المؤلف: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم
الناشر: مؤسسة آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث - قم
المطبعة: نمونه
الطبعة: 0
الموضوع : مجلّة تراثنا
تاریخ النشر : 1433 ه.ق
الصفحات: 478
ص: 1
تراثنا
صاحب
الامتیاز
مؤسّسة
آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث
المدير
المسؤول :
السيّد
جواد الشهرستاني
العدد الثالث
والرابع [111 - 112]
السنة
الثامنة والعشرون
* الأصول الأربعمائة.
............................................. السيّد محمّد حسين الحسيني الجلالي 7
* الذكر المحفوظ قراءة جديدة في تاريخ جمع القرآن وما روي في تحريفه (2).
...................................................... السيّد علي الشهرستاني 77
رجب - ذو
الحجّة
1433
ه-
* مع الشريف الرضي في ديوانه (2).
........................................... المرحوم الشيخ محمّد علي اليعقوبي 148
* من ذخائر التراث :
مودّة القربى وأهل العبا لعليّ بن شهاب الدين الهمداني (714 - 786 ه)
................................................ تحقيق : محمّد جواد النجفي 213
* من أنباء التراث.
.............................................................. هيئة التحرير 459
ص: 2
* الأصول الأربعمائة.
............................................. السيّد محمّد حسين الحسيني الجلالي 7
* الذكر المحفوظ قراءة جديدة في تاريخ جمع القرآن وما روي في تحريفه (2).
...................................................... السيّد علي الشهرستاني 77
رجب - ذو
الحجّة
1433
ه-
* مع الشريف الرضي في ديوانه (2).
........................................... المرحوم الشيخ محمّد علي اليعقوبي 148
* من ذخائر التراث :
مودّة القربى وأهل العبا لعليّ بن شهاب الدين الهمداني (714 - 786 ه)
................................................ تحقيق : محمّد جواد النجفي 213
* من أنباء التراث.
.............................................................. هيئة التحرير 459
* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة (مودّة القربى وأهل العبا لعليّ بن شهاب الدين الهمداني (714 - 786 ه)). والمنشورة في هذا العدد.
ص: 3
ص: 4
ص: 5
ص: 6
السيّد محمّد حسين الحسيني الجلالي
بسم الله الرحمن الرحيم
«اختلف السّلف من الصحابة والتابعين في كتابة الحديث ، فكرهها طائفة ... ، وأباحها طائفة وفعلوها ، منهم ... عليّ وابنه الحسن ...» قاله جلال الدين السيوطي (ت 911ه) في التدريب(1).
وقام أهل البيت بنشر الثقافة الإسلامية بقدر ما سمحت لهم الظروف بالأساليب السائدة من الخطب والرسائل والحكم وأجوبة المسائل المختلفة في العقيدة والشريعة.
وفي التاريخ الشيعي يعتبر (كتاب علي عليه السلام) (2) بداية تدوين الحديث في الإسلام ، ووصف ب- : (الجفر) (3) و (الجامعة) (4) ، كما نقل عن (صحيفة
ص: 7
علي عليه السلام) (1) في صحيح البخاري(2) ، وقد تكون صفحة من الكتاب المذكور في موضوع الديات خاصّة ، ولهذا السبب كان عليه السلام يضعها في قراب سيفه ، فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام قوله : «يا بني ، قم فأخرج كتاب عليّ عليه السلام ، فأخرج كتاباً مدرجاً عظيماً ففتحه وجعل ينظر فيه ...». قال شيخنا العلاّمة الطهراني (ت 1389ه) : «هذا أوّل كتاب كتب في الإسلام من كلام البشر من إملاء النبي(صلى الله عليه وآله) وخطّ الوصيّ ... وقطعة من هذه الأمالي موجودة بعينها حتّى اليوم في كتب الشيعة ، وذلك من فضل الله تعالى. أوردها الشيخ أبو جعفر ابن بابويه الصدوق في المجلس السادس والستّين من كتاب أماليه ، وهي مشتملة على كثير من الآداب والسنن وأحكام الحلال والحرام يقرب من ثلاثمائة بيت رواها بإسنادها إلى الإمام الصادق عليه السلام ... في آخره أنّه جمعه من الكتاب الذي هو إملاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) وخطّ عليّ بن أبي طالب» عليه السلام (3).
وللصدّيقة فاطمة الزهراء عليها السلام (مصحف) (4) ، والظاهر أنّه حاو لأنواع التفسير والتأويل.
وفي عهد الإمامين السبطين عليهما السلام عمّ القلق والاضطراب في المجتمع الإسلامي ، وبالنتيجة قلّ النشاط العلمي وإن لم ينعدم. فقد تقدّم كلام 6.
ص: 8
السيوطي بأنّ الإمام الحسن عليه السلام كان ممّن أباح كتابة الحديث وفعلها ، وقد روي عن الإمام الحسين عليه السلام شيء كثير من العلم.
وللإمام زين العابدين عليه السلام (الصحيفة الكاملة) (1) و (رسالة الحقوق) (2).
وللإمام الباقر عليه السلام (تفسير القرآن) ، وقد عدّه ابن النديم أوّل كتب الشيعة المصنّفة في علم التفسير وقال : «رواه عنه أبو الجارود زياد بن المنذر رئيس الجارودية الزيدية»(3).
وللإمام الصادق عليه السلام (توحيد المفضّل) (4) و (الإهليلجة) (5) و (رسالة إلى النجاشي) وغيرها.
كما وساهم كبار الشيعة في التأليف أيضاً (منهم) أبو رافع القبطي (ت 30ه) ، له : (السنن والأحكام) (6) ، وجابر بن عبدالله الأنصاري (ت 78ه) ، له : (صحيفة) (7) ، وسليم بن قيس الهلالي العامري ، له : (كتاب 3.
ص: 9
السقيفة) (1).
وكان الحديث عند الشيعة في حالة تطوّر حتّى عصر الإمام الصادق عليه السلام الذي بدأ التحرّك العلمي للشيعة بصورة واسعة وفعّالة ، وقد امتازت في هذا العصر بالذات رسائل خاصّة عرفت : ب- : (الأصول الأربعمائة) نحاول دراستها عسى أن تكون وافية القصد.
وقد بلغ النشاطُ الثقافي للشيعة القمّة في عصر الإمام الصادق عليه السلام ، وذلك حيث تخلّلت فترةُ الانتقال بين الحكم الأموي والعبّاسي ، وارتفع الضغطُ السياسي عن الشيعة عموماً ، وتهافَتَ أهلُ العلم والمعرفة من كلّ جانب على مدرسة الإمام الصادق عليه السلام حتّى بلغ الرواةُ عنه عليه السلام أربعة آلاف رجل ، وانصرفَت طائفةٌ كبيرةٌ من هؤلاء لضبط ما روَوه عن الإمام عليه السلام سماعاً في كتاب خاصّ في مواضيع الفقه والتفسير والعقائد وغيرها ، وقد اصطلح التاريخ الشيعي على تسمية هذه الكتب ب- : (الأصول) كما حصرها في (أربعمائة أصل) وهذا ما نعنيه ب- : (الأصول الأربعمائة). ت.
ص: 10
ما هو الأصل؟
اختلفت تعاريفُ الأعلام وتعابيرُهم في تحديد مفهوم (الأصل) فقال السيّد مهدي بحر العلوم (ت 1212ه) :
«الأصل في اصطلاح المحدّثين من أصحابنا بمعنى الكتاب المعتمَد الذي لم ينتزع من كتاب آخر ...»(1).
وقال عناية الله القهبائي (كان حيّاً سنة 1021ه) :
« ... فالأصل مجمع عبارات الحجّة عليه السلام ، والكتاب يشتمل عليه وعلى الاستدلالات والاستنباطات شرعاً وعقلاً»(2).
وقال شيخنا الطهراني (ت 1389 ه) :
«الأصل : هو عنوان صادق على بعض كتب الحديث خاصّةً كما أنّ الكتاب عنوانٌ يصدق على جميعها فيقولون : (له كتاب أصل) ، أو : (له كتاب وله أصل) ، أو : (قال في كتاب أصله) ، أو : (له كتاب وأصل) وغير ذلك.
وإطلاق (الأصل) على هذا البعض ليس بجعل حادث من العلماء بل 9.
ص: 11
يطلق عليه (الأصل) بما له من المعنى اللغوي ؛ ذلك لأنّ كتاب الحديث إن كان جميع أحاديثه سماعاً من مؤلّفه عن الإمام عليه السلام أو سماعاً منه عمّن سمع عن الإمام عليه السلام ، فوجود تلك الأحاديث في عالم الكتابة من صنع مؤلّفها وجود أصلي بدوي ارتجالي غير متفرّع من وجود آخر فيقال له : الأصل لذلك»(1).
وقال الشيخ عبدالله المامقاني (ت 1351ه) :
«ربّما جعل بعض من عاصرناه ... مرجع هذه الأقوال جميعاً إلى أمر واحد ... وجعل المتحصّل أنّ (الأصل) مجمع أخبار وآثار جمعت لأجل الضبط والتحفّظ عن الضياع لنسيان ونحوه ...»(2).
هذه جملة من التعاريف التي ذكرها الأعلام ، ونجد أصدق وصف لها ما ذكره السيّد محسن الأمين (ت 1371ه) بعدما تعرّض لجملة منها قائلاً :
«وكلّ ذلك حدس وتخمين»(3).
والوجه فيما ذكره السيّد الأمين أنّ هذه التعاريف لم تستند إلى دراسة نصوص (الأصول) الموجودة اليوم ، ومن الناحية التاريخية لم نعهد هذا الاصطلاح إلاّ في كتب علماء الشيعة في القرن الخامس الهجري ومن تأخّر عنهم ، أو بتعبير أدق في كتب ثلاثة وهم :
1 - الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان (ت 412 ه). 9.
ص: 12
2 - الشيخ أبو العبّاس النجاشي (ت 450 ه).
3 - والشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه).
إذ بالتتبّع في فهرستي الطوسي والنجاشي يعلم أنّ (الأصل) عنوانٌ مستقلّ يطلق على بعض كتب الحديث خاصّةً دون غيرها ، وربّما كان في بدء الاستعمال استعانة بالمفهوم اللغوي لكلمة (الأصل) إلاّ أنّه أصبح له مفهوم اصطلاحي فيما بعد ، وللتدليل على ذلك نكتفي بذكر ثلاثة نصوص من الشيخ الطوسي على ذلك :
1 - قال في المقدّمة : «فإنّي لمّا رأيت جماعة من شيوخ طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا فهرست كتب أصحابنا .. ولم يتعرّض أحد منهم باستيفاء جميعه إلاّ ما قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله (الغضائري) فإنّه عمل كتابين أحدهما ذكر فيه الأصول ...»(1).
2 - قال في ترجمة أحمد بن محمّد السيرافي : «له كتب في الفقه على ترتيب الأصول»(2).
3 - قال في ترجمة بندار بن محمّد بن عبدالله : «له كتب منها كتاب الطهارة ، كتاب الصلاة ، كتاب الصوم ، كتاب الحجّ ، كتاب الزكاة وغيرها على نسق الأصول»(3).
وبالرغم من أنّ الطوسي أوسعُ من تعرّض لذكر (الأصل) لا نجد في أيّ موضع من كتابه تعريفاً لمفهوم (الأصل) ، وكذا من عاصره ، فهل التعاريف المتقدّمة تحدّد مفهوم (الأصل)؟ 9.
ص: 13
الذي أرى : إنّ التعاريف المذكورة كلَّها ناشئة من الحدس والتخمين كما صرّح بذلك السيّد الأمين.
أمّا التعريف الأوّل : إذ لم نجد أيّ تصريح من المتقدّمين بأنّ (الأصل) هو الكتاب المعتمد ، بل وجدنا تصريحهم بضعف المؤلّف الذي هو من أصحاب (الأصول) كعليّ بن حمزة البطائني ، فقد روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة لعن الرضا عليه السلام إيّاه(1) ولم يرد في حقّه توثيق جمع كثير.
وأمّا التعريف الثاني : حيث توجد أعيان قسم من النسخ التي وصفها الطوسي والنجاشي ب- : (الكتاب) وهي مجرّدة عن أيّ استدلال أو استنباط شرعيٍّ أو عقليٍّ بل تحتوي على الأحاديث المروية عن الأئمّة عليهم السلام.
وأمّا التعريف الثالث : فلأنّ ما ذكره وإن كان صادقاً بمفهومه اللغوي إلاّ أنّا نجد ذلك اصطلاحاً من القرن الخامس الهجري وخاصّة الشيخ الطوسي والنجاشي كما لا يخفى فكيف لايكون بجعل حادث ، ثمّ لم يعهد التعبير ب- : (قال في كتاب أصله) أو (له كتاب أصل) إطلاقاً وذلك نظراً إلى هذا الاصطلاح.
ومن هنا نجد أنّ التعاريف مستندةٌ إلى الظنّ والتخمين ، بل يحقّ أن نقول : إنّهم اصطلحوا لمفهوم (الأصل) اصطلاحاً جديداً فلهم رأيهم الخاصّ.2.
ص: 14
إذاً فما هو المائز بين (الأصل) (والكتاب) في اصطلاح المتقدّمين؟.
لايمكننا القول بأنّ المائز هو شخصية المؤلّف ، إذ نجد أنّ المؤلّف الواحد يعبّر عن بعض كتبه ب- : (الأصل) وعن البعض الآخر ب- : (الكتاب) ، منهم :
1 - إسماعيل بن مهران بن محمّد بن أبي نصر السكوني ، فقد قال الطوسي : «صنّف مصنّفات كثيرة ومنها كتاب الملاحم وكتاب ثواب القرآن وكتاب خطب أميرالمؤمنين عليه السلام - ثمّ ذكر إسناده وقال - : وله أصل أخبرنا به عدّةٌ من أصحابنا ...»(1).
2 - زكّار بن يحيى الواسطي ، قال الطوسي : «له كتاب الفضائل وله أصل»(2).
ولا يمكن القول بأنّ الفارق هو الرواية عن مطلق المعصومين من دون نقل عن كتاب ، إذ نجد عدّةً منها موصوفة ب- : (الكتاب) دون (الأصل) ، ومن أشهرها كتاب سليم بن قيس الهلالي - كما ستعرف -.
كما لايمكن القول أيضاً بأنّ المائز هو الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام مطلقاً بالسماع أو من دون سماع ، إذ نجد في أصحابه والرواة عنه مَن وصفت مؤلفاته : ب- : (الكتاب) دون (الأصل) ، ومنهم :
1 - ليث المرادي (أبو بصير) (3). 6.
ص: 15
2 - ومحمّد بن النعمان الأحول (مؤمن الطاق) (1).
والذي أراه : أنّ (الأصل) هو : (الحاوي للحديث المروي سماعاً غالباً عن الإمام الصادق عليه السلام من تأليف رواته).
وأنّه لا دخل لشخصية الراوي ولا موضوع الرواية في مفهوم (الأصل) ، فتنحصر (الأصول) في عصر الصادق عليه السلام وأواخر عصر أبيه الباقر عليه السلام وأوائل عصر ابنه الكاظم عليه السلام ، كما أشرنا بقولنا (غالباً) والمستند في هذه الدعوى أمور :
1 - نصوص بعض القدماء على أنّ أصحاب (الأصول) كانوا في عصر الصادق عليه السلام.
2 - إنّ أصحاب (الأصول) الذين نصّ عليهم الطوسي والنجاشي من أصحاب الصادق عليه السلام غالباً.
3 - دراسة (الأصول) الموجودة.
وإليك توضيحاً لهذه الأمور : 8.
ص: 16
نصوص المتقدّمين
نجد جمعاً من أعلام المتقدّمين نصّوا على أنّ (الأصول) ألِّفت في عصر الصادق عليه السلام ، وأنّ الأحاديث الواردة فيها كانت سماعاً لمؤلّفيها من الإمام عليه السلام.
قال الشيخ أمين الإسلام الطبرسي (ت 548 ه) في إعلام الورى :
«روى عن الإمام الصادق عليه السلام من مشهوري أهل العلم أربعةُ آلاف ، وصنّف من جواباته في المسائل أربعمائة كتاب تُسمّى (الأصول) ، رواها أصحابه وأصحاب ابنه موسى الكاظم عليه السلام»(1).
وقال الشهيد الأوّل المستشهد سنة (786 ه) في الذكرى :
«كتب من أجوبة مسائله [الإمام الصادق عليه السلام] أربعمائة مصنّف لأربعمائة مصنّف ، ودوّن من رجاله المعروفين أربعة آلاف رجل»(2).
وقال المحقّق الحلّي (ت 676 ه) في المعتبر :
«كتب من أجوبة مسائله [جعفر بن محمّد عليه السلام] أربعمائة مصنّف [لأربعمائة مصنّف] سمّوها (أصولاً)»(3).6.
ص: 17
وقال الشيخ حسين بن عبدالصمد (ت 984 ه) :
«قد كتب من أجوبة مسائله [الإمام الصادق عليه السلام] هو فقط أربعمائة مصنّف لأربعمائة مصنّف تسمّى (الأصول) في أنواع العلوم»(1).
ونكتفي بهذه الأقوال عن النصوص المماثلة وسنذكر بعضها عرضاً. 9.
ص: 18
أصحاب الأصول
إنّ أغلب من نصّ الشيخ الطوسي والنجاشي على كونه ذا (أصل) صرّح أصحاب الرجال والتراجم على أنّه من أصحاب الصادق عليه السلام عدا القلّة الذين لم يذكر في تراجمهم الصحبة والرواية عنه عليه السلام ، وسنذكر أسماء من ذكراه مع العدد والصفحة والإشارة لمن لم تُعلم له صحبة بعلامة الاستفهام (؟) ، كما وأتممنا الأنساب والألقاب بقوسين () وهم حسب حروف الهجاء كالآتي :
1 - آدم بن الحسين النخّاس الكوفي(1).
2 - آدم بن المتوكّل أبو الحسين بيّاع اللؤلؤ الكوفي(2).
3 - أبان بن تغلب(3).
4 - إبراهيم بن أبي البلاد (يحيى بن سليم) (4).
5 - إبراهيم بن عثمان أبو أيّوب الخزّار (الكوفي) (5).
6 - إبراهيم بن عمر (عمير) اليماني الصنعاني(6).
7 - إبراهيم بن مسلم بن هلال الضرير الكوفي ، ذكره شيوخنا في 6.
ص: 19
أصحاب (الأصول) (؟) (1).
8 - إبراهيم بن مهزم الأسدي(2).
9 - إبراهيم بن يحيى (؟) (3).
10 - أحمد بن الحسين بن سعيد بن عثمان القرشي ، له كتاب النوادر ، ومن أصحابنا من عدّه في جملة الأصول (؟) (4).
11 - أديم بن الحرّ الجعفي الكوفي(5).
12 - أسباط بن سالم بيّاع الزطّي(6).
13 - إسحاق بن جرير (بن يزيد البجلي الكوفي) (7).
14 - إسحاق بن عمّار الساباطي(8).
15 - إسماعيل بن بكير (الكوفي) (9).
16 - إسماعيل بن جابر(10).
17 - إسماعيل بن دينار(11).0.
ص: 20
18 - إسماعيل بن عثمان بن أبان (؟) (1).
19 - إسماعيل بن عمّار(2).
20 - إسماعيل بن محمّد (القمّي ظ) (؟) (3).
21 - إسماعيل بن مهران بن محمّد بن أبي نصر السكوني(4).
22 - أيّوب بن الحرّ الجعفي يعرف (بأخي آدم) (5).
23 - بشر (بشير) بن مسلمة (الكوفي أبو صدقة) (6).
24 - بشّار بن يسار (الضبيعي الكوفي) (7).
25 - بكر بن محمّد الأزدي (أبو محمّد الغامدي) (8).
26 - جابر بن يزيد الجعفي(9).
27 - جميل بن درّاج (النخعي) (10).
28 - جميل بن صالح (الكوفي) (11).
29 - حارث بن الأحول (؟) (12).4.
ص: 21
30 - حبيب الخثعمي (الأحول) (1).
31 - حريز بن عبدالله السجستاني(2).
32 - الحسن الرباطي(3).
33 - الحسن بن زياد العطّار(4).
34 - الحسن بن صالح بن حيّ (الأحول) (5).
35 - الحسن بن موسى (الحنّاط الكوفي) (6).
36 - الحسين بن أبي العلاء (الخفّاف الزندجي) ، قال الطوسي : «له كتاب يعدّ في (الأصول)» وكذلك ابن شهرآشوب(7).
37 - الحسين بن أبي غندر (الكوفي) (8).
38 - حفص بن البختري (البغدادي) (9).
39 - حفص بن سالم (الحنّاط) (10).
40 - حفص بن سوقة (العمري) (11).3.
ص: 22
41 - الحكم الأعمى(1).
42 - الحكم بن أيمن (؟) (2).
43 - حميد بن زياد النينوي (ت 313 ه) (3).
44 - حميد بن المثنّى العجلي(4).
45 - خالد بن أبي إسماعيل (الكوفي) (5).
46 - خالد بن صبيح (نصيح) (الكوفي) (6).
47 - داود بن زربي (الخندقي البندار) (7).
48 - داود بن كثير الرقّي (كما في نسخة) (8).
49 - ذريح المحاربي(9).
50 - ربعي بن عبدالله (الهذلي البصري) (10).
51 - ربيع الأصمّ (؟) (11).
52 - رفاعة بن موسى (الأسدي) (12).0.
ص: 23
53 - زرعة بن محمّد الحضرمي(1).
54 - زكّار بن يحيى الواسطي (الهمداني) (2).
55 - زياد بن المنذر (أبو الجارود) (3).
56 - زيد الزرّاد(4).
57 - زيد النرسي(5).
58 - سعدان بن مسلم العامري (الكوفي) (6).
59 - سعد بن أبي خلف (الزهري) (7).
60 - سعد بن طريف الإسكاف (الحنظلي) (8).
61 - سعيد (عبدالرحمن) الأعرج(9).
62 - سعيد بن غزوان (الأسدي) (10).
63 - سعيد بن سلمة (الكوفي) (11).
64 - سعيد بن يسار الضبعي(12).5.
ص: 24
65 - سفيان بن صالح (؟) (1).
66 - شعيب بن أعين الحدّاد (الكوفي) (2).
67 - شعيب (بن يعقوب) العقرقوفي(3).
68 - شهاب بن عبد ربّه (الأسدي الصيرفي) (4).
69 - صالح بن رزين (الكوفي) (5).
70 - عبدالله الصيرفي (الكوفي) (6).
71 - عبدالله بن الهيثم (الكوفي) (7).
72 - علي بن أبي حمزة (سالم) البطائني(8).
73 - علي بن أسباط الكوفي (الكندي) (9).
74 - علي بن رئاب الكوفي(10).
75 - هشام بن الحكم(11).
76 - هشام بن سالم (الجواليقي الجعفي) (12).9.
ص: 25
77 - وهب بن عبد ربّه (الأسدي) (1).
78 - أبو محمّد الخزّاز (لم يعلم اسمه) (2).
ومن بين هؤلاء من له (أصول) متعدّدة ، قال الشيخ الطوسي في ترجمة حريز بن عبدالله السجستاني : «له كتب منها : كتاب الصلاة ، كتاب الزكاة ، كتاب الصيام ، كتاب النوادر ، تعدّ كلّها في (الأصول)»(3).
وقد جاء نفس الكلام في ترجمة حفص بن عبدالله السجستاني(4) ، وأظنّ قويّا أنّ كلمة (حفص) فيه تصحيف من كلمة (حريز).
كما وأرى ما قاله ابن شهرآشوب عن حميد بن زياد النينوي (ت 313 ه) : «إنّ له (أصل)»(5) ، أيضاً ناشئاً ممّا ورد في ترجمة الرجل في الفهرست للشيخ الطوسي حيث قال في ترجمته : «روى (الأصول) أكثرها»(6).
وجاء هذا النصّ الأخير في ترجمة أحمد بن هلال العبرتائي (ت 267 ه) قائلاً : «وقد روى أكثر (أصول) أصحابنا»(7).
كما وأُشيرَ إلى بعض (الأصول) إشارة خاطفة كما قال في آل زرارة 1.
ص: 26
ابن أعين (ت 150 ه) : إنّ «لهم روايات كثيرة و (أصول) وتصانيف»(1) وبأيّ معنى فسّرنا هذه الجملة ، ومهما قدّرنا اختلاف النسخ والسقط فيها ، فإنّ الباحث المتتبّع في فهرستي الطوسي والنجاشي يطمئنّ بأنّهما لم يذكرا أكثر من مائة (أصل) من (أصول) أحاديث الشيعة المبحوث فيها قطعاً. 0.
ص: 27
دراسة الأصول
يمكننا تحديد المفهوم الاصطلاحي للأصل و (الكتاب) بمراجعة الموجود اليوم منهما ونكتفي بذكر اثنين منهما :
1 - كتاب الديات لظريف بن ناصح.
ذكره الطوسي في الفهرست(1) ، وذكر إسناده إليه ، وأورده الشيخ الصدوق (ت 381 ه) في كتابه : من لا يحضره الفقيه(2).
وإليك مفتتح الكتاب : قال الصدوق في دية جوارح الإنسان ومفاصله : «روى الحسن بن علي بن فضّال ، عن ظريف بن ناصح ، عن عبدالله بن أيّوب قال : حدّثني حسين الرواسي ، عن ابن أبي عمر الطبيب ، قال : عرضت هذه الرواية على أبي عبدالله عليه السلام ، فقال : نعم هي حقّ ، وقد كان أمير المؤمنين عليه السلام يأمر عمّاله بذلك ، قال : أفتى عليه السلام في كلّ عظم له مخ فريضة مسمّاة إذا كسر فجبر على غير عثم ولا عيب جعل فريضة الدية ستّة أجزاء ...»(3).
فإنّك ترى هذه الرواية عرضها الطبيب المذكور على الإمام الصادق عليه السلام ومع ذلك نرى الشيخ الطوسي الذي ضمن الاستيفاء للمصنّفات لم يعدّه من (الأصول) ، وذلك لأنّ المعتبر في (الأصل) سماع المؤلّف من 4.
ص: 28
الإمام الصادق عليه السلام ، وهذا لم يحصل ، بل كان مجرّد العرض ومن هنا حصل الالتباس للمتأخّرين وظنّوا أنّ العرض يثبت كونه (أصلاً) ، فعدّوه في (الأصول) ، وترى أنّ ذلك اصطلاح غير مستساغ حيث لم يعدّه الطوسي والنجاشي ومن في عصرهما من (الأصول) ، ولو التزمنا كونه (أصلاً) للزم أن ينسب إلى الطبيب المذكور لا ظريف الذي هو السند في الرواية.
2 - أصل زيد النرسي.
ذكره الطوسي في الفهرست(1) ، والنسخة المحصورة اليوم تحتوي على خمسين حديثاً روى عشرين حديثاً منها عن الإمام الصادق عليه السلام سماعاً أو حكى عنه مشاهدة ، وكذلك اثني عشر حديثاً عن ابنه الإمام الكاظم عليه السلام والباقي بواسطة واحدة كذلك.
ونكتفي بذكر حديثين منه :
الحديث الأوّل : «حدّثنا الشيخ أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري - أيّده الله تعالى - قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، قال : حدّثنا جعفر بن عبدالله العلوي أبو عبدالله المحمّدي ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير عن زيد النرسي ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : سمعته يقول : إذا كان يوم الجمعة ، ويومي العيدين ، أمر الله رضوان خازن الجنان أن ينادي في أرواح المؤمنين وهم في عرصات الجنان : إنّ الله قد أذن لكم بالزيارة إلى أهاليكم ...»(2).7.
ص: 29
والحديث الآخر : «زيد قال : حدّثني أبو بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : ما زالت الخمر في علم الله وعند الله حراماً ؛ وإنّه لا يبعث الله نبيّاً ولا يرسل رسولاً إلاّ ويجعل في شريعته تحريم الخمر ، وما حرّم الله حراماً فأحلّه من بعد إلاّ للمضطر ، ولا أحلّ الله حلالاً قطّ ثمّ حرّمه. (تمّ كتاب زيد النرسي)»(1).
وبهذا اتّضح أنّ النرسي يروي في (أصله) عن الإمام الصادق عليه السلام ، وعن ابنه الإمام الكاظم عليه السلام سماعاً ومشاهدة ، ويروي عن أبيه الإمام الباقر عليه السلام بواسطة واحدة.
وعلى ذلك يصحّ ما قلناه من أنّ (الأصل) هو : (الحاوي للحديث المروي غالباً بالسماع عن الإمام الصادق عليه السلام).
كما واتّضح بما ذكرنا أنّ ما ذكره الوحيد البهبهاني (ت 1208 ه) قائلاً :
«الأصل هو : الكتاب الذي جمع فيه مصنّفه الأحاديث التي رواها عن المعصوم أو عن الرّاوي ، و (الكتاب) و (المصنّف) لو كان فيهما حديث معتمد لكان مأخوذا من (الأصل) غالباً ... وإنّما قيّدنا بالغالب لأنّه ربّما كان بعض الروايات يصل معنعناً ولا يؤخذ من (أصل) ، وبوجود مثل هذا فيه لا يصير (أصلاً)»(2).
يعتبر هذا أقرب التعريفات ، ولو بدّلنا قوله : (رواها عن المعصوم) بقولنا : (روى أغلبها عن الصادق عليه السلام سماعاً) لكان التعريف التام. 1.
ص: 30
عصر التأليف
تكاد الآراء في عصر التأليف تختلف أشدّ الاختلاف ، وفي الحقيقة هذا الخلاف نابع من التعريف الذي اختاروه لمفهوم (الأصل) ، فبينما نجد بعضهم لا يتعرّض إلى عصر التأليف إطلاقاً ، كما في عبارة الشهيد الثاني المستشهد سنة (965 ه) في الرعاية في علم الدراية ، حيث قال :
«استقرّ أمر المتقدّمين على أربعمائة مصنَّف لأربعمائة مصنِّف سمّوها (أصولاً) فكان عليها اعتمادهم»(1).
ونجد بإزاء ذلك نصوصاً تصرّح بزمن التأليف ويمكن حصرها في قولين :
الأوّل : إنّ زمن التأليف عصر الصادق عليه السلام ولا تمتنع الرواية عن الباقر والكاظم عليهما السلام وقد تقدّم تفصيلاً.
الثاني : عصر الأئمّة عليهم السلام من الإمام عليّ عليه السلام إلى زمان العسكري عليه السلام ، وذهب إليه كلٌّ من المفيد والسيّد محسن الأمين والشيخ الطهراني ، حيث ذكروا أنّ الإمامية صنّفوا من عهد أميرالمؤمنين عليه السلام إلى زمن العسكري عليه السلام أربعمائة كتاب تسمّى (الأصول) (2).0.
ص: 31
وقال السيّد الأمين :
« ... قد صنّف قدماء الشيعة الإثني عشريّة المعاصرين للأئمّة عليهم السلام من عهد أميرالمؤمنين عليه السلام إلى عهد أبي محمّد الحسن العسكري ما يزيد على ستّة آلاف وستّمائة كتاب في الأحاديث المروية من طريق أهل البيت عليهم السلام المستمدّة من مدينة العلم النبوي في علوم الدين من أصول الاعتقاد والتفسير والفقه والمواعظ والأدب وأعمال السنّة ونحو ذلك في مدّة تقرب من مائتي سنة وخمسين سنة ، وامتاز من بين هذه الستّة آلاف والستّمائة كتاب أربعمائة كتاب عرفت ب- : (الأصول الأربعمائة)»(1).
وقال شيخنا الطهراني :
«لم يتعيّن في كتبنا الرجالية تاريخ تأليف هذه (الأصول) بعينه ، ولا تواريخ وفيات أصحابها تعييناً ، وإن كنّا نعلم بها على الإجمال والتقريب ... نعم الذي نعلمه قطعاً أنّه لم يؤلَّف شيءٌ من هذه (الأصول) قبل أيّام أميرالمؤمنين عليه السلام ولا بعد عصر العسكري عليه السلام ، إذ مقتضى صيرورتها (أصولاً) كونُ تأليفها في أعصار الأئمّة المعصومين ..»(2).
وممّا ذكرناه في تعريف (الأصل) تعرف أنّ هذه الأقوال مبنية على ما عرّفوا به (الأصل) حدساً وتخميناً ، أو بتعبير أوضح : ما اصطلحوا عليه في مفهوم (الأصل) ، وبالنظر إلى دراسة (الأصول) الموجودة والشواهد 0.
ص: 32
الخارجية المتقدّمة استنتجنا أنّ تاريخ التأليف كان عصر الصادق عليه السلام والزمن المتّصل بعصره خاصّة ، وبذلك يكون أقرب الأقوال إلى الواقع ما ذهب إليه المحقّق الداماد (ت 1040 ه) قائلاً :
«المشهور أنّ (الأصول) أربعمائة مصنَّف لأربعمائة مصنِّف من رجال أبي عبدالله الصادق عليه السلام بل وفي مجالس السماع والرواية عنه ، ورجاله زهاء أربعة آلاف رجل وكتبهم ومصنّفاتهم كثيرة ، إلاّ أنّ ما استقرّ الأمر على اعتبارها والتعويل عليها وتسميتها ب- : (الأصول) هذه الأربعمائة»(1).0.
ص: 33
أهمّية الأصول
إنّ الاصطلاح على تسمية أربعمائة كتاب بالخصوص باسم (الأصل) لا بدّ وأن يكون منبعثاً من مزيّة فيها توجب ذلك ، ولولاها لما اقتضت الحال الاصطلاحَ الجديد ، وقد صرّح جمعٌ من الأعلام بجملة من هذه المزايا.
قال الشيخ الطوسي :
«إنّ كثيراً من مصنّفي أصحابنا وأصحاب (الأصول) ينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كانت كتبهم معتبرة»(1).
واعتبار كتبهم إنّما هو من جهة وثاقة المؤلّفين لهذه (الأصول).
وقال الشيخ البهائي (ت 1031ه) في مشرق الشمسين في جملة ما يوجب حكم قدماء الأصحاب بصحّة الحديث أمور :
«منها وجوده في كثير من (الأصول الأربعمائة) المشهورة ، أو تكرّره في (أصل) واحد أو (أصلين) منها بطرق مختلفة وأسانيد عديدة معتبرة ، أو وجوده في (أصل) معروف الانتساب إلى أحد أصحاب الإجماع ... وقد بلغنا عن مشايخنا أنّه كان من دأب أصحاب (الأصول) أنّهم إذا سمعوا عن أحد من الأئمّة عليه السلام حديثاً بادروا إلى إثباته في (أصولهم) لئلاّ يعرض لهم ف.
ص: 34
نسيانٌ لبعضه أو كلّه بتمادي الأيّام»(1).
وقال المحقّق الداماد (ت 1041ه) في الرواشح :
« .. يقال : قد كان من دأب أصحاب (الأصول) أنّهم إذا سمعوا من أحدهم عليه السلام حديثاً بادروا إلى ضبطه في (أصولهم) من غير تأخير»(2).
وقال شيخنا الطهراني :
«من الواضح أنّ احتمال الخطأ والغلط والسهو والنسيان وغيرها في (الأصل) المسموع شفاهاً عن الإمام أو عمّن سمع عنه أقلّ منها في الكتاب المنقول عن كتاب آخر لتطرّق احتمالات زائدة في النقل عن الكتاب ، فالاطمئنان بصدور عين الألفاظ المندرجة في (الأصول) أكثر والوثوق به آكد ..»(3).
وقد ذهب السيّد محسن الأمين إلى خلاف ذلك وقال :
«إنّ (الكتاب) أهمّ من (الأصل) ، لأنّ (الكتب) أربعة آلاف أو ستّة آلاف ، و (الأصول) أربعمائة ، وخصوصية (الأصول) التي امتازت بها إمّا زيادة جمعها أو كون أصحابها من الأعيان أو غير ذلك»(4).4.
ص: 35
وفي الحقيقة إذا كانت الكثرة في العدد هي المائز لكان (الكتاب) أهمّ لكثرة العدد فيه دون (الأصل) ، ولكن عرفت أنّ الكثرة العددية وشخصية المؤلّف ليست مائزة وإنمّا المائز الوحيد هو كيفية الرواية ، أعني الرواية سماعاً عن الإمام الصادق عليه السلام ولا شكّ أنّ هذا يوجب مزية للأصل.
وقال القهبائي :
«يظهر منها [خطبة النجاشي] أيضاً أنّ مدح الرجل بأنّ له مصنّفاً وكتاباً أكثر من مدحه بأنّ له (أصلاً) ...»(1).
وهذا الاستظهار بعيد عن الواقع :
لأنّ النجاشي في مقام ردّ المخالفين الناقدين للشيعة بأنّ لا سلف لهم ولا مصنّف.
بالإضافة إلى أنّ الاصطلاح المدّعى إنّما هو في خصوص (الأصل) و (الكتاب) في القرن الخامس خاصّة ، وأمّا لفظ (المصنّف) و (الجزء) فلا اصطلاح جديد فيها بل هي معانيها اللغوية ، وكذا لفظ (الأصل) و (الكتاب) في عبارات القدماء قبل القرن الخامس.7.
ص: 36
عدد الأصول
المشهور أنّ عدد (الأصول) أربعمائة ، ولكن لم أقف - حسب تتبّعي - على تنصيص أكثر من نيّف وسبعين (أصلاً) ذكرها الشيخ الطوسي والنجاشي اللذين قاما بفهرسة مؤلّفات الشيعة ، وخاصّة الطوسي الذي وعد بالاستيفاء ، فإنّه لم يذكر في الفهرست أكثر من تسعة وخمسين (أصلاً) في الوقت الذي لا يعبّر عنه النجاشي ب- : (الأصل) ، ممّا يظهر اختلاف الرأيين في مفهوم (الأصل) ، بل صرّح النجاشي بالاختلاف في بعض المواضع ، كقوله في ترجمة أحمد بن الحسين بن سعيد بن عثمان القرشي : «له كتاب النوادر ومن أصحابنا من عدّه في جملة (الأصول)»(1).
كما أنّ الطوسي وصف بالإجمال حيث قال في ترجمة أحمد بن محمّد بن عمّار الكوفي : «ثقة جليل القدر كثير الحديث و (الأصول)»(2).
وقال في آل زرارة بن أعين : «ولهم روايات وأصول وتصانيف»(3).
وبأيّ معنى فسّرنا هذه النصوص المجملة فلا يمكننا تعداد مجموع (الأصول) التي ذكرها الطوسي والنجاشي بأكثر من مائة (أصل).
إذ لو كانت (الأصول) أربعمائة - كما هو المشهور - فلماذا لم يذكراها وهما قد ضمنا الاستيفاء؟ ولو كانت أقلّ فمن أين جاء التحديد بالأربعمائة 0.
ص: 37
كما هو المشهور؟
وفي مقام التوفيق أعتقد : إنّ عدد (الأصول) على التعريف الذي ذكرناه - أعني : كتاب الحديث المروي سماعاً عن الصادق عليه السلام - لا يتجاوز المائة (أصل) ويشهد لذلك أمور ثلاثة :
الأوّل : إنّ مجموع ما ذكره الطوسي والنجاشي لا يزيد على أكثر من نيّف وسبعين (أصلاً) - كما عرفت مفصّلاً - مع أنّ الطوسي ضمن الاستيفاء.
الثاني : ما ذكره الطوسي في ترجمة محمّد بن أبي عمير الأزدي (ت 217 ه) قائلاً : «روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى كتبَ مائة رجل من رجال الصادق عليه السلام»(1).
وابن أبي عمير هذا هو الراوي لأكثر النسخ المذكورة للأصول.
الثالث : ماقاله الطوسي في ترجمة حميد بن زياد النينوي (ت 310 ه) قائلاً : «له كتب كثيرة على عدد كتب (الأصول)»(2).
ولم يذكر عدد كتبه لكنّ النجاشي ذكر أحد عشر كتاباً.
ولا بدّ أنّها - الأصول - في حدود المائة على أوجه الاحتمالات ، وما ذكره المشهور إنّما نشأ من تعريفهم للأصل بأنّه الكتاب المعتمد أو المصدر الحديثي الذي لم ينقل عن كتاب آخر ونحو ذلك. 5.
ص: 38
ولا شكّ أنّ مصادر أحاديث الشيعة في حدود الستّة آلاف وستّمائة كتاب - على ما حدّده السيّد الأمين - فيمكن التحديد المعتمد منها بأربعمائة كتاب ، فعبّروا عنها ب- : (الأصول الأربعمائة) ، فإنّ الرواة عن الإمام الصادق عليه السلام قد بلغوا أربعة آلاف رجل ، فقد قال الشيخ المفيد : «إن أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه عليه السلام من الثقات على اختلافهم في الآراء والمقالات فكانوا أربعة آلاف رجل»(1).
ونقل النجاشي بإسناده عن أحمد بن عيسى قوله :
«خرجت إلى الكوفة في طلب الحديث ، فلقيت بها الحسين بن علي الوشّا فسألته أن يخرج لي كتاب العلاء بن رزين القلاّء وأبان بن عثمان الأحمر ، فأخرجهما إليّ ، فقلت له : أحبّ أن تجيزهما لي ، فقال : يرحمك الله وما عجلتك؟ اذهب فاكتبها واسمع من بعد ، فقلت : لا آمن الحدثان ، فقال : لو علمت أنّ الحديث يكون له هذا الطلب لاستكثرت ، فإنّي أدركت في هذا المسجد تسعمائة شيخ كلٌّ يقول حدّثني جعفر بن محمّد ...»(2).
بل إنّ الشيخ فخر الدين الطريحي (ت 293 ه) عدّ كثيراً من الكتب في (الأصول) في جامع المقال(3) مع أنّ ذلك لم يعهد في كتب المتقدّمين ، منها :
1 - كتاب الحسين بن عبيد السعدي.
2 - كتاب حفص بن غياث (ت 194 ه). 3.
ص: 39
3 - كتاب الرحمة لسعد بن عبدالله الأشعري (ت 301 ه) وقال : «إنّه مشتمل على عدّة كتب».
وقال شيخنا الطهراني : «وله أيضاً هذه الكتب برواية العامّة»(1).
4 - كتاب عبيدالله بن علي الحلبي ، وقالوا : «إنّه عرضه على الصادق» عليه السلام.
5 - كتاب نوادر الحكمة لمحمّد بن أحمد الأشعري.
6 - كتاب النوادر لمحمّد بن أبي عمير (ت 217 ه).
7 - كتاب يونس بن عبد الرحمن اليقطيني ، ونقل أنّه عرض على العسكري عليه السلام.
فيظهر من ذلك أنّه يعتبر (الأصل) كلّ ما انتسب إلى المعصوم عليه السلام سماعاً أو قراءة أو عرضاً ، وسنبحث فيما وصف بكونه (أصلاً) من الكتب الموجودة اليوم. 2.
ص: 40
الأصول الموجودة
والنسخ التي اطّلعت عليها من (الأصول) ينتهي إسنادها إلى الشيخ أبي سعيد منصور بن الحسين الآبي الوزير القمّي صاحب نثر الدرر ووزير مجد الدولة البويهي.
يقول العلاّمة المجلسي (ت 1111ه) عن (أصل) زيد الزرّاد بأنّه اعتمد على «نسخة قديمة مصحّحة بخطّ الشيخ منصور بن الحسن (كذا) الآبي وهو نقله من خطّ الشيخ الجليل محمّد بن الحسن القمّي وكان تاريخ كتابتها سنة (374 ه) وذكر أنّه أخذهما وسائر (الأصول) المذكورة ... من خطّ الشيخ الأجلّ هارون بن موسى التلعكبري ...»(1).
ومن هذا النصّ يظهر أنّ المجلسي هو المروّج الوحيد لهذه (الأصول) ، إذ جميع النسخ التي رأيتها ومنها نسخة الحرّ العاملي (ت 1104 ه) ينتهي إسنادها إلى الآبي المذكور ، فإذا صحّ أنّ نسخة (الأصل) بخطّ الآبي عند المجلسي فهو أوّل من روّجها ، إذ لم نجد لحدّ الآن سنداً آخر ، ونسخة أخرى.
وقد طبعت هذه (الأصول) في مجلّد في المطبعة الحيدرية بطهران3.
ص: 41
سنة (1371 ه) باهتمام الشيخ حسن المصطفوي ، وباسم (الأصول الستّة عشر) ، كما وتوجد جملة منها في مكتبة السيّد الحكيم العامّة بالنجف كلّها بخطّ النسّاخة الشهير الشيخ محمّد السماوي كتبها سنة (1336 ه) ، برقم (629).
وتوجد في مكتبة الشيخ شير محمّد الجورقاني الهمداني النجفي الذي جرّد نفسه لاستنساخ كتب الأصحاب ومقابلتها وتصحيحها ومنها هذه (الأصول) ، فقد استنسخها - على ما أفاده - من نسخ جلبت من مدينة (تستر) إلى (النجف الأشرف) ، وبعد الفراغ من الاستنساخ قابلها بنسخة السيّد أبي القاسم الأصبهاني ونسخ أخرى.
وقد استنسختُ عن نسخته وألحقتُ بها ما لم يستنسخه ، وإليك ثبتاً بأسماء الأصول الموجودة في المواضع الثلاثة :
1 - أصل زيد الزرّاد.
2 - أصل أبي سعيد عبّاد العصفري.
3 - أصل عاصم بن حميد الحنّاط.
4 - أصل زيد النرسي.
5 - أصل جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي.
6 - أصل محمّد بن المثنّى الحضرمي.
7 - أصل جعفر بن محمّد القرشي.
8 - أصل عبدالملك بن حكيم.
9 - أصل المثنّى بن الوليد الحنّاط.
10 - أصل خلاّد السندي.
11 - أصل الحسين بن عثمان بن شريك.
ص: 42
12 - أصل سلام بن أبي عروة.
13 - أصل عبدالله بن يحيى الكاهلي.
14 - أصل نوادر علي بن أسباط.
15 - أصل عبدالله المعروف بديّات.
16 - ما وجد من كتاب درست بن أبي منصور.
وجاء في آخر المطبوع ما نصّه :
«صورة خطّ الشيخ الحرّ العاملي محمّد بن الحسن صاحب كتاب وسائل الشيعة وهذا نصّه : اعلم ، أنّي تتبّعت أحاديث هذه الكتب الأربعة عشر فرأيت أكثر أحاديثها موجوداً في الكافي أو غيره من الكتب المعتمدة والباقي له مؤيّدات فيها ، ولم أجد فيها شيئاً منكراً سوى حديثين محتملين للتقية وغيرها ، حرّره محمّد الحرّ العاملي»(1).
ولم أعلم ما قصده من الحديثين المشار إليهما بالضبط ، ولعلّ مراده الحديث الثلاثون والحديث التاسع والأربعون من (أصل) زيد النرسي ، حيث اشتملا على ما يخالف أصول العقائد ، كما لم يعلم ما قصده من الأربعة عشر من مجموع الستّة عشر المطبوعة.
وذكر شيخنا الطهراني ضمن تعريفه لكتاب الوصية لأبي الفتح محمّد ابن علي الكراجكي (ت 449 ه) أنّه يوجد نسخة منه مع جملة من (الأصول) في مكتبة راجه فيض آباد الماري(2).
لكنّنا لم نقف لحدّ الآن على تلك النسخة. ط.
ص: 43
ويجدر بنا أن نعرّف (الأصول) الموجودة بأعيانها اليوم سواء في ذلك ما عرف باسم (الأصل) وما وصف بأنّه من (الأصول) ، ومن أراد التوسّع والاطلاع على (الأصول) التي لا توجد أعيانها فعليه بمراجعة ما كتبه شيخنا الطهراني في كتابه الذريعة(1) فإنّه قد استقصى أسماءها بالتفصيل.
وإليك تعريفا مقتضباً ب- : (الأصول) الموجودة كاملة أو قسماً منها :
1 - أصل أبان بن تغلب البكري (ت 141 ه).
ذكره الشيخ الطوسي في أصحاب (الأصول) (2) ، ونقل الفقيه محمّد ابن إدريس الحلّي (ت 598 ه) أحاديث من هذا (الأصل) وأثبتها في آخر كتاب السرائر في فصل بعنوان (المستطرفات) انتقى فيه المؤلّف بعض الأحاديث من كتب الحديث.
وهذا (الأصل) رابع تلك الكتب ، ولم تقف يد التتبّع - لحدّ الآن - على نسخة كاملة وعسى أن نقف على ذلك في المستقبل.
2 - أصل أبان بن محمّد البجلي المعروف ب- : (سندي البزّاز).
قال شيخنا الطهراني : « .. كان ابن أخت صفوان ابن يحيى من أصحاب الإجماع الذي توفّي سنة (210 ه) ، نقل عنه السيّد ابن طاوس في 0.
ص: 44
عمل المحرّم من كتاب الإقبال معبّراً عنه ب- : (الأصل) ، وكان موجوداً عنده ونقل عن نسخته»(1).
وقد ذكر النجاشي له كتاب النوادر بإسناده(2).
3 - أصل جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي.
قال شيخنا الطهراني : «من (الأصول) الموجودة بعينها إلى الوقت الحاضر ، يروي فيه عن أصحاب الأئمّة عليهم السلام»(3).
ويبتدي السند في نسختنا : (الشيخ أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد بن إبراهيم التلعكبري - أيّده الله - قال : حدّثنا محمّد بن همّام ، قال : حدّثنا حميد بن زياد الدهقاني ، قال : حدّثنا أبو جعفر أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي).
ذكره العلاّمة المجلسي بإسناده وقال : «وأكثر أخباره تنتهي إلى جابر الجعفي»(4).
ولم يرد وصفه ب- : (الأصل) في كلام الشيخ الطوسي وذكره بعنوان (الكتاب) بإسناده التلعكبري المذكور(5).8.
ص: 45
4 - أصل الحسين بن عثمان بن شريك بن عدي العامري الوحيدي الكوفي الراوي عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام.
قال شيخنا الطهراني : « ... هو مختصر موجود بعينه برواية التلعكبري عن ابن عقدة بإسناده عن مؤلّفه»(1).
ومبتدأ السند من نسختنا : (الشيخ - أيّده الله - قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير عن الحسين بن عثمان).
وقال العلاّمة المجلسي : «وكتاب الحسين بن عثمان : النجاشي ذكر إليه سنداً ووثّقه الكشّي وغيره ، والسند فيما عندنا من النسخة القديمة عن التلعكبري عن ابن عقدة عن جعفر بن عبدالله المحمّدي عن ابن أبي عمير عن الحسين بن عثمان ...»(2).
وجاء في نسخة الهمداني بعنوان (الكتاب) ، وكذا وصفه الطوسي وذكر إسناده إلى ابن أبي عمير المذكور(3).
وكذلك النجاشي وصفه ب- : (الكتاب) قائلاً : «له (كتاب) تختلف الرواية فيه ، فمنها ما رواه ابن أبي عمير ..» ثمّ ذكر إسناده وبعض الأسانيد
عين سند النسخة الموجودة(4).
5 - أصل خلاّد السندي (السدّي) البزاز الكوفي.
قال شيخنا الطهراني : «وهو مختصر موجود بعينه برواية التلعكبري 2.
ص: 46
عن ابن عقدة بإسناده إلى خلاّد»(1).
وقد ذكره كلّ من الطوسي والنجاشي بعنوان (الكتاب) بالإسناد الآتي في الفهرست(2) ، وكذلك العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار(3).
والسند في نسختنا : (الشيخ - أيّده الله - قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد ابن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثني يحيى بن زكريّا بن شيبان ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير ، قال : حدّثنا خلاّد السندي).
وقد كتب الهمداني نسخته سنة (1348 ه) وقابلها بنسخة السيّد أبي القاسم الأصفهاني سنة (1350 ه).
6 - أصل درست بن (أبي) منصور محمّد الواقفي الواسطي.
وقد وصفه كلّ من الطوسي والنجاشي ب- : (الكتاب) وروياه بإسنادهما(4).
وقد كتب الهمداني نسخته سنة (1352 ه) عن نسخة علي أكبر الحسيني سنة (1286 ه) ، وفي آخرها ما نصّه : «قوبل مع نسخة في آخرها : قد فرغت من نسخه من أصل أبي الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن أيّوب القمّي - أيّده الله - سماعاً له عن الشيخ أبي محمّد هارون ابن موسى التلعكبري - أيّده الله - بالموصل في يوم الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي القعدة سنة (374 ه) أربع وسبعين وثلاثمائة». 4.
ص: 47
7 - أصل زيد الزرّاد.
ذكره الشيخ الطوسي في أصحاب (الأصول) في الفهرست(1) ، وكذلك العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار(2) ، والمحدّث النوري في المستدرك(3) ، وشيخنا في الذريعة(4) ، إلاّ أنّ النجاشي عبّر عنه ب- : (الكتاب) وذكر إسناده إليه(5).
والسند في نسختنا هكذا : (حدّثنا أبو محمّد هارون بن موسى بن محمّد التلعكبري ، قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همّام ، قال : أخبرنا حميد ابن زياد بن حمّاد ، قال : حدّثنا عبدالله بن أحمد بن نهيك أبو العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير عن زيد الزرّاد).
وفي آخرها : (تمّ كتاب زيد الزرّاد وفرغ من نسخه من أصل أبي الحسين محمّد بن الحسن بن الحسين بن أيّوب القمّي - أيّده الله - في يوم الخميس لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة (374 ه)).
وقال العلاّمة المجلسي في حجّية هذا (الأصل) و (أصل زيد النرسي) الآتي ما نصّه : «كتاب زيد الزرّاد ، أخذ عنه أولو العلم والرشاد ، وذكر النجاشي أيضاً مسنده إلى ابن أبي عمير عنه ، وقال الشيخ في الفهرست والرجال : (لهما (أصلان) لم يروهما ابن بابويه وابن الوليد ، وكان ابن الوليد يقول : هما موضوعان ، وقال ابن الغضائري : غلط أبو جعفر في 2.
ص: 48
هذا القول ، فإنّي رأيت كتبهما مسموعة من محمّد بن أبي عمير انتهى) (1).
وأقول : وإن لم يوثّقهما أرباب الرجال لكنّ أخذ أكابر المحدّثين من كتابيهما واعتمادهم عليها حتّى الصدوق في معاني الأخبار وغيره ، ورواية ابن أبي عمير عنهما ، وعدّ الشيخ كتابيهما في (الأصول) ، لعلّها تكفي لجواز الاعتماد عليهما ، مع أنّا أخذناهما من نسخة قديمة مصحّحة بخطّ الشيخ منصور بن الحسين الآبي وهو نقله من خطّ الشيخ الجليل محمّد بن الحسن القمّي وكان تاريخ كتابتها أربع وسبعين وثلاثمائة وذكر أنّه أخذهما وسائر (الأصول) المذكورة بعد ذلك من خطّ الشيخ الأجلّ هارون بن موسى التلعكبري ره»(2).
وأظنّ السبب الذي دعا ابن بابويه إلى دعوى الوضع فيهما اشتمالهما على أحاديث منكرة ، والذي وقفت عليه في (أصل النرسي) حديثان : أحدهما يقتضي التجسيم وهو الحديث الثلاثون ، وثانيهما خلاف ضرورة العقل وهو الحديث التاسع والأربعون ، ولعلّ مراد الحرّ العاملي بأنّه وجد فيهما حديثين يحتملان التقيّة هما الحديثان المذكوران.
8 - أصل زيد النرسي.
ذكره الطوسي في أصحاب (الأصول) في الفهرست(3) ووصفه 7.
ص: 49
النجاشي ب- : (الكتاب) (1).
وقال شيخنا الطهرانى : « ... من مصادر كتاب مستدرك الوسائل ، وقد بسط الكلام فيهما في خاتمة المستدرك»(2).
وقال العلاّمة المجلسي : «والنرسي من أصحاب (الأصول) ، روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام ، وذكر النجاشي سنده إلى ابن أبي عمير عنه ، والشيخ في التهذيب وغيره يروي من كتابه ، وروى الكليني أيضاً من كتابه في مواضع منها : في باب التقبيل ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عنه ، ومنها : في كتاب الصوم بسند آخر ، عن ابن أبي عمير ، عنه»(3).
والسند في نسختنا هكذا : (حدّثنا الشيخ أبو محمّد هارون بن موسى ابن أحمد التلعكبري - أيّده الله تعالى - قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير عن زيد النرسي).
وآخر النسخة : (صورة ما في آخر النسخة : تمّ كتاب زيد النرسي والحمد للَّه ربّ العالمين ، كتبه منصور بن الحسن بن الحسين الآبي في ذي الحجّة سنة (374 ه)).
9 - أصل سلام بن أبي عميرة الخراساني الكوفي.
قال شيخنا الطهراني : «مختصر يرويه عنه عبدالله بن جبلّة الذي توفّي 3.
ص: 50
سنة (219 ه) ، وهو من (الأصول) الموجودة برواية التلعكبري عن ابن عقدة بإسناده إلى مؤلّفه»(1).
ووصفه كلّ من الطوسي والنجاشي ب- : (الكتاب) بالسند الموجود(2).
وسند النسخة هكذا : (الشيخ - أيّده الله تعالى - قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد (بن عقدة) ، قال : حدّثنا القاسم بن محمّد بن الحسين بن حازم ، قال : حدّثنا عبد الله بن جبلّة الكناني ، قال : حدّثنا سلام بن أبي عمرة).
10 - أصل سُليم بن قيس الهلالي العامري التابعي الكوفي.
قال شيخنا العلاّمة : « ... كتاب سُليم هذا من (الأصول) الشهيرة عند الخاصّة والعامّة ، قال ابن النديم : هو أوّل كتاب ظهر للشيعة»(3).
وروي عن الصادق عليه السلام أنّه قال : «ومن لم يكن عنده من شيعتنا ومحبّينا كتاب سُليم بن قيس الهلالي فليس عنده من أمرنا شيء ، ولا يعلم من أسبابنا شيئاً ، وهو أبجد الشيعة ، وهو سرّ من أسرار آل محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)»(4).
وقال الشيخ النعماني : «ليس بين جميع الشيعة ممّن حمل العلم ورواه عن الأئمّة عليهم السلام خلاف في أنّ كتاب سُليم بن قيس الهلالي (أصل) من أكبر كتب (الأصول) التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيت عليهم السلام 2.
ص: 51
وأقدمها ...»(1).
وصفه الطوسي ب- : (الكتاب) ، وذكر إسناده إليه في الفهرست(2).
وقد ناقش الوحيد البهبهاني في كونه (أصلاً) (3).
كما وأسهب العلاّمة المامقاني في صحّة النسبة(4).
وقد عرفت التوفيق بين عبارات المتقدّمين والمتأخّرين في مفهوم (الأصل) فلا حاجة إلى الإعادة.
وللكتاب عدّة أسانيد وسند نسختنا هكذا :
(أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري ، قال : أخبرنا علي ابن همّام بن سهيل ، قال : أخبرنا عبدالله بن جعفر الحميري ، عن يعقوب ابن يزيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وأحمد بن محمّد بن عيسى ابن محمّد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي).
وقد توقّف جمع في توثيق أبان بن أبي عيّاش - الواقع في السند - لأجل تضعيف ابن الغضائري إيّاه.
قال السيّد الخوئي : «إنّ اسم أبان (فيروز) واسم عيّاش (هارون)»(5).
وقال المحقّق المامقاني : « ... وأمّا ابن عبّاس فقد رجّحنا كونه إماميّاً ممدوحاً وكون خبره حسناً ، والحسنة حجّة على الأظهر»(6). 2.
ص: 52
وذكر شيخنا الطهراني بحثاً مسهباً في الكتاب وأسانيده.
ومن النسخ الموجودة نكتفي بذكر ثلاثة منها :
1 - نسخة الحاج محمّد علي النجف آبادي ، بخطّ مير محمّد سليمان ابن مير معصوم بن مير بهاء الدين الحسيني النجفي ، كتبها في المدينة المنوّرة المؤرّخة سنة (1048 ه).
2 - نسخة الشيخ النوري ، بخطّ السيّد محمّد الموسوي الخوانساري المؤرّخة سنة (1270 ه).
3 - نسخة الشيخ محمّد السماوي ، بخطّ الشيخ الحرّ العاملي ، عليها تملّكه سنة (1087 ه) ، وهي أتمّ النسخ ، والظاهر مقابلتها بنسخة العلاّمة المجلسي وهي بخطّ أبي محمّد الرمّاني تاريخ كتابتها سنة (609 ه).
وعندي نسخة منه اسنتسختها على نسخة السيّد المستنبط ، وهي نسخة قديمة وفي آخرها ما نصّه : «صورة تاريخ النسخ : غرّة ربيع الآخر من سنة تسع وستّمائة» ، ولعلّ المراد نسخة العلاّمة المجلسي الآنفة الذكر.
والكتاب مطبوع عدّة طبعات في النجف وبمبي وبيروت.
11 - أصل عاصم بن الحميد الحنّاط الكوفي.
وصفه الشيخ الطوسي ب- : (الكتاب) في الفهرست(1).
وجاء في رسالة أبي غالب أحمد بن محمّد الزراري (ت 368 ه) : «وكان جدّي أبو طاهر أحد رواة الحديث ، قد لقي محمّد بن خالد الطيالسي فروى عنه كتاب عاصم بن حميد وكتاب سيف بن عميرة وكتاب العلاء بن 6.
ص: 53
رزين»(1).
والسند في نسختنا هكذا :
(حدّثني أبو الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن أيّوب القمّي - أيّده الله - قال : حدّثني أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري - أيّده الله تعالى - قال : حدّثنا ...).
وسند نسختنا هكذا : (أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري ، قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همّام بن سهيل الكاتب ، قال : حدّثنا أبو القاسم حميد بن زياد بن هوارا في سنة (309 ه) ، قال : حدّثني عبدالله بن أحمد بن مساور وسلمة ، عن عاصم بن حميد).
وفي آخر نسختنا : (نسخة منصور بن الحسن الآبي من أصل أبي الحسن محمّد بن الحسن القمّي - أيّده الله - في ذي الحجّة لليلتين مضتا من سنة (374 ه) يوم الأحّد ، وهذه الكلمات كما عن ظاهر الشيخ الحرّ بخطّ الملاّ رحيم الجامي شيخ الإسلام).
وقد استنسخها الشيخ الهمداني سنة (1347 ه) عن نسخة السيّد أبي القاسم الأصفهاني سنة (1339 ه) ، عن نسخة السيّد نصر الله الحائري.
12 - أصل أبي سعيد عبّاد العصفري الكوفي.
وصفه الطوسي والنجاشي ب- : (الكتاب) وذكرا سندهما إليه في كتابيهما(2). 5.
ص: 54
وسند نسختنا هكذا : (أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري ، قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همّام بن سهيل ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن خاقان النهدي ، قال : حدّثني محمّد بن علي بن إبراهيم الصيرفي أبو سمينة ، قال : حدّثني أبو سعيد العصفري).
وفي آخرها : (صورة ما في آخر هذه النسخة ... كتبها منصور بن الحسن بن الحسين الآبي في يوم الخميس لليلتين بقيتا من شهر ذي القعدة من سنة (374 ه) بالموصل من أصل أبي الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن أيّوب القمّي).
13 - أصل عبدالله بن يحيى الكاهلي.
وصفه الطوسي والنجاشي ب- : (الكتاب) وأسندا إليه في كتابيهما(1).
وقال المجلسي في البحار : «وكتاب الكاهلي مؤلّفه ممدوح»(2).
وسند نسختنا هكذا : (الشيخ - أيّده الله - قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن أحمد بن الحسن ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، قال : حدّثنا عبدالله بن يحيى الكاهلي).
استنسخها الهمداني سنة (1348 ه) ، وقابلها بنسخة السيّد أبي القاسم الأصفهاني سنة (1350 ه).
14 - أصل عبدالملك بن حكيم الخثعمي الكوفي.
وصفه كلّ من الطوسي والنجاشي ب- : (الكتاب) وأسندا إليه في 5.
ص: 55
كتابيهما(1).
وسند نسختنا هكذا : (الشيخ أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري ، قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد المهداني ، قال : أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضّال ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن حكيم ، قال : حدّثني عمّي عبدالملك بن حكيم ...) وبنفس الإسناد ذكره العلاّمة المجلسي في البحار(2).
15 - أصل علاء بن رزين القلاّء الثقفي.
قال شيخنا العلاّمة : «هو أحد (الأصول) الموجودة إلى عصرنا ، نسخ عن خطّ الشهيد ، وهو نسخه عن خطّ محمّد بن إدريس الحلّي»(3).
وذكره كلّ من الطوسي والنجاشي بعنوان (الكتاب) في كتابيهما(4).
وقد تقدّم كلام أبي غالب الزراري في رواية جدّه لهذا الكتاب.
وقد قال الطوسي : «له كتاب وهو أربع نسخ» ثمّ ذكر أسانيد النسخ الأربعة(5) ، وهذا الموجود مختصر (الأصل) اختصره الشهيد الأوّل ظاهراً أو ابن إدريس ولكن لم يعلم أنّه تلخيص أيّة نسخة من تلك النسخ الأربع.
وفي آخر نسختنا ما نصّه : «هذا آخر المختار من كتاب العلاء بن رزين القلاّء الثقفي نقلاً عن خطّ الشيخ العالم محمّد بن مكّي وهو نقل من 2.
ص: 56
خطّ الشيخ الجليل أبي عبدالله محمّد بن إدريس في العشر الآخر من جمادى الأولى سنة (860 ه)».
16 - أصل علي بن أسباط الكوفي.
قال الشيخ الطوسي : «له (أصل) وروايات» وذكر إسناده(1).
وقال النجاشي : «له كتاب نوادر مشهور» وذكر إسناده(2).
وقال شيخنا العلاّمة : «ذكر (الأصل) له في الفهرست وهو موجود ولكنّ النجاشي قال : له نوادر مشهور ولاشتهاره بالنوادر نذكره في حرف النون»(3).
فنرى أنّ شيخنا اعتبر النوادر و (الأصل) كتاباً واحداً مع أنّه لا شاهد لذلك لتعدّد الإسناد إليهما.
الذي أراه أنّ النسخة الموجودة ليست بكتاب النوادر ولا (الأصل) ، بل هي (الروايات) التي ذكرها الطوسي بقوله : «له (أصل) وروايات» وذلك لأجل اختلاف الأسانيد المذكورة ، وإليك الأسانيد الثلاثة :
1 - السند في نسختنا هكذا : (الشيخ - أيّده الله - قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، قال : أخبرنا علي بن الحسن ابن فضّال ، عن علي بن أسباط ..).
2 - وسند النجاشي : «أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى 4.
ص: 57
ابن الجرّاح الجندي ، قال : حدّثنا محمّد بن علي بن همّام أبو علي الكاتب ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن موسى ، قال : حدّثنا أحمد بن هلال ، عن علي بن أسباط»(1).
3 - سند الطوسي : «أخبرنا الحسين بن عبيدالله (ابن الغضائري) ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد بن أبي قتادة ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، عن علي بن أسباط ، وأخبرنا ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسن بن أبي الخطّاب ، عن علي بن أسباط»(2).
17 - أصل المثنّى بن الوليد الحنّاط الكوفي.
وصفه الطوسي والنجاشي ب- : (الكتاب) وأسندا إليه(3).
وقال أبو غالب الزراري : «كتاب مثنّى الحنّاط حدّثني به جدّي عن الحسن بن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن الحسن ابن بنت إلياس عن المثنّى»(4).
والسند في نسختنا : (الشيخ - أيّده الله - قال : حدّثنا أحمد بن سعيد ، قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال ، قال : حدّثنا العبّاس بن عامر القصبي ، قال : حدّثنا المثنّى بن الوليد الحنّاط ...).
وفي آخرها : (صورة ما في آخر النسخة ... كتبه منصور بن الحسن 6.
ص: 58
ابن الحسين الآبي في ذي الحجّة سنة (374 ه) من نسخة أبي الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن أيّوب القمّي. استنسخها الهمداني سنة (1348 ه)).
18 - أصل محمّد بن مثنّى بن القاسم الحضرمي.
وصفه النجاشي ب- : (الكتاب) وذكر مسنده إليه(1).
وقال شيخنا «من (الأصول) الموجودة بأعيانها برواية التلعكبري عن أبي علي بن همّام ، عن حميد بن زياد بإسناده إلى مؤلّفه»(2).
والسند في نسختنا هكذا : (حدّثنا الشيخ أبو محمّد هارون بن موسى ابن أحمد التلعكبري - أيّده الله تعالى - قال : حدّثنا أبو جعفر أحمد بن زيد ابن جعفر الأزدي البزّاز ، قال : حدّثنا محمّد بن المثنّى بن القاسم الحضرمي).
استنسخها الهمداني سنة (1348 ه) وقابلها بنسخة أبي القاسم الأصفهاني سنة (1350 ه).
19 - أصل محمّد بن جعفر البزّاز القرشي.
وصفه الطوسي ب- : (الكتاب) وذكره بإسناده في الفهرست(3).
وقال شيخنا العلاّمة : «من (الأصول) المختصرة برواية التلعكبري 0.
ص: 59
بإسناده إليه وهو يرويه سماعاً عن يحيى بن زكريّا اللؤلؤي»(1).
وجاء هذا (الأصل) في نسختنا بعنوان : (حديث القرشي).
20 - كتاب حريز بن عبدالله السجستاني الأزدي الكوفي.
ذكر الطوسي له كتاب الصلاة والزكاة والصيام والنوادر ، ثمّ قال : «تعدّ كلّها في (الأصول)» وذكر إسنادها إليه(2).
وقال ابن إدريس : «كتاب حريز (أصل) معتمد معوّل عليه»(3).
وعدّه الشيخ فخر الدين الطريحي من (الأصول) في جامع المقال(4).
وذكر النجاشي سنداً إلى كتبه قد يفيد أنّه ذا (أصل) ، قال ما نصّه : «أخبرنا الحسين بن عبيدالله ، قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن الفضل بن تمّام من (كتابه) و (أصله) ، قال : حدّثنا محمّد بن علي بن يحيى الأنصاري ...»(5).
21 - كتب الحسن والحسين ابني سعيد الأهوازيّين.
عدّها الشيخ الطوسي من (الأصول) وقال : «إنّها خمسون كتاباً على ما نقله علماء الرجال»(6) ، وقد وصفها كلّ من الطوسي والنجاشي ب- : 3.
ص: 60
(الكتاب) (1).
ويوجد اليوم من كتبه (كتاب المؤمن) أو (حقوق المؤمنين) بخطّ المحدّث النوري الشيخ حسين بن محمّد تقي الطبرسي (ت 1320 ه).
22 - بصائر الدرجات لأبي جعفر محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار القمّي (ت 290 ه).
عدّه العلاّمة المجلسي من (الأصول) المعتبرة في بحار الأنوار(2) ، بينما وصفه كلّ من الطوسي والنجاشي ب- : (الكتاب) (3).
23 - كتاب الديات لظريف بن ناصح الكوفي البغدادي من أصحاب الباقر عليه السلام.
عدّه شيخنا العلاّمة من (الأصول) في الذريعة(4) ، بينما وصفه كلّ من الطوسي والنجاشي ب- : (الكتاب) (5).
وقد أورد الشيخ الصدوق جميع الكتاب في من لا يحضره الفقيه(6) ، وكذلك الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام(7).5.
ص: 61
24 - قرب الإسناد لأبي جعفر محمّد بن عبدالله الحميري.
قال العلاّمة المجلسي : «من (الأصول) المعتبرة المشهورة ، وكتبناه من نسخة قديمة مأخوذة من خطّ الشيخ محمّد بن إدريس ، وكان عليها صورة خطّه»(1).
وقد عبّر عنها النجاشي بالمسائل(2).
وطبع مكرّراً في النجف سنة (1369 ه) وفي طهران سنة (1370 ه).
25 - كامل الزيارة لأبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولوية القمّي (ت 367 ه).
قال العلاّمة المجلسي : «إنّه من (الأصول) المعروفة ، وأخذ منه الشيخ في التهذيب وغيره من المحدّثين»(3).
وقد وصفه الطوسي في جملة مؤلّفاته ب- : (الكتاب) ، وذكر إسناده إليه في الفهرست(4).
وقد طبع بتحقيق الشيخ عبدالحسين الأميني في النجف سنة (1356ه).
26 - المحاسن لأبي جعفر أحمد بن محمّد بن خالد الكوفي البرقي (ت 374ه).
وصفه العلاّمة المجلسي بأنّه : «من (الأصول) المعتبرة»(5).7.
ص: 62
وكذلك الشيخ الطريحي في جامع المقال(1).
بينما عدّه كلّ من الطوسي والنجاشي ضمن كتبه وتصانيفه مع إسنادهما إليه(2).
طبع في طهران سنة (1370ه) ، وفي النجف سنة (1384 ه).
27 - مقتضب الأثر في الأئمّة الإثني عشر. لأحمد بن محمّد بن عيّاش الجوهري (ت 401 ه).
قال العلاّمة المجلسي : «إنّه من (الأصول) المعتبرة عند الشيعة كما يظهر من التتبّع»(3).
ووصفه الشيخ الطوسي ب- : (الكتاب) وذكر إسناده إليه في الفهرست(4).
طبع على الحجر في إيران طبعة سقيمة بدون ذكر اسم الكتاب والمؤلّف.
وتوجد نسخة مخطوطة بخطّ أبي الفتح الأسفراييني سنة (1080 ه) وعليها تملّك الحرّ العاملي في سنة (1087 ه) في مكتبة السيّد الحكيم العامّة في النجف.
وطبع في قم سنة (1379 ه). 7.
ص: 63
نتيجة البحث
وقد توصّلنا من هذا البحث إلى النتائج التالية :
أوّلاً : إنّ (الأصل) ممّا اصطلح عليه علماء الشيعة في القرن الخامس الهجري.
ثانياً : إنّ المحدّثين ذكروا في تحديد مفهوم (الأصل) أقوالاً كانت في الغالب مجرّد حدس وتخمين كما صرّح بذلك السيّد محسن الأمين.
وإنّ لكلمة (الأصل) معنيان :
المعنى الأوّل : المعنى الاصطلاحي ، وهو عبارة عن : الحاوي للحديث المروي سماعاً من الإمام الصادق عليه السلام غالباً ، ومن تأليف رواته عليه السلام ، وقد استشهدنا لذلك بنصوص المتقدّمين ، وإنّ أغلب من ذكرهم الطوسي والنجاشي في أصحاب (الأصول) هم من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام كما يُنبىء عن ذلك دراسة (الأصول) الموجودة.
المعنى الثاني : المعنى اللغوي بمعنى المصدر والمرجع - كما في عصرنا - وذلك حيث تستعمل في غير كتب الحديث من العلوم المختلفة أو تستعمل قبل القرن الخامس الهجري.
ثالثاً : تحديد زمن التأليف بعصر الإمام الصادق عليه السلام ، أي من روى عنه عليه السلام ، ولا ينافي ذلك أن يروي عن أبيه الباقر عليه السلام وابنه الكاظم عليه السلام.
ص: 64
رابعاً : إن أريد من (الأصل) مفهومه اللغوي فأصول أحاديث الشيعة عدداً ستّة آلاف وستمائة - تقريباً -.
وإن أريد مفهومه الاصطلاحي المذكور فلا يزيد على المائة عدداً ، والمذكور منها في فهرستي الطوسي والنجاشي لا تزيد على نيّف وسبعين (أصلاً).
خامساً : إنّ أعيان (الأصول) قد أهملت نظراً لاحتواء (الكتب الأربعة) و (جوامع الحديث) لهذه (الأصول) وغيرها من مصادر أحاديث الشيعة ، ولأجل ذلك استغنى المحدّثون عن (الأصول) بأعيانها لوجود مضامينها ورواياتها في هذه الكتب المتأخّر تأليفها زمناً عن زمن تأليف (الأصول) ، ولم أقف - حسب تتبّعي - للأصول التي ذكرها الشيخ الطوسي بأنّها (أصول) على أكثر من سبعة وعشرين كتاباً ، وعساني أوفّق للاطّلاع عليها في المستقبل.
ويقول الشهيد الثاني بهذا الصدد : «كان قد استقرّ أمر الإمامية على أربعمائة مصنّف سمّوها (أصولاً) ، فكان عليها اعتمادهم ، وتداعت الحال إلى أن ذهب معظم تلك (الأصول) ، ولخّصها جماعة في كتب خاصّة تقريباً على المتناول ، وأحسن ما جمع منها الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه»(1).
ومن هنا يجدر بنا البحث في تاريخ تدوين الحديث عند الشيعة فيما بعد تأليف (الأصول) ، وهذا يستدعي دراسة موضوعية مماثلة في (جوامع الحديث) و (الكتب الأربعة). 2.
ص: 65
الإسناد
ألّف كثير من علماء الشيعة الإمامية كتب (الاثبات) و (المشيخات) يوصلون فيها أسانيدهم إلى أصحاب (الكتب الأربعة) وغيرها من مؤلّفات الشيعة ، وأوسعها : (خاتمة المستدرك) تأليف الشيخ ميرزا حسين النوري (ت 1320ه) ، والذي يعتبر - بحكم تأخّره - أجمع وأوسع ما كتب في هذا الباب ، وإنّي عملا بقول الشاعر :
فتشبّهوا إن لم تكونوا مثلهم
إنّ التشبّه بالكرام فلاح
استجزت مشائخ عدّة بأسانيدهم الموصولة ، منهم : السيّد الوالد السيّد محسن الحسيني الجلالي (ت 1396 ه) ، وأستاذي الفقيه الحكيم ، نادرة الزمن : السيّد ميرزا حسن البجنوردي (ت 1395 ه) ، والمصلح الشهير السيّد محمّد علي الملقّب بهبة الدين الشهرستاني (ت 1386 ه) ، والعلاّمة الكبير السيّد مهدي الخوانساري (ت 1391ه) ، ومفخرة الشيعة السيّد شهاب الدين المرعشي (ت 1411 ه) ، وغيرهم ممّن يطول ذكرهم.
وأكتفي هنا بذكر شيخنا عالي الإسناد شيخ المحدّثين : الشيخ محمّد محسن بن الحاج علي بن المولى محمّد رضا بن الحاج محسن الطهراني المحسني المنزوي ، وقد اشتهر بلقبه (آقا بزرك الطهراني).
وأروي جميع كتب الحديث للشيعة الإمامية من (الكتب الأربعة) - التي هي في الاشتهار كالشمس في رابعة النهار - وغيرها من (الكتب) و (الأصول) و (الجوامع) و (المشيخات) و (المؤلّفات) عن مشايخي العظام
ص: 66
المتقدّم ذكرهم ، عن مشايخهم بأسانيدهم المتّصلة إلى أصحابها ، وأحيل التفصيل إلى خاتمة المستدرك للشيخ النوري رحمه الله الذي جمع فيها جميع الطرق والأسانيد ، عن تليمذه الأجلّ شيخنا العلاّمة الشيخ آقا بزرك الطهراني.
وأذكر هنا سنداً واحداً إلى أصحاب (الكتب الأربعة) التي عليها المدار.
فأروي عالياً عن مشايخي الأعلام وأعلاهم سنداً :
1 - شيخنا العلاّمة شيخ المحدّثين في القرن الرابع عشر الشيخ محمّد محسن بن علي بن محمّد بن رضا بن محسن الرازي النجفي ، الملقّب بآقا بزرك الطهراني(1).
2 - عن شيخه المحدّث محمّد حسين النوري (ت 1320ه).
3 - عن ميرزا هاشم الخوانساري (ت 1317ه).
4 - عن السيّد صدر الدين العاملي (ت 1263ه).
5 - عن محمّد مهدي بحر العلوم (ت 1212ه).
6 - عن محمّد باقر الوحيد البهبهاني (ت 1206ه).
7 - عن والده محمّد أكمل.
8 - عن المولى محمّد باقر المجلسي (ت 1111ه) بأسانيده. ن)
ص: 67
9 - عن محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت 1140ه) بأسانيده.
وبالإسناد عن المجلسي (ت 1111 ه) :
9 - عن محمّد محسن الفيض الكاشاني (ت 1091ه) بأسانيده.
وبالإسناد عن بحر العلوم (ت 1212ه) :
6 - عن الشيخ يوسف البحراني (ت 1176ه).
7 - عن الشيخ عبد الله البلادي.
8 - عن الشيخ سليمان الماحوزي.
9 - عن الشيخ محمّد ين يوسف.
10 - عن السيّد نعمة الله الجزائري (ت 1112ه).
11 - عن الشيخ عبد عليّ بن جمعة الحويزي (ت 1112ه) بأسانيده.
وبالإسناد عن سليمان الماحوزي :
9 - عن السيّد هاشم البحراني (ت 1107ه) بأسانيده.
وبالإسناد عن المجلسي (ت 1111ه) :
9 - عن والده محمّد تقي المجلسي (ت 1070ه).
10 - عن بهاء الدين محمّد العاملي (ت 1031ه).
11 - عن والده الحسين بن عبد الصمد (ت 984ه).
12 - عن زين الدين ، الشهيد الثاني (ت 966ه).
13 - عن نور الدين علي بن عبد العال الميسي (ت 940ه).
14 - عن محمّد بن المؤذن الجزّيني.
15 - عن ضياء الدين علي بن محمّد بن مكّي.
16 - عن والده محمّد بن مكّي ، الشهيد الأوّل (ت 786ه).
ص: 68
17 - عن السيّد مهنّا بن السنان المدني.
18 - عن حسن بن يوسف ، العلاّمة الحلّي (ت 726ه).
19 - عن جعفر بن الحسن ، المحقّق الحلّي (ت 676ه).
20 - عن رشيد الدين محمّد بن عليّ بن شهرآشوب (ت 588ه).
21 - عن الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 502ه) بأسانيده.
وبالإسناد عن العلاّمة الحلّي (ت 726ه) :
19 - عن السيّد رضيّ الدين عليّ بن طاووس (ت 664ه).
20 - عن نجيب الدين علي السوراوي.
21 - عن الحسين بن هبة الله بن رطبة (ح 560ه).
22 - عن أبي عليّ ، المفيد الثاني الطوسي (ح 515ه).
23 - عن والد أبي جعفر محمّد بن الحسن ، الشيخ الطوسي (ت 460ه) بأسانيده.
وبالإسناد عن الشيخ الطوسي (ت 460ه) :
24 - عن الشيخ محمّد بن النعمان ، المفيد (ت 413ه).
25 - عن أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه ، الشيخ الصدوق (ت 381ه).
26 - عن مظفّر بن جعفر بن مظفّر العلوي السمرقندي.
27 - عن جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي.
28 - عن محمّد بن مسعود العيّاشي (ح 329ه) بأسانيده.
وبالإسناد عن الشيخ الطوسي (ت 460ه) :
25 - عن الحسين بن عبيد الله الغضائري (ت 412ه).
26 - عن أبي غالب أحمد بن محمّد الزراري (ت 368ه).
ص: 69
27 - عن محمّد بن يعقوب الكليني (ت 329ه) بأسانيده المشهورة وطرقه المشروحة.
ونكتفي بهذا المقدار من الطرق والأسانيد ، وطالب التفصيل يرجع
إلى الأثبات والمشيخات ، وأشهرها تداولا اليوم :
المشيخة ؛ لشيخنا العلاّمة الطهراني (ت 1389ه).
وخاتمة المستدرك ؛ للمحدّث النوري (ت 1320ه).
ولؤلؤة البحرين ؛ للشيخ يوسف البحراني (ت 1186ه).
ومشجّرة علماء الإمامية ؛ للسيد أبي القاسم الطباطبائي (ت 1362ه).
وأروي الأخير عن خاتمة المحدّثين في القرن الحاضر السيّد شهاب الدين المرعشي (ت 1411 ه).
وقلّ من جمع بين أنواع التحمّل المذكورة من الأصحاب ، ومن هذه القلّة محمّد بن علي بن شهرآشوب (ت 588ه) ، حيث صرّح في مقدّمة كتابه المناقب بقوله : «أذن لي جماعة من أهل العلم والديانة بالسماع والقراءة والمناولة والمكاتبة والإجازة فصحّت لي الرواية عنهم» ثمّ ذكر طرقه(1).
وقد حذوت حذوه فاستجزت شيخي العلاّمة الطهراني عام (1387ه) فأجازني كذلك ، وقرأت عليه أحاديث كتاب أبواب العلم من الكافي وهو يسمع ، ثمّ قرأها شارحاً بعض الفوائد في الأسانيد والمتون ، وأحال التفصيل إلى كتب الأصحاب ، وهذا نصّ الإجازة :
«بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسّلام ة.
ص: 70
على سيّدنا ومولانا أبي القاسم محمّد بن عبدالله خاتم النبيّين وعلى أوصيائه الأئمّة المعصومين الحافظين عنه ما أوحي إليه في الكتاب المبين من الآن إلى قيام يوم الدين.
وبعد ، فإنّ السيّد السند الثقة الثبت المعتمد النازل منّي منزلة الولد السيّد محمّد حسين نجل العلاّمة الأجل السيّد محسن الحسيني الجلالي الحائري المولد وزاد الله في توفيقاته ، استجازني في الرواية قبل سنوات ، فكتبت له إجازة عامّة مختصرة لتصحّ بها روايته عنّي كافّة ما صنّفه علماء المسلمين من الأصول والكتب من صدر الإسلام حتّى اليوم ، فهو مجاز عنّي في ذلك ، ولقد أكثر من التردّد إلى مكتبتي الموقوفة (1375) لانتفاع طلاّب النجف الأشرف فكان يشتغل بمطالعة ما فيها من الكتب ويستفيد من مطبوعها ومخطوطها ليلا ونهاراً ، وكان في كثير من الليالي يبيت في المكتبة مشغولا بالفحص والتنقيب لاستخراج مجهولاته ، والبسط والتوسعة في حدود معلوماته ، مجدّاً في المطالعة والكتابة والاستفادة ، تاركاً للأكل والشرب والنوم والاستراحة إلى طلوع الشمس ، فنال بهذا السعي البليغ مقاماً شامخاً ، وحاز من الفضائل مبلغاً لا يستهان به وذلك من فضل الله التي اختصّ به ، فلم نر في سائر الشبّان من أترابه مثل ذلك ، نسأل الله جلّ جلاله زيادة التوفيق لهذا السيّد الجلالي الشفيق.
ولقد كنت أناوله بعض تلك الكتب وأعرض عليه بعض خصوصيّاته ، وأشرح له ترجمة مؤلّفه ، وأُطلعه على بعض فوائده ، وأذكر له فهرس مطالبه ، وأقرأ عليه بعض مواضعه وهو يسمع أو هو يقرأ وأنا سامعه ، وبالأخصّ المخطوطات التي بقلمي من تآليفي ، أو تصنيف غيري ، فلذلك رغب السيّد المعزى إليه أن أكتب له كلمة تكشف عن تحمّله عنّي
ص: 71
لسائر الأنحاء الثمانية : من المناولة ، والعرض ، والسماع منّي ، والقراءة عليّ ، والاستماع منّي ، والإعلام بأنّه خطّي أو تصنيفي أو خطّ غيري ، فأجبت مسألته ونزلت عن رغبته ، وكتبت هذه الجملة بيدي المرتعشة في مكتبتي العامّة في السادس عشر من محرّم الحرام عام سبعة وثمانين وثلاثمائة وألف ، وأنا الفاني الشهير بآغا بزرك الطهراني» (محلّ الختم الشريف).
وليكن هذا مسك الختام وآخر دعوانا : (أن الحمد لله ربّ العالمين).
محمّد حسين الحسيني الجلالي
ص: 72
المصادر
1 - آل أعين : لأبي غالب الزراري أحمد بن محمّد الزراري ، تحقيق : السيّد محمد علي الموسوي الموحّد الأبطحي ، قم ، إيران (1399ه).
2 - الإرشاد : للشيخ المفيد أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي (ت413 ه) تحقيق : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، نشر : دار المفيد بموافقة اللجنة الخاصّة المشرفة على المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، بيروت ، لبنان (1414 ه).
3 - الأصول الستّة عشر من الأصول الأوّلية : تحقيق : ضياء الدين المحمودي ، نشر : دار الحديث ، قم ، إيران (1423 ه).
4 - إعلام الورى بأعلام الهدى : للطبرسي الشيخ أبوعلي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ه) ، تحقيق : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، قم ، ايران (1417ه).
5 - أعيان الشيعة : للسيّد محسن الأمين العاملي (ت1371 ه) تحقيق : السيّد حسن الأمين ، نشر : دار التعارف ، بيروت ، لبنان.
6 - أمالي الصدوق : للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمّي (ت 381ه) ، نشر : مؤسّسة البعثة ، قم ، إيران (1417ه)
7 - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار : للعلامة المجلسي الشيخ محمد باقر (ت1111 ه) ، نشر : مؤسسة الوفاء ، بيروت ، لبنان (1403 ه).
8 - تدريب الراوي : للسيوطي جلال الدين (ت 911ه) ، طبعة القاهرة ، مصر (1383ه).
ص: 73
9 - تنقيح المقال في علم الرجال : للشيخ المامقاني عبد الله بن الشيخ محمد حسن بن عبد الله المامقاني (ت 1351ه) ، طبعة النجف الأشرف ، العراق (1350ه).
10 - تهذيب الأحكام : للشيخ الطوسي أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت460 ه) ، طبعة النجف الأشرف ، العراق (1382 ه).
11 - جامع المقال : للشيخ فخر الدين الطريحي (ت 1085ه) ، طهران ، إيران (1375 ه).
12 - خاتمة المستدرك : للشيخ النوري الميرزا حسين النوري الطبرسي (ت1320 ه) ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، قم ، إيران (1415 ه).
13 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة : للشيخ اقا بزرك الطهراني الشيخ محمّد محسن بن علي بن محمّد رضا الطهراني النجفي (ت1389 ه) ، طبعة النجف الأشرف ، العراق (1355 ه).
14 - ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة : للشهيد الأوّل محمّد بن جمال الدين مكّي العاملي الجزّيني (ت786ه) ، تحقيق : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، قم ، إيران (1419ه).
15 - رجال النجاشي (فهرست أسماء مصنفي الشيعة) : للنجاشي أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العبّاس النجاشي الأسدي الكوفي (ت450ه) مركز نشر كتاب ، طهران ، إيران.
16 - الرعاية في علم الدراية : للشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي (ت965 ه) ، تعليق وتحقيق : عبد الحسين محمّد علي البقّال ، نشر : مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ، قم ، إيران (1408ه).
17 - الرواشح السماوية : للمير داماد ، محمّد باقر الحسيني الاسترابادي (ت1041 ه) ، تحقيق : غلام حسين قيصريه ها ونعمة الله الجليلي ، نشر : دار الحديث ، قم ، إيران (1422ه).
ص: 74
18 - صحيح البخاري : للبخاري (ت 256ه) ، طبعة القاهرة ، مصر (1314ه).
19 - الطبقات الكبرى : لابن سعد (ت 230ه) ، نشر : دار صادر ، بيروت ، لبنان.
20 - الغيبة : للنعماني محمّد بن إبراهيم النعماني (ت 380 ه) ، تحقيق : فارس حسّون كريم ، نشر : انوار الهدى ، قم ، إيران (1422 ه).
21 - الغيبة : للشيخ الطوسي أبو جعفر محمّد بن الحسن (ت 460ه) نشر : مؤسّسة المعارف الإسلامية ، قم ، إيران (1411ه).
22 - الفهرست : للشيخ الطوسي أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت460ه) طبعة النجف الأشرف ، العراق (1380 ه).
23 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون : الحاجي خليفة مصطفى بن عبدالله ، (ت 1067 ه) ، نشر : دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان.
24 - مجمع الرجال : للشيخ القهبائي عناية الله (كان حيّاً سنة 1021ه) ، أصفهان ، إيران (1381 ه).
25 - مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل : للشيخ النوري ميرزا حسين النوري الطبرسي (ت 1320 ه) ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، بيروت ، لبنان (1408 ه).
26 - مستطرفات السرائر : لابن إدريس الحلّي أبو عبد الله محمّد بن أحمد ابن إدريس العجلي الحلّي (ت 598 ه) ، نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، قم ، إيران (1411 ه).
27 - مشرق الشمسين : للشيخ البهائي محمّد بن الحسين العاملي (ت1031ه) ، نشر : مكتبة بصيرتي ، قم ، إيران.
28 - معالم العلماء : لابن شهرآشوب أبو عبد الله محمّد علي بن شهرآشوب بن كياكي السروي المازندراني (ت588 ه) ، طبعة النجف الأشرف ، العراق (1380 ه).
ص: 75
29 - معجم رجال الحديث : للسيّد الخوئي السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي (ت1413 ه) ، طبعة النجف الأشرف ، العراق (1390 ه).
30 - المعتبر في شرح المختصر : للمحقق الحلّي نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن (ت676 ه) ، نشر : مؤسسة سيّد الشهداء عليه السلام ، قم ، إيران (1364 ه- ش).
31 - مقباس الهداية في علم الدراية : للشيخ المامقاني عبد الله بن الشيخ محمد حسن بن عبد الله المامقاني (ت 1351ه) ، في ذيل تنقيح المقال.
32 - من لا يحضره الفقيه : للشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 ه) ، طبعة النجف الأشرف ، العراق (1377ه).
33 - وصول الأخيار إلى أصول الأخبار : للشيخ حسين عبد الصمد العاملي (والد الشيخ البهائي) (ت 984ه) ، تحقيق : السيّد عبد اللطيف الكوهكمري ، نشر : مجمع الذخائر الإسلامية ، قم ، إيران (1401ه).
ص: 76
السيّد عليّ الشهرستاني
تكلّمنا في العدد السابق عن الإنزالين الدفعي والتدريجي للقرآن ، موضّحين معنى العرضة ، وما قيل عن ترتيب القرآن ، هل هو توقيفي أم اجتهادي؟ آتين بالروايات الدالّة على إشراف النبيّ(صلى الله عليه وآله) وجبريل عليه السلام على ترتيب الآيات في السورة.
ثمّ أشرنا إلى وجود أقوال أربعة في جمع القرآن وتأليفه ، وبيّنا أوّله وهو جمع القرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأنّه أمر بجمع ما نزل عليه إلى ذلك الحين ، مؤكّدين وجود مصاحف ناقصة للصحابة يقرؤون فيها ، وأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)أكّد على عدم تنجيسها ، وحملها إلى بلاد الكفر و ... ، وأنّ ما قالوه في تفسير جمع القرآن بأنّه يعني الحفظ لا الكتابة ، هو باطل.
قالوا بذلك لسلب فضيلة جمع القرآن للإمام عليٍّ عليه السلام وإعطائها لآخرين ، مع أنّه الأولى بذلك - عدا كونه أوّل كتّاب الوحي ، وصهر الرسول(صلى الله عليه وآله) ، وزوج البتول عليها السلام ، وابن عمّه ، وأوّل القوم إسلاماً - وذلك لكونه عِدْل القرآن ، وأحد الثقلين ، والقائل : سلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلاّ وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار.
ثمّ صاروا إلى التشكيك في روايات جمع الإمام للقرآن وتضعيفها ،
ص: 77
وحملها على الجمع في الصدور ، وأكثر من ذلك أنّهم رووا على لسانه أنّه قال : «أعظم الناس أجراً في المصاحف أبوبكر ، رحمة الله على أبي بكر هو أوّل من جمع كلام الله بين اللوحين»(1). وقوله في مصحف عثمان : «والله لو ولّيت لفعلت مثل الذي فعل»(2).
والآن مع القول الثاني في الجمع والتأليف :
2 - الجمع بعد وفاة رسول الله مباشرة بواسطة الإمام عليّ عليه السلام :
عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنّه قال : «إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال لعليٍّ عليه السلام : يا عليّ ، القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس ، فخذوه واجمعوه ولا تضيّعوه كما ضيّعت اليهود التوراة ، فانطلق عليٌّ عليه السلام فجمعه في ثوب أصفر ،ثمّ ختم عليه في بيته وقال : لا أرتدي حتّى أجمعه ، فإنّه كان الرجل لَيَأْتيه فيخرج إليه بغير رداء حتّى جمعه ، قال : وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : لو أنّ الناس قَرأوا القرآن كما أُنزل ما اختلف اثنان»(3).
وعنه عليه السلام أيضاً ، عن أبيه ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام : «ما أحد من هذه الأمّة جمع القرآن إلاّ وصيّ محمّد(صلى الله عليه وآله)»(4).».
ص: 78
وعن الباقر عليه السلام أيضاً : «ما ادّعى أحد من الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما أُنزل إلاّ كذّاب ، وما جمعه وحفظه كما نزّل الله تعالى إلاّ عليّ بن أبي طالب والأئمّه من بعده»(1).
وقوله عليه السلام : «ما يستطيع أحد أن يدّعي أنّ عنده جميع القرآن كلّه ظاهره وباطنه غير الأوصياء»(2).
وهذه النصوص تؤكّد أنّ القرآن غير مجموع كاملاً على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ممّا دعى النبيّ(صلى الله عليه وآله) أن يكلّف الإمام أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام أن يجمعه بين الدّفتين ؛ لأنّ تنفيذ هذه المهمّة وإكمالها لا يتمّ إلاّ بيد وصي محمّد(صلى الله عليه وآله)وهو عليّ ابن أبي طالب عليه السلام.
نعم ، إنّها كانت مكتوبة في صحف ، على أشكال مختلفة في الحرير والقرطاس والعسب والكتف ، ورسول الله(صلى الله عليه وآله) أراد من الإمام أن يوحّد شكلها ونظمها ، وأن يجمعها ما بين اللّوحين مع تفسيرها النبويّ.
وقد ذكر الأُستاذ عزّة دروزه في كتابه (القرآن المجيد) الخبر الآنف المروي عن الإمام الصادق عليه السلام ثمّ قال : «وهذا يفيد أنّ القرآن كان يدوّن على وسائل الكتابة المعروفة ، وكان مدوّناً كذلك في حياة النبيّ ، وكان النبيّ يُعْنَى بحفظه في بيته»(3).
كما يؤكّد خبر وصية رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعليٍّ عليه السلام في أمر جمع القرآن ما رواه العيّاشي في تفسيره في ذيل رواية : «قال عليّ : إنّ رسول الله أوصاني إذا وارَيْتُهُ في حفرته أن لا أخرج من بيتي حتّى أؤلِّف كتاب الله ؛ فإنّه في ه.
ص: 79
جرائد النخل وفي أكتاف الإبل ...»(1).
وجاء في تفسير الآية (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) : أنّ المراد بالكتاب هنا أجزاء القرآن المتفرّقة والّتي كانت في دار النبيّ(صلى الله عليه وآله) فورثها منه عليّ عليه السلام وجمعها وورثها من عليّ عليه السلام الأئمّة عليهم السلام من بعده ، رواه المحدّث البحراني عن ابن شهرآشوب عن الإمامين الصادق والباقر عليهم السلامفي تفسير (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) أنّهما قالا : «هي لنا خاصّة وإيّانا عنى»(2).
وقال الطبرسي بعد نقله الأقوال : «وهذا أقرب الأقوال ؛ لأنّهم أحقّ الناس بوصف الاصطفاء والأجتباء وإيراث علم الأنبياء ، إذ هم المتعبّدون بحفظ القرآن»(3).
وإنّي نظراً لحساسيّة الموضوع كان عليّ أن آتي أوّلاً بالأخبار الموجودة في كتب الشيعة الإمامية عن مصحف الإمام عليٍّ عليه السلام ، ثمّ أقوال علمائهم فيه ، وبعدها أذكر روايات الجمهور وأقوال علمائهم في ذلك كي أكون موضوعيّاً وشموليّاً في بحثي ، ولا أنحاز لطرف دون آخر.
وإليك الآن الروايات في كتب الإمامية :
* في بصائر الدرجات للصفّار (ت 290 ه) بإسناده عن سالم بن أبي
سلمة ، عن الإمام الصادق عليه السلام ... أنّه : «أخرج المصحف الذي كتبه عليّ عليه السلام وقال : أخرجه عليّ عليه السلام إلى الناس حيث فرغ منه وكتبه فقال لهم : هذاكتاب الله كما أَنزل اللهُ على محمَّد وقد جمعته بين اللَّوحين ، قالوا : هو ذا عندنا 5.
ص: 80
مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه ، قال : أما والله لا ترونه بعد يومكم هذا أبداً ، إنّما كان عَلَيَّ أن أخبركم به حين جمعته لتقرؤوه»(1).
* وروى العيّاشي (ت 320 ه) في تفسيره عن بعض أصحابنا عن أحدهما عليهما السلام : ... «فلمّا قُبِضَ نبيُّ الله(صلى الله عليه وآله) كان الذي كان؛ لِما قد قُضِيَ من الاختلاف ، وعمد عمر فبايع أبا بكر ولم يُدفَن رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعد ، فلمّا رأى ذلك عليٌّ عليه السلام ورأى الناسَ قد بايعوا أبا بكر خشي أن يفتتن الناس ، ففرغ إلى كتاب الله وأخذ يجمعه في مصحف ، فأرسل أبو بكر إليه أن : تَعالَ فبايع ، فقال عليٌّ عليه السلام : لا أخرج حتّى أجمع القرآن ، فأرسل إليه مرّة أخرى ، فقال : لا أخرج حتّى أفرغ ، فأرسل إليه الثالثَة ابن عَمٍّ له يقال له : قنفذ ، فقامت فاطمة بنت رسول الله عليها السلام تحول بينه وبين عليّ عليه السلام فضربها»(2).
* وفي تفسير فرات الكوفي (ت 325 ه) بسنده عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في تفسير (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قال : « ... ومرض يوم الإثنين! وقال : يا عليّ لا تخرج ثلاثة أيّام حتّى تؤلّف كتاب الله ، كي لا يزيد فيه الشيطان شيئاً ولا ينقص منه شيئاً ، فإنّك في ضِدّ سُنَّةِ وصيِّ سليمان عليه الصلاة والسلام. فلم يضع عليٌّ رداءه على ظهره حتَّى جمع القرآن ، فلم يزد فيه الشيطان شيئاً ولم ينقص منه شيئاً»(3).ال
ص: 81
* وفي إثبات الوصية للمسعودي (ت 346 ه) في خبر طويل : « ... إنّ أميرالمؤمنين بعد أن فرغ من غسل الرسول وتحنيطه وتجهيزه ودفنه ... قال : إنّ لي بخمسة من النبيّين أسوة ... ثمّ ألّف القرآن وخرج إلى الناس وقد حمله في إزار معه وهو يَئِطُّ(1) من تحته ، فقال لهم : هذا كتاب الله قد ألّفته كما أمرني وأوصاني رسول الله كما أُنزل.
فقال بعضهم : اتركه وامض.
فقال لهم : إنّ رسول الله قال : إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ...»(2).
* وفي الخصال للصدوق (ت 381 ه) بسنده عن مكحول ، قال : قال أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام : «لقد علم المستحفظون من أصحاب النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله) أنّه ليس فيهم رجل له منقبة إلاّ وقد شركته فيها وفَضَلْتُهُ ، ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم» ، إلى أن يقول :
«وأمّا الخامسة والخمسون فإنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال لي : سيفتتن فيك طوائف من أمّتي فيقولون : إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)لم يخلّف شيئاً فبماذا أَوْصَى عليّاً؟ أو ليس كتاب ربّي أفضل الأشياء بعد الله عزّوجلّ ، والذي بعثني بالحقّ لئن لم تجمعه بإِتقان لم يجمع أبداً ، فخصّني الله عزّوجلّ بذلك من دون الصحابة»(3).2.
ص: 82
* وفي مناقب الخوارزمي (ت 568 ه) عن عبد خير ، عن عليّ عليه السلام أنّه قال : «لمّا قُبِضَ رسول الله(صلى الله عليه وآله) أقسمت - أو حلفت - أن لا أضع ردائي عن ظهري حتّى جمعت القرآن»(1).
وفيه عن عليّ بن رباح : «جمع القرآن على عهد رسول الله عليُّ بن أبي طالب وأبيُّ بن كعب»(2).
قال ابن النديم - بسند يذكره - : «إنّ عليّاً رأى من الناس طَيْرَةً عند وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) فأقسم أنّه لا يضع عن ظهره رداءه حتّى يجمع القرآن ، فجلس في بيته ثلاثة أيّام(3) حتّى جمع القرآن ، فهو أوّل مصحف جمع فيه القرآن من قلبه(4) ، وكان المصحف عند أهل جعفر.
قال : ورأيت أنا في زماننا عند أبي يعلى حمزة الحسني رحمه الله مصحفاً قد سقط منه أوراق بخطّ عليّ بن أبي طالب يتوارثه بنو حسن على مرّ الزمان»(5).
وهكذا روى أحمد بن فارس ، عن السّدّي ، عن عبد خير ، عن عليّ عليه السلام (6).
هذه بعض النصوص الشيعية ، وهناك أخبار اُخرى تفيدنا في بيان 6.
ص: 83
علاقة الإمام عليّ عليه السلام بالقرآن الكريم وأنّ عنده علم الأنبياء والمرسلين ، نأتي بها كأدلّة داعمة لقولنا ، وهي :
* عن سُلَيْمِ بْنِ قَيْس الهِلالِيِّ (ت76 ه) وهو يتحدّث عن تلك الحقبة الّتي عاشها الإمام عليه السلام بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) : « ... لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلّفه ويجمعه ، فلم يخرج من بيته حتّى جمعه ، وكان في الصحف والشِّظاظ والأَسيار والرقاع. فلمّا جمعه كلّه وكتبه بيده على تنزيله وتأويله والناسخ منه والمنسوخ ، بعث إليه أبوبكر أن اخرج فبايع ، فبعث إليه عليّ عليه السلام : إنّي لمشغول وقد آليت على نفسي يميناً أن لا أرتدي رداء إلاّ للصلاة حتّى أؤلّف القرآن وأجمعه.
فسكتوا عنه أيّاماً ، فجمعه في ثوب واحد وختمه ، ثمّ خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فنادى عليّ عليه السلام بأعلى صوته : يا أيّها الناس ، إنّي لم أزل منذ قبض رسول الله(صلى الله عليه وآله) مشغولاً بغسله ، ثمّ بالقرآن حتّى جمعته كلّه في هذا الثوب الواحد ، فلم ينزل الله تعالى على رسول الله(صلى الله عليه وآله) آية إلاّ وقد جمعتها ، وليست منه آية إلاّ وقد أقرأنيها رسول الله(صلى الله عليه وآله)وعلّمني تأويلها.
ثمّ قال لهم عليّ عليه السلام : لئلاّ تقولوا غداً : (إِنَّا كُنَّا عَنْ هذَا غَافِلِينَ). ثمّ قال لهم عليّ عليه السلام : لئلاّ تقولوا يوم القيامة إنّي لم أَدْعُكُمْ إلى نُصْرتي ولم أذكّركم حقّي ، ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته.
فقال عمر : ما أغنانا بما معنا من القرآن عمّا تدعونا إليه»(1).
* وفيه أيضاً على لسان طلحة : «يا أبا الحسن ، شيء أريد أن أسألك 0.
ص: 84
عنه : رأيتُكَ خرجتَ بثوب مختوم عليه فقلت : (يا أيّها الناس ، إنّي لم أزل مشغولاً برسول الله(صلى الله عليه وآله) ، بغسله وتكفينه ودفنه ، ثمّ شُغِلْتُ بكتاب الله حتّى جمعته ، فهذا كتاب الله مجموعاً لم يسقط منه حرف) ، فلم أر ذلك الكتاب الذي كتبتَ وألَّفت ، ولقد رأيتُ عمر بعث إليك - حين استخلف - أن : ابعث به إلَيَّ ، فأبيتَ أن تفعل. فدعا عمر الناس ، فإذا شهد اثنان على آية قرآن كتبها وما لم يشهد عليها غير رجل واحد رماها ولم يكتبها! ...
فأجابه أمير المؤمنين عليه السلام قائلاً :
يا طلحة ، إنّ كلّ آية أنزلها الله في كتابه على محمّد(صلى الله عليه وآله) عندي بإملاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) وخطّ يدي.
وتأويل كلّ آية أنزلها الله على محمّد(صلى الله عليه وآله). وكلّ حلال أو حرام ، أو حدّ أو حكم ، أو أيّ شيء تحتاج إليه الأمّة إلى يوم القيامة عندي مكتوب بإملاء رسول الله وخطّ يدي حتّى أَرْش الخَدْش.
قال طلحة : كلّ شيء من صغير أو كبير أو خاصّ أو عامٍّ ، كان أو يكون إلى يوم القيامة فهو مكتوب عندك؟ قال : نعم ، ... إلى أن يقول الإمام عليّ عليه السلام :
فلمّا قبض رسول الله(صلى الله عليه وآله) مال الناس إلى أبي بكر فبايعوه وأنا مشغول برسول الله(صلى الله عليه وآله) بغسله ودفنه ، ثمّ شغلت بالقرآن ، فآليت على نفسي أن لا أرتدي إلاّ للصلاة حتّى أجمعه في كتاب ، ففعلت»(1).
* وفيه أيضاً احتجاج ابن عبّاس على معاوية إذ قال : يا معاوية ، إنّ عمر ابن الخطّاب أرسلني في إمارته إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام : إنّي أريد أن أكتب القرآن في مصحف ، فابعث إلينا ما كتبت من القرآن. فقال عليه السلام :2.
ص: 85
تضرب والله عنقي قبل أن تصل إليه. فقلت : ولم؟ قال عليه السلام : لأنّ الله يقول : (لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ) ، يعني لا يناله كلّه إلاّ المطهّرون. إيّانا عنى ، نحن الذين أذهب الله عنّا الرجس وطهّرنا تطهيرا. وقال : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) ، فنحن الذين اصطفانا الله من عباده ، ونحن صفوة الله ، ولنا ضربت الأمثال ، وعلينا نزل الوحي. قال : فغضب عمر وقال : إنَّ ابن أبي طالب يحسب أنّه ليس عند أحد علم غيره ، فمن كان يقرأ من القرآن شيئاً فليأتنا به ، فكان إذا جاء رجل بقرآن فقرأه ومعه آخر كتبه ، وإلاّ لم يكتبه. فمن قال - يا معاوية - إنّه ضاع من القرآن شيء فقد كذب ، هو عند أهله مجموع محفوظ(1).
* وروى الكليني (ت 329 ه) في الكافي عن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال : «وقد كنت أدخل على رسول الله(صلى الله عليه وآله) كلّ يوم دَخْلة فيخلّيني فيها أدور معه حيث دار ، وقد علم أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري ، فربّما كان في بيتي يأتيني رسول الله(صلى الله عليه وآله) أكثر ذلك في بيتي ، وكنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلاني وأقام عنّي نساءه. فلا يبقى عنده غيري ، وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عنّي فاطمة ولا أحد من بَنِيَّ.
وكنت إذا سألته أجابني ، وإذا سَكَتُّ عنه وفَنِيَتْ مسائلي ابتدأني ، فما نزلت على رسول الله(صلى الله عليه وآله) آية من القرآن إلاّ أقرأنيها وأملاها عَلَيَّ فكتبتها بخطّي ، وعلّمني تأويلها وتفسيرها ، وناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ، وخاصِّها وعامّها ، ودعا الله أن يعطيني فهمها ، وحفظها ، فما 7.
ص: 86
نسيتُ آية من كتاب الله ولا عِلْماً أملاه عَلَيَّ وكتبته منذ دعا الله لي بما دعا ، وما ترك شيئاً علَّمَهُ اللهُ - من حلال ولا حرام ، ولا أمر ولا نهي كان أو يكون ولا كتاب منزل على أحد قبله من طاعة أو معصية - إلاّ علَّمنيه وحفظته ، فلم أنس حرفاً واحداً ، ثمّ وضع يده على صدري ودعا الله لي أن يملأ قلبي علماً وفهماً وحكماً ونوراً ، فقلت : يا نبيّ الله بأبي أنت وأمي منذ دعوت الله لي بما دعوت لم أنس شيئاً ولم يَفُتْني شيء لم أكتبه ، أفتتخوّف عَلَيَّ النسيان فيما بعد؟ فقال : لا ، لستُ أتخوّف عليك النسيان والجهل»(1).
وعنه عليه السلام أنّه قال : «إنّ كلّ آية أنزلها الله في كتابه على محمّد(صلى الله عليه وآله) عندي بإملاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) وخطّ يدي.
وتأويل كلّ آية أنزلها الله على محمّد(صلى الله عليه وآله) وكلّ حلال أو حرام أو حدّ أو حكم أو أيّ شيء تحتاج إليه الأمّة إلى يوم القيامة عندي مكتوب بإملاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) وخطّ يدي حتّى أرش الخدش»(2).
* وذكر المسعودي(3) (ت346 ه) في إثبات الوصية موقف الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام من الحوادث الّتي أعقبت وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، قال : « ... ألّفته كما أمرني وأوصاني رسول الله(صلى الله عليه وآله) كما أُنْزِل ، فقال له بعضهم : اتركه وامضِ ، فقال لهم : إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال لكم : (إنّي مخلّف فيكم الثقلين ، كتاب الله ، وعترتي ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض) ، فإن قبلتموه فاقبلوني معه ، أحكم بينكم بما فيه من أحكام الله. فقالوا : لا حاجة لنا فيه ي.
ص: 87
ولا فيك ، فانصرف به معك لا تفارقه ولا يفارقك ، فانصرف عنهم فأقام أمير المؤمنين عليه السلامومن معه من شيعته في منزله بما عهد إليه رسول الله(صلى الله عليه وآله)»(1).
* وفي خصائص الأئمّة للشريف الرضي (ت 406 ه) عن هارون بن موسى ، عن أحمد بن محمّد بن عمّار ، عن أبي موسى الضرير ، عن الكاظم عليه السلام ، عن أبيه عليه السلام قال : «قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعليٍّ عليه السلام حين دفع إليه الوصية : ... إنّي لأعرف خلاف قولهم ، فإذا قبضتُ وفرغتَ من جميع ما أوصيتك به ، وغيّبتني في قبري فالزم بيتك ، واجمع القرآن على تأليفه ، والفرائض والأحكام على تنزيله ، ثمّ امض على عزائمه وعلى ما أمرتك به ، وعليك بالصبر على ما ينزل بك منهم حتّى تقدم عليّ»(2).
* وروى الطبرسي (ت 548 ه) احتجاج الإمام عليّ عليه السلام على الزنديق الذي قال له : «لولا ما في القرآن من الاختلاف والتناقض لدخلت في دينكم ... ، حيث يقول أمير المؤمنين عليه السلام في جملة جوابه : قال : (يُرِيْدُوْنَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ الله) ولقد أُحْضِروا الكتاب كُمُلاً مشتملاً على التأويل والتنزيل ، والمحكم والمتشابه ، والناسخ والمنسوخ ، لم يسقط منه حرف ألف ولا لام ، فلمّا وقفوا على ما بيّنه الله من أسماء أهل الحقّ والباطل ، وأنّ ذلك إن أظهر نقض ما عهدوه ، قالوا : لا حاجة لنا فيه ، نحن مستغنون عنه بما عندنا ، وكذلك قال : (فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلا ر.
ص: 88
فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)»(1) (2).
نلخّص هذه الروايات في نقاط :
1 - إنّ كتابة القرآن كانت بوصية من رسول الله(صلى الله عليه وآله).
2 - إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قد عيّن مكان تلك الصحف وأنّها كانت في بيته وخلف فراشه.
3 - خوف الرسول(صلى الله عليه وآله) من أن تضيّع أُمّته القرآن كما ضيّعت اليهود التوراة.
4 - إنّ الإمام عليّاً عليه السلام جمع الموجود من القرآن في ثوب أصفر ثمّ ختم عليه في بيته.
5 - إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال لعليّ عليه السلام : يا عليّ لا تخرج ثلاثة أيّام حتّى تؤلّف كتاب الله كي لا يزيد فيه الشيطان شيئاً ولا ينقص منه شيئاً ... فلم يزد الشيطان شيئاً ولم ينقص منه شيئاً.
6 - تعهّد الإمام عليّ عليه السلام أن لا يخرج من بيته بغير رداء حتّى يجمع القرآن.
7 - إنّ جمع جميع القرآن هو من سمات وصيّ محمّد(صلى الله عليه وآله) ، وما ادّعى أحدٌ غيرُهُ جمع القرآن كلّه كما اُنزل إلاّ كذّاب.
8 - لو قرئ القرآن كما أُنزل ما اختلف اثنان.
9 - إنّ الإمام عليه السلام أخرج الكتاب إلى الناس ولكنّهم رفضوه.2.
ص: 89
10 - إنّ الإمام عليه السلام أخبرهم بأنّه جمع القرآن كي يقرؤوه.
11 - خشية الإمام عليه السلام من أن يفتتن الناس.
12 - أبو بكر كرّر إرسال موفده إلى الإمام عليه السلام للبيعة ، والإمام عليه السلام يمتنع ، وفي المرّة الأخيرة هجم قنفذ على الإمام عليه السلام فحالت الزهراء عليها السلام بينه وبين الإمام عليه السلام.
وفي النصوص الاُخرى وقفنا على اُمور اُخرى منها :
13 - إنّ الإمام عليه السلام جمع المصحف وكتبه على تنزيله وتأويله وناسخه ومنسوخه و ...
14 - إنّ الإمام عليه السلام قدّم مصحفه للخلفاء كي لا يقولوا غداً (إِنَّا كُنَّا عَنْ هذَا غَافِلِينَ).
15 - إنّ الإمام عليه السلام وضّح خصائص مصحفه لطلحة وأنّه يحتوي على مجموعتين :
أحدهما : فيه كلّ آية أنزلها الله في كتابه على محمّد(صلى الله عليه وآله) فهي مكتوبة عنده بإملاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) وخطّ يده.
والثانية : فيها تأويل كلّ آية أنزلها الله على محمّد(صلى الله عليه وآله) وكلّ حلال وحرام ، فهي أيضاً مكتوبة عنده بإملاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) وخطّ يده حتّى أَرْش الخدش.
16 - إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) كان يخلو بالإمام عليّ ويخبره بما نزل عليه من آية فكان يمليها عليه ويقرئها إيّاه ، والإمام(صلى الله عليه وآله) كان يكتبها بخطّه.
17 - إنّ الإمام عليه السلام - حين تقديمه مصحفه للخلفاء - استدلّ بحديث الثقلين فقال : فإن قبلتموه فاقبلوني معه أحكم بينكم بما فيه من أحكام الله ، قالوا : لا حاجة لنا فيه.
ص: 90
18 - إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال لعليّ عليه السلام : إنّي لأَعْرفُ خلاف قولهم ، فإذا قبضت وفرغت من جميع ما أوصيتك به ، فالزم بيتك واجمع القرآن على تأليفه والفرائض والأحكام على تنزيله ... وعليك الصبر على ما ينزل بك منهم حتّى تقدم عَلَيَّ.
19 - في الخبر : لقد أحضرت الكتاب كملاً مشتملاً على التأويل والتنزيل ... لم يسقط حرف (الف) ولا (لام).
* * *
هذه هي بعض النصوص الحديثية الشيعية ، يُضاف إليها أقوال علماء المذهب الشيعي الإمامي في ذلك ، لأهمّية البحث القصوى ، ولكون مصحف الإمام عليّ عليه السلام هو أوَّلَ كتاب قد دُوّن في الإسلام ، وإنّ إثباته أو نفيه هي القاعدة الأساسية الّتي يبتني عليها بحثنا.
أقوال علماء الشيعة في مصحف الإمام عليّ عليه السلام :
قال الفضل بن شاذان (ت 260 ه) في مقام الاحتجاج على العامّة ما لفظه : «ثمّ رويتم بعد ذلك كلّه أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) عهد إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلامأن يؤلّف القرآن فألّفه وكتبه ، ورويتم أنّ إبطاء عليّ على أبي بكر البيعةَ [على ما] زعمتم لتأليف القرآن ، فأين ذهب ما ألّفه عليّ بن أبي طالب عليه السلامحتّى صرتم تجمعونه من أفواه الرجال؟! ومن صحف زعمتم كانت عند حفصة بنت عمر بن الخطّاب؟!»(1).
وقال الصدوق (ت 381 ه) في الاعتقادات : «اعتقادنا أنّ القرآن الذي 2.
ص: 91
أنزله الله تعالى على نبيّه محمّد(صلى الله عليه وآله) هو ما بين الدفّتين ، وهو ما في أيدي الناس ... إلى أن يقول :
كما كان أمير المؤمنين عليه السلام جمعه ، فلمّا جاءهم به قال : هذا كتاب ربّكم كما أنزل على نبيّكم ، لم يُزَدْ فيه حرف ، ولم يُنْقَصْ منه حرف ، فقالوا : لا حاجة لنا فيه ، عندنا مثل الذي عندك. فانصرف وهو يقول : (فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)»(1).
وروى رحمه الله أيضاً في التوحيد والأمالي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام ، قال : «قال أميرالمؤمنين عليه السلام في خطبة خطبها بعد موت النبيّ(صلى الله عليه وآله) بسبعة أيّام ، وذلك حين فرغ من جمع القرآن»(2).
وقال الشيخ المفيد (ت 413 ه) : «لا شكّ أنّ الذي بين الدفّتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله وليس فيه شيء من كلام البشر ، إلى أن يقول :
وقد جمع أمير المؤمنين عليه السلام القرآن المنزل من أوّله إلى آخره ، آلفه بحسب ما وجب من تأليفه ...»(3).
وقال أيضاً في كتاب آخر : «وقد قال جماعة من أهل الإمامة إنّه لم يُنْقَصْ من كلمة ولا من آية ولا من سورة ، ولكن حذف ما كان مثبتاً في ن.
ص: 92
مصحف أمير المؤمنين عليه السلام من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله(1) ، وذلك كان ثابتاً منزلاً وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز ، وقد يسمّى تأويل القرآن قرآناً ، قال الله تعالى : (وَلاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) فسمّى تأويل القرآن قرآناً ، وهذا ما ليس فيه بين أهل التفسير اختلاف ، وعندي أنّ هذا القول أشبه من مقال من ادَّعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل ، وإليه أميل ، واللهَ أسأل توفيقه للصواب»(2).
وقال ابن شهرآشوب (ت 588 ه) في المناقب حكاية عن قول الآخرين : « ... ضَمَّنَ اللهُ محمَّداً أن يجمع القرآن بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) عليُّ ابن أبي طالب ؛ قال ابن عبّاس : فجمع اللهُ القرآنَ في قلب عليٍّ ، وجَمَعَهُ عليٌّ بعد موت رسول الله بستّة أشهر».
وفي أخبار ابن أبي رافع أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال في مرضه الذي توفّي فيه لعليّ عليه السلام : «يا عليّ ، هذا كتاب الله خذه إليك ، فجمعه عليّ في ثوب فمضى إلى منزله ، فلمّا قُبِضَ النبيّ(صلى الله عليه وآله) جلس عليّ عليه السلام فألّفه كما أنزله الله ، وكان به عالماً». وحدّثني أبو العلاء العطّار [الحَسَنُ بْنُ أَحمد الهمدانيّ] والموفّق خطيب خوارزم في كتابيهما بالإسناد عن عليّ بن رباح : أنّ النبيّ أمر عليّاً ن.
ص: 93
بتأليف القرآن فألّفه وكتبه».
[وعن] جبلّة بن سحيم ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : «لو ثنيت لي الوسادة وعُرِفَ لي حقّي لأخرجت مصحفاً كتبته وأملاه عَلَيَّ رسولُ اللهِ»(1).
ورويتم أيضاً أنّه إنّما أبطأ عليّ عليه السلام عن بيعة أبي بكر لتأليف القرآن ....(2).
وقال أيضاً في مقدّمة كتاب معالم العلماء في فهرست كتب الشيعة : «بل الصحيح أنّ أوّل من صنّف فيه أمير المؤمنين عليه السلام؛ جمع كتاب الله جلّ جلاله»(3).
وقال السيّد ابن طاووس (ت 662 ه) في سعد السعود نقلاً عن كتاب محمّد بن منصور المقرئ : «إنّ القرآن جمعه على عهد أبي بكر زيد بن ثابت ، وخالفه في ذلك أُبيّ ، وعبدالله بن مسعود ، وسالم مولى أبي حذيفة ، ثمّ أعاد عثمان جمع المصحف برأي مولانا عليّ بن أبي طالب ، وأخذ عثمان مصحف أُبيّ وعبدالله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة فغسلها غسلاً ، وكتب عثمان مصحفاً لنفسه ، ومصحفاً لأهل المدينة ، ومصحفاً لأهل مكّة ، ومصحفاً لأهل الكوفة ، ومصحفاً لأهل البصرة ، ومصحفاً لأهل الشام»(4).
كما أنّه رحمه الله نقل كلام الرهني ما لفظه : «قلت : ولم يدع أبو حاتِم - مع ما 8.
ص: 94
قاله وهجاؤه الكوفة وأهلها - ذِكرَ تأليف عليّ بن أبي طالب القرآن وأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)عهد إليه عند وفاته أن لا يرتدي بُرْدَهُ إلاّ لجمعة حتّى يجمع القرآن ، فجمعه ، ثمّ حكى عن الشعبي على إِثر ما ذكره أنّه قال : كان أعلم الناس بما بين اللوحين عليّ بن أبي طالب عليه السلام»(1).
* وقال العلاّمة الحلّي (ت 726 ه) في كشف اليقين وهو في مقام بيان فضائل أمير المؤمنين عليه السلام : «وإنّه عليه السلام اشتغل بجمع القرآن بعد موت النبيّ(صلى الله عليه وآله)قبل كُلّ أحد. روى أبو المؤيّد [يعني أَخْطب خوارزم الموفّق بن أحمدالحنفي] ، بإسناده إلى عليّ عليه السلام ، قال : لمَّا قبض رسول الله(صلى الله عليه وآله) أقسمت أن لاأضع ردائي عن ظهري حتّى أجمع ما بين اللوحين ، فما وضعت ردائي عن ظهري حتّى جمعت القرآن ...»(2).
وقال أيضاً في تذكرة الفقهاء : «يجب أن يُقرأ بالمتواتر من القراءات وهي السبعة ... ويجب أن يُقرأ بالمتواتر من الآيات وهو ما تضمّنه مصحف عليّ عليه السلام لأنّ أكثر الصحابة اتّفقوا عليه ، وحرق عثمان ما عداه»(3).
بهذا فقد عرفت أنّ أخبار المصحف موجودة في الكتب الحديثية والفقهية والكلامية والتفسيرية الشيعية ، وفي بعضها ترى الإمام عليه السلام قد جمعه في ثلاثة أيّام ، وفي أُخرى سبعة أيّام ، وفي ثالثة ستّة أشهر. فكان علينا السعي للجمع بين تلك الأقوال ، وخصوصاً حينما نرى أنّ أخبار مصحف أمير المؤمنين عليه السلام لم تنحصر في كتب الشيعة ، بل هي موجودة في كتب الجمهور أيضاً ، وإليك تلك الأخبار. ء.
ص: 95
أخبار مصحف الإمام عليّ عليه السلام في كتب الجمهور :
* روى الصنعاني (ت 211 ه) بسنده عن عكرمة ، قال : «لمّا بويع لأبي بكر تخلّف عليّ في بيته ، فلقيه عمر ، فقال : تخلّفت عن بيعة أبي بكر؟ فقال : إنّي آليت بيمين حين قبض رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن لا أرتدي برداء إلاّ إلى الصلاة المكتوبة حتّى أجمع القرآن ، فإنّي خشيت أن يتفلَّت القرآن ، ثمّ خرج فبايعه»(1).
* وروى ابن سعد (ت 230 ه) في الطبقات الكبرى عن إسماعيل ابن إبراهيم عن أيّوب وابن عون ، عن محمّد ، قال : «نُبِّئْتُ أنَّ عليّاً أبطأ عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر فقال : أكرهت إمارتي؟ فقال : لا ولكنّني آليت بيمين أن لا أرتدي بردائي إلاّ إلى الصلاة حتّى أجمع القرآن. قال : فزعموا أنّه كتبه على تنزيله ، قال محمّد : فلو أصيب ذلك الكتاب كان فيه علم قال ابن عون : فسألت عكرمة عن ذلك الكتاب ، فلم يعرفه»(2).
* وروى ابن أبي شيبة (ت 235 ه) في مصنّفه قال : «حدّثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا ابن عون ، عن محمّد ، قال : لمّا استخلف أبوبكر قعد عليّ في بيته ، فقيل لأبي بكر ، فأَرْسَلَ إليه : أَكَرِهْتَ خلافتي؟
قال : لا ، لم أكره خلافتك ، ولكن كان القرآن يزاد فيه ، فلمَّا قبض رسول الله(صلى الله عليه وآله) جعلتُ عَلَيَّ أن لا أرتدي إلاَّ إلى الصلاة حتَّى أجمعه للناس. 8.
ص: 96
فقال أبوبكر : نِعْمَ ما رأيت»(1).
وفي شواهد التنزيل أنّ جماعة قالوا لأبي بكر : «إنَّ عليّاً قد كرهك ، فأرسل إليه ، فقال : أَكَرِهْتَنِي؟ فقال : والله ما كرهتك ، غير أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قُبِضَ ولم يُجْمَعِ القرآن ، فكرهت أن يزاد فيه ، فآليتُ بيمين أن لا أخرج إلاَّ إلى الصلاة حتّى أجمعه. فقال : نِعْمَ ما رأيت»(2).
* وذكر البلاذري (ت 279 ه) في أنساب الأشراف ما نصّه : «المدائني ، عن مسلمة بن محارب ، عن سليمان التيمي ، وعن ابن عون : أنّ أبابكر أرسل إلى عليّ يريد البيعة ، فلم يبايع.
فجاء عمر ومعه قبس ، فتلقّته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يابن الخطّاب ، أتراك محرّقاً عليَّ بابي؟
قال : نعم ، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك.
وجاء عليٌّ فبايع ، وقال : كنتُ عزمت أن لا أخرج من منزلي حتّى أجمع القرآن»(3).
* وفيه أيضاً : «حدّثنا سلمة بن الصقر ،وروح بن عبدالمؤمن ، قالا : ثنا عبدالوهاب الثقفي ، أنبأ أيّوب ، عن ابن سيرين ، قال : قال أبوبكر لعليّ عليه السلام : أكرهت إمارتي؟
قال : لا ، ولكنّي حلفت أن لا أرتدي بعد وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله) برداء حتّى أجمع القرآن كما أنزل»(4). ة.
ص: 97
* وقال اليعقوبي (ت 292 ه) في تاريخه : «وروى بعضهم أنّ عليّ ابن أبي طالب كان جمعه لمّا قبض رسول الله وأتى به يحمله على جمل ، فقال : هذا القرآن قد جمعته ، وكان قد جزّأه سبعة أجزاء ، فالجزء الأوّل البقرة ...»(1).
* وروى ابن الضريس (ت 294 ه) في فضائل القرآن : «أخبرنا أحمد ، ثنا أبو عليّ بشر بن موسى ، ثنا هوذة بن خليفة ، ثنا عوف ، عن محمّد بن سيرين ، عن عكرمة فيما أحسب ، قال :
لمّا كان بعد بيعة أبي بكر ، قعد عليّ بن أبي طالب في بيته ، فقيل لأبي بكر : قد كره بيعتك. فأرسل إليه ، فقال : أكرهت بيعتي؟. فقال : لا والله ، قال : ما أقعدك عنّي؟ قال : رأيت كتاب الله يُزاد فيه ، فحدّثت نفسي أن لا ألبس ردائي إلاّ لصلاة جمعة حتّى أجمعه ، فقال له أبوبكر : فإنّك نِعْمَ ما رأيت.
قال محمّد [بن سيرين] : فقلت له(2) : ألّفوه كما أنزل الأوّل فالأوّل؟ قال : لو اجتمعت الإنس والجنّ على أن يؤلّفوه ذلك التأليف(3) ما استطاعوا. قال محمّد : أراه صادقاً»(4).
* وفي كتاب المصاحف للسجستاني (ت 316 ه) بسنده عن ابن سيرين أنّه قال : «لمّا توفّي النبيّ(صلى الله عليه وآله) أقسم عليّ أن لا يرتدي برداء إلاّ لجمعة حتّى يجمع القرآن في مصحف ، ففعل ، فأرسل إليه أبوبكر بعد أيّام :1.
ص: 98
أَكَرِهْتَ إمارتي يا أبا الحسن؟ قال : لا والله ، إلاَّ أنِّي أقسمت أن لا أرتدي برداء إلاَّ لجُمْعَة ، فبايعه ثمّ رجع»(1).
* وروى الجوهري (ت 323 ه) في كتاب (السقيفة وفدك) عن يعقوب ، عن رجاله ، قال : «لمّا بويع أبوبكر تخلّف عليّ فلم يبايع ، فقيل لأبي بكر : إنّه كره إمارتك ، فبعث إليه ، وقال : أكرهت إمارتي؟
قال : لا ، ولكنَّ القرآنَ خشيتُ أن يزاد فيه ، فحلفت أن لا أرتدي رداء حتّى أجمعه ، اللهمّ إلاَّ إلى صلاة الجمعة»(2).
* وفي كتاب الأوائل لأبي هلال العسكري (ت 395 ه) : أبو أحمد ، عن الصولي ، عن الغلاّبي ، عن أحمد بن عيسى ، عن عمّه الحسين (ذي الدّمعة) بن زيد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : «لمّا قُبِضَ رسول الله (صلى الله عليه وآله)تشاغل عليّ عليه السلام بدفنه ، فبايع الناس أبابكر ، فجلس عليّ عليه السلام في بيته يجمع القرآن ، وكتبه في الخزف وأكتاف الإبل وفي الرِّقِّ»(3).
* وفي حلية الأولياء لأبي نعيم (ت 430 ه) : حدّثنا سعد بن محمّد الصيرفي ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن ميمون ، حدّثنا الحكم بن ظهير ، عن السدّي ، عن عبدخير ، عن عليّ ، قال : «لمّا قبض رسول الله(صلى الله عليه وآله) أقسمت - أو حلفت - أن لا أضع ردائي عن ظهري حتّى أجمع ما بين اللوحين ، فما وضعت ردائي عن ظهري حتّى 0.
ص: 99
جمعت القرآن»(1).
* وروى المستغفري (ت 432 ه) في فضائل القرآن بإسناده عن كثير بن أفلح ، قال : «اختلف الناس في القراءة في إمارة عثمان ... إلى أن قال فلمّا قبض رسول الله(صلى الله عليه وآله) لزم عليّ بن أبي طالب بيته ، فقيل لأبي بكر : إنّ عليّاً كره إمارتك ، فأرسل إليه أبوبكر فقال له : تكره إمارتي؟ فقال : لا ، ولكن كان النبيّ(صلى الله عليه وآله)حيّاً والوحي ينزل ، والقرآن يزاد فيه ، فلمّا قبض النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، جعلت على نفسي أن لا أرتدي بردائي حتّى أجمعه للناس ، فقال أبوبكر : أحسنت ، قال محمّد : فطلبت ما أَلَّفَ فأعياني ، ولم أقدر عليه ، ولو أصبته كان فيه علمٌ كثيرٌ»(2).
* قال ابن عبدالبرّ (ت 463 ه) في الاستذكار : «وجَمْعُ عليّ بن أبي طالب للقرآن أيضاً عند موت النبيّ(صلى الله عليه وآله) وولاية أبي بكر ، فإنّما كلّ ذلك على حسب الحروف السبعة لا كجمع عثمان على حرف واحد - حرف زيد بن ثابت - وهو الذي بأيدي الناس بين لوحي المصحف اليوم»(3).
* وفي شواهد التنزيل للحسكاني (من اعلام القرن الخامس) بسنده عن السدي ، عن عبدخير ، عن عليّ عليه السلامأنّه : «رأى من الناس طَيْرَةً عند وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فأقسم أن لا يضع على ظهره رداءً حتّى يجمع القرآن ، فجلس في بيته حتّى جمع القرآن ، فهو أوّل مصحف جمع فيه القرآن ، جمعه من قلبه ، وكان عند آل جعفر»(4). 6.
ص: 100
وفي خبر آخر عن السدّي ، عن عبد خير ، عن يمان ، قال : «لمّا قبض النبيّ(صلى الله عليه وآله) أقسم عليّ - أو حلف - أن لا يضع رداءه على ظهره حتّى يجمع القرآن بين اللوحين ، فلم يضع رداءه على ظهره حتّى جمع القرآن»(1).
* وروى الحسكاني في شواهد التنزيل بإسناده عن محمّد بن سيرين أنّه قال : «لمّا مات النبيّ(صلى الله عليه وآله) جلس عليٌّ في بيته فلم يخرج ، فقيل لأبي بكر : إنّ عليّاً لا يخرج من البيت كأنّه كره إمارتك. فأرسل إليه فقال : أكرهت إمارتي؟ فقال : ما كرهت إمارتك ولكنّي أرى القرآن يزاد فيه ، فحلفت أن لا أرتدي برداء إلاّ للجمعة حتّى أجمعه. قال ابن سيرين : فنبّئت أنّه كتب المنسوخ وكتب الناسخ في أثره»(2).
* وقال محمّد بن عبدالكريم الشهرستاني (ت 548 ه) في مقام التعليق على جمع الخلفاء للقرآن : «كيف لم يطلبوا جمع عليّ بن أبي طالب؟! أو ما كان أكتب من زيد بن ثابت؟!
أو ما كان أعرب من سعيد بن العاص؟!
أو ما كان أقرب إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) من الجماعة؟! بل تركوا بأجمعهم جمعه واتّخذوه مهجوراً ، ونبذوه ظهريّاً ، وجعلوه نسياً منسيّاً ، وهو عليه السلام لمّا فرغ من تجهيز رسول الله(صلى الله عليه وآله) وغسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه ، آلى أن لا يرتدي بُرداً إلاَّ لجمعة حتّى يجمع القرآن؛ إذ كان مأموراً بذلك أمراً جزماً ، فجمعه كما أنزل من غير تحريف وتبديل ، وزيادة ونقصان. وقد كان أشار النبيّ(صلى الله عليه وآله) إلى مواضع الترتيب والوضع ، والتقديم والتأخير ، قال أبو حاتم : إنّه وضع كلّ آية إلى جنب ما يشبهها.7.
ص: 101
ويروى عن محمّد بن سيرين أنّه كان كثيراً ما يتمنّاه ، ويقول : لو صادفنا ذلك التأليف لصادفنا فيه علماً كثيراً.
وقد قيل : إنّه كان في مصحفه المتن والحواشي؛ وما يعترض من الكلامين المقصودين كان يكتبه على العرض والحواشي»(1).
* وفي تاريخ دمشق لابن عساكر (ت 571 ه) عن ابن سيرين ، قال : «قال عليّ عليه السلام : لمّا مات رسول الله(صلى الله عليه وآله) آليت أن لا آخُذَ عَلَيَّ ردائي إلاَّ لصلاة جمعة حتَّى أجمع القرآن ، فَجَمَعَهُ»(2).
* وفي شرح النهج لابن أبي الحديد (ت 656 ه) ، قال أبو بكر [الجوهري] : «وقد روي في رواية أخرى أنّ سعد بن أبي وقّاص كان معهم في بيت فاطمة عليها السلاموالمقداد بن الأسود أيضاً ، وأنّهم اجتمعوا على أن يبايعوا عليّاً عليه السلام ، فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت ، فخرج إليه الزبير بالسيف ، وخرجت فاطمة عليها السلام تبكي وتصيح ، فنهنهت من الناس ، وقالوا : ليس عندنا معصية ولا خلاف في خير اجتمع عليه الناس ، وإنّما اجتمعنا لنؤلّف القرآن في مصحف واحد ، ثمّ بايعوا أبا بكر فاستقرّ الأمر واطمأنّ الناس»(3).
* وقال محمّد بن جزي الكلبي (ت 741 ه) في التسهيل لعلوم التنزيل : «كان القرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) متفرّقاً في الصحف وفي صدور الرجال ، فلمّا توفّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) قعد عليّ بن أبي طالب عليه السلام في بيته فجمعه على ترتيب نزوله ، ولو وجد مصحفه لكان فيه علم كبير ، ولكنّه لم 7.
ص: 102
يوجد»(1).
* وقال الذهبي (ت 748 ه) في تاريخ الإسلام في ضمن عدّة روايات في فضائل الإمام عليّ عليه السلام ، قال : «ومنها عن سليمان الأحمسي ، عن أبيه ، قال : قال عليّ : والله ما نزلت آية إلاَّ وقد علمت فيما نزلت ، وأين نزلت ، وعلى من نزلت ، وإنّ ربّي وهب لي قلباً عقولاً ، ولساناً ناطقاً»(2).
* وقال محمّد بن سيرين : «لمّا توفّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) أبطأ عليّ عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر فقال : أكرهت إمارتي؟ فقال : لا ، ولكن آليت لا أرتدي بردائي إلاَّ إلى الصلاة ، حتّى أجمع القرآن ، فزعموا أنّه كتبه على تنزيله ، فقال محمّد : لو أصبتُ ذلك الكتاب كان فيه العلم»(3).
* وقال سعيد بن المُسَيّب : «لم يكن أحد من الصحابة يقول : (سلوني) إلاَّ عليّ»(4).
هذه هي مجموعة من النصوص وهي تنبئك عن اتفاق الفريقين على وجود هذا المصحف ، وللمزيد يمكنك الرجوع إلى كتاب البرهان للزركشي (ت 794 ه) ، والفرقان لابن الخطيب (ت 809 ه) ، والإتقان للسيوطي (ت 911 ه) ، ومناهل العرفان للزرقاني (ت 1367 ه) ، وغيرهم كي ترى أنَّ امتداد الاعتراف بوجود هذا المصحف كان سائداً حتّى في العصور اللاحقة.
وهذه الروايات والأقوال وإن كنّا لا نقبل تفصيلاتها ، لكنّها متّفقة على 8.
ص: 103
أمر واحد وهو أنّ عليّاً قد جمع القرآن مدوّناً كما تقول به الشيعة.
كما يلاحظ فيها سكوت أبي بكر عن عملية جمع الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام للمصحف - مع تأويله وتفسيره - أيّام خلافته ، وقوله للإمام عليه السلام : «نعم ما رأيت» ، وفي آخر : «أحسنت» ، وهما يشيران إلى وجود هذا المصحف وكتابته قَبْلَ عهد أبي بكر؛ لأنّ جمع القرآن لا يأتي بين عشية وضحاها ، بل في النصوص الاُخرى إشارة إلى أنّه عليه السلام كتبه منذ عصر الرسول(صلى الله عليه وآله).
كما أنّ نصوص تدوين الإمام عليه السلام للمصحف عند الفريقين تخطّىء ما حُكي عن ابن أبي قحافة من أنّه كلّف زيداً بجمع القرآن؛ لأنّه لو كان قد كلّفه لما قبل عذر الإمام عليه السلام وتعليله ، ولقال له : لا أقبل تعليلك؛ لأنّي كلّفت زيد بن ثابت بهذه المهمّة.
نعم قد يقال بأنّه كلّف زيداً بعد الأشهر الستّة الّتي جلس فيها الإمام عليه السلامفي بيته ، أي أنّه كلّفه بهذا الأمر بعد أن ردّ مصحف الإمام عليّ عليه السلام ، لاشتماله على فضائح القوم من لسان رسول الله(صلى الله عليه وآله) في تفسير الآيات ؛ لأنّ في خبر الاحتجاج : «فلمّا فتحه أبو بكر خرج في أوّل صفحة فضائح القوم ...»(1).
فلو قلنا بهذا الاحتمال فهو يصحّح ما جاء في الكتب الشيعية من أنّ الخليفة أراد بجمعه حذف تلك الأسماء ، لقول الراوي في تلك الأخبار : «ثمّ أحضروا زيد بن ثابت - وكان قارئاً للقرآن - فقال له عمر : إنّ عليّاً جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار ، وقد رأينا أن نؤلّف القرآن 7.
ص: 104
ونسقط منه ما كان فيه فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار ، فأجابه زيد إلى ذلك ...»(1).
وكلامي هذا لا يعني بأنّي أُريد أن أصحّح كلام الطبرسي في الاحتجاج ، لكنّي أَقُوْلُ : إن أردتم أن تقولوا بذلك فيترجّح مدّعى الشيعة الإمامية.
بعد كلّ هذا علينا أن نلخّص كلام الجمهور في نقاط :
1 - تخلّف الإمام عليّ عليه السلام عن بيعة أبي بكر واشتغاله بجمع القرآن.
2 - قالوا لأبي بكر إنّ عليّاً كره مبايعتك ، أو إنّ أبا بكر قال لعليّ : كرهت خلافتي ، فأجاب الإمام عليه السلام في بعض الأخبار بأنّه خشي «أن ينفلت القرآن» ، وفي آخر : «رأيت كتاب الله يزاد فيه» ، وفي ثالث : «بأنّ النبيّ كان حيّاً والوحي ينزل عليه والقرآن يزاد فيه فلمّا قبض ...» ، وفي كلّ ذلك يقول أبوبكر : «فإنّك نعم ما رأيت». وفي آخر : «لقد أحسنت».
3 - حلف الإمام عليه السلام ألاّ يرتدي برداء حتّى يجمع القرآن كما أنزل ، قال ابن سيرين : «نبِّئت بأنّه كتب المنسوخ وكتب الناسخ» ، وفي آخر عنه : «فزعموا أنّه كتبه على تنزيله» وقال أيضاً : «طلبت ما ألّف فأعياني». وفي كلام الجزي : «فجمعه على ترتيب نزوله ولو وجد مصحفه لكان فيه علم كثير ولكنّه لم يوجد ».
4 - حمل الإمام عليّ مصحفه إلى القوم على جمل ثمّ قال : «هذا القرآن قد جمعته». قال اليعقوبي : «كان قد جزّأه سبعة أجزاء ، فالجزء الأوّل البقرة ...». 8.
ص: 105
5 - في كلام ابن عبدالبرّ : «إنّ الإمام عليه السلام جمع القرآن عند موت النبيّ(صلى الله عليه وآله)وولاية أبي بكر على حسب الأحرف السبعة ، لا كجمع عثمان على حرف واحد - حرف زيد بن ثابت -».
6 - قال الإمام عليه السلام - حسب رواية الذهبي - : «والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيما نزلت ، وأين نزلت»(1) ، وعلى من نزلت. قال سعيد ابن المسيّب : «لم يكن أحد من الصحابة يقول سلوني إلاّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام»(2).
إذاً مسألة جمع القرآن ترتبط بنحو وآخر بالإمام عليّ عليه السلام وأمّا سائر الجامعين للقرآن ، فقد كانوا من الصحابة ، وهم ليسوا بمعصومين باعتراف الجميع ، وخصوصاً زيد بن ثابت الذي خالفه كبار الصحابة أمثال ابن مسعود ، هذا من جهة.
ومن جهة اُخرى لم يرد دليل من العقل أو الشرع على وجوب اتّباع مصحف صحابي بعينه ، لاحتمال وقوعه في الغلط والاشتباه ، وأن يكون ممّن قدّم ما أخّره الله أو أخّر ما قدّمه الله. لهذا نرى الخلفاء اعتمدوا شاهدين عند تدوينهم المصحف ، أي أنّهم اعتمدوا البيّنة لا التواتر في عملهم ، ومعناه عدم اعتقادهم بوجود نسخة صحيحة عند أحد من الصحابة بحيث يمكن اعتمادها أصلاً في تدوين المصحف.
أو قل إنّهم بادّعائهم الخاطئ أرادوا أن يقولوا بشيء خطير وهو وجود تواتر إجمالي على عدم تحقّق جمع القرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فإنّهم بهذا الكلام ضربوا الدين في صميمه ؛ لأنّه لو ثبت ما قالوه لأمكن 9.
ص: 106
ادّعاء وقوع التحريف في الكتاب العزيز ؛ لأنّ العقل لا يمكنه أن يثبت بأنّ المجموع حالاً هو جميع القرآن ، وذلك لعدم تصدّر المعصوم - وهو رسول الله(صلى الله عليه وآله) - لتدوينه وترتيبه وجمعه بين اللوحين ، بل أنّ جمعه قد حصل بعد وفاته وفي أيّام الفتنة وظهور البدع و ...
فمن الطبيعي أن يُشكّ بهكذا جمع للقرآن ولا يطمئنّ إليه ، بل يحتمل الزيادة والنقصان فيه ، إذ العقل والشرع يمنعان من اتّباع غير العلم.
لكنّا لا نقبل هذا الكلام ، ونرى فيه مساساً بالدين ، مؤكّدين على أنّ القرآن الموجود اليوم بأيدينا هو نفسه الذي نزل على النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله) ، وأنّه(صلى الله عليه وآله)هو الذي أشرف على ترتيبه وتدوينه ، وأنّ الناس كانوا يقرؤون بسوره وآياته في عهده ثمّ من بعده ، بلا زيادة ولا نقصان ، ومعناه أنّ الأطروحة الآنفة هي أطروحة خاطئة وأنّ التواتر بقرآنية هذا القرآن هو الذي يصحّح قرآنيّته لا ما اعتبروه من شهادة الاثنين في طريقة جمع الخلفاء ، فإنّا لا نقبل أطروحتهم لأنّها أقرب إلى التحريف من القول بحجّية القرآن.
إذ أنّ للشيعة سنداً صحيحاً إلى مجموع هذا القرآن ، خصوصاً أسنادهم من أمير المؤمنين عليّ عليه السلام إلى الإمام الصادق عليه السلام والذي رواه الجمهور أيضاً ، كما لهم أسانيد للآيات آية آيه موجودة في التفاسير الروائية ؛ وإنّ أسانيد روايات أهل البيت والقراءات السبع موجودة في تفسير التبيان للشيخ الطوسي يمكن للباحث مراجعتها.
ويضاف إليه بأن النسخة المطبوعة من القرآن في المدينة المنوّرة هي المروية عن حفص عن عاصم عن أبي عبدالرحمن السلمي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فهي ليست نسخة عثمان بن عفّان أو مصحفه كما يقولون؛ لأنّه لم تثبت قراءته عليه وعلى أُبيّ بن كعب حسبما
ص: 107
سيأتي لاحقاً.
وباعتقادي أنّهم أرادوا بأطروحتهم الخاطئة أن يرفعوا بضبع الخلفاء الثلاثة في مسألة جمع القرآن على حساب المساس بتواتر القرآن.
احتماء الخلفاء بالصحابة ومصاحفهم
من الثابت عند أئمّة أهل البيت أنّ مصحف الإمام عليّ عليه السلام هو عبارة عن المصحف الأصل والأمّ الذي كتبه الإمام عليه السلام وورثه من رسول الله(صلى الله عليه وآله).
وقد احتمل بعض الباحثين أن يكون مصحف الإمام عليه السلام هو أصل ل- : (المصحف الإمام) ، وذلك لاعتماد الجمهور على قراءة الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام أكثر من اعتمادهم على قراءات الآخرين من كَتَبَة الوحي ومصاحفهم(1) أي أنّهم اعتمدوا على قراءة الإمام عليّ عليه السلام أكثر ممّا اعتمدوا م.
ص: 108
على قراءات من عُدُّوا في ضِمْنِ جامِعي القرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله).
ويضاف إلى هذا الكلام أنّ المصاحف الخمسة الّتي اعتمدها عثمان لا يمكننا اعتبارها النسخ الأُمّ لمصحفه ، وذلك لتشكيك أصحابها بمنهج عثمان في الجمع وعدم ارتضائهم ذلك المنهج.
ولأنّ تصحيح مصحف عثمان عند المسلمين لا يرجع إلى جمعه وجمع الخلفاء من قبله لتلك الصحف ، بل يرجع إلى القراءة الرائجة آنذاك بين المسلمين وتصحيح كبار الصحابة لها.
ولا يستبعد أن يكون عثمان ومن تقدَّمه قد احتَمَوا بمصاحف جامعي القرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) لتصحيح عملهم ، وهذا لا يعني بأنّ الموجود هو عين مصحف أبي موسى الأشعري ، أو أُبيّ بن كعب ، أو ابن مسعود ، أو عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وحتّى أنّه لم يكن نفس مصحف حفصة وعائشة المدَّعى اعتمادها ؛ لأنّ منهج عثمان ومن سبقه لم يكن إلاّ إثبات الآية بعد شهادة شاهدين على صحّة كتابتها بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، اللَّذَين أوَّلهما ابن حجر : بالحفظ والكتاب(1) ، في حين كان أصحاب المصاحف لا يرتضون عمل عثمان وزيادته ونقصانه لمصاحفهم ؛ لأنَّ قراءة الناس للقرآن واشتهار آياته وسوره بينهم هو الذي صحّح المصحف الرائج ، ولنقوم بتحقيق بسيط حول النسخ ».
ص: 109
المعتمدة صحف عثمان بن عفّان وزيد ابن ثابت ، لنرى هل حقّاً أنّها اعتمدت ، أم أنّها كانت غطاءً ومبرّراً فقط.
نسخة أبي موسى الأشعري :
كان لأبي موسى الأشعري نسخة يقرأ بها أهل البصرة وضواحيها ، فطلبوا منه تسليمها ، فسلّمها لهم واقترح على اللَّجنة بأن لا ينقصوا من مصحفه شيئاً ، إذ قال : «ما وجدتم في مصحفي هذا من زيادة فلا تنقصوها ، وما وجدتم من نقصان فاكتبوه»(1) ، ومعنى كلامه أنّ كلّ ما في مصحفه قرآن قطعاً ، لذلك لم يرض بحذف شيء منه ، لكنّه في نفس الوقت احتمل وجود نقص عنده - لأنّه لم يدّع كمال مصحفه - لذلك أجاز لهم أن يضيفوا عليه ، لكنّهم لم يأخذوا بكلامه ، وتعاملوا مع نسخته تعاملاً آخر ، مستفيدين من اسمه ومصحفه سياسيّاً لا علميّاً ووثائقيّاً ، مريدين اعتباره مشاركاً في عمل اللجنة لكن عملهم هذا ذهب هباءً ؛ لأنّ الأُمّة وعلى رأسهم الصحابة لم يأخذوا بما جاء في مصحف عثمان على نحو الفرض والإلزام بل أخذوا يصحّحون القراءة الموجودة فيه ، وإنّ عثمان بن عفّان قبل تصحيحهم تحت طائلة وجود اللحن فيه وأنَّ العرب ستقيمه بألسنتها ، ومعناه جواز التصحيح في نسخة مصحفه؛ لأنّها ليست النسخة الأمّ.
نسخة اُبيّ بن كعب :
ومثله هو حال أُبيّ بن كعب ، فقد كان من المعارضين للخلفاء ، ومن 4.
ص: 110
الإثْنَيْ عَشَرَ الذين أنكروا على أبي بكر الخلافة(1). فإنّ مخالفته للخلفاء لا تتّفق مع ما نسبوا إليه من دعمه لهم وللمصحف الذي دوّنوه ، مع أنّه كان قد توفّي قبل تدوين المصحف الإمام حسبما ستقف عليه لاحقاً ، وإليك الآن بعض النصوص الدالّة على مخالفته للشيخين ، وأنّه مات قبل تدوين المصاحف.
فقد أخرج النَّسائِيُّ عن قيس بن عبادة قال : «بينا أنا في المسجد في الصفّ المقدّم فجذبني رجل من خلفي جذبة فَنَحّاني وقام مقامي ، فوالله ما عقلت صلاتي ، فلمّا انصرف إذا هو أُبَيُّ بن كَعْبِ فقال : يا فتى لا يسوؤك الله إنّ هذا عهد من النبيّ(صلى الله عليه وآله) إلينا أن نليه ، ثمّ استقبل القبلة فقال : هلك أهل العقد وربّ الكعبة ، ثلاثاً ، ثمّ قال : والله ما عليهم آسَى ولكن آسى على من أضلّوا ، قلت : يا أبا يعقوب ما تعني بأهل العقد؟ قال : الأمراء»(2).
وفي نصّ آخر : «هلك أهل العقدة وربّ الكعبة ، ألا لا عليهم آسى 8.
ص: 111
ولكن آسى على من يُهلكون من المسلمين»(1).
وروى أبو بكر الجوهري عن البراءِ بن عازِب ، أنّه : «كان في جماعة منهم المقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت وسلمان الفارسيّ وأبو ذرّ وحذيفة وأبو الهيثم بن التيهان - وذلك بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) - وإذا حذيفة يقول لهم : والله ليكوننّ ما أخبرتكم به ، والله ما كَذَبْتُ ولا كُذِّبْتُ ، وإذا القوم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين».
ثمّ قال : «ائتوا أُبيّ بن كعب ، فقد علم كما علمت.
قال : فانطلقنا إلى أُبيّ ، فضربنا عليه بابه حتّى صار خلف الباب ، فقال : من أنتم؟ فكلّمه المقداد ، فقال : ما حاجتكم؟ فقال له : افتح عليك بابك ، فإنّ الأمر أعظم من أن يجري من وراء الحجاب ، قال : ما أنا بفاتح بابي وقد عرفت ماجئتم له كأنّكم أردتم النظر في هذا العقد.
فقلنا : نعم.
فقال : أفيكم حذيفة؟
فقلنا : نعم.
قال : فالقول ما قال ، وبالله ما أفتح عنّي حتّى تجري عَلَيّ ما هي جارية ، ولَما يكون بعدها شرّ منها ، وإلى الله المشتكى»(2).
وعن عُتَي بن ضمرة السعدي ، قال : «قلت لاُبيّ بن كعب : مالكم ه.
ص: 112
أصحاب رسول الله نأتيكم من البعد نرجو عندكم الخير أن تعلّمونا فإذا أتيناكم استخففتم أمرنا كأنّا نهون عليكم؟
فقال : والله لئن عشت إلى هذه الجمعة لأقولن فيها قولاً ، لا اُبالي استحييتموني عليه أو قتلتموني ، غير أنّ هذه الجمعة لم تأت إلاّ وكان قد فارق الحياة»(1).
وعن جندب ، قال : «أتيت منزله ... فسلّمت عليه ، فردّ عَلَيَّ السلام ثمّ قال : ممّن أنت؟ قلت : من أهل العراق.
قال : أكثرت منّي سؤالاً.
قال : لمّا قال ذلك غضبت ، قال : فجثوت على ركبتي ، ورفعت يدي - هكذا وصف - حيال وجهه فاستقبلت القبلة ، قال : قلت : اللهمّ نشكوهم إليك ، إنّا ننفق نفقاتنا وننصب أبداننا ، ونرحل مطايانا ابتغاء العلم ، فإذا لقيناهم تجهَّموا لنا.
قال : فبكى أُبيّ ، فجعل يترضّاني ويقول : ويحك : لم أذهب هناك ، لم أذهب هناك! قال : ثمّ قال : اللهمّ أعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلّمنّ بما سمعت من رسول الله لا أخاف فيه لومة لائم ، لكنَّ القدر كان أسبق منه ، فلقد عاجله الموت قبل أن يأتي ذلك الموعد الذي عزم أن يتحدّث فيه بما علمه»(2).
كان هذا كلامه عن أمر الخلافة ، وأمّا أمر القرآن ، ففي المصاحف عن أبي إدريس الخولاني : «إنَّ أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل 2.
ص: 113
دمشق ، ومعهم المصحف الذي جاء به أهل دمشق(1) ليعرضوه على أُبيّ بن كعب وزيد بن ثابت وعليّ وأهل المدينة ، فقُرِئ يوماً على عمر بن الخطّاب ، فلمّا قرؤوا هذه الآية : (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ) ، وَلَوْ حَمَيْتُم كَمَا حَمَوا لَفَسَدَ المَسجِدُ الحَرَام ، فقال عمر : مَن أقرأكم؟ قالوا : أُبيّ بن كعب ، فقال لرجل من أهل المدينة : ادع لي أُبَيّ بن كعب ، وقال للرجل الدمشقي : انطلق معه.
فذهبا فوجدا أُبَيّ بن كعب عند منزله يهيِّء(2) بعيراً له هو بيده ، فسلَّما عليه ، ثم قال له المدني : أجب - أمير المؤمنين - عمر ، فقال أُبَيّ : ولِمَا دعاني أمير المؤمنين؟
فأخبره المدني بالذي كان ، فقال أُبَيٌّ للدمشقي : ما كنتم تنتهون معشر الركيب ، أو يشدفني(3) منكم شرّ.
ثمّ جاء إلى عمر وهو مشمِّر والقطران على يديه ، فلمّا أتى عمر ، قال لهم عمر : اقرؤوا ، فقرؤوا (ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام) ، فقال أُبَيّ : أنا أقرأتهم ، فقال عمر لزيد : اقرأ فقرأ زيد قراءة العامّة ، فقال : اللَّهُمَّ لا أعرف إلاَّ هذا ، فقال أُبَيّ : والله - يا عمر - إنّك لتعلم أنّي كنت أحضر ويغيبون وأُدعى ويُحجبون ويصنع بي ، والله لئن أحببت لألزمنَّ بيتي فلا أحدِّث أحداً بشيء»(4).
إنَّ أُبيّ بن كعب وعبدالله بن مسعود كانت لهما قراءة ثابتة تخالف 6.
ص: 114
قراءة الخلفاء الثلاثة ، فقراءتهما سواء أُخذ بها أم تركت فهي تنبئُ عن وجود اختلاف في القراءة بين هذين الصحابيّين وغيرهما وبين الخلفاء ، ونحن سنوضّح بعد قليل بأنّ أُبَيّاً وابن مسعود كانا من الثابتين على ولاء أهْلِ البيت عليهم السلامالمختصّين بهم في العهد الأوّل بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) ، وأنّ أهل البيت عليهم السلام كانوا يرجّحون قراءتهما على قراءة الخلفاء ويقرؤون بما يوافق قراءة أُبيّ بن كعب.
وأنّ أُبيّاً حاول الإجهار بما يكنّه ضميره في أُخْرَياتِ حياته لولا حلول الموت ، وكذا الحال بالنسبة إلى قراءته فقد اتُّهم بأنّه أقرّ للمنسوخ ، وقد يكونون نسبوا إليه قراءات لم يقرأ بها تصحيحاً لقراءات الآخرين.
كما حكي عنه قوله : «لأقولنّ فيها قولاً لا أُبالي أستحييتموني عليه أو قتلتموني»(1) ، وهذا يحمل في طيّاته معاني كثيرة أتركها للقارئ كي ينتزعها.
ويؤكّد كلامنا قولُ عمر - في رواية البخاري - : «أقرؤنا أُبيّ ، وأقضانا عليّ ، وإنّا لندع من قول أُبيّ ، وذاك أنّ أُبيّاً يقول : لا أدع شيئاً سمعته من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وقد قال الله تعالى (مَا نَنَسَخْ مِنْ آيَة أَوْ نُنْسِهَا)»(2).
وقولُ عمر الآخر : «أبيّ أقرؤنا ، وإنّا لندع من لحن أبيّ ، وأبيّ يقول أخذته من في رسول الله فلا أتركه لشيء ، قال الله تعالى (مَا نَنَسَخْ مِنْ آيَة أَوْنُنْسِهَا)»(3). فيه ما فيه. 9.
ص: 115
وفي تفسير مصابيح الأسرار لمحمّد بن عبدالكريم الشهرستاني (ت 548 ه) : « ... وقد خالفه أُبيُّ بن كعب ومنعه من مصحفه ، وكان يقول : سعيد بن العاص أعرب الناس ، ولم يقرأ قطّ على رسول الله سورة إلاّ قرأ عليه النبيّ سورة»(1).
أجل إنّهم تعاملوا معه ومع مصحفه بعنف ، فقد أُخذ مصحفه من ابنه محمّد بعد وفاته - في عهد عثمان - وقد أخبر محمّد بن أُبي وفد العراق لمّا قدموا عليه فقالوا : «إنّا تحمّلنا(2) إليك من العراق ، فأَخْرِجْ لنا مصحف أُبيّ ، فقال محمّد : قد قبضه عثمان ، قالوا : سبحان الله أخْرِجْه ، قال : قد قبضه عثمان»(3).
ومعناه أنّ أهل العراق كانوا يبحثون عن نسخة أُبيّ بحيث يرسلون وفداً إلى ابنه للوقوف عليها ، لكنّ ابنه قال لهم : إنّ الأمر قد خرج من يدي ؛ إذ أبيد المصحف ضمن ما أبيد وأحرق من المصاحف.
ولا يستبعد أن يكون عثمان وأنصاره قد استغلّوا اسم أُبيّ لإعطاء الشرعية لمصحفهم.
هذا عن نسخة أبي موسى الأشعري وأُبيّ بن كعب. وإليك الآن الكلام عن نسخة حفصة.
نسخة حفصة بنت عمر :
وأمّا نسخة حفصة(4) فهم أيْضاً اتّخذوها غطاءاً لعملهم ، ولم يكونوا ر.
ص: 116
يريدون اعتمادها أصلاً في عملهم ، بل أخذوها لكي يرفعوا التناقض المحتمل تصوّره بين نسختها وبين نسخة الخليفة عثمان؛ لأنّ النسخة الأولى الموجودة عند حفصة هي ممّا جمعه زيد أيضاً على عهد الشيخين ، فأراد عثمان أن لا يحصل التعارض بين النسختين أي بين ما نسخه زيد لعثمان وما نسخه للشيخين من قبل «فأرسل عثمان إليها فأبت أن تدفعها ، حتّى عاهدها لَيَرُدَّنَّها إليها ، فبعثت بها إليه ، فنسخ عثمان هذه المصاحف ، ثمّ ردّها إليها ولم تزل عندها.
قال الزهري : أخبرني سالم بن عبدالله : «أنّ مروان كان يرسل إلى حفصة يسألها الصحف الّتي كتبت بها القرآن ، فتأبى حفصة أن تعطيه إيّاها ، فلمّا توفّيت حفصة ورجعنا من دفنها أرسل مروان بالعزيمة إلى عبدالله بن عمر ليرسل إليه بتلك الصحف ، فأرسل بها إليه عبدالله بن عمر ، فأمر بها مروان فشُقِّقت»(1).
فإباء حفصة إعطاء نسخة المصحف الموجود عندها إلى عثمان ، وعزيمة مروان على تشقيقها وتمزيقها ، أو تحريقها ، يشيران إلى وجود مغايرة في مصحفها عمّا في المصحف الذي أراده عثمان ، وكلامها قريب من كلام أبي موسى الأشعري المذكور آنِفاً. ولا يخفى عليك بأنَّ المستشرقين استشمّوا رائحة التحريف في الكتاب العزيز ، من هكذا نصوص. ت.
ص: 117
نسخة عائشة بنت أبي بكر :
أمّا دعوى اعتماد عثمان على نسخة عائشة ، فهي كغيرها من الدعاوي الفارغة التي اعتُمدت لتصحيح عمل زيد بن ثابت ، فقد جاء في رسالة عثمان إلى الأمصار الّتي أُرسلت إليها المصاحف قوله : « ... فأرسلتُ إلى عائشة أمّ المؤمنين أن ترسل إليّ بالأدم الذي فيه الذي كُتب عن فم رسول الله حين أوحاه الله إلى جبريل وأوحاه جبريل إلى محمّد وأنزله عليه ...»(1).
فلو صحّ اختصاصها بمصحف دون غيرها من نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) فلماذا لا نراها تنقل عنه شيئاً حينما كانت تُسأل عن بعض المسائل؟!
بل لماذا لا تستشهد بمصحفها وما فيه من الآيات في المسائل الخلافية الواقعة بينها وبين نساء النبيّ الأُخْرَياتِ اللاّتي كنّ يخطِّئنها في مسألة رضاع الكبير(2) وأمثاله؟! على أنّها ادّعت بأنّه أُنزل من القرآن (عشر رضعات معلومات يُحَرِّمن) ثمّ نسخت تلك بخمس معلومات ، فتوفّي رسول الله(صلى الله عليه وآله)وهنّ فيما يُقرأ من القرآن(3) ، فلماذا لا تريهنّ تلك الآية في مصحفها لحلّ الاختلاف؟!
أيّ قرآن هذا الذي تقوله؟! هل هو القرآن الذي أُخذ عن فم رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟! أَو أنّه القرآن الذي جمعه زيد بأمر عثمان وأشرك اسمها فيه؟! أَو أنّه قرآن ثالث؟!7.
ص: 118
فلو كان القرآن المكتوب عندها هو الذي أُخذ عن فم رسول الله(صلى الله عليه وآله) والذي أوحاه الله إلى جبريل عليه السلام ، فهل هناك من مبرّر لكي تأمر مولاها أن يستكتب لها نسخة من القرآن المتداول مع إضافة جملة جديدة فيه لم تكن في المصحف (وصلاة العصر) ، كلّ ذلك وهي التي عندها المكتوب «عن فم رسول الله(صلى الله عليه وآله)» كما ادّعاه عثمان في رسالته إلى الأمصار؟!
فقد أخرج مسلم بسنده عن أبي يونس مولى عائشة أنّه قال : «أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً ، وقالت : إذا بلغت هذه الآية فآذنّي (حافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى) ، فلمّا بلغتُها آذنتُها ، فأملت علَيَّ (حافِظُواعَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى) وصلاة العصر (وَقُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ)»(1).
كلّ هذه القرائن والنصوص تشير إلى أنّ عثمان كان يريد بجمعه للمصاحف أن يعطي مشروعيّة لعمله ، والقول أنّه دوّن مصحفه عَلى وَفْقِ مصاحف الصحابة وأمّهات المؤمنين وأنّه لم ينفرد بالرأي.
صحيح أنّ الأُمّة قبلت بالمصحف الرائج وحبّذت توحيد المصاحف ، لكن توحيدهم على قراءة واحدة ، وهي قراءة زيد بن ثابت كان لا يرضي الكثيرين منهم ، كما أنّ كبار الصحابة كانوا يشكّكون في صلاحية اللَّجنَةِ المشرفة على هذا العمل ، أو وجود بعض الصحابة ضمنها مثل أُبيّ بن كعب.
فلو كان عثمان باحثاً عن الأفضل كان عليه - تأكيداً على حسن نيّته - أن ينتدب إلى هذا العمل كبارالصحابة أمثال ابن مسعود ذلك الغلام المُعَلَّم 9.
ص: 119
والذي قال فيه رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «من أحبّ أن يقرأ القرآن غضّاً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أُمّ عبد»(1) ، وعليّ بن أبي طالب عليه السلام وصي رسول الله(صلى الله عليه وآله)وابن عمّه ، وأن يأخذ بمصحف أُبيّ بن كعب كما هو لأنّه سيّد القراء ، لا أن ينتدب صغار الصحابة مثل زيد بن ثابت ويتّخذ مصاحف كبار الصحابة غطاءً لتصحيح عمل زيد بن ثابت ، وحتّى أنّه لو أراد أن ينتدب صغار الصحابة بدعوى أنّهم أقلّ تعصّباً لرأيهم واعتزازاً بعلمهم - حسب قول الدكتور هيكل - فكان عليه أن ينتدب أمثال عبدالله بن عبّاس حبر الأمّة ، وغيره من صغار الصحابة ولا يكتفي بزيد بن ثابت فقط.
نعم ، إنّهم أدرجوا أسماء بعض هؤلاء الصحابة في ضِمْنِ المُشْرِفيْنَ على عمل اللجنة كإدراجهم اسم أُبيّ بن كعب ، لكن من الصعب قبول هذا الكلام ، وذلك لوفاته قبل ذلك التاريخ وفي آخر عهد الشيخين وأوائل عهد عثمان بن عفّان على وجه الخصوص ، وإنّ إتيان محمّد بن اُبي بمصحف أبيه إلى القوم يؤكّد عدم وجود اُبيّ في ذلك التاريخ ، إذ لو كان موجوداً لآتاهم هو بنفسه بمصحفه لا أن يؤتى بمصحفه بواسطة ابنه محمّد وخصوصاً قد عرفت بأنّه مات قبل مجيء الجمعة!!!
إنّ عمل عثمان كان إساءة لهؤلاء الصحابة ، وتجريحاً لهم وإن جاء تحت غطاء التجليل والاحترام لكبار الصحابة وإشراكهم في عملية الجمع ، ولأجل ذلك امتنع ابن مسعود أن يسلّم نسخته إلى اللجنة ، مصرِّحاً بأنّه أعلم من زيد ، وأنّه عرف الإيمان وزيد في صلب أبيه الكافر(2) ، كمان.
ص: 120
أنّه طلب من الذين نسخوا عن مصحفه بأن لا يسلّموا ما استنسخوه إلى عثمان ، بقوله : «أيّهاالناس إنّي غالٌّ مصحفي ، ومن استطاع أن يغلّ مصحفاً فليغلل ، فإن الله يقول : (وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)»(1) ، وفي رواية أخرى قال : «أيّهاالناس غلُّوا المصاحف فإنّه من غلَّ يأت بما غلَّ يوم القيامة ونعم الغلُّ المصحف يأتي به أحدكم يوم القيامة»(2).
بهذا فقد عرفتَ حال من ادُّعِي كونهم من اللّجنة ، أو من الذين اعتمد عثمان على مصاحفهم ، فإنّ الواقع هو انحصار ذلك بزيد بن ثابت وقراءته ، رغم مخالفة قراءته لقراءة غيره من الصحابة.
وزيد قد تكلّمنا عنه بعض الشيء(3) وعرفت موقفه في السقيفة ومدح أبي بكر له ، واستخلاف عمر له على المدينة ، وأنّه ما رجع إلاّ وأقطع لزيد حديقة من نخل(4).
وفي الطبقات : «إنّ عمر كان يفرّق الناس في البلدان وينهاهم أن يفتوا برأيهم ويحبس زيداً عنده» ، إلى أن قال :
«وكان عمر يقول : أهل البلد - يعني المدينة - يحتاجون إلى زيد فيما يجدون عنده ، فيما يحدث لهم مما لا يجدون عند غيره»(5).
وفي بعض المصادر : وما كان عمر وعثمان يقدّمان على زيد أحداً في 4.
ص: 121
القضاء والفتوى والفرائض والقراءة»(1).
وفي اُسد الغابة والاستيعاب : «كان زيد عثمانياً ولم يشهد مع عليّ شيئاً من حروبه»(2).
وأنّه كان أحد الأربعة الذين دافعوا عن عثمان ، حين لم ينصره من الصحابة غيرهم(3).
وكان على قضاء عثمان(4) ، وعلى بيت المال والديوان له(5) ، وكان عثمان يستخلفه على المدينة ، وكان يذبّ عن عثمان حتّى رجع لقوله جماعة من الأنصار(6).
وقد قال للأنصار : إنّكم نصرتم رسول الله فكنتم أنصار الله ، فانصروا خليفته تكونوا أنصار الله مرّتين ، فقال الحجّاج بن غُزَيَّة : والله إِنْ تدري هذه البقرة الصيحاء ما تقول ...
وفي نصٍّ آخر : إنّ سهل بن حنيف أجابه فقال : يا زيد أشبعك عثمان من عضدان المدينة(7).
يضاف إليه أنّ بني عمرو بن عوف أجلبوا على عثمان وكان زيد 0.
ص: 122
يذبّ عنه ، فقال له قائل منهم : وما يمنعك؟ ما أقلّ والله من الخزرج من له عضدان العجوة مالك.
فقال زيد : اشتريت بمالي ، وقطع لي إمامي عمر ، وقطع لي إمامي عثمان.
فقال له ذلك رجل : أعطاك عمر عشرين ألف دينار.
فقال : لا ولكن كان عمر يستخلفني على المدينة ، فوالله ما رجع من مغيب قطّ إلاّ قطع لي حديقة من نخل(1).
كما يظهر من كلام البلاذري أنّه كان أحد الذين هجموا على بيت فاطمة الزهراء عليها السلام بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) (2). ولا يمكن التفصيل أكثر من هذا في حالة زيد ، ومن أراد المزيد فليراجع كتب التراجم والرجال.
كان هذا حال مصاحف الصحابة وأصحابها ، ومصحف زيد بن ثابت وشخصه بالخصوص!
موقف أُبيّ وابن مسعود من السلطة :
لا يسعنا إلاّ أن نؤكّد بأنّ أتباع سلطة الخلافة قد نسبوا إلى ابن مسعود وأُبيّ بن كعب وعليّ بن أبي طالب عليه السلام وحتّى إلى ابن عبّاس قضايا لا تتّفق مع سيرتهم ، فقالوا : عن ابن مسعود : بأنّه حكّ المعوّذتين من القرآن ، وعن أبيّ أنّه أضاف سورتي الحفد والخلع إلى القرآن ، وعن عليّ بن أبي طالب أنّه أتى بقرآن جديد ، وعن ابن عبّاس أنّه روى الإسرائيليّات ، وهكذا.
وإنّك سترى أنّ ابن مسعود كان يقرأ بالمعوّذتين في صلاته ، وكانتا 5.
ص: 123
في مصحفه ، وقد دافع عنه ابن حزم في المحلّى وقال : «وكلّ ما روي عن ابن مسعود من أنّ المعوّذتين وأمّ القرآن لم تكن في مصحفه فكذب موضوع لا يصحّ ، وإنّما صحّت عنه قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود وفيها أمّ القرآن والمعوّذتان»(1) ، بل صحّح السيوطي إسناد ما مرّ بطرقهم(2).
وقال ابن حجر : «وقد صحّ عن ابن مسعود إنكار ذلك ، إلى أن قال : قال الفخرالرازي في أوائل تفسيره : الأغلب على الظنّ أنّ هذا النقل عن ابن مسعود كذب باطل. والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل ، بل الرواية صحيحة والتأويل محتمل»(3).
وفي صحيح مسلم عن عقبة بن عامر أنّه(صلى الله عليه وآله) قرأهما في الصلاة(4) ، وزاد ابن حبّان من وجه آخر عن عقبة بن عامر أيضاً : «فإن استطعت أن لاتفوتك [قراءتهما] في صلاة فافعل»(5) ، وأخرج أحمد من طريق أبي العلا ابن الشخير عن رجل من الصحابة أنّ النبيّ أقرأنا المعوّذتين وقال : «إذا أنت صلّيت فاقرأ بهما»(6) وإسناده صحيح(7).ن.
ص: 124
وهذه الروايات تؤكّد تواتر وجود المعوّذتين في القرآن ، وانعقادُ الإجماع القطعيّ على قرآنيّتهما اليوم كاشف عن إجماع الصحابة على ذلك.
وحكى الزرقاني عن بعضهم أنّه قال : «يحتمل أنّ ابن مسعود لم يسمع المعوّذتين من النبيّ(صلى الله عليه وآله) ولم تتواترا عنده ، فتوقّف في أمرهما. وإنّما لم ينكر ذلك عليه ، لأنّه كان بصدد البحث والنظر ، والواجب عليه التثبّت في هذا الأمر».
قال الزرقاني : «ولعلّ هذا الجواب هو الذي تستريح إليه النفس؛ لأنّ قراءة عاصم عن زرعة عن ابن مسعود ثبت فيها المعوّذتان والفاتحة وهي صحيحة ، ونقلها عن ابن مسعود صحيح ، وكذلك إنكار ابن مسعود للمعوّذتين جاء من طريق صحّحه ابن حجر ، إذن فليحمل هذا الإنكار على أولى حالات ابن مسعود ، جمعاً بين الروايتين.
وما يقال في نقل إنكاره قرآنية المعوّذتين يقال في نقل إنكاره قرآنية الفاتحة. بل نقل إنكاره قرآنية الفاتحة أَدْخَلُ في البطلان وأغرق في الضلال ، باعتبار أنّ الفاتحة أمّ القرآن وأنّها السبع المثاني الّتي تُثَنَّى وتكرّر في كلّ ركعة من ركعات الصلاة ، على لسان كلّ مسلم ومسلمة. فحاشى لابن مسعود أن يكون قد خفي عليه قرآنيّتها ، فضلاً عن إنكاره قرآنيّتها. وقصارى ما نقل عنه أنّه لم يكتبها في مصحفه ، وهذا لا يدلُّ على الإنكار.
قال ابن قتيبة ما نصّه : وأمّا إسقاطه الفاتحة من مصحفه فليس لظنّه أنّها ليست من القرآن - معاذ الله - ولكنّه ذهب إلى أنّ القرآن إنّما كتب وجمع بين اللوحين مخافة الشكِّ والنسيان والزيادة والنقصان.
ومعنى هذا أنّ عدم كتابة ابن مسعود للفاتحة في مصحفه كان سببه وضوح أنّها من القرآن ، وعدم الخوف عليها من الشكّ والنسيان والزيادة
ص: 125
والنقصان»(1).
ثمّ أضاف : «أنّنا إن سلّمنا أنّ ابن مسعود أنكر المعوّذتين وأنكر الفاتحة بل أنكر القرآن كلّه ، فإنّ إنكاره هذا لا يضرُّنا في شيء ؛ لأنّ هذا الإنكار لا ينقض تواتر القرآن ، ولا يرفع العلم القاطع بثبوته القائم على التواتر. ولم يقل أحد في الدنيا : إنّ من شرط التواتر والعلم اليقينيِّ المبنيِّ عليه ألاّ يخالف فيه مخالف. وإلاّ لأمكن هدم كلّ تواتر ، وإبطال كلّ علم قام عليه ، بمجرّد أن يخالف فيه مخالف ، ولو لم يكن في العير ولا في النفير.
قال ابن قتيبة في مشكل القرآن : ظنّ ابن مسعود أنّ المعوّذتين ليستا من القرآن ، لأنّه رأى النبيّ(صلى الله عليه وآله) يعوّذ بهما الحسن والحسين فأقام على ظنّه ، ولا نقول إنّه أصاب في ذلك وأخطأ المهاجرون والأنصار»(2).
وعن زرارة عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنّه : «سئل عن المعوّذتين : أهما من القرآن؟
فقال الصادق عليه السلام : هما من القرآن.
فقال الرجل : إنّهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا في مصحفه.
فقال أبو عبدالله عليه السلام : أخطأ ابن مسعود - أو قال : كذب ابن مسعود - هما من القرآن ...»(3).
وروى الكليني بسنده عن عبدالله بن فرقد والمعلّى بن خنيس قالا : 4.
ص: 126
«كنّا عند أبي عبدالله ومعنا ربيعة الرأي فذكرنا القرآن ، فقال أبو عبدالله : إن كان ابن مسعود لا يقرأ على قراءتنا فهو ضالٌّ.
قال ربيعة : ضالٌّ؟
فقال : نعم ضالٌّ ، ثمّ قال أبو عبدالله : أمّا نحن فنقرأ على قراءة أُبيٍّ»(1).
وليس في هذا الكلام وما جاء قبله تجريح لابن مسعود الذي تصوّر كثير من الناس بأنّه من آل محمّد لكثرة دخوله وخروجه عليهم(2) ، كما أنّه كان أحد السبعة الذين بهم يرزق العباد ويمطرون(3) ، وهو أيضاً من جملة تلك العصابة المؤمنة(4) والصالحة(5) الّتي شهدت جنازة أبي ذر الغفاري حسب تعبير الرسول.
وإنّ تعليل الإمام عليه السلام : «إن كان ابن مسعود لا يقرأ ...» يفهم منه بأنّ السجية العامّة لابن مسعود كانت موافقة قراءته لقراءة أهل البيت ، لكن إن ي.
ص: 127
كان ابن مسعود لا يقرأ بتلك القراءة فهو ضالٌّ ، وهو مثل كلام الباري جلّ وعلا : (لَوْكَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا).
أمّا موضوع اختيار الإمام عليه السلام قراءة أُبيّ فهو أيْضاً لا يعني وجود إشكال في قراءة ابن مسعود ، بل لاشتمال مصحف أُبيٍّ على أكثر ممّا اشتمله مصحف ابن مسعود من قراءات لجدِّه الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، والذي قراءتُهُ قراءة رسول الله على نحو القطع واليقين.
وقد يكون الإمام عليه السلام انتخب قراءة أُبيٍّ لتقليل الحدّة الموجودة بين أهل البيت عليهم السلام وبين مَسْلكِ أتباع الخُلَفاء ، لأنّ السلطة كانت تريد الاحتماء بقراءة أُبيّ في الظاهر ، وفي المقابل كانوا على صِدام واضح مع ابن مسعود ومصحفه ، فقد يكون الإمام عليه السلام أراد بقوله الإشارة إلى أنّه يقرأ بقراءة من يرتضونه من الصحابة.
فالإمام عليه السلام حينما يقول : «أمّا نحن فنقرأ على قراءة أُبيّ» لا يعني بكلامه أنّ مصحف الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ليس موجوداً عنده عليه السلام ، بل إِنّهم يقولون بذلك كي يصحّحوا للناس قراءتهم من خلال حجّية قراءة أُبيّ عندهم ، وهو ما رأيناه في قول بعض أصحاب القراءات بأنّ الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام قرءا على أبي عبدالرحمن السلمي ، فهذا الكلام لو صحّ فهو لإلزام الآخرين بقراءتهما ، لأنّ سبطي رسول الله(صلى الله عليه وآله) لا يحتاجان في تصحيح قراءتهما إلى أمثال أبي عبدالرحمن السلمي ، لكن لمّا كان السياق العامّ الأخذ عن هؤلاء القرّاء لا عن غيرهم ، كان من الحكمة إرشاد الناس عَمَلاً إلى صحّة الأخذ عن السلمي وغيره ، وهذا يشبه ما قاله الإمام الصادق عليه السلامعن أبيه الباقر عليه السلاممن أنّه كان يحدّثهم عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) فكانوا يكذّبونه لعدم إدراكه لعصر النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، فلمّا رأى الإمامُ الباقرُ عليه السلام ذلك حدّثهم
ص: 128
عن جابر بن عبدالله الأنصاري ، وكان جابر يأتيه يتعلّم منه. ونحن سنأتي بهذا الخبر في الهامش بعد قليل.
أمّا بالنسبة إلى ما نسبوه إلى أُبيِّ بْنِ كَعْب من أنّه أدخل سورتي الحفد والخلع في القرآن ، فهو لم يضف هاتين السورتين إلى القرآن بل أضافهما عمر ابن الخطّاب ثمّ نسب ذلك إلى أمثال أُبيّ بن كعب ، وقد يكونانِ ذهبا معاً إلى هذا الرأي ، لكنّ هذا لا يدعو إلى التعريض به وبقراءته ومصحفه ؛ لأنّه - حسبما يقولون - اجتهد ، والمجتهد إن أصاب فله أَجْرانِ وإن أخطأ فله أجرٌ واحِدٌ!!!
وباعتقادي أنّ ابن مسعود وأبيّ بن كعب حوربا لأجل ارتباطهما بأهل البيت وحبّهما لعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وما جاء في بعض الأخبار من سقوط بعض السور أو الآيات أو زيادتها في مصحف هذا أو ذاك لا يصير سبباً للوهن في الكتاب العزيز الموجود بين الدفّتين ؛ لأنّها أخبار شاذّة ومردودة لا يعتمد عليها عند الفريقين.
أجل ، لا يمكن لأحد أن ينكر شدّة عثمان مع الصحابة ، فقد ضرب عمّار بن ياسر وداس على مذاكيره فأصابه الفتق(1) ، وأمر ابن زمعة أن يُخرج ابن مسعود من المسجد فأخرجه وضرب به الأرض فكسر ضلعاً من أضلاعه ، فقال ابن مسعود : «قتلني ابن زمعة الكافر بأمر عثمان».
قال الراوي : «فكأنّي أنظر إلى حموشة ساقي عبدالله بن مسعود ورجلاه تختلفان على عنق مولى عثمان»(2).
كما أحرق عثمان مصحف ابن مسعود ممّا دعاه أن يقول : «لو ملكت 2.
ص: 129
كما ملكوا لصنعتُ بمصحفهم كما صنعوا بمصحفي»(1).
وطبق هذا الأصل وهذه السياسة أراد النهج الحاكم أن يفرضوا رأيهم على أبي الدرداء فلم يخضع لهم أبو الدرداء.
فقد روى البخاري في صحيحه قال : «قدم أصحاب عبدالله (ابن مسعود) إلى الشام ، ومنهم علقمة فجاءهم أبو الدرداء ، وقال : أيّكم يقرأ على قراءة عبدالله؟ قالوا : كلّنا ، قال : فأيّكم يحفظ؟ فأشاروا إلى علقمة ، قال : كيف سمعته يقرأ (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى)؟ قال علقمة : (والذكر والأُنثى) قال أبو الدرداء : أشهد أنّي سمعت رَسُوْلَ اللهِ يقرأ هكذا ، وهؤلاء يريدوني على أن أقرأ (وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى) والله لا أُتابعهم»(2).
وأترك الكلام عن التهم الموجّهة إلى الإمام عليّ عليه السلام وابن عبّاس ، لأنّ قراءة هذا البحث كاف للوقوف على ما نريد قوله بهذا الصدد.
وقفة مع صاحب (معجم القراءات القرآنية) :
ولنذكر الآن كلام الدكتورين أحمد مختار عمر وعبدالعال سالم مكرم في مقدّمة كتابهما (معجم القراءات القرآنية) عن مصحف الإمام عليّ عليه السلام؛ إذ قالا :
«وممّا لا شكّ فيه أنّ هذا يدلّ على أنّ عليّاً كانت فكرة جمع المصحف مستقرّة في ذهنه قبل أن يجمع أبو بكر مصحفه.
ولمصحف عليّ قيمة تاريخية ، إلى جانب أنّ عليّاً كان من القرّاء ، فقراءته يمثّلها مصحفه. ى.
ص: 130
وقيمته التاريخية ترجع إلى أنّ قراءات أربعة قرَّاء من القرّاء السبعة تنتهي إلى قراءة عليّ كرّم الله وجهه ، أمّا هؤلاء القرّاء الأربعة فهم :
1 - أبو عمرو بن العلاء ...
2 - عاصم بن أبي النَّجُوْدِ ...
3 - حمزة الزيّات ...
4 - الكسائي ...
ثمّ أضافا قائلَيْن : وممّا يجب أن نَلْفِت النظر إليه أنّ مصحف (عليّ) كرّم الله وجهه لا يختلف عن مصحف عثمان المصحف الإمام ، اللهمّ إلاّ في القراءة الّتي يحتملها رسم المصحف العثماني ، فإنّ عليّاً كرّم الله وجهه كتب مصحفه على حسب القراءة الّتي سمعها من الرسول(صلى الله عليه وآله) ، وقد كُتِبَ مصحف أبي بكر على مرأى ومسمع منه ، فلو كان هناك خلاف في ترتيب أو تباين في زيادة أو نقص لما سكت عليّ ، ولأظهر رأيه في وضوح؛ لأنّه لا يليق برجل مثله وهو من هو في الإسلام أن يسكت عن شيء لا يرتضيه في المصحف الذي هو دستور الأمّة ، وعماد العقيدة.
إنّ قراءة عليّ في مصحفه لا تخرج عن الرسم العثماني ...»(1).
ثمّ أشار الاُستاذان إلى بعض القراءات الشاذّة عن الإمام أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام فقالا : « ... في ضوء هذه القراءات السابقة المنسوبة إلى الإمام عليّ كرّم الله وجهه تقرّر ما يلي :
1 - ليس مصحف عليّ - الذي احتفظ به إلى عهد عثمان ، قبل أن يقوم عثمان بتوحيد المصحف الإمام ، وحرّق جميع ما سواه - مخالفاً 5.
ص: 131
للمصحف الإمام إلاّ في القراءات التفسيرية أو الأُحادية.
2 - بعد توحيد المسلمين على مصحف واحد ، كانت هناك قراءات أُحادية منسوبة إلى عليّ كرّم الله وجهه ، وتناقل الرواة تناقلاً لم يصل إلى حدّ التواتر هذه القراءات الّتي سُجّلت في كتب التفسير واللغة والقراءات.
3 - وبعد مرحلة توثيق النصّ القرآني في عهد عثمان ... كان لنا أن نعتدّ بقراءة في مجال التوثيق غير القراءات العامّة المشهورة.
4 - ما نسب إلى الإمام عليّ من القرآن فهو مخالف لما في المصحف الذي بين أيدينا متجاوزاً مخالفة الرسم ، لا يعتدّ به في مجال القراءات الصحيحة أو الشاذّة ، وإنّما هو تفسير من كلام عليّ عليه السلام لا من كلام الله تعالى.
وقد تنبّه إلى هذه الحقيقة جماعة من أهل الإمامية ، فقد قالوا عن المصحف الإمام - وهو مصحف عثمان الذي احتفظ به ليكون مرجعاً لمصاحفه العثمانية الأُخرى - قالوا : إنّه لم ينتقص من كلمة ، ولا من آية ، ولا من سورة ، ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله ، وذلك كان ثابتاً منزّلاً(35) ، وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو من القرآن المعجز ، وقد يسمّى تأويل القرآن قرآناً ....
إلى أن يقولا :
وقد سجّلنا آنفاً رأي فريق من الشيعة - وهم الإمامية - حيث يعتبرون تفسيرات الإمام عليّ أو تأويلاته للقرآن من قبل القرآن تفسيراً ومجازاً ، لا ن.
ص: 132
واقعاً وحقيقة.
وما نسب إلى الإمامية من اتّهام كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان بأنّهم حرّفوا القرآن أو أسقطوا منه ، أو زادوا عليه ، فهو محض افتراء بعيد عن الحقّ ، دفع إليه هوى النفس ، ووسوسة الشيطان.
والواقع أنّ الإمامية لم يكونوا جميعاً على هذا الرأي ، فقد بيّنّا فيما سبق أنّهم مؤمنون بأنّ القرآن لم يحدث فيه تغيير أو تبديل أو زيادة أو نقص ، وما نسب إلى الإمام عليّ من قرآن فهو تفسير معنى جاء بأسلوبه ومن نسج كلامه ...»(1).
ولنا وقفة مع ما كتبه هذان الاُستاذان ، فنقول :
نحن مع تقديرنا للاُستاذين وما أبدياه من رأي ، علينا أن نبدي وجهة نظرنا في ما قالاه أيضاً ، لأن الآراء تعبّر عن الأفكار ، وهي منتزعة من القناعات والتصوّرات وإن كانت ملاحظاتنا دقيقة يعذر فيها المتساهل ، وإليك ملاحظاتنا.
1 - إنّ قولهما : «مصحف عليّ لا يختلف عن مصحف عثمان إلاّ في القراءة الّتي يحتملها رسم المصحف العثماني ، فإنّ عليّاً كتب مصحفه على حسب القراءة الّتي سمعها من الرسول» ، قد يُفهَمُ منه أنّ قراءة مصحف عثمان كانت تختلف عن قراءة رسول الله(صلى الله عليه وآله) الّتي سمعها منه الإمام عليّ عليه السلام ، وهذا ردٌّ لمصحف عثمان المخالف لقراءة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، لأنّا لا نقبل ما قالوه عن مصحف عثمان وأنه كتب بشكل يحتمل جميع القراءآت ؛ 8.
ص: 133
لأنّ كثيراً من القراءآت لا يمكن إدخالها تحت هذه الضابطة كما هو معلوم.
2 - إنّ قولهما : «وقد كتب مصحف أبي بكر على مرأى ومسمع منه» ليس بصحيح ؛ لأنّ أبا بكر دعا إلى كتابة المصحف مخالفةً لمصحف الإمام عليّ عليه السلام ، حسبما ما مرّ عليك في خبر الاحتجاج وغيره ، فإنّهم لم يَدْعُوهُ للمشاركة في هذا الجمع ، ولم يشاوروه ، ولم يُرُوه ذلك المجموع عندهم من الآيات والسور ، وحتّى أنّهم لم يروه آية منه بالرغم من معرفتهم بمكانته عند رسول الله(صلى الله عليه وآله)وقربه منه(صلى الله عليه وآله).
مع العلم بأنّ المدوَّن على عهد أبي بكر كان صُحُفاً ولم تصل إلى حدّ المصحف.
3 - إنّ قولهما : «فلو كان هناك خلاف في ترتيب أو تباين في زيادة أو نقص لما سكت» ، فهو صحيح من جهة وغير صحيح من جهة اُخرى.
فصحيح من جهة أنّ الإمام عليّاً عليه السلام لم يخالف مصحفهُ مصحف أبي بكر ولا مصحف عمر ولا مصحف عثمان لا لجهة صحّة منهجية أبي بكر وطريقته في جمع القرآن ، بل للتواتر الحاصل عند المسلمين على قرآنية هذا القرآن وقراءة رسول الله(صلى الله عليه وآله) والصحابة به.
أمّا الشيء الغير الصحيح في كلام هذين الاُستاذين فهو قبول الإمام عليّ عليه السلام بترتيب مصحف أبي بكر وعمر وعثمان فهذا غير صحيح؛ لأنَّ ترتيب مصاحف أُبيّ وابن مسعود وعليّ بن أبي طالب عليه السلام يخالف ترتيب مصاحف الخلفاء ، مع التأكيد على أنّ أبا بكر لم يكن له مصحف وأقصى ما فعله هو جمع الصحف.
4 - إنّ قولهما : «إنّ قراءة عليٍّ في مصحفه لا تخرج عن الرسم العثماني : يعني في القراءة» يخالف قولهما الآخر : «مصحف عليّ لا يختلف
ص: 134
عن مصحف عثمان إلاّ في القراءة» ، فلا أدري هل الرسم غير القراءة ، أم أنّه يعني القراءة أيضاً ، وهل يخالف مصحف الإمام عليّ عليه السلام مصحف عثمان أو لا يخالف؟
5 - قد يكون هذان الأستاذان أرادا بقولهما السابق أن يقولا : بما أنّ مصحف عليّ عليه السلام يطابق مصحف عثمان ، ومصحف عثمان - على فرض صحّته - نُسِخَ من صحف أبي بكر الموجودة عند حفصة ، فيكون مصحف عليّ عليه السلام مطابقاً لمصحف أبي بكر ، وهو مقبول عند عامّة الناس والصحابة.
فالأستاذان - في الفقرة السابقة - قد قبلا بوجود مخالفة ما بين مصحف عثمان ومصحف الإمام عليّ عليه السلام ، لكنّهما علّلا ذلك بأنّ الموجود في مصحف أمير المؤمنين عليّ عليه السلام هو من تفسير الإمام عليه السلام لا من كلام الله تعالى ، مع أنّ الإمام عليه السلام لم يقبل بهذا التبرير والتعليل ، بل يعتقد بأنّ الموجود في مصحفه من تفسير وتأويل قد أخذه من فم رسول الله(صلى الله عليه وآله) وليس هو من تفسيره وكلامه عليه السلام.
ولا يمكن انفكاك كلام الرسول(صلى الله عليه وآله) عن القرآن المجيد؛ إذ لا يتصوّر معرفة مراد كلام الله إلاّ بعد معرفة تفسيره من قبل رسول الله(صلى الله عليه وآله).
وقد كان الصحابة يكتبون ما ليس قرآناً في مصاحفهم ، كالذي كانوا يكتبونه شرحاً لمعنى أو بياناً لناسخ ومنسوخ أو نحو ذلك(1).
وعليه فمصحف الإمام عليّ عليه السلام هو المصحف الأكمل من بين مصاحف الصحابة ؛ لأنّ فيه الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ، والتنزيل والتأويل ، كما فيه معنى بعض الآيات وبيان شأن نزولها ، إلى غير 8.
ص: 135
ذلك من الجهات العلمية الملحوظة في التفاسير وكلّها كان قد أخذها من رسول الله(صلى الله عليه وآله).
وقد كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يؤكّد للناس بأنّ القرآن لا يُفهم ولا يُدرك بحقائقه إلاّ به أو بالأوصياء من بعده ، وأنّ كلامه حجّة على الناس كما أنّ القرآن حجّة عليهم ، فقد جاء عنه(صلى الله عليه وآله)في ذيل بعض النصوص الصادرة عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «ألا وإنّي قد أوتيت القرآن ومثله»(1) ، وفي آخر : «ألا إنّي أوتيت الكتاب ومثله»(2).
وروى ابن حزم في الأحكام عن العرباص بن سارية ، أنّه : «حضر رسول الله يخطب الناس وهو يقول : أيحسب أحدكم متّكئاً على أريكته قد يظنّ أنّ الله لم يحرّم شيئاً إلاّ ما في القرآن ، ألا وإنّي والله قد أمرت ووعظت ونهيت عن أشياء إنّها لمثل القرآن.
قال ابن حزم : صدق النبيّ هي مثل القرآن ولا فرق في وجوب كلّ ذلك علينا ، وقد صدق الله تعالى إذ يقول : (مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ).
وهي أيضاً مثل القرآن في أنّ كلّ ذلك وحي من عند الله ، قال الله عزّوجلّ : (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)»(3).
وأمّا قولهما : «وما نسب إلى الإمامية من اتّهام كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان بأنّهم حرّفوا القرآن أو أسقطوا منه أو زادوا عليه ، فهو محض افتراء بعيد عن الحقّ ، دفع إليه هوى النفس ، ووسوسة الشيطان». ص.
ص: 136
فنحن نقدّر ونشكر الأستاذين لقولهما كلام الحقّ وأنّ اتهام الشيعة حقّاً هو محض افتراء ؛ لأنّ المصادر السنّية نسبت إلى أبي بكر وعمر وعثمان أقوالاً يُشَمُّ منها رائحة التحريف(1) ولم تأت من قبل الشيعة.
وأنّ أخبار التحريف في كتب الجمهور ، لم ينحصر نقلها عن الشيخين فقط ، بل هي منقولة أيضاً عن أبي موسى الأشعري وعائشة وغيرهم ، بل أخبار التحريف قد تراها في كتب الشيعة أيضاً ، فإن ما حكوه من أقوال أو روايات موجودة عند الشيعة ، فإنّها لا تعني شيئاً ، بقدر ما ترى الزيادة والنقيصة في القرآن على لسان الخلفاء ، فقد يكون الإمام عليّ عليه السلام - في قوله (رأيت كتاب الله يزاد فيه) أو (خشيت أن ينفلت القرآن) - كان قلقاً وخائفاً من ورود أمثال تلك الروايات وعلى لسان الخلفاء بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله).
فلو صحّت تلك الأخبار - وما قاله عمر : «بأنّ القرآن كان ألف ألف حرف وسبعة وعشريْنَ ألف حرف»(2).
وقوله أو قول غيره : «فقدنا فيما فقدنا من القرآن»(3).
أو «أُسقط فيما أُسقط»(4) ، أو «أسقط قرآن كثير ذهب مع محمّد»(5).
أو قوله : «لا يقولنّ أحدكم قد أخذت القرآن كلّه ، وما يدريك كلّه قد 8.
ص: 137
ذهب منه قرآن كثير».
أو قوله لحذيفة : «كم تعدّون سورة الأحزاب؟ قلت : [والكلام لحذَيفةِ] : ثنتين أو ثلاثاً وسبعين ، قال : إن كانت لتقارب سورة البقرة وإن كان فيها لآيةِ الرجم»(1).
لو صحّت تلك الأخبار لكان معناها وجود التحريف في القرآن على لسان الصحابة وفي كتب أهل السنّة ، فلا مبرّر بعد هذا لاتّهام الشيعة بأنّهم نسبوا التحريف إلى الخلفاء. وهذا الكلام يفهمه كلّ محقّق وعالم بالتراث والنصوص.
لكنّ هذه الروايات غير مقبولة عندهم وساقطة عن الاعتبار لا يؤخذ بها ؛ - كما هي عندنا أيضاً - لأنّهم فسّروها وأوّلوها بما يتطابق وعقيدتهم وعقيدة كلّ مسلم في القرآن ، وهذا ما فعله الشيعيّ أيضاً مع الأخبار الموجودة في كتبه ، فروايات التحريف ساقطة عن الاعتبار عند الفريقين ؛ وإنّ وجود أمثال تلك الأخبار في المعاجم الحديثية لا يعني شيئاً ؛ لأَنَّ وجودها شيء ، وصحتّها والإيمان بها شيء آخر.
كما أنّي لا أنكر بأنّ الشيعي قد يستشهد ببعض الأخبار الدالّة على الزيادة والنقصان في كتب أهل السنّة دفاعاً عمّا يُتّهم به من القول بالتحريف ، ولكي يقول للآخرين بأنّ الموجود في كتبهم ليس بأقلّ ممّا في كتب الشيعة ؛ لأنّ تلك الأخبار قد خرجت في أُمّهات كتبهم كصحيح البخاري وصحيح مسلم وموطّأ مالك وسنن الترمذي ومسند أحمد. ح.
ص: 138
مؤكّدين بأنَّ أخبار التحريف الموجودة في كتب الشيعة غالبها من كتاب التنزيل والتحريف للسياري الزنديق الزائغ عن المذهب والعقيدة الحقّة ، أو من كتب ضعاف ، أو غيرها من كتب الأخبار لكنّها تُفسّر وتُأَوَل بصورة لا تخدش بحجيّة القرآن الكريم عندهم(1).
ولا يخفى على الباحث بأنّ منزلة تلك الكتب عند الجمهور لم تكن كمنزلة الكافي وتفسير القمّي وأمثالها عند الشيعة ؛ لأنّ الشيعة لا تعتقد بصحّة جميع ما في الكافي أو تفسير القمّي وأمثالها ، بعكس الآخرين الذين يعتقدون بصحّة جميع ما في الصحاح الستّة ، بل قالوا عن بعضها بأنّها قد انتقيت من بين ستمائة ألف(2) أو ثلاثمائة ألف(3) حديث صحيح عندهم.
والأعجب من كلّ ذلك أنّهم لا يعتقدون بصحّة أحاديث عرض الحديث على كتاب الله ، بل يرون أحاديث العرض من وضع الزنادقة(4).
وفي المقابل يعتقدون بأنّ السنّة المدّعاة قاضية على الكتاب العزيز ، ومعنى كلامهم هو لزوم الأخذ بروايات التحريف؛ لورودها في الصحاح والسنن مع علمهم بمنافاتها لقوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وقوله تعالى : (لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ).9.
ص: 139
لكونها سنّة صحيحة وردت في الصحاح ، وهي قاضية على القرآن؟!!
فالاعتقاد بكون السنّة قاضية على الكتاب ، مع صحّة جميع ما في الصحاح وإن خالف القرآن تسبّب إشكالية كبرى في طريقة استدلالهم ، وهذا ما لا يلحظ عند الشيعة.
وعليه فلو روى الكليني حديثاً يُشَمُّ منه رائحة فإنّه التحريف لا يعني صحّة ذلك الحديث عنده أو إيمانه به ، فلا يجوز تكفيره وتكفير أيّ محدّث خصوصاً مع تصريحه بأن ليس كلّ ما في كتابه هو ممّا يعتقده ويؤمن به.
فقد جاء في منشور وحدوي القول : بأنّ أكبر دليل على اتّفاق المسلمين بشأن وحدة النصّ القرآني ، هو وحدة المصاحف الموجودة في جميع أرجاء العالم الإسلامي ، ولايوجد مصحف واحد فيه أدنى اختلاف عن المصحف الآخر حتّى في الحروف. اللهمّ إلاّ ما كان من اختلاف القراءات ، وهو اختلاف يرتبط غالباً باللهجات ، أو بطبيعة رسم المفردة العربية آنذاك بلا نقط ولا شكل ، فالقرآن شيء والقراءات شيء آخر.
الدكتور شاهين ومصحف الإمام عليّ عليه السلام :
هذا وقد تعرّض الدكتور شاهين إلى موضوع مصحف الإمام عليّ عليه السلام مؤكّداً بأنّ قراءات أربعة من القرّاء السبعة تنتهي إلى الإمام عليه السلام ، فذكرها مسندة(51) ، ثمّ جاء بذكر ثالث ورابع منها فقال : :
ص: 140
«3 - حمزة الزيّات ، عن جعفر الصادق ، عن محمّد الباقر ، عن عليّ ابن الحسين زين العابدين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب.
4 - الكسائي ، وقد قرأ على حمزة بسنده المتقدّم». ثمّ قال :
«وربّما كان سند قراءة حمزة هو أهمّ ما يَلْفِتُ النّظر في هذه الأسانيد ، وذلك أنّه ينتظم سلسلة الرُّواة الأئمّة الطّاهرين من آل البيت ، بحيث [نستطيع في ضوء ذلك أيضاً] أن نطمئنّ إلى أنّ هؤلاء الأبرار من آل البيت عليهم السلاملم يخرجوا على إجماع المسلمين على المُصْحَف الإمام(1) وآية رضاهم به إقراؤهم النّاس بمحتواه ، دون زيادة أو نقص ، أو ادّعاء يمسّ كمال هذا الأثر الخالد من وحي السّماء».
وأضاف : «وقد وجدنا الإمام عليّاً حريصاً كلّ الحرص على سلامة النّصّ القرآنيّ على ما هو عليه في رسم عُثمان ، زاجراً كلّ من يريد المساس بهذا الرّسم ، وذلك فيما ذكره ابن خالويه بصدد قراءته عليه السلام : (وطلع منضود) بالعين بدل الحاء الّتي جاءت بها القراءة العامّة (وَطَلْح مَنضُود). قال : قرأهاعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على المنبر ، فقيل له : أفلا تغيّره في ه.
ص: 141
المصحف؟ قال : ما ينبغي للقرآن أن يهاج ، أي لا يغيّر.
فأيّ حرص أعظم من هذا الحرص على أن يظلّ رسم المصحف كما هو ، دون أن يمسّه أدنى تغيير ، ولو بقلب العين حاء ، أو الحاء عيناً ، فليس المهمّ في نظر عليّ عليه السلام أن يتمّ التغيير على حسب قراءته ، ولكنَّ المهمّ ألاّ يسنّ للناس هذه السنّة الّتي تعدّ سابقة خطيرة ، تشجّعهم فيما بعد على إحداث ما يرون ضرورته من تعديلات ، قد تحكمها الأهواء وتوحي بها ، فيتعرّض النصّ المُنَزّل بذلك لأخطار التحريف والتزييف ، وليس عليّ بالذي تفوته هذه النقطة الخطيرة ، فإنّ من سنّ سنّة سيّئة تحمّل وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة. ولقد أثابه الله على هذه السنّة الحسنة ، حين منعهم من إحداث التعديل ، فصان كتاب الله إلى يوم القيامة.
وقد كان أمر الحديث عمّا نسب في التّاريخ إلى عليّ - من أنّ له مُصْحَفاً - أمراً هَيِّناً لا يكاد يبلغ بنا ما بلغه الحديث عن مُصْحَف ابن مسعود أو أُبيّ ، لولا أنّ اعتبارات سياسيّة وتاريخيّة قد ارتبطت بالحديث عنه ، وزاد الغُلاة من الوضّاعين المشكلة اشتعالاً بما ألصقوه بهذا المُصْحَف من روايات ، وما حاكوا حوله من أقاصيص ، افترق النّاس في أمرها ، وليس الافتراق في مثل هذه المواضع بالأمر الهيّن : إذ هو متّصل بمزالق عقديّة خطرة -إلى أن قال شاهين - :
من أجل هذا ، نرى لزاماً علينا أن نتناول قضيّة مُصْحَف عليّ بشيء من التّفصيل من وجهة نظر بعض طوائف الشّيعة ، وذلك بعدما عرفنا موقفه من المصْحَف الإمام بأسانيد ثابتة ثبوتاً قطعيّاً ... ، إلى أن قال تحت عنوان (عودة إلى الحديث عن مصحف عليّ) :
فإذا علمنا أنّ عليّاً لم ترد عنه أيّة رواية من هذا الّذي تقدّم ، أدركنا أنّ
ص: 142
مُصْحَفه الّذي ارتضاه لم يكن سوى هذا المُصْحَف الإمام الّذي لو لم يقم به عُثمان لقام به هو ، وليس بين أيدينا بعد ذلك مرويّاً عن عليّ سوى مجموعة من القراءات الّتي تُنْسب إلى الاختلاف اللّهجيّ أحياناً ، وتعزى إلى الزّيادة البيانيّة أحياناً أُخرى ، وهو بهذا لا يختلف مطلقاً عمّا روي عن عبدالله بن مسعود من هذا النوع ، أو عن أبيّ بن كعب وابن عبّاس إلاّ في طابع المفردة المروية أو بعبارة أصحّ : في طبيعة الحروف الخاصّة بعليّ بن أبي طالب ، من حيث هو متمثّل لبيئة معيّنة تضع بصماتها على مفرداتها ، وقارئ ذو نظر ورأي في البيان القرآني ، يُضمِّن قراءته وتفسيراته بعض آرائه(1) ، شأن بقية صحابة رسول الله(صلى الله عليه وآله)ممّن أُثِرَتْ عنهم هذه المصاحف والقراءات»(2).
ثمّ قال : «قرأ عليّ : (فمن خاف من موص حيفاً) بالحاء والياء ، بدلاً من (جنفاً) في القراءة العامّة.
وقرأ : (يحرّفون الكلام) ، والقراءة العامّة : (الكلم) دون ألف.
وقرأ : (أن يكون عُبَيداً لله) على التصغير ، والعامّة : (عَبْدَاً لله).
وقرأ : (يوم حصده) بغير ألف ، والعامّة : (يوم حصاده).
وقرأ : (ورياشاً) بالألف ، والعامّة : (وريشاً).
وقرأ : (وإن يروا سبيل الرشاد) بألف ، والعامّة : (الرشد).
وقرأ : (وعلى الثلاثة الذين خالفوا) ، والعامّة : (خلّفوا).
وقرأ عليّ وجماعة كثيرة : (قد شعفها) بالعين المهملة ، والعامّة : 0.
ص: 143
(شغفها) بالمعجمة.
وقرأ : (أفلم يتبيّن الذين آمنوا) ، والعامّة : (أفلم ييئس).
وقرأ : (لنثوينّهم) بالثاء ، والعامّة هي : (لنبوّئنّهم).
وقرأ : (ثمّ ننحي الذين اتّقوا) بحاء مهملة ، والعامّة : (ننجي) بالجيم.
وقرأ : (يا ويلنا مِنْ بَعْثنا) ، والعامّة : (مَنْ بَعَثَنا) على الاستفهام.
وقرأ : (جِيلاً) بالياء ، والعامّة : (جِبِلاًّ) بالباء.
وهذه النماذج الّتي سقناها تعبّر تعبيراً صادقاً عن الطابع الذي يسمّ كلّ ما روي عن عليّ تقريباً ، فليس في قراءاته زيادات في النصوص ، غير ما لاحظناه من أنّه قرأ كما قرأ ابن مسعود وابن عبّاس وأبيّ بن كعب : (وكان أمامهم ملك يأخذ كلّ سفينة صالحة غصباً) ، والقراءة العامّة هي : (وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَة غَصْباً). فهذا الفرق تفسيريٌّ محض ، ولا يعدّ طبقاً لما أُثِرَ عن عليّ وسائر الصحابة من إقرائهم بالمصحف الإمام ، سوى بيان للمراد من الآية فحسب.
أمّا بقية رواياته فهي من ذلك النوع الموافق للرسم دائماً ، مهما توهّم القارئ وجهاً للمخالفة ، فالروايات الّتي تختلف عن القراءة العامّة بإشباع الألف أو قصرها هي قراءات موافقة للرسم تماماً؛ لأنّ الإملاء العثماني قد جرى على عدم رسم الألف في أكثر المواضع ، وبذلك تحتمل الكلمة كلا النطقين ، ومن ذلك مثلاً : (ملك يوم الدين) الّتي نقرؤها بالألف الممدودة على صورة (مالك) ، وهي في قراءة أبي عمرو بن العلاء الصحيحة وفي قراءة غيره (ملك) مقصورة ، وهذا هو شأن : (الكلام والكلم) ، و (حصاده وحَصده) ، (ورياشاً وريشاً) و (الرشاد والرشد) و (خالفوا وخلفوا)». انتهى كلام الدكتور شاهين.
ص: 144
وعليه فالقرآن المطبوع في المدينة المنوّرة هو المرويّ عن حفص ، عن عاصم ، عن أبي عبدالرحمن السلمي ، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
وقد ذكر أبو عمرو الداني بأنّ السلمي أخذ القراءة أيضاً عرضاً على عثمان وابن مسعود وأُبيّ بن كعب وزيد بن ثابت.
لكنّ شعبة شكّك في سماعه من عثمان وعبدالله بن مسعود ، ولم يتأكّد سماعه من زيد وأُبيّ ، وحتّى لو قلنا بأنّه أخذ عن أُبيّ وابن مسعود فهما تلميذا الإمام عليّ عليه السلام وإنّ قراءتهما توافق قراءةَ أهل البيت عليه السلام.
أجل ، إنّ الذهبي وغيره استدلّوا على لقياه عثمان وسماعه منه بأدلّة منها رواية البخاري - الذي يشترط المعاصرة والسماع - له ، وعنعنته عن عثمان كما في مسند أحمد : حدّثنا عبدالله ، حدّثني أبي ، ثنا محمّد بن جعفر وبهز وحجّاج ؛ قالوا : حدّثنا شعبة ، قال : سمعت علقمة بن مرثد يحدّث عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبدالرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفّان ، عن النبيّ أنّه قال : «إنّ خيركم من عَلَّمَ القرآن أو تعلَّمه».
قال محمّد بن جعفر وحجّاج ، قال أبو عبدالرحمن : «فذاك الذي أقعدني هذا المقعد».
قال حجّاج ، قال شعبة : «ولم يسمع أبو عبدالرحمن من عثمان رضي الله عنه ولا من عبدالله ، ولكن قد سمع من عليّ رضي الله عنه».
فَتَعَقُّبُ أحمد للرواية ونقله كلام حجّاج عن شعبة جاء للقول بعدم وثوقه بهذه العنعنة والرواية.
وفي الطبقات الكبرى في ترجمة السلمي : «واسمه عبدالله بن حبيب ، روى عن عليّ وعبدالله وعثمان ، وقال حجّاج بن محمّد ، قال شعبة : لم
ص: 145
يسمع أبو عبدالرحمن السلمي من عثمان ولكن سمع من عليّ(1)».
وفي الجرح والتعديل : حدّثنا عبدالرحمن ، نا عليّ بن الحسن [الهسنجاني] ، ثنا أحمد [بن حنبل] ثنا حجّاج - يعني ابن محمّد الأعور - قال قال شعبة : لم يسمع أبو عبدالرحمن من عثمان ولكن [سمع] من عليّ(2).
وفيه أيضاً حدّثنا عبدالرحمن ، حدّثني أبي ، نا معاوية بن صالح بن أبي عبدالله الأشعري ، قال : حدّثني يحيى بن معين ، نا حجاج بن محمّد ، عن شعبة ، قال : لم يسمع أبو عبدالرحمن السلمي من عثمان ولا من عبدالله بن مسعود ولكنّه قد سمع من عليّ(3) هذا أوّلاً.
وثانياً : نصّ السلمي بأنّه أخذ القرآن من عليّ عليه السلام (4) ، كما أنّه قال : «ما رأيت رجلاً أقرا من عليّ»(5) ، وهذا النصّ الأخير يشير إلى اختصاص السلمي بعليٍّ؛ لأنّه لا يعقل أن يقول (ما رأيت أحداً أقرأ من عليٍّ) ثمّ يعتمد قراءة غيره.
وثالثاً : بما أنّ السلمي كوفيّ فلا يستبعد أن يكون عرض ما سمعه من عثمان - على فرض صحّة سماعه منه - على عليّ أيّام خلافته في الكوفة ، فكانت القراءة النهائية موافقة لقراءة الإمام عليِّ عليه السلام ، ويؤيّده نصّ الثقات للعجلي : «أبو عبدالرحمن السلمي المقرئ الأعمى ، كوفيّ من أصحاب عبدالله ، ثقة ، وكان يقرئ في زمان عثمان وقرأ على عثمان بن 4.
ص: 146
عفّان ، وعرض على عليّ بن أبي طالب»(1).
أمّا أخذه عن ابن مسعود فهو الآخر يرجع إلى الإمام عليّ عليه السلام أيضاً ؛ لأنّ ابن مسعود صرّح بأنّه أخذ بضعاً وسبعين سورة من في رسول الله(صلى الله عليه وآله) (2) والباقي أخذها من خير الناس علي بن أبي طالب عليه السلام (3).
وقد قال الذهبي في معرفة القرّاء الكبار : «وروى حفص بن سليمان ، قال : قال لي عاصم : ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبدالرحمن السلمي عن عليّ رضي الله عنه ، وما كان من القراءة التي أقرأت بها أبا بكر ابن عيّاش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زرّ بن حبيش عن ابن مسعود»(4).
وبذلك يكون زر بن حبيش قد قرأ القرآن كلّه على عليّ بن أبي طالب(5) ، كما أنّه قرأ على ابن مسعود أيضاً ، فابن مسعود كان قد قرأ على عليّ عليه السلام فتعود قراءته إلى الإمام عليّ عليه السلام أيضاً.
وللبحث صلة ... 1.
ص: 147
المرحوم الشيخ محمّد عليّ اليعقوبي
الفصل الثاني
في الشعر المنسوب للشريف الرضي وهو لغيره
- 1 -
في الكشكول للبهائي (ص48) أورد للشريف الرضي بضع مقاطيع مشهورة ومثبّتة بديوانه إلى أن قال : «وله نوّر الله ضريحه ...» وذكر له أبياتاً ثمانية منها :
قد حصلنا من المعاش كما قد
قيل قدماً لا عطر بعد عروس
ذهب القوم بالأطائب منها
ودعينا إلى الدنيِّ الخسيس
ما افتخار الفتى بثوب جديد
وهو من تحته بعرض دنيس
والغنى ليس باللجين وبال-
-تبر ولكن بعزّة في النفوس
وليست الأبيات للشريف الرضي ولا وجود لها بديوانه وإنّما هي
ص: 148
للشاعر المشهور علي بن الحسن المعروف ب- : (صرَّدر) المتوفّى عام (465ه) بعد الرضي بستّين عاماً ، وهي من قصيدة له تبلغ العشرين بيتاً قالها في عميد الدولة شرف الدين وقد عرض عليه تقليد عمل من أعمال العراق لم يرضه ، وهي بتمامها مثبتة بديوانه المطبوع أخيراً بمصر عام (1353ه) على نسخة مخطوطة بقلم الشاعر محمود سامي البارودي عن نسخة قديمة في مكتبات الأستانة.
- 2 -
في الجزء الثاني من المستظرف (ص185) لمؤلّفه الأبشيهي المتوفّى عام (850ه) قال الشريف الرضي :
علِّلاني بذكرهم واسقياني
وأمزجا لي دمعي بكأس دهاق
وخذا النوم من جفوني فإنّي
قد خلعت الكرى على العشّاق
وليس الشعر للشريف الرضي وإنّما هو من مقطوعة لأخيه علم الهدى السيّد المرتضى أوّلها :
يا خليليَّ من ذؤابة قيس
في التصابي رياضة الأخلاق
والبيت الأخير هو الذي ردَّ به المطرَّز على المرتضى حين عرَّض فيه بقوله :
إذا لم تبلِّغني إليكم ركائبي
فلا وردت ماء ولا رعت العشبا
والقصّة معروفة في كتب الأدب.
- 3 -
وفي كتاب معادن الجواهر تأليف العلاّمة الشهير السيّد محسن الأمين
ص: 149
العاملي رحمه الله (ج1 ص415) نسب هذه الأبيات للشريف الرضي :
ولابدّ أن أسعى لأشرف رتبة
وأمنع عن عيني لذيذ منامي
وأقتحم الخطب المهول بحيث أن
أرى الموت خلفي تارةً وأمامي
فأمّا مقاماً يضرب المجد دونه
سرادقه أو ناعياً لحمامي
إذا أنا لم أبلغ مقاماً أرومه
فكم حسرات في نفوس كرام
وليست الأبيات للشريف وإنّما هي لشرف الدين أبي المحاسن محمّد ابن نصر الله المعروف بابن عنين المتوفّى عام (630ه) الدمشقي ، وهي مثبّتة في ديوانه المطبوع عام (1365ه) بدمشق بعناية المرحوم صديقنا الأستاذ خليل مردم رئيس المجمع العلمي العربي (ص116) ، وإليك نصّها كما في الديوان لتقف على ما وقع فيها من تحريف النسّاخ :
ولابدّ أن أسعى لأفضل رتبة
وأحمي عن عيني لذيذ منام
وأقتحم الأمر الجسيم بحيث أن
أرى الموت خلفي تارة وأمامي
فأمّا مقاماً يضرب المجد حوله
سرادقه أو باكياً لحمامي
فإن أنا لم أبلغ مقاماً أرومه
فكم حسرات في نفوس كرام
- 4 -
وفي محاضرات الراغب الأصبهاني (ج2 ص219) نسب للشريف هذا البيت :
فمؤجّل يلقى الردى في أهله
ومعجّل يلقى الردى في نفسه
وليس هو للشريف وإنّما هو من أبيات لأبي فراس الحمداني وقد مرَّ عليَّ في بعض كتب الأخلاق والمواعظ ومن تلك الأبيات :
ص: 150
المرء رهن مصائب لا تنقضي
حتّى يوسَّد جسمه في رمسه
- 5 -
وفي محاضرات الراغب أيضاً (ج2 ص233) نسب للشريف الرضي :
أتته المنيّة مغتالة
رويداً تخلّل من سيره
فلم تغن أجناده حوله
ولا المسرعون إلى نصره
ولا وجود لهما في ديوانه وليس عليهما شيءٌ من ديباجة شعره.
- 6 -
وفي الجزء الثاني (ص203) من المستظرف للأبشيهي نسب هذه الأبيات للسيّد الشريف :
وتميس بين مزعفر ومعصفر
ومعنبر وممسَّك ومصندل
هيفاء إن قال الشباب لها انهضي
قالت روادفها اقعدي وتمهّلي
وإذا سألت الوصل قال جمالها
جودي وقال دلالها لا تفعلي
والأبيات ليست للشريف الرضي وإنّما هي للشاعرة شمسة الموصلية ، وقد رواها جلال الدين السيوطي المتوفّى عام (911ه) في كتابه نزهة الجلساء في أشعار النساء - ط بيروت - (1958م) (ص60) عند ترجمة شمسة المذكورة وذكر قول أبي حيّان عنها وأنّها كانت شيخة عالمة ومن شعرها :
وتميس بين مزعفر ومعصفر
ومكبّر ومعنبر ومصندل
فبهارة في روضة أو وردة
في جونة أو صورة في هيكل
هيفاء إن قال الزمان لها انهضي
قالت روادفها اقعدي وتمهّلي
ص: 151
والبيت الثالث - هيفاء إن قال الشباب - أورده الصفدي شاهداً في شرح لامية العجم (ج1 ص243) ونسبه لشمسة الموصلية أيضاً.
- 7 -
وفي معاهد التنصيص لعبد الرحيم العبّاسي (بتحقيق محمّد محي الدين عبد الحميد مفتّش العلوم الدينية والعربية بالجامع الأزهر) (ج1 ص 247) نسب هذين البيتين للشريف الرضي :
ويوم وقفنا للوداع فكلّنا
يعدّ قطيع الشوق من كان أحزما
فصرت بقلب لا يعنّف في الهوى
وعين متّى استمطرتها أمطرت دما
والبيتان للسيّد المرتضى - لا للرضي - من مقطوعة له أثبتها المرتضى في أماليه (ج1 ص78) وإليك نصّ قوله : «ذاكرني بعض الأصدقاء بقول أبي دهبل الجمحي وهو يعني ناقته :
وأبرزتها من بطن مكّة عندما
أصات المنادي بالصلاة فأعتما
وسألني إجازة هذا البيت بأبيات تنضمّ إليه وأجعل الكناية فيه كأنّها كناية عن امرأة لا عن ناقة فقلت في الحال :
فطيَّب ريَّاها المقام وضوّأت
بإشراقها بين الحطيم وزمزما»
وذكر الأبيات التسعة وفي آخرها (ويوم وقفنا للوداع ..) إلى آخر البيتين ، ووجدت القطعة مع البيتين مثبّتة بديوان المرتضى ط مصر (ج3 ص200) وأنّ الذي التمس منه ذلك هو الوزير الحسن بن أحمد فارتجل المرتضى الأبيات في الحال.
- 8 -
وفي أنوار الربيع للعلاّمة الجليل السيّد علي خان في باب (مراعاة
ص: 152
النظير) قال : «ومن أعجب ما وقع في هذا النوع قول الشريف الرضي رضي الله عنه :
حيّرني روض على خدِّه
ويلي من ذاك وويلي عليه
أىّ جنى يقطف من حسنه
وكلّ ما فيه حبيب إليه
نرجستَي عينيه أم وردتَي
خدّيه أم ريحانَتي عارضيه»
وقال بعدها : «هذا هو الشعر الذي قيل فيه إنّه أرقّ أنفاساً من نسيم السحر وأدقّ اختلاساً من النفاث إذا سحر».
قلت : ولا وجود للأبيات المذكورة في ديوان الشريف الرضي المطبوع منه والمخطوط ، ومن الغريب أن يتّفق للسيّد هذا الوهم في نسبتها للشريف وهو الباحث الضليع.
- 9 -
وفي كتاب نفحة اليمن لمؤلّفه أحمد بن محمّد الأنصاري اليماني الشرواني المتوفّى عام (1253ه) (ص109) نسب هذه الأبيات للشريف الرضي :
عجباً للزمان في حالتيه
وبلاء وقعت منه إليه
أي خير أرجو من الدهر في ال-
-دهر وما زال قائلاً لبنيه
من يعمِّر يفجع بفقد الأحبا
ء ومن مات فالمصيبة فيه
ربَّ يوم بكيت منه فلمّا
صرت في غيره بكيت عليه
وليست الأبيات للشريف الرضي ولا وجود لها في ديوانه ولم ينسبها أحد إليه ، والبيت الأخير منها لأبي العتاهية وهو من أمثاله السائرة ولكنّه جاء محرّفاً وأصله كما في ديوانه :
كم زمان بكيت منه قديماً
ثمّ لمّا مضى بكيت عليه
ص: 153
والبيتان الأوّل والرابع منها نسبهما شيخنا القمّي في الكنى والألقاب (ج1 ص397) لعبد الله بن المعتزّ العبّاسي في ترجمته.
- 10 -
وفي كتاب النفحة أيضاً نسب للسيّد الشريف هذين البيتين :
بين الضعائن حاجة خلّفتها
أودعتها يوم الفراق مودّعي
وأظنّها لا بل يقيني أنّها
قلبي لأنّي لم أجد قلبي معي
ولا وجود لهما في ديوان الشريف ، وهذا الشعر وما قبله ينحطّ عن أسلوب الشريف الرضي ونفسه العالي المعروف لدى كلِّ من درس أدب الشريف ، وكأنّ البيتين الأخيرين منحولان ومحرَّفان من أبيات أوردها صاحب أنوار الربيع في باب (تجاهل العارف) بعنوان : قال شيخنا محمّد الشامي :
بيني وبينك يا ظباء الأجرع
عهد أضيع وحقّ دين ما رُعي
لي عندكنّ وديعة وأظنُّها
قلبي فإنّي لا أرى قلبي معي
- 11 -
مناجاة الحبيب - ط مصر - عام (1348ه) جمعه محمّد أحمد رمضان المدني أثبت فيه عدّة قصائد ومقطعات لكثير من الشعراء ، المخضرمين والمولّدين والمعاصرين وهو متداول بأيدي المتأدّبين من الشباب ، جاء في الطبعة الخامسة منه (ص138) بعنوان للشريف الرضي :
خلِّياني بلوعتي وغرامي
يا خليلىَّ واذهبا بسلام
قد دعاني الهوى ولبَّاه لبِّي
فدعاني ولا تطيلا ملامي
خامرت خمرة المحبّة عقلي
وجرت في مفاصلي وعظامي
ص: 154
وأورد منها (16) بيتاً ، وليست هي للشريف الرضي وإنّما هي للعلاّمة الشيخ بهاء الدين محمّد العاملي المعروف بالبهائي المتوفّى عام (1030ه) وقد أوردها الشيخ المذكور في كتابه الكشكول وأنّه وازن بها قصيدة لأحد السادات في مدح والده (الحسين بن عبد الصمد) وهي تناهز ال- (24) بيتاً أوّلها (خلّياني بلوعتي وغرامي ...) ومثبّتة في (ص48) ط مصر.
وقد أوردها أيضاً العلاّمة السيّد علي خان في كتابه أنوار الربيع في باب (الانسجام) بعنوان : ومن ذلك قول العلاّمة الشيخ بهاء الدين محمّد بن حسين العاملي (خلِّياني بلوعتي وغرامي ...) وهي مثبّتة في (ص472).
- 12 -
وفي كشكول الشيخ الجليل الشيخ يوسف البحراني (ص21) أورد تخميساً لأبيات أربعة قال إنّها للشريف الرضي ، ثمّ استبعد هو كونها للشريف الرضي والأصل المنسوب للسيّد الرضي هو :
أرى حمراً ترعى وتأكل ما تهوى
وأسداً ظماءً تطلب الماء ما تُروى
وأشراف قوم ما ينالون قوتهم
وأنذال قوم تأكل المنَّ والسلوى
ولم يبلغوا هذا بحدِّ سيوفهم
ولكن قضاه عالم السرِّ والنجوى
لحا الله دهراً صيَّرتني صروفه
أذلّ لمن يسوى ومن لم يكن يسوى
وشأن السيّد الشريف أسمى من أن تنسب له هذه المعاني المبذولة والألفاظ المرذولة ، والتخميس الذي أورده لها هو للسيّد حسن بن يحيى
ص: 155
الأعرجي الحلّي من أدباء القرن الحادي عشر للهجرة ، وقد ترجمنا له في كتابنا البابليّات (ج1 ص159) ، كما ترجم له سيّدنا الأمين في الأعيان ج24 ص255) نقلاً عن السيّد ضامن بن شدقم ، واستبعد السيّد الأمين أيضاً أن يكون هذا الشعر للشريف الرضي ، والأبيات تنسب لمحمّد بن إدريس الشافعي.
ص: 156
الفصل الثالث
في مآخذ الشريف الرضي من الشعراء
قال الشريف الرضي :
ونحن النازلون بكلِّ ثغر
نريق على جوانبه الدماءا
نظر فيه إلى قول المتنبّي :
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتّى يراق على جوانبه الدم
قال الشريف في مدح والده النقيب الحسين بن موسى :
وإذا بلغن بي الحسين فإنّه
حقٌّ لهنّ على المطالب واجب
كأنّه يقول : إذا بلغت النياق بي الحسين فإنّ لهن حقّاً واجباً وهو أن يحرِّم ركوبها على نفسه وعلى غيره ، وهو مأخوذ من قول أبي نؤاس في الأمين :
وإذا المطىُّ بنا بلغن محمّداً
فظهورهنّ على الرجال حرام
وبيت أبي نؤاس أجود سبكاً وأظهر معنىً.
قال الشريف :
يسير وأرضه جرد المذاكي
وجوُّ سمائه ظلّ العُقاب
أخذه من قول النابغة الذبياني :
ص: 157
إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم
عصائب طير تهتدي بعصائب
قال الشريف :
نفرُّ إلى الشراب إذا غصصنا
فكيف إذا غصصنا بالشراب
وهو نظير قول الشاعر :
إلى الماء يسعى من يغصّ بريقه
فقل أين يسعى من يغصُّ بماء
قال الشريف معرِّضاً :
حمته مذلّته سطوتي
وكيف ينال ذباباً ذبابي
والذباب الأوّل الحشرة المعروفة والثاني ذباب السيف وهو طرفه الذي يضرب فيه ، وقد أخذ المعنى من قول إبراهيم بن العبّاس الصولي :
نجابك عرضك منجى الذبا
ب حمته مقاذره أن ينالا
قال الشريف راثياً :
مضى التليع الأعلى لطيّته
واستأخر المنسمان والذنب
وفي الديوان (التليد) وليس لها معنى والصواب ما ذكرناه وهو من قولهم أتلع الرجل عنقه فهو أتلع وتليع من التلع (محرّكة) وهو طول العنق ، والطيّة بالكسر والتشديد : النيَّة والوجه ، والمنسم كمجلس : خفّ البعير ، والذنب : الذيل ، كأنّه يقول : ذهب كرام الناس الذين يشبَّهون بالسنام وبقي أراذلهم الذين يشبَّهون بالمناسم والأذناب ، وهو نظير قول الخنساء :
إنّ الزمان وما تفنى عجائبه
أبقى لنا ذنباً واستُؤصل الرأس
ص: 158
قال الشريف في مدح خاله أبي الحسين بن الناصر :
هابوا ابتسامك في دهياء مظلمة
وليس يوصف ثغر الليث بالشنب
نظر فيه إلى قول أبي الطيّب المتنبي :
إذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظنّنَّ أنَّ الليث يبتسم
قال الشريف :
تعلَّم فإنَّ الجود في الناس فطنة
تناقلها الأحرار والطبع أغلب
نظر فيه إلى قول المتنبّي :
وللنفس أخلاق تدلّ على الفتى
أكان سخاءً ما أتى أم تساخيا
قال الشريف :
وأعظم ما ألاقي أنَّ دهري
يعدُّ محاسني لي من ذنوبي
وقد لمح فيه إلى قول البحتري :
إذا محاسني اللائي أدلّ بها
كانت ذنوباً فقل لي كيف أعتذر
قال الشريف :
وهل نافعي أن يكثر الماء في الدنى
ولمّا يجرني - إن ظمئت - شراب
نظر فيه إلى قول أبي فراس الحمداني :
معلِّلتي بالوصل والموت دونه
إذا متُّ ظمآناً فلا نزل القطر
وفي ضدِّه يقول أبو العلاء المعرّي معاصر الرضي :
فلا هطلت علىَّ ولا بأرضي
سحائب ليس تنتظم البلادا
ص: 159
قال الشريف :
خلا منك طرفي وامتلا بك خاطري
كأنّك من عيني نُقلت إلى قلبي
وكرَّر المعنى في قصيدة رثى أخته بها :
لئن خلا منك طرف
لقد ملي منك قلب
وقد نظر فيه إلى قول ابن المعتز :
يقولون لي والبعد بيني وبينها
نأت عنك شروى وأنطوى سبب القرب
فقلت لهم والسرُّ يظهره البكا
لئن فارقت عيني لقد سكنت قلبي
قال الشريف :
وأحلم خلق الله حتّى إذا دنا
إليها الأذى طارت بها جهلاتها
نظر فيه إلى قول النابغة الذبياني :
ولا خير في حلم إذا لم تكن له
بوادر تحمي صفوه أن يكدَّرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له
حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
قال الشريف في رثاء الصابي :
ليس الفجائع في الذخائر مثلها
بأماجد الأعيان والأفراد
وقد تناول الشعراء هذا المعنى كثيراً ومنهم أبو دؤاد الأيادي حيث قال :
ص: 160
لا أعدُّ الإقتار عُدماً ولكن
فقد من قد رُزيته الإعدام
والفرزدق بقوله :
يمضي أخوك فلا تلقى له خلفاً
والمال بعد ذهاب المال يكتسب
قال الشريف :
لا فرق لي بعدهمُ
بين الفراق والردى
نظر فيه إلى قول منصور النميري :
إنَّ المنيَّة والفراق لواحدٌ
أو توأمان تراضعا بلبان
قال الشريف في بهاء الدولة بن عضد الدولة :
ما رأينا كأبيه ناجلا
ولد الناس جميعاً في ولد
أخذه من قول أبي نؤاس في الفضل بن الربيع :
ليس على الله بمستنكر
أن يجمع العالم في واحد
قال الشريف :
تنادوا بأنَّ التنائي غداً
لك السوء من طالع يا غدُ
نظر فيه إلى قول النابغة :
لا مرحباً بغد ولا أهلاً به
إن كان تفريق الأحبّة في غدِ
قال الشريف في رثاء الصابي :
الفضل ناسب بيننا إن لم يكن
شرفي يناسبه ولا ميلادي
وقد أخذه من أبي تمّام في عليّ بن الجهم :
إن يفترق نسب يؤلّف بيننا
أدب أقمناه مقام الوالد
ص: 161
وقال أبو تمّام أيضاً في نفس المعنى في رثاء غالب الصفدي :
نسيبي في عزم ورأي ومذهب
وإن باعدتنا في الأصول المناسب
وقال الشريف في نفس القصيدة :
أعزز علىَّ بأن تبيت بمنزل
متشابه الأمجاد والأوغاد
وقال أيضاً في قصيدته التي فسّرها ابن جنّي في حياة الشريف في رثاء ناصر الدولة بن حمدان يصف الموتى :
نزلوا بقارعة تشابه عندها
ذلُّ العبيد وعزَّة الأحرار
وقد نظر فيهما بطرف خفيٍّ إلى قول المتنبّي :
من لا تشابهه الأحياء في شيم
أمسى يشابهه الأموات في الرمم
قال الشريف :
ولا مال إلاّ ما كسبت بنيله
ثناءً ولا مال لمن لا له مجد
وقد ألمَّ فيه بقول المتنبّي من قصيدة في مدح كافور :
فلا مجد في الدنيا لمن قلَّ ماله
ولا مال في الدنيا لمن قلَّ مجدُه
قال الشريف :
وهل نافعي يوم أقضي صدىً
إذا صاب وادىَ قومي المطر
نظر فيه إلى قول أبي فراس الحمداني :
معلِّلتي بالوصل والموت دونه
إذا متُّ ظمآناً فلا نزل القطر
وقال الشريف في رثاء جدّه الحسين عليه السلام :
كأنَّ بيض المواضي وهي تنهبه
نار تحكَّم في جسم من النّور
ص: 162
وقد نظر فيه إلى قول أبي علي المنطقي من خمرية له (1) :
كأنّها إذ بدت والكأس تحجبها
روح من النّار في جسم من النّور
ولا أدري أيّهما أسبق إلى هذا التشبيه فإنّهما متعاصران.
وقال الشريف :
ما مقامي على الجداول أرجو
هالنيل وقد رأيت البحارا
نظر فيه إلى قول المتنبّي :
قواصد كافور توارك غيره
ومن قصد البحر استقلّ السواقيا
وقد أخذه المتنبّي من قول أبي نؤاس في آل الربيع :
من قاس غيركم بكم
قاس الثماد إلى البحور
قال الشريف :
رموا لا يبالون الحشا وتروَّحوا
خليَّين والرامي يصيب ولا يدري
وقد سبقه الأخطل بقوله :
وقد كنت قد أقصدتني إذ رميتني
بسهمك والرامي يصيب ولايدريعب
ص: 163
قال الشريف :
كلّما غاب من بني خلف بدرٌ
يضي الظلام أخلف بدرا
نظر فيه إلى قول أبي الطمحان من أبياته الشهيرة :
نجوم سماء كلّما انقضّ كوكب
بدا كوكب تأوي إليه كواكبه
وقال الشريف في رثاء ناصر الدولة :
وترجَّلي عن كلِّ أجرد سابح
ميل الرقاب نواكس الأبصار
أخذ شطره الثاني من قول الفرزدق في يزيد بن المهلّب :
وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم
خضع الرقاب نواكس الأبصار
وقال الشريف مادحاً :
يوقد النّار للقرى وعليها
حسب لو خبا الوقود أنارا
وقد سبقه في المعنى شاعر عربي مدح عليَّ بن الحسين الشهيد عليه السلام بأبيات أوردها ابن إدريس الحلّي في السرائر منها :
كان إذا شبَّت له ناره
يوقدها بالحسب الكامل
وبيت الشريف أعمق معنىً وأقوى مبنىً.
وقال الشريف :
يحنّ إلى ماتضمر الخمر والحلى
ويصدف عمّا في ضمان المآزر
وهو وإن سبقه المتنبّي بقوله :
إنّي على شغفي بما في خمرها
لأعفُّ عما في سراويلاتها
ص: 164
ولكن قول الشريف أشرف وألطف في الكناية والعفّة وأظرف ، ويحكى عن الصاحب أنّه قال : كانت الشعراء تصف المآزر تنزيهاً لألفاظها عمّا يستشنع ذكره حتّى تخطّى هذا الشاعر (أي المتنبّي) إلى التصريح الذي لم يهتد له غيره بقوله هذا ، وكثير من العهر أحسن من هذا العفاف.
قال الشريف من قصيدة :
تلذّ عيني وقلبي منك في ألم
فالقلب في مأتم والعين في عرُسِ
أخذه لفظاً ومعنى من أبي تمّام :
أسكِّن قلباً هائماً فيه مأتم
من الشوق إلاّ أنّ عينيّ في عرسِ
وقال الشريف في القادر أبي العبّاس حين ولِّي الخلافة :
شرف الخلافة يا بني العبّاس
اليوم جدَّده أبو العبّاس
هذا الذي رفعت يداه بناءها ال-
-عالي وذاك موطّد الآساس
وقد ألمَّ فيه بقول ابن الرومي في المعتضد بالله :
كما بأبي العبّاس أنشي ملككم
كذا بأبي العبّاس منكم يجدَّد
قال الشريف مادحاً :
كأنّ ملوك الأرض حول سريره
بغاث وقوف والقطاميّ جالس
ص: 165
وهو مأخوذ من قول ذي الرمّة في مدح بلال بن أبي موسى من آل أبي موسى :
ترى القوم حوله كأنّهم
الكروان أبصرن بازيا
من أبيات ذكرها المبرّد في الكامل ، قال : والكروان طائر معروف.
وقلت : ومثله أيضاً قول عبد الله بن محمّد بن أبي عيينه :
إذا كرَّ فيهم كرَّة أفرجوا له
فرار بغاث الطير صادفن أجدلا
قال الشريف :
لا تنكري هذا النحول فإنّما
نفسي تذوب عليك من نفسي
نظر في الشطر الثاني إلى قول ديك الجنّ :
ليس ذا الدمع دمع عيني ولكن
هي نفسي تذيبها أنفاسي
وأخذه لفظاً ومعنى الحسن بن القيِّم الحلّي في رثاء السيّد حيدر الحلّي :
ما جرت أدمعي عليك ولكن
هي نفس أسلتها فوق نفسي
قال الشريف في إحدى غراميّاته :
قلبي وطرفي منك هذا في حمى
قيظ وهذا في رياض ربيع
أخذه من أبي الطيّب المتنبّي حيث يقول :
حشاي على جمر ذكيٍّ من الهوى
وعيناي في روض من الحسن ترتع
ص: 166
ويقول السيّد الشريف منها :
أبغي هواه بشافع من غيره
شرُّ الهوى ما نلته بشفيع
وقد أخذه من العبّاس بن الأحنف :
إذا أنت لم يعطفك إلاّ شفاعة
فلا خير في ودّ يكون بشافع
ومن مقطوعة الشريف أيضاً قوله :
قد كنت أجزيك الصدود بمثله
لو أنَّ قلبك كان بين ضلوعي
وسبقه إليه ابن الأحنف بقوله :
يهوى بعادي وهجري
ومنيتي الدهر قربه
فليت قلبي له كان
مثلما لي كان قلبه
وقال الشريف :
ما كان إلاّ قبلة التسليم أر
دفها الفراق بضمّة التوديع
وقد أخذه من عليّ بن جبلّة المعروف ب- : (العكوك) المتوفّى عام (213ه) ، ومعنى الشريف هو معنى البيت الرابع من أبياته الشهيرة :
بأبي من زارني مكتتماً
خائفاً من كلِّ شيء جزعا
زائراً نمَّ عليه حسنه
كيف يخفي الليل بدراً طلعا
رصد الغفلة حتّى أمكنت
ورعى السامر حتّى هجعا
ركب الأهوال في زورته
ثمَّ ما سلَّم حتّى ودَّعا
ص: 167
قال الشريف :
الله يعلم ميلي عن جنابكم
ولو تناهيت لي بالبرِّ واللُطفِ
فكيف بي وعلى عينيك ترجمة
من الحقود وعنوان من الشنف (1)
أخذه من قول البحتري :
وفي عينيك ترجمة أراها
تدلُّ على الضغائن والحقود
قال الشريف في وصف الإبل :
هنَّ القسيُّ من النحول فإن سما
طلب فهنَّ من النجاء الأسهم
وقد كرّر المعنى في قصيدة أخرى فقال :
عجافاً كأمثال الحنايا من الطوى
على مثل أعجاز القسىِّ العطائف
وقد أخذ معنى البيتين من البحتري بقوله :
كالقسىِّ المعطّفات بل ال-
أسهم مبرية بل الأوتار
قال الشريف :
وأبكِ عنّي فطالما كنت من قب-
-ل أعير الدموع للعشّاق
نظر فيه إلى قول العبّاس بن الأحنف :
نزف البكاء دموع عينك فاستعر
عيناً لغيرك دمعها مدرار
من ذا يعيرك عينه تبكي بها
أرأيت عيناً للدموع تعارر.
ص: 168
قال الشريف :
إذا أنت فتّشت القلوب وجدتها
قلوب الأعادي في جسوم الأصادق
أخذه من قول أبي نؤاس :
إذا اختبر الدنيا لبيب تكشّفت
له عن عدوّ في ثياب صديق
قال الشريف :
وضيوف الهموم مذ كنَّ لا ين-
-زلن إلاّ على العظيم الشريف
وهو نظير ما جاء في بيتي الصاحب بن عبّاد :
وأمرك ممتثل في الأمم
فقلت دعيني على غصّتي
فإن الهموم بقدر الهمم
قال الشريف في رثاء الصاحب بن عبَّاد ويذكر خيله من بعده :
فجعت بمنصلت يعرّض للقنا
أعناقها ويحصِّن الأكفالا
وقد أخذه من قول أبي تمّام :
محرَّمة أكفال خيلك في الوغى
ومكلومة لبّاتها ونحورها (1)
وقال الشريف :
وربَّ يوم أخذنا فيه لذّتنا
من الزمان بلا خوف ولا وجل
وكم سرقنا على الأيّام من قُبل
خوف الرقيب كشرب الطائر الوجل-.
ص: 169
وهو مأخوذ من قول أبي الحسن سيف الدولة علي بن حمدان المتوفّى عام (356ه) في أبياته التي أوردها الثعالبي في اليتيمة وابن خلّكان في الوفيات وهي :
أقبِّله على جزع
كشرب الطائر الفزع
رأى ماء فأطمعه
وخاف عواقب الطمع
وصادف فرصة فدنا
ولم يلتذَّ بالجرع
قال الثعالبي - ينظر في معناها إلى قول ابن المعتزّ :
فكم عناق لنا وكم قُبَل
مختلسات حذار مرتقب
نقر العصافير وهي خائفة
من النواطير - يانع الرطب
قال الشريف في رثاء الصاحب بن عبّاد :
هلاّ أقالتك الليالي عثرة
يا من إذا عثر الزمان أقالا
نظر فيه إلى قول أبي تمّام :
عثر الزمان ونائبات صروفه
بمقيلنا عثرات كلِّ زمان
قال الشريف :
قالوا وقد فجئوا بنعشك سائراً
من ميَّل الجبل العظيم فمالا
نظر فيه إلى قول ابن بسّام :
هذا أبو القاسم في نعشه
قوموا أنظروا كيف تسير الجبال
وقد كرّر السيّد الشريف المعنى السابق فقال في رثاء الطائع :
ما رأى حىُّ نزار قبله
جبلاً سار على أيدي الرجال
ص: 170
قال الشريف في إحدى حسينيّاته :
والسبايا على النجائب تستا
ق وقد نالت الجيوب الذيول
نظر فيه إلى قول المتنبّي في سيف الدولة الحمداني ويصف أسرى الروم :
وأمسى السبايا ينتحبن (بعرقة)
كأنّ جيوب الثاكلات ذيول
قال الشريف :
وأقم على يأس فقد ذهب الذي
كان الأنام على نداه عيالا
نظر فيه إلى قول مروان بن أبي حفصة في معن بن زائدة :
وكان الناس كلُّهُم لمعن
إلى أن زار حفرته عيالا
قال الشريف في مدح ابن جنِّي :
أراقب من طيف الحبيب وصالا
ويأبى خيال أن يزور خيالا
نظر فيه إلى قول قيس بن معاذ من أبيات أوردها المبرّد :
وإنّي لأستغشي وما بي نعسة
لعلَّ خيالاً منك يلقى خياليا
قال الشريف في وصف الخيل :
كأنَّ معروض القنا
تحمله الصواهل
أراقم تحملها
عقارب شوائل
أخذه من بيت المتنبّي حيث قال :
شوائل تشوال العقارب بالقنا
لها مرح من تحته وصهيل
وقد أخذه المتنبّي من قول بشّار :
ص: 171
والخيل شائلة تشقّ غبارها
كعقارب قد رفِّعت أذنابُها
ولا ريب أنّ السيّد الشريف في قوله أدقّ منهما معنى وأوجز لفظاً.
قال الشريف :
كالغيث يخلفه الربيع وبعضهم
كالنّار يخلفها الرماد المظلم
أخذه من قول الشاعر :
وبعضهم يكون أبوه منه
مكان النّار يخلفها الرماد
قال الشريف في مدح والده :
كلانا له السبق المبرَّز للعلا
وإن كان في نيل العلاء إمامي
وما بيننا يوم الجزاء تفاوت
سوى أنّه خاض الطريق أمامي
وله فيه أيضاً من قصيدة :
ولولا مراعاة الأبوّة جزته
ولكن لغير العجز ما أتوقّف
وقد بلغ فيهما النهاية في مدحه من غير إزراء بأبيه لأنّه جعل تقديم أبيه عليه عن قدرة فيه على المساواة وعن غير تقصير منه وأنّه أفرج له عن السبق معرفة بحقّه وتسليماً لكبر سنِّه.
وقد أخذ المعنى من الخنساء في مدح أبيها وأخيها بقولها :
جارى أباه فأقبلا وهما
يتعاوران ملاءه الحضر
برزت صحيفة وجه والده
ومضى على غلوائه يجري
أولى فأولى أن يساويه
لولا جلال السنِّ والكبر
قال السيّد الشريف :
خفيف على ظهر الجواد تسرُّعي
ثقيل على هام الرجال مقامي
ص: 172
نظر فيه إلى قول الفارعة بنت طريف في رثاء أخيها الوليد الخارجي من أبيات مشهورة :
خفيف على ظهر الجواد إذا عدا
وليس على أعدائه بخفيف
قال الشريف :
من الركب ما بين النقا فالأناعم
نشاوى من الإدلاج ميل العمائم
وعجز البيت كلّه مأخوذ من بيت جثامة :
فأصبحن بالموماة يحملن فتية
نشاوى من الإدلاج ميل العمائم
وهو من أبيات اشترك في نظمها عقيل بن علفة وابنه العلمّس وابنته الجرباء.
وجثامة هذا في حكاية طريفة أوردها الشريف (المرتضى) في أماليه (ج2 ص41) وذكرها ابن نباتة في سرح العيون (ص255).
قال الشريف :
فأوسعني قبل العطاء كرامة
ولا مرحباً بالمال إن لم أكرَّم
نظر فيه إلى قول المتنبّي :
إذا نلت منك العزَّ فالمال هيِّن
وكلُّ الذي فوق التراب تراب
قال الشريف :
أحسد الطوق على جي-
-دك والطوق لزام
وأغار اليوم إن م-
-رَّ على فيك اللثام
نظر فيه إلى قول ابن هاني المغربي :
ص: 173
أنافس في عقد يقبِّل نحرها
وأحسد خلخالاً عليها ودملجا
قال الشريف :
إن جعلت القلب مرمىً
كثرت فيه السهام
أنا عرَّضت فؤادي
أوَّل الحرب كلام
والمثل الذي أودعه في بيته الثاني مأخوذ لفظاً ومعنىً من قول نصر ابن سيّار الكناني عامل الأمويّين على خراسان وفي أيّامه قويت الدعوة العبّاسية هناك فكتب إلى مروان الحمار ينذره ويحذّره من أبيات مشهورة منها :
أرى خلل الرماد وميض جمر
ويوشك أن يكون له ضرام
وإنّ النّار بالعودين تذكى
وإنَّ الحرب أوّلها كلام
قال السيّد الشريف في آل بويه :
إذا سلموا فقد سلم البرايا
وإن فقدوا فقد فُقد الأنام
نظر فيه إلى قول المتنبّي :
وما أخصّك في برء بتهنئة
إذا سلمت فكلُّ الناس قد سلموا
قال الشريف :
بدّدوا ما جمع البأس لهم
بأنابيب العوالي في الكرم
أخذه من قول أبي تمّام :
إذا ما أغاروا فاحتووا مال معشر
أغارت عليهم فاحتوته الصنائع
ص: 174
قال الشريف :
لا يستقرّ المال فوق أكفِّهم
كالسيل يزلق من ذرى الأعلام
نظر فيه إلى قول أبي تمّام :
لا تنكري عطل الكريم من الغنى
فالسيل حرب للمكان العالي
قال الشريف :
إنَّما قصَّر في آجالنا
أنّنا نأنف من موت الهرم
نظر فيه إلى قول السمؤل :
يقرِّب حبّ الموت آجالنا لنا
وتكرهه آجالهم فتطول
قال الشريف :
لا تهتدي نوب الزمان لدولة
الله فيها والنبيُّ وأنتم
نظر فيه إلى قول أبي تمّام في المأمون :
ما كان للإشراك فوزة مشهد
الله فيه وأنت والإسلام
قال الشريف :
والمرء يسرح في الآفاق مضطرباً
ونفسه أبداً تهفو إلى الوطن
أخذ المعنى من قول أبي تمّام :
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبداً لأوّل منزل
وقال الشريف :
غادروني جسداً تظهره
لهم الشكوى ويخفيه الضنى
ص: 175
نظر فيه إلى قول المتنبّي :
كفى بجسمي نحولاً أنني رجل
لولا مخاطبتي إياك لم ترني
ونظيره قول الخبّاز البلدي :
أنا أخفى من أن يحسّ بجسمي
أحدٌ حيث كنت - لولا الأنين -
قال الشريف :
لا تجعلنّ دليل المرء صورته
كم مخبر سمج عن منظر حسن
وقد ألمَّ فيه بقول محمّد بن محمّد البصري المعروف بابن لنكك المتوفّى عام (360ه) :
إذا أخو الحسن أضحى فعله سمجاً
رأيت صورته من أقبح الصور
قال الشريف :
وإنّك أحلى في الجفون من الكرى
وأعذب طعماً في فؤادي من الأمن
وقد أخذ معنى الشطر الأوّل من الشطر الثاني لبيت المتنبّي :
مضى الليل والفضل الذي لك لا يمضي
ورؤياك أحلى في العيون من الغمض
وقد ردَّ بعض أهل اللغة العربية على أبي الطيِّب في قوله : (ورؤياك) لأنّهم فرَّقوا بين الرؤيا والرؤية فقال : الرؤيا مصدر رأى : (الحلم) ، والرؤية مصدر رأت العين ، ولا شكّ أنّ أبا الطيّب يقصد الثانية لا الأولى.
قال الشريف يصف ليلة زاهرة النجوم :
كأنّ السماء بها لامة
وزهر النجوم مساميرها
ص: 176
وقد نظر فيه إلى قول أبي بكر الصنوبري الحلبي المتوفّى عام (334ه) من حسينية له :
حيث الأسنّة في الجوا
شن كالكواكب في السماء (1)
وقال الشريف :
فكأنّ الأيام يدركن ثأراً
عندنا فيه أو يقضِّين نذرا
وقد أخذه من قول أبي تمّام :
ودهر أساء الصنع حتّى كأنّما
يقضِّي نذوراً في مساءتي الدهر
قال الشريف في مدح الطائع العبّاسي :
فاذهب كما ذهب الغمام رجوته
فطوى البروق وضنَّ بالتهتان
نظر فيه إلى قول كثير عزَّة :
وإنِّي وإيّاها غمامة ممحل
رجاها فلمّا جاوزته استهلتِ
قال الشريف :
أين الوجوه أحبُّها
وأودّ لو أنّي فداها
أغدو لها متفقّداً
في العائدين ولا أراها
وهو مأخوذ من قول الشاعر :
ما أقبح الناس في عيني وأسمجهم
إذا نظرت فلم أبصرك في الناسع.
ص: 177
قال الشريف :
ساءني مذ نأيت نسيان ذكري
فاذكروني ولو ذكرت بسوء
أخذه من قول عبد الله بن الدمينة :
لئن ساءني أن نلتني بمساءة
لقد سرَّني أنِّي خطرت ببالكِ
قال الشريف :
وما شبت من طول السنين وإنّما
نار حروب الدهر غطَّى سواديا
نظر فيه إلى قول عبد الله بن المعتزّ :
قالت كبرت وشبت قلت لها
هذا غبار وقائع الدهر
والأصل في هذا المعنى لأبي الطفيل عامر بن وائلة الصحابي صاحب الإمام علي عليه السلام المتوفّى عام (100ه) من أبيات أوردها صاحب كتاب خزانة الأدب (ج4 ص31) ومنها :
وما شاب رأسي من سنين تتابعت
عليّ ولكن شيّبتني الوقائع
قال الشريف :
لك الله ما الآمال إلاّ ركائب
وأنت لها هاد وحاد وقائد
وهو مأخوذ من قول أبي تمّام :
أنت جبت الظلام عن سنن ال-
آمال إذ ضلَّ كلُّ هاد وحادِ
وقال السيّد الشريف :
أشمّ منك نسيماً لست أعرفه
كأنَّ ظمياء جرَّت فيك أردانا
والأصل في هذا المعنى بقول محمّد بن عبد الله بن نمير الثقفي مشبِّباً بزينب بنت يوسف أخت الحجّاج الثقفي :
ص: 178
تضوَّع مسكاً بطن نعمان إن مشت
به زينب في نسوة عطراتِ
وقال الشريف :
اذا لم تكن عندي كسمعي وناظري
فلا نظرت عيني ولا سمعت أذني
ونظيره قول الصاحب بن عبّاد :
إن لم تكن آثر من ناظري
عندي فلا متّعت بالناظر
قال الشريف :
ومقبّل كفّي وددت لو أنّه
أوحى إلى شفتيّ بالتقبيل
والمعنى مأخوذ من قول الصاحب بن عبّاد :
وشادن جماله
تقصر عنه صفتي
أهوى لتقبيل يدي
فقلت لا بل شفتي
ص: 179
الفصل الرابع
في مآخذ الشعراء من الشريف الرضي
قال السيّد الشريف راثياً :
كم راحل ولَّيت عنه وميِّت
رجعت يدي من تربه صفراءا
وقد أحسن أخذه السيّد حيدر الحلّي فقال :
ولمّا تجاذبناكم أنا والردى
رجعت برغمي منكم ويدي صفرُ
قال الشريف في رثاء والدته فاطمة :
كيف السلوّ وكلُّ موقع لحظة
أثر لفضلك خالد بأزائي
فعلات معروف تُقرُّ نواظري
فتكون أجلب جالب لبكائي
أخذه تلميذه مهيار الديلمي فقال :
وإن أحدثت عندي يد الدهر نعمة
ذكرتك فيها فاغتدت من مصائبي
قال الشريف :
فِلمْ أنا كالغريب وراء قوم
لو اختبروا لقد كانوا ورائي
نظر إليه إسماعيل بن الحسين الطغرائي المتوفّى عام (514ه) فقال في لاميّته :
تقدّمتني أناس كان شوطهم
وراء خطوي ولو أمشي على مهل
ص: 180
قال الشريف في مقصورته الحسينية :
لو رسول الله يحيا بعده
قعد اليوم عليه للعزا
أخذه الشيخ حمادي الكوّاز الحلّي المترجم في كتابنا البابليّات من قصيدة له حسينية :
فلو عاد حيّاً نبىُّ الهدى
محمّد كان المعزّى به
وقال الشريف في مقصورته المذكورة :
كم على تُربك لما صرِّعوا
من دم سال ومن دمع جرى
أخذه الشيخ صالح الكوَّاز في حسينية له فقال :
أأنسى دموعاً أم دماء تجاريا
من الآل يوم الطف بالسفح والسفكِ
قال السيّد الشريف :
ولقد مررت على ديارهمُ
وطلولها بيد البلى نهبُ
ووقفت حتّى ضجَّ من لغب
نضوي ولجَّ بعذلي الركب
وتلفّتت عيني ومنذ خفيت
عنِّي الطلول تلفَّت القلب (1)
وقد أخذ الطغرائي البيت الثاني برمّته فقال في لاميّته الشهيرة :
وضجَّ من لغب نضوي وعجَّ لما
ألقى ركابي ولجَّ الركب في عذلي
قال الشريف :
ولو شئت غنّتني الحمام عشية
ولكنّني من ماء عيني أشربب.
ص: 181
نظر إليه مهيار فقال :
واذكروا صباً إذا غنَّى بكم
شرب الدمع وعاف القدحا
قال الشريف :
أما اتّقى الله على ضعفه
معذّب القلب بلا ذنب
يا ماطلاً لي بديون الهوى
من دلَّ عينيك على قلبي
وقال عبد المحسن الصوري وقد أخذ من الشريف معنى البيت الخامس من أبياته هذه :
بالذي ألهم تعذي-
-بي ثناياك العذابا
والذي ألبس خدّي-
-ك من الورد نقابا
والذي أودع في في-
-ك من الشهد شرابا
والذي صيَّر حظّ-
-ي منك هجراً واجتنابا
ما الذي قالته عي-
-ناك لقلبي فأجابا
قال الشريف :
وقور فلا الألحان تأسر عزمتي
ولا تمكر الصهباء بي حين أشرب
وقال محمود سامي البارودي :
وما أنا ممن تأسر الخمر لبَّه
ويملك سمعيه اليراع المثقّب
وأراد باليراع المثقّب المزمار ، وهذه الجملة نظر إليها البارودي فأخذها من قول الشريف في القصيدة نفسها :
كأنّ تراجيع الحداة وراءها
صفير تعاطاه اليراع المثقّب
ص: 182
قال الشريف في مدح والده :
طلوع هداه إلينا المغيّب
ويوم تمزَّق عنه الخطوب
لقيتك في صدره شاحباً
ومن شيمة العربىِّ الشحوب
أخذه مهيار الديلمي في قصيدة يمدح بها شبيب بن حمّاد المزيدي من أمراء النيل في بابل :
وعلامة العربىِّ دهمة وجهه
ومن الوجوه البيض غير حسيب
والبدر أشرف طالع في أفقه
وبياضه المرموق فوق شحوب
قال الشريف يصف قومه الهاشميّين :
تلاث برودهمُ بالرما
ح وتلوى عمائمهم بالشهب
وقال مهيار يصف قومه الفرس :
عمّموا بالشهب هاماتِهمُ
ومشوا فوق ظهور الحقب
وقال الشريف في الرثاء :
ولا تعقروا غير حبّ القلو
ب إذا عقر الناس بزلاً ونيبا
أخذه الحاج حسن القيِّم الحلِّي فقال :
إذا ما عقرتم عشار الإبل
فعقري عليه الفؤاد الوجل
قال الشريف :
مضى التليع الأعلى لطيّته
واستأخر المنسمان والذنب
أخذه معروف الرصافي في رثاء أستاذه الآلوسي :
حتّى تقدَّم ما في القوم من ذنب
حواست جمع كن
ص: 183
قال الشريف :
ما أخطأتك النائبا
ت إذا أصابت من تحب
وقال مهيار في صديقه أحمد بن عبد الله :
إذا كان سهم الموت لابدّ واقعاً
فياليتني المرميّ من دون صاحبي
قال الشريف :
قسّموا السوء بين قلبي وعيني
لم جنى ناظري فعُذِّب قلبي
يقول لا تجعلوا قلبي وحده معذّباً بحبّكم فإنّ عيني هي سبب هذا التعلّق ، والعدل يقتضي أن يقسّم عقاب الجناية على من اقترفوها فاجعلوا بعض العذاب لعيني وبعضه لقلبي وقد أخذه مهيار بقوله :
عيني جنت - يا ظالمين - فما لكم
جور القضاء تعاقبون جناني
ما هذه يا قلب أوّل نظرة
أخذ البريّ بها بذنب الجاني
والأصل فيه قول دعبل الخزاعي :
لا تأخذوا بظلامتي أحداً
قلبي وطرفي في دمي اشتركا
قال السيّد الشريف :
حواست جمع كن
للضيم إن أسرى إلىَّ مجانب
والبيد جمع بيداء منصوب على الإغراء بفعل محذوف أي : إلزمي البيداء واسلكيها ، وأسرى إلىّ : سار نحوي ، ومجانب : مباعد ، وقد أخذه مهيار وأحسن التصرّف فيه بقوله :
تنقّلي يا ركب العيس بي
منجّدة طوراً وغوَّاره
لا خطر الضيم ببال امرىء
وأنت بالبيداء خطّاره
ص: 184
قال الشريف :
ومالي بعلم الغيب إلاّ طليعة
من الحزم لا يخفى عليها المغيّب
وقال مهيار مادحاً :
يطلعه نجد كلِّ مشكلة
فكر وراء الغيوب مطلّعُ
قال الشريف :
ونثرة فوقها صبرٌ تظاهره
أردّ منها لأذراب القنا السلبِ
والنثرة : الدرع ، والأذراب جمع ذرب ككتف : الحديد اللسان ، وقد نظر إليه السيّد حيدر الحلّي فقال في إحدى حسينيّاته :
وظاهر فيها بين درعين نثرة
وصبر ودرع الصبر أقواهما عرى
قال الشريف :
يدي في قائم العض-
-ب فما الإنظار بالضرب
وقال الشيخ عبد الحسين الأعسم في خطاب الإمام المهدي :
نرى يدك ابتلّت بقائمة العضب
فحتّام حتّام انتظارك بالضرب
قال الشريف في سموّ دوحته الهاشمية :
إذا كان في جوّ السماء عروقها
فأين أعاليها وأين الذوائب
وقال السيّد مهدي بن السيّد داود الحلّي يصف بيت (آل كبّة) (وأين الثرى من الثريّا) :
وفي منتهى العلياء أن صيّروا له
أساساً لعمري السقف أين يحلِّقُ
ص: 185
قال الشريف :
وتخذتكم لي جنّة فكأنّما
نظر العدوّ مقاتلي من جُنّتي
أخذه الفرزدقي عليّ بن فضّال القيرواني المتوفّى عام (479ه) كما في المعجم :
وإخوان حسبتهمُ دروعاً
فكانوها ولكن للأعادي
قال الشريف :
وما النفس في الأهلين إلاّ غريبة
إذا فقدت أشكالها ولداتها
ونظيرهُ قول أبي الفتح البستي المتوفّى عام (400ه) ولا أدري أيّهما أسبق إلى المعنى :
وما غربة الإنسان في شقّة النوى
ولكنّها والله في عدم الشكل
وإنّي غريب بين بست وأهلها
وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي
قال الشريف يصف الخيل :
متى سمعت صوت الصريخ تنصّبت
قياماً إلى داعي الوغى سمعاتها
نظر إليه الشيخ صالح الكوّاز فقال :
يصغي إلى كلِّ صوت علَّ مصطرخاً
للأخذ في حقّه من ظالميه دعا
قال الشريف في ذمّ الدنيا من أبيات :
طلّقتها ألفاً لأحسم داءها
وطلاق من عزم الطلاق ثلاث
وقد أخذه شاعر العرب عبد المحسن الكاظمي من قصيدة :
وطلّقنا حياة الهون ألفاً
وقد شرعوا ثلاثاً للطلاق
ص: 186
قال الشريف في رثاء عمِّه أحمد بن موسى :
سلا ظاهر الأنفاس عن باطن الوجد
فإنّ الذي أخفي نظير الذي أبدي
أخذه وتصرَّف فيه الشيخ حسين جاوش الحلّي في رثاء السيّد سليمان الكبير (1211ه) وكلاهما مترجمان في (ج2) من كتابنا البابليّات :
وما أنا من يصغي إلى العذل سمعه
وإنّي لفي شغل عن العذل بالوجد
سلا ظاهر الأنفاس عن باطن الأسى
فإنّ الذي أخفيه أضعاف ما أبدي
قال السيّد الشريف في رثاء الصابي :
هيهات أدرج بين برديك الردى
رجل الرجال وواحد الآحاد
نظر إليه العلاّمة السعيد الحبّوبي فقال في رثاء السيّد ميرزا صالح القزويني :
ثوى واحد العصر الذي لفَّ برده
قبائل فهر من جموع وآحاد
وألمَّ به السيّد حيدر الحلّي بقوله :
وأرت بقية فخرها مذ أدرجت
في برد شخص بالكمال وحيد
قال الشريف في أبي إسحاق الصابي :
وربَّ قريب بالعداوة شاحط
وربَّ بعيد بالمودّة دان
ص: 187
أخذه السيّد جعفر الحلّي فقال :
الحبُّ للرجل البعيد مقرِّب
والبغض للرجل القريب مبعِّد
قال الشريف :
تفرَّد بالعلياء عن أهل بيته
وكلُّ يهدِّيه إلى المجد والد
وتختلف الآمال في ثمراتها
إذا شرقت بالرىّ والماء واحد
كذا جاء في الديوان وقد ورد البيت الثاني في محاضرات الراغب الأصبهاني هكذا : وتختلف الأثمار في شجراتها ... ولعلَّه أقرب إلى الصواب ممّا ورد في الديوان.
وقد أخذه الشيخ حمادي نوح الحلِّي فقال في أنجال العلاّمة القزويني :
مثل الفواكه كلٌّ فيه لذَّته
والماء ماء ولمَّا يستوي الثمر
قال الشريف :
يضاع فينشد قعب الغبو
ق وقلبي يضاع ولا ينشد
وقال عبد المحسن الكاظمي من قصيدة في ديوانه :
وقلب يضاع ولا ناشدٌ
وعلق يباع ولا من رباحِ
قال الشريف :
بنى لهم الماضون أساس هذه
وعلوا على آساس تلك القواعد
أخذه الشيخ عبد الحسين شكر النجفي بقوله عن بني أميّة :
وإن تكن فعلت بالآل ما فعلت
فذا البناء على ذاك الأساس بني
ص: 188
قال السيّد الشريف في رثاء الصابي :
قد كنت أهوى أن أشاطرك الردى
لكن أراد الله غير مرادي
وقد أخذه الأخرس في رثاء عبد الغني جميل :
وكان مرادي أن أكون لك الفدا
ولكن أراد الله غير مراديا
وأخذه الشيخ عبد الحسين شكر في إحدى حسينيّاته لفظاً ومعنى :
لقد كنت أهوى أن أشاطرك الردى
ولكن قضى الرحمن دون مراديا
قال الشريف :
إلى جدِّه تنمى شمائل مجده
وهل ترجع الأشبال إلاّ إلى الأسد
وقال السيّد حيدر الحلّي :
كفى خلفاً عنه بأشبال مجده
وهل تخلف الآساد إلاّ شبولها
قال الشريف في رثاء الصابي :
سوَّدت ما بين الفضاء وناظري
وغسلت من عينىَّ كلَّ سواد
نظر إليه السيّد حيدر الحلّي بقوله :
غسلت سواد عيونها بدموعها
فصبغن أردية الكرام الصيّد
ونظر إليه والدنا رحمه الله في رثاء الميرزا موسى القزويني وقال :
لك عيني سوادها أبيضّ لما
غسّلته حزناً بماء البكاء
قال الشريف :
فيا ربمَّا والهوى ضلّة
ترى العين ما لا تنال اليد
ص: 189
أخذ معنى الشطر الثاني معروف الرصافي في الشطر الأوّل من قوله :
ترى مقلتي ما ليس تملكه يدي
وما زلت أسعى منفض الكفِّ محوجا
قال الشريف يصف أهل القبور :
بادون في صور الجميع وإنّهم
متفرّقون تفرَّق الآحاد
أخذه الرصافي في وصف أبناء شعبه :
قوم أضاعوا مجدهم وتفرّقوا
فتراهم جمعاً وهم أشتات
قال الشريف :
وهل ينفع المكلوم عضّ بنانه
ولو مات من غيظ على الأسد الورد
أخذه السيّد حيدر الحلّي فقال :
فعضضت البنان غيظاً ولكن
لا يفيد المكلوم عضُّ البنان
قال الشريف :
متأوِّهاً تحت الخطو
ب تأوَّه الجمل العقير
وقال السيّد حيدر الحلّي :
عججنا إليك من الظا
لمين عجيج الجمال من الناحر
قال الشريف :
بضوامر مثل النسو
ر وغلمة مثل الصقور
ص: 190
وقال السيّد حيدر :
غداة أبو السجّاد جاء يقودها
أجادل للهيجاء يحملن أنسرا
وقال الشريف راثياً :
ودعي الأعنّة من أكفّك إنّها
فقدت مصرِّفها ليوم مغار
وقال السيّد حيدر :
لتلق الجياد السابقات عنانها
فليس لها بعد الحسين مصرِّف
قال الشريف :
كأنَّ السماء بها لامة
وزهر النجوم مساميرها (1)
نظر إليه القيِّم الحلّي فقال :
علَّ مستطرقاً يرى الليل درعاً
وعلى نسجها النجوم قتيرا
وقال الشريف :
وكأنَّ الأيّام يطلبن ثأراً
عندنا فيه أو يقضين نذرا
نظر إليه الحاج حسن القيِّم فقال في الدنيا :
نذرت أن تسي فعلاً فأمست
في بني المصطفى تقضِّي النذورا
وقال الشريف من قطعة قالها عن لسان من سأله مدح جارية سوداء :
وكيف يذهب عن قلبي وعن بصري
من كان مثل سواد القلب والبصرم.
ص: 191
نظر إليه السيّد إبراهيم الطباطبائي بقوله :
هل العين إلاّ ما خلقت سوادها
أو القلب إلاّ ما خلقت سويداه
قال الشريف :
يا ليلة كاد من تقاصرها
يعثر فيها العشاء بالسحر
أخذه البهاء السنجاري لفظاً ومعنى :
لله أيّامي على رامة
وطيب أوقاتي على حاجر
تكاد للسرعة في مرِّها
أوّلها يعثر بالآخر
قال الشريف :
رموا لا يبالون الحشا وتروَّحوا
خليَّين والرامي يصيب ولا يدري
نظر إليه مهيار الديلمي فقال :
بطرفك والمسحور يقسم بالسحر
أعمداً رماني أم أصاب ولا يدري
قال الشريف :
يحنُّ إلى ما تضمر الخمر والحلى
ويصدف عمّا في ضمان المآزر
وقال السيّد حيدر الحلّي :
وراودته لكن من الثغر قبلة
ألذُّ وأشهى من غبوق لغابق
وأعرضت عمّا دون عقد أزاره
عفافاً وقد زالت جميع العوائق
قال الشريف مادحاً :
قام يجني العلا وأنتم قعود
وصحا للندى وأنتم سكارى
ص: 192
أخذه سبط بن التعاويذي ولم يحسن أخذه :
إذا تيقّظت للعلا رقدوا عنها
وإن قمت بالندى قعدوا
قال الشريف :
أفي كلِّ يوم أنت ماتح عبرة
على طلل بالواد أو منزل قفر
وقال عبد المحسن الكاظمي في عينيّته الشهيرة وقد أخذ الشطر الأوّل برمّته :
أفي كلِّ دار أنت ماتح عبرة
إذا غاض منها مدمع فاض مدمع
قال الشريف :
في صيال الأسود إن نزل الخط-
-ب عليهم وفي حياء العذارى
أخذه سبط بن التعاويذي فقال :
من ليوث الشرى إذا دارت ال-
-حرب وفي السلم من ظباء الخدور
قال الشريف :
الماء في ناظري والنار في كبدي
إن شئت فاغترفي أو شئت فاقتبسي
أخذه العلاّمة محمّد الحسين كاشف الغطاء :
خذوا الماء عن عينىّ والنار عن قلبي
ولا تحملوا للبرق منّا ولا السحب
ص: 193
وقال الشريف مادحاً :
كأنَّ ملوك الأرض حول سريره
بغاثٌ وقوفٌ والقطاميُّ جالس(1)
أخذه الشيخ محمّد السماوي في مدح سيّدي الوالد رحمه الله من أبيات :
ترى الأنام سكوتاً عند منطقه
كأنَّه مضرحىّ والورى رخم(2)
قال الشريف مخاطباً بهاء الدولة :
لا تعطش الزهر الذي نبته
بصوب انعامك قد روّضا
وأرع لغرس أنت أنهضته
لولاك ما قارب أن ينهضا
نظر إليهما سبط بن التعاويذي فقال يخاطب عضد الدين بن المظفّر :
وسَقّ غروس المكرمات فإنّني
أعيذك أن تذوي وأنت لها ربُّ
وحاشى لمدحي أن تجفّ غصونه
ومن بحر جدواك المعين لها شرب
قال الشريف في الرثاء :
أرسى النسيم بواديكم ولا برحت
حوامل المزن في أجداثكم تضع
ولا يزال جنين النبت ترضعه
على قبوركم العرّاصة اللمع
وقد سرقه ابن سعد الموصلي سرقة فاحشة فقال من قصيدة يتشوّق فيها إلى دمشق مطلعها : ح.
ص: 194
سقى دمشق وأياماً مضت فيها
مواطر المزن ساريها وغاديها
ولا يزال جنين النبت ترضعه
حوامل المزن في أحشاء أرضيها
قال الشريف في رثاء أبي حسّان أمير عقيل :
لقد صغَّر الأرزاء رزؤك عندها
وهوَّن عندي النازل المتوقعا
أخذه ابن الأعسم النجفي في رثاء أهل البيت عليه السلام :
أنست رزيّتكم رزايانا التي
سلفت وهوَّنت الرزايا الآتية
قال الشريف :
تمضي العلا وإلى ذراكم ترجع
شمس تغيب لكم وأخرى تطلع
نظر إليه الأخرس البغدادي فقال في آل النقيب :
ما غاب بدر دجىً منكم ولا غربا
إلاّ وأشرق بدر كان محتجبا
قال الشريف :
هيهات لا تتكلّفنّ لي الهوى
فضح التطبّع شيمة المطبوع
أخذه السيّد علي خان في قوله من قصيدة أثبتها في سلافته في ترجمة الخطّي :
أتجشم السلوان عنه تكلُّفاً
والطبع يغلب شيمة المتطبِّع
كما أخذه شاعر العرب عبد المحسن الكاظمي في عينيّته الشهيرة :
تعسّفتم ما كان منّي شيمة
وأين من المطبوع من يتطبّع
قال الشريف :
إذا راق صبح فالحصان مصاحب
وإن جنَّ ليل فالحسام ضجيع
ص: 195
أخذه السيّد حيدر الحلّي في رثاء الإمام الحسين عليه السلام :
وله الطرف حيث سار أنيس
وله السيف حيث بات ضجيع
قال الشريف :
كأنَّني يوم استعطي نوالكم
دان من الصخرة الصمّاء يغترف
أخذه السيّد حيدر فقال :
وفي الناس من يغدو به مستميحه
كمستقطر ماء من الحجر الصلد
قال الشريف :
وقيذين قد مال النعاس بهامهم
كما أرعشت أيدي المعاطين قرقف (1)
وقد أخذه الحاج حسن القيِّم الحلّي :
ميل على الأكوار تحس-
-بهم تعاطوا كأس قرقف
قال السيّد الشريف :
من منصفي من الملول المذاق
إنّ مودّات القلوب أرزاق
نظر إليه السيّد حسين الطباطبائي المتوفّى عام (1306ه) فقال :
بودِّه خصَّني الله الودود بلى
ما الودُّ بين الورى إلاّ بأرزاق
قال الشريف :
مالوا إليك محبّة فتجمّعوا
ورأوا عليك مهابة فتفرَّقوال.
ص: 196
نظر إليه مهيار بقوله :
إذا جلسوا تجمّعت المعالي
وإن ركبوا تفرّقت الجموع
قال الشريف :
إلاّ الخلافة ميّزتك لأنّني
أنا عاطل منها وأنت مطوّق
أخذه منه أبو البدر المظفّر بن محمّد بن معروف كاتب عميد الملك من شعراء الدمية (ص118) :
لا غرو أن أعرى وغي-
ري في ثياب الوشي رافل
إن الحمائم ذات أطوا
ق وجيد الباز عاطل
قال الشريف :
يا ظبية البان ترعى في خمائله
ليهنك اليوم إنّ القلب مرعاك (1)
الماء عندك مبذول لشاربه
وليس يرويك إلاّ مدمع الباكي
وقد ألمّ بمعناهما السيّد الشريف الحبوبي في قصيدة راسل بها الحاج محمّد حسن كبّة :
يا ريم حسبك مهجتي مرعى
لا شيح كاظمة ولا الجرعا
وكفاك عن ورد تلمُّ به
عين تفيض غروبها دفعا
قال الشريف :
سهم أصاب وراميه بذي سلم
من في العراق لقد أبعدت مرماك..
ص: 197
وقال مهيار :
ورام سهم عينيه بسلع
وبالزوراء يقتل من يريد
قال السيّد الشريف :
هامت بك العين لم تتبع سواك هوى
من أعلم العين أنَّ القلب يهواك
وعدٌ لعينيك عندي ما وفيت به
ياقرب ما كذبت عينىَّ عيناك
وقد تداول المعنى كثير من الشعراء فقال أحدهم :
وألسننا ممنوعة عن مرادنا
وألحاظنا عنا تجيب وتفهمُ
حواجبنا تقضي الحوائج بيننا
ونحن سكوت والهوى يتكلّم
ونظر إليه شاعر العراق المعاصر الشيخ محمّد رضا الشبيبي فقال :
تفاهمتا عيني وعينك لحظة
وأدركتا أنّ القلوب شواهدُ
ثمّ جاء شاعر مصر أحمد شوقي فقال :
وتعطَّلت لغة الكلام فخاطبت
عينىَّ في لغة الهوى عيناك
قال الشريف :
إلى البلد الحرام معرّضات
لإجراء الطلى بدم حلال
أخذ المعنى السيّد إبراهيم الطباطبائي فقال :
أقول لها اسفحي بدم حلال
ضحى يا نوق بالبلد الحرام
قال الشريف يصف الناقة ووخدها في السير :
كتبت سطوراً في مناسمها
فوق الأباطح والسُرى يُملي
ص: 198
نظر إليه (صرَّدر) فقال في الطلول :
وقفنا صفوفاً في الديار كأنّها
صحائف ملقاة ونحن سطورها
وقال الشريف :
وموت الفتى خير له من حياته
إذا جاور الأيّام وهو ذليل
أخذه أبو المحاسن الحاج محمّد حسن الحائري الكربلائي فقال :
إذا ألف الدنىُّ حياة ذلّ
فموت العزِّ أولى بالغيور
وقال الشريف في رثاء الصاحب بن عبّاد :
مفتاح كلِّ ندى وربَّ معاشر
كانوا على أموالهم أقفالا
أخذه من الشعراء المتأخّرين الحاج حسن القيّم الحلّي من قصيدة :
يا فاتحاً باب الندى
إن أغلق الكرماء بابه
وقال الشريف في الطائع :
وأعطيت ما لم يُعط في الملك مالك
كأنّك فضل والأنام فضول
نظر إليه السيّد حيدر الحلّي :
وقل لعوادي الحتف شأنك والورى
مضى الفضل والباقون منها فضولها
وقال الشريف في رثاء الصاحب :
وأقم على يأس فقد ذهب الذي
كان الأنام على يديه عيالا
أخذه السيّد حسين بن السيّد سليمان الحلّي المتوفّى عام (1236ه) المترجم في ال- (ج2) من كتابنا البابليّات في رثاء الشيخ جعفر كاشف الغطاء المتوفّى عام (1228ه) :
ص: 199
لقد ذهب الذي كانت لديه
جميع الناس عاكفة عيالا
وقال الشريف أيضاً :
هلاّ أقالتك الليالي عثرة
يا من إذا عثر الزمان أقالا
وقد أخذه السيّد حسين المذكور أيضاً فقال :
عثرت ولم يقلك الدهر يا من
إذا عثر الزمان له أقالا
وقال الشريف في قصيدته :
ما كنت أوّل كوكب ترك الدنى
وسما إلى نظرائه فتعالى
أخذه السيّد حسين أيضاً فقال :
سما للعالم العلوىِّ لمّا
رأى نظراءه فيه تعالى
وقد أخذه قبله من الشريف سبط بن التعاويذي في رثاء جدّه لأمّه :
ما غاب في الترب ولكن كوكب
رقى إلى جوِّ السماء وصعد
قال الشريف في إحدى غراميّاته :
أنل نائلاً أولا تثنِّ بنظرة
فإنّي بالأولى الغداة قتيلُ
أخذه السيّد جعفر الحلّي ولم يحسن أخذه فقال :
يا قاتلي باللحظ أوّل مرّة
أجهز بثانية على المقتول
قال الشريف في الصاحب :
هيهات فاتهم تراث مخاطر
حفظ الثناء وضيَّع الأموالا
أخذ المعنى السيّد مهدي بن داود الحلّي فقال في آل كبّة :
حرصت على حفظ الثناء وضيّعت
ما بين طلاّب الندى أموالها
ص: 200
قال الشريف :
يعجبني مطل ديون الهوى
لطول تردادي على الماطل
نظر إليه تلميذه مهيار فقال :
يا ماطلي بالدين ما ساءني
إليك ترديد المواعيد لي
قال الشريف في مطلع إحدى حسينيّاته :
راحل أنت والليالي نزول
ومضرٌّ بك البقاء الطويل
أخذه الشاعر الشهير جميل صدقي الزهاوي فقال :
ساكن أنت والأعادي تقول
ومضرٌّ بك السكوت الطويل
قال الشريف :
غاية الناس في الزمان فناء
وكذا غاية الغصون الذبول
وقال الشيخ عبد الحسين صادق العاملي في رثاء عليّ بن الحسين شهيد الطفّ :
بكر الذبول على نضارة غصنه
إنّ الذبول لآفة الغصن الندي
قال الشريف في مدح الطائع :
فاتني منك انتصار بيمي-
-ني فتلافيت انتصاراً بمقالي
أخذه مهيار الديلمي فقال في أهل البيت عليهم السلام :
فما فاتني نصركم باللسا
ن إذا فاتني نصركم باليد
وقد أخذه أيضاً عبد المحسن الكاظمي من قصيدة في الحرب الطرابلسية الإيطالية فقال :
إن فاتني نصر فرسان الوغى بيدي
فكم أفاد لسان في الوغى وفمُ
ص: 201
قال الشريف متحمّساً :
يستشعر الطرف زهواً حين أركبه
كأنّه بنجوم الليل منتعل
أخذه سبط بن التعاويذي يصف فرس الخليفة :
مفتخراً بنعله
على هلال الأفقِ
قال الشريف :
طلبوا التراث فلم يروا من بعده
إلاّ علاً وفضائلاً وجلالا
وهو عين ما قاله في رثاء والده :
هل يورث الرجل الكريم إذا مضى
إلاّ بواقي من علاً وتكرُّمِ
أخذه السيّد حيدر الحلّي فقال :
مناجيب قد أفنى التراث على الندى
أبوهم وأبقى في العلا لهم الذكرى
قال الشريف :
وتُرى خفافاً في الوغى فإذا انتدوا
وتلاغط النادي رأيت ثقالا
أخذه السيّد حيدر فقال :
إن دُعوا خفّوا إلى داعي الوغى
وإذا النادي احتبى كانوا الثقالا
قال الشريف في كرائم النبوّة يوم كربلاء :
قد سلبن القناع عن كلِّ وجه
فيه للصون من قناع بديل
أخذه الحاج هاشم الكعبي بقوله :
بدت وهي حسرى الوجه ممّا يروعها
وكم حاسر في صونه يتنقّب
ص: 202
قال الشريف :
وبات بارق ذاك الثغر يوضح لي
مواقع اللثم في داج من الظلم
نظر إليه إبراهيم الغزّي المتوفّى عام (524ه) فقال من قصيدة :
حتّى إذا طاح منها المرط من دهش
وأنحلَّ بالضم ّ سلك العقد في الظلم
تبسّمت فأضاء الليل فالتقطت
حبّات منتثر في ضوء منتظم
ونظر إليه مهيار قبله فقال :
وقد كاد أسداف الدجى أن يضلّها
فما دلّها إلاّ وميض ثناياها
وقال الشريف في رثاء ابن ليلى :
لعمرو الطير يوم ثوى ابن ليلى
لقد عكفت على لحم كريم
أخذه السيّد حيدر الحلّي في رثاء جدِّه الحسين عليه السلام إلاّ أنّه جعل السيوف مكان الطير وقد أجاد بقوله :
وإن أكلت هندية البيض شلوه
فلحم كريم القوم طعم المهنّدِ
قال الشريف :
بن على الناس بعزٍّ وعلاً
ستساويهم غداً بين الرمم
أخذ المعنى مهيار الديلمي بقوله :
ميّز من الناس على ظهرها
نفسك لا ميزة بين الرغام
قال الشريف :
ماض من العيش لو يفدى فديت له
كرائم المال من خيل ومن نَعَمِ
أخذه القاضي الأرجاني ولم يوفّق في أخذه :
لو كان يفدى فيُرى راجعاً
ماض من العيش فديناه
ص: 203
قال الشريف :
ولم أر مثل الماطلات عشية
ذوات يسار ما قضين غريما
أخذ مهيار معنى الشطر الثاني منه وأودعه الشطر الأوّل من قوله :
يالواة الدين عن ميسرة
والضنينات وماكنَّ لئاما
قال الشريف في وصف الإبل التي أنحلها السير :
هنَّ القسىُّ من النحول فإن سما
طلب فهنَّ من النجاء الأسهم
أخذه ابن قلاقس بأكثر ألفاظه فقال :
خوص كأمثال القسىِّ نواحلاً
فإذا سما طلب فهنَّ سهام
وأخذه من المتأخّرين السيّد جعفر الحلّي بقوله :
متعطّفات كالقسىِّ موائلاً
وإذا ارتمت فكأنّما هي أسهم
قال الشريف :
فلا باسط بالسوء إن ساءني يداً
ولا فاغر بالذمِّ إن رابني فما
وقال مهيار :
ولا تحسبنِّي باسطاً يد دافع
ولا فاتحاً من بعدها فم عاتب
قال الشريف :
ولولاك ما استسقيت مزناً لمنزل
فأحمل فيه منّة للغمائم
وقد أحسن أخذه ابن الخيّاط الدمشقي وزاد معناه حسناً على الأصل :
وما كنت لولا أنَّ دمعي من دم
لأحمل منّا للسحاب بسقياه
ص: 204
قال الشريف من قصيدة في مدح والده :
وفتية علّموا القنا كرماً
فأصبحت من ضيوفها الرخم
أخذه الحاج حسن القيّم الحلّي في رثاء الحسين عليه السلام :
أعدت السيف كفّه في قراها
فغدا في الوغى يضيف النسورا
والأصل فيه قول أحد شعراء الحماسة :
لمست بكفّي كفّه أبتغي الندى
ولم أدر أنّ الجود من كفّه يُعدي
قال الشريف في البرق :
قمن نساء الحيِّ يقتبس-
-نه ناراً من الإيماض لم تُضرمِ
أخذه ابن القيّم المذكور فقال :
حسبنه خلف البيوت ضرماً
فرحن وهناً يقتبسن ناره
وقال الشريف :
حتّى رمى الإ صباح في ليلة
لفّت أزار الرجل المحرم
أخذه القيّم أيضاً بقوله :
وصار بالصبح كعبد محرم
راح يشدُّ بالصفا أزراره
وقال الشريف :
والقول يعرض كالهلال فإن مشى
فيه الفعال فذاك بدر تمام
أخذه السيّد حيدر الحلّي فقال مادحاً :
كنت الهلال فزدت في
مدحي إلى أن صرت بدرا
ص: 205
قال الشريف في رثاء والده :
وغدت عرانين العلا وأكفّها
من بين أجدع بعده أو أجذم
أخذه السيّد حيدر في رثاء السيّد مرزا جعفر :
شهرت أيدي المنايا سيفها
فاستعاذ الدهر منه فزعا
وحمى عن أنفه في كفّه
فإذا الأقطع يحمي الأجدعا
كما أخذه عبد المحسن الكاظمي في رثاء الشيخ محمّد حسن آل ياسين فقال :
وغدت أكفّ المجد إثر أنوفها
هذي مجذّمة وهذي جدَّع
قال الشريف في الخليفة الطائع :
لله ثمّ لك المحلُّ الأعظم
وإليك ينتسب العلاء الأقدم
أخذ سبط بن التعاويذي الشطر الثاني بتمامه فقال :
وإليك ينتسب العلاء قديمه
وحديثه وطريفه وتلاده
قال الشريف :
كالغيث يخلفه الربيع وبعضهم
كالنار يخلفها الرماد المظلم
وقال السيّد حيدر الحلّي :
وبعضهم كالنّار لا يخلفها
فيها سوى ما كان من رمادها
قال الشريف :
إنَّ الجياد على المرا
بط تشتكي طول المقام
وقال السيّد حيدر في الشطر الأوّل من هذا البيت :
الخيل عندك ملّتها مرابطها
والبيض منها عرا أغمادها السأم
ص: 206
قال الشريف :
إنّما قصّر في آجالنا
أنّنا نأنف من موت الهرم
وقال السيّد حيدر الحلّي :
عهدي بهم قصر الأعمار شأنهم
لا يهرمون وللهيّابة الهرم
الأمير أبو محمّد عبد الله المعروف بابن سنان الخفاجي الحلبي المتوفّى عام (466ه) كان يحذو حذو الشريف ويتبع طريقته ويأخذ من معانيه وألفاظه :
قال الشريف :
لست للزهراء إن لم ترها
كوعول الهضب يعجمن اللجم
وقال ابن سنان :
لست من عدنان إن لم ترها
كذئاب القاع يرعين اللجم
قال الشريف :
دين عليك فإن تقضيه أحي به
وإن أبيت تقاضينا إلى حكم
وقال ابن سنان :
فكيف تقذف ودّاً كنت تحفظه
لقد خصمتك لو صرنا إلى حكم
قال الشريف :
يا قلب ما أنت من نجد وساكنه
خلّفت نجداً وراء المدلج الساري
نظر إليه ابن سنان بقوله :
لقد علقت بشعب غير ملتئم
آهاً لقلبك من نجد وساكنه
ص: 207
وقال ابن سنان أيضاً :
يا إخوتي وإذا صدقت فأنتم
من إخوة الأيّام لا من إخوتي
بعداً لأيّامي التي علّقتها
بكم فحارت في السبيل وضلّت
قال الشريف :
إن الذوابل والأقلام أرشية
إلى العلا لملوك العرب والعجم
ليس السيوف عن الأقلام غانية
الفري للسيف والتقدير للقلم
وقد أجاد في أخذ معناهما السيّد رضا الهندي الموسوي فقال في مطلع قصيدة مدح بها أحد علماء إيران من أقطاب الحركة الدستورية :
السيف من حقّه أن يخدم القلما
يجري مداداً فيبكي السيف منه دما
قال الشريف في رثاء شرف الدولة بن عضد الدولة :
لم يجر يوماً بأطراف العراق دماً
إلاّ وراع دماء القوم في الشام
نظر إليه الشيخ حمادي نوح الحلّي فقال في رثاء العلاّمة السيّد مهدي القزويني :
خبر يدكدك في العراق جباله
فتراع من دهش جبال الشام
قال الشريف في مدح الطائع العبّاسي :
فإذا غضبت فأنت أنت شجاعة
توفي على غضب الردى وهمُ همُ
نظر إليه السيّد حيدر الحلّي فقال يخاطب الإمام المهدي عليه السلام :
ما خلت تقعد حتّى تستثار لهم
وأنت أنت وهم فيما جنوه هم
ص: 208
قال الشريف :
لا يستقرّ المال فوق أكفّهم
كالسيل يزلق من ذرى الأعلام
أخذه القاضي الأرجاني فقال :
له كفٌّ يزلُّ المال منها
وكيف يقرُّ ماء في مسيل
قال الشريف في وصف شعره :
لا يفضل المعنى على لفظه
شيئاً ولا اللفظ على المعنى
أخذه السيّد السعيد الحبّوبي في وصف شعره وزاده حسناً :
فلست ترى به لفظاً غريباً
ولا معنى به إلاّ غريبا
قال الشريف :
ومنظر كان في السرّاء يضحكني
يا قرب ما عاد بالضرّاء يبكيني
أخذه ابن زيدون بقوله من قصيدته الشهيرة (463ه) :
إنّ الزمان الذي ما زال يضحكنا
أنساً بقربكم قد عاد يبكينا
قال الشريف في إحدى غراميّاته :
لو أنَّ قومك نصَّلوا أرماحهم
بعيون سربك ما اُبلَّ طعينُ
وقد ألمَّ به الشيخ صالح الكوّاز في إحدى حسينيّاته :
لو كلّ طعنة فارس بأكفهم
لم يخلق المسبار للمطعون
قال الشريف :
أشمّ منك نسيماً لست أعرفه
كأن ظمياء جرّت فيك أردانا
ص: 209
نظر إليه والدنا الشيخ يعقوب بن جعفر بن الحسين فقال :
وبمسك ضاع الصعيد إذا
انجرَّ رداء لها عليه ومرط
قال الشريف :
مررت على تلك الديار ووحشُها
دوان ومن يحكين غير دوان
فأنكرت العينان والقلب عارف
قليلاً ولحّا بعدُ بالهملان
وقال الأبيوردي الأموي وأخذ الصدر الأوّل من البيت الثاني :
لها في محاني ذلك الشعب منزل
إذا أنكرته العين فالقلب عارف
قال الشريف في رثاء الصابي :
ملأت بمحياك البلاد مساعياً
ويملأ مثواك البلاد مناعيا
أخذه السيّد حيدر الحلّي في رثاء الشيخ مهدي آل كاشف الغطاء :
ملأت مكارمك البسيطة أنعماً
فلذلك انعقدت لفقدك مأتما
قال الشريف :
ومن حذر لا أسأل الركب عنكم
وأعلاق قلبي باقيات كما هيا
وقال السيّد السعيد الحبّوبي من مقطوعة يشكّ في صحّة نسبتها إليه :
لقد طال عهد الحبّ بيني وبينهم
وأشجان قلبي باقيات كما هيا
قال الشريف :
وما شبت من طول السنين وإنّما
غبار حروب الدهر غطّى سواديا
ص: 210
أخذ معناه الشاعر الشهير محمّد مهدي الجواهري بقوله :
ومستنكر شيباً قبيل أوانه
أقول له هذا غبار الوقائع
قال الشريف :
هل عرَّقت فيكم كفاطمة
أمٌّ وهل كمحمد جدُّ
أخذه علاء الدين الشفهيني الحلّي من قصيدة له حسينية :
فما كلُّ جدّ في الرجال محمّد
ولا كلُّ أمّ في النساء بتول
قال الشريف :
تمنّى رجال نيلها وهي شامس
وأين من الشمس الأكفّ اللوامس
وقال تاج الدين الحسن بن راشد من قصيدة يمدح فيها الإمام المهدي عليه السلام متضمناً الشطر الثاني :
كشمس تعالت عن أكفّ لوامس
(وأين من الشمس الأكفُّ اللوامس)
قال الشريف :
أنامله في الحرب عشر أسنّة
ولكنّها في الجدب عشر غمائم
وأين يقع قول الشيخ حسن مصبح الحلّي من الشطر الثاني :
خصباً بعشر غمائم لكنّها ال-
-عشر الأنامل تستهلّ وتغدق
قال الشريف في مدح الطائع :
يُعدّ لعليائه هاشماً
إذا ما الأذلاّء عدُّوا هشاما
إذا ما بنوا بيت أكرومة
أطالوا السماك ومدُّوا الدعاما
ص: 211
أخذه الخطيب الشيخ حسّون بن عبد الله الحلّي :
فهمُ الوارثون أكرومة ال-
-مجد قديماً من هاشم لا هشام
قال الشريف :
أمن المروءة أن أبيت مسهّداً
قلقاً أبلُّ ملابسي بدموعي
وتبيت ريَّان الجفون من الكرى
وأبيت منك بليلة الملسوع
أخذه منه السيّد حسين الطباطبائي بحر العلوم :
أسرَّك طرفي أن يبيت مسهّداً
وقلبي ملسوع وطرفك راقد
ص: 212
ص: 213
ص: 214
مودّة القربى وأهل العبا
تأليف
عليّ بن شهاب الدين الهمداني
714 - 786 ه-
تحقيق
محمّد جواد النجفي
ص: 215
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
جاء أعرابىُّ إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) فقال : يا محمّد ، اعرض علىَّ الإسلام.
فقال : تشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبدُه ورسولُه.
قال : تسألني عليه أجراً؟
قال : لا ، إلاّ المودّة في القربى.
قال : قرابتي أو قرابتُك؟
قال : قرابتي.
قال : هات أبايعك ، فعلى من لا يحبّ قرابتك لعنة الله.
فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله) : آمين.
كفاية الطالب /90
ص: 216
مقدّمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
لعلّ كلّ قارىء متتبّع حين يتصفّح تلك الأوراق التي حملت بين أسطرها مناقب أهل البيت وفضائلهم عليهم السلام يعي جيّداً مدى حجم الخطورة التي حملتها تلك الصفحات على عاتقها منذ وقت روايتها وتدوينها ونزولاً إلى مستقرّها بين يدي قارئها الكريم ، ولا سيّما إذا ما طالعنا تاريخ الظلم والاضطهاد الذي مارسه السّاسة والحكّام تجاه أهل البيت عليهم السلام وتجاه ما جاء بحقّهم من الفضائل والمناقب التي تكشف أحقّيّتهم وتظهر مظلوميّتهم.
فمنذ اليوم الأوّل الذي قُبض فيه الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) ظهرت بوادر الظلم والجور على تركته - الثقل الثاني بعد الكتاب - ومُورست تجاههم سياسة القمع والإقصاء ، فأصبحوا مصداقاً لقول أمير المؤمنين عليه السلام :
إذا ما رأسُ أهلِ البيتِ ولَّى
بدا لهُمُ من الناسِ الجفاءُ(1)
أخذت هذه السياسة تزداد في تماديها شيئاً فشيئاً على شجرة النبوّة وحملة الرسالة ، حتّى أصبح سبّ أخِ رسول الله وابن عمّه من على المنابر سنّةً أكيدةً لا محيص عنها.
ذلك الرجل العظيم الذي خلّفه الرسول الكريم للمسلمين إماماً ووصيّاً 7.
ص: 217
وخليفةً وبخبخ له قادتُهم وزعماؤهم المزعومون ، أمسى بين ظهرانيهم - ولسبعين سنةً - مشتوماً على أفواه وعّاظ السلاطين.
فمنذ ذلك الوقت المبكّر لغياب حامل الرسالة المصطفى(صلى الله عليه وآله) أصبحت فضائل أهل بيته من أشدّ المحظورات المهلكة التي يلزم على الجميع اجتنابها واجتناب تدوينها ، بل روايتها مطلقاً.
وكانت الانطلاقة الأولى لهذه الهجمة العشواء متمثّلةً بنهي الخليفة الثاني عن تدوين الحديث الشريف بذرائع شتّى ، ولا يخفى أنّ مناقب أهل البيت وفضائلهم كان لها الحظُّ الأوفر من بين تلك الأحاديث الشريفة المنهىّ عنها ، فكانت الوسيلة الوحيدة لتحجيم فضائل العترة الطاهرة آنذاك هو النّهي عن تداول الحديث على الإطلاق وإن كان في ذلك ضياع للشريعةِ الغرّاءِ.
وهكذا مروراً بمعاوية الذي كتب إلى الآفاق : «برئت الذمّة ممّن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته»(1).
ونزولاً إلى الحكّام المتعسّفين الذين أخذوا يتفنّنون باضطهاد أهل البيت وأتباعهم ومن روى شيئاً بحقّهم.
ومن الغريب والملفت للنظر أن تصل قصاصات الجلد وجذاذات الورق وهي تحمل في طيّاتها مناقب أهل بيت الرحمة وفضائلهم.
فوا عجباً ، كيف تسنّى لهذه المحظورات أن تشقّ جدار الزمن القاهر وتخترق أبواب السلاطين الظلمة الذين سعوا جاهدين لإزالة ما تبقّى من آثارهم ومناقبهم؟!
وكيف تسنّى لها أن تصل إلينا بعد أن قطعت مسافة ألف وأربعمائة سنة من القهر والحرمان ، مجتازةً حقول الألغام التي لا تُبقي ولا تذر؟! 4.
ص: 218
قد ضاع حتماً منها الكثير ، وما وصل منها أقلّ من القليل ، ومع ذلك تبقى عيون الدهشة والاستغراب شاخصة إليها ، خصوصاً عندما نستمع إلى أحمد بن حنبل وهو يقول : «ما جاء لأحد من أصحاب الرسول(صلى الله عليه وآله) من الفضائل ما جاء لعليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه»(1).
وسرعان ما يزول هذا التعجّب والاستغراب حين نعلم أنّ ليد الغيب تدخّلا في حفظ آثارهم ومناقبهم عليهم السلام ، وأنّ الآية الكريمة (إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنا لَهُ لَحافِظُوْنَ) (2) لها ارتباط وثيق بهذا الشأن.
فقد جاء في مناقب ابن شهراشوب بعد أن ذكر قوله تعالى : (فَسئلُوا أهلَ الذِكِرِ) (3) ، ثمّ قوله تعالى : (إِنا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنّا لَهُ لحفِظُونَ) ، قال :
«قال الحارث : سألت أمير المؤمنين عن هذه الآية؟
قال : واللهِ ، إنّا نحن أهل الذكر ، نحن أهل العلم ، نحن معدن التأويل والتنزيل»(4) فإن كان الله (عزّ وجلّ) متكفّل بحفظ الذكر من الضياع والتحريف ، فكذلك أهله ، لا بدّ من حفظ مكانتهم ، وإبراز فضيلتهم ، فبهم يحفظ الذكر ، وبهم تكشف أسراره وتتّضح معانيه.
ولذا فقد قيّظ الله تعالى لنصرة أهل البيت عليهم السلام ولحفظ فضائلهم ومناقبهم وإظهار حقّهم ومظلوميّتهم من أعلام الحفّاظ النابهين وأئمّة الحديث المتفقّهين الذين تسمو بأنفسهم روح العدل والإنصاف ، فجمعوا ما تبعثر من مآثرهم وما تشتّت من مناقبهم ، وقوّموا الأحاديث وصحّحوا 3.
ص: 219
الأسانيد وبذلوا عناية فائقة في حفظ تراثهم وتدوينه ، وذلك بعد ما اطّلعوا على الجناية العظمى والمؤامرة الكبرى التي حاكها ساسة الشرّ من أجل طمس هويّتهم (صلوات الله وسلامه عليهم).
وهكذا صنع كبار أئمّة أهل السنّة المنصفين ، ومن منطلق : قل الحقّ ولو على نفسك ، فصنّفوا المجلّدات الطوال ودوّنوا الأحاديث والأخبار التي تخصّ مناقب آل النّبيّ الأطهار ، ومن بين أُولئك الأعلام الأخيار السيّد عليّ ابن شهاب الدين الهمداني ، الذي أخذ على عاتقه أن يُلملم شتات مفاخرهم ويجمع ما تفرّق من فضائلهم بكتاب موجز سمّاه مودّة القربى وأهل العبا ، وهو كتاب عانى الضّياع والإهمال طوال القرون السبعة المنصرمة.
وقد رغّب إلىّ الأستاذ فارس حسّون كريم تحقيق هذا السفر الجليل ، ثقة منه بي ورغبة في تحقيق تراث أهل البيت ونشر أفكارهم ومعارفهم ، فشمّرت عن ساعد الجدّ تلبية لطلبه الكريم في تحقيق هذا الكتاب القيّم ، كي يخرج إلى النور بحُلّة جديدة بعد أن مضى عليه زمن طويل من الغياب والإهمال.
وقد وضعنا المقدّمة على قسمين :
القسم الأوّل : يتناول جوانب من حياة المؤلّف.
والقسم الثاني : تحدّثنا فيه عن منهجيّة تحقيق الكتاب.
ولا أدّعي أنّي أحرزت الكمال والتّمام في عملي هذا ، فالكمال له وحده سبحانه ، آملاً منه تعالى أن يهدينا بهدايته وينيرَ لنا دربه ويُنيلنا شفاعة محمّد وآله(صلى الله عليه وآله) ، إنّه خيرُ مدعوّ وخيرُ مجيب.
محمّد جواد النجفي
17 / ربيع الأوّل / 1429
ص: 220
القسم الأوّل
المؤلّفُ في سطور
اسمُهُ ونسبُهُ :
هو عليّ بن شهاب الدّين بن محمّد بن عليّ بن يوسف بن محبّ بن محمّد بن جعفر بن عبد الله بن محمّد بن عليّ بن الحسن بن الحسين الأصغر ابن الإمام السجّاد عليه السلام.
هكذا ترجمه تلميذه البدخشي في كتابه خلاصة المناقب(1) وهو المشهور من اسمه ونسبه.
وذكره صاحب الموسم بهذا الشكل :
السيّد عليّ بن شهاب الدين بن محمّد بن عليّ بن يوسف بن أشرف ابن محمّد بن جعفر بن عبد الله بن محمّد بن حسين بن جعفر الحجّة بن عبد الله بن زاهد ، المنتهي نسبه للحسن ابن الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام (2).
وذكر بعضهم أنّه عليّ بن شهاب الدين حسن بن محمّد الأمير السيّد المعروف بابن شهاب الهمداني المسعودي(3).
ولادتهُ :
ولد السيّد الجليل في الثاني عشر من رجب 10 سنة 714 ه- ، 4.
ص: 221
الموافق للثاني عشر من أكتوبر (تشرين الثاني) سنة 1314 م(1).
وهو من العلماء اللوامع في القرن الثامن المشار إليهم بالبنان ، فقد اشتهر أمره وامتدّ صيته ليس في العالم الإسلامي فحسب بل جاز أكثر أنحاء العالم غرباً وشرقاً حتّى كان يُعرَفُ بالأمير الكبير ، وعليّ الثاني ، وشاه همدان ، وقطب الأقطاب ، وسلطان السّادات والعرفاء ، وعرف أيضا بقطب الزمان ، وشيخ سالكان جهان.
اشتغل بالعلم والتدريس ، ولازم الطريقة والتصوّف ، حتّى أصبح من كبار العلماء العاملين والعرفاء المتصوّفين ، ونُسبت إليه كرامات كثيرة ، كإحياء الأموات وغيرها.
وترجم له عدد غير قليل من أئمّة العلم ورجاله ، وذكروه بثناء لائق ، وإطراء فائق ، وتحدّث الكثيرون عن اسمه ونسبه وآثاره ، وله أحفاد مشهورون.
قال صاحب الذريعة :
«السيّد عليّ بن شهاب الدين الهمداني ... الملقّب بسياه بوش(2) ، وحفيده السيّد عليّ الصغير ، كان نقيب السادات ، وهو جدّ السادة العلوية بهمدان ، ومن أحفاده السيّد موسى الطبيب الماهر نزيل الكاظمية المتوفّى بها بحدود سنة (1327)»(3).
لاقت سيرته وآثاره عناية فائقة في الهند وباكستان وأفغانستان وآسيا عموماً وفي دول الغرب أيضاً كألمانيا وإيطاليا. 0.
ص: 222
ويبدو أنّه لم يلق ذلك الاهتمام اللائق في البلاد العربية على الرغم من انتشار مخطوطاته في مراكزها العلمية ، فبقي ذكره خاملا هناك وآثاره ومخطوطاته مهجورة على رفوف المكتبات تعاني الإهمال والضياع وتعلوها أكوام الغبار ، وهي تنتظر من يمدّ لها يد العون ويخرجها إلى الحياة كي تأخذ مكانها اللائق بها.
شيوخهُ وتلامذتهُ :
أخذ السيّد الهمداني علومه ومعارفه عن أمّة من علماء عصره وزهّاد زمانه ، ولكثرة أسفاره وترحاله سبب وثيق في إدراكه عدد غير قليل من كبار أئمّة ومشايخ عصره.
يقول الجامي في كتابه (نفحات الأُنس) : «وصحب السيّد عليّ الهمداني من المشايخ أربعمائة وألف ، واجتمع في مجلس واحد بأربعمائة شيخ مكمّل»(1).
ومن هنا يُعلم أنّ السيّد الهمداني قد نهل من علوم هؤلاءِ ومعارفهم كثيراً.
فقد كان ملازماً للشّيخ شرف الدين محمود بن عبد الله المزدقاني ، إلاّ أنّه أخذ الطريقة من صاحب السرّ بين الأقطاب تقي الدين عليّ دوستي ، الذي أخذ عن الشيخ ركن الدين أحمد بن محمّد المعروف بعلاء الدولة السمناني.
ولمّا توفّي تقي الدين عليّ عاد إلى الشّيخ شرف الدين محمود(2) ، ه.
ص: 223
وقيل : إنّه أخذ عن والده أيضاً(1).
وأخذ الحديث عن الشّيخ نجم الدين أبي الميامين محمّد بن أحمد الموفّق الأذكاني.
وقد صحب السيّد الهمداني جماعة من كبار العارفين في عصره ، منهم : المير حسين السمناني ، والخواجة إسحاق الختلاني ، ونور الدين جعفر رستاق البازاري البدخشي والسيّد جلال الدين العطائي ، والسيّد كمال الثاني ، والسيّد جمال الدين المحدّث ، والسيّد فيروز المعروف بجلال الدين ، والسيّد محمّد كاظم ، والمير ركن الدين ، والقطب الأمجد السيّد محمّد القريشي ، والسيّد أحمد القريشي ، والسيّد محمّد عزيز الله ، والمير محمّد القادري.
أمّا تلامذتُه الذين أخذوا عنه وأفادوا منه فهم كثيرون ، برز منهم السيّد نور الدين البدخشي صاحب كتاب خلاصة المناقب الذي ترجم فيه أستاذه الهمداني ، والخواجة إسحاق الختلاني ، وبرهان بن عبد الصّمد البغدادي صاحب كتاب سرّ الطالبين ، وحاجي بن طوطي عليشاه قتلاني الذي أخذ الفتوى عنه(2) ، وغيرهم كثيرون.
مذهبُه :
يذهب السيّد الهمداني مذهب المتصوّفة والعرفاء ، بل هو من كبار شيوخهم وأئمّتهم وتشهد بذلك كتاباته العديدة التي دوّنها في هذا المجال ، ولكن لم يُعرف على وجه التحديد مذهبه الفقهي إلاّ ما اشتهر من أمره أنّه 9.
ص: 224
من علماء أهل السنّة فحسب ، ولم يُذكر اسم مذهبه صريحاً ، ووُصِفَ في بعض الكتابات المتأخّرة أنّه كان حنفىّ المذهب ، وقال بعضهم : إنّه شافعيٌّ ، مسلّمين بتسنّنه دون تردّد.
وعدّه بعضهم شيعيّاً ، لذا ترجم له الطهراني في الذريعة والعاملي في الأعيان مستندين بذلك على ما كتبه القاضي نور الله التستري ، إذ كتب رسالةً في إثبات تشيّعه وأورد في ذلك جملةً من الأدلّة(1).
ولكن المشهور من أمره أنّه من كبار علماء السنّة ، فهو يكتب على طريقتهم وناشئ على عاداتهم ، ولاسيّما إذا لاحظنا مشائخه وأصحابه الذين هم من علماء أهل السنّة غير أنّ حبّه لآل البيت وتسليمه فيما اتّضح له من الحجج والبراهين الدالّة على وجوب ولائهم وفرض محبّتهم جعل الشّكّ يحول دون الجزم بتسنّنه عند بعض الكتّاب ، كما هو حال الكثيرين من كبار علماء أهل السنّة كالنسائي والحاكم النيسابوري وغيرهم ممّن حُسِبوا شيعةً بسبب ما كتبوه ودوّنوه من فضائل آل البيت ومناقبهم التي كانت من المحظورات آنذاك.
ويظهر أيضاً أنّ الهمداني حنفىّ المذهب ، فقد عدّه محمود بن سليمان الكفوي المتوفّى سنة 990 ه- والذي قال عنه الزركلي : «إنّه عالمٌ بتراجم الحنفية» عدّ السيّد الهمداني من علماء الحنفية في كتابه طبقات الحنفية والمسمّى ب- كتائب الأعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار ، وأورد له ترجمة وافية مؤطّرة بالمدح والثناء البالغ.
ويمكن الركون إلى قول الكفوي هذا كونه أقرب إلى عهد الهمداني 9.
ص: 225
من غيره ممّن تحدّثوا عن مذهبه ، ولأنّه عالمٌ بطبقات الحنفية أيضاً.
وممّن حسبه كذلك الإمام الكهنوي ، قال عنه : «السيّد عليّ بن شهاب الدين الهمداني ، من مشاهير علماء السنّة وعرفائهم ، ومن الفقهاء الحنفية»(1).
وعدّه كذلك السيّد شهاب الدين المرعشي في موسوعته ، فإذا ذكر مصادر أهل السنّة قال عنه : «ومنهم - أي ومن علماء السنّة - السيّد الهمداني».
وجاء في نفحات الأزهار : «السيّد الهمداني من كبار علماء أهل السنّة ومن مشاهيرهم»(2).
رحلاتُه وأسفارُه :
امتاز السيّد الهمداني بكثرة الأسفار والترحال وطرقه البلاد والأمصار ، فطاف أغلب البلاد المسكونة وتعرّف على كبار مشايخ أهلها واصطحب عدّة من أوليائها ، حتّى لقّب بالسيّد السائح(3) ، وكان ذلك جزأً من وظائفه الصوفية ومهمّة من مهامّه العرفانية.
فقد حدّثنا الجامي في كتابه نفحات الأنس عن السيّد الهمداني قائلاً : «لمّا مات الشّيخ تقي الدين عليّ رجع السيّد الهمداني إلى الشّيخ شرف الدين محمود ، فقال : ما تقول أيّها الشيخ؟ فقال الشّيخ : أمر الله تعالى أن ت.
ص: 226
تدور إلى أقصى بلاد العالم ، فدار في الربع المسكون ثلاث مرّات»(1).
وكان للسيّد المترجم محبّة كبيرة في نفوس أصحابه ومريديه وكلّ من يتّصل بجنابه من بعيد أو قريب.
وروي أنّه لمّا كان في خراسان وقع خلاف بينه وبين الأمير تيمور كوركان في معنى الحكمة ، فقدم كشمير سنة (740 ه- أو 741 ه) مع سبعمائة من أصحابه ، فأسلم على يده غالب أهلها(2).
ومن هذا يتّضح أنّ للسيّد الهمداني أثراً بالغاً وكبيراً في نشر التعاليم الإسلامية في أصقاع الأرض ، ويعود الفضل في ذلك إلى وظيفته الصوفية الرهبنية التي حتّمت عليه أن يسيح في الأقطار ويجول في الأمصار.
كلماتُ العلماءِ في حقّهِ :
نال السيّد الهمداني شهرة واسعة في أرجاء المعمورة ، وقد حضي بالمدح الجزيل والثناء الجميل من قبل كبار العلماء ومشاهير العرفاء ، فنعتوه بما يفوق الوصف والإطراء ، وهذه إشارة إلى كلمات بعض الأعلام في حقّه :
قال تلميذه نور الدين البدخشي :
«في بيان بعض فضائل العروة الوثقى ، حضرة الرحمن الشكور الفخور ، بجناب الديّان ، قرّة عين محمّد الرسول ثمرة فؤاد المرتضى والبتول ، المطّلع على حقائق الحديث والتفسير الممعن في السرائر بالبصيرة والتبصير ، المرشد للطالبين في الطريق السبحاني ، الموصل للمتوجّهين إلى0.
ص: 227
الجمال الروحاني ، العارف المعروف بالسيّد عليّ الهمداني ، خصّه الله اللطيف باللطف الصمداني ورزقنا الاستنارة الدائمة من النور الحقّاني»(1).
وقال عنه الجامي :
«أمير السيّد عليّ بن شهاب الدين بن محمّد الهمداني قدّس الله تعالى سرّه ، كان جامعاً بين علوم الظاهر والباطن ، وله مصنّفات كثيرة في علوم أهل الباطن»(2).
وقال الكفوي :
«لسان العصر ، سيّد الوقت ، المنسلخ عن الهياكل الناسوتية ، والمتوسّل إلى سبحات اللاهوتية ، الشيخ العارف الربّاني والعالم الصمداني ، مير سيّد عليّ بن شهاب الدين محمّد بن محمّد الهمداني ، قدّس الله تعالى سرّه ، كان جامعاً بين العلوم الظاهرية والباطنية ، وله مصنّفات كثيرة في علم التصوّف».
وقال عنه مجد الدين البدخشي :
«ذكر الفقيه الهمداني عليّ الثاني مير سيّد عليّ الهمداني قدّس الله سرّه ، لقّب بعلي الثاني ، وقد وصفه مشايخ عصره : سلطان الأولياء ، وبرهان الأصفياء ، قدوة العارفين زبدة المحقّقين ، مستجمع الأسماء والصفات ، الجامع بين المتجلّيات ، محي الشريعة والطريقة والحقيقة ، ختم المتقدّمين ، 8.
ص: 228
زبدة المتأخّرين ، وارث الأنبياء والمرسلين ، مرشد الأولياء إلى طريق الحقّ باليقين ، مركز دائرة الوجود ، الهادي إلى المقصود ، قطب الأقطاب ، الكامل المكمّل الصمداني ، عليّ أمير كبير ، السيّد عليّ الهمداني»(1).
وقال بحقّه القندوزي الحنفىّ :
«الولىّ الكامل ، وصاحب الكشف والكرامات ، زبدة السّادات وقدوة العارفين ، مولانا ومقتدانا مير سيّد عليّ بن شهاب الهمداني ، قدّس الله أسراره ووهب لنا بركاته وأنواره».
وقال أيضاً : «جامع الأنساب الثلاثة ، مير سيّد عليّ بن شهاب الهمداني ، قدّس الله سرّه ووهب لنا بركاته وفتوحاته»(2).
وقال عنه الإمام الكهنوي :
«السيّد عليّ الهمداني ، من علماء أهل السنّة الربّانيّين ومن مشاهير عرفائهم المنتجبين ، فقد ترجموا له بما يفوق الوصف ونسبوا الكرامات الجليلة إليه»(3).
وقد وصفه غير من ذكرنا بمثل ما تقدّم من الأوصاف الجليلة ، كالميبدي في الفواتح - شرح ديوان أمير المؤمنين ، والشيخ أحمد القشّاش في السمط المجيد ، ووليّ الله الدهلوي في الانتباه في سلاسل أولياء الله ، والسيّد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ، وغير من ذكر. 8.
ص: 229
ما كُتب حول المؤلّف :
ذكرنا فيما سبق أنّ السيّد الهمداني لاقى اهتماماً واسعاً منذ عصره وإلى زماننا هذا ، فقد كُتب عن سيرته وآثاره كثيراً ، ولعلّ أهمّ وأقدم ما جاء عنه في كتاب خلاصة المناقب لتلميذه ومريده نور الدين البدخشي ، فقد استعرض خلال كتابه هذا اسم المؤلّف ونسبه ومناقبه وكراماته وجوانب أخرى عن حياته.
وكتب أيضاً حيدر البدخشي مريد السيّد عبد الله البرزش آبادي كتاباً ضمّ فيه سيرته وكراماته وسمّاه منقبة الجواهر(1).
وكذا تلميذه برهان بن عبد الصمد كتب كتاباً باللغة الفارسية وأسماه سير الطالبين ، وهو كتاب في السلوك والعرفان ، جمع فيه كلمات استاذه العارف المتألّه الهمداني(2).
والقاضي نور الله التستري وضع رسالة عن السيّد الهمداني ، استعرض خلالها عدّة أدلّة على تشيّعه ، قال الطهراني : «ذكر ذلك بعض الموثوقين»(3).
أمّا بخصوص الدراسات والكتابات الحديثة التي سلّطت الأضواء على سيرة السيّد الهمداني فهي عديدة أيضاً ، منها ما كتبته الدكتورة سيّدة أشرف ظفر ، إذ كتبت دراسة واسعة باللغة الأُوردية بعنوان (سيّد مير عليّ همداني) 9.
ص: 230
تناولت فيها جوانب من سيرته وحياته ، وطبعت في (دهلي) الهند عام1987.
وأفرد الدكتور محمّد رياض - من باكستان - كتاباً ضخماً ضمّ بين دفّتيه جوانب واسعة من حياة المؤلّف ، كتبه باللغة الفارسية ، ويقع الكتاب في (545) صفحة ، نشره مركز تحقيقات فارسي إيران وباكستان في إسلام آباد ، وطبع في (لاهور) عاصمة باكستان سنة 1405 ه- الموافق 1985 م ، وقد توسّع المؤلّف في الحديث عن جوانب حياته كلّها وعدّد مؤلّفاته وأورد شعره ونثره ، وضمّ إليه ستّة رسائل من رسائله الفارسية والعربية ، ومنها كتابه السبعين في مناقب أمير المؤمنين ، وكتاب الأربعون حديثاً في فضائل أمير المؤمنين ، وغير ذلك.
ولم يقف ذكر السيّد الهمداني عند هؤلاء فحسب ، بل أخذ صيته يسمو ويشيع في دول الغرب أيضاً ، ممّا جذب بعض المستشرقين للكتابة والحديث عنه ، فقد كتب عنه المستشرق الألماني توي فل كتاباً حافلا ًعن حياته ومؤلّفاته ومخطوطاته وكلّ ما يمتّ إليه بصلة ، وهو مطبوع في ألمانيا.
وفاتُه ومرقدُه :
حين كان السيّد الهمداني مقيماً في كشمير عزم على السفر إلى باكستان ، وما إن وصل تيراه من أراضي باكستان حتّى دنا منه الأجل ، فوافته المنية بتلك البلاد ، وكانت وفاته في السادس من ذي الحجّة سنة 786 ه(1).
فنُقل جسده إلى موضع ختلان من أعمال بدخشان ودفن بها ، وله في 9.
ص: 231
كشمير الآن مزار شهير ، كما يوجد خانقاه باسمه في محلّة علاء الدين بوره في كشمير ، وقد كُتب على الخانقاه جملة من الأبيات الشعرية ، خُتمت بهذا البيت :
مسجد أسّس على التقوى
خانقاه أمير همدان است
وهو مؤرّخ بسنة 885 ه.
آثارُه :
للسيّد الهمداني كتابات شتّى في جلّ العلوم والمعارف ، وقد تعدّدت موضوعات كتاباته ، فقد كتب في القرآن وعلومه والسنّة النبوية وأحاديثها والتصوّف والعرفان والأدب شعراً ونثراً ، وغير ذلك ممّا خطّه عوده الشريف.
وقد وصل إلينا منها الشيء الكثير ، منها ما كتبه باللغة الفارسية ، وأخرى باللغة العربية ، واللغة الفارسية هي لغة المسلمين الكشميريّين في عصر الهمداني ، فضلاً عن اللغة الكشميرية المحلّيّة ، وقد اقتُصر اليوم على اللغة المحلّيّة فحسب ، وهذه إشارة على جملة ممّا استطعنا جمعه من أسفار الهمداني وآثاره مع شيء يسير من البيان والتوضيح.
1 - آثار الأنوار وعجائب الآثار
قال صاحب الذريعة : «ذكر أنّه لأبي عليّ الهمداني ، واحتمل البعض أنّه للسيّد عليّ بن شهاب الدين الهمداني»(1).6.
ص: 232
2 - اختيارات منطق الطير(1).
فارسي ذكره صاحب الذريعة بعنوان (اختيارات المنطق) في التصوّف ، موجود في مكتبة حالت أفندي كما ذُكر في فهرسها(2).
3 - أخلاق محرم(3).
4 - إسناد حلية حضرت رسالت عليه الصّلاة والسّلام.
5 - الأربعين الأميرية.
أو (جواهر عقود الإيمان).
6 - الأسرار القلبية(4).
7 - الإنسان الكامل ، وتعرف بالروح الأعظم.
8 - الأوراد.
9 - الأوراد الفتحية(5).
كتاب فارسي ، وهو مجموعة منتخبة من كلمات مشايخه وأساتذته ، طبع عام (1257ه) بلكناو (6) ، ولهذا الكتاب شرح منسوب للمولى محمّد جعفر عليّ الهندي ، وهو مطبوع ، وفي آخره : الصّلاة على المعصومين 7.
ص: 233
الأربعة عشر واحداً واحداً(1).
10 - التوبة.
11 - الخطبة الأميرية(2).
12 - الذاتية.
رسالة فارسية في تحقيق الذات ، وهو مرتّب على فصول أوّلها «فصل أوّل در حضرت ذاتية وبعض مراتب كلّية» ، توجد نسخة منه في مكتبة الخوانساري(3).
13 - الرسالة الخواطرية(4).
14 - الرسالة الذكرية(5).
15 - الرسالة القدسية في أسرار النقطة الحسّية.
ويقال له : (أسرار النقطة) و (سرّ النقطة) و (المقلة في بيان النقطة).
توجد نسخة منه بخطّ الشيخ عبد الرحيم بن محمّد عليّ التستري في مجموعة كتبها في سفره إلى مشهد عام (1304ه) عند الميرزا هادي الخراساني في النجف ، ونسخة أخرى في كتب السيّد الميرزا عليّ الشهرستاني في كربلاء ، وهو في التوحيد والعرفان ، أوّله : «الحمد لله الذي ظهر بما شاء عمّن شاء بمشيئته الأزلية» وطبع في طهران ضمن مجموعة (1314) (6).0.
ص: 234
16 - السبعين في مناقب أمير المؤمنين.
وهو سبعون حديثاً من كتب العامّة في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام ، ضمّ مصنّفه إلى كلّ حديث موعظة من مواعظ أمير المؤمنين وحكمه.
أوّله : «الحمد لله الذي جعل ميامين آثار السيادة إلى سماء السعادة أعلى وسيلة» وآخره : «يخشى الخلق في ربّه ولا يخشى ربّه في أذاء خلقه».
وكتاب السبعين هذا أدرجه السيّد محمّد بن فلاح المشعشعي الحويزي المتوفّى سنة (870) في كتابه كلام المهدي وعقّبه بالحاقات من عنده ، ولابن فلاح تكملة السبعين جمع فيها سبعين حديثاً أخرى في فضائل أمير المؤمنين وجعلها تكملة لسبعين الهمداني ، وتوجد نسخة من التكملة ضمن مجموعة من رسائل المؤلّف في مكتبة السيّد المرعشي في قم(1).
ولكتاب السبعين مخطوطات عدّة ، قال صاحب الذريعة :
رأيت نسخة منه في مكتبة (الخوانساري) ، وأخرى عند الشيخ قاسم محي الدين في النجف(2).
وتوجد نسخة منه في مكتبة الإمام الرضا عليه السلام في مشهد وهي مترجمة فيها بالفارسية خلال السطور ، كتبت سنة (999).
ونسخة منه في مكتبة (الوزيري العامّة) في مدينة يزد في إيران تعود للقرن العاشر ، وهي أيضاً مترجمة.
ونسخة منه في المكتبة الوطنية في برلين. 2.
ص: 235
ومنه نسخة أيضاً في المتحف البريطاني ، وهي ضمن مجموعة كبيرة من رسائل المؤلّف وتعود للقرن الحادي عشر ، سجّلت هناك باسم كلّيات عليّ بن شهاب الهمداني.
وتوجد نسخة في مكتبة (كنج بخش) في كراجي عاصمة الباكستان تعود للقرن التاسع ، وتوجد نسخة في مكتبة البرلمان الإيراني السابق كتبت سنة 1269 بخطٍّ جميل ورائع ، ونسخة منه في مكتبة (عارف حكمة) بالمدينة المنوّرة ضمن مجموعة من رسائل المؤلّف ، ونسخة في مكتبة آية الله فاضل العامّة في خوانسار كتبت سنة (1206) ، ونسخة أيضاً في المكتبة العامّة في مراغة مع الترجمة الفارسية نحو نسخة مكتبة الإمام الرضا عليه السلام ، ونسخة عند الدكتور سيادة في أصفهان(1).
وسيخرج قريباً مطبوعاً بتحقيقنا إن شاء الله.
17 - العوالم الخمس الكلّية.
شرحه تلميذه مولانا برهان بن عبد الصمد البغدادي صاحب سير الطالبين وسمّى شرحه النفس ، توجد نسخة من الشرح في جامعة طهران(2).
18 - الفقر وبيان حالات الفقر.
19 - الفوائد العرفانية.
رسالة فارسية مختصرة ، توجد في خزانة السيّد الحسن صدر الدين(3).0.
ص: 236
20 - ترجمه مرادات ديوان حافظ شيرازي.
21 - تفسير حروف المعجم.
توجد منه نسخة في (مكتبة مجلس الشورى) بطهران.
22 - حقيقت إيمان.
23 - حلّ الفصوص(1).
وهو شرح فصوص الحكم ، وأصل الفصوص من تأليفات محي الدين محمّد بن عليّ بن العربي ، ذكره الزركلي بعنوان حلّ مشكلات مسائل فصوص الحكم(2).
24 - خواصّ أهل الباطن.
25 - درويش نامه.
فارسي ، في التصوّف ، طبع بشيراز عام (1338) (3).
26 - ديوان سيّد عليّ همداني وشعره(4).
27 - ذخيرة الملوك(5).
فارسي ، أوّله : «حمد بسيار وثناي بي شمار حضرت ملكي را».
قال الكفوي : «وهو كتاب لطيف وإنشاء شريف ، مشتمل على لوازم قواعد السلطنة الصوري والمعنوي ومبنيٌّ على ذكر أحكام الحكومة والولاية 1.
ص: 237
وتحصيل السعادة الدنيوية والأخروية(1)».
رتّبه على عشرة أبواب : الأوّل في الإيمان ، الثاني في العبودية ، الثالث في مكارم الأخلاق ، الرابع في حقوق الوالدين ، الخامس في أحكام السلطنة ، السادس في السلطنة المعنوية ، السابع في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الثامن في شكر النعمة ، التاسع في الصبر على المصائب ، العاشر في ذمّ الكبر والغضب.
وقد تُرجم هذا الكتاب إلى اللغة التركية ، ترجمه مصطفى بن شعبان المتخلّص بسرورى(2).
وقال صاحب الذريعة : «توجد نسخة من الذخيرة في مكتبة السلطان عبد الحميد خان الأوّل باستانبول كما في فهرسها ، ونسخة في الرضوية ، وهي بخطّ الشيخ عليّ بن حمزة في سنة (928) ، وطبع في بلاد الهند(3)».
28 - رباعية(4).
29 - رسالة آداب سفره.
30 - رسالة اسنان نامه يا در معرفت صورت وسيرت إنسان.
31 - رسالة اعتقادات أميرية.
32 - رسالة تلقينية.
33 - رسالة چهل مقام صوفية.
34 - رسالة حقيقيت نور وتفاصيل آن. 0.
ص: 238
35 - رسالة در باره وحفظ صحّت.
36 - رسالة دربيان روح ونفس.
37 - رسالة ده قاعدة.
38 - رسالة ذكرية.
39 - رسالة سير وسلوك يا حقّ اليقين.
40 - رسالة طبقات مردم.
41 - رسالة عقلية.
42 - رسالة فتحية.
43 - رسالة فقريه يانسبت خرقه درويشان.
44 - رسالة في البيع من الشيخ.
كتاب فارسي(1).
45 - رسالة قرب الطريق إذا لم يوجد الرفيق.
46 - رسالة مكارم أخلاق.
47 - رسالة مناجات.
48 - رسالة همدانية.
49 - روضة العلوم ودوحة المفهوم(2).
50 - روضة الفردوس.
أوّله : «الحمد لله الذي أنزل جوامع الحكم ..» وآخره : «وكان عدد أحاديث أصل الكتاب اثني عشر ألفاً ومائة وتسعين حديثاً».
وهو مجموعة من الأحاديث المنتخبة من كتاب الفردوس للديلمي ، 5.
ص: 239
وضعه على عشرين باباً ، وأفرد لكلّ راو من الصحابة باباً خاصّاً برواياته ، توجد نسخة منه في (مكتبة الإمام أمير المؤمنين العامّة) في النجف الأشرف ، نسخها الشيخ الأميني صاحب الغدير ، وقد أهمل الشيخ جملة من الأحاديث أثناء نسخه لها ، وهي نسخة ناقصة الوسط ، سقط منها ما بين الباب الرابع عشر والباب التاسع عشر.
وهو لدينا قيد التحقيق.
51 - شرح أسماء الله الحسنى(1).
توجد نسخ منه في (طهران) و (تاجيكستان) و (طشقند) (2).
52 - شرح القصيدة التائية لابن الفارض.
موجود في مكتبة عبد الحميد خان الأوّل كما في فهرسها(3).
53 - شرح القصيدة الهمزية الفارضية(4).
54 - شرح كلمات بابا طاهر.
يوجد عند المحدّث الميرزا عبد الرزّاق الواعظ الهمداني(5).
55 - علماء الدين.
56 - فتوت أو الفتوتية.
ألّفه باسم الشيخ حاجي بن طوطي عليشاه قتلاني وعناوينه (أي عزيز) ، أوّله : «شكر وسباس صانعي را كه حدايق رياض موجودات را از 0.
ص: 240
بيداي ظلمت آباد عدم بصحراي وجود آورد .. أمّا بعد فيقول ... المعروف سيّد عليّ الهمداني ..».
نسخة منه في (دانشكاه) في أربع عشرة ورقة كما في فهرسها ، سنة كتابتها حدود القرن الثاني عشر ، وأخرى في (المجلس) ضمن مجموعة ثلاث رسائل للمؤلّف ، تاريخ المجموعة (رجب 924) (1).
57 - فرهنك مير سيّد عليّ همداني(2).
ذكر في الموسم : «فرهنك مير سيّد عليّ دربيان مفردات القرآن»(3).
58 - مثال وخيال مقيّدة.
قال صاحب الذريعة : «رسالة عرفانية ، فارسية ، رأيتها ، به عناوين مختلفة ، بعضها منسوب إلى المير سيّد عليّ الهمداني شهاب الدين محمّد ، وبعضها منسوب إلى الشّاه نعمة الله ولي ، أوّلها : (الحمد لله حقّ حمده ، والصّلاة على خير خلقه .. أمّا بعد إين عجالة ايس كه موجب التماس عزيزي از أخوان صفا ... در بيان حقيقت مثال وخيال مقيّده وكيفيت مراتب ومقامات رؤيا ..).
في (الملك) بخطّ أبو ذر بن عبد الله السبزواري ضمن مجموعة (27) رسالة كلّها منسوبة إلى المير السيّد عليّ ، كتابتها (907) في مشهد ، ويوجد في (الرضوية : 698 حكمت) كتابتها (865) بعنوان (المنامية) كتبت عليها أنّه للسيّد الهمداني ، ورأيتها أيضاً في (الملك) بخطّ شيخ السّلام بن حسي الكاتب ضمن كلّيّات الشّاه ولي ، كتابتها غرّة ذي الحجّة (860) بعنوان1.
ص: 241
(خيالية) ، وأيضاً رأيته في (الملك) ضمن أكبر مجموعة منسوبة إلى الشّاه نعمة الله ، كتابتها (1109) أيضاً بعنوان (خيالية).
ونعلم أنّ اختلاط تأليفات السيّد والشّاه ليس محدودة بهذا وحده ، نسخها شائعة ، منها في (دار الكتب بالقاهرة) ، ذكر في فهرسها بعنوان مثال وخيال وقيد وإطلاق منسوبة إلى المير الهمداني ، ونسخة أخرى فيها منسوبة إلى الشّاه نعمة الله»(1).
59 - مرآة التائبين.
رسالة فارسية عرفانية تقع في أربعة أبواب : الباب الأوّل في حقيقة التوبة ووجوبها ، الباب الثاني فيما يجب فيه التوبة ، الباب الثالث في شرائط التوبة ، الباب الرابع في الباعث عليها.
أوّله : «حمد وثناى نامتناهى حضرت حكيمى راكه آثار ترياق توبه را سبب شفا».
قال صاحب الذريعة : «رأيت نسخة منه في (الملك) ضمن مجموعة بخطّ أحمد بن عليّ بن الحسين الطبسي ، كتابتها (14 صفر 864) في طبس ، وأخرى أيضاً في (الملك) بخطّ محمّد بن غياث الدين النور بخشي ، ويوجد نسخة منه في (القاهرة) كتابته (892) ونسخاً مؤخّرة عن هذا التاريخ»(2).
60 - مرآة الرجال.
فارسي ، في علم القيافة وعلامات ذلك ، وبيان أنّ كلّ عضو يدلّ على صفة في الإنسان ، أوّله : «حمد وسباس بى قياس صانع حكيمى را سزاست 6.
ص: 242
كه ..» وآخره : «ورد سلك انسان مخروط شود ونام آدميت برو صادق آيد». وتاريخ كتابته مجهول(1).
61 - مشارب الأذواق(2).
كتاب فارسي ، وهو شرح القصيدة العرفانية الخمرية الميمية لابن الفارض المصري ، والخمرية (32) بيتاً من البحر الطويل ، مطلعها :
شربنا على ذكر الحبيب مدامة
سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم(3)
أوّله : «حمد أعمّ وثناى أتمّ حضرت ودوديرا كه صفاى مودّت .. أمّا بعد فيقول ... چون طايفه أى از أعيان أولياء» ، موجود في مكتبة حالت أفندي.
قال صاحب الذريعة : «نسخه شائعة أقدم ما اطّلعت عليها في (الرضوية) من القرن التاسع ، و (الملك) رأيتها ضمن مجموعته المؤرّخة ، و (المجلس) كتابتها و (الحقوق») (4).
62 - مكاتيب مير سيّد عليّ الهمداني.
توجد عدّة من مكاتيبه الفارسية العرفانية ، منها في (الملك) ، كتبها أبو ذرّ بن عبد الله السبزواري بقلم النستعليق في مشهد الرضا عليه السلام في عام (907) ، ومعها (27) مقالة أخرى ، كلّها منسوبة إلى الهمداني. 0.
ص: 243
ومكاتيبه هذا ملمّع من النثر الفارسي ونظمه ، وغالبها من دون عنوان ، والباقي بعنوان (بيكى از سلاطين) إلى أحد من الملوك (بنور الدين البدخشي) خليفة الهمداني ، ويوجد ثمانية من مكاتيبه في (الملك) ، والنسخة مذهّبة كتبت بقلم النستعليق الهندي في القرن الحادي عشر ، ومعها (24) مقالة أخرى ، كلّها منسوبة إلى الهمداني وعناوين المكاتيب (سلطان غياث الدين) و (سلطان علاء الدين) و (مولانا نور الدين البدخشي) ، وكتب بعضها إلى أبناء الملوك ، وبعضها من دون عنوان ، ونسخة من مكاتيبه أيضاً في طهران (كتابخانه ملّي) ومعها (إرشاد نامة) المؤرّخة (5 شوال 1103) ، وصورتها الفتوغرافية في (دانشكاه) ، ويوجد مكتوب له في المواعظ في (المكتبة الرضوية) كتبها إلى الشيخ محمّد شاه بن عليّ أوّله : «تا مهندسان كاركاره تقدير صور ألوان ..» وهذا الأوّل متّحد مع مكتوبه الموسوم ب(بهرامشاهية) (1).
63 - مكتوبات أميرية.
64 - منازل السالكين(2).
65 - منبّه.
ويقال له أيضاً : (مشيّت) أو : (سلوك) ، وهو كتاب فارسي ، فيه من النظم والنثر ما عناوينه (أي عزيز أي عزيز) ، أوّله : «پى نبرى در ره بآنچه طلب ميكنى تانشوى ذرّه وار در غم او ناپديد ... أى درويش گفت وشنود تو وأمثال تو بدين ماند ...».
توجد نسخة منه في (الملك) ، كتبها أبو ذرّ عبد الله السبزواري سنة 1.
ص: 244
(907 ه) في مشهد بقلم النستعليق ، ومعها (27) رسالة أخرى ، منسوبة كلّها إلى الهمداني.
ونسخة أخرى أيضاً في (الملك) ، كتبت بقلم النستعليق الهندي ، في القرن الحادي عشر ، ومعها (24) رسالة أخرى منسوبة كلّها إلى الهمداني(1).
66 - منهاج العارفين.
67 - مودّة القربى وأهل العبا.
وفي بعض النسخ (المودّة في القربى) ، وهي رسالتنا هذه.
68 - مولودية.
قيل : إنّ هذه المولودية الُّفت بأمر السلطان محمود ، ولها شهرة في جميع الأمكنة ، توجد نسخة منها في (أدبيّات جوادي) وهي نسخة غير مؤرّخة وساقطة الآخر ، ونسخة أخرى في (دانشكاه) كتبها مير جلال الدين المازندراني سنة 993 في مكّة(2).
69 - الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم.
أوّله : «الحمد لله حقّ حمده .. إلى قوله ...هذا ما جمعته من ناسخ القرآن ومنسوخه تذكرة للطالبين» ، وآخره : «سورة الكافرون منسوخة بآية القتل والله أعلم».
توجد نسخة منه في (كتابخانه ملّي) في طهران ، ونسخة أخرى في (جامعة برنستون) في أمريكا(3) ، وتوجد نسخة أيضاً في (مكتبة الإمام أمير 1.
ص: 245
المؤمنين العامّة) في النجف الأشرف ، نسخها محمّد كاظم بتاريخ (1103) ، ونسخة أخرى موجودة عند أقا نجفي ابن السيّد محمود التبريزي في النجف(1).
وتوجد منه نسخة أيضاً في (مكتبة المرعشي) بقم(2) ، وقد ذكره الدكتور حاتم صالح الضامن تحت عنوان (المصنّفون في القرآن) وقال : وصل إلينا وما زال مخطوطاً(3).
أقول : سيصدر قريباً بتحقيقنا إن شاء الله.
70 - وجودية.
رسالة فارسية ، أوّلها «حمد بى غايت آن قادر حكيم راكه آثار ...» ، وصف نسخها في (خطّي فارسي) (4).
71 - الأربعون حديثا.
في فضائل أمير المؤمنين وأهل البيت عليهم السلام ، ذكره الدكتور محمّد رياض في كتابه الخاصّ عن المؤلّف.
توجد نسخة منه في المكتبة الوطنية في باريس ، ذكرت في فهرس بلوشه ، ونسخة أخرى في المتحف البريطاني باسم (سادات نامه) ، ونسخة أيضاً في مكتبة طشقند في روسيا ، مناقب السادات(5).
مصادرُ دراسته :
1 - أعيان الشيعة ، السيّد محسن الأمين العاملي 0.
ص: 246
2 - الأعلام ، الزركلي
3 - الانتباه إلى سلاسل أولياء الله ، الدهلوي
4 - الذريعة ، أغا بزرك الطهراني
5 - السمط المجيد ، القشاشي
6 - الفواتح ، حسين الميبدي
7 - إيضاح لطافة المقال ، الفاضل الرشيد الدهلوي
8 - تحائف الأبرار.
9 - تذكرة علمائي هند
10 - توضيح الدلائل ، شهاب الدين أحمد
11 - جامع السلاسل ، مجد الدين البدخشاني
12 - خلاصة العبقات ، السيّد حامد النقوي
13 - خلاصة المناقب ، نور الدين البدخشي
14 - دائرة المعارف الإسلامية
15 - سيّد مير عليّ همداني ، للدكتورة سيّده أشرف ظفر
16 - طبقات أعلام الشيعة ، أغا بزرك الطهراني
17 - طرائف الحقائق.
18 - قاموس الأعلام ، مير شمس الدين
19 - كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار ، الكفوي
20 - كشف الظنون ، حاجي خليفة
21 - مجالس المؤمنين ، للقاضي التستري
22 - مجلّة الموسم ، عدد 8
23 - مجلّة تراثنا ، عدد 52
ص: 247
24 - معجم المؤلّفين ، عمر رضا كحالة
25 - منقبة الجواهر ، حيدر البدخشي
26 - نزهة الخواطر ، عبد الحيّ اللكهنوي
27 - نفحات الأُنس من حضرات القدس ، للجامي
28 - هدية العارفين ، إسماعيل باشا البغدادي
29 - أهل البيت في المكتبة العربية.للسيّد عبد العزيز الطباطبائي
30 - كتاب الدكتور محمّد رياض
حول الكتاب :
يعدّ كتاب (مودّة القربى وأهل العبا) واحداً من كنوز العلم والمعرفة التي كشفت الحجب والأستار عن مناقب آل النبيّ المختار ، وضعه مؤلّفه على أربع عشرة مودّة فصل ، وكلّ مودّة منه تحمل عنواناً خاصّاً بمنقبة من مناقب آل بيت الرحمة ، وتقرب جميع أحاديثه بعد التحقيق وضمّ النسختين بعضهما إلى بعض إلى ما يقرب من ثلاثمائة حديث ، كلّها في فضائل آل البيت ومناقبهم عليهم السلام.
وقد زادت أهمّية هذا الكتاب في القرون الأخيرة ، وأخذ أرباب العلم وحفظة الحديث يشيرون إليه في طيّات صفحات أسفارهم ويزيّنون بأخباره فصول كتاباتهم ، وبلغ من أهمّيته أنّه شُرح أكثر من مرّة وتُرجم لأكثر من لغة وطُبع ونشر بأكثر من بلدة.
نسبةُ الكتاب للمؤلّف :
لا إشكال ولا شبهة في نسبة كتاب (مودّة القربى) للسيّد عليّ
ص: 248
الهمداني ، فقد ذُكر ونُسب على لسان جملة ممّن ترجموا للمؤلّف ، فضلاً عن أنّ السيّد الهمداني قد صرّح بذلك في مقدّمة كتابه المذكور قائلا ًما لفظه : «فلذا وأنا الفقير الجاني ، عليّ العلوي بن شهاب الهمداني ، أحسن الله أعماله ، ووفّقه لما يقرّبه ويرضاه ، أردت أن أجمع كتب فضائلهم بما في جواهر أخباره ، ولآلئ آثاره ، بما ورد فيهم مختصراً موسوماً بكتاب (مودّة القربى وأهل العبا ..».
وقد ذكره الحافظ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودّة قائلاً : هذا الكتاب مودّة القربى للولي الكامل ... مير سيّد عليّ ابن شهاب الهمداني(1).
وذكره أيضاً الشيخ الطهراني في كتابه الذريعة ، قال : «المودّة في القربى للسيّد عليّ الهمداني المتوفّى سنة ستّ وثمانين وسبعمائة (786) (2)».
وذكره أيضاً صاحب أعيان الشيعة ، قال : «رسالة مودّة القربى تأليف السيّد عليّ بن شهاب الدين الهمداني(3)».
وعدّه السيّد عبد العزيز الطباطبائي في كتابه أهل البيت في المكتبة العربية قائلا ً : «مودّة ذوي القربى أو المودّة في القربى للسيّد عليّ بن شهاب الدين الهمداني(4)».
جميع هذه الإشارات تدلّ وتؤكّد على صحّة نسبة الكتاب للمؤلّف ، 5.
ص: 249
وما أوردنا هذا الكلام لدفع شبهة في المقام وإنّما زيادة في الاطمئنان.
طبعاته وترجماته وشرحه :
يبدو أنّ كتاب (مودّة القربى) من أبرز كتب السيّد الهمداني التي حظيت باهتمام بالغ وشهرة واسعة في عموم آسيا ، بخلاف البلاد العربية التي لم تبصر منه إلاّ ما كان مطبوعاً ومندرجاً ضمن كتاب آخر.
ويلاحظ ذلك عندما تطّلع على طبعاته وترجماته وشرحه في تلك البلاد ، فقد طُبع هذا الكتاب مستقّلاً في (بومباي) عاصمة الهند عام (1310ه) ، وطُبع في عام (1317 ه) أيضاً.
وطُبع في (لاهور) عاصمة باكستان عام (1317 ه) ، وطبع أيضاً في (لكهنو).
وطبع في كتاب ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي في الباب السادس والخمسين منه ، وقد تكرّرت طبعاته مع الينابيع ، فقد طبع في بلدان عدّة ، منها تركيا والهند والعراق وإيران ولبنان وغيرها.
أمّا ترجماته فقد ترجم إلى أكثر من لغة في العالم ، منها ما ترجم إلى اللغة الفارسية وذلك ضمن ترجمة كتاب ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي تحت عنوان مفاتيح المحبّة ، ترجمه موسى بن عليّ بن أبي القاسم بن عيسى قائم مقام الحسيني الفراهاني ، فرغ من ترجمته في (28) جمادى الأولى سنة 1305 ه- في مشهد الرضا وأهدى نسخة الأصل إلى مكتبته(1).
وترجم أيضاً ضمن الينابيع إلى اللغة الفارسية ترجمه مرتضى7.
ص: 250
توسليمان ، وطبع في إيران في مجلّدين أوّلهما ينتهي بكتاب مودّة القربى.
وتُرجم إلى اللغة الأُورديّة ضمن ترجمة ينابيع المودّة باسم معالم العزّة ، ترجمه مولانا محمّد شريف ، وطبع في (الملتان) بباكستان.
وترجم إلى اللغة الأُورديّة أيضاً بترجمة السيّد شريف حسين السبزواري الهندي البهريلوي المتوفّى سنة 1361 ه- ، وطبع في لاهور سنة 1961 بعنوان زاد العقبى في ترجمة مودّة القربى ، وطبع في الهند أيضاً(1).
وأمّا شرحه فقد تصدّى لذلك السيّد أبو القاسم بن الحسين بن النقي الرضوي القمّي اللاهوري صاحب كتاب لوامع التنزيل ، شرحه شرحاً مستفيضاً باللغة الفارسية بعنوان البشرى بالحسنى في شرح رسالة مودّة القربى ، شرحه عام (1295 ه) ، وقد طبع في مجلّدين في استانبول(2).
ما كتب بنفس العنوان :
إنّ الكتب التي تحدّثت عن ذات الموضوع الذي طرقه المصنّف من فضائل ومناقب آل بيت المصطفى حقيقة يصعب حدّها وعدّها.
أمّا الكتب التي حملت نفس العنوان أو قريبة منه فنورد جملة ممّا وقفنا عليه ، منها ما صُنّف قبل المؤلّف ومنها ما جاء بعده.
فمن بين تلكم الكتب كتاب إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي من أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، فقد ألّف كتاباً في آل البيت وسمّاه المودّة في ذوي القربى(3). 1.
ص: 251
ومنها كتاب نصر بن عامر بن وهب أبو الحسن السنجاري شيخ أبي عبد الله الحسين بن عبد الله بن الغضائري ، واسم كتابه المودّة في القربى ، ذكره النجاشي(1).
ومنها أيضاً كتاب السيّد خلف بن عبد المطّلب بن حيدر بن محمّد ابن فلاح الموسوي الحويزي المشعشعي والمعاصر للشّيخ البهائي ، وعنوان كتابه المودّة في القربى ، وهو في فضائل الزهراء والأئمّة الهداة وإثبات إمامتهم بالنصّ الصريح والردّ على سائر المذاهب والملل ، وهو كتاب كبير جدّاً يقع في ثلاثة وثلاثين ألف بيت ، ذكره صاحب الذريعة(2).
القسم الثاني : منهجيّة التحقيق
نسخ الكتاب :
سعيت جاهداً للحصول على نسخ هذا الكتاب على الرغم من أنّني أمتلك منه نسختين ، الأولى مطبوعة ضمن ينابيع المودّة ، والأخرى لم تزل مخطوطة.
وقد تحرّيت بعض المراكز العامّة المختصّة بهذا الشأن وتصفّحت المعاجم والكشّافات واطّلعت على عدّة فهارس من المكتبات وبقيت مدّة من الزمن أُطالع وأتصفّح هنا واقلّب وأتحرّى هناك ، حتّى علمت بوجود نسخ عدّة لهذا الكتاب ، منها :
نسخة في المتحف البريطاني ضمن مجموعة كتبت في القرن الحادي عشر. 5.
ص: 252
ونسخة أخرى في المكتبة الناصرية في لكهنو بالهند.
ونسخة في المكتبة الآصفية في حيدر آباد في الهند أيضاً.
ونسخة تعود كتابتها لسنة 1096 في مكتبة فخر الدين النصيري في طهران.
ونسخة في المكتبة الآسيوية في بنكلادش في كلكتا في الهند (1).
وممّا يؤسف عليه أنّ جميع هذه النسخ كانت في بلاد نائية يصعب الحصول عليها ، وبعد التحرّي وبذل الجهد وبواسطة مجلّة الموسم تمكّنت من الوقوف على تلك النسخة الأخيرة منها فحسب.
وكم كانت فرحتي كبيرة حين بلغت الصفحة (18) من مقدّمة كتاب ينابيع المودّة والتي وضعت بقلم العلاّمة السيّد محمّد مهدي الخرسان وهو يصف كتابنا هذا قائلاً : مودّة القربى لمير سيّد عليّ بن شهاب الهمداني المتوفّى (786) ، منه نسخة خطّية بمكتبة الإمام أمير المؤمنين العامّة.
إلاّ أنّ فرحتي هذه لم تدم طويلاً حين بلغت تلك المكتبة وتصفّحت فهارسها والتقيت بصاحبها ، إذ ظهر أن تلك الإشارة كانت واهمة وغير صحيحة ، ومع ذلك خرجت متّجها إلى السيّد الخرسان يحدوني الأمل أن يكون قد بقي في ذهنه شيءٌ عن تلك النسخة ، غير أنّ ذاكرته (دام عزّه) لم تسعفه ، إذ حال بينه وبين كتابة تلك المقدّمة أكثر من (35) عاماً ، فلم يذكر سوى تلك النسخة المطبوعة ضمن الينابيع.
وبعد أن عجزت عن الحصول على نسخة ثالثة من هذا الكتاب أخذت أشرع بتحقيقه على ما في يدىّ من النسختين ، وهما : 5.
ص: 253
أ - النسخة المدرجة ضمن كتاب ينابيع المودّة في الباب السادس والخمسين المطبوع في استانبول ، ويلاحظ عليها :
1 - تنقص هذه النسخة عن الأخرى بحدود (33) حديثاً.
2 - سقطت منها بعض الألفاظ ، وقد يصل السقط أحياناً إلى أكثر من سطر.
3 - رمزنا لها بالرمز (س) = استانبول ، واعتبرناها شبه الأصل.
ب - أمّا النسخة الثانية فهي النسخة المحفوظة في مكتبة الجمعية الآسيوية بكلكتا (الهند) تحت الرقم (292.A) اعتمدنا عليها بواسطة مجلّة الموسم التي نشرتها في العدد الثامن من إصداراتها لعام (1990) ، ويلاحظ عليها أمور :
1 - تنقص هذه النسخة عن نسخة (س) ما يقرب من ثمانية أحاديث.
2 - ألفاظها غالباً مرتبكة وخصوصاً صفحاتها الأخيرة فإنّها مشحونة بالأخطاء.
3 - لم يدرج فيها اسم الناسخ ولا سنة النسخ إلاّ أنّ السيّد الطباطبائي ذكر أنّها تعود إلى القرن الثالث عشر (1).
4 - رمزنا لها بالرمز (ه) = الهند.
وعلى هذا يكون كتابنا هذا قد اشتمل بعد التحقيق على ما يزيد عن أربعين حديثاً كانت متفرقةً بين النسختين. 6.
ص: 254
منهجيّة التحقيق :
إنّ الغاية من تحقيق النصوص هي إخراج نصّ مطابق للنصّ الذي وضعه المصنّف إن لم يكن نفسه تماماً ، ومن أجل هذا كان منهجنا في تحقيق هذا الكتاب كما يلي :
1 - أثبتنا عنوان الكتاب باسم (مودّة القربى وأهل العبا) اعتماداً على نسخة استانبول.
2 - ما سقط من نسخة (س) أوردناه من نسخة (ه) وجعلناه بين معقوفين [] دون أن نشير إليه في الحاشية.
3 - أشرنا إلى بعض الاختلافات الواردة بين النسختين وادرجناها في الحاشية.
4 - سقطت بعض الألفاظ من النسختين معاً فأوردناها من مصادر أخرى كي يستقيم ما اعوجّ من الكلام ، وجعلنا ذلك بين معقوفين [] وأشرنا إليه في الحاشية.
5 - وردت في المخطوطتين كلمات مكتوبة بشكل مغاير للخطّ الحديث ، مثل إشباع الهمزة وتحويلها إلى ياء نحو (عايشة) ... فأثبتناها مطابقة للخطّ الحديث دون الإشارة إليها.
6 - أفدنا من مصادر العامّة والخاصّة في تحقيق نصوص الكتاب ، فخرّجنا أحاديثه مشيرين في الحاشية إلى تلك المصادر وصفحاتها.
7 - عرضنا الآيات القرآنية على القرآن الكريم ، وأشرنا إلى رقم كلّ آية واسم سورتها ووضعناها بين قوسين مزهرين () ..
8 - ترجمنا لبعض الأعلام ترجمة موجزة.
9 - رقّمنا الأحاديث الشريفة الواردة في الكتاب ترقيماً تسلسلياً في
ص: 255
كلّ مودّة منه.
10 - شرحنا بعض الألفاظ الغامضة.
11 - رتّبنا مصادر الأحاديث ترتيباً زمنيّاً الأقدم فالأقدم.
12 - وضعنا فهارس فنّية عامّة تسهيلاً للباحث والقارئ.
ص: 256
صورة
ص: 257
صورة
ص: 258
مقدِّمة المؤلّف
[ربّ يسّر وتمّم بالخير]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ما أنعمني أولى النعم وألهمني إلى مودّة حبيبه جامع الفضائل والكرم ، الذي بعثه الله رسولاً إلى كافّة الأمم محمّد الأمىّ العربىّ صلّى الله عليه وسلّم.
وبعد :
فقد قال الله تعالى : (قُل لآ أسئَلُكُم عليهِ أَجراً إلاّ المَوَدَّةَ في القُربَى) (1).
وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
«أحبّوا الله لما أرفدكم من نعمة ، وأحبّوني لحبّ الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي» (2).رّ
ص: 259
فلمّا كانت(1) مودّة آل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مسؤولاً عنها حيث أمر الله [تعالى] لحبيبه العربي بأن لا يسأل من قومه سوى المودّة في القربى وأنّ ذلك سبب النجاة للمحبّين وموجب وصولهم إليه وإلى آله عليهم السلام كما قال النبيّ(2) عليه السلام : (من أحبّ قوماً حُشر في زمرتهم) (3) ، وأيضاً قال عليه السلام : (المرء مع من أحبّ) (4) ، فوجب على من طلب طريق الوصول ، ومنهج القبول ، فليطلب(5) محبّة الرسول ، ومودّة أهل بيت البتول ، وهذه لا تحصل إلاّ بمعرفة [فضائله و]فضائل آله عليهم السلام ، وهي موقوفة على معرفة ما ورد فيهم من أخباره عليه السلام.
ولقد جُمِعت الأخبار في فضائل العلماء والفقهاء بأربعينات كثيرة ، ولم يُجمع في فضائل أهل البيت عليهم السلام إلاّ قليلاً.
فلذا وأنا الفقير الجاني عليّ [العلوي] بن شهاب الهمداني أحسن الله أعماله ووفّقه لما يقرّبه ويرضاه - [أردت أن أجمع] كتب فضائلهم ».
ص: 260
بما(1) [في جواهر أخباره ولآلي آثاره] بما(2) ورد فيهم مختصراً ، موسوماً بكتاب (مودّة القربى وأهل العبا) (3) ، [تبرّكاً بالكلام القديم] ، والله المأمول(4) أن يجعل الله ذلك وسيلتي إليهم ونجاتي بهم ، وطويته على أربع عشرة مودّة.
والله يعصمني من [الخبط و] الزلل(5) في القول [والعمل ولم يحوّل قلمي إلى ما لا ينقل] بحقّ محمّد ومن اتّبعه من أصحاب الدول.
المودّة الأولى :
في فضائل سيّدنا وصفيّنا ومولانا محمّد المصطفى (صلّى الله عليه وسلّم) :
1 - عن مطلب بن أبي وداعة(6) رضي الله عنه ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب ، إنّ الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم خلقاً(7) ثمّ جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم ، ثمّ جعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم فأنا خيركم ».
ص: 261
خلقاً(1) وخيركم قبيلاً وخيركم بيوتاً(2) وخيركم نفساً(3)»(4).
2 - وعن أبي موسى الأشعري ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا أحمد ، وأنا محمّد ، وأنا الحاشر ، وأنا العاقب(5) ، وأنا المقفّى(6) ، ونبيّ الرحمة ، ونبيّ الملحمة»(7).
3 - وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة(8) ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا محمّد ، وأنا أحمد ، والفاتح ، والخاتم ، وأبو القاسم ، والحاشر ، والعاقب ، وطه ، ويس ، 8.
ص: 262
4 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا النبىّ لا كذب ، أنا ابن عبد المطّلب ، أنا أعرب العرب ، ولدتني قريش(3) ، ونشأت في بني سعد»(4).
5 - وعن واثلة بن الأسقع(5) رضي الله عنه ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم(6) ، واصطفاني من بني هاشم»(7).ين
ص: 263
6 - ويروى : «أنّ الله تعالى اصطفى ولد إسماعيل ، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة ... إلى آخر الحديث(1)»(2).
7 - وعن أبي هريرة ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة ، وأوّل من ينشقّ عنه(3) القبر ، وأوّل شافع ، وأوّل مشفّع»(4).
8 - وعنه(5) ، قال : «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : نحن الآخرون من أهل(6) الدنيا ، والأوّلون يوم القيامة ، المقضيّ بهم قبل الخلائق»(7). 2.
ص: 264
9 - وعن أنس رضي الله عنه ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا أكثر الأنبياء أتباعاً يوم القيامة ، [وأنا أوّل من يقرع باب الجنّة يوم القيامة] ، فأستفتح فيقول الخازن : من أنت؟ فأقول : أنا محمّد ، فيقول : بك أمرت أن لا أفتح أحداً(1) قبلك»(2).
10 - وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا سيّد ولد آدم ولا فخر»(3).
11 - وعن عرفجة(4) رضي الله عنه ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا سيف(5) الإسلام»(6).
12 - أبو هريرة ، رفعه(7) : :
ص: 265
«بعثت بجوامع الكلم ، ونصرت بالرعب»(1).
13 - [عن أنس رضي الله عنه ، قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا سابق ولد بني آدم(2)](3).
14 - أنس(4) ، رفعه :
«إنّا معاشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر ، كان نبيّ من الأنبياء يبتلى بالقتل(5) حتّى يقتل(6) ، وإنّهم كانوا يفرحون بالبلاء كما تفرحون بالرخاء»(7). -
ص: 266
15 - [عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إنّا معاشر الأنبياء لا نشهد على جور ، ولو كنت مفضّلاً أحداً على أحد لآثرت البنات بضعفهن وقلّة حيلتهنّ]»(1) (2)
16 - [عن] عائشة رضي الله عنها ، رفعته :
«إنّي لأخوفكم(3) بالله وأشدّكم خشيةً»(4).
17 - [عن] أبي هريرة رضي الله عنه ، قال :
«قالوا : يا رسول الله متى وجبت لك النبوّة؟ قال : وجبت لي(5) وآدم بين الروح والجسد»(6).
18 - [عن] جابر رضي الله عنه ، رفعه : 6.
ص: 267
«إنّ الله بعثني بتمام محاسن الأخلاق وكمال محاسن الأفعال»(1).
19 - جابر ، رفعه :
«إنّي رأيت الأنبياء ، فأنا شبيه إبراهيم(2)»(3).
20 - أبو هريرة(4) ، رفعه :
«اتّخذ الله إبراهيم خليلاً وموسى نجيّاً واتّخذني حبيباً ، [ثمّ] قال الله (عزّ وجلّ) (5) : وعزّتي وجلالي لأوثرنّ حبيبي على خليلي ونجيّي»(6).
21 - [عن أمير المؤمنين] عليّ [بن أبي طالب عليه السّلام] ، رفعه :
«خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح الجاهليّة من لدن آدم إلى أن ولدني(7) أبي وأمّي ، ولم(8) يصبني من سفاح الجاهليّة شيءٌ»(9).0.
ص: 268
22 - [عن] أبي هريرة ، رفعه :
«فُضّلت على الأنبياء بستّ : أعطيت جوامع(1) الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأحلّت إلىّ الأنعام(2) ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، وأرسلت إلى الخلق كافّة ، وختم بي النبوّة»(3).
23 - [عن] أنس رضي الله عنه ، رفعه :
«فضّلت على النّاس بأربع : السخاء ، والشجاعة ، وكثرة الجماع ، وشدّة البطش»(4).
24 - [عن] ابن عبّاس رضي الله عنه ، قال :
«جلس ناس من(5) أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، [وقد سمعهم] يتذاكرون ، قال بعضهم : إنّ الله اتّخذ إبراهيم خليلاً ، وقال آخر : [ف] موسى كلّمه [الله] تكليماً ، وقال آخر : فعيسى كلمته وروحه ، وقال آخر : آدم اصطفاه الله.
فخرج النبىّ عليه السّلام(6) [وسلّم] وقال : ).
ص: 269
سمعت كلامكم وعجبكم(1) ، إنّ إبراهيم خليل الله وهو كذلك ، وموسى نجيّ(2) الله وهو كذلك ، وعيسى روحه وكلمته وهو كذلك ، وآدم صفىّ(3) الله وهو كذلك.
[ألا[وأنا حبيب الله ، ولا فخر.
وأنا صاحب(4) لواء الحمد يوم القيامة تحته آدم ومن دونه ، ولا فخر.
وأنا أوّل شافع وأوّل مشفّع يوم القيامة ، ولا فخر(5).
وأنا أوّل من يحرّك باب الجنّة فيفتح الله لي فأدخلنّها(6) ومعي فقراء(7) المؤمنين ، ولا فخر.
وأنا أكرم الأوّلين والآخرين على الله ، ولا فخر»(8).
25 - [عن سلطان الأولياء] عليّ عليه السلام ، رفعه :
«إنّا أهل البيت قد أذهب الله عنّا الفواحش ما ظهر منها(9) وما بطن»(10). اط
ص: 270
26 - [عن] عائشة ، رفعته :
«بنيت أجسامنا من(1) أرواح [أهل] الجنّة ، وأمرت الأرض ما كان منّا خرج(2) أن تبتلعه(3)»(4).
27 - [عن أنس رضي الله عنه ، قال :
«لم يكن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فحّاشاً ولا لعّاناً ولا سبّاباً»(5)].
28 - [عن أبي هريرة ، قال :
«قيل : يا رسول الله ادع على المشركين ، فقال : ما بعثت لعّانا ، وإنّما 6.
ص: 271
بعثت رحمة»(1)].
29 - [عن أنس رضي الله عنه ، قال :
«أمة من إماء المدينة تأخذ بيد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فتنطلق به حيث شاءت»(2)].
30 - [وسئلت عائشة : ما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصنع في بيته؟
قالت : «كان محبّته أهله»(3)].
31 - [عن عائشة ، قالت :
«ما خيّر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين أمرين قطّ إلاّ أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً ، [فإن كان إثماً(4)] كان أبعد النّاس منه ، وما انتقم ث.
ص: 272
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لنفسه في شيء قطّ إلاّ أن تنتهك حرمة الله ، فينتقم لله بها»(1)].
32 - [عن عائشة :
«ما ضرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيئاً قطّ بيده ولا امرأة ولا خادماً إلاّ أن يجاهد في سبيل الله»(2)].
33 - [عن أنس ، قال :
«كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا صافح الرجل لا ينزع يده حتّى يكون هو الذي يصرف وجهه ، ولم يبرك مقدّماً ركبتيه بين يدي من جلس له»(3)].
34 - [عن عائشة : 9.
ص: 273
«إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان [لا(1)] يدّخر شيئاً(2)»(3)].
35 - [عن عبد الله بن الحارث بن جزء(4) رضي الله عنه ، قال :
«ما رأيت أحداً أكثر تبسّماً من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم»(5)].6.
ص: 274
36 - [عن عبد الله بن سلام(1) ، قال :
«كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا جلس يتحدّث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء»(2)].
37 - [عن عكرمة(3) ، عن ابن عبّاس ، قال :
«بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأربعين سنة بمكّة ، ثلاث عشرة سنة بعد ما يوحى إليه ، ثمّ أمر بالهجرة ، فهاجر عشر سنين ، ومات وهو ابن ثلاث وستّين سنة ، صلّى الله عليه وسلّم»(4)]. ري
ص: 275
38 - [عن بعض الصحابة ، قال لبعضهم :
«يا أخي إنّ فضائل رسول الله أكثر من أن تحصى وتعدّ ، ما ذكر كان أقلّ من القليل»(1)].
[والله تعالى موفّق بمودّته ، عليه الصّلاة والتحية والسّلام ، وعلى آله الكرام(2)].
المودّة الثانية :
في فضائل أهل البيت عليهم السلام جملة :
1 - [عن] سعد بن أبي(3) وقّاص ، قال :
«لمّا نزلت هذه الآية : (نَدعُ أبنآءَنَا وأبنَآءَكُم ونِسَآءَنَا ونِسَآءَكُم وأنفُسَنا وأنفُسَكُم) (4) دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً عليهم السلام فقال :
اللهمّ هؤلاء أهل بيتي»(5). ».
ص: 276
ص: 277
2 - [عن] سعد بن معاذ ، قال : «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لي يوماً وقد انصرف من الخندق(1) :
يا سعد ، إنّ الله اطّلع إلى(2) الأرض فاختارني منها(3) وعليّاً [وفاطمة]».
ص: 278
والحسن والحسين ، وأنا نذير هذه الأمّة ، وعلىّ هاديها»(1).
قالها بعد انصرافه من الخندق(2).
3 - [عن] جابر رضي الله عنه ، رفعه :
«توسّلوا بمحبّتنا إلى الله تعالى ، واستشفعوا بنا ، فإنّه(3) بنا تكرمون ، وبنا تحبّون ، وبنا ترزقون ، [فإذا غاب منّا غائب] فمحبّونا أمثالنا(4) ، غداً كلّهم في الجنّة»(5).
4 - [عن] أبي رباح(6) مولى أمّ سلمة ، رفعه :
«لو علم الله تعالى أنّ في الأرض عباداً أكرم من عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين لأمرني [في] أن أباهل بهم ، ولكن أمرني بالمباهلة مع هؤلاء وهم أفضل الخلق ، فغلبت بهم [اليهود و] النصارى»(7).
5 - [عن] محمّد بن الحنفية ، عن أبيه عليّ عليهما السلام ، قال :
«إنّي لنائم يوماً إذ دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فنظر إلىّ(8) وحرّكني برجله وقال [لي :] قم يفدي بك أبي وأمّي ، فإنّ جبرائيل أتاني فقال لي(9) : ».
ص: 279
بشّر هذا بأنّ الله تعالى جعل الأئمّة من صلبه(1) ، وأنّ الله تعالى لغفر(2) له ولذرّيّته ، ولشيعته ولمحبّيه ، وأنّ من طعن عليه وبخس حقّه فهو في النّار(3)»(4).
6 - [عن] ابن عبّاس ، رفعه :
«أنا أوّل الناس دخولاً في الجنّة(5) ثمّ ذريّتي ثمّ محبّونا ، يدخلون الجنّة بغير حساب ، لا يسألون عن ذنبهم بعد المعرفة والمحبّة»(6).
7 - عن خالد بن معدان(7) ، رفعه :
«من أحبّ أن يمشي في رحمة الله و[أن] يصبح في رحمة الله فلا يدخلنّ قلبه شكّ بأنّ ذرّيّتي أفضل الذرّيّات ووصيّي أفضل الأوصياء»(8).
8 - [عن] علىّ رضي الله عنه ، رفعه :
«توضع يوم القيامة منابر حول العرش لشيعتي(9) وشيعة أهل بيتي ».
ص: 280
المخلصين في ولايتنا ، ويقول الله تعالى : هلمّوا يا عبادي لأنشر عليكم كرامتي(1) فقد أوذيتم في الدنيا»(2).
9 - عليّ(3) ، رفعه :
«يا علىّ ، خُلقتُ من شجرة وخلقتَ منها ، وأنا أصلها وأنت فرعها ، والحسن والحسين أغصانها ، ومحبّونا أوراقها ، فمن تعلّق بشيء منها أدخله الله الجنّة»(4).
10 - علىّ(5) ، رفعه :
«من أحبّ أن يتمسّك بالعروة الوثقى فليتمسّك(6) بحبّ علىّ وأهل بيتي»(7).
11 - [عن] ابن عبّاس رضي الله عنه ، رفعه :
«أنا ميزان العلم ، وعلىٌّ كفّتاه ، والحسن والحسين خيوطه ، وفاطمة علاقته ، والأئمّة من بعدي عموده ، يوزن [به] أعمال المحبّين لنا 9.
ص: 281
12 - [عن] أنس رضي الله عنه ، رفعه :
«نحن(3) بنو عبد المطّلب [و] سادات أهل الجنّة : أنا ، وعلىّ ، وحمزة ، وجعفر ، والحسن ، والحسين ، والمهدي»(4). ،
ص: 282
13 - أبو رافع(1) ، رفعه :
«إنّ آل محمّد لا يحلّ لهم صدقة ، وإنّ مولى القوم [المؤمنين] منهم»(2).
14 - وعنه(3) رضي الله عنه ، رفعه : ).
ص: 283
«أوّل نساء العالمين إيماناً خديجة بنت خويلد ، وأوّل من أشفّع يوم القيامة أهل بيتي ، ثمّ الأقرب فالأقرب ، ثمّ الأنصار ، ثمّ من آمن بي وتبعني ، ثمّ أهل اليمن ، ثمّ سائر العرب ، ثمّ الأعاجم ، ومن أشفع له(1) أوّلاً فهو أفضل»(2).
15 - [وعن[أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، رفعه :
«إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السّماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ولن(3) يفترقا حتّى يردا على الحوض»(4). بي
ص: 284
ص: 285
ص: 286
16 - [وعن] ابن مسعود رضي الله عنه ، رفعه :
«حبّ آل محمّد يوماً خير من عبادة السنة(1) ، ومن أحبّهم (2) دخل الجنّة»(3).
17 - [وعن] عليٍّ عليه السلام ، رفعه :
«مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ، من تعلّق بها نجا ، ومن تخلّف (4) عنها أولج(5) في النّار»(6).يد
ص: 287
ص: 288
18 - عليّ(1) عليه السلام ، رفعه :
«أربعة أنا شفيع(2) لهم يوم القيامة : المكرم لذريّتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطرّوا إليه ، والمحبّ لهم بلسانه وبقلبه»(3).
19 - عليّ(4) عليه السلام ، رفعه : ».
ص: 289
«ليس في القيامة راكب غير أربعة.
قال : فقام إليه رجل من الأنصار فقال : فداك أبي وأمّي يا رسول الله ، أنت ومن؟
قال صلّى الله عليه وسلّم : أنا على ناقة الله البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت ، وعمّي حمزة على ناقة العضباء(1) ، وأخي عليّ على ناقة من نوق الجنّة بيده لواء الحمد ، فيقف بين يدي عرش ربّ العالمين فيقول : لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله.
قال(2) : فيقول الآدميّون : ما هذا إلاّ ملك مقرّب أو نبىّ مرسل أو حامل عرش ربّ العالمين!
قال : فينادي مناد من بطنان العرش : يا معشر الآدميّين ، ما هذا ملك مقرّب ولا نبىّ مرسل ولا حامل عرش ربّ العالمين ، هذا الصدّيق الأكبر علىّ بن أبي طالب»(3).
20 - وعن عكرمة عن أبن عبّاس رضي الله عنهما ، قال :
«خطّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الأرض خطوطاً أربعة ثمّ قال : أتدرون ما هذه(4)؟
قالوا : الله ورسوله أعلم. ».
ص: 290
قال : أفضل نساء أهل الجنّة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ، ومريم ابنة عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون»(1).
21 - وعن أحمد بن حنبل رضي الله عنه ، قال :
«رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في النوم فقال لي(2) : يا أحمد شككت(3) في قول [الله ، و] الشافعي محمّد بن إدريس عن حديثي «من حفظ من(4) أمّتي أربعين حديثاً من السنّة ، كنت له شفيعاً يوم القيامة» ، ما عرفت أنّ فضائل(5) أهل بيتي من السنّة»(6). مت
ص: 291
22 - وعن عائشة بنت عبد الله بن عاص(1) التميمي بمدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكانت مجاورة بها ، قالت : «حدّثني أبي عن وائل عن نافع عن أمّ سلمة رضي الله عنها أنّها قالت : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول :
ما من قوم اجتمعوا يذكرون فضائل محمّد وآل محمّد إلاّ هبطت [ال]ملائكة من السماء حتّى لحقت بهم تحدّثهم(2) ، فإذا تفرّقّوا عرجت الملائكة [إلى السماء] وقالت الملائكة الأُخر لهم(3) : إنّا نشمّ رائحة منكم ما شممنا رائحة أطيب منها.
[فيقولون : إنّا كنّا عند قوم يذكرون فضائل محمّد وآل محمّد فعطّرونا من ريحهم] ، فيقولون : اهبطوا بنا إليهم ، فيقولون : إنّهم قد تفرّقوا ، فيقولون : اهبطوا بنا إلى المكان الذي كانوا فيه»(4).
23 - وعن الإمام جعفر الصّادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [أنّه] قال :
«من أحبّنا أهل البيت فليحمد الله على أولى النّعم ، قيل : وما أولى 2.
ص: 292
النّعم؟ قال : طيب الولادة ، ولا يحبّنا إلاّ من طابت ولادته» (1).
24 - [و] عن جابر رضي الله عنه ، رفعه :
الزموا مودّتنا أهل البيت فإنّ من لقي(2) الله وهو يودّنا دخل الجنّة معنا(3) ، والذي نفس محمّد بيده لا ينفع عبداً عمله إلاّ بمعرفة حقّنا»(4).
25 - [وعن] جبير بن مطعم(5) رضي الله عنه ، رفعه : «ألست بمولاكم(6)؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إنّي أوشك أن أُدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثّقلين : كتاب ربّنا وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تحفظوني فيهما(7)»(8).ع.
ص: 293
المودّة الثالثة :
في فضائل أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام إجمالاً :
1 - [عن] عطاء رضي الله عنه ، قال :
«سألت أمّي عائشة رضي الله عنها عن عليٍّ عليه السلام ، قالت : ذلك خير
البشر ، لا يشكّ إلاّ كافر»(1).
2 - [وعن] عليٍّ عليه السلام ، رفعه :
«يا عليّ(2) أنت خير البشر ، ما شكّ فيه إلاّ كافر»(3).
3 - [وعن] حذيفة رضي الله عنه ، قال :
«علىّ خير البشر ، ومن أبى فقد كفر»(4).
4 - [وعن أمير المؤمنين] عليٍّ عليه السلام ، رفعه : 6.
ص: 294
«بغض عليٍّ كفر ، وبغض بني هاشم نفاق»(1).
5 - علىّ(2) عليه السلام ، رفعه :
«لا يحبّ عليّاً إلاّ مؤمن ، ولا يبغضه إلاّ كافر»(3).
6 - علىّ(4) عليه السلام ، رفعه :
«من سبّ عليّاً فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله»(5).0.
ص: 295
7 - علىّ(1) عليه السلام ، رفعه :
«يا علىّ(2) إنّ الله تعالى أشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع الثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع الثالثة فاختار الأئمّة من ولدك على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين»(3).
8 - [وعن] جابر رضي الله عنه ، رفعه :
«عليٌّ خير البشر ، من شكّ فيه فقد كفر»(4).
9 - [وعن] ابن عبّاس رضي الله عنه ، رفعه :
«علىّ باب حطّة ، من دخل فيه كان مؤمناً ، ومن خرج [منه(5)] كان كافراً»(6). يض
ص: 296
10 - وعن الإمام الباقر محمّد بن عليٍّ عن آبائه عليهم السلام أنّه سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن [خير(1)] النّاس ، فقال :
«خيرها وأتقاها وأفضلها وأقربها إلى الجنّة أقربها منّي ، ولا فيكم أتقى ولا أقرب [إلىّ(2)] من عليّ بن أبي طالب»(3).
11 - وعن جميع بن عمير(4) رضي الله عنه ، قال :
«قلنا لعائشة رضي الله عنها : كيف كان منزلة عليٍّ من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قالت : كان أكرم رجالنا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم»(5).
12 - [وعن] ابن عمر رضي الله عنه ، رفعه :
«خير رجالكم عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وخير شبابكم(6) الحسن ».
ص: 297
والحسين وخير نسائكم فاطمة بنت محمّد عليه الصّلاة والسّلام»(1).
13 - [وعن عروة ، عن] عائشة ، رفعته :
«إنّ الله قد عهد إلىّ أنّ من خرج على عليٍّ فهو كافر في النّار [وأجده بالنّار(2)] ، قيل : لم خرجتِ عليه(3)؟ قالت : أنا نسيت هذا الحديث يوم الجمل حتّى ذكرته بالبصرة ، وأنا أستغفر الله ، [وما عسى ما يكون]»(4)
14 - وعن [أبي] سالم بن أبي الجعد(5) رضي الله عنه ، قال : «قلت لجابر رضي الله عنه : حدّثني عن عليٍّ ، قال : كان من خير البشر(6).
قال : قلت : يا جابر ، كيف تقول فيمن يبغض عليّاً؟
قال : ما يبغضه إلاّ كافر»(7).
15 - [وعن] هاشم بن البريد(8) ، قال : [قال عبد الله] بن مسعود رضي بو
ص: 298
الله عنه :
«قرأت سبعين سورة من في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وقرأت البقيّة على أعلم(1) هذه الأمّة بعد نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم علىّ بن أبي طالب عليه السلام»(2).
16 - [عن] محمّد بن سالم البزّار(3) ، قال :
«كنت مع سعيد بن المسيّب في الروضة يوم الجمعة فجاء خطيب من بني أميّة (عليهم اللعنة) فصعد المنبر فذكر أمير المؤمنين وقال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يدنه من محبّة(4) وإنّما أدناه ليكفّ شرّه.
قال(5) : كان سعيد لعن عليه.
فقال سعيد : [كذبت] ، أكفرت بالّذي خلقك من تراب ثمّ من نطفة ثمّ سوّاك رجلاً؟!
ثمّ أخذ أثوابه(6) على فيه.
فقالوا : ما لك يا أبا محمّد والإمام من بني أميّة؟
فقال الخطيب : والله والله ما أدري ما قلت(7) إلاّ أنّي سمعت رسول ».
ص: 299
الله صلّى الله عليه وسلّم يقول من القبر هذا القول فقلت(1) كما قال»(2).
17 - [وعن] أمّ هانئ بنت أبي طالب عليه السلام ، رفعته :
«أفضل البريّة عند الله [تعالى] من نام في قبره ولم يشكّ في علىّ وذريّته أنّهم خير البريّة»(3).
18 - [وعن] جابر رضي الله عنه ، قال :
«ما شكّ في علىّ إلاّ كافر»(4).
19 - وقال : «والله ما كنّا نعرف منافقينا في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ ببغضهم عليّاً»(5). بن
ص: 300
20 - [وعن] سعيد بن جبير رضي الله عنه ، قال : «كنت أقود ابن عبّاس بعدما ذهب بصره(1) من المسجد فمرّ بقوم يسبّون عليّاً ، فقال : ردّني إليهم ، فرددته [إليهم] ، فقال : أيّكم سبّاب الله؟ فقالوا : سبحان الله ، من سبّ الله فقد كفر! فقال : أيّكم سبّ عليّاً؟
قالوا : أمّا هذا فقد كان ، فقال ابن عبّاس(2) :
أشهد بالله ، والله لقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول(3) :
من سبّ عليّاً فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله ، ومن سبّ الله ورسوله يوشك أن يُأخذ(4).».
ص: 301
ثمّ انصرف ، [يعني] ابن عبّاس(1)»(2).
المودّة الرابعة :
في أنّ عليّاً أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين وحجّة الله [عزّ وجلّ] على العالمين(3) : ».
ص: 302
1 - عليّ رفعه(1) :
«إنّ في اللّوح المحفوظ تحت العرش مكتوب : علىّ بن أبي طالب أمير المؤمنين»(2).
2 - [وعن] أنس رضي الله عنه ، قال :
«كنت مع النبيّ(3) صلّى الله عليه وسلّم فأقبل علىٌّ ، فقال [النبىّ] صلّى الله عليه وسلّم : هذا حجّة الله على أمّتي يوم القيامة عند الله»(4).
3 - [وعن] ابن عبّاس رضي الله عنه ، قال :
«نظر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى عليٍّ فقال : أنت سيّدٌ في الدنيا وسيّدٌ في الآخرة ، من أحبّك فقد أحبّني ، حبيبك حبيبي وحبيب الله(5) ، وعدوّك عدوّي وعدوّ الله(6) ، والويل لمن أبغضك من بعدي»(7).بن
ص: 303
4 - [وعن] ابن عبّاس رضي الله عنه ، قال :
«دعاني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال لي :
أبشّرك أنّ الله تعالى أيّدني بسيّد الأوّلين والآخرين والوصيّين علىّ ، فجعله كفو ابنتي ، فإن أردت أن تنتفع فاتّبعه(1)»(2).
5 - [وعن] بريدة(3) رضي الله عنه ، رفعه :
«لكلّ نبيٍّ وصيٌّ ووارث ، وإنّ عليّاً وصيّي ووارثي»(4). ،
ص: 304
6 - [وعن] حذيفة رضي الله عنه ، رفعه :
«لو علم النّاس أنّ عليّاً متى سمّي أمير المؤمنين(1) ما أنكروا فضله ، وسمّي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد»(2).
7 - [وعن] أبي هريرة رضي الله عنه ، قال :
«قيل : يا رسول الله متى وجبت لك النبوّة؟ قال : قبل أن يخلق الله(3) آدم ونفخ الروح فيه ، وقال : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي ءَآدَمَ مِنْ ظُهُوْرِهِمْ ذُريّتَهُم وأشهَدَهُم عَلى أَنْفُسِهِم ألَسْتُ بِرَبِّكُم) (4).
قالت الأرواح(5) : بلى ، قال الله تعالى(6) : أنا ربّكم ومحمّد نبيّكم وعلىّ أميركم»(7). ،
ص: 305
8 - [وعن] عقبة بن عامر الجهني(1) رضي الله عنه ، قال :
«بايعنا رسول الله(2) صلّى الله عليه وسلّم على قول : أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً نبيّه ، وعليّاً وصيّه ، فأىّ من الثلاثة تركناه كفرنا.
وقال لنا النبىّ صلّى الله عليه وسلّم : أحبّوا هذا - يعني عليّاً(3) - فإنّ الله يحبّه ، واستحيوا منه فإنّ الله يستحي منه»(4).
9 - [وعن] علىّ عليه السلام ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إنّ الله تعالى جعل لكلّ نبيٍّ 4.
ص: 306
وصيّاً ، جعل(1) شيث وصيّ آدم ، ويوشع وصىّ موسى ، وشمعون وصىّ عيسى ، وعليّاً وصيّي ، ووصيّي خير الأوصياء في البداء(2) ، وأنا الدّاعي وهو المضيّ(3)»(4).
10 - علىّ(5) عليه السلام ، رفعه :
«يا علىّ أنت تبرئ ذمّتي ، وأنت خليفتي على أمّتي(6)»(7).
11 - [وعن] أنس رضي الله عنه ، رفعه :
«يا أنس انطلق فادع لي سيّد العرب - يعني عليّاً - ، فقالت عائشة : ألستَ سيّد العرب؟ قال : أنا سيّد ولد آدم ولا فخر ، وعلىٌّ سيّد العرب. 9.
ص: 307
فلمّا جاءه أرسلني النبيّ(1) صلّى الله عليه وسلّم إلى الأنصار ، فأتوه ، فقال لهم : يا معشر الأنصار ألا أدلّكم على ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : هذا علىّ فأحبّوه لحبّي وأكرموه لكرامتي ، فإنّ جبرائيل أمرني بالذي(2) قلت لكم عن الله تعالى»(3).
المودّة الخامسة :
في أنّه عليه السلام كان(4) مولى من كان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) مولاه :
1 - [عن أبي حمراء(5) خادم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، قال بعد كبر سنّه لأحد من رفقائه :
«لأحدّثنّك ما سمعت أذناي ورأت عيناي : أقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى دخل على عائشة فقال لها : إدع لي سيّد العرب ، فبعثت إلى أبي بكر فدعته ، فجاء حتّى كان كرأي العين علم أنّ غيره دُعي ، فخرج 1.
ص: 308
من عندها ، حتّى إذا دخل على أمّ سلمة رضي الله عنها وكانت من خيرهنّ وقال :
إدع لي سيّد العرب ، فبعثت إلى عليٍّ فدعته. ثمّ قال : يا أبا الحمراء رح وائتني بمائة من قريش وثمانين من العرب ومائتين(1) من الموالي وأربعين من أولاد الحبشة ، فلمّا اجتمع النّاس قال لي : آتني بصحيفة من آدم ، فأتيته بها ، ثمّ أقامهم مثل صف الصّلاة فقال :
يا معشر النّاس أليس الله أولى فىّ عن نفسي يأمرني وينهاني مالي على الله أمر ولا نهي؟ قالوا : بلى يا رسول الله.
فقال : ألست أولى بكم من أنفسكم آمركم وأنهاكم ما لكم علىّ أمر ولا نهي؟ قالوا : بلى يا رسول الله.
فقال : من كان الله مولاه وأنا مولاه فهذا علىّ مولاه ، يأمركم وينهاكم ما لكم عليه من أمر ولا نهي ، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، اللّهمّ أنت شهيدي عليهم أنّي قد بلّغت ونصحت.
ثمّ أمر فقرأت الصحيفة عليه ثلاثاً ، ثمّ قال : من شاء أن يقبله - ثلاثاً - قلنا : نعوذ بالله وبرسوله أن نستقبله - ثلاثاً -.
ثمّ أدرج الصحيفة وختمها بخواتمهم ثمّ قال :
يا عليّ خذ الصحيفة إليك ، من نكث لك قائل بالصحيفة فأكون أنا خصيمه.ثمّ تلا هذه الآية : (وَلاَ تَنْقُضُوا الأيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيْدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيْلاً (2)). 1.
ص: 309
فتكونوا كبني إسرائيل ، إذ شدّدوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم.
ثمّ تلا : (فَمَنْ نَكَثَ فِإنّما يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ(1)) (2)»(3).
2 - [و] عن أبي عبد الله الشيباني رضي الله عنه ، قال :
«بينما أنا جالس عند زيد بن أرقم(4) في مسجد أرقم إذ جاء رجل فقال : أيّكم زيد بن أرقم؟
فقال القوم : هذا زيد ، فقال : أنشدك بالذي لا إله إلاّ هو أسمعت(5) رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعلىّ مولاه اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال : نعم»(6).
3 - أبو هريرة(7) رضي الله عنه ، قال :
«من صام يوم الثامن عشر من ذي الحجّة كان له كصيام ستّين شهراً(8) ، وهو اليوم الذي أخذ فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيد عليٍّ في غدير خمٍّ فقال عليه الصّلاة والسّلام : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللّهمّ».
ص: 310
ص: 312
ص: 313
ص: 314
ص: 315
كثير من الصحابة(1) في أماكن مختلفة هذا الخبر(2).
5 - [وعن] عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ، قال :
«نصّب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً علماً(3) ، فقال :
من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه واخذل من خذله وانصر من نصره ، اللّهمّ أنت شهيدي عليهم.
قال عمر بن الخطّاب : يا رسول الله(4) [إنّك حيث قلت في عليٍّ كان في جنبي شابٌّ حسن الوجه طيّب الريح ، ف(5)] قال لي : يا عمر(6) لقد عقد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عقداً لا يحلّه إلاّ منافق [فاحذر أن تحلّه].
فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيدي فقال(7) :
[نعم] يا عمر ، إنّه ليس من ولد آدم لكنّه جبرائيل ، أراد أن يؤكّد عليكم ما قلته في عليٍّ»(8).
6 - وعن البراء بن عازب(9) رضي الله عنه ، قال : ان
ص: 317
«أقبلت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجّة الوداع فلمّا كان بغدير خمّ نودي الصّلاة جامعة ، فجلس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحت شجرة وأخذ بيد عليٍّ وقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال صلّى الله عليه وسلّم : ألا من كنت(1) مولاه فعلىّ مولاه. ثمّ قال(2) : اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه.
فلقيه عمر [بن الخطّاب رضي الله عنه] فقال [عمر :] هنيئاً لك يا علىّ بن أبي طالب ، أصبحت [مولاي و] مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.
وفيه نزلت (يَا أَيُّها الرَّسُوْلُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ) الآية(3)»(4).
7 - [وعن] عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ، رفعه :
«لو أنّ البحر مداد والرياض أقلام والإنس كتّاب والجنّ حسّاب ما أحصوا فضائلك يا أبا الحسن - قال لعلىّ -»(5). بن
ص: 318
8 - [وعن] سلمان الفارسي رضي الله عنه ، رفعه :
«أعلم أمّتي من(1) بعدي علىّ بن أبي طالب»(2).
9 - وعن جابر رضي الله عنه ، قال :
«سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول(3) يوم الحديبيّة وهو آخذ بيد عليٍّ : هذا(4) إمام البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله. يمدّها بصوته»(5). ،
ص: 319
10 - [و] عن ابن عبّاس رضي الله عنه ، قال : «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
لن تضلّوا ولن تهلكوا وأنتم في مولاة عليٍّ ، وإن(1) خالفتموه فقد ضلّت بكم الطرق والأهواء في الغيِّ(2) ، فاتّقوا الله [في ذمّة الله] فإنّ ذمّة الله علىّ بن أبي طالب».
11 - [وعن أبي إمامة الباهلي(3) رضي الله عنه ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يأتي النّاس يوم القيامة بالأعمال فلا ينفعهم إلاّ من قبلت أنا وعليّ بن أبي طالب عمله بعد قبول الأمّة»(4)](5).
12 - [عن] فاطمة عليها الصّلاة والسّلام ، رفعته :
«من كنت وليّه فعلىّ وليّه ، ومن كنت إمامه فعلىّ إمامه»(6).8.
ص: 320
13 - [عن] أمّ سلمة رضي الله عنها ، رفعته :
«لو لم يخلق علىّ لما كان لفاطمة كفؤ»(1).
14 - وعن علقمة بن قيس(2) والأسود بن يزيد(3) ، قالا(4) : «أتينا أبا أيّوب الأنصاري فقلنا : يا أبا أيّوب إنّ الله تعالى أكرمك بنبيّك(5) إذ أوحى إلى راحلته فركب(6) إلى بابك ، فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صنع لك فضيلة فضّلك بها(7) ، أخبرنا بمخرجك مع(8) عليٍّ عليه السلام تقاتل(9) أهل «لا إله إلاّ الله»؟ ».
ص: 321
فقال أبو أيّوب : فإنّي أقسم لكما(1) بالله تعالى لقد كان والنبيّ(2) صلّى الله عليه وسلّم معي في هذا البيت الذي أنتما فيه معي وما في البيت غير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعليٌّ جالس عن يمينه [وأنا جالس عن يساره] وأنس قائم بين يديه إذ حُرّك الباب ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انظر إلى الباب(3) ، من بالباب؟ فخرج أنس فقال : يا رسول الله هذا عمّار ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : افتح لعمّار الطيّب المطيّب.
ففتح أنس الباب ، فدخل عمّار على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، قال : يا عمّار ستكون في أمّتي هنات(4) حتّى يختلف السيف فيما بينهم حتّى يقتل بعضهم بعضاً ، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني - يعني عليّاً بن أبي طالب - إن سلك النّاس كلّهم وادياً وسلك علىّ وادياً فاسلك وادي عليٍّ وخلّ عن النّاس ، يا عمّار علىّ لا يردّك(5) عن هدى ولا يدلّك على ردى ، يا عمّار ، [و] طاعة عليٍّ طاعتي وطاعتي طاعة الله»(6).
15 - وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام في قوله تعالى : (يَا أَيُّها الَّذِيْنَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) (7) ، يعني : ولاية عليٍّ عليه السلام والأوصياء [من] 8.
ص: 322
بعده»(1).
المودّة السادسة :
في أنّ عليّاً عليه السلام أخو رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ووزيره : وأنّ طاعته طاعة الله تعالى :
1 - [عن] جابر رضي الله عنه ، رفعه :
«رأيت على باب الجنّة مكتوباً : «لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، [و] علىّ ولىّ الله(2) ، أخو رسول الله»»(3).
2 - [عن] أنس رضي الله عنه ، رفعه :
«إنّ الله اصطفاني على الأنبياء فاختارني ، واختار لي(4) وصيّاً ، وخيّرت ابن عمّي وصيّ يشدّ(5) [به] عضدي كما يشدّ(6) عضد موسى بأخيه ).
ص: 323
هارون ، وهو (1) خليفتي ووزيري ، ولو كان بعدي نبيّاً لكان علىّ نبيّاً ولكن لا نبوّة بعدي(2)»(3).
3 - [وعن] أبي موسى الحميدي(4) ، قال :
«كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [في نصف عرفة] و [معه] أبو بكر [عمر] وعثمان [ونفر من أصحابه] وعلىّ ، فالتفت إلى أبي بكر فقال : يا أبا بكر هذا الذي تراه وزيري في السماء ووزيري في الأرض - يعني عليّاً بن أبي طالب - فإن أحببت أن تلقى الله وهو عنك راض فارضِ عليّاً ، فإنّ رضاءه رضاء الله وغضبه غضب الله»(5).
4 - [وعن] عمر بن الخطّاب(6) رضي الله عنه ، قال :
«إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا عقد المؤاخاة(7) بين أصحابه [و] قال :
هذا علىّ أخي في الدنيا والآخرة ، وخليفتي في أهلي ووصيّي في أمّتي ، ووارث علمي ، وقاضي ديني ما(8) له منّي ما لي منه(9) ، نفعه نفعي ، وضرّه ضرّي ، من أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني»(10).6.
ص: 324
5 - [وعن] أبي ليلى الغفاري(1) رضي الله عنه ، رفعه :
«ستكون من بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فالزموا عليّاً فإنّه الفاروق بين الحقّ والباطل»(2).
كذا في الفردوس.
6 - [وعن] ابن عبّاس رضي الله عنه ، رفعه :
«إنّ الله افترض طاعتي وطاعة أهل بيتي على النّاس خاصّة وعلى الخلق كافّة.
[قيل : يا رسول الله فما النّاس وما الخلق؟ قال : الناس أهل مكّة ، والخلق خلق الله من ذي روح]».
7 - [وعن] عليٍّ [المرتضى] عليه السلام ، رفعه :
«يا عليّ إنّي أحبّ لك ما أحبّ لنفسي وأكره لك ما أكره لنفسي(3)»(4). 7.
ص: 325
8 - علىّ(1) عليه السلام ، رفعه :
«لمّا أُسري بي إلى السماء تلقّتني(2) الملائكة بالبشارة في كلّ سماء حتّى لقيني(3) جبرائيل في محفلة من الملائكة ، فقال : يا محمّد لو اجتمع أمّتك على حبّ علىّ بن أبي طالب ما خلق الله النّار»(4).
9 - عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ، رفعه :
«لو اجتمع النّاس على حبّ عليّ بن أبي طالب لما خلق الله النّار(5)»(6).
10 - [وعن] الزّهري(7) ، قال : «سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : 4.
ص: 326
والله الذي لا إله إلاّ هو لسمعت(1) رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : عنوان صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب»(2).
11 - [وعن] عليٍّ عليه السلام ، رفعه :
«إنّ الله أمرني بحبّ أربعة وأخبرني أنّه يحبّهم ، قيل : سمّهم لنا؟
قال : عليٌّ منهم - ثلاثاً - ، وسلمان وأبي ذر والمقداد(3)»(4).
12 - [وعن] جابر رضي الله عنه ، رفعه :
«مكتوب على باب الجنّة : «لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله علىّ أخو رسول الله» قبل أن يخلق [الله] السموات والأرض بألفي عام»(5). ،
ص: 327
13 - [وعن] أبي رافع(1) [عن أبيه] رضي الله عنه ، قال :
«لمّا كان يوم أُحد نادى مناد(2) : لا سيف إلاّ ذو الفقار [و] لا فتى إلاّ علىّ»(3). ظم
ص: 328
14 - [وعن] ابن عبّاس رضي الله عنه ، رفعه :
«حبّ علىّ يأكل الذنوب كما تأكل النّار الحطب»(1).
15 - ابن عبّاس(2) رضي الله عنه ، رفعه :
«حبّ علىّ براءة من النّار»(3).
16 - وعن عليٍّ رضي الله عنه ، رفعه :
«من أحبّك يا علىّ كان مع النبيّين(4) في درجتهم يوم القيامة ، ومن مات يبغضك فلا يبالي مات يهوديّاً أو نصرانيّاً»(5).
17 - [وعن] جابر رضي الله عنه ، رفعه :
«إنّ الله تعالى جعل ذرّية كلّ نبيٍّ في صلبه وجعل ذرّيتي في صلب 5.
ص: 329
عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه»(1).
18 - [وعن] علىّ [المرتضى] عليه السلام ، رفعه :
19 - [وعن] أبي بكر رضي الله عنه ، رفعه :
«يا أبا بكر كفّي وكفّ عليٍّ في العدد سواء.ويروى : في العدل سواء(4)»(5). ،
ص: 330
20 - [وعن] معاذ رضي الله عنه ، رفعه :
«حبّ عليٍّ حسنة لا تضرّ معها سيّئة ، وبغضه سيّئة لا تنفع معها حسنة»(1).
21 - [وعن] ابن عبّاس رضي الله عنه ، قال :
«قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقد أرسلني إلى حاجة : فإن أردت(2)حاجتك فأحبّ عليّاً وذرّيته ، فإنّ حبّهم فرض من الله عزّ وجلّ للعباد(3)».
22 - ابن عبّاس(4) ، رفعه :
«لو اجتمع النّاس على حبّ علىّ [بن أبي طالب] لما خلق الله ».
ص: 331
النّار»(1).
23 - [وعن] محمّد بن الحنفيّة رضي الله عنه عن جابر(2) ، رفعه :
«إنّ الله تعالى جعل عليّاً قائد المسلمين إلى الجنّة ، به يدخلون الجنّة وبه يدخلون النّار وبه يُعذّبون يوم القيامة.قلنا : وكيف ذلك يا رسول الله(3)؟ قال : بحبّه(4) يدخلون الجنّة ، وببغضه يدخلون النّار ويُعذّبون(5)»(6).
24 - [وعن] عليٍّ [المرتضى] رضي الله عنه(7) ، رفعه :
«لو أنّ عبداً عبد الله مثل ما قام نوح في قومه وكان له مثل أُحد ذهباً فأنفق في سبيل الله ومدّ في عمره حتّى يحجّ ألف عام على قدميه ثمّ [سعى] بين الصّفا والمروة [ثمّ] قتل مظلوماً ثمّ لم يوالك يا عليّ لم يشمّ رائحة الجنّة ولم يدخلها»(8).
25 - [وعن] عبد الله بن سلام رضي الله عنه ، قال :
«قلت : يا رسول الله أخبرني عن لواء الحمد ما صفته؟ قال عليه السلام (9) : طوله مسيرة ألف عام ، سنامه [من] ياقوتة حمراء ، قبضته [من] لؤلؤة ».
ص: 332
بيضاء ، وسطه(1) زمرّدة خضراء ، له ثلاث ذوائب : ذؤابة بالمشرق ، وذؤابة بالمغرب(2) ، والثالثة في الوسط(3) مكتوب
عليها ثلاثة أسطر :
السطر الأوّل(4) : بسم الله الرحمن الرحيم ، والسطر الثاني : الحمد لله ربِّ العالمين ، والسطر الثالث : لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله علىّ ولىّ الله ، طول كلّ سطر مسيرة(5) ألف يوم.
قال : صدقت يا رسول الله ، فمن يحمل ذلك؟
قال : يحملها الذي يحمل لوائي في الدنيا عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ومن كتب الله اسمه قبل أن يخلق السّموات والأرض.
قال : صدقت يا رسول الله ، فمن يستظلّ تحت لوائك؟
قال : المؤمنون أولياء الله وشيعة الحقّ(6) وشيعتي ومحبّي وشيعة عليٍّ ومحبّوه وأنصاره ، فطوبى لهم وحسن مآب(7) ، والويل لمن كذّبني في عليٍّ أو كذّب عليّاً فىّ أو نازعه في مقامه(8) الذي أقامه الله فيه»(9).مة
ص: 333
26 - [وعن] أبي سعيد الخدري(1) ، رفعه :
«إذا فرغ الله تعالى من(2) الحساب للعباد يأمر الملكين فيقفان على الصراط فلا يجوز الصراط أحد إلاّ ببراءة من عليٍّ(3) ، فمن لم يكن معه أكبّه ».
ص: 334
الله على وجهه في النّار»(1).
27 - [وعن] أبي رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، رفعه :
من لم يعرف حقّ عليٍّ فهو أحد من الثلاث : إمّا أمّه زانية ، أو حملته أمّه من غير طهر ، أو منافق(2)»(3).
المودّة السابعة :
[في فضل عليٍّ عليه السلام و] في أنّ عليّاً عليه السلام قضى(4) دين النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) ، وأنّه يرجح إيمانه(5) على إيمان الخلائق ، وأنّه أفضل(6) النّاس بعد النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) :
1 - عليّ بن الحسين عليه السلام عن ابن عمر(7) رضي الله عنه ، قال :
«مرّ سلمان الفارسي وهو يريد أن يعود رجلاً ونحن جلوس في حلقة وفينا رجل يقول : لو شئت لأنبأتكم بأفضل هذه الأمّة بعد نبيّها وأفضل من هذين الرجلين أبي بكر وعمر ، فسئل(8) سلمان فقال : أما والله لو شئت لأنبأتكم بأفضل [من] هذه الأمّة بعد نبيّها وأفضل من هذين الرجلين أبي بكر وعمر. ».
ص: 335
ثمّ مضى سلمان فقيل له : يا أبا عبد الله ما قلت له؟
قال : دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غمرات الموت(1) فقلت : يا رسول الله هل أوصيت؟ قال : يا سلمان أتدري من الأوصياء؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : آدم ، وكان وصيّه شيث ، وكان أفضل من تركه بعده من ولده ، وكان وصىّ نوح سام وكان أفضل من تركه بعده ، وكان وصىّ موسى يوشع وكان أفضل من ترك بعده(2) ، وكان وصىّ سليمان آصف بن برخيا وكان أفضل من ترك بعده ، وكان وصىّ عيسى شمعون بن فرخيا وكان أفضل من تركه بعده(3) ، وإنّي أوصيت(4) إلى عليٍّ وهو أفضل من أتركه(5) من بعدي»(6).
2 - [و] عن أبي وائل(7) عن [عبد الله] بن عمر رضي الله عنه ، قال :
«كنّا إذا أعددنا(8) أصحاب النبىّ قلنا : أبو بكر وعمر وعثمان ، فقال».
ص: 336
رجل : يا أبا عبد الرحمن فعلىّ ما هو (1)؟
قال : علىّ من أهل البيت لا يقاس به أحد ، هو (2) مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [و] في درجته ، إنّ(3) الله تعالى يقول : (وَالّذِيْنَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ذُرِّيَّتُهُمْ بِإيْمَان أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُم) (4) ، ففاطمة مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في درجته ، وعلىّ معهما»(5).
3 - وعن أحمد بن محمّد الكرزري(6) البغدادي رضي الله عنه ، قال :
«سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت أبي عن التفضيل ، فقال : أبو بكر وعمر وعثمان ، ثمّ سكت! فقلت : يا أبتِ أين(7) علىّ بن أبي طالب؟ قال : هو من أهل البيت ، لا يقاس به هؤلاء(8)»(9).
4 - وعن ابن عبّاس رضي الله عنه ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أفضل رجال العالمين في 9.
ص: 337
زماني هذا علىّ ، وأفضل نساء [العالمين] الأوّلين والآخرين فاطمة»(1).
5 - وعن جابر رضي الله عنه ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [يوماً بحضيرة المهاجرين(2)] والأنصار :
يا علىّ لو أنّ أحداً عبد الله حقّ عبادته ثمّ شكّ فيك وأهل بيتك [في] أنّكم أفضل النّاس كان في النّار»(3).
6 - وعن سلمان رضي الله عنه ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أوّلكم وروداً(4) علىَّ الحوض وأوّلكم إسلاماً علىّ بن أبي طالب»(5).
7 - وعن أنس ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إنّ أخي ووزيري وخليفتي في 9.
ص: 338
أهلي وخير من أترك بعدي يقضي ديني وينجز موعدي علىّ بن أبي طالب»(1).
8 - [وعن أبي حمزة الثمالي(2) رضي الله عنه عن أبي جعفر الباقر عن آبائه عليهم السلام ، قال : «لمّا مرض رسول الله مرضه الذي قبض روحه فيه كان رأسه في حجر علىّ والعبّاس يذبّ عنه والبيت غاصّ من المهاجرين والأنصار ، فقال عليه السلام : يا عمّ أتقبل وصيّتي وتنجز وعدي؟
فقال العبّاس :
أنا رجل كبير السنّ وكثير العيال.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا علىّ أتقبل وصيّتي وتنجز وعدي؟
فخنقت علىّ العبرة وما استطاع أن يجيبه ، فأعادها عليه ، فقال : بأبي 5.
ص: 339
أنت وأمّي نعم ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنت أخي ووصيّي ووزيري وخليفتي ، ثمّ قال : يا بلال هلمّ سيف رسول الله ذو الفقار ، فجاء به بلال ، فوضع بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ثمّ قال : يا بلال هلمّ مغفر(1) رسول الله ذو النجدين ، فجاء به فوضعه ، ثمّ قال : يا بلال هلمّ درع رسول الله ذات الفضول ، فجاء بها ، ثمّ قال : يا بلال هلمّ فرس رسول الله المرتجز ، فأتى به فأوثقه ، ثمّ قال : هلمّ ناقة رسول الله العضباء ، فعقلها ، ثمّ قال : يا بلال هلمّ قضيب رسول الله الممشوق ، فجاء به فوضعه ، فلم يزل يدعو بشيء بعد شيء حتّى بالعصابة التي كان يعصب بها بطنه في الحرب ، ثمّ نزع الخاتم فدفعه إلى عليٍّ ، ثمّ قال :
يا علىّ اذهب بها أجمع فاستودعها بيتك بشهادة المهاجرين ليس لأحد أن ينازعك فيها بعدي ، فانطلق أمير المؤمنين حتّى وضعها في منزله ثمّ رجع»(2)](3).
9 - [و] عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قالا(4) :
«إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث أبا بكر بسورة(5) براءة ، فلمّا ».
ص: 340
بلغ ضجنان(1) سمع بغام ناقة(2) عليٍّ ، فعرفه(3) وقال : ما شأني؟ قال : خير ، إنّ النبىّ صلّى الله عليه وسلّم قد بعثني ببراءة ، فلمّا رجع انطلق معه أبو بكر(4) إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال : يا رسول الله ، مالي؟ قال : خير وأنت صاحبي في الغار غير أنّه لا يبلّغ عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي ، يعني عليّاً عليه السلام»(5). زي
ص: 341
10 - وعن عبد الله جويشفة بن مرّة العيري عن جدّه(1) رضي الله عنه ، قال :
«أتى عمر بن الخطّاب رجلان فسألاه عن طلاق الأمة ، فانتهى إلى حلقة فيها رجل أصلع ، فقال : يا أصلع ما ترى في طلاق الأمة؟ فأشار بالسبّابة والتي يليها(2) ، فالتفت ابن الخطّاب إليهما وقال : اثنان.
[فقال أحدهما : سبحان الله جئناك وأنت أمير المؤمنين وسألناك عن مسألة فجئت إلى رجل والله ما كلّمك!]
فقال لهما عمر(3) : هذا علىّ بن أبي طالب ، أشهد أنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : لو أنّ إيمان أهل السموات والأرض(4) وضع في كفّة ووضع إيمان علىّ عليه السلام في كفّة لرجح إيمان علىّ بن أبي طالب»(5). :
ص: 342
11 - [وعن] سلمان رضي الله عنه ، رفعه :
«أعلم أمّتي [من بعدي] علىّ بن أبي طالب»(1).
12 - [وعن] أبي ذرّ رضي الله عنه ، رفعه :
«علىّ باب علمي ومبيّن لأمّتي [ما أرسلت به من بعدي] ، حبّه إيمان ، وبغضه نفاق ، والنظر إليه رأفة ، [ومودّته] عبادة.رواه أبو نعيم الحافظ بإسناده»(2).
13 - عن سفيان الثوري(3) [عن منصور] عن إبراهيم النخعي(4) عن علقمة رضي الله عنه ، قال : كنت عند [عبد الله] بن مسعود رضي الله عنه ، فسئل عن عليٍّ ، فقال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : قسّمت الحكمة عشرة أجزاء 0.
ص: 343
فأعطي علىّ تسعة أجزاء والنّاس جزءاً واحداً»(1).
14 - [وعن] ابن عبّاس رضي الله عنه ، رفعه :
«قسّم العلم عشرة أجزاء ، فأعطي علىّ منها تسعة ، وهو بالجزء العاشر أعلم النّاس».
15 - [وعن] ابن عمر رضي الله عنه ، رفعه :
«إنّ الله تعالى جمع فىّ وفي أهل بيتي الفضل والشّرف والسّخا والشّجاعة والعلم والحلم(2) ، وإنّ لنا الآخرة ولكم الدنيا»(3).
16 - [وعن] جابر رضي الله عنه ، رفعه :
«أنا مدينة العلم وعليّ بابها.ورواه ابن مسعود. وأنس مثله(4)»(5). ،
ص: 344
17 - [وعن] جابر رضي الله عنه ، رفعه :
«[قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعليّ :] يا علىّ أنت منّي بمنزلة
ص: 345
هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبىّ بعدي»(1). .
ص: 346
ص: 347
18 - [وعن] جعفر الصّادق عن آبائه عليهم السلام :
«لقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لعلىّ(1) عليه السلام في عشرة مواضع : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى»(2).
19 - [وعن ابن عبّاس رضي الله عنه ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : قسّم العلم عشرة أجزاء فأعطي علىّ منها تسعة أجزاء ، وهو بالجزء العاشر أعلم النّاس»(3)].
20 - ابن عبّاس ، رفعه :
«علىّ منّي بمنزلة رأسي من بدني»(4). 0.
ص: 348
21 - [وعن] جابر رضي الله عنه ، رفعه :
«لا خير في أمّة ليس فيهم أحد من ولد علىّ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر»(1).
22 - جابر ، رفعه(2) :
«أنا نذير هذه الأمّة وعلىّ هاديها»(3). ول
ص: 349
المودّة الثامنة :
في أنّ رسول الله وعليّاً من نور واحد و[في ما] أعطي علىّ من الخصال [ما] لم يعط أحد من العالمين :
1 - [عن] علىّ عليه السلام ، قال :
«انطلق بي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى كسر(1) الأصنام فقال لي :
اجلس ، فجلست إلى جنب الكعبة ثمّ(2) صعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على منكبي فقال لي(3) :
انهض بي [إلى الصّنم] ، فنهضت به ، فلمّا رأى ضعفي تحته قال : اجلس ، فجلست ونزل عنّي [وجلس عليه السّلام] وقال : يا علىّ اصعد على منكبي ، فصعدت على منكبيه(4) ثمّ نهض بي [رسول الله] حتّى خيّل لي أن لو شئت نلت السماء(5) وصعدت على الكعبة [وتنحّى صلّى الله عليه وسلّم] ، فألقيت الصّنم الأكبر [صنم قريش] وكان من [نحاس] موتّداً بأوتاد من حديد [إلى الأرض] ، فقال [رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :] عالجه ، فلم أزل أعالجه ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : إيه إيه ، حتّى ».
ص: 350
قلعته(1) ، فقال : دقّه ، فدققته وكسرته ونزلت»(2).
2 - [وعن] أبي ذرّ الغفاري رضي الله عنه ، رفعه :
«[قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول :] إنّ الله تعالى اطّلع إلى الأرض اطّلاعة من عرشه بلا كيف ولا زوال ، فاختارني واختار عليّاً(3) لي صهراً ، [جعله سيّد الأوّلين والآخرين والنبيّين والمرسلين وهو الركن والمقام والحوض وزمزم والمشعر الأعلى والجمرات العظام وعتبة الصفى وسعيها المروة ، أعطاه الله ما لم يُعطَ أحدٌ من النبيّين والملائكة المقرّبين ، قيل : وماذا يا رسول الله؟]
أعطى له فاطمة(4) العذراء البتول ، [ترجع في كلّ ليلة بكراً] ولم يَعط ذلك أحداً من النبيّين ، وأعطي(5) الحسن والحسين ولم يَعط أحداً مثلهما ، وأعطي صهراً مثلي [وليس لأحد صهر مثلي] ، وأعطي الحوض ، وجعل إليه قسمة الجنّة والنّار(6) ولم يَعط ذلك الملائكة ، وجعل شيعته في الجنّة ، وأعطي أخاً مثلي وليس لأحد أخٌ مثلي. أيّها الناس من أراد أن يطفئ ).
ص: 351
غضب الله ومن أراد أن يقبل الله عمله فليحبّ علىّ بن أبي طالب ، فإنّ حبّه يزيد الإيمان وإنّ حبّه يذيب السيّئات(1) كما تذيب النّار الرصاص»(2).
3 - [وعن أمّ سلمة رضي الله عنها ، قالت : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول :
«سُمّي النّاس مؤمنين من أجل علىّ ومن لم يؤمن بعلىّ لم يكن مؤمناً في أمّتي ، وسمّي مختاراً لأنّ الله اختاره ، وسمّي المرتضى لأنّ الله ارتضاه ، وسمّي عليّاً ولم يُسمّ أحدٌ قبله باسمه ، وسمّيت فاطمة بتولاً لأنّها تبتّلت كلّ ليلة - معناه ترجع بكراً كلّ ليلة - وسمّيت مريم بتولاً لأنّها ولدت عيسى بكراً(3)](4)».
4 - عبّاس بن عبد المطّلب رضي الله عنه(5) ، قال :
«لمّا ولدت فاطمة بنت أسد عليّاً سمّته باسم أبيه (أسد) ولم يرض أبو طالب بهذا الاسم فقال : هلمّ حتّى نعلوا أبا قبيس ليلاً وندعوا خالق الخضراء فعلّه أن ينبئنا في اسمه ، فلمّا أمسيا خرجا وصعدا أبا قبيس ودعيا الله تعالى ، فأنشأ أبو طالب شعراً :
يا ربّ [هذا] الغسق الدجيِّ
والفلق المبتلج المضيِّ
بيِّن لنا عن أمرك المقضيِّ
بما(6) نسمّي ذلك
الصبيِّ
فإذا خشخشة من السّماء ، فرفع أبو طالب طرفه فإذا لوح مثل زبرجد ».
ص: 352
أخضر فيه أربعة أسطر ، فأخذه بكلتا يديه وضمّه إلى صدره ضمّاً شديداً فإذا مكتوب :
خصّصتما بالولد الزكيِّ
والطاهر المنتجب الرضيِّ
وإسمه من قاهر عليِّ
علىّ اشتقّ من العليِّ
فسُرّ أبو طالب سروراً عظيماً وخرّ ساجداً لله تبارك وتعالى وعقّ بعشرة من الإبل ، وكان اللّوح معلّقاً في البيت الحرام يفتخر به بنو هاشم على قريش حتّى غاب زمان قتل الحجّاج ابن الزبير(1)»(2).يم
ص: 353
5 - [وعن] جابر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
«من أراد أن ينظر إلى إسرافيل في هيبته وإلى ميكائيل في رتبته وإلى جبرائيل في جلالته وإلى آدم في علمه(1) وإلى نوح في خشيته وإلى إبراهيم في خلّته وإلى يعقوب في حزنه وإلى يوسف في جماله وإلى موسى في مناجاته وإلى أيّوب في صبره وإلى يحيى في زهده وإلى عيسى في عبادته(2) وإلى يونس في ورعه وإلى محمّد في حسبه وخلقه فلينظر إلى عليٍّ ، فإنّ فيه تسعين خصلة من خصال الأنبياء جمعها(3) الله فيه ولم يجمعها(4) أحد غيره». الحديث.
وعدّ جميع ذلك في كتاب جواهر الأخبار(5). 3.
ص: 354
6 - وعن سلمان(1) رضي الله عنه ، رفعه :
«خلقت أنا وعلىّ من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بأربعة ألاف عام ، فلمّا خلق الله آدم ركّب ذلك النّور(2) في صلبه ، فلم يزل [في] شيء واحد حتّى [أن] افترقنا(3) في صلب عبد المطّلب ، ففىّ(4) النبوّة وفي عليٍّ الوصيّة(5)»(6).لب
ص: 355
7 - [وعنه(1) رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
«كنت أنا وعلىّ نوراً بين يدي الله تعالى معلّقاً ذلك النّور قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله آدم ركّب ذلك النّور في صلبه ، فلم يزل في شيء واحد حتّى افترقنا في صلب عبد المطّلب ، فجزء أنا وجزء علىّ بن أبي طالب(2) (3)]».
8 - [وعن] أبن عبّاس رضي الله عنه ، رفعه :
«خلقت(4) أنا وعلىّ من شجرة واحدة والنّاس من أشجار شتّى»(5). 5.
ص: 356
9 - وفي رواية عنه(1) :
«خلق الأنبياء من أشجار شتّى وخلقني وعليّاً من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعلىّ فرعها والحسن والحسين أثمارها وأشياعنا أوراقها ، فمن تعلّق(2) بها نجا ومن زاغ عنها هوى»(3).
10 - [وعن] أبي ذرٍّ رضي الله عنه ، رفعه(4) :
إنّ الله تبارك وتعالى أيّد هذا الدين بعليٍّ ، وإنّه منّي وأنا منه ، وفيه أنزل : (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِن رَّبِّهِ) (5)»(6). ،
ص: 357
11 - علىّ عليه السلام ، رفعه :
«خلقت أنا وعلىّ من نور واحد(1)»(2).
12 - عن عليٍّ عليه السلام ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
«يا عليّ خلقني الله وخلقك من نوره ، فلمّا خلق آدم عليه السلام أودع ذلك النّور في صلبه ، فلم نزل أنا وأنت شيئاً واحداً ، ثمّ افترقنا في صلب عبد المطّلب ، ففىّ النبوّة والرسالة وفيك الوصيّة والإمامة(3)»(4).
13 - علىّ(5) عليه السلام ، رفعه(6) :
«إنّي رأيت اسمك مقروناً باسمي في أربعة مواطن [فالتفتّ بالنظر إليه ف] -لمّا بلغت البيت المقدّس في معراجي إلى السّماء وجدت على صخرة بها : (لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، أيّدته بعليٍّ(7) وزيره) ، [فقلت : يا جبرائيل ومن وزيري؟ قال : عليّ بن أبي طالب]. ».
ص: 358
ولمّا جاوزت سدرة المنتهى وجدت عليها : (إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا وحدي ، محمّد صفوتي من خلقي ، أيّدته بعلىّ وزيره ونصرته به(1)).
ولمّا(2) انتهيت إلى عرش ربّ العالمين فوجدت مكتوباً على قوائمه : (إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا(3) محمّد حبيبي من خلقي ، أيّدته بعلىّ وزيره ونصرته به(4)).
فلمّا وصلت(5) الجنّة وجدت مكتوباً على باب الجنّة : (لا إله إلاّ أنا ، ومحمّد حبيبي من خلقي ، أيّدته بعلىّ وزيره ، ونصرته به(6))»(7).
14 - [وعن] أنس رضي الله عنه ، رفعه :
«حدّثني جبرائيل [عن الله عزّ وجلّ] ، قال(8) :
إنّ الله يحبّ عليّاً [ما] لا يحبّ الملائكة [ولا النّبيّين ، ولا المرسلين] مثل حبّ عليٍّ(9) ، وما من تسبيحة تسبّح لله(10) إلاّ ويخلق الله ملكاً يستغفر لمحبّه(11) وشيعته إلى يوم القيامة»(12).9.
ص: 359
15 - [وعن] جابر رضي الله عنه ، رفعه :
«والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ الملائكة تستغفر لعليٍّ وتشفق عليه وعلى شيعته أشفق من الوالد على ولده(1)»(2).
المودّة التاسعة :
في أنّ مفاتيح الجنّة والنّار بيد عليٍّ عليه السلام :
1 - [وعن] أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، رفعه :
«إنّ الله تبارك وتعالى أعطاني مفاتيح الجنّة والنّار ، فقال : يا سلمان قل لعليٍّ : إنّك تخرج من تشاء(3) وتدخل من تشاء»(4).
2 - [وعن] زيد بن أسلم [رضي الله عنه ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعليٍّ(5)] :
«يا علىّ بخ بخ من مثلك والملائكة تشتاق إليك والجنّة لك ، فإذا(6) كان يوم القيامة يُنصب لي منبر من نور ولإبراهيم منبر من نور ولك منبر من نور فتجلس عليه وإذا مناد ينادي : بخ بخ [لك] من وصيٍّ ، [حبيب أنت] بين حبيب وخليل ، ثمّ أوتى بمفاتيح الجنّة والنّار فأدفعها إليك»(7).
3 - [وعن] ابن عبّاس رضي الله عنه ، رفعه : 1.
ص: 360
«يا بن عبّاس عليك بعلىّ فإنّ الحقّ على لسانه وجنانه(1) ، [وإنّ النفاق بجانبه] ، وإنّه قفل الجنّة ومفتاحها(2) وقفل النّار ومفتاحها ، به يدخلون الجنّة وبه(3) يدخلون النّار»(4).
4 - [وعن] جابر رضي الله عنه ، رفعه :
«إذا كان يوم القيامة يأتيني جبرائيل وميكائيل بحزمتين من المفاتيح ، حزمة من مفاتيح الجنّة وحزمة من مفاتيح النّار(5) ، وعلى مفاتيح الجنّة أسماء المؤمنين من شيعة محمّد وعليٍّ ، وعلى مفاتيح النّار أسماء المبغضين من أعدائه ، فيقولان :
يا أحمد هذا مبغضك وهذا محبّك فادفعهما إلى علىّ بن أبي طالب فيحكم فيهما بما يريد ، فو الذي قسّم الأرزاق لا يدخل مبغضيه الجنّة ولا محبّيه(6) النّار أبداً»(7).
5 - عن مسروق(8) عن عائشة رضي الله عنها ، [قالت : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلىّ عليه السّلام] : 3.
ص: 361
«يا علىّ حسبك أن ليس(1) لمحبّك حسرة عند موته ولا وحشة في قبره ولا فزع يوم القيامة»(2).
6 - [عن] عليٍّ عليه السلام ، رفعه :
«لا تستخفّوا بشيعة عليٍّ فإنّ الرجل منهم ليشفع(3) في مثل ربيعة ومضر»(4).
7 - [وعن] ابن عبّاس رضي الله عنه ، رفعه :
«علىّ وشيعته هم الفائزون يوم القيامة»(5). مي
ص: 362
8 - [وعن] علىّ [المرتضى] عليه السلام :
«يا علىّ(1) بشّر شيعتك أنا الشفيع [لهم] يوم القيامة وقت لا ينفع مال ولا بنون إلاّ شفاعتي»(2).
9 - علىّ(3) عليه السلام ، رفعه :
«يا علىّ إنّك تقرع باب الجنّة فتدخلها بلا حساب»(4).
10 - و[عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، قال] :
«من كان آخر كلامه الصّلاة عليَّ(5) وعلى عليٍّ يدخله ذلك(6) الجنّة»(7).
11 - [وعن] ابن عمر رضي الله عنه ، قال :
«كنّا نصلّي(8) مع النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم فالتفت إلينا فقال : أيّها النّاس هذا وليّكم بعدي في الدّنيا والآخرة ، فاحفظوه يعني ».
ص: 363
عليّاً عليه السلام»(1).
12 - [وعن] جابر رضي الله عنه ، رفعه :
«أوّل ثلمة في الإسلام مخالفة عليٍّ»(2).
13 - [وعن] عليٍّ عليه السلام ، رفعه :
«يا علىّ(3) لا يبغضك من الأنصار إلاّ من كان أصله يهوديّاً»(4).
14 - [وعن] عمر رضي الله عنه ، رفعه :
«سابقُنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور [له](5).
15 - [وعن] علىّ [المرتضى] عليه السلام ، رفعه :
«يا علىّ أنت أخي وأنت رفيقي في الجنّة»(6).
16 - [وعن] أبي ذرّ رضي الله عنه ، رفعه : 4.
ص: 364
«يا علىّ(1) من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن أطاعك فقد أطاعني ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن عصاك فقد عصاني»(2).
17 - [وعن] عمران بن الحصين(3) رضي الله عنه ، رفعه :
«سألت ربّي أن لا يُدخل أحداً من [محبّي] أهل بيتي [في] النّار فأعطانيها(4)»(5).
18 - [وعن] أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، رفعه :
«في قوله تعالى : (وَقِفُوْهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُوْلُوْنَ) (6) ، عن ولاية عليٍّ.
[و] كذا في جواهر الأخبار»(7). دة
ص: 365
19 - [عن] فاطمة عليها السلام ، قالت :
«إنّ أبي صلّى الله عليه وسلّم نظر(1) إلى عليٍّ وقال : هذا وشيعته في الجنّة»(2).
20 - [و] عن عنبسة(3) بن الأزهر(4) عن يحيى بن عقيل(5) رضي الله عنه ، قال : ن.
ص: 366
سمعت عليّاً يقول :
«قال [لي] رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إنّ الله أمرني أن أزوّجك فاطمة على خمس الدنيا - أو على ربعها ، شكّ عنبسة(1) - ، فمن مشى على الأرض وهو يبغضك فالدنيا عليه حرام ومشيه(2) عليها(3) حرام»(4).
المودّة العاشرة :
في عدد الأئمّة وأنّ المهدىّ منهم عليهم السلام :
1 - عن الشعبي(5) عن عمّه قيس(6) [بن عبد الله رضي الله عنه] ، قال :
«كنّا جلوساً في حلقة فيها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فجاء أعرابيٌّ فقال : أيّكم عبد الله بن مسعود؟
[ف]قال [عبد الله :] أنا عبد الله بن مسعود.
قال : هل حدّثكم نبيّكم كم يكون بعده من الخلفاء؟ 1.
ص: 367
قال : نعم ، اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل(1)»(2).
2 - [و] عن الشعبي عن مسروق ، قال :
«بينما نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ(3) قال له فتى : هل عهد إليكم نبيّكم كم يكون من بعده خليفة؟
قال : إنّك لحديث السنّ وإنّ هذا شيءٌ ما سألني(4) أحد قبلك ، نعم عهد إلينا نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم أنّه يكون(5) بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل»(6).
3 - عن جرير عن أشعث عن ابن مسعود عن النبيّ صلّى الله عليه 4.
ص: 368
4 - [و] عن عبد الملك بن عمير(1) عن جابر بن سمرة(2) رضي الله عنه ، قال :
«كنت مع أبي عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسمعته يقول :
بعدي اثنا عشر خليفة ثمّ أخفى صوته.فقلت لأبي : ما الذي أخفى صوته(3)؟
قال : قال : كلّهم من بني هاشم»(4).
5 - وعن سماك بن حرب(5) مثله(6). ».
ص: 370
6 - [و] عن سليم(1) بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ، قال :
«دخلت على النبىّ(صلى الله عليه وآله) فإذا الحسين عليه السلام على فخذيه وهو يقبّل عينيه ويقبّل فاه و[هو] يقول : أنت سيّد ابن سيّد(2) ، وأنت إمام ابن الإمام ، وأنت حجّة ابن حجّة ، وأنت أبو حجج تسعة(3) [من صلبك] ، تاسعهم قائمهم»(4).
7 - [و] عن أصبغ بن نباتة(5) عن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه ، قال :
«سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : أنا وعلىّ والحسن 1.
ص: 371
والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون»(1).
8 - وعن عباية بن ربعي(2) رضي الله عنه ، مرفوعاً :
«أنا سيّد النبيّين وعلىّ سيّد الوصيّين ، إنّ أوصيائي بعدي اثنا عشر ، أوّلهم علىّ وآخرهم القائم المهدي(3)»(4).
9 - [وعن] علىّ عليه السلام ، رفعه :
«من أحبّ أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليّاً بعدي وليعاد عدوّه وليأتمّ(5) بالأئمّة الهداة من ولده فإنّهم خلفائي [بعدي] وأوصيائي وحجج الله على خلقه بعدي وسادات أمّتي وقادات(6) الأتقياء إلى الجنّة ، حزبهم حزبي ، وحزبي حزب الله(7) ، وحزب أعدائهم حزب الشّيطان»(8).فظ
ص: 372
10 - عليّ(1) عليه السلام ، رفعه :
«لا تذهب الدنيا حتّى يقوم على(2) أمّتي رجل من ولد الحسين يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً [وجوراً]»(3).
11 - [وعن] زيد بن حارثة(4) مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، قال :
«لمّا كانت الليلة التي أخذ فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الأنصار [ال]بيعة الأولى قال :
أنا آخذ عليكم بما أخذ الله على النّبيّين من قبلي : أن تحفظوني وتمنعوني عمّا تمنعون أنفسكم عنه ، وتمنعوا عليّ بن أبي طالب عمّا تمنعون أنفسكم عنه وتحفظوه فإنّه الصّدّيق الأكبر ، يزيد الله دينكم [به] ، وإنّ الله أعطى موسى العصا وإبراهيم برد النّار وعيسى الكلمات [التي كان] يحيي بها الموتى وأعطاني هذا عليّاً ، ولكلّ نبيٍّ آية ، وهذا آية ربّي ، والأئمّة الطّاهرون من ولده آيات ربّي ، لن تخلو الأرض من أهل الإيمان ما أبقى الله 8.
ص: 373
أحداً من ذرّيّته واحداً ، [وعليهم تقوم القيامة(1)]»(2).
12 - [وعن] ابن عبّاس رضي الله عنه ، رفعه :
«إنّ الله فتح هذا الدّين بعليٍّ ، وإذا مات علىّ فسد الدّين(3) ، ولا يصلحه إلاّ المهديُّ بعده»(4).
13 - [وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ولو لم يبق من الدّنيا إلاّ يوم ليبعث فيها رجل من أهل بيتي في أمّتي يوالي اسمه اسمي برّاق الجبين ويفتح قسطنطينيّة وجبل ديلم.ويروى هذا الخبر بطريق آخر وذلك : (5)]»(6).بن
ص: 374
14 - أبو هريرة ، رفعه(1) :
«[و] لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي(2) ، يملأ بن
ص: 375
الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً»(1). كي
ص: 376
15 - [وعن] علىّ المرتضى عليه السلام ، رفعه :
«الأئمّة من ولدي ، فمن أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله ، هم [ال]عروة الوثقى ، وهم الوسيلة إلى الله تعالى»(1).
16 - وعنه عليه السلام ، رفعه :
«يخرج رجل من وراء النّهر يقال له : (حارث الحرّاث) على مقدّمة رجل يقال له : (منصور) ، يوطّئ ويمكّن لآل محمّد كما مكّنت قريش لرسول الله ، وجب على كلّ مؤمن نصره ، أو قال : إجابته(2)»(3).
17 - [وعن] أبي ليلى الأشعري رضي الله عنه : 7.
ص: 377
«تمسّكوا بطاعة أئمّتكم ، فإنّ طاعتهم طاعة الله(1) ومعصيتهم معصية الله(2)»(3).
18 - [وعن ابن عمر رضي الله عنه ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : الإمام الضعيف ملعون.يعني من يحتاج إلى غيره في أمور الدين»(4)](5).
المودّة الحادية عشرة :
في فضائل فاطمة عليها السلام [بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم] :
1 - [عن] عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه ، رفعه :
«لمّا خلق الله آدم وحوّاء عليهما السلام [كانا] يفتخران في الجنّة ، فقالا : ما خلق الله خلقاً أحسن منّا ، فبينا [هما] كذلك إذ رأيا(6) صورة جارية لها نور شعشعاني يكاد [ضوؤه] يطفئ الأبصار على رأسها تاج وفي أذنيها قرطان ، ».
ص: 378
قالا : وما هذه الجارية؟ قال الله : هذه صورة فاطمة بنت محمّد سيّد الأوّلين والآخرين(1).قالا : وما هذا التاج على رأسها؟ قال : هذا بعلها علىّ بن أبي طالب.[قالا] : وما هذان(2) القرطان؟ قال : الحسن والحسين ابناها.
أوجدت(3) ذلك [في غامض علمي] قبل أن أخلقك بألفي عام»(4).
2 - و[عن] عليٍّ [المرتضى] عليه السلام ، رفعه :
«إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّمها الله تعالى وذرّيّتها على النّار»(5).
3 - وعنه عليه السلام أيضاً ، رفعه : 9.
ص: 379
«إنّما سمّيت ابنتي فاطمة لأنّ الله(1) تعالى فطمها وفطم محبّيها من النّار»(2).
4 - و[عن] جميع بن عمير(3) رضي الله عنه ، قال :
«دخلت مع عمّتي على عائشة رضي الله عنها فقالت عمّتي لعائشة : من كان أحبّ الناس إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قالت : فاطمة.
قالت : [و] من الرجال؟ قالت : عليّ [بن أبي طالب(4)]»(5). ،
ص: 380
5 - [و] عن فاطمة عليها السلام :
«إنّها زارت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فبسط [لها] ثوباً فأجلسها عليه ، ثمّ جاء ابنها الحسن عليه السلام فأجلسه ، ثمّ جاء الحسين فأجلسه [معهم] ، ثمّ جاء علىّ فأجلسه معهم(1).
ثمّ ضمّ الثّوب عليهم ، ثمّ قال :
هؤلاء أهل بيتي وأنا منهم ، اللهمّ ارض عنهم كما أنا عنهم راض(2)»(3).
6 - وعن ابن عبّاس رضي الله عنه ، قال : 5.
ص: 381
«لمّا تزوّجت فاطمة من عليٍّ قالت : يا رسول الله زوّجتني من عائل(1) لا مال له.
فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : أوما ترضين أن يكون الله اطّلع إلى أهل الأرض فاختار [منهم(2)] رجلين : أحدهما أبوك والآخر بعلك؟»(3).).
ص: 382
7 - وعن فاطمة عليها السلام ، قالت : «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين؟ أو نساء أمّتي؟(1)»(2).
8 - وعن أبي الأسلمي رضي الله عنه ، قال :
«دخلت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على فاطمة عليها السلام ، قال : أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الأمّة كما كانت مريم بنت عمران سيّدة نساء بني إسرائيل؟(3)»(4).
9 - عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
«وإنّما سمّيت فاطمة البتول لأنّها تبتّلت من الحيض والنّفاس ، لأنّ 8.
ص: 383
ذلك عيب في بنات الأنبياء. أو قال : نقصان(1)»(2).
10 - وعن عائشة(3) رضي الله عنها ، رفعته :
«فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني»(4). كر
ص: 384
11 - [وعن] أبي هريرة رضي الله عنه ، رفعه :
«أوّل من دخل(1) الجنّة فاطمة بنت محمّد ، مثلها في هذه الأمّة مثل مريم بنت عمران في بني إسرائيل»(2). ان
ص: 385
12 - [وعن مسور بن مخرمة(1) ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
«إنّ بني هاشم وبنو مغيرة يستأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم عليّ بن أبي طالب عليه السلام فلا آذن لهم ثمّ لا آذن ، إلاّ أن يحبّ علىّ أن يطلّق ابنتي وينكح ابنتهم ، فإنّ ابنتي بضعة منّي يسرّني ما أسرّها ويؤذيني ما آذاها(2)]»(3).
13 - [وعن] علىّ [المرتضى عليه السّلام] ، رفعه :
«إذا كان يوم القيامة ، نادى مناد من وراء الحجب : أغمضوا أبصاركم - ).
ص: 386
[أو غضّوا] - حتّى تجوز فاطمة بنت محمّد على الصّراط»(1).
14 - وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت :
«كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا قدم من سفر(2) قبّل نحر فاطمة وقال : منها أشمّ(3) رائحة الجنّة»(4).
15 - وعن عليٍّ عليه السلام ، رفعه :
«تحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدّماء تتعلّق 4.
ص: 387
بقائمة من قوائم العرش ، تقول : يا حكم(1) احكم بيني وبين من قتل ولدي ، فيحكم الله لابنتي وربّ(2) الكعبة»(3).
16 - وعنه عليه السلام أيضاً :
«إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العريش : يا أهل القيامة اغمضوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمّد مع قميص مخضوب بدم الحسين ، فتحتوي على ساق العرش فتقول : أنت الجبّار العدل(4) اقض بيني وبين من قتل ولدي ، فيقضي الله لابنتي وربّ الكعبة ثمّ تقول : اللّهمّ أشفعني فيمن بكى على مصيبته فيشفعها الله فيهم(5)»(6).
17 - وعن زيد بن عليٍّ عن أنس ، قال(7) :
«كان النبيّ(8) صلّى الله عليه وسلّم يأتي ستّة أشهر باب فاطمة عند صلاة الفجر ، فيقول : الصّلاة الصّلاة يا أهل بيت النبوّة - ثلاث مرّات - ».
ص: 388
(إنَّما يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً) (1).
ويروى هذا الخبر بأسانيده عن ثلاثمائة من الصحابة(2) ، منهم من قال : ثمانية أشهر ، [ومنهم من قال : تسعة أشهر] ، ومنهم من قال : عشرة أشهر(3)»(4). اغ
ص: 389
المودّة الثانية عشرة :
في فضائل أهل البيت(1) عليهم السلام [معاً جملةً بزيادة على ما مرّ] :
1 - [عن] ابن عبّاس رضي الله عنه ، رفعه :
«عليكم بعليٍّ ، فإنّ الشّمس عن يمينه والقمر عن يساره.قلنا : يا رسول الله ، وما هما؟ قال : الحسن والحسين [و] أبوهما ضياء الدّنيا ، وأمّهما بدر الدّجى»(2).
2 - [وعن عمران بن الحصين ، قال :
«قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : سألت ربّي أن لا يُدخل أحداً من أهل بيتي النّار فأعطانيه»](3).
3 - [وعن] ابن عبّاس رضي الله عنه ، رفعه :
«علىّ وفاطمة والحسن والحسين في(4) يوم القيامة أهلي عليهم السلام»(5).
4 - [وعن] أبي هريرة ، رفعه : 3.
ص: 390
«إنّ [ملكاً من السّماء لم يزرني فاستأذن] الله في زيارتي ، فبشّر ، و (1)] أخبرني أنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة»(2).
5 - [وعن] ابن عبّاس رضي الله عنه ، قال :
«لمّا نزلت [هذه الآية :] (قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرَاً إلاّ الْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبَى) (3) قلنا : يا رسول الله من قرابتك الّذين فرض الله علينا مودّتهم؟
قال : صلّى الله عليه وسلّم : علىّ وفاطمة وابناهما - ثلاث مرّات - »(4).ان
ص: 391
6 - [وعن] أبي هريرة رضي الله عنه ، قال :
«نظر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين قال : أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم»(1).
7 - [وعن] معاذ رضي الله عنه ، رفعه :
«إنّ الله تعالى طهّر قوماً من الذنوب بالصّلع في رؤوسهم ، وإنّ عليّاً منهم(2)»(3). 9.
ص: 392
8 - [وعن] علىّ عليه السلام ، رفعه :
«الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، وأبوهما خير منهما»(1). ،
ص: 393
9 - [وعن] فاطمة رضي الله عنها(1) ، قالت :
«جئت مع الحسن والحسين إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في مرضه(2) فقلت : يا أبت ورّثهما شيئاً ، فقال صلّى الله عليه وسلّم : أمّا الحسن فله هيبتي وسؤددي ، وأمّا الحسين فله [جرأتي(3)] وجودي»(4).
10 - [وعن] أبي سعيد الخدري ، رفعه :
«إنّ لله حرمات ثلاثاً(5) ، من حفظهنّ حفظ الله أمر دينه ودنياه ، ومن لم يحفظهنّ لم يحفظ الله له [شيئاً :] حرمة الله ، وحرمتي ، وحرمة ».
ص: 394
11 - [وعن أمير المؤمنين] عليٍّ عليه السلام ، رفعه :
«الولد ريحانة ، وريحانتاي الحسن والحسين»(3).
12 - علىّ عليه السلام ، رفعه :
«اشتدّ غضب الله وغضب رسوله على من احتقر ذرّيّتي وآذاني في عترتي(4)»(5).
13 - علىّ عليه السلام (6) ، رفعه :
«الويل لظالم أهل بيتي ، عذابهم مع المنافقين(7) في الدرك الأسفل من ».
ص: 395
النّار»(1).
14 - [وعن] فاطمة رضي الله عنها ، رفعته :
«كلّ ابن آدم(2) ينتسبون(3) إلى عصبة أبيهم إلاّ ولد فاطمة ، فإنّي أنا أبوهم وأنا عصبتهم»(4).
15 - [وعن] عليٍّ عليه السلام ، رفعه :
«أُمرت أن أُسمّي ابنيَّ هذين حسناً وحسيناً(5)»(6).
16 - [وعن] أبي ذرّ [الغفاري رضي الله عنه] وهو آخذ [ب]باب 7.
ص: 396
الكعبة و[هو]يقول :
«أيّها النّاس من عرفني عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرّفهم ، فأنا أبو ذرّ سمعت رسول الله(1) صلّى الله عليه وسلّم يقول : مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن [تخلّف(2)] عنها غرق»(3).
17 - [وعن] سلمان [الفارسي رضي الله عنه] ، رفعه :
«سمّى هارون ابنيه شبّراً وشبيراً ، [وعلىّ سمّاهما حسناً وحسيناً](4).
18 - [وعن] علىّ عليه السلام ، رفعه :
«الحسن والحسين يوم القيامة عن جنبي عرش الرحمن بمنزلة الشّفتين من الوجه»(5).
19 - [وعن] عليٍّ عليه السلام ، قال : 9.
ص: 397
«الحسن أشبه لرسول(1) الله صلّى الله عليه وسلّم ما بين الصّدر إلى(2) الرّأس ، والحسين أشبه لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما كان(3) أسفل من ذلك»(4).
20 - [وعن] عمران بن حصين ، رفعه :
«النظر إلى عليٍّ عبادة»(5). اة
ص: 398
21 - [وعن] عائشة رضي الله عنها ، رفعته :
«ذكر عليٍّ عبادة»(1).
22 - [وعن] الحسين رضي الله عنه(2) ، رفعه : ».
ص: 399
«يا بني إنّك لكبدي(1) ، طوبى لمن أحبّك وأحبّ ذرّيّتك ، فالويل لقاتلك(2) يوم الجزاء».
23 - [وعن] عليٍّ عليه السلام ، رفعه :
«يقتل الحسين شرّ هذه الأمّة ، [ويتبرّأ الله منهم ومن ولدهم وممّن يكفر بي]»(3).
24 - عليٌّ عليه السلام ، رفعه :
«إنّ قاتل الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النّار وقد شدّ يداه ورجلاه من سلاسل من نار ، فيكبّ في النّار حتّى يقع في قعر جهنّم وله ريح يتعوّذ أهل النّار إلى ربّهم من شدّة نتن ريحه ، وهو فيها خالد في العذاب الأليم ، كلّما نضج جلده شيّد الله عليه الجلود حتّى يذوق العذاب الأليم ، لا يفتر [عنه] ساعة ويسقى من حميم جهنّم ، فالويل له من عذاب الله(4)»(5).0.
ص: 400
25 - [وعن أبي نعيم ، قال :
«كنت عند] ابن عمر [رضي الله عنه ف]سأله [رجل] عن دم البعوضة ، فقال : من أنت؟ قال : من أهل العراق. قال : انظروا إلى هذا ، يسألني عن دم البعوضة وقد قتلوا ابن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد سمعته يقول : هما ريحانتاي(1) من الدنيا(2) [والآخرة]»(3).
26 - [وعن] شهر بن [حوشب(4)] ، قال : -
ص: 401
«سمعت أمّ سلمة رضي الله عنها حين جاء نعي(1) الحسين عليه السلام [لعنت أهل العراق ، وقالت : (2)] قتلوه قتلهم الله [عزّ وجلّ ، ما عزّوه وذلّوه(3)] لعنهم الله.
[روى] بإسناد متّصل من أبي نعيم الحافظ إلى شهر بن حوشب(4)»(5).
27 - [وعن] ذرّيّة رضي الله عنها خادمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، قالت :
«وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا كان يوم عاشوراء دعا مراضيع الحسين ويقول لهنّ : تسقون شيئاً مرّاً.هذا إشارة إلى ما وقع في أولاده يوم عاشوراء»(6).وم
ص: 402
المودّة الثالثة عشرة :
في فضائل خديجة وفاطمة [عليهما السّلام] ، ومحبّة أهل البيت عليهم السلام ، وثواب محبّيهم ورفعة درجاتهم(1) ونكال مبغضيهم(2) :
1 - عن الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها ، قالت :
«كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يكاد أن يخرج من البيت حتّى يذكر خديجة رضي الله عنها فيحسن عليها الثناء ، فذكرها يوماً [من الأيّام] فأدركتني الغيرة فقلت : هل كانت إلاّ عجوزاً قد أبدلك الله خيراً منها؟! فغضب [النبىّ] حتّى رأيت [مقدّم] شعره اهتزّ من الغضب ، فقال : لا والله ما أخلفني الله خيراً منها ، آمنت بي إذ كفر النّاس ، وصدّقتني إذ كذّبني النّاس ، وواستني بمالها إذ حرمني النّاس ، ورزقني الله بأولادها [إذ حرمتني النساء].
قالت [عائشة رضي الله عنها] فقلت [في نفسي :] لا أذكرها بعيب(3) أبداً»(4).».
ص: 403
2 - [و] عن مهاجر بن ميمون رضي الله عنه عن فاطمة عليها السلام [أنّها] قالت : «قلت لأبي صلّى الله عليه وسلّم : أين أمّنا خديجة؟
ص: 404
قال : ببيت من(1) قصب لا لغو فيه ولا نصب ، بين مريم وآسية امرأة فرعون.
قلت : أمِن هذا(2) القصب؟ قال : لا بل القصب المنظوم بالدّرّ والياقوت»(3).
3 - [وعن] أنس رضي الله عنه ، رفعه :
«خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد عليهم السلام»(4).
4 - [وعن] عبّاد بن سعد(5) رضي الله عنه ، رفعه : ».
ص: 405
«فضّلت خديجة على نساء النبيّ كما فضّلت مريم على نساء العالمين»(1).
5 - عن الإمام جعفر الصّادق عن آبائه عليهم السلام (2) عن عليٍّ عليه السلام قال :
«نزل جبرائيل عليه السلام [على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم] فقال : يا رسول الله(3) إنّ ربّك يقرأ عليك السّلام ويقول : إنّي قد حرّمت النّار على صلب أنزلك وبطن حملك وحجر كفلك»(4).
6 - [و] عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه ، رفعه :
«من أراد التوكّل فليحبّ أهل بيتي ، [ومن أراد أن ينجو من عذاب القبر فليحبّ أهل بيتي ، ومن أراد الحكمة فليحبّ أهل بيتي ، ومن أراد دخول الجنّة بغير حساب فليحبّ أهل بيتي] ، فوالله ما أحبّهم أحد إلاّ ربح 7.
ص: 406
[في] الدنيا و [في] الآخرة»(1).
7 - [و] عن زاذان(2) عن سلمان [الفارسي رضي الله عنه] ، رفعه :
«يا سلمان من أحبّ فاطمة ابنتي فهو في الجنّة معي ومن أبغضها فهو في النّار.
يا سلمان حبّ فاطمة ينفع في مائة من المواطن ، أيسر تلك المواطن : [الموت و] القبر والميزان والصّراط والحساب(3) ، فمن رَضيتْ عنه ابنتي فاطمة رَضيتُ عنه ومن رضيتُ عنه رضي الله [تعالى] عنه ومن غضبت ابنتي فاطمة [عليه] غضبتُ عليه(4) ومن غضبتُ عليه غضب الله عليه.
يا سلمان ويل لمن يظلمها(5) ويظلم بعلها عليّاً ، وويل لمن يظلم ذرّيّتها وشيعتها»(6).
8 - [وعن] المقداد بن الأسود رضي الله عنه ، رفعه :
«معرفة آل محمّد براءة من النّار ، وحبّ آل محمّد جواز على 6.
ص: 407
الصّراط ، والولاية لآل محمّد(1) أمان من العذاب»(2).
9 - [وعن] جرير بن عبد الله البجلي(3) رضي الله عنه ، رفعه :
«من مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً [له].
ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً.
ألا ومن مات على حبّ آل محمّد فُتح(4) في قبره بابان من الجنّة.
ألا ومن مات على حبّ آل محمّد بشّره(5) ملك الموت بالجنّة ثمّ منكر ونكير.
ألا ومن مات على حبّ آل محمّد يزفّ إلى الجنّة كما تزفّ العروس إلى بيت زوجها.
ألا ومن مات على حبّ آل محمّد جعل الله زوّار قبره(6) ملائكة ».
ص: 408
الرحمة.
ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات على السنّة والجماعة.
ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مستكمل الإيمان.
ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات تائباً.
ألا ومن مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله.
ألا ومن مات على بغض آل محمّد ، لم يشم رائحة الجنّة.
ألا ومن مات على بغض آل محمّد مات كافراً»(1).
10 - [و] عن عكرمة رضي الله عنه عن ابن عبّاس(2) رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعبد الرحمن بن عوف :
«يا عبد الرحمن [بن عوف] إنّكم أصحابي وعلىّ بن أبي طالب أخي ومنّي وأنا من عليٍّ ، فهو باب علمي ووصيّي ، [فمن جفاه فقد جفاني ، ومن آذاه فقد آذاني ، ومن آذاني فعليه لعنة ربّي.».
ص: 409
يا عبد الرحمن إنّ الله تعالى أنزل كتاباً مبيّناً وأمرني أن أبيّن للنّاس ما أنزل إليهم ما خلا عليّ بن أبي طالب ، فإنّه لم يحتجّ إلى بيان ، لأنّ الله تعالى جعل فصاحته كفصاحتي ودرايته كدرايتي ، ولو كان الحلم رجلاً لكان عليّاً ، ولو كان العقل رجلاً لكان الحسن ، ولو كان السّخاء رجلاً لكان الحسين ، ولو كان شخصاً لكان فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً[(1)»(2).
11 - [و] عن موسى بن علىّ القرشي(3) عن قنبر بن أحمد(4) عن بلال بن حمامة(5) رضي الله عنه ، قال :
«طلع علينا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم ووجهه مشرق كدائرة القمر فقام عبد الرحمن(6) بن عوف فقال : يا رسول الله ، ما هذا النّور؟ فقال عليه السلام : بشارة أتتني من ربّي في أخي وابن عمّي علىّ وابنتي فاطمة أنّ الله تبارك وتعالى زوّج فاطمة بعلىّ وأمر رضوان خازن الجنان فهزّ شجرة».
ص: 410
طوبى فحملت رقاقاً - يعني صكاكاً - بعدد محبّي أهل البيت ، وأنشأ من تحتها ملائكة من نور ودفع إلى كلّ ملك صكّاً ، فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة إلى الخلائق فلا يبقى محبّ إلاّ دفعت إليه صكّاً فيه فكاك من النّار ، فأخي وابن عمّي فكّاك رقاب الرجال ، وابنتي [تفكّ رقاب] النساء من أمّتي من النّار(1)»(2).
12 - [وعن] ابن عبّاس رضي الله عنه ، رفعه «[قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلىّ] :
يا علىّ إنّ الله تبارك وتعالى زوّجك فاطمة وجعل صداقها الأرض ، فمن مشى عليها مبغضاً لك مشى حراماً»(3). 1.
ص: 411
13 - عن أبي نعيم الحافظ عن شيودة(1) عن أنس ، قال :
«كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا أوتي شيئاً يقول : اذهب به إلى(2) فلانة [فإنّها كانت صديقة خديجة ، اذهبوا به إلى فلانة] فإنّها تحبّ خديجة عليها السلام»(3).
14 - [و] عن شيودة عن عمّار [بن ياسر] ، رفعه :
«فُضّلت خديجة على نساء أمّتي(4) كما فضّلت مريم على نساء العالمين»(5).
15 - [وعن] حذيفة رضي الله عنه ، رفعه :
«نزل ملك من السماء فاستأذن الله [تعالى] أن يسلّم علىّ فلم ينزل قبلها ، فبشّرني عن الله عزّ وجلّ(6) أنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة»(7). ،
ص: 412
المودّة الرابعة عشرة :
في فضائل النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) وأهل بيته [وفيها] وفاة النبىّ وفاطمة عليها السلام وبها ختمت المودّات المباركات [الطيّبات] :
1 - عن [أمير المؤمنين] علىّ عليه السلام [في حديث طويل] ، قال :
«إذا كان يوم القيامة فأوّل من يقوم(1) من(2) قبره الناطق الصادق الناصح المشفق محمّد المصطفى صلّى الله عليه وسلّم ، [فيأتيه جبرائيل بالبراق وميكائيل بالتاج وإسرافيل بالقصب ورضوان بحلّتين ، ثّم ينادي جبرائيل : أين قبر محمّد؟
فتقول الأرض : حملتني الرياح مع الجبال فدكّتني دكّة واحدة فلا ».
ص: 413
أدري أين قبر محمّد ، فيرتفع منه عمود من نور إلى عنان السّماء ، فيبكي جبرائيل بكاءً شديداً ، فيقول له ميكائيل : وما يبكيك؟ فيقول له : أوتمنعني من البكاء وهذا محمّد يقوم من قبره ويسألني عن أمّته وأنا أدري أين أمّته. قال : ثمّ ينصدع القبر ، فإذا محمّد قاعد وينفض التراب عن رأسه ولحيته ، ثمّ يلتفت يميناً وشمالاً فلا يرى من العمران شيئاًفيقول : يا جبرائيل بشّرني ، فيقول : أبشّرك بالبراق السبّاق والطائر في الآفاق فيقول : بشّرني ، فيقول : أبشّرك بالتاج. فيقول : بشّرني ، فيقول : أبشّرك بالقصب والحلّتين فيقول : بشّرني بأمّتي لعلّك خلّفتهم بين طباق النيران ما رأيتهم ، وإنّهم بعدهم في لحود ... إلى آخر الحديث.
اختصر الخبر الطويل(1) بذلك ، حتّى تعلم شفقته إليك بمحبّته واتّباع ،
ص: 414
2 - [و] عن زيد بن أسلم(3) عن عمر بن الخطّاب(4) رضي الله عنه ، رفعه :
«لمّا اقترف آدم عليه السلام الخطيئة قال : يا ربّ أسألك بحقّ محمّد أن تغفر لي.
فقال [الله تعالى : يا آدم كيف عرفت محمّداً ولم أخلقه؟ قال : يا ربّ ، لمّا خلقتني بيدك ، ونفخت فىّ من روحك رفعت رأسي فرأيت على ».
ص: 415
قوائم العرش مكتوباً : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، فعلمت أنّك لم تضف إلى أسمائك إلاّ أحبّ الخلق إليك.
فقال الله تعالى : صدقت] يا آدم ، إنّه لأحبّ الخلق إلىّ ، وإذا سألتني بحقّه قد غفرت لك ، ولولا محمّد ما خلقتك.
قال أبو عبد الله الحافظ : هذا حديث صحيح الإسناد وإن لم يخرّجه الشيخان(1)»(2).
3 - [و] عن سعيد بن المسيّب(3) عن ابن عبّاس رضي الله عنه ، رفعه :
«أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام : يا عيسى آمن بمحمّد ، وأمر [من أدركك(4) مِن] أمّتك أن يؤمنوا به ، فلولا محمّد ما خلقت آدم ، [ولولا محمّد ما خلقت] لا الجنّة ولا النّار ، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكُتب عليه : لا إله إلاّ الله ، مح - يعني نصف اسم محمّد(5) - ».
ص: 416
فسكن.
قال أبو عبد الله الحافظ : هذا حديث صحيح الإسناد أيضاً لم(1) يخرجه الشيخان»(2).
4 - [و] عن أبي عبد الله الحافظ عن شيودة(3) عن أبي الخير البحتري(4) ، قال :
«رأيت أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام على منبر الكوفة وعليه مدرعة [كانت ل]رسول الله صلّى الله عليه وسلّم متقلّداً بسيف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم متعمّماً بعمامة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفي إصبعه خاتم رسول الله(5) صلّى الله عليه وسلّم ، فقعد على المنبر وكشف [عن] بطنه فقال :
سلوني [من] قبل أن تفقدوني(6) ، فإنّ ما بين الجوانح منّي علماً جمّاً(7) - [وأشار إلى بطنه - وقال :] هذا سفط(8) العلم ، هذا لعاب رسول الله ».
ص: 417
صلّى الله عليه وسلّم في فمي(1) ، هذا ما زقّني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زقّاً زقّاً [من غير وحي أوحى الله إلىّ]. واللهِ لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها ، لأفتيت(2) لأهل التوراة بتوراتهم ، ولأهل الإنجيل بإنجيلهم حتّى ينطق التوراة والإنجيل فيقول : صدق علىّ قد أفتاكم بما أنزل فىّ ، وأنتم تتلون الكتاب [ليلاً ونهاراً] أفلا تعقلون»(3).
5 - «[إنّ الحسن والحسين كانا كتبا ، فقال الحسن للحسين : «خطّي أحسن منك ، فقالا لفاطمة : احكمي بيننا من أحسن خطّاً؟ فكرهت فاطمة عليها السلام أن تؤذي أحدهما بتفضيل أحدهما على الآخر ، فقالت لهما : سلا أباكما عليّاً ، فسألاه عن ذلك ، فقال علىّ عليه السلام : سلا جدّكما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فسألاه عن ذلك ، فقال : لا أحكم بينكما ، حتّى أسأل جبرائيل.
فلمّا جاء جبرائيل قال : لا أحكم بينكما ولكن إسرافيل يحكم 5.
ص: 418
بينكما.
قال إسرافيل : لا أحكم بينهما حتّى أسال الله تعالى أن يحكم.
فقال الله تبارك وتعالى : لا أحكم بينهما ولكن أمّهما فاطمة تحكم بينهما.
فقالت فاطمة : أحكمُ بينهما ، وكانت لها قلادة ، فقالت : أنشرُ جواهر هذه القلادة فمن أخذ منها أكثر فخطّه أحسن ، فنشرتها ، وكان جبرائيل واقفاً عند قائمة العرش ، فأمر الله تعالى : إهبط إلى الأرض وأنصف الجواهر بينهما ألاّ يتأذّى أحدهما ففعل جبرائيل احتراماً وتعظيماً لهما عليهما السلام»(1)](2).
6 - وعن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ، قالوا :
«إنّ أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام لمّا أراد غسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [بعد وفاته] استدعى الفضل بن عبّاس رضي الله عنه فأعان على الغسل(3) ، فلمّا فرغ [من تجهيزه تقدّم] فصلّى عليه وحده [لم يشاركه أحد معه في الصّلاة عليه ، وكان جماعة من الصحابة فيمن يأمّهم في الصّلاة عليه وأين يدفن.
فخرج إليهم أمير المؤمنين عليه السّلام] فقال :
إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إمامنا حيّاً وميّتاً(4) ، فيدخلون [إليه] ».
ص: 419
فوجاً فوجاً(1) فيصلّون بغير إمام وينصرفون.
وقال : [إنّ الله تعالى لم يقبض نبيّاً في مكان إلاّ ويدفنونه فيه ، و] إني أدفنه في حجرته التي قبض فيها ، [فرضي القوم].
فلمّا فرغوا من الصّلاة عليه(2) قال علىّ [أمير المؤمنين] عليه السلام لبريد بن سهل :
احفر [لرسول الله] لحداً مثل أهل المدينة(3) ، فحفر [له] لحداً - [وكان يحفر لأهل المدينة] - ، ثمّ دخل فيه [أمير المؤمنين] علىّ والعبّاس والفضل ابن العبّاس [رضي الله عنهم ليتولّوا دفنه].
فوضعه صلّى الله عليه وسلّم علىّ عليه السلام بيده(4) [فدلاّه في حفرته] وكشف وجهه الشريف المبارك المقدّس المنوّر(5) [وهو على الأرض] ، ووضع [عليه] اللبن ، وأهال [عليه] التراب ، صلوات الله وتحيّاته وبركاته وسلامه عليه وعلى أهل بيته دائمةً بدوام الله تعالى(6).
[وكان الثامن والعشرون من صفر ، وقيل : اثنا عشر من ربيع الأوّل ، مات يوم الاثنين ودفن يوم الأربعاء.
وأصبحت فاطمة عليها السلام فنادت : واسوء صبحاه. فسمع أبو بكر فقال لها : إنّ صباحك صباح سوء واغتمّ القوم من ذلك. ».
ص: 420
وقيل : لمّا دفن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم] رجعت فاطمة إلى بيتها واجتمعت إليها النساء ، فقالت فاطمة صلوات الله عليها : [إنّا لله وإنّا إليه راجعون] انقطع عنّا خبر السّماء ، ثمّ قالت [في] مرثيّة [النبيّ :]
اغبرّ آفاق البلاد(1)
وكوّرت
شمس النّهار وأُظلم العصرانِ(2)
والأرض [من] بعد النّبيّ خريبة
أسفاً عليه كثيرة الرجفانِ
البلاد وغربها
وليبكه مصر وكلّ يمان(5)
نفسي [فداك ما لرأسك مائلاً(6)]
ما وسّدوك وسادة [الوسنان(7)*(8)]
قيل : ماتت فاطمة بعد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بستّة أشهر(9)»(10).
7 - «[عن ابن عبّاس رضي الله عنه : لمّا جاء فاطمة الأجل لم تخف 8.
ص: 421
ولم تصدع ولكن أخذت بيد الحسن والحسين فذهبت بهما إلى قبر رسول الله ، فصلّت بين القبر والمنبر ركعتين ، ثمّ ضممتهما إلى صدرها وألزمتهما وقالت :
يا أولادي اجلسا عند أبيكما ساعة وأمير المؤمنين كان يفتح في المسجد ، ثمّ رجعت عندهما نحو المنزل فحملت ملاط النبيّ ، فاغتسلت ولبست فضل ثوبه ، ثمّ نادت يا أسماء - امرأة جعفر الطيّار - ، فقالت : لبّيك بنت رسول الله ، [فقالت فاطمة : لا(1)] تفاقديني(2) فإنّي في هذا البيت فأضع جنبي ساعة ، فإذا مضت ساعة ولم أخرج فنادني ثلاثاً ، فإن أجبتك فادخلي وإلاّ فاعلمي أنّي ألحقت أبي رسول الله ، ثمّ قامت مقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصلّت ركعتين ، ثمّ [طالت وبارت وجهها بطرف ردائها(3)] ، وقيل : بل ماتت في سجودها.
فلمّا مضت ساعة أقبلت أسماء [فنادت(4)] يا فاطمة الزهراء يا أمّ الحسن والحسين يا بنت رسول الله ، فلم تجب ، فدخلت البيت فإذا هي ميّتة.
قال أعرابي : كيف تعلم وقت وفاتها؟ قال : أعلمها أبوها.
ثمّ شقّقت جيباً وقالت أخبرني رسول الله بوفاتك ثمّ خرجت ولقاها الحسن والحسين ، فقالا : أين أمّنا؟ فسكتت ، فدخلا البيت فإذا هي ي.
ص: 422
ممدّدة ، فحرّكها الحسين فإذا هي ميّتة ، فقال : يا أخا آجرك الله في موت أمّنا ، وخرجا يناديان :
وا أحمداه وا محمّداه ، اليوم جُدّد لنا موتك إذ ماتت أمّنا.
ثمّ إنّ عليّاً غُشي عليه في المسجد ، فرُشّ عليه الماء ، فجاء حتّى دخل بيت فاطمة وعند رأسها تبكي أسماء ، فكشف أمير المؤمنين عن وجهها فإذا رقعة عند رأسها ، فنظر فيها فإذا مكتوب :
(بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه وصيّة فاطمة بنت رسول الله ، وهي تشهد أن لا إله إلاّ الله ومحمّد رسول الله ، وأنّ الجنّة والنّار حقّ وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها وأنّ الله يبعث مَن في القبور ، يا علىّ أنا فاطمة بنت رسول الله ، زوّجني الله منك لأكون لك في الدنيا والآخرة أولى بك من غيرك ، فحنّطني وكفّنّي وادفنّي بالليل ولا تُعلم أحداً ، أستودعك الله واقرأ على ولدىّ سلاماً إلى يوم القيامة.
فلمّا جاء الليل غسّلها علىّ ووضعها على السرير.قال للحسن : أدنُ إلى المصلّى فصلِّ عليها ركعتين.
ورفع يديه إلى السّماء فنادى : هذه فاطمة ، أخرجتها من الظّلمات إلى النّور ، فأضاءت الأرض ميلاً في ميل.
فلمّا أرادوا أن يدفنوها نادت بقعة من البقيع : إلىّ فقد رفع تربتها فىّ ، فنظروا بقبر محفور ، فحملوا السرير إليها فدفنوها ، فجلس على شفير القبر فقال :
يا أرض استودعك وديعتي ، هذه بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فنودي منها : يا علىّ ، أنا أرفق بها منك فارجع ولا تهتمّ.
ص: 423
فانسدّ القبر واستوى بالأرض ، فلم يُعلم أين كان إلى يوم القيامة(1)]»(2).
8 - «[وروى محمود بن المحمود الحافظ البخاري المدعوّ بخواجة محمّد البارسا(3) بإسناد في الصّلاة على فاطمة :
توفّيت فاطمة بين المغرب ، فحضرها أبو بكر وعثمان وعبد مناف بن عوف بن العوّام رضي الله عنهم ، فلمّا وضعت ليصلّى عليها قال علىّ : تقدّم يا أبا بكر ، قال أبو بكر : تقدّم وأنت شاهد ، قال علىّ : نعم ، فتقدّم وقال : والله لا يصلّي غيرك ، فتقدّم أبو بكر فصلّى عليها ، فكبّر ، ثمّ دفنوها ليلاً(4)]»(5).ال
ص: 424
ص: 425
ص: 426
9 - [و] عن علىّ [المرتضى] عليه السلام ، رفعه :
«يبعث عبد المطّلب يوم القيامة أمّة واحدة عليه بهاء الملوك وسيماء النبوّة(1)»(2).
10 - و[أيضاً قال : قال رسول الله :]
«إنّ عبد المطّلب سنّ خمساً في زمان الجاهليّة فأجراها الله تعالى في الإسلام :
حرّم نساء الآباء على الأبناء ، فأنزل الله : (وَلاَ تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آباؤُكُم مِنَ النّساءِ) (3) (4) ، ووجد مالاً فأخرج منه خمساً وتصدّق فأنزل ».
ص: 427
الله : (وَاعْلَمُوا أَنّمَا غَنِمْتُم مِن شَيء فَأَنَّ للهِ خُمُسهُ ...) (1) ، ولمّا حفر بئر زمزم سمّاها سقاية الحاجّ ، وأنزل الله تعالى : (أَجَعْلْتُم سِقَايَةَ الحاجِّ ...) (2) ، وسنّ في الديّة مائة من الإبل فأجرى الله [له] ذلك في الإسلام ، ولم يكن للطواف عدد معيّن في قريش فسنّ عبد المطّلب سبعة أشواط فأجرى الله [تعالى] ذلك في الإسلام(3)»(4).
11 - و [عن عليٍّ عليه السّلام ، قال :] قال النبىّ(5) صلّى الله عليه وسلّم :
«يا علىّ إنّ عبد المطّلب ما كان يستقسم بالأزلام ولا يعبد الأصنام ولا يأكل ما ذبح على النّصب ، وكان على ملّة إبراهيم عليه السلام»(6).
12 - [وعن الإمام جعفر الصّادق ، قال :
«نزل جبرائيل على رسول الله فقال : إنّ ربّك يقرئك السّلام ويقول : إنّي قد حرّمت النّار على صلب أنزلك وبطن حملك وحجر كفلك. رواه 7.
ص: 428
مسلم في الجزء الثاني من صحيحه(1) (2)]»(3).
13 - [سعيد بن المسيّب عن أبيه رضي الله عنه ، قال :
«لمّا حضر أبو طالب الوفاة جاء النبيّ فوجد عنده أبا جهل ابن هشام وعبد الله بن أبي أميّة بن المغيرة(4) ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا عمّ قل : (لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله) كلمة أشهد لك بها عند الله تعالى. فقال أبو جهل : أبا طالب أترغب عن ملّتنا [فلم يزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعرضها عليه ويعاودان بتلك المقالة(5)] حتّى قال أبو طالب آخر ما كلّمهم [به على ملّة(6)] عبد المطّلب ، فقال رسول الله : لك عند تقدّم من بني هاشم(7)]»(8).من
ص: 429
ص: 430
14 - [عليّ بن ميثم(1) يقول : سمعت أبي يقول : سمعت جدّي يقول(2) :] سمعت [عليّاً] يقول :
«اتبع أبو طالب عبد المطّلب في كلِّ أحواله حتّى خرج من الدّنيا على ملّته ، وأوصاني أن أدفنه [في] قبره ، فأخبرت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، [فقال : اذهب فواراه وانفذ لما أمرك به ، فغسّلته ودفنته وحملته(3)] ».
ص: 431
إلى الحجون(1) ، ونبشت قبر عبد المطّلب فرفعت الصفيح [عن لحده] فإذا هو مواجه القبلة ، فحمدت الله على ذلك وطبقت الصفيح عليهما ، [فأنا] وصىّ الأوصياء وخيرة ورثة الأنبياء»(2) (3)[.
15 - [وعن عامر الشعبي ، قال :
«طلبني الحجّاج عليه اللّعنة يوماً فدخلت وخشيت منه ، فأجلسني وعنده رجل مقيّد بالأغلال سيفه بين يديه ، [فقال : إنّ هذا(4)] الشيخ يقول : إنّ الحسن والحسين كانا ابني رسول الله ، [فليأتني بحجّة] من القرآن وإلاّ ضربته ، [فقلت :] يجب أن تحلّ [قيده] فإنّه إذا احتجّ لا محالة يذهب [وإن] لم يحتجّ [ف]السيف لا [يقطع هذا الحديد ، فحلّوا قيوده وكبوله ، فنظرت] فإذا هو سعيد بن جبير(5) ، فحزنت بذلك ، وقلت : كيف يجد حجّة على ذلك من القرآن؟
فقال [له] الحجّاج عليه اللّعنة : ائتني بحجّة من القرآن على ما ادّعيت 8.
ص: 432
وإلاّ أضرب عنقك. فقال : [انتظر. فسكت ساعة ، وقال له مثل ذلك. فقال : انتظر.
فسكت ساعة ، وقال له مثل ذلك ، فقال :]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم [بسم الله الرحمن الرحيم] (وَوَهَبْنا لَهُ إسْحاقَ) ... إلى قوله : (وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِيْنَ) ، ثمّ سكت ، وقال للحجّاج : اقرأ ما بعده [فقرأ :] (وَزَكرِيا وَيَحْيَى وَعِيْسى) (1).
فقال [سعيد :] كيف يليق هاهنا عيسى؟ قال : لأنّه [من] ذرّيته.
فقال : إن كان [عيسى] من ذريّة إبراهيم ولم يكن له أب بل كان ابن بنته فنسب إليه [على] بعده (فالحسن والحسين) أولى أن يُنسبا إلى رسول الله [لقربهما منه].
فأمر له بعشرة آلاف دينار وأمر بأن يحملوها معه [إلى داره ، وأذن له في] الرجوع.
قال الشعبي : فلمّا أصبحت [قلت في نفسي : قد وجب علىّ أن آتي هذا الشيخ فأتعلّم منه معاني القرآن لأنّي كنت أظنّ أنّي أعرفها فإذا أنا لا أعرفها ، فأتيته فإذا هو في المسجد وتلك الدنانير بين يديه يصرفها ويتصدّق [بها ويقول : هذا كلّه ببركة] الحسن والحسين(1)]»(2).
16 - الأعمش رضي الله عن÷1ه ، قال : حدّثني أبو إسحاق بن(3) الحارث وسعيد بن بشير(4) عن علىّ [بن أبي طالب] كرّم الله وجهه ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ».
ص: 433
«أنا واردكم على الحوض ، وأنت يا علىّ الساقي ، والحسن [الذائد(1)] والحسين الآمر ، [وعليّ بن الحسين الفارط ، ومحمّد بن علىّ الناشر ، وجعفر بن محمّد السائق وموسى بن جعفر محصي المحبّين والمبغضين وقامع المنافقين ، وعلىّ بن موسى مزيّن المؤمنين ، ومحمّد بن علىّ منزّل أهل الجنّة إلى درجاتهم ، وعلىّ بن محمّد خطيب [شيعتهِ(2)] ومزوّجهم الحور العين ، والحسن بن علىّ [سراج] أهل [الجنّة يستضيئون به] ، والهادي شفيع حيث لا يأذن [الله] إلاّ لمن يشاء ويرضى(3)»(4).
17 - وعن الإمام علىّ الرضا عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، قال :
«ستُدفن بضعة منّي بخراسان ما زارها مكروب إلاّ نفّس الله كربته ، ولا مذنب إلاّ غفر له الله(5)»(6).
تمّ بحمد الله ومنّه كتاب مودّة القربى للسيّد علىّ الهمداني جامع الأنساب الثلاثة قدّس الله أسراره ووهب لنا بركاته وأنواره(7). ».
ص: 434
1 - اتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل : للقلقشندي الشافعي ، تحقيق محمّد كاظم الموسوي ، الطبعة الأولى ، مركز التحقيقات والدراسات العلمية إيران.
2 - اثبات الوصية : لعليّ بن الحسين الهذلي المسعودي ، مطبعة الصدر قم.
3 - الآحاد والمثاني : للضحّاك ، تحقيق باسم فيصل ، الطبعة الأولى دار الدراية.
4 - الاحتجاج : للطبرسي ، تحقيق محمّد باقر الخرسان ، دار النعمان النجف.
5 - الأحكام : لابن حزم ، مطبعة العاصمة القاهرة.
6 - الأحكام : للإمام يحيى بن الحسين ، الطبعة الأولى.
7 - الأحكام : للآمدي ، تحقيق عبد الرزّاق عفيفي ، الطبعة الثانية ، المكتب الإسلامي.
8 - احكام القرآن : لابن العربي ، تحقيق محمّد عبد القادر عطا ، لبنان دار الفكر.
9 - احكام القرآن : للجصّاص ، تحقيق عبد السّلام محمّد عليّ شاهين ، الطبعة الأولى 1415 ه- ، بيروت دار الكتب العلمية.
10 - اخبار القضاة : لمحمّد بن خلف بن حيّان : بيروت عالم الكتب.
11 - الاختصاص : للشّيخ المفيد ، تحقيق عليّ أكبر الغفاري ، الطبعة الثانية ، بيروت لبنان.
12 - اختيار معرفة الرجال : لمحمّد بن الحسن الطوسي ، تحقيق مهدي الرجائي ، سنة الطبع 1404 ه- ، قم.
ص: 435
13 - ادب الاملاء والاستملاء : للسمعاني ، تحقيق سعيد محمّد اللحّام ، الطبعة الأولى 1409 ه- ، دار ومكتبة الهلال بيروت.
14 - الأذكار النووية : ليحيى بن شرف النووي ، دار الفكر بيروت لبنان.
15 - الإرشاد : للشّيخ المفيد ، الطبعة الثانية ، دار المفيد بيروت لبنان.
16 - ارواء الغليل : لمحمّد ناصر الألباني ، تحقيق زهير الشاوين ، 1405 ه- المكتب الإسلامي بيروت.
17 - اسباب النزول : لأبي الحسن عليّ بن أحمد الواحدي النيسابوري ، دار ومكتبة الهلال بيروت.
18 - استجلاب ارتقاء الغرف : لمحمّد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي ، تحقيق نزار المنصوري ، الطبعة الأولى 1421 ه- مؤسّسة المعارف الإسلامية قم.
19 - الاستذكار : لابن عبد البرّ ، تحقيق سالم محمّد عطا ، الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية بيروت.
20 - الاستغاثة : لأبي القاسم الكوفي.
21 - الاستيعاب : لابن عبد البرّ ، تحقيق عليّ محمّد الجباوي ، الطبعة الأولى ، دار الجيل بيروت.
22 - اسد الغابة : لابن الأثير ، دار الكتاب العربي بيروت.
23 - اسعاف الراغبين : للصبّان ، المطبوع في حاشية نور الأبصار.
24 - الإشراف : على فضائل الأشراف ، لإبراهيم السمهودي المدني ، تحقيق سامي الغريري ، الطبعة الأولى دار الكتاب الإسلامي.
25 - الإصابة : لابن حجر ، تحقيق عادل أحمد عبد الموجود ، الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية بيروت.
26 - اصول السرخسي : لأبي بكر السرخسي ، تحقيق أبي الوفاء الأفغاني ، الطبعة الأولى 1414 ه- دار الكتب العلمية بيروت.
ص: 436
27 - اضواء على السنّة المحمّدية : لمحمود أبو ريّة ، الطبعة الخامسة نشر البطحاء.
28 - الأعلام : لخير الدين الزركلي ، الطبعة الخامسة ، دار العلم للملايين بيروت.
29 - اعلام الورى بأعلام الهدى : للشّيخ الطبرسي ، الطبعة الأولى قم.
30 - اعيان الشيعة : للسيّد محسن الأمين العاملي ، تحقيق حسن الأمين ، دار التعارف للمطبوعات بيروت.
31 - اكليل المنهج : في تحقيق المطلب لمحمّد جعفر الكرباسي ، تحقيق جعفر الحسيني ، الطبعة الأولى دار الحديث.
32 - الإكمال : في أسماء الرجال للخطيب التبريزي ، تحقيق أبي أسد الله الأنصاري ، مؤسّسة أهل البيت.
33 - الاتحاف بحبّ الاشراف : للشيخ عبد الله بن محمّد الشبراوي الشافعي ، تحقيق سامي الغريري ، الطبعة الأولى دار الكتاب الإسلامي.
34 - امالي الحافظ ابي نعيم الاصبهاني : لأبي نعيم ، تحقيق ساعد عمر غازي ، الطبعة الأولى ، دار الصحابة للتراث طنطا.
35 - امالي الصدوق : للشيخ الصدوق ، الطبعة الأولى قم.
36 - امالي الطوسي : للشيخ محمّد بن الحسن الطوسي ، الطبعة الأولى قم.
37 - امالي المحاملي : للحسين بن إسماعيل المحاملي ، تحقيق الدكتور إبراهيم القيسي ، الطبعة الأولى ، دار ابن القيّم الأردن.
38 - الإمامة والسّياسة : لابن قتيبة الدينوري ، تحقيق طه محمّد الزيني ، مؤسّسة الحلبي.
39 - امتاع الاسماع : للمقريزي ، تحقيق محمّد عبد الحميد النميسي ، الطبعة الأولى ، منشورات محمّد عليّ بيضون ، دار الكتب العلمية بيروت.
ص: 437
40 - الإنباه : على قبائل الرواة لابن عبد البرّ ، تحقيق إبراهيم الأبياري ، الطبعة الأولى ، دار الكتاب العربي بيروت لبنان.
41 - انساب الاشراف : للبلاذري ، تحقيق الشيخ محمّد باقر المحمودي ، الطبعة الأولى ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت.
42 - الإنصاف : للمرداوي ، تحقيق محمّد حامد الفقّي ، دار إحياء التراث العربي بيروت.
43 - الإنصاف فيما تضمّنه الكشّاف : لابن المنير السكندري ، منشورات مصطفى البابي الحلبي وأولاده ، مصر.
44 - الأوائل : للطبراني ، تحقيق محمّد شكور الحاجي ، الطبعة الأولى ، دار الفرقان بيروت.
45 - اهل البيت في المكتبة العربية : للسيّد عبد العزيز الطباطبائي ، الطبعة الأولى ، مؤسّسة آل البيت قم.
46 - الإيضاح : للفضل بن شاذان الأزدي ، تحقيق جلال الدين الحسيني ، الطبعة الأولى طهران.
47 - بحار الانوار : لمحمّد باقر المجلسي ، الطبعة الثانية ، دار إحياء التراث العربي بيروت.
48 - البداية والنّهاية : لابن كثير ، تحقيق عليّ شيري ، الطبعة الأولى ، دار إحياء التراث العربي بيروت.
49 - بشارة المصطفى : لمحمّد بن عليّ الطبري ، تحقيق جواد القيّومي الإصفهاني ، الطبعة الأولى قم.
50 - بلاغات النساء : لابن طيفور ، مكتبة بصيرتي ، قم المقدّسة.
51 - البيان في اخبار صاحب الزمان : للكنجي الشافعي ، إعداد محمّد جواد الجلالي مؤسّسة النشر الإسلامي.
ص: 438
52 - تاج العروس : للزبيدي ، تحقيق عليّ شيري ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت.
53 - تاريخ ابن خلدون : لابن خلدون ، دار إحياء التراث العربي بيروت.
54 - تاريخ الاسلام : للذّهبي ، تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري ، الطبعة الأولى ، دار الكتاب العربي بيروت.
55 - التاريخ الكبير : للبخاري ، المكتبة الإسلامية تركيا.
56 - تاريخ بغداد : للخطيب البغدادي ، دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا ، الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية بيروت
57 - تاريخ جرجان : لحمزة بن يوسف السهمي ، عالم الكتب بيروت.
58 - تاريخ الطبري : لمحمّد بن جرير الطبري ، الطبعة الرابعة ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات بيروت.
59 - تاريخ مدينة دمشق : لابن عساكر ، تحقيق عليّ شيري ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت.
60 - تاريخ اليعقوبي : لليعقوبي ، دار صادر - بيروت.
61 - تأويل الآيات : لشرف الدين الحسيني ، الطبعة الأولى ، أمير قم.
62 - تأويل مختلف الحديث : لابن قتيبة الدينوري ، دار الكتب العلمية - بيروت.
63 - تثبيت الامامة : ليحيى بن الحسين الهادي ، الطبعة الثانية ، دار الإمام السجّاد عليه السلام بيروت.
64 - تحف العقول : لابن شعبة الحرّاني ، تصحيح وتعليق عليّ أكبر الغفاري ، الطبعة الثانية قم.
65 - تحفة الاحوذي : للمباركفوري ، الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية بيروت.
66 - تخريج الاحاديث والآثار : للزيلعي ، تحقيق عبد الله بن عبد الرحمن السعد ، الطبعة الأولى ، دار ابن خزيمة.
ص: 439
67 - تذكرة الحفّاظ : للذّهبي ، دار إحياء التراث العربي بيروت.
68 - تذكرة الخواصّ : لسبط ابن الجوزي ، تقديم محمّد صادق بحر العلوم ، المطبعة الحيدرية النجف الأشرف.
69 - التسهيل لعلوم التنزيل : للغرناطي الكلبي ، الطبعة الرابعة دار الكتاب العربي.
70 - تعجيل المنفعة : لابن حجر ، دار الكتاب العربي بيروت.
71 - التعديل والتجريح : لسليمان بن خلف الباجي ، تحقيق أحمد البزّار مراكش.
72 - تغليق التعليق : لابن حجر ، تحقيق سعيد عبد الرحمن موسى القزقي ، المكتب الإسلامي دار عمّار.
73 - تفسير ابن زمنين : لأبي عبد الله محمّد بن عبد الله بن أبي زمنين ، تحقيق أبي عبد الله حسين بن عكاشة ومحمّد بن مصطفى الكنز ، الطبعة الأولى ، الفاروق الحديثة.
74 - تفسير ابن العربي ، ضبطه وصحّحه وقدّم له الشيخ عبد الوارث محمّد عليّ ، الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية بيروت.
75 - تفسير ابن كثير : دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع بيروت.
76 - تفسير ابي حمزة الثمالي : إعداد عبد الرزّاق محمّد حسين حرز الدين.الطبعة الأولى ، مطبعة الهادي.
77 - تفسير ابي السعود : دار إحياء التراث العربي بيروت.
78 - تفسير البحر المحيط : لأبي حيّان الأندلسي ، تحقيق الشيخ عادل أحمد عبد الموجود ، الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية بيروت.
79 - تفسير البغوي : تحقيق خالد عبد الرحمن العكّ ، دار المعرفة بيروت.
80 - تفسير البيضاوي : دار الفكر بيروت.
ص: 440
81 - تفسير التبيان : لمحمّد بن الحسن الطوسي ، تحقيق أحمد حبيب قصير العاملي الطبعة الأولى ، دار إحياء التراث العربي.
82 - تفسير الثعالبي : تحقيق الدكتور عبد الفتّاح أبو سنة ، دار إحياء التراث العربي.
83 - تفسير الثعلبي : تحقيق الإمام أبي محمّد بن عاشور ، دار إحياء التراث العربي.
84 - تفسير الجلالين : للمحلي والسيوطي ، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع بيروت.
85 - تفسير روح المعاني : للآلوسي.
86 - تفسير السلمي : تحقيق سيّد عمران ، الطبعة الأولى ، دار المعرفة.
87 - تفسير السمعاني : تحقيق ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عبّاس بن غنيم ، الطبعة الأولى ، السعودية - دار الوطن.
88 - تفسير العيّاشي : لمحمّد بن مسعود العيّاشي ، تحقيق الحاج السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي ، المكتبة العلمية الإسلامية طهران.
89 - تفسير الفخر الرازي : الطبعة الثالثة.
90 - تفسير القرآن : لأبي الليث السمرقندي ، تحقيق د.محمود مطرجي ، دار الفكر بيروت.
91 - تفسير القرآن : لعبد الرزّاق الصنعاني ، تحقيق الدكتور مصطفى مسلم محمّد ، الطبعة الأولى ، الرياض.
92 - تفسير القرآن : للإمام عزّ الدين عبد العزيز بن عبد السّلام الشافعي ، تحقيق الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهبي ، الطبعة الأولى ، دار ابن حزم بيروت.
93 - تفسير القرطبي : دار إحياء التراث العربي بيروت.
ص: 441
94 - تفسير الكشّاف : للزمخشري ، ضبط محمّد عبد السّلام شاهين ، دار الكتب العلمية بيروت.
95 - تفسير النسفي : لعبد الله بن أحمد بن محمود النسفي.
96 - تفسير الواحدي : تحقيق صفوان عدنان داوودي ، الطبعة الأولى ، دار القلم.
97 - التمهيد : لابن عبد البرّ ، تحقيق مصطفى بن أحمد العلوي ، المغرب.
98 - تمهيد الاوائل وتلخيص الدلائل : للباقلاّني ، تحقيق الشيخ عماد الدين أحمد حيدر ، الطبعة الثالثة مؤسّسة الكتب الثقافية بيروت.
99 - تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين : للمحسن بن كرامة ، تحقيق السيّد تحسين آل شبيب الموسوي ، قم.
100 - التنبيه والاشراف : للمسعودي ، دار صعب بيروت.
101 - تنقيح التحقيق في احاديث التعليق : للذهبي ، تحقيق مصطفى أبو الغيط عبد الحيّ عجيب ، دار الوطن الرياض.
102 - تهذيب التهذيب : لابن حجر ، الطبعة الأولى ، دار الفكر بيروت.
103 - تهذيب الكمال : للمزّي ، تحقيق الدكتور بشّار عوّاد معروف ، الطبعة الرابعة ، مؤسّسة الرسالة بيروت.
104 - الثاقب في المناقب : لابن حمزة الطوسي ، تحقيق نبيل رضا علوان ، الطبعة الثانية قم.
105 - الثقات لابن حبّان : الطبعة الأولى ، حيدر آباد.
106 - الجامع الصغير : لجلال الدين السيوطي ، الطبعة الأولى ، دار الفكر بيروت.
107 - جامع بيان العلم وفضله : لابن عبد البرّ ، دار الكتب العلمية بيروت.
108 - الجرح والتعديل : للرّازي ، الطبعة الأولى ، دار أحياء التراث العربي بيروت.
109 - جزء بقي بن مخلد : لابن بشكوال.
ص: 442
110 - جزء الحميري : لعليّ بن محمّد الحميري ، تحقيق أبي طاهر زبير بن مجدّد ، دار الطحاوي الرياض.
111 - جواهر العقدين : لعليّ بن عبد الله السمهودي ، تحقيق موسى بنّاي العليلي ، مطبعة العاني بغداد.
112 - جواهر المطالب : لشمس الدين محمّد بن أحمد الباعوني الشافعي ، تحقيق محمّد باقر المحمودي ، الطبعة الأولى ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية.
113 - الجوهرة في نسب الامام عليّ : للبرّي ، تحقيق محمّد التونجي ، الطبعة الأولى ، مؤسّسة الأعلمي بيروت.
114 - حاشية ردّ المحتار : لابن عابدين ، دار الفكر بيروت.
115 - الحدّ الفاصل : للرامهرمزي ، تحقيق محمّد عجاج الخطيب ، الطبعة الثالثة ، دار الفكر بيروت.
116 - حديث الثقلين : لنجم الدين العسكري ، الطبعة الرابعة ، مطبعة الآداب - النجف الأشرف.
117 - حديث خيثمة : لخيثمة بن سليمان الأطرابلسي.
118 - حلية الاولياء : لأبي نعيم الإصفهاني الشافعي ، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية بيروت.
119 - حواشي الشرواني : للشرواني والعبادي ، دار إحياء التراث العربي بيروت.
120 - خزانة الادب : لعبد القاهر البغدادي ، تحقيق محمّد نبيل طريفي وإميل بديع يعقوب ، الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية بيروت.
121 - الخصائص الفاطمية : لمحمّد باقر الكجوري ، تحقيق سيّد عليّ جمال أشرف ، الطبعة الأولى شريعت.
122 - خصائص امير المؤمنين : للنسائي ، تحقيق محمّد هادي الأميني ، طهران.
ص: 443
123 - خصائص الوحي المبين : للحافظ ابن البطريق ، تحقيق الشيخ مالك المحمودي ، الطبعة الأولى قم.
124 - الخصال : للشيخ الصدوق ، تحقيق عليّ أكبر الغفاري ، قم.
125 - خلاصة الاقوال : للعلاّمة الحلّي ، تحقيق الشيخ جواد القيّومي ، الطبعة الأولى ، مؤسّسة النشر الإسلامي.
126 - خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : الخزرجي الأنصاري اليمني ، الطبعة الرابعة ، دار البشائر الإسلامية.
127 - خلاصة العبقات : للسيّد حامد النقوي ، مطبعة خيّام.
128 - الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة : للسيّد عليّ خان المدني ، تحقيق محمّد صادق بحر العلوم ، قم.
129 - الدرر : لابن عبد البرّ.
130 - درر السّمط في خبر السّبط : لابن الأبار ، تحقيق الدكتور عزّ الدين عمر موسى ، الطبعة الأولى بيروت.
131 - الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور : لجلال الدين السيوطي ، دار المعرفة بيروت.
132 - الدرّ النظيم : لابن حاتم العاملي ، قم.
133 - دعائم الاسلام : للقاضي النعمان المغربي ، تحقيق آصف بن عليّ أصغر فيضي ، دار المعارف القاهرة.
134 - ديوان الامام الشافعي : جمع وشرح محمّد عبد الرحيم ، دار الفكر بيروت.
135 - ديوان الامام عليّ المعروف بأنوار العقول من اشعار وصيّ الرسول : لقطب الدين البيهقي الكيدري ، تحقيق كامل سلمان الجبوري ، الطبعة الأولى ، مطبعة كيميا.
ص: 444
136 - ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى : للمحبّ الطبري ، مكتبة القدس القاهرة.
137 - الذرّية الطاهرة النبوية : لمحمّد بن أحمد الدولابي ، تحقيق سعد المبارك الحسن الطبعة الأولى ، دار السلفية الكويت.
138 - ذكر اخبار اصبهان : للحافظ الإصبهاني ، بريل - ليدن المحروسة.
139 - ذيل تاريخ بغداد : لابن النجّار البغدادي ، تحقيق مصطفى عبد القادر يحيى ، الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية بيروت.
140 - رجال الطوسي : للشيخ محمّد بن الحسن الطوسي ، تحقيق جواد القيّومي الإصفهاني ، الطبعة الأولى قم.
141 - رسائل بدر الدين الحوثي : للسيّد بدر الدين الحوثي.
142 - الرعاية في علم الدراية : للشهيد الثاني ، تحقيق عبد الحسين محمّد عليّ بقّال ، الطبعة الثانية ، قم.
143 - الرواة عن سعيد بن منصور : لأبي نعيم الأصبهاني ، تحقيق عبد الله يوسف الجديع ، الطبعة الأولى ، دار العاصمة الرياض.
144 - روضة الفردوس : لعليّ بن شهاب الدين الهمداني ، نسخة مخطوطة في مكتبة أمير المؤمنين العامّة في النجف الأشرف.
145 - الروضة في فضائل امير المؤمنين : لشاذان بن جبرائيل القمّي ، تحقيق عليّ الشكرجي ، الطبعة الأولى.
146 - روضة الواعظين : للفتّال النيسابوري ، منشورات الشريف الرضي قم.
147 - الرياض النضرة : للمحبّ الطبري ، الطبعة الثانية ، مطبعة دار التأليف مصر.
148 - زاد المسير : لابن الجوزي ، تحقيق محمّد بن عبد الرحمن عبد الله ، الطبعة الأولى ، دار الفكر بيروت.
ص: 445
149 - سبل السّلام : لمحمّد بن إسماعيل الكحلاني ، الطبعة الرابعة مصر.
150 - سبل الهدى والرشاد : للصالحي الشامي ، تحقيق الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ عليّ محمّد معوض ، الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية بيروت.
151 - السرائر : لابن إدريس الحلّي ، الطبعة الثانية ، قم.
152 - سنن ابن ماجة : لمحمّد بن يزيد القزويني ، تحقيق محمّد فؤاد عبد الباقي ، دار الفكر بيروت.
153 - سنن ابي داود : لابن الأشعث السجستاني ، تحقيق سعيد محمّد اللحّام ، الطبعة الأولى ، دار الفكر.
154 - سنن الترمذي : تحقيق عبد الوهّاب عبد اللطيف ، الطبعة الثانية ، دار الفكر بيروت.
155 - سنن الدارمي : لعبد الله بن بهرام الدارمي ، مطبعة الاعتدال دمشق.
156 - السنن الكبرى : للبيهقي ، دار الفكر بيروت.
157 - السنن الكبرى : للنسائي ، تحقيق عبد الغفّار سليمان البنداري ، الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية بيروت.
158 - سير اعلام النبلاء : للذهبي ، تحقيق حسين الأسد ، الطبعة التاسعة ، مؤسّسة
الرسالة بيروت.
159 - السيرة الحلبية : لعلي بن برهان الشافعي ، دار المعرفة بيروت.
160 - السيرة الدحلانية : لأحمد زيني دحلان ، بهامش السيرة الحلبية.
161 - السيرة النبوية : لابن كثير الدمشقي ، تحقيق مصطفى عبد الواحد ، دار المعرفة بيروت.
162 - السيرة النبوية : لابن هشام ، تحقيق محمّد محي الدين عبد الحميد ، القاهرة.
ص: 446
163 - شرح اصول الكافي : للمولى محمّد صالح المازندراني ، تحقيق السيّد عليّ عاشور.
164 - شرح الاخبار : للقاضي النعمان المغربي ، تحقيق السيّد محمّد الحسيني الجلالي ، الطبعة الثانية قم.
165 - شرح صحيح مسلم : للنووي ، دار الكتاب العربي بيروت.
166 - شرح العقيدة الطحاوية : لابن أبي العزّ الحنفي ، الطبعة الرابعة بيروت.
167 - الشرح الكبير : لعبد الرحمن بن قدامة ، دار الكتاب العربي بيروت.
168 - شرح معاني الآثار : لأحمد بن محمّد بن سلمة ، تحقيق محمّد زهري النجّار ، الطبعة الثالثة.
169 - شرح المقاصد في علم الكلام : للتفتازاني ، الطبعة الأولى ، دار المعارف النعمانية باكستان.
170 - شرح المواقف : لعليّ بن محمّد الجرجاني ، الطبعة الأولى ، مطبعة السعادة مصر.
171 - شرح نهج البلاغة : لابن أبي الحديد المعتزلي ، تحقيق محمّد أبي الفضل إبراهيم ، الطبعة الأولى ، دار إحياء الكتب العربي.
172 - الشفا بتعريف حقوق المصطفى : للقاضي عياض ، دار الفكر بيروت.
173 - شواهد التنزيل : للحافظ الحسكاني ، تحقيق الشيخ محمّد باقر المحمودي ، الطبعة الأولى.
174 - شيخ المضيرة ابو هريرة : لمحمود أبو ريّة ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت.
175 - الصحاح : للجوهري ، تحقيق أحمد عبد الغفور العطّار ، الطبعة الرابعة ، دار العلم للملايين بيروت.
ص: 447
176 - صحيح ابن حبّان : تحقيق شعيب الأرنؤوط ، الطبعة الثانية ، مؤسّسة الرسالة.
177 - صحيح ابن خزيمة : لابن خزيمة ، تحقيق الدكتور محمّد مصطفى الأعظمي ، الطبعة الثانية ، المكتب الإسلامي.
178 - صحيح البخاري : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
179 - صحيح مسلم : لمسلم النيسابوري ، دار الفكر بيروت.
180 - الصّراط المستقيم : لعلي بن يونس العاملي ، تحقيق محمّد باقر المحمودي ، الطبعة الأولى ، المكتبة الرضوية.
181 - صفّة الصفوة : لابن الجوزي ، الطبعة الأولى ، دار الجيل بيروت.
182 - الصواعق المحرقة في الردّ على اهل البدع والزندقة : لأحمد بن حجر الهيتمي ، تحقيق عبد الوهّاب عبد اللطيف ، الطبعة الثانية ، مكتبة القاهرة.
183 - الطبقات الكبرى : لمحمّد بن سعد ، دار صادر بيروت.
184 - طبقات المحدّثين باصبهان : لعبد الله بن حبّان ، تحقيق عبد الغفور عبد الحقّ حسين البلوشي ، الطبعة الثانية ، مؤسّسة الرسالة بيروت.
185 - الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : للسيّد ابن طاووس ، الطبعة الأولى ، الخيّام قم.
186 - طرائف المقال : للسيّد عليّ البروجردي ، تحقيق السيّد مهدي الرجائي ، الطبعة الأولى قم.
187 - العثمانية : للجاحظ ، تحقيق عبد السّلام محمّد هارون ، دار الكتاب العربي مصر.
188 - العجائب في بيان الاسباب : لابن حجر العسقلاني ، تحقيق عبدالحكيم محمّد الأنيس ، الطبعة الأولى ، دار ابن الجوزي السعودية.
ص: 448
189 - العرف الوردي في اخبار المهدي : لجلال الدين السيوطي ، تحقيق أبي يعلى البيضاوي ، الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية بيروت.
190 - العقد الثمين : للقاضي محمّد بن عليّ الشوكاني ، تحقيق عدنان السيّد عليّ الحسيني ، الطبعة الأولى ، مركز الغدير للدراسات الإسلامية.
191 - علل الدارقطني : للدارقطني ، تحقيق محفوظ الرحمن زين الله السلفي ، الطبعة الأولى ، دار طيبة الرياض.
192 - علل الشرائع : للشيخ الصدوق ، تحقيق السيّد محمّد صادق بحر العلوم ، النجف الأشرف.
193 - العمدة : لابن البطريق ، مؤسّسة النشر الإسلامي قم.
194 - عمدة القاري : للعيني ، بيروت - دار إحياء التراث العربي.
195 - عون المعبود : للعظيم آبادي ، الطبعة الثانية ، دار الكتب العلمية - بيروت لبنان.
196 - عيون اخبار الرضا : للشّيخ الصدوق ، تحقيق الشّيخ حسين الأعلمي ، مطابع مؤسّسة الأعلمي بيروت.
197 - عيون الاثر : لابن سيّد الناس ، مؤسّسة عزّ الدّين للطباعة والنشر بيروت.
198 - الغارات : لإبراهيم بن محمّد الثقفي ، تحقيق جلال الدين الحسيني ، بهمن.
199 - غاية المرام : للسيّد هاشم البحراني ، تحقيق عليّ عاشور.
200 - غريب الحديث : للحربي ، تحقيق الدكتور سليمان بن إبراهيم بن محمّد العاير الطبعة الأولى ، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي.
201 - الغيبة : لمحمّد بن إبراهيم النعماني ، تحقيق فارس حسّون كريم ، أنوار الهدى قم.
202 - الغيبة : للشيخ محمّد بن الحسن الطوسي ، تحقيق عبد الله الطهراني ، الطبعة الأولى ، قم.
ص: 449
203 - الفائق في غريب الحديث : لجار الله الزمخشري ، الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية بيروت.
204 - فتح الباري : لابن حجر ، الطبعة الثانية ، دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت.
205 - فتح القدير : للشوكاني ، عالم الكتب.
206 - الفتن : لنعيم بن حمّاد المروزي ، تحقيق الدكتور سهيل زكار ، دار الفكر بيروت.
207 - الفتوح : لأحمد بن أعثم الكوفي ، تحقيق عليّ شيري ، الطبعة الأولى ، دار الأضواء بيروت.
208 - الفتوحات المكّية : لابن العربي ، دار صادر بيروت.
209 - الفصول المختارة : للشّيخ المفيد ، تحقيق عليّ مير شريفي ، الطبعة الثانية ، دار المفيد بيروت.
210 - الفصول المهمّة : لابن الصبّاغ المالكي ، تحقيق سامي الغريري ، الطبعة الأولى ، دار الحديث قم.
211 - الفضائل : لشاذان بن جبرائيل القمّي ، المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف.
212 - فضائل امير المؤمنين : لابن عقدة الكوفي ، تجميع عبد الرزّاق محمّد حسين فيض الدين.
213 - فضائل امير المؤمنين : عليّ بن أبي طالب لأحمد بن حنبل ، تحقيق حسن حميد السنيد ، مطبعة ليلى.
214 - فضائل الصحابة : للنسائي ، دار الكتب العلمية بيروت.
215 - فضل آل البيت : للمقريزي ، تحقيق السيّد عليّ عاشور.
216 - فلك النجاة في الامامة والصّلاة : لعليّ محمّد فتح الدين الحنفي ، تحقيق الشيخ ملاّ أصغر عليّ محمّد جعفر ، الطبعة الثانية ، مؤسّسة دار الإسلام.
ص: 450
217 - الفوائد الرجالية : لبحر العلوم ، تحقيق محمّد صادق بحر العلوم ، الطبعة الأولى ، طهران.
218 - فوائد العراقيّين : لابن عمرو النقّاش ، تحقيق مجدي السيّد إبراهيم ، مكتبة القرآن القاهرة.
219 - الفوائد المنتقاة : لمحمّد بن عليّ الصّوري ، تحقيق عمر عبد السّلام تدمري ، الطبعة الأولى ، دار الكتاب العربي بيروت.
220 - فيض القدير شرح الجامع الصغير : للمناوي ، تصحيح أحمد عبد السّلام ، الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية بيروت.
221 - القاموس المحيط : للفيروز أبادي.
222 - الكافي : لمحمّد بن يعقوب الكليني ، تحقيق عليّ أكبر الغفاري ، دار الكتب الإسلامية ، طهران.
223 - الكافي : لأبي صلاح الحلبي ، تحقيق رضا أُستادي ، منشورات إصفهان.
224 - الكامل : لعبد الله بن عدي ، تحقيق يحيى مختار غزاوي ، الطبعة الثالثة ، دار الفكر بيروت.
225 - الكامل في التاريخ : لابن الأثير ، دار صادر بيروت.
226 - كتاب الاربعين : لمحمّد طاهر القمّي الشيرازي ، تحقيق السيّد مهدي الرجائي ، الطبعة الأولى.
227 - كتاب الاربعين : للماحوزي ، تحقيق السيّد مهدى الرجائي ، الطبعة الأولى قم.
228 - كتاب سليم بن قيس الهلالي : تحقيق محمّد باقر الأنصاري.
229 - كتاب السنّة : لعمرو بن أبي عاصم ، بقلم محمّد ناصر الدين الألباني ، الطبعة الثالثة ، المكتب الإسلامي بيروت.
ص: 451
230 - كتاب الصمت وآداب اللسان : لابن أبي الدنيا ، تحقيق أبي إسحاق الحويني ، الطبعة الأولى ، دار الكتاب العربي بيروت.
231 - كتاب الولاية : لابن عقدة الكوفي.
232 - كشف الخفاء : للعجلوني ، الطبعة الثالثة ، دار الكتب العلمية بيروت.
233 - كشف الغمّة : لابن أبي الفتح الإربلي ، الطبعة الثانية ، دار الأضواء - بيروت لبنان.
234 - كشف القناع : للبهوتي ، تحقيق أبي عبد الله محمّد حسن ، الطبعة الأولى ، منشورات محمّد عليّ بيضون.
235 - كفاية الاثر : للخزّاز القمّي ، تحقيق السيّد عبد اللطيف الحسيني الكوهكمري ، قم.
236 - كفاية الطالب : للكنجي الشافعي ، تحقيق محمّد هادي الأميني ، طهران.
237 - كمال الدين وتمام النعمة : للشيخ الصدوق ، تصحيح وتعليق عليّ أكبر الغفاري ، قم.
238 - كنز العمّال : للمتّقي الهندي ، ضبط وتفسير الشيخ بكري حيّاني ، مؤسّسة الرسالة بيروت.
239 - كنز الفوائد : لأبي الفتح الكراجكي ، الطبعة الثانية ، مكتبة المصطفوي قم.
240 - لسان العرب : لابن منظور ، نشر أدب الحوزة - قم.
241 - ما روي في الحوض والكوثر : لابن مخلد القرطبي ، تحقيق عبد القادر محمّد عطا صوفي ، الطبعة الأولى ، مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنّورة.
242 - المبسوط : للسرخسي ، دار المعرفة بيروت.
243 - مجلسان من املاء النسائي : تحقيق أبي إسحاق الحويني الأثري ، الطبعة الأولى ، دار ابن الجوزي الدمّام.
ص: 452
244 - مجمع الزوائد : للهيثمي ، دار الكتب العلمية بيروت.
245 - المجموع : لمحي الدين النووي ، دار الفكر بيروت.
246 - المحاسن : لأحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، تحقيق جلال الدين الحسني ، طهران.
247 - المحرّر الوجيز : لابن عطية الأندلسي ، تحقيق عبد السّلام عبد الشافي محمّد ، الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية.
248 - مختصر البصائر : للحسن بن سليمان الحلّي ، تحقيق مشتاق المظفّر.
249 - مختصر الموافقة : لابن السمّان ، اختصار جار الله الزمخشري.
250 - المزار الكبير : لمحمّد بن المشهدي ، تحقيق جواد القيّومي ، الطبعة الأولى قم.
251 - مستدركات علم رجال الحديث : للشيخ عليّ النمازي الشاهرودي ، الطبعة الأولى ، شفق طهران.
252 - المستدرك على الصحيحين : للحاكم النيسابوري ، تحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشلي.
253 - مستدرك الوسائل : للميرزا النوري ، تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، الطبعة الأولى ، مؤسّسة آل البيت.
254 - مسند ابن الجعد : لعليّ بن الجعد بن عبيد ، رواية وجمع أبي القاسم عبد الله بن محمّد البغوي ، الطبعة الثانية ، دار الكتب العلمية بيروت.
255 - مسند ابن راهويه : لإسحاق بن راهويه ، تحقيق الدكتور عبد الغفور عبد الحقّ ، الطبعة الأولى ، مكتبة الإيمان - المدينة المنوّرة.
256 - مسند ابي داود الطيالسي : لسليمان بن داود الطيالسي ، دار المعرفة بيروت.
ص: 453
257 - مسند ابي يعلى : لأبي يعلى الموصلي ، تحقيق حسين سليم أسد ، دار المأمون للتراث.
258 - مسند احمد بن حنبل : دار صادر - بيروت لبنان.
259 - مسند الحميدي : لعبد الله بن الزبير الحميدي ، تحقيق وتعليق حبيب الرحمن الأعظمي ، الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية بيروت.
260 - مسند زيد بن عليّ : منشورات دار مكتبة الحياة بيروت.
261 - مسند سعد بن ابي وقّاص : لأحمد بن إبراهيم الدورقي ، تحقيق عامر حسن صبري ، الطبعة الأولى ، دار البشائر الإسلامية بيروت.
262 - مسند الشاميّين : للطبراني ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي ، الطبعة الثانية ، مؤسّسة الرسالة بيروت.
263 - مسند الشهاب : لابن سلامة ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي ، الطبعة الأولى ، مؤسّسة الرسالة بيروت.
264 - مسند عائشة : لعبد الله بن سليمان السجستاني.
265 - مشاهير علماء الامصار : لابن حبّان ، تحقيق مرزوق عليّ إبراهيم ، تحقيق دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع المنصورة.
266 - المصنّف : لابن أبي شيبة الكوفي ، تحقيق سعيد اللحّام ، الطبعة الأولى ، دار الفكر بيروت.
267 - المصنّف : لعبد الرزّاق الصنعاني ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي.
268 - مطالب السؤول في مناقب آل الرسول : لمحمّد بن طلحة الشافعي ، تحقيق ماجد بن أحمد العطية.
269 - معارج الوصول الى معرفة فضل آل الرسول : للزرندي ، تحقيق ماجد بن أحمد العطية.
ص: 454
270 - المعارف : لابن قتيبة الدينوري ، تحقيق الدكتور ثروت عكاشة ، دار المعارف القاهرة.
271 - معاني القرآن : للنحّاس ، تحقيق الشيخ محمّد عليّ الصابوني ، الطبعة الأولى ، جامعة أمّ القرى - المملكة العربية السعودية.
272 - المعجم الاوسط : للطبراني ، دار الحرمين.
273 - معجم البلدان : للحموي ، دار إحياء التراث العربي بيروت.
274 - معجم رجال الحديث : للسيّد الخوئي ، الطبعة الخامسة.
275 - معجم الرجال والحديث : لمحمّد حياة الأنصاري.
276 - المعجم الصغير : للطبراني ، دار الكتب العلمية بيروت.
277 - المعجم الكبير : للطبراني ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي ، الطبعة الثانية ، دار إحياء التراث العربي.
278 - معجم ما استعجم : للبكري الأندلسي ، تحقيق وضبط مصطفى السقّا ، الطبعة الثالثة ، عالم الكتب بيروت.
279 - معجم المؤلّفين : لعمر كحالة ، مكتبة المثنّى بيروت.
280 - معرفة الثقات : للعجلي ، الطبعة الأولى ، مكتبة الدار - المدينة المنوّرة.
281 - المعيار والموازنة : للإسكافي ، تحقيق محمّد باقر المحمودي ، الطبعة الأولى.
282 - المغني : لعبد الله بن قدامة ، دار الكتاب العربي بيروت.
283 - مغني المحتاج : لمحمّد بن أحمد الشربيني ، دار إحياء التراث العربي بيروت.
284 - مقام الامام عليّ : لنجم الدين العسكري ، الطبعة الرابعة ، مطبعة الآداب - النجف الأشرف.
ص: 455
285 - مقتضب الاثر : لأحمد بن عيّاش الجوهري ، مكتبة الطباطبائي قم.
286 - مقتل الحسين : للخوارزمي ، تحقيق الشيخ محمّد السماوي ، دار أنوار الهدى.
287 - مكاتيب الرسول : الأحمدي الميانجي ، الطبعة الأولى ، دار الحديث.
288 - الملاحم والفتن : لابن طاووس ، الطبعة الأولى إصفهان.
289 - ملحقات احقاق الحقّ : للسيّد المرعشي ، تصحيح السيّد إبراهيم الميانجي ، قم.
290 - الملل والنحل : للشهرستاني ، تحقيق محمّد سيّد كيلاني ، دار المعرفة بيروت.
291 - المناقب : الموفّق الخوارزمي ، تحقيق مالك المحمودي ، الطبعة الثانية قم.
292 - مناقب آل ابي طالب : لابن شهرآشوب ، المكتبة الحيدرية - النجف الأشرف.
293 - مناقب الامام امير المؤمنين : لمحمّد بن سليمان الكوفي ، تحقيق الشيخ محمّد باقر المحمودي ، الطبعة الأولى ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية - قم.
294 - مناقب امير المؤمنين : لابن المغازلي ، تحقيق محمّد باقر البهبودي ، المطبعة الإسلامية طهران.
295 - مناقب عليّ بن ابي طالب عليه السلام وما نزل من القرآن في عليّ : لأبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الإصفهاني ، تحقيق عبد الرزّاق محمّد حسين حرز الدين ، الطبعة الثانية ، دار الحديث.
296 - منتخب مسند عبد بن حميد : لعبد بن حميد بن نصر الكسي ، تحقيق السيّد صبحي البدري السامرّائي ، الطبعة الأولى ، مكتبة النهضة العربية.
ص: 456
297 - من له رواية في مسند احمد : لأحمد بن محمّد بن عليّ بن حمزة ، تحقيق الدكتور عبد المعاطي أمين قلعجي ، الطبعة الأولى ، جامعة الدراسات الإسلامية.كراتشي.
298 - منية الطالب في مستدرك ديوان سيّد الاباطح ابي طالب : جمع محمّد باقر المحمودي ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية.
299 - موارد الضمآن : للهيثمي ، تحقيق حسين سليم أسد الداراني ، الطبعة الأولى ، دار الثقافة العربية.
300 - المواقف : للايجي ، تحقيق عبد الرحمن عميرة ، الطبعة الأولى ، دار الجيل بيروت.
301 - موطّأ مالك : للإمام مالك بن أنس ، تصحيح وتعليق محمّد فؤاد عبد الباقي ، دار إحياء التراث العربي بيروت.
302 - ميزان الاعتدال : للذهبي ، تحقيق عليّ محمّد البجاوي ، الطبعة الأولى ، دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت.
303 - نصب الراية : للزيلعي ، تحقيق أيمن صالح شعبان ، الطبعة الأولى ، دار الحديث القاهرة.
304 - نظم درر السمطين : للزرندي ، الطبعة الأولى ، مطبعة القضاء النجف الأشرف.
305 - النعيم المقيم : للعارف الموصلي ، تحقيق السيّد عليّ عاشور ، الطبعة الأولى ، مؤسّسة الأعلمي بيروت.
312 - نفحات الانس : لعبد الرحمن الجامي ، تحقيق محمّد أديب الجادر.
306 - نقد الرجال : للتفرشي ، الطبعة الأولى ، ستارة قم.
307 - النوادر : لفضل الله الراوندي ، تحقيق سعيد رضا عليّ عسكري ، الطبعة الأولى قم.
ص: 457
308 - نور الابصار : للشبلنجي ، دار إحياء التراث العربي.
309 - النهاية في غريب الحديث : لابن الأثير ، تحقيق طاهر أحمد الزاوي ، الطبعة الرابعة قم.
310 - النهاية في الفتن والملاحم : لابن كثير القرشي ، ضبط محمّد عبد القادر عطا ، دار التقوى للتراث.
311 - نهج الايمان : لابن جبر ، تحقيق السيّد أحمد الحسيني ، الطبعة الأولى ، ستارة قم.
312 - نيل الاوطار : للشوكاني ، دار الجيل بيروت.
313 - الوافي بالوفيات : للصفدي ، تحقيق أحمد الأرناؤوط ، دار إحياء التراث بيروت.
314 - وصول الاخيار : إلى أصول الأخبار لوالد الشيخ البهائي العاملي ، تحقيق السيّد عبد اللطيف الكوهكمري ، الطبعة الأولى ، مجمع الذخائر الإسلامية.
315 - وفيات الاعيان وانباء ابناء الزمان : لابن خلّكان ، تحقيق إحسان عبّاس ، دار الثقافة بيروت.
316 - وقعة صفّين : لابن مزاحم المنقري ، تحقيق عبد السّلام محمّد هارون ، الطبعة الثانية ، المدني مصر.
317 - الهداية الكبرى : للحسين بن حمدان الخصيبي ، الطبعة الرابعة بيروت.
318 - اليقين : لابن طاووس ، تحقيق الأنصاري ، الطبعة الأولى ، مؤسّسة دار الكتاب.
319 - ينابيع المودّة : للقندوزي الحنفي ، تحقيق السيّد عليّ جمال أشرف ، الطبعة الثانية ، مطبعة أسوه قم.
ص: 458
هيئة التحرير كتب صدرت محقّقة
*
المعتمد في القضاء.
تأليف : السيّد محمّد رضا الخلخالي (ت 1411ه).
كتاب فقهي اعتمد فيه المؤلّف أبواب القضاء
والشهادات والحدود التي سنّتها الشريعة السمحاء لإقامة العدل وحفظ الحقوق
الاجتماعية وردّها إلى ذويها ودرء الشبهات والمفاسد حفاظاً وإبقاءً على تربية
المجتمع وإحياء معالم الشريعة وسننها.
تحقيق : حامد الطائي.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 624.
نشر : دار التعارف للمطبوعات
بيروت - لبنان/1433 ه.
*
الإجازة الكبيرة.
يعدّ الكتاب من مجموع كتب الإجازات التي تفيد ذوي
الفنّ والتحقيق لمعرفة طرق الرواية والإجازة ، وقد احتوى على إجازتين إحداهما
إجازة آية الله السيّد حسن الصدر للعلاّمة الشيخ آقا بزرك الطهراني والأخرى
إجازة آية الله العظمى شيخ الشريعة الإصفهاني للعلاّمة الطهراني ، كما ضمّت
المقدّمة صور نسخة الأصل لمخطوطة الكتاب وصور لإجازة الشيخ آقا بزرك الطهراني
للسيّد مرتضى النجومي وصورة أخرى لإجازة السيّد النجومي للمحقّق الشيخ ناصر
الدين الأنصاري ، وقد ضمّ الكتاب فوائد جمّة للطالبين المتخصّصين بمعرفة طرق
ص: 459
رواية الحديث.
تحقيق : ناصر
الدين الأنصاري القمّي.
الحجم :
وزيري.
عدد الصفحات :
206.
نشر : دليل ما
- قم - إيران / 1432 ه.
*
عطر العروس فيما تبتهج به النفوس.
تأليف : إمام الحرمين الميرزا محمّد ابن عبدالوهّاب
بن داود الهمداني الكاظمي (ت 1305ه).
الكتاب عبارة عن شرح لبعض الأبيات المشكلة وبيان
النقطة التي تحت باء البسملة وبعض فضائل العترة الطاهرة وهو شرح الأبيات الثلاثة
التي نظمها عبد الباقي العمري في أنّ عليّاً أمير المؤمنين هو النقطة تحت باء
البسملة فرغ منه سنة 1273 ه- وقد اقترن في هذه السنة عرس المصنّف مع تأليف
الكتاب حيث طلب منه العمري شرحها هذا وقد أدرج المحقّق ترجمة المؤلّف وما يدور
حول
الكتاب من سبب تأليفه وموضوعه ونسخه.
تحقيق : محمّد كاظم المحمودي.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 210.
نشر : العتبة العلوية - النجف الأشرف العراق /
1432ه.
*
كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار.
تأليف : الميرزا النوري(قدس سره) (ت 1320ه).
جاء الكتاب ردّاً على قصيدة وردت إلى النجف الأشرف
على ساكنها الصلاة والسلام من بغداد لم يُسمّ ناظمها ، وهي في شأن الإمام المهدي
القائم المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، أشار قائلها إلى الخلاف الواقع
بين المسلمين في أنّه أرواحنا فداه وُلد أو سيولد ، واختار هو القول الثاني ؛
لأمور ذكرها في تلك القصيدة ... فأجاب عنها المؤلّف رضوان الله عليه ، فأثبت
إمامة الأئمّة الإثني عشر من أهل البيت عليهم الصلاة
ص: 460
والسلام ، وأنّ المهدي عجّل الله فرجه هو الثاني
عشر منهم ، وأنّه مولود حيٌّ موجود بالأدلّة الواضحة والبراهين الساطعة من
الكتاب والسنّة والعقل.
وذكر(قدس سره) فيه أسماء بعض من وافق الإمامية على
هذا الاعتقاد من علماء العامّة ، ودحض الشبهات التي ذكرها ناظم القصيدة حوله
بالدلائل الكافية والشواهد الشافية.
هذا وقد زوّد الكتاب بترجمة لحياة المؤلّف وملحقات
لقصائد جمع من العلماء في الردّ على القصيدة البغدادية.
تحقيق : أحمد علي مجيد الحلّي.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 636.
نشر : العتبة العباسية - كربلاء المقدّسة
العراق/1431ه.
*
الفوائد الأصولية.
تأليف : السيّد مهدي بحر العلوم(قدس سره) (ت
1212ه).
كتاب أصولي يعدّ من جملة الكتب المختصرة في علم
الأصول والمعنونة
بهذا العنوان ، حاول فيه المصنّف استعراض أكبر عدد
من المباحث المهمّة والتي عليها التعويل في علم الأصول ممّا كانت مورد بحث وخلاف
بين العلماء ، وقد رتّبه على شكل فوائد في أربع وأربعين فائدة ، هذا وقد صدّر
الكتاب بمقدّمة ، وحياة المؤلّف ، ومنهجية التحقيق ، والنسخ المعتمدة.
تحقيق : الشيخ هادي القبيسي العاملي.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 311.
نشر : مركز تراث السيّد بحر العلوم(قدس سره) -
النجف الأشرف العراق/1432ه.
*
أحكام المتاجر.
تأليف : آية الله الشيخ مهدي كاشف الغطاء
(ت1226ه).
كتاب فقهي عمد فيه المصنّف إلى ما يخصّ الأحكام
الفقهية في باب المتاجر فلم يمهله الأجل على إنجاز هذه المهمّة فكانت هذه
المخطوطة نتاج ما خطّه
ص: 461
قلمه رحمه الله وقد اعتنى
بها المحقّق واقتبس لها عنواناً من مقدّمتها يدلّ على ما قصده المصنّف في كتابه
، كما زوّد الكتاب بمقدّمة للتحقيق ونبذة من حياتة رحمه الله.
تحقيق : الشيخ تحسين البلداوي.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 263.
نشر : مؤسّسة كاشف الغطاء العامّة النجف الأشرف -
العراق/1431ه.
*
بداية المجتهد ونهاية المقتصد ج (1 - 7).
تأليف : القاضي بن رشد القرطبي (ت 595ه).
كتاب من مدرسة الفقه المقارن الذي امتاز به الفقه
الإمامي بحثاً وتنقيباًُ رأباً للصدع وتقريباً لوحدة الكلمة ، يكشف عن مدى تضلّع
علماء الفقه الإمامي بمدارس غيرهم من سائر المذاهب الإسلامية واطّلاعهم على آراء
غيرهم من فقهاء فرق أبناء العامّة في كيفية استنباطهم الأحكام وإلقاء حججهم
تثبيتاً لأسسها وقواعدها ، هذا وقد أدخل هذا
الكتاب الفقه المقارن مرحلة جديدة وجعله على مستوىً
عال من التحوّل والتطوّر في قدرته على عرض آراء المذاهب الفقهية الأربعة بشمولية
، وإشارته إلى نقاط الاختلاف والاتفاق بين الآراء ، وتعرّضه إلى أدلّة الآراء
المتقابلة وخوض تفاصيلها والموازنة بينها ، ومراعاته للإيجاز بصورة غير مخلّة في
عرض الآراء ، ومراعاته لنقل آراء وأقوال الفقهاء والمشهور عند جمهور المذاهب.
وقد قام المجمع بتوثيق الآراء الواردة في الكتاب من
المذاهب الأربعة ومقارنتها بآراء الإمامية من خلال القيام بالخطوات التالية :
تحديد المراد من عبارات ابن رشد المصنّف ونقله آراء فقهاء الجمهور.
توثيق الأقوال والأحاديث والأخبار الواردة عن طرق
الجمهور من أمّهات المصادر الفقهية والحديثية التي ألّفت قبل عصر (البداية)
إلاّ ما ندر.
عرض رأي الإمامية المطابق مع رأي أحد المذاهب في
المسائل الفقهية المطروحة على بساط البحث ، استقصاء آراء فقهاء الإمامية بصورة
كاملة
ص: 462
المتقدّمين منهم والمتأخّرين وتلخيصها بعبارات
موجزة لإبراز الرأي النهائي لفقه المذاهب.
طرح الإجماعات من مصادر الإجماعات المحايدة
والمخضرمة عند أهل السنّة.
اعتماد مصادر الإجماعات الإمامية على المصادر
الفقهية المعتمدة كتذكرة الفقهاء للعلاّمة الحلّي و ... ، ترتيب المصادر على
أساس الأشهر وأكثرها اعتماداً عند الطائفة والأسبق فالأسبق تاريخياً.
وقد اشتمل الكتاب على جميع أبواب الفقه المعهودة
لدينا.
اعتنى بتحقيق الجزء الأوّل : عبد الأمير الوردي
وجاسم التميمي ، الجزء الثاني : عقيل الربيعي وأحمد الحلّي ، الجزء الثالث :
أحمد العلي وعبد جابر الحلو ، الرابع : جاسم التميمي وعبد الأمير الوردي ،
الخامس : عبد جابر الحلو وعقيل الربيعي ، السادس : منذر الموسوي ومحمّد كاظم
الموسوي ، السابع : فهارس بإشراف شوقي شالباف
ورمضان علي قرباني.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ما يقارب من 500 صفحة لكلّ مجلّد.
نشر : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب
الإسلامية - قم - إيران/1431ه.
كتب
صدرت حديثاً
*
علم أصول الفقه.
تأليف : السيّد علي حسن مطر الهاشمي.
كتاب أصولي عمد فيه المؤلّف إلى وضع ورسم منهج بديل
عن المنهج المتداول الذي يبتني على حجّية الظنّ والقول بنقص الأدلّة الشرعية إذ
عدّهما قولين باطلين على حدّ تعبيره أدّيا إلى إطالة البحوث الأصولية واستنزاف
وقت الطالب في مطالب لا فائدة فيها لعملية الاستنباط ، كما ذكر أبرز آثارها
السلبية في مقدّمة الكتاب.
اشتمل الكتاب على الفصل الأوّل ، وفيه : بحوث
تمهيدية في علم الأصول :
ص: 463
تعريفه ، موضوعه ، أهميّته.
الحكم الشرعي : تعريفه ، تقسيماته ، مراحله ،
علاقات الأحكام الشرعية.
الفصل الثاني : مصادر أدلّة الأحكام الشرعية.
الفصل الثالث : إثبات مدلول الدليل الشرعي ، كشف
الدليل عن المراد الواقعي ، الدلالات العامّة للدليل الشرعي ، تحديد دلالات
الدليل الشرعي غير اللفظي ، علاقات الأدلّة الشرعية.
الفصل الرابع : إثبات صدور الدليل الشرعي : منهج
نقد السند في تصحيح الروايات وتضعيفها ، منهج نقد المتن في تصحيح الروايات
وتضعيفها ، الموقف من منهجي نقد السند ونقد المتن.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 439.
نشر : انتشارات ماهر - قم - إيران/ 1432ه.
*
المدخل إلى الشعر الفارسي ج (1 - 2).
تأليف
: الشيخ محمّد صادق
الكرباسي.
الكتاب هو جزء من دائرة المعارف الحسينية ، شرع
المؤلّف بالحديث فيه عن اللغة الفارسية مبيّناً جذر الكلمة ونشأتها منتقلا إلى
جذور اللغة الفارسية ومراحل تطوّرها ، ثمّ تناول الأدب الفارسي ، كما بيّن الشعر
الفارسي وتاريخه وتطوّره خلال القرون الخمسة عشر الهجرية ، كما تطرّق إلى الشعر
الحر ومميّزاته ، مغتنماً البحث بالشعر الحسيني الفارسي وألوانه وبحوره تسهيلا
للباحث والدارس للإلمام به.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 439 ، 337.
نشر : المركز الحسيني للدراسات - لندن / 1433ه.
*
ديوان الشعر الفارسي.
تأليف : الشيخ محمّد صادق الكرباسي.
الكتاب هو جزء من دائرة المعارف الحسينية ، تطرّق
فيه المؤلّف إلى الشعر الفارسي الذي نظم في الحسين عليه السلام
ص: 464
ونهضته المباركة ، حيث ذكر أشعار القرن الرابع إلى
القرن التاسع الهجري مع إيراد البحور التي نظم عليها الشعراء ، وعدد القصائد
الواردة في هذا الجزء ، والسبب في ندرتها ، وعدد الشعراء الذين ذكروا الإمام
الحسين عليه السلام في
أشعارهم مثل سعدي الشيرازي وحافظ الشيرازي وجلال الدين المولوي.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 448.
نشر : المركز الحسيني للدراسات - لندن / 1432ه.
*
معجم المصنّفات الحسينية.
تأليف : الشيخ محمّد صادق الكرباسي.
الكتاب هو جزء من دائرة المعارف الحسينية ، ذكر
المؤلّف فيه فهرساً عن المصنّفات التي خلّدت ذكر الحسين عليه السلام مرّ
القرون ، كما ذكرت في مقدّمة الكتاب بعض المكتبات الشيعية التي احتفظت بهذا
التراث الثرّ.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 481.
نشر : المركز الحسيني للدراسات - لندن / 1432 ه.
*
تقويم الشيعة.
تأليف : عبد الحسين النيشابوري.
تناول المؤلّف الأشهر العربية وقسّم الكتاب على
غرارها إلى إثني عشر قسماً وجعل أيّام كلّ شهر عناوين أصلية لكلّ فصل ومنح
الحوادث الفرعية أرقاماً وعناوين فرعية ، كما ذكر في خاتمة كلّ فصل الأحداث التي
وقعت في ذلك الشهر مع ذكر القول الأقوى في المواليد والوفيات ، وقد ألمّ بالوقائع
من ميلاد الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)وحتّى بداية الغيبة الكبرى ، محترزاً
عن الأحداث التي لا تمتّ بصلة للأئمّة المعصومين عليهم السلام كلّ ذلك
احتفاظاً وإحياءً ل- : (حياة الشيعة) حيث جعله عنواناً لمقدّمة الكتاب.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 526.
نشر : منشورات دليل ما - قم - إيران/ 1428ه.
ص: 465
*
فقه التعايش (غير المسلمين في المجتمع الإسلامي حقوقهم وواجباتهم).
تأليف : روح الله شريعتي.
قدّم الكتاب دراسة في حقوق وواجبات الأقلّيات غير
المسلمة في المجتمع الإسلامي ، معتمداً على الفقه
الإسلامي وخاصّة الشيعي الذي يدلّ على تعامل الرسول
الأعظم(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار عليهم السلام في خلقهم وسيرتهم
الإلهية مع الأقليّات الدينية ممّا أدّى إلى هداية الكثير منهم باعتناق الدين
الحنيف وذلك ما يؤكّد على منهجية الإسلام السليمة والمنزّهة عن العنف واحترام
كيان الإنسان.
الحجم : رقعي.
عدد الصفحات : 432.
نشر : مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي - بيروت
- لبنان / 2009م.
*
العقد النضيد (1 - 10).
تأليف : الشيخ محمّد رضا الأنصاري القمّي.
كتاب فقهي يدخل في مضمار الكتب
الفقهية الموسّعة التي احتوت على بحوث فقهية مفضّلة
تفيد روّاد العلم تطلّعاً على آراء وأقوال الفقهاء وتزيد ذوي الاختصاص تضلّعاً
في خوض غمار طرق البحث العلمي استنباطاً وحكماً ، اعتنى المؤلّف بتنقيح تقريراته
العلمية في فقه العقود والمعاملات التي تلقّاها من أستاذه في المسجد الأعظم بقم
المقدّسة أبّان دراسته كتاب المكاسب لشيخ الفقهاء والمجتهدين الشيخ مرتضى
الأنصاري.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : أكثر من 600 صفحة لكلّ مجلّد.
نشر
: انتشارات دار التفسير - قم - إيران /1432ه.
*
مقوّم الاعوجاج.
تأليف : الشيخ نجم البصري.
تناول المؤلّف شطراً من الروايات والقصص التي
انتقاها من الكتب الفقهية والروائية والتاريخية يبيّن من خلالها مواقف أمير
المؤمنين عليه السلام
الخالدة في إحياء معالم دين الله وتقويم ما اعوجّ منها
ص: 466
إثر السبات الذي أصاب الأمّة بعد رحيل نبيّها
الأكرم محمّد(صلى الله عليه وآله) ممّا أدّى إلى ابتعادهم عن معرفة الأحكام
والقيم ، وقد جاءت الروايات كما وجدت في مصادرها من غير تغيير في أسلوبها أو
تعليق وشرح مع ذكر المنابع المعتمد عليها في هوامشها.
الحجم : رقعي.
عدد الصفحات : 179.
نشر : مكتبة أبو صادق - البصرة - العراق/1432ه.
*
نور الزهراء عليها السلام.
تأليف : الشيخ علي عيسى الزوّاد.
تناول المؤلّف لقباً من أشهر ألقاب سيّدة نساء
العالمين والذي عرفت به دالاًّ على نورها الممجّد وعلوّ شأنها ومقامها المخلّد
الزهراء إبنة محمّد(صلى الله عليه وآله) ، وقد بحثه لغويّاً ليسلك من خلاله
البحث الروائي بأسلوب يفهمه العامّة عارياً عن الإطناب في الجمل ومجرّداً عن
التعقيد والملل في أحد عشر عنواناً هي : نور العظمة الأوّل ، نور العظمة الثاني
، أشباح
النور ، تزهر للملائكة ، نورها في الجنّة ، نور
النشأة ، نور ولادتها ، تزهر لأهل السماء ، تزهر لأمير المؤمنين عليه السلام ،
صاحبة القبّة ، نور ضحكتها.
الحجم : رقعي.
عدد الصفحات : 108.
نشر : دار الصدّيقة الشهيدة عليها السلام -
دمشق - سوريا/1432ه.
*
موسوعة في ظلال شهداء الطّف (ج1 - 2).
تأليف : الشيخ حيدر الصمياني.
تناول المؤلّف فيها جمع الأخبار الواردة في كتب
التأريخ والمقاتل والكتب الروائية عن أنصار أبي عبدالله الحسين عليه السلام ،
ليفرد لكلّ واحد منهم ترجمة مستقلّة بدراسة وتحقيق وتنقيب عن شخصيّاتهم الفذّة
ومواقفهم البطولية الخالدة وكيفيّة التحاقهم بابن بنت الرسول(صلى الله عليه
وآله) ونصرتهم له بسفك مهجهم ، كما استعرض من خلال هذه التراجم نهضة الحسين
وتاريخها وواقعة الطفّ المؤلمة ، وقد صدر من هذه الموسوعة
ص: 467
الحسينية جزءان حتّى الآن.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 382 لكلّ جزء.
نشر : منشورات مكتبة أهل البيت عليهم السلام- قم
- إيران/1432ه.
*
الوصايا العشر في إقامة وحضور مجالس العزاء.
تأليف : عباس بن نخي.
كتاب تناول المؤلّف فيه ذكرى استشهاد سيّد الشهداء
أبي عبد الله الحسين عليه السلام وأهل بيته
الأطهار وصحبه الأبرار في كربلاء ، وذلك ما يعرف بالشعائر الحسينية ، حيث تعرّض
للسنن والآداب والأصول التي يجب أن يراعيها المؤمن عند إقامة تلكم المآتم من
بكاء وجزع ولطم وإدماء و ... وما إلى ذلك من سائر الأنشطة التي تضطلع بها
الحسينيّات والمجالس والهيئات ، كما تناول الآفات والأخطار التي تهدّدها ، ويعود
في ذلك كلّه إلى الأصول الشرعية والأخلاقية والأعراف التقليدية التي نشأت عليها
الطائفة ودرجت في حفظ
هذه الشعائر ومكّنتها من الصمود أمام حرب شرسة ما
انفكّ الأعداء يشنّونها عليها ، بل ازدهرت وتألّقت ، هذا وقد اهتمّ بمراجعة
الكتاب وتصحيحه وتنقيحه السيّد محمّد علي الحكيم.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 372.
نشر : دار المرتضى - النجف الأشرف - العراق/1432ه.
*
فهرس مكتبة العلاّمة السيّد محمّد صادق بحر العلوم رحمه الله.
إعداد : أحمد علي مجيد الحلّي.
هذا الكتاب ضمّ تعريفاً ل- : 383 نسخة من نسخ
المكتبة في خمسة فهارس ، حاول المفهرس فيها استقصاء كلّ شاردة وواردة عنها ،
وتفصيلها كالتالي :
1 - الفهرس الأوّل : وهو فهرس الكتب المخطوطة الموجودة
حاليّاً في مكتبة العلمين ، وهو مرتّب بحسب أرقام النسخ في المكتبة ، ومقسّم إلى
ثلاثة أقسام ، وهي كالتالي :
ص: 468
القسم الأوّل : ممتلكاته رحمه الله ،
وعدد مجلّداتها 68 وعدد نسخها 108.
القسم الثاني : مستنسخاته رحمه الله ،
وعدد مجلّداتها 24 وعدد نسخها 173.
القسم الثالث : مؤلّفاته ومجاميعه رحمه الله ،
وعدد مجلّداتها 35 وعدد نسخا 44.
2 - الفهرس الثاني : وهو فهرس لشروحه وتحقيقاته
وتعليقاته ومستنسخاته وتصحيحاته رحمه الله المخطوطة على
الكتب المطبوعة ، الموجودة حاليّاً في مكتبة العلمين ، وهو مرتّب بحسب التسلسل
الألفبائي ، ومقسّم إلى خسمة أقسام ، وهي كالتالي :
القسم الأوّل : شروحه رحمه الله وعددها1.
القسم الثاني : تحقيقاته رحمه الله
وعددها2.
القسم الثالث : أ) تعليقاته رحمه الله وعددها16.
ب) تعليقات لغيره كتبها بخطّه رحمه الله وعددها3.
القسم الرابع : مستنسخاته رحمه الله
وعددها1.
القسم الخامس : تصحيحاته رحمه الله وعددها9.
3 - الفهرس الثالث : وهو فهرس الكتب الخطّية التي
استنسخها
رحمه الله
والموجودة في أماكن متفرّقة ، وهو مرتّب بحسب
أمكنتها ومقسّم إلى أربعة أقسام وهي كالتالي :
القسم الأوّل : مستنسخاته الموجودة في مكتبة الإمام
الحكيم
رحمه الله في النجف الأشرف ، وعدد مجلّداتها 2 وعدد نسخها 3.
القسم الثاني : مستنسخاته الموجودة في مكتبة الإمام
أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف ، وعدد مجلّداتها 1
وعدد نسخها 1.
القسم الثالث : مستنسخاته الموجودة في مكتبة مدرسة
دار العلم في النجف الأشرف ، وعدد مجلّداتها 1 وعدد نسخها 1.
القسم الرابع : مجموعة أوراق خطّية بخطّه رحمه الله
موجودة عند سماحة المحقّق العلاّمة السيّد محمّد رضا الجلالي (حفظه الله).
الفهرس الرابع : وهو فهرس النسخ الخطّية التي ذكر
الشيخ الطهراني في الذريعة إلى تصانيف الشيعة أنّها عند السيّد محمّد صادق بحر
العلوم
رحمه الله ، وهي
ص: 469
غير موجودة الآن ولا ضمن موقوفات مكتبته ، فلعلّها
بيعت أو أهديت في حياته رحمه الله ، وقد ذكرها
المفهرس للفائدة ، وهي مرتبة بحسب التسلسل الألفبائي وعددها 16.
5 - الفهرس الخامس : وهو فهرس لموقوفات مكتبة
السيّد محمّد صادق بحر العلوم رحمه الله المطبوعة
والمخطوطة ، كتبه المفهرس عن نسخة الأصل التي هي بخطّ صاحبها رحمه الله
وأورده كما أوردها هو ، وبيّن بين معقوفين أمام كلّ نسخة مخطوطة وجودها في مكتبة
العلمين مع بيان رقمها ، وذكر بعد إتمامه المفقود من نسخ المكتبة الموقوفة.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 412.
نشر : مؤسّسة تراث الشيعة - قم -
إيران/1431ه.
*
الإمام علي الهادي عليه السلام.
تأليف : محمّد حسين الصغير.
تناول المؤلّف حياة الإمام علي الهادي عليه السلام عاشر
أئمّة الهدى ، يبيّن فيه
مدى خطورة المرحلة والفترة الزمنية التي مرّ بها
الإمام عليه السلام
محاصراً ومراقباً من قبل المتوكّل العبّاسي ، كما أكّد على أهمّية منهجيّة
الإمام في نصب الوكلاء للحفاظ على ارتباطه سرّاً مع شيعته لتبليغ حقائق الدين ،
حيث عدّه المؤلّف النموذج الأرقى للتخطيط المستقبلي لإمامة الإمام المنتظر(عج).
اشتمل الكتاب على مقدّمة وسبع فصول في : الإمام
مناراً في الأفق البعيد ، الإمام في عصر الطواغيت ، الإمام في مملكة المتوكّل ،
نظام الوكلاء في مجابهة التحديات ، حياة الإمام علي الهادي العلمية ، الفكر
الكلامي عند الإمام ، مدرسة الإمام في الرواية والرواة والأمثال.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 376.
نشر : مؤسسة البلاغ دار سلوني - بيروت -
لبنان/1429ه.
*
موسوعة الأنوار في سيرة الأئمّة الأطهار ج(1 - 12).
تأليف : أحمد بن عبدالعزيز
ص: 470
الموسوي الفالي.
موسوعة تبحث في النصوص والآثار من مظانّها ، جعلها
المؤلّف في إثني عشر جزءاً ، وقد أفرد الجزءين الأوّل والثاني منها ليكونا مدخلا
يبحث من خلالهما عن كلّ ما يمتّ بموضوع خلافة الرسول بدءاً بما بعد رحيله وما
رافقه من متغيّرات على أثر انعقاد سقيفة بني ساعدة بكلّ ما صاحبها من مجريات
الأحداث التي أوقعت الخلاف والاختلاف بين عموم المسلمين ، ثمّ يعرّج بعد ذلك إلى
بيان معنى الإمامة وما يرتبط بها بصورة عامّة ، أمّا الأجزاء العشرة الأخر من
الموسوعة فقد تمّ البحث فيها عن حياة كلّ واحد من خلفاء رسول الله(صلى الله عليه
وآله) والأئمّة الإثني عشر عليهم السلام ، مسترسلا في
إبراز مجمل الظروف التي رافقت كلّ واحد منهم معتمداً لذلك أسلوب التحليل من خلال
الاستدلال.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 304.
نشر
: دار العلوم - بيروت - لبنان/1431ه.
*
بهجة الجلساء.
تأليف : العلاّمة خضر بن عطاء الله الموصلي المكّي
(ت 1007ه).
كتاب أدبي من سلسلة ذخائر الحرمين الشريفين بعنوان
(بهجة الجلساء في تعريف الخمسة أهل الكساء احتوى على أرجوزة تزيّنت بمدح العترة
الطاهرة من آل العبا وذكر فضائلهم وتاريخهم ، نظمها المؤلّف سنة 996ه- وقدّمها
إلى سلطان مكّة المكرّمة الشريف حسن بن أبي نُمَيّ وهو من السادة الحسنيّين ،
أعدّها وقدّم لها الشيخ حسين الواثقي.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 176.
نشر : دانش حوزة - قم - إيران/1430ه.
*
الإسلام في أرمينيا.
إعداد : الدكتور اواديس بن أرشيا ويراستبوليان.
استلّ الكتاب من الموسوعة الحسينية للشيخ محمّد
صادق الكرباسي ليصبح كتاباً مستقلاًّ من سلسلة تراجم البلدان
ص: 471
التي تعرّض لها المؤلّف الكرباسي في موسوعته المشار
إليها ، تناول فيها المؤلّف تاريخ أرمينيا وجغرافيّتها وكيفيّة تعايش وتوادد
الأرمن مع المسلمين العرب وغيرهم من سائر الأقطار الإسلامية ، اشتمل الكتاب على
: مقدّمة الناشر ، تقدمة ، مقدّمة المعدّ ، أرمينيا ، أعلام من أرمينيا ، خارطة
أرمينيا.
الحجم : رقعي.
عدد الصفحات : 69.
نشر : بيت العلم للنابهين - بيروت - لبنان/1431ه.
*
ديوان أهل البيت عليهم السلام.
تأليف : محمّد حسين علي الصغير.
كتاب من موسوعة أهل البيت الحضارية ، ضمّ مجموعة من
القصائد التي اتّفقت للشاعر في خمسين عاماً ، والتي قيلت بحقّ النبيّ والزهراء
والأئمّة الإثني عشر عليهم السلام أجمعين ،
تتفاخر بأمجادهم وتشيد بذكرهم وتستلهم أفكارهم وتتحدّث عن قيادتهم الغرّاء
وجهادهم في سبيل إعلاء كلمة الله في
الأرض وتتعرّض إلى ظلامتهم في إقصائهم من منازلهم
التي رتّبهم الله فيها ، وتستنكر استبعادهم عن قيادة الأمّة ، وتستعظم عدم
الرجوع إليهم في شأن الدين والدنيا.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 347.
نشر : مؤسّسة البلاغ ، دار سلوني - بيروت -
لبنان/1430ه.
*
الكنز الجليّ لولدي عليّ.
تأليف : هادي النجفي.
إنّ لوصايا وحكم ومواعظ الأنبياء والأولياء
والصالحين أثراً عظيماً في إرشاد الخلق وهدايتهم إلى الله تبارك وتعالى ، بحيث
رسمت للإنسان طريق التزكية والتقوى للوصول إلى نيل رضاه سبحانه وتعالى ، وقد
عدّت كنزاً عظيماً لانفاد له لمن أراد أن يكون من عباد الرحمن الذين لا خوف
عليهم ولا هم يحزنون ، فقد جمع المؤلّف شطراً من الوصايا والحكم والمواعظ التي
تنزع غلّ القلوب وتجلي عنها الدرن ليكون خير
ص: 472
كنزيورثه لبنيه ولمن أراد طريق الحكمة من المؤمنين
، أصل الكتاب فارسي جمع فيه المؤلّف بين اللغتين العربية لأصل المتنوالفارسية
لترجمته ، كما ذكر له فهرسين باللغة الفارسية والعربية في أوّل الكتاب وآخره.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 128.
نشر : كانون پژوهش - إصفهان - إيران/1430 ه.
*
فقه الإمام عليّ عليه السلام (الإرث).
تأليف : خالد الغفّوري.
تضمّن الكتاب عرضاً تحليليّاً للأحاديث الفقهية
المأثورة عن الإمام عليِّ بن أبي طالب عليه السلام وأحكامه في
مجال الإرث ، كما يشتمل على دراسة منهجية مقارنة تتميّز بالكشف عن حقيقتين :
أوّلا : غناء وثراء التراث الفقهي والحقوقي الذي خلّفه الإمام عليّ عليه السلامللأجيال
المتلاحقة ، والذي أثرى به الحركة العلمية بعد النبيِّ الأعظم(صلى الله عليه
وآله) ، وثانياً : وجود القدر
المشترك بين المدرستين الشيعية والسنّية في مجال
الفقه والحقوق إضافة إلى المجالات الأخرى ، بحيث يجعل هذا الكتاب مرجعاً علمياً
في بابه يمكن أن يستفيد منه الباحثون.
اشتمل الكتاب على مقدّمة وأربعة فصول في : بحوث
تمهيدية ، أركان الإرث ، طبقات الإرث النسبية ، قسمة الإرث.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 476.
نشر : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب - قم -
إيران/1431ه.
*
المرأة في الإسلام.
تأليف : الشيخ عبدالرسول الغفاري.
قدّم المؤلّف دراسة عن اهتمام الإسلام ببناء كيان
شخصية المرأة بما لها من حقوق وحرّيّات تتمتّع بها وفق المنهج التربوي للدين
الحنيف وكونها إنسانة تشكّل نصف المجتمع البشري ولها الأثر المهمّ في تربية
مجتمعها وتكامله ، كما عرض دراسة عن تاريخ المرأة قديماً وحديثاً والفرق بين الإسلام
ص: 473
والغرب في
النظرة إلى المرأة والحفاظ على كيانها الإنساني.
اشتمل الكتاب
على مقدّمة وأربعة عشر عنواناً في : الإنسان من النظرة الإسلامية ، قيمة الإنسان
وتفضيله على سائر المخلوقات ، نظرة إجمالية إلى المرأة قديماً وحديثاً ، مكانة
المرأة عند المسلمين ، أوجه الاختلاف والمساواة بين المرأة والرجل ، التزاوج
والطبع الإنساني ، الزواج سنّة ، تعدّد الزوجات ، أسلوب التربية ومراحلها حتّى
البلوغ في التصوّر الإسلامي ، حقوق المرأة ، الأسرة وأثرها التربوي ، مقوّمات
الأسرة الناجحة في التصوّر الإسلامي ، حقوق الأولاد ، القدوة من النساء الزهراء عليها السلامأنموذج
المرأة
الصالحة.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 200.
نشر : مركز المصطفى العالمي - قم - إيران/1431ه.
*
مقتل الحسين عليه السلام.
إعداد
: السيّد محمّد رضا الحسيني
الجلالي.
اهتمّ المؤلّف بإعداد الروايات الواردة في مقتل أبي
الأحرار سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام معتمداً في
ذلك على مجالس الشيخ الصدوق محمّد بن علي بن بابويه القمّي رحمه الله
رعاية لوثاقة السند ، فقد أملى الشيخ الصدوق رحمه الله على الحاضرين
خمسة مجالس فى كتابه الأمالي جاء
فيها أحاديث مسندةٌ مرفوعة إلى الإمامين عليِّ بن الحسين السجّاد زين العابدين ،
ومحمّد بن عليِّ الباقر عليهما السلام وهما
ممّن حضر المشهد وشهد وقائعه ، حذف المؤلّف منها ما لا يرتبط بالمقتل ورتّبها
على ترتيب المحتويات والحوادث في الفصول.
اشتمل الكتاب على مقدّمة وأربعة فصول في : أنباء من
الغيب بمأساة كربلاء ، مقتل الحسين عليه السلام ، حوادث
وأحاديث أعقاب المقتل ، ثواب زيارة الحسين عليه السلام ، وفضل
زوّاره والخاتمة : الأمّة المتحيّرة الضالّة بعد نبيّها.
الحجم : جيبي.
عدد الصفحات : 106.
ص: 474
نشر : جمعية الإمام الصادق عليه السلام ،
دار زين العابدين لإحياء تراث المعصومين عليهم السلام- قم -
إيران/1432ه.
*
الملعونون في كتاب الله.
تأليف : فهد إبراهيم أبو العصاري.
تناول المؤلّف الآيات القرآنية المختصّة بذكر اللعن
وشرحها وبيّنها بياناً موضوعيّاً يدور حول ما حملته كلّ آية من معان ومفاهيم
مؤكّداً في ذلك على اتّخاذ المنهج التربوي الإلهي في الاقتراب إلى ما يرضي
الخالق والابتعاد عن ما يسخطه عزّ وجلّ. وقد اشتمل الكتاب على مقدّمتين ومواضيع
: إبليس ، اليهود ، الكفّار ، المنافقون والمرجفون الكاتمون ما أنزل الله ،
الكذّابون ، القاذفون ، الناقضون ، القاطعون المفسدون ، أصحاب النّار ، المؤذون
لله ورسوله(صلى الله عليه وآله) ، الشجرة الملعونة ، الظالمون ، البعد من اللعنة
، مناجاة المحبّين ، مناجاة الخائفين ، مناجاة التائبين.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 206.
نشر : مؤسّسة الرافد للمطبوعات - قم - إيران /1431ه.
*
آثار وبركات طلب العلم وعقاب تضييع العلم.
تأليف : السيّد هاشم الناجي الموسوي الجزائري.
كتاب تربويٌّ يحُثّ فيه المؤلّف على خوض غمار طلب
العلم والإلتزام به ، وبيّن آثاره العظيمة وبركاته العميمة لسالكيه ، كما يحذّر
من مغبّة تركه وتضييعه ، كما أشار إلى بعض العلوم كالتفسير والحديث والفقه و ..
يؤكّد على طلبها ، والجدير بالذكر أنّ الكتاب عقدت فصوله على رواية الحديث ونقل
الروايات عن الأئمّة المعصومين الأطهار من دون شرح وتعليق اكتفاءً بأنوارهم عليهم السلام ،
وقد ذكر في أوّل الكتاب إجازات الرواية التي حصل عليها من الفقهاء.
اشتمل الكتاب على العناوين التالية : آثار وبركات
وثمرات طلب العلم في دار
ص: 475
الدنيا ، في دار الآخرة ، جزاء تضييع العلم في دار
الآخرة ، علم التفسير ، علم الحديث ، علم الفقه ، علم القضاء ، علم
الكلام ، النوادر.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 327.
نشر : ناجي الجزائري - قم - إيران/ 1431ه.
*
توثيق فقه الإمامية من الصحاح والسنّة.
تأليف : السيّد على الشهرستاني.
لقد فتحت مدرسة الفقه المقارن باب الحوار على
مصراعيه للتقارب بين المذاهب الإسلامية ولدراسة عقائد كلّ من المذاهب المتحاورة
في كيفية أخذها الأدلّة واستنباطها الأحكام الشرعية ، وبما أنّ مدرسة التشكيك
السلفي لابن تيمية وابن قيّم الجوزية أخذت مأخذها في تضعيف مشروعيّة فقه
الإمامية فقد قام المؤلّف بالردّ على تلك المدّعيات بتسليط الضوء عليها وبدراسة
مسألة توثيق فقه الإمامية من الصحاح والسنن
لأبناء العامّة.
اشتمل الكتاب على : المقدّمة ، حوار بين الأستاذ
المعاصر وأحد علماء السنّة ، دعوة إلى البحث ، المحور الأوّل : المدوّنين ،
المحور الثاني : فقه الأنصار ، المحور الثالث : رواة الفضائل ، المحور الرابع :
الذين شهدوا عليّاً حروبه ، أثر البحث التاريخي على الاستدلال الفقهي.
الحجم : رقعي.
عدد الصفحات : 87.
نشر : مركز الأبحاث العقائدية - قم - إيران/1431
ه.
*
التراث العربي المخطوط في مكتبات إيران العامّة ج(1 - 14).
تأليف : السيّد أحمد الحسيني.
اهتمّ المؤلّف بالبحث والتنقيب عن المخطوطات
العربية في مكتبات إيران العامّة بعد أن وجّهت إليه أسئلة تلقّاها في رحلاته
العديدة إلى البلدان الإسلامية والأوربّية كانت غريبة من نوعها على حدّ تعبيره ،
حيث سئل هل لكم في إيران مكتبات عامّة كما في بقيّة البلدان وهل
ص: 476
يوجد فيها شيء من التراث العربي والإسلامي القديم؟
فقام بتدوين فهرس عربيٍّ موحّد شامل - تسهيلا للأمر - يضمّ ما عرف من النسخ
المخطوطة ، ثمّ عرّف الكتاب تعريفاً مختصراً لئلاّ يكون الفهرس مجرّد قائمة
لأسماء الكتب والمؤلّفين كما شوهد في كثير من الفهارس الموحّدة ، ثمّ أتبع
الكتاب بنسخه في موضع واحد مع تعريفها بما يلزم من الوصف والتعريف ، هذا وقد
ذكرت الكتب في هذا الفهرس على ترتيب حروف أوائل أسمائها ، وبعد وصف كلّ كتاب
والتعريف به يأتي ذكر نسخه متتالية على الترتيب الزمني الأقدم فالأقدم ، فكلّ
كتاب يعرّف في قسمين متمايزين ، وقد بيّن المؤلّف كلا القسمين مشروحاً في
مقدّمته.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 600 صفحة تقريباً لكلّ جزء.
نشر : دليل ما - قم - إيران / 1431ه.
طبعات
جديدة
لمطبوعات
سابقة
*
نفحات عاشوراء وشرحها.
تأليف : الشيخ ضياء ولي.
كتاب يضمّ بين دفّتيه خمس عشرة محاضرة متناثرة
ينظّمها سلك فارد وهو ما جرى على الإمام الحسين وأهله وصحبه الكرام من مأساة في
واقعة كربلاء والتي عمّت العالم الإسلامي ، والتي تعدّ أهمّ واقعة تاريخية
تناولتها كتب التاريخ ، وقد استهلّ المؤلّف المحاضرة بقصيدة رثاء ثمّ ردفها بآية
قرآنية تكون مداراً للموضوع ثمّ يختمها بذكر سيّد الشهداء عليه السلام ،
وتعدّ هذه الطبعة
الثانية للكتاب حيث زوّدت بإضافات وتخريجات وصياغات
مناسبة بالكتاب.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : 320.
نشر : انتشارات ماهر - قم - إيران/1432ه.
ص: 477
كتب
قيد التحقيق
*
الأربعون عن الأربعين من الأربعين.
تأليف : منتجب الدين بن بابويه الرازي (من أعلام
القرن السادس).
يعدّ هذا الكتاب من كتب الفضائل التي صنّفت في
فضائل ومناقب سيّد الموحّدين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ،
حيث جمع فيه المصنّف أربعين حديثاً من أربعين شيخاً من مشايخه ترجع أسانيدها إلى
أربعين صحابيّاً من صحابة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، على عشرة نسخ
خطّية معتبرة ، يقوم بتحقيقه : الشيخ حسين مهدي زاده
لمكتبة العلاّمة المجلسي رحمه الله ،.
*
الاختيار من المصباح.
تأليف : مجد الدين الحسين بن الباقي القرشي الحلّي
(ق 6ه).
عمد المصنّف في كتابه هذا إلى اختصار كتاب مصباح
المتهجّد للشيخ الطوسي (ت 460ه) ، حيث حذف من كتاب المصباح
الزيارات الواردة فيه وأضاف إليه أدعية تعدّ من أهمّ الأدعية المعتمدة عند
السيّد ابن طاووس في كتاب الإقبال
والعلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ،
يقوم بتحقيق الكتاب : الشيخ مهدي دليري بعناية وإشراف من مكتبة العلاّمة المجلسي.
ص: 478