مكتبة الروضة الحيدرية / جهود وجهاد
السيد هاشم الميلاني
منشورات الإجتهاد : 989125514426+
الطبعة الأولى / 1000
1429 ه/ 2008 م
الإخراج الفني: نصير علي موسی شكر
ISBN: 978-964-2941-77-3
توزيع
الغدير للطباعة والنشر والتوزيع: 98912501929+
E-mail :algadeer_pub@yahoo.com
جمعية خيرية رقمية: مركز خدمة مدرسة إصفهان
محرّر: محمّد علي ملك محمّد
ص: 1
مكتبة الروضة الحيدرية
جهود وجهاد
ص: 2
مكتبة الروضة الحيدرية
جهود وجهاد
تأليف: الحاج عبد الأمير القريشي
ص: 3
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ص: 4
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقدمة
بقلم: الشيخ محمد الحسون
الحمد للّه رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وحبيب قلوبنا، أبي القاسم محمد (صلی اللّه عليه وآله وسلم) وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
يُعتبر الخط والكتابة من الوسائل التي تميزت بها الحضارات منذ أقدم العصور، فهي مظهر طبيعي من مظاهر تقدم كل حضارة ويتم الاهتمام بها وإتقانها كلما ارتقت الحضارات وتقدمت، وتضمحل الكتابة وتُهمل كلما هبطت الحضارات واضمحلت.
وبواسطتها تفوق الإنسان على كافة المخلوقات الأُخرى الكثيرة التي تعيش معه على الأرض، ومن خلالها استطاع الإنسان أيضا أن يحافظ على تاريخه العريق ومقدساته الموروثة، وأن ينقله للأجيال الأخرى، لتستفيد منه وتبني حضارتها عليه.
فلولا الكتابة لما وصلت إلينا أخبار السماء من الديانات السابقة، ولما اطلعنا على تجارب الشعوب والأُمم السابقة.
وبواسطة الكتابة والمحافظة عليها وتطويرها، حصلت الحركة التكاملية في المعارف الإنسانية، وتراكمت اكتشافات الإنسان للطبيعة والقوانين التي تتحكم بها. فهي الجسر الذي عبرت منه كافة الحضارات ونتاجاتها نحو الزمن الآتي، إذ يجري هضمها واستيعاب معطياتها وإعادة تركيبها وتكييفها في ضوء متطلبات الواقع المتجدد.
ص: 5
يذهب أكثر الباحثين إلى أن الكتابة ظهرت في الحضارة السومرية، وبالتحديد في الحضارة العراقية في مدينة «الوركاء» الواقعة في جنوب شرق السماوة قبل أكثر من خمسة آلاف سنة، إذ استعملوا في بداية الأمر الإشارات التصويرية، فقد اعتمدوا أولاً على ألفين إشارة تصويرية، كل إشارة ترمز إلى معنی معين. إلا أن هذا العدد أخذ يقل تدريجياً، نتيجة لتزايد ارتباط الإشارات بالأصوات، حتى وصل عددها إلى خمسمائة أو ستمائة إشارة خلال الألف الثانية من الميلاد(1).
ثم طور السومريون كتابتهم التصويرية إلى الكتابة المسمارية، وبقي العمل بها في التدوين حتى انتهاء آخر الأدوار الحضارية في العراق وسقوط بابل عام 539 ق. م.
ولم يقتصر استخدام الخط المسماري على اللغة السومرية، بل أُستخدم أيضاً في اللغة الأكدية، وكذلك في فترة لاحقة ورث البابليون عن السومرين ظاهرة الكتابة والاهتمام بالتدوين (2)..
الثابت تاريخياً أن الصينيين هم أول من اكتشف صناعة الورق قبل أكثر من ألفي عام، إذ كانوا قبل ذلك يعتمدون على سيقان من نبات البامبو «الخيزران» المجوف، وقد كان هذا النوع من النبات ينمو بكثرة في بلاد الصين، ولذلك استخدموا شرائح ضيقة من سيقانه لا تتسع لأكثر من رمز كتابي واحد، وكانت هذه الشرائح تثقب من الأعلى، لتضع بعضها إلى البعض الآخر بواسطة خيط،
ص: 6
حتى تستوعب مجتمعة الموضوع المطلوب تدوينه، لذلك كانت عسيرة التناول صعبة الحفظ، ثقيلة الحركة (1).
وأول من عمل الورق في الصين هو الوزير تساي لوون عام 105 م، إذ استخدم لحاء الشجر، والحبال القديمة، والخرق البالية، وشبكات الصيد القديمة، وقد عمد إلى طحن هذه المواد الأولية وإضافة الماء إليها من حين لآخر حتى توفرت له عجينة، ثم فرش هذه العجينة على شكل شريحة رقيقة فوق مصفاة، وحين جف الماء أخذ شريحة الورق ودقها لكي تجف تماماً، وبهذا الأسلوب توصل تساي لوون إلى طبق رقيق ومتين من الورق (2).
ونتيجة لذلك فقد توسعت حركة النسخ والتدوين في الصين والمناطق المجاورة لها، فوصل أولا إلى كوريا، ومنها إلى اليابان سنة 610م.
وفي سنة 751 م استطاع المسلمون أن يأسروا بعض الصينيين في إحدى المعارك آنذاك وكان من بينهم من يجيد صناعة الورق، فأسسوا بمساعدتهم أول مصنع للورق في بلاد الإسلام في مدينة سمرقند.
وبما أن بغداد كانت آنذاك أعظم حاضرة إسلامية، لذلك انتقلت إليها صناعة الورق، فقد أسس الفضل بن يحيى البرمكي - وزير هارون الرشید - أول مصنع للورق في بغداد سنة 793م.
ومن بغداد انتقلت صناعة الورق إلى دمشق، ثم إلى طرابلس، واليمن ومصر، والمغرب العربي، والأندلس(3).
وبما أن أوربا كانت في ذلك الوقت تغرق في بحور من الظلمات والانحطاط
ص: 7
11
الفكري، إذ إنه لم يزد ما قد رآه بعض الأوربيين حينئذٍ من الورق على قطعة صغيرة متعقنة ، أحضرها معه أحد التجار من الشرق على سبيل الطرافة، ولم يلق الورق رواجاً في أوربا لقلة من يعرفون الكتابة (1).
وأول دولة أُوربية ظهرت فيها صناعة الورق هي إيطاليا سنة 1276 م، ومنها انتقلت إلى فرنسا ثم إلى إنجلترا وهولندا.
بعد اختراع الورق وانتشاره في العالم، إذ أصبح هو الأساس في التدوين، فقد ترك الإنسان المواد الأخرى التي كان يكتب عليها معلوماته وثقافته كالحجر والجلود والألواح الخشبية والجريد وغيرها.
وبما أن الإنسان طموح ويسعى دائماً لتطوير نفسه وأساليب نقل حركته الثقافية للآخرين، لذلك كان عليه أن يخترع طريقة جديدة وسهلة تعوضه عن التدوين والكتابة اليدوية، ومن هنا جاءت فكرة اختراع المطابع.
ولا نستطيع أن نحصر اختراع المطبعة على أُمة معينة أو خاصة؛ لأت الصحيح أن الطباعة نتاج حضاري بشري، أسهمت البشرية شرقاً وغرباً في تطويره واكتشاف بعض جوانبه، حتى انتهى إلى صورته الحاضرة.
إلا أن المشهور أن جوهان غوتنبرغ هو أول مخترع للطباعة، إذ استطاع أن يخترع الأحرف المتنقلة، ويدخل عليها بعض التحسينات بعد ذلك، حتى استطاع إنشاء أول مطبعة في العالم، وطبع فيها أول كتاب عام 1445م (2).
ومن ألمانيا انتقلت الطباعة بسرعة إلى إيطاليا، ثم إلى سويسرا، وفرنسا،
ص: 8
وهولندا، وبلجيكا، والنمسا، والمجر، وأسبانيا، وإنجلترا، والدنمارك، والسويد، والبرتغال (1).
ولم يكتف الأوربيون بطباعة الكتب بلغتهم، بل قاموا بطباعة بعض الكتب العربية في مطابعهم، ولعل أول مطبعة عربية أُنشئت في أوربا كانت في إيطاليا بأمر البابا بولس الثاني، وتم فيها طباعة الكتب الدينية المسيحية (2).
وأول دولة عربية دخلت لها المطبعة هي بلاد الشام، إذ طبع فیها كتاب طقسي كنسي في حلب باللغتين العربية واليونانية، وذلك سنة 1702 م، ثم طبع فيها الإنجيل سنة 1706 م(3).
أما العراق، فإن أول مطبعة أُنشئت فيه كانت سنة 1821م في مدينة الكاظمية المقدسة، وهي مطبعة حجرية، وأول كتاب طبع فيها هو «دوحة الوزراء في تاريخ وقائع بغداد الزوراء» لمؤلقه الشيخ رسول حاوي الكركوكلي، قام بطبعه الميرزا محمد باقر التفليسي(4).
ويذهب الدكتور إبراهيم خليل أحمد إلى أن أول مطبعة أُنشئت في العراق كانت تلك التي أنشأها الوالي العثماني داود باشا سنة 1830 م، والتي سميت بمطبعة دار السلام، وأن الكتاب المذكور آنفا طبع فيها(5).
وأول مطبعة أُنشئت في مدينة كربلاء المقدسة كانت سنة 1856م، إذ قامت بطبع بعض الكتب والرسائل الدينية وآداب الزيارة وغيرها، ولعل أبرز الكتب التي طبعتها هذه المطبعة هو كتاب «مقامات ابن الآلوسي» وهو أبو الثناء الآلوسي
ص: 9
(ت 1854م)، طبعته في 131 صفحة سنة 1873م.
أما مدينة النجف الأشرف، فالمشهور أن أول مطبعة دخلت إليها كانت سنة 1909م، وهي مطبعة حبل المتین.
كتب الدكتور إبراهيم مقالاً بعنوان «الطباعة: نشأتها وآثارها، ونشره في كتاب «حضارة العراق» ج 11 ص 313 - 324، الصادر في بغداد سنة 1985م، إلا أنه وللأسف الشديد لم يذكر المطابع في مدينة النجف الأشرف، بل لم يشر إلى الدور الرائد لهذه المدينة المقدسة في طباعة الكتاب ونشر الثقافة الإسلامية والعربية، وكأن هذه المدينة لم تر مطبعة، ولم تساهم في النهضة العلمية العراقية.
والعجيب من هذا الدكتور أنه تتبع نشأة الطباعة في العراق وتطورها، فذكر المطابع التي أُنشئت في بغداد والموصل وكركوك، بل ذكر المطبعة التي أُنشت في راوندوز قائلاً:
«وحتى راوندوز تأسست سنة 1925م مطبعة زاری كرمانجي، ثم نقلت إلى أربيل، حيث ظلت تحمل هذا الاسم حتى وفاة صاحبها الأديب العراقي الكردي حسين حزني موكریاني سنة 1947م، وقد تولت هذه المطبعة طبع الكتب والصحف الكردية»(1).
وكذلك تجاهل الباحثون الآخرون الذين ساهموا بكتابة الفصول الأُخرى من هذا الكتاب - حضارة العراق - دور مدينة النجف الأشرف في تاريخ العراق في العصر الإسلامي والعصر الحديث، التي ظلت مصباحاً متوهجاً، ومنبعاً ثراً للفكر والثقافة الإسلامية على مدى ألف عام.
ياترى! لماذا يُطمس إسهام حاضرة عراقية مهمة كالنجف الأشرف في حضارة العراق، بينما تحيي أدوار هامشية أو مندثرة لغيرها؟؟
ص: 10
وهل يستطع أحد أن ينكر الدور الفعال الذي لعبته هذه المدينة في تطور الفكر الإسلامي والعربي؟!
وهاهم علماء النجف الأشرف يملأون العواصم الإسلامية، ويرفدونها بما تجود به أقلامهم من بحوث في شتى مجالات المعرفة.
نعم !! هذا هو التعصب الطائفي البغيض والجاهلية الحمقاء، تتجسد تارة بسيارة مفخخة تفجر لتحصد أرواح الآلاف من الأبرياء من أبناء هذا الشعب المظلوم من أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ، أو لتهدم مساجد و مراقد بُنيت لعبادة اللّه تعالی.
وتارة أُخرى تتجسد بقلم هدام يحاول تشويه التاريخ وقلب الحقائق لصالح الفكر الأموي، الذي بُني وأسّس على بغض أهل البيت (عليهم السلام) .
نعود فنقول: صحيح أن الطباعة دخلت إلى النجف الأشرف بعد عدة عقود من دخولها إلى الكاظمية سنة 1821 م، أو بغداد سنة 1830م.
لكن سرعان ما تطورت حركة الطباعة فيها، وكثرت الكتب والمجلات والصحف التي طبعت في هذه المدينة المقدسة، حتى أصبحت منه عذباً ومصدراً مهمّاً للمفكرين والمثقفين الإسلاميين، حيث بات ما نُشر في النجف وحدها من الكتاب العربي والإسلامي ربما يفوق مدن العراق مجتمعة حتى عام 1968م وهي السنة التي سيطر فيها حزب البعث على مقدرات الدولة العراقية، فسدد ضرباته القاسية إلى النجف، في محاولة خبيثة لإجهاض الدور الثقافي والإعلامي والسياسي، الذي نهضت به هذه المدينة في تاريخ العراق.
فقد أنشئت أول مطبعة في النجف الأشرف سنة 1909م، وهي مطبعة حبل المتين، التي أرسلها من الهند السيد جلال الدين الحسيني الكاشاني إلى أخيه في النجف السيد علي حبل المتين، حيث كانت قبل ذلك في «كلكتا» وكانت تطبع فيها جريدة «حبل المتين».
ص: 11
وتولت هذه المطبعة طبع الكتب العربية والفارسية، بالإضافة إلى الصحف والمجلات، ومما طبع فيها بعض الأعداد من مجلة العلم، ومجلة الغري الفارسية، وجريدة حبل المتین الفارسية.
وتوقف عملها عند نشوب الحرب العالمية الأولى، وانحلت وبیعت أدواتها(1).
وبعد سنة واحدة من مباشرة مطبعة حبل المتین عملها، أنشئت مطبعة أُخرى في النجف سنة 1910م، وهي المطبعة العلوية، التي استمر العمل بها حتى سنة 1917م حين تعرضت للسطو والنهب، وأُذيبت حروفها وحولت إلى خراطيش للبنادق في حصار النجف في ذلك العام.
وقامت هاتان المطبعتان - حبل المتين، والعلوية - بطباعة مجموعة كبيرة من الكتب منها:
1- اللؤلؤ المرتب في أخبار البرامكة وآل مهلب، للسيد محمد رضا نجل محمد علي الشاه عبد العظيمي، طبع المطبعة العلوية عام 1328 ه = 1910م.
2- موعظة السالكين، للسيد محمد علي الشاه عبد العظيمي، طبع في مطبعة حبل المتین عام 1329 ه = 1911م.
3- منتخب الأعمال، له أيضاً، طبع فيها أيضاً في نفس العام.
4 - الباكورة، وهي أرجوزة في علم المنطق، لموسی بن حسن بن أحمد، طبعت عام 1329 ه = 1911م.
5 - الرحلة الحسينية، للشيخ محمد حسين الحلي، طبع في مطبعة حبل المتين، ونشره الشيخ كاتب الطريحي عام 1329 ه = 1911 م.
6- كشف الغواية عن الكتاب المسمى الهداية، لأسد اللّه المجتهد الخاقاني،
ص: 12
طبع في مطبعة حبل المتین عام 1329 ه = 1911 م.
7- خطابه در خصوص اتحاد اسلاميه، بالفارسية، للشيخ عبد الحسين بن عيسى الرشتي، طبع في مطبعة حبل المتين عام 1329 ه = 1911 م.
8-روح السعادة في ذكر الأخبار المنقولة عن السادة، للشيخ علي بن زين العابدين اليزدي الحائري، طبع في مطبعة حبل المتین عام 1330 ه = 1912م.
9- غرفة المعجزات، للسيد محمد علي الشاه عبد العظيمي، طبع في مطبعة حبل المتین عام 1330 ه = 1912م.
10 - منظومة في آداب الأكل والشرب، للمؤلف السابق، طبعت في آخر الجزء الثاني من كتابه السابق في نفس العام.
11 - مختصر الكلام في وفيات النبي والزهراء للمؤلف نفسه، طبع في نفس العام، في المطبعة ذاتها.
12 - مختصر وقعة كربلاء للمؤلف نفسه، طبع في نفس العام.
13 - رسالة مسلك الذهاب إلى رب الأرباب، بالفارسية، للمؤلف نفسه، طبعت في نفس العام.
14 -رسالة التكملة في عمدة مواعظ نهج البلاغة، للمؤلف نفسه، طبعت في نفس العام، في مطبعة حبل المتين.
15 - الجوهرة، وهي منتخب من كتاب الوسائل والكافي والتهذيب، للمؤلف نفسه، طبعت في نفس العام، في المطبعة ذاتها.
16 - هداية الأنام إلى شرائع الإسلام، للشيخ محمد حسين الكاظمي، طبع في المطبعة ذاتها في عامي 1330 - 1331 ه.
17 - شرح النهج، للسيد محمد علي الشاه عبد العظيمي، طبع في المطبعة ذاتها عام 1332 ه = 1913م.
18 - منظومة في المواريث، للسيد محمد بن مهدي القزويني، طبع عام
ص: 13
1332 ه = 1913م.
19 - الأنوار اللامعة في شرح الجامعة، للسيد عبداللّه شبر، طبع عام 1334 ه = 1915م.
20 - فلاح المتقين، لجعفر آل راضي، طبع في نفس العام.
وقد تأسست بعد هذه الفترة مطابع عديدة في النجف الأشرف مثل: مطبعة الغري في عام 1920م، والمطبعة المرتضوية في عام 1921م، والمطبعة العلمية في عام 1933م.
اكتسب الكتاب في العراق - هو الوعاء الذي ضم بين دفتيه القيم والمفاهيم والعلوم التي حكمت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للأمة - قيمة خاصة وأهمية كبيرة تتناسب مع ما يحتويه من تلك المعارف.
لذلك نرى أن الكثير من العلماء العراقيين قاموا بإنشاء مكتبات خاصة بهم في بيوتهم، أو عامة لكي يستفيد منها الباحث وطالب العلم. واهتموا برعايتها وحفظها، وأوقفوا عليها موقوفات عديدة. وعرفت تلك المكتبات باحتوائها على أعداد كبيرة من الكتب، وفي مختلف أنواع العلوم الإسلامية.
وعند دخول المغول إلى العراق وسقوط بغداد في اليوم الخامس من شهر صفر سنة 656 ه = 12 شباط 1258 م، كان الكثير من هذه المكتبات عامرة يرتادها أهل العلم والمعرفة مثل: مكتبة المدرسة المستنصرية، ومكتبة المدرسة النظامية، ومكتبة المدرسة البشرية.
وقد تعرضت هذه المكتبات إلى الإحراق والتلف في نهر دجلة من قبل المحتلين الجهلة، الذين لا يعرفون للعلم ولا للعلماء أي قدر.
ومع ذلك فقد قام علماء العراق بإعادة إنشاء تلك المكتبات ورفدها بالكتب من جديد، بل وقاموا بتأسيس عدة مكتبات أخرى.
ص: 14
وهي المكتبة الواقعة في النجف الأشرف في صحن مرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
وتسمى أيضاً ب: الخزانة الغروية والعلوية، أو المكتبة العلوية والحيدرية، ولها أسماء أُخر، إلا أنها عرفت أخيراً بمكتبة الروضة الحيدرية.
ويعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الرابع الهجري، إذ يذهب البعض إلى أن المؤسس لها وواضع لبنتها الأُولى هو عضد الدولة البويهي (ت 372 ه)(1).
وقد اهتم بها وعمل على تطويرها بعض الأعلام منذ تأسيسها وإلى يومنا هذا، وستجد ذلك مفصلاً في هذا الكتاب الذي نقدم له هذه المقدمة الموجزة.
ولهذه المكتبة أهمية خاصة عند المسلمين عموماً، وأتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) خصوصاً، وذلك لوجودها بجوار مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) ، ووجود الحوزة العلمية المباركة في النجف الأشرف.
لذلك قام الكثير من العلماء بإهداء كتبهم العلمية - التي أغليها بخطوطهم - إلى هذه المكتبة المباركة، وكذلك قام بعض الأُمراء بشراء كميات كبيرة من الكتب ووقفها عليها. ويذهب البعض إلى أنها كانت تحتوي على أربعمائة ألف كتاب.
إلا أن هذه المكتبة، ونتيجة للإهمال الذي أصابها، تعرضت للتلف، وامتدت أيادي السراق لها، فلم يبق منها إلا العدد القليل.
وبعد سقوط النظام البعثي في العراق، سعى مركز الأبحاث العقائدية، وبدعم من المرجعية الدينية في النجف الأشرف، إلى إعادة تأسيس هذه المكتبة المباركة، التي تم افتتاحها في العشرين من جمادى الآخرة سنة 1426ه
ص: 15
وكذلك سعي المركز إلى إعادة الروح في باقي المكتبات الواقعة في العتبات المقدسة، إذ قام بتجهيز هذه المكتبات بكل ما تحتاج إليه من كتب ومستلزمات.
فقد قمنا بافتتاح مكتبة الروضة الحسينية في اليوم السابع من شهر شعبان سنة 1426 ه، وافتتاح مكتبة الروضة العباسية في اليوم الرابع من شهر شعبان سنة 1427ه، وافتتاح مكتبة الجوادين (عليهما السلام) العامة في مدينة الكاظمية المقدسة في اليوم التاسع من رجب سنة 1428 ه.
ولم يكتف المركز بذلك، بل ظل طيلة هذه السنوات يدعم هذه المكتبات بما تحتاجه وحسب الإمكانات المتوفرة لديه.
ومن أجل دعم الحركة العلمية في هذه المكتبات قام المركز بإحياء وطبع مجموعة من الكتب، وبالتعاون مع المسؤولين فيها، ومنها هذا الكتاب الماثل بين أيدينا، الذي ألفه أحد أعضاء المركز السابقين النشطين، فضيلة حجة الإسلام السيد هاشم الميلاني، الذي رشحه المركز لإدارة مكتبة الروضة الحيدرية، فعمل بكل إخلاص، وبذل قصارى جهده في تطويرها، إلى أن وصلت للحالة التي عليها الآن.
أخيراً نتمنى للقائمين على هذه المكتبة، والمسؤولين عن الروضة العلوية المباركة، مزيداً من التوفيق في خدمة أهل البيت (عليهم السلام) ، والعمل على تطوير هذه المكتبة وجعلها مؤسسة علمية تشارك في رفد الحركة العلمية التي تشهدها العتبات المقدسة خصوصاً، والعراق الحبيب عموماً، وآخر دعوانا أن الحمدللّه رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين.
محمد الحسون
6 ذي الحجة 1428 ه
sit aqaed . com/mohammad
muhammad (عليه السلام) aqued.com
ص: 16
شاءت الأقدار أن تكون للنجف خصوصية تمتاز عن سائر البقاع، ومنذ زمن بعيد يمتد على مر العصور، فهي ثالث بقعة استجابت لمودة أهل البيت (عليهم السلام) كا ورد عن رسول اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : «يا علي ان اللّه عرض مودتنا أهل البيت على السماوات والأرض، فأول من أجاب منها السماء السابعة فزينها بالعرش والكرسي، ثم السماء الرابعة فزينها بالبيت المعمور، ثم السماء الدنيا فزينها بالنجوم، ثم أرض الحجاز فشرّفها ببيت المقدس، ثم أرض طيبة فشرفها بقبري، ثم بأرض كوفان فشرفها بقبرك يا علي»(1).
وهي أول بقعة عُبد اللّه عليها، كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال:
ص: 17
«أول بقعة عُبد اللّه عليها ظهر الكوفة، لما أمر اللّه الملائكة أن يسجدوا لآدم فسجدوا على ظهر الكوفة»(1).
وهي التي اشتراها إبراهيم الخليل من أهلها واتخذها مسكناً(2)، وهي التي استوت عليها سفينة نوح (عليه السلام) (3)، وفيها ادخر قبراً لعلي (عليه السلام) ، كما كُتب علی ساجة بالسريانية عثر عليها عندما أرادوا دفنه (عليه السلام) : «بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا قبر ادخره نوح النبي صلى اللّه عليه لعلي وصي محمد قبل الطوفان بسبعمائة عام»(4).
وبعدما دفن فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وظهر قبره الشريف في زمن هارون الرشید ، وبعدما بنى هارون عليه قبة، أخذ الناس في زيارته والدفن لموتاهم حوله (5)، وجرت هذه السنة إلى زماننا هذا وأصبح مرقده الشريف محوراً لنور العبادة ونور العلم، كما سيوافيك بيانه.
***
ص: 18
أما بالنسبة إلى عمارة المشهد منذ اشتهاره وإلى يومنا هذا، فيمكن ايجاز القول فيه كما يلي:
1- هارون الرشید: يبدو انه أول من بدأ بالإعمار على القبر الشريف، فقد جاء في فرحة الغري: ومما يذكر ابن طحال أن الرشید بنی علیه بنیاناً بأجر أبيض أصغر من هذا الضريح اليوم من كل جانب بذراع، ولا كشفنا الضريح الشريف وجدنا مبنياً عليه تربة وجصاً، وأمر الرشيد أن يبنى عليه قبة، فبنيت من طين أحمر وطرح على رأسها جرة خضراء، وهي في الخزانة اليوم(1). وكان لتلك القبة أربعة أبواب(2)، وكان ذلك بعد سنة 170 ه .
ص: 19
2 - محمد بن زيد الداعي: محمد بن زید الحسني الملقب بالداعي الصغير صاحب بلاد الديلم وطبرستان، وقد بني المشهد الشريف الغروي أيام المعتضد(1)، أي بعد سنة 279، وبنى على المشهد حصناً فيه سبعون طاقاً(2).
3 - عمر بن يحيى: هو عمر بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن عمر، ففي خاتمة مستدرك الوسائل للمحدث النوري عند ذكر عمر بن يحيى في سلسلة بعض الاجازات: «الرئيس الجليل الذي رد اللّه على يده الحجر الأسود لا نهبت القرامطة مكة في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وأخذوا الحجر ... وبنى قبة جده أمير المؤمنين (عليه السلام) من خالص ماله»(3).
4 - عبداللّه بن حمدان: هو عبداللّه والد سیف الدولة (ت 317 ه)، وكان ممن تشرف أيضاً بشرف بذل الجهد في إعمار المشهد الشريف، ففي أعيان الشيعة قال: وحكى بعض المعاصرين عن صاحب فريدة العجائب انه قال عند ذكر الكوفة: وفيها قبة عظيمة يقال انها قبر علي بن أبي طالب، والقبة من بناء أبي العباس عبداللّه بن حمدان في دولة بني العباس، وفي نزهة الجليس للسيد عباس الموسوي العاملي المكي أنه قد عقدت على قبر آدم ونوح وعلي (عليهم السلام) قبة عظيمة، وأول من عقد هذه القبة عليهم عبداللّه بن حمدان في دولة بني العباس، ثم
ص: 20
عمرها الملوك من بعده(1).
5- عضد الدولة البويهي: هو أبو الشجاع فناخسرو عضد الدولة البويهي (ت 372 ه) ففي فرحة الغري: قال ابن طحال: ان عضد الدولة توتى عمارته وأرسل الأموال، وتاريخ فراغها مكتوب على حائط القبة مما يلي الرأس الكريم قدر قامة عن الأرض(2).
وكذلك ذكر الديلمي بعدما أورد عمارة هارون الرشید، فقال: وبقي إلى أيام السلطان عضد الدولة (رحمه اللّه) ، فجاء وأقام في ذلك الطرف قريباً من سنة هو وعساكره، فبعث فأتي بالصنّاع والأساتذة من الأطراف، وخرب تلك العمارة وصرف أموالاً كثيراً جزيلة، وعمر عمارة جليلة حسنة، وهي العمارة التي كانت قبل عمارة اليوم(3).
6 - أما العمارة السادسة: فهي التي حصلت بعدما احترقت عبارة عضد الدولة في سنة 755، ولا يعلم مجددها وربما تكون من جماعة لا من شخص واحد، وتم تجديدها سنة 760 كا ورد في آخر نسخة كتاب «الإماقي في شرح الإيلاقي» تأليف عبدالرحمن بن العتائقي الحتي كانت موجودة في الخزانة الغروية والذي أتم المؤلف كتابته سنة 755 ه قال: «في هذه السنة احترقت
ص: 21
الحضرة الغروية صلوات اللّه على مشرفها ، وعادت العارة وأحسن منها في سنة 760»(1).
7 - الشاه صفي الصفوي: أما عمارة الشاه صفي حفيد الشاه عباس الأول فقد قال عنها الشيخ جعفر محبوبه : فإنه بعدما تعاقب الدهور، ومر عشرات من السنين على العمارة المتقدمة تضعضعت القبة المنورة، وكانت ساحة الصحن الشريف ضيقة ولم تكن بهذه السعة الموجودة اليوم، فأمر الشاه المذكور بهدم بعض جوانب الصحن الشريف وتوسيعه، وتوسيع ساحة الحرم العلوي المطهر.
ونقل عن المنتظم الناصري عند ذكر حوادث سنة 1042 هما ترجمته: جيء بهاء الفرات إلى أرض النجف بحكم الشاه صفي، فإنه حين ما جاء زائراً القبة المنورة وذلك المرقد الطاهر، رأى بعض النقصان في بناء المرقد، أمر وزيره میرزا تقي المازندراني بإصلاح تلك الأماكن المشرفة، فجاء بالمعامير والمهندسين إلى النجف ومكث فيها ثلاث سنين مشغولا بهذا العمل(2).
ولم تزل هذه العبارة باقية حتى زمن السلطان نادر شاه سنة 1156، فإنه لما
ص: 22
ورد النجف زائراً أمر بقلع الحجر القاشاني عن القبة المعظمة والإيوان والمأذنتين وتذهيبها(1).
وهكذا استمرت حركة الإعمار في المرقد العلوي من قبل مختلف الطبقات حسبة للّه ورجاء الشفاعة يوم لا ينفع مال ولا بنون، وقد أشار إلى هذا السيد عبدالكریم بن طاووس في كتابه فرحة الغري حيث قال: ولو أخذنا في ذكر من زاره وعمره وتقرب إلى اللّه تعالى بذلك من الملوك والعظماء والوزراء والأُدباء والقضاة والفقهاء والعلماء والمحدثين النبلاء لأطلنا فيه(2).
تعهد
ص: 23
ص: 24
كانت الروضة المطهرة من قديم الزمان محورا للحركات الثقافية المختلفة، ولم يكن ذلك إلا ببركة باب مدينة علم النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) مولانا أمير المؤمنین (عليه السلام) .
وهذه الحركة العلمية والثقافية كانت تشهد الازدهار والنشاط تارة، والضعف والركود تارة أُخرى تبعا للظروف السياسية والاجتماعية التي مر بها العراق وخصوص مدينة النجف الأشرف.
ويمكن أن نوجز هذه الحركات العلمية والثقافية التي شهدتها الروضة المطهرة منذ اشتهارها واستيطانها ضمن النقاط التالية:
ا۔ تحمل الحديث.
2 - تأليف واستنساخ وقراءة وعرض الكتب.
3- المدرسة الغروية.
ص: 25
4 - الندوات العلمية والحفلات ومجالس المناظرات.
5 - المكتبة.
وسنحاول فيما يلي تسليط الضوء بصورة موجزة على هذه النقاط - إذ لم نكن بصدد الجرد التام - ثم التعريج على المكتبة إن شاء اللّه تعالى.
ولا يخفى بأننا نعتقد بأن ما ورد في طيات الكتب من لفظ «المشهد الغروي» من دون إضافة قيد آخر، لا يراد منه سوى الروضة المطهرة، دون مدينة النجف الأشرف، وإن كان يطلق عليها أيضاً «المشهد الغروي»، ولكن بعدما رأينا أن بعض أرباب التراجم عند استعمال هذه اللفظة وإرادة مدينة النجف دون المرقد المقدس، جاء بقيدٍ توضيحي فقال مثلاً: «دفن بالمشهد الغروي في داره» وهكذا، استتجنا أنهم عند الإطلاق لا يريدون سوى الروضة المطهرة.
***
ص: 26
ان علم الحديث علم شریف و به حفظ الدين، وبواسطته وصلتنا شرائع رب العالمين، فلذا اعتنى به علماء الإسلام اعتناء بالغاً، ودونت الكتب في كيفية تحمله وحفظه وروايته وما شاكل، وفي هذا الصدد يقول ابن الصلاح (ت 643 ه): «علم الحديث علم شریف، يناسب مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، وينافر مساوئ الأخلاق ومشاين الشيم، وهو من علوم الآخرة لا من علوم الدنيا، فمن أراد التصدي لإسراع الحديث أو لإفادة شيء من علومه، فليقدم تصحيح النية واخلاصها، وليطهر قلبه من الأغراض الدنيوية وأدناسها، وليحذر بلية الرياسة ورعوناتها»(1).
ولذا وردت عدة آداب لتحمل الحديث ذكرها علماء دراية الحديث، منها استحباب كونه في المساجد، وليس ذلك إلا لشرف المساجد وشرف الحديث، فقد قال رسول اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : «من غدا إلى مسجد لا يريد إلا ليتعلم خيراً أو ليعلمه، كان له أجر معتمر تام العمرة، ومن راح إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيراً أو ليعلمه فله أجر حاج تام الحجة»(2).
ص: 27
ولذا قال السمعاني (ت 562ه): «يستحب للمحدث أن يملي في المساجد خصوصاً يوم الجمعة في المسجد الجامع»(1).
وكذلك كان يصنع أئمتنا (عليهم السلام) ، فقد نقل النجاشي عن الحسن بن علي بن الوشاء انه قال لسعد بن أحمد بن محمد بن عيسى: «إني أدركت في هذا المسجد - أي مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد»(2).
وما نقل ابن عساكر من ان الخطيب البغدادي لاحج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات، وسأل اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ثلاث حاجات... فالحاجة الأولى أن يحدث بتاريخ بغداد ببغداد، والثانية أن يملي الحديث بجامع المنصور...(3).
ولما كانت المشاهد المشرفة عندنا تتلو المساجد في الفضل والشرف، عمد علماؤنا الأعلام إلى تحمل الحديث في تلك المشاهد المشرفة منذ قديم الزمان، وكان المشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) خصوصية أُخرى يمتاز بها عن سائر المشاهد، ولذا نرى كثرة ما حصل فيه من تحمل الحديث بطرقه المختلفة، حيث ذكر علماء الحديث أن طرق تحمل الحديث سبعة:
1- السماع من لفظ الشيخ - وهو أرفع الطرق عند جمهور المحدثين - .
2 - القراءة على الشيخ وتسمى العرض.
ص: 28
3 - الإجازة.
4 - المناولة.
5- الكتابة وهي أن يكتب مرويه لغائب أو حاضر بخطه أو يأذن بكتبه له.
6 - الإعلام وهو أن يعلم الشيخ الطالب أن هذا الكتاب روايته أو سماعه مقتصر عليه.
7 - الوجادة وهو أن يجد مروي إنسان بخطه فيقول: وجدت بخط فلان، أو بلغني أو قال فلان(1).
وقد حصلت بعض هذه الطرق في الروضة المطهرة العلوية، وفيما يلي بعض النماذج لذلك نوردها استطراد لا حصراً.
1 - أقدم نص عثرت عليه هو ما ورد في بحار الأنوار نقلاً عن الخرائج والجرائح للراوندي من أن أبا حمزة الثمالي (رحمه اللّه) كانت له حلقة درس في جوار المرقد المطهر، وإليك النص، قال: روي عن داود بن كثير الرقي، قال: وفد خراسان وافد یكنی أبا جعفر، واجتمع إليه جماعة من أهل خراسان، فسألوه أن يحمل لهم أموالاً ومتاعاً ومسائلهم في الفتاوى والمشاورة، فورد الكوفة وزار أمير المؤمنين (عليه السلام) ، ورأى في ناحية رجلاً حوله جماعة، فلما فرغ من زيارته قصدهم، فوجدهم شيعة فقهاء يسمعون من الشيخ، فقالوا: هو أبو حمزة الثمالي، قال: فبينا نحن جلوس
ص: 29
إذ أقبل أعرابي فقال: جئت من المدينة وقد مات جعفر بن محمد... (عليهما السلام) (1).
يدل هذا النص الشريف على وجود حلقة دراسية لتحمل الحديث وعلوم أهل البيت (عليهم السلام) عند القبر المقدس آنذاك أي عام 148 ه عام استشهاد الإمام الصادق (عليه السلام) .
2- ثم بعد ذلك ما استظهره العلامة المحقق السيد محمد مهدي الخرسان حفظه اللّه من ان الشيخ الصدوق (رحمه اللّه) لما عاد من الحج سنة 355 ه ورد الكوفة وسمع فيها وفي مسجد أمير المؤمنين (عليه السلام) ، كما ورد ذلك في الأمالي حيث قال: «حدثنا محمد بن علي بن الفضل (رضي اللّه عنه) في مسجد أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة...»(2).
قال السيد مهدي الخرسان: «والتصريح بساعه من محمد بن الفضل الكوفي في مسجد أمير المؤمنين (عليه السلام) صريح في ذلك [أي في وجود حوزة علمية في النجف الأشرف آنذاك] إذ لا يعني ذلك إلا المشهد المقدس»(3).
3 - قال النجاشي في رجاله في ترجمة الحسين بن أحمد بن المغيرة: «أبو عبداللّه البوشنجي، كان عراقياً مضطرب المذهب، وكان ثقة فيما يرويه، له كتاب عمل السلطان، أجازنا روايته أبو عبداللّه بن الحمري الشيخ الصالح في مشهد مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) سنة أربعمائة»(4).
ص: 30
4 - جاء في سلسلة أسانید كتاب التازي لمحمد بن علي العلوي الحسني: «أخبرني الشيخ الجليل العفيف أبو العباس أحمد بن الحسين... قال: حدثنا الشيخ الأجل الأمير أبو عبداللّه محمد بن أحمد بن شهريار الخازن... قال: حدثنا الشريف النقيب أبو الحسين زيد بن الناصر الحسيني (رحمه اللّه) في شوال من سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) ...»(1).
ه - ورد في أمالي الشيخ الطوسي (رحمه اللّه) : «حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (رضي اللّه عنه) في يوم التروية سنة ثان وخمسين وأربعمائة في مشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه...»(2).
6 - وما ورد في أسانید كتاب بشارة المصطفى: «وأخبرني بقراءتي عليه في المحرم
سنة ست عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ...»(3).
7- وورد في أسانيد كتاب سُلیم بن قیس الهلالي: «... حدثني الشيخ الأمين العالم أبو عبداللّه الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي المجاور، قراءة عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه سنة عشرین وخمسمائة ...»(4).
8- وجاء في كتاب المزار: «أخبرنا الشيخ الفقيه العالم، عماد الدين محمد
ص: 31
ابن أبي القاسم الطبري قراءة عليه وأنا أسمع في شهور سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه ... »(1).
9 - وورد في سند كتاب صغير: «أخبرنا الشريف الأجل العالم ضياء الدين أبو الفتح محمد بن محمد العلوي الحسيني... قال: حدثنا الشيخ العالم أبو المكارم ابن كتيلة العلوي بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في جمادی الأُولى سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة...»(2).
10 - وقد أجاز الشيخ علي بن عبدالعالي، المولى عبد العلي بن أحمد بن سعد الدين بن محمد الأسترآبادي، وكتبها بالمشهد المقدس الغروي في سنة تسع وعشرين وتسعمائة(3).
11 - قال السيد حسن الصدر: رأيت إجازة المحقق الكركي له [أي لأحمد بن
محمد بن خاتون العاملي] ولولديه تاريخها سنة 1031 كتبها في المشهد الغروي(4).
ص: 32
كان المؤلفون يتحرون الأماكن المباركة والمقدسة للابتداء بالتأليف أو الانتهاء منه، ولو راجعنا كتب الرجال والتراجم والبليوغرافيات لرأينا كثرة الكتب التي تم تأليفها أو نسخها في الروضة العلوية المطهرة، أو جاء مؤلفها من أماكن بعيدة وتجشم عناء السفر ليعرض مؤلفه على الإمام (عليه السلام) رجاء الثواب والقبول والشفاعة، سيما لو كان الكتاب يتحدث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وعن فضائله ومناقبه.
وهذا هو الرافد والمؤشر الثاني للنشاط الثقافي الذي حصل في الروضة المطهرة، وفيما يلي ثبت ببعض هذه الكتب التي تم تأليفها أو نسخها أو قراءتها في الروضة المطهرة:
1- تفسير التبيان: للشيخ الطوسي (رحمه اللّه) (ت 460ه)، استنسخه هبة الدين علي بن محمد الموصوف بالمالكي، وقد فرغ منه في العشر الأخير من رجب 476 ه في مشهد الغري(1).
2 - النهاية: للشيخ الطوسي، ذكر ابن الحاجب الحلبي انه قرأ كتاب النهاية
ص: 33
للشيخ الطوسي على أبي عبداللّه الحسين بن علي بن أبي سهل الزينوبادي بمشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) (1).
3- بناء المقالة الفاطمية: للسيد أحمد بن طاووس (ت 673 ه)، وهو بعد ما ألف كتابه جاء به إلى النجف ليعرضه على أمير المؤمنين (عليه السلام) ، كما جاء في آخر النسخة:
وقال مولانا المصنف عند عزمه على التوجه إلى مشهد أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه لعرض الكتاب الميمون عليه، مستجدياً سيب يديه:
أتينا تباري الريح متاعزائم *** إلى ملك يستثمر الغوث آمله
كریم المحاماأظل سحابه *** فأقشع حتى يعقب الخصب هاطله
إذا أملٌ أشفت على الموت روحه *** أعادت عليه الروح فاتت شمائله
إلى آخر الأبيات... وقال وقد تأخر حصول سفينة يتوجه فيها إلى الحضرة المقدسة الغروية صلى اللّه على مشرفها:
لئن عاقني عن قصد ربعك عائق *** فوجدي لا يقاس إليك طريق
تصاحب أرواح الشمال إذا سرت *** فلاعائق إذ ذاك عنك يعوق
ولوسكنت ريح الشمال لحركت *** سواكنها نفس إليك تشوق
إذا نهضت روح الغرام وخلفت *** جسوماً يحبل الوامقين وميق
وليس سواء جوهر متأید *** له نسب في الغابرین عریق
ص: 34
وجسم تباريه الحوادث ناحل *** بحر الحتوف الفاتكات غریق
أسير بكف الروح يجري بحكمها *** وليس سواء موثق وطليق
ومما سطره أهل الدين وأولياءه عند قراءتنا هذا الكتاب لدى الضريح المقدس عند الرأس الشريف صلى اللّه عليه ما قصدنا مشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه إبان الزيارة الرجبية النبوية عرضنا عليه هذا الكتاب، قارئين له بخدمته، لائذين بحرم رأفته، مستهطلين سحاب إغاثته، في خلوة من الجماعات المتكاثرات الشاغلات...(1).
فهذا النص يشرح مدى ما قاساه المؤلف من تعب ونصب إلى أن وصل إلى الروضة المطهرة، وعرض كتابه على الإمام (عليه السلام) تأدباً وتبركاً.
4 - نهج البلاغة: ذكر محمد أبو الفضل إبراهيم في مقدمة شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، انه اعتمد في تحقيق نص كتاب نهج البلاغة على نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة طلعت بدار الكتب المصرية برقم 4840 أدب، وهي نسخة خزائنية نفيسة، جاء في آخرها: «تم الكتاب بالحضرة الشريفة المقدسة النجفية بمشهد مولانا وسيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أخي رسول اللّه ... وكتبه وذهبه الحسين بن محمد الحسني في شهور سنة اثنتين وثمانين وستمائة»(2).
5 - شرح شافية ابن الحاجب: تأليف رضي الدين محمد بن الحسن
ص: 35
الأسترآبادي ، جاء في آخر النسخة: «وفق اللّه لإتمام تصنيفه في ربيع الأول سنة ثان وثلاثين وستمائة بالحضرة الشريفة المقدسة الغروية على مشرفها أفضل التحية والسلام»(1).
6- الأبحاث في تقويم الأحداث: في رد الزيدية وإثبات إمامة الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) ، واثبات الغيبة ورد شبهاتها للمولي ركن الدين محمد بن علي الجرجاني الغروي... ألفه بالغري وفرغ منه بالحضرة العلوية في يوم الجمعة الثالث من جمادى الثانية سنة 728(2).
7. تحصيل النجاة: في أصول الدين لفخر المحققين ابن العلامة الحلي (ت 771 ه) ألفه باسم تلميذه ناصر الدين حمزة بن حمزة بن محمد العلوي الحسيني، وفرغ منه في الحضرة الغروية في آخر نهار السبت 24 رجب 736(3).
8- منية اللبيب في شرح التهذيب : التهذيب للعلامة الحلي والشرح العبداللّه بن محمد بن علي بن الأعرج الحسيني، فرغ من تأليفه 15 رجب سنة 740 بالحضرة الشريفة الغروية(4).
9 - خلاصة الأقوال: تأليف العلامة الحلي، كتب منه نسخة علي بن محمد
ص: 36
ابن علي الحافظ الطبري في المشهد المقدس الغروي، وفرغ منها أوائل ذي القعدة سنة 747(1).
10 - كتاب الألفين: تأليف العلامة الحلي، استنسخه فخر الدين محمد ابن المؤلف، وفرغ منه 17 ربيع الأول سنة 754 بالحضرة الشريفة الغروية، عن نسخة أبيه المصنف(2).
11 - مؤلفات المولى ركن الدين: كتب السيد حيدر الآملي بخطه بعض تصانيف المولى ركن الدين محمد بن علي بن محمد الجرجاني الذي فرغ من تصنيفه 720، وفرغ السيد حيدر الآملي من استنساخها 762 في الغري في المدرسة المرتضوية(3).
12 - التصريح في شرح التلويح إلى أسرار التنقيح: تأليف ابن العتائقي الحلي، ذكر انه فرغ منه في المشهد الغروي سرار شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة(4).
13 - معالم الدين في فقه آل یاسین: تأليف شمس الدين محمد بن شجاع القطان الأنصاري الحلي... نسخة منه بخط أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم
ص: 37
ابن علي بن متوج، كتبها عن خط المؤلف في حياته وفرغ منه 10 شعبان 832 في الحضرة الغروية(1).
14 - المجلي مرآة المنجي: وهو شرح مسالك الأفهام في علم الكلام لمحمد بن علي بن أبي جمهور الاحسائي، شرح فيه رسالته المسالك، وذكر حاشيتها النور المنجي، وفرغ من تسويده في أواخر شهر جمادى الأخرى سنة خمس وتسعين وثمانمائة بالمشهد العلوي الغروي(2).
15- حاشية الكركي على القواعد: قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) في ترجمة محمد الأسترآبادي تلميذ المحقق الكركي: وقد كتبه بخطه مجداً من حاشية الكركي على القواعد للحلي في الحرم المقدس المرتضوي، وفرغ منه أواسط شوال 930، وقد كتبها عن نسخة خط المصنف نسخة الأصل...(3).
16 - الاثنا عشرية: في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) للسيد فضل اللّه بن محمد الحسيني، ألفه باسم الملك نظام الدين وقال في آخره: «وقد رسم أحقر عباد اللّه الغني فضل اللّه بن محمد الحسيني، هذه الأحاديث العظام في أواسط شهر رجب الحرام بمشهد مولانا علي (عليه السلام) لسنة خمس وأربعين وتسعمائة»(4).
ص: 38
17- جامع الفوائد ودافع المعاند: للشيخ علم بن سيف بن منصور النجفي الحلي، جاء في آخر النسخة: «فرغ من تنميقه منتخبه العبد الفقير إلى اللّه الغفور علم بن سيف بن منصور غفر اللّه له ولوالديه بالمشهد الشريف الغروي في 937 سبع وثلاثين وتسعمائة»(1) .
18 - منية اللبيب: تأليف السيد ضياء الدين عبداللّه بن الأعرج، استنسخه الشيخ أحمد بن علي بن الحسن الدقيق العاملي، وأتمه بالنجف الأشرف في الحضرة المقدسة في يوم الجمعة آخر شهر شعبان سنة 970 (2).
19 - فرحة الغري: للسيد عبدالكريم بن طاووس، ورد في نهايته: «نجز الكتاب بعون الملك الوهاب يوم الرابع عشر من شهر صفر ختم بالخير والظفر سنة سبع وأربعين وتسعمائة هجرية، وذلك في المشهد الشريف المقدس الغري على مشرفه أفضل الصلوات وأكمل التحيات آمین، والحمد للّه رب العالمين»(3).
20 - ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للشيخ الصدوق: قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) في ترجمة محمود الساوجي: انه كتب في آخر ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، إنه حين كان في الروضة الغروية في النجف قابله وصححه في نهار الاثنين من رمضان 974، وكذا كتب بخطه نقایص عقاب الأعمال في التاريخ(4).
ص: 39
21 - الرسالة الرضاعية: للشيخ أبي الحسن بن محمد طاهر بن عبدالحميد ابن موسى الفتوني النباطي الأصفهاني (ت 1138 ه) ذكر فيها انه ألفها بعد استخارات عديدة عند رأس الأمير (عليه السلام) ... وفرغ منها في مشهد الغري أواخر محرم 1109(1).
22 - اليقين : للسيد ابن طاووس، استنسخه المحدث النوري لنفسه، جاء في الصفحة الأولى من الكتاب: «وأنا المذنب المسيئ حسين بن محمد تقي ابن علي محمد بن تقي النوري الطبرسي في مشهد مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) سنة 1281 قمري»(2).
هذا ما عثرنا عليه في هذه العجالة، وهناك الكثير من قبيل هذه الكتب التي تم تأليفها أو عرضها أو استنساخها في الحضرة الغروية، والعثور عليها يستدعي جهداً واسعاً في المراجعة إلى نفس المخطوطات، ومطالعة أوائلها أو أواخرها، ومن القريب جداً أن هذه الكتب كانت توقف على خزانة الروضة المطهرة، إذ كانت الخزانة آنذاك عامرة ومعروفة لدى الخاص والعام.
***
ص: 40
أما المؤتمر الثالث الدال على النشاط الثقافي للروضة العلوية المطهرة، وجود مدرسة حوزوية داخل الصحن الشريف.
كانت النجف من قديم الزمان مأوى العلماء والفقهاء، وتاريخ النجف العلمي يرجع إلى ما قبل الشيخ الطوسي (رحمه اللّه) ، ويدل عليه ما نقل عن عضد الدولة البويهي (ت 372 ه) انه لما جاء إلى النجف فرق الأموال على الفقهاء وعلى غيرهم - كما سيأتي - وهذا يدل على نشاطها العلمي قبل زمن الشيخ (رحمه اللّه) .
يقول الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) في تقديمه لكتاب النهاية للشيخ الطوسي: «انني أذهب إلى القول بان النجف كانت مأوى للعلماء، ونادياً للمعارف قبل هجرة الشيخ إليها، وان هذا الموضع المقدس أصبح ملجأ للشيعة منذ انشئت فيه العمارة الأولى على مرقد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ، لكن حيث لم تأمن الشيعة على نفوسها من تحكمات الأمويين والعباسيين، ولم يستطيعوا بث علومهم ورواياتهم، كان الفقهاء والمحدثون لا يتجاهرون بشيء مما عندهم، وكانوا متبددين حتى عصر الشيخ الطوسي وإلى أيامه، وبعد هجرته انتظم الوضع الدراسي وشكلت الحلقات...»(1).
ص: 41
ومن المتوقع أن تكون الروضة المطهرة والأروقة المحيطة بها، والحجر الموجودة في الصحن الشريف، محورة لهذه الحلقات الدراسية حتى قبل الشيخ الطوسي، إذ كان ديدن العلماء تداول المسائل العلمية في المساجد والمشاهد.
ونحن لم نعثر على تاریخ دقیق لتأسيسها، وأقدم وصف لها ما ذكره ابن بطوطة في رحلته لا زار النجف عام 727 قال: «ويدخل من باب الحضرة إلى مدرسة عظيمة يسكنها الطلبة والصوفية من الشيعة، ولكل وارد عليها ضيافة ثلاثة أيام من الخبز واللحم والتمر مرتين في اليوم، ومن تلك المدرسة يدخل إلى باب القبة ...»(1).
فهذا الوصف يدل على وجود هذه المدرسة قبل ذلك التاريخ بكثير، وقد عثرنا أيضاً على بعض أسماء العلماء الذين كانوا يسكنون في تلك المدرسة، فمنهم السيد حيدر الآملي، حيث ورد في نهاية كتاب استنسخه: «فرغ كاتبها من كتابته يوم الأحد ثالث ذي القعدة سنة 762، وهو العبد الفقير المحتاج إلى رحمة ربه القدير ... حیدر بن علي بن حیدر العلوي الحسيني الآملي غفر اللّه ذنوبه... في المدرسة المرتضوية»(2).
وجاء في ماضي النجف وحاضرها: «وقفت على كتاب أُصول الكافي مخطوط، وفي آخره ما نصه: تمت كتابة أصول الكافي على يد الفقير إلى اللّه الغني
ص: 42
يوسف بن عبدالحسين النجفي الشهير بالصلنباوي في المدرسة الغروية على مشرفه أفضل الصلاة والسلام، يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من رجب المرجب سنة 1069.
ورأيت نسخة من الاستبصار في آخره ما نصه: كتبه فرج اللّه بن فياض الجزائري النجفي سنة 1043 في المدرسة الرواقية بكنف القبة الغروية»(1).
وذكر الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) في ترجمة حسن النجفي ابن عبيد بن حسين ابن علي: كتب أوان اشتغاله في المدرسة الغروية الاستبصار لشيخ الطائفة بخطه، وفرغ منه ضحوة الأربعاء 13 رمضان 1069(2).
وذكر السيد محسن الأمين رحمه اللّه في ترجمة الشيخ حسن [محمد حسن] ابن عبداللّه بن محمد باقر بن علي أكبر بن رضا المامقاني النجفي (ت1323 ه) أنه لما توفي صاحب الفصول سنة 1255 ه خرج من كربلاء - وعمره 17 سنة - إلى النجف، وسكن في الصحن الشريف في الحجرة التي فوق باب مدرسة الصحن، وبقي فيها إلى سنة 1258ه(3).
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) في ترجمة المولى محمد بن فتح بن عبداللّه القومشهي: العالم الفاضل، الجامع للمعقول والمنقول والرياضيات والعلوم
ص: 43
الغريبة، له فيها رسائل، كتب بعضها بقلمه في مدرسة الصحن الغروي فرغ من رسالته فيما يتعلق بالعلم... السبت ثاني شعبان (1252 ه) ورسالة في أصول الدين سماها كشف الحجاب ... فرغ منها في تلك المدرسة في الأحد ثاني شهر رمضان (1252 ه)(1).
وقال أيضاً في ترجمة الموني محمد بن الحسين الخراساني: هاجر من بلاده لتحصيل العلم إلى أصفهان ثم إلى النجف الأشرف في سنة (1269 ه)، وسكن المدرسة الواقعة في الصحن الشريف(2) .
وقال الشيخ محمد حرز الدين : الشيخ زین العابدين بن إسماعيل بن زين العابدين التبريزي المرندي النجفي المعاصر المولود حدود سنة 1266 ه ... هاجر إلى النجف في أواخر القرن الثالث عشر للّهجرة ، وأقام في مدرسة الصحن الغروي الأقدس، وكان شريكنا في المدرسة يوم أقمنا فيها سنين متطاولة...(3).
وقال في ترجمة الشيخ محمد تقي الگلبايگاني النجفي (ت 1298 ه): عالم جلیل القدر محقق في الحكمة والفلسفة والمعقول والكلام والأُصول وعلم الطب وعلم الكيمياء ... وكان لا يملك داراً ولا عقاراً يسكن في حجرة من الصحن
ص: 44
الغروي في الطابق الأعلى في الربع الشمالي الغربي مما يلي الساباط، فيها مجلس در سه وتقصده في غرفته وجوه أهل العلم والفضل(1).
وقال الشيخ جعفر محبوبه (رحمه اللّه) : وكان لهذه المدرسة في أيام الحكومة التركية بعد تشكيل التجنيد الإجباري سنة 1286 شأن عظيم، فإنها عينت مدرساً خاصاً لها وانتسب لها كثير من حملة العلم، إذ ان الحكومة سنّت قانوناً خاصاً سمح لطلبة العلم الذين يؤدون الامتحان أن لا ينخرطوا في سلك الجندية، وجعلت في بعض الألوية والأقضية مدارس، فكانت هذه المدرسة هي إحدى المدارس الرسمية في النجف، ولم تزل على ذلك حتى أوائل القرن الرابع عشر الهجري، فتهدمت حجراتها وسدّ بابها، إلى أن قيض اللّه لها أحد التجار... فعمرها سنة 1350، وجعلت محلّاً للزائرين والواردين إلى النجف(2).
أما ما ذكره (رحمه اللّه) - نقلاً عن السيد البراقي - من انّها تأسست في أوائل القرن الحادي عشر، على يد الشاه عباس الأول، فغير صحيح، بعدما عرفت بوجودها قبل هذا التاريخ بمئات السنين، نعم يمكن أن تكون إعادة تأسيس.
علما بأن الحركة الدراسية استمرت في الصحن الحيدري خارج نطاق المدرسة، فقد قال الشيخ محمد حرز الدين وهو يصف الحركة الثقافية في بدايات القرن الرابع عشر: لم يوجد مسجد غير مشغول بالبحث والتدريس حتی
ص: 45
الصحن الغروي الأقدس لرواج سوق العلم في ذلك العصر(1).
وقال في ترجمة السيد عبدالهادي الشيرازي (ت 1382 ه):
وكان مجلس بحثه في مقبرة الميرزا الشيرازي الكبير الواقعة بباب الصحن الغروي - الطوسي - (2).
ناهيك عن الدروس التي كانت تقام في مسجد الخضراء.
***
ص: 46
المؤشر الرابع الدال على النشاط الثقافي للعتبة العلوية المقدسة إقامة الندوات والمهرجانات العلمية والأدبية والسياسية ، ومجالس الوعظ والعزاء، وغيرها من الأمور التي كانت تتمحور في العتبة المقدسة، وإليك فيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:
قال الشيخ جعفر محبوبه: ان الخواجة عطاء الملك صاحب الديوان وابنه هارون زار الأمير (عليه السلام) في النجف على عهد اشتغالها بوزارة العراق وإمارته، وزار معهما الجم الغفير من أئمة الفريقين، وبعد الفراغ من الزيارة انجر كلامهم إلى مسألة الإمامة، فقال هارون: انا نستكشف حقيقة الحال من المصحف الشريف الذي هو على القبر الشريف، ونتفأل به ونمضي بما يأمرنا، فلما فتح المصحف كان في أول الصحيفة: (يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي) فتشيع كل من كان معه(1).
ص: 47
ذكر السيد جعفر بحر العلوم في كتابه تحفة العالم: وفي سنة (1156) توجه نادر شاه إلى زيارة العتبات المقدسة، وذلك بعد ابرام أمر الصلح بينه وبين السلطان العثماني محمود خان الأول... وكان في موكبه طبقات علماء ایران وأفغان وبخارا، وكان جل غرضه من ذلك توحید مذهب الإسلام، ورفع النزاع ما بين أمة خير الأنام، فلاجرم أن حضر جملة من علماء المشهدين الشريفين والحلة وتوابع بغداد، وعقد لهم مجلس المذاكرة في الآستانة المقدسة، فجرت المفاوضات ورفعوا المواد المنافرة وما يوجب المغايرة، وكتبوا بذلك وثيقة حاكية عن حقيقة الحال مختوم بخواتیم من حضرات الأعلام، وجعلوا أصل الوثيقة في الخزانة المقدسة الغروية، وأرسلوا سوادها إلى المالك المحروسة الايرانية...(1).
وهذه المحاولة رغم انها كانت محاولة جادة في توحيد صفّ الأمة، إلا أنها باءت بالفشل.
قال الشيخ محمد حرز الدين (رحمه اللّه) : وفي شهر محرم قدم النجف وفداً عليه مفتي القدس والخليل مع بعض أعيان مصر، والسيد جلال الوزير السابق في الري، ونصب لهم منبراً في صحن أمير المؤمنين (عليه السلام) صبحاً في الجانب الشرقي
ص: 48
وقد ضاق الصحن بالنفوس بعد أن تقدم الشيخ اليعقوبي بقصيدة بقدوم تهنئة المفتي ورئيس الجمعية الإسلامية، قام المترجم له [أي الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء] خطيباً بالمهرجان وأجاد فيما قال، ثم خطبهم الفاضل المصري با حاصله انه يلزم المسلمين اليوم الصفاء والاتحاد ليدفعوا دسائس اليهود أتباع صهيون الأرجاس، وما شاكله(1).
أقدم ما عثرنا عليه ان السلطان مسعود بن بويه الديلمي لما بنی سور مشهد النجف الأشرف، وفرغ من تعمير القبة الشريفة وتجصيص خارجها، دخل الحضرة الشريفة وقبل العتبة وجلس متأدباً، فوقف ابن الحجاج بين يديه وأنشد قصيدته التي أولها:
یا صاحب القبة البيضا على النجف *** من زار قبرك واستشفى لديك شفي(2)
وقال السيد حسن الصدر في ترجمة الشيخ إبراهيم الكفعمي المتوفي حدود 900 ه: له شعر كثير وقصائد طوال وأراجيز جيدة، منها قصيدة رأيتها في مدح أمير المؤمنين لا تبلغ مائة وتسعين بيتا أنشدها عند قبره الشريف لا زاره یذكر فيها يوم الغدير(3) .
ص: 49
قال الشيخ محمد حرز الدين في ترجمة السيد أبو الحسن الأصفهاني: وروی لنا موثوقاً في سنة 1345 ه ان السيد المترجم له والميرزا النائيني، والشيخ جواد الجواهري، والسيد محمد علي الطباطبائي آل بحر العلوم النجفي، والشيخ الميرزا مهدي نجل الآخوند الخراساني، وبعض آخر لم يذكره الراوي لنا وكان مشاهداً من حاشيتهم، اجتمعوا في حرم أمير المؤمنين (عليه السلام) في النجف ليلاً قبل الفجر بساعتين بوزير الحربية يومئذ رضا خان البهلوي لحكومة السلطان أحمد شاه القاجاري، وتداولوا الحديث في شؤون ایران، وكان المنوي ان رضاشاه هو الذي يكون سلطاناً.
وبعد أن أخذوا عليه العهود والمواثيق والأيمان أن يسير برأي العلماء، وأن يكون مجلس الشوری بنظر خمسة من المراجع الدينية، وان المذهب الرسمي هو المذهب الجعفري إلى غير ذلك، ثم رجع البهلوي إلى ایران، وبعد رجوعه خلعوا أحمد شاه و كان خارج ایران للاستشفاء(1).
وقال في ترجمة الشيخ علي زيني (ت 1235 ه) : وهو صاحب القصيدة المشهورة بلسان أهل العراق الدارج في عصره المعروف بالموال مطلعها:
يافارس الخيل غوجك بالحرب حماي *** مالوم وبضامري حسامن دواحماي
ص: 50
يامن لنار الحرايب لو خبت حماي *** الصبر مناتخردل یاعلي ورب
والهضم ضرنا ولعند قلوبنا ورب *** الغدر شنهوالغدرياعلي عند الخلق ورب
سماك حامي الحمة وتريد لك حماي
والمعروف ان الشيخ علي زيني وقف قبالة مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنشأها لما دهم النجف غزو ابن سعود الوهابي، وأرادت الغزاة أن تتسلق سور النجف الأولى القديم، وعندئذٍ تسلح النجفيون وأهل العلم بقيادة العلماء الأعلام(1).
وقال في ترجمة السيد مهدي البغدادي: ومدح مجلس شوری - المشروطة - بقصيدة منها(2):
قد أصبح الناس إخواناً بملكهم *** كأنه زمن الفاروق والشوری
وقد ألقى قصيدته في النجف في الصحن الغروي الشريف قبال مرقد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ، هذا وقد اجتمع الناس من كل حدب وصوب، والأعلام تخفق على رؤوس المتجمهرين والأشراف، والوجوه حاضرون يقدمهم راشد باشا قائمقام قضاء النجف(3).
ص: 51
قال الشيخ محمد حرز الدين في ترجمة الشيخ جعفر الشوشتري (رحمه اللّه) : وكان مجلس وعظه الذي أدركناه في مسجد الخضراء يجتمع فيه خلق كثير يملأ المسجد وثلثي صحن الدار الواسعة ويزيد أحياناً، ثم انتقل مجلس وعظه إلى الصحن الغروي المقدس عصراً مما يلي باب الساباط الشمالي والتكية حتى ايوان العلماء(1).
وقال في ترجمة الشيخ محمد حسین كاشف الغطاء (رحمه اللّه) : كان جريئاً بحديثه ونقده، بليغاً جهوري الصوت، طالما دوى صوته في النجف في الصحن الغروي بالإرشادات والنصائح العامة للمسلمين والنجفيين خاصة في المناسبات(2).
وقال في ترجمة السيد هاشم أبو صخرة: له مجلس وعظ وإرشاد يحضره جمهرة من المؤمنين الكسبة، وبعض التجار في مسجد الهندي تارة، وفي الصحن الغروي في حجرة الزاوية الشالية ليلاً(3).
ومن ذلك ما ذكره السيد محسن الأمين (رحمه اللّه) حيث قال: انني جئت يوماً عند الفجر لزيارة الحضرة الشريفة، فصليت الصبح هناك وزرت و دعوت وخرجت فإذا جمع من العوام مجتمعون في الطارمة التي أمام باب الحضرة الشريفة الشرقي، وهناك سيد مكفوف البصر قد جلس على منبر يعظهم بمواعظ مناسبة يجب أن
ص: 52
يوعظ العوام بمثلها، ويذكر لهم مسائل دينية مما يجب أن يتعلموها... وكان تحت الطارمة في أرض الصحن نساء من العوام مجتمعات لسماع موعظته مستترات أتم الستر، ويفصل بينه وبين الرجال حاجز حجري...(1).
هذا بالاضافة إلى سائر ما كانت تتبناه العتبة العلوية المقدسة من نشاط ثقافي وإجتماعي، من قبيل إقامة مجالس العزاء في أيام استشهاد المعصومین (عليهم السلام) ، سيّما على الإمام الحسين (عليه السلام) ، كما ورد ذلك في رحلة أبي طالب خان إلى العراق حيث ذكر في كتابه انه لما زار العتبات عام 1803م وزار النجف قال: «والزوار الصالحون بعد أن يقوموا بواجب زيارة القبر يأوون إلى زاوية من زوايا المشهد ويقرؤون مرثية في الحسين وكلاما في مناقبه»(2). وكذلك استقبال المواكب والهيئات الحسينية - وهي سنة حسنة جارية إلى اليوم - وإقامة مجالس الفواتح المعطرة بتلاوة كتاب اللّه تعالى، وغيرها من الأمور.
ومن الطريف أن الصوفية أيضاً كانوا يأتون إلى الروضة المطهرة، ويلبسون خرقة التصوف عند الأمير (عليه السلام) ، والشاهد على ذلك ما ذكره الشيخ أغا بزرك الطهراني (رحمه اللّه) في ترجمة عبداللّه بن المختار الشريف جلال الدين الحسيني العلوي
ص: 53
الكوفي (ت 649 ها) حيث قال: كان يحضر عند الخليفة الناصر... ولم يزل على ذلك أيام الخليفة المستنصر باللّه، فأشار عليه أن يلبس سراويل الفترة من أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فتوجه الخليفة إلى المشهد الغروي ولبس السراويل عند الضريح الشريف(1).
ص: 54
المؤشر الخامس الدال على الحركة الثقافية والنشاط العلمي في الروضة المطهرة، وجود مكتبة عريقة قديمة كانت تحتوي على أُمهات الكتب في مختلف العلوم والفنون، وكان أكثرها نسخة الأصل وبخطوط مؤلفيها، إذ ان كثيراً من المؤلفين كانوا يرسلون كتبهم إلى الروضة، لتودع في خزانتها تبركاً وتكرماً - كما سيوافيك بيانه -.
وهذه المكتبة نشأت وتكاملت بجهود وجهاد مستمر من القائمين عليها منذ تأسيسها الأول وإلى يومنا هذا، مع ما مرت بمحن و كوارث وما إلى ذلك، ونحن بدورنا بعدما تسلمنا مسؤولية المكتبة في تأسيسها الجديد بعد الإطاحة بطانية العراق، نحاول في هذه العجالة تسليط الضوء على تاريخ هذه المكتبة العريقة، وما يتعلق بها من مخطوطات ومؤسسين وأُمناء، وما قامت به من نشاط ثقافي بعد تأسيسها الجديد.
***
ص: 55
إن البشر من أقدم عصوره، وعندما اكتشف الخط في بدايات حضارته، وعندما كان يكتب على الطين والحجر والصخور، اهتم بشأن الكتابة وضرورة حفظها شيئاً فشيئاً. وتدرج الإنسان في ذلك وأبدع ما كان يحتاجه في هذا الشأن، فحصلت تطورات كبيرة وسريعة بشأن أدوات الكتابة من قلم وورق وغلاف، وأنواع الخطوط، وكيفية معالجة الآفات التي تسبب ضياع هذا المجهود البشري وغير ذلك.
ومن أهم الأمور التي اهتم لها الإنسان في هذا المجال، وتطور فيها سريعاً، كيفية الحفاظ على هذا النتاج البشري بمختلف علومه وفنونه، و انتقاله للأجيال القادمة، ومن هنا تشكلت خزائن الكتب العامة والخاصة لتجمع بين جنبيها الكتب وأوعية المعلومات المختلفة حفاظاً عليها، وتسهيلاً لعملية العثور عليها
ص: 56
وحفظها للأجيال القادمة.
وبعد ظهور الإسلام، واهتمام الشريعة الإسلامية بطلب العلم والمعرفة، وضرورة التدوين والكتابة، كما ورد في كثير من الروايات الشريفة، نحو قول رسول اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : «قيدوا العلم بالكتاب»(1).
وما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) حيث قال: «احتفظوا بكتبكم فإنكم تحتاجون إليها»(2)، وقال (عليه السلام) : «اكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا»(3).
وقال (عليه السلام) : «بالكتابة تقيد أخبار الماضين للباقين، وأخبار الباقين للآتين، وبها تخلد الكتب في العلوم والآداب وغيرها، ولولاه لانقطع أخبار بعض الأزمنة عن بعض، ودرست العلوم وضاعت الآداب، وعظم مايدخل على الناس من الخلل من أُمورهم، وما يحتاجون إلى النظر فيه من أمر دينهم، وما روي لهم مما لا يسعهم جهله»(4).
وبمثل هذه التوصيات عمل المسلمون وبدأوا بجمع الكتب وحفظها وتداولها والاستفادة منها، سيما في فترة الحكم المأموني حيث اهتم بشأن ترجمة كتب الأقدمين من الحضارات المختلفة، فتكونت دور العلم وخزائن الكتب
ص: 57
الضخمة في عصره، وهكذا استمر الأمر بالشدة والضعف وبحسب الظروف السياسية والإجتماعية التي كانت تسود العالم.
ولنعم ما ذكره ابن إدريس الحلي (ت 598 ه ) في مقدمة كتابه السرائر في وصف الكتاب، حيث قال:
«فإن الكتاب نعمة الذخر والعقد، ونعم الجليس والعقدة، ونعم النشرة والنزهة، ونعم المشتغل والحرفة، ونعم الأنيس في ساعة الوحدة، ونعم المعرفة ببلاد الغربة، ونعم القرين والرحيل، و نعم الوزير و النزيل، والكتاب وعاملی علماً، وظرف حشي طرفاً، وإناء شحن مزاحاً وجداً ... والكتاب هو الجليس الذي يطريك، والصديق الذي لا يغريك، والرفيق الذي لا يملك، والمستویح الذي لا يستزيدك، والجار الذي لا يستبطنك، والصاحب ، الذي لايريد استخراج ماعندك بالملق، ولايعاملك بالمكر، ولايخدعك بالنفاق، ولا يحتال لك بالكذب، والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال امتاعك، وشحذ طباعك، وبسط لسانك، وجود بيانك، ومنحك تعظيم المرام، وصداقة الملوك، وعرف به في شهر ما لا تعرفه من أفواه الرجال في دهره والكتاب، هو الذي يطيعك، بالليل طاعته بالنهار، ويطيعك في السفر مناعته في الحضر، لا يعتلّ ينوم، ولا يعتريه كلال السهر».
والخلاصة أن الكتاب لا يُحفظ ولا يمكن تسميم الاستفادة منه مدة مديدة إلا بالمكتبات، ومن هنا تظهر أهمية المكتبات ودورها في النهوض الثقافي
ص: 58
والمعرفي، وفي تطوير واقع النشاط العلمي والارتقاء بالمشهد الثقافي الذي من خلاله نستطيع أن نبني ثقافة متكاملة متحضرة، وهذا يتطلب النهوض الأمثل بالمكتبات العامة وتجهيزها بالمعدات اللازمة المتطورة، والسعي لإيصال الكتاب والوعاء المكتبي بصورة عامة إلى أبعد نقطة ممكنة في البلد.
«ولقد تبلورت وظائف المكتبات ومؤسسات المعلومات الحديثة في ثلاث وظائف أساسية هي:
1- جمع مصادر المعلومات من مظانها المختلفة.
2- تنظيم واعداد هذه المصادر وتحليل ما بها من معلومات.
3- تيسير الإفادة من تلك المصادر بأسرع وقت وأقل جهد.
ومن هذه الوظائف تكون المكتبات ومؤسسات المعلومات أداة للتقدم الإنساني في شتى مجالات العلم، حيث لا يمكن الآن إتخاذ أي قرار لا على المستوى الرسمي، ولا على المستوى الشخصي، ولا على مستوى البحث العلمي إلا بالاستناد إلى المعلومات الدقيقة في الوقت المحدد».
من هذا المنطلق نشأت المكتبات في العصر الإسلامي، وأنشئت خزائن خاصة لجمع الكتب وحفظها في العواصم العلمية، ويحدثنا التاريخ بأن بعض العلياء والوزراء كانت لهم مكتبات ضخمة ببغداد، فقد ورد بأن خزانة كتب السيد المرتضى (رحمه اللّه) كانت ثمانين ألف مجلد، وفي الري كانت كتب الصاحب ابن عباد تحتاج إلى سبعمائة بعير لحملها، إلى غيرها من المكتبات التي كانت ببغداد
ص: 59
وغيرها من العواصم الإسلامية والتي أنشأها الملوك والحكام والوزراء والعلماء(1).
ولا يخفي بأن أهمية المكتبة والمكتبات تضاعفت في زماننا هذا، ولا سيما بعد انتشار أزمة فقدان الهوية في الجوامع البشرية، وما نراه من تزايد المعلومات وكثرة تشعبها، وصعوبة حصرها في مكان واحد من دون الاستعانة بالمكتبات.
فالمكتبة إذاً مؤسسة علمية ثقافية تهدف إلى جمع مصادر المعلومات ووضعها في متناول القراء والباحثين من أجل استخدامها في الأغراض الثقافية والعلمية.
لقد أصبحت - منذ قديم الزمن - المشاهد المشرفة و قبور العلماء والعظماء، مورد اهتمام المسلمين، يقصدونها للزيارة تارة ولطلب العلم تارة أُخرى، إما استفادة من أنوار صاحب القبر المعنوية، وإما استفادةً من حلقات الدرس المقامة هناك، أو المكتبات التي أُسست بجوار صاحب المرقد.
وقد نقل لنا الخطيب البغدادي في تاريخه كلام أبي علي الحلال حيث قال: «ما همني أمر فقصدت قبر موسی بن جعفر فتوسلت به إلا سهل اللّه تعالى لي ما أُحب»(2).
ص: 60
وقد كانت النجف منذ زمن بعيد مهداً للعلم والمعرفة إذ حوت بین جنبيها باب مدينة علم النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وكانت ولا تزال محوراً للحركات الثقافية والإجتماعية والسياسية، يشهد بذلك كثرة المكتبات والمدارس فيها والكتب الصادرة منها، بالاضافة إلى الإجازات الروائية الكثيرة التي تحملها أرباب العلم والفضيلة من مشايخهم في هذه المدينة الكريمة الدالة على الحركة العلمية والنشاط الثقافي.
ومن أقدم وأهم مكتبات النجف الأشرف، هي مكتبة الروضة الحيدرية، لما فيها من كتب ونفائس كثيرة كان أغلبها بخط مؤلفيها أو عليها خطوطهم(1)، إذ كان المؤلف يرسل نسخته الأصل إلى خزانة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) تبركاً و تيمناً.
وقد زار هذه المكتبة العديد من العلماء والحكام، وكانت معروفة مشهورة تُقصد من أقصى النقاط، وقد وصفها واستفاد منها الشيخ محمد علي حزين اللاهيجي (ت 1180 ه) عندما جاء إلى النجف، ومكث فيها ما يقارب ثلاث سنوات حيث قال: «قد اجتمع في مكتبته [ (عليه السلام) ] من كتب الأوائل والأواخر في كل فن ما لا أتمكن من عده»(2).
وكذلك وصفها عبد اللطيف الشوشتري (ت 1220 ه) عندما زارها
ص: 61
بقوله: «ان فيها من نفائس العلوم المختلفة التي لم توجد في خزائن السلاطين»(1).
ويمكن أن نوجز أهم الأسباب التي أدت إلى اشتهار هذه المكتبة ضمن النقاط التالية:
1- وجودها بجوار أمير المؤمنين (عليه السلام) وانتسابها إليه.
2 - اهتمام السلاطين والأُمراء والوزراء، حيث كانوا يهدون إليها أنفس ما بحوزتهم من مخطوطات ونفائس تقرباً إلى اللّه تعالى وتكرماً لصاحب الروضة.
3- اهتمام العلماء والمؤلفين، وذلك من خلال:
ألف: شراء الكتب والمكتبات الخاصة، وعلى سبيل المثال فإن صدر الدين الكفي الآوي (ق 8) تا قام بتأسيس المكتبة من جديد بعد احتراقها بدأ بشراء الكتب والمكتبات الخاصة من بغداد حيث أصيبت بغلاء وقحط، فبیعت خزائن الكتب للغلة(2).
ب: وقف الكتب والمكتبات، حيث أوقف ابن العتائقي الحلي وكذلك جلال الدین بن شرفشاه الحسيني كتبهم وتأليفاتهم على مكتبة الروضة الحيدرية، وكذلك غيرهما من العلماء والمؤلفين، وسيوافيك شرحه.
4- وجود الحوزة العلمية طيلة عدة قرون، مما أدت إلى نشاط الحركة الثقافية سيما في مجال الكتب والمكتبات.
ص: 62
5 - وجود المدرسة العلوية داخل العتبة المقدسة، وفي ذلك يقول الأُستاذ الشيخ علي الشرقي:
«ان الجاليات والرواد الهابطين على المدرسة النجفية من بلاد ایران والهند و آذربيجان وما وراء النهر والقوقاز وعاملة والخليج وبعض نواحي اليمن، كانوا بفدون على النجف بثرواتهم المادية والأدبية، وأهمها أُمهات الكتب المخطوطة من كتب الفلسفة والرياضيات والأدب والفلك والتاريخ والمسالك والممالك، وقد كان رواد العلم وطلابه يسكنون على الأغلب المدرسة العلوية الكبرى (الصحن) ومنهم المقيم في غيرها من المدارس والدور الخاصة، وكانت في المدرسة العلوية خزانة كتب نفيسة تجمعت مما يحمله المهاجرون، وكانوا بعدما يتزودون بزاد العلم ويعتزمون العودة إلى أوطانهم يتركون ما حملوه من نفائس الكتب، وما ألفوه من رسائل واطروحات في خزانة المدرسة العلوية محبسة على طلابها»(1).
وهذه المدرسة هي التي زارها ابن بطوطة في رحلته عام (727ه) ووصفها بقوله: «ويدخل من باب الحضرة إلى مدرسة عظيمة يسكنها الطلبة والصوفية من الشيعة ولكل وارد عليها ضيافة ثلاثة أيام من الخبز واللحم والتمر، ومن تلك المدرسة يدخل إلى باب القبة...»(2).
فهذه الأُمور وغيرها أدت إلى توسع المكتبة واشتهارها شيئاً فشيئاً، حتی
ص: 63
قالت عنها المستشرقة زيغريد هونكة: «فمكتبة صغيرة كمكتبة النجف في العراق كانت تحتوي في القرن العاشر أربعين ألف مجلد، بينما لم تحو أديرة الغرب سوى اثني عشر كتاباً ربطت بالسلاسل خشية ضياعها»(1).
عند تصفح الكتب التي أُلفت في تاريخ النجف والعتبة العلوية المقدسة، نرى ان لهذه المكتبة أسماء متعددة بعضها تعييني وبعضها تعني، فقد سمیت باسم: الخزانة الغروية، الخزانة العلوية، خزانة الصحن، خزانة أمير المؤمنين (عليه السلام) ، مكتبة الصحن العلوي، المخزن العلوي، المكتبة العلوية، المكتبة الحيدرية، وأخيرة مكتبة الروضة الحيدرية، ولكن أقدم هذه الأسماء وأكثرها شيوعاً وتداولاً هو الخزانة الغروية.
لم يمكن تحديد مكان لها بالضبط لما كان يطرأ على العتبة المقدسة من بناء وتطوير مستمر، لكن المحتمل قديماً انها كانت في المدرسة العلوية أو في جوارها، كما ذكره الشيخ علي الشرقي حيث قال: «وكانت في المدرسة العلوية خزانة كتب نفيسة تجمعت مما يحمله المهاجرون، وكانوا بعدما يتزودون بزاد العلم ويعتزمون العودة إلى أوطانهم، يتركون ما حملوه من نفائس الكتب وما ألفوه من
ص: 64
رسائل واطروحات في خزانة المدرسة العلوية محبسة على طلابها»(1).
وأخيراً عند باب القبلة حيث صرح بذلك كثير ممن كتب عن النجف الأشرف والعتبة العلوية المقدسة، وقد قال العلامة أغا بزرك الطهراني في ترجمة المحدث النوري: «ودفن بوصية منه بين العترة والكتاب يعني في الإيوان الثالث عن يمين الداخل إلى الصحن الشريف من باب القبلة»(2). وصرح آية اللّه العظمى السيد المرعشي النجفي (رحمه اللّه) في الاجازة الكبيرة(3) ان المحدث النوري دفن قرب مخزن مكتبة الإمام علي (عليه السلام) .
أما الآن وبعد تأسيسها الثالث فهي تقع - بصورة مؤقتة - في جنب مسجد عمران من جهة باب الطوسي في طابقين، وهناك مساعي جادة لتخصيص مكان مناسب لها لتبني المكتبة بمواصفات ومقاييس عالمية إن شاء اللّه تعالى.
عند البحث في المصادر التي كتبت عن النجف الأشرف والعتبة العلوية المقدسة، نجد عدة أسماء يُذكر بأنها قامت بتأسيس المكتبة - وإن لم نتمكن من تحديد وضبط المؤسس الأول يقيناً - والاهتمام بها، نذكرهم كما يلي:
ص: 65
لم نعثر على مصدر متقدم ينص على أن عضد الدولة هو المؤسس الأول للمكتبة، أو انه كان من المعنيين بها رغم تصريح المتأخرين بذلك(1)، ولعلهم اعتمدوا على مكانة عضد الدولة العلمية وحبه للعلم والعلماء والكتب.
فقد قال عنه معاصره ابن مسكویه في تجارب الأمم، يصف اهتمامه بالعلم والعلماء: «وبسطت للفقراء والفقهاء والمفسرين والمتكلمين والمحدثين والنسابين والشعراء والنحويين والعروضيين والأطباء والمنجمين والحساب والمهندسين، وأفرد عضد الدولة لأهل الخصوص والحكماء من الفلاسفة موضع يقرب من مجلسه وهو الحجرة التي يختص بها الحجاب، فكانوا يجتمعون فيها للمفاوضة آمنين من السفهاء ورعاء العامة ، وأقيمت لهم رسوم تصل إليهم و كرامات تتصل بهم، فعاشت هذه العلوم وكانت مواتاً، وتراجع أهلها وكانوا أشتاتاً ... وأخرج من بيت المال أموال عظيمة صرفت في هذه الأبواب وفي غيرها...»(2).
وقال عنه الثعالبي (ت 429 ه) في يتيمة الدهر: «كان يتقرب للأدب ويتشاغل بالكتب، ويؤثر مجالسة الأُدباء على منادمة الأُمراء»(3). وقال عنه
ص: 66
الذهبي: «كان بطلاً شجاعاً مهيباً أديباً عالماً»(1).
وكانت له خزانة كتب كبيرة في شيراز وصفها معاصره البشاري المقدسي بقوله: «و خزانة الكتب حجرة على حدة عليها وكيل وخازن ومشرف من عدول البلد، ولم يبق كتاب صنف إلى وقته من أنواع العلوم كلها إلا وحصله فيها، وهي أزج طويل في صفة كبيرة فيه خزائن من كل وجه، وقد ألصق إلى جميع حيطان الأزج والخزائن بيوتاً طولها قامة في عرض ثلاثة أذرع من الخشب المزوق، عليها أبواب تنحدر من فوق، والدفاتر منضدة على الرفوف لكل نوع بيوت و فهر ستات فيها أسامي الكتب، لا يدخلها إلا وجيه...»(2).
وقد ورد في فرحة الغري نص يمكن أن يُستأنس منه وجود المكتبة في عهد عضد الدولة حيث روى السيد عبدالكريم ابن طاووس وقال: «ونقلت من خط السيد علي بن عزام الحسيني... ما صورته: حدثنا يحيى بن عليان الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) انه وجد بخط الشيخ أبي عبداللّه بن محمد بن السري المعروف بابن البرسي بمشهد الغري (سلام اللّه على صاحبه) على ظهر كتاب بخطه...»(3) ثم ذكر حادثة زيارة عضد الدولة البويهي للمشهدين الغروي والحائري وما فعل فيها من صلات و خیرات ومرات. فمن
ص: 67
المحتمل أن ابن البرسي أرخ هذا الحدث وأثبته في ظهر كتاب من كتب المشهد الغروي، وبقي هذا الكتاب إلى أن رآه يحيي بن عليان ونقل عنه. ويبقي هذا مجرد احتمال و استیناس لا أكثر.
وعلى كل حال فبالاستناد إلى هذه القرائن وغيرها يمكن الاستفادة بأن عضد الدولة كان من المهتمين بشأن هذه المكتبة، إذ من غير المعقول أن يهتم بجانب إعمار العتبة ويصرف عليها الأموال الطائلة، ويترك شأن العلم والثقافة والكتاب، وهو الذي تشاغل بالكتب وآثر مجالسة الأُدباء على منادمة الأُمراء، وهو الذي اهتم بشأن فقهاء النجف وبذل عليهم الأموال(1).
قال الشيخ علي الشرقي: «وأول من أسس المكتبة العلوية الصدر الكفي المعروف بالآوي الذي أوصى ابن أخيه بشراء الكتب وجعلها وقفاً على طلاب النجف»(2).
وهذا لا يصح فإن المكتبة العلوية أو الخزانة كانت موجودة قبل هذا التاريخ، وكانت عامرة ومورداً لاستفادة العلماء والباحثين، وعلى سبيل المثال فإن السيد ابن طاووس (ت 664 ه) كان يتردد عليها واستفاد منها، يشهد بذلك ما أورده في كتاب الطرائف حيث قال: «رأيت كتاباً كبيراً مجلداً في مناقب
ص: 68
أهل البيت (عليهم السلام) تأليف أحمد بن حنبل فيه أحادیث جليلة قد صرح فيها نبيهم محمد (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بالنص على علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالخلافة على الناس، ليس فيها شبهة عند ذوي الانصاف وهي حجة عليهم، وفي خزانة مشهد علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالغري من هذا الكتاب نسخة موقوفة، من أراد الوقوف عليها فليطلبها من خزانته المعروفة»(1).
وقال في موضع آخر: «ومن ذلك ما ذكره الأصفهاني أسعد بن عبدالقادر ابن شفروه في كتاب الفائق، فإنه تضمن نصوصاً صريحة من نبيهم محمد (صلی اللّه عليه وآله وسلم) علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالخلافة أيضاً ومناقب جليلة، وقد رأيت نسخة بخزانة مشهد علي بن أبي طالب بالغري»(2).
وهذا يدل على انها كانت عامرة ومورداً للاستفادة، سيّما قول السيد ابن طاووس: «فليطلبها من خزانته المعروفة» حيث يدل على شهرتها وقدمها قبل ذلك الوقت، وإلا لما وُصفت بالمعروفية.
وكذلك ما رواه السيد عبدالكريم ابن طاووس (ت 693 ه) في فرحة الغري - كما مر - حيث قال: «ونقلت من خط السيد علي بن عزام الحسيني (رحمه اللّه) ... ما صورته: حدثنا يحيى بن عليان (3) الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن
ص: 69
أبي طالب (عليه السلام) انه وجد بخط الشيخ أبي عبداللّه بن محمد بن السري المعروف بابن البرسي (رحمه اللّه) بمشهد الغري (سلام اللّه على صاحبه) على ظهر كتاب بخطه...»(1).
وهذا النص يمكن أن يستدل به على وجود المكتبة في القرن السادس، إذ ان يحيى بن عليان من أعلام القرن السادس.
هذا، بالإضافة إلى وجود الوقفيات على ظهر ما تبقى من كتب الخزانة يرجع تاريخها إلى القرن السابع الهجري، منها كتب ابن كمونة.
فتلخص مما مضى أن السيد صدر الدين الآوي لم يكن أول من أسس المكتبة، نعم يظهر ما قاله الخليلي في موسوعة العتبات المقدسة انه قام بتأسيسها بعدما شب حريق في العتبة العلوية من جديد، وقد قام بتأسيسها السيد صدر الدين بن شرف الدين بن محمود بن الحسن بن خليفة الكفي المعروف بالآوي، مستعيناً بفخر المحققين أبي طالب محمد بن الحسن الحلي المتوفي سنة (771ه) وسميت بالخزانة العلوية وذلك سنة (760 ه )»(2).
وقد أشار إلى هذا الحريق ابن عنبة (ت 828ه) في كتابه عمدة الطالب(3)، حيث قال: «وقد كان بالمشهد الشريف الغروي مصحف في ثلاث
ص: 70
مجلدات بخط أميرالمؤمنين (عليه السلام) احترق حين احترق المشهد سنة خمس وخمسين وسبعمائة(1)، يقال انه كان في آخره: وكتب علي بن أبي طالب».
وهكذا تكاملت المكتبة شيئا فشيئاً إلى أن بلغت ذروتها، ولكن شاءت الأقدار أن تهمل وتتلاشى شيئاً فشيئاً لعلل وأسباب مختلفة حتى لم يبق منها إلا القليل، إلى أن أعيد تأسيسها من جديد بعد سقوط النظام البائد على يد المرجعية العليا في النجف الأشرف - كما سيوافيك بيانه - .
بعد سقوط طاغية العراق، وما خلفه من أزمات ثقافية ومعرفية للشعب العراقي، تبنى مكتب المرجع الديني الأعلى آية اللّه العظمى السيد السيستاني - حفظه اللّه تعالى - في قم المقدسة إحياء وتأسيس مكتبات عامة في العتبات المقدسة، لتتبتى النهوض الثقافي وتلبي حاجة الباحثين والمؤلفين والقراء الكرام، وتكون مشروعاً دينياً ثقافياً يشع نورها لرواد العلم والفضيلة.
وقد أخذ على عاتقه النهوض بهذه المهمة سماحة المرحوم حجة الإسلام والمسلمين الشيخ فارس الحسون (ت 1426 ه) مدير مركز الأبحاث العقائدية في قم المقدسة، والذي تأسس برعاية المرجعية العليا، ومن بعده تبتی شقیقه
ص: 71
حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد الحسون تكميل هذا المشروع المبارك.
وكان باكورة هذا العمل إعادة تأسيس «مكتبة الروضة الحيدرية» في العتبة العلوية المقدسة في النجف الأشرف، وتم افتتاحها بعد عناء طويل في 20 جمادى الثاني عام 1426 ه يوم ولادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) ولاقت لحد الآن إقبالاً واسعاً من قبل رواد العلم والفضيلة، وهي في طريقها نحو النمو والازدهار.
لم نعثر على جميع من كان يتولى أمر المكتبة وينظم شؤونها، ولكن بعد التصفح السريع لكتب الرجال والتراجم، وما كتب عن النجف الأشرف والعتبة العلوية المقدسة، عثرنا على عدة أسماء يرمز إليها بعنوان الخازن أو الكتابدار للعتبة، وكان معظمهم من العلماء والفقهاء، قال الشيخ جعفر محبوبه: «والسبب القوي لجمع هذه الكتب وخزنها وجعلها في مكان عام ينتفع به كل أحد، هو ان الخازن في ذلك العصر ومن التف حوله من الخدمة كانوا من أهل العلم، وكان الغالب في تلك العصور على الخازن أن يكون عالماً»(1).
1- یحیی بن عليان، كان من الرواة والمحدثين، ورد ذكره في فرحة الغري،
ص: 72
حيث قال: «و نقلت من خط السيد علي بن عزام الحسيني (رحمه اللّه) ... ماصورته: حدثنا يحيى بن عليان الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) انه وجد بخط الشيخ أبي عبداللّه بن محمد بن السري المعروف بابن البرسي بمشهد الغري (سلام اللّه على صاحبه) على ظهر كتاب بخطه قال..»(1).
ولفظ الخازن وإن كان أعم من خازن الكتب، فقد يكون خازناً لما في العتبة من تحف ونفائس وهدايا ومن ضمنها المخطوطات، كما قال ابن الأثير: «الخازن - بالحاء المعجمة وكسر الزاي بعد الألف وفي آخره نون - يقال هذا لمن كان خازن الكتب والأموال»(2)، ولكن قد يُستأنس من قوله: «وجد... على ظهر كتاب...» انه كان يتردد على المكتبة ويصلح شأنها ويتصفح كتبها، وبالتالي كان خازناً لها أيضاً.
2- علي كتابدار ابن إبراهيم، كتب بخطه الجيد النسخ على ظهر شرح الطوالع للبيضاوي انه ممن نظر فيه 950، فيظهر انه كان من العلماء، وأهل النظر في الكتب، مع ان توصيف نفسه في [الكتابدار للحضرة المقدسة الغروية] كما حكی بلفظه، ظاهر في كونه من أهل المعرفة بالعلوم وكتبها، والنسخة موجودة في الغروية. وكان معروفاً ب «الغطاوي» وبيته من ذريته موجودون في النجف حتى اليوم، وبعضهم سكنوا مشهد خراسان قبل أربعين سنة حتى اليوم(3).
ص: 73
3- محمد حسین كتابدار ابن محمد علي الخادم للحرم الشريف الغروي، وهو من العلماء الأعلام ومشایخ الاجازة، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : هو من المصدقين باجتهاد المير عماد الدين محمد الحكيم في النجف في 1071، وكتبه بخطه في صحيفة كتب فيها تصديقات كل هؤلاء عن خطوطهم وهم نیف وثلاثون من كبار العلماء، والصحيفة كلها بخط صاحب الترجمة والنسخة عند الآقا نجفي المرعشي شهاب الدين...
وهناك صورة اجازة بخط المترجم له للسيد الأجل قوام الدین محمد القراءة دعاء الإحتجاب المروي عن كميل عن علي (عليه السلام) ، رواه المترجم له عن المرحوم خاتمة المجتهدين الأمير شرف الدين علي الحسيني الحسني الطباطبائي، عن السيد نور الدين العاملي نزيل مكة المعظمة، عن الشيخ محمد السبط، عن أبيه صاحب المعالم عن أبيه الشهيد بإسناد، وامضاؤه: العبد محمد حسين القمي النجفي الخادم الكتابدار في الغري في شهر شعبان المعظم 1098(1).
وقد استفاد أيضاً من الخزانة وبدأ باستنساخ مجموعة كتب بخطه في مختلف العلوم، من كلام و نسب و مسائل خلافية، وكذلك ترجم بعضها الآخر.
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : كتب بخطة «الأنوار البدرية» في دفع شبهة القدرية عن نسخة الغروية، وفرغ من الكتابة سلخ ذي الحجة 1086 وأمضى: «محمد حسين ابن محمد علي القمي النجفي أصلاً ومولداً الخادم الكتابدار في الغري»....
ص: 74
وتوجد بخط المترجم له نسخة كتاب بناء المقالة العلوية في نقض الرسالة العثمانية لابن طاووس، فرغ من كتابتها 1091، كتبهاعن نسخة كانت في الخزانة الغروية، وهي كانت بخط ابن داود الرجالي المشهور(1). وله أيضاً ترجمة الرسالة الاعتقادية المنسوبة إلى الإمام الرضا من العربية إلى الفارسية، ترجمها الإمام قلي بك المازندراني(2).
وقال الشيخ جعفر محبوبه: وقف بعض الأعلام على كتاب عمدة الطالب بخطه، فرغ من كتابته سنة 1095 وعليه حواش كثيرة بخطه(3).
4 - عبدالرزاق الكتابدار، قال الشيخ جعفر محبوبه: رأيت شهادته بصك مؤرخ سنة 1172(4).
5 - محمد جعفر الكيشوان. ذكره الشيخ جعفر محبوبه .
6 - أحمد بن الشيخ جعفر الكتابدار.
7 - علي بن الشيخ جعفر خضر الكتابدار .
قال عنهما الشيخ جعفر محبوبه: رأيت شهادتهما بصك مؤرخ سنة 1218 (5).
ص: 75
8 - الشهيدي النجفي كتابدار الغري.
قال الشيخ جعفر محبوبه: رأيت في آخر نسخة من مزار الشهيد المكتوب سنة 1089 كتبه ... عصر الخميس في الخامس والعشرين من شهر جمادى الأُولى في هذه السنة ... النجفي المتخلص بشهیدی كتابدار الغري(1).
9 - وأخيراً عند إعادة تأسيسها بعد سقوط طاغية العراق، تشرف السيد هاشم مرتضى الميلاني بأمانتها وإدارتها بترشيح المرحوم الشيخ فارس الحسون رحمه اللّه مدير مركز الأبحاث العقائدية في قم المقدسة، والذي تأسس برعاية مكتب المرجع الديني الأعلى آية اللّه العظمى السيد علي السيستاني حفظه اللّه تعالى، وذلك من شهر شعبان المبارك عام 1425 هق، بعدما أهملت عدة عقود، وضاعت ثرواتها إلا القليل منها.
كان لهذه المكتبة دور هام في النشاط الثقافي، ودعم الحركة العلمية في مدينة النجف الأشرف، لما تمتاز به هذه المكتبة من موقعية وثروة علمية متنوعة، قال الشيخ جعفر محبوبه: «و كان في أوائل القرن العاشر والحادي عشر رجال العلم يترددون إلى هذا المخزن للمطالعة والاستنساخ، فرأيت بعض الكتب المستعارة من هذا المخزن وعليها اسم المستعير والمعير، ويظهر من بعضها ان
ص: 76
هناك غرفتين احداهما صغيرة والأخرى كبيرة فيهما الكتب وعليها قيّم معلوم وفي يده اعارتها واصلاحها»(1).
بل كانت المكتبة مورداً للمراجعة قبل هذا التاريخ بكثير، يشهد لذلك ما ورد في وصفها على لسان السيد ابن طاووس حيث قال لما نقل عن كتاب من كتب الخزانة: «من هذا الكتاب نسخة موقوفة من أراد الوقوف عليها فليطلبها من خزانته المعروفة»(2). مما يدلل على شهرتها آنذاك ومعروفیتها لدى الخاص والعام.
وكذلك ما ورد على ظهر نسخة شرح مقصورة ابن دريد: «هذا ما وقفه السيد المعظم صدر الدين بن محمد بن السيد شرف الدين محمود بن الحسن بن خليفة الآوي، وهو وقف عن عمه السيد السعيد أحمد بن الحسن بن علي بن خليفة بموجب وصية صدرت عنه على الحضرة الشريفة الغروية وأن لا يخرج منها إلا برهن يحفظ القيمة، وكتب في رجب سنة 775»(3).
يدل هذا النص على ان عملية الاستعارة من الخزانة والاستفادة من كتبها كانت سائدة آنذاك، فلذا وضع الواقف شروطاً للحفاظ على الكتاب.
وإليك فيما يلي ثبت ببعض من استفاد من كتب هذه المكتبة، فنقل عنها أو
ص: 77
فهرسها:
1- یحیی بن عليان الخازن (ق 6) كما ورد في فرحة الغري، انه رأى على ظهر كتاب في مشهد الغري بخط الشيخ أبي عبداللّه بن محمد بن السري المعروف بابن البرسي، زيارة عضد الدولة للمشهدين الغروي والحائري(1).
2 - السيد ابن طاووس (ت 664 ه) حيث روى في كتابه الطرائف وسعد السعود والإقبال بعض الروایات نقلا عن كتب كانت موجودة في الخزانة.
3- الشيخ خضر الرازي الحبلرودي (ق 9) مؤلف كتاب التوضيح الأنور، حيث كان ملازماً للخزانة يستفيد منها في تحقيقاته وتأليفاته، قال (رحمه اللّه) في مقدمة كتابه المذكور: «أما بعد فيقول العبد الفقير إلى اللّه الغني المتمسك بالكتاب المبين والعترة الطاهرين بعد النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ، خضر بن محمد بن علي الرازي الحبلرودي الملازم لخزانة المشهد الشريف الغروي...»(2).
4 - الشيخ إبراهيم الكفعمي (ق 9)، قال صاحب ریاض العلماء في ترجمته: «وسماعي انه قدس سره ورد المشهد الغروي، وأقام به وطالع في كتب الخزانة الحضرة الغروية، ومن تلك الكتب ألف كتبه الكثيرة في أنواع العلوم»(3).
ص: 78
5 - الشيخ حسن الثاني صاحب المعالم (ت 1101 ه)، نقل عنه الميرزا عبداللّه الأفندي في رياض العلماء(1) أنه رأى المجلد الأول من كتاب «الأنوار الإلهية في الحكمة الشرعية» في الخزانة الغروية، ووصفه وصفاً دقيقاً.
6 - العلامة الشيخ المجلسي (ت 1111 ه)، كان يتردد أيضاً على الخزانة، قال في مقدمة البحار عند وصفه للنسخ المعتمدة في تأليف كتابه: «وكتاب دلائل الإمامة من الكتب المعتبرة المشهورة، أخذ منه جل من تأخر عنه كالسید ابن طاووس وغيره، ووجدنا منه نسخة قديمة مصححة في خزانة كتب مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) »(2).
7 - الميرزا عبداللّه الأفندي (ق 12) صاحب ریاض العلماء، وقد وصف كتاب الرجال للشيخ عناية اللّه القهبائي، وذكر انه رآه في خزانة كتب حضرة مشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) (3).
8 - الشيخ محمد بن يونس الشويهي (ق 13) استعار كتاب «شرح تهذیب الوصول» من الخزانة، وكتب ذلك بخطه على ظهر الكتاب، مما يدلل على تردده واستفادته من الخزانة(4).
ص: 79
9- كاظم الدجيلي، زار الخزانة في عام 1332 ه وفهرسها، قال في مقال نشره في مجلة لغة العرب: «وكنا نشتاق إلى رؤية البقية الباقية من تلك الخزانة التي ضاع أكثر كتبها، وفي زیارتنا النجف الأخيرة، وكانت في 12 ربیع الأول سنة 1332 ه - 8 شباط سنة 1914 م، كنا نجالس في آخر النهار في احدى حجر الصحن الشريف رجل العراق حزماً وثراءً، وحسباً ونسباً، الطائر الشهرة والصيت، السيد محمد جواد أفندي الرفيعي قيم [كلیدار] الروضة الحيدرية الحالي على مشرفها السلام، وفي يوم من الأيام طلبنا إليه أن يطلعنا على خزانة كتب الأمير (عليه السلام) ، فأجاب طلبنا وأمر نائبه السيد داود أفندي بفتحها ففتحها، وهي حجرة من حجر الصحن ممايلي شرقي باب القبلة وبقربه، وكان المساعد لنا في تقديم الكتب والمصاحف النائب المومأ إليه، ولم نكتف منها بزيارة واحدة، بل بقينا نتردد إليها نحو أربعة أيام نصرف فيها من الوقت أكثر من ساعة»(1).
10 - المحدث النوري (رحمه اللّه) ، كان يتردد على الخزانة واستنسخ من كتبها كتاب تفسير مرآة الأنوار(2).
11 - الشيخ أغا بزرك الطهراني (رحمه اللّه) ، رأى الخزانة عام 1350 ه وفهرسها فهرسة سريعة، ووزع الفهرس في كتابه الذريعة، ومما يدل على استعجاله في الفهرسة، ما قاله (رحمه اللّه) في الذريعة عند ذكر كتاب المحيط بصناعة الطب: «لم يكن
ص: 80
لي مجال لآخذ فهرس مطالبها، ولعل اللّه يوفق بعض من يظفر بتلك الخزانة أن يستخرج منها الفوائد التي فاتت عنّي»(1).
وكذلك قال عند ذكر كتاب شرح نهج البلاغة لابن العتائقي الحلي: «ولم يتيسر لي مطالعته مفصّلاً»(2).
12 - الشيخ عباس القمي (رحمه اللّه) ، حيث رأى نسخة من «الشيرازيات» وقال: رأيتها في مشهد مولانا أمير المؤمنين(3).
وكان (رحمه اللّه) في بعض الأيام يذهب وبصحبته الشيخ السماوي، على ما ذكره السيد محمد حسين الجلالي حيث قال: «وقد رأيت لشيخنا العلامة [أغا بزرك] جرداً لما وقف عليه في الخزانة الغروية، وحدثني انه كان بصحبة الشيخ محمد السماوي، ورأيت في قائمته جملة من كتب ابن العتائقي الموقوفة على الروضة الحيدرية»(4).
13 - السيد محسن الأمين (رحمه اللّه) ، زار الخزانة عام 1352 ه وفهرس بعض مخطوطاتها وأوردها في كتابه أعيان الشيعة، قال (رحمه اللّه) في رحلاته: «وقد زرنا هذه المكتبة الشريفة ورأينا ما بقي منها، أهمها المصاحف الشريفة بعضها مكتوب على الرق (الجلد) ومنسوب إلى خطوط الأئمة (عليهم السلام) ، وبعضها مكتوب على ورق من
ص: 81
الخشب الرقيق، وبعضها على الورق، ومنها مصحف منسوب إلى خط مولانا أمير المؤمنین (عليه السلام) تاریخ كتابته سنة 40، رأيناه فيها في هذا السفر سنة 1352 ه.
وفيها عدة من مؤلفات عبدالرحمن العتايقي الحلي وأظن أنها بخطه، ورأيت فيها كتاباً يحتوي على قصائد لابن أبي الحديد بخطه في مدح خلفاء بني العباس»(1).
14 - علي الخاقاني، كان مصاحباً للسيد محسن الأمين في زيارته للخزانة(2).
15 - الدكتور حسين علي محفوظ، زارها سنة 1377 ه، وسجل بعض المعلومات عن مخطوطاتها، ونشرها في مجلة معهد المخطوطات العربية المجلد الخامس عام 1959 م.
16 - العلامة الأميني (رحمه اللّه) ، قال عنه الأُستاذ الشاكري: «وكان هو من بين المتأخرين ممن أدركوا نفائس ما تبقى من مخطوطات المكتبة الحيدرية (الخزانة الغروية) وسبر محتوياتها، ووقف على أوراقها المبعثرة بدقة وإمعان»(3).
17 - الشيخ محمد السماوي (رحمه اللّه) ، كان أيضا من المهتمين بشأن هذه المكتبة، قال الشيخ محمد هادي الأميني (رحمه اللّه) : «وقد بقي في هذه المكتبة عدد صالح من المخطوطات فسعى الفاضل الشيخ محمد السماوي النجفي في نقلها إلى حجرة من حجر الصحن
ص: 82
الشريف، وكانت فيها أوراق مبعثرة فجمع منها عدة كتب ورتبها»(1).
18 - وأخيرا السيد أحمد الحسيني، حيث زار هذه الخزانة عام 1390 ه ق، وجردها جرداً سريعاً فكانت (103) كتاباً، عدا المصاحف النفيسة، ثم طبع هذا الفهرس وسماه «فهرست مخطوطات خزانة الروضة الحيدرية في النجف الأشرف»، وقال في مقدمته:
«وكانت فرصة ثمينة أن تشكلت في السنة الماضية هيئة رسمية لجرد الخزانة العلوية وفحص محتوياتها، وبدأت الهيئة في عملها بالمكتبة، ودعتني أن أشاركها لإعطاء بعض المعلومات الفنية عن النسخ، فلبيت طلبها... كان الجرد مستمراً بصورة سريعة، وكان المجال للوقوف على كل التفاصيل حول الكتب والنسخ قليلاً لا يسمح بجمع المعلومات الدقيقة التي يجب أن تجمع... .
كنت أكتب ما يمكنني كتابته داخل الخزانة، وبعد انتهاء الوقت ألجأ إلى مكتبة الإمام الحكيم العامة - حيث مقر عملي - فأقارن ما كتبته عن الكتب مع النسخ المطبوعة والمخطوطة والفهارس العامة لكي أتأكد من كتابتي، وأجد الأسماء الكاملة للكتب التي بقيت مجهولة عندي، وكثيراً ما لا أُوفق إلى اسم الكتاب أو اسم مؤلفه، فأُثبته بصورة مجهولة...
وعند رجوعي إلى كتاب الذريعة وفهرس الدكتور محفوظ، رأيت بعض الملاحظات التي لم أُدونها أنا في مذكراتي، ونظراً إلى بعثرة بعض النسخ أو تلفها
ص: 83
بسبب عدم العناية التامة بها، لم أجد مبرراً لدرج تلك الملاحظات في هذا الفهرس، حفظاً للأمانة العلمية التي تحتم عليَّ إعطاء صورة صادقة عمّا رأيته أنا، على أن هذا لا يمنعني عن كتابة المهم من تلك الملاحظات في الهوامش إذا اقتضت الضرورة... »(1).
وفي الخزانة أيضاً صندوق كبير فيه أوراق مبعثرة من الكتب التي ترجع إلى القرن السابع فما فوق، أظن ان فيها كتباً كاملة لو حظيت بشيء من العناية والترتيب، وكان بودي ترتيبها وتجليدها ودرجها في هذا الفهرس، إلا أن الفرصة كانت قصيرة والمجال لم يتسع»(2).
هؤلاء بعض الأعلام الذين ترددوا على المكتبة واستفادوا منها، إما في مجال التأليف والتصنيف، أو في مجال وصفها وجرد ما فيها من مخطوطات.
أما بالنسبة إلى تعداد كتبها فلم نعثر على أرقام دقيقة، ولكن شهرة المكتبة وقدمها ومكانتها يقتضي بأن تكون مكتبة كبيرة ضخمة، كما ورد وصفها على لسان السيد ابن طاووس، والشيخ محمد علي حزين اللاهيجي والشيخ عبد اللطيف الشوشتري - كما مر - مما يؤيد مقولة الشيخ علي الشرقي (رحمه اللّه) حيث قال:
ص: 84
«وقد ذكر الواعون من النجفيين انه كان على رفوف المكتبة العلوية عشرات الأُلوف من الكتب مما فيها من نسخ القرآن الأثرية وكتب الأدعية والأوراد»(1).
لذا «قد تواترت الروايات عن كثرة الكتب التي كانت تضمها المكتبة العلوية، وعما كانت تحتوي عليه من المخطوطات التي انحصرت بها دون مكتبات العالم الإسلامي، وخصوصاً المصاحف الثمينة المزركشة والمكتوبة بالذهب وبأقلام مشاهير الكتاب في عصورهم، مما اعتبرت من الأعلاق الثمينة مما كان يهديها الملوك والأُمراء»(2).
نعم ذكر الشيخ علي الشرقي انها كانت تحتوي على (400) ألف كتاب(3)، وكذلك ذكر كاظم الدجيلي انها كانت (40) ألف أو (400) ألف(4). وأتصور أن هذا العدد الهائل [400 ألف] مبالغ فيه إذ لا تسع الروضة بهذا العدد، والمعقول أن تكون (40) ألف أو عشرات الآلاف، واللّه العالم.
لا يمكن لأي مكتبة أن تنمو وتزدهر في فترة وجيزة - سيما في بداية التأسيس - إلا بأن توقف عليها مكتبات متعددة، ليتضاعف عدد كتبها وتتنوع
ص: 85
موضوعاتها، وكذلك كانت مكتبة الروضة الحيدرية حيث تم - بالاضافة إلى الشراء - وقف عدة مكتبات عليها، سيما في التأسيس الثاني حيث اهتم بهذا الشأن السيد صدر الدين الآوي (رحمه اللّه) فأوقف كتباً كثيرة عن نفسه وعن عمه، وكذلك أوصى بثلثه بعد موته لیشتری به الكتب وتوقف على الخزانة.
وفيما يلي أسماء بعض من عثرنا عليهم ممّن أوقف الكتب والمصاحف على المكتبة وعلى الخزانة بصورة عامة:
1- متروكات سعد بن منصور بن كمونة (ق 7).
2- متروكات ابن العتائقي الحلي (ق 8).
3- متروكات السيد صدر الدين الآوي (ق 8).
4 - متروكات السيد جلال الدين عبداللّه بن شرفشاه الحسيني (ق 9).
ه - عز الدين علي بن حیدر العلوي الحسيني الآوي، أوقف عن عمه كتاب الجواهر للفخر الرازي سنة 778 ه.
6- أحمد بن السعيد الحاجي أوقف نسخة من المستنصريات سنة 802 ه،عن يد محمد بن الحسن الأسترآبادي وعلي بن الحسن الاسترآبادي.
7- درویش عبداللّه بن عرفة الجامي، أوقف كتاباً في الإمامة سنة 824 ه.
8 - ابنة الشيخ علي بن الشواء، أوقفت كتاب خلاصة الأقوال للعلامة الحلي سنة 842 ه.
9- خديجة خانم بنت الميرزا أحمد، أوقفت كتاب خلاصة منهج الصادقین
ص: 86
للمولى فتح اللّه الكاشاني سنة 1085 ه.
10 - الشاه سلطان حسين الصفوي، أوقف مصحفاً نفساً سنة 1112 ه.
11 - صفي قلي بيك، أوقف مصحفة نفيساً سنة 1127 ه.
12 - بانو كسرائيل القاجارية، أوقفت نسخة ثمينة من كتاب زاد المعاد للعلامة المجلسي سنة 1225 ه ، وكذلك أوقفت كتاب المواهب العلية لكمال الدين السبزواري سنة 1245 ه.
13 - الشاه عباس الصفوي، أوقف مصحفاً سنة 1228 ه.
14 - محمد میرزا القاجاري، أوقف كتاب درة الخاقان في تفسير القرآن سنة 1250 ه .
15 - ابا أقاي فروع الدولة، أوقف مصحفاً سنة 1251 ه.
16 - محمد حسن بن محمد حسين الشيرازي، أوقف مجموعة في الأدعية سنة 1322 ه.
17 - الميرزا عبد الغني مدرس زاده الخاتون آبادي، أوقف نسخة ثمينة من كتاب زاد المعاد للعلامة المجلسي سنة 1349 ه.
ونحن بدورنا ۔ بعد التأسيس الثالث للمكتبة اهتممنا بهذا الشأن، وتكلمنا مع أصحاب المكتبات الخاصة أو مع ورثتهم، وتم بحمد اللّه لحد الآن وقف وإهداء (16) مكتبة، والعمل مستمر، وإليك فيما يلي أسماء أصحاب هذه المكتبات:
ص: 87
1- مكتبة الشيخ عبداللّه شرف من الكويت (وصلت قبل افتتاح المكتبة عام 1425 ه) وهو مؤسس لجنة أُم البنين الخيرية التي لها مساعٍ ثقافية واجتماعية واسعة في مختلف البلدان.
2 - مكتبة السيد عباس آل بو شگّة من الكويت (وصلت قبل افتتاح المكتبة عام 1425 ه) كان من أعضاء لجنة أُم البنين الخيرية.
وهاتان المكتبتان وصلتا قبل افتتاح المكتبة بأشهر على أن تكونا البذرة الأُولى لتأسيس المكتبة من جديد.
3 - مكتبة حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد تقي الخلخالي من النجف (وصلت بتاريخ 1426 ه).
4 - مكتبة المرحوم الوجيه الحاج محمد علي الأعسم من بغداد (وصلت في شهر محرم عام 1427 ه).
5 - مكتبة الشهيد السعيد حجة الإسلام والمسلمين السيد علي الشيرازي من النجف (وصلت في شهر صفر عام 1427 ه).
6 - مكتبة المرحوم آية اللّه السيد محمد حسن الرضوي من كربلاء وصلت في شهر ربيع الأول عام 1427 ه).
7- مكتبة الشهيد السعيد حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد تقي المرعشي من النجف (وصلت في شهر ربيع الأول عام 1427 ه).
ص: 88
8- مكتبة الشهيد السعيد حجة الإسلام والمسلمين السيد كمال الدين الحكيم من النجف (وصلت في شهر ربيع الثاني عام 1427 ه).
9- مكتبة المرحوم حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد رضا آل صادق من النجف (وصلت في شهر جمادى الأُولى عام 1427 ه).
10 - مكتبة الشهيد السعيد العلامة السيد عز الدين بحر العلوم من النجف (وصلت في شهر جمادى الأُولى عام 1427 ه).
11 - مكتبة الشهيد السعيد الشيخ مهدي العطار من النجف (وصلت في 22 من شهر شعبان عام 1427 ه).
12 - مكتبة حجة الإسلام والمسلمين السيد راضي الحسيني من النجف وصلت في 23 شعبان عام 1427 ه).
13 - مكتبة العلامة السيد عبد الكريم القزويني من النجف (وصلت في 15 ربيع الأول عام 1428 ه).
14 - مكتبة الحاج كمال رضا علوان من النجف (وصلت في 19 ربيع الأول عام 1428 ه).
15 - مكتبة السيد عدنان السيد تقي الواعظ من النجف (وصلت بتاريخ 19 جمادى الأولى عام 1428 ه).
16 - مكتبة المرحوم الخطيب الدكتور الشيخ أحمد الوائلي من النجف (وصلت بتاريخ 8 ربيع الثاني عام 1429ه).
ص: 89
وهذه الكتب مختومة كلها باسم الواقف ومجرودة، وخصص لهم صفحة مستقلة في موقع المكتبة على الانترنت مع نبذة من حياتهم، والمكتبة تفتح أبوابها لسائر المتبرعين من أصحاب المكتبات الشخصية.
وهذا عدا دور النشر والمؤسسات والمراكز الثقافية التي زودتنا بمجموعات كثيرة من الكتب، أمثال جامعة البصرة، والمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) ، والمكتبة الوطنية الإيرانية، ووزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية، وغيرها من المؤسسات ودور النشر، فللّه درهم وعلى اللّه أجرهم.
يبدو أن مكتبة الروضة الحيدرية أو مكتبة الصحن الشريف، كانت عامرة إلى حدود القرن الثالث عشر الهجري، حيث كانت تحتوي على كتب ونفائس كثيرة في مختلف العلوم والفنون، وكانت الكتب الموجودة فيها تقدر بعشرات الآلاف - كما مر بيانه - ولكن للأسف تسرب إليها الإهمال وضاعت تلك الثروة العظيمة ولم يبق منها إلا القليل، حتى ان كاظم الدجيلي لا زارها عام 1332 ه ق لم يصفها بالكثرة ولم يفهرس من نفائسها إلا القليل، وكانت آنذاك مغلقة لا يتاح الاستفادة منها.
فلا ندري ماحدث في خلال مائة عام تقريباً، فأدى إلى تلف وضياع هذه المكتبة العظيمة، وقد نتمكن من الإشارة إلى بعض هذه العوامل المؤدية إلى ضياع المكتبة، ونوجزها كما يلي:
ص: 90
أن الأزمات السياسية التي تحدث في أي مكان، تسبب إرباك جميع مفاصل الحياة وتغيير الأولويات، فإن البلد الأمن الوادع قد يكون فيه أولويات متعددة في نفس الوقت، لكن عند حدوث أزمة سياسية تتبدل الأولويات وتصبح أولوية واحدة وهي التخلص من الواقع المرير الموجود و حفظ النفس مهما أمكن وبأي ثمن كان.
فعندما يصبح أغلى الأشياء في العالم - وهو دم الإنسان وكرامته - من أبخس الأشياء وأختها، فأي قيمة تبقى حينئذٍ للعلم والثقافة والحفاظ على التراث وما شاكل، بل ربما كانت هي كبش الفداء للتخلص من الواقع المرير الحاكم أو كان نصيبها الغرق أو الحرق، وعلى سبيل المثال كما ورد أن أحد شروط معاهدة الصلح بين المأمون وبين ميخائيل الثالث قيصر الروم أن يتنزل الثاني للأول عن احدى المكتبات الشهيرة في القسطنطينة(1).
وكذلك لمّا صالح المأمون صاحب جزيرة قبرس، أرسل إليه يطلب خزانة كتب اليونان، وكانت مجموعة عندهم في بيت لا يظهر عليها أحد، فأرسلها إليه واغتبط بها المأمون، و جعل سهل بن هارون خازناً لها(2).
والمطالع في تاريخ النجف الأشرف وتاريخ العراق عموماً، يرى الأزمات
ص: 91
السياسية والإجتماعية التي كانت تسود العراق عموماً، ومدينة النجف الأشرف بالخصوص خلال القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجري، من اختلاف بين دول الجوار، ومن غزو أجنبي، ومن غارات تكفيرية واقتتال داخلي وغير ذلك، وهذه الأمور كلها أدت إلى تغيير الأولويات - كما قلنا - فسببت الإهمال الكبير بشأن المكتبة مما أدى إلى استفحال سائر العوامل التي سنذكرها.
كان للأرضة دور كبير في تلف كثير من كتب الخزانة، وعند مراجعة فهرس مخطوطات الخزانة - والذي سيأتيك لاحقاً - ترى ما فعلت الأرضية بالكتب من خرم وإتلاف، يقول الأُستاذ كاظم الدجيلي عندما زار المكتبة: «ان الكتب الموجودة في خزانة الأمير تقم ثلاثة أقسام: قسم لُصقت أوراقه بعضها ببعض من الرطوبة، وقسم أكلته الأرضة وتمزقت أوراقه، وقسم بين ناقص وتام»(1).
وكذلك سائر العوامل المؤثرة على الكتاب، من قبيل الحرارة أو البرودة الشديدة، الرطوبة، الغبار، ذرق الطيور والحمام، التمزق، سيما في الصفحات الأُولى والأخيرة، وما شاكل.
وبهذا الشأن حدثني العلامة المحقق السيد مهدي الخرسان حفظه اللّه قائلاً: ذكر لي السيد علوان السيد مرتضى نائب الكليدار ان هناك أوراقاً ممزقة
ص: 92
كثيرة موجودة في الغرف التي بجنب الساباط، وعليها الغبار وذرق الطيور، ثم بعد مدة رأيت سيارة كبيرة (شاحنة) واقفة مقابل مدرسة دار العلم، وكانوا يرمون فيها أكياس كبيرة مليئة بالأوراق الممزقة والمبعثرة، ومن ضمنها أوراق مخطوطة لمصاحف وكتب أدعية وغيرها، ثم ذهبوا بها إلى شط الكوفة.
وكذلك قال العلامة الشيخ باقر شريف القرشي: رأيت أوراقاً كثيرة لمصاحف وغيرها مخطوطة من أجود الخطوط في قرب التكية البكتاشية (المضيف حالياً) فسألت العمّال عنها، فقالوا: عند التعمير والحفريات رأينا لحوداً مليئة بالكتب والأوراق المخطوطة، فعمد إليها محمود شعبان - مدير الوقف آنذاك - فرمی بها في شط الكوفة !!
كان للسرقات الكثيرة الدور الفاعل في ضياع هذه المكتبة، وقد تكون هي السبب الرئيسي في ذلك، يقول كاظم الدجيلي: «ولكثرة السراق ظهر النقص فيها ظهوراً لا يمكن إخفاؤه على ذي عينين، إذ لم يبق منها إلا ما يناهز المائة، وحينئذٍ أغلقت أبواب الخزانة، ومنع الطلاب والمطالعون»(1).
وقال الشيخ علي الشرقي: «وقد وقفت بنفسي على كتاب في علم المنطق كان في بيت أحد الفضلاء من النجفيين كتب على ظهره ما نصه: هذا كتاب من
ص: 93
كتب الخزانة العلوية»(1).
قال الشيخ محمد هادي الأميني: «وحدثني أحد أولاد المرحوم الحاج مجيد الشكري العبايجي في النجف، وكان ضابطاً عسكرياً قال: في سنة 1958 وفي صبيحة 14 تموز كنت مع الفريق الذي داهم قصر عبد الإله ونوري السعيد، فحين سيطرنا على قصر عبد الإله وأخذ الجيش ما أخذ من الغنائم شاهدت كتاباً على الأرض فرفعته ووضعته في جيبي، وبعد أن عدت إلى البيت تصفحته فوجدته الصحيفة السجادية للإمام زين العابدین (عليه السلام) ، وقد كتب على رق الغزال والسطور والخطوط مزدانة بماء الذهب، والنسخة نفيسة وقيمة وعليها عبارة: «وقف خزانة الروضة الحيدرية» وتاريخها قديم جداً، أُهديت للروضة من قبل أحد سلاطین ایران»(2).
وقال الأُستاذ جعفر الخليلي: «ولقد سمعنا من الإمام السيد محسن الأمين، ونحن في حديث عن المكتبة العلوية قال: ان تأليف موسوعة أعيان الشيعة كان يتطلب مني أن أزور الكثير من المكتبات العامة والخاصة سواء في لبنان أو سوريا أو العراق أو ایران وأُقلب المخطوطات خاصة بحثاً عن تراجم الرجال، وقد وجدت في عدد كبير من هذه المكتبات ولاسيّما مكتبات النجف نسخة أو أكثر من الكتب الموقوفة على خزانة الصحن. وسمعنا هذا القول من الشيخ محمد
ص: 94
السماوي عن كتب هذه المكتبة، وكيفية امتداد الأيدي إليها حتى صار كثير من كتبها الموقوفة من ممتلكات الكثير من المكتبات الخاصة»(1).
وحدثني العلامة الشيخ باقر القرشي حفظه اللّه تعالى انه رأى قبل أكثر من خمسين عاماً عند أحد باعة الكتب، مجموعة كتب مخطوطة تتجاوز العشرة واقترح عليه شراءها بدينار ونصف، فيقول الشيخ القرشي: جئت إلى المرحوم والدي وأخبرته بذلك، فذهبنا سوية لنرى الكتب، ولما فتحنا النسخ ورأينا الصفحات الأُولى شاهدنا عليها الوقفية بأنها وقف أمير المؤمنين (عليه السلام) [وذلك قبل تأسيس مكتبة أمير المؤمنين العامة على يد المرحوم الشيخ الأميني] جاء بها بعض خدام الحضرة للبيع.
وهذا ما سمعنا منه الكثير، وذكر الشيخ محمد هادي الأميني شيئاً منه في مقال نشر في موسوعة النجف الأشرف(2).
رأينا في تاريخ المكتبة سيما في القرون المتأخرة، فتح باب الإستعارة والاستفادة من كتب الخزانة خارج العتبة، وعلى سبيل المثال فإن الشيخ محمد بن
ص: 95
يونس الشويهي صاحب براهين العقول، استعار كتاب «شرح تهذيب الوصول» من الخزانة وكتب ذلك على ظهر النسخة(1).
وقال السيد محسن الأمين (رحمه اللّه) : «وكان بعض أصدقاء نقباء الحضرة الشريفة يستعيرون منهم بعضها، ويأخذونه إلى دورهم، فقد يرجعونه وقد ينسون إرجاعه أو يتعمدون فيموتون وهو عندهم.
وقد أراني بعض ذراري أهل العلم كتاباً عنده بخط العلامة الحتي ومن تأليفه، جزء من المختلف أو المنتهى لم يبق في ذاكرتي مفتخراً بذلك، وقد علمت بعد ذلك أن هذا الجزء كان استعاره السيد محمد سعيد الحبوبي النجفي العالم الشاعر المشهور من قيم الحضرة الشريفة، ومات وهو عنده ثم وقع في يد هذا الرجل»(2).
وقال الشيخ محمد هادي الأميني (رحمه اللّه) : «وخلال سنة 1382 / 1962 حين كنت أضع دراسة عن بعض «من نوادر مخطوطات مكتبة آية اللّه السيد الحكيم» وقد صدر الجزء الأول منه في السنة نفسها، وقفت في المكتبة على مخطوطات قيمة من تأليف الفقيه المتكلم العلامة الحلي جمال الدين الحسن بن يوسف المتوفی 726 ه ، وكلها بخطه الكريم، وقد جاء في عدة مواضع من المخطوطات عبارة «وقف خزانة حضرت علوي» أو جملة «وقف كتابخانه
ص: 96
خزانه علوی» وكانت إدارة المكتبة قد ابتاعتها في المزاد العلني المقام يومذاك بالنسبة لمكتبة المرحوم الشيخ محمد السماوي، والمخطوطات كانت ضمن مكتبته واشترتها مكتبة السيد الحكيم»(1).
وقال أيضاً الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) في وصف كتاب «المطالب المهمة من علم الحكمة» تأليف سعد بن منصور بن الحسن بن هبة اللّه بن كمونة (ت 683 ه): «و النسخة بخط المؤلف ضمن مجموعة كلها بخطه عند الشيخ محمد السماوي، والمظنون انه استعاره من كتب الخزانة الغروية»(2).
ولما فتحت الخزانة عام 1390 ه وجردها السيد أحمد الحسيني، أورد هذا الكتاب ضمن مخطوطات الخزانة ، ولكن قال : «المجموعة كتبت في حياة ابن كمونة، وجاء بعد اسمه: أدام اللّه أيامه»(3) وقد تكون هي نفس نسخة الشيخ السماوي أرجعها بعدما أصلحها أو استنسخها، واللّه العالم.
كانت بعض حجر الصحن الشريف سوقاً ومكاتب لبيع الكتب، كما ذكره
ص: 97
الأُستاذ كاظم الدجيلي حيث قال: «كان باعة الكتب قبل نحو عشر سنين في حجر الصحن»(1). ورآه أيضاً السيد محسن الأمين وقال عنه: «كان يقام في الصحن الشريف يومي الخميس والجمعة اللذين تعطل فيها الدروس سوق لبيع الكتب» (2).
ولا ندري كم كتاب تسرب من الخزانة - سهواً أو عمدا فبيع في ذلك السوق.
لو راجعنا تاريخ مكتبتنا هذه - وسائر المكتبات - لرأينا ازدهارها ونموها عند وجود من يقوم بشأنها، سيما لو كان من أهل العلم، وهذا ما حدث في فترات مختلفة، قال الشيخ جعفر محبوبه (رحمه اللّه) : «والسبب القوي لجمع هذه الكتب وخزنها، وجعلها في مكان عام ينتفع به كل أحد، هو أن الخازن في ذلك العصر ومن التف حوله من الخدمة، كانوا من أهل العلم، وكان الغالب في تلك العصور على الخازن أن يكون عالماً.
ولتطاول الأيام، وإهمال القائمين بهذا المخزن، وخلوهم عن العلم تلف بعضها، وأكلت الأرضة الباقي منها بعدما عاثت بها أيدي السراق والمستعيرين
ص: 98
الذين يأخذون هذه الكتب ولا يرجعونها»(1).
نعم كانت هناك محاولات متعددة في الآونة الأخيرة للاهتمام بشأن هذه المكتبة وافتتاحها من جديد، ولكن باءت بالفشل ، قال السيد محسن الأمين (رحمه اللّه) : «ومما أخبرني به الشيخ محمد رضا الشبيبي وزير المعارف العراقية سابقاً، انه تكلم مع مدير الأوقاف في بغداد في أن يجعل منه عناية لهذه المكتبة، ويشتري لها قسماً من الكتب، ويجعل لها قيّماً بمعاش، وتجعل مكتبة عامة يستفيد منها كل أحد، فأجاب طلبه.
فلما خابر من لهم الكلمة في النجف لم يقبلوا، مخافة تدخل الغير في شؤونهم، وظني انهم غير مصيبين في ذلك، فوجود مكتبة يشرف عليها مسؤولون ضامن لبقائها أكثر من وجودها بدون إشراف مسؤول»(2).
ثم بعد ذلك وفي عام 1390 ه، يحدثنا السيد أحمد الحسيني بوجود مساعي أُخرى لافتتاح المكتبة، فيقول: «ان من الجميل الذي يجب أن يقدر، اهتمام الجهات الرسمية بشأن هذه المكتبة، واختصاص غرف في الطابق الثاني من الصحن الشريف بها، وتهيئتها لتكون مكتبة خاصة بالروضة المقدسة، ولكن نحتاج إلى المزيد من الاهتمام والاسراع في الإنجاز ...»(3).
ص: 99
أمّا اليوم وبعد سقوط طاغية العراق، وبعد إعادة تأسيس هذه المكتبة المباركة من قبل المرجعية العليا في النجف الأشرف، وبعد افتتاح الخزانة بتاريخ 6/ ربيع الأول/ 1429ه. ق الموافق 24/ 3/ 2008م، وبإشراف وحضور السادة أعضاء مجلس الإدارة، ووفد من الوقف الشيعي، ووفد من رئاسة الوزراء، ومدير دائرة المخطوطات في بغداد وكذلك بعض العلماء والوجهاء، نتمنى الاهتمام بشأنها وتزويدها بها تحتاج إليه من تطوير إن شاء اللّه تعالى.
***
ص: 100
سبق أن ذكرنا بصورة موجزة نبذة عن تاريخ المكتبة وأهميتها وسعتها والتطورات التي شهدتها، ثم ما أصابها من تلف وضياع، وذكرنا أهم الأسباب في ذلك .
وقد كان الكثير من المعنيين بشأن التراث والمخطوطات يأسف على ما أصاب هذا الكنز العظيم من إهمال وضياع، ولذا عمد بعضهم إلى فهرسة ما بقي من تلك الكنوز النفيسة، فحفظوا لنا أسماءها.
وقد ذكرنا فيما مضى أسماء من زار هذه المكتبة واستفاد منها وفهرسها، ونحن بدورنا ووفاء للمسؤولية الملقاة على عاتقنا عمدنا إلى جمع هذه الفهارس من هنا وهناك، وترتيب قائمة جديدة بأسماء مخطوطات الخزانة، ولم نتمكن حالياً من تطبيق هذا الجرد مع مخطوطات الخزانة لظروف فنية .
ص: 101
استفدنا في هذا الجرد مما أورده الشيخ أغا بزرك في الذريعة، وكاظم الدجيلي في مجلة لغة العرب، والسيد محسن الأمين في أعيان الشيعة، والدكتور حسين علي محفوظ في مجلة معهد المخطوطات العربية، والشيخ جعفر محبوبه في ماضي النجف، وكوركیس عواد في خزائن الكتب القديمة في العراق، وجعفر الخليلي في موسوعة العتبات المقدسة، وجعفر الدجيلي في موسوعة النجف الأشرف، والسيد أحمد الحسيني في فهرست مخطوطات خزانة الروضة الحيدرية .
وهؤلاء بعضهم رأي الخزانة مباشرة وجردها، والبعض الآخر نقل عنها بوسائط، ويبدو أن من رأى تلك الخزانة وجرد محتوياتها لم تكن لهم الفرصة الكافية لتوخي الدقة والإمعان وجرد جميع ما فيها، ولا أدري ماهو السبب، فالشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) يصرح بعدم وجود الفرصة الكافية، وكذلك السيد أحمد الحسيني - كما مر - والباقون أيضا جردوا المهم منها وتركوا الباقي.
وعلى كل حال، فنحن جمعنا هذه الفهارس كلها هنا، فأصبحت أكثر من 260 مخطوطة، عدا المصاحف الكريمة، وهي بلاشك أكثر من هذا العدد بكثير، وبدأنا أولاً بذكر المصاحف، ثم عرجنا على المخطوطات، ومن الجدير بالذكر ان الكتاب الواحد عندما فهرسه أحد المتقدمين كان كاملاً، ثم بعد سنين لاجرد مرة ثانية أصبح ناقصة لتضاعف الإهمال، والشاهد على ذلك كتاب طوالع الأنوار للبيضاوي حيث ذكره السيد محسن الأمين ونقل بعض الأبيات المكتوبة في ظهر النسخة، ولما جاء السيد أحمد الحسيني ذكر أن الكتاب ناقص الآخر.
ص: 102
وذكر السيد أحمد الحسيني ظاهرة ثانية حيث قال: «ومن طريف ما رأيت ان في الخزانة كتب أوقفت عليها، ثم مدت إليها يد الخيانة فسرقتها، ثم تداولتها الأيدي سنين عديدة وكتبوا عليها التملكات، ولكن عادت بعد هذه التداولات التستقر على الرفوف، حيث نجدها الآن ضمن بقية الكتب»(1).
أما الآن فإليك ثبت بمخطوطات الخزانة حسب ما عثرنا عليه، ونبتدئ بالمصاحف الكريمة تيمناً وتبركاً.
ما تمتاز به الخزانة الغروية كثرة ونفاسة المصاحف التي كانت فيها، بحيث لا تقدر بثمن ولا يوجد لها نظير، وقد بقي منها شيء قليل لا يتجاوز المئات كما وصفها من رأى تلك الكنوز، قال كاظم الدجيلي الذي زار الخزانة عام 1332 ها 1914 م : «في خزانة كتب الإمام (عليه السلام) أكثر من 400 مصحف من أحسن ما كتبه الكاتبون، وأجود ما جلده المجلدون، وذهبه المذهبون، وزخرفه المزخرفون»(2).
وقال الشيخ جعفر محبوبه: «وفيه مصاحف ثمينة لأشهر الخطاطين محلاة بالذهب، وهي من هدایا سلاطين الشيعة ووزرائهم في مختلف العصور مختلفة
ص: 103
الخط، ففيها الكوفي والأندلسي واليماني»(1).
وأضافت الدكتورة سعاد ماهر: «550 مصحفاً أثرياً يرجع أقدمها إلى القرن الأول الهجري، وبعض هذه المخطوطات مكتوب على الرق والبعض على الكاغد وبأساليب و طرز مختلفة من الخط العربي، فبعضها كتب بالخط الصلب ذي الزوايا المعروف باسم الكوفي، وبالخط اللين ذي الاستدارة المعروف بالنسخي، والبعض الآخر بالخط النستعليق الفارسي، والخط الثلث المملوكي، والخط الكوفي المربع، والخط الهمايوني العثماني، والخط الرقعة»(2).
وأخيراً وصف السيد أحمد الحسيني هذه المصاحف - وهو خريت هذه الصناعة - عندما فهرس الخزانة بقوله: «ان في الخزانة نسخاً ثمينة جداً من القرآن لا تقدر بثمن، ففيها ما هو مكتوب على الرق والجلود والبردي والخشب وأنواع الورق الثمين، وفيها ما هو مزخرف بأبدع الزخارف الفنية والألوان الزاهية والنقوش الدقيقة البديعة، ومنها ما هو بخطوط كبار الخطاطين كياقوت المستعصمي وأحمد النيريزي وغيرهما، ومنها ماهو بالخط الكوفي والمغربي والثلث والنسخ والفارسي، وأما تواريخها فمن القرن الثاني الهجري حتى القرن الثالث عشر الهجري»(3).
ص: 104
وإليك ثبت بمواصفات بعض هذه المصاحف حسب ما وجدناه في طيات الكتب والمجلات ممن رأی تلك الخزانة وجرد بعض ما فيها:
قال ابن عنبة ( 828 هم ) : و قد كان بالمشهد الشريف الغروي مصحف في ثلاث مجلدات بخط أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) ، احترق حين احترق المشهد سنة .. خمس و خمسين وسبعمائة و يقال أنّه كان في آخره: «و كتب علي بن أبو طالب». ولكن حدثني السيد النقيب السعيد تاج الدين أبو عبداللّه محمد بن القاسم بن معيّة احسني النسابة ، و جدّي لأمي المولى الشيخ العلامة فخر الدين أبو جعفر محمد بن الحسين حديد الأسدي (رحمه اللّه) : ان الذي كان في آخر ذلك المصحف: علي بن أبي طالب ، و لكن الیاء مشبهة بالواو في الخط الكوفي الذي كان يكتبه علي (عليه السلام) (1).
1- مصحف ذكره كاظم ألده جيلي ووصفه بمایلي: مكتوب على الجلود المصقولة، لونها عسلي فاتح ووضعه كالسفينة(أي يفتح مما يلي عرضه لا مايلي طوله) و هو بالخط الكوفي الأول، وقد سقط من أوله وآخره أوراق، والباقي منه ... بسورة المعارج وينتهي بسورة انشقت ، وعدد أوراقه 127، طول كل منها 29 سم في عرض 19 سم، وطول الكتابة : 24 سم في عرض 16 سم، وفي كل
ص: 105
صفحة 11 سطراً، وفي بعض الصفحات 6 أسطر.
وهو مكتوب بالقلم العريض، والعناوين بالذهب، والفواصل بالخبر الأحمر والأخضر [ولعلها محدثة] وجلده مطلي بالذهب مكتوب عليه بعض أحاديث النبي الحكمية، وليس هناك علامة تدل على انه بخط الإمام علي (عليه السلام) (1).
2 - وذكر أيضاً السيد محسن الأمين (رحمه اللّه) : قرآن منسوب إلى شریف خط مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) موجود في الخزانة الشريفة الغروية، رأيناه فيها في جمادى الثانية سنة 1353، وفي آخره: كتبه علي بن أبي طالب في سنة أربعين من الهجرة(2).
وقال: ويوجد مصاحف أُخر منسوبة إلى خط أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخزانة الغروية(3).
3- وقالت الدكتورة سعاد ماهر: قرآن كریم بالخط الكوفي القديم مكتوب بحروف كبيرة منسوب إلى الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، كما يوجد قرآن بالخط الكوفي القديم مكتوب في آخره: كتبه علي بن أبي طالب، وقد أيد خبراء الخطوط الذين قصدوا النجف الأشرف بالزيارة ان هذا الخط يمثل عهد الخلفاء الراشدين، الأمر الذي يستدل منه انه بخط الإمام علي (عليه السلام) (4).
ص: 106
4 - قال الشيخ جعفر محبوبه: قطعة من مصحف بقطع سفينة مكتوب على ارق بخط كوفي، وفي آخره: «تم سنة أربعين من الهجرة، كتبه علي بن أبي طالب» ويحسب بعض الأعلام الخبيرين انه خط الأمير (عليه السلام) (1).
قال كاظم الدجيلي: بالخط الكوفي مكتوب على الجلود المصقولة، وخطه أجود من خط مصحف أبيه وأنظم تسطيراً، وكذلك عناوين السور مكتوبة بالذهب ، ووضعه كو ضع مصحف أبيه (أي يفتح مما يلي عرضه) وقد سقط من أوله وآخره أوراق، والباقي منه يبتدئ بسورة الأعراف ومن السورة التي قبلها نحو ثلاث أوراق، وينتهي بسورة الكوثر.
وعدد أوراقه 124، طول كل ورقة منها 22 سم في عرض 16 سم، وطول الكتابة 17 سم في عرض 11 سم، وفي كل صفحة 14 سطراً، والكتابة في العرض لا في الطول، كما يكتب اليوم، ويتخلل الآيات فواصل بالأحمر والأخضر، وليس هناك علامة تدل على انه بخط الحسن بن علي (عليه السلام) سوی ما يتناقله الخلف عن السلف(2).
جاء في كتاب خزائن الكتب العربية في الخافقين نقلاً عن مجلة المقتبس:
ص: 107
وضمت خزانة كتب النجف الأشرف عند ضريح الإمام علي بن أبي طالب
نسخة من القرآن خطها ابنه الحسين»(1).
1- قال الشيخ محمد علي حزين اللاهيجي (ت 1180ه): كنت أتمنى أن أكتب مصحفاً بخطي، فوفقت لذلك في تلك الأيام [أي أيام مجاورته في النجف] وكتبت المصحف ووضعته في تلك الروضة العليا(2).
2- مصحف كتب في أواخر القرن العاشر مختلف الأسطر، فهو يبتدئ من رأس الصفحة بالقلم النسخي وبعد ثلاثة أسطر سطر بالقلم العريض يليه سطر أزرق وهو أعرض من السابق، وهكذا إلى أن يختم القرآن، وقد أوقفه رجل من ایران اسمه (ابا أقای) يلقب بفروغ الدولة سنة 1251، طول صفحته 44 سم في عرض 30 سم، وطول ما كتب فيه في عرض 22 سم(3).
3- منها مصحف أصغر منه حجماً وأقدم تاريخاً مكتوب على الشق المذكور(4).
ص: 108
4- ومنها مصحف كالأول حجماً وأجود منه خطاً أوقفه الشاه عباس الموسوي الحسيني سنة 1228 في أول شهر ذي الحجة ، وتاريخ كتابته سنة 999 ه(1).
5- ومنها قطعة من أول سورة مريم إلى آخر الصافات مكتوبة بالقلم العريض يتخلل السطور ذهب، وتحت كل كلمة تفسير فارسي، طول الورقة منها 38 سم في عرض 25 سم، وطول الكتابة منها 31 سم في عرض 16 سم، وفي كل صفحة 7 أسطر وجلدها مطلي بالذهب، جاء في آخرها: «كتبه ابن عبداللّه ياقوت المستعصمي حامداً للّه تعالى مصلياً... وقد نجزت كتابة الربع الثالث من كلام اللّه العزيز مع ترجمته عشية يوم الأحد السابع عشر من ذي الحجة حجة ثلث وثلثين وستمائة هجرية». وقد أوقفه رجل من ایران اسمه «كلب علي» في شهر ربيع المولود من شهور سنة 1128 بتولية قيم (كلیدار)
الملا عبداللّه(2).
6- ومنها مصحف خطه أشبه بخط یاقوت وهو في الغاية من النفاسة والزخرفة، طول ورقته 47 سم في عرض 30 سم وطول الكتابة 30 سم في عرض 17 سم، وضخمه 8 سم، ومكتوب على كل ورقة منه بالذهب كلمة «وقف»، وفي أوله 3 أوراق مزخرفة بالميناء الدقيق الصناعة، وآخره وجلده مطليان بالذهب وعليه آثار القدم، وقد أوقفه رجل اسمه (صفي قل بیكا) - كذا -
ص: 109
في محرم سنة 1127ه (1).
7- ومنها مصحف كأخيه السالف ضخامة وأنفس خطاً وتزويقاً، طوله 37 سم في عرض 30 سم، وطول الكتابة 25 سم في عرض 14 سم، وشكل كتابته مثل المصحف الأول غير انها بالحبر الأسود، وفي كل صفحة 12 سطراً ، وعلى أغلب حواشية الميناء الملون المشجر الدقيق الصناعة، وعرض الحاشية 7 سم، وقد أوقفه الشاه سلطان حسين الصفوي الموسوي الحسيني بهادر خان في جمادی الأولى سنة 1112ه، وفي أوله 4 أوراق مزخرفة بالميناء وفي آخره ، أوراق مكتوب فيها بالحبر الأبيض دعاء القرآن، ثم بعده 32 بیتاً من الشعر الفارسي في التفاؤل بكلام اللّه تعالى، وجلده مغشي بالذهب وكاغده عسلي اللون(2).
8- ومنها مصحف بخط الميرزا أحمد النيريزي الخطاط الشهير، وخطه أشبه بخط یاقوت وحجمه مثله مرة ونصفاً، وهو في الغاية من الطلاء والزخرف والوشي بالميناء الملون(3).
9- ومنها مصحف بالخط الكوفي بقطع الربع جاء في آخره: «كتبه أبو عبداللّه محمد بن الحسيني المجاهدي يوم الخميس أول جمادى الآخر سنة احدى وثلثمائة»(4).
ص: 110
10 - ومنها مصحف بالخط الكوفي أيضاً، وهو بالقطع الكامل أقدم من أخيه خطاً، وفي أوله اختلاف الروايات المنقولة عن المحدثين والقراء(1).
11 - ومنها مصحف بقطع الكف مكتوب على خشب رقيق، وقد سقط من آخره بضع أوراق، ويؤخذ من طرز كتابته أنه كتب بعد الألف من الهجرة(2).
12 - وقال الشيخ علي الشرقي: ورأيت نسخة للقرآن الكريم بخط البرنس إسماعيل الصفوي، وبتاريخ 991 للّهجرة، وعليها غلاف أفرغ من ماء الذهب المذاب، وقد نبت بالأحجار(3).
13 - ورأيت نسخة ثانية على كرسي من العاج المرصع بالحجر الثمين، وقد لف بثوبه من الاستبرق، موشی بأسلاك الذهب في فن خارق، وصناعة بارعة، وغلاف ملون بالفسيفساء والميناء، وهو غاية في جودة الخط بالقلم النسخي، وليس فيه مادة للتاريخ(4).
14 - ورأيت ثالثة على كرسي مبرقع، وهي بتلك النفاسة التي نوهنا عنها، وعلى هذه النسخة تفسير بالفارسية وقد استخدم في كتابتها وتنقيحها كثير من الأصباغ ومحلول الذهب، فكانت من أبدع الآثار الخطية(5).
ص: 111
15 - قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) في ترجمة المرتضی تاج الدين: هو السيد تاج الدين مرتضى بن سعيد الشهيد الهاشمي الحسيني، وفن مجموع الأجراء الثلاثين للقرآن على تربة زوجته الحاجية شرف خاتون المدفونة في جوار أمير المؤمنين (عليه السلام) ، رأيت منه الجزء السادس والعشرين، وهو من سورة الأحقاف إلى أخر الجزء، وقد كتب صاحب الترجمة الوقفية عليها بخطه وهذا لفظه: «وقف هذه الأربعة العبد الفقير إلى اللّه تعالى السيد تاج الدين مرتضى ابن السعيد الشهيد الهاشمي الحسيني - إلى قوله - وكان في سنة 703 وصلى اللّه على محمد و آله و سلم» و الربعة همسه موجودة في الخزانة الغروية(1).
16 - وقال السيد أحمد الحسيني: نسخة بخط كوفي ممتاز كتبها يوسف بن أبي عبد اللّه اللانيزي سنة 538 (2).
17 - نسخة بخط كوفي كتبها علي بن محمد المحدث بالري في جمادی الأولى سنة 419 (3).
18 - نسخة بالغة الأهمية في النقوش والزخرفة كتبها أبو القاسم بن الحاج محمد تقي النيريزي سنة 1200 (4).
19 - نسخة كتبها أحمد النيزیري سنة 1125 وعليها تملك معير الحال
ص: 112
حسين علي خان خزينة دار ناصر الدین شاه سنة 1268 ه (1).
20 - نسخة كتبتها ملكه جهان زوجة محمد علي ملك هندوستان(2).
21 - نسخة كتبها وذهبها زید بن الرضا بن زید بن علي بن هارون بن الحسين بن محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زید بن الحسن بن علي بن أبي طالب سنة 433 (3).
22 - نسخة مجدولة ملونة جميلة كتبها أحمد النيريزي سنة 1111، وفي هامشها تفسير بالفارسية(4).
23 - نسخة بالخط الكوفي كتبها علي بن عبداللّه بن المختار سنة 522 (5).
24 - نسخة نفيسة جميلة كتبها ابو طالب الحسيني النيريزي سنة 1209 (6).
25 - نسخة كتبت سنة 588 بالخط الكوفي على الرق(7).
26 - نسخة كتبت على أوراق من خشب رقيق جداً، وفي آخرها نقص كتب حديثة على أوراق عادية (8).
ص: 113
27 - نسخة تحتوي على أوراق من القرآن كتبت على الرق بخط كوفي قديم جداً(1).
هذه مواصفات بعض المصاحف التي توجد في الخزانة، نترك التفصيل إلى أن يحين وقت فهرسة الخزانة تفصيلاً.
أما بالنسبة إلى ما كانت تحتوي الخزانة الغروية من كتب نفيسة، فقد وقفنا على جملة منها في طيات الكتب لا تتجاوز المئات، وهي التي كانت تحتوي على عشرات الآلاف - كما ذكر في تاريخها - فإليك ثبت بما عثرنا عليه:
تأليف: المولى محمد باقر المجلسي، قال السيد أحمد الحسيني: كتاب فارسي يبدأ أولا بشيء من أصول الدين ، ثم يذكر ما يتعلق بالصلوات اليومية ومقدماتها، كتبت النسخة سنة 1269 (2).
قال السيد أحمد الحسيني: كتاب صغير في الأحاديث المنتقاة من كتب الصحاح وغيرها، النسخة بخط المؤلف ظاهراً(3).
ص: 114
تأليف: الشيخ الشرف العبيدلي يحيى بن الحسن بن جعفر (ت 277 ه)، قال السيد محمد حسين الحسيني الجلالي: «وحدثني نسابة العصر فقيه أهل البيت السيد شهاب الدين المرعشي النجفي النازل بقم، انه رأى نسخة من هذا الكتاب ملحقة بنسخة من كتاب التبيان للشيخ الطوسي في الخزانة الغروية في النجف، ووصفها (رحمه اللّه) بأنها نسخة قديمة»(1).
يوجد بخط قديم جداً في الخزانة الغروية(2).
قال السيد أحمد الحسيني: لم نقف على اسم هذا الكتاب واسم مؤلفه، يبحث فيه عن وجوه القراءات، وهو ناقص الأول والآخر، والنسخة من القرن الحادي مشكولة أكلتها الأرضية كثيراً، ومنها قوله: «ذكر اختلافهم في سورة الغاشية، بسم اللّه الرحمن الرحيم، علی بن نصر عن أبي عمرو تصلى مفتوحة الفاء، قرأ ابن كثير ونافع وابن عمرو وحمزة والكسائي تصلى بفتح التاء»(3).
وقد يكون متحداً مع الذي قبله.
ص: 115
تأليف: الشيخ اسعد بن إبراهيم بن الحسن بن علي الأربلي. قال السيد محسن الأمين (رحمه اللّه) : له كتاب الأربعين برواية أبي الخطاب عمر بن الحسن بن علي بن محمد الجميل بن فرح بن خلف بن قومس بن مزلال بن هلال بن بدر بن أحمد بن دحية بن حلفة بن فروة الكلبي المعروف بذي النسبين الأندلسي البلنسي الحافظ...، وجدت نسخة من الأربعين المذكور في ضمن كتاب المجموع الرائق تأليف: السيد هبة اللّه بن أبي محمد الحسن الموسوي المعاصر للعلامة الحلي، ونقلت تلك النسخة من كتاب بخزانة مشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) ، واستنسخها من نسخة منقولة من تلك النسخة المولى الفاضل الشيخ حيدر علي ابن نور محمد خان الكابلي نزيل كرمانشاه ...(1).
تأليف:ركن الدين محمد بن محمد العميدي السمرقندي، ضمن مجموعة قال عنها السيد أحمد الحسيني: هذه المجموعة قديمة حسنة الخط بدون تاریخ، كتبها محمد بن أبي الغنائم بن معني الدمشقي، وأوقفها السيد صدر الدين الآوي على الحرم العلوي يوم الثامن من شهر رجب سنة 776، وعلى الورقة الأولى تملك طاهر بن هاشم التفليسي، وفي آخرها تملك صدر الدين الاسترآبادي سنة 896 (2).
ص: 116
في الهندسة، للشيخ كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن العتائقي الحلي. قال السيد محسن الأمين: شرح لكتاب الخواجة نصير الدين الطوسي، منه نسخة في الخزانة العلوية فرغ من تسويدها آخر نهار الأربعاء عشرین محرم سنة 788 بالمشهد المقدس الغروي(1).
هو أبو الفضائل الحسن بن محمد بن شرفشاه العلوي الاسترآبادی نزیل الموصل المتوفي حدود سنة 717، وهي عشرون مسألة حكمية ومنطقية سألها من أستاذه المحقق خواجه نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي المتوفي سنة 672، وكتب هو جواباتها، رأيت نسخة منها ضمن مجموعة في الخزانة الغروية، وتلك المجموعة كلها بخط كمال الدين عبد الرحمن بن محمد بن العتائقي الحلّي، كتبها في الغري سنة 778(2).
أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ق 6)، كذا ذكره الدكتور محفوظ في
ص: 117
مقال له نشر في مجلة معهد المخطوطات العربية(1).
وأضاف السيد أحمد الحسيني: الجزء الثالث، من كتاب المكاسب إلى آخر الديات، وهو ناقص الآخر، والنسخة قديمة جداً ربما ترجع إلى القرن السادس، وهي من متروكات السيد جلال الدین عبداللّه بن شرفشاه الحسيني، أوقفت على الحرم العلوي سنة 816 (2).
ابن بابویه، كذا ذكره الدكتور محفوظ في مجلة معهد المخطوطات العربية(3).
تأليف: العلامة الحلي جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر المتوفي سنة (726 ه) قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : ألفه باسم هارون بن شمس الدين الجويني الذي توفي سنة 685، رأيت النسخة بخطه الشريف في الخزانة الغروية(4).
وأضاف في مكان آخر: وقد استنسخ الشيخ محمد السماوي بخطه الفن الأول منه في المنطق عن نسخة خط مؤلفه الموجود في الخزانة الغروية، وكتب
ص: 118
الفنين عن نسخ أُخرى، وبعد وفاته انتقلت نسخته إلى مكتبة آل فرج اللّه(1).
وقال الزركلي في الأعلام: ثلاثة أجزاء في المكتبة الحيدرية بالنجف(2).
أقول: وهي اليوم من ممتلكات مكتبة الإمام الحكيم العامة في النجف الأشرف.
قال السيد أحمد الحسيني: أظن انه يقصد أبا عبد الرحمن بقي بن مخلد بن يزيد القرطبي الذي كان يروي عن مائتين وأربعة وثمانين شيخاً، والنسخة قديمة بلا تاريخ(3).
قال السيد أحمد الحسيني: ناقص الأول والآخر، ومنه : «الفصل الثاني فيما أخرج من الإجماع وهو منه، وفيه مباحث، الأول...»(4).
تأليف: الشيخ أبي علي الحسين بن عبداللّه بن سينا، ضمن مجموعة، قال عنها السيد أحمد الحسيني: كتبت هذه المجموعة سنة 707، ومن جملة الفوائد
ص: 119
المتفرقة التي فيها: فوائد من كلام الفضل، ورؤيا ابن سينا، وفوائد من كلام الحكماء، ووصايا افلاطون لتلامذته، وكلام سقراط الحكيم، ومسائل ابن سينا، وفوائد من كلام الشيخ أبي الحسن الأوي، ودعاء من إنشاء ابن سينا، ومسائل أبي حيان، وسيرة ابن سينا(1).
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيتها ضمن مجموعة في الخزانة الغروية بخط ملتقطها عز الدولة سعد بن منصور بن سعد بن الحسن بن هبة اللّه بن كمونة البغدادي المتوفي سنة 683 (2).
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيتها ضمن مجموعة في الخزانة الغروية بخط ملتقطها عز الدولة سعد بن منصور بن سعد بن الحسن بن هبة اللّه بن كمونة البغدادي المتوفي سنة 683 (3).
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيتها ضمن مجموعة في الخزانة الغروية بخط
ص: 120
ملتقطها عز الدولة سعد بن منصور بن سعد بن الحسن بن هبة اللّه بن كمونة البغدادي المتوفي سنة 683 111(1).
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيتها ضمن مجموعة في الخزانة الغروية بخط ملتقطها عز الدولة سعد بن منصور بن سعد بن الحسن بن هبة اللّه بن كمونة البغدادي المتوفي سنة 683 (2).
تأليف: نجم الدين أحمد بن أبي بكر بن محمد النخجواني، الذي أكثر في شرحه المذكور من النقض والاعتراضات على الشيخ أبي علي مؤلف الإشارات، التقط عز الدولة سعد بن منصور بن كمونة جملة منها، وقال في أوله: «أن أكثر هذه الإعتراضات يمكن الجواب عنها» وينتصر لمصنف كتاب الإشارات عليه، وذكر فيه انه بدأ أولاً بتلخيص لباب المنطق للنخجواني المذكور ثم بهذا الالتقاط، وكتب في آخره بعد الحمد والصلاة على محمد و آله أجمعين ما لفظه: «كتبه الذي التقطه من الكتاب المذكور سعد بن منصور بن سعد بن الحسن بن
ص: 121
هبة اللّه بن كمونة في شوال سنة 679» رأيته ضمن مجموعة أُخرى في الخزانة الغروية بخطه كتب فيها التلخيص المذكور أولاً، وكتب بعده الإلتقاط كما وصفناه(1).
تأليف: محمد بن يوسف العامري، ضمن مجموعة، قال عنها السيد أحمد الحسيني: كتبها محمد بن علي الجرجاني سنة 720 وهي من متروكات السيد جلال الدين عبد اللّه بن شرفشاه الحسيني، وأوقفت على الحرم العلوي سنة 816 (2).
المحصل في علم الكلام للإمام فخر الدين الرازي، لخصه نصير الدين الطوسي، والمنتخب من التلخيص هو عز الدولة سعد بن منصور بن سعد بن الحسن بن هبة اللّه بن كمونة البغدادي، قال فيه بعد ذكر اسمه ونسبه: «تشمل هذه الأوراق على فوائد التقطتها من كلام الخواجة نصير الدين الذي في تلخيص المحصل ينحل به لذوي الفطانة بعد التأمل مشكلات كتاب المحصل... ولم ألتزم إيراد ألفاظ الكتاب» وقال في آخره بعد الحمد والصلاة: «وخصوصا على
ص: 122
محمد و آله الطاهرين، وكان الفراغ منه انتخاباً ونسخاً في العشر الأوسط من ذي القعدة سنة سبعين وستمائة». قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : والنسخة بخطه رأيتها في الخزانة الغروية(1).
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : «كتب عز الدين الحسن بن محمد بن علي المهلبي (الأنوار البدرية) بأمره [أي بأمر أحمد بن محمود الحلي] عام 840 في الحلة السيفية، كما في النسخة الموجودة في الغروية»(2).
وقال بعد صفحات: ثم ان المؤلف وقف النسخة وكتب الوقفية عليه بخطه في 850 ، وكانت النسخة هذه في الغروية، استنسخ عنها المولى محمد حسین بن محمد علي القمي النجفي الأصل والمولد الخادم الكتابدار في الغري، وكان استنساخه في 1086 (3).
تأليف: القاضي ناصر الدين عبد اللّه بن عمر البيضاوي، قال السيد أحمد الحسيني: قطعة كتبت في القرن الثامن، وهي ناقصة الأول والآخر، وفي أوائلها
ص: 123
تفسير سورة الشورى، وهي من أجزاء النسخة التي ستذكر ...
ثم ذكر بعد عدة صفحات: وخطه نسخ رديء، وجاء في آخره: «فرغ من تعليقه العبد الفقير إلى رحمة ربه وشفاعة نبيه سعد بن محمد بن أبي البركات في رابع ربيع الآخر سنة 747»(1).
تأليف: السيد بهاء الدين علي بن غیاث الدین عبدالكریم بن عبد الحميد الحسيني النيلي النجفي صاحب كتاب الرجال، والمؤلف استاذ الشيخ أحمد بن فهد الحلي (ت 841).
وقد سماه صاحب المعالم بالأنوار الإلهية، وهو كتاب كبير في خمس مجلدات، يظهر من فهرسها المكتوب في أولها سنة (777) ان فيها ما تشتهيه الأنفس من الحكمة الشرعية العلمية والعملية من المعارف الخمسة وأبواب الفقه والأحكام العملية والآداب والسنن وغير ذلك، وقد رأى صاحب المعالم مجلده الأول مع فهرس سائر مجلداته في الخزانة الغروية وذكر بعض خصوصیاته.
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : وبالجملة الأنوار المضيئة هذا كتاب جليل، وللأسف انه لا نعلم منه إلا وجود مجلده الأول نسخة عصر المصنف لأنه كان تصنيفه بعد سنة (772) حيث ذكر فيه حدوث حمرة في هذه السنة، وتلك
ص: 124
النسخة ناقصة الآخر لكن تاريخ كتابة فهرسها سنة (777)، ويظهر من المحدث الجزائري وجود الكتاب عنده، وقد نقل عنه في أوائل الأنوار النعمانية(1).
ونقل الميرزا عبد اللّه الأفندي عن الشيخ علي سبط الشهيد الثاني عن جده المحقق الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني حيث قال: «وأنا رأيت المجلد الأول منها في كتب الخزانة الشريفة الغروية، وهو كتاب غريب، وذكر في أوله فهرست جميع الكتاب بترتیب بديع عجيب، ومن خواص هذا الكتاب التي نبه عليها ورأيناها في المجلد الذي رأيناه انه مزج آيات القرآن بتفسيرها ولكنها بالأحمر وجمعها من مواضعها على حسب ما ظنه من دلالتها على الحكم الذي استدل بها عليه، ثم انه مع ذلك إذا أسقطت الآيات من البين لا يتغير الكلام، ويبقی مربوطاً على ما كان عليه من الفائدة، وإذا قرأت من الكتاب، وأبقيت فيه لا يتغير الفائدة بل هي بعينها»(2).
في النحو الإمام النحو والأدب الشيخ أبي علي الحسن بن أحمد الفارسي المتوفي سنة (377)، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : توجد نسخة منه في الخزانة الغروية وعليها خط ابن اخته، كا حكاه شيخنا العلامة النوري(3).
ص: 125
تأليف: الشيخ كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم بن العتائقي الحلي، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : توجد نسخة خط المؤلف في الخزانة الغروية مع جملة من تصانيفه، ومنها الشهدة في شرح معرب الزبدة، الذي فرغ منه في الرابع عشر من المحرم سنة 788، والأوليات هذا مختصر من كتاب الأوليات لأبي هلال العسكري الذي ذكر فيه أول حدوث جملة من الأشياء ووقوع كثير من الأمور(1).
تأليف: جمال الدين محمد بن عبد اللّه بن مالك النحوي (ت 672 ه) ذكر الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) انه في الخزانة الغروية(2)، وذكره الدكتور محفوظ باسم كتاب الإيجاز في علم التصريف عليه خط ابن العتائقي(3).
وقال السيد أحمد الحسيني: انه ضمن مجموعة جاء في آخرها كتابة لا تتبين إلا قوله: «منتصف جمادى الأولى أربع وسبعين وسبعمائة، وكتب عبد الرحمن بن محمد بن العتائقي»(4) .
ص: 126
تأليف: كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن يوسف بن العتائقي الحلي، وهو شرح لكتاب منهاج اليقين أو مناهج اليقين للعلامة الحلي (رحمه اللّه) ، يوجد الشرح بخط المصنف في الخزانة الغروية، وأوله: «الحمد للّه المتعالي بجلال أحديته عن وصمة الكثرة والتقدير » شرع فيه في الثاني والعشرين من شهر رمضان، وفرغ منه بعد خمسين يوماً في الثاني عشر من ذي القعدة سنة (787)، وألحق بآخره زبدة رسالة العلم التي سألها كمال الدین میثم عن المحقق خواجه نصير الدين الطوسي، وقال في آخره انه يكتب هذه الرسالة بعد قول شيخنا المصنف: «مسألة، العلم على ضربين» ثم كتب على ظهر الرسالة هكذا: «الرسالة المكملة لشرح المناهج »(1).
للشيخ كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن يوسف بن العتائقي الحلي، مختصر من كليات القانون في الطب، أوله: «الحمد للّه حمداً يليق بنعمه، وعناوينه (ص) للأصل (ش) للشرح، رأيت النسخة بخط تلميذ الشارح في الخزانة الغروية مكتوب في آخرها: «ان المولى العالم الفاضل الكامل، مفخر الفضلاء في الزمان، مسيح الدوران، ظهير الملة والدين، عبد الرحمن بن العتائقي
ص: 127
قد شرع في الشرح في حادي عشر ذي الحجة سنة (754) وفرغ منه في الثامن عشر من المحرم سنة (755) ، كتبه العبد محبه ومعتقده حسين بن محمد» وعليه تقريظ أطري فيه الشرح ومؤلفه، وفي آخر التقريظ: «كتبه عبده الأصغر ومحبه الأكبر محمد بن جعفر النباطي»(1).
وذكره السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة بعنوان «الأماقي شرح كتاب الايلاقي» للفيلسوف زين الدين أبي حفص عمر بن سهلان الشهير، منه نسخة في الخزانة الغروية بخط الشارح فرغ منه بالمشهد الشريف المقدس الغروي يوم الأحد ثامن عشر من المحرم سنة 755، وعلى آخر النسخة ما صورته:
«رأينا فضل مولنا وسيدنا وشيخنا الإمام الأعلم الأكمل الأفضل الأحسن الأجل، مفخر العلماء، ملاذ الفضلاء، مقتدی طوائف الأمم، مقتدی علماء العرب والعجم، مبين المعضلات و موضح المشكلات، وارث السلف الذي لنا فيه عن غيره من العلماء نعم الخلف، ظهير الملة والدين، جعل اللّه هذا الوجود بدوام أيامه، ولا زالت الفقراء في فضله وإنعامه، فاق فضل العلماء بما أرانا من ملح عباراته مما أودعه في مطولاته ومختصراته من جميع مصنفاته، ولقد رأينا قطرة من بحره عم نفعها، وشملت بركتها، وظهر بها مشكلات هذا
ص: 128
الكتاب، ووضح بها ما أشكل منه مع الطلاب في هذه الأوقات اليسيرة التي أید فيها من رب الأرباب، وهو عبرة لذوي الألباب، نفعنا اللّه به، وأدام ظله على سائر المسلمين، وجبر اللّه به فقراء المؤمنين، ولا زال ركناً للعلماء والمتعلمين بمحمد و آله، وعبده الأصغر ومحبه الأكبر محمد بن جعفر النباطي».
وعلى النسخة أيضاً: «في هذه السنة احترقت الحضرة الغروية صلوات اللّه على مشرفها، وعادت العمارة لأحسن منها في سنة 60 أي سنة 760» وعليه أيضاً ما صورته: «اعرف ان المولى العالم الفاضل الكامل مفخر الفضلاء في الزمان، مسيح الدوران، ظهير الملة والدين عبدالرحمن بن العتائقي أدام اللّه فضله، ابتدأ في شرح هذا الكتاب يوم 11 من ذي الحجة سنة 754، وفرغ منه يوم الأحد الثامن والعشرين من المحرم سنة 755، ومحبه ومعتقده حسين بن محمد»(1).
تأليف: نجم الدين أبي بكر عبداللّه بن محمد الأسدي، المجلد السابع، قال السيد أحمد الحسيني: كتبه محمد بن محمد الفقيه إبراهيم الأيكي، حادي عشر ذي القعدة سنة 700، وأوراق مبعثرة وفيها خروم، وكتب في آخره: «قوبلت بقدر القوة والإمكان»(2).
ص: 129
تأليف: تاج الدين الحسن بن محمد معين الدين الهندي. قال السيد أحمد الحسيني: تفسير فارسي كبير، أوله: «حمداي حمد طیب كه رايحه فایحه آن بنفحه آلاء وفوحه نعماء مستطابه مشام جان حامد را معطر كرداند» وآخره: «ومشير بر اختتام او بود مختمی كه مؤذن بر تمام كلام است، و مشیر بر انتهاء مرام است مستحسن بوده». والنسخة هندية الورق والخط(1).
لابن العتائقي الحلي، منه نسخة بخطه في الخزانة الغروية(2).
للسيد أحمد بن طاووس (ت 673)، قال السيد محسن الأمين (رحمه اللّه) : رأينا منه نسخة في كرمنشاه منقولة عن نسخة بخط الحسن بن داود صاحب الرجال تلميذ المصنف، وعليها اجازة من المصنف له... والنسخة المنقول عنها من موقوفات الحضرة الشريفة الغروية، وهي بخط ابن داود، وفي آخرها: «كتبه العبد الفقير إلى اللّه تعالى حسن بن علي بن داود، ربیب صدقات مولانا المصنف ضاعف اللّه مجده، وأمتعه بطول حياته، كان نسخ البناء في شوال سنة 665»(3).
ص: 130
فيظهر أن نسخة خط الحسن بن داود كانت في الخزانة الغروية، لكن فيما يبدو مما ورد في الذريعة للشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) انها انتقلت من هناك، قال : رأيت في خزانة كتب شيخنا العلامة النوري نسخة عصر المصنّف، وهي بخط تلميذه الشيخ تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي صاحب الرجال المشهور برجال ابن داود، و عليها بعض التعليقات بخط المصنف، وتوقيع الكاتب وتاريخ الكتابة في آخر النسخة هكذا: «كتبه العبد الفقير إلى اللّه تعالى، حسن بن علي بن داود، ربیب صدقات...» وتلك النسخة حملت إلى طهران فيها حمله سبط شيخنا المذكور(1).
وتوجد في المكتبة المركزية بجامعة طهران مصورة لهذه النسخة رقم الفلم 976 كما في فهرست مصوراتها 291:1.
ويذكر علي الخاقاني فيما نشره بعنوان «الآثار المخطوطة في النجف» في مجلة الأقلام، وعندما يسرد مخطوطات مكتبة الإمام كاشف الغطاء ومنها : بناء المقالة العلوية بخط صاحب الحصون الشيخ علي كاشف الغطاء، فيقول: ونسخة الأصل توجد بمكتبة الإمام علي (عليه السلام) في الصحن، رأيتها عام 1355 ه. عندما زارها المرحوم السيد محسن الأمين صاحب الأعيان، وتاريخها عام 665 ه، ولا أدري هل هي باقية أم ذهبت مع غيرها من الآثار الثمينة(2).
ص: 131
تأليف: شيخ الطائفة محمد بن الحسن بن علي الطوسي المولود سنة 385، والمهاجر إلى العراق سنة 408 والمتوفي في النجف سنة 460.
قال الشيخ أغا بزرك الطهراني (رحمه اللّه) :
هذا التفسير النفيس عزيز الوجود في الغاية، وقد كان عند العلامة المجلسي، وذكره من مآخذ كتاب البحار في أوله، ولكني لم أطلع على وجود تمام مجلداته جمعاء في مكتبة واحدة في عصرنا هذا...
ويحكى ان ثلاث مجلدات منه كانت في الخزانة الغروية بخط قديم عليها تملك السيد محمد بن عميد الدين عبدالمطلب الأعرجي ابن أخت العلامة الحلي، وانه استنسخ عنها الفاضل مؤيد الأطباء المعاصر نسخة جعلها في مجلدين، لكني لم أر منها إلا مجلداً واحداً، وهو الجزء الثاني منه من أول قوله تعالى: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ) الآية 130 من سورة البقرة، إلى آية 116 من آل عمران: (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ) بخط محمد بن علي بن الدري(1) ، فرغ منه يوم السبت التاسع والعشرين من شعبان سنة ست وسبعين وخمسمائة ، وقابله بأصله الشيخ علي بن يحيى ، وفرغ في شوال سنة (576) وعليه تلك السيد محمد بن عبدالمطلب، والنسخة موقوفة من تركة السيد جلال الدین عبداللّه بن شرفشاه الحسيني سنة (810) للخزانة الغروية، وعليه بلاغات كثيرة
ص: 132
بعنوان «عرض على البصير»(1).
وأضاف الشيخ جعفر محبوبه: وهناك أوراق كثيرة مبعثرة من هذا التفسير ولعله تكمل منه نسخة تامة(2).
تأليف: ركن الدين محمد بن محمد العميدي، ضمن مجموعة، قال السيد أحمد الحسيني: هذه المجموعة قديمة حسنة الخط بدون تاریخ، كتبها محمد بن أبي الغنائم بن معني الدمشقي، وأوقفها السيد صدر الدين الآوي على الحرم العلوي يوم الثامن من شهر رجب سنة 776، وعلى الورقة الأولى تملك طاهر بن هاشم بن أحمد التفليسي، وفي آخرها تملك صدر الدين الأسترآبادي سنة 896 (3).
تأليف: الشيخ كمال الدين عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن العتائقي الحلي الذي كان حياً - على ما يظهر من تواریخ تصانيفه - بين سنة 732 وسنة 787، وكتابه هذا اختصار للرسالة الفخرية، توجد نسخته بخطه في الخزانة
ص: 133
الغروية(1).
والفخرية رسالة مشهورة في العبادات لفخر المحققين جرد منها المترجم نية العبادات كلها(2).
فارسي لعبد الحق الجندي الشهير بأقا میر قاري، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : مرتب على مقدمة واثنی عشر باباً، أوله: (شكر وسباس وحمد بی قیاس قادری را سز است كه مزارع) فرغ منه سنة 1004، رأيت نسخته في الخزانة الغروية(3).
تأليف: العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر، قال السيد أحمد الحسيني: نسخة قديمة ممتازة، فيها أحكام الطلاق وما بعده، وهي أوراق مبعثرة(4).
تأليف: قطب الدین محمد بن محمد التحتاني، قال السيد أحمد الحسيني: نسخة حديثة ناقصة الأول والآخر، والمتن مكتوب في أعلى الصحائف(5).
ص: 134
تأليف: قطب الدین محمد بن محمد التحتاني، قال السيد أحمد الحسيني: نسخة قديمة جيدة الخط مشكولة، ناقصة الأول والآخر(1).
فيه شرح غريب القرآن بالفارسية على ترتيب السور، ضمن مجموعة، قال عنها السيد أحمد الحسيني: كتب هذه المجموعة محمد... العبدي سنة 657، وبين الرسائل فوائد متفرقة(2).
ترجمة وتفسير فارسي مختصر جداً، قال السيد أحمد الحسيني: أولها: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، ابتدا میكنم بنام خدای روزی دهنده خلائق در دنیا بشرط جان، و آمرزنده مؤمنان در آخرت بشرط إيمان، الحمد للّه رب العالمين، همه سباس یا جنس ستایش مرخدای راست كه بروردگار عالميان است» . وفي الهوامش كتبت خواص الآيات والسور بالفارسية. وآخرها: «قد فرغت من تسوید كلام اللّه المجيد و فرقانه الحميد بعون اللّه وحسن توفيقه يوم الثلاثاء السابع من شهر رمضان المبارك في دار السرور برهان پور في سنة 1115، وأنا
ص: 135
العبد الأحقر ابن میرزا محمد الشريف النائيني محمد أكبر حامداً للّه ...».
وظني ان محمد هذا هو مؤلف الكتاب، والنسخة مجدولة، وفي الصفحة الأولى منها كتابات متفرقة كتبها يحيى بن الشيخ أبي تراب في شهر شعبان سنة 1278 (1).
ترجمة علي رضا بن الحسين الشيرازي، قال السيد أحمد الحسيني: ترجمة حرفية تمت سنة 1082، وذكر المؤلف في المقدمة انه استعان في الترجمة بكتب التفسير الشيعية والسنية، كتبت الترجمة بين الأسطر وفي الهوامش من نسخة من القرآن الكريم(2).
ترجمة محمد هادي بن محمد صالح المازندراني، وهو ترجمة وتفسير فارسي مختصر، كتب على هامش نسخة من القرآن الكريم، كتبها عبد الغفار بن ... سنة 1255 (3).
في نكات علم الكلام للعلامة الحلي (ت 726 ه ) أوله: «الحمد للّه
ص: 136
القديم الأزلي الدائم الأبدي» مرتب على مراصد، المرصد الأول في الأمور العامة، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيت في الخزانة الغروية نسخة عصر المؤلف وهي بخط تلميذه الشيخ حسن بن علي بن إبراهيم المزيدي، قد فرغ من الكتابة في زوال يوم الثلاثاء السادس عشر من شوال سنة (707) ، وعلى هوامش النسخة خطوط العلامة طاب ثراه(1).
وقال في الحقائق الراهنة في ترجمة الحسن بن علي المذكور: وقد كتب من تصانيف أستاذه في حياته «تسليك النفس إلى حظيرة الأنس» في الكلام في 707 وعلى النسخة خطوط المؤلف الحلي، وهي موجودة في الغروية تاريخها زوال الثلاثاء 16 شوال 707 مصرحاً بانه كتبه لنفسه(2).
تأليف: الشيخ كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم بن العتائقي الحلي، يوجد بخطه مع جملة من تصانيفه في الخزانة الغروية تواريخها من (732-788) (3).
للشيخ كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم المعروف بابن العتائقي
ص: 137
الحلي... يوجد الجزء الثاني منه بخط الشارح مع ذكر نسبه وتاريخه في الخزانة الغروية، وهو من أول فصل النبض إلى آخر الكتاب وهو قوله: «وصلى اللّه على محمد و آله الطاهرين» وذكر في تاريخه اله فرغ منه في المشهد الغروي سرار شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة(1).
ولكن ذكر في الحقائق الراهنة أنه رأى هذه النسخة بخط علي بن محمد بن محمد بن علي بن رشيد الدين تلميذ ابن العتائقي(2).
تأليف: جلال الدين محمد بن أحمد المحلي الشافعي، وجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، قال السيد أحمد الحسيني: كتب هذا التفسير في هامش نسخة ثمينة من القرآن الكريم(3).
قال السيد أحمد الحسيني: تفسير عربي فارسي، نسخة قديمة نفيسة، تبدأ بسورة (ص) وتنتهي بانتهاء القرآن(4).
ص: 138
تأليف: نجم الشعراء أبي سعد، ضمن مجموعة، قال عنها السيد أحمد الحسيني: كتب هذه المجموعة محمد ... العبدي سنة 657، وبين الرسائل فوائد متفرقة(1).
تفسير فارسي مزجي حديث الكتابة، يبدأ بقوله تعالى : «فتلقی آدم من ربه» البقرة: 27 ، وينتهي بقوله : «وإني لأظنك يا فرعون مثبورا» الاسراء: 102 (2).
قال السيد أحمد الحسيني: يبدأ هذا الجزء بسورة الحج، وهو ناقص الآخر، ونسخته قديمة، وأوله: «يا أيها الناس اتقوا... اعلم انه تعالى أخذ الناس بالتقوى، فدخل فيه أن يتقي كل محرم، ويتقی ترك كل واجب» وهو من متروكات السيد جلال الدين عبداللّه بن شرفشاه الحسيني، وأوقف على الحرم العلوي سنة 816 (3).
ص: 139
ضمن مجموعة، قال السيد أحمد الحسيني: وهو تفسير مختصر لفظي، كتب في هامش نسخة ثمينة من القرآن الكريم لها ثلاث هوامش: في الأول هذا التفسير، ثم تنویر المقباس، ثم قواعد تجويدية، ويفصل كل هامش عن الآخر بجداول ملونة، أوله سورة الفاتحة من: «الحمد هو معكوس المدح ومدلولها» وآخر سورة الناس من الجنة والناس، يقول: يوسوس في صدور الجن كما يوسوس في صدور الناس »(1).
قال السيد أحمد الحسيني: قطعة من تفسير فارسي قديم كبير، تبدأ بقوله تعالى: «ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب» آل عمران: 23، وتنتهي بقوله: «قال عيسى بن مريم اللّهم ربنا» المائدة: 114، أول هذه القطعة: «و آن چنان بود كه مردی وزنی از خیبر زنا كردند و مرد را زن بود» والآيات مترجمة بين الأسطر، والنسخة قديمة جدا ومهمة(2).
تأليف: أحمد بن قوام الدين، قال السيد أحمد الحسيني: تفسير فارسي مختصر، أوله: «برهان قاطع تیغ لسان وحجت ساطع اعجاز بیان، سردار بلند
ص: 140
مقدار سپاه فصاحت دستگاه آیات.. أما بعد آفتاب جهان تاب هدایت عالمان معالم دانش ... وخادم علمای اعلام أحمد بن قوام الدين»(1).
قال السيد أحمد الحسيني: لم نهتد إلى اسم هذا التفسير ولا اسم مؤلفه، وهو قطعة من تفسير فارسي قديم يبدو انه كبير ومفصل جداً، يختار مجموعة كبيرة من الآيات ثم يفسرها تحت عناوین يجزئ بها الموضوعات، ك «داستان آدم وحوا» و «سبب نزول» و «معنی آیات» تبدأ هذه القطعة بقوله تعالى: «قد علم كل أناس مشربهم» سورة البقرة: 60، وتنتهي بقوله: «وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم» سورة النساء: 103. والنسخة قديمة ربما يرجع تاريخها إلى القرن السادس الهجري أو السابع(2).
تأليف: نصير بن محمد بن أبي البركات، من موقوفات الخزانة الغروية(3).
في المسائل العقلية ، لعز الدولة سعد بن منصور بن سعد بن الحسن بن هبة اللّه بن كمونة البغدادي (ت 683) كما أرخه في الحوادث الجامعة، قال
ص: 141
الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيته ضمن مجموعة من تصانيفه منها «لباب المنطق» الذي ألفه سنة 675 و «المطالب المهمة» الذي فرغ منه سنة 657، وكلها بخطه كانت في الخزانة الغروية مع جملة من تصانيفه الأخر. قال في أوله: «هذا تلخيص في الغاية القصوى من الايجاز اقتصرت منه» فرغ منه في ذي الحجة سنة 657 (1).
أو مختصر المقرب في النحو، لأبي حيان محمد بن يوسف الأندلسي (ت 745)، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) عند ذكر كتاب اللمحة له أيضاً: يوجد في الخزانة الغروية بخط محمد بن عبداللّه بن عبدالرحمن بن ربيع الأشعري عن خط المؤلف في ج 2 سنة 712 مع غاية الإحسان والتقريب كلها لأبي حيان بخط واحد(2).
وذكر الشيخ جعفر محبوبه، و كوركیس عواد، وجعفر الخليلي اله بخط أبي حيان الأندلسي فراجع(3).
لباب المنطق تألیف: نجم الدين أحمد بن أبي بكر بن محمد النخجواني، قصه عز الدولة سعد بن منصور بن سعد بن الحسن بن هبة اللّه بن كمونة في
ص: 142
شوال سنة 679، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : «رأيته ضمن مجموعة في الخزانة الغروية بخطه، كتب فيها التلخيص أولا وكتب بعده الإلتقاط...»(1).
شرح وتهذيب للمحصل، ويقال له نقد المحصل، والمحصل هو في علم الكلام من تصانيف الفخر الرازي ، شرحه الخواجة نصير الدين الطوسي (ت 672 ه) شرح حاملاً للمتن (بقال أقول) مع زيادة فوائد عليه...
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : وأقدم نسخة منه رأيتها في الخزانة الغروية وهي بخط الفاضل الماهر محمد بن سنقر، فرغ من الكتابة في يوم الخميس 3ع 1 عام (673) . ثم كتب بخطه أيضاً على هامش آخر النسخة انه قابلها بنسخة مقابلة بخط المؤلف مع الإمام العالم الفقيه لسان الحكماء والمتكلمين شرف الدين محمد بن القزويني، ثم ان الشيخ محمد الساوي المعاصر صحح نسخته المطبوعة على هذه النسخة، وكتب ما أسقط عنها في الطبع على هوامش المطبوع(2).
أي الملة الإسلامية والنصرانية واليهودية، تألیف: عزالدولة سعد بن منصور المنتهي نسبه إلى هبة اللّه بن كمونة الإسرائيلي، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) :
ص: 143
رأيناه في الخزانة الغروية بخطه، يبتدأ فيها ويختم بذكر الصلاة على النبي وآله أجمعين الطيبين الطاهرين(1).
لعز الدولة سعد بن منصور بن كمونة (ت 683 ه)، والتلويحات للشيخ شهاب الدين السهروردي المقتول سنة (587 ه) قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رتبه مؤلفه على فنون ثلاثة: المنطق، الطبيعي، الإلهي، والموجود من شرح عز الدولة بخطه في الخزانة الغروية هو شرح خصوص الطبيعيات منه، أوله : «نستعين باللّه واهب العقل عر سلطانه في تحرير الفن الثاني من كتاب التلويحات»(2).
وفي مكان آخر: والشرح للإمام العلامة، والحبر الفهامة، قدوة الحكماء الأماثل، ومقدم العلماء الأفاضل، سعد بن منصور بن سعد بن الحسن المكنّي بابن كمونة قدس اللّه نفسه وطيب رمسه بمحمد وآله الطاهرين. كذا وصف على ظهر المجلد الثاني الموجود أوله في الخزانة الغروية في النجف الأشرف بخط قدیم يقارب عصر المصنف، وهو من أول الفن الثاني في الطبيعي الذي هو في أربعة مراصد، الأول في أمور تعم الأجسام في ثلاثة موارد، وهو شرح بقال أقول(3).
ص: 144
تأليف: محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، كتب على هامش نسخة ثمينة من القرآن الكريم لها ثلاث هوامش يفصل كل هامش عن الآخر بجداول ملونة111(1).
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رسالة مبسوطة تقرب من ثلاثمائة وخمسين بيتاً أوردها العلامة المجلسي بتمامها في مجلد الثالث عشر من البحار في باب من رآه في الغيبة الكبرى، وهي تأليف الشيخ مجد الدين الفضل بن يحيى بن علي بن مظفر الطيبي الكوفي الكاتب بواسط، الذي ترجمة الشيخ الحر في أمل الآمل، وكان هو من تلاميذ الوزير علي بن عيسى الإربلي، قد وجدت هذه الرسالة في الخزانة الغروية بخط مؤلفها الطيبي، وعن خطه استنسخت.
وقد أورد الطيبي في رسالته هذه تمام ما حكاه له الشيخ زين الدين علي بن فاضل المازندراني المجاور بالغري، مؤلف الفوائد الشمسية، وما أخبره به مما شاهده من الجزيرة الخضراء الواقعة في البحر الأبيض، وكانت حكايته للطيبي شفاهاً في الحلة في حادي عشر شوال (699) وكان قد حكاه قبل ذلك في سامراء للشيخين الفاضلين الشيخ شمس الدين محمد بن نجيح الحلي، والشيخ جلال الدين عبداللّه بن حوام الحلي، وسمعة الطيبي منهما أولاً في كربلاء في 15 شعبان 699، ثم سمعه من الشيخ زين الدين بغير واسطة ثانياً، كما ذكره ، وقد ذكر هو
ص: 145
هذه التفاصيل في أول الرسالة المدرجة بعينها في البحار(1).
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : لبعض الأصحاب، نسخة عتيقة منه موجود في الخزانة الغروية، أوله: «أما بعد حمد اللّه على آلائه والصلاة على محمد وأصفيائه، فهذه جمل علم النحو لخصتها من النهج القديم» فيظهر منه أن النهج القويم في النحو لخصه المؤلف في هذا الكتاب، ولعل أصله أيضا لهذا المؤلف(2).
وذكره السيد أحمد الحسيني بأنه ضمن مجموعة وقال: كتب المجموعة محمود بن محمد سنة 729 (3).
تأليف: فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي، قال السيد أحمد الحسيني: نسخة ناقصة الأول، كتبت سنة 625، نظر فيها حسن بن علي بن قطان البصري، وأوقفها عز الدين علي بن حیدر العلوي الحسيني الآوي عن عمه سنة 778 (4).
تأليف: نصيرالدین محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، قال السيد أحمد
ص: 146
الحسيني: يطلق على هذا الكتاب أيضاً اسم «الفرائض النصيرية» النسخة من القرن الحادي عشر ظاهراً، وعليها تقریضان بخط المقرضين، والثاني منهما حرره العبد أحمد بن فخر الدين بن تاج الدين(1).
رسالة في المواريث، منها نسخة في الخزانة الغروية، وهي من مؤلفات الشيعة(2) وقد تكون متحدة مع ما قبلها.
قال السيد أحمد الحسيني: أولها: «الحمد هو الوصف بالجميل على جهة التعظيم، يمكن أن يراد به بالوصف هاهنا المعنى المصدري أعني تلفظ الحامد بقوله: أنت فاضل مثلاً» والظاهر انها مسودات المؤلف، وهي غير منظمة(3).
تأليف: سعدالدین مسعود بن عمر التفتازاني، قال السيد أحمد الحسيني: نسخة ناقصة الأول تنتهي بانتهاء سورة الفتح، وهي من القرن العاشر أولها: «الحسي ففي الكلام حذف مضاف أي لفظ ما جعل»(4).
ص: 147
لابن العتائقي الحلي، منه نسخة بخطه في الخزانة الغروية(1).
تأليف: حسن بن محمد بن أبي الحسن بن أحمد الأسدي، قال السيد أحمد الحسيني: نسخة نظيفة مشكولة، بخط المؤلف، كتبها سنة 737 (2).
للعلامة الحلي (ت 726 ه) رتبه على قسمين، الأول فيمن يعتمد عليه والثاني فيمن يتوقف فيه، أوله: «الحمد للّه مرشد عباده إلى السداد» ألفه 693، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : ورأيت نسخة صحيحة منه في الخزانة الغروية مقروة على المشايخ، عليها بلاغاتهم و تاریخ كتابتها (766)، وعلى ظهر النسخة كتب تملكها بخطه الشيخ الفقيه زين الدين علي بن الشواء في 248 - 839، وكتب قصة شهادة الشيخ أبي عبداللّه بن مكي الشهيد في (786) نقلاً عن خط استاده الفاضل المقداد المتوفي 26 ج 2 - 826، وقد وجده في أوراق بخطه معبراً عنه بشيخنا المغفور له خاتمة المجتهدين أبي عبداللّه المقداد.
ثم بعد وفاة الشيخ علي بن الشواء انتقلت النسخة إلى ابنته فاطمة،
ص: 148
فأوقفتها هذه الصالحة للخزانة الغروية في (842)، فيظهر ان وفاة الشيخ علي الشواء كانت في إحدى السنين الثلاثة بين تاريخ خطه وتاريخ وقفية النسخة(1).
تأليف: المولى فتح اللّه بن شكر اللّه الكاشاني، قال السيد أحمد الحسيني: كتب سنة 1073 بخط نستعلیق جمیل، وأوقفته على الحرم العلوي خديجة خانم بنت الميرزا أحمد سنة 1085، وهذه النسخة تحتوي على النصف الأول من الكتاب(2).
قال السيد أحمد الحسيني: هو شرح على كتاب منطقي ب «قوله - قوله» لم نعرف ما هو، نسخة قديمة من القرن العاشر، وهي ناقصة الأول، والعناوين مهملة لم يكتب في مكانها شيء(3).
تأليف: أبي الفتح مبارك بن أحمد بن زريق المعروف بابن الحداد الواسطي المقرئ، قال السيد أحمد الحسيني: تمت كتابته في رابع ذي القعدة سنة 610، وقوبل بنسخة الأصل المنقول منه، وعلى الورقة الأولى اجازة قراءة كتبها محمد بن مسلم بن نبهان بن سالم المشهدي المقرئ سنة 609، وبعدها ورقة فيها ذكر
ص: 149
أسانيد القراءات(1).
تأليف: محمد حسن بن محمد حسين الحسيني، قال السيد أحمد الحسيني: تفسير فارسي كبير، ألفه باسم فتحعلی شاه القاجار، تتقدمه مقدمات مفصلة في أربع عشرة صفحة من القطع الكبير، أوله: «نحمدك يامن تجلى لعباده في كتابه بل في كل شيء، وأراهم نفسه في خطابه بل في كل نور».
كتب هذا التفسير في هامش نسخة من القرآن الكريم كتبت لخزانة الغازي محمد میرزا القاجار سنة 1247، وأوقفت بأمره على الحرم العلوي الشريف سنة 1250، وهوامش الصحائف ربها لم تكف لكتابة تفسير ما فيها من الآيات، فكتب البقية في صحائف مستقلة.
وهذه النسخة في غاية الروعة والأهمية من جهة الخط والورق والزركشة والتذهيب نعجز عن وصفها، ولقد صدق كاتبها إذ كتب في الصفحة الأخيرة ما مضمونه انه اختار أحسن ما يمكن اختياره لعمل هذه النسخة الثمينة(2).
للشيخ كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم بن العتائقي الحلي، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيت النسخة بخطه في الخزانة الغروية مع بعض تصانیفه
ص: 150
الأخر، ذكر فيه انه ألفه في اثني عشر يوما من رمضان 776 (1).
للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن سينا (ت 427 ه) ، أوله: «الحمد للّه حمد الشاكرین وصلواته على محمد وآله الطاهرین... لما كان أعظم ما يلحق الإنسان من الخوف هو الخوف من الموت...». قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : توجد نسخة منها كتابتها (707) ضمن مجموعة في الخزانة الغروية(2).
أبوجعفر محمد بن جریر بن رستم الشيعي الآملي...، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) :
وأقدم نسخة هذا الكتاب نسخة الخزانة الغروية المكتوبة 1092 في قطع رحلي ضمن مجموعة رسائل، وقد استنسخ عنها في سنة 1319 المولى علي الواعظ الخياباني في تبریز...(3).
وقال العلامة المجلسي (رحمه اللّه) : وكتاب دلائل الإمامة من الكتب المعتبرة المشهورة، أخذ منه جل من تأخر عنه كالسید ابن طاووس وغيره، ووجدنا منه نسخة قديمة مصححة في خزانة كتب مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) (4).
ص: 151
ويظهر من كلام العلامة المجلسي (رحمه اللّه) «ووجدنا منه نسخة قديمة مصححة» أنها غير التي وصفها الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) ، إذ انها كتبت سنة 1092 ه، فلا يمكن أن يصفها بالقدم.
تأليف: محمد بن محمد صادق التامي الشريف الشيرازي، قال السيد أحمد الحسيني: كتاب في إثبات إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وهو في مقدمة وباب واحد وخاتمة، وهو بخط المؤلف كتبه سنة 1254 (1).
للشيخ أبي العباس أحمد بن علي بن أحمد النجاشي (ت 450 ه) قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيت منه نسخة بخط الشیخ فضل بن محمد بن فضل العباسي، كتبه عن نسخة خط شيخه الشيخ عبد النبي الجزائري، وهو كتب نسخته عن خط شيخه السيد محمد صاحب المدارك ، وهو كتب نسخته عن نسخة الخزانة الغروية التي عليها خط ابن إدريس أو كلها بخطه، وعليها أيضاً خط السيد عبدالكریم بن طاووس، والسيد محمد بن معد الموسوي، ونسخة الشيخ فضل مكتوبة في سنة 1021 (2).
ص: 152
للسيد بهاء الدين أبي الحسن علي بن عبدالكريم بن عبدالحميد الحسيني النسابة النيلي النجفي، ذكر الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) أن صاحب المعالم رأى هذا الكتاب في الخزانة الغروية(1).
تأليف: سراج الدين أبو الثنا محمود بن أبي بكر بن أحمد الأرموي المولود سنة 594 والمتوفي سنة 682 ، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : والنسخة في الخزانة الغروية بخط كمال الدين عبد الرحمن بن محمد بن العتائقي الحلي، كتبه في 778 وكتب بخطه انه لمولينا الأعظم أقضي قضاة العالم سراج الدين الأرموي(2).
تأليف: الشيخ أبي علي الحسين بن عبداللّه بن سينا، ضمن مجموعة، قال عنها السيد أحمد الحسيني: كتبت هذه المجموعة سنة 707، ومن جملة الفوائد المتفرقة التي فيها: فوائد من كلام الفضل، ورؤيا ابن سينا، وفوائد من كلام الحكماء، ووصايا افلاطون لتلامذته، وكلام سقراط الحكيم، ومسائل ابن سينا، وفوائد من كلام الشيخ أبي الحسن الأوي، ودعاء من إنشاء ابن سینا، ومسائل
ص: 153
أبي حيان، وسيرة ابن سينا(1).
تأليف: أبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي، ضمن مجموعة، قال عنها السيد أحمد الحسيني: كتبت هذه المجموعة سنة 707، ومن جملة الفوائد المتفرقة التي فيها : فوائد من كلام الفضل، ورؤيا ابن سينا، وفوائد من كلام الحكماء، ووصايا افلاطون لتلامذته، وكلام سقراط الحكيم، ومسائل ابن سينا، وفوائد من كلام الشيخ أبي الحسن الأوي، ودعاء من إنشاء ابن سينا، ومسائل أبي حيان، وسيرة ابن سينا(2).
في الفرق والملل، للشيخ كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم العتائقي الحلي، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : في مجموعة كلها بخطه في (778) في الخزانة الغروية، أولها: «الحمد للّه المنقذ من الضلالات، المخلص من الجهالات - إلى قوله: - فهذه رسالة تتضمن ان مخالف الحق من أهل القبلة هل هو كافر أم لا، وتعداد فرق المسلمين»، وفي آخرها نقص، والظاهر انه لم يخرج من قلمه إلا الموجود(3).
ص: 154
كمال الدین عبدالرزاق الكاشي(1).
الخواجة نصير الدين الطوسي، بخط ابن العتائقي في المشهد الغروي 20 ذي القعدة 778 (2).
لسعد بن منصور بن سعد بن الحسن بن هبة اللّه بن كمونة، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : أولها «الحمد للّه الذي نطقت بحكمته...» وهي في عشرة فصول بخطه في الخزانة الغروية، واستنسخها الشيخ محمد السماوي لنفسه مع جملة من كتبه ورسائله الأُخرى، منها اللمعة الجوينية، وكلها بخط ابن كمونة(3).
93 - رسالة في بقاء النفس الإنسانية وإثبات أبديتها:
وصفها الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) بقوله:لبعض قدماء الأصحاب، أولها: «الحمد اللّه عدد منه التي يعجز عن عدها وحصرها، وكذا نعمه التي لانستطيع ...» رأيتها في الخزانة الغروية، وكتب عنها الشيخ محمد الساوي لنفسه نسخة
ص: 155
وكانت النسخة عتيقة في الغاية، فيظهر انها من تأليف القدماء(1).
للمولى الإمام العالم المحقق أفضل المتأخرين فخر الملة والدين، أبي الحسن علي بن محمد البندهي المعروف بابن البديع، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيت نسخة منها في الخزانة الغروية قد كتبها بخطه الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن العتائقي الحلي، ووصف مؤلفه بما ذكرناه من الوصف بعينه إلى قوله: بابن البديع، ثم دعا له بقوله: «تغمده اللّه برأفته بمحمد وعترته».
وقد فرغ ابن العتائقي من نسخها في الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وسبعمائة، وقال: «وفي هذا اليوم وقع مطر عظيم في الغري بل في العراق، دخل الخانات وأفسدها وخرب الدور الكثيرة» ومن دعائه للمصنف يظهر وفاته في هذا التاريخ، كما يظهر حسن حاله وجلالته من الدعاء ومن سائر أوصافه(2).
للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبداللّه بن سينا، كتبها إلى الفقيه أبي
ص: 156
عبداللّه محمد بن عبداللّه بن أحمد المعصومي وضمها فصولاً، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : نسخة منه بخط الشيخ كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن العتائقي الحلي في 778 كانت في الخزانة الغروية، أولها: «سألت أسعدك اللّه يا أبا عبداللّه الفقيه العصري أن أجمع لك رسالة تتضمن إيضاح القول في العشق - إلى قوله: - وجعلت رسالتي إليك منضمة فصولا سبعة...» ذكر فهرسها، وسابع الفصول خاتمة الكتاب(1).
قال السيد أحمد الحسيني: لا نعلم لمن هي، أولها: «الحمد للّه على نواله والصلاة على محمد وآله، وبعد فكتبانا هذا مرتب على مقدمات و مقالات وخاتمة، المقدمة الأولى العلم عند اللغويين معترف بالمعرفة فكأنهم جعلوه مرادفاً له». والنسخة حديثة الكتابة(2).
تأليف: سعد بن منصور بن سعد بن حسن بن هبة اللّه بن كمونة، ضمن مجموعة، قال السيد أحمد الحسيني: كتب ابن كمونة هذه الرسالة بالتماس محمد المؤمن القزويني، وصدرها باسم محمد الجويني، ويقول في مقدمتها: «وقد رتبتها
ص: 157
على جملتين يشتمل كل جملة منها على بابين وكل باب على خمسة فصول» المجموعة بخط این كمونة، كتبها سنة 679 (1).
من علوم الصوفية والمتكلمين والحكماء، للسيد ركن الدین حیدر بن علي بن حیدر الحسيني الآملي صاحب المحيط الأعظم، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيتها بخطه منضمة إلى آخر المحيط في مجلد في الخزانة الغروية، وبخطه عليها انه ألفها (787) ، وذكر في أولها انه كتبها بالتماس أفراد من الطوائف الثلاث على الاختصار ليحصل لهم التمييز بينها ويتوجهوا نحو الحق منها، مرتباً على مقدمة وعشرة أنواع من الأبحاث، المقدمة في التعريف العلمي بطريق الطوائف الثلاث، النوع الأول في تعريف علوم أهل اللّه، النواع الثاني في كيفية صدور الوحي والإلهام والكشف، وفيه دائرة أسماء اللّه، أسماء الأفعال، وأساء الصفات، وأسماء الذات، وهكذا إلى آخر الأنواع العشرة ، ففي آخر كل منها دوائر في تشجير ملخص ما فصله فيه(2).
تأليف: ابن كمونة سعد بن منصور ، مرتبة على أبواب ، الباب الخامس
ص: 158
منها في مدير العالم الواجب الوجود لذاته ونعوت جلاله، وآخرها: «نجز تأليفه في العشر الآخر من ذي القعدة من سنة تسع وسبعين وستمائة هجرية» قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : وهي في آخر عدة من التقاطاته بخطه في مجلد رأيته بالخزانة الغروية(1).
للشيخ كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن يوسف بن العتائقي الحلي، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : النسخة موجودة في الخزانة الغروية بخطه مع جملة من تصانيفه الأخر تواريخها من 756 إلى 788 (2).
وقال السيد أحمد الحسيني: رتب فيها أسماء الأدوية حسب الحروف، وهي بخط المؤلف، وهي ناقصة الآخر أكلتها الأرضة(3).
للشيخ كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن يوسف بن العتائقي الحلي، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : فرغ منها منتصف ذي الحجة 787
ص: 159
مرتباً على فصول ، أولها في أبعاد كل جرم من الأجرام السماوية، وهو شرح المبحث مقادير الأبعاد والأجرام الذي أورده الخواجه نصيرالدين الطوسي في تذكرته، أوله: «الحمد للّه كما يليق بكبريائه وجلاله...» وجعلها ابن العتائقي تكملة لشرحه على الجغميني الذي ألفه 12 ذي الحجة 787، ثم كتب في آخر الشهدة في معرب الزبدة الذي فرغ منه في 14 محرم 788 انه كتب الرسالة هنا أيضاً، وهي بخطه في الغروية(1).
ضمن مجموعة مع كتاب مفتاح الخير للشيخ علي بن سليمان البحراني، قال السيد أحمد الحسيني:كتبت هذه المجموعة في حياة الشيخ علي بن سليمان البحراني الذي توفي سنة 699، فجاء بعد أسمه على الورقة الأولى من الكتاب الأول جملة: «دام فضله» على المجموعة كتابة عبدالرحمن بن محمد بن العتائقي سنة تسع... وسبعمائة»(2).
قال السيد أحمد الحسيني: الجزء الثالث، النسخة نفيسة ناقصة الأول والآخر من القرن التاسع أكلتها الأرضة، ولم نعلم مؤلفها من هو(3).
ص: 160
لأبي الفرج عبدالرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي البغدادي (ت 597 ه ) قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : جزؤه الثالث موجود في الخزانة الغروية، وقد أكلت الأرضية كثيراً منه(1). وقد يكون متحدة مع ما قبله.
تأليف: المولى محمد باقر المجلسي، قال السيد أحمد الحسيني: نسخة حسنة الخط جداً مجدولة، في صفحتها الأولى لوحة ملونة دقيقة، وجلدها مطلي بالميناء الملون الممتاز، أوقفها میرزا عبد الغني مدرس زاده الخاتون آبادي سنة 1349 (2).
تأليف: المولى محمد باقر المجلسي، قال السيد أحمد الحسيني: كتبه الحاج جعفر بن محمد إبراهيم سنة 1225، وأوقفته بانو كسرائيل القاجارية في نفس السنة، والنسخة في غاية الروعة من جهة الخط والورق والنقوش والتلوين، وجلده مطلي بالميناء الملون الفاخر(3).
وهي التي سألها كمال الدين ابن میثم البحراني عن الخواجة نصير الدين
ص: 161
الطوسي، تأليف: الشيخ كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم بن يوسف بن العتائقي الحلي، جعله تكملة لكتابه «الإيضاح والتبيين في شرح منهاج اليقين» في أصول الدين، تأليف العلامة الحلي، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيت النسخة بخط المؤلف في الخزانة الغروية كتب على ظهرها: «الرسالة المكملة الشرح المنهاج، وقال: إنه يكتب هذه الرسالة بعد قول شيخنا المصنف: مسألة ، العلم على ضربين. وفرغ من الشرح في 12 ذي القعدة 787 (1).
للعلامة الحلي جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر (ت726) قال الشيخ آغا بزرك (رحمه اللّه) : «ذكره الشيخ عبدالرحمن بن محمد العتائقي الحلي في بعض تصانيفه، كما رأيته بخطه في الخزانة الغروية»(2).
تأليف: شمس الدين أحمد بن خليل الحولي، ضمن مجموعة فيها: الإرشاد في علم الخلاف والجدل لركن الدين العميدي، وتتمة الإرشاد له أيضاً، قال السيد أحمد الحسيني: هذه المجموعة قديمة حسنة الخط بدون تاریخ، كتبها محمد ابن أبي الغنائم بن معنى الدمشقي، وأوقفها السيد صدر الدين الآوي على الحرم
ص: 162
العلوي يوم الثامن من شهر رجب سنة776، وعلى الورقة الأولى تملك طاهر بن هاشم بن أحمد التفليسي، وفي آخرها تملك صدر الدين الأسترآبادي سنة 896 (1).
تأليف: بدر الدين محمد بن محمد بن عبداللّه بن مالك النحوي. قال السيد أحمد الحسيني: كتبه الميرزا أحمد الحسيني، وعليه تملك يوسف بن الشيخ حسن ابن الشيخ أحمد بن الشيخ زين الدين الأحسائي، والشيخ علي بن أحمد بن زين الدين الأحسائي سنة 1240 (2).
تأليف ابن عقيل عبداللّه بن عبدالرحمن العقيلي، قال السيد أحمد الحسيني: نسخة حديثة الكتابة رديئة الخط ناقصة الآخر(3).
تأليف: كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم بن العتائقي الحلي قال السيد أحمد الحسيني: شرح مزجي كتب المتن بالحمرة، وهو ناقص الأول ، تمت كتابته بيد المؤلف في النجف سنة 788 (4).
ص: 163
علاء الدين أبو الحسن علي بن الحزم القرشي، المعروف بابن نفیس (نسخة عتيقة) ، كذا ذكر الدكتور محفوظ(1)، وقال السيد أحمد الحسيني: نسخة قديمة جداً ناقصة الآخر(2).
تأليف ابن العتائقي الحلي، بخط تلميذه الشيخ علي بن محمد بن محمد بن علي بن رشید، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيت هذه النسخة أيضا في الخزانة الغروية وامضاؤه: علي بن محمد بن محمد بن علي رشيد بالغري سنة 793 (3).
لبعض تلاميذ العلامة الحلي، قال الشيخ محمد بن يونس الشويهي في براهين العقول الذي ألفه سنة 1229 ه : انه موجود عندي.
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : «يوجد الشرح في الخزانة الغروية، وقد كتب عليه الشيخ محمد بن يونس المذكور انه استعاره»(4).
ص: 164
للشيخ شرف الدين بن علي الاسترآبادي النجفي تلميذ المحقق الكركي، حكي عن المحدث الحر العاملي انه قال: رأيته في الخزانة الغروية(1).
تأليف الشيخ ميثم بن علي بن میثم البحراني، ضمن مجموعة قال عنها السيد أحمد الحسيني: كتبت هذه المجموعة سنة 707، ومن جملة الفوائد المتفرقة التي فيها: فوائد من كلام الفضل، ورؤيا ابن سينا، وفوائد من كلام الحكماء، ووصايا افلاطون لتلامذته، وكلام سقراط الحكيم، ومسائل ابن سينا، وفوائد من كلام الشيخ أبي الحسن الآوي، ودعاء من إنشاء ابن سينا، ومسائل أبي حيان، وسيرة ابن سينا(2).
تأليف المولى كمال الدين عبدالرزاق بن جلال الدين الكاشاني المتوفي سنة 735 ه، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيته ضمن مجموعته في الخزانة الغروية في النجف الأشرف(3).
ص: 165
تأليف: قطب الدین محمد بن مسعود بن مصلح الشيرازي، قال السيد أحمد الحسيني: المتن مكتوب بالأحمر وفي آخر النسخة : «فرغت من كتابته في أوائل رجب سنة 729 ناقلاً من نسخة منقولة من الأصل بخط المصنف» وهي من متروكات السيد جلال الدين عبداللّه بن شرفشاه الحسيني، وأوقفت على الحرم العلوي سنة 816ه(1).
أقول: يحتمل اتحادها مع ما سيأتي في حرف الميم تحت عنوان «مختصر شرح حكمة الاشراق» فلاحظ.
في الحكمة، من إنشاء الشيخ الرئيس أبي علي بن سيناء للمؤرخ المسعودي صاحب مروج الذهب، ألفه باسم السيد تاج الدين محمود بن عبدالكريم، أوله: الحمد للّه الذي أنشأ الخلائق بقدرته، ومهد لهم الطريق...» وهو شرح يحتوي على المتن يذكره بعنوان قال ثم يشرع في الشرح، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيت النسخة في الخزانة الغروية في النجف، تاریخ كتابتها سنة 707 ه(2).
تأليف: كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن يوسف
ص: 166
بن العتائقي الحلي، فرغ منه في الثاني عشر من ذي الحجة سنة 787 ه، ثم ألف «الرسالة المفيدة لكل طالب في شرح مقادير أبعاد الأفلاك والكواكب» وجعله ذیلاً لشرح الچغميني هذا وفرغ منه في منتصف ذي الحجة من سنة 787 ه المذكورة، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : وقد رأيتها بخطه في الخزانة الغروية في النجف الأشرف(1).
تأليف: الشيخ كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم الحلي الغروي المعروف بابن العتائقي، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : توجد قطعة منه بخطه في الخزانة الغروية في النجف الأشرف، وفي آخرها ما لفظه: «كتبه عبدالرحمن بن محمد العتائقي سنة 781 ه » ويظهر منها انه جزء ثاني من شرح الديوان، والأسف أن الأرضية أكلت حواشی أكثره(2).
ص: 167
قطعة صغيرة منه، كتبت في نحو المائة الخامسة للّهجرة(1).
وقال عنها السيد أحمد الحسيني: نسخة قديمة جداً ربما يرجع تاريخها إلى القرن الخامس، وهي من موقوفات السيد صدر الدين الآوي، أوقفها على الحرم العلوي سنة 775 (2).
في شرح منظومة سعد بن علي الحظيري في الكلام، لابن العتائقي الحلي قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : منه نسخة بخط الشارح في الخزانة الغروية فرغ منه سنة 786 (3).
قال الشيخ أغا بزرك في الحقائق الراهنة عند ترجمة الحسن بن مطهر: كتب لنفسه شرح شمس الدين الأصفهاني على الطوالع للبيضاوي في الكلام، وقال في آخره ما لفظه: «كتبه لنفسه العبد الفقير إلى رحمة ربه الغني حسن بن المطهر في مجالس آخرها آخر نهار الأحد خامس صفر 768» رأيت النسخة في الخزانة الغروية، وقد وقفت من متروكة جلال الدين عبداللّه بن شرفشاه الحسيني لتلك
ص: 168
الخزانة في 10 شعبان 810، وعلى النسخة تملكه(1).
وأضاف السيد أحمد الحسيني: وجاء في الصفحة الأولى: «نظر في هذا الكتاب ... إلى آخره الفقير إلى اللّه... بن عباس العميدي الحسيني... ذنوبهم أجمعين» وتملك حسن بن الشيخ هادي، وكتب في الصفحة الأخيرة: «نظر في هذا الكتاب الفقير علي بن إبراهيم كتابدار الحضرة المقدسة ... سنة 990»(2).
للشيخ علي بن محمد المعروف بنصير الدين القاشاني الحلي، معاصر العلامة الحلي والمتوفی كما عن خط الشهيد الأول سنة 755 ه، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيته في الخزانة الغروية، وهو من متروكة جلال الدين عبد اللّه بن شرفشاه وقف سنة 810ه(3).
قال السيد أحمد الحسيني: هذا الكتاب يقع في مجموعة فاتنا تسجيل تفاصيلها، وكتب عليه انه للسيد ركن الدين ... وهو ناقص الآخر، من متروكات السيد جلال الدین عبداللّه بن شرفشاه الحسيني، وأوقف على الحرم العلوي سنة 816 (4).
ص: 169
أقول: قد يكون متحداً مع الذي قبله .
قال السيد أحمد الحسيني: شرح ب«قوله - قوله» وهو ناقص الأول(1).
من الطهارة إلى العتق في الخزانة الغروية، مجهول المؤلف(2).
وقال السيد أحمد الحسيني: كتاب في الفقه الشافعي أظنه «كفاية الأخبار في حل غاية الاختصار» للسيد تقي الدين الحصني، تبدأ النسخة بكتاب الصلاة، وأولها: «كتاب أحكام الصلاة، وهي لغة الدعاء وشرعاً كما قاله الرافعي أقوال...» وهي حديثة الكتابة من القرن الثالث عشر، والمتن مكتوب باللون الأحمر(3).
قال السيد أحمد الحسيني: الجزء الرابع، ناقص الأول والآخر، ولم نعلم لمن هو نسخة قديمة جداً(4).
وذكره مرة ثانية بعد صفحات وقال: الجزء الرابع ناقص الأول، كتبه محمد بن علي الجرجاني سنة 730، والظاهر انه جزء من النسخة التي مر
ص: 170
ذكرها... ومنه في أواخره: «اعلم أن الطبيب إذا أراد الطب على هذه السيرة»(1).
تأليف: ابن العتائقي الحلي، ضمن مجموعة، قال السيد أحمد الحسيني:
والقصيدة هي لأبي دلف مسعر بن مهلهل الخزرجي الينبوعي، وأول القصيدة :
جفون دمعها يجري *** لطول الصد والهجر
وهو شرح مختصر لبعض ألفاظ القصيدة، وهو بخط ابن العتائقي كتبه سنة 763(2).
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) في ترجمة أحمد بن حسن بن علي بن خليفة الحسيني الآوي: قد وقف ابن أخيه - وهو السيد صدر الدين محمد بن شرف الدين محمود بن عزالدين حسن المذكور - في سنة 775 نسخة من «شرح القصيدة البائية» للخزانة الغروية عن قبل عمه صاحب الترجمة، وظاهر انه كان من كتب عمه وقفه بعد وفاته(3).
وقال في ترجمة محمد بن محمود الآوي: هو السيد المعظم صدر الدین محمد ابن شرف الدین محمود بن عز الدين الحسن بن علي بن خليفة الحسيني الآوي،
ص: 171
وقف نسخة من شرح القصيدة البائية نيابة عن عمه المرحوم السيد أحمد بن عز الدين حسن للخزانة الغروية في سنة 775 (1).
«كشف الأسرار عن غوامض الأفكار» في المنطق للقاضي أفضل الدین محمد بن ناماور بن عبدالملك الخونجي الشافعي، وشرحه علي بن محمد بن علي الكاتبي القزويني، قال السيد أحمد الحسيني: أظن أن هذه النسخة من جملة شرحه وهي قديمة نفيسة ناقصة الآخر، وهي الجزء الثاني من الكتاب، تبدأ بالفصل الثامن في القياس وتنتهي بقوله: «فالصغرى أما أن تكون اتفاقية... استلزمتا سلب الموافقة به...» أوقفها عزالدين بن علي بن حيدر العلوي الحسيني... في الرابع عشر جمادى الأولى سنة 868 (2).
تأليف: سعد الدین مسعود بن عمر التفتازاني، قال السيد أحمد الحسيني: هذه النسخة تحتوي على قطعة من المجلد الثاني من الكتاب، وهي قديمة ذات أهمية، أولها: «یا رب العالمين أي ماهيته أجاب موسی بذكر خواصه وصفاته » وآخرها: «تساوی مقداریهما كان الإنسان الصغير مثل الإنسان الكبير»(3).
ص: 172
للشيخ حسين بن أحمد بن خالويه بن حمدان الهمداني النحوي المتوفي بحلب سنة 370، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : والمقصورة لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد اللغوي صاحب الجمهرة في اللغة، وهي مائتان وتسعة وعشرون بیتاً، وفيها بعض مناقب علي أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وشرح ابن خالویه موجود في المكتبة العمومية بدمشق الشام، وخزانة الشيخ علي كاشف الغطاء في النجف الأشرف.
ورأيت قبل عشرين سنة في الخزانة الغروية نسخة منه عليها اجازة بخط الشارح لتلميذه أبي الحسن محمد بن عبد اللّه السلامي المتوفي سنة (393) أخذت صورتها، وهي بعد البسملة: «قرأ عليَّ من أوله إلى آخره أبو الحسن السلامي أیده اللّه بطاعته، ونفعه بعلمه وأدبه، هذه القصيدة بتفسيرها، وأجزت له ولكل من أحبه وكل ما رويته من آثار رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) وأصحابه والتابعين بإحسان رحمة اللّه عليهم، والأشعار والأخبار و مسائل القرآن يرويه ويقول حدثنا وأخبرنا وأجازنا وكتب إلينا وكيف شاء. وكتب الحسين بن خالويه والحمد للّه رب العالمين». وتلك النسخة من نفائس الجواهر(1).
وقد استنسخ عنها العلامة الشيخ محمد السماوي بخطه، وعلى ظهر نسخة الخزانة تاريخ وفاة المصنف سنة 370 (2).
ص: 173
وأضاف صاحب أعيان الشيعة: «...وعليها إجازة سلامة من محمد بن حرب بن عبيد اللّه العجمي سنة 375، وعلى ظهرها ماصورته: هذا ما وقفه السيد المعظم صدر الدين بن محمد بن السيد شرف الدين بن محمود بن الحسن بن خليفة الآوي، وهو وقف عن عمه السيد أحمد بن الحسن بن علي بن خليفة بموجب وصية صدرت عنه على الحضرة الشريفة الغروية، وأن لا يخرج منها إلا برهن يحفظ القيمة، وكتب في رجب سنة 775»(1).
وأضاف الشيخ جعفر محبوبه: لابن خالويه قرئت عليه وعليها إجازة بخطه، قرأها عليه أبو الحسن السلامي، وعليه صورة قراءته نصها: «بلغت قراءة على أبي عبداللّه محمد بن عبيد اللّه العجمي حرمه اللّه، وفرغت منها ليلة السبت لخمس بقين من شعبان سنة 375، وكتب سلامة بن محمد بن حرب، وحسبنا اللّه وحده»(2).
ابن العتائقي (778) ، كذا ذكره الدكتور محفوظ في مجلة معهد المخطوطات العربية(3).
ص: 174
تأليف: الشيخ كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن یوسف بن العتائقي الحلي، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : وجدت منه في الخزانة الغروية مجلد واحد، وقد كتب على ظهره تلميذه الشيخ علي بن محمد بن محمد ابن علي بن رشيد الدين في ج 1. سنة 786 (انّه شيخنا ومخدومنا ومقتدانا) ولم يتيسر لي مطالعته مفصلاً(1).
وقال السيد محسن الأمين (رحمه اللّه) : «شرح ابن العتائقي عبد الرحمن بن محمد جمعه من أربعة شروح: شرح القاضي عبد الجبار، وشرح ابن میثم، وشرح الكيدري، وشرح ابن أبي الحديد، في أربع مجلدات في الخزانة الغروية، فرغ من الثالث 780»(2).
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) في ترجمة علي بن إبراهيم بن علي بن الحسين الرازي: كتب نسخة من كتاب الشهاب للسهروردي في بغداد، فرغ من الكتابة 14 شوال 739، والنسخة موجودة في الخزانة الغروية(3).
ص: 175
تأليف: كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم بن العتائقي الحلي، وأصل الكتاب كان لنصير الدين الطوسي باسم: «زبدة الإدراك في علم الأفلاك» بالفارسي وقد عربه الشيخ نصير الدين علي بن محمد الكاشاني المولد الحلي المسكن المدفون بالغري في 10 رجب سنة (755)، وقد شرح ابن العتائقي هذا التعريب وهو لأستاذه وسمّاه بالشهدة، وهو بخط الشارح موجود في الخزانة الغروية، شرع في الشرح في 22 ذي الحجة عام (787) وفرغ منه في 14 محرم (788)(1).
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : وأول الشهدة: «الحمد للّه حمداً يليق بإنعامه وجلاله، ويستوجب المزيد من نعمائه وأفضاله...» والنسخة بخطه رأيتها قبل 1350 في الخزانة الغروية، وقال في أوله : ان المعرب للزبدة هو مولانا الأعظم وإمامنا العلامة الأكرم، قدوة المحققين، وأفضل المتأخرين، ملك الفقهاء والحكماء والمتكلمين، شيخنا نصير الملة والحق والدين علي بن محمد الكاشي قدس اللّه روحه(2).
للشيخ أبي علي الحسن بن علي بن أحمد الفارسي الفسوي النحوي المتوفي
ص: 176
سنة 377، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيت في الخزانة الغروية نسخة عتيقة عليها خط المصنف، وصورة خطه: «قرأ عليَّ أبو غالب أحمد بن سابور هذا الكتاب، وكتب الحسن بن أحمد الفارسي».
وقد كتب هذا التلميذ بخطه على أول أجزائه الثلاثة عشر ما لفظه: «قرأتها على الشيخ أبي علي بن أحمد بن عبدالغفار النحوي أيده اللّه في سنة 363» وفي أول الجزء الثاني أيضا هذه العبارة، لكن تاريخه سنة 364 واته قرأه عليه في متزله، ثم كتب ما لفظه: «قال الشيخ أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار النحوي أرضاه اللّه بعفوه، كتبتها لمولانا الملك الجليل عضد الدولة أطال اللّه بقاه وأدام سلطانه وثبت ملكه»(1).
وذكره الشيخ جعفر محبوبه باسم «المسائل الشيرازية» وقال: وهي من كتب السيد جلال الدين عبداللّه بن شرفشاه الحسيني وقفها سنة 810 (2).
وزاد السيد أحمد الحسيني: وفي آخره: «قرأت هذا الكتاب من أوله إلى آخره على أبي أبقاه اللّه، وفرغت من قراءته يوم الخميس غرة شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة». وذكر انه من موقوفات السيد جلال الدين بن شرفشاه في سنة 816 (3).
ص: 177
..
وقال الشيخ عباس القمي (رحمه اللّه) : رأيتها في مشهد مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) (1).
قال السيد أحمد الحسيني: كتاب في علم الكلام في تسع عشرة صفحة، وفي كل صفحة فصول وهو ناقص الأول، ألف سنة 688، وكتبه إبراهيم بن علي بن الحسين سنة 716(2).
قال السيد ابن طاووس (رحمه اللّه) : فصل فيها نذكره من صحائف إدريس (عليه السلام) ، وجدت هذه الصحف بنسخة عتيقة يوشك أن يكون تاريخها من مأتين من السنين بخزانة كتب مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وقد ذهب أولها وآخرها، فكان الموجود منها نحو سبعة كراساً وقوائمه بقالب ربع الورقة الكبيرة، نذكر الملأ والخلو، وقد سقط منه وإنا نذكر منه ما ذكر من أول أيام الأسبوع(3).
يقول الشيخ محمد هادي الأميني: وحدثني أحد أولاد المرحوم الحاج مجيد الشكري العبايجي في النجف، وكان ضابطاً عسكرياً، قال: في سنة 1958م وفي
ص: 178
صبيحة 14 تموز، كنت مع الفريق الذي داهم قصر عبد الإله ونوري السعيد، فحين سيطرنا على قصر عبد الإله، وأخذ الجيش ما أخذ من الغنائم، شاهدت كتاباً على الأرض فرفعته ووضعته في جيبي، وبعد أن عدت إلى البيت تصفحته فوجدته «الصحيفة السجادية» للإمام زين العابدين (عليه السلام) ، وقد كتب على رق الغزال والسطور والخطوط مزدانة بماء الذهب، والنسخة نفيسة وقيمة، وعليها عبارة : «وقف خزانة الروضة الحيدرية» وتاريخها قديم جداً، أهديت للروضة من قبل أحد سلاطین ایران، والآن لم تزل في مكتبتي احتفظ بها وأعتز(1).
فارسي في مناقب الشيخ صفي الدين جد السلاطين الصفوية لابن البزاز ، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : والنسخة بخط المؤلف موجودة في الخزانة الغروية، فرغ من تصنيفها ج 2 - 787، قال سیدنا صدر الدين: رأيت النسخة على ما ذكرت بخطه في التاريخ في الخزانة المرتضوية، ونسختان عند الملك(2).
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيت جملة من تصانيف ابن العتائقي بخطه في
ص: 179
الخزانة الغروية منها صفوة الصفوة الذي فرغ منه سنة 787 (1).
وسماه السيد أحمد الحسيني بصفوة الصفوة للعارف في شرح صفوة المعارف» وقال: صفوة المعارف منظومة في الهيئة نظمها سعد بن علي الحضرمي(2).
قال السيد محسن الأمين (رحمه اللّه) : وجدت على ظهر كتاب طوالع الأنوار من مطالع الأنظار تأليف ناصر الدين عبداللّه بن عمر البيضاوي، الموجود منه نسخة مخطوطة في الخزانة الغروية ما صورته:
أنشد الفقيه المتكلم سديد الدين سالم بن عزيزة لنفسه:
إن كنت تتبع الهوى *** فعليك بالتقليد دأبا
فمتى نظرت وكنت *** تنوي كون مذهبك الصوابا
لم تحظ بالمقصود منه *** ولم تلج للحسن بابا(3)
وقال السيد أحمد الحسيني: نسخة قديمة ناقصة الآخر، على الصفحة الأولى تملك عبد الرحمن بن العتائقي، وفي هامشها: «سنة ستمائة وأربعين أحرق الضريح المقدس بسر من رأى، وسنة خمس وخمسين أحرق الضريح المقدس
ص: 180
الغروي» وفي ورقة منفردة عن الكتاب: «نظر فيه فضل بن محمد بن الزين بن محمد بن عبدالرحمن الجنيدي الأسدي سنة 909»(1).
تأليف: محمد بن محمد الجزري الشافعي، ضمن مجموعة، قال السيد أحمد الحسيني: عليها تملك محي الدين يحيى بن ناصر الدين عبدالرحمن بن شمس الدین محمد بن صالح بن إسماعيل اللباني الشافعي(2).
تأليف: الشيخ أبي علي الحسين بن عبداللّه بن سينا، ضمن مجموعة، قال عنها السيد أحمد الحسيني: كتبت هذه المجموعة سنة 707، ومن جملة الفوائد المتفرقة التي فيها: فوائد من كلام الفضل، ورؤيا ابن سينا، وفوائد من كلام الحكماء، ووصايا افلاطون لتلامذته، وكلام سقراط الحكيم، ومسائل ابن سينا، وفوائد من كلام الشيخ أبي الحسن الأوي، ودعاء من انشاء ابن سينا، ومسائل أبي حيان، وسيرة ابن سينا(3).
تأليف: قاسم بن محمد الشاطبي، ضمن مجموعة، قال السيد أحمد
ص: 181
الحسيني: عليها تملك محيي الدين يحيي بن ناصر الدین عبدالرحمن بن شمس الدين محمد بن صالح بن إسماعيل اللباني الشافعي(1).
في الحكمة للسيد أبي البركات هبة الدين علي، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : والنسخة بخط أبي سعيد يعيش بن المبارك، فرغ من نسخه في شوال 538، وهي موجودة في الخزانة الغروية(2).
لابن مهنا الداودي، كتبها النسابة حسين الكتابدار بخطه عام 1095، وقد وشحها بتعليقاته وشروحه القيمة، وشاء القدر أن تحفظ هذه المخطوطة حيث نقلت إلى حرم الإمام الرضا (عليه السلام) بخراسان، وهي من ذخائر خزانة كتبها العتيدة اليوم، وإلا لأصابها ما أصاب سائر مخطوطات الخزانة العلوية من التلف والضياع(3).
تأليف: شهاب الدين عمر بن محمد بن عبداللّه السهروردي، قال السيد أحمد الحسيني: الخط والورق في هذه النسخة مختلفان، وفيها نواقص كثيرة من
ص: 182
الأول والآخر والأواسط(1).
في النحو للشيخ أبي حيان محمد بن يوسف الأندلسي (ت 745 ه) قال الشيخ أغابزرك عند وصف كتاب اللمحة في النحو لأبي حيان أيضاً:يوجد في الخزانة الغروية بخط محمد بن عبداللّه بن عبدالرحمن بن ربيع الأشعري عن خط المؤلف في ج2 سنة 712 مع غاية الإحسان والتقريب كلها لأبي حيان بخط واحد(2).
في الأصول، للشيخ محمد بن علي بن محمد الجرجاني الغروي، نسخة في الغروية عليها خط السيد حيدر بن علي بن حيدر العلوي الحسيني الآملي انه باعه لنظام الدين محمود في 27 رجب 766.
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : ألفه باسم النقيب عميد الدين أبي طالب عبدالمطلب بن النقيب شمس الدين علي بن المختار العلوي الحسيني، كتبه في حياة شيخه العلامة الحلي مصرحاً به في أوله، وعناوينه «قال دام ظله - أقول». أوله: «بحمدك اللّهم نفتتح الكلام وبشكرك يا علام نستجلب أو نستزيد النعم
ص: 183
الجسام...» فرغ منه في الأربعاء تاسع عشر شوال 697 (1).
وصورة خط السيد حيدر الآملي هكذا: «بعته لخدمة المرتضى المعظم، قدوة الأفاضل والأمم، أفضل المتأخرين، زبدة المتبحرین، المخصوص بعناية رب العالمين، كهف الحاج والحرمين، نظام الحق والملة والدين، محمود أدام اللّه معاليه في 27 رجب 766»(2).
قال السيد أحمد الحسيني: شرح غريب القرآن في هذا الكتاب بالعربية والفارسية، وهو ناقص الأول والآخر(3).
تأليف: ابن قتيبة عبداللّه بن مسلم الدينوري، قال السيد أحمد الحسيني: نسخة قديمة خطها يشبه الكوفي ناقصة الآخر(4).
للخواجة الطوسي (ت 672 ه ) ، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيته بخط
ص: 184
ابن العتائقي في الغروية(1).
للخواجة الطوسي، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيته بخط ابن العتائقي في الغروية(2).
للخواجة الطوسي، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : ونسخة منه في الغروية بخط ابن العتائقي في 778 (3).
للخواجة الطوسي، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيت هذه الفائدة... في مجموعة كلها بخط ابن العتائقي في 778 في الخزانة الغروية(4).
تأليف: أسعد بن عبدالقاهر بن شفروه الأصفهاني، قال السيد ابن طاووس (رحمه اللّه) : ومن ذلك ما ذكره الأصفهاني أسعد بن عبد القاهر بن شفروه في كتاب الفائق، فإنه تضمن نصوصاً صريحاً من نبيهم محمد (صلى اللّه عليه وآله وسلم)
ص: 185
على علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالخلافة أيضاً و مناقب جليلة ، وقد رأيت منه نسخة بخزانة مشهد علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالغري(1).
تأليف: ركن الدين محمد بن محمد العميدي، ضمن مجموعة، قال عنها السيد أحمد الحسيني: هذه المجموعة قديمة حسنة الخط بدون تاریخ، كتبها محمد ابن أبي الغنائم بن معني الدمشقي، وأوقفها السيد صدرالدين الآوي على الحرم العلوي يوم الثامن من شهر رجب سنة 776، وعلى الورقة الأولى تملك طاهر ابن هاشم بن أحمد التفليسي ، وفي آخرها تملك صدر الدين الأسترآبادي سنة 896 (2).
تأليف: أبي المؤيد موفق بن محمد الخاصي الخوارزمي، ضمن مجموعة قال عنها السيد أحمد الحسيني: هذه المجموعة قديمة حسنة الخط بدون تاریخ، كتبها محمد بن أبي الغنائم بن معني الدمشقي، وأوقفها السيد صدر الدين الآوي على الحرم العلوي يوم الثامن من شهر رجب سنة 776، وعلى الورقة الأولى تملك طاهر بن هاشم بن أحمد التفليسي، وفي آخرها تملك صدر الدين الأسترآبادي سنة 896 (3).
ص: 186
كتاب فارسی ناقص الأول والآخر، قال السيد أحمد الحسيني: أوله: « است نیز گفت هیچ پیغامبر نميرد الأ كه وی را قائم مقامی باشد» والنسخة قديمة من القرن الثامن أو التاسع الهجري(1).
لقطب الدين محمود بن مسعود بن مصلح الفارسي الشيرازي، المولود سنة 634 والمتوفى سنة 710، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : قال في أوله: اته نفثة مصدور وانتصار مظلوم انتصر فيه لصاحب كتاب التحفة الشاهية ، ومراده نفسه لأنه مصنفه حيث استلب كتابه مجاهرة، وأغار على ما فيه مكابرة بعض معاصريه في كتاب ساه تبیان مقاصد، أورد فيه ما كان صحيحاً بنظره من التحفة بعين ألفاظه بعنوان انه من نفسه، وأورد ما كان سقیماً بنظره من التحفة منسوباً إلى التحفة متلواً باعتراضات باردة، ردها القطب بحذافيرها، والنسخة بخطه في الخزانة الغروية، وذكر فيها أنه ورد بتبريز في سنة 706 وكتب هناك تكملة التذكرة، فيظهر ان تألیف «فعلت» كان بعد سنة 706 (2).
وأضاف السيد أحمد الحسيني: النصف الأول من هذا الكتاب بخط قدیم، والنصف الثاني كتبه عبدالرحمن بن محمد بن العتائقي الحلي سنة 732، والنسخة
ص: 187
فيها آثار الأرضة(1).
تأليف: المولى عبداللّه بن محمد بن عبدالرزاق الحاسب، ألفه باسم شمس الدين بهاء الدولة محمد بن محمد الجويني مرتباً على مقدمة وخمس مقالات وخاتمة، كتابته في ثلاث وعشرين من ذي القعدة في 743 محروم الأول يوجد في الخزانة الغروية.
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : في الخزانة الرضوية نسخة تامة منه... أوله: «الحمد للّه بلا عدد، والآخر بلا أمد، صاحب القدرة القاهرة، والحكمة الباهرة ...» وآخره: «هذا آخر فوائد البهائية، نجز على يد مؤلفه عبداللّه بن محمد بن عبدالرزاق الحاسب في أصفهان في العشر الأوسط من شعبان 675»(2).
ووصفها السيد أحمد الحسيني بقوله: نسخة ناقصة الأول رديئة الخط ، أكلت أوائلها الأرضة(3).
للشيخ كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم العتائقي الحلي من المائة الثامنة، توجد في الخزانة الغروية، ناقص قليلا من وسطه(4).
وذكره السيد أحمد الحسيني باسم: «القسطاس المستقيم والنهج القويم»
ص: 188
وقال: بخطه، وكتب في هامش الصفحة الأخيرة: «النسخة هي المسودة»(1).
انتخبت من نقل حنين بن إسحاق من اليوناني إلى العربية، كذا ذكرها الدكتور محفوظ(2).
شعر واجد علي شاه المتخلص به «أختر»، قال السيد أحمد الحسيني: قصيدتان باللغة الأردوية في مدح الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ، والثانية في مدح الإمام الحسين (عليه السلام) ، والنسخة حديثة الكتابة وهي بخط جميل جداً(3).
تأليف: القاضي عبدالجبار المعتزلي ، ضمن مجموعة ، قال عنها السيد أحمد الحسيني: كتبها محمد بن علي الجرجاني سنة 720، وهي من متروكات السيد جلال الدين عبداللّه بن شرفشاه الحسيني، وأوقفت على الحرم العلوي سنة 816 (4).
كتبت في هامش نسخة ثمينة من القرآن الكريم لها ثلاث هوامش، يفصل
ص: 189
كل هامش عن الآخر بجداول ملونة(1).
تأليف: الشيخ عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب النحوي، قال السيد أحمد الحسيني: كتبه محمد حسين الحسني الحسيني سنة 1045، وتتقدم النسخة أوراق كتبت حديثاً(2).
قال البياضي في الصراط المستقيم: ووجد كتاب بخط الكمال العلوي النيسابوري في خزانة أمير المؤمنين (عليه السلام) فيه وصية لابنه محمد بن الحنفية:
بني إذا ما جاشت الترك فانتظر *** ولاية مهدي يقوم فيعدل
وذكر ملوك الظلم من آل هاشم *** وبويع منهم من يلد ويهزل
صبي من الصبيان لا رأي عنده *** ولاهو ذو جد ولا هو يعقل
فثم يقوم القائم الحق فيكم *** وبالحق يأتيكم وبالحق يفعل
سمي نبي اللّه نفسي فداؤه *** فلا تخذلوا يابني وعجلوا(3)
قال السيد ابن طاووس: ورأيت في كتاب عتيق بمشهد مولانا علي (عليه السلام)
ص: 190
رواية نافلة الليل على هذه الصفات والدعوات عن مولانا زین العابدین (عليه السلام) ، وفيها ان هذا الفصل يقوله من بعد الفراغ من ركعة الوتر ...(1).
قال السيد أحمد الحسيني: مسودات غير منظمة موضوعاً وترتيباً، ليس له أول ولا آخر، وكاتبه عديم العلم(2).
قال السيد أحمد الحسيني: كتاب لم نعرف اسمه ولا اسم مؤلفه، والنسخة قديمة جداً ومشكولة(3).
قال السيد محسن الأمين (رحمه اللّه) : وجدت على ظهر كتاب في الأصول في الخزانة الغروية: «انتقل هذا الكتاب منه بطريق البيع الصحيح الشرعي إلى خدمة المترضى المعظم، قدوة الأفاضل والأُمم، أفضل المتأخرين، زبدة المتبحرین، المخصوص بعناية رب العالمین كهف الحاج والمحرمين نظام الحق والملة والدين، محمود أطال اللّه معالي ظلاله، وكتب ذلك العبد الفقير إلى اللّه تعالى حيدر بن علي ابن حیدر العلوي الحسيني الآملي أصلح اللّه حاله 27 رجب سنة 766»(4).
ص: 191
قال السيد أحمد الحسيني: رتبت الموضوعات في هذا الكتاب في مجالس، وهو ناقص الآخر، أوقفه درویش عبداللّه بن عرفة الجامي سنة 824 (1).
قال السيد أحمد الحسيني: نسخة حديثة ناقصة الأول والآخر، منها: الفصل الثاني في علم البيان، والخوض فيه يستدعي تمهيد قاعدة، وهي أن محاولة ايراد المعنى الواحد بطرق مختلفة بالزيادة في وضوح الدلالة عليه»(2).
قال السيد أحمد الحسيني: نسخة قديمة ناقصة الأول والآخر، منها قوله: فصل في ذكر كيفية القراءات وبيان ما يستقبح منها وما يستحسن، ويختار منها ويستهجن»(3).
قال السيد أحمد الحسيني: هو حاشية على كتاب في التصريف، ناقص الأول، منه في الأوائل فوائد: «قوله معتل العين إلى آخره، يعني ما اعتل عينه من
ص: 192
الثلاثي الماضي نحو قال وباعه كتبه علي بن عبدالحميد ... سنة 756 (1).
(697)، كذا ذكره الدكتور محفوظ في مجلة معهد المخطوطات العربية(2).
قال السيد أحمد الحسيني: الظاهر أن هذا الكتاب ألف رداً على نصراني كتب حول الإسلام، و من فصوله في الأوائل: «فصل في تقديم الاعتذار عن النزول إلى مجاوبتك» ويحط مؤلفنا كثيراً من قدر ذلك النصراني، فينسبه إلى الجهل وعدم العقل وما إلى ذلك، والنسخة قديمة ناقصة الأول والآخر(3).
قال السيد أحمد الحسيني: نسخة قديمة أتلفتها الأرضة، وفي أوائلها قوله: «الفصل السادس عشر الكلام في أحوال المياه، أن الماء ركن من الأركان»(4).
قال السيد أحمد الحسيني: ناقص الأول، بعد المقدمة هكذا: «المقالة الأولى قول جالینوس وصف فيه الطرق التي بها تختبر أمر الأغذية، وبين فيه كيف تختبر
ص: 193
ما تخبر به» وينتهي الكتاب بانتهاء المقالة الثالثة، نسخة قديمة كتبت بالخط الكوفي، كتبها محمد بن يوسف الوراق(1).
أقول: ويظهر انه متحد مع كتاب قوى الأغذية الآتي.
قال السيد أحمد الحسيني: شرح ومتن ناقص الأول والآخر، ويحتمل أن يكون شرح الموجز لابن العتائقي الحلي(2).
فارسي قديم جدا في تعابيره، ضمن مجموعة، قال عنها السيد أحمد الحسيني: كتب هذه المجموعة محمد ... العبدي سنة 657، وبين الرسائل فوائد متفرقة(3).
تالیف: أبي القاسم علي بن عبدالعزيز بن محمد النيشابوري، قال السيد ابن طاووس (رحمه اللّه) : وجدت في كتاب قالبه قطع نصف الورقة عتیق بخزانة مولانا علي صلوات اللّه عليه يتضمن فضائله (عليه السلام) ، تأليف أبي القاسم علي بن عبدالعزيز بن محمد النيشابوري، ماهذا لفظه...(4).
ص: 194
قال السيد أحمد الحسيني: متن وشرح مزجي لم نعرف لمن هو، وكتب المتن بالحمرة، نسخة قديمة يرجع تاريخها إلى القرن الثامن ظاهراً، وهي ناقصة الأول والآخر(1).
قال السيد أحمد الحسيني: نسخة قديمة ناقصة الأول والآخر، أولها: «في كتب المتقدمين وقرأناه من زبر الأولين». وآخرها: «فاذن هذا العارض إنما يعرض له عندما يكون في العقل فاذن للماهية المعقولة وجود» وجاء تقسیم المؤلف هكذا:
«الكتاب الأول في الأمور العامة وما يجري مجراها... وفيه خمسة أبواب، الباب الأول في الوجود وفيه عشرة فصول، الفصل الأول في انه غني عن التعريف» الصق على ظهر الجلد ورقة صغيرة فيها: «نظر فيه أضعف العباد محمد ابن حسن بن يحيى بن حسن بن حسين الواعي؟ في سادس عشرین رمضان سنة 816»(2).
قال السيد أحمد الحسيني: متن وشرح بعنوان «قال - أقول» و مؤلفه
ص: 195
صاحب كتاب المناهج في الحكمة وكتاب سر الأسرار ، وهو ناقص الأول والآخر(1).
قال السيد أحمد الحسيني: هو متن وشرح بعنوان «قال - أقول» وهو ناقص الأول والآخر، من القرن العاشر ظاهراً، ومنه: «الفصل الثاني في المفارقات - إلى آخره - لما فرغ من بحث الأجسام»(2).
ضمن مجموعة، قال السيد أحمد الحسيني: يبدو من قراءة هذا الكتاب أن المؤلفه كتاباً آخر في المنطق اسمه «العين» ونسخت هذه النسخة على نسخة مقروءة على المصنف، كتب المجموعة محمود بن محمد سنة 729 (3).
قال السيد أحمد الحسيني: يتقدم هذا الكلام موضوعات في المنطق، وهو ناقص الأول والآخر، جاء فيه: «الركن الرابع من هذا الكتاب في السمعيات، وهو مرتب على أقسام، القسم الأول في النبوات، مسألة: المعجزة أمر خارق
ص: 196
اللعادة» والنسخة قديمة جداً(1).
قال السيد أحمد الحسيني: متن وشرح مزجي، ناقص الأول والآخر، حديث الكتابة، من القرن الثالث عشر ظاهراً(2).
قال السيد أحمد الحسيني: كتاب صغير نظن انه من مؤلفات ابن كمونة، ضمن مجموعة كتبت في حياة ابن كمونة(3).
للزمخشري، بخط يعقوب بن موسی (622)(4). وذكره السيد أحمد الحسيني من دون نسبته إلى الزمخشري وقال: كتبه يعقوب بن موسی بن لي دره؟ بحلب سنة 622، وأوقف سنة 863، وهو ناقص الأول ، ومنه: «باب في الجبال والأماكن المرتفعة والأحجار، الطور الجبل العظيم وكذلك الطور، والشعب الطريق في الجبل» وهو بخط جميل مشكول(5).
ص: 197
على غرار فقه اللغة للثعالبي وليس به، كتب في حلب سنة 640 ه (1).
قال المرحوم الشيخ عليّ الشرقي: وقد وقفت بنفسي على كتاب في علم المنطق كان في بيت أحد الفضلاء من النجفيين كتب على ظهره مانصه: «هذا كتاب من كتب الخزانة العلوية»(2).
قال السيد أحمد الحسيني: نسخة قديمة جداً ناقصة الأول، أتلفتها الأرضية(3).
قال السيد أحمد الحسيني: هذا الكتاب ناقص من أوله وآخره، ومنه: «فصل: اسم المنطق اصطلح القدماء العلماء من علماء الملك الحالية؟»(4).
قال السيد أحمد الحسيني: شرح على متن ب«قوله - أقول» ناقص الأول،
ص: 198
وقد كتب سنة 728، وفي آخره صورة قراءة محيت ألفاظها فلم نتمكن من قراءتها ، وفي الهوامش قراءات بخطوط مختلفة وتصحيحات كثيرة ، جاء في أواخره: «قال: هاء السكت هي التي تزاد في كل حركة متحركة غير إعرابية»(1).
لعله من مؤلفات حنين بن إسحاق، وهي نسخة قديمة جداً، كتبها محمد ابن يوسف الوراق بخط كوفي(2).
قال السيد محسن الأمين (رحمه اللّه) : وجدنا كتباً متعددة من تفسير القرآن من تركته [أي السيد جلال الدين عبداللّه بن شرفشاه الحسيني] وقفت على الخزانة الغروية في 10 شعبان سنة 810 (3).
تأليف: الشيخ أبي المعالي سعد بن علي بن قاسم الحظيري الوراق، قال السيد أحمد الحسيني: جمع المؤلف في كتابه هذا كلمات الشيخ محمد بن عبد الملك الفارقي الصوفي، نسخة قديمة رديئة الخط، تحتوي على الجزء الثالث والرابع
ص: 199
:
والخامس، كتبها إبراهيم المذكر الحربي(1).
وذكر الجزء الأول والثاني أيضا برقم 100، وذكر انها من موقوفات السيد صدر الدين الآوي، أوقفها على الحرم العلوي في سنة 775 (2).
مختصر في النحو للشيخ أبي حيان محمد بن يوسف الأندلسي (ت 745)، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : يوجد في الخزانة الغروية بخط محمد بن عبداللّه بن عبدالرحمن بن ربيع الأشعري عن خط مؤلفه في ج 2 سنة 712 معه غاية الإحسان والتقريب كلها لأبي حيان بخط واحد(3).
لسعد بن منصور بن سعد بن الحسن بن هبة اللّه بن كمونة المتوفي سنة 683، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : يوجد في الخزانة الغروية بخطه، و ذكر نسبه كما مر، وفي آخره: اتفق تأليفه في 679 هلالية هجرية، أوله:
«أحمد اللّه حمد مسترشد بنور هدايته، مسترحم من جوده وعنايته...» وفي أوله وآخره الصلاة على محمد وعترته وآله الطاهرين، وذكر فيه انه كتبه حسب أمر
ص: 200
العالم الفاضل المتقن البارع شمس الدين محمد المؤمن القزويني، حيث أراد العود من بغداد حتى يصحبه معه برسم خزانة الصاحب العالم العادل المصنف العامل شمس الدين محمد بن الصاحب بهاء الدين محمد الجويني صاحب الديوان(1).
للجاحظ، مخطوطة سنة 772، كتبت في بغداد ضمن مجموعة في الخزانة الغروية في النجف الأشرف(2).
للشيخ الرئيس ابن سینا، قال الشيخ جعفر محبوبه: كتبت النسخة سنة 718، وهي من موقوفات مجد الدين أحمد بن حسن بن علي الآوي، وقفها سنة 775 - بحسب وصيته - عنه ابن أخيه صدر الدین محمد بن حسن بن علي الآوي(3).
ص: 201
ولكن قال السيد أحمد الحسيني: ربما يكون كتاب «المباحثات السنية والمعارضات النصيرية» تأليف العلامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي، كتبه عبد الرومي سنة 718، نسخة حسنة الخط مشكولة، أوقفها صدر الدين محمد بن السيد حسن بن علي بن خليفة الآوي الحسيني عن عمه مجد الدين أحمد بن حسن بن علي بن خليفة الآوي الحسيني سنة 755، وكتب في هامش الصفحة الأخيرة: «قوبل بأصل المنقول عنه»(1).
تأليف: شیخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي. قال السيد أحمد الحسيني: من كتاب الارث إلى آخر كتاب السبق والرماية، وهو نسخة قديمة جداً نظيفة، عليها تملك حسن بن صدر الدين الأسترآبادي سنة 991 (2).
ووصف أيضاً نسخة أُخرى تحتوي على كتاب الحج وقال: نسخة قديمة رديئة الخط أثرت فيها الرطوبة تحتوي على كتاب الحج(3).
زكي الدين عناية اللّه علي القهبائي، قال صاحب ریاض العلماء: ثم له من المؤلفات أيضاً كتاب الرجال معروف، وهو كتاب جيد حسن، وقد رأيت نسخة
ص: 202
منه في اصفهان، وأخرى في أرض الغري في خزانة كتب حضرة مشهد مولانا على (عليه السلام) فلاحظ، وكان من المؤلف عليه تعليقات عديدة أيضاً، فلاحظ(1).
قال السيد أحمد الحسيني: نسخة حديثة حسنة الخط مجدولة، أوقفها محمد حسن بن محمد حسين الشيرازي سنة 1322 (2).
قال السيد أحمد الحسيني: في هذه المجموعة أوراق مبعثرة من رجال العلامة الحلي وابن داود و فهرست الشيخ الطوسي وغيرها، وجمعت هذه الأوراق وجدت من غير ترتيب(3).
قال السيد أحمد الحسيني: في هذه المجموعة موضوعات وأشعار فارسية غير منسقة، وهي حديثة الكتابة(4).
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : الكفاية في الطب لأبي سهل معمر بن عمر بن
ص: 203
الحجاج الفارسي، رأيت النقل عنه كذلك في مجموعة مكتوبة في أواسط القرن الخامس، والنسخة في الخزانة الغروية كتب نقصها بعد الصحافة في سنة 577، وبعض ما نقل عنه في المجموعة ألف حدود الأربعمائة(1).
للمولى بدر الدين محمد بن أسعد بن محمد اليماني ثم التستري المدعو ببدر التستري، موجود في الحجرة الخزانة الغروية وهي الواقعة على اليد اليمني للداخل إلى الصحن الشريف من باب القبلة(2).
وقال السيد أحمد الحسيني: هو محاكمة بين شرح نصير الدين الطوسي وفخر الدين الرازي، النسخة أكلتها الأرضة وهي ناقصة الآخر، وهي من متروكات السيد جلال الدين عبداللّه بن شرفشاه الحسيني، واوقفت على الحرم العلوي سنة 810 (3).
للسيد ركن الدین حیدر بن علي بن حیدر الحسيني الآملي، أوله: «الحمد اللذات الأحدية السرمدية الأزلية الواجبية من كمال الاستغناء ... هذه رسالة
ص: 204
مستخرجة من بعض تصانیفي أفردتها لأجل التسهيل والتيسير» وجعله مرتباً على أربعة مطالب بحسب الذات والصفات والأسماء والأفعال، فالمطلب الأول في فضل التوحيد، والثاني في تعريفه وحقيقته، والثالث في ترتيبه وتقسيمه، والرابع في كيفيته وتفصيله، وفيه صورة الشجرة المشحونة بالأغصان والثمرة في مطالب التوحيد.
فرغ من اتمامه في شهر رمضان سبع وسبعين وسبعمائة، ألفه برسم خزانة سلطان العرب والعجم جلال الدنيا والدين الشاه شجاع، وكتب على ظهر النسخة بخطه الشريف الوقفية لها، وضم إلى الكتاب رسالة أُخرى في العلوم العالية من علوم الصوفي والمتكلم والحكيم... و مجموعها تزيد على عشرة آلاف بيت، الكتابة كلها بخطه الشریف، رأيتها في الخزانة الغروية في حدود 1350 (1).
واطلع السيد أحمد الحسيني على المجلد الأول منه حيث قال: وهذه النسخة هي المجلد الأول من المجلدات الخمس، كما هو مكتوب على الورقة الأولى... وعلى الورقة الأُولى صورة وقفية لخزانة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) (2).
لمحمد بن شجاع، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيت النقل عنه كذلك في
ص: 205
مجموعة نفيسة عتيقة تأليفه بعد المائة الرابعة، وجدد تصحیفها وكتب نقصها في 577، وقد رأيتها في الخزانة الغروية... ذكر فيه تراجم كثير من الأطباء القدماء، والنقل عن جملة من كتبهم المؤلفة في الطب إلى حدود الأربعمائة، والأسف انه لم يكن لي مجال لآخذ فهرس مطالبها، ولعل اللّه يوفق بعض من يظفر بتلك الخزانة أن يستخرج منها الفوائد التي فاتت عني(1).
قال السيد أحمد الحسيني: القانون في الطب هو تأليف أبي علي الحسين بن عبداللّه بن سينا، وقد اختصره جماعة، ولم نعلم أن هذا المختصر لمن هو، أوله: «حد الطب، علم تعرف منه أحوال بدن الإنسان من جهة ما يصح ويزول عنها التحفظ الصحة حاصلة وتسترد زائلة» وهو نسخة قديمة نظيفة ناقصة الآخر، عليها تاريخ بناء سور النجف، وهو رمضان سنة 782»(2).
حكمة الإشراق للسهروردي الحكيم، شرحه قطب الدین محمود بن مسعود الشيرازي (ت 710) واختصره الشيخ كمال الدين عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن يوسف العتائقي الحلي، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيت
ص: 206
النسخة بخطه في الخزانة الغروية، فرغ منه في سادس جمادی الثانية 756 (1).
للعلامة الحلي في سبعة مجلدات قال السيد محسن الأمين: منه أو من المنتهی جزء بخط المؤلف من موقوفات الخزانة الغروية، كان استعارها السيد محمد سعيد الحبوبي النجفي من الخازن وتوفي وهي عنده، فوقعت في يد بعض من ينتمي إلى العلم من أهل النجف، وبقيت عنده ولم يرجعها إلى الخزانة، وأرانيها سنة 1351 حين تشرفي بزيارة العتبات الشريفة مظهراً انها من كتبه و مفتخراً بذلك؟(2).
وقد يقال: مشكاة الأنوار، للمولى الشريف العدل أبي الحسن بن الشيخ محمد طاهر بن الشيخ عبدالحمید بن موسی بن علي بن معتوق بن عبدالحميد الفتوني النباطي العاملي الأصفهاني الغروي، توفي أواخر الأربعين بعد المائة والألف.
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيت منه نسختين: إحداهما كانت بخط شيخنا العلامة النوري استنسخها عن نسخة الخزانة الغروية... أما النسخة الأُخرى...
ص: 207
وقف الميرزا أبي القاسم الكلباسي في 1307 في مكتبة العلامة الشيخ علي كاشف الغطاء رحمه اللّه تعالى(1).
في الطب، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : موجودة في الخزانة الغروية تاريخ وقفها سنة 812، وهي بطريق السؤال والجواب، وهي لحنين بن إسحاق العبادي المتوفي سنة 264 (2).
وأضاف السيد أحمد الحسيني: نسخة قديمة جداً كتبها حسن بن المعلم(3).
للشيخ علي بن الحسين الكركي، وهي اثنا عشر مسألة وردت عليه من علماء النجف الأشرف حيث قال في بدايتها : «فقد وردت عليَّ في المحرم المنتظم سلك شهور سنة تسع وعشرين وتسعمائة مسائل جليلة وفوائد جميلة من السادة الأجلة الأخلاء الفضلاء الأتقياء العلماء، المؤيدين باستفاضة الكال عند عتبة باب مدينة العلم علیه صلوات اللّه ما دامت الخضراء على الغبراء...»(4).
وجاء في نهاية النسخة ما يلي: «قابلته مرتين مرة بنسخة مؤلفها المبعوثة إلى
ص: 208
خزانة أمير المؤمنين (عليه السلام) ، ومرة بنسخة أُخرى مصححة في المشهد الغروي»(1).
هو كتاب فيه قصائد في المستنصر العباسي من نظم عبدالحميد بن هبة اللّه بن محمد بن أبي الحديد رزقه اللّه الرحمة، كذا في النسخة، قال السيد محسن الأمين (رحمه اللّه) : منها نسخة في الخزانة الغروية في ثلاثين ورقة بخط قدیم من وقف أحمد بن السعيد الحاجي حسن بن علي بن خرس المجاور في ربيع الأول سنة 802، عن يد محمد بن الحسن بن محمد الأسترآبادي، وعلي بن الحسن بن محمد الأسترآبادي، وكتب على ظهره هكذا: والظاهر انه بخط ابن أبي الحديد للصاحب الصدر النقيب الطاهر قطب الدين بن الأقساسي أدام اللّه أيامه... .
وأول الكتاب هكذا: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، قصائد عرضتها على الإمام المستنصر باللّه قدس اللّه روحه في عيد الفطر، أذكر فيها التتار خذلهم اللّه وما أطلقه رضي اللّه عنه من الأموال في تجهيز العساكر المنصورة إليهم وأُهنئة بالعيد المذكور...».
وقال عند ذكر تاریخ نظم بعض القصائد وهو سنة 631: وقد اتفق في هذا الوقت ورود الأخبار بإقامة الدعوة الشريفة على كثير من منابر الأندلس وضرب السكة بالسمة الشريفة المستنصرية ، ووصل من تلك الجهة رسل(2).
ص: 209
قال السيد أحمد الحسيني: نسخة قديمة ممتازة حسنة الخط، ناقصة الأول والآخر، ولم نعرف اسم الكتاب والمؤلفات بصورة دقيقة(1).
تأليف: شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي، قال السيد أحمد الحسيني: نسخة عادية فيها آثار الأرضة ، كتبها عبدعلي بن حسين الجزائري سنة 1070، وبعدها أوراق فيها فوائد متفرقة(2).
في الكلام للقاضي ناصر الدين عبداللّه بن محمد البيضاوي (ت 685)، موجود في الخزانة الغروية بخط الشيخ عبدالرحمن بن محمد العتائقي الحلّي في سنة (732)، وكتب في آخره صورة اجازة شيخه نصيرالدين علي بن محمد الكاشي للشيخ شمس الدين محمد بن صدقة في سنة (725)(3).
وأضاف السيد محسن الأمين:
كتب على ظهرها: وجدت إنهاء بخط مولانا الأعظم الإمام المعظم نصير الملة والحق والدين القاشي أدام اللّه أيامه، أنهي قراءة هذا الكتاب من أوله إلى
ص: 210
آخره وبحثه وتفحص عن مشكلاته وتحقق معضلاته الأخ في اللّه الشيخ الصالح، الفقيه العالم شمس الدين محمد بن صدقة نفع اللّه به وبأمثاله وأوصله إلى رتب كماله في مجالس آخرها خامس جمادى الأولى سنة 725، وكتب أفقر العباد إلى اللّه تعالى علي بن محمد القاشي، عرفه اللّه عيوب نفسه، وجعل يومه خيراً من أمسه، حامداً مصلياً مسلماً(1).
تأليف: عزالدولة سعد بن منصور بن سعد بن الحسن بن هبة اللّه بن كمونة (ت 683 ه)، أوله بعد الخطبة: «هذا كتاب أوردت فيه المهم من المطالب الحكمية، وما ينتفع به فيه» رتبه على فصول سبعة ذات مباحث وفي سابعها سبعة مباحث سابعها في التوحيد، وقال في آخره: «و تقر هذا المطلب على هنا... مما لم أجده في كلام من تقدم، وقد ختمت الكتاب بمسألة التوحيد تفألاً بأن يختم اللّه تعالى لنا به» وفرغ منه في شعبان 657.
قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : والنسخة بخط المؤلف ضمن مجموعة كلها بخطه عند الشيخ محمد السماوي، والمظنون انه استعاره من كتب الخزانة الغروية(2).
تأليف: سعد الدین مسعود بن عمر بن عبداللّه التفتازاني، قال السيد أحمد
ص: 211
الحسيني: نسخة حديثة الكتابة تحتوي على الفن الثاني فقط(1).
لأبي البركات هبة اللّه بن علي بن ملكا البغدادي، طبيب المستنجد باللّه، قطعة منه كتبت في بغداد سنة 538 ه (2).
وقال السيد أحمد الحسيني:كتبه أبوسعد نفیس بن المبارك سنة 538 لمحمود ابن الأعرابي، وأوقفه السيد صدرالدین محمد بن السيد شرف الدين محمود بن الحسن بن خليفة الآوي سنة 775، وعلى الورقة الأولى تملكات كثيرة(3).
أقول: ومر له أيضاً في حرف العين كتاب «العلم الإلهي» وهو في الحكمة أيضاً، وقد يكون متحداً مع هذا الكتاب سيما وان تاريخ الكتاب متحد.
لأبي البركات هبة اللّه بن ملكا البغدادي (ت 547) وهو في الحكمة والمنطق والطبيعي والإلهي في ثلاثة أجزاء، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : نسخة منه في الخزانة الغروية بخط أبي سعید نفیس بن المبارك، كتبه في بغداد وفرغ منه في شوال سنة 538 ، وذكر الكاتب انه كتبه بأمر مصنفه السيد أوحد الزمان
ص: 212
فيلسوف العلم أبو البركات هبة اللّه بن علي أدام اللّه أيامه(1).
أقول: وقد يكون متحداً مع ما قبله.
تأليف: ياقوت الحموي (ت 626 ه) وهو الجزء الأول منه وبخط المصنف، قال الشيخ جعفر محبوبه (رحمه اللّه) : وتوجد أوراق مبعثرة منه كثيرة(2).
وكتب كوركیس عواد في الهامش عند تعريفه للكتاب: وفي سنة 1907 نشر المستشرق الشهير مرجليوت الجزء الأول من معجم الأدباء، ثم أعاد طبعه مصححاً في سنة 1923 ، وقد ذكر هذا الناشر انه لم يعثر إلا على نسخة خطية واحدة من هذا الجزء، محفوظة في خزانة بدلیان باكسفورد، وهي نسخة حديثة الخط، كثيرة التصحيف والتحريف ، كتبت في نحو المائة السابعة عشرة للميلاد، فيها أنفس نسخة الخزانة الغروية وما أعظمها شأناً(3).
فارسي للشيخ علي بن محمد الكاشي الملقب بنصير الدين المتوفي 755 في الغري، وشرح المعرب الموسوم بالشهدة لابن العتائقي، أول المعرب: «الحمد للّه
ص: 213
فاطر السماوات ومدورها، ومبدع الكواكب ومنورها» في الخزانة الغروية(1).
تأليف: الشيخ علي بن سليمان البحراني، ضمن مجموعة، قال السيد أحمد الحسيني: كتبت هذه المجموعة في حياة الشيخ علي بن سليمان البحراني الذي توفي سنة 699، فجاء بعد اسمه على الورقة الأولى من الكتاب الأول جملة: «دام فضله»، على المجموعة كتابة عبدالرحمن بن محمد بن العتائقي سنة تسع... وسبعمائة(2).
تأليف: علي بن عمر بن علي الكاتبي القزويني، قال السيد أحمد الحسيني هذه النسخة في الخط والورق والأوصاف كالنسخة المذكورة [آنفاً] وهي من متروكات السيد جلال الدين عبداللّه بن شرفشاه الحسيني، أوقفت على الحرم العلوي سنة 816، وعلى الورقة الأولى تملك محمد بن مسعود بن عمر الحنفي وعبداللّه بن الحسين بن حماد وآخرون، وهي برسم خزانة نجم الدين أبي القاسم جعفر بن السعيد المرحوم عفيف الدين(3).
تأليف: علي بن عمر بن علي الكاتبي القزويني، قال السيد أحمد الحسيني:
ص: 214
كتب في حياة المؤلف، لأنه بعد اسمه جاءت عبارة: «أدام اللّه أيامه وأسبغ على الطالبين إحسانه» وأول النسخة ناقص، يبدأ ب «من معلول واحد خلافاً للفلاسفة والمعتزلة»(1).
لجالينوس، في الخزانة الغروية، نسخة عتيقة يشبه الخط الكوفي مكتوب عليها انها عورضت بنسخة محمد بن يوسف الوراق(2).
وانها ليست بمزاج البدن ولا كائنة عن مزاج البدن في 11 فصلاً، لابن كمونة سعد بن منصور بن سعد، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : رأيته بخطه منضماً إلى اللمعة الجوينية في مجلد في الخزانة الغروية(3).
ذكره الدكتور محفوظ وقال: بخط الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم ابن العتائقي(4).
وهو المعروف بابن كمونة، التقطها من كلام الخواجة نصير الدين
ص: 215
الطوسي (ت 672)، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : والنسخة رأيتها في الخزانة الغروية بالنجف (1).
تأليف: عزالدولة سعد بن منصور بن سعد بن الحسن بن هبة الدين بن كمونة، قال السيد أحمد الأشكوري: تلخيص المحصل في الكلام تأليف نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، لخصه من كتاب «محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من الحكماء والمتكلمين» لفخر الدين محمد بن عمر الرازي، والنسخة بخط ابن كمونة وجاء في آخرها: «وكان الفراغ منه انتخاباً ونسخاً في العشر الأوسط من ذي القعدة سنة سبعين وستمائة هجرية ...»(2).
أقول: يحتمل اتحاده مع كتاب «ملتقطات سعد بن منصور» .
قال السيد أحمد الحسيني : مجموعة من القصائد باللغة الأردوية قيلت في المناجاة(1).
قال السيد أحمد الحسيني: كتاب في البديع وهو ناقص الأول، ويشبه أن يكون من مؤلفات كمال الدين بن العتائقي وبخطه، واسمه مخروم في الصفحة الأُولی(2).
لأحمد بن حنبل، قال السيد ابن طاووس (رحمه اللّه) : رأيت كتاباً كبيراً مجلداً في مناقب أهل البيت (عليهم السلام) تأليف أحمد بن حنبل فيه أحادیث جليلة قد صرح فيها نبيهم محمد (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بالنص على علي بن أبي طالب (عليهما السلام) بالخلافة على الناس ليس فيها شبهة عند ذوي الإنصاف وهي حجة عليهم ، وفي خزانة مشهد علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالغري من هذا الكتاب المذكور نسخة موقوفة من أراد الوقوف عليها فليطلبها من خزانته المعروفة(3).
ص: 217
لابن العتائقي الحلي، في الخزانة الغروية(1).
أقول: وقد يكون متحداً مع كتاب المناظرات الذي مر ذكره.
الملخص تأليف الفخر الرازي (ت 606) والمنصص شرحه لأبي الحسن علي بن عمر القزويني الكاتبي (ت 675 ه) ، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : موجود في الخزانة الغروية كتابته سنة 706، أوله: «الحمد لموجد أوجد بقدرته أجناس الموجودات» و جزؤه الثالث من وقف السيد عز الدين بن المغفور بهاء الدين حیدر بن عز الدين حسن بن علي بن خليفة الآوي في سنة 776 (2). ولكن في الحقائق الراهنة ان الوقف كان سنة 716 ولعله من التصحيف(3).
تأليف الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي، قال السيد أحمد الحسيني: من أبواب الزكاة إلى آخر الحج، كتبه عیسی بن زین العابدین
ص: 218
المازندراني سنة 1053 (1).
تأليف: كمال الدين الحسين بن علي الكاشفي البيهقي السبزواري، قال السيد أحمد الحسيني: نسخة ثمينة مجدولة، كتبت الآيات المفسرة بالحمرة، وفي الصفحة الأولى لوحة ملونة بديعة، وجلدها مطلي بالميناء الملون الفاخر وآخرها ناقص مقدار ورقة واحدة، وهي من موقوفات شاهزاده خانم كسرائیل القاجارية، أوقفتها سنة 1245 (2).
تأليف: السيد المرتضى (ت 436) ورد في مقدمة الكتاب المطبوع بتحقيق مركز البحوث والدراسات العلمية في ذكر النسخ المعتمدة في تحقيق الكتاب : النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة مطبعة طهران العامة ضمن مجموعة مجهولة الناسخ والتاريخ، جاء في آخرها: كتبت هذه النسخة من نسخة وجدت في خزانة كتب الحضرة الشريفة المقدسة الغروية (صلوات اللّه على الساكن بها) وكانت نسخة عتيقة صحيحة تاريخ كتابتها في ذي القعدة سنة أربع وسبعين وخمسمائة ، وفي أكثر صفحاتها كانت هذه اللفظة أعني «بلغ العرض» مكتوبة(1).
تأليف: أبي بكر محمد بن عزيز السجستاني، قال السيد أحمد الحسيني نسخة حسنة الخط قديمة مشكولة ناقصة الأول والآخر.
وقال بعد صفحات: نسخة حسنة الخط كتبت سنة 1064 (2).
255 - النفس:
أو النفس على سنة الاختصار، أو الهدية، أو الفصول، كل هذه أسماء تطلق على رسالة في أحوال النفس الإنسانية لابن سينا في عشرة فصول... قال
ص: 220
الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : ونسخة كتبها ابن العتائقي سنة 778، موجودة في الغروية أولها: (أن النفس منقسم إلى سر وعلن، أما علنه فهذا الجسم المحسوس، وأما سره ففيه فصول...»(1).
تأليف: الشيخ أبي علي الحسين بن عبداللّه بن سینا، ضمن مجموعة، قال عنها السيد أحمد الحسيني: كتب هذه المجموعة عبدالرحمن بن العتائقي الحلي سنة 778 (2).
أقول: وقد تكون متحدة مع ما قبلها.
تأليف علي بن محمد الكاشي، صنفه لعماد الملة والدين يحيى، منه نسخة بخط عبدالرحمن بن العتائقي في الخزانة الغروية ، فرغ من نسخها سنة 752، وعلى ظهر الكتاب بخط ابن العتائقي: «توفي مولانا وشيخنا المولى القدوة القبلة سلطان الفقهاء والعلماء والمتكلمين نصير الملة والحق والدين، مصنف هذا الكتاب طاب ثراه وجعل الجنة مقامه ومأواه عاشر رجب سنة 755 هجرية».
وكتب على ظهر النكات: كتاب النكات املاء المولى الإمام الأعظم البارع الورع المعظم قطب الأولياء وخلاصة الأصفياء، سلطان الحكماء والفقهاء
ص: 221
والمتكلمين، شيخ مشايخ العارفين، كعبة طلاب العلم والسالكين، نصير الملة والحق والدين، علي بن محمد الكاشي أدام اللّه أيامه وأعطاه في داريه مرامه بمحمد وآله الطاهرين»(1).
الفخر الدين الرازي كتبت في حدود السبعمائة(2)، وقال الشيخ أغابزرك (رحمه اللّه) : ناقص من أواخر بحث الإمامة في الخزانة الغروية(3). وذكر الدكتور حسين علي محفوظ انها نسخة عتيقة(4). وقال السيد أحمد الحسيني: نسخة قديمة جداً ناقصة الآخر، أكلتها الأرضة(5).
للعلامة الحلي الحسن بن يوسف، قال الشيخ أغا بزرك (رحمه اللّه) : والنهاية هذه في عدة مجلدات يوجد الأول عند السيد شهاب الدین بقم في 207 ورقة... ويوجد الثاني منها في الخزانة الغروية(6).
ص: 222
وذكره الدكتور محفوظ قائلاً: نهاية المرام في علم الكلام، سلخ جمادی الأولى 713 (1).
وأضاف السيد أحمد الحسيني: الجزء الثاني، كتب في حياة المؤلف سلخ جمادى الآخرة سنة 713، يبداً بقوله: «المسألة السادسة في حصر الأوليات»(2).
تأليف: العلامة الحي الحسن بن يوسف بن المطهر، قال السيد أحمد الحسيني: نسخة حسنة الخط مجدولة من القرن الحادي عشر(3).
شرح القصيدة العينية، كمال الدين ابن میثم البحراني، كذا ذكره الدكتور محفوظ(4).
تأليف: محمد بن شجاع الأنصاري القطان الحلي، يروي فيه عن الفاضل المقداد، عن الشهيد ويروي فيه عن علي بن الحسن الأسترآبادي، عن حسن بن سليمان الحلي عن الشهيد، رتبه على قاعدتين وخاتمة، فالقاعدة الأولى في الإيمان وفيها كتب، أولها كتاب الإيمان وفيه أبواب، أولها حقيقة الإيمان، ورواياته عن
ص: 223
الكليني والصدوق والطوسي بإسناديه المذكورين عن الشهيد بأسانيده عنهم، وفي أواسطه بعد ذكر حدیث همام في وصف المتقين قال: «يقول الفقير إلى اللّه محمد بن شجاع الأنصاري مصنف الكتاب عني اللّه عنه : أن هذا الحديث أبلغ ما سمع في هذا الباب».
وذكر في آخره انه فرغ من تصنيفه في 19 شعبان 819، قال الشيخ أغابزرك (رحمه اللّه) : رأيت النسخة الموجودة في الغروية بخط المؤلف محمد بن شجاع الأنصاري فرغ من كتابتها 18 رجب 831 (1).
وقال السيد محسن الأمين (رحمه اللّه) : منه نسخة في الخزانة الغروية بخط المؤلف فرغ منها 19 شعبان 819، وفرغ من تبييضها 18 رجب 831، وذكر في أولها طريقة في الحديث هكذا: «أبو عبداللّه المقداد بن السيوري الأسدي متعنا اللّه بطول حياته، ولا أعدمنا شمول بركاته، عن جماعة أكملهم الشيخ الشهيد محمد ابن مكي، عن الشيخ العلامة فخر الدين محمد بن المطهر ... الخ، وعن أبي الحسن علي بن الحسن الأسترآبادي، عن الشيخ عزالدين الحسن بن سليمان، عن الشيخ محمد بن مكي عن السيد عميد الدين عبدالمطلب بن الأعرج الحسيني، عن شيخه جمال الدين الحسن بن المطهر ... الخ»(2).
ص: 224
في سنة 1156 زار نادر شاه العتبات، وزار النجف وبركبه طبقات علماء ایران وأفغان وبخارا، وكان غرضه من ذلك توحید مذهب الإسلام، ورفع النزاع، فلا جرم حضر جملة من علماء المشهدين والحلة وتوابع بغداد، وعقد لهم مجلس المذاكرة في الآستانة المقدسة، فجرت المفاوضات ورفعوا المواد المناظرة وما يوجب المغايرة، وكتبوا بذلك وثيقة حاكية عن حقيقة الحال مختوم بخوانیم من حضرات الأعلام، وجعلوا أصل الوثيقة في الخزانة المقدسة الغروية، وأرسلوا سوادها إلى المالك المحروسة الإيرانية ...(1).
وقال الشيخ محمد حرز الدين: والنسخة الأصلية اودعت في خزانة الكتب للحضرة المرتضوية الشريفة في النجف الأشرف، ولا زالت موجودة(2).
قال السيد أحمد الحسینی: نسخة مبعثرة جداً لا أول لها ولا آخر، وهي قديمة حسنة الخط(3).
265 - وصية رسول اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلم) :
ذكرها الدكتور محفوظ هكذا: (901) نظر فيه أفقر الوری مكي بن محمد
ص: 225
ابن شمس الدين بن الحسن بن زين الدين بن محمد نجل الشهيد محمد بن مكي(1).
إنشاء محمد بن إسحاق بن محمد، قال السيد أحمد الحسيني: وصية فارسية كبيرة، أولها: «الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفی... أي فرزند وفقك اللّه كما تحب وترضى از وصایا نخست این وقت وحال»(2).
* * *
هذا ما وقفت عليه وما وجدته من مخطوطات الخزانة، ولا أدعي أنه استقراء تام، فربما فاتني الشيء الكثير.
ومن طريف ما رأيته في هذا الفهرس، بعض التوثيقات التاريخية والأدبية الموجودة على ظهر النسخ أو في بداياتها عدا التملكات والمقابلات وما شاكل، أحببت إيرادها هنا تتميما للفائدة، وتنبيهاً لذوي الاختصاص في فهرسة المخطوطات للإهتمام بهذا الشأن، فربما معلومة موجودة على ظهر نسخة لم تدون في أي كتاب تاريخي أو أدبي، أو دونت بعد ذلك الحدث خطأ، فلنا في مطاوي المخطوطات كنز ثمين ودفين من المعلومات التاريخية والأدبية والرجالية
ص: 226
وغيرها، يمكن تأليف كتب متعددة ومعتبرة من خلالها.
وفيما يلي نشير إلى أهم هذه التوثيقات:
قال السيد عبد الكريم بن طاووس في كتابه فرحة الغري:
«ونقلت من خط السيد علي بن عزام الحسيني (رحمه اللّه) - وسألته أنا عن مولده فقال: سنة سبع وسبعين وخمسمائة، وتوفي (رحمه اللّه) سنة سبعين أو إحدى وسبعين وستمائة وقال لي: رأيت (رياضة النوبية) جارية أبي نصر محمد بن أبي علي بن الطوسي - أقول: وكانت أُم ولده واسمه الحسن باسم جده أبي علي - ما صورته:
حدثنا يحيى بن عليان (الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ) أنه وجد بخط الشيخ أبي عبداللّه بن محمد بن السري المعروف بابن البرسي (رحمه اللّه) ، بمشهد الغري (سلام اللّه على صاحبه)، على ظهر كتاب بخطه، قال:
كانت زيارة عضد الدولة للمشهدين الشريفين الطاهرين الغروي والحائري، في شهر جمادى الأولى في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وورد مشهد الحائر، (مشهد مولانا الحسين صلوات اللّه عليه) لبضع بقين من جماد، فزاره (صلوات اللّه عليه)، وتصدق وأعطى الناس على اختلاف طبقاتهم، وجعل في الصندوق دراهم، ففرقت على العلويين فأصاب كل واحد منهم اثنان وثلاثون در هماً، وكان عددهم ألفين ومائتي اسم.
ص: 227
ووهب العوام والمجاورين عشرة آلاف درهم، وفرق على المشهد من الدقيق والتمر مائة ألف رطل، ومن الثياب خمسمائة قطعة، وأعطى الناظر عليهم ألف درهم، وخرج وتوجه إلى الكوفة لخمس بقين من جمادى المؤرخ، ودخلها وتوجه إلى المشهد الغروي يوم الاثنين، ثاني يوم وروده و زار الحرم الشريف، وطرح في الصندوق دراهم، فأصاب كل منهم أحداً وعشرين درهماً، وكان عدد العلويين ألفاً وسبعمائة أسم، وفرق على المجاورين وغيرهم (خمسة آلاف درهم)، وعلى القراء والفقهاء ثلاثة آلاف درهم، وعلى المرتبين والخازن والنواب على يد أبي الحسن العلوي، وعلى يد أبي القاسم بن أبي العابد، وأبي بكر بن سیار (رحمه اللّه) ، والحمد للّه وصلى اللّه على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين»(1).
هذه المعلومة المهنية حفظت ونقلت لنا من خلال اطلاع يحيى بن عليان على النسخة الخطية وقراءة ما في ظهرها، وإلا فاتت ولم تصل إليناكما فات غيرها.
جاء على ظهر نسخة من كتاب الإيماقي في شرح الإيلاقي لابن العتائقي الحلي: «في هذه السنة [أي سنة 755 ه ] احترقت الحضرة الغروية صلوات اللّه على مشرفها، وعادت العمارة لأحسن منها في سنة 60 أي سنة 790».
ص: 228
ومن خلال هذا التاريخ الذي ذكره ابن العتائقي المعاصر للحدث والشاهد له، يمكن تصحيح ما وقع فيه ابن عنبة - المتأخر عن الحدث بكثير - في كتابه عمدة الطالب، حيث ذكر الحريق مرة بتاريخ (755 ه) كما هو الصحيح، ومرة ثانية بتاريخ (753).
جاء على ظهر نسخة من كتاب «رسالة في الدلالة» لعلي بن محمد البندهي المعروف بابن البديع بخط ابن العتائقي الحلي في الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة (778 ه) حيث قال: «وفي هذا اليوم وقع مطر عظيم في الغري بل في العراق، دخل الخانات وأفسدها، وخرب الدور الكثيرة».
جاء على كتاب «المختار من كليات القانون» تاريخ بناء سور النجف، وهو رمضان سنة (782 ه).
جاء على ظهر نسخة من كتاب «خلاصة الأقوال» للعلامة الحلي، قصة استشهاد الشهيد الأول في سنة (786 ه ) بخط الشيخ علي بن الشواء نقلاً عن خط أُستاذه الفاضل المقداد السيوري.
جاء على ظهر نسخة من كتاب «طوالع الأنوار» للبيضاوي: أنشد الفقيه
ص: 229
المتكلم سديد الدين سالم بن عزيرة لنفسه:
ان كنت تتبع الهوى *** فعليك بالتقليد دأبا
فمتى نظرت وكنت *** تنوي كون مذهبك الصوابا
لم تحظ بالمقصود منه *** ولم تلج للحسن بابا
وجاء في نسخة كتاب «بناء المقالة الفاطمية» للسيد أحمد بن موسی بن طاووس، والتي استنسخها حسين الخادم الكتابدار في الغري عام 1091 عن نسخة بخط ابن داود تلميذ المصنف، وكانت النسخة من موقوفات الخزانة الغروية، قال الناسخ: وجدت في آخر هذه النسخة المذكورة التي هي بخط ابن داود (رحمه اللّه) مكتوباً بخط دقيق ما صورته:
هذه الأبيات كتبها أصغر عباد اللّه تعالى محمد بن الحسن بن محمد بن علجه، إلى سيده ومولاه ووالده، عز الدين عز نصره وجعلت فداه، لما وصلت من الاردو المعظم في خدمة سيدي ومولاي وأخي شرف الدين جعلني من كل سوء فداه، على يد قاصد يبشر سيدي وأخوتي بالوصول إلى منزل السلامة والعافية، في شعبان المبارك سنة أربع وثمانين وستمائة حامداً للّه تعالى ومصلياً على رسوله، والطاهرين من عترته، غفر اللّه له ولوالديه ولأسلافه من المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات برحمته ومنه، والأبيات هذه :
للّه آلاماً أُلاقي *** شوقاً إلى أرض العراق
وعظيم وجد ينقضي *** عمر التفرق وهوباق
ص: 230
شطت عن الزوراء بي *** دار فروحي في السياق
فارقتها بقضا الزمان *** فبدرهوي في محاق
لولم أعدها مسرعاً *** لقضيت من عظم اشتياق
لما وصلنا أرضها *** وغدت تبشرني رفاقي
وشممت من أرض العراق *** نسیم لذات التلاق
أيقنت لي ولمن أحب *** بجمع شمل واتفاق
فضحكت من طيب اللقاء *** كما بكيت من الفراق
ووجدت أيضاً في آخر النسخة المذكورة التي هي بخط ابن داود رحمه اللّه تعالى مكتوباً ما صورته:
وجدت على نسخة مولاي المصنف جمال الدنيا والدين أعز اللّه الإسلام والمسلمين ببقائه صورة هذا النثر والنظم:
أقول: وقد رأيت أن أنشد في مقابلة شيء مما تضمنته مقاصد أبي عثمان مايرد عليه ورود السيل الرفيع الغيطان:
ومن عجب أن يهرأ الليل بالضحى *** ويهزأ بالأسد الغضاب الفراعل
ويسطو على البيض الرفاق ثمامة *** ويعلو على الرأس الرفيع الأسافل
ويسمو على حال من الجد عاطل *** ويبغي المدى الأسمى العلي الأراذل
وينوي نزال الأضبط النجد صافر *** ويزري بسحبان البلاغة باقل
ويبغي مزاياغاية السبق مقعد *** وقد قيدته بالصغار السلاسل
ص: 231
غرائب لا بنفسك للدهر شيمة *** نسيان فيها آخر وأوائل
وللشهب الشم الزواهر مجدها *** وإن جهلت تبغي مداها الجنادل
عدتك أمير المؤمنين نقائص *** وجزت المدي تنحط عنك الكوامل
غلا فيك غال وانزوی منك ساقط *** فسمتهما عن منهج الحق مائل
فاعجب فعالٍ سار في تيه غيه *** وقال رمته بالضلال المجاهل
ويغنيك مدح الآي عن كل مدحة *** مناقب يتلوها خبير وجاهل
ومقت لمن یكسو القلائد مقته *** إذ العرش لاتدنو إليه النوازل
ويعزى بأرباب الكمال مقلد *** حلي المجد لا خالٍ من المجد عاطل
ووجدت أيضاً في آخر الكتاب المشار إليه مكتوبة بخط ابن داود رحمه اللّه تعالى مكتوباً ما هذا صورته:
ورأيت في أواخر الكتاب المشار إليه بخط مولانا الإمام المصتف ضاعف اللّه إجلاله وأدام أيامه ما صورته:
وسطرت خلف جزارة جعلتها منذ زمن في مطاوي كتاب الجاحظ معتذراً عن الإيراد عليه والقصد بالرد إليه:
ولم يعدنا التوفيق بعد ولم تحم *** وصلنا بأطراف اليراع القواطع
فلم نبق رسماً للغوي يؤمه *** خیال غبي أو بصير مخادع
ومن رام كسف الشمس أعيا مرامه *** بهاء به يخفي ضياء السواطع
ولما قابلناه بين يديه أدام اللّه علوه، سطر هذه الأبيات على آخر نسخته:
بلغنا قبالاً للبناء ولم ندع *** لشانئنا في القول جداً ولا هزلا
ص: 232
ولا غلبتنا العضلات ولم يخم *** يراع يغسل المشرفي إذا سلا
ولم تنتم التضجيع منا ملامح *** ولم ترضه عسلاً ولم ترضه نهلا
وليس ببدع أن تشن كتائب *** من الدهر يبغي مجد سؤددنا ذحلا
فيقذفنا عن قوس نجد وخائم *** ويهدي لنا من كف معصمه نبلا
نزعنا بفرسان الفخار فؤاده *** ومقلته والسمع والشكل والدلا
فقارضنا فاستنجدت نهضاتنا *** عزائم تعلو الفرقدين ولا تعلى
ففتناغلاب الدهر إذ ذاك وانبری *** يخالص في لقيا مناقبنا الذلا
خطفنا بهاء الشمس تعمی بنورنا *** حداق إذا ما القرص في برجه حلا
ويخطفه حان وقال مباهت *** ومطرٍ يجلي جيده المجد والفضلا
ولو صدقت منا العزائم مدحة *** القلنا ومانخشى ملاماً ولا عدلا
أبی شيخنا أن تنفس الشهب مجده *** ولم يرها شكلا ولم يرها مثلا
إذا خالصتنا الروح جلت حباها *** مناسب لا تستردف النسب الفسلا
وفازت إذا ما النار شب ضرامها *** بها مهجات الشانئين لها نصلا
بنجم أمير المؤمنين اهتداؤنا *** إذا زاغ عن سمت المراشد من ضلا
وكم راغم أنفاً تسامی وهومه *** مقاماً لنا من دونه الفلك الأعلى
تصادمنا والبدر لا يلمح السهى *** ولو طرفت كف السهي عينه النجلا
ولو لمح البدر السهى عند غمضه *** الظلت معاني اللوم في لمحه تتلى
وقال مولانا المصنف عند عزمه على التوجه إلى مشهد أميرالمؤمنين - صلوات اللّه عليه - لعرض الكتاب الميمون عليه، مستجدياً سيب يديه:
أتينا تباري الريح منا عزائم *** إلى ملك يستثمر الغوث آمله
ص: 233
كریم المحياما أظل سحابه *** فأقشع حتى يعقب الخصب هاطله
إذا أملٌ أشفت على الموت روحه *** أعادت عليه الروح فاتت شمائله
من الغرر الصيد الأماجد سنخه *** نجوم إذا ما الجو غابت أوافله
إذا استنجدوا للحادث الضخم سددوا *** سهامهم حتی تصاب مقاتله
وها نحن من ذاك الفريق يهزنا *** رجاء تهز الأريحي وسائله
وأنت الكمي الأريحي فتى الوری *** فروّ سحاباً تنعش الجدب هامله
وإلا فمن يجلو الحوادث شمسه *** وتكفی به من كل خطب نوازله
وقال وقد تأخر حصول سفينة يتوجه فيها إلى الحضرة المقدسة الغروية صلى اللّه على مشرفها:
لئن عاقني عن قصد ربعك عائق *** فوجدي لا يقاسي إليك طريق
تصاحب أرواح الشمال إذا سرت *** فلا عائق إذا ذاك عنك يعوق
ولو سكنت ريح الشمال لحركت *** سواكنها نفس إليك تشوق
إذا نهضت روح الغرام وخلفت *** جسوماً يحيل الرامفين وميق(1)
وليس سواء جوهر متأید *** له نسب في الغسابرین عریق
وجسم تباريه الحوادث ناحل *** ببحر الحتوف الفاتكات غریق
أسير بكف الروح يجري بحكمها *** وليس سواء موثق وطليق
ومما سطره أجل اللّه به أولياءه، عند قراءتنا هذا الكتاب لدى الضريح المقدس عند الرأس الشريف - صلى اللّه عليه - لما قصدنا مشهد مولانا
ص: 234
أمير المؤمنين - صلوات اللّه عليه - إبان الزيارة الرجبية النبوية عرضنا عليه هذا الكتاب، قارئين له بخدمته، لائذين بحرم رأفته، مستهطلين سحاب إغاثته، في خلوة من الجماعات المتكاثرات الشاغلات، وأنشد مجده بعض من كان معنا، ما اتفق من مخاطباتنا ومنافثاتنا(1)، وغير ذلك من كلام له يناسب حالنا في مقام حاثين عزائمه على مبراتنا، وإجابة دعواتنا، ولجأنا إليه التجاء الجدب الداثر إلى السحاب، والمسافر المبعد إلى الاقتراب، والمريض إلى زوال الأوصاب، وذي الجريض(2) إلى إماطة مخاطر الفناء والذهاب، ومن فعل ذلك مع بعض أتباع مولانا - صلوات اللّه عليه - خلیق باقتطاف ثمرات البغية من دوح يديه، فكيف وهو الأصل الباذخ(3)، والملك العدل السامق(4) الشامخ، غير مستغش في خيبة سائليه، وإرجاء رجاء آملیه، بل للبناء على أن المسائل ناجحة وإن تأخرت، والفواضل سانحة لديه وإن تبعدت:
يلوح بافاق المناجح سعدها *** وإن قذفت بالبعد عنها العوائق
كما الغيث يرجي في زمان وتارة *** تخاف عزاليه(5) الدواني الدوانق
وسطر رفع اللّه درجته رقعة في أول كتابه إلى مولاناعلي - صلوات اللّه
ص: 235
عليه - صورتها:
العبد المملوك أحمد بن طاووس، يقبل محال الشرف بثغور العبودية، ويقبل على جناب الحلال الأرأف بمبرور النية، ويقيل في أندية الكمال الألطف بالمخالصات الصفية، ويستغرض أهداف المراحم بجملة مخالصته الرضية ويستعرض إسعاف المكارم العلية، ويسترفد منال المواهب العلوية، فيستردف عيان إحسان السواكب العادية، السرية الروية، كما يستقدم ذمام الغرائز العربية ويستلزم زمام النحائز(1) الهاشمية، ويستوري زند المناقب الوضية، ويستروي برد المشارب الهنيئة الغروية، بوسائل الأواصر الفاطمية، ورسائل سجايا المفاخر السخية:
ومن وعد استجلت بدور وعوده *** حسداق لآمال الرجاء المحلق
وبخدماته الشائعة بين البرية، الذائعة بعين المشاهدة الجلية، وسبحه في تیار بحار المنازلات العميقة القصية، ولمحه بأنوار التوفيقات لطائف المنافثات السحيقة الخفية:
فكم صرعت كف اليراع مجالداً *** يصادم فخر المجد قد ملأ القطر
تراه يريد النصر والنصر خاذل *** فكان له مجد ابن فاطمة قبرا
تنوره منا العروم سوامياً *** ولوغارت الجوزاء واختفت الشعري
بكل شناة من يراع غروبه *** تفل بحديها المشحذة البتر
ص: 236
ولو لم يكن فالبدر لابد واضح *** ولو قصدت كف الوجود له سترا
على أننا لا نعدم الفخر شامخا *** بمدحتنا نعلو بمنقبها النسرا
أتينا إلى الشمس المنيرة في الضحى *** نريد لماعزاً ونبغي لهانصرا
ومن رام كشف الواضحات مؤكداً *** وفاز بمغنی حد منصبه قدرا
إليك أمير المؤمنين اعتذارنا *** أبيت بيان القول ينتظم الدرا
وحليت أجياد العزائم حلية *** من العجز إن همت بمدحكم تتری
لك الراحة العلياء بالفضل إذ سمي *** فخارك يرضى النظم يعتقب النشرا
ولكنناعدنا بربع مروض *** ومن شام روضأضم شائمه الزهرا
والحمد للّه وحده وصلاته على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله الأطهار الأخيار وسلامه.
هذا آخر ما وجدته في ظهر الكتاب».
جاء على نسخة من كتاب «غاية الباري في شرح المبادي» بخط السيد حيدر الآملي: «بعته لخدمة المرتضى المعظم، قدوة الأفاضل والأُمم، أفضل المتأخرين، زبدة المتبحرین، المخصوص بعناية رب العالمين، كهف الحاج والحرمين، نظام الحق والملة والدين، محمود أدام اللّه معاليه في 27 رجب 766».
* * *
ص: 237
هذا آخر ما أحبنا ذكره هنا، وسنشرع في إعطاء نبذة مختصرة عن التأسيس الثالث للمكتبة، وأهم المنجزات التي تم تفعيلها في المكتبة للمشاركة الجادة في النهوض الثقافي للعراق الجديد.
* * *
ص: 238
بعد سقوط طاغية العراق، وما خلفه للشعب العراقي من فراغ معرفي وثقافي، حيث سد الأبواب أمام الروافد الثقافية الأصيلة، واستخدم جميع الوسائل الإعلامية والثقافية لصالحه، مما أدى إلى ضمأ ثقافي عند أبناء الشعب العراقي، وبعد سقوطه سنحت فرصة مناسبة لإعادة ما أباده وحاربه منذ عدة عقود.
وبما أن المكتبات هي أحد الروافد الرئيسية للعمل الثقافي، والتطور والتقدم العلمي والمعرفي، حصل اهتمام جاد من قبل مكتب المرجعية العليا لآية اللّه العظمى السيد السيستاني (حفظه اللّه تعالى) في قم المقدسة لدعم هذا الجانب، فتولدت فكرة تأسيس مكتبات عامة في العتبات المقدسة، لتكون مركزاً ثقافياً ومنهلاً عذباً لرواد العلم والفضيلة، ببركة أنوار صاحب المرقد المعنوية والملكوتية.
ص: 239
وقد تبنى تفعيل هذه الفكرة ساحة المرحوم حجة الإسلام والمسلمين الشيخ فارس الحسون - كما مر - وكان باكورة العمل السعي الجاد لإحياء وإعادة تأسيس مكتبة الروضة الحيدرية لما لها وللنجف الأشرف من ميزة علمية ومعنوية.
فبدأنا بالعمل سوية، وخاطبنا دور النشر والمؤلفين، فتم اقتناء كتب كثيرة شراء وإهداء، ونُقلت هذه الكتب مع الأثاث المكتبي إلى العراق، وتم بحمد اللّه - بعد معاناة كثيرة - افتتاح المكتبة في تاريخ 20 جمادی الثاني عام 1426 ه ق يوم ولادة سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، ولاقت إقبالاً واسعاً لانتسابها إلى باب مدينة علم النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) وكونها بجواره و تحت عنايته، وهي في بداية طريقها نحو النمو والكمال، لتأخذ في المستقبل القريب دورها الفاعل في النهوض بالواقع الثقافي للعراق الجديد، وتكون مركزاً ومنتدى ثقافياً تجمع أرباب العلم والفضيلة، وتقدم لهم الخدمات المكتبية المطلوبة، إن شاء اللّه تعالى.
وقد تم لحد الآن تفعيل عدة أعمال، وتأسيس عدة أقسام في المكتبة خدمة للباحثين والمراجعين، وبقي بعضها الآخر لم يتم تفعليه إلى أن يحين حينه، أماما تم انجازه فهو كما يلي:
وهي القاعة الرئيسية للمطالعة العامة، وتدار على نحو الرفوف المفتوحة، حيث يكون الكتاب أمام القارئ والباحث مباشرة، مما يساعده على سهولة
ص: 240
وسرعة البحث والاطلاع على تنوع الكتب.
تم تصنيف المكتبة بصورة موضوعية، بأن خصصنا لكل موضوع خانات خاصة، وتم التصنيف كما يلي:
1. التفسير والمباحث القرآنية.
2. الحديث الشريف.
3. الأدب.
4. اللغة.
5. الرجال والتراجم .
6. المسائل الخلافية / الشيعة والتشيع.
7. الأديان والفرق والملل والنحل.
8. المعارف العامة.
9. الكتب العلمية / الطب، الرياضيات والعلوم الطبيعية، الفيزياء والكيمياء، علم الفلك، علم النفس التربية والتعليم، علوم غريبة، علم الحاسوب والانترنت، الزراعة.
10. التاريخ، الجغرافية والبلدان، العراق، النجف الأشرف.
11. أُصول الدين وعلم الكلام / التوحيد، العدل، النبوة، الإمامة، المعاد.
12. النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) .
13. فاطمة الزهراء (عليها السلام) .
14. أهل البيت (عليهم السلام) .
15. الإمام الحسين (عليه السلام) .
16. الإمام السجاد (عليه السلام) .
17. الإمام الباقر (عليه السلام) .
18. الإمام الصادق (عليه السلام) .
19. الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) .
ص: 241
20. الإمام الرضا (عليه السلام) .
21. الإمام الهادي (عليه السلام) .
22. الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) .
23. الإمام المهدي (عليه السلام) .
24. الإقتصاد وعلم الإجتماع.
25. القانون والحقوق.
26. السياسة ونظام الحكم.
27. الفقه.
28. أصول الفقه.
29. الأدعية والزيارات.
30. الأخلاق.
31. الاستشراق.
32. العرفان والتصوف.
33. الحداثة - العلمانية - الفكر المعاصر.
34. الفلسفة الإسلامية .
35. الفلسفة الغربية.
36. اللغات الأجنبية.
37. المجلات.
38. الكتب والمكتبات.
39. الموسوعات والكليات.
أما بالنسبة إلى رواد المكتبة فيبلغ عددهم المئات من مختلف المحافظات، ومعظم المراجعين إما طلبة الحوزة العلمية، وإما طلبة الجامعات وأصحاب الدراسات العليا، حيث انجزت المئات من الرسائل الجامعية داخل المكتبة وبلغت كتبها عشرات الآلاف، والعمل مستمر لتزويدها بقدر أكبر وأكثر من
ص: 242
الكتب، أما بالشراء من الأسواق الداخلية والخارجية، واما بإهداء الكتب من قبل المؤلفين والمراكز الثقافية والجامعات، واما بوقف وإهداء المكتبات الخاصة.
نظراً لخصوصية انتساب مكتبة الروضة الحيدرية إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ، خصصنا جناحاً خاصاً للكتب المؤلفة في الإمام (عليه السلام) وبلغات مختلفة، وصفناها تصنيفاً موضوعياً، وبدأنا بموازاة اقتناء الكتب المطبوعة، باستنساخ التراث المخطوط الخاص بأمير المؤمنين (عليه السلام) ، وكذلك سنبدأ باستنساخ التراث العلوي الموجود ضمن الكتب وفي المجلات والدوريات، لتكون عندنا مكتبة تخصصية في أمير المؤمنين (عليه السلام) .
نظراً لتطور العلم وسهولة البحث الآلي وشموله، استحدثنا المكتبة الصوتية، وجمعنا فيها الآف الأقراص الليزرية في مختلف العلوم والفنون والبرامج، وكل ما يحتاج إليه الباحث في عملية بحثة، والعمل مستمر بتزويدها بقدر أكثر وأكبر من الأقراص المتنوعة.
تعد الفهرسة المحور الرئيسي للمكتبة، ولولاها لتعذر الوصول إلى الكتاب، وهناك طرق وأنظمة متعددة ومتنوعة للفهرسة عالمية ومحلية، تطورت حسب تطور العلم واحتياجات الإنسان، ونحن في المكتبة بعد الفحص عن مجمل تلك الأنظمة العالمية والمحلية، ارتأينا اتباع نظام ( L.C.C ) العالمي المتبع في كبرى المكتبات العالمية.
وذلك لابتنائه على الدقة والشمولية في اختيار العنوان والموضوع والمؤلف والمصحح والمحقق والناشر وسائر ما يتضمنه الكتاب، ويسهل عملية البحث فيه، وهذا النظام يبتني على مبان علمية دقيقة، وله ترقيم خاص يتشكل من
ص: 243
الحروف والأعداد حيث يرمز كل منها إلى معلومة معينة.
وقد قام مسؤول الفهرسة - الأخ الفاضل علاء محمد جواد الأعسم - بفتح دورة تعليمية لكادر الفهرسة في المكتبة، وكذلك فتحت دورات تعليمية المكتبة الروضة الحسينية و مكتبة الروضة العباسية في كربلاء، ونال الأُخوة المشاركون في هذه الدورات شهادة فخرية من قبل العتبة العلوية المقدسة، وأظن ان هذه المكتبات هي الوحيدة التي تعمل وفقاً لهذا النظام في العراق حالياً.
مهمة الأخوة العاملين في هذا القسم تنضيد وإخراج الكتب التي تنشرها المكتبة، مضافاً إلى تنضيد عشرات الكتب المختصة بأمير المؤمنين (عليه السلام) وبالنجف الأشرف، والتي تم نشرها من خلال موقع المكتبة على شبكة المعلومات العالمية .
ان الإرتباط مع شبكة المعلومات العالمية، أصبح اليوم من ضرورات العمل الثقافي للإفادة والإستفادة، ولذا قمنا بتصميم موقع تخصصي مكتبي، فيه مجموعة معلومات مكتبية مفيدة، زائداً نشاطات المكتبة.
وهذا بالإضافة إلى وضع صفحة خاصة في الموقع تختص بأمير المؤمنين (عليه السلام) تتوفر فيها مئات الكتب والأبحاث المختصة بالإمام بصورة رقمية ديجيتالية، والعمل مستمر بصورة جادة لتفعيل هذه الصفحة وتكوين مكتبة ديجيتالية ورقمية مختصة بأمير المؤمنين (عليه السلام) .
يُعد الكتاب هو الرافد الرئيسي للعلم والمعرفة، ورغم تعدد سبل وآليات إيصال المعلومات للباحث والمطالع في العالم، حافظ الكتاب على قيمته وأهميته
ص: 244
بحيث لا يتمكن الباحث أن يستغني عنه. ونحن بدورنا - ودعماً للحركة الثقافية وإيجاد ثقافة القراءة عند أبناء الشعب - بدأنا بطباعة ونشر عدة كتب تراثية وثقافية المؤلفين و محققين بارزين، وهناك بعض الأعمال التي قامت المكتبة بتحقيقها أو ترجمتها أو تأليفها ستصدر تباعاً إن شاء اللّه تعالى.
أما الكتب التي تم نشرها لحد الآن فهي كما يلي:
1 - الكشاف المنتقى لفضائل علي المرتضى (عليه السلام) ، تأليف البحاثة كاظم عبود الفتلاوي.
2 - المحسن السبط مولود أم سقط، تأليف المحقق العلامة السيد محمد مهدي الخرسان.
3- مقدمات كتب تراثية، تأليف المحقق العلامة السيد محمد مهدي الخرسان.
4 - مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف، تأليف البحاثة كاظم عبود الفتلاوي. 5 - غریب نهج البلاغة، تأليف الدكتور عبدالكريم السعداوي.
6 - موسوعة ابن ادريس الحلي، جمع وتحقيق العلامة السيد محمد مهدي الخرسان.
يتكفل هذا القسم صيانة وتجليد الكتب الموجودة في المكتبة، والتي قد تتلف أو تتمزق بسبب كثرة الاستفادة منها، أو ما يأتينا ضمن المكتبات القديمة الموقوفة، حيث يحتاج كثير منها إلى صيانة وتجليد وتعفير وما شاكل.
نظراً لكثرة البحوث والدراسات الجامعية التي تم انجازها من قبل الباحثين
ص: 245
في المكتبة، سيما وبعضهم يأتينا من المحافظات الأُخرى، مع عدم توفر الكتب عندهم وفي مكتباتهم، تم استحداث هذا القسم، تسهیلاً وسرعة لعملية البحث.
لقد تم تفعيل هذا المشروع بالتعاون مع شعبة الإعلام في العتبة العلوية المقدسة، وهذا المشروع يهدف إلى توثيق ما حمله صدور العلماء والوجهاء من تجارب ومعلومات تاريخية واجتماعية وسياسية وغيرها، والتي تندثر وتموت بموت أصحابها، فهو مشروع يحاول استثمار هذه التجارب والمعلومات، وحفظها للأجيال القادمة عن طريق اجراء حوارات صوتية مرئية، ثم تصنيفها وأرشفتها.
تعد الرسائل الجامعية من أهم الروافد العلمية بما تحتوي من دراسات وبحوث جيدة، وهي التراث العلمي والواجهة الحضارية للبلد، وللأسف تبقى في زاوية الخمول وفي رفوف مكتبات الجامعات من دون أن تعم فائدتها سائر طبقات المجتمع رواد المكتبات العامة.
ونحن بدورنا ولأجل إتاحة الفرصة للمطالع، وتهيئة القدر الأكبر من أوعية المعلومات المكتبية، قمنا بتجميع هذه الرسائل الجامعية سواء التي طبعت بصورة محدودة، أو التي وضعت على الأقراص الليزرية، وقد تم بحمد اللّه لحد الآن تهيئة الآف الرسائل الجامعية وبالتعاون مع الجامعات والكليات والباحثين أنفسهم.
وقد تم افتتاحه حديثا، وذلك لكثرة الطلب من قبل الأخوات الباحثات بفتح جناح خاص لهن.
ص: 246
هذا هو تاريخ هذه المكتبة العريقة، ونبذة مختصرة عمّا مرت به من ازدهار تارة وخمول تارة أخرى، وهذا ما تمكنا من إنجازه في هذه الفترة الوجيزة بعد افتتاحها وتأسيسها الثالث.
وأنت ترى أن المكتبة من بدايتها وإلى يومنا هذا شيدت بجهود و جهاد مستمر من قبل القائمين عليها، وهذا شأن أي عمل آخر ثقافي كان أو سياسي أو إجتماعي، إذ ليس للإنسان إلا ما سعى، وكذلك هي - لاستكمال مسيرتها - بحاجة إلى جهود وجهاد من قبل الأيادي التي ستتعاقب عليها وتتشرف بالعمل فيها، لتأخذ موقعها اللائق بها من حيث انتسابها إلى باب مدينة علم النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وتواجدها في العاصمة العلمية الشيعية العريقة، ألا وهي مدينة النجف الأشرف.
وفي الختام أرى لزاماً عليَّ أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في بناء هذا الصرح العلمي الشامخ، وأخص بالذكر منهم مكتب المرجع الديني الأعلى آية اللّه
ص: 247
العظمى السيد السيستاني حفظه اللّه تعالى في النجف الأشرف و قم المقدسة حيث كان له شرف التأسيس والدعم المباشر والمستمر، وأخص بالذكر سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد جواد الشهرستاني حفظه اللّه تعالى، ولولا تلك الجهود لما أُنجر ما أنجز، وكذلك أتقدم بالشكر الجزيل للقائمين على إدارة العتبة العلوية المقدسة قديماً وحديثاً وأخص بالذكر منهم سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد رضا الغريفي، وسماحة المهندس السيد مهدي الحسيني، حيث فسحا لنا مجال العمل داخل العتبة.
وكذلك أُقدم شكري وتقديري للجهود المخلصة التي بذلها الكادر العامل في المكتبة، سواء الذين واكبوا العمل من البداية أو الذين التحقوا فيما بعد، إذ بجهودهم أثمرت تلك المتاعب، وأخص بالذكر منهم الأخ الفاضل علاء الأعسم حيث تحمل الكثير لأجل تطوير العمل، وأشكر أيضاً كافة من زودنا بالكتب وأوعية المعلومات من المؤلفين والمحققين إلى دور النشر والمراكز الثقافية وغيرها.
فجزاهم اللّه جميعاً خير الجزاء، ونسأله تعالى أن يتقبل منا ومنهم جميعاً، وأن تكون أعمالنا هذه ذخراً لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون، إن شاء اللّه تعالى.
تم في صباح يوم الأربعاء 26 جمادی الثاني عام 1428 ه ق المصادف 2007/7/12 ، وأنا بجوار أمير المؤمنين (عليه السلام) في مكتبة الروضة الحيدرية، والحمد للّه أولاً وآخراً، وصلى اللّه على محمد وآله الطاهرين..
* * *
ص: 248
ص: 249
ص: 250
الصورة
بيان المرجع الديني الأعلى آية اللّه العظمى السيد علي السيستاني حفظه اللّه قبل افتتاح المكتبة
ص: 251
ص: 252
الصورة
صورة المرحوم حجة الاسلام والمسلمين الشيخ فارس الحسون رحمه اللّه المتبني لمشروع مكتبات العتبات المقدسة في العراق
ص: 253
الصورة
مدخل المكتبة من جهة شارع الطوسي
الصورة
حفل افتتاح المكتبة
ص: 254
الصورة
حفل افتتاح المكتبة
الصورة
موقع مكتبة الروضة الحيدرية ( www.haydarya.com )
-255
ص: 255
الصورة
قاعة المطالعة العامة - 1
الصورة
قاعة المطالعة العامة - 2
ص: 256
الصورة
قاعة المطالعة العامة - 3
الصورة
قاعة المطالعة العامة - 4
ص: 257
الصورة
قاعة المطالعة النسوية
ص: 258
الصورة
المكتبة الصوتية
ص: 259
الصورة
ص: 260
1- أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين، ط دار التعارف للمطبوعات، بیروت.
2 - الاعلام - خير الدين الزركلي، ط الخامسة عام 1980 م دار العلم للملايين بيروت. 3- إرشاد القلوب المنجي من عمل به من أليم العقاب - الحسن بن أبي الحسن الديلمي (ق 8)، ط الأُولى 1424 ه، دار الاسوة قم.
4 - الأمالي - الشيخ الصدوق، ط الأُولى 1417ه، مؤسسة البعثة قم.
5- الأمالي - الشيخ الطوسي، ط الأُولى عام 1414، مؤسسة البعثة.
6- أدب الاملاء والاستملاء - السمعاني، ط الأُولى 1409 ه، دار ومكتبة الهلال بيروت.
7 - أُصول الكافي - محمد بن يعقوب الكليني، ط السادسة عام 1375 هش، دار الكتب
الإسلامية، طهران.
8- الإجازة الكبيرة - السيد المرعشي النجفي، منشورات مكتبة السيد المرعشي، قم.
9 - الأحلام - الشيخ علي الشرقي، طبع عام 1383، شركة الطبع والنشر الأهلية، بغداد.
10 - أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم - محمد بن أحمد المقدسي (ت 380ه) طبع عام
ص: 261
2003 دار السويدي للنشر.
11 - اقبال الأعمال - السيد ابن طاووس، ط الأُولى عام 1416، مكتب الإعلام الإسلامي، قم.
12 - بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية - السيد أحمد بن موسی بن طاووس، ط الأُولى 1411 ه مؤسسة آل البيت لإحياء التراث بيروت.
13 - بحار الأنوار - العلامة المجلسي، ط الثانية عام 1403 مؤسسة الوفاء بيروت.
14 - البداية في علم الدراية - الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي، ط الأُولى 1433 ه ،بوستان كتاب قم.
15- تحفة العالم - السيد جعفر بحر العلوم، ط عام 1354 ه، مطبعة الغري.
16 - تراجم الرجال - السيد أحمد الحسيني، طبع عام 1414، مكتبة آية اللّه المرعشي النجفي - قم.
17 - تفسير العياشي - محمد بن مسعود العياشي، ط المكتبة العلمية الإسلامية - طهران.
18 - تكملة أمل الآمل - السيد حسن الصدر، طبع عام 1406، منشورات مكتبة السيد
المرعشي النجفي بقم.
19 - تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر، طبع عام 1415، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت.
20- تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار - ابن بطوطة، طبع عام 1377 ه
المكتبة التجارية الكبرى، مصر.
21- تحف العقول - ابن شعبة الحراني، ط الثانية عام 1404، مؤسسة النشر الإسلامي ، قم.
22 - تاریخ بغداد - الخطيب البغدادي، ط الأُولى عام 1417ه، دار الكتب العلمية،
بيروت.
ص: 262
23 - تحفة العالم - عبد اللطیف خان الشوشتري، ط الأُولى عام 1363 ه ش مطبعة كلشين، طهران.
24 - تاریخ و سفرنامه حزين [سوانح عمری] - الشيخ محمد علي حزين اللاهيجي، ط
الأُولى عام 1375 هش، مركز اسناد انقلاب اسلامی، طهران.
25 - التوضيح الأنور بالحجج الواردة لدفع شبهة الأعور - الشيخ خضر الحبلرودي، ط
الأولى عام 1424 ه، مكتبة السيد المرعشي النجفي - قم .
26- جامع الأصول في أحاديث الرسول (صلی اللّه عليه وآله وسلم) - ابن الأثير الجزري، ط الأُولى 1418 ه،
دار الكتب العلمية بيروت.
27 - خزائن الكتب العربية في الخافقين - الفيكنت فيليب دي طرازي، مطبعة جوزف
صیقلي، بيروت.
28 - خاتمة مستدرك الوسائل - المحدث النوري ، طعام 1415، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث.
29 - خزائن الكتب القديمة في العراق - كوركیس عواد، دار الرائد العربي.
30 - ذیل كشف الظنون - الشيخ أغا بزرك الطهراني، ط الثانية 1403، دار الأضواء
بيروت.
31- الذريعة - الشيخ أغا بزرك الطهراني (نسخة مكتبة أهل البيت الإلكترونية).
32 - رحلات السيد محسن الأمين - ط الأولى عام 1422 ه ، الغدير للدراسات والنشر،
بيروت.
33- ریاض العلماء - الميرزا عبداللّه الأفندي، مطبعة خيام عام 1401 ه.
34 - رسائل المحقق الكركي - علي بن الحسين الكركي، ط الأُولى عام 1412 ه، مؤسسة النشر الإسلامي.
ص: 263
35- رجال النجاشي - النجاشي، ط الخامسة عام 1416، مؤسسة النشر الإسلامي قم. 36 - رحلات السيد محسن الأمين - السيد محسن الأمين، ط الأولى 1422 ه، الغدیر
للدراسات والنشر، بيروت.
37 - رحلة أبي طالب خان إلى العراق وأوروبا- أبو طالب خان، طعام 2007م، دار
الوراق، ترجمة الدكتور مصطفى جواد.
38 - سعد السعود - السيد ابن طاووس، طبع عام 1363، منشورات الرضي بقم.
39 - سير أعلام النبلاء الذهبي (نسخة مكتبة أهل البيت الإلكترونية).
40 - شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأسترآبادي، طبع عام 1395، دار الكتب
العلمية بيروت.
41 - شمس العرب تسطع على الغرب - زیغريد هونكة، ط عام 1964م، منشورات المكتب التجاري للطباعة والتوزيع والنشر.
42 - الصراط المستقیم - علي بن يونس العاملي البياضي، الناشر: المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية.
43 - الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف - السيد ابن طاووس، ط الأولى 1399 ه
مطبعة الخيام قم.
44 - طبقات أعلام الشيعة - أغا بزرك الطهراني، منشورات مؤسسة إسماعیلیان، قم.
45 - علل الشرائع - الشيخ الصدوق، ط 1386، منشورات المكتبة الحيدرية، النجف
الأشرف.
46 - علوم الحديث ومصطلحه - د صبحي الصالح، طبع عام 1379 ه، مطبعة جامعة
دمشق.
47 - عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب - أحمد بن علي الحسيني (ابن عنبة)، طبع عام
ص: 264
1417 ه، مؤسسة أنصاریان، قم.
48 - فرج المهموم - السيد ابن طاووس ، طبع عام 1363 ه. ش، منشورات الرضي بقم.
49 - فرحة الغري - السيد عبد الكريم بن طاووس، ط الأُولى عام 1419 ه، مركز الغدیر
للدراسات الإسلامية، قم.
50 - فهرس مخطوطات خزانة الروضة الحيدرية، السيد أحمد الحسيني.
51 - فهرس التراث - السيد محمد حسين الحسيني الجلالي، ط الأُولى 1422 ه، الناشر دليل ما، قم.
52 - كشف الحجب والأستار - السيد المجاز حسين، طبع عام 1409 مكتبة السيد المرعشي النجفي بقم.
53 - الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي، مكتبة الصدر طهران.
54 - اللباب في تهذيب الأنساب - ابن الأثير الجزري، دار صادر، بیروت.
55 - مجلة المورد تصدرها وزارة الثقافة والفنون في العراق.
56 - مجلة الأقلام - تصدرها وزارة الثقافة والإرشاد - بغداد.
57 - مكتبة العلامة الحلي - السيد عبد العزيز الطباطبائي، ط الأولى عام 1416 مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث.
58 - معرفة أنواع علم الحديث - ابن الصلاح أبو عمرو عثمان بن عبدالرحمن الشهرزوري، ط الأُولى 1423 ه، بوستان كتاب قم.
59 - مقباس الهداية في علم الدراية - الشيخ عبد اللّه المامقاني، ط الأُولى 1411 ه، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث قم.
60 - مقدمات كتب تراثية - السيد محمد مهدي الخرسان، ط الأُولى 1427 ه ، منشورات دلیل ما، قم.
ص: 265
61 - معارف الرجال في تراجم العلماء والأُدباء - الشيخ محمد حرز الدين، طبع عام 1405، مكتبة السيد المرعشي النجفي، قم.
62 - مستدرك الوسائل - المحدث النوري (نسخة مكتبة أهل البيت الإلكترونية).
63 - موسوعة العتبات المقدسة - جعفر الخليلي، مؤسسة الأعلمی للمطبوعات، بيروت.
64 - موسوعة النجف الأشرف - جعفر الدجيلي، ط الأُولى عام 1413 ه، دار الأضواء،
بيروت.
65 - مجلة لغة العرب.
66 - مجلة معهد المخطوطات العربية.
67 - مشهد الإمام علي في النجف وما به من الهدايا والتحف - سعاد ماهر، دار المعارف بمصر.
68 - النجف الأشرف إسهامات في الحضارة الإنسانية - مجموعة باحثين، الناشر بوك اكسترا لندن عام 2000م.
69 - الناصريات - السيد المرتضی، طبع عام 1417، مؤسسة الهدى.
70 - النهاية في مجرد الفقه والفتوى الشيخ الطوسي، ط الأُولى عام 1390 ها، دار الكتاب العربي بيروت.
71 - يتيمة الدهر - الثعالبي، ط الأُولى 1403 ه، دار الكتب العلمية، بيروت.
72 - اليقين - السيد ابن طاووس، ط الأُولى 1413 مؤسسة دار الكتاب، قم.
ص: 266
مقدمة المركز...5
تمهید...17
عمارات المشهد الشريف...19
الأدوار الثقافية للعتبة العلوية المقدسة...25
1- تحمل الحديث...27
2- تأليف واستنساخ وقراءة وعرض الكتب...33
3- مدرسة الصحن الشريف...41
4- الندوات، المهرجانات، المجالس...47
ألف: الندوات العلمية...47
ب: الندوات الأدبية...49
ج: الندوات السياسية...50
د: مجالس الوعظ والإرشاد...52
ه: سائر الموارد...53
5- المكتبة...55
مكتبة الروضة الحيدرية...56
تاريخ المكتبة...60
• أسماؤها...64
• مكانها...64
• المؤسس...65
• الأمناء...72
• نشاطها الثقاقی...76
• تعداد كتبها...84
• وقف الكتب والمكتبات...85
• الإهمال والضياع...90
1- الحوادث السياسية والإجتماعية...91
2- الأرضة والعوامل الطبيعية...92
ص: 267
3- السرقة...93
4- الهبات والصلات من قبل القائمين على الروضة...95
5- الإستعارة...95
6- بيع الكتب في الصحن الشريف...97
7- عدم وجود مسؤول وقيم للمكتبة...98
مخطوطات المكتبة...101
المصاحف الكريمة...103
مصحف بخط أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ...105
مصحف بخط الإمام الحسن (عليه السلام) ...107
مصحف بخط الإمام الحسين (عليه السلام) ...107
مصاحف أُخرى...108
الكتب المخطوطة...114
إشراقة جديدة.. خدمات متميزة...239
1- المكتبة العامة...240
2- المكتبة المختصة بأمير المؤمنين (عليه السلام) ...243
3- المكتبة الصوتية...243
4- الفهرسة...243
5- التنضيد...244
6- الموقع...244
7- الطباعة والنشر...244
8- الصيانة والتجليد...245
9- الإستنساخ...245
10- التاريخ الشفهي...246
11- الرسائل الجامعية...246
12- الرسائل الجامعية...246
الخاتمة...247
الملحق...249
فهرس المصادر...261
فهرس المواضيع...267
ص: 268