي

تراثنا / 58

أن سعداً رُمي في حمّام ، وقيل : كان جالساً يبول ، فرمته

الجنّ فقتلته ، وقال قائلهم (1) :

قد قتلنا سيّد الخز رج

ج سعد بن عباده

ورمیناه بسهمی ن فلم نُخطِ فؤاده

وقد مرّ عليك بأنّ بعض الأشخاص قال : قتلته الجنّ لأنّه بال قائماً

في الصحراء ليلاً .. وقيل : بأن أمير الشام يومئذٍ كَمَنَ له من رماه ليلاً (2) ..

...

وفي ثالث : إن عمر نسق أمر اغتيال سعد مع أبي بكر (3).

وقد قال مؤمن الطاق لسائل سأله : ما مَنَع عليّاً أن يخاصم أبا بكر في

الخلافة ؟ !

فقال : يا بن أخي ! خاف أن تقتله الجن (4) !

وحين عارض الحباب بن المنذر ، الصحابي البدري ، أخذ ووطئ في

بطنه ، ودسوا في فيه التراب (5)

(1) أنساب الأشراف 272/2 (2) شرح نهج البلاغة 111/10 (3) آنظر : شرح نهج البلاغة 223/17 (4) شرح نهج البلاغة 223/17 . (5) شرح نهج البلاغة 40/6

思思

السُنّة بعد الرسول ( 4 )

ص: 100

101

ولما عارض خالد بن سعيد بن العاص خلافة أبي بكر ، وتوقف عن بيعته ، قال عمر لأبي بكر : دعني إياه [ يعني قتله، فلم يوافق أبو بكر (1) . وولّى أبو بكر خالداً هذا، لكنه سرعان ما عاد فاستمع لقول عمر

وعزله قبل أن يتسلم مهام أموره (2)

وهكذا نرى هذه المواقف تمتاز بالشدّة والإكراه المرفوضين في منطق الإسلام ، لكنّها عادت بعد النبي لتأخذ مجراها في حياة المسلمين ، ولتؤثر على السنّة النبوية المباركة بشكل سلبي جداً، وسنقف لاحقاً على معالجة علي بن أبي طالب لالالالالالا لهذا الداء ، وكيف أنه لم يرغم أحداً على مبايعته ، ولم يتعرّض لأحد من الممتنعين ، ولم يبدأ أحداً بقتال أبداً .

للبحث صلة ..

(1) شرح نهج البلاغة 58/2 و 41/6

(2) راجع ما كتبناه في نسبة الخبر إلى عبد الله بن زيد بن عاصم في كتابنا وضوء :

النبي ، القسم الروائي

في

ص: 101

دور الشيخ الطوسي علوم الشريعة الإسلامية

(0)

السيد ثامر هاشم العميدي

دوره في الحديث الشريف وعلومه

في جملة من الدراسات الحديثية المعاصرة تجد اتفاقاً أو شبه اتفاق على دعم فكرة مغلوطة لا رصيد لها من الواقع ، خلاصتها : أن ما يتصل بتصنيف الحديث وبيان أنواعه الأساسية وحصرها بالتقسيم الرباعي - أو الخماسي بإضافة القوي - وتعريفها ؛ لم يكن معلوماً لدى المتقدمين من أعلام الحديث عند الشيعة الإمامية ؛ لأنّهم كانوا يتعاملون مع الخبر على أساس القرينة المحتفّة به، فإن وجدت فهو ، وإلا حكموا بضعف الخبر .

وعلى هذا فهم لا يعرفون من الخبر إلا الصحيح والضعيف فقط

وهو اشتباه محض بما صرّح به الشيخ البهائي والمجلسيان وغيرهم

علمائنا المتأخرين رحمهم الله بخصوص من باشر التصنيف الجديد للحديث الشريف على أثر ضياع أكثر القرائن المحتفة بالأخبار التي كانت

من

معتمد المتقدمين .

ونتيجة لشيوع تلك الفكرة المغلوطة، فقد برزت على أثرها دعاوى

الطرف الآخر بتباين المباني العلمية في تاريخ مصطلح الحديث عند الإمامية

ص: 102

دور الشيخ الطوسي له في علوم الشريعة الإسلامية (5)

103

إلى درجة احتجاج المتقدمين بالخبر - اعتماداً على الفكر - وإن كان ضعيفاً أو موضوعاً بحسب الاصطلاح !!

وهذا من أوهن الكلام وأكثره بُعداً عن النزاهة والتحقيق ، لا سيّما وأنّ أساسه فكرة مغلوطة جدّاً ؛ لأنّ البحث عن أصول التضعيف الجديد والتنقيب عن جذوره في تاريخ علوم الحديث الشريف عند الإمامية يدلّ بما لا يقبل الشك مطلقاً على توفّرها في عمل المتقدمين وإن لم يباشروا تصنيفها بأنفسهم ..

فقد صرّحوا - كالشيخ الطوسي - بالخبر المتواتر ، والصحيح ، والمحتف بالقرينة ، وخبر الآحاد ، وذكروا المشهور والمستفيض والمرفوع والموقوف والمنقطع والمقطوع والمضمر والمضعف والغريب والمنفرد والشاذ النادر ، وفاضلوا بين الأخبار ، فقالوا : صحيح وأصح ، وقوي وأقوى ، كما بينوا علل الحديث سنداً ومتناً ، وميزوا بين خبر العدل الثقة وخبر فاسد المذهب سواء كان ثقة أو غير ثقة ، واحتجوا بالأوّل دون الثاني ، وغير ذلك من الأمور الكثيرة الأخرى ذات الصلة الوطيدة بمصطلح الحديث بما يدلّ بوضوح على عدم وجود فرق جوهري كبير فيه بينهم وبين التصنيف الجديد الذي تزعمته المدرسة الحلّية في عهد ابن إدريس ثم السيد أحمد ابن طاووس وأخيراً العلامة الحلّى

نعم ، لم يكن هناك فرق كبير بينهما في مصطلح الحديث إلا في حدود صياغة المصطلح وما يحتاجه من شروط وقيود لوجود فترة في البين أو جبت على روّاد التصنيف الجديد الاحتراز ، ممّا خلفته تلك الفترة من آثار سلبية في تقييم خبر الآحاد بعد ضياع أكثر كتب الحديث والرجال

والفهرسة .

ص: 103

104

تراثنا / 58

ولأجل تفادي تلك الأخطار الجسيمة على مستقبل دراية الحديث رجعوا إلى أصول الحديث ودواوينه ونظروا إلى فعل المتقدمين وطريقتهم واستقوا من الكل بنود التقسيم الجديد مع زيادة في التقنين وبحس ما اقتضته الضرورة حينئذ .

ولعلّ في ما تقدّم من حلقات سابقة في بيان دور الشيخ الطوسي في الحديث الشريف وعلومه يكفي في البرهنة على اضطلاع الشيخ الطوسي بأقسام الحديث وأنواعه ومراتبه بصورة لا تقل عمّا هي عليه عند المتأخرين ، خصوصاً في ما ذكرناه في سياق البحث عن وجوه فساد الخبر

بنظر الشيخ الطوسي ، وهذه تتمتها :

سابعاً : الأخبار المرسلة والمنقطعة :

مسالم

المراد بالمرسل والمنقطع من الأخبار - بالمعنى الأعم - هو يتصل إسناده إلى المعصوم لالالالالالها على أي وجه كان ، وهناك اختلاف واسع

جداً بين بين جميع المذاهب الإسلامية في مسألة الاحتجاج بهذا القسم من الأخبار ، ولم يعدم الاختلاف حتى في إطار علماء المذهب الواحد ، وترجع جميع اختلافاتهم إلى ثلاثة أقوال ، وهي : القبول مطلقاً ، والرفض مطلقاً

والتفصيل .

وأمّا

عن موقف الشيخ من الحديث المرسل والمنقطع ، فقد فصله بكتابه العدّة في أصول الفقه، وما يستفاد مما ذكره هناك حول الاحتجاج بالمرسل إنما هو في ظروف خاصة معينة لا تختلف كثيراً عن المرسل المحتج به من لدن علماء المذاهب الأربعة : المالكية ، والحنفية ، والشافعية ، والحنابلة ؛ وأهمها أن لا يكون غريباً أو شاذاً ، أو معارضاً للمسند الصحيح ،

ص: 104

دور الشيخ الطوسي في علوم الشريعة الإسلامية (5)

1.0

105 ...

ونحو ذلك من الشروط الكاشفة عن وجود مخرج صحيح آخر للحديث . والخلاصة : إنّه يعتمد القول الثالث ، وهو : التفصيل ، وقد بيّنا ذلك

في بحث مقارن (1) .

وسوف نذكر بعض الموارد التي لم يحتج بها وردّها صراحةً بسبب الإرسال أو الانقطاع المخل بشروط الاحتجاج ؛ لكي يعلم - زيادة على ما مرّ - فساد ما قيل بأنّه لم يطرح خبراً في كتابيه التهذيب و الاستبصار ولو كان ظاهر الوضع !! ومن تلك الموارد :

!!!

1 - قوله عن خبرين في باب السُنّة في عقود النكاح : «هذان الخبران لا يقابل بهما الأخبار الكثيرة التي قدمناها على أنهما مع كونهما شاذين

، منقطعي الإسناد مرسَلين، وما هذا حكمه لا يُعترض به الأحاديث

المسندة . . . ) (2)

2 - قوله في باب الشهداء وأحكامهم : ( وهذا الخبر على شذوذه ، ضعيف الإسناد مرسَل ، وما يجري هذا المجرى لا يُعترض به الأخبار المسندة ، على أنّ هذا الخبر طريقه رجال العامة وفيهم من يذهب إلى هذا المذهب ، وما هذا حكمه لا يجب العمل به ؛ لأنّه يجوز أن يكون ورد

للتقيّة » (3)

ونظير هذا ما قاله عن خبر آخر في باب البينات (4)

3 - وقال عن خبر رواه الحسن بن سماعة

عن سليمان بن داود أو

(1) انظر : الحديث المرسل بين الردّ والقبول - لنا - ، بحث نشر في مجلة «تراثنا

،

العددان الثالث والرابع ( 50 - (51 ) ، السنة الثالثة عشرة 1418ه-

(2) تهذيب الأحكام 7 / 416 ح 1665 باب 36 . (3) تهذيب الأحكام 168/6 ح 322 باب 78 . (4) تهذيب الأحكام 254/6 ح 661 باب 91

»

1.7

ص: 105

تراثنا / 58

بعض أصحابنا ... : فهذا خبر مقطوع مشكوك في روايته ، فلا يجوز العدول إليه عن الخبرين المتقدمين ) (1) .

4 - وقال عن خبر رواه أحمد بن محمد في تفصيل أحكام النكاح :

فهذا حديث مقطوع الإسناد شاذ» (2) .

5 - وقال عن خبر نوح بن شعیب ، عمّن رواه ، عن عبيد بن زرارة :

فهذا خبر مرسل لا يُعارض به ما قدمناه من الأخبار» (3)

6 - وأورد خبرين وكلاهما من رواية جعفر بن بشير ، وقال بعد الثاني مباشرة . فأول ما فيه : أنّه خبر مرسل منقطع الإسناد ؛ لأن جعفر بن بشير في الرواية الأولى قال : ( عمّن رواه ) ، وهذا مجهول يجب أطراحه . وفي الرواية الثانية قال : ( عن عبد الله بن سنان ، أو غيره ) فأورده وهو شاك فيه وما يجري هذا المجرى لا يجب العمل به » (4)

7 - وقال معقباً على خبر نشيط بن صالح في باب الأحداث الموجبة

للطهارة : فهذا أوّلاً خبر مرسَل ؛ لأنّ نشيط قال : ( عن بعض أصحابنا )

هذا قد روى الخبر الأوّل مسنداً بخلاف ما تضمنه هذا الخبر » (5) ومع

8

- وقال عن خبر ابن أبي نجران في باب الأغسال المفترضات والمسنونات: «فما من هذا الحديث من أن غسل الميت سُنّة

لا يعترض ما قلناه بوجره :

،

(1) تهذيب الأحكام 165/9

ح

674 باب 5 .

(2) تهذيب الأحكام 253/7 1089 باب 24

ح

(3) تهذيب الأحكام 124/1

332 باب 6 .

(4) تهذيب الأحكام 196/1 ح 568 باب 8 .

(5) تهذيب الأحكام 35/1 ح 94 باب 3

.

ص: 106

دور الشيخ الطوسي له في علوم الشريعة الإسلامية (5)

107

أحدها : إن هذا الخبر مرسل ؛ لأن ابن أبي نجران قال : ( عن رجل) ،

ولم يذكره ، ويجوز أن يكون غير مأمون ولا موثوق به» (1) .

9 - وقال عن خبر ابن المغيرة في كون الكُرّ ستمائة رطل : «فأوّل ما فيه أنه مرسل غير مسند ، ومع ذلك مضاد للأحاديث التي رويناها ، ومع هذا لم يعمل عليه أحد من فقهائنا » (2) .

10 - ما قاله في الاستبصار في عدة موارد لم يجوّز العمل بها للسبب المذكور، نظير قوله : «فأوّل ما في هذا الخبر أنه

مرسَل » (3) .

وقوله : «فأوّل ما فى هذا الخبر أنّه مرسل ، وراويه ضعيف ، وهو

"

علي بن حديد ، وهذا يضعف الاحتجاج بخبره (4)

وقوله : « فهذا خبر مرسل لا يُعارض به ما قدمناه من الأخبار» (5) وقوله : «فأما ما رواه ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا ... فأوّل ما

فيه أنّه مرسل ، وما هذا سبيله لا يُعترض به على الأخبار المسندة (6) ) وقوله : « فهذان الخبران مرسَلان ، ومع كونهما كذلك فقد أجمعت

(V)

الطائفة على خلاف العمل بهما ) وقوله : «الخبر الأوّل من هذين الخبرين مرسل ، والمراسيل لا

(1) تهذيب الأحكام 109/1 ح 285 باب 5 .

(2) تهذيب الأحكام 1 / 43 ح 119 باب 3 .

(3) الاستبصار 7/1 ح 6 باب 1 .

(4) الاستبصار 1 / 40 ح 112 باب 21 .

(5) الاستبصار 12 / 107 ح 353 باب 63 .

(6) الاستبصار 27/4 ح 87 باب 14 . (7) الاستبصار 166/4 ح 627 باب 98

108

ص: 107

تراثنا / 58

يُعترض بها على الأخبار المسندة» (1) .

وقوله : فهذا الخبر مقطوع الإسناد مرسل ، ولا يُعترض بما هذا

سبيله على الأخبار المسندة» (2)

وقوله : (فهذا الخبر مقطوع مرسل ، وما هذا حكمه لا يُعترض به

على الأخبار المسندة الصحيحة الطرق » (3) .

وقوله : « فهذا الخبر مرسَل لا يُعترض بمثله على الأخبار

المسندة » (4)

ثامناً : الأخبار الشاذة :

-

الشذوذ لغة : الانفراد ، يقال : شذَّ يشدّ - بالضم والكسر - شذوذاً ،

أي : انفرد عن غيره (5) .

وفي اصطلاح الإمامية : هو ما خالف المشهور ، سواء كان راويه ثقة أو لم يكن ، وقد يطلق على ما لم يعمل العلماء بمضمونه وإن صح سنده ولم يعارضه غيره (6) ، وقد عُدّ عند بعضهم كالنادر ، بل قيل بترادف الشاذ

(1) الاستبصار 76/3 ح 253 باب 47 .

(2) الاستبصار 143/3 ح 515 باب 93 ، ونظير قوله هذا في 3 / 261 ح 935 باب

158 من الاستبصار

.

(3) الاستبصار 202/3 ح 730 باب 126 . (4) الاستبصار 257/3 ح 922 باب 157 ، وتلفت النظر إلى أن ما ذكرناه عن التهذيب من الأخبار المرسلة والمنقطعة تكرّر بعضها في «الاستبصار» ولكن مع

اختلاف العبارة في نقدها

(5) المصباح المنير - للفيومى - 307/1 مادة «شد» .

(6) وصول الأخيار : 109 و 110 ، ومقباس الهداية 255/1 - 253 ، ونهاية الدراية :

لے

ص: 108

دور الشيخ الطوسي له في علوم الشريعة الإسلامية (5)

للنادر (1) ..

109 ...

وربّما يستظهر ذلك من قول الشيخ المفيد له في «جوابات أهل الموصل في مسألة العدد والرؤية» ؛ إذ قال : «وأما ما تعلّق به أصحاب العدد في أن شهر رمضان لا يكون أقل من ثلاثين يوماً، فهي أحاديث شاذة ، قد

· Ty

طعن نقاد الآثار من الشيعة في سندها ، وهي مثبتة في كتب الصيام في أبواب النوادر ، والنوادر هي التي لا عمل عليها ، وأنا أذكر جملة ما جاءت به الأحاديث الشاذة وأبين خللها ، وفساد التعلّق بها في خلاف الكافة إن شاء الله .. فمن ذلك حديث رواه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن سنان ... وهذا الحديث شاذ نادر غير معتمد عليه، طريقه

محمد بن

(2) (

محمد بن سنان وهو مطعون فيه . . . » (2) .

ومن قول الشيخ الطوسي بشأن جملة من الأخبار بأنّها : شاذة نادرة ،

كما سيأتي .

وهذا غير صحيح ؛ لأنّ النادر أعم من الشاذ، فكما قد يكون النادر شاذاً، فقد يكون صحيحاً معتبراً خالياً من أدنى شذوذ أو علة ، وكثير من أخبار النوادر محتج بها في الفقه ، كما هو واضح جداً من عمل الصدوق في الفقيه الذي جعل أخباره حجّة ، وحكم بصحتها في أوّل الكتاب ، ولو كانت النوادر هي التي لا عمل عليها لما وجدنا في الفقيه سبعة عشر باباً بعنوان (النوادر ) ، ويكفي أن في الكافي أكثر من خمسين باباً باسم

220 ، وعبارة : « سواء كان راويه ثقة أو لم يكن غير مستفادة من تعاريفهم ، بل

من عملهم ، لا سيما عمل الشيخ في التهذيب» و «الاستبصار » .

(1) كما هو الحال في المصادر المذكورة في الهامش السابق (2) جوابات أهل الموصل في العدد والرؤية - للشيخ المفيد - مطبوع ضمن

المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ المفيد 19/9 - 20 .

تراثنا / 58

ص: 109

110

(النوادر ) ، و ) ، وكثير جداً من أخبارها صحيح بحسب الاصطلاح، مع دخول جملة وافرة منها في احتجاجات الشيخ الطوسي في التهذيب والاستبصار ، ولهذا استظهر التقي المجلسي بأن النوادر في الفقيه هي الأخبار المتفرّقة التي يشكل جعل كل خبر منها باباً على حدة (1) ، ويؤيده ما وصل إلينا من كتب بعنوان (النوادر ) ، ككتاب نوادر أحمد بن محمد بن عيسى» ؛ الذي لم يصنّف على الأبواب .

هذا ، وأمّا الشاذ عند العامة ، فمختلف في حده وحكمه .

فقد عرّفه الشافعي بأنّه : ما رواه الثقة مخالفاً لما رواه الناس» (2) ، ولم يشترط الحاكم النيسابوري الخلاف ، وأكتفى بعدم وجود المتابع لا غير (3) ، وأطلقه الخليلي على الخبر المنفرد (4) ، بينما فصل ابن الصلاح القول في تعريف الشاذ وبيان حكمه ، مقسماً الخبر الشاذ على قسمين ، أحدهما : الشاذ المردود ، والآخر : الشاذ المقبول كما هو الحال عندهم في شواذ الصحيحين (5) وقد جعل الخطيب البغدادي الشاذَّ منكراً (6) ، وربّما أُطلق عليه ذلك

(1) روضة المتقين - للمجلسي الأول - 463/3 (2) تعريف الشافعي للشاذ منقول في معرفة علوم الحديث - للحاكم - : 119 ، وعلوم الحديث - لابن الصلاح - : 76 ، وألفية الحديث - للعراقي - : 85 ، وفتح المغيث للسخاوي - 1 / 230 ، وشرح نخبة الفكر - لعلي القاري - : 253 ، وتدريب الراوي للسيوطي - 123/1 - 124 .

(3) معرفة علوم الحديث - للحاكم النيسابوري - : 119

(4) نُقل قول الخليلي في تعريف الشاذ في المصادر المذكورة قبل هامش واحد

وبأرقام الصفحات المبينة إزاءها

(5) علوم الحديث - لابن الصلاح - : 77

(6) الكفاية في علم الرواية - للخطيب البغدادي - : 429

ص: 110

دور الشيخ الطوسي الله في علوم الشريعة الإسلامية (5)

عند الفريقين .

في سوبا

111 ..

وأمّا عن موقف الشيخ الطوسي من الأخبار الشادة - المتعارضة مع

دلالة الأصل عنده - فهو الردّ مطلقاً سواء كان راويها ثقة أو غير ثقة ، ما لم يكن تأويلها بما يوافق تلك الدلالة - ولو بوجه من الوجوه - ممكناً ، وأمّا في صورة عدم التعارض مع كون الراوي ثقة ، فلا شك في قبول خبره عند الشيخ، بل هو المصرّح به في جميع كتب الدراية عند العامة ، ولم يخالف

في ذلك إلا الحاكم (1) والخليلي في ما نص عليه ابن الصلاح (2) وسوف نذكر ما وقفنا عليه من تصريحات الشيخ الطوسي في التهذيب و الاستبصار بخصوص طرح الشاذ المخالف لما هو أصح وأقوى منه ، وكذلك المخالف للإجماع أو لظاهر الكتاب العزيز ونحو هذا ، بغض النظر عما ذكره من تأويلات سديدة حاول من خلالها الجمع بينها وبين الأخبار الصحيحة ، كما مرّ سابقاً سبل التأويل ، ومن

التصريحات :

في تيسير سبل

تلك

1 - قوله في باب من أقرّ بولد ثم نفاه من الاستبصار : «وهذا الخبر

شاذ لا يُعترض بمثله على ما قلناه» (3)

2 - وفي التهذيب في باب الحدّ في السكر : فهذا خبر شاذ لا يُعارض به الأخبار المتواترة في تناول شارب الخمر واستحقاقه ثمانين

جلدة . . » (4)

(1) معرفة علوم الحديث - للحاكم النيسابوري - : 119 .

(2) علوم الحديث - لابن الصلاح - : 78

(3) الاستبصار 233/4 ح 878 باب 134 (4) تهذيب الأحكام 10 / 92 ح 357 باب 7

ص: 111

112

تراثنا / 58

3 - وفيه أيضاً في باب الصلاة في السفر : فهذا خبر شاذ لا نعمل

عليه ( ( ( (1)

4 - وفي الاستبصار في باب البئر يقع فيها الكلب والخنزير وما

أشبههما : «هذا الخبر شاذ، وما قدمناه مطابق للأخبار كلّها» (2) 5 - وفي باب من طلق امرأته ثلاث تطليقات : «فأوّل ما في هذه الرواية أنّها شاذة مخالفة لأخبار كثيرة قدّمناها ، وما هذا حكمه لا يُعترض بمثله الأخبار الكثيرة ...» (3) .

6 - وفي باب ميراث ولد الزنا : فهذه رواية شاذة مخالفة للأخبار

، ومع

الكثيرة التي قدمناها ، يسندها إلى أحد من الأئمّة الالام ، ويجوز أن يكون ذلك مذهباً كان اختاره

هذا فهي موقوفة غير مسندة ؛ لأن يونس لم

لنفسه كما اختار مذاهب كثيرة علمنا بطلانها » (4)

7 - وفي باب ميراث من لا وارث له من ذوي الأرحام والموالي : فهاتان الروايتان مرسلتان شادتان، وما هذا حكمه لا يُعارض به الأخبار

المسندة المجمع على صحتها . . » (5)

8

- وفي التهذيب في باب الحدّ في الشكر : « فهذا الخبر شاذ نادر ،

لا يجوز العمل عليه لمنافاته للأخبار كلّها . . . » (6)

9 - وفي باب حكم الساهي والغالط في الصيام : فهذا حديث شاذ -

(1) تهذيب الأحكام 3 / 235 ح 618 باب 23

(2) الاستبصار / 38 ح 105 باب 20 . (3) الاستبصار 3 / 289 ح 1021 باب 169 . (4) الاستبصار 183/4 ح 689 باب 105 . ح (5) الاستبصار 196/4ح 736 باب 113 . (6) تهذيب الأحكام 96/10 ح 372 باب 7 372 .

ص: 112

دور الشيخ الطوسي له في علوم الشريعة الإسلامية (5)

نادر ومخالف لفتيا مشايخنا كلّهم ، ولعلّ الراوي وهم في قوله في آخر الخبر . . . » (1)

يجري

10 - وفي باب من أحل الله نكاحه من النساء...: «فأوّل ما في هذا الخبر أنّه شاذ نادر ، ولم يروه غير بياع الأنماط وإن تكرّر في الكتب، وما هذا المجرى في الشذوذ يجب أطراحه ولا يعترض به على الأحاديث الكثيرة . ثمّ إنّه قد روى ما ينتقض هذه الرواية ويوافق ما قدمناه ، فإذا كان الأمر على ما ذكرناه وجب الأخذ بروايته التي توافق الروايات الأخر ، ويُعدل عن الرواية التي تفرد بها ؛ لأنه يجوز أن يكون ذلك وهماً» (2)

11 - وفي الاستبصار في باب الصلاة في الخزّ المغشوش : فهذا خبر شاذ لم يروه إلا داود الصرمي وإن تكرّر في الكتب بأسانيد

مختلفة . . . » (3) .

.

12 - ومنه أيضاً في باب الرجل يموت وهو جنب: «هذه الروايات أوّل ما فيها : أنّ الأصل فيها كلّها عيص بن القاسم ، وهو واحد ، ولا يجوز أن يعارض الواحد جماعة كثيرة، لما بيناه في غير موضع ... » (4)

وأوردها في باب تلقين المحتضرين من التهذيب وطعن بها كطعنه

(1) تهذيب الأحكام 272/4 - 273 ح 825 بات 64

(2) تهذيب الأحكام 278/7 - 279 ح 1182 باب 25 ، 1182 باب 25 ، والاستبصار 3 / 161 ح 585

باب 105 .

(3) الاستبصار 1 / 387 ح 1471 باب 226

(4) الاستبصار 1/ 195 ح 684 باب 115 .

تراثنا / 58

ص: 113

114

بها في الاستبصار (1) .

13 - وفي باب حكم المرأة إذا قتلت رجلاً : فهذه الرواية شاذة لم

الأنصاري وإن تكرّرت في !

يروها إلا أبو مريم في مواضع متفرقة ، ذلك فإنّها مخالفة لظاهر الكتاب ... فإذا وردت هذه الرواية مخالفة

أن لا يلتفت إليها ولا العمل بها» (2)

لذلك ينبغي وقد سبق له وأن أوردها في التهذيب» في باب القود بين الرجال

والنساء ... وطعن بها أيضاً مؤكداً وجوب ترك العمل بها (3)

14 - وفي باب المملوك يقذف حرّاً : فهذا خبر شاذ مخالف لظاهر القرآن والأخبار الكثيرة التي قدمناها ، وما هذا حكمه لا يُعمل به،

ولا يُعترض بمثله » (4) وفي التهذيب في باب من أحل الله نكاحه من النساء :

15 - وفي فهذان الخبران قد وردا شاذين مخالفين لظاهر كتاب الله . وكل حديث ورد

هذا المورد فإنّه لا يجوز العمل عليه ، لأنه روي عن النبي لا وعن

والله

الأئمّة الالام ، أنّهم قالوا : إذا جاءكم منا حديث فاعرضوه على كتاب الله ، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالفه فاطرحوه ، أو ردّوه إلينا . وهذان

الخبران مخالفان - على ما ترى - لظاهر كتاب الله والأخبار المسندة أيضاً

المفصلة ، وما هذا حكمه لا يجوز العمل به

(0) || ...

وأوردهما في الاستبصار في باب إذا عقد الرجل على امرأة حرمت

(1) تهذيب الأحكام 1 / 433 - 1388 باب 23 1388 23 ح (2) الاستبصار 233/4 ح 878 باب 134 . (3) تهذيب الأحكام (10 / 183 ح 717 باب 14 . 183/10

(4) الاستبصار 229/4 ح 861 باب 131

.

(6) تهذيب الأحكام // 275 ح 1169 باب 25

.

ص: 114

دور الشيخ الطوسي الله في علوم الشريعة الإسلامية (5)

عليه أمّها ، وطعنهما أيضاً (1) .

110...

16 - وفي الاستبصار في باب من لم يجد الهدي وأراد الصوم : فهذان الخبران وردا شاذين مخالفين لسائر الأخبار ، ولا يجوز المصير

17

إليهما والعدول عن الأحاديث الكثيرة إلا بطريق يقطع العذر ...» (2)

17 - وفي باب المسنون من الصلاة في اليوم والليلة، ردّ بعض الأخبار الشاذة ، وكان الأصل فيها كلّها زرارة، فقال: «وأمّا عدا هذين الخبرين من الأخبار التي تتضمن نقصان الخمسين ركعة ، فالأصل فيها كلّها زرارة، وإن تكرّرت بأسانيد مختلفة ، وقد استوفينا ما يتعلق بهذا الباب في كتاب تهذيب الأحكام وبيّنا الوجه فيه ، فمن أراد الوقوف على جميعها ، يرجع إليه ) (3).

18

1 - وفي باب ما يجوز الانتفاع به من الميتة : فهذه رواية شاذة «

راويها وهب بن وهب وهو ضعيف على ما بيّناه في ما مضى ...» (4)

أقول :

بين الشيخ قلت ضعف وهب بن وهب في «الاستبصار» في باب من أراد الاستنجاء وفي يده اليسرى خاتم عليه اسم من أسماء الله تعالى (5) ، كما ضعفه قبل ذلك في التهذيب بموردين وهما كما في

(1) الاستبصار 3 / 158 ح 574 باب 103 .

(2) الاستبصار 2 / 277 - 987 باب 191 . ح

(3) الاستبصار 1 / 220 ح 777 باب 130 .

(4) الاستبصار 89/4 ح 340 باب 54 .

(5) الاستبصار 1/ 48 - 134 باب 27

117

الاستبصار (1)

ص: 115

تراثنا / 58

19 - وفي باب حكم من أمذى وهو صائم : « فهذا خبر شاذ مخالف

لفتيا أصحابنا، ويوشك أن يكون وهماً من الراوي ...» (2) 20 - وفي باب ما يجب على من أفطر: «فهذا الخبر ورد شاذاً

.

نادراً ... (3)

21 - وفي التهذيب في باب المياه وأحكامها : «فهذا الخبر شاذ شديد الشذوذ وإن تكرّر في الكتب والأصول ، فإنّما أصله يونس ، عن أبي الحسن لالالالالالا . ولم يروه غيره. وقد أجمعت العصابة على ترك العمل

بظاهره ، وما يكون هذا حكمه لا يُعمل به » (4)

22

وفي باب ما يحلّ لبني هاشم ويحرم من الزكاة : «فالأصل في

((...

هذا الخبر أبو خديجة ، وإن تكرّر في الكتب ، ولم يروه غيره . . . » (5)

23 - وفي الاستبصار في باب من دخل في الصلاة بتيمم ثم وجد الماء ، قال عن ثلاث روايات : فالأصل في هذه الروايات الثلاثة واحد وهو

:

عبد الله بن عاصم . . . » (6) . .

24 - وفي التهذيب في باب علامة أوّل شهر رمضان وآخره ودليل دخوله : «وهذا الخبر لا يصح العمل به من وجوه ، أحدها: أن متن هذا

(1) تهذيب الأحكام 1 / 32 ح 83 باب آداب الأحداث الموجبة للطهارة (3) ، و ج

9/ 77 ح 325 باب في الذبائح والأطعمة (2) .

(2) الاستبصار 3/2 ح 255 باب 40 .

(3) الاستبصار 121/2 ح 393 باب 66 . (4) تهذيب الأحكام 1 / 219 ح 628 باب 10 . (5) تهذيب الأحكام 4 / 60 ح 161 باب 15 . (6) الاستبصار 1/ 167 ح 578 باب 578 باب 100 .

ص: 116

دور الشيخ الطوسي الله في علوم الشريعة الإسلامية (5)

117 ...

الحديث لا يوجد في شيء من الأصول المصنفة وإنما هو موجود في الشواذ من الأخبار ... » (1) ومثله في في «الاستبصار» (2)

25 - وفي الاستبصار في باب المصلّي يصلّي وفي قبلته نار

".

فهذه رواية شاذة مقطوعة الإسناد . . . » (3) .

تاسعاً : أخبار رواة الفرق البائدة والمذاهب المخالفة : وقع في العديد من طرق الأحاديث المروية في الكتب الأربعة الكافي والفقيه والتهذيبين - وغيرها من كتب الإمامية بعض رواة الفرق المنحرفة البائدة ، كرواة الناووسية والفطحية والواقفية وغيرهم، كما وقع فيها أيضاً جملة من رواة المذاهب العامية والزيدية والإسماعيلية .. ومنه يعلم بأن الحديث الإمامي لم يكن - تبعاً لرواته - أحادي المذهب ، وإنّما هو في الواقع أعمّ من ذلك نظراً لما اتسم به من روح الانفتاح على ما عند الأطراف الأخر من حديث أهل البيت عليهم السلام .

نعم، تجنّب الإمامية رواية الوضاعين والزنادقة ، كما ابتعدوا جداً عن روايات المنافقين من الصحابة والتابعين وغيرهم، وضربوا عرض الحائط كلّ ما يرويه الخوارج والنواصب ولم يكترثوا به مطلقاً ؛ لالتفاتهم إلى حقيقة هذه الأصناف وقيمة رواياتها بميزان الشرع ومنطق العلم والعقل ، وعلمهم الأكيد بأن الشريعة الغرّاء الماثلة في الحديث الشريف لا تؤخذ من أعداء قادة الشريعة وحماتها ولم يغتروا بمن وتقهم وبجّلهم ونعتهم بالصدق ،

،

(1) تهذيب الأحكام 169/4 ح 482 باب 41 .

(2) الاستبصار 2 / 66 ح 17 باب 33 . (3) الاستبصار 1 / 396 ح 1512 باب 237 .

تراثنا / 58

ص: 117

118

بل نظروا إلى إطراء النواصب ونظائرهم بكل ازدراء ، وبرهنوا على أنه غثاء

كغثاء السيل لا يمكث على محك النقد إلا قليلاً .

وعلى هذا تكون الصفة التي انفردت بها كتب الحديث الإمامية عن سائر كتب الحديث الأخر : عقيدة أصحابها ، بأن أجدر نقطة ينبغي الالتفات إليها في تاريخ رواية الحديث وتدوينه ؛ أن لا يكون في الطريق

اللهُ عَلَيَّ

إليه عدو الله تعالى ورسوله الكريم والا ببغضه العترة الطاهرة عليهم

السلام .

من

الأحاديث

سي

وما يعنينا هنا هو بيان موقف الشيخ الطوسي المروية عن أهل البيت الالالالالا ، وأوردها في أحد التهذيبين أو كلاهما وكان الطريق إليها محضاً أو مشوباً بالمخالف

فنقول : فضل الشيخ الطوسي موقفه النظري إزاء خبر المخالف في كتابه العدّة في أصول الفقه ، وطبق ذلك الموقف عملياً في كتابيه التهذيب

و الاستبصار .

عن

أمّا الموقف النظري فيكشفه قوله :

ذلك

« ... فأمّا إذا كان مخالفاً في الاعتقاد لأصل المذهب ، وروى مع

الأئمة علي الا نظر في ما يرويه ، فإن كان هناك من طرق الموثوق بهم ما يخالفه وجب اطراح خبره . وإن لم يكن هناك ما يوجب اطراح خبره ، ويكون هناك ما يوافقه وجب العمل به ، وإن لم يكن من الفرقة المحقة خبر يوافق ذلك ولا يخالفه ولا يعرف لهم قول فيه وجب أيضاً العمل به ؛ لما روي عن الصادق لالالالالالالا أنه قال : إذا نزلت بكم حادثة لا تجدون حكمها في ما رووا عنا ، فانظروا إلى ما رووا عن على الله فاعملوا به ولأجل ما قلناه عملت الطائفة بما رواه حفص بن غياث ، وغياث بن

ص: 118

دور الشيخ الطوسى له في علوم الشريعة الإسلامية (5)

119 ..

كلوب ، ونوح بن دراج ، والسكوني ، وغيرهم من العامة عن أئمتنا الا الا في

ما لم ينكروه ولم يكن عندهم خلافه .

وإذا كان الراوي من فرق الشيعة ، مثل : الفطحية والواقفية والناووسية وغيرهم ، نظر في ما يرويه ، فإن كان هناك قرينة تعضده ، أو خبر آخر من جهة الموثوقين بهم ، وجب العمل به . وإن كان هناك خبر آخر يخالفه من طريق الموثوقين ، وجب اطراح ما اختصوا بروايته ، والعمل بما رواه

الثقة .

وإن كان ما رووه ليس هناك ما يخالفه ، ولا يعرف من الطائفة العمل بخلافه ، وجب - أيضاً - العمل به ، إذا كان متحرّجاً في روايته ، موثوقاً في أمانته ، وإن كان مخطئاً في أصل الاعتقاد

ولأجل ما قلناه عملت الطائفة بأخبار الفطحية ، مثل : عبد الله بن بكير وغيره ، وأخبار الواقفة ، مثل : سماعة بن مهران ، وعلي بن أبي حمزة ، وعثمان بن عيسى، ومن بعد هؤلاء بما رواه بنو فضال، وبنو سماعة ،

والطاطريون وغيرهم ممّا لم يكن عندهم فيه خلاف» (1)

ويعلم من هذا الكلام أن خبر المخالف الثقة المعبر عنه اصطلاحاً

، ،

بالخبر الموثّق ، لا يقبل مطلقاً إلّا بشروط معينة ، ومعنى هذا أن مخالفة راويه في الاعتقاد ليس دليلاً على فساد الخبر في نظر الشيخ الطوسي ، وإنّما فساده في عدم تحقق الشروط المطلوبة في حجية الخبر ، كمخالفته للصحيح الثابت ، أو لما هو أقوى منه ، أو لغرابته ، أو التفرد به ، ونحو ذلك مما قد يلحقه من أوصاف ومراتب الحديث الضعيف المردود ، ليأخذ

(1) العدّة فى أُصول الفقه 1 / 149 - 151 .

...

120

ص: 119

تراثنا / 58

حينئذ حكم أخسّها وصفاً ورتبة .

وأما لو كان راويه غير ثقة ، أو لا تعلم وثاقته . فقد يُتراءى - أحياناً -

.

سكوت الشيخ عن بعض موارده في التهذيبين، وهو لأجل وروده من طريق صحيح أو طرق معتبرة أخرى ، شأنه بذلك شأن أي حديث ضعيف بإسناد ما صحيح بآخر، فتخريجه إذاً لا يدلّ على الاحتجاج به لذاته ، وإنّما بغيره، وإلا فلا إشكال في ردّه والحكم بطرحه .

وقد صرّح الشيخ الطوسي بهذا في كتابه العدة في أُصول الفقه في حديثه عمّا يرويه المتهمون والمضعفون ، فقال : " . . وإن لم يكن هناك ما يشهد لروايتهم بالصحة وجب التوقف في أخبارهم ؛ ولأجل ذلك توقف المشايخ عن أخبار كثيرة هذه صورتها ولم يرووها واستثنوها من فهارسهم من جملة ما يروونه من التصنيفات » (1) .

على أن طرق الشيخ في التهذيبين لا تمثل سائر طرقه إلى من روى عنه فيهما ، بل هناك الفهرست وغيره من الفهارس التي أحال الشيخ إليها في نهاية الكتابين ، وهذا ممّا يجب أن لا يغفل في معرفة حقيقة أسانيد التهذيبين، وسيأتي الحديث عنها في محلّه إن شاء الله تعالى .

هذا، وسوف نذكر بعض ما وجدناه من أحاديث رواة الفرق البائدة والمذاهب المخالفة التي لم تتوفّر فيها الشروط المطلوبة في حجية الخبر ،

ومنه يُعلم وجه فسادها ، وعلى النحو الآتي :

1 - ما قاله في التهذيب في باب ميراث ابن الملاعنة ، عن خبرين

لحنان بن سدير الواقفي، الثقة : فهاتان الروايتان الأصل فيهما حنان بن

(1) العدة في أُصول الفقه 151/1

.

ص: 120

دور الشيخ الطوسي الله في علوم الشريعة الإسلامية (5)

سدير ، ولم يروهما غيره » (1)

121

2 - وفي باب الزيادات ، قال عن خبر الحسين بن علوان العامي ،

الثقة : «هذا موافق للعامة ولسنا نعمل به، والعمل على ما قدمناه » (2) ولا يخفى بأنّ ردّ الخبر المروي عن أهل البيت الله في كتبنا لموافقته للعامة ، إنّما يكون في صورة تعارضه مع أخبارنا الصحيحة المروية

أهل البيت الالالالالالا

عن

ولهذا السبب ردّ الشيخ جملة من

الأخبار .

منها ما ورد في أبواب الزيادات من التهذيب ، باب الصلاة مع

الأموات ، إذ ردّ خبراً بقوله : «وهذا الخبر الذي تقدّم موافق لبعض العامة

على ما قدمت القول فيه ، فلا ي- أن يكون عليه العمل ) (3)

ومنها ما جاء في باب الصلاة في السفر من التهذيب ، إذ قال في

رده : فهذا خبر موافق للعامة ولسنا نعمل به» (4)

ومنها قوله عن خبر في آخر الزيادات في فقه الحج : «هذا الخبر

موافق للعامة ولسنا نعمل به، والعمل على ما قدمناه من الأخبار (5) . ومنها قوله في باب ميراث أهل الملل المختلفة : « فهذا الخبر والذي قدمناه عن أبي الصيرفي ، فهما رُويا موافقين للعامة على ما يُرويانه عن أمير المؤمنين لالالالالا ، ورجالهما - أيضاً - رجال العامة ، وما هذا حكمه يُحمل

(1) تهذيب الأحكام 346/9 ح 1241 باب 33 . (2) تهذيب الأحكام 223/7 ح 977 باب 20 . (3) تهذيب الأحكام 3 / 319 ح 988 باب 32 . 319/3 (4) تهذيب الأحكام 209/3 2 ح 504 باب 23 . (5) تهذيب الأحكام 493/5 ح 1771 باب 36

تراثنا / 58

ص: 121

122

على التقية ولا يؤخذ به إذا كان مخالفاً للأخبار كلّها » (1) .

3 - وفي الاستبصار في باب النهي عن بيع الذهب بالفضة نسيئة ، - ويقابله باب بيع الواحد بالاثنين من التهذيب، قال عن بعض الأخبار التي

:

رواها عمّار الساباطى الفطحى : «هذه الأخبار ، أربعة منها الأصل فيها عمّار الساباطي، وهو واحد ، وقد ضعفه جماعة من أهل النقل ، وذكروا أن ما ينفرد بنقله لا يُعمل عليه ؛ لأنه كان فطحياً فاسد المذهب ، غير أنا لا نطعن في النقل عليه بهذه الطريقة ؛ لأنه وإن كان كذلك ، فهو ثقة في النقل لا يطعن عليه ) (2)

كما ردّ الشيخ قدر خبراً آخر لعمّار الساباطي لمعارضته لما هو ثابت ، ولهذا صرّح بالإجماع على تركه قائلاً : .... وقد أجمعت الطائفة على ترك العمل بهذا الخبر » (3)

4 - وفى أبواب حكم الآبار ، ردّ خبراً لتفرّد المخالف بروايته ، قائلاً :

« ... . إن الحسن بن صالح راوي هذا الحديث زيدي، بتري، متروك الحديث في ما يختص به » (4)

5 - وفي باب من أراد الاستنجاء ، نقد خبراً بقوله : « ... راويه وهب

ابن وهب وهو عامي ، ضعيف ، متروك الحديث في ما يختص به » (5) . 6 - وفي التهذيب في باب ما يحرم من النكاح ومن الرضاع وما لا -

ح 435 باب 8 .

(1) تهذيب الأحكام 9 / 368 ح 1314 باب 38 . (2) الاستبصار / 95 325 باب 62 ، وتهذيب الأحكام 101/7 ح 325 (3) الاستبصار 1 / 372 ح 1413 باب 215 . (4) الاستبصار 33/1 ح 88 باب 17 ، وتهذيب الأحكام 1 / 408 ح 1282 باب 21 . (5) الاستبصار 12 / 48 - 134 باب 27 ، وتهذيب الأحكام 1 / 32 ح 83 باب 2 . ح

ص: 122

دور الشيخ الطوسي الله في علوم الشريعة الإسلامية (5)

...

يحرم ، قال عن خبر : «طريق هذا الخبر رجال العامة والزيدية ، ولم يروه

:

غيرهم، وما هذا سبيله لا يجب العمل به » (1)

7 - وفي كتابه الغيبة، ردّ أخباراً كثيرة احتج بها بعض فرق الشيعة متبعاً طريقته العلمية في التهذيبين ، نظير قوله : «فهذا الخبر رواه ابن أبي

حمزة، وهو مطعون عليه ، وهو واقفى ...» (2)

(1) تهذيب الأحكام 317/7 ح 1309 باب 27 (2) الغَيبة : 55 55 ح 48 .

للبحث صلة

..

ص: 123

معجم مؤرّخى الشيعة حتى نهاية القرن السابع الهجري

(3)

صائب عبد الحميد

أئمّة

97 - علي بن الحسين بن محمد الأموي (ت 356 ه) (1) : أبو الفرج الأصفهاني، وهو من نسل مروان بن الحكم ، من الأدب والمعرفة في الأنساب والسير والآثار واللغة والمغازي ، وهو صاحب كتاب الأغاني الشهير ، وكان مولده سنة 284 ه-

.

{

قال التنوخي : ومن المتشيعين الذين شاهدناهم أبو الفرج الأصفهاني، كان يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والآثار والأحاديث المسندة والنسب ما لم أرقط من يحفظ مثله . ويحفظ دون ذلك من علوم أُخر ، منها : اللغة ، والنحو ، والخرافات ، والسير والمغازي ؛ ومن آلة المنادمة شيئاً كثيراً مثل علم الجوارح ، والبيطرة ، ونتف من الطب والنجوم والأشربة ، وغير ذلك ، وله شعر يجمع إتقان العلماء وإحسان الظرفاء الشعراء .

ووصفه ياقوت الحموي بالأخباري الحُفَظة ، الجامع بين سعة الرواية

(1) الفهرست - للطوسي - : 192 رقم 875 ، معالم العلماء : 141 رقم 986 ، وفيات

الأعيان 307/30 ، تاریخ بغداد 11 / 398 رقم 6278 ، معجم الادباء 13 / 94

125 .

ص: 124

معجم مؤرّخي الشيعة (3)

والحذق في الدراية ، لا أعلم لأحد أحسن من تصانيفه في فنّها وحسن استيعاب ما يتصدّى لجمعه ، وكان مع ذلك شاعراً جيّداً .

أهدى نسخة كتابه الأغاني إلى سيف الدولة ابن حمدان فأعطاه ألف

دينار وأعتذر إليه ، وبلغ ذلك الصاحب بن عباد ، فقال : لقد قصر سيف

الدولة ، وإنه يستأهل أضعافها .

وكان من ندماء الوزير المهلبي ، الحسن بن محمد بن هارون ، وزير

معز الدولة ابن بويه الديلمي .

وله في التاريخ :

1 - مقاتل الطالبيين .

2 - كتاب في كلام فاطمة الله في فدك .

3 - كتاب الأغاني : يعد من العيون التي يرجع إليها في التاريخ ، فهو وإن كان كتاب أدب لكنّه جمع من التاريخ الشيء الكثير جداً ، يقال إنّه : جمعه في خمسين سنة ، قال ابن خلكان : وقع الاتفاق على أنّه لم يُعمَل

في بابه مثله

4 - كتاب الديانات .

5 - مجموع الأخبار والآثار . -

6 - أخبار الإماء الشواعر .

7 - أخبار القيان ، أي الجواري المغنيات .

- المماليك الشعراء .

9 - أدباء الغرباء

10 - الغلمان المغنين .

11 - نسب بني عبد شمس .

ص: 125

.... 199

12 - أيّام العرب : جمع فيه ألفاً وسبعمائة يوم .

13 - التعديل والانتصاف : في مآثر العرب ومثالبها

14 - جمهرة النسب

15 - نسب بني شيبان .

16 - نسب المهالبة .

17 - نسب بني تغلب .

18 - نسب بني كلاب .

19 - أخبار الطفيليين .

20 - كتاب الأخبار والنوادر .

21 - كتاب الخمّارين والخمّارات .

... تراثنا / 58

22 - الفرق والمعيار في الأوغاد والأحرار ؛ وهي رسالة كتبها في

هارون بن المنجم .

23 - كتاب أخبار جحظة البرمكي .

98 - على بن الحسين بن محمد بن عامر بن عمران الأشعرى

القمي ( بعد 328 ه) (1) : (1)

له في التاريخ :

تاريخ قم : في ذكر أخبار العرب الأشعريين النازلين بقم وأيامهم وحروبهم ، يظهر من أوّل ترجمة تاريخ قم أن مؤلّف أصله العربي في سنة (378) ه- ) ذكر في أوّله في سبب تأليفه أنّه لم يسمع تأليفاً في تاريخ قم

(1) الذريعة 3 / 279 رقم 1029 .

ITV ...

ص: 126

معجم

تم مؤرّخي الشيعة (3) ...

إلا ما يذكر أنّه كان مشتملاً على مجموع أخبار قم وكان في دار علي بن الحسين المذكور وقد جرفها السيل منه سنة 328 وتلف ما فيها، وظاهر كلامه أنه كان تأليف صاحب الدار الذي هو علي بن أبي عبد الله الحسين العالم الجليل الذي كان من مشايخ الكليني ويكثر الرواية عنه في الكافي .

99 - علي بن الحسين بن موسى ، المرتضى (ت 436 ه) (1) : عَلَم الهدى ، الشريف أبو القاسم ، نقيب الطالبيين ، من أحفاد الإمام

موسى بن جعفر ال ، ولد ببغداد سنة 355 ه، وبها توفي توحد في علوم كثيرة ، مُجمع على فضله ، مقدّم في علم الكلام

والفقه وأصول الفقه والأدب والنحو والشعر ومعاني الشعر واللغة له تصانيف واسعة ، أشهرها : الشافي في الإمامة ، الذي ردّ فيه على كتاب المغني للقاضي عبد الجبار ، وهو كتاب لم يصنّف مثله في الإمامة .. والغرر والدرر المعروف ب- : أمالي المرتضى ، وجمل العلم والعمل ، و الذخيرة في الأصول ، و مسائل الخلاف والانتصار في الفقه ، و تنزيه الأنبياء ، و المقنع في الغَيبة ، ومسائل عديدة جداً ؛ كلّها مطبوعة .

له في التاريخ : 1 - الرسالة الباهرة في العترة الطاهرة : نقل عنها الشيخ أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في آخر كتابه الاحتجاج ما احتج به السيد الشريف المرتضى في هذه الرسالة لإثبات تقديم الأئمة اللالام

(1) الفهرست - للطوسي - : 98 رقم 421 ، رجال النجاشي : 270 رقم 708 ، تاریخ بغداد 402/11 ، معجم الأدباء 13 / 146 ، معالم العلماء : 69 رقم 477 ، الذريعة 146/13 5/3 رقم 37 .

تراثنا / 58

ص: 127

128

وتفضيلهم على جميع الخلائق عدا جدهم خاتم النبيين الله ، وهو احتجاج مبتكر لم يسبقه إليه أحد ، ويقال لها: «المسألة الباهرة أيضاً .

ومن

2 - تزويج أمير المؤمنين ابنته من عمر .

1 - علي بن حمزة التميمي ( 375) ه) (1) :

أبو القاسم، وقيل أبو النعيم ، البصري ، اللغوي، من العلماء بالأدب

أعيان العلماء العارفين بصحيح اللغة وسقيمها . ولمّا ورد أبو الطيب المتنبي بغداد كان هو فيها ونزل المتنبي عنده في داره . مات بصقلّية وصلّى عليه القاضي فيها وكبر عليه خمساً له ردود على الإصلاح لابن السكيت ، و الفصيح لثعلب ، والنبات للدينوري، والحيوان للجاحظ ، والمقصور والممدود لابن ولاد. وله كتاب التنبيهات على أغاليط الرواة في اللغة ، مطبوع ، وردود أخرى على جماعة من أهل اللغة ؛ قال ياقوت : رأيت هذه

الكتب كلّها بمصر .

له في التاريخ :

كتاب إيمان أبي طالب .

101 - علي بن زيد البيهقى ( 565 ه) (2) : -

أبو الحسن ابن أبي القاسم ، كتب نسبه في كتابه مشارب التجارب

(1) الوافي بالوفيات 74/21، معجم الأدباء 13/ 208 ، الذريعة 513/2 رقم 2014 ،

الأعلام 283/4 (2) معجم الأدباء 13 / 219 - 240 ، طبقات أعلام الشيعة (ق) (2) : 189 ، أعيان الشيعة

241/8 ، الأعلام 290/4

129 ...

ص: 128

معجم مؤرّخي الشيعة (3)

قائلاً: أنا أبو الحسن علي بن الإمام أبي القاسم زيد بن الحاكم الإمام أميرك محمد بن الحاكم أبي علي الحسين بن أبي سليمان الإمام فندق ... ثمّ واصل ذكر آبائه إلى خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين ، ثمّ إلى الأوس، وواصل ذكر نسبه إلى آدم . وذكر أن مولده كان يوم السبت 27 شعبان سنة 499 ، في قصبة السابزوار من ناحية بيهق . وصفه العماد الأصفهاني بالرياسة

والشرف

ديوان المتنبي ،

حفظ قبل الخامسة عشرة من عمره مشاهير كتب اللغة ، وغريب

القرآن مع والحماسة وغيرها ودرس الفقه والحديث والكلام وتقدّم فيها ، رحل سنة 518 إلى مرو ودرّس ووعظ فيها، وعاد إلى

نيسابور ثمّ بيهق سنة 521 ، وشغل قضاء بيهق سنة 526 ، فترك القضاء رغبة بالعلم وغادر بيهق إلى الري وأقام بها إلى سنة 527 ، ثم عاد إلى خراسان ، وتقدّم خلال هذه المدّة بالحساب والجبر والكيمياء ، ثم رحل إلى نيسابور سنة 529 ، وهاجر إلى سَرخس للتقدّم في علم الكيمياء في سنة 532 ، ثم عاد إلى نيسابور ، ثمّ إلى بيهق سنة 536 مكرّماً فيها من أكابر

علمائها .

له مصنفات عديدة ذكرها في الكتاب نفسه فكانت 72 كتاباً ، في شتّى

العلوم تكشف عن ثمره فيها كعلوم القرآن والتفسير، والفقه وأصوله

(

والأدب والشعر ، والكلام ، والطب ، والنجوم ، ويكتب بالعربية وبالفارسية .

وله بعد الاثنين وسبعين كتاباً كتابان آخران في التاريخ والأنساب .

له في التاريخ

1 - تاريخ بيهق : بالفارسية ، مطبوع .

2 - لباب الأنساب : مطبوع .

2

،

تراثنا / 58

ص: 129

.....

130

3 - حصص الأصفياء في قصص الأنبياء على طريق البلغاء :

بالفارسية ، مجلدان .

علي بن عبيد الله ، منتجب الدين ( بعد سنة 585 ه- ) (1) :

ابن الحسن المدعو حسكا ابن الحسين بن الحسن بن الحسين بن

بابويه القمّي . ولد سنة 504 ه- .

عالم جليل ، محدّث ثقة ، كثير الرواية ، مؤرّخ

قال فيه صاحب التدوين في تاريخ قزوين الشافعي: ريّان من علم الحديث ، سماعاً وضبطاً وحفظاً وجمعاً، ويقل من يدانيه في هذه الأعصار

في كثرة الجمع والسماع . وهو صاحب الفهرست المعروف في المصنّفين وأسماء تصانيفهم .

له في التاريخ :

1 - الفهرست : في العلماء المصنفين من الشيعة وأسماء بعض مصنفاتهم ، وهو خاص بذكر العلماء المعاصرين للشيخ الطوسي الذين لم يثبتهم الشيخ في كتابه الفهرست ثمّ المتأخرين عنه ، أي هو بمثابة تتمّة لفهرست الشيخ، وهو كتاب مختصر ، لم يستوف الغرض .

2 - تاريخ الري : نقل عنه ابن حجر - في لسان الميزان 305/1

ترجمة أحمد بن محمّد بن نصر الرازي .

3 - كتاب الأربعين عن الأربعين من الأربعين في فضائل أمير - المؤمنين : جمع فيه أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً عن أربعين صحابياً

لالالالالالا

(1) أعيان الشيعة 286/8 - 287 ، طبقات أعلام الشيعة (ق 2) : 196 .

131 ...

ص: 130

معجم مؤرّخي الشيعة (3)

في فضل أمير المؤمنين لالالالالالا

4 - كتاب التاريخ : ذكر أنّه كتاب كبير كتب مسودته ولم ينته من نقله إلى البياض ؛ إذ أدركته الوفاة .. وذكر له كتاب آخر في التاريخ كبير ذكر فيه أحوال علماء الشيعة ، ولا يبعد كونهما واحداً .

103 - علي بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي (ت 692 ه) (1) : الشيخ الوزير بهاء الدين ، أبو الحسن ، سكن بغداد ، وبها توفّي . فقيه عالم كبير الشأن ، له تصانيف في عدّة علوم، وهو من مشايخ ابن الفوطي صاحب مجمع الآداب في معجم الألقاب ، المتوفى سنة 723ه- . كان أبوه والياً بإربل ، وتولّى هو الكتابة لمتولي إربل وكان منشئاً

مترسلاً، من الشعراء، ثمّ خدم ببغداد في ديوان الإنشاء، له كتب أدبية منها : المقامات الأربع ، ورسالة الطيف .

له في التاريخ :

جمع

1 - كشف الغمّة عن معرفة أحوال الأئمة وأهل بيت العصمة : فيه أحوال النبي والزهراء والأئمة الاثني عشر وتواريخهم ومناقبهم وفضائلهم ومعجزاتهم، وأكثر مصادره من كتب الجمهور ، ونقل أيضاً تمام

رسالتي الجاحظ في فضل أهل البيت لالالالالالالام

مترجم إلى الفارسية بعنوان : «ترجمة المناقب » .

2 - حياة الإمامين زين العابدين ومحمد الباقر : مطبوع .

(1) الوافي بالوفيات (1378/21 - 379 ، الذريعة 18 /47 رقم 619 ، الأعلام 318/4 .

132

ص: 131

تراثنا / 58

104 - علي بن محمد بن إبراهيم الرازي الكليني (ق 3 ه- ) (1) : أبو الحسن ، المعروف ب- علان .

وهو

خال محمد بن يعقوب الكليني، صاحب الكافي، وكلين التي

ينسب إليها قرية في الريّ ، عاصر الغيبة الصغرى .

ثقة ، عين ، قتل بطريق مكة قاصداً الحج .

له في التاريخ :

كتاب أخبار القائم لالالالالي

105 - علي بن محمد بن الرضا بن دفتر خوان المعالي (ت

655 ه- ) (2) :

الأمير ، السيد الحسيني الشريف ، علي بن

محمد بن الرضا بن

محمد بن حمزة بن أميركا الموسوي الطوسي . المعروف والده بدفتر خوان المعالي ، وهي فارسية بمعنى : قارئ الدفتر » . الأديب الشاعر ، ولد رابع

صفر سنة 589 ه- في «حماة» ، وبها توفّي .

له مصنّفات في الأدب وغيره، زادت على اثنين وأربعين كتاباً .

له في التاريخ :

1 - ناصر الحق .

2 - كتاب الغلمان : جمع فيه أخبار ألف غلام .

(1) رجال النجاشي : 260 رقم 682 ، لسان الميزان 258/4 رقم 706 (2) الوافي بالوفيات 466/21 - 470 ، 29/22 ، النجوم الزاهرة 57/7، أعيان الشيعة

/308 ، معجم المؤلفين 197/7

معجم مؤرّخي الشيعة (3)

...

ص: 132

133

3 - كتاب ألف جارية وجارية : على نسق الأوّل ، في الجواري ، فرغ

منه سنة 654 ه- .

106 - الشيخ السعيد علي بن مح- محمد بن زياد الصيمري (ت

280 ه- ) (1) :

مولده سنة 255 ه، من أصحاب الإمامين الهادي والعسكري لالالالالالا وقد ورد في الكافي، والإرشاد للمفيد ، و الغيبة للطوسي ، وكمال الدين للصدوق : إن على بن محمد الصيمري كتب رسالة إلى الإمام الثاني عشر الحجّة المنتظر لالالالالالا يسأله كفناً ، فكتب إليه الجواب : إنّك تحتاج إليه

سنة ثمانين . فمات في سنة ثمانين ، أي بعد المئتين . وقد بعث إليه الكفن

قبل موته بأيام .

له في التاريخ :

1 - الأوصياء وذكر الوصايا : نقل عنه السيد رضي الدين علي بن

نسخة عتيقة عنده وفيها تأريخ

طاوس في مهج الدعوات ، وذكر أنّه نقله - بعد ولادة المهدي الله إحدى وسبعين سنة ، ويظهر إن التأريخ الذي كان

في النسخة هو سنة 326 .

107 - علي بن محمد بن سليمان النوفلي (ق 3 ه- ) (2) : ابن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، أبو الحسن ،

.

(1) الذريعة 2/ 478 رقم 1872 ، معجم رجال الحديث 141/12 - 143 رقم 8420 . (2) تاريخ التراث العربي 136/2 ، التاريخ العربي والمؤرّخون - لشاكر مصطفى -

1/ 205 ، معجم رجال الحديث 147/12 .

تراثنا / 58

ص: 133

....

134

بصري ، ، كان معاصراً لهشام بن السائب الكلبي - المتوفى سنة 204 ه- - مؤرّخ ، أحد مصادر الطبري والمسعودي وأبي الفرج الأصفهاني ، ومن

المصادر الثلاثة تجتمع قطع كثيرة من كتابه .

له في التاريخ :

كتاب الأخبار : وهو يحوي أخبار الأمويين والعباسيين الذين

عاصرهم المؤلّف .

108 - علي بن محمد بن شاكر المؤدب كان حيّاً سنة

457 ه- ) (1) :

الليثي ، الواسطي، أديب مؤرّخ ، له كتاب : عيون الحكم والمواعظ وذخيرة المتعظ والواعظ جمعه من كلام أمير المؤمنين لالالالالا فكان كتاباً كبيراً

جامعاً ، فرغ منه سنة 457 ه-

له في التاريخ :

فضائل أهل البيت الالام

109 - علي بن محمد بن العباس بن فسانجس (ت قبل

400 ه- ) (2) :

أبو الحسن ، كان عالماً بالأخبار والشعر والنسب والآثار والسير واللغة. قال النجاشي : وما رؤي في زمانه مثله . كان معتزلياً ثمّ اعتنق مذهب

(1) معجم المؤلّفين 202/7 ، أعيان الشيعة 308/8 (2) رجال النجاشي : 269 رقم 704 ، الرجال - لابن داود - 141 رقم 1080 ، معجم

رجال الحديث 12 / 151 رقم 8434 .

135

...

ص: 134

معجم مؤرّخي الشيعة (3)

...

الإمامية .

وكان متحريّاً للسُنّة ، له ردود على أهل المنطق والفلسفة والنجوم ، وله فيها تصانيف مهمة ، منها : الردّ على أهل المنطق والردّ على الفلاسفة

والردّ على المنجمين والردّ على أهل العروض .

يظهر من عبارة النجاشي : ما رؤي في زمانه مثله أنّه كان قبل عصر

النجاشي المولود سنة 372 والمتوفى سنة 450 ه- .

له في التاريخ :

المختلف والمؤتلف في أسماء رجال العرب .

110 - علي بن محمد بن عبد الله القزويني (ق 4 ه) (1) :

أبو الحسن القاضي .

قال النجاشي : وجه من أصحابنا ، ثقة في الحديث .

قدم بغداد سنة 356ه- .

له في التاريخ :

كتاب ملح الأخبار : رواه عنه الأخبار : رواه عنه النجاشي بواسطة الحسين بن عبد الله

الغضائري .

111 - علي بن محمد العدوي الشمشاطي (ت بعد 377 ه) (2) : أبو الحسن ، من عَدي بن عمر بن عثمان بن تغلب .

(1) رجال النجاشي : 267 رقم 693 .

(2) رجال النجاشي : 263 : 263 - 265 رقم 689 ، معجم عجم الأدباء 240/14 ، الوافي

بالوفيات 22 / 158 ، معجم المؤلفين 203/7

ص: 135

136

... تراثنا / 58

كان شيخاً بالجزيرة، فاضل أهل زمانه وأديبهم ، شاعر، مصنف،

واسع الرواية ، وكان معلّم أبي تغلب بن ناصر الدولة بن حمدان . له مصنّفات كثيرة ، منها كتاب الأنوار والثمار في ألفين وخمسمائة ورقة يشتمل على ذكر ما قيل فى الأنوار والثمار من الشعر . وكتاب شرح الحماسة لأبي تمام . أكبر شرح للحماسة إلى عصره ، استدرك على ما فرط فيه أبو رياش نحو ألف ورقة . وكتب عديدة في اللغة والنحو والشعر،

والفقه، والهندسة والرياضيات، وهو فوق ذلك مؤرّخ كبير

قال النديم في الفهرست : وهو يحيا في عصرنا سنة 377 .

له في التاريخ : 1 - كتاب النزه والابتهاج : نحو ألفين وخمسمائة ورقة يذكر فيه آداب

وأخبار متفرقة .

2 - كتاب الأديرة والأعمار في البلدان والأقطار : هو أكبر كتاب تضمن

بضعة وثلاثين ديراً وعُمْراً .

- مختصر تاريخ الطبري : حذف منه الأسانيد والمكرّرات ، وزاد

عليه في سنة 303 إلى وقته ، فجاء نحو 3000 ورقة . 4 - تتمة كتاب الموصل لأبي زكريا زيد بن محمد : فزاد فيه أخبار

-

سنة 322 إلى وقته ، في أخبار كثيرة .

كتبه .

5 ه - کتاب نسب ولد معد بن عدنان ولمع من أخبارهم وأيامهم .

6 - كتاب فضل أبي نؤاس والرد على الطاعن في شعره . 7 - كتاب أخبار أبي تمام والمختار من شعره .

قال النجاشي : أخبرنا سلامة بن ذكا أبو الخير الموصلي الله بجميع

137

ص: 136

معجم مؤرّخي الشيعة (3)

محمّد بن على السواق (ق 4 ه) (1) :

112 - علي بن أبو الحسن ، علي بن محمد بن علي بن عمر بن رباح بن قيس بن سالم ، مولى عمر بن سعد بن أبي وقاص . ويلقب أيضاً بالقلاء . روى جده عمر بن رباح عن الإمام الصادق الله .

وأبو الحسن السوّاق قال فيه النجاشي : كان ثقة في الحديث ، واقفاً في المذهب ، صحيح الرواية ، ثبتاً ، معتمداً على ما يرويه . له كتب منها :

كتاب الدلائل ، وكتاب الغيبة .

روى النجاشي ( 450 ه) كتبه بواسطتين .

له في التاريخ:

كتاب ما روي في أبي الخطاب محمّد بن أبي زينب : وهو مؤسس

فرقة الخطابية الغلاة

113 - علي بن محمد بن علي بن محمد العلوي ( بعد 443 ه) (2) : ابن أبي الغنائم ، العمري ، الشجري ، الشريف نجم الدين أبو الحسن ،

المعروف بابن الصوفي، من ولد عمر الأطرف ابن الإمام علي الان النسابة الشهير، وقد كان والده نسابة أيضاً وعنه أخذ بعض أقواله في

الأنساب .

(1) رجال النجاشي : 259 رقم 679 (2) معالم العلماء : 68 رقم 470 ، الذريعة 2/20 رقم 1689 ، معجم

المؤلفين

.221/7

ص: 137

تراثنا / 58

عاصر الشريفين الرضى والمرتضى ، سكن البصرة ثم انتقل منها إلى

الموصل سنة 423 ه- ، وكان حيّاً سنة 443 ه- .

له في التاريخ :

1 - المجدي : في أنساب الطالبيين .

2 - المبسوط : في الأنساب .

3

- المشجرات : في الأنساب

114 - علي بن محمد بن منصور بن نصر بن بسام ( ت 303ھ) (1) أبو الحسن ، الشاعر البغدادي الشهير بابن بسام ، وقيل : توفي سنة

302 ه- ، عن نيف وسبعين سنة ، وأُمّه بنت حمدون النديم .

له في التاريخ :

1 - الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة : يريد شبه جزيرة

الأندلس.

2 - أخبار الأحوص : ص : وهو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم

الأنصاري الشاعر بالمدينة ، المتوفى سنة 105 ه-

3 - أخبار إسحاق بن إبراهيم النديم من أشهر ندماء الخلفاء المولود :

ببغداد سنة 155 ه- ، والمتوفى سنة 235 ه-

- أخبار عمر بن أبي ربيعة .

(1) الفهرست - للنديم - : 193 ، الذريعة 1 / 319 ، 320 ، 32 و 10 10 / 12 ، أعيان

الشيعة 307/8.

معجم مؤرّخي الشيعة (3)

ص: 138

139

115 - علي بن مهزيار الأهوازي (بعد 229 ه) (1) :

الدورقي ، أبو الحسن ، كان حيّاً سنة 229 ه- .

فقیه ، مفسّر ، مشارك في بعض العلوم ، له تصانيف كثيرة . كان أبوه نصرانياً ،فأسلم، وقد قيل : إن عليّاً أيضاً أ..... وهو صغير . روى عن الإمام الرضا لالالالالا والجواد الله ، واختص به وتوكل له وعظم محله منه ، وكذلك مع الإمام الهادي لالالالالا ، وكان ثقة لا يطعن عليه ، وقد صنف كتباً مشهورة في الفقه والتفسير وغيرهما .

له في التاريخ:

1 - كتاب الفضائل .

2 - كتاب المثالب

3 - كتاب الأنبياء .

4 - كتاب وفاة أبي ذرّ .

5 - كتاب إسلام سلمان الفارسي .

6 - حديث بدر .

116

علي بن موسى بن جعفر بن طاووس (ت 664 ه) (2) :

العلوي ، الفاطمي ، رضي الدين ، أبو القاسم، ولد سنة 589 ه-

(1) الفهرست - للطوسي - : 88 - 89 رقم 369 ، رجال النجاشي : 253 رقم 664 ، معالم العلماء : 63 رقم 427 ، إيضاح المكنون 30/10 ، 22 / 198 ، 272، 278 ،

. 336،

346 ، 349 ، 328 ،321 ، 319 ، 301 ، 293 ، 289 ، 283 ، 280

(2) أعيان الشيعة 358/8 - 363 ، معجم المؤلفين 248/7 .

تراثنا / 58/

ص: 139

12.

بمدينة الحلة ، من أسر ، من أسرة النقابة والزعامة الروحية ، أواخر الدولة العباسية

وأيام الدولة الإيلخانية المغولية .

فقيه محدّث ، مؤرّخ ، أديب ، كان قوي الحافظة ، عالي الهمة ، وكان أيام دراسته الأولى يطالع بالليل ما كان يدرسه المتقدمون عليه في المراحل

الدراسية حتى طوى المراحل بسنين قليلة . هاجر إلى بغداد حدود سنة

625 ه- ومكث فيها خمس عشرة سنة ، وثيق الصلة بفقهاء المدرسة النظامية

المستنصرية، وبالخليفة المستنصر ( ت 640 ه- ) . وكانت له خزانة كتب كبيرة وضع عليها خازناً وقد وضع الخازن لها فهرساً أسماه الإبانة في معرفة أسماء كتب الخزانة . له مصنفات كثيرة ، أكثرها روحية وأخلاقية ، ثم رجع إلى الحلّة حدود عام 640 ه- .

له في التاريخ :

1 - التحصيل من التذييل : وهو تذييل ابن النجار على تاريخ بغداد 2 - التراجم في ما نذكره عن الحاكم : أكثر من جزء ، وقد أشار في

كتابه الأمان من أخطار الأسفار والأزمان إلى جزئه الثاني .

3

3 - المختار من أخبار أبي عمرو الزاهد . 4 - الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : ذكره مؤلفه في مواضع

متعدّدة من عدة مصنّفات له وأحال إليه ، وقد جعل اسمه على الكتاب عبدالمحمود بن داود) وأفترض أنّه رجل من أهل الذمة يريد البحث في المذاهب الإسلامية بحرّية رأي وتجرّد . طبع الكتاب على الحجر في إيران

سنة 1320 ه- في 176 صفحة . ه - طرف من الأنباء والمناقب : طبع في النجف سنة 1369 ه- - في

خمسين صفحة

141 ..

ص: 140

معجم مؤرّخي الشيعة (3)

6 - اللهوف على قتلى الطفوف : مرتب على ثلاثة أبواب ، في

المتقدّمة على القتل ، وفي وصف القتال ، وفي الأمور المتأخرة عنه

الأمور

117 - علي بن هبة الله بن عثمان ، ابن الرائقة الموصلي

( ق 5 ه- ) (1) :

أبو الحسين ، كبير حافظ ، ورع ثقة ، له تصانيف ، منها : المتمسك

بحبل آل رسول ا ، و اليقين في أصول الدين .

روى الشيخ منتجب الدين ، المتوفى سنة 585 ه- كتبه بواسطتين . له في التاريخ

الأنوار في تاريخ الأئمة الأبرار .

118 - علي بن يوسف بن إبراهيم القفطي (ت 646 ه- ) (2) : ابن عبد الواحد بن موسى بن أحمد بن محمد بن إسحاق الشيباني ، أبو الحسن، جمال الدين، ويعرف بالقاضي الأكرم والوزير الأوحد،

مولده سنة 568 ه- .

عالم ، أديب ، ناظم ، ناشر ، شارك في النحو ، واللغة ، والفقه ، وعلوم القرآن ، والحديث، والأصول، والمنطق ، والرياضيات ، والنجوم ،

والهندسة ، والجرح والتعديل ، والتاريخ

(1) الفهرست - لمنتجب الدين - : 109 رقم 224 ، أعيان الشيعة 369/8 (2) معجم الأدباء 15 / 175 ، سير أعلام النبلاء 23 / 227 ، شذرات الذهب 236/5 ، الأعلام 33/5 ، معجم المؤلفين 263/7 ، الذريعة 211/1 ، 212 ، 341

و 287/3

ص: 141

142

تراثنا / 58

ولد بمدينة «قفط» من الصعيد الأعلى بمصر، ونشأ بالقاهرة، ورحل

إلى حلب، وولّي فيها القضاء أيام الملك الظاهر ، ثمّ الوزارة أيام الملك العزيز سنة 633 ه- ، وتوفّي بحلب في شهر رمضان .

من مؤلّفاته الشهيرة : كتاب الإصلاح لما وقع من الخلل في كتاب

الصحاح - للجوهري - و الكلام على الجامع الصحيح - للبخاري كان جماعة للكتب، جمع منها شيئاً كثيراً يتجاوز الوصف ، لا يحبّ

من الدنيا ،سواها، ولم يكن له دار ولا زوجة .

له في التاريخ : 1 - إخبار العلماء بأخبار الحكماء : طبع مختصره، وهو من الكتب

الشهيرة والمعتمدة .

2 - أخبار مصر : في ستة أجزاء .

3 - تاريخ اليمن .

4 - بقية تاريخ السلجوقية

5 - أخبار آل مرداس .

6 - تاريخ آل بويه -

7 - الدر الثمين في أسماء المصنفين : في أخبار المصنفين وما صنفوه

8

- تاريخ النحاة

.

119 - عمارة بن زيد الخيواني (ق 4 ه) (1) :

أبو زيد الهمداني ، المصري .

(1) رجال النجاشي : 303 رقم 827 .

143 ...

ص: 142

معجم مؤرّخي الشيعة (3)

شكك بعضهم في وجوده ، فقد كان رجلاً مجهولاً ، ينسب عبد الله بن محمد البلوي ، المصري، رواياته إليه ، ولم يعرفه أحد من طبقة البلوي ، فسئل عنه : مَنْ عمارة بن زيد هذا الذي حدّثك ؟ قال : هو رجل نزل من السماء حدثني ثم عرج !!

هكذا قال النجاشي وغيره مشككين في وجوده ، وزيادة في شكه لم

يقل : (له كتب) ، بل قال : ( ينسب إليه كتب ... وأشياء كثيرة تنسب إليه ،

والله أعلم .

نُسب إليه في التاريخ :

1 - كتاب المغازي .

2 - كتاب حروب أمير المؤمنين لالالا

3 - كتاب مقتل الحسين بن علي الا

120 - عمرو بن میمون (ق 2 ه) (1) :

أبوه ميمون ، يكنّى : أبو المقدام ، والذي في معجم رجال الحديث أن أبا المقدام والد عمرو اسمه ثابت ، وأمّا ميمون فإما أن يكون اسم ثان أو لقب له ، وإما ان يكون سهو من الشيخ الطوسي، الذي نقل عنه باسم عمرو ابن ثابت أبي المقدام. وهو عمرو بن ثابت بن حرمز . كما ذكره ابن

الغضائري .

وهو عالم ، ثقة ، ثبت ، حدّث عن الإمامين الباقر والصادق

لالالالالالالالي

(1) الفهرست - للطوسي - : 111 رقم 481 ، معالم العلماء : 83 رقم 565 ، معجم

رجال الحديث 13/ 72 - 75 ، 129 .

تراثنا / 58

ص: 143

144

له في التاريخ :

1 - حديث الشورى : رواه عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر لالالالالا 2 - كتاب المسائل التي أخبر بها أمير المؤمنين الله اليهودي : رواها

عن إسحاق السبيعي، عن الحارثة الهمداني ، عن أمير المؤمنين الله .

121

عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب (ت 171 ه- ) (1) : (1)

أبو اليد، من كنانة ، من بني الشداخ ، له عقب بالبصرة .

أخباري ، نسّابة ، أديب ، شاعر .

كان أبوه عالماً بأخبار العرب وأشعارها ، شاعراً ، وهو من أسرة يغلب

عليها العلم بالأخبار. وكان عيسى مقرباً عند الهادي العباسي

له في التاريخ :

فضائل أمير المؤمنين الهلال : ذكر له الطهراني ثلاث نسخ : واحدة في

مكتبة (سبهسالار ) بطهران ، والأخرى في مكتبة محمد السماوي بالعراق أخرى كتبت سنة 1055 ذكر كاتبها أنّه أخذها من مجموعة مستخرجة

كتب الأكابر .

122 - عيسى بن مهران المستعطف ( ق 3 ه) (2) :

من

أبو موسى البغدادي، محدّث وفقيه ومتكلّم حاذق ، ومؤرّخ ، طعن

(1) الفهرست - للنديم - : 103 ، الذريعة 253/16 رقم 1014 . (2) رجال النجاشي : 297 رقم 807 ، تاریخ بغداد 167/11 رقم 5866 ، الفهرست

- للطوسي - : 116 رقم 508 ، 508 ، مجمع الألقاب 5 / 208 - 209

رقم 4944 .

الآداب في معجم

ص: 144

معجم مؤرّخي الشيعة (3)

£ 3. -]

120 ..

عليه جماعة المبالغته في نصرة الشيعة والتشيع، ووثقه أبو جعفر الطبري وروى عنه . فهو من مشايخ الطبري - المتوفى سنة 310 ه- - ومصادر

روايته .

له في التاريخ :

1 - كتاب مقتل عثمان .

2 - كتاب الفضائل .

123 - غياث بن إبراهيم التميمي (ق 2 ه) (1) : (1)

أبو محمد الأسدي ، البصري ، سكن الكوفة ، ثقة ، روى عن الصادق

والكاظم الله ، له كتاب في الحلال والحرام .

له في التاريخ : مقتل أمير المؤمنين لالالالالا

للموضوع صلة ..

-

(1) رجال النجاشي : 305 رقم 833 ، الفهرست - للطوسي - : 123 رقم 549 ، معالم

العلماء : 89 - 90 رقم 624 .

دليل المخطوطات

(0)

ص: 145

مكتبة مدرسة الإمام الصادق لالالالا

(بروجرد - إيران )

السيد أحمد الحسيني الإشكوري

شرح الشافية

( 64 )

(صرف) - عربي )

تأليف : فخر الدين أحمد بن الحسن الجاربردي (746)

.

208 ، جمال الدين بن لاحق بن يحيى بن غانم الديري

البصري، يوم الأحد ثاني ربيع الأول 1037 .

شرح العرشية

(70)

( فلسفة - عربي )

تأليف : الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي ( 1241) .

75 ، محمد مهدي بن محمد إبراهيم الخوانساري ، 19

جمادى الأولى 1258 .

شرح مختصر الأصول تأليف : ؟

(77)

( أصول الفقه - عربي )

ص: 146

مكتبة مدرسة الإمام الصادق (2)

* 219 ، من القرن العاشر ، مخروم الآخر .

شرح المغنى للجار بردى

( 67 )

IEV ..

( نحو - عربي )

تأليف : بدر الدين محمد بن عبد الرحيم العمري الميلاني (811)

237 ، الورقة الأولى والأخيرة حديثتا الكتابة .

شرح مفاتيح الشرائع

(68)

(

فقه - عربي )

تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني

. ( 1206)

29 ، عناية الله بن فخر الدين الحسيني ، ذي الحجة

1232 . المجلد الثاني .

الأوّل .

152 ، محمد صالح ، 17 جمادى الأولى 1270 ، المجلد

* 153 ، ربیع

الأول 1337 . المجلد الأول والثاني .

154 ، مخروم الآخر . المجلد الأول .

* 155 ، كتاب البيع إلى الوصية ، مخروم الأوّل والوسط

والآخر .

213 ، ميرزا محمد بن علي أكبر الدستجردي ، يوم

الأحد عاشر ذي القعدة 1235 . المجلد

الثاني

(69)

شرح المواقف

كلام) - عربي )

تأليف : السيد مير شريف علي بن محمد الجرجاني (825)

.

.. 148

ص: 147

تراثنا / 58

* 38، أبو اليمن البتروني العلواني الحنفي ، يوم الأربعاء رابع جمادى الآخرة 987 في العمارة الخسروية بحلب ، الجزء

الأول

شرح هداية الحكمة

(V.)

فلسفة - عربي )

.(1)

تأليف : كمال الدين حسين بن معين الدين الميبدي اليزدي (ق) (10) 218 ، إسماعيل بن عبد الله المازندراني ، 13 ذي الحجة

1227 ، في هوامش النسخة تعاليق كثيرة .

(71)

( تفسير - عربي )

(1091

تأليف : المولى محسن بن المرتضى ، الفيض الكاشاني ( 1091) . 83 ، جمادى الآخرة 1137 ( آخر الربع الأول ) ، الورقة

الأخيرة كتبت سنة 1222 . الربع الأول والثاني

* 91 ، يوم الخميس 29 جمادى الآخرة 1238 . الربع

الثالث والرابع .

* 168 ، مخروم الآخر .

صحاح اللغة

(72)

(لغة) - عربي)

تأليف : أبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري (393) .

78 ، من القرن التاسع ، نسخة مجدولة مذهبة مخرومة

الآخر.

ص: 148

مكتبة مدرسة الإمام الصادق (2)

209 ، نسخة من القرن الثامن مخرومة الآخر

(73)

149 ...

الصحيفة السجادية

(دعاء) - عربي )

السلام

إنشاء : الإمام السجّاد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الله . * 247 ، من القرن الحادي عشر ، وترجمة الأدعية

بالفارسية بين السطور .

عدة الأصول

( 74 )

( أُصول الفقه - عربي )

تأليف : شيخ الطائفة ، محمد بن الحسن الطوسي ( 460 ) .

* 50، لطف علي بن علي الموسوي المازندراني ، يوم الجمعة أواخر صفر 1215 في الحائر الحسيني بكربلاء ، وآخره كتاب الطهارة والصلاة من كتاب الخلاف للشيخ الطوسي .

عدة الداعي ونجاح الساعي

(VO)

(دعاء) - عربي )

تأليف : أبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلّي ( 841) .

58 ، من القرن الثالث عشر ، وهو مخروم الآخر

*

(11)

( حديث - عربي )

تأليف : الشيخ الصدوق، محمد بن علي ابن بابويه القمي (381) .

150

ص: 149

تراثنا / 58

84، نجف بن قبان الحميري ، ليلة الجمعة 29 ربيع

الآخر 1077

.

(77)

عوائد الأيام من مهمات أدلة الأحكام (أُصول وفقه - عربي) تأليف : المولى أحمد بن محمد مهدي بن أبي ذر النراقي الكاشاني

. ( 1245 )

11 ، يوم الأربعاء 12 شوّال 1279 .

(78)

غرر الحكم ودرر الكلم

) أدب - عربي )

محمد الآمدي التميمي ( 510) .

تأليف : أبي الفتح عبد الواحد بن محمد

238 ، من القرن الثالث عشر

(79)

غنائم الأيام في مسائل الحلال والحرام

(

فقه - عربي )

(

تأليف : ميرزا أبو القاسم بن الحسن الجيلاني القمي ( 1231) .

96 ، كتاب الطهارة والصلاة .

فرهنگ جهانگیری

(لغة) - (فارسي)

تأليف : جمال الدين حسين بن فخر الدين حسن اينجو الشيرازي

(ق 11).

ص: 150

مكتبة مدرسة الإمام الصادق (2)

* 240 ، أسد الله

سنة 1243 .

101.

بن

محمد شريف الحسيني المرعشي

(A1)

،

الفوائد الضيائية في شرح الكافية

( نحو - عربي )

تأليف : نور الدين عبد الرحمن بن أحمد الجامي (898) . 48 ، غرّة شوّال 1051 في حسن آباد من قرى أصبهان .

1051

(82)

قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام

فقه - عربي )

تأليف : العلّامة الحلّي، الحسن بن يوسف بن المطهر (726) .

16 ، هداية الله بن محمّد العقيلي ، يوم ، يوم السبت 29 محرّم

1019 . أُضيف فى آخر الكتاب مسألة المناسخات والفرائض

الله بن

لنصير الدين الطوسي .

* 227، نصر

الآخر 1049 .

شذان الأسدي الجزائري ، 19 ربيع

33

* 228 ، محمد حسين بن حيدر الكايكاني الجامي ، غرّة جمادى الآخرة 1066 ، على الهوامش تعاليق من كتب

مختلفة

القوانين المحكمة

تأليف

.

(83)

( أصول الفقه - عربي )

: ميرزا أبو القاسم بن الحسن الجيلاني القمي ( 1231).

152

الكافي

ص: 151

تراثنا / 58

* 158 ، كتب في عصر المؤلّف ، وعليه أكثر تعاليقه

f

* 159 ، عبد الكريم بن محمد البروجردي ، يوم

22 جمادى الاولى 1255 .

السبت

(AE)

(حديث) - عربي )

تأليف : ثقة الإسلام ، محمد بن يعقوب الكليني (328) .

.1110

* 31، علي نقي بن إبراهيم القمّي ، 22 رجب 1115

قسم الروضة .

الآخر.

37، من القرن الثاني عشر . قسم الأصول وهو مخروم

* 68 ، محمد بن علي الحسيني (آخر كتاب الجهاد) يوم

الاحد رابع صفر 1060

ربیع

* 101 ، محمد طاهر بن حسن علي ، يوم الثلاثاء ، رابع

الأوّل 1065 . قسم الأصول .

الكشاف

(10)

( تفسير - عربي )

)

تأليف : جار الله محمود بن عمر الزمخشري (538 ) .

27 ، أحمد بن أبي بكر بن أبي الفوارس بن منقذ ، يوم الاثنين 20 رمضان 679 من سورة الروم إلى الجاثية ، ملكه عبيد بن أمير حسن القير شهري ، وأنهى قراءته سليمان بن مير عبد القادر .

* 36، عمر بن محمد بن عمر الرضواني ، أواخر رجب

مكتبة مدرسة الإمام الصادق (2)

ص: 152

153

738 ، من سورة الكهف إلى سورة ص وهو مخروم الأوّل .

77، محمد أنور بن منوّر بن أيوب ، أوائل رج-

1080 ، نسخة مجدولة مذهبة . النصف الأوّل من الكتاب

رجب

(86)

كشف اللثام والإبهام عن كتاب قواعد الأحكام فقه - عربي ) تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسن الأصبهاني ، الفاضل الهندي

.(1137)

* 105 ، المجلد الأول كتب في النجف الأشرف على نسخة المؤلّف بتاريخ 1258 وقوبل عليها وصحح، وبعده قطعة صغيرة من «المصابيح » كتبها جعفر بن محمد الخوانساري

البروجردي وأتمها في يوم الخميس ثامن ربيع الآخر 1233. * 106 ، أحمد بن محمّد علي بن عباس البلاغي

النجفي ، المجلد الأوّل .

(87)

لوامع صاحب قراني اللوامع القدسية) ( حديث - فارسي ) تأليف : المولى محمد تقي بن مقصود علي المجلسي ( 1070) .

19 ، نسخة مصححة مخرومة الآخر . المجلد الأول

المبسوط

(88)

( فقه - عربي )

تأليف : شيخ الطائفة ، محمد بن الحسن الطوسي ( 460 ) .

154

.....

المتاجر

ص: 153

تراثنا / 58

18 جمادى الآخرة .1081 . المجلد الثالث من كتاب

المساقاة إلى الأيمان .

(89)

فقه - عربي )

تأليف : الشيخ مرتضى بن محمد أمين الأنصاري (1281) .

55 ، من دون اسم الناسخ والتاريخ .

600

(9+)

مثنوی معنوی

( شعر - فارسي )

نظم مولانا جلال الدين محمّد

بن محمد الرومي البلخي (672)

42 ، من القرن الثاني عشر ، مخروم الاوّل ، وفي الهوامش

تعاليق وشروح .

(91)

مجمع البحرين ومطلع النيرين

(لغة - عربي)

تأليف : الشيخ فخر الدين بن محمّد علي الطريحي النجفي

. ( 1078 )

221 ، محمد بن محمّد على الموسوي ، رجب 1234

في خوانسار .

(92 )

الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان فقه - عربي )

تأليف : المولى أحمد بن محمد المقدس الأردبيلي (993) .

ص: 154

مكتبة مدرسة الإمام الصادق ال (2)

88، أحمد

محمد

بن

حسن ، رابع محرم 1266

103 ، من كتاب التجارة إلى اللقطة

مجمع الفنون

تأليف : ؟

(93)

100 ..

مشرقة - عربي )

يجمع الفنون الأدبية والعلوم الدينية والعقلية المتداولة في عصر المؤلّف في هذه المجموعة ، ويختار لكلّ فنّ متناً من المتون المعروفة المختصرة في ذلك الفنّ مع ديباجة خاصة لكل رسالة ، ثمّ يشرحها مزجاً بشروح توضيحية مختصرة تفيد المبتدئين . يمكن أن يعتبر دائرة معارف علمية تجمع العلوم والفنون المفيدة للتدريس في الحوزات .

المجلد الأوّل يشتمل على تسعة رسائل مشروحة هي : شرح الشافية ،

شرح الكافية ، شرح تلخيص المفتاح ، شرح تهذيب المنطق ، شرح تجريد الاعتقاد ، شرح مختصر الأصول ، شرح الباب الحادي عشر ، شرح اللمعة

الدمشقية ، شرح آيات الأحكام

* 40 ، من القرن الثاني عشر ، على النسخة تعاليق كثيرة

،

نظنّها من المؤلّف

مجموعة فيها :

1 - شرح حكمة العين

(98)

( فلسفة - عربي )

تأليف : شمس الدين محمد بن مبارك شاه البخاري ، ميرك ( ق ) .

107

ص: 155

تراثنا / 58

2 - سواد العين على شرح حكمة العين

فلسفة) - عربي )

تأليف : شمس الدين محمد بن أحمد الخفري ( 975) .

*

53 ، محمد طاهر بن محمّد طالب بن هداية الله الحسيني الموسوي الأردبيلي ، رمضان 1083 في مدرسة عباس قلي خان بالمشهد الرضوي . الكتاب الثاني مكتوب في الهوامش .

مجموعة فيها :

1 - أبواب الجنان

(90)

(سيرة المعصومين - (فارسي)

تأليف : رفيع الدين محمد بن فتح الله القزويني (1089).

2 - الأحاديث القدسية

( حديث - عربي )

ينسب إلى : الإمام علي بن أبي طالب لالالالالالا

76 ، الكتاب الأوّل يوم الأربعاء عاشر شعبان 1230 ،

الجزء الأوّل . الكتاب الثاني يوم الاثنين سابع شعبان 1229 ، .

ترجمت إلى الفارسية بين السطور

محرق القلوب

(96)

(سيرة المعصومين - عربي )

تأليف : المولى محمد مهدي بن أبي ذرّ النراقي الكاشاني (1209) .

* 71 ، محمد نبي بن علي الساوجي ، سنة 1252 .

lov ..

(لغة) - عربي )

ص: 156

(97)

مكتبة مدرسة الإمام الصادق (2)

مختار الصحاح

تأليف : زين الدين محمّد بن أبي بكر الرازي ( ق ) .

114 ، من القرن العاشر ، مخروم الآخر

8

(98)

مختلف الشيعة في أحكام الشريعة

فقه - عربي )

تأليف : العلامة الحلّي، الحسن بن يوسف بن المطهر (726).

80 - 81 ، ناصر بن الحسن : المجلد الأول يوم الاثنين 13

شعبان 968، والمجلد الثاني غرّة محرّم 969 بالنجف الأشرف .

(99)

مخزن البكاء

(سيرة المعصومين - فارسي )

تأليف : المولى محمد صالح بن محمد البرغاني القزويني ( 1275) . * 95 ، علي أكبر بن محمد هادي الگلپايگاني 20 شعبان

(1)

1259

مدارك الأحكام في شرح شرائع الإسلام

فقه - عربي )

تأليف : السيّد محمّد بن علي الموسوي العاملي (1009) . * 5 ، عبد الصمد ، 14 شعبان 1035 . المجلد الأول

... تراثنا / 58

ص: 157

(1+1)

مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام

فقه - عربي )

تأليف : الشهيد الثاني، زين الدين بن علي العاملي (966) .

174 - 175 ، من القرن الثاني عشر

176 - 177 ، محمد إسماعيل ، يوم السبت 26 شوّال 177

178 ، المجلد الأول

179 ، يوم الأحد 18 ربيع الأول 1205 .

180 ، محمد

.

ربيع بن كمال القهبائي ، ، شعبان 1097 .

كتاب الصيد والذباحة إلى الفرائض

181 ، تقي الدين محمد الحسيني العمي ، عاشر جمادى

الاولى 1019 . كتاب القضاء

.

182 ، غير تام في الكتابة . كتاب القضاء إلى الديات . * 183 ، يوم السبت 22 ربيع الآخر 1092. المجلد الخامس .

(102)

مشارق الشموس في شرح الدروس

فقه - عربي )

تأليف : آقا حسين بن جمال الدين محمد الخوانساري (1099) .

242 ، يوم

الثلاثاء ثامن شعبان 1229 في كربلاء .

( 103 )

المطالب المظفّرية في شرح الرسالة الجعفرية (فقه) - عربي ) تأليف : السيد أمير محمد بن أبي طالب الموسوي الاسترابادي (ق

158

مكتبة مدرسة الإمام الصادق (2)

.().

ص: 158

109...

210 ، ذو الحجة 1047

( 104 )

مطالع الأنظار في شرح طوالع الأنوار

كلام) - عربي )

تأليف : شمس الدين محمود بن عبد الرحمن الأصبهاني (749) .

* 248 ، يوم السبت آخر صفر 905 .

(1+0)

مطالع الأنوار المقتبسة من آثار الأئمة الأطهار )

فقه - عربي )

تأليف : السيّد محمّد باقر بن محمّد نقي حجة الإسلام الشفتي

. ( 1260 )

51 ، المجلد الرابع وهو مقابل على نسخة الأصل . 89، الحسين بن علي المزجي ، يوم الأحد غرّة ربيع

الآخر 1241 . المجلد الثاني

(106)

المطوّل ( في شرح التلخيص )

تأليف : سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني

(793)

( بلاغة - عربي )

* 94 ، محمد الموسوي الخوانساري ، 15 محرّم 1296 . * 173 ، نسخة مخرومة الآخر ، مصححة ، عليها تعاليق .

ص: 159

.. 160

(107 )

تراثنا / 58

المعتبر في شرح المختصر

فقه - عربي )

تأليف : أبي القاسم جعفر بن حسن بن يحيى بن سعيد (676)

20 ، سنة 1029 ، الجزء الأول والثاني .

المعتمد

تأليف : ؟

( أصول - عربي )

شرح متوسط ممزوج على منظومة الدرر البهية وقد نسبها الشارح

إلى السيد محسن الأعرجي الكاظمي ، تم تأليفه سنة 1337

.

أوّله : «الحمد لله الذي جعل الفقه ضياء العابدين ، وأرتقى بسلوك

سبيله عمل العاملين ، وصيّره الأشرف بعد العلم بأصول الدين.

63 ، لعله بخط المؤلّف

(1.9)

مغني اللبيب عن كتب الأعاريب

( نحو - عربي )

تأليف : جمال الدين عبد الله بن يوسف، المعروف بابن هشام

النحوي (762) .

* 249 ، سابع محرّم 986 .

مفاتيح الاصول

(11+)

( أُصول الفقه - (عربي)

تأليف : السيّد محمّد بن علي المجاهد الحائري (1242).

ص: 160

مكتبة مدرسة الإمام الصادق (2)

*

148 ، المجلد الأوّل .

149 ، المجلد الأول والثاني

، المجلد الأول والثاني

161 ..

151 ، يوم الجمعة 17 جمادى الأولى 1248 . المجلد

الثاني .

مفتاح الفلاح

(111)

( دعاء - عربي )

تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي ( 1030)

.

241 ، درویش عباس البغدادي ، يوم الأربعاء تاسع

محرم 1071 .

(112)

مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلّامة

(فقه) - عربي )

تأليف : السيّد محمد جواد بن محمد الحسيني العاملي (1226) . 64 ، محمد حسن النصر آبادي ، شعبان 1267 . کتاب

الطهارة .

111 ، كتاب الوكالة إلى الوصية .

من لا يحضره الفقيه

(113)

(حديث) - عربي )

تأليف : الشيخ الصدوق، محمد بن علي ابن بابويه القمي (381)

* 6 ، مرتضي بن جمال الدين حسين الحسيني ، يوم

162

ص: 161

تراثنا / 58

الخميس 12 ربيع الآخر 1044 . نسخة مصححة ، عليها تعاليق

يسيرة .

* 169 ، محمد علي بن نور الدين الإمامي ، 15 جمادى

الآخرة 1058

( 114 )

منتهى المطلب في تحقيق المذهب

(فقه) - عربي )

تأليف : العلّامة الحلّي، الحسن بن يوسف بن المطهر (726). 1 ، أحمد بن سلمان الحسيني البحراني ، يوم الخميس

25 ربيع

الأوّل 999 في أحمد انقر ( أحمد نگر - الهند ) . الجزء

25 ، ناصر بن الحسين بن تاج الدين ، سنة 1090

الأول والثاني

المجلد الرابع

* 69 ، 17 رجب 952 في أحمد [نكر] من بلاد الهند

(115 )

منهاج الهداية إلى أحكام الشريعة

فقه - عربي )

تأليف : الحاج محمد إبراهيم بن محمد حسن الكرباسي الأصبهاني

. ( 1262 )

212 ، سنة 1255 . المجلد الأول ، وهو مخروم الأوّل .

(117)

منهج

التحقيق في مسألة التوسعة والضيق

فقه - عربي )

تأليف : الشيخ أسد الله بن إسماعيل التستري الكاظمي (1234).

163 . . . .

ص: 162

مكتبة مدرسة الإمام الصادق (2)

موسع في مسألة المواسعة والمضايقة مع نقل أقوال كثير من الفقهاء

والمناقشة فيها .

أوّله : «الحمد لله الذي وسعت رحمته وعمّت رأفته وحكت عظمته

وعظمت نعمته وسهلت شریعته وحملت مثوبته .

*

المؤلّف . 58 ، من عصر

(117)

منية اللبيب في شرح التهذيب

( أُصول الفقه - (عربي)

تأليف : السيّد ضياء الدين عبد الله بن محمد الحسيني الحلّي (ق (8)

* 46 ، من القرن الثاني عشر ، مخروم الاوّل

(118)

المواهب السنية في شرح الدرة الغروية

( فقه - عربي )

تأليف : السيد ميرزا محمد بن علي نقي الطباطبائي البروجردي

. ( 1300 )

* 113 ، من أحكام الخلل إلى آخر المجلد الأول ، قابل المؤلّف بنفسه النسخة وأتمّ المقابلة في يوم الأربعاء 23 رمضان 1272 ثمّ أهداها إلى الميرزا أبو القاسم الطباطبائي البروجردي . 231 ، إبراهيم ، سلخ شهر صفر 1269 ، استكتبه المؤلّف

ثمّ وهبه لميرزا أبو القاسم البروجردي . الجزء الثاني

و 232 - 234 ، محمد

1258 ، ويوم

الثلاثاء ثالث

رجب

محمد

رحيم بن نصیر ، 28 رجب 1269 ، ويوم السبت تاسع

محرم 1272 . الجزء الأوّل من المجلد الأول من آخر المجلد

الثاني والمجلد الثالث

.... 164

ص: 163

تراثنا / 58

*

235 ، هداية الله بن محمد حسين البروجردي ، يوم

الثلاثاء 19 رمضان 1278 ، آخر المجلد الأول

.

(119)

المهذب البارع في شرح المختصر النافع

فقه - عربي )

تأليف : أبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلّي ( 841) . 102 ، من كتاب الطهارة إلى الميراث ، مخروم الآخر .

( 120 )

النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر كلام) - (عربي) . تأليف : الفاضل المقداد بن عبدالله السيوري الحلّي (826). 217 ، من القرن الثالث عشر ، مخروم الأوّل والآخر .

نقد الرجال

(121)

(رجال) - عربي )

تأليف : السيد مصطفى بن الحسين التفريشي (بعد 1044).

من عصر المؤلّف 215 ، قريب من عصر

243 ، بهاء الدين الجيلاني الفومني ، نسخة مخرومة

الأوّل .

(122)

نواهد الأبكار وشوارد الأفكار

( تفسير - عربي )

تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (911)

مكتبة مدرسة الإمام الصادق ال (2)

نور العيون

ص: 164

165 .

* 41 ، عبد الخالق بن عبد الرحمن بن عبّاس ، يوم

الخميس تاسع ربيع الآخر 966 ، نسخة نظيفة

(123)

عقائد - فارسي )

تأليف : السيّد محمّد باقر بن محمد تقي الرضوي الأصبهاني القمّي

(ق) 12 ) .

85 ، عبد الله بن تقي البروجردي ، ربيع

الأوّل 1256 .

( 124 )

نهاية الوصول إلى علم الاصول

( أُصول الفقه - (عربي)

تأليف : العلامة الحلّي، الحسن بن يوسف بن المطهر (726 ) . 70 ، علي محمد بن محمد الموسوي ، يوم السبت رابع

صفر 1233 .

نهج المحجّة

( 125 )

( عقائد - عربي )

تأليف : الشيخ علي نقي بن أحمد بن زين الدين الأحسائي (1246) . * 92 ، العشرة الأولى من جمادى الآخرة 1245 ، كتبت

على نسخة الأصل .

.

(126 )

نور الأنوار في شرح كلام خير الأخيار

( دعاء - عربي )

تأليف : السيّد نعمة الله بن عبد الله الموسوي الجزائري (1112).

177

ص: 165

شرح على الصحيفة السجادية .

214 ، مخروم الأوّل .

(127)

تراثنا / 58

( حديث - عربي )

تأليف : المولى محسن بن مرتضى ، الفيض الكاشاني ( 1091)

* 156 - 157 ، محمد إبراهيم بن محمد رضا ، سلخ ذي القعدة 1126 ( آخر النسخة الاولى ) ، مقابلة وتصحيح محمد حسين بن علي أكبر البفروئي، بتاريخ أواخر رجب 1155

بالمشهد الرضوي .

223 - 226 ، محمد إبراهيم بن محمد رضا الجزء الأوّل إلى السادس والحادي عشر - الثاني عشر ، كتب أبو طالب بن جعفر بتاريخ ثاني شوّال 1133 في آخر الجزء الرابع أنه قرأ كتاب الصلاة لدى الحاج محمد طاهر ، وكتب محمد حسين البفروئي في آخر الجزء الثاني عشر أنه قابل الكتاب

محمد

بالمشهد الرضوي .

(128)

وسائل الشيعة

( حديث - عربي )

تأليف : الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (1104) .

*

161، حاجي بابا بن عباس الخوانساري ، يوم الأحد

محرم 1249 المجلد الأول والثاني . .

162 ، حسن بن محمد إبراهيم الخوانساري ، 27 رمضان

1101 . كتاب الجهاد إلى النكاح وهو غير تام في الكتابة .

مكتبة مدرسة الإمام الصادق (2)

ص: 166

167 .

163 ، جواد بن زین العابدين الموسوي، يوم الثلاثاء 27

شوّال 1244 . المجلد الأول والثاني .

* 164 ، محمّد تقي بن محمد زمان ، ذو القعدة 1243

الجزء الرابع .

* 165 ، محمد بن محمّد صادق ، العشرة الأولى من ذي

القعدة 1244 . المجلد الخامس .

.

(129)

هداية المسترشدين إلى شرح معالم الدين

( أُصول - عربي )

تأليف : الشيخ محمد تقي بن محمد رحيم النجفي الأصفهاني

. ( 1248 )

136 ، المجلد الأول .

* 137 ، محمّد تقي بن شير علي ، 18 صفر 1258 لميرزا محمود الطباطبائي البروجردي ، قابله الكاتب في السنة نفسها .

( 130 )

همع الهوامع في شرح جمع الجوامع

( نحو - عربي )

.(911)

تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (911) .

74، حسن بن علوي بن علي الموسوي الحسيني

الغريفي الشاخوري ، 11 رمضان 1194 .

للموضوع صلة

ص: 167

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامة

النجف الاشرف

اااا

(E)

(217)

السيّد عبد العزيز الطباطبائى تر

بيان بحث الفياض

حاشية تشرح كلمة «الفياض الواقعة في خطبة شرح المطالع لقطب الدين الرازي البويهي [النحتاني ، المتوفى سنة 766 ه- ] ، وهي

قوله : «الحمد لله فيّاض ذوارف المعارف» .

وهذه حاشية مبسوطة على هذه الكلمة، وعلى حاشية الشريف

الجرجاني على شرح المطالع في هذا الموضوع ، كتب في آخرها : «لمولانا

أبي سامر

وقد ذكر شيخنا الرازي - دام ظله - في الذريعة ج 6 [ ص 133

و 134 و 135 ] حواشي متعدّدة على هذا الموضوع . وهذه الحاشية بأوّل نسخة من حاشية الشريف الجرجاني على شرح

المطالع ، تسلسل 874 . ومعها حاشيتان أخريان على هذا الموضوع ، إحداهما توقيعها : الدين ، والثانية توقيعها : سيّد ولي الدين، وهذه ناظرة إلى حاشية

محيي

ص: 168

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين الله العامة ( 4 )

169 ....

المرتضى المحشّي ، وقد جاء ذكر المرتضى المحشي على شرح المطالع

في كلّ من

كشف الظنون و الذريعة .

(218)

بيع الصرف

الشريف العلماء المازندراني .

وهو شرح على هذا المبحث من الشرائع

نسخة الأصل بخط المصنّف ، ضمن مجموعة رقم 387 .

(219)

بيع

المعاطاة

لشريف العلماء المازندراني .

وهو شرح على هذا المبحث من الروضة البهية للشهيد الثاني ، أو

على اللمعة

ولعله تقرير له لبعض تلامذته ، وعلى كل فهو بخط المؤلّف ، فيه

مجمع دجاج

شطوب وإضافات و تصحیحات، ضمن مجموعة رقم 387

( 220 )

پروز نگارش پارسی

كتاب في تعليم إنشاء المكاتبات والرسائل على اختلاف أنواعها وفي مختلف الشؤون باللغة الفارسية المحضة، دون أن يكون فيها كلمة دخيلة من لغة أجنبية ، وهو من نتائج العصبيات القومية الفارسية التي ظهرت مع

تراثنا / 58

ص: 169

170

ظهور العهد الدستوري في إيران ، وهذا الصراع وإن تطوّر وأخذ حدّه نوعاً ما إلّا إنّه فاشل بالنسبة إلى ما يرومه من السيطرة التامة ، وعلى كل حال فهذا الكتاب من أوائل إنتاج هذا الصراع .

وهو

تأليف : محمد رضا أفشار بكشلو القزويني ، سفير الحكومة

الإيرانية في إسطنبول على عهد مظفر الدين شاه السلطان القاجاري ، وألّف هذا الكتاب باسمه ، طبع لأوّل مرّة في إسلامبول عام 1252 ه- ، وطبع بعدها مرّات عديدة في إسلامبول وطهران وتبريز .

تجد في مجلة «يادگار» الإيرانية في سنتها الرابعة مقالاً عن المؤلّف والموضوع بقلم العلّامة السيد حسن تقي زاده ، وترجم للمؤلّف العلّامة مشار في فهرس المؤلّفين ،135/3 ، وذكر أنّ له كتاباً في اللغة سماه : ألفباى 135/3

بهروز

، وهو مطبوع أيضاً، وأظنّه هو الذي في ذيل كتابنا هذا ، فراجع . نسخة بقلم أحد الأدباء ، كتبها بالنستعليق الممتاز ، ومعه بآخره لغوي فسّر فيه الكلمات الفارسية غير المألوفة ، وأظنّه هو ألفباى بهروز الذي عده مشار من تأليفه ، وقال : إنّه مطبوع، تسلسل 1454،

معجم

124 ورقة ، مقاسها 14 × 22

(221)

پندنامه بیدآبادی - نصائح بیدآبادی

فارسي ، وهو للعارف الكامل آقا محمد البيدآبادي .

نسخة مكتوبة بآخر نسخة من كتاب المعارف للفيض الكاشاني ،

تسلسل 80

ص: 170

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين الله العامة (4)

(222 )

پندنامۀ لقمان = نصائح (وصايا ) لقمان لابنه

أوّله : «در اخبار آمده است که لقمان حکیم پسر خود را وصیت کرده

...»

بدین کلمات . . . » .

نسخة بخط السيد شمس الدين الأوقاتي ، كتبها ضمن مجموعته الأخلاقية العرفانية ، وكلّها بخطه الفارسي الغاية في الجمال ، فرغ منها في جمادى الآخرة سنة 1271 ه- ، من الورقة 21 ب - 24 ب ، رقم المجموعة

(223)

1335

تاريخ الأئمة

للسيد محمد بن محمد باقر الحسيني البرزاني الماربين الأصفهاني . أوّله : حمدی که حامدان ملأ أعلى وذاكران کره غبراء از اداء آن

عاجز آیند ...» .

.

وهي كما ترى بعينها خطبة معز الدين الأردستاني في كتابه المسروق

عن حديقة الشيعة للأردبيلي ، الذي سمّي بأسماء متعدّدة وأما هذا فشيء آخر ، مرتب على مقدّمة وأثني عشر باباً وخاتمة . في بيان معنى الإمام ، والخاتمة في نوادر وحكايات متفرقة

ومعجزات النبي والأئمة الا الله ، والأبواب في تاريخ الأئمة لكل إمام باب

على

المقدّمة

والمؤلّف متأخّر عن العلامة المجلسي ينقل عن كتبه .

172

ص: 171

.. تراثنا / 58

نسخة خزائنية ، بخط نسخ رائع ، كتبها الخطاط علي نقي بن محمد

كبير الرناني ، وفرغ منها 25 شعبان سنة 1227، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، ورؤوس الأبواب مطلية بالذهب ومزوّقة باللازورد

والشنجرف ، وأوراقها مجدولة بالذهب واللازورد ، والصفحتين الأولى والثانية سطورها مخللة بالذهب، وكانت بأوّلها لوحة فقضت وأخرجت ،

2192

والخط جميل للغاية ، رقم 2192 .

(224 )

تاريخ بيهقي

نسخة بخطّ عبد الوهاب المنزوي ، كتبها في تبريز ، فرغ منها

27 صفر سنة 1283 ، في 236 ورقة ، بخط تعليق ، رقم 758

(225 )

في

تاریخ سلمی

هو ترجمة غادة كربلاء لجرجي زيدان إلى الفارسية، ترجمها عبد الحسين ميرزا ابن مؤيّد الدولة طهماسب ميرزا ابن دولت شاه محمد علي ميرزا كبير طبع في إيران سنة 1321 هجرية قمرية في 451

صفحة .

نسخة في 246 ورقة ، بخط الكاتب علي ، بخط فارسي جيد ، فرغ

منها 25 ذي القعدة سنة 1323 ، وهذا بعد أن طبع عام 1321، رقم 1598

132،

ص: 172

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين الله العامة ( 4 )

(226 )

تاریخ قاجار

تأليف : السلطان فتح علي شاه القاجاري .

لك الحمد يا ذا الجود والمجد والعلى

173 ...

تباركت تعطي من تشاء وتمنع

تحسین و درود مرنخستین صدور وورود عرصة شهود را احمد

محمود . . . » .

نسخة بخط ذو الفقار خان بن میرزا آقا خان الملقب بمؤتمن السلطان ومقرب الخاقان صدر السلطنة النوري ابن ميرزا اسد الله خان لشگر نویس باشي ، وكان والد الكاتب وزير الدفاع فترة ، ورئيساً للوزراء فترة أخرى ، وكان خط ابنه ذو الفقار خان كاتب النسخة في غاية الجودة ونهاية الروعة والجمال ، بحيث لم يبلغ شأوه أي خطاط في عصره ، وكتب هذه النسخة في شبابه بأمر من والده ضمن مجموعة أدبية كلّها بخطه الفارسي في منتهى الروعة والجمال ، وفرغ منها في شهر رمضان سنة

وعلى هذا الكتاب خط أخى الكاتب صدر السلطنة النوري ، وهو ميرزا حسين قلي خان أمير تمومان ، وزير المعارف ، كتبه بخطه الفارسي الجميل ، شهادته أنّ هذا الكتاب هو تاريخ القاجارية ، وتأليف السلطان فتح علي خان القاجاري ، وأنّه بخط أخيه ذو الفقار خان ، وأنّه كتبه بأمر والده ، رقم المجموعة 1415

تراثنا / 58

ص: 173

(227)

تاریخ ملکم خان

فرغ من كتابته 1298 ، في 40 ورقة ، 15 × 22 ، تسلسل 1295 .

(228)

174

التأويلات

للشيخ أبي الغنائم عبد الرزاق بن جمال الدين الكاشاني السمرقندي ، المتوفى سنة ،887 ، هكذا أرّخه في كشف الظنون ، وأرّخ وفاته شيخنا دام ظله 730 أو 735 أوّله : «الحمد لله الذي جعل مناظم كلامه مظاهر صفاته ...» .

قال في

كشف الظنون : «إنّه بلغ إلى سورة ص ولكن نسختنا تامة

إلى آخر القرآن . نسخة بخط جيد ، فرغ منها الكاتب أواخر جمادى الأولى سنة 892 ، 214 ،ورقة عليها تملكات عدّة من العلماء أكثرها ممحيّة، ومن 214 ، ، الموجود : تملك عبد الواسع بن محمّد معصوم معصوم التوني بخطه وختمه ،

و تاریخ ختمه 1085 ، رقم 2239 .

(229)

تأويل الآيات الظاهرة

في فضائل العترة الطاهرة

للسيد شرف الدين علي بن محمد - كما في إيضاح المكنون -

ص: 174

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين الله العامة (4)

175 ..

الحسيني الأسترآبادي الغروي تلميذ المحقق الكركي - الذي توفي سنة

،

.-

940

نسخة بخط أقل الطلبة - ترجم له شيخنا في الروضة - عبد الخالق

ابن محمّد شفيع القائيني ، فرغ منها 3 محرم سنة 1094 ، في 308 أوراق ،

رقمها 1703 ، والنسخة مقابلة ومصححة ، عليها بلاغات وتصحيحات

وحواش رمز بعضها (م) زمدّ ظله السامي)، وهي بخط نسخ جيد والعناوين مكتوبة بالشنجرف .

(

( 230 )

تبصرة العوام

للمرتضى الرازي ، [ جمال الدين أبي عبد الله محمد بن الحسين بن

الحسن . الذريعة 318/3 و 123/24 ] .

در فرهنگ ایران تحقیق کردم و او همان مؤلّف نزهة الكرام وبستان العوام فارسی است که ابن طاوس داشته و بندی از آن را برایش ترجمه

کردند و در فرج المهموم وبجا دیده میشود.

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، في 277 ورقة ، مقاسها 14 × 20 ،

تسلسل 1618 .

(231)

تبصرة القضاء

للشيخ محمود بن محسن الكاشاني .

كتبه في النجف الأشرف عند حضوره درس الشيخ عبد الله

المازندراني تقريراً لبحث أستاذه

ص: 175

176

... تراثنا / 58

نسخة بخط رديء، وفيها شطوب وتصحيحات ، وكتب في آخرها : قد قوبلت هذه النسخة مع نسخة الأصل من أوّلها إلى آخرها مرة واحدة ، وبأوّلها وقفية المؤلّف سنة 1342 ، وختمه موجود في طرفَي النسخة ، رقم

(232)

تبصرة المتعلّمين

1798

في أحكام الدين

في الفقه

الفقه ومجرّد الفتاوى .

تأليف : آية الله جمال الدين أبي منصور الحسن أبي يوسف بن

مطهر ، العلّامة الحلّي، المتوفى سنة 726 .

وهو على صغر حجمه يحتوي على أربعة آلاف مسألة ، وعليه

حواش وشروح كثيرة ، ومنها شرحه الفارسي الذي طبعته جامعة طهران . ونهاية المجموعة رقم 768 فائدة لبعض الأفاضل في إحصاء مسائل

بعض الكتب الفقهية وما تحويه من الفروع، أوّلها كتاب تبصرة الأحكام ذكر أنه يحتوي على أربعة آلاف مسألة .

نسخة قيمة تاريخها جمادى الآخرة سنة 977، وهي من أجمل

خطوط القرن التاسع ، وعليها حواش وفوائد منقولة من الكتب الفقهية

للمصنّف ولمن قبله ، وملء جانبيه أحاديث وفوائد متفرقة بخطوط العلماء وبآخرها ملحقان ، وهو تعليقة على مباحث الإرث من كتاب التبصرة تبدأ

ب قوله : ولو شاركه زوج أو زوجة دخل النقص على البنت والبنات .

: والمجموع 110 ورقة ، مقاسها 12 × 18 ، تسلسل 418 .

،

ص: 176

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين الله العامة (4)

177 ..

نسخة قيّمة فرغ منها الكاتب وقت الظهر أواسط شهر رمضان سنة 828 ه- ، عليها بلاغات وتصحيحات وبعض التعاليق ، وبأوّلها كتاب الجمل والعقود للشيخ الطوسي ، لهذا الكاتب وبهذا التاريخ ، إلا أنّه عشرين من رمضان ، تسلسل 512 ، تنقص من أوّلها وريقات .

(233)

تبصرة المجتهدين

في استظهار أستار حجب اليقين

في صلاة الجمعة واختيار عدم وجوبها التعييني ، والردّ على الشهيد

الثاني القائل بالوجوب التعييني .

للسيد عبد الحسيب محمد بن أحمد بن زين العابدين العاملي الحسيني العلوي الفاطمي، وهو والد الأمير محمّد أشرف وصدر الدين

زين العابدين .

يحيل فيه إلى كتابه الفقه [كذا ] الوجود وكتابه سدرة المنتهى ، الذي

فرغ منه سنة 1062 .

ومحطّ نظره في كتابه هذا هو الردّ على الشهيد الثاني في رسالته في صلاة الجمعة ، فينقل عباراتها جملة جملة ويناقشها، هو كتاب مبسوط قدّم فيه مقدمات أصولية في الإجماع ، ودلالة صيغة الأمر ، وغير ذلك ، وينقل

فيه عن جده .

أوّله : «الحمد لله ارتاح بفجره في ظلمات وحشة المرمس يوم

النشور . . .»

.(.

نسخة مكتوبة في حياة المؤلّف وعليها حواشيه بخطه ، في 113

.. تراثنا / 58

ص: 177

(234)

178

ورقة ، رقمها 1537 .

تجربة الفضلاء

وهو حلّ للمغالطة المشهورة بالجذر الأصم ، وهو : «كلامي اليوم

: كاذب ، وقد تنسب هذه المغالطة إلى الرازي ، أو ابن كمونة اليهودي . والحلّ هذا لشمس الدين محمّد بن أحمد الخفري ، المتوفى في 28

صفر سنة 942 ه-

وسمّي في فهرس دانشگاه :45/3: حيرة الفضلاء ويظهر - من صفحة 46 - منه : أنّ له رسالتين تسمّى إحداهما عبرة الفضلاء أو حلّ ما لا ينحل، والأخرى حيرة الفضلاء، وما ذكر من أن حيرة الفضلاء مرتب على مقصدين ، وما نقل من أوّله ومن آخره شيء منه لا يطابق نسختنا، فلعلّ

نسختنا

هي

عبرة الفضلاء

وقد قرأه شيخنا - دام ظله - في الذريعة 13/7: حسرة الفضلاء ، وقال : « أوّله : (الحمد لله ربّ العالمين - إلى قوله : - وآله الطاهرين) ، رتبه على مقدّمة ومقصدين» وشيء منه لا يطابق نسختنا ، فلعله كتب رسالتين . أو أن ما قرأه شيخنا في مكتبة الخوانساري كانت لغير الخفري .

أوّله : «قد أجاب حضرت الجلالية (1) خلدت إفاداته عن هذه الشبهة بأن قول القائل : كلّ كلامي في هذه الساعة كاذب ؛ إنما يكون صادقاً أو كاذباً ... قلت : لا شبهة ... فقول هذا المجيب المحقق ... والأولى أن يقال

(1) مراده المحقق الدواني جلال الدين . منه

ص: 178

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين الله العامة (4)

في حلّها ...» .

.

فليس فيه مقدّمة ولا مقصدين

179 ...

جاء في آخره: «فإن صار هذا الجواب معقولاً عند العلماء ، صار

حقيقاً بأن يسمى تجربة الفضلاء».

وقد حلّها كل من المحقق الدواني ، والأمير صدر الدين محمد

الشيرازي ، ووقعت بينهما في ذلك مناظرات ، والخفري أيضاً في ناظر إلى قول الدواني ومعترض عليه .

حله هذا

نسخة بآخر مجموعة كتبها يحيى بن محمّد شفيع الأصفهاني ،

وفرغ منها في 5 شوّال سنة 1278 ه- ، رقم 722 .

(235 )

تجريد البلاغة

في علوم البلاغة من المعاني والبيان .

تصنيف : العلّامة السيد ضياء الدين عبد الله بن أبي تراب

عبد الفتاح الحسني الطباطبائي .

أوّله

: «الحمد لله على جزيل العطاء وجميل النعماء . . . » .

رتبه على مقدّمة وثلاثة فصول وخاتمة .

بن

نسخة تامة بخط المصنف ، ضمن مجموعة نظمه ونثره، أوّلها

من

ديوانه ، وآخرها منظومته التي سمّاها : «نظيم لطيف» في ترجمة الكلمات

التركية إلى الفارسية، رقم المجموعة 953 .

تراثنا / 58

ص: 179

( 236 )

180

تجزئة الأمصار وتزجية الأعصار

المعروف بتاريخ وصاف أو تاريخ وصاف الحضرة

للأديب خواجه عبد الله بن فضل الله بن عبد الله اليزدي الأصل

الشيرازي ، المتوفّى حدود سنة 730

وصف السلطان محمد خدابنده بقصيدة فلُقب بوصاف الحضرة ، حلّاه باسم الوزير عطاء ملك بن بهاء الدين الجويني ، واقتفى فيه أثر والده في تاريخ معجم وضعه في خمسة أجزاء بدأ بتاريخ جنگیزخان ثمّ أولاده

إلى غازان خان ، فرغ منه في شعبان سنة 711. ترجم الجزء الأوّل منه الدكتور هامر إلى الألمانية وطبعه سنة 1856 م /

1272 ه- .

ولخص الجميع الدكتور ريو وأضافه إلى ما ترجمه الدكتور هامر وطبعه ، وقد طبع أصل الكتاب منذ سنة 1269 هجرية إلى الآن تسع مرات ؛ راجع فهرس مشار. وأبسط من كتب حول الكتب هو الأستاذ المحامي عباس العزاوي

ص

، 164

في كتابه التعريف بالمؤرّخين في عهد المغول ، عنون الكتاب في ونحن نلخص منه مهماته ، قال : قضى مدة طويلة في بغداد ؛ وقال : شرع فيه في شعبان 699 وفرغ منه في شعبان سنة 711 ، إلا أن المؤلّف لم يقف عند حدود هذه السنة ، إنّما استمر إلى سنة ،728 ، فزاد عليه وختمه بمناقب السلطان أبي سعيد ؛ قال : ولم يكتبه للتاريخ ، وإنّما اتخذ التاريخ وسيلة

ص: 180

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين الله العامة (4)

181

الناحيتين ،

فأبدى قدرة في التحرير والبلاغة ، وصناعة الإنشاء ، والترصيع والتسجيع ، ولكنه مملوء فوائد تاريخية لا يستهان بها بوجه ، فهو متقن من ولهذا احتيج إلى أن يلحقوا بآخره في الطبع «فرهنگ لغات غریبه و غالبها

مغولية وعربية .

وممن أولاه عناية حسين أفندي آل نظمي البغدادي ، من أعلام القرن

الثاني عشر :

:أولاً : ترجمه إلى التركية، توجد منه نسخة في مكتبة ولي أفندي

بإسلامبول ، رقم 2408

والثاني : أنّه ترجم كلماته إلى التركية وأوضحها من عربية وفارسية

وجغتائية ومغولية .

2151

نسخة في مكتبة أيا صوفيه باسم ترجمة تاريخ وصاف»، رقم

، :

و [ نسخة ] أُخرى في مكتبة فينه .

وكتبت في مجلة لغة العرب 347/8 فما بعد مقالاً حول الكتاب

وقال العزاوي : وغالب مؤرّخي العراق نقلوا منه فهو مهم جداً . المجلد الأوّل بخط أحد علماء القرن الثالث عشر، وهو ميرزا بابا أعوان الأنصاري ، فرغ منه 28 ذي الحجة سنة 1261، في 129 ورقة، 19/3 × 29/3 ، تسلسل 1266 ، وبهوامشه حواش كثيرة توضّح المجلد الخامس بخط نستعليق جميل للغاية ، كتبه أحد خطاطي

كلماته

القرن الثالث عشر ، وهو السيّد عبد الكريم الطباطبائي اليزدي في يزد ، فرغ

الأحد 22 محرم سنة 1263 ، في 48 ،ورقة ، 18/5 × 28/1

منه يوم تسلسل 1265 .

X

تراثنا / 58/

ص: 181

(237 )

182

التجويد

تأليف : محمّد ، المشتهر بالحافظ الدقيقي .

فارسية ، ألفها باسم ... شجاع الدولة والدين السلطان أبو سعيد

گرگان ، خلد الله ملکه .

أوّله : حمد و سپاس سزاوار حضرتی اشکه بفضل شامل ولطف

کامل کتاب بين الخطاب» .

نسخة ناقصة الآخر، ضمن مجموعة مكتوبة في القرن العاشر سنة

966 ، أوّلها ثاقب المناقب ، تسلسل 694

وبآخرها فوائد تجويدية، وفوائد في التحذير عن الوقوف على

كلمات من القرآن عدد ممّا يوجب الوقف عليها الكفر بالله . ثمّ فوائد في تعداد الآيات حسب كل قراءة، وحسب كل مصحف بلدة من المصاحف الخمسة ، وفوائد في إحصاء الآيات النازلة في شتّى الشؤون ، مثلاً : الآيات فى قصص الأنبياء 1300 ، 13 ، و 1020 في التوحيد وصفات الباري ، وأمثال ذلك

إلى غير ذلك من فوائد كثيرة وكثيرة متفرقة كلّها في التجويد وحول

علوم القرآن والقراءات ، لو جمعت لجاءت كتاباً حافلاً .

( 238 )

التجويد

رسالة فارسية في تجويد القرآن ، قال في الذريعة 371/3: تأليف

ص: 182

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين الله العامة (4)

...

المولى عماد الدين علي بن عماد الدين علي بن نجم الدين محمود ،

JAY ...

المدعو

بعماد الدين علي الشريف القارئ ، الأسترابادي مولداً ، المازندراني مسكناً ،

من تلامذة الشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي ، من أعلام العلماء والقرّاء المجوّدين على عهد الشاه طهماسب والمقرب عنده

:

ترجم له شيخنا الرازي - دام ظله - في الذريعة 371/3 ، وذكر أنّ له تحفهٔ شاهی صدّره باسم الشاه طهماسب .. وأورد فهرس فصولهما، وهما يتطابقان تمام المطابقة إلا قليلاً نادراً ، منها تصدير کتاب تحفه شاهي باسم

شاه طهماسب .

قال : وترجم له في رياض العلماء و عالم آرا

وقال - دام ظله - : رأيته ضمن مجموعة من كتب التجويد كلّها بخطّ

الفاضل المولى عبد الباقي النائيني ، فرغ من بعضها سنة 1068 ، وفرغ من

هذا التجويد سنة 1074

واحد .

وأقول : لعلّها

هي هذه المجموعة بعينها ، إذ كلّها في التجويد بخطّ

نسخة بخط أحد خطاطي القرن الثاني عشر أو قبله ، ولعلها هي بعينها التي رآها شيخنا الرازي - دام ظله - وذكرها في الذريعة 372/3، وهي منضمة إلى تحفة شاهى وغيرها، تسلسل 696 ، وتقع في 25 ورقة ،

( 239 )

24 × 17/3

التجويد والقراءات

للشيخ نجم الدين أبي حفص عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل

.. تراثنا / 58

ص: 183

184

النسفي .

أوّله : «الحمد لله على إلهامه والصواب في تلاوة الكتاب ، والصلاة

على رسوله محمد مبلغ الخطاب ... اعلم بأن الخطأ اعلم بأن الخطأ في القراءة سنّة

أنواع

....

نسخة بخط السيّد محمود بن يوسف بن سيّد مقصود الخوافي ، فرغ منها ليلة الرابع من ذي الحجّة سنة 966 في مدينة بلخ ، في خمس صحائف مقاسها 12 × 18/4 ، ضمن مجموعة أوّلها ثاقب المناقب، تسلسل 694 .

(240 )

تحبير الموسين

في الكلمات التي تلفظ بالسين والشين للفيروزآبادي صاحب القاموس ، مجد الدين محمد بن يعقوب .

نسخة أوردها الشيخ عبد الله بن محمد الشريف في مجموعته جمع فيها بخطه فوائد أدبية ولغوية ، فأورد هذا الكتاب بتمامه في الصفحة 13 سطر 6 إلى نهاية الصحفة 40 ، مقاسها 11 ×

المجموعة من

17/6 ، تسلسل 1669 ، وهو مطبوع .

(241 )

تحرير الأحكام

للعلّامة الحلّي، وهو جمال الدين أبو منصور الحسن بن سديد الدين

يوسف بن المطهر الحلّي .

ص: 184

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين الام العامة (4)

185 ..

نسخة المجلد الثاني، من أوائل النكاح إلى نهاية الكتاب ، نسخة

القرن العاشر ، رقم 2263 .

وبآخرها جواب للوزارت پناه خواجه سلطان محمد وزير نواب إمام

قلي خان عن سؤال خان عالم ايلچي حول تجلّي الربّ للجبل وتكلّمه عزّ وجلّ مع موسى عليه السلام ، وهو فارسي عرفاني .

وبظهر الورقة الأخيرة فائدة في الرؤيا، وتفسير الأشبه والأظهر

وأمثالها ، وإحصاء ما في الكتب الفقهية من الفروع ، وغيرها من الفوائد . نسخة بخط محمد بن مقبل بن عطاء الله بن فضل بن محمد، فرغ الأول سنة 968 في النجف الأشرف ، والظاهر أنه كتبها عن

منها 13

ربيع

خط المؤلّف الموجود في النجف الأشرف من أوّله إلى أواخر العتق ، رقم

(242 )

. 2262

تحرير إقليدس

أو تحرير أُصول الهندسة .

لإقليدس اليوناني الصوري النجار .

للمحقق الطوسي ، راجع الذريعة 379/3

نسخة بخط حسين بن شيخ الإسلام السورة كوفي ، فرغ منها سنة 1062 في 159 ورقة ، مقاسها 12/4 × 20 ، تسلسل 87 مزدانة بالصور والأشكال الهندسية ، وعليها بعض التعاليق والتصحيحات ، وعليها تملك

احتشام الدولة بخطه وختمه في ذي القعدة سنة 1270

.. تراثنا / 58

ص: 185

(243 )

186

تحرير القواعد المنطقية

في شرح الرسالة الشمسية

نسخة بخط الشيخ محمّد كاظم بن الحاج علي أكبر الدامغاني ، فرغ منها في كربلاء سنة 1259 ، وقبله حاشية في المولى عبد الله اليزدي على تهذيب المنطق أيضاً بخط هذا الكاتب ، وهو أخو العلّامة الشيخ محمد باقر الدامغانی ، رقم 1909

نسخة القرن الثالث عشر، بخط نسخ خشن ، رقم 2210

( 244 )

للشيخ البهائي .

تحريم ذبائح أهل الكتاب

مطبوع في مجموعة كلمات المحققين .

نسخة بخط العلّامة الشيخ عبد الحسين الحلّي، ضمن مجموعة

تحتوي تسع رسائل للشيخ البهائي وغيره كلّها بخطه ، فرغ من هذا في شهر

رمضان سنة 1322 ، وهي في 4 أوراق ، رقم المجموعة .385

385

(245 )

التحسين والتقبيح العقليين

والردّ على الأشاعرة المنكرين لذلك .

للأستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني محمد باقر بن محمد أكمل الأصفهاني

ص: 186

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين لها العامة (4)

187 .

الحائري ، المتوفى سنة 1206 ، المجدّد على رأس القرن الثالث عشر . نسخة بخط نسخ جيّد، ضمن مجموعة أكثرها للمؤلف ، رقم

المجموعة 951 .

(246 )

تحقة الأئمّة العلية في الحكمة العملية

تأليف : فتح الله بن محمود الشهرستاني السبزواري .

:

فارسي ، في الأخلاق ، مختصر لطيف في جداول وبيوت .. ذكر إنّه لخص مطالبه من كتابين : أخلاق نصيرى للمحقق نصير الدين الطوسي، و أخلاق سلطانى المؤلَّف باسم سلطان محمد جونه ، والمرتب على مقدّمة ومقالات ثلاث وخاتمة في نصائح الملوك ، المقدمة : في تقسيم العلوم ، مترجمة من رسالة ابن سينا .

أوّله : سپاس و ستایش خدائی را که بقدره کامله اجناس موجودات

اجناس موجودات از کتم عدم بصحرای وجود آورد ...»

.

نسخة بخط الخطاط المجيد السيد أبي القاسم بن إبراهيم الحسيني التفرشي الطرخوراني ، كتبها بخط نسخ جيد وبألوان مختلفة بالشنجرف واللازورد ، وفرغ منها في بلدة عراق سنة 1297، ثم أهداه إلى واليها يومذاك سنة 1298 . . وهي في وهي في 31 ورقة ، رقم 1242 .

للموضوع صلة

..

مصطلحات نحوية

(13)

ص: 187

السيد علي حسن مطر

خمس وعشرون - مصطلح الحال

الحال لغةً :

للحال في اللغة معان عديدة (1) ، أهمها :

أوّلاً.

: ما عليه الإنسان من خير أو شرّ ، وهذا المعنى أوفق المعاني

اللغوية بالمعنى الاصطلاحي ، كما سيتضح

ثانياً : الوقت الذي أنت فيه .

ثالثاً : صَرْفُ الدهر .

رابعاً : زوجة الرجل .

وألف الحال منقلبة عن واو ؛ لقولهم في جمعها أحوال ، وفي

تصغيرها : حُويلة ، واشتقاقها من التحوّل ، وهو التنقل» (2)

(1) لسان العرب، ابن منظور ، مادة ( حول ) .

(2) أ - شرح التصريح على التوضيح ، خالد الأزهري 365/1 -

189

ص: 188

مصطلحات نحوية (13)

ومعنى الحال « يذكر ويؤنث ، وهو الأفصح ، يقال : حال حَسَنٌ ،

وحالٌ حَسَنةٌ ، وقد يؤنّتُ لفظها ، فيقال : حالة ، قال الشاعر :

على حالة لو أن في القوم حاتماً على جودِه لَضَنَّ بالماءِ حاتِمُ» (1)

ومن شواهد تذكير لفظ الحال قول الشاعر :

إذا أعجبتك الدهر حال من أمري فدعه وواكل أمرَهُ واللياليا» (2)

الحال اصطلاحاً :

ورد في كتاب سيبويه (ت 180 ه- ) عدّة عناوين للتعبير عن المعنى ه)

للحال ، وهي الحال ، المفعول فيه ، الصفة ، الخبر (3)

الاصطلاحي وعبّر عنه الفرّاء (ت 207ه) ب: (المنصوب على القطع ) (4) . وقد عرف سيبويه الحال بأنّه : «ما يعمل فيه الفعل فينتصب ، وهو

حال وقع فيه الفعل ... وذلك قولك : ضربت عبد الله قائماً » (5) وعرّفه ابن السرّاج ( ت 316 ه- ) بقوله : «الحال إنما هي هيئة الفاعل

أو المفعول أو صفته في وقت ذلك الفعل المخبر به عنه» (6)

علي

ب - حاشية الصبان على شرح الأشموني 169/2

ج - حاشية الخضري على شرح ابن عقیل 1 / 212 .

محيي

الدين

(1) شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقیق محمد الدين عبد الحميد : 245 (2) أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ، ابن هشام ، تحقيق محمد

عبد الحميد / 77 ( حاشية المحقق )

محيي

(3) الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون 44/1 و ج 2/ 49 - 50 و 87 . وج (4) معاني القرآن ، يحيى بن زياد الفرّاء ، تحقيق أحمد نجاتي ومحمد علي النجار

313/1

. 1

/ 313

(5) كتاب سيبويه 044/1

(6) الاصول في النحو ، ابن السرّاج ، تحقيق عبد الحسين الفتلي 258/1

ص: 189

190

... تراثنا / 58

ومثله تعريف ابن جنّي (ت 392 ه) (1) ، والزمخشري (ت 538 ه- ) (2) ، وأبن الأنباري ( ت 577 ه- ) (3) ، والمطرزي (ت 610 ه) (4) ،

وأبي البقاء العكبري (ت 616 ه) (5) ، وأبن يعيش (ت 643 ه) (6) . ويلاحظ أن حصر مجيء الحال بكونها مبينة لخصوص هيئة الفاعل أو المفعول به ، لا يمكن الموافقة عليه، رغم ذهاب كثير من النحاة إليه ، وقد خالفهم في ذلك سيبويه وغيره من القدماء ، وبعض النحاة المعاصرين ، كما ستأتي الإشارة إليه في خاتمة البحث

وعرّفه الزجاجي ( ت 337ه- ) بقوله : «الحال هو اسم نكرة جاء بعد

معرفة ، وقد تم الكلام دونه » (7) .

ویرد على هذا التعريف :

أوّلاً

العراك (8) .

: إن الحال قد تأتي معرفة لا نكرة نحو قولهم : أَرسلها

وقد دفع هذا الإيراد بما ذهب إليه سيبويه من «أن هذا مصدر لفعل

(1) اللمع في العربيّة ، ابن جنّي ، تحقيق فائز فارس : 62

(2) المفصل في علم العربيّة ، جار الله الزمخشري : 61 (3) أسرار العربية ، أبو البركات ابن الأنباري ، تحقيق فخر صالح قداره : 176 . (4) المصباح في علم النحو ، ناصر المطرّزي، تحقيق ياسين محمود الخطيب : 61 -

62.

(5) اللباب في علل البناء والإعراب ، أبو البقاء العكبري ، تحقيق غازي مختار

طليمات 1 / 284 .

(6) شرح المفصل ، ابن يعيش 55/2 .

(7) الجمل ، أبو إسحاق الزجاجي ، تحقيق على توفيق الحمد : 35 . (8) البسيط في شرح جمل الزجاجي ، ابن أبي الربيع الإشبيلي ، تحقيق عياد الثبيتي

.017/1

191

ص: 190

مصطلحات نحوية (13)

محذوف تقديره : أَرسلَها تعترك العراك ، والفعل [المحذوف] هو الحال ،

كما تقول : جاء زيد يضحك » (1) .

ثانياً : إن صاحبَ الحال قد يكون نكرة لا معرفة ، كما في نحو : فيها رجل قائماً ؛ فقد ذهب سيبويه إلى أنّه حال من النكرة، وجعله جاء على القليل» (2)

وتجدر الإشارة إلى أن اختلاف النحاة في جواز مجيء صاحب الحال نكرة مخصوص بما لو كانت الحال متأخرة عن صاحبها ، وأما إذا كانت متقدّمة عليه كما في نحو : فيها قائماً رجل ، فلا خلاف بينهم في جوازه (3) ثالثاً : إنّه ذكر مجيء الحال بعد معرفة تم الكلام دونها، وهذا ما ذهب إليه غيره من النحاة أيضاً كما سيأتي ، وقد اعترض على ذلك

باعتراضين :

(1) أ - البسيط في شرح جمل الزجاجي 517/1 .

ب - الكتاب 2 / 112

ج - المقتضب ، المبرّد ، تحقيق عبد الخالق عضيمة 237/3 د - المرتجل ، ابن الخشاب ، تحقيق علي حيدر : 163 .

ه- - شرح المفصل 62/2 - 63 .

و - شرح جمل الزجاجي ، ابن عصفور ، تحقیق صاحب أبو جناح 336/1 .

(2) أ - كتاب سيبويه 112/2

ب - البسيط في شرح جمل الزجاجي 519/1

(3) أ - الجمل ، عبد القاهر الجرجاني ، تحقيق علي حيدر : 17 .

.01

ب - شرح الأنموذج ، عبد الغني الأردبيلي ، تحقيق حسني عبد الجليل يوسف :

ج - شرح المقدمة الجزولية الكبير ، أبو علي الشلوبين ، تحقيق تركي العتيبي

0726/2

- المصباح في علم النحو : 62 .

د

ص: 191

192

ضربي

تراثنا / 58

أولهما : إن الحال قد تأتي والكلام قبلها غير تام ، كما في نحو : زيداً قائماً (1) ، ومحاولة التخلّص من هذا الاعتراض بأن «هذا وشبهه زيداً ) فى معنى ( ضربتُ زيداً) أو في معنى

مقدر بالتمام ؛ لأنّ ) ضربي ( ضربي زيداً إذا كان قائماً ، فحذف الخبر وسد الحال مسدَّ الخبر» (2) محاولة واضحة التكلّف ، لا تقوى على دفع الاعتراض .

هي

وثانيهما : «إنّا نجد كثيراً من الألفاظ موافقة لما ذكر، وليس بحال ؛ كقولك : ضربت رجلاً ، وضربت يوماً ، وضربتُ تأديباً ، وأشباه ذلك، فكلّها نكرة جاءت بعد معرفة قد تم الكلام دونها ، وليست بحال » (3)

وأما ابن برهان العكبري ( ت 456 ه- ) فقد عرف الحال بأنّها : «زيادة في الخبر ؛ وذلك أن قولهم : (جاء زيد جملة خبرية، قد انعقد بها الفائدة ، فاستغنت وصح السكوت عليها ، فإن قلت : راكباً ، فقد زدت في الفائدة ، والزيادة فضلة ، والفضلة منصوبة » (4)

ويؤخذ على هذا التعريف أنّه غير مانع من دخول المفعول المطلق والمفعول فيه ، والمفعول معه ، كما في نحو : جلسَ زيد جلسة الحزينِ ، وجاء زيدٌ صباحاً ، وسار زيد وشاطئ النهر

وعرفه ابن بابشاذ ( ت 469 ه) بأنّه : «ما يذكر للبيان عن هيئة الفاعل والمفعول ... وشرطه أن يكون نكرة مشتقة تأتي بعد معرفة ، قد تم الكلام

(1) شرح المقدّمة المحسبة ، طاهر بن بابشاذ ، تحقيق خالد عبد الكريم 313/1 . (2) شرح المقدّمة المحسبة 313/1 (3) الإيضاح في شرح المفصل، ابن الحاجب ، تحقيق موسى العليلي 328/1 (4) شرح اللمع، ابن برهان، تحقيق فائز فارس 132/1 1

193 ...

ص: 192

مصطلحات نحوية (13)

دونها ، مقدّرة ب- : في منتقلة» (1) .

وقريب منه قول ابن معطي ( ت 628 ه- ) : الحال «بيان هيئة الفاعل (ت

أو المفعول بنكرة مشتقة بعد معرفة قد تمّ الكلام دونها منتقلة » (2) . والجديد في هذا التعريف إشارته إلى كون الحال مشتقة منتقلة وكونها كذلك غالب وليس لازماً ؛ إذ إنّها قد تأتي جامدة ثابتة ، وقد أشار

إلى ذلك غير واحد من النحاة (3) ، ومنهم ابن مالك إذ قال في ألفيته :

وكونه منتقلاً مُشتقا يغلب لكن ليس مستحقا

وعرّفه عبد القاهر الجرجاني ( ت 471 ه- ) بقوله : الحال كلّ صفة

نكرة منصوبة بمعنى في حال كذا » (4) .

ومرادهم بالصفة أو الوصف: «ما صيغ من المصدر ليدلّ على

متصف ، وذلك اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة وأمثلة المبالغة وأفعل التفضيل » (5) ، فكأنّه قال : إنّ الحال نكرة مشتقة .

وقوله : ( بمعنى في حال كذا بمعنى قول غيره : مبينة للهيئة .

.

(1) شرح المقدّمة المحسبة 1 / 310 - 312 (2) الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود الطناحي : 186 . (3) أ - شرح الرضي على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر 32/2 . ب - الفوائد الضيائية ، عبد الرحمن الجامي ، تحقيق أسامة الرفاعي 389/1

. 390

ج - أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك 79/2

د - شرح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي، تحقيق محمد الطيب

الإبراهيم : 171

همع الهوامع في شرح جمع الجوامع ، جلال الدين السيوطي ، تحقيق

عبد العال سالم مكرم 2/ 10

(4) الجمل : 16 .

(5) شرح الأشموني على الألفية ، تحقيق محمد الدين عبد الحميد 242/1

محيي

.

-

.. تراثنا / 58

ص: 193

194

وقوله : (منصوبة ) أي أصالة ، وقد يجرّ لفظه بالباء ومن بعد النفي ،

ولكن ليس ذلك مقيساً على الأصح ، نحو :

فما رجعت بخائبة ركاب حكيم بن المسيب منتهاها» (1)

أما ابن الحاجب (ت) 646 ه) فقد عرف الحال بقوله : «الحال : ما

يبيّن هيئة الفاعل أو المفعول به لفظاً أو معنى ، نحو: ضربتُ زيداً قائِماً وزيد في الدار قائماً ، وهذا زيد قائماً» (2) .

قوله : (لفظاً أو معنى ( حال من [ لفظ ] الفاعل أو المفعول [به] أي : ملفوظاً أو معنوياً ... أمّا المفعول المعنوي فنحو : شيخاً، في قوله تعالى : ( وهذا بعلي شيخاً ) (3) ؛ فإنّ بعلي ) خبر المبتدأ، وهو في المعنى مفعول لمدلول هذا ) ، أي : أنبه على بعلي وأشير إليه شيخاً .

وأمّا الفاعل المعنوي فكما في قوله :

كأنه خارجاً من جنب صفحتِهِ

إذ المعنى : يُشبه خارجاً » (4)

ومما ذكره الرضي في مناقشة هذا التعريف أنّه : «ليس في هذا الحدّ تحقيق معنى الحال وبيان ماهيّته ؛ لأنّه ربّما يُتوهّم أنّه موضوع لبيان هيئة الفاعل أو المفعول مطلقاً ، لا في حالة الفعل، فيظن في جاءَني زيد راكباً ) ، أن ( راكباً) هيئة لهذا الفاعل مطلقاً ، لا في خصوص حال المجيء ، فيكون غلطاً

(1) حاشية الصبان على شرح الأشموني 169/2 (2) شرح الرضي على الكافية 8/2 .

(3) سورة هود 11 : 72

(4) شرح الرضي على الكافية 13/2

..

ص: 194

مصطلحات نحوية (13)

ويخرج عن هذا الحدّ الحال التي هي جملة بعد عامل ليس معه ذو

حال ، كقوله :

وقد أغتدي والطير في وكناتها بمنجردِ قيد الأوابد هيكل» (1) وعرفه ابن عصفور (ت 669 ه- ) بأنّه : «كل اسم أو ما هو في تقديره، منصوب لفظاً أو نيّةً ، مفسّر لما آنبهم من الهيئات ، أو مؤكّد لما أنطوى عليه الكلام ، فالمفسّر نحو قولك : جاء زيد ضاحكاً، والمؤكد : تبسم زيد ضاحكاً» (2) .

وقد تضمّن هذا التعريف بيان أن الحال قد يكون مفرداً وقد يكون جملةً ، وأن نصبه قد يكون لفظياً وقد يكون تقديرياً، وهي تقسيمات لا حاجة إلى إيرادها في متن التعريف الذي يطلب منه بيان ذاتيّات المعرَّف التي تميّزه عن غيره ، ثمّ يوكل بيان أقسامه وتفصيلاته إلى شرح التعريف

وأمّا ابن مالك ( ت 672 ه) فقد عرف الحال بتعريفين : أوّلهما : «هو ما دل على هيئة وصاحبها ، متضمناً ما فيه معنى

(في) ، غير تابع ولا عمدة» (3) .

ومما ذكر في شرحه : أن قوله : ( على هيئة)، يشمل الحال ونحو

(

( تربعت ) ؛ فإنّها هيئة في الفعل ... قوله : (وصاحبها) خرج [به] تربعت ... قوله : (متضمناً ما فيه معنى في أخرج نحو : بنيت صومعة ؛ فإنّه غير متضمّن معنى (في) مع دلالته على هيئة وصاحبها ... [ وقوله :] (غير تابع) أخرج: مررتُ برجل راكب ، وقوله :] (ولا عمدة) أخرج

(1) شرح الرضي على الكافية 8/2 .

(2) المقرَّب ، ابن عصفور ، تحقيق أحمد الجواري وعبد الله الجبوري 145/1

.

(3) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمد کامل بركات : 108

تراثنا / 58

ص: 195

196

(راكب) من (زيد راكبٌ ) ؛ فإنّ هذين التركيبين فيهما ما في الحال من الدلالة على هيئةٍ وصاحبها وتضمّن معنى (في)، إلا أن التركيب الأوّل

تابع ، والثاني عمدة، فليسا حالين (1) .

وثانيهما : ما ذكره في ألفيته بقوله :

الحال وصف فضلةٌ منتصِبُ مفهم في حال ك- فرداً أذهب وقال ابن هشام الأنصاري شارحاً هذا الحدّ : «الوصف : جنس يشمل الخبر والنعت والحال ، وفضلة : مخرج للخبر، ومنتصب : مخرج لنعتي المرفوع والمخفوض ك- (جاءني رجل راكبٌ) و (مررت برجل راكب) ، ومفهم في حال كذا مخرج لنعت المنصوب ك- ( رأيت رجلاً راكباً ) ؛ فإنّه إنما سيق لتقييد المنعوت، فهو لا يفهم في حال كذا بطريق القصد ، وإنّما أفهمه بطريق اللزوم. وفي هذا الحدّ نظر ؛ لأن النصب حكم ، والحكم فرع التصوّر ،

والتصوّر متوقف على الحد ، فجاء الدور» (2)

:

ولاحظ عليه ابن الناظم : أنّ «فيه - مع إدخال حكم في الحدّ - أنّه حدّ غير مانع ؛ لأنّه يشمل النعت ، ألا ترى أن قولك : مررتُ برجل راكب، في في حال ركوبه ، كما أن قولك : جاء زيد ضاحكاً، في

معنی: مررت برج

معنى : جاء زيد في حال ضحكه» (3)

(1) شفاء العليل في إيضاح التسهيل ، محمد بن عيسى السلسيلي، تحقيق عبد الله

البركاتي 521/2 .

(2) أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي

عبد الحمید 2/ 78 - 79

(3) شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك : 124 .

الدين

مصطلحات نحوية (13)

أقول :

ص: 196

197 ..

إن اعتراضه بدخول النعت في نحو مررتُ برجل راكب، مدفوع بأخذ قيد (النصب) في التعريف ، وكان ينبغي الاعتراض بدخول النعت في نحو : رأيت رجلاً راكباً ، إلا أن الاعتراض يكون حينئذ قابلاً للدفع بما ذكره ابن هشام من أنّه يفهم في حال كذا بطريق اللزوم لا القصد، أو بطريق التضمّن كما سيذكره ابن الناظم نفسه .

وقال ابن الناظم (ت) 686 ه- ) في تعريف الحال : «هو الوصف

المذكور فضلة لبيان هيئة ما هو له ، فالوصف : جنس يشمل الحال المشتقة ، نحو : جاءَ زيد راكباً، والحال المؤوّلة بالمشتق كقوله تعالى : فانفروا ثبات ) (1) ، ومخرج نحو (القهقرى) من قولك : رجعتُ القهقهرى ، و المذكور فضلة يخرج الخبر من نحو : زيد قائم ... و البيان هيئة ما هو له يُخرج التمييز من نحو الله درّه فارساً ، والنعت من نحو :

:

مررتُ برجل راكب ؛ فإنّ التمييز في ذلك والنعت في ذا ، ليس واحد منهما مذكوراً لقصد بيان الهيئة ، بل التمييز مذكور لبيان جنس المتعجب منه ،

والنعت مذكور لتخصيص الفاعل ، ووقع بيان الهيئة بهما ضمناً ) (2) . وأمّا الرضي الاسترابادي (ت 686 ه- ) فقد قال في تعريف الحال : الأولى» أن نقول : الحال على ضربين منتقلة ومؤكدة، ولكل منهما حد ؛ لاختلاف ماهيتهما ، فحد المنتقلة : جزء كلام يتقيَّدُ بوقتِ حصولِ مضمونه تعلق الحدث الذي في ذلك الكلام بالفاعل أو المفعول أو بما يجري

(1) سورة النساء 4: 71 .

(2) شرح ابن الناظم على الألفية : 124 .

تراثنا / 58

ص: 197

198

مجراهما .

فبقولنا : ( جزء كلام) تخرج الجملة الثانية في نحو : ركب زيد وركب

مع ركوبه غلامه ، إذا لم نجعلها حالاً

ويخرج بقولنا : [ بوقت ] حصول مضمونه ، المصدر في نحو : رجع

القهقرى ؛ لأنّ الرجوع يتقيّد بنفسه ، لا بوقت حصول مضمونه .

ويخرج

النعتُ بقولنا : ( يتقيّد تعلّق الحدث بالفاعل أو المفعول ) ؛

فإنّه لا يتقيّد بوقت حصول مضمونه ذلك التعلّق .

وقولنا : ( أو بما يجري مجراهما يُدخل حال الفاعل والمفعول

المعنويين ، نحو : وهذا بعلى شيخاً ) ، و :

كأنه خارجاً من جنب صفحته سفُودُ شَرْبٍ نَسوْهُ عند مُفْتَأدِ ... وحد المؤكدة : اسم غير حدث يجيء مقرّراً لمضمون

جملة » (1) .

ويلاحظ أنّ إثبات الحال المؤكّدة «مذهب الجمهور، وذهب المبرد

والفرّاء والسهيلي إلى إنكارها ، وقالوا : لا تكون الحال إلا مبنية ؛ إذ لا يخلو [ الكلام ] من تجديد فائدة ما عند ذكرها» (2) .

وقد وافق ابنُ هشام ( ت 761 ه) الرضيَّ على قسمة الحال إلى قسمين لاختلافهما في الماهية ، وتعريف كلّ منهما على حدّه ، وطرح على

هذا الأساس ثلاثة تعاريف للحال :

• أوّلها : إنّ الحال : «وصف فضلة يقع في جواب كيف ، ك:

(1) شرح الرضي على الكافية 2 / 10 - 11 .

(2) همع الهوامع في شرح جمع الجوامع ، السيوطي ، تحقيق عبد العال سالم مكرم

39/4

199 ....

ص: 198

مصطلحات نحوية (13)

( ضربت اللص مكتوفاً ) ..

فإن

قلتَ : يَردُ على ذكر الوصف نحو قوله تعالى : فانفروا

ثبات ) ؛ فإن ثبات ) حال وليس بوصف ، وعلى ذكر الفضلة نحو قوله تعالى : ( ولا تمش فى الأرض مَرَحاً ) (1) ... فإنه لو أسقط مَرَحاً ) ﴿

(2)

؛ [ فإنّ

فسد المعنى ، فيبطل كون الحال فضلةً، وعلى ذكر الوقوع في جواب (كيف) نحو قوله تعالى : ( ولا تعثوا في الأرضِ مفسدين) الحال فيها لا يقع في جواب كيف ] ..

قلتُ : ثبات) في معنى متفرقين ، فهو وصف تقديراً ، والمراد بالفضلة ما يقع بعد تمام الجملة ، لا ما يصلح الاستغناء عنه ، والحدّ المذكور للحال المبينة لا المؤكدة » (3)

ثانيها : الحال : «وصف فضلةٌ مسوق لبيان هيئة صاحبه ، أو

:

تأكيده ، أو تأكيد عامله ، أو مضمون الجملة قبله ... فقولي: (وصف) جنس يدخل تحته الحال والخبر والصفة ، وقولي : (فضلة) فصل مخرج للخبر ... وقولي : (مسوق لبيان هيئة ما هو له ) مخرج لأمرين ، أحدهما نعت الفضلة ، من نحو : رأيت رجلاً طويلاً ... فإنّه وإن كان وصفاً فضلةً لكنّه لم يُسَق لبيان الهيئة ، وإنّما سيق لتقييد الموصوف ، وجاء بيان الهيئة ضمناً ، والثاني : بعض أمثلة التمييز، نحو: الله دَره فارساً ؛ فإنّه وإن كان وصفاً فضلةً ، لكنّه لم يُسَق لبيان الهيئة، ولكنّه سيق لبيان جنس المتعجب

(1) سورة الإسراء 17 : 37 ، سورة لقمان 31 : 18 .

(2) سورة البقرة 2 : 60 .

(3) شرح قطر الندى ، ابن هشام ، تحقيق محمد الدين عبد الحميد : 234 -

محيي

235

ص: 199

200

... تراثنا / 58

منه ، وجاء بيان الهيئة ضمناً ، وقولي : ( أو تأكيده ... إلى آخره) تممت ذكر أنواع الحال» (1)

به

وقد تابعه على هذا التعريف جمال الدين الفاكهي (ت 972 ه) (2) .

. ثالثها : ما ذكره في شرحه على الألفية، وهو مماثل للتعريف الثاني ، إلا أنه ذكر في شرحه أن كلمة (الوصف) في الحدّ مخرجة لنحو (القهقرى ) في : رجعتُ القهقرى (3) .

في

وعرفه ابن عقيل ( ت 769ه- ) بتعريف تابع فيه ابن مالك في ما ذكره

ألفيته ، فقال : إنّه الوصف الفضلة المنتصب للدلالة على الهيئة » (4) وقال الخضري في شرحه : «ولا يرد [عليه] أن النصب حكم من أحكام الحال ، فأخذه في تعريفه يؤدّي للدور ؛ لتوقفه على التصوّر ، والتصوّر على التعريف ؛ لأنه يكفي في الحكم التصوّر بوجه ما ولو بالاسم ، فلا يتوقف على التصوّر المستفاد الحد » ( ه ) .

من

وعرّفه السيوطي (ت 911 ه- ) بقوله : «هو فضلة دال على هيئة صاحبه ، نحو : جاء زيد ضاحكاً ، ف- ( ضاحكاً ) فضلة دال على الهيئة التي

جاء عليها زيد .

وخرج ب- (الفضلة) العمدة، نحو: زيد ضاحك ، وب- (دال على

(1) شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : 244

. YET

(2) شروح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي، تحقيق محمد الطيب الإبراهيم :

.170 - 172

(3) أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك 78/2.

-

(4) شرح ابن عقيل على الألفية ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد 625/1 . (5) حاشية الخضري على شرح ابن عقیل 212/1

201

ص: 200

مصطلحات نحويّة (13) ....

الهيئة ) سائر المنصوبات إلا المصدر النوعي ، وب- (صاحبه ) نحو : القهقرى ؛

فإنّه يدلّ على هيئة الرجوع لا على هيئة الصاحب

ولا يقدح في جعله فضلة عدم الاستغناء عنه في بعض المواضع ،

(1)

نحو : ( وإذا بطشتم بطشتم جبارين ) (1) ؛ لأنّه عارض ، كما لا يقدح في العمدة عروض الاستغناء عنه» (2)

والملاحظ أنّ بعض متأخّري النحاة لم يشيروا إلى مجيء

ء الحال من

الفاعل والمفعول خاصة ، لا في حدّ الحال ولا في شرحه (3)، بل صرّح بعضهم بمجيئه لبيان هيئة غيرهما كالخبر (4) والمضاف إليه (5) .

وأما النحاة المعاصرون ، فإنّهم يرفضون قصر مجيء الحال من الفاعل والمفعول به ، ويذهبون إلى مجيئها من غيرهما ، فالشيخ مصطفى الغلاييني يعرّف الحال بأنّها : وصف فضلةً يُذكر لبيان هيئة الاسم الذي يكون الوصف «له ويقول في بيانه : «تجيء الحال من الفاعل نحو : (رجعَ الغائبُ سالماً ومن نائب الفاعل نحو : تؤكل الفاكهة ناضجةً ومن الخبر نحو :

) هذا الهلال (طالعاً ومن المبتدأ - كما هو مذهب سيبويه ومن تابعه ، وهو الحق - نحو : ( أنتَ مجتهداً أخي ) ... ومن المفاعيل كلّها على الأصح ،

(1) سورة الشعراء 26 : 130

(2) همع الهوامع 08/4

(3) أ - شرح قطر الندى : 234 - 235

ب - أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك 77/2 - 79 .

ج - شرح الحدود النحوية : 165 - 167 .

(4) شرح ابن الناظم على الألفية : 125

(5) أ - شرح شذور الذهب : 248

ب - شرح ابن عقيل على الألفية 644/1 - 645 .

تراثنا / 58

ص: 201

202

لا من المفعول به وحده» (1)

والأستاذ عباس حسن يعرّف الحال بأنّها : وصف فضلةً يبين هيئة

الحال

ما قبله - من فاعل أو مفعول به ، أو منهما معاً ، أو من غيرهما - وقت وقوع الفعل» ، ويشير في الحاشية إلى أنّه لا قيمة للاعتراض على مجيء المبتدأ أو من اسم الناسخ .. ذلك لأن من يرفضونه لا يرفضونه

من

للسبب القويم الصحيح ، وهو : عدم الاستعمال العربي الأصيل ، وإنّما

يرفضونه لأنّه لا يتفق مع مظهر من مظاهر السلطان الذي وهبوه للعامل والغريب . أن المأثور الكثير من كلام العرب الخُلَّص لا يوافقهم ولا يؤيّدهم مع كثرته ! بدليل صحة قولهم : أعجبني عطاء المحسن مبتسماً ، وسرنى

صوت القارئ خاشعاً ، ولهذا يخالفهم - بحق - سيبويه وفريق معه» (2)

ص: 202

من وخسائر التران

ص: 203

ص: 204

الندية الأولى

بنیت

للأقامة على بالي أينَ السَّجَادِ

تحقيق

ر خون کرتے

صورة

ص: 205

الندبة الاولى

مقدّمة التحقيق

207

ص: 206

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي يسمع

الدعاء، ويدفع البلاء، ويفيض الضياء،

ويكشف الظلماء .

والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء ، وسيّد الأصفياء ، وعلى آله

الطاهرين النجباء .

وبعد :

فإنّ أدعية أئمة أهل البيت لالالالالالام المنهل عذب لمن رام أن يرسي قواعد الإيمان في قلبه ، أو يسمو بروحه إلى آفاق الكمال ، لا سيما وأنّها استوعبت الأخلاق الحميدة، والحكم الخالدة ، وكانت وسيلتهم للتربية الفاضلة والتوجيه الصحيح للفرد والمجتمع سواء . ولا عجب من ذلك وقد علمنا أن اللوح قد زُيّن بأسمائهم (1) ، وأنزل

السلام

(1) روى السيد ابن طاووس في اليقين : 152 ، بإسناده إلى محمد بن الحسن بن

علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي

،

قال : في اللوح المحفوظ تحت العرش ، علي ابن أبي طالب أمير المؤمنين

،

.208

ص: 207

... تراثنا / 58

الباري عزّ وجلّ فيهم البينات والمعجزات الظاهرات ، فما اختصت آية التطهير ، وآية المودّة ، وآية المباهلة إلا بهم

وخصوصاً أدعية رابع الأئمة ، سيد الساجدين وزين العابدين لا فإنّها قد أَلمّت بكل جوانب الحياة ، فهي إضافة إلى تثبيتها الإيمان والسموّ بالروح ، فإنّها تجلي الرين عن القلوب، وتزيل الهموم والغموم عن النفوس، وهي بلا مغالاة فوق كلام البشر ، ودون القرآن الكريم و نهج البلاغة - كلام جدّه باب مدينة علم الرسول علي بن أبي طالب لالالالا

وحقاً قيل : إنّ الصحيفة السجّاديّة زبور آل محمّد وإنجيلهم

نعم ، إن كل ما حوته صحيفته ل هو تعظيم وتقديس للباري وجلاله ، وشكر لفضله وكرمه، وطلب التوفيق والهداية منه ، والنجاة من

عذابه ، والتعوّذ من الشيطان وإغوائه .

وبعبارة أخرى : إن كلمات هذه الصحيفة تحمل أنفاس الإمام الزكية ،

وتعكس روحه الصافية النقية ، فهي ليست مجرد أدعية ، بل إنّها مدرسة المبدأ والعقيدة والصبر والتضحية، والتسامح والرحمة . وهذه أدعيته وأحرازه الشهيرة أضحت خير زاد يتقوّى به على

مواصلة الطريق المؤدّي إلى مرضاة الله تعالى .

(1) أوّل من أطلق هذين الاسمين هو ابن شهرآشوب - المتوفى سنة 588 ه- - د - في معالم العلماء : 125 و 131 ، في ترجمة متوكل بن عمير بن المتوكل ، ويحيى بن

علي بن محمد بن الحسين الرقي

ص: 208

الندبة الأولى

الإمام على بن الحسين السجاد لا

.

ترجمته في سطور (1)

:نسبه

:

209 ..

من

صَدَ الل- كان يقال له الله : ابن الخيرتين لقول رسول الله : «إن الله عباده خيرتين ؛ فخيرته من العرب قريش ، ومن العجم فارس ، وكانت أُمّه

بنت كسرى .

اسم أُمّه :

سلافة ؛ وقيل : سلامة ؛ وقيل : شاه زنان ؛ وقيل : غزالة ؛ وقيل : خولة

وقال في إعلام الورى : اسم أمه شهزنان ؛ وقيل : شهربانویه ويذهب بعض المؤرّخين إلى أنّ أمير المؤمنين الله أبدل اسم

((

شاه زنان ب- شهر «بانو لئلا تشارك الزهراء العلاج لقبها ، فإنّ شاه زنان

تعني في العربيّة : سيدة النساء ، وقد خُصّت فاطمة البتول علي بلقب

سيّدة نساء العالمين». وقيل : إن أمير المؤمنين لالالالالالات قد سمّاها مريم ، وهذا ما يعطيها نفس

المكانة .

(1) لقد اعتمدنا فى هذه الترجمة المقتضبة للإمام لالالالالها على بعض المصادر المعتبرة

التي تناولت سيرة الأئمة الإثني عشر ، وهي كما يلي :

السلام

إعلام الورى 479/1 - 496 ، الخرائج والجرائح 2/ 583 - 588 ، كشف الغمة

2 / 3 - 116 ، بحار الأنوار الجزء 46 ، عوالم العلوم الجزء 18 .

مولده :

ص: 209

.. تراثنا / 58/

ولد الا بالمدينة خامس شعبان سنة ست أو سبع أو ثمان وثلاثين

من الهجرة .

ألقابه :

زين العابدين ، سيد الساجدين ، السجاد ، ذو الثفنات ، الزكي ،

الأمين ، الخاشع ، الزاهد ، البكاء ، أبو الأئمّة .

کناه :

أبو الحسن ، أبو محمد أبو القاسم ، أبو بكر .

نقش خاتمه :

(

العزة الله ، و : الحمد لله العلي العظيم ، و : خَزي وشَقِي قاتل الحسين

ابن عليّ .

من معجزاته :

عن

أبي حمزة الثمالي ، قال : كنت عند علي بن الحسين لعل الله فإذا عصافير يطرن حوله ويصرخن ، فقال : يا أبا حمزة هل تدري ما تقول هذه العصافير ؟ فقلت : لا . قال : فإنّها تقدّس ربّها عزّ وجلّ وتسأله قوت

يومها ...

عن الإمام الباقر الله ، قال : إن حبابة الوالبية دعا لها علي بن

الندبة الاولى

ص: 210

211 ...

الحسين لالالالالالا فردّ الله عليها شبابها، وأشار إليها بإصبعه ، فحاضت لوقتها ،

ولها يومئذ مائة سنة وثلاث عشرة سنة .

من كلماته :

كان الله يقول : ما يسرني بنصيبي من الذل

مر النعم

حمر

وفي رواية أخرى قال لها : ما أحب أن لي بذل نفسي حمر النعم (1) .

كثرة عبادته :

عن عبد الله بن علي بن الحسين لا ، قال : كان أبي يصلّي بالليل

حتّى يزحف إلى فراشه .

صبره

إنه لا مات له ابن فلم يُرَ منه جزع، فسئل عن ذلك ، فقال : «أمرٌ

كنا نتوقعه فلما وقع لم ننكره .

حزنه وبكاؤه على شهادة أبيه

لقد بكى لالالالالالا على أبيه الحسين لالالالالالا عشرين سنة أو أربعين سنة

أولاده :

أبو جعفر محمد الباقر الله ، أبو الحسين زيد الشهيد ، عمر

(1) أي : لا أحب ذل نفسي وإن حصلت لي به حمر النعم ، أو لا أُحب ذل نفسي ولا

أرضى بدله حمر النعم ، - فيكون تمهيداً لما بعده

212

ص: 211

تراثنا / 58

عبد الله ، الحسن ، الحسين ، الحسين الأصغر، عبد الرحمن، سليمان ، عليّ ، خديجة ، محمد الأصغر ، فاطمة ، عليّة ، أُمّ كلثوم .

من أصحابه :

أبو خالد الكابلي «كنكر»، يحيى بن أُمّ الطويل المطعمي - بابه سعيد بن المسيب المخزومي ، حكيم بن جبير، جابر بن عبدالله الأنصاري ، عامر بن واثلة الكناني، أبو حمزة الثمالي ، فرات بن أحنف ،

طاووس بن كيسان ، الفرزدق الشاعر .

شعراؤه :

الفرزدق ، كثير عزة .

بابه :

يحيى بن أمّ الطويل المدفون بواسط ، قتله الحجّاج لعنه الله .

آثاره:

المصحف المنسوب إليه لالالالالالام المحفوظ في الخزانة الرضوية بمشهد

الصحيفة السجادية ، رسالة الحقوق .

وفاته :

توفي الله في اليوم الخامس والعشرين من المحرم سنة خمس

الندبة الاولى

ص: 212

213 ..

وتسعين من الهجرة، أو في أوّل سنة أربع وتسعين ، وله يومئذ سبع

وخمسون سنة

وكانت إمامته أربعاً وثلاثين سنة ، وتوفّي في ملك الوليد بن

عبد الملك .

حول الندية (1) :

أمّا ندبته الله هذه التي بين يديك - عزيزي القارئ - فقد تخللتها أبيات من البحر الطويل تؤدّي نفس مضمون سائر كلام الإمام الله ، ومن المستبعد أن تكون من نظمه الله

ولعظيم فحواها، وجزيل بركتها فقد خصها علماؤنا بالإجازة والرواية ؛ كما فعل ذلك العلامة الحلّي لله في إجازته الكبيرة لبني زهرة

الحلبي رضوان الله عليهم (2) ، وهم : علاء الدين أبو الحسن علي بن زهرة ،

.

وأبنه شرف الدين أبو عبد الله الحسين ، وابنه الآخر بدر الدين أبو عبد الله محمد، وابن بدر الدين أمين الدين أبو طالب أحمد، وابن بدر الدين

الآخر عز الدين أبو محمد الحسن .

النسخة المعتمدة .. ومنهج التحقيق :

هي

النسخة المخطوطة المصوّرة والمحفوظة في مركز إحياء التراث

الإسلامي برقم 228، ضمن مجموعة احتوت 5 رسائل .

(1) ذكرها في الذريعة 103/24 رقم 534 .

(2) ذكرت هذه الإجازة في الذريعة 176/1 رقم 899 ، ومكتبة العلّامة الحلّي : 27

رقم 5 ، ووردت كاملة في بحار الأنوار 107 / 60 - 137

ص: 213

. 214

تراثنا / 58

كتبت النسخة في 7 صفحات بخط النسخ ، بقياس 17 × 13/5 سم ،

وبتاريخ ربيع الحسن الآوي.

را با

الآخر سنة 708 ه، كاتبها هو الحسن بن محمد بن أبي

ورمزت لها بالحرف «ن» .

كان أوّل عملي هو استنساخ النسخة المخطوطة ، ومن ، ومن ثمّ قابلتها مع الصحيفة السجادية الجامعة ، وأشرت لمواضع الاختلافات بينهما في

الهامش.

ورمزت للصحيفة ب- «صح».

:

وقد شرحت وأوضحت الكلمات الغامضة والغريبة وفقاً لكتب اللغة

المعتمدة، وما كان مثبتاً بحاشية المخطوطة (ن)» رمزت له ب- «حاش» . وأحمده تعالى أن وفقني لتحقيق هذا الأثر الثمين ، سائله سبحانه أن

يوفقني للمزيد ، إنه نعم المولى ونعم المعين .

فارس حسّون كريم

ه شعبان 1419 ه- - قم

ذكرى مولد الإمام السجاد الله

215 ..

ص: 214

الندبة الاولى

ب.

اله الاخير الا يارب يكم بالخير

:

أبو

أَخْبَرَنَا الي الامام العالم العلامة غيات الدين عبد الكريم بن احمد بن موسى نطا الحسني البغدادي وقت راجين من زمان مولانا الامام على نوى التفاعلية السلم ورسوله بآرة قال البرمائي عبد الدين علاقه بن محمد بن بلد في المنفى مدرس مدت سه إِلى خَيْفَةُ بَعْدَادَ أَخْبَرَنَا الشريف كمال التنجدات محمد من زيد الحسينى الموصاح أجرنا الشيخ رشيد الدين محمدمن على ناشهر انوب المازندران

بدالدین أَخبرنا الدالامام البعيد العلامة الخلق ضياء الدين أبو الرضا فضل الله بن على الحيرة الاولى اعلى اللَّهُ دَرَجه وشرف لديه من لَهُ قَالَ لخبر الشيخ السيد قطبل لين الحفر محمد على الحسن المغرى البابوري تخبنا الشيخ الادب الحسن بن سلوبَ وَأَهْمَا لَتَا بُورى ان مولف اللمة قال أخبرنا الحاكم أبو الله عبدالله بن بدا قيل لي كانت قَالَ أَخْبَرَنَا الشيخ أبو الهم على بن محمد الميرى بغرار نهِ عَلَى بَلفظ نے دَارِهِ مِنْ أَصْلِهِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو جب فر محمد من على بن الحسين بن موسى من باجه القيه القسمى رضى العَنهُ قالَ جَدَنا أبوبكر محمد بن العم من محمد الاستراب ذى قال حد ماجد الملك من ابرهيم وعلى من يمان محمد ن بار قَالَ حَدَ نَا أَو تَحي بن محمد بن عبدالله ابن يزيد الفرح قَالَ جَدَنَا سفين نحن عن الزبيرى قال يجب على الحسين بل العباد من عليها الله يجاب نه وناجي ربه وهول يان خام اے انجمن تكونكِ وَإِلَى الدُّنْبَادَها انها كونك أَنَا اعْتَبَرْت عَنْ مَضَى من الا فيك وَمَن وَارتُهُ الأَرْضُ من الافك وَمَنْ فَعَتْ بِهِ مِنَ اخْوَا بِلِ دَخَلَكِ إِلَى دَارًا إِلَى مَنْ أَراكِ

تم نے بطون الأرض الظهورِهَا ، مَا مِنهُم إِبْهَا بِمَا لا دَوَا سُرُ

ح ال

صورة الصفحة الأولى من النسخة «ن»

صورة

ص: 215

216

.. تراثنا / 58

عد إلى ذكر المنقول إلى الرى وَالحَمدْ نُوعِ إِلَى هَوْلِ مَا تَرَى شعر

هَوَى مَصْرَعًا في الحكِ وَتَوَزَعَتْ مَوَارِينَهُ أَرْجَامَهُ وَإِلا وَامِرُ

وانجوا على أموالِهِ بْنَ مَا وَلَا جَامِدٌ مِنْهُمْ عَلَيْهَا وَمَا كِرُ

عد

دفاعا من الدنيا وبانا جا لَهَا وَيَا ابنَا مِن أَن تَدُورَ الدَّوا بُرُ . كنات من الحالة وأنت ابن اليها لا محالة أَمْ كَيْفَ تَنَا بِعُونَكَ وَي عَنكَ

إلى مانكَ أَمْ كَيْفَ يُبْغُ طَعَامَكَ وَأَنكَ أَنْتَظِرُ حَما مَكَ

علم تزود الرجل وقَدْدَ نَا وَأَنتَ عَلَى جَالِ وَنَا مُسَافِرُ الردى لن نَاظِرُ

کے

، وَكُل الذي أَعْلَفْتُ المُنتَ تَجَارَى عَلَم من الكمْ قَابُرد فكم ترفع يديك دنبال وَتَرْكَبُ : ذَلِكَ مَوَالَ إنّي لَأَرَالَ مُعَينَ البَ بْنَ رَافِعَ الدُّنْيا بالدين أَ هَذَا أَمَرَكَ الرَّحْمَنُ أَمْ عَلَ هَذَا دَلكَ القُرآنُ شعر

ا ر بما فى وَعَمَرَ مَا يَنَا فَلَا ذَاكَ مَوْفُورٌ وَلَا ذَا لَ عَامِرُ :

الجيدة

وَهَلكَ أنْ لا قَالَ حَنْفُكَ بَغْهُ وَلَمْ تَكَبَ خَيْرٌ لَدَى القَمَعَاذِرُ أَرضَى أَن تعنى البَهُ وَنَعْمَى وَدَنَكَ مَنقوص وَمَا لكَ وا فرد

ا اله به عمدا له تَعَالَى وَجَمَ أَقْنا لِهِ وَالصَّلَقَ : والسلم علی حمد و آله و انتها به استان کلی دی ما با کتاب

اچھے

دالمحمد متون نے انجن ٹی وی نے ری لاورنہ بیان دی ہے۔

صورة الصفحة الأخيرة من النسخة «ن»

217

صورة

ص: 216

الندبة الأولى

أحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

يا ربّ تمّم بالخير

أخبرنا السيّد الإمام العالم العلّامة، غياث الدين عبد الكريم بن

، بن موسى بن طاووس الحسني البغدادي (1) - وقت مراجعته من

زيارة مولانا الإمام علي بن موسى الرضا الله ووصوله باوة (2)

،

قال : أخبرني الشيخ مجد الدين عبد الله بن محمود البلدحي

الحنفي (3) - مُدرّس مدرسة أبي حنيفة ببغداد أخبرنا الشريف كمال الدين حيدر بن محمد بن زيد الحسيني

الموصلي (4) ،

(1) كان السيد عبد الكريم بن طاووس حائري المولد ، حلي المنشأ ، بغدادي التحصيل ، كاظمي الخاتمة ، ولد في شعبان سنة 648 ه- ، وتوفّي في شوال سنة 693 ه- ، وكان عمره خمساً وأربعين سنة وشهرين وأياماً .

آنظر : رجال ابن داود الحلّي : 130 رقم 966 ، الأعلام للزركلي - 51/4 . (2) وتسمّى أيضاً : آبَهُ ، اَوج : بليدة تقابل ساوة ، وتفصلها عنها مسافة 24 ألف ذراع آنظر : معجم البلدان 50/1 ، المعجم اللغوي الفارسي لغت نامه» - لدهخدا -

187/1

(3) هو عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي البلدحي ، أبو الفضل ، ولد سنة 599 ه- بالموصل ، ورحل إلى دمشق ، ووُلّي قضاء الكوفة مدّة ، ثم استقر ببغداد

مدرّساً ، وتوفي فيها سنة 683 ه- .

انظر : الأعلام - للزركلي - 4 / 135

وفي «ن» : عبد الله بن محمود بن بلدجي

وكذا ذكره في رياض العلماء 247/3 ، وقال : اختلف في ضبط اسم جده ؛

فقيل : ابن بلوجي ؛ وقيل : ابن الرجى ؛ وقيل : ابن بلدجي

(4) هو حيدر بن محمد بن زيد بن محمد بن عبد الله الحسيني ، عالم فاضل ، أجازه

ص: 217

218

تراثنا / 58

أخبرنا الشيخ رشيد الدين محمّد بن علي بن شهر آشوب

المازندراني (1)

أخبرنا السيّد الإمام السعيد العلامة، حجّة الخلق ، ضياء الدين ، أبو الرضا فضل الله بن علي الحسني الراوندي، أعلى الله درجته ، وشرّف

لديه منزلته (2) ،

قال : أخبرنا الشيخ السعيد ، قطب الدين ، أبو جعفر محمد بن عليّ

ابن الحسن المقرئ النيسابوري )

، (3)

أخر الشيخ الأديب الحسن بن يعقوب بن أحمد النيسابوري (4) :

ابن مؤلّف البُلْغَة (5) - ،

ه ابن شهر آشوب في سنة 570 ه- . انظر : أمل الآمل 2/ 108 رقم 303 .

(1) هو

أبو جعفر محمد بن عليّ بن شهر آشوب السروي ، شيخ مشايخ الإماميّة ، حفظ أكثر القرآن وله ثماني سنين ، عاش 100 سنة إلا عشرة أشهر ، توفّي سنة

588

588 ه- .

أنظر : لسان الميزان 310/5 رقم 1034 ، الكنى والألقاب 321/1 (2) هو فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي ، كان فاضلاً ، جليلاً ، رئيساً ،

أديباً ، شاعراً ، مصنفاً ، له ديوان شعر ، توفي سنة 570 ه- بكاشان

أنظر : أعيان الشيعة 408/8 ، الأعلام - للزركلي - 152/5

(3) ثقة ، عين ، له تصانيف ، منها : التعليق ، الحدود ، الموجز في النحو .

انظر : فهرست منتجب الدين : 157 رقم 363 ، أمل الآمل 283/2 رقم 842 ،

رياض العلماء 118/5 ، معجم المؤلفين 317/10 .

(4) هو أبو بكر الحسن الأديب ، كان أستاذ أهل نيسابور في الأدب ، له تصانيف

حسنة ، توفي سنة 517 ه-

انظر : لسان الميزان 2/ 259 رقم 1087 .

(5) البلغة المترجمة في اللغة ليعقوب بن

أحمد محمد ، الكردي الأصل ، والمتوفّى

بن

"D

219 ...

ص: 218

الندبة الأولى

قال : أخبرنا الحاكم أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني (1) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو القاسم علي بن محمد العمري (2) - بقراءته

علَيَّ بلفظه في داره ، من أصله

قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن

بابويه ، الفقيه القمى لله (3)

قال : حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد الأسترآبادي (4)

سنة 474 ه-

أنظر : الأعلام - للزركلي - 194/8 .

(1) هو : عبيد الله بن عبد الله أحمد بن

6

بن محمد الحسكاني القرشي العامري الحنفي النيسابوري ، ويعرف ب- «ابن الحذاء » ، شيخ متقن ، ذو عناية تامة بعلم الحديث ، عمر ، توفي سنة 470 أو بعدها

انظر : تذکرة الحفاظ 3/ 1200 رقم 1032 ، سير أعلام النبلاء 268/18 رقم

.136

(2) كذا في بحار الأنوار ، وفي نسخة «ن» : المَعْمَري ، وفي اللؤلؤة : المقري وهو : أبو الحسن علي بن محمد بن علي العلوي العمري ، المعروف ب- : «ابن

الصوفي ، له رسائل : العيون ، الشافي ، المجدي أنظر : معالم العلماء : 68 رقم 470 ، وأمل الآمل 201/2 رقم 608 ، معجم

.

المؤلفين 221/7 (3) هو الشيخ الصدوق ، المولود بدعاء الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف

بقم ، له نحو من ثلاثمائة مصنّف ، توفّي سنة 381 ه- وكان بلغ عمره نيفاً يقاً وسبعين

سنة

212

أنظر : رجال النجاشي : 389 رقم 1049 ، سير أعلام النبلاء 303/16 رقم

(4) هو : أبو الحسن محمد بن القاسم ، المفسّر ، الخطيب ، الجرجاني الأسترآبادي - نسبة إلى أسترآباد ، بليدة مشهورة من أعمال طبرستان ، بين سارية وجرجان - وهو راوي التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري الله

آنظر : معجم رجال الحديث 17/ 155 رقم 11586 ، مراصد الاطلاع 70/1 .

ص: 219

220

تراثنا / 58

قال : حدثنا عبد الملك بن إبراهيم وعلي بن محمد بن سيار (1)

قالا : حدثنا أبو يحيى محمد (2) بن عبد الله بن يزيد المقري ،

(3)

قال : حدثنا سفيان بن عُيَيْنَة (3) ،

عن الزهري (4) ، قال (5) :

(1) في نسخة «ن» : علي بن محمد بن محمد بن سيار .

،

وهو : أبو الحسن علي بن محمد بن سيار ، من الشيعة الإمامية ، وأحد راوتي

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري الله

(2) في

انظر : معجم رجال الحديث 147/12 رقم 8428 . نسخة «ن»: أبو يحيى بن محمد . وهو تصحيف وهو : محمد بن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد القُرَشِي العدوي المقرئ

المكي ، توفّي سنة 256 ه- .

انظر : تهذيب الكمال 570/25 رقم 5380 ، تهذيب التهذيب 245/9 رقم

.6334

(3) هو سفيان بن عيينة بن أبي عمران - وأسمه ميمون الهلالي - أبو محمد الكوفي ، كان قوي الحفظ ، وما في أصحاب الزهري أصغر سناً منه ، ولد سنة 107 ه- ، وتوفّي سنة 198 ه- .

انظر : تهذيب الكمال 177/11 رقم 2413 .

(4) هو : أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله القرشي الزهري المدني ،

قيل : إنّه حفظ علم الفقهاء السبعة ، مات سنة 124 أو 125 ه.

محمد

انظر : تهذيب الكمال : 419/26 رقم 5606 ، الكنى والألقاب 2 / 270 . (5) روى هذه الندبة ابن عساكر الشافعي في تاريخ مدينة دمشق 403/41 ، بإسناده

عن أبي القاسم هبة الله محمد بن عبد الواحد ، نا أبو منصور

بس منصور محمد بن ابن عبد العزيز العكبري ، نا أبو محمد عبد الله بن مجالد بن بشر البجلي - بالكوفة - ، أبو الحسن محمد بن عمران ، أنا محمد بن عبد الله المقرئ ، حدثني سفيان بن

عيينة ، عن الزهري ، قال : . . . وأما سند العلّامة الحلّي - في إجازته لبني زهرة - على ما في بحار الأنوار

-

107 / 121 فهو : الحسن الدربي ، عن نجم الدين عبد الله بن جعفر الدوريستي

أنا

ص: 220

الندبة الأولى

221 .

سمعت عليّ بن الحسين سيد العابدين لا يحاسب نفسه ويناجي

ربه ، ويقول :

يا نفسُ حَتّامَ (1) إلى الحَياةِ سُكونُكِ، وإلى الدُّنيا وَعِمارَتِها (2)

ركونك ؟!

(3)

أما أعتَبَرْتِ بِمَنْ مَضى مِنْ أَسْلافِكِ ، ومَنْ وارَتْهُ الأرضُ مِن أَلْافِكِ (3) ، وَمَنْ فُجِعْتِ بِهِ مِن إخوانِكِ ، وَنَقَلْتِ إلى دارِ البِلىَ مِنْ أقرانكِ ؟! فَهُمْ في بُطُونِ الأرضِ بَعْدَ ظُهورِها

مَحاسِنُهم فيها بَوَالٍ (4) دَواثِرُ

خَلَتْ دورُهُمْ مِنْهُمْ (5) وأَقْوَتْ (2) عِراصُهُمُ

وَساقَتْهُمُ نَحْوَ المَنايا المَقادِرُ

أحمد

بة عن ضياء الدين أبي الرضا فضل بن علي الحسني - بقاشان ، عن أبي جعفر محمد

ابن علي بن الحسن المقري النيسابوري ، عن الحسن بن يعقوب بن النيسابوري ، عن الحاكم أبي القاسم عبد الله بن عبيد الله الحسكاني ، عن أبي القاسم عليّ بن محمّد العمري ، عن أبي جعفر محمد بن بابويه ، عن أبي محمد بن القاسم بن محمد الأسترآبادي ، عن عبد الملك بن إبراهيم وعلي بن إبراهيم وعلي بن محمد بن سيار ، عن أبي يحيى بن عبد الله بن زيد المعرّي ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، قال : . . .

(1) في (صح) : حتى متى «خ» .

33

وأصلها : حتى ما ، حذفت ألف ما الاستفهامية . ومعناها : إلى متى ؟

(2) في نسخة «ن» : وعماراتها . (3 ألافك : أحبتك ، مفردها : آلف . المعجم الوسيط 23/1 مادة «ألف» .

(4) بَوَالٍ : جمع بال حاش» .

(5) في نسخة «ن» : عنهم . (6) أقوَت : خَلَت .

222

ص: 221

تراثنا / 58

وَخَلَوْا عَنِ الدُّنيا وَما جَمَعوا لَها

وَضَمَّتُهُمْ تَحْتَ التُرابِ الحَفَائِرُ

كَم اختَرَمَتْ (1) أيدي المَنُونِ مِنْ قُرونٍ بَعْدَ قُرونِ ؟! وَكَمْ غَيْرَتِ

الأرضُ بِبَلاها، وَغَيْبَتْ في نَرَاهَا مِمَّن عاشَرْتِ مِنْ صُنوفِ الناسِ،

وَشَيَعْتِهِمْ إِلَى الأَرْماسِ (2) ؟ !

وَأنْتَ عَلَى الدُّنْيا مُكِبٌ (3) مُنافِسٌ (4)

عَلى خَطَرٍ تُمْسِي وَتُصْبِحُ لاهِياً

لِخُطَّابِها فِيها حَرِيصٌ مُكَاثِرُ

أتَدْري بماذَا لَوْ عَقَلْتَ تُخاطِرُ ؟ !

وإِنَّ امْرَأَ يَسْعَى لِدُنْياهُ جاهِداً

وَيَذْهَلُ عَنْ أُخْرَاهُ لا شَدَّ خاسِرُ

فَحَتّامَ عَلَى الدُّنْيا إِقْبالُكَ ، وَبِشَهَواتِها (5) اشتغالُكَ ؟! وَقَدْ وَخَطَكَ

(7)

سير (6) ، ووافاك (7) النذيرُ ، وَأنْتَ عَمّا يُرادُ بِك ساه (8) ، وَبِلَذَّةِ يَوْمِكَ

(1) في نسخة «ن» : تَخَرَّمَتْ . واخترمت : استأصلت وقطعت ، المعجم الوسيط 1 / 230 ، مادة «خرم» . (2) في نسخة «ن» : أرماس . والأرماس : القبور ، المعجم الوسيط 372/1 مادة

رمس».

(3) مكبّ : معتمد مواظب «حاش»

(4) في «صح » : منافر .

GG. 'G.

(5) في «صح » : وبشهوتها .

(6) أي : خالط الشيب سواد شعرك (7) وافاك : أتاك «حاش »

(8) السَّهو والسهوةُ : نسيان الشيء والغفلة عنه وذهاب القلب عنه إلى غيره

فهو

223 ...

ص: 222

الندبة الاولى

لام

! (1)

وفي ذِكْرِ هَولِ المَوتِ والقَبرِ والبِلى

عَنِ اللهو واللذّاتِ لِلمَرءِ زاجِرُ

أبَعْدَ اقْتِرابِ الأربَعينَ تَرَبُّصُ ؟!

وشَيبُ القَذَالِ (2) مُنْذِرٌ لَكَ (3) ذاعِرُ

كأَنكَ مَعْنى (4) بما هو ضائرٌ

لِنَفْسِكَ عَمْداً أَوْ عَنِ الرُّشْدِ جائِرُ !

أنظُرْ (5) إلى الأمم الماضية ، والقُرونِ الفانية ، والمُلوكِ العاتية ! كيفَ التَسَفَتْهُمُ الأيَّامُ ، وأفناهمُ الْحِمامُ (6) ! فَانمَحَتْ (7) من الدنيا

آثارُهُمْ ، وَبَقِيَتْ فِيها أخبارُهُمْ !

وأضحوا رَميماً (8) فِي التُرابِ وَأَقْفَرَتْ

مَجالِسٌ مِنهُم عُطِّلَتْ وَمَقاصِرُ

ه ساءٍ وسهوان . لسان العرب 406/1 مادة «سها » .

(1) لاه : مشغول ، من اللهو : اللعب ؛ يقال : لهوت بالشيء ألهو به لهوا وتلهيت به إذا

لعبت به وتشاغلت وغفلت به عن غيره . لسان العرب 15 / 259 مادة «لها» . (2) القذال : مؤخّر الرأس من الإنسان والفرس ، فوق فأس القفا . لسان العرب

11 / 533 مادة «قذل » .

(3) في «صح » : منذ ذلك

(4) معني : مهتم . (5) في «صح » : انظري

(6) الحمام : قضاء الموت وقدره . المعجم الوسيط 1 / 200 مادة «حمم » .

(7) في «صح » : فامتحت . (8) الرِمة - بالكسر - : العظام البالية ، والجمع رمم ورمام . تقول منه رمّ العظم يرم

224

ص: 223

تراثنا / 58

وَحَلّوا بدارٍ لا تَزاوُرَ بَيْنَهُمْ

وأنّى لِسُكّانِ القُبُورِ النّزاوُرُ ؟ !

فَما أَنْ تَرى إِلّا جُثى (1) قَد نَوَوْا بِها (2)

تَسَنّمَةٌ (3) تَسْفي (4) عَلَيْهَا الأعاصِرُ

كَمْ عايَنْتَ منْ ذِي عِزّ وَسُلْطَانٍ ، وَجُنُودٍ وأعوانٍ ، تَمكَّنَ مِنْ دُنياهُ ، ونال منها (5) مُناهُ ، فبنى الحصُونَ وَالدّساكِرَ (6) ، وَجَمَعَ الأعلاقَ (7)

والذخائر ؟ !

فَما صَرَفَتْ كَفَّ المَنِيّةِ إِذْ أَتَتْ

مُبادِرَةٌ تَهوي إلَيهِ الذِّخائر

ولا دَفَعَتْ عَنهُ الحُصونُ التي بَنى

ولا قارَعَتْ عَنهُ المَنيّةَ خَيْلُهُ

I F J

وحَفَّتْ بها أنهارُها وَالدَساكِرُ

ولا طَمِعَتْ في الذَبّ عَنهُ الْعَسَاكِرُ

- بالكسر - رمةً ، أي : بَليّ ، فهو رميم . الصحاح 1937/5 مادة «رمم» .

(1) جثى : تراباً مجموعاً وأحجازاً «حاش»

(2) ثووا : أقاموا . المعجم الوسيط 103/1 مادة «ثوى» .

(3) مسنّمة : عالية «حاش» .

(4) تسفى : تذرّ . لسان العرب 14 / 389 مادة «سفا» .

(5) في نسخة «ن» : فيها

(6) الدساكر - جمع الدسكرة - وهي بيوت يكون فيها الشراب والملاهي . القرية

-

:

العظيمة . المعجم الوسيط 283/1 مادة «الدسكرة » . (7) الأعلاق - جمع العلق - : وهو النفيس من كلّ شيء . الصحاح 1530/4 مادة

علق » .

الندبة الاولى

ص: 224

225

أتاهُ من أَمرِ اللهِ ما لا يُرَدّ ونَزَلَ بهِ من قضائه ما لا يُصَدِّ،

، فَتَعَالَى المَلِكُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْقَهَّارُ ، قَاصِمُ الْجَبَّارِينَ ، وَمُبيرُ

المُتكَبّرين !

مَلِيكٌ عَزيز ما (1) يُرَدّ قَضاوُهُ

عَلِيمٌ حَكِيمٌ نَافِذُ الأمرِ قَاهِرُ

عَنا (2) كُلُّ ذي عِزّ لِعَزّةِ وَجهِهِ

فَكُل عزيز للمُهَيْمِن صاغِرُ (3)

لَقَد خَشَعَتْ وَاستَسلَمَتْ وَتَضاءَ لَتْ (4)

لعِزَّةِ ذِي الْعَرْشِ المُلوكُ الجَبابِرُ

فَالبِدار (5) البدارَ وَالحَذارَ الحَذارَ مِنَ الدنيا وَمَكائِدِها ، وَما نَصَبَتْ

لكَ مِنْ مَصائِدِها (6) ، وَتَجَلَّى لكَ مِنْ زِينَتِها ، وَاسْتَشْرَفَ لكَ مِنْ

فتنها (7)

!

وفي دون ما عايَنْتَ مِنْ فَجَعَاتِها

إلى رفضها داعٍ وَبالزُهدِ آمِرُ

فَجِدَّ وَلا تَغفَل فَعَيتُكَ زائِل

وأنتَ إلى دار المَنِيّة صائِرُ

(1) في «صح » : لا .

(2) عنا : خضع وذلّ . لسان العرب 101/15 مادة «عنا » . (3) صاغر : ذليل . المعجم الوسيط 515/1 مادة «صغر » . (4) تضاءلت : تصاغرت وذلت «حاش».

(5) البدار : السرعة . الصحاح 586/2 مادة «بدر»

(6) في نسخة «ن» : مصائبها (7) في نسخة «ن» : وتجلَّتْ لك ... واستشرَفَتْ لَكَ مِنْ فِتْنَتِها

.. تراثنا / 58

ص: 225

226

وَلا تَطْلُبِ الدُّنْيا فإنّ طلابها

وإنْ نِلْتَ مِنها غُبَّةٌ (1) لَك ضائِرُ

وَهَل يَحرِصُ عليها لبيب ؟! أو يُسَرُّ بِلَذْتِها أَريبٌ (2) ؟! وهُو عَلَى ثِقَةٍ

مِنْ فَنائِها ، وغيرُ طامع في بقائها !

أمْ كَيْفَ تَنامُ عَيْنُ مَنْ يَخْشَى البَيات (3) ؟! وَ(4) تَسكُنُ نَفْسُ مَنْ

يَتَوقَّعُ الْمَماتَ ؟!

ألا لا وَلكِنّانَغُرُنُفُوسَنا

وَتَشغَلُنَا اللذاتُ عَمّا نُحاذِرُ

وَكَيْفَ يَلَذُّ الْعَيْشَ مَنْ هُوَ مُوقِنٌ

بِمَوْقِفِ عَدْلٍ (5) حِينَ تُبْلَى السَّرائِرُ ؟ !

كَانَا نَرى أنْ لا نُشور ) وأننا

سُدى ما لَنا بَعْدَ الْفَناءِ مَصائِرُ !

وَما عَسى أن ينال طالب الدنيا مِنْ لَذْتِهَا، وَيَتَمَتِّعَ بِهِ مِنْ بَهْجَتِها ؟ ! مَع فنونِ مَصائبها ، وأصنافِ عَجائِبِها ، وكَثرَةِ تَعَبه في طلابها، وَتَكادُحِهِ في اكتسابها ، وَتَكابُدِهِ مِنْ أَسْقامِها (7) وأَوْصابها (8) !

(1) الغبة : البلغة من العيش . لسان العرب 636/1 مادة «غبب » . (2) أريب : عاقل . الصحاح 87/1 مادة «أرب» .

(3) البيات : يقال : أتاهم الأمر بياتاً فجأة في جوف الليل . المعجم الوسيط 78/1

مادة «بيت » .

(4) في «صح ) : أو

(5) في نسخة «ن» : عرض

(6) النشور : بعث الموتى يوم القيامة . المعجم الوسيط 922/1 مادة «نشر» (7) في نسخة «ن» : في طلابها ، وما يكابد في أسقامها (8) أوصابها : أمراضها . الصحاح 233/1 مادة «وصب» .

.

ص: 226

الندبة الاولى

وَما ارْبَتي ) في كُلّ يَومٍ وَلَيْلَةٍ

227 ...

يَرُوحُ عَلَيْنا صَرْفُها (2) وَيُباكِرُ (3)

تُعاوِرُهُ (4) آفاتُها وَهُمومها

وَكَمْ ما عَسَى يَبقَى لَها المُتَعَاوِرُ ؟ !

فَلاهو مَغْبُوطٌ (ه) بدنْياهُ آمِنٌ

وَلا هُوَ عَنْ تِطلابِهَا النفْسَ قاصِرُ

كَمْ غَرْتِ [ الدُّنْيا ] (6) مِنْ مُخْلِدِ إلَيْهَا ، وَصَرَعَتْ مِنْ مُكِبّ (7)

عَلَيْها ؟! فَلَمْ تَنْعَشْهُ (8) مِنْ صَرْعَتِهِ ، وَلَمْ تُقِلْهُ مِن عَشْرَتِهِ ، وَلَمْ تُدَاوِهِ مِنْ

سَقَمِهِ ، وَلَمْ تَشْفِهِ مِنْ أَلَمِهِ !!

بَلَى أَوْرَدَتُهُ بَعْدَ عِزّ وَمَنْعَةٍ

!

مَوارِدَ سُوءٍ ما لَهُنَّ مَصادِرُ

(1) في نسخة «ن» : وما ان يني

وإربتي : حاجتي . الصحاح 78/1 مادة «أرب» .

(2) صرفها : نوائبها ، والصرف : حدثان الدهر . لسان العرب 190/9 مادة «صرف » .

33

(3) في نسخة «ن» : يروح عليها صرفها ويبادِرُ (4) يقال : تَعَاوَرَ القوم فلاناً وأعتوروه ضرباً إذا تعاونوا عليه ، فكلما أمسك واحد ضرب واحد ، والتعاور عام في كلّ شيء . لسان العرب 4 / 618 مادة «عور» .

(5) الغبطة : هي النعمة والسرور . لسان العرب 359/7 مادة «غبط » .

(6) من نسخة ( ن ) .

(7) مكبّ : مقبل . المعجم الوسيط 771/2 مادة «كبه » (8) نعش الشيء نعشاً : أنهضه وأقامه ... ويقال : نعش فلاناً ويقال : نعش فلاناً : جَبَرَه بعد فقره ، أو

تداركه من وَرْطةٍ ... ويقال : أنعشه من كبوته : أنهضه وقوّى جأشه . المعج-

الوسيط 22/ 934 مادة «نعش»

تراثنا / 58/

ص: 227

...YYA

فَلمّا رأى أنْ لا نجاة وأنه

هُوَ الْمَوْتُ لا يُنْجِيهِ مِنْهُ الْمُوازِرُ

تَنَدِّمَ لَوْ يُغْنِيهِ طُولُ نَدَامَةِ

عَلَيْهِ وَأَبْكَتْهُ الذُّنُوبُ الكَبائر

بَكَى عَلى ما أسلَفَ (1) مِن خَطاياهُ ، وَتحَسْرَ عَلى ما خَلْفَ مِنْ

دُنْياهُ ، حَيْثُ لا يَنْفَعُهُ الاستعبارُ ، وَلا يُنجيه الاعتذارُ مِنْ هَوْلِ

الْمَنِيّة ، وَنُزُولِ البَلية !

ساطت بِهِ آفَاتُهُ وَهُمومُهُ

وأَبْلَسَ (2) لَمّا أَعْجَزَتْهُ الْمَعَاذِرُ

فَلَيسَ لَهُ مِنْ كُرْبَةِ الْمَوْتِ فَارِجٌ

وَلَيْسَ لَهُ مِمّا يُحاذِرُ ناصِرُ

وَقَدْ جَشَأتْ (3) خَوفَ المَنيّةِ نَفْسُهُ

تُردّدُها دُونَ اللَهاةِ الحَناجِرُ

وَما عَسى أن يُنالَ هُنالِكَ ؟! خَفَّ عَنْهُ عُوّاده، وأسلَمَهُ أهْلُهُ وأولادُهُ ، وأرتَفَعَتِ الرّنّةُ (4) والعويل ، ويَئِسوا مِنْ بَرْءِ العَليلِ، وَغَمْضوا بأيدِيهِمْ عَيْنَيْهِ، وَمَدّوا عِنْدَ خُروج نَفْسِهِ [يَدَيهِ وَ ] (5)

(1) فى نسخة «ن» : سلف (2) أبلس : خاب «حاش» (3) جشأت نفسه : نهضت من حزن أو فزع . لسان العرب 48/1 مادة «جشأ » . (4) الرنّة : الصوت والصياح في الفرح أو الحزن . لسان العرب 187/13 مادة رتن » .

". (5) من صح»

الندبة الاولى

رجليه

ص: 228

229

فَكَمْ مُوْجَعِ يَبكي عَليهِ تَفَجِّعاً

(1)

ومُستَرجِعٍ (1) داعٍ لهُ اللهَ مُخْلِصاً

ومستنجد صبراً وَما هو صابِرُ

يُعَدّدُ مِنْهُ خيرَ مَا هُوَ ذاكِرُ

وكم شَامِتٍ مُسْتَبْشِرٍ بوَفَاتِهِ

وَعَمّا قَليلٍ كالذي صارَ صائِرُ

شَقَّتْ جُيوبَها نِساؤهُ ، وَلَطَمَتْ خُدُودَها إماؤُهُ ، وَأَعْوَلَ لِفَقْدِهِ جيرانُهُ ،

(2)

وَتَوَجْعَ لِرُزْنِهِ (2) إخوانُهُ ، ثمّ أقْبَلُوا عَلى جِهازِهِ ، وَتَشمّروا (3) لإبرازه ! فظلّ أحَبُّ الْقَوْمِ كانَ لِقُرْبِهِ

وشَمَّرَ مَنْ قَدْ أَحْضَرُوهُ لِغَسْلِهِ

يَحُبِّ عَلَى تَجْهِيزِهِ وَيُبادِرُ

وَوُجِّهَ لَمّا فاضَ (4) لِلقَبرِ حَافِرُ

مشَيّعَةُ إخْوانُهُ وَالْعَشائر

وَكُفَّنَ في ثوبَينِ واجْتَمَعَتْ لَهُ

(1) استرجع في المصيبة : قال : إنا لله وإنا إليه راجعون .

والترجيع : تردّد الصوت في القراءة أو الغناء أو غير ذلك مما يترنّم به .

العرب 115/8 مادة رجع .

(2) في «صح»: لرزيّته

(3) تشمّروا : تهيّأوا . الصحاح 703/2 مادة «شمر » .

(4) فاض : مات «حاش ) .

لسان

ص: 229

230

تراثنا / 58

فلو رأيْتَ الأصغرَ مِنْ أولادِهِ ؟! وَقَدْ غَلَبَ الْحُزْنُ عَلَى فؤادِهِ ، فَغُشِيَ

مِنَ الْجَزَع عَلَيْهِ ، وَقَدْ خَضَبَتِ الدُمُوعُ خَدِّيهِ، ثم أفاق وهو يَنْدُبُ أباه ،

ويَقُولُ بِشجرٍ : وا ويلاه !

لأبصَرْتَ مِنْ قُبْحِ الْمَنِيّةِ مَنْظَراً

يَهالُ لِمَرأَهُ وَيَرتاعُ نَاظِرُ

إذا ما تناساه (1) البَنُونَ الأصاغِرُ

أكابرُ أوْلادٍ يَهِيجُ اكْتِنابُهُمْ

وَرَنّةٌ نِسْوانٍ عَلَيْهِ جَوَازع

مَدَامِعُها فَوْقَ الْخُدُودِ غَزائِرُ

ثمّ أُخْرِجَ مِنْ سعَةِ قَصْرِهِ إلى ضِيقِ قَبرِهِ ، فَحَذَوْا بِأَيْدِيهِمْ

التّرابَ ، وأكثروا التَلَدُّدَ (2) والانتِحابَ ، ووَقَفوا ساعَةٌ عَلَيْهِ ، وقَدْ يَئِسوا مِنَ

النظر إليه !

فَولَّوْا عَلَيْهِ مُعْوِلِينَ وَكُلُّهُمْ

لِمِثْلِ الَّذِي لاقى أخوهُ مُحاذِرُ

گشاء رتاع آمناتٍ بدا لها

(1) في نسخة «ن» : ما تَنَاسَوْهُ .

بِمِدْيَةٍ بادٍ لِلذراعين (3) حاسِرُ

(2) التلدّد : العضّ على الشفاه وإظهار الحزن والتأسف ، وأيضاً : التلفت يميناً وشمالاً

تحيّراً . لسان العرب 390/3 مادة «لدد » .

(3) في نسخة «ن» : بِمُدْيَتِهِ بَادِي الذراعين .

والمُدية : الشفرة الكبيرة . المعجم الوسيط 859/2 مادة «أمد » .

الندبة الأولى

ص: 230

(1)

فَراعَتْ (1) وَلَمْ تَرتَعْ قَلِيلاً وَأَجفَلَتْ (2)

فَلَمَّا انْتَحى مِنْهَا الذي هُوَ جازِرُ

عادت إلى مرعاها ونَسِيَتْ ما في أختِها دَهَاها (3)! أَفَبِأَفعالِ البَهَائِم ،

أقتَدَيْنا ، وعَلى عَادَتِها جَرَيْنا ؟! عُدْ إِلى ذِكْرِ المَنْقُولِ إِلَى الثّرى ، والمَدفوع

إلى هَوْلِ مَا تَرى !

هَوى مُصْرَعاً في لَحْدِهِ وتَوزّعَتْ

مَوارِينَهُ أرْحَامُهُ وَالأَواصِرُ

وأَنْحَوْا عَلَى أمْوالِهِ يَخْضِمونَها

فَمَا (4) حَامِدٌ مِنْهُم عَلَيْها وشَاكِرُ

فَيَا عَامِرَ الدُّنيَا وَيَا سَاعِياً لَهَا

وَيَا آمِناً مِنْ أنْ تَدُورَ الدوائر !

كَيْفَ أَمِنْتَ هذهِ الحَالَةَ ، وأنْتَ صَائِرٌ إِلَيْهَا لا مَحَالَةَ ؟ !

أمْ كَيْفَ تَتَهَنَّا بِحَياتِكَ وَهِيَ مَطيَّتُكَ إِلى مَمَاتِكَ ؟! أمْ كَيفَ تسيعُ طَعامَكَ وأنْتَ مُنْتَظِرُ (5) حِمَامَكَ ؟!

وَلَمْ تَتزوّد للرحيل وَقَدْ دَنا

!

وأنْتَ عَلَى حَالٍ وَشيكاً مُسَافِرُ

(1) في نسخة «ن» : فريعت . وراعت : فزعت

(2) أجفلت : شردت وذهبت . لسان العرب 11 / 113 مادة «جفل » .

(3) دهاها : نزل بها

(4) في نسخة «ن» : ولا

(5) في نسخة «ن» : تنتظر

تراثنا / 58

ص: 231

232

(2)

فَيَا وَيْحَ (1) نَفْسي كَمْ أُسَوِّفُ (2) تَوْبَتِي (1)

وعُمْريَ فَانٍ والردى لِيَ نَاظِرُ

وكُلّ الذي أَسْلَفْتُ في الصُحُفِ مُثْبَتٌ

يجازي عَليهِ عادِلُ (3) الْحُكْمِ قَاهِرُ

فَكَمْ تَرْقَعُ بِدينِكَ دُنْيَاكَ ، وتَرْكَبُ في ذلكَ هَواكَ ؟! إنِّي لأراكَ ضَعِيفَ اليَقِينِ ، يا رَاقِعَ الدُّنيا بالدِينِ ! أفَبِهذا أمَرَكَ الرحمنُ ؟! أَمْ عَلى هذا دَلكَ القُرآنُ ؟!

تُخَرِّبُ مَا يَبْقَى وَتُعْمَرُ فَانِياً

فَلا ذَاكَ مَوْفُورٌ وَلا ذَاكَ عَامِرُ

وَهَلْ لَكَ إنْ وَافَاكَ حَنْفُكَ (4) بَعْتَةٌ

وَلَمْ تَكْتَسِبْ خَيْراً لَدَى اللهِ عَاذِرُ

أتَرضى بأنْ تَفْنَى الْحَيَاةُ وَتَنْقَضِى

ودينُكَ مَنْقُوصٌ وَمَالُكَ وَافِرُ ؟ !

فَبِكَ إلهنا نَستَجِيرُ، يَا عَلِيمٌ يَا خَبِيرٌ !

مَنْ نُؤَمِّلُ لِفَكَاكِ رِقَابِنا غَيْرَكَ ؟ ! وَمَنْ نَرْجو لِغُفْرانِ ذُنوبِنا سِوَاكَ ؟! وأنْتَ الْمُتَفَضّلُ الْمَنّانُ الْقائِمُ الدَيانُ، العائِدُ عَلَيْنا بِالإحسانِ ، بَعْدَ الإساءَةِ

(1) ويح : كلمة ترحم وتوجع . المعجم الوسيط 2 / 1061 مادة «ويح» (2) أسوّف : أماطل ، وأقول مرّة بعد أخرى : سوف . الصحاح 1378/4 مادة

سوف» .

(3) في نسخة «ن» : مثبت

(4) حتفك : موتك وهلاكك . المعجم الوسيط 1/ 154 مادة «الحتف » .

الندبة الاولى

مِنا والعِصْيانِ .

ص: 232

233 ...

يَا ذَا العزّةِ والسلطان ، والْقوَّةِ وَالبُرهانِ ، أَجِرْنَا مِنْ عَذابِكَ الأليم،

وأجعَلنَا مِنْ سُكّانِ دَارِ النّعيمِ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الراحِمِينَ ] (1)(2) .

(1) ما بين المعقوفتين أثبتناه من «صح» .

،

(2) تاريخ مدينة دمشق 403/41 - 408 ، مناقب ابن شهر آشوب 152/4 قطعة مختصر تاریخ دمشق 249/17 ، البداية والنهاية 109/9 عن ابن عساكر ، البلد الأمين : : 445 ، بحار الأنوار 82/46 ح 76 عن ابن شهر آشوب ، و ج 107 /121 نقله إجازة العلّامة الحلّي إلى بني زهرة حيث أورد السند فقط ، عوالم العلوم 18 / 124 ح 3 عن ابن شهر آشوب ، لؤلؤة البحرين - كما في البحار ج 107 - ، مستدرك الوسائل 254/11 سندها 4 قطعة عن البلد الأمين ، وقال : ذكرناها مع ح

حين

في معالم العبر ، الصحيفة السجادية الرابعة : 29 ، الصحيفة السجادية الخامسة : 259 دعاء 80 ، إحقاق الحق 483/19 عن عيون التواريخ .

تراثنا / 58/

ص: 233

234

فهرس مصادر التحقيق

1 - القرآن الكريم . 2 - الأعلام ، لخير الدين الزركلي ، نشر دار العلم للملايين / بيروت 3 - إعلام الورى بأعلام الهدى، لأبي علي الفضل الطبرسي، تحقيق

ونشر مؤسسة آل البيت الاحياء التراث / قم 1417 ه- . 4 - أعيان الشيعة ، للسيد محسن الأمين ، نشر دار التعارف للمطبوعات /

بيروت 1403 ه-

5 - امل الآمل ، للشيخ الحرّ العاملي ، نشر مكتبة الأندلس / بغداد 6 - بحار الأنوار ، للشيخ محمد باقر المجلسي ، نشر مؤسسة الوفاء /

بیروت 1403 ه-

7 - البداية والنهاية ، لأبي الفداء ابن كثير ، نشر دار الفكر / بيروت

1402ه- .

8

- البلد الأمين ، للشيخ الكفعمي ، نشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات /

بیروت 1418ه-

9 - تاريخ مدينة دمشق ، لأبي القاسم ابن عساكر الدمشقي الشافعي ،

نشر دار الفكر / بيروت 1417 ه- . 10 - تهذيب التهذيب ، لابن حجر العسقلاني ، نشر دار الكتب العلمية /

بیروت 1415ه-

11 - تهذيب الكمال ، ليوسف المزّي ، نشر مؤسسة الرسالة / بيروت . 12 - الخرائج والجرائح، لقطب الدين الراوندي، تحقيق ونشر مؤسسة

الإمام المهدي (عج ) / قم 1409 ه- . 13 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، لآقا بزرگ الطهراني ، نشر دار

الأضواء / بيروت 1403 ه- . 14 - رجال ابن داود الحلّي ، نشر المطبعة الحيدرية / النجف 1392 ه-

ص: 234

الندبة الاولى

235

15 - رجال الشيخ أبي العباس النجاشي ، نشر جماعة المدرّسين / قم

1407 ه- .

16 - رياض العلماء ، للميرزا عبد الله أفندي الأصفهاني ، نشر مكتبة

المرعشي / قم 1401 ه- .

. 17

بیروت 1405 ه- .

أعلام النبلاء ، لشمس الدين الذهبي ، نشر مؤسسة الرسالة /

18 - الصحاح ، لإسماعيل بن حماد الجوهري ، نشر دار العلم للملايين /

بیروت 1367 ه- .

19 - الصحيفة السجادية الجامعة لأدعية الامام علي بن الحسين

اه-

السجاد ، تحقيق ونشر مؤسسة الامام المهدي (عج ) / قم 1408 ه- . 20 - الصحيفة السجّاديّة الخامسة ، للسيّد محسن الأمين ، نشر مكتبة

الإمام أمير المؤمنين لا / أصفهان .

أصفهان .

.

21 - الصحيفة السجّاديّة الرابعة ، للميرزا حسين النوري الطبرسي ، نشر

22 - عوالم العلوم والمعارف ، للشيخ عبد الله البحراني الأصفهاني ، تحقيق

ونشر مؤسسة الإمام المهدي (عج ) / قم 1405ه- 23 - الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة ، لابن الصباغ المالكي ، نشر

مكتبة الأعلمي / طهران 24 - فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم ، لعلي بن عبيد الله الرازي (ق (5) ، تحقيق السيد عبد العزيز الطباطبائي ، نشر دار الأضواء / بيروت

1406ه- .

1381ه-

بن بابویه

25 - كشف الغمة ، لعليّ بن عيسى الإربلي ، نشر مكتبة بني هاشم / تبريز

26 - الكنى والألقاب، للشيخ عباس القمي ، نشر مكتبة بيدار / قم

1358 ه- . ش

27 - لؤلؤة البحرين ، للشيخ يوسف البحراني ، نشر مؤسسة آل البيت الام

ص: 235

236

لإحياء التراث / قم .

تراثنا / 57

28 - لسان العرب ، لابن منظور الافريقي المصري ، نشر أدب الحوزة / قم

1405 ه- .

29 - لسان الميزان ، لابن حجر العسقلاني ، نشر مؤسسة الأعلمي

للمطبوعات / بيروت 1390 ه- .

30 - مختصر تاريخ مدينة دمشق ، لابن منظور المصري ، نشر دار الفكر /

1404ه.

31 - مراصد الاطلاع ، لعبد المؤمن البغدادي ، نشر دار المعرفة / بيروت

1374 ه- .

32

32 - مستدرك الوسائل ، للميرزا حسين النوري الطبرسي، تحقيق ونشر

مؤسسة آل البيت الا الإحياء التراث / قم 1407 ه- 33 - معالم العلماء ، لابن شهراشوب المازندراني ، نشر المطبعة الحيدرية /

النجف 1380ه- .

34 - معجم البلدان ، لياقوت الحموي ، نشر دار إحياء التراث العربي /

بیروت 1399 ه- .

35 - معجم رجال الحديث ، للسيد أبو القاسم الخوئي ، نشر مدينة العلم /

قم 1403 ه- .

36 - المعجم اللغوي (لغت نامه ) - بالفارسية - لعلي أكبر دهخدا ، نشر

جامعة طهران / 1372ه- . ش

بيروت

. .

37 - معجم المؤلفين ، لعمر رضا كحالة ، نشر دار إحياء التراث العربي /

38 - المعجم الوسيط ، لنخبة من الأساتذة ، نشر ناصر خسرو / طهران . 39 - مكتبة العلامة الحلّي، للسيد عبد العزيز الطباطبائي ، نشر مؤسسة

آل البيت ع ل لإحياء التراث / قم 1416 ه- . 40 - ملحقات إحقاق الحق ، لآية الله السيد المرعشي ، نشر مكتبة

237 ..

ص: 236

الندبة الاولى

المرعشي / قم 1406 ه- .

41 - مناقب آل أبي طالب ، لابن شهراشوب المازندراني ، نشر مؤسسة

العلامة / قم . 42 - اليقين باختصاص مولانا عليّ بإمرة المؤمنين ، للسيد علي بن

طاووس الحلّي ، نشر دار الكتاب / قم 1413 ه-

من أنباء التراث

ص: 237

ااا

كتب صدرت محققة

المصنف ، ومنها ما عليه إجازة مهمة

تذكرة الفقهاء ، ج 9 .

ذكرت مواصفات النسخ في المقدمة ، ومن

تأليف : العلامة الحلي ، الشيخ جمال المتوقع أن يصدر في 20 جزءاً

الدين ابى منصور الحسن بن يوسف بن

صدر منه ثمانية أجزاء ضمت كتب:

المطهر الأسدي ( 648 - 726 ه- ) .

الطهارة ، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج

أهم وأوسع كتاب في الفقه الاستدلالي والعمرة ، وهذا الجزء يشتمل على كتاب

المقارن، يوجد منه من أوائل كتاب الجهاد .

الطهارة إلى كتاب النكاح، لخص فيه

تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت الاسلام

مصنفه من فتاوى علماء المذاهب المختلفة لإحياء التراث - قم / 1419 ه-

وقواعد الفقهاء في استدلالاتهم، مشيراً في كلّ مسألة إلى الخلاف الواقع فيها، خصائص أمير المؤمنين عليّ بن

ويذكر ما يختاره وفق الطريقة المثلى وهى أبي .

طالب ع الشلالالا

طريقة الإمامية ، ويوثقه بالبرهان الواضح

القوي .

تأليف : الحافظ أحمد بن شعيب

النسائي ، صاحب «السنن» ( 215 -

كتاب يضم مجموعة من الأحاديث

تم تحقيق الكتاب اعتماداً على 15 303 ه- )

نسخة مخطوطة ، منها ما هو مقروء على

ص: 238

239

من

أنباء التراث

من

النبوية الشريفة والروايات الواردة في بيان وهو من الأحاديث التي تبين المنزلة منزلة ومكانة الإمام أمير المؤمنين علي بن العظيمة للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي أبي طالب وفضائله ومناقبه وما طالب لالالالالالالام التي لا يفضله فيها بشر - عدا اختص بها دون الصحابة الكرام، وهي النبي الأكرم لله - وترشد إلى تقدمه جزء من كتاب المصنف «السنن » الكبير ، على جميع الصحابة، خصوصاً مع ملاحظة جمعها - بعد التتبع - بأسانيد أكثرها جيدة ما ورد في ذيل بعض نصوصه : « فمن أبى وقوية ، ومات قتيلاً على أيدي نواصب فقد کفر أهل الشام بسبب تصنيفه هذا الكتاب ؛ اشتمل على 79 حديثاً عن خمسة لفرط عداوتهم وبغضهم له لالالالالا مشاهير الصحابة ، مع ملحق بما روي والكتاب يقع في 63 فصلاً ضمّت بطرق أُخرى عن هؤلاء الخمسة غير الوارد 194 حديثاً ، طبع مراراً وفي عدة أماكن ، في متن الكتاب ، وعن غيرهم ممّن رووا وتُرجم إلى أكثر من لغة ، وحقق لأكثر من الحديث مرة، والتحقيق في هذه الطبعة تضمن تم التحقيق اعتماداً على ثلاث نسخ ، تعقيباً على كل حديث بذكر درجته من مطبوعة ومخطوطتين ، ذكرت مواصفاتها الصحة والضعف ، وبيان توثيقات الرواة أو في المقدّمة ، التي احتوت : على 17 جرحهم، ودراسة رجال السند ، ومناقشة حديثاً بألفاظ ،مختلفة ، تشتمل على المعنى محاولات إسقاط الكثير من الأحاديث نفسه الذي تضمنه حديث الكتاب .

الصحيحة بحجج واهية

تحقيق : السيد جعفر الحسيني .

:نشر دار الثقلين - قم 1419ه-

تحقيق : السيد محمد جواد الحسيني

الجلالي

صدر في قم سنة 1420 ه-

نوادر الأثر في أن علياً خير البشر .

السجود على التربة الحسينية عند

تأليف : الشيخ جعفر بن

أحمد القمي

الشيعة الإمامية

الإيلاقي ، من أعلام القرن الرابع الهجري .

تأليف : العلّامة الشيخ عبد الحسين

كتاب مخصص لبيان طرق الحديث الأميني ، صاحب «الغدير » ( 1320

،

،

النبوي الشريف : « علي خير البشر » 1390 ه- )

.. تراثنا / 58

ص: 239

240

رسالة صغيرة تشتمل على بحث

منصف، يعتمد في استدلاله القرآن الكريم * تفسير الصراط المستقيم ، ج 1 - 2 . والسُنَةَ النبوية المطهرة ، يتناول جوانب تأليف : العلامة البروجردي ، السيد

مسألة سجود الإمامية على التربة الحسينية ، حسين بن محمد رضا الحسيني، من مستقصياً ما ورد في الصحاح الستة وغيرها أعلام القرن الثالث عشر . من المسانيد والسنن وأُمهات المصادر من

تفسير لبعض من آيات القرآن الكريم

سنة رسول الله الله بخصوص ما يصح بالمأثور عن أئمة أهل البيت الله

أئمة أهل البيت حجج المعصومين علام ؛ إذ يسعى لاستقصاء

السلام

السجود عليه

تضمن ثلاثة أقسام : ما ورد في الأخبار المتعلقة بكل آية ، والرجوع - في السجود على الأرض ، وعلى غير الأرض توضيح المشكل والمتشابه منها - إلى

بدون أي عذر ، وعلى غير الأرض لعذر .

إضافة إلى بيان الغاية من السجدة على تربة

(

الأخبار والآثار الواردة عنهم اللام .

مرتب في 14 مقدّمة تمهيدية، ثمّ

كربلاء ، المدينة التي ضمت الجسد الطاهر تفسير سورة الفاتحة، وتفسير سورة البقرة

لسيد الشهداء الإمام السبط الحسين لالالالالا إلى آية الكرسي ( 255)

والأجساد الطاهرة لأصحابه المستشهدين

عه في واقعة الطف الأليمة

معه

تضمن الجزءان المقدمات ال- 14

الممهدة، وقد كانت في مواضيع عديدة، نشرت الرسالة لأوّل مرة مستقلة منها : بيان حقيقة العلم، شرف القرآن بتحقيق السيد محمد عبد الحكيم الصافي وفضله ، حقيقته ، أسمائه وألقابه ، كيفية من قبل دار الزهراء ع في بيروت سنة الوحي ، معنى التفسير والتنزيل والتأويل، 1397 ه، إذ كانت أحد فصول كتاب معنى السورة وأقسامها ، وجوه إعجازه ، المصنف سيرتنا وسُنّتنا وطبعت بطبعاته معنى نزوله على سبعة أحرف ومنشأ المختلفة سابقاً اختلاف القراء ، كيفية وآداب القراءة

ثمّ أعاد المحقق نفسه العمل عليها وأحكامها ، وإن علم القرآن مخزون عند بأسلوب جديد نهج فيه الطرق العلمية أئمة أهل البيت الا السلام ، وإن جل القرآن نزل

والفنّية الحديثة ، ونشرتها بصف جدید دار فيهم وفي شيعتهم وفي أعدائهم المحجة البيضاء في بيروت سنة 1419ه-

نشرت الجزء الأول مؤسسة أنصاريان

241 ..

ص: 240

من

أنباء التراث ...

في قم سنة 1416 ه- ، والثاني مؤسسة تعليقات المصنف سنة 1367 ه- ، والثاني المعارف الإسلامية في قم أيضاً سنة سنة 1354 ه- ، وأعيد طبعه بالتصوير في

1419ه-

تحقيق : الشيخ غلام رضا البروجردي .

أجود التقريرات ، ج 1 - 3 .

إيران أيضاً .

تضمّ هذه الأجزاء : المقدمة التي كانت

تو تھی

في تعريف العلم، موضوعه، فائدته ،

ورتبته، وفي جملة من المباحث اللغوية ،

تأليف : آية الله العظمى الفقيه السيد ومقاصد سبعة ، خمسة منها في مباحث

أبو القاسم الخوئي ( 1317 - 1413 ه) الألفاظ هي في : الأوامر ، النواهي ، كتاب يشتمل على مباحث أُصولية المفاهيم ، العموم والخصوص ، المطلق عميقة ، عالية المستوى ، تمثل عصارة والمقيد والمجمل والمبين، ثمّ في القطع الفكر الأصولي لاثنين من علمائنا والأمارات ، وفي الأصول العملية .

تحقيق ونشر : مؤسسة صاحب الأمر

المتأخرين ، اللذين بذلا جهوداً حثيثة

لتطوير وتهذيبه وتنقيحه ؛ إذ هو تقريرات (عجل الله فرجه) - قم / 1419 و 1420ه- . المصنف لأبحاث أستاذه المجدد الميرزا

محمد حسين الغروي النائيني ( 1276 - نهج البيان عن كشف معاني القرآن

1355 ه) التي تضمنت الآراء الدقيقة

والمباني التأسيسية التي ألقاها على طلابه

في دروسه

.0

ج 1 - 5 .

تأليف : محمد بن الحسن الشيباني من أعلام الشيعة في القرن السابع الهجري . بدأ المصنف بتأليفه مع بداية أستاذه تفسير موجز للقرآن الكريم ، يشتمل بتدريس دورته الأصولية الأخيرة سنة على ذكر أقوال المفسرين وتفاسيرهم مما 1345 ه- ، وختمه بنهايتها سنة 1352 ه- . قل الخلاف والاختلاف فيه ؛ لتعميم الفائدة والكتاب مرتب في مقدمة ومقاصد به، وذكر بعض ما ورد عن أئمة أهل

وخاتمة ، وهو في قسمين : في مباحث البيت الله فى ضمن ذلك، كما يشتمل الألفاظ ، وفي مباحث الحجج والأصول على ذكر جملة من الناسخ والمنسوخ، العملية ، طبع القسمان في صيدا ، الأول وجملة من العبادات الشرعية والأحكام سنة 134/8 ه- ، وأعيد طبعه في إيران مع النبوية - طبقاً لمذهب أهل البيت الالام

ص: 241

242

... تراثنا / 58

وجملة من أسباب النزول وكلام أئمة اللغة واشتهاره بعد زوال دولة الأمويين سنة

المنقول .

132 ه-

وقد أعرض عن ذكر كثير من ألفاظ يشتمل على مقدمتين و 15 باباً، الآيات الكريمة التي يعلم معناها من تضمنت ما ورد في ذلك عن الرسول ظاهرها - برأي المصنف - كما لم يتعرّض الأكرم الله والإمام أمير المؤمنين الا ، للنحو والإعراب والتصريف والقراءات والأئمة المعصومين من ولده ام ، زيد

إلا اليسير

الشهيد ، المنصور والرشيد العباسيين

سبق أن نشرت مؤسسة دائرة المعارف جماعة من بني هاشم وبعض العلماء

،

الإسلامية في طهران سنة 1413 ه- الجزء والفضلاء ، وأخيراً بعض ما ظهر عند هذا

الأول منه فقط بتحقيق المحقق نفسه

تحقيق : حسين الدرگاهی

.

الضريح المقدس من الكرامات .

تم التحقيق اعتماداً على ثلاث نسخ ،

نشر : دار الهادي للنشر - قم / 1419ه- . مخطوطتين، ومطبوعة في النجف سنة

1368 ه- ، ذكرت مواصفات النسخ في

فرحة الغري في تعيين قبر أمير المقدمة .

المؤمنين علي الا .

كان قد طبع في إيران على الحجر سنة

تأليف : السيد عبد الكريم بن أحمد 1311 ه، ثم أعيد طبعه في إيران أيضاً

ابن طاووس الحسني ( 647 - 693 ه- ) جمع وعرض لما جاء من الآثار

بالتصوير على الطبعة النجفية .

تحقيق : السيّد تحسين آل شبيب

والبراهين الدالّة على تعيين الموضع الموسوي . المبارك لمدفن جسد الإمام أمير المؤمنين

علي بن أبي طالب الله ، وموقع مضجعه الإسلامية - قم / 1419 ه-

نشر مركز الغدير للدراسات

الشريف في النجف الأشرف حيث هو

الآن ، مع بحث وتحليل للنصوص

الوجيز في معرفة الكتاب العزيز .

والروايات المسندة عن العترة الطاهرة ،

تأليف : الشيخ العلامة محمد جواد

مروراً بالحوادث التي رافقت القبر منذ البلاغى ) 1282 - 1352 ه- )

إخفائه - سنة 40 ه- - ولحين ظهوره -

كتاب يضم مقدّمة المصنف لكتابه آلاء

243 ...

ص: 242

من

أنباء التراث ...

الرحمن في تفسير القرآن الذي وصل فيه

الرسالة المعمولة لمصنّفها الفيلسوف

إلى مقدار من سورة النساء ، وطبع - بهذا قطب الدين الرازي ، المتوفى سنة 766 ه، المقدار - لأوّل مرّة في النجف الأشرف ؛ رسالة تشتمل على مباحث منطقية وفلسفية وهي في حقيقتها تعريفاً بالكتاب الكريم ، في تحقيق معنى التصوّر» و«التصديق» بأسلوب علمي تحليلي مبسط ، متعرّضاً وتعريفهما - نشرتها مؤسسة إسماعيليان في لبعض شبهات أعداء الإسلام المثارة بشأن قم سنة 1416 ه- بتحقيق المحقق - وهذا القرآن الكريم ، ويرد عليها معتمداً على الكتاب شرح وبيان لأسرارها وخفياتها . الموضوعية التاريخية والبرهان العقلي

المنطقي

يشتمل كذلك على ملحق يتضمن

ما

أمكن جمعه من تعليقات وحواش الشارح

تضمنت أربعة فصول: في إعجاز على جميع مباحث الكتاب - عُرفت ب- :

القرآن ، جمعه ، جمعه في كتاب واحد قراءته

وتفسيره

،

المنهيات - مجموعة ومسلسلة في آخر الكتاب ؛ إذ لم تدوّن مستقلة ولم تجمع

تم التحقيق اعتماداً على نسختين سابقاً ، بل كانت مبثوثة في هوامش نسخ مطبوعتين ، الأولى ضمن آلاء الرحمن ، الكتاب المطبوعة والمخطوطة ، وفي

.

والثانيه المدرجة - بصورة غير كاملة - في غضون مباحث شراحه ومحشيه . مقدمة كتاب مجمع البيان، لأمين الإسلام

تم تحقيق متن الشرح

اعتماداً على

الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن نسختين لتمام الشرح ، مطبوعة

الطبرسى ، المتوفى سنة 548 ه- ، طبعة دار ومخطوطة ، وأربع نسخ مطبوعة ناقصة ،

المعرفة - بيروت / 1988 م.

تحقيق : الشيخ محمد مهدي نجف

والتعليقات اعتماداً على سبع نسخ مطبوعة

- بضمنها النسخ المعتمدة في تحقيق

نشر : المجمع العالمي للتقريب بين الشرح - إضافة للمخطوطة المعتمدة في

المذاهب الإسلامية - قم 1419ه.

* شرح الرسالة المعمولة وتعليقاته .

تحقيق الشرح ، ذكرت مواصفات النسخ

في المقدمة

تحقيق : مهدي الشريعتي .

نشر : مكتبة الشهيد الشريعتي -قم /

تأليف : محمد زاهد بن محمد أسلم الحسيني الهروي ، المتوفى سنة 1101 ه- 1420ه- .

تراثنا / 58

ص: 243

244

الرسائل الأحمدية ، ج 1 - 3 .

تأليف الشيخ أحمد بن صالح آل طعان

:

البحراني ( 1250 - 1315 ه- ) .

وعلماء العالم الإسلامي للفترة المحصورة

بين الأعوام ( 500 500 - 572 ه- )

اشتمل هذا القسم على شعراء وفضلاء

أهل أصفهان .

ثلاثة مجلدات ضمت 34 رسالة من تم التحقيق اعتماداً على 8 نسخ

رسائل المصنّف ، المحرّرة في أزمان مخطوطة ، ذكرت مواصفاتها في المقدمة تحقيق : الدكتور عدنان محمد آل

ومواضيع مختلفة ، والتي تشمل مسائل

عديدة في علوم الكلام والفقه وأصول طعمة .

الفقه، والدعاء والزيارة، أقدمها كتبت

بتاريخ

.

نشر : مكتب نشر التراث المخطوط -

ه شعبان 1270 ه- ، وأحدثها بتاريخ طهران / 1419 ه- ( 1999 م ) .

21 صفر 1313 ه-

إلزام النواصب بإمامة علي بن

تم تحقيق هذه الرسائل اعتماداً على أربع مجموعات من المخطوطات تضم كل أبي

منها عدة رسائل ، ومخطوطتين بشكل

طالب لالالالالالا

منسوب إلى : الشيخ مفلح بن الحسين

مستقل لرسالتين : منهاج السلامة في حكم (الحسن) بن راشد (رشيد) البحراني ، من

الخارج عن بلد الإقامة ، وأحكام الحبوة

تحقيق ونشر : دار المصطفى

لإحياء التراث - قم / 1419 ه- .

E

أعلام القرن التاسع الهجري .

كتاب يشتمل على بحث تحقيقي في

جذور أصول المذاهب الإسلامية ،

واختلافهم في أصول العقائد وبالتالي

خريدة القصر وجريدة العصر تعارض اجتهاداتهم في فروع المسائل وهو محاولة لاختيار أحدها عن حجّة

القسم 2 .

電学

تأليف : العماد الكاتب ، محمد بن وبينة وبرهان ، اعتماداً على العقل السليم محمد بن حامد الأصفهاني ( 519 - وظاهر الكتاب الكريم وما اتفقت عليه صحاح الأحاديث والأخبار عند العامة قبل

597 ه- ) .

،

سفر أدبي ، ومعجم رجالي واسع ، في الخاصة ، والوصول - أخيراً - إلى قناعة عشرة أجزاء ، ضمت تراجم شعراء وأدباء تامة بأحقية مذهب أهل البيت الله ولزوم

من أنباء التراث

ص: 244

245

اتباعهم للفوز برضى الرحمن والنجاة من على مادة علمية - محققة - غنيّة بالأدلة

العقاب والخسران في الدنيا والآخرة .

والبراهين العلمية والحقائق التاريخية ، كما

تعرض عبر فصوله وأبوابه إلى مواضيع اشتملت على مناظرات قيمة لأئمة أهل

منها : اختلاف المذاهب بعد الرسول في الإمامة ، وصف عام لهذه المذاهب ، بعض ما أورده العامة الآيات والأخبار

من

البيت الام مع محاوريهم .

ضم الجزء الأول 78 مناظرة في

العقائد، والجزء الثاني 41 مناظرة في

الدالة على إمامة الإمام أمير المؤمنين لالالالا الأحكام الشرعية .

وفضله ، وعلى عدم صلاحية غيره من

الصحابة لها، وبعض ما ورد في مطاعن

الصحابة، وفرارهم من الزحف

وأعترافاتهم بأحقية ومنزلة الإمام الله .

،

:نشر منشورات البلاغ - قم / 1420 ه- .

* قرة العين في النحو

تأليف : السيّد صدر الدين الموسوي

تم التحقيق اعتماداً على نسخة مطبوعة العاملي ( 1193 - 1264 ه- )

واحدة، وثلاث نسخ مخطوطة، ذكرت

مواصفاتها في المقدمة

.

تحقيق : الشيخ عبد الرضا النجفي . صدر في قم سنة 1420ه-

كتاب في النحو، صغير في حجمه مستوعب لمادته ، يحاول أن يجعل من

النحو سهل التناول للمبتدئ، بعيداً عن التعقيدات والتأويلات، مع عدم التقيد بمذهب معين في الآراء النحوية ؛ إذ يعتمد

مناظرات في العقائد والأحكام ، ج 1 النص الصحيح الوارد نقلاً والشواهد المؤيدة كميزان لقبول قاعدة نحوية أو

و 2

إعداد وتحقيق : الشيخ عبد الله الحسن . ردّها بعيداً عن تأولات النحاة وقياساتهم ، جمع وترتيب لطائفة من المناظرات مع كثرة الاستشهاد بالآيات القرآنية

والمحاورات التي دارت بين علماء الشيعة الكريمة

الإمامية وبين سائر علماء المذاهب

تم التحقيق اعتماداً على نسخة الإسلامية الأخرى ، والتي تناولت عقائد مخطوطة واحدة ذكرت مواصفاتها في

الإمامية وأحكامهم الشرعية ، وغيرها من

المقدمة

المسائل المهمة، وتشتمل هذه المناظرات

تحقيق : السيد محمد علي بحر العلوم .

246

ص: 245

تراثنا / 58

نشر : مؤسسة الطباعة والنشر التابعة پاریس سنة 1884

م

4 - فلسفة التربية وفلسفة الصناعة :

لجامعة طهران - طهران / 1419ه.

رسائل فى الفلسفة والعرفان .

مباحث للمصنّف نُشرت بقلم أحد

تلامذته في جريدة «مصر» الصادرة في

تأليف : السيد جمال الدين الحسيني الإسكندرية في جمادى الأولى سنة

الأسدآبادي الأفغاني ( 1254 - 1314 ه)

مجموعة من تراث المصنّف الفلسفي

1296

5 - العلم وتأثيره في الإرادة والاختيار :

والفكري، وهي رسائل بعضها مطبوع بحث منشور في جريدة «الوقائع » الصادرة

سابقاً، وبعضها يصدر محققاً لأوّل مرّة :

1 - مرآة العارفين مباحث فلسفية

في محرم سنة 1299 ه-

6 - الردّ على الدهريين: رسالة في

وعرفانية في سورة الفاتحة وآياتها نقض مذهب الطبيعيين، ترجمها - عن الكريمة ، تم تحقيقها اعتماداً على نسخة الفارسية - الشيخ محمد عبده بمساعدة عارف أفندي الأفغاني، تضمنت مباحث

الأصل.

من

مقدمة

2 - الواردات في سرّ التجليات : تتألف لبيان المفاسد التي جلبها الماديون ، للشيخ محمد عبده - تلميذ مظاهرهم ومقاصدهم، ما أفاده الدين من المصنّف - وهي من جمعه وتحريره، العقائد والخصال، توضيح أباطيلهم ، الأمم تليها 12 واردة في مسائل فلسفية متعدّدة، التي ظهروا فيها، موقفهم من العقيدة تم تحقيقها اعتماداً على نسختين ، الإلهية ، وتحقيق الإسلام للسعادة البشرية .

مخطوطة مكتوبة سنة 1291 ه، ومطبوعة إعداد وتحقيق : السيد هادي

في

القاهرة سنة 1322 ه- .

3 - القضاء والقدر بحث منشور في

التي

أحد أعداد جريدة «العروة الوثقى » حررها المصنف - مع تلميذه الشيخ - في

-

الخسروشاهي .

نشر : مؤسسة الطباعة والنشر التابعة

لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي - طهران /

1417ه-

من أنباء التراث

ص: 246

..

YEV .

والكتاب في محوره العام رد على من

صدر لأوّل مرة سنة 1418 ه- ه- في

طبعات جديدة

أنكر هذا المبدأ .

لمطبوعات سابقة

بيروت، وهذه الطبعة صدرت - مزيدة

الولاية التكوينية الحق الطبيعي ومنقحة - من قبل دار الأعراف للدراسات

للمعصوم لا .

تأليف : جلال الدين الصغير

دراسة لأحد المفاهيم الشيعية ، الذي يكون منطلقاً لفهم ومعرفة مقام ومنزلة ومكانة المعصوم ووجوده المبارك ،

ال

وبالخصوص أئمة أهل البيت السلام أوصياء وورثة رسولنا الأمين الله

اشتملت على إيضاح مفهوم الولاية

في بيروت سنة 1419 ه- .

كتب صدرت حديثاً

شرح منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ، ج 1 .

تأليف : السيد علي الحسيني الميلاني .

.

كتاب منهاج الكرامة لمصنفه العلامة

التكوينية : وهي القدرة على التسلط على الحلّي، الشيخ أبي منصور جمال الدين ما في الكون من ظواهر من خلال اختراق الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي مرتبط بإرادة صاحب هذه القدرة ، التابعة ( 648 - 726 ه- ) من خيرة الكتب الكلامية والخاضعة بدورها لإرادة الخالق عز وجل - المصنفة في موضوع الإمامة ، مرتب في لنظام العليّة الذي تخضع له هذه الظواهر ، ستة فصول، ثانيها في إثبات حقية مذهب وعرض الأدلة والشواهد على ثبوت هذا الإمامية ولزوم اتباعه ، وثالثها في إقامة المبدأ ، والشاملة لدليل الإمكان العقلي ، البراهين على إمامة أمير المؤمنين الإمام الدليل القرآني على منح هذه الولاية للأنبياء علي بن أبي طالب ا ، وبقيتها مجملة .. والرسل لالالالالام ، وحتى غيرهم من الناس وهو الذي ردّه ابن تيمية ( 728 ه- ) ممّن ليس بدرجتهم ، دليل السُنّة المطهرة بكتابه منهاج السُنّة ؛ ولأهمية كتاب العلامة مما صح نقله عن المعصوم ، ثم وضرورة مناقشة كلمات ابن تيمية ، كان الردود على الشبهات المطروجة بشأن هذا شرحه المبسوط هذا وإثبات مطالبه وتفنيد

الشبهات المثارة حولها، مع تحقيقات

المفهوم .

ص: 247

248

تراثنا / 58

علمية قيّمة وردود شافية لتأويلات إثبات إمامته بعد النبي له بلا فصل وتمحلات ابن تيمية وأمثاله ومقلّديهم وسيرته في حكومته، مظلوميته وتابعيهم ، مدعمة بالأدلة الجلية الواردة في واستشهاده ، وأخيراً نبذة من أقواله

كتب العامة والخاصة المشهورة المعتمدة وحكمه صلوات الله وسلامه عليه وفي كلمات أعلام الفريقين . نشر منشورات كوثر الولاية - قم

ولهذا الشرح مدخل بعنوان دراسات

في منهاج السُنّة، في 600 صفحة ، يصدر

لاحقاً.

اشتمل هذا الجزء على الفصل الأول : في نقل المذاهب في مسألة الإمامة ، إضافة

،

إلى الفصل الثاني

1419ه-

مودة أهل البيت الا وفضائلهم في

الكتاب والسنة .

إصدار : مركز الرسالة .

بحث يسعى لإلقاء الضوء على بعض

:نشر مؤسسة دار الهجرة - قم/ الجوانب المهمة الخاصة بمودة ومحبة

1418ه- .

حياة أمير المؤمنين على .

أهل البيت ع اللام ، انطلاقاً من كونها فرضاً

على المسلمين وواجب في أعناقهم ، وأن

حبهم الاسلام عقيدة مستمدة من كتاب الله

يتعرّض البحث إلى ما ورد في محبّتهم

تأليف : السيد أصغر ناظم زادة القمي . تعالى وسنة نبيه المصطفى عل الله

كتاب يضم مباحث في سيرة أمير

المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب لالالالا ومودتهم والولاء لهم اللام من النصوص وعرض بعض مناقبه وفضائله الشريفة ، القرآنية النازلة فى ذلك - أو المُفسَرة اعتماداً على ما جاء في كتب العامة - في بذلك - والنصوص الحديثية وروايات السُنّة المباركة المؤكدة لذلك ، مع بيان

الغالب - ومصادرهم المعتبرة . يتناول سيرته الله في ثمانية فصول: فضل حبّهم وخصائصه وعلاماته وآثاره ملامح من شخصيته ، موضعه في غزوات الدنيوية والأخروية ، وأنه لا إفراط - غلو -

الرسول الله ، شأنه فى آيات القرآن الكريم في حبهم ولا تفريط - بغض

تضمنت فصوله الخمسة : من هم أهل

وأحاديث السنة المطهرة، مناقبه ومكارم أخلاقه ، معجزاته وإخباره بالمغيبات البيت ؟! حبّهم في الكتاب والسنة

ص: 248

من

أنباء التراث

249

والشعر ، بعض فضائلهم، معطيات وآثار والمشتمل على عرض وبحث نظرية حبّهم، وأهل البيت الالام بين الغلو الإمامة في القرآن الكريم، وتوضيح جوانب معالمها ، التي تعتمد - كأساس -

والبغض .

صدر ضمن سلسلة المعارف في بنائها الفكري المنهج القرآني، الذي لأن يستلهم ويستوحى كتاب الله

يسعى

الإسلامية ، برقم 16 .

نشر : مركز الرسالة - قم / 1419 ه- .

وسنة رسوله الا الله ، والروايات الصحيحة الواردة عن أئمة أهل البيت الاسلام

التتمة في حياة أُمّ الأئمّة .

يعرض الحوار تفاصيل عناصر هذه

تأليف : محمد رضا عبد الأمير النظرية : العصمة ، النص، الديمومة ، والعلم الخاص من غير كسب ، والأدوار أو

الأنصاري .

ترجمة وعرض لسيرة وحياة بضعة المسؤوليات التي ينهض بها الإمام

المصطفى الله الزهراء البتول عالي

(

المعصوم : الدور الوجودي التكويني

يتعرّض لذكر طرفاً من أخبارها وجملة من المرجعية الدينية (الدور التشريعي)

فضائلها ، أسماؤها ، صفتها ، زواجها

عصمتها ، عبادتها ، دعاؤها ، بعض أحوالها

القيادة السياسية ، والقدوة الصالحة

تم إعداده بعد نقله وكتابته عن أشراطة

بعد أبيها له ، والمصائب والمحن التي التسجيل ، وإجراء التعديلات والإضافات واجهتها في تلك الفترة، خطبتها الضرورية لذلك .

(

المعروفة ، وزيارتها صلوات الله وسلامه

:نشر دار الصادقين - قم / 1419ه- .

:

عليها .

الموسوعة الرجالية الميسرة ، ج 1

و 2 .

نشر : مؤسسة الإمام صاحب الزمان

(عجل الله فرجه ) - مشهد / 1419 ه-

* بحث حول الإمامة .

نص الحوار الإذاعي مع السيد كمال

الحيدري، الذي قدّمه معده جواد علي

تأليف : الشيخ علي أكبر الترابي والشيخ

يحيى الرهائي

كتاب يشتمل على ذكر أسماء رواة

الكتب الأربعة - الكافي للكليني ( 329 ه- ) ،

كسار من إذاعة طهران / القسم العربي ، من لا يحضره الفقيه للصدوق ( 381 ه- )

،

250

ص: 249

تراثنا / 58

_ (_27.)

التهذيب والاستبصار للطوسي ( 460 ه- ) و وسائل الشيعة للحر العاملي (1104 ه) ، وكذلك أسماء رواة كتب الرجال للكشي والنجاشي والطوسي، ثم عرضاً لطريقي

الصدوق والطوسي - في مشيختهما - إلى

الكتب والأصول التي نقلا عنها

والإرشاد - قم : 1419 ه-

مناهج التجديد .

إعداد : عبد الجبار الرفاعي

مجموعة من الحوارات ، تستعرض

جوانب من رؤى دعوات ونظرات التجديد

أحصى الكتاب 7336 راوياً مع ذكر في الفكر الإسلامي المعاصر ، داخل

موضع روايته - فى أي كتاب - ودرجة و خارج الحوزة العلمية .

وثاقته وبيان مختصر حاله، ويعتمد في

تناولت الحوارات الأربعة المشاريع

مجال التوثيق نقل نصوص القدماء والأطروحات التي قدمها أصحابها تنظيراً وتنفيذاً لعمليات الإصلاح والتجديد

والمتأخرين .

نشر : مؤسسة الإمام الصادق لن - قم / المبتغى، والتي شملت : الدعوة إلى

1419ه- .

استئناف النظر في مناهج الاجتهاد وتجديد

علم أصول الفقه ، وإلى إسلامية المعرفة

أصول الدين بين السائل والمجيب

فكرة ومشروعاً، وإصلاح منهجية الفكر

الإسلامي وإقامة علوم اجتماعية إسلامية ،

تأليف : صادق الساعدي .

عرض مبسط لأصول العقائد والمنهجية الإسلامية والعلاقة بين مناهج

الإسلامية، التي يتعين على الإنسان العلوم الاجتماعية والعلوم الشرعية .

صدر الكتاب ضمن سلسلة الكتب

المكلف معرفتها ، فالإيمان والالتزام بها بالاجتهاد وإعمال الفكر ودون تقليد لأهل التي تصدرها مجلة قضايا إسلامية معاصرة

الاختصاص فيها ، وبيان لمباحثها بأسلوب برقم 4 ، في قم سنة 1318 ه- .

ميسر وبطريقة السؤال والجواب

اشتمل على 81 سؤالاً ، توزعت في التقية في الفكر الإسلامي

فصول خمسة ، متضمنة مباحث : التوحيد

إصدار : مركز الرسالة

العدل ، النبوة ، الإمامة ، والمعاد.

دراسة لأحد المفاهيم الإسلامية الذي

نشر : المؤسسة الإسلامية العامة للتبليغ عرفته جميع

الأديان السماوية السابقة

ص: 250

251 .

من أنباء التراث

والمجتمعات البشرية منذ أقدم العصور، أعلام الفكر والمرجعية الدينية المتأخرين ، وأمضته وأيدته الشريعة السمحاء ، وهي ممّن كانت لهم جهودهم المشهودة على محاولة لاستجلاء أبعاد هذا المفهوم ؛ مختلف الأصعدة العلمية والسياسية لتشخيص موقع التقيّة في الفكر الديني والاجتماعية ، وتحليلاً لمواقفهم وأدوارهم بدقة ، ووضعها في مكانها الصحيح بين عبر تاريخ الأمة الإسلامية المعاصر ، المعارف الإسلامية ؛ استهداء بآيات القرآن وتوثيقاً للأحداث التي جرت في مرحلتهم الكريم وأحاديث وروايات السنة المطهرة . التاريخية وتأثيراتها على الواقع الإسلامي . تناولت في فصولها الأربعة : علاقة شمل الكتاب تسليط الضوء على حياة التقية بالإكراه ، أنواع وأركان الإكراه ، دور اثني عشر علماً، لفترة امتدت ما بين القواعد الفقهية في بيان حكم ما يُكره منتصف القرن 12 وإلى أواخر القرن 14

عليه ، والفرق والاتفاق بين الضرورة الهجريين

والإكراه .. استعراض تاريخ وأدلة التقية وأصولها التشريعية من القرآن والسنة والعقل ودليل الإجماع ؛ اعتماداً على ما ثبت نقله عن الخاصة والعامة .. أقسام

التقيّة وأهميتها وشروطها وفوائدها، والفرق

بينها وبين النفاق .. وبعض صور التقية

نشر : دار المحجة البيضاء - بيروت /

1419ه-

فهرس مخطوطات رشید - دمنهور

إعداد : يوسف زيدان .

فهرس للكتب المخطوطة المحفوظة

القولية والفعلية في كتب العامة، وجملة في مكتبتين في مدينتين من مدن محافظة من فتاواهم الفقهية الخاصة بمسائل التقيّة . البحيرة ، إحدى محافظات جمهورية مصر

صدر ضمن سلسلة المعارف العربية ، مكتبة بلدية مدينة دمنهور»،

الإسلامية ، برقم 17

.

نشر : مركز الرسالة - قم/ 1419ه- .

ومكتبة مسجد المحلى في مدينة «رشيد» .

يعتمد نظام الفهرسة الوصفية التفصيلية

مع بعض الفهرسة التحليلية كلما اقتضى من أعلام الفكر والقيادة المرجعية . الأمر . ويشتمل على وصف 340

تأليف : عبد الكريم آل نجف

مخطوطة، وفق المعايير الخاصة بهذا

عرض لفصول من حياة مجموعة من الفنّ : تحديد عنوان كل مخطوط وضبطه .

(

252

ص: 251

تراثنا / 58

مؤلّف المخطوطة (اللقب ، الكنية ، الاسم ،

يستعرض البحث الآثار والأخبار النسبة ، وتاريخ الوفاة)، ذكر بداية كلّ الواردة بخصوص محاولات يهود بني مخطوطة والفقرات الأخيرة منها، الوصف النضير وخيبر وغيرهم، ومحاولات المادي للمخطوطة (الحالة العامة ، نوع مشركي مكة ، ومنافقي المدينة ، إضافة إلى الخطّ ، اسم الناسخ ، سنة الكتابة ، الإشارة ما ورد من أن وفاته الله قد تكون من أثر

السم الذي دُسَ إليه في مرضه الأخير .

إلى نوع الورق ، التملكات ، السماعات

الإجازات ، عدد الأوراق ، مقياس الورقة ،

نشر دار الهدى لإحياء التراث -

وعدد السطور في كل صفحة ) ، ذكر رقم بیروت / 1420 ه- .

حفظ المخطوط في المكتبة ، والتصنيف

العلمي له بغض النظر عن تصنيفه في

كتب قيد التحقيق

المكتبة الأصلية

صدر برقم 23 ضمن سلسلة فهارس

المخطوطات الإسلامية .

:

نشر مؤسسة الفرقان للتراث الرازي ، المتوفى سنة 766 ه- .

رسالة في دلالة اللفظ .

تأليف : قطب الدين محمد بن محمد

رسالة مفردة للبحث في دلالة اللفظ ،

الإسلامي - لندن / 1419 ه-

صلى الله * هل اغتيل النبي له ؟ !

تأليف : نجاح الطائي

تشتمل على أبحاث تتعلق بهذا الموضوع :

حد الدلالة ، أقسامها، بيان حصر

الدلالات ، نسب بعضها إلى بعض ، وغيرها

بحث يشتمل على عرض وتحليل من المباحث .

المحاولات ومؤامرات القتل التي عُرض لها

يقوم بتحقيقها مهدي الشريعتي اعتماداً

الرسول الأكرم الله في مراحل حياته على نسخة مخطوطة واحدة محفوظة في الشريفة ، قبل المبعث وبعده ، وإلى آخر المكتبة الرضوية في مدينة مشهد برقم

حياته المباركة .

. 1059

ص: 252

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.