النبی و آله کلهم نور واحد

اشارة

محاضرات الشيخ محمدباقر علم الهدی حفظه الله

النبی و آله

کلهم نور واحد

دراسة تحليلية في إتحاد النبی و آله عليهم السلام نورا و فضلا السيد علي رضوي.

نام کتاب: النبي وآله (عليه السلام) كلهم نور واحد

مؤلف:محمد باقر علم الهدی

ناشر : پیام طوس

تیراژ : 3000 جلد

نوبت چاپ: اول بهار 89

لیتوگرافی:رضا -2259771

چاپ و صحافی:چاپخانه بزرگ قرآن کریم - 8801200

قیمت : 1000 تومان

خیراندیش دیجیتالی : انجمن مددکاری امام زمان (عج) اصفهان

ص: 1

اشارة

بسم الله الرحمن الرحیم

محاضرات الشيخ محمد باقر علم الهدی حفظه الله

النبي وآله علیهم السلام

كلهم نور واحد

دراسة تحلیلیة فی اتحاد النبی و آله علیهم السلام نورا و فضلا

علی السید حسین الرضوی

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحیم

محاضرات الشيخ محمد باقر علم الهدی حفظه الله

النبي وآله علیهم السلام

كلهم نور واحد

دراسة تحلیلیة فی اتحاد النبی و آله علیهم السلام نورا و فضلا

علی السید حسین الرضوی

_____________________

مشهد مقدس - خیابان آزادی بین آزادی 27 و25 پلاک 16

انتشارات پیام طوس (6 خط )2223888-0511

ص: 3

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله عليك يا ولي العصر أدركني

الحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

لا سيما بقية الله الحجة بن الحسن فداه أرواح العالمين

واللعن الدائم على أعدائهم أبد الآبدين.

أما بعد فهذه رسالة وجيزة في بيان الأخبار الدالة على تساوي المعصومين الأربعة عشر علیهم السلام في الفضل والعلم والحلال والحرام والحجة والطاعة والجمع بينها وبين ما دل على التفاضل بينهم علیهم السلام وهي خلاصة أبحاث شيخنا الٱستاذ العلامة محمد باقر علم الهدی فلله تعالی دره و عليه أجره .

على السيد حسين الرضوي

ص: 4

الفصل الأول : ما دل على تساوي النبي وآله عليهم السلام في الفضل والعلم والطاعة والحلال والحرام والحجة

اشارة

ص: 5

ص: 6

الظاهر من الأخبار الكثيرة المتواترة بالمعنی تساوي المعصومين عليهم السلام فضلا وعلما وطاعة فلا يكون معصوم أعلم من الآخر وإن كان الأول واسطة في وصول العلم إليه ولا بد من التعرض لها في طي طوائف :

الطائفة الٱولى : ما دل على اتحاد نور الرسول الأكرم وأميرالمؤمنين عليهما وآلهما السلام

•قال جابر بن عبد الله الأنصاري سألت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم عن ميلاد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام

فقال : آه آه لقد سألتني عن خير مولود ولد بعدي على سنة المسيح علیه السلام إن الله تبارك وتعالى خلقني وعليا من نور واحد قبل أن خلق الخلق بخمسمائة ألف عام فكنا نسبح الله ونقدسه فلما خلق الله تعالی آدم قذف بنا في صلبه الخبر (1).

ص: 7


1- بحارالأنوار:35/10ح12

• روي عن مجاهد عن أبي عمرو وأبي سعيد الخدري قالا: كنا جلوسا عند رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم إذ دخل سلمان الفارسي وأبوذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعمار بن یاسر وحذيفة بن اليمان وأبو الهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت ذوالشهادتين وأبو الطفيل عامر بن واثلة فجثوا بين يدي رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم والحزن ظاهر في وجوههم فقالوا فديناك بالآباء والأمهات يا رسول الله إنا نسمع من قوم في أخيك وابن عمك ما يحزننا وإنا نستأذنك في الرد عليهم.

فقال صلی الله علیه و آله و سلم : وما عساهم يقولون في أخي وابن عمي علي بن أبي طالب.

فقالوا: يقولون أي فضل لعلي في سبقه إلى الإسلام وإنما أدركه الإسلام طفلا ونحو هذا القول.

فقال صلی الله علیه و آله و سلم : فهذا يحزنكم.

قالوا: إي والله.

فقال : بالله أسألكم هل علمتم من الكتب السالفة أن إبراهيم هرب به أبوه من الملك الطاغي فوضعت به أمه بين أثلال بشاطئ نهر يتدفق يقال له حزران من غروب الشمس إلى إقبال الليل فلما وضعته واستقر على وجه الأرض قام من تحتها يمسح وجهه ورأسه ويكثر من شهادة أن لا إله إلا الله ثم أخذ ثوبا واتشح به وأمه تراه فذعرت منه ذعرا شديدا ثم هرول بين يديها مادا عينيه إلى السماء فكان منه ما قال الله عز وجل «وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ، فلما جن عليه

ص: 8

الليل رأي كوكبا قال هذا ربي إلى قوله إني بريء مما تشرکون».

وعلمتم أن موسی بن عمران کان فرعون في طلبه يبقر بطون النساء الحوامل ويذبح الأطفال ليقتل موسى فلما ولدته أمه أمرها أن تأخذه من تحتها وتقذفه في التابوت وتلقي التابوت في اليم فقالت وهي ذعرة من كلامه يا بني إني أخاف عليك الغرق فقال لا تحزني إن الله يردني إليك فبقيت حيرانة حتى كلمها موسى وقال لهم يا أم اقذفيني في التابوت وألقي التابوت في اليم فقال ففعلت ما أمرت به فبقي في اليم إلى أن قذفه في الساحل ورده إلى أمه برمته لا يطعم طعاما ولا يشرب شرابا معصوما وروي أن المدة كانت سبعين يوما وروي سبعة أشهر وقال الله عز وجل في حال طفوليته «ولتصنع على عيني إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن الآية».

وهذا عيسى ابن مريم قال الله عز وجل فيه:«فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا إلى قوله إنسيا» فكلم أمه وقت مولده وقال حين أشارت إليه «فقالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا ، إني عبد الله أتاني الكتاب إلى آخر الآية» فتكلم علیه السلام في وقت ولادته وأعطي الكتاب والنبوة وأوصي بالصلاة والزكاة في ثلاثة أيام من مولده وكلمهم في اليوم الثاني مولده.

وقد علمتم جميعا أن الله عزوجل خلقني وعليا من نور واحد إنا كنا في صلب آدم نسبح الله عزوجل ثم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء

ص: 9

يسمع تسبيحنا في الظهور والبطون في كل عهد وعصر إلى عبد المطلب وإن نورنا كان يظهر في وجوه آبائنا وأمهاتنا حتى تبين أسماؤنا مخطوطة بالنور على جباههم ثم افترق نورنا فصار نصفه في عبدالله ونصفه في أبي طالب عمي فكان يسمع تسبيحنا من ظهورهما وكان أبي وعمي إذا جلسا في ملا من قریش تلألأ نور في وجوههما من دونهم حتى أن الهوام والسباع يسلمان عليهما لأجل نورهما إلى أن خرجنا من أصلاب أبوينا وبطون أمهاتنا.

ولقد هبط حبيبي جبرئيل في وقت ولادة علي فقال : يا حبيب الله، العلي الأعلى يقرأ عليك السلام ويهنئك بولادة أخيك علي ويقول هذا أوان ظهور نبوتك وإعلان وحيك وكشف رسالتك إذ أيدتك بأخيك ووزيرك وصنوك وخليفتك ومن شددت به أزرك وأعلنت به ذكرك فقم إليه واستقبله بيدك اليمنى فإنه من أصحاب اليمين وشیعته الغر المحجلون.

فقمت مبادرا فوجدت فاطمة بنت أسد أم علي وقد جاء لها المخاض وهي بين النساء والقوابل حولها.

فقال حبيبي جبرئيل : يا محمد نسجف بينها وبينك سجنا فإذا وضعت بعلتي تتلقاه ففعلت ما أمرت به.

ثم قال لي : امدد يدك يا محمد .

فمددت يدي اليمنى نحو أمه فإذا أنا بعلي على يدي واضعا يده اليمنى في أذنه اليمنى وهو يؤذن ويقيم بالحنيفية ويشهد بوحدانية الله عزوجل وبرسالاتي ثم انثني إلي وقال : السلام عليك يا رسول الله، ثم قال لي : يا

ص: 10

رسول الله أقرأ؟

قلت : اقرأ .

فوالذي نفس محمد بيده لقد ابتدأ بالصحف التي أنزلها الله عزوجل على آدم فقام بها ابنه شيث فتلاها من أول حرف فيها إلى آخر حرف فيها حتى لو حضر شيث لأقر له أنه أحفظ له منه.

ثم تلا صحف نوح، ثم صحف إبراهيم، ثم قرأ توراة موسى حتى لو حضر موسى لأقر له بأنه أحفظ لها منه . ثم قرأ زبور داود حتى لو حضر داود لأقر بأنه أحفظ لها منه . ثم قرأ إنجيل عيسى حتى لو حضر عيسى لأقر بأنه أحفظ لها منه، ثم قرأ القرآن الذي أنزل الله علي من أوله إلى آخره فوجدته يحفظ كحفظي له الساعة من غير أن أسمع منه آية.

ثم خاطبني وخاطبته بما يخاطب الأنبياء الأوصياء ثم عاد إلى حال طفولته وهكذا أحد عشر إماما من نسله فلم تحزنون وماذا عليكم من قول أهل الشك والشرك بالله هل تعلمون أني أفضل النبيين وأن وصيي أفضل الوصيين وأن أبي آدم لما رأى اسمي واسم علي وابنتي فاطمة والحسن والحسين وأسماء أولادهم مكتوبة على ساق العرش بالنور قال إلهي وسيدي هل خلقت خلقا هو أكرم عليك مني ؟

فقال : يا آدم لولا هذه الأسماء لما خلقت سماء مبنية ولا أرضا مدحية ولا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا خلقتك یا آدم

فلما عصى آدم ربه وسأله بحقنا أن يتقبل توبته ويغفر خطيئته فأجابه

ص: 11

وكنا الكلمات تلقاها آدم من ربه عزوجل فتاب علیه وغفر له فقال له يا آدم أبشر فإن هذه الأسماء من ذريتك وولدك فحمد آدم ربه عزوجل وافتخر على الملائكة بنا وإن هذا من فضلنا وفضل الله علينا .

فقام سلمان ومن معه وهم يقولون: نحن الفائزون.

فقال رسول الله:أنتم الفائزون ولكم خلقت الجنة ولأعدائنا وأعدائكم خلقت النار (1)

• محمد بن عمر الحافظ عن الحسن بن عبد الله بن محمد التميمي عن أبيه عن الرضا عن آبائه علیهم السلام قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: خلقت أنا وعلى من نور واحد (2)

• عن أبي ذر رحمة الله عليه قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله و سلم وهو يقول : خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد نسبح الله يمنة العرش قبل أن خلق آدم بألفي عام فلما أن خلق الله آدم علیه السلام جعل ذلك النور في صلبه ولقد سكن الجنة ونحن في صلبه ولقد هم بالخطيئة ونحن في صلبه ولقد ركب نوح عليه السلام السفينة ونحن في صلبه ولقد قذف إبراهيم علیه السلام في النار ونحن في صلبه فلم يزل ينقلنا الله عزوجل من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة حتى انتهى بنا إلى عبدالمطلب فقسمنا بنصفين فجعلني في صلب عبدالله وجعل عليا في صلب أبي طالب وجعل في النبوة والبركة وجعل في علي الفصاحة والفروسية وشق لنا اسمين من أسمائه فذو العرش محمود

ص: 12


1- بحارالأنوار :35/19ح 15.
2- بحارالأنوار: 35/ 34ح 33.

وأنا محمد والله الأعلى وهذا علي(1)

• عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنین صلوات الله عليهم قال : دخلت على النبي صلی الله علیه و آله و سلم وهو في بعض حجراته فاستأذنت عليه فأذن لي فلما دخلت قال لي : يا علي أما علمت أن بيتي بيتك فما لك تستأذن علي؟

فقلت: يا رسول الله، أحببت أن أفعل ذلك.

قال : يا علي أحببت ما أحب الله وأخذت بآداب الله، يا علي أما علمت أنه أبي خالقي ورازقي أن يكون لي سر دونك، يا علي أنت وصيي من بعدي وأنت المظلوم المضطهد بعدي ، يا علي الثابت عليك کالمقيم معي ومفارقك مفارقي ، يا علي كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك لأن الله تعالى خلقني وإياك من نور واحد(2)

• روى الصدوق الله رحمه الله في كتاب المعراج، عن رجاله إلى ابن عباس قال : سمعت رسول الله له وهو يخاطب عليا علیه السلام ويقول : يا علي إن الله تبارك وتعالى كان ولا شيء معه، فخلقني وخلقك روحين من نور جلاله فكنا أمام عرش رب العالمین نسبح الله ونقدسه ونحمده ونهله وذلك قبل أن يخلق السماوات والأرضين، فلما أراد أن يخلق آدم خلقني وإياك من طينة واحدة من طينة عليين وعجننا بذلك النور وغمسنا في جميع الأنوار

ص: 13


1- بحارالأنوار:15/11ح 12 عن معاني الأخبار، و 33٫35ح 31 عن العلل و 35/ 84 ح 27 ملخصا عن المناقب
2- بحارألانوار27/230ح38

وأنهار الجنة ثم خلق آدم واستودع صلبه تلك الطينة والنور فلما خلقه استخرج ذريته من ظهره فاستنطقهم وقررهم بالربوبية فأول خلق إقرارا بالربوبية أنا وأنت والنبيون على قدر منازلهم وقربهم من الله عزوجل، فقال الله تبارك وتعالى صدقتما وأقررتما یا محمد ويا علي وسبقتما خلقي إلى طاعتي وكذلك كنتما في سابق علمي فيكما فأنتما صفوتي من خلقي والأئمة من ذريتكما وشيعتكما وكذلك خلقتكم.

ثم قال النبي صلی الله علیه و آله و سلم : يا علي فكانت الطينة في صلب آدم ونوري ونورك بين عينيه فما زال ذلك النور ينتقل بين أعين النبيين والمنتجبين حتى وصل النور والطينة إلى صلب عبدالمطلب فافترق نصفين فخلقني الله من نصفه واتخذني نبيا ورسولا وخلقك من النصف الآخر فاتخذك خليفة ووصيا ووليا فلما كنت من عظمة ربي كقاب قوسين أو أدني قال لي : يا محمد من أطوع خلقي لك؟

فقلت : علي بن أبي طالب علیه السلام.

فقال عز وجل : فاتخذه خليفة ووصيا فقد اتخذته صفيا ووليا . يا محمد كتبت اسمك واسمه على عرشي من قبل أن أخلق الخلق محبة مني لكما ولمن أحبكما وتولاكما وأطاعكما فمن أحبكما وأطاعكما وتولاكما كان عندي من المقربين ومن جحد ولایتكما وعدل عنکما كان عندي من الكافرين الضالين .

ثم قال النبي صلی الله علیه و آله و سلم: يا علي فمن ذا يلج بيني وبينك وأنا وأنت من نور

ص: 14

واحد وطينة واحدة فأنت أحق الناس بي في الدنيا والآخرة وولدك ولدي وشيعتكم شيعتي وأولياؤكم أوليائي وأنتم معي غدا في الجنة(1)

عن ابن عباس قال : كنا عند رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فأقبل علي بن أبي طالب علیه السلام فقال له النبي صلی الله علیه و آله و سلم: مرحبا بمن خلقه الله قبل أبيه بأربعين ألف سنة.

قال : فقلنا يا رسول الله أكان الابن قبل الأب ؟

فقال : نعم إن الله خلقني وعلي من نور واحد قبل خلق آدم بهذه المدة ثم قشمه نصفين ثم خلق الأشياء من نوري ونور علي علیه السلام ثم جعلنا عن يمين العرش فسبحنا فسبحت الملائكة فهلنا فهللوا وكبرنا فكبروا فكل من سبح الله وكبره فإن ذلك من تعليم علي علیه السلام(2).

• عن محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة، عن الصادق عليه السلام قال: إن محمد وعلي صلوات الله عليهما كانا نورة بين يدي الله جل جلاله قبل خلق الخلق بألفي عام، وإن الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلا وقد انشعب منه شعاع لامع، فقالت: إلهنا وسيدنا ما هذا النور؟

فأوحى الله عزوجل إليهم :هذا نور من نوري أصله نبؤة وفرعه إمامة، فأما النبوة فلمحمد عبدي ورسولي ، وأما الإمامة فلعلي حجتي ووليي ، ولولاهما ما خلقت خلقي ، الخبر(3).

ص: 15


1- بحارالأنوار25/3ح5
2- بحارالأنوار 25/24ح42
3- بحارالأنوار 15/11ح13

وروى أحمد بن حنبل عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أنه قال : كنت أنا وعلى نورا بين يدي الرحمن قبل أن يخلق عرشه بأربعة عشر ألف عام(1)

• ويؤيد ذلك ما رواه جابر بن عبدالله في تفسير قوله تعالى:«کنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف» قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: أول ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره واشتقه من جلال عظمته، فأقبل يطوف بالقدرة حتى وصل إلى جلال العظمة في ثمانين ألف سنة، ثم سجد الله تعظيما ففتق منه نور علي علیه السلام فكان نوري محيطا بالعظمة ونور علي محيطا بالقدرة، ثم خلق العرش واللوح والشمس وضوء النهار ونور الأبصار والعقل والمعرفة وأبصار العباد وأسماعهم وقلوبهم من نوري ونوري مشتق من نوره .

فنحن الأولون ونحن الآخرون ونحن السابقون ونحن المسبحون ونحن الشافعون ونحن كلمة الله، ونحن خاصة الله، ونحن أحباء الله، ونحن وجه الله، ونحن جنب الله ونحن يمين الله ونحن أمناء الله، ونحن خزنة وحي الله وسدنة غيب الله ونحن معدن التنزيل ومعنى التأويل، وفي أبياتنا هبط جبرئيل، ونحن محال قدس الله، ونحن مصابيح الحكمة ونحن مفاتيح الرحمة ونحن ينابيع النعمة ونحن شرف الأمة، ونحن سادة الأئمة ونحن نواميس العصر وأحبار الدهر ونحن سادة لعباد ونحن ساسة البلاد ونحن الكفاة والولاة والحماة والسقاة والرعاة وطريق النجاة ، ونحن السبيل

ص: 16


1- بحارالأنوار25/21ح35

والسلسبيل، ونحن النهج القويم والطريق المستقيم. من آمن بنا آمن بالله ، ومن رد علينا رد على الله، ومن شك فينا شك في الله، ومن عرفنا عرف الله، ومن تولي عنا تولى عن الله، ومن أطاعنا أطاع الله، ونحن الوسيلة إلى الله والوصلة إلى رضوان الله، ولنا العصمة والخلافة والهداية ، وفينا النبوة والولاية والامامة، ونحن معدن الحكمة وباب الرحمة وشجرة العصمة ، ونحن كلمة التقوى والمثل الأعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى التي من تمسك بها نجا(1)

الطائفة الثانية : ما دل على اتحاد نور النبي وأميرالمؤمنين وفاطمة الزهراء عليهم السلام.

عن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم : لما خلق الله عزوجل الجنة خلقها من نور العرش ثم أخذ من ذلك النور فقذفه فأصابني ثلث النور وأصاب فاطمة ثلث النور وأصاب عليا وأهل بيته ثلث النور فمن أصابه منذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمد ومن لم يصبه من ذلك النور ضل عن ولاية آل محمد(2).

ص: 17


1- بخارالأنوار:25/22ح 38.
2- خصال1/187ح221

الطائفة الثالثة : ما دل على اتحاد أنوار الخمسة الطيبة أهل الكساء علیهم السلام .

: عن أنس عن النبي صلی الله علیه و آله و سلم ؟ قال : إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن و الحسين قبل أن يخلق آدم علیه السلام حين لا سماء مبنية، ولا أرض مدحية، ولا ظلمة ولا نور ولا شمس ولا قمر ولا جنة ولا نار .

فقال العباس : فكيف كان بدء خلقكم يا رسول الله؟

فقال : يا عم لما أراد الله أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا، ثم تكلم بكلمة أخرى فخلق منها روحأ ، ثم مزج النور بالروح، فخلقني وخلق عليوفاطمة والحسن والحسين، فكنا نسبحه حين لا تسبيح، ونقدسه حين لا تقدیس، فلما أراد الله تعالى أن ينشئ خلقه فتق نوري فخلق منه العرش فالعرش من نوري ، ونوري من نور الله، ونوري أفضل من العرش، ثم فتق نور أخي على فخلق منه الملائكة، فالملائكة من نور علي ، ونور علي من نور الله، وعلي أفضل من الملائكة، ثم فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والأرض والسماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة، ونور ابنتي فاطمة من نور الله ، وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض، ثم فتق نور ولدي الحسن فخلق منه الشمس والقمر، فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن، ونور الحسن من نور الله، والحسن أفضل من الشمس والقمر، ثم فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنة والحور العين ، فالجنة والحور العين من نور ولدي الحسين، ونور ولدي الحسين من نور الله، وولدي الحسين

ص: 18

أفضل من الجنة والحور العين.الخبر (1)

عن أنس بن مالك قال : بينا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم صلى صلاة الفجر ثم استوى في محرابه کالبدر في تمامه فقلنا: یا رسول الله إن رأيت أن تفسر لنا هذه الآية قوله تعالى:«أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين».

فقال النبي صلی الله علیه و آله و سلم : أما النبيون فأنا، وأما الصديقون فعلي بن أبي طالب، وأما الشهداء فعمي حمزة، وأما الصالحون فابنتي فاطمة وولداها الحسن والحسين .

فنهض العباس من زاوية المسجد إلى بين يديه صلی الله علیه و آله و سلم ، وقال : يا رسول الله ألست أنا وأنت وعلي وفاطمة والحسن والحسين من ينبوع واحد؟

قال صلی الله علیه و آله و سلم: وما وراء ذلك يا عماه؟

قال:لانك لم تذكرني حين ذكرتهم، ولم تشرفني حين شرفتهم .

فقال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم :یا عماه أما قولك أنا وأنت وعلي والحسن والحسين من ينبوع واحد فصدقت، ولكن خلقنا الله نحن حيث لا سماء مبنية ولا أرض مدحية ولا عرش ولا جنة ولا نار كنا نسبحه حين لا تسبيح ونقدسه حين لا تقدیس ، فلما أراد الله بدء الصنعة فتق نوري فخلق منه العرش فنور العرش من نوري ، ونوري من نور الله وأنا أفضل من العرش. ثم فتق نور ابن أبي طالب فخلق منه الملائكة، فنور الملائكة من

ص: 19


1- بحارالأنوار15/10ح11

نور ابن أبي طالب ونور ابن أبي طالب من نور الله ونور ابن أبي طالب أفضل من الملائكة وفتق نور ابنتي فاطمة منه فخلق السماوات والأرض فنور السماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة ونور فاطمة من نور الله، وفاطمة أفضل من السماوات والأرض، ثم فتق نور الحسن فخلق منه الشمس والقمر فنور الشمس والقمر من نور الحسن ونور الحسن من نور الله، والحسن أفضل من الشمس والقمر، ثم فتق نور الحسين فخلق منه الجنة والحور العين فنور الجنة والحور العين من نور الحسين، ونور الحسين من نور الله، والحسين أفضل من الجنة والحور العين. ثم إن الله خلق الظلمة بالقدرة فأرسلها في سحائب البصر.

فقالت الملائكة : سبوح قدوس ربنا، مذ عرفنا هذه الأشباح ما رأينا سوءا فبحرمتهم إلا كشفت ما نزل بنا.

فهنالك خلق الله تعالى قناديل الرحمة وعلقها على سرادق العرش فقالت: إلهنا لمن هذه الفضيلة وهذه الأنوار؟

فقال : هذا نور أمتي فاطمة الزهراء، فلذلك سميت أمتي الزهراء لأن السماوات والأرضين بنورها ظهرت وهي ابنة نبيي وزوجة وصيي وحجتي على خلقي ، أشهدكم یا ملائكتي أني قد جعلت ثواب تسبيحكم وتقدیسکم لهذه المرأة وشیعتها إلى يوم القيامة.

فعند ذلك نهض العباس إلى علي بن أبي طالب وقبل ما بين عينيه وقال : يا

ص: 20

علي لقد جعلك الله حجة بالغة على العباد إلى يوم القيامة (1)

الطائفة الرابعة : ما دل على اتحاد أنوار المعصومين عليهم السلام .

•عن جابر قال : سمعت سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب يحدث أباجعفر محمد بن علي علیه السلام بمكة، قال : سمعت أبي عبدالله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم یقول : إن الله عزوجل أوحي إلى ليلة أسري بي یا محمد من خلفت في الأرض على أمتك وهو أعلم بذلك؟

قلت : يا رب أخي. قال : يا محمد علي بن أبي طالب؟ قلت : نعم يا رب.

قال : يا محمد إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فلا أذكر حتى تذكر معي أنا المحمود وأنت محمد، ثم اطلعت إلى الأرض اطلاعة أخرى فاخترت منها علي بن أبي طالب فجعلته وصيك فأنت سيد الأنبياء وعلي سيد الأوصياء ثم اشتققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلى وهو على .

یا محمد، إني خلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من نور واحد ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان من المقربين ومن جحدها كان من الكافرين .

ص: 21


1- بحارالأنوار :25/16 ح 30

يا محمد ، لو أن عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع ثم لقيني جاحدا لولايتهم أدخلته ناري .

ثم قال : يا محمد أتحب أن تراهم ؟

قلت: نعم.

قال : تقدم أمامك.

فتقدمت أمامي وإذا علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسی بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة القائم كأنه کوکب دري في وسطهم، فقلت : يا رب من هؤلاء؟

فقال : هؤلاء الأئمة وهذا القائم يحل حلالي ويحرم حرامي وينتقم من أعدائي ، يا محمد أحببه فإني أحبه وأحب من يحبه.

قال جابر: فلما انصرف سالم من الكعبة تبعته، فقلت يا أبا عمر أنشدك الله هل أخبرك أحد غير أبيك بهذه الأسماء؟

قال : اللهم أما الحديث عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فلا ولكني كنت مع أبي عند کعب الأحبار فسمعته يقول: إن الأئمة بعد نبيها على عدد نقباء بني إسرائيل وأقبل علي بن أبي طالب فقال كعب: هذا المقفي أولهم وأحد عشر من ولده وسماهکعب بأسمائهم في التوراة : تقوبیت، قیدوا، دبیرا، مفسورا، مسموعا، دوموه، مثبو، هذار، يثمو، بطور، نوقس، قیدموا.

قال أبو عامر هشام الدستواني:لقيت يهوديا بالحيرة يقال له :عثوا ابن

ص: 22

أوسوا وكان حبر اليهود وعالمهم وسألته عن هذه الأسماء وتلوتها عليه، فقال لي : من أين عرفت هذه النعوت؟

قلت : هي أسماء.

قال : ليست أسماء ولكنها نعوت لأقوام وأوصاف بالعبرانية صحيحة نجدها عندنا في التوراة ولو سألت عنها غيري لعمي عن معرفتها أو تعامی .

قلت : ولم ذلك؟

قال : أما العمى فللجهل بها وأما التعامي لئلا تكون على دينه ظهيرا وبه خبيرا وإنما أقررت لك بهذه النعوت لأني رجل من ولد هارون بن عمران مؤمن بمحمد أسر ذلك عن بطانتي من اليهود الذين لم أظهر لهم الإسلام ولن أظهره بعدك لأحد حتى أموت.

قلت : ولم ذاك ؟

قال : لأني أجد في كتب آبائي الماضين من ولد هارون ألا نؤمن بهذا النبي الذي اسمه محمد ظاهرا ونؤمن به باطنا حتى يظهر المهدي القائم من ولده فمن أدركه منا فليؤمن به وبه نعت الأخير من الأسماء.

قلت : وبما نعت؟

قال : نعت بأنه يظهر على الدين كله ويخرج إليه المسيح فیدین بهويكون له صاحبا.

قلت : فانعت لي هذه النعوت لأعلم علمها .

قال : نعم ، فعه عني وصنه إلا عن أهله وموضعه إن شاء الله. أما تقوبیت

ص: 23

فهو أول الأوصياء ووصي آخر الأنبياء، وأما قيذوا فهو ثاني الأوصياء وأول العترة الأصفياء، وأما دبيرا فهو ثاني العترة وسد الشهداء، وأما مفسورا فهو سيد من عبد الله من عباده، وأما مسموعا فهو وارث علم الأولين والآخرين، وأما دوموه فهو المدرة الناطق عن الله الصادق، وأما مثبو فهوخير المسجونين في سجن الظالمين ، وأما هذار فهو المنخوع بحقه النازح الأوطان الممنوع، وأما يثمر فهو القصير العمر الطويل الأثر، وأما بطور فهو رابع اسمه، وأما نوقس فهو سمي عمه، وأما قیدموا فهو المفقود من أبيه وأمه الغائب بأمر الله وعلمه والقائم بحكمه(1)

عن جابر عن محمد بن علي الباقر عليه السلام عن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه عبد الله بن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله علیه السلام: إن الله أوحى إلي ليلة أسري بي : يا محمد من خلفت في الأرض على أمتك وهو أعلم بذلك.

قلت: يا رب أخي .

قال : يا محمد إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فلا أذكر حتى تذكر معي فأنا المحمود وأنت محمد، ثم إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة أخرى فاخترت منها علي بن أبي طالب وصيك فأنت سيد الأنبياء وعلي سيد الأوصياء ثم شققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلى وهو علي ، يا محمد إني خلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من نور واحد ثم عرضت

ص: 24


1- بحارالأنوار:36/222ح21

ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان من المقربين ومن جحدها كان من الكافرين.

یا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع ثم لقيني جاحدا لولايتهم أدخلته النار.

ثم قال : يا محمد أتحب أن تراهم ؟

فقلت: نعم.

فقال : تقدم أمامك.

فتقدمت أمامي ، فإذا علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسی بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة القائم كأنه الكوكب الدري في وسطهم، فقلت: يا رب من هؤلاء؟

قال : هؤلاء الأئمة وهذا القائم محلل حلالي ومحرم حرامي وينتقم من أعدائي ، يا محمد أحببه فإني أحبه وأحب من يحبه (1)

• عن جابر بن یزید الجعفي قال: لما أفضت الخلافة إلى بني أمية سفكوا فيها الدم الحرام ولعنوا فيها أميرالمؤمنين عليه السلام على المنابر ألف شهر وتبرءوا منه واغتالوا الشيعة في كل بلدة واستأصلوا بنيانهم من الدنيا لحطام دنیاهم فخوفوا الناس في البلدان وكل من لم يلعن أميرالمؤمنين علیه السلام ولم يتبرأ منه قتلوه كائنامن كان .

ص: 25


1- بحارالأنوار36/280ح 100.

قال جابر بن یزید الجعفي فشكوت من بني أمية وأشياعهم إلى الإمام المبين أطهر الطاهرین زین العباد وسيد الزهاد وخليفة الله على العباد علي بن الحسين صلوات الله عليهما فقلت : يا ابن رسول الله قد قتلونا تحت كل حجر ومدر واستأصلوا شأفتنا وأعلنوا لعن مولانا أمیرالمؤمنین صلوات الله عليه على المنابر والمنارات والأسواق والطرقات وتبرءوا منه حتى أنهم ليجتمعون في مسجد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فيلعنون عليا علیه السلام علانية لا ينكر ذلك أحد ولا ينهر فإن أنكر ذلك أحد منا حملوا عليه بأجمعهم وقالوا هذا رافضي أبو ترابي وأخذوه إلى سلطانهم وقالوا هذا ذكر أبا تراب بخیر فضربوه ثم حبسوه ثم بعد ذلك قتلوه.

فلما سمع الإمام صلوات الله عليه ذلك مني نظر إلى السماء فقال : سبحانك اللهم سيدي ما أحلمك وأعظم شأنك في حلمك وأعلى سلطانك يا رب قد أمهلت عبادك في بلادك حتى ظنوا أنك أمهلتهم أبدا وهذا كله بعينك لا يغالب قضاؤك ولا يرد المحتوم من تدبيرك كيف شئت وأنى شئت وأنت أعلم به منا.

الى أن قال عليه السلام : لا تعجبوا من قدرة الله أنا محمد ومحمد أنا وقال محمد: يا قوم لا تعجبوا من أمر الله أنا علي وعلي أنا وكلنا واحد من نور واحد وروحنا من أمر الله أولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد وكلنا محمد؛ الخبر(1)

ص: 26


1- بحارالأنوار:26/8ح2

أقول : الخبر المبارك دال على اتحاد نور النبي وآله علي واتحاد فضلهم فأولهم محمد وآخرهم محمد وأوسطهم محمد وكلهم محمد من جميع النواحي - كالعلم والفضل - الا ما خرج بالدليل - كالنبوة وعدد الزوجات كما سيأتي إن شاء الله تعالی .

• عن داود بن محمد النهدي عن بعض أصحابنا قال : دخل ابن أبي سعيد المكاري على الرضا صلوات الله عليه فقال له : أبلغ الله من قدرك أن تدعى ما ادعى أبوك.

فقال له : ما لك أطفأ الله نورك وأدخل الفقر بيتك أما علمت أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا فوهب له مریم ووهب المريم عيسى فعیسی من مريم ومريم من عيسى ومريم وعيسى شيء واحد وأنا من أبي وأبي مني وأنا وأبي شيء واحد(1).

بیان : الظاهر أن المراد من كلامه علیه السلام اتحاد نورهما وفضلهما .

لا يقال : إن مقتضی تشبيه القضية بعيسى وٱمه علیهماالسلام اتحادهما في جهة من الجهات إذ لا شك في أفضلية عيسى علیه السلام علي أمه .

لأنا نقول : إن السائل سئل عن بلوغ الإمام الرضا علیه السلام قدرا يدعى ما ادعاه أبوه علیه السلام فاجابه علیه السلام بأنه من أبيه وأباه منه فهما في الإمامة سواء وذكر قصة مريم و عیسی علیهما السلام لأجل بيان إمكان تساوى الولد مع أبيه أو أمهفي أمر وفضيلة مع أفضلية الأب والأم من جهة الأبوة أو الأمومة

ص: 27


1- بحارالأنوار:25/1ح1

فكما أن مریم و عیسی کليهما من أولاد عمران ولا تفاضل بينهما من هذه الجهة فكذا أنا وأبي متساويان من جهة الإمامة وشؤونها مع أفضلية أبي من جهة الأبوة.

• ومن كتاب منهج التحقيق إلى سواء الطريق ، رواه من كتاب الآل لابن خالويه يرفعه إلى جابر الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يقول : إن الله عزوجل خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين من نور واحد فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا فسبحنا فسحوا وقدسنا فقدسوا وهللنا فهللوا ومجدنا فمجدوا ووحدنا فوحدوا ثم خلق الله السماوات والأرض وخلق الملائكة فمکث الملائكة مائة عام لا تعرف تسبيحا ولا تقدیسا فسبحنا فسبحت شيعتنافسبحت الملائكة وكذا في البواقي فنحن الموحدون حيث لا موحد غيرنا وحقیق على الله عزوجل كما اختنا واختص شيعتنا أن يزفنا وشیعتنا في أعلى عليين إن الله اصطفانا واصطفی شیعتنا من قبل أن نكون أجساما فدعانا فأجبناه فغفر لنا ولشیعتنا من قبل أن نستغفر الله عزوجل (1)

• عن سلمان الفارسي رضی الله عنه في حديث طويل قال : قال النبي صلی الله علیه و آله و سلم : یا سلمان فهل علمت من نقبائي ومن الاثنا عشر الذين اختارهم الله للإمامة بعدي ؟

فقلت : الله ورسوله أعلم.

ص: 28


1- بحارالأنوار:27/131ح122

قال : يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعت، وخلق من نوري عليا فدعاه فأطاعه، وخلق من نوري ونور علي فاطمة فدعاها فأطاعته، وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن و الحسين فدعاهما فأطاعاه، فسمانا بالخمسة الأسماء من أسمائه : الله المحمود وأنا محمد، والله العلي وهذا علي ، والله الفاطر وهذه فاطمة، والله ذو الإحسان وهذا الحسن، والله المحسن وهذا الحسين، ثم خلق منا من صلب الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله سماء مبنية، وأرضا مدحية، أو هواء أو ماء أو ملكا أو بشرا، وكنا بعلمه نورا نسبحه ونسمع ونطيع، الخبر(1)

عن الثمالی ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : قال أمير المؤمنين علیه السلام : إن الله تبارك وتعالى أحد واحد تفرد في وحدانيته، ثم تكلم بكلمة فصارت نورا ، ثم خلق من ذلك النور محمدا صلی الله علیه و آله و سلم وخلقني وذريتي ، ثم تكلم بكلمة فصارت روحا، فأسكنه الله في ذلك النور، وأسكنه في أبداننا، فنحن روح الله وكلماته، وبنا احتجب عن خلقه، فما زلنا في ظلة خضراء حيث لا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار ولا عين تطرف، نعبده ونقدسه ونسبحه قبل أن يخلق الخلق، الخبر(2).

• مسندا عن سلمان الفارسي رحمه الله قال : دخلت على رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم عنهما نظر إلي قال : يا سلمان إن الله عزوجل لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا .

ص: 29


1- بحارالأنوار:15/9ح9
2- بحارالأنوار15/9ح10

قال : قلت: يا رسول الله قد عرفت هذا من الكتابين.

قال : يا سلمان فهل علمت قبائي الاثني عشر الذين اختارهم الله للإمامة من بعدي ؟

فقلت : الله ورسوله أعلم.

قال : يا سلمان خلقني الله من صفاء نوره فدعاني فأطعته و خلق من نوري عليا فدعاه إلى طاعته فأطاعه، وخلق من نوري ونور علي غير فاطمة فدعاهافأطاعته، وخلق مني ومن علي ومن فاطمة الحسن والحسين فدعاهما فأطاعاه فسمانا الله عزوجل بخمسة أسماء من أسمائه : فالله المحمود وأنا محمد، والله العلي وهذا علي ، والله فاطر وهذه فاطمة ، والله الإحسان وهذا الحسن، والله المحسن وهذا الحسين. ثم خلق من نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله سماء مبنية أو أرضا مدحية، أو هواء أو ماء أو ملكا أو بشرا، وكنا بعلمه أنوارا نسبحه ونسمع له ونطيع.

فقال سلمان : قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما لمن عرف هؤلاء؟

فقال : يا سلمان من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم فوالى وليهم وتبرأ من عدوهم فهو والله ما يرد حيث نرد، ويسكن حيث نسكن.

قلت: يا رسول الله يكون إيمان بهم بغير معرفتهم وأسمائهم وأنسابهم ؟

فقال : لا يا سلمان .

ص: 30

فقلت: يا رسول الله فأنى لي بهم؟

قال : قد عرفت إلى الحسين، ثم سيد العابدين علي بن الحسين، ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين، ثم ابنه جعفر بن محمد لسان الله الصادق، ثم موسی بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله، ثم علي بن موسى الرضا لأمر الله، ثم محمد بن علي الجواد المختار من خلق الله، ثم علي بن محمد الهادي إلى الله، ثم الحسن بن علي الصامت الأمين العسكري ، ثم ابنه حجة بن الحسن المهدي الناطق القائم بأمر الله.قال سلمان: فسكت. ثم قلت: يا رسول الله ادع الله لي بإدراكهم.

قال: يا سلمان إنك مدركهم وأمثالك ومن تولاهم بحقيقة المعرفة .

قال سلمان: فشكرت الله كثيرا، ثم قلت: يا رسول الله مؤجل في إلى أن أدركهم؟

فقال : يا سلمان اقرأ :«فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا علیکم عبادا لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا، ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفیرا».

قال سلمان:فاشتد بكائي وشوقي ، فقلت : يا رسول الله بعهد منك؟

فقال : إي والذي أرسل محمد إنه بعهد مني وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة أئمة وكل من هو منا ومظلوم فينا إلى والله، یا سلمان ثم اليحضرن إبليس وجنوده وكل من محض الایمان محضا ومحض الكفر محضا حتى يؤخذ بالقصاص والأوثار والتراث ولا يظلم ربك أحدا ونحن

ص: 31

تأويل هذه الآية:«ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون».

قال سلمان : فقمت بين يدي رسول الله وما يبالي سلمان متى لقي الموت أو لقيه (1)

• عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله علیه السلام قال : سمعته يقول: خلقنا الله من نور عظمته ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش فأسكن ذلك النور فيه فكنا نحن خلقا وبشرا نورانيين لم يجعل لاحد في مثل الذي خلقنامنه نصيبا، وخلق أرواح شیعتنا من أبداننا، وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من ذلك الطينة، ولم يجعل الله لاحد في مثل ذلك الذي خلقهم منه نصيبا إلا الأنبياء والمرسلين فلذلك صرنا نحن وهم الناس وسائر الناس همجا في النار وإلى النار(2).

عن أبي حمزة قال: سمعت علي بن الحسين علیه السلام يقول:إن الله عزوجل خلق محمدا وعلياوالأئمة الأحد عشر من نور عظمته أرواحا في ضیاء نوره، يعبدونه قبل خلق الخلق، يسبحون الله عزوجل ويقدسونه ، وهم الأئمة الهادية من آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين (3)

• وباسناده مرفوعا إلى جابر بن یزید الجعفي قال: قال أبو جعفر

ص: 32


1- بحارالأنوار :25/6ح9
2- بحارالأنوار25/13ح26
3- بحار الانوار : 15/25 ح 28

محمد بن علي الباقر علیه السلام : يا جابر كان الله ولا شيء غيره ولا معلوم ولامجهول، فأول ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمدا صلی الله علیه و آله و سلم وخلقنا أهل البيت معه من نوره وعظمته، فأوقفنا أظلة خضراء بين يديه، حيث لا سماء ولا أرض ولا مكان ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر يفصل نورنا من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس ، نسبح الله تعالى ونقدسه ونحمده ونعبده حق عبادته.ثم بدا لله تعالی عزوجل أن يخلق المكان فخلقه وكتب على المكان : لا إله إلا الله، محمد رسول الله، على أميرالمؤمنين ووصيه ، به أيدته ونصرته، ثم خلق الله العرش فكتب على سرادقات العرش مثل ذلك، ثم خلق الله السماوات فكتب على أطرافها مثل ذلك، ثم خلق الجنة والنار فكتب عليها مثل ذلك ، ثم خلق الملائكة وأسكنهم السماء ثم تراءى لهم الله تعالى وأخذ عليهم الميثاق له بالربوبية ولمحمد صلی الله علیه و آله و سلم بالنبوة ولعلي علیه السلام بالولاية، فاضطربت فرائص الملائكة، فسخط الله على الملائكة واحتجب عنهم فلاذوا بالعرش سبع سنين يستجيرون الله من سخطه ويقرون بما أخذ عليهم، ويسألونه الرضا فرضي عنهم بعدما أقروا بذلك وأسكنهم بذلك الاقرار السماء واحتضهم لنفسه واختارهم لعبادته ، ثم أمر الله تعالى أنوارنا أن تسبح فسبحت، فسبحوا بتسبيحنا ولولا تسبیح أنوارنا ما دروا كيف يسبحون الله ولا كيف يقدسونه . ثم إن الله عزوجل خلق الهواء فكتب عليه : لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أميرالمؤمنين وصیه ، به أيدته ونصرته، ثم خلق الله الجن وأسكنهم الهواء وأخذ الميثاق

ص: 33

منهم بالربوبية، ولمحمد صلي الله عليه و آله وسلم بالنبوة، ولعلي علیه السلام بالولاية، فأقر منهم بذلك من أقر، وجحد منهم من جحد فأول من جحد إبليس لعنه الله ، فختم له بالشقاوة وما صار إليه . ثم أمر الله تعالی عزوجل أنوارنا أن تسبح فسبحت، فسبحوا بتسبيحنا ولولا ذلك ما دروا كيف يسبحون الله، ثم خلق الله الأرض فكتب على أطرافها : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله، على أميرالمؤمنين وصيه، به أيدته ونصرته، فبذلك يا جابر قامت السماوات بغیر عمد وثبتت الأرض ، ثم خلق الله تعالی آدم عال من أديم الأرض فسواه ونفع فيه من روحه، ثم أخرج ذريته من صلبه فأخذ عليهم الميثاق له بالربوبية، ولمحمد صلی الله علیه و آله و سلم بالنبوة ولعلي علیه السلام بالولاية، أقر منهم من أقر وجحد من جحد. فكنا أول من أقر بذلك.

ثم قال لمحمد صلی الله علیه و آله و سلم: وعزتي وجلالي وعلو شأني لولاك ولولا علي وعترتكما الهادون المهديون الراشدون ما خلقت الجنة والنار ولا المكان ولا الأرض ولا السماء ولا الملائكة ولا خلق يعبدني ، يا محمد أنت خليلي وحبيبي وصفي وخيرتي من خلقي أحب الخلق إلي وأول من ابتدات إخراجه من خلقي. ثم من بعدك الصديق علي أميرالمؤمنين وصيك، به أيدتك ونصرتك وجعلته العروة الوثقى ونور أوليائي ومنار الهدى، ثم هؤلاء الهداة المهتدون، من أجلكم ابتدأت خلق ما خلقت ، وأنتم خیار خلقي فيما بيني وبين خلقي ، خلقتكم من نور عظمتي واحتجت بكم عمن سواكم من خلقي ، وجعلتكم استقبل بكم واسأل بكم، فكل شيء هالك إلا وجهي ،

ص: 34

وأنتم وجهي ، لا تبيدون ولا تهلكون، ولا يبيد ولا يهلك من تولاكم، ومن استقبلني بغيركم فقد ضل وهوى ، وأنتم خیار خلقي وحملة سري وخزان علمي وسادة أهل السماوات وأهل الأرض.

ثم إن الله تعالى هبط إلى الأرض في ظلل من الغمام والملائكة، وأهبط أنوارنا أهل البيت معه، و أوقفنا نورا صفوفا بين يديه نسبحه في أرضه كما سبحناه في سماواته، ونقدسه في أرضه كما قدسناه في سمائه، ونعبده في أرضه كما عبدناه في سمائه، فلما أراد الله إخراج ذرية آدم علیه السلام لأخذ الميثاق سلك ذلك النور فيه، ثم أخرج ذريته من صلبه يلبون فسبحناه فسبحوا بتسبيحنا، ولولا ذلك لا دروا كيف يسبحون الله عزوجل ثم تراءى لهم بأخذ الميثاق منهم له بالربوبية، وكنا أول من قال: بلى، عند قوله : «ألست بربکم»، ثم أخذ الميثاق منهم بالنبوة لمحمد صلی الله علیه و آله و سلم ، ولعلي علیه السلام بالولاية فأقر من أقر ، وجحد منجحد.

ثم قال أبو جعفر عليه السلام: فنحن أول خلق الله ، وأول خلق عبد الله وسبحه ونحن سبب خلق الخلق وسبب تسبيحهم وعبادتهم من الملائكة والآدميين، فبنا عرف الله وبنا وحد الله وبنا عبد الله، وبنا أكرم الله من أكرم من جميع خلقه، وبنا أثاب من أثاب ، وبنا عاقب من عقاب، ثم تلا قوله تعالى: «وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون» وقوله تعالى:«قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدین» فرسول الله صلی الله علیه و آله و سلم انه أول من عبد الله تعالى ، وأول من أنكر أن يكون له ولد أو شريك ثم نحن بعد رسول الله . ثم

ص: 35

أودعنا بذلك النور صلب آدم عليه الصلاة والسلام، فما زال ذلك النور ينتقل من الأصلاب والأرحام من صلب إلى صلب، ولا استقر في صلب إلا تبين عن الذي انتقل منه انتقاله ، وشرف الذي استقر فيه حتى صار في صلب عبد المطلب فوقع بأم عبد الله فاطمة فافترق النور جزئين: جزء في عبد الله، وجزء في أبي طالب، فذلك قوله تعالى:«و تقلبك في الساجدين» يعني في أصلاب النبيين وأرحام نسائهم فعلی هذا أجرانا الله تعالى في الأصلاب والأرحام وولدنا الآباء والأمهات من لدن آدم عليه السلام (1)

• وروی صفوان عن الصادق عليه السلام أنه قال : لما خلق الله السماوات والأرضين استوى على العرش فأمر نورين من نوره فطافا حول العرش سبعين مرة فقال عزوجل: هذان نوران لي مطيعان ، فخلق الله من ذلك النور محمدا وعليا والأصفياء من ولده علیهم عالوخلق،وخلق من نورهم شيعتهم، وخلق من نور شيعتهم ضوء الا بصار(2)

• وسأل المفضل الصادق علیه السلام:ما کنتم قبل أن يخلق الله السماوات والأرضين؟

قال علیه السلام : كنا أنوارا حول العرش نسبح الله ونقدسه حتى خلق الله سبحانه الملائكة فقال لهم : سبحوا، فقالوا: يا ربنا لا علم لنا، فقال لنا: سبحوا، فسبحنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا، ألا إنا خلقنا من نور الله، وخلق شیعتنا من دون ذلك النور فإذا كان يوم القيامة التحقت السفلى

ص: 36


1- بحارالأنوار25/17ح31
2- بحارالأنوار25/21ح33

بالعليا، ثم قرن علیه السلام بين أصبعيه السبابة والوسطى وقال : کھاتین.

ثم قال : يا مفضل أتدري لم سميت الشيعة شيعة؟ یا مفضل شیعتنا منا،ونحن من شيعتنا، أما ترى هذه الشمس أين تبدو؟

قلت : من مشرق.

وقال : إلى أين تعود؟

قلت : إلى مغرب.

قال علیه السلام: هكذا شیعتنا، منا بدؤا وإلينا يعودون(1).

• روى البرسي في مشارق الأنوار من كتاب الواحدة باسناد عن الثمالي عن أبي جعفر علیه السلام أنه قال : إن الله سبحانه تفرد في وحدانيته ثم تكلم بكلمة فصارت نورا، ثم خلق من ذلك النور محمدا وعليا وعترته علیهم السلام ،ثم تكلم بكلمة فصارتروحا وأسكنها في ذلك النور وأسكنه في أبداننا، فنحن روح الله وكلمته احتجب بنا عن خلقه فما زلنا في ظل عرشه خضراء مسبحين نسبحه ونقدسه حيث لا شمس ولا قمر ولا عين تطرف،

ثم خلق شیعتنا، وإنما سموا شيعة لأنهم خلقوا من شعاع نورنا(2)

• وعن الثمالي : قال: دخلت حبابة الوالبية على أبي جعفر علیه السلام فقالت:ع يا ابن رسول الله أي شيء كنتم في الأظلة؟

فقال علیه السلام:كنا نورا بين يدي الله قبل خلق خلقه، فلما خلق الخلق سبحنا فسبحوا، وهللنا فهللوا، وكبرنا فكبروا، وذلك قوله عز وجل : «وأن

ص: 37


1- بحارالأنوار25/21ح34
2- بحارالأنوار25/23ح39

لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا» الطريقة حب علي صلوات الله عليه، والماء الغدق الماء الفرات وهو ولاية آل محمد علیهم السلام(1)

وروي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : نحن شجرة النبوة ومعدن الرسالة ونحن عهد الله ونحن ذمة الله، لم نزل أنوارا حول العرش نسبح فيسبح أهل السماء لتسبيحنا، فلما نزلنا إلى الأرض سبحنا فسبع أهل الأرض، فكل علم خرج إلى أهل السماوات والأرض فمنا وعنا، وكان في قضاء الله السابق أن لا يدخل النار محب لنا، ولا يدخل الجنة مبغض لنا، لأن الله يسأل العباد يوم القيامة عما عهد إليهم ولا يسألهم عما قضى عليهم(2)

• وعن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت علي بن الحسين علیهما السلام يقول: إن الله خلق محمد وعلي والطيبين من نور عظمته، وأقامهم أشباحا قبل المخلوقات ثم قال : أتظن أن الله لم يخلق خلقا سواكم ؟ بلى والله لقد خلق الله ألف ألف آدم وألف ألف عالم ، وأنت والله في آخر تلك العوالم (3).

• عن جابر عن أبي جعفر علیه السلام قال : قال : إن الله تعالى خلق أربعة عشر نورا من نور عظمته قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا.

فقيل له : يا ابن رسول الله عدهم بأسمائهم فمن هؤلاء الأربعة عشر نورا ؟

فقال:محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين

ص: 38


1- بحارالأنوار 25/24ح40
2- بحارالأنوار25/24ح41
3- بحارالأنوار25/25 ح 45

وتاسعهم قائمهم، ثم عدهم بأسمائهم ثم قال : نحن والله الأوصياء الخلفاء من بعد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ، ونحن المثاني التي : أعطاها الله نبينا، ونحن شجرة النبوة ومنبت الرحمة ومعدن الحكمة ومصابيح العلم وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وموضع سر الله، ووديعة الله جل اسمه في عباده ، وحرم الله الأكبر وعهده المسؤول عنه، فمن وفی بعهدنا فقد وفي بعهد الله ومن خفره فقد خفر ذمة الله وعهده، عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا، نحن الأسماء الحسني التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا،ونحن والله الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، إن الله تعالی خلقنا فأحسن خلقنا، وصورنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه على عباده ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة عليهم بالرأفة والرحمة ووجهه الذي يؤتي منه وبابه الذي عليه، وخزان علمه وتراجمة وحيه وأعلام دینه والعروة الوثقى والدليل الواضح لمن اهتدى، وبنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار ونزل الغيث من السماء ونبت عشب الأرض ، وبعبادتنا عبد الله، ولولانا ما عرف الله، وأيم الله لولا وصية سبقت وعهد اخذ علينا لقلت : قولا يعجب منه، أو يذهل منه الأولون والآخرون(1)

عن علي بن الحسن بن رباط عن أبيه عن المفضل قال: قال الصادق علیه السلام :إن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا.

ص: 39


1- بحارالأنوار25/4ح7

فقيل له : يا ابن رسول الله ومن الأربعة عشر؟

فقال : محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين علت، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيفتل الدجال ويطهر الأرض من كل جور وظلم(1)

وهنا أخبار أخرى متفرقة في الأبواب المختلفة وقد جمع العلامة المجلسي رضی الله عنه و شطرأ منها في البحار:15/2 باب 1 بدء خلقه صلی الله علیه و آله و سلم و ما جرى له في الميثاق وفي البحار :25/1باب 1 بدء أرواحهم وأنوارهم وطينتهم لله وأنهم من نور واحد.

ثم اعلم أن هنا أمرين:

أحدهما : إن مقتضى الجمع بين هذه الطوائف الأربعة أن النبي وآله علیهم السلام كلهم نور واحد والتفاوت فيها بالإجمال والتفصيل واختلاف مقتضيات المقام فتارة يكون المعصوم علیه السلام بصدد بيان فضائل علي علیه السلام وتارة بصدد بيان فضائل علي وفاطمة عليا وتارة بصدد بیان فضائل الخمسة وتارة بصدد بيان تساويهم عليهم السلام جميعا في الفضائل .

ثانيهما : إن خلق المعصومين علیهم السلام من النور لا يكون بمعنى خلق ذواتهم المقدسة منه . إذ هناك أخبار تدل على خلق أبدانهم من عليين وخلق أرواحهم من فوق ذلك وكذا ما يدل من الأخبار والمناجات والأدعية على فقدانهم بالذات للأنوار الإلهية وتحملهم لها بإذن الله

ص: 40


1- بحارالأنوار25/15ح29

تعالی كقولهم عليهم السلام «أنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جهولا في جهلي» - بل الظاهر أن المراد منها - جمعا بين الأخبار - هو خلق أرواحهم وأبدانهم من الماء العذب الفرات بل من أشرفه وأعلاه ثم تحميلهم النور ، وبما أن النور حقيقة واحدة يكون المراد من الخلق من نور واحد تحملهم للنور بصورة متساوية فتأمل جيدا.

الطائفة الخامسة : ما دل على أن أمير المؤمنين علیه السلام نفس رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم.

«فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ»(1)

، حدثني الشيخ أدام الله عزه أيضا قال : قال المأمون يوما للرضا عليه السلام أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين علي يدل عليها القرآن ؟

قال : فقال له الرضا عليه السلام فضيلة في المباهلة قال الله جل جلاله «فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين» فدعا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم الحسن والحسين عليهما السلام فكانا ابنیه ودعا فاطمة علیهما السلام فكانت في هذا الموضع نساؤه ودعا أميرالمؤمنين عليه السلام فكان

ص: 41


1- آل عمران :61

نفسه بحكم الله عزوجل فقد ثبت أنه ليس أحد من خلق الله تعالى أجل من رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وأفضل فوجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بحكم الله تعالی.

قال : فقال له المأمون : أليس قد ذكر الله تعالى الأبناء بلفظ الجمع وإنما دعا رسول الله ابنیه خاصة وذكر النساء بلفظ الجمع وإنما دعا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ابنته وحدها فألا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره فلا يكون لأميرالمؤمنين علیه السلام ما ذكرت من الفضل.

قال : فقال له الرضا عليه السلام : ليس يصح ما ذكرت یا أمیرالمؤمنين وذلك أن الداعي إنما يكون داعيا لغيره كما أن الأمر آمر لغيره ولا يصح أن يكون داعيا لنفسه في الحقيقة كما لا يكون أمرا لها في الحقيقة وإذا لم يدع رسول الله الله رجلا في المباهلة إلا أميرالمؤمنين علي فقد ثبت أنه نفسه التي عناها الله سبحانه في كتابه وجعل حكمه ذلك في تنزيله .

قال : فقال المأمون : إذا ورد الجواب سقط السؤال (1)

وجه الدلالة واضح : فإن الخبر يدل على أن أمير المؤمنین علیه السلام نفس رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ويثبت له ما ثبت للرسول الأكرم الا ما خرج بالدليل كالنبوة .

ص: 42


1- بحارالأنوار10/350ح10

الطائفة السادسة : ما دل على جريان الطاعة للأئمة كجریانها لرسول الله صلی الله علیه و آله و سلم .

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا»(1)

• أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال :ذكرت لأبي عبدالله علیه السلام قولنا في الأوصياء إن طاعتهم مفترضة .

قال : فقال : نعم هم الذين قال الله تعالى «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منکم» وهم الذين قال الله عزوجل:«إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا»(2)

• عن بريد العجلي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل:«إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل»؟

قال : إيانا عنى أن يؤدي الأول إلى الإمام الذي بعده الكتب والعلم والسلاح وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل الذي في أيديكم.

ثم قال للناس:«يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منکم»إيانا عني خاضه أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا فإن خفتم تنازعة في أمر فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منکم

ص: 43


1- النساء : 59
2- الکافی1/187 ح 7

كذا نزلت وكيف يأمرهم الله عز وجل بطاعة ولاة الأمر ويرخص في منازعتهم إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم أطیعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم(1)

• عن عيسى بن السري قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : حدثني عما بنيت عليه دعائم الإسلام إذا أنا أخذت بها زکی عملي ولم يضرني جهل ما جهلت بعده .

فقال:شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم و الإقرار بما جاء به من عند الله وحق في الأموال من الزكاة والولاية التي أمر الله عزوجل بهاولاية آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم فإن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم قال من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية، قال الله عز وجل:«أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منکم» فكان علي علیه السلام ثم صار من بعده الحسن ثم من بعده الحسين ثم من بعده علي بن الحسين ثم من بعده محمد بن علي ثم هكذا يكون الأمر إن الأرض لا تصلح إلا بإمام ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية وأحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته إذا بلغت نفسه هاهنا قال وأهوى بيده إلى صدره يقول حينئذ لقد كنت على أمر حسن(2).

وجه الدلالة هو ثبوت الطاعة لأهل البيت علیهم السلام كثبوتها الرسول الله صلی الله علیه و آله و سلم.

ص: 44


1- الکافی1/276ح1
2- الکافی 2/12

الطائفة السابعة : ما دل على تفويض الدين للأئمة كتفويضه للرسول الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم.

«مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ»(1)

عن أبي إسحاق الحوي قال : دخلت على أبي عبد الله علیه السلام فسمعته يقول إن الله عز وجل أدب نبيه على محبته فقال «وإنك لعلى خلق عظيم» ثم فوض إليه فقال عزوجل «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا» وقال عز وجل «من يطع الرسول فقد أطاع الله».

قال : ثم قال : وإن نبي الله فوض إلى علي وائتمنه فسلمتم وجحد الناس فو الله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا وأن تصمتوا إذا صمتنا ونحن فيما بينكم وبين الله عز وجل ما جعل الله لأحد خيرا في خلاف أمرنا(2)

• عن فضيل بن يسار قال : سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول لبعض أصحاب قيس الماصر: إن الله عز وجل أدب نبيه فأحسن أدبه فلما أكمل له الأدب قال «إنك لعلى خلق عظيم» ثم فوض إليه أمر الدين والأمة ليسوس عباده فقال عز وجل «ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا» وإن رسول

ص: 45


1- الحشر:7
2- الکافی:1/265ح1

الله صلی الله علیه و آله و سلم كان مسددا موفقا مؤيدا بروح القدس لا يزل ولا يخطئ في شيء مما يسوس به الخلق فتأدب بآداب الله ثم إن الله عز وجل فرض الصلاة رکعتین رکعتین عشر ركعات فأضاف رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم إلی الرکعتین رکعتین وإلى المغرب ركعة فصارت عديل الفريضة لا يجوز تركهن إلا في سفر وأفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة في السفر والحضر فأجاز الله عزوجل له ذلك كله فصارت الفريضة سبع عشرة ركعة ثم سن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم النوافل أربعة وثلاثين ركعة مثلي الفريضة فأجاز الله عزوجل له ذلك والفريضة والنافلة إحدى وخمسون ركعة منها ركعتان بعد العتمة جالسا تعد بركعة مكان الوتر وفرض الله في السنة صوم شهر رمضان وسن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم صوم شعبان وثلاثة أيام في كل شهر مثلي الفريضة فأجاز الله عزوجل له ذلك وحرم الله عزوجل الخمر بعينها وحرم رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم المسكر من كل شراب فأجاز الله له ذلك كله وعاف رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أشياء وكرهها ولم ينه عنها نهي حرام إنما نهى عنها نهي إعاقة وكراهة ثم رخص فيها فصار الأخذ برخصه واجبة على العباد کوجوب ما يأخذون بنهيه وعزائمه ولم يرخص لهم رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فيما نهاهم عنه نهي حرام ولا فيما أمر به أمر فرض لازم فكثير المسكر من الأشربة نهاهم عنه نهي حرام لم يرخص فيه لأحد ولم يرخص رسول الله الله لأحد تقصیر الركعتين اللتين ضمهما إلى ما فرض الله عزوجل بل ألزمهم ذلك إلزاما واجبا لم يرخص لأحد في شيء من ذلك إلا للمسافر وليس لأحد أن يرخص

ص: 46

شيئا ما لم يرصه رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فوافق أمر رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أمر الله عزوجل ونهيه نهى الله عزوجل ووجب على العباد التسليم له كالتسليم لله تبارك وتعالی(1).

عن إسحاق بن عمار عن أبي عبدالله علیه السلام قال : إن الله تبارك وتعالی أدب نبيه صلی الله علیه و آله و سلم فلما انتهى به إلى ما أراد قال له:«إنك لعلى خلق عظيم» ففوض إليه دينه فقال:«وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا» وإن الله عزوجل فرض الفرائض ولم يقسم للجد شيئا وإن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أطمعه السدس فأجازالله جل ذكره له ذلك وذلك قول الله عزوجل «هذا عطاؤنا فامنن أوأمسك بغير حساب»(2)

• عن ربعي عن القاسم بن الوليد عن أبي عبد الله علیه السلام قال إن الله أدب محمد صلی الله علیه و آله و سلم فأحسن تأديبه فقال خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين قال فلما كان ذلك أنزل الله عليه «وإنك لعلى خلق عظيم» فلما كان ذلك فوض إليه دينه فقال «ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب» فحرم الله الخمر بعينها وحرم رسول الله الله صلی الله علیه و آله و سلم كل مسكر فأجاز الله له ذلك وفرض الله الفرائض فلم يذكر الجد فجعل له رسول الله با سهما فأجاز الله ذلك له وكان والله يعطي الجنة على الله فيجوز الله ذلك له(3).

ص: 47


1- الکافی:1/266ح4
2- الکافی 1/267ح6
3- تهذیب الأحکام:9/397ح24

• عن موسى بن أشيم قال : كنت عند أبي عبد الله علیه السلام فسأله رجل عن آية من كتاب الله عز وجل فأخبره بها ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر به الأول فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كان قلبي يشرح بالسكاكين فقلت في نفسي تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو وشبهه وجئت إلى هذا يخطئ هذا الخطأ كله فبينا أنا كذلك إذ دخل علیه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي فسكنت نفسي فعلمت أن ذلك منه تقية.

قال ثم التفت إلي فقال لي : يا ابن أشيم إن الله عزوجل فوض إلى سلیمان بن داود فقال «هذا عطاؤنا فامنن أوأمسك بغير حساب» وفوض إلى نبيه ، فقال «ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا» فما فوض إلى رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فقد فوضه إلينا(1)

عن محمد بن الحسن الميثمي عن أبي عبد الله علیه السلام قال سمعته يقول إن الله عزوجل أدب رسوله حتى قومه على ما أراد ثم فوض إليه فقال عز ذکره «ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا» فما فوض الله إلى رسوله له فقد فوضه إلينا(2).

• عن محمد بن الحسن الميثمي عن أبي عبد الله علیه السلام قال سمعته يقول : إن الله عزوجل أدب رسوله صلی الله علیه و آله و سلم ، حتى قومه على ما أراد ثم فوض إليه فقال عز ذکره «ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا» فما فوض الله إلى

ص: 48


1- الکافی 1/265ح2
2- الکافی1/268ح9

رسوله فقد فوضه إلينا(1)

وجه الدلالة واضح لا غبار عليه وهو ثبوت التفويض لأهل البيت علیهم السلام كثبوته لرسول الله صلی الله علیه و آله و سلم.

الطائفة الثامنة : ما دل على فضل فاطمة الزهراء علیها السلام وأنها روح رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم .

فيما رواه العلامة المجلسي قدس سره عن اعتقادات الصدوق رحمه الله : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام ما زلت مظلوما منذ ولدتني أمي حتى أن عقيلا كان يصيبه رمد فقال لا تذروني حتى تذروا عليا فيذروني وما بي رمد.

واعتقادنا فيمن قاتل عليا علیه السلام كقول النبي صلی الله علیه و آله و سلم : من قاتل عليا فقد قاتلني ، وقوله صلی الله علیه و آله و سلم: من حارب عليا فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله عزوجل ، وقوله له لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام : أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم .

وأما فاطمة صلوات الله عليها فاعتقادنا أنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وأن الله عزوجل يغضب لغضبها ويرضى لرضاها وأنها خرجت من الدنيا ساخطة على ظالمها وغاصبها ومانعي إرثها ، وقال النبي صلی الله علیه و آله و سلم : فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن غاظها فقد فاطمی

ص: 49


1- بحارالأنوار 17/6ح7

ومن سرها فقد سرني ، وقال صلی الله علیه و آله و سلم فاطمة بضعة مني وهي روحي التي بين جنبي يسوؤني ما ساءها ويسرني ما سرها.

واعتقادنا في البراءة أنها واجبة من الأوثان الأربعة والإناث الأربع ومن جميع أشياعهم وأتباعهم وانهم شر خلق الله عزوجل ولا يتم الإقرار بالله وبرسوله وبالأئمة إله إلا بالبراءة من أعدائهم(1).

• روي عن مجاهد قال خرج النبي صلی الله علیه و آله و سلم وهو أخذ بيد فاطمة علیها السلام فقال : من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله (2)

عن ابن عباس في خبر طويل قد أثبتناه في باب ما أخبر النبي صلی الله علیه و آله و سلم بظلم أهل البيت، قال صلی الله علیه و آله و سلم : وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وهي بضعة مني وهي نور عيني وهي ثمرة فؤادي وهي روحي التي بين جنبي وهي الحوراء الإنسية متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ويقول الله عزوجل لملائكته يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي أشهدكم أني قد أمنت شیعتها من النار وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي كأني بها وقددخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها وغصبت حقها

ص: 50


1- بحارالأنوار:27/62ح7
2- بحارالأنوار:43/54

ومنعت إرثها وكسر جنبها وأسقطت جنينها وهي تنادي : يا محمداه ، فلا تجاب وتستغيث فلا تغاث، فلا تزال بعدي محزونة مکروبة باكية تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة وتتذكر فراقي أخرى وتستوحش إذا جنها الليل الفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجدت بالقرآن ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة فنادتها بما نادت به مریم بنت عمران فتقول یا فاطمة إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا فاطمة اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض فيبعث الله عزوجل إليها مريم بنت عمران تمرضها وتؤنسها في علتها فتقول عند ذلك یا رب إني قد سئمت الحياة وتبرمت بأهل الدنيا فألحقني بأبي فيلحقها الله عزوجل بي فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي فتقدم علي محزونة مکروبة مغمومة مغصوبة مقتولة فأقول عند ذلك : اللهم العن من ظلمها وعاقب من غصبها وذلل من أذلها وخلد في نارك من ضرب جنبيها حتى ألقت ولدها فتقول الملائكة عند ذلك آمین(1).

وجه الدلالة هو أنها روح رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فيثبت لها علیها السلام ما ثبت لأبيها صلی الله علیه و آله و سلم.

ص: 51


1- بحارالأنوار:43/172ح13

الطائفة التاسعة : ما دل على فضل فاطمة الزهراء عليها السلام وأنها بضعة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم .

• علي بن عيسى في كشف الغمة نقلا من كتاب أخبار فاطمة علیها السلام لابن بابويه عن علي علیه السلام قال كنا عند رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فقال أخبروني أي شيء خير للنساء فعيينا بذلك كلنا حتى تفرقنا فرجعت إلى فاطمة علیها السلام فأخبرتها بالذي قال لنا رسول الله له وليس أحد ما علمه ولا عرفه.

فقالت: ولكني أعرفه خير للنساء أن لا یرین الرجال ولا يراهن الرجال.

فرجعت إلى رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فقلت: يا رسول الله سألتنا أي شيء خيرللنساء خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال.

فقال من أخبرك فلم تعلمه وأنت عندي ؟

فقلت فاطمة، فأعجب ذلك رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ، وقال : إن فاطمة بضعة مني (1)

عن جعفر بن محمد عن أبيه علیهما السلام :أن فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم دخل عليها على عليلا وبه کابة شديدة فقالت : ما هذه الأكبة؟

فقال : سألنا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم عن مسألة ولم يكن عندنا جواب لها .

فقالت : وما المسألة ؟

ص: 52


1- وسائل الشیعة:20/67ح 7طبع مؤسسه آل آلبیت

قال : سألنا عن المرأة ما هي ؟

قلنا: عورة.

قال : فمتى تكون أدنى من ربها ؛ فلم ندر.

قالت : ارجع إليه فأعلمه أن أدني ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها.

فانطلق فأخبر النبي صلی الله علیه و آله و سلم ، فقال : ما ذا من تلقاء نفسك يا علي .

فأخبره أن فاطمة علیها السلام أخبرته.

فقال: صدقت، إن فاطمة بضعة مني (1)

• النبي صلی الله علیه و آله و سلم؟ قال : فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها (2) .

أقول : كونها علیها السلام بضعة الرسول الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم یدل على اشتراکها مع أبيها في الفضل والعلم والمنزلة وكل ما ثبت لأبيها الا ما خرج بالدليل .

الطائفة العاشرة : ما دل على فضل أهل البيت علیهم السلام وأنهم بضعة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم.

• روي أنه «الحسین» صلوات الله عليه لما عزم على الخروج إلى العراق قام خطيبا فقال : الحمدلله وما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وصلی الله على رسوله وسلم، ځط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف وخير لي مصرع آنا

ص: 53


1- مستدرك الوسائل :14/182ح2
2- بحارالأنوار:21/279

لاقيه كأني بأوصالي يتقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن منى أكراشا جوفا وأجربة سغبا لا محيص عن يوم خط بالقلم رضي الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين لن تشذ عن رسول الله لحمته وهي مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم عينه وتنجز الهم وعده من كان فينا باذلا مهجته موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحل مصبحا إن شاء الله(1).

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : تلا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم هذه الآية «لايستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون» ثم قال : أصحاب الجنة من أطاعني وسلم لعلي الولاية بعدي وأصحاب النار من نقض البيعة والعهد وقاتل عليا بعدي ألا إن عليا بضعة مني فمن حاربه فقد حاربني .

ثم دعا عليا فقال : يا علي حربك حربي وسلمك سلمي وأنت العلم فیما بيني وبين أمتي (2)

• عن أبان بن عثمان عن نعمان الرازي عن أبي عبد الله علیه السلام قال : انهزم الناس يوم أحد عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فغضب غضبا شديدا ، قال وكان إذا غضب انحدر عن جبينه مثل اللؤلؤ من العرق، قال : فنظر فإذا علي علیه السلام إلى جنبه ، فقال له : ألحق ببني أبيك مع من انهزم عن رسول الله.

فقال : يا رسول الله لي بك أسوة.

ص: 54


1- بحارالأنوار44/366
2- بحارالأنوار32/322ح295

قال : فاكفني هؤلاء فحمل فضرب أول من لقي منهم .

فقال جبرئیل علیه السلام : إن هذه لهي المواساة يا محمد.

فقال : إنه مني وأنا منه.

فقال جبرئيل علیه السلام : وأنامنكما يا محمد.

فقال أبو عبد الله علیه السلام : فنظر رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم إلى جبرئیل علی علیه السلام كرسي من ذهب بين السماء والأرض وهو يقول لا سیف الا ذوالفقار ولا فتی إلا على (1)

• بسنده عن يعلى بن مرة قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: حسین مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسینا حسين سبط من الأسباط (2)

• قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: ستدفن بضعة مني بخراسان ما زارها مكروب إلا نفس الله عزوجل كربه ولا مذنب إلا غفر الله له ذنوبه (3)

•قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم : ستدفن بضعة مني بأرض خراسان لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله له الجنة وحرم جسده على النار(4)

ص: 55


1- الکافی:8/110ح90
2- بحارالأنوار:43/261ح1و270ح35
3- من لایحضره الفقیه:2/583ح3187
4- من لایحضره الفقیه:2/585ح3194

الطائفة الحادية عشرة : ما دل على استوائهم علیهم السلام في الفضل والعلم

• عن زید الشحام قال : قلت لأبي عبد الله علیه السلام : أيما أفضل الحسن أم الحسين؟

فقال : إن فضل أولنا يلحق بفضل آخرنا وفضل آخرنا يلحق بفضل أولنا وكل له فضل.

قال قلت له : جعلت فداك وسع علي في الجواب فإني والله ما سألتك إلا مرتادا؟

فقال : نحن من شجرة طيبة برأنا الله من طينة واحدة فضلنا من الله وعلمنا من عند الله ونحن أمناؤه على خلقه والدعاة إلى دينه والحجاب فيما بينه وبين خلقه، أزيدك یا زید؟

قلت: نعم.

فقال : خلقنا واحد وعلمنا واحد وفضلنا واحد وكلنا واحد عند الله تعالی.

فقال : أخبرني بعدتكم.

فقال : نحن اثنا عشر هكذا حول عرش ربنا عزوجل في مبتدا خلقنا أولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد(1).

أقول : لعل المراد من قوله علیه السلام «كل له فضل» أي له خصوصية ليست

ص: 56


1- بحارالأنوار25/363ح23

للآخر وإن كانوا من ناحية الفضل سواء والله تعالى العالم.

ثم إن في تتمة الخبر المبارك تصریح باتحاد فضلهم وعلمهم وطينتهم وهو نص في المدعى فتأمل جيدا.

• عن سعيد الأعرج قال : دخلت أنا وسليمان بن خالد على أبي عبدالله جعفر بن محمد علیه السلام فابتدأني فقال : يا سليمان ما جاء عن أمیرالمؤمنین علي بن أبي طالب علیه السلام يؤخذ به وما نهى عنه ينتهي عنه جرى له من الفضل ما جرى لرسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ولرسوله الفضل على جميع من خلق الله، العائب على أميرالمؤمنين في شيء كالعائب على الله وعلى رسوله صلی الله علیه و آله و سلم ، والراد عليه في صغير أو كبير على حد الشرك بالله كان أميرالمؤمنين علیه السلام باب الله الذي لا يؤتى إلا منه وسبيله الذي من تمسك بغيره هلك كذلك جرى حكم الأئمة و بعده واحد بعد واحد جعلهم أركان الأرض وهم الحجة البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى أما علمت أن أميرالمؤمنين علیه السلام كان يقول أنا قسيم الله بين الجنة والنار وأنا الفاروق الأكبر وأنا صاحب العصا والميسم، ولقد أقر لي جميع الملائكة والروح بمثل ما أقروا لمحمد صلی الله علیه و آله وسلم ولقد حملت مثل حمولة محمد وهو حمولة الرب وأن محمدا صلی الله علیه و آله و سلم يدعي فیکسی فیستنطق فينطق وأدعي فاكسى وأستنطق فأنطق ولقد أعطيت خصالا لم يعطها أحد قبلي علمت البلايا والقضايا وفصل الخطاب (1)

ص: 57


1- بحارالأنوار:25/352ح1

أي الفارق بين الحق والباطل وقيل لأنه أول من أظهر الإسلام بمكة ففرق بين الإيمان والكفر وأما صاحب العصا والميسم فسيأتي أنه علیه السلام الذي ذكره الله في القرآن يظهر قبل قيام الساعة معه عصا موسی وخاتم سليمان يسم بها وجوه المؤمنين والكافرين ليتميزوا۔

قوله علیه السلام: وقد حملت أي حملني الله من العلم والإيمان والكمالات أو تكليف هداية الخلق وتبليغ الرسالات وتحمل المشاق مثل ما حمل محمدا صلی الله علیه و آله و سلم وفي بعض النسخ ولقد حملت على مثل حمولته فيمكن أن يقرأ حملت على صيغة المجهول المتكلم وعلى التخفيف والحمولة بفتح الحاء فإنها بمعنى ما يحمل عليه الناس من الدواب أي حملني الله تعالى على مثل ما حمله عليه من الأمور التي توجب الوصول إلى أقصى منازل الكرامة من الخلافة والإمامة. فشبه علیه السلام ما حمله الله عليه من رئاسة الخلق وهدايتهم وولايتهم بدابة يركب عليها لأنه يبلغ بحاملها إلى أقصى غايات السبق في ميدان الكرامة ويمكن أن يقرأ حملت على بناء المؤنث المجهول الغائب وعلي بتشديد الياء والحمولة بضم الحاء وهي بمعنى الأحمال فيرجع إلى ما مر في النسخة الأولى.

قوله علیه السلام : ويستنطق أي للشفاعة والشهادة قوله وفصل الخطاب أي الخطاب الفاصل بين الحق والباطل ويطلق غالبا على حكمهم في الوقائع المخصوصة وبيانهم في كل أمر حسب ما يقتضيه المقام

ص: 58

وأحوال السائلين المختلفين في الأفهام انتهى كلامه رفع مقامه (1)

أقول : الخبر المبارك واضح الدلالة في المراد إذ أنه يدل على التساوي بين أمير المؤمنين علیه السلام ورسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فيجري له من الفضل ما يجري لرسول اللهوكذا الأمر بالنسبة الى سائر الأئمة علیهم السلام ولذا أقرت الملائكة لأمير المؤمين علیه السلام بمثل ما أقرت لرسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فما كان له ثبت لوصيه .

لا يقال : قوله علیه السلام :«ولرسوله الفضل على جميع من خلق الله» يدل على أفضلية الرسول الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم على أمير المؤمنين عليه السلام.

لأنه يقال : الظاهر أن المراد من العبارة هو تساوي فضلهما عليهما وآلهما السلام وبما أن الرسول الأكرم هو أفضل العالمین یکون أمير المؤمنين أفضل العالمين أيضا لاتحاد فضلهما بمقتضی صدر الخبر فتأمل جيدا.

ويمكن أن يقال - لو سلم ظهورها في فضله صلی الله علیه و آله و سلم عن أمير المؤمنين علیه السلام - أن هذه العبارة منصرفة عن علي علیه السلام والأئمة من ولده علیهم السلام كما في الخبر الوارد في أن أباذر أصدق الناس فإنه منصرف عن النبي وأهل بيته علیهم السلام.

ومن المحتمل أن المراد من هذه الجملة فضله الله صلی الله علیه و آله و سلم بالنبوة فلا ينافي مع ما ادعيناه من تساويهما في العلم وفرض الطاعة والحجة وسائر الكلمات المرتبطة بشأن الولاية كالعصمة والعلم والقدرة و ....

ص: 59


1- بحار الأنوار 25/353

• عن الثمالي عن أبي جعفر عن أبيه عن جده الحسين صلوات الله عليهم قال : دخلت أنا وأخي على جدي رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فأجلسني على فخذه وأجلس أخي الحسن على فخذه الآخر ثم قبلنا وقال : بأبي أنتما من إمامین سبطين اختاركما اللهمني ومن أبيكما ومن أمكما واختار من صلبك يا حسین تسعة أئمة تاسعهم قائمهم وكلهم في الفضل والمنزلة سواء عند الله تعالی (1)

أقول : الظاهر من الخبر المبارك استواء فضل أهل البيت علیهم السلام وإن احتمل رجوع قوله علیه السلام «كلهم في الفضل والمنزلة سواء» إلى التسعة من صلب الحسين علیه السلام فیكون حينئذ معارضة بما دل على تفضيل الحجة المنتظر علیه السلام من بين التسعة علیهم السلام وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى .

الطائفة الثانية عشرة : ما دل على أنه يجري لآخرهم ما يجري لأولهم في الحجة والحلال والحرام

• ابن عیسی عن البزنطي عن الرضا أنه علیه السلام كتب إليه: قال أبوجعفر علیه السلام لا يستكمل عبد الإيمان حتى يعرف أنه يجري لآخرهم ما يجري لأولهم في الحجة والطاعة والحلال والحرام سواء ولمحمد صلی الله علیه و آله و سلم

ص: 60


1- بحار الأنوار : 25/356ح4

وأميرالمؤمنين علیه السلام فضلهما الخبر(1)

أقول : يدل الخبر على جريان الحجة والطاعة والحلال والحرام لجميع أئمة الهدى علیهم السلام فهم سواء من هذه الجهات الا أن الرسول الله وعلي علیهما السلام فضلهما.

أما المراد من الحلال والحرام» فهو التفويض في الدين فلهم أن يضيقوا الموعات وأن يربوا الخلائق ويأذبوهم وتفصيل الكلام في کتابنا «النفحات الرضوية في إثبات الولاية التكوينية والتشريعية» وقريب منه ما في الخبر الآتي.

• عن الحارث النضري عن أبي عبدالله علیه السلام قال : سمعته يقول: رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم و نحن في الأمر والنهي والحلال والحرام نجري مجرى واحد فأما رسول الله وعلى فلهما فضلهما(2)

دلالة الخبر على ما ادعيناه من تساوي النبي صلی الله علیه و آله و سلم وأهل بيته في العلم والقدرة والنورانية والعصمة وفرض الطاعة وسائر الكمالات المرتبطة بالإمامة والولاية واضحة .

وأما قوله علیه السلام «فاما رسول الله وعلي فلهما فضلهما، فلا ينافي ما ذكرنا لأن المراد منه هو تفاضل النبي صلی الله علیه و آله و سلم بالنبوة وتفاضل على علیه السلام بأنه أبو الأئمة علیهم السلام كما يظهر من سائر الأخبار .

ص: 61


1- بحارالأنوار:25/353ح2 و جلد 39/91ح2 و جلد 39/91ح2
2- بحارالأنوار:25/357ح6

عن أبي الصامت الحلواني عن أبي جعفر علیه السلام؟ قال : فضل أميرالمؤمنين علیه السلام ما جاء به أخذ به وما نهى عنه انتهى عنه وجرى له من الطاعة بعد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم مثل الذي جرى لرسول الله صلی الله علیه و آله و سلم والفضل لمحمد صلی الله علیه و آله و سلم، المتقدم بين يديه كالمتقدم بين يدي الله ورسوله والمتفضل عليه كالمتفضل على الله وعلى رسوله والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله فإن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم باب الله الذي لا يؤتي إلا منه وسبيله الذي من سلکه وصل إلى الله وكذلك كان أميرالمؤمنين علیه السلام من بعده وجری في الأئمة واحدا بعد واحد جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها وعمد الإسلام ورابطة على سبيل هداه ولا يهتدي هاد إلا بهداهم ولا يضل خارج من هدي إلا بتقصير عن حقهم وأمناء الله على ما أهبط من علم أوعذر أونذر والحجة البالغة على من في الأرض يجري لآخرهم من الله مثل الذي جرى الأولهم ولا يصل أحد إلى شيء من ذلك إلا بعون الله وقال أمير المؤمنين علي أنا قسيم الجنة والنار لا يدخلها داخل إلا على أحد قسمي وأنا الفاروق الأكبر وأنا الإمام لمن بعدي والمؤدي عمن كان قبلي ولا يتقدمني أحد إلا أحمد صلی الله علیه و آله و سلم وإني وإياه لعلى سبيل واحد إلا أنه هو المدعو باسمه ولقد أعطيت الست : علم المنايا والبلايا والوصايا والأنساب وفصل الخطاب وإني الصاحب الكرات ودولة الدول وإني لصاحب العصا والميسم والدابة التي تكلم الناس (1)

ص: 62


1- بحارالأنوار:25/353ح3

قال العلامة المجلسي قدس سره في ذيل الخبر : روي في الكافي عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن محمد بن سنان عن المفضل عن أبي عبد الله علیه السلام مثله بأدنى تغيير وروي أيضا عن محمد بن يحيى وأحمد بن محمد جميعا عن محمد بن الحسن عن علي بن حسان مثله.

قوله علیه السلام فضل على بناء المجهول أي فضله الله على الخلق أوعلى بناء المصدر فقوله ماجاء خبره أي هذا فضله قوله و رابطه أي يشدون الإسلام على سبيل هداه لئلا يخرجه المبتدعون عن سبيله الحق ولا يضيعوه والرابط أيضا يكونبمعنى الزاهد والراهب والحكيم والشديد والملازم ولكل منها وجه مناسبة.

قوله علیه السلام لعلى سبيل واحد أي أنا شريكه في جميع الكمالات ولا فرق بيني وبينه إلا أنه مسمي باسم غير اسمي ويحتمل أن يكون المراد بالاسم وصف النبوة أوالمعنى أنه دعاه الله في القرآن باسمه ولم يدعني والأول أظهر.

قوله علیه السلام والوصايا أي وصايا الأنبياء والأوصياء والأنساب أي نسب كل أحد وصحته وفساده.

قوله علیه السلام وإني لصاحب الكرات أي الحملات في الحروب كما قال صلی الله علیه و آله و سلم فيه كرار غير فرار والرجعات، كما روي أن له علیه السلام رجعة قبل قيام القائم علیه السلام ومعه وبعده وقيل إنه عرض عليه الخلق كرات فی

ص: 63

الميثاق والذر في الرحم وعند الولادة وعند الموت وفي القبر وعند البعث وعند الحساب وعند الصراط وغيرها والأوسط أظهر. وأما دولة الدول فيحتمل أن يكون المراد بها علمه علیه السلام بدولة كل ذي دولة أو أنه صاحب الغلبة في الحروب وغيرها فإن الدولة بمعنى الغلبة أو المعنى أن دولة كل ذي دولة من الأنبياء والأوصياء كان بسبب ولايته والاستضاءة من نوره أو كان غلبتهم على الأعادي ونجاتهم من المهالك بالتوسل به وقد نطقت الأخبار بكل منها كما ستقف عليها وستأتي أمثال تلك الأخبار في أبواب تاريخ أمير المؤمنين علیه السلام مع شرحها لا سيما في باب ما بين من مناقبه انتهىكلامه رفع مقامه(1)

أقول : الخبر الشريف واضح الدلالة على أن مناط جریان الطاعة لأمير المؤمنین علیه السلام بنفس مناط جریانها لرسول الله ، وأن الأئمة علیهم السلام أبواب الله الذي لا يؤتى الا منه كما كان رسول الله باب الله الذي لا يؤتي الا منه.

• عن الثمالي عن أبي جعفر عن أبيه عن جده الحسين صلوات الله علیهم قال : دخلت انا و اخی علی جدی رسول الله (صلی الله علیه واله) فاجلسنی علی فخذه و اجلس اخی الحسن علی فخذه الآخر ثم قبلنا وقال بابی انتما من امامین سبطین اختارکما الله منی و من ابیکما و من امکما واختار من صلبک یا

ص: 64


1- بحارالأنوار:25/355

حسین تسعة أئمة تاسعهم قائمهم . وكلهم في الفضل والمنزلة سواء عند الله تعالی (1).

أقول : لعل المراد من الفضل العلم فإن الفضل في العلم ولعل المراد من المنزلة القرب من الله تعالى والدرجات العاليات النفسانية أو في الجنة والله تعالى العالم وأوليائه علیهم السلام .

• عبدالرحمن بن كثير عن أبي عبدالله (علیه السلام) قال : «الذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء» قال : الذين آمنوا النبي (صلی الله علیه واله) وأمير المؤمنين والذرية الأئمة الأوصياء ألحقنا بهم ولم تنقص ذريتهم من الجهة التي جاء بها محمد (صلی الله علیه واله) في علي وحجتهم واحدة وطاعتهم واحدة (2).

قال العلامة المجلسي قدس سره : على التأويل الذي في الخبر المعنى أن المؤمنين الكاملين في الإيمان أي النبي وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما الذين اتبعتهم ذريتهم في كمال الإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم في وجوب الطاعة وما نقصنا الذرية من الحجة التي أقمناها على وجوب اتباع الآباء شيئا فالمراد بالعمل إقامة الحجة على وجوب الطاعة وهو من عمل الله أوعمل النبي الذي هو من الآباء انتهى كلامه رفع مقامه (3).

ص: 65


1- بحارالأنوار : 356/25 ح 4.
2- بحارالأنوار : 356/25 ح 5.
3- بحارالأنوار : 327/25

أقول : الخبر المبارك ياول الآية المباركة وهي تدل بباطنها على إلحاق أهل البيت علیهم السلام بأمير المؤمنین (علیه السلام) من الجهة التي جاء بها رسول الله (صلی الله علیه واله) في أمير المؤمنين (علیه السلام) وهي تعليمه ما يعلم ووتأديبه كما ورد «علمني رسول الله ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب» وكما ورد «أدبني رسول الله».

عن علي بن جعفر عن أبي الحسن (علیه السلام) قال : نحن في العلم والشجاعة سواء وفي العطايا على قدر ما نؤمر.

أفاد العلامة المجلسي قدس سره : قوله وفي العطايا أي عطاء العلم أوالمال أوالأعم والأول أظهر أي إنما نعطي على حسب ما يأمرنا الله به بحسب المصالح انتهى كلامه رفع مقامه (1).

أقول : الخبر الشريف صریح مساواتهم من الناحية العلمية والشجاعة التي هي بمعنى قوة القلب .

وعن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله (علیه السلام) : يا با محمد كلنا نجري في الطاعة والأمر مجری واحد وبعضنا أعلم من بعض (2).

أقول : لعل المراد من أعلمية بعض على آخر هو من ناحية ظهور العلم لا أصل العلم جمعا بين الأخبار .

• عن مالك بن عطية قال : قلت لأبي عبدالله (علیه السلام) : الأئمة يتفاضلون؟ قال : أما في الحلال والحرام فعلمهم فيه سواء وهم يتفاضلون فيما سوی

ص: 66


1- بحارالأنوار : 357/25
2- بحارالأنوار : 357/25 ح 8.

ذلك (1).

• عن أيوب بن الحر عن أبي عبد الله (علیه السلام) أو عمن رواه عن أبي عبدالله (علیه السلام) قال: قلنا الأئمة بعضهم أعلم من بعض ؟

قال : نعم وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد.

أفاد العلامة المجلسي قدس سره : لعل المراد أنه قد يكون الأخير أعلم من الأول في وقت إمامته بسبب ما يتجدد له من العلم وإن أفيض إلى روح الأول أيضا لئلا يكون آخرهم أعلم من أولهم كما ستقف عليه ويحتمل أن يكون ذلك للتقية من غلاة الشيعة انتهى كلامه رفع مقامه (2).

أقول : ليس في الخبر ما يدل على أن الأخير أعلم من الأول إنما فيه أن بعضهم قد يكون أعلم من البعض الآخر فلا وجه للتخصيص بالأخير.

وأما علم التفسير والحلال والحرام فهم فيه سواء فلا فضل لأحد على أحد فيها فلعل المراد من الأعلمية هو ما اختص به الرسول الأكرم (صلی الله علیه واله) من التحليل فيما لم يكن لله تعالى فيه أمر أو نهي إلزاميا فإنه إن حرم شيئا - كتحريم كل مسكر - أو أحل شيئا فلا يحق للإمام التحليل لما حرمه الرسول الأكرم (صلی الله علیه واله) كما بين في محله.

ويحتمل أن يكون المراد من الأعلمية ظهور العلم فإن من يظهر

ص: 67


1- بحارالأنوار: 25/ 360 ح 15.
2- بحارالأنوار : 358/20 ح 9.

علمه للناس يعد عندهم أعلم من غيره .

، عن عبد الأعلى بن أعين قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول: أولنا دليل على آخرنا وآخرنا مصدق لأولنا والسنة فينا سواء إن الله تعالى إذا حكم بحكم أجراه.

أفاد العلامة المجلسي قدس سره : أي لما حكم الله بأن لا يكون زمان من الأزمنة خاليا من الحجة لا بد أن يخلق في كل زمان من يكون مثل من تقدمه في العلم والكمال ووجوب الطاعة انتهى كلامه رفع مقامه (1).

عن المفضل قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول : کان امیرالمومنین (علیه السلام) باب الله الذی لا یوتی الا منه وسبیله الذی من سلک بغيره هلك وكذلك جرى للأئمة الهداة واحدا بعد واحد جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها وحجته البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى (2).

أقول : يدل الخبر المبارك على اتحاد الأئمة علیهم السلام من ناحية أنهم باب الله الذي لا يؤتى الا منه وسبيله الذي من سلك غيره هلك .

• عن البزنطي عن الرضا (علیه السلام) قال : قال أبو عبدالله (علیه السلام) : كلنا نجري في الطاعة والأمر مجرى واحد وبعضنا أعظم من بعض (3).

ص: 68


1- بحارالأنوار 358/20 ح 10.
2- بحارالأنوار: 359/25 ح 11.
3- بحارالأنوار: 359/25 ح 12.

أقول : يدل الخبر المبارك على جريان الطاعة والأمر للأئمة بمجری واحد لا اختلاف فيه وإن كان البعض أعظم من الآخر لبعض الجهات التي ليست دخيلة في الإمامة والولاية ويأتي الإشارة إلى شطر منها إن شاء الله تعالی.

عن يونس عن بعض رجاله عن أبي عبدالله (علیه السلام) قال : ليس شيء يخرج من عند الله إلا بدأ برسول الله ثم بأميرالمؤمنين ثم بمن بعده ليكون علم آخرهم من عند أولهم ولا يكون آخرهم أعلم من أولهم (1).

أقول : لما كان الإمام الأخير مهبطا لنزول الملائكة من كل أمر وكل حادث جديد بين الإمام (علیه السلام) أن العلم بالحوادث الجديدة لا تستوجب أعلمية الإمام الأخير على المعصوم الذي قبله بل إن السلسلة في الوساطة محفوظة حتى بعد مضي المعصوم فإنه تعالى يبدأ بالأول فيهبه العلم ثم بالثاني وهكذا.

• عن أحمد بن عمر الحلبي قال: قال أبو جعفر علي : لا يستكمل عبد الإيمان حتى يعرف أنه يجري لآخرنا ما يجري لأولنا وهم في الطاعة والحجة والحلال والحرام سواء ولمحمد وأمير المؤمنين عليهما السلام فضلهما (2).

أقول : لعل المراد من فضلهما هو الفضل الثابت للرسول الأكرم (صلی الله علیه واله) من ناحية النبوة وأنه هو الوسيط لجريان كل خير الى جميع الخلائق حتى الأئمة علیهم السلام وأن أمير المؤمنين (علیه السلام) هو نفس الرسول الأكرم ووزيره

ص: 69


1- بحارالأنوار : 359/25
2- بحارالأنوار : 360/25 ح 16.

وأبو الأئمة فلا يدل على أفضليتهما على سائر الأئمة من الناحية العلمية والكمالات الدخيلة في الإمامة والولاية والله تعالى العالم .

الطائفة الثالثة عشرة : ما دل على أن جيمعهم واجدون لمقام الإمارة على المؤمنين وجميع شؤون الولاية والإمامة

عن أبي الصباح مولى آل سام قال : كنا عند أبي عبدالله (علیه السلام) أنا وأبو المغراء إذ دخل علينا رجل من أهل السواد فقال : السلام عليك يا أميرالمؤمنين ورحمة الله وبركاته.

قال له أبو عبد الله: عليك السلام ورحمة الله وبركاته ثم اجتذبه وأجلسه إلى جنبه.

فقلت لأبي المغراء أو قال لي أبو المغراء: إن هذا الاسم ماكنت أرى أحدا يسلم به إلا على أميرالمؤمنين علي صلوات الله عليه.

فقال لي أبو عبد الله (علیه السلام) : يا أبا الصباح إنه لا يجد عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن لآخرنا ما لأولنا (1).

أقول : يظهر من الخبر أن جميع أهل البيت علیهم السلام واجدون لمقام الإمرة على المؤمنين فهم في ذلك سواء فالطاعة الجارية لأولهم ثابتة الأخرهم الا أن لقب «أميرالمؤمنین» مختص بالإمام علي بن أبي طالب (علیه السلام) .

ص: 70


1- بحارالأنوار: 359/25 ح 14.

الطائفة الرابعة عشرة: ما دل على جریان ما لأولهم لآخرهم وأن أولهم كآخرهم

• عن حبة العرني عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صلی الله علیه واله) : أنا سيد الأولين والآخرين وأنت يا علي سيد الخلائق بعدي أولنا كآخرنا وآخرنا كأولنا (1).

لا يقال : إن الخبر يدل على أفضلية علي (علیه السلام) على سائر الأئمة علیهم السلام.

لأنا نقول : إن الخبر بصدد بیان نفي أفضلية علي (علیه السلام) على رسول الله (صلی الله علیه واله) ، فإنه (علیه السلام) نفس النبي.

مضافا إلى أن الخبر ينصرف إلى عامة الناس كما مرت الإشارة إليه .

وثالثا : لو سلمنا دلالته على أفضليته (علیه السلام) عليهم فلابد - بقرينة ذيل الخبر الدال على التساوي - من أن يكون المراد منه هو التفضيل بالأبوة والوساطة كما أن النبي (صلی الله علیه واله) يكون أفضل منهم من هذه الجهة .

عن محمد بن عمرو عن أبي الصباح مولى آل سام قال : كنا عند أبي عبدالله (علیه السلام) أنا وأبو المغراء إذ دخل علينا رجل من أهل السواد، فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته .

قال له أبو عبدالله : عليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم اجتذبه وأجلسه إلى جنبه .

ص: 71


1- بحارالأنوار : 360/25

فقلت لأبي المغراء أو قال لي أبو المغراء: إن هذا الاسم ماكنت أرى أحدا يسلم به إلا على أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه.

فقال لي أبو عبد الله (علیه السلام) : يا أبا الصباح إنه لا يجد عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن الأخرنا ما لأولنا (1).

الطائفة الخامسة عشرة : ما دل على تساويهم علیهم السلام في المنزلة

• عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السلام) يقول : الأئمة بمنزلة رسول الله (صلی الله علیه واله) إلا أنهم ليسوا بأنبياء ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي (صلی الله علیه واله) فأما ما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة رسول الله (صلی الله علیه واله) (2).

• عن الثمالي عن أبي جعفر عن أبيه عن جده الحسين صلوات الله عليهم قال : دخلت أنا وأخي على جدي رسول الله (صلی الله علیه واله) فأجلسني على فخذه وأجلس أخي الحسن على فخذه الآخر ثم قبلنا وقال : بأبي أنتما من إمامین سبطين اختاركما الله مني ومن أبيكما ومن أمكما واختار من صلبك يا حسین تسعة أئمة تاسعهم قائمهم وكلهم في الفضل والمنزلة سواء عند الله تعالی (3).

ص: 72


1- بحارالأنوار: 359/25 ح 14 و جلد 332/37
2- الكافي : 270/1 ح 7.
3- بحارالأنوار: 356/25 ح 4.

الطائفة السادسة عشرة: ما دل على ثبوت كل ما كان لرسول الله (صلی الله علیه واله) لهم الا النبوة والأزواج

و قال الصادق (علیه السلام) كل ما كان لمحمد (صلی الله علیه واله) فلنا مثله إلا النبوة والأزواج (1).

ص: 73


1- بحارالأنوار: 317/26 ح 83.

ص: 74

الفصل الثاني : ما يدل على التفاضل بين المعصومین علیهم السلام

اشارة

ص: 75

ص: 76

ثم اعلم أن هناك أخبار تدل على التفاضل بين المعصومين علیهم السلام فلابد من ذكرها ورفع التعارض بينها وبين ما دل على تساوي فضلهم علیهم السلام وهي على طوائف.

الطائفة الأولى : ما دل على أفضلية رسول الله (صلی الله علیه واله) على سائر الخلق

عن عباية عن حميد المغربي قال : قال أمير المؤمنین (علیه السلام) قال رسول الله (صلی الله علیه واله) : أنا سيد الأولين والآخرين وأنت يا علي سيد الخلائق بعدي أولنا كآخرنا (1).

• عن علي بن سويد السائي عن أبي الحسن الأول (علیه السلام) قال : ما خلق الله خلقا أفضل من محمد (صلی الله علیه واله) ولا خلق خلقا بعد محمد أفضل من علي (علیه السلام) (2).

• عن الحسين بن عبد الله قال : قلت لأبي عبد الله (علیه السلام) كان رسول الله (صلی الله علیه واله) سيد ولد آدم؟

ص: 77


1- بحارالأنوار: 302/57 ح 14.
2- بحارالأنوار: 377/16 ح 88.

فقال : كان والله سید من خلق الله وما برأ الله برية خير من محمد (صلی الله علیه واله) (1).

• عن حماد عن أبي عبدالله (علیه السلام) وذكر رسول الله (صلی الله علیه واله) فقال قال امیرالمؤمنین (علیه السلام) ما برأ الله نسمة خيرا من محمد (صلی الله علیه واله) (2).

• عن صالح بن سهل عن أبي عبدالله (علیه السلام) قال : سئل رسول الله (صلی الله علیه واله) بأي شيء سبقت ولد آدم؟

قال : إني أول من أقر ببلی إن الله أخذ ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى فكنت أول من أجاب (3).

وغير ذلك من الأخبار الكثيرة.

أبو حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين (علیه السلام) قال : والله ما برأ الله من برية أفضل من محمد ومني وأهل بيتي وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطلبة العلم من شیعتنا (4).

وأما الأخبار التالية :

• عن حبة العرني عن أميرالمؤمنين (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صلی الله علیه واله) : أنا سيد الأولين والآخرين وأنت يا علي سيد الخلائق بعدي أولنا كآخرنا وآخرنا كأولنا (5).

ص: 78


1- الكافي : 440/1 ح 1
2- بحارالأنوار: 16/15 ح 23
3- بحارالأنوار: 360/25 ح 17.
4- الكافي : 440/1 ح 2.
5- بحارالأنوار: 181/1 ح 69.

عن أميرالمؤمنين (علیه السلام) : قال رسول الله (صلی الله علیه واله) : أنا سيد الأولين والآخرين وأنت ياعلي سيد الخلائق بعدي أولنا كآخرنا وأخرنا كأولنا (1).

• عن عباية عن حميد المغربي قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام) : قال رسول الله (صلی الله علیه واله) : أنا سيد الأولين والآخرين وأنت يا علي سيد الخلائق بعدي أولنا کآخرنا (2).

• ما حدثني بها الحسن بن أحمد بن سختويه رحمه الله بالكوفة في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة قال حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن عیسی بن مهران قال حدثني يحيى بن عبد الحميد قال حدثني قيس بن الربيع قال حدثني الأعمش قال حدثني عباية عن حبة العرني عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صلی الله علیه واله) : أنا سيد الأولين والآخرين وأنت يا على سيد الخلائق بعدي وأولنا كآخرنا وآخرنا كأولنا (3).

فالظاهر أنها على اتحاد الفضل أدل من التفاضل فتأمل جيدا .

الطائفة الثانية : ما دل على أفضلية رسول الله و على أهل البيت علیهم السلام

عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلی الله علیه واله) : الله ربي لا إمارة لي معه وأنا

ص: 79


1- بحارالأنوار: 316/26 ح 79.
2- بحارالأنوار : 302/57 ح 14.
3- مأة منقية : 18

رسول ربي لا إمارة معي وعلي ولي من کنت وليه ولا إمارة معه (1).

أقول : لعل المصب في الخبر هو أنه لا حكم لرسول الله فيما لله تعالی حکم فيه ولا حكم لأمير المؤمنين (علیه السلام) فيما لرسول الله (صلی الله علیه واله) حكم فيه وكذا الأمر بالنسبة لأمير المؤمنين (علیه السلام) مع سائر الأئمة علیهم السلام ومن الواضح أن هذا الخبر المبارك يدل على أفضلية رسول الله على أهل البيت علیهم السلام .

ومن المحتمل أن يكون مراده (علیه السلام) من جملة «ولا إمارة لي معه» نفي الإمارة الذاتية لنفسه.

وأما الجملتان الأخيرتان فالمراد منهما ما ورد في الأخبار من أنه لا يكون في زمان واحد إمامان إلا أن يكون أحدهما صامتا والآخر ناطقا والناطق إمام بالنسبة إلى الصامت :

• فعن هشام بن سالم قال : قلت للصادق (علیه السلام) : هل يكون إمامان في وقت (واحد)؟

قال : لا إلا أن يكون أحدهما صامتا مأموما لصاحبه والآخر ناطقا إماما لصاحبه وأما أن يكون إمامین ناطقين في وقت واحد فلا (2).

وبناء على هذا الإحتمال فلا دلالة للخبر على أفضلية رسول

ص: 80


1- بحارالأنوار : 361/20 ح 20.
2- بحارالأنوار: 206/25 ح 3 وقد عقد العلامة المجلسي قدس سره لهذه الأخبار بابا فراجع بحارالأنوار: 105/25 باب 2 أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت .

الله (صلی الله علیه واله) على أهل البيت علیهم السلام في العلم والقدرة والطهارة والحلال والحرام والحجة .

الطائفة الثالثة : ما دل على أفضلية أميرالمؤمنين (علیه السلام) سائر الأئمة علیهم السلام

• عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلی الله علیه واله) : ما أظلت الخضراء وما أقلت الغبراء بعدي أفضل من علي بن أبي طالب وإنه إمام أنتي وأميرها وإنه وصيي وخليفتي عليها من اقتدى به بعدي اهتدى ومن اهتدى بغيره ضل وغوى إني أنا النبي المصطفى ما أنطق بفضل علي بن أبي طالب عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي نزل به الروح المجتبى عن الذي له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى (1).

أقول : الظاهر من الخبر نفي أفضلية أمير المؤمنين (علیه السلام) على رسول الله (صلی الله علیه واله) لا نفي تساويهما في الفضل.

ومن المحتمل قوا أن يكون الخبر بصدد بيان أفضلية على (علیه السلام) على سائر الناس وعدم صلاحية غيره للخلافة الإلهية كما يشهد على هذا ذيل الخبر .

ويمكن أن يدعي انصراف الخبر عن النبي (صلی الله علیه واله) وسائر أهل البيت عليهم السلام كما في خبر أبي ذر «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على

ص: 81


1- بحارالأنوار : 361/25 ح 21.

ذي لهجة أصدق من أبي ذره (1) فإنه منصرف قطعا عن النبي (صلی الله علیه واله) وأهل بيته عليهم السلام .

• وعن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلی الله علیه واله) : علي بن أبي طالب (علیه السلام) أفضل خلق الله غيري والحسن والحسین سیدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما وإن فاطمة سيدة نساء العالمين وإن عليا ختني ولو وجدت لفاطمة خيرا من على لم أزوجها منه (2).

• عن يونس بن وهب القصري قال: دخلت المدينة فأتيت أبا عبدالله (علیه السلام) فقلت: جعلت فداك أتيتك ولم أزر أميرالمؤمنين (علیه السلام) .

قال: بئس ما صنعت لولا أنك من شيعتنا ما نظرت إليك ألا نزور من يزوره الله مع الملائكة ويزوره المؤمنون.

قلت: جعلت فداك ما علمت ذلك .

قال : فاعلم أن أميرالمؤمنين أفضل عند الله من الأئمة كلهم وله ثواب أعمالهم وعلى قدر أعمالهم فضلوا (3).

• عن أحمد بن عمر الحلبي قال : قال أبو جعفر (علیه السلام) : لا يستكمل عبد الإيمان حتى يعرف أنه يجري لأخرنا ما يجري لأولنا وهم في الطاعة والحجة والحلال والحرام سواء ولمحمد وأمير المؤمنین علیهم السلام فضلهما (4).

• عن علي بن سويد السائي عن أبي الحسن الأول (علیه السلام) قال : ما خلق الله

ص: 82


1- بحارالأنوار: 109/15
2- بحارالأنوار : 360/25 ح 18.
3- بحارالأنوار : 361/25 ح 19.
4- بحارالأنوار : 360/25 ح 16.

خلقا أفضل من محمد (صلی الله علیه واله) ولا خلق خلقا بعد محمد أفضل من على (علیه السلام) (1).

• عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلی الله علیه واله) : ما أظلت الخضراء وما أقلت الغبراء بعدي أفضل من علي بن أبي طالب وإنه إمام أمتي وأميرها وإنه وصيي وخليفتي عليها من اقتدى به بعدي اهتدى ومن اهتدى بغيره ضل وغوى إني أنا النبي المصطفى ما أنطق بفضل علي بن أبي طالب عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي نزل به الروح المجتبی عن الذي له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى (2).

أقول : من المحتمل أن تكون العناية في الخبر على تفضيل أمير المؤمنیں (علیه السلام) على سائر الخلائق فيكون منصرفا عن أهل البيت علیهم السلام والله تعالى العالم.

الطائفة الخامسة : ما دل على أفضلية أصحاب الكساء على سائر الأئمة عليهم السلام

عن عبد الله بن الفضل قال : قلت لأبي عبدالله (علیه السلام) : يا ابن رسول الله كيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغم وجزع وبكاء دون اليوم الذي قبض فيه رسول الله (صلی الله علیه واله) واليوم الذي ماتت فيه فاطمة علیها السلام واليوم الذي قتل فيه

ص: 83


1- بحارالأنوار : 377/16 ح 88.
2- بحارالأنوار 361/25 ح 21.

أميرالمؤمنين (علیه السلام) واليوم الذي قتل فيه الحسن (علیه السلام) بالسم؟

فقال : إن يوم قتل الحسين (علیه السلام) أعظم مصيبة من جميع سائر الأيام وذلك أن أصحاب الكساء الذين كانوا أكرم الخلق على الله كانوا خمسة، فلما مضى عنهم النبي بقي أميرالمؤمنين وفاطمة والحسن والحسين علیهم السلام فكان فيهم للناس عزاء وسلوة فلما مضت فاطمة عليها السلام كان في أميرالمؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام للناس عزاء وسلوة، فلما مضى منهم أمیرالمؤمنین (علیه السلام) كان للناس في الحسن والحسين عليهما السلام عزاء وسلوة، فلما مضى الحسن (علیه السلام) كان للناس في الحسين (علیه السلام) عزاء وسلوة، فلما قتل الحسين صلى الله عليه لم يكن بقي من أصحاب الكساء أحد للناس فيه بعده عزاء وسلوة فكان ذهابه كذهاب جميعهم كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم فلذلك صار يومه أعظم الأيام مصيبة.

قال عبد الله بن الفضل الهاشمي ، فقلت له : يا ابن رسول الله فلم لم يكن للناس في علي بن الحسين (علیه السلام) عزاء وسلوة مثل ما كان لهم في آبائه علیهم السلام ؟

فقال : بلى إن على بن الحسين كان سيد العابدين وإماما وحجة على الخلق بعد آبائه الماضين ولكنه لم يلق رسول الله (صلی الله علیه واله) ، ولم يسمع منه وكان علمه وراثة عن أبيه عن جده عن النبي (صلی الله علیه واله) وكان أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين علیهم السلام قد شاهدهم الناس مع رسول الله (صلی الله علیه واله) في أحوال تتوالى فكانوا متی نظروا إلى أحد منهم تذكروا حاله من رسول الله (صلی الله علیه واله) وقول رسول الله (صلی الله علیه واله) له وفيه فلما مضوا فقد الناس مشاهدة الأكرمين على

ص: 84

الله عزوجل ولم يكن في أحد منهم فقد جميعهم إلا في فقد الحسين (علیه السلام) لأنه مضى في آخرهم فلذلك صار يومه أعظم الأيام مصيبة.

قال عبد الله بن الفضل الهاشمي ، فقلت له: يا ابن رسول الله فكيف سمت العامة يوم عاشوراء يوم بركة؟

فبكى (علیه السلام) ثم قال : لما قتل الحسين (علیه السلام) تقرب الناس بالشام إلى يزيد فوضعوا له الأخبار وأخذوا عليها الجوائز من الأموال فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم وأنه يوم بركة ليعدل الناس فيه من الجزع والبكاء والمصيبة والحزن إلى الفرح والسرور والتبرك والاستعداد فيه حكم الله بيننا وبينهم .

قال : ثم قال: يا ابن عم وإن ذلك لأقل ضررا على الإسلام وأهله مما وضعه قوم انتحلوا مودتنا وزعموا أنهم يدينون بموالاتنا ويقولون بإمامتنا زعموا أن الحسين (علیه السلام) لم يقتل وأنه شبه للناس أمره کعیسی ابن مریم فلا الائمة إذا على بني أمية ولا عتب على زعمهم يا ابن عم من زعم أن الحسين لم يقتل فقد کذب رسول الله وعليا وكذب من بعده من الأئمة علیهم السلام في إخبارهم بقتله ومن كذبهم فهو كافر بالله العظيم ودمه مباح لكل من سمع ذلك منه.

قال عبد الله بن الفضل، فقلت له : يا ابن رسول الله فما تقول في قوم من شيعتك يقولون به؟

فقال (علیه السلام) : ما هؤلاء من شيعتي وأنا بريء منهم .

قال فقلت : فقول الله عزوجل «ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في

ص: 85

السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين» ؟

قال : إن أولئك مسخوا ثلاثة أيام ثم ماتوا ولم يتناسلوا وإن القردة اليوم مثل أولئك وكذلك الخنزير وسائر المسوخ ما وجد منها اليوم من شيء فهو مثله لا يحل أن يؤكل لحمه.

ثم قال (علیه السلام) : لعن الله الغلاة والمفوضة فإنهم صغروا عصيان الله وكفروا به وأشركوا وضلوا وأضلوا فرارا من إقامة الفرائض وأداء الحقوق (1).

لا يخفى أن الخبر لا يدل على أفضلية أصحاب الكساء عليهم السلام على سائر الأئمة علیهم السلام من جهة العلم وما يرتبط بالإمامة والولاية ، بل الخبر بصدد بيان أفضليتهم من ناحية لقاء النبي (صلی الله علیه واله) ومن جهة اقتباس العلوم من رسول الله الله (صلی الله علیه واله) من دون واسطة ويشهد على هذا قوله (علیه السلام) في حق الإمام السجاد (علیه السلام) : «ولكنه لم يلق رسول الله (صلی الله علیه واله) ولم يسمع منه وكان علمه وراثة عن أبيه عن جده عن النبي (صلی الله علیه واله) وكان أميرالمؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام قد شاهدهم الناس مع رسول الله (صلی الله علیه واله) في أحوال تتوالی .....

الطائفة السادسة: ما دل على أفضلية فاطمة الزهراء علیها السلام على ولدها

• قال (علیه السلام) : لولا أن الله خلق فاطمة لعلي ما كان لها على وجه الأرض

ص: 86


1- بحارالأنوار: 269/44 ح 1.

کفو آدم فمن دونه (1).

أقول: وجه الدلالة هو أن تساويها في الفضل مع أمير المؤمنین (علیه السلام) وبما أن هناك أدلة تدل على أفضلية أمير المؤمنین علی سائر الأئمة عليهم السلام فتكون فاطمة الزهراء عليها السلام أفضل من سائر الأئمة علیهم السلام .

• قال (علیه السلام) : «نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا» (2).

• قال (علیه السلام) : «في ابنة رسول الله (صلی الله علیه واله) اسوة حسنة» (3).

أقول : هذه الأدلة تدل على أفضلية الزهراء عليها السلام على ولدها فلا يمكن الإلتزام بما ينقل عن المحقق القمي في أفضلية الأئمة علیهم السلام على الصديقة الطاهرة علیها السلام .

ثم لا يخفى أن أفضلية الصديقة الكبرى علیها السلام من جهة كونها أما لهم علیهم السلام مما لا يمكن انكارها وهو غير مانحن بصدده من بیان تساويهم عليهم السلام من جهة النورانية والعلم والقدرة وسائر ما يرتبط بالولاية والإمامة.

ومن المحتمل : أن يكون المراد من قوله (علیه السلام) «نحن حجج الله الخبر» هي وساطتهم عليهم السلام في جميع الفيوضات والبركات والنعم الواصلة إلى الخلق من الله تعالی ووساطة الأم بالنسبة إلى أولادها

ص: 87


1- وسائل الشيعة : 74/20 ح 25067 طبع مؤسسة آل البيت .
2- تفسير أطيب البيان : 225/13 .
3- بحارالأنوار : 53/ 180.

واضحة وعلى هذا فلا دلالة للخبر على أفضليتها عليهم علیهم السلام.

كما أن التأسي لا يدل على كونها علیها السلام أفضل من جهة العلم والنورانية وهو واضح لا خفاء فيه.

الطائفة السابعة : ما دل على أفضلية الحسن (علیه السلام) على أخيه الحسین (علیه السلام)

• قال علي بن الحسين (علیه السلام) إني جالس في تلك الليلة التي قتل أبي في صبيحتها وعندي عمتي زينب تمرضني إذا اعتزل أبي في خباء له وعنده فلان مولى أبي ذر الغفاري وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول:

یا دهر أف لك من خلیل *** کم لك بالإشراق والأصيل

من صاحب وطالب قتیل *** والدهر لا يقنع بالبديل

وإنما الأمر إلى الجليل *** وكل حي سالك سبيلي

فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها وعلمت ما أراد فخنقتني العبرة فرددتها ولزمت السكوت وعلمت أن البلاء قد نزل.

وأما عمتي فلما سمعت ما سمعت وهي امرأة ومن شأن النساء الرق والجزع فلم تملك نفسها أن وثبت تجر ثوبها وهي حاسرة حتى انتهت إليه وقالت: واثکلاه ليت الموت أعدمني الحياة اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن يا خليفة الماضي وشمال الباقي .

فنظر إليها الحسين (علیه السلام) وقال لها : يا أخته لا يذهبن حلمك الشيطان

ص: 88

وترقرقت عيناه بالدموع وقال : لو ترك القطا ليلا لنام.

فقالت: يا ويلتاه أفتغتصب نفسك اغتصابا فذلك أقرح لقلبي وأشد على نفسي ثم لطمت وجهها وهوت إلى جيبها وشقته وخرت مغشية عليها.

فقام إليها الحسين (علیه السلام) فصب على وجهها الماء وقال لها : يا أختاه اتقي الله وتعزي بعزاء الله واعلمي أن أهل الأرض يموتون وأهل السماء لا يبقون وأن كل شيء هالك إلا وجه الله تعالى الذي خلق الخلق بقدرته ويبعث الخلق ويعودون وهو فرد وحده وأبي خير مني وأمي خير مني وأخي خير مني ولي ولكل مسلم برسول الله أسوة فعزاها بهذا ونحوه وقال لها يا أختاه إني أقسمت عليك فأبري قسمي لا تشقي علي جيبا ولا تخمشي علي وجها ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت.

ثم جاء بها حتى أجلسها عندي ثم خرج إلى أصحابه فأمرهم أن يقرن بعضهم بيوتهم من بعض وأن يدخلوا الأطناب بعضها في بعض وأن يكونوا بين البيوت فيقبلوا القوم في وجه واحد والبيوت من ورائهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم قد حفت بهم إلا الوجه الذي يأتيهم منه عدوهم ورجع ع إلى مكانه فقام ليلته كلها يصلي ويستغفر ويدعو ويتضرع و قام أصحابه كذلك يصلون ويدعون ويستغفرون (1).

• قال الباقر (علیه السلام) : ما تكلم الحسين بين يدي الحسن اعظاما له (2).

• عن جابر قال النبي (صلی الله علیه واله) : سمى الحسن حسنا لأن باحسان الله قامت

ص: 89


1- بحارالأنوار : 1/45 - 3.
2- القطرة : 207/2

السماوات والأرضون واشتق الحسين من الاحسان وعلى والحسن اسمان من أسماء الله والحسين تصغير الحسن (1).

عن هشام بن سالم قال : قلت للصادق جعفر بن محمد (علیه السلام) : الحسن أفضل أم الحسين؟

فقال : الحسن أفضل من الحسین .

قلت : فكيف صارت الإمامة من بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن ؟

فقال : إن الله تبارك وتعالى أحب أن يجعل سنة موسى وهارون جارية في الحسن والحسين، ألا ترى أنهما كانا شريكين في النبوة، كما كان الحسن والحسين شريكين في الإمامة، وإن الله عزوجل جعل النبوة في لد هارون ولم يجعلها في ولد موسى وإن كان موسى أفضل من هارون.

قلت: فهل يكون إمامان في وقت؟

قال: لا إلا أن يكون أحدهما صامتا مأمومة لصاحبه، والآخر ناطقا إماما لصاحبه وأما أن يكونا إمامین ناطقين في وقت واحد فلا.

قلت : فهل تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين علیهما السلام ؟

قال : لا إنما هي جارية في عقب الحسين (علیه السلام) كما قال الله عزوجل : «وجعلها كلمة باقية في عقبه» ثم هي جارية في الأعقاب وأعقاب الأعقاب إلى يوم القيامة (2).

اعلم أن هذه الأخبار لا تنافي ما ذكرنا من تساويهم في الفضائل

ص: 90


1- القطرة : 207/2
2- بحارالأنوار: 249/25 ح 1.

المرتبطة بمقاماتهم النورانية والإمامة ولا تدل على أفضلية الإمام المجتبى (علیه السلام) على أخيه سيد الشهداء (علیه السلام) من هذه الجهة ، بل المراد من الأفضلية فيها هو أنه (علیه السلام) الأخ الأكبر وقد روي عن الرضا (علیه السلام) أنه قال : «الأخ الأكبر بمنزلة الأب» (1) وقال شيخ الطائفة قدس سره : «فالوجه في هذا الخبر أنه بمنزلة الأب في وجوب الإكرام له والانقياد لأوامره والرجوع إلى طاعته» .

مضافة إلى أن الحسن (علیه السلام) هو الإمام الناطق والحسين (علیه السلام) هو الإمام الصامت ويدل على ما ذكرنا من تساويهما علیهما السلام من جهة الإمامة وما يرتبط بها من الكمالات والفضائل ما جاء في كلام الصادق (علیه السلام) في ذيل الخبر الثالث فانه (علیه السلام) قال : «ألا ترى أنهما كانا شريكين في النبوة كما كان الحسن والحسين شريكين في الإمامة» .

لا يقال : إن النبوة ذات درجات و مراتب كما قال الله تعالى : « تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ » (2) فكذا الإمامة وعليه فيمكن أن يكون إمام أفضل من الآخر في الإمامة وكلام الإمام (علیه السلام) بصدد بیان أصل الشركة في الإمامة.

لأنا نقول : لا ريب في أن الإمامة والولاية الإلهية المفوضة إليهم علیهم السلام حقيقة واحدة ولا تفاضل بينهم عليهم السلام في أصل الإمامة والولاية .

ص: 91


1- الاستبصار : 240/3.
2- البقرة : 253.

الطائفة الثامنة : ما دل على أفضلية الحسنين عليهما السلام على سائر الأئمة من ولد الحسين علیهم السلام

• بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال قال النبي (صلی الله علیه واله) : الحسن والحسين خير أهل الأرض بعدي وبعد أبيهما وأمهما أفضل نساء أهل الأرض (1).

أقول: لا دلالة للخبر على أفضلية الحسنين عليهما السلام على سائر الأئمة عليهم السلام كما لا دلالة له على أفضلية النبي وعلى عليهما السلام عليهما من الجهة المبحوث عنها فإن أفضلية النبي (صلی الله علیه واله) على غيره من الأئمة لأجل نبوته (صلی الله علیه واله) ووساطته لجميع الفيوضات الواصلة إليهم عليهم السلام وأفضلية علي (علیه السلام) من جهة الأبوة ووساطته (علیه السلام) بعد النبي (صلی الله علیه واله) في وصول النعم وحصول الكمالات لكل أحد وأما أفضلية الحسنين عليهما السلام على سائر الأئمة عليهم السلام فالخبر ليس بصدد اثباته بل يكون الخبر منصرفا عنهم عليهم السلام ولعله لبيان عدم صلاحية غيرهما للإمامة .

ص: 92


1- بحارالأنوار: 272/26 ح 14.

الطائفة التاسعة : ما يدل على ثبوت مناقب للإمام الباقر (علیه السلام) تكون لابائه علیهم السلام

• عن هشام بن سالم قال : قال لي أبو عبدالله (علیه السلام) : إن لأبي مناقب ليست لأحد من آبائي ، أن رسول الله (صلی الله علیه واله) قال لجابر بن عبد الله: إنك تدرك محمدا ابني فأقرئه مني السلام، فأتی جابر علي بن الحسين (علیه السلام) فطلبه منه فقال نرسل إليه فندعوه لك من الكتاب فقال اذهب إليه فأتاه فأقرأه السلام من رسول الله وقبل رأسه والتزمه فقال : وعلى جدي السلام وعليك يا جابر قال فسأله جابر أن يضمن له الشفاعة يوم القيامة فقال له أفعل ذلك يا جابر (1).

أقول : ثبوت المناقب لا يدل على الأفضلية إنما يدل على بعض الخصائص التي لا تتوقف الإمامة عليها فلا يمكن الاستدلال بهذا الخبر المبارك على أفضلية الإمام الباقر (علیه السلام) على آبائه علیهم السلام من ناحية الفضائل والكمالات الأخيلة في الإمامة .

الطائفة العاشرة : ما يدل على أفضلية القائم (علیه السلام) على سائر ولد الحسين من الأئمة علیهم السلام

• عن شهر بن حوشب عن سلمان قال : كنا مع رسول الله (صلی الله علیه واله) والحسين

ص: 93


1- بحار الأنوار : 228/46 ح 10.

بن علي (علیه السلام) على فخذه إذ تفرس في وجهه وقال : يا أبا عبدالله أنت سید من سادة وأنت إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم إمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم (1).

وعن جابر الأنصاري قال : قال رسول الله (صلی الله علیه واله) : إن الله اختار من الأيام يوم الجمعة ومن الليالي ليلة القدر ومن الشهور شهر رمضان واختارني وعليا واختار من علي الحسن والحسين واختار من الحسين حجة العالمين تاسعهم قائمهم أعلمهم أحكمهم (2).

أقول : ذكرنا سابقا ما يدل صريحا على مساواتهم عليهم السلام في العلم والفضل والحكم فلابد من رفع اليد عن ظاهر هذه الأخبار فيحتمل أن يكون المراد من أعلمية القائم (علیه السلام) هو ظهور العلم في حكومته والمراد من أحكمته هو إجراء جميع الأحكام الإلهية على يده والمراد من الأفضلية هو أنه (علیه السلام) أفضل من جهة ظهور العلم وغلبة الدين الإلهي في زمانه على سائر الأديان والله تعالى العالم.

الطائفة الحادية عشرة : ما يدل على وقوع التفاضل بين المعصومين علیهم السلام في العظمة والعلم

• عبد الحميد عن البزنطي عن الرضا (علیه السلام) قال : قال أبو عبدالله (علیه السلام) كلنا

ص: 94


1- بحارالأنوار: 372/36
2- بحارالأنوار: 372/36

نجري في الطاعة والأمر مجری واحد وبعضنا أعظم من بعض (1).

• عن الحارث النضري عن أبي عبدالله (علیه السلام) قال سمعته يقول: رسول الله (صلی الله علیه واله) ونحن في الأمر والنهي والحلال والحرام نجري مجرى واحد فأما رسول الله وعلى فلهما فضلهما (2).

• عن أيوب بن الحر عن أبي عبدالله (علیه السلام) أو عمن رواه عن أبي عبدالله (علیه السلام) قال، قلنا : الأئمة بعضهم أعلم من بعض ؟

قال : نعم وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد (3).

عن مسعدة قال : كنت عند الصادق (علیه السلام) إذ أتاه شيخ كبير قد انحنی متكئا على عصاه فسلم فرد أبو عبدالله (علیه السلام) الجواب ثم قال : يا ابن رسول الله ناولني يدك أقبلها.

فأعطاه يده فقبلها، ثم بکی ، فقال أبو عبدالله (علیه السلام) ما يبكيك يا شيخ؟

قال : جعلت فداك يا ابن رسول الله أقمت على قائمكم منذ مائة سنة أقول هذا الشهر وهذه السنة وقد كبرت سني ودق عظمي واقترب أجلي ولا أرى فيكم ما أحب، أراكم مقتلين مشردين وأرى عدوكم يطيرون بالأجنحة فكيف لا أبكي ؟

فدمعت عينا أبي عبدالله (علیه السلام) ثم قال : يا شيخ، إن الله أبقاك حتى ترى قائمنا كنت معنا في السنام الأعلى وإن حلت بك المنية جئت يوم القيامة

ص: 95


1- بحارالأنوار : 359/25 ح 12.
2- بحارالأنوار: 357/25 ح 6.
3- بحار الأنوار : 358/25 ح 9.

مع ثقل محمد (صلی الله علیه واله) ونحن ثقله فقد قال (صلی الله علیه واله) : إني مخلف فيكم الثقلين فتمسكوا بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي .

فقال الشيخ: لا أبالي بعد ما سمعت هذا الخبر .

ثم قال : يا شيخ اعلم أن قائمنا يخرج من صلب الحسن والحسن يخرج من صلب علي وعلي يخرج من صلب محمد ومحمد يخرج من صلب علي وعلي يخرج من صلب ابني هذا وأشار إلى موسى (علیه السلام) وهذا خرج من صلبي ونحن اثنا عشر كلنا معصومون مطهرون .

فقال الشيخ : يا سيدي بعضكم أفضل من بعض؟

قال : لا نحن في الفضل سواء ولكن بعضنا أعلم من بعض .

ثم قال (علیه السلام) : يا شيخ والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله تعالى ذكره ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا أهل البيت ألا إن شیعتنا يقعون في فتنة وحيرة في غيبته هناك يثبت الله على هداه المخلصين اللهم أعنهم على ذلك (1).

أفاد العلامة المجلسي في ذيل الخبر: لا يخفى أن هذا الخبر مخالف لما دلت عليه الأخبار الكثيرة من كونهم في العلم والطاعة سواء ولأمير المؤمنين والحسن والحسين علیهم السلام فضلهم ولا يبعد أن يكون اشتبه على الراوي فعكس ويمكن توجيهه بأن يكون المراد أعلمية بعضهم من بعض في بعض الأحوال أي قبل إمامة الآخر

ص: 96


1- بحارالأنوار: 408/36 ح 17.

واستكمال علمه ولا يبعد أن يكون مبنيا على البداء فإن الحكم البدائي يصل إلى إمام الزمان ولم يكن وصل إلى من قبله وإن ورد في الخبر أنه يعرض على أرواح من تقدمه من الأئمة لئلا يكون بعضهم أعلم من بعض لكن يصدق عليه أنه أعلم ممن كان قبله في حياته والله تعالی يعلم وحججه علیهم السلام حقائق أحوالهم انتهى كلامه رفع مقامه (1).

أقول : لا وجه للاستدلال بهذه الأخبار على أفضلية بعضهم علیهم السلام على بعض من الناحية المبحوث عنها وظهر بعض الكلام في ذلك فيما مر.

ص: 97


1- بحارالأنوار 409/25

ص: 98

كلمات الأعلام حول المسألة و آرائهم :

قد التزم بعض العلماء قدس الله أسرارهم بالطائفة الثانية من الأخبار - أعني ما دل على وقوع التفاضل بين المعصومين عليهم السلام - من دون تعرض لما دل على التساوي بينهم علیهم السلام كما أن البعض الآخر توقف في الأمر ووكل علم ذلك إلى أهله لما وإليك بعض الأقوال في المسئلة :

يقول العلامة المجلسي قدس سره :

آن حضرت اشرف است از جميع مخلوقات از ملائكه و جن و انس و از حضرت امیرالمؤمنين (علیه السلام) و سایر ائمه افضل بود، و آن چه بعضی از غلات می گویند که اميرالمؤمنين (علیه السلام) افضل از آن جناب بود کفر است؛ انتهى كلامه رفع مقامه (1).

وقال والده المعظم الملا محمدتقي المجلسي :

یک مرتبه از مراتب غلق آن است که کسی رسول خدا (صلی الله علیه واله) و على (علیه السلام) را مثل یکدیگر داند و هیچ زیادتی ندهد رسول خدا را بر

ص: 99


1- حق اليقين : 516.

حضرت علی، با آنکه احادیث متواتره وارد شده که حضرت سیدالمرسلین (صلی الله علیه واله) فرمودند که: «يا على تو مثل مني الا در نبوت» و امثال این عبارت، و شکی نیست که على (علیه السلام) نبی نیست پس چنین شخص نبوت را نفهمیده است که کمال است و چه مرتبه عظیمی است که به على (علیه السلام) نداده اند که اگر ممکن بود به او دادن البته میدادند، و آن که علی بهتر از بسیاری انبیاء باشد دلالت ندارد بر امکان نبوت او؛ زیرا که اگر علی با محمد نبود ممکن بود، و ليكن با آن حضرت بودن مانع بود از آن که با آن حضرت مساوی باشد، یا از وجوه دیگر که علم ما به آن نمی رسد، پس اگر کسی رتبه مرتضوی را صلوات الله عليه- دانسته باشد این قسم مزخرفات نمی گوید؛ انتهى كلامه رفع مقامه (1).

وقال العلامة المجلسي قدس سره في مرآة العقول :

لابد لنا من الإذعان بعدم كونهم أنبياء وأنهم أفضل وأشرف من جميع الأنبياء سوى نبينا صلوات الله عليه وعليهم، ومن سایر الأوصياء علیهم السلام ولا نعرف سببا لعدم اتصافهم بالنبوة إلا رعاية جلالة خاتم الأنبياء (صلی الله علیه واله) ولا يصل عقولنا إلى فرق بين بين النبوة والإمامة؛ انتهى كلامه رفع مقامه (2).

ص: 100


1- لوامع صاحبقراني : 667/8 وراجع أيضا إلى صفحة 679 .
2- مراة العقول، 290/2

أقول : لا يدل هذا الكلام على عدم التساوي بين المعصومين عليهم السلام إنما يدل على عدم أفضلية الأئمة علیهم السلام على رسول الله (صلی الله علیه واله) وهو واضح.

قال الكراجكي في كنز الفوائد :

ويعتقد أن أفضل الأئمة عليهم السلام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) ،وأنه لا يجوز أن يسمي بأميرالمؤمنين أحد سواه.

وأن بقية الأئمة صلوات الله عليهم، يقال لهم الأئمة، والخلفاء، والأوصياء، والحجج، وإن كانوا في الحقيقة أمراء المؤمنين، فإنهم لم يمنعوا من هذا الاسم لأجل معناه، لأنه حاصل لهم على الإستحقاق، وإنما منعوا من لفظه حشمة لأميرالمؤمنين (علیه السلام) .

وأن أفضل الأئمة بعد أميرالمؤمنين، ولده الحسن، ثم الحسين، وأفضل الباقين بعد الحسين، إمام الزمان المهدي علیهم السلام ، ثم بقية الأئمة بعده على ما جاء به الأثر، وثبت في النظر؛ انتهى كلامه رفع مقامه (1).

وقال الملا محمدتقي المجلسي:

اخبار متواتره وارد است بر آن که حضرت سيد المرسلین (صلی الله علیه واله) بهترین مخلوقات الهی است، و بعد از رتبه آن حضرت رتبه مرتضوی است صلوات الله عليه، و بعد از آن حضرت، بقیه ائمه هدی صلوات الله عليهم بهترین مكنوناتند، و در تفیل بعضی از

ص: 101


1- کنز الفوائد : 246/1

ایشان بر بعضی خلافی هست و گذشت حدیثی که بر قدر اعمال ایشان بر یکدیگر فضیلت دارند، و بعضی قایلند به تساوی مگر حضرت صاحب الزمان (علیه السلام) چنان که بعضی اخبار دلالت میکند بر آن، و جمعی قایلند به تساوی، و جمعی متوقف اند و این قول احوط است؛ انتهى كلامه رفع مقامه (1).

وقال العلامة شبر في مصابيح الأنوار:

لا خلاف بين أصحابنا الإمامية رضوان الله عليهم في أن الأنبياء أفضل من الملائكة.. وأما التفاضل بين الأنبياء فاولوا العزم أفضل من غيرهم، ونبينا أفضل أولي العزم، وبعده أميرالمؤمنين وأولاده المعصومين كما نطق به هذا الحديث الشريف وغيره من الأخبار المروية من طرقنا.

وأما التفاضل بين الأئمة فأميرالمؤمنين أفضلهم وبعده الحسنان كما دلت عليه جملة من الأخبار، وأما التسعة الطاهرة فالأخبار في تفضيلهم ظاهرها مختلف ففي بعضها تسعة أئمة هم في الفضل سواء وفي بعضها تسعة أفضلهم قائمهم وايكال علم ذلك إليهم علیهم السلام أحوط وأولى: انتهى كلامه رفع مقامه (2).

وقال العلامة المجلسی قدس سره :

ص: 102


1- لوامع صاحبقراني : 679/8
2- مصابيح الأنوار: 116/2 طبع نجف .

ان أميرالمؤمنين (علیه السلام) أفضل من سائر الأئمة ويدل بعض الأخبار على فضل الحسنين عليهما السلام على ساير الأئمة علیهم السلام ويفهم من بعضها فضل القائم (علیه السلام) على الثمانية الباقية؛ انتهى كلامه رفع مقامه (1).

وقال أيضا :

النبي (صلی الله علیه واله) أفضل الأنبياء وعلي (علیه السلام) أفضل الأوصياء بلا واسطة والحسنان والمهدي أفضل الأئمة علیهم السلام؛ انتهى كلامه رفع مقامه (2).

أما التفاضل بين فاطمة الزهراء عليا السلام والأئمة علیهم السلام فقد ذهب المحقق القمي الى أفضلية الأئمة علیهم السلام على الصديقة الطاهرة علیها السلام (3) وذهب الفاضل الدربندي قدس سره إلى أفضليتها علیها السلام عليهم صلوات الله عليهم أجمعين (4) وقد عرفت دلالة الأدلة على فضلها عليها السلام .

ص: 103


1- مرآة العقول : 178/3
2- مرآة العقول : 263/5
3- جامع الشتات 785/2
4- أسرار الشهادة 208/2

ص: 104

التحقيق وحصيلة البحث

ولا بد من تنقيح البحث فنقول : من الواضح أنه لا بد للتسليم قبال جميع هذه الأخبار فإن الظاهر عدم وقوع المعارضة بين الأخبار إذ لسانها آب عن التقنية واحتمال الكذب على الإمام (علیه السلام) في الطائفتين بعيد جدا إذ لا يترتب عليه أثر يعود نفعه الى الكاذب فلا بد من السعي في الجمع بينها جمعا يناسب الأخبار ويرضى به الفقيه أو إيكال علم ذلك إلى أهله عليهم السلام .

ويمكن أن يقال في مقام الجمع أمور:

الأول: ما دل على تساويهم في الفضل والعلم والمنزلة واضح لا غبار عليه ولا بد من الإعتقاد به فإن العبد لا يجد طعم الإيمان الا إذا عرف ذلك واعتقد به فهو مما يمكن القطع به بعد النظر إلى الأخبار خصوصا الأخبار الكثيرة الدالة على أنهم نور واحد وخلقوا من نور واحد فإنه لا معنى لذلك الا تساويهم من الناحية العلمية وتساوي منزلتهم النورانية .

لا يقال : إن بعض الأخبار تدل على وقوع التفاضل بينهم علیهم السلام من

ص: 105

الناحية العلمية.

لأنه يقال : الظاهر أن المراد منها العلم في مقام الإثبات والظهور لا العلم في مقام الثبوت والحقيقة فإن منشأ علوم أهل البيت علیهم السلام منشأ واحد وهو علم رسول الله (صلی الله علیه واله) وقد تحمل أمير المؤمنين (علیه السلام) جميع علم الرسول الأكرم (صلی الله علیه واله) ولا أظن أن فقيها يمكنه الإلتزام بعدم تحمل أمير المؤمنين (علیه السلام) جميع علوم الرسول الأكرم (صلی الله علیه واله) وكذا الأمر بالنسبة إلى سائر المعصومین علیهم السلام.

ومن هنا يتضح أنه لا يمكن الالتزام بوقوع التفاضل في العلم حقيقة وبحسب مقام الثبوت بالنسبة اليهم علیهم السلام وإن أمكن أن يقال قد تظهر العلوم الكثيرة من إمام دون آخر وهذا بمعزل عن تساويهم من الناحية العلمية فلاحظ ما دل على انتشار العلوم في زمن الإمام المنتظر (علیه السلام) :

• عن أبان عن أبي عبدالله (علیه السلام) قال : العلم سبعة وعشرون حرفا فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرمين فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثها في الناس وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفا (1).

وعن ابن أبي يعفور عن مولی لبني شيبان عن أبي جعفر (علیه السلام) قال : إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم (2).

ص: 106


1- بحارالأنوار: 336/52 ح 73.
2- الكافي : 25/1 ح 21.

ولذا ورد أنه (علیه السلام) نور آل محمد علیهم السلام إذ به يظهر نورهم فلاحظ :

قال : قد دعوت لنور آل محمد و سابقهم والمنتقم بأمر الله من أعدائهم الخبر (1).

فإنه قد ورد أنهم جميعهم نور بل نور واحد فلاحظ :

وعن أبي خالد الكابلي قال : سألت أبا جعفر (علیه السلام) عن قول الله عزوجل «فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا» فقال : يا أبا خالد النور والله الأئمة من آل محمد (صلی الله علیه واله) إلى يوم القيامة وهم والله نور الله الذي أنزل وهم والله نور الله في السماوات وفي الأرض والله يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار وهم والله ينورون قلوب المؤمنين ويحجب الله عزوجل نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم والله يا أبا خالد لا يحبنا عبد ويتولانا حتى يطهر الله قلبه ولا يطهر الله قلب عبد حتى يستم لنا ويكون سلما لنا فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شدید الحساب وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر (2).

نعم لا يبعد أن يقال أنه يصح إطلاق الأعلم على الواسطة في وصول العلم إلى الآخر وإن أوصل اليه جميع العلم ولذا يكون رسول الله (صلی الله علیه واله) أعلمهم وأفضلهم وكذا الأمر بالنسبة الى أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء و الحسنين علیهم السلام والله تعالى العالم.

وهناك احتمال آخر وهو اتحادهم علیهم السلام علما من ناحية الولاية

ص: 107


1- بحارالأنوار: 62/83
2- الكافي : 194/1 ح 1.

والوصاية و الخلافة وما لا بد للولي والإمام من وجدانه ووقوع التفاضل العلمي فيما سوى ذلك ولكن هذا الإحتمال ضعيف إذ الأدلة القائمة على تساويهم من الناحية العلمية واضحة لا غبار عليها .

الثاني: وقوع التفاضل بينهم علیهم السلام . فيما سوى العلم والمنزلة والفضل - من ناحية العمل كما ورد في بعض الأخبار «وعلى قدر أعمالهم فضلوا» وهذا لا يرتبط بمقام الإمامة والخلافة الإلهية والولاية العظمی .

الثالث: وقوع التفاضل بينهم علیهم السلام . فيما سوى العلم والمنزلة والفضل - من ناحية إقتباس العلوم من رسول الله (صلی الله علیه واله) من دون واسطة كما هو الأمر بالنسبة الى آل العباء علیهم السلام.

الرابع: وقوع التفاضل من ناحية الخصائص فإن لكل إمام (علیه السلام) خصائص ليست للإمام الآخر وللخمسة آل العباء خصائص ليست السائر الأئمة علیهم السلام بالأخص مقامات الرسول الأكرم (صلی الله علیه واله) كالنبوة وكونه الأخذ بحجزة الله و الواسطة لنيل جميع الخلائق للعلوم والكمالات .

كما أن الأمير المؤمنين (علیه السلام) خصائص ليست لأحد حتى النبي (صلی الله علیه واله) فإنه (علیه السلام) ولید البيت وزوج فاطمة الزهراء عليها السلام وصهر النبي (صلی الله علیه واله) وأبو السبطين علیهما السلام .

والحاصل : إنه لا يمكن الإلتزام بوقوع التفاضل بين المعصومين علیهم السلام من جميع النواحي بل لا بد من التسليم للأدلة

ص: 108

والإلتزام بتساويهم علیهم السلام علما و منزلة وفضلا ووقوع التفاضل في غير ما يرتبط بمقام الخلافة الإلهية - ومنه العلم - والولاية العظمى وظهر بما ذكرنا في وجه الجمع بين الأخبار ما في كلمات الأعاظم قدس الله اسرارهم والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

ص: 109

فهرس الكتاب

الفصل الأول: ما دل على تساوي النبي وآله علیهم السلام في الفضل والعلم والطاعة والحلال والحرام والحجة ...5

الطائفة الأولى : ما دل على اتحاد نور الرسول الأكرم و أمير المؤمنین عليهما وآلهما السلام ...7

الطائفة الثانية : ما دل على اتحاد نور النبي وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء عليهم السلام ...17

الطائفة الثالثة : ما دل على اتحاد أنوار الخمسة الطيبة أهل الكساء عليهم السلام ...18

الطائفة الرابعة : ما دل على اتحاد أنوار المعصومين علیهم السلام ... 21

الطائفة الخامسة : ما دل على أن أمير المؤمنين (علیه السلام) نفس رسول الله (صلی الله علیه واله) ...41

الطائفة السادسة : ما دل على جريان الطاعة للأئمة كجریانها لرسول الله (صلی الله علیه واله) ...43

الطائفة السابعة : ما دل على تفويض الدين للأئمة كتفويضه للرسول الأكرم (صلی الله علیه واله) ...45

ص: 110

الطائفة الثامنة : ما دل على فضل فاطمة الزهراء عليها السلام وأنها روح رسول الله (صلی الله علیه واله) ...49

الطائفة التاسعة : ما دل على فضل فاطمة الزهراء علیها السلام وأنها بضعة رسول الله (صلی الله علیه واله) ...52

الطائفة العاشرة : ما دل على فضل أهل البيت علیهم السلام وأنهم بضعة رسول الله (صلی الله علیه واله) ... 53

الطائفة الحادية عشرة: ما دل على استوائهم عليهم السلام في الفضل والعلم ...56

الطائفة الثانية عشرة: ما دل على أنه يجري لآخرهم ما يجري لأولهم في الحجة والحلال والحرام ...60

الطائفة الثالثة عشرة: ما دل على أن جيمعهم واجدون لمقام الإمارة على المؤمنين وجميع شؤون الولاية والإمامة ...70

الطائفة الرابعة عشرة : ما دل على جریان ما لأولهم لآخرهم وأن أولهم كأخرهم ...71

الطائفة الخامسة عشرة: ما دل على تساويهم عليهم السلام في المنزلة ...72

الطائفة السادسة عشرة : ما دل على ثبوت كل ما كان لرسول الله (صلی الله علیه واله) لهم الا النبوة والأزواج ...73

الفصل الثاني: ما يدل على التفاضل بين المعصومين عليهم السلام ...75

الطائفة الأولى : ما دل على أفضلية رسول الله (صلی الله علیه واله) على سائر الخلق ... 77

الطائفة الثانية : ما دل على أفضلية رسول الله (صلی الله علیه واله) على أهل

ص: 111

البيت علیهم السلام ...79

الطائفة الثالثة : ما دل على أفضلية أمير المؤمنين (علیه السلام) على سائر الأئمة علیهم السلام ...81

الطائفة الخامسة : ما دل على أفضلية أصحاب الكساء على سائر الأئمة علیهم السلام ...83

الطائفة السادسة : ما دل على أفضلية فاطمة الزهراء علیها السلام على ولدها ...86

الطائفة السابعة : ما دل على أفضلية الحسن (علیه السلام) على أخيه الحسين (علیه السلام) ...88

الطائفة الثامنة : ما دل على أفضلية الحسنين علیهما السلام على سائر الأئمة من ولد الحسين علیهم السلام ...92

الطائفة التاسعة : ما يدل على ثبوت مناقب للإمام الباقر (علیه السلام) لا تكون الآبائه علیهم السلام ...92

الطائفة العاشرة : ما يدل على أفضلية القائم (علیه السلام) على سائر ولد الحسين من الأئمة علیهم السلام ...93

الطائفة الحادية عشرة: ما يدل على وقوع التفاضل بين المعصومين علیهم السلام في العظمة والعلم ...94

كلمات الأعلام حول المسألة وآرائهم ...99

التحقيق وحصيلة البحث ...105

ص: 112

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.