مستدرك سفينة البحار المجلد 7

اشارة

سرشناسه: نمازی شاهرودی، علی، 1293 - 1363.

عنوان قراردادی: بحارالانوار

سفینه البحار و مدینه الحکم و الاثار.

عنوان و نام پديدآور: مستدرک سفینه البحار/ علی النمازی الشاهرودی؛ بتحقیق و تصحیح حسن بن علی النمازی.

مشخصات نشر: قم: جماعه المدرسین فی الحوزه العلمیه بقم، موسسه النشر الاسلامی، 1418ق.= 1377.

مشخصات ظاهری: 10ج.

فروست: جماعه المدرسین بقم المشرفه، موسسه النشر الاسلامی؛ 991، 992، 993، 994، 995، 996، 997، 998، 999، 1000.

شابک: دوره 964-470-203-4: ؛ ج. 1 964-470-730-3: ؛ ج. 2 964-470-731-1: ؛ ج.2، چاپ سوم 978-964-470-731-5: ؛ ج.3، چاپ دوم 978-964-470-732-2: ؛ ج.4، چاپ دوم 978-964-470-733-9: ؛ ج. 5 964-470-734-5: ؛ ج.5، چاپ سوم 978-964-470-734-6: ؛ ج. 6 964-470-734-5: ؛ ج. 7 964-470-736-2: ؛ ج.7، چاپ چهارم 978-964-470-736-0: ؛ ج. 8 964-470-737-0: ؛ ج.8، چاپ سوم 978-964-470-737-7: ؛ ج. 9 964-470-738-9: ؛ ج. 10 964-470-739-7: ؛ ج.10، چاپ سوم 978-964-470-739-1:

يادداشت: کتاب حاضر مستدرک "سفینه البحار" عباس قمی است که خود فهرست "بحار الانوار" مجلسی است.

يادداشت: چاپ قبلی: تهران، موسسه البعثه، قسم الدراسات الاسلامیه، 1363.

يادداشت: ج. 1 - 10(چاپ دوم: 1427ق. = 1384).

يادداشت: ج.2 و 10 (چاپ سوم:1437 ق. = 1395).

يادداشت: ج.3 (چاپ دوم: 1437 ق. = 1395).

يادداشت: ج.4 (چاپ دوم: 1437 ق. = 1395).

يادداشت: ج.5 (چاپ سوم: 1437 ق. = 1395).

يادداشت: ج. 6 (چاپ سوم: 1427ق. = 1385).

يادداشت: ج.7 (چاپ چهارم: 1437 ق = 1395).

يادداشت: ج.8 (چاپ سوم: 1437 ق. = 1395).

یادداشت: کتابنامه.

مندرجات: ج. 6. شفع - طین

موضوع: مجلسی، محمدباقربن محمدتقی، 1037 - 1111 ق . بحارالانوار -- فهرست مطالب

موضوع: قمی، عباس 1254-1319. سفینه البحار و مدینه الحکم و الاثار -- فهرستها

موضوع: احادیث شیعه -- نمایه ها

شناسه افزوده: نمازی شاهرودی، حسن، 1319 -، مصحح

شناسه افزوده: مجلسی، محمد باقر بن محمد تقی، 1037 - 1111ق. بحارالانوار

شناسه افزوده: قمی، عباس، 1254-1319. سفینه البحار و مدینه الحکم و الاثار

شناسه افزوده: جامعه مدرسین حوزه علمیه قم. دفترانتشارات اسلامی

رده بندی کنگره: BP135/م 3ب 30185 1378

رده بندی دیویی: 297/212

شماره کتابشناسی ملی: م 78-13716

ص: 1

اشارة

ص: 2

شابك 4 - 203 - 470 - 964

4 - 203 - 470 - isbn 964

مستدرك

سفينة البحار (ج 7)

المؤلف: المحدث الجليل الحاج الشيخ علي النمازي الشاهرودي قدس سره

الموضوع: الحديث

الناشر: مؤسسة النشر الاسلامي

المطبوع: 1000 نسخة

التاريخ: 1419 ه. ق

مؤسسة النشر الاسلامي

التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة

ص: 3

باب الظاء المعجمة

اشارة

ص: 4

ظأر:

الظئر العاطفة على ولد غيرها، المرضعة له.

قصة ظئر أمير المؤمنين (عليه السلام) مع صبيها والقليب (1).

ظبي:

خبر الظبي الذي التجأ إلى مولانا الصادق (عليه السلام)، يشكو بعض أهل المدينة حيث نصب شبكة، فأخذ أنثاه (2).

خبر الخشفة (ولد الظبي) التي أهداها أعرابي، إلى النبي (صلى الله عليه وآله) للحسن والحسين (عليهما السلام)، فأعطاها الحسن (عليه السلام)، فما مضى ساعة إلا وقد أقبل الحسين صلوات الله عليه فرآها عند أخيه يلعب بها، فسار إلى جده مسرعا يطلب مثلها، فبينما هما كذلك إذا بظبية ومعها خشفها، ومن خلفها ذئب يسوقها، فلما أتت النبي (صلى الله عليه وآله) نطقت بلسان فصيح، وقالت: يا رسول الله! كانت لي خشفتان، إحداهما صادها الصياد، وبقيت لي هذه، وأنا بها مسرورة، إذ هتف هاتف: إسرعي إسرعي يا غزالة، بخشفك إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قبل أن يبكي الحسين (عليه السلام) - الخبر (3).

شكاية ظبية مربوطة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) من أعرابي صادها ولها خشفتان، واستدعائها أن يطلقها حتى تذهب وترضع ولديها وترجع، فأطلقها ورجعت، وقولها: إن لم أرجع، عذبني الله عذاب العشار - الخ (4). وتمامها مع زيادة إسلامها

ص: 5


1- (1) جديد ج 35 / 47، ط كمباني ج 9 / 11.
2- (2) جديد ج 27 / 264، و ج 47 / 86 و 112، وط كمباني ج 7 / 415، و ج 11 / 128 و 136.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 87، وجديد ج 43 / 312.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 212، وجديد ج 75 / 348.

بشهادتها للتوحيد والرسالة (1).

خبر الظبي الذي أخذه الرضا (عليه السلام)، ثم أطلقه، فبكى الظبي وقال: دعوتني فرجوت أن تأكل لحمي، وأحزنتني حين أمرتني بالذهاب (2).

باب الظبي والوحوش (3).

وفيه شكاية الظبي عند مولانا السجاد صلوات الله عليه من رجل اصطاد خشفه، يسأله الرد إليه، وذكرهما في البحار (4).

شكاية ظبي إلى مولانا علي بن الحسين (عليه السلام) الجوع، فأمر أصحابه أن لا يمسوه فدعاه ليأكل معهم، فأكل معهم (5).

رؤية عيسى ظباء في كربلاء أقمن فيها، وقولهن: إن هذه البقعة حرم الحسين (عليه السلام) - الخ (6)، وفي رواية أخرى: بكين، وبكى عيسى والحواريون، كما في البحار (7) ورواها المخالفون أيضا، كما في البحار (8).

قصة الظباء التي التجأت إلى قبر مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، فرجع عنهم الكلاب والصقور التي أرسلها هارون الرشيد (9). وفي " خلص ": ما يتعلق بالضبي.

واتفق لقبر مولانا الرضا (عليه السلام) ما يشبه ذلك (10).

قال المجلسي: رأيت في بعض الكتب أن في بعض الأوقات اشتد القحط،

ص: 6


1- (1) ط كمباني ج 6 / 293 و 296. ونحوه ص 295 و 292، و ج 14 / 658 و 753، وجديد ج 17 / 398 و 402 و 413 و 415 و ج 64 / 26، و ج 65 / 289.
2- (2) جديد ج 49 / 53، وط كمباني ج 12 / 16.
3- (3) جديد ج 65 / 85، وط كمباني ج 14 / 752.
4- (4) جديد ج 46 / 26 و 30، و ج 64 / 37، وط كمباني ج 11 / 9 و 10، و ج 14 / 661.
5- (5) جديد ج 46 / 25 و 26 و 43، وط كمباني ج 11 / 9 و 10 و 14.
6- (6) جديد ج 17 / 258، وط كمباني ج 6 / 257.
7- (7) جديد ج 44 / 253، وط كمباني ج 10 / 158.
8- (8) جديد ج 52 / 202، وط كمباني ج 13 / 155.
9- (9) جديد ج 42 / 224 و 329، وط كمباني ج 9 / 655 و 684.
10- (10) جديد ج 49 / 334، وط كمباني ج 12 / 97.

وعظم حر الصيف، والناس خرجوا إلى الاستسقاء، ورأيت ظبية جاءت إلى موضع الماء، فلم تجد فيه شيئا من الماء، وكان أثر العطش الشديد ظاهرا على تلك الظبية، فوقفت وحركت رأسها إلى جانب السماء، فأطبق الغيم وجاء الغيث الكثير. إنتهى ملخصا (1).

أبو ظبية: قال: حجمت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأعطاني دينارا، وشربت دمه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أشربت؟ قلت: نعم. قال: وما حملك على ذلك؟ قلت: أتبرك به.

قال: أخذت أمانا من الأوجاع والأسقام والفقر والفاقة، والله ما تمسك النار أبدا (2). وذكره في البحار (3) وفيه أبو طيبية بفتح الطاء وسكون المثناة، واسمه نافع، وكذلك العلامة المامقاني ذكره في الكنى بالطاء المهملة.

رواياته عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وفيه بالظاء المعجمة (4).

أبو ظبيان الجنبي قال: خرج علينا أمير المؤمنين (عليه السلام) ونحن في الرحبة، وعليه خميصة سوداء، كما في مكارم الأخلاق، وله رواية أخرى.

ظبيان بن عامر: من مؤمني الأجنة، روى لدعبل عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: علي وشيعته هم الفائزون، ذكرناه في الرجال (5).

حياة الحيوان: نقل سؤال مولانا الصادق (عليه السلام) عن محرم كسر رباعية ظبي، وقول أبي حنيفة: لا أعلم! وقوله لا يكون للظبي رباعية، وهو ثني أبدا، ونقل انتقام الله تعالى ممن أخذ ظبيا من ظباء الحرم، فجعل يضحك منه، ولم يرسله - الخ (6).

وفيه ما جرى بين آدم، وبين الظباء.

ص: 7


1- (1) ط كمباني ج 14 / 677، وجديد ج 64 / 95.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 201، وجديد ج 17 / 33.
3- (3) جديد ج 62 / 119، وكمباني ج 14 / 515.
4- (4) جديد ج 41 / 296 وكمباني ج 9 / 580.
5- (5) مستدركات علم رجال الحديث ج 4 / 301.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 752 و 753، وجديد ج 65 / 88.

ظفر:

باب قص الأظفار (1).

قرب الإسناد: عن الصادق عن أبيه (عليهما السلام) قال: احتبس الوحي على النبي (صلى الله عليه وآله)، فقيل: احتبس الوحي يا رسول الله؟! قال: فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله): كيف لا يحتبس عني الوحي، وأنتم لا تقلمون أظفاركم، ولا تنقون روائحكم.

الأربعمائة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): تقليم الأظفار يمنع الداء الأعظم، ويدر الرزق، ويورده، وتمام الخبر في البحار (2).

و قال الباقر (عليه السلام): إنما قص الأظفار، لأنها مقيل الشيطان، ومنه يكون النسيان.

و روي فضل كثير لقص الأظفار في يوم الجمعة وأنه يؤمن من الجذام والجنون و البرص والعمى، ومن لم يحتج يحكها حكا، وأنه يمنع كل داء، وقبل الصلاة يمنع الداء الأعظم. ومن قلم أظفاره يوم الجمعة أخرج الله من أنامله الداء، وأدخل فيها الدواء. ومن أخذ شاربه وقلم أظفاره في كل جمعة لا يزال مطهرا إلى الجمعة الأخرى. ومن أخذ أظفاره كل خميس لم ترمد عيناه. ومن قص أظافيره يوم الخميس، وترك واحدة ليوم الجمعة نفى الله عنه الفقر. ومن قلم أظفاره يوم السبت أو يوم الخميس وأخذ من شاربه، عوفي من وجع الأضراس، ووجع العين (3).

قال الصدوق: قال أبي في وصيته إلى: قلم أظفارك، وخذ من شاربك، وابدأ بخنصرك من يدك اليسرى، واختم بخنصرك من يدك اليمنى (4).

وعن الصادق (عليه السلام) أنه كان يقلم أظفاره كل خميس يبدأ بالخنصر الأيمن، ثم يبدأ بالأيسر، و قال: من فعل ذلك كان كمن أخذ أمانا من الرمد (5).

ص: 8


1- (1) جديد ج 76 / 119، وط كمباني ج 16 / 20.
2- (2) جديد ج 10 / 90، وط كمباني ج 4 / 112.
3- (3) كمباني ج 16 / 20 و 21، و ج 14 / 194، وجديد ج 59 / 35 - 36، و ج 76 / 119 و 120 و 122.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 20، وجديد ج 76 / 121.
5- (5) ط كمباني ج 16 / 20، وجديد ج 76 / 121.

وروي عن الباقر (عليه السلام) في يوم الجمعة يبدأ بخنصره من يده اليسرى، ويختم بخنصره من يده اليمنى. وروي عكسه في يوم الأربعاء (1).

وروي أيضا في ترتيب التقليم سخاوب في اليمنى، و عكسه في اليسرى. و " سخاوب " رمز، تكون السين إشارة إلى السبابة، والخاء إلى الخنصر، والألف إلى الإبهام، والواو إلى الوسطى، والباء إلى البنصر.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قصوا أظافيركم، وللنساء: أتركن من أظافيركن، فإنه أزين لكن (2).

وقال الصادق (عليه السلام): يدفن الرجل شعره و أظافيره إذا أخذ منها، و هي سنة (3).

الدعوات: روي عنهم: قلم أظفارك، وابدأ بخنصرك من يدك اليسرى، واختم بخنصرك من يدك اليمنى، وخذ شاربك، وقل حين تريد ذلك: بسم الله و بالله و على ملة رسول الله فإنه من فعل ذلك كتب الله له بكل قلامة و جزازة عتق رقبة، و لم يمرض إلا المرض الذي يموت فيه.

وقال أبو عبد الله (عليه السلام): تقليم الأظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام و البرص و العمى، فإن لم تحتج فحكها حكا (4).

باب دفن الشعر و الظفر و غيرهما من فضول الجسد (5).

وفي الرسالة الذهبية قال الرضا (عليه السلام): و من أراد أن لا ينشق ظفره، و لا يميل إلى الصفرة، ولا يفسد حول ظفره، فلا يقلم أظفاره إلا يوم الخميس (6).

ومن مثيرات الهموم والفقر والمرض تقليم الأظفار بالسن، كما في النبوي المذكور في البحار (7).

وفي حديث المناهي قال (صلى الله عليه وآله): ونهى عن تقليم الأظفار بالأسنان (8). وتقدم

ص: 9


1- (1) ط كمباني ج 16 / 21، وجديد ج 76 / 123 مكررا.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 21، وجديد ج 76 / 123 مكررا.
3- (3) ط كمباني ج 16 / 21، وجديد ج 76 / 123 مكررا.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 546 و 547، و جديد ج 62 / 268.
5- (5) جديد ج 76 / 125، و ط كمباني ج 16 / 22.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 558، و جديد ج 62 / 324.
7- (7) جديد ج 76 / 324، وص 328، وط كمباني ج 16 / 92.
8- (8) جديد ج 76 / 324، وص 328، وط كمباني ج 16 / 92.

في " برص " و " جذم " ما يتعلق بذلك.

الكلام في تشريح الظفر (1).

النبوي (صلى الله عليه وآله): الظفر بالجزم والحزم (2).

نهج البلاغة: الظفر بالجزم والحزم بإجالة الرأي، والرأي بتحصين الأسرار (3).

ظلل:

تأويل مولانا الصادق (عليه السلام) قوله تعالى: * (إنطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب) * بالثلاثة فلان وفلان وفلان (4).

وتفسير قوله تعالى في قوم شعيب * (فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة) * وهي السحابة التي أظلتهم فأرسل عليهم في بيوتهم السموم، وأرسل عليهم من تلك السحابة عذابا و نارا (5). و يأتي في " عذب ": أن عليا (عليه السلام) عذاب يوم الظلة.

كلمات المفسرين في تفسير قوله تعالى: * (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل) * (6).

نزول هذه الآية حين نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) و أصحابه تحت شجرة قليلة الظل فارتفعت هذه الشجرة، وظللت الجميع، كما في البحار (7).

وعن ابن عباس في قوله تعالى: " ولا الظل " يعني ظل علي (عليه السلام) في الجنة.

ومثله رواية أخرى.

وعن قتادة، عن الباقر (عليه السلام) في خبر: إن الأئمة (عليهم السلام) أظلة عن يمين عرش الله تعالى.

وروي أن الإمام (عليه السلام) السماء الظليلة.

ص: 10


1- (1) جديد ج 62 / 31، و ط كمباني 14 / 493
2- (2) جديد ج 77 / 165، و ط كمباني ج 17 / 47.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 137، وجديد ج 75 / 71.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 225، و جديد ج 30 / 262.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 213 - 215، وجديد ج 12 / 380 و 388.
6- (6) جديد ج 58 / 130، و ط كمباني ج 14 / 121 و 122.
7- (7) جديد ج 17 / 366، و ط كمباني ج 6 / 284.

تفسير قوله تعالى: * (وظللنا عليكم الغمام) * فكانت تجيء بالنهار غمامة تظل بني إسرائيل من الشمس (1).

تفسير قوله تعالى: * (وظل ممدود وماء مسكوب) * الآيات، فعن مولانا الصادق (عليه السلام) في هذه الآية: إنما هو العالم، وما يخرج منه (2).

تفسير هذه الآية في النبوي (صلى الله عليه وآله) بظل ممدود في وسط الجنة، يسير الراكب في ذلك الظل. مسيرة مائة عام، فلا يقطعه، وأسفلها ثمار أهل الجنة - الخ (3).

تفسير قوله تعالى: * (أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله) * - الآية، كلمات المفسرين في هذه الآية، و أن تحويل كل ظل خلقه الله تعالى هو سجوده لله تعالى، لأنه ليس شيء إلا ظل له يتحرك بتحريكه، و تحويله سجوده (4).

تفسير قوله تعالى: * (ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال) * قال: بالعشي. قال القمي: ظل المؤمن يسجد طوعا، وظل الكافر يسجد كرها وهو نموهم وحركتهم وزيادتهم ونقصانهم (5).

وتقدم في " شبح ": ما يتعلق بعالم الأظلة والأشباح، وقد كتب جمع من الرواة كتاب الأظلة، كما في رجال النجاشي، منهم: عبد الرحمن بن كثير الهاشمي، وعلي ابن أبي صالح محمد الحناط الكوفي، ومحمد بن سنان، ومنهم: علي بن حماد الأزدي، ومنهم: أحمد بن محمد بن عيسى بن عبد الله الأشعري القمي الثقة الجليل.

وفي وصية مولانا الكاظم (عليه السلام) لهشام قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): إن

ص: 11


1- (1) جديد ج 13 / 174 و 182، و ط كمباني ج 5 / 264 - 268.
2- (2) جديد ج 24 / 104، وط كمباني ج 7 / 112.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 30، وجديد ج 43 / 100.
4- (4) جديد ج 9 / 220، و ج 60 / 165 و 179، وط كمباني ج 14 / 326 و 330.
5- (5) جديد ج 9 / 216 و 220، و ط كمباني ج 4 / 60 و 61.

جميع ما طلعت عليه الشمس في مشارق الأرض ومغاربها، بحرها وبرها وسهلها وجبلها عند ولي من أولياء الله وأهل المعرفة بحق الله كفيء الظلال، ثم قال: أو لا حر يدع هذه اللماظة لأهلها؟ - يعني الدنيا - الخ (1).

الكافي: في النبوي الصادقي (عليه السلام): أرض القيامة نار، ما خلا ظل المؤمن، فإن صدقته تظله (2). تقدم في " سحب ": موارد إظلال الغمامة والسحاب على رسول الله (صلى الله عليه وآله).

فيمن يكون في ظل عرش الله تعالى يوم القيامة:

وفي مناجاة موسى بن عمران: يا رب من هذا الذي أدنيته حتى جعلته تحت ظل العرش؟ فقال الله تبارك وتعالى: يا موسى! هذا لم يكن يعق والديه، ولا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله (3).

وفي مناجاة موسى قال: يا رب ما لمن عزى الثكلى؟ قال: أظله في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي (4).

تفسير العياشي: عن معاوية بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أراد أن يظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، فلينظر معسرا، أو ليدع له عن حقه، وعن أبان مرسلا عنه (عليه السلام) نحوه (5).

تفسير العياشي: عن ابن سنان، عن أبي حمزة قال: ثلاثة يظلهم الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله: رجل دعته امرأة ذات حسب إلى نفسها فتركها، ورجل أنظر معسرا، أو ترك له من حقه، ورجل معلق قلبه بحب المساجد - الخبر (6).

ص: 12


1- (1) جديد ج 1 / 144، و ج 78 / 306، و ط كمباني ج 1 / 48، و ج 17 / 199.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 275، و جديد ج 7 / 291.
3- (3) كمباني ج 5 / 308، وجديد ج 13 / 354.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 308، وجديد ج 13 / 354.
5- (5) كمباني ج 23 / 37. و في معناه ص 36، و جديد ج 103 / 150، وص 151.
6- (6) كمباني ج 23 / 37. و في معناه ص 36، و جديد ج 103 / 150، وص 151.

الخصال: عن الكاظم (عليه السلام): ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله:

رجل زوج أخاه المسلم، أو أخدمه، أو كتم له سرا (1).

الخصال: وغيره في النبوي (صلى الله عليه وآله): سبعة في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله:

إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل تصدق بيمينه فأخفاه عن شماله، ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه من خشية الله، ورجل لقى أخاه المؤمن فقال:

إني لأحبك في الله، ورجل خرج من المسجد وفي نيته أن يرجع إليه، ورجل دعته امرأة ذات جمال إلى نفسها فقال: إني أخاف الله رب العالمين (2).

ورواه العامة، كما في كتاب التاج الجامع للأصول نحوه (3).

وسائر من يكون في ظل عرش الله يوم القيامة (4).

ومن كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام): ظل الله سبحانه في الآخرة مبذول بمن أطاعه في الدنيا (5).

وأما ما يدل على أنه ليس للإمام (عليه السلام) ظل فكثير، منها:

معاني الأخبار، الخصال: عن ابن فضال، عن الرضا (عليه السلام) في حديث علامات الإمام: ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه، ولا يكون له ظل - الخبر (6).

ورواه في اثبات الهداة (7) وكذا في الوافي عن الفقيه مثله.

ص: 13


1- (1) جديد ج 75 / 70، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 137.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق. ص 15، وكتاب العشرة ص 101. و ج 19 كتاب الدعاء ص 46، و ج 18 كتاب الصلاة ص 138، و ج 7 / 337، و ج 20 / 46، وجديد ج 26 / 261، و ج 69 / 377، و ج 74 / 353، و ج 84 / 2، و ج 93 / 330.
3- (3) التاج، ج 2 / 43.
4- (4) جديد ج 69 / 389، و ج 70 / 243، ج 74 / 353، و ج 75 / 39 و 46 و 70، و ج 78 / 140، وط كمباني ج 17 / 154، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 18 و 85، وكتاب العشرة ص 101 و 129 و 130 و 137.
5- (5) غرر الحكم ص 475.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 210، وجديد ج 25 / 116.
7- (7) اثبات الهداة ج 7 / 387.

الخصال: عن سليمان بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وذكر نحوه (1)، كما تقدم في " خصل ".

ومناقب ابن شهرآشوب: في عدم الظل له (صلى الله عليه وآله) (2).

إكمال الدين: عن الحسين بن خالد، عن مولانا الرضا (عليه السلام) في وصف خروج صاحب الزمان (عليه السلام) قال: وهو الذي تطوى له الأرض، ولا يكون له ظل - الخبر (3).

وفي احتجاج أم فروة على أبي بكر في وصف الإمام: فإذا قام في شمس أو قمر فلا فئ له - الخ (4).

مدينة المعاجز: عن أبي جعفر قال: رأيت الحسن بن علي (عليه السلام) في أسواق سر من رأى يمشي ولا ظل له (5).

ولا ينافي ذلك ما تقدم في " سجد ": من عد عدم الفئ للرسول (صلى الله عليه وآله) من الثلاثة التي لم تكن في أحد غيره، فإنه ناظر إلى أفراد الرعية لا الإمام، فإنه مثله إلا النبوة والزواج كما هو واضح.

ظلم:

باب الظلم وأنواعه، ومظالم العباد (6).

إبراهيم: * (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) * - الآية.

أمالي الصدوق: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد (7).

ص: 14


1- (1) جديد ج 25 / 140، وط كمباني ج 7 / 216.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 139، وجديد ج 16 / 176.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 183، وجديد ج 52 / 322.
4- (4) جديد ج 41 / 200، وط كمباني ج 9 / 556.
5- (5) مدينة المعاجز ص 567.
6- (6) جديد ج 75 / 305، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 201.
7- (7) جديد ج 75 / 309 و 320، و ج 77 / 239 و 420، وط كمباني ج 17 / 68 و 111.

وقال (عليه السلام): من خاف القصاص، كف عن ظلم الناس (1).

في أن الظالم آخذ بغصن من أغصان شجرة الزقوم (2).

الخصال: وفي النبوي (صلى الله عليه وآله): إياكم والظلم، فإن الظلم عند الله هو الظلمات يوم القيامة (3).

وقال (صلى الله عليه وآله): يقول الله عز وجل: اشتد غضبي على من ظلم من لا يجد ناصرا غيري (4).

أمالي الصدوق: عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: الظلم ثلاثة: ظلم يغفره الله، وظلم لا يغفره الله، وظلم لا يدعه الله، فأما الظلم الذي لا يغفره الله عز وجل فالشرك بالله. وأما الظلم الذي يغفره الله عز وجل فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله عز وجل. وأما الظلم الذي لا يدعه الله عز وجل فالمداينة بين العباد (5).

بيان: الظلم وضع الشئ غير موضعه، فالمشرك ظالم، لأنه جعل غير الله تعالى شريكا له، ووضع العبادة في غير محلها، والعاصي ظالم لأنه وضع المعصية موضع الطاعة، والمداينة بين العباد أي المعاملة بينهم، كناية عن مطلق حقوق الناس. إنتهى ملخصا (6).

عنه (عليه السلام) قال: ما يأخذ المظلوم من دين الظالم، أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم (7).

نهج البلاغة: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم (8). وفيه: يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم.

ص: 15


1- (1) جديد ج 75 / 330، و ج 78 / 55، وط كمباني ج 17 / 131.
2- (2) جديد ج 76 / 357، وط كمباني ج 16 / 106.
3- (3) جديد ج 75 / 309 و 312 و 330.
4- (4) جديد ج 75 / 311. وفي معناه ص 308.
5- (5) جديد ج 75 / 311 و 322، و ج 7 / 271، و ج 78 / 173، وط كمباني ج 3 / 269، و ج 17 / 163.
6- (6) جديد ج 75 / 322، وص 311، وص 320، وط كمباني ج 17 / 168.
7- (7) جديد ج 75 / 322، وص 311، وص 320، وط كمباني ج 17 / 168.
8- (8) جديد ج 75 / 322، وص 311، وص 320، وط كمباني ج 17 / 168.

نوادر الراوندي: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من نكث بيعة، أو رفع لواء ضلالة، أو كتم علما، أو اعتقل مالا ظلما، أو أعان ظالما على ظلمه، وهو يعلم أنه ظالم، فقد برئ من الإسلام (1).

عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) قال: كان علي (عليه السلام) يقول: العامل بالظلم، والمعين عليه، والراضي به شركاء ثلاثة (2)، والكافي مثله (3). وتقدم في " رضى ".

عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: * (إن ربك لبالمرصاد) * قال: قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة (4). وتقدم في " رصد " و " صرط " ما يتعلق بذلك.

عنه (عليه السلام): من ارتكب أحدا بظلم بعث الله عز وجل عليه من يظلمه بمثله، أو على ولده، أو على عقبه من بعده (5).

أقول: مؤاخذة الأولاد بظلم آبائهم لرضاهم بأفعال آبائهم، كما تقدم مشروحا في " رضى ".

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ظلم أحدا ففاته فليستغفر الله عز وجل، فإنه كفارة له (6).

قال أبو جعفر (عليه السلام): ما انتصر الله من ظالم إلا بظالم، وذلك قوله عز وجل:

* (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا) * (7).

صفات الشيعة: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كفى المؤمن من الله نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي الله (8).

الكافي: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من أصبح لا ينوي ظلم أحد، غفر الله له ما أذنب ذلك اليوم ما لم يسفك دما، أو يأكل مال يتيم حراما.

ص: 16


1- (1) ط كمباني ج 1 / 86، و ج 15 كتاب العشرة ص 221، وجديد ج 2 / 67.
2- (2) جديد ج 75 / 312، وص 322، وط كمباني ج 17 / 138.
3- (3) جديد ج 75 / 312، وص 322، وط كمباني ج 17 / 138.
4- (4) جديد ج 75 / 312 و 323.
5- (5) جديد ج 75 / 313. ونحوه ص 325 و 330.
6- (6) جديد ج 75 / 313 و 320.
7- (7) جديد ج 75 / 313 و 315 و 326.
8- (8) ج 75 / 320.

كلام المجلسي في شرح هذا الخبر (1).

الكافي: عن شيخ من النخع قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إني لم أزل واليا منذ زمن الحجاج إلى يومي هذا، فهل لي من توبة؟ قال: فسكت، ثم أعدت عليه، فقال:

لا، حتى تؤدي إلى كل ذي حق حقه (2).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مظلمة أشد من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عونا إلا الله (3).

الكافي: عنه (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل أوحى إلى نبي من أنبيائه في مملكة جبار من الجبارين أن ائت هذا الجبار، فقل له: إني لم أستعملك على سفك الدماء، واتخاذ الأموال، وإنما استعملتك لتكف عني أصوات المظلومين فإني لن أدع ظلامتهم وإن كانوا كفارا (4).

بيان: الظلامة بالضم، ما تطلبه عند الظالم، وهو اسم ما أخذ منك.

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من عذر ظالما يظلمه سلط الله عليه من يظلمه، وإن دعا لم يستجب له، ولم يأجره الله على ظلامته (5).

بيان: يقال عذرته فيما صنع: رفعت عنه اللوم.

الكافي: عن الصادق (عليه السلام) قال: إن العبد ليكون مظلوما، فما يزال يدعو حتى يكون ظالما (6).

عن مولانا السجاد (عليه السلام): لا دين لمن دان الله بطاعة الظالم - الخ (7).

عدة الداعي: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أوحى الله تعالى إلي أن: يا أخا المرسلين، يا أخا المنذرين، أنذر قومك لا يدخلون بيتا من بيوتي، ولأحد من عبادي عند أحدهم مظلمة، فإني ألعنه ما دام قائما يصلي بين يدي، حتى يرد تلك المظلمة،

ص: 17


1- (1) جديد ج 75 / 324، وص 329.
2- (2) جديد ج 75 / 324، وص 329.
3- (3) جديد ج 75 / 324، وص 329.
4- (4) جديد ج 75 / 331، و ج 14 / 464، وط كمباني ج 5 / 443.
5- (5) جديد ج 75 / 332، وص 333، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 208.
6- (6) جديد ج 75 / 332، وص 333، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 208.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 158، وجديد ج 78 / 152.

فأكون سمعه الذي يسمع به، وأكون بصره الذي يبصر به، ويكون من أوليائي وأصفيائي - الخبر (1).

ويقرب منه في وحي عيسى، كما في البحار (2).

قرب الإسناد: عن مولانا الصادق، عن أبيه الباقر صلوات الله عليهما، أن عليا (عليه السلام) سمع رجلا يقول: الشحيح أعذر من الظالم فقال: كذبت، إن الظالم يتوب ويستغفر الله ويرد الظلامة على أهلها، والشحيح إذا شح منع الزكاة والصدقة وصلة الرحم - الخبر (3).

تكلم الملك الظالم بعد موته مع مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام). وبيانه كيفية عذابه بسبب الظلم (4).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام): إن في التوراة مكتوبا: ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك عند غضبي، فلا أمحقك فيمن أمحق، فإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك، فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك (5).

ذم الظالمين وأعوانهم في البحار (6).

باب نفي الظلم والجور عنه تعالى (7).

قال تعالى: * (وما ربك بظلام للعبيد) *.

تفسير: المبالغة في قوله بظلام، إما غير مقصودة، أو هي لكثرة العبيد، أو لبيان أن ما ينسبون إليه تعالى من جبرهم على المعاصي وتعذيبهم عليها غاية الظلم، أو لبيان أنه لو اتصف تعالى به لكان صفة كمال فيجب كماله فيه (8).

ص: 18


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 200، وجديد ج 84 / 257.
2- (2) جديد ج 14 / 291، وط كمباني ج 5 / 402.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 143، وجديد ج 73 / 302.
4- (4) جديد ج 41 / 215، وط كمباني ج 9 / 560.
5- (5) جديد ج 13 / 358، وط كمباني ج 5 / 309.
6- (6) جديد ج 77 / 243، و ج 78 / 55 و 81، وط كمباني ج 17 / 69 و 131 و 138.
7- (7) جديد ج 5 / 2، وص 4، وط كمباني ج 3 / 2.
8- (8) جديد ج 5 / 2، وص 4، وط كمباني ج 3 / 2.

وقد فصلنا الكلام في ذلك مع الأدلة العقلية والنقلية، في كتابنا " أصول دين " في الأصل الثاني.

تفسير قوله: * (يخرجهم من الظلمات إلى النور) * أما النور والظلمة فالإيمان والكفر، وإما أن يراد بهما الجنة والنار والثواب والعقاب، كما في البحار (1).

باب حكمه تعالى في مظالم العباد (2).

رواية مفصلة في الكافي في ذلك (3).

وفي رواية تفسير العسكري (عليه السلام) في ذلك، مع بيان العوض عن الظلامات يوم القيامة، وأنه ثواب نفس من أنفاس مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) ليلة المبيت لخصمائه فيرضون (4).

المحاسن: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث قال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم، ولو كف بكف، ولو مسحة بكف، ونطحة ما بين الشاة القرناء إلى الشاة الجماء، فيقتص الله للعباد بعضهم من بعض، حتى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة - الخبر (5). ويدل على ذلك ما في البحار (6).

بيان: لعل المراد بالكف أولا المنع والزجر وبالثاني اليد، ويحتمل أن يكون المراد بهما اليد، أي تضرر كف إنسان بكف آخر بغمز وشبهه، أو تلذذ كف بكف، والمراد بالمسحة بالكف، ما يشتمل على إهانة وتحقير أو تلذذ، ويمكن حمل التلذذ في الموضعين على ما إذا كان من امرأة ذات بعل، أو قهرا بدون رضا الممسوح ليكون من حق الناس، والجماء التي لا قرن لها.

قال في النهاية: فيه أن الله تعالى ليدين الجماع من ذوات القرن. الجماء: التي

ص: 19


1- (1) جديد ج 5 / 192، وط كمباني ج 3 / 54.
2- (2) جديد ج 7 / 253، وط كمباني ج 3 / 264.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 268. ويتعلق بذلك ص 277، وجديد ج 7 / 300.
4- (4) جديد ج 8 / 60، و ج 68 / 108، وط كمباني ج 3 / 307، و ج 15 كتاب الإيمان ص 130.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 100 و 267، وجديد ج 6 / 29، و ج 7 / 265.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 654، و ج 15 كتاب العشرة ص 203، وجديد ج 64 / 6 - 9، و ج 75 / 314.

لا قرن لها، ويدين أي يجزي. إنتهى (1).

أمالي الطوسي: في النبوي (صلى الله عليه وآله) بعدما سكن أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى مناد من تحت العرش: تتاركوا المظالم بينكم، فعلي ثوابكم (2).

وفي النبوي (صلى الله عليه وآله) ما معناه أنه يريهم الله نعمات الجنة، ويقول: هذا لمن أعطى ثمنه ويكون ثمنه العفو عن أخيه المؤمن (3).

نهج البلاغة: ومن كلام لأمير المؤمنين (عليه السلام): والله لئن أبيت على حسك السعدان مسهدا، وأجر في الأغلال مصفدا أحب إلي من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد وغاصبا لشئ من الحطام، وكيف أظلم أحدا لنفس يسرع إلى البلى قفولها، ويطول في الثرى حلولها (4). وتقدم في " حسك ": ذكر مواضع الرواية.

ويستفاد من الدعاء المنقول عن مولانا الصادق (عليه السلام) في أعمال شهر رمضان:

أن المظلمة، ظلم العباد في مالهم وأبدانهم وأعراضهم، فراجع البحار (5).

الروايات الدالة على عدم استجابة دعاء من في بطنه حرام، ومظلوم دعا في مظلمة ولأحد من الخلق عنده مظلمة مثلها (6). وتقدم في " دعا " ما يتعلق بذلك.

ونقل في الوسائل (7)، روايات في وجوب رد المظالم إلى أهلها، وكذا في (8).

وتفسير قوله تعالى: * (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم) * - الآية في البحار (9). وتقدم في " زرع " ما يتعلق به.

ص: 20


1- (1) ط كمباني ج 3 / 100، وجديد ج 6 / 30.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 267، وجديد ج 7 / 264.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 51، وجديد ج 77 / 180.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 505، وجديد ج 40 / 346.
5- (5) جديد ج 97 / 328، وط كمباني ج 20 / 203.
6- (6) جديد ج 93 / 372، وط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 57.
7- (7) الوسائل ج 2 كتاب جهاد النفس ص 478، وص 551.
8- (8) الوسائل ج 2 كتاب جهاد النفس ص 478، وص 551.
9- (9) جديد ج 13 / 355، وط كمباني ج 5 / 308.

وأما مدح العفو عن المظالم:

ففي الرواية النبوية في غرة شعبان: ومن عفى عن مظلمة فقد تعلق بغصن من أغصان شجرة طوبى - الخ (1).

أمالي الطوسي: في النبوي الآخر: ومن عفى من مظلمة أبدله الله بها عزا في الدنيا والآخرة (2).

باب الركون إلى الظالمين، وحبهم وطاعتهم (3).

قال تعالى: * (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) *.

أمالي الصدوق: في حديث المناهي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من مدح سلطانا جائرا، وتخفف وتضعضع له طمعا فيه، كان قرينه إلى النار، وقد قال الله، * (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) *، وقال: من دل جائرا على جور، كان قرين هامان في جهنم، وقال: من تولى خصومة ظالم، أو أعان عليها، ثم نزل به ملك الموت قال له: أبشر بلعنة الله ونار جهنم، وبئس المصير.

وقال (صلى الله عليه وآله): ألا ومن علق سوطا بين يدي سلطان جائر، جعل الله ذلك السوط يوم القيامة ثعبانا من النار، طوله سبعون ذراعا يسلط عليه في نار جهنم، وبئس المصير، ونهى عن إجابة الفاسقين إلى طعامهم (4).

معاني الأخبار: عن فضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث: ومن أحب بقاء الظالمين، فقد أحب أن يعصى الله، إن الله تبارك وتعالى حمد نفسه على هلاك الظلمة، فقال: * (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) * (5).

ثواب الأعمال: في الصحيح، عن السكوني، عن الصادق، عن أبيه صلوات الله عليهما، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الظلمة

ص: 21


1- (1) ط كمباني ج 20 / 116، وجديد ج 97 / 61.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 36، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 16، وجديد ج 69 / 382، و ج 77 / 121.
3- (3) جديد ج 75 / 367، وص 369، وص 370، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 217.
4- (4) جديد ج 75 / 367، وص 369، وص 370، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 217.
5- (5) جديد ج 75 / 367، وص 369، وص 370، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 217.

وأعوانهم؟ من لاق لهم دواة، أو ربط لهم كيسا، أو مد لهم مدة قلم، فاحشروهم معهم (1).

وقال مولانا زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) في كتابه للزهري بعد أن حذره عن إعانة الظلمة على ظلمهم: أوليس بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم، وجسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم، وسلما إلى ضلالتهم، داعيا إلى غيهم، سالكا سبيلهم، يدخلون بك الشك على العلماء ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم؟ فلم يبلغ أخص وزرائهم، ولا أقوى أعوانهم إلا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم واختلاف الخاصة والعامة إليهم، فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك، وما أيسر ما عمروا لك في كنف (جنب ظ) ما خربوا عليك، فانظر لنفسك، فإنه لا ينظر لها غيرك، وحاسبها حساب رجل مسؤول - الخ (2).

وفي النبوي (صلى الله عليه وآله): وعلى الباب الرابع من أبواب النار مكتوب ثلاث كلمات:

أذل الله من أهان الإسلام، أذل الله من أهان أهل البيت، أذل الله من أعان الظالمين على ظلمهم للمخلوقين (3).

رجال الكشي: عن صفوان الجمال قال: دخلت على أبي الحسن الأول صلوات الله عليه فقال لي: يا صفوان! كل شئ منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا. قلت: جعلت فداك! أي شئ؟ قال: إكراك جمالك من هذا الرجل - يعني هارون -. قلت: والله! ما أكريته أشرا ولا بطرا ولا للصيد ولا للهو، ولكن أكريته لهذا الطريق - يعني طريق مكة -، ولا أتولاه بنفسي، ولكن أبعث معه غلماني. فقال لي: يا صفوان! أيقع كراك عليهم؟ قلت: نعم جعلت فداك، فقال لي: أتحب بقاهم حتى يخرج كراك؟ قلت: نعم. قال: فمن أحب بقاهم فهو منهم، ومن كان منهم فهو

ص: 22


1- (1) جديد ج 75 / 372 و 380، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 218.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 152، وجديد ج 78 / 132.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 332، وجديد ج 8 / 145.

كان ورد النار. قال صفوان: فذهبت وبعت جمالي عن آخرها، فبلغ ذلك إلى هارون فدعاني، فقال لي: يا صفوان! بلغني أنك بعت جمالك. قلت: نعم. فقال:

ولم؟ فقلت: أنا شيخ كبير، وإن الغلمان لا يفون بالأعمال. فقال: هيهات! هيهات! إني لأعلم من أشار إليك بهذا، أشار عليك بهذا موسى بن جعفر. قلت: مالي ولموسى بن جعفر؟ فقال: دع هذا عنك، فوالله لولا حسن صحبتك لقتلتك (1).

مناقب ابن شهرآشوب: علي بن أبي حمزة قال: كان لي صديق من كتاب بني أمية، فقال لي: استأذن لي على أبي عبد الله (عليه السلام)، فاستأذنت له، فلما دخل سلم وجلس، ثم قال: جعلت فداك! إني كنت في ديوان هؤلاء القوم، فأصبت من دنياهم مالا كثيرا، فأغمضت في مطالبه. فقال أبو عبد الله صلوات الله عليه: لولا أن بني أمية وجدوا من يكتب لهم، ويجبى لهم الفئ، ويقاتل عنهم، ويشهد جماعتهم لما سلبونا حقنا ولو تركهم الناس، وما في أيديهم، ما وجدوا شيئا إلا ما وقع في أيديهم. فقال الفتى: جعلت فداك! فهل لي من مخرج منه؟ قال: إن قلت لك تفعل؟ قال: أفعل. قال: اخرج من جميع ما كسبت في دواوينهم. فمن عرفت منهم رددت عليه ماله، ومن لم تعرف تصدقت به، وأنا أضمن لك على الله الجنة. قال: فأطرق الفتى طويلا، فقال: قد فعلت جعلت فداك.

قال ابن أبي حمزة: فرجع الفتى معنا إلى الكوفة، فما ترك شيئا على وجه الأرض إلا خرج منه حتى ثيابه التي كانت على بدنه، قال: فقسمنا له قسمة، واشترينا له ثيابا، وبعثنا له بنفقة، قال: فما أتى عليه أشهر قلائل حتى مرض وكنا نعوده قال: فدخلت عليه يوما وهو في السياق، ففتح عينيه، ثم قال: يا علي! وفى لي والله صاحبك، قال: ثم مات فولينا أمره فخرجت حتى دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فلما نظر إلي قال: يا علي! وفينا والله لصاحبك. قال: فقلت: صدقت جعلت فداك، هكذا قال لي والله عند موته (2).

ص: 23


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 220، وجديد ج 75 / 376.
2- (2) ط كمباني ج 20 / 62، و ج 11 / 221، و ج 15 كتاب العشرة ص 219، ج 96 / 237، و ج 47 / 383، و ج 75 / 375.

وتقدم في " جلس ": ذم الجلوس مع الظالمين والفاسقين، وما يتعلق بذلك في " سلط "، وفي " خصم ": ذم من تولى خصومة الظالم.

الكافي: عن زياد بن أبي سلمة قال: دخلت على أبي الحسن موسى صلوات الله عليه فقال لي: يا زياد! إنك لتعمل عمل السلطان؟ قال: قلت: أجل. قال لي:

ولم؟ قلت: أنا رجل لي مروة، ولي عيال، وليس وراء ظهري شئ. فقال لي:

يا زياد لئن أسقط من حالق فأتقطع قطعة قطعة، أحب إلي من أن أتولى لأحد منهم عملا، أو أطأ بساط رجل منهم إلا لماذا؟ قلت: لا أدري جعلت فداك. قال: إلا لتفريج كربة عن مؤمن، أو فك أسره، أو قضاء دينه، يا زياد! إن أهون ما يصنع الله بمن تولى لهم عملا أن يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ الله من حساب الخلائق، يا زياد! فإن وليت شيئا من أعمالهم فأحسن إلى إخوانك - الخبر (1).

وتقدم في " جوز ": ما يدل على جواز قبول جوائز الظالمين ما لم يعلم الحرام منها بعينه، فراجع إليه، وإلى البحار (2).

ويأتي في " مدح ": تفسير قوله تعالى: * (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) *.

باب رد الظلم عن المظلومين، ورفع حوائج المؤمنين إلى السلاطين (3).

قرب الإسناد: علي، عن أخيه موسى (عليه السلام) قال: من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها، أثبت الله عز وجل قدميه على الصراط، ورواه المفيد مسندا، عنه، عن آبائه (عليهم السلام) مثله (4).

وفي وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل: يا كميل! إياك والتطرق إلى أبواب الظالمين، والاختلاط بهم، والاكتساب منهم، وإياك أن تطيعهم أو تشهد في مجالسهم بما يسخط الله عليك، يا كميل! إذا اضطررت إلى حضورهم فداوم ذكر

ص: 24


1- (1) ط كمباني ج 11 / 284، وجديد ج 48 / 172.
2- (2) جديد ج 75 / 382، وص 384، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 221.
3- (3) جديد ج 75 / 382، وص 384، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 221.
4- (4) جديد ج 75 / 382، وص 384، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 221.

الله تعالى، وتوكل عليه، واستعذ بالله من شرهم، وأطرق عنهم، وأنكر بقلبك فعلهم، وأجهر بتعظيم الله تعالى تسمعهم، فإنهم يهابوك، وتكفى شرهم - الخ (1).

باب نصر الضعفاء والمظلومين، وإغاثتهم (2).

قرب الإسناد: هارون، عن ابن صدقة، عن مولانا الصادق، عن أبيه صلوات الله عليهما قال: لا يحضرن أحدكم رجلا يضربه سلطان جائر ظلما وعدوانا، ولا مقتولا ولا مظلوما، إذا لم ينصره لأن نصرة المؤمن على المؤمن فريضة واجبة، إذا هو حضره والعافية أوسع ما لم يلزمك الحجة الظاهرة.

ثواب الأعمال: عن هارون مثله (3).

ثواب الأعمال: عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن يعين مؤمنا مظلوما إلا كان أفضل من صيام شهر، واعتكافه في المسجد الحرام، وما من مؤمن ينصر أخاه وهو يقدر على نصرته، إلا نصره الله في الدنيا والآخرة، وما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته، إلا خذله الله في الدنيا والآخرة (4).

باب أنهم (عليهم السلام) المظلومون، وما نزل في ظلمهم (5).

منها قوله تعالى: * (إنا اعتدنا للظالمين) * لآل محمد * (نارا) *، كما قاله الصادق (عليه السلام) في رواية الكافي وغيره (6).

ومنها قوله: وقال: * (الظالمون) * آل محمد حقهم * (لما رأوا العذاب) * - إلى أن قال: - * (ألا إن الظالمين) * لآل محمد حقهم * (في عذاب) * أليم.

ومنها قوله: * (احشروا الذين ظلموا) * قال: الذين ظلموا آل محمد حقهم * (وأزواجهم) * يعني أشباههم.

ص: 25


1- (1) ط كمباني ج 17 / 74، وجديد ج 77 / 269.
2- (2) جديد ج 75 / 17، وص 20، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 123.
3- (3) جديد ج 75 / 17، وص 20، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 123.
4- (4) جديد ج 75 / 17، وص 20، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 123.
5- (5) جديد ج 24 / 221، وط كمباني ج 7 / 136.
6- (6) جديد ج 23 / 378 - 381، و ج 35 / 57، وط كمباني ج 7 / 79، و ج 9 / 13.

ومنها قوله: * (ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون) * لآل محمد حقهم * (مالهم من ولي ولا نصير) *، * (ولولا كلمة الفصل) * قال: الكلمة الإمام، والدليل على ذلك قوله: * (وجعلها كلمة باقية في عقبه) * يعني الإمامة، ثم قال:

* (وإن الظالمين) * يعني الذين ظلموا هذه الكلمة * (لهم عذاب أليم) * ثم قال:

* (ترى الظالمين) * يعني الذين ظلموا آل محمد حقهم - الخ.

ومنها قوله: * (ألا إن الظالمين) * آل محمد حقهم * (في عذاب مقيم) * يعني النصاب. وهذه الروايات في البحار (1).

ومنها قوله تعالى: * (إن الذين ظلموا) * آل محمد حقهم * (لم يكن الله ليغفر لهم) * - الآيات كذا نزلت (2).

ومنها قوله: * (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم) * آل محمد حقهم * (إنكم في العذاب مشتركون) * (3).

ومنها قوله: * (ولو أن لكل نفس) * ظلمت آل محمد حقهم * (ما في الأرض جميعا لافتدت به) * في ذلك الوقت، يعني الرجعة (4).

ومنها قوله: * (وإن للذين ظلموا) * آل محمد حقهم * (عذابا دون ذلك) * قال:

عذاب الرجعة بالسيف (5).

ومنها قوله: * (وقال الظالمون) * لآل محمد حقهم * (إن تتبعون إلا رجلا مسحورا) * كذا نزلت كما قاله الباقر (عليه السلام) (6).

ومنها قوله تعالى: * (لا عدوان إلا على الظالمين) * قال: أولاد قتلة

ص: 26


1- (1) ط كمباني ج 8 / 388 و 389، و ج 15 كتاب العشرة ص 218، وجديد ج 31 / 574 - 581، و ج 75 / 369.
2- (2) جديد ج 35 / 57، و ج 36 / 93 و 99، وط كمباني ج 9 / 13 و 100 و 101.
3- (3) جديد ج 36 / 153، وط كمباني ج 9 / 112.
4- (4) جديد ج 53 / 51، وط كمباني ج 13 / 212.
5- (5) ط كمباني ج 4 / 65، و ج 13 / 226، وجديد ج 9 / 239، و ج 53 / 103.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 85، وجديد ج 24 / 20.

الحسين (عليه السلام) (1).

العلوي (عليه السلام): ما زلت مظلوما منذ قبض الله تعالى نبيه إلى يوم الناس (2). وتقدم في " رمد ".

وعن مسيب بن نجية قال: بينما علي يخطب، وأعرابي يقول: وا مظلمتاه، فقال علي (عليه السلام): ادن. فدنا، فقال: لقد ظلمت عدد المدر والوبر. وجاء أعرابي يتخطى فنادى: يا أمير المؤمنين، مظلوم. قال علي (عليه السلام): ويحك وأنا مظلوم، ظلمت عدد المدر والوبر (3).

وفي رواية أخرى فقال له: ويحك، وأنا والله مظلوم، هات فلندع على من ظلمنا (4).

وعن جعفر بن عمرو بن حريث، عن والده أن عليا (عليه السلام) لم يقم مرة على المنبر إلا قال في آخر كلامه قبل أن ينزل: ما زلت مظلوما، منذ قبض الله نبيه (5). وتقدم في " خطب " ما يتعلق بذلك.

كان أبو ذر يعبر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بالشيخ المظلوم، المضطهد حقه (6).

في قوله تعالى: * (ويوم يعض الظالم على يديه) * - الآيات، جاءت روايات أن الظالم العاض، الأول، والفلان الثاني (7).

نزول هذه الآية في عقبة بن أبي معيط (8).

نهج البلاغة: من كلام له (عليه السلام): ولئن أمهل الله الظالم، فلن يفوت أخذه، وهوله

ص: 27


1- (1) جديد ج 45 / 297 و 298، وط كمباني ج 10 / 367 و 268 مكررا.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 71، و ج 7 / 403، وجديد ج 27 / 208، و ج 28 / 373 - 376.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 71 و 737، و ج 9 / 520 و 645، وجديد ج 41 / 51، و ج 42 / 187، و ج 28 / 373، و ج 34 / 337.
4- (4) جديد ج 34 / 337.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 71، و ج 9 / 520.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 71.
7- (7) ط كمباني ج 8 / 222 و 207، و ج 7 / 85، و ج 9 / 13، و ج 12 / 150، وجديد ج 30 / 245 و 149، و ج 24 / 19، و ج 35 / 60، و ج 50 / 214.
8- (8) ط كمباني ج 6 / 313، وجديد ج 18 / 69.

بالمرصاد على مجاز طريقه، وبموضع الشجى من مساغ ريقه - إلى أن قال: - ولقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها، وأصبحت أخاف ظلم رعيتي (1). ونحوه في الإرشاد (2).

الطرائف: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال أبي: دفع النبي (صلى الله عليه وآله) الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ففتح الله عليه، ووقفه يوم غدير، فأعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة، وقال له: أنت مني وأنا منك - والحديث طويل، إلى أن قال -: وقال له: إن الله قد أوحى إلي بأن أقوم بفضلك، فقمت به في الناس، وبلغتهم ما أمر الله بتبليغه، وقال: اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، ثم بكى صلوات الله عليه وآله فقيل: مم بكاؤك يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبرائيل إنهم يظلمونه ويمنعونه حقه ويقاتلونه ويقتلون ولده، ويظلمونهم بعده. وأخبرني جبرائيل، أن ذلك يزول إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم، واجتمعت الأمة على محبتهم، وكان الشاني لهم قليلا والكاره لهم ذليلا، وكثر المادح لهم، وذلك حين تغير البلاد، وضعف العباد واليأس من الفرج، فعند ذلك يظهر القائم فيهم.

قال النبي (صلى الله عليه وآله): اسمه كإسمي، وهو من ولد ابنتي فاطمة، يظهر الله الحق بهم، ويخمد الباطل بأسيافهم، ويتبعهم الناس راغب إليهم وخائف لهم، قال: وسكن البكاء عن النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: معاشر المؤمنين! إبشروا بالفرج، فإن وعد الله لا يخلف وقضاؤه لا يرد، وهو الحكيم الخبير، وإن فتح الله قريب، اللهم إنهم أهلي، فأذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا، اللهم اكلأهم، وارعهم، وكن لهم، وانصرهم، وأعزهم، ولا تذلهم، واخلفني فيهم. إنك على ما تشاء قدير (3).

وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: يا علي! أنت المظلوم بعدي، فويل لمن قاتلك، وطوبى لمن

ص: 28


1- (1) ط كمباني ج 8 / 686، وص 701، وجديد ج 34 / 81، وص 154.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 686، وص 701، وجديد ج 34 / 81، وص 154.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 221، وجديد ج 37 / 191.

قاتل معك (1).

تفسير فرات بن إبراهيم: كلام زيد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) في مظلومية أهل البيت، وأنهم المظلومون المقهورون، وقوله: ما زالت بيوتنا تهدم، وحرمنا تنهتك، وقائلنا يعرف، يولد مولودنا في الخوف، وينشأ ناشئنا بالقهر، ويموت ميتنا بالذل (2).

باب ما وقع على فاطمة (عليها السلام) من الظلم، وبكائها، وحزنها (3).

أمالي الصدوق: النبوي (صلى الله عليه وآله): كأني بها، وقد دخل الذل بيتها، وانتهكت حرمتها وغصبت حقها، ومنعت إرثها، وكسر جنبها، وأسقطت جنينها، وهي تنادي:

يا محمداه! فلا تجاب، وتستغيث فلا تغاث (4).

باب تظلم فاطمة (عليها السلام) في القيامة (5).

الكافي: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما حضر علي بن الحسين الوفاة ضمني إلى صدره وقال: يا بني! أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة وبما ذكر، إن أباه أوصاه به، قال: يا بني! إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله (6).

باب في عدم لبس الإيمان بالظلم (7).

خبر الأعرابي الذي آمن ومات، وكان ممن لم يلبس إيمانه بظلم (8).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: * (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) * قال: بما جاء به محمد (صلى الله عليه وآله) من الولاية، ولم يخلطوها بولاية فلان وفلان،

ص: 29


1- (1) ط كمباني ج 9 / 293، وجديد ج 38 / 139.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 59، وجديد ج 46 / 206.
3- (3) جديد ج 43 / 155، وط كمباني ج 10 / 44.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 49، وجديد ج 43 / 173.
5- (5) جديد ج 43 / 219، وط كمباني ج 10 / 62.
6- (6) ط كمباني ج 11 / 44، وجديد ج 46 / 153.
7- (7) جديد ج 69 / 150، وص 152، وط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 256.
8- (8) جديد ج 69 / 150، وص 152، وط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 256.

فهو الملبس بالظلم (1)، تفسير فرات بن إبراهيم: بمعناه (2). وما يتعلق بهذه الآية في البحار (3).

تفسير قوله تعالى: * (ومن أظلم ممن منع مساجد الله) * قال الطبرسي: اختلفوا في المعني بهذه الآية، فقال ابن عباس ومجاهد: إنهم الروم غزوا بيت المقدس، وسعوا في خرابه. وقال الحسن وقتادة هو بخت نصر خرب بيت المقدس. وعن مولانا أبي عبد الله (عليه السلام) إنهم قريش حين منعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخول مكة والمسجد الحرام، إنتهى ملخصا (4).

وفي معنى قول الصادق (عليه السلام) كلام العسكري (عليه السلام) في تفسير هذه الآية (5).

تفسير قوله تعالى: * (ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب) * - الآية، بأئمة الظلم وأشياعهم (6).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام) * (ومن يرد فيه بالحاد بظلم) * قال: نزلت فيهم حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا وتعاقدوا على كفرهم وجحودهم بما نزل في أمير المؤمنين (عليه السلام)، فألحدوا في البيت بظلمهم الرسول ووليه، فبعدا للقوم الظالمين (7).

تفسير العياشي: عن مولانا الباقر (عليه السلام) في قول الله تعالى: * (وما للظالمين من أنصار) * قال: مالهم من أئمة يسمونهم بأسمائهم (8).

تفسير المظلوم في قوله تعالى: * (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) * -

ص: 30


1- (1) ط كمباني ج 7 / 77. ونحوه ج 9 / 104، وجديد ج 23 / 371، و ج 36 / 114.
2- (2) جديد ج 23 / 367.
3- (3) جديد ج 35 / 348، و ج 38 / 232، وط كمباني ج 9 / 67 و 316.
4- (4) جديد ج 20 / 319، وط كمباني ج 6 / 554.
5- (5) جديد ج 21 / 121، و ج 35 / 298، وط كمباني ج 6 / 602، و ج 9 / 57.
6- (6) جديد ج 23 / 359، وط كمباني ج 7 / 74.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 78، و ج 8 / 226، وجديد ج 23 / 376، و ج 30 / 264.
8- (8) ط كمباني ج 7 / 146، وجديد ج 24 / 268.

الآية (1).

تفسير قوله تعالى: * (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك) * - الآية (2).

جملة من قضايا أمير المؤمنين (عليه السلام) في دفع الظلم عن المظلوم (3).

وذكر روايتين في الكافي باب نوادر كتاب التوحيد، عن الباقر والصادق (عليهما السلام) في تفسير قوله تعالى: * (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * وملفقهما: أن الله تعالى أجل وأكرم من أن يظلم، ولكن الله جعل ظلم أوليائه ظلم نفسه، كقوله تعالى: * (فلما آسفونا انتقمنا منهم) *. وفي مناقب ابن شهرآشوب نحوه فراجع البحار (4).

وفي الكافي باب نكت ونتف في الولاية حديث 91: عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الماضي صلوات الله عليه في حديث قال: * (والظالمين أعد لهم عذابا أليما) * ألا ترى أن الله يقول: * (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) *، قال: إن الله أعز وأمنع من أن يظلم وأن ينسب نفسه إلى ظلم، ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه، وولايتنا ولايته، ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه فقال:

* (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * - الخبر.

أقول: نفي الظلم عن نفسه، وعن حججه بأنهم لا يظلمون الناس، ونقله في البحار (5).

وفي " مدح ": تفسير قوله تعالى: * (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) *.

وفي " عرض ": أن أصل كل ظلم، من الإنسان الظلوم الجهول، أبي فلان.

ص: 31


1- (1) جديد ج 45 / 298، وط كمباني ج 10 / 268.
2- (2) جديد ج 36 / 92، وط كمباني ج 9 / 100 و 101.
3- (3) جديد ج 40 / 113، وط كمباني ج 9 / 453.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 136، وجديد ج 24 / 222.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 163، وجديد ج 24 / 339.

ويمكن أن يقال: أقل مراتب الظلم تعاطي الصغائر، ثم أظلم منه من يتعاطى الكبائر، وهما ظالمان على أنفسهما، ثم أظلم منهما من أضر بعباد الله وهكذا إلى أن ينتهي إلى الكفر والجحود - نعوذ بالله منه - وأذية الرسول (صلى الله عليه وآله) وأوصيائه المعصومين، وأعظم الظلمة الأول والثاني، وبنو أمية، وقتلة الحسين (عليه السلام) وأمثالهم ورأس الجميع الأولان، وهما الأساس لذلك كله إلى يوم القيامة.

وفي رواية صالح بن سهل الهمداني - المروية في تفسير القمي - عن الصادق (عليه السلام) في تأويل آية النور قال: * (كظلمات) * هي فلان وفلان * (في بحر لجي يغشيه موج) * يعني نعثل * (من فوقه موج) * يعني طلحة والزبير * (ظلمات بعضها فوق بعض) * معاوية ويزيد وفتن بني أمية * (إذا أخرج) * المؤمن * (يده) * في ظلمة فتنتهم * (لم يكد يريها) * (1).

ومن كلمات مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما في غرر الحكم: ظلم المستشير، ظلم وخيانة * ظلم الحق، من نصر الباطل * ظلم المروة، من من بصنيعته * ظلم الضعيف، أفحش الظلم * ظلم المستسلم، أعظم الجرم * ظلم الإحسان، قبح الامتنان * ظلم السخاء، من منع العطاء * ظلم المرء في الدنيا، عنوان شقاوته في الآخرة * ظلم المعروف، من وضعه في غير أهله * ظلم نفسه من عصى الله، وأطاع الشيطان * ظلم نفسه من رضى بدار الفناء، عوضا عن دار البقاء * ظلم الإحسان، واضعه في غير موضعه * ظلم اليتامى والإماء، ينزل النقم، ويسلب النعم * ظلامة المظلومين يمهلها الله، ولا يهملها.

شرح الظلمات التي سلكها ذو القرنين في البحار (2).

تفسير الظلمات الثلاثة في قوله تعالى: * (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث) * - الآية، بظلمة البطن والرحم، والمشيمة أو الصلب، والرحم والبطن، والقول الأول رواه الطبرسي عن أبي جعفر (عليه السلام)، كما في

ص: 32


1- (1) ط كمباني ج 7 / 63، وجديد ج 23 / 304.
2- (2) جديد ج 14 / 312 و 315، وط كمباني ج 5 / 159 - 168.

البحار (1)، وكذا قاله القمي في تفسيره، كما فيه (2)، وهي البروج المشيدة، كما فيه (3)، وكذلك ذكره الصادق (عليه السلام)، كما في توحيد المفضل قال: وهو محجوب في ظلمات ثلاث: ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة، كما فيه (4).

وقال مولانا الحسين (عليه السلام) في دعاء عرفة: ثم أسكنتني في ظلمات ثلاث بين لحم وجلد ودم - الخ (5).

وفي خطبة مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): أضاء بنوره كل ظلام، وأظلم بظلمته كل نور - الخ.

يعني حيث أنه تعالى غيب لا يحس ولا يجس، ولا يدرك ولا يوصف، فإذا أراد المخلوق أن يدركه بنوره أظلم في مقابله، ورجع خاسئا حسيرا - الخ.

ظمأ:

قال تعالى: * (يحسبه الظمآن ماءا) *.

عن العياشي، عن الباقر (عليه السلام) * (الذين كفروا) * يعني بني أمية * (كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا) * والظمآن نعثل، فينطلق بهم فيقول: أوردكم.

ظنن:

قال تعالى: * (الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم) *.

تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): في هذه الآية: يعني الذين يقدرون أنهم يلقون ربهم اللقاء الذي هو أعظم كراماته، وإنما قال: يظنون، لأنهم لا يرون بماذا يختم لهم، والعاقبة مستورة عنهم - إلى أن قال: - لا يعلمون ذلك يقينا، لأنهم لا يأمنون أن يغيروا ويبدلوا - الخبر (6).

تفسير العياشي: عن ابن معمر، عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذه الآية

ص: 33


1- (1) ط كمباني ج 14 / 370، وص 380.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 370، وص 380.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 370، وص 380.
4- (4) ص 383، وجديد ج 60 / 325، وص 366، وص 378.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 382، وجديد ج 60 / 372.
6- (6) جديد ج 6 / 176، و ج 69 / 343، و ج 71 / 366، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 6 و 204، و ج 3 / 140.

يقول: يوقنون أنهم مبعوثون، والظن منهم يقين (1). وفي البحار (2)، رواه عن التوحيد والاحتجاج والعياشي.

وقال القمي في هذه الآية: إن الظن في كتاب الله على وجهين: فمنه ظن يقين، ومنه ظن شك ففي هذا الموضع الظن يقين (3). ويقرب منه في البحار (4).

وعن التوحيد عن علي (عليه السلام) أنه قال: الظن ظنان: ظن شك، وظن يقين فما كان من أمر المعاد من الظن فهو ظن يقين، وما كان من أمر الدنيا فهو ظن شك - الخبر.

باب الخوف والرجاء، وحسن الظن بالله (5).

الفتح: * (الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء) * - الآية.

الكافي: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: وجدنا في كتاب علي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال - وهو على منبره -: والله الذي لا إله إلا هو، ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله تعالى ورجائه له، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين، والذي لا إله إلا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلا بسوء ظنه بالله تعالى وتقصير من رجائه، وسوء خلقه، واغتيابه للمؤمنين، والذي لا إله إلا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لأن الله كريم، بيده الخيرات يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاه فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه (6)، الإختصاص (7).

الكافي: عن الرضا (عليه السلام) قال: أحسن الظن بالله، فإن الله عز وجل يقول: أنا عند

ص: 34


1- (1) جديد ج 7 / 42، وط كمباني ج 3 / 200.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 6.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 201، وجديد ج 7 / 44.
4- (4) ط كمباني ج 4 / 62، وجديد ج 9 / 225.
5- (5) جديد ج 70 / 323، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 103.
6- (6) جديد ج 70 / 365 و 394 و 399، و ج 71 / 145، و ج 75 / 259، و ج 6 / 28، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 113 و 123. ونحوه ص 158.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 189، و ج 3 / 100.

حسن ظن عبدي المؤمن بي، إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا (1).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) يقول: حسن الظن بالله أن لا ترجو إلا الله، ولا تخاف إلا ذنبك (2).

الروايات الكثيرة في حسن الظن بالله (3).

قال النبي (صلى الله عليه وآله): لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله، فإن حسن الظن بالله ثمن الجنة، ويظهر من خبر الرجلين في الحبس السمين والنحيل، إن صاحب حسن الظن بالله أفضل من الخائف من الله (4).

أقول: يظهر من النبوي المذكور وغيره، ومن كلمات العلماء استحباب حسن الظن بالله عند الموت، وعقد صاحب الوسائل لذلك بابا، بل قال بعض العلماء:

يستفاد من بعض الأخبار وجوبه حال النزع، وقال العلامة الطباطبائي في الدرة عند آداب المحتضر:

وأحسن الظن برب ذي منن * فإنه في ظن عبده الحسن ويناسب أشعار السخاوي في هذا المقام: قالوا غدا نأتي ديار الحمى - الأبيات. وقد ذكره السفينة في " سخا ".

ثواب الأعمال: بسند صحيح بالاتفاق عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: آخر عبد يؤمر به إلى النار يلتفت، فيقول الله عز وجل: أعجلوه، فإذا أتى به قال له: يا عبدي لم التفت؟ فيقول: يا رب ما كان ظني بك هذا. فيقول الله جل جلاله: عبدي! وما كان ظنك بي؟ فيقول: يا رب كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي وتسكنني جنتك، فيقول الله: ملائكتي! وعزتي وجلالي وآلائي وبلائي وارتفاع مكاني، ما ظن بي هذا ساعة من حياته خيرا قط، ولو ظن بي ساعة من حياته خيرا ما روعته بالنار، أجيزوا له كذبه، وأدخلوه الجنة. ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما ظن عبد بالله خيرا إلا

ص: 35


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 113، و ج 3 / 281، وجديد ج 70 / 366 و 385، و ج 7 / 311.
2- (2) جديد ج 70 / 367، وص 384.
3- (3) جديد ج 70 / 367، وص 384.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 121، وجديد ج 70 / 385 و 389 و 395.

كان الله عند ظنه به، ولا ظن به سوء إلا كان الله عند ظنه به، وذلك قوله عز وجل:

* (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرديكم فأصبحتم من الخاسرين) * (1). وكتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: عن ابن أبي عمير مثله: أعجلوه أي ردوه مستعجلا (2).

تفسير علي بن إبراهيم: أبي، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن آخر عبد يؤمر به إلى النار، وساقه إلى آخره (3)، المحاسن: عن أبي جعفر (عليه السلام) نحوه (4).

غوالي اللئالي: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: حب الدنيا رأس كل خطيئة، ورأس العبادة حسن الظن بالله (5).

وروي أن داود قال: يا رب ما آمن بك من عرفك فلم يحسن الظن بك (6).

النبوي (صلى الله عليه وآله): حسن الظن بالله من عبادة الله (7).

باب التهمة والبهتان وسوء الظن بالإخوان (8).

الحجرات: * (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا) * - الآية.

الخصال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في رواية الأربعمائة: اطلب لأخيك عذرا، فإن لم تجد له عذرا فالتمس له عذرا (9).

الإحتجاج: خبر الرجل الذي ساء ظنه بأخيه النفاق لأنه قال في محضر أحد من كبراء أتباع الخليفة: إني أزعم أن موسى بن جعفر غير إمام، وقول موسى

ص: 36


1- (1) ط كمباني ج 3 / 274، وجديد ج 7 / 287. ويقرب منه في ص 288.
2- (2) وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 119، وجديد ج 71 / 146.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 119، وجديد ج 70 / 384، وص 387 و 389.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 119، وجديد ج 70 / 384، وص 387 و 389.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 68، وجديد ج 51 / 258.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 158، وجديد ج 71 / 146.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 47، وجديد ج 77 / 166.
8- (8) جديد ج 75 / 193، وص 194، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 170.
9- (9) جديد ج 75 / 193، وص 194، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 170.

صلوات الله عليه له: يا عبد الله متى تزول عنك هذا الذي ظننته بأخيك هذا من النفاق، تب إلى الله، فتاب ووهب شطر عمله له، قال موسى (عليه السلام): الآن خرجت من النار (1).

أمالي الصدوق: عن أبي الجارود، عن مولانا أبي جعفر الباقر، عن أبيه، عن جده قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهم: ضع أمر أخيك على أحسنه، حتى يأتيك منه ما يغلبك ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوء وأنت تجد لها في الخير محملا - الخبر (2). ورواه الكليني في الكافي، كما في البحار (3) وتقدم في " صحح " ما يتعلق بذلك.

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): من ظن بك خيرا، فصدق ظنه (4).

ومن كلام أمير المؤمنين (عليه السلام): من حسنت به الظنون، رمقته الرجال بالعيون (5).

وفي رواية الأربعمائة قال (عليه السلام): اطرحوا سوء الظن بينكم، فإن الله عز وجل نهى عن ذلك (6).

النبوي (صلى الله عليه وآله): احترسوا من الناس بسوء الظن (7).

قال الشهيد الثاني روح الله روحه ما ملخصه: إعلم! أنه كما يحرم على الإنسان سوء القول في المؤمن، وأن يحدث غيره بلسانه بمساوي الغير، كذلك يحرم عليه سوء الظن وأن يحدث نفسه بذلك، والمراد بسوء الظن المحرم عقد القلب وحكمه عليه بالسوء من غير يقين، فأما الخواطر وحديث النفس فهو معفو عنه كما أن الشك أيضا معفو عنه، قال الله تعالى: * (اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض

ص: 37


1- (1) جديد ج 75 / 195، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 170.
2- (2) جديد ج 75 / 196 و 198، و ج 74 / 187.
3- (3) جديد ج 75 / 199، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 51.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 118، وجديد ج 74 / 417.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 111، وجديد ج 77 / 419.
6- (6) ط كمباني ج 4 / 115، وجديد ج 10 / 103.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 45، وجديد ج 77 / 158.

الظن إثم) * فليس لك أن تعتقد في غيرك سوء إلا إذا انكشف لك بعيان لا يحتمل التأويل، وما لم تعلمه ثم وقع في قلبك فالشيطان يلقيه، فينبغي أن تكذبه فإنه أفسق الفساق فلا يجوز تصديقه، ومن هنا جاء في الشرع أن من علمت في فيه رائحة الخمر لا يجوز أن تحكم عليه بشربها ولا يحده عليه، لإمكان أن يكون تمضمض به ومجه أو حمل عليه قهرا، وذلك أمر ممكن، فلا يجوز إساءة الظن بالمسلم، وقد قال (صلى الله عليه وآله): " إن الله تعالى حرم من المسلم دمه وماله وأن يظن به ظن السوء ".

فإن قلت: فما أمارة عقد القلب بالسوء؟ قلت: هو أن يتغير القلب معه عما كان فينفر عنه نفورا لم يعهده ويستثقله ويفتر عن مراعاته وتفقده وإكرامه والاهتمام بسببه، فهذه أمارات عقد الظن وتحقيقه، وقد قال (صلى الله عليه وآله): ثلاث في المؤمن لا يستحسن وله منهن مخرج، فمخرجه من سوء الظن أن لا يحققه، والشيطان قد يقرر على القلب بأدنى مخيلة مساءة الناس، ويلقي إليه أن هذا من فطنتك وسرعة تنبهك وذكائك، وأن المؤمن ينظر بنور الله، وهو على التحقيق ناظر بغرور الشيطان وظلمته.

فأما إذا أخبرك به عدل فمال ظنك إلى تصديقه كنت معذورا، لأنك لو كذبته لكنت جانيا على هذا العدل، إذا ظننت به الكذب، وذلك أيضا من سوء الظن. نعم ينبغي أن تبحث هل بينهما عداوة ومحاسدة ومقت فيتطرق التهمة بسببه وقد رد الشرع شهادة العدو على عدوه للتهمة، فلك عند ذلك أن تتوقف في إخباره، ولا تصدقه، ولا تكذبه، ولكن تقول: المستور حاله كان في ستر الله عني، وكان أمره محجوبا، وقد بقي كما كان لم ينكشف لي شئ من أمره.

وقد يكون الرجل ظاهر العدالة، ولا محاسدة بينه وبين المذكور، ولكن يكون من عادته التعرض للناس، وذكر مساويهم، فهذا قد يظن أنه عدل وليس بعدل، فإن المغتاب فاسق، وإذا كان ذلك من عادته ردت شهادته، إلا أن الناس لكثرة الاعتياد تساهلوا في أمر الغيبة، ولم يكترثوا بتناول أعراض الخلق.

ومهما خطر لك خاطر سوء على مسلم، فينبغي أن تزيد في مراعاته وتدعو له

ص: 38

بالخير، فإن ذلك يغيظ الشيطان ويدفعه عنك، فلا يلقي إليك الخاطر السوء خيفة من اشتغالك بالدعاء والمراعاة، ومهما عرفت هفوة مسلم بحجة فانصحه في السر ولا يخدعنك الشيطان فيدعوك إلى اغتيابه، وإذا وعظته فلا تعظه وأنت مسرور باطلاعك على نقصه، وليكن قصدك تخليصه من الإثم، وأنت حزين كما تحزن على نفسك إذا دخل عليك نقصان.

ومن ثمرات سوء الظن التجسس، وهو أيضا منهي عنه، قال الله: * (ولا تجسسوا) * فالغيبة وسوء الظن والتجسس منهي عنها في آية واحدة، ومعنى التجسس أنه لا يترك عباد الله تحت سر الله، فتتوصل إلى الاطلاع وهتك الستر، حتى ينكشف لك ما لو كان مستورا عنك لكان أسلم لقلبك ودينك. إنتهى (1).

مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): حسن الظن أصله من حسن إيمان المرء وسلامة صدره - إلى أن قال: - وقال أبي بن كعب: إذا رأيتم أحد إخوانكم في خصلة تستنكرونها منه، فتأولوا لها سبعين تأويلا، فإن اطمأنت قلوبكم على أحدها وإلا فلوموا أنفسكم حيث لم تعذروه في خصلة سترها عليه سبعين تأويلا، وأنتم أولى بالإنكار على أنفسكم منه (2).

نهج البلاغة: ومن كلام له (عليه السلام): أيها الناس! من عرف من أخيه وثيقة دين وسداد طريق فلا يسمعن فيه أقاويل الناس، أما إنه قد يرمي الرامي ويخطئ السهام، ويحيك الكلام وباطل ذلك يبور، والله سميع وشهيد، أما إنه ليس بين الحق والباطل إلا أربع أصابع. فسئل عن معنى قوله هذا، فجمع أصابعه ووضعها بين اذنه وعينه ثم قال: الباطل أن تقول: سمعت، والحق أن تقول: رأيت.

الدرة الباهرة: قال أبو الحسن الثالث (عليه السلام): إذا كان زمان العدل فيه أغلب من الجور، فحرام أن تظن بأحد سوء حتى يعلم ذلك منه، وإذا كان زمان الجور فيه أغلب من العدل فليس لأحد أن يظن بأحد خيرا حتى يبدو ذلك منه (3).

ص: 39


1- (1) جديد ج 75 / 200، وص 196، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 171.
2- (2) جديد ج 75 / 200، وص 196، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 171.
3- (3) جديد ج 75 / 197، و ج 78 / 370، و ج 88 / 92، وط كمباني ج 17 / 216، و ج 18 كتاب الصلاة ص 630.

نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله، ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزية فقد ظلم، وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله فأحسن رجل الظن برجل فقد غرر، وقال: اتقوا ظنون المؤمنين، فإن الله تعالى جعل الحق على ألسنتهم (1).

ثواب الأعمال: عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: قلت:

جعلت فداك! الرجل من إخواني يبلغني عنه الشئ الذي أكره له، فأسأله عنه فينكر ذلك، وقد أخبرني عنه قوم ثقات، فقال لي: يا محمد! كذب سمعك وبصرك عن أخيك، فإن شهد عندك خمسون قسامة وقال لك قولا فصدقه وكذبهم، ولا تذيعن عليه شيئا تشينه به، وتهدم به مروته، فتكون من الذين قال الله عز وجل:

* (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة) * - الآية (2).

كتاب صفات الشيعة: عن الصادق (عليه السلام) قال: المؤمن أصدق على نفسه من سبعين مؤمنا عليه (3).

ومن كلام مولانا الكاظم (عليه السلام): إذا كان الجور أغلب من الحق، لم يحل لأحد أن يظن بأحد خيرا حتى يعرف ذلك منه (4).

كشف الظنون لحاجي خليفة (كاتب چلبي) له اشتباهات. منها: قوله في الكتب المنسوبة إلى الشيعة: ابن إدريس يعني الشافعي، والكتب المنسوبة إليه، شرائع الإسلام، والذكرى، والقواعد، والنهاية، نقل ذلك عنه (5).

ومنها: قوله: محمد بن الحسن الطوسي: فقيه الشيعة شافعي له كتاب في التفسير يسمى مجمع البيان، عنه (6).

ظهر:

باب الدواء لوجع البطن والظهر (7).

ص: 40


1- (1) جديد ج 75 / 197.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 176، وجديد ج 75 / 214، وص 216.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 176، وجديد ج 75 / 214، وص 216.
4- (4) ط كمباني ج 4 / 149، و ج 17 / 203، وجديد ج 10 / 246، و ج 78 / 321.
5- (5) ج 2 / 128.
6- (6) ج 1 / 452.
7- (7) جديد ج 62 / 194، وط كمباني ج 14 / 530.

الكافي: عن مولانا أبي الحسن (عليه السلام) قال: من تغير عليه ماء الظهر، فلينفع له اللبن الحليب، والعسل.

بيان: تغير ماء الظهر كناية عن عدم حصول الولد منه، والحليب احتراز عن الماست، فإنه يطلق عليه اللبن أيضا (1).

وتقدم في " بسر ": أن أكل لحم الحبارى ينفع لوجع الظهر، وكذا في البحار (2).

باب الدعاء لوجع الظهر (3).

تحقيق في أنه تبارك وتعالى أظهر الموجودات وأجلاها.

ففي كلام مولانا أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه، في دعاء يوم عرفة، ما يرشدك إلى هذا العيان، بل يغنيك عن التحقيق والبيان، قال (عليه السلام): كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك، حتى يكون هو المظهر لك، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك، ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك، عميت عين لا تراك، ولا تزال عليها رقيبا، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا. والكلمات في ذلك مع ذلك في البحار (4).

دعوات الراوندي: روي أن في العرش تمثالا لكل عبد، فإذا اشتغل العبد بالعبادة، رأت الملائكة تمثاله، وإذا اشتغل العبد بالمعصية أمر الله تعالى بعض الملائكة حتى يحجبوه بأجنحتهم لئلا تراه الملائكة، فذلك معنى قوله: " يا من أظهر الجميل وستر القبيح " (5). ويأتي في " مثل ": رواية المجمع في ذلك المعنى.

شرح هذا الدعاء في البحار (6).

ص: 41


1- (1) جديد ج 62 / 195، وط كمباني ج 14 / 530.
2- (2) جديد ج 64 / 285، وط كمباني ج 14 / 721.
3- (3) جديد ج 95 / 68، وط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 201.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 37 - 39، وجديد ج 67 / 138.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 94، وجديد ج 6 / 7.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 237 و 284، و ج 18 كتاب الصلاة ص 960، وجديد ج 91 / 349، و ج 95 / 198 و 352.

باب الظهار وأحكامه (1).

المجادلة: * (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) * - الآيات.

روي أن أول من ظاهر في الإسلام أوس بن الصامت، كان شيخا كبيرا، فغضب على أهله يوما فقال لها: أنت علي كظهر أمي، ثم ندم على ذلك، وكان الرجل في الجاهلية إذا قال لأهله ذلك حرمت عليه إلى آخر الأبد، فقال أوس لأهله: يا خولة! إنا كنا نحرم هذا في الجاهلية، وقد أتانا الله بالإسلام، فاذهبي إلى رسول الله فسليه عن ذلك، فأتت خولة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسألته عن ذلك فنزلت الآيات (2).

تفسير الآيات وجملة من أحكامه في البحار (3)، تفسير علي بن إبراهيم (4).

تأويل قوله: * (قد سمع الله) * - الآيات في البحار (5). وتقدم في " سمع " ما يتعلق بذلك.

باب علامات ظهور صاحب الأمر صلوات الله عليه من السفياني والدجال وغير ذلك، وفيه ذكر أشراط الساعة (6).

الكافي: في الروضة عن حمران قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): وذكر هؤلاء عنده وسوء حال الشيعة عندهم، فقال: إني سرت مع أبي جعفر المنصور وهو في موكبه، وهو على فرس، وبين يديه خيل ومن خلفه خيل، وأنا على حمار إلى جانبه، فقال لي: يا با عبد الله! قد كان ينبغي لك أن تفرح بما أعطانا الله من القوة، وفتح لنا من العز، ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الأمر منا وأهل بيتك فتغرينا بك وبهم قال:

فقلت: ومن رفع هذا إليك عني فقد كذب، فقال: أتحلف على ما تقول؟ قال: فقلت:

ص: 42


1- (1) جديد ج 104 / 165، وط كمباني ج 23 / 131.
2- (2) ط كمباني ج 23 / 131.
3- (3) جديد ج 10 / 250، و ج 22 / 57، وط كمباني ج 4 / 149، و ج 6 / 684.
4- (4) جديد ج 22 / 71.
5- (5) جديد ج 24 / 230، وط كمباني ج 7 / 138.
6- (6) جديد ج 52 / 181، وط كمباني ج 13 / 150.

إن الناس سحرة، يعني يحبون أن يفسدوا قلبك علي، فلا تمكنهم من سمعك فإنا إليك أحوج منك إلينا.

فقال لي: تذكر يوم سألتك: " هل لنا ملك؟ فقلت: نعم، طويل عريض شديد، فلا تزالون في مهلة من أمركم، وفسحة من دنياكم، حتى تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام في بلد حرام؟ " فعرفت أنه قد حفظ الحديث فقلت: لعل الله عز وجل أن يكفيك فإني لم أخصك بهذا إنما هو حديث رويته. ثم لعل غيرك من أهل بيتك أن يتولى ذلك، فسكت عني.

فلما رجعت إلى منزلي أتاني بعض موالينا فقال: جعلت فداك والله لقد رأيتك في موكب أبي جعفر وأنت على حمار، وهو على فرس، وقد أشرف عليك يكلمك كأنك تحته، فقلت بيني وبين نفسي: هذا حجة الله على الخلق، وصاحب هذا الأمر الذي يقتدى به، وهذا الآخر يعمل بالجور، ويقتل أولاد الأنبياء ويسفك الدماء في الأرض بما لا يحب الله وهو في موكبه، وأنت على حمار، فدخلني من ذلك شك حتى خفت على ديني ونفسي.

قال: فقلت: لو رأيت من كان حولي، وبين يدي، ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي من الملائكة لاحتقرته واحتقرت ما هو فيه، فقال: الآن سكن قلبي.

ثم قال: إلى متى هؤلاء يملكون؟ أو متى الراحة منهم؟ فقلت: أليس تعلم أن لكل شئ مدة؟ قال: بلى، فقلت: هل ينفعك علمك؟ إن هذا الأمر إذا جاء كان أسرع من طرفة العين، إنك لو تعلم حالهم عند الله عز وجل وكيف هي؟ كنت لهم أشد بغضا، ولو جهدت وجهد أهل الأرض أن يدخلوهم في أشد ما هم فيه من الإثم لم يقدروا، فلا يستفزنك الشيطان، فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولكن المنافقين لا يعلمون.

ألا تعلم أن من انتظر أمرنا، وصبر على ما يرى من الأذى والخوف، هو غدا في زمرتنا.

فإذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله، ورأيت الجور قد شمل البلاد، ورأيت

ص: 43

القرآن قد خلق، وأحدث فيه ما ليس فيه، ووجه على الأهواء، ورأيت الدين قد انكفأ كما ينكفئ الإناء.

ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق، ورأيت الشر ظاهرا لا ينهى عنه ويعذر أصحابه، ورأيت الفسق قد ظهر، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، ورأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله، ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه وفريته، ورأيت الصغير يستحقر بالكبير، ورأيت الأرحام قد تقطعت، ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يرد عليه قوله.

ورأيت الغلام يعطى ما تعطي المرأة، ورأيت النساء يتزوجن النساء، ورأيت الثناء قد كثر، ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهى ولا يؤخذ على يديه، ورأيت الناظر يتعوذ بالله مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد، ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع.

ورأيت الكافر فرحا لما يرى في المؤمن، مرحا لما يرى في الأرض من الفساد، ورأيت الخمور تشرب علانية ويجتمع عليها من لا يخاف الله عز وجل، ورأيت الآمر بالمعروف ذليلا، ورأيت الفاسق فيما لا يحب الله قويا محمودا، ورأيت أصحاب الآيات يحقرون ويحتقر من يحبهم، ورأيت سبيل الخير منقطعا وسبيل الشر مسلوكا ورأيت بيت الله قد عطل ويؤمر بتركه، ورأيت الرجل يقول ما لا يفعله.

ورأيت الرجال يتسمنون للرجال والنساء للنساء، ورأيت الرجل معيشته من دبره، ومعيشة المرأة من فرجها، ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال.

ورأيت التأنيث في ولد العباس قد ظهر، وأظهروا الخضاب، وامتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها، وأعطوا الرجال الأموال على فروجهم، وتنوفس في الرجل وتغاير عليه الرجال، وكان صاحب المال أعز من المؤمن، وكان الربا ظاهرا لا يعير، وكان الزنا تمتدح به النساء.

ص: 44

ورأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال، ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن، ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا، ورأيت البدع والزنا قد ظهر، ورأيت الناس يعتدون بشاهد الزور، ورأيت الحرام يحلل، ورأيت الحلال يحرم، ورأيت الدين بالرأي، وعطل الكتاب وأحكامه، ورأيت الليل لا يستخفي به من الجرأة على الله.

ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه، ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عز وجل.

ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر، ويباعدون أهل الخير، ورأيت الولاة يرتشون في الحكم، ورأيت الولاية قبالة لمن زاد.

ورأيت ذوات الأرحام ينكحن، ويكتفي بهن، ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى الظنة، ويتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله، ورأيت الرجل يعير على إتيان النساء، ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور، يعلم ذلك ويقيم عليه، ورأيت المرأة تقهر زوجها، وتعمل ما لا يشتهي وتنفق على زوجها.

ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته، ويرضى بالدني من الطعام والشراب ورأيت الإيمان بالله عز وجل كثيرة على الزور، ورأيت القمار قد ظهر، ورأيت الشراب تباع ظاهرا ليس عليه مانع، ورأيت النساء يبذلن أنفسهن لأهل الكفر ورأيت الملاهي قد ظهرت يمر بها لا يمنعها أحد أحدا، ولا يجترئ أحد على منعها، ورأيت الشريف يستذله الذي يخاف سلطانه، ورأيت أقرب الناس من الولاة من يمتدح بشتمنا أهل البيت، ورأيت من يحبنا يزور ولا يقبل شهادته، ورأيت الزور من القول يتنافس فيه.

ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه، وخف على الناس استماع الباطل ورأيت الجار يكرم الجار خوفا من لسانه، ورأيت الحدود قد عطلت وعمل فيها بالأهواء، ورأيت المساجد قد زخرفت، ورأيت أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب، ورأيت الشر قد ظهر والسعي بالنميمة، ورأيت البغي قد

ص: 45

فشا، ورأيت الغيبة تستملح ويبشر بها الناس بعضهم بعضا.

ورأيت طلب الحج والجهاد لغير الله، ورأيت السلطان يذل للكافر المؤمن، ورأيت الخراب قد أديل من العمران، ورأيت الرجل معيشته من بخس المكيال والميزان، ورأيت سفك الدماء يستخف بها.

ورأيت الرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا، ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتقى، وتسند إليه الأمور، ورأيت الصلاة قد استخف بها، ورأيت الرجل عنده المال الكثير لم يزكه منذ ملكه، ورأيت الميت ينشر من قبره ويؤذى وتباع أكفانه، ورأيت الهرج قد كثر - الخبر (1).

باب ما يكون عند ظهوره صلوات الله وسلامه عليه برواية المفضل بن عمر (2).

إكمال الدين: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في قوله تعالى: * (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) * والله ما نزل تأويلها بعد، ولا تنزل تأويلها حتى يخرج القائم صلوات الله وسلامه عليه - الخبر (3).

وسائر الروايات الدالة على ذلك، وعلى كونه في الرجعة (4).

باب أنهم يظهرون بعد موتهم علمهم، وتظهر منهم الغرائب، وتأتيهم أرواح الأنبياء، وتظهر لهم الأموات (5).

باب ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت (6).

وتقدم في " بطن ": ما يتعلق بأن الظاهر مثال للباطن، وفي " أول ": قول

ص: 46


1- (1) ط كمباني ج 13 / 169، وجديد ج 52 / 254.
2- (2) جديد ج 53 / 1، وط كمباني ج 13 / 200.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 184، وجديد ج 52 / 324.
4- (4) جديد ج 51 / 50 و 49 و 60 مكررا و 61 و 98، و ج 52 / 346، و ج 53 / 4 و 64 و 75، وط كمباني ج 13 / 12 و 14 مكررا و 24 و 190 و 201 و 208 و 216 و 218.
5- (5) جديد ج 27 / 302، وط كمباني ج 7 / 423.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 203، وجديد ج 30 / 121.

أمير المؤمنين: أنا الظاهر والباطن.

وفي الباقري (عليه السلام): من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه (1).

في أنه بعد تأخير الظهور عن سنة مائة وأربعين، لم يجعل الله بعد ذلك وقتا عند الله تعالى، كما قاله الباقر والصادق (عليهما السلام) (2).

مجمع النورين للمرندي: إن عليا (عليه السلام) قال: إذا وقعت النار في حجازكم، وجرى الماء في نجفكم فتوقعوا ظهور قائمكم (3).

وعن مولانا السجاد (عليه السلام): إذا على نجفكم السيل والمطر، وظهرت النار في الحجاز والمدن، وملكت بغداد الترك، فتوقعوا ظهور القائم المنتظر (عليه السلام).

وفي الخبر الآخر: أفول العلم من النجف، وظهوره في بلدة يقال لها: قم والري، دليل على ظهوره، ويقرب من الأخير فيه (4).

فلاح السائل: مسندا عن الصادق (عليه السلام) في حديث تعقيب صلاة الظهر في علامات الظهور قال: خروج راية من المشرق وراية من المغرب، وفتنة تظل أهل الزوراء، وخروج رجل من ولد عمي زيد باليمن، وانتهاب ستارة البيت (5).

ص: 47


1- (1) ط كمباني ج 17 / 164 و 168، وجديد ج 78 / 173 و 188.
2- (2) جديد ج 42 / 223، وط كمباني ج 9 / 655.
3- (3) مجمع النورين للمرندي ص 305، وص 364.
4- (4) مجمع النورين للمرندي ص 305، وص 364.
5- (5) فلاح السائل ص 171.

ص: 48

باب العين المهملة

اشارة

ص: 49

ص: 50

عبث:

باب فيه نفي العبث، والنقص عنه تعالى (1).

عبد:

قال تعالى: * (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) *.

الروايات الشريفة المستفيضة أن الله تعالى خلقهم للعبادة في البحار (2).

وفيما أوحى الله تعالى إلى آدم كما في حديث إخراج ذرية آدم من صلبه، كما في الكافي وغيره: إنما خلقت الجن والإنس ليعبدونني - الخ (3).

وفي خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) المروية في التوحيد (4) وغيره في باب جوامع التوحيد قال: الذي خلق الخلق لعبادته، وأقدرهم على طاعته، ونقله في البحار (5).

وأما المعرفة فمن صنع الله تعالى، أثبت المعرفة في قلوب البشر في عالم الذر حين أراهم نفسه فقال: ألست بربكم، كما تقدم في " ذرر "، ويأتي في " وثق " و " عرف "، وراجع البحار (6).

وأول العابدين رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما قال تعالى: * (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) *، وفي آخر الأنعام: * (وأنا أول المسلمين) *.

ص: 51


1- (1) جديد ج 6 / 49، وط كمباني ج 3 / 106.
2- (2) جديد ج 5 / 157 و 314 - 318، وط كمباني ج 3 / 87 و 86 و 44.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 32 و 33، وجديد ج 67 / 116 و 119.
4- (4) التوحيد باب 2 ح 1.
5- (5) ط كمباني ج 2 / 190، وجديد ج 4 / 266.
6- (6) جديد ج 5 / 220، وط كمباني ج 3 / 61.

وفرض الله على المسلمين - كما في تشهد الصلاة - الشهادة بالعبودية والرسالة.

الخصال: الأربعمائة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إياكم والغلو فينا، قولوا: إنا عبيد مربوبون، وقولوا في فضلنا ما شئتم (1).

بصائر الدرجات: عن الحسين بن بردة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وعن إسماعيل ابن عبد العزيز قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) في حديث: يا إسماعيل! لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم، إجعلونا مخلوقين، وقولوا فينا ما شئتم، فلن تبلغوا - الخ (2)، كشف الغمة من كتاب الدلائل مثله (3).

بصائر الدرجات: عن كامل التمار قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ذات يوم فقال لي: يا كامل! اجعل لنا ربا نؤب إليه، وقولوا فينا ما شئتم. قال: قلت: نجعل لكم ربا تؤبون إليه، ونقول فيكم ما شئنا، قال: فاستوى جالسا ثم قال: وعسى أن نقول:

ما خرج إليكم من علمنا إلا ألفا غير معطوفة (4).

كشف الغمة: من كتاب الدلائل للحميري، عن مالك الجهني، في حديث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يا مالك ويا خالد! قولوا فينا ما شئتم واجعلونا مخلوقين - الخ (5).

وفي حديث قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا عبد الله وخليفته على عباده، لا تجعلونا أربابا، وقولوا في فضلنا ما شئتم، فإنكم لا تبلغون كنه ما فينا، ولا نهايته (6).

إثبات الهداة: عن خرائج الراوندي، عن خالد بن نجيح قال: دخلت على أبي

ص: 52


1- (1) ط كمباني ج 7 / 246. وتمامه ج 4 / 113، وجديد ج 10 / 92، و ج 25 / 270.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 248، و ج 11 / 123، وجديد ج 25 / 279، و ج 47 / 68.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 248، و ج 11 / 123، وجديد ج 25 / 279، و ج 47 / 68.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 249، وجديد ج 25 / 283.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 250، و ج 11 / 147، وجديد ج 25 / 289، و ج 47 / 148.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 274. ونحوه ص 275، وجديد ج 26 / 6.

عبد الله (عليه السلام)، وعنده خلق فجلست ناحية، وقلت في نفسي: ما أغفلهم عند من يتكلمون. فناداني: إنا والله عباد مخلوقون، لي رب أعبده إن لم أعبده عذبني بالنار. قلت: لا أقول فيك إلا قولك في نفسك. قال: إجعلونا عبيدا مربوبين وقولوا فينا ما شئتم إلا النبوة (1).

وروى العلامة الخوئي في شرح نهج البلاغة، عن الكافي بإسناده عن يونس بن رباط، عن الصادق (عليه السلام) في حديث تعليم الرسول (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين ألف باب، كل باب يفتح ألف باب. قلت: فظهر ذلك لشيعتكم ومواليكم؟ فقال: باب أو بابان.

فقلت له: جعلت فداك فما يروى من فضلكم من ألف ألف باب إلا باب أو بابان.

قال: فقال: وما عسيتم أن ترووا من فضلنا ما تروون من فضلنا إلا ألفا غير معطوفة (2).

وفي تفسير الإمام، عن أبي محمد العسكري، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تتجاوزوا بنا العبودية، ثم قولوا ما شئتم، ولا تغلوا، وإياكم والغلو كغلو النصارى، فإني برئ من الغالين - الخبر (3).

الإحتجاج، تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): قال الرضا (عليه السلام) من تجاوز بأمير المؤمنين الحد العبودية فهو من المغضوب عليهم، ومن الضالين.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تتجاوزوا بنا العبودية، ثم قولوا ما شئتم، ولن تبلغوا، وإياكم والغلو كغلو النصارى، فإني برئ من الغالين - إلى أن قال بعد شرح غلو النصارى: - فكذلك هؤلاء وجدوا أمير المؤمنين عبدا أكرمه الله ليبين فضله، ويقيم حجته، فصغر عندهم خالقهم أن يكون جعل عليا له عبدا، وأكبروا عليا عن أن يكون الله عز وجل له ربا فسموه بغير اسمه، فنهاهم هو وأتباعه من أهل ملته وشيعته وقالوا لهم: يا هؤلاء! إن عليا وولده عباد مكرمون مخلوقون مدبرون،

ص: 53


1- (1) إثبات الهداة ج 7 / 477.
2- (2) شرح نهج البلاغة للعلامة الخوئي ج 2 / 311.
3- (3) ط كمباني ج 2 / 200، وجديد ج 4 / 303.

لا يقدرون إلا ما أقدرهم عليه الله رب العالمين، ولا يملكون إلا ما ملكهم (1).

في غرر الحكم قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إياكم والغلو فينا، قولوا إنا مربوبون، واعتقدوا في فضلنا ما شئتم (2).

الحديث الوارد في تكذيب مولانا الرضا (عليه السلام) ما حكوه عنهم: إن الناس عبيد لنا، وقوله: لكنا نقول: الناس عبيد لنا في الطاعة، موال لنا في الدين - الخ (3).

دخول يزيد بن معاوية المدينة وقوله لقرشي: أتقر لي أنك عبد لي، إن شئت بعتك، وإن شئت أسترققتك، فلم يقر وقتل، ثم أرسل إلى مولانا علي بن الحسين (عليه السلام) فقال له مقالته للقرشي، فأقر وقال: أنا عبد مكره - الخ (4).

باب عبادة الأصنام والكواكب والأشجار، وعلة حدوثها (5). وتقدم في " صنم " ما يتعلق بذلك.

باب العبادة والاختفاء فيها، وذم الشهرة (6).

ذكر جملة من الروايات في فضل إخفاء العبادة، وأن عمل السر يفضل على عمل الجهر بسبعين ضعفا (7).

الخصال: عن الصادق (عليه السلام): الاشتهار بالعبادة ريبة (8).

في أن عبادة السر في دولة الباطل، أفضل من العبادة في دولة الحق (9).

الكافي: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إن العبادة ثلاثة: قوم عبدوا الله عز وجل خوفا، فتلك عبادة العبيد، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب الثواب، فتلك عبادة الاجراء، وقوم عبدوا الله عز وجل حبا له، فتلك عبادة الأحرار، وهي

ص: 54


1- (1) ط كمباني ج 7 / 247 و 248، و ج 2 / 200، وجديد ج 25 / 274.
2- (2) غرر الحكم ص 159.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 248، وجديد ج 25 / 279.
4- (4) جديد ج 46 / 137، وط كمباني ج 11 / 40.
5- (5) جديد ج 3 / 244، وط كمباني ج 2 / 77.
6- (6) جديد ج 70 / 251، وص 251 و 252، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 87.
7- (7) جديد ج 70 / 251، وص 251 و 252، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 87.
8- (8) ط كمباني ج 17 / 33، وجديد ج 77 / 112.
9- (9) جديد ج 52 / 127، وط كمباني ج 13 / 137.

أفضل العبادة (1). وبمعنى ذلك في البحار (2).

الكافي: عنه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أقبح الفقر بعد الغنى، وأقبح الخطيئة بعد المسكنة، وأقبح من ذلك العابد لله، ثم يدع عبادته (3).

الكافي: عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: من عمل بما افترض الله، فهو من أعبد الناس (4).

ويأتي في " عفف ": أن أفضل العبادة ترك المحرمات.

تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): قال الحسن بن علي (عليه السلام): من عبد الله، عبد الله له كل شئ، وقال الحسين (عليه السلام): من عبد الله حق عبادته آتاه الله فوق أمانيه، وكفايته (5). والظاهر أن الأول من الثلاثي المجرد، والثاني من باب التفعيل، يعني من عبد الله، ذلل الله له كل شئ.

باب الاقتصاد في العبادة، والمداومة عليها، وفضل التوسط في جميع الأمور، واستواء العمل (6).

الكافي: عن مولانا أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا إن لكل عبادة شرة، ثم تصير إلى فترة، فمن صارت شرة عبادته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن خالف سنتي فقد ضل، وكان عمله في تباب، أما إني أصلي، وأنام، وأصوم، وأفطر، وأضحك، وأبكي، فمن رغب عن منهاجي وسنتي فليس مني، وقال: كفى بالموت موعظة، وكفى باليقين غنى، وكفى بالعبادة شغلا.

بيان: الشرة - بكسر الشين، وتشديد الراء - شدة الرغبة (7).

ص: 55


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 88 و 83.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 348، و ج 9 / 511، و ج 17 / 134 و 148، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 28 و 73 و 75 و 77، وجديد ج 8 / 200، و ج 41 / 14، و ج 70 / 18 و 197 و 255، و ج 78 / 69 و 117.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 89، وجديد ج 70 / 256، وص 257.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 89، وجديد ج 70 / 256، وص 257.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 166، وجديد ج 71 / 184.
6- (6) جديد ج 71 / 209، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 172.
7- (7) جديد ج 71 / 209، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 172.

الكافي: عنه (عليه السلام)، عنه (صلى الله عليه وآله) قال: إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق، ولا تكرهوا عبادة الله إلى عباد الله، فتكونوا كالراكب المنبت الذي لا سفرا قطع، ولا ظهرا أبقى.

بيان: الإيغال السير الشديد، يريد (صلى الله عليه وآله) سر فيه برفق، ويحتمل أن يكون الإيغال هنا متعديا، أي أدخلوا الناس برفق، فإن الوغول الدخول في الشئ، والمنبت الذي انقطع به في سفره، وعطبت راحلته، من البت، وهو القطع، وقوله:

لا تكرهوا - الخ، كأن المعنى إنكم إذا فرطتم في الطاعات يريد الناس متابعتكم في ذلك، فيشق عليهم، فيكرهون عبادة الله ويفعلونها من غير رغبة وشوق (1).

الكافي: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا تكرهوا إلى أنفسكم العبادة (2).

الكافي: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: مر بي أبي، وأنا بالطواف، وأنا حدث وقد اجتهدت في العبادة، فرآني، وأنا أتصاب عرقا، فقال لي: يا جعفر يا بني! إن الله إذا أحب عبدا أدخله الجنة، ورضي عنه باليسير (3).

نوادر الراوندي: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إني لأكره للرجل أن ترى جبهته جلحاء، ليس فيها شئ من أثر السجود (4).

باب فيه ظهور آثار العبادة في الوجه (5).

ذكر عبادة داود النبي، وأنه لم يكن ساعة من ساعات الليل والنهار، إلا وإنسان من أولاده في الصلاة (6).

في عبادة رسول الله (صلى الله عليه وآله): روي أن رسول الله لما فتح مكة أتعب نفسه في عبادة الله، والشكر لنعمه في الطواف بالبيت (7).

ص: 56


1- (1) جديد ج 71 / 211، وص 213، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 172.
2- (2) جديد ج 71 / 211، وص 213، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 172.
3- (3) جديد ج 71 / 211، وص 213، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 172.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 198، وجديد ج 71 / 344، وص 343.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 198، وجديد ج 71 / 344، وص 343.
6- (6) جديد ج 14 / 15، وط كمباني ج 5 / 336.
7- (7) جديد ج 3 / 316، و ج 18 / 364، وط كمباني ج 2 / 98، و ج 6 / 387.

في أنه (صلى الله عليه وآله) كان إذا صلى قام على أصابع رجليه حتى تورمت، فنزل:

* (طه) * - الآيات (1).

وفي رواية جوامع المعجزات كان ذلك منه عشر سنين حتى تورمت قدماه، واصفر وجهه (2).

باب عبادة أمير المؤمنين (عليه السلام) وخوفه (3).

كلام ابن أبي الحديد في عبادته (4).

الروايات في ذلك من طرق العامة في إحقاق الحق (5).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): ما عبدتك خوفا من عقابك، ولا طمعا في ثوابك، ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك (6).

أمالي الصدوق: كان مولانا الحسن المجتبى (عليه السلام) أعبد الناس في زمانه.

وتقدم ذلك في " حسن ".

وروي في وصف عبادة علي بن الحسين (عليه السلام) أنه كان في الصلاة، فسقط محمد ابنه في البئر فلم ينثن عن صلاته، وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر، فلما فرغ من صلاته مد يده إلى قعر البئر فأخرج ابنه وقال: كنت بين يدي الجبار، لو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه عني (7).

مناقب ابن شهرآشوب: عن حماد بن حبيب الكوفي العطار (القطان) قال:

انقطعت عن القافلة عند زبالة، فلما أن جنني الليل آويت إلى شجرة عالية، فلما اختلط الظلام إذا أنا بشاب قد أقبل، عليه أطمار بيض يفوح منه رائحة المسك، فأخفيت نفسي ما استطعت فتهيأ للصلاة ثم وثب قائما وهو يقول: يا من حاز كل

ص: 57


1- (1) جديد ج 16 / 219 و 288، وط كمباني ج 6 / 119 و 163.
2- (2) جديد ج 17 / 257 و 287، وط كمباني ج 6 / 257 و 265.
3- (3) جديد ج 41 / 11، وط كمباني ج 9 / 510.
4- (4) جديد ج 41 / 148، وط كمباني ج 9 / 543.
5- (5) إحقاق الحق ج 8 / 596 و 602 - 605.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 511.
7- (7) ط كمباني ج 11 / 11، وجديد ج 46 / 34.

شئ ملكوتا وقهر كل شئ جبروتا، أولج قلبي فرح الإقبال عليك، وألحقني بميدان المطيعين لك، ثم دخل في الصلاة، ثم ذكر حبيب عبادته إلى أن قال: فلما أن تقشع الظلام وثب قائما وهو يقول: يا من قصده الضالون فأصابوه مرشدا وأمه الخائفون فوجدوه معقلا، ولجأ إليه العابدون فوجدوه موئلا، متى راحة من نصب لغيرك بدنه، ومتى فرح من قصد سواك بنيته، إلهي قد تقشع الظلام ولم أقض من خدمتك وطرا، ولا من حياض مناجاتك صدرا، صل على محمد وآله وافعل بي أولى الأمرين بك يا أرحم الراحمين - الخبر. وفي آخره سأله: من أنت؟ قال: أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) (1).

باب يذكر فيه عبادته (عليه السلام) (2).

فلاح السائل: كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا حضرت الصلاة اقشعر جلده، واصفر لونه، وارتعد كالسعفة (3).

كثرة حبه (عليه السلام) للعبادة، والتوجه إلى الله تعالى.

مناقب ابن شهرآشوب: وحضور قلبه في العبادة بحيث تمثل إبليس بصورة أفعى ليشغله، فما شغله (4).

أمالي الطوسي: شدة اجتهاده في العبادة بحيث أتت فاطمة بنت علي (عليه السلام) إلى جابر الأنصاري وقالت له: إن لنا عليكم حقوقا، من حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه وتدعوه إلى البقياء على نفسه، وهذا علي بن الحسين بقية أبيه، قد انخرم أنفه، وثفنت جبهته وركبتاه، أدأب نفسه في العبادة - الحديث، وفيه ذكر ما جرى بينهما من الكلمات، وذكره عبادة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقوله: لا أزال على منهاج أبوي مؤتسيا بهما حتى ألقاهما (5).

ص: 58


1- (1) ط كمباني ج 11 / 13، وجديد ج 46 / 40.
2- (2) جديد ج 46 / 54، وص 55، وص 58، وط كمباني ج 11 / 17.
3- (3) جديد ج 46 / 54، وص 55، وص 58، وط كمباني ج 11 / 17.
4- (4) جديد ج 46 / 54، وص 55، وص 58، وط كمباني ج 11 / 17.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 24 و 19، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 166، وجديد ج 46 / 60 و 78، و ج 71 / 185.

الخصال: كان (عليه السلام) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة كأمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان إذا قام في صلاته غشى لونه لون آخر، وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله، وكان يصلي صلاة مودع (1).

كان (عليه السلام) في الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه شئ، إلا ما حركت الريح منه وإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفض عرقا، وإذا كان شهر رمضان لم يتكلم إلا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير (2).

قلت: وكان يقال له (عليه السلام): ذو الثفنات، جمع ثفنة بكسر الفاء، وهي من الإنسان الركبة ومجتمع الساق والفخذ، لأن طول السجود أثر في ثفناته.

المتهجد: كان له (عليه السلام) خريطة فيها تربة الحسين (عليه السلام)، وكان لا يسجد إلا على التراب (3).

الكافي: كان (عليه السلام) يقول: لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي، وكان إذا قرأ * (مالك يوم الدين) * يكررها حتى كاد أن يموت (4).

كان (عليه السلام) إذا صلى يبرز إلى موضع خشن، فيصلي فيه ويسجد على الأرض، فأتى الجبان وهو جبل بالمدينة يوما، ثم قام على حجارة خشنة محرقة فأقبل يصلي - وكان كثير البكاء - فرفع رأسه من السجود، كأنما غمس في الماء من كثرة دموعه (5).

وتقدم في " صلى ": ما يتعلق بعبادة الأئمة خصوصا مولانا السجاد (عليه السلام).

ذكر عبادة زيد ابنه (6).

ص: 59


1- (1) ط كمباني ج 11 / 19 - 24، وجديد ج 46 / 79.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 20، وجديد ج 46 / 64.
3- (3) جديد ج 46 / 79، وط كمباني ج 11 / 24.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 31، وجديد ج 46 / 107، وص 108.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 31، وجديد ج 46 / 107، وص 108.
6- (6) جديد ج 46 / 200، وط كمباني ج 11 / 57.

الإشارة إلى عبادة أبي جعفر الباقر (عليه السلام) (1).

الإشارة إلى عبادة الصادق (عليه السلام) (2).

روي أن المنصور سهر ليلة، فدعا الربيع وأرسله إلى مولانا الصادق (عليه السلام) أن يأتي به، قال الربيع: فصرت إلى بابه، فوجدته في دار خلوته، فدخلت عليه من غير استيذان، فوجدته معفرا خديه مبتهلا بظهر يديه، قد أثر التراب في وجهه وخديه (3).

باب عبادة موسى بن جعفر (عليه السلام) (4).

إعلام الورى، الإرشاد: كان أبو الحسن موسى (عليه السلام) أعبد أهل زمانه وأفقههم وأسخاهم، إلى آخر ما يأتي في " وسا ".

باب عبادة مولانا علي بن موسى الرضا (عليه السلام) (5). يأتي ما يتعلق بذلك في " علا ".

وعن كنز الفوائد، عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: * (إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين) * قال: هم شيعتنا، وعنه في قوله تعالى: * (يا عبادي الذين أسرفوا) * - الآية، قال: والله ما أريد بذلك غيركم، وقوله تعالى: * (بل عباد مكرمون) * هم أئمة الهدى صلوات الله عليهم.

باب أنه نزل فيهم: * (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا) * - الآيات (6).

وسائر الروايات في تفسير هذه الآيات في البحار (7).

ص: 60


1- (1) جديد ج 46 / 290، وط كمباني ج 11 / 83 - 86.
2- (2) جديد ج 47 / 37 - 55، وط كمباني ج 11 / 114 و 119 و 120.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 160، وجديد ج 47 / 188.
4- (4) جديد ج 48 / 100، وط كمباني ج 11 / 261.
5- (5) جديد ج 49 / 89، وط كمباني ج 12 / 26.
6- (6) جديد ج 24 / 132، و ج 41 / 54، و ج 52 / 373، وط كمباني ج 7 / 118، و ج 9 / 520، و ج 13 / 196.
7- (7) جديد ج 24 / 387، و ج 68 / 148، وط كمباني ج 7 / 175 و 176، و ج 15 كتاب الإيمان ص 141.

والكلمات في هذه الآيات (1).

الإختصاص: عن عبد الله بن محمد بن خالد البرقي قال: كان محمد بن مسلم مشهورا في العبادة، وكان من العباد في زمانه (2).

في أن العبادة أشغلت زرارة عن الكلام مع أن المتكلمين من الشيعة كانوا تلاميذه، كما تقدم في " زرر ".

السؤال عن مولانا الباقر (عليه السلام) عن أفضل ما عبد الله - الخبر (3).

وعن الصادق (عليه السلام): أفضل العبادة العلم بالله، والتواضع له (4).

في أن العبادة ثقيلة على الشيعة دون العامة، لأن الحق ثقيل، والشيطان موكل بالشيعة، وسائر الناس قد كفوه أنفسهم (5).

كيفية عبادة الشيعة قائما وقاعدا ونائما وحيا وميتا (6).

وفي حديث المعراج قال تعالى: يا أحمد! ليس شئ من العبادة أحب إلي من الصمت والصوم، فمن صام ولم يحفظ لسانه كان كمن قام ولم يقرأ في صلاته، فاعطيه أجر القيام، ولم أعطه أجر العابدين.

يا أحمد! هل تدري متى يكون العبد عابدا؟ قال: لا يا رب. قال: إذا اجتمع فيه سبع خصال: ورع يحجزه عن المحارم، وصمت يكفيه عما لا يعنيه، وخوف يزداد كل يوم من بكائه، وحياء يستحيي مني في الخلاء، وأكل ما لابد منه، ويبغض الدنيا لبغضي لها، ويحب الأخيار لحبي لهم - الخ (7).

ص: 61


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 286، وجديد ج 69 / 260.
2- (2) جديد ج 47 / 390، وط كمباني ج 11 / 223.
3- (3) جديد ج 40 / 62، وط كمباني ج 9 / 441.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 185، وجديد ج 78 / 247.
5- (5) جديد ج 46 / 305، وط كمباني ج 11 / 87.
6- (6) جديد ج 68 / 67، وط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 120.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 9، وجديد ج 77 / 29 و 30.

في أن العبادة عشرة أجزاء، أفضلها طلب الحلال (1).

وتقدم في " حلل " ما يتعلق بذلك، وقوله (عليه السلام): العبادة مع أكل الحرام، كالبناء على الرمل، وقيل: على الماء (2).

وتقدمت حكاية برصيصا العابد في " برص "، وحكاية جريح العابد في " جرح ".

خبر العابد الذي عبد ثمانين سنة فزنى وتصدق، فأحبط الله عمله بتلك الزنية، وغفر الله له بتلك الصدقة (3).

حكاية العابد الذي أحرق يده التي ضربها على بغي بالشهوة (4).

وحكاية العابد الذي أضاف امرأة، فهم بها، فكلما هم بها، قرب إصبعا من أصابعه إلى النار، فلم يزل كذلك دأبه حتى أصبح (5).

خبر العابد الإسرائيلي الذي وبخ نفسه، فأوحى الله إليه! ذمك لنفسك، أفضل من عبادتك (6).

حكاية العابد الذي أغواه الشيطان أن يزني، ثم يتوب ليقوى على العبادة، فلما جاء إلى بغي ليزني بها وعظته المرأة، وقالت: إن ترك الذنب أهون من طلب التوبة، وليس كل من طلب التوبة وجدها، فانصرف العابد وماتت المرأة من ليلتها، فغفر الله تعالى لها، ووجبت لها الجنة لمنعها العابد عن معصية الله (7).

حكاية العابد المحارف الذي لا يتوجه في شئ، فيصيب فيه شيئا (8).

حكاية العابد الإسرائيلي الذي سأل الله عن حاله عنده (9).

ص: 62


1- (1) جديد ج 77 / 27 و 140، و ج 103 / 7 و 17، وط كمباني ج 17 / 8. ويقرب منه فيه ص 41، و ج 23 / 5 و 8.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 201، وجديد ج 84 / 258.
3- (3) جديد ج 96 / 123، وط كمباني ج 20 / 33.
4- (4) جديد ج 14 / 492، وص 500، وط كمباني ج 5 / 449.
5- (5) جديد ج 14 / 492، وص 500، وط كمباني ج 5 / 449.
6- (6) جديد ج 14 / 492، وص 500، وط كمباني ج 5 / 449.
7- (7) جديد ج 14 / 495، و ج 63 / 270 و 277، وط كمباني ج 14 / 632، والكافي فيه ص 633.
8- (8) جديد ج 14 / 494 و 497، وط كمباني ج 5 / 450.
9- (9) جديد ج 14 / 509.

حكاية العابد الذي تمنى الحمار لربه (1).

ذكر هذا الخبر مع بيان المجلسي له (2).

وتقدم في " رأى ": خبر العابدين اللذين كانا مرائيين.

ملاقاة موسى عابدا وأعبد ثم أعبد (3).

وتقدم في " ديك ": عابد لم ينه عن نتف ديك، فخسف به.

في أن عابد بني إسرائيل إذا بلغ الغاية في العبادة صار مشاء في حوائج الناس عانيا بما يصلحهم (4).

الإختصاص: النبوي (صلى الله عليه وآله): ذكر الله عز وجل عبادة، وذكري عبادة، وذكر علي عبادة، وذكر الأئمة من ولده عبادة - الخبر (5).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): من قضى حق من لا يقضي حقه، فقد عبده (6).

ومن كلمات لقمان: يا بني! كن عبدا للأخيار (7).

ومن كلمات مولانا أبي محمد العسكري (عليه السلام): ليست العبادة كثرة الصيام والصلاة، وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله (8). وعن الرضا (عليه السلام) مثله فيه (9).

والكافي: عن الرضا (عليه السلام) مثله (10).

قصص الأنبياء: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في التوراة مكتوب: ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك خوفا مني، وإن لا تفرغ لعبادتي، أملأ قلبك شغلا بالدنيا، ثم

ص: 63


1- (1) جديد ج 14 / 506.
2- (2) جديد ج 1 / 84، وط كمباني ج 1 / 30.
3- (3) جديد ج 13 / 345، و ج 69 / 323، و ج 74 / 145، وط كمباني ج 5 / 306، و ج 15 كتاب الإيمان ص 303، وكتاب العشرة ص 42.
4- (4) جديد ج 14 / 508، و ج 74 / 336، وط كمباني ج 5 / 453، و ج 15 كتاب العشرة ص 95.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 161، و ج 19 كتاب الدعاء ص 81، وجديد ج 36 / 370، و ج 94 / 69.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 46، وجديد ج 74 / 163.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 49، وجديد ج 74 / 176.
8- (8) ط كمباني ج 17 / 216، وص 206، وجديد ج 78 / 335، وص 373.
9- (9) ط كمباني ج 17 / 216، وص 206، وجديد ج 78 / 335، وص 373.
10- (10) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 194، وجديد ج 71 / 322.

لا أسد فاقتك، وأكلك إلى طلبها (1).

في فضل العالم على العابد:

الإختصاص: قال مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه: المتعبد على غير فقه، كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح، وركعتان من عالم، خير من سبعين ركعة من جاهل، لأن العالم تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه، وتأتي الجاهل فتنسفه نسفا، وقليل العمل مع كثير العلم، خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك والشبهة (2).

بصائر الدرجات: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: عالم أفضل من ألف عابد، ومن ألف زاهد، وقال: عالم ينتفع بعلمه، أفضل من عبادة سبعين ألف عابد. وسائر الروايات في أفضلية العالم على العابد كثيرة، منها في البحار (3).

ويظهر فضل العالم على العابد من قصة يونس بن متى وقومه، حيث أن العابد أشار على يونس بالعذاب على قومه، والعالم ينهى، فقبل قول العابد، فدعا عليهم وخرج عنهم، فكشف الله عنهم العذاب بما علمهم العالم من التضرع والإنابة إلى الله تعالى (4). وتفسير العياشي، كما في البحار (5).

الإحتجاج: قول حبر لأمير المؤمنين (عليه السلام): أفنبي أنت؟ فقال: ويلك إنما أنا عبد من عبيد محمد (صلى الله عليه وآله) (6).

وتقدم في " صغى " و " سمع ": النبوي (صلى الله عليه وآله): من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله، وإن كان عن إبليس فقد عبد إبليس.

النبوي (صلى الله عليه وآله): يا رب إن شئت لم تعبد (7).

وعن الراغب في المفردات ما ملخصه: إن العبودية إظهار التذلل، والعبادة أبلغ

ص: 64


1- (1) ط كمباني ج 5 / 308، وجديد ج 13 / 357.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 65، وجديد ج 1 / 208.
3- (3) جديد ج 2 / 18 - 25، وط كمباني ج 1 / 75 و 76.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 422، وص 425، وجديد ج 14 / 379، وص 392.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 422، وص 425، وجديد ج 14 / 379، وص 392.
6- (6) ط كمباني ج 2 / 88، وجديد ج 3 / 283.
7- (7) جديد ج 20 / 91، وط كمباني ج 6 / 504.

منها، لأنها غاية التذلل، ولا يستحقها إلا من له غاية الإفضال، وهو الله تعالى ولهذا قال: * (ألا تعبدوا إلا إياه) *. والعبادة ضربان: عبادة بالتسخير كسجود الحيوانات والنباتات والظلال، قال الله تعالى: * (ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال) *، فهذا سجود تسخير، وهو الدلالة الصامتة الناطقة المنبهة على كونها مخلوقة، وإنها خلق فاعل حكيم.

والضرب الثاني: عبادة بالاختيار وهي لذوي النطق، وهي المأمور بها في نحو قوله تعالى: * (اعبدوا ربكم) *. والعبد يقال على أربعة أضرب: الأول: عبد بحكم الشرع، وهو الإنسان الذي يصح بيعه وابتياعه، نحو العبد بالعبد. والثاني عبد بالإيجاد، وذلك ليس إلا لله، قال تعالى: * (إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا) *. والثالث عبد بالعبادة والخدمة، والناس في هذا ضربان: عبد لله مخلصا كقوله تعالى: * (وعباد الرحمن، إن عبادي، عبدنا أيوب، عبدا شكورا) *.

ونحو ذلك. وعبد للدنيا وأعراضها وهو المعتكف على خدمتها ومراعاتها.

قال النبي (صلى الله عليه وآله): تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار، وعلى هذا النحو يصح أن يقال: ليس كل إنسان عبدا لله، فإن العبد على هذا بمعنى العابد، لكن العبد أبلغ من العابد والناس كلهم عباد الله، بل الأشياء كلها كذلك لكن بعضها بالتسخير وبعضها بالاختيار. إنتهى.

ويناسب في هذا المقام نقل هذه الأشعار من الدرة قال:

واحذر لدى التخصيص بالعبادة * شركا وكذبا واتباع العادة إياك من قول به تفند * فأنت عبد لهواك تعبد تلهج في إياك نستعين * وأنت غير الله تستعين ينعي على الباطن حسن ما علن * ما أقبح القبيح في زي حسن حسن له الباطن فوق الظاهر * واعبده بالقلب النقي الطاهر وتب إليه وأنب واستغفر * وسدد الطاعة بالتفكر وقم قيام الماثل الذليل * ما بين أيدي الملك الجليل

ص: 65

واعلم إذا ما ثلث ما تقول * ومن تناجي ومن المسؤول وعن مولانا الباقر (عليه السلام): إن لله عبادا ميامين مياسير يعيشون ويعيش الناس في أكنافهم، وهم في عباده مثل القطر، ولله عباد ملاعين مناكيد، لا يعيشون ولا يعيش الناس في أكنافهم، وهم في عباده بمنزلة الجراد لا يقعون على شئ إلا أتوا عليه (1).

في أن النبي (صلى الله عليه وآله) هل كان متعبدا بشريعة أم لا، وتحقيق ذلك (2).

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: عن الصادق، عن أبيه (عليهما السلام) أنه قال: أنتم الذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا، ومن أطاع جبارا فقد عبده (3).

تفسير علي بن إبراهيم: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث تفسير قوله تعالى: * (اتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا) * قال: ليس العبادة هي السجود ولا الركوع، إنما هي طاعة الرجال، من أطاع المخلوق في معصية الخالق فقد عبده (4).

وعن القمي في تفسيره عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: * (أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء) * قال: يعني هما وأشياعهما الذين اتخذوهما من دون الله أولياء - الخبر.

الكافي: عن مولانا الصادق (عليه السلام) في حديث إحياء عيسى أهل قرية فقال:

ويحكم ما كانت أعمالكم؟ قال: عبادة الطاغوت وحب الدنيا - إلى أن قال: - كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟ قال: الطاعة لأهل المعاصي - الخبر (5).

ص: 66


1- (1) جديد ج 78 / 180، وط كمباني ج 17 / 165.
2- (2) جديد ج 18 / 271، وط كمباني ج 6 / 363.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 75، وجديد ج 23 / 361.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 5، وجديد ج 72 / 94.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 66، وجديد ج 73 / 10.

تفسير الإمام (عليه السلام) لقوله تعالى: * (اعبدوا ربكم الذي خلقكم) * اعبدوه بتعظيم محمد وعلي بن أبي طالب صلوات الله عليهما - الخ (1).

تفسير الإمام (عليه السلام) لقوله: * (يا أيها الناس اعبدوا ربكم) * (2).

في أن المراد بقوله تعالى مخاطبا لإبليس: * (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) * - الآية، الأئمة (عليهم السلام) وشيعتهم (3). وتمام الرواية في الكافي (4). تفسير العياشي: عن أبي بصير (5)، المحاسن (6).

أقول: النبوي (صلى الله عليه وآله): من عرف الحق لم يعبد الحق، قد ذكر النراقي في كتاب مشكلات العلوم، فيه وجوها تزيد عن خمسين، منها: أن يكون العبادة بمعنى الإنكار يعني من عرف الحق لم ينكره، والجملة الخبرية بمعنى الإنشاء. ومنها: أن من عرف الله حق معرفته لم يعبده حق عبادته، أراد الإخبار عنه، فإذا كان حاله كذلك فكيف من دونه وغير ذلك، قال: ومن الأخبار المشهورة: من عبد الله فهو كافر. الظاهر أن عبد بكسر الباء بمعنى جحد، كما صرح به أهل اللغة، وإن كان بفتح الباء فيكون المعنى: من عبد لفظ الله فقط، من دون المسمى فهو كافر.

ولعله منها قوله تعالى: * (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) * يعني أول الجاحدين لذلك، أو المعنى: إن كان للرحمن ولد فأنا أول من عبد الله، وأول من خلق الله، فأنا أقدم وأولى.

تفسير علي بن إبراهيم: في هذه الآية يعني أول الآنفين له، أن يكون له ولد (7).

أم معبد الخزاعية: هي التي نزل عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وظهرت منه معجزة في شاتها (8).

ص: 67


1- (1) جديد ج 38 / 69، وط كمباني ج 9 / 276.
2- (2) جديد ج 68 / 286، وط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 180.
3- (3) جديد ج 68 / 57، وص 48، وص 35، وص 94، وط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 111 و 115 و 117 و 127..
4- (4) جديد ج 68 / 57، وص 48، وص 35، وص 94، وط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 111 و 115 و 117 و 127..
5- (5) جديد ج 68 / 57، وص 48، وص 35، وص 94، وط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 111 و 115 و 117 و 127..
6- (6) جديد ج 68 / 57، وص 48، وص 35، وص 94، وط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 111 و 115 و 117 و 127..
7- (7) ط كمباني ج 6 / 213، وجديد ج 17 / 85.
8- (8) جديد ج 18 / 43، و ج 19 / 41، وط كمباني ج 6 / 412 - 425 و 307.

عبر:

باب التفكر والاعتبار والاتعاظ بالعبر (1).

يوسف: * (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) *، وقال تعالى:

* (فاعتبروا يا أولي الأبصار) *.

الخصال: عن الصادق (عليه السلام): كان أكثر عبادة أبي ذر التفكر والاعتبار (2).

معاني الأخبار: عنه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أغفل الناس من لم يتعظ بتغير الدنيا من حال إلى حال (3).

أمالي الصدوق: كتب هارون إلى موسى بن جعفر (عليه السلام): عظني وأوجز. فكتب إليه: ما من شئ تراه عينك إلا وفيه موعظة (4).

مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): اعتبروا بما مضى من الدنيا، هل بقي على أحد، أو هل فيها باق من الشريف والوضيع، والغني والفقير، والولي والعدو، فكذلك ما لم يأت منها بما مضى أشبه من الماء بالماء - الخ (5).

مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المعتبر في الدنيا عيشه فيها كعيش النائم. يراها ولا يمسها، وهو يزيل عن قلبه ونفسه، باستقباحه معاملات المغرورين بها ما يورثه الحساب والعقاب (6).

كتاب صفين: قال: لما توجه علي (عليه السلام) إلى صفين إنتهى إلى ساباط، ثم إلى مدينة بهرسير، وإذا رجل من أصحابه يقال له: حرز بن سهم من بني ربيعة ينظر إلى آثار كسرى وهو يتمثل بقول ابن يعفر التميمي:

جرت الرياح على مكان ديارهم * فكأنهم كانوا على ميعاد فقال علي (عليه السلام): أفلا قلت: * (كم تركوا من جنات وعيون) * - الآيات (7). ويأتي في " مدن ".

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): إن الأمور إذا اشتبهت اعتبر آخرها بأولها.

ص: 68


1- (1) جديد ج 71 / 314، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 192.
2- (2) جديد ج 71 / 323، وص 324، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 194.
3- (3) جديد ج 71 / 323، وص 324، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 194.
4- (4) جديد ج 71 / 323، وص 324، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 194.
5- (5) جديد ج 71 / 325، وص 326، وص 327.
6- (6) جديد ج 71 / 325، وص 326، وص 327.
7- (7) جديد ج 71 / 325، وص 326، وص 327.

وقال، من اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم.

وقال: ما أكثر العبر، وأقل الاعتبار (1).

وقال: الفكر مرآة صافية، والاعتبار منذر ناصح، وكفى أدبا لنفسك تجنبك ما كرهته لغيرك (2).

وقال في وصيته للحسن (عليه السلام): إستدل على ما لم يكن بما قد كان، فإن الأمور أشباه، ولا تكونن ممن لا تنفعه العظة، إلا إذا بالغت في إيلامه، فإن العاقل يتعظ بالأدب، والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب (3).

كنز الكراجكي: عن الصادق (عليه السلام) قال: من وعظه الله بخير فقبل فالبشرى، ومن لم يقبل فالنار له أحرى (4).

خبر أروى سلم، الذي فيه الاعتبار للمعتبر:

إكمال الدين، أمالي الصدوق: عن الصادق (عليه السلام) قال: إن داود خرج ذات يوم يقرأ الزبور، وكان إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ولا حجر ولا طائر ولا سبع إلا جاوبه، فما زال يمر حتى إنتهى إلى جبل، فإذا على ذلك الجبل نبي عابد يقال له حزقيل، فلما سمع دوي الجبال وأصوات السباع والطير، علم أنه داود.

فقال داود: يا حزقيل! أتأذن لي فأصعد إليك؟ قال: لا، فبكى داود. فأوحى الله جل جلاله إليه: يا حزقيل لا تعير داود وسلني العافية، فقام حزقيل، فأخذ بيد داود فرفعه إليه، فقال داود: يا حزقيل! هل هممت بخطيئة قط؟ قال: لا. قال: فهل دخلك العجب مما أنت فيه من عبادة الله عز وجل؟ قال: لا. قال: فهل ركنت إلى الدنيا، فأحببت أن تأخذ من شهوتها ولذتها؟ قال: بلى، ربما عرض بقلبي. قال: فماذا تصنع إذا كان ذلك؟ قال: أدخل هذا الشعب فأعتبر بما فيه.

قال: فدخل داود النبي الشعب، فإذا سرير من حديد عليه جمجمة بالية، وعظام فانية، وإذا لوح من حديد فيه كتابة، فقرأها داود، فإذا هي: أنا أروى سلم، ملكت ألف سنة، فبنيت ألف مدينة، وافتضضت ألف بكر، فكان آخر أمري أن صار

ص: 69


1- (1) جديد ج 71 / 327، وص 328.
2- (2) جديد ج 71 / 327، وص 328.
3- (3) جديد ج 71 / 327، وص 328.
4- (4) جديد ج 71 / 327، وص 328.

التراب فراشي، والحجارة وسادتي، والديدان والحيات جيراني، فمن رآني فلا يغتر بالدنيا (1).

في الرؤيا وتعبيرها:

تعبير يوسف رؤيا صاحبه في السجن، ورؤيا الملك (2).

تعبير دانيال رؤيا بخت نصر (3).

إعلم: أن التعبير والتأويل قد يكون بدلالة الكتاب أو السنة، أو من الأمثال السائرة بين الناس، وقد يقع التأويل على الأسماء والمعاني، وقد يقع على الضد.

فالتأويل بدلالة القرآن كالحبل يعبر بالعهد: * (واعتصموا بحبل الله) *، والسفينة بالنجاة: * (فأنجيناه وأصحاب السفينة) *، والخشبة بالنفاق: * (كأنهم خشب مسندة) *، والحجارة بالقسوة: * (أو أشد قسوة) *، وأكل اللحم التي بالغيبة: * (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا) *، والبيض واللباس بالنساء: * (كأنهن بيض مكنون) * * (وهن لباس لكم) * إلى غير ذلك.

والتأويل بدلالة الحديث كالغراب بالرجل الفاسق، والضلع بالمرأة، والقوارير بالنساء، وحفر الحفرة بالمكر، والحاطب بالنمام، والرمي بالقذف، وغسل اليد باليأس عما يؤمل.

والتأويل بالأسامي كمن رأى من يسمى راشدا يعبر بالرشد، وسالما بالسلامة، والسفرجل بالسفر، والسوسن بالسوء.

والتأويل بالمعنى كالورد والنرجس بقلة البقاء، والآس بالبقاء، لأنه بخلاف الورد والنرجس، والأترج بالنفاق لمخالفة باطنه ظاهره.

وأما التأويل بالضد: كالخوف يعبر بالأمن، والبكاء بالفرح، والموت بطول العمر.

ص: 70


1- (1) ط كمباني ج 5 / 338 و 339، وجديد ج 14 / 25.
2- (2) جديد ج 12 / 228، وط كمباني ج 5 / 173.
3- (3) جديد ج 14 / 358 و 367 و 369، و ج 15 / 212، وط كمباني ج 5 / 417 و 419، و ج 6 / 49.

وقد يتغير التأويل عن أصله باختلاف حال الرائي، كالغل في النوم مكروه وهو في حق الرجل الصالح قبض اليد عن الشر، وقد عبر ابن سيرين الأذان، بالحج والسرقة (1).

أقول: وقد تقدم ما يتعلق بذلك في " سير " في ترجمة ابن سيرين، وفي " رأى " ذكر بعض المنامات وتعبيراتها.

دعاء العبرات: نقل السيد ابن طاووس عن صديقه محمد بن محمد القاضي الآوي، أنه قد حدثت له حادثة، فوجد هذا الدعاء في أوراق لم يجعله فيها بين كتبه، فنسخ منه نسخة، فلما انتسخه فقد الأصل الذي كان قد وجد وهو: اللهم إني أسألك يا راحم العبرات - الدعاء (2).

عبس:

كلمات الطبرسي في تفسير قوله تعالى: * (عبس وتولى أن جائه الأعمى) * - الخ، المراد بالأعمى عبد الله بن أم مكتوم، وفاعل عبس رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كما نسبه إلى كلام قيل. ويظهر من كلماته حيث نقل كلام السيد المرتضى في أن فاعل عبس غير رسول الله، ثم شرع الطبرسي في تأييد كلام السيد، أن نظر الطبرسي موافق للسيد، فراجع البحار (3).

ويظهر من كلمات القمي أن فاعل عبس عثمان، حيث عبس عثمان وجهه وتولى عن ابن أم مكتوم - الخ، فراجع البحار (4).

أقول: روى العلامة النوري في المستدرك مسندا عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه، عن رسول الله صلوات الله عليهم أنه كان يقول: إن الله يبغض المعبس في وجه إخوانه (5).

ص: 71


1- (1) ط كمباني ج 14 / 451، وجديد ج 61 / 219.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 292، وجديد ج 95 / 378.
3- (3) جديد ج 17 / 76، وط كمباني ج 6 / 212.
4- (4) جديد ج 17 / 76 - 78 و 85، و ج 30 / 174، وط كمباني ج 6 / 213، و ج 8 / 211.
5- (5) المستدرك ج 2 / 61.

وفيه عن الكافي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفات المؤمن: هشاش، بشاش، لا بعباس ولا بجباس - الخبر.

أقول: في القاموس: الجبس: الجامد، الثقيل الروح، الفاسق الردئ، الجبان، واللئيم، وتجبس: تبختر. إنتهى ملخصا، ومع ذلك كيف يصح أن يكون فاعل عبس الرسول الكريم، صاحب الخلق العظيم.

العباس بن عبد المطلب: عم النبي (صلى الله عليه وآله)، يكنى أبا الفضل، وكانت له السقاية في زمزم، وأسلم يوم بدر، واستقبل النبي (صلى الله عليه وآله) عام الفتح، وكان معه حين فتح وبه ختمت الهجرة، ومات بالمدينة أيام عثمان، وقد كف بصره، وكان له من الولد تسعة ذكور، وثلاث إناث: عبد الله، وعبيد الله، والفضل، وقثم، ومعبد، و عبد الرحمن، وأم حبيب، أمهم لبابة بنت الفضل بن الحارث الهلالية أخت ميمونة، بنت الحارث زوج النبي (صلى الله عليه وآله)، وتمام، وكثير، والحارث، وآمنة، وصفية لأمهات أولاد، كذا قاله في إعلام الورى، فراجع البحار (1).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): في النبوي الرضوي (عليه السلام): خير إخواني علي، وخير أعمامي حمزة، والعباس صنو أبي (2).

أمالي الطوسي: في أن العباس كان طوالا، حسن الجسم، فلما رآه النبي (صلى الله عليه وآله) تبسم إليه - الخبر (3).

أمالي الطوسي: في النبوي الرضوي (عليه السلام): احفظوني في عمي العباس، فإنه بقية آبائي (4).

والنبوي (صلى الله عليه وآله): من آذى العباس فقد آذاني، إنما عم الرجل صنو أبيه.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): في الرضوي (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي وفاطمة والحسن والحسين والعباس بن عبد المطلب وعقيل: أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم (5). وفيه كلام الصدوق في هذا الحديث.

ص: 72


1- (1) جديد ج 22 / 261، وط كمباني ج 6 / 734.
2- (2) جديد ج 22 / 274، وص 285، وص 286.
3- (3) جديد ج 22 / 274، وص 285، وص 286.
4- (4) جديد ج 22 / 274، وص 285، وص 286.
5- (5) جديد ج 22 / 274، وص 285، وص 286.

أشعاره في وصف النبي، وقوله (صلى الله عليه وآله): لا يفضض الله فاك (1).

قول النبي (صلى الله عليه وآله) له قرب ارتحاله يا عم محمد! تأخذ تراث رسول الله، وتنجز عداته، وتؤدي دينه، وجواب العباس، أنا شيخ كبير، كثير العيال، قليل المال، وأنت تباري الريح سخاء - الخ (2). أمالي الطوسي: نحوه (3). ويقرب منه في البحار (4).

إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) عمه العباس بدنانير خبأها عند أم الفضل حين خرج إلى بدر (5).

قول النبي (صلى الله عليه وآله) له: ويل لذريتي من ذريتك (6).

هبوط جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله) بزي ولد العباس عليه قباء أسود، ومنطقة فيها خنجر (7).

ما يتعلق به وبفضله (8).

العمدة: من الجمع بين الصحيحين للحميدي من أفراد مسلم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أوصيكم بهذين خيرا، يعني عليا والعباس، لا يكف عنهما أحد، ولا يحفظهما لي إلا أعطاه الله نورا يرد به علي يوم القيامة (9).

تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): فيه خبر في تسليم العباس لفضل علي (عليه السلام) وأن النبي (صلى الله عليه وآله) أخبره أن الملائكة يقولون: اللهم صل على العباس عم نبيك في تسليمه لنبيك فضل أخيه علي (عليه السلام) (10).

ص: 73


1- (1) جديد ج 22 / 286.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 783 و 794، و ج 9 / 260، وجديد ج 22 / 456، و ج 38 / 3.
3- (3) جديد ج 22 / 500.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 213، وجديد ج 68 / 396.
5- (5) جديد ج 18 / 105 و 130، و ج 19 / 265، وط كمباني ج 6 / 323 و 329 و 462.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 326، وجديد ج 18 / 119.
7- (7) جديد ج 22 / 291، و ج 28 / 48، وط كمباني ج 6 / 741، و ج 8 / 11.
8- (8) جديد ج 38 / 236، وط كمباني ج 9 / 317.
9- (9) ط كمباني ج 9 / 414، وجديد ج 39 / 304.
10- (10) جديد ج 39 / 25، وط كمباني ج 9 / 353.

أمالي الطوسي: عن عبد الله بن الحارث، عن العباس بن عبد المطلب قال:

قلت: يا رسول الله مالنا ولقريش إذا تلاقوا تلاقوا بوجوه مستبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك. فغضب النبي (صلى الله عليه وآله) ثم قال: والذي نفسي بيده، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله (1).

باب منازعة أمير المؤمنين (عليه السلام) والعباس في الميراث (2).

ويقرب منه نزاعهما إلى أبي بكر في برد النبي (صلى الله عليه وآله) وسيفه وفرسه (3).

وفي رجالنا لغة " هشم ": ما روي عن هشام بن الحكم في ذلك، وفي " دلدل ":

أن العباس جاء إلى مولانا أمير المؤمنين يطالبه بميراث النبي (صلى الله عليه وآله).

خبر الميزاب الذي كان له إلى المسجد، وحاصله أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما أمر بسد الأبواب استدعى العباس أن يجعل له بابا إلى المسجد فقال: ليس إلى ذلك سبيل.

فقال: فميزابا يكون من داري إلى المسجد، أتشرف به، فأجابه إلى ذلك، فنصب له ميزابا إلى المسجد، وقال: معاشر المسلمين! إن الله تعالى قد شرف عمي العباس بهذا الميزاب، فلا تؤذوني في عمي، فإنه بقية الآباء والأجداد، فلعن الله من آذاني في عمي وبخسه حقه أو أهان عليه، ولم يزل الميزاب على حاله إلى أيام الثاني.

فلما كان في بعض الأيام وعك العباس ومرض مرضا شديدا، وصعدت الجارية تغسل قميصه، فجرى الماء من الميزاب إلى صحن المسجد، فنال بعض الماء ثوب الرجل فغضب غضبا شديدا، وقال لغلامه: اصعد واقلع الميزاب، فصعد الغلام فقلعه ورمى به إلى سطح العباس، وقال: والله لئن رده أحد إلى مكانه لأضربن عنقه، فشق ذلك على العباس ودعا بولديه عبد الله وعبيد الله ونهض يمشي متوكيا عليهما وهو يرتعد من شدة المرض، وسار حتى دخل على أمير المؤمنين (عليه السلام).

ص: 74


1- (1) ط كمباني ج 7 / 374. ونحوه ص 388، وجديد ج 27 / 81 و 141.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 87، وجديد ج 29 / 67.
3- (3) جديد ج 38 / 3، وط كمباني ج 9 / 260.

فانزعج لذلك وقال: يا عم ما جاء بك وأنت على هذه الحالة، فقص عليه القصة، وما فعل معه عمر من قلع الميزاب وتهدده من يعيده إلى مكانه وقال له:

يا بن أخي إنه كان لي عينان أنظر بهما، فنصب إحداهما وهي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبقيت الأخرى وهي أنت يا علي، وما أظن أن أظلم ويزول ما شرفني به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنت لي، فانظر في أمري.

فقال له: يا عم ارجع إلى بيتك فسترى مني ما يسرك إن شاء الله تعالى. ثم نادى: يا قنبر! علي بذي الفقار فتقلده، ثم خرج إلى المسجد والناس حوله وقال:

يا قنبر اصعد فرد الميزاب إلى مكانه، فصعد قنبر فرده إلى موضعه وقال علي (عليه السلام):

وحق صاحب هذا القبر والمنبر لئن قلعه قالع، لأضربن عنقه وعنق الآمر بذلك، ولأصلبنهما في الشمس حتى يتقذرا.

فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فنهض ودخل المسجد ونظر إلى الميزاب فقال:

لا يغضب أحد أبا الحسن (عليه السلام) فيما فعله، ونكفر عن اليمين. فلما كان من الغداة مضى أمير المؤمنين إلى عمه العباس فقال له: كيف أصبحت يا عم؟ قال: بأفضل النعم ما دمت لي يا بن أخي. فقال له: يا عم طب نفسا وقر عينا، فوالله لو خاصمني أهل الأرض في الميزاب لخصمتهم، ثم لقتلتهم بحول الله وقوته، ولا ينالك ضيم يا عم.

فقام العباس فقبل ما بين عينيه وقال: يا بن أخي ما خاب من أنت ناصره (1).

ضيافته لعبد الله بن جذعان عن النبي (صلى الله عليه وآله) (2).

خبر إعطاء النبي (صلى الله عليه وآله) إياه مواضع من الشام والعراق، وكتب له كتابا فمزقه الثاني (3).

دعاؤه على نفسه بالموت مما رأى من الثالث، واستجابة دعائه (4).

ص: 75


1- (1) ط كمباني ج 8 / 244، وجديد ج 30 / 362، وص 366.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 244، وجديد ج 30 / 362، وص 366.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 246، وجديد ج 30 / 369.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 368، وجديد ج 31 / 451.

تأثر الرسول (صلى الله عليه وآله) من أنين عمه العباس يوم بدر، وعدم نومه لذلك فأطلقوه من وثاقه (1). وفيه أخذ الرسول (صلى الله عليه وآله) الفداء من عمه العباس مائة أوقية (2).

باب فيه ذم بني العباس (3). ونقل في السفينة أخبارا في ذمهم.

عبى:

قصة اجتماع الخمسة الطيبة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم تحت عباية القطوانية في بيت أم سلمة ودعاء الرسول (صلى الله عليه وآله) لهم، ونزول جبرئيل وقوله: يا رسول الله اجعلني منكم، وقوله: أنت منا (4). وفي " كسا " ما يتعلق بذلك.

عتب:

تحف العقول: عن مولانا أبي الحسن الثالث (عليه السلام) أنه قال لبعض مواليه عاتب فلانا وقل له: إن الله إذا أراد بعبد خيرا إذا عوتب قبل (5). ويأتي في " هيب ": ذكر من العتابي الشاعر.

عتر:

المراد بالعترة في أخبار الثقلين، أهل بيت رسول الله الأئمة الهداة المهديين صلوات الله عليهم كما هو صريح بعض هذه الأخبار، وانحصار مفهوم الأخبار بهم، كما ذكرناه في كتاب " اثبات ولايت ".

باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه صلوات الله عليهم - الخ (6).

وفيه الرواية الرضوية المفصلة في الفرق بين الأهل والعترة، وبين الأمة، فراجع البحار (7).

فضائل العترة الطاهرة المستفادة من حديث الثقلين حيث جعلوا قرناء

ص: 76


1- (1) جديد ج 19 / 240، وط كمباني ج 6 / 457.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 457 - 471.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 377، وجديد ج 31 / 507.
4- (4) جديد ج 17 / 261، و ج 25 / 213، و ج 26 / 343، وط كمباني ج 6 / 258، و ج 7 / 233 و 355.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 136. وفيه مثله، وجديد ج 75 / 65.
6- (6) جديد ج 25 / 212، وص 220، وط كمباني ج 7 / 233.
7- (7) جديد ج 25 / 212، وص 220، وط كمباني ج 7 / 233.

للكتاب العزيز كثيرة نشير إلى بعضها. وهي: إن العترة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) أفضل الناس وأعلمهم، لإرجاع جميع الأمة إلى يوم القيامة إليهم، وإن الأمة محتاجة إلى العترة، والعترة مستغنية عن الأمة، وإن العترة معصومون من الخطأ والكفر والشرك والمعصية، لأن التمسك بهم مع القرآن مؤمن من الضلالة، وضمان الرسول لعدم ضلالة الأمة لمن تمسك بهما، وهما لن يفترقا إلى يوم القيامة، وإن العترة لذلك علماء بجميع علوم القرآن تأويلها وتنزيلها وظاهرها وباطنها، فهم خليفة الله ورسوله في الأمة لا غيرهم، والأمان من الضلالة في ظل التمسك بهم، ولا تخلو الأرض منهم إلى يوم القيامة. وغير ذلك مما فصلناه في كتاب " اثبات ولايت ".

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق، عن آبائه، عن الحسين بن علي صلوات الله عليهم قال: سئل أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن معنى قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني مخلف فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي، من العترة؟ فقال: أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين، تاسعهم مهديهم وقائمهم، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم، حتى يردوا على رسول الله حوضه (1).

إكمال الدين، عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، معاني الأخبار: عن الصادق، عن آبائه، عن الحسين صلوات الله عليهم قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن معنى قول رسول الله: إني مخلف فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي، من العترة؟ فقال: أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين، تاسعهم مهديهم وقائمهم، لا يفارقون كتاب الله، ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حوضه (2).

باب إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) بما يجري على عترته وأهل بيته (3).

إكمال الدين، معاني الأخبار: قال الصدوق: حكى محمد بن بحر الشيباني، عن محمد بن عبد الواحد صاحب أبي العباس تغلب في كتابه الذي سماه كتاب

ص: 77


1- (1) ط كمباني ج 9 / 160، وجديد ج 36 / 373.
2- (2) جديد ج 23 / 147، وط كمباني ج 7 / 30.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 9، وجديد ج 28 / 37.

الياقوتة أنه قال: حدثني أبو العباس تغلب (ثعلب في المواضع كما هو ظ) قال:

حدثني ابن الأعرابي قال: العترة قطاع المسك الكبار في النافجة، وتصغيرها عتيرة، والعترة: الريقة العذبة، وتصغيرها: عتيرة، والعترة: شجرة تنبت على باب وجار الضب.

وأحسبه أراد وجار الضبع، لأن الذي للضب مكو، وللضبع وجار.

ثم قال: وإذا خرجت الضب من وجارها تمرغت على تلك الشجرة فهي لذلك لا تنمو ولا تكبر، والعرب تضرب مثلا للذليل والذلة فيقولون: " أذل من عترة الضب " قال: وتصغيرها عتيرة، والعترة: ولد الرجل وذريته من صلبه فلذلك سميت ذرية محمد (صلى الله عليه وآله) من علي وفاطمة (عليهما السلام) عترة.

قال تغلب: فقلت لابن الأعرابي: فما معنى قول أبي بكر في السقيفة: نحن عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: أراد بلدته وبيضته، وعترة محمد (صلى الله عليه وآله) لا محالة ولد فاطمة (عليها السلام)، والدليل على ذلك رد أبي بكر وإنفاذ علي (عليه السلام) بسورة براءة، وقوله:

" أمرت أن لا يبلغها عني إلا أنا أو رجل مني " فأخذها منه ودفعها إلى من كان منه دونه، فلو كان أبو بكر من العترة نسبا دون تفسير ابن الأعرابي أنه أراد البلدة لكان محالا أخذ سورة براءة منه، ودفعها إلى علي (عليه السلام). وقد قيل: إن العترة:

الصخرة العظيمة يتخذ الضب عندها حجرا يأوي إليه، وهذا لقلة هدايته - إلى أن قال:

قال الصدوق: والعترة علي بن أبي طالب وذريته من فاطمة وسلالة النبي (صلى الله عليه وآله)، وهم الذين نص الله تبارك وتعالى عليهم بالإمامة على لسان نبيه، وهم اثنا عشر أولهم علي، وآخرهم القائم (عليهم السلام)، على جميع ما ذهبت إليه العرب من معنى العترة، وذلك أن الأئمة من بين جميع بني هاشم ومن بين جميع ولد أبي طالب كقطاع المسك الكبار في النافجة، وعلومهم العذبة عند أهل الحكمة والعقل، وهم الشجرة التي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصلها وأمير المؤمنين (عليه السلام) فرعها، والأئمة من ولده أغصانها، وشيعتهم ورقها، وعلمهم ثمرها، وهم أصول الإسلام على معنى

ص: 78

البلدة والبيضة، وهم الهداة على معنى الصخرة العظيمة التي يتخذ الضب عندها حجرا يأوي إليه لقلة هدايته، وهم أصل الشجرة المقطوعة، لأنهم وتروا وظلموا وجفوا وقطعوا ولم يوصلوا فنبتوا من أصولهم وعروقهم، لا يضرهم قطع من قطعهم، وإدبار من أدبر عنهم، إذ كانوا من قبل الله منصوصا عليهم على لسان نبي الله. ومن معنى العترة هم المظلومون المؤاخذون بما لم يجرموه، ولم يذنبوه، ومنافعهم كثيرة، وهم ينابيع العلم على معنى الشجرة الكثيرة اللبن (1).

عتق:

أبواب العتق والتدبير والمكاتبة: باب فضل العتق (2).

قد وردت فيه روايات كثيرة في أن من أعتق رقبة مؤمنة، كان له بكل عضو منها فكاك عضو منه من النار (3).

الروايات الواردة في أن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) أعتق ألف مملوك (4).

عتق أمير المؤمنين (عليه السلام) حقه من سبي فارس (5).

المحاسن: عن الصادق (عليه السلام) أن أبا جعفر مات وترك ستين مملوكا، فأعتق ثلثهم عند موته (6).

ما يدل على أنه أعتق شرارهم وأمسك خيارهم (7). وفي موضع آخر: أعتق

ص: 79


1- (1) ط كمباني ج 7 / 30، وجديد ج 23 / 148.
2- (2) جديد ج 104 / 193، وط كمباني ج 23 / 138.
3- (3) جديد ج 69 / 382، و ج 77 / 121، وط كمباني ج 17 / 36، و ج 23 / 139، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 16.
4- (4) جديد ج 34 / 336 و 354، و ج 41 / 32 و 37 و 43 و 48 و 58 و 102 و 110 و 130 و 139، و ج 46 / 75، و ج 66 / 320، و ج 70 / 119، وط كمباني ج 8 / 737 و 739، و ج 9 / 515 - 517 و 521 و 532 - 539، و ج 11 / 23، و ج 14 / 873، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 53.
5- (5) جديد ج 31 / 133، و ج 45 / 330، و ج 46 / 15، و ج 100 / 56، و ج 103 / 331، و ج 104 / 199، وط كمباني ج 8 / 317، و ج 10 / 277، و ج 11 / 6، و ج 21 / 107، و ج 23 / 77 و 140.
6- (6) جديد ج 46 / 286، وط كمباني ج 11 / 82.
7- (7) جديد ج 46 / 300، وط كمباني ج 11 / 86.

أهل بيت بلغوا أحد عشر مملوكا (1).

وذكرنا في رجالنا (2) أن أحمد بن موسى الكاظم (عليه السلام) أعتق ألف مملوك.

الكافي: عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: قرأت عتق أبي عبد الله (عليه السلام): هذا ما أعتق جعفر بن محمد: أعتق فلانا غلامه لوجه الله لا يريد منه جزاء ولا شكورا على أن يقيم الصلاة ويؤدي الزكاة ويحج البيت ويصوم شهر رمضان، ويتولى أولياء الله ويتبرأ من أعداء الله، شهد فلان وفلان وفلان ثلاثة (3).

باب أحكام العتق، وما يجوز عتقه في الكفارات والنذور (4).

تفسير العياشي: عن معمر بن يحيى قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يظاهر امرأته يجوز عتق المولود في الكفارة؟ فقال: كل العتق يجوز فيه المولود إلا في كفارة القتل، فإن الله يقول: * (فتحرير رقبة مؤمنة) * يعني مقرة، وقد بلغت الحنث يعني البلوغ والإدراك (5).

كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: عن أبي بصير، عن معمر بن يحيى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل العتق - الخ (6).

قال تعالى: * (بالبيت العتيق) * وله معان ثلاثة، جاءت بها الروايات، الأول:

القديم زمانا، فإنه أول بيت وضع للناس، والثاني: عتقه من الغرق يوم طوفان نوح، والثالث: عتقه من المملوكية فلن يملك هذا البيت أحد إلا الله تعالى. ومر في " بيت ": تأويله بهم (عليهم السلام).

ابن العتائقي: هو الشيخ العالم الفاضل المحقق الفقيه عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم الحلي الإمامي من علماء المائة الثامنة المترجم في الروضات، له ميل إلى

ص: 80


1- (1) جديد ج 46 / 300، وط كمباني ج 11 / 86.
2- (2) مستدركات علم رجال الحديث ج 1 / 493.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 117. ونحوه في الكافي ص 116، وجديد ج 47 / 44.
4- (4) جديد ج 104 / 196، وط كمباني ج 23 / 139.
5- (5) ط كمباني ج 23 / 139، وص 140.
6- (6) ط كمباني ج 23 / 139، وص 140.

الحكمة والتصوف، له مصنفات، منها: شرح نهج البلاغة، أخذه من شرح ابن ميثم، فرغ من تصنيفة المجلد الثالث منه في شعبان سنة 780.

عتك:

تقدم في " رأى ": رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب.

وعاتكة بنت الديراني امرأة صالحة، أرسلت ودائع إلى الناحية المقدسة على يد أحمد بن أبي روح، فقبلها الإمام (عليه السلام)، وأخبر عما أضمرتها، فراجع البحار (1).

النبوي (صلى الله عليه وآله): أنا ابن العواتك من قريش.

بيان: العواتك الثلاثة من أمهات رسول الله (صلى الله عليه وآله). الأولى: عاتكة بنت هلال، أم عبد مناف. والثانية: عاتكة بنت مرة، أم هاشم بن عبد مناف. والثالثة: عاتكة بنت الأوقص، أم وهب والد آمنة، فالأولى عمة الثانية، والثانية عمة الثالثة، وبنو سليم تفخر بهذه الولادة (2). وذكرهن في النهاية لغة " عتك "، وعن الجوهري هن تسع من العواتك الثلاثة من بني سليم.

عتل:

تقدم في " زنم ": تفسير قوله تعالى في سورة القلم: * (عتل بعد ذلك زنيم) * وأن العتل، العظيم الكفر، ولعله الثاني.

وفي تفسير البرهان عن الطبرسي: العتل هو الذي لا أصل له، عن علي (عليه السلام).

وفي تفسير نور الثقلين في رواية النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث من لا يدخل الجنة:

قال: قلت: فما العتل الزنيم؟ قال: رحب الجوف، سيئ الخلق، أكول، شروب، غشوم، ظلوم.

وعن القمي في الآية التي بعده: * (إذا تتلى عليه آياتنا) * قال: على الثاني، وفي قوله: * (سنسمه على الخرطوم) * قال: في الرجعة.

عتم:

عتم الليل: مر منه قطعة. عتم عن الأمر: كف عنه، والعتمة: الثلث

ص: 81


1- (1) جديد ج 51 / 295، وط كمباني ج 13 / 78.
2- (2) جديد ج 19 / 171 و 172، وط كمباني ج 6 / 441.

الأول من الليل، وما يدل على عدم كراهة تسمية صلاة العشاء بالعتمة، في البحار (1).

عته:

إحتجاج الله تعالى على المعتوه يوم القيامة بأن يرفع لهم نارا فيأمرهم بالدخول، فمن دخلها كانت بردا وسلاما، ومن أبى قال: ها أنتم أمرتكم فعصيتموني، فراجع البحار (2). والمعتوه من نقص عقله من دون جنون.

عتا:

العلوي (عليه السلام): والكفر على أربع دعائم: على الفسق والعتو والشك والشبهة - إلى أن قال: - والعتو على أربع شعب: على التعمق، والتنازع، والزيغ، والشقاق، فمن تعمق لم ينب إلى الحق ولم يزدد إلا غرقا في الغمرات، فلم تحتبس عنه فتنة إلا غشيته أخرى، وانخرق دينه فهو يهيم في أمر مريج - الخبر (3).

وفي نسخة أخرى، أبدل العتو بالغلو، كما فيه (4).

عثر:

باب تتبع عيوب الناس وإفشائها، وطلب عثرات المؤمنين والشماتة (5).

المحاسن وغيره: عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن أقرب ما يكون العبد إلى الكفر، أن يواخي الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما (6).

وفي رسالة مولانا الصادق (عليه السلام) إلى النجاشي: لا تتبعوا عثرات المؤمنين، فإنه من اتبع عثرة مؤمن اتبع الله عثراته يوم القيامة، وفضحه في جوف بيته (7). وتقدم

ص: 82


1- (1) جديد ج 82 / 255، وط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 18.
2- (2) جديد ج 5 / 293، وط كمباني ج 3 / 81.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 4. ومثله فيه عن الخصال ص 11، وجديد ج 72 / 90 و 122.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 209، وجديد ج 68 / 384، و ج 72 / 118.
5- (5) جديد ج 75 / 212، وص 215، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 175.
6- (6) جديد ج 75 / 212، وص 215، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 175.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 217، و ج 17 / 55 و 56 و 192، وجديد ج 77 / 192، و ج 78 / 275.

في " رسل ": مواضع الرسالة.

وفي آخر الرسالة: أدنى الكفر أن يسمع الرجل من أخيه الكلمة فيحفظها عليه، يريد أن يفضحه بها، أولئك لأخلاق لهم - الخ.

عثكن:

المراد بعثكن عثمان، كما قاله العلامة المجلسي، فراجع البحار (1).

عثم:

خبر عثم بريد الجن، يسير بالأخبار نعى هشاما في كل بلدة، وأخبر أهل المدائن بقتل عثمان (2). وتقدم في " جنن ": مواضع الخبر.

عجب:

باب ترك العجب والاعتراف بالتقصير (3).

الفاطر: * (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء) *.

قرب الإسناد: ذكر الحسن بن الجهم أنه سمع الرضا صلوات الله عليه يقول:

إن رجلا كان في بني إسرائيل عبد الله تبارك وتعالى أربعين سنة، فلم يقبل منه فقال لنفسه: ما أوتيت إلا منك، ولا أكديت إلا لك، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه:

ذمك نفسك، أفضل من عبادة أربعين سنة (4).

الكافي: عنه قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: إن رجلا في بني إسرائيل عبد الله أربعين سنة، ثم قرب قربانا فلم يقبل منه، فقال لنفسه: وما أوتيت إلا منك، وما الذنب إلا لك - الخ. مثله (5).

أقول: لو كانت النسخة: " أكديت " (كما في الجديد أيضا) يكون من الأكداء بمعنى الرد والمنع، وعدم الظفر بالمقصد.

ص: 83


1- (1) جديد ج 20 / 243، وط كمباني ج 6 / 538.
2- (2) جديد ج 27 / 18، و ج 47 / 147، و ج 63 / 84 و 95، و ج 65 / 68، وط كمباني ج 7 / 362، و ج 11 / 147، و ج 8 / 339، و ج 14 / 588 و 590 و 748.
3- (3) جديد ج 71 / 228، وص 234، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 176.
4- (4) جديد ج 71 / 228، وص 234، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 176.
5- (5) جديد ج 71 / 228، وص 234، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 176.

باب استكثار الطاعة والعجب بالأعمال (1).

النجم: * (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) *.

الكافي: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: إن الله تعالى علم أن الذنب خير للمؤمن من العجب، ولولا ذلك لما ابتلي مؤمن بذنب أبدا.

بيان: العجب استعظام العمل الصالح، واستكثاره والابتهاج له، وأن يرى نفسه خارجا عن حد التقصير، وأما السرور به مع التواضع له تعالى والشكر له على التوفيق لذلك فهو حسن ممدوح. والحديث يدل على أن العجب أشد من الذنب، أي من ذنوب الجوارح، فإن العجب من ذنب القلب، وذلك أن الذنب يزول بالتوبة، ويكفر بالطاعات، والعجب صفة نفسانية يشكل إزالتها، ويفسد الطاعات ويهبطها عن درجة القبول.

وللعجب آفات كثيرة، فإنه يدعو إلى الكفر، وإلى نسيان الذنوب وإهمالها، والمعجب يغتر بنفسه وبربه، ويأمن مكر الله وعذابه، ويظن أنه عند الله بمكان، وأن له على الله منة وحقا بأعماله التي هي نعمة من نعمه وعطية من عطاياه، ثم إن إعجابه بنفسه ورأيه وعلمه وعقله يمنعه من الاستفادة والاستشارة والسؤال، فيستنكف من سؤال من هو أعلم منه، وربما يعجب بالرأي الخطأ الذي خطر له فيصر عليه، وآفات العجب أكثر من أن تحصى (2). وذكر الحديث في البحار (3).

الكافي: عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: أتى عالم عابدا، فقال له: كيف صلاتك؟ فقال: مثلي يسأل عن عبادته، وأنا أعبد الله منذ كذا وكذا. فقال: كيف بكاؤك؟ قال: أبكي حتى تجري دموعي. فقال له العالم:

فإن ضحكك وأنت خائف، أفضل من بكائك وأنت مدل، وأن المدل لا يصعد من عمله شئ.

ص: 84


1- (1) جديد ج 72 / 306، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 55.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 55، وجديد ج 72 / 306 و 315.
3- (3) جديد ج 69 / 235، و ج 78 / 246، وط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 280، و ج 17 / 185.

بيان: المدل المنبسط الذي لا خوف عليه من الا دلال (1). ونقله كتابي الحسين ابن سعيد أو لكتابه والنوادر عنه: كما في البحار (2).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث مجئ إبليس إلى موسى بن عمران، فقال له موسى: فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه. قال إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغر في عينيه ذنبه (3). ومثله مع زيادة فيه (4). وتمامه في البحار (5).

علل الشرائع: في الحديث القدسي، المروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال تعالى:

وإن من عبادي المؤمن لمن يريد الباب من العبادة فأكفه عنه، لئلا يدخله عجب ويفسده - الخبر (6).

الكافي: في النبوي الصادقي (عليه السلام): آفة الحسب الافتخار والعجب (7).

وفي وصية أمير المؤمنين (عليه السلام): إياك والعجب وسوء الخلق وقلة الصبر فإنه لا يستقيم لك على هذه الخصال الثلاث صاحب، ولا يزال لك عليها من الناس بجانب، والزم نفسك التودد - الخبر (8).

خبر عيسى ومشيه على الماء، وقوله: بسم الله، وكذا من تبعه على ذلك قال بسم الله ومشى على الماء، فدخله العجب بذلك فرمس في الماء فاستغاث بعيسى فتناوله من الماء، فأمره عيسى بالتوبة من العجب (9).

ص: 85


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 55.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 177، وجديد ج 71 / 230، و ج 72 / 307 و 317.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 629.
4- (4) ص 627، و ج 5 / 307، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 28.
5- (5) جديد ج 13 / 350، و ج 63 / 251 و 259، و ج 72 / 312 و 317.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 28، وجديد ج 70 / 16.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 123، وجديد ج 73 / 228.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 142، و ج 15 كتاب العشرة ص 48، و ج 17 / 105، وجديد ج 72 / 315، و ج 73 / 297، و ج 74 / 175، و ج 77 / 396.
9- (9) جديد ج 14 / 254، و ج 73 / 244، وط كمباني ج 5 / 393، و ج 15 كتاب الكفر ص 128.

وفي النبوي (صلى الله عليه وآله): لا وحدة أوحش من العجب (1).

ومن الموبقات شح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه، كما في النبوي (صلى الله عليه وآله) (2).

ومن كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام): وإعجاب المرء بنفسه، يدل على ضعف عقله (3).

وفي مكاتبة أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى محمد بن أبي بكر: وإياك والإعجاب بنفسك، والثقة بما يعجبك منها، وحب الإطراء فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان - الخبر (4).

ومن كلمات الكاظم (عليه السلام): ومن دخله العجب هلك - الخ (5).

وعن الرضا (عليه السلام) أنه سأله أحمد بن نجم عن العجب الذي يفسد العمل فقال:

للعجب درجات، منها: أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه ويحسب أنه يحسن صنعا. ومنها: أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله ولله المنة عليه فيه (6).

علل الشرائع: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: يدخل رجلان المسجد، أحدهما عابد والآخر فاسق، فيخرجان من المسجد والفاسق صديق، والعابد فاسق وذلك أنه يدخل العابد المسجد وهو مدل بعبادته ويكون فكره في ذلك، وتكون فكرة الفاسق في التندم على فسقه، فيستغفر الله من ذنوبه (7). ورواه في الكافي (8).

الخصال: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: قال إبليس لعنه الله لجنوده:

إذا استمكنت من ابن آدم في ثلاث لم أبال ما عمل، فإنه غير مقبول منه: إذا استكثر

ص: 86


1- (1) جديد ج 72 / 315، و ج 77 / 59 و 61 و 68 و 282، وط كمباني ج 17 / 18 و 21 و 78.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 19، وجديد ج 77 / 63.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 79، وجديد ج 77 / 289.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 663، وجديد ج 33 / 611.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 203، و ج 4 / 149، وجديد ج 10 / 246، و ج 72 / 309 و 314، و ج 78 / 320.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 207، وجديد ج 72 / 310 و 317، و ج 78 / 336.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 57، وص 56، وجديد ج 72 / 311 وص 316.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 57، وص 56، وجديد ج 72 / 311 وص 316.

عمله، ونسي ذنبه، ودخله العجب (1).

الخصال: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ثلاث موبقات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وعن النبي (صلى الله عليه وآله) مثله (2). وفيه عدهن مولانا الباقر.

قاصمات الظهر.

معاني الأخبار: علي بن ميسرة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إياكم أن تكونوا منانين. قال: قلت: جعلت فداك وكيف ذلك؟ قال: يمشي أحدكم ثم يستلقي ويرفع رجليه على الميل، ثم يقول: اللهم إني إنما أردت وجهك (3).

معاني الأخبار: عنه قال: من لا يعرف لأحد الفضل، فهو المعجب برأيه (4).

وفي خطبة الوسيلة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ومن أعجب برأيه ضل - الخ (5).

الدرة الباهرة: عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) قال: من رضي عن نفسه، كثر الساخطون عليه (6).

وقال (عليه السلام): العجب صارف عن طلب العلم، داع إلى الغمط والجهل (7).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): سيئة تسوؤك، خير عند الله من حسنة تعجبك (8).

أمالي الطوسي: عن النبي (صلى الله عليه وآله): لولا أن الذنب خير للمؤمن من العجب، ما خلى الله بين عبده المؤمن وبين ذنب أبدا (9).

مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): العجب كل العجب ممن يعجب بعمله، ولا يدري بما يختم له، فمن أعجب بنفسه وفعله فقد ضل عن منهج الرشد، وادعى ما ليس له، والمدعي من غير حق كاذب وإن خفي دعواه وطال دهره، وإن أول

ص: 87


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 57، وجديد ج 72 / 315.
2- (2) جديد ج 72 / 314، و ج 78 / 183، وط كمباني ج 17 / 166.
3- (3) جديد ج 72 / 316.
4- (4) جديد ج 72 / 316.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 78، وجديد ج 77 / 282.
6- (6) جديد ج 72 / 316، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 57.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 28، وجديد ج 72 / 199.
8- (8) جديد ج 72 / 316 و 321.
9- (9) جديد ج 6 / 114، و ج 72 / 319، وط كمباني ج 3 / 124، و ج 15 كتاب الكفر ص 58.

ما يفعل بالمعجب نزع ما أعجب به ليعلم أنه عاجز حقير، ويشهد على نفسه ليكون الحجة عليه أوكد كما فعل بإبليس، والعجب نبات حبها الكفر، وأرضها النفاق، وماؤها البغي، وأغصانها الجهل، وورقها الضلالة، وثمرها اللعنة والخلود في النار، فمن اختار العجب فقد بذر الكفر وزرع النفاق ولابد له من أن يثمر (1).

وتقدم في " ضفدع ": خبر في العجب فراجع، وتقدم في " حمق ": أن المعجب برأيه ونفسه هو الأحمق.

أمالي الطوسي: عن الصادق (عليه السلام) قال: قال أيوب النبي حين دعا ربه: يا رب كيف ابتليتني بهذا البلاء الذي لم تبتل به أحدا، فوعزتك إنك تعلم أنه ما عرض لي أمران قط كلاهما لك طاعة، إلا عملت بأشدهما على بدني. قال: فنودي: ومن فعل ذلك بك يا أيوب؟ قال: فأخذ التراب فوضعه على رأسه، ثم قال: أنت يا رب (2).

عدة الداعي: وعن الصادق (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله): أوحى الله تعالى إلى داود:

يا داود! بشر المذنبين، وأنذر الصديقين. قال: كيف ابشر المذنبين وأنذر الصديقين.

قال: يا داود! بشر المذنبين بأني أقبل التوبة، وأعفو عن الذنب، وأنذر الصديقين أن يعجبوا بأعمالهم، فإنه ليس عبد يعجب بالحسنات إلا هلك (3).

العدة: عن الباقر (عليه السلام) قال: قال الله سبحانه: إن من عبادي المؤمنين لمن يسألني الشئ من طاعتي، فأصرفه عنه مخافة الإعجاب (4). كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر عن الثمالي، عن أحدهما (عليهما السلام) نحوه، كما في البحار (5).

أسرار الصلاة: روى محمد بن مسلم، عن الباقر (عليه السلام) قال: لا بأس أن تحدث أخاك إذا رجوت أن تنفعه وتحثه، وإذا سألك: هل قمت الليلة أو صمت، فحدثه بذلك إن كنت فعلته، فقل: رزق الله تعالى ذلك، ولا تقول: لا، فإن ذلك كذب (6).

خبر الملك الذي فوض الله إليه، فخلق سبع سماوات وسبع أرضين وأشياء

ص: 88


1- (1) جديد ج 72 / 320، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 58.
2- (2) جديد ج 72 / 321، وص 322.
3- (3) جديد ج 72 / 321، وص 322.
4- (4) جديد ج 72 / 321، وص 322.
5- (5) جديد ج 6 / 114، وط كمباني ج 3 / 124.
6- (6) جديد ج 72 / 322، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 59.

فلما رأى الأشياء قد انقادت له قال: من مثلي؟ فأرسل الله إليه نويرة من نار بمثل أنملة، فاستقبلها بجميع ما خلق. فتحللت لذلك حتى وصلت إليه، لما أن دخله العجب، رواه الصدوق في ثواب الأعمال، والبرقي في المحاسن، كما في البحار (1).

أوحى الله تعالى إلى جبرئيل: أدرك موسى بن عمران، وذلك حين حدث نفسه أنه ليس في خلق الله أعلم منه (2).

حكي عن القاضي أبي الحسن علي بن محمد الماوردي الفقيه الشافعي البصري البغدادي، المعاصر للشيخ أبي جعفر الطوسي قال: ومما أتدارك به من حالي إني صنفت في البيوع كتابا جمعته ما استطعت من كتب الناس، واجتهدت فيه نفسي وكررت فيه خاطري حتى إذا انهدت واستكمل وكدت أعجب به، وتصورت أني أشهد الناس إطلاعا بعلمه، حضرني وأنا في مجلسي أعرابيان فسألاني عن بيع عقداه في البادية على شروط تضمنت أربع مسائل لم أعرف لشئ منها جوابا فأطرقت مفكرا وبحالي وحالهما معتبرا، فقالا: أما عندك فيما سألتك جواب، وأنت زعيم هذه الجماعة؟ فقلت: لا. فقالا: أيها لك، وانصرفا، ثم أتيا من قد يتقدمه في العلم كثير من أصحابي، فسألاه فأجابهما مسرعا بما أقنعهما، فانصرفا عنه راضيين بجوابه، حامدين لعلمه. قال: فكان ذلك زاجر نصيحة وتدبر عظيمة تذال لهما قياد النفس، وانخفض لهما جناح العجب.

قال تعالى: * (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام) * - الآيات.

كلمات الطبرسي في هذه الآيات (3).

ص: 89


1- (1) جديد ج 4 / 150، و ج 57 / 85، و ج 71 / 229، و ج 72 / 317، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 176، وكتاب الكفر ص 58، و ج 2 / 147، و ج 14 / 20.
2- (2) جديد ج 13 / 286، وط كمباني ج 5 / 292.
3- (3) جديد ج 22 / 16، وط كمباني ج 6 / 674.

الروايات في هذه الآيات، وأنها نزلت في فلان وفلان ومعاوية (1).

كلمات العسكري (عليه السلام) في تفسيره في هذه الآيات (2).

العلوي (عليه السلام): العجب كل العجب بين جمادى ورجب.

معاني الأخبار: مسندا عن ابن الكواء قال لعلي (عليه السلام) يا أمير المؤمنين! أرأيت قولك: " العجب كل العجب بين جمادى ورجب " قال: ويحك يا أعور، هو جمع أشتات، ونشر أموات، وحصد نبات، وهنات بعد هنات، مهلكات مبيرات، لست أنا ولا أنت هناك (3). وفي رواية: لقاء الأحياء بالأموات فيه (4).

وفي خطبة المخزون لما قال (عليه السلام) ذلك، قال رجل من شرطة الخميس: ما هذا العجب يا أمير المؤمنين؟ قال: ومالي لا أعجب وسبق القضاء فيكم، وما تفقهون الحديث إلا صوتات بينهن موتات، حصد نبات ونشر أموات، واعجبا كل العجب بين جمادى ورجب.

قال أيضا رجل: يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه - إلى أن قال: - وأي عجب يكون أعجب منه، أموات يضربون هوام الأحياء. قال: أنى يكون ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة كأني أنظر قد تخللوا سكك الكوفة وقد شهروا سيوفهم على مناكبهم يضربون كل عدو لله ولرسوله وللمؤمنين - الخبر (5).

عجائب الدنيا أربعة من كلام عبد الله بن عمرو بن العاص (6).

الكاظمي (عليه السلام) إذا أعجبه شئ فلا يكثر ذكره، فإن ذلك مما يهده (7).

أقول: الهد بمعنى الكسر والهدم، ومنه التهديد.

ص: 90


1- (1) جديد ج 75 / 315، و ج 30 / 221، وط كمباني ج 8 / 218، و ج 15 كتاب العشرة ص 203.
2- (2) جديد ج 9 / 188، و ج 75 / 317، وط كمباني ج 4 / 54، و ج 15 كتاب العشرة ص 204.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 214، وص 219، وجديد ج 53 / 59، وص 77، والمعاني ص 406.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 214، وص 219، وجديد ج 53 / 59، وص 77، والمعاني ص 406.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 220. ويقرب منه في ج 9 / 587، وجديد ج 41 / 320، و ج 53 / 81.
6- (6) جديد ج 60 / 238، وط كمباني ج 14 / 346.
7- (7) ط كمباني ج 11 / 239، وجديد ج 48 / 31.

النبوي (صلى الله عليه وآله): من رأى شيئا يعجبه فقال: الله الصمد ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضر شيئا (1).

الأحاديث الإلهي: قال الصادق (عليه السلام) كان ذلك الكنز (يعني في قصة موسى والخضر) لوحا من ذهب فيه مكتوب: بسم الله لا إله إلا الله محمد رسول الله، عجب (عجبت - خ ل) لمن يعلم أن الموت حق كيف يفرح - الخبر (2). ونحوه في البحار (3). وفي " كنز " ما يتعلق بذلك.

وفي الحديث القدسي: يا أحمد! عجبت من ثلاثة عبيد: عبد دخل في الصلاة وهو يعلم إلى من يرفع يديه وقدام من هو وهو ينعس، وعجبت من عبد له قوت يوم من الحشيش أو غيره وهو يهتم لغد، وعجبت من عبد لا يدري أني راض عنه أم ساخط عليه، وهو يضحك - الخ (4).

وفي وصايا الرسول (صلى الله عليه وآله): يا علي! إن الله يعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت يقول: يا ملائكتي عبدي هذا قد علم أنه لا يغفر الذنوب غيري، اشهدوا أني قد غفرت له (5).

أمالي الطوسي: عن الثمالي قال: سمعت علي بن الحسين صلوات الله عليه وهو يقول: عجبا للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة، وهو غدا جيفة، والعجب كل العجب لمن شك في الله وهو يرى الخلق، والعجب كل العجب لمن أنكر الموت وهو يموت في كل يوم وليلة، والعجب كل العجب لمن أنكر النشأة الأخرى، وهو يرى النشأة الأولى، والعجب كل العجب لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء (6).

ص: 91


1- (1) ط كمباني ج 14 / 571، وجديد ج 63 / 14.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 292 و 294، وجديد ج 13 / 286 و 294 و 295.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 247، وجديد ج 78 / 450.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 6، وجديد ج 77 / 22.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 20، وجديد ج 77 / 67.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 154 و 155، وجديد ج 78 / 142.

وفي معناه كلام الباقر (عليه السلام)، كما في البحار (1).

نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب ويفوته الغنى الذي إياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء، وعجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة. وساق نحوه (2).

وقيل لمولانا السجاد (عليه السلام): إن الحسن البصري قال: ليس العجب ممن هلك كيف هلك، وإنما العجب ممن نجى كيف نجى. فقال (عليه السلام): أنا أقول: ليس العجب ممن نجى كيف نجى، وإنما العجب ممن هلك كيف هلك مع سعة رحمة الله (3).

العلوي (عليه السلام): العجب ممن يخاف العقاب فلا يكف، ويرجو الثواب فلا يتوب (4).

المحاسن: قال النبي (صلى الله عليه وآله): غضوا أبصاركم ترون العجائب (5). وفيه مصباح الشريعة، لا المحاسن.

العجائب التي رآها النبي (صلى الله عليه وآله) من أحوال أفراد أمته، ومجئ الأعمال لتخليصهم (6).

وعن مولانا الكاظم (عليه السلام) قال: تعجب الجاهل من العاقل، أكثر من تعجب العاقل من الجاهل (7).

عجز:

تقدم في " حرف " و " أصف ": أن حروف اسم الله الأعظم ثلاثة

ص: 92


1- (1) ط كمباني ج 17 / 166، وجديد ج 78 / 184.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 28، و ج 17 / 142، وجديد ج 72 / 199، و ج 78 / 94.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 158، وجديد ج 78 / 153.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 79، وجديد ج 77 / 289.
5- (5) ط كمباني ج 23 / 101، وجديد ج 104 / 41.
6- (6) جديد ج 7 / 290، وط كمباني ج 3 / 274.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 204، وجديد ج 78 / 326.

وسبعون حرفا، منها حرف واحد مخزون مكنون لا يعلمه إلا الله، وأعطي بعضها بعض الأنبياء والمرسلين، منهم عيسى، أعطي حرفين يحيي بهما الموتى، ويبرئ بهما الأكمه والأبرص. وسائر معجزاته بهما. وأعطي آصف بن برخيا منها حرف واحد، وهو المعني بقوله تعالى: * (وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) * فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس، ثم تناول السرير بيده، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، وأعطي محمد (صلى الله عليه وآله) اثنين وسبعين حرفا، وورثها كلها أوصياؤه المعصومون صلوات الله عليهم أجمعين، فهم يقدرون على كل معجزات الأنبياء والمرسلين، وجميع ما أعطي الأنبياء والمرسلون مع زوايد كثيرة عند نبينا محمد وخلفائه المعصومين، فهم أعلم وأفضل وأكمل من جميع الخلائق أجمعين، كما فصلناه في كتبنا " أبواب رحمت " و " أركان دين " و " مقام قرآن وعترت در اسلام " (شرح حديث ثقلين) و " اثبات ولايت "، والحمد لله رب العالمين كما هو أهله.

حقيقة المعجزة، وشروطها السبعة، وإعجاز القرآن في البحار (1).

باب علة المعجزة، وأنه لم خص الله كل نبي بمعجزة خاصة (2).

باب وجوه إعجاز القرآن، وما أفاده القطب الراوندي في ذلك مفصلا (3).

باب إعجاز أم المعجزات القرآن الكريم، وفيه بيان حقيقة الإعجاز (4).

باب فيه ما ظهر عند ولادته (صلى الله عليه وآله) من المعجزات والكرامات (5).

أقول: قد أشرنا إلى جملة منها في " خرق ".

باب فيه ما ظهر منه (صلى الله عليه وآله) من المعجزات في حال رضاعه إلى نبوته (6).

ص: 93


1- (1) جديد ج 17 / 222، وط كمباني ج 6 / 248.
2- (2) جديد ج 11 / 70، و ج 17 / 210، وط كمباني ج 5 / 19، و ج 6 / 245.
3- (3) جديد ج 92 / 121، وط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 31.
4- (4) جديد ج 17 / 159، وط كمباني ج 6 / 232.
5- (5) جديد ج 15 / 248، وط كمباني ج 6 / 57.
6- (6) جديد ج 15 / 331، وط كمباني ج 6 / 78.

خروج الماء من تحت رجله في ذي المجاز حين عطش أبو طالب (1).

معجزاته (صلى الله عليه وآله) في أعضائه الشريفة، كثيرة، جملة منها في البحار (2).

نتبرك بذكر بعضها: لم يكن له ظل، وكل ما مشى مع أحد كان أطول منه برأس وإن كان طويلا، ويظل رأسه سحابة من الشمس دائما، ويبصر من ورائه كما يبصر من أمامه، ويرى من خلفه كما يرى من قدامه، وكان يمج من فيه في الكوز والبئر فيجدون له رائحة أطيب من المسك، ويكثر ماؤه حتى يؤخذ منها بغير دلو ولا رشاء، ويمجه على عوسجة فيغلظ ويثمر كثيرا، ويمج الماء من فيه على الجراحات فكأنما لم تكن، ويمسح ببصاقه الرمد والمقطوع اليد فيشفيان بإذن الله تعالى، ويلقيه في البئر الملح ماءها فيتفجر بالماء العذب، ويكثر إن كان قليلا، ويمسح به من كان به البرص فيبرأ، وينطق بكل لغة شاء، وكانت في محاسنه سبع عشرة طاقة نور يتلألأ في عوارضه، ويسمع في منامه كما يسمع في يقظته، ونومه ويقظته واحدة، وبين كتفيه خاتم النبوة، وإذا شاء يفور الماء من بين أصابعه، أو يضئ لمن يريد أو يسبح الحصا في يده، وكل شئ يسجد له ويسلم عليه، وقد يمسح بيده ضرع الدابة ليس لها لبن فيكثر لبنها.

باب احتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) على بعض اليهود بذكر معجزات النبي (صلى الله عليه وآله) (3).

تفصيل الكاظم (عليه السلام) وهو طفل خماسي جوامع معجزات النبي (صلى الله عليه وآله) لنفر من اليهود عند الصادق (عليه السلام) (4).

تفصيل مولانا العسكري (عليه السلام) إن آيات الأنبياء كلها كان لمحمد (صلى الله عليه وآله) مثلها أو أفضل منها (5).

ص: 94


1- (1) جديد ج 15 / 407، وط كمباني ج 6 / 97.
2- (2) جديد ج 16 / 175 - 178، و ج 17 / 299، و ج 18 / 23، وط كمباني ج 6 / 139 و 268 و 302.
3- (3) جديد ج 10 / 28، وط كمباني ج 4 / 98.
4- (4) جديد ج 17 / 225، وط كمباني ج 6 / 249.
5- (5) جديد ج 17 / 239 - 265، وط كمباني ج 6 / 253 - 259.

نقل جابر الأنصاري عدة من معجزات النبي (صلى الله عليه وآله) (1).

أول معجزة صدرت منه في المدينة، أنه وضع كفه على وجه أم أبي أيوب الأنصاري فانفتحت عيناها، وبصرت بعد عماها (2).

باب فيه أنه يقدر على معجزات الأنبياء (3).

أبواب معجزاته (صلى الله عليه وآله) (4).

باب جوامع معجزاته ونوادرها (5).

مناقب ابن شهرآشوب: كان للنبي (صلى الله عليه وآله) من المعجزات ما لم يكن لغيره من الأنبياء، وذكر أن له أربعة آلاف وأربعمائة وأربعون معجزة، ذكرت منها ثلاثة آلاف تتنوع أربعة أنواع ما كان قبله وبعد ميلاده وبعد بعثته وبعد وفاته، وأقواها وأبقاها القرآن لوجوه: أحدها أن معجزة كل رسول موافق للأغلب من أحوال عصره، كما بعث الله موسى في عصر السحرة بالعصا، فإذا هي تلقف ما يأفكون، وفلق البحر يبسا، وقلب العصا حية - الخ (6).

باب ما ظهر للنبي (صلى الله عليه وآله) شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية، وانشقاق القمر، ورد الشمس، وإظلال الغمامة، وظهور الشهب، ونزول الموائد والنعم من السماء (7).

أقول: قد تقدم في " شفق " و " شمس " و " ظلل " و " سحب " ما يتعلق بذلك.

باب معجزاته في إطاعة الأرضيات له (8).

ص: 95


1- (1) جديد ج 17 / 412، وط كمباني ج 6 / 295.
2- (2) جديد ج 19 / 121، وط كمباني ج 6 / 430.
3- (3) جديد ج 17 / 130، وط كمباني ج 6 / 225.
4- (4) جديد ج 17 / 159، وط كمباني ج 6 / 232.
5- (5) جديد ج 17 / 225، وط كمباني ج 6 / 249.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 268، وجديد ج 17 / 301.
7- (7) جديد ج 17 / 347، وط كمباني ج 6 / 280.
8- (8) جديد ج 17 / 363، وط كمباني ج 6 / 283.

باب معجزاته في الحيوانات (1).

باب معجزاته في إحياء الموتى والتكلم معهم، وشفاء المرضى (2). وتقدم ما يتعلق بذلك في " حيى " و " شفا ".

باب معجزاته في كفاية شر الأعداء (3).

ذكر جملة من أعدائه وكفاية شرهم (4).

باب معجزاته في استيلائه على الجن والشياطين، وإيمان بعض الجن به (5).

باب معجزاته في إخباره بالمغيبات (6). ويأتي في " غيب ".

معجزاته حيث كان في الغار (7).

معجزاته في غزوة تبوك (8).

باب فيه ما ظهر من المعجزات في المباهلة (9).

واكتفى المحدث الجليل الحر العاملي في إثبات الهداة بذكر عشرين وسبعمائة معجزة للرسول (صلى الله عليه وآله).

باب أن الأئمة صلوات الله عليهم يقدرون على جميع معجزات الأنبياء، وكلمات الشيخ المفيد في ذلك (10).

باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله، وأنهم في الفضل سواء (11). ويأتي في " فضل " ما يتعلق بذلك، وتقدم في " خصل " و " طوع "

ص: 96


1- (1) جديد ج 17 / 390، وط كمباني ج 6 / 290.
2- (2) جديد ج 18 / 1، و ج 16 / 416 و 417، و ج 20 / 77، وط كمباني ج 6 / 297 و 192 و 501.
3- (3) جديد ج 18 / 45، وط كمباني ج 6 / 307.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 312.
5- (5) جديد ج 18 / 76، وط كمباني ج 6 / 315.
6- (6) جديد ج 18 / 105 - 147، وط كمباني ج 6 / 323.
7- (7) جديد ج 19 / 70 - 72، وط كمباني ج 6 / 419.
8- (8) جديد ج 21 / 247 - 251، وط كمباني ج 6 / 632.
9- (9) جديد ج 21 / 276، وط كمباني ج 6 / 640.
10- (10) جديد ج 27 / 29، وط كمباني ج 7 / 364.
11- (11) جديد ج 25 / 352، وط كمباني ج 7 / 265.

ما يتعلق بذلك.

وذكر السيد الجليل السيد هاشم البحراني في كتاب مدينة المعاجز (2066) معجزة، والمحدث الجليل الشيخ الحر العاملي صاحب كتاب وسائل الشيعة في اثبات الهداة اكتفى بذكر (1907) معجزة للأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم أجمعين.

باب ما ظهر من إعجاز أمير المؤمنين (عليه السلام) في بلاد صفين (1).

أبواب معجزات مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) (2).

إعجازه في تبديل عدو له إلى صورة الكلب (3).

إعجازه في التئام اليد المقطوعة للأسود والقصاب (4).

باب ما ظهر من معجزاته في استنطاق الحيوانات وانقيادها له (5).

باب ما ظهر من معجزاته في الجمادات والنباتات (6).

باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه من قتال الخوارج (7).

باب ما يتعلق من الإعجاز ببدن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) (8). فيه ذكر قوته، ويأتي في " قوى ".

وكان لا يجد حرا ولا بردا بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله) له في خيبر (9).

باب معجزات كلامه من إخباره بالغائبات، وعلمه باللغات، وبلاغته وفصاحته (10). ويأتي في " غيب " ما يتعلق بذلك.

باب جوامع معجزاته ونوادرها (11).

ص: 97


1- (1) ط كمباني ج 8 / 530، وجديد ج 33 / 39.
2- (2) جديد ج 41 / 166، وط كمباني ج 9 / 547.
3- (3) جديد ج 41 / 191 و 199، وط كمباني ج 9 / 554.
4- (4) جديد ج 41 / 202 و 203.
5- (5) جديد ج 41 / 230، وط كمباني ج 9 / 564.
6- (6) جديد ج 41 / 248، وط كمباني ج 9 / 568.
7- (7) ط كمباني ج 8 / 622، وجديد ج 33 / 437.
8- (8) جديد ج 41 / 274، وط كمباني ج 9 / 575.
9- (9) جديد ج 41 / 282، وص 283، وط كمباني ج 9 / 577.
10- (10) جديد ج 41 / 282، وص 283، وط كمباني ج 9 / 577.
11- (11) جديد ج 42 / 17، وط كمباني ج 9 / 600.

باب ما ورد من غرائب معجزاته (1).

باب ما ظهر عند ضريحه (2).

وذكر في مدينة المعاجز (555) معجزة لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، وفي إثبات الهداة اكتفى بذكر (507) معجزة له.

باب فيه معجزات مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها (3).

باب معجزات مولانا الحسن المجتبى صلوات الله عليه (4).

منها: إخضرار النخلة وحملها رطبا بدعائه، وانقلاب رجل بالمرأة، وامرأته بالرجل (5).

وذكر في مدينة المعاجز له (99) معجزة، وكذا في إثبات الهداة له (51) معجزة.

باب معجزات مولانا أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه (6).

وفيه شفاء وضح حبابة الوالبية (7). تقدم في " حبب ".

باب الوقائع المتأخرة عن قتله، وما ظهر من إعجازه في تلك الحال (8).

منها: تكلم رأسه الشريف مكررا، وإسلام اليهودي والنصراني ببركته، كما تقدم في " رأس ".

ومنها: مجئ الأسد للذب عنه (9).

ص: 98


1- (1) جديد ج 42 / 50، وط كمباني ج 9 / 609.
2- (2) جديد ج 42 / 311، وط كمباني ج 9 / 679.
3- (3) جديد ج 43 / 19، وط كمباني ج 10 / 7.
4- (4) جديد ج 43 / 323، وط كمباني ج 10 / 89.
5- (5) جديد ج 43 / 323 و 327، وط كمباني ج 10 / 90 و 91.
6- (6) جديد ج 44 / 180، وص 180 و 186، وط كمباني ج 10 / 141.
7- (7) جديد ج 44 / 180، وص 180 و 186، وط كمباني ج 10 / 141.
8- (8) جديد ج 45 / 107، وط كمباني ج 10 / 218.
9- (9) جديد ج 45 / 169، وط كمباني ج 10 / 235.

ومنها: شفاء اليهودية ببركة دمه الشريف (1).

باب ما ظهر من إعجازه واستجابة دعائه في عذاب قتلته عند الحرب، وبعده (2).

باب ما ظهر من المعجزات عند ضريحه، ومن تربته، وزيارته (3).

وفي مدينة المعاجز ذكر له (193) معجزة، وفي إثبات الهداة (86) معجزة.

باب معجزات مولانا علي بن الحسين صلوات الله عليهما (4). وفيه فرج الله عن فقير ببركة خبزه.

إخباره عما قالت العصافير والنعجة لسخلتها، وأمره للثعلب والظبي أن يأتيا عند طعامه فيأكلا منه، واستشفاع ظبية به أن يأخذ لها من الصياد خشفا لها لترضعه (5).

الخرائج: روي أن يدي رجل وامرأة إلتصقا على الحجر وهما في الطواف، وجهد كل أحد على نزعهما فلم يقدر، فقال الناس: اقطعوهما، وبينما هم كذلك إذ دخل زين العابدين (عليه السلام) وقد ازدحم الناس له، ففرجوا له فتقدم ووضع يده عليهما فانحلتا وافترقا (6).

ونظيره وقع لمولانا الحسين (عليه السلام) (7).

شهادة الحجر الأسود بإمامته (8).

سيره بعبد الله بن عمر إلى البحر الذي القي فيه يونس (9).

ص: 99


1- (1) جديد ج 45 / 192، وط كمباني ج 10 / 241.
2- (2) جديد ج 45 / 300، وط كمباني ج 10 / 268.
3- (3) جديد ج 45 / 390، وط كمباني ج 10 / 294.
4- (4) جديد ج 46 / 20، وط كمباني ج 11 / 7.
5- (5) جديد ج 46 / 23 - 25 و 26، وط كمباني ج 11 / 9.
6- (6) جديد ج 46 / 28 و 44، وط كمباني ج 11 / 14.
7- (7) جديد ج 44 / 183.
8- (8) جديد ج 46 / 29.
9- (9) جديد ج 46 / 39، وط كمباني ج 11 / 13.

تقدم في " حبب ": رد شبابة حبابة الوالبية بعد بلوغها مائة وثلاث عشرة سنة، وحيضها بإشارته إليها (1).

قصة الرجل البلخي، وانقلاب الماء بالجواهر، وإحياء امرأته (2).

معجزة مولانا السجاد (عليه السلام) في الشام في حق من أراد قتله (3).

واكتفى في مدينة المعاجز بذكر (106) معجزة، وكذا في إثبات الهداة بذكر (73) معجزة للسجاد (عليه السلام) جزاهما الله تعالى خير الجزاء.

باب معجزات مولانا محمد بن علي الباقر صلوات الله عليه (4).

باب خروجه إلى الشام، وما ظهر فيه من المعجزات (5).

واكتفى في مدينة المعاجز بذكر (118) معجزة، وفي إثبات الهداة (93) معجزة.

باب معجزات مولانا أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) (6).

وفي المدينة ذكر له (263) معجزة، وفي إثبات الهداة (269) معجزة.

باب معجزات مولانا أبي الحسن موسى الكاظم صلوات الله عليه (7).

وفي المدينة ذكر له (133) معجزة، وفي إثبات الهداة (149) معجزة.

باب معجزات مولانا أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه (8).

باب فيه ما ظهر من الرضا (عليه السلام) من المعجزات في البصرة والكوفة (9).

باب وروده بنيسابور، وما ظهر فيه من المعجزات (10).

ص: 100


1- (1) جديد ج 46 / 27، وص 47.
2- (2) جديد ج 46 / 27، وص 47.
3- (3) جديد ج 45 / 176، وط كمباني ج 10 / 237.
4- (4) جديد ج 46 / 233، وط كمباني ج 11 / 66.
5- (5) جديد ج 46 / 306، وط كمباني ج 11 / 87.
6- (6) جديد ج 47 / 63، وط كمباني ج 11 / 122.
7- (7) جديد ج 48 / 29، وط كمباني ج 11 / 238.
8- (8) جديد ج 49 / 29، وط كمباني ج 12 / 9.
9- (9) جديد ج 49 / 73، وط كمباني ج 12 / 21.
10- (10) جديد ج 49 / 120، وط كمباني ج 12 / 34.

معجزة الرضا (عليه السلام)، ومجيئه إلى الحبس حين شهادة الكاظم (عليه السلام)، وما جرى منه في المدينة (1).

باب فيه ما ظهر من بركات الروضة الرضوية ومعجزاته عندها (2).

وذكر في المدينة له (161) معجزة، وفي إثبات الهداة (198) معجزة.

باب معجزات مولانا أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه (3).

وفي مدينة المعاجز ذكر له (84) معجزة وفي إثبات الهداة (83) معجزة.

باب معجزات الإمام الهادي (عليه السلام) (4).

وفي المدينة ذكر له (93) معجزة، وفي إثبات الهداة (92) معجزة.

باب معجزات مولانا أبي محمد الحسن العسكري ومعالي أموره (عليه السلام) (5).

وفي المدينة ذكر له (134) معجزة، وفي إثبات الهداة (136) معجزة.

باب ما ظهر من معجزات مولانا المهدي عجل الله فرجه وجعلنا الله من أنصاره وأعوانه (6).

وفي المدينة ذكر له (127) معجزة، وفي إثبات الهداة (170) معجزة.

وفي كتاب جنة المأوى للعلامة النوري جملة من معجزاته في زمن الغيبة (7).

أيام العجوز: قال الطبرسي في قوله تعالى: * (وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية * سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما) *: قال وهب: وهي التي تسميها العرب أيام العجوز ذات برد ورياح شديدة، وإنما نسبت إلى العجوز لأن عجوزا دخلت سربا فتبعتها الريح، فقتلتها اليوم الثامن من نزول العذاب، وانقطع

ص: 101


1- (1) جديد ج 48 / 246، وط كمباني ج 11 / 307.
2- (2) جديد ج 49 / 326، وط كمباني ج 12 / 95.
3- (3) جديد ج 50 / 37، وط كمباني ج 12 / 107.
4- (4) جديد ج 50 / 124، وط كمباني ج 12 / 128.
5- (5) جديد ج 50 / 247، وط كمباني ج 12 / 157.
6- (6) جديد ج 51 / 293، وط كمباني ج 13 / 77.
7- (7) جديد ج 53 / 200، وط كمباني ج 13 / 251.

العذاب في الثامن (1).

وأسماء أيام العجوز مذكورة في القاموس.

علل الشرائع، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن أبي الحسن صلوات الله عليه قال:

احتبس القمر عن بني إسرائيل، فأوحى الله تعالى إلى موسى أن أخرج عظام يوسف من مصر، ووعده طلوع القمر إذا أخرج عظامه، فسأل موسى عمن يعلم موضعه فقيل له: هاهنا عجوز تعلم علمه، فبعث إليها فاتي بعجوز مقعدة عمياء فقال لها: أتعرفين موضع قبر يوسف؟ قالت: نعم! قال فأخبريني به. قالت: لا حتى تعطيني أربع خصال: تطلق لي رجلي وتعيد إلي شبابي، وتعيد إلي بصري، وتجعلني معك في الجنة. قال: فكبر ذلك على موسى، فأوحى الله جل جلاله إليه:

يا موسى أعطها ما سألت، فإنك إنما تعطي علي، ففعل فدلته عليه، فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق مرمر، فلما أخرجه طلع القمر فحمله إلى الشام، فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم إلى الشام (2).

العيون، والعلل، والخصال: بسند صحيح، عن ابن فضال، عن أبي الحسن (عليه السلام) مثله (3).

الفقيه: عن الصادق (عليه السلام) مثله، ويقرب منه ما في قرب الإسناد عن ابن عيسى (يعني أحمد بن محمد بن عيسى) عن البزنطي، عن الرضا (عليه السلام). وساقه قريبا منه، كما في البحار (4).

العياشي: عن علي بن أسباط، عن الرضا (عليه السلام) مثل ما في قرب الإسناد (5).

قال المجلسي بعد نقله عن الفقيه: يدل ردا على الفلاسفة على جواز

ص: 102


1- (1) ط كمباني ج 5 / 97، وجديد ج 11 / 349.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 251، وجديد ج 13 / 127.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 203، وجديد ج 82 / 67.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 252، و ج 14 / 337، وجديد ج 60 / 208، و ج 13 / 129 و 130.
5- (5) جديد ج 60 / 209.

الاختلاف في حركة الفلكيات بإذن خالق الأرضين والسماوات (1).

الدعوات: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) ما يقرب منه (2).

وكذا عن قرب الإسناد والكافي، كما في البحار (3).

ويشير إليه في البحار (4). وفيه اسمها مريم بنت ناموسا.

العجوز التي أتت سليمان مستعدية على الريح، وحكمه في ذلك (5).

روي أن عيسى كوشف بالدنيا فرآها في صورة عجوزة هتماء (أي منكسرة الثنايا) عليها من كل زينة، فقال لها: كم تزوجت؟ فقالت: لا أحصيهم. قال: وكلهم مات منك، أو كلهم طلقت؟ قالت: بل كلهم قتلت (6).

تقدم ما يناسب ذلك في " دنا "، وذكر ذلك الشعراء كثيرا في أشعارهم.

منها: الحكيم الخاقاني قال:

از خون دل طفلان سرخاب رخ آميزد * أين زال سفيد ابرو وين مام سيه پستان زن سيه پستان كسى است كه هر طفلي را شير دهد بميرد.

باب فيه العجز وطلب ما لا يدرك (7).

الخصال: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: العجز مهانة.

نهج البلاغة: قال: العجز آفة، والصبر شجاعة (8). وفي " فتن " و " عشر " ما يتعلق بذلك.

عجل:

الروايات الكثيرة في فضل تعجيل الخير، في باب فيه فعل الخير

ص: 103


1- (1) ط كمباني ج 14 / 131، وجديد ج 58 / 172.
2- (2) جديد ج 93 / 327، وط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 45.
3- (3) جديد ج 22 / 292، وط كمباني ج 6 / 742.
4- (4) جديد ج 13 / 51، وط كمباني ج 5 / 229.
5- (5) جديد ج 14 / 73، وط كمباني ج 5 / 349.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 410، وجديد ج 14 / 328.
7- (7) جديد ج 73 / 159، وص 160، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 105.
8- (8) جديد ج 73 / 159، وص 160، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 105.

وتعجيله (1).

الأربعمائة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لكل شئ ثمرة، وثمرة المعروف تعجيله.

وقال: بادروا بعمل الخير، قبل أن تشغلوا عنه بغيره (2).

الكافي: عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله يحب من الخير ما يعجل (3).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من هم بخير فيعجله ولا يؤخره، فإن العبد ربما عمل العمل فيقول الله تعالى: قد غفرت لك - الخ. وبمضمونه روايات متعددة (4).

الكافي: عن محمد بن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا هم أحدكم بخير أو صلة، فإن عن يمينه وشماله شيطانين فليبادر لا يكفاه عن ذلك (5). لا يكفاه يعني لا يمنعاه.

الكافي: عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من هم بشئ من الخير فليعجله، فإن كل شئ فيه تأخير، فإن للشيطان فيه نظرة (6).

أقول: مدح التعجيل إنما هو في الخيرات، كما قال تعالى: * (وسارعوا إلى مغفرة) * و * (ويسارعون في الخيرات) * و * (فاستبقوا الخيرات) *.

وأما بالنسبة إلى سائر الأمور الدنيوية فهو مذموم، كما تقدم في " انى " و " ثبت ".

ففي العلوي (عليه السلام): لا تعجلوا! فإن العجلة والطيش لا تقوم بها حجج الله وبراهينه - الخ (7). ونحوه في البحار (8).

وفي مكاتبة أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى محمد بن أبي بكر: إياك والعجلة بالأمور

ص: 104


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 173، وجديد ج 71 / 215 - 225، وص 209.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 173، وجديد ج 71 / 215 - 225، وص 209.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 175، وجديد ج 71 / 222، وص 223، وص 224، وص 225.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 175، وجديد ج 71 / 222، وص 223، وص 224، وص 225.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 175، وجديد ج 71 / 222، وص 223، وص 224، وص 225.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 175، وجديد ج 71 / 222، وص 223، وص 224، وص 225.
7- (7) ط كمباني ج 8 / 84، وجديد ج 29 / 49.
8- (8) ط كمباني ج 4 / 120، وجديد ج 10 / 126.

قبل أوانها، والتساقط فيها عند إمكانها - الخ (1). وتقدم في " حزم ".

ومن كلمات مولانا الباقر (عليه السلام) لأخيه زيد الشهيد كما في الكافي باب ما يفصل به بين دعوى المحق من المبطل، قال: إن الله لا يعجل لعجلة العباد - الخ، قاله حين بين له أن كل شئ عنده بمقدار، ولكل شئ أجل وكتاب، فلا ينفع الاستعجال.

وتقدم في " شيع ": ما ينفع المقام.

ومن كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام): ثلاث من كن فيه لم يندم: ترك العجلة، والمشورة، والتوكل عند العزم على الله تعالى (2).

ومن كلمات إبليس لنوح كما في رواية مولانا الهادي (عليه السلام): إذا وجدنا ابن آدم شحيحا، أو حريصا، أو حسودا، أو جبارا، أو عجولا تلقفناه تلقف الكرة فإن اجتمعت لنا هذه الأخلاق سميناه شيطانا مريدا (3).

قال تعالى: * (خلق الإنسان من عجل) * قال القمي: لما أجرى الله الروح من قدميه فبلغت إلى ركبتيه أراد أن يقوم فلم يقدر، فقال الله عز وجل: خلق الإنسان من عجل (4).

ونحوه كلام سلمان الفارسي، ورواية هشام بن سالم عن الصادق (عليه السلام)، كما فيه (5).

كلام السيد المرتضى في تفسير هذه الآية، وذكر فيها ثمانية وجوه نذكر بعضها ملخصا: أولها: أن يكون المعنى المبالغة في وصف الإنسان بكثرة العجلة، وأنه شديد الاستعجال، ويشهد لهذا قوله عز وجل: * (وكان الإنسان عجولا) * وقوله:

* (فلا تستعجلون) * - الخ. وثانيها: يعني بقوله * (من عجل) * من ضعف وهي النطفة

ص: 105


1- (1) ط كمباني ج 8 / 663، و ج 17 / 73، وجديد ج 77 / 264، و ج 33 / 611.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 138، وجديد ج 78 / 81.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 627، وجديد ج 63 / 250.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 29. ونحوه ص 32، و ج 14 / 356، وجديد ج 60 / 277، و ج 11 / 109.
5- (5) جديد ج 11 / 118 و 119.

المهينة الضعيفة. وثالثها: أن العجل الطين، فكأنه تعالى قال: خلق الإنسان من طين - الخ، والتفصيل في البحار (1).

في المجمع قيل: العجل الطين، وهو بلغة حمير.

قال تعالى: * (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه) *، كلام الطبرسي في هذه الآية (2). وكلمات الشيخ المفيد في هذه الآية (3). ويظهر منها تفسير قوله: * (لا تحرك به لسانك لتعجل به) *، فراجع البحار (4).

نزول قوله تعالى: * (فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا) * حين هم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقتل زفر (أعني الثاني) وأرسل عليا لذلك، فراجع البحار (5).

باب فيه عبادة بني إسرائيل العجل (6).

تفسير قوله: * (واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم) * في البحار (7). وفي " كلم ":

تكلم العجل لموسى.

قصة العجل الذي اتخذوه زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كعجل قوم موسى (8).

أقول: ويشهد لذلك قوله (صلى الله عليه وآله): يجري في هذه الأمة كلما جرى في الأمم السالفة، وقول فاطمة الزهراء (عليها السلام) في لسان الحال: أبتا هذا السامري وعجلها - الخ.

وعن تفسير الإمام (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أصحاب موسى اتخذوا من بعده عجلا، وخالفوا خليفة الله، وستتخذ هذه الأمة عجلا وعجلا وعجلا، ويخالفونك يا علي وأنت خليفتي، هؤلاء يضاهئون اليهود في اتخاذهم العجل.

وعن ثواب الأعمال عن الكاظم (عليه السلام) أنه قال: إن الأول بمنزلة العجل،

ص: 106


1- (1) ط كمباني ج 14 / 364، وجديد ج 60 / 305.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 357، وص 359، وجديد ج 18 / 245، وص 251، وص 252.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 357، وص 359، وجديد ج 18 / 245، وص 251، وص 252.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 357، وص 359، وجديد ج 18 / 245، وص 251، وص 252.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 59، وجديد ج 28 / 305.
6- (6) جديد ج 13 / 195، وط كمباني ج 5 / 269.
7- (7) جديد ج 13 / 208 و 227 و 230، وط كمباني ج 5 / 277 و 278.
8- (8) جديد ج 21 / 257، وط كمباني ج 6 / 634.

والثاني بمنزلة السامري - الخ.

صياح العجل في بني ذريح يدعوهم إلى الإيمان بالله وبرسوله مرتين، فجاءوا إلى المدينة وآمنوا (1).

وفي المجمع: والعجل بالكسر ولد البقرة. وعجل قبيلة من ربيعة، والعجلية من ينسب إلى العجل. إنتهى.

أقول: والعجلية مذمومون، لعنهم الإمام الصادق (عليه السلام)، وهم الذين يزعمون أن سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند عبد الله بن الحسن، كما في البحار (2).

عجم:

الفقيه: قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اتقوا الله فيما خولكم، وفي العجم من أموالكم، فقيل له: وما العجم؟ قال: الشاة، والبقرة، والحمام (3).

المحاسن: العلوي الصادقي (عليه السلام): لا تزال هذه الأمة بخير، ما لم يلبسوا لباس العجم، ويطعموا أطعمة العجم، فإذا فعلوا ذلك ضربهم الله بالذل (4).

تفسير علي بن إبراهيم: * (ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين) *، قال الصادق (عليه السلام): لو نزل القرآن على العجم ما آمنت به العرب، وقد نزل على العرب فآمنت به العجم، فهذه فضيلة العجم (5).

معاني الأخبار: عن ضريس بن عبد الملك قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:

نحن قريش، وشيعتنا العرب، وعدونا العجم.

بيان: أي العرب الممدوح من كان من شيعتنا وإن كان عجما، والعجم المذموم من كان عدونا وإن كان عربا (6).

سوء رأي الثاني في الأعاجم:

ص: 107


1- (1) جديد ج 17 / 393 و 412، وط كمباني ج 6 / 291 و 295.
2- (2) جديد ج 26 / 204 و 209، و ج 27 / 49، وط كمباني ج 7 / 324 و 325 و 368.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 683، وجديد ج 64 / 119.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 873، و ج 16 / 154، وجديد ج 66 / 323، و ج 79 / 303.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 47، وجديد ج 67 / 173، وص 176.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 47، وجديد ج 67 / 173، وص 176.

مناقب ابن شهرآشوب: لما ورد بسبي الفرس إلى المدينة أراد الثاني أن يبيع النساء وأن يجعل الرجال عبيد العرب، وعزم على أن يحمل العليل والضعيف والشيخ الكبير في الطواف وحول البيت على ظهورهم. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام):

إن النبي (صلى الله عليه وآله): قال: أكرموا كريم قوم وإن خالفوكم، وهؤلاء الفرس حكماء كرماء، فقد ألقوا إلينا السلام، ورغبوا في الإسلام، وقد أعتقت منهم لوجه الله حقي وحق بني هاشم - الخ (1).

استدعاء المنصور قوما من الأعاجم، لقتل مولانا الصادق (عليه السلام)، وإكرامهم للإمام، وسجودهم له (2).

وذكرنا في رجالنا (3) في ترجمة إبراهيم بن موسى الكاظم (عليه السلام) قول الرضا (عليه السلام): إن الله تعالى يمن بهذا الدين على أولاد الأعاجم، ويصرفه عن قرابة نبيه - الخ.

أمالي الصدوق: عن ابن نباتة قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة، يعلمون الناس القرآن كما انزل. قلت:

يا أمير المؤمنين! أوليس هو كما انزل؟ فقال: لا، محي عنه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبو لهب إلا للإزراء على رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنه عمه (4).

أمالي الصدوق: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أصحاب القائم (عليه السلام) ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا أولاد العجم، بعضهم يحمل في السحاب نهارا، يعرف باسمه واسم أبيه ونسبه وحليته. وبعضهم نائم على فراشه، فيرى في مكة على غير ميعاد (5).

روى الحاكم في مستدركه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رأيت غنما

ص: 108


1- (1) ط كمباني ج 10 / 277، و ج 11 / 6، وجديد ج 45 / 330، و ج 46 / 15.
2- (2) جديد ج 47 / 181، وط كمباني ج 11 / 157.
3- (3) مستدركات علم رجال الحديث ج 1 / 214.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 194، وجديد ج 52 / 364، وص 370.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 194، وجديد ج 52 / 364، وص 370.

سودا دخلت فيها غنم كثير بيض، فقالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العجم يشركونكم في دينكم وأنسابكم. قالوا: العجم يا رسول الله؟ قال: لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجال من العجم (1).

قال المجلسي في قوله تعالى: * (فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين) *: أقول: فسر القوم بالشيعة وأولاد العجم، كما ورد في خبر آخر (2).

إرسال الثاني إلى عماله بالبصرة بحبل خمسة أشبار، وقوله: من أخذتموه من الأعاجم فبلغ طول هذا الحبل، فاضربوا عنقه (3).

وفي كتاب معاوية إلى زياد بن سمية: وانظر إلى الموالي ومن أسلم من الأعاجم، فخذهم بسنة ابن الخطاب، فإن في ذلك خزيهم وذلهم أن ينكح العرب فيهم ولا ينكحونهم، وأن يرثوهم العرب ولا يرثوا العرب، وأن يقصر بهم في عطائهم وأرزاقهم، وأن يقدموا في المغازي يصلحون الطريق ويقطعون الشجر، ولا يؤم أحد منهم العرب، ولا يتقدم أحد منهم في الصف الأول إذا حضرت العرب، إلا أن يتم الصف، ولا تول أحدا منهم ثغرا من ثغور المسلمين ولا مصرا من أمصارهم، ولا يلي أحد منهم قضاء المسلمين ولا أحكامهم، فإن هذه سنة عمر فيهم وسيرته - إلى قوله: - فإذا جاءك كتابي هذا فأذل العجم وأهنهم وأقصهم ولا تستعن بأحد منهم، ولا تقض لهم حاجة، فوالله إنك لابن أبي سفيان، خرجت من صلبه - الخ (4).

شكاية الموالي (أي الأعاجم) إلى أمير المؤمنين من معاملة الخلفاء والعرب معهم، وقول أمير المؤمنين لهم: يا معشر الموالي! إن هؤلاء قد صيروكم بمنزلة اليهود والنصارى، يتزوجون إليكم ولا يزوجونكم، ولا يعطونكم مثل ما يأخذون

ص: 109


1- (1) ط كمباني ج 14 / 683، وجديد ج 64 / 117.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 155، وجديد ج 24 / 309.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 234، وجديد ج 30 / 309.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 581 وجديد ج 33 / 262.

فاتجروا بارك الله لكم (1).

سؤال عدة من الأعاجم أمير المؤمنين (عليه السلام) عن ست خصال (2).

مدح الموالي (أي الأعاجم)، وأنه كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) مولاهم، وأنه لما سمع الثاني من النبي (صلى الله عليه وآله) أن أنصار علي وأهل بيته (عليهم السلام) يكونون من العجم لذا حكم بقتل العجم جميعا لما استولى على بلاد فارس، فمنعه أمير المؤمنين (عليه السلام) عن ذلك (3).

أقول: ويأتي الإشارة بمدح الأعاجم والموالي في " ولى ".

ومن طريق العامة، كما في كتاب التاج (4). ذكرت الأعاجم عند النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: لأنا بهم أو ببعضهم أوثق مني بكم أو ببعضكم.

معاني الأخبار، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن مولانا أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال: إن أول ما خلق الله عز وجل ليعرف به خلقه الكتابة حروف المعجم، وإن الرجل إذا ضرب على رأسه بعصا فزعم أنه لا يفصح ببعض الكلام، فالحكم فيه أن تعرض عليه حروف المعجم، ثم يعطي الدية بقدر ما لم يفصح منها، ولقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) في ا ب ت ث قال:

الألف آلاء الله، والباء بهجة الله، والتاء تمام الأمر بقائم آل محمد (عليه السلام)، والثاء ثواب المؤمنين على أعمالهم الصالحة، ثم ذكر معاني كل حرف حرف - إلى قوله: - فلام ألف لا إله إلا الله وهي كلمة الإخلاص، ما من عبد قالها مخلصا إلا وجبت له الجنة، والياء يد الله فوق خلقه، باسطة بالرزق، سبحانه وتعالى عما يشركون - الخ (5).

في أن تركيب ع ج م وضع في كلام العرب للإبهام والإخفاء وضد البيان (6).

ص: 110


1- (1) ط كمباني ج 9 / 638، وجديد ج 42 / 160.
2- (2) جديد ج 64 / 35، وط كمباني ج 14 / 660.
3- (3) جديد ج 67 / 170، وط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 46.
4- (4) كتاب التاج، ج 3 / 423.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 167، وجديد ج 2 / 318.
6- (6) جديد ج 17 / 190، وط كمباني ج 6 / 240.

عجا:

مدح العجوة، ودعاء النبي (صلى الله عليه وآله): اللهم بارك عليها وانفع بها، وأنها من الجنة (1). وتقدم في " تمر " ما يتعلق بذلك.

الكافي: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: العجوة أم التمر وأنزلت من الجنة، وعن الرضا (عليه السلام) أنها نخلة مريم ونزلت في كانون، ونزل مع آدم العتيق والعجوة، ومنها تفرق أنواع النخل، انتهت الروايتان ملخصتين، وتمامهما في البحار (2).

وفي العلوي (عليه السلام): أول شجرة نبتت على وجه الأرض النخلة، وهي العجوة، هبط بها آدم من الجنة فغرسها، وأصل النخلة كله منها (3).

الكافي: في الصادقي (عليه السلام): إن نخلة مريم إنما كانت عجوة ونزلت من السماء، فما نبت من أصلها كان عجوة، وما كان من لقاط فهو لون - الخ (4).

وبمضمون ما تقدم في البحار (5). وفيها فوائدها.

طب الأئمة (عليهم السلام): النبوي الباقري (عليه السلام): العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم (6).

سجود العجوة له (يعني خضوعها وتعظيمها) فبارك عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:

اللهم بارك عليها وانفع بها (7).

عدد:

قال تعالى في أواخر سورة المؤمنين: * (فسئل العادين) *. قال القمي في تفسيره: اسأل الملائكة الذين كانوا يعدون علينا الأيام، ويكتبون

ص: 111


1- (1) جديد ج 17 / 368 و 374، وط كمباني ج 6 / 285 و 286.
2- (2) جديد ج 11 / 216 و 217، و ج 14 / 220، وط كمباني ج 5 / 59 و 385.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 200، و ج 9 / 126. ونحوه في ج 14 / 291، وجديد ج 30 / 97، و ج 36 / 221، و ج 60 / 40.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 216، وجديد ج 47 / 368.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 839 و 840 - 844، وجديد ج 66 / 124.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 533، وجديد ج 62 / 208.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 286، وجديد ج 17 / 374.

ساعاتنا وأعمالنا التي اكتسبناها فيها، ولم يذكر في تفسير البرهان ونور الثقلين غير هذا.

الكافي: عن عبد الأعلى قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) قول الله عز وجل: * (إنما نعد لهم عدا) * قال: فما هو عندك؟ قلت: عدد الأيام. قال: إن الآباء والأمهات يحصون ذلك، لا، ولكنه عدد الأنفاس (1).

الكافي: علي، عن أبيه، عن بكر بن محمد الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

* (إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم - إلى قوله: - تعملون) * قال: تعد السنين ثم تعد الشهور، ثم تعد الأيام، ثم تعد الساعات، ثم تعد النفس، * (فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) *.

قرب الإسناد: ابن سعد، عن الأزدي مثله (2).

بيان أمير المؤمنين (عليه السلام) العدد الذي يجتمع فيه الكسور التسعة بقوله: اضرب إسبوعك في شهرك، ثم ما حصل لك في أيام سنتك، تظفر بمطلوبك - الخ (3).

210 = 30 × 7 75600 = 360 × 210 أقول: وفي نفسي أنه في رواية أخرى: اضرب إسبوعك في أيام سنتك فيحصل (2520) وهو أقل عدد يجتمع فيه الكسور التسعة.

غيبة النعماني: عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ليعد أحدكم لخروج القائم (عليه السلام) ولو سهما، فإن الله تعالى إذا علم ذلك من نيته رجوت لأن ينسئ في عمره حتى يدركه، ويكون من أعوانه وأنصاره (4).

تفسير قوله تعالى: * (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) * بالرمي، كما في

ص: 112


1- (1) ط كمباني ج 3 / 131، وجديد ج 6 / 145.
2- (2) جديد ج 6 / 145، وط كمباني ج 3 / 131.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 469، وجديد ج 40 / 187.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 194، وجديد ج 52 / 366.

البحار (1).

باب العدد وأقسامها، وأحكامها (2). وفيه كلام القمي في تفسيره: العدة على اثنتين وعشرين وجها وشرحه.

البقرة: * (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) * - الآيات.

الهداية: قال الصادق (عليه السلام): إذا طلق الرجل امرأته، ثم مات عنها قبل أن تنقضي عدتها ورثته، وعليها العدة أربعة أشهر وعشرة أيام، فإن طلقها وهي حبلى ثم مات عنها ورثته، واعتدت بأبعد الأجلين - الخبر (3).

تفسير العياشي: عن الصادق (عليه السلام) قال: لما نزلت هذه الآية: * (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا) * جئن النساء يخاصمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقلن لا نصبر. فقال لهن رسول الله (صلى الله عليه وآله): كانت إحداكن إذا مات زوجها أخذت بعرة فألقتها في دويرها في خدرها ثم قعدت، فإذا كان مثل ذلك اليوم من الحول أخذتها ففتتها ثم اكتحلت بها، ثم تزوجت، فوضع الله منكن ثمانية أشهر (4).

الروايات الواردة في تفسير الأعداد مثل رواية سؤال اليهودي عن النبي (صلى الله عليه وآله) ما الواحد، وما الاثنان، وما الثلاثة - إلى قوله: - وما المائة؟ (5). ونحوه السؤال عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما في البحار (6).

الدعاء الجامع: أعددت لكل هول لا إله إلا الله - الخ (7).

عدس:

باب العدس (8).

ص: 113


1- (1) جديد ج 19 / 185، وط كمباني ج 6 / 444.
2- (2) جديد ج 104 / 180، وص 181، وص 188، وط كمباني ج 23 / 135.
3- (3) جديد ج 104 / 180، وص 181، وص 188، وط كمباني ج 23 / 135.
4- (4) جديد ج 104 / 180، وص 181، وص 188، وط كمباني ج 23 / 135.
5- (5) جديد ج 9 / 339.
6- (6) جديد ج 10 / 2 و 6 و 7 و 86، وط كمباني ج 4 / 91 و 92 - 94 و 112.
7- (7) جديد ج 87 / 5، وط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 522.
8- (8) جديد ج 66 / 257، وط كمباني ج 14 / 867.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

عليكم بالعدس، فإنه مبارك مقدس يرق القلب ويكثر الدمعة، وقد بارك فيه سبعون نبيا آخرهم عيسى بن مريم، وقد ورد بهذا المضمون روايات كثيرة، وفي بعضها:

ولقد قدسه سبعون نبيا، منها في البحار (1).

قال المجلسي: ويحتمل أن يكون المراد بالعدس هنا غير ما أريد به في سائر الأخبار فإنه سيأتي أن العدس يطلق على الحمص.

قلت: قد تقدم ذلك في " حمص "، وتقدم أيضا أنه نبت من سبحة أيوب النبي.

والعدس معتدل في الحرارة والبرودة، أو مائل يسيرا إلى الحرارة، وقيل:

المقشور منه بارد في الثانية (2).

وقال الصادق (عليه السلام): سويق العدس يقطع العطش، ويقوي المعدة، وفيه شفاء من سبعين داء (3).

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): أكل العدس يرق القلب، ويسرع الدمعة (4).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سويق العدس يقطع العطش، ويقوي المعدة وفيه شفاء من سبعين داء، ويطفئ الصفراء، ويبرد الجوف، وكان إذا سافر لا يفارقه وكان يقول: إذا هاج الدم بأحد من حشمه قال له: إشرب من سويق العدس، فإنه يسكن هيجان الدم، ويطفئ الحرارة. المكارم: عنه (عليه السلام) مثله (5).

خبر عداس الراهب وخديجة رضي الله عنها:

قال الكازروني: وأتت خديجة عداسا الراهب، وكان شيخا قد وقع حاجباه على عينيه من الكبر، فقالت: يا عداس أخبرني عن جبرائيل ما هو؟ فقال: قدوس قدوس، وخر ساجدا وقال: ما ذكر جبرائيل في بلدة لا يذكر الله فيها ولا يعبد.

ص: 114


1- (1) ط كمباني ج 5 / 442 و 393، وجديد ج 14 / 254 و 460.
2- (2) جديد ج 66 / 259.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 549، وجديد ج 62 / 279 و 283.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 550. وفي معناه في ج 5 / 442.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 864، وجديد ج 66 / 282.

قالت: أخبرني عنه.

قال: لا والله، لا أخبرك حتى تخبريني من أين عرفت اسم جبرائيل. قالت: لي عليك عهد الله وميثاقه بالكتمان؟ قال، نعم. قالت: أخبرني به محمد بن عبد الله أنه أتاه. قال عداس: ذلك الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى وعيسى بالوحي والرسالة، والله لئن كان نزل جبرئيل على هذه الأرض لقد نزل إليها خير عظيم، ولكن يا خديجة إن الشيطان ربما عرض للعبد فأراه أمورا، فخذي كتابي هذا فانطلقي به إلى صاحبك، فإن كان مجنونا فإنه سيذهب عنه، وإن كان من أمر الله فلن يضره، وفيه إسلامه (1).

خبر عداس غلام عتبة وشيبة (2).

في أن عداسا خرج مع عتبة وشيبة ببدر. ويقال: رجع عداس ولم يشهد بدرا، ويقال: شهد بدرا وقتل، قال الواقدي: والقول الأول أثبت عندنا (3).

عدل:

أبواب العدل (4). باب فيه رسالة أبي الحسن الهادي (عليه السلام) في الرد على أهل الجبر والتفويض وإثبات العدل (5).

تحف العقول: من علي بن محمد: سلام عليكم، وعلى من اتبع الهدى، ورحمة الله وبركاته. فإنه ورد علي كتابكم، وفهمت ما ذكرتم من اختلافكم في دينكم، وخوضكم في القدر، ومقالة من يقول منكم بالجبر، ومن يقول بالتفويض، وتفرقكم في ذلك وتقاطعكم، وما ظهر من العداوة بينكم، ثم سألتموني عنه وبيانه لكم، وفهمت ذلك كله.

إعلموا رحمكم الله! إنا نظرنا في الآثار، وكثرة ما جاءت به الأخبار فوجدناها عند جميع من ينتحل الإسلام ممن يعقل عن الله جل وعز، لا تخلو من معنيين إما

ص: 115


1- (1) ط كمباني ج 6 / 353، وجديد ج 18 / 228.
2- (2) جديد ج 18 / 77 و ج 19 / 6، وط كمباني ج 6 / 315 و 403.
3- (3) جديد ج 19 / 331، وط كمباني ج 6 / 476.
4- (4) جديد ج 5 / 2، وط كمباني ج 3 / 2.
5- (5) جديد ج 5 / 68، وط كمباني ج 3 / 20.

حق فيتبع، وإما باطل فيجتنب، وقد اجتمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم، إن القرآن لا ريب فيه عند جميع أهل الفرق - الخ. مختصر الرسالة الشريفة في البحار (1).

عن الرضا (عليه السلام): ما عرف الله من شبهه بخلقه، ولا وصفه بالعدل من نسب إليه ذنوب عباده في البحار (2). وفي " عصى " و " عمل " و " فعل " ما يتعلق بذلك.

حكومة العدل من الله في فارس قتل شيخا باتهام أخذه كيسا، فأوحى الله إلى موسى حين سأل: يا رب كيف العدل في هذه الأمور، إن الشيخ قتل أبا الفارس وكان على أبي الفارس دين لأب الراعي مقدار ما في الكيس الذي أخذه الراعي، فجرى بينهما القصاص وقضى الدين وأنا حكم عادل (3).

باب الإنصاف والعدل (4).

معاني الأخبار، أمالي الصدوق: النبوي الصادقي (عليه السلام): أعدل الناس من رضي للناس ما يرضى لنفسه، وكره لهم ما يكره لنفسه (5).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام) قال: العدل أحلى من الشهد، وألين من الزبد، وأطيب ريحا من المسك (6).

باب أحوال الملوك والأمراء، وعدلهم وجورهم (7).

روضة الواعظين: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام): أيما أفضل: العدل أو الجود؟ قال:

العدل يضع الأمور مواضعها، والجود يخرجها عن جهتها، والعدل سائس عام، والجود عارض خاص، فالعدل أشرفهما وأفضلهما (8).

ص: 116


1- (1) ط كمباني ج 3 / 7، وجديد ج 5 / 20، وص 29.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 7، وجديد ج 5 / 20، وص 29.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 683، وجديد ج 64 / 117.
4- (4) جديد ج 75 / 24، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 124.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 125، وجديد ج 75 / 25.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 129، وجديد ج 75 / 39.
7- (7) جديد ج 75 / 335، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 209.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 213، وجديد ج 75 / 350.

وفي رواية جنود العقل: العدل وضده الجور (1).

وفي معراج السعادة للنراقي: روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: عدل ساعة، خير من عبادة سبعين سنة. جامع الأخبار: مثله.

إرشاد القلوب: روى المظفري في تاريخه قال: لما حج المنصور في سنة أربع وأربعين ومائة، نزل بدار الندوة، وكان يطوف ليلا ولا يشعر به أحد، فإذا اطلع الفجر صلى بالناس وراح في موكبه إلى منزله، فبينما هو ذات ليلة يطوف إذ سمع قائلا يقول: اللهم إنا نشكو إليك ظهور البغي والفساد في الأرض، وما يحول بين الحق وأهله من الظلم، قال: فملأ المنصور مسامعه منه ثم استدعاه فقال له: ما الذي سمعته منك؟ قال: إن أمنتني على نفسي نبأتك بالأمور من أصلها، قال: أنت آمن على نفسك، قال: أنت الذي دخله الطمع حتى حال بينه وبين الحق وحصول ما في الأرض من البغي والفساد، فإن الله سبحانه وتعالى استرعاك أمور المسلمين فأغفلتها، وجعلت بينك وبينهم حجابا وحصونا من الجص والآجر وأبوابا من الحديد، وحجبة معهم السلاح، واتخذت وزراء ظلمة، وأعوانا فجرة، إن أحسنت لا يعينوك، وإن أسأت لا يردوك، وقومتهم على ظلم الناس ولم تأمرهم بإعانة المظلوم والجائع والعاري، فصاروا شركاءك في سلطانك، وصانعتهم العمال بالهدايا خوفا منهم، فقالوا: هذا قد خان الله فما لنا لا نخونه فاختزنوا الأموال، وحالوا دون المتظلم ودونك، فامتلأت بلاد الله فسادا وبغيا وظلما، فما بقاء الإسلام وأهله على هذا؟ وقد كنت أسافر إلى بلاد الصين وبها ملك قد ذهب سمعه، فجعل يبكي فقال له وزراؤه: ما يبكيك؟ فقال: لست أبكي على ما نزل من ذهاب سمعي ولكن المظلوم يصرخ بالباب ولا أسمع نداءه، ولكن إن كان سمعي قد ذهب فبصري باق، فنادى في الناس: لا يلبس ثوبا أحمر إلا مظلوم، فكان يركب الفيل في كل طرف نهار هل يرى مظلوما فلا يجده.

ص: 117


1- (1) جديد ج 1 / 110، وط كمباني ج 1 / 37.

هذا وهو مشرك بالله، وقد غلبت رأفته بالمشركين على شح نفسه، وأنت مؤمن بالله، وابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا تغلبك رأفتك بالمسلمين على شح نفسك، فإنك لا تجمع المال إلا لواحدة من ثلاث إن قلت: إنك تجمع لولدك، فقد أراك الله تعالى الطفل الصغير يخرج من بطن أمه لا مال له، فيعطيه. فلست بالذي تعطيه بل الله سبحانه هو الذي يعطي، وإن قلت: أجمعها لتشييد سلطاني فقد أراك الله القدير عبرا في الذين تقدموا، ما أغنى عنهم ما جمعوا من الأموال ولا ما أعدوا من السلاح، وإن قلت أجمعها لغاية هي أحسن من الغاية التي أنا فيها، فوالله ما فوق ما أنت فيه منزلة إلا العمل الصالح.

يا هذا هل تعاقب من عصاك إلا بالقتل؟ فكيف تصنع بالله الذي لا يعاقب إلا بأليم العذاب، وهو يعلم منك ما أضمر قلبك، وعقدت عليه جوارحك، فماذا تقول إذا كنت بين يديه للحساب عريانا؟ هل يغني عنك ما كنت فيه شيئا؟ قال: فبكى المنصور بكاء شديدا وقال: يا ليتني لم أخلق ولم أك شيئا، ثم قال:

ما الحيلة فيما حولت؟ قال: عليك بأعلام العلماء الراشدين، قال: فروا مني، قال:

فروا منك مخافة أن تحملهم على ظهر من طريقتك، ولكن افتح الباب وسهل الحجاب وخذ الشئ مما حل وطاب، وانتصف للمظلوم، وأنا ضامن عمن هرب منك أن يعود إليك. فيعاونك على أمرك. فقال المنصور: اللهم وفقني لأن أعمل بما قال هذا الرجل، ثم حضر المؤذنون وأقاموا الصلاة، فلما فرغ من صلاته قال: علي بالرجل، فطلبوه فلم يجدوا له أثرا. فقيل: إنه كان الخضر (1).

الفضائل: فيه أنه قدم أمير المؤمنين (عليه السلام) المدائن، ونزل بإيوان كسرى، وأنه أحيى أنوشيروان وسأله عن حاله، فأخبر أنه محروم من الجنة بسبب كفره، ولا يعذب بالنار ببركة عدله وإنصافه بين الرعية (2). وفيه رواية أخرى في إحيائه ظالما طاغيا، وشرحه ما جرى عليه من العذاب لظلمه.

النبوي (صلى الله عليه وآله): ولدت في زمن الملك العادل، يعني أنوشيروان بن قباد، قاتل

ص: 118


1- (1) جديد ج 75 / 351.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 560، وجديد ج 41 / 213.

مزدك والزنادقة (1).

الكافي: عن محمد الحلبي، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله تعالى: * (إعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها) * قال: العدل بعد الجور (2). وتقدم في " ارض " ما يتعلق بذلك.

أمالي الطوسي: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: السلطان ظل الله في الأرض، يأوي إليه كل مظلوم فمن عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر، ومن جار كان عليه الوزر، وعلى الرعية الصبر حتى يأتيهم الأمر (3).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): إن الله يأمر بالعدل والإحسان، العدل الإنصاف، والإحسان التفضل (4).

وسئل الصادق (عليه السلام) عن صفة العدل من الرجل، فقال: إذا غض طرفه عن المحارم، ولسانه عن المآثم، وكفه عن المظالم (5).

تفسير قوله تعالى: * (فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة) * وقوله: * (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) *، ووجه الجمع بينهما، وأن الأول في النفقة، والثاني في المودة (6).

باب القسمة بين النساء، والعدل فيها (7).

تفسير قوله تعالى: * (ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم) * بأمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم، كما في البحار (8).

ص: 119


1- (1) ط كمباني ج 6 / 59 و 58 و 64، و ج 20 / 276، وجديد ج 15 / 250 و 254 و 276، و ج 98 / 194.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 214، وجديد ج 75 / 353.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 214، وجديد ج 75 / 354.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 126، وجديد ج 75 / 29.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 185، وجديد ج 78 / 248.
6- (6) جديد ج 10 / 202، و ج 47 / 225، وط كمباني ج 4 / 137، و ج 11 / 172، و ج 23 / 103.
7- (7) جديد ج 104 / 50، وط كمباني ج 23 / 103.
8- (8) جديد ج 24 / 187، و ج 36 / 119، و ج 41 / 111، وط كمباني ج 7 / 129، و ج 9 / 105 و 534.

والعدل في قوله تعالى: * (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) * فسر في عدة روايات بشهادة الوحدانية والرسالة، والإحسان أمير المؤمنين (عليه السلام)، وفي بعضها العدل رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).

باب أنهم وولايتهم العدل، والمعروف، والإحسان، والقسط، والميزان (2).

باب ما صدر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في العدل في القسمة، ووضع الأموال في مواضعها (3).

باب جوامع مكارم أخلاق أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعدله، وحسن سياسته (4).

عدالة مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه في تقسيم الأموال، والروايات الراجعة وتوبيخه من أراد منه غير ذلك (5).

وأخبار العامة في عدل أمير المؤمنين (عليه السلام) في ملحقات إحقاق الحق (6).

وروي أنه أمر قنبر أن يضرب رجلا حدا، فغلظ قنبر فزاد ثلاثة أسواط فأقاده علي (عليه السلام) من قنبر ثلاثة أسواط (7).

خبر عارية بنت أمير المؤمنين (عليه السلام) عقد لؤلؤ من بيت المال، وما قال في ذلك (8).

باب من وصف عدلا، ثم خالفه إلى غيره (9).

ففي الروايات عن مولانا الصادق (عليه السلام) إن أشد الناس حسرة يوم القيامة، من

ص: 120


1- (1) جديد ج 24 / 187 - 190، و ج 36 / 179 و 180، وط كمباني ج 7 / 129، و ج 9 / 117 و 118.
2- (2) جديد ج 24 / 187، وط كمباني ج 7 / 129.
3- (3) جديد ج 78 / 94، وط كمباني ج 17 / 142.
4- (4) جديد ج 41 / 102، وط كمباني ج 9 / 532.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 711 و 712 و 400، و ج 9 / 509 و 532 - 540، و ج 15 كتاب العشرة ص 215، وجديد ج 40 / 107، و ج 41 / 116، و ج 32 / 48، و ج 34 / 204.
6- (6) إحقاق الحق ج 8 / 532 - 573.
7- (7) جديد ج 40 / 313، وط كمباني ج 9 / 498.
8- (8) جديد ج 40 / 337، وط كمباني ج 9 / 503.
9- (9) جديد ج 72 / 222، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 33.

وصف عدلا ثم عمل بغيره، وبهم فسر الغاوون في قوله تعالى: * (فكبكبوا فيها هم والغاوون) * (1).

تفسير قوله تعالى: * (لا يؤخذ منها عدل) * يعني الفداء والفريضة (2).

باب العدالة والخصال التي من كانت فيه ظهرت عدالته، ووجبت إخوته، وحرمت غيبته (3).

الخصال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروته، وظهرت عدالته، ووجبت إخوته، وحرمت غيبته (4).

أمالي الصدوق: عن الصادق (عليه السلام): من صلى خمس صلوات في اليوم والليلة في جماعة، فظنوا به خيرا، وأجيزوا شهادته (5).

وفي سؤال علقمة، عن الصادق (عليه السلام) عمن تقبل شهادته - وقد تقدم خبره في " شهد " - قال: فمن لم تره بعينك يرتكب ذنبا، ولم يشهد عليه بذلك شاهدان فهو من أهل العدالة، والستر، وشهادته مقبولة، وإن كان في نفسه مذنبا (6). وتمامه في أمالي الصدوق (7).

تحقيق من العلامة المجلسي في معنى العدالة (8).

في كتاب البيان والتعريف في شرح أسباب الحديث الجزء الأول في النبوي

ص: 121


1- (1) ط كمباني ج 17 / 165 و 168، وجديد ج 78 / 179 و 188.
2- (2) جديد ج 8 / 61، وط كمباني ج 3 / 307.
3- (3) جديد ج 70 / 1، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 24.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 24، وكتاب العشرة ص 143، و ج 17 / 45، وجديد ج 70 / 1، و ج 75 / 92 و 93، و ج 77 / 160.
5- (5) جديد ج 70 / 2.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 186، وجديد ج 70 / 2، و ج 75 / 247.
7- (7) أمالي الصدوق مجلس 22.
8- (8) جديد ج 88 / 23 و 24، وط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 616 - 620.

العامي: اتقوا الله واعدلوا في أولادكم - الخ.

قد ورد في الأدعية المأثورة (جملة منها في (1): اللهم إني أعوذ بك من العديلة عند الموت.

قال المجلسي في معناها: أي العدول عن الحق، وكأنه من باب التعليم والتواضع بالنسبة إليهم وإلى غيرهم من أهل الإيمان، نعم ربما يتصف بها من كان مشككا في الحق، نعوذ بالله تعالى منها. إنتهى.

وقال في المستدرك: قال فخر المحققين في آخر رسالته المسماة بإرشاد المسترشدين في أصول الدين: ولنختم رسالتنا هذه بمسألة مباركة، وهي أن العديلة عند الموت تقع، فإنه يجئ الشيطان ويعدل الإنسان عند الموت ليخرجه عن الإيمان فيحصل له عقاب النيران، وفي الدعاء قد تعوذ الأئمة (عليهم السلام) منها، فإذا أراد الإنسان أن يسلم من هذه الأشياء فليستحضر أدلة الإيمان والأصول الخمس بالأدلة القطعية، ويصفي خاطره ويقول: اللهم يا أرحم الراحمين، إني قد أودعتك يقيني هذا وثبات ديني، وأنت خير مستودع، وقد أمرتنا بحفظ الودائع، فرده علي وقت حضور موتي، ثم يخزي الشيطان ويتعوذ منه بالرحمن، ويودع ذلك الله تعالى، ويسأله أن يرده عليه وقت حضور موته وعند ذلك يسلم من العديلة عند الموت قطعا. انتهت الحاجة من كلامه، ثم قال شيخنا: وأما دعاء العديلة المعروفة، فهو من مؤلفات بعض أهل العلم ليس بمأثور ولا موجود في كتب حملة الأحاديث ونقادها (2).

عدن:

باب المعادن، والجمادات، والطبائع (3).

شهاب الأخبار: قال النبي (صلى الله عليه وآله): الناس معادن كمعادن الذهب والفضة.

الضوء: راوي الحديث أبو هريرة، وتمام الحديث: خيارهم في الجاهلية،

ص: 122


1- (1) مستدرك الوسائل ج 1 / 93.
2- (2) المستدرك ج 1 / 93.
3- (3) جديد ج 60 / 164، وط كمباني ج 14 / 326.

خيارهم في الإسلام إذا فقهوا (1).

السيد الأجل أبو أحمد عدنان بن السيد الرضي ذكره السيد الشهيد القاضي نور الله، في محكي المجالس ومدحه مدحا جليلا، وقال: تولى نقابة العلويين بعد عمه الأكرم الشريف المرتضى، وكان آل بويه يعظمونه، ومدحه ابن الحجاج على ما حكي عنه بقصائد كثيرة.

عدا:

تفسير قوله تعالى: * (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) *، وسبب نزولها، وفيه قصة مهاجرة جعفر إلى الحبشة (2).

تفسير قوله تعالى: * (والعاديات ضبحا) * - الآيات، وقصتهم، وأنها في غزوة ذات السلاسل (3). وتقدم في " سلسل ".

تفسير قوله تعالى: * (إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم) * وذلك أن الرجل إذا أراد الهجرة تعلق به ابنه وامرأته، فمنهم من يطيع أهله، ومنهم من لا يطيع ويهجر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) (4).

تفسير قوله تعالى: * (لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) * وأنه نزل في حاطب ابن أبي بلتعة (5).

تفسير قوله تعالى: * (قل من كان عدوا لجبريل) * - الآية، وسبب نزوله (6).

وتقدم في " ظلم ": تفسير قوله تعالى: * (لا عدوان إلا على الظالمين) *.

ص: 123


1- (1) ط كمباني ج 14 / 405، وجديد ج 61 / 65.
2- (2) جديد ج 18 / 410 - 418، وط كمباني ج 6 / 399 و 400 و 401.
3- (3) جديد ج 21 / 66، و ج 36 / 179، وط كمباني ج 6 / 588، و ج 9 / 117.
4- (4) جديد ج 19 / 89، وط كمباني ج 6 / 423.
5- (5) جديد ج 18 / 110، و ج 21 / 93 و 112 و 125 و 136، و ج 36 / 168، و ج 41 / 8، و ج 75 / 388، وط كمباني ج 6 / 594 و 599 و 603 و 606، و ج 9 / 115 و 509، و ج 15 كتاب العشرة ص 223.
6- (6) جديد ج 9 / 66 و 186 و 283 و 284، و ج 39 / 103 - 108، وط كمباني ج 4 / 23 و 53، و ج 9 / 369.

باب تأويل المؤمنين والإيمان والمسلمين والإسلام بهم، وبولايتهم، والكفار والمشركين والكفر والشرك والجبت والطاغوت واللات والعزى والأصنام بأعدائهم ومخالفيهم (1).

باب فيه أن أعداءهم الفجار والأشرار وأصحاب الشمال (2).

باب فيه أن أعداءهم الكفر والفسوق والعصيان والفحشاء والمنكر والبغي (3).

وتقدم في " خير ": قول الصادق (عليه السلام): وعدونا أصل كل شر، ومن فروعهم كل قبيح وفاحشة. ونحوه غيره. وفي " فحش " ما يتعلق بذلك، وكذا في " خبث ".

باب الحقد والبغضاء، ومعاداة الرجال (4).

الأنفال: * (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) *.

الخصال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لبنيه: يا بني إياكم ومعاداة الرجال، فإنهم لا يخلون من ضربين: من عاقل يمكر بكم، أو جاهل يعجل عليكم، والكلام ذكر والجواب أنثى، فإذا اجتمع الزوجان فلا بد من النتاج، ثم أنشأ يقول:

سليم العرض من حذر الجوابا * ومن دارى الرجال فقد أصابا ومن هاب الرجال تهيبوه * ومن حقر الرجال فلن يهابا روي أن أربعة القليل منها كثير: النار، والنوم، والمرض والعداوة (5).

الكافي: في النبوي الصادقي (عليه السلام): إتق شحناء الرجال وعداوتهم (6).

وفي وصية أمير المؤمنين (عليه السلام): ولا تتخذ عدو صديقك صديقا، فتعادي صديقك - الخ (7). وفيه قوله: وجد على عدوك بالفضل، فإنه أحرى للظفر.

ص: 124


1- (1) جديد ج 23 / 354، وط كمباني ج 7 / 73.
2- (2) جديد ج 24 / 1، وط كمباني ج 7 / 81.
3- (3) جديد ج 24 / 187 و 286، وط كمباني ج 7 / 129. ويقرب منه ص 150.
4- (4) جديد ج 75 / 209، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 174.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 174، وجديد ج 75 / 210.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 168، وجديد ج 73 / 407.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 60، وجديد ج 77 / 209.

الأربعمائة: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: صافح عدوك وإن كره، فإنه مما أمر الله عز وجل به عباده يقول: * (إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقها إلا الذين صبروا، ولا يلقها إلا ذو حظ عظيم) *.

وقال: ما تكافئ عدوك بشئ أشد عليه من أن تطيع الله فيه، وحسبك أن ترى عدوك يعمل بمعاصي الله عز وجل (1).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما عهد إلي جبرئيل في شئ، ما عهد إلي في معاداة الرجال (2).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام): من زرع العداوة، حصد ما بذر (3). يعني العداوة مع الناس يحصد منه مثله، وهو عداوة الناس له.

وعن مولانا السجاد (عليه السلام): لا تعادين أحدا وإن ظننت أنه لا يضرك - الخبر (4).

وفيه أيضا ذم المعاداة (5).

العلوي (عليه السلام): من زرع العدوان، حصد الخسران (6). وفي " خصم " و " شجر " و " شحن " ما يتعلق بذلك.

وتقدم في " عجز ": الإشارة إلى معجزات رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كفاية شر الأعداء.

باب فيه استجابة دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) في ابتلاء الأعداء بالبلايا (7).

الكاظمي (عليه السلام): من أراد فضلنا على عدونا، فليقرأ هذه السورة التي يذكر فيها:

* (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) *، فينا آية، وفيهم آية إلى آخرها (8).

ص: 125


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 218، وجديد ج 71 / 421.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 169، وجديد ج 73 / 409.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 169، وجديد ج 73 / 409.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 155، وص 160، وجديد ج 78 / 142، وص 160. ويقرب منه ص 158.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 155، وص 160، وجديد ج 78 / 142، وص 160. ويقرب منه ص 158.
6- (6) جديد ج 40 / 164، وط كمباني ج 9 / 464.
7- (7) جديد ج 41 / 191، وط كمباني ج 9 / 554.
8- (8) ط كمباني ج 7 / 80.

ما ورد في أعداء آل محمد (عليهم السلام) (1).

بصائر الدرجات: عن عنبسة بن مصعب قال: كنا عند أبي عبد الله صلوات الله عليه فأثنى عليه بعض القوم حتى كان من قوله: وأخزى عدوك من الجن والإنس.

فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لقد كنا وعدونا كثير، ولقد أمسينا وما أحد أعدى لنا من ذوي قرابتنا، ومن ينتحل حبنا، حتى أنهم ليكذبون علينا في الجفر (2).

العياشي: عن الصادق (عليه السلام): فأعداء علي هم الخالدون في النار، وإن كانوا في أديانهم على غاية الورع والزهد والعبادة (3). ورواه العياشي عن الصادق (عليه السلام) مثله مع زيادة، والمؤمنون بعلي وإن كانوا في أعمالهم مسيئة على ضد ذلك (4) وتقدم في " خلد " ما يتعلق بذلك.

تفسير فرات بن إبراهيم: عنه (عليه السلام): إن لنا أعداء من الجن، يخرجون حديثنا إلى أعدائنا من الإنس، وإن الحيطان لها آذان كآذان الناس (5). وفي رجالنا (6) في ترجمة قبيصة تمام الرواية.

باب وجوب موالاة أوليائهم ومعاداة أعدائهم (7).

مشكاة: قال مولانا أبو جعفر الباقر (عليه السلام) لجابر الجعفي: يا جابر لا تستعن بعدو لنا في حاجة، ولا تستطعمه، ولا تسأله شربة، أما إنه ليخلد في النار، فيمر به المؤمن فيقول: يا مؤمن ألست فعلت كذا وكذا، فيستحيي منه، فيستنقذه من النار، وإنما سمي المؤمن مؤمنا، لأنه يؤمن على الله فيجيز الله أمانه (8).

ص: 126


1- (1) ط كمباني ح 7 / 74 - 80، وجديد ج 23 / 384.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 286، وجديد ج 26 / 45.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 9، وجديد ج 67 / 23.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 129، وجديد ج 68 / 105.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 250، وجديد ج 7 / 203.
6- (6) مستدركات علم رجال الحديث ج 6 / 269.
7- (7) جديد ج 27 / 51، وط كمباني ج 7 / 368.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 20، وجديد ج 67 / 70.

باب ما جرى من مناقب مولانا أمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم على لسان أعدائهم (1).

في اعتراف المأمون بأن عند أبي الحسن وآبائه صلوات الله عليهم علم ما كان وما هو كائن، إلى يوم القيامة (2).

في اعتراف المأمون بجلالة الرضا سلام الله عليه (3).

في اعترافه لعنه الله بأن علم الجواد وآبائه صلوات الله عليهم من الله وإلهامه، وأنهم أغنياء في علم الدين والدنيا عن الرعايا (4).

إكمال الدين: في اعتراف أحمد بن عبيد الله بن خاقان بجلالة الحسن العسكري (عليه السلام)، وعفافه، ونبله، وكرمه، وهديه، وسكونه مع أنه كان من أنصب الخلق، وأشدهم عداوة لهم (5).

في اعتراف المنصور بكثرة علم الباقر (عليه السلام) (6)، والكافي مثله (7).

وأشعار عبد الله بن المعتز بن المتوكل، المنقول عن ديوانه، مذكورة في سفينة البحار (8).

باب في النهي عن الاستمطار بالأنواء، والطيرة، والعدوي (9).

فيه النبوي (صلى الله عليه وآله): لا عدوى ولا طيرة، ويظهر منه إبطال ما يخاف من السراية من بعض الأمراض (10).

والعدوي ما يعدى من جرب أو غيره، وهو تعديه عن صاحبه إلى غيره.

ص: 127


1- (1) جديد ج 40 / 117، و ج 43 / 318، و ج 49 / 189، وط كمباني ج 9 / 454، و ج 10 / 88 و 89، و ج 12 / 57 - 62.
2- (2) جديد ج 49 / 30، وط كمباني ج 12 / 9.
3- (3) جديد ج 49 / 209، وط كمباني ج 12 / 63.
4- (4) جديد ج 50 / 74، وط كمباني ج 12 / 117.
5- (5) جديد ج 50 / 325، وط كمباني ج 12 / 175.
6- (6) جديد ج 52 / 288، وص 300، وط كمباني ج 13 / 175.
7- (7) جديد ج 52 / 288، وص 300، وط كمباني ج 13 / 175.
8- (8) السفينة ج 2 / 169.
9- (9) جديد ج 58 / 312، وط كمباني ج 14 / 167.
10- (10) جديد ج 58 / 318، وط كمباني ج 14 / 169.

النبوي (صلى الله عليه وآله): لا عدوى، ولا طيرة، ولا هام، والعين حق، والفأل حق - الخ (1).

وفي نقل العامة إبدال الهام بالغول (2).

كلام المجلسي في وجه الجمع بين هذا الحديث، وبين قوله: فر من المجذوم، فرارك من الأسد (3).

في فضل رد عادية ماء أو نار: الكافي: عن النبي (صلى الله عليه وآله): من رد على قوم من المسلمين عادية ماء أو نار أوجبت له الجنة (4).

قرب الإسناد: العلوي (عليه السلام): من رد عن المسلمين عادية ماء، أو عادية نار، أو عادية عدو مكابر للمسلمين، غفر الله له ذنبه (5).

باب فيه رد العادية عنهم (يعني المؤمنين) (6).

العلوي (عليه السلام): اللهم إني أستعديك على قريش - الخ (7).

أبو العادية الفزاري: ملعون، خبيث، طعن عمار بن ياسر يوم صفين، كما في كتاب صفين (8).

عذب:

قال تعالى في التنزيل: * (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر) * والمراد بالعذاب الأكبر عذاب جهنم، والعذاب الأدنى في الدنيا الدابة والدجال، أو عذاب القبر أو في الرجعة، كما في الروايات (9)، وفي رواية

ص: 128


1- (1) ط كمباني ج 14 / 572 و 169، وجديد ج 63 / 18.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 643. ونحوه ص 696، وجديد ج 63 / 315، و ج 64 / 179.
3- (3) جديد ج 75 / 131، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 153.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 96، وجديد ج 74 / 340.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 123.
6- (6) جديد ج 75 / 17، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 123.
7- (7) ط كمباني ج 8 / 177 و 185، وجديد ج 29 / 607، و ج 30 / 15.
8- (8) كتاب صفين ص 341.
9- (9) جديد ج 8 / 256، و ج 53 / 24 و 56 و 114، وط كمباني ج 3 / 365، و ج 13 / 206 و 214 و 216 و 229 مكررا.

أخرى: هذا فراق الأحبة في الدنيا (1).

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: في حديث المفضل، عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال: الأدنى غلاء السعر، والأكبر المهدي بالسيف (2).

تفسير قوله تعالى: * (عذاب الخزي في الحياة الدنيا) * وأن من مصاديقه المسخ (3).

تفسير قوله تعالى: * (وإن للذين ظلموا) * آل محمد حقهم * (عذابا دون ذلك) * وأنه عذاب الرجعة بالسيف (4). وتقدم في " ظلم " و " رجع " ما يتعلق بذلك.

تفسير قوله تعالى: * (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد) * - الآية، وأنه الثاني، كما في البحار (5).

تفسير قوله تعالى: * (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) * يعني الدجال والصيحة * (أو من تحت أرجلكم) * يعني الخسف، * (أو يلبسكم شيعا) * هو اختلاف في الدين، إلى آخر ما قاله مولانا الباقر (عليه السلام)، كما في البحار (6).

وفي رواية أخرى: * (من فوقكم) * السلطان الجائر، * (أو من تحت أرجلكم) * السفلة، ومن لا خير فيه، * (أو يلبسكم شيعا) * قال: العصبية (7).

تفسير قوله تعالى: * (قل أرأيتم إن أتيكم عذابه بياتا - يعني ليلا - أو نهارا) * وأنه عذاب ينزل في آخر الزمان على فسقة أهل القبلة - الخ، كما في رواية أبي الجارود، عن الباقر (عليه السلام)، فراجع البحار (8).

ص: 129


1- (1) جديد ج 12 / 277، وط كمباني ج 5 / 186.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 14، وجديد ج 51 / 59.
3- (3) جديد ج 52 / 241، وط كمباني ج 13 / 165.
4- (4) جديد ج 53 / 103 و 117، وط كمباني ج 13 / 226 و 230.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 210 و 238، وجديد ج 30 / 171 و 331.
6- (6) جديد ج 9 / 205، و ج 52 / 181، وط كمباني ج 4 / 57، و ج 13 / 150.
7- (7) ط كمباني ج 4 / 57.
8- (8) ط كمباني ج 13 / 151، وجديد ج 52 / 185.

وتقدم في " سأل ": تفسير قوله تعالى: * (سأل سائل بعذاب واقع) *.

جملة من آيات العذاب وتفسيرها في البحار (1).

تفسير قوله تعالى: * (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) * (2)، تفسير علي بن إبراهيم: (3).

ذكر أهل بيت عذبوا في الله تعالى كان ريحهم كالمسك الأذفر (4).

وعن بعض الزيارات لمولانا علي صلوات الله عليه: كنت على الكافرين عذابا صبا.

وعن كنز الفوائد، عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: * (لما رأوا العذاب) * قال:

علي (عليه السلام) هو العذاب - الخبر، وتقدم في " بأس ": أن عليا (عليه السلام) سوط عذاب الله وبأسه الذي لا يرد عن المجرمين، وفي رواية سلمان قال علي (عليه السلام): أنا عذاب يوم الظلة.

وعن البصائر، عن الصادق (عليه السلام) في قوله: * (حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد) * قال: هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) إذا رجع في الرجعة.

تضرع إلياس النبي في مناجاته مكررا، أتراك معذبي؟ فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك فإني غير معذبك. قال: فقال، إن قلت لا أعذبك ثم عذبتني ماذا ألست عبدك وأنت ربي؟ فأوحى إليه أن ارفع رأسك، فإني غير معذبك، فإني إذا وعدت وعدا وفيت به (5). ونحوه في مناجاة إليا، كما في البحار (6).

باب ما عجل الله به قتلة الحسين (عليه السلام) من العذاب في الدنيا (7).

باب فيه شدة عذاب قتلة الحسين (عليه السلام) (8).

ص: 130


1- (1) جديد ج 9 / 204 و 205 و 213، وط كمباني ج 4 / 57 - 59.
2- (2) جديد ج 18 / 159، وص 234، وط كمباني ج 6 / 336.
3- (3) جديد ج 18 / 159، وص 234، وط كمباني ج 6 / 336.
4- (4) جديد ج 13 / 296، وط كمباني ج 5 / 294.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 316، وص 318، وجديد ج 13 / 393، وص 400.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 316، وص 318، وجديد ج 13 / 393، وص 400.
7- (7) جديد ج 45 / 300، وط كمباني ج 10 / 268.
8- (8) جديد ج 44 / 299، وط كمباني ج 10 / 167.

إرائة مولانا الصادق (عليه السلام) لداود الرقي، عذاب أعداء آل محمد (صلى الله عليه وآله) (1).

في أن الله لا يعذب قوما يأكلون (2).

في أنه تعالى لا يعذب قوما فيهم سبعة من المؤمنين (3).

في أنه تعالى لا يعذب الصغار بذنوب الكبار، كما قاله الباقر (عليه السلام) (4) في أن الله تعالى لم يعذب قوما إلا يوم الأربعاء (5).

وتقدم في " بلل " و " خبب ": ذكر المعذبين في الله تعالى، وهم بلال وخباب وعمار، وغيرهم.

باب النهي عن التعذيب، بغير ما وضع الله من الحدود (6).

ذكر ما رواه الخطابي مما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الأرض المقدسة، من تعذيب جماعة من الزناة والزواني، وآكل الربا، ومن كذب كذبة تبلغ الآفاق، ومن أخذ القرآن من فضة، وغير ذلك (7).

في الخبر الطويل في المعراج، رأى النبي (صلى الله عليه وآله) تعذيب الذين يأكلون الحرام، والهمازين، والذين يأكلون الربا، قيل: إنما رأى النبي (صلى الله عليه وآله) من أن قوما في الجنة يتنعمون، وقوما في النار يعذبون، يحمل على أنه رأى صفتهم وأسماءهم (8).

مروره في ليلة الإسراء بالنساء المعذبات لأعمالهن، وبكاؤه لهن (9).

ص: 131


1- (1) جديد ج 48 / 84، وط كمباني ج 11 / 256.
2- (2) جديد ج 66 / 317، وط كمباني ج 14 / 872.
3- (3) جديد ج 73 / 383، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 163.
4- (4) جديد ج 14 / 393، وط كمباني ج 5 / 425.
5- (5) جديد ج 14 / 464، وط كمباني ج 5 / 443.
6- (6) جديد ج 79 / 203، وط كمباني ج 16 / 144.
7- (7) جديد ج 61 / 184، وط كمباني ج 14 / 440.
8- (8) جديد ج 6 / 239، و ج 18 / 319 و 320، وط كمباني ج 3 / 159. وتمامه ج 6 / 376.
9- (9) جديد ج 8 / 309، و ج 18 / 351، و ج 103 / 245، وط كمباني ج 3 / 380، و ج 6 / 383، و ج 23 / 57.

عذاب الرجلين، وقتلة الحسين (عليه السلام) في الجبل الأسود الذي يقال له: الكمد بعسفان (1).

عذاب قابيل (2).

باب علة عذاب الاستيصال (3).

باب عذاب القبر وسؤاله (4).

وفيه أن عذاب القبر يكون من النميمة، والبول، وعزب الرجل عن أهله (5).

وفي بعض الروايات عن ابن عباس، مكان عزب الرجل: الغيبة (6). وتقدم في " بول ": ذكر مواضع هذه الروايات.

ومن مات يوم الجمعة أو ليلتها، رفع عنه عذاب القبر، كما في البحار (7). وتقدم في " جمع ": ذكر مواضع الروايات.

ثواب الأعمال: عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله): من بنى بناء رياء وسمعة حمل يوم القيامة إلى سبع أرضين، ثم يطوقه نارا توقد في عنقه ثم يرمى به في النار.

ومن خان جاره شبرا من الأرض طوقه الله يوم القيامة إلى سبع أرضين نارا حتى يدخله جهنم.

ومن نكح امرأة حراما في دبرها أو رجلا أو غلاما حشره الله يوم القيامة أنتن من الجيفة تتأذى به الناس حتى يدخل جهنم، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا،

ص: 132


1- (1) جديد ج 6 / 288، و ج 53 / 14. وتمامه في ج 25 / 372، و ج 30 / 189، وط كمباني ج 3 / 173، و ج 8 / 213، و ج 13 / 204. وتمامه في ج 7 / 270.
2- (2) جديد ج 11 / 231 و 243، وط كمباني ج 5 / 63 و 66، و ج 7 / 270.
3- (3) جديد ج 5 / 281، وط كمباني ج 3 / 78.
4- (4) جديد ج 6 / 202، وط كمباني ج 3 / 147.
5- (5) جديد ج 6 / 222، وط كمباني ج 3 / 154.
6- (6) جديد ج 6 / 245، وط كمباني ج 3 / 160.
7- (7) جديد ج 6 / 230 و 242.

وأحبط الله عمله، ويدعه في تابوت مشدود بمسامير من حديد، ويضرب عليه في التابوت بصفائح حتى يشتبك في تلك المسامير، فلو وضع عرق من عروقه على أربعمائة أمة لماتوا جميعا وهو أشد الناس عذابا.

ومن ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زان، يقول الله عز وجل يوم القيامة: عبدي زوجتك أمتي على عهدي فلم تف لي بالعهد، فيتولى الله طلب حقها فيستوعب حسناته كلها فلا يفي بحقها فيؤمر به إلى النار.

ومن رجع عن شهادة وكتمها أطعمه الله لحمه على رؤوس الخلائق ويدخل النار وهو يلوك لسانه.

ومن كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما في القسم من نفسه وماله جاء يوم القيامة مغلولا مائلا شقه حتى يدخل النار.

ومن صافح امرأة حراما جاء يوم القيامة مغلولا ثم يؤمر به إلى النار.

ومن فاكه امرأة لا يملكها حبس بكل كلمة كلمها في الدنيا ألف عام، والمرأة إذا طاوعت الرجل فالتزمها حراما أو قبلها أو باشرها حراما أو فاكهها فأصاب بها فاحشة فعليها من الوزر ما على الرجل، وإن غلبها على نفسها كان على الرجل وزره ووزرها.

ومن لطم خد مسلم لطمة بدد الله عظامه يوم القيامة ثم سلط عليه النار وحشر مغلولا حتى يدخل النار.

ومن مشى في نميمة بين اثنين سلط الله عليه في قبره نارا تحرقه إلى يوم القيامة، فإذا خرج من قبره سلط الله تعالى عليه أسود ينهش لحمه حتى يدخل النار.

ومن بغى على فقير وتطاول عليه واستحقره حشره الله تعالى يوم القيامة مثل الذرة في صورة رجل حتى يدخل النار.

ومن رمى محصنا أو محصنة أحبط الله تعالى عمله وجلده يوم القيامة سبعون ألف ملك من بين يديه ومن خلفه ثم يؤمر به إلى النار.

ص: 133

ومن شرب الخمر في الدنيا سقاه الله عز وجل من سم الأساود ومن سم العقارب شربة يتساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها، فإذا شربها تفسخ لحمه وجلده كالجيفة، يتأذى به أهل الجمع حتى يؤمر به إلى النار، وشاربها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها سواء في عارها وإثمها، ألا ومن سقاها يهوديا أو نصرانيا أو صابيا أو من كان من الناس فعليه كوزر شربها.

ومن شهد شهادة زور على رجل مسلم أو ذمي أو من كان من الناس، علق بلسانه يوم القيامة وهو مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار.

ومن ملأ عينه من امرأة حراما حشره الله يوم القيامة مسمرا بمسامير من نار حتى يقضي الله تعالى بين الناس ثم يؤمر به إلى النار.

ومن أطعم طعاما رياءا وسمعة أطعمه الله مثله من صديد جهنم وجعل ذلك الطعام نارا في بطنه حتى يقضى بين الناس.

ومن تعلم القرآن ثم نسيه متعمدا لقى الله تعالى يوم القيامة مجذوما مغلولا، ويسلط عليه بكل آية حية موكلة به.

ومن تعلم فلم يعمل به وآثر عليه حب الدنيا وزينتها استوجب سخط الله عز وجل وكان في الدرك الأسفل مع اليهود والنصارى.

ومن قرأ القرآن يريد به السمعة والرياء بين الناس لقى الله عز وجل يوم القيامة ووجهه مظلم ليس عليه لحم، وزخ القرآن في قفاه حتى يدخله النار، ويهوي فيها مع من يهوي.

ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة أعمى فيقول: رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا؟ فيقال: كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى، فيؤمر به إلى النار.

ومن تعلم القرآن يريد به رياءا وسمعة ليماري به السفهاء أو يباهي به العلماء أو يطلب به الدنيا بدد الله عز وجل عظامه يوم القيامة، ولم يكن في النار أشد عذابا

ص: 134

منه، وليس نوع من أنواع العذاب إلا يعذب به من شدة غضب الله وسخطه.

ومن صبر على سوء خلق امرأته احتسابا أعطاه الله تعالى بكل مرة يصبر عليها من الثواب مثل ما أعطي أيوب على بلائه، فكان عليها من الوزر في كل يوم وليلة مثل رمل عالج، فإن ماتت قبل أن تعينه وقبل أن يرضى عنها حشرت يوم القيامة منكوسة مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار.

ومن تولى عرافة قوم حبس على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة، وحشر ويده مغلولة إلى عنقه، فإن قام فيهم بأمر الله أطلقه الله، وإن كان ظالما هوى به في نار جهنم سبعين خريفا.

ومن مشى في عيب أخيه وكشف عورته كانت أول خطوة خطاها ووضعها في جهنم، وكشف الله عورته على رؤوس الخلائق.

ومن بنى على ظهر الطريق ما يأوى به عابر سبيل بعثه الله عز وجل يوم القيامة على نجيب من نور ووجهه يضئ لأهل الجمع نورا حتى يزاحم إبراهيم خليل الرحمن في قبته، فيقول أهل الجمع: هذا ملك من الملائكة (1).

عذر:

تفسير قوله تعالى: * (وجاء المعذرون من الأعراب) * (2).

الخصال: الأربعمائة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اطلب لأخيك عذرا، فإن لم تجد له عذرا فالتمس له عذرا (3). وكتاب قضاء الحقوق عن النبي (صلى الله عليه وآله) مثله (4).

وفي النبوي الرضوي (عليه السلام): إياك وما تعتذر منه (5). وتمام الرواية في " خمس ".

ص: 135


1- (1) جديد ج 7 / 213، وط كمباني ج 3 / 253.
2- (2) جديد ج 21 / 200، وط كمباني ج 6 / 622.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 156. ونحوه كتاب العشرة ص 46. ومثله فيه ص 170.
4- (4) ص 171، وط كمباني ج 4 / 115، وجديد ج 10 / 100، و ج 68 / 200، و ج 74 / 165، و ج 75 / 197.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 107، وكتاب العشرة ص 146، وجديد ج 73 / 168، و ج 75 / 107.

كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إياكم وما يعتذر منه، فإن المؤمن لا يسئ ولا يعتذر، والمنافق يسئ كل يوم ويعتذر منه (1). وعن الحسين (عليه السلام) مثله (2).

ومن مواعظ السجاد (عليه السلام): وإياك وما يعتذر منه (3).

كشف الغمة: في وصية موسى الكاظم (عليه السلام): يا بني إني موصيكم، فمن حفظها لم يضع معها، إن أتاكم آت فأسمعكم في الاذن اليمنى مكروها، ثم تحول إلى الاذن اليسرى فاعتذر وقال: لم أقل شيئا فاقبلوا عذره (4).

وعن مولانا السجاد (عليه السلام) في حديث قال: ولا يعتذر إليك أحد إلا قبلت عذره، وإن علمت أنه كاذب (5).

وتقدم في " شرر ": أن من لا يقبل العذر، يكون من شرار الناس. وتقدم في " ربع ": أربعة لا عذر لهم.

ومن لم يقبل العذر ممن اعتذر إليه، فقد تعلق بغصن من أغصان شجرة الزقوم، كما في النبوي (صلى الله عليه وآله) (6).

وفي وصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي من لم يقبل العذر من متنصل، صادقا كان أو كاذبا، لم ينل شفاعتي (7).

ومن كلمات مولانا السجاد (عليه السلام): وإن شتمك رجل عن يمينك، ثم تحول إلى يسارك فاعتذر فاقبل عذره (8).

ص: 136


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 81، وجديد ج 67 / 310.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 149، وجديد ج 78 / 120.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 158، وجديد ج 78 / 152.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 218، وجديد ج 71 / 425.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 50، و ج 17 / 155، وجديد ج 74 / 180، و ج 78 / 142.
6- (6) ط كمباني ج 16 / 106، وجديد ج 76 / 358.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 14، وجديد ج 77 / 47.
8- (8) ط كمباني ج 17 / 154، وجديد ج 78 / 141.

العلوي (عليه السلام): واقبل العذر (1).

ومن كلمات مولانا الحسين صلوات الله عليه: رب ذنب أحسن من الاعتذار منه (2).

وفي مواعظ لقمان لابنه: ولا تعتذر إلى من لا يحب أن يقبل لك عذرا، ولا يرى لك حقا (3).

وعن الصدوق في كتاب الإخوان، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن بلغك عن أخيك شئ، وشهد أربعون أنهم سمعوه منه، فقال: لم أقل، فاقبل منه.

وعنه (عليه السلام) أنه قال للحسن بن راشد: إذا سألت مؤمنا حاجة فهيئ له المعاذير قبل أن يعتذر، فإن اعتذر فاقبل عذره، وإن ظننت أن الأمور على خلاف ما قال.

المحاسن: عن منصور بن حازم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الناس مأمورون ومنهيون، ومن كان له عذر، عذره الله (4).

وفي غرر الحكم قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إعادة الاعتذار تذكير بالذنوب.

وعن الفردوس للديلمي، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خمس من أوتيهن لم يعذر على ترك عمل الآخرة: زوجة صالحة، وبنون أبرار، وحسن مخالطة الناس، ومعيشته في بلده، وحب آل محمد (صلى الله عليه وآله). تقدم في " خمس ".

ما يظهر منه ذم من يعمل عملا يحتاج أن يعتذر منه، وهو كما في مناقب ابن شهرآشوب عن أبي هاشم الجعفري، عن داود بن الأسود قال: دعاني سيدي أبو محمد صلوات الله عليه فدفع إلي خشبة كأنها رجل باب مدورة طويلة ملأ الكف، فقال: صر بهذه الخشبة إلى العمري، فمضيت فلما صرت في بعض الطريق عرض لي سقاء معه بغل، فزاحمني البغل على الطريق، فناداني السقاء: ضح على البغل،

ص: 137


1- (1) ط كمباني ج 17 / 60. ونحوه ص 61 و 69، وجديد ج 77 / 211 و 213.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 151 وجديد ج 78 / 128.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 323، وجديد ج 13 / 419.
4- (4) جديد ج 5 / 301، وط كمباني ج 3 / 83.

فرفعت الخشبة التي كانت معي فضربت بها البغل، فانشقت فنظرت إلى كسرها فإذا فيها كتب، فبادرت سريعا فرددت الخشبة إلى كمي، فجعل السقاء يناديني ويشتمني ويشتم صاحبي.

فلما دنوت من الدار راجعا استقبلني عيسى الخادم عند الباب الثاني فقال:

يقول لك مولاي أعزه الله: لم ضربت البغل وكسرت رجل الباب؟ فقلت له:

يا سيدي لم أعلم ما في رجل الباب، فقال: ولم احتجت أن تعمل عملا تحتاج أن تعتذر منه إياك بعدها أن تعود إلى مثلها، وإذا سمعت لنا شاتما فامض لسبيلك التي أمرت بها، وإياك أن تجاوب من يشتمنا أو تعرفه من أنت، فإنا ببلد سوء، ومصر سوء، فامض في طريقك، فإن أخبارك وأحوالك ترد إلينا، فاعلم ذلك (1).

إعتذار الله تعالى يوم القيامة من فقراء المؤمنين في البحار (2).

قال مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أهل العراق سيقتل منكم سبعة نفر بعذراء، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود، فقتل حجر وأصحابه.

بيان: العذراء موضع على بريد من دمشق، أو قرية بالشام، ذكره الفيروزآبادي (3).

أحكام العذرة من الإنسان وغيره في البحار (4). وتقدم في " بول " ما يتعلق بذلك، ويأتي في " نجس ".

عذق:

العذق كفلس: النخلة بحملها. والعذق بالكسر الكباسة، وهي عقود التمرة، وشهادة العذق بالرسالة للرسول (صلى الله عليه وآله) وقوله: أشهد أنك رسول الله، ثم أمره بالرجوع فرجع إلى مكانه (5).

ص: 138


1- (1) ط كمباني ج 12 / 165، وجديد ج 50 / 283.
2- (2) جديد ج 7 / 181 و 200، وط كمباني ج 3 / 244 و 249.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 586، وجديد ج 41 / 316.
4- (4) جديد ج 80 / 107، وط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 26 و 29.
5- (5) جديد ج 17 / 368، وط كمباني ج 6 / 285.

عرب:

عن السياري في التنزيل والتحريف، بإسناده عن جويرة قال:

قلت لأبي عبد الله صلوات الله عليه إنك رجل لك فضل، لو نظرت في هذه العربية. فقال: لا حاجة لي في سهككم هذا.

وروي عنه (عليه السلام) قال: من انهمك في طلب النحو سلب الخشوع. ويأتي في " نحا " ما يتعلق بذلك.

وفي رواية أخرى فيه عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت:

جعلت فداك لو نظرت في هذا أعني العربية، فقال: دعني من سهككم.

وعن عبد الأعلى قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أصحاب العربية يحرفون الكلم عن مواضعه.

يأتي في " همز ": قول الرسول (صلى الله عليه وآله): تعلموا القرآن بعربيته.

الروايات الآمرة باعراب الأحاديث وفضله (1).

وفي حديث أسئلة الشامي عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه: سأله عن خمسة من الأنبياء تكلموا بالعربية، فقال: هود وشعيب وصالح وإسماعيل ومحمد صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين (2).

وفي رواية أخرى: لم يبعث من العرب إلا خمسة: هود وصالح وإسماعيل وشعيب ومحمد صلى الله عليه وآله وعليهم (3). وفي رواية: أربعة من العرب، وذكرهم وأسقط إسماعيل (4).

وفي مسائل ابن سلام عنه: رسل العرب كانوا سبعة (ستة - خ ل): إبراهيم وإسماعيل ولوط وصالح وشعيب ومحمد (صلى الله عليه وآله) (5). والظاهر أن السابع هود.

ص: 139


1- (1) جديد ج 2 / 151 و 161 و 163، وط كمباني ج 1 / 109 و 112.
2- (2) ط كمباني ج 4 / 110، و ج 5 / 11 و 12 و 16 و 96، وجديد ج 10 / 80، و ج 11 / 36.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 12 مكررا و 16 و 215، وجديد ج 11 / 42 مكررا و 56، و ج 12 / 385.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 22، وجديد ج 77 / 71.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 347، وجديد ج 60 / 242.

الخصال: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: تعلموا العربية فإنها كلام الله الذي يكلم بها خلقه - الخبر (1).

الإختصاص: كان لسان آدم العربية وهو لسان أهل الجنة (2). ويدل على ذلك تفسير قوله تعالى: * (عربا أترابا) * فإنه قال القمي: قال في هذه الآية: أي يتكلمون بالعربية.

وفي مسائل الشامي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: كلام أهل الجنة العربية، وكلام أهل النار بالمجوسية (3).

علل الشرائع: عن الصادق، عن أبيه صلوات الله عليهما قال: ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا إلا بالعربية، فكان يقع في مسامع الأنبياء بألسنة قومهم، وكان يقع في مسامع نبينا بالعربية، فإذا كلم به قومهم (قومه كما عن المصدر وموضع آخر) كلمهم بالعربية، فيقع في مسامعهم بلسانهم وكان أحد لا يخاطب رسول الله بأي لسان خاطبه إلا وقع في مسامعه بالعربية، كل ذلك يترجم جبرئيل له، وعنه تشريفا من الله تعالى له (4). ويدل على ذلك أيضا ما في البحار (5).

وعن مولانا الباقر (عليه السلام): إن إسماعيل أول من شق لسانه بالعربية، كما في البحار (6).

أقول: الأول إضافي بالنسبة إلى ولد إبراهيم.

والنبوي (صلى الله عليه وآله): هي أفضل اللغات (7).

في خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) في نقل الطينة الطيبة إلى إسماعيل بن إبراهيم،

ص: 140


1- (1) ط كمباني ج 16 / 23، و ج 1 / 66، وجديد ج 1 / 212، و ج 76 / 127.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 16، وجديد ج 11 / 56.
3- (3) جديد ج 8 / 286، و ج 10 / 81، وط كمباني ج 3 / 374، و ج 4 / 111.
4- (4) جديد ج 16 / 134، و ج 18 / 263، وط كمباني ج 6 / 130 و 362.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 12، وجديد ج 11 / 42.
6- (6) جديد ج 12 / 87. ونحوه ص 112، و ج 78 / 178، وط كمباني ج 5 / 136 و 143، و ج 17 / 165.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 232، وجديد ج 17 / 158.

فأنطقت لسانه بالعربية التي فضلتها على سائر اللغات - الخ (1). وتقدم في " أبى ":

في خطبة أمير المؤمنين مثل ذلك.

علل الشرائع: عن جابر، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تسبوا قريشا، ولا تبغضوا العرب، ولا تذلوا الموالي، ولا تساكنوا الخوز، ولا تزوجوا إليهم فإن لهم عرقا يدعوهم إلى غير الوفاء (2).

الروايات بأن العرب الأئمة وشيعتهم، والموالي من والاهم، والعلج الهمج الهبج أعداؤهم في البحار (3).

تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن لله خيارا من كل ما خلقه، فله من البقاع خيار، وله من الليالي والأيام خيار، وله من الشهور خيار، وله من عباده خيار، ولهم من خيارهم خيار.

فأما خياره من البقاع: فمكة والمدينة وبيت المقدس. وأما خياره من الليالي:

فليالي الجمع، وليلة النصف من شعبان، وليلة القدر، وليلتا العيدين. وأما خياره من الأيام: فأيام الجمع، والأعياد. وأما خياره من الشهور: فرجب، وشعبان، وشهر رمضان. وأما خياره من عباده: فولد آدم، وخياره من ولد آدم من اختارهم على علم بهم، فإن الله عز وجل لما اختار خلقه اختار ولد آدم، ثم اختار من ولد آدم العرب، ثم اختار من العرب مضر، ثم اختار من مضر قريشا، ثم اختار من قريش هاشم، ثم اختار من هاشم أنا وأهل بيتي، كذلك. فمن أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم - الخبر (4). وتمامه في البحار (5).

ص: 141


1- (1) ط كمباني ج 7 / 187، وجديد ج 25 / 29.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 746، و ج 23 / 89، و ج 15 كتاب الإيمان ص 47، وكتاب العشرة ص 52، وجديد ج 22 / 313، و ج 67 / 174، و ج 74 / 193، و ج 103 / 372.
3- (3) جديد ج 67 / 175 - 181، و ج 68 / 23، وط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 47 و 48 مكررا و 108.
4- (4) ط كمباني ج 20 / 96، وجديد ج 96 / 373.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 183 - 185، وجديد ج 37 / 48 و 52 - 59.

مصالحة النبي (صلى الله عليه وآله) مع الأعراب وشرائطه (1).

أحوال العرب بعد إبراهيم، وقبل ظهور الإسلام في البحار (2). نقل رواية عن الكافي عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فراجع إليه، وكذا فيه رواية الكافي عن سعيد الأعرج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في أحوال العرب قبل الإسلام (3)، وإلى شرح نهج البلاغة للخوئي (4)، وإلى ما سيأتي في " مجس " و " مكك ".

قال تعالى: * (الأعراب أشد كفرا ونفاقا) *.

تفسير: الأعراب سكان البادية الذين لم يهاجروا إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، وكونهم أشد كفرا ونفاقا من أهل الحضر، لتوحشهم وقساوتهم وجفائهم ونشؤهم في بعد من مشاهدة العلماء وسماع التنزيل (5).

وفي بعض الأخبار الأعرابيان: الأول والثاني.

المحاسن: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تفقهوا في الحلال والحرام، وإلا فأنتم أعراب. ونحوه غيره (6).

وروى الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال: نحن بنو هاشم وشيعتنا العرب، وسائر الناس الأعراب.

معاني الأخبار: وعن الباقر (عليه السلام): من ولد في الإسلام حرا فهو عربي (7).

روي أنه أصاب بعيرا لمولانا الصادق (عليه السلام) علة، وهو في ماء لبني سليم، فاستأذن غلامه في نحره فلم يأذن له، فلما ساروا أربعة أميال قال: يا غلام إنزل

ص: 142


1- (1) جديد ج 19 / 183، و ج 100 / 33، وط كمباني ج 6 / 443، و ج 21 / 100.
2- (2) جديد ج 15 / 170 و 172، وط كمباني ج 6 / 40.
3- (3) جديد ج 10 / 179 و 180، وط كمباني ج 4 / 132.
4- (4) شرح نهج البلاغة ط 2 ج 3 / 363.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 45، وجديد ج 67 / 166 - 188.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 66، وجديد ج 1 / 214 مكررا.
7- (7) ط كمباني ج 21 / 104، وجديد ج 100 / 46.

فانحره، ولئن تأكله السباع أحب إلي من أن تأكله الأعراب (1).

ذم من أطعم الأعراب (2).

الغيبة للشيخ: عن موسى الأبار، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إتق العرب فإن لهم خبر سوء، أما إنه لم يخرج مع القائم منهم واحد (3).

وعن الصادق (عليه السلام): ويل لطغاة العرب من شر قد اغترب (4).

تقدم في " خرص ": قول الصادق (عليه السلام): والسخاء والحسد في العرب.

باب التعرب بعد الهجرة (5).

وعد من كبائر الذنوب، كما في الروايات الكثيرة.

وفي المجمع في معنى التعرب بعد الهجرة يعني الالتحاق ببلاد الكفر والإقامة بها بعد المهاجرة عنها إلى بلاد الإسلام، وكان من رجع من الهجرة إلى موضعه من غير عذر يعدونه كالمرتد. وفي كلام بعض علمائنا: التعرب بعد الهجرة في زماننا هذا أن يشتغل الإنسان بتحصيل العلم ثم يتركه. وروي أنه التارك لهذا الأمر بعد معرفته. وفي الخبر: من الكفر التعرب بعد الهجرة. وفي الحديث: من لم يتفقه منكم في الدين فهو أعرابي. إنتهى.

وقال في الوافي: ولا يبعد تعميمه لكل من تعلم آداب الشرع وسننه ثم تركها وأعرض عنها ولم يعمل بها، ويؤيده ما في معاني الأخبار عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: المتعرب بعد الهجرة التارك لهذا الأمر بعد معرفته. إنتهى. وللعلامة المجلسي بيان مفصل في ذلك في المرآة باب الكبائر، فراجع.

ص: 143


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 47، وجديد ج 67 / 175.
2- (2) جديد ج 73 / 362، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 159.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 186. ويقرب منه فيه ص 190، وجديد ج 52 / 114 و 333 و 348.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 134 و 139، و ج 3 / 61، و ج 15 كتاب الإيمان ص 151، وجديد ج 5 / 219، و ج 52 / 114 و 135، و ج 68 / 182.
5- (5) جديد ج 79 / 280، و ج 10 / 100، و ج 100 / 33، وط كمباني ج 4 / 114، و ج 16 / 151، و ج 21 / 100.

مجئ أعرابي إلى النبي وإخباره وقبوله الواجبات، وسؤاله عن الولاية أهي فرضها الله تعالى؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله) بل الله فرضه على أهل السماوات والأرض، ثم أخذ في فضائل علي صلوات الله عليه وثواب محبته (1).

قصة أعرابي قد يبس جلده على عظمه، وغارت عيناه، وآمن وأسلم وأقر بما أوجب رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليه، ومات وهو جائع، فقال: هو ممن آمن، ولم يلبس إيمانه بظلم، فابتدره الحور العين بثمار الجنة - الخ (2).

قصة أعرابي آخر في مجلس الوليد بن يزيد نقلها يونس النحوي عن الخليل ابن أحمد. ذكرنا في رجالنا (3) عند ترجمة يونس، وكذا في البحار (4).

وقصة أعرابي متعلق بأستار الكعبة، يدعو في ليال ثلاثة، ضمن له أمير المؤمنين (عليه السلام) حاجته، وفيه خبر الناقة (5).

يعرب قحطان، من المعمرين، أول من تكلم بالعربية، ملك مائتي سنة (6).

والعربون، كما في المجمع بفتح العين والراء، ما عقد عليه البيع. وعن التحرير هو أن تدفع بعض الثمن، على أنه إن أخذ السلعة احتسبه من الثمن، وإلا كان للبائع.

قرب الإسناد: أبو البختري، عن الصادق، عن أبيه صلوات الله عليهما أن عليا كان يقول: لا يجوز العربون، إلا أن يكون نقدا من الثمن (7).

ابن العربي: هو محي الدين، صاحب الفتوحات المكية والفصوص، من أركان المتصوفة، له دعاوي فاسدة وكلمات مضلة، ذكرنا بعضها في كتابنا " تاريخ فلسفه

ص: 144


1- (1) ط كمباني ج 9 / 437. ويقرب منه ص 439، وجديد ج 40 / 46 و 54.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 179، وجديد ج 68 / 182.
3- (3) مستدركات علم رجال الحديث ج 8 / 299.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 92، وجديد ج 46 / 321.
5- (5) جديد ج 41 / 44، وط كمباني ج 9 / 518.
6- (6) جديد ج 51 / 290، وط كمباني ج 13 / 77.
7- (7) ط كمباني ج 23 / 24، وجديد ج 103 / 88.

وتصوف ". وتقدم شطر منها في " حيى " بعنوان محي الدين. مات سنة 638، وله ذموم وخرافيات، كما في البحار (1). نقله هنا في السفينة.

عرج:

باب إثبات المعراج، ومعناه، وكيفيته، وصفته، وما جرى فيه، ووصف البراق (2).

الإسراء: قال تعالى: * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا) * - الآية.

تفسير: * (إلى المسجد الأقصى) *: قال المفسرون: يعني بيت المقدس، لبعد المسافة بينه وبين المسجد الحرام، * (الذي باركنا حوله) * أي من الأشجار والثمار والنبات والأمن والخصب، حتى لا يحتاجوا إلى أن يجلب إليهم من موضع آخر، أو بأن جعله الله مقر الأنبياء، ومهبط الملائكة الأصفياء.

إعلم أنه قال أكثر المفسرين أسري به من دار أم هانئ، وكان نائما في تلك الليلة في بيتها، وأن المراد بالمسجد الحرام هنا مكة، تسمية للكل باسم الجزء، أو يقال: إن مكة والحرم كلها مسجد، أو يقال بأنه ذهب به من بيت أم هانئ إلى المسجد الحرام، ومنه إلى ما شاء الله تعالى.

إقامة الفخر الرازي البرهان على إمكان معراجه بجسده الشريف ووقوعه (3).

قال العلامة المجلسي: إعلم أن عروجه إلى بيت المقدس، ثم إلى السماء في ليلة واحدة بجسده الشريف مما دلت عليه الآيات والأخبار المتواترة من طرق الخاصة والعامة، وإنكار أمثال ذلك أو تأويلها بالعروج الروحاني، أو بكونه في المنام ينشأ إما من قلة التتبع في الآثار، أو من قلة التدين وضعف اليقين، أو الإنخداع بتسويلات المتفلسفين، والأخبار الواردة في هذا المطلب لا أظن مثلها

ص: 145


1- (1) ط كمباني ج 14 / 642، وجديد ج 63 / 312.
2- (2) جديد ج 18 / 282، وط كمباني ج 6 / 366.
3- (3) جديد ج 18 / 284.

ورد في شئ من أصول المذهب - الخ (1).

واختلف في ليلة الإسراء: فقيل: لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا، وقيل: ليلة سبع عشرة من ربيع الأول، وقيل: ليلة سبع وعشرين من رجب (2).

في أنه لما أسري به إلى السماء، فبلغ البيت المعمور، وحضرت الصلاة أذن جبرئيل وأقام فتقدم رسول الله وصف الملائكة والنبيون خلفه (3).

وتقدم في " اذن " و " بيت ": روايات أذان جبرئيل في بيت المقدس وبيت المعمور وصلاته بهم.

رواية السيد ابن طاووس أنه أسري برسول الله (صلى الله عليه وآله) من الحجر في طرفة عين إلى بيت المقدس، ثم قام جبرئيل فوضع سبابته اليمنى في أذنه اليمنى، فأذن مثنى مثنى، ثم أقام مثنى مثنى، وقال في آخرها: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة. فبرق نور من السماء ففتحت به قبور الأنبياء، فأقبلوا من كل أوب يلبون دعوة جبرئيل، فوافى أربعة آلاف وأربعمائة نبي وأربعة عشر نبيا. فأخذوا مصافهم فأخذ جبرائيل بضبع النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: تقدم فصل بإخوانك، فالخاتم أحق من المختوم، فصلى وفي يمينه إبراهيم عليه حلتان خضراوان ومعه ملكان عن يمينه وملكان عن يساره، وفي يساره أمير المؤمنين (عليه السلام)، عليه حلتان بيضاوان، معه أملاك أربعة. فلما انقضت الصلاة قام النبي إلى إبراهيم، فقام إبراهيم إليه فصافحه، وأخذ يمينه بكلتي يديه، ورحبه بكلمات، ثم قام إبراهيم إلى علي وصافحه وأخذ بيمينه كلتى يديه وقال: مرحبا بالابن الصالح ووصي النبي الصالح - الخ (4).

كلام السيد ابن طاووس في أن هذا الإسراء لعل كان دفعة أخرى غير ما هو مشهور، فإن الأخبار وردت مختلفة في صفات الإسراء، ولعل الحاضرين من

ص: 146


1- (1) جديد ج 18 / 289.
2- (2) جديد ج 18 / 302، وط كمباني ج 6 / 371.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 372.
4- (4) جديد ج 18 / 317، وط كمباني ج 6 / 375.

الأنبياء كانوا في هذه الحال دون الأنبياء الذين حضروا في إسراء الآخر - الخ (1).

تفسير علي بن إبراهيم: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء جبرئيل وميكائيل وإسرافيل بالبراق إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخذ واحد باللجام وواحد بالركاب وسوى الآخر عليه ثيابه فتضعضت البراق فلطمها جبرئيل ثم قال: اسكني يا براق فما ركبك نبي قبله ولا يركبك بعده مثله - الخبر بطوله (2).

وفيه أنه صلى بطور سيناء حيث كلم الله به موسى تكليما، وفي بيت لحم حيث ولد عيسى، وفي بيت المقدس مقدما على الأنبياء، ثم صعد إلى السماء ورأي إسماعيل الملك صاحب الخطفة التي قال الله تعالى: * (إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب) * وغيره من الملائكة، فما لقيه ملك إلا ضاحكا مستبشرا غير مالك خازن النار، فإنه كان كريه المنظر ظاهر الغضب وقد فزع منه. فقال جبرئيل للنبي (صلى الله عليه وآله) يجوز أن تفزع منه، فكلنا نفزع منه. فأمره جبرئيل أن يري رسول الله (صلى الله عليه وآله) النار، فكشف عنها غطاءها وفتح بابا منها، فخرج منها لهب ساطع في السماء، وفارت وارتفعت فأمره برد غطائها، ثم مضى فرأى آدم فإذا هو يعرض عليه ذريته فسلم عليه، ثم مر بملك الموت وإذا بيده لوح من نور ينظر فيه، فبشر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأنه يرى الخير كله في أمته، وقال له فيما كلمه: ما من دار إلا وأنا أتصفحه كل يوم خمس مرات وأقول إذا بكى أهل البيت على ميتهم: لا تبكوا عليه، فإن لي فيكم عودة وعودة، حتى لا يبقى منكم أحد.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفى بالموت طامة يا جبرئيل، فقال جبرئيل: إن ما بعد الموت أطم وأعظم من الموت، ثم رأى الذين يأكلون الحرام، والهمازين اللمازين، والذين يأكلون أموال اليتامى ظلما معذبون بعذاب شديد، ثم مضى بأقوام يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر من عظم بطنه، فقال جبرئيل: هؤلاء الذين يأكلون الربا، لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، ثم مضى بنسوان معلقات بثديهن، إلى غير ذلك.

ص: 147


1- (1) جديد ج 18 / 318، وص 319.
2- (2) جديد ج 18 / 318، وص 319.

ثم صعد إلى السماء الثانية فرأى ابنا الخالة يحيى وعيسى وجمعا كثيرا من الملائكة الخشوع.

ثم صعد إلى الثالثة فرأى يوسف، وكان فضل حسنه على سائر الخلق كفضل القمر على سائر النجوم.

ثم صعد إلى السماء الرابعة فرأى إدريس، والملائكة الخشوع.

ثم إلى الخامسة فرأى هارون كهلا عظيم العين، والملائكة الخشوع.

ثم إلى السادسة فرأى رجلا ادم طويلا، كان من رجال شؤونه (نيك وپاك قبيله أي در يمن است) وهو موسى بن عمران، والملائكة الخشوع.

ثم إلى السابعة فما مر بملك من الملائكة إلا قالوا: يا محمد احتجم وأمر أمتك بالحجامة، ورأي إبراهيم أشمط الرأس واللحية جالسا على كرسي، ثم رأى الملائكة الخشوع وبحارا من نور، ورأي الديك الذي يسبح الديوك بتسبيحه، وانقاد له نهران الكوثر والرحمة فشرب من الكوثر، واغتسل من الرحمة، ثم دخل الجنة وانتهى إلى سدرة المنتهى. إنتهى ملخصا. وفيه: فناداني: آمن الرسول بما انزل إليه من ربه، فقلت: أنا مجيبا عني وعن أمتي والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته إلى آخره. وتقدم في " امن " و " أمم ": ما يتعلق بهذه الآيات.

فقال الله تبارك وتعالى: قد أعطيتك ذلك لك ولامتك.

فقال الصادق صلوات الله عليه: ما وفد إلى الله تعالى أكرم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين سأل لامته هذه الخصال (1).

ذكر سماع النبي (صلى الله عليه وآله) الأذان من ملك يؤذن لم ير في السماء قبل تلك الليلة، وفرض خمسين صلاة عليه وعلى أمته وشفاعة موسى في التخفيف عن خمسين صلاة إلى أن بلغت خمسا في البحار (2). وتقدم في " أمم ": ذكر مواضع الرواية.

وعن الصادق (عليه السلام) في وصف معراج النبي (صلى الله عليه وآله): والأنوار التي نزلت وأحاطت

ص: 148


1- (1) ط كمباني ج 6 / 376 و 377، وجديد ج 18 / 320 - 330.
2- (2) جديد ج 18 / 330، و ج 3 / 320، وط كمباني ج 6 / 378، و ج 2 / 99.

به، وفيه وصف علل الوضوء وأجزاء الصلاة من التكبيرات السبع في افتتاح الصلاة والقراءة وسورة التوحيد وهي نسبة الرب في الركعة الأولى وسورة القدر وهي نسبة النبي وأهل بيته في الركعة الثانية، والركوع والسجود وغير ذلك، وهو حديث شريف مفصل (1). وفيه الأخبار المعراجية في وصف علل أجزاء الصلاة (2).

ولما أسري برسول الله (صلى الله عليه وآله) ركب البراق ليلا وتوجه نحو بيت المقدس فاستقبل شيخا فقال جبرئيل: هذا أبوك إبراهيم، فثنى رجله وهم بالنزول، فقال جبرئيل: كما أنت فجمع ما شاء الله من أنبياء بيت المقدس فأذن جبرئيل فتقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصلى بهم (3).

علل الشرائع، الخصال: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: عرج بالنبي (صلى الله عليه وآله) إلى السماء مائة وعشرين مرة، ما من مرة إلا وقد أوصى الله عز وجل فيها بالولاية لعلي والأئمة (عليهم السلام) أكثر مما أوصاه بالفرائض (4).

عروج النبي (صلى الله عليه وآله) من بيت المقدس إلى السماوات بالسلاليم (5).

ذكر جملة من الأحاديث المعراجية (6).

الأخبار المعراجية التي ذكرت فيها أخبار القائم صلوات الله عليه (7).

علل الشرائع، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن مولانا الرضا، عن آبائه الطيبين قال: قال رسول الله صلوات الله عليه وعليهم: لما عرج بي إلى السماء نوديت:

يا محمد! فقلت: لبيك ربي وسعديك، تباركت وتعاليت. فنوديت: يا محمد أنت عبدي وأنا ربك، فإياي فاعبد وعلي فتوكل، فإنك نوري في عبادي ورسولي إلى

ص: 149


1- (1) ط كمباني ج 6 / 384، وجديد ج 18 / 354، و ج 82 / 237 - 274. و ج 18 كتاب الصلاة ص 14.
2- (2) إلى ص 24.
3- (3) جديد ج 18 / 378، وط كمباني ج 6 / 390.
4- (4) جديد ج 18 / 378، وط كمباني ج 6 / 390.
5- (5) جديد ج 18 / 391، و ج 37 / 313، وط كمباني ج 6 / 394، و ج 9 / 252.
6- (6) جديد ج 36 / 162، و ج 37 / 312، وط كمباني ج 9 / 114 و 251 - 254.
7- (7) جديد ج 51 / 66 - 70، وط كمباني ج 13 / 16 و 15.

خلقي وحجتي على بريتي، لك ولمن تبعك خلقت جنتي، ولمن خالفك خلقت ناري ولأوصيائك أوجبت كرامتي، ولشيعتهم أوجبت ثوابي. فقلت: يا رب ومن أوصيائي؟ فنوديت: يا محمد! أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي، فنظرت وأنا بين يدي ربي جل جلاله إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا، في كل نور سطر أخضر، عليه اسم وصي من أوصيائي أولهم علي بن أبي طالب، وآخرهم مهدي أمتي. فقلت: يا رب هؤلاء أوصيائي بعدي.

فنوديت: يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي، وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك، وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني، ولأعلين بهم كلمتي، ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي، ولأملكنه مشارق الأرض ومغاربها، ولأسخرن له الرياح، ولأذللن له السحاب، ولأرقينه في الأسباب، ولأنصرنه بجندي، ولأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي، ويجمع الخلق على توحيدي، ثم لأديمن ملكه ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة (1).

تفسير قوله تعالى: * (ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى) * في البحار (2).

أمالي الصدوق: عن الصادق (عليه السلام) قال: من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا:

المعراج والمسألة في القبر، والشفاعة (3).

وتقدم في " ربع ": أن من أنكر أربع فليس من الشيعة، وعد هذه الثلاثة مع خلق الجنة والنار.

وتقدم في " بسط ": عروج مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، فراجع إليه وإلى

ص: 150


1- (1) ط كمباني ج 13 / 181، وجديد ج 52 / 312.
2- (2) جديد ج 3 / 315. وفيه ثم دنى فتدانى - الخ، و ج 18 / 364، وط كمباني ج 2 / 98، و ج 6 / 387.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 154 و 300، وجديد ج 6 / 223، و ج 8 / 37.

البحار (1). وفي " جمع ": عروج الأئمة (عليهم السلام) ليالي الجمعة.

العرجي: شاعر قريش، عبد الله بن عمر بن عثمان بن عفان. جملة من أحواله في السفينة، وفي رجالنا (2).

عرر:

تقدم في " رضى ": ذكر ما جرى بين السيد المرتضى وأبي العلاء المعري من الرموز (3). واسمه أحمد بن عبد الله بن سليمان الشاعر الأديب الأريب.

وله حكايات وظرافات توفي سنة 449.

النبوي (صلى الله عليه وآله): لا عرار في الصلاة، ومعناه النقصان بعدم إتمام ركوعها وسجودها، كما في البحار (4). وذكرها في البحار (5) بالغين المعجمة وهكذا ذكره في مجمع البحرين بالغين المعجمة في لغة " غرر ".

عرار بن أدهم: من أصحاب معاوية يوم صفين، قتله العباس بن ربيعة، فتأسف معاوية عليه، فراجع كتاب الغدير (6).

عرس:

صار التكبير خلف العرائس سنة من ليلة زفاف فاطمة الزهراء صلوات الله عليها لتكبير الملائكة فيها، وتكبير النبي (صلى الله عليه وآله) وسلمان، كما قاله الإمام الصادق (عليه السلام) (7). وفي أمالي الطوسي نحوه (8).

الصادقي (عليه السلام): طعام العرس تهب فيه رائحة الجنة لأنه طعام اتخذ للحلال (9).

ورواه في الكافي في باب الولائم من كتاب الأطعمة (10)، مع ما هو بمضمونه،

ص: 151


1- (1) جديد ج 39 / 158، و ج 42 / 34، وط كمباني ج 9 / 381 و 605.
2- (2) مستدركات علم رجال الحديث ج 8 / 520.
3- (3) جديد ج 10 / 406، وط كمباني ج 4 / 186.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 102، وجديد ج 76 / 348.
5- (5) ط كمباني ج 16 / 102، وجديد ج 76 / 348.
6- (6) كتاب الغدير ج 10 / 172.
7- (7) جديد ج 43 / 141 و 104، وط كمباني ج 10 / 41، وص 31.
8- (8) جديد ج 43 / 141 و 104، وط كمباني ج 10 / 41، وص 31.
9- (9) ط كمباني ج 23 / 65.
10- (10) الكافي ص 160.

وسيأتي في " ولم " ما يتعلق بذلك.

باب الذهاب إلى الأعراس، وحكم ما ينثر فيها (1). ويمكن أن يقال باستحباب شرب اللبن صبيحة ليلة العرس، لما يأتي في " لبن ".

علل الشرائع: عن أبي سعيد الخدري قال: أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: يا علي! إذا دخلت العروس بيتك فاخلع خفها حين تجلس - الخبر (2).

الخصال: عن مولانا الصادق (عليه السلام): القيامة عرس المتقين (3).

ويأتي في " عسى ": عرس عيسى في القيامة. وتقدم في " بدء ": خبر العروس التي أخبر عيسى بموتها ليلة عرسها، فتصدقت فدفع عنها الموت، وذكره في البحار (4)، وغيره.

خبر العروس التي كانت تزف إلى زوجها، فوقع منها سوار من ذهب في بحر فدعا لها مولانا الكاظم (عليه السلام) فأخرج (5). وقصتها مع الدعاء في البحار (6).

عرس مولانا الباقر (عليه السلام) وتزين بيته لذلك (7).

استدعاء اليهود من الرسول أن يبعث فاطمة الزهراء (عليها السلام) لعرسهم وأرادوا الاستهانة بها، فجاء جبرئيل بثياب الجنة وحلي وحلل لم يروا مثلها، فلبستها وتحلت بها فلما دخلت فاطمة دار اليهود سجد لها نساؤهم ويقبلن الأرض بين يديها، وأسلم بذلك خلق كثير (8).

ص: 152


1- (1) جديد ج 103 / 279، وص 280، وط كمباني ج 23 / 65.
2- (2) جديد ج 103 / 279، وص 280، وط كمباني ج 23 / 65.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 243، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 95، وجديد ج 7 / 176، و ج 70 / 286.
4- (4) جديد ج 4 / 94، وط كمباني ج 2 / 131.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 239، وجديد ج 48 / 29 و 30.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 224، وجديد ج 95 / 160.
7- (7) جديد ج 46 / 293، و ج 76 / 101، وط كمباني ج 11 / 84 مكررا، و ج 16 / 14.
8- (8) ط كمباني ج 10 / 11، وجديد ج 43 / 30.

عرش:

باب العرش والكرسي وحملتهما (1).

الأعراف: * (ثم استوى على العرش) *. المؤمن * (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون لمن في الأرض) *. الحاقة:

* (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) *. هود: * (وكان عرشه على الماء) *.

المؤمنون والنمل: * (رب العرش العظيم) *.

العقائد للصدوق: إعتقادنا في العرش أنه جملة جميع الخلق، والعرش في وجه آخر هو العلم. وسئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (الرحمن على العرش استوى) * فقال: استوى من كل شئ فليس شئ أقرب إليه من شئ. وأما العرش الذي هو جملة جميع الخلق، فحملته ثمانية من الملائكة - إلى أن قال: - وأما العرش الذي هو العلم فحملته ثمانية، أربعة من الأولين: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وأربعة من الآخرين: فمحمد وعلي والحسن والحسن، هكذا روي بالأسانيد الصحيحة عن الأئمة صلوات الله عليهم في العرش وحملته إلى آخره.

قال الشيخ المفيد: العرش في اللغة هو الملك - إلى أن قال: - وقال الله مخبرا عن واصف ملك ملكة سبأ: * (وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم) * يريد: ولها ملك عظيم، فعرش الله هو ملكه، واستواؤه على العرش هو استيلاؤه على الملك والعرب تصف الاستيلاء بالاستواء، قال: قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق، يريد به: قد استولى عليه.

فأما العرش الذي تحمله الملائكة فهو بعض الملك، وهو عرش خلقه الله تعالى في السماء السابعة، وتعبد الملائكة بحمله وتعظيمه، كما خلق سبحانه بيتا في الأرض وأمر البشر بقصده وزيارته والحج إليه وتعظيمه، ولو القي حجر من العرش لوقع على ظهر البيت المعمور، ولو القي من البيت المعمور لوقع على ظهر

ص: 153


1- (1) جديد ج 58 / 1، وط كمباني ج 14 / 92.

بيت الله الحرام - الخ، وقد ذكرناه ملخصا (1).

أقول: إستشهاده بقوله تعالى: * (ولها عرش عظيم) * غير تمام، لأنه مناف لقوله تعالى: * (أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين) * وقوله: * (نكروا لها عرشها) * - الآية.

الروايات الواردة في تفسير قوله تعالى: * (الرحمن على العرش استوى) * وقوله: * (ثم استوى على العرش) * كثيرة، منها: قول الصادق (عليه السلام) للزنديق الذي سأله عن هذه الآية، وعن مسائل كثيرة: بذلك وصف نفسه، وكذلك هو مستول على العرش باين من خلقه من غير أن يكون العرش حاملا له، ولا أن يكون العرش حاويا له، ولا أن العرش محتاز له، ولكنا نقول هو حامل العرش وممسك العرش - الخبر.

المحاسن، الإحتجاج: عن مولانا الكاظم (عليه السلام) في هذه الآية * (على العرش استوى) * فقال: استولى على ما دق وجل.

التوحيد، معاني الأخبار: عن مقاتل بن سليمان قال: سألت جعفر بن محمد (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (الرحمن على العرش استوى) * قال: استوى من كل شئ فليس شئ أقرب إليه من شئ. ومثله رواية محمد بن مارد، المروية عن تفسير القمي وكتاب التوحيد للصدوق. ورواية عبد الرحمن بن الحجاج المذكورات كلها في البحار (2).

وأما قوله تعالى: * (الذين يحملون العرش ومن حوله) * - الآية.

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: عن عمرو بن شمر، عن جابر ابن يزيد، عن مولانا الباقر صلوات الله عليه في قوله: * (الذين يحملون العرش) * يعني الرسول والأوصياء صلوات الله عليهم من بعده يحملون علم الله تعالى - إلى أن قال: - * (ويستغفرون للذين آمنوا) * وهم شيعة آل محمد (عليهم السلام) - إلى أن قال: -

ص: 154


1- (1) جديد ج 58 / 7 و 8.
2- (2) جديد ج 3 / 331 و 336 و 337، وط كمباني ج 2 / 102 و 104.

* (فاغفر للذين تابوا) * من ولاية هؤلاء وبني أمية * (واتبعوا سبيلك) * وهو أمير المؤمنين (عليه السلام) - الخبر (1).

ورواه القمي في تفسيره بسند آخر، عن محمد بن سنان، عن المنخل بن جميل، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله، كما في البحار (2).

باب أنهم خزان الله على علمه وحملة عرشه (3).

باب أنهم الصافون والمسبحون وصاحب المقام المعلوم وحملة عرش الرحمن، وأنهم السفرة الكرام البررة (4).

ومن مسائل الجاثليق، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه المروية في الكافي باب العرش والكرسي قال: أخبرني عن قوله: * (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) * فكيف قال ذلك؟ وقلت: إنه يحمل العرش والسماوات والأرض؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) إن العرش خلقه الله تعالى من أنوار أربعة: نور أحمر منه احمرت الحمرة، ونور أخضر منه اخضرت الخضرة، ونور أصفر منه اصفرت الصفرة، ونور أبيض منه ابيض البياض. وهو العلم الذي حمله الله الحملة، وذلك نور من عظمته - إلى أن قال: - فالذين يحملون العرش هم العلماء الذين حملهم الله علمه وليس يخرج عن هذه الأربعة شئ خلق الله في ملكوته الذي أراه الله أصفياءه وأراه خليله. فقال:

* (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض) * - الخبر. وتمام الرواية في البحار (5). وتقدم في " شمس ": بيان نور الشمس.

ومن مسائل أبي قرة المحدث عن مولانا الرضا (عليه السلام) كما في الكافي الصحيح

ص: 155


1- (1) ط كمباني ج 7 / 75، وجديد ج 23 / 363.
2- (2) جديد ج 24 / 210 و 89 و 208، وط كمباني ج 7 / 134. ومرسلا فيه ص 109. ونحوه فيه ص 133، وط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 123، وجديد ج 68 / 78.
3- (3) جديد ج 26 / 105، وط كمباني ج 7 / 301.
4- (4) جديد ج 24 / 87، وط كمباني ج 7 / 108.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 192 - 198، و ج 14 / 93، وجديد ج 30 / 70، و ج 58 / 9.

قال: * (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) *، وقال: * (الذين يحملون العرش) * فقال أبو الحسن (عليه السلام) العرش ليس هو الله، والعرش اسم علم وقدرة، وعرش فيه كل شئ، ثم أضاف الحمل إلى غيره خلق من خلقه لأنه استعبد خلقه بحمل عرشه وهم حملة علمه، وخلقا يسبحون حول عرشه، وهم يعلمون بعلمه، وملائكة يكتبون أعمال عباده - الخبر (1).

وفي الصحيح عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حملة العرش، والعرش العلم، ثمانية: أربعة منا وأربعة ممن شاء الله.

أقول: المراد بالأربعة الأخيرة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، والأربعة الأول محمد وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم، كما هو صريح الروايات المذكورة في البحار (2).

وفي الروايات الأخرى: حملة العرش ثمانية، لكل واحد ثمانية أعين، كل عين طباق الدنيا (3).

يظهر من هذه الروايات المباركات أن العرش اسم علم وقدرة، والرسول وخلفاؤه المعصومون صلوات الله عليهم حملة عرشه، فهم حملة علمه وقدرته، وفي العرش تمثال ما خلق الله، كما يأتي في " مثل " فتمثال كل شئ فيه، وهو العرش الذي فيه تمثال كل شئ، وحيث أنهم حملته فيعلمون ما خلق الله تعالى ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، ويقدرون بقدرة الله التي أعطاهم على كل شئ، وهذا الملك العظيم الذي أعطاهم الله وحملهم الله عرشه.

ففي التوحيد مسندا عن حنان بن سدير، عن مولانا الصادق (عليه السلام) في حديث قال: فقوله تعالى: * (رب العرش العظيم) * يقول: الملك العظيم، وقوله: * (الرحمن على العرش استوى) * يقول على الملك احتوى، وهذا ملك الكيفوفية في الأشياء

ص: 156


1- (1) ط كمباني ج 14 / 95، وجديد ج 58 / 14.
2- (2) جديد ج 58 / 27 و 35، وط كمباني ج 14 / 98.
3- (3) جديد ج 58 / 27 و 28.

- إلى أن قال: - قال تعالى: * (رب العرش عما يصفون) * يقول: رب المثل الأعلى عما به مثلوه ولله المثل الأعلى الذي لا يشبهه شئ ولا يوصف ولا يتوهم، فذلك المثل الأعلى - الخبر (1).

يظهر من هذه الرواية أن العرش الذي اسم علم وقدرة وهو نور الولاية، واسم الله الأعظم التكويني، والمثل الأعلى الإلهي، حملته الرسول والأئمة المعصومون صلوات الله عليهم وهذا الملك العظيم الذي أعطاهم الله رب العالمين، رب العرش العظيم، وهذا العلم الرحمة الواسعة التي وسعت كل شئ ويقدر به على كل شئ بإذن الله تعالى وفضله وإحسانه، يختص برحمته من يشاء.

وفي التوحيد، في الصحيح، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز وجل: * (وسع كرسيه السماوات والأرض) * فقال: السماوات والأرض وما بينهما في الكرسي، والعرش هو العلم الذي لا يقدر أحد قدره (2).

وأما تفسير قوله تعالى: * (وكان عرشه على الماء) *.

ففي الكافي مسندا عن داود الرقي قال: سألت أبا عبد الله صلوات الله عليه عن قول الله عز وجل: * (وكان عرشه على الماء) * فقال: ما يقولون؟ قلت: يقولون:

إن العرش على الماء، والرب فوقه. فقال: كذبوا، من زعم هذا فقد صير الله محمولا، ووصفه بصفة المخلوق، ولزمه أن الشئ الذي يحمله أقوى منه.

قلت: بين لي جعلت فداك. فقال: إن الله تعالى حمل دينه وعلمه الماء، قبل أن يكون أرض أو سماء أو جن أو إنس أو شمس أو قمر، فلما أراد الله أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم: من ربكم؟ فأول من نطق، رسول الله وأمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم فقالوا: أنت ربنا فحملهم العلم والدين، ثم قال للملائكة: هؤلاء حملة ديني وعلمي، وأمنائي في خلقي، وهم المسؤولون، ثم قال لبني آدم: أقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالولاية والطاعة، فقالوا: نعم ربنا

ص: 157


1- (1) جديد ج 58 / 30، وط كمباني ج 14 / 98.
2- (2) جديد ج 58 / 29، و ج 4 / 89، وط كمباني ج 14 / 98، و ج 2 / 130.

أقررنا. فقال الله للملائكة: اشهدوا - إلى أن قال: - يا داود ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق.

التوحيد: مسندا عن داود الرقي، وساقه إلى آخره، كما في البحار (1).

سؤال المأمون عن مولانا أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه عن قوله تعالى:

* (وكان عرشه على الماء) * وما أفاده في ذلك (2).

إرشاد القلوب: في حديث سأل رجل عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه: كم مقدار ما لبث عرشه على الماء، من قبل أن يخلق الأرض والسماء؟ قال علي (عليه السلام) أتحسن أن تحسب؟ قال الرجل: نعم. قال للرجل: لعلك لا تحسن أن تحسب؟ قال الرجل: بلى إني أحسن أن أحسب. قال علي (عليه السلام): أرأيت أن صب خردل في الأرض حتى يسد الهواء وما بين الأرض والسماء، ثم أذن لك على ضعفك أن تنقله حبة حبة من مقدار المشرق إلى المغرب، ومد في عمرك وأعطيت القوة على ذلك حتى نقلته وأحصيته، لكان ذلك أيسر من إحصاء عدد أعوام ما لبث عرشه على الماء، من قبل أن يخلق الله الأرض والسماء، وإنما وصفت لك عشر عشر العشر من جزء من مائة ألف جزء، واستغفر الله عن التقليل والتحديد - الخبر (3).

كتاب المحتضر: نقلا من كتاب الخطب لعبد العزيز بن يحيى الجلودي قال:

خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: سلوني - إلى أن قال: - فقام رجل وسأله إلى أن سأله: كم مقدار ما لبث إلى آخره، مثله (4).

كلمات المفسرين في تفسير قوله تعالى: * (وكان عرشه على الماء) * (5).

ص: 158


1- (1) ط كمباني ج 2 / 103، و ج 7 / 340، و ج 14 / 22، وجديد ج 3 / 334، و ج 26 / 277، و ج 57 / 95.
2- (2) ط كمباني ج 2 / 99، و ج 4 / 172، و ج 14 / 18، وجديد ج 3 / 317، و ج 10 / 342، و ج 57 / 75.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 120، وجديد ج 10 / 127.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 57. ونحوه فيه ص 83، وجديد ج 57 / 232 و 337.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 3 و 17 و 50، وجديد ج 57 / 10 و 72 و 70 و 204.

تفسير الإمام (عليه السلام) في ذلك (1).

وفي المعاني مسندا عن المفضل قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العرش والكرسي ماهما؟ فقال: العرش في وجه هو جملة الخلق، والكرسي وعاؤه. وفي وجه آخر العرش هو العلم الذي اطلع الله عليه أنبياءه ورسله وحججه، والكرسي هو العلم الذي لم يطلع الله عليه أحدا من أنبيائه ورسله وحججه (2).

باب فيه حملة العرش يوم القيامة (3).

الخصال: ابن الوليد، عن الصفار مرسلا قال: قال الصادق (عليه السلام): إن حملة العرش أحدهم على صورة ابن آدم، يسترزق الله لولد آدم. والثاني على صورة الديك، يسترزق الله للطير. والثالث على صورة الأسد، يسترزق الله للسباع.

والرابع على صورة الثور، يسترزق الله للبهائم، ونكس الثور رأسه منذ عبد بنو إسرائيل العجل، فإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية (4).

وفي التوحيد مسندا عن زاذان، عن سلمان، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث الجاثليق: إن الملائكة تحمل العرش وليس العرش كما تظن كهيئة السرير، ولكنه شئ محدود مخلوق مدبر، وربك عز وجل مالكه، لا أنه عليه ككون الشئ على الشئ - الخبر. ونقله في البحار (5).

وروى القمي في تفسيره سورة بني إسرائيل بسند صحيح عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر، عن أبيه السجاد صلوات الله عليهما في حديث: وأما ما سئل عنه (يعني ابن عباس) من العرش، مم خلقه الله، فإن الله تعالى خلقه أرباعا، لم يخلق قبله إلا ثلاثة أشياء: الهواء والقلم والنور، ثم خلقه من ألوان أنوار مختلفة: من ذلك النور نور أخضر، ومنه اخضرت الخضرة، ونور أصفر ومنه اصفرت الصفرة، ونور أحمر

ص: 159


1- (1) جديد ج 57 / 87.
2- (2) جديد ج 58 / 28، وط كمباني ج 14 / 98.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 228، وجديد ج 7 / 130.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 228، وجديد ج 58 / 28.
5- (5) جديد ج 3 / 334، و ج 58 / 9، وط كمباني ج 2 / 103، و ج 14 / 93.

ومنه احمرت الحمرة، ونور أبيض وهو نور الأنوار، ومنه ضوء النهار، ثم جعله سبعين ألف طبق، غلظ كل طبق كأول العرش إلى أسفل السافلين، ليس من ذلك طبق إلا يسبح بحمد ربه، ويقدسه بأصوات مختلفة، وألسنة غير مشتبهة، لو أذن للسان واحد فأسمع شيئا مما تحته لهدم الجبال والمدائن والحصون، وكشف البحار (ولخسف البحار في نسخة التوحيد)، ولهلك ما دونه، له ثمانية أركان، يحمل كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصي عددهم إلا الله. يسبحون الليل والنهار لا يفترون، ولو أحس حس شئ مما فوقه ما قام لذلك طرفة عين بينه وبين الاحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة والعلم، وليس وراء هذا مقال - الخبر. ونقله بتمامه في البحار (1). وكلمات القمي في ذلك بوجه أبسط في صدره (2).

ورواه الصدوق في التوحيد، واكتفى بهذا المقدار من الرواية، ولم يذكر صدره وذيله (3).

يأتي في " نور ": أن نور الأنوار نور محمد وآله المعصومين صلوات الله عليهم، وأن الأنوار اشتقت من نوره.

ومن كلمات مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه في رد ما قاله كعب الأحبار في خلقة العرش، قال: ثم خلق عرشه من نوره، وجعله على الماء، وللعرش عشرة آلاف لسان، يسبح الله كل لسان منها بعشرة آلاف لغة، ليس فيها لغة تشبه الأخرى، وكان العرش على الماء من دون حجب الضباب، وذلك قوله:

* (وكان عرشه على الماء) * - الخبر (4). وسائر كلماته (عليه السلام) ردا عليه في البحار (5).

ص: 160


1- (1) ط كمباني ج 7 / 172، و ج 14 / 97، وجديد ج 58 / 24، و ج 24 / 374.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 17، وجديد ج 57 / 72.
3- (3) جديد ج 58 / 25.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 201، و ج 14 / 21، و ج 9 / 471، وجديد ج 30 / 103، و ج 40 / 194 - 196.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 21، وجديد ج 57 / 90.

وخلق العرش من نور رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كما هو صريح الروايات المذكورة في البحار (1).

قال العلامة المجلسي: إعلم أن العرش قد يطلق على الجسم العظيم الذي أحاط بسائر الجسمانيات، وقد يطلق على جميع المخلوقات، وقد يطلق على العلم أيضا، كما وردت الأخبار الكثيرة - إلى أن قال: - وقال الصدوق: إعتقادنا في العرش أنه جملة جميع الخلق، والعرش في وجه آخر هو العلم - الخ (2).

أقول: ومما يدل على الأخيرين رواية المعاني المذكورة وغيرها مما تقدم.

وذكر المجلسي له ستة معان في البحار (3)، فراجع.

ومما يمكن أن يستدل للإطلاق الأول ما في تفسير العسكري (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله لما خلق العرش خلق له ثلاثمائة وستين ألف ركن، وخلق عند كل ركن ثلاثمائة وستين ألف ملك، لو أذن الله تعالى لأصغرهم فالتقم السماوات السبع والأرضين السبع. ما كان ذلك بين لهواته إلا كالرملة في المفازة الفضفاضة (يعني الواسعة) فقال لهم الله: يا عبادي احتملوا عرشي هذا فتعاطوه، فلم يطيقوا حمله ولا تحريكه، فخلق الله عز وجل مع كل واحد منهم واحدا فلم يقدروا أن يزعزعوه، فخلق الله مع كل واحد منهم عشرة فلم يقدروا أن يحركوه، فخلق الله بعدد كل واحد منهم مثل جماعتهم، فلم يقدروا أن يحركوه - الخبر. وذكر في آخره: إن الله تعالى أمسكه بقدرته، ثم أمر ثمانية منهم أن يحملوه ويقول عند حمله: بسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله الطيبين، فقالوها فحملوه وخف على كواهلهم كشعرة نابتة على كاهل رجل قوي وقال لسائر الملائكة: طوفوا أنتم حوله وسبحوني ومجدوني وقدسوني - الخ (4).

ص: 161


1- (1) ط كمباني ج 6 / 4، وجديد ج 15 / 10 و 29.
2- (2) ط كمباني ج 2 / 104. وتمام كلماته في ج 14 / 93، وجديد ج 3 / 338، و ج 58 / 7.
3- (3) جديد ج 58 / 37.
4- (4) جديد ج 58 / 33، و ج 27 / 97، وط كمباني ج 14 / 99، و ج 7 / 378.

روضة الواعظين: روى جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) أنه قال: في العرش تمثال ما خلق الله من (في - خ ل) البر والبحر، قال: وهذا تأويل قوله تعالى:

* (وإن من شئ إلا عندنا خزائنه) * وإن بين القائمة من قوائم العرش، والقائمة الثانية خفقان الطير المسرع مسيرة ألف عام، والعرش يكسى كل يوم سبعين ألف لون من النور لا يستطيع أن ينظر إليه خلق من خلق الله، والأشياء كلها في العرش كحلقة في فلاة، وإن لله تعالى ملكا يقال له: خرقائيل، له ثمانية عشر ألف جناح، ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام، فخطر له خاطر هل فوق العرش شئ فزاده الله تعالى مثلها أجنحة أخرى، فكان له ست وثلاثون ألف جناح، ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام، ثم أوحى الله إليه: أيها الملك طر، فطار مقدار عشرين ألف عام لم ينل رأس (رأسه - خ ل) قائمة من قوائم العرش ثم ضاعف الله له في الجناح والقوة، وأمره أن يطير، فطار مقدار ثلاثين ألف عام لم ينل أيضا، فأوحى الله إليه: أيها الملك لو طرت إلى نفخ الصور مع أجنحتك وقوتك لم تبلغ إلى ساق عرشي - الخبر (1).

وتقدم في " جمع ": الإشارة إلى مواضع الروايات الكثيرة الدالة أن روح النبي والأئمة (عليهم السلام) توافي ليلة الجمعة إلى العرش ويطوفون حول العرش سبعا ويصلون عند كل قائمة له ركعتين، فارجع إليها، وإلى " جمع " وإلى البحار (2). فانظر تفاوت قدرة الملك مع قدرة النبي والأئمة (عليهم السلام) لا يعلمه إلا الله.

بيان التنزيل لابن شهرآشوب: عن الصادق (عليه السلام): إن بين القائمة من قوائم العرش والقائمة الثانية خفقان الطير عشرة آلاف عام (3).

تزيين العرش يوم القيامة بنصب منبرين من نور، طولهما مائة ميل، إحداهما عن يمين العرش والآخر عن يساره، فيقوم الحسن (عليه السلام) على أحدهما

ص: 162


1- (1) جديد ج 58 / 34، وط كمباني ج 14 / 99.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 296، وجديد ج 26 / 86.
3- (3) جديد ج 58 / 36.

والحسين (عليه السلام) على الآخر (1).

في أن أسامي النبي والأئمة صلوات الله عليهم مكتوبة على العرش في باب نصوص الرسول (صلى الله عليه وآله) عليهم (2).

وسائر الروايات الواردة في خلقة العرش وكيفيته وأحواله في البحار (3).

وفي مسائل ابن سلام، عن النبي (صلى الله عليه وآله) جملات تتعلق بذلك (4). وكذا في شرح نهج البلاغة للخوئي (5).

وفيما أجابه مولانا الصادق (عليه السلام) مسائل الزنديق: والكرسي أكبر من كل شئ خلق، ثم خلق العرش فجعله أكبر من الكرسي (6).

وفي حديث زينب العطارة عن النبي (صلى الله عليه وآله): السماوات السبع والأرضون، والبحر المكفوف، والجبال البرد، والهواء، وحجب النور، والكرسي عند العرش كحلقة في فلاة (7).

وفي المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: خلق الله تعالى ملكا تحت العرش، فأوحى إليه أن طر، فطار ثلاثين ألف سنة، ثم أوحى إليه أن طر، فطار ثلاثين ألف سنة وهكذا إلى ثلاث مرات، فأوحى إليه: لو طرت حتى ينفخ في الصور كذلك لم تبلغ إلى الطرف الثاني من العرش - الخبر.

موارد اهتزاز العرش إعظاما لله كثيرة. منها: الحلف كاذبا، كما في البحار (8).

ص: 163


1- (1) ط كمباني ج 10 / 73 و 82، وجديد ج 43 / 261 و 293.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 127، و ج 7 / 358 و 342، وجديد ج 36 / 222، و ج 27 / 1، و ج 26 / 282 و 283.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 342، و ج 14 / 50، وجديد ج 40 / 58 و 59، و ج 57 / 204 - 211.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 349، وجديد ج 60 / 249.
5- (5) شرح نهج البلاغة للخوئي ج 2 / 32 - 36.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 302، وجديد ج 60 / 78.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 303، وجديد ج 60 / 83.
8- (8) ط كمباني ج 23 / 142، وجديد ج 104 / 207 مكررا.

ومنها: مدح الفاجر، كما في النبوي (صلى الله عليه وآله): إذا مدح الفاجر اهتز العرش، وغضب الرب (1).

والنبوي (صلى الله عليه وآله) حين بناء المسجد: ابنوا لي عريشا كعريش موسى (2).

عرض:

قال تعالى: * (وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا) * أي أظهرناها حتى رآها الكفار، يقال: عرضت الشئ أي أظهرته، والمصدر بفتح الفاء وسكون العين بمعنى الإظهار، ومنه عرض الأعمال على رسول الله والأئمة المعصومين صلوات الله عليهم، كما قال تعالى: * (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) *، وظاهر الآية الكريمة أن الله تعالى ورسوله والمؤمنين يرون الأعمال كلها، والفرق أن الله تعالى يراها بذاته القدوس، والرسول والمؤمنون يرونها بإراءة الله لهم.

والمراد في قوله: * (عملكم) * كل الأعمال لأنه لو كان المراد بعضها لما كان مدحا، فإن الفساق والكفار يرون بعض الأعمال، مع أنه لا يناسب البعض في حقه تعالى، فحينئذ لو كان المراد بالمؤمنين كلهم يكون كذبا واضحا، فإن كل المؤمنين لا يرون كل الأعمال بالضرورة، فالمراد البعض، وذلك البعض بتفسير من عنده علم الكتاب العترة الطاهرة أحد الثقلين الذين أمرنا الرسول بالتمسك بهم الأئمة الهداة المعصومون، كما في الروايات المتواترة، وإنما ادخل سين الاستقبال لأن ما لم يحدث لا تتعلق به الرؤية، فكأنه قال: كل ما تعملونه يراه الله تعالى.

ففي الكافي باب عرض الأعمال على النبي والأئمة صلوات الله عليهم ذكر ستة روايات لاثبات عنوان الباب، منها: بسند صحيح بالاتفاق عن الوشاء قال:

سمعت الرضا صلوات الله عليه يقول: إن الأعمال، تعرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبرارها وفجارها.

ص: 164


1- (1) ط كمباني ج 17 / 43، وجديد ج 77 / 150.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 757، وجديد ج 22 / 354.

بيان: تعرض أي تظهر، ورواه في البصائر مثله.

ومنها: عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل * (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) * قال: هم الأئمة.

وروى الثقة الجليل الصفار في كتابه البصائر في الجزء التاسع باب 4 باب الأعمال تعرض على رسول الله والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وذكر فيه سبعة عشر رواية لذلك، وفيه باب 5 باب عرض الأعمال على الأئمة الأحياء والأموات، وذكر فيه أحد عشر رواية، تتضمن ذلك، وفي عشرة منها ذكر هذه الآية، وأن المؤمنين في الآية الأئمة الهداة صلوات الله عليهم.

وفيه باب 6 في عرض الأعمال على الأئمة الأحياء من آل محمد (صلى الله عليه وآله)، وذكر فيه أحد عشر رواية لاثبات عنوان الباب، وفيه تعيين الباقر والصادق والرضا صلوات الله عليهم أنفسهم المطهرة للرواة السائلين عنهم، ولا ينافي ذكر الخاص مع العام كما هو واضح لمن تأمل في العناوين الثلاثة المذكورة، كما لا ينافي المطلقات مع الروايات التي تقول إنها تعرض عليهم يوم الاثنين والخميس.

وفي البحار ذكر هذه الروايات مع غيرها الواردة في ذلك، وأبلغها إلى ما فوق التواتر، وها أنا أشير إلى بعضها، فإن فيه كفاية لغير المعاند والمريض.

باب فيه عرض الأعمال على رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1). وذكر فيه أزيد من عشرة روايات من الكافي وتفسير القمي والمعاني للصدوق والبصائر لذلك العنوان (2).

باب عرض الأعمال عليهم صلوات الله عليهم وأنهم الشهداء على الخلق (3).

وذكر فيه خمسة وسبعين رواية دليلا لعنوان الباب (4).

ص: 165


1- (1) ط كمباني ج 6 / 225 - 231 و 807، وجديد ج 17 / 130، و ج 22 / 550.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 225 - 231 و 807، وجديد ج 17 / 130، و ج 22 / 550.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 69، وجديد ج 23 / 333.
4- (4) وط كمباني ج 12 / 29، و ج 14 / 195، و ج 3 / 90 و 142، و ج 11 / 122، و ج 15 كتاب الكفر ص 158، و ج 18 كتاب الصلاة ص 530، و ج 15 كتاب العشرة ص 65، وجديد ج 6 / 173، و ج 5 / 329، و ج 49 / 98، و ج 59 / 40، و ج 47 / 64، و ج 73 / 360، و ج 87 / 37، و ج 74 / 236.

عرض الأحاديث على كتاب الله تعالى، فما خالف الكتاب فهو باطل، وذلك المراد من قولهم: ما لا يوافق القرآن فهو زخرف، فراجع البحار (1).

وتقدم في " خلف ": ذكر مواضع هذه الروايات وبينا فيه معنى المخالفة، وأنه نفي منطوق القرآن.

تفسير قوله تعالى: * (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال) * - الآية، والمراد بالأمانة في هذه الآية بحسب الروايات المستفيضة الإمامة والولاية، فراجع ما تقدم في " امن " ونزيدك عليه:

ما رواه الصدوق في المعاني مسندا عن محمد بن سنان، عن المفضل قال: قال أبو عبد الله صلوات الله عليه: إن الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام، فجعل أعلاها وأشرفها أرواح محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة بعدهم صلوات الله عليهم فعرضها على السماوات والأرض والجبال فغشيها نورهم.

فقال الله تبارك وتعالى للسماوات والأرض والجبال: هؤلاء أحبائي وأوليائي وحججي على خلقي وأئمة بريتي، ما خلقت خلقا هو أحب إلي منهم، لهم ولمن تولاهم خلقت جنتي، ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري، فمن ادعى منزلتهم مني ومحلهم من عظمتي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، وجعلته من المشركين (مع ظ) في أسفل درك من ناري، ومن أقر بولايتهم ولم يدع منزلتهم مني ومكانهم من عظمتي جعلته معهم في روضات جناتي، وكان لهم فيها ما يشاؤون عندي، وأبحتهم كرامتي، وأحللتهم جواري، وشفعتهم في المذنبين من عبادي وإمائي، فولايتهم أمانة عند خلقي فأيكم يحملها بأثقالها ويدعيها لنفسه دون خيرتي، فأبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها، وأشفقن من ادعاء منزلتها وتمنى محلها من عظمة ربها، الحديث بطوله، وفي آخره: فلم تزل أنبياء الله

ص: 166


1- (1) ط كمباني ج 1 / 144 و 145، و ج 2 / 115، وجديد ج 2 / 242 - 245، و ج 4 / 36.

بعد ذلك يحفظون هذه الأمانة، ويخبرون بها أوصياءهم والمخلصين من أممهم، فيأبون حملها، ويشفقون من ادعائها، وحملها الإنسان الذي قد عرف، فأصل كل ظلم منه إلى يوم القيامة، وذلك قول الله تعالى: * (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال) * - الآية.

بيان: يظهر من الرواية أن حمل الأمانة غير حفظها. يرشدك إليه قوله (عليه السلام): فلم تزل أنبياء الله يحفظون هذه الأمانة - إلى قوله: فيأبون حملها، فالمراد بحملها إدعاؤها بغير حق. قال الزجاج: كل من خان الأمانة فقد حملها، ومن لم يحملها فقد أداها (1).

وأما أقوال المفسرين في هذه الآية فقيل: هي التكليف بالأوامر والنواهي، والمعنى أنها لعظمة شأنها بحيث لو عرضت على هذه الأجرام، وكانت ذات شعور لأبين أن يحملنها. وقيل: المراد الطاعة التي تعم الاختيارية والطبيعية. وقيل: إنه تعالى لما خلق هذه الأجرام خلق فيها فهما. وقيل: المراد بالأمانة العقل أو التكليف أو القدرة والاختيار، وبعرضها عليهن اعتبارها بالإضافة إلى استعدادهن وبإبائها الإباء الطبيعي الذي هو عدم اللياقة والاستعداد، وبحمل الإنسان قابليته، واستعداده لها، وكونه ظلوما جهولا لما غلب عليه من القوة الغضبية والشهوية.

وقيل غير ذلك، فراجع (2).

وأما أخبار عرض الولاية على الأشياء، فما قبلها وأقر بها طاب وصار ذا امتياز، ومن لم يقبلها ولم يقر بها خبث وردى.

روى السيد في كتاب الإقبال في فصل فضل يوم الغدير نقلا من كتاب النشر والطي عن مولانا الرضا صلوات الله عليه في حديث: وفي يوم الغدير عرض الله الولاية على أهل السماوات السبع، فسبق إليها أهل السماء السابعة فزين بها

ص: 167


1- (1) ط كمباني ج 5 / 46، و ج 7 / 350، وجديد ج 11 / 172، و ج 26 / 320.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 86، و ج 7 / 57، و ج 14 / 357، وجديد ج 5 / 311، و ج 23 / 273، و ج 60 / 278.

العرش، ثم سبق إليها أهل السماء الرابعة فزينها بالبيت المعمور، ثم سبق إليها أهل السماء الدنيا فزينها بالكواكب، ثم عرضها على الأرضين، فسبقت مكة، فزينها بالكعبة، ثم سبقت إليها المدينة، فزينها بالمصطفى محمد (صلى الله عليه وآله)، ثم سبقت إليها الكوفة فزينها بأمير المؤمنين (عليه السلام)، وعرضها على الجبال فأول جبل أقر بذلك ثلاثة أجبال (أجبل - خ ل): العقيق، وجبل الفيروزج، وجبل الياقوت، فصارت هذه الجبال جبالهن، وأفضل الجواهر، ثم سبقت إليها جبال اخر، فصارت معادن الذهب والفضة، وما لم يقر بذلك ولم يقبل صارت لا تنبت شيئا، وعرضت في ذلك اليوم على المياه، فما قبل منها صار عذبا، وما أنكر صار ملحا أجاجا، وعرضها في ذلك اليوم على النبات، فما قبله صار حلوا طيبا، وما لم يقبل صار مرا، ثم عرضها في ذلك اليوم على الطير، فما قبلها صار فصيحا مصوتا، وما أنكرها صار أخرس مثل الألكن، ومثل المؤمنين في قبولهم ولاء أمير المؤمنين في يوم غدير خم كمثل الملائكة في سجودهم لآدم، ومثل من أبى الولاية مثل إبليس - الخبر.

ونقله في البحار (1).

باب ما أقر من الجمادات والنباتات بولايتهم (2).

وفيه أخبار قبول العقيق للولاية، كما يأتي في " عقق "، وأخبار البطيخ، وفيه العلوي (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى عرض ولايتنا على أهل السماوات وأهل الأرض من الجن والإنس والثمر وغير ذلك، فما قبل منه ولايتنا طاب وطهر وعذب وما لم يقبل منه خبث وردى ونتن.

وفي الروايات أول من آمن وأقر بالولاية من الطيور البزاة البيض والقنابر، وأول من جحدها البوم والعنقاء، وممن جحدها الذئب والجري والمسوخ، كما في البحار (3).

ص: 168


1- (1) ط كمباني ج 7 / 415، و ج 9 / 648، وجديد ج 27 / 262. ويقرب منه في ج 42 / 197.
2- (2) جديد ج 27 / 280، وط كمباني ج 7 / 419.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 566 و 567 و 568، و ج 14 / 664 و 783، وجديد ج 41 / 245 و 241، و ج 64 / 47، و ج 65 / 216.

ومما سبق من الأرضين بعد الكوفة أرض قم فزينها بالعرب، وفتح إليها بابا من أبواب الجنة (1). ومنها: أرض الشام فزينها ببيت المقدس (2).

باب أن الأمانة في القرآن الإمامة (3).

والروايات المتضمنة لما سبق كثيرة في البحار (4).

وتقدم في " أرز ": أن الأرز أول حبة أقرت لله بالوحدانية وللرسول بالنبوة ولعلي (عليه السلام) بالوصية، وللموحدين بالجنة، وفي " بذنج ": أن الباذنجان أول شجرة آمنت وشهدت لله بالحق، وللرسول بالنبوة، ولعلي (عليه السلام) بالولاية.

الروايات من طرق العامة أن الله تعالى أخذ حب علي بن أبي طالب على البشر والشجر والثمر والبذر، فما أجاب إلى حبه عذب وطاب، ومن لم يجب خبث ومر في إحقاق الحق (5).

تفسير قوله تعالى: * (أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم) * يعني والله فلانا وفلانا، كما قاله الصادق (عليه السلام) في رواية الكافي المذكورة وغيره، في البحار (6).

تفسير قوله تعالى في حم السجدة: * (فأعرض أكثرهم) * يعني عن ولاية علي وهم لا يسمعون، كما قاله مولانا الباقر (عليه السلام) (7).

ص: 169


1- (1) ط كمباني ج 14 / 338، وجديد ج 60 / 212.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 648. وغيره، وجديد ج 42 / 197.
3- (3) جديد ج 23 / 273، وط كمباني ج 7 / 58.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 111 و 125 و 127 و 131 و 135 و 186 و 379، و ج 10 / 89، و ج 14 / 337 و 860، و ج 22 / 44 و 117، وجديد ج 36 / 150 و 216 و 222 و 245 و 261، و ج 37 / 62، و ج 39 / 147، و ج 43 / 320، و ج 60 / 209، و ج 66 / 223، و ج 100 / 262، و ج 101 / 46.
5- (5) إحقاق الحق ج 7 / 230 و 253، وفضائل الخمسة ج 2 / 220.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 227، و ج 9 / 101، وجديد ج 30 / 271، و ج 36 / 98 و 281.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 110، وجديد ج 36 / 144.

في حرمة الأعراض والدماء:

وفي خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في منى في حجة الوداع قال: أي يوم أعظم حرمة؟ قال الناس: هذا اليوم. قال: فأي شهر؟ قال الناس: هذا. قال: وأي بلد أعظم حرمة؟ قال الناس: بلدنا هذا. قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم (1).

بيان: الأعراض جمع العرض بالكسر والسكون يعني الوجاهة والاعتبار عند الناس.

وفي خطبة الوسيلة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن أفضل الفعال صيانة العرض بالمال - الخ (2). وذكر في المستدرك (3) روايات في ذلك.

الكافي: عن أبي حمزه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كف نفسه عن أعراض الناس أقال الله نفسه يوم القيامة - الخبر (4).

بيان: " من كف نفسه " أي عن هتك عرضهم بالغيبة، والبهتان، والشتم، وكشف عيوبهم، وأمثال ذلك.

والنبوي (صلى الله عليه وآله) في حديث بيان المتعلقين بأغصان شجرة الزقوم قال: ومن وقع في عرض أخيه المؤمن، وحمل الناس على ذلك فقد تعلق بغصن منه - الخ (5).

وروي أن الحسن المجتبى (عليه السلام) أعطى شاعرا، فقال له رجل من جلسائه:

سبحان الله شاعرا يعصي الرحمن ويقول البهتان. فقال: يا عبد الله إن خير ما بذلت من مالك، ما وقيت به عرضك، وإن من ابتغاء الخير اتقاء الشر (6).

ص: 170


1- (1) جديد ج 37 / 113، و ج 76 / 348، وط كمباني ج 9 / 199. وتمامه في ج 16 / 102.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 78، وجديد ج 77 / 280.
3- (3) المستدرك ج 2 / 644.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 138، وجديد ج 73 / 280.
5- (5) ط كمباني ج 16 / 106، وجديد ج 76 / 358.
6- (6) جديد ج 43 / 358، وط كمباني ج 10 / 99.

ويقرب منه ما صدر من الحسين (عليه السلام) وقوله: إن خير مالك ما وقيت به عرضك.

والنبوي (صلى الله عليه وآله) في عباس بن مرداس: اقطعوا لسانه عني (1)، وفي مكاتبة الحسين (عليه السلام): خير المال ما وقي العرض (2). ويأتي في " مول ".

باب العرض على أخيك (3). وفيه أخبار تدل على أنه إذا جاءك أخوك فاعرض عليه الطعام والشراب، أو الوضوء.

والعروض كرسول ميزان الشعر، ومن دار أمير المؤمنين (عليه السلام) خرجت العروض، روي أن الخليل بن أحمد أخذ رسم العروض عن رجل من أصحاب الباقر أو السجاد صلوات الله عليهما فوضع لذلك أصولا (4).

عرض عبد العظيم الحسني دينه على مولانا الإمام الهادي (عليه السلام) (5).

عرض ابن أبي يعفور دينه على مولانا الصادق (عليه السلام) (6).

وتقدم في " دين ": ذكر جماعة عرضوا دينهم على إمام زمانهم.

وفي " خنب ": عرض كتاب ابن خانبة على مولانا العسكري (عليه السلام)، وقوله (عليه السلام): إنه صحيح.

ويأتي في " فضل ": عرض كتاب يوم وليلة للفضل بن شاذان على العسكري (عليه السلام).

وواضح عقلا وشرعا عدم جواز الاعتراض على الله تعالى، وفي احتجاج الرسول (صلى الله عليه وآله) على اليهود والمشركين دلالة عليه (7).

ومن طريق العامة على النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب - يعني سعة - ومنه المعاريض في الكلام يعني التورية عن الشئ بالشئ.

ص: 171


1- (1) جديد ج 44 / 189، وص 195، وط كمباني ج 10 / 144، وص 145.
2- (2) جديد ج 44 / 189، وص 195، وط كمباني ج 10 / 144، وص 145.
3- (3) جديد ج 75 / 457، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 241.
4- (4) جديد ج 40 / 164، وط كمباني ج 9 / 464.
5- (5) جديد ج 36 / 412، و ج 69 / 1، وط كمباني ج 9 / 169، و ج 15 كتاب الإيمان ص 213.
6- (6) جديد ج 35 / 187، وط كمباني ج 9 / 35.
7- (7) ط كمباني ج 4 / 73، وجديد ج 9 / 271.

معاني الأخبار: عن إبراهيم الكرخي، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه قال: حديث تدريه خير من ألف ترويه، ولا يكون الرجل منكم فقيها حتى يعرف معاريض كلامنا، وإن الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين وجها، لنا من جميعها المخرج (1).

والمعاريض جمع المعراض، كما في المنجد، والمعراض التورية عن الشئ بشئ، جملة من مواردها والكلمات فيها (2). ويأتي في " لحن " ما يتعلق بذلك.

عرطب:

صاحب عرطبة هي الطنبور، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في رواية نوف، كما في البحار (3).

عرف:

باب أن المعرفة منه تعالى (4).

وفي هذا الباب روايات تزيد على العشرة في أن معرفة الله تعالى من صنع الله تعالى، ليس للعباد فيها صنع، ولم يكلفوا بها، ولم يجعل لهم إليها سبيلا بل فطرهم الله تعالى على معرفته، وصبغهم عليها، وعرفهم نفسه القدوس في عالم الذر والميثاق، فقال لهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى، فأثبت المعرفة في قلوبهم، ولذلك إن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله، كما شرحناه مفصلا في كتابنا " تاريخ فلسفه وتصوف " وكتاب " أركان دين "، وذكر في الكافي باب أنه تعالى لا يعرف إلا به روايات لذلك، وذكر الصدوق في كتابه التوحيد في باب أنه عز وجل لا يعرف إلا به عشرة روايات لذلك.

باب أدنى ما يجزي من المعرفة في التوحيد، وأنه لا يعرف الله تعالى إلا به في البحار (5).

ص: 172


1- (1) ط كمباني ج 2 / 118، وجديد ج 2 / 184.
2- (2) جديد ج 72 / 256 - 258، و ج 15 كتاب الكفر ص 41.
3- (3) جديد ج 75 / 342، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 211.
4- (4) جديد ج 5 / 220، وط كمباني ج 3 / 61.
5- (5) جديد ج 3 / 267، وط كمباني ج 2 / 84.

باب الدين الحنيف والفطرة، وصبغة الله، والتعريف في الميثاق (1).

وتقدم في " ذرر ": الإشارة إلى عالم الذر والميثاق، وفي " دين " و " صبغ " و " فطر " و " وثق " ما يتعلق بذلك.

وسئل أمير المؤمنين (عليه السلام): بم عرفت ربك؟ قال: بما عرفني نفسه لا يشبهه صورة - الخ (2).

وسائر الروايات الصريحة على أن المعرفة من صنع الله ليس للعباد فيها صنع، تطول عليهم بالمعرفة، وتطول بالثواب في البحار (3).

باب فيه أنه يلزم على الله التعريف (4).

تحف العقول: وقال الفضل: قلت لأبي الحسن الرضا صلوات الله عليه: يونس ابن عبد الرحمن يزعم أن المعرفة إنما هي اكتساب، قال: لا، ما أصاب، إن الله يعطي الإيمان من يشاء، فمنهم من يجعله مستقرا فيه، ومنهم من يجعله مستودعا عنده، فأما المستقر فالذي لا يسلبه الله ذلك أبدا، وأما المستودع فالذي يعطاه الرجل ثم يسلبه إياه (5).

صفة من لم يعرف الله حق معرفته (6). ومن يعرفه حق معرفته (7).

كلمات المحدث الأسترآبادي في معاني المعرفة (8).

بيان من فرض على الناس معرفتهم:

التمحيص: عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله عز وجل: إفترضت على عبادي عشرة فرائض، إذا عرفوها أمكنتهم ملكوتي، وأبحتهم جناني: أولها

ص: 173


1- (1) جديد ج 3 / 276، وط كمباني ج 2 / 87.
2- (2) ط كمباني ج 2 / 200، وجديد ج 4 / 303.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 207، و ج 2 / 150، و ج 3 / 56، وجديد ج 78 / 337، وجديد ج 4 / 161 و 165، و ج 5 / 199.
4- (4) جديد ج 5 / 298، وط كمباني ج 3 / 82.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 207، وجديد ج 78 / 337.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 167، وص 168، وجديد ج 36 / 403 - 408.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 167، وص 168، وجديد ج 36 / 403 - 408.
8- (8) جديد ج 69 / 337، وط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 223.

معرفتي، والثانية معرفة رسولي إلى خلقي، والإقرار به والتصديق له، والثالثة معرفة أوليائي، وأنهم الحجج على خلقي، من والاهم فقد والاني، ومن عاداهم فقد عاداني، وهم العلم فيما بيني وبين خلقي، ومن أنكرهم أصليته ناري، وضاعفت عليه عذابي، والرابعة معرفة الأشخاص الذين أقيموا من ضياء قدسي، وهم قوام قسطي، والخامسة معرفة القوام، بفضلهم التصديق لهم، والسادسة معرفة عدوي إبليس، وما كان من ذاته وأعوانه، والسابعة قبول أمري، والتصديق لرسلي، والثامنة كتمان سري وسر أوليائي، والتاسعة تعظيم أهل صفوتي، والقبول عنهم، والرد إليهم فيما اختلفتم فيه حتى يخرج الشرح منهم، والعاشرة أن يكون هو وأخوه في الدين والدنيا شرعا سواء، فإذا كانوا كذلك أدخلتهم ملكوتي وآمنتهم من الفزع الأكبر، وكانوا عندي في عليين.

بيان: كأن الفرق بين الثالثة والرابعة أن الأولى في الحجج الموجودين وقت الخطاب كعلي والسبطين (عليهم السلام)، والثانية في الأئمة بعدهم، أو الأولى في سائر الأنبياء والأوصياء، والثانية في أئمتنا صلوات الله عليهم (1).

باب وجوب المعرفة وعلته، وحق معرفته تعالى (2).

سئل أمير المؤمنين (عليه السلام): بما عرفت ربك؟ قال: بفسخ العزم (العزائم - خ ل) ونقض الهمم (3). وعن الصادق (عليه السلام) نحوه (4).

الكافي: عن مولانا أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عرف الله وعظمه منع فاه من الكلام، وبطنه من الطعام، وعنا نفسه بالصيام والقيام - الخ. ويأتي في " ولى ".

قال الشيخ البهائي: قال بعض الأعلام: أكثر ما تطلق المعرفة على الأخير من الإدراكين للشئ الواحد، إذا تخلل بينهما عدم بأن أدركه أولا، ثم ذهل عنه ثم

ص: 174


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 216، وجديد ج 69 / 13.
2- (2) جديد ج 3 / 1، وط كمباني ج 2 / 2.
3- (3) ط كمباني ج 2 / 13.
4- (4) ص 16، وجديد ج 3 / 42 و 49.

أدركه ثانيا فظهر له أنه هو الذي كان أدركه أولا، ومن هاهنا سمي أهل الحقيقة بأصحاب العرفان، لأن خلق الأرواح قبل الأبدان كما ورد في الحديث، وهي كانت مطلعة على بعض الإشراقات الشهودية مقرة لمبدعها بالربوبية كما قال سبحانه: * (ألست بربكم قالوا بلى) * لكنها لإلفها بالأبدان الظلمانية، وانغمارها في الغواشي الهيولائية، ذهلت عن مولاها ومبدعها، فإذا تخلصت بالرياضة من أسر دار الغرور، وترقت بالمجاهدة عن الالتفاف إلى عالم الزور، تجدد عهدها القديم الذي كاد أن يندرس بتمادي الأعصار والدهور، وحصل لها الإدراك مرة ثانية وهي المعرفة التي هي نور على نور (1).

أمالي الطوسي: عن أبي كهمس، عن مولانا أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: أي الأعمال هو أفضل بعد المعرفة؟ قال: ما من شئ بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة، ولا بعد المعرفة والصلاة شئ يعدل الزكاة، ولا بعد ذلك شئ يعدل الصوم، ولا بعد ذلك شئ يعدل الحج، وفاتحة ذلك كله معرفتنا، وخاتمته معرفتنا، ولا شئ بعد ذلك كبر الإخوان، والمواسات ببذل الدينار والدرهم، فإنهما حجران ممسوخان، بهما امتحن الله خلقه بعد الذي عددت لك، وما رأيت شيئا أسرع غنا، ولا أنفى للفقر من إدمان حج هذا البيت، وصلاة فريضة تعدل عند الله الف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات، ولحجة عنده خير من بيت مملو ذهبا، لا بل خير من ملء الدنيا ذهبا وفضة ينفقه في سبيل الله عز وجل. والذي بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بالحق بشيرا ونذيرا لقضاء حاجة امرئ مسلم، وتنفيس كربته أفضل من حجة وطواف، وحجة وطواف حتى عقد عشرة، ثم خلا يده وقال: اتقوا الله ولا تملوا من الخير، ولا تكسلوا، فإن الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله) غنيان عنكم وعن أعمالكم، وأنتم الفقراء إلى الله عز وجل، وإنما أراد الله عز وجل بلطفه سببا يدخلكم به الجنة (2).

وبسند آخر عن زريق، عنه (عليه السلام) مثله (3).

ص: 175


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 294، وجديد ج 69 / 290.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 89، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 22، وجديد ج 74 / 318، و ج 69 / 405.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 89، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 22، وجديد ج 74 / 318، و ج 69 / 405.

الكفاية: عن هشام بن سالم قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) إذ دخل عليه معاوية بن وهب و عبد الملك بن أعين، فقال له معاوية بن وهب: يا بن رسول الله ما تقول في الخبر الذي روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأى ربه، على أي صورة رآه؟ وعن الحديث الذي رووه أن المؤمنين يرون ربهم في الجنة، على أي صورة يرونه؟ فتبسم ثم قال: يا معاوية ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو ثمانون سنة يعيش في ملك الله ويأكل من نعمه ثم لا يعرف الله حق معرفته! ثم قال: يا معاوية إن محمدا (صلى الله عليه وآله) لم ير الرب تبارك وتعالى بمشاهدة العيان، وإن الرؤية على وجهين: رؤية القلب ورؤية البصر، فمن عنى برؤية القلب فهو مصيب، ومن عنى برؤية البصر فقد كفر بالله وبآياته، لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من شبه الله بخلقه فقد كفر ".

ولقد حدثني أبي، عن أبيه الحسين بن علي (عليه السلام) قال: سئل أمير المؤمنين فقيل له يا أخا رسول الله هل رأيت ربك؟ فقال: وكيف أعبد من لم أره، لم تره العيون بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، وإذا كان المؤمن يرى ربه بمشاهدة البصر فإن كل من جاز عليه البصر والرؤيا فهو مخلوق ولابد للمخلوق من الخالق فقد جعلته إذا محدثا مخلوقا، ومن شبهه بخلقه فقد اتخذ مع الله شريكا، ويلهم أو لم يسمعوا قول الله تعالى: * (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) * وقوله: * (لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا) * وإنما طلع من نوره على الجبل كضوء يخرج من سم الخياط فدكت الأرض وصعقت الجبال * (فخر موسى صعقا) * أي ميتا * (فلما أفاق) * ورد عليه روحه * (قال سبحانك تبت إليك) * من قول من زعم أنك ترى، ورجعت إلى معرفتي بك أن الأبصار لا تدركك * (وأنا أول المؤمنين) * وأول المقرين بأنك ترى ولا ترى وأنت بالمنظر الأعلى.

ثم قال: إن أفضل الفرائض وأوجبها على الإنسان معرفة الرب والإقرار له بالعبودية، وحد المعرفة أن يعرف أنه لا إله غيره ولا شبيه له ولا نظير له، وأن

ص: 176

يعرف أنه قديم مثبت، موجود غير فقيد، موصوف من غير شبيه ولا مثيل، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير، وبعده معرفة الرسول (صلى الله عليه وآله)، والشهادة له بالنبوة وأدنى معرفة الرسول الإقرار بنبوته وأن ما أتى به من كتاب أو أمر أو نهي فذلك من الله عز وجل، وبعده معرفة الإمام الذي به يأتم بنعته، وصفته واسمه في حال العسر واليسر، وأدنى معرفة الإمام أنه عدل النبي - إلا درجة النبوة - ووارثه، وأن طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله والتسليم له في كل أمر والرد إليه والأخذ بقوله، ويعلم أن الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب وبعده الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم أنا، ثم بعدي موسى ابني، وبعده علي ابنه، وبعد علي محمد ابنه، وبعد محمد علي ابنه، وبعد علي الحسن ابنه، والحجة من ولد الحسن.

ثم قال: يا معاوية جعلت لك أصلا في هذا فاعمل عليه، فلو كنت تموت على ما كنت عليه لكان حالك أسوأ الأحوال، فلا يغرنك قول من زعم أن الله تعالى يرى بالبصر، قال: وقد قالوا: أعجب من هذا أولم ينسبوا أبي آدم إلى المكروه؟ أولم ينسبوا إبراهيم إلى ما نسبوه؟ أولم ينسبوا داود إلى ما نسبوه من حديث الطير؟ أولم ينسبوا يوسف الصديق إلى ما نسبوه من حديث زليخا؟ أولم ينسبوا موسى إلى ما نسبوه من القتل؟ أولم ينسبوا رسول الله إلى ما نسبوه من حديث زيد؟ أولم ينسبوا علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى ما نسبوه من حديث القطيفة؟ إنهم أرادوا بذلك توبيخ الإسلام ليرجعوا على أعقابهم، أعمى الله أبصارهم كما أعمى قلوبهم * (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا) * (1). وراجع " لسن ".

كنز الكراجكي: عن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) قال: خرج الحسين بن علي (عليه السلام) ذات يوم على أصحابه فقال بعد الحمد لله جل وعز، والصلاة على محمد رسوله (صلى الله عليه وآله): يا أيها الناس إن الله والله ما خلق العباد إلا ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه، فقال له رجل: بأبي أنت وأمي يا بن

ص: 177


1- (1) جديد ج 36 / 406، وط كمباني ج 9 / 168.

رسول الله ما معرفة الله؟ قال: معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته.

أقول: ثم قال الكراجكي قدس الله روحه: إعلم أنه لما كانت معرفة الله وطاعته لا ينفعان من لم يعرف الإمام، ومعرفة الإمام وطاعته لا تقعان إلا بعد معرفة الله صح أن يقال: إن معرفة الله هي معرفة الإمام وطاعته، ولما كانت أيضا المعارف الدينية العقلية والسمعية تحصل من جهة الإمام، وكان الإمام آمرا بذلك وداعيا إليه صح القول بأن معرفة الإمام وطاعته هي معرفة الله سبحانه، كما تقول في المعرفة بالرسول وطاعته: إنها معرفة بالله سبحانه، قال الله عز وجل: * (من يطع الرسول فقد أطاع الله) * وما تضمنه قول الحسين (عليه السلام) من تقدم المعرفة على العبادة غاية في البيان والتنبيه.

وجاء في الحديث من طريق العامة، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من مات وليس في عنقه بيعة لإمام، أوليس في عنقه عهد الإمام مات ميتة جاهلية.

وروى كثير منهم أنه (صلى الله عليه وآله) قال: من مات وهو لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.

وهذان الخبران يطابقان المعني في قول الله تعالى: * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم ولا يظلمون فتيلا) *.

فإن قال الخصوم: إن الإمام هاهنا هو الكتاب، قيل لهم: هذا انصراف عن ظاهر القرآن بغير حجة توجب ذلك ولا برهان، لأن ظاهر التلاوة يفيد أن الإمام في الحقيقة هو المقدم في الفعل والمطاع في الأمر والنهي، وليس يوصف بهذا الكتاب، إلا أن يكون على سبيل الإتساع والمجاز، والمصير إلى الظاهر من حقيقة الكلام أولى إلا أن يدعو إلى الانصراف عنه الاضطرار.

وأيضا فإن أحد الخبرين يتضمن ذكر البيعة والعهد للإمام، ونحن نعلم أنه لا بيعة للكتاب في أعناق الناس ولا معنى لأن يكون له عهد في الرقاب، فعلم أن قولكم في الإمام: إنه الكتاب غير صواب.

ص: 178

فإن قالوا: ما تنكرون أن يكون الإمام المذكور في الآية هو الرسول؟ قيل لهم:

إن الرسول قد فارق الأمة بالوفاة، وفي أحد الخبرين أنه إمام الزمان، وهذا يقتضي أنه حي ناطق موجود في الزمان، فأما من مضى بالوفاة فليس يقال: إنه إمام إلا على معنى وصفنا للكتاب بأنه إمام، ولولا أن الأمر كما ذكرناه لكان إبراهيم الخليل إمام زماننا، لأنا عاملون بشرعه متعبدون بدينه، وهذا فاسد إلا على الاستعارة والمجاز، وظاهر قول النبي (صلى الله عليه وآله): " من مات وهو لا يعرف إمام زمانه " يدل على أن لكل زمان إماما في الحقيقة يصح أن يتوجه منه الأمر ويلزم له الاتباع، وهذا واضح لمن طلب الصواب (1).

معاني الأخبار: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يا بني اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم، فإن المعرفة هي الدراية للرواية، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان، إني نظرت في كتاب لعلي (عليه السلام) فوجدت في الكتاب إن قيمة كل امرئ وقدره معرفته، إن الله تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا (2).

وتقدم في " درى " ما يتعلق بذلك.

ذكر ما ينفع لمعرفة الصانع، وهو توحيد المفضل (3).

والتوحيد المشتهر بالإهليلجة (4).

باب ما أدنى ما يجزى من المعرفة في التوحيد (5).

التوحيد، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن الفتح بن يزيد الجرجاني، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته عن أدنى المعرفة. فقال: الإقرار بأنه لا إله غيره، ولا شبه له، ولا نظير له، وأنه قديم مثبت موجود غير فقيد، وأنه ليس كمثله شئ (6).

ص: 179


1- (1) ط كمباني ج 7 / 20، وجديد ج 23 / 93 - 95.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 36، وجديد ج 1 / 105.
3- (3) ط كمباني ج 2 / 18، وجديد ج 3 / 57.
4- (4) ط كمباني ج 2 / 47، وجديد ج 3 / 152.
5- (5) جديد ج 3 / 267، وط كمباني ج 2 / 84.
6- (6) جديد ج 3 / 267، وط كمباني ج 2 / 84.

معنى: إعرفوا الله بالله (1).

باب أن المعرفة منه تعالى (2).

علل الشرائع: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خرج الحسين بن علي (عليه السلام) على أصحابه فقال: أيها الناس إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة ما سواه - الخ (3).

باب وجوب معرفة الإمام، وأنه لا يعذر الناس بترك الولاية، وأن من مات لا يعرف إمامه أو شك فيه مات ميتة جاهلية وكفر ونفاق (4). وتقدم في " حكم ": أن الحكمة في الآية معرفة الإمام.

باب نادر في معرفتهم بالنورانية، وفيه أنه من عرفهم كذلك فهو مؤمن ممتحن - الخ (5).

وفي حديث جابر والإمام السجاد صلوات الله عليه قال: يا جابر أو تدري ما المعرفة؟ المعرفة إثبات التوحيد أولا، ثم معرفة المعاني ثانيا، ثم معرفة الأبواب ثالثا، ثم معرفة الأنام (الإمام - خ ل) رابعا، ثم معرفة الأركان خامسا، ثم معرفة النقباء سادسا، ثم معرفة النجباء سابعا - الخبر. وذكر فيه أن المعاني، الأئمة الهداة صلوات الله عليهم (6).

مصباح الأنوار للشيخ الطوسي عن المفضل أنه دخل على مولانا الصادق (عليه السلام) فقال: يا مفضل هل عرفت محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) كنه معرفتهم؟ قلت: يا سيدي وما كنه معرفتهم؟ قال: يا مفضل من عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمنا في السنام الأعلى.

ص: 180


1- (1) ط كمباني ج 2 / 86 و 150، وجديد ج 4 / 160.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 61، وجديد ج 5 / 220.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 86، و ج 7 / 18، وجديد ج 23 / 83، و ج 5 / 312.
4- (4) جديد ج 23 / 76، وط كمباني ج 7 / 16.
5- (5) جديد ج 26 / 1، وط كمباني ج 7 / 274.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 277، وجديد ج 26 / 13.

قال: قلت: عرفني ذلك يا سيدي. قال: يا مفضل تعلم أنهم علموا ما خلق الله عز وجل وذرأه وبرأه وأنهم كلمة التقوى وخزان السماوات والأرضين والجبال والرمال والبحار وأنهارها وعيونها، وما تسقط من ورقة إلا علموها، ولا حبة في ظلمات الأرض، ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين، وهو في علمهم، وقد علموا ذلك.

فقلت: يا سيدي قد علمت ذلك وأقررت به وآمنت. قال: نعم يا مفضل، نعم يا مكرم، نعم يا محبور، نعم يا طيب، طبت وطابت لك الجنة، ولكل مؤمن بها (1).

بيان الرسول (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر معرفة أمير المؤمنين (عليه السلام) حق معرفته (2).

وعن علي صلوات الله عليه في حديث: من عرف الأئمة من آل محمد صلوات الله عليهم وأخذ عنهم فهو منهم.

وفي وصايا أمير المؤمنين (عليه السلام): يا كميل لا تأخذ إلا عنا تكن منا، يا كميل ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلى معرفة - الخ (3).

ومن كلمات مولانا السجاد (عليه السلام) قال: ثلاث من كن فيه من المؤمنين كان في كنف الله، وأظله الله يوم القيامة، وآمنه من فزع يوم الأكبر، من أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم لنفسه، ورجل لم يقدم يدا ولا رجلا حتى يعلم أنه في طاعة الله قدمها أم في معصيته، ورجل لم يعب أخاه بعيب حتى يترك ذلك العيب من نفسه - الخ (4).

وتقدم في " سجد ": أنه لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل منه إلا بمعرفة الحق.

التوحيد: عن عبد الأعلى قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عمن لا يعرف شيئا، هل عليه شئ؟ قال: لا (5).

ص: 181


1- (1) ط كمباني ج 7 / 303، وجديد ج 26 / 116.
2- (2) جديد ج 40 / 55، وط كمباني ج 9 / 439.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 74، وجديد ج 77 / 267.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 154، وجديد ج 78 / 140.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 156، وجديد ج 2 / 281.

النبوي (صلى الله عليه وآله): يا علي ما عرف الله حق معرفته غيري وغيرك، وما عرفك حق معرفتك غير الله وغيري (1).

أقول: وفي مدينة المعاجز عن تأويل الآيات الباهرة في الأئمة الطاهرة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت، ولا عرفني إلا الله وأنت، ولا عرفك إلا الله وأنا (2).

وفي كتاب مقتل الحسين (عليه السلام) للعلامة المقرم عن المحتضر للحسن بن سليمان الحلي من تلامذة الشهيد الأول، وكان حيا في سنة 802 (3) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثله.

وفي الكافي باب أن الأئمة أركان الأرض مسندا، عن أبي الصامت الحلواني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) ما جاء به أخذ به، وما نهى عنه إنتهى عنه، جرى له من الطاعة بعد رسول الله ما لرسول الله (صلى الله عليه وآله) - إلى أن قال: - فإن رسول الله باب الله الذي لا يؤتي إلا منه وسبيله الذي من سلكه وصل إلى الله عز وجل، وكذلك كان أمير المؤمنين من بعده، وجرى للأئمة واحدا بعد واحد - الخبر. ورواه في البصائر (4).

باب أنهم أهل الأعراف الذين ذكرهم الله في القرآن لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه (5).

باب الأعراف وأهلها - الخ (6).

وفيه تفسير قوله تعالى: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * ونقل الروايات الكثيرة الدالة على أن الرجال في هذه الآية أئمة الهدى صلوات

ص: 182


1- (1) جديد ج 39 / 84، وط كمباني ج 9 / 365.
2- (2) مدينة المعاجز ص 164.
3- (3) كتاب مقتل الحسين (عليه السلام) ص 165، ومختصر البصائر له ص 125.
4- (4) البصائر الجزء 4 باب 9.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 141، وجديد ج 24 / 247.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 386، وجديد ج 8 / 329.

الله عليهم يعرفون كلا بسيماهم، لأنهم المتوسمون.

باب أنهم المتوسمون، ويعرفون جميع أحوال الناس عند رؤيتهم (1).

باب فيه أن أمير المؤمنين (عليه السلام) صاحب الأعراف (2).

باب أنهم يعرفون الناس بحقيقة الإيمان وبحقيقة النفاق - الخ (3).

باب أن الناس لا يهتدون إلا بهم، وأنهم الوسائل بين الخلق وبين الله، وأنه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم (4). ويدل على ذلك في البحار (5).

وفيه الروايات أن الأئمة عرفاء لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم، وعرفاء لا يدخل الجنة إلا من عرفهم، وعرفاء لا يدخل النار إلا من أنكرهم، ولولاهم ما عرف الله وما عبد الله وما وحد الله.

الروايات من طرق العامة أن على الأعراف العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) في كتاب فضائل الخمسة (6).

وفي خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) في بيان أسمائه قال: نحن أصحاب الأعراف أنا وعمي وأخي وابن عمي - الخ، ثم ذكر الآية الشريفة (7).

وسائر الروايات في تفسير الأعراف، وأنهم أهل الأعراف يعرفون كلا بسيماهم في البحار (8).

والروايات المتضمنة لقولهم: بنا عرف الله كثيرة مذكورة في الكافي وغيره،

ص: 183


1- (1) جديد ج 24 / 123، وط كمباني ج 7 / 116.
2- (2) جديد ج 36 / 63، وط كمباني ج 9 / 96.
3- (3) جديد ج 26 / 117، وط كمباني ج 7 / 304.
4- (4) جديد ج 23 / 99، وط كمباني ج 7 / 21.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 190، وجديد ج 30 / 39.
6- (6) كتاب فضائل الخمسة ج 1 / 286، وإحقاق الحق ج 3 / 544 و 545، وكتاب الغدير ج 2 / 325.
7- (7) جديد ج 35 / 46، وط كمباني ج 9 / 10.
8- (8) جديد ج 36 / 119 و 351، و ج 39 / 224 و 225، و ج 42 / 17، و ج 30 / 39، و ج 33 / 284، وط كمباني ج 8 / 190 و 586، و ج 9 / 10 و 105 و 156 و 396 و 600.

نشير إلى بعضها (1).

باب وجوب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفضلهما (2).

آل عمران: قال تعالى: * (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) *.

الهداية: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضتان واجبتان من الله تعالى عز وجل على الإمكان على العبد أن يغير المنكر بقلبه ولسانه ويده، فإن لم يقدر عليه فبقلبه ولسانه، فإن لم يقدر فبقلبه. وقال الصادق (عليه السلام): إنما يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر مؤمن فيتعظ، أو جاهل فيتعلم، فأما صاحب سيف وسوط فلا (3). الخصال: عن الصادق (عليه السلام) مثله (4). وتقدم في " خير " و " أمر " ما يتعلق بذلك. ويأتي في " نهى ".

الخصال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أمر بمعروف، ونهى عن منكر، أو دل على خير، أو أشار به، فهو شريك، ومن أمر بسوء، أو دل عليه، أو أشار به، فهو شريك (5).

نوادر الراوندي: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): من يشفع شفاعة حسنة، أو أمر بمعروف، أو نهى عن منكر، وساقه مثله (6). وعن الجعفريات مثله.

وعن لب اللباب، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من أمر بالمعروف، ونهى عن المنكر فهو خليفة الله في الأرض وخليفة رسوله. وعن الغرر، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:

الأمر بالمعروف أفضل أعمال الخلق.

وفي الخطبة القاصعة: إن الله سبحانه لم يلعن القرن الماضي (القرون الماضية -

ص: 184


1- (1) جديد ج 26 / 247، و ج 40 / 96، وط كمباني ج 7 / 334، و ج 9 / 450.
2- (2) جديد ج 100 / 68، وط كمباني ج 21 / 110.
3- (3) جديد ج 100 / 71، و ج 78 / 240 مكررا و 241، وط كمباني ج 17 / 184.
4- (4) جديد ج 100 / 75، وص 76، وط كمباني ج 21 / 112.
5- (5) جديد ج 100 / 75، وص 76، وط كمباني ج 21 / 112.
6- (6) ط كمباني ج 21 / 115، و ج 1 / 77، وجديد ج 100 / 87، و ج 2 / 24.

خ ل) بين أيديكم إلا لتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلعن السفهاء لركوب المعاصي والحكماء لترك التناهي (1).

وفي الخطبة العلوية: لعن الله الآمرين بالمعروف، التاركين له، والناهين عن المنكر، العاملين به (2).

وعن الصادق (عليه السلام): إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يقربا أجلا ولم يباعدا رزقا، فإن الأمر ينزل من السماء إلى الأرض كقطر المطر في كل يوم إلى كل نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان في أهل أو مال أو نفس - الخ (3).

الكافي: في الروضة: عن الصادق (عليه السلام) في ذم آخر الزمان: ورأيت الرجل يتكلم بشئ من الحق. ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فيقوم إليه من ينصحه في نفسه فيقول: هذا عنك موضوع (4).

ذم من لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر (5).

مجالس المفيد: عن الزهري، عن أحدهما صلوات الله عليهما أنه قال: ويل لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر - الخبر (6).

وفي مكاتبة الرضا صلوات الله عليه للمأمون: والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر واجبان إذا أمكن، ولم يكن خيفة على النفس (7).

وفي حديث شرائع الدين قال (عليه السلام): والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر واجبان على من أمكنه، ولم يخف على نفسه ولا على أصحابه (8).

ص: 185


1- (1) ط كمباني ج 5 / 445، وجديد ج 14 / 465 و 474.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 688، وجديد ج 34 / 89.
3- (3) جديد ج 100 / 73.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 169، وجديد ج 52 / 256 - 259.
5- (5) جديد ج 68 / 284، وط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 179.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 158، وجديد ج 78 / 152.
7- (7) ط كمباني ج 4 / 176، وجديد ج 10 / 357.
8- (8) ط كمباني ج 4 / 144، وجديد ج 10 / 228.

باب أنهم وولايتهم المعروف والعدل والإحسان والقسط والميزان، وترك ولايتهم وأعداؤهم الكفر والفسوق والعصيان والفحشاء والمنكر والبغي (1). وتقدم في " عدل " و " حسن " و " بغى " ما يتعلق بذلك.

وعن الصادق (عليه السلام) بعد أن سئل عن الأمر بالمعروف فقال: المعروف يا أبا حنيفة المعروف في أهل السماء المعروف في أهل الأرض، وذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والمنكر اللذان ظلماه حقه، وحملا الناس على كتفه (2).

تفسير قوله تعالى: * (وأمر بالعرف) * يعني بالولاية، كما قاله مولانا الصادق (عليه السلام) في البحار (3).

باب فضل الإحسان، والفضل، والمعروف، ومن هو أهل لها (4).

قال تعالى: * (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) * وقال: * (إن رحمة الله قريب من المحسنين) * وقال: * (لا خير في كثير من نجويهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس) *.

ثواب الأعمال: عن مولانا الصادق صلوات الله عليه: أيما مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن معروفا فقد أوصل ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) (5). الإختصاص: عنه (عليه السلام) مثله (6).

وتقدم في " جور ": خبر الجار الكافر الذي يولي المعروف إلى جاره المؤمن ويحسن إليه، فلما مات بنى الله له بيتا من طين في النار يقيه حرها.

أمالي الصدوق: عن مولانا الباقر صلوات الله عليه قال: صنائع المعروف تقي

ص: 186


1- (1) ط كمباني ج 7 / 129. ويقرب من ذلك في ص 150، و ج 9 / 65، وجديد ج 24 / 187. وقريب منه في ص 286، و ج 35 / 336.
2- (2) جديد ج 10 / 208، وط كمباني ج 4 / 139.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 129، وجديد ج 24 / 188.
4- (4) جديد ج 74 / 406، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 115.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 117، وجديد ج 74 / 412، وص 399.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 117، وجديد ج 74 / 412، وص 399.

مصارع السوء وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة، وأول أهل الجنة دخولا إلى الجنة أهل المعروف وإن أول أهل النار دخولا إلى النار أهل المنكر.

كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: مثله (1). وفيه النبوي (صلى الله عليه وآله) مثله.

كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن أول أهل الجنة، وساقه الخ (2).

قرب الإسناد: عن مولانا الصادق، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن للجنة بابا يقال له: باب المعروف، لا يدخله إلا أهل المعروف (3). وكتابي الحسين ابن سعيد أو لكتابه والنوادر: عنه (عليه السلام) مثله (4).

الخصال: عن الصادق (عليه السلام) المعروف شئ سوى الزكاة، فتقربوا إلى الله تعالى بالبر وصلة الرحم (5).

الخصال: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: رأيت المعروف لا يصلح إلا بثلاث خصال: تصغيره، وستره، وتعجيله، فإنك إذا صغرته عظمته عند من تصنعه إليه، وإذا سترته تممته، وإذا عجلته هنيته، وإن كان غير ذلك محقته ونكدته (6).

النبوي الصادقي (عليه السلام): كل معروف صدقة، والدال على الخير كفاعله، والله يحب إغاثة اللهفان (7).

وفي العلوي (عليه السلام): وصنائع المعروف فإنها تدفع ميتة السوء، وتقي مصارع

ص: 187


1- (1) جديد ج 74 / 407.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 347، وجديد ج 8 / 197.
3- (3) جديد ج 74 / 408. ونحوه مع زيادة ص 414، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 116. ونحوه في ج 12 / 159، وجديد ج 50 / 258.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 347، و ج 17 / 45، وجديد ج 8 / 197، و ج 77 / 159.
5- (5) جديد ج 74 / 408.
6- (6) جديد ج 74 / 408. ونحوه في ص 413. ونحوه في ط كمباني ج 17 / 171 و 172 و 204، وجديد ج 78 / 197. وفيه فضائل المعروف إلى 201 و 327.
7- (7) جديد ج 74 / 409.

الهوان (1).

فقه الرضا (عليه السلام): وروي اصطنع المعروف إلى أهله وإلى غير أهله، فإن لم يكن من أهله فكن أنت من أهله (2).

كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: عن الصادق (عليه السلام) نحوه، كما فيه (3).

مكارم الأخلاق: عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا أردت أن تعلم أشقي الرجل أم سعيد، فانظر معروفه إلى من يصنعه، فإن كان يصنعه إلى من هو أهله فاعلم أنه خير، وإن كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم أنه ليس له عند الله خير (4).

أمالي الطوسي: عن المفضل، عن الصادق (عليه السلام) نحوه (5).

وروايته الأخرى عنه (عليه السلام) في جعل ذلك علامة قبوله عند الله، وعدمه عدمه (6).

وتقدم في " سعد ": امتياز السعيد عن الشقي، وأنه ينظر إلى مصرف معروفه.

وتقدم في " خبث ": ما ينفع في المقام.

أمالي الطوسي: في النبوي الكاظمي (عليه السلام): استتمام المعروف أفضل من ابتدائه (7).

الدرة الباهرة: عن مولانا الحسن بن علي (عليه السلام) قال: المعروف ما لم يتقدمه مطل، ولم يتعقبه من، والبخل أن يرى الرجل ما أنفقه تلفا وما أمسكه شرفا.

وقال (عليه السلام): من عدد نعمه محق كرمه (8).

كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: عن الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل جعل للمعروف أهلا من خلقه، حبب إليهم المعروف وحبب إليهم فعاله، وأوجب على طلاب المعروف الطلب إليهم، ويسر عليهم قضاءه، كما

ص: 188


1- (1) جديد ج 74 / 410.
2- (2) جديد ج 74 / 413، وص 419، وص 414، وص 417.
3- (3) جديد ج 74 / 413، وص 419، وص 414، وص 417.
4- (4) جديد ج 74 / 413، وص 419، وص 414، وص 417.
5- (5) جديد ج 74 / 413، وص 419، وص 414، وص 417.
6- (6) جديد ج 74 / 413، وص 419، وص 414، وص 417.
7- (7) جديد ج 74 / 413، وص 419، وص 414، وص 417.
8- (8) جديد ج 74 / 417، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 118.

يسر الغيث إلى الأرض المجدبة ليحييها ويحيي أهلها، وإن الله جعل للمعروف أعداء من خلقه - ثم ذكر (عليه السلام) عكس سابقه (1).

كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: عن مولانا أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

إن الله خلق خلقا من عباده، فانتجبهم لفقراء شيعتنا ليثيبهم بذلك (2).

كتاب الإمامة والتبصرة: في النبوي الصادقي (عليه السلام): صلة الفاجر لا تكاد تصل إلا إلى فاجر مثله (3). وفي " خبث " ما يتعلق بذلك.

كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: النبوي (صلى الله عليه وآله): من سألكم بالله فأعطوه، ومن أتاكم معروفا فكافئوه، وإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا الله له حتى تظنوا أنكم قد كافيتموه (4).

النبوي (صلى الله عليه وآله): من تقدمت إليه يد كان عليه من الحق أن يكافئ، فإن لم يفعل فالثناء، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة (5). وعن الجعفريات بسنده عنه نحوه (6).

كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفاك بثنائك على أخيك إذا أسدى إليك معروفا أن تقول له: جزاك الله خيرا، وإذا ذكر وليس هو في المجلس أن تقول: جزاه الله خيرا، فإذا أنت قد كافيته (7).

ومن طريق العامة، عن النبي (صلى الله عليه وآله): من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء. رواه الترمذي وغيره.

الإختصاص: قال الصادق (عليه السلام): لعن الله قاطعي سبيل المعروف. وهو الرجل يصنع إليه المعروف فتكفره فيمنع صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره (8).

ص: 189


1- (1) جديد ج 74 / 419. ويقرب منه في ط كمباني ج 17 / 45، وجديد ج 77 / 156 و 159.
2- (2) جديد ج 74 / 419، و ج 75 / 43، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 119 و 130.
3- (3) جديد ج 74 / 420.
4- (4) جديد ج 75 / 43.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 45. ونحوه فيه ص 44، وجديد ج 77 / 158، وص 152.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 45. ونحوه فيه ص 44، وجديد ج 77 / 158، وص 152.
7- (7) جديد ج 75 / 43، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 130.
8- (8) جديد ج 75 / 43، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 130.

الدرة الباهرة: قال الكاظم (عليه السلام): المعروف غل لا يفكه إلا مكافاة أو شكر (1).

العيسوي على نبينا وآله وعليه السلام: استكثروا من الشئ الذي لا تأكله النار. قيل: وما هو؟ قال: المعروف (2).

وتقدم في " سخى ": العلوي (عليه السلام): إني لأعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم، ولا يشترون الأحرار بمعروفهم. كذا في البحار (3).

تفسير قوله تعالى: * (ولا يعصينك في معروف) * (4).

قال الطبرسي: إنه جميع ما يأمرهن به، لأنه لا يأمر إلا بالمعروف، والمعروف نقيض المنكر - الخ (5).

وعن القمي، عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية: * (لا يعصينك في معروف) * قال:

هو ما فرض الله عليهن من الصلاة والزكاة، وما أمرهن به من خير (6).

الكافي: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: المعروف ابتداء، وأما من أعطيته بعد المسألة فكأنما كافيته بما بذل لك من وجهه - الخبر (7). ونحوه مع صدر وذيل فيه (8). وفي " سرر " و " كرب " ما يتعلق بذلك.

وعن كتاب الأخلاق قال الصادق (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) * قال: معناه من اصطنع إلى آخر معروفا، فعليه أن يكافيه عنه، ثم قال الصادق (عليه السلام): وليست المكافاة أن تصنع كما يصنع حتى توفي عليه، فإنه من صنع كما صنع إليه كان للأول الفضل عليه بالابتداء.

عن الغرر، عن أمير المؤمنين (عليه السلام): قال: خير المعروف ما لم يتقدمه المطل، ولم

ص: 190


1- (1) جديد ج 75 / 43، و ج 78 / 333، وط كمباني ج 17 / 206.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 410، وجديد ج 14 / 330.
3- (3) جديد ج 41 / 35، وط كمباني ج 9 / 517.
4- (4) جديد ج 21 / 113، وط كمباني ج 6 / 600.
5- (5) جديد ج 82 / 76 و 102، وط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 208 و 215.
6- (6) تفسير القمي ج 1 / 364.
7- (7) ط كمباني ج 11 / 119، وص 122، وجديد ج 47 / 53، وص 61.
8- (8) ط كمباني ج 11 / 119، وص 122، وجديد ج 47 / 53، وص 61.

يتبعه المن، وقال: من من بمعروفه فقد كدر ما صنعه.

وفي حديث المناهي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ومن اصطنع إلى أخيه معروفا فامتن به، أحبط الله عليه عمله، وثبت وزره، ولم يشكر له سعيه، ثم قال: يقول الله عز وجل: حرمت الجنة على المنان والبخيل والقتات، وهو النمام - الخبر (1).

تفسير قوله تعالى: * (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم) * (2).

تفسير قوله تعالى: * (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا) * - الآية، ونزوله في حق الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وتابوا، كما في البحار (3).

وفي رواية أخرى: هم قوم اجترحوا ذنوبا مثل قتل حمزة وجعفر الطيار، ثم تابوا (4). وفي رواية أخرى قال الباقر (عليه السلام): نزلت في شيعتنا المؤمنين (5).

باب فيه أحوال الامراء والعراف - الخ (6). تقدم في " رحى ": أن العرفاء الكذبة طحن جهنم.

رجال الكشي: عن جابر بن عقبة أنه دخل على مولانا الباقر (عليه السلام) واستأذنه أن يكون عريفا في قومه، فقال إلى أن قال: فإن كنت تكره الجنة وتبغضها فتعرف على قومك، ويأخذ سلطان جابر بامرئ مسلم، يسفك دمه فتشركهم في دمه، وعسى لا تنال من دنياهم شيئا (7).

وفي المجمع: في الحديث حملة القرآن عرفاء أهل الجنة. العرفاء جمع عريف وهو القيم بأمور القبيلة والجماعة.

وتقدم في " دعا ": فيمن لا يستجاب دعاؤه قول أمير المؤمنين (عليه السلام) لنوف:

ص: 191


1- (1) ط كمباني ج 16 / 97، وجديد ج 76 / 336.
2- (2) جديد ج 15 / 180، و ج 22 / 62، وط كمباني ج 6 / 42 و 686.
3- (3) جديد ج 21 / 201، و ج 22 / 42، وط كمباني ج 6 / 622 و 680 و 693.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 263، وجديد ج 69 / 173.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 263، وجديد ج 69 / 173.
6- (6) جديد ج 75 / 335، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 209.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 212، وجديد ج 75 / 349.

إياك أن تكون عشارا أو عريفا - الخ. وذكر أنه لا يستجاب دعاؤه.

وفي حديث المناهي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا ومن تولى عرافة قوم حبسه الله عز وجل على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة، وحشر يوم القيامة، ويداه مغلولتان إلى عنقه، فإن قام فيهم بأمر الله أطلقه الله وإن كان ظالما هوى به في نار جهنم، وبئس المصير (1). ونحوه في خطبته الشريفة المذكورة فيه (2).

وفي حديث المناهي أنه نهى (صلى الله عليه وآله) عن إتيان العراف، وقال: من أتاه وصدقه فقد برئ مما انزل على محمد (صلى الله عليه وآله). ملحقات البحار (3). وتمامه في البحار (4).

وسائر ذمومهم في البحار (5).

باب أعمال يوم عرفة وليلتها (6).

دعاء مولانا الحسين صلوات الله وسلامه عليه يوم عرفة: الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع ولا لعطائه مانع - الخ (7).

كلام المجلسي في الزيادة على هذا الدعاء الذي ذكرها السيد في الإقبال ولم يذكرها الكفعمي في البلد، وابن طاووس في المصباح، وهو قوله: أنا الفقير في غناي - الخ، ولم يوجد هذه الزيادة في بعض النسخ العتيقة من الإقبال، وعباراتها لا تلائم سياق أدعية السادة المعصومين أيضا، ولذلك قد مال بعض الأفاضل إلى كونها من مزيدات بعض الصوفية وإدخالاته، والله العالم (8).

شرح العلامة المجلسي بعض فقرات هذا الدعاء، وهو من قوله: ابتدأتني بنعمتك قبل أن أكون شيئا مذكورا، وخلقتني من التراب إلى قوله: لما يزلفني

ص: 192


1- (1) ط كمباني ج 16 / 97.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 110، و ج 3 / 254، وجديد ج 76 / 337، و 367، و ج 7 / 216.
3- (3) ط كمباني ج 16 / 145، وجديد ج 79 / 212.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 94.
5- (5) جديد ج 41 / 296، و ج 42 / 178، وط كمباني ج 9 / 580 و 643.
6- (6) جديد ج 98 / 212، وص 216، وص 227، وط كمباني ج 20 / 281.
7- (7) جديد ج 98 / 212، وص 216، وص 227، وط كمباني ج 20 / 281.
8- (8) جديد ج 98 / 212، وص 216، وص 227، وط كمباني ج 20 / 281.

لديك (1).

قال المحدث القمي في السفينة: وقد شرح هذا الدعاء بتمامه السيد الأجل العالم، الفاضل المحقق، المحدث البارع، السيد خلف بن عبد المطلب بن حيدر الموسوي المشعشعي الحويزي شرحا نفيسا سماه مظهر الغرائب، وقد تقدم في " خلف ". إنتهى.

ومن أدعية عرفة دعاء مولانا السجاد صلوات الله عليه للموقف وهو: اللهم أنت الله رب العالمين (2).

ومن دعائه يوم عرفة: اللهم إن ملائكتك مشفقون من خشيتك - الخ. وهو دعاء مشتمل على معاني الربانية وأدب العبودية مع الجلالة الإلهية (3).

دعاء مولانا الصادق (عليه السلام) يوم عرفة (4).

ومن دعائه يوم عرفة (5).

وسائر الدعوات الواردة فيه (6).

باب صوم يوم الجمعة، ويوم عرفة (7).

وتقدم في " حجج ": ما يتعلق بعرفات، وفي " جنن ": أنه ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة بسبع حجج إلا جعله الله من نعيم الجنة، وبارك في نسله - الخ.

وفي رواية أخرى خمس وقفات، وفي أخرى ثلاث وقفات.

علة تسمية عرفات بعرفات لأنه قال جبرئيل لإبراهيم يوم عرفة: اعترف بذنبك، واعرف مناسكك، كما قاله الصادق (عليه السلام) في البحار (8).

ص: 193


1- (1) ط كمباني ج 14 / 382، وجديد ج 60 / 372.
2- (2) ط كمباني ج 20 / 287، وجديد ج 98 / 228.
3- (3) جديد ج 98 / 236، وص 238، وط كمباني ج 20 / 291.
4- (4) جديد ج 98 / 236، وص 238، وط كمباني ج 20 / 291.
5- (5) جديد ج 98 / 255، وط كمباني ج 20 / 297.
6- (6) جديد ج 98 / 262 - 291.
7- (7) جديد ج 97 / 123، وط كمباني ج 20 / 133.
8- (8) جديد ج 12 / 108، وط كمباني ج 5 / 142.

ولا ينافي ذلك ما ورد من نحو ذلك في حق آدم.

باب ترك العجب، والاعتراف بالتقصير (1). وتقدم في " عجب ": مدح الاعتراف بالتقصير.

عرفط:

خبر عرفطة الجني في البحار (2)، وهو اسم جني مؤمن، راجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليرسل رجلا لإصلاح قومه فراجع البحار (3).

عرق:

كشف اليقين: فيه أنه دخل علي (عليه السلام) على رسول الله، فقام مستبشرا فاعتنقه، ثم مسح رسول الله (صلى الله عليه وآله) عرق وجهه على وجه علي (عليه السلام)، وعرق وجه علي (عليه السلام) على وجهه (4).

وفي النبوي (صلى الله عليه وآله): لما أسري بي إلى السماء سقط من عرقي، فنبت منه الورد، ووقع في البحر - الخ، وذكر في آخره أنه جعل نصفه للسمكة، ونصفه للدعموص (5). ويأتي في " ورد " ما يتعلق بذلك.

تعريق وجه أبي الحسن الثاني صلوات الله عليه حيث سمع أن من شيعته من يشرب الخمر (6).

تعداد عروق الإنسان:

الكافي: عن مولانا الصادق صلوات الله عليه قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): في ابن آدم ثلاثمائة وستين عرقا، منها مائة وثمانون متحركة، ومنها مائة وثمانون ساكنة، فلو سكن المتحرك لم ينم، ولو تحرك الساكن لم ينم، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أصبح قال: الحمد لله رب العالمين كثيرا على كل حال ثلاثمائة وستين مرة،

ص: 194


1- (1) جديد ج 71 / 228، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 176.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 318، و ج 9 / 383 و 386، وجديد ج 18 / 86، و ج 39 / 169 و 183.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 318، و ج 9 / 383 و 386، وجديد ج 18 / 86، و ج 39 / 169 و 183.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 430، وجديد ج 40 / 15.
5- (5) جديد ج 18 / 407، وط كمباني ج 6 / 398.
6- (6) جديد ج 27 / 314، وط كمباني ج 7 / 425.

وإذا أمسى قال مثل ذلك (1). والعلل عنه مثله (2). أمالي الطوسي: عنه مثله (3).

وما يدل على أن العروق ثلاثمائة وستين عرقا، وأنها تسقي الجسد كله، كما في البحار (4). ويأتي في " عظم ".

كلمات الحكماء في العروق (5).

وفي الروايات أنه ما من أحد من ولد آدم إلا وفيه عرقان: عرق في رأسه يهيج الجذام، وعرق في بدنه يهيج البرص، فإذا هاج العرق الذي في الرأس سلط الله عليه الزكام، حتى يسيل ما فيه من الداء، وإذا هاج العرق الذي في الجسد سلط الله عليه الدماميل، حتى يسيل ما فيه من الداء، فراجع البحار (6).

وفي الكاظمي (عليه السلام): إن عرق الجذام يذيبه السلجم (الشلغم) (7).

المحاسن: عن الصادق (عليه السلام) قال: إن الله رفع عن اليهود الجذام بأكلهم السلق، وقلعهم العروق.

بيان: المراد بقلع العروق إخراجها من اللحوم، كما تفعله اليهود، وورد في أخبارنا النهي عن أكل العروق (8).

باب معالجة أوجاع المفاصل، وعرق النساء (9).

باب الدعاء لعرق النساء (10). وفي " فصد ": ذكر العروق التي تفصد.

ص: 195


1- (1) ط كمباني ج 14 / 480 مكررا، وجديد ج 61 / 316.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 489، وجديد ج 86 / 254.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 17، وجديد ج 93 / 215. ونحوه في ط كمباني ج 6 / 157، و ج 18 كتاب الصلاة ص 492 و 524، وجديد ج 16 / 257، و ج 86 / 266، و ج 87 / 10.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 170، و ج 14 / 480، وجديد ج 47 / 218، و ج 61 / 317.
5- (5) جديد ج 62 / 8، وط كمباني ج 14 / 486.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 529، وجديد ج 62 / 184 و 185.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 534، وجديد ج 62 / 211.
8- (8) ط كمباني ج 14 / 534 و 858، وجديد ج 66 / 216.
9- (9) جديد ج 62 / 190، وط كمباني ج 14 / 530.
10- (10) جديد ج 95 / 73، وط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 202.

ذم أهل العراق:

نهج البلاغة: من كلام له (عليه السلام) في ذم أهل العراق: أما بعد يا أهل العراق، فإنما أنتم كالمرأة الحامل - الخ (1). وتقدم في " صحب ".

قال السيد في مهج الدعوات: ومن صفات الداعي أن لا يدعو على أهل العراق، فإني رويت في الجزء الأول من كتاب التجميل من ترجمة محمد بن حاتم، أن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم أن لا يدعو على أهل العراق، وذكر في الحديث سبب ذلك (2).

النبوي (صلى الله عليه وآله) قال للحسين (عليه السلام): إنك ستساق إلى العراق، وهي أرض قد التقى بها النبيون وأوصياء النبيين، وهي أرض تدعى عمورا، وإنك تستشهد بها - الخ (3).

وكان بين العراق والمدينة عشرة أيام في زمان المتوكل، كما في البحار (4).

مجالس المفيد: عن مولانا الصادق (عليه السلام) في حديث قال: فويل لكم يا أهل العراق إذ جاءتكم الرايات من خراسان، وويل لأهل الري من الترك، وويل لأهل العراق من أهل الري، وويل لهم، ثم ويل لهم من الثط. قال سدير: فقلت: يا مولاي من الثط؟ قال: قوم آذانهم كآذان الفأر صغرا، لباسهم الحديد، كلامهم ككلام الشياطين، صغار الحدق، مرد، جرد، استعيذوا بالله من شرهم، أولئك يفتح الله على أيديهم الدين، ويكونون سببا لأمرنا (5).

والثط: الكوسج، والقليل الشعر في اللحية والحاجبين.

عرقب:

الكافي، المحاسن: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: لما كان يوم مؤتة كان جعفر بن أبي طالب على فرس له، فلما التقوا نزل عن فرسه، فعرقبها

ص: 196


1- (1) ط كمباني ج 8 / 690، وجديد ج 34 / 103.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 52، وجديد ج 93 / 352.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 211، وجديد ج 45 / 80.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 132 و 133، وجديد ج 50 / 142.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 139، وجديد ج 47 / 122.

بالسيف، فكان أول من عرقب في الإسلام (1).

النهي النبوي الصادقي (عليه السلام) المروي في الكافي: فليذبحها ولا يعرقبها (2).

وفي وصايا الرسول (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر قال أبو ذر: قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال:

من عقر جواده وأهريق دمه في سبيل الله - الخبر (3).

والعرقوب بالضم، عصب غليظ فوق عقب الإنسان، ومن الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في يدها، كذا في القاموس، ونحوه في المجمع والمنجد.

وفي " دعا ": الدعاء لوجع العراقيب.

عرك:

في الحديث: المؤمن لين العريكة. العريكة: الطبيعة، يقال فلان لين العريكة، إذا كان سلسا مطواعا منقادا، قليل الخلاف والنفور، كذا في المجمع.

وفي المنجد: معترك المنايا ما بين الستين والسبعين من عمر الإنسان. ويأتي في " عمر ": النص في ذلك.

معاني الأخبار: العلوي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما بين الستين إلى السبعين معترك المنايا (4).

عرم:

قال تعالى: * (فأرسلنا عليهم سيل العرم) * والعرم جمع عرمة مثل كلم وكلمة. وعن الجوهري والعرم والعارم والأعرم، الذي فيه سواد وبياض.

إنتهى.

قال الطبرسي في هذه الآية: وذلك أن الماء كان يأتي أرض سبأ من أودية اليمن، وكان هناك جبلان يجتمع ماء المطر والسيول، فسدوا ما بين الجبلين، فإذا احتاجوا إلى الماء، نقبوا السد بقدر الحاجة، فلما كذبوا رسله بعث الله جرذا نقب

ص: 197


1- (1) ط كمباني ج 14 / 706، و ج 6 / 585، و ج 21 / 98، وجديد ج 64 / 223، و ج 21 / 54، و ج 100 / 25.
2- (2) جديد ج 64 / 223، و ج 100 / 25.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 21، وجديد ج 77 / 71.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 125، وجديد ج 6 / 119.

ذلك الردم، وفاض الماء فأغرقهم.

وقال البيضاوي: سيل العرم أي سيل الأمر، العرم أي الصعب، أو المطر الشديد، أو غير ذلك، كما في البحار (1).

وتقدم في " سبأ " ما يتعلق بذلك.

عرا:

باب أنهم حبل الله المتين، والعروة الوثقى. وأنهم آخذون بحجزة الله (2).

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن آبائه صلوات الله عليهم في قوله عز وجل * (فقد استمسك بالعروة الوثقى) *، قال: مودتنا أهل البيت (3).

وبهذا الإسناد، عن زيد بن علي (عليه السلام) قال: العروة الوثقى المودة لآل محمد (4).

مناقب ابن شهرآشوب: موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) وأبو الجارود، عن الباقر (عليه السلام) وزيد بن علي في هذه الآية قال: مودتنا أهل البيت (5).

باب أن عليا (عليه السلام) حبل الله، والعروة الوثقى (6).

معاني الأخبار، التوحيد: العلوي (عليه السلام): أنا عروة الله الوثقى، وكلمة التقوى، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده - الخ (7).

تفسير فرات بن إبراهيم: عن الصادق (عليه السلام) في حديث: نحن عروة الله الوثقى، من استمسك بنا نجى ومن تخلف عنا هوى - الخ (8). ونحو ذلك في البحار (9). وغير ذلك كثير متفرق على الأبواب.

ص: 198


1- (1) ط كمباني ج 5 / 368، وجديد ج 14 / 146.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 108، وجديد ج 24 / 84، وص 85.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 108، وجديد ج 24 / 84، وص 85.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 108، وجديد ج 24 / 84، وص 85.
5- (5) جديد ج 24 / 84.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 86، وجديد ج 36 / 15.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 131، وجديد ج 24 / 199.
8- (8) ط كمباني ج 7 / 179، وجديد ج 25 / 2.
9- (9) ط كمباني ج 7 / 333، و ج 9 / 250، وجديد ج 26 / 244، و ج 37 / 308.

وعن مولانا الصادق (عليه السلام) في حديث: شيعتنا عرى الإسلام (1).

عرى:

في رواية الأربعمائة: إذا تعرى الرجل نظر إليه الشيطان فطمع فيه، فاستتروا، وليس للرجل أن يكشف ثيابه عن فخذه، ويجلس بين قوم - الخ (2).

باب النهي عن التعري بالليل والنهار (3).

عزب:

باب كراهة العزوبة والحث على التزويج (4).

قرب الإسناد: عن القداح عن الصادق (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى أبي، فقال له:

هل لك زوجة، قال: لا. قال: لا أحب أن لي الدنيا وما فيها، وإني أبيت ليلة ليس لي زوجة. قال: ثم قال: إن ركعتين يصليهما رجل متزوج، أفضل من رجل يقوم ليله ويصوم نهاره أعزب، ثم أعطاه سبعة دنانير. قال: تزوج بهذه (5).

الخصال: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أربعة ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة:

من أقال نادما، أو أغاث لهفان، أو أعتق نسمة، أو زوج عزبا (6).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زوج عزبا، كان ممن ينظر الله إليه يوم القيامة (7).

عن ابن فهد في كتاب التحصين، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليأتين على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من يفر من شاهق إلى شاهق ومن حجر إلى حجر كالثعلب بأشباله. قالوا: ومتى ذلك الزمان؟ قال: إذا لم ينل المعيشة إلا بمعاصي الله، فعند ذلك حلت العزوبة. قالوا: يا رسول الله أمرتنا

ص: 199


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 111، وجديد ج 68 / 35.
2- (2) جديد ج 10 / 108، وط كمباني ج 4 / 116.
3- (3) جديد ج 79 / 318، وط كمباني ج 16 / 156.
4- (4) ط كمباني ج 23 / 50، وجديد ج 103 / 216.
5- (5) ط كمباني ج 23 / 50.
6- (6) ط كمباني ج 23 / 51، و ج 3 / 277.
7- (7) ط كمباني ج 3 / 277، وجديد ج 7 / 298.

بالتزويج؟ قال: بلى، ولكن إذا كان ذلك الزمان فهلاك الرجل على يدي أبويه، فإن لم يكن له أبوان، فعلى يدي زوجته وولده، فإن لم يكن له زوجة ولا ولد فعلى يدي قرابته وجيرانه. قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: يعيرونه لضيق المعيشة، ويكلفونه ما لا يطيق حتى يوردونه موارد الهلكة.

علل الشرائع: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: عذاب القبر يكون من النميمة والبول، وعزب الرجل عن أهله (1).

وتقدم في " بول ": ذكر مواضع الرواية، والمراد بالعزب الهجرة والبعد والغيبة عنها، وإهمالها.

عزر:

باب قصة أرميا ودانيال وعزير (2).

البقرة قال تعالى: * (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها) * - الآية. اختلفت الروايات في الذي مر، فقيل: هو عزير، وهو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام). وقيل: أرميا: وهو المروي عن أبي جعفر صلوات الله عليه (3).

كان عزير من أولاد هارون، اصطفاه آصف بن برخيا (4).

إكمال الدين: عن مولانا الصادق صلوات الله عليه قال: أفضى الأمر بعد دانيال إلى عزير وكانوا يجتمعون إليه، ويأنسون به ويأخذون عنه معالم دينهم، فغيب الله عنهم شخصه مائة عام، ثم بعثه وغابت الحجج بعده، واشتدت البلوى على بني إسرائيل حتى ولد يحيى بن زكريا - الخبر (5).

ومن مسائل النصراني عن مولانا الباقر صلوات الله عليه حين رجع عن الشام: أخبرني عن مولودين ولدا في يوم واحد، وماتا في يوم واحد، عمر أحدهما خمسون ومائة سنة، والآخر خمسون سنة في دار الدنيا. فقال له: ذلك

ص: 200


1- (1) جديد ج 75 / 265، و ج 103 / 286، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 190، و ج 23 / 67.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 415، وجديد ج 14 / 351، وص 360.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 415، وجديد ج 14 / 351، وص 360.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 330، وجديد ج 13 / 448.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 376، وجديد ج 14 / 179.

عزير وعزرة، ولدا في يوم واحد فلما بلغا مبلغ الرجال خمسة وعشرين عاما، مر عزير على حماره راكبا على قرية بأنطاكية، وهي خاوية على عروشها، فقال: أنى يحيي هذه الله بعد موتها، وقد كان قد اصطفاه وهداه، فلما قال ذلك غضب الله عليه، فأماته الله مائة عام، ثم بعثه على حماره بعينه وطعامه وشرابه - الخبر. وهو خبر طويل اختصرناه، فراجع للتفصيل البحار (1).

كلمات عزير في المناجاة، وتشريحه خلقة الأرضين والسماوات. وفيه لطائف الخلقة، فراجع البحار (2).

قصص الأنبياء: عن ابن عباس قال عزير: يا رب نظرت في جميع أمورك وأحكامها فعرفت عدلك بعقلي - الخبر، فراجع لتمامها (3). وتقدم في " بخت ". وفي " حمر ": ذكر حماره، وفي " حيى ": إحيائه.

دعوات الراوندي: قال أوحى الله تعالى إلى عزير يا عزير إذا وقعت في معصية فلا تنظر إلى صغرها، ولكن انظر من عصيت، وإذا أوتيت رزقا مني فلا تنظر إلى قلته، ولكن انظر من أهداه، وإذا نزلت بك بلية فلا تشكو إلى خلقي، كما لا أشكوك إلى ملائكتي عند صعود مساويك وفضائحك (4).

باب التعزير وحده. ملحقات البحار (5).

عزز:

قال تعالى في سورة المنافقين: * (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) *، ومن أسمائه تعالى يا عزيز، ومن كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) والعزيز بغير الله ذليل (6).

ص: 201


1- (1) ط كمباني ج 11 / 89، و ج 4 / 126 و 112، و ج 15 كتاب الكفر ص 25، وجديد ج 10 / 150 و 152، و ج 46 / 310، و ج 72 / 181.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 50، وجديد ج 57 / 208.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 79، وجديد ج 5 / 286.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 422، و ج 17 / 247، وجديد ج 14 / 379، و ج 78 / 452.
5- (5) ط كمباني ج 16 / 128، وجديد ج 79 / 102.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 118، وجديد ج 78 / 10.

ومما أجاب به مولانا الحسين صلوات الله عليه لرجل سأل: فما عز المرء؟ قال: استغناؤه عن الناس - الخ (1). ويقرب منه في البحار (2). ويأتي في " عفى " ما يتعلق بذلك.

وأما عزيز مصر، فاسمه ريان، كما تقدم في " روى ".

ونزيدك عليه الإشارة إلى بعض أحواله، فراجع البحار (3).

أبو الأعز النخاس: من أصحاب الصادق (عليه السلام). روى محمد بن سنان، عنه، قال: سمعت الصادق (عليه السلام) يقول: قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجة متقبلة بمناسكها، وعتق ألف رقبة - الخبر. وروى صفوان بن يحيى، ومحمد بن أبي عمير، عنه، كما عن مشيخة الفقيه. وروايتهما عنه تجعله بحكم الصحيح للإجماع على تصحيح ما يصح عنهما.

أبو الأعز التميمي: لم يذكروه. وهو من أصحاب مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، شهد صفين (4).

عزف:

العزف: اللعب بالمعازف، وهي الدفوف، كما عن النهاية. وفي المجمع: وفي الحديث إن الله قد بعثني لأمحق المعازف، والمزامير: المعازف هي آلات اللهو يضرب بها - الخ، ويأتي في " لها " ما يتعلق بذلك.

باب المعازف والملاهي (5).

عزقر:

ابن أبي العزاقر: هو محمد بن علي الشلمغاني المذكور في " شلمغ " كان مستقيما وصنف كتبا، ثم انحرف وادعى السفارة كذبا وافتراء.

ص: 202


1- (1) جديد ج 36 / 384، وط كمباني ج 9 / 163.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 173، وجديد ج 78 / 206.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 140، وجديد ج 71 / 71.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 515، وجديد ج 32 / 529، وتفسير العياشي ج 2 / 79 - 82.
5- (5) جديد ج 79 / 248، وط كمباني ج 16 / 148.

الغيبة للشيخ: سئل الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح، نائب الحجة المنتظر صلوات الله عليه عن كتب ابن أبي العزاقر، فقال ما ملخصه: أقول فيها ما قاله العسكري (عليه السلام) في كتب بني فضال: خذوا بما رووا، وذروا ما رأوا (1).

عزل:

باب العزل وحكم الأنساب وأن الولد للفراش (2).

مناقب ابن شهرآشوب: جاء رجل إلى علي صلوات الله عليه فقال:

يا أمير المؤمنين (عليه السلام) إني كنت أعزل عن امرأتي وأنها جاءت بولد. فقال:

وأناشدك الله، هل وطئتها، ثم عاودتها قبل أن تبول؟ قال: نعم. قال: فالولد لك (3).

وروي في الوسائل أبواب مقدمات النكاح (4)، وكذا في المستدرك روايات صريحة في جواز العزل لكن مع كراهة في الحرة إلا بإذنها أو بالإشتراط عليها، ويدل على ذلك ما في البحار (5).

وروى العامة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه سئل عن العزل، فأجاز وقال: ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون. رواه في كتاب التاج (6). قال: رواه الخمسة.

باب العزلة من شرار الخلق، والانس بالله (7).

الكهف: * (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا) *.

مريم: * (واعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي) * - الآيات.

أمالي الصدوق: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: إن قدرتم أن لا تعرفوا فافعلوا،

ص: 203


1- (1) ط كمباني ج 1 / 148، وجديد ج 2 / 252.
2- (2) ط كمباني ج 23 / 106، وجديد ج 104 / 61.
3- (3) جديد ج 104 / 61 و 64.
4- (4) الوسائل باب 75 و 76.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 385، وجديد ج 60 / 382 و 383.
6- (6) كتاب التاج، ج 2 / 309.
7- (7) جديد ج 70 / 108، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 51.

وما عليك إن لم يثن عليك الناس، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت عند الله محمودا (1).

الخصال: عن علي بن مهزيار رفعه قال: يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء، تسعة منها في اعتزال الناس، وواحدة في الصمت (2). ثواب الأعمال: عنه مثله.

وعن الرضا (عليه السلام) مثله، كما في البحار (3).

الخصال، ثواب الأعمال: عنه مثله (4).

ومن كلام أمير المؤمنين (عليه السلام): العزلة عبادة (5).

فوائد العزلة في شرح نهج البلاغة للخوئي (6).

قال الصادق صلوات الله عليه: إن قدرت أن لا تخرج من بيتك فافعل، فإن عليك في خروجك أن لا تغتاب ولا تكذب ولا تحسد ولا ترائي ولا تتصنع ولا تداهن، صومعة المسلم بيته يحبس فيه نفسه وبصره ولسانه وفرجه (7).

أقول: في الحديث: فر من الناس، فرارك من الأسد.

وعن معروف الكرخي قال لمولانا الصادق (عليه السلام): أوصني يا بن رسول الله.

فقال: أقلل معارفك. قال: زدني. قال: أنكر من عرفت منهم. كذا في مجمع البحرين.

ومن كلام بعض الأعلام: إن العزلة بدون عين: العلم زلة، وبدون زاء: الزهد علة، وبدون لام: اللوم (واللؤم) عز.

ص: 204


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 51، وجديد ج 70 / 109.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 51، وجديد ج 70 / 109.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 207، وجديد ج 78 / 339.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 185. ونحوه كتاب العشرة ص 54، و ج 17 / 67، وجديد ج 71 / 279، و ج 74 / 198، و ج 77 / 237.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 118، وجديد ج 78 / 10.
6- (6) شرح نهج البلاغة للخوئي ج 7 / 191.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 190، وجديد ج 78 / 270.

تحف العقول: في وصية مولانا الكاظم صلوات الله عليه لهشام بن الحكم:

يا هشام الصبر على الوحدة علامة قوة العقل، فمن عقل عن الله تعالى اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها، ورغب فيما عند ربه، وكان أنسه في الوحشة وصاحبه في الوحدة (1).

إرشاد القلوب: روي أن داود خرج مصحرا منفردا، فأوحى الله: يا داود مالي أراك وحدانيا؟ فقال: إلهي اشتد الشوق مني إلى لقائك، وحال بيني وبينك خلقك.

فأوحى الله إليه: إرجع إليهم، فإنك إن تأتني بعبد آبق أثبتك في اللوح حميدا (2).

دعوات الراوندي: قال الباقر (عليه السلام): وجد رجل صحيفة. فأتى بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنادى: الصلاة جامعة، فما تخلف أحد ذكر ولا أنثى، فرقى المنبر فقرأها فإذا كتاب من يوشع بن نون وصي موسى، وإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم إن ربكم بكم لرؤوف رحيم، ألا إن خير عباد الله التقي النقي الخفي، وإن شر عباد الله المشار إليه بالأصابع (3).

العلوي (عليه السلام): طلبت الراحة، فما وجدت إلا بترك مخالطة الناس (4).

مصباح الشريعة: والسلامة قد عزت في الخلق في كل عصر، خاصة في هذا الزمان، وسبيل وجودها في احتمال جفاء الخلق وأذيتهم، والصبر عند الرزايا، وحقيقة الموت والفرار من أشياء تلزمك رعايتها، والقناعة بالأقل من الميسور، فإن لم يكن فالعزلة، فإن لم تقدر فالصمت، وليس كالعزلة، فإن لم تستطع فالكلام بما ينفعك ولا يضرك، وليس كالصمت، فإن لم تجد السبيل إليه فالإنقلاب والسفر من بلد إلى بلد (5).

ص: 205


1- (1) ط كمباني ج 1 / 46، وجديد ج 1 / 137.
2- (2) جديد ج 14 / 40، وط كمباني ج 5 / 342.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 51، وجديد ج 70 / 111.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 20، وجديد ج 69 / 399.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 226، وجديد ج 75 / 400.

إعلام الدين: في الأربعين حديثا عن النبي (صلى الله عليه وآله) - إلى أن قال: - والعزلة عبادة (1).

عن محمد بن جرير الطبري: إن الله تعالى أكرم نوحا بطاعته والعزلة لعبادته (2).

في اعتزال رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن نسائه (3).

وعن الإقبال للسيد ابن طاووس عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان أبي علي بن الحسين (عليه السلام) قد اتخذ منزله من بعد مقتل أبيه الحسين (عليه السلام) بيتا من شعر وأقام بالبادية، فلبث بها عدة سنين كراهية لمخالطة الناس وملابستهم - الخ.

نهج البلاغة: قال في الذين اعتزلوا القتال معه: خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل.

بيان: قال ابن أبي الحديد: هم عبد الله بن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وأسامة بن زيد، ومحمد بن مسلمة، وأنس بن مالك وغيرهم (4).

ما جرى بين الصادق (عليه السلام) وعمرو بن عبيد، وجمع من رؤسائهم (5).

كلام القمي في المعتزلة، والرد عليهم في البحار (6).

وقال الفضل بن شاذان النيشابوري في كتاب الإيضاح (7): ومنهم المعتزلة الذين يقولون في التوحيد وعذاب القبر والميزان والصراط مثل قول الجهمية ويقولون: إن الله لم يقض ولم يقدر علينا خيرا ولا شرا ولا قضاء ولا قدرا.

ص: 206


1- (1) جديد ج 77 / 183، وط كمباني ج 17 / 53.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 94، وجديد ج 11 / 341.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 719، وجديد ج 22 / 198.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 728، وجديد ج 34 / 286.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 168، وجديد ج 47 / 213.
6- (6) جديد ج 5 / 116، وط كمباني ج 3 / 34.
7- (7) كتاب الإيضاح ص 5.

ويقولون: إن الجنة والنار لم تخلقا بعد. ويقولون: إن شئنا زاد الله في الخلق، وإن شئنا لم يزد، لأن سبب النشأ والولد إلينا، إن شئنا فعلنا، وإن لم نشأ لم نفعل.

ويقولون: إن الله لم يخلق الشر (وإنه يكون ما لا يشاء الله وإن الله لا يشاء الشر) ولا يشاء إلا ما يحب فلزمهم أن يقولوا: إن الله خلق الكلاب والخنازير، وإن الله يحبهما أو يقولوا: إن الله لم يشأهما ولم يخلقهما، فيكونون بذلك قد صدقوا المجوس - الخ.

عقائدهم في الحبط والتكفير (1).

عقائدهم في صاحب الكبيرة (2).

والأصل فيهم واصل بن عطاء كان يجلس إلى الحسن البصري، فلما ظهر الاختلاف خرج عن الفريقين فطرده الحسن، فاعتزل عنه وتبعه عمرو بن عبيد وجمع فسموا المعتزلة.

عزم:

أولو العزم من الرسل: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليه وعليهم، لأن كل واحد منهم جاء بكتاب وشريعة، فكل من جاء بعده أخذ بكتابه وشريعته ومنهاجه، حتى جاء الآخر الذي بعده فترك شريعة سابقه إلى أن جاء محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالقرآن وشريعته ومنهاجه، فحلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة (3).

ذكر أولي العزم من الرسل (4).

باب فيه أن أولي العزم صاروا أولي العزم بحبهم صلوات الله عليهم (5).

ص: 207


1- (1) ط كمباني ج 3 / 91، وجديد ج 5 / 333.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 94، وجديد ج 6 / 7.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 192، و ج 5 / 16، و ج 6 / 177 و 226، وجديد ج 68 / 326، و ج 11 / 56، و ج 16 / 353، و ج 17 / 132.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 10 و 30، وجديد ج 11 / 33 و 41 و 43.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 338، وجديد ج 26 / 267.

وفي دعاء مولانا الحسين صلوات الله وسلامه عليه يوم عرفة: إلهي كيف أعزم وأنت القاهر، وكيف لا أعزم وأنت الآمر - الخ.

في مكارم الأخلاق: يستحب للداعي عزيمة المسألة لقول النبي (صلى الله عليه وآله): لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، وليعزم المسألة فإنه لا يكره له.

تفسير قوله تعالى: * (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) * يعني لم يوفقه الله لأنه لم يقل حين نهي عن الشجرة: لا نقربها إن شاء الله، فأكل منها (1). ويأتي في " عهد " ما يتعلق بذلك.

عزى:

وفي مناجاة موسى، المروية عن الصادق (عليه السلام): قال يا رب ما لمن عزى الثكلى؟ قال تعالى أظله في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي - الخبر (2).

باب التعزية والمآتم، وآدابهما وأحكامهما (3).

وقال الشيخ أبو الصلاح: من السنة تعزية أهله ثلاثة أيام، وحمل الطعام إليهم.

ولا خلاف في استحباب بعث الطعام ثلاثة أيام إلى صاحب المصيبة (4).

أمالي الصدوق، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن مولانا الجواد، عن أبيه، عن جده صلوات الله عليهم قال: رأى الصادق (عليه السلام) رجلا قد اشتد جزعه على ولده، فقال: يا هذا جزعت للمصيبة الصغرى، وغفلت عن المصيبة الكبرى، لو كنت لما صار إليه ولدك مستعدا لما اشتد عليه جزعك، فمصابك بتركك الاستعداد له أعظم من مصابك بولدك (5).

الكافي: أوصى أبو جعفر (عليه السلام) بثمانمائة درهم لمأتمه، وكان يرى ذلك من

ص: 208


1- (1) جديد ج 16 / 289، وط كمباني ج 6 / 163.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 308، وجديد ج 13 / 354.
3- (3) جديد ج 82 / 71، وط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 204.
4- (4) جديد ج 82 / 72 و 71 و 80 و 82 و 83 و 88، و ج 46 / 215، وط كمباني ج 11 / 61، و ج 18 كتاب الطهارة ص 210.
5- (5) جديد ج 82 / 74.

السنة (1).

ثواب الأعمال، قرب الإسناد: النبوي الصادقي (عليه السلام): من عزى مصابا كان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجر المصاب شئ (2).

ثواب الأعمال: عن الصادق (عليه السلام) أنه عزى رجلا بابن له، فقال له: الله خير لابنك منك، وثواب الله خير لك منه (3). وفيه بيانه الطويل.

ما يدل على جواز النياح مع كراهة وشق الثوب (4).

كلمات الفقهاء في ذلك (5).

إعلام الدين، وغيره: أن مولانا الرضا (عليه السلام) عزى للحسن بن سهل بموت ولده وقال: التهنئة بآجل الثواب أولى من التعزية على عاجل المصيبة (6).

فلاح السائل: روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال في التعزية ما معناه: إن كان هذا الميت قد قربك موته من ربك، أو باعدك عن ذنبك، فهذه ليست بمصيبة، ولكنها لك رحمة وعليك نعمة، وإن كان ما وعظك ولا باعدك عن ذنبك ولا قربك من ربك فمصيبتك بقساوة قلبك أعظم من مصيبتك بميتك إن كنت عارفا بربك (7).

نهج البلاغة: عزى صلوات الله عليه قوما عن ميت مات لهم، فقال: إن هذا الأمر ليس بكم بدأ ولا إليكم إنتهى، وقد كان صاحبكم هذا يسافر فعدوه في بعض سفراته، فإن قدم عليكم وإلا قدمتم عليه.

تعزية قوم من أصحاب الحسن المجتبى (عليه السلام) إياه بابنة له (8).

تعزية أمير المؤمنين (عليه السلام) الأشعث (9).

ص: 209


1- (1) ط كمباني ج 11 / 61، وجديد ج 46 / 215.
2- (2) جديد ج 82 / 79، وص 80.
3- (3) جديد ج 82 / 79، وص 80.
4- (4) جديد ج 82 / 84 و 85 و 88 و 102.
5- (5) جديد ج 82 / 105 - 108.
6- (6) جديد ج 82 / 88، و ج 78 / 353 و 357، وط كمباني ج 17 / 211 و 212.
7- (7) جديد ج 82 / 88.
8- (8) ط كمباني ج 10 / 93، وجديد ج 43 / 336.
9- (9) جديد ج 42 / 159، و ج 78 / 47 و 48، و ج 34 / 306، وط كمباني ج 8 / 732، و ج 9 / 638، و ج 17 / 129. وغيره ص 129.

كتاب الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى معاذ للتعزية بابنه (1). وفيه (2) كتابه الآخر إلى بعض أصحابه يعزيه.

في الكافي باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل، رواية خديجة بنت عمر بن علي بن الحسين (عليه السلام) عن عمها الباقر (عليه السلام) إنما تحتاج المرأة في المأتم إلى النوح لتسيل دمعتها، ولا ينبغي لها أن تقول هجرا فإذا جاء الليل فلا تؤذي الملائكة بالنوح - الخبر. قالته حين جاء عبد الله بن إبراهيم الجعفري يعزيها بابن بنتها وأمر موسى الجون راثية ترثي، فبقوا إلى قرب الليل - الخ. ذكرناها في رجالنا، كما في البحار (3).

دخول أبي بصير على أم حميدة ليعزيها بالصادق (عليه السلام) (4).

مجئ الصادق (عليه السلام) لتعزية بعض قرابته (5).

وكتابه في التعزية والتسلية إلى بني الحسن يأمرهم بالصبر (6). وتقدم في " صبر " ما يتعلق بذلك.

تعزية الناس مولانا الباقر (عليه السلام) (7).

التوقيع الشريف إلى محمد بن عثمان في التعزية بأبيه (8).

تعزية جبرئيل شيث بوفاة أبيه، وأنه بكى شيث، ونادى: يا وحشتاه، فقال له جبرئيل: لا وحشة عليك مع الله تعالى (9).

ص: 210


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 213، و ج 17 / 46 و 49، وجديد ج 82 / 95، و ج 77 / 162.
2- (2) جديد ج 77 / 173.
3- (3) جديد ج 47 / 278، وط كمباني ج 11 / 188.
4- (4) جديد ج 47 / 2، وط كمباني ج 11 / 105.
5- (5) جديد ج 47 / 46، وط كمباني ج 11 / 117.
6- (6) جديد ج 47 / 298، وط كمباني ج 11 / 195.
7- (7) جديد ج 47 / 265، وط كمباني ج 11 / 184.
8- (8) جديد ج 51 / 349، وط كمباني ج 13 / 94.
9- (9) ط كمباني ج 5 / 72، وجديد ج 11 / 263.

تعزية جبرئيل إسماعيل بوفاة أبيه إبراهيم الخليل، عليهم صلوات الملك الجليل (1).

تعزية الناس أم اسكندروس، لما أراد ابنها مفارقتها (2).

تعزية الخضر أهل البيت بوفاة النبي (صلى الله عليه وآله) (3).

تعزية الخضر وجبرئيل أهل البيت في مصيبتهم بالنبي (صلى الله عليه وآله) (4).

كلمات الخضر في تعزية أهل بيت أمير المؤمنين (عليه السلام) (5).

يأتي في " عين ": تعزية أبي العيناء ابن الرضا.

وعن الصادق (عليه السلام) رواية تتضمن تعزية الله تعالى فاطمة الزهراء (عليها السلام) بمصيبتها بالحسين (عليه السلام) في يوم القيامة، أن لا ينظر في محاسبة العباد حتى تدخل فاطمة الجنة وذريتها وشيعتها، ومن أولاهم معروفا ممن ليس من شيعتهم (6).

فضل إقامة عزاء مولانا الحسين (عليه السلام)، والبكاء والإبكاء، والتباكي عليه:

تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ألا وصلى الله على الباكين على الحسين (عليه السلام) والمقيمين عزاءه. ألا وصلى الله على من بكى على الحسين (عليه السلام) رحمة وشفقة - الخ. وفيه: أن الملائكة يأخذون الدموع المصبوبة لقتل الحسين (عليه السلام) ويتلقونها إلى الخزان في الجنان، فيمزجونها بماء الحيوان فتزيد عذوبتها وطيبها ألف ضعفها (7).

ص: 211


1- (1) جديد ج 12 / 96، وط كمباني ج 5 / 139.
2- (2) جديد ج 12 / 185، وط كمباني ج 5 / 161.
3- (3) جديد ج 13 / 299، وط كمباني ج 5 / 295.
4- (4) جديد ج 39 / 132، و ج 22 / 505، و ج 59 / 194، و ج 82 / 96، وط كمباني ج 6 / 795 - 805، و ج 9 / 368، و ج 14 / 231، و ج 18 كتاب الطهارة ص 213.
5- (5) جديد ج 42 / 303، و ج 100 / 354، وط كمباني ج 9 / 677، و ج 22 / 75.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 118، وجديد ج 68 / 59.
7- (7) ط كمباني ط تبريز ج 10 / 175، وط كمباني ج 10 / 168. ولم يذكر في ط كمباني كلمة: والمقيمين عزاءه، وجديد ج 44 / 304.

ويأتي في " عشر ": حديث مناجاة موسى وفضل المرثية والعزاء على مصيبة الحسين (عليه السلام) والبكاء والتباكي عليه.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن مولانا الرضا صلوات الله عليه: من تذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون.

وعن الرضا (عليه السلام): قال: فعلى مثل الحسين (عليه السلام) فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام - الخ. وفي " بكى " ما يتعلق بذلك.

الكافي: عن مولانا الباقر (عليه السلام): أما إنه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا إلا مسحت الملائكة ظهره، وغفر له ذنوبه كله إلا أن يجئ بذنب يخرجه من الإيمان (1).

في حديث الأربعمائة مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) الشيعة وقال: يحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا أولئك منا وإلينا (2).

في جواهر الكلام، عن منتخب الطريحي: روي عن مولانا الصادق (عليه السلام) أنه كان إذا هل هلال عاشوراء اشتد حزنه، وعظم بكاؤه على مصاب جده الحسين (عليه السلام)، والناس يأتون إليه من كل جانب ومكان يعزونه بالحسين (عليه السلام)، ويبكون وينوحون معه على مصاب الحسين (عليه السلام) ثم يقول: إعلموا أن الحسين (عليه السلام) حي عند ربه يرزق من حيث يشاء، وهو دائما ينظر إلى معسكره ومصرعه، ومن حل فيه من الشهداء. وينظر إلى زواره والباكين عليه، والمقيمين العزاء عليه، وهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنازلهم في الجنة. وأنه ليرى من يبكي عليه، فيستغفر له، ويسأل جده وأباه وأمه وأخاه أن يستغفروا للباكين على مصابه والمقيمين العزاء عليه، ويقول: لو يعلم زائري والباكين علي ماله من الأجر عند الله تعالى لكان فرحه أكثر من جزعه. وأن زائري والباكي علي لينقلب إلى أهله مسرورا وما يقوم من مجلسه إلا وما عليه ذنب، وصار كيوم ولدته أمه.

ص: 212


1- (1) ط كمباني ج 3 / 306، وجديد ج 8 / 56.
2- (2) ط كمباني ج 4 / 118، وجديد ج 10 / 114.

بصائر الدرجات: عن الصادق (عليه السلام) في حديث قال في الحسين صلوات الله عليه فهو حي عند ربه، ينظر إلى معسكره، وينظر إلى العرش - إلى أن قال: - وإنه لينظر إلى زواره وهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم، وبدرجاتهم وبمنزلتهم عند الله من أحدكم بولده وما في رحله، وإنه ليرى من يبكيه فيستغفر له رحمة له، ويسأل آباءه الاستغفار له ويقول: لو تعلم أيها الباكي ما أعد لك لفرحت أكثر مما جزعت ويستغفر له رحمة له، كل من سمع بكاءه من الملائكة في السماء، وفي الحير (وفي الحائر - خ ل) وينقلب وما عليه ذنب (1).

ذكر جبرئيل لآدم مصيبة الحسين (عليه السلام)، وبكاؤهما (2).

ذكر جبرئيل المصائب لنوح (3).

بكاء إبراهيم وجزعه على الحسين (عليه السلام) (4).

ذكر الله تعالى مصائب الحسين (عليه السلام) لموسى بن عمران (5).

ذكر الخضر مصائب الحسين (عليه السلام) لموسى، وبكاؤهما (6).

بكاء زكريا ثلاثة أيام يرثيه ويبكي عليه، كما في البحار (7).

بكاء عيسى مع الحواريين، كما في البحار (8).

بكاء الرسول (صلى الله عليه وآله) حين أخبره جبرئيل بشهادة الحسين (عليه السلام) (9).

ص: 213


1- (1) ط كمباني ج 7 / 271. ويقرب منه فيه ص 423، و ج 10 / 164، وجديد ج 25 / 372. وفيه رمز " مل " يعني كامل الزيارة بدل بصائر الدرجات، وكذا فيه ج 27 / 300، و ج 44 / 281.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 156 و 155، وجديد ج 44 / 242 و 245.
3- (3) جديد ج 11 / 328، و ج 44 / 230، وط كمباني ج 5 / 91، و ج 10 / 152.
4- (4) جديد ج 12 / 125، و ج 44 / 226، وط كمباني ج 5 / 145 و 146، و ج 10 / 151.
5- (5) جديد ج 44 / 308، وط كمباني ج 10 / 169.
6- (6) جديد ج 13 / 279 و 301 و 306، وط كمباني ج 5 / 296 و 297.
7- (7) ط كمباني ج 10 / 151، وجديد ج 44 / 223.
8- (8) ط كمباني ج 10 / 158، وجديد ج 44 / 253.
9- (9) جديد ج 36 / 348، وط كمباني ج 9 / 156.

نزول الملائكة على النبي (صلى الله عليه وآله) لتعزيته بالحسين (عليه السلام) (1).

ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) مصيبة الحسن والحسين (عليهما السلام) على المنبر، وضجة الناس بالبكاء والعويل (2).

وذكره لأصحابه مصيبة الخمسة الطيبة، وبكاؤهم في البحار (3).

ذكره مصيبته لفاطمة الزهراء (عليها السلام) وبكاؤها (4).

بكاء أمير المؤمنين (عليه السلام) مع أصحابه، حين مروا بكربلاء في طريق صفين (5).

إقامة مجلس العزاء عند خروج الحسين (عليه السلام) من المدينة (6).

إقامة أم سلمة عزاء الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء (7).

إقامة العزاء في اليوم الثالث من عاشوراء حين دفن الشهداء. إقامة مجلس العزاء في الشام مذكورة في البحار (8). وتقدم في " سود " ما يتعلق بذلك.

وفي مجلس يزيد يوم خطبة مولانا السجاد (عليه السلام) تعزية أهل البيت في الشام سبعة أيام (9).

إقامة العزاء عند ورود أهل البيت كربلاء بعد مراجعتهم من الشام (10). وعند ورود المدينة (11).

بكاء مولانا السجاد على أبيه صلوات الله عليهما (12).

ص: 214


1- (1) جديد ج 44 / 234 - 248، و ج 45 / 309، وط كمباني ج 10 / 154 و 157 و 271.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 157، وجديد ج 44 / 248.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 9، وجديد ج 28 / 37.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 166 و 160، وجديد ج 44 / 292 و 264.
5- (5) ط كمباني ج 10 / 158، و ج 22 / 142، وجديد ج 44 / 252، و ج 101 / 116.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 213، وجديد ج 45 / 88.
7- (7) ط كمباني ج 10 / 251 مكررا، وجديد ج 45 / 230.
8- (8) جديد ج 45 / 196، وط كمباني ج 10 / 242.
9- (9) جديد ج 45 / 196، وط كمباني ج 10 / 242.
10- (10) ط كمباني ج 10 / 229، وجديد ج 45 / 146، وص 147.
11- (11) ط كمباني ج 10 / 229، وجديد ج 45 / 146، وص 147.
12- (12) ط كمباني ج 10 / 229، و ج 11 / 20 و 31، و ج 17 / 161، وجديد ج 46 / 63 و 108، و ج 78 / 161.

بكاء مولانا الباقر على الحسين (عليهما السلام) (1).

أشعار الكميت عند الباقر (عليه السلام)، وإبكاؤه إياه وأهل بيته (2).

بكاء مولانا الصادق (عليه السلام) وأصحابه على الحسين (عليه السلام) (3).

ورود الشعراء على الصادق (عليه السلام)، منهم: أبو عمارة المنشد، وإنشاده أشعاره في الحسين (عليه السلام) فبكى وأبكى من في الدار. وكذا إنشاد جعفر بن عفان عنده، وكان عنده جماعة فبكوا. وكذا عبد الله بن غالب أنشد مرثيته فبكى وأبكى هو ومن وراء الستر. وكذا أبو هارون المكفوف، أنشد له فبكى وبكى النساء (4).

قصة دعبل الشاعر وغيره مع الأئمة (عليهم السلام) في الإبكاء، وإنشاد أشعار المرثية في مستدرك الوسائل (5).

وذكرنا كل ذلك مع غيره مفصلا في كتابنا المطبوع مكررا " تاريخچه مجالس روضه خوانى ".

كتاب موسى بن جعفر (عليه السلام) إلى الخيزران أم موسى الهادي، يعزيها بموسى ابنها، ويهنيها بهارون ابنها.

قرب الإسناد: بسم الله الرحمن الرحيم للخيزران أم أمير المؤمنين من موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين أما بعد أصلحك الله، وأمتع بك، وأكرمك، وحفظك، وأتم النعمة والعافية في الدنيا والآخرة لك برحمته.

ثم إن الأمور أطال الله بقاءك كلها بيد الله عز وجل يمضيها، ويقدرها بقدرته فيها، والسلطان عليها توكل بحفظ ماضيها، وتمام باقيها، فلا مقدم لما أخر منها، ولا مؤخر لما قدم، استأثر بالبقاء، وخلق خلقه للفناء، أسكنهم دنيا سريعا زوالها، قليلا بقاؤها، وجعل لهم مرجعا إلى دار لا زوال لها ولا فناء، وكتب الموت على

ص: 215


1- (1) ط كمباني ج 9 / 164، وجديد ج 36 / 391، وص 390.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 164، وجديد ج 36 / 391، وص 390.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 163، وجديد ج 44 / 279.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 164 و 165 مكررا، وجديد ج 44 / 282 - 287.
5- (5) مستدرك الوسائل ج 2 / 231 و 232.

جميع خلقه، وجعلهم أسوة فيه عدلا منه عليهم عزيزا، وقدرة منه عليهم، لا مدفع لأحد منهم، ولا محيص له عنه، حتى يجمع الله تبارك وتعالى بذلك إلى دار البقاء خلقه ويرث به أرضه ومن عليها وإليه يرجعون.

بلغنا أطال الله بقاك ما كان من قضاء الله الغالب في وفاة أمير المؤمنين موسى صلوات الله عليه ورحمته ومغفرته ورضوانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون، إعظاما لمصيبته، وإجلالا لرزئه، وفقده، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون، صبرا لأمر الله عز وجل، وتسليما لقضائه، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون، لشدة مصيبتك علينا خاصة، وبلوغها من حر قلوبنا، ونشوز أنفسنا، نسأل الله أن يصلي على أمير المؤمنين وأن يرحمه ويلحقه بنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويصالح سلفه، وأن يجعل ما نقله إليه خيرا مما أخرجه منه، ونسأل الله أن يعظم أجرك، أمتع الله بك وأن يحسن عقباك، وأن يعوضك من المصيبة بأمير المؤمنين صلوات الله عليه أفضل ما وعد الصابرين من صلواته ورحمته وهداه.

قال العلامة المجلسي: انظر إلى شدة التقية في زمانه، حتى أحوجته إلى أن يكتب مثل هذا الكتاب لموت كافر، لا يؤمن بيوم الحساب، فهذا يفتح لك من التقية كل باب (1).

عسب:

يعسوب: أمير النحل وسيدها ومقدمها.

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): أنا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الفجار. بيان السيد في ذلك (2).

أقول: ونحوه النبوي المروي في المجمع: يا علي أنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكفار، ونحوه كثير منها في البحار (3).

ص: 216


1- (1) ط كمباني ج 11 / 272، وجديد ج 48 / 134.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 739، وجديد ج 34 / 347.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 311 - 315، وجديد ج 38 / 210.

وفي خبر الملاحم: فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه فيجتمعون إليه - الخ (1).

إحفاء مولانا الصادق (عليه السلام) شاربه، وإلصاقه بالعسيب، والعسيب منبت الشعر (2).

عسج:

تقدم في " شجر ": أن العوسجة أول شجرة غرست، ومنها عصا موسى.

خبر عوسجة التي مضمض رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومج ماءه إليها، فأصبحوا وقد غلظت العوسجة وأثمرت وأينعت بثمر، أعظم ما يكون في لون الورس، ورائحة العنبر، وطعم الشهد، والله ما أكل منها جائع إلا شبع، ولا ظمآن إلا روى، ولا سقيم إلا برئ، ولا أكل من ورقها حيوان إلا در لبنها، وكان الناس يستشفون من ورقها، وكان يقوم مقام الطعام والشراب، وبعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) قلت ثمرته ورائحته، وبعد شهادة أمير المؤمنين ما أثمرت شيئا، وبعد شهادة الحسين (عليه السلام) نبع من ساقها دم عبيط، والتفصيل مذكور في البحار (3).

وأطول وأبسط من ذلك قصة عوسجة التي كانت في جنب خيمة أم معبد، ولعل الأول مختصر ذلك، فراجع البحار (4).

عسر:

باب الصبر، واليسر بعد العسر (5).

قال تعالى: * (سيجعل الله بعد عسر يسرا) * وقال: * (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) *. وتقدم في " صبر " ما يتعلق بذلك.

ص: 217


1- (1) ط كمباني ج 13 / 28 مكررا، وجديد ج 51 / 113.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 117، وجديد ج 47 / 47.
3- (3) جديد ج 18 / 41، وط كمباني ج 6 / 307.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 252، وجديد ج 45 / 233.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 136، وجديد ج 71 / 56.

باب ما نزل فيهم من الحق والصبر، والرباط، والعسر واليسر (1).

قال تعالى: * (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) *.

المحاسن: في هذه الآية: اليسر الولاية، والعسر الخلاف، وموالاة أعداء الله (2).

تفسير قوله تعالى في وصف أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) في غزوة تبوك الذين اتبعوه في ساعة العسرة (3).

تجهيز جيش العسرة (4).

فضل إنظار المعسر حتى ييسر تقدم في " دين ". وفي " نظر ": ذكر منه وروايات في ذلك ستأتي.

وفي رسالة الصادق (عليه السلام) إلى أصحابه: وإياكم وإعسار واحد من إخوانكم المسلمين أن تعسروه بالشئ يكون لكم قبله، وهو معسر، فإن أبانا رسول الله كان يقول: ليس لمسلم أن يعسر مسلما، ومن أنظر معسرا أظله الله بظله يوم لا ظل إلا ظله - الخبر (5). تقدم في " رسل ": مواضع هذه الرسالة.

وفي رواية أغصان شجرة طوبى: قال (صلى الله عليه وآله): ومن خفف عن معسر عن دينه أو حط عنه فقد تعلق منه بغصن (6). وفيه من شدد على معسر وهو يعلم إعساره فزاد غيظا وبلاء، فقد تعلق بغصن من أغصان شجرة الزقوم (7).

عسس:

وفي حديث عمر، كما في النهاية أنه يعس بالمدينة، أي يطوف بالليل يحرس الناس، ويكشف أهل الريبة. إنتهى.

وروى ابن أبي الحديد وغيره أن عمر كان يعس ليلة فمر بدار سمع فيها

ص: 218


1- (1) ط كمباني ج 7 / 134، وجديد ج 24 / 214، وص 220.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 134، وجديد ج 24 / 214، وص 220.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 622، وجديد ج 21 / 203.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 631، وجديد ج 21 / 244.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 177، وجديد ج 78 / 218.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 339، وجديد ج 8 / 167.
7- (7) ط كمباني ج 3 / 339، وجديد ج 8 / 167.

صوتا، فارتاب وتسور فوجد رجلا عنده امرأة وزق خمر، فقال: يا عدو الله! أظننت أن الله يسترك وأنت على معصيته؟! فقال: لا تعجل يا أمير المؤمنين! إن كنت أخطأت في واحدة، فقد أخطأت في ثلاث: قال الله تعالى: * (ولا تجسسوا) * فتجسست، وقال: * (وأتوا البيوت من أبوابها) * وقد تسورت، وقال: * (إذا دخلتم بيوتا فسلموا) * وما سلمت، فلحقه الخجل (1).

خبر في عس مخيض بعسل أتى عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يشرب ولم يحرمه (2).

عسف:

باب فيه غزوة عسفان (3).

قال مولانا الصادق (عليه السلام) في الجبل الأسود الذي يقال له: الكمد، كان في منزل عسفان على يسار الطريق، أنه على واد من أودية جهنم، وفيه قتلة الحسين (عليه السلام) والرجلان (4).

أقول: في المجمع: عسفان كعثمان، موضع بين مكة والمدينة، يذكر ويؤنث، بينه وبين مكة مرحلتان، ونونه زائدة.

عسق:

تقدم في * (حمعسق) *: تفسير " عسق " عن الباقر (عليه السلام) قال:

" عسق " عداد سني القائم صلوات الله عليه، وقاف جبل محيط بالدنيا. وعلم علي كله في " عسق ".

وعنه (عليه السلام) قال: * (حم) * حتم، و " عين " عذاب، و " سين " سنون كسني يوسف، و " قاف " قذف وخسف ومسخ، يكون في آخر الزمان، وقيل غير ذلك،

ص: 219


1- (1) ط كمباني ج 8 / 294، وجديد ج 30 / 661.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 158، وجديد ج 16 / 265.
3- (3) جديد ج 20 / 174، وط كمباني ج 6 / 523.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 270، و ج 8 / 213، و ج 3 / 173، وجديد ج 6 / 288، و ج 25 / 372، و ج 30 / 189.

فراجع إليه وإلى البحار (1).

عسكر:

في أن عسكر كان اسم جمل المرأة الخاطئة، وكان سلمان إذا رآه يضربه، وأنه كان شيطانا اشتروه بسبعمائة درهم (2).

وصف عسكر سليمان (3).

معاني الأخبار، علل الشرائع: سمعت مشايخنا يقولون: إن المحلة التي يسكنها الإمامان علي بن محمد، والحسن بن علي صلوات الله عليهم بسر من رأى كانت تسمى عسكر، فلذلك قيل لكل واحد منهما العسكري (4).

إراءة المتوكل أو غيره عسكره لمولانا أبي الحسن الهادي صلوات الله عليه، ثم بعده أراه الإمام عسكره (5).

عسل:

قال الله تعالى: * (وأوحى ربك إلى النحل - إلى قوله: - فيه شفاء للناس) *.

استقراض الحسن المجتبى صلوات الله عليه من قنبر رطل عسل من بيت المال (6).

العياشي: عن حمران، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: اشتكى رجل إلى مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال له: سل من امرأتك درهما من صداقها، فاشتر به عسلا، فاشربه بماء السماء، ففعل ما أمر به فبرئ.

فسأل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن ذلك أشئ سمعته من النبي؟ قال: لا، ولكني

ص: 220


1- (1) جديد ج 60 / 120، وط كمباني ج 14 / 313.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 764، و ج 8 / 423 و 435، وجديد ج 22 / 382 و 383، و ج 32 / 147 و 201.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 351 و 364، و ج 19 كتاب الدعاء ص 9، وجديد ج 14 / 80 و 128، و ج 93 / 184.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 126، وجديد ج 50 / 113.
5- (5) ط كمباني ج 12 / 136، وجديد ج 50 / 155.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 534، وجديد ج 41 / 112.

سمعت الله يقول في كتابه: * (فإن طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا) * وقال: * (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) * وقال: * (وأنزلنا من السماء ماء مباركا) * فاجتمع الهنئ والمرئ والبركة والشفاء فرجوت بذلك البرء (1).

طب النبي: قال (صلى الله عليه وآله): ثلاث يفرح بهن الجسم، ويربو: الطيب، ولباس اللين، وشرب العسل.

وقال: عليكم بالعسل، فوالذي نفسي بيده، ما من بيت فيه عسل إلا وتستغفر الملائكة لذلك البيت، فإن شربه رجل دخل في جوفه ألف دواء، خرج عنه ألف ألف داء. فإن مات وهو في جوفه لم تمس جسده النار.

وقال: نعم الشراب العسل، يرعى القلب ويذهب برد الصدر.

وقال: من أراد الحفظ فليأكل العسل. وقال: إذا اشترى أحدكم الجارية فليكن أول ما يطعمها العسل، فإنه أطيب لنفسها - الخ (2).

وتقدم في " حلا " ما يتعلق بذلك، وفي " حفظ ": أنه من الثلاثة الذين يزدن في الحفظ.

وفي الرسالة الذهبية قال مولانا الرضا (عليه السلام): ومن أراد أن يقل نسيانه، ويكون حافظا، فليأكل كل يوم ثلاث قطع زنجبيل مربى بالعسل، ويصطبغ بالخردل مع طعامه في كل يوم - إلى أن قال: - واعلم أن للعسل دلائل يعرف بها نفعه عن ضره، وذلك أن منه شيئا إذا أدركه الشم عطش، ومنه شئ يسكر، وله عند الذوق حراقة شديدة فهذه الأنواع من العسل قاتلة - الخبر (3). والكلمات في أنواع العسل فيه (4).

وفي " نحل ": تأويله بعلم الإمام ينتشر في العالم، وفي " نشر ": أن العسل نشرة، يعني يزيل الهم والغم.

ص: 221


1- (1) ط كمباني ج 14 / 546. ونحوه فيه ص 547 و 865، وجديد ج 62 / 265 و 270.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 552، وجديد ج 62 / 295.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 558، وص 566، وجديد ج 62 / 324، وص 351.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 558، وص 566، وجديد ج 62 / 324، وص 351.

باب العسل (1).

قال الصادق (عليه السلام): ما استشفى الناس بمثل العسل (2).

الخصال: عنه (عليه السلام): لعق العسل شفاء من كل داء. قال الله تعالى: * (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه) *.

المكارم: عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: من تغير عليه ماء بصره، ينفع له اللبن الحليب بالعسل (3).

المحاسن: عن أبي علي بن راشد قال: سمعت أبا الحسن الثالث (عليه السلام) يقول:

أكل العسل حكمة (4).

المكارم: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: العسل شفاء من كل داء، ولا داء فيه يقل البلغم، ويجلو القلب.

كتاب الإمامة والتبصرة: عن موسى بن جعفر، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): العسل شفاء يطرد الريح والحمى (5).

وتقدم في " دنا ": أن أشرف المطعوم العسل، وهو مذقة ذباب. وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام): ألذ المأكولين العسل، وهو بصق من ذبابة - الخ (6).

كلمات الدميري في حياة الحيوان (7).

كلام الرازي في ذيل قوله تعالى: * (وأوحى ربك إلى النحل) * - إلى أن قال: - فإن قالوا: كيف يكون شفاء للناس، وهو يضر بالصفراء ويهيج المرار؟ قلنا: إنه تعالى لم يقل: إنه شفاء لكل الناس ولكل داء في كل حال، بل لما كان شفاء في الجملة إنه قل معجون من المعاجين إلا وتمامه وكماله يحصل بالعجن بالعسل.

ص: 222


1- (1) ط كمباني ج 14 / 865، وجديد ج 66 / 288.
2- (2) جديد ج 66 / 290. وفي معناه روايات ص 292.
3- (3) جديد ج 66 / 290، وص 293، وص 294.
4- (4) جديد ج 66 / 290، وص 293، وص 294.
5- (5) جديد ج 66 / 290، وص 293، وص 294.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 118، وجديد ج 78 / 11.
7- (7) جديد ج 66 / 294.

وأيضا فالأشربة المتخذة منه في الأمراض البلغمية عظيمة النفع. وقال مجاهد:

* (فيه شفاء للناس) * أي في القرآن (1).

قال الدميري: وجمهور الناس على أن العسل يخرج من أفواه النحل - إلى أن قال: - إن العسل يخرج من بطونها، لكن لا ندري أمن فمها أم من غيره، وقد صنع أرسطاطاليس بيتا من زجاج لينظر إلى كيفية ما تصنع، فأبت أن تعمل حتى لطخته من باطن الزجاج بالطين (2).

عسى:

أبواب قصص عيسى وأمه وأبويها (3). وتقدم في " ريم ": أحوال مريم وأبويها، وفي " اسا " و " خدج ": ما يدل على فضل مريم وشرافتها.

باب ولادة عيسى (4).

آل عمران: * (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) *.

مريم: * (واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا) * - الآيات.

وكان حمل مريم بعيسى تسع ساعات، كل ساعة شهرا، حملته بالليل، ووضعته بالغداة يوم الجمعة (5).

وأما موضع ولادة عيسى في بيت لحم، بناحية بيت المقدس في الظاهر، حيث كانت مسكنها هنا، كما تقدم في " بيت "، وفي الباطن أتت كربلاء ووضعته في موضع رأس الحسين (عليه السلام)، كما هو منطوق روايات أخرى (6).

قصص الأنبياء: قال مولانا الباقر صلوات الله عليه: إن مريم بشرت بعيسى،

ص: 223


1- (1) جديد ج 64 / 234، وط كمباني ج 14 / 709.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 711، وجديد ج 64 / 240.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 378، وجديد ج 14 / 191.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 382، وجديد ج 14 / 206.
5- (5) جديد ج 14 / 208 و 213 و 219، وص 212 و 217.
6- (6) جديد ج 14 / 208 و 213 و 219، وص 212 و 217.

فبينا هي في المحراب إذ تمثل لها الروح الأمين بشرا سويا، قالت: * (إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك ليهب لك غلاما زكيا) *، فتفل في جيبها فحملت بعيسى، فلم يلبث أن ولدت. وقال: لم يكن على وجه الأرض شجرة إلا ينتفع بها، ولها ثمرة ولا شوك لها حتى قالت فجرة بني آدم كلمة السوء، فاقشعرت الأرض، وشاكت الشجرة، وأتى إبليس تلك الليلة فقيل له: قد ولد الليلة ولد لم يبق على وجه الأرض صنم إلا خر لوجهه، وأتى المشرق والمغرب يطلبه فوجده في بيت دير قد حفت به الملائكة، فذهب يدنو فصاحت الملائكة: تنح.

فقال لهم: من أبوه؟ فقالت: مثله كمثل آدم، فقال إبليس: لأضلن به أربعة أخماس الناس (1).

في أنه لما افترى على مريم سبعون، وقالت: لقد جئت شيئا فريا، أنطق الله عيسى عند ذلك، فقال لهن: ويلكن تفترين على أمي أنا عبد الله آتاني الكتاب، وأقسم بالله لأضربن كل امرأة منكن حدا بافترائكن على أمي - الخ، كما قاله الباقر (عليه السلام) (2). وبيان شريعته (3).

وتقدم في " روح ": أن روحه مخلوقة مربوبة ولشرافتها أضافها الله إلى نفسه، كما في " ادم ". وفي " حيى ": موارد إحيائه الموتى.

باب فضله، ورفعة شأنه ومعجزاته، وتبليغه، ومدة عمره، ونقش خاتمه، وجمل أحواله (4).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام) في عيسى: لقد كان يتوسد الحجر ويلبس الخشن، وكان إدامه الجوع، إلى آخر ما تقدم في " زهد ".

وتقدم في " حرف ": أن عيسى أعطي حرفين من الاسم الأعظم، يحيي بهما الموتى، ويبرئ بهما الأكمه والأبرص، وغيرها من معجزاته كان بهما، وراجع

ص: 224


1- (1) ط كمباني ج 5 / 383، وجديد ج 14 / 215.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 383، وجديد ج 14 / 215.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 388 و 392، وجديد ج 14 / 234 و 251.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 387، وجديد ج 14 / 230.

إليه وإلى (1).

معالجة عيسى رجلا أعمى، أبرص، مقعد، مضروب الجنبين بالفالج، قد تناثر لحمه من الجذام، وهو يقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه (2).

وكانت مدة مكثه في الدنيا ثلاثة وثلاثين سنة (3). وتمامه فيه (4).

تنبيه الخاطر: روي أنه أتى عيسى كهفا في جبل، فإذا فيه أسد فوضع يده عليه وقال: إلهي لكل شئ مأوى، ولم تجعل لي مأوى، فأوحى الله إليه: مأواك في مستقر رحمتي وعزتي، لأزوجنك يوم القيامة مائة حورية خلقتها بيدي، ولأطعمن في عرسك أربعة آلاف عام، يوم منها كعمر الدنيا، ولآمرن مناديا ينادي: أين الزهاد في الدنيا، احضروا عرس الزاهد عيسى (5).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): بإسناده عن مولانا الرضا (عليه السلام) قال: كان نقش خاتم عيسى حرفين اشتقهما من الإنجيل: طوبى لعبد ذكر الله من أجله، وويل لعبد نسي الله من أجله (6).

في حديث المفضل، عن الصادق (عليه السلام): إن بقاع الأرض تفاخرت، ففخرت الكعبة على البقعة بكربلاء، فأوحى الله إليها: اسكني ولا تفخري عليها فإنها البقعة المباركة التي نودي منها موسى من الشجرة، وأنها الربوة التي آوت إليها مريم والمسيح، وأن الدالية التي غسل فيها رأس الحسين (عليه السلام) فيها غسلت مريم عيسى واغتسلت لولادتها (7). وتقدم في " بقع " ما يتعلق بذلك، وكذا في " ربا ".

الكافي: عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: إن عيسى بن مريم لما أن مر على

ص: 225


1- (1) ط كمباني ج 5 / 394.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 228، وجديد ج 82 / 153.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 391 و 392 و 455، و ج 4 / 122، و ج 8 / 574، وجديد ج 14 / 247 و 250، و ج 10 / 134، و ج 33 / 235.
4- (4) جديد ج 14 / 516.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 410، وجديد ج 14 / 328.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 391، وجديد ج 14 / 247.
7- (7) ط كمباني ج 5 / 389، وجديد ج 14 / 240.

شاطئ البحر رمى بقرص من قوته في الماء، فقال له بعض الحواريين: يا روح الله وكلمته، لم فعلت هذا وإنما هو من قوتك؟ قال: فعلت هذا لدابة تأكله من دواب الماء وثوابه عند الله عظيم (1).

قيل في قوله تعالى في وصف عيسى: * (ويعلمه الكتاب) * أراد الكتابة.

عن ابن جريح قال: أعطى الله تعالى عيسى تسعة أجزاء من الخط، وسائر الناس جزء (2).

روي أنه سلمته أمه إلى صباغ، فقال الصباغ: هذا للأحمر وهذا للأصفر وهذا للأسود، فجعلها عيسى في حب فصرخ الصباغ فقال: لا بأس أخرج منه كما تريد، فأخرج كما أراد، فقال الصباغ: أنا لا أصلح أن تكون تلميذي (3).

تفسير عيسى حروف أبجد تقدم في " بجد ". وفي " بلس ": ما جرى بينه وبين إبليس. وفي البحار (4). وفي " حور ": ذكر حواريه، ووجه تسميتهم بذلك، وتسمية النصارى بنصارى. وفي " عجب ": مرور عيسى على الماء. وفي " بدا ": إخبار عيسى بموت عروس ووقوع البداء فيه.

مروره على أرض كربلاء، وبكاؤه وبكاء حواريه لشهادة الحسين (عليه السلام) (5).

الخرائج: عن مولانا الرضا صلوات الله عليه في حديث قال: يا جاثليق هل تعرف لعيسى صحيفة فيها خمسة أسماء يعلقها في عنقه، إذا كان بالمغرب فأراد المشرق فتحها فأقسم على الله تعالى باسم واحد من خمسة الأسماء أن تنطوي له الأرض فيصير من المغرب إلى المشرق، ومن المشرق إلى المغرب في لحظة.

فقال الجاثليق: لا علم لي بها، وأما الأسماء الخمسة فقد كانت معه يسأل الله

ص: 226


1- (1) ط كمباني ج 5 / 393، وجديد ج 14 / 257.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 394، و ج 9 / 362، وجديد ج 14 / 258، و ج 39 / 72.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 363، وجديد ج 39 / 73.
4- (4) جديد ج 14 / 270.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 155، وجديد ج 52 / 202.

بها أو بواحد منها، يعطيه الله جميع ما يسأله - الخ (1).

وربما يلوح تعيين الأسماء مما ذكره في البحار (2).

باب مواعظه وحكمه، وما أوحي إليه (3).

وفيه الموعظة الطويلة التي وعظ الله تعالى بها عيسى التي رواها الكليني في الكافي والصدوق في الأمالي، منها:

يا عيسى قل لظلمة بني إسرائيل غسلتم وجوهكم، ودنستم قلوبكم، أبي تغترون أم علي تجترئون؟ تتطيبون بالطيب لأهل الدنيا، وأجوافكم عندي بمنزلة الجيف المنتنة، كأنكم أقوام ميتون. يا عيسى قل لهم: قلموا أظفاركم من كسب الحرام، وأصموا أسماعكم عن ذكر الخناء، واقبلوا علي بقلوبكم، فإني لست أريد صوركم. يا عيسى افرح بالحسنة، فإنها لي رضى، وابك على السيئة فإنها لي سخط، وما لا تحب أن يصنع بك فلا تصنعه بغيرك، وإن لطم خدك الأيمن فاعط الأيسر، وتقرب إلي بالمودة جهدك، وأعرض عن الجاهلين (4).

سعد السعود: قال واحد من تلاميذه: ائذن لي يا سيدي أن أمضي فأواري أبي.

فقال له عيسى: دع الموتى يدفنون موتاهم واتبعني (5).

باب رفعه إلى السماء (6).

في ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان رفع عيسى (7).

آل عمران: * (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي) * - الآيات. تقدم في " شبه ": ما يتعلق برفعه، وإلقاء شبهه على غيره.

تفسير العياشي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رفع عيسى بن مريم بمدرعة صوف

ص: 227


1- (1) ط كمباني ج 12 / 23، وجديد ج 49 / 79، وص 76 - 78.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 23، وجديد ج 49 / 79، وص 76 - 78.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 400، وجديد ج 14 / 283.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 403، وجديد ج 14 / 295.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 408، وجديد ج 14 / 318.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 411، وجديد ج 14 / 335.
7- (7) ط كمباني ج 5 / 411، وجديد ج 14 / 335.

من غزل مريم، ومن نسج مريم، ومن خياطة مريم، فلما انتهى إلى السماء نودي:

يا عيسى ألق عنك زينة الدنيا (1).

باب ما حدث بعد رفعه، وزمان الفترة بعده، ونزوله من السماء، وقصص وصيه شمعون الصفا (2). وفيه أن أمته افترقت على اثنين وسبعين فرقة.

وذكرنا في " حيى ": موارد إحياء عيسى، وقال عيسى: يا معشر الحواريين الصلاة جامعة، فسار بهم إلى فلاة من الأرض، فقام على جرثومة، فحمد الله وأثنى عليه، ويتلو عليهم من آيات الله والحكمة - إلى أن قال: - خلق الليل لثلاث خصال. تقدم في " حور " و " خصل ".

تفسير العياشي: عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: كان بين داود وعيسى بن مريم أربعمائة سنة (3).

وأما بين عيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله) فخمسمائة سنة، كما قاله مولانا الباقر (عليه السلام) لنافع مولى عمر، وقال: هذا على قولي وأما قولك فستمائة سنة.

رواه الطبرسي في الاحتجاج والقمي مسندا، عن أبي الربيع، عنه، كما في البحار (4). ورواه الكليني في الكافي، كما في البحار (5).

وفي الصادقي (عليه السلام) بين عيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله) خمسمائة عام (6).

وفي النبوي (صلى الله عليه وآله): كانت الفترة بين عيسى ومحمد أربعمائة سنة وثمانين سنة (7).

وينزل عيسى من السماء ويصلي خلف المهدي صلوات الله عليه كما تدل عليه صريح روايات العامة والخاصة. وجواب الإشكال فيها في البحار (8).

ص: 228


1- (1) جديد ج 14 / 338.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 414، وجديد ج 14 / 345.
3- (3) جديد ج 14 / 234، وط كمباني ج 5 / 388.
4- (4) جديد ج 14 / 346. وتمامه في ج 10 / 161، و ج 18 / 308، و ج 33 / 425.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 372، و ج 4 / 128، و ج 5 / 414، و ج 8 / 620.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 8، وجديد ج 14 / 347، و ج 23 / 33.
7- (7) ط كمباني ج 5 / 414. وتمامه ص 455، وجديد ج 14 / 348 و 518.
8- (8) ط كمباني ج 13 / 22، وجديد ج 51 / 84 و 88.

جملة من روايات العامة في ذلك في كتاب التاج الجامع للأصول كتاب الفتن الباب السابع والخاتمة من المجلد الخامس طبع الرابع في مصر.

تفسير قوله تعالى: * (وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله) * - الآية (1).

الروايات الواردة في باب * (ولما ضرب ابن مريم مثلا) * - الآية: إن مثل علي (عليه السلام) مثل عيسى أحبه النصارى حتى أنزلوه المنزل الذي ليس له، وأبغضه اليهود حتى بهتوا أمه، فكذلك في علي صلوات الله عليه هلك محب غال ومفرط قال (2).

النبوي (صلى الله عليه وآله) في علي (عليه السلام): لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم قولا لا تمر بملأ إلا أخذوا من تراب رجليك ومن فضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى - الخ (3). وتقدم في " ترب ":

مواضع هذه الروايات.

معنى عسى من الله (يعني في الآيات) واجب، كما قاله مولانا الباقر (عليه السلام) (4).

وروي ذلك في تفسير البرهان سورة براءة (5). وتقدم في " خلط ".

عشر:

ثواب الأعمال، الخصال: عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال:

عشر من لقى الله بهن دخل الجنة: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والإقرار بما جاء به من عند الله عز وجل، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت، والولاية لأولياء الله، والبراءة من أعداء

ص: 229


1- (1) ط كمباني ج 4 / 56، وجديد ج 9 / 200.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 61 و 363، وجديد ج 35 / 313، و ج 39 / 74.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 351 و 436، وجديد ج 39 / 18، و ج 40 / 43.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 117 و 263 مكررا، وجديد ج 68 / 55، و ج 69 / 173 و 174.
5- (5) تفسير البرهان ص 440.

الله، واجتناب كل مسكر (1).

علل الشرائع: عن النبي (صلى الله عليه وآله): جاءني جبرئيل فقال لي: يا أحمد الإسلام عشرة أسهم وقد خاب من لا سهم له فيها: أولها شهادة أن لا إله إلا الله وهي الكلمة، والثانية الصلاة وهي الطهر، والثالثة الزكاة وهي الفطرة، والرابعة الصوم وهي الجنة، والخامسة الحج وهي الشريعة، والسادسة الجهاد وهو العز، والسابعة الأمر بالمعروف وهو الوفاء، والثامنة النهي عن المنكر وهي الحجة، والتاسعة الجماعة وهي الألفة، والعاشرة الطاعة وهي العصمة.

قال حبيبي جبرئيل: إن مثل هذا الدين كمثل شجرة ثابتة، الإيمان أصلها، والصلاة عروقها، والزكاة ماؤها، والصوم سعفها، وحسن الخلق ورقها، والكف عن المحارم ثمرها فلا تكمل شجرة إلا بالثمر، كذلك الإيمان لا يكمل إلا بالكف عن المحارم (2).

ويقرب منه النبوي الباقري (عليه السلام): بني الإسلام على عشرة أسهم: على شهادة أن لا إله إلا الله وهي الملة، والصلاة وهي الفريضة - الخ (3).

الكافي: عن الحسين بن عطية، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: المكارم عشر. فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنها تكون في الرجل، ولا تكون في ولده، وتكون في الولد ولا تكون في أبيه، وتكون في العبد ولا تكون في الحر، قيل: وما هن؟ قال: صدق اليأس، وصدق اللسان، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وإقراء الضيف، وإطعام السائل، والمكافأة على الصنائع، والتذمم للجار، والتذمم للصاحب، ورأسهن الحياء.

بيان: التذمم للصاحب هو أن يحفظ ذمامه ويطرح عن نفسه ذم الناس له إن لم يحفظه. وفي القاموس: تذمم: استنكف، والحاصل أن يدفع الضرر عمن بصاحبه

ص: 230


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 207، وجديد ج 68 / 377.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 208، و ج 18 كتاب الصلاة ص 8، وجديد ج 82 / 212.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 207 وجديد ج 68 / 380 و 378.

سفرا أو حضرا، وعمن يجاوره في البيت أو في المجلس أيضا (1).

الخصال: مثله إلا أنه فيه: صدق البأس (2). أمالي الطوسي: نحوه (3). وفي " كرم ": عشرة أخرى من المكارم.

الخصال: عن الصادق (عليه السلام): عشرة أشياء من الميتة ذكية، إلى آخر ما سيأتي في " موت ". وخبر: كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة، يأتي في " كفر ".

وقال النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام): بشر شيعتك ومحبيك بخصال عشر.

وقوله أيضا: إن في حب أهل بيتي عشرين خصلة (4). وتقدم في " حبب ": ذكر عشرين.

بطلان رواية: العشرة المبشرة (5).

في أنها افتراها سعيد بن زيد بن نفيل في ولاية عثمان (6).

كلام المأمون العباسي في بطلان هذه الرواية (7).

الكلمات من العامة حول الحديث المختلقة: للعشرة المبشرة (8).

قول رجل من الشيعة لبعض المخالفين في محضر الصادق (عليه السلام): ما تقول في هذه العشرة من تبرأ من واحد منهم فعليه لعنة الله - أراد من الواحد عليا - فقال:

لعلك تتأول كلامك ما تقول فيهم كلهم - الخ في البحار (9).

ناجى علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشر مرات بعشر

ص: 231


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 114، وجديد ج 70 / 367.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 14.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 14، وجديد ج 69 / 372.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 392، وجديد ج 27 / 162 و 163.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 334، وجديد ج 31 / 256.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 434 - 439 و 463، و ج 9 / 149، وجديد ج 36 / 324، و ج 32 / 197 و 338.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 16، و ج 12 / 59، وجديد ج 72 / 142. وتمام الحديث ج 49 / 189 و 190.
8- (8) كتاب الغدير ط 2 ج 10 / 118 - 128.
9- (9) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 226، وجديد ج 75 / 402.

كلمات قدمها عشر صدقات، فسأل الأولى: ما الوفاء؟ قال: التوحيد، شهادة أن لا إله إلا الله - الخبر (1).

تفصيل عشرة أملاك على كل آدمي، وملائكة الليل سوى ملائكة النهار، فهؤلاء عشرون (2).

لعبد المطلب عشرة أسماء (3).

ذكر عشرة كانوا من ثقات أمير المؤمنين (عليه السلام)، تقدم في " صحب ".

كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) عشرة أسماء في القرآن (4). تقدم في " سما ": أكثر من ذلك.

ذكر عشر خصال التي كانت لأمير المؤمنين (عليه السلام) ويقول: هن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس (5).

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): أعطانا الله عشر خصال لم يكن لأحد قبلنا ولا يكون لأحد بعدنا: العلم والحلم واللب والنبوة والشجاعة والسخاوة والصبر والصدق والعفاف والطهارة. فنحن كلمة التقوى، وسبيل الهدى، والمثل الأعلى، والحجة العظمى، والعروة الوثقى - الخبر (6). وفي " خصل " ما يتعلق بذلك.

الخصال: عن ابن عباس، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال في آخر خطبته: جمع الله عز وجل لنا عشر خصال، لم يجمعها لأحد قبلنا، ولا تكون في أحد غيرنا. فينا الحكم والحلم والعلم والنبوة، وساقه نحوه (7).

المناقب: العشرة المختصة بمولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه المروية من

ص: 232


1- (1) ط كمباني ج 9 / 72، وجديد ج 35 / 380 - 383.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 89، وجديد ج 5 / 324.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 30 و 38، وجديد ج 15 / 128 و 163.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 122، وجديد ج 16 / 101.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 292 و 297 و 340 و 422 و 423، وجديد ج 39 / 337 و 338 مكررا و 352، و ج 38 / 135 و 155 و 332.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 426، وجديد ج 39 / 351.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 333، وجديد ج 26 / 244.

طرق العامة في كتاب الغدير (1).

الغيبة للشيخ: في النبوي العلوي (عليه السلام): عشر قبل الساعة لابد منها: السفياني، والدجال، والدخان، والدابة، وخروج القائم، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى، وخسف بالمشرق، وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر (2).

ونحوه مع اختلاف يسير في البحار (3).

وتقدم في " عرف ": الخبر القدسي في افتراض عشر فرائض على العباد.

الإيمان عشر درجات بمنزلة السلم، يصعد منه مرقاة بعد مرقاة، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد: لست على شئ، حتى ينتهي إلى العاشرة فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك، كما قاله مولانا الصادق (عليه السلام) في رواية الكافي وغيره (4). وتقدم في " امن ": اختلاف درجات الإيمان.

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: عن النبي (صلى الله عليه وآله): الإيمان في عشرة: المعرفة، والطاعة، والعلم، والعمل، والورع، والاجتهاد، والصبر، واليقين، والرضا، والتسليم، فأيهما فقد صاحبه بطل نظامه (5). وتقدم في " امن ": هذه الرواية في موضع آخر.

وفي خطبة الوسيلة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): في الإنسان عشر خصال يظهرها لسانه: شاهد يظهر (يخبر - خ ل) عن الضمير، وحاكم يفصل بين الخطاب، وناطق يرد به الجواب، وشافع تدرك به الحاجة، وواصف تعرف به الأشياء - الخ (6).

وعن الصادق (عليه السلام): عشرة مواضع لا يصلي فيها (7).

ص: 233


1- (1) الغدير ط 2 ج 3 / 195 - 215.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 157، وجديد ج 52 / 209.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 177 و 178 مكررا، وجديد ج 6 / 303 و 304.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 261 و 262، وجديد ج 69 / 165 - 168.
5- (5) جديد ج 69 / 175.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 78، وجديد ج 77 / 283.
7- (7) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 116، وجديد ج 83 / 305.

إن الله أعطى عشرة أشياء لعشرة: من النساء التوبة لحواء زوجة آدم، والجمال لسارة - الخبر. وفيه إن الله ذكر اثنتي عشرة امرأة في القرآن على وجه الكناية - الخ (1).

العشرة التي سألها ملك الروم عن معاوية فعجز، فأرسل إلى مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) فأجابها (2).

ذكر عشرة مواضع التي شارك الله تعالى نبيه الأكرم مع نفسه القدوس (3).

أقول: ذكرنا في " اثبات ولايت " أكثر من ذلك.

ويأتي في " عنت ": العشرة الذين يعنتون أنفسهم، وفي " نشر ": أن النشرة في عشرة أشياء.

والعشرة التي بعضها أشد من بعض (4).

وتقدم في " خصل ": عشر خصال للإمام وعشرين خصلة للرسول (صلى الله عليه وآله) من خصال الأنبياء.

الكافي: عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: للإمام عشر علامات: يولد مطهرا مختونا، وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين، ولا يجنب، وتنام عينه ولا ينام قلبه، ولا يتثأب ولا يتمطى، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه، ونجوه كرائحة المسك، والأرض موكلة بستره وابتلاعه، وإذا لبس درع رسول الله كانت عليه وفقا، وإذا لبسه غيره من الناس طويلهم وقصيرهم، زادت عليهم شبرا، فهو محدث إلى أن تنقضي أيامه (5).

الكافي: عن أحدهما صلوات الله عليهما قال: مر أمير المؤمنين (عليه السلام) بمجلس

ص: 234


1- (1) ط كمباني ج 10 / 11، وجديد ج 43 / 33.
2- (2) ط كمباني ج 4 / 112، وجديد ج 10 / 88.
3- (3) جديد ج 16 / 336، وط كمباني ج 6 / 174.
4- (4) جديد ج 43 / 326، و ج 60 / 199، وط كمباني ج 10 / 90. ويقرب منه ج 14 / 335.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 222، وجديد ج 25 / 168.

من قريش، فإذا هو بقوم بيض ثيابهم، صافية ألوانهم، كثير ضحكهم، يشيرون بأصابعهم إلى من يمر بهم. ثم مر بمجلس للأوس والخزرج، فإذا أقوام بليت منهم الأبدان، ودقت منهم الرقاب، واصفرت منهم الألوان، وقد تواضعوا بالكلام، فتعجب علي (عليه السلام) من ذلك، ودخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: بأبي أنت وأمي، إني مررت بمجلس لآل فلان، ثم وصفهم، ومررت بمجلس للأوس والخزرج، فوصفهم ثم قال: وجميع مؤمنون، فأخبرني يا رسول الله بصفة المؤمن.

فنكس رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم رفع رأسه فقال عشرون خصلة في المؤمن، فإن لم يكن فيه، لم يكمل إيمانه، إن من أخلاق المؤمن يا علي الحاضرون للصلاة والمسارعون إلى الزكاة، والمطعمون المساكين، الماسحون رأس اليتيم، المطهرون أطمارهم (أي ثيابهم) المتزرون على أوساطهم، الذين إن حدثوا لم يكذبوا، وإن وعدوا لم يخلفوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا تكلموا صدقوا، رهبان بالليل أسد بالنهار، صائمون النهار، قائمون الليل، لا يؤذون جارا ولا يتأذى بهم جار، الذين مشيهم على الأرض هون، وخطاهم إلى بيوت الأرامل وعلى أثر الجنائز، جعلنا الله وإياكم من المتقين (1).

دعاء العشرات وفضله (2).

وفي حديث مناجاة موسى، كما في المجمع لغة " عشر " قال: يا رب لم فضلت أمة محمد (صلى الله عليه وآله) على سائر الأمم؟ فقال الله تعالى: فضلتهم لعشر خصال. قال موسى: وما تلك الخصال التي يعملونها حتى آمر بني إسرائيل يعملونها.

قال الله تعالى: الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والجمعة، والجماعة والقرآن، والعلم، والعاشوراء.

قال موسى: يا رب وما العاشوراء؟ قال: البكاء والتباكي على سبط محمد (صلى الله عليه وآله)، والمرثية والعزاء على مصيبة ولد المصطفى، يا موسى ما من عبد من

ص: 235


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 73، وجديد ج 67 / 276.
2- (2) جديد ج 86 / 271، و ج 90 / 73، وط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 494 و 786.

عبيدي في ذلك الزمان بكى أو تباكى، وتعزى على ولد المصطفى إلا وكانت له الجنة ثابتا فيها، وما من عبد أنفق ماله في محبة ابن بنت نبيه طعاما وغير ذلك درهما أو دينارا إلا وباركت له في دار الدنيا الدرهم بسبعين درهما، وكان معافا في الجنة، وغفرت له ذنوبه، وعزتي وجلالي ما من رجل أو امرأة سال دمع عينيه في يوم عاشوراء وغيره قطرة واحدة إلا وكتب له أجر مائة شهيد. إنتهى.

باب الأعمال المتعلقة بليلة عاشوراء، ويوم عاشوراء، وما يناسب ذلك (1).

باب ما يتعلق بأعمال بعد عاشوراء من أيام هذا الشهر ولياليه (2).

إقبال الأعمال: روينا بإسنادنا إلى مولانا علي بن موسى الرضا (عليه السلام) إنه قال:

ومن ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه، جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرت بنا في الجنة عينه، ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة، وادخر لمنزله فيه شيئا لم يبارك له فيما ادخر، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد في أسفل درك من النار (3).

علل الشرائع، أمالي الصدوق، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن ابن فضال، عن الرضا صلوات الله عليه مثله، كما في باب فضل زيارة الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء، وأعمال ذلك اليوم (4).

ذم صيامه والتبرك به، والفرح فيه، وادخار شئ في منزله (5).

باب ثواب البكاء على مصيبته ومصائب سائر الأئمة، وفيه أدب المأتم يوم عاشوراء (6).

وروى الشيخ في المصباح، عن عبد الله بن سنان قال: دخلت على سيدي أبي

ص: 236


1- (1) جديد ج 98 / 336، وص 345، وط كمباني ج 20 / 326.
2- (2) جديد ج 98 / 336، وص 345، وط كمباني ج 20 / 326.
3- (3) ط كمباني ج 20 / 328، وجديد ج 98 / 343.
4- (4) ط كمباني ج 22 / 138، و ج 10 / 165، وجديد ج 101 / 102، و ج 44 / 284.
5- (5) جديد ج 45 / 94 و 95، وط كمباني ج 10 / 214 و 215.
6- (6) جديد ج 44 / 278، وط كمباني ج 10 / 163.

عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) في يوم عاشوراء، فألفيته كاسف اللون، ظاهر الحزن، ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط. فقلت: يا بن رسول الله مم بكاؤك؟ لا أبكى الله عينيك. فقال لي: أو في غفلة أنت؟ أما علمت أن الحسين بن علي (عليه السلام) أصيب في مثل هذا اليوم؟ قلت: يا سيدي فما قولك في صومه؟ فقال لي: صمه من غير تبييت وأفطره من غير تشميت، ولا تجعله يوم صوم كملا، وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء فإنه في مثل ذلك الوقت تجلت الهيجاء عن آل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وانكشفت الملحمة عنهم، وفي الأرض منهم ثلاثون صريعا في مواليهم، يعز على رسول الله (صلى الله عليه وآله) مصرعهم، ولو كان في الدنيا يومئذ حيا لكان صلوات الله عليه وآله هو المعزى بهم.

قال: وبكى أبو عبد الله (عليه السلام) حتى اخضلت لحيته بدموعه، ثم قال: إن الله عز وجل لما خلق النور خلقه يوم الجمعة في تقديره في أول يوم من شهر رمضان وخلق الظلمة في يوم الأربعاء يوم عاشوراء في مثل ذلك اليوم، يعني العاشور من شهر المحرم في تقديره وجعل لكل منهما شرعة ومنهاجا - الخبر (1).

الكافي: عن الرضا (عليه السلام) في صوم يوم عاشوراء وأنه يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين (عليه السلام) وهو يوم يتشأم به آل محمد (عليهم السلام) ويتشأم به أهل الإسلام - الخبر (2).

أمالي الصدوق، علل الشرائع: عن جبلة المكية قالت: سمعت ميثم التمار يقول: والله لتقتل هذه الأمة ابن نبيها في المحرم لعشر يمضين منه، وليتخذن أعداء الله ذلك اليوم يوم بركة، وإن ذلك لكائن قد سبق في علم الله تعالى ذكره، إعلم ذلك بعهد عهده إلى مولاي أمير المؤمنين (عليه السلام) - إلى أن قال:

قالت جبلة: فقلت له: يا ميثم وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين (عليه السلام) يوم بركة؟ فبكى ميثم ثم قال:

ص: 237


1- (1) ط كمباني ج 10 / 207، وجديد ج 45 / 63.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 214، وجديد ج 45 / 94.

سيزعمون لحديث يضعونه أنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، وإنما تاب الله على آدم في ذي الحجة. ويزعمون أنه اليوم الذي قبل الله فيه توبة داود، وإنما قبل الله توبته في ذي الحجة. ويزعمون أنه اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت، وإنما أخرج الله يونس في ذي الحجة. ويزعمون أنه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي، وإنما استوت في الثامن عشر من ذي الحجة.

ويزعمون أنه اليوم الذي فلق الله عز وجل البحر لبني إسرائيل، وإنما كان ذلك في ربيع الأول - الخبر (1).

في أنه يخرج القائم صلوات الله وسلامه عليه يوم عاشوراء (2).

وعن تاريخ الذهبي قال في سنة 352 في يوم عاشوراء ألزم معز الدولة أهل بغداد بالمآتم والنوح على الحسين (عليه السلام)، وأمر أن تغلق الأسواق، ويعلق عليها المسوح ولا يطبخ طباخ، وخرجت نساء الشيعة مسخمات الوجوه ويلطمن، وينحن، وفعل ذلك سنوات. وكذا حكي عن تاريخ ابن الوردي وزاد وعجزت السنة عن منع ذلك لكون السلطان مع الشيعة.

أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام والمماليك والخدم (3).

باب حمل النائبة على القوم، وحسن العشرة معهم (4).

آداب العشرة مع الأصدقاء:

باب حسن المعاشرة وحسن الصحبة وحسن الجوار (5).

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه: وقل للناس حسنا، وأي (أحسن - خ ل) كلمة حكم جامعة أن تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لها (6).

ص: 238


1- (1) ط كمباني ج 10 / 244، وجديد ج 45 / 202.
2- (2) جديد ج 52 / 285 و 290، وط كمباني ج 13 / 175 و 176.
3- (3) جديد ج 74 / 22 و 139، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 9 و 42.
4- (4) جديد ج 74 / 148.
5- (5) جديد ج 74 / 154، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 44.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 60، وجديد ج 77 / 208.

وتقدم ما يتعلق بذلك في " جور " و " حبب " و " حسن " و " صحب " و " صدق " و " أخا ". وجملة مما يتعلق بذلك في البحار (1).

ما ذكر من حكم لقمان في آداب المعاشرة (2).

العلوي (عليه السلام) في آخر وصيته: يا بني عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنوا إليكم، وإن فقدتم بكوا عليكم - الخ (3).

باب العشرة مع اليتامى - الخ (4). ويأتي في " يتم " ما يتعلق بذلك.

ومن كلمات مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) كما في غرر الحكم: عاشر أهل الفضل تسعد وتنبل، وقال: عمارة القلوب في معاشرة ذوي العقول.

ومن كلمات مولانا الباقر صلوات الله عليه: صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين: صلاح شأن المعاش والتعاشر ملأ مكيال، ثلثان فطنة وثلث تغافل، كما في البحار (5).

باب آداب معاشرة العميان والزمني وأصحاب العاهات المسرية (6).

باب فيه كيفية معاشرة أهل البلاء (7).

النور: * (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) *.

تفسير علي بن إبراهيم: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام): في قوله:

* (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) * وذلك أن أهل المدينة قبل أن يسلموا كانوا يعتزلون الأعمى والأعرج والمريض،

ص: 239


1- (1) ط كمباني ج 17 / 129، وجديد ج 78 / 48 - 50.
2- (2) جديد ج 13 / 415، وط كمباني ج 5 / 322 - 326.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 661، وجديد ج 42 / 247.
4- (4) جديد ج 75 / 1، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 119.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 168، وجديد ج 78 / 188.
6- (6) جديد ج 75 / 14، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 122.
7- (7) جديد ج 81 / 214، وط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 143.

كانوا لا يأكلون معهم، وكانت الأنصار فيهم تيه وتكرم، فقالوا: إن الأعمى لا يبصر الطعام، والأعرج لا يستطيع الرخام على الطعام، والمريض لا يأكل كما يأكل الصحيح، فعزلوا لهم طعامهم على ناحية. وكانوا يرون أن عليهم في مواكلتهم جناحا، وكان الأعمى والمريض يقولون: لعلنا نؤذيهم في مواكلتهم. فلما قدم النبي (صلى الله عليه وآله) سألوه عن ذلك فأنزل الله: * (ليس عليكم جناح أن تأكلوا جمعيا أو أشتاتا) * (1).

باب آداب العشرة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد مماته (2).

باب آداب العشرة مع الإمام (3).

فيه أنه لا يدخل الجنب بيوتهم المقدسة، وإذا عطس واحد منهم يقال له:

صلى الله عليك.

في معاشرة أصحاب الأئمة مع المخالفين:

المحاسن: بعض أصحابنا، عن عبد الله بن عون الشيباني، عن رجل من أصحابنا قال: اكتريت من جمال شق محمل وقال لي: لا تهتم لزميل فلك زميل، فلما كنا بالقادسية إذ هو قد جاءني بجار لي من العرب قد كنت أعرفه بخلاف شديد وقال: هذا زميلك، فأظهرت أني كنت أتمناه على ربي، وأديت له فرحا بمزاملته، ووطنت نفسي أن أكون عبدا له وأخدمه، كل ذلك فرقا منه، قال: فإذا كل شئ وطنت نفسي عليه من خدمته والعبودية له قد بادرني إليه.

فلما بلغنا المدينة قال: يا هذا إن لي عليك حقا ولي بك حرمة، فقلت: حقوق وحرم، قال: قد عرفت أين تنحو فاستأذن لي على صاحبك، قال: فبهت أن أنظر في وجهه، ولا أدري بما أجيبه، قال: فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبرته عن الرجل وجواره مني وأنه من أهل الخلاف، وقصصت عليه قصته إلى أن سألني

ص: 240


1- (1) جديد ج 75 / 14.
2- (2) جديد ج 17 / 15، وط كمباني ج 6 / 195.
3- (3) جديد ج 27 / 254، وط كمباني ج 7 / 413.

الاستيذان عليك فما أجبته إلى شئ، قال: فأذن له، قال: فلم أوت شيئا من أمور الدنيا كنت به أشد سرورا من إذنه ليعلم مكاني منه.

قال: فجئت بالرجل فأقبل عليه أبو عبد الله (عليه السلام) بالترحيب، ثم دعا له بالمائدة وأقبل لا يدعه يتناول إلا مما كان يتناوله، ويقول له: أطعم رحمك الله حتى إذا رفعت المائدة، قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأقبلنا نسمع منه أحاديث لم أطمع أن أسمع مثلها من أحد يرويها على أبي عبد الله.

ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) في آخر كلامه: * (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) * فجعل لرسول الله (صلى الله عليه وآله) من الأزواج والذرية مثل ما جعل للرسل من قبله، فنحن عقب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذريته، أجرى الله لآخرنا مثل ما أجرى لأولنا. قال: ثم قمنا فلم تمر بي ليلة أطول منها.

فلما أصبحت جئت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: ألم أخبرك بخبر الرجل؟ فقال: بلى، ولكن الرجل له أصل فإن يرد الله به خيرا قبل ما سمع منا، وإن يرد به غير ذلك منعه ما ذكرت منه من قدره أن يحكى عنا شيئا من أمرنا. قال: فلما بلغت العراق ما أرى أن في الدنيا أحدا أنفذ منه في هذا الأمر (1).

باب أن عليا كان أخص الناس بالرسول (صلى الله عليه وآله) وكيفية معاشرتهما (2).

مجالس المفيد: عن عائشة قالت: جاء علي بن أبي طالب يستأذن على النبي فلم آذن له، فاستأذن دفعة أخرى، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ادخل يا علي فلما دخل قام إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاعتنقه وقبل بين عينيه وقال بأبي الوحيد الشهيد، بأبي الوحيد الشهيد (3).

إعلام الورى: عن أبي رافع أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا جلس ثم أراد أن يقوم لا يأخذ بيده غير علي، وأن أصحاب النبي كانوا يعرفون ذلك له فلا يأخذ بيد رسول الله أحد غيره.

ص: 241


1- (1) ط كمباني ج 7 / 390، وجديد ج 27 / 153.
2- (2) جديد ج 38 / 294، وص 306، وط كمباني ج 9 / 331.
3- (3) جديد ج 38 / 294، وص 306، وط كمباني ج 9 / 331.

وقال الحماني في حديثه: كان إذا جلس اتكى على علي (عليه السلام)، وإذا قام وضع يده على علي (عليه السلام) (1).

كشف الغمة: نقلت من الأحاديث التي جمعها الغر المحدث روى المنصور، عن أبيه محمد بن علي، عن جده علي بن عبد الله بن العباس قال: كنت أنا وأبي العباس بن عبد المطلب جالسين عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ دخل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فسلم فرد عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) السلام وبشر (بش - خ ل) به وقام إليه واعتنقه وقبل بين عينيه وأجلسه عن يمينه، فقال: أتحب هذا يا رسول الله؟ قال:

يا عم رسول الله، والله الله أشد حبا له مني، إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه، وجعل ذريتي في صلب هذا (2).

باب كيفية معاشرة فاطمة مع أمير المؤمنين صلوات الله عليهما (3).

ذكر ما وقع بينهما، وإصلاح النبي (صلى الله عليه وآله) بينهما، وقول الصدوق: ليس هذا الخبر عندي بمعتمد، ولا هو لي بمعتقد لأنهما ما كانا ليقع بينهما كلام يحتاج إلى الإصلاح (4).

وتقدم في " جرى ": خبر الجارية التي أهداها جعفر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فرأت فاطمة رأس علي (عليه السلام) في حجرها (5). وتقدم في " خدم " ما يتعلق بذلك.

معاشرة مولانا السجاد صلوات الله عليه مع مماليكه (6). وأما في شهر رمضان (7).

باب العشرة مع المماليك (8).

ص: 242


1- (1) جديد ج 38 / 306، وص 307.
2- (2) جديد ج 38 / 306، وص 307.
3- (3) جديد ج 43 / 146، وص 147، وط كمباني ج 10 / 42.
4- (4) جديد ج 43 / 146، وص 147، وط كمباني ج 10 / 42.
5- (5) جديد ج 43 / 146، وص 147، وط كمباني ج 10 / 42.
6- (6) ط كمباني ج 11 / 17 و 21 و 26 و 27 - 29.
7- (7) ط كمباني ج 20 / 274، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 41، وجديد ج 46 / 56 و 68 و 92 - 100، و ج 98 / 186.
8- (8) جديد ج 74 / 139، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 40.

معاشرة الباقرين الصادقين صلوات الله عليهما في البحار (1).

معاشرة مولانا الرضا صلوات الله عليه مع مواليه (2). وفي باب مكارم أخلاقه.

قال تعالى: * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * قال الطبرسي: أي رهطك الأدنين.

واشتهرت القصة بذلك عند الخاص والعام. وفي الخبر المأثور، عن البراء بن عازب أنه قال ما محصوله: لما نزلت هذه الآية جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا، الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس فأمر عليا برجل شاة فأحضرها، ثم قال: ادنوا بسم الله، فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى شبعوا، ثم دعا بقعب من لبن، فجرع منه جرعة، ثم قال: هلموا واشربوا، فشربوا كلهم ورووا. فبدرهم أبو لهب فقال: ما سحركم به الرجل، فسكت النبي ولم يتكلم.

ثم دعاهم في الغد إلى مثل ذلك من الطعام والشراب، فأنذرهم وقال: إني أنا النذير إليكم والبشير فأسلموا وأطيعوني تهتدوا.

ثم قال: من يواخيني ويوازرني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني؟ فسكت القوم فأعادها ثلاثا، وكانوا ساكتين ويقول علي: أنا.

فقال: في المرة الثالثة: أنت، فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: أطع ابنك فقد أمره عليك، أورده الثعلبي في تفسيره.

وروي عن أبي رافع هذه القصة وجمعهم في الشعب، فصنع لهم رجل شاة فأكلوا حتى تضلعوا، وسقاهم عسا فشربوا كلهم حتى رووا، ثم قال: إن الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين، وأنتم عشيرتي ورهطي، وإن الله لم يبعث نبيا إلا وجعل له من أهله أخا ووزيرا ووارثا ووصيا وخليفة في أهله، فأيكم يقوم فيبايعني على أنه أخي ووارثي ووزيري ووصيي، ويكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ فسكت القوم فقال: ليقومن قائمكم أو ليكونن من

ص: 243


1- (1) جديد ج 46 / 303، وط كمباني ج 11 / 87.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 41.

غيركم ثم لتندمن، ثم أعاد الكلام ثلاث مرات، فقام علي فبايعه وأجابه.

ثم قال: ادن مني، فدنا منه وفتح فاه ومج في فيه من ريقه، وتفل بين كتفيه وثدييه. فقال أبو لهب: بئس ما حبوت به ابن عمك أن أجابك، فملأت به فاه ووجهه بزاقا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ملأته حكما وعلما - الخ، وغير ذلك، فراجع البحار (1).

وتقدم في " برك ": في بركات النبي (صلى الله عليه وآله) ذكر مواضع أخرى لهذه الروايات.

أشعار السيد الحميري في حديث العشيرة، يعني دعوته عشيرته عند نزول هذه الآية من طرق العامة مع الروايات في كتاب الغدير (2). بيان طرق الحديث، وصوره من طرقهم (3).

باب أحوال عشائر النبي (صلى الله عليه وآله) وأقربائه وخدمه ومواليه (4).

باب معنى آل محمد (صلى الله عليه وآله) وعترته وعشيرته (5).

باب أحوال إخوان أمير المؤمنين (عليه السلام) وعشائره (6).

باب أحوال أهل زمان الحسن المجتبى (عليه السلام) وعشائره وأصحابه (7).

باب أحوال عشائر الحسين (عليه السلام) (8).

باب ما جرى بين مولانا علي بن الحسين (عليه السلام) وأقربائه وعشائره (9).

ص: 244


1- (1) ط كمباني ج 6 / 337 - 350 و 307، و ج 9 / 241 و 294 و 313 و 321، وجديد ج 37 / 271، و ج 38 / 144 و 221 - 252، و ج 18 / 44 و 163 - 215.
2- (2) الغدير ط 2 ج 2 / 277.
3- (3) الغدير ط 2 ج 2 / 278. والجنايات عليه ص 287 - 289، وكتاب إحقاق الحق ج 7 / 411.
4- (4) جديد ج 22 / 247، وط كمباني ج 6 / 731.
5- (5) جديد ج 25 / 212، وط كمباني ج 7 / 233.
6- (6) جديد ج 42 / 110، وط كمباني ج 9 / 625.
7- (7) جديد ج 44 / 110، وط كمباني ج 10 / 125.
8- (8) جديد ج 45 / 323، وط كمباني ج 10 / 275.
9- (9) جديد ج 46 / 111، وط كمباني ج 11 / 32.

باب أحوال أقرباء الصادق (عليه السلام) وعشائره (1).

باب أحوال عشائر موسى بن جعفر (عليه السلام) وما جرى عليهم من الظلم (2).

باب فيه أحوال عشائر الرضا (عليه السلام)، وما جرى بينه وبينهم (3).

تأويل قوله تعالى: * (وما بلغوا معشار ما آتيناهم) * يعني ما آتينا رسلهم معشار ما آتينا محمدا وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم (4).

ذم العشار وما ورد أن الحمار يلعنه (5).

وتقدم في " حبس " و " شرط " و " ظبي ": ذم العشار، وأنه يعذب، وفي " إبل ":

أن الأبلة موضع العشارين بالبصرة.

وفي حديث مناهي النبي (صلى الله عليه وآله) ذم العشار وأنه عليه كل يوم وليلة لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (6).

عشق:

النبوي (صلى الله عليه وآله): إن الجنة لأعشق لسلمان من سلمان للجنة (7).

الخرائج: روي عن أبي جعفر، عن أبيه، عن علي أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهم أنه مر بكربلاء فبكى وقال: هذا مناخ ركابهم - إلى أن قال: - حتى طاف بمكان يقال له: المقدفان فقال: قتل فيها مائتا نبي ومائتا سبط كلهم شهداء، ومناخ ركاب ومصارع عشاق شهداء، لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من بعدهم - الخ ملخصا (8).

أقول: لم أجده في الخرائج المطبوع عندنا.

ص: 245


1- (1) جديد ج 47 / 270، وط كمباني ج 11 / 185.
2- (2) جديد ج 48 / 159، وط كمباني ج 11 / 280.
3- (3) جديد ج 49 / 216، وط كمباني ج 12 / 64.
4- (4) جديد ج 24 / 306، وط كمباني ج 7 / 155.
5- (5) جديد ج 14 / 312، وط كمباني ج 5 / 430.
6- (6) جديد ج 76 / 369، وط كمباني ج 16 / 111.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 753، وجديد ج 22 / 341.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 580، وجديد ج 41 / 295.

الكافي: عن مولانا الصادق صلوات الله عليه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل الناس من عشق العبادة، فعانقها وأحبها بقلبه، وباشرها بجسده وتفرغ لها فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا على عسر أم على يسر.

أقول: نقل عن بعض الأفاضل أن الأنسب أن يكون عسق العبادة بالسين المهملة يقال عسق به بالكسر، أي أولع به ولزمه. إنتهى. نقله في المجمع عن الجوهري، وفي المنجد: عسق به لصق عليه وألح في ما يطلبه منه. إنتهى.

بيان من المجلسي: العشق هو الإفراط في المحبة، وربما يتوهم أنه مخصوص بمحبة الأمور الباطلة، فلا يستعمل في حبه سبحانه وما يتعلق به، وهذا يدل على خلافه، وإن كان الأحوط عدم إطلاق الأسماء المشتقة منه على الله تعالى بل الفعل المشتق منه بناء على التوقيف.

قيل: ذكرت الحكماء في كتبهم الطبية أن العشق ضرب من الماليخوليا والجنون والأمراض السوداوية، وقرروا في كتبهم الإلهية أنه من أعظم الكمالات والسعادات، وربما يظن أن بين الكلامين تخالفا، وهو من واهي الظنون، فإن المذموم هو العشق الجسماني الحيواني الشهواني، والممدوح هو الروحاني الإنساني النفساني. والأول يزول ويفنى بمجرد الوصال والاتصال، والثاني يبقى ويستمر أبد الآباد على كل حال (1).

باب ذم العشق وعلته (2).

أمالي الصدوق، علل الشرائع: عن المفضل قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العشق. قال: قلوب خلت عن ذكر الله، فأذاقها الله حب غيره.

أقول: ورأيته في أمالي الصدوق وكتاب علله.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): النبوي الرضوي (عليه السلام): تعوذوا بالله من حب الحزن (3).

ص: 246


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 88، وجديد ج 70 / 253.
2- (2) جديد ج 73 / 158، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 105.
3- (3) جديد ج 73 / 158، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 105.

كلمات أبي الهذيل العلاف في حقيقة العشق في الروضات (1).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام) في خطبة 108: ومن عشق شيئا أعشى بصره، وأمرض قلبه، فهو ينظر بعين غير صحيحة، ويسمع باذن غير سميعة، قد خرقت الشهوات عقله، وأماتت الدنيا قلبه، وولهت عليها نفسه فهو عبد لها ولمن في يديه شئ منها - الخ.

وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المجلد الآخر في الحكم المنسوبة إليه صلوات الله عليه قال في حكمة 46: العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض، وفيه 807: العشق جهد عارض، صادف قلبا فارغا.

وينبغي هنا نقل كلام الشيخ المتبحر النوري في نفس الرحمن في العشق وملخصه كما في السفينة: إن العشق هو الإفراط في الحب وعرفته الأطباء بأنه مرض وسواسي يجلبه الإنسان إلى نفسه بتسليط فكرته على استحسان بعض الصور والشمائل التي تكون له، ويعتري للعزاب والبطالين والرعاع، ويزيد بالنظر والسماع، وينقص بالسفر والجماع.

وقالوا: لا علاج أنفع من الوصال. وقال بعضهم: إنه ربما لا يكون معه شهوة مجامعة، بل كان المطلوب مطلق المشاهدة والوصال. وهذا الصنف منه يعتري للعارفين وكبراء النفوس، وينتقلون من هذا العشق المجازي إلى الحقيقي وهو معرفة الله عز وجل.

قال شيخنا في رد هذا الكلام: هذا طريق كلما ازداد صاحبه سيرا زاد بعدا عن ساحة معرفة الحق، التي هي غاية سير السالكين، فإن خلو القلب عن حبه تعالى هو السبب الأعظم في استحسان الصور، فكيف يصير طريقا له، وقد أبان من لا يعرف الله إلا بمعرفتهم طرق الوصول إلى معرفته، وليس فيها حب الفتيان والأمارد للانتقال إلى حبه تعالى إلا أن يكون إكمال الدين وإتمامه بيد هؤلاء الذين هم غيلان الدين ولصوص شريعة سيد المرسلين.

ص: 247


1- (1) الروضات ط 2 ص 668.

ومن هنا كان التعبير من الإفراط في حب الله تعالى بالعشق خروجا عن طريق محاورة الأئمة ومصطلحهم، ولم يعهد التعبير عنهم به في أدعيتهم ومناجاتهم وبيانهم لصفات المتقين والمؤمنين، وذكرهم لصفات الإمام وخصائصه وفضائله، ولا عن الذين كانوا لهم أخصاء وأولياء في السر والعلانية.

أرأيت أحدا في السالكين أعشق على مصطلح هؤلاء عن سيد الساجدين؟ أو رأيت في حكمه ومناجاته لفظ العشق؟ والذي رام التشبه بهم لا يخرج عن سننهم وآدابهم في جميع المراتب بما يقدر عليه من الأفعال والأقوال والحركات والسكنات.

بل في توقيفية الأسماء الإلهية ما يغني عن التطويل، فإن كثيرا من الألفاظ نراها إطلاقها على الله صحيحا بحسب معناها اللغوي أو العرفي. بل قد ورد إطلاق لفظ عليه تعالى دون ما يرادفه، فلا يجوز استعماله إذ الضابط في جوازه وروده لا صحة معناه وعدم ورود لفظ العشق، وما يشتق منه في أسماء الله تعالى كورود لفظ الحب والحبيب.

وفي صفات أوليائه الأكرمين دليل إما على عدم جواز استعماله أو كراهتهم له لدخول الشهوة في معناه العرفي وإلا فكان الأولى اختصاص نبينا (صلى الله عليه وآله) بالعاشق لا الحبيب، كما اختص إبراهيم بالخليل وموسى بالكليم وعيسى بروح الله.

والعجب من السيد المحدث الجزائري حيث ملأ في كتاب المقامات وفي نور حبه من كتاب أنواره لفظ العشق الحقيقي والمجازي، والتعبير عن أولياء الله بعشاق الله، وعن الإمام بسيد العاشقين، وهو منه في غاية العجب، وإن لم يكن عجبا من غيره ممن نبذ الأخبار وراءه ظهريا - إنتهى.

عشا:

باب الغداء والعشاء وآدابهما (1).

العشاء كسماء، والعشي طعام العشي جمع أعشية.

ص: 248


1- (1) جديد ج 66 / 340، وط كمباني ج 14 / 877.

وعن النبي (صلى الله عليه وآله): ترك العشاء مهرمة. وعنه: ترك العشاء خراب الجسد، وينبغي للرجل إذا أسن أن لا يبيت إلا وجوفه مملو طعاما (1). وتقدم في " بقا " و " طعم " و " تخم " و " اكل " و " شيخ " و " طبب " ما يتعلق بذلك.

وقال الصادق (عليه السلام): ومن يتخم فليتغد وليتعش، ولا يأكل بينهما شئ ويكره ترك العشاء لما روي أن تركه خراب البدن.

وقال الصادق (عليه السلام): من ترك العشاء ليلة السبت وليلة الأحد متواليين ذهبت منه قوته، ولم ترجع إليه أربعين يوما.

وقال الصادق (عليه السلام): العشاء بعد العشاء الآخر عشاء النبيين (2).

وقال مولانا الرضا صلوات الله عليه في الرسالة الذهبية: ومن أراد أن يكون صالحا خفيف الجسم واللحم، فليقلل من عشائه بالليل (3).

وفي حديث الأربعمائة قال (عليه السلام): لا تدعو ا العشاء، فإن ترك العشاء خراب البدن (4).

وعن الصادق (عليه السلام): لا ينبغي للشيخ الكبير أن ينام إلا وجوفه ممتلي من الطعام فإنه أهدأ لنومه، وأطيب لنكهته.

الكافي: عنه (عليه السلام) قال: الشيخ لا يدع العشاء ولو بلقمة.

الكافي: عنه (عليه السلام): طعام الليل أنفع من طعام النهار.

وسائر الروايات المتضمنة لما سبق (5). وفيها لا يترك العشاء ولو بلقمة أو ثلاث لقم بملح أو بشربة من ماء، ومن ترك العشاء مات عرق في جسده لا يحيى أبدا، وفي الجسد عرق يقال له: العشاء، فإذا تركه يدعو عليه ويقول: أجاعك الله

ص: 249


1- (1) ط كمباني ج 14 / 546، وجديد ج 62 / 266.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 549، وجديد ج 62 / 279.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 558، وجديد ج 62 / 324.
4- (4) ط كمباني ج 4 / 114، وجديد ج 10 / 98.
5- (5) جديد ج 62 / 273، و ج 66 / 340، وط كمباني ج 14 / 548 و 878 مكررا و 879.

كما أجعتني، وأظمأك الله كما أظمأتني.

وتقدم في " رمد ": أن عشاء الليل ردي للعين الرمدة.

أعشى: ذكر المحدث القمي في السفينة: أعشى باهلة، وما يفيد ذمه، وأنه قتله الحجاج بدعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) (1). وهو غير أعشى قيس، الذي يقال له الأعشى الكبير، وهو أبو بصير ميمون بن قيس بن جندل.

والذي تمثل أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله في الخطبة الشقشقية: شتان ما يومي على كورها - الخ.

عصب:

باب العصبية والفخر (2).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه (3).

بيان: التعصب المذموم في الأخبار هو أن يحمي قومه أو عشيرته وأصحابه في الظلم والباطل، أو يلح في مذهب باطل أو ملة باطلة لكونه دينه أو دين آبائه أو عشيرته. ولا يكون طالبا للحق، بل ينصر ما لا يعلم أنه حق أو باطل، للغلبة على الخصوم. أو لإظهار تدربه في العلوم، أو اختار مذهبا ثم ظهر له خطأه فلا يرجع عنه لئلا ينسب إلى الجهل أو الضلالة، فهذه كلها عصبية باطلة مهلكة، وقريب منه الحمية. وأما التعصب في دين الحق والرسوخ فيه والحماية عنه، وكذا في المسائل اليقينية وغير ذلك فليس من الحمية المذمومة بل بعضها واجب (4).

الكافي: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية، بعثه الله تعالى يوم القيامة مع أعراب الجاهلية (5). أمالي الصدوق، ثواب الأعمال:

مثله (6).

ص: 250


1- (1) جديد ج 41 / 341، و ج 34 / 299، وط كمباني ج 8 / 730، و ج 9 / 592.
2- (2) جديد ج 73 / 281، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 138.
3- (3) جديد ج 73 / 291.
4- (4) جديد ج 73 / 283، وص 284، وص 289.
5- (5) جديد ج 73 / 283، وص 284، وص 289.
6- (6) جديد ج 73 / 283، وص 284، وص 289.

الكافي: عن الصادق (عليه السلام): من تعصب، عصبه الله بعصابة من نار (1). ثواب الأعمال: مثله (2).

الكافي: عن الزهري قال: سئل علي بن الحسين (عليه السلام) عن العصبية، فقال:

العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم (3).

كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في التعصب في خطبته المفصلة، وقوله: فإن كان لابد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال ومحامد الأفعال ومحاسن الأمور (4).

وتقدم في " ستت ": أن الله يعذب ستة، منهم العرب بالعصبية.

وفي حديث مجئ محمد بن الحنفية مع جماعة إلى مولانا علي بن الحسين صلوات الله عليه يستأذنونه لطلب الثار قال: يا عم لو أن عبدا زنجيا تعصب لنا أهل البيت لوجب على الناس موازرته، وقد وليتك هذا الأمر فاصنع ما شئت. فخرجوا وصار الجماعة إلى المختار (5).

النبوي (صلى الله عليه وآله): كل بني أنثى عصبهم لأبيهم، ما خلا بني فاطمة (عليها السلام).

وهذه الروايات منقولة عن كتب الخاصة والعامة. أما الخاصة فكثيرة منها في البحار (6).

وأما روايات العامة نقلها في إحقاق الحق (7).

تفسير قوله تعالى: * (لتنوء بالعصبة أولي القوة) * ومبلغ عدد العصبة ما بين العشرة إلى خمسة عشر، أو ما بين العشرة إلى الأربعين. وقيل غير ذلك، فراجع

ص: 251


1- (1) جديد ج 73 / 284، وص 291، وص 288.
2- (2) جديد ج 73 / 284، وص 291، وص 288.
3- (3) جديد ج 73 / 284، وص 291، وص 288.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 444. وتمام الخطبة في جديد ج 14 / 465.
5- (5) جديد ج 45 / 365، وط كمباني ج 10 / 287.
6- (6) جديد ج 23 / 104، و ج 96 / 244، وط كمباني ج 7 / 22، و ج 20 / 64.
7- (7) إحقاق الحق ج 9 / 644 - 655.

البحار (1).

وتفسير قوله تعالى: * (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم) * في البحار (2).

وأما عدد الأعصاب على المشهور ثمانية وعشرون زوجا وواحد فرد، فيكون سبعة وخمسين، كما في البحار (3).

وتقدم في " سلق ": أن السلق يشد العصب.

وفي " عرق " و " عظم ": ما يناسب ذلك.

عصر:

سورة العصر نزلت في مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما في خطبة الغدير المروية في تفسير القمي عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) (4).

العدد: عن المفضل قال: سألت الصادق (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (والعصر * إن الإنسان لفي خسر) * قال: العصر عصر خروج القائم (عليه السلام) * (إن الإنسان لفي خسر) * يعني أعداءنا، * (إلا الذين آمنوا) * يعني بآياتنا * (وعملوا الصالحات) * يعني بمواساة الإخوان * (وتواصوا بالحق) * يعني بالإمامة، * (وتواصوا بالصبر) * يعني بالفترة (بالعترة - خ ل).

بيان: قوله: يعني أعداءنا، أي الباقون بعد الاستثناء أعداؤنا، فلا ينافي كون الاستثناء متصلا، قوله تعالى: * (وتواصوا) * أي وصى بعضهم بعضا، قوله: يعني بالفترة، أي بالصبر على ما يلحقهم من الشبه والفتن والحيرة والشدة في غيبة الإمام (عليه السلام) (5).

وفي روايات أخرى: * (إلا الذين آمنوا) * بالولاية، * (وعملوا الصالحات) * يعني أدوا الفرائض، * (وتواصوا بالحق) * يعني بالولاية، * (وتواصوا بالصبر) * يعني

ص: 252


1- (1) جديد ج 13 / 252 و 249، وط كمباني ج 5 / 284 و 282.
2- (2) جديد ج 20 / 313، وط كمباني ج 6 / 552.
3- (3) جديد ج 62 / 59، وط كمباني ج 14 / 501.
4- (4) جديد ج 24 / 214، وط كمباني ج 7 / 134.
5- (5) جديد ج 24 / 214، وط كمباني ج 7 / 134.

بالولاية والصبر عليها (1). وسائر الروايات التي تفيد ما سبق (2).

والروايات من طرق العامة في أن الإنسان الذي لفي خسر أبو جهل، * (إلا الذين آمنوا) * علي وسلمان، كما في البحار (3).

باب العصير وأقسامه (4).

باب العصير من العنب والزبيب (5).

عصفر:

عصفر بضم العين نبت معروف صبغ أصفر اللون. (گل كاجيره)، ويأتي في " لبس ": المنع عن لبس المعصفر.

العصفور طائر معروف، والأنثى عصفورة.

الإختصاص، بصائر الدرجات: عن الثمالي قال: كنت مع علي بن الحسين صلوات الله عليه في داره وفيها عصافير، وهن يصحن فقال لي: أتدري ما يقلن هؤلاء؟ قلت: لا أدري. قال: يسبحن ربهن ويطلبن رزقهن (6).

الإختصاص: بسند آخر عنه نحوه مع زيادة قوله: يا با حمزة علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ (7).

في أن الفتح العابد يفت الخبز للعصافير كل يوم، فكانت تأكل وفي يوم عاشوراء لم تأكل شيئا لقتل الحسين (عليه السلام) (8).

ص: 253


1- (1) ط كمباني ج 7 / 134، و ج 9 / 118.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 66 و 115 و 266، وجديد ج 24 / 215، و ج 36 / 166 و 183، و ج 35 / 343، و ج 38 / 27.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 115 و 118، وجديد ج 36 / 166 و 183، وإحقاق الحق ج 3 / 382.
4- (4) جديد ج 66 / 501، وط كمباني ج 14 / 916.
5- (5) جديد ج 79 / 174، وط كمباني ج 16 / 140.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 415. ونحوه ج 11 / 74، و ج 14 / 655 و 677 و 726 مكررا، وجديد ج 27 / 263، و ج 46 / 361، و ج 64 / 12 و 94 و 302.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 416، و ج 11 / 8 مكررا، و ج 14 / 726، وجديد ج 46 / 23 مكررا.
8- (8) جديد ج 45 / 310، وط كمباني ج 10 / 271.

وفي رواية أخرى: صاحت العصافير في حائط مولانا الصادق (عليه السلام) فقال لبعض أصحابه: أتدري ما تقول؟ فقلنا: جعلنا الله فداك لا ندري ما تقول؟ قال، تقول: اللهم إنا خلق من خلقك، لابد لنا من رزقك فأطعمنا واسقنا (1).

الخرائج: عن سليمان الجعفري، عن الرضا (عليه السلام) إن عصفورا وقع بين يديه وجعل يصيح ويضطرب فقال: أتدري ما يقول؟ فقلت: لا. قال قال لي: إن حية تريد أن تأكل فراخي في البيت فقم وخذ تلك النسعة، وادخل البيت واقتل الحية.

فقمت وأخذت النسعة ودخلت البيت وإذا حية تجول في البيت، فقتلتها (2).

الشهاب: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من قتل عصفورا عبثا، جاء يوم القيامة وله صراخ حول العرش يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني من غير منفعة (3).

أقول: إذا كان ظلم العصفور كذلك فكيف بما فوقه من بني آدم وغيرهم.

باب القبرة والعصفور وأشباههما (4).

كلمات الدميري في حياة الحيوان في أنواع العصافير وأحوالها وفوائدها (5).

قال: ويتميز الذكر منهما بلحية سوداء كالرجل والتيس والديك، وليس في الأرض حيوان أحنى منه على ولده، ولا أشد له عشقا، وإذا خلت مدينة عن أهلها ذهبت العصافير، فإذا عادوا عادت، وهو لا يعرف المشي بل يثب وثبا، وهو كثير السفاد فربما سفد في ساعة واحدة مائة مرة، ولذلك قصر عمره، فإنه لا يعيش في الغالب أكثر من سنة، وهو أنواع.

وفي بعض الروايات ذم للعصافير، وأنهم موالي عمر، كما في البحار (6).

ص: 254


1- (1) ط كمباني ج 11 / 128، و ج 14 / 726، وجديد ج 47 / 86، و ج 64 / 302 و 303.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 715 و 718. ونحوه فيه ص 725، و ج 12 / 25، وجديد ج 49 / 88، و ج 64 / 260 و 273 و 302.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 718. وقريب منه ص 726 و 810 و 653، وجديد ج 64 / 4 و 270 و 306، و ج 65 / 328.
4- (4) جديد ج 64 / 300، وص 304، وط كمباني ج 14 / 725.
5- (5) جديد ج 64 / 300، وص 304، وط كمباني ج 14 / 725.
6- (6) جديد ج 27 / 272، وط كمباني ج 7 / 417.

روي أن سليمان رأى عصفورا يقول لعصفورة: لم تمنعين نفسك مني، ولو شئت أخذت قبة سليمان بمنقاري فألقيتها في البحر؟ فتبسم سليمان من كلامه ثم دعاهما وقال للعصفور: أتطيق أن تفعل ذلك؟ فقال: لا يا رسول الله، ولكن المرء قد يزين نفسه ويعظمها عند زوجته، والمحب لا يلام على ما يقول. فقال سليمان للعصفورة: لم تمنعينه عن نفسك وهو يحبك؟ فقالت: يا نبي الله إنه ليس محبا ولكنه مدع، لأنه يحب معي غيري. فأثر كلام العصفورة في قلب سليمان وبكى بكاء شديدا، واحتجب عن الناس أربعين يوما يدعو الله أن يفرغ قلبه لمحبته، وأن لا يخالطها بمحبة غيره (1).

وروي أنه سمع يوما عصفورا يقول لزوجته: ادني مني حتى أجامعك، لعل الله يرزقنا ولدا يذكر الله تعالى، فإنا كبرنا. فتعجب سليمان من كلامه وقال: هذه النية خير من مملكتي (2).

أمالي الطوسي: عن عمران بن الحصين قال: كنت أنا وعمر بن الخطاب جالسين عند النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) جالس إلى جنبه، إذ قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله): * (أمن يجيب المضطر إذا دعاه) * - الآية قال: فانتقض أمير المؤمنين (عليه السلام) انتقاض العصفور، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): ما شأنك تجزع؟ فقال: ومالي لا أجزع والله يقول إنه يجعلنا خلفاء الأرض. فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): لا تجزع! والله لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق (3).

عصم:

باب عصمة الملائكة (4).

قال العلامة المجلسي: إعلم أنه أجمعت الفرقة المحقة، وأكثر المخالفين على عصمة الملائكة من صغائر الذنوب وكبائرها - الخ (5).

ص: 255


1- (1) جديد ج 14 / 95، وط كمباني ج 5 / 354.
2- (2) جديد ج 14 / 95، وط كمباني ج 5 / 354.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 510، وجديد ج 41 / 13.
4- (4) جديد ج 59 / 265، وط كمباني ج 14 / 248.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 33، وجديد ج 11 / 124.

باب عصمة الأنبياء، وتأويل ما يوهم خطأهم وسهوهم (1).

كلمات مولانا الرضا صلوات الله عليه في عصمة الأنبياء، ورفعه الشبهات في ذلك (2).

بيان شبه المخطئة للأنبياء وأجوبتها (3).

بيان عصمة موسى بن عمران، ودفع شبهات الرازي في قتله رجلا من أعدائه (4).

الروايات في عصمة الأنبياء (5).

باب عصمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتأويل ما يوهم خلاف ذلك (6).

في أن العصمة لا تنافي القدرة، وفيه معنى العصمة وبيان الاختلاف في أنه يتمكن من فعل المعصية أم لا (7).

باب طهارة أمير المؤمنين وعصمته صلوات الله وسلامه عليه في البحار (8).

تقدم في " طهر ": اتفاق العامة والخاصة على نزول آية التطهير في حقه وحق أخيه الرسول وزوجته وابنيه الحسن والحسين صلوات الله عليهم.

إثبات عصمة أمير المؤمنين (عليه السلام) في البحار (9).

كلام العلامة المجلسي في عصمة فاطمة الزهراء سلام الله عليها واحتجاجه لعصمتها بالإجماع القطعي المتواتر والأخبار المتواترة في أبواب مناقبها، واحتجاجه لذلك على المخالفين بآية التطهير وغيرها (10).

ص: 256


1- (1) جديد ج 11 / 72، وط كمباني ج 5 / 19.
2- (2) جديد ج 11 / 72 و 76 و 78.
3- (3) جديد ج 11 / 198، وط كمباني ج 5 / 54.
4- (4) جديد ج 13 / 33، وط كمباني ج 5 / 224.
5- (5) جديد ج 12 / 348، وط كمباني ج 5 / 204.
6- (6) جديد ج 17 / 34، وط كمباني ج 6 / 201.
7- (7) جديد ج 17 / 93، وط كمباني ج 6 / 215 و 216.
8- (8) جديد ج 38 / 62، وط كمباني ج 9 / 274.
9- (9) جديد ج 40 / 205، وط كمباني ج 9 / 473.
10- (10) ط كمباني ج 8 / 129 و 130، وجديد ج 29 / 335.

باب عصمتهم ولزوم عصمة الإمام (1).

احتجاج هشام بن الحكم، وإثباته عصمة الإمام في البحار (2).

أقول: الأدلة النقلية والعقلية على عصمة النبي والإمام كثيرة.

منها: الآيات الكريمة وهي كثيرة. منها: آية التطهير، كما تقدم، فإنه إن صدر منهم معصية في عمرهم لم يشهد الله بطهارتهم.

ومنها: آية إطاعة أولي الأمر، كما تقدم في " طوع ".

وفي تفسير البرهان (آل عمران (3) عن الصدوق بإسناده عن هشام بن الحكم في بيان معنى إن الإمام لا يكون إلا معصوما، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ذلك، فقال: المعصوم هو الممتنع بالله من جميع محارم الله، وقد قال الله: * (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم) *.

ومنها: قوله تعالى مخاطبا لإبراهيم: * (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) * فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة. والظلم إما عظيم وإما غير عظيم، فالعظيم هو الشرك، قال تعالى: * (إن الشرك لظلم عظيم) *. وغير العظيم إما ظلم بنفسه وإما بغيره، قال تعالى: * (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) * ومن ليس بمعصوم فقد يكون ظالما، إما لنفسه وإما لغيره، والشرك ظلم عظيم على نفسه.

وأيضا إن الله تعالى يقول: * (إن الله لا يهدي القوم الظالمين) * من لم يهده الله كيف يكون هاديا للأمة؟ وكيف يكون الظالم إماما متبوعا؟ والله يقول: * (لا يحب الظالمين) * ويقول: * (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) * وواضح أن الظالم الذي لم يهده الله ولا يهديه ولا يحبه ونهى عن الركون والميل إليه كيف يجعله الله تعالى إماما هاديا مطاعا؟ ومن لا يفلحه الله كيف يكون إماما؟ قال تعالى: * (إنه لا يفلح الظالمون) * وقال: * (بعدا للقوم الظالمين) *.

ص: 257


1- (1) جديد ج 25 / 191، وط كمباني ج 7 / 228.
2- (2) جديد ج 25 / 191.
3- (3) تفسير البرهان ص 188.

ومنها: الروايات الشريفة المتواترة الناصة على عصمتهم، كما تقدمت الإشارة إلى مواضعها. ومنها: أحاديث الثقلين المتفقة المتواترة في كتب الفريقين، فإن النبي أمر بالتمسك بالقرآن والعترة وضمن الهداية، وعدم الضلالة لمن تمسك بهما، فلو لم تكن العترة معصومة لم يؤمن خطؤها، وحينئذ لا يكون التمسك بهم أمانا من الضلالة، كما بينا في أول كتاب " اثبات ولايت ".

قال الحسين بن سعيد الأهوازي في كتابه الزهد: لا خلاف بين علمائنا في أنهم معصومون عن كل قبيح مطلقا، وأنهم كانوا يسمون ترك المندوب ذنبا سيئة بالنسبة إلى كمالهم.

كلام صاحب كشف الغمة في تأويل ما نسبوا إلى أنفسهم المقدسة من الذنب والخطايا والعصيان مع عصمتهم قال: فائدة سنية: كنت أرى الدعاء الذي كان يقوله أبو الحسن (عليه السلام) في سجدة الشكر وهو: " رب عصيتك بلساني، ولو شئت وعزتك لأخرستني، وعصيتك ببصري - الخ ". فكنت أفكر في معناه وأقول: كيف يتنزل على ما يعتقده الشيعة من القول بالعصمة؟ وما اتضح لي ما يدفع التردد عني.

فاجتمعت بالسيد السعيد النقيب رضي الدين أبي الحسن علي بن موسى الطاووس العلوي الحسيني (رحمه الله) وألحقه بسلفه الطاهر، فذكرت له ذلك فقال: إن الوزير السعيد مؤيد الدين القمي رحمه الله تعالى سألني عنه فقلت: كان يقول هذا ليعلم الناس، ثم إني ذكرت بعد ذلك فقلت: هذا كان يقول في سجدته في الليل وليس عنده من يعلمه.

ثم سألني عنه الوزير مؤيد الدين محمد ابن العلقمي فأخبرته بالسؤال والجواب الأول الذي قلت، والذي أوردته عليه، وقلت: ما بقي إلا أن يكون يقول على سبيل التواضع وما هذا معناه، فلم يقع مني هذه الأقوال بموقع ولا حلت من قلبي في موضع.

ومات السيد رضي الدين.

فهداني الله إلى معناه ووقفني على فحواه، فكان الوقوف عليه والعلم به

ص: 258

وكشف حجابه بعد السنين المتطاولة والأحوال المجرمة، والأدوار المكررة من كرامات الإمام موسى (عليه السلام) ومعجزاته. ولتصح نسبة العصمة إليه، وتصدق على آبائه وأبنائه البررة الكرام. وتزول الشبهة التي عرفت من ظاهر هذا الكلام.

وتقريره أن الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) تكون أوقاتهم مشغولة بالله تعالى، وقلوبهم مملوة، وخاطرهم متعلقة بالملأ الأعلى، وهم أبدا في المراقبة كما قال (صلى الله عليه وآله): " اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ".

فهم أبدا متوجهون إليه ومقبلون بكلهم عليه، فمتى انحطوا عن تلك الرتبة العالية والمنزلة الرفيعة إلى الاشتغال بالمأكل والمشرب، والتفرغ إلى النكاح وغيره من المباحات عدوه ذنبا، واعتقدوه خطيئة، واستغفروا منه.

ألا ترى أن بعض عبيد أبناء الدنيا لو قعد وأكل وشرب ونكح وهو يعلم أنه بمرأى من سيده ومسمع، لكان ملوما عند الناس ومقصرا فيما يجب عليه من خدمة سيده ومالكه؟ فما ظنك بسيد السادات وملك الأملاك؟ وإلى هذا أشار (عليه السلام):

" إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله بالنهار سبعين مرة " ولفظة السبعين إنما هي لعدد الاستغفار لا إلى الرين (الغين ظ)، وقوله: " حسنات الأبرار سيئات المقربين ".

ويزيده إيضاحا من لفظه ليكون أبلغ من التأويل ويظهر من قوله (عليه السلام):

" أعقمتني معصية، والعقيم الذي لا يولد له، والذي يولد من السفاح لا يكون ولدا " فقد بان بهذا أنه كان يعد اشتغاله في وقت ما بما هو ضرورة للأبدان معصية ويستغفر الله منها. وعلى هذا فقس البواقي وكل ما يرد عليك من أمثالها، وهذا معنى شريف يكشف بمدلوله حجاب الشبه، ويهدي به الله من حسر على بصره وبصيرته رين العمى والعمة.

وليت السيد كان حيا لأهدي هذه العقيلة إليه، وأجلو عرائسها عليه. فما أظن أن هذا المعنى اتضح من لفظ الدعاء لغيري، ولا أن أحدا سار في إيضاح مشكله وفتح مقفله مثل سيري، وقد ينتج الخاطر العقيم فيأتي بالعجائب، وقديما ما قيل:

ص: 259

مع الخواطئ سهم صائب (1).

كلام العلامة المجلسي في ذلك قال:

إعلم! أن الإمامية اتفقوا على عصمة الأئمة صلوات الله عليهم من الذنوب صغيرها وكبيرها، فلا يقع منهم ذنب أصلا لا عمدا ولا نسيانا - إلى أن قال: - فأما ما يوهم خلاف ذلك من الأخبار والأدعية فهي مأولة بوجوه:

الأول: أن ترك المستحب وفعل المكروه قد يسمى ذنبا وعصيانا، بل ارتكاب بعض المباحات أيضا بالنسبة إلى رفعة شأنهم وجلالتهم ربما عبروا عنه بالذنب لانحطاط ذلك عن سائر أحوالهم، كما مرت الإشارة إليه في كلام الإربلي.

الثاني: أنهم بعد انصرافهم عن بعض الطاعات التي أمروا بها من معاشرة الخلق وتكميلهم وهدايتهم ورجوعهم عنها إلى مقام القرب والوصال ومناجاة ذي الجلال ربما وجدوا أنفسهم لانحطاط تلك الأحوال عن هذه المرتبة العظمى مقصرين، فيتضرعون لذلك وإن كان بأمره تعالى، كما أن أحدا من ملوك الدنيا إذا بعث واحدا من مقربي حضرته إلى خدمة من خدماته التي يحرم بها من مجلس الحضور والوصال فهو بعد رجوعه يبكي ويتضرع وينسب نفسه إلى الجرم والتقصير لحرمانه عن هذا المقام الخطير.

الثالث: أن كمالاتهم وعلومهم وفضائلهم لما كانت من فضله تعالى، ولولا ذلك لأمكن أن يصدر منهم أنواع المعاصي، فإذا نظروا إلى أنفسهم وإلى تلك الحال أقروا بفضل ربهم وعجز أنفسهم بهذه العبارات الموهمة لصدور السيئات فمفادها أني أذنبت لولا توفيقك، وأخطأت لولا هدايتك.

الرابع: أنهم لما كانوا في مقام الترقي في الكمالات، والصعود على مدارج الترقيات في كل آن من الآنات في معرفة الرب تعالى وما يتبعها من السعادات، فإذا نظروا إلى معرفتهم السابقة وعملهم معها اعترفوا بالتقصير وتابوا منه، ويمكن

ص: 260


1- (1) ط كمباني ج 7 / 231، وجديد ج 25 / 203.

أن ينزل عليه قول النبي (صلى الله عليه وآله): وإني لأستغفر الله في كل يوم سبعين مرة.

الخامس: أنهم لما كانوا في غاية المعرفة لمعبودهم فكل ما أتوا به من الأعمال بغاية جهدهم، ثم نظروا إلى قصورها عن أن يليق بجناب ربهم عدوا طاعاتهم من المعاصي واستغفروا منها كما يستغفر المذنب العاصي، ومن ذاق من كأس المحبة جرعة شائقة لا يأبى عن قبول تلك الوجوه الرائقة، والعارف المحب الكامل إذا نظر إلى غير محبوبه أو توجه إلى غير مطلوبه يرى نفسه من أعظم الخاطئين رزقنا الله الوصول إلى درجات المحبين (1).

ما يناسب ذلك من رفع الشبهات في البحار (2).

تفسير قوله تعالى: * (فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به) * قال: يعني بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)، كما قاله مولانا أبو جعفر صلوات الله عليه (3).

وجوب الاعتصام بالله تعالى:

قال تعالى: * (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم) *.

أمالي الطوسي: عن موسى بن جعفر، عن آبائه، عن النبي صلوات الله عليهم قال: يقول الله عز وجل: ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت به أسباب السماوات وأسباب الأرض من دونه، فإن سألني لم أعطه، وإن دعاني لم أجبه.

وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلا ضمنت السماوات والأرض رزقه، فإن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته وإن استغفرني غفرت له (4).

صحيفة الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) مثله (5).

ويقرب منه رواية مشكاة عن الصادق (عليه السلام): أوحى الله إلى داود - الخ (6). ونقله

ص: 261


1- (1) جديد ج 25 / 209.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 746، وجديد ج 34 / 384.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 108، وجديد ج 36 / 136.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 160.
5- (5) كتاب الأخلاق ص 157، و ج 19 كتاب الدعاء ص 39، وجديد ج 71 / 143، و 155، و ج 93 / 301 - 304.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 160.

الكافي أيضا، كما فيه (1).

أمالي الصدوق: في العلوي الصادقي (عليه السلام): إن الله يعصم من أطاعه، ولا يعتصم منه من عصاه - الخ (2).

نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من العصمة تعذر المعاصي - الخ (3).

الذنوب التي تهتك العصم: شرب الخمر، واللعب بالقمار، وتعاطي ما يضحك الناس من اللغو، والمزاح، وذكر عيوب الناس، ومجالسة أهل الريب، كما ذكرها مولانا علي بن الحسين (عليه السلام). والرواية بتمامها في البحار (4).

المعتصم العباسي الخليفة الثامن من بني العباس أخو المأمون: جملة من أحواله في تتمة المنتهى (5).

العاصمي: أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة الثقة الجليل، تشرف بلقاء الحجة بن الحسن (عليه السلام).

العصماء: خبيثة، تقول شعرا وتحرض على النبي (صلى الله عليه وآله)، كما في البحار (6).

وعاصم: أحد القراء السبعة، قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي. وقال أبو عبد الرحمن قرأت القرآن كله على علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقالوا: أفصح القراءات قراءة عاصم، لأنه أتى بالأصل (7).

عصى:

سؤال أبي حنيفة عن مولانا الكاظم صلوات الله عليه: يا غلام

ص: 262


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 153 مكررا، و ج 5 / 342، وجديد ج 14 / 41، و ج 71 / 126 و 127 و 144 و 157.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 164، وكتاب الكفر ص 165، وجديد ج 71 / 178، و ج 73 / 394.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 159، وجديد ج 73 / 364.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 162، وجديد ج 73 / 375.
5- (5) تتمة المنتهى ص 218 - 228.
6- (6) جديد ج 20 / 100، وط كمباني ج 6 / 506.
7- (7) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 14، وجديد ج 92 / 52.

ممن المعصية؟ فقال: لا تخلو من ثلاثة: إما أن تكون من الله عز وجل وليست منه، فلا ينبغي للكريم أن يعذب عبده بما لم يكتسبه. وإما أن تكون من الله تعالى ومن العبد، فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف. وإما أن تكون من العبد وهي منه، فإن عاقبه الله فبذنبه، وإن عفى عنه فبكرمه وجوده، رواه الصدوق في التوحيد، عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، أمالي الصدوق، كما في البحار (1). ورواه الطبرسي في الاحتجاج نحوه، كما فيه (2). وتقدم في " صغر ".

أقول: هذا استدلال عقلي وبطلان الأولين واضح بأدلة ثبوت العذاب، وبقي الثالث. وفي " فعل ": ما هو بمفاد ذلك.

جامع الأخبار: روي أنه جاء رجل إلى مولانا الحسين بن علي صلوات الله عليه وقال: أنا رجل عاص ولا أصبر عن المعصية فعظني بموعظة. فقال: افعل خمسة أشياء وأذنب ما شئت. فأول ذلك لا تأكل رزق الله وأذنب ما شئت. والثاني اخرج من ولاية الله وأذنب ما شئت. والثالث اطلب موضعا لا يراك الله وأذنب ما شئت. والرابع إذا جاء ملك الموت ليقبض روحك فادفعه عن نفسك وأذنب ما شئت. والخامس إذا أدخلك مالك في النار، فلا تدخل في النار وأذنب ما شئت (3).

قال تعالى: * (ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم) * - الآية.

تفسير علي بن إبراهيم: * (ومن يعص الله ورسوله) * في ولاية علي صلوات الله عليه * (فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا) * - الخبر (4).

وتقدم في " ستت ": ذكر أول ما عصى الله به وهي ستة.

ص: 263


1- (1) ط كمباني ج 3 / 3.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 9. وغيره في غيره، فراجع ج 4 / 149 مكررا، و ج 11 / 285 و 263، و ج 17 / 203، وجديد ج 5 / 4 و 27، و ج 10 / 247 و 248، و ج 48 / 175 و 106، و ج 78 / 323.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 151، وجديد ج 78 / 126.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 560، وجديد ج 33 / 162.

وعن مولانا الرضا صلوات الله عليه قال: من ترك معصية مخافة من الله أرضاه الله يوم القيامة - الخ (1).

تقدم في " جرء ": ذم الجرأة على المعاصي، وأنه كفر.

وعن عيسى أنه كان يقول: يا معشر الحواريين تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، وتقربوا إلى الله بالتباعد منهم، والتمسوا رضاه بسخطهم (2).

أبواب المعاصي والكبائر وحدودها:

باب معنى الكبيرة والصغيرة، وعدد الكبائر (3).

باب وقت ما يغلظ على العبد في المعاصي (4). ويأتي في " عمر " ما يتعلق بذلك. ويأتي في " ليث ": أن المعاصي من آثار الطينة الخبيثة، حيث اختلطت بطينة المؤمن الطيبة، ويفصل يوم الفصل. وتقدم في " خبث " ما يتعلق بذلك.

باب فيه الأمر بالهجرة عن بلاد أهل المعاصي (5).

روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: * (إن أرضي واسعة) * إذا عصي الله في أرض أنت فيها فأخرج منها إلى غيرها (6).

باب فيه ذكر من يرحم الله بهم على أهل المعاصي (7).

تقدم في " طوع ": المنع عن طاعة المخلوق في معصية الخالق، وأنهم الطاعات، وأعداءهم الفواحش والمعاصي في باطن القرآن (8).

وفي " عصم " تأويل ما نسبوا إلى أنفسهم المقدسة من الذنب والعصيان.

وفي " حيى ": ذكر الحية التي أحدقت بالسماوات والأرض، فإذا رأت معاصي العباد أسفت واستأذنت أن تبلع السماوات والأرض.

ص: 264


1- (1) ط كمباني ج 4 / 178، وجديد ج 10 / 368.
2- (2) جديد ج 14 / 330، وط كمباني ج 5 / 410، وكتاب السلسبيل ص 407.
3- (3) جديد ج 79 / 2، وط كمباني ج 16 / 114.
4- (4) جديد ج 73 / 387، وص 384، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 164.
5- (5) جديد ج 73 / 387، وص 384، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 164.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 411، وجديد ج 19 / 36. ويقرب منه في ص 38.
7- (7) جديد ج 73 / 377.
8- (8) جديد ج 24 / 286، وط كمباني ج 7 / 150.

الكلام في عصا آدم والأنبياء، وعصا موسى ومآربه، وأنها عند الأئمة صلوات الله عليهم، وأحكام العصا.

ففي الكافي باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء، مسندا عن محمد بن الفيض، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كانت عصا موسى لآدم فصارت إلى شعيب، ثم صارت إلى موسى بن عمران، وإنها لعندنا، وإن عهدي بها آنفا، وهي خضراء كهيأتها حين انتزعت من شجرتها، وإنها لتنطق إذا استنطقت، أعدت لقائمنا (عليه السلام) يصنع بها ما كان يصنع موسى، وإنها لتروع وتلقف ما يأفكون، وتصنع ما تؤمر به، وإنها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون، تفتح لها شعبتان: إحداهما في الأرض، والأخرى في السقف، وبينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها. ونقله في البحار (1). وبصائر الدرجات مثله (2). وإكمال الدين: مثله (3).

في أن عصا موسى كانت عصا آدم، هبط بها من الجنة وكانت من عوسج الجنة، ولها شعبتان يتوارثها الأنبياء حتى انتهت مع عصا نوح وإبراهيم، وعصي الأنبياء إلى شعيب مجموعة في بيت، فلما أراد موسى الانصراف قال له شعيب:

ادخل البيت، وخذ من تلك العصي عصا تكون معك، فلما دخل موسى البيت، وثبت إليه العصا فصارت في يده، فخرج بها فقال له شعيب: خذ غيرها، فعاد إلى البيت، ووثبت العصا إليه ثانيا تصير في يده وهكذا ثلاث مرات فقال له شعيب:

خذها، فقد خصك الله بها - الخ، فراجع لذلك كله إلى البحار (4).

غيبة النعماني: عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كانت عصا موسى قضيب آس من غرس الجنة، أتاه بها جبرئيل لما توجه تلقاء مدين - الخبر (5).

ص: 265


1- (1) ط كمباني ج 5 / 228، وجديد ج 13 / 45.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 328، و ج 13 / 182، وجديد ج 26 / 219، و ج 52 / 318.
3- (3) جديد ج 52 / 322.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 228 و 227 و 221 و 223 و 237، وجديد ج 13 / 45 و 22 - 78.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 191، وجديد ج 13 / 22، و ج 52 / 351.

أقول: يمكن الجمع بأن يقال: هذه عصا أخرى، ولأشجار الجنة أسماء عديدة، كما تقدم في " شجر ". ويمكن أن يعطيه جبرئيل حين توجه تلقاء مدين موقتا، ثم ردها إلى موضعها.

في أنه حين بعث نوح إلى قومه كان في يده عصا بيضاء، وكانت العصا تخبره بما يكن به قومه - الخ (1).

بيان قوله: * (ولي فيها مآرب أخرى) *، عن ابن عباس كان يحمل عليها زاده، ويركزها فيخرج منها الماء، ويضرب بها الأرض فيخرج ما يأكل، وكان يطرد بها السباع، وإذا ظهر عدو حاربت، وإذا أراد الاستسقاء من بئر طالت وصارت شعبتاها كالدلو، وكان يظهر عليها كالشمعة فيضئ له الليل، وكانت تحرسه وتؤنسه، وإذا طالت شجرة حناها بمحجنها (2). وأبسط من ذلك في تشريح المآرب (3). وتقدم في " ارب " ما يتعلق بذلك.

ولما بعثه الله إلى فرعون فلم يأذن له فضرب عصاه، ففتح الأبواب كلها فدخل عليه وقال: أنا رسول رب العالمين، فقال: إئتني بآية فألقى عصاه وكان لها شعبتان، فوقعت إحدى الشعبتين في الأرض والأخرى في أعلى القبة. وكان بينهما ثمانون ذراعا، كما في البحار (4). ويأتي في " فرعن " ما يتعلق بها.

جملة من أحواله يوم مغالبته مع السحرة ويوم دفعه العذاب الجراد والقمل وغيرهما من قوم فرعون (5).

وجه الجمع بين قوله تعالى: * (فإذا هي ثعبان مبين) * وبين قوله: * (كأنها جان ولى مدبرا) * - الخ من كلام السيد المرتضى (6).

ص: 266


1- (1) ط كمباني ج 5 / 94، وجديد ج 11 / 341.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 241.
3- (3) تشريح المآرب ص 232، وجديد ج 13 / 90، وص 60.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 254 و 237 و 247 و 253 و 256، وجديد ج 13 / 137 - 145 و 77 و 110.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 250 و 239 و 243 و 248 و 257، وجديد ج 13 / 81 و 120.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 227، وجديد ج 13 / 43.

ومن مسائل ملك الروم عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن شئ شرب وهو حي، وأكل وهو ميت. قال: ذاك عصا موسى شربت وهي في شجرتها غضة، وأكلت لما لقفت حبال السحرة وعصيهم (1).

وسأله أيضا عن عصا موسى مما كانت وما طولها وما اسمها وما هي؟ قال (عليه السلام): فإنها كانت يقال: البرنية الرايدة، وكان إذا كان فيها الروح زادت وإذا خرجت منها الروح نقصت، وكانت من عوسج وكانت عشرة أذرع، وكانت من الجنة أنزلها جبرئيل (2).

وتقدم في " شجر "، ويأتي في " وسا ": أيضا أن عصا موسى من العوسجة وطولها عشرة أذرع مقدار قامة موسى، وتقدم في " تبت ": أن عصا موسى في التابوت وانتقل ذلك كله إلى الأئمة صلوات الله عليهم، والدليل على ذلك ما تقدم في " حرف " و " صحف " و " اثر " و " ايى ".

وفي الكافي باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء مسندا عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات ليلة بعد عتمة وهو يقول: همهمة همهمة وليلة مظلمة، خرج عليكم الإمام عليه قميص آدم وفي يده خاتم سليمان وعصا موسى. ونقله في البحار (3). ونقله الصفار في بصائر الدرجات، كما في البحار (4).

ونظير معجزة موسى في العصا كان لمحمد (صلى الله عليه وآله) (5).

قصة عصي أسباط بني إسرائيل حيث لم يرضوا بخلافة سليمان بن داود فأمرهم داود وقال: إن من أثمرت عصاه فهو أولى بالأمر بعدي. فرضوا وأمرهم

ص: 267


1- (1) ط كمباني ج 4 / 112، وجديد ج 10 / 85.
2- (2) ط كمباني ج 4 / 106، وجديد ج 10 / 61.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 351، وجديد ج 14 / 81.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 328، و ج 9 / 424، وجديد ج 26 / 219، و ج 39 / 342.
5- (5) جديد ج 17 / 254 و 265 و 284، وط كمباني ج 6 / 256 و 259 و 264.

أن يكتب كل واحد اسمه على عصاه، فكتبوا ودفعوها إلى داود فجمعت في البيت وحرسوها، فلما أصبحوا وصلوا صلاة الصبح فتح الباب فأخرج عصيهم وقد أورقت عصا سليمان وأثمرت فسلموا له (1). ورواه في الكافي باب حالات الأئمة في السن.

تكلم عصا مولانا الجواد صلوات الله عليه وقولها: إن مولاي إمام هذا الزمان وهو الحجة. رواه الكافي ومناقب ابن شهرآشوب وغيرهما، كما في البحار (2).

وكانت عصا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيد الصادق (عليه السلام) قال أبو حنيفة: لو علمت أنها عصا رسول الله لقمت وقبلتها (3).

باب حمل العصا وإدارة الحنك (4).

عوذة العصا (5)، وفيه التأكيد في أخذ العصا من اللوز المر وبيان فوائدها (6).

مكارم الأخلاق: في النبوي (صلى الله عليه وآله) حمل العصا علامة المؤمن وسنة الأنبياء.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حمل العصا ينفي الفقر ولا يجاوره شيطان. وقال: تعصوا فإنها من سنن إخواني النبيين، وكانت بنو إسرائيل الصغار والكبار يمشون على العصا حتى لا يختالوا في مشيتهم (7).

وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المشي مع العصا من التواضع، ويكتب له بكل خطوة ألف حسنة، ويرفع له ألف درجة (8).

جامع الأخبار: قال النبي (صلى الله عليه وآله): من مشى مع العصا في السفر والحضر للتواضع، يكتب له بكل خطوة ألف حسنة، ومحي عنه ألف سيئة، ورفع له ألف

ص: 268


1- (1) ط كمباني ج 5 / 330 و 348 و 351، وجديد ج 13 / 447، و ج 14 / 67 و 81.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 116، وجديد ج 50 / 69، ومدينة المعاجز ص 520، وإثبات الهداة ج 6 / 167 و 201، والكافي باب ما يفصل به بين المحق والمبطل.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 142. ونحوه ج 11 / 113، وجديد ج 10 / 222، و ج 47 / 28.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 57، وجديد ج 76 / 229، وص 231.
5- (5) ط كمباني ج 16 / 57، وجديد ج 76 / 229، وص 231.
6- (6) ط كمباني ج 22 / 4، وجديد ج 100 / 108، و ج 76 / 229.
7- (7) ط كمباني ج 16 / 59، وجديد ج 76 / 234.
8- (8) ط كمباني ج 16 / 59، وجديد ج 76 / 234.

درجة (1). وتقدم في " سفر " ما يتعلق بذلك.

شق العصا كناية عن تفريق جماعة المسلمين، وللعلامة المجلسي بيان في ذلك (2).

وعن بعض زيارات أمير المؤمنين (عليه السلام): أشهد أنك عصا عن الله، ولعل المراد أنه العصا عن الله وبالله ولله، يؤدب به الخلق كالسوط.

عضب:

في الحديث: لاتضح بالعضباء. هي بالمد: مكسورة القرن الداخل، أو مشقوقة الأذن.

الدعائم: عن علي (عليه السلام) أنه قال: نهى رسول الله أن يضحى بالأعضب، والأعضب المكسور القرن كله، داخله وخارجه، وإن انكسر الخارج وحده فهو أقصم (3).

والعضباء اسم ناقة كانت لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، ووجه تسميتها بذلك لنجابتها لا لشق اذنها كذا قيل.

وروي أن العضباء ناقة النبي (صلى الله عليه وآله) لم تكن تسبق، فجاء أعرابي على قعود له فسابق بها فسبقها، فشق ذلك على الصحابة فقال النبي (صلى الله عليه وآله): حق على الله أن لا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه (4).

وتقدم في " سبق " و " رفع " ما يتعلق بذلك. وفي " إبل ": خبرها وقوله (صلى الله عليه وآله) لها عند وفاته: أنت لابنتي فاطمة، تركبك في الدنيا والآخرة، وماتت بعد ثلاثة أيام (5).

عضد:

المعتضد العباسي أحمد بن طلحة بن المتوكل: الخليفة السادس

ص: 269


1- (1) جديد ج 76 / 302، وط كمباني ج 16 / 84.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 75، وجديد ج 46 / 264.
3- (3) جديد ج 99 / 281، وط كمباني ج 21 / 65.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 571، وجديد ج 63 / 14.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 296، وجديد ج 17 / 417.

عشر من ولد العباس المتوفى سنة 289، وله كتاب في لعن معاوية بن أبي سفيان، كما في البحار (1).

عضد الدولة أبو شجاع ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي: من ملوك الديالمة من معاصري الشيخ المفيد، وكان يعظمه غاية التعظيم، ومن آثاره تجديد عمارة مشهد أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولد بأصبهان 5 ذي القعدة سنة 324، وتوفي ببغداد سنة 372، ودفن في النجف.

عضل:

ذكر مثل عضل والقارة في غدر بني قريظة (2).

كانت عضل والقارة قبيلتان من العرب، دخلا في الإسلام ثم غدرا، وكان إذا غدر أحد ضرب بهما المثل، فيقال: عضل والقارة (3).

العمري: كما في النهاية لغة " عضل " -: أعوذ بالله من كل معضلة ليس لها أبو الحسن، أراد المسألة الصعبة، ويريد بأبي الحسن علي بن أبي طالب، ومنه حديث معاوية، وقد جاءته مسألة مشكلة فقال: معضلة ولا أبا حسن. إنتهى. ونقله في البحار (4).

روايات ذكر المعضلات في مورد ورود أمر ليس في الكتاب والسنة على الإمام (عليه السلام) (5).

باب فيه النهي عن المعضل، وتفسير قوله تعالى: * (ولا تعضلوهن) * - الآية (6).

عدد العضلات على ما ذكره جالينوس خمسمائة وتسعة وعشرون، وعلى

ص: 270


1- (1) ط كمباني ج 8 / 568، وجديد ج 33 / 203.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 529، وجديد ج 20 / 201.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 534، وجديد ج 20 / 223.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 461 و 495. ونحوه في ص 478 و 480 و 483 و 487، و ج 16 / 121 و 122، وجديد ج 40 / 227 و 226 و 251 و 299 و 300، وكتاب إحقاق الحق ج 8 / 193.
5- (5) جديد ج 2 / 176 و 177، وط كمباني ج 1 / 116.
6- (6) جديد ج 103 / 371، وط كمباني ج 23 / 86.

ما ذكره أبو القاسم بن أبي صادق خمسمائة وثمانية عشر، كما في البحار (1).

أقول: العضلة بفتحتين وجمعها عضلات كل عصبة معها لحم مجتمع، والعضلة أيضا شجرة مثل الدفلي، كذا في المنجد.

أقول: وقيل: إن عدد العضلات أربعمائة وخمسين. وكيف كان هي على قسمين: الأولى: ما يتحرك بإرادة الإنسان يبسطها ويقبضها كعضلات اليد والرجل.

والثانية: ما يكون خارجا عن اختيارنا وإرادتنا كعضلات القلب والمعدة ونحوهما.

عضا:

قال تعالى: * (الذين جعلوا القرآن عضين) * من عضوته بمعنى فرقته، أي جعلته عضوا عضوا فصار أعضاء كأعضاء الجزور. وعن ابن عباس جعلوه جزءا جزءا فقالوا: سحر، وقالوا: أساطير الأولين، وقالوا: مفترى. وهم قريش، كما قاله الباقر والصادق صلوات الله عليهما في رواية العياشي (2).

كلمات المفسرين (3).

ذكر أعضاء الإنسان وتشريحها من كلمات الأطباء (4).

مدح كل عضو من أعضاء النبي (صلى الله عليه وآله)، الملتقط من الآيات الكريمة (5).

ذكر أعضائه الشريفة وشهادة كل عضو منها على معجزة (6).

الخرائج: كان لكل عضو من أعضاء النبي (صلى الله عليه وآله) معجزة، فمعجزة رأسه أن الغمامة أظلت على رأسه، ومعجزة عينيه أنه كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه، ومعجزة اذنيه أنه كان يسمع الأصوات في النوم كما يسمع في اليقظة، ومعجزة لسانه أنه قال للظبي: من أنا؟ قال: أنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومعجزة يده أنه

ص: 271


1- (1) ط كمباني ج 14 / 501، وجديد ج 62 / 58.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 387، و ج 4 / 61، وجديد ج 31 / 573، و ج 9 / 219.
3- (3) جديد ج 9 / 114، وط كمباني ج 4 / 34.
4- (4) جديد ج 62 / 1 - 59، وط كمباني ج 14 / 484.
5- (5) جديد ج 16 / 338، وط كمباني ج 6 / 174.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 139، وجديد ج 16 / 175 و 176.

أخرج من بين أصابعه الماء - الخبر (1).

عطر:

النبوي (صلى الله عليه وآله): ركعتان يصليهما متعطر، أفضل من سبعين ركعة يصليها غير متعطر (2). ورواه الصدوق في ثواب الأعمال مسندا عن المفضل، عن الصادق (عليه السلام) مثله (3).

الكافي: عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العطر من سنن المرسلين.

الكافي: عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاث أعطيهن الأنبياء:

العطر والأزواج والسواك (4). وتقدم في " طيب " ما يتعلق بذلك.

روي: تعطروا بالاستغفار لا تفضحكم روائح الذنوب (5).

معنى المثل: لا عطر بعد عروس (6).

عطرد:

عطارد بن حاجب بن زرارة: جاء مع وفده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أشرافهم، وكان شاعرهم وخطيبهم فخطب عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجلس، ثم قام ثابت بن قيس بأمر رسول الله وخطب. تفصيل ذلك في البحار (7).

وعطارد: نجم من السيارات، أقربها من الشمس، كما في المنجد.

عطس:

تفسير علي بن إبراهيم: عن مولانا الباقر صلوات الله عليه في حديث خلقة آدم: فلما بلغت فيه الروح إلى دماغه عطس فقال: الحمد لله، فقال الله تعالى له: يرحمك الله (8). وفيه رواية أخرى فيها: الحمد لله رب العالمين.

ص: 272


1- (1) ط كمباني ج 6 / 268، وجديد ج 17 / 299.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 7، وجديد ج 82 / 211.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 317، وجديد ج 84 / 330.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 442، وجديد ج 14 / 460.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 98، وجديد ج 6 / 22.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 653، وجديد ج 33 / 573.
7- (7) جديد ج 17 / 20 و 21، وط كمباني ج 6 / 197.
8- (8) ط كمباني ج 5 / 28، و ج 15 كتاب الإيمان ص 136، وجديد ج 11 / 106، و ج 68 / 130.

تفسير علي بن إبراهيم: عن الباقر (عليه السلام) في حديث أحوال موسى فعطس موسى فقال: الحمد لله رب العالمين، فأنكر فرعون ذلك ولطمه (1).

فقه الرضا (عليه السلام): نروي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقول لرسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا عطس: رفع الله ذكرك وقد فعل، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يقول لأمير المؤمنين (عليه السلام): إذا عطس أعلى الله كعبك وقد فعل (2).

عطس مولانا الرضا صلوات الله عليه ثلاثا في كل مرتبة يقول له صفوان:

صلى الله عليك (3).

وفي روايتين عن مولانا صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه قال لنسيم الخادم: ألا أبشرك في العطاس هو أمان من الموت ثلاثة أيام (4).

ولما ولد صلوات الله عليه عطس وقال: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله (5).

وفي رواية أخرى مثله مع زيادة: عبدا داخرا غير مستنكف ولا مستكبر (6).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام): وصاحب العطسة يأمن من الموت سبعة أيام.

الكافي عن مولانا الصادق صلوات الله عليه أن العطسة تخرج من جميع البدن، كما أن النطفة تخرج من جميع البدن، ثم قال: أما رأيت الإنسان إذا عطس نفض جميع أعضائه، وصاحب العطسة يأمن الموت سبعة أيام (7).

وقال (صلى الله عليه وآله): من سبق العاطس بالحمد لله أمن من الشوص واللوص والعلوص (8).

ص: 273


1- (1) ط كمباني ج 5 / 222، وجديد ج 13 / 25.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 336، و ج 15 كتاب العشرة ص 259، وجديد ج 38 / 316. ونحوه فيه ص 298، و ج 76 / 56.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 200، وجديد ج 17 / 30.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 3 و 112، وجديد ج 51 / 5 مكررا، و ج 52 / 30، و ج 76 / 55.
5- (5) جديد ج 51 / 4.
6- (6) جديد ج 51 / 28، وط كمباني ج 13 / 7، وجديد ج 76 / 53.
7- (7) ط كمباني ج 11 / 117، و ج 14 / 380، وجديد ج 47 / 47، و ج 60 / 363.
8- (8) ط كمباني ج 14 / 553، وجديد ج 62 / 301.

بيان: الشوص وجع الضرس، واللوص وجع الاذن، والعلوص وجع البطن، وقيل غير ذلك فيه (1).

ورواه في مشكلات العلوم هكذا: من سمت العاطس أمن - الخ مثله.

أبواب التحية والتسليم والعطاس (2).

قال تعالى: * (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) * - الآية.

باب العطاس والتسميت (3).

مكارم الأخلاق: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من سمع عطسة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد وآل محمد لم يشتك ضرسه ولا عينه أبدا - الخبر (4).

وعن الباقر (عليه السلام): نعم الشئ العطاس، فيه راحة للبدن ويذكر الله عنه، ويصلي على النبي (صلى الله عليه وآله) - الخ.

والنبوي (صلى الله عليه وآله): من سبق العاطس بالحمد عوفي عن وجع الضرس والخاصرة (5).

مكارم الأخلاق: روى أبو بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كثرة العطاس يأمن صاحبه من خمسة أشياء، أولها الجذام، والثاني الريح الخبيثة التي تنزل في الرأس والوجه، والثالث يأمن من نزول الماء في العين، والرابع يأمن من سدة الخياشيم، والخامس يأمن من خروج الشعر في العين. قال: وإن أحببت أن تقل عطاسك فاستعط بدهن المرزنجوش.

قلت: مقدار كم؟ قال: مقدار دانق. قال: ففعلت خمسة أيام فذهب عني (6).

وعنه (عليه السلام): من عطس في مرضه كان له أمان من الموت في تلك العلة (7).

وقال: التثاؤب من الشيطان، والعطاس من الله عز وجل. وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان الرجل يتحدث، فعطس عاطس فهو شاهد حق. وقال:

ص: 274


1- (1) ط كمباني ج 14 / 554، وجديد ج 62 / 302.
2- (2) جديد ج 76 / 1، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 244.
3- (3) جديد ج 76 / 51، وص 52، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 257.
4- (4) جديد ج 76 / 51، وص 52، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 257.
5- (5) جديد ج 76 / 51، وص 52، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 257.
6- (6) جديد ج 76 / 51، وص 52، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 257.
7- (7) جديد ج 76 / 51، وص 52، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 257.

العطاس للمريض دليل على العافية، وراحة البدن (1).

مجموعة الشهيد عن الصادق، عن أبيه صلوات الله عليهما: إن أصدق الحديث ما عطس عنده.

دعوات الراوندي: قالوا: من قال إذا عطس: الحمد لله رب العالمين على كل حال، وصلى الله على محمد وآل محمد لم يشتك شيئا من أضراسه، ولا من اذنيه (2).

وقال الصادق (عليه السلام): من عطس، ثم وضع يده على قصبة أنفه، ثم قال: الحمد لله رب العالمين كثيرا كما هو أهله، يستغفر الله له طائر تحت العرش إلى يوم القيامة.

وفي الباقري الصادقي (عليه السلام): إذا عطس أحدكم وهو على خلاء فليحمد الله في نفسه (3).

الخصال: عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة يرد عليهم الدعاء جماعة، وإن كانوا واحدا، الرجل يعطس فيقال له يرحمكم الله، فإن معه غيره. والرجل يسلم على الرجل: فيقول: السلام عليكم. والرجل يدعو للرجل فيقول: عافاكم الله (4).

وعن الصادق (عليه السلام): والصلاة على النبي واجبة في كل المواطن، وعند العطاس والرياح وغير ذلك (5). ومثله الرضوي (عليه السلام) بزيادة: والذبائح (6). وتقدم في " سمت " ما يتعلق بذلك.

عطش:

باب دواء البليلة، وكثرة العطش ويبس الفم (7).

عطش إسماعيل وما جرى على هاجر من عطشه (8).

ص: 275


1- (1) جديد ج 76 / 52، وص 53، وص 54.
2- (2) جديد ج 76 / 52، وص 53، وص 54.
3- (3) جديد ج 76 / 52، وص 53، وص 54.
4- (4) جديد ج 76 / 52، وص 53، وص 54.
5- (5) ط كمباني ج 4 / 144، وجديد ج 10 / 226.
6- (6) ط كمباني ج 4 / 173، وجديد ج 76 / 54، و ج 10 / 364.
7- (7) جديد ج 62 / 206، وط كمباني ج 14 / 533.
8- (8) جديد ج 12 / 97، وط كمباني ج 5 / 139.

علل الشرائع: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن إبراهيم لما خلف إسماعيل بمكة عطش الصبي، وكان فيما بين الصفا والمروة شجر، فخرجت أمه حتى قامت على الصفا، فقالت: هل بالوادي من أنيس؟ فلم يجبها أحد، فمضت حتى انتهت إلى المروة، فقالت: هل بالوادي من أنيس؟ فلم يجبها أحد، ثم رجعت إلى الصفا فقالت كذلك حتى صنعت ذلك سبعا، فأجرى الله ذلك سنة. فأتاها جبرئيل فقال لها: من أنت؟ فقالت: أنا أم ولد إبراهيم، فقال: إلى من وكلكم؟ فقالت: أما إذا قلت ذلك فقد قلت له حيث أراد الذهاب: يا إبراهيم إلى من تكلنا؟ فقال: إلى الله عز وجل، فقال جبرئيل: لقد وكلكم إلى كاف. قال: وكان الناس يتجنبون الممر بمكة لمكان الماء. ففحص الصبي برجله فنبعت زمزم، ورجعت من المروة إلى الصبي، وقد نبع الماء فأقبلت تجمع التراب حوله مخافة أن يسيح الماء ولو تركته لكان سيحا. قال: فلما رأت الطير الماء حلقت عليه، قال: فمر ركب من اليمن فلما رأوا الطير حلقت عليه قالوا: ما حلقت إلا على ماء، فأتوهم فسقوهم من الماء وأطعموهم الركب من الطعام، وأجرى الله عز وجل لهم بذلك رزقا، فكانت الركب تمر بمكة فيطعمونهم من الطعام ويسقونهم من الماء.

الكافي: مثله (1)، والمحاسن (2).

مناقب ابن شهرآشوب: روي عن علي (عليه السلام) قال: عطش المسلمون عطشا شديدا، فجاءت فاطمة بالحسن والحسين إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت: يا رسول الله إنهما صغيران لا يحتملان العطش، فدعا الحسن (عليه السلام) فأعطاه لسانه فمصه حتى ارتوى، ثم دعى الحسين (عليه السلام) فأعطاه لسانه فمصه حتى ارتوى (3).

عنه (عليه السلام) قال: رأينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أدخل رجله في اللحاف أو في الشعار فاستسقى الحسن (عليه السلام) فوثب النبي (صلى الله عليه وآله) إلى منيحة لنا، فمص من ضرعها فجعله في قدح، ثم وضعه في يد الحسن (عليه السلام)، فجعل الحسين (عليه السلام) يثب عليه،

ص: 276


1- (1) ط كمباني ج 5 / 141، وص 143، وجديد ج 12 / 106، وص 113.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 141، وص 143، وجديد ج 12 / 106، وص 113.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 79، وجديد ج 43 / 283.

ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يمنعه فقالت فاطمة: كأنه أحبهما إليك يا رسول الله؟ قال: ما هو بأحبهما إلي ولكنه استسقى أول مرة، وإني وإياك وهذين وهذا المنجدل يوم القيامة في مكان واحد.

بيان: المنيحة، بفتح الميم والحاء وكسر النون: الناقة أو الشاة، تعطيها غيرك يحتلبها، ثم يردها عليك. منجدل: أي ملقى على الجدالة وهي الأرض (1).

في أنه عطش أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) بصفين وقد أخذ أبو أيوب الأعور السلمي الماء وحرزه عن الناس، فشكى المسلمون العطش، فمضى الحسين (عليه السلام) فهزم أبا الأعور عن الماء وملك الماء، فبكى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: ذكرت أنه سيقتل عطشانا بطف كربلاء حتى ينفر فرسه ويحمحم، ويقول: الظليمة الظليمة لامة قتلت ابن بنت نبيها (2).

عطش مسلم بن عقيل (رضي الله عنه) وقتله عطشانا (3).

عطش الحسين (عليه السلام) وأصحابه وحفره الأرض وخروج عين له (4).

تقدم في " خضر ": إرسال الصادق (عليه السلام) خضرا بعود من شجرة طوبى، لدفع عطش أخي داود الرقي.

عطف:

باب التراحم والتعاطف (5).

قال تعالى في سورة الفتح: * (والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) *، وفي الحديد: * (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة) * - الخ.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: رأس العقل بعد الدين التودد

ص: 277


1- (1) ط كمباني ج 10 / 79، و ج 9 / 192، وجديد ج 37 / 86، و ج 43 / 283.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 161، وجديد ج 44 / 266.
3- (3) جديد ج 44 / 350 - 355، وط كمباني ج 10 / 181.
4- (4) جديد ج 44 / 387 - 390، وط كمباني ج 10 / 190.
5- (5) جديد ج 74 / 390، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 111.

إلى الناس، واصطناع الخير إلى كل أحد بر وفاجر (1).

الخصال: في خبر نوف قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إرحم، ترحم (2).

دعوات الراوندي: روي أنه إذا كان يوم القيامة ينادي كل من يقوم من قبره:

اللهم ارحمني، اللهم ارحمني، فيجابون لئن رحمتم في الدنيا لترحمون اليوم (3).

نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته عند وفاته: عليكم بالتواصل والتباذل، وإياكم والتدابر والتقاطع (4).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام): تواصلوا وتباروا وتراحموا وتعاطفوا.

بيان: عطف: أي مال، وعليه أشفق كتعطف، وتعاطفوا: عطف بعضهم على بعض (5). وتقدم في " الف " و " انس " ما يتعلق بذلك.

نهج البلاغة: من خطبة له (عليه السلام): يعطف الهوى على الهدى، إذا عطفوا الهدى على الهوى، ويعطف الرأي على القرآن، إذا عطفوا القرآن على الرأي (6).

عطل:

قوله تعالى: * (وبئر معطلة) * أولت بالإمام الصامت والغائب (7).

وتقدم في " بئر ".

عطا:

باب قول الرسول لعلي صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما:

أعطيت ثلاثا لم اعط (8).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): بالأسانيد عن الرضا، عن آبائه، عن علي صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنك أعطيت ثلاثا لم أعطها. قلت: فداك أبي وأمي، وما أعطيت؟ قال: أعطيت صهرا مثلي، وأعطيت مثل زوجتك، وأعطيت

ص: 278


1- (1) جديد ج 74 / 392 و 401، وص 396، وص 400.
2- (2) جديد ج 74 / 392 و 401، وص 396، وص 400.
3- (3) جديد ج 74 / 392 و 401، وص 396، وص 400.
4- (4) جديد ج 74 / 400، وص 401، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 113.
5- (5) جديد ج 74 / 400، وص 401، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 113.
6- (6) ط كمباني ج 13 / 33، و ج 8 / 384، وجديد ج 51 / 130، و ج 31 / 549.
7- (7) جديد ج 24 / 101 - 103، وط كمباني ج 7 / 111.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 365، وجديد ج 39 / 89.

مثل ولديك الحسن والحسين (عليهما السلام) (1).

الروايات الكثيرة المتواترة الدالة على أنه ما أعطى الله نبيا بل ولا مخلوقا شيئا، إلا وقد أعطاه محمدا (صلى الله عليه وآله)، وقد أعطي محمد جميع ما أعطي خلقه، وزاده من فضله كثيرا. وورث الأئمة الهدى صلوات الله عليهم كلها.

ففي الكافي باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم، ذكر فيها سبعة روايات، منها: في الصحيح عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: يا با محمد إن الله عز وجل لم يعط الأنبياء شيئا إلا وقد أعطاه محمدا. قال: وقد أعطي محمد جميع ما أعطي الأنبياء. وعندنا الصحف التي قال الله عز وجل، إلى آخر ما تقدم في " صحف ".

وكذا روايات ذلك في الكافي باب أن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل، وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها. وفيه باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء، إلى غير ذلك (2). وتقدم في " ايى " و " صحف " و " لوح " و " عصا " و " علم " و " عجز ": ما يدل على ذلك.

وفي الخصال بسند صحيح عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه قال: يا معاوية من أعطي ثلاثة لم يحرم ثلاثة: من أعطي الدعاء أعطي الإجابة، ومن أعطي الشكر أعطي الزيادة، ومن أعطي التوكل أعطي الكفاية. فإن الله عز وجل يقول في كتابه: * (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) * ويقول: * (لئن شكرتم لأزيدنكم) * ويقول: * (ادعوني أستجب لكم) *.

ونقله في البحار (3). والمحاسن معاوية بن وهب، عنه (عليه السلام) مثله (4)، والكافي بسند

ص: 279


1- (1) جديد ج 39 / 89. ويقرب منه في ج 40 / 68، وط كمباني ج 9 / 443.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 226 - 229، و 299، و ج 7 / 328 و 364، و ج 8 / 225، و ج 11 / 112، و ج 13 / 209، و ج 5 / 276، وجديد ج 13 / 225، و ج 17 / 130، و ج 18 / 7، و ج 27 / 29، و ج 30 / 255، و ج 47 / 25، و ج 53 / 36.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 134 و 155.
4- (4) ص 155.

آخر عن معاوية بن وهب مثله (1).

الخصال: عن أبي الصباح قال: قال جعفر بن محمد صلوات الله عليه: من أعطي أربعا لم يحرم أربعا: من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة، ومن أعطي الاستغفار لم يحرم التوبة، ومن أعطي الشكر لم يحرم الزيادة، ومن أعطي الصبر لم يحرم الأجر (2). ومعاني الأخبار، الخصال: مثله (3).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): من أعطي أربعا لم يحرم أربعا: من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة، ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول، ومن أعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة، ومن أعطي الشكر لم يحرم الزيادة، ثم تلا الآيات (4). والنبوي (صلى الله عليه وآله) (5).

شأن نزول قوله تعالى: * (فأما من أعطى واتقى) * (6). وتقدم ما يتعلق بذلك في " دحدح ".

تأويل هذه الآية في البحار (7).

تفسير قوله تعالى: * (ولسوف يعطيك ربك فترضى) * وأنه من رضا محمد (صلى الله عليه وآله) أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار، ويدخلون الجنة، كما في إحقاق الحق (8).

كتاب البيان والتعريف: النبوي (صلى الله عليه وآله): إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل

ص: 280


1- (1) ص 154، و ج 19 كتاب الدعاء ص 54، وجديد ج 71 / 43، وص 135، وص 129.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 97، وجديد ج 6 / 21.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 134، و ج 19 كتاب الدعاء ص 54، وجديد ج 71 / 44، و ج 93 / 362.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 102، وجديد ج 6 / 37.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 42 و 134، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 23، وجديد ج 77 / 144، و ج 78 / 68، و ج 69 / 409.
6- (6) جديد ج 22 / 60 و 122، و ج 93 / 167، وط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 5، و ج 6 / 685 و 700.
7- (7) جديد ج 24 / 44 و 46، وط كمباني ج 7 / 100.
8- (8) إحقاق الحق ج 9 / 139.

وتصدق منه (1).

عظم:

باب ما يجوز من تعظيم الخلق وما لا يجوز (2).

قال تعالى: * (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا) * وقال: * (وخروا له سجدا) *. وتقدم في " سجد " ما يتعلق بذلك.

نوادر الراوندي: عن علي صلوات الله عليه في قوله تعالى: * (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) * قال: ما سجدت به من جوارحك لله تعالى: * (فلا تدعوا مع الله أحدا) *.

نهج البلاغة، فيه إنكار أمير المؤمنين (عليه السلام) على دهاقين الأنبار لما ترجلوا له وقالوا: هذا خلق منا نعظم به أمراءنا (3).

تأويل الآيات فيه زجر النبي (صلى الله عليه وآله) سلمانا عن تقبيله قدمه وقوله: لا تصنع بي ما يصنع الأعاجم بملوكها، أنا عبد من عبيد الله، آكل مما يأكل العبد، وأقعد كما يقعد العبد (4).

إكمال الدين: خبر سنان الموصلي وورود القميين على مولانا الحسن العسكري والحجة المنتظر صلوات الله عليهما وتقبيلهم الأرض بين يديه، ويظهر منه جواز ذلك (5).

أقول: وفي " قبل " و " قوم ": جواز القيام والتعظيم بانحناء وشبهه، وفي " وقر ": لزوم تعظيم النبي (صلى الله عليه وآله) وتوقيره، وفي " قوم ": أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بتعظيم أهل بيته.

وفي خبر اللوح المروي، عن جابر قال تعالى: " عظم يا محمد أسمائي واشكر

ص: 281


1- (1) البيان والتعريف ج 1 / 54.
2- (2) جديد ج 76 / 62، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 260.
3- (3) جديد ج 76 / 62، و ج 41 / 55، وط كمباني ج 9 / 520.
4- (4) جديد ج 76 / 63.
5- (5) جديد ج 76 / 63.

نعمائي " - الخ (1).

نهج البلاغة: في مكاتبته (عليه السلام): وعظم اسم الله أن لا تذكره إلا على حق (2).

وتقدم في " سما ": اسم الله الأعظم، وفي " نبأ ": أن عليا (عليه السلام) هو النبأ العظيم.

وفي مواعظ عيسى: يا صاحب العلم! عظم العلماء لعلمهم ودع منازعتهم، وصغر الجهال لجهلهم ولا تطردهم، ولكن قربهم وعلمهم - الخبر (3).

ومن مواعظ الكاظم صلوات الله عليه: يا هشام تعلم من العلم ما جهلت، وعلم الجاهل مما علمت، عظم العالم لعلمه، ودع منازعته، وصغر الجاهل لجهله، ولا تطرده ولكن قربه وعلمه - الخبر (4).

الكافي: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: كان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: عظموا أصحابكم، ووقروهم - الخبر (5).

وتقدم في " سلم " في ترجمة سلمان الفارسي: خبر الرجل الذي عظم قنبر غلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في مقابل حسود، فصار سبب إيذائه فلسعته حية لذلك وقول أمير المؤمنين (عليه السلام) له: لا تفعل بنا ولا بأحد موالينا بحضرة أعدائنا ما يخاف علينا وعليهم - الخ.

وفي خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله): ومن عظم صاحب دنيا وأحبه لطمع دنيا سخط الله عليه، وكان في درجة مع قارون في التابوت الأسفل من النار (6).

وفي وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل: التحذير عن تعظيم الظالمين وشهود مجالسهم بما يسخط الله (7).

ص: 282


1- (1) ط كمباني ج 9 / 121 و 122، وجديد ج 36 / 195.
2- (2) ط كمباني ج 24 / 11، وجديد ج 104 / 283.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 405. ونحوه ص 408، وجديد ج 14 / 304.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 200، وجديد ج 78 / 309.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 71، وجديد ج 74 / 254.
6- (6) ط كمباني ج 16 / 107، وجديد ج 76 / 360.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 109، وجديد ج 77 / 412.

أحاديث تعظيم أهل البيت في كتاب فضائل السادات (1). وتقدم في " سود ".

باب في المنع عن نهك العظام (2).

الكافي: عن الفضيل قال: صنع لنا أبو حمزة طعاما، فلما حضرنا رأى رجلا ينهك عظما فصاح به وقال: لا تفعل، فإني سمعت علي بن الحسين (عليه السلام) يقول:

لا تنهكوا العظام، فإن فيها للجن نصيبا، فإن فعلتم ذهب من البيت ما هو خير من ذلك.

بيان: يقال: نهك من الطعام: بالغ في أكله، وقال الوالد: ينهك عظما أي يخرج مخه، أو يستأصل لحمه أو الأعم، والظاهر أن الجن يشمون العظم، فإذا استقصى لا يبقى شئ لاستشمامهم فيسرقون من البيت (3).

المحاسن: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن العظم أنهكه؟ قال: نعم.

بيان: يمكن حمله على نهك لا يصل إلى حد الإستيصال مع أن التجويز لا ينافي الكراهة (4).

الكلام في عظام الإنسان:

كلمات الحكماء في تشريح عظام الإنسان (5).

في تعداد مولانا الصادق صلوات الله عليه عظام الإنسان:

مناقب ابن شهرآشوب: عن سالم الضرير أن نصرانيا سأل الصادق (عليه السلام) عن أسرار الطب، ثم سأله عن تفصيل الجسم، فقال: إن الله خلق الإنسان على اثني عشر وصلا، وعلى مائتين وثمانية وأربعين عظما، وعلى ثلاثمائة وستين عرقا.

فالعروق هي التي تسقي الجسد كله، والعظام تمسكها، واللحم يمسك العظام، والعصب يمسك اللحم. وجعل في يديه اثنين وثمانين عظما في كل أحد أحد

ص: 283


1- (1) فضائل السادات ص 40 و 38.
2- (2) جديد ج 66 / 426، وص 427، وط كمباني ج 14 / 898.
3- (3) جديد ج 66 / 426، وص 427، وط كمباني ج 14 / 898.
4- (4) جديد ج 66 / 426، وص 427، وط كمباني ج 14 / 898.
5- (5) جديد ج 62 / 2 - 58، وط كمباني ج 14 / 485 و 501.

وأربعون عظما، منها في كفه خمسة وثلاثون عظما، وفي ساعده اثنان، وفي عضده واحد. وفي كتفه ثلاثة، فلذلك أحد وأربعون عظما، وكذلك في الأخرى. وفي رجله ثلاثة وأربعون عظما، منها في قدمه خمسة وثلاثون عظما، وفي ساقه اثنان، وفي ركبته ثلاثة، وفي فخذه واحد، وفي وركه اثنان. وكذلك في الأخرى. وفي صلبه ثماني عشرة فقارة، وفي كل واحد من جنبيه تسعة أضلاع، وفي وقصته ثمانية، وفي رأسه ستة وثلاثون عظما، وفي فيه ثمانية وعشرون أو اثنان وثلاثون عظما.

تبيين: يمكن أن يكون المراد وصل الأعضاء العظيمة بعضها ببعض، كالرأس والعنق والعضدين والساعدين والوركين والفخذين والساقين والأضلاع من اليمين والأضلاع من اليمن والشمال، وكأن المراد بالوقصة العنق.

قال الفيروزآبادي: وقص عنقه (كوعد): كسرها، والوقص (بالتحريك): قصر العنق. إنتهى. فعدها ثمانية باعتبار ضم بعض فقرات الظهر إليها لقربها منها وانحنائها قليلا.

ويحتمل أن يكون في الأصل " وفي وقيصته " وهي عظام وسط الظهر، وهي على المشهور سبعة فتكون الثمانية بضم الترقوة إليها. وفي بعض النسخ في أول الخبر " وستة وأربعين عظما " وهو تصحيف، لأنه لا يستقيم الحساب والأسنان غير داخلة في عدد العظام، فيدل على أنها ليست بعظم. وقد اختلف الأطباء في ذلك، فمنهم من ذهب إلى أنها عظم، وقيل: هو عصب، وقيل: هو مركب.

وظاهر الأخبار أنها نوع آخر غير العظم والعصب، لأنهم (عليهم السلام) عدوها في ما لا تحله الحياة من الحيوان مقابلا للقرن والعظم وغيرها. وظاهر الأخبار أنه لا حس لها ولم تحلها الحياة. وقال بعضهم: لها حس.

قال في القانون: ليس لشئ من العظام حس البتة إلا للأسنان. قال جالينوس:

بل التجربة تشهد أن لها حسا - الخ (1).

ص: 284


1- (1) ط كمباني ج 14 / 480. وذكر الرواية في ج 11 / 170، وجديد ج 61 / 317، و ج 47 / 218.

أثر عظم النبي: إنه إذا كشف من عظم نبي مطلت السماء بالمطر، كما في مورد استسقاء الجاثليق (1). وتقدم في " سقى ".

وتقدم في " عجز ": خبر العجوزة التي دلت على عظام يوسف، وفي " زنب ":

الإشارة إلى رواية زينب العطارة في عظمة الخلقة.

وفي كتاب البيان والتعريف، في النبوي (صلى الله عليه وآله): كسر عظم المسلم ميتا، ككسره حيا (2).

عظا:

العظاء ممدودة دويبة أكبر من الوزغة، والواحدة العظاية والعظاءة، وهي من المسوخ، كما يستفاد مما في البحار (3).

عفج:

عفج (كضرب) يعني جامع، وإذا قال رجل لرجل: يا معفوج، فعليه الحد، كما في الجعفريات، ومستدرك الوسائل.

عفر:

قصص الأنبياء: عن أبي منصور قال: لما فتح الله تعالى على نبيه (صلى الله عليه وآله) خيبر أصابه حمار أسود، فكلم النبي الحمار فكلمه وقال: أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا لم يركبها إلا نبي، ولم يبق من نسل جدي غيري ولا من الأنبياء غيرك، وقد كنت أتوقعك، كنت قبلك ليهودي أعثر به عمدا، فكان يضرب بطني ويضرب ظهري، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): سميتك يعفورا، ثم قال: تشتهي الإناث يا يعفور؟ قال: لا، وكلما قيل: أجب رسول الله، خرج إليه، فلما قبض رسول الله جاء إلى بئر فتردى فيها فصارت قبره جزعا (4). وفي حياة الحيوان مثله، كما في البحار (5).

ص: 285


1- (1) ط كمباني ج 12 / 163، وجديد ج 50 / 271.
2- (2) البيان والتعريف ج 1 / 242.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 786 و 787، وجديد ج 65 / 230.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 122، وجديد ج 16 / 100.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 700، و ج 6 / 293. ويقرب منه فيه ص 296، وجديد ج 64 / 195، و ج 64 / 47، و ج 65 / 216.

أهداه إليه المقوقس مع دلدل، كما في البحار (1).

علل الشرائع: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه في حديث وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إن أول شئ مات من الدواب حماره اليعفور، توفي ساعة قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) قطع خطامه، ثم مر يركض حتى وافى بئر بني حطمة بقبا، فرمى بنفسه فيها فكانت قبره، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن يعفور كلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال:

بأبي أنت وأمي إن أبي حدثني، عن أبيه، عن جده أنه كان مع نوح في السفينة، فنظر إليه يوما نوح ومسح على وجهه، ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم، والحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار. الكافي: مثله (2).

وكان له حمار اسمه عفير، والظاهر أنهما واحد لما في البحار (3).

ابن أبي يعفور: هو عبد الله، ثقة، جليل، من حواري الباقر والصادق (عليهما السلام).

وتقدم في " امن " الإشارة إلى خبر اللوح السماوي، وفيه الأخبار عن قتل المأمون الرضا (عليه السلام) بهذا التعبير: يقتله عفريت مستكبر، وفي رواية أخرى: يقتله عفريت كافر - الخ. وعفريت أخبث من الشيطان.

وفي " ثوم ": حكاية العفريت الذي نظر إلى الناس في السوق، فهز رأسه وتعجب، وحكايته لما مر على بيت يبكون على ميت لهم فضحك (4).

خبر عفراء الجنية (5). وتقدم في " جنن " و " حقق ": ذكر سائر مواضع الرواية.

عفف:

باب العفاف وعفة البطن والفرج (6).

ص: 286


1- (1) جديد ج 16 / 108.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 783، وجديد ج 22 / 457.
3- (3) جديد ج 17 / 404، وط كمباني ج 6 / 293.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 351، وجديد ج 14 / 79.
5- (5) جديد ج 18 / 83، و ج 27 / 13، و ج 63 / 80، و ج 74 / 353، و ج 94 / 20، وط كمباني ج 6 / 317، و ج 7 / 361، و ج 14 / 587، و ج 15 كتاب العشرة ص 100، و ج 19 كتاب الدعاء ص 68.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 183، وجديد ج 71 / 268.

قال تعالى: * (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين) *.

الكافي: عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما عبد الله بشئ أفضل من عفة بطن وفرج (1).

بيان: العفة في الأصل الكف، وقال الراغب: العفة حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة، والمتعفف المتعاطي لذلك بضرب من الممارسة والقهر، وأصله الاقتصار على تناول الشئ القليل - الخ.

وتطلق في الأخبار غالبا على عفة البطن والفرج، وكفهما عن مشتبهاتهما المحرمة، بل المشتبهة والمكروهة أيضا من المأكولات والمشروبات والمنكوحات، بل من مقدماتهما من تحصيل الأموال المحرمة لذلك، ومن القبلة واللمس والنظر إلى المحرم. ويدل على أن ترك المحرمات من العبادات وكونهما من أفضل العبادات.

الكافي: عن سدير، عن أبي جعفر (عليه السلام): إن أفضل العبادة عفة البطن والفرج (2).

الكافي: في العلوي الصادقي (عليه السلام): أفضل العبادة العفاف.

بيان: يمكن حمل العفاف هنا على ما يشمل ترك جميع المحرمات (3).

الكافي: عن منصور بن حازم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من عبادة أفضل عند الله من عفة بطن وفرج. ومثله غيره (4).

إكمال الدين: عن نجم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: يا نجم كلكم في الجنة معنا إلا أنه ما أقبح الرجل منكم أن يدخل الجنة قد هتك وبدت عورته. قال: قلت له: جعلت فداك وإن ذلك لكائن؟ قال: نعم! إن لم يحفظ فرجه وبطنه (5).

ص: 287


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 183، وجديد ج 71 / 268.
2- (2) جديد ج 71 / 269، و ج 78 / 176، وط كمباني ج 17 / 164.
3- (3) جديد ج 71 / 269.
4- (4) جديد ج 71 / 270. ونحوه في ج 78 / 141، وط كمباني ج 17 / 154.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 183، وجديد ج 71 / 270.

وفي وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل: أحسن حلية المؤمن التواضع، وجماله التعفف، وشرفه التفقه - الخ (1).

ومن كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام): تمام العفاف الرضا بالكفاف (2).

ومن كلمات السجاد (عليه السلام): ما من شئ أحب إلى الله بعد معرفته من عفة بطن وفرج، وما شئ أحب إلى الله من أن يسأل (3).

ومن كلمات الباقر (عليه السلام): إن الله يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف (4). وذكره مع البيان في البحار (5). ويأتي في " قول " ما يتعلق بذلك.

ثواب الأعمال: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رحم الله عبدا عف وتعفف وكف عن المسألة، فإنه يعجل الذل في الدنيا وفي الآخرة، ولا يغني الناس عنه شيئا (6).

أشعار الرضا (عليه السلام) في مدح العفاف (7). ويأتي ما يناسب ذلك في " قنع ".

عفيف التاجر ذكرناه في الرجال (8).

عفكل:

بشارة عفكلان الحميري بمقدم النبي (صلى الله عليه وآله) وكتابه إليه وإيمانه به (9).

عفا:

باب الحلم والعفو وكظم الغيظ (10).

ص: 288


1- (1) ط كمباني ج 17 / 109 و 74، وجديد ج 77 / 413 و 268.
2- (2) جديد ج 77 / 419.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 154، وجديد ج 78 / 141.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 165، وجديد ج 78 / 181.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 214، وجديد ج 71 / 405.
6- (6) ط كمباني ج 20 / 40، وجديد ج 96 / 154.
7- (7) ط كمباني ج 12 / 32، وجديد ج 49 / 112.
8- (8) مستدركات علم رجال الحديث ج 5 / 244.
9- (9) ط كمباني ج 6 / 52، وجديد ج 15 / 224.
10- (10) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 211، وجديد ج 71 / 397.

البقرة: * (فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره) *.

آل عمران: * (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) *.

تفسير: * (فاعفوا واصفحوا) * قيل: العفو ترك عقوبة الذنب، والصفح ترك تثريبه حتى يأتي الله بأمره فيهم بالقتل يوم فتح مكة.

وفي خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أراد الخروج إلى تبوك: ومن يعف يعفو الله عنه (1).

الكافي: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الندامة على العفو أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة (2).

مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): العفو عند القدرة من سنن المرسلين والمتقين، وتفسير العفو أن لا تلزم صاحبك فيما أجرم ظاهرا، وتنسى من الأصل ما أصبت منه باطنا، وتزيد على الاختيارات إحسانا ولن يجد إلى ذلك سبيلا إلا من قد عفى الله عنه، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وزينه بكرامته، وألبسه من نور بهائه، لأن العفو والغفران صفتان من صفات الله عز وجل أودعهما في أسرار أصفيائه، ليتخلقوا [مع الخلق] بأخلاق خالقهم، وجعلهم كذلك، قال الله عز وجل:

* (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) * ومن لا يعفو عن بشر مثله كيف يرجو عفو ملك جبار.

قال النبي (صلى الله عليه وآله) حاكيا عن ربه يأمره بهذه الخصال قال: صل من قطعك، واعف عمن ظلمك، وأعط من حرمك، وأحسن إلى من أساء إليك، وقد أمرنا بمتابعته، يقول الله عز وجل: * (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) *.

والعفو سر الله في القلوب قلوب خواصه ممن يسر له سره، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم، قالوا: يا رسول الله وما أبو ضمضم؟ قال: رجل كان ممن قبلكم كان إذا أصبح يقول: اللهم إني أتصدق

ص: 289


1- (1) ط كمباني ج 17 / 40، و ج 6 / 624، وجديد ج 77 / 133، و ج 22 / 210.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 212، وجديد ج 71 / 401.

بعرضي على الناس عامة (1).

توصية موسى بن جعفر صلوات الله عليه بالعفو، يذكر في " وصى ".

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة (2). وفي النبوي (صلى الله عليه وآله) مثله (3).

وقال (عليه السلام): إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه، وقال:

عاتب أخاك بالإحسان إليه، واردد شره بالإنعام عليه (4).

قال الشهيد الثاني: وفي خبر: إذا جثت الأمم بين يدي الله يوم القيامة نودوا ليقم من كان أجره على الله تعالى فلا يقوم إلا من عفى في الدنيا عن مظلمة (5).

وتقدم في " ظلم ": مدح العفو عن المظلمة.

وفي كتاب أربعين حديثا للديلمي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه ينادي مناد يوم القيامة من كان له على الله أجر فليقم، فلا يقوم إلا العافون، ألم تسمعوا قوله تعالى: * (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) * (6).

الكافي: في النبوي الصادقي (عليه السلام): عليكم بالعفو، فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا، فتعافوا يعزكم الله تعالى (7).

أمالي الصدوق: عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنا أهل بيت مروتنا العفو عمن ظلمنا (8). وبسند آخر عنه مثله. وتقدم في " صفح " ما يتعلق بذلك.

وفي النبوي (صلى الله عليه وآله): عفو الملوك بقاء الملك (9).

ص: 290


1- (1) جديد ج 71 / 423، و ج 75 / 244، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 218، وكتاب العشرة ص 185.
2- (2) جديد ج 71 / 427، وص 421، وص 427.
3- (3) جديد ج 71 / 427، وص 421، وص 427.
4- (4) جديد ج 71 / 427، وص 421، وص 427.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 185، وجديد ج 75 / 243.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 51 و 203، و ج 15 كتاب الإيمان ص 70، و ج 19 كتاب الدعاء ص 236 و 156، وجديد ج 77 / 180، و ج 78 / 324، و ج 67 / 266، و ج 95 / 197، و ج 94 / 315. ونحوه ج 71 / 403.
7- (7) جديد ج 71 / 401. ونحوه ص 419.
8- (8) جديد ج 71 / 414.
9- (9) ط كمباني ج 17 / 48، وجديد ج 77 / 168.

وتقدم النبوي (صلى الله عليه وآله) في " سبع ": أوصاني ربي بسبع، منها: وأن أعفو عمن ظلمني.

وفي النبوي (صلى الله عليه وآله) في تفسير قوله تعالى: * (خذ العفو وأمر بالعرف) * قال لجبرئيل: وما العفو؟ قال: أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، فلما فعل ذلك أوحى الله إليه: * (إنك لعلى خلق عظيم) * (1). ونحوه غيره مذكور في تفسير البرهان في آخر سورة الأعراف. وروى العياشي عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال: خذ منهم ما ظهر وما تيسر والعفو الوسط.

كلام الطبرسي في هذه الآية في البحار (2).

وقال تعالى: * (يسئلونك ماذا ينفقون قل العفو) * وذكر في تفسير البرهان سورة البقرة في هذه الآية ثلاثة روايات عن الكافي والعياشي عن مولانا الصادق (عليه السلام)، أن العفو هو الوسط. وعن الباقر والصادق (عليهما السلام) أنه الكفاف. وفي رواية أبي بصير القصد، وروى الطبرسي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: العفو ما فضل عن قوت السنة. إنتهى ما في التفسير.

أقول: وفي الكافي باب أدب المصدق عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في حديث:

إياك أن تضرب مسلما أو يهوديا أو نصرانيا في درهم خراج، أو تبيع دابة عمل في درهم، فإنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو. ورواه الصدوق في الفقيه مثله. وعن الجوهري: عفو المال ما يفضل من النفقة.

باب عفو الله وغفرانه وسعة رحمته - الخ (3).

أمالي الطوسي: عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يحشر الناس يوم القيامة متلازمين، فينادي مناد: أيها الناس! إن الله قد عفا فاعفوا. قال:

فيعفو قوم ويبقى قوم متلازمين. قال: فترفع لهم قصور بيض، فيقال: هذا لمن عفا

ص: 291


1- (1) ط كمباني ج 17 / 147، وجديد ج 78 / 114.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 144، وجديد ج 16 / 199.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 92، وجديد ج 6 / 1.

فيتعافى الناس (1).

الخرائج: عن أبي هاشم، عن أبي محمد (عليه السلام) قال: إن الله ليعفو يوم القيامة عفوا لا يحيط على العباد حتى يقول أهل الشرك: والله ربنا ما كنا مشركين - الخبر (2).

أقول: راجعت المصدر وفيه: عفوا لا يخطر على بال العباد - الخ. وهذا هو الصحيح.

ما يتعلق بقوله تعالى: * (عفا الله عنك لم أذنت لهم) * (3).

عفوه (صلى الله عليه وآله) في البحار (4). وتقدم في " خلق " و " حلم " ما يتعلق بذلك.

باب حسن خلق أمير المؤمنين (عليه السلام) وحلمه وعفوه (5).

في حلم مولانا علي بن الحسين صلوات الله عليه وعفوه (6). عفوه عن عبيده وإمائه في شهر رمضان وإعتاقهم (7).

عفو الإمام الصادق (عليه السلام) عن غلامه (8).

وعن المسعودي في مروج الذهب أنه حكى ما جرى بين معاوية وبين عبد الله بن الكواء وصعصعة من الكلام الخشن، وأنهما أغضبا معاوية قال: فقال معاوية في جوابهما: لولا أني أرجع إلى قول أبي طالب حيث يقول: قابلت جهلهم حلما ومغفرة والعفو عن قدرة ضرب من الكرم، لقتلتكم.

باب فضل العافية والمرض وثواب المرض - الخ (9).

ص: 292


1- (1) ط كمباني ج 3 / 225، وجديد ج 7 / 121.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 159، وجديد ج 50 / 256.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 746، وجديد ج 34 / 384.
4- (4) جديد ج 20 / 277، وط كمباني ج 6 / 544.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 519 و 542، وجديد ج 41 / 48 و 144.
6- (6) ط كمباني ج 11 / 28.
7- (7) ط كمباني ج 11 / 30، و ج 20 / 274، وجديد ج 46 / 96، و 103، و ج 98 / 186.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 213، وجديد ج 71 / 405.
9- (9) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 132، وجديد ج 81 / 170.

أمالي الصدوق: عن محمد بن حرب الهلالي، عن الصادق (عليه السلام) قال: العافية نعمة خفية، إذا وجدت نسيت، وإذا فقدت ذكرت. وقال: سمعت الصادق (عليه السلام) يقول: العافية نعمة يعجز الشكر عنها (1).

أقول: مكارم الأخلاق من الروضة عنه (عليه السلام) مثله.

وفي حكمة آل داود: العافية الملك الخفي (2).

وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله) دخل على مريض فقال: ما شأنك؟ قال: صليت بنا صلاة المغرب فقرأت القارعة، فقلت: اللهم إن كان لي عندك ذنب تريد أن تعذبني به في الآخرة فعجل ذلك في الدنيا، فصرت كما ترى. فقال: بئسما قلت، ألا قلت ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، فدعا له حتى أفاق.

وقال النبي (صلى الله عليه وآله): الحسنة في الدنيا الصحة والعافية، وفي الآخرة المغفرة والرحمة (3). وفي " دعا ": أدعية العافية.

قرب الإسناد: عن الصادق، عن أبيه صلوات الله عليهما: إن لله تبارك وتعالى ضنائن من خلقه، يغذوهم بنعمة، ويحبوهم بعافيته، ويدخلهم الجنة برحمته، تمر بهم البلايا والفتن مثل الرياح ما تضرهم شيئا.

بيان: الضنائن: الخصائص، واحدها: ضنينة - الخ (4).

أمالي الطوسي: عن حسين بن زيد بن علي قال: دخلت مع أبي عبد الله جعفر ابن محمد صلوات الله عليه على رجل من أهلنا، وكان مريضا، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): أنساك الله العافية، ولا أنساك الشكر عليها، فلما خرجنا من عند الرجل، قلت له: يا سيدي ما هذا الدعاء الذي دعوت به للرجل؟ فقال: يا حسين! العافية ملك خفي، يا حسين إن العافية نعمة إذا فقدت ذكرت، وإذا وجدت نسيت.

فقلت له: أنساك الله العافية بحصولها ولا أنساك الشكر عليها لتندم له، يا حسين! إن أبي خبرني عن آبائه، عن النبي صلوات الله عليهم أنه قال: يا صاحب العافية إليك انتهت الأماني (5).

ص: 293


1- (1) جديد ج 81 / 172، وص 173، وص 174، وص 182.
2- (2) جديد ج 81 / 172، وص 173، وص 174، وص 182.
3- (3) جديد ج 81 / 172، وص 173، وص 174، وص 182.
4- (4) جديد ج 81 / 172، وص 173، وص 174، وص 182.
5- (5) جديد ج 81 / 220، وط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 144.

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما في البحار قال:

أتم الناس أعلمهم بنقصه * وأقمعهم لشهوته وحرصه فلا تشتغل عافيته بشئ * ولا يسترخصن داء لرخصه (1) تقدم في " عزل ": أنه يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء تسعة منها في اعتزال الناس، وواحدة في الصمت.

وفي العيون عن الرضا (عليه السلام) في حديث قال: حيث ما ظفرت بالعافية فالزمه (2).

وفي وصية أمير المؤمنين للحسين (عليهما السلام): وكل بلاء دون النار عافية (3).

عقب:

باب فضل التعقيب وشرائطه وآدابه (4).

قال تعالى: * (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب) * والمعنى: إذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب في الدعاء وإليه فارغب في المسألة يعطك، كما عن الصادقين (عليهما السلام) (5).

وفسر التعقيب بالاشتغال عقيب الصلاة بدعاء أو ذكر وما أشبه ذلك (6).

وفي رواية وليد بن صبيح عن الصادق (عليه السلام) قال: التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد. يعني بالتعقيب، الدعاء بعقب الصلاة (7).

وعن الصادق (عليه السلام): عليكم بالدعاء في أدبار الصلوات (8).

الخصال: عن سعيد بن علاقة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: التعقيب بعد الغداة وبعد العصر يزيد في الرزق (9).

العيون: عن الرضا، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من

ص: 294


1- (1) ط كمباني ج 17 / 141، وجديد ج 78 / 89.
2- (2) العيون ج 2 / 230.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 67. ومثله في خطبة الوسيلة ص 79، وجديد ج 77 / 236 و 288.
4- (4) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 410، وجديد ج 85 / 313.
5- (5) جديد ج 85 / 313. ونحوه ص 325، وص 313، وص 314، وص 320.
6- (6) جديد ج 85 / 313. ونحوه ص 325، وص 313، وص 314، وص 320.
7- (7) جديد ج 85 / 313. ونحوه ص 325، وص 313، وص 314، وص 320.
8- (8) جديد ج 85 / 313. ونحوه ص 325، وص 313، وص 314، وص 320.
9- (9) جديد ج 85 / 321.

أدى فريضة فله عند الله دعوة مستجابة. صحيفة الرضا (عليه السلام) وأمالي الطوسي:

عنه (عليه السلام) مثله (1). والمحاسن: نحوه (2).

الاختيار لابن الباقي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إذا فرغ العبد من الصلاة ولم يسأل الله تعالى حاجته يقول الله تعالى لملائكته: انظروا إلى عبدي فقد أدى فريضتي ولم يسأل حاجته مني، كأنه قد استغنى عني خذوا صلاته فاضربوا بها وجهه (3).

الهداية: روي أن المؤمن معقب ما دام على وضوئه (4).

باب سائر ما يستحب عقيب كل صلاة (5).

ومن المهمات عقيب العصر الاستغفار سبعين مرة وإنا أنزلناه عشر مرات، فقد ورد لها فضل كثير (6).

باب حسن العاقبة، وإصلاح السريرة (7).

أمالي الصدوق: عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحسن فيما بقي من عمره لم يؤاخذ بما مضى من ذنبه، ومن أساء فيما بقي من عمره اخذ بالأول والآخر (8).

أقول: المحسن فيما بقي هو التارك المنتهي عن مساوي ما مضى، وهذه التوبة.

قال تعالى: * (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) *.

أمالي الصدوق: عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خير الأمور خيرها عاقبة (9).

معاني الأخبار: عن عيسى بن مريم قال: يا معاشر الحواريين بحق أقول لكم، إن الناس يقولون: إن البناء بأساسه، وإني لا أقول لكم كذلك. قالوا: فماذا تقول

ص: 295


1- (1) جديد ج 85 / 321، وص 322 و 324، وص 325.
2- (2) جديد ج 85 / 321، وص 322 و 324، وص 325.
3- (3) جديد ج 85 / 321، وص 322 و 324، وص 325.
4- (4) جديد ج 85 / 326.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 417، وجديد ج 86 / 1.
6- (6) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 440، وجديد ج 86 / 78 - 80.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 203، وجديد ج 71 / 362، وص 363.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 203، وجديد ج 71 / 362، وص 363.
9- (9) جديد ج 71 / 363.

يا روح الله! قال: بحق أقول لكم إن آخر حجر يضعه العامل هو الأساس. قال الراوي: إنما أراد خاتمة الأمر (1).

تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة، لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت له (2). وتقدم في " ختم " و " توب " و " حسن "، ما يتعلق بذلك.

قصص الأنبياء: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان في بني إسرائيل رجل يكثر أن يقول: الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، فغاظ إبليس ذلك فبعث إليه شيطانا فقال: قل: العاقبة للأغنياء، فجاءه فقال ذلك، فتحاكما إلى أول من يطلع عليهما على قطع يد الذي يحكم عليه، فلقيا شخصا فأخبراه بحالهما، فقال: العاقبة للأغنياء، فقطع يده فرجع وهو يحمد الله ويقول: العاقبة للمتقين، فقال له تعود أيضا؟ فقال: نعم على يدي الأخرى، فخرجا فطلع الآخر فحكم عليه أيضا فقطعت يده الأخرى، وعاد أيضا يحمد الله ويقول: العاقبة للمتقين، فقال له: تحاكمني على ضرب العنق؟ فقال: نعم، فخرجا فرأيا مثالا فوقفا عليه فقال: إني كنت حاكمت هذا وقصا عليه قصتهما. قال: فمسح يديه فعادتا، ثم ضرب عنق ذلك الخبيث وقال: هكذا العاقبة للمتقين (3).

حسن عاقبة زرارة حاجب المتوكل (4).

باب غزوة تبوك وقصة العقبة (5).

قصة العقبة وأسماء الذين نفروا بناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورآهم حذيفة بن اليمان (6).

ص: 296


1- (1) جديد ج 71 / 364، وص 366.
2- (2) جديد ج 71 / 364، وص 366.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 96، وجديد ج 70 / 293.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 134، وجديد ج 50 / 147.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 618، وجديد ج 21 / 185.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 627، و ج 8 / 22، و ج 9 / 200 و 205، وجديد ج 21 / 222 و 223 - 236، و ج 37 / 115 و 135، و ج 28 / 97.

كلام الناقة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة العقبة: والله لا أزلت خفا عن خف ولو قطعت إربا إربا (1).

إعلام الورى: أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ليلة العقبة حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر فمشيا معه مشيا، وأمر عمارا أن يأخذ بزمام الناقة، وأمر حذيفة أن يسوقها (2).

ما يتعلق بأصحاب العقبة في أحاديث الغدير (3).

وذكر قصة العقبة، وما جرى من المنافقين في السيرة الحلبية (4).

وعن مولانا الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: * (فلا اقتحم العقبة) * قال: من انتحل ولايتنا فقد جاز العقبة، فنحن تلك العقبة التي من اقتحمها نجا. وقال في قوله تعالى: * (فك رقبة) * فك رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت، وأنتم صفوة الله - الخ (5). ورواه في الكافي باب نكت ونتف في الولاية.

المحاسن: عن أبيه، عن معمر بن خلاد قال: رأيت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يأكل، فتلا هذه الآية: * (فلا اقتحم العقبة) * - الخ، ثم قال: علم الله أن ليس كل خلقه يقدر على عتق رقبة، فجعل لهم سبيلا إلى الجنة بإطعام الطعام (6).

وفي رواية أخرى: كان إذا أكل يأخذ من كل ما يأكل، ويجمعه في صحفة ويتصدق بها، ويتلو هذه الآية (7).

ذكر عقبات الصراط نعوذ بالله منها:

مناقب ابن شهرآشوب: في النبوي (صلى الله عليه وآله): أن فوق الصراط عقبة كؤودا طولها

ص: 297


1- (1) جديد ج 21 / 249، وص 247، وط كمباني ج 6 / 632.
2- (2) جديد ج 21 / 249، وص 247، وط كمباني ج 6 / 632.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 198، وجديد ج 37 / 135.
4- (4) السيرة الحلبية ج 3 باب غزوة تبوك ص 162 و 163.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 384، و ج 15 كتاب الإيمان ص 140، وجديد ج 27 / 125، و ج 68 / 143.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 103، وجديد ج 74 / 362.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 11، و ج 12 / 28، و ج 14 / 879، وجديد ج 69 / 362، و ج 49 / 97، و ج 66 / 348.

ثلاثة آلاف عام - إلى آخر ما تقدم في " صرط ".

النبوي (صلى الله عليه وآله): إن أمام هذا الخلق ألف عقبة كئود أهونها الموت، كما في الروضات (1).

ومن كلمات زكريا: إن بين الجنة والنار لعقبة لا يجوزها إلا البكاءون من خشية الله تعالى (2).

الإرشاد: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) ينادي كل ليلة: تزودوا رحمكم الله، فقد نودي فيكم بالرحيل، وأقلوا العرجة على الدنيا، وانقلبوا بصالح ما يحضركم من الزاد، فإن أمامكم عقبة كؤودا ومنازل مهولة، لابد من الممر بها والوقوف عليها (3).

العقائد: إعتقادنا في العقبات التي على طريق المحشر إن كل عقبة منها اسمها اسم فرض وأمر ونهي، فمتى انتهى الإنسان إلى عقبة اسمها فرض، وكان قد قصر في ذلك الفرض حبس عندها، وطولب بحق الله فيها، فإن خرج منه بعمل صالح قدمه أو برحمة تداركه نجا منها إلى عقبة أخرى، فلا يزال من عقبة إلى عقبة، ويحبس عند كل عقبة فيسأل عما قصر فيه، فإن سلم من جميعها إنتهى إلى دار البقاء، ويسكن في جوار رحمة الله مع أولياء الله، وإن حبس على عقبة فطولب بحق قصر فيه ولم ينجه عمل صالح قدمه ولا أدركته رحمة الله زلت قدمه فهوى في جهنم - نعوذ بالله منها - وهذه العقبات كلها على الصراط.

واسم عقبة منها الولاية، يوقف جميع الخلائق عندها فيسألون عن ولاية الأئمة (عليهم السلام)، فمن أتى بها نجا وجاز، ومن لم يأت بها هوى. وذلك قول الله عز وجل: * (وقفوهم إنهم مسؤولون) *.

وأهم عقبة منها المرصاد، وهو قول الله تعالى: * (وإن ربك لبالمرصاد) * ويقول عز وجل: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم.

ص: 298


1- (1) الروضات ط 2 ص 685.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 372. ونحوه في ص 373، وجديد ج 14 / 165.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 94، وجديد ج 73 / 106.

واسم عقبة منها: الرحم، واسم عقبة منها: الأمانة، واسم عقبة منها الصلاة، وباسم كل فرض وأمر ونهي عقبة، ويحبس عندها العبد فيسأل. إنتهى ملخصا (1).

أمالي الصدوق، وغيره: عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال:

دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجهني إلى اليمن لأصلح بينهم، فقلت: يا رسول الله إنهم قوم كثير ولهم سن وأنا شاب حدث، فقال: يا علي إذا صرت بأعلى عقبة أفيق، فناد بأعلى صوتك: يا شجر يا مدر يا ثرى، محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرئكم السلام، قال:

فذهبت، فلما صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن، فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي، مشرعون رماحهم، مسورون على أسنتهم، متنكبون قسيهم، شاهرون سلاحهم، فناديت بأعلى صوتي: يا شجر ويا مدر، يا ثرى، محمد (صلى الله عليه وآله) يقرئكم السلام، قال: فلم يبق شجرة ولا مدرة ولا ثرى إلا ارتج بصوت واحد: وعلى محمد رسول الله وعليك السلام، واضطربت قوائم القوم، وارتعدت ركبهم، ووقع السلاح من أيديهم، وأقبلوا إلي مسرعين، فأصلحت بينهم وانصرفت (2).

تفسير قوله تعالى: * (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) * ونزوله في غزوة أحد عند شهادة حمزة سيد الشهداء حين رآه الرسول شهيدا، وقوله: لئن أمكنني الله من قريش لأمثلن بسبعين رجلا منهم، فنزل عليه جبرئيل بهذه الآية الشريفة (3).

تفسير قوله تعالى: * (ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله) *، وإنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ينصره الله بولده القائم صلوات الله عليه (4).

باب عقاب الكفار والفجار في الدنيا (5).

ص: 299


1- (1) ط كمباني ج 3 / 227، وجديد ج 7 / 128.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 285 و 658، و ج 9 / 569، وجديد ج 17 / 371، و ج 21 / 362، و ج 41 / 252.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 498 و 504 و 506، وجديد ج 20 / 93 و 98.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 11، و ج 10 / 235، وجديد ج 51 / 47، و ج 45 / 167.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 107، وجديد ج 6 / 54.

طه: * (فإن لك في الحياة أن تقول لامساس) *.

ن: * (إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين) * وقصتهم في البحار (1).

تفسير العياشي: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إن أبي (عليه السلام) كان يقول:

إن الله قضى قضاء حتما لا ينعم على عبده بنعمة فيسلبها قبل أن يحدث العبد ما يستوجب بذلك الذنب سلب تلك النعمة، وذلك قول الله تعالى: * (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) * (2).

وعن الباقر (عليه السلام) ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن:

البغي، وقطيعة الرحم، واليمين الكاذبة (3).

والنبوي العلوي (عليه السلام): ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخر إلى الآخرة:

عقوق الوالدين، والبغي على الناس، وكفر الإحسان (4).

باب أن الله لا يعاقب أحدا بفعل غيره (5). وليس هذا الباب في الطبع الكمباني.

قال الله تعالى: * (ولا تزر وازرة وزر أخرى) *.

وعن مولانا الباقر صلوات الله عليه: إن لله عقوبات في القلوب والأبدان ضنك في المعيشة، ووهن في العبادة، وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب (6).

وعن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: أحدثكم بحديث ينبغي لكل مسلم أن يعيه، ثم أقبل علينا فقال: ما عاقب الله عبدا مؤمنا في هذه الدنيا إلا كان أجود وأمجد من أن يعود في عقابه يوم القيامة، ولا ستر الله على

ص: 300


1- (1) ط كمباني ج 20 / 26، وجديد ج 96 / 101.
2- (2) جديد ج 6 / 56.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 164، وجديد ج 78 / 174.
4- (4) جديد ج 74 / 74، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 23.
5- (5) جديد ج 71 / 237.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 164، وجديد ج 78 / 176.

عبد مؤمن في هذه الدنيا وعفى عنه إلا كان أجود وأمجد وأكرم من أن يعود في عفوه يوم القيامة، ثم قال: وقد يبتلي الله المؤمن بالبلية في بدنه أو ماله أو ولده أو أهله، وتلا هذه الآية: * (ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) * وضم يده ثلاث مرات ويقول: ويعفو عن كثيره (1). وتقدم في " صيب " و " بلا " ما يتعلق بذلك.

قوله تعالى: * (له معقبات من بين يديه) * - الآية.

كلام المفسرين في هذه الآية (2).

والروايات بأنهم الملائكة الذين يحفظون العباد (3).

باب قصص يعقوب ويوسف (4).

وكان يعقوب أشبه الناس بإبراهيم (5).

إكمال الدين: إرسال يوسف من مصر أعرابيا إلى يعقوب ليقرئه السلام ويقول له: إن وديعتك عند الله لا تضيع (6).

إكمال الدين: عن الباقر (عليه السلام): وأما يعقوب فكانت نبوته في أرض كنعان، ثم هبط إلى أرض مصر فتوفي فيها، ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بأرض كنعان (7). ويأتي في " عيش ": أن عمره مائة وعشرون سنة.

أحوال بني يعقوب، وأنهم ليسوا بأنبياء (8).

السؤال عن السيد المرتضى عن حال بني يعقوب مع هذا الخطأ العظيم، وقد

ص: 301


1- (1) ط كمباني ج 17 / 130، وجديد ج 78 / 52.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 221 و 222، وجديد ج 59 / 150 و 179، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 62.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 228 مكررا، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 62، وجديد ج 70 / 154، و ج 59 / 179.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 170، وجديد ج 12 / 216.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 194، وجديد ج 12 / 312.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 187، وجديد ج 12 / 285.
7- (7) ط كمباني ج 5 / 14، وجديد ج 11 / 51.
8- (8) ط كمباني ج 5 / 24 و 171 - 195، وجديد ج 12 / 220 و 316، و ج 11 / 89.

كانوا أنبياء، والجواب أنه لم تقم الحجة بأن الذين فعلوا بيوسف ما فعلوا كانوا أنبياء في حال من الأمراض، ثم كلام المجلسي في ذلك (1).

قول موسى لبنت شعيب: فإنا بنو يعقوب لا ننظر في أعجاز النساء (2).

علل الشرائع: عن الصادق (عليه السلام): سمي يعقوب لأنه خرج بعقب أخيه عيص وكانا توأمين. ويعقوب هو إسرائيل، وإسرائيل: عبد الله، وفي خبر آخر: قوة الله (3).

وتقدم في " أسر " ما يتعلق بذلك.

العقاب: طير في الهواء.

أخذه خفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين خلعها وقت المسح، وإرساله وسقوط حية من بينه (4).

عقج:

في الجعفريات بسنده الشريف فيمن قال: يا معقوج، قال (عليه السلام) عليه الحد (5). هكذا النسخة، لكن ذكره في مستدرك الوسائل بالفاء.

وفي المجمع: وفي الحديث إذا قال الرجل للرجل: يا معفوج، فإن عليه الحد.

هو من العفج (بالفاء والجيم) الجماع يعنى: يا موطوء في دبره - الخ.

عقد:

قال تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) * يعني أوفوا بالعهود.

روى القمي في تفسيره بسند صحيح، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قوله: * (أوفوا بالعقود) * قال: بالعهود. ورواه العياشي عنه مثله، كما فيه وفي البحار (6).

ص: 302


1- (1) جديد ج 12 / 322.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 227، وجديد ج 13 / 41.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 182 و 187، وجديد ج 13 / 265 و 284.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 290، وجديد ج 17 / 391 و 405.
5- (5) الجعفريات ص 136.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 144، وجديد ج 75 / 95.

وتفصيل الكلام في هذه الآية في عوائد الأيام للعلامة النراقي (1). وتحقيقه قولهم العقود تابعة للقصود فيه (2). ويأتي في " عهد " ما يتعلق بذلك.

وروى القمي مسندا عن مولانا الجواد صلوات الله عليه في هذه الآية إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عقد عليهم لعلي (عليه السلام) في الخلافة في عشرة مواطن، ثم أنزل الله:

يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود التي عقدت عليكم لأمير المؤمنين (عليه السلام) (3).

وفي حديث همام عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفات المؤمن: وفي العقد (4).

وفي العلوي (عليه السلام): وإذا عاقدتم فأوفوا (5).

عقد المعصوم (عليه السلام) خيطا فيه اثنا عشر عقدة (6). وفي " نفث " ما يتعلق بذلك.

وعقد الرضا (عليه السلام) ثمانية لدفع الحمى، كما في الإختصاص (7). ونقله في البحار (8).

ذكر العقد الذي لفاطمة الزهراء صلوات الله عليها فتصدقت به على شيخ فقير، فاشتراه عمار بإذن النبي (صلى الله عليه وآله) (9). وتقدم في " برك " ما يتعلق بذلك.

بيان العلامة المجلسي لجملة من حساب العقود في البحار (10).

إسلام أبي طالب بحساب الجمل، وعقده بيده ثلاثة وستين، (يعني إله، أحد، جواد) (11). وفي ذيله تشريح حساب العقود. وتقدم في " جمل " و " طلب "

ص: 303


1- (1) عوائد الأيام ص 1، وص 52.
2- (2) عوائد الأيام ص 1، وص 52.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 100. ونحوه ص 120، وجديد ج 36 / 92 و 191.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 97. وبيانه ص 99، وجديد ج 67 / 365 و 373.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 80، وجديد ج 77 / 292.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 216، وجديد ج 95 / 129.
7- (7) الإختصاص ص 18.
8- (8) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء باب عوذة الحمى ص 189، وجديد ج 95 / 20.
9- (9) ط كمباني ج 10 / 17، وجديد ج 43 / 57.
10- (10) جديد ج 4 / 191، وط كمباني ج 2 / 159.
11- (11) ط كمباني ج 9 / 16 و 17، و ج 13 / 248، وجديد ج 35 / 77 و 78 و 79، و ج 53 / 192.

ما يتعلق بذلك، وكذا في البحار (1).

عقيد الخادم ذكرناه في الرجال (2).

ابن عقدة: الحافظ الثقة الأمين في أصحاب الحديث، أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة، ذكرناه في الرجال (3). وابنه محمد من أجلاء العلماء الإمامية، روى عنه التلعكبري.

عقر:

تقدم في " عرقب ": ما يتعلق بعقر الدابة في سبيل الله تعالى.

عقرب:

المحاسن: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لدغت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عقرب، وهو يصلي بالناس، فأخذ النعل فضربها، ثم قال بعدما انصرف: لعنك الله، فما تدعين برا ولا فاجرا إلا آذيته، قال: ثم دعا بملح جريش فدلك به موضع اللدغة، ثم قال: لو علم الناس ما في الملح الجريش ما احتاجوا معه إلى الترياق وإلى غيره معه (4). روايات الكافي في ذلك فيه (5).

دعوات الراوندي: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إن النبي (صلى الله عليه وآله) لسعته عقرب وهو قائم يصلي، فقال: لعن الله العقرب، لو ترك أحدا لترك هذا المصلي - يعني نفسه - ثم دعا بماء وقرأ عليه الحمد والمعوذتين، ثم جرع منه جرعا، ثم دعا بملح ودافه في الماء وجعل يدلك منه على ذلك الموضع حتى سكن (6).

وسائر الروايات التي وردت في معنى ذلك في البحار (7).

ص: 304


1- (1) ط كمباني ج 9 / 418، و ج 11 / 265، وجديد ج 48 / 113، و ج 39 / 319.
2- (2) مستدركات علم رجال الحديث ج 5 / 252.
3- (3) مستدركات علم رجال الحديث ج 1 / 442.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 533.
5- (5) ص 718 و 891، و ج 6 / 164، وط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 212، وجديد ج 62 / 207، و ج 16 / 291، و ج 84 / 302، و ج 64 / 273، و ج 66 / 395.
6- (6) جديد ج 62 / 208، و ج 92 / 366، وط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 89.
7- (7) جديد ج 62 / 208، و ج 16 / 291، و ج 64 / 273 و 247.

ولعله نظرا إلى ما تقدم، قال الكفعمي: وروي أنه إذا لدغت العقرب إنسانا فليأخذ شيئا من الملح ويضعه على الموضع، ثم يعصره بإبهامه حتى يذوب.

وروي أنه من اشتد وجعه يستدعي بقدح فيه ماء ويقرأ عليه الحمد أربعين مرة، ثم يصبه على نفسه (1).

وروي أن رجلا لدغته العقرب فشكى إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) فقال له: أما إنك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك (2).

مكارم الأخلاق: في الأربعمائة قال (عليه السلام): ومن خاف منكم العقرب فليقرأ هذه الآيات: * (سلام على نوح في العالمين * إنا كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين) * (3).

الأربعمائة: مثله في البحار (4). وتقدم في " أذى " و " حفظ " و " سمم ": ما يتعلق بالعقرب.

ذكر جملة من الأدعية والعوذات للعقارب والحيات في البحار (5).

منها: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: يقرأ عند المساء: بسم الله وبالله وصلى الله على محمد وآله، أخذت العقارب والحيات كلها بإذن الله تبارك وتعالى بأفواهها وأذنابها وأسماعها وأبصارها وقواها عني وعمن أحببت إلى ضحوة النهار إن شاء الله تعالى.

ومنها: عنه (عليه السلام): بسم الله وبالله، توكلت على الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره، اللهم اجعلني في كنفك وفي جوارك واجعلني في حفظك واجعلني في أمنك.

ص: 305


1- (1) ط كمباني ج 14 / 548، وجديد ج 62 / 274.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 573، وجديد ج 63 / 20.
3- (3) ط كمباني ج 16 / 59، وجديد ج 76 / 235، ولكن فيه الخصال مكان مكارم الأخلاق.
4- (4) جديد ج 10 / 97، وط كمباني ج 4 / 114.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 220، وجديد ج 95 / 145.

ومنها: النظر إلى كوكب السها الصغير الذي في جنب الأوسط من بنات نعش، يحد النظر إليه ويقول ثلاث مرات: اللهم رب أسلم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم، وسلمنا من شر كل ذي شر.

أقول: والإمام (عليه السلام) يسميه أسلم، فهو اسم كوكب السها.

مكارم الأخلاق: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من قال هذه الكلمات فأنا ضامن أن لا يصيبه عقرب ولا هامة حتى يصبح: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ ومن شر ما برأ، ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم.

ومنها: الدعوات لما ركب نوح في السفينة أبى أن يحمل العقرب معه فقال:

عاهدتك أن لا ألسع أحدا، يقول: سلام على محمد وآل محمد وعلى نوح في العالمين (1).

ما يدل على جواز قتل العقرب والحية، وما يخاف منه (2).

والعقرب من المسوخ، كان رجلا همازا لا يسلم منه أحد (3). وفي رواية أخرى، كان نماما يسعى بين الناس بالنميمة (4).

كلمات الدميري في العقرب وأقسامه وأحواله (5).

منافع العقرب كثيرة، منها: أنها تنفع من وجع المثانة والحصاة، ولمن يبول في الفراش (6).

مكارم الأخلاق: في الحديث نهى عن الحجامة في الأربعاء، إذا كانت الشمس في العقرب (7).

ص: 306


1- (1) ط كمباني ج 5 / 95، وجديد ج 11 / 342.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 713، وجديد ج 64 / 247.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 784 و 785، وص 786، وجديد ج 65 / 220 - 227.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 784 و 785، وص 786، وجديد ج 65 / 220 - 227.
5- (5) جديد ج 64 / 250.
6- (6) ط كمباني ج 4 / 131، وجديد ج 10 / 173.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 516، وجديد ج 62 / 125.

المحاسن: عن الصادق (عليه السلام): من سافر أو تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى (1).

كراهية السفر والتزويج في محاق الشهر، أو كان القمر في العقرب (2).

مهج الدعوات: في قصة حرز الجواد (عليه السلام) قال: فليشده على عضده الأيمن، وينبغي أن لا يكون طلوع القمر في برج العقرب (3).

رواية خروج عقرب من جهنم في يوم القيامة يقول: أين من حارب الله ورسوله، ثم يهبط جبرئيل ويقول: يا عقرب من تريد؟ قال: أريد خمسة نفر: تارك الصلاة، ومانع الزكاة، وآكل الربا، وشارب الخمر، وقوم يحدثون في المسجد حديث الدنيا (4).

كلامه (عليه السلام):

إن عادت العقرب عدنا لها * وكانت النعل لها حاضرة - الخ (5) ولهذا الكلام قضية لطيفة راجع إليها هنا (6).

تسبيح العقرب تقول: الشر شئ وحش (7).

وذكر الدميري في حياة الحيوان قضية من ذي النون المصري راجعة إلى العقرب، وذكرناها في لغة " نون " مثل السفينة.

عقص:

عقيصا: لقب دينار المذكور في رجالنا (8).

ص: 307


1- (1) ط كمباني ج 16 / 56، وجديد ج 76 / 226.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 152، وجديد ج 58 / 255.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 123، و ج 19 كتاب الدعاء ص 169، وجديد ج 50 / 98، و ج 94 / 357.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 136، وجديد ج 79 / 149.
5- (5) ط كمباني ج 10 / 148، وجديد ج 44 / 209.
6- (6) جديد ج 47 / 388، وط كمباني ج 11 / 222.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 659، وجديد ج 64 / 29.
8- (8) مستدركات علم رجال الحديث ج 3 / 373.

عقعق:

العقعق كثعلب: طائر على قدر الحمامة وعلى شكل الغراب، وجناحاه أكبر من جناحي الحمامة، وهو ذو لونين أبيض وأسود طويل الذنب، وهو لا يأوي تحت السقف ولا يستظل به، وفي طبعه الزنا والخيانة، ويوصف بالسرقة والخبث، والعرب تضرب به المثل، في جميع ذلك (1).

الحسيني (عليه السلام): ويقول العقعق إذا صاح: سبحان سبحان من لا يخفى عليه خافية (2).

عقق:

باب البر بالوالدين والأولاد والمنع من العقوق (3). ويأتي ما يتعلق بذلك في " ولد ".

الكافي: عن حديد بن حكيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أدنى العقوق أف، ولو علم الله عز وجل شيئا أهون منه لنهى عنه (4).

وأشد درجات العقوق قتل الرجل أحد والديه، وليس فوقه عقوق، كما في النبوي الصادقي (عليه السلام) (5).

في أن العاق لا يجد ريح الجنة، كما في الروايات المذكورة في البحار (6).

وتقدم في " جنن " ما يتعلق بذلك، وكذا في " جرح ": قصة جريح العابد في أجر ذم العاق، وكذا في البحار (7).

في أن عقوق الوالدين من الكبائر (8).

ص: 308


1- (1) ط كمباني ج 14 / 715، وجديد ج 64 / 258.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 659، وجديد ج 64 / 28.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 9، وجديد ج 74 / 22.
4- (4) جديد ج 74 / 59. ومثله ص 79. ونحوه ص 64 و 67 و 72 و 83.
5- (5) جديد ج 74 / 61 و 69 و 83، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 22 و 25 و 19 و 21 و 24.
6- (6) جديد ج 74 / 60 و 62 و 69. ولا يدخل الجنة، كما في ص 74، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 20.
7- (7) ط كمباني ج 3 / 256، وجديد ج 7 / 224.
8- (8) جديد ج 74 / 74.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من مؤمن يصلي على الجنائز إلا أوجب الله تعالى له الجنة، إلا أن يكون منافقا أو عاقا - الخبر (1).

وفي حديث الأربعمائة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من أحزن والديه فقد عقهما (2).

وفي وصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) مثله (3). وعن الصادق (عليه السلام) مثله (4).

والكاظمي (عليه السلام) مثله (5).

ومن كلمات مولانا العسكري (عليه السلام): جرأة الولد على والده في صغره تدعو إلى العقوق في كبره (6).

وفي وصاياه (صلى الله عليه وآله): لعن الله والدين حملا ولدهما على عقوقهما - الخ (7).

وتقدم في " رجل ": خبر الرجل الذي ابتلي بالعقوق.

خبر الشاب الذي عق والده الشيخ الكبير ولم يعنه من ماله الكثير، فطمس أمواله فصار فقيرا لا يهتدي إلى قوت يومه فسقم جسده وضنى، فقال النبي (صلى الله عليه وآله):

يا أيها العاقون للآباء والأمهات اعتبروا واعلموا أنه كما طمس في الدنيا على أمواله فكذلك جعل بدل ما كان أعد له في الجنة من الدرجات معدا له في النار من الدركات (8).

أثر عقوق الوالد في شرح دعاء المشلول (9).

الرجل الذي كان تحت ظل العرش لأنه لم يعق والديه ولا يحسد الناس (10).

الكافي: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال: إن العبد

ص: 309


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 172، وجديد ج 81 / 347.
2- (2) ط كمباني ج 4 / 114، وجديد ج 10 / 99.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 18، ومثله ص 132.
4- (4) ص 173 و 174.
5- (5) ص 204، وجديد ج 77 / 58، و ج 78 / 60 و 204 و 208.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 217، وجديد ج 78 / 374.
7- (7) جديد ج 77 / 58 مكررا.
8- (8) ط كمباني ج 6 / 261، وجديد ج 17 / 271.
9- (9) ط كمباني ج 9 / 562، وجديد ج 41 / 224.
10- (10) ط كمباني ج 5 / 308، وجديد ج 13 / 353.

ليكون بارا بوالديه في حياتهما، ثم يموتان فلا يقضي عنهما دينهما، ولا يستغفر لهما فيكتبه الله عز وجل عاقا، وإنه ليكون عاقا لهما في حياتهما غير بار بهما، فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر لهما، فيكتبه الله عز وجل بارا (1).

كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: نحوه، كما في البحار (2).

في فضل العقيق:

ففي وصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي تختم باليمين فإنه فضيلة من الله عز وجل للمقربين. قال: بما أتختم يا رسول الله؟ قال: بالعقيق الأحمر، فإنه أول جبل أقر لله عز وجل بالوحدانية، ولي بالنبوة، ولك بالوصية، ولولدك بالإمامة، ولشيعتك بالجنة، ولأعدائك بالنار (3).

علل الشرائع: عن سلمان، عنه (صلى الله عليه وآله) نحوه (4).

والنبوي (صلى الله عليه وآله): تختموا بالعقيق، فإنه أول جبل أقر لله بالوحدانية، ولي بالنبوة، ولك يا علي بالوصية (5). وفي رواية أخرى مثله، وفي آخره: ولعلي ولولده بالولاية (6).

وفي الجعفريات بسنده الشريف، عن النبي (صلى الله عليه وآله): من تختم بفص عقيق أحمر، ختم الله تعالى له بالحسنى (7).

أمالي الطوسي: عن بشير الدهان قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك أي الفصوص أركبه على خاتمي؟ فقال: يا بشير أين أنت عن العقيق الأحمر، والعقيق الأصفر، والعقيق الأبيض؟ فإنها ثلاثة جبال في الجنة. فأما الأحمر فمظل على دار رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأما الأصفر فمظل على دار فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وأما الأبيض

ص: 310


1- (1) جديد ج 74 / 59، وص 81، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 19، وص 25.
2- (2) جديد ج 74 / 59، وص 81، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 19، وص 25.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 18، وجديد ج 77 / 60.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 419، و ج 9 / 614 و 613، وجديد ج 42 / 61، و ج 27 / 280.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 419.
6- (6) ص 419، و ج 9 / 195، وجديد ج 37 / 94.
7- (7) الجعفريات ص 185.

فمظل على دار أمير المؤمنين (عليه السلام) والدور كلها واحدة - إلى أن قال: - وإن هذه الثلاثة جبال تسبح الله وتقدسه وتمجده، وتستغفر لمحبي آل محمد، فمن تختم بشئ منها من شيعة آل محمد لم ير إلا الخير والحسنى والسعة في رزقه والسلامة من جميع أنواع البلاء، وهو في أمان من السلطان الجائر، ومن كل ما يخافه الإنسان ويحذره (1).

وعن مناقب ابن شهرآشوب في النبوي العلوي صلوات الله عليهما: العقيق جبل في اليمن. وفي أخبار عرض الولاية: عرضها على الجبال، فأول جبل أقر بذلك ثلاثة أجبال: العقيق، وجبل الفيروزج، وجبل الياقوت.

النبوي الكاظمي (عليه السلام): لما كلم الله موسى بن عمران على جبل طور سيناء اطلع على الأرض اطلاعة، فخلق من نور وجهه العقيق، وقال: أقسمت على نفسي أن لا أعذب كف لابسك إذا تولى عليا، بالنار (2). وتقدم في " ختم " ما يتعلق بذلك.

إعلام الدين للديلمي: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): صلاة ركعتين بفص عقيق تعدل ألف ركعة بغيره، وقال: ما رفعت إلى الله كف أحب إليه من كف فيها عقيق. وروي الخبر الأول في عدة الداعي عن الصادق (عليه السلام) (3).

والأحاديث النبوية من طرق العامة في فضل التختم بالعقيق الأحمر، وأنه جبل أقر لله بالعبودية ولي بالنبوة، ولك يا علي بالوصية، ولولدك بالإمامة، ولمحبيك بالجنة، ولشيعة ولدك بالفردوس، في كتاب إحقاق الحق (4).

آداب العقيقة:

الأربعمائة، قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: عقوا عن أولادكم يوم

ص: 311


1- (1) ط كمباني ج 9 / 181، و ج 3 / 345، وجديد ج 8 / 187، و ج 37 / 42.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 613، وجديد ج 42 / 62.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 89 و 200، و ج 19 كتاب الدعاء ص 44، وجديد ج 84 / 257، و ج 83 / 187، و ج 93 / 321.
4- (4) الإحقاق ج 4 / 88 و 89.

السابع - الخ (1).

باب فيه العقيقة عن الولد وأحكامها (2).

عقيقة أبي طالب عن محمد (صلى الله عليه وآله) يوم السابع (3).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام) قال: الغلام رهن بسابعه بكبش يسمي فيه ويعق عنه.

الكافي: عنه، عق رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الحسن (عليه السلام) بيده وقال: بسم الله عقيقة عن الحسن، وقال: اللهم عظمها بعظمه، ولحمها بلحمه، ودمها بدمه، وشعرها بشعره، اللهم اجعلها وقاء لمحمد وآله صلوات الله عليهم (4). وتقدم ما يتعلق بذلك في " حسن ".

الروايات في أنه (صلى الله عليه وآله) عق عن الحسن والحسين صلوات الله عليهما (5).

عقيقة الإمام عن مولانا الحجة المنتظر صلوات الله عليه (6).

العقيقي: هو علي بن أحمد بن علي العلوي العقيقي، الثقة المعتمد، ذكرناه في الرجال (7). ومحمد بن القاسم العلوي العقيقي: جليل القدر تشرف بلقاء الحجة المنتظر صلوات الله عليه في سنة 293.

عقل:

باب فضل العقل وذم الجهل (8).

البقرة وغيره: * (لآيات لقوم يعقلون) *.

آل عمران: * (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات

ص: 312


1- (1) جديد ج 10 / 97، وط كمباني ج 4 / 114.
2- (2) ط كمباني ج 23 / 116 - 120، وجديد ج 104 / 107 - 126.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 69، وجديد ج 15 / 294.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 72، وجديد ج 43 / 256.
5- (5) ط كمباني ج 10 / 132 و 158، وجديد ج 44 / 136 و 251.
6- (6) ط كمباني ج 13 / 3 مكررا و 5 و 7، وجديد ج 51 / 15 و 22 و 28.
7- (7) مستدركات علم رجال الحديث ج 5 / 296.
8- (8) ط كمباني ج 1 / 29، وجديد ج 1 / 81.

لأولي الألباب) *.

يونس: * (ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون) *.

الأنفال: * (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون) *.

أمالي الصدوق: عن جميل، عن الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: أصل الإنسان لبه، وعقله دينه - الخبر.

بيان: اللب بضم اللام: خالص كل شئ، والعقل. والمراد هنا الثاني، أي تفاضل أفراد الإنسان في شرافة أصلهم، إنما هو بعقولهم لا بأنسابهم وأحسابهم، ثم بين (عليه السلام) أن العقل الذي هو منشأ الشرافة إنما يظهر باختياره الحق من الأديان، وبتكميل دينه بمكملات الإيمان - الخ (1).

أمالي الصدوق: عن محمد بن سليمان، عن أبيه، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):

فلان من عبادته ودينه وفضله كذا وكذا، قال: فقال: كيف عقله؟ فقلت: لا أدري.

فقال: إن الثواب على قدر العقل. ثم ذكر (عليه السلام) الرجل الإسرائيلي الذي كان يعبد الله تعالى في جزيرة، وقوله: ليت لربنا بهيمة (2). والكافي (3).

الخصال، أمالي الصدوق، المحاسن: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: هبط جبرئيل على آدم فقال: يا آدم إني أمرت أن أخيرك واحدة من ثلاث، فاختر واحدة ودع اثنتين. فقال له آدم: وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين. قال آدم: فإني قد اخترت العقل. فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه. فقالا له:

يا جبرئيل إنا أمرنا أن نكون مع العقل حيثما كان. قال: فشأنكما، وعرج (4).

الأربعمائة، قال (عليه السلام): من كمل عقله حسن عمله (5).

قال الرضا (عليه السلام): صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله (6).

ص: 313


1- (1) ط كمباني ج 1 / 29، وجديد ج 1 / 82.
2- (2) جديد ج 1 / 84. ونظيره في ص 91، وط كمباني ج 1 / 29.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 453. ويشبهه في ج 14 / 700، وجديد ج 14 / 506، و ج 64 / 196.
4- (4) جديد ج 1 / 86، وص 87، وط كمباني ج 1 / 30.
5- (5) جديد ج 1 / 86، وص 87، وط كمباني ج 1 / 30.
6- (6) جديد ج 1 / 86، وص 87، وط كمباني ج 1 / 30.

ثواب الأعمال: عن الصادق (عليه السلام) من كان عاقلا ختم له بالجنة إن شاء الله.

ثواب الأعمال: عنه (عليه السلام): من كان عاقلا كان له دين، ومن كان له دين دخل الجنة (1).

النبوي (صلى الله عليه وآله): قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له (2).

وقال: زينة الرجل عقله. وقال: استرشدوا العقل ترشدوا، ولا تعصوه فتندموا.

علل الشرائع: عن الصادق (عليه السلام) قال: دعامة الإنسان العقل، ومن العقل الفطنة والفهم والحفظ والعلم، فإذا كان تأييد عقله من النور كان عالما حافظا زكيا فطنا فهما، وبالعقل يكمل، وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره (3).

الروايات بأن الأنبياء يكلمون الناس على قدر عقولهم، وما كلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) العباد، بكنه عقله، يعني بقدر عقله (4).

ومن موارده قوله: أعطى محمدا (صلى الله عليه وآله) تسعة وتسعين جزءا من العقل، وقسم بين العباد جزءا واحدا.

المحاسن: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وإفطار العاقل أفضل من صوم الجاهل، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل، ولا بعث الله رسولا ولا نبيا حتى يستكمل العقل، ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته، وما يضمر النبي في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين، وما أدى العاقل فرائض الله حتى عقل منه، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل، إن العقلاء هم أولو الألباب، الذين قال الله عز وجل: * (إنما يتذكر أولوا الألباب) * (5).

ايضاح: شخوص الجاهل: يعني خروجه ومسافرته طلبا لمرضات الله كالجهاد والحج وغيرهما. وقوله: حتى عقل منه: أي لا يعمل فريضة حتى يعقل من

ص: 314


1- (1) جديد ج 1 / 91، وص 94، وص 90، وط كمباني ج 1 / 30.
2- (2) جديد ج 1 / 91، وص 94، وص 90، وط كمباني ج 1 / 30.
3- (3) جديد ج 1 / 91، وص 94، وص 90، وط كمباني ج 1 / 30.
4- (4) جديد ج 1 / 85 و 106، و ج 16 / 280، و ج 77 / 140، وط كمباني ج 1 / 30 و 36 و 144، و ج 6 / 161، و ج 17 / 41.
5- (5) جديد ج 1 / 91، وط كمباني ج 1 / 31.

الله ويعلم أن الله أراد تلك منه، ويعلم آداب وقوعها (1).

أمالي الصدوق: وسئل الرضا (عليه السلام) ما العقل؟ قال: التجرع للغصة، ومداهنة الأعداء، ومداراة الأصدقاء (2).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال الراوي: قلت له: ما العقل؟ قال: ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان. قال: قلت: فالذي كان في معاوية؟ فقال: تلك النكراء، تلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل (3).

وفي الرسالة الذهبية قال (عليه السلام): ومن أراد أن يزيد في عقله يتناول كل يوم ثلاث هليلجات بسكر أبلوج (4).

بيان: قال المجلسي: في القاموس: أبلوج السكر معرب، ولعل المراد هنا ما يسمى بالفارسية النبات، والمراد سحق الهليلج معه أو مع ما ربي به، وفي بعض النسخ: من أراد أن يزيد في عقله فلا يخرج كل يوم بالغداة حتى يلوك ثلاث أهليلجات سود مع سكر طبرزد (5).

واز كتاب تحفه ء حكيم مؤمن استفاده مى شود كه شكر را چند مرتبه ميجوشانند، در مرتبه ء سوم آن را شكر أبلوج گويند، واگر همين را باده يك آن شير اضافه نموده بجوشانند شكر طبرزد مى شود.

قيل: كل شئ إذا كثر رخص إلا العقل، فإنه كلما كثر غلا، وبالفارسية:

هر جيز فراوان شود ارزان گردد * جز عقل گران شود چو گردد افزون ومن كلام الإسكندر: إن سلطان العقل على باطن العاقل أشد تحكما من سلطان السيف على ظاهر الأحمق. إنتهى.

ص: 315


1- (1) جديد ج 1 / 92، وط كمباني ج 1 / 31.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 224، وجديد ج 75 / 393.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 562، وجديد ج 33 / 170.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 558، وجديد ج 62 / 324.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 566، وجديد ج 62 / 350.

باب حقيقة العقل وكيفيته وبدو خلقه (1).

وفيه الروايات أنه ما خلق الله خلقا أحب إليه من العقل، ولا أحسن ولا أكرم ولا أعز من العقل، ولا يكمله إلا فيمن يحب، وبه يثيب ويعاقب، ويأخذ ويعطي، وهو أول المخلوقات. وفي رواية أخرى: هو أول خلق من الروحانيين.

ولا ينافيه قوله (صلى الله عليه وآله): أول ما خلق الله نوري، فإن العقل من نور رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وكذا لا ينافيه قول الصادق (عليه السلام) (في باب حقيقة العقل عن اختصاص المفيد):

خلق الله العقل من أربعة أشياء: من العلم والقدرة والنور والمشية بالأمر، فجعله قائما بالعلم، دائما في الملكوت، والعقل مسكنه القلب يعني الروح، فإنه يجد العقل، قال (صلى الله عليه وآله) في خلقه: العقل يقع في قلب هذا الإنسان نور (يعني نور العقل) فيفهم الفريضة والسنة والجيد والردي (يعني الحسن والقبيح)، ألا ومثل العقل في القلب كمثل السراج في البيت، وبيان مراتب عقل الرجال.

في وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام): يا علي العقل ما اكتسب به الجنة وطلب به رضى الرحمن.

يا علي إن أول خلق خلقه الله عز وجل العقل فقال له: أقبل فأقبل، ثم قال له:

أدبر فأدبر، وقال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك، بك آخذ وبك أعطي، وبك أثيب وبك أعاقب - الخ (2).

باب إحتجاج الله تعالى على الناس بالعقل، وأنه يحاسبهم على قدر عقولهم (3). وفيه خبر ابن السكيت، وأنه بالعقل يعرف الصادق من الكاذب. وتقدم في " حجج " و " حسب " ما يتعلق بذلك.

ما يدل على أن الثواب والعقاب على قدر العقل (4).

ص: 316


1- (1) ط كمباني ج 1 / 33، وجديد ج 1 / 96.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 17، وجديد ج 77 / 59.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 36، وجديد ج 1 / 105.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 30 و 31، و ج 5 / 453، و ج 14 / 700، وجديد ج 1 / 84 و 91، و ج 14 / 506، و ج 64 / 196.

باب علامات العقل وجنوده (1).

صفة العاقل (2).

نهج البلاغة: قيل له: صف لنا العاقل. فقال: هو الذي يضع الشئ مواضعه.

قيل له: فصف لنا الجاهل. قال: قد فعلت (3).

قال السيد: يعني إن الجاهل لا يضع الشئ مواضعه.

وصية موسى بن جعفر (عليه السلام) لهشام بن الحكم، وصفته للعقل (4).

علل الشرائع: النبوي (صلى الله عليه وآله)، سئل: مما خلق الله العقل؟ قال: خلقه ملك له رؤوس بعدد الخلائق (5). وفيه تحقيق المجلسي معنى العقل وحقيقته، ونقل كلمات الفلاسفة وغيرهم في ذلك.

علل الشرائع، الخصال: عن النبي (صلى الله عليه وآله): إن الله خلق العقل من نور مخزون - إلى أن قال: - فجعل العلم نفسه، والفهم روحه، والزهد رأسه، والحياء عينيه - إلى أن قال: - فقال الرب تعالى له: بك أوحد، وبك أعبد، وبك ادعى، وبك ارتجى، وبك ابتغى، وبك أخاف، وبك احذر، وبك الثواب، وبك العقاب. فخر العقل ساجدا فكان في سجوده ألف عام (6).

ما ذكره النبي (صلى الله عليه وآله) من صحف إبراهيم مما يكون على العاقل (7).

علل الشرائع: عن الصادق (عليه السلام) قال الخضر: إن العقول لا تحكم على أمر الله تعالى ذكره، بل أمر الله تعالى يحكم عليها (8).

تقدم في " أسس " و " أصل " و " أمم " ما يتعلق به، وتقدم في " ظلم ": ذم اعتقال

ص: 317


1- (1) ط كمباني ج 1 / 36، وجديد ج 1 / 106.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 41 و 43، وجديد ج 1 / 129.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 53، وجديد ج 1 / 160.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 44، و ج 17 / 197، وجديد ج 1 / 132، و ج 78 / 296.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 34، وجديد ج 1 / 99.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 36، وجديد ج 1 / 107.
7- (7) ط كمباني ج 5 / 131، وجديد ج 12 / 71.
8- (8) ط كمباني ج 5 / 292، وجديد ج 13 / 287.

المال ظلما، وفي " سدب ": أن السداب يزيد في العقل والدماغ.

وفي وصية النبي (صلى الله عليه وآله): لا مال أعود من العقل - إلى أن قال: - ولا عقل كالتدبير. يا علي ثلاث من لم يكن فيه لم يقم له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله عز وجل، وعلم يرد به جهل السفيه، وعقل يداري به الناس (1).

وعن الكاظم (عليه السلام): ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه في رزقه، ولا يتهمه في قضائه (2).

وعن الصادق (عليه السلام): ثلاثة أشياء تدل على عقل فاعلها: الرسول على قدر من أرسله، والهدية على قدر مهديها، والكتاب على قدر عقل كاتبه (3).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام) في حكم آل داود: على العاقل أن يكون عارفا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه (4). ونحوه في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الحسن، كما في البحار (5).

تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): العلوي (عليه السلام): بل الله قد أعطاني من العقل ما لو قسم على جميع حمقاء الدنيا ومجانينها لصاروا به عقلاء (6).

الكلام في أن موضع العقل الدماغ أو القلب، وبيان حجج كل واحد منهم في البحار (7).

وعن الصادق (عليه السلام): موضع العقل الدماغ. وتقدم في " دمغ " ما يتعلق بذلك.

الروايات في أن العقل مسكنه القلب، تأتي في " قلب ".

أمالي الطوسي: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون كامل العقل، ولا يكون

ص: 318


1- (1) ط كمباني ج 17 / 19 و 18 و 21، وجديد ج 77 / 61 و 62 و 59 و 68.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 202، وجديد ج 78 / 319.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 183، وجديد ج 78 / 238.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 342، وجديد ج 14 / 39. ومثله ج 71 / 307.
5- (5) ط كمباني ج 71 / 281، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 185. ومثله ص 191.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 422، وجديد ج 19 / 83.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 394، وجديد ج 61 / 22 - 26.

كامل العقل حتى يكون فيه عشر خصال - الخ (1).

في أن المؤمن لا يبتلى بذهاب عقله (2).

وفي الحديث القدسي: استعمل عقلك قبل أن يذهب، فمن استعمل عقله لا يخطي ولا يطغى (3).

الكفاية: في وصية مولانا السجاد صلوات الله عليه في مرضه الذي توفي فيه، فجمع أولاده وأوصى إلى ابنه محمد بن علي وقال: يا بني إن العقل رائد الروح، والعلم رائد العقل، والعقل ترجمان العلم. واعلم أن العلم أبقى، واللسان أكثر هذرا.

واعلم يا بني أن صلاح الدنيا بحذافيرها في كلمتين: إصلاح شأن المعائش ملء مكيال ثلثاه فطنة، وثلثه تغافل، لأن الإنسان لا يتغافل إلا عن شئ قد عرفه ففطن له. واعلم أن الساعات تذهب عمرك، وأنك لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى، فإياك والأمل الطويل - الخبر (4).

في أن الله تعالى أعطى المؤمنين في زمان الغيبة من العقول والأفهام ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة (5).

إكمال الدين: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد، فجمع بها عقولهم، وكملت بها أحلامهم (6).

الخرائج: بسند آخر مثله (7).

عقل الهجين، كما أجابه النبي (صلى الله عليه وآله) لرجل أراد في نفسه أن يسأله عنه. قال:

فإن أهل الإسلام تتكافأ دماؤهم، ويجير أقصاهم على أدناهم، وأكرمهم عند الله

ص: 319


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 78، وكتاب الأخلاق ص 19، و ج 17 / 198 و 207، وجديد ج 67 / 296، و ج 69 / 395، و ج 78 / 302 و 336.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 615، و ج 15 كتاب الإيمان ص 55، وجديد ج 67 / 206، و ج 63 / 201.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 9، وجديد ج 77 / 29.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 65، وجديد ج 46 / 231.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 136، وجديد ج 52 / 122.
6- (6) ط كمباني ج 13 / 185، وص 187، وجديد ج 52 / 328، وص 336.
7- (7) ط كمباني ج 13 / 185، وص 187، وجديد ج 52 / 328، وص 336.

أتقاهم (1).

وفي مواعظ الرسول (صلى الله عليه وآله): إنما يدرك الخير كله بالعقل، ولا دين لمن لا عقل له، وأثنى قوم بحضرته على رجل حتى ذكروا جميع خصال الخير. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كيف عقل الرجل؟ فقالوا: يا رسول الله نخبرك عنه باجتهاده في العبادة وأصناف الخير، تسألنا عن عقله؟ فقال: إن الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر، وإنما يرتفع العباد غدا في الدرجات وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم.

وقال: قسم الله العقل ثلاثة أجزاء فمن كن فيه كمل عقله، ومن لم تكن فيه فلا عقل له: حسن المعرفة لله، وحسن الطاعة لله، وحسن الصبر على أمر الله.

قدم المدينة رجل نصراني من أهل نجران وكان فيه بيان وله وقار وهيبة.

فقيل: يا رسول الله ما أعقل هذا النصراني؟! فزجر القائل وقال: مه! إن العاقل من وحد الله وعمل بطاعته.

وقال: العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمته، والصبر أمير جنوده، والرفق والده، والبر أخوه، والنسب آدم، والحسب التقوى، والمروة إصلاح المال (2).

وقال (عليه السلام): العقل عقلان: عقل الطبع وعقل التجربة، وكلاهما يؤدي إلى المنفعة، والموثوق به صاحب العقل والدين، ومن فاته العقل والمروة فرأس ماله المعصية، وصديق كل امرئ عقله وعدوه جهله، وليس العاقل من يعرف الخير من الشر، ولكن العاقل من يعرف خير الشرين، ومجالسة العقلاء تزيد في الشرف، والعقل الكامل قاهر للطبع السوء، وعلى العاقل أن يحصي على نفسه مساويها في الدين والرأي والأخلاق والأدب، فيجمع ذلك في صدره أو في كتاب ويعمل في إزالتها.

ص: 320


1- (1) ط كمباني ج 6 / 331، وجديد ج 18 / 137.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 45، وجديد ج 77 / 158.

وقال (عليه السلام): الإنسان عقل وصورة، فمن أخطأه العقل ولزمته الصورة لم يكن كاملا، وكان بمنزلة من لا روح فيه، ومن طلب العقل المتعارف فليعرف صورة الأصول والفضول، فإن كثيرا من الناس يطلبون الفضول ويضعون الأصول، فمن أحرز الأصل اكتفى به عن الفضل (1).

عقيل بن أبي طالب أخو أمير المؤمنين صلوات الله عليه ذكرناه مفصلا مع أولاده في الرجال (2).

وابن أبي عقيل في فقهائنا: هو الحسن بن علي بن أبي عقيل العماني الحذاء، فقيه نبيه ثقة متكلم جليل.

وابن عقيل من العامة: قاضي القضاة شافعي نحوي شارح ألفية وغيره. مات سنة 769 بالقاهرة.

عكز:

في أنه وصل إلى الشيخ أبي القاسم الروحي (رضي الله عنه) عكاز كان عند مولانا أبي محمد العسكري (عليه السلام) يوم توكيله الشيخ عثمان بن سعيد (رضي الله عنه) ووصيته إليه وغيبته (3).

عكف:

في كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى محمد بن أبي بكر وأهل مصر:

وعليك بالصوم. وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عكف عاما في العشر الأول من شهر رمضان، وعكف العام المقبل في العشر الأوسط من شهر رمضان، فلما كان العام الثالث رجع من بدر وقضى اعتكافه فنام فرأى في منامه ليلة القدر في العشر الأواخر - إلى أن قال: - فلم يزل يعتكف في العشر الأواخر من شهر رمضان حتى توفاه الله تعالى (4).

ص: 321


1- (1) ط كمباني ج 17 / 116، وجديد ج 78 / 6.
2- (2) مستدركات علم رجال الحديث ج 5 / 252.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 380، وجديد ج 85 / 211.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 647، وجديد ج 33 / 550.

باب فضل الإعتكاف وخاصة في شهر رمضان وأحكامه (1).

الدعائم: في النبوي الصادقي (عليه السلام): اعتكاف العشر الأواخر من شهر رمضان يعدل حجتين وعمرتين (2).

وتقدم في " حوج ": أن قضاء حاجة المؤمن أفضل من الإعتكاف.

والاعتكاف افتعال من العكف، وهو الحبس واللبث، وقد عرف في اللغة باللبث المتطاول، واصطلاحا باللبث في مسجد جامع ثلاثة أيام فصاعدا للعبادة.

علج:

ذم العلج، وأنه من تبرأ وناصب أئمة الهدى (عليهم السلام)، كما في البحار (3).

وتقدم في " دوى ": جواز معالجة النساء للرجال وبالعكس عند الاضطرار، وفي " طبب " و " صحح " ما يتعلق بذلك. ويدل عليه ما في البحار (4).

ويدل عليه ما ذكرناه في رجالنا (5) في ترجمة أسماء بنت عميس ونسيبة، فإنهما تخرجان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الغزوات وتداويان الجرحى.

وعن الكاظم (عليه السلام): ادفعوا معالجة الأطباء ما اندفع المداوى عنكم، فإنه بمنزلة البناء قليله يجر إلى كثيره (6).

الخصال: عن الصادق (عليه السلام): من ظهرت صحته على سقمه فيعالج نفسه بشئ فمات فأنا إلى الله برئ منه (7).

باب علاج الحمى واليرقان، وكثرة الدم (8).

ص: 322


1- (1) ط كمباني ج 20 / 134، وجديد ج 97 / 128، وص 129.
2- (2) ط كمباني ج 20 / 134، وجديد ج 97 / 128، وص 129.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 47 و 48، وجديد ج 67 / 176 و 180.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 505، وجديد ج 62 / 74.
5- (5) مستدركات علم رجال الحديث ج 8 / 547 و 600.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 502، و ج 18 كتاب الطهارة ص 141، وجديد ج 62 / 63، و ج 81 / 207.
7- (7) جديد ج 62 / 64. ونحوه 65، و ج 81 / 206.
8- (8) ط كمباني ج 14 / 509، وجديد ج 62 / 93.

باب علاج الصداع (1).

باب معالجات العين والاذن (2).

باب معالجات الجنون والصرع والغشي واختلال الدماغ (3).

باب معالجات علل سائر أجزاء الوجه والأسنان والفم (4).

باب علاج دود البطن (5).

باب علاج السموم ولدغ المؤذيات (6).

باب معالجة الوباء (7).

باب علاج ورم الكبد وأوجاع الجوف (8).

باب علاج البطن والزحير، ووجع المعدة (9).

باب معالجة الرياح الموجعة (10).

باب علاج تقطير البول (11).

باب معالجة أوجاع المفاصل وعرق النساء (12).

باب علاجات الجراحات والقروح (13).

باب معالجة البواسير (14).

وتقدم ما يتعلق بهذه الأمراض في محل اسمها، وفي " ايل " و " خسس " ما يتعلق بمعالجة الحيوانات.

علف:

ابن العلاف: هو أبو بكر حسن بن علي بن أحمد الضرير

ص: 323


1- (1) ط كمباني ج 14 / 520، وجديد ج 62 / 143.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 520، وجديد ج 62 / 144.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 523، وجديد ج 62 / 156.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 525، وجديد ج 62 / 159، وص 165.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 525، وجديد ج 62 / 159، وص 165.
6- (6) جديد ج 62 / 207، وص 210، وط كمباني ج 14 / 534.
7- (7) جديد ج 62 / 207، وص 210، وط كمباني ج 14 / 534.
8- (8) جديد ج 62 / 169، وص 172.
9- (9) جديد ج 62 / 169، وص 172.
10- (10) ط كمباني ج 14 / 529، وجديد ج 62 / 186، وص 188، وص 190، وص 191، وص 196.
11- (11) ط كمباني ج 14 / 529، وجديد ج 62 / 186، وص 188، وص 190، وص 191، وص 196.
12- (12) ط كمباني ج 14 / 529، وجديد ج 62 / 186، وص 188، وص 190، وص 191، وص 196.
13- (13) ط كمباني ج 14 / 529، وجديد ج 62 / 186، وص 188، وص 190، وص 191، وص 196.
14- (14) ط كمباني ج 14 / 529، وجديد ج 62 / 186، وص 188، وص 190، وص 191، وص 196.

النهرواني، فاضل شاعر نديم المعتضد. مات سنة 318، وعمره مائة سنة. وله قصيدته المعروفة في رثاء الهر المشتملة على الحكم والمواعظ، ذكرها هنا في السفينة.

علق:

باب علاج دخول العلق منافذ البدن (1).

فيه حكاية الجارية التي دخلت العلقة في جوفها وكبرت، فظن إخوتها أنها زنت فأرادوا قتلها، فقال بعضهم: نرفع أمرها إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فاستحضر أمير المؤمنين (عليه السلام) طستا مملوا بالحماة، وأمرها أن تقعد عليه، فلما أحست العلقة برائحة الحماة نزلت من جوفها.

وفي رواية أخرى عن شاذان بن جبرئيل قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من منكم يقدر على قطعة ثلج في هذه الساعة؟ فاعترفوا بعدم القدرة، فمد يده من أعلى منبر الكوفة وردها، فإذا فيها قطعة من الثلج يقطر الماء منها، فأمر بأن يترك تحتها طست، وتوضع هذه القطعة من الثلج مما يلي الفرج، فنزلت علقة وزنها سبعمائة وخمسون درهما، والروايات طويلة مختلفة الألفاظ اقتصرنا منها على موضع الاتفاق والحاجة. والروايتان تدلان على أن العلق إذا دخل شيئا من منافذ البدن يمكن إخراجها بإدناء الحماة والثلج إلى الموضع الذي هي فيه (2).

وهذه الروايات في البحار (3).

علك:

مضغ مولانا الباقر (عليه السلام) علكا لشد الأضراس (4).

باب مضغ الكندر والعلك واللبان (5). وفيه أن مضغ العلك من أخلاق قوم لوط.

علل:

علة الجهر في صلاة الفجر والمغرب والعشاء الآخرة، وعلة

ص: 324


1- (1) ط كمباني ج 14 / 525، وجديد ج 62 / 166، وص 167.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 525، وجديد ج 62 / 166، وص 167.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 481. وأبسط من ذلك في 490، وجديد ج 40 / 242 و 278.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 85، وجديد ج 46 / 298.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 902، وجديد ج 66 / 443.

أفضلية التسبيح في الركعتين الأخيرتين من القراءة (1).

علة التكبيرات السبع في افتتاح الصلاة، وسبحان ربي العظيم في الركوع، والأعلى في السجود (2).

علة تحريم الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير (3).

باب علل تحريم المحرمات من المأكولات والمشروبات (4).

علل الشرائع: عن محمد بن سنان قال: كتب إليه الرضا (عليه السلام) فيما كتب إليه من العلل: إنا وجدنا كل ما أحل الله تبارك وتعالى ففيه صلاح العباد وبقاؤهم، ولهم إليه الحاجة التي لا يستغنون عنها، ووجدنا المحرم من الأشياء لا حاجة للعباد إليه، ووجدناه مفسدا داعيا إلى الفناء والهلاك - الخ (5).

باب علة اختلاف صور المخلوقات، وعلة السودان والترك والصقالبة (6). فيه:

لئلا يقع في الأوهام أنه تعالى عاجز (7).

باب العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين (عليه السلام) فدك لما ولى الناس (8). فيه:

لأن الظالم والمظلومة قدما على الله عز وجل، فكره أن يسترجع شيئا قد عاقب الله عليه غاصبه، وأثاب عليه المغصوبة.

باب علة قعوده عن قتال من تأمر عليه من الأولين، وقيامه إلى قتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين. وعلة إمهال الله من تقدم عليه. وفيه قيام من قام من سائر الأئمة (عليهم السلام)، وقعود من قعد منهم (9).

ص: 325


1- (1) ط كمباني ج 6 / 387، وجديد ج 18 / 366.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 388، وجديد ج 18 / 369.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 764، وجديد ج 65 / 134.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 771، وجديد ج 65 / 162.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 772.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 501، وجديد ج 62 / 59.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 501، وجديد ج 62 / 59.
8- (8) ط كمباني ج 8 / 141، وجديد ج 29 / 395.
9- (9) ط كمباني ج 8 / 145، وجديد ج 29 / 417.

باب العلة التي من أجلها ترك الناس عليا (عليه السلام) (1).

باب علة عدم تغيير أمير المؤمنين (عليه السلام) بعض البدع في زمانه (2).

الكافي: العلوي (عليه السلام): لقد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) متعمدين لخلافه، ناقضين لعهده، مغيرين سنته. ولو حملت الناس على تركها، وحولتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي، الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عز ذكره وسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3).

باب علة عدم اختضابه (4). فيه: إنما منعه قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن هذه ستخضب من هذه.

وفي النهج قال (عليه السلام): الخضاب زينة، ونحن قوم في مصيبة، يريد به رسول الله (صلى الله عليه وآله) (5).

علة دفن فاطمة (عليها السلام) بالليل (6).

باب العلة التي من أجلها صالح الحسن بن علي (عليه السلام) معاوية (7).

باب العلة التي من أجلها لم يكف الله قتلة الأئمة (عليهم السلام) ومن ظلمهم، عن قتلهم وظلمهم، وعلة ابتلائهم (8).

علة خروج الحسين (عليه السلام) من مكة بأهله إلى الكوفة، وإقدامه على القتل (9).

باب العلة التي من أجلها أخر الله العذاب عن قتلته، والعلة التي من أجلها يقتل أولاد قتلته (10).

ص: 326


1- (1) ط كمباني ج 8 / 157، وجديد ج 29 / 479.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 704، وجديد ج 34 / 167، وص 173.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 704، وجديد ج 34 / 167، وص 173.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 547، وجديد ج 41 / 164، وص 165.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 547، وجديد ج 41 / 164، وص 165.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 59، وجديد ج 43 / 206.
7- (7) ط كمباني ج 10 / 100، وجديد ج 44 / 1.
8- (8) ط كمباني ج 10 / 162، وجديد ج 44 / 273.
9- (9) ط كمباني ج 10 / 215، وجديد ج 45 / 96.
10- (10) ط كمباني ج 10 / 267، وجديد ج 45 / 295.

باب علة الغيبة، وكيفية انتفاع الناس بالقائم (عليه السلام) في غيبته (1).

باب علل المصائب والمحن والأمراض (2).

حمعسق: * (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) *.

وتقدم في " اثر " و " ذنب " وغيرهما ما يتعلق بذلك.

باب علة عذاب الاستيصال، وحال ولد الزنا، وعلة اختلاف أحوال الخلق (3).

باب علة خلق العباد وتكليفهم، والعلة التي من أجلها جعل الله في الدنيا اللذات - الخ (4).

باب علل الشرائع والأحكام (5). وفيه العلل التي رواها الفضل بن شاذان عن الرضا (عليه السلام).

والعلل التي كتبها الرضا (عليه السلام) لمحمد بن سنان (6).

علة تحريم الدم المسفوح والميتة والزنا واللواط، وإتيان البهيمة، وعلة الغسل من الجنابة (7).

ذكر دعاء للعلل والأورام والآلام والأسقام، وهو أن يقول عقيب الصبح أربعين مرة: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، حسبنا الله ونعم الوكيل، تبارك الله أحسن الخالقين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم يمسح يده على العلة تبرأ إن شاء الله تعالى (8).

باب فيه علة يتمه (صلى الله عليه وآله)، والعلة التي من أجلها لم يبق له ولد ذكور (9). وفيه علة

ص: 327


1- (1) ط كمباني ج 13 / 128، وجديد ج 52 / 90.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 159، وجديد ج 73 / 366.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 78، وجديد ج 5 / 281.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 85، وجديد ج 5 / 309.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 108، وجديد ج 6 / 58.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 118، وجديد ج 6 / 93.
7- (7) ط كمباني ج 4 / 133، وجديد ج 10 / 180.
8- (8) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 461، وجديد ج 86 / 153.
9- (9) ط كمباني ج 6 / 130، وجديد ج 16 / 136.

يتمه لئلا يكون عليه حق لمخلوق، ولا يكون لأحد عليه طاعة. وعلة عدم بقاء ولد الذكور له لأنه لو كان لكان أولى برسول الله من أمير المؤمنين صلوات الله عليهما، فكانت لا تثبت وصية أمير المؤمنين (عليه السلام).

وفي أحاديث المعراج علة الجهر في صلاة الفجر والمغرب والعشاء، وعلة الإخفات في الإخفاتية، وعلة أفضلية التسبيح في الأخيرتين من القرآن، وعلة صيرورة الصلاة ركعة وسجدتين، وعلة تكبيرات الإفتتاحية، وعلة التسبيحة الكبرى في الركوع والسجود، وعلة الإحرام من الشجرة وغير ذلك في البحار (1).

وفي باب علل الصلاة ونوافلها وسننها (2).

باب علل الوضوء (3).

باب علل الأغسال وثوابها وأقسامها (4).

باب فيه علل غسل الميت، وعلل الصلاة على الميت (5).

علة تسمية الجمعة بالجمعة، لأنه جمع الله الخلائق كلهم لأخذ الميثاق، منهم بالإقرار بالربوبية وبالرسالة وبالولاية، وتفسير آيات سورة الجمعة (6). وتقدم في " جمع " ما يتعلق بذلك.

علة المصائب الواردة على الأئمة (عليهم السلام) مع أنهم لو سألوا الله أن يدفع عنهم ذلك لدفع، إنها لمنازل وكرامات من الله أراد أن يبلغهم إياها لا لذنب وعقوبة، فراجع البحار (7).

علة صعود أمير المؤمنين (عليه السلام) على كتف النبي (صلى الله عليه وآله) لإسقاط الأصنام (8).

ص: 328


1- (1) ط كمباني ج 6 / 387 و 388، وجديد ج 18 / 366 و 369.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 14، وجديد ج 82 / 237.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 54، وجديد ج 80 / 229.
4- (4) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 89، وجديد ج 81 / 1.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 158 و 170، وجديد ج 81 / 285 و 339.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 178، وجديد ج 24 / 399.
7- (7) ط كمباني ج 8 / 738، وجديد ج 34 / 344.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 278، وجديد ج 38 / 76.

وتقدم في " صعد " و " صنم " ما يتعلق بذلك.

قول أعرابي لأمير المؤمنين (عليه السلام): إني مأخوذ بثلاث علل: علة النفس، وعلة الفقر، وعلة الجهل (1).

علة الغسل من الجنابة (2). وفي " غسل " ما يتعلق بذلك، وكذا في " وضأ ": علل الوضوء.

باب ولاية العهد والعلة في قبول الرضا صلوات الله عليه لها، وعدم رضاه بها (3).

علة أخذ المرأة سهما والرجل سهمين، لأن المرأة ليس لها جهاد ولا نفقة، ولا عليها معقلة، إنما ذلك على الرجال (4).

باب فيه علل أسماء ولي العصر وألقابه وكناه صلوات الله عليه (5).

علة شباهة الولد بأقربائه، وعلة الذكورة والأنوثة (6). وتقدم في " شبه " ما يتعلق بذلك.

باب العلة التي من أجلها لا يكف الله المؤمنين عن الذنب (7).

باب علة حب المؤمنين بعضهم بعضا (8).

وعن الرسول (صلى الله عليه وآله) لسلمان الفارسي: يا سلمان! إن لك في علتك إذا اعتللت ثلاث خصال: أنت من الله تعالى بذكر، ودعاؤك فيها مستجاب، ولا تدع العلة

ص: 329


1- (1) ط كمباني ج 9 / 517، وجديد ج 41 / 43.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 170، وجديد ج 47 / 220.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 36، وجديد ج 49 / 128.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 159، وجديد ج 50 / 255.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 7. جملة في ذلك ص 39. وعلة غيبته فيه ص 49، وجديد ج 51 / 28 و 158 و 195.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 373، وجديد ج 60 / 335 و 336.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 280، وجديد ج 69 / 235.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 78، وجديد ج 74 / 281.

عليك ذنبا إلا حطته، متعك الله بالعافية إلى انقضاء أجلك (1).

علم:

باب العلم (أي علم الله تعالى) وكيفيته، والآيات الواردة فيه (2).

الآيات في ذلك كثيرة: قال تعالى: * (والله بكل شئ عليم) *. وقال: * (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء) *. وقال: * (ألا يعلم من خلق) * إلى غير ذلك.

والعلم والقدرة من صفات الذات أزلي وأبدي، بلا حد ولا نهاية، ولا تعين بوجه من الوجوه، علم كله، قدرة كله، يعلم النظامات الغير المتناهية بالأطوار الغير المتناهية والتقديريات ومالا يكون وما كان وما هو كائن، علمه بخلقه قبل خلقه كعلمه بعد خلقه لا يزيد ولا ينقص ولا يتبدل ولا يتغير سبحانه عن صفات خلقه، لا يكيف بكيف ولا يؤين بأين والحمد لله كما هو أهله، وحيث أن علمه كذلك فلا بد في تعيين نظام خاص من المشية والإرادة المحدثة، كما تقدم في " شيئا " و " رود ".

التوحيد، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن الحسين بن بشار، عن أبي الحسن علي ابن موسى الرضا صلوات الله عليه قال: سألته: أيعلم الله الشئ الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون، أو لا يعلم إلا ما يكون؟ فقال: إن الله تعالى هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء قال عز وجل: * (إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) * وقال لأهل النار: * (لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) * فقد علم الله عز وجل أنه لو ردهم لعادوا لما نهوا عنه، وقال للملائكة لما قالوا: * (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) * قال: * (إني أعلم ما لا تعلمون) * فلم يزل الله عز وجل علمه سابقا للأشياء قديما قبل أن يخلقها فتبارك ربنا وتعالى علوا كبيرا. خلق الأشياء وعلمه بها سابق لها كما شاء، كذلك لم يزل ربنا عليما سميعا بصيرا (3).

ص: 330


1- (1) ط كمباني ج 17 / 18، وجديد ج 77 / 60.
2- (2) ط كمباني ج 2 / 126، وجديد ج 4 / 74.
3- (3) جديد ج 4 / 78، وط كمباني ج 2 / 127.

أقول: يظهر من الرواية علمه تعالى بالتقديريات وما لا يكون. ونظير الآيات التي استدل (عليه السلام) لذلك بها كثير مثل قوله تعالى: * (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا) * وهو يعلم كيف يذهب إن شاء، ولا يذهب ولا يشاء ذلك. وهذا مناف للمعارف البشرية من العلة والمعلول، وأنه تعالى هو علة العلل.

قال العلامة الكامل بالعلوم الإلهية فقيه أهل البيت، الآقا ميرزا محمد مهدي الأصفهاني أعلى الله مقامه الشريف: هو جل شأنه عالم بالأشياء إذ لا معلوم، وعلمه بها بنفس ذاته القدوس في مرتبة ذاته التي هي نفس الأزل والأبد، ولا حد ولا نهاية لعلمه، كما لأحد لذاته سبحانه وتعالى. فهو جل جلاله عالم بالممكنات ولا ممكن بعد، وجميع أطوار الممكنات ولا طور بعد، وعالم بالنظامات الغير المتناهية بأطوار غير متناهية التي منها النظام الكائن على نحو التابعية، إذ لا متبوع فلا علية لعلمه تعالى بالنسبة إلى تحقق النظام لأن تحققه برأيه ومشيته، فهو عالم بجميع الخصوصيات التقديرية في النظامات الكائنة وغير الكائنة، وهو عالم بجميعها على النحو الذي يقع قبل أن يكون هناك شئ، فلا واقعية لشئ من الممكنات في مرتبة علمه، فالعلم هو المرآة الرائي للغيوب وهو علام الغيوب - الخ.

التوحيد: عن فتح بن يزيد الجرجاني: عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قلت له: يعلم القديم الشئ الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟ قال: ويحك! إن مسألتك لصعبة، أما سمعت الله يقول: * (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) * وقوله: * (ولعلا بعضهم على بعض) *. وقال يحكي قول أهل النار: * (أخرجنا نعمل صالحا... غير الذي كنا نعمل) * وقال: * (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) * فقد علم الشئ الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون - الخبر (1).

الروايات الدالة على أنه ليس لعلمه منتهى (2).

ص: 331


1- (1) جديد ج 4 / 82، وص 83، وط كمباني ج 2 / 131.
2- (2) جديد ج 4 / 82، وص 83، وط كمباني ج 2 / 131.

التوحيد: عن ابن مسكان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الله تبارك وتعالى:

أكان يعلم المكان قبل أن يخلق المكان، أم علمه عندما خلقه وبعد ما خلقه؟ فقال:

تعالى الله بل لم يزل عالما بالمكان قبل تكوينه كعلمه به بعدما كونه، وكذلك علمه بجميع الأشياء كعلمه بالمكان (1).

نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يعلم عجيج الوحوش في الفلوات، ومعاصي العباد في الخلوات، واختلاف النينان في البحار الغامرات، وتلاطم الماء بالرياح العاصفات (2).

ومن كلمات مولانا العسكري (عليه السلام): تعالى الجبار الحاكم، العالم بالأشياء قبل كونها (3).

قال المجلسي: من ضروريات المذهب كونه تعالى عالما أزلا وأبدا بجميع الأشياء كلياتها وجزئياتها من غير تغير في علمه تعالى، وخالف في ذلك جمهور الحكماء فنفوا العلم بالجزئيات عنه تعالى. ولقدماء الفلاسفة في العلم مذاهب غريبة - الخ (4).

العلوي (عليه السلام): لو عمل الله في خلقه بعلمه، ما احتج عليهم بالرسل (5).

وفي دعاء شهر رمضان، المروي عن الصادق (عليه السلام): بسم المعلوم غير المحدود (6).

وفي دعاء مولانا الكاظم (عليه السلام)، المروي في الكافي كتاب الدعاء باب القول عند الإصباح والإمساء: الحمد لله الذي يصف ولا يوصف، ويعلم ولا يعلم، ويعلم خائنة الأعين - الخ. يعني المعلومية على نحو المحدودية.

التوحيد: عن ابن محبوب، عن ابن سنان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه

ص: 332


1- (1) جديد ج 4 / 85، وص 92، وط كمباني ج 2 / 131.
2- (2) جديد ج 4 / 85، وص 92، وط كمباني ج 2 / 131.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 159، وجديد ج 50 / 257.
4- (4) جديد ج 4 / 87.
5- (5) جديد ج 41 / 310، وط كمباني ج 9 / 584.
6- (6) جديد ج 97 / 339، وط كمباني ج 20 / 207.

صلوات الله عليهما قال: إن لله علما خاصا وعلما عاما، فأما العلم الخاص فالعلم الذي لم يطلع عليه ملائكته المقربين وأنبياءه المرسلون، وأما علمه العام فإنه علمه الذي أطلع عليه ملائكته المقربين وأنبياءه المرسلين، وقد وقع إلينا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).

التوحيد: عن زيد بن المعدل النميري، و عبد الله بن سنان، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن لله لعلما لا يعلمه غيره، وعلما يعلمه ملائكته المقربون وأنبياؤه المرسلون، ونحن نعلمه (2).

بصائر الدرجات: عن ربعي، عن الفضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) نحوه.

بصائر الدرجات: عن جعفر بن بشير، عن ضريس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن لله علمين: علما مبذولا وعلما مكفوفا، فأما المبذول، فإنه ليس من شئ يعلمه الملائكة والرسل إلا نحن نعلمه. وأما المكفوف فهو الذي عند الله في أم الكتاب (3).

وفي بصائر الدرجات عن سماعة، عن أبي بصير، ووهب عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن لله علمين: علم مكنون مخزون لا يعلمه إلا هو من ذلك يكون البداء، وعلم علمه ملائكته ورسله وأنبياءه ونحن نعلمه (4). وفي معنى ما تقدم غيره، فراجع البحار (5).

وفصلنا ذكر الروايات في كتاب " مقام قرآن وعترت " وكتاب " اثبات ولايت " وغيره، وفي نسخة مخطوطة من معارف القرآن للعلامة فقيه أهل البيت الآقا ميرزا مهدي الأصفهاني أعلى الله مقامه الشريف (6).

ص: 333


1- (1) جديد ج 4 / 85، وص 86.
2- (2) جديد ج 4 / 85، وص 86.
3- (3) جديد ج 4 / 89. وفي معناه مرفوعة البرقي ص 89.
4- (4) جديد ج 4 / 109.
5- (5) جديد ج 4 / 110 و 113 و 119 و 95، وط كمباني ج 2 باب العلم ص 129 و 130، وباب البداء ص 136 و 137 و 139، و ج 7 / 314 و 315، وجديد ج 4 / 85 و 89 و 109 و 113، و ج 26 / 159.
6- (6) معارف القرآن ص 99 و 334 - 337.

تفسير قوله تعالى: * (وعلم آدم الأسماء كلها) *. تقدم في " سما ".

وتقدم في " طين " و " أمم ": أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثلت له أمته في الطين، وعلم أسماء أمته، كما علم آدم الأسماء كلها.

أبواب علم النبي (صلى الله عليه وآله): باب فيه أنه كان عالما بكل لسان (1).

معاني الأخبار، علل الشرائع، الإختصاص وغيره مسندا عن الجواد (عليه السلام) وقد سئل: لم سمي النبي الأمي؟ فقال: ما يقول الناس؟ قلت: يزعمون أنه إنما سمي الأمي لأنه لم يحسن أن يكتب. فقال: كذبوا عليهم لعنة الله، أنى ذلك والله يقول في محكم كتابه: * (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة) * فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن؟ والله لقد كان رسول الله يقرأ ويكتب باثنين وسبعين - أو قال: بثلاثة وسبعين - لسانا، وإنما سمي الأمي لأنه كان من أهل مكة، ومكة من أمهات القرى، وذلك قول الله:

* (لتنذر أم القرى ومن حولها) * (2).

باب علمه وما دفع إليه من الكتب والوصايا - الخ (3).

الكافي: عن بريد، عن أحدهما صلوات الله عليهما في قول الله عز وجل:

* (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) *: فرسول الله أفضل الراسخين في العلم، قد علمه الله عز وجل جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله - الخبر (4).

الكافي: عن علي بن النعمان رفعه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) يمصون الثماد ويدعون النهر العظيم. قيل له: وما النهر العظيم؟ قال: رسول الله والعلم الذي أعطاه الله، إن الله عز وجل جمع لمحمد (صلى الله عليه وآله) سنن النبيين من آدم وهلم جرا إلى محمد (صلى الله عليه وآله). قيل له: وما تلك السنن؟ قال، علم النبيين بأسره وإن

ص: 334


1- (1) ط كمباني ج 6 / 118، وجديد ج 16 / 82.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 129، وجديد ج 16 / 132.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 225، وجديد ج 17 / 130.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 225، وجديد ج 17 / 130.

رسول الله صير ذلك كله عند أمير المؤمنين (عليه السلام).

بصائر الدرجات: أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان مثله.

بيان: الثماد ككتاب: الماء القليل الذي لا مادة له - الخ (1). ونقله مع زيادة في آخره في البحار (2).

بصائر الدرجات: عن علي بن إسماعيل، عن بعض رجاله قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لرجل تمصون الثماد وتدعون النهر العظيم، وساقه قريبا منه (3).

ويقرب منه في البحار (4).

وتقدم في " صحف " و " عطا ": أن صحف الأنبياء كلهم، وكل ما أعطى الله خلقه شيئا عند الرسول (صلى الله عليه وآله) وورثه أوصياؤه (عليهم السلام).

الإحتجاج: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث قال: أيها الناس عليكم بالطاعة والمعرفة بمن لا تعتذرون بجهالته، فإن العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة نبيكم محمد (صلى الله عليه وآله) فأنى يتاه بكم؟! بل أين تذهبون؟! (5) في أن القرآن الكريم مشتمل على جميع العلوم (6).

أقول: وقد فصلنا ذلك كله في كتاب " مقام قرآن وعترت "، وكتاب " اثبات ولايت "، و " رسالة ء علم غيب پيغمبر وامام "، والحمد لله كما هو أهله.

باب أن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو الذي عنده علم الكتاب (7). وفي " كتب ":

تفصيل ذلك.

ص: 335


1- (1) ط كمباني ج 6 / 225، وجديد ج 17 / 131.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 315، وجديد ج 26 / 166.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 322، وجديد ج 26 / 195.
4- (4) جديد ج 40 / 152 و 211، وط كمباني ج 9 / 461 و 474.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 157، وجديد ج 2 / 285.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 239، وجديد ج 17 / 186.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 82، وجديد ج 35 / 429.

والروايات من طرق العامة في علم مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) بالقرآن كله في إحقاق الحق (1).

النبوي (صلى الله عليه وآله) من طريق العامة في المعراج قال: فما علمت شيئا إلا علمته عليا (عليه السلام) فهو باب علمي، ذكره في إحقاق الحق (2)، وفي الكافي باب لذلك.

باب علمه (عليه السلام)، وأن النبي (صلى الله عليه وآله) علمه ألف باب، وأنه كان محدثا (3).

وتقدم في " الف " و " حدث " ما يتعلق بذلك.

باب أنه باب مدينة العلم والحكمة (4).

النبوي (صلى الله عليه وآله): أنا مدينة العلم وعلي بابها (5). ويأتي ما يتعلق بذلك في " مدن ".

ذكر الروايات الكثيرة من طرق العامة الدالة على وفور علم أمير المؤمنين (عليه السلام) الصادرة عن النبي الأكرم بالعبارات المختلفة كقوله: علي مثل آدم في علمه، وعلي مثل نوح في حكمته أو حكمه، وعلي مثل إبراهيم في حكمته ومثل نوح في فهمه، وعلي أعلم الناس، علي والأئمة من ولده خزان علم الله ومعادن حكمته، وعلي أفضل الناس وأعلمهم، وعلي وارث علم النبي (صلى الله عليه وآله)، وإن الله أمر الأرض أن تحدث عليا بأخبارها، وأنا مدينة العلم وعلي بابها، إلى غير ذلك وكلها مع بيان المدارك المذكورة في المجلدات السابقة في إحقاق الحق (6).

باب أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان شريك النبي (صلى الله عليه وآله) في العلم دون النبوة، وأنه علم كل ما علم، وأنه أعلم من سائر الأنبياء (7).

باب ما علمه النبي (صلى الله عليه وآله) عند وفاته وبعده، وما أعطاه من الاسم الأكبر وآثار النبوة (8).

ص: 336


1- (1) إحقاق الحق ج 7 / 582 - 592.
2- (2) إحقاق الحق ج 6 / 461.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 456، وجديد ج 40 / 127.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 472، وجديد ج 40 / 200.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 365، وجديد ج 31 / 436.
6- (6) إحقاق الحق ج 7 / 577.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 473، وجديد ج 40 / 208، وص 213.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 473، وجديد ج 40 / 208، وص 213.

كلام ابن أبي الحديد في نسبة العلوم وأصحابه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) (1).

سعة علم مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) (2).

باب ما علم أمير المؤمنين من أربعمائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه (3).

ومن طريق العامة، كما في إحقاق الحق (4) عن العلامة القندوزي في ينابيع المودة (5) قال: وفي الدر النظيم لابن طلحة الحلبي الشافعي قال أمير المؤمنين (عليه السلام):

لقد حزت علم الأولين وإنني * ضنين بعلم الآخرين كتوم وكاشف أسرار الغيوب بأسرها * وعندي حديث حادث وقديم وإني لقيوم على كل قيم * محيط بكل العالمين عليم الروايات النبوية: أنا مدينة العلم وعلي بابها، من طرق العامة (6).

والنبوي الآخر: أنا دار العلم وعلي بابها، من طرق العامة في إحقاق الحق (7).

باب مكارم أخلاق مولانا الحسن المجتبى (عليه السلام) وعلمه وفضله (8).

باب مكارم أخلاق مولانا السجاد (عليه السلام) وعلمه، وإقرار المخالف والمؤالف بفضله - الخ (9).

باب فيه ذكر سير مولانا الباقر (عليه السلام) وسننه وعلمه وفضله (10).

باب فيه ذكر ما ذكره المخالفون من نوادر علوم الإمام الصادق (عليه السلام) (11).

ص: 337


1- (1) ط كمباني ج 9 / 541، وجديد ج 41 / 140.
2- (2) جديد ج 40 / 126 و 127 و 200 و 208 و 213، و ج 41 / 328، وط كمباني ج 9 / 589.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 112، وجديد ج 10 / 89.
4- (4) إحقاق الحق ج 7 / 594.
5- (5) ينابيع المودة ص 65 ط إسلامبول.
6- (6) جديد ج 40 / 205، وكتاب الغدير ج 6 / 61 - 77، وإحقاق الحق ج 5 / 468 - 501.
7- (7) إحقاق الحق ج 5 / 506، والغدير ج 6 / 80.
8- (8) ط كمباني ج 10 / 91، وجديد ج 43 / 331.
9- (9) ط كمباني ج 11 / 17، وجديد ج 46 / 54.
10- (10) ط كمباني ج 11 / 82، وجديد ج 46 / 286.
11- (11) ط كمباني ج 11 / 168، وجديد ج 47 / 213.

باب فيه ذكر وفور علم الإمام الكاظم (عليه السلام) (1).

الإشارة إلى وفور علم الإمام الرضا (عليه السلام)، وعلمه بما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة (2).

باب أنهم العلماء في القرآن (3).

الروايات الواردة في قوله تعالى: * (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) *، أنهم الذين يعلمون وأعداءهم الذين لا يعلمون، وأولو الألباب شيعتهم وقوله: * (إنما يخشى الله من عباده العلماء) * يعني عليا (عليه السلام) (4).

باب أنهم أهل علم القرآن، والذين أوتوه والمنذرون به، والراسخون في العلم (5).

وتقدم في " صفا ": أن من اصطفاه الله من عباده وأورثه كتابه الأئمة (عليهم السلام).

وفي " حدد ": أن لكل شئ حدا وعلم ذلك كله عند الإمام (عليه السلام).

باب فيه بعض غرائب علومهم وشؤونهم (6).

باب غرائب العلوم من تفسير أبجد (7).

أبواب علومهم: باب جهات علومهم (8).

باب أنهم لا يعلمون الغيب ومعناه (9). ويأتي في " غيب " ما يتعلق بذلك.

باب أنهم خزان الله على علمه وحملة عرشه (10).

ص: 338


1- (1) ط كمباني ج 11 / 261، وجديد ج 48 / 100.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 9 و 26 و 28 و 29، وجديد ج 49 / 30 و 90 و 97 و 99.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 115، وجديد ج 24 / 119.
4- (4) جديد ج 24 / 120 - 121.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 38، وجديد ج 23 / 188.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 189، وجديد ج 25 / 36.
7- (7) ط كمباني ج 1 / 167، و ج 5 / 401، وجديد ج 2 / 316، و ج 14 / 286.
8- (8) ط كمباني ج 7 / 278، وجديد ج 26 / 18.
9- (9) ط كمباني ج 7 / 299، وجديد ج 26 / 98.
10- (10) ط كمباني ج 7 / 301، وجديد ج 26 / 105.

باب أنهم لا يحجب عنهم علم السماء والأرض والجنة والنار، وأنه عرض عليهم ملكوت السماوات والأرض، ويعلمون علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة (1).

وفي مناجاة مولانا الصادق (عليه السلام): يا من خصنا بالوصية، وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي - الخ. رواه الصفار في البصائر (2) بأسانيد متعددة، وكذا رواه ابن قولويه القمي في كامل الزيارة (3) بأسانيد سبعة، فيها الصحاح والمعتبر.

وفي " فطم ": رواية علم فاطمة (عليها السلام) بما كان وبما يكون إلى يوم القيامة.

ما يظهر منه أن علم الإمام بما يكون مجمع عليه بين الإمامية، كما في البحار (4).

باب أنهم لا يحجب عنهم شئ من أحوال شيعتهم، وما تحتاج إليه الأمة من جميع العلوم. وأنهم يعلمون ما يصيبهم من البلايا ويصبرون عليها، ولو دعوا الله في دفعها لأجيبوا. وأنهم يعلمون ما في الضمائر وعلم المنايا والبلايا وفصل الخطاب والمواليد (5).

باب أن مستقى العلم من بيتهم وآثار الوحي فيها (6).

باب أن كل علم حق هو في أيدي الناس، فمن أهل البيت وصل إليهم (7).

باب أن عندهم مواد العلم وأصوله، ولا يقولون شيئا برأي ولا قياس، بل ورثوا جميع العلوم عن النبي (صلى الله عليه وآله). وأنهم أمناء الله على أسراره (8).

في أنه يجري لآخرهم ما جرى لأولهم، وأولهم وآخرهم في العلم والأمر

ص: 339


1- (1) ط كمباني ج 7 / 310 و 281، وجديد ج 26 / 109 و 27.
2- (2) البصائر الجزء 3 باب 7.
3- (3) كامل الزيارة باب 40.
4- (4) جديد ج 42 / 257، وط كمباني ج 9 / 663.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 308، وجديد ج 26 / 137.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 313، وجديد ج 26 / 157.
7- (7) ط كمباني ج 1 / 116، وجديد ج 2 / 179.
8- (8) ط كمباني ج 1 / 115، وجديد ج 2 / 172.

سواء، ولرسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما فضلهما (1).

الروايات النبوية في حق العترة الطاهرة: أعطاهم الله فهمي وعلمي وخلقوا من طينتي كثيرة بل متواترة، تقدم جملة منها في " حيى " في ذيل قوله (صلى الله عليه وآله): من أراد أن يحيى حياتي - الخ. وبعضها في البحار (2).

وفصلنا ذكر المدارك في " رسالة ء علم غيب امام (عليه السلام) ".

باب أن عندهم جميع علوم الملائكة والأنبياء، وأنهم أعطوا ما أعطاه الله الأنبياء، وأن كل إمام يعلم جميع علم الإمام الذي قبله، ولا يبقى الأرض بغير عالم (3). وتقدم في " صحف " و " عطا " ما يتعلق بذلك.

باب أنهم أعلم من الأنبياء (4).

باب أنهم يعلمون جميع الألسن واللغات، ويتكلمون بها (5).

باب فيه أنهم يعلمون منطق الطيور والبهائم (6).

باب أنهم يزدادون، ولولا ذلك لنفد ما عندهم - الخ (7). وفي " زيد ": تفصيل مواضع الروايات.

باب العلة التي من أجلها كتم الأئمة بعض العلوم والأحكام (8).

في علمهم وأنه غابر ومزبور، ونكت في القلوب، ونقر في الأسماع، وعندهم الجفر الأحمر والأبيض والجامعة ومصحف فاطمة (عليها السلام) وغير ذلك، وهم يزدادون (9).

ص: 340


1- (1) ط كمباني ج 12 / 159، وجديد ج 50 / 256.
2- (2) جديد ج 44 / 261، وط كمباني ج 10 / 160.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 314، وجديد ج 26 / 159.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 322، وجديد ج 26 / 194، وص 190.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 322، وجديد ج 26 / 194، وص 190.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 414، وجديد ج 27 / 261.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 296، وجديد ج 26 / 86.
8- (8) ط كمباني ج 1 / 136، وجديد ج 2 / 212.
9- (9) ط كمباني ج 7 / 278، وجديد ج 26 / 18.

كلام الشيخ الطبرسي في الدلائل على الإمامة، منها: ما ظهر عنهم من العلوم والأحكام. وتقدم ذلك في " أمم ".

الجواب عن السؤال الوارد كيف يقدم الإمام على ما يعلم أنه سبب قتله (1).

ونعم ما أفاد العلامة المجلسي في البحار (2)، وفي المرآة: أن التحرز عن أمثال تلك الأمور إنما يكون فيمن لم يعلم جميع أسباب التقادير الحتمية، وإلا فيلزم أن لا يجري عليهم شئ من التقديرات المكروهة، وهذا مما لا يكون. والحاصل أن أحكامهم الشرعية (المشتركة بيننا وبينهم) منوطة بالعلوم الظاهرة (الحاصلة عن الأسباب المتعارفة العادية) لا بالعلوم الإلهامية (الإلهية الحاصلة من إلهامات علام الغيوب) - الخ.

وقد فصلنا الكلام في ذلك في كتاب " مقام قرآن وعترت " (3).

الخرائج: قال الصادق (عليه السلام): العلم سبعة وعشرون حرفا، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا صلوات الله وسلامه عليه أخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثها في الناس وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفا (4).

في أن علم الأولين والآخرين في جنب علوم الأئمة (عليهم السلام) كالقطرة في جنب البحر (5). وفي " خضر " ما يتعلق بذلك.

وقد فصلنا الكلام في ذلك في كتاب " مقام قرآن وعترت " وكتاب " اثبات ولايت ".

سؤال المفضل عن الصادق (عليه السلام) عن منتهى علم العالم، فقال كلمات،

ص: 341


1- (1) ط كمباني ج 9 / 663، و ج 10 / 215، و ج 11 / 303، وجديد ج 42 / 257، و ج 45 / 96، و ج 48 / 236.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 303.
3- (3) مقام قرآن وعترت ص 162 - 173، وكتاب " اثبات ولايت " وكتاب " رسالة ء علم غيب امام (عليه السلام) " المطبوعات مكررا.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 187، وجديد ج 52 / 336.
5- (5) جديد ج 40 / 177 و 186، وط كمباني ج 9 / 467 و 469.

مختصرها: أن السماوات والأرضين وغيرها في علم الإمام (عليه السلام) مثل مد من خردل دققته فتضربه بالماء حتى إذا اختلط ورغا أخذت منه لعقة بإصبعك، ولا علم العالم في علم الله إلا مثل مد من خردل دققته وضربته بالماء حتى إذا رغا أخذت منه رأس إبرة - الخ (1).

وسيأتي في " هلك ": أن هذه العلوم الإلهية ليست مناطا للتكاليف الظاهرية العامة للمكلفين.

العلوي (عليه السلام) في الأخبار عن زمان ظهور الحجة المنتظر صلوات الله وسلامه عليه: ويقذف في قلوب المؤمنين العلم، فلا يحتاج المؤمن إلى ما عند أخيه من علم، فيومئذ تأويل هذه الآية: * (يغني الله كلا من سعته) *، وتخرج لهم الأرض كنوزها، فيقول القائم (عليه السلام): كلوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية (2).

قول الله تعالى لآدم: إني أجمع لك العلم في أربع كلمات (3). وتقدم ذلك في " ادم ". وفيه الخير مكان العلم.

أبواب العلم وآدابه وأنواعه وأحكامه:

باب فرض العلم، ووجوب طلبه والحث عليه، وثواب العالم والمتعلم (4).

البقرة: * (وزاده بسطة في العلم) *.

الرحمن: * (علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان) *.

وقال تعالى: * (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) *.

وقال تعالى: * (إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) *.

وقال تعالى حكاية عن الملائكة: * (لا علم لنا إلا ما علمتنا) *.

وصريح الآيات الكريمة أن علوم الأنبياء من تعليم الله تعالى، وقال تعالى

ص: 342


1- (1) جديد ج 25 / 385، وط كمباني ج 7 / 273.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 221، وجديد ج 53 / 86.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 31، وجديد ج 11 / 115.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 53، وجديد ج 1 / 162.

لرسوله: * (من بعدما جائك من العلم) *.

فعلوم الملائكة والأنبياء والمرسلين وأوصيائه المرضيين من الله تعالى، أمر الناس بتحصيلها والإقتباس من أهلها والفضل فيها.

بصائر الدرجات: عن الباقر (عليه السلام): أن الذي تعلم العلم منكم له مثل أجر الذي يعلمه، وله الفضل عليه - الخ (1).

أمالي الصدوق، ثواب الأعمال، بصائر الدرجات: عن القداح، عن الصادق، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به. وإنه ليستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتى الحوت في البحر. وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر. وأن العلماء ورثة الأنبياء. إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ولكن ورثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر (2).

أقول: ذيله قرينة على أن الفضل لطالب علوم الأنبياء لا لغيرهم الذين اقتبسوا جهائل من جهال وأضاليل من ضلال، وسموها علما وتسمى به، كما تقدم في " حكم ".

أمالي الطوسي: عن الصادق (عليه السلام) فيما وعظ لقمان: يا بني اجعل في أيامك ولياليك وساعاتك نصيبا لك في طلب العلم، فإنك لن تجد له تضييعا مثل تركه (3).

قول علي (عليه السلام) في خطبته: إنما العلماء في الناس كالبدر في السماء يضئ نوره (4).

أمالي الصدوق: عن المفضل، عن الصادق (عليه السلام) إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أعلم

ص: 343


1- (1) ط كمباني ج 1 / 56، وجديد ج 1 / 174.
2- (2) جديد ج 1 / 164، و ج 2 / 92، وط كمباني ج 1 / 54. ونحوه فيه ص 93.
3- (3) جديد ج 13 / 415، وط كمباني ج 5 / 322.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 78، وجديد ج 2 / 31.

الناس من جمع علم الناس إلى علمه، وأكثر الناس قيمة أكثرهم علما، وأقل الناس قيمة أقلهم علما (1).

وفي معناه قول أمير المؤمنين (عليه السلام): قيمة كل امرئ ما يحسنه (2).

المحاسن: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) من أعلم الناس؟ قال: من جمع علم الناس إلى علمه (3).

أمالي الصدوق: عن ابن نباتة قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه:

تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة. وهو أنيس في الوحشة، وصاحب في الوحدة، وسلاح على الأعداء، وزين الأخلاء. يرفع الله به أقواما يجعلهم في الخير أئمة يقتدى بهم، ترمق أعمالهم وتقتبس آثارهم، ترغب الملائكة في خلتهم يمسحونهم بأجنحتهم في صلاتهم، لأن العلم حياة القلوب، ونور الأبصار من العمى، وقوة الأبدان من الضعف، وينزل الله حامله منازل الأبرار، ويمنحه مجالسة الأخيار في الدنيا والآخرة. بالعلم يطاع الله ويعبد، وبالعلم يعرف الله ويوحد، وبالعلم توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال والحرام. والعلم إمام العقل، والعقل تابعه، يلهمه الله السعداء، ويحرمه الأشقياء (4).

أمالي الطوسي: عن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: طلب العلم فريضة على كل مسلم، فاطلبوا العلم من مظانه واقتبسوه من أهله، فإن تعلمه لله حسنة، وطلبه عبادة، والمذاكرة به تسبيح، والعمل به جهاد. وساقه إلى آخره مع اختلاف إلى قوله: والعلم أمام العمل، والعمل تابعه - الخ (5). وفي " فرض ": بيان هذا الحديث.

ص: 344


1- (1) جديد ج 1 / 164.
2- (2) جديد ج 1 / 165. ونحوه ص 166، و ج 40 / 163، وط كمباني ج 1 / 54، و ج 9 / 464، و ج 17 / 101. ونحوه في ص 107 مكررا و 111 و 127. ونحوه في ص 129 مع زيادة قوله: فتكلموا في العلم تبين أقداركم، وجديد ج 77 / 384 و 405 و 420، و ج 78 / 37 و 46.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 95، وجديد ج 2 / 97.
4- (4) جديد ج 1 / 166، وص 171.
5- (5) جديد ج 1 / 166، وص 171.

وعن مولانا الباقر (عليه السلام): تعلموا العلم، فإن تعلمه حسنة، وطلبه عبادة، والتذاكر له تسبيح، والبحث عنه جهاد - الخبر (1).

أمالي الطوسي: في النبوي الصادقي (عليه السلام): العالم بين الجهال كالحي بين الأموات، وإن طالب العلم ليستغفر له كل شئ حتى حيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه فاطلبوا العلم، فإنه السبب بينكم وبين الله عز وجل، وإن طلب العلم فريضة على كل مسلم (2).

أمالي الطوسي: عن النبي (صلى الله عليه وآله): ومن خرج من بيته يطلب علما شيعه سبعون ألف ملك يستغفرون له (3).

وعن الصادق (عليه السلام): اطلبوا العلم ولو بخوض اللجج وشق المهج (4).

النبوي (صلى الله عليه وآله): من لم يصبر على ذل التعلم ساعة، بقي في ذل الجهل أبدا (5).

وفي أمالي الشيخ (6) مسندا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من خرج يطلب بابا من علم ليرد به باطلا إلى حق أو ضلالة إلى هدى، كان عمله ذلك كعبادة متعبد أربعين عاما.

النبوي (صلى الله عليه وآله): طالب العلم محفوف بعناية الله (7).

والنبوي (صلى الله عليه وآله): قيدوا العلم بالكتاب (8).

العلوي (عليه السلام): العلم أفضل من المال بسبعة: الأول: أنه ميراث الأنبياء والمال ميراث الفراعنة. الثاني: العلم لا ينقص بالنفقة، والمال ينقص بها. الثالث: يحتاج المال إلى الحافظ، والعلم يحفظ صاحبه - الخبر (9).

ص: 345


1- (1) ط كمباني ج 17 / 168، وجديد ج 78 / 189.
2- (2) جديد ج 1 / 172.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 16، و ج 17 / 36، وجديد ج 77 / 121، و ج 69 / 382.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 192، وجديد ج 78 / 277.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 46، وجديد ج 77 / 164.
6- (6) أمالي الشيخ ج 2 / 231.
7- (7) جديد ج 77 / 165، وط كمباني ج 17 / 47.
8- (8) ط كمباني ج 17 / 41، وجديد ج 77 / 139.
9- (9) جديد ج 1 / 185.

وتقدم في " حبب ": فضل حب العلماء، وفي " صنف ": أصناف العلماء وصفاتهم، وفي " سأل ": فضل سؤال العالم وتذاكره، وفي " جلس ": فضل مجالس العلماء ومجالستهم، وفي " عمل ": ذم العمل بغير علم، وفي " نظر ": فضل النظر إليه، وأنه حبا له عبادة، وأنه أحب من اعتكاف سنة، وفي " فقه " ما يتعلق بذلك، وفي " رذل ": ذم سلب التوفيق عن طلب العلم.

فضل مذاكرة العلم في البحار (1).

النبوي (صلى الله عليه وآله): طالب العلم لا يموت، أو يمتع جده بقدر كده (2).

باب استعمال العلم والإخلاص في طلبه، وتشديد الأمر على العالم (3). وتقدم في " خلص " ما يتعلق بذلك، ويأتي في " عمل " ما يتعلق بذلك.

الروايات في أن نسيان العلم لأجل ارتكاب الذنب (4).

والباقري (عليه السلام): من عمل بما يعلم، علمه الله ما لم يعلم (5).

وتقدم في " اكل ": ذم الاستيكال بالعلم، وفي " عظم ": مدح تعظيم العلماء، وفي " تبع ": وجوب متابعتهم، وفي " زين ": أن زينة العلم الإحسان، وفي " عبد ":

أفضل العبادة العلم بالله والتواضع له.

وفي " وعظ " في مواعظ الصادق (عليه السلام): إن الحلم ركن العلم.

وفي وصية الرسول (صلى الله عليه وآله) لابن مسعود: من تعلم العلم يريد به الدنيا، وآثر عليه حب الدنيا وزينتها استوجب سخط الله عليه، وكان في الدرك الأسفل من النار مع اليهود والنصارى - إلى أن قال: - يا بن مسعود من تعلم العلم ولم يعمل بما فيه حشره يوم القيامة أعمى، وما تعلم العلم رياء وسمعة يريد به الدنيا إلا نزع الله

ص: 346


1- (1) ط كمباني ج 1 / 62 مكررا، وجديد ج 1 / 196 و 198.
2- (2) جديد ج 77 / 165، وط كمباني ج 17 / 47.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 77، وجديد ج 2 / 26.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 162، وجديد ج 73 / 377.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 168، وجديد ج 78 / 189.

بركته، وضيق عليه معيشته، ووكله الله إلى نفسه - الخ (1).

تفسير الإمام العسكري (عليه السلام)، الإحتجاج: عن النبي (صلى الله عليه وآله): لا ينبغي لأحد أن يسجد لأحد من دون الله يخضع له خضوعه لله ويعظم به السجود كتعظيمه لله، ولو أمرت أحدا أن يسجد هكذا لغير الله لأمرت ضعفاء شيعتنا أن يسجدوا لمن توسط في علوم علي وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).

فضل العلماء وشفاعتهم يوم القيامة لكل من أخذ عنهم وتعلم منهم، ومن أخذ عمن أخذ عنهم إلى يوم القيامة (3).

العلوي (عليه السلام): عليكم بالعلم، فإنه صلة بين الإخوان، ودال على المروة، وتحفة في المجالس، وصاحب في السفر، ومؤنس في الغربة. وأن الله تعالى يحب المؤمن العالم الفقيه الزاهد الخاشع - الخبر (4).

العلوي (عليه السلام): عليكم بطلب العلم، فإن طلبه فريضة، والبحث عنه نافلة، وهو صلة بين الإخوان. وساقه إلى قوله: في الغربة، ثم زاد: والعلم علمان: مطبوع ومسموع، ولا ينفع مسموع إذا لم يكن مطبوع، ومن عرف الحكمة لم يصبر عن الازدياد منها (5).

الدرة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلم وديعة الله في أرضه، والعلماء أمناؤه عليه، فمن عمل بعلمه أدى أمانته، ومن لم يعمل بعلمه، كتب في ديوان الله من الخائنين (6).

باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها وينفعهم، وفيه تفسير الحكمة (7). وتقدم

ص: 347


1- (1) ط كمباني ج 17 / 30، وجديد ج 77 / 99.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 628، وجديد ج 21 / 229.
3- (3) جديد ج 7 / 224 - 226، وط كمباني ج 3 / 256.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 116، وجديد ج 78 / 6.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 138، وجديد ج 78 / 80.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 47، وجديد ج 77 / 166.
7- (7) ط كمباني ج 1 / 65، وجديد ج 1 / 209.

في " حكم ": تفسير الحكمة مفصلا.

قال تعالى في وصف الرسول: * (ويعلمهم الكتاب والحكمة) * وقال: * (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه) * - الآية.

يستفاد من هذه الآية أن الله أخذ ميثاق العباد أن يدرسوا ما في الكتاب العزيز وحيث أنه شرط عليهم أن لا يقولوا على الله إلا الحق، فلا بد من أخذ تفسيره من العترة الطاهرة لأنه لاحق إلا ما اخذ منهم، ولقول مولانا الباقر (عليه السلام): كلما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل.

وفي وصية أمير المؤمنين لابنه الحسن (عليهما السلام): واعلم أنه لا خير في علم لا ينفع، ولا ينتفع بعلم لا يحق تعلمه - الخ (1).

أمالي الصدوق: عن أبي الحسن موسى، عن آبائه صلوات الله عليهم قال:

دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل، فقال: ما هذا؟ فقيل:

علامة. قال: وما العلامة؟ قالوا: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيام الجاهلية وبالأشعار والعربية. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ذاك علم لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه.

معاني الأخبار، السرائر: مثله.

غوالي اللئالي: عن الكاظم (عليه السلام) مثله، وزاد في آخره: إنما العلم ثلاثة: آية محكمة، أو فريضة عادلة، أو سنة قائمة، وما خلاهن فهو فضل (2).

وعن الباقر (عليه السلام): عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد (3).

والصادقي المروي عن الصدوق وغيره قال: وجدت علم الناس كلهم في أربع: أولها أن تعرف ربك، والثانية أن تعرف ما صنع بك، والثالثة أن تعرف ما أراد منك، والرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك (4). والكاظمي (عليه السلام) مثله، كما

ص: 348


1- (1) ط كمباني ج 17 / 58 و 62، وجديد ج 77 / 200 و 218.
2- (2) جديد ج 1 / 211.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 164، وجديد ج 78 / 173.
4- (4) جديد ج 1 / 212.

في البحار (1).

وتقدم في " عرب ": فضل تعلم العربية، وفي " فقه ": فضل التفقه، وفي " سأل ":

فضل السؤال عن الحرام والحلال.

العلوي (عليه السلام): العلوم أربعة: الفقه للأديان، والطب للأبدان، والنحو للسان، والنجوم لمعرفة الأزمان (2).

والعلوي (عليه السلام): العلم ثلاثة، بإسقاط الأخير (3). وتقدم في " دين ".

أقول: ذكرنا كلا في محله.

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: النبوي (صلى الله عليه وآله): العلم أكثر من أن يحصى، فخذ من كل شئ أحسنه (4).

النبوي (صلى الله عليه وآله): العلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان (5).

في الحديث القدسي: إن من علم ليس كمن لم يعلم (6).

وقال الشاعر:

قالوا خذ العين من كل فقلت لهم * في العين فضل ولكن ناظر العين إعلام الدين: قال موسى بن جعفر (عليه السلام): أولى العلم بك ما لا يصلح لك العمل إلا به، وأوجب العمل (العلم - ظ) عليك ما أنت مسؤول عن العمل به، وألزم العلم لك ما دلك على صلاح قلبك، وأظهر لك فساده، وأحمد العلم عاقبة ما زاد في علمك العاجل. فلا تشغلن بعلم ما لا يضرك جهله، ولا تغفلن عن علم ما يزيد في جهلك تركه (7).

العدة: قال العالم (عليه السلام): أولى العلم، وساقه إلى العاجل (8).

ص: 349


1- (1) ط كمباني ج 17 / 204، وجديد ج 78 / 328.
2- (2) جديد ج 1 / 218، وط كمباني ج 1 / 67.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 128، وجديد ج 78 / 45.
4- (4) جديد ج 1 / 219، وص 220.
5- (5) جديد ج 1 / 219، وص 220.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 227، وجديد ج 7 / 127.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 206، وجديد ج 78 / 333.
8- (8) جديد ج 1 / 220.

وعن راغب الأصفهاني كلام حسن في هذا المقام، قال: من كان قصده الوصول إلى جوار الله والتوجه نحوه، كما قال تعالى: * (ففروا إلى الله) *، وكما أشار إليه النبي (صلى الله عليه وآله) بقوله: سافروا تغنموا، فحقه أن يجعل أنواع العلوم كزاد موضوع في منازل السفر فيتناول في كل منزل قدر البلغة، ولا يعرج على تفصية واستغراق ما فيه، فإنه لو قضى الإنسان جميع عمره في فن واحد لم يدرك قعره ولم يسبر غوره وقد نبهنا الباري تعالى على ذلك بقوله: * (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هديهم الله وأولئك هم أولوا الألباب) *. وقال بعض الحكماء في ذلك: " إن الشجرة لا يشينها قلة الحمل إذا كانت ثمرتها يانعة ".

ويجب أن لا يخوض في فن حتى يتناول من الفن الذي قبله بلغته، ويقضي منه حاجته. فازدحام العلم في السمع مضلة للفهم، وعليه قوله تعالى: * (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته) * أي لا يجاوزون فنا حتى يحكموه علما وعملا.

ويجب أن يقدم الأهم فالأهم من غير إخلال بالترتيب، وكثير من الناس ثكلوا الوصول بتركهم الأصول. وحق الطالب أن يكون قصده من كل علم يتحراه التبلغ به إلى ما فوقه حتى يبلغ به النهاية، والنهاية هي معرفة الله سبحانه، فالعلوم كلها خدم لها وهي حرة.

وروي أنه رأى صورة حكيمين من الحكماء في بعض مساجدهم وفي يد أحدهما رقعة فيها: إن أحسنت كل شئ فلا تظنن أنك أحسنت شيئا حتى تعرف الله، وتعلم أنه مسبب الأسباب وموجد الأشياء.

وفي يد الآخر: كنت قبل أن عرفت الله أشرب وأظمأ حتى إذا عرفته رويت بلا شرب، بل قد قال تعالى، ما قد أشار به إلى ما هو أبلغ من حكمة كل حكيم: * (قل الله ثم ذرهم) * أي أعرفه حق المعرفة. ولم يقصد بذلك أن يقول ذلك قولا باللسان اللحمي، فذلك قليل الغنى ما لم يكن عن طرية خالصة ومعرفة حقيقية، وعلى ذلك قال عليه وآله الصلاة والسلام: من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة. إنتهى.

ص: 350

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): عظم الخالق عندك يصغر المخلوق في عينك. ويأتي في " فخر ": ما يناسب ذلك.

باب ذم علماء السوء ولزوم التحرز عنهم (1).

خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) في أقسام العلماء وذم علماء السوء (2).

خطبته الأخرى (عليه السلام) في ذم علماء السوء، وذم اختلاف الفتيا (3).

كنز الكراجكي، بسنده عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ملعون ملعون عالم يؤم سلطانا جائرا معينا له على جوره (4).

أقسام علماء السوء، الذين يكونون في دركات النار، وبيان أعمالهم في البحار (5). وتقدم في " درك ".

ويأتي في " قرد ": ذم تضييع العلم، ومسخ من ضيعه بالقردة.

قيل له (صلى الله عليه وآله): أي الناس شر؟ قال: العلماء إذا فسدوا (6).

العلوي (عليه السلام): الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع (7).

كلامه الآخر في ذلك: طلبة هذا العلم على ثلاثة أصناف، ألا فاعرفوهم بصفاتهم - الخ (8). ويأتي في " عنت ": عدة منهم.

ذم بعض علماء آخر الزمان في البحار (9).

ص: 351


1- (1) ط كمباني ج 1 / 97، وجديد ج 2 / 105.
2- (2) جديد ج 2 / 99.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 157 مكررا، وجديد ج 2 / 284 و 285.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 221، وجديد ج 75 / 381.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 381، وجديد ج 8 / 310.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 41. وقريب منه فيه ص 44، وجديد ج 77 / 138 و 154.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 118، وجديد ج 78 / 9.
8- (8) جديد ج 2 / 46، وط كمباني ج 1 / 82.
9- (9) ط كمباني ج 17 / 29، وجديد ج 77 / 96.

باب آداب طلب العلم وأحكامه (1). وفيه (2) رواية عنوان البصري.

وتقدم في " أدب " و " طلب ": ما يناسب ذلك.

نصائح الخضر لطالب العلم (3).

الإختصاص: قال الباقر (عليه السلام): إذا جلست إلى عالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن القول، ولا تقطع على أحد حديثه (4).

نهج البلاغة: قال: سل تفقها، ولا تسأل تعنتا (5).

باب ثواب الهداية والتعليم وفضلهما، وفضل العلماء، وذم إضلال الناس (6).

تقدم في " حيى " و " ضلل ": أن من هدى نفسا فكأنما أحياه، ومن أضله فكأنما قتله. وفي " هدى " و " كلم " و " خير " و " سنن " ما يتعلق بذلك.

الأحزاب: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم) *.

خطبة أبي ذر التي رواها مولانا الباقر (عليه السلام): يا مبتغي العلم، لا يشغلك أهل ومال عن نفسك، أنت يوم تفارقهم، كضيف بت فيهم، ثم غدوت عنهم - الخ (7).

السجادي (عليه السلام)، وسؤاله عن المدعي للدم أن يعفو عن قاتل أبيه، لتلقينه وتعليمه ولي الدم التوحيد والنبوة والإمامة، وإن ثواب هذا يفي بدماء أهل الأرض سوى الأنبياء والأئمة (8).

تفسير الإمام العسكري (عليه السلام)، الإحتجاج: بالإسناد عن مولانا أبي محمد العسكري (عليه السلام) أنه اتصل به أن رجلا من فقهاء الشيعة كلم بعض النصاب فأفحمه بحجته حتى أبان عن فضيحته، فدخل على علي بن محمد (عليه السلام) وفي صدر مجلسه دست عظيم منصوب وهو قاعد خارج الدست، وبحضرته خلق من العلويين وبني

ص: 352


1- (1) ط كمباني ج 1 / 68، وجديد ج 1 / 221، وص 224.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 68، وجديد ج 1 / 221، وص 224.
3- (3) جديد ج 1 / 226، وص 222.
4- (4) جديد ج 1 / 226، وص 222.
5- (5) جديد ج 1 / 226، وص 222.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 70، وجديد ج 2 / 1.
7- (7) ط كمباني ج 1 / 84، وجديد ج 2 / 51.
8- (8) ط كمباني ج 1 / 73، وجديد ج 2 / 12.

هاشم، فما زال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست، وأقبل عليه فاشتد ذلك على أولئك الأشراف، إلى آخر الخبر، وهو يتضمن أنه إنما فعل ذلك لمكانة علمه، وإن كسره للناصب بحجج الله التي علمه إياها لأفضل له من كل شرف في النسب - الخبر (1).

إكرام الصادق (عليه السلام) هشام بن الحكم لعلمه. ويأتي الإشارة إليه في " هشم ".

العلوي (عليه السلام): من تواضع للمتعلمين وذل للعلماء ساد بعلمه، فالعلم يرفع الوضيع، وتركه يضع الرفيع، ورأس العلم التواضع، وبصره البراءة من الحسد، وسمعه الفهم، ولسانه الصدق - الخبر (2).

إكرام الرضا (عليه السلام) عمران الصابي وكان واحدا من المتكلمين. ذكرناه في رجالنا (3).

وإكرامه (عليه السلام) البزنطي أن بعث إليه بحماره فركبه، وأتاه وأقام عنده إلى أن مضى من الليل ما شاء الله، فأمره أن يبيت عنده فقال: يا جارية افرشي له فراشي، واطرحي عليه ملحفتي التي أنام فيها، وضعي تحت رأسه مخادي. وقد تقدم في " بزنط ".

إكرام ذي القرنين الغلام العالم لما أخبره عن عين الحياة، فنزل عن فراشه تواضعا له (4).

ولقد أجاد من قال:

العلم أنفس شئ أنت ذاخره * فلا تكن جاهلا تستورث الندما تعلم العلم واجلس في مجالسه * ما خاب قط لبيب جالس العلما جامع الأخبار: قال النبي (صلى الله عليه وآله): سيأتي زمان على الناس يفرون من العلماء كما يفر الغنم من الذئب، ابتلاهم الله تعالى بثلاثة أشياء: الأول: يرفع البركة من

ص: 353


1- (1) ط كمباني ج 1 / 74، وجديد ج 2 / 13.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 116، وجديد ج 78 / 6.
3- (3) مستدركات علم رجال الحديث ج 6 / 124.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 166، وجديد ج 12 / 201.

أموالهم. والثاني: سلط الله عليهم سلطانا جائرا. والثالث: يخرجون من الدنيا بلا إيمان.

وقال: سيأتي زمان على أمتي لا يعرفون العلماء إلا بثوب حسن، ولا يعرفون القرآن إلا بصوت حسن، ولا يعبدون الله إلا في شهر رمضان. إذا كان كذلك سلط الله عليهم سلطانا لا علم له ولا حلم له ولا رحم له (1).

أحاديث في فضل العلماء:

منها عن أمالي الصدوق: عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل الناس في صعيد واحد ووضعت الموازين، فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء (2).

غوالي اللئالي: عن النبي (صلى الله عليه وآله): علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل (3). ونقله النوري في كتابه " كلمه طيبه " عن العلامة في التحرير عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكذا رواه في المرآة (4) عنه (صلى الله عليه وآله) مثله. ويأتي نظيره في " فقه ".

روضة الواعظين: قال النبي (صلى الله عليه وآله): ساعة من عالم يتكي على فراشه ينظر في علمه خير من عبادة العابد سبعين عاما، وقال: فضل العالم على العابد سبعين درجة - الخ (5).

وعن الباقر (عليه السلام): عالم ينتفع بعلمه أفضل من عبادة سبعين ألف عابد (6).

النبوي (صلى الله عليه وآله): يا علي نوم العالم أفضل من ألف ركعة يصليها العابد (7).

وعن الصادق (عليه السلام): عالم أفضل من ألف عابد، وألف زاهد، وألف مجتهد (8).

ص: 354


1- (1) ط كمباني ج 6 / 782، وجديد ج 22 / 453.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 256، و ج 1 / 74، وجديد ج 7 / 226، و ج 2 / 14 و 16.
3- (3) جديد ج 2 / 22، وط كمباني ج 1 / 76.
4- (4) المرآة ج 1 / 134.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 76.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 75. ومثله في ج 17 / 164، وجديد ج 78 / 173، و ج 2 / 23 و 24 و 18 و 19.
7- (7) ط كمباني ج 1 / 76، وجديد ج 2 / 22.
8- (8) ط كمباني ج 17 / 185، وجديد ج 78 / 247.

الخصال: عن الباقر (عليه السلام): كان علي بن الحسين (عليه السلام): إذا جاءه طالب علم فقال: مرحبا بوصية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم يقول: إن طالب العلم إذا خرج من منزله لم يضع رجليه على رطب ولا يابس من الأرض إلا سبحت له إلى الأرضين السابعة (1).

وسائر الروايات في فضل العلماء (2).

تحف العقول: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أيها الناس إعلموا أنه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه، ولا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه. الناس أبناء ما يحسنون وقدر كل امرئ ما يحسن، فتكلموا في العلم تبين أقداركم (3).

كشف الغمة: قال الحسن بن علي (عليه السلام): علم الناس علمك، وتعلم علم غيرك فتكون قد أتقنت علمك، وعلمت ما لم تعلم (4).

تحف العقول: قال الصادق (عليه السلام): من دعى الناس إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه فهو مبتدع ضال (5).

قال الخليل بن أحمد: أحث كلمة على طلب علم قول علي بن أبي طالب (عليه السلام):

قدر كل امرئ ما يحسن (6).

وعن نزهة الناظر لأبي يعلي الجعفري في ذكر كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:

قال (عليه السلام): الناس عالم ومتعلم، وأنشد متمثلا بهذين البيتين:

فكم من بهي قد يروق رواقه * ويهجر في النادي إذا ما تكلما فقيمة هذا المرء ما هو محسن * فكن عالما إن شئت أو متعلما قوله: " يروق رواقه "، أي يعجب الرائي فعاله.

ص: 355


1- (1) ط كمباني ج 11 / 20، وجديد ج 46 / 62.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 75 - 77، وجديد ج 2 / 16.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 129، وجديد ج 78 / 46.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 146، وجديد ج 78 / 111.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 188، وجديد ج 78 / 259.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 107، وجديد ج 77 / 405.

قال بعض المحققين: إعلم أن العلم والعبادة جوهران، لأجلهما كان كلما ترى وتسمع من تصنيف المصنفين، وتعليم المعلمين، ووعظ الواعظين. بل لأجلهما أنزلت الكتب وأرسلت الرسل. بل لأجلهما خلقت السماوات والأرض وما فيها من الخلق، وناهيك لشرف العلم قوله تعالى: * (الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا) * - الآية، ولشرف العبادة قوله تعالى:

* (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) * فحق للعبد ألا يشتغل إلا بهما ولا يتعب إلا لهما.

وأشرف الجوهرين العلم، كما ورد فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم. والمراد بالعلم الدين، أعني معرفة الله سبحانه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر قال تعالى: * (آمن الرسول بما انزل إليه من ربه) * - الآية إلى آخره.

وقال: مرجع الإيمان إلى العلم لأن الإيمان التصديق، وهو مستلزم لتصوره، فراجع لتمامه البحار (1).

العدة: عن علي (عليه السلام) قال: جلوس ساعة عند العلماء أحب إلى الله من عبادة ألف سنة. والنظر إلى العالم أحب إلى الله من اعتكاف سنة في البيت الحرام.

وزيارة العلماء أحب إلى الله من سبعين طوافا حول البيت، وأفضل من سبعين حجة وعمرة مقبولة مبرورة - الخ (2).

وتقدم في " خير ": فضيلة معلم الخير، وفي " سنن ": شرافة سنة الخير، ويأتي في " كلم ": مدح كلام الحق، وفي " هدى ": ثواب الهداية، وإنها بمنزلة الإحياء، كما تقدم في " حيى ".

ذم العلم بلا عمل (3).

ومن كلمات عيسى على ما نقله الإمام الكاظم (عليه السلام): طوبى للعلماء بالفعل،

ص: 356


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 58، وجديد ج 70 / 139.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 64، وجديد ج 1 / 205.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 77 - 81، وجديد ج 2 / 27 - 39.

وويل للعلماء بالقول (1).

باب النهي عن القول بغير علم (2).

الأعراف: * (قل إنما حرم ربي الفواحش) * إلى قوله: * (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) *.

الحاقة: * (ولو تقول علينا بعض الأقاويل) * - الآيات.

أمالي الصدوق: عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام): ماحق الله على العباد؟ قال: أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عندما لا يعلمون.

أمالي الصدوق: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تعالى عير عباده بآيتين من كتابه أن لا يقولوا حتى يعلموا، ولا يردوا ما لم يعلموا، قال الله عز وجل: * (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق) *، وقال: * (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله) *.

الخصال: عن أبي عبد الله (عليه السلام): قال: إن من حقيقة الإيمان أن تؤثر الحق، وإن ضرك على الباطل، وإن نفعك، وأن لا يجوز منطقك علمك.

ثواب الأعمال: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الكذب على الله عز وجل وعلى رسوله وعلى الأوصياء من الكبائر.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار (3).

وفي وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر: يا باذر إذا سألت عن علم لا تعلمه فقل:

لا أعلمه تنج من تبعته، ولا تفت بما لا علم لك به تنج من عذاب الله يوم القيامة.

يا باذر يطلع قوم من أهل الجنة إلى قوم من أهل النار فيقولون: ما أدخلكم النار وقد دخلنا الجنة لفضل تأديبكم وتعليمكم؟ يقولون: إنا كنا نأمر بالخير ولا نفعله (4).

ص: 357


1- (1) ط كمباني ج 17 / 200، وجديد ج 78 / 308.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 99، وجديد ج 2 / 111، وص 113 و 114 و 117.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 99، وجديد ج 2 / 111، وص 113 و 114 و 117.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 23، وجديد ج 77 / 76.

وتقدم في " خمس " ما يتعلق بذلك، وذكرنا في رجالنا (1) عند ذكر القاسم بن محمد بن أبي بكر ما يتعلق بذلك.

عن الباقر (عليه السلام): للعالم إذا سئل عن شئ وهو لا يعلمه أن يقول: الله أعلم، وليس لغير العالم أن يقول ذلك. وفي خبر آخر يقول: لا أدري - الخ (2).

قال بعض الأفاضل: كما أن للإنسان في حال مقتنياته أربعة أحوال: حال استفادة فيكون مكتسبا، وحال ادخار لما اكتسبه فيكون به غنيا عن مسألة، وحال إنفاق فيصير به منتفعا، وحال إفادته غيره فيصير به سخيا. كذا له أيضا في العلم أربعة أحوال، فمن أصاب علما فانتفع به ونفع مستحقيه كان كالشمس تضئ لغيرها وهي مضيئة، والمسك الذي يطيب الناس وهو طيب، وهذا أشرف المنازل، ثم بعده من استفاد علما فاستبصر به. فأما من أفاد علمه غيره ولم ينتفع هو به فكان كالدفتر يفيد غيره الحكمة وهو عادمه، وكالمسن يحد ولا يقطع، وكالمغزل يكسو ولا يكتسي، وكذبالة المصباح تحرق نفسها وتضئ لغيرها. ومن استفاد علما ولم ينتفع هو به ولا نفع غيره فإنه كالنخل يشرع شوكا لا يذود به عن حمله كف جان وهو منتهب. أقول: المسن حجر يحدد به.

باب حق العالم (3).

الكهف: * (قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا) * إلى قوله: * (عذرا) *.

قال المجلسي: أقول: يظهر من كيفية معاشرة موسى مع هذا العالم الرباني وتعلمه منه أحكام كثيرة من آداب التعليم والتعلم، من متابعة العالم وملازمته لطلب العلم، وكيفية طلبه منه هذا الأمر مقرونا بغاية الأدب مع كونه من أولي العزم من الرسل، وعدم تكليفه أن يعلمه جميع علمه، بل قال: * (مما علمت) *، وتأديب

ص: 358


1- (1) مستدركات علم رجال الحديث ج 6 / 253.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 165، وجديد ج 78 / 177.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 81، وجديد ج 2 / 40.

المعلم للمتعلم وأخذ العهد منه أولا، وعدم معصية المتعلم للمعلم، وعدم المبادرة إلى إنكار ما يراه من المعلم والصبر على ما لم يحط علمه به من ذلك، وعدم المبادرة بالسؤال في الأمور الغامضة، وعفو العالم عن زلة المتعلم في قوله:

* (لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا) * إلى غير ذلك مما لا يخفى على المتدبر.

الرواية التي فيها تعليم عبد الرحمن بعض ولد مولانا الحسين (عليه السلام) الحمد، فلما قرأها على أبيه أعطاه ألف دينار وألف حلة، وحشا فاه درا. وقوله: أين هذا من تعليمه (1).

العدة: روى عبد الله بن الحسن بن علي، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) أنه قال: إن من حق المعلم على المتعلم أن لا يكثر السؤال، ولا يسبقه في الجواب، ولا يلح عليه إذا أعرض، ولا يأخذ بثوبه إذا كسل، ولا يشير إليه بيده، ولا يغمز بعينه، ولا يشاور في مجلسه، وأن لا يقول: قال فلان، خلاف قوله، ولا يفشي له سرا، ولا يغتاب عنده، وأن يحفظه شاهدا وغائبا، ويعم القوم بالسلام ويخصه بالتحية، ويجلس بين يديه، وإن كان له حاجة سبق القوم إلى خدمته، ولا يمل من طول صحبته، فإنما هو مثل النخلة تنتظر متى تسقط عليك منها منفعة. والعالم بمنزلة الصائم القائم المجاهد في سبيل الله، وإذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا تنسد إلى يوم القيامة، وإن طالب العلم يشيعه سبعون ألفا من مقربي السماء.

وقال ابن عباس: ذللت طالبا فعززت مطلوبا.

وعن النبي (صلى الله عليه وآله): ليس من أخلاق المؤمن الملق إلا في طلب العلم (2).

والباقري (عليه السلام): ليس من أخلاق المؤمن الملق والحسد إلا في طلب العلم (3).

وفي رسالة مولانا الإمام السجاد (عليه السلام) في الحقوق: وحق سائسك بالعلم

ص: 359


1- (1) ط كمباني ج 10 / 144، وجديد ج 44 / 191.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 82، و ج 17 / 128، وجديد ج 2 / 44، و ج 78 / 44.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 165، وجديد ج 78 / 177.

التعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه، والإقبال عليه - إلى أن قال:

وأما حق رعيتك بالعلم فان تعلم أن الله عز وجل إنما جعلك قيما لهم فيما آتيك من العلم، وفتح لك من خزائنه فإن أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ولم تضجر عليهم زادك الله من فضله، وإن أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقا على الله عز وجل أن يسلبك العلم وبهاءه، ويسقط من القلوب محلك - الخبر (1).

النبوي (صلى الله عليه وآله): من تعلمت منه حرفا، صرت له عبدا (2).

الكافي: عن أبي حمزة، عن مولانا السجاد (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى دانيال: إن أمقت عبيدي إلي الجاهل المستخف بحق أهل العلم، التارك للاقتداء بهم. وإن أحب عبيدي إلي التقي الطالب للثواب الجزيل، اللازم للعلماء، التابع للحلماء، القابل عن الحكماء (3).

باب صفات العلماء وأصنافهم (4). وتقدم ما يتعلق بذلك في " صنف ".

روضة الواعظين: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): علماء هذه الأمة رجلان: رجل آتاه علما فطلب به وجه الله والدار الآخرة، وبذله للناس، ولم يأخذ عليه طمعا، ولم يشتر به ثمنا قليلا، فذلك يستغفر له من في البحور ودواب البحر والبر، والطير في جو السماء، ويقدم على الله سيدا شريفا. ورجل آتاه الله علما فبخل به على عباد الله، وأخذ عليه طمعا، واشترى به ثمنا قليلا، فذلك يلجم يوم القيامة بلجام من نار - الخبر (5).

آفة العلماء ثمانية، تقدمت في " ثمن ".

المنية: العلوي الصادقي (عليه السلام): للعالم ثلاث علامات: العلم والحلم والصمت.

ص: 360


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 4 و 6، وجديد ج 74 / 5.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 47، وجديد ج 77 / 165.
3- (3) جديد ج 14 / 379، وط كمباني ج 5 / 422.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 82، وجديد ج 2 / 45.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 84، وجديد ج 2 / 54 وص 59.

وللمتكلف ثلاث علامات: ينازع من فوقه بالمعصية، ويظلم من دونه بالغلبة، ويظاهر الظلمة (1).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): إن أوضع العلم ما وقف على اللسان، وأرفعه ما ظهر في الجوارح والأركان.

النبوي (صلى الله عليه وآله): من تعلم العلم ليماري به السفهاء، أو يباهي به العلماء، أو يصرف وجوه الناس إليه ليعظموه، فليتبوأ مقعده من النار. فإن الرياسة لا تصلح إلا لله ولأهلها. ومن وضع نفسه في غير الموضع الذي وضعه الله فيه مقته الله. ومن دعا إلى نفسه، فقال: أنا رئيسكم (وليكم - خ ل) وليس هو كذلك، لم ينظر الله إليه حتى يرجع عما قال، ويتوب إلى الله مما ادعى (2).

نهج البلاغة: وقال (عليه السلام): إن من أحب عباد الله إليه عبدا أعانه الله على نفسه، فاستشعر الحزن، وتجلبب الخوف، فزهر مصباح الهدى في قلبه، وأعد القرى ليومه النازل به، فقرب على نفسه البعيد، وهون الشديد، نظر فأبصر، وذكر فاستكثر، وارتوى من عذب فرات سهلت له موارده، فشرب نهلا، وسلك سبيلا جددا، قد خلع سرابيل الشهوات، وتخلى من الهموم إلا هما واحدا إنفرد به، فخرج من صفة العمى ومشاركة أهل الهوى، وصار من مفاتيح أبواب الهدى، ومغاليق أبواب الردى، قد أبصر طريقه، وسلك سبيله، وعرف مناره، وقطع غماره، واستمسك من العرى بأوثقها، ومن الحبال بأمتنها، فهو من اليقين على مثل ضوء الشمس، قد نصب نفسه لله سبحانه في أرفع الأمور من إصدار كل وارد عليه، وتصيير كل فرع إلى أصله، مصباح ظلمات، كشاف عشوات، مفتاح مبهمات، دفاع معضلات، دليل فلوات، يقول فيفهم، ويسكت فيسلم، قد أخلص لله فاستخلصه، فهو من معادن دينه، وأوتاد أرضه، قد ألزم نفسه العدل.

فكان أول عدله نفي الهوى عن نفسه، يصف الحق ويعمل به، لا يدع للخير

ص: 361


1- (1) ط كمباني ج 1 / 84، وجديد ج 2 / 54، وص 59.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 43، وجديد ج 77 / 147.

غاية إلا أمها، ولا مظنة إلا قصدها، قد أمكن الكتاب من زمامه، فهو قائده وإمامه، يحل حيث حل ثقله، وينزل حيث كان منزله.

وآخر قد تسمى عالما وليس به، فاقتبس جهائل من جهال، وأضاليل من ضلال، ونصب للناس أشراكا من حبال غرور وقول زور، قد حمل الكتاب على آرائه، وعطف الحق على أهوائه، يؤمن من العظائم، ويهون كبير الجرائم، يقول:

أقف عند الشبهات وفيها وقع، ويقول: أعتزل البدع وبينها اضطجع، فالصورة صورة إنسان، والقلب قلب حيوان، لا يعرف باب الهدى فيتبعه، ولا باب العمى فيصد عنه، فذلك ميت الأحياء، فأين تذهبون؟ وأنى تؤفكون؟ والأعلام قائمة، والآيات واضحة، والمنار منصوبة - الخ.

بيان: " فاستشعر الحزن " أي جعله شعارا له. و " تجلبب الخوف " أي جعله جلبابا وهو ثوب يشمل البدن. " فزهر " أي أضاء. و " القرى " الضيافة. " فقرب على نفسه البعيد " أي مثل الموت بين عينيه. و " هون الشديد " أي الموت ورضي به واستعد له، أو المراد بالبعيد أمله الطويل، وبتقريبه تقصيره له بذكر الموت.

و " هون الشديد " أي كلف نفسه الرياضة على المشاق من الطاعات، وقيل: أريد بالبعيد رحمة الله، أي جعل نفسه مستعدة لقبولها بالقربات. و " الشديد " عذاب الله فهونه بالأعمال الصالحة، أو شدائد الدنيا باستحقارها في جنب ما أعد له من الثواب. " نظر " أي بعينه. " فاعتبر " أو بقلبه. " فأبصر الحق من عذب فرات " أي العلوم الحقة، والكمالات الحقيقية. وقيل: من حب الله. " فشرب نهلا " أي شربا أولا سابقا على أمثاله. " سبيلا جددا " أي لا غبار فيه ولا وعث. و " السربال " القميص. و " الردى " الهلاك. و " قطع غماره " أي ما كان مغمورا فيه من شدائد الدنيا. " من أصدار كل وارد عليه " أي هداية الناس. و " أنى تؤفكون " أي تصرفون (1). وشرحنا هذه الخطبة في كتاب " تاريخ فلسفه وتصوف " فراجع إليه.

وفي وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الحسن: فإن العالم من عرف أن ما يعلم

ص: 362


1- (1) ط كمباني ج 1 / 85، وجديد ج 2 / 56.

فيما لا يعلم قليل، فعد نفسه بذلك جاهلا وازداد بما عرف من ذلك في طلب العلم اجتهادا. فما يزال للعلم طالبا، وفيه راغبا وله مستفيدا، ولأهله خاشعا، ولرأيه متهما - الخ (1).

وفي وصية أمير المؤمنين (عليه السلام): ومن صفة العالم أن لا يعظ إلا من يقبل عظته ولا ينصح معجبا برأيه - الخ (2).

مصباح الشريعة: العالم حقا هو الذي ينطق عنه أعماله الصالحة، وأوراده الزاكية، وصدقه وتقواه، لا لسانه وتصاوله ودعواه، ولقد كان يطلب هذا العلم في غير هذا الزمان من كان فيه عقل ونسك وحكمة وحياء وخشية، وأنا أرى طالبه اليوم من ليس فيه من ذلك شئ، والعالم يحتاج إلى عقل ورفق وشفقة ونصح وحلم وصبر وبذل وقناعة، والمتعلم يحتاج إلى رغبة وإرادة وفراغ ونسك وخشية وحفظ وحزم (3).

باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز وذم التقليد والنهي عن متابعة غير المعصوم في كل ما يقول، ووجوب التمسك بعروة أتباعهم، وجواز الرجوع إلى رواة الأخبار والفقهاء الصالحين (4). وقد تقدم في " طعم " ما يتعلق بذلك.

وعن الصادق (عليه السلام) قال: من دعا الناس إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه فهو مبتدع ضال (5).

باب آداب التعليم (6).

باب النهي عن كتمان العلم والخيانة فيه، وجواز الكتمان عن غير أهله (7).

تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): النبوي (صلى الله عليه وآله): من سئل عن علم فكتمه حيث

ص: 363


1- (1) ط كمباني ج 17 / 58. ونحوه ص 63، وجديد ج 77 / 203 و 221.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 67، وجديد ج 77 / 235.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 79، وجديد ج 2 / 32.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 90، وجديد ج 2 / 81.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 188، وجديد ج 78 / 259.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 86، وجديد ج 2 / 59، وص 64.
7- (7) ط كمباني ج 1 / 86، وجديد ج 2 / 59، وص 64.

يجب إظهاره وتزول عنه التقية، جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار (1). ويدل على ذم من كتم العلم، وأنه يلجم بلجام من نار (2).

ذم إفشاء العلم في غير محله، وقول أمير المؤمنين (عليه السلام) لرجل أفشاه: بقرت العلم في غير أبانه، لتبقرن كما بقرته - الخ. وذكر في آخره أنه شق بطنه ابن سمية.

وحشا جوفه حجارة وصلبه (3).

قال بعض الأفاضل: حق المترشح لتعلم الحقائق أن يراعي ثلاثة أحوال:

الأول: أن يطهر نفسه من ردئ الأخلاق تطهر الأرض للبذر من خبائث النبات، فالطاهر لا يسكن إلا بيتا طاهرا، وإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب.

الثاني: أن يقلل من الاشتغال الدنيوية ليتوفر فراغه على العلوم الحقيقية، قال الله تعالى: * (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) *، والفكرة متى توزعت تكون كجدول تفرق ماؤه فينشفه الجو وتشربه الأرض، فلا يقع به نفع، وإذا جمع بلغ به المزرع فانتفع به.

الثالث: أن لا يتكبر على معلمه ولا على العلم.

قال بعض العلماء في قوله (عليه السلام): " اليد العليا خير من اليد السفلى " إشارة إلى فضل المعلم على المتعلم، فحق المتعلم إذا وجد معلما ناصحا أن يأتمر له، ولا يتأمر عليه، ولا يراده فيما ليس بصدد تعلمه، وكفى على ذلك تنبيها ما حكى الله عن العبد الصالح أنه قال لموسى حيث قال: * (هل اتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا) * فقال: * (لا تسئلني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا) * فنهاه عن مراجعته، وليس ذلك نهيا عما حث الله تعالى عليه في قوله: * (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * وذلك لأن النهي إنما هو نهي عن نوع العلم الذي لم يبلغ منزلته بعد، والحث إنما هو عن سؤال تفاصيل ما خفي عليه من النوع الذي هو بصدد تعلمه، وحق من هو بصدد تعلم علم من العلوم أن لا يصغى إلى الاختلافات

ص: 364


1- (1) ط كمباني ج 3 / 254، وجديد ج 7 / 217، و ج 2 / 72.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 86 - 89.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 645، وجديد ج 42 / 188.

المشككة والشبه الملتبسة ما لم يتهذب في قوانين ما هو بصدده، لئلا تتولد له شبهة تصرفه عن التوجه، فيؤدي ذلك به إلى الإرتداد.

ولذلك نهى الله تعالى من لم يكن تقوى في الإسلام عن مخالطة الكفار، فقال:

* (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا) * وقال تعالى:

* (ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل) * - الآية، ولأجل ذلك كره للعامة أن يجالسوا أهل البدع والأهواء لئلا يغووهم. فالعامي إذا خلا بأهل البدع فكالشاة إذا خلت بالسبع، فأما الحكيم فلا بأس بمجالسته إياهم، فإنه جار مجرى سلطان ذي أجناد وعدة وعتاد لا يخاف عليه العدو حيثما توجه، ولهذا جوز له الاستماع للشبه، بل أوجب عليه أن يتبع بقدر جهده كلامهم، ويسمع شبههم ليجادلهم ويدافعهم.

فالعالم أفضل المجاهدين، الجهاد جهادان: جهاد بالبنان، وجهاد بالبيان.

وقال: حق المعلم أن يجري متعلمه منه مجرى بنيه، فإنه في الحقيقة أشرف من الأبوين، كما قال الإسكندر وقد سئل منه: أمعلمك أكرم عليك أم أبوك؟ قال:

بل معلمي لأنه سبب حياتي الباقية، ووالدي سبب حياتي الفانية. وأي عالم لم يكن له من يفيده العلم، صار كعاقر لا نسل له فيموت ذكره بموته، ومتى استفيد علمه كان في الدنيا موجودا وإن فقد شخصه، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): العلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وآثارهم في القلوب موجودة.

وقال بعض الحكماء في قوله تعالى: * (فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب) *، أنه سأله نسلا يورثه علمه لا من يورثه ماله، فأعراض الدنيا أهون عند الأنبياء من أن يشفقوا عليها، وكذا قوله: * (وإني خفت الموالي من ورائي) * أي خفت أن لا يراعوا العلم، ولهذا قال (عليه السلام): العلماء ورثة الأنبياء. وكما أن حق أولاد الأب الواحد أن يتحابوا ويتعاضدوا ولا يتباغضوا، كذلك من حق بني العلم الواحد بل الدين الواحد أن يكونوا كذلك، فإخوة الفضيلة فوق إخوة الولادة، ولذلك قال تعالى: * (إنما المؤمنون إخوة) * وقال: * (الأخلاء بعضهم لبعض

ص: 365

عدو إلا المتقين) *.

وحق العالم أن يصرف من يريد إرشاده من الرذيلة إلى الفضيلة، بلطف في المقال، وتعريض في الخطاب. والتعريض أبلغ من التصريح لوجوه: منها: أن التعريض لا تهتك به سجوف الهيبة ولا يرتفع به ستر الحشمة. ومنها: أن للتعريض عبارات مختلفة، فيمكن إيراده على وجوه مختلفة بخلاف التصريح. ومنها: أن صريح النهي داع إلى الإغراء، ولذلك قيل: اللوم إغراء. وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله):

قال: لو نهي الناس عن فت البعر لفتوه. قالوا: ما نهينا عنه إلا وفيه شئ.

ومن حق المعلم مع من يفيده العلم أن يقتدي بالنبي (صلى الله عليه وآله) فيما علمه الله حيث قال: * (قل لا أسئلكم عليه أجرا) *، فلا يطمع في فائدة من جهة من يفيده علما ثوابا لما يوليه، ويعلم أن من باع علما بعرض دنيوي فقد ضاد الله تعالى في حكمه.

وذلك أن الله تعالى جعل المال خادما للطعام والملابس. وجعلهما خادمين للبدن، والبدن خادما للنفس، والنفس خادما للعلم، فالعلم مخدوم غير خادم، والمال خادم غير مخدوم، فمن جعل العلم ذريعة إلى اكتساب المال فقد جعل ما هو مخدوم غير خادم خادما، ويجب على الحكيم العالم النحرير أن يقتدي بالنبي (صلى الله عليه وآله) فيما قال: إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن ننزل الناس منازلهم، ونكلم الناس بقدر عقولهم، وأن يتصور ما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل بن زياد - وأومأ إلى صدره - فقال: إن هاهنا علوما جما (جمة - خ ل) لو وجدت لها حملة - الخ.

وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: كلموا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله، وقال (صلى الله عليه وآله): ما أحد يحدث قوما لا تبلغه عقولهم إلا كان ذلك فتنة على بعضهم.

وقال عيسى: لا تضعوا الحكمة في غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، وكن كالطبيب الحاذق يضع دواءه حيث يعلم أنه ينفع.

وقيل: تصفح طلاب حكمك، كما تتصفح طلاب حرمك، وسأل جاهل حكيما عن مسألة من الحقائق فأعرض عنه ولم يجبه، فقال له: أما سمعت قول النبي (صلى الله عليه وآله)

ص: 366

من كتم علما نافعا جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار؟ فقال: نعم سمعته، فأترك اللجام هنا وأذهب، فإذا جاء من يستحق ذلك وكتمته فليلجمني به.

وقال بعض الحكماء في قوله تعالى: * (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما) *: إنه نبه على هذا المعنى، وذلك أنه لما منعنا من تمكين السفيه من المال الذي هو عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر تفاديا أنه ربما يؤديه إلى هلاك دنيوي، فلأن يمنع من تمكينه من حقائق العلوم الذي إذا تناوله السفيه أداه إلى ضلال وإضلال فهلاكه أحق وأولى.

وكما أنه واجب على الحكام إذا وجدوا من السفهاء رشدا أن يرفعوا عنهم الحجر، ويدفعوا إليهم أموالهم لقوله تعالى: * (فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم) * فواجب على الحكماء إذا وجدوا من المسترشدين قبولا أن يدفعوا إليهم العلوم بقدر استحقاقهم، فالعلم قنية يتوصل بها إلى الحياة الأخروية كما أن المال قنية يتوصل بها في المعاونة إلى الحياة الدنيوية. وباذل العلم لمن لا يستحق يستوجب عقوبة، ومانعه من أهله عقوبات، قال تعالى: * (إن الذين يكتمون) * - الآية. إنتهى.

وينبغي أن نورد هنا ما أشار إليه من قول أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل بن زياد:

الخصال: عن كميل بن زياد قال: خرج إلي علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأخذ بيدي وأخرجني إلى الجبانة (الجبان - خ ل)، وجلس وجلست، ثم رفع رأسه إلي فقال: يا كميل احفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع، أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح، لم يستضيؤا بنور العلم فيهتدون، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق.

يا كميل العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق.

يا كميل محبة العالم دين يدان به، تكسبه الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته، فمنفعة المال تزول بزواله.

ص: 367

يا كميل مات خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة. آه، آه، إن هاهنا - وأشار بيده إلى صدره - لعلما، لو أصبت له حملة، بلى أصبت له لقنا غير مأمون، يستعمل آلة الدين في طلب الدنيا، ويستظهر بحجج الله على خلقه، وبنعمه على عباده، ليتخذه الضعفاء وليجة من دون ولي الحق، أو منقادا لحملة العلم، لا بصيرة له في أحنائه، يقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، ألا لا ذا ولا ذاك، فمنهوم باللذات، سلس القياد للشهوات، أو مغرى الجمع والإدخار، ليسا من رعاة الدين (في شئ - نهج)، أقرب شبها بهما الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه.

اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم بحجة ظاهر، أو خافي مغمور، لئلا تبطل حجج الله وبيناته، وكم ذا وأين أولئك الأقلون عددا، الأعظمون خطرا؟ بهم يحفظ الله حججه حتى يودعوها نظراءهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقائق الأمور، فباشروا روح اليقين، واستلانوا ما استوعر المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها، معلقة بالمحل الأعلى.

يا كميل أولئك خلفاء الله، والدعاة إلى دينه. هاي هاي شوقا إلى رؤيتهم، وأستغفر الله لي ولكم (1).

منية المريد: عن محمد بن سنان، رفعه قال: قال عيسى بن مريم: يا معشر الحواريين لي إليكم حاجة فاقضوها لي. قالوا: قضيت حاجتك يا روح الله، فقام فغسل أقدامهم، فقالوا: كنا نحن أحق بهذا يا روح الله، فقال، إن أحق الناس بالخدمة العالم، إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم، ثم قال عيسى: بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر، كذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل.

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) في هذه الآية: * (ولا تصعر خدك للناس) * قال: ليكن الناس عندك في العلم سواء.

ص: 368


1- (1) ط كمباني ج 1 / 59، و ج 7 / 10، وجديد ج 1 / 187، و ج 23 / 45.

وعن النبي (صلى الله عليه وآله): لينوا لمن تعلمون ولمن تتعلمون منه.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأصحابه: إن الناس لكم تبع، وإن رجالا يأتوكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا.

وقال (رحمه الله): يدعو عند خروجه مريدا للدرس بالدعاء المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله):

اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل. وأزل أو أزل، وأظلم أو أظلم، وأجهل أو يجهل علي، عز جارك، وتقدست أسماؤك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك. ثم يقول:

بسم الله، حسبي الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم ثبت جناني، وأدر الحق على لساني.

وقال - ناقلا عن بعض العلماء - يقول قبل الدرس: اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي - الخ (1).

حكاية عن أبي جعفر الطبري في اهتمامه بالعلم (2).

وصية الشيخ محمد بن جمهور الأحسائي في إجازته للشيخ ربيعة بن جمعة في حق المعلم والأستاذ، وذكر بعض حقوقه، وروايته عن سيد العالمين (صلى الله عليه وآله) أنه قال: من علم شخصا مسألة ملك رقبته. فقيل له: أيبيعه؟ قال: لا، ولكن يأمره وينهاه (3). وتقدم في " سأل " ما يتعلق بذلك.

وقال في إجازته للسيد شرف الدين محمود الطالقاني: وعليك برعاية العلم، والقيام بخدمته، وإياك أن تدنسه بالطمع والخرق، فتهتك بذلك حرمته، كما قال بعض العارفين: العلم من شرطه لمن خدمه أن يجعل الناس كلهم خدمه - إلى أن قال: - وعليك بالحفظ والتذكار، فإن خير العلم ما حواه الصدر.

وقال بعضهم: إني لأكره علما لا يكون معي إذا خلوت به في جوف حمام، فكن في جميع الأحوال مراعيا له، مقبلا عليه، فإن آفة العلم النسيان، ولا تتكل على جمعه في الكتب فإنه موكل ضائع، كما قيل:

ص: 369


1- (1) ط كمباني ج 1 / 87، وجديد ج 2 / 62.
2- (2) الإجازات ص 44.
3- (3) الإجازات ص 50 و 51.

لا تفرحن بجمع العلم في كتب * فإن في الكتب آفات تفرقها النار تحرقها والماء يغرقها * واللبث يمزقها واللص يسرقها (1) في أن قوله تعالى: * (أفمن يعلم أن ما انزل إليك من ربك الحق) * علي بن أبي طالب (عليه السلام) (2).

قصة العالم الذي كان في السلف، وكان له ابن لا يرغب في طلب العلم، وكان له جار يأتيه ويأخذ عنه، فأوصى ابنه: إن احتجت إلى شئ فأت الجار وسله فابتلي برؤيا الملك في البحار (3).

وعن الصادق (عليه السلام): من أعلم الله ما لا (لم - خ ل) يعلم اهتز عرشه (4).

وقال الصادق (عليه السلام): لا ينبغي لمن لم يكن عالما أن يعد سعيدا - إلى أن قال: - ولا لمن لا يتقي ملامة العلماء وذمهم أن يرجى له خير الدنيا والآخرة - الخبر (5).

علل الشرائع: النبوي (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل يجمع العلماء يوم القيامة فيقول لهم: لم أضع نوري وحكمي في صدوركم، إلا وأنا أريد بكم خير الدنيا والآخرة، إذهبوا فقد غفرت لكم على ما كان منكم (6).

أقول: هذه في حق العلماء الذين وضع الله في صدورهم نوره وحكمته لا الأفكار البشرية.

النبوي (صلى الله عليه وآله): قيدوا العلم بالكتاب (7).

النبوي (صلى الله عليه وآله): لا يقبض العلم انتزاعا من الناس، ولكنه يقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا استفتوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا (8).

النبوي (صلى الله عليه وآله) في جواب شمعون بن لاوي في خبر طويل، فيه ذكر أعلام

ص: 370


1- (1) الإجازات ص 50.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 105 و 106 و 118، وجديد ج 36 / 117 و 124 و 181.
3- (3) جديد ج 14 / 498، وط كمباني ج 5 / 450.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 185، وجديد ج 78 / 246.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 185، وجديد ج 78 / 246.
6- (6) جديد ج 7 / 226، وط كمباني ج 3 / 257.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 41، وجديد ج 77 / 139، وص 141.
8- (8) ط كمباني ج 17 / 41، وجديد ج 77 / 139، وص 141.

الجاهل، وعلامة الإيمان والعلم والمؤمن والصابر والتائب والشاكر والخاشع والصالح والناصح والموقن والمخلص والزاهد والبار والتقي والمتكلف والظالم والمرائي والمنافق إلى غير ذلك (1).

قرب الإسناد: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: للمرائي ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان عنده أحد، ويحب أن يحمد في جميع أموره. وللظالم ثلاث علامات: يقهر من فوقه بالمعصية، ومن دونه بالغلبة، ويظاهر الظلمة. وللكسلان ثلاث علامات: يتوانى حتى يفرط، ويفرط حتى يضيع، ويضيع حتى يأثم.

وللمنافق ثلاث علامات: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان (2).

الخصال: عن الصادق (عليه السلام) قال: قال لقمان لابنه: يا بني لكل شئ علامة يعرف بها ويشهد عليها، وإن للدين ثلاث علامات: العلم والإيمان والعمل به، ثم ذكر جملة من العلامات، قال الصادق (عليه السلام): ولكل واحد من هذه العلامات شعب يبلغ العلم بها أكثر من ألف باب وألف باب وألف باب (3).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام): ثلاث من علامات المؤمن: علمه بالله، ومن يحب، ومن يبغض (4) المحاسن: مثله (5).

ذكر علامات المؤمن والمتكلف والظالم والمرائي والمنافق في وصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) (6).

ومن كلمات مولانا الحسين (عليه السلام): من دلائل علامات القبول الجلوس إلى أهل العقول، ومن علامات أسباب الجهل المماراة لغير أهل الكفر، ومن دلائل العالم انتقاده لحديثه، وعلمه بحقائق فنون النظر (7).

ص: 371


1- (1) ط كمباني ج 1 / 40، وجديد ج 1 / 116 - 122.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 30، وجديد ج 72 / 206.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 30، وجديد ج 72 / 206.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 283، وجديد ج 69 / 246.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 67، وجديد ج 1 / 215.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 16 و 19 مع زيادة علامة الكسلان، وجديد ج 77 / 53 و 64.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 149، وجديد ج 78 / 119.

جملة من العلامات في حكمة لقمان (1).

باب علامات المؤمن وصفاته (2). وقد أشرنا جملة منها في " امن ".

أمالي الصدوق: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن لأهل الدين علامات يعرفون بها:

صدق الحديث، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، وصلة الرحم، ورحمة الضعفاء - الخ (3). وقد تقدم في " دين ".

العلوي (عليه السلام): إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها - الخ، وهو قريب من الحديث السابق (4).

تقدم في " حبب ": أن حبهم (عليهم السلام) علامة طيب الولادة وبغضهم علامة خبثها.

علامات الإمام (عليه السلام):

روى الشيخ الصدوق في جملة من كتبه، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام): إن للإمام علامات: يكون أعلم الناس، وأحكم الناس، وأتقى الناس، وأحلم الناس، وأشجع الناس، وأسخى الناس، وأعبد الناس، ويولد مختونا، ويكون مطهرا، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه، ولا يكون له ظل، وإذا وقع إلى الأرض من بطن أمه وقع على راحتيه رافعا صوته بالشهادتين، ولا يحتلم، وتنام عينه ولا ينام قلبه، ويكون محدثا.

ويستوي عليه درع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولا يرى له بول ولا غائط، لأن الله عز وجل قد وكل الأرض بابتلاع ما يخرج منه، وتكون رائحته أطيب من رائحة المسك، ويكون أولى بالناس منهم بأنفسهم، وأشفق عليهم من آبائهم وأمهاتهم، ويكون أشد الناس تواضعا لله عز وجل، ويكون آخذ الناس بما يأمر به، وأكف

ص: 372


1- (1) جديد ج 13 / 415، وط كمباني ج 5 / 323.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 69، وجديد ج 67 / 261.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 76، وكتاب الأخلاق ص 12، و ج 17 / 129، وجديد ج 67 / 289، و ج 78 / 49، و ج 69 / 364.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 94، وجديد ج 70 / 282.

الناس عما ينهى عنه، ويكون دعاؤه مستجابا، حتى أنه لو دعا على صخرة لانشقت بنصفين، ويكون عنده سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيفه ذو الفقار.

وتكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعتهم إلى يوم القيامة، وصحيفة فيها أسماء أعدائهم إلى يوم القيامة، وتكون عنده الجامعة، وهي صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم، ويكون عنده الجفر الأكبر والأصغر، وإهاب ماعز وإهاب كبش، فيهما جميع العلوم حتى أرش الخدش، وحتى الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة، ويكون عنده مصحف فاطمة (عليها السلام). وتقدم في " صحف " و " عطا " ما يتعلق بذلك.

الخصال، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): وفي حديث آخر: إن الإمام مؤيد بروح القدس، وبينه وبين الله عز وجل عمود من نور يرى فيه أعمال العباد، وكلما يحتاج إليه - الخ (1).

باب أنهم النجوم والعلامات (2).

النحل: * (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) *.

قال أبو عبد الله (عليه السلام): نحن العلامات، والنجم رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3). وفي رواية هو أمير المؤمنين (عليه السلام) (4).

باب حدوث العالم، وبدء خلقه وكيفيته (5). وذكر ثلاثة وثمانين ومائة دليل من الخطب والروايات على حدوث العالم، ثم ذكر كلمات المتكلمين والفلاسفة (6).

قال السيد المهنا: من اعتقد قدم العالم فهو كافر بلا خلاف - الخ (7).

باب العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم، ومن يكون فيها بعد

ص: 373


1- (1) ط كمباني ج 7 / 210، وجديد ج 25 / 116.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 105 - 108، وجديد ج 24 / 67.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 108.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 111، وجديد ج 36 / 147.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 1، وجديد ج 57 / 2 - 232.
6- (6) إلى ص 315.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 59، وجديد ج 57 / 247.

انقضاء القيامة (1).

التوحيد، الخصال: عن جابر بن يزيد قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد) *، فقال: يا جابر تأويل ذلك إن الله عز وجل إذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم، وسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، جدد الله عز وجل عالما غير هذا العالم، وجدد عالما من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحدونه، ويخلق لهم أرضا غير هذه الأرض تحملهم، وسماء غير هذه السماء تظلهم، لعلك ترى أن الله عز وجل إنما خلق هذا العالم الواحد. أو ترى أن الله عز وجل لم يخلق بشرا غيركم؟ بلى، والله لقد خلق الله تبارك وتعالى ألف ألف عالم، وألف ألف آدم وأنت في آخر تلك العوالم، وأولئك الآدميين (2). وتقدم في " جدد " و " ادم " ما يتعلق بذلك، وذكرنا سائر مواضع الروايات.

في أن مصالح العالم إما أصول وإما فروع، أما الأصول فأربعة: الزراعة، والحياكة، وبناء البيوت، والسلطنة - الخ مع شرحها في البحار (3).

المحتضر: عن مولانا الرضا صلوات الله عليه قال: إن لله خلف هذا النطاق زبرجدة خضراء، فبالخضرة منها خضرت السماء. قال الراوي: قلت: وما النطاق؟ قال: الحجاب، ولله عز وجل وراء ذلك سبعون ألف عالم أكثر من عدد الجن والإنس وكل يلعن فلانا وفلانا (4).

وعن مولانا الإمام السجاد (عليه السلام) قال للمنجم: هل أدلك على رجل قد مر منذ دخلت علينا في أربعة آلاف عالم؟ قال: من هو؟ قال: أما الرجل فلا أذكره ولكن إن شئت أخبرتك بما أكلت وادخرت في بيتك (5).

ص: 374


1- (1) ط كمباني ج 14 / 78، وجديد ج 57 / 316.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 79، و ج 3 / 398، وجديد ج 57 / 321، و ج 8 / 375.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 329، وجديد ج 60 / 175.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 214، وجديد ج 30 / 197.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 14، وجديد ج 46 / 42.

ما يقرب منه عن مولانا الصادق (عليه السلام) (1).

سئل علي (عليه السلام) عن العالم العلوي، فقال: صور عارية من المواد، عالية عن القوة والاستعداد، تجلى لها فأشرقت - الخ (2).

وتقدم في " جبلق " و " جبرس " ما يتعلق بذلك.

ومن كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في بيان مثل العالم، قال: العالم حديقة سياحها الشريعة، والشريعة سلطان يجب له الطاعة، والطاعة سياسة يقوم بها الملك، والملك يعضده الجيش، والجيش أعوان يكفلهم المال، والمال رزق يجمعه الرعية، والرعية سواد يستعبدهم العدل، والعدل أساس به قوام العالم (3).

باب أنهم الحجة على جميع العوالم وجميع المخلوقات (4).

علم الهدى: هو السيد الأجل الموسوي المرتضى المذكور في " رضى ".

العلامة: هو الشيخ الأجل الأعظم الحسن بن يوسف الحلي أعلى الله مقامه، ولد سنة 648 وتوفي 21 محرم سنة 726.

أسامي مؤلفي كتب علم الرجال من قدماء الأصحاب، وأصحاب الأئمة صلوات الله عليهم قبل الشيخ الطوسي.

منهم: عبد الله بن جبلة الكناني، الثقة الجليل من أصحاب الكاظم (عليه السلام). توفي سنة 219. قاله النجاشي.

ومنهم: الحسن بن محبوب، الثقة الجليل المتوفى سنة 224، له كتاب المشيخة.

ومنهم: الفضل بن شاذان، من أصحاب الرضا إلى العسكري صلوات الله عليهم. توفي سنة 260.

ص: 375


1- (1) ط كمباني ج 11 / 169، و ج 14 / 143، وجديد ج 47 / 218، و ج 58 / 219.
2- (2) جديد ج 40 / 165، وط كمباني ج 9 / 464.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 139، وجديد ج 78 / 83.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 366، و ج 11 / 9 و 14، وجديد ج 27 / 41، و ج 46 / 26 و 42.

ومنهم: محمد بن عبد الله بن مهران الكرخي، من أصحاب الجواد والهادي صلوات الله عليهما، له كتاب الممدوحين، والمذمومين.

ومنهم: محمد بن عيسى بن عبيد، من ثقات أصحاب الرضا (عليه السلام) إلى العسكري (عليه السلام). له كتاب الرجال.

ومنهم: أحمد بن محمد بن خالد البرقي، الثقة، له كتاب الرجال. توفي سنة 274. ولأبيه أيضا كتاب الرجال.

ومنهم: سعد بن عبد الله القمي، من ثقات أصحاب العسكري (عليه السلام). له كتاب مناقب رواة الحديث، وكتاب مثالب رواة الحديث.

ومنهم: علي بن الحسن بن فضال، من ثقات العسكريين (عليهما السلام). له كتاب الرجال. ولأبيه أيضا كتاب الرجال.

ومنهم: العياشي، له كتاب معرفة الناقلين.

ومنهم: الصدوق، له كتاب المصابيح في أحوال الصحابة وأصحاب الأئمة (عليهم السلام). وله كتاب المعرفة برجال البرقي.

ومنهم: محمد بن يعقوب الكليني، له كتاب الرجال.

ومنهم: أحمد العقيقي المتوفى سنة 280. له كتاب الرجال.

ومنهم: حميد الدهقان، المتوفى سنة 310. له كتاب الرجال.

ومنهم: ابن عقدة، له كتاب أسماء الرجال الذين رووا عن الصادق (عليه السلام).

وعدهم أربعة آلاف رجل خرج فيه لكل رجل الحديث الذي رواه. قال الشيخ في أول رجاله في وصف ابن عقدة ورجاله: إنه بلغ الغاية في ذلك، ولم يذكر رجال باقي الأئمة (عليهم السلام) (يعني من بعد الصادق (عليه السلام)) وأنا أذكر ما ذكره، وأورد من بعده من لم يذكره - الخ. يظهر منه أن رجال ابن عقدة إلى الصادق (عليه السلام) وكان عند الشيخ. وكان يذكر أولا في كل باب ما ذكره ابن عقدة ويحذف رواياته ويضيف إليه ما ظفر به. فكل رجال ابن عقدة مندرج فيه مع الزوايد.

ومنهم: أحمد بن نوح بن علي، الثقة الجليل أستاذ النجاشي وشيخه، له كتاب

ص: 376

المصابيح في ذكر من روى عن الأئمة (عليهم السلام) لكل إمام. وكتاب الزيادات علي بن عقدة في رجال الصادق (عليه السلام).

ومنهم: أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن الجوهري صاحب كتاب المقتضب وغيره. له كتاب الاشتمال على معرفة الرجال، ومن روى عن إمام إمام.

توفي سنة 401.

ومنهم: حمزة بن القاسم بن علي أبو يعلي، الثقة الجليل. له كتاب من روى عن جعفر بن محمد (عليه السلام). كتاب حسن قاله النجاشي. كان حيا في سنة 339.

ومنهم: محمد بن الحسن بن علي أبو عبد الله المحاربي. له كتاب الرجال رواه ابن عقدة.

ومنهم: محمد بن علي بن يعقوب القناتي الكاتب. له كتاب معجم رجال أبي المفضل (يعني الشيباني).

ومنهم: محمد بن أحمد بن داود بن علي، صاحب كتاب الممدوحين والمذمومين. مات سنة 368 - 378.

ومنهم: محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري القمي. له كتاب مناقب الرجال.

إلى غير ذلك.

والعلامة الخاقاني المتوفى سنة 1334، أبلغهم إلى ستة وسبعين رجلا.

وفي مشائخ الثقاة عددهم من مؤلفي أصحابنا في الرجال والطبقات والممدوحين والمذمومين من عصر عبيد الله بن أبي رافع كاتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أيام الشيخ الطوسي والنجاشي نيفا وتسعين. إنتهى.

علا:

علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليه: نور الله في العالمين، خليفة الله على الخلق أجمعين، عين الله الناظرة في خلقه، ووجه الله، وباب الله، وباب رسوله، ولسانه الناطق، واذنه الواعية، ويده الباسطة، وجنب الله.

حبه إيمان وتقوى، وبغضه كفر وطغوى، ولايته ولاية الله، ومخالفته مخالفة الله

ص: 377

تعالى. لو كانت البحار مدادا، والأشجار أقلاما، والخلائق كتابا ما بلغوا عشر العشر مما آتاه الله تعالى بفضله وكرمه.

بعض أحواله في بطن أمه (1).

باب تاريخ ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) وحليته وشمائله (2).

المشهور في ولادته أنه ولد في الثالث عشر من رجب في الكعبة المعظمة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة. وقيل: بعد مولد النبي (صلى الله عليه وآله) بثلاثين سنة.

الروايات من طرق العامة في ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) في جوف الكعبة المشرفة في كتاب الغدير (3).

وفي كتاب الفضائل الخمسة للعلامة الفيروزآبادي (4).

وهذا متفق عليه بين الخاصة والعامة، كما في الكتاب المشهور الموسوم.

(شبهاى پيشاور).

وتكلمه حين ولد مع النبي (صلى الله عليه وآله)، وقراءته صحف نوح وإبراهيم، وزبور داود - الخ في إحقاق الحق (5).

وذكر العلامة في تذييلاته على كتاب إحقاق الحق (ج 4) له مائتين وسبعة وأربعين صفة عظيمة شريفة كلها من طرق أعلام العامة.

وروي عن فاطمة بنت أسد قالت: كنت مريضة، فكان محمد يمص عليا لسانه في فيه فيرضع بإذن الله (6).

أمالي الصدوق: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة الزهراء (عليها السلام): أتدرين ما منزلة علي عندي، كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وضرب بين يدي بالسيف

ص: 378


1- (1) ط كمباني ج 9 / 600، وجديد ج 42 / 18.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 2، وجديد ج 35 / 2.
3- (3) الغدير ط 2 ج 6 / 21 - 38، وفي إحقاق الحق ج 7 / 486 - 490.
4- (4) فضائل الخمسة ج 1 / 176.
5- (5) إحقاق الحق ج 8 / 108.
6- (6) جديد ج 38 / 318، وط كمباني ج 9 / 336.

وهو ابن ست عشرة سنة، وقتل الأبطال وهو ابن تسع عشرة سنة، وفرج همومي وهو ابن عشرين سنة، ورفع باب خيبر وهو ابن اثنين وعشرين سنة - الخ (1).

مجمع النورين للمرندي: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: خلق الله عليا في صورة عشرة أنبياء. جعل رأسه كرأس آدم، ووجهه كوجه نوح، وفمه كفم شيث، وأنفه كأنف شعيب، وبطنه كبطن موسى، ويده كيد عيسى، ورجله كرجل إسحاق، وساعده كساعد سليمان، ووجه كوجه يوسف، وعينه كعيني، وأنا خاتم الأنبياء - الخ (2).

وفيه: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا الذي كتب اسمي على العرش فاستقر، وعلى السماوات فقامت، وعلى الأرض فرسيت، وعلى الريح فذرت، وعلى البرق فلمع - إلى أن قال: - وعلى الرعد فخشع، وعلى الليل فدجى وأظلم، وعلى النهار فأنار وابتسم (3).

كنز الكراجكي: أخبر بعض الكهان فاطمة بنت أسد بولادتها عليا فقال:

ستلدين غلاما علاما مطواعا لربه، هماما، اسمه على ثلاثة أحرف، يلي هذا النبي في جميع أموره، وينصره في قليله وكثيره، حتى يكون سيفه على أعدائه، وبابه لأوليائه، ويفرج عن وجهه الكربات، ويجلو عنه حندس الظلمات، تهاب صولته أطفال المهاد، وترتعد من خيفته الفرائص عن الجلاد، له فضائل شريفة، ومناقب معروفة، وصلة منيعة، ومنزلة رفيعة، يهاجر إلى النبي في طاعته، ويجاهد بنفسه في نصرته، وهو وصيه الدافن له في حجرته (4).

وروى ابن أبي الحديد أن في سنة ولادته سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) الهتاف من الأحجار والأشجار، وكشف عن بصره، فشاهد أنوارا وأشخاصا، وهي السنة التي ابتدأ فيها بالتبتل والانقطاع والعزلة في جبل حراء، فلم يزل به حتى كوشف بالرسالة وانزل عليه الوحي. وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتيمن بتلك السنة وبولادة علي

ص: 379


1- (1) ط كمباني ج 9 / 428، وجديد ج 40 / 6. وقريب منه ط كمباني ج 9 / 648، وجديد ج 42 / 199.
2- (2) مجمع النورين ص 191، وص 215.
3- (3) مجمع النورين ص 191، وص 215.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 9، وجديد ج 35 / 41.

فيها، ويسميها سنة الخير وسنة البركة.

وقال لأهله ليلة ولادته - وفيها شاهد ما شاهد من الكرامات والقدرة الإلهية، ولم يكن من قبلها شاهد من ذلك شيئا -: " لقد ولد لنا مولود يفتح الله تعالى علينا به أبوابا كثيرة من النعمة والرحمة " وكان كما قال، فإنه كان ناصره والمحامي عنه، وكاشف الغم عن وجهه. وبسيفه ثبت دين الإسلام، ورست دعائمه، وتمهدت قواعده (1).

وللأديب الفاضل عبد الباقي الأفندي في مدحه صلوات الله عليه:

يا أبا الأوصياء أنت لطه * صهره وابن عمه وأخوه إن لله في معاليك سرا * أكثر العالمين ما علموه أنت ثاني الآباء في منتهى الدور * وآبائه تعد بنوه خلق الله آدم من تراب * فهو ابن له وأنت أبوه ذكر ما يعلم منه كثرة حب النبي (صلى الله عليه وآله) له في باب فيه أنه كان أخص الناس بالرسول وأحبهم إليه (صلى الله عليه وآله) (2).

مناقب ابن شهرآشوب: كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا أراد أن يشهر عليا في موطن أو مشهد علا على راحته وأمر الناس أن ينخفضوا دونه. وكان له عمامة يعتم بها يقال لها: السحاب وكان يلبسها، فكساها بعد علي بن أبي طالب (عليه السلام). فكان ربما اطلع علي (عليه السلام) فيها فيقال: أتاكم علي في السحاب. وكان (صلى الله عليه وآله) إذا جلس ثم أراد أن يقوم لا يأخذ بيده غير علي (عليه السلام). وأن أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) كانوا يعرفون ذلك له فلا يأخذ بيد رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيره. وكان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا جلس اتكى على علي (عليه السلام).

وعن سر الأدب أنه (صلى الله عليه وآله) عوذ عليا حين ركب، وصفن ثيابه في سرجه - أي جمعها فيه - (3).

ص: 380


1- (1) ط كمباني ج 9 / 420، وجديد ج 39 / 328.
2- (2) جديد ج 38 / 294، وط كمباني ج 9 / 331.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 332، وجديد ج 38 / 297.

مناقب ابن شهرآشوب: روي أنه (صلى الله عليه وآله) سافر ومعه علي (عليه السلام) وعائشة، فكان النبي (صلى الله عليه وآله) ينام بينهما في لحاف. وربما كان (صلى الله عليه وآله) يأتي عليا فيضع رجله بينه وبين فاطمة (عليها السلام). وكان بيت علي أوسط بيوت النبي (صلى الله عليه وآله). وكان (صلى الله عليه وآله) إذا غضب لم يجترئ أحد أن يكلمه غير علي. وأتاه يوما فوجده نائما فما أيقظه. وكان إذا عطس (صلى الله عليه وآله) قال علي (عليه السلام): رفع الله ذكرك يا رسول الله، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أعلى الله كعبك يا علي.

وعن عائشة: التزم النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) وقبله ويقول: بأبي الوحيد الشهيد، بأبي الوحيد الشهيد.

وعن علي (عليه السلام) قال: أهدي إلى النبي قنو موز، فجعل يقشر الموزة ويجعلها في فمي، فقال له قائل: إنك تحب عليا؟ قال: أوما علمت أن عليا مني وأنا منه؟.

وكان علي (عليه السلام) ينام مع النبي (صلى الله عليه وآله) في سفره، فأسهرته الحمى ليلة أخذته، فسهر النبي (صلى الله عليه وآله) لسهر علي (عليه السلام)، فبات ليلته بينه وبين مصلاه، يصلي ثم يأتيه فيسأله وينظر إليه حتى أصبح بأصحابه الغداة، فقال: اللهم اشف عليا وعافه، فإنه أسهرني الليلة مما به (1).

قلت: وكان علي (عليه السلام) مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) كذلك، فقد نقل ابن أبي الحديد عن سلمان الفارسي قال: دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) صبيحة يوم قبل اليوم الذي مات فيه، فقال لي: لا تسأل عما كابدته الليلة من الألم والسهر أنا وعلي فقلت: يا رسول الله ألا أسهر الليلة معك بدله، فقال: لا هو أحق بذلك.

كشف اليقين: دخل علي على رسول الله صلى الله عليهما وآلهما فقام مستبشرا فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق علي (عليه السلام) بوجهه (2).

عن بريدة الأسلمي قال: كنا إذا سافرنا مع النبي (صلى الله عليه وآله) كان علي (عليه السلام) صاحب

ص: 381


1- (1) ط كمباني ج 9 / 332، وجديد ج 38 / 298.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 249، وجديد ج 37 / 300.

متاعه يضمه إليه، فإذا نزلنا تعاهد متاعه، فإن رأى شيئا يرمه رمه، وإن كانت نعل خصفها (1).

كشف اليقين: عن حمزة بن أنس بن مالك، عن أبيه، أنه حدثه في مرضه الذي قبض فيه قال: كنت خادم النبي (صلى الله عليه وآله) فجلست بباب أم حبيبة بنت أبي سفيان، وفي الحجرة رجال من أهله وذلك في يوم أم حبيبة، فأقبل النبي (صلى الله عليه وآله) عليهم وقال: ليدخل عليكم الساعة من هذا الباب أمير المؤمنين وخير الوصيين، أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما، فلم يلبث أن دخل علي بن أبي طالب (عليه السلام) والنبي (صلى الله عليه وآله) على طهوره يتوضأ، فرد من الماء يده على وجه علي (عليه السلام) حتى امتلأت عيناه من الماء (2).

خبر صب النبي (صلى الله عليه وآله) الماء على يد أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأخذ الملائكة قطرات الماء لغسل وجههم به تبركا (3).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل أمة صديق وفاروق، وصديق هذه الأمة وفاروقها علي بن أبي طالب، إن عليا سفينة نجاتها وباب حطتها، إنه يوشعها وشمعونها وذو قرنيها - الخبر (4).

ولنشير هاهنا إلى بعض ابتلائه، فقد ورد أن الله اختص أمير المؤمنين (عليه السلام) بالبلاء بما لم يختص به أحدا من أوليائه (5). وكفى في ذلك ما تقدم في " جرح ".

ابتلاؤه بمنافقي أصحابه الذين قد اسودت جباههم من السجود، في مكيدة عمرو بن العاص برفع المصاحف يوم صفين ونصب الحكمين (6).

ص: 382


1- (1) ط كمباني ج 9 / 249، وجديد ج 37 / 303.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 255، وجديد ج 37 / 327.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 373، وجديد ج 39 / 121.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 286، وجديد ج 38 / 112.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 288، و ج 7 / 127، وجديد ج 38 / 120، و ج 24 / 181.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 503، وجديد ج 32 / 529.

وبمكاتبة معاوية (1).

وعن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: ما لقي أحد من الناس ما لقيت ثم بكى (2).

قال ابن أبي الحديد: وأعجب وأطرف ما جاء به الدهر وإن كانت عجائبه وبدائعه جمة أن يفضي الأمر لعلي (عليه السلام) إلى أن يصير معاوية ندا له ونظيرا مماثلا يتعارضان الكتاب والجواب (3).

وروي أنه قال علي (عليه السلام) في شكايته إلى ابن عباس: قرنت بابن آكلة الأكباد وعمرو وعقبة والوليد ومروان وأتباعهم، فمتى اختلج في صدري والقي في روعي، إن الأمر ليقاد إلي دنيا يكون هؤلاء فيها رؤساء يطاعون (4).

وابتلاؤه بتخاذل أصحابه (5). وتقدم ما يتعلق بذلك في " صحب "، وفي " ظلم ":

بيان مظلوميته.

وروى أبو جعفر الإسكافي، أن النبي (صلى الله عليه وآله) دخل على فاطمة (عليها السلام) فوجد عليا نائما، فذهبت تنبهه، فقال: دعيه فرب سهر له بعدي طويل، ورب جفوة لأهل بيتي من أجله شديدة، فبكت فقال: لا تبكي فإنكما معي وفي موقف الكرامة عندي (6).

وتقدم في " خلق ": الإشارة إلى بعض أخلاقه، وفي " حلم ": حلمه، وفي " سخى ": سخاوته، وفي " شجع ": شجاعته، وفي " شمل ": شمائله، وفي " علم ":

علمه، وفي " شهد ": أنه الشاهد والشهيد والمشهود في القرآن، وفي " بلا ": بلاؤه، وفي " صبر ": صبره، وفي " عجز ": معجزاته.

ويأتي في " فضل ": الإشارة إلى فضائله، وفي " قوى ": قوته، وفي " وصف ":

ص: 383


1- (1) ط كمباني ج 8 / 534، وجديد ج 33 / 57.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 682، وجديد ج 34 / 63.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 542، وجديد ج 33 / 88.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 168، وجديد ج 29 / 552.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 651 و 671، وجديد ج 33 / 565، و ج 34 / 14.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 737، وجديد ج 34 / 338.

بعض صفاته.

الأبواب المتعلقة بشهادة مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) (1).

باب إخبار الرسول بشهادته وإخباره بشهادة نفسه (2).

باب كيفية شهادته ووصيته وغسله والصلاة عليه ودفنه (3).

باب ما وقع بعد شهادته (عليه السلام) (4).

ما ظهر عند الضريح المقدس من المعجزات والكرامات (5). وكتاب إحقاق الحق من طريق العامة (6).

خروجه في الرجعة (7). وغير ذلك، وفي " كرر " ما يتعلق بذلك.

مناقب الخوارزمي: لما ضرب علي (عليه السلام) تحامل وصلى بالناس الغداة وقال:

علي بالرجل فادخل عليه - الخ (8).

وعن تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي عن معلى بن زياد في حديث طويل أنه قرأ أمير المؤمنين (عليه السلام) في الركعة الأولى من الصلاة التي ضربه فيها ابن ملجم الحمد وإحدى عشرة آية من سورة الأنبياء.

أقول: ولعله كانت من قوله تعالى: * (واقترب الوعد الحق) * إلى قوله: * (رحمة للعالمين) *.

وعن العلامة النوري في مستدرك الوسائل يظهر من جملة من أخبار شهادته أن الصلاة التي ضرب فيها كانت نافلة الفجر، وقيل: إن ابن ملجم ضربه ضربة، فلم تعمل فثناها فعملت.

دخول الأصبغ بن نباتة عليه وهو معصب بعصابة صفراء، وقد علت صفرة

ص: 384


1- (1) ط كمباني ج 9 / 646، وجديد ج 42 / 190، وص 199.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 646، وجديد ج 42 / 190، وص 199.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 646، وجديد ج 42 / 190، وص 199.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 677، وجديد ج 42 / 302، وص 311.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 677، وجديد ج 42 / 302، وص 311.
6- (6) إحقاق الحق ج 8 / 735 و 736.
7- (7) ط كمباني ج 13 / 204 و 210 و 226، وجديد ج 53 / 16 و 39 و 103 و 104.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 660، وجديد ج 42 / 244.

وجهه على تلك العصابة، وإذا هو يرفع فخذا ويضع أخرى من شدة الضربة وكثرة السم (1).

كشف الغمة: قال مولانا الحسن المجتبى (عليه السلام) دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يجود بنفسه لما ضربه ابن ملجم لعنه الله فجزعت لذلك، فقال لي: أتجزع؟ فقلت: وكيف لا أجزع وأنا أراك على حالك هذه؟ فقال: ألا أعلمك خصالا أربع إن أنت حفظتهن نلت بهن النجاة، وإن أنت ضيعتهن فاتك الداران؟: يا بني لا غنى أكبر من العقل، ولا فقر مثل الجهل، ولا وحشة أشد من العجب، ولا عيش ألذ من حسن الخلق (2).

ويأتي إن شاء الله في " قبر ": ما يتعلق بقبره الشريف.

باب أحوال أولاد أمير المؤمنين (عليه السلام) وأزواجه وأمهات أولاده (3).

أربع منهم أولاد فاطمة الزهراء (عليها السلام) ومع محسن السقط خمسة، وأربع أولاد أم البنين: العباس وجعفر وعثمان و عبد الله الشهداء بكربلاء.

أقول: مقتضى جمع الروايات أن هذا الأربع مع عمر وعبيد الله المكنى بأبي - بكر من شهداء الطف، كما في البحار (4).

وقيل هم تسع: الست المذكورون مع الحسين (عليه السلام) وإبراهيم ومحمد الأصغر فيكونون تسعة شهداء، وزاد الناسخ في الشهداء عونا.

والمتشرفون بسلام الناحية المقدسة عبد الله، وأبو الفضل العباس، وجعفر، وعثمان، ومحمد، كما في البحار (5). ومحمد الشهيد هو محمد الأصغر.

وذكر السيد في الإقبال في زيارة شعبان: العباس وجعفر و عبد الله وأبا بكر وعثمان أبناء أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعدهم من الشهداء، وسلم عليهم، ولعل المراد

ص: 385


1- (1) ط كمباني ج 9 / 436، وجديد ج 40 / 44.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 146، وجديد ج 78 / 111.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 616، وجديد ج 42 / 74.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 200 و 201، وجديد ج 45 / 36 - 40.
5- (5) ط كمباني ج 10 / 208، و ج 22 / 183، وجديد ج 45 / 66 و 67، و ج 101 / 270.

بأبي بكر هو محمد المذكور في زيارة الناحية.

وهذا الخمس مع مولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ست من الشهداء المذكورين في الزيارة.

وفي السفينة عن الشريف أبي الحسن العمري علي بن أبي الغنائم في المجدي، في ذكر أولاد أمير المؤمنين (عليه السلام): عبيد الله بن أمير المؤمنين (عليه السلام) أمه نهشلية كان مع أخواله بالبصرة بني تميم، حتى حضر وقائع المختار فأصابه جراح وهو مع مصعب فمات، وقبره بالمذار من سواد البصرة يزار إلى اليوم، وكان مصعب يشنع على المختار ويقول: قتل ابن إمامه.

وأما غير الشهداء من الذكور فمولانا الحسن المجتبى صلوات الله عليه، ومحسن السقط من فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ومحمد بن الحنفية من خولة بنت جعفر ابن قيس، وعمر ورقية توأمان أمهما أم حبيب، وأبو بكر محمد الأصغر، و عبد الله الشهيدان بالطف أمهما ليلى بنت مسعود، كما في السفينة، والظاهر أنه عبيد الله المذكور أولا، ويحيى وعون من أسماء بنت عميس، و عبد الرحمن ومحمد الأوسط، وقيل: إن محمد الأوسط من امامة بنت زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، و عبد الله الأصغر (1).

وعن الناسخ أنه زاد عثمان الأصغر وعباس الأصغر وجعفر الأصغر وعمر الأصغر وأسقط إبراهيم و عبد الرحمن، وقيل: إن هلال بن علي (عليه السلام) له مزار معروف في نواحي كاشان.

والعقب من خمسة: الحسن والحسين صلوات الله عليهما والعباس ومحمد بن الحنفية وعمر الأطرف، ذكرناهم في الرجال.

وأما بنات أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فزينب الكبرى، وزينب الصغرى المشهورة بأم كلثوم من فاطمة الزهراء (عليها السلام) ذكرتهما في " زنب ".

ص: 386


1- (1) جديد ج 42 / 74 - 93، وط كمباني ج 9 / 616 - 621.

وثمانية أخرى: رقية زوجة مسلم بن عقيل، وزينب أخرى تزوجها محمد بن عقيل، وأم هاني، وميمونة، ونفيسة، وفاطمة، وأم الحسن، وزينب أخرى تزوجها عبد الرحمن بن عقيل وكلهن حلائل أبناء عقيل، كما ذكرتهن في الرجال (1) في ترجمة عقيل وذكرت أولادهن فراجع إليه، وسائر بناته مذكورات في البحار وغيره. قيل من بناته: رفسة ولم يثبت عندي.

واستقصى الفاضل المعاصر أولاده في كتابه: " زندگانى حضرت أبو الفضل (عليه السلام) " (2).

ومن بناته سكينة، كما عن العلل عن الحسين (عليه السلام) أنه قال: أدخل على أختي سكينة بنت علي (عليه السلام): خادم فغطت رأسها منه - الخ، كما في البحار (3).

وروى مولانا السجاد (عليه السلام) عن سكينة وزينب ابنتي علي (عليه السلام) عن علي (عليه السلام):

كما في دلائل الإمامة للطبري (4).

وأما أم كلثوم فهي التي تزوجها عمر على ما قيل. وقيل: إنه إنما زوجها منه بعد مدافعة كثيرة وامتناع شديد واعتلالات، فهدده الطاغوت بأنه يقيم عليه شاهدين فيقطع يمينه، أو يشهد عليه بالزنا، ولا يدع لهم مكرمة إلا هدمها، فألجأته الضرورة إلى أن رد أمرها إلى العباس فزوجها منه دفعا للفتنة. وقيل: إنه أخفى أم كلثوم عن الأنظار وأمر بجنية تمثلت بصورتها وأرسلها إليه.

وللشيخ المفيد كلام في هذا المقام، حاصله: أن الخبر الوارد بالتزويج لم يثبت وطريقه من الزبير بن بكار، ولم يكن موثوقا به في النقل، وكان متهما فيما يذكره لبغضه لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، والحديث نفسه مختلف. ثم ذكر الاختلافات

ص: 387


1- (1) مستدركات علم رجال الحديث ج 5 / 253.
2- (2) زندگاني حضرت أبو الفضل (عليه السلام) ص 40.
3- (3) ط كمباني ج 23 / 102، وجديد ج 104 / 45.
4- (4) دلائل الإمامة ص 52، وذكره في ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 118، وجديد ج 81 / 112.

فيه، وهذا مما يبطل الحديث، ثم إنه لو صح لكان له وجهان - الخ (1).

وروى الحميري في قرب الإسناد بسنده الشريف عن عنبسة العابد: أن فاطمة بنت علي صلوات الله عليه مد لها في العمر حتى رآها أبو عبد الله (عليه السلام) (2).

ونقله في البحار (3).

أبواب تاريخ مولانا وسيدنا علي بن الحسين صلوات الله عليه:

هو زين العابدين من الأولين والآخرين سيد العباد، وتاج الزهاد عليه آلاف ألوف الصلوات والتحيات من الآن إلى يوم المعاد.

اختلف في يوم ولادته أسبوعا وشهرا وسنة. قيل: يوم الجمعة، وقيل: يوم الخميس خامس شعبان أو تاسعه أو منتصف جمادي الأولى أو الثانية، سنة ست وثلاثين، أو سبع أو ثمان وثلاثين.

وكان وفاة مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) سنة أربعين على المشهور، أو أحد وأربعين فأقام مولانا السجاد مع أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهما ثلاث سنين أو أقل أو أكثر. وقبض سنة أربع وتسعين ويقال: خمس وتسعين.

باب أسمائه وعللها، ونقش خاتمه وتاريخ ولادته، وأحوال أمه - الخ (4).

وتقدم في " ختم ": نقش خاتمه.

باب النصوص عليه والوصية إليه، وأنه دفع إليه الكتب والسلاح وغيرهما (5).

وأمه ذات العلى والمجد * شاه زنان بنت يزدجرد وهو ابن شهريار كسرى * ذو سؤدد ليس يخاف كسرا وقيل: كان اسمها شهربانويه، وفيه يقول أبو الأسود:

وإن غلاما بين كسرى وهاشم * لأكرم من نبطت عليه التمائم كان يقال له: ذو الثفنات جمع ثفنة بكسر الفاء، وهي من الإنسان الركب

ص: 388


1- (1) ط كمباني ج 9 / 624، وجديد ج 42 / 107.
2- (2) قرب الإسناد ص 76.
3- (3) جديد ج 42 / 106.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 2، وجديد ج 46 / 2.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 6، وجديد ج 46 / 17.

ومجتمع الساق والفخذ، لأن طول السجود أثر في ثفناته.

قال الزهري: ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين (عليه السلام).

وعن أبي جعفر (عليه السلام): قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة. وكان إذا توضأ للصلاة يصفر لونه فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتارك عند الوضوء؟ فيقول: تدرون بين يدي من أريد أن أقوم.

وعن ابن عائشة قال: سمعت أهل المدينة يقولون ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين (عليه السلام)، ولما مات وجردوه للغسل جعلوا ينظرون إلى آثار في ظهره فقالوا: ما هذا؟ قيل: كان يحمل جربان الدقيق على ظهره ليلا، ويوصلها إلى فقراء المدينة سرا، وكان يقول: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب.

وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه قال: حج علي بن الحسين (عليه السلام) ماشيا، فسار من المدينة إلى مكة عشرين يوما وليلة.

وعن زرارة بن أعين قال: سمع سائل في جوف الليل وهو يقول: أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة؟ فهتف به هاتف من ناحية البقيع يسمع صوته ولا يرى شخصه: ذاك علي بن الحسين (عليه السلام).

وعن طاووس: إني لفي حجر ليلة إذ دخل علي بن الحسين (عليه السلام) فقلت: رجل صالح من أهل بيت النبوة لأسمعن دعاءه، فسمعته يقول: عبدك بفنائك، مسكينك بفنائك، فقيرك بفنائك. قال: فما دعوت بهن في كرب إلا فرج عني.

وحكي عن ربيع الأبرار للزمخشري أنه قال: لما وجه يزيد بن معاوية، مسلم بن عقبة لاستباحة أهل المدينة، ضم علي بن الحسين (عليه السلام) إلى نفسه أربعمائة ضائنة بحشمهن يعولهن إلى أن تقوض جيش مسلم، فقالت امرأة منهن ما عشت والله بين أبوي بمثل ذلك الشريف.

وكان يقال له آدم بني الحسين لأنه الذي تشعبت منه أفنانهم، وتفرقت عنه أغصانهم، ومناقبه وفضائله أكثر من أن تحصى وقد ذكرنا نبذا منها في " خلق " و

ص: 389

" عبد " و " بطل "، ويأتي في " مرا ". وفي " عجز ": ذكر معجزاته.

باب وفاة مولانا الإمام السجاد صلوات الله عليه (1).

كانت وفاته في شهر محرم الحرام سنة أربع وتسعين أو خمس وتسعين ولا اختلاف في شهر وفاته، بل الاختلاف في يومه فعن كشف الغمة وإعلام الورى " وروضة الواعظين وكفاية الطالب: أنه ثامن عشر من المحرم، وقال الكفعمي في الجدول: في الثاني والعشرين منه، وقال في غيره: في الخامس والعشرين. وهذا هو مختار الشيخ في المصباح والمفيد (2).

باب أحوال أولاد علي بن الحسين (عليه السلام) وأزواجه (3).

أولاده خمسة عشر: أبو جعفر محمد الباقر (عليه السلام)، وزيد، وعمر، و عبد الله، والحسن، والحسين، والحسين الأصغر، و عبد الرحمن، وسليمان، وعلي - وكان أصغر ولده - وخديجة، ومحمد الأصغر، وفاطمة، وعلية، وأم كلثوم. وهؤلاء كلهم من أمهات الأولاد إلا أبو جعفر الباقر، و عبد الله الباهر، فإن أمهما أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).

وكان عبد الله بن علي فاضلا فقيها، روى عن آبائه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبارا كثيرة، وحدث الناس عنه وحملوا عنه الآثار، وكان يلي صدقات النبي وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما.

وكان عمر بن علي بن الحسين صلوات الله عليه فاضلا جليلا واليا للصدقات أيضا، وكان ورعا سخيا، وكان يشترط على من ابتاع صدقات علي (عليه السلام) أن يثلم في الحائط كذا وكذا ثلمة، ولا يمنع من دخله أن يأكل منه.

وكان الحسين بن علي بن الحسين (عليه السلام) فاضلا ورعا، وروى حديثا كثيرا عن أبيه وأخيه الباقر (عليهما السلام) وعمته فاطمة بنت الحسين (عليه السلام)، وكان شديد الخوف من الله كأنما ادخل النار واخرج منها.

ص: 390


1- (1) ط كمباني ج 11 / 42، وجديد ج 46 / 147.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 43 و 44.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 44، وجديد ج 46 / 155.

وأما زيد فقد ذكرنا ما يتعلق به في " زيد ".

الخرائج: فيه ذكر ما جرى بين عبد الله بن علي، وأبي عبد الله الصادق (عليه السلام) (1).

أقول: وعندي أن أولاده عشرون: فأفضلهم سيدنا ومولانا الباقر (عليه السلام)، و عبد الله الباهر، أمهما فاطمة المكناة بأم عبد الله بنت الحسن المجتبى (عليه السلام)، وزيد الشهيد وعمر توأمان، والحسن والحسين والحسين الأصغر، و عبد الرحمن وسليمان وعبيد الله ومحمد الأصغر، وعلي وهو أصغرهم، فهؤلاء اثنا عشر ذكرا.

أعقب منهم محمد الباقر (عليه السلام) و عبد الله الباهر، وزيد، وعمر، والحسين الأصغر وعلي الأصغر فهؤلاء ست صواحب أعقاب، كما في البحار (2).

وفي منتخب التواريخ زاد سابعا لذوي الأعقاب وهو الحسن بن علي السجاد (عليه السلام). وهم مذكورون في رجالنا الكبير.

وأما بناته فأربعة: خديجة زوجها أبوها من محمد بن عمر بن أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما ذكرنا في زوجها، وفاطمة، وعلية، وأم كلثوم، كما في البحار (3).

وزاد في تذكرة الخواص: مليكة وأم الحسن، وأم البنين والقسم (4).

فهؤلاء عشرون، والعقب من سبعة نذكرهم في رجالنا، وكذا أحفادهم وعلية بنت السجاد (عليه السلام) ذكرها علماء الرجال، ولها كتاب جمعته روى عنها زرارة.

علي بن موسى الرضا الإمام الثامن صلوات الله وسلامه عليه:

ولد سنة 148 عند الأكثر، وقيل سنة 153. ووقع الاختلاف أيضا في يوم ولادته وشهر ولادته، وكيف كان ولد بعد وفاة مولانا الصادق (عليه السلام) بأيام، وكان الصادق (عليه السلام) يتمنى إدراكه، كما في البحار (5).

وكذا وقع الاختلاف في وفاته يوما وشهرا وسنة، والأشهر أنها سنة 203.

ص: 391


1- (1) ط كمباني ج 11 / 51، وجديد ج 46 / 184.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 44 و 45.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 44 و 45.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 45.
5- (5) ط كمباني ج 12 / 29، وجديد ج 49 / 100.

وقيل 201 - 202.

باب ولادته وألقابه وكناه، ونقش خاتمه، وأحوال أمه (1).

ولد بالمدينة ويقال لامه: أم البنين واسمها نجمة، ويقال سكن النوبية، ويقال تكتم. وقبض بطوس في خراسان في قرية سناباد في آخر صفر، وقيل لسبع بقين من شهر رمضان سنة 203. سماه الله الرضا (عليه السلام) لأنه كان رضى لله ولرسوله والأئمة صلوات الله عليهم. وخصص بهذا اللقب لأنه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه. وكانت أمه من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة المصفاة.

روي أن حميدة رأت في المنام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لها: يا حميدة هبي نجمة لابنك موسى، فإنه سيلد له منها خير أهل الأرض، فوهبتها له فلما ولدت له الرضا (عليه السلام) سماها الطاهرة (2).

وعن الدر النظيم قال أبو الحسن موسى (عليه السلام) لما ابتاع هذه الجارية لجماعة من أصحابه: والله ما اشتريت هذه الجارية إلا بأمر الله ووحيه، فسئل عن ذلك فقال: بينا أنا نائم إذ أتاني جدي وأبي ومعهما شقة حرير فنشراها. فإذا قميص وفيه صورة هذه الجارية، فقالا: يا موسى ليكونن لك من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك، ثم أمراني إذا ولدته أن اسميه عليا، وقالا: إن الله سيظهر به العدل والرأفة والرحمة، طوبى لمن صدقه، وويل لمن عاداه وجحده.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن نجمة قالت: لما حملت بابني علي لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحا وتهليلا وتمجيدا من بطني، فيفزعني ذلك ويهولني، فإذا انتبهت لم أسمع شيئا، فلما وضعته وقع على الأرض واضعا يده على الأرض، رافعا رأسه إلى السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم، فدخل إلي أبوه موسى ابن جعفر (عليه السلام) فقال لي: هنيئا لك يا نجمة، كرامة ربك، فناولته إياه في خرقة بيضاء،

ص: 392


1- (1) ط كمباني ج 12 / 2، وجديد ج 49 / 2.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 3، وجديد ج 49 / 3 - 7.

فأذن في اذنه الأيمن وأقام في الأيسر، ودعا بماء الفرات فحنكه به، ثم رده إلي وقال: خذيه، فإنه بقية الله في أرضه (1).

الكافي: عن الرضا (عليه السلام) قال: نقش خاتمي: ما شاء الله لا قوة إلا بالله (2).

وفي رواية أخرى: حسبي الله، وفي أخرى: ولي الله، والأظهر: وليي الله.

باب النصوص على الخصوص عليه (3).

وفي " نصص " ما يتعلق بذلك، وفي " عجز ": ذكر معجزاته، وفي " دعا ":

استجابة دعائه، وفي " لسن " و " لغى ": علمه بجميع الألسن واللغات ونطق الحيوان.

باب ما كان بينه وبين هارون (4).

باب طلب المأمون الرضا (عليه السلام) من المدينة (5).

باب عبادته، ومكارم أخلاقه، ومعالي أموره، وإقرار أهل زمانه بفضله (6).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): كان جلوس الرضا (عليه السلام) في الصيف على حصير، وفي الشتاء على مسح، ولبسه الغليظ من الثياب، حتى إذا برز للناس تزين لهم (7).

وروي في خبر أنه كانت قيمة في داره تنبه النساء بالليل، وتأخذهن بالصلاة وكان ذلك من أشد ما عليهن حتى أن بعض الجواري تمنت الخروج من داره. ولم يكن أحد يقدر أن يرفع صوته في داره كائنا من كان. وكان يتكلم الناس قليلا، وكان كلامه كله وجوابه وتمثله انتزاعات من القرآن. وكان يختمه في كل ثلاث ويقول: لو أردت أن أختمه في أقرب من ثلاثة لختمت، ولكني ما مررت بآية قط إلا فكرت فيها، وفي أي شئ أنزلت، وفي أي وقت، فلذلك صرت أختم في كل ثلاثة أيام (8).

ص: 393


1- (1) ط كمباني ج 12 / 3، وجديد ج 49 / 9، وص 2.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 3، وجديد ج 49 / 9، وص 2.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 5، وجديد ج 49 / 11.
4- (4) جديد ج 49 / 113، وط كمباني ج 12 / 32.
5- (5) ط كمباني ج 12 / 33، وجديد ج 49 / 116.
6- (6) ط كمباني ج 12 / 26، وجديد ج 49 / 89، وص 90.
7- (7) ط كمباني ج 12 / 26، وجديد ج 49 / 89، وص 90.
8- (8) ط كمباني ج 12 / 26، وجديد ج 49 / 89، وص 90.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن إبراهيم بن العباس قال: ما رأيت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) جفا أحدا بكلامه قط، وما رأيت قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه، وما رد أحدا عن حاجة يقدر عليها، ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط، ولا اتكى بين يدي جليس له قط، ولا رأيته شتم أحدا من مواليه ومماليكه قط، ولا رأيته تفل قط، ولا رأيته يقهقه في ضحكه قط، بل كان ضحكه التبسم، وكان إذا خلا ونصبت مائدته أجلس على مائدته مماليكه حتى البواب والسائس.

وكان قليل النوم بالليل كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أولها إلى الصبح، وكان كثير الصيام، فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر، ويقول ذلك صوم الدهر.

وكان كثير المعروف والصدقة في السر، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة، فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقوه (1).

وتقدم في " حبس ": أنه قال سجانه للهروي: ربما صلى الإمام (عليه السلام) في يومه وليلته ألف ركعة (2).

وروي أنه أعطى دعبل قميص خز أخضر، وقال له: احتفظ بهذا القميص فقد صليت فيه ألف ليلة ألف ركعة، وختمت فيه القرآن ألف ختمة (3).

حديث رجاء بن أبي الضحاك المشتمل على بيان عبادته وسيره وسلوكه (4).

ما يظهر منه مكارم أخلاقه (5).

كان لا يستخدم أحدا من مماليكه حين يأكل حتى يفرغ ويقول لهم: إن قمت على رؤوسكم وأنتم تأكلون فلا تقوموا حتى تفرغوا (6).

رأى أسودا يعمل مع غلمانه، فقال لهم: قاطعتموه على اجرته؟ فقالوا: لا، هو

ص: 394


1- (1) جديد ج 49 / 90.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 26 و 50، وجديد ج 49 / 91 و 170.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 71، وجديد ج 49 / 238.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 26، وجديد ج 49 / 91.
5- (5) ط كمباني ج 12 / 28 و 29، وجديد ج 49 / 95 - 101.
6- (6) ط كمباني ج 12 / 30، وجديد ج 49 / 102.

يرضى منا بما نعطيه، فضربهم بالسوط وغضب لذلك غضبا شديدا وقال: إني قد نهيتهم عن مثل هذا غير مرة أن يعمل معهم أحد حتى يقاطعوه اجرته، واعلم أنه ما من أحد يعمل لك شيئا بغير مقاطعة، ثم زدته لذا الشئ ثلاثة أضعاف على اجرته، إلا ظن أنك قد نقصته اجرته، وإذا قاطعته ثم أعطيته اجرته حمدك على الوفاء، فإن زدته حبة عرف ذلك لك، ورأي أنك قد زدته (1).

الكافي: عن محمد بن سنان قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) في أيام هارون: إنك قد شهرت نفسك بهذا الأمر، وجلست مجلس أبيك وسيف هارون يقطر الدم. قال: جرأني على هذا ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أخذ أبو جهل من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بنبي، وأنا أقول لكم إن أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بإمام (2).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): بعث المأمون إلى الرضا (عليه السلام) جارية، فلما أدخلت إليه اشمأزت من الشيب، فلما رأى كراهتها ردها إلى المأمون - الخ (3)، وتقدم في " شيب ".

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن ياسر الخادم قال: كان الرضا (عليه السلام) إذا خلا جمع حشمه كلهم عنده الصغير والكبير، فيحدثهم ويأنس بهم ويؤنسهم، وكان إذا جلس على المائدة لا يدع صغيرا ولا كبيرا حتى السائس والحجام، إلا أقعده معه على مائدته (4).

أقول: هذا حاله مع الفقراء والناس، ولكن لما دخل عليه ذو الرياستين لما كتب له المأمون كتاب الحبوة وقف بين يديه ساعة، ثم رفع الرضا (عليه السلام) رأسه إليه فقال له: ما حاجتك يا فضل؟ قال: يا سيدي هذا كتاب كتبه لي أمير المؤمنين وأنت أولى أن تعطينا مثل ما أعطى أمير المؤمنين إذ كنت ولي عهد المسلمين، فقال له:

ص: 395


1- (1) ط كمباني ج 12 / 31، وجديد ج 49 / 106.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 33، وجديد ج 49 / 115.
3- (3) جديد ج 49 / 164، وط كمباني ج 12 / 48.
4- (4) جديد ج 49 / 164، وط كمباني ج 12 / 48.

إقرأه وكان كتابا في أكبر جلد، فلم يزل قائما حتى قرأه فلما فرغ قال له أبو الحسن (عليه السلام): يا فضل لك علينا هذا ما اتقيت الله عز وجل. قال ياسر: فنقض عليه أمره في كلمة واحدة (1).

ومما يخبر عن حلمه ومكارم أخلاقه، ما جرى بينه وبين أخيه العباس في نسخة وصية أبيهما موسى بن جعفر (عليه السلام) ويناسب هنا ذكرها وهي مذكورة في السفينة والبحار.

أما نسخة العيون (2). ورويت هذه الوصية في الكافي بنحو أبسط، وأورده العلامة المجلسي في البحار (3).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن ياسر الخادم قال: لما كان بيننا وبين طوس سبعة منازل إعتل أبو الحسن (عليه السلام) فدخلنا طوس، وقد اشتدت به العلة فبقينا بطوس أياما، فكان المأمون يأتيه في كل يوم مرتين، فلما كان في آخر يومه الذي قبض فيه كان ضعيفا في ذلك اليوم.

فقال لي بعدما صلى الظهر: يا ياسر أكل الناس شيئا؟ قلت: يا سيدي من يأكل هاهنا مع ما أنت فيه. فانتصب ثم قال: هاتوا المائدة، ولم يدع من حشمه أحدا إلا أقعده معه على المائدة، يتفقد واحدا واحدا، فلما أكلوا قال: ابعثوا إلى النساء بالطعام، فحمل الطعام إلى النساء، فلما فرغوا من الأكل أغمي عليه وضعف، فوقعت الصيحة.

وجاءت جواري المأمون ونساؤه حافيات حاسرات، ووقعت الوجبة بطوس، وجاء المأمون حافيا حاسرا يضرب على رأسه ويقبض على لحيته، ويتأسف ويبكي، وتسيل الدموع على خديه. فوقف على الرضا (عليه السلام) وقد أفاق.

فقال: يا سيدي والله ما أدري أي المصيبتين أعظم علي: فقدي لك وفراقي

ص: 396


1- (1) ط كمباني ج 12 / 50، وجديد ج 49 / 168.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 314، وجديد ج 48 / 276.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 68 مع البيان، وجديد ج 49 / 224.

إياك، أو تهمة الناس لي، أني اغتلتك وقتلتك؟ قال: فرفع طرفه إليه ثم قال:

أحسن يا أمير المؤمنين معاشرة أبي جعفر (عليه السلام) فإن عمرك وعمره هكذا - وجمع بين سبابتيه -.

قال: فلما كان من تلك الليلة قضى عليه بعدما ذهب من الليل بعضه، فلما أصبح اجتمع الخلق وقالوا: هذا قتله واغتاله - يعني المأمون - وقالوا: قتل ابن رسول الله، وأكثروا القول والجلبة.

وكان محمد بن جعفر بن محمد استأمن إلى المأمون وجاء إلى خراسان، وكان عم أبي الحسن (عليه السلام) لا يخرج اليوم، فقال له المأمون: يا جعفر اخرج إلى الناس وأعلمهم أن أبا الحسن (عليه السلام) لا يخرج اليوم، وكره أن يخرجه فتقع الفتنة - الخ (1).

ما قال الصادق (عليه السلام) في مدحه في خبر يزيد بن سليط، ونشير إليه في " فضل " (2).

وأما علمه (عليه السلام): فقد روي أنه جمع اليقطيني خمس عشرة ألف مسألة من مسائله (3). وفي مناقب ابن شهرآشوب ثمانية عشر ألف مسألة (4).

إعلام الورى: عن أبي الصلت الهروي قال: ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ولا رآه عالم إلا شهد له بمثل شهادتي، ولقد جمع المأمون في مجالس له ذوات عدد علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم عن آخرهم حتى ما بقي أحد منهم إلا أقر له بالفضل، وأقر على نفسه بالقصور، ولقد سمعت علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول: كنت أجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون، فإذا أعيى الواحد منهم عن مسألة أشاروا إلي بأجمعهم وبعثوا إلي بالمسائل فأجيب عنها.

قال أبو الصلت: ولقد حدثني محمد بن إسحاق بن موسى بن جعفر، عن أبيه

ص: 397


1- (1) ط كمباني ج 12 / 88، وجديد ج 49 / 299.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 104، وجديد ج 50 / 25.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 28، وص 29، وجديد ج 49 / 97، وص 99.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 28، وص 29، وجديد ج 49 / 97، وص 99.

أن موسى بن جعفر (عليه السلام) كان يقول لبنيه: هذا أخوكم علي بن موسى عالم آل محمد (عليهم السلام) فاسألوه عن أديانكم واحفظوا ما يقول لكم، فإني سمعت أبي جعفر بن محمد (عليه السلام) غير مرة يقول لي: إن عالم آل محمد لفي صلبك، وليتني أدركته، فإنه سمي أمير المؤمنين علي (عليه السلام) (1).

وسائر مناظراته واحتجاجاته على أرباب الملل المختلفة في البحار (2).

احتجاجه مع الجاثليق ورأس الجالوت ورؤساء الصابئين والهربذ الأكبر، وأصحاب الزرتشت ونسطاس الرومي والمتكلمين في مجلس المأمون (3).

جوابه لسؤالات عمران الصابي وإسلام عمران ببركته، وكان عمران جدلا لم يقطعه عن حجته أحد قط (4).

احتجاجه على سليمان المروزي واحد خراسان. قال شيخنا الصدوق: كان المأمون يجلب على الرضا (عليه السلام) من متكلمي الفرق وأهل الأهواء المضلة، كل من سمع به حرصا على انقطاع الرضا (عليه السلام) عن الحجة مع واحد منهم وذاك حسدا منه له ولمنزلته من العلم، فكان لا يكلمه أحد إلا أقر له بالفضل، وألزم الحجة له عليه (5).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): مسندا عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا (عليه السلام) علي بن موسى، فقال له المأمون: يا بن رسول الله أليس من قولك إن الأنبياء معصومون؟ قال: بلى. قال: فما معنى قول الله عز وجل: * (وعصى آدم ربه فغوى) * فأجابه، ثم سأله عن آية أخرى فأجابه، فلم يزل يسأله ويجيبه، إلى أن قال علي بن محمد بن الجهم: فقام المأمون إلى الصلاة وأخذ بيد محمد بن جعفر بن محمد وكان حاضر المجلس وتبعتهما، فقال له المأمون: كيف رأيت ابن أخيك؟ فقال: عالم ولم نره يختلف إلى أحد من أهل

ص: 398


1- (1) ط كمباني ج 12 / 29، وجديد ج 49 / 100.
2- (2) ط كمباني ج 4 / 160، وجديد ج 10 / 299.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 51. وتمام الحديث ج 4 / 160، وجديد ج 49 / 173، و ج 10 / 299.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 52، و ج 4 / 163، وجديد ج 49 / 176، و ج 10 / 310.
5- (5) ط كمباني ج 12 / 53، و ج 4 / 168، وجديد ج 49 / 177، و ج 10 / 329.

العلم. فقال المأمون: إن ابن أخيك من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) الذين قال فيهم: ألا إن أبرار عترتي وأطائب أرومتي، أحلم الناس صغارا وأعلم الناس كبارا، لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، لا يخرجونكم من باب هدى، ولا يدخلونكم في باب ضلال.

وانصرف الرضا (عليه السلام) إلى منزله، فلما كان من الغد غدوت عليه وأعلمته ما كان من قول المأمون وجواب عمه محمد بن جعفر له، فضحك، ثم قال: يا بن الجهم لا يغرنك ما سمعته منه، فإنه سيغتالني والله ينتقم لي منه (1).

التوحيد: روي أن المأمون لما أراد أن يستعمل الرضا (عليه السلام) جمع بني هاشم فقال: إني أريد أن استعمل الرضا (عليه السلام) على هذا الأمر من بعدي، فحسده بنو هاشم وقالوا: أتولي رجلا جاهلا ليس له بصر بتدبير الخلافة. فابعث إليه يأتنا، فترى من جهله ما تستدل به عليه.

فبعث إليه فأتاه فقال له بنو هاشم: يا أبا الحسن إصعد المنبر وانصب لنا علما نعبد الله عليه، فصعد المنبر فقعد مليا لا يتكلم مطرقا، ثم انتقض انتقاضة واستوى قائما وحمد الله وأثنى عليه، وصلى على نبيه وأهل بيته، ثم قال: أول عبادة الله معرفته وأصل معرفة الله توحيده، ونظام توحيد الله نفي الصفات عنه - الخطبة (2).

ذكر ما جرى على الرضا (عليه السلام) من المأمون:

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن الهروي قال: رفع إلى المأمون أن أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يعقد مجالس الكلام والناس يفتتنون بعلمه، فأمر محمد بن عمرو الطوسي حاجب المأمون فطرد الناس عن مجلسه وأحضره، فلما نظر إليه زبره واستخف به، فخرج الرضا (عليه السلام) من عنده مغضبا، ثم ذكر دعاءه على المأمون، وما نزل به بدعائه عليه (3).

في تهديد المأمون الرضا (عليه السلام) بالقتل إن لم يقبل ولاية العهد (4).

ص: 399


1- (1) ط كمباني ج 5 / 22، وجديد ج 11 / 72 و 78.
2- (2) ط كمباني ج 2 / 169، وجديد ج 4 / 228، و ج 49 / 128.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 24، وجديد ج 49 / 82.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 37، وجديد ج 49 / 129.

أمر المأمون بأن يرجع الرضا (عليه السلام) من العيد (1).

قال صاحب الدر النظيم: روى جماعة من أصحاب الرضا (عليه السلام) أنه قال: لما أردت الخروج من المدينة إلى خراسان جمعت عيالي فأمرتهم أن يبكوا علي حتى أسمع بكاءهم، ثم فرقت فيهم اثني عشر ألف دينار، ثم قلت لهم: إني لا أرجع إلى عيالي أبدا، ثم أخذت أبا جعفر فأدخلته المسجد، ووضعت يده على حافة القبر وألصقته به واستحفظته رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فالتفت إلي أبو جعفر فقال لي: بأبي أنت والله تذهب إلى الله، وأمرت جميع وكلائي وحشمي له بالسمع والطاعة وترك مخالفته، وعرفتهم أنه القيم مقامي وشخص (عليه السلام) على طريق البصرة إلى خراسان.

واستقبله المأمون وأعظمه وأكرمه، وقال له: ما عزم عليه في أمره؟ فقال له: إن هذا أمر ليس بكائن إلا بعد خروج السفياني، فألح عليه، فامتنع، ثم أقسم عليه فأبر قسمه وعقد له الأمر وجلس مع المأمون للبيعة.

ثم سأله المأمون أن يخرج فيصلي بالناس، فقال له: هذا ليس بكائن. فأقسم عليه وأمر القواد بالركوب معه، فاجتمع الناس على بابه فخرج وعليه قميصان ورداء وعمامة كما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما خرج من باب داره ضج الناس بالبكاء وكاد أهل البلدان يفتتنوا واتصل الخبر بالمأمون، فبعث إليه كنت أعلم مني بما قلت، إرجع، فرجع ولم يصل بالناس. إنتهى.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن علي بن إبراهيم، عن ياسر الخادم قال: كان الرضا (عليه السلام) إذا رجع يوم الجمعة من الجامع، وقد أصابه العرق والغبار رفع يديه وقال: اللهم إن كان فرجي فيما أنا فيه بالموت، فعجل لي الساعة، ولم يزل مغموما مكروبا إلى أن قبض (2).

إساءة أدب حاجب المأمون إليه، وأمره أسدين مصورين على مسند المأمون أن يفترساه، فافترساه وغشي على المأمون (3). وتقدم في " أسد ".

ص: 400


1- (1) ط كمباني ج 12 / 39، وجديد ج 49 / 135.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 40، وجديد ج 49 / 140.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 55، وجديد ج 49 / 186.

أمر المأمون ثلاثين غلاما بقتل الرضا (عليه السلام)، وحفظ الله إياه من شرهم (1).

ما جرى عليه من أخيه العباس (2).

ما يعلم منه أنه كان له أعداء وحساد (3).

الإرشاد: قبض بطوس من أرض خراسان في صفر سنة 203، وله خمس وخمسون سنة (4).

وفي الكافي: توفي بطوس في قرية يقال لها: سناباد من نوقان على دعوة، ودفن بها وكان المأمون أشخصه من المدينة إلى مرو على طريق البصرة وفارس، فلما خرج المأمون وشخص إلى بغداد أشخصه معه فتوفي في هذه القرية (5).

مناقب ابن شهرآشوب: ومشهده بطوس وخراسان في القبة التي فيها هارون إلى جانبه مما يلي القبلة. وهي دار حميد بن قحطبة في قرية يقال لها: سناباد من رستاق نوقان (6).

مصباح الكفعمي: توفي في سابع عشر من شهر صفر، سمه المأمون في عنب.

العدد: في الثالث والعشرين من ذي القعدة كانت وفاته (عليه السلام).

وقال الطبرسي في آخر صفر سنة ثلاث ومائتين (7).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): والصحيح أنه توفي في شهر رمضان لتسع بقين منه يوم الجمعة. سنة 203 (8).

روي أنه سمه المأمون في ماء الرمان فمص منه ملاعق. قال الراوي: فما صليت العصر حتى قام الرضا (عليه السلام) خمسين مجلسا، وزاد الأمر في الليل فأصبح

ص: 401


1- (1) ط كمباني ج 12 / 55، وجديد ج 49 / 186.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 68، وجديد ج 49 / 226.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 71، وجديد ج 49 / 237.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 86، وجديد ج 49 / 292.
5- (5) ط كمباني ج 12 / 86، وجديد ج 49 / 292.
6- (6) ط كمباني ج 12 / 4، وجديد ج 49 / 11.
7- (7) ط كمباني ج 12 / 86، وجديد ج 49 / 293.
8- (8) ط كمباني ج 12 / 89، وجديد ج 49 / 303.

ميتا وكان آخر ما تكلم به: * (قل لو كنتم في بيوتكم) * - الآية (1).

ما رواه الشيخ المفيد في وفاته وأنه كتم المأمون موته يوما وليلة، ثم أحضر محمد بن جعفر الصادق (عليه السلام) وجماعة آل أبي طالب، الذين كانوا عنده فنعاه إليهم وبكى وأظهر حزنا شديدا، وأراهم إياه صحيح الجسد (2).

إنكار الشيخ الإربلي على الشيخ المفيد في قوله: إن المأمون سم الرضا (عليه السلام) (3).

الخرائج: ما رواه أبو الصلت في كيفية شهادته وتجهيزه ودفنه (4).

إعلام الورى، مناقب ابن شهرآشوب: كان للرضا (عليه السلام) من الولد، ابنه أبو جعفر محمد (عليه السلام) لا غير (5).

وفي العدد: كان له ولدان: محمد وموسى. وفي كشف الغمة له خمسة ذكور وبنت واحدة أسماءهم محمد القانع، الحسن، جعفر، إبراهيم، الحسين، وعائشة (6).

مناقب ابن شهرآشوب: الأصل في مسجد زرد في كورة مرو أنه صلى فيه الرضا (عليه السلام) فبنى مسجدا، ثم دفن فيه ولد الرضا (عليه السلام). ويروي فيه من الكرامات (7).

وتقدم في " شيع ": ذكر فاطمة بنت الرضا (عليه السلام) وروايتها عن الفاطميات، عن النبي (صلى الله عليه وآله) في فضل الشيعة، ويأتي في " غضب ": رواية عنها.

وفاطمة هذه تزوجها محمد بن جعفر بن القاسم ابن أخي داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري.

أبواب تاريخ الإمام علي بن محمد الهادي صلوات الله وسلامه عليه:

باب أسمائه وألقابه وكناه، وولادته (8).

ص: 402


1- (1) ط كمباني ج 12 / 89، وجديد ج 49 / 305، وص 309، وص 311.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 89، وجديد ج 49 / 305، وص 309، وص 311.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 89، وجديد ج 49 / 305، وص 309، وص 311.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 110، وجديد ج 50 / 49.
5- (5) جديد ج 49 / 222، وط كمباني ج 12 / 66.
6- (6) ط كمباني ج 12 / 66، وجديد ج 49 / 222.
7- (7) ط كمباني ج 12 / 98، وجديد ج 49 / 336.
8- (8) ط كمباني ج 12 / 126، وجديد ج 50 / 113.

معاني الأخبار: سمعت مشايخنا يقولون: إن المحلة التي يسكنها الإمامان علي بن محمد والحسن بن علي (عليهما السلام) بسر من رأى، كانت تسمى " عسكر " فلذلك قيل لكل واحد منهما: العسكري (1).

مناقب ابن شهرآشوب، إعلام الورى، روضة الواعظين، الدروس: ولد بصريا من المدينة للنصف من ذي الحجة سنة 212.

وقال ابن عياش: ولد يوم الخامس من رجب، وقال: أيضا يوم الثالث منه.

مصباح الكفعمي: ولد يوم الجمعة ثاني رجب، وقيل خامسه سنة 212 في أيام المأمون (2).

وعن الدر النظيم: أمه أم ولد يقال لها: سمانة بالسيدة وتكنى أم الفضل مغربية.

وقال: وروى محمد بن الفرج وعلي بن مهزيار، عن السيد (عليه السلام) أنه قال: أمي عارفة بحقي وهي من أهل الجنة، لا يقربها شيطان مارد، ولا ينالها كيد جبار عنيد، وهي مكلؤة بعين الله التي لا تنام، ولا تخلف عن أمهات الصديقين والصالحين.

إنتهى.

كشف الغمة: ومات في جمادي الآخرة لخمس ليال بقين منه، سنة 254 (3).

صفته: أسمر اللون. ونقش خاتمه: الله ربي وهو عصمتي من خلقه، وقيل:

حفظ العهود من أخلاق المعبود (4).

الكافي: مضى لأربع بقين من جمادي الآخرة سنة 254، وله إحدى وأربعون سنة وستة أشهر، وكان المتوكل أشخصه مع يحيى بن هرثمة بن أعين من المدينة إلى سر من رأى، فتوفي بها، ودفن في داره (5). وقيل: إنه مات مسموما (6).

باب النصوص عليه (7).

ص: 403


1- (1) ط كمباني ج 12 / 126، وجديد ج 50 / 113، وص 117.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 126، وجديد ج 50 / 113، وص 117.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 127، وجديد ج 50 / 115، وص 116 و 117.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 127، وجديد ج 50 / 115، وص 116 و 117.
5- (5) ط كمباني ج 12 / 147، وص 148، وجديد ج 50 / 205، وص 209.
6- (6) ط كمباني ج 12 / 147، وص 148، وجديد ج 50 / 205، وص 209.
7- (7) ط كمباني ج 12 / 127، وجديد ج 50 / 118.

باب معجزاته وبعض مكارم أخلاقه (1)، وتقدم في " عجز " ما يتعلق بذلك.

إعلام الورى: سمى رجلا تركيا باسم سمى به في صغره في بلاد الترك ما يعلمه أحد، فنزل التركي عن فرسه فقبل حافر دابته (عليه السلام) (2).

الخرائج: روى هبة الله بن أبي منصور الموصلي أنه كان بديار ربيعة كاتب نصراني، فكان من أهل كفرتوثا يسمى يوسف بن يعقوب، وكان بينه وبين والدي صداقة. قال: فوافى فنزل عند والدي، فقلت له: ما شأنك قدمت في هذا الوقت؟ قال: دعيت إلى حضرة المتوكل ولا أدري ما يراد مني، إلا أني اشتريت نفسي من الله بمائة دينار وقد حملتها لعلي بن محمد بن الرضا (عليه السلام) معي، فقال له والدي: قد وفقت في هذا.

قال: وخرج إلى حضرة المتوكل وانصرف إلينا بعد أيام قلائل فرحا مستبشرا.

فقال له والدي: حدثني حديثك. قال: صرت إلى سر من رأى، وما دخلتها قط.

فنزلت في دار وقلت: أحب أن أوصل المائة إلى ابن الرضا (عليه السلام) قبل مسيري إلى باب المتوكل وقبل أن يعرف أحد قدومي.

قال: فعرفت أن المتوكل قد منعه من الركوب، وأنه ملازم لداره، فقلت: كيف أصنع؟ رجل نصراني يسأل عن دار ابن الرضا (عليه السلام)؟ لا أمن أن يبدر بي فيكون ذلك زيادة فيما أحاذره؟ قال: ففكرت ساعة في ذلك فوقع في قلبي أن أركب حماري وأخرج في البلد، ولا أمنعه من حيث يذهب لعلي أقف على معرفة داره من غير أن أسأل أحدا.

قال: فجعلت الدنانير في كاغذة وجعلتها في كمي وركبت، فكان الحمار يتخرق الشوارع والأسواق يمر حيث يشاء، إلى أن صرت إلى باب دار فوقف الحمار فجهدت أن يزول فلم يزل. فقلت للغلام: سل لمن هذه الدار. فقيل: هذه دار ابن الرضا (عليه السلام)، فقلت: الله أكبر، دلالة والله مقنعة.

ص: 404


1- (1) ط كمباني ج 12 / 128، وجديد ج 50 / 124.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 128، وجديد ج 50 / 124.

قال: وإذا خادم أسود قد خرج فقال: أنت يوسف بن يعقوب؟ قلت: نعم! قال:

انزل، فنزلت فأقعدني في الدهليز، فدخل فقلت في نفسي: هذه دلالة أخرى من أين عرف هذا الغلام اسمي وليس في هذا البلد من يعرفني ولا دخلته قط؟ قال: فخرج الخادم فقال: مائة دينار التي في كمك في الكاغذ هاتها! فناولته إياها، قلت: وهذه ثالثة، ثم رجع إلي وقال: ادخل فدخلت إليه وهو في مجلسه وحده.

فقال: يا يوسف ما أن لك؟ فقلت: يا مولاي قد بان لي من البرهان ما فيه كفاية لمن اكتفى.

فقال: هيهات إنك لا تسلم ولكن سيسلم ولدك فلان، وهو من شيعتنا، يا يوسف إن أقواما يزعمون أن ولايتنا لا تنفع أمثالكم، كذبوا والله إنها لتنفع أمثالك، إمض فيما وافيت له، فإنك سترى ما تحب. قال: فمضيت إلى باب المتوكل فقلت: كل ما أردت فانصرفت.

قال هبة الله: فلقيت ابنه بعد هذا يعني بعد موت والده، والله وهو مسلم حسن التشيع، فأخبرني أن أباه مات على النصرانية وأنه أسلم بعد موت أبيه، وكان يقول: أنا بشارة مولاي (عليه السلام) (1).

كشف الغمة: طلب منه أعرابي أداء دينه، فكتب (عليه السلام) بخطه معترفا فيها أن عليه للأعرابي مالا عينه فيها يرجح علي دينه، وقال: خذ هذا الخط، واحضر إلي وعندي جماعة فطالبني به، وأغلظ القول علي، الله الله في مخالفتي، ففعل الأعرابي كما أوصاه، فنقل ذلك إلى المتوكل فأمر أن يحمل إلى أبي الحسن (عليه السلام) ثلاثون ألف درهم، فأعطاه الأعرابي (2).

الخرائج: حدث جماعة من أهل أصفهان، منهم: أبو العباس أحمد بن النضر وأبو جعفر محمد بن علوية قالوا: كان بأصفهان رجل يقال له: عبد الرحمن وكان

ص: 405


1- (1) ط كمباني ج 12 / 133، وجديد ج 50 / 144.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 140، وجديد ج 50 / 175.

شيعيا، قيل له: ما السبب الذي أوجب عليك القول بإمامة علي النقي (عليه السلام) دون غيره من أهل الزمان؟ قال: شاهدت ما أوجب علي، وذلك أني كنت رجلا فقيرا، وكان لي لسان وجرأة، فأخرجني أهل إصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلى باب المتوكل متظلمين.

فكنا بباب المتوكل يوما إذ خرج الأمر بإحضار علي بن محمد الرضا (عليه السلام) فقلت لبعض من حضر: من هذا الرجل الذي قد أمر بإحضاره؟ فقيل: هذا رجل علوي تقول الرافضة بإمامته، ثم قال: ويقدر أن المتوكل يحضره للقتل، فقلت:

لا أبرح من هاهنا حتى أنظر إلى هذا الرجل أي رجل هو؟ قال: فأقبل راكبا على فرس وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرتها صفين ينظرون إليه، فلما رأيته وقع حبه في قلبي فجعلت أدعو في نفسي بأن يدفع الله عنه شر المتوكل، فأقبل يسير من الناس وهو ينظر إلى عرف دابته لا ينظر يمنة ولا يسرة وأنا دائم الدعاء، فلما صار إلي أقبل بوجهه إلي وقال: استجاب الله دعاءك، وطول عمرك وكثر مالك وولدك.

قال: فارتعدت ووقعت بين أصحابي، فسألوني وهم يقولون: ما شأنك فقلت:

خير ولم أخبر بذلك، فانصرفنا بعد ذلك إلى أصفهان ففتح الله علي وجوها من المال حتى أنا اليوم أغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم سوى مالي خارج داري، ورزقت عشرة من الأولاد وقد بلغت الآن من عمري نيفا وستين سنة، وأنا أقول بإمامة الرجل على الذي علم ما في قلبي، واستجاب الله دعاءه في ولي (1).

ذكر ما جرى عليه من المتوكل كمشيه يوم السلام، وتعبه لذلك، واتكاؤه على رجل من مواليه، وما جرى على المتوكل بعد ذلك من القتل (2).

إرادة المتوكل قتله، وحفظ الله تعالى إياه (3).

ص: 406


1- (1) ط كمباني ج 12 / 132، وجديد ج 50 / 141.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 134 و 149، وجديد ج 50 / 147.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 145.

لما حبس المتوكل أبا الحسن الهادي (عليه السلام) ودفعه إلى علي بن كركر قال: أنا أكرم على الله من ناقة صالح، تمتعوا في داركم ثلاثة أيام، ذلك وعد غير مكذوب، فلما كان من الغد أطلقه واعتذر إليه، فلما كان في اليوم الثالث وثب عليه ياغز وتامش ومعطون فقتلوه وأقعدوا المنتصر ولده خليفة، وفي رواية أن المتوكل أمر الفتح بسبه، فذكر الفتح له ذلك، فقال: * (قل تمتعوا) * - الآية. وأنهى ذلك إلى المتوكل، فقال: اقتله بعد ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث قتل المتوكل والفتح (1).

قال المسعودي في مروج الذهب: سعي إلى المتوكل بعلي بن محمد الجواد (عليه السلام) أن في منزله كتبا وسلاحا من شيعته من أهل قم، وأنه عازم على الوثوب بالدولة. فبعث إليه جماعة من الأتراك، فهجموا داره ليلا، فلم يجدوا فيها شيئا، ووجدوه في بيت مغلق عليه، وعليه مدرعة من صوف، وهو جالس على الرمل والحصا، وهو متوجه إلى الله تعالى يتلو آيات من القرآن.

فحمل على حاله تلك إلى المتوكل، وقالوا له: لم نجد في بيته شيئا، ووجدناه يقرأ القرآن وهو يستقبل القبلة، وكان المتوكل في مجلس الشراب فدخل عليه والكأس في يد المتوكل، فلما رآه هابه وعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس، فقال: والله ما يخامر لحمي ودمي قط فاعفني. فأعفاه، فقال: أنشدني شعرا، فقال:

إني قليل الرواية للشعر. فقال: لابد، فأنشده وهو جالس:

باتوا على قلل الأجبال تحرسهم * غلب الرجال فلم تنفعهم القلل - الخ فبكى المتوكل حتى بلت لحيته دموع عينيه، وبكى الحاضرون، ودفع إلى علي (عليه السلام) أربعة آلاف دينار، ثم رده إلى منزله مكرما.

وعن كنز الكراجكي قال: فضرب المتوكل بالكأس الأرض وتنغص عيشه في ذلك اليوم (2).

ص: 407


1- (1) ط كمباني ج 12 / 147، وجديد ج 50 / 203.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 149، وجديد ج 50 / 211.

باب ما جرى بينه وبين خلفاء زمانه، وبعض أحوالهم وتاريخ وفاته (1).

مروج الذهب: كانت وفاة أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) في خلافة المعتز بالله وذلك يوم الاثنين لأربع بقين من جمادي الآخرة سنة 254، وهو ابن أربعين سنة، وقيل: ابن اثنتين وأربعين سنة، وقيل: أقل من ذلك. وسمعت في جنازته جارية سوداء وهي تقول: ماذا لقينا من يوم الاثنين (2).

باب فيه أحوال جعفر وسائر أولاده (3).

وخلف من الولد: الإمام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام)، والحسين، ومحمد، وجعفر، وابنته علية. وكان مقامه في سر من رأى إلى أن قبض، عشر سنين وأشهرا، وقد ذكرناهم في رجالنا الكبير.

وروي أنه سمع أبو الطيب أحمد بن محمد بن بطة صوت الحجة بصوت يشبه صوت عمه الحسين أذن له في الدخول في دار العسكريين لزيارتهما في البحار (4).

وتقدم في " سما ": قول مولانا الحسين (عليه السلام): لو ولد لي مائة، لأحببت أن لا اسمي أحدا منهم إلا علي (5).

فضل العلويين:

إنهم يمشون يوم القيامة وبين أيديهم نور، أضاء أرض القيامة، ويشفعون لمحبيهم وأهل مودتهم وشيعتهم (6). وتقدمت الرواية في " سود " في فضائل السادات.

ص: 408


1- (1) ط كمباني ج 12 / 143، وجديد ج 50 / 189.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 148.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 153، وجديد ج 50 / 227.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 110، وجديد ج 52 / 23.
5- (5) ط كمباني ج 10 / 148، وجديد ج 44 / 211.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 218 و 300، و ج 20 / 56، وجديد ج 7 / 100، و ج 8 / 36، و ج 96 / 217.

إطلاق العلويين على الشيعة، كما يقال للشيعة: إمامي وجعفري.

تفسير فرات بن إبراهيم: النبوي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): هذا جبرئيل يخبرني عن الله عز وجل إذا كان يوم القيامة جئت أنت وشيعتك ركبانا على نوق من نور البرق، يطيرهم في أرجاء الهواء، ينادون في عرصة الهواء، نحن العلويون، فيأتيهم النداء من قبل الله أنتم المقربون، الذين لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون (1). وتقدم في " ركب ": ذكر مواضع الرواية.

ويظهر فضل العلويين من آية: * (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا) * - الخ (2).

وعن الصادق (عليه السلام): أما من أشال سيفه ودعى الناس إلى نفسه من ولد فاطمة وغيرهم فليس بداخل في هذه الآية، يعني في قوله: * (ثم أورثنا الكتاب) * - الخ (3). وفيه: أما من سل سيفه - الخ. وتقدم في " سود " و " صفا ": مواضع الروايات.

في فضلهم من قول النبي (صلى الله عليه وآله): أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه (4). وتقدم في " ربع ": ذكر مواضع هذه الرواية من طرق العامة والخاصة.

باب مدح الذرية الطيبة، وثواب صلتهم (5).

أمالي الصدوق: عن مولانا الرضا صلوات الله عليه قال: النظر إلى ذريتنا عبادة. فقيل له: يا بن رسول الله النظر إلى الأئمة منكم عبادة، أم النظر إلى ذرية النبي (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: بل النظر إلى جميع ذرية النبي (صلى الله عليه وآله) عبادة.

وفي عيون أخبار الرضا (عليه السلام) بزيادة قوله: ما لم يفارقوا منهاجه ولم يتلوثوا

ص: 409


1- (1) ط كمباني ج 3 / 259، و ج 9 / 108، وجديد ج 7 / 237، و ج 36 / 133.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 43، وجديد ج 23 / 212.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 50، وجديد ج 46 / 180.
4- (4) جديد ج 8 / 49، و ج 10 / 368، وط كمباني ج 3 / 303، و ج 4 / 179.
5- (5) ط كمباني ج 20 / 56، وجديد ج 96 / 217.

بالمعاصي (1).

أمالي الصدوق: عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا قمت المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من أمتي، فيشفعني الله فيهم، والله لا تشفعت فيمن آذى ذريتي (2).

تفسير علي بن إبراهيم: في أن صفية بنت عبد المطلب مات ابن لها، فأقبلت فقال لها عمر: غطي قرطك فإن قرابتك من رسول الله لا ينفعك شيئا. فقالت له: هل رأيت لي قرطا يا بن اللخناء؟ ثم دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبرته بذلك وبكت. فخرج رسول الله فنادى الصلاة جامعة.

فاجتمع الناس فقال: ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع، لو قمت المقام المحمود لشفعت في حار وحكم لا يسألني اليوم أحد: من أبواه؟ إلا أخبرته.

فقام إليه رجل فقال من أبي يا رسول الله؟ فقال: أبوك غير الذي تدعي له، أبوك فلان بن فلان. فقام آخر فقال: من أبي يا رسول الله؟ قال: أبوك الذي تدعي له.

ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما بال الذي يزعم أن قرابتي لا تنفع لا يسألني عن أبيه؟ فقام إليه عمر، فقال: أعوذ بالله يا رسول الله، من غضب الله وغضب رسوله، اعف عني عفا الله عنك، فأنزل الله: * (يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء) * - الآية (3).

معاني الأخبار: عن مولانا الرضا (عليه السلام) في حديث احتجاجه على زيد: النار، إن علي بن الحسين (عليه السلام) كان يقول: لمحسننا كفلان من الأجر، ولمسيئنا ضعفان من العذاب (4).

أمالي الطوسي: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيما رجل صنع إلى رجل من ولدي صنيعة فلم يكافه عليها، فأنا المكافي له عليها (5).

غوالي اللئالي: حكاية امرأة علوية صالحة خرجت مع بناتها الأربع من قم في بعض السنين التي وقعت ملحمة بقم حتى أتت بلخ في إبان الشتاء، فقصدت

ص: 410


1- (1) ط كمباني ج 20 / 56، وجديد ج 96 / 218.
2- (2) ط كمباني ج 20 / 56، وجديد ج 96 / 218.
3- (3) جديد ج 96 / 219، وص 222، وص 225.
4- (4) جديد ج 96 / 219، وص 222، وص 225.
5- (5) جديد ج 96 / 219، وص 222، وص 225.

رجلا من أكابرها المعروف بالإيمان والصلاح، فرأته وأخبرته بحالها.

فقال: من يعرف أنك علوية إئتيني على ذلك بشهود.

فخرجت من عنده حزينة باكية، وكان في مجلس ذلك الملك مجوسي، فلما رأى العلوية وما قال لها الملك، وقعت لها الرحمة في قلبه، فقام في طلبها مسرعا فلحقها فآويها وأدخلها منزله، وأعد لها جميع ما تحتاج إليه.

فلما نام المجوسي رأى القيامة، فطلب الماء من أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو واقف على شفير حوض الكوثر، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): إنك لست على ديننا فنسقيك. فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي إسقه إن له عليك يدا بينة قد آوى ابنتك فلانة وبناتها، فسقاه - الحكاية (1).

وحكاية شبيهة بها في البحار (2).

في فضل الإحسان إليهم، وأنه يسر رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3).

صفات الشيعة: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: لما فتح رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكة قام على الصفا فقال: يا بني هاشم، يا بني عبد المطلب إني رسول الله إليكم، وإني شفيق عليكم، لا تقولوا: إن محمدا منا، فوالله ما أوليائي منكم ولا من غيركم إلا المتقون، فلا أعرفكم تأتوني يوم القيامة تحملون الدنيا على رقابكم ويأتي الناس ويحملون الآخرة، ألا وإني قد أعذرت فيما بيني وبينكم وفيما بين الله عز وجل وبينكم، وإن لي عملي ولكم عملكم (4).

خبر المسلسل بآخذ الشعرة المنتهى إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وقوله: آخذا بشعره: من آذى شعرة مني فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فعليه لعنة الله ملء السماء والأرض. وقول زيد: يعنينا ولد فاطمة لا تدخلوا بيننا فتكفروا (5).

ص: 411


1- (1) جديد ج 96 / 225، وط كمباني ج 20 / 58.
2- (2) جديد ج 96 / 230، و ج 42 / 12، وط كمباني ج 20 / 60، و ج 9 / 599.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 34، وجديد ج 49 / 118.
4- (4) ط كمباني ج 20 / 61، وجديد ج 96 / 233، وص 234.
5- (5) ط كمباني ج 20 / 61، وجديد ج 96 / 233، وص 234.

باب حكم من انتسب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) من جهة الام (1).

وفيه أنهم أولاده وذريته لقوله تعالى: * (ومن ذريته داود وسليمان) * - إلى قوله: - * (وعيسى) * فإن عيسى جعل من ذرية نوح من جهة الام، ولقوله تعالى:

* (وأبنائنا وأبنائكم) * فإن * (أبنائنا) * الحسن والحسين، وقوله تعالى: * (ولا تنكحوا ما نكح آبائكم من النساء) * فإن منكوحة الآباء والأجداد من طرف الام محرمة بهذه الآية بالإجماع، فالجد الأعلى من طرف الام، أب وأحفاد بناته أولاده وذريته وبناته فيدخلن في قوله تعالى: * (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم) * وحلائل أبناء الأحفاد من طرف بناته محرمة على الجد لقوله:

* (وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم) * فراجع لتفصيل ذلك إلى البحار (2). وقد ذكرنا مواضع هذه الروايات والاحتجاجات في " بنى " و " خمس ".

الكافي: فيه خبر مفصل في باب ما يفصل به بين دعوى المحق من المبطل، وفيه ذكر ما جرى على العلويين من آل الحسن (عليه السلام) أيام المنصور، وأنهم أخذوا فصفدوا في الحديد، ثم حملوا في محامل أعراء لا وطأ فيها، ووقفوا بالمصلى لكي يشتمهم الناس، فكف الناس عنهم ورقوا لهم للحال التي هم فيها، ثم انطلقوا بهم حتى وقفوا عند باب مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو الباب الذي يقال له باب جبرئيل، أطلع عليهم أبو عبد الله (عليه السلام) وعامة ردائه مطروح بالأرض ثم أطلع من باب المسجد، فقال: لعنكم الله يا معشر الأنصار - ثلاثا - ما على هذا عاهدتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا بايعتموه، ثم قام وأخذ إحدى نعليه فأدخلها رجله والأخرى في يده وعامة ردائه يجره من الأرض، ثم دخل في بيته فحم عشرين ليلة لم يزل يبكي فيها الليل والنهار حتى خيف عليه.

وروي أنه لما اطلع بالقوم في المحامل قام أبو عبد الله (عليه السلام) من المسجد، ثم أهوى إلى المحمل الذي فيه عبد الله بن الحسن يريد كلامه، فمنع أشد المنع وأهوى

ص: 412


1- (1) ط كمباني ج 20 / 62، وجديد ج 96 / 239.
2- (2) ط كمباني ج 20 / 62 - 64، وجديد ج 96 / 239 - 244.

إليه الحرسي فدفعه وقال: تنح عن هذا، فإن الله سيكفيك ويكفي غيرك، ثم دخل بهم الزقاق ورجع أبو عبد الله إلى منزله فلم يبلغ بهم البقيع حتى ابتلى الحرسي بلاء شديدا رمحت ناقته فدقت وركه فمات (1).

قتل حميد بن قحطبة الطائي ستين نفسا من العلويين بأمر الرشيد (2).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): روي أنه لما بنى المنصور الأبنية ببغداد جعل يطلب العلوية طلبا شديدا يجعل من ظفر به منهم في الأسطوانات المجوفة المبنية من الجص والآجر. فظفر ذات يوم بغلام حسن الوجه، عليه شعر أسود من ولد الحسن ابن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فسلمه إلى البناء الذي كان يبني، وأمره أن يجعله في جوف أسطوانة ويبني عليه ووكل به من ثقاته من يراعي ذلك حتى يجعله في جوف أسطوانة بمشهده.

فجعله البناء في جوف أسطوانة، فدخلته رقة عليه ورحمة له، فترك في الأسطوانة فرجة يدخل منها الروح، وقال للغلام: لا بأس عليك، فاصبر فإني سأخرجك من جوف هذه الأسطوانة إذا جن الليل. ولما جن الليل جاء البناء في ظلمته وأخرج ذلك العلوي من جوف تلك الأسطوانة وقال له: إتق الله في دمي ودم الفعلة الذين معي وغيب شخصك، فإني إنما أخرجتك في ظلمة هذه الليلة من جوف هذه الأسطوانة لأني خفت ان تركتك في جوفها أن يكون جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة خصمي بين يدي الله عز وجل. ثم أخذ شعره بآلات الجصاصين كما أمكن، وقال له: غيب شخصك وانج نفسك، ولا ترجع إلى أمك.

قال الغلام: فإن كان هذا هكذا فعرف أمي أني قد نجوت وهربت لتطيب نفسها ويقل جزعها وبكاؤها، إن لم يكن لعودي إليها وجه، فهرب الغلام ولا يدرى أين قصد من أرض الله ولا إلى أي بلد وقع.

قال ذلك البناء: وقد كان الغلام عرفني مكان أمه وأعطاني العلامة شعره

ص: 413


1- (1) ط كمباني ج 11 / 189 و 197، وجديد ج 47 / 278 - 286 و 306.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 286، وجديد ج 48 / 176.

فانتهيت إليها في الموضع الذي كان دلني عليه، فسمعت دويا كدوي النحل من البكاء، فعلمت أنها أمه، فدنوت منها وعرفتها خبر ابنها وأعطيتها شعره وانصرفت (1).

قتل موسى بن المهدي الحسين بن علي الحسني بفخ وغيره من العلويين.

وقتله جماعة من الأسرى من ولد أمير المؤمنين (عليه السلام) وموته بعد ذلك (2).

في كتاب المأمون في جواب بني هاشم الذي رواه صاحب الطرائف عن ابن مسكويه قوله: حتى قضى الله تعالى بالأمر إلينا فأخفناهم وضيقنا عليهم وقتلناهم أكثر من قتل بني أمية إياهم، ويحكم أن بني أمية إنما قتلوا منهم من سل سيفا، وإنا معشر بني العباس قتلناهم جملا، فلتسألن أعظم الهاشمية بأي ذنب قتلت، ولتسألن نفوس ألقيت في دجلة والفرات، ونفوس دفنت ببغداد والكوفة أحياء، هيهات أنه من يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره (3).

حبس أبي هاشم الجعفري، وأبي محمد العسكري (عليه السلام) وجعفر أخيه مع عدة من العلويين والطالبيين (4).

الإشارة إلى ما جرى على العلويين من ضروب النكال من القتل والفتك والغيلة والاحتيال، وبناء البنيان على كثير منهم، وتعذيب جمع منهم بالجوع والعطش، وهربهم من أعدائهم إلى أقصى الشرق والغرب، والمواضع النائية عن العمارة ورغبة أكثر الناس عن تقريبهم والاختلاط بهم مخافة الجبابرة والأعداء (5).

باب سدرة المنتهى ومعنى عليين وسجين (6).

ص: 414


1- (1) ط كمباني ج 11 / 197، وجديد ج 47 / 306.
2- (2) ط كمباني ج 11 / 278، وجديد ج 48 / 150 - 153.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 63، وجديد ج 49 / 208.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 172، وجديد ج 50 / 311.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 601، وجديد ج 42 / 20.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 102، وجديد ج 58 / 48.

الكافي: عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الله خلقنا من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك.

فقلوبهم تهوي إلينا، لأنها خلقت مما خلقنا منه، ثم تلا هذه الآية: * (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدريك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون) *، وخلق عدونا من سجين، وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه، وأبدانهم من دون ذلك.

فقلوبهم تهوي إليهم، لأنها خلقت مما خلقوا منه، ثم تلا هذه الآية: * (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدريك ما سجين كتاب مرقوم) * (1). وتقدمت هذه الرواية مع ذكر مواضعها في " طين ".

تفسير القمي: في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: السجين الأرض السابعة، وعليون السماء السابعة (2).

بيان: اختلف المفسرون في تفسير عليين، فقيل: إنها مراتب عالية، محفوفة بالجلالة. وقيل: السماء السابعة. وقيل: سدرة المنتهى. وقيل: الجنة، وقيل غير ذلك.

والسجين: الأرض السابعة، أو أسفل منها، أو جب في جهنم. وأما الاستشهاد بالآيتين فيحتمل الوجهين: أحدهما أن دفتر أعمالهم موضوع في مكان اخذت منه طينتهم، وثانيهما أن يكون المراد بالكتاب الروح، لأن الروح هو الكتاب الذي فيه علوم المقربين ومعارفهم، وجهالات المضلين وخرافاتهم. إنتهى ملخصا.

فراجع للتفصيل (3).

أقول: امتزجت الطينة الطيبة عليين مع الخبيثة سجين، فخلقت الدنيا منهما ممزوجا، ولم يمتزج طينة الأئمة صلوات الله عليهم الكائنة من أعلى عليين مع شئ من السجين، ولذلك قلوبهم وأبدانهم طيبة طاهرة مطهرة، لا يكون فيها ومنها شئ خبيث. وتقدم في " طيب " و " طين " و " خبث " ما يتعلق بذلك.

ص: 415


1- (1) ط كمباني ج 14 / 399، وجديد ج 61 / 43.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 103.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 399 و 103.

تفسير قوله تعالى مخاطبا لإبليس: * (استكبرت أم كنت من العالين) *: والمراد بالعالين الذين هم أعلى من الملائكة، محمد رسول الله، وعلي أمير المؤمنين، وفاطمة الزهراء، والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين، كانوا في سرادق العرش، كما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).

وفي المحاسن في باب عقاب من أمكن من نفسه يؤتى، قيل لأبي جعفر (عليه السلام):

يكون المؤمن مبتلى؟ قال: نعم، ولكن يعلو ولا يعلى (2).

وفي " سلم ": أن الإسلام يعلو ولا يعلى، وفي حديث مجئ الأعرابي الذي معه الضب وإسلامه، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الحمد لله الذي هداك إلى هذا الذي يعلو ولا يعلى عليه (3). وتقدم في " ضبب ": مواضع هذه الرواية.

أبو المعالي اثنان، مذكوران في كتاب الغدير (4).

ومذهب العليائية هي مقالة بشار الشعيري الملعون، يقولون: إن عليا (عليه السلام) هو رب، وظهر بالعلوية والهاشمية. وتقدم في " بشر ": ذمه، وكذا في البحار (5).

عمد:

باب أن الله تعالى يرفع للإمام عمودا ينظر به إلى أعمال العباد (6).

ذكر فيه ستة عشر رواية في ذلك.

بصائر الدرجات: عن أبي إسحاق الجريري، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسمعته وهو يقول: إن لله عمودا من نور، حجبه الله عن جميع الخلائق، طرفه عند الله وطرفه الآخر في اذن الإمام، فإذا أراد الله شيئا أوحاه في اذن الإمام (7).

بصائر الدرجات: عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كنت جالسا عنده فقال لي ابتداء منه: يا صالح بن سهل إن الله جعل بينه وبين الرسول رسولا،

ص: 416


1- (1) ط كمباني ج 7 / 179 و 355، و ج 9 / 415، و ج 5 / 38، و ج 6 / 6، وجديد ج 11 / 142، و ج 15 / 21، و ج 36 / 306، و ج 25 / 2، و ج 26 / 346.
2- (2) المحاسن ج 1 / 113.
3- (3) جديد ج 65 / 235.
4- (4) الغدير ط 2 ج 11 / 159 و 187.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 254، وجديد ج 25 / 305.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 307، وجديد ج 26 / 132، وص 134.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 307، وجديد ج 26 / 132، وص 134.

ولم يجعل بينه وبين الإمام رسولا. قال: قلت: وكيف ذلك؟ قال: جعل بينه وبين الإمام عمودا من نور ينظر الله به إلى الإمام وينظر الإمام به إليه، فإذا أراد علم شئ نظر في ذلك النور فعرفه.

بيان: نظر الله إليه، كناية عن إفاضاته عليه. ونظره إليه تعالى، كناية عن غاية عرفانه (1).

وعدة من الروايات في ذلك في البحار (2).

وعبر في بعض الروايات عنه بالمنار والمصباح، والكل واحد، وسائر الروايات في ذلك في البحار (3). وقد فصلنا ذلك في كتاب: " رسالة ء علم غيب امام (عليه السلام) ".

وروى الكراجكي في كنزه (4)، في حديث دعاء النبي ليلة البدر أوحى الله إليه:

قد أنجزنا وعدك، وأيدناك بابن عمك علي ومصارعهم على يديه، وكفيناك المستهزئين به، فعلينا فتوكل وعليه فاعتمد، فأنا خير من توكلت عليه، وهو أفضل من اعتمد عليه. ونقله البحار (5).

جملة من أحوال المعتمد العباسي، وأنه كما قيل سم الإمام أبا محمد العسكري (عليه السلام)، كما في البحار (6). وسائر ما جرى بينه وبين الإمام (7).

العميدي: هو عميد الدين السيد عبد المطلب بن أبي الفوارس، محمد بن علي الحسيني ابن أخت العلامة.

ابن العميد: هو أبو الفضل محمد بن الحسين بن العميد القمي، الفاضل العالم الجليل الشاعر الكاتب الأديب، أوحد العصر في الكتابة.

ص: 417


1- (1) جديد ج 26 / 134، وط كمباني ج 7 / 308.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 191، وجديد ج 25 / 39 - 41.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 210 و 222، وجديد ج 25 / 117 و 169.
4- (4) كنز الكراجكي ص 136.
5- (5) جديد ج 19 / 317، وط كمباني ج 6 / 473.
6- (6) ط كمباني ج 12 / 178.
7- (7) ط كمباني ج 12 / 171 و 173، وجديد ج 50 / 336 و 335، و 306 - 314.

ومن أتباعه الصاحب بن عباد. ولصحبته مع ابن العميد اشتهر بالصاحب، وله أشعار كثيرة في مدح ابن العميد.

عمر:

قال الله تعالى: * (أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر) *.

الخصال: عن أبي عبد الله (عليه السلام) في هذه الآية قال: توبيخ لابن ثمان عشرة سنة (1). وقيل: هو ستون سنة، وهو المروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام). وسائر الكلمات في ذلك (2).

الخصال: في النبوي الصادقي (عليه السلام): من عمر أربعين سنة سلم من الجنون والجذام والبرص، ومن عمر خمسين سنة رزقه الله الإنابة إليه، ومن عمر ستين سنة هون الله حسابه يوم القيامة، ومن عمر سبعين سنة كتبت حسناته ولم تكتب سيئاته، ومن عمر ثمانين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومشى في الأرض مغفورا له، وشفع في أهل بيته، وبأسانيد اخر نحوه مع اختلاف قليل.

وفي رواية أخرى عن الصادق (عليه السلام) نحوه، وفي آخره: فإذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين أمر الله باثبات حسناته وإلقاء سيئاته، فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكسب أسير الله في أرضه. وهذه الروايات في البحار (3).

وفي رواية أخرى: فإذا بلغ المائة فذلك أرذل العمر (4).

تفسير علي بن إبراهيم: نحوه (5).

جامع الأخبار: النبوي (صلى الله عليه وآله): أبناء الأربعين زرع قد دنا حصاده، أبناء الخمسين ماذا قدمتم وماذا أخرتم، أبناء الستين هلموا إلى الحساب لا عذر لكم،

ص: 418


1- (1) جديد ج 73 / 388، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 164.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 365، وجديد ج 8 / 257.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 164، وجديد ج 73 / 388 - 390.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 164، وجديد ج 73 / 388 - 390.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 125، و ج 14 / 383 و 547، وجديد ج 6 / 118، و ج 60 / 376.

أبناء السبعين عدوا أنفسكم من الموتى (1).

ثواب الأعمال، الخصال: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله ليكرم ابن السبعين، ويستحي من ابن الثمانين (2).

الخصال: بسند آخر، عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن الله يستحي من أبناء الثمانين أن يعذبهم (3). وتقدم في " ربع " ما يتعلق بذلك، وكذا في " سنن ".

تحف العقول: عن الإمام الهادي (عليه السلام) أنه قال يوما: إن أكل البطيخ يورث الجذام. فقيل له: أليس قد أمن المؤمن إذا أتى عليه أربعون سنة من الجنون والجذام والبرص؟ قال: نعم، ولكن إذا خالف المؤمن ما أمر به ممن آمنه لم يأمن أن تصيبه عقوبة الخلاف (4).

رواية أبي بصير عن الصادق (عليه السلام) أنه لفي فسحة إلى أربعين سنة وبعد يؤمر الملكان بالتغليظ عليه والتشديد وحفظ أعماله قليله وكثيره وصغيره وكبيره (5).

وتقدم في " ربع ".

العلوي (عليه السلام): العمر الذي أعذر الله فيه ابن آدم ستون سنة (6).

النبوي (صلى الله عليه وآله): ما بين الستين إلى السبعين معترك المنايا، مذكور في المعاني (7).

باب علامات الكبر، وأن ما بين الستين إلى السبعين معترك المنايا، وتفسير أرذل العمر (8). وتقدم في " بصر ": علامات الكبر.

والكلمات في بيان أرذل العمر، والأقوال فيه، وأنه خمس وسبعون سنة، كما

ص: 419


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 165. ونحوه ج 3 / 129، وجديد ج 73 / 391، وجديد ج 6 / 136.
2- (2) جديد ج 73 / 388، وص 390، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 165.
3- (3) جديد ج 73 / 388، وص 390، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 165.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 125، وجديد ج 6 / 119.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 164.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 284، وجديد ج 45 / 355.
7- (7) المعاني ص 402، ونقله في ط كمباني ج 3 / 125، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 230، وجديد ج 72 / 41.
8- (8) ط كمباني ج 3 / 125، وجديد ج 6 / 118.

عن أمير المؤمنين (عليه السلام). ومثل ذلك عن النبي (صلى الله عليه وآله). وتقدم أنه مائة، في البحار (1).

أقول: وروي أن أرذل العمر أن يكون عقله عقل ابن سبع سنين.

وتقدم في " شيخ ": أنه إذا زاد على الثلاثين فهو كهل، وإذا زاد على الأربعين فهو شيخ.

روضة الواعظين: قال الصادق (عليه السلام): أبناء الأربعين أوفوا للحساب، أبناء الخمسين زرع قد دنا حصاده، أبناء الستين ماذا قدمتم وماذا أخرتم، أبناء السبعين عدوا أنفسكم في الموتى، أبناء الثمانين تكتب لكم الحسنات ولا تكتب عليكم السيئات، أبناء التسعين أنتم اسراء الله في أرضه، ثم قال: ما يقول كريم أسر رجلا ماذا يصنع به؟ قلت: يطعمه ويسقيه ويفعل به. فقال ما ترى الله صانعا بأسيره (2).

العلوي (عليه السلام): لا يزال العقل والحمق يتغالبان على الرجل إلى ثمانية عشر سنة، فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه - الخ (3).

ومن كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام): إنما أنت طول مدة ما عمرت، كالساعة التي أنت فيها (4).

وهذا كقوله:

ما فات مضى وما سيأتي أين * قم فاغتنم الفرصة بين العدمين أمالي الصدوق: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحسن فيما بقي من عمره لم يؤاخذ بما مضى من ذنبه، ومن أساء فيما بقي من عمره اخذ بالأول والآخر (5).

أقول: ويشهد له قوله تعالى: * (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) *. وتقدم في " توب " ما يتعلق بذلك.

ص: 420


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 226، وجديد ج 69 / 186، و ج 6 / 119.
2- (2) جديد ج 6 / 136، وط كمباني ج 3 / 129.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 139، وجديد ج 78 / 82، وص 85.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 139، وجديد ج 78 / 82، وص 85.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 34، وجديد ج 77 / 113.

النبوي (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر: كن على عمرك أشح منك على درهمك ودينارك (1).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): بالأسانيد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي من كرامة المؤمن على الله أنه لم يجعل لأجله وقتا حتى يهم ببائقة، فإذا هم ببائقة قبضه إليه. قال: وقال مولانا جعفر بن محمد (عليه السلام): تجنبوا البوائق يمد لكم في الأعمار (2) وتقدم في " ذنب " ما يتعلق بذلك.

باب ذكر أخبار المعمرين، لرفع استبعاد المخالفين عن طول غيبة مولانا القائم صلوات الله عليه (3).

فيه خبر أبي الدنيا معمر المغربي المسمى بعلي بن عثمان بن خطاب، وما رواه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (4) وغيره مما تقدم في " دنا " و " على ".

وخبر أكثم بن صيفي المعمر مذكور في " كثم ".

وخبر الشيخ المعمر الذي أدرك النبي (صلى الله عليه وآله) فتعلم منه التعويذ بذات القلاقل فواظب عليها كل غداة، فما أصيب ولا أصيب له مال ولا مرض ولا افتقر، وانتهى في السن إلى 392 وما بعده (5).

ومن المعمرين أمد بن لبيدة الذي جاء إلى معاوية، وقد مضى عليه ثلاثمائة وستون سنة، وما جرى بينهما في البحار (6).

ومن المعمرين الحسن بن زكردان أو ذكردان المذكور في رجالنا (7).

وذو الأصبع المذكور في " صبع ".

ومن المعمرين عبيد بن شريد الجرهمي المذكور في رجالنا (8)، والربيع بن

ص: 421


1- (1) ط كمباني ج 17 / 23، وجديد ج 77 / 76.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 107، وجديد ج 68 / 19.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 59، وجديد ج 51 / 225.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 59 و 69، وجديد ج 51 / 225 و 261.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 69.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 584، وجديد ج 33 / 276.
7- (7) مستدركات علم رجال الحديث ج 2 / 389.
8- (8) مستدركات علم رجال الحديث ج 5 / 164.

الضبع الفزاري المذكور في رجالنا (1)، وشق الكاهن في " شقق "، وشداد بن عاد في " شدد ". وغيرهم، فراجع البحار (2).

ومنهم ماريا كما تقدم في " برهم ".

عدة من المعمرين من الصحابة من كتب العامة في كتاب الغدير (3). ويأتي في " عيش ": مدة عمر عدة من الأنبياء، ومقدار ما عاشوا به في الدنيا.

والمعمرون من العرب في الناسخ (4) سنة 5924 من الهبوط، وفي 6180 جلوس نعمان والمعمرين (5)، ومنهم عوج، عمر 3600 سنة، كما يأتي في " عوج ".

دفع الإشكالات عن طول عمر مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه (6).

تعمير الناس في ملك ولي العصر صلوات الله عليه حتى يولد له ألف ولد ذكر، لا يولد فيهم أنثى (7).

الدعاء عقيب الصلوات لتطويل العمر في البحار (8).

الروايات بأن زيارة الحسين (عليه السلام) تزيد في العمر، وأيام الزيارة لا تحسب من عمره، ومن أتى عليه حول ولم يأت قبر الحسين (عليه السلام) نقص من عمره حولا في البحار (9).

تفسير قوله تعالى: * (ومن نعمره ننكسه في الخلق) * في البحار (10).

باب فيه العمرى والرقبى (11).

ص: 422


1- (1) مستدركات علم رجال الحديث ج 3 / 388.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 63 - 77.
3- (3) الغدير ج 7 / 281.
4- (4) الناسخ ج 2 / 265.
5- (5) ص 460 - 490.
6- (6) ط كمباني ج 13 / 24 و 25، وجديد ج 51 / 97.
7- (7) ط كمباني ج 13 / 186 و 187، وجديد ج 52 / 330 - 337.
8- (8) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 419، وجديد ج 86 / 7.
9- (9) ط كمباني ج 22 / 118، وجديد ج 101 / 47 و 45 - 48.
10- (10) ط كمباني ج 4 / 63، وجديد ج 9 / 231.
11- (11) جديد ج 103 / 186، وط كمباني ج 23 / 44.

إعتمار النبي (صلى الله عليه وآله) واستجارته (1).

باب العمرة وأحكامها، وفضل عمرة رجب (2). وتقدم في " حجج " ما يتعلق بذلك.

والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، كما عن النبي (صلى الله عليه وآله)، ومثله عن الرضا (عليه السلام).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله): العمرة كفارة لكل ذنب.

باب فيه عمرة القضاء (3).

عدد عمرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحجه (4).

باب البيت المعمور (5).

بيت المعمور هو الضراح بالضاد المعجمة المضمومة، بيت في السماء الرابعة حيال الكعبة حذاء العرش، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة (6). وتقدم في " طوف " و " بيت " و " حجج " ما يتعلق بذلك.

دعاء أهل البيت المعمور: " يا من أظهر الجميل " (7). تفسير هذه الفقرة تقدم في " جمل " و " دعا ".

في أنه في ليالي الجمعة عند طلوع الفجر يصعد محمد وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم على منابر من نور عند البيت المعمور (8). وتقدم في " بيت ": أنهم البيت المعمور.

عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي أبو حفص، ثاني خليفة العامة.

ص: 423


1- (1) جديد ج 19 / 7، وط كمباني ج 6 / 404.
2- (2) ط كمباني ج 21 / 76، وجديد ج 99 / 331.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 553. وقصتها ص 583، وجديد ج 20 / 317، و ج 21 / 46.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 667، وجديد ج 21 / 397 و 398 و 399 - 401.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 104، وجديد ج 58 / 55.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 104، وجديد ج 58 / 55.
7- (7) جديد ج 6 / 7، و ج 61 / 53، وط كمباني ج 3 / 94، و ج 14 / 401.
8- (8) ط كمباني ج 13 / 177، وجديد ج 52 / 297.

باب نسبه وولادته ووفاته، وبعض نوادر أحواله (1)، وهو في 26 ذي الحجة سنة 23 ه، طعن وقتل ومات (2).

وجملة من أحواله في البحار (3).

أقول: وعن أبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي النحوي المتوفى سنة 337، في الأمالي بإسناده عن عمر بن الخطاب قال: خرجت مع أناس من قريش في تجارة إلى الشام في الجاهلية - إلى آخر ما في السفينة. وذكر في آخره قول عمر: فانتهيت إلى دير فاستظللت في فنائه، فخرج إلي رجل، ثم ذكر أنه كان من أعلم أهل الكتاب وأخبره أنه يجد صفته، وأنه يخرجه من الدير ويغلب عليهم، فأخذ منه كتابا إذا صار خليفة لا يخرجه من الدير ولا يكدر عليه - الخ.

إخبار العالم الرومي إياه، وهو ابن ثمانية عشر سنة، بأنه يملك العرب والعجم، وهذا ونحوه صار سببا لطمعه في الرئاسة فأسلم (4).

وعن الحجة (عليه السلام) مثله (5).

جملة من أحواله في الجاهلية (6).

وقال ابن الأثير من علماء العامة في كتابه النهاية في لغة " برطش ": فيه - يعني في الحديث - إن عمر كان في الجاهلية مبرطشا، وهو الساعي بين البائع والمشتري شبه الدلال، ويروى بالسين المهملة بمعناه.

وقال في لغة " خبط ": ومنه حديث عمر: لقد رأيتني بهذا الجبل أحتطب مرة واختبط أخرى، أي أضرب الشجر لينتشر الخبط منه.

ونقل في لغة " أسن ": إن عمر قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يمت، ولكنه صعق كما

ص: 424


1- (1) ط كمباني ج 8 / 311، وجديد ج 31 / 97.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 313، و ج 20 / 278، و ج 98 / 199، و ج 31 / 113.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 203 - 207 و 273، وجديد ج 30 / 121 - 144 و 529.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 313، وجديد ج 31 / 110.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 127، وجديد ج 52 / 86.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 313، وجديد ج 31 / 108.

صعق موسى، ومنعهم عن دفنه.

وفي لغة " خطب ": ومنه حديث عمر: وقد أفطروا في يوم غيم من (شهر) رمضان فقال: الخطب يسير.

ويظهر من كلامه في أسد الغابة إنه تزوج زينب بنت مظعون أخت عثمان، فولدت له عبد الله و عبد الرحمن وحفصة.

وفي البحار بعد نقله كيفية وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وطلب الرسول الدواة والكتف ليكتب كتابا - الخ. قال المجلسي: خبر طلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الدواة والكتف، ومنع عمر عن ذلك مع اختلاف ألفاظه متواتر بالمعنى، وأورده البخاري ومسلم وغيرهما من محدثي العامة في صحاحهم، وقد أورده البخاري في مواضع من صحيحه (1).

أقول: منها في صحيح البخاري (2) كتاب العلم باب كتابة العلم مسندا عن ابن عباس قال: لما اشتد بالنبي وجعه قال: إئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده. قال عمر: إن النبي غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط.

قال: قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع، فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين كتابه.

ورواه فيه (3) كتاب الجهاد باب هل يستشفع إلى أهل الذمة عن ابن عباس، وكذا في باب إخراج اليهود من جزيرة العرب (4).

ورواه ابن الأثير في كامله (5) في باب مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووفاته، وكذا في السيرة الحلبية (6) باب ذكر مرضه، وكذا في صحيح البخاري (7) باب مرض النبي (صلى الله عليه وآله).

ص: 425


1- (1) ط كمباني ج 6 / 787، وجديد ج 22 / 474.
2- (2) صحيح البخاري ج 1 / 39.
3- (3) صحيح البخاري ج 4 / 85، وص 120.
4- (4) صحيح البخاري ج 4 / 85، وص 120.
5- (5) الكامل لابن الأثير ج 2 / 320.
6- (6) السيرة الحلبية ج 3 / 344.
7- (7) صحيح البخاري ج 6 / 11.

وفي صحيح البخاري (1) كتاب الصلاة باب تفكير الرجل الشئ في الصلاة قال عمر: إني لأجهز جيشي وأنا في الصلاة.

أقول: مرحبا بالخليفة وحضور قلبه وخشوعه في الصلاة.

وجملات تتعلق به قبل إسلامه من طريق المخالفين في حلية الأبرار للسيد هاشم البحراني (2)، وروى من طريقهم عن النبي (صلى الله عليه وآله): اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب، فأسلم. ولا يدل على مدحه لما نقل من صحيح البخاري (3) كتاب الجهاد قول النبي (صلى الله عليه وآله): إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر.

مجئ عمر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) واستيذانه أن يكتب بعض أحاديث اليهود فذمه النبي (صلى الله عليه وآله)، كما في البحار (4). ويأتي في " هوك ".

قصة فرار أبي بكر وعمر في غزوة ذات السلاسل، وذهاب علي (عليه السلام) ومجئ سورة والعاديات في حق علي (5).

مسائل اليهود والنصارى عن عمر وعجزه، ورجوعه إلى مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) (6).

ما جرى بينه وبين ابن عباس، وسؤاله عن ابن عباس: هل بقي شئ من أمر الخلافة في قلب علي بن أبي طالب، واحتجاج ابن عباس عليه في البحار (7).

جلوس عمر عند رجل من اليهود وكتابته عنه، ونزول قوله تعالى: * (ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم) * (8).

ص: 426


1- (1) صحيح البخاري ج 2 / 84.
2- (2) حلية الأخبار ج 1 / 180.
3- (3) صحيح البخاري ج 4 / 34.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 95، و ج 8 / 211، وجديد ج 2 / 99، و ج 30 / 178.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 117، وجديد ج 36 / 178.
6- (6) جديد ج 10 / 9 و 58، وط كمباني ج 4 / 94 و 106.
7- (7) ط كمباني ج 8 / 308، و ج 9 / 297. وفيه ما يقرب منه، وجديد ج 31 / 74، و ج 38 / 156.
8- (8) ط كمباني ج 4 / 66، و ج 8 / 209، وجديد ج 9 / 242، و ج 30 / 160.

كتابه إلى معاوية، وفيه إقراره بأفعاله الفجيعة، وما فعل بفاطمة الزهراء (عليها السلام) (1).

وفي السيرة الحلبية للشافعي (2) عن ابن الجوزي أن أبا بكر (رضي الله عنه) كتب لفاطمة بفدك ودخل عليه عمر (رضي الله عنه)، فقال: ما هذا؟ فقال: كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها، فقال: مما ذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى، ثم أخذ عمر الكتاب فشقه - الخ.

سيره من وراء علي (عليه السلام) في ليلة جمعة إلى بلدة عظيمة، فلما رجع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بقي هو لأنه كان نائما، فبقي فيه متحيرا يرى أهله يلعنون ظالمي آل محمد وبين هذه البلدة إلى المدينة أزيد من مسير سنتين، فبقي إلى الجمعة الآتية حتى أتى أمير المؤمنين وأرجعه إلى المدينة، فسأله رسول الله (صلى الله عليه وآله): أين كنت أسبوعا؟ فقص عليه قصته (3).

إيراده على الرسول (صلى الله عليه وآله) حين قال: من قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله، دخل الجنة، وقال: إنه إذا سمعه الناس فرطوا في الأعمال. قال (صلى الله عليه وآله): أنا قلت ذلك وهذا إذا تمسك بمحبة هذا (يعني علي بن أبي طالب) وولايته (4).

مجيئه في مرض فوت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليسأل عن الخليفة من بعده، فلما جلس قال: يا عمر جئت لتسألني إلى من يصير هذا الأمر من بعدي. فقال: صدقت يا رسول الله، فقال - مشيرا إلى علي بن أبي طالب في جنبه -: يا عمر هذا وصيي وخليفتي من بعدي - الخ (5).

وفي النهاية في لغة " عضل ": نقل قول عمر: معضلة لها أبو الحسن - يعني علي ابن أبي طالب - إنتهى.

ص: 427


1- (1) ط كمباني ج 8 / 230، وجديد ج 30 / 288.
2- (2) السيرة الحلبية للشافعي ج 3 / 362.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 238، وجديد ج 30 / 333.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 413، وجديد ج 39 / 299 و 300.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 455، وجديد ج 40 / 121.

وفي سيرة ابن هشام (1)، قول عمر: إن محمدا لم يمت، وكلمات أبي بكر في رده ومنعه وقراءته عليه قوله تعالى: * (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات) * - الآية، وذكره في السيرة الحلبية.

وفي " فطم ": ذكر ما جرى بينه وبينه مع فاطمة الزهراء (عليها السلام).

فتاوى عمر وجهالاته في البحار (2).

منها: حكمه بترك الصلاة للجنب إذا لم يجد ماء ولو إلى شهر، فراجع صحيح البخاري باب التيمم (3).

وفي كتاب أصل جعفر بن محمد بن شريح قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ثلاثة لا يقبل الله لهم عملا، ولا ينظر إليهم ولا تفتح لهم أبواب السماء، رجل ادعى إمامة من الله وليس بإمام، ورجل كذب إماما من الله، ورجل زعم أن لفلان وفلان سهم في الإسلام.

كلمات عمر: لولا علي لهلك عمر، وقوله: أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن، وقوله: لولا علي لافتضحنا، وأمثال ذلك من موارد اعترافه بالعجز والجهل في كتاب إحقاق الحق (4). وذكرنا فضائله المختلقة في كتاب الاحتجاج بالتاج في كتابنا " الهادي إلى الحق ".

موارد رجوعه إلى رأي علي (عليه السلام) في إحقاق الحق (5).

منع أمير المؤمنين (عليه السلام) إياه إلى الخروج إلى الفرس بنفسه (6).

مشاورته مع الأصحاب حين سمع تعاهد أهل بلاد مختلفة على العرب،

ص: 428


1- (1) سيرة ابن هشام ج 4 / 306.
2- (2) جديد ج 10 / 230 و 231، و ج 20 / 228، وط كمباني ج 4 / 145، و ج 6 / 535، وكتاب الغدير ط 2 ج 6 / 83 - 331، و ج 8 / 60 - 96.
3- (3) صحيح البخاري باب التيمم ص 92. وقريب منه ص 95 - 97.
4- (4) إحقاق الحق ج 8 / 182 - 214.
5- (5) إحقاق الحق ج 8 / 215.
6- (6) جديد ج 40 / 193، وط كمباني ج 9 / 470.

وكلماتهم معهم (1).

رأي الخليفة في كتب الفرس (2). وإحراقه مكتبة الإسكندرية (3).

ونقل الفاضل في كتابه المسمى بالرسول الأعظم مع خلفائه (4) عن عائشة قالت: دفنت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلا ودفنها علي، ولم يشعر أبو بكر حتى دفنت وصلى عليها علي (عليه السلام). وجاء هذا الحديث في مسند أحمد (5) لم تزل فاطمة تبغض أبا بكر مدة حياتها، والسيرة الحلبية عن الواقدي أنه قال: ثبت عندنا أن عليا دفنها وصلى عليها، ومعه العباس والفضل ولم يعلموا بها أحدا (6).

ونقل هذا الفاضل في هذا الكتاب (7) أن تهديد عمر لأمير المؤمنين (عليه السلام) بحرق داره إن لم يبايع، ثبت بالنصوص المتواترة ونص عليه أكثر المؤرخين، فقد جاء في كل من الإمامة والسياسة (8).

وشرح النهج لابن أبي الحديد (9).

جملة من الأخبار المختلقة الموضوعة التي رواها يحيى بن أكثم لمولانا الجواد صلوات الله عليه فبين كذبها ومخالفتها للقرآن الكريم. نقلها الطبرسي في الاحتجاج، ونقلها في البحار وغيره. وذكرتها مع غيرها من الموضوعات في رسالة مفردة - وهو كتاب الهادي إلى الحق وإلى طريق مستقيم -.

أولاده: عبد الله، وعبيد الله، وعاصم، وزيد، و عبد الرحمن، وأبو شحمة،

ص: 429


1- (1) جديد ج 40 / 253 - 255، وط كمباني ج 9 / 484.
2- (2) كتاب الغدير ج 6 / 297.
3- (3) ص 300 و 301.
4- (4) ط بيروت في سنة 1388 ص 80 عن مستدرك الحاكم 3 - 162.
5- (5) مسند أحمد 1 - 6 و 9، وصحيح مسلم 2 - 72، وسنن البيهقي 6 - 300، وتاريخ ابن كثير 6 - 333.
6- (6) السيرة الحلبية 3 - 390.
7- (7) ص 74.
8- (8) الإمامة والسياسة 1 - 12 و 13.
9- (9) شرح النهج لابن أبي الحديد 1 - 34، وتاريخ الطبري 3 - 222 ط دار المعارف، وتاريخ أبي الفداء 1 - 156، وتاريخ اليعقوبي 2 - 105، وأعلام النساء 3 - 205، والأموال لأبي عبيد ص 131، ومروج الذهب 1 - 404.

وحفصة، وفاطمة.

قصة العمري الذي كان من أولاد عمر بن الخطاب تجاوز على جارية عقيلي، فأمر بقلته وإلقائه في الطريق، فاجتمع جماعة وقالوا ما قالوا فكلم بعضهم مع مولانا الصادق (عليه السلام) بكلمات، فدفع الصادق (عليه السلام) شرهم. وقد تقدم في " صحف " ويأتي في " نثل ".

أرض عموراء هي أرض كربلاء، كما في مدينة المعاجز (1).

أوحى الله تعالى إلى عمران: إني واهب لك ذكرا، فوهب له مريم. ووهب لمريم عيسى (2).

سئل مولانا الباقر (عليه السلام) عن عمران أكان نبيا؟ فقال: نعم. كان نبيا مرسلا إلى قومه (3).

عوامر البيوت هي الحيات التي تكون في البيوت. تقدم في " حيا ": النهي عن قتلهن.

عمس:

عمس الأمر تجاهله، والشئ أخفاه.

العلوي (عليه السلام): تكرموا بالتعامس من الاستقصاء، وسيأتي في " عمى " (4).

عمش:

ما ورد عن الأعمش في فضل مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) (5).

روايته شرائع الدين (6).

بعث أبي جعفر المنصور الدوانيقي إلى الأعمش وسؤاله عنه: كم حديثا ترويه في فضائل علي (عليه السلام)؟ وقوله: يسيرا، عشرة آلاف حديث وما زاد، وقول منصور:

ص: 430


1- (1) مدينة المعاجز ص 246.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 380، وجديد ج 14 / 199.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 381، وجديد ج 14 / 202.
4- (4) جديد ج 78 / 64، وط كمباني ج 17 / 132.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 287، و ج 7 / 147، وجديد ج 7 / 337 و 338، و ج 24 / 273.
6- (6) ط كمباني ج 4 / 142، وجديد ج 10 / 222.

والله لأحدثنك بحديث في فضائل علي (عليه السلام) تنسي كل حديث سمعته (1). وذكرنا هذه الرواية في الرجال في مورد اسمه سليمان بن مهران.

ما روي عن الأعمش في شفاء عين جارية عمياء، ببركة مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام).

وقال الشيخ: مذهب الأعمش والحذيفة جواز الأكل للصائم إلى طلوع الشمس (2).

خبر رأس مولانا الحسين (عليه السلام) ودير النصارى الذي رواه الأعمش عن رجل كان في الطواف ويقول: اللهم اغفر لي، وأنا أعلم أنك لا تغفر، وكان فيمن حمل رأس الحسين صلوات الله عليه إلى يزيد (3).

وما رواه عن الصادق (عليه السلام) في صورة أمير المؤمنين والحسين (عليهما السلام) في السماء الخامسة، تقدم في " صور "، وفي محل اسمه.

وما حكاه عن جاره الذي ينكر فضل زيارة الحسين (عليه السلام)، ثم رأى في منامه الرقاع النازلة من السماء فيها أمان من النار لزوار الحسين (عليه السلام) في ليلة الجمعة، فزار قبره الشريف وجاوره (4).

وتقدم في " جهنم ": حديثه في أركان جهنم للمنصور.

وخبر حال احتضاره في محل اسمه.

وعن الشيخ البهائي: أن أبا حنيفة قال له يوما: يا أبا محمد سمعتك تقول: إن الله سبحانه إذا سلب عبدا نعمة عوض عنها نعمة أخرى. قال: نعم. قال: ما الذي عوضك بعد أن أعمش عينيك وسلب صحتهما؟ فقال: عوضني عنهما أن لا أرى ثقيلا مثلك. إنتهى.

ص: 431


1- (1) ط كمباني ج 9 / 193، وجديد ج 37 / 89.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 618، وجديد ج 42 / 83.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 151 و 239، وجديد ج 44 / 224، و ج 45 / 184.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 298، و ج 22 / 120، وجديد ج 45 / 401، و ج 101 / 58.

والعمش بالتحريك ضعف الرؤية مع سيلان دمعها في أكثر أوقاتها، وهو من باب تعب، والرجل أعمش، والمرأة عمشاء.

عمل:

باب العمل بغير العلم (1).

ذم من لا يعمل بعلمه، وقول عيسى بن مريم: أشقى الناس من هو معروف عند الناس بعلمه، مجهول بعمله (2).

قرب الإسناد: عن مولانا الصادق صلوات الله عليه أنه قال: كونوا دعاة الناس بأعمالكم، ولا تكونوا دعاة بألسنتكم - الخ (3).

أمالي الصدوق: عن الصادق (عليه السلام): العامل على غير بصيرة، كالسائر على غير الطريق، لا يزيده سرعة السير من الطريق إلا بعدا (4). وفي رواية أخرى: كحمار الطاحونة (5)، وفيهما مدح العمل مع النية (6).

ومن كلمات مولانا الصادق (عليه السلام): واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين، أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين (7).

أمالي الصدوق: عن الصادق (عليه السلام) قيل له: بم يعرف الناجي؟ فقال: من كان فعله لقوله موافقا فهو ناج (8).

الروايات المؤكدة للعمل بما يعلم، وأن أشد الناس حسرة من وصف عدلا، ثم خالفه إلى غيره (9).

ثواب الأعمال: عن الصادق (عليه السلام): من عمل بما علم، كفى ما لم يعلم (10).

ص: 432


1- (1) ط كمباني ج 1 / 64، وجديد ج 1 / 206.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 84، وجديد ج 2 / 52.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 55، وجديد ج 5 / 198.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 64، و ج 17 / 184.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 65.
6- (6) وجديد ج 1 / 206، و 208، وجديد ج 78 / 244.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 184، وجديد ج 78 / 242.
8- (8) ط كمباني ج 1 / 77، وجديد ج 2 / 26.
9- (9) ط كمباني ج 1 / 78، وجديد ج 2 / 26 - 30، وص 30.
10- (10) ط كمباني ج 1 / 78، وجديد ج 2 / 26 - 30، وص 30.

ومن وصايا الباقر (عليه السلام) من عمل بما يعلم، علمه الله ما لم يعلم (1).

النبوي (صلى الله عليه وآله): من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح (2).

وعن مولانا الجواد (عليه السلام) مثله (3).

النبوي (صلى الله عليه وآله): لا قول إلا بعمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بإصابة السنة (4). وهذه الروايات مع ما هو بمضمونه في البحار (5).

وتقدم في " طوع ": أن الأعمال لابد أن تكون بدلالة ولي الله، وإلا ليس لها ثواب.

أخبار فضيلة العلم والعمل به، وذم تركه من كلام موسى والمسيح والنبي وأمير المؤمنين عليهما وآلهما السلام (6). ويأتي في " فسد ": الذين يفسدون أعمالهم.

العلوي (عليه السلام): العلم مقرون بالعمل، فمن علم عمل، والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه، وإلا ارتحل عنه (7).

الأحاديث النبوية: عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة (8).

وتقدم في " عرض ": عرض الأعمال على رسول الله وخلفائه المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.

الكافي: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له، فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة - الخ (9). وتقدم في

ص: 433


1- (1) جديد ج 78 / 189، وط كمباني ج 17 / 168.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 43، وجديد ج 77 / 150.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 214 مكررا، وجديد ج 78 / 364.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 43، و ج 1 / 65 و 150.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق باب النية ص 76، وجديد ج 70 / 206 - 208.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 80 و 81، وجديد ج 2 / 33 - 40.
7- (7) ط كمباني ج 1 / 80، وجديد ج 2 / 40.
8- (8) ط كمباني ج 1 / 150، وجديد ج 2 / 261.
9- (9) ط كمباني ج 3 / 103، وجديد ج 6 / 40.

" توب " ما يتعلق بذلك.

قول النبي (صلى الله عليه وآله) حين سوى لحد سعد بن معاذ: إني لأعلم أنه سيبلى ويصل البلاء إليه. ولكن الله يحب عبدا إذا عمل عملا أحكمه (1).

وروي أنه (صلى الله عليه وآله) رأى في قبر إبراهيم ابنه خللا فسواه بيده، ثم قال: إذا عمل أحدكم عملا فليتقن (2).

تفسير علي بن إبراهيم: قال النبي (صلى الله عليه وآله): إذا مات المؤمن انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له (3).

أقول: رمز " تفسير علي بن إبراهيم " هنا غلط، والصحيح " غوالي اللئالي "، كما في البحار (4).

ويأتي في " موت " و " مرض " و " كلم " و " هدى " ما يتعلق بها هنا، وفي " حقق " و " خير ": مدح العمل بالحق والخير.

باب أنه لا تقبل الأعمال إلا بالولاية (5).

وفي النبوي: لو أن عبدا عبد الله بين الركن والمقام ألف سنة، ثم لقى الله بغير ولايتنا أكبه الله على منخريه في النار (6).

المحاسن: عن أبي عبد الله (عليه السلام): لو نظر الناس إلى مردود الأعمال من السماء لقالوا ما يقبل الله من أحد عملا (7).

ويأتي في " نوى ": حديث: نية المؤمن خير من عمله.

العلوي (عليه السلام): لقد عملت الولاة قبلي بأمور عظيمة، خالفوا فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) - الخ (8).

ص: 434


1- (1) ط كمباني ج 3 / 153، وجديد ج 6 / 220.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 709، وجديد ج 22 / 157.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 76. ونحوه رواية أخرى فيه، وجديد ج 2 / 22 و 23.
4- (4) جديد ج 2 / 22.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 393، وجديد ج 27 / 166.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 401، وجديد ج 27 / 199.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 76، وجديد ج 70 / 208.
8- (8) ط كمباني ج 8 / 704 و 705، وجديد ج 34 / 168.

ذكر عمال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأساميهم (1).

وصايا أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى عماله (2). ويأتي في " وصى ": أسماؤهم.

ونقل عن شهاب الأخبار عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: عمالكم أعمالكم كما تكونون يولى عليكم.

أقول: ويشهد له قوله تعالى: * (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) * وقوله: * (فأصابهم سيئات ما عملوا) * - الآية.

في قصة الحواريين يذكر فضل من يعمل بيده ويأكل من كسبه (3).

أعمال أهل القرية التي ماتوا بسخط من الله تعالى:

الكافي: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: مر عيسى بن مريم على قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابها فقال: أما إنهم لم يموتوا إلا بسخطه ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا. فقال الحواريون: يا روح الله وكلمته ادع الله أن يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها.

فدعى عيسى ربه فنودي من الجو أن نادهم. فقام عيسى بالليل على شرف من الأرض فقال: يا أهل هذه القرية، فأجابه منهم مجيب: لبيك يا روح الله وكلمته.

فقال: ويحكم ما كانت أعمالكم؟ قال: عبادة الطاغوت وحب الدنيا مع خوف قليل، وأمل بعيد، في غفلة ولهو ولعب.

فقال: كيف كان حبكم للدنيا؟ قال: كحب الصبي لامه إذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا، وإذا أدبرت عنا بكينا وحزنا. قال: كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟ قال:

الطاعة لأهل المعاصي. قال: كيف كانت عاقبة أمركم؟ قال: بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في الهاوية. قال: وما الهاوية؟ قال: سجين. قال: وما سجين؟ قال: جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة. قال: وما قلتم وما قيل لكم؟ قال: قلنا ردنا إلى

ص: 435


1- (1) ط كمباني ج 6 / 731، وجديد ج 22 / 249.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 627، وجديد ج 33 / 465.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 398، وجديد ج 14 / 276.

الدنيا فنزهد فيها. قيل لنا: كذبتم.

قال: ويحك كيف لم يكلمني غيرك من بينهم؟ قال: يا روح الله وكلمته أنهم ملجمون بلجام من نار، بأيدي ملائكة غلاظ شداد، وأني كنت فيهم ولم أكن عنهم (منهم - ظ) فلما نزل العذاب عمني معهم، فأنا معلق بشعرة على شفير جهنم، لا أدري أكبكب فيها أم أنجو منها.

فالتفت عيسى إلى الحواريين، فقال: يا أولياء الله، أكل الخبز اليابس بالملح الجريش، والنوم على المزابل خير كثير مع عافية الدنيا والآخرة (1).

باب أن العمل جزء الإيمان، وأن الإيمان مبثوث على الجوارح (2).

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

ملعون ملعون من قال: الإيمان قول بلا عمل (3).

النبوي الصادقي (عليه السلام): الإيمان قول وعمل، أخوان شريكان (4).

النبوي الرضوي (عليه السلام): الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان (5).

باب فيه ذم الاغترار، والحث على العمل والتقوى (6).

النبوي (صلى الله عليه وآله): أفضل الأعمال أحمزها (7).

باب فيه أن قبول العمل نادر (8).

باب فيه أن قبول العمل مشروط به (يعني بالتقوى) (9).

ص: 436


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 66، وفي 93 ما يقرب منه، و ج 5 / 409، وجديد ج 14 / 322، و ج 73 / 10. ويقرب منه فيه ص 102.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 218، وجديد ج 69 / 18، وص 19.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 218، وجديد ج 69 / 18، وص 19.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 232، وجديد ج 69 / 66.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 231، وجديد ج 69 / 63 - 66.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 141، وجديد ج 68 / 149.
7- (7) جديد ج 70 / 237، وط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 84.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 70، وجديد ج 70 / 185.
9- (9) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 89، وجديد ج 70 / 257.

قال تعالى: * (إنما يتقبل الله من المتقين) *.

أمالي الطوسي، وغيره: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لا يقل مع التقوى عمل، وكيف يقل ما يتقبل (1).

وفي النبوي (صلى الله عليه وآله): يا باذر كن بالعمل بالتقوى أشد اهتماما منك بالعمل، فإنه لا يقبل عمل إلا بالتقوى، وكيف يقل عمل يتقبل لقول الله عز وجل * (إنما يتقبل الله من المتقين) * (2).

باب الاجتهاد والحث على العمل (3).

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كونوا على قبول العمل أشد عناية منكم على العمل الخير (4).

باب الاقتصاد في العبادة والمداومة عليها، وفعل الخير وتعجيله، وفضل التوسط في جميع الأمور، واستواء العمل (5).

وفي الباقري (عليه السلام): أحب الأعمال إلى الله ما دام عليه العبد، وإن قل (6).

والروايات في مدح المداومة على العمل والاستواء فيه (7).

وتقدم في " عجب ": ذم العجب بالأعمال، وفي " خلص ": خبر معاذ في رد جملة من الأعمال، وفي " قرن ": أن العمل الصالح قرين العامل في قبره (8).

باب ما ينبغي مزاولته من الأعمال، ومالا ينبغي (9). وتقدم في " زول ".

تفسير علي بن إبراهيم: روي أن أبا ذر لما مات بالربذة رأته ابنته في المنام، فقالت: يا أبت ماذا فعل بك ربك؟ قال: يا بنتي قدمت على رب كريم، رضي عني

ص: 437


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 96، وجديد ج 70 / 292.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 26، وجديد ج 77 / 86.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 161، وجديد ج 71 / 160.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 163، وجديد ج 71 / 173.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 172، وجديد ج 71 / 209، وص 216، وص 217.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 172، وجديد ج 71 / 209، وص 216، وص 217.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 172، وجديد ج 71 / 209، وص 216، وص 217.
8- (8) وجديد ج 71 / 171.
9- (9) ط كمباني ج 16 / 93، وجديد ج 76 / 324.

ورضيت عنه، وأكرمني وحباني، فاعملي ولا تغتري (1).

المحاسن: ابن محبوب، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:

إذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله عمله لكل حسنة سبعمائة، وذلك قول الله تعالى: * (والله يضاعف لمن يشاء) * فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب الله.

فقلت له: وما الإحسان؟ قال: فقال: إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك، وإذا صمت فتوق كلما فيه فساد صومك، وإذا حججت فتوق ما يحرم عليك في حجك وعمرتك. قال: وكل عمل تعمله فليكن نقيا من الدنس (2).

الكافي: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الإبقاء على العمل، أشد من العمل. قال: وما الإبقاء على العمل؟ قال: يصل الرجل بصلة وينفق نفقة لله وحده لا شريك له، فكتبت له سرا، ثم يذكرها فتمحى فكتبت له علانية، ثم يذكرها فتمحى، وتكتب له رياء (3).

كتاب جعفر بن محمد بن شريح: عن حميد بن شعيب، عن جابر الجعفي، قال:

سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) كان يقول: إني أحب أن أدوم على العمل إذا عودته نفسي:

وإن فاتني بالليل قضيته بالنهار، وإن فاتني بالنهار قضيته بالليل، وإن أحب الأعمال إلى الله تعالى ما ديم عليها، فإن الأعمال تعرض كل خميس، وكل رأس شهر، وأعمال السنة تعرض في النصف من شعبان، فإذا عودت نفسك عملا فدم عليه سنة (4).

عن كنز الكراجكي: وروي أنه لما نزلت هذه الآية: * (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به) * فقال رجل لرسول الله: يا رسول الله جاءت قاصمة الظهر. قال: كلا أما تحزن، أما تمرض، أما يصيبك اللأواء والهموم؟

ص: 438


1- (1) ط كمباني ج 6 / 777، وجديد ج 22 / 431.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 179، وجديد ج 71 / 247.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 52، وجديد ج 72 / 292.
4- (4) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 530، وجديد ج 87 / 37.

قال: بلى! قال: فذلك مما يجز به.

تفسير قوله تعالى: * (لا تبطلوا أعمالكم) * فعن مولانا الصادق (عليه السلام) في هذه الآية: عداوتنا تبطل أعمالكم (1).

وتمام الكلام في هذه الآية من العلامة النراقي في كتاب عوائد الأيام (2).

الروايات النبوية من طرق العامة والخاصة في أن ضربة علي (عليه السلام) يوم الخندق، وقتله عمرو بن عبد ود أفضل من أعمال أمته إلى يوم القيامة (3).

النبوي (صلى الله عليه وآله) يوم قتل عمرو بن عبد ود: أبشر يا علي فلو وزن اليوم عملك بعمل أمة محمد لرجح عملك بعملهم (4). وفي ذيله رواية في ذلك من طريق العامة (5).

كلام ابن أبي الحديد في ذلك نقلا عن شيخه أبي الهذيل (6).

وذكرنا في رجالنا (7) في ترجمة حذيفة بن اليمان ذكر مواضع أخرى من الروايات.

أمالي الطوسي: العلوي (عليه السلام) في مقايسة النعم بالأعمال يوم القيامة، واستغراق النعم الأعمال، ثم يهب الله له النعم، ثم يقاس بين الخير والشر (8). تقدم في " حسب " ما يتعلق بذلك.

وفي حديث مسائل الزنديق عن الصادق (عليه السلام) قال: العمل الصالح، العبد يفعله، والله به أمره، والعمل الشر العبد يفعله، والله عنه نهاه. قال: أليس فعله بالآلة التي ركبها فيه؟ قال: نعم! ولكن بالآلة التي عمل بها الخير قدر بها على الشر الذي نهاه

ص: 439


1- (1) ط كمباني ج 7 / 400، وجديد ج 27 / 198.
2- (2) عوائد الأيام ص 151.
3- (3) جديد ج 39 / 1 - 3، وط كمباني ج 9 / 347.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 530 و 532 و 540، وجديد ج 20 / 205.
5- (5) و 216 و 256.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 544، و ج 8 / 731. وكلمات غيره ج 9 / 115 و 347. ونحوه كلام عمر ص 455 و 480، وجديد ج 20 / 273، و ج 34 / 304، و ج 36 / 165، و ج 39 / 2، و ج 40 / 119 و 236.
7- (7) مستدركات علم رجال الحديث ج 2 / 318.
8- (8) ط كمباني ج 3 / 267، وجديد ج 7 / 262.

عنه. قال: فإلى العبد من الأمر شئ؟ قال: ما نهاه الله عن شئ إلا وقد علم أنه يطيق تركه، ولا أمره بشئ إلا وقد علم أنه يستطيع فعله، لأنه ليس من صفته الجور والعبث والظلم وتكليف العباد ما لا يطيقون - الخبر (1).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): الأعمال ثلاثة: فرائض، وفضائل، ومعاصي. فأما الفرائض فبأمر الله ومشيته وبرضاه وبعلمه وقدره يعملها العبد فينجو من الله بها، وأما الفضائل فليس بأمر الله لكن بمشيته وبرضاه وبعمله وقدره، يعملها العبد فيثاب عليها. وأما المعاصي فليس بأمر الله ولا بمشيته ولا برضاه لكن بعلمه وبقدره يقدرها لوقتها فيفعلها العبد باختياره فيعاقبه الله عليها لأنه قد نهاه عنها فلم ينته (2).

ورواه الصدوق في التوحيد والخصال وعيون أخبار الرضا (عليه السلام) مسندا عن الرضا عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) وساقه نحوه إلى أن قال: وأما المعاصي فليست بأمر الله ولكن بقضاء الله وبقدر الله وبمشية الله وبعلمه، ثم يعاقب عليها، كما في البحار (3).

أقول: قوله (عليه السلام): " وأما الفضائل فليس بأمر الله " يعني الأمر الوجوبي، وقوله:

" ولا برضاه " لأنه لا يرضى لعباده الكفر والمعاصي. وتقدم في " عصى " ما يتعلق بذلك، وكذا يأتي في " فعل ".

أمر النبي (صلى الله عليه وآله) - كما في خطبته - بالأعمال التي تقرب إلى الله، ونهيه عما يقرب إلى النار، وفيها قوله: ما أعلم من عمل يقربكم إلى الله وقد أمرتكم به، ولا أعلم من عمل يقربكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه - الخ (4).

نهج البلاغة: من كتاب له (عليه السلام) إلى الحارث الهمداني - إلى أن قال -: واحذر

ص: 440


1- (1) ط كمباني ج 4 / 130، وجديد ج 10 / 170.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 128، وجديد ج 78 / 43.
3- (3) جديد ج 5 / 29، وط كمباني ج 3 / 10.
4- (4) جديد ج 20 / 126، وط كمباني ج 6 / 512.

كل عمل يرضاه صاحبه لنفسه، ويكره لعامة المسلمين، واحذر كل عمل يعمل به في السر ويستحيي منه في العلانية، واحذر كل عمل إذا سئل عنه صاحبه أنكره أو اعتذر منه - الخ (1).

الخصال: عن أبي محمد العسكري، عن آبائه (عليهم السلام) قال: كتب الصادق (عليه السلام) إلى بعض الناس: إن أردت أن يختم بخير عملك حتى تقبض وأنت في أفضل الأعمال، فعظم لله حقه أن تبذل نعماءه في معاصيه، وأن تغتر بحلمه عنك، وأكرم كل من وجدته يذكرنا أو ينتحل مودتنا، ثم ليس عليك صادقا كان أو كاذبا، إنما لك نيتك وعليه كذبه (2). وتقدم في " ختم ".

قال تعالى: * (فمن يعمل مثقال ذرة) * - الآية:

تفسير علي بن إبراهيم: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله:

* (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) * يقول: إن كان من أهل النار وقد كان عمل في الدنيا مثقال ذرة خيرا يره يوم القيامة حسرة أنه كان عمله لغير الله، * (ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) * يقول: إذا كان من أهل الجنة رأى ذلك الشر يوم القيامة وغفر له (3).

وقوله تعالى: * (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلأنفسهم يمهدون) * قال مولانا الباقر (عليه السلام): إن العمل الصالح يذهب إلى الجنة فيمهد لصاحبه كما يبعث الرجل غلامه فيفرش له، ثم قرأ هذه الآية، فراجع البحار (4). وفي " مهد " ما يتعلق بذلك.

تفسير قوله تعالى: * (فليعمل عملا صالحا) *:

روى العياشي، عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله

ص: 441


1- (1) ط كمباني ج 8 / 637، وجديد ج 33 / 508.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 170، وجديد ج 78 / 195.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 394، وجديد ج 27 / 169.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 166 و 167، وجديد ج 71 / 185 - 191.

عز وجل: * (فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) * قال: العمل الصالح المعرفة بالأئمة (عليهم السلام)، * (ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) * التسليم لعلي (عليه السلام)، لا يشرك معه في الخلافة من ليس له ذلك، ولا هو من أهله (1). وتقدم في " شرك "، وفي " طوع " و " دين " ما يتعلق بذلك.

تفسير قوله تعالى: * (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) *: عن الصادق (عليه السلام) قال: ليس يعني أكثركم عملا ولكن أصوبكم عملا، وإنما الإصابة خشية الله والنية الصادقة (2).

ورواه الكليني في الكافي مع زيادة، كما في البحار (3).

والرضوي (عليه السلام) في هذه الآية خلق خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته، لا على سبيل الامتحان والتجربة، لأنه لم يزل عليما بكل شئ. فقال المأمون:

فرجت عني - الخ (4).

عملق:

في خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع: لأقتلن العمالقة في كتيبة.

فقال له جبرئيل: أو علي؟ قال: أو علي بن أبي طالب (5).

في أن جرهم سكنت حول الكعبة بعد عماليق، وسموا عماليق لأن أباهم عملاق بن لود بن سام بن نوح. وقيل: الصحيح عملاق بن لاود بن سام. ويقال لعملاق: عمليق أيضا.

وفي رواية فضل مسجد السهلة قال الصادق (عليه السلام): ومنه سار إبراهيم إلى اليمن بالعمالقة - الخ. كل ذلك في البحار (6).

وفي المجمع: والعمالقة من ولد عمليق (كقنديل) ابن لاوز بن إرم بن سام بن

ص: 442


1- (1) ط كمباني ج 9 / 102، وجديد ج 36 / 106.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 3، وجديد ج 57 / 11.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 82 و 87، وجديد ج 70 / 230 و 250.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 18، وجديد ج 57 / 75.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 229، وجديد ج 53 / 114.
6- (6) جديد ج 11 / 57، وط كمباني ج 5 / 16.

نوح، وهم أمم تفرقوا في البلاد، وفي النهاية: العمالقة الجبابرة الذين كانوا بالشام من بقية قوم نوح وعاد، وفي دعاء السمات دعا يوشع عليهم حين حاربوه فأصبحوا موتى. إنتهى.

ووقع نظيره في هذه الأمة حيث أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قاتل جبابرة أهل الشام بصفين، ولعله المراد بقول جبرئيل: أو علي (عليه السلام).

عمم:

في أن الملائكة الذين أرسلوا إلى قوم لوط كانوا متعممين بعمائم بيض، كما في البحار (1).

تعمم جبرئيل بعمامة سوداء يوم هلاك فرعون (2).

تعمم جبرئيل بعمامة صفراء (3). وبعمامة بيضاء (4).

في أنه كانت على الملائكة الذين أرسلوا يوم بدر لنصر المؤمنين العمائم البيض، كما قاله مولانا الباقر (عليه السلام)، وفسر المسومون في الآية الكريمة بالعمائم، كما قاله الرضا (عليه السلام) (5).

الكافي: عن أبي همام، عن أبي الحسن (عليه السلام) في قول الله: * (مسومين) * قال العمائم إعتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسدلها من بين يديه ومن خلفه، واعتم جبرئيل فسدلها من بين يديه ومن خلفه (6).

وصف عمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقلنسوته (7).

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) معتما بعمامة سوداء في تزويج خديجة (8).

ص: 443


1- (1) ط كمباني ج 5 / 156 و 157، وجديد ج 12 / 163 و 169.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 258، وجديد ج 13 / 154.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 213، وجديد ج 37 / 161.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 543، وجديد ج 20 / 272.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 91 مكررا، و ج 6 / 466 و 469، وجديد ج 19 / 284 و 297 و 324، و ج 83 / 195.
6- (6) جديد ج 19 / 297.
7- (7) جديد ج 16 / 250، وط كمباني ج 6 / 155.
8- (8) جديد ج 16 / 67، وط كمباني ج 6 / 115.

وعند الزفاف كان (صلى الله عليه وآله) معتما بعمامة حمراء (1).

ودخل (صلى الله عليه وآله) مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء (2).

في أنه نزع عمامته السحاب من رأسه يوم الأحزاب، وعمم أمير المؤمنين (عليه السلام) بها تسعة أكوار (3).

تعمم أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعمامة سوداء (4).

وروى أبو مخنف، عن زيد بن صوحان قال: شهدت عليا (عليه السلام) بذي قار وهو معتم بعمامة سوداء ملتف - الخ (5).

وخروجه بين الصفين في يوم الجمل وعليه عمامة سوداء (6). وكذا يوم صفين (7).

وفي رواية تفسير فرات بن إبراهيم عمامة بيضاء (8).

وتعمم أمير المؤمنين (عليه السلام) بعمامة صفراء (9).

الروايات من طرق العامة في تعميم الرسول (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) بعمامة السحاب في يوم الغدير (10).

وفي رواية وفاة فاطمة (عليها السلام): ألقى أمير المؤمنين (عليه السلام) الرداء عن عاتقه والعمامة عن رأسه (11).

في أن مولانا السجاد صلوات الله عليه دخل المسجد وعليه عمامة سوداء (12).

ص: 444


1- (1) جديد ج 16 / 73.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 124، وجديد ج 16 / 110.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 528، و ج 6 / 529، وجديد ج 20 / 203، و ج 41 / 88.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 84، وجديد ج 29 / 47.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 404، وجديد ج 32 / 62.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 433.
7- (7) ص 499، وجديد ج 32 / 189 و 510.
8- (8) ط كمباني ج 8 / 517 و 518، وجديد ج 32 / 605.
9- (9) جديد ج 42 / 204، وط كمباني ج 9 / 650.
10- (10) كتاب الغدير ط 2 ج 1 / 290 - 293، وجديد ج 42 / 69، وط كمباني ج 9 / 615.
11- (11) ط كمباني ج 10 / 51، وجديد ج 43 / 178.
12- (12) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 91، وجديد ج 83 / 199.

تعمم مولانا الباقر (عليه السلام) بعمامة صفراء في تشييع جنازة ابن ابنه (1).

تعمم الرضا صلوات الله عليه بعمامة بيضاء عند خروجه لصلاة العيد (2).

ورأي طبيب نصراني مولانا عليا الهادي (عليه السلام) على فرس أدهم، وعليه ثياب سود، وعمامة سوداء (3).

تعمم مولانا ولي العصر صلوات الله عليه بعمامة خز خضراء (4). وبعمامة صفراء (5).

ظهور مولانا الحسين (عليه السلام) وعليه عمامة سوداء (6).

تعمم جابر بعمامة سوداء، كما في الكافي باب مولد الباقر (عليه السلام).

وتقدم في " دجن ": إعتمام أبي دجانة بين الصفين. وفي " غمم ": أن التعمم قاعدا يورث الغم (7).

وخرج أبو جهل يوم بدر، وعليه عمامة حمراء (8).

ولما دخل ابن زياد الكوفة كان على رأسه عمامة سوداء (9).

وفي الكافي كتاب الزي والتجمل باب العمائم، سبعة روايات، منها: روايتان في ذم التعمم من دون التحنك، وإن أصابه داء فلا يلومن إلا نفسه، وأن العمائم تيجان الملائكة وتيجان العرب، وأن الطابقية عمة إبليس، وهي التي لم يدر تحت حنكه.

ص: 445


1- (1) ط كمباني ج 11 / 184، وجديد ج 47 / 264.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 39 و 51، و ج 18 كتاب الصلاة ص 91 و 860، وجديد ج 83 / 198، و ج 49 / 135 و 171.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 137، وجديد ج 50 / 161.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 119، وجديد ج 52 / 56.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 201، وجديد ج 53 / 6، وص 7.
6- (6) ط كمباني ج 13 / 201، وجديد ج 53 / 6، وص 7.
7- (7) ط كمباني ج 16 / 92، وجديد ج 76 / 322.
8- (8) ط كمباني ج 6 / 469، وجديد ج 19 / 299.
9- (9) ط كمباني ج 10 / 177، وجديد ج 44 / 340.

والنبوي (صلى الله عليه وآله): تعمموا تزدادوا حلما، العمامة من المروءة (1).

ثواب الأعمال: في الصحيح، عن ابن رئاب، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ضمنت لمن يخرج من بيته معتما أن يرجع إليه سالما (2). تقدم في " ضمن ".

ثواب الأعمال: عن درست، عن إبراهيم، عن أبي الحسن الأول صلوات الله عليه قال: أنا الضامن لمن خرج من بيته يريد سفرا معتما تحت حنكه أن لا يصيبه السرق والغرق والحرق.

المحاسن: عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد مثله (3).

والكافي عن علي بن الحكم رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) نحوه.

مكارم الأخلاق: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ركعتان بعمامة أفضل من أربع بغير عمامة (4).

بيان: قال المجلسي: الظاهر أن هذه الرواية عامية، وبها استند الشهيد وغيره ممن استحبها في الصلاة، ولم أر في أخبارنا ما يدل على ذلك، نعم ورد استحباب العمامة مطلقا في أخبار كثيرة وحال الصلاة من جملة تلك الأحوال، وكذا ورد استحباب كثرة الثياب في الصلاة وهي منها، وهي من الزينة فتدخل تحت الآية، ولعل هذه الرواية مع تأيدها بما ذكرنا تكفي في إثبات الحكم الاستحبابي - إلى أن قال: - ولعل الأحوط عدم قصد استحبابها في خصوص الصلاة، بل يلبسها على أنها حال من الأحوال. ثم إن الأصحاب ذكروا كراهة العمامة بغير حنك - الخ.

أقول: وقد تقدم في " حنك ": بقية الكلام من أراده فعليه به.

وعن غوالي اللئالي: عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: من صلى بغير حنك فأصابه داء لا دواء له فلا يلومن إلا نفسه.

ص: 446


1- (1) جديد ج 77 / 166، وط كمباني ج 17 / 47.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 34 و 58 و 62، وجديد ج 76 / 166 و 230 و 241.
3- (3) ط كمباني ج 16 / 58.
4- (4) جديد ج 83 / 193، وط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 90.

وفي المستدرك عن الكراجكي في روضة العابدين قال: ويكره الصلاة في عمامة لا حنك لها إلا أن ينقص طولها عن سبعة أذرع. والظاهر أن ما ذكره متن الخبر أو معناه.

ونقل عن الآداب الدينية للشيخ الطبرسي قال: وإذا أراد أن يتعمم فينبغي أن يكون قائما، ويستحب أن يتلحى، وهو أن يديل تحت ذقنه. ويقول عند التعمم:

اللهم سومني بسيماء الإيماء، وتوجني بتاج الكرامة، وقلدني حبل الإسلام، ولا تخلع ربقة الإسلام من عنقي.

وقال في الحاشية بعد كلام: فظهر أن كل ما أورده فيه (يعني الطبرسي في الآداب الدينية) مروي مأثور موجود في الكتب المعتبرة.

أقول: يأتي في " غمم ": أن التعمم قاعدا يورث الغم والهم.

وعن الشهيد الثاني في رسالة الجمعة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: إن الله وملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة.

ذكر أعمام النبي (صلى الله عليه وآله) وعماته، وآخر من مات من أعمامه العباس، ومن عماته صفية (1).

وتقدم في " أبى " و " أزر ": إطلاق الأب على العم، وفي " هشم ": ذكر أولاده وأحفاده.

عمى:

باب آداب معاشرة العميان والزمني وأصحاب العاهات المسرية (2).

تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قاد ضريرا أربعين خطوة على أرض سهلة لا يفي بقدر إبرة من جميعه طلاع الأرض ذهبا، فإن كان فيما قاده مهلكة جوزه عنها وجد ذلك في

ص: 447


1- (1) ط كمباني ج 6 / 731 و 734، وجديد ج 22 / 247.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 122، وجديد ج 75 / 14.

ميزان حسناته يوم القيامة أوسع من الدنيا مائة ألف مرة، ورجح بسيئاته كلها ومحقها، وأنزله في أعلى الجنان وغرفها (1). وتقدم في " ضرر " ما يتعلق بذلك.

تفسير قوله تعالى: * (وما يستوي الأعمى والبصير) * وأن الأعمى أبو جهل، والبصير أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما في البحار (2).

في أن قوله تعالى: * (من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى) * نزل في ابن عباس وأبيه، كما في البحار (3).

رجال الكشي: وفي توقيع أبي محمد العسكري (عليه السلام): إنها ليس تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، وذلك قول الله عز وجل في محكم كتابه للظالم: * (رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا) * - الخبر. ويستفاد من ذيله أنه عمى القلوب عن معرفة حجة الله على خلقه (4).

وتقدم في " اخر ": أن المراد بالآخرة الرجعة، وصرح بذلك الإمام (عليه السلام) في رواية أبي بصير، كما في البحار (5).

الروايات الشريفة في أن من استطاع إلى الحج وسوف الحج حتى مات فهو داخل في هذه الآية: * (من كان في هذه أعمى) * يعني الأعمى عن طريق الجنة، وعن فريضة من الفرائض (6).

وفي احتجاج مولانا الرضا (عليه السلام) على عمران الصابي قال بعد قراءة هذه الآية:

يعني أعمى عن الحقائق الموجودة - الخ (7).

تأويل الأعمى في قوله تعالى: * (أفمن يعلم أنما انزل إليك من ربك الحق

ص: 448


1- (1) جديد ج 75 / 15.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 172، وجديد ج 24 / 372.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 172، و ج 14 / 97، وجديد ج 24 / 375، و ج 58 / 24.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 174، وجديد ج 50 / 319.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 216، وجديد ج 53 / 67.
6- (6) ط كمباني ج 21 / 2 و 3، و ج 3 / 234، وجديد ج 99 / 5 و 6 و 12، و ج 7 / 149.
7- (7) ط كمباني ج 4 / 165، وجديد ج 10 / 316.

كمن هو أعمى) * بالأول، وقوله: * (من يعلم) *. بمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) (1).

كلمات الطبرسي في قوله تعالى: * (ونحشره يوم القيامة أعمى) * (2).

الروايات في أن من ترك ولاية علي (عليه السلام) أعماه الله وأصمه عن الهدى، وفي رواية أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام) في قوله: * (من أعرض عن ذكري) * يعني ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) قلت: * (ونحشره يوم القيامة أعمى) * قال: أعمى البصيرة في الآخرة، أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) - الخ (3).

النبوي (صلى الله عليه وآله): إن أعمى العمى الضلالة بعد الهدى (4).

استماع أعمى دعاء مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): اللهم إني أسألك يا رب الأرواح الفانية - الخ، فحفظها ورجع إلى بيته فتطهر وصلى ودعا فشفاه الله تعالى ببركة الدعاء (5).

عماء أبصار المنافقين عن النظر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) حين قضاء الحاجة (6).

دعاء عمياء: بقولها: " اللهم بحق محمد وآله رد علي بصري " فرد الله عليها بصرها (7).

خبر أعمى الواسطي الذي ذهبت عينه اليمنى، فشفي ببركة يد أمير المؤمنين (عليه السلام) في المنام (8).

ومن يقرأ سورة يوسف، ويقرأ قوله تعالى حكاية عن يوسف: * (إذهبوا بقميصي هذا وألقوه على وجه أبي يأت بصيرا) *، ويقرأ شفاء عيني يعقوب بقميص

ص: 449


1- (1) ط كمباني ج 9 / 266، وجديد ج 38 / 27.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 234، وجديد ج 7 / 149.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 102، وجديد ج 36 / 101.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 48. وقريب منه في ص 49، وجديد ج 77 / 168 و 174.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 558، وجديد ج 41 / 209.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 604، وجديد ج 42 / 30.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 608، و ج 6 / 300. ونظيره في جديد ج 18 / 13، و ج 42 / 44.
8- (8) إحقاق الحق ج 8 / 766.

يوسف، لا يستبعد شفاء الأعين ببركة يدي الإمام (عليه السلام).

قرب الإسناد: عن مولانا الرضا صلوات الله عليه قال: ما سلب أحد كريمتيه إلا عوضه الله الجنة (1).

ثواب الأعمال: روي لا يسلب الله عز وجل عبدا مؤمنا كريمتيه أو إحداهما، ثم يسأله عن ذنب (2).

وتقدم في " شفى ": ما يتعلق بذلك، وكذا شفاء أعين ببركة النبي وآله الطيبين عليه وعليهم السلام.

خبر أعمى الذي سئل عن علة عماه، فقال: كنت في عسكر ابن سعد، فكحلني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بدم، فاحترقت عيناي، فلما انتبهت من النوم كنت أعمى (3).

جملة من المعميات في كتاب الروضات (4)، وكذا في خزائن النراقي.

ومن كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام): وتكرموا بالتعامي عن الاستقصاء، وروي بالتعامس من الاستقصاء (5).

بيان: التعامي: إظهار العمى والتجاهل، والتعامس: التغافل.

عنب:

باب العنب (6).

تقدم في " رمن ": قول الرسول (صلى الله عليه وآله): خلقت النخلة والرمان والعنب من فضل طينة آدم (7). طب الأئمة عنه مثله.

في نزاع آدم وإبليس في شجرة عنب، وحكومة روح القدس برمي النار عليها

ص: 450


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 135، وجديد ج 81 / 182.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 136. وقريب منه ص 138، وجديد ج 81 / 184 و 193.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 269 و 270، وجديد ج 45 / 303 و 306.
4- (4) الروضات ط 2 ص 259.
5- (5) جديد ج 78 / 64، وط كمباني ج 17 / 133.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 844، وجديد ج 66 / 147.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 552، وجديد ج 62 / 296.

واحتراق ثلثيها (1). وقصة نوح في ذلك (2).

مص الشيطان العنب الذي أخذه من حواء فلذلك حرم عصيرة الخمر (3).

نزاع نوح مع إبليس وقوله للملعون: لك الثلثان منه (4).

نزول العنب الأبيض على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأكله وإطعامه عليا (عليه السلام) (5).

وكان مولانا الإمام السجاد (عليه السلام) يعجبه العنب، وقصة إهداء الجارية إياه به في البحار (6).

وقصة تصدق مولانا الصادق (عليه السلام) بالعنب لسائل، ورده ومجئ سائل آخر، وقبوله وحمده وزيادته (7).

خروج العنب والرمان من الشجرة في غير أوانه بأمر مولانا الصادق (عليه السلام) (8).

نزول العنب والرطب على الصادق (عليه السلام) من السماء بدعائه (9). وكذا نزول العنب والبردين الجديدين له فيه (10).

أقول: في مدينة المعاجز (11) رواية في أنه أخرج مولانا الحسين (عليه السلام) عنبا وموزا من سارية المسجد في غير أوانه لولده علي الأكبر.

ص: 451


1- (1) ط كمباني ج 5 / 57، و ج 14 / 617 و 916، و ج 16 / 140، وجديد ج 11 / 210، و ج 63 / 210، و ج 66 / 502.
2- (2) ص 503، و ج 79 / 174.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 58، و ج 14 / 617، وجديد ج 11 / 215.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 80، و ج 16 / 135 و 140، وجديد ج 11 / 293 مكررا، و ج 79 / 174 و 145.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 283، و ج 9 / 196. ونحوه فيه ص 373 مكررا، وجديد ج 17 / 360، و ج 35 / 32، و ج 37 / 101، و ج 39 / 123 و 125.
6- (6) ط كمباني ج 11 / 22 و 26، و ج 14 / 844، وجديد ج 46 / 72 و 90، و ج 66 / 148.
7- (7) ط كمباني ج 11 / 116، و ج 20 / 36، وجديد ج 47 / 42، و ج 96 / 135.
8- (8) ط كمباني ج 11 / 132، وجديد ج 47 / 100.
9- (9) ط كمباني ج 11 / 151، وجديد ج 47 / 161.
10- (10) ط كمباني ج 11 / 145، وجديد ج 47 / 142.
11- (11) مدينة المعاجز ص 239.

وأما منافع العنب:

روى الشهيد في الدروس فوائد الفواكه وغيرها قال: إن العنب الرازقي والرطب المشان والرمان الأمليس من فواكه الجنة، وإن أكل العنب الأسود يذهب الغم وليؤكل مثنى، وروي فرادى أمرأ وأهنأ. وروي شيئان يؤكلان باليدين جميعا العنب والرمان (1).

طب الأئمة: وقال (صلى الله عليه وآله): أكرموا عمتيكم النخلة والزبيب. وقال: ربيع أمتي العنب والبطيخ (2). وقال: كل العنب حبة حبة، فإنها أهنأ (3).

وتقدم في " زبب ": فوائد الزبيب. وتقدم في " رمن ": أن الرمان والعنب خلقا من فضل طينة آدم.

قول الصادق (عليه السلام): حبة حبة يأكله الشيخ الكبير والصبي الصغير، وثلاثة وأربعة من يظن أنه لا يشبع، فكله حبتين حبتين فإنه يستحب - الخ. وكان النبي (صلى الله عليه وآله) ربما أكل العنب حبة حبة (4).

طب الأئمة: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يحب من الفاكهة العنب والبطيخ (5). وقال: خير طعامكم الخبز، وخير فاكهتكم العنب (6).

الروايات بأن العنب نزل من الجنة (7).

الروايات بأن العنب يذهب بالغم خصوصا العنب الأسود في البحار (8).

وتقدم في " ضرر ": أن العنب من الثلاثة التي لا تضر.

ص: 452


1- (1) ط كمباني ج 14 / 550، وجديد ج 62 / 283.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 552، وجديد ج 62 / 296.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 553 و 839، وجديد ج 62 / 296 و 297، و ج 66 / 123.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 838، وجديد ج 66 / 119.
5- (5) جديد ج 62 / 298، وص 292.
6- (6) جديد ج 62 / 298، وص 292.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 838، وجديد ج 62 / 122.
8- (8) ط كمباني ج 16 / 92، و ج 5 / 442 و 92، و ج 14 / 553 و 844، وجديد ج 14 / 460، و ج 62 / 298، و ج 66 / 149، و ج 76 / 323.

والنبوي (صلى الله عليه وآله): لا تسموا العنب الكرم، فإن المؤمن هو الكرم.

بيان: يقال: رجل كرم أي كريم، وصف بالمصدر، كرجل عدل (1).

باب العصير من العنب والزبيب (2).

باب العناب (3).

مكارم الأخلاق: إنه علم أمير المؤمنين (عليه السلام) في المنام رجلا شكى إليه بياض عينيه، أن يدق العناب ويكتحل به، فدقه بنواه واكتحل به، فانجلت الظلمة عن عينيه. وعن علي (عليه السلام) قال: العناب يذهب بالحمى. وقال الصادق (عليه السلام): فضل العناب على الفواكه كفضلنا على سائر الناس (4). وفيه منافعه من كلمات الأطباء.

النبوي (صلى الله عليه وآله): العناب يذهب بالحمى (5).

عنبر:

يجئ في " مسك ": ما يتعلق بالعنبر.

عنت:

العنت: محركة: الفساد والإثم والهلاك، ودخول المشقة على الإنسان، واعنته غيره.

الخصال: عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن الأول، عن أبيه صلوات الله عليهما قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): عشرة يعنتون أنفسهم وغيرهم: ذو العلم القليل، يتكلف أن يعلم الناس كثيرا، والرجل الحليم ذو العلم الكثير ليس بذي فطنة، والذي يطلب ما لا يدرك ولا ينبغي له، والكاد غير المتئد، والمتئد الذي ليس له مع تؤدته علم، وعالم غير مريد للصلاح، ومريد للصلاح وليس بعالم، والعالم يحب الدنيا، والرحيم بالناس يبخل بما عنده، وطالب العلم يجادل فيه من هو أعلم، فإذا علمه لم يقبل منه.

ص: 453


1- (1) ط كمباني ج 14 / 844، و ج 16 / 38، وجديد ج 66 / 150، و ج 76 / 175.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 140، وجديد ج 79 / 174.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 538، وجديد ج 62 / 232.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 538، وجديد ج 62 / 232.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 553، وجديد ج 62 / 298، وهذه الروايات في الوسائل والمستدرك.

بيان: قوله: ليس بذي فطنة أي حصل علما كثيرا لكن ليس بذي فطانة وفهم، يدرك حقائقها، فهو ناقص في جميعها. والتؤدة: الرزانة والتأني، والفعل: إتأد - الخ (1).

أقول: تأد واتأد: التأني والرزانة.

عند:

تفسير العنيد في قوله تعالى: * (وخاب كل جبار عنيد) *: قال الإمام الباقر (عليه السلام) في رواية أبي الجارود: العنيد المعرض عن الحق (2).

باب فيه كفر من عاند أمير المؤمنين (عليه السلام) وعقابه (3).

وعن ابن مسعود: عن النبي (صلى الله عليه وآله) في قوله تعالى: * (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) * قال: الكافر من جحد نبوتي، والعنيد من جحد ولاية علي (عليه السلام) وعترته.

عنز:

العنزة والعنز ما يطعن به، يقال: طعنه بالعنزة.

مناقب ابن شهرآشوب: كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) عنزة يقال لها المثنى أنفذها النجاشي. ويقال: إن النجاشي أعطى للزبير عنزة، فلما جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) أعطاه إياها وكان بلال يحملها بين يديه يوم العيد، ويخرج بها في أسفاره فتركز بين يديه يصلي إليها ويقولون هي التي تحمل المؤذنون بين يدي الخلفاء (4).

عن الواقدي: وكان الزبير بن العوام يقول: لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص على فرس عليه لامة كاملة لا يرى منه إلا عيناه، فطعنت في عينه فوقع فوطئت برجلي على خده حتى أخرجت العنزة مع حدقته، وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) تلك العنزة، فكانت تحمل بين يديه (5).

ص: 454


1- (1) ط كمباني ج 1 / 84، و ج 17 / 106، وجديد ج 2 / 51، و ج 77 / 400. وفيه عشرة يفتنون أنفسهم - الخ.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 35، وجديد ج 72 / 232.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 421، وجديد ج 39 / 330.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 124، وجديد ج 16 / 110. وله سبع أعنز ص 108.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 477، وجديد ج 19 / 336.

أقول: ومن طريف ما نقل من التصحيف ما وقع لأبي موسى محمد بن المثنى العنزي، المنسوب إلى عنزة بن أسد بن ربيعة، وهو أنه قال: نحن قوم لنا شرف، نحن من عنزة، صلى إليها رسول الله (صلى الله عليه وآله). ويريد بذلك ما روي أنه صلى إلى عنزة أي العنزة التي كان يجعلها سترة ويصلي إليها، كما تقدم في " ستر ".

قال الصادق (عليه السلام) لمفضل بن عمر: يا مفضل كأني أنظر إليه (أي إلى الحجة (عليه السلام)) دخل مكة وعليه بردة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعلى رأسه عمامة صفراء، وفي رجله نعلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) المخصوفة، وفي يده هراوته يسوق بين يديه عنازا عجافا حتى يصل بها نحو البيت (1).

مدح عنز حلوب، وأنه ما من مؤمن يكون في منزله إلا قدس أهله، وبورك عليهم، وإن كانت اثنتين قدسوا كل يوم مرتين (2). وتقدم في " شوه " ما يتعلق بذلك.

عنصر:

باب الأرض وكيفيتها وجوامع أحوال العناصر (3).

توحيد المفضل، قال الصادق (عليه السلام): فكر يا مفضل فيما خلق الله عز وجل هذه الجواهر الأربعة - الخ (4).

كلمات الحكماء والمتكلمين في العناصر الأربعة: النار والهواء والماء والأرض (5).

كلمات الفلاسفة في العناصر الأربعة، ومزاجها وطبقاتها (6).

وتقدم في " أصل ": أن أصل الأشياء الماء.

عنف:

عنف بالرجل وعليه: لم يرفق به، وعامله بشدة.

ص: 455


1- (1) ط كمباني ج 13 / 201، وجديد ج 53 / 6.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 686، وجديد ج 64 / 130.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 294، وجديد ج 60 / 51.
4- (4) كمباني ج 14 / 304. وتمامه ج 2 / 38، وجديد ج 3 / 121، و ج 60 / 86.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 265، وجديد ج 59 / 331.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 279، وجديد ج 59 / 388.

نوادر الراوندي: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من عمل أحب إلى الله تعالى وإلى رسوله من الإيمان بالله والرفق بعباده، وما من عمل أبغض إلى الله من الإشراك بالله تعالى والعنف على عباده (1). وتقدم في " رفق " ما يتعلق به.

كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: في النبوي الباقري (عليه السلام): إن الله رفيق يعطي الثواب ويحب كل رفيق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف (2).

عنق:

في تشريح العنق (3). ويأتي في " وهي ": أن الواهية وجع العنق وفيه ما يدفعه.

عناق بنت آدم أول من بغى على الله تعالى على وجه الأرض، وخلق الله لها عشرين أصبعا، في كل أصبع ظفران طويلان، وكان مجلسها جريب من الأرض، فلما بغت بعث الله عليها أسدا وذئبا ونسرا، فقتلوها. وهذا ما تقدم في " بغى " فراجع إليه، وإلى البحار (4).

باب المصافحة والمعانقة والتقبيل (5).

معانقة إبراهيم الخليل مع العابد الذي كان يعبد الله في جبل بيت المقدس، وكان قد دعى الله أن يريه الله خليله (6). وهما أول اثنين اعتنقا على وجه الأرض.

الروايات في معانقة النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) وتقبيله بين عينيه (7). وتقدم في " صفح " ما يتعلق به.

ص: 456


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 132، وجديد ج 75 / 54.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 132، وجديد ج 75 / 54.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 490، وجديد ج 62 / 22.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 62 و 65، و ج 7 / 125، و ج 8 / 172 و 392، و ج 13 / 213، وجديد ج 11 / 226 و 237، و ج 24 / 169، و ج 29 / 576، و ج 32 / 14، و ج 53 / 55.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 248، وجديد ج 76 / 19.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 248، وكتاب الإيمان ص 293، و ج 5 / 112 و 133، وجديد ج 12 / 10 و 76، و ج 69 / 287.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 275 و 285 و 334، وجديد ج 38 / 65 و 107 و 307.

معانقة الملك الموكل بالماء مع مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) (1).

وقال الصادق (عليه السلام): إن تمام التحية للمقيم المصافحة، وتمام التسليم على المسافر المعانقة. وقال: تصافحوا: فإنها تذهب بالسخيمة (2).

الكافي: عن أحدهما صلوات الله عليهما في حديث زيارة الأخ قال: فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا أقبل الله عليهما بوجهه، ثم باهى بهما الملائكة - الخبر (3).

بيان: قال الجوهري: عانقه، إذا جعل يديه على عنقه، وضمه إلى نفسه، وتعانقا واعتنقا فهو عنيقه. إنتهى. وكأنه لا خلاف بيننا في استحباب المعانقة إذا لم يكن فيها غرض باطل، أو داعي شهوة، أو مظنة هيجان ذلك كالمعانقة مع الأمرد، وكذا التقبيل، ثم ذكر كلمات العامة في الجواز، واحتجاجهم بمعانقة النبي مع جعفر حين قدم من الحبشة ومعانقته مع الحسن المجتبى (عليه السلام) وهو صغير (4).

وأما العنقاء فهي من المسوخ ممن غضب الله عز وجل عليه، فمسخه وجعله مثلة، كما قاله الرضا (عليه السلام) في رواية العلل (5).

وهي لم تقبل الولاية والأمانة حين عرضت على الأشياء فلعنها الله من بين الطيور، فغابت في البحار لا ترى، كما في البحار (6).

الكلمات في العنقاء، ووصفها، وأحوالها، وأنه دعا عليها حنظلة النبي، كما في البحار (7).

كلمات الثعلبي في العرائس الراجعة إلى عنقاء في البحار (8).

ص: 457


1- (1) جديد ج 39 / 110، وط كمباني ج 9 / 370.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 184، وجديد ج 78 / 243.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 252، وجديد ج 76 / 34.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 253.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 785، وجديد ج 65 / 222.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 568، و ج 14 / 664، وجديد ج 41 / 245، و ج 64 / 47.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 790، وجديد ج 65 / 242.
8- (8) ط كمباني ج 5 / 370، وجديد ج 14 / 156.

عنكب:

قال الله تعالى: * (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) *.

في أنه كنى عن فلانة الخاطئة بنت أبي دون بالعنكبوت، في قوله تعالى:

* (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) *، كما في رواية كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا، عن أبي جعفر (عليه السلام) (1).

النبوي العلوي (عليه السلام): بيت الشيطان من بيوتكم، بيوت العنكبوت (2).

والعنكبوت تبني بيوتها على وجه عجيب، وذلك لأنها ما نسجت الشبكة التي هي مصيدتها إلا بعد أن تفكرت أنه كيف ينبغي وضعها حتى يصلح لاصطياد الذباب بها، وهذه الأفعال فكرية ليست أقل من الأفكار الإنسانية، كما في البحار (3).

في أن العنكبوت كانت امرأة سحرت زوجها فمسخت، كما قاله مولانا الصادق (عليه السلام) (4).

وفي رواية أخرى: كانت سيئة الخلق عاصية لزوجها مولية عنه، فمسخها الله عنكبوتا (5).

وفي رواية أخرى: مسخت لأنها كانت خائنة للبعل. وكانت تمكن فرجها سواه (6).

الروايات الآمرة بتنظيف البيوت من بيت العنكبوت، وأن تركه يورث الفقر في البحار (7).

ص: 458


1- (1) ط كمباني ج 8 / 454، وجديد ج 32 / 286.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 629، وجديد ج 63 / 260.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 676، وجديد ج 64 / 90.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 784. ومثله النبوي ص 785، وجديد ج 65 / 220 و 224.
5- (5) جديد ج 65 / 223، وص 227.
6- (6) جديد ج 65 / 223، وص 227.
7- (7) ط كمباني ج 16 / 38 مكررا، وجديد ج 76 / 175 - 177.

نسج العنكبوت باب الغار فنسجت في وجه النبي وسترته (1).

قال أفلاطون: أحرص الأشياء الذباب، وأقنع الأشياء العنكبوت، فجعل الله رزق أقنع الأشياء أحرص الأشياء، فسبحان اللطيف الخبير (2).

في توحيد المفضل، أشار الصادق (عليه السلام) إلى هذا النوع، فقال: انظر إلى هذا الذي يقال له: الليث، وتسميه العامة أسد الذباب، وما أعطي من الحيلة والرفق في معاشه، فإنك تراه حين يحس بالذباب قد وقع قريبا منه تركه مليا حتى كأنه موات لا حراك به، فإذا رأى الذباب قد اطمأن وغفل عنه دب دبيبا دقيقا حتى يكون منه بحيث يناله وثبه، ثم يثب عليه فيأخذه فإذا أخذه اشتمل عليه بجسمه كله مخافة أن ينجو منه فلا يزال قابضا عليه حتى يحس بأنه قد ضعف واسترخى، ثم يقبل عليه فيفترسه ويحيى بذلك منه.

فأما العنكبوت فإنه ينسج ذلك النسج فيتخذ شركا ومصيدة للذباب، ثم يكمن في جوفه، فإذا نشب فيه الذباب احتال عليه بلدغه ساعة بعد ساعة، فيعيش بذلك منه. إنتهى ما نقلناه عن توحيد المفضل.

قال الدميري في ذكر أنواع العنكبوت: ومنها: نوع يضرب بالحمرة له زغب، وله في رأسه أربع إبر ينهش بها، وهو لا ينسج بل يحفر بيته في الأرض، ويخرج بالليل كسائر الهوام.

ومنها الرتيلا. قال الجاحظ: الرتيلا نوع من العناكب، وتسمى عقرب الحيات لأنها تقتات الحيات والأفاعي، وقيل: إنها ستة أنواع، وقيل: ثمانية وكلها من أصناف العنكبوت.

وقال الجاحظ ولد العنكبوت أعجب من الفروخ الذي يخرج إلى الدنيا كاسبا كاسبا، لأن ولد العنكبوت يقوى على النسج ساعة يولد من غير تلقين ولا تعليم ويبيض ويحضن وأول ما يولد يكون دودا صغيرا، ثم يتغير ويصير عنكبوتا،

ص: 459


1- (1) ط كمباني ج 6 / 290، وجديد ج 17 / 392، و ج 19 / 74 و 40.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 671، وجديد ج 64 / 78 و 79.

وتكمل صورته عند ثلاثة أيام، وهو يطاول للسفاد فإذا أراد الذكر الأنثى جذب بعض خيوط نسجها من الوسط، فإذا فعل ذلك فعلت الأنثى مثله، فلا يزالان يتدانيان حتى يتشابكا فيصير بطن الذكر قبالة بطن الأنثى، وهذا النوع من العناكب حكيم، ومن حكمته أنه يمد السدا، ثم يعمل اللحمة، ويبتدئ من الوسط، ويهيئ موضعا لما يصيده من مكان آخر كالخزانة، فإذا وقع شئ فيما نسجه وتحرك عمد إليه وشبك عليه شيئا يضعفه، فإذا علم ضعفه حمله وذهب به إلى خزانته، فإذا خرق الصيد من النسج شيئا عاد إليه ورمه، والذي تنسجه لا تخرجه من جوفها بل من خارج جلدها وفمها مشقوق بالطول - الخ (1).

عنن:

خبر العنين الذي شكت امرأته إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فأمره بطلاق زوجته (2).

قضاؤه في عنين، ادعت امرأته أنه عنين وبيانه طريق كشف ذلك (3).

عنى:

حديث عنوان البصري (4).

باب معاني الأسماء واشتقاقها (5). والمراد بالمعاني في أسمائه تعالى هو ذاته القدوس العلي الأعلى، ففي الروايات من عبد الاسم فقد كفر، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك، ومن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه فهو حق مؤمن، وذلك التوحيد.

باب المغايرة بين الاسم والمعنى، وأن المعبود هو المعنى، والاسم حادث (6).

والرضوي (عليه السلام): إنما التشبيه في المعنى، فأما في الأسماء فهي واحدة، وهي

ص: 460


1- (1) جديد ج 64 / 79.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 477، وجديد ج 40 / 226.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 492، وجديد ج 40 / 285.
4- (4) جديد ج 1 / 224، وط كمباني ج 1 / 69.
5- (5) ط كمباني ج 2 / 153، وجديد ج 4 / 172.
6- (6) ط كمباني ج 2 / 148، وجديد ج 4 / 153.

دلالة على المسمى (1).

وفي الرواية الرضوية المفصلة في إطلاق الأسماء والصفات على الخالق والمخلوق كالسميع والبصير وغيرهما، قال: قد جمعنا الاسم واختلف المعنى (2).

باب نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات (3).

التوحيد، الإحتجاج: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال في صفة القديم: إنه واحد أحد صمد أحدي المعنى، ليس بمعان كثيرة مختلفة. قال: قلت:

جعلت فداك يزعم قوم من أهل العراق أنه يسمع بغير الذي يبصر ويبصر بغير الذي يسمع. قال: فقال: كذبوا، وألحدوا وشبهوا، تعالى الله عن ذلك، إنه سميع بصير، يسمع بما يبصر ويبصر بما يسمع - الخ (4).

في المجمع والمعاني التي أثبتها الأشاعرة للباري تعالى عن ذلك، هي الصفات التي زعموها له من أنه قادر بقدرة، وعالم بعلم، وحي بحياة إلى غير ذلك، وزعموا أنها قديمة حالة في ذاته، فهي زائدة على ذاته - الخ.

وفي الحديث السجادي (عليه السلام) قال: يا جابر أتدري ما المعرفة؟ المعرفة إثبات التوحيد أولا ثم معرفة المعاني ثانيا - إلى أن قال: - وأما المعاني فنحن معانيه ومظاهره فيكم، اخترعنا من نور ذاته - الخ (5).

أقول: المعاني يعني مقاصده ومراده في خلقه.

عوج:

قصة عوج بن عناق (6).

قصص الأنبياء: بالإسناد إلى وهب قال: إن عوج بن عناق كان جبارا عدوا لله تعالى وللإسلام، وله بسطة في الجسم والخلق، وكان يضرب يده فيأخذ الحوت من أسفل البحر، ثم يرفع إلى السماء فيشويه في حر الشمس فيأكله، وكان عمره

ص: 461


1- (1) ط كمباني ج 2 / 154، وجديد ج 4 / 173، وص 177.
2- (2) ط كمباني ج 2 / 154، وجديد ج 4 / 173، وص 177.
3- (3) ط كمباني ج 2 / 122، وجديد ج 4 / 62.
4- (4) جديد ج 4 / 69.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 277، وجديد ج 26 / 14.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 262 و 267، وجديد ج 13 / 170 و 186 و 187.

ثلاثة آلاف وستمائة سنة.

وروي أنه لما أراد نوح أن يركب السفينة جاء إليه عوج فقال له: احملني معك. فقال نوح: إني لم أومر بذلك، فبلغ الماء إليه، وما جاوز ركبتيه، وبقي إلى أيام موسى فقتله موسى (1).

وليعلم أن ما ذكر في عوج من روايات العامة.

مكارم الأخلاق: عن عبد الله بن سليمان: سئل مولانا الباقر (عليه السلام) العاج، فقال:

لا بأس به، وإن لي منه لمشطا (2). ورواه الكليني في الكافي مسندا عن عبد الله بن سليمان مثله (3).

ويأتي في " مشط ": أنه كان لمولانا الكاظم (عليه السلام) مشط عاج فراجع إليه، وإلى البحار (4).

مكارم الأخلاق: عن القاسم بن الوليد قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن عظام الفيل مداهن وأمشاط قال: لا بأس به (5).

طب الأئمة: روي عن أبي الحسن العسكري (عليه السلام) أنه قال: التسريح بمشط العاج ينبت الشعر في الرأس - الخبر (6).

بيان: العاج عظم الفيل، ذكره الجوهري والفيروزآبادي، وقيل: هو ظهر السلحفاة البحرية. وعن المصباح: العاج أنياب الفيلة، وكذا في المنجد أنه ناب الفيل (7). ويأتي في " مشط " ما يتعلق بذلك.

ابن أبي العوجاء من ملاحدة زمان مولانا الصادق (عليه السلام).

ص: 462


1- (1) ط كمباني ج 5 / 66، وجديد ج 11 / 243.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 823.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 85، وجديد ج 46 / 299.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 265 مكررا، وجديد ج 48 / 111.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 823، وجديد ج 66 / 50.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 823، و ج 16 / 18، وجديد ج 76 / 115، و ج 66 / 51.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 823.

قوله للصادق (عليه السلام): أنا أخلق، ورده إياه بقوله: أتعرفها (1).

قوله للصادق (عليه السلام): إلى كم تدوسون هذا البيدر، وتلوذون بهذا الحجر؟ - الخ (2).

مسائله عن الصادق (عليه السلام) في العلل المختلفة للموت (3).

وسؤاله عن آية: * (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) * (4).

وسؤاله عن حدوث الأجسام (5).

وسائر ما جرى بينه وبين الإمام (عليه السلام) (6).

إتفاقه مع ثلاثة نفر من الدهرية لأن يعارضوا القرآن وكلماتهم في ذلك ومرور مولانا الصادق (عليه السلام) عليهم، وقراءته عليهم قوله: * (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله) * - الآية (7). وجملة مما يتعلق به في السفينة.

الإرشاد: جعفر بن قولويه، عن الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن العباس بن عمرو الفقيمي أن ابن أبي العوجاء وابن طالوت وابن الأعمى وابن المقفع في نفر من الزنادقة كانوا مجتمعين في الموسم بالمسجد الحرام، وأبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) فيه إذ ذاك يفتي الناس، ويفسر لهم القرآن، ويجيب عن المسائل بالحجج والبينات، فقال القوم لابن أبي العوجاء: هل لك في تغليط هذا الجالس، وسؤاله عما يفضحه عند هؤلاء المحيطين به؟ فقد ترى فتنة الناس به.

وهو علامة زمانه.

فقال لهم ابن أبي العوجاء: نعم، ثم تقدم ففرق الناس وقال: أبا عبد الله إن

ص: 463


1- (1) ط كمباني ج 2 / 16، وجديد ج 3 / 50.
2- (2) ط كمباني ج 2 / 11، وجديد ج 3 / 33.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 137، وجديد ج 10 / 201.
4- (4) ط كمباني ج 4 / 141، و ج 3 / 199، وجديد ج 10 / 219.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 15، وجديد ج 57 / 62 و 64.
6- (6) جديد ج 3 / 42.
7- (7) جديد ج 17 / 213، وط كمباني ج 6 / 246.

المجالس أمانات، ولابد لكل من كان به سعال أن يسعل، فتأذن لي في السؤال؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): سل إن شئت. فقال ابن أبي العوجاء: إلى كم تدوسون هذا البيدر - الخ.

وفي آخره: قال ابن أبي العوجاء: ذكرت أبا عبد الله فأحلت على الغائب، فقال الصادق (عليه السلام): كيف يكون يا ويلك غائبا من هو مع خلقه شاهد، وإليهم أقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم، ويعلم أسرارهم، لا يخلو منه مكان، ولا يشغل به مكان، ولا يكون من مكان أقرب من مكان، يشهد له بذلك آثاره، ويدل عليه أفعاله، والذي بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة محمد (صلى الله عليه وآله) جاءنا بهذه العبادة، فإن شككت في شئ من أمره فسل عنه أوضحه لك.

قال: فأبلس ابن أبي العوجاء، ولم يدر ما يقول، وانصرف من بين يديه، فقال لأصحابه سألتكم أن تلتمسوا لي جمرة فألقيتموني على جمرة.

فقالوا له: اسكت فوالله لقد فضحتنا بحيرتك وانقطاعك، وما رأينا أحقر منك اليوم في مجلسه.

فقال: أبي تقولون هذا؟ إنه ابن من حلق رؤوس من ترون - وأومأ بيده إلى أهل الموسم -.

بيان: الجمرة: النار المتقدة، والحصاة. والمراد بالأول الثاني، وبالثاني الأول.

أي سألتكم أن تطلبوا لي حصاة ألعب بها وأرميها فألقيتموني في نار متقدة لم يمكني التخلص منها (1).

أقول: تقدم في " حسن " في كتابنا هذا (2) في الحسن البصري: أن ابن أبي العوجاء كان من تلامذته فانحرف عن التوحيد.

ويأتي في " قفع ": ما جرى بينه وبين ابن المقفع، وتشرفه بخدمة مولانا الصادق (عليه السلام)، وقوله له: إن يكن الأمر على ما يقول هؤلاء وهو على ما يقولون يعني

ص: 464


1- (1) ط كمباني ج 4 / 139، وجديد ج 10 / 209.
2- (2) ط 1 ج 2 / 328. ونقله في البحار جديد ج 3 / 33.

أهل الطواف فقد سلموا وعطبتم، وإن يكن الأمر على ما تقولون، وليس كما تقولون فقد استويتم وهم.

التوحيد: الدقاق، عن الكليني، بإسناده رفع الحديث أن ابن أبي العوجاء حين كلمه أبو عبد الله (عليه السلام) عاد إليه في اليوم الثاني فجلس وهو ساكت لا ينطق، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): كأنك جئت تعيد بعض ما كنا فيه؟ فقال: أردت ذاك يا بن رسول الله.

فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ما أعجب هذا! تنكر الله وتشهد أني ابن رسول الله. فقال:

العادة تحملني على ذلك. فقال له العالم: فما يمنعك من الكلام؟ قال: إجلالا لك ومهابة ما ينطق لساني بين يديك، فإني شاهدت العلماء، وناظرت المتكلمين فما تداخلني هيبة قط مثل ما تداخلني من هيبتك.

قال: يكون ذلك، ولكن افتح ذلك بسؤال وأقبل عليه. فقال: أمصنوع أنت أو غير مصنوع؟ فقال عبد الكريم بن أبي العوجاء: بل أنا غير مصنوع. فقال له العالم:

فصف لي لو كنت مصنوعا كيف كنت تكون؟ فبقي عبد الكريم مليا، لا يحير جوابا وولع بخشبة كانت بيديه وهو يقول: طويل عريض عميق قصير متحرك ساكن، كل ذلك صفة خلقه.

فقال له العالم (عليه السلام): فإن كنت لم تعلم صفة الصنعة غيرها فاجعل نفسك مصنوعا لما تجد في نفسك مما يحدث من هذه الأمور.

فقال له عبد الكريم: سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك ولا يسألني أحد بعدك عن مثلها.

فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): هبك علمت أنك لم تسأل فيما مضى، فما علمك أنك لا تسأل فيما بعد على أنك يا عبد الكريم نقضت قولك، لأنك تزعم أن الأشياء من الأول سواء فكيف قدمت وأخرت.

ثم قال: يا عبد الكريم أزيدك وضوحا، أرأيت لو كان معك كيس فيه جواهر، فقال لك قائل هل في الكيس دينار، فيقنت كون الدينار في الكيس، فقال لك قائل: صف لي الدينار وكنت غير عالم بصفته هل كان لك أن تنفي كون الدينار عن

ص: 465

الكيس وأنت لا تعلم؟ قال: لا. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فالعالم أكبر وأطول وأعرض من الكيس، فلعل في العالم صنعة من حيث لا تعلم صفة الصنعة من غير الصنعة، فانقطع عبد الكريم وأجاب إلى الإسلام بعض أصحابه وبقي معه بعض - الحديث (1).

كلمات ابن أبي العوجاء في الله ورسوله، وما جرى بينه وبين المفضل بن عمر.

وقد تقدم في " خلق " في مكارم أخلاق الصادق (عليه السلام) سؤاله الإمام الصادق عن قوله تعالى: * (كلما نضجت جلودهم) * وغير ذلك (2).

في أنه وثلاثة نفر من الدهرية اتفقوا على أن يعارضوا القرآن وهم بمكة (3).

سؤال ابن أبي العوجاء هشام بن الحكم، عن قوله تعالى: * (فانكحوا ما طاب لكم) * - الآية، وعن قوله تعالى: * (ولن تستطيعوا أن تعدلوا) * (4).

في أن أبا جعفر محمد بن سليمان عامل الكوفة من جهة المنصور، حبس عبد الكريم بن أبي العوجاء، وهو خال معن بن زائدة، وكان من المانوية، فكثر شفعاؤه بمدينة السلام وألحوا على المنصور، حتى كتب إلى محمد بالكف عنه، فدعا به محمد قبل أن يجئ الكتاب فأمر بضرب عنقه، فلما أيقن أنه مقتول قال:

أما والله لئن قتلتموني لقد وضعت أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال، وأحل به الحرام، ولقد فطرتكم في يوم صومكم، وصومتكم في يوم فطركم، ثم ضربت عنقه (5).

عود:

أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به (6).

ص: 466


1- (1) ط كمباني ج 2 / 14، وجديد ج 3 / 45 - 42.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 199، و ج 4 / 141 و 137، وجديد ج 7 / 38، و ج 10 / 219.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 246، و ج 11 / 137، وجديد ج 17 / 213، و ج 47 / 117.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 172، وجديد ج 47 / 225.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 179، وجديد ج 58 / 373.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 175، وجديد ج 6 / 295.

إعلم أن القول بالمعاد الجسماني مما اتفق عليه جميع المليين، وهو من ضروريات الدين، ومنكره خارج عن عداد المسلمين، والآيات الكريمة في ذلك ناصة لا يعقل تأويلها، والأخبار فيه متواترة لا يمكن ردها ولا الطعن فيها، وقد نفاه أكثر ملاحدة الفلاسفة تمسكا بامتناع إعادة المعدوم، ولم يقيموا دليلا عليه، وينقل عن جالينوس أنه كان من المتوقفين في أمر المعاد (1). وأن الرئيس أبا علي ينكر الجسماني (2). وتقدم في " حشر " ما يتعلق به.

في أن ما قالته الفلاسفة في المعاد هو قول النصارى في المسيح، كما في البحار (3).

قال تعالى: * (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) *.

في تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) لما الجئ النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الخروج من مكة نحو المدينة التفت إليها وقال: الله يعلم أنني أحبك، ولولا أن أهلك أخرجوني عنك لما آثرت عليك بدلا، ولا ابتغيت عليك بدلا، وأني لمغتم على مفارقتك. فأوحى الله إليه: يا محمد! العلي الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول: سنردك إلى هذا البلد ظافرا غانما سالما قادرا قاهرا، وذلك قوله تعالى: * (إن الذي فرض عليك القرآن) * - الآية يعني أهل مكة غانما ظافرا (4).

وأما باطن الآية، فالمراد بالمعاد الرجعة.

روى القمي في تفسيره آخر سورة القصص مسندا عن أبي خالد الكابلي، عن مولانا الإمام السجاد صلوات الله عليه في قوله: * (إن الذي فرض عليك القرآن) * - الآية قال: يرجع إليكم نبيكم وأمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم.

وبسند صحيح روي عن حريز، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل عن جابر، فقال:

رحم الله جابرا بلغ من فقهه، أنه كان يعرف تأويل هذه الآية: * (إن الذي فرض) * -

ص: 467


1- (1) ط كمباني ج 3 / 202، وجديد ج 7 / 47، وص 50.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 202، وجديد ج 7 / 47، وص 50.
3- (3) جديد ج 10 / 344 و 345، وط كمباني ج 4 / 172.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 602، وجديد ج 21 / 121.

الآية، يعني الرجعة. إنتهى ما في تفسير القمي.

وتقدم في " رجع ": ذكر هذه الآية، ومواضع رواياتها وسائر الآيات في ذلك، وكذا في " سور " و " اخر " و " حشر ".

باب ثواب عيادة المريض وآدابها (1).

أمالي الطوسي: عن الحسن المجتبى صلوات الله عليه إنه من عاد مريضا شيعه سبعون ألف ملك كلهم يستغفرون له إن كان مصبحا حتى يمسي، وإن كان ممسيا حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة (2). وتقدم في " خرف ": ما يتعلق بالخريف.

أقول: أخبار عيادة المريض وآدابها في أمالي الشيخ (3).

الكافي: عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: من عاد مريضا من المسلمين وكل الله به أبدا سبعين ألفا من الملائكة يغشون رحله ويسبحون فيه ويقدسون ويهللون ويكبرون إلى يوم القيامة نصف صلاتهم لعائد المريض (4).

وفي النبوي (صلى الله عليه وآله): من عاد مريضا فإنه يخوض في الرحمة - وأومأ رسول الله إلى حقويه - فإذا جلس عند المريض غمرته الرحمة (5).

ثواب الأعمال: عن الثمالي، عن مولانا علي بن الحسين صلوات الله عليه قال: من قضى لأخيه حاجته فبحاجة الله بدأ، وقضى الله له بها مائة حاجة - إلى أن قال: - ومن عاده عند مرضه حفته الملائكة تدعو له حتى ينصرف وتقول: طبت وطابت لك الجنة، والله لقضاء حاجته أحب إلى الله من صيام شهرين متتابعين

ص: 468


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 143 - 146، وجديد ج 81 / 214.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 733، وجديد ج 34 / 315، و ج 81 / 215 و 216. ونحوه ص 221.
3- (3) أمالي الطوسي ج 2 / 252 و 253.
4- (4) جديد ج 59 / 187، وط كمباني ج 14 / 230.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 16، و ج 17 / 36، وجديد ج 81 / 215، و ج 69 / 382، و ج 77 / 120.

باعتكافهما في الشهر الحرام (1).

وفي خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل وفاته: ومن عاد مريضا فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله سبعون ألف ألف حسنة، ومحى عنه سبعون ألف ألف سيئة، ويرفع له سبعون ألف ألف درجة، ووكل به سبعون ألف ألف ملك يعودونه في قبره، ويستغفرون له إلى يوم القيامة (2).

وعن الصادق (عليه السلام) في حديث مناجاة موسى بن عمران قال: يا رب ما لمن عاد مريضا قال: أوكل به ملكا يعوده في قبره إلى محشره (3).

روي في آدابها أن يخفف العائد الجلوس عنده إلا أن يحب المريض طوله، وأن يضع إحدى يديه على الأخرى أو على جبهته أو على رأس المريض ويقول:

كيف أصبحت أو أمسيت.

وروي من عاد مريضا في الله لم يسأل المريض للعائد شيئا إلا استجاب الله له. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أغبوا في العيادة، وأربعوا إلا أن يكون مغلوبا (4).

أمالي الطوسي: عن علي (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإذا عاده مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خرائف في الجنة (5).

بيان: الخرائف النخل اللاتي تحرض. والحديث يدل على أن عيادة المريض في صدر النهار وآخره سواء في الأجر، وربما يستفاد منه أن ما شاع من أنه لا ينبغي أن يعاد المريض في المساء لا عبرة به.

الدعوات: قال النبي (صلى الله عليه وآله): من دخل على مريض فقال: " أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك " سبع مرات شفي ما لم يحضر أجله (6).

ص: 469


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 85، وجديد ج 74 / 304.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 112، وجديد ج 81 / 218، و ج 76 / 371.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 308، وجديد ج 13 / 354.
4- (4) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 145، وجديد ج 81 / 222، وص 221.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 145، وجديد ج 81 / 222، وص 221.
6- (6) جديد ج 81 / 224.

كنز الكراجكي: عن جابر الأنصاري قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل، فإن ذلك لا يرد شيئا، وهو يطيب النفس وأنشد لبعضهم:

حق العيادة يوم بين يومين * وجلسة لك مثل طرف بالعين لا تبرمن مريضا في مسائله * يكفيك من ذاك أن تسأل بحرفين بيان: " فنفسوا له " أي وسعوا له في الأجل، وأملوه في الصحة، كأن يقولوا:

لا بأس عليك، وسيذهب عنك الداء عن قريب، وأمثال ذلك، من النفس أي السعة والفسحة (1).

مكارم الأخلاق: عن الصادق (عليه السلام) قال: لا عيادة في وجع العين، ولا تكون عيادة أقل من ثلاثة أيام، فإذا وجبت فيوم ويوم لا، أو يوم ويومين لا، وإذا طالت العلة ترك المريض وعياله (2).

دعائم الإسلام: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: العيادة بعد ثلاثة أيام، وليس على النساء عيادة. وعنه قال: ونهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يأكل العائد عند العليل فيحبط الله أجر عيادته.

وعن الحسن بن علي (عليه السلام) أنه اعتل فعاده عمرو بن حريث فدخل عليه علي (عليه السلام) فقال: يا عمرو تعود الحسن وفي النفس ما فيها؟ وإن ذلك ليس بمانعي من أن أؤدي إليك نصيحة، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ما من عبد مسلم يعود مريضا إلا صلى عليه سبعون ألف ملك من ساعته التي يعوده فيها، إن كانت نهارا حتى تغرب الشمس أو ليلا حتى يطلع الفجر (3).

عيادة النبي (صلى الله عليه وآله) مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه (4).

عيادة النبي (صلى الله عليه وآله) لسلمان وأبي ذر (5).

ص: 470


1- (1) جديد ج 81 / 225، وص 226، وص 228.
2- (2) جديد ج 81 / 225، وص 226، وص 228.
3- (3) جديد ج 81 / 225، وص 226، وص 228.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 192، و ج 9 / 335، وجديد ج 38 / 309 و 311، و ج 95 / 31.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 521، وجديد ج 62 / 146.

عيادة النبي (صلى الله عليه وآله) لسلمان (1).

عيادة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين عليهما وآلهما السلام أبا ذر لما وعك، وقول النبي (صلى الله عليه وآله): أصبحت في روضة من رياض الجنة - الخ (2).

عيادة جماعة لأمير المؤمنين صلوات الله عليه (3).

عيادة أمير المؤمنين (عليه السلام) لسلمان (4).

عيادة الحسن والحسين صلوات الله عليهما لأبي ذر (5).

عيادة أم سلمة فاطمة الزهراء (عليها السلام) (6). وفيه عيادة نساء المهاجرين والأنصار لها (7).

عيادة الإمام الصادق (عليه السلام) لبعض أصحابه (8).

عيادة مولانا الرضا (عليه السلام) لعمه (9). ولآخر، كما في البحار (10).

عيادة جماعة لعبد الله بن عباس في مرض مات فيه (11). ويأتي في " هشم ":

مدح عيادة بني هاشم.

النبوي (صلى الله عليه وآله): ثلاثة لا يعادون: صاحب الدمل، والضرس، والرمد (12).

ص: 471


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 136 و 144، وجديد ج 81 / 185 و 227.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 136، وجديد ج 81 / 188.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 142، و ج 3 / 59، وجديد ج 81 / 209، و ج 5 / 213.
4- (4) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 136. ولصعصعة ص 146. ولزيد بن أرقم ص 146، وجديد ج 81 / 185 و 226 و 228.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 136.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 45، وجديد ج 43 / 156، وص 158.
7- (7) ط كمباني ج 10 / 45، وجديد ج 43 / 156، وص 158.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 156، و ج 18 كتاب الطهارة ص 140 و 144 و 146، وجديد ج 71 / 137، و ج 81 / 202 و 220 و 227.
9- (9) ط كمباني ج 12 / 10. ونظيره فيه ص 20 و 21، وجديد ج 49 / 31 و 32 و 67 و 72.
10- (10) جديد ج 6 / 194، وط كمباني ج 3 / 145.
11- (11) ط كمباني ج 9 / 140، وجديد ج 36 / 287.
12- (12) جديد ج 81 / 224.

الكلام في الأعياد:

من الأعياد الإسلامية عيد الفطر وعيد الأضحى. جملة مما يتعلق بهما في البحار (1).

اجتماع عيدين على عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) وقوله: من أحب أن يجمع معنا فليفعل ومن لم يفعل فإن له رخصة (2).

ومن أفضل الأعياد: عيد الغدير، واجتماع الغدير والجمعة في عهد أمير المؤمنين (عليه السلام)، وخطبته المفصلة في ذلك (3).

روي أن آدم ذكر نوحا وقال: إن الله تعالى باعث نبيا اسمه نوح وإنه يدعو إلى الله فيكذبونه فيقتلهم الله بالطوفان. وأوصى آدم إلى هبة الله: أن من أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه، وليصدق به، فإنه ينجو من الغرق. وقد كان آدم أوصى هبة الله أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يوم عيد لهم (4).

في أن ميقات اجتماع السحرة وموسى كان في يوم النيروز، وكان يوم عيد لهم، يجتمع إليه الناس من الآفاق. قال: موعدكم يوم الزينة، وكان يوم عيد يتزينون فيه ويزينون فيه الأسواق (5). يأتي في " نرز ": ما يتعلق بيوم النوروز.

علل الشرائع: كان لأصحاب الرس عيد في كل سنة يجتمعون عند شجرة الصنوبر، ويقربون القربان ويشعلون فيه النيران، فيحرك أغصان الشجرة الشيطان، ويصيح من ساقها صياح الصبي: إني قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا نفسا وقروا عينا، فيرفعون رؤوسهم عن السجود ويشربون الخمر ويضربون بالمعازف

ص: 472


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 857 - 900، وجديد ج 90 / 345.
2- (2) جديد ج 42 / 188، وط كمباني ج 9 / 645.
3- (3) ط كمباني ج 20 / 131 و 130، وجديد ج 97 / 112 و 110.
4- (4) ط كمباني ج 5 / 13. وما يقرب منه ص 66، و ج 7 / 14، وجديد ج 11 / 44 و 241، و ج 23 / 65.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 257 و 243، وجديد ج 13 / 148 و 94.

ويأخذون الدستبند (1).

عادة أهل اليمن والمدينة في عيدهم، وما وقع لهم في سنة ولادة النبي (صلى الله عليه وآله) (2).

فضل عيد ربيع الأول وأنه التاسع منه على ما يظهر من الروايات، وأن استبعاد ابن إدريس وغيره ليس في محله، وقد أشرنا إلى نبذ من فضائله في " تسع " (3).

طلب الحسن والحسين (عليهما السلام) لباس العيد من أمهما (4).

تفسير فرات بن إبراهيم: فرات بن أحنف، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت:

جعلت فداك للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة؟ قال: فقال لي: نعم! أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأنزل على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله): * (اليوم أكملت لكم دينكم) * - الخ.

ذكر الروايات في أن عيد الغدير أعظم الأعياد وأشرفها (5).

عن صحيح مسلم: قالت اليهود لعمر: لو علينا معشر اليهود نزلت هذه الآية:

* (اليوم أكملت لكم دينكم) * - الآية ونعلم اليوم الذي أنزلت فيه لاتخذنا ذلك اليوم عيدا (6). ورواه السيوطي في الدر المنثور (7).

مناقب ابن شهرآشوب: وفي الخبر: الغدير عيد الله الأكبر.

ابن عباس: اجتمعت في ذلك اليوم خمسة أعياد: الجمعة والغدير وعيد اليهود والنصارى والمجوس، ولم يجتمع هذا فيما سمع قبله (8).

ص: 473


1- (1) ط كمباني ج 5 / 368، وجديد ج 14 / 148.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 67، وجديد ج 15 / 285.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 314، وجديد ج 31 / 119.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 23 و 80 و 156، وجديد ج 43 / 75 و 289، و ج 44 / 245.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 215، وجديد ج 37 / 169.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 205، وجديد ج 37 / 134.
7- (7) الدر المنثور للسيوطي ص 236، وجديد ج 37 / 248، وط كمباني ج 9 / 236.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 211، وجديد ج 37 / 156.

مناقب ابن شهرآشوب: قال سويد بن غفلة: دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم عيد، فإذا عنده فاثور عليه خبز السمراء، وصحفة فيها خطيفة وملبنة فقلت:

يا أمير المؤمنين يوم عيد وخطيفة؟ فقال: إنما هذا عيد من غفر له.

بيان: قال الجزري: فاثور عليه خبز السمراء، أي خوان، والسمراء الحنطة، الخطيفة لبن يطبخ بدقيق ويختطف بالملاعق بسرعة، والملبنة هي الملعقة (1).

أمر المأمون الرضا (عليه السلام) أن يحضر العيد ويصلي بالناس، وخروجه إلى العيد ثم منع المأمون إياه عن ذلك (2).

كشف الغمة: ومما تلقته الأسماع، ونقلته الألسن في بقاع الأصقاع أن الخليفة المأمون وجد في يوم عيد انحراف مزاج أحدث عنده ثقلا عن الخروج إلى الصلاة بالناس، فقال لأبي الحسن علي الرضا (عليه السلام): يا أبا الحسن قم وصل بالناس، فخرج الرضا (عليه السلام) وعليه قميص قصير أبيض وعمامة بيضاء نظيفة وهما من قطن وفي يده قضيب فأقبل ماشيا يؤم المصلى وهو يقول: السلام على أبوي آدم ونوح، السلام على أبوي إبراهيم وإسماعيل، السلام على أبوي محمد وعلي، السلام على عباد الله الصالحين. فلما رآه الناس أهرعوا إليه وأنثالوا عليه لتقبيل يديه، فأسرع بعض الحاشية إلى الخليفة المأمون فقال: يا أمير المؤمنين تدارك الناس واخرج صل بهم وإلا خرجت الخلافة منك الآن فحمله على أن خرج بنفسه، وجاء مسرعا والرضا (عليه السلام) بعد من كثرة الزحام عليه لم يخلص إلى المصلى فتقدم المأمون وصلى بالناس (3).

خبر العود الذي قطعه الإمام الصادق (عليه السلام) من شجرة طوبى فأرسل به إلى مريض محتضر أن يجعله بين شفته، ففعل وبرئ (4).

ص: 474


1- (1) ط كمباني ج 9 / 500، وجديد ج 40 / 326.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 39، وجديد ج 49 / 134 و 135.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 51، وجديد ج 49 / 171.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 144، وجديد ج 47 / 138.

حب الصادق (عليه السلام) للعود، يعني عود البخور (1).

بخور الرضا (عليه السلام) للعود الهندي (2).

كتاب البيان والتعريف: عن النبي (صلى الله عليه وآله): عليكن بهذا العود الهندي، فإن فيه سبعة أشفية من سبعة أدواء، منها ذات الجنب ويسعط من العذرة، ويلد به من ذات الجنب (3).

مكارم الأخلاق: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يستجمر بالعود القماري، وفيه النبوي (صلى الله عليه وآله):

عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية (4).

وفي حديث بيان الصادق (عليه السلام) الطب: وأعود البدن ما اعتاد - الخ (5). وتقدم بعضه في " طبب ".

وفي العلوي (عليه السلام): عود كل بدن ما اعتاد (6).

المكارم: عن العالم (عليه السلام) قال: الحمية رأس الدواء، والمعدة بيت الداء، وعود بدنا ما تعود (7).

وفي طب النبي (صلى الله عليه وآله): وأعط كل نفس ما عودتها (8).

ومن كلمات مولانا العسكري (عليه السلام): رياضة الجاهل ورد المعتاد عن عادته كالمعجز (9).

ص: 475


1- (1) ط كمباني ج 11 / 286، وجديد ج 48 / 179.
2- (2) كمباني ج 16 / 27، وجديد ج 76 / 142.
3- (3) كتاب البيان والتعريف الجزء الثاني ص 100.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 27، وجديد ج 76 / 143.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 478، و ج 4 / 138، وجديد ج 61 / 307. وتمامه ج 10 / 205.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 505، وجديد ج 62 / 75.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 520 و 545، و ج 18 كتاب الطهارة ص 142، وجديد ج 62 / 142 و 260، و ج 81 / 212.
8- (8) ط كمباني ج 14 / 551. ونحوه ص 761، وجديد ج 62 / 290، و ج 65 / 123.
9- (9) ط كمباني ج 17 / 217، وجديد ج 78 / 374.

في أن الزوال عن عادة الخير من الذنوب التي تغير النعم (1).

عوذ:

باب فيه فضائل المعوذتين (2).

باب فيه فضائل سائر المعوذات، وفيه فضيلة ذات القلائل، ومن علمه النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك (3).

باب فضائل المعوذتين، وأنهما من القرآن (4).

أقول: المعوذتان بضم الميم وفتح العين وكسر الواو المشددة سورتا الفلق والناس، سميتا بذلك لأن جبرئيل عوذ بهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين وعك، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا اشتكى شيئا من جسده قرأ قل هو الله أحد، والمعوذتين في كفه اليمنى ويمسح المكان الذي يشتكي.

وروي أنه (صلى الله عليه وآله) دخل على عثمان بن مظعون، فعوذه بقل هو الله أحد والمعوذتين، ثم قال تعوذ بهن فما تعوذت بخير منها.

ما يتعلق بهما (5).

باب فيه الاستعاذة، ومعنى التعوذ حين الدعاء (6). ففي رواية: وإذا تعوذت فبظهر كفيك، وإذا دعوت فبأصبعيك. وفي رواية أخرى: وأما التعوذ فتستقبل القبلة ببطن كفيك (7).

باب عوذات الأئمة (عليهم السلام) للحفظ وغيره من الفوائد (8).

تعويذ أم النبي (صلى الله عليه وآله) بأمر الهاتف الغيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين الولادة: أعيذه

ص: 476


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 162، وجديد ج 73 / 375.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 56، وجديد ج 92 / 223.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 82، وجديد ج 92 / 339.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 88، وجديد ج 92 / 363.
5- (5) جديد ج 18 / 69 - 72، وط كمباني ج 6 / 313 و 310.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 48، وجديد ج 93 / 337، وص 339.
7- (7) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 48، وجديد ج 93 / 337، وص 339.
8- (8) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 120، وجديد ج 94 / 192.

بالواحد من شر كل حاسد، وكل خلق مارد، يأخذ بالمراصد في طرق الموارد من قائم وقاعد (1).

تعويذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحسن والحسين صلوات الله عليهما يقول: أعيذكما بكلمات الله التامات (التامة - خ ل) من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، وكان يعوذهما بالمعوذتين ولذا سميتا بالمعوذتين (2).

الكافي: تعويذ الرسول (صلى الله عليه وآله) الحسن والحسين بما يعوذ إبراهيم وإسماعيل وإسحاق: أعيذكما بكلمات الله التامة وأسمائه الحسنى كلها عامة من شر السامة والهامة، ومن شر كل عين لامة، ومن شر حاسد إذا حسد (3).

باب فيه عوذات النبي (صلى الله عليه وآله) (4).

باب فيه عوذات فاطمة الزهراء (عليها السلام) (5).

باب فيه عوذات أمير المؤمنين (عليه السلام) (6).

باب فيه عوذات الحسن والحسين (عليهما السلام) (7).

باب فيه عوذات الإمام السجاد (عليه السلام) (8).

باب فيه عوذات الإمام الباقر (عليه السلام) (9).

باب فيه عوذات الإمام الصادق (عليه السلام) (10).

باب فيه عوذات الإمام الكاظم (عليه السلام) (11).

عوذته (عليه السلام) لما القي في بركة السباع (12).

ص: 477


1- (1) ط كمباني ج 6 / 63، وجديد ج 15 / 271.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 79 و 85، و ج 14 / 549 و 572، و ج 19 كتاب الدعاء ص 122، وجديد ج 43 / 282، و ج 62 / 277، و ج 63 / 18.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 85، و ج 14 / 549 و 572، وجديد ج 43 / 306.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 125، وجديد ج 94 / 208.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 130، وجديد ج 94 / 225، وص 228.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 130، وجديد ج 94 / 225، وص 228.
7- (7) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 141، وجديد ج 94 / 264، وص 265، وص 266، وص 270.
8- (8) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 141، وجديد ج 94 / 264، وص 265، وص 266، وص 270.
9- (9) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 141، وجديد ج 94 / 264، وص 265، وص 266، وص 270.
10- (10) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 141، وجديد ج 94 / 264، وص 265، وص 266، وص 270.
11- (11) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 156، وجديد ج 94 / 317، وص 327.
12- (12) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 156، وجديد ج 94 / 317، وص 327.

أبواب عوذات الرضا والجواد والهادي والعسكري والقائم صلوات الله عليهم (1).

وعوذة الرضا (عليه السلام) لما القي في بركة السباع (2).

باب سائر الأحراز المروية والعوذات المنقولة (3).

تعويذ النبي والأئمة صلوات الله عليهم (4).

عوذة الأسماء (5).

باب عوذات الأيام (6).

عوذة يوم الجمعة هي التي كتبها أبو جعفر (عليه السلام) لابنه أبي الحسن صلوات الله عليهما، وهو صبي في المهد، رواها عبد العظيم الحسني (رضي الله عنه) (7). وتقدم في " حرز " ما يتعلق بذلك.

باب ما يجوز من النشرة والتميمة والرقية والعوذة، وما لا يجوز، وآداب حمل العوذات، واستعمالها (8).

فيه أنه لا بأس إذا كان من القرآن، فإن كثيرا من التمائم شرك، وأن المرأة لا تلبسه إذا لم يكن في أديم، وإذا كان في أديم تلبسه الحائض.

باب العوذات الجامعة لجميع الأمراض والأوجاع (9).

فيه عوذة الرضا (عليه السلام) وهي رقعة الجيب.

والباقري (عليه السلام): من لم يبرئه سورة الحمد وقل هو الله أحد لم يبرئه شئ، وكل

ص: 478


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 164 و 168 و 170 و 181، وجديد ج 94 / 343 - 365.
2- (2) جديد ج 94 / 349.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 171، وجديد ج 94 / 366.
4- (4) ط كمباني ج 16 / 44 و 45، وجديد ج 76 / 191 - 195.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 524، وجديد ج 87 / 11.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 122، وجديد ج 94 / 198.
7- (7) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 122 و 170، وجديد ج 94 / 362.
8- (8) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 185، وجديد ج 95 / 4، وص 6.
9- (9) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 185، وجديد ج 95 / 4، وص 6.

علة تبرئها هاتين السورتين (هاتان السورتان - ظ) (1).

باب عوذة الحمى وأنواعها (2). وفي الإختصاص (3) عوذة شريفة تأتي في " نفث "، وتقدم في " حمى " ما يتعلق بها.

باب العوذة والدعاء للحوامل من الإنس والدواب، وعوذة الطفل ساعة يولد، وعوذة النفساء (4).

باب عوذة الحيوانات من العين وغيرها (5).

باب الدعاء والعوذة لما يعرض الصبيان من الرياح (6).

باب فيه الاستعاذة من جهد البلاء (7).

في الاستعاذة قبل القراءة (8).

خبر المملوك الذي كان يضربه مالكه فتعوذ بالله فلم يقلع مالكه، ثم تعوذ برسول الله، فأقلع عنه الضرب، فعاتبه النبي لذلك، فأعتق مملوكه (9).

خبر المرأة المستعيذة، وهي امرأة من بني عامر، تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكانت من أجمل أهل زمانها، فلما نظرت إليها عائشة وحفصة قالتا: لتغلبنا هذه على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بجمالها، فقالتا لها: لا يرى منك رسول الله حرصا، فلما دخلت على رسول الله تناولها بيده فقالت: أعوذ بالله، فانقبضت يد رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنها

ص: 479


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 185، وجديد ج 95 / 7.
2- (2) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 189، وجديد ج 95 / 20.
3- (3) الإختصاص ص 18.
4- (4) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 194، وجديد ج 95 / 39.
5- (5) جديد ج 95 / 41.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 211، وجديد ج 95 / 112.
7- (7) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 217، وجديد ج 95 / 134.
8- (8) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 331، و ج 19 كتاب القرآن ص 54، وجديد ج 85 / 1، و ج 92 / 214 و 215.
9- (9) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 41، و ج 6 / 162، وجديد ج 16 / 282، و ج 74 / 143.

فطلقها وألحقها بأهلها (1).

عور:

باب ستر العورة وعورة الرجال والنساء في الصلاة (2).

علل الشرائع: عن الصادق صلوات الله عليه قال: أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم، أن الأرض قد شكت إلي الحياء (حياء - ظ) من عورتك، فاجعل بينك وبينها حجابا، فجعل شيئا هو أكثر من الثياب، ومن دون السراويل، فلبسه فكان إلى ركبتيه.

بيان: قوله: " هو أكثر من الثياب " أي زائدا على سائر أثوابه، والظاهر أنه أكبر من التبان، وهو سراويل صغير (3).

وتقدم في " ختم ": أنه ختم لرجل مذنب بالخير لأنه ستر عورة أخيه التي كشفت وهو لا يشعر بها ولم يخبره بها مخافة أن يخجل.

الكافي: عن الصادق (عليه السلام): من ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليها سبعين عورة من عورات الدنيا والآخرة (4).

الروايات الدالة على وجوب ستر العورة (5).

مكارم الأخلاق: عن الصادق (عليه السلام) قال: الفخذ ليس بعورة (6).

وتقدم في " سدر ": في ترجمة سدير قول الإمام (عليه السلام): عورة المؤمن على المؤمن حرام، وذلك حين دخل بعض في الحمام مكشوفا بدون إزار.

روايات عورة المؤمن على المؤمن حرام، ومعناه (7).

ص: 480


1- (1) ط كمباني ج 6 / 722، وجديد ج 22 / 210.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 85، وجديد ج 83 / 164.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 133، وجديد ج 12 / 77.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 91، وجديد ج 74 / 322.
5- (5) ط كمباني ج 16 / 3 - 6 و 96، و ج 17 / 20، و ج 23 / 99 - 101، وجديد ج 76 / 72 - 81 و 332، و ج 77 / 66، و ج 104 / 31 - 42.
6- (6) جديد ج 104 / 42.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 163 و 175 مكررا، و ج 16 / 6 و 110، وجديد ج 76 / 80 و 81، و ج 75 / 169 و 170 و 214.

جواز النظر إلى عورة الخنثى بالمرآة (1).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): العلوي الرضوي (عليه السلام): للمرأة عشر عورات، فإذا زوجت سترت لها عورة، وإذا ماتت سترت عوراتها كلها (2).

النبوي المروي في مشكلات العلوم للنراقي: لا يرى عورتي غير علي إلا كافر. قال: الظاهر إن المراد من العورة فاطمة (عليها السلام) يعني لا يراها غير محارمها إلا كافر، أو المراد منها أسراره، يعني لا يعلم أسراري غير علي إلا وهو كافر لأنه لا يتحملها فيكفر. إنتهى ملخصا.

باب العارية (3).

الخصال: عن الصادق (عليه السلام): جرت في صفوان بن أمية ثلاث من السنن:

استعار منه رسول الله (صلى الله عليه وآله) سبعين درعا حطمية فقال: أغصبا يا محمد؟ قال: بل عارية مؤداة. فقال: يا رسول الله أقبل هجرتي؟ فقال النبي: لا هجرة بعد الفتح - الخبر. وذكر أنه سرق رداؤه، فجاء بالسارق إلى رسول الله فقطع يده (4). وفيه أنه استعار مائة درع. فقال: أغصبا يا محمد؟ قال: لا، ولكن عارية مضمونة.

استعارة بنت أمير المؤمنين (عليه السلام) من عبيد الله بن أبي رافع عقد لؤلؤة من بيت المال عارية مضمونة لتتزين في عيد الأضحى فوبخه وإياها، وقال: أكل نساء المهاجرين تتزين في هذا العيد بمثل هذا؟! (5) أعور ثقيف: هو الذي تمثل بصورته إبليس في دار الندوة، وفي كلام مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) مع رأس اليهود، هو المغيرة بن شعبة (6).

ص: 481


1- (1) ط كمباني ج 9 / 485، و ج 4 / 184، و ج 12 / 138، و ج 14 / 461، و ج 23 / 85 و 101، وجديد ج 40 / 259، و ج 10 / 389، و ج 50 / 167، و ج 61 / 254.
2- (2) ط كمباني ج 23 / 52 و 60، وجديد ج 103 / 226 و 259.
3- (3) ط كمباني ج 23 / 42، وجديد ج 103 / 176.
4- (4) ط كمباني ج 23 / 42، و ج 16 / 140، و ج 6 / 613، وجديد ج 79 / 182، و ج 21 / 164.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 503، وجديد ج 40 / 338.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 303، وجديد ج 38 / 180.

أبو الأعور السلمي: اسمه سفيان بن عمرو، وكان في صفين على مقدمة عسكر معاوية، والأشتر على مقدمة أمير المؤمنين (عليه السلام) فدعاه الأشتر إلى مبارزته فلم يقدم (1).

في أنه كان بكربلاء في جند عمر بن سعد، وكان هو وعمرو بن الحجاج في أربعة آلاف على الشريعة (2).

أبو الأعور: من أصحاب العقبة (كما في الخصال) عن حذيفة بن اليمان حديث ليلة العقبة حين رجع الرسول (صلى الله عليه وآله) من غزوة تبوك، وفيهم أربعة عشر منافقا وذكره منهم.

ذم أعور اليمين للولادة، يعني من ولد كذلك، وأنه لا يحب الأئمة (عليهم السلام)، بل يكون محاربا لهم (3).

عوص:

في النبوي (صلى الله عليه وآله): إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا دين الله دخلا وعباد الله خولا، ومال الله دولا - الخ (4).

وأبو العاص: هو ابن أمية بن عبد الشمس وابنه مروان بن الحكم.

أبو العاص بن الربيع: تزوج زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، واسر يوم بدر، وفدى نفسه، وأرسل زينب إلى أبيها وأسلم، ورد زينب عليه بالنكاح الأول بعد ست سنين (5).

جمله من قضاياه (6).

خدماته للرسول في أيام الشعب، وكان يأتي بالعير بالليل وعليها البر والتمر

ص: 482


1- (1) ط كمباني ج 8 / 482، وجديد ج 32 / 432.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 204، وجديد ج 45 / 51.
3- (3) جديد ج 5 / 278، وط كمباني ج 3 / 77.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 328، و ج 8 / 382، وجديد ج 18 / 126، و ج 31 / 537.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 479 - 481 و 548، وجديد ج 19 / 348، و ج 20 / 294.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 614، وجديد ج 21 / 169.

إلى باب الشعب، ثم يصيح بها فتدخل الشعب فيأكله بنو هاشم، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لقد صاهرنا أبو العاص فأحمدنا صهره - الخ (1).

وأبو العاص ابن أخت خديجة الكبرى، وقضاياه في سنة ست، وقد خرج تاجرا إلى الشام ومعه بضائع قريش فلقيته سرية رسول الله واستاقوا عيره فقسم بينهم فاستجار بزينب، وسألها أن تطلب من رسول الله (صلى الله عليه وآله) رد ماله، فردوا إليه (2).

عوض:

باب فيه ما عوضه الله تعالى بشهادته (يعني الحسين (عليه السلام)) (3).

عوف:

أسامي عوف ذكرناها في الرجال.

العواف أحد الحيطان السبعة الموقوفة التي أوقفتها فاطمة (عليها السلام)، كما تقدم في " حوط ".

عوق:

عيوق: نجم أحمر مضئ في طرف المجرة الأيمن. يتلو الثريا لا يتقدمه. وأصله فيعول فأدغم. كذا في المجمع.

ويعوق اسم صنم، وتقدم في " صنم ": ما يمكن أن يؤول بأعداء آل محمد صلوات الله عليهم.

عول:

باب فيه معنى قوله تعالى: * (ووجدك عائلا فأغنى) * (4). يعني فقيرا عند قومك يقولون: لا مال لك، فأغناك الله بمال خديجة، ثم زادك من فضله، أو عائلا تعول أقواما بالعلم فأغناهم بك، كما عن مولانا الرضا (عليه السلام) (5). وفي " نفق " ما يتعلق بذلك.

ص: 483


1- (1) جديد ج 19 / 3، وط كمباني ج 6 / 403.
2- (2) جديد ج 20 / 294 و 364، وط كمباني ج 6 / 548.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 150، وجديد ج 44 / 221.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 130، وجديد ج 16 / 136، وص 142.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 130، وجديد ج 16 / 136، وص 142.

باب فضل خدمة العيال (1).

جامع الأخبار: عن علي (عليه السلام) قال: دخل علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة صلى الله عليها جالسة عند القدر، وأنا أنقي العدس. قال: يا أبا الحسن! قلت: لبيك يا رسول الله. قال: واسمع مني وما أقول إلا من أمر ربي: ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلا كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة، صيام نهارها وقيام ليلها وأعطاه الله تعالى من الثواب مثل ما أعطاه الصابرين - الخ (2).

باب فضل التوسعة على العيال ومدح قلة العيال (3).

قرب الإسناد: في النبوي (صلى الله عليه وآله): قلة العيال أحد اليسارين (4). وفي الأربعمائة مثله (5).

أمالي الصدوق: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور، فإن من فرح ابنة فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل (6). وتقدم في " حمل ": ما يتعلق بذلك، وأنه يكره حمل الشئ الدني بنفسه.

الكافي: عن يونس بن يعقوب قال: نظر أبو عبد الله (عليه السلام) إلى رجل من أهل المدينة قد اشترى لعياله شيئا وهو يحمله، فلما رآه الرجل استحيى منه، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): اشتريته لعيالك وحملته إليهم، أما والله لولا أهل المدينة لأحببت أن أشتري لعيالي الشئ، ثم أحمله إليهم (7).

ص: 484


1- (1) ط كمباني ج 23 / 122، وجديد ج 104 / 132.
2- (2) ط كمباني ج 23 / 122.
3- (3) ط كمباني ج 23 / 108، وجديد ج 104 / 69.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 101 و 130 و 132 و 173 و 204، وجديد ج 77 / 385، و ج 78 / 53 و 60 و 204 و 326.
5- (5) ط كمباني ج 4 / 114، وجديد ج 10 / 99، و ج 104 / 71 - 73.
6- (6) ط كمباني ج 23 / 108، وجديد ج 104 / 69.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 153، وجديد ج 75 / 132.

العلوي (عليه السلام): من اشترى لعياله لحما بدرهم كان كمن أعتق نسمة من ولد إسماعيل (1).

النبوي (صلى الله عليه وآله): كل معروف صدقة، وأفضل الصدقة صدقة عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول (2).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عنه (صلى الله عليه وآله): إن في الجنة درجة لا يبلغها إلا إمام عادل، أو ذو رحم وصول، أو ذو عيال صبور (3).

نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) تنزل المعونة على قدر المؤونة، وقال:

ما عال امرئ اقتصد، وقال: قلة العيال أحد اليسارين، وقال لبعض أصحابه:

لا تجعلن أكثر شغلك بأهلك وولدك، فإن يكن أهلك وولدك أولياء الله، فإن الله لا يضيع أولياءه، وإن يكونوا أعداء الله فما همك وشغلك بأعداء الله (4).

العدة: عن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: إذا وعدتم الصغار فأوفوا لهم، فإنهم يرون أنكم أنتم الذين ترزقونهم، وأن الله لا يغضب لشئ كغضبه للنساء والصبيان (5).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إطرفوا أهاليكم في كل جمعة بشئ من الفاكهة كي يفرحوا بالجمعة (6).

الكافي: قال علي بن الحسين (عليه السلام): لئن أدخل السوق ومعي دراهم ابتاع به لعيالي لحما. وقد قرموا إليه أحب إلي من أن أعتق نسمة (7).

وعنه (عليه السلام): وإن أرضاكم عند الله أسعاكم على عياله (8).

وتقدم في " شوه ": أن أفضل ما يتخذه الرجل لعياله الشاة.

ص: 485


1- (1) جديد ج 78 / 32، وط كمباني ج 17 / 125.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 189، وجديد ج 78 / 266.
3- (3) ط كمباني ج 23 / 108.
4- (4) ط كمباني ج 23 / 108.
5- (5) ط كمباني ج 23 / 109.
6- (6) ط كمباني ج 23 / 109.
7- (7) ط كمباني ج 11 / 21، وجديد ج 46 / 66.
8- (8) ط كمباني ج 17 / 153، وفي جديد ج 78 / 136 نقله هكذا: وإن أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله.

صحيفة الرضا (عليه السلام) بالإسناد عنه قال: مر جعفر (عليه السلام) بصياد فقال: يا صياد أي شئ أكثر ما يقع في شبكتك. قال: الطير الزاق. قال: فمر ويقول: هلك صاحب العيال، هلك صاحب العيال.

بيان: الزاق: الذي له فرخ يزقه (1).

وفي الأثر: عجبت لمن له عيال وليس له مال كيف لا يخرج على الناس بالسيف؟ (2) أقول: تقدم في " صبح ": أن غم العيال ستر من النار، وأن أغم الغم غم العيال.

والنبوي (صلى الله عليه وآله): غم العيال ستر من النار (3).

كلام ابن عباس في بطلان العول مع زفر بن أوس البصري. وإن أول من أعال الفرائض عمر (4).

ثواب الأعمال: عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لأن أحج حجة أحب إلي من أن أعتق رقبة، حتى إنتهى إلى عشرة ومثلها، حتى إنتهى إلى سبعين، ولأن أعول أهل بيت من المسلمين، وأشبع جوعتهم، وأكسو عراهم، وأكف وجوههم عن الناس أحب إلي من أن أحج حجة وحجة وحجة حتى إنتهى إلى عشرة، ومثلها ومثلها حتى إنتهى إلى سبعين (5).

باب ثواب من عال أهل بيت من المؤمنين (6).

نوادر الراوندي: بإسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الخلق عيال الله، فأحب الخلق إلى الله من نفع عيال الله، أو أدخل على أهل بيت (بيتي) سرورا (7).

ص: 486


1- (1) ط كمباني ج 14 / 799، وجديد ج 65 / 281.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 129، وجديد ج 73 / 247.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 248، وجديد ج 76 / 16.
4- (4) ط كمباني ج 24 / 25، وجديد ج 104 / 331.
5- (5) ط كمباني ج 21 / 1، وجديد ج 99 / 5.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 111، وجديد ج 74 / 389.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 89، وجديد ج 74 / 316.

عون:

حرمة إعانة الظالم على ظلمه (1). وقد تقدم في " ظلم " ما يتعلق بذلك.

فضل إعانة آل محمد باللسان:

مجالس المفيد: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من أعاننا بلسانه على عدونا، أنطقه الله بحجته يوم موقفه بين يديه عز وجل (2).

وفي الصادقي (عليه السلام) في وصيته لابن جندب: من أعان مؤمنا من أوليائنا بكلمة أدخله الله الجنة بغير حساب (3).

فضل إعانة المؤمن المسافر (4).

النبوي (صلى الله عليه وآله): من أعان مؤمنا مسافرا نفس الله عنه ثلاث وسبعين كربة - الخبر (5). وهذا مع الزيادة في البحار (6). تقدم في " امن ": فضل إعانة المؤمن.

باب فضل إعانة المسافرين وزيارتهم - الخ (7).

كلمات الفاضل النراقي في قوله تعالى: * (وتعاونوا على البر والتقوى) * في عوائد الأيام (8).

كلام الطبرسي في جواز الاستعانة بالعباد في دفع المضار، والتخلص من المكاره، بل ربما يجب، وإنما يكون قبيحا لو ترك التوكل على الله سبحانه، واقتصر على غيره (9).

باب فيه المعاونة على البر والتقوى (10).

ص: 487


1- (1) ط كمباني ج 1 / 86، و ج 15 كتاب العشرة ص 218 - 221، وجديد ج 2 / 59، و ج 75 / 367.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 105، وجديد ج 2 / 135.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 195، وجديد ج 78 / 286.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 245، وجديد ج 7 / 183.
5- (5) ط كمباني ج 16 / 75، وجديد ج 76 / 274.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 245 و 248، وجديد ج 7 / 183 و 197.
7- (7) ط كمباني ج 16 / 80، وجديد ج 76 / 287.
8- (8) عوائد الأيام للنراقي ص 26.
9- (9) ط كمباني ج 5 / 174، وجديد ج 12 / 231.
10- (10) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 131، وجديد ج 75 / 50.

من كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) لصعصعة حين عاده في مرضه: وإذا رأيتهم في خير فأعنهم عليه، وليكن تعاونكم على طاعة الله، فإنكم لن تزالوا بخير ما تعاونتم على طاعة الله وتناهيتم عن معاصيه (1).

المائدة: * (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) *، ويأتي قريبا في " ذيل ": ذم الإعانة على المؤمن.

أقول: وينبغي للإنسان الاستعانة من الله تعالى في كل أمر، قال المتنبي:

إذا كان عون الله للمرء شاملا * تهيأ له من كل شئ مراده وإن لم يكن عون الله للفتى * فأول ما يجني عليه اجتهاده أقول: يتحرم إعانة الظالم على ظلمه بالأدلة الأربعة، ولا ريب فيه، وأما إعانة المظلوم فهي واجبة، وتركها من الكبائر.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): في النبوي الرضوي (عليه السلام): أنا وهذا (يعني عليا) كهاتين، وضم بين إصبعيه، وشيعتنا معنا، ومن أعان مظلوما كذلك (2).

باب نصر الضعفاء والمظلومين وإغاثتهم - الخ (3).

وفيه الروايات الدالة على ذلك، منها: رواية قرب الإسناد وثواب الأعمال عن الباقر (عليه السلام): لا يحضرن أحدكم رجلا يضربه سلطان جائر ظلما وعدوانا، ولا مقتولا ولا مظلوما إذا لم ينصره، لأن نصرة المؤمن على المؤمن فريضة واجبة، إذا هو حضره، والعافية أوسع ما لم يلزمك الحجة الظاهرة (4). ويدل على ذلك ما فيه (5).

وفي رواية الأعمش: عن الصادق (عليه السلام) في حديث شرائع الدين، عد من الكبائر ترك معاونة المظلومين، والركون إلى الظالمين - الخ (6).

ص: 488


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 43، وجديد ج 74 / 148.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 107، وجديد ج 68 / 19.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 123، وجديد ج 75 / 17.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 123، وجديد ج 75 / 17.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 216، وجديد ج 75 / 360 - 364.
6- (6) ط كمباني ج 4 / 144، و ج 16 / 115، وجديد ج 10 / 228، و ج 79 / 10.

باب فيه ذم من استعان به أخوه فلم يعنه (1).

ومن كلمات مولانا الباقر (عليه السلام): ما من عبد يمتنع من معونة أخيه المسلم والسعي له في حاجته قضيت أو لم تقض إلا ابتلي بالسعي في حاجة فيما يأثم عليه ولا يؤجر (2). وتقدم في " حوج ". وفي " غوث " ما يتعلق بذلك.

باب فيه ذم الإعانة على المؤمن (3).

وفي رسالة مولانا الصادق (عليه السلام): وإياكم أن تعينوا على مسلم مظلوم فيدعو الله عليكم فيستجاب له فيكم، فإن أبانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقول: إن دعوة المسلم المظلوم مستجابة، وليعن بعضكم بعضا، فإن أبانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقول: إن معاونة المسلم خير، وأعظم أجرا من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام (4).

والروايات في ذم الإعانة على المؤمن كثيرة، منها في البحار (5). وفيه أنه أكثر الناس وزرا.

وسائر الروايات في فضل الإعانة:

ومن كلمات مولانا الصادق (عليه السلام): ألا وإن أحب المؤمنين إلى الله من أعان المؤمن الفقير من الفقر في دنياه ومعاشه، ومن أعان ونفع ودفع المكروه عن المؤمنين (6).

وفي رسالة مولانا الصادق (عليه السلام) إلى النجاشي: ومن أعان أخاه المؤمن على سلطان جائر، أعانه الله على إجازة الصراط عند زلزلة الأقدام (7).

والرضوي (عليه السلام): عونك للضعيف أفضل من الصدقة (8).

ص: 489


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 164، وجديد ج 75 / 173.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 163، وجديد ج 78 / 173.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 157، وجديد ج 75 / 147.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 177، وجديد ج 78 / 217.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 165، وجديد ج 75 / 176.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 188، وجديد ج 78 / 261.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 192، وجديد ج 78 / 275.
8- (8) ط كمباني ج 17 / 207 و 204، وجديد ج 78 / 339 و 326.

وعن الصادق (عليه السلام): ومن أعان فقيرنا كان مكافاته على جدنا محمد (صلى الله عليه وآله) (1).

تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): النبوي (صلى الله عليه وآله): من أعان ضعيفا في بدنه على أمره أعانه الله على أمره، ونصب له في القيامة ملائكة يعينونه على قطع تلك الأهوال، وعبور تلك الخنادق من النار، حتى لا يصيبه من رعانها وسمومها، وعلى عبور الصراط إلى الجنة سالما آمنا، ومن أعان مشغولا بمصالح دنياه أو دينه على أمره حتى يتيسر عليه، أعانه الله على تزاحم الأشغال وانتشار الأحوال يوم قيامه بين يدي الجبار، فميزه من الأشرار وجعله من الأخيار (2).

الروايات الشريفة في أن المعونة تنزل على قدر المؤونة (3).

باب فيه أن المعونة تنزل على قدر المؤونة في البحار (4).

باب غزوة الرجيع وغزوة معونة (5).

أبو عوانة: روى عن الأعمش حديث الغدير والولاية والثقلين. وعنه، يحيى ابن حماد، كما في كمال الدين (6). واسم أبي عوانة موسى بن يوسف، كما ذكرناه في رجالنا (7).

المستعين العباسي أراد سوء بمولانا أبي محمد العسكري (عليه السلام)، فأخذه الله بعد ثلاث (8).

عوه:

وفي حديث المناهي قال عليه وآله السلام: لا يوردن ذو

ص: 490


1- (1) ط كمباني ج 22 / 8، وجديد ج 100 / 124.
2- (2) ط كمباني ج 24 / 17، و ج 3 / 339، وجديد ج 104 / 305، و ج 8 / 166.
3- (3) ط كمباني ج 16 / 75 و 88 و 154، و ج 17 / 35 و 204، و ج 20 / 42، و ج 23 / 108 مكررا، وجديد ج 76 / 274 و 311، و ج 79 / 301، و ج 77 / 119، و ج 78 / 327، و ج 104 / 72.
4- (4) ط كمباني ج 20 / 42، وجديد ج 96 / 161.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 517، وجديد ج 20 / 147.
6- (6) كمال الدين باب 22.
7- (7) مستدركات علم رجال الحديث ج 8 / 36.
8- (8) ط كمباني ج 12 / 172، وجديد ج 50 / 312.

عاهة على مصح.

قال الصدوق: يعني الرجل يصيب إبله الجرب أو الداء، فقال: لا يوردنها على مصح (1).

وتقدم في " عشر ": الإشارة إلى كيفية معاشرة أصحاب العاهات المسرية، وكذا في " عدى ".

عوى:

إراءة السجاد (عليه السلام) ليحيى بن أم الطويل، والصادق (عليه السلام) لبشير النبال وغيره معاوية لعنه الله (2).

مكاتبة ملك الروم إلى معاوية وعجزه ومراجعته إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) (3).

وما جرى بينه وبين الحسن (عليه السلام) (4).

ما جرى بينه وبين الحسين (عليه السلام) (5).

ما جرى بينه وبين ابن عباس في المدينة (6).

في أن معاوية ليس من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) (7).

تعاوي أهل النار كتعاوي الكلاب (8).

ذكر معاوية بن أبي سفيان، وإنكار أبي ذر على أفعاله وما جرى بينه وبين أبي ذر (9).

باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين (عليه السلام) عن تأميره وتوجهه إلى الشام

ص: 491


1- (1) جديد ج 76 / 346، وط كمباني ج 16 / 101.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 161، و ج 8 / 561، وجديد ج 6 / 248، و ج 33 / 167.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 111 و 112، وجديد ج 10 / 84 و 88.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 116، وجديد ج 44 / 70.
5- (5) ط كمباني ج 10 / 147، وجديد ج 44 / 205.
6- (6) جديد ج 38 / 33، و ج 42 / 38، وط كمباني ج 9 / 267 و 606.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 423، و ج 8 / 561، وجديد ج 19 / 90، و ج 33 / 167.
8- (8) ط كمباني ج 3 / 373، وجديد ج 8 / 281.
9- (9) ط كمباني ج 6 / 773، وجديد ج 22 / 414.

للقائه إلى ابتداء غزوات صفين (1).

ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص وخدعة معاوية له (2).

باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في علي (عليه السلام) (3).

باب نوادر الاحتجاج على معاوية، وما ظهر من نصبه وبعض أحواله (4).

أمالي الصدوق: قول معاوية لعمرو: هل غششتني منذ نصحتني؟ قال: لا. قال:

بلى! والله لقد غششتني أما إني لا أقول في كل المواطن، ولكن في موطن واحد.

قال: وأي موطن؟ قال: يوم دعاني علي بن أبي طالب للمبارزة، فاستشرتك، فقلت: ما ترى يا أبا عبد الله؟ فقلت: كفو كريم. فأشرت علي بمبارزته وأنت تعلم من هو. قال: يا أمير المؤمنين كنت من مبارزته على إحدى الحسنين. إما أن تقتله فتزداد به شرفا إلى شرفك وتخلو بملكك، وإما أن تقتل فإن مرافقة الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. فقال معاوية: هذه والله شر من الأولى، والله إني لأعلم أني لو قتلته دخلت النار، ولو قتلني دخلت النار. قال له عمرو: فما حملك على قتاله؟ قال: الملك عقيم (5).

روي أنه قال معاوية يوما لعمرو بعد استقرار خلافته: يا أبا عبد الله لا أراك إلا ويغلبني الضحك. قال: بماذا؟ قال: أذكر يوم حمل عليك أبو تراب في صفين، فأزريت نفسك فرقا من شبا سنانه، وكشفت سوأتك له. فقال عمرو: أنا منك أشد ضحكا، إني لأذكر يوم دعاك إلى البراز فانتفخ سحرك، وربا لسانك في فمك، وغصصت بريقك، وارتعدت فرائصك، وبدا منك ما أكره!!! فقال معاوية - بعد ما جرى بينهما -: الجبن والفرار من علي لا عار على أحد فيهما (6).

ص: 492


1- (1) ط كمباني ج 8 / 468، وجديد ج 32 / 365، وص 373.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 468، وجديد ج 32 / 365، وص 373.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 532، وجديد ج 33 / 49.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 575، وجديد ج 33 / 241.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 532، وجديد ج 33 / 49.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 573، وجديد ج 33 / 231.

ومن كتاب لأمير المؤمنين (عليه السلام) إلى معاوية: إن بيعتي شملت الخاص والعام، وإنما الشورى للمؤمنين من المهاجرين الأولين السابقين بالإحسان من البدريين، وإنما أنت طليق بن طليق، لعين بن لعين، وثن بن وثن، ليست لك هجرة ولا سابقة ولا منقبة ولا فضيلة، وكان أبوك من الأحزاب الذين حاربوا الله ورسوله، فنصر الله عبده وصدق وعده، وهزم الأحزاب وحده، ثم وقع في آخر الكتاب:

ألم تر قومي إذ دعاهم أخوهم * أجابوا وإن يغضب على القوم يغضب (1).

ما جرى بين أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعاوية من المكاتبة، يأتي في " كتب ".

كتاب معاوية إلى عمرو بن العاص، يطلبه الجهاد مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، ذكرناه في " كتب ".

باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص، وأوليائهما (2).

وفي " زيد ": كتب معاوية إلى زياد بن أبيه، واستلحاقه. وفي السفينة جملة من ذمومه وخباثته.

عهد:

قال تعالى في سورة المؤمنين والمعارج: * (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) *.

روي أن الله تعالى لا يقبل إلا العمل الصالح، ولا يقبل الله إلا الوفاء بالشروط والعهود (3).

وقال سبحانه وتعالى: * (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) *.

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن مؤمنان: فمؤمن صدق بعهد الله، ووفى بشرطه، وذلك قوله عز وجل: * (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) * فذلك

ص: 493


1- (1) ط كمباني ج 8 / 511، وجديد ج 32 / 571.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 560، وجديد ج 33 / 161.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 51، وجديد ج 67 / 191.

الذي لا تصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة - الخبر (1). الكلام في هذه الآية (2).

شأن نزول هذه الآية في حق أمير المؤمنين وأخيه جعفر وعمه حمزة وابن عمه عبيدة، كما في البحار (3).

وقال تعالى: * (أوفوا بعهدي أوف بعهدكم) *.

الكافي: عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (وأوفوا بعهدي) * قال: بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) * (أوف بعهدكم) * أوف لكم بالجنة (4).

تفسير العياشي: عنه مثله في هذه الآية: أوفوا بولاية علي فرضا من الله، أوف لكم بالجنة (5). تفسير فرات بن إبراهيم: مسندا عنه مثله مع الزيادة (6).

الإختصاص: عن هشام بن سالم قال: قلت للصادق (عليه السلام): يا بن رسول الله ما بال المؤمن إذا دعا، ربما استجيب له وربما لم يستجب له، وقد قال الله عز وجل:

* (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) * فقال: إن العبد إذا دعا الله تعالى بنية صادقة وقلب مخلص استجيب له بعد وفائه بعهد الله عز وجل، وإذا دعا الله بغير نية وإخلاص لم يستجب له، أليس الله يقول: * (أوفوا بعهدي أوف بعهدكم) * فمن وفى، وفي له (7).

معاني الأخبار: عن ابن عباس، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذه الآية - الخ. وذكر حديث معاهدة آدم مع أولاده في وصية شيث، وكذا معاهدة نوح لوصيه سام، وكذا إبراهيم لإسماعيل وموسى ليوشع وعيسى لشمعون، وأن الأمم ما وفوا بعهود أنبيائهم، وكذا هذه المعاهدة في حق أمير المؤمنين (عليه السلام)، يجري في هذه الأمة ما جرى في الأمم السالفة (8).

ص: 494


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 50 و 51، وجديد ج 67 / 189.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 50 و 51، وجديد ج 67 / 189.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 350، و ج 9 / 106، و ج 6 / 536، وجديد ج 20 / 232، و ج 31 / 349، و ج 36 / 123.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 168، وجديد ج 24 / 358.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 101، وص 107، وجديد ج 36 / 97، وص 131.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 101، وص 107، وجديد ج 36 / 97، وص 131.
7- (7) جديد ج 93 / 379، وط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 58.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 290، وجديد ج 38 / 129.

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: عن الباقر (عليه السلام): نحن عهد الله وذمته، فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله وذمته - الخبر. ونحوه مع زوايد عن الصادق (عليه السلام) (1).

كشف اليقين: عن مولانا الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: * (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا) * قال: العهد ما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) على الناس في مودتنا، وطاعة أمير المؤمنين (عليه السلام) (2).

الكافي: عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: * (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل) * كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة صلوات الله عليهم من ذريتهم * (فنسي) *، هكذا والله أنزلت على محمد (صلى الله عليه وآله) (3).

وعن مولانا الباقر (عليه السلام) نحوه (4).

الكافي: عن مفضل بن صالح، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تعالى: * (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) * قال: عهدنا إليه في محمد والأئمة من بعده، فترك ولم يكن له عزم، أنهم هكذا، وإنما سمي أولو العزم أولي العزم إنه عهد إليهم في محمد والأوصياء من بعده، والمهدي وسيرته، وأجمع عزمهم على أن ذلك كذلك، والإقرار به (5).

وقال تعالى لإبراهيم: * (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) *. تفسير العهد كما هو ظاهر مساق الآية بالإمامة والولاية.

كلمات الطبرسي وغيره في هذه الآية، وإن العهد الإمامة، وأنه المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله صلوات الله عليهما، يعني لا يكون الظالم إماما للناس،

ص: 495


1- (1) ط كمباني ج 7 / 109، وجديد ج 24 / 87.
2- (2) ط كمباني ج 7 / 129، وجديد ج 24 / 187.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 166، وجديد ج 24 / 351.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 11، وجديد ج 43 / 32.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 166، وجديد ج 24 / 351. ويقرب منه ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 31، وجديد ج 67 / 114.

واستدل أصحابنا بهذه الآية على أن الإمام لا يكون إلا معصوما، كما تقدم في " عصم " (1).

وفي الرواية المفصلة عن المفضل، عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال: والعهد عهد الإمامة، لا يناله ظالم - الخبر، وفيه بيان أقسام الظلم، وأن الظالم بجميع معانيه وأنواعه لا يكون إماما (2).

تفسير قوله تعالى: * (الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق) * يعني الشيعة يوفون في الدين بما أخذ عليهم بولاية أمير المؤمنين يوم الغدير (3).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: * (ولا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) * قال: إلا من دان الله بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة من بعده فهو العهد عند الله (4).

تفسير آخر لهذه الآية بالدعاء الذي من دعا به كتب في رق العبودية، ورفع في ديوان القائم (عليه السلام) فإذا قام ناداه باسمه، ويدفع الإمام هذا العهد إليه (5).

دعاء عهد الميت حين الوصية المشار إليه في تفسير هذه الآية، وقول الصادق (عليه السلام): هذا هو العهد (6).

دعاء العهد الذي يقرأ أربعين صباحا في زمان الغيبة ليكون من أنصار القائم صلوات الله عليه، وإن مات قبله أخرجه من قبره: اللهم رب النور العظيم ورب الكرسي الرفيع - الخ (7). وتقدم في " دعا ": عهد آخر.

ص: 496


1- (1) ط كمباني ج 7 / 228 و 230 - 232، و ج 9 / 109، وجديد ج 25 / 191، و ج 36 / 141.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 207، وجديد ج 53 / 25.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 106، وجديد ج 36 / 124.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 161، وجديد ج 24 / 333.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 280، وجديد ج 95 / 337.
6- (6) ط كمباني ج 23 / 45، وجديد ج 103 / 193.
7- (7) ط كمباني ج 22 / 264، و ج 13 / 224، و ج 18 كتاب الصلاة ص 497، و ج 19 كتاب الدعاء ص 74، وجديد ج 102 / 111، و ج 53 / 95، و ج 86 / 285، و ج 94 / 42.

نزول قوله تعالى: * (أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم) * في اليهود والنصاب، والذين نقضوا عهد الولاية (1).

وقوله تعالى في سورة النحل: * (وأوفوا بعهد الله) * إلى أربع آيات، نزلت في ولاية علي (عليه السلام)، كما قاله الصادق (عليه السلام) (2).

كلمات الطبرسي في قوله تعالى: * (الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة) * (3).

شروط رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعهوده على أمير المؤمنين (عليه السلام)، وخديجة في بدء الإسلام (4).

بيان النبي (صلى الله عليه وآله) شروط الإيمان وعهوده وشرائع الإسلام لحمزة، في الليلة التي أصيب في يومها، وإقرار حمزة بذلك كله (5).

وبيانه عهود الإسلام وشروطه لسلمان وأبي ذر ومقداد وعمار (6).

جملات من ذلك في البحار (7).

باب لزوم الوفاء بالوعد والعهد، وذم خلفهما (8).

الخصال: عن أبي مالك قال: قلت لعلي بن الحسين صلوات الله عليه: أخبرني بجميع شرائع الدين قال: قول الحق، والحكم بالعدل، والوفاء بالعهد (9).

ص: 497


1- (1) ط كمباني ج 4 / 88، وجديد ج 9 / 329.
2- (2) جديد ج 37 / 333، وط كمباني ج 9 / 257.
3- (3) جديد ج 20 / 191، وط كمباني ج 6 / 526.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 354، وجديد ج 18 / 232.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 738، وجديد ج 22 / 278.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 747، وجديد ج 22 / 315.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 184. وتمام ذلك كله في ص 211 - 213، وجديد ج 68 / 300 و 392.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 143، وجديد ج 75 / 91.
9- (9) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 143 و 125، وجديد ج 75 / 26 و 91.

نوادر الرواندي: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا دين لمن لا عهد له (1). ويأتي ما يناسب ذلك في " وعد " و " وفى ".

الإرشاد: من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) لما نقض معاوية بن أبي سفيان الموادعة وأقبل يشن الغارات على أهل العراق، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: ما لمعاوية قاتله الله! لقد أرادني على أمر عظيم، أراد أن أفعل كما يفعل فأكون قد هتكت ذمتي ونقضت عهدي، فيتخذها علي حجة، فيكون علي شيئا إلى يوم القيامة - إلى قوله: - فليصنع ما بدا له فإنا غير غادرين بذمتنا، ولا ناقضين لعهدنا (2).

وتقدم في " ربع ": إن من عاهدته على أمر فمن أمرك الوفاء له، ومن أمره الغدر بك، يسرع العقوبة إليه. وفي " ثلث ": إن الوفاء بالعهد للبر والفاجر من الثلاثة الذين ليس لأحد فيهن رخصة. وتقدم في " جنن " و " ختر ": إن الذي لا يوفي بالعهد لا يدخل الجنة، وفي " بلى ": إن الله يتعهد عبده بالبلاء.

مجالس المفيد: عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث كلمات إبليس مع موسى بن عمران: إياك أن تعاهد الله عهدا، فإنه ما عاهد الله أحد إلا كنت صاحبه دون أصحابي حتى أحول بينه وبين الوفاء به - الخبر (3).

أقول: وفي تفسير الإمام (عليه السلام) في قوله تعالى: * (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) * قال: قال الباقر (عليه السلام): ويقال للموفي بعهوده في الدنيا في نذوره وأيمانه ومواعيده: يا أيتها الملائكة وفى هذا العبد في الدنيا بعهوده، فأوفوا له هناك بما وعدنا وسامحوه - الخبر.

باب أحكام اليمين والنذر والعهد (4).

ص: 498


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 144، وجديد ج 75 / 96. وتمامه في ج 72 / 198، و ج 15 كتاب الكفر ص 28.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 701، وجديد ج 34 / 152.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 28، و ج 14 / 627، و ج 5 / 307، و ج 23 / 144، وجديد ج 13 / 350، و ج 72 / 197، و ج 63 / 251، و ج 104 / 219.
4- (4) ط كمباني ج 23 / 143 - 151، وجديد ج 104 / 213.

باب العهد والأمان وشبهه (1).

وسائر الروايات في ذم نقض العهد (2).

العهد الذي كتبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسلمان (3).

نهج البلاغة: من عهد لأمير المؤمنين (عليه السلام) إلى بعض عماله (4).

باب الفتن الحادثة بمصر، وفيه عهود أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر (5).

كتاب عهد أمير المؤمنين صلوات الله عليه للأشتر، وهو أطول عهد كتبه وأجمعه للمحاسن: هذا ما أمر به عبد الله علي أمير المؤمنين مالك بن الحارث الأشتر في عهده إليه حين ولاه مصر جباية خراجها، وجهاد عدوها، واستصلاح أهلها وعمارة بلادها.

أمره بتقوى الله وإيثار طاعته واتباع ما أمر به في كتابه من فرائضه وسننه التي لا يسعد أحد إلا باتباعها، ولا يشقى إلا مع جحودها وإضاعتها، وأن ينصر الله سبحانه بيده وقلبه ولسانه، فإنه جل اسمه قد تكفل بنصر من نصره وإعزاز من أعزه - الخ (6).

كتاب عهد المأمون لمولانا أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه:

كشف الغمة: قال الفقير إلى الله تعالى علي بن عيسى أثابه الله وفي سنة 670 وصل من مشهد الشريف أحد قوامه، ومعه العهد الذي كتبه له المأمون بخط يده وبين سطوره، وفي ظهره بخط الإمام (عليه السلام) ما هو مسطور، فقبلت مواقع أقلامه، وسرحت طرفي في رياض كلامه، وعددت الوقوف عليه من منن الله وإنعامه،

ص: 499


1- (1) ط كمباني ج 21 / 104، وجديد ج 100 / 43.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 161، وجديد ج 73 / 372 - 377.
3- (3) جديد ج 18 / 134، وط كمباني ج 6 / 330.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 642، وجديد ج 33 / 528.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 643، وجديد ج 33 / 532.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 660، و ج 17 / 68، وجديد ج 33 / 600، و ج 77 / 240.

ونقلته حرفا حرفا، وهو بخط المأمون - الخ (1).

باب ولاية العهد، والعلة في قبول الرضا (عليه السلام) لها (2).

عهر:

النبوي (صلى الله عليه وآله): الولد للفراش (لصاحب الفراش - خ ل)، وللعاهر الحجر (3). ورواه العامة، كما في صحيح البخاري كتاب الحدود باب للعاهر الحجر، وكتاب الأحكام باب من قضى له بحق أخيه - الخ.

أقول: العاهر الفاجر الزاني، كذا في المجمع والمنجد يعني الولد لصاحب الفراش، وهو الزوج، وللعاهر الحجر الذي يحد بها ولا يثبت له نسب. وتشريح ذلك في البحار (4). ويأتي في " ولد " ما يتعلق بذلك.

عيب:

وفي دعاء يوم الغدير في وصف الأمير (عليه السلام): وعيبة غيب الله، إلى آخر ما يأتي في " غيب ".

وفي زيارة ليلة المبعث: السلام عليك يا عيبة علم الله وخازنه - الخ. ومثله في زيارة مولانا الحسين صلوات الله وسلامه عليه في رجب وشعبان.

في المجمع: والعيبة بالفتح: مستودع الثياب، أو مستودع أفضل الثياب، وعيبة العلم على الاستعارة.

ميزان العيب:

الكافي: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث المرأة التي اشتريت: وليس على ركبها شعر قال: كل ما كان في أصل الخلقة فزاد أو نقص فهو عيب - الخ (5).

ص: 500


1- (1) ط كمباني ج 12 / 43، وجديد ج 49 / 148.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 36، وجديد ج 49 / 128.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 202، و ج 10 / 127، وجديد ج 37 / 123، و ج 44 / 115.
4- (4) ط كمباني ج 23 / 107، وجديد ج 104 / 64 و 65.
5- (5) ط كمباني ج 1 / 154، وجديد ج 2 / 275.

الخصال: في النبوي الصادقي (عليه السلام) في حديث الأربعين، وأن لا تقول لقصير:

يا قصير، ولا لطويل: يا طويل، تريد بذلك عيبه - الخ (1).

النبوي (صلى الله عليه وآله): كفى في المرء عيبا أن يكون فيه ثلاث خصال: أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه، ويستحيي لهم مما هو فيه، ويؤذي جليسه بما لا يعنيه - الخ (2).

وعن الصادق (عليه السلام): أحب إخواني إلي من أهدى إلي عيوبي (3).

النبوي (صلى الله عليه وآله) في خبر المناهي: ومن مشى في عيب أخيه، وكشف عورته، كانت أول خطوة خطاها وضعها في جهنم، وكشف الله عورته على رؤوس الخلائق (4).

باب الإغضاء عن عيوب الناس (5).

تفسير علي بن إبراهيم: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس (6).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): لا يعاب المرء بتأخير حقه، إنما يعاب من أخذ ما ليس له (7).

تحف العقول: قال (عليه السلام) لابنه الحسين صلوات الله عليه: أي بني من أبصر عيب نفسه شغل عن عيب غيره (8).

علل الشرائع: عن حمران قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إذا كان الرجل على يمينك على رأي ثم تحول إلى يسارك، فلا تقل إلا خيرا ولا تبرأ منه حتى

ص: 501


1- (1) جديد ج 2 / 155، وط كمباني ج 1 / 110.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 22، و ج 15 كتاب العشرة ص 131، وجديد ج 75 / 47، و ج 77 / 73.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 186، وجديد ج 78 / 249.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 254، وجديد ج 7 / 216.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 130، وجديد ج 75 / 46.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 130، وجديد ج 75 / 46.
7- (7) ط كمباني ج 8 / 738، وجديد ج 34 / 342.
8- (8) جديد ج 75 / 47.

تسمع منه ما سمعت، وهو على يمينك، فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الله، يقلبها كيف يشاء ساعة كذا وساعة كذا، وإن العبد ربما وفق للخير.

قال الصدوق: بين إصبعين من أصابع الله: يعني بين طريقين من طرق الله، يعني بالطريقين طريق الخير وطريق الشر، إن الله عز وجل لا يوصف بالأصابع، ولا يشبه بخلقه (1). وفي " قلب " ما يتعلق بذلك.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): جهل المرء بعيوبه من أكبر ذنوبه (2).

باب تتبع عيوب الناس وإفشائها، وطلب عثرات المؤمنين (3).

النور: * (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم) *.

الحجرات: * (ولا تجسسوا) *.

تفسير علي بن إبراهيم: عن الصادق (عليه السلام) قال: من قال في مؤمن ما رأت عيناه وسمعت أذناه، كان من الذين قال الله تعالى: * (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) *.

ثواب الأعمال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أذاع فاحشة كان كمبتديها، ومن عير مؤمنا بشئ لا يموت حتى يركبه (4). وفي " فحش " ما يتعلق بذلك.

الإختصاص: قال الصادق (عليه السلام): من اطلع من مؤمن على ذنب أو سيئة فأفشى ذلك عليه ولم يكتمها، ولم يستغفر الله له، كان عند الله كعاملها، وعليه وزر ذلك الذي أفشاه عليه، وكان مغفورا لعاملها، وكان عقابه ما أفشى عليه في الدنيا مستور عليه في الآخرة، ثم يجد الله أكرم من أن يثني عليه عقابا في الآخرة.

وقال: من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه، وهدم مروته ليسقطه من أعين الناس، أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان، فلا يقبله الشيطان (5).

ص: 502


1- (1) جديد ج 75 / 48.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 111، وجديد ج 77 / 419.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 175، وجديد ج 75 / 212.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 188 و 189، وجديد ج 75 / 255 - 261.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 176، وجديد ج 75 / 216.

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الإيمان إلى قلبه، لا تذموا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته (1).

تحف العقول: في وصية الصادق (عليه السلام) لعبد الله بن جندب: يا بن جندب! إن عيسى بن مريم قال لأصحابه: أرأيتم لو أن أحدكم مر بأخيه فرأى ثوبه قد انكشف عن بعض عورته أكان كاشفا عنه كلها أم يرد عليها ما انكشف منها؟ قالوا: بل نرد عليها. قال كلا بل تكشفون عنها كلها، فعرفوا أنه مثل ضربه لهم، فقيل له:

يا روح الله وكيف ذلك؟ قال: الرجل منكم يطلع على العورة من أخيه فلا يسترها - إلى أن قال: - لا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب، وانظروا في عيوبكم كهيئة العبيد، إنما الناس رجلان مبتلى ومعافى، فارحموا المبتلى واحمدوا الله على العافية (2).

عن سفيان بن عيينة قال في قوله تعالى: * (إلا أمم أمثالكم) * ما في الأرض آدمي إلا وفيه شبه من بعض البهائم، فمنهم من يقدم إقدام الأسد، ومنهم من يعدو عدو الذئب، ومنهم من ينبح نباح الكلب، ومنهم من يتطوس كفعل الطاووس، ومنهم من يشبه الخنزير، فإنه لو القي إليه الطعام الطيب تركه وإذا قام الرجل عن رجيعه ولغت فيه، وكذلك نجد من الآدميين من لو سمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها، فإن أخطأت مرة واحدة حفظها، ولم يجلس مجلسا إلا رواه عنه. ثم قال: فاعلم يا أخي إنك إنما تعاشر البهائم والسباع، فبالغ في الاحتراز (3).

أقول: وأحسن من هذا ما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الأشرار يتبعون مساوي الناس ويتركون محاسنهم، كما يتبع الذباب المواضع الفاسدة من الجسد ويترك الصحيح، وقال: أكبر العيب أن تعيب ما فيك مثله، وقال: من نظر في عيوب غيره

ص: 503


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 177، وجديد ج 75 / 218.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 194، وجديد ج 78 / 283.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 653، وجديد ج 64 / 4.

فأنكرها، ثم رضيها لنفسه، فذلك الأحمق بعينه، وقال، أبصر الناس لعوار الناس المعورة.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه، وأن يعير الناس بما لا يستطيع تركه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه.

ويأتي في " عير ": ما يناسب ذلك، وفي السفينة أشعار يناسب ذلك.

عير:

باب النهي عن التعيير بالذنب أو العيب (1).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أنب مؤمنا أنبه الله في الدنيا والآخرة (2).

بيان: أنبه أي عنفه ولامه. وتقدم في " أنب " و " ثلث ".

الكافي: في النبوي الصادقي (عليه السلام): من أذاع فاحشة كان كمبتدئها، ومن عير مؤمنا بشئ لم يمت حتى يركبه (3).

الخصال: عن مولانا علي بن الحسين (عليه السلام) قال: كان آخر ما أوصى به الخضر موسى بن عمران أن قال له: لا تعيرن أحدا بذنب، وأن أحب الأمور إلى الله تعالى ثلاثة: القصد في الجدة، والعفو في المقدرة، والرفق بعباد الله، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله عز وجل به يوم القيامة - الخ (4). وتقدم في " رفق ": ذكر مواضع الرواية.

ومن كلماته له: يا بن عمران لا تعيرن أحدا بخطيئة وابك على خطيئتك (5).

تعيير الناس أيوب (6).

ص: 504


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 163، وجديد ج 73 / 384.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 163، وجديد ج 73 / 384.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 164، وكتاب العشرة ص 176 و 188 و 189، و ج 17 / 43، وجديد ج 73 / 384، و ج 75 / 215 و 255 و 260، و ج 77 / 150.
4- (4) جديد ج 73 / 386.
5- (5) جديد ج 13 / 302. ويقرب منه في ج 14 / 188، وط كمباني ج 5 / 296 و 377.
6- (6) جديد ج 12 / 343 و 347، وط كمباني ج 5 / 203.

كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: عن الباقرين (عليهما السلام): إن أبا ذر عير رجلا على عهد النبي (صلى الله عليه وآله) بأمه فقال له: يا بن السوداء، وكانت أمه سوداء، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): تعيره بأمه يا باذر. قال: فلم يزل أبو ذر يمرغ وجهه في التراب ورأسه حتى رضي رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنه (1).

الصادقي (عليه السلام): إن الأنبياء لا يصبرون على التعيير (2).

تعيير عمر لسلمان على إقباله على سف الخوص، وأكل الشعير (3).

تعيير معاوية لأمير المؤمنين (عليه السلام): وعهدك أمس تحمل قعيدة بيتك ليلا على حمار ويداك في يدي ابنيك حسن وحسين يوم بويع أبو بكر، فلم تدع أحدا من أهل بدر والسوابق إلا دعوتهم إلى نفسك، ومشيت إليهم بامرأتك، وأدليت إليهم بابنيك، واستنصرتهم على صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلم يجبك منهم إلا أربعة أو خمسة، ولعمري لو كنت محقا لأجابوك، ولكنك ادعيت باطلا، وقلت ما لا يعرف، ورمت ما لا يدرك (4).

كتابه لعلي (عليه السلام): إنك تقاد كما يقاد الجمل المخشوش، يؤنبه بذلك، فكتب (عليه السلام) في جوابه: وقلت إني كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى أبايع، ولعمر الله لقد أردت أن تذم فمدحت، وأن تفضح فافتضحت، وما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه أو مرتابا في يقينه، وهذه حجتي عليك وعلى غيرك (5).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أبعد ما يكون العبد من الله أن يكون الرجل يواخي الرجل، وهو يحفظ عليه زلاته ليعيره بها يوما ما (6).

ص: 505


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 157، وجديد ج 75 / 147.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 204، وجديد ج 12 / 347.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 758، وجديد ج 22 / 360.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 61، وجديد ج 28 / 313.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 70، وجديد ج 28 / 368.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 177، وجديد ج 75 / 219.

وعن مولانا الحسن (عليه السلام): العار أهون من النار (1). ونحوه الحسيني (عليه السلام) فيه (2).

عيش:

إكمال الدين: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: عاش آدم أبو البشر تسعمائة وثلاثين سنة، وعاش نوح ألفي سنة وأربعمائة سنة وخمسين سنة، وعاش إبراهيم مائة وخمسا وسبعين سنة، وعاش إسماعيل بن إبراهيم مائة وعشرين سنة، وعاش إسحاق بن إبراهيم مائة وثمانين سنة، وعاش يعقوب مائة وعشرين سنة، وعاش يوسف مائة وعشرين سنة، وعاش موسى مائة وست وعشرين سنة، وعاش هارون مائة وثلاثا وثلاثين سنة، وعاش داود مائة سنة، منها أربعون سنة ملكه، وعاش سليمان بن داود سبعمائة سنة واثني عشر سنة (3).

كلمات الكراجكي في كنز الفوائد في بيان عمر عدة من الأنبياء والأوصياء وعدة من أجداد النبي (صلى الله عليه وآله) (4).

حسن تقدير المعيشة يظهر من رواية الكافي التي رواها معتب عن مولانا الصادق (عليه السلام)، وذلك حين تزيد سعر طعام المدينة، وكان عند الإمام (عليه السلام) ما يكفيهم أشهر كثيرة. فقال الإمام: أخرجه وبعه، واشتر مع الناس يوما بيوم، واجعل قوت عيالي نصفا شعيرا ونصفا حنطة، فإن الله يعلم أني واجد أن أطعمهم الحنطة على وجهها، ولكني أحب أن يراني الله قد أحسنت تقدير المعيشة (5). وتقدم في " صلح ": أن حسن التقدير في المعيشة مما يصلح الرجل.

أمالي الطوسي: عن أيوب بن الحر قال: سمعت رجلا يقول لأبي عبد الله (عليه السلام):

بلغني أن الاقتصاد والتدبير في المعيشة نصف الكسب. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لا بل هو الكسب كله، ومن الدين التدبير في المعيشة (6).

ص: 506


1- (1) ط كمباني ج 17 / 145، وص 151، وجديد ج 78 / 106، وص 128.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 145، وص 151، وجديد ج 78 / 106، وص 128.
3- (3) ط كمباني ج 5 / 18، وجديد ج 11 / 65.
4- (4) ط كمباني ج 13 / 77، وجديد ج 51 / 291.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 121، وجديد ج 47 / 59.
6- (6) جديد ج 71 / 349، وط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 200.

وفي وصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام): يا علي! العيش في ثلاثة:

دار قوراء، وجارية حسناء، وفرس قباء.

قال الصدوق: الفرس القباء، الضامر البطن - الخ (1). دار قوراء بالقاف يعني واسعة.

المحاسن: سئل أبو الحسن صلوات الله عليه عن أفضل عيش الدنيا، فقال:

سعة المنزل، وكثرة المحبين (2).

وفي رواية أخرى: العيش السعة في المنزل، والفضل في الخادم ومثله غيره.

وعن أبي جعفر (عليه السلام): من شقاء العيش ضيق المنزل (3).

وعن الصادق (عليه السلام): لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يكون فيه خصال ثلاث: الفقه في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر على الرزايا - الخ (4).

وفي " قصد " ما يتعلق بذلك.

وعن الباقر (عليه السلام): صلاح شأن المعاش والتعاشر ملء مكيال، ثلثان فطنة، وثلث تغافل (5). ونحوه عن الصادق (عليه السلام) (6). وفي " غفل " ما يتعلق بذلك.

وعن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: ثلاثة تكدر العيش: السلطان الجائر، والجار السوء، والمرأة البذية (7).

وعن الصادق (عليه السلام): من العيش دار يكرى خبز يشرى (8).

ص: 507


1- (1) ط كمباني ج 16 / 80 و 29. وتمامها في ج 17 / 16، وجديد ج 76 / 148 و 288. وتمامها في ج 77 / 46 - 60.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 30 و 31، وجديد ج 76 / 152 و 153.
3- (3) ط كمباني ج 16 / 30 و 31 و 154، وجديد ج 76 / 153 و 152، و ج 79 / 303.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 183، وجديد ج 78 / 239. ونحوه ص 240، ونحوه ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 22، وجديد ج 69 / 405.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 168.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 184، و ج 15 كتاب العشرة ص 47، وجديد ج 78 / 188، و 241، و ج 74 / 167.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 182، وجديد ج 78 / 234، وص 240.
8- (8) ط كمباني ج 17 / 182، وجديد ج 78 / 234، وص 240.

وفي الحديث القدسي: يا أحمد هل تدري أي عيش أهني، وأي حياة أبقى؟ قال: اللهم لا. قال: أما العيش الهنئ، فهو الذي لا يفتر صاحبه عن ذكري ولا ينسى نعمتي ولا يجهل حقي، يطلب رضاي في ليله ونهاره، وأما الحياة الباقية فهي التي يعمل لنفسه حتى تهون عليه الدنيا وتصغر في عينه، وتعظم الآخرة عنده ويؤثر هواي على هواه، ويبتغي مرضاتي - الخبر (1).

وعن علي بن شعيب قال: دخلت على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فقال لي: يا علي من أحسن الناس معاشا؟ قلت: يا سيدي أنت أعلم به مني. فقال: يا علي من حسن معاش غيره في معاشه. يا علي من أسوأ الناس معاشا؟ قلت: أنت أعلم مني. قال:

من لم يعش غيره في معاشه. يا علي أحسنوا جوار النعم، فإنها وحشية ما نأت عن قوم فعادت إليهم. يا علي إن شر الناس من منع رفده، وأكل وحده، وجلد عبده (2).

كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: عن النبي (صلى الله عليه وآله): إذا أراد الله بأهل بيت خيرا رزقهم الرفق في المعيشة وحسن الخلق (3).

وما يتعلق بذلك في باب الاقتصاد والقناعة، وفي " همم ": أن الهموم في طلب المعيشة يكفر الذنوب.

عائشة بنت أبي بكر تزوجها النبي (صلى الله عليه وآله).

تقدم في " خطأ ": تأويل الخاطئة في الآية بعائشة.

كانت شديدة العداوة لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، أرسلت رجلا شديد العداوة إلى أمير المؤمنين وقالت له: إن عرض عليك طعامه وشرابه، فلا تناولن منه شيئا، فإن فيه السحر، فلما جاء إلى مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأبلغه كتابه، أخبره بما جرى بينه وبينها. فانقلب مؤمنا محبا بلغ كتاب علي إليها ورجع وأصيب بصفين (4).

ص: 508


1- (1) ط كمباني ج 17 / 8، وجديد ج 77 / 28.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 208، وجديد ج 78 / 341.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 211، وجديد ج 71 / 394.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 415، وجديد ج 32 / 108.

ما يقرب منه إرسال طلحة والزبير إليه (1).

إجراء الحد عليها لفريتها على مارية القبطية (2). وخيانتها في البحار (3).

كلماتها في حق عثمان من طرق العامة في كتاب الغدير (4).

وفاة عائشة في 17 شهر رمضان سنة 58، كما عن كامل البهائي، وعنه كيفية هلاكها.

باب أحوال عائشة وحفصة (5).

خبر إنا نجد منك ريح المغافير (6).

نهج البلاغة: فأما فلانة فأدركها رأي النساء، وضغن غلا في صدرها كمرجل القين، ولو دعيت لتنال من غيري ما أتت إلي لم تفعل، ولها بعد حرمتها الأولى، والحساب على الله.

بيان: قال ابن أبي الحديد: الضغن: الحقد. والمرجل: قدر كبير. والقين: الحداد، أي كغليان قدر من حديد. وفلانة كناية عن عائشة أبوها أبو بكر، وأمها أم رومان ابنة عامر بن عويمر بن عبد شمس، تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل الهجرة بسنتين بعد وفاة خديجة رضي الله عنها، وهي بنت سبع سنين وبنى عليها بالمدينة وهي بنت تسع سنين وعشرة أشهر، وكانت قبله تذكر لجبير بن مطعم، وكان نكاحه إياها في شوال، وبناؤه عليها في شوال، وتوفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنها وهي بنت عشرين سنة، وكانت ذات حظ من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وميل ظاهر إليها، وكانت لها عليه جرأة وإدلال، حتى كان منها في أمره في قصة مارية ما كان من الحديث الذي أسره الأخرى وأدى إلى تظاهرهما عليه، وأنزل فيهما قرآن يتلى في المحاريب، يتضمن وعيدا غليظا عقيب تصريح بوقوع الذنب وصغو القلب، وأعقبتها تلك

ص: 509


1- (1) ط كمباني ج 8 / 419، وجديد ج 32 / 128.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 181، وجديد ج 52 / 314.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 414، وجديد ج 32 / 105.
4- (4) الغدير ط 2 ج 9 / 77 - 86.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 726، وجديد ج 22 / 227، وص 228.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 726، وجديد ج 22 / 227، وص 228.

الجرأة وذلك الانبساط أن حدث منها في أيام الخلافة العلوية ما حدث.

الاستيعاب في باب عائشة بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لنسائه: أيتكن صاحبة الجمل الأدبب، يقتل حولها قتلى كثير، وتنجو بعدما كادت.

قال ابن عبد البر: هذا من أعلام نبوته. ولم تحمل عائشة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا ولد له من مهيرة إلا من خديجة، ومن السراري من مارية.

وقذفت عائشة في أيام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بصفوان بن المعطل السلمي، والقصة مشهورة، فأنزل الله براءتها في قرآن يتلى وينقل، وجلد قاذفوها الحد. وتوفيت في سنة سبع وخمسين للهجرة، وعمرها أربع وستون سنة، ودفنت بالبقيع في ملك معاوية.

أقول: ثم ذكر ابن أبي الحديد عن شيخه أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني أسبابا للعداوة بين عائشة وبين أمير المؤمنين وفاطمة صلوات الله عليهما وبسط الكلام في ذلك - إلى أن قال -:

وأكرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة إكراما عظيما أكثر مما كان الناس يظنونه، وأكثر من إكرام الرجال لبناتهم، فقال بمحضر الخاص والعام مرارا لامرة واحدة في مقامات مختلفة لا في مقام واحد: إنها سيدة نساء العالمين، وإنها عديلة مريم بنت عمران، وإنها إذا مرت في الموقف نادى مناد من جهة العرش: يا أهل الموقف غضوا أبصاركم لتعبر فاطمة بنت محمد.

وهذه من الأحاديث الصحيحة وليس من الأخبار المستنقحة. وإن إنكاحه عليا إياها لم يكن إلا بعد أن أنكحه الله تعالى إياها في السماء بشهادة الملائكة، وكم قال مرة: " يؤذيني ما يؤذيها، ويغضبني ما يغضبها، وإنها بضعة مني، يريبني ما رابها " فكان هذا وأمثاله يوجب زيادة الضغن عند الزوجة، والنفوس البشرية تغيظ على ما هو دون هذا.

ثم كان بينها وبين علي (عليه السلام) في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما يقتضي تهييج ما في النفوس، نحو قولها له وقد استدناه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجاء حتى قعد بينه وبينها وهما

ص: 510

متلاصقان: أما وجدت مقعدا لكذا لا يكنى عنه إلا فخذي.

ونحوه ما روي أنه سايره يوما وأطال مناجاته فجاءت وهي سايرة خلفهما حتى دخلت بينهما وقالت: فيم أنتما فقد أطلتما؟ فيقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) غضب ذلك اليوم.

وما روي من حديث الجفنة من الثريد التي أمرت الخادم فوقفت لها فأكفأتها.

ونحو ذلك مما يكون بين الأهل وبين المرأة وأحمائها.

ثم اتفق أن فاطمة ولدت أولادا كثيرة بنين وبنات، ولم تلد هي ولدا، وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقيم بني فاطمة مقام بنيه، ويسمي الواحد منهم ابني، ويقول:

" دعوا لي ابني * ولا ترزموا على ابني * وما فعل ابني ".

ثم اتفق أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سد باب أبيها إلى المسجد وفتح باب صهره.

ثم بعث أباها ببراءة إلى مكة ثم عزله عنها بصهره. فقدح ذلك أيضا في نفسها.

وولد لرسول الله (صلى الله عليه وآله) إبراهيم من مارية فأظهر علي (عليه السلام) بذلك سرورا كثيرا، وكان يتعصب لمارية ويقوم بأمرها عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) ميلا على غيرها، وجرت لمارية نكبة مناسبة لنكبة عائشة فبرأها علي (عليه السلام) منها وكشف بطلانها، وكشفه الله تعالى على يده، وكان ذلك كشفا محسا بالبصر لا يتهيأ للمنافقين أن يقولوا فيه ما قالوه في القرآن المنزل ببراءة عائشة، وكل ذلك مما كان يوغر صدر عائشة.

ثم مات إبراهيم فأبطنت شماتة وإن أظهرت كآبة، ووجم علي وفاطمة (عليهما السلام) من ذلك (1).

مختصر ذلك في البحار (2).

في أنها كانت منحرفة عنه (عليه السلام) (3).

ذكر السيد الأجل في الشافي: أن محمد بن إسحاق روى أن عائشة لما

ص: 511


1- (1) ط كمباني ج 6 / 728، وجديد ج 22 / 234.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 444، وجديد ج 32 / 242.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 24، وجديد ج 28 / 107.

وصلت إلى المدينة راجعة من البصرة، لم تزل تحرض الناس على أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكتبت إلى معاوية وأهل الشام مع الأسود بن أبي البختري تحرضهم عليه.

قال: وروي عن مسروق أنه قال: دخلت على عائشة، فجلست إليها فحدثتني واستدعت غلاما لها أسود يقال له عبد الرحمن، فجاء حتى وقف، فقالت:

يا مسروق أتدري لم سميته عبد الرحمن؟ فقلت: لا. قالت: حبا مني لعبد الرحمن ابن ملجم (1).

فرحها بقتل علي وتمثلها بقول القائل:

فألقت عصاها واستقرت بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر (2) وروى مثله عنها في خبر وفاة الحسن (عليه السلام) ودفنه (3).

في عدم إذنها لأمير المؤمنين (عليه السلام) حين استأذن للدخول على النبي (صلى الله عليه وآله) في بعض أخبار الطير (4).

في بغضها له (5).

ذكرها خديجة وتنقيصها إياها، وبكاء فاطمة صلوات الله عليها لذلك (6).

ذكر قصتها في فوت أبي محمد الحسن (عليه السلام) (7).

ذهب أكثر العامة إلى جواز الاقتداء بالعبد من غير كراهة، واستدل عليه في شرح الوجيز، بأن عائشة كان يؤمها عبد لها يكنى أبا عمر (8).

ص: 512


1- (1) ط كمباني ج 8 / 30 و 463، وجديد ج 28 / 149، و ج 32 / 341.
2- (2) جديد ج 32 / 340.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 136، وجديد ج 44 / 154.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 344، وجديد ج 38 / 348.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 422 و 429، و ج 6 / 730، و ج 7 / 391، و ج 9 / 248 - 257، وجديد ج 32 / 139 و 169، و ج 22 / 242، و ج 27 / 155، و ج 37 / 297.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 100، وجديد ج 16 / 3.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 200، و ج 10 / 133، وجديد ج 44 / 142، و ج 17 / 31.
8- (8) ط كمباني ج 8 / 35، وجديد ج 28 / 172.

الكلام في النبوي (صلى الله عليه وآله): يا عائشة لولا أن قومك حديثوا عهد بالجاهلية لأمرت بالبيت، فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه، وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين، بابا شرقيا وبابا غربيا، فبلغت أساس إبراهيم (1).

تأبيها عن ذكر اسم علي (عليه السلام)، حين ذكرت مرض النبي (صلى الله عليه وآله)، واعتماده على العباس أو أسامة، ورجل ولم يسمه لما كان بينه وبينها ما يقع بين الأحماء وصرحت بذلك، كما في السيرة الحلبية (2).

باب احتجاج أم سلمة عليها، ومنعها عن الخروج (3).

معاني الأخبار: بالإسناد عن أبي أخنس الأرجي قال: لما أرادت عائشة الخروج إلى البصرة، كتبت إليها أم سلمة رحمة الله عليها زوجة النبي (صلى الله عليه وآله)، قلت:

وفي رواية أخرى: دخلت عليها وقالت: أما بعد! فإنك سدة بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين أمته وحجابه المضروب على حرمته، وقد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه، وسكن عقيراك فلا تصحريها.

الله من وراء هذه الأمة، وقد علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكانك، لو أراد أن يعهد إليك لفعل، وقد عهد، فاحفظي ما عهد، ولا تخالفي فيخالف بك.

واذكري قوله في نباح كلاب الحوأب، وقوله: ما للنساء والغرور. وقوله انظري يا حميراء ألا تكوني أنت علت، بل قد نهاك عن الفرطة في البلاد.

إن عمود الإسلام لن يثأب بالنساء إن مال، ولن يرأب بهن إن صدع، حماديات النساء، غض الأبصار، وخفر الأعراض، وقصر الوهازة.

ما كنت قائلة لو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عارضك ببعض الفلوات، ناصة قلوصا من منهل إلى آخر، إن بعين الله مهواك، وعلى رسوله تردين، قد وجهت سدافته، وتركت عهيده.

لو سرت مسيرك هذا ثم قيل لي: ادخلي الفردوس لاستحييت أن ألقى

ص: 513


1- (1) ط كمباني ج 8 / 144، وجديد ج 29 / 412.
2- (2) السيرة الحلبية ج 3 / 344.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 424، وجديد ج 32 / 149.

رسول الله هاتكة حجابا قد ضربه علي، فاتقي الله واجعلي حصنك بيتك، ورباعة الستر قبرك حتى تلقيه، وأنت على تلك الحال أطوع ما تكونين لله ما لزمته، وأنصر ما تكونين للدين ما جلست عنه، لو ذكرتك بقول تعرفينه نهشت نهش الرقشاء المطرق.

فقالت عائشة: ما أقبلني لوعظك! وما أعرفني بنصحك، وليس الأمر على ما تظنين، ولنعم المسير مسيرا فزعت إلي، فيه فئتان متشاجرتان إن أقعد ففي غير حرج، وإن أنهض فإلى ما لا بد من الازدياد منه.

فقالت أم سلمة:

لو كان معتصما من زلة أحد * كانت لعائشة العتبى على الناس كم سنة لرسول الله دارسة * وتلو آي من القرآن مدراس قد ينزع الله من قوم عقولهم * حتى يكون الذي يقضي على الرأس ثم قال (رحمه الله) تفسيره: قولها رحمة الله عليها: " إنك سدة بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) " أي إنك باب بينه وبين أمته، فمتى أصيب ذلك الباب بشئ فقد دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حريمه وحوزته، فاستبيح ما حماه فلا تكوني أنت سبب ذلك بالخروج الذي لا يجب عليك فتحوجي الناس إلى أن يفعلوا مثل ذلك.

وقولها: " فلا تندحيه " أي لا تفتحيه فتوسعيه بالحركة والخروج، يقال: ندحت الشئ إذا وسعته. ومنه يقال: أنا في مندوحة عن كذا أي في سعة.

وتريد بقولها: " قد جمع القرآن ذيلك " قول الله عز وجل: * (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) *.

وقولها: " وسكن عقيراك " من عقر الدار، وهو أصلها وأهل الحجاز يضمون العين وأهل نجد يفتحونها، فكانت عقيرا اسم مبني من ذاك على التصغير، ومثله مما جاء مصغر " الثريا، والحميا " وهي سورة الشراب، ولم يسمع " بعقيرا " إلا في هذا الحديث.

وقولها: " فلا تصحريها " أي لا تبرزيها وتباعديها وتجعليها بالصحراء، يقال:

ص: 514

أصحرنا إذا أتينا الصحراء، كما يقال: أنجدنا إذا أتينا نجدا.

وقولها: " علت " أي ملت إلى غير الحق. والعول: الميل والجور، قال الله عز وجل: * (ذلك أدنى أن لا تعولوا) * يقال: عال يعول إذا جار.

وقولها: " بل قد نهاك عن الفرطة في البلاد " أي عن التقدم والسبق في البلاد، لأن الفرطة اسم في الخروج، والتقدم مثل غرفة وغرفة، يقال: في فلان فرطة أي تقدم وسبق، يقال: فرطته في الماء أي سبقته.

وقولها: " إن عمود الإسلام لن يثأب بالنساء إن مال " أي لا يرد بهن إلى استوائه. ثبت إلى كذا، أي عدت إليه.

وقولها: " لن يرأب بهن إن صدع " أي لا يسد بهن، يقال: رأيت الصدع: لامته فانضم.

وقولها: " حماديات النساء " هي جمع حمادى، يقال: قصاراك أن تفعل ذلك، وحماداك كأنها تقول: جهدك وغايتك.

وقولها: " غض الأبصار " معروف.

وقولها: " وخفر الأعراض " الأعراض: جماعة العرض وهو الجسد. والخفر:

الحياء أرادت أن محمدة النساء في غض الأبصار، وفي الستر للخفر الذي هو الحياء. " وقصر الوهازة " وهو الخطو، تعني بها أن تقل خطوهن.

وقولها: " ناصة قلوصا من منهل إلى آخر " أي رافعة لها في السير. والنص:

سير مرفوع، ومنه يقال: نصصت الحديث إلى فلان إذا رفعه إليه، ومنه الحديث:

" كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يسير العنق، فإذا وجد فجوة نص، يعني زاد في السير ".

وقولها: " إن بعين الله مهواك " يعني مرادك لا يخفى على الله.

وقولها: " وعلى رسول الله تردين " أي لا تفعلي فتخجلي من فعلك، " وقد وجهت سدافته " أي هتكت الستر، لأن السدافة: الحجاب والستر، وهو اسم مبني من أسدف الليل إذا ستر بظلمته، ويجوز أن يكون أرادت " وجهت سدافته " يعني أزلتيها من مكانها الذي أمرت أن تلزميه، وجعلتها أمامك.

ص: 515

وقولها: " وتركت عهيدة " تعني بالعهيدة التي تعاهده ويعاهدك، ويدل على ذلك قولها: " لو قيل لي: أدخلي الفردوس لاستحييت أن ألقى رسول الله (صلى الله عليه وآله) هاتكة حجابا قد ضربه علي ".

وقولها: " اجعلي حصنك بيتك، ورباعة الستر قبرك "، فالربع: المنزل، ورباعة الستر: ما وراء الستر تعني اجعلي ما وراء الستر من المنزل قبرك ومعنى ما يروى " ووقاعة الستر قبرك " هكذا رواه القتيبي: وذكر أن معناه " وقاعة الستر " موقعه من الأرض إذا أرسلت. وفي رواية القتيبي: " لو ذكرت قولا تعرفينه نهستني نهس الرقشاء المطرق " فذكر أن الرقشاء سميت بذلك لرقش في ظهرها، وهي النقط.

وقال غير القتيبي: الرقشاء في الأفاعي التي في لونها سواد وكدورة، قال:

والمطرق: المسترخي جفون العين.

توضيح: كلامها رضي الله عنها مع عائشة متواتر المعنى، رواه الخاصة والعامة بأسانيد جمة، وفسروا ألفاظه في كتب اللغة.

ورواه ابن أبي الحديد في شرح النهج وشرحه وقال: ذكره ابن قتيبة في غريب الحديث.

ورواه أحمد بن أبي طاهر في كتاب بلاغات النساء بأدنى تغيير، وقال بعد حكاية كلام أم سلمة: قالت عائشة: يا أم سلمة ما أقبلني لموعظتك وأعرفني بنصحك، ليس الأمر كما تقولين ما أنا بمغتمرة بعد التفريد، ولنعم المطلع مطلع أصلحت فيه بين فئتين متناجزتين والله المستعان.

ورواه الزمخشري في الفائق، وقال بعد قولها: " سدافته " وروي: " سجافته " وبعد قولها: " فئتان متناجزتان " أو " متناحرتان " ثم قال: السدة: الباب، تريد أنك من رسول الله بمنزلة سدة الدار من أهلها، فإن نابك أحد بنائبة أو نال منك نائل فقد ناب رسول الله ونال منه وترك ما يجب فلا تعرضي بخروجك أهل الإسلام لهتك حرمة رسول الله وترك ما يجب عليهم من تعزيزه وتوقيره.

" وندح الشئ ": فتحه ووسعه وبدحه، نحوه من البداح وهو المتسع من

ص: 516

الأرض " العقيري " كأنها تصغير العقرى فعلى من عقر إذا بقي مكانه، لا يتقدم ولا يتأخر فزعا أو أسفا أو خجلا، وأصله من عقرت به إذا أطلت حبسه كأنك عقرت راحلته فبقي لا يقدر على البراح أرادت نفسها أي سكني نفسك، التي صفتها أو حقها أن تلزم مكانها أو لا تبرح بيتها، واعملي بقوله: * (وقرن في بيوتكن) *.

" أصحر " أي خرج إلى الصحراء وأصحر به غيره، وقد جاء هاهنا متعديا على حذف الجار، وإيصال الفعل.

وقال في النهاية: في حديث أم سلمة قالت لعائشة: " لو أراد رسول الله أن يعهد إليك علت " أي عدلت عن الطريق وملت.

قال القتيبي: وسمعت من يرويه بكسر العين، فإن كان محفوظا فهو من عال في البلاد يعيل إذا ذهب. ويجوز أن يكون من عاله يعوله إذا غلبه أي غلبت على رأيك، ومنه قولهم عيل صبرك... وقيل: جواب لو محذوف أي " لو أراد فعل " فتركته لدلالة الكلام عليه، ويكون قولها: " علت " كلاما مستأنفا.

وقال في قولها: " إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهاك عن الفرطة في الدين " يعني السبق والتقدم، ومجاوزة الحد. الفرطة بالضم اسم للخروج والتقدم، وبالفتح المرة الواحدة.

وقال: يقال: رأب الصدع إذا شعبه، ورأب الشئ إذا جمعه وشده برفق ومنه حديث أم سلمة: قال القتيبي: الرواية " صدع " فإن كان محفوظا فإنه يقال: صدعت الزجاجة فصدعت، كما يقال جبرت العظم فجبر، وإلا فإنه صدع أو انصدع.

وقال: " حماديات النساء " أي غاياتهن، ومنتهى ما يحمد منهن. يقال:

حماداك أن تفعل أي جهدك وغايتك - الخ (1).

نهج البلاغة: من كلام له (عليه السلام): معاشر الناس، إن النساء نواقص الإيمان (2).

أيضا ما ورد عنه (عليه السلام) في حقها في كتابه إلى أهل الكوفة: ولاذ أهل البغي

ص: 517


1- (1) ط كمباني ج 8 / 425، وجديد ج 32 / 158.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 446، وجديد ج 32 / 247.

لعائشة فقتل حولها عالم جم، وضرب الله وجه بقيتهم فأدبروا، فما كانت ناقة الحجر بأشأم عليهم منها على أهل ذلك المصر (1).

نكيرها على الثالث، أخرجت قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتنادي هذا قميص رسول الله لم تبل وقد غير عثمان سنة الرسول، اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا. وقالت فيه: * (يقدم قومه يوم القيمة فأوردهم النار وبئس الورد المورود) * (2).

قال ع ن يعني ثالث القوم: إن هذه الزعراء عدوة الله، ضرب الله مثلها ومثل صاحبها حفصة في الكتاب: * (امرأة نوح وامرأة لوط...) * - الآية. فقالت له:

يا نعثل يا عدو الله، إنما سماك رسول الله باسم نعثل اليهودي الذي باليمن...

ولاعنته ولا عنها (3).

وروي أن ع ن قام ذات يوم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: نسوة يكبن في الآفاق لتنكث بيعتي ويهراق دمي، والله لو شئت أن أملأ عليهن من حجراتهن رجالا سودا وبيضا لفعلت، ألست ختن رسول الله على ابنتيه؟ ألست جهزت جيش العسرة؟ ألم أك رسول رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أهل مكة؟ قال: إذ تكلمت امرأة من وراء الحجاب، فقالت: صدقت، لقد كنت ختن رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ابنتيه، فكان منك فيهما ما قد علمت، وجهزت جيش العسرة، وقد قال الله تعالى:

* (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة) *، وكنت رسول رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أهل مكة غيبك عن بيعة الرضوان، لأنك لم تكن لها أهلا، قال فانتهرها ع ن، فقالت: أما أنا فأشهد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إن لكل أمة فرعون، وإنك فرعون هذه الأمة (4).

وروي أنها كانت أشد الناس على ع ن، تحرض الناس عليه، وتؤلب حتى قتل، فلما قتل وبويع علي (عليه السلام) طلبت بدمه (5).

ص: 518


1- (1) ط كمباني ج 8 / 462، وجديد ج 32 / 333.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 341، وجديد ج 31 / 295 و 296.
3- (3) جديد ج 31 / 297.
4- (4) جديد ج 31 / 297.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 342 و 418 - 422، وجديد ج 31 / 300، و ج 32 / 127 - 144.

في كتاب تجارب الأمم لابن مسكويه، ولما هرب بنو أمية لحقوا بمكة، فاجتمعوا إلى عائشة، وكانوا ينتظرون أن يلي الأمر طلحة، لأن هوى عائشة كان معه وكانت من قبل تشنع على عثمان، وتحض عليه، وتخرج راكبة بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعها قميصه وتقول: هذا قميص رسول الله ما بلى، وقد بلى دينه، اقتلوا نعثلا، قتل الله نعثلا، فلما صار الأمر إلى علي كرهته، وعادت إلى مكة بعد أن كانت متوجهة إلى المدينة، ونادت: ألا إن الخليفة قتل مظلوما فاطلبوا بدم عثمان، فأول من استجاب لها عبد الله بن عامر ثم قام سعيد بن العاص والوليد بن عقبة وسائر بني أمية - الخ.

باب أحوالها بعد الجمل (1).

قولها لعلي (عليه السلام): ملكت فاسجح، أي قدرت فسهل وأحسن العفو (2).

قولها لعمار: إتق الله يا عمار، فإن سنك قد كبرت ودق عظمك وفنى أجلك وأذهبت دينك لابن أبي طالب (3).

روي أن عمرو بن العاص قال لها يوما: لوددت أنك قتلت يوم الجمل! فقالت: ولم لا أبا لك؟ قال: كنت تموتين بأجلك وتدخلين الجنة ونجعلك أكبر التشنيع على علي بن أبي طالب (4).

ما جرى بينها وبين ابن عباس من الاحتجاج بعد انقضاء حرب الجمل (5).

كانت إذا سئلت عن خروجها على أمير المؤمنين (عليه السلام) قالت: كان شئ قدره الله. قال ابن عباس: وكانت امنا تؤمن بالقدر (6).

باب نهي الله تعالى ورسوله إياها عن مقاتلة علي (عليه السلام)، وإخبار النبي (صلى الله عليه وآله) إياها بذلك (7).

تفسير علي بن إبراهيم: عن حريز قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله

ص: 519


1- (1) ط كمباني ج 8 / 449، وجديد ج 32 / 265، وص 266، وص 267، وص 269، وص 276.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 449، وجديد ج 32 / 265، وص 266، وص 267، وص 269، وص 276.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 449، وجديد ج 32 / 265، وص 266، وص 267، وص 269، وص 276.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 449، وجديد ج 32 / 265، وص 266، وص 267، وص 269، وص 276.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 449، وجديد ج 32 / 265، وص 266، وص 267، وص 269، وص 276.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 449، وجديد ج 32 / 265، وص 266، وص 267، وص 269، وص 276.
7- (7) ط كمباني ج 8 / 452، وجديد ج 32 / 377.

تعالى: * (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين) *.

قال الفاحشة: الخروج بالسيف (1).

قول ابن أبي الحديد في أن عليا أكرم عائشة بعد انقضاء حرب الجمل وصانها وعظم من شأنها، ولو كانت فعلت بعمر ما فعلت به، ثم ظفر بها لقتلها ومزقها إربا إربا، ولكن عليا (عليه السلام) كان حليما كريما (2).

وعن كتاب نور الأبصار للسيد الشبلنجي الشافعي: وروي أن محمد الباقر بن علي (عليه السلام) سأل جابر بن عبد الله الأنصاري لما دخل عليه عن عائشة، وما جرى بينها وبين علي (عليه السلام) فقال له جابر: دخلت عليها يوما وقلت لها: ما تقولين في علي ابن أبي طالب، فأطرقت رأسها ثم رفعته وقالت:

إذا ما التبر حك على محك * تبين غشه من غير شك وفينا الغش والذهب المصفى * علي بيننا شبه المحك الروايات الواردة عنها عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه أخبر عن الخوارج بقوله: هم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة.

وقولها: لعن الله عمرو بن العاص فإنه كتب إلي أنه قتله. أي عمرو قتل المخدج رئيس الخوارج على نيل مصر (3).

وروي عنها قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: علي بن أبي طالب خير البشر من أبى فقد كفر. فقيل: فلم حاربته؟ فقالت: والله ما حاربته من ذات نفسي وما حملني عليه إلا طلحة والزبير (4).

قوله تعالى: * (فإن له معيشة ضنكا) *، تقدم في " ضنك ".

قصة عياش بن أبي ربيعة المخزومي في إسلامه، وما جرى عليه من أخويه

ص: 520


1- (1) ط كمباني ج 8 / 452، وجديد ج 32 / 377.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 543، وجديد ج 33 / 93.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 598، و ج 9 / 263 و 267، وجديد ج 33 / 332، و ج 38 / 14.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 347، وجديد ج 26 / 306.

من أمه أبي جهل والحارث بن هشام، من الضرب والإهانة، حتى صرفاه عن دينه، فنزل قوله تعالى: * (ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله) * ثم أسلم وهاجر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وحسن إسلامه (1).

ابن عائشة: هو محمد المغني الذي يضرب به المثل في الغناء، وله نوادر وحكايات مذكورة في الأغاني وغيره، ليس كتابنا محل ذكره، وقد يطلق على إبراهيم بن محمد بن عبد الوهاب، الذي سعى في البيعة لإبراهيم المهدي، فأخذه المأمون وقتله وصلبه.

ابن يعيش: هو موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش الموصلي الحلبي النحوي الفاضل الأديب، صاحب كتاب شرح مفصل الزمخشري، ومن تلاميذه ابن خلكان وذكر ترجمته في تاريخه. توفي بحلب سنة 643.

عيض:

خبر العياض الذي كان قاضيا لأهل عكاظ في الجاهلية:

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كانت العرب في الجاهلية على فرقتين:

الحل والحمس، فكانت الحمس قرشيا، وكانت الحل سائر العرب، فلم يكن أحد من الحل إلا وله حرمي من الحمس، ومن لم يكن له حرمي من الحمس لم يترك يطوف بالبيت إلا عريانا، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) حرميا العياض بن حمار المجاشعي، وكان عياض رجلا عظيم الخطر، وكان قاضيا لأهل عكاظ في الجاهلية، فكان عياض إذا دخل مكة ألقى عنه ثياب الذنوب والرجاسة، وأخذ ثياب رسول الله (صلى الله عليه وآله) لطهرها، فلبسها فطاف بالبيت، ثم يردها عليه إذا فرغ من طوافه، فلما أن ظهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتاه عياض بهدية، فأبى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يقبلها وقال: يا عياض لو أسلمت لقبلت هديتك، إن الله عز وجل أبى لي زبد المشركين. ثم إن عياضا بعد ذلك أسلم وحسن إسلامه، فأهدى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) هدية، فقبلها منه (2).

ص: 521


1- (1) ط كمباني ج 6 / 682، وجديد ج 22 / 48.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 742، وجديد ج 22 / 294.

أقول: والقاضي عياض هو أبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي، المتوفى سنة 544، صاحب كتاب الشفا في تعريف حقوق المصطفى (صلى الله عليه وآله). قال صاحب كشف الظنون: هو كتاب عظيم النفع، كثير الفائدة، لم يؤلف مثله في الإسلام.

قال الفيروزآبادي: يحصب مثلثة الصاد، حي باليمن، والنسبة يحصبي مثلثة الصاد أيضا لا بالفتح فقط، كما زعم الجوهري، وكيضرب قلعة بالأندلس.

عين:

الكافي: عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال: كل عين باكية يوم القيامة غير ثلاث: عين سهرت في سبيل الله، وعين فاضت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله (1). والخصال: النبوي الباقري (عليه السلام) نحوه (2).

قوله: " في سبيل الله " أي في الجهاد بل الأعم منه، ومن السفر إلى الحج والزيارات، ومن السهر للعبادة ومطالعة العلوم الدينية.

وعن مولانا السجاد (عليه السلام) قال: كل عين ساهرة يوم القيامة إلا ثلاث عيون:

عين سهرت - وساقه إلى آخره (3).

والنبوي (صلى الله عليه وآله): كل عين باكية يوم القيامة إلا أربعة أعين: عين بكت من خشية الله، وعين فقئت في سبيل الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين باتت ساهرة ساجدة يباهي بها الله الملائكة - الخبر (4).

الأربعمائة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كل عين يوم القيامة باكية، وكل عين يوم القيامة ساهرة، إلا عين من اختصه الله بكرامته، وبكى على ما ينتهك من الحسين وآل محمد (عليهم السلام) (5).

ص: 522


1- (1) ط كمباني ج 3 / 247، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 171، وجديد ج 7 / 195، و ج 71 / 204.
2- (2) ط كمباني ج 23 / 100، و ج 19 كتاب الدعاء ص 46 مكررا، وفي الأخير: عين سهرت في طاعة الله - الخ، وجديد ج 104 / 35، و ج 93 / 329.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 160، وجديد ج 78 / 161.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 29، وجديد ج 46 / 99 و 100.
5- (5) ط كمباني ج 4 / 115، وجديد ج 10 / 103.

وتقدم في " بكى ": فضل العين الباكية لمصيبات الأئمة (عليهم السلام)، وفي " شفا ": ذكر الأعين التي شفين ببركة النبي والأئمة صلوات الله عليهم.

الروايات المصرحة بأن الإمام (عليه السلام) عين الله الناظرة في خلقه، قريبة بالتواتر بل متواترة، وكذا في الزيارات المأثورة المذكورة في المفاتيح والبحار. ونشير إلى بعضها فراجع البحار (1).

وقال تعالى: * (فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) * يظهر منه أن للرب سبحانه وتعالى أعين يضاف إليه بالإضافة التشريفية، كما في قوله تعالى: * (بيتي) * يعني الكعبة، وثار الله وأمثال ذلك. ولعل المراد بهم الأئمة الإثنا عشر صلوات الله عليهم، لأنهم عين الله الناظرة في خلقه، وكذلك الكلام في قوله تعالى: * (تجري بأعيننا) * - الآية، وكذلك: * (فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا) * يعني الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم، كما تقدم في " سقى ".

أقول: وفي مدينة المعاجز (2) عن مناقب ابن شهرآشوب عن مولانا الباقر صلوات الله عليه في حديث: أما والله يا ميسر، لو كانت هذه الجدران تحجب أبصارنا كما يحجب أبصاركم لكنا وأنتم سواء. وذلك حين فعل بالجارية ما فعل من وضع يديه على ثدييها. ونقله في البحار (3).

وفي رواية عبد الله بن يحيى الكاهلي المروية عن مناقب ابن شهرآشوب والخرائج قال الصادق (عليه السلام): إن لي مع كل ولي أذنا سامعة، وعينا ناظرة، ولسانا ناطقا (4).

أقول: ذكرت هذه الرواية في كتابنا " اثبات ولايت " (5).

ص: 523


1- (1) ط كمباني ج 7 / 130 و 131 و 273، و ج 8 / 532، و ج 9 / 423 و 425 و 440 و 450، وجديد ج 24 / 194 - 199، و ج 25 / 384، و ج 33 / 47، و ج 39 / 339 و 347.
2- (2) مدينة المعاجز ص 344.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 73، وجديد ج 46 / 258.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 130، وجديد ج 47 / 96.
5- (5) اثبات ولايت ط 1 ص 271.

روى الراوندي عن أبي بصير، عن مولانا الباقر صلوات الله عليه أنه كان في المسجد ولا يرونه الناس، ويراه أبو هارون المكفوف، وفي آخره قال: أليس لنا معكم أعين ناظرة، وأسماع سامعة، بئسما رأيتم، والله ما يخفى علينا شئ من أعمالكم - الخبر.

بشارة المصطفى: في رواية شريفة، في فضل شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): هم خاصة الله من عباده، ونجبائه من خلقه، اصطفاهم لدينه، وخلقهم لجنته، مسكنهم الجنة، إلى الفردوس الأعلى، في خيام الدر، وغرف اللؤلؤ، وهم في المقربين الأبرار، يشربون من الرحيق المختوم، وتلك عين يقال لها تسنيم، لا يشرب منها غيرهم، وإن تسنيما عين وهبها الله لفاطمة بنت محمد زوجة علي ابن أبي طالب، تخرج من تحت قائمة قبتها، على برد الكافور، وطعم الزنجبيل، وريح المسك، ثم تسيل فيشرب منها شيعتها وأحباؤها.

وإن لقبتها أربع قوائم: قائمة من لؤلؤة بيضاء، تخرج من تحتها عين تسيل في سبل أهل الجنة، يقال لها السلسبيل، وقائمة من درة صفراء تخرج من تحتها عين يقال لها طهور، وقائمة من زمردة خضراء، تخرج من تحتها عينان نضاختان من خمر وعسل، فكل عين منها تسيل إلى أسفل الجنان إلا التسنيم، فإنها تسيل إلى عليين، فيشرب منها خاصة أهل الجنة، وهم شيعة علي وأحباؤه، وتلك قول الله عز وجل في كتابه: * (يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون) * - الخبر (1).

وصف عين الفردوس:

أمالي الطوسي: النبوي الصادقي الباقري صلوات الله عليهم: إن في الفردوس لعينا أحلى من الشهد، وألين من الزبد، وأبرد من الثلج، وأطيب من المسك، منها (فيها - في مواضع) طينة خلقنا الله عز وجل منها، وخلق منها شيعتنا، فمن لم تكن من تلك الطينة، فليس منا ولا من شيعتنا، وهي الميثاق الذي أخذ الله عز وجل

ص: 524


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 136، وجديد ج 68 / 128.

عليه ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) (1).

وفي بعض هذه الروايات مع زيادة محصولها: أنه إذا أراد الله أن يخلق خلقا على ولاية علي بن أبي طالب أمر ملكا يأخذ من تلك الطينة، فيرمي بها في النطفة حتى تصير إلى الرحم، منها يخلق وهي الميثاق (2).

ورواه العلامة النجفي المرعشي في تذييلاته على إحقاق الحق عن جماعة من أعلام العامة، كما فيه (3).

وصف عين آنية في قوله تعالى: * (تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية) * لها أنين من شدة حرها، كذا قال القمي وغيره، فيحتمل أن يكون مشتقا من الأنين قلبت النون الثانية ياء، كما يقال في أمللت: أمليت، فراجع البحار (4).

وصف شدة حرها وعذاب من يشرب منها في البحار (5).

الكافي: عن الصادق (عليه السلام) نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الاستشفاء بالحميات، وهي العيون الحارة التي تكون في الجبال التي توجد فيها روائح الكبريت، فإنها من فوح جهنم (6).

أخبار عين ماء الحياة التي لا يشرب منها ذو روح إلا لم يمت، حتى الصيحة طلبها ذو القرنين فلم يظفر بها، وظفر بها الخضر في البحار (7).

خبر العين التي من شرب منها عمر طويلا وشرب منها أبو الدنيا المعمر في البحار (8).

ص: 525


1- (1) ط كمباني ج 3 / 62 و 67 و 341، و ج 6 / 6، وجديد ج 5 / 226 و 242، و ج 8 / 173، و ج 15 / 20.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 67، وجديد ج 5 / 242.
3- (3) الإحقاق ج 7 / 283.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 376 و 382. وتمامه ص 252، وجديد ج 8 / 295 و 314، و ج 7 / 209.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 384، وجديد ج 8 / 321، وص 315.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 384، وجديد ج 8 / 321، وص 315.
7- (7) ط كمباني ج 5 / 160 و 165 و 166 و 295 و 297، و ج 9 / 126، وجديد ج 12 / 179 و 197 و 200 و 203، و ج 36 / 220.
8- (8) جديد ج 41 / 311، و ج 51 / 261 و 227، و ج 34 / 332، وط كمباني ج 8 / 736، و ج 9 / 584، و ج 13 / 69 و 60.

إخراج مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه عينا خوارة، فقال: هذه عين مريم التي أنبعت لها وكانت براثا (1).

إخراجه (عليه السلام) عينا أخرى في بلاد صفين أعذب من الشهد، وألين من الزبد الزلال، وأبرد من الثلج، وأصفى من الياقوت يسمى راحوما، وهي من الجنة.

شرب منها ثلاثمائة وثلاث عشر وصيا، فشرب هو وأصحابه حتى ارتووا ثم خفيت عليهم (2). وتمام القصة فيه (3). وتقدم في " صخر ": ذكر مواضع الرواية، وفي " موه ": ذكر القصة.

وعين أخرى ظهرت له ولأصحابه فتوضؤوا منها (في قصة البساط، وذهابهم إلى أصحاب الكهف) (4).

ضرب مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) قضيبه على الفرات فانفجرت اثنتا عشرة عينا كل عين كالطود (5). وتقدم في " جدر ": ذكر العين التي ظهرت للحسنين صلوات الله عليهما.

خبر العين التي استخرجها الحسين (عليه السلام) من وراء خيمة النساء في كربلاء (6).

خبر العين التي استخرجها مولانا الباقر (عليه السلام) من حجر أبيض بين الرمل، فتوضأ وشربوا منه (7).

والعين التي استخرجها مولانا الصادق (عليه السلام) حين ركض برجله على الأرض القفر، فنبع عين ماء كأنه قطع الثلج فتوضأ هو وداود النيلي منها (8).

ص: 526


1- (1) كمباني ج 5 / 383، و ج 8 / 622، و ج 22 / 223، وجديد ج 14 / 211 و 212، و ج 33 / 438، و ج 102 / 28 و 29.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 530، و ج 9 / 575 و 576، وجديد ج 41 / 273 و 278 و 347، و ج 33 / 40.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 108، وجديد ج 10 / 67.
4- (4) جديد ج 39 / 137، و ج 41 / 219، وط كمباني ج 9 / 376 و 561.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 569، وجديد ج 41 / 251.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 190، وجديد ج 44 / 387.
7- (7) ط كمباني ج 11 / 70، وجديد ج 46 / 248.
8- (8) ط كمباني ج 11 / 144، وجديد ج 47 / 139.

والعين التي ظهرت ببركة مولانا الرضا (عليه السلام) في مفازة قفر، فشربوا منه، وسقوا دوابهم، ثم خفي عليهم (1). والأخرى التي ظهرت ببركته في قرب القرية الحمراء (2).

وكذا ما ظهرت ببركة مولانا الهادي (عليه السلام) في البحار (3).

شفاء عين جارية دعبل ببركة مسحها بالجبة التي أعطاها مولانا الرضا (عليه السلام) في البحار (4).

في أنه على جبل بأرمنية وأذربيجان عين من عيون الجنة، وكذا جبل همدان يقال له راوند (اروند) فيه عين من عيون الجنة (5).

عين كهلان الغين التي دخل فيها الرضا (عليه السلام)، واغتسل من مائها وكانت بنيسابور، فصار يقصدها الناس إلى زمان شيخنا الصدوق (6).

عين ينبع التي أوقفها مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) (7).

عين زياد ضيعة لمولانا الصادق (عليه السلام). بيانه ما يفعله فيها من إطعام الناس من ثمرتها (8).

في أنه غصبها المنصور منه، فاستردها الصادق (عليه السلام) منه، فأوعده القتل فانصرف (9). وتقدم بعضه في " اوب ".

عين الوردة محل ورود سليمان بن صرد الخزاعي لطلب ثأر الحسين (عليه السلام) وقتالهم مع أهل الشام (10).

ص: 527


1- (1) ط كمباني ج 12 / 11، وص 36، وجديد ج 49 / 37، وص 125.
2- (2) ط كمباني ج 12 / 11، وص 36، وجديد ج 49 / 37، وص 125.
3- (3) ط كمباني ج 12 / 136، وجديد ج 50 / 156.
4- (4) ط كمباني ج 12 / 72، وجديد ج 49 / 241.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 314، وجديد ج 60 / 122.
6- (6) ط كمباني ج 12 / 35، وجديد ج 49 / 123.
7- (7) جديد ج 41 / 39 و 40، وط كمباني ج 9 / 517.
8- (8) ط كمباني ج 11 / 118، وجديد ج 47 / 51.
9- (9) ط كمباني ج 11 / 167 و 197، وجديد ج 47 / 210 و 305.
10- (10) ط كمباني ج 10 / 285، وجديد ج 45 / 360.

سؤال اليهودي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن أول عين نبعت على وجه الأرض (1).

انفجار العيون من تحت الكعبة، كما قاله الصادق (عليه السلام) (2).

تفسير قوله تعالى: * (ألم نجعل له عينين) * برسول الله (صلى الله عليه وآله)، كما في البحار (3).

وفي السجادي (عليه السلام) للعبد أربعة أعين: عينان يبصر بهما أمر دينه ودنياه، وعينان يبصر بهما أمر آخرته، فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه، فأبصر بهما الغيب وأمر آخرته، وإذا أراد به غير ذلك ترك القلب بما فيه (4).

تفسير العياشي: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: إنما شيعتنا أصحاب الأربعة الأعين: عين في الرأس وعين في القلب، ألا والخلائق كلهم كذلك، ألا وإن الله فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم (5).

نهج البلاغة: العلوي (عليه السلام): العين وكاء السه - وبيانه في البحار (6). ويأتي في " وكى ".

باب تأثير السحر والعين وحقيقتهما (7).

يوسف: * (وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد - إلى قوله: - لا يعلمون) *.

القلم: * (وإن يكاد الذين كفروا) * - الآية.

قالوا في قوله تعالى حكاية عن يعقوب: * (يا بني لا تدخلوا من باب واحد) * خاف عليهم العين لأنهم كانوا ذوي جمال وهيئة وكمال، وهم إخوة أولاد رجل واحد.

ص: 528


1- (1) ط كمباني ج 4 / 94 و 96، وجديد ج 10 / 10 و 21.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 904، وجديد ج 66 / 451.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 68، وجديد ج 9 / 251.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 460، و ج 15 كتاب الأخلاق ص 37، وجديد ج 61 / 250، و ج 70 / 53.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 39، وجديد ج 70 / 58.
6- (6) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 54، وجديد ج 80 / 226.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 567، وجديد ج 63 / 1.

وروي أن بني جعفر بن أبي طالب كانوا غلمانا بيضا. فقالت أسماء بنت

عميس:

يا رسول الله إن العين إليهم سريعة إذا استرقى لهم من العين؟ فقال: نعم.

وروي أن جبرئيل رقى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلمه الرقية وهي: بسم الله أرقيك من كل عين حاسد، الله يشفيك.

ورووا عن النبي (صلى الله عليه وآله): إن العين حق تستنزل الحالق، والحالق المكان المرتفع من الجبل وغيره، فجعل العين كأنها تحط ذروة الجبل من قوة أخذها وشدة بطشها.

قال بعضهم في وجه تأثير العين: لا ينكر أن ينفصل من العين الصائبة إلى الشئ المستحسن أجزاء لطيفة تتصل به وتؤثر فيه ويكون هذا المعنى خاصة في بعض الأعين كالخواص في بعض الأشياء.

وقد ذهب كثير من المفسرين إلى أن قوله تعالى: * (وإن يكاد الذين كفروا) * - الآية، نزلت في ذلك وقالوا: كالعين في بني أسد، فكان الرجل منهم يتجوع ثلاثة أيام، فلا يمر به شئ يقول فيه " لم أر كاليوم مثله " إلا عانه، فالتمس الكفار من بعض من كانت له هذه الصنعة أن يقول في رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك فعصمه الله تعالى (1).

وللسيد الرضي في ذلك كلام لا يسع المقام نقله (2).

وقالت الحكماء في سبب العين أنه من تأثيرات النفس، فلا يمتنع أن يكون بعض النفوس بحيث يؤثر في تغيير بدن حيوان آخر بشرط أن يراه ويتعجب (3).

بعض الحكايات من تأثير العين (4).

الشهاب: قال (صلى الله عليه وآله): إن العين لتدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر (5).

ضوء الشهاب: قد تقدم أن المؤثر فيما يعنيه العائن قدرة الله عز وجل الذي يفعل ما يشاء، ويغير المستحسن من الأشياء عن حاله، اعتبارا للناظر، وإعلاما أن الدنيا لا يدوم نعيمها، ولا يبقى ما فيها على وتيرة واحدة. والعين ماذا تكاد تفعل

ص: 529


1- (1) ط كمباني ج 14 / 567، وجديد ج 63 / 39، وص 12.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 567، وجديد ج 63 / 39، وص 12.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 573، وجديد ج 63 / 10، وص 16، وص 20.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 573، وجديد ج 63 / 10، وص 16، وص 20.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 573، وجديد ج 63 / 10، وص 16، وص 20.

بنظرها ليت شعري؟! ولو كان للعين نفسها أثر لكان يصح أن ينظر العائن إلى بعض أعدائه الذين يريد إهلاكهم وقلعهم، فيهلكهم بالنظر، وهذا باطل. إنتهى (1).

إن قيل: كيف تعمل العين من بعد حتى يحصل الضرر للمعيون؟ الجواب: أن طبائع الناس تختلف، فقد يكون ذلك من سم يصل من عين العائن في الهواء إلى بدن المعيون.

وقد نقل عن بعض من كان معيانا أنه قال: إذا رأيت شيئا يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني! ويقرب ذلك بالمرأة الحائض تضع يدها في إناء اللبن فيفسد، ولو وضعتها بعد طهرها لم يفسد، وكذا تدخل البستان فتضر بكثير من العروش من غير أن تمسها (2).

قال المجلسي: وأما العين فالظاهر من الآيات والأخبار أن لها أيضا تحققا، إما بأن جعل الله تعالى لذلك تأثيرا وجعل علاجه التوكل والتوسل بالآيات والأدعية الواردة في ذلك، أو بأن الله تعالى يفعل في المعين فعلا عند حدوث ذلك لضرب من المصلحة.

وقال في السحر والعين: ويقل أو يبطل تأثيرهما بالتوكل والدعاء والآيات والتعويذات.

ولذا كان شيوع السحر والكهانة وأمثالهما في الفترات بين الرسل وخفاء آثار النبوة واستيلاء الشياطين أكثر، وتضعف وتخفى تلك الأمور عند نشر آثار الأنبياء وسطوع أنوارهم، كأمثال تلك الأزمنة، فإنه ليس من دار ولا بيت إلا وفيه مصاحف كثيرة وكتب جمة من الأدعية والأحاديث، وليس من أحد إلا ومعه مصحف أو عوذة أو سورة شريفة، وقلوبهم وصدورهم مشحونة بذلك، فلذا لا نرى منها أثرا بينا في تلك البلاد إلا نادرا في البلهاء والضعفاء والمنهمكين في المعاصي، وقد نسمع ظهور بعض آثارها في أقاصي البلاد، لظهور آثار الكفر

ص: 530


1- (1) ط كمباني ج 14 / 573، وجديد ج 63 / 20.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 576، وجديد ج 63 / 32.

وندور أنوار الإيمان فيها، كأقاصي بلاد الهند والصين والترك (1).

باب عوذة الحيوانات من العين (2).

باب الدعاء لدفع السحر والعين (3). وتقدم في " دعا " ما يتعلق بذلك.

الصادقي (عليه السلام): إن أمير المؤمنين (عليه السلام) اشتكى عينه، فعاده النبي (صلى الله عليه وآله) فإذا هو يصيح (4).

باب الدعاء لوجع العين وما يناسبه (5). وجملة من الأدعية لذلك فيه (6). وتقدم في " دعا " ما يتعلق بذلك.

باب معالجات العين والاذن (7).

المحاسن: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الكمأة من نبت الجنة، ماؤه نافع من وجع العين (8).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): السواك يجلو البصر (9).

طب الأئمة: اشتكت عينا سلمان وأبي ذر رضي الله عنهما، فأتاهما النبي (صلى الله عليه وآله) عائدا لهما، فلما نظر إليهما قال لكل واحد منهما: لا تنم على الجانب الأيسر ما دمت شاكيا من عينيك، ولن تقرب التمر حتى يعافيك الله تعالى منه (10).

وقال الصادق (عليه السلام): من أخذ من أظفاره كل خميس لم ترمد عيناه، ومن أخذها كل جمعة خرج من تحت كل ظفر داء (11).

قال: والكحل يزيد في ضوء البصر وينبت الأشفار (12).

ص: 531


1- (1) ط كمباني ج 14 / 578، وجديد ج 63 / 41.
2- (2) كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 195، وجديد ج 95 / 41.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 215، وجديد ج 95 / 124.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 139، وجديد ج 6 / 170.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 205، وص 265، وجديد ج 95 / 86، وص 286 و 287.
6- (6) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 205، وص 265، وجديد ج 95 / 86، وص 286 و 287.
7- (7) ط كمباني ج 14 / 520، وجديد ج 62 / 144.
8- (8) جديد ج 62 / 145، وص 146، وص 147.
9- (9) جديد ج 62 / 145، وص 146، وص 147.
10- (10) جديد ج 62 / 145، وص 146، وص 147.
11- (11) جديد ج 62 / 145، وص 146، وص 147.
12- (12) جديد ج 62 / 145، وص 146، وص 147.

وعنه (عليه السلام) أنه كان يقلم أظفاره كل خميس يبدأ بالخنصر الأيمن، ثم يبدأ بالأيسر، وقال: من فعل ذلك كان كمن أخذ أمانا من الرمد (1).

طب الأئمة: وعنه (عليه السلام): السمك يذيب شحمة العين (2).

طب الأئمة: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الخف مصحة للبصر (3).

في مكارم الأخلاق للشبكور عن مولانا الكاظم (عليه السلام): يكتب آية النور ثلاث مرات في جام ويغسله ويصيره في قارورة ويكتحل به فعمل واكتحل وبرئ بحمد الله تعالى.

كشف الغمة: عن جميل بن دراج قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه بكير بن أعين وهو أرمد، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): الظريف يرمد؟ فقال: وكيف يصنع؟ قال: إذا غسل يده من الغمر مسحها على عينه، قال: ففعلت فلم أرمد (4).

وتقدم في " رمد ": ما يناسب ذلك.

الكافي: دخل رجل على أبي عبد الله (عليه السلام) وهو يشتكي عينه، فقال لي (له - ظ): أين أنت عن هذه الأجزاء الثلاثة: الصبر، والكافور، والمر؟ ففعل الرجل ذلك، فذهب عنه (5).

الكافي: عن سليم مولى علي بن يقطين، أنه كان يلقى من عينيه أذى، قال:

فكتب إليه أبو الحسن (عليه السلام) من عنده: ما يمنعك من كحل المر أبي جعفر (عليه السلام): جزء كافور رياحي، وجزء صبر سقوطري، يدقان جميعا وينخلان بحريرة، يكتحل منه مثل ما يكتحل من الإثمد، الكحلة في الشهر تحدر كل داء في الرأس وتخرجه من البدن. قال: وكان يكتحل به، فما اشتكى عينه حتى مات (6).

الروايات الواردة في أن ماء الكمأة شفاء للعين، وكلام العلماء في أنه هل يخلط ماؤه في الأدوية التي يكتحل بها، أو يؤخذ فيشق ويوضع على الجمر حتى يغلى ماؤها، ثم يؤخذ الميل فيكتحل بمائها.

ص: 532


1- (1) جديد ج 62 / 145، وص 146، وص 147.
2- (2) جديد ج 62 / 145، وص 146، وص 147.
3- (3) جديد ج 62 / 145، وص 146، وص 147.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 521، وجديد ج 62 / 148، وص 150.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 521، وجديد ج 62 / 148، وص 150.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 521، وجديد ج 62 / 148، وص 150.

وحكي عن بعض أهل الطب في التداوي بماء الكمأة تفصيلا: وهو إن كان لتبريد ما يكون بالعين من الحرارة فتستعمل مفردة، وإن كان لغير ذلك فتستعمل مركبة (1).

في تشريح العين وهي مركبة من سبع طبقات وثلاث رطوبات ما خلا الأعصاب والعضلات والعروق وبيان هيئاتها (2).

معاني الأخبار: عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا ظلمت العيون العين كان قتل العين على يد الرابع من العيون، فإذا كان ذلك استحق الخاذل له لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. فقيل له: يا رسول الله ما العين والعيون؟ فقال:

أما العين، فأخي علي بن أبي طالب، وأما العيون فأعداؤه، رابعهم قاتله ظلما وعدوانا (3).

والعلوي (عليه السلام) لحذيفة بن اليمان: " كيف أنت إذا ظلمت العيون العين "؟ وكان ذلك في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) ولم يعرف تأويله. فبعد النبي (صلى الله عليه وآله) فهمه حيث تقدم عليه عتيق وعمر. فقال ذلك لأمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال: نسيت عبد الرحمن حيث مال بها إلى عثمان. وفي رواية: وسيضم إليهم عمرو بن العاص مع معاوية، فهؤلاء العيون المجتمعة على ظلمي (4).

عيى:

كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: في الصادقي (عليه السلام): إن الحياء والعي - عي اللسان لاعي القلب - من الإيمان، والفحش والبذاء والسلاطة من النفاق (5). ورواه في موضع آخر قال: إن الحياء والعفاف والعي - عي اللسان - الخ (6).

ص: 533


1- (1) ط كمباني ج 14 / 521، وجديد ج 62 / 150.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 487، وجديد ج 62 / 12.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 212، وجديد ج 30 / 180، وهذا في المعاني ص 387.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 585، وجديد ج 41 / 312.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 187، وجديد ج 71 / 289.
6- (6) ط كمباني ج 11 / 121، وجديد ج 47 / 61.

ومن مسائل مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) عن ابنه الحسن صلوات الله عليه قال:

فما العي؟ قال: العبث باللحية، وكثرة التنحنح عند المنطق (1).

وفي المجمع في الحديث: " دواء العي السؤال " هو بكسر العين وتشديد الياء:

التحير في الكلام، والمراد به هنا الجهل، ولما كان الجهل أحد أسباب العي عبر عنه به. والمعنى أن الذي عي فيما يسأل عنه ولم يدر بماذا يجيب، فدواؤه السؤال ممن يعلم.

وتقدم في " جدد ": تفسير قوله تعالى: * (أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد) *، وكذا تقدم في " خلق " و " علم ".

ص: 534


1- (1) ط كمباني ج 17 / 145، وجديد ج 78 / 104.

باب الغين المعجمة

اشارة

ص: 535

غبر:

باب الغبيراء (1).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن مولانا الحسين بن علي (عليه السلام) قال: دخل النبي (صلى الله عليه وآله) على علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو محموم، فأمره بأكل الغبيراء (2).

مكارم الأخلاق: عن ابن بكير قال سمعت أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول في الغبيراء: إن لحمه ينبت اللحم، وعظمه ينبت العظم، وجلده ينبت الجلد، ومع ذلك فإنه يسخن الكليتين، ويدبغ المعدة، وهو أمان من البواسير والتقطير، ويقوي الساقين، ويقمع عرق الجذام بإذن الله تعالى (3).

قال الشهيد في الدروس: والغبيراء تدبغ المعدة، وأمان من البواسير، وتقوي الساقين (4).

غبط:

الروايات الواردة عن أئمة الهدى صلوات الله عليهم في أن ما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه هذه وأومأ بيده إلى حلقه (5).

إعلام الدين: عن ابن أبي يعفور قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قد استحييت مما

ص: 536


1- (1) ط كمباني ج 14 / 853، وجديد ج 66 / 188.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 853. ومثله ص 510، وجديد ج 62 / 96.
3- (3) جديد 66 / 188.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 550، وجديد ج 62 / 284.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 142 - 146، و ج 7 / 234، وجديد ج 6 / 183 - 198، و ج 25 / 219.

أكرر هذا الكلام عليكم: إن ما بين أحدكم وبين أن يغتبط أن تبلغ نفسه هاهنا - وأهوى بيده إلى حنجرته - يأتيه رسول الله وعلي صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما فيقولان له: أما ما كنت تخاف فقد آمنك الله منه، وأما ما كنت ترجو فأمامك، فأبشر وأنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات، وكل مؤمنة حوراء عيناء، وكل مؤمن صديق شهيد (1). وتقدم في " حضر " و " شهد " ما يتعلق بذلك.

النبوي (صلى الله عليه وآله): أغبط أوليائي عندي من أمتي، رجل خفيف الحال ذو حظ من صلاح، أحسن عبادة ربه في الغيب، وكان غامضا في الناس، وكان رزقه كفافا فصبر عليه، إن مات قل تراثه وقل بواكيه (2).

غبن:

في رواية الأربعمائة قال (عليه السلام): المغبون غير محمود ولا مأجور (3).

الكافي: عن الحسين بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: وقد قال أبو حنيفة، عجب الناس منك أمس، وأنت بعرفة تماكس ببدنك أشد مكاسا يكون.

قال: فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): وما لله من الرضا أن أغبن في مالي (4).

معاني الأخبار: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المغبون من غبن عمره ساعة بعد ساعة (5).

العلوي (عليه السلام) في جواب الشامي: من اعتدل يوماه فهو مغبون (6).

مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): من كان الأخذ أحب إليه من العطاء فهو مغبون، لأنه يرى العاجل بغفلته، أفضل من الآجل - الخ (7).

ص: 537


1- (1) ط كمباني ج 7 / 393، وجديد ج 27 / 163.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 42، وجديد ج 77 / 141.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 114، و ج 23 / 25 مكررا، وجديد ج 10 / 100، و ج 103 / 94.
4- (4) ط كمباني ج 11 / 171، وجديد ج 47 / 222.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 164 و 166، و ج 17 / 158، وجديد ج 71 / 177 و 185، و ج 78 / 152.
6- (6) جديد ج 71 / 181.
7- (7) ط كمباني ج 23 / 27، وجديد ج 103 / 101.

فتح الأبواب: عن الصادق (عليه السلام) ولا تغبن المسترسل فإن غبنه ربا (1).

كتاب الإمامة والتبصرة: عن السكوني، عن الصادق، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): غبن المسترسل ربا (2).

تفسير يوم التغابن وأنه ينال العبد من الغبن والأسف على الساعة التي عصى فيها ربه، والساعة التي نام فيها، واشتغل فيها بشئ من مباحات الدنيا، فراجع البحار (3). وتقدم إجماله في " سوع ".

عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ما من عبد مؤمن يدخل الجنة إلا أرى مقعده من النار، لو أساء ليزداد شكرا، وما عبد يدخل النار إلا أرى مقعده من الجنة، لو أحسن ليزداد حسرة.

وعن الصادق (عليه السلام): يوم يغبن أهل الجنة أهل النار.

غدد:

ومن مسائل الزنديق عن الصادق (عليه السلام) قال: فأكل الغدد؟ قال:

يورث الجذام (4).

والغدد معدود في الروايات مما لا يؤكل من الذبيحة، ويحرم منها، كما في البحار (5).

وفي رواية الأربعمائة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اتقوا الغدد من اللحم، فإنه يحرك عرق الجذام (6).

وفي رواية مسمع المروية في الكافي عن مولانا الصادق صلوات الله عليه إذا اشترى أحدكم لحما فليخرج منه الغدد، فإنه يحرك عرق الجذام.

ص: 538


1- (1) ط كمباني ج 23 / 27، وجديد ج 103 / 101، وص 104.
2- (2) ط كمباني ج 23 / 27، وجديد ج 103 / 101، وص 104.
3- (3) ط كمباني ج 3 / 267، وجديد ج 7 / 262.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 771. ونحوه في ص 820، و ج 4 / 133. وتمامه في جديد ج 10 / 180، و ج 65 / 162، و ج 66 / 38 و 39.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 819 و 820، وجديد ج 66 / 37 و 38 و 39.
6- (6) جديد ج 10 / 93، وط كمباني ج 4 / 113.

وقال بعض الأجلاء من الثقاة أنه كانت امرأة مبتلاة بغدد في بطنها وجوفها فأكلت فجلا (بالفارسية: ترب) مكررا فذابت غددها.

غدر:

الكافي: عن ابن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته: أيها الناس لولا كراهية الغدر، لكنت من أدهى الناس، ألا إن لكل غدرة فجرة، ولكل فجرة كفرة، ألا وإن الغدر والفجور والخيانة في النار (1). وتقدم في " خدع " و " دهى ": ما يناسب ذلك.

ذم الغدر، وأن ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في ابن جرموز قاتل الزبير: بشر قاتل ابن صفية بالنار لغدره بالزبير وقتله بعد أن أعطاه الأمان، وكان قتله على وجه الغيلة والمكر، وهذه منه معصية، لا شبهة فيها، وقد تظاهر الخبر بذلك حتى قالت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل في ذلك:

غدر ابن جرموز بفارس بهمة * يوم اللقاء وكان غير معرد يا عمرو لو نبهته لوجدته * لا طائشا رعش اللسان ولا اليد مع أنه كان من الخوارج (2).

نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الوفاء توأم الصدق، ولا أعلم جنة أوفى منه، ولا يغدر من علم كيف المرجع. ولقد أصبحنا في زمان قد اتخذ أكثر أهله الغدر كيسا، ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة. مالهم قاتلهم الله قد يرى الحول القلب وجه الحيلة، ودونه مانع من أمر الله ونهيه، فيدعها رأي عين [العين - خ ل] بعد القدرة عليها، وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين.

بيان: " المرجع " مصدر، أي الرجوع إلى الله. أو اسم مكان. و " الكيس " الفطنة والذكاء.

و " الحول القلب " هو الذي كثر تحوله وتقلبه في الأمور وجربها وعرف

ص: 539


1- (1) ط كمباني ج 8 / 625، و ج 9 / 538، وجديد ج 33 / 454، و ج 41 / 129.
2- (2) ط كمباني ج 8 / 462، وجديد ج 32 / 336.

وجوهها. و " الوجه " الجهة.

و " دونه " أي أمامه. والضمير في " دونه " يعود إليه أي قبل الوصول إليه أو إلى الحول أي أمامه. وفي بعض النسخ: " دونها "، فيعود إلى " الحيلة ".

" رأي عين " أي رؤية معاينة أي يتركها تركا معاينا غير ناش عن غفلة.

و " الحريجة ". التحرج، وهو التحرز من الحرج والإثم، وقيل: الحريجة: التقوى (1).

نهج البلاغة: العلوي (عليه السلام): والله ما معاوية بأدهى مني، ولكنه يغدر ويفجر، ولولا كراهية الغدر، لكنت من أدهى الناس. ولكن كل غدرة فجرة، وكل فجرة كفرة، ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة، والله ما استغفل بالمكيدة، ولا استغمز بالشديدة (2).

عن ابن الجوزي أن عيسى مر بجواء يطارد حية، فقالت الحية: يا روح الله قل له: لئن لم يلتفت عني لأضربنه ضربة اقطعه قطعا. فمر عيسى، ثم عاد فإذا الحية في سلة الحاوي. فقال لها عيسى: ألست القائلة كذا وكذا، فكيف صرت معه؟ فقالت:

يا روح الله إنه قد حلف لي والآن غدرني فسم غدره، أضر عليه من سمي (3).

العلوي (عليه السلام) في ذم المغيرة بن شعبة وقوم ثقيف بالغدر (4).

في أن المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم.

فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أما الإسلام فقد قبلنا، وأما المال فإنه مال غدر لا حاجة لنا فيه (5).

غدر معاوية بالحسن (عليه السلام) في الشروط التي ذكرها الإمام الحسن (عليه السلام) (6).

ص: 540


1- (1) ط كمباني ج 8 / 690، و ج 15 كتاب العشرة ص 196، وجديد ج 34 / 102.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 197، و ج 9 / 470. ونحوه في ص 538، وجديد ج 75 / 291 و 290، و ج 40 / 193، و ج 41 / 129.
3- (3) ط كمباني ج 14 / 720، وجديد ج 64 / 279.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 734، وجديد ج 34 / 322.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 557، وجديد ج 20 / 332.
6- (6) ط كمباني ج 10 / 111، وجديد ج 44 / 47 و 48.

غدر أرباب الجارية التي عارضها الجن بأبي خالد الكابلي (1).

كان خبيب بن عدي من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) أسرته كفار قريش، وكان في البيت الذي كان فيه أسيرا ابن صغير، فجاء يوما عنده وكانت أمه غافلة، فوجدته جالسا على فخذ خبيب وكان بيد خبيب موسى يستحد بها. ففزعت المرأة فزعا عرفها خبيب فقال: أتخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك إن الغدر ليس من شأننا.

قالت: والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب (2).

الغدير يوم الثامن عشر من ذي الحجة، أفضل الأعياد للمؤمنين.

ذكر جملة من وقائعه: منها: قتل عثمان، والبيعة الثانية لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وغلبة موسى بن عمران على السحرة، ونجاة إبراهيم الخليل من النار، ونصب موسى وصيه يوشع، وإظهار عيسى وصيه شمعون، وإشهاد سليمان واستخلافه آصف، وغير ذلك (3).

فضل الغدير وأنه أشهر في السماوات من الأرض (4).

باب أخبار الغدير وما صدر في ذلك اليوم من النص الجلي على إمامته، وتفسير بعض الآيات النازلة في تلك الواقعة (5).

ما قاله السيد ابن طاووس في الإقبال في ذلك الباب (6).

تفسير العياشي: عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه - في ذكره حديث الغدير - قال: لقد حضر اثنا عشر ألف رجل يشهدون لعلي بن أبي طالب فما قدر على أخذ حقه، وإن أحدكم يكون له المال وله شاهدان فيأخذ

ص: 541


1- (1) ط كمباني ج 11 / 11، وجديد ج 46 / 31.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 518، وجديد ج 20 / 152.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 375، وجديد ج 31 / 493.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 213، و ج 3 / 343، وجديد ج 37 / 163، و ج 8 / 182.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 198، وجديد ج 37 / 108.
6- (6) جديد ج 37 / 126.

حقه - الخبر (1).

وفي حديث تفسير العياشي، عن الصادق (عليه السلام): العجب لما لقي علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه كان له عشرة آلاف شاهد لم يقدر على أخذ حقه (2).

باب فضل يوم الغدير وصومه (3).

قال الشهيد في الذكرى: ومن المساجد الشريفة مسجد الغدير، وهو بقرب الجحفة، جدرانه باقية إلى اليوم، وهو مشهور بين، وقد كان طريق الحج عليه غالبا (4).

باب أعمال يوم الغدير وليلته وأدعيتهما (5). ويأتي في " صوم " ما يتعلق بذلك.

أسامي من روى حديث الغدير من العامة:

أما المفسرون منهم في البحار (6).

وأما علماؤهم وذكر طرقهم في البحار (7).

والغدير في وادي الأراك على عشرة فراسخ من المدينة، وعلى أربعة أميال من الجحفة عند شجرات خمس دوحات عظام (8).

كلمات الصدوق في حديث الولاية (9).

أشعار حسان، وقيس بن سعد، والكميت، والحميري في واقعة غدير خم:

أشعار حسان:

يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأكرم بالنبي مناديا

ص: 542


1- (1) ط كمباني ج 9 / 207، وجديد ج 37 / 139، وص 140.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 207، وجديد ج 37 / 139، وص 140.
3- (3) ط كمباني ج 20 / 130، وجديد ج 97 / 110.
4- (4) ط كمباني ج 22 / 35، وجديد ج 100 / 225.
5- (5) جديد ج 98 / 298، وط كمباني ج 20 / 313.
6- (6) جديد ج 37 / 155 و 156، وط كمباني ج 9 / 211 و 212 و 218.
7- (7) جديد ج 37 / 157 - 159 و 180 - 191.
8- (8) جديد ج 37 / 158، و ج 52 / 10، وط كمباني ج 9 / 212، و ج 13 / 106.
9- (9) جديد ج 37 / 224 - 232، وط كمباني ج 9 / 229.

يقول: فمن مولاكم ووليكم؟ * فقالوا: ولم يبدوا هناك التعاديا إلهك مولانا وأنت ولينا * ولن تجدن منالك اليوم عاصيا فقال له: قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا شعر قيس بن سعد يوم صفين:

قلت لما بغى العدو علينا * حسبنا ربنا ونعم الوكيل وعلي إمامنا وإمام * لسوانا أتى به التنزيل يوم قال النبي من كنت مولاه * فهذا مولاه خطب جليل إنما قاله الرسول على الأمة * ما فيه قول وقال وقيل وقال الكميت:

نفى عن عينك الأرق الهجوعا * ومما تمتري عنها الدموعا لدى الرحمن يشفع بالمثاني * وكان لنا أبو حسن شفيعا ويوم الدوح دوح غدير خم * أبان له الولاية لو أطيعا ولكن الرجال تدافعوها * فلم أر مثلها خطرا منيعا روي أنه رأى بعض المؤمنين أمير المؤمنين (عليه السلام) في المنام، فاستنشده أبيات الكميت فأنشد إياها، فلما إنتهى إلى هذا البيت قال أمير المؤمنين (عليه السلام):

فلم أر مثل ذاك اليوم يوما * ولم أر مثله حقا أضيعا وقال السيد الحميري:

يا بايع الأخرى بدنياه * ليس بهذا أمر الله - الأبيات (1) جامع الأخبار: بالإسناد عن زرارة قال: سمعت الصادق (عليه السلام) قال: لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى مكة في حجة الوداع فلما انصرف منها - وفي خبر آخر: وقد شيعه من مكة اثنا عشر ألف رجل من اليمن وخمسة ألف رجل من المدينة - جاءه جبرئيل في الطريق فقال له: يا رسول الله إن الله تعالى يقرؤك السلام، وقرأ هذه

ص: 543


1- (1) ط كمباني ج 9 / 210، وجديد ج 37 / 150 و 151.

الآية: * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) * فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله):

يا جبرئيل إن الناس حديثو عهد بالإسلام فأخشى أن يضطربوا ولا يطيعوا، فعرج جبرئيل إلى مكانه ونزل عليه في يوم الثاني، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) نازلا بغدير، فقال له: يا محمد * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) * فقال له: يا جبرئيل أخشى من أصحابي أن يخالفوني، فعرج جبرئيل ونزل عليه في اليوم الثالث، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بموضع يقال له غدير خم، وقال له: * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * فلما سمع رسول الله هذه المقالة قال للناس: أنيخوا ناقتي فوالله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلغ رسالة ربي، وأمر أن ينصب له منبر من أقتاب الإبل، وصعدها وأخرج معه عليا (عليه السلام) وقام قائما وخطب خطبة بليغة وعظ فيها وزجر، ثم قال في آخر كلامه:

يا أيها الناس ألست أولى بكم منكم؟ فقالوا: بلى يا رسول الله، ثم قال: قم يا علي، فقام علي فأخذ بيده فرفعها حتى رئي بياض إبطيهما، ثم قال: ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، ثم نزل من المنبر، وجاء أصحابه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهنؤوه بالولاية، وأول من قال له عمر بن الخطاب، فقال له: يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، ونزل جبرئيل بهذه الآية: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) * (1).

سئل الصادق عن قول الله عز وجل: * (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) * قال:

يعرفون يوم الغدير وينكرونها يوم السقيفة! فاستأذن حسان بن ثابت أن يقول أبياتا في ذلك اليوم فأذن له، فأنشأ يقول:

" يناديهم يوم الغدير نبيهم " إلى قوله:

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

ص: 544


1- (1) ط كمباني ج 9 / 214، وجديد ج 37 / 165.

هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا فخص بها دون البرية كلها * عليا وسماه العزيز المواخيا فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك - الخ (1).

إعلم أن الاستدلال بخبر الغدير يتوقف على أمرين: أحدهما: إثبات الخبر، والثاني: دلالته على خلافته صلوات الله عليه.

أما الأول فلا أظن عاقلا يرتاب في ثبوته وتواتره بعد الرجوع إلى الأخبار التي اتفق المخالف والمؤالف على نقلها وتصحيحها.

قال صاحب إحقاق الحق: ذكر الشيخ ابن كثير الشامي الشافعي عند ذكر أحوال محمد بن جرير الطبري أني رأيت كتابا جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلدين ضخمين، وكتابا جمع فيه طرق حديث الطير.

ونقل عن أبي المعالي الجويني أنه كان يتعجب ويقول: رأيت مجلدا ببغداد في يد صحاف، فيه روايات هذا الخبر مكتوبا عليه: " المجلدة الثامنة والعشرون من طرق من كنت مولاه فعلي مولاه ويتلوه المجلدة التاسعة والعشرون ".

وأثبت الشيخ ابن الجوزي الشافعي في رسالته الموسومة بأسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب: تواتر هذا الحديث من طرق كثيرة، ونسب منكره إلى الجهل والعصبية.

قال: قال السيد المرتضى في كتاب الشافي: أما الدلالة على صحة الخبر فلا يطالب بها إلا متعنت، لظهوره واشتهاره وحصول العلم لكل من سمع الأخبار به، وما المطالب بتصحيح خبر الغدير والدلالة عليه إلا كالمطالب بتصحيح غزوات النبي (صلى الله عليه وآله) الظاهرة المشهورة وأحواله المعروفة وحجة الوداع نفسها، لأن ظهور الجميع وعموم العلم به بمنزلة واحدة - إلى أن قال:

وقد استبد هذا الخبر بما لا يشركه فيه سائر الأخبار لأن الأخبار على ضربين:

ص: 545


1- (1) ط كمباني ج 9 / 214، وجديد ج 37 / 166.

أحدهما لا يعتبر في نقله الأسانيد المتصلة كالخبر عن وقعة بدر وخيبر والجمل وصفين. والضرب الآخر يعتبر فيه اتصال الأسانيد كأخبار الشريعة، وقد اجتمع فيه الطريقان.

ومما يدل على صحته إجماع علماء الأمة على قبوله، ولا شبهة فيما ادعيناه من الإطباق، لأن الشيعة جعلته الحجة في النص على أمير المؤمنين (عليه السلام) بالإمامة، ومخالفو الشيعة أولوه على اختلاف تأويلاتهم، وما يعلم أن فرقة من فرق الأمة ردت هذا الخبر أو امتنعت من قبوله.

وأما الثاني وهو دلالة الخبر على خلافته (عليه السلام)، قلنا: في الاستدلال به على إمامته مقامان: الأول أن المولى جاء بمعنى الأول بالأمر والمتصرف المطاع في كل ما يأمر. والثاني أن المراد به هنا هو هذا المعنى.

أما الأول فكفى في ذلك ما قاله علم الهدى في الشافي: من أن من كان له أدنى اختلاط باللغة وأهلها يعرف أنهم يضعون هذه اللفظة مكان " أولى " كما أنهم يستعملونها في ابن العم، وقد ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى - ومنزلته في اللغة منزلته - في كتابه المعروف بالمجاز في القرآن لما إنتهى إلى قوله تعالى: * (مأواكم النار هي مولاكم) * أن معنى مولاكم أولى بكم، وأنشد بيت لبيد شاهدا له " فغدت " - البيت....

ولا خلاف بين المفسرين في أن قوله تعالى: * (ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون) * أن المراد بالموالي من كان أملك بالميراث، وأولى بحيازته، وأحق به.

وقال البيضاوي والزمخشري وغيرهما من المفسرين في تفسير قوله تعالى:

* (هي مولاكم) *: هي أولى بكم....

وأما الثاني: وهو أن المراد بالمولى هنا هذا المعنى، فمعلوم من أن من عادة أهل اللسان في خطابهم إذا أوردوا جملة مصرحة وعطفوا عليها بكلام محتمل لما تقدم التصريح به ولغيره لم يجز أن يريدوا بالمحتمل إلا المعنى الأول، فقول

ص: 546

النبي (صلى الله عليه وآله) للجماعة: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وإقرارهم له بذلك، ثم قوله متبعا لقوله الأول بلا فصل: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا قرينة على أن المراد بالمولى الأولى، ولا ينكر ذلك إلا جاهل بأساليب الكلام أو متجاهل لعصبيته على أن ما يحتمله لفظ المولى ينقسم إلى أقسام. منها: ما لم يكن كالمعتق والحليف، ومنها: ما كان عليه ومعلوم أنه لم يرده كالمالك والجار والصهر والمعتق وابن العم، ومنها: ما كان عليه ويعلم بالدليل أنه لم يرده، وهو الولاية والنصرة والمحبة، وولاء المعتق، فلم يبق إلا القسم الرابع وهو الأولى.

وقد ذهب جمع من المخالفين إلى تجويز كون المراد الناصر والمحب، ولا يخفى على عاقل أنه ما كان يتوقف بيان ذلك على اجتماع الناس لذلك في شدة الحر، بل كان هذا أمرا يجب أن يوصى به عليا (عليه السلام) بأن ينصر ويحب من كان الرسول ينصره ويحبه، ولا يتصور في أخبار الناس بذلك فائدة يعتد بها.

على أن الأخبار المروية عن الطريقين الدالة على أن قوله تعالى: * (اليوم أكملت لكم دينكم) * نزلت في يوم الغدير تدل على أن المراد بالمولى ما يرجع إلى الإمامة الكبرى، إذ ما يكون سببا لكمال الدين وتمام النعمة على المسلمين لا يكون إلا ما يكون من أصول الدين، بل من أعظمها، وهي الإمامة التي بها يتم نظام الدنيا والدين، وبالاعتقاد بها تقبل أعمال المسلمين.

وكذا الأخبار الدالة على نزول قوله تعالى: * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) * في علي مما يعين أن المراد بالمولى الأولى والخليفة والإمام.

ومما يدل على أن المراد بالمولى هنا الإمامة فهم من حضر ذلك المكان وسمع هذا الكلام، هذا المعنى، كحسان حيث نظمه في شعر، والمتواتر وغيره من شعراء الصحابة والتابعين وغيرهم، وكالحارث بن نعمان الفهري على ما رواه الثعلبي وغيره أنه هكذا، فهم الخطاب حيث سمعه إلى غير ذلك.

ومما يدل على ذلك أن الأخبار الخاصية والعامية المشتملة على تلك الواقعة تصلح لكونها قرينة لكون المراد بالمولى ما يفيد الإمامة الكبرى والخلافة العظمى،

ص: 547

لا سيما مع انضمام ما جرت به عادة الأنبياء والسلاطين والأمراء من استخلافهم عند قرب وفاتهم، وهل يريب عاقل في أن نزول النبي (صلى الله عليه وآله) في زمان ومكان لم يكن نزول المسافر متعارفا فيهما - حيث كان الهواء في غاية الحرارة، حتى كان الرجل يستظل بدابته ويضع الرداء تحت قدميه من شده الرمضاء، والمكان مملوا من الأشواك - ثم صعوده على الأقتاب أو الأحجار والدعاء لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) على وجه يناسب شأن الملوك والخلفاء وولاة العهد، ثم أمره الناس يبايعون عليا لم يكن إلا لنزول الوحي الإيجابي الفوري في ذلك الوقت، لاستدراك أمر عظيم الشأن جليل القدر، وهو استخلافه والأمر بوجوب طاعته.

أقول: إني قد بسطت الكلام في ذلك في كتابي المسمى ب " فيض الغدير فيما يتعلق بحديث الغدير " والله الموفق (1).

ومما يناسب نقله في هذا المقام، ما نقله ابن أبي الحديد، عن أبي جعفر النقيب في شرح قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة لبعض أصحابه، وقد سأله: كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به؟ فقال: يا أخا بني أسد إنك لقلق الوضين ترسل في غير سدد، ولك بعد ذمامة الصهر وحق المسألة، وقد استعلمت فاعلم: أما الاستبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسبا والأشدون بالرسول نوطا فإنها كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين، والحكم الله - الخ.

قال ابن أبي الحديد: وسألت أبا جعفر يحيى بن محمد العلوي نقيب البصرة - وقت قراءتي عليه - عن هذا الكلام، وكان (رحمه الله) على ما يذهب إليه من مذاهب العلوية منصفا وافر العقل فقلت له: من يعني (عليه السلام) بقوله: " كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين "؟ ومن القوم الذين عناهم الأسدي بقوله:

" كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به "؟ هل المراد يوم السقيفة أو يوم الشورى؟

ص: 548


1- (1) ط كمباني ج 9 / 232، وجديد ج 37 / 235.

فقال: يوم السقيفة، فقلت: إن نفسي لا تتابعني أن أنسب إلى الصحابة عصيان الرسول ودفع النص! فقال: وأنا فلا تسامحني أيضا أن أنسب الرسول إلى إهمال أمر الإمامة وأن يترك الناس سدى مهملين، وقد كان لا يغيب عن المدينة إلا ويؤمر عليها أميرا وهو حي ليس بالبعيد عنها فكيف لا يؤمر وهو ميت لا يقدر على استدراك ما يحدث؟ ثم قال: ليس يشك أحد من الناس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان عاقلا كامل العقل.

أما المسلمون فاعتقادهم فيه معلوم، وأما اليهود والنصارى والفلاسفة فيزعمون أنه حكيم تام الحكمة سديد الرأي، أقام ملة وشرع شريعة واستجد ملكا عظيما بعقله وتدبيره، وهذا الرجل العاقل الكامل يعرف طباع العرب وغرائزهم وطلبهم بالثارات والذحول ولو بعد الأزمان المتطاولة. ويقتل الرجل من القبيلة رجلا من بيت آخر فلا يزال أهل ذلك المقتول وأقاربه يتطلبون القاتل ليقتلوه حتى يدركوا ثارهم منه، فإن لم يظفروا به قتلوا بعض أقاربه وأهله، فإن لم يظفروا بأحدهم قتلوا واحدا أو جماعة من تلك القبيلة به، وإن لم يكونوا رهطه الأدنين، والإسلام لم يحل طبائعهم ولا غير هذه السجية المركوزة في أخلاقهم، فكيف يتوهم لبيب أن هذا العاقل الكامل، وتر العرب وعلى الخصوص قريشا، وساعده على سفك الدماء، وإزهاق الأنفس، وتقلد الضغائن ابن عمه الأدنى وصهره، وهو يعلم أنه سيموت كما يموت الناس، ويتركه بعده وعنده ابنته، وله منها ابنان يجريان عنده مجرى ابنين من ظهره حنوا عليهما ومحبة لهما، ويعدل عنه في الأمر بعده ولا ينص عليه ولا يستخلفه فيحقن دمه ودم بنيه وأهله باستخلافه؟ ألا يعلم هذا العاقل الكامل أنه إذا تركه وترك بنيه وأهله سوقة ورعية فقد عرض دماءهم للإراقة بعده؟ بل يكون هو (عليه السلام) الذي قتلهم وأشاط بدمائهم، لأنهم لا يعتصمون بعده بأمير يحميهم، وإنما يكونون مضغة للأكل وفريسة للمفترس، يتخطفهم الناس ويبلغ فيهم الأغراض، فأما إذا جعل السلطان فيهم والأمر إليهم فإنه يكون قد عصمهم وحقن دماءهم بالرئاسة التي يصولون بها،

ص: 549

ويرتدع الناس عنهم لأجلها، ومثل هذا معلوم بالتجربة.

ألا ترى أن ملك بغداد أو غيرها من البلاد لو قتل الناس ووترهم وأبقى في نفوسهم الأحقاد العظيمة عليه، ثم أهمل أمر ولده وذريته من بعده، وفسح للناس أن يقيموا ملكا من عرضهم واحدا منهم وجعل بينه سوقة كبعض العامة لكان بنوه بعده قليلا بقاؤهم، سريعا هلاكهم، ولوثب عليهم الناس وذوو الأحقاد والتراث من كل جهة يقتلونهم ويشردونهم كل مشرد، ولو أنه عين ولدا من أولاده للملك وقام خاصته وخدمه وخوله بأمره بعده لحقنت دماء أهل بيته ولم تطل يد أحد من الناس إليهم لناموس الملك وأبهة السلطنة وقوة الرئاسة وحرمة الإمارة.

أفترى ذهب عن رسول الله هذا المعنى؟ أم أحب أن يستأصل أهله وذريته من بعده؟ وأين موضع الشفقة على فاطمة العزيزة عنده الحبيبة إلى قلبه؟ أتقول: أنه أحب أن يجعلها كواحدة من فقراء المدينة تتكفف الناس؟! وأن يجعل عليا المكرم المعظم عنده الذي كانت حاله معه معلومة كأبي هريرة الدوسي وأنس بن مالك الأنصاري؟! يحكم الامراء في دمه وعرضه ونفسه وولده، فلا يستطيع الامتناع، وعلى رأسه مائة ألف سيف مسلول تتلظى أكباد أصحابها عليه، ويودون أن يشربوا دمه بأفواههم ويأكلوا لحمه بأسنانهم قد قتل أبناءهم وإخوانهم وآباءهم وأعمامهم، والعهد لم يطل والقروح لم تتعرف والجروح لم تندمل؟ في استشهاد أمير المؤمنين صلوات الله عليه جمعا من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) ليشهدوا بما سمعوا من النبي (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم (1).

فضل يوم الغدير (2).

ما يتعلق بيوم الغدير، وكلماته (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع (3).

إخبار حذيفة لفتى من الأعاجم قضايا غدير خم، وما جرى من المنافقين (4).

ص: 550


1- (1) ط كمباني ج 9 / 559، وجديد ج 41 / 213.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 343، وجديد ج 8 / 182.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 664، وجديد ج 21 / 383 - 389.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 22 و 19، وجديد ج 28 / 87.

رواة حديث الغدير من الصحابة من طرق العامة في كتاب الغدير (1).

ومن التابعين في (2).

وأسامي طبقات الرواة من العلماء في القرن الثاني وبعده (3).

وأسامي المؤلفين لحديث الغدير (4).

الغدير في كتاب العزيز القدير (5).

أحاديث أهل السنة في آية التبليغ (6).

وفي آية * (سئل سائل بعذاب واقع) * (7).

عيد الغدير في الإسلام (8).

حديث التهنئة (9).

عيد الغدير عند العترة الطاهرة (10).

الكلمات حول سند الحديث (11).

المحاكمة حول سند الحديث (12).

مفاد حديث الغدير (13).

الكلام في أن مفعل بمعنى أفعل، مثل لفظ مولى بمعنى الأولى، أو أحد معانيه، كما في كلمات المفسرين والمحدثين في كتاب الغدير (14).

ومجئ مفعل بمعنى فعيل، يعني المولى بمعنى الولي (15).

ص: 551


1- (1) الغدير ط 2 ج 1 / 14 - 61 بترتيب حروف الهجاء.
2- (2) الغدير ج 1 / 62 - 72، وص 73 - 151.
3- (3) الغدير ج 1 / 62 - 72، وص 73 - 151.
4- (4) ج 1 / 152 - 158.
5- (5) ج 1 / 214.
6- (6) ج 1 / 214 - 229، وفي آية الإكمال ص 230 - 238.
7- (7) ص 239.
8- (8) ج 1 / 267.
9- (9) ص 270 - 283.
10- (10) ص 283 - 289، وحديث التتويج ص 290.
11- (11) ص 294 - 313.
12- (12) ص 314.
13- (13) ص 340.
14- (14) الغدير ج 1 / 344 - 360.
15- (15) ج 1 / 361.

معاني المولى (1).

نظرة في الحديث المختلق الراجع إلى ذلك (2).

والأحاديث المفسرة لمعنى المولى والولاية في هذا الحديث (3)، وكلمات الأعلام حوله (4).

والآداب الشرعية في يوم الغدير من القربات والصوم - الخ (5).

وقال المصري: غدير خم بين المدينة ومكة على ثلاثة أميال من الجحفة يسيرة عن الطريق، كما في كتاب الغدير (6).

غدق:

قال تعالى: * (وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) *. الغدق بالتحريك الماء الكثير القطر. وتقدم في " طرق " ما يتعلق بذلك.

غدا:

قال تعالى: * (وإذ غدوت من أهلك تبوء المؤمنين) *. كلمات الطبرسي في هذه الآيات وشأن نزولها في غزوة أحد (7).

باب الغداء والعشاء وآدابهما (8).

مريم: * (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) *.

قال المجلسي: يظهر من بعض الأخبار أن هذا وصف جنة الدنيا، وفيها إيماء إلى استحباب التغدي والتعشي والجمع بينهما والاكتفاء بهما، وكان البكرة شامل لما قبل الزوال والعشي لما بعده إلى مضي شئ من الليل أو إلى آخره.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال: من أراد البقاء ولا بقاء، فليباكر الغداء - إلى آخر ما تقدم في " بقي ".

ص: 552


1- (1) ص 362 - 383.
2- (2) ص 383.
3- (3) ص 386.
4- (4) الغدير ج 1 / 391، وص 401.
5- (5) الغدير ج 1 / 391، وص 401.
6- (6) الغدير ط 2 ج 4 / 302.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 486 و 494 و 495 و 510، وجديد ج 20 / 47 و 48 و 16 و 116.
8- (8) ط كمباني ج 14 / 877، وجديد ج 66 / 340.

والبقاء الأول امتداد العمر، والثاني الأبدية. ومباكرة الغداء المبادرة، وإيقاعه أول النهار.

وتقدم في " تخم " و " عشى ": قوله (عليه السلام): تغد وتعش ولا تأكل بينهما شيئا، فإن فيه فساد البدن لمن شكى إليه الأوجاع والتخمة، ثم استدل بهذه الآية.

المحاسن: عن مولانا الصادق (عليه السلام): ينبغي للمؤمن أن لا يخرج من بيته حتى يطعم فإنه أعز له (1).

الدعوات: قال الصادق (عليه السلام): إذا صليت الفجر فكل كسرة تطيب بها نكهتك، وتطفئ بها حرارتك، وتقوم بها أضراسك، وتشد بها لثتك، وتجلب بها رزقك، وتحسن بها خلقك (2).

غرب:

الخصال، معاني الأخبار: النبوي الصادقي (عليه السلام): غريبتان فاحتملوهما: حكمة من سفيه فاقبلوها، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها (3).

أمالي الطوسي: النبوي الرضوي (عليه السلام) نحوه مع زيادة قوله: فإنه لا حكيم إلا ذو عثرة ولا سفيه إلا ذو تجربة (4).

وقال السجاد (عليه السلام): فقد الأحبة غربة (5).

باب غرائب العلوم من تفسير أبجد وحروف المعجم وتفسير الناقوس وغيرها (6).

التوحيد: مجئ أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله علمني من غرائب العلم. قال: ما صنعت في رأس العلم حتى تسأل عن غرائبه. قال الرجل: ما رأس العلم يا رسول الله؟ قال: معرفة الله حق معرفته - الخ (7).

ص: 553


1- (1) ط كمباني ج 14 / 878، وص 879، وجديد ج 66 / 345.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 878، وص 879، وجديد ج 66 / 345.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 81 و 94، و ج 17 / 35 و 46 و 50، وجديد ج 2 / 42 و 96، و ج 77 / 117 و 163 و 175.
4- (4) ط كمباني ج 1 / 83، وجديد ج 2 / 44.
5- (5) جديد ج 78 / 158، وط كمباني ج 17 / 159.
6- (6) ط كمباني ج 1 / 167، وجديد ج 2 / 316.
7- (7) ط كمباني ج 2 / 85، وجديد ج 3 / 269.

باب فيه ما ظهر له (صلى الله عليه وآله) من الغرائب العلوية (1).

باب غرائب أحواله (صلى الله عليه وآله) بعد وفاته (2).

باب فيه بعض غرائب التأويل فيهم وفي أعدائهم (3).

باب فيه بعض الغرائب وتأويلها (4).

باب فيه بعض غرائب علومهم وشؤونهم (5).

باب فيه بعض الغرائب (6).

باب غرائب أفعالهم وأحوالهم - الخ (7).

باب أن عندهم الاسم الأعظم، وبه يظهر منهم الغرائب (8).

باب أنهم يظهرون بعد موتهم، وتظهر منهم الغرائب (9).

باب ما ورد من غرائب معجزات أمير المؤمنين (عليه السلام) (10).

باب فيه غرائب شأن مولانا السجاد (عليه السلام) (11).

باب فيه غرائب شأن مولانا الباقر (عليه السلام) (12).

باب فيه غرائب شأن مولانا الكاظم (عليه السلام) (13).

ص: 554


1- (1) ط كمباني ج 6 / 280، وجديد ج 17 / 347.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 806، وجديد ج 22 / 550.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 105، وجديد ج 24 / 67.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 150، وجديد ج 24 / 286.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 189، وجديد ج 25 / 36.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 224، وجديد ج 25 / 175.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 268، وجديد ج 25 / 364.
8- (8) ط كمباني ج 7 / 363، وجديد ج 27 / 25.
9- (9) ط كمباني ج 7 / 423، وجديد ج 27 / 302.
10- (10) ط كمباني ج 9 / 609، وجديد ج 42 / 50.
11- (11) ط كمباني ج 11 / 7، وجديد ج 46 / 20.
12- (12) ط كمباني ج 11 / 66، وجديد ج 46 / 233.
13- (13) ط كمباني ج 11 / 238، وجديد ج 48 / 29.

باب فيه غرائب شأن مولانا الرضا (عليه السلام) (1).

العلوي (عليه السلام): العلماء غرباء، لكثرة الجهال بينهم (2).

تفسير فرات بن إبراهيم: عن الباقر (عليه السلام): إن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود غريبا، فطوبى للغرباء (3). وعن الرضا (عليه السلام) مثله (4). وفيه بيان الجزري لذلك.

والنبوي (صلى الله عليه وآله) في وصاياه لابن مسعود نحوه مع زيادة (5).

تفسير العياشي: عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول أمير المؤمنين (عليه السلام): الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما كان، فطوبى للغرباء.

فقال: يا با محمد يستأنف الداعي منا دعاء جديدا، كما دعا إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) - الخبر.

بيان: قال الجزري فيه: إن الإسلام بدأ غريبا - الخ. أي إنه كان في أول أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهل له عنده لقلة المسلمين يومئذ، و " سيعود غريبا كما كان ". أي يقل المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغرباء، " فطوبى للغرباء " أي الجنة لأولئك المسلمين الذين كانوا في أول الإسلام ويكونون في آخره. وإنما خصهم بها بصبرهم على أذى الكفار أولا ولزومهم دين الإسلام (6).

الغيبة للنعماني: عن أبي بصير وساقه نحوه - الخ (7).

والباقري (عليه السلام) في حديث: المؤمن غريب وطوبى للغرباء، كما في المحاسن (8).

ص: 555


1- (1) ط كمباني ج 12 / 9 و 25، وجديد ج 49 / 29 و 86.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 138، وجديد ج 78 / 81.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 160، وجديد ج 24 / 328.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 215، و ج 13 / 152، وجديد ج 25 / 136، و ج 52 / 191.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 29، وجديد ج 77 / 97.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 292، وجديد ج 8 / 12.
7- (7) ط كمباني ج 13 / 194 مكررا. ومع البيان فيه ص 152، وجديد ج 52 / 367 و 191.
8- (8) المحاسن ج 1 / 272.

نوادر الراوندي: عن الصادق، عن آبائه، عن رسول الله صلوات الله عليهم: إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء. فقيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس، إنه لا وحشة ولا غربة على مؤمن، وما من مؤمن يموت في غربته إلا بكت عليه الملائكة رحمة له حيث قلت بواكيه، وفسح له في قبره بنور يتلألأ من حيث دفن إلى مسقط رأسه (1).

الإحتجاج: من مسائل ابن الكواء عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه في قوله تعالى: * (رب المشارق والمغارب) *. وفي آية أخرى: * (رب المشرقين ورب المغربين) *. وفي آية أخرى: * (رب المشرق والمغرب) *. قال (عليه السلام): ثكلتك أمك يا بن الكواء، هذا المشرق والمغرب.

وأما قوله: * (رب المشرقين ورب المغربين) * فإن مشرق الشتاء على حدة ومشرق الصيف على حدة، أما تعرف ذلك من قرب الشمس وبعدها.

وأما قوله: * (رب المشارق والمغارب) * فإن لها ثلاثمائة وستين برجا، تطلع كل يوم من برج وتغيب في آخر، ولا تعود إليها إلا من قابل في ذلك اليوم (2).

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: في رواية أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: * (فلا أقسم برب المشارق والمغارب) *، قال:

* (المشارق) * الأنبياء، و * (المغارب) * الأوصياء (3).

تفسير علي بن إبراهيم: عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله * (رب المشرقين ورب المغربين) * قال: * (المشرقين) * رسول الله وأمير المؤمنين عليهما وآلهما السلام، و * (المغربين) * الحسن والحسين وأمثالهما تجري - الخبر (4).

ص: 556


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 53، وجديد ج 67 / 200.
2- (2) ط كمباني ج 4 / 119، وجديد ج 10 / 122.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 107، وجديد ج 24 / 77.
4- (4) ط كمباني ج 7 / 105، وجديد ج 24 / 69.

بصائر الدرجات: عن الصادق (عليه السلام) إن خلف مغربكم هذا تسعة وثلاثين مغربا أرضا بيضاء مملوة خلقا، يستضيؤون بنورنا - الخبر (1). ورواه الكافي (2).

منتخب البصائر: قال الصادق (عليه السلام): إذا كان عند غروب الشمس وكل الله تعالى بها ملكا ينادي: أيها الناس إقبلوا على ربكم فإن ما قل وكفى، خير مما كثر وألهى (3). وفيه الإختصاص بدل منتخب البصائر. وكذا فيه (4).

تفسير قوله تعالى: * (وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر) * وأنه قضى بخلافة يوشع من بعده، وبجعل الوصي بعد كل نبي، وبجعل علي بن أبي طالب وصيا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) (5).

فضل الموت في غربة، وأنه يبكي عليه الملائكة رحمة له (6).

ذم الغربيب من الرجال، وهو الذي قد طال عمره فلم يبيض شعره، وترى لحيته مثل حنك الغراب (7).

ولعله إليه الإشارة أيضا في النبوي العامي: يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد كحوامل الحمام لا يريحون رائحة الجنة (8).

تمثل بعض أرواح الكفار بالغرابيب السود في البرزخ، وبعض قضايا ذلك في البحار (9). وتقدم في " روح " ما يتعلق بذلك.

ص: 557


1- (1) ط كمباني ج 7 / 367، و ج 14 / 82، وجديد ج 27 / 45.
2- (2) جديد ج 57 / 335.
3- (3) ط كمباني ج 23 / 12، و ج 14 / 129، وجديد ج 103 / 34.
4- (4) جديد ج 58 / 165.
5- (5) ط كمباني ج 9 / 273، و ج 5 / 309، و ج 7 / 344، وجديد ج 38 / 57، و ج 13 / 362، و ج 26 / 295.
6- (6) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 235، و ج 15 كتاب الإيمان ص 53، وجديد ج 82 / 179، و ج 67 / 200.
7- (7) ط كمباني ج 3 / 77، و ج 15 كتاب الكفر ص 31، وجديد ج 5 / 278، و ج 72 / 211.
8- (8) ط كمباني ج 14 / 738، وجديد ج 65 / 28.
9- (9) ط كمباني ج 9 / 555، وجديد ج 41 / 196.

مسخ رجال من النصاب بالغراب الأبقع بإرادة مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) (1).

مسخ رجل بالغراب الأبقع لنسبته السحر إلى مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما في مجمع النورين للمرندي (2).

بصائر الدرجات: عن عبد الله بن فرقد قال: خرجنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) متوجهين إلى مكة حتى إذا كنا بسرف استقبله غراب ينعق في وجهه، فقال (عليه السلام):

مت جوعا ما تعلم شيئا إلا ونحن نعلمه، إلا أنا أعلم بالله منك. فقلنا: هل كان في وجهه شئ؟ قال: نعم سقطت ناقة بعرفات (3).

توضيح: سرف ككتف، موضع قريب من التنعيم، وهو مكة على عشرة أميال، وقيل أقل وأكثر.

خبر غراب تمرغ في دمه (عليه السلام) وطار إلى المدينة إلى جدار منزل فاطمة الصغرى ينعاها أبوها الحسين (عليه السلام) (4).

كلمات الدميري في الغراب وأصنافه وأحواله وأحكامه (5).

المنع من أكل الغراب لرواية علي بن جعفر، وعليه جماعة من الأصحاب، وعن الشيخ في من لا يحضره الفقيه وكتابي الحديث، والقاضي. والمحقق في النافع الكراهة، وهذا هو الأقوى لرواية زرارة المذكورة في " حرم ". وفصل آخرون، فراجع البحار (6). ورواية علي بن جعفر فيه وفي البحار (7).

المكارم: قال الصادق (عليه السلام): تعلموا من الغراب ثلاث خصال: استتاره بالسفاد، وبكوره في طلب الرزق، وحذره (8).

ص: 558


1- (1) ط كمباني ج 9 / 558، وجديد ج 41 / 208.
2- (2) مجمع النورين للمرندي ص 186.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 128، و ج 14 / 716، وجديد ج 47 / 85، و ج 64 / 261.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 236، وجديد ج 45 / 171.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 713 و 714، وجديد ج 64 / 251 - 255.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 776، وجديد ج 65 / 183.
7- (7) ط كمباني ج 4 / 156، وجديد ج 10 / 280.
8- (8) ط كمباني ج 14 / 716، وجديد ج 64 / 262.

الخصال، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن الرضا، عن آبائه صلوات الله عليهم مثله (1).

خبر ورود أفعى في خف أمير المؤمنين (عليه السلام)، نزعه ليتوضأ وضوء الصلاة، فحمله الغراب إلى الجو فوقع منه الأفعى (2).

العلوي (عليه السلام): وقام الثالث كالغراب، همه بطنه، ويله! لو قص جناحاه وقطع رأسه كان خيرا له (3).

وعن الصادق (عليه السلام): شيعتنا من لا يهر هرير الكلب، ولا يطمع طمع الغراب.

قال المجلسي: طمعه معروف، يضرب به المثل فإنه يذهب إلى فراسخ كثيرة لطلب طعمته (4).

قال المحدث القمي في السفينة: ومما يدل على طمعه، ما يظهر من قولهم: كانا كالغراب والذئب، يضرب للرجلين.

غربل:

العلوي (عليه السلام): لتبلبلن بلبلة، ولتغربلن غربلة، ولتساطن سوطة القدر، حتى يعود أسفلكم أعلاكم، وأعلاكم أسفلكم (5). وتقدم في " خطب ": صدر الخطبة وذيلها.

الغيبة للشيخ: عن جابر الجعفي قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): متى يكون فرجكم؟ فقال: هيهات هيهات، لا يكون فرجنا حتى تغربلوا، ثم تغربلوا، ثم تغربلوا - يقولها ثلاثا - حتى يذهب الكدر، ويبقى الصفو (6).

غيبة النعماني: في الصادقي (عليه السلام) لابد للناس من أن يمحصوا ويميزوا

ص: 559


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 198، و ج 23 / 14 و 67، وجديد ج 71 / 339، و ج 103 / 41 و 285.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 567، وجديد ج 41 / 243.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 173 و 181، وجديد ج 29 / 585 و 636.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 151، وجديد ج 68 / 179 و 184.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 173. ونحوه ص 400، وجديد ج 29 / 584، و ج 32 / 46.
6- (6) ط كمباني ج 13 / 134، وجديد ج 52 / 113.

ويغربلوا ويخرج في الغربال خلق كثير (1).

وفي معناها روايات مذكورة في البحار (2).

وتقدم في " بلبل ": بعض الروايات في ذلك ومواضعها.

غرث:

خبر غورث بن الحارث المحاربي مع النبي (صلى الله عليه وآله) في غزوة ذات الرقاع، وهو الذي سل سيفه وقام على رأس النبي (صلى الله عليه وآله) لما حال الوادي بينه وبين أصحابه وقد وضع سلاحه وجلس في ظل سمرة، فقال: من يعصمك مني؟ قال النبي (صلى الله عليه وآله) الله. فانكب عدو الله لوجهه، فقام رسول الله وأخذ سيفه وقال: يا غورث ما يمنعك مني الآن. قال: لا أحد. وفي الكافي قال: جودك وكرمك يا محمد، فتركه وقام الرجل وهو يقول: والله لأنت خير مني وأكرم (3).

غرر:

تفسير قوله تعالى: * (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم) *، وأنه غره جهله، كما في النبوي (صلى الله عليه وآله) بعد تلاوته هذه الآية. وقيل: كأنه تلقين الجواب حتى يقول: غرني كرم الكريم (4).

نهج البلاغة: ومن كلام له (عليه السلام) عند تلاوته: * (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم) * أدحض مسؤول حجة، وأقطع مغتر معذرة، لقد أبرح جهالته بنفسه، يا أيها الإنسان ما غرك بربك وما جرأك على ذنبك وما آنسك بهلكة نفسك، أما من دائك بلول - الخ (5).

في أن حديث المشهور نهى النبي عن بيع الغرر مسند. رواه الصدوق في

ص: 560


1- (1) ط كمباني ج 13 / 134، وجديد ج 52 / 114.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 134 و 131، و ج 3 / 60 و 61، وجديد ج 52 / 114 و 102، و ج 5 / 216 - 220.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 523 و 524، وجديد ج 20 / 175 و 179.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 371، وجديد ج 60 / 329.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 167، وجديد ج 71 / 192.

العيون، ورواه في صحيفة الرضا (عليه السلام)، كما في البحار (1).

نوادر الراوندي: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: ملعون من غش مسلما أو ماكره أو غره (2). وتقدم في " خدع " و " غبن " ما يتعلق بذلك.

وبيان ذلك مع التفصيل في عوائد الأيام للنراقي (3).

خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) المعروفة بالغراء (4).

باب صفات الشيعة وذم الاغترار، والحث على العمل والتقوى (5).

مشكاة الأنوار: عن عمرو بن سعيد بن بلال قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) ونحن جماعة فقال: كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي ويلحق بكم التالي، واعلموا يا شيعة آل محمد ما بيننا وبين الله من قرابة، ولا لنا على الله حجة، ولا يقرب (يتقرب - خ ل) إلى الله إلا بالطاعة، من كان مطيعا نفعته ولايتنا، ومن كان عاصيا لم تنفعه ولايتنا. قال: ثم التفت إلينا، وقال: لا تغتروا ولا تفتروا (6).

ما يقرب منه (مع تكرار: ويحكم لا تغتروا في آخره) مع البيان (7).

مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): المغرور في الدنيا مسكين وفي الآخرة مغبون، لأنه باع الأفضل بالأدنى - الخ (8). ويأتي في " غفل " ما يتعلق بذلك.

باب ذم السمعة والاغترار بمدح الناس (9).

ص: 561


1- (1) ط كمباني ج 23 / 22، و ج 15 كتاب الكفر ص 143، وجديد ج 103 / 81، و ج 73 / 304.
2- (2) ط كمباني ج 23 / 22، وجديد ج 103 / 82.
3- (3) عوائد الأيام ص 28.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 112، وجديد ج 77 / 423.
5- (5) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 141، وجديد ج 68 / 149.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 150، وجديد ج 68 / 178.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 49، وجديد ج 70 / 101.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 58، وجديد ج 72 / 319.
9- (9) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 59، وجديد ج 72 / 323.

قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه لكميل في ذكر الشياطين ووسوستهم:

يا كميل إنهم يخدعوك بأنفسهم، فإذا لم تجبهم مكروا بك وبنفسك بتحسينهم إليك شهواتك، وإعطائك أمانيك وإرادتك، ويسولون لك، وينسونك، وينهونك ويأمرونك، ويحسنون ظنك بالله عز وجل حتى ترجوه فتغتر بذلك فتعصيه وجزاء العاصي لظى - إلى أن قال:

يا كميل إنه يأتي لك بلطف كيده فيأمرك بما يعلم أنك قد ألفته من طاعة لا تدعها، فتحسب أن ذلك ملك كريم، وإنما هو شيطان رجيم، فإذا سكنت إليه واطمأننت حملك على العظائم المهلكة التي لا نجاة معها.

يا كميل إن له فخاخا ينصبها فاحذر أن يوقعك فيها.

يا كميل إن الأرض مملوة من فخاخهم فلن ينجو منها إلا من تشبث بنا وقد أعلمك الله أنه لن ينجو منها إلا عباده وعباده أولياؤنا - الخ (1).

وقوله تعالى: * (وغركم بالله الغرور) * يعني الشيطان، كما قاله الصادق (عليه السلام) في رواية كنز الكراجكي.

ذم الاغترار بالله تعالى:

تفسير علي بن إبراهيم: عن حفص قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حفص ما أنزلت الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة، إذا اضطررت إليها أكلت منها. يا حفص إن الله تبارك وتعالى علم ما العباد عاملون، وإلى ما هم صائرون، فحلم عنهم عند أعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم، فلا يغرنك حسن الطلب ممن لا يخاف الفوت - الخ (2). وتقدم في " دنا ": مواضع الرواية.

روضة الواعظين: في العلوي (عليه السلام): لا تغرنكم كثرة المساجد وأجساد قوم مختلفة - الخ (3).

مجالس المفيد: العلوي (عليه السلام): ومن الفقه أن لا تغتروا - الخ.

ص: 562


1- (1) ط كمباني ج 17 / 75، وجديد ج 77 / 271.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 77، وجديد ج 2 / 27.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 57، وجديد ج 1 / 179.

قال المجلسي: أي بالعلم والعمل أو بالدنيا وزهراتها (1). وفي نسخه: وإن من العصمة أن لا تغتروا بالله (2).

ذم الاغترار بمدح الناس يذكر في " مدح ".

تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): السجادي (عليه السلام): إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه، وتماوت في منطقه، وتخاضع في حركاته، فرويدا لا يغرنكم - الخ (3).

ونهى النبي (صلى الله عليه وآله) عن بيع الغرر. نقله الصدوق في العيون بالأسانيد الثلاثة، كما في البحار (4).

غرس:

باب استحباب الزرع والغرس (5). وتقدم في " حرث " و " زرع " ما يتعلق بذلك.

ويأتي في " موت ": أن غرسا يغرسه مما ينتفع به المؤمن بعد موته.

اختيار ابن الباقي: من غرس غرسا يوم الأربعاء وقال: سبحان الله الباعث الوارث، فإنه يأكل من أثمارها (6).

آداب الغرس من كلام عيسى وأنه يصب الماء في أصول الشجر، ثم يصب التراب كي لا يقع فيه الدود (7). وتقدم في " دود ": مواضع الرواية.

الكافي: عن الباقر (عليه السلام) - ما معناه - غرس أمير المؤمنين (عليه السلام) مائة ألف عذق (8).

تنبيه الخاطر: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ليلة أسري بي مر بي إبراهيم فقال: مر أمتك

ص: 563


1- (1) ط كمباني ج 1 / 84.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 80، و ج 1 / 84، وجديد ج 2 / 54، و ج 77 / 291.
3- (3) ط كمباني ج 1 / 91، و ج 15 كتاب العشرة ص 50، وجديد ج 2 / 84، و ج 74 / 185.
4- (4) جديد ج 73 / 304، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 143.
5- (5) ط كمباني ج 23 / 18، وجديد ج 103 / 63.
6- (6) ط كمباني ج 23 / 20، وجديد ج 103 / 68.
7- (7) ط كمباني ج 23 / 19.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 521، وجديد ج 41 / 58.

أن يكثروا من غرس الجنة، فإن أرضها واسعة وتربتها طيبة. قلت: وما غرس الجنة؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله (1).

الكافي: النبوي (صلى الله عليه وآله): من قال: لا إله إلا الله غرست له شجرة في الجنة (2). وفي " سبح " ما يتعلق بذلك.

وتقدم في " حيى ": النبويات (صلى الله عليه وآله): من أراد أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة ربي جنة عدن، غرسها ربي بيده، فليتول علي بن أبي طالب، وليتول وليه وليعاد عدوه، وليسلم الأوصياء من بعده فإنهم عترتي من لحمي ودمي، أعطاهم الله فهمي وعلمي - الخ (3).

أمالي الصدوق: في النبوي الباقري (عليه السلام) مر برجل يغرس غرسا في حائط له فوقف له عليه، فقال: ألا أدلك على غرس أثبت أصلا، وأسرع إيناعا، وأطيب ثمرا وأنقى؟ قال: بلى فداك أبي وأمي يا رسول الله، فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل:

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإن لك بذلك إن قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة، وهن من الباقيات الصالحات - الخ (4).

غرف:

تفسير قوله تعالى: * (لهم غرف من فوقها غرف) *.

ففي النبوي (صلى الله عليه وآله): يا علي تلك الغرف بنى الله لأوليائه بالدر، والياقوت والزبرجد، سقوفها الذهب محكوكة بالفضة، لكل غرفة منها ألف باب من ذهب، على كل باب منها ملك موكل به، وفيها فرش مرفوعة - الخبر المفصل. وفي آخره:

إنه تعالى يرسل ألف ملك يهنون ولي الله فيستأذنون على ولي الله، فإذا أذن لهم يدخلون من كل باب يقولون: سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار (5).

ص: 564


1- (1) ط كمباني ج 3 / 334، وجديد ج 8 / 149.
2- (2) ط كمباني ج 3 / 344، وجديد ج 8 / 183.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 29 و 28. وغيره مما تقدم، وجديد ج 23 / 136 - 139.
4- (4) ط كمباني ج 23 / 42، وجديد ج 103 / 182.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 328، وجديد ج 8 / 158.

تفسير فرات بن إبراهيم: في تفسير قوله تعالى: * (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما) * قال (صلى الله عليه وآله): يا علي، لقد خصك الله بالحلم والعلم، والغرفة التي قال الله تعالى: * (أولئك يجزون الغرفة) * - الآية. والله إنها لغرفة ما دخلها أحد قط، ولا يدخلها أحد أبدا حتى تقوم على ربك، وإنه ليحف بها في كل يوم سبعون ألف ملك ما يحفون إلى يومهم ذلك في إصلاحها والمرمة لها حتى تدخلها، ثم يدخل الله عليك فيها أهل بيتك.

والله يا علي، إن فيها لسريرا من نور، ما يستطيع أحد من الملائكة أن ينظر إليه مجلس لك يوم تدخله، فإذا دخلته يا علي أقام الله جميع أهل السماء على أرجلهم حتى يستقر بك مجلسك، لا يبقى في السماء ولا في أطرافها ملك واحد إلا أتاك بتحية واحدة من الرحمن (1).

معاني الأخبار، أمالي الصدوق: النبوي (صلى الله عليه وآله): إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، يسكنها من أمتي من أطاب الكلام وأطعم الطعام وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام - الخبر. وذكر في آخره: أن إطابة الكلام: التسبيحات الأربعة عشر مرات. وإطعام الطعام: نفقة الرجل على عياله.

وإفشاء السلام: أن لا يبخل بالسلام على أحد من المسلمين. والصلاة بالليل والناس نيام: صلاة المغرب والعشاء. وصلاة الغداة في المسجد بالجماعة كإحياء الليل كله (2). وفي " قصر " ما يتعلق بذلك.

غرق:

وفي وصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي، أمان لامتي من الغرق إذا هم ركبوا السفن فقرأوا: * (بسم الله الرحمن الرحيم وما قدروا الله حق قدره، والأرض جميعا قبضته يوم القيامة، والسماوات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما

ص: 565


1- (1) ط كمباني ج 3 / 286، وجديد ج 7 / 332.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 13 و 17، وكتاب العشرة ص 244، و ج 18 كتاب الصلاة ص 489 و 612، وجديد ج 76 / 2، و ج 86 / 252، و ج 69 / 369، و ج 97 / 99.

يشركون، بسم الله مجريها ومرسيها إن ربي لغفور رحيم) * (1).

الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من خاف منكم الغرق فليقرأ بسم الله الملك الحق. ما قدروا الله حق قدره - إلى قوله - يشركون (2). وتقدم في " حرق " و " سرق " ما يتعلق بذلك.

أحكام الغريق والمصعوق، وأنه يتربص بهما ثلاثة أيام (3).

حكم أمير المؤمنين (عليه السلام) في ستة نفر نزلوا الفرات فغرق واحد منهم (4).

غرنق:

كلام الرازي وغيره في بطلان خبر: تلك الغرانيق العلى (5).

مناقب ابن شهرآشوب: قال: قال علم الهدى والناصر للحق: في رواياتهم أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما بلغ إلى قوله: * (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) * ألقى الشيطان في تلاوته: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجي، فسر بذلك المشركون. فلما انتهى إلى السجدة سجد المسلمون والمشركون معا.

إن صح هذا الخبر فمحمول على أنه كان يتلو القرآن، فلما بلغ إلى هذا الموضع قال بعض المشركين: ذلك، فألقى في تلاوته، فأضافه الله إلى الشيطان. أي في قوله: * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) * لأنه إنما حصل بإغرائه ووسوسته.

وهو الصحيح لأن المفسرين رووا في قوله: * (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء) * كان النبي (صلى الله عليه وآله) في المسجد الحرام، فقام رجلان من عبد الدار عن يمينه يصفران، ورجلان عن يساره يصفقان بأيديهما، فيخلطان عليه صلاته، فقتلهم الله جميعا يوم بدر (6).

ص: 566


1- (1) ط كمباني ج 17 / 18، وجديد ج 77 / 58 مكررا.
2- (2) ط كمباني ج 16 / 79، و ج 4 / 114. وتمامه في جديد ج 10 / 97، و ج 76 / 286.
3- (3) ط كمباني ج 11 / 253، و ج 18 كتاب الطهارة ص 151، وجديد ج 48 / 75، و ج 81 / 248.
4- (4) جديد ج 40 / 265، وط كمباني ج 9 / 486.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 206 - 210، وجديد ج 17 / 56.
6- (6) جديد ج 17 / 87.

كلمات الدميري في الغرنيق، وأنه طائر أبيض من طير الماء طويل العنق - إلى آخر ما ذكره في البحار (1).

غرى:

إرشاد القلوب: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: الغري قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى (2).

وتقدم في " بقع ": أنه من الأربعة الذين ضجت إلى الله يوم الطوفان، وفي " نجف " ما يتعلق بذلك.

غزل:

علل الشرائع: في النبوي العلوي (عليه السلام): ونعم اللهو المغزل للمرأة الصالحة (3).

مكارم الأخلاق: في النبوي الصادقي (عليه السلام): لا تنزلوا النساء الغرف، ولا يعلموهن الكتابة، وأمروهن بالمغزل وعلموهن سورة النور (4). ونحوه في الجعفريات، كما سيأتي في " نسا ".

وتقدم في " حلم ": أن من بنات مولانا الصادق (عليه السلام) حليمة غزلت قطنا، فجعل أخوها الكاظم (عليه السلام) من أكفانه، وأرسل بشقة منها إلى شطيطة النيسابورية (5). وفي " حلم " و " شطط ": ذكر مواضع الرواية.

مناقب ابن شهرآشوب: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أهل البصرة ما تنقمون مني، إن هذا لمن غزل أهلي - وأشار إلى قميصه - (6).

ذكر الغزال التي التجأ إلى قبر مولانا الرضا صلوات الله وسلامه عليه فلم يتعرض له الفهد (7).

ص: 567


1- (1) ط كمباني ج 14 / 678، وجديد ج 64 / 96.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 275، و ج 22 / 37، وجديد ج 13 / 219. وتمام الرواية ج 100 / 232.
3- (3) ط كمباني ج 16 / 38 و 106، و ج 23 / 60 و 61، وجديد ج 76 / 175 و 357، و ج 103 / 258.
4- (4) جديد ج 103 / 261.
5- (5) جديد ج 48 / 74، وط كمباني ج 11 / 253.
6- (6) جديد ج 40 / 325، وط كمباني ج 9 / 500.
7- (7) ط كمباني ج 12 / 97، وجديد ج 49 / 334.

وقد اتفق مثل ذلك للظباء التي التجأت إلى قبر مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام).

وتقدم ما يتعلق بالغزال في " ظبي ".

الغزالي أبو حامد: ادعى أنه رأى الله تعالى في المنام وقال له: يا أبا حامد، قلت: أو الشيطان يكلمني؟ قال: لا بل أنا الله المحيط بجهاتك الست. وتمام الكلام في ذلك في كتاب الغدير (1).

القصص الخرافية في حقه من جعل يده في يد سيد المرسلين (2).

كلمات الأميني حول كتابه إحياء العلوم (3).

جملة مما يتعلق بالشيخ محمد الغزالي الموصلي الشهير بالغزلاني (4).

الغزالي أبو حامد محمد بن محمد الطوسي الشافعي المعروف بحجة الإسلام صاحب التصانيف المعروفة. منها: إحياء العلوم الذي اختصره أخوه أحمد الغزالي، وهذبه المحقق الكاشاني صاحب الوافي، وسماه المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء.

وقد تقدم في " صوف ": كلام أبي الفرج ابن الجوزي الحنبلي الفاضل المطلع الخبير، الذي كان له يد طولى في التفسير والحديث والفقه، وفي كل العلوم، في الغزالي بأن قال:

وجاء أبو حامد الغزالي فصنف لهم أي الصوفية كتاب الإحياء على طريقة القوم، وملأه بالأحاديث الباطلة، وهو لا يعلم بطلانها.

وقال: إن هذه الكتب كتب بدع وضلالات.

وقال أيضا في كتاب تلبيس إبليس (5): وقد حكى أبو حامد الغزالي في كتاب الإحياء قال: كان بعض الشيوخ في بداية إرادته يكسل عن القيام، فألزم نفسه القيام على رأسه طول الليل لتسمح نفسه بالقيام عن طوع. قال: وعالج بعضهم

ص: 568


1- (1) الغدير ط 2 ج 11 / 159.
2- (2) ص 161.
3- (3) ص 161 - 167.
4- (4) كتاب الغدير ج 11 / 180.
5- (5) كتاب تلبيس إبليس ص 597.

حب المال بأن باع جميع ماله، ورماه في البحر إذا خاف من تفرقته على الناس وعونة الجود ورياء البذل. وكان بعضهم يستأجر من يشتمه على ملأ من الناس ليعود نفسه الحلم. وكان آخر يركب البحر في الشتاء عند اضطراب الموج ليصير شجاعا.

قال المصنف: أعجب من جميع هؤلاء عندي أبو حامد، كيف حكى هذه الأشياء ولم ينكرها، وكيف ينكرها وقد أتى بها في معرض التعليم، وقال قبل أن يورد هذه الحكايات: يبتغي للشيخ أن ينظر إلى حالة المبتدي، فإن رأى معه مالا فاضلا عن قدر حاجته، أخذه وصرفه في الخير، وفرغ قلبه منه حتى لا يلتفت إليه.

وإن رأى الكبرياء قد غلب عليه، أمره أن يخرج إلى السوق للكد ويكلفه السؤال والمواظبة على ذلك. وإن رأى الغالب عليه البطالة، استخدمه في بيت الماء وتنظيفه وكنس المواضع القذرة، وملازمة المطبخ ومواضع الدخان. وإن رأى شره الطعام غالبا عليه، ألزمه الصوم. وإن رآه عزبا ولم تنكسر شهوته بالصوم، أمره أن يفطر ليلة على الماء دون الخبز وليلة على الخبز دون الماء، ويمنعه اللحم رأسا.

قلت: وإني لأتعجب من أبي حامد كيف يأمر بهذه الأشياء التي تخالف الشريعة، وكيف يحل القيام على الرأس طول الليل، فينعكس الدم إلى وجهه ويورثه ذلك مرضا شديدا، وكيف يحل رمي المال في البحر وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن إضاعة المال، وهل يحل سب مسلم بلا سبب؟ وهل يجوز للمسلم أن يستأجر على ذلك؟ وكيف يجوز ركوب البحر زمان اضطرابه، وذلك زمان قد سقط فيه الخطاب بأداء الحج، وكيف يحل السؤال لمن يقدر أن يكتسب.

فما أرخص ما باع أبو حامد الغزالي الفقه بالتصوف.

وقال أيضا (1): وحكى أبو حامد الغزالي عن ابن الكريني أنه قال: نزلت في محلة فعرفت فيها بالصلاح، فدخلت الحمام وغيبت علي ثيابا فاخرة، فسرقتها ولبستها، ثم لبست مرقعتي فوقها وخرجت فجعلت أمشي قليلا قليلا، فلحقوني

ص: 569


1- (1) ص 379.

فنزعوا مرقعتي، وأخذوا الثياب وصفعوني، فصرت بعد ذلك أعرف بلص الحمام فسكنت نفسي.

قال أبو حامد: فهكذا كانوا يروضون أنفسهم حتى يخلصهم الله من النظر إلى الخلق، ثم من النظر إلى النفس، وأرباب الأحوال ربما عالجوا أنفسهم بما لا يفتي به الفقيه مهما رأوا صلاح قلوبهم، ثم يتداركون ما فرط منهم من صورة التقصير كما فعل هذا في الحمام.

قلت: سبحان من أخرج أبا حامد من دائرة الفقه بتصنيفة كتاب الإحياء، فليته لم يحك فيه مثل هذا الذي لا يحل، والعجب أنه يحكيه ويستحسنه، ويسمي أصحابه أرباب أحوال، وأي حالة أقبح وأشد من حال من يخالف الشرع ويرى المصلحة في المنهي عنه. وكيف يجوز أن يطلب صلاح القلوب بفعل المعاصي أو قد عدم في الشريعة ما يصلح قلبه حتى يستعمل ما لا يحل فيها، وكيف يحل للمسلم أن يعرض نفسه لأن يقال عنه سارق. وهل يجوز أن يقصد وهن دينه ومحو ذلك عند شهداء الله في الأرض؟ ثم كيف يجوز التصرف في مال الغير بغير إذنه، ثم في نص مذهب أحمد والشافعي أن من سرق من الحمام ثيابا عليها حافظ وجب قطع يده، فعجبي من هذا الفقيه المستلب عن الفقه بالتصوف، أكثر من تعجبي من هذا المستلب الثياب. إنتهى.

توفي الغزالي سنة خمس وخمسمائة، ودفن بطاران من طوس. قيل في تاريخه بالفارسية:

نصيب حجة الإسلام زين سراى سپنج * حياة پنجه وچار، ووفات پانصد وپنچ غزالة: زوجة شبيب الخارجي، وكانت شجيعة، وهي التي حاربت الحجاج سنة كاملة، فقال الشاعر:

أقامت غزالة سوق الضرب * لأهل العراقين حولا قميطا أي تاما كاملا، والتي هرب الحجاج، فعيره عمران الخارجي بقوله:

ص: 570

أسد علي وفي الحروب نعامة * فتخاء تنفر عن صفير الصافر هلا كررت إلى غزالة في الوغى * بل كان قلبك في جناحي طائر وتقدم بعض ما يتعلق بها في " شبب ".

ابن المغازلي: هو الشيخ أبو الحسن، علي بن محمد بن الطبيب الخطيب الواسطي الفقيه الشافعي، صاحب كتاب ذخائر القربى، وكتاب البيان عن أخبار صاحب الزمان (عليه السلام). كان من علماء أوائل المائة الرابعة، يروي بأربع وسائط عن أبي الصلت الهروي.

غزا:

باب نوادر الغزوات وجوامعها، وما جرى بعد الهجرة إلى غزوة بدر الكبرى، وفيه غزوة العشيرة وبدر الأولى والنخلة (1).

شعار المسلمين في الغزوات (2)، وفي " شعر " ما يتعلق بذلك.

قال الطبرسي في مجمع البيان: قال المفسرون: جميع ما غزا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنفسه ست وعشرون غزاة، فأولها غزوة الأبواء وآخرها تبوك، وأما سراياه فست وثلاثون (3).

مكاتبته (صلى الله عليه وآله) في أحكام الغزوات (4).

باب غزوة بدر الكبرى (5). وتقدم في " بدر " ما يتعلق بذلك.

فيما نقل من شجاعة أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم بدر (6).

باب جمل غزواته (صلى الله عليه وآله) وأحواله بعد غزوة بدر الكبرى إلى غزوة أحد (7).

غزوة السويق، ووجه تسميتها به:

ص: 571


1- (1) ط كمباني ج 6 / 432، وجديد ج 19 / 133.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 440، وجديد ج 19 / 163 - 165.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 441 و 444، وجديد ج 19 / 169 و 172 و 186 و 187.
4- (4) جديد ج 19 / 167.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 447، وجديد ج 19 / 202.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 526، وجديد ج 41 / 78.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 483، وجديد ج 20 / 1.

مناقب ابن شهرآشوب، إعلام الورى: لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة من بدر لم يقم بالمدينة إلا سبع ليال، حتى غزا بنفسه، يريد بني سليم حتى بلغ ماء من مياههم يقال له: الكدر، فأقام عليه ثلاث ليال، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا، فأقام بها بقية شوال وذي القعدة، وفادى في إقامته جل أسارى بدر من قريش، ثم كانت غزوة السويق، وذلك أن أبا سفيان نذر أن لا يمس رأس من جنابة، حتى يغزو محمدا.

فخرج في مائة راكب من قريش ليبر يمينه، حتى إذا كان على بريد من المدينة أتى بني النضير ليلا، فضرب على حي بن أخطب بابه، فأبى أن يفتح له، فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم وكان سيد بني النضير، فاستأذن عليه فأذن له وساره. ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه وبعث رجالا من قريش إلى المدينة، فأتوا ناحية يقال لها: العريض، فوجدوا رجلا من الأنصار وحليفا له فقتلوهما، ثم انصرفوا ونذر بهم الناس.

فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) في طلبهم حتى بلغ قرقرة الكدر ورجع وقد فاته أبو سفيان ورأوا زادا من أزواد القوم، وطرحوها يتخففون منها للنجا، وكان فيها السويق فسميت غزوة السويق (1).

غزوة ذي أمر، وقيام دعثور بالسيف على رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقوله: من يمنعك مني اليوم، ودفع جبرئيل في صدر دعثور (2). وتقدم مثله في " غرث ".

ذكر غزوة القردة (3).

ذكر غزوة بني قينقاع في منتصف شوال على رأس عشرين شهرا من الهجرة (4).

غزوة الكدر، وهو ماء لبني سليم (5).

باب غزوة أحد وغزوة حمراء الأسد (6).

ص: 572


1- (1) ط كمباني ج 6 / 483، وجديد ج 20 / 2، وص 3، وص 4.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 483، وجديد ج 20 / 2، وص 3، وص 4.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 483، وجديد ج 20 / 2، وص 3، وص 4.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 484، وجديد ج 20 / 5، وص 8، وص 14.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 484، وجديد ج 20 / 5، وص 8، وص 14.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 484، وجديد ج 20 / 5، وص 8، وص 14.

نزل المشركون بأحد يوم الأربعاء في شوال سنة 3، وخرج إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الجمعة، وكان القتال يوم السبت للنصف من الشهر، وكسرت رباعيته وشج وجهه، وقد قتل من المسلمين سبعون، وكان الكفار مثلوا الجماعة وكان حمزة أعظم مثلة، وضربت يد طلحت فشلت (1).

تفصيل غزوة أحد (2).

في أن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه أصابته تسعون جراحة، ودفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي ذا الفقار، ونودي من السماء: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي (3). وتقدم في " جرح " ما يتعلق بذلك، وكذا في " أحد ".

ولما انقضى حرب أحد ودخل النبي (صلى الله عليه وآله) المدينة نزل جبرئيل وقال: إن الله يأمرك أن تخرج في أثر القوم ولا يخرج معك إلا من به جراحة، فأقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداوونها، فنزلت: * (ولا تهنوا في ابتغاء القوم) * - الآية (4).

وتقدم في " حمر " ما يتعلق بذلك، وبغزوة حمراء الأسد.

ولما انكشفت الحرب يوم أحد سار أولياء المقتولين ليحملوا قتلاهم إلى المدينة، فشدوهم على الجمال، وكانوا إذا توجهوا بهم نحو المدينة بركت الجمال، وإذا توجهوا بهم نحو المعركة أسرعت، فشكوا الحال إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ألم تسمعوا قول الله: * (قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم) * فدفن كل رجلين في قبر إلا حمزة، فإنه دفن وحده (رضي الله عنه) (5).

في ذكر من ثبت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن فر في أحد (6). وتقدم في " أحد " ما يتعلق بذلك.

ص: 573


1- (1) ط كمباني ج 6 / 484، وجديد ج 20 / 17.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 511 و 494، وجديد ج 20 / 123 و 47.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 496، وجديد ج 20 / 54.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 498 و 509، وجديد ج 20 / 64 و 110.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 591، وجديد ج 20 / 77.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 515، و ج 9 / 527، وجديد ج 20 / 84 و 87 و 88، و ج 41 / 81.

باب غزوة الرجيع وغزوة معونة (1).

وفيها كيفية قتل عاصم بن ثابت حمى الدبر، وخبيب بليع الأرض، وخبر عمرو ابن أمية الضمري.

أقول: وتقدم في " عصم " و " خبب " و " عمر " وما يتعلق بهم.

باب غزوة بني النضير (2).

وفيها اتفق قتل كعب بن الأشرف وأجلاء بني النضير، وهم الذين نزلت فيهم سورة الحشر، ولهذا سميت سورة بني النضير عند ابن عباس (3).

إرادة بني النضير الغدر برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وما جرى عليهم (4).

باب غزوة ذات الرقاع، وغزوة عسفان (5). وفيها نزلت صلاة الخوف، وفيه أعيى ناضح جابر واشتراه منه النبي (صلى الله عليه وآله) واستغفر له وقصته في البحار (6).

قال الكازروني في حوادث السنة الخامسة: وفيها كانت غزوة ذات الرقاع، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة السبت لعشر خلون من المحرم في أربعمائة، وقيل في سبعمائة (7). وتقدم في " رقع " ما يتعلق بذلك.

باب غزوة بدر الصغرى وسائر ما جرى في تلك السنة إلى غزوة الخندق (8).

النساء: * (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك) *. نقل الطبرسي عن الكلبي أن أبا سفيان لما رجع إلى مكة يوم أحد، وأعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) موسم بدر الصغرى، وهي سوق يقوم في ذي القعدة، فلما بلغ الميعاد قال للناس: اخرجوا إلى الميعاد، فتثاقلوا وكرهوا ذلك كراهة شديدة أو بعضهم، فأنزل الله عز وجل هذه الآية، فحرض النبي المؤمنين، فتثاقلوا عنه ولم يخرجوا، فخرج رسول الله في سبعين

ص: 574


1- (1) ط كمباني ج 6 / 517، وجديد ج 20 / 147.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 519، وجديد ج 20 / 157.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 520، وجديد ج 20 / 158 - 163، وص 163.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 520، وجديد ج 20 / 158 - 163، وص 163.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 523، وجديد ج 20 / 174.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 152، وجديد ج 16 / 233.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 524، وجديد ج 20 / 178، وص 180.
8- (8) ط كمباني ج 6 / 524، وجديد ج 20 / 178، وص 180.

راكبا حتى أتى موسم بدر، فكفاهم الله بأس العدو، ولم يوافهم أبو سفيان. ولم يكن قتال يومئذ وانصرف رسول الله بمن معه سالمين (1).

باب غزوة الأحزاب وبني قريظة (2).

فيها قتل عمرو بن عبد ود، ونوفل بن عبد العزي جوف الخندق.

ذكر ابن إسحاق أن عليا (عليه السلام) طعنه في ترقوته، حتى أخرجها من مراقه فمات في الخندق، وبعث المشركون إلى رسول الله يشترون جيفته بعشرة آلاف درهم، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): هو لكم لا نأكل ثمن الموتى (3).

إسلام نعيم بن مسعود الأشجعي، وتخذيله الناس عن حرب النبي (صلى الله عليه وآله) وقطع أكحل سعد بن معاذ بسهم حيان بن قيس (4).

قال ابن شهرآشوب: كان المشركون ثمانية عشر ألف رجل في غزوة الأحزاب، والمسلمون ثلاثة آلاف، وكان المشركون على الخمر والغناء والمدد والشوكة، والمسلمون كأن على رؤوسهم الطير لمكان عمرو، والنبي (صلى الله عليه وآله) جاث على ركبتيه، باسط يده، باك عيناه، ينادي بأشجى صوت: يا صريخ المكروبين، ويا مجيب دعوة المضطرين، إكشف همي وكربي، فقد ترى حالي - الخ (5).

في أنه قسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أموال بني قريظة ونساؤهم على المسلمين، واصطفى لنفسه من نسائهم ريحانة بنت عمرو، فكانت عنده حتى توفي (6).

باب غزوة بني المصطلق في المريسيع، وسائر الغزوات والحوادث إلى غزوة الحديبية (7).

فيها نزلت سورة المنافقين في عبد الله بن أبي (8).

ص: 575


1- (1) ط كمباني ج 6 / 524، وجديد ج 20 / 181، وص 186.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 524، وجديد ج 20 / 181، وص 186.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 530، وجديد ج 20 / 205، وص 207.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 530، وجديد ج 20 / 205، وص 207.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 543، وجديد ج 20 / 272، وص 278.
6- (6) ط كمباني ج 6 / 543، وجديد ج 20 / 272، وص 278.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 545، وجديد ج 20 / 281.
8- (8) ص 284 - 288.

وسبيت جويرية بنت الحارث بن أبي الضرار سيد بني المصطلق، فأعتقها النبي (صلى الله عليه وآله) وزوجها، وفيها كانت قصة إفك عائشة (1).

خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بني المصطلق لليلتين، خلتا من شعبان سنة 5، واستخلف على المدينة زيد بن حارثة (2).

باب غزوة الحديبية، وبيعة الرضوان، وعمرة القضاء وسائر الوقائع (3).

باب غزوة خيبر وفدك، وقدوم جعفر بن أبي طالب (4).

فيه نقلا عن مشارق الأنوار للبرسي خبر الشجة التي كانت في وجه صفية من سقوطها من السرير لاهتزار الحصن من هز أمير المؤمنين باب الحصن، وحكاية جبرئيل حين قتل علي (عليه السلام) مرحبا في قبضة فاضل سيف علي (عليه السلام) حتى لا يشق الأرض، مع أن إسرافيل وميكائيل قد قبضا عضده في الهواء (5).

في مقام أمير المؤمنين (عليه السلام) في غزوة خيبر (6).

أقول: وتقدم ما يتعلق بغزوة خيبر وقتل مرحب في " خبر " و " رحب ".

باب غزوة مؤتة وما جرى بعدها إلى غزوة ذات السلاسل (7).

كانت غزوة مؤتة في جمادي سنة 8، وفيها استشهد زيد بن حارثة، وجعفر الطيار، و عبد الله بن رواحة (8). وتقدم ما يتعلق بذلك في " جعفر ".

كلماته (صلى الله عليه وآله) حين خرج جيشه إلى غزوة مؤتة (9).

باب غزوة ذات السلاسل (10).

وفيها نزلت سورة العاديات وتفسيرها (11).

ص: 576


1- (1) ص 289 و 290.
2- (2) ص 295.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 553، وجديد ج 20 / 317.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 571، وجديد ج 21 / 1.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 581، وجديد ج 21 / 40.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 527، وجديد ج 41 / 84.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 584، وجديد ج 21 / 50، وص 55، وص 59.
8- (8) ط كمباني ج 6 / 584، وجديد ج 21 / 50، وص 55، وص 59.
9- (9) ط كمباني ج 6 / 584، وجديد ج 21 / 50، وص 55، وص 59.
10- (10) ط كمباني ج 6 / 588، وجديد ج 21 / 66.
11- (11) ط كمباني ج 6 / 588، وجديد ج 21 / 66.

وفيها ظهر جبن الرجلين وعمرو بن العاص، وعدم إقدامهم على الحرب بعد أن أخذ كل واحد منهم الراية وسار بها (1). وتقدم في " عدى " ما يتعلق بذلك، وكذا في " سلسل ".

ذكر ما ظهر من أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذه الغزوة (2).

سميت ذات السلاسل لأن أمير المؤمنين ظفر بالأعداء، وشد الرجال بالحبال كالسلاسل (3).

وفي مناقب ابن شهرآشوب: السلاسل اسم ماء (4). وتقدم في " سلسل " ما يتعلق بذلك.

باب غزوة حنين والطائف وأوطاس، وسائر الحوادث إلى غزوة تبوك (5).

ما ظهر من أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذلك اليوم (6). وتقدم في " حنن " ما يتعلق بذلك.

باب غزوة تبوك وقصة العقبة (7).

روي أنه كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أراد غزوا ورى بغيره إلا غزوة تبوك، فإنه أظهر ما كان يريده وأمرهم أن يتزودوا له (8).

باب غزوة عمرو بن معدي كرب (9).

باب فيه بعض نوادر غزوات أمير المؤمنين (عليه السلام) (10).

ص: 577


1- (1) ط كمباني ج 6 / 590، وجديد ج 21 / 75.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 529، وجديد ج 41 / 92.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 590.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 529.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 608، وجديد ج 21 / 146.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 530، وجديد ج 41 / 93.
7- (7) ط كمباني ج 6 / 618، وجديد ج 21 / 185.
8- (8) ط كمباني ج 6 / 634، وجديد ج 21 / 258.
9- (9) ط كمباني ج 6 / 657، وجديد ج 21 / 356.
10- (10) ط كمباني ج 9 / 521، وجديد ج 41 / 59.

كلمات مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) لعمر حين استشاره عمر للخروج بنفسه في غزوة الفرس: إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا بقلة، وهو دين الله الذي أظهره، وجنده الذي عده، وأمده حتى بلغ وطلع حيث طلع - الخ (1).

ذكر من قتله أمير المؤمنين (عليه السلام) في الغزوات (2).

ما صدر منه (عليه السلام) في الغزوات (3).

غزوته (عليه السلام) في مدينة عمان (4).

غسق:

قال تعالى: * (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) *، والمراد من * (غسق الليل) *، انتصافه، كما في الروايات الكثيرة المذكورة في أخبار المواقيت، منها في البحار (5). وتقدم في " دلك " و " صلى " ما يتعلق بذلك.

وأما غساق فهو واد من أودية جهنم.

كتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر: عن مولانا أبي جعفر صلوات الله عليه قال: إن في جهنم لواد يقال له: غساق، فيه ثلاثون وثلاثمائة قصر، في كل قصر ثلاثون وثلاثمائة بيت، في كل بيت ثلاثون وثلاثمائة عقرب، في حمة كل عقرب ثلاثون وثلاثمائة قلة سم، لو أن عقربا منها نضجت سمها على أهل جهنم لوسعتهم سما.

تفسير علي بن إبراهيم: * (فليذوقوه حميم وغساق) *. وقال: الغساق واد في جهنم، وذكر مثله وزاد: في كل بيت أربعون زاوية، في كل زاوية شجاع، في كل شجاع ثلاثمائة وثلاثون عقربا (6).

ص: 578


1- (1) ط كمباني ج 9 / 470، وجديد ج 40 / 193.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 523، وجديد ج 41 / 65 - 67.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 526 - 531، وجديد ج 41 / 65 - 99.
4- (4) جديد ج 41 / 77.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 41 و 42 و 63، وجديد ج 82 / 355 - 358، و ج 83 / 68 و 69.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 382، وجديد ج 8 / 314.

كلمات المفسرين في قوله تعالى: * (وغساق) * (1).

غسل:

باب أحكام الغسالات (2).

حكم غسالة الأخباث، وأنه ذهب جماعة من القدماء إلى الطهارة والأشهر النجاسة، واستثني منها غسالة استنجاء الحدثين، فإن المشهور فيها الطهارة - الخ (3).

أقول: يحتمل أن يقال بنجاسة الغسالة مطلقا وعدم الفرق بين غسالة الاستنجاء وغيره، لكن مع عدم تنجيسه ما يلاقيه إذا لم يكن متغيرا بالنجاسة، ولم يكن ناقلا للنجاسة إلى ما يلاقيه. لعموم قوله (عليه السلام): إن الماء أكثر من القذر، فإن الراوي سأل عن ملاقي ماء الاستنجاء وهو ثيابه ولم يسأل عن خصوص الماء، فأجابه بأنه لا بأس به، فسكت (عليه السلام) هنيئة فقال: أو تدري لم صار لا بأس به؟ قال:

لا والله جعلت فداك قال: لأن الماء أكثر من القذر. وسائر الأدلة في ذلك ذكرناها في الفقه.

أبواب الأغسال وأحكامها:

باب علل الأغسال وثوابها وأقسامها وواجبها ومندوبها وجوامع أحكامها (4).

باب جوامع أحكام الأغسال (5).

كنز الفوائد عن كتاب الأشراف للشيخ المفيد ذكر رجلا اجتمع عليه عشرون غسلا فرض وسنة ومستحب أجزأه عن جميعها غسل واحد. وعد منها غسل يوم العيد وقضاء غسل يوم عرفة (6).

ومن الأغسال المستحبة غسل التوبة، كما تقدم في " سمع " ويأتي في " غنى ".

ص: 579


1- (1) ط كمباني ج 3 / 365، وجديد ج 8 / 259.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 31، وجديد ج 80 / 134.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 5، وجديد ج 80 / 15.
4- (4) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 89، وجديد ج 81 / 1.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 95، وجديد ج 81 / 25، وص 30.
6- (6) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 95، وجديد ج 81 / 25، وص 30.

وغسل لقاء الإمام، كما تقدم في " زين ".

وأما الغسل لرؤية الإمام في المنام (1). ويأتي في " فرت ": استحباب الغسل في كل يوم لمن يكون في جوانب الفرات.

باب وجوب غسل الجنابة وعلله وكيفيته (2).

النساء: * (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا) * - الآية.

فقه الرضا (عليه السلام): غسل الجنابة والوضوء فريضتان، فإذا اجتمعا فأكبرهما يجزي عن أصغرهما، وأدنى ما يكفيك ويجزيك من الماء تبل به جسدك مثل الدهن، وقد اغتسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبعض نسائه بصاع من ماء (3).

واختلف الأصحاب في الجماع بغير الإنزال، فقالت الأنصار: الماء من الماء، وقال المهاجرون: إذا التقى الختانان فقد وجب عليه الغسل. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أتوجبون عليه الرجم والحد ولا توجبون عليه صاعا من الماء؟ إذا التقى الختانان وجب عليه الغسل (4).

كيفية الغسل وتحويل الخاتم من مكانه (5).

علة غسل الجنابة لأن الجنابة بمنزلة الحيض، وذلك أن النطفة دم لم يستحكم، فإذا فرغ تنفس البدن، كما قاله الصادق (عليه السلام) (6).

جهل الخليفة بالغسل من الجنابة (7). ورأي عثمان في ذلك (8).

في أن قوم لوط كانوا لا يتنظفون من الغائط، ولا يتطهرون من الجنابة - الخ (9).

ص: 580


1- (1) ط كمباني ج 7 / 336، وجديد ج 26 / 256.
2- (2) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 97، وجديد ج 81 / 33.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 102، وجديد ج 81 / 51.
4- (4) جديد ج 40 / 234، وط كمباني ج 9 / 479.
5- (5) ط كمباني ج 4 / 153 و 157، وجديد ج 10 / 265 و 283 و 284 مكررا.
6- (6) ط كمباني ج 11 / 170، وجديد ج 47 / 220.
7- (7) كتاب الغدير ط 2 ج 6 / 261.
8- (8) كتاب الغدير 8 / 143.
9- (9) ط كمباني ج 5 / 153، وجديد ج 12 / 152.

فضل غسل الجنابة وعلته (1). وتقدم في " جمع " ما يتعلق بذلك.

الكافي: رواية الحولاء المروية عن الصادق (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا أقبل اكتنفه ملكان، وكان كالشاهر سيفه في سبيل الله، فإذا هو جامع تحات عنه الذنوب كما تتحات ورق الشجر، فإذا هو اغتسل انسلخ من الذنوب (2).

باب فضل غسل الجمعة وآدابها (3).

الخصال: بسند صحيح عن زرارة، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال: الغسل في الجمعة واجب (4).

فقه الرضا (عليه السلام): فإن فاتك الغسل يوم الجمعة قضيت يوم السبت أو بعده من أيام الجمعة (5).

كتاب العروس: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: اغتسل يوم الجمعة إلا أن تكون مريضا تخاف على نفسك.

وقال (عليه السلام): لا يترك غسل الجمعة إلا فاسق، ومن فاته غسل يوم الجمعة فليقضه يوم السبت (6).

جمال الأسبوع: للسيد ابن طاووس مسندا عن النبي (صلى الله عليه وآله) في وصيته: يا علي على الناس كل سبعة أيام الغسل، فاغتسل في كل جمعة ولو أنك تشتري الماء بقوت يومك، وتطويه فإنه ليس شئ من التطوع أعظم منه (7).

الكافي: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا أراد أن يوبخ الرجل يقول: والله لأنت أعجز من تارك الغسل يوم الجمعة، وإنه لا يزال في طهر إلى الجمعة الأخرى (8).

باب غسل الحيض والاستحاضة والنفاس وعللها وآدابها وأحكامها (9).

المستدرك عن لب اللباب للراوندي قال النبي (صلى الله عليه وآله): حيض يوم لكن خير من

ص: 581


1- (1) ط كمباني ج 3 / 275، و ج 4 / 80، وجديد ج 7 / 290، و ج 9 / 297.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 701، وجديد ج 22 / 124.
3- (3) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 120، وجديد ج 81 / 122، وص 125، وص 129.
4- (4) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 120، وجديد ج 81 / 122، وص 125، وص 129.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 120، وجديد ج 81 / 122، وص 125، وص 129.
6- (6) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 120، وجديد ج 81 / 122، وص 125، وص 129.
7- (7) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 120، وجديد ج 81 / 122، وص 125، وص 129.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 537، وجديد ج 41 / 123.
9- (9) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 107، وجديد ج 81 / 74.

عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها. وقال: من ماتت في حيضها ماتت شهيدة.

وقال: من اغتسل من الحيض أو الجنابة أعطاه الله بكل قطرة عينا في الجنة، وبعدد كل شعرة على رأسها وجسدها قصرا في الجنة أوسع من الدنيا سبعين مرة لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

وفيه عن كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه نظر إلى رجل يغتسل بحيث يراه الناس، فقال: أيها الناس إن الله يحب من عباده الحياء والستر، فأيكم اغتسل فليتوارى من الناس، فإن الحياء زينة الإسلام.

باب وجوب غسل الميت وعلله وآدابه وأحكامه (1).

في أن من غسل ميتا خرج من ذنوبه كما خرج من بطن أمه، كما قاله تعالى في مناجاة موسى (2).

فضل تغسيل الميت (3).

وأما غسل مس الميت (4).

علة غسل الميت غسل الجنابة (5).

باب في أن الإمام لا يغسله ولا يدفنه إلا إمام (6).

باب نزول الماء لغسل مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) من السماء (7).

ما يتعلق بكيفية غسل الثياب (8).

الدروع: النبوي (صلى الله عليه وآله): والذي نفسي بيده لو أن قطرة من الغسلين قطرت على

ص: 582


1- (1) ط كمباني ج 18 كتاب الطهارة ص 158، وجديد ج 81 / 285.
2- (2) ط كمباني ج 5 / 308، وجديد ج 13 / 354.
3- (3) ط كمباني ج 16 / 112، و ج 4 / 114، وجديد ج 10 / 96، و ج 76 / 371.
4- (4) ط كمباني ج 4 / 158، وجديد ج 10 / 290.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 87، وجديد ج 46 / 304.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 420، وجديد ج 27 / 288.
7- (7) ط كمباني ج 9 / 371، وجديد ج 39 / 114.
8- (8) ط كمباني ج 4 / 150، وجديد ج 10 / 251.

جبال الأرض لساخت إلى أسفل سبع أرضين - الخ (1). ونقل الرواية في البحار (2) لكن مع إسقاط هذا الجزء من الرواية.

وفي وصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر: ولو أن دلوا صبت من غسلين في مطلع الشمس لغلت منه جماجم من في مغربها - الخبر (3).

غسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر. وذلك أنه تزوج في الليلة التي كانت صبيحتها وقعة أحد، فلما أصبح خرج جنبا وحضر القتال واستشهد، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رأيت الملائكة تغسل حنظلة بين السماء والأرض بماء المزن، فسمي غسيل الملائكة. وتقدم في " حنظل ": مفصلا مع ذكر مواضع الروايات.

باب غسل اليد قبل الطعام وبعده وآدابه (4).

فيه أن الوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق ويكثر خير البيت، وقبله وبعده شفاء في الجسد، ويمن في الرزق ويثبت النعمة، ومن فعل ذلك عاش في سعة وعوفي من بلوى جسده. والوضوء هاهنا على أصله في اللغة، وهو النظافة. وهو كناية عن غسل اليد.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): غسل اليدين قبل الطعام وبعده زيادة في الرزق، وإماطة للغمر عن الثياب، ويجلو البصر.

وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أوله ينفي الفقر، وآخره ينفي الهم.

وفي رواية أخرى: ينقي اللحم ويصح البصر.

وقال الصادق (عليه السلام): الوضوء قبل الطعام وبعده يذهبان الفقر.

وقال أبو الحسن (عليه السلام) صاحب الرجل يتوضأ أول القوم قبل الطعام وآخر القوم بعد الطعام.

وفي حديث عن الصادق (عليه السلام) فليغسل أولا رب البيت يده، ثم يبدأ بمن عن

ص: 583


1- (1) ط كمباني ج 3 / 379.
2- (2) جديد ج 8 / 302.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 25، وجديد ج 77 / 82.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 880، وجديد ج 66 / 352.

يمينه، وإذا رفع الطعام بدأ بمن على يسار صاحب المنزل، ويكون آخر من يغسل يده صاحب المنزل لأنه أولى بالغمر، ويتمندل عند ذلك.

وفي خبر آخر: فإذا فرغ من الطعام يبدأ بمن عن يمين الباب حرا كان أو عبدا. وفي الدروس: يستحب غسل اليد قبل الطعام ولا يمسحها، فإنه لا تزال البركة في الطعام ما دامت النداوة في اليد، ويغسلها بعده ويمسحها. إنتهى.

كامل الزيارة: عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: زارنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم فقدمنا إليه طعاما، وأخرت إلينا أم أيمن صحفة من تمر وقعبا من لبن وزبد، فقدمنا إليه فأكل منه، فلما فرغ قمت فسكبت على يديه ماء فلما غسل يده مسح وجهه ولحيته ببلة يديه.

المحاسن: عن بعض من رواه عمن شهد أبا جعفر الثاني (عليه السلام) يوم قدم المدينة تغدى معه جماعة، فلما غسل يديه من الغمر مسح بهما رأسه ووجهه قبل أن يمسحهما بالمنديل، وقال: اللهم اجعلني ممن لا يرهق وجهه قتر ولا ذلة.

وفي الصادقي (عليه السلام) لرفع الرمد: إذا غسلت يدك بعد الطعام فامسح حاجبيك وقل ثلاث مرات: الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل.

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اغسلوا أيديكم في إناء واحد تحسن أخلاقكم.

المحاسن: وعنه (عليه السلام): إنه كره أن يمسح الرجل يده بالمنديل وفيها شئ من الطعام تعظيما للطعام، حتى يمصها أو يكون إلى جانبه صبي يمصها.

وروت العامة أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يأكل بثلاث أصابع ولا يمسح يده حتى يلعقها أو يلعقها.

وعنه (عليه السلام): قال: إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط ما أصابها من أذى وليأكلها ولا يمسح يده حتى يلعقها أو يلعقها، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة.

مكارم الأخلاق: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغسل يديه من الطعام حتى ينقيهما فلا يوجد لما أكل ريح، وكان إذا أكل الخبز واللحم خاصة غسل يديه غسلا جيدا ثم يمسح بفضل الماء الذي في يديه وجهه.

ص: 584

قال شيخنا البهائي: واغسل يديك معا قبل الطعام وبعده وإن كان أكلك بيد واحدة. وروي: إذا توضأت بعد الطعام فامسح عينيك بفضل ما في يديك فإنه أمان من الرمد (1).

دعائم الإسلام: عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه أمر بغسل الأيدي بعد الطعام من الغمر، وقال: إن الشيطان يشمه.

وعن علي (عليه السلام) قال: بركة الطعام الوضوء قبله وبعده، والشيطان مولع بالغمر، فإذا آوى أحدكم إلى فراشه فليغسل يديه من ريح الغمر.

وعن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه نهى أن يرفع الطست من بين يدي القوم حتى يمتلئ.

الشهاب: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اجمعوا وضوءكم جمع الله شملكم.

ضوء الشهاب: الوضوء اسم للماء الذي يتوضأ به، والوضوء المصدر، ومنهم من يفتح الواو في المعنيين.

وروي عنه: املؤوا الطسوس، وخالفوا المجوس (2).

عن كتاب التعريف لأبي عبد الله الصفواني مرسلا أن أول من يغسل يده من الغمر أشرف من يحضر عندك وأعلمهم.

كشف الغمة: روي أن رجلا امتنع عند الرضا (عليه السلام) من غسل اليد قبل الطعام، فقال: إغسلها والغسلة الأولى لنا، وأما الثانية فلك فإن شئت فاتركها (3).

باب غسل الفم بالأشنان وغيره (4).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، علل الشرائع: عن الرضا (عليه السلام): إنما يغسل بالأشنان خارج الفم، فأما داخل الفم فلا يغسل.

الخصال: قال الصادق (عليه السلام): اتخذوا في أسنانكم السعد، فإنه يطيب الفم ويزيد في الجماع (5).

ص: 585


1- (1) ط كمباني ج 14 / 883، وجديد ج 66 / 362 و 363، وص 366.
2- (2) ط كمباني ج 14 / 883، وجديد ج 66 / 362 و 363، وص 366.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 209، وجديد ج 78 / 349.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 908، وجديد ج 66 / 434.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 908، وجديد ج 66 / 434.

أقول: قد تقدم في " سعد " ما يتعلق بذلك.

غشش:

باب المكر والخديعة والغش (1).

أمالي الصدوق: في مناهي النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: من غش مسلما في شراء أو بيع فليس منا، ويحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغش الخلق للمسلمين. وقال:

من بات وفي قلبه غش لأخيه المسلم بات في سخط الله وأصبح كذلك حتى يتوب (2).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن الرضا، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): ليس منا من غش مسلما أو ضره أو ماكره. صحيفة الرضا (عليه السلام): مثله (3).

فقه الرضا (عليه السلام): مثله (4).

الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): المؤمن لا يغش أخاه ولا يخونه ولا يخذله ولا يتهمه ولا يقول له أنا منك برئ (5).

وفي خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله): ومن يغش أخاه المسلم نزع الله منه بركة رزقه، وانسد عليه معيشته، ووكله إلى نفسه - الخ (6).

وفي وصية مولانا الصادق (عليه السلام) لعبد الله بن جندب، ومن غش أخاه وحقره وناواه جعل الله النار مأواه - الخ (7).

ومن كلمات الكاظم (عليه السلام): ملعون من اتهم أخاه، ملعون من غش أخاه، ملعون

ص: 586


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 195، وجديد ج 75 / 283.
2- (2) جديد ج 75 / 284. وتمامه في ط كمباني ج 16 / 96 و 108، و ج 23 / 22، وجديد ج 76 / 328 و 363، و ج 103 / 80.
3- (3) جديد ج 75 / 285، و ج 10 / 367، و ج 77 / 146، وط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 195، ج 4 / 178، و ج 17 / 42.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 136، وجديد ج 75 / 66.
5- (5) جديد ج 75 / 285.
6- (6) ط كمباني ج 16 / 109، وجديد ج 76 / 365.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 193، وجديد ج 78 / 281.

من لم ينصح أخاه - الخ (1).

باب فيه النهي عن الغش والدخول في السوم (2).

والباقري (عليه السلام): كفى بالمرء غشا لنفسه أن يبصر من الناس ما يعمي عليه من أمر نفسه، أو يعير غيره (يعيب - خ ل) بما لا يستطيع تركه، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه (3).

الغشم: هو الإسراف في القتل، أن تقتل غير قاتلك، كما يظهر من قول أمير المؤمنين (عليه السلام) المذكور في " قتل ".

غشا:

قال تعالى: * (هل أتيك حديث الغاشية) * يعني حديث القيامة، ومعنى الغاشية أن يغشى الناس، * (وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة) * وهم الذين خالفوا دين الله وصلوا وصاموا ونصبوا لأمير المؤمنين (عليه السلام) فلا يقبل منهم شئ من أفعالهم (4).

الكافي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: * (هل أتيك حديث الغاشية) * قال: يغشاهم القائم صلوات الله عليه بالسيف. قال: قلت: * (وجوه يومئذ خاشعة) *. قال: خاضعة لا تطيق الامتناع. قال: قلت: * (عاملة) *. قال: عملت بغير ما أنزل الله. قال: قلت: * (ناصبة) *. نصبت غير ولاة الأمر. قال: * (تصلى نارا حامية) *. قال: تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم (عليه السلام)، وفي الآخرة نار جهنم (5).

ثواب الأعمال: عن سليمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (6).

ص: 587


1- (1) ط كمباني ج 17 / 206، وجديد ج 78 / 333.
2- (2) ط كمباني ج 23 / 22، وجديد ج 103 / 80.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 164، وجديد ج 78 / 175.
4- (4) ط كمباني ج 3 / 252، وجديد ج 7 / 209.
5- (5) ط كمباني ج 7 / 156، وجديد ج 24 / 310.
6- (6) ط كمباني ج 13 / 12، وجديد ج 51 / 50.

وفي رواية أخرى، عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال: الذين يغشون الإمام - الخبر (1).

تفسير قوله تعالى: * (والليل إذا يغشى) * (2).

خبر الغشية التي كانت تصيب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا نزل عليه الوحي وأنه كما قال مولانا الصادق (عليه السلام) كان إذا لم يكن بينه وبين الله أحد ذاك إذا تجلى الله له - الخبر (3). رواه في كتاب التوحيد (4).

في رواية أخرى: ذلك عند مخاطبة الله إياه بغير ترجمان وواسطة (5).

الغشية التي تأخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) من خشية الله في خبر أبي الدرداء (6).

غشية فاطمة الزهراء (عليها السلام) في مصيبة الرسول عند شمها قميصه (7).

تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): في خبر اليوناني الذي أتى مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) فرأى منه معجزات غريبة حتى غشي عليه، فقال: صبوا عليه ماء فصبوا عليه فأفاق (8).

باب معالجة الجنون والصرع والغشى واختلال الدماغ (9).

باب أن الغشية التي يظهرها الناس عند قراءة القرآن والذكر من الشيطان (10).

ويأتي ما يتعلق بذلك في " قرء " باب ذم من يظهر الغشية عند القراءة (11).

ص: 588


1- (1) ط كمباني ج 7 / 170، وجديد ج 24 / 365.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 12، وجديد ج 51 / 49.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 360.
4- (4) التوحيد ص 69.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 361، وجديد ج 18 / 256، وص 260.
6- (6) ط كمباني ج 9 / 510، و ج 18 كتاب الصلاة ص 567، وجديد ج 41 / 12، و ج 87 / 194.
7- (7) ط كمباني ج 10 / 45، وجديد ج 43 / 157.
8- (8) ط كمباني ج 14 / 522. وتمامه في ج 4 / 108، وجديد ج 10 / 70.
9- (9) ط كمباني ج 14 / 523، وجديد ج 62 / 156.
10- (10) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 52، وجديد ج 70 / 112.
11- (11) ط كمباني ج 19 كتاب القرآن ص 53، وجديد ج 92 / 209.

غصب:

باب الغصب وما يوجب الضمان (1).

نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الحجر الغصب في الدار، رهن على خرابها (2).

وفي احتجاج رسول الله (صلى الله عليه وآله) على المشركين المروي عن الاحتجاج قال:

أرأيتم لو أذن لكم رجل في دخول داره يوما بعينه، ألكم أن تدخلوها بعد ذلك بغير أمره؟ أو لكم أن تدخلوا دارا له أخرى مثلها بغير أمره؟ أو وهب لكم رجل ثوبا من ثيابه، أو عبدا من عبيده، أو دابة من دوابه، ألكم أن تأخذوا ذلك؟ فإن لم تأخذوه أخذتم آخرا مثله. قالوا: لا، لأنه لم يأذن لنا في الثاني كما أذن لنا في الأول. قال: فأخبروني: الله أولى بأن لا يتقدم على ملكه بغير أمره، أو بعض المملوكين؟ قالوا: بل الله أولى بأن لا يتصرف في ملكه بغير إذنه - الخ (3).

أقول: يظهر منه أن حرمة الغصب والتصرف في مال الغير بغير إذنه ورضاه عقلي والشارع أرشد وذكرهم بحكم العقول.

تفسير علي بن إبراهيم: في حديث تفسير آية التبليغ وكلماته الشريفة في يوم الغدير قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): - إلى أن قال: - فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام - إلى أن قال: - يا أيها الناس إن المسلم أخو المسلم حقا، ولا يحل لامرئ مسلم دم امرئ مسلم وماله إلا ما أعطاه بطيبة نفس منه، وإني أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها - الخبر (4). ويأتي في " مول ": بسند آخر.

التحف: قال (صلى الله عليه وآله): إنما المؤمنون إخوة، ولا يحل لمؤمن مال أخيه إلا عن طيب نفسه (5).

ص: 589


1- (1) ط كمباني ج 24 / 5، وجديد ج 104 / 258.
2- (2) ط كمباني ج 24 / 5، وجديد ج 104 / 258.
3- (3) ط كمباني ج 4 / 71، وجديد ج 9 / 265.
4- (4) ط كمباني ج 9 / 199، وجديد ج 37 / 113.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 112، وجديد ج 83 / 283.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): بالأسانيد الثلاثة عن الرضا، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله غافر كل ذنب إلا من أحدث دينا أو اغتصب أجيرا أجره أو رجلا باع حرا (1).

وفي وصايا أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل: يا كميل انظر فيم تصلي وعلى ما تصلي إن لم يكن من وجهه وحله فلا قبول - الخبر (2).

ومن كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام): أعظم الخطايا اقتطاع مال امرئ مسلم بغير حق (3).

وفي التوقيع الشريف قال مولانا صاحب الزمان (عليه السلام): لا يحل لأحد أن يتصرف في مال غيره بغير إذنه فكيف يحل ذلك في مالنا - الخبر (4). وتقدم في " حبس " و " حرم " و " حلل " ما يتعلق بذلك. ويأتي في " موه " و " مول ".

ومما يدل على حرمة التصرف فيما يتخذ ويشترى من مال الحرام ما في البحار (5).

ولما بنى المهدي العباسي في المسجد الحرام بقيت دار امتنع أربابها من الحاقها بالمسجد فراجعوا الفقهاء، فقالوا: لا ينبغي أن تدخل شيئا في المسجد الحرام غصبا. فقال علي بن يقطين: لو كتبت إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) لأخبرك بوجه الأمر. فكتب موسى (عليه السلام): بسم الله الرحمن الرحيم. إن كانت الكعبة هي النازلة بالناس فالناس أولى ببنيانها، وإن كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة، فالكعبة أولى بفنائها - الخ (6).

عدم تحليل الأئمة شيئا من الخمس والفئ وغيرهما لغير شيعتهم، فما يأكلون

ص: 590


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 32، وجديد ج 72 / 219.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 76 و 109، و ج 18 كتاب الصلاة ص 112، وجديد ج 77 / 273 و 412، و ج 83 / 284.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 131، وجديد ج 78 / 55.
4- (4) ط كمباني ج 23 / 43، وجديد ج 103 / 182.
5- (5) ط كمباني ج 13 / 126، وجديد ج 52 / 81.
6- (6) ط كمباني ج 4 / 148، وجديد ج 10 / 245.

لا يكون إلا غصبا حراما (1).

كلمات النراقي في أقسام الإذن في التصرف في أموال الناس في عوائد الأيام (2).

باب تمهيد غصب الخلافة (3).

باب كيفية غصب لصوص الخلافة وأهل الجلافة الخلافة - الخ (4).

باب ما ورد جميع الغاصبين والمرتدين مجملا (5).

غصن:

رواية المتمسكين بأغصان شجرة طوبى وشجرة الزقوم في باب فضائل شعبان (6).

غضب:

معنى غضب الله ورضاه:

التوحيد، أمالي الصدوق: عن مولانا الصادق صلوات الله عليه في حديث قال: غضب الله عقابه ورضاه ثوابه (7).

التوحيد، معاني الأخبار: عن أبي جعفر (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: * (ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى) * أنه العقاب، أنه من زعم أن عز وجل قد زال من شئ إلى شئ فقد وصفه صفة مخلوق - الخبر (8).

التوحيد، معاني الأخبار: عن مولانا الصادق (عليه السلام) في قوله: * (فلما آسفونا انتقمنا منهم) * قال: إن الله تعالى لا يأسف كأسفنا، ولكنه خلق أولياء لنفسه، يأسفون

ص: 591


1- (1) ط كمباني ج 7 / 156، وجديد ج 24 / 311.
2- (2) عوائد الأيام ص 12.
3- (3) ط كمباني ج 8 / 19، وجديد ج 28 / 85.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 35، وجديد ج 28 / 175.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 386، وجديد ج 31 / 567.
6- (6) ط كمباني ج 20 / 116. وبعضه في ج 16 / 106، وجديد ج 97 / 55، و ج 76 / 358.
7- (7) ط كمباني ج 2 / 123، وجديد ج 4 / 65.
8- (8) ط كمباني ج 2 / 123 و 124، و ج 11 / 102، وجديد ج 4 / 65 و 67، و ج 46 / 354.

ويرضون، وهم مخلوقون مدبرون، فجعل رضاهم لنفسه رضى، وسخطهم لنفسه سخطا - إلى أن قال -: * (من يطع الرسول فقد أطاع الله) * وقال: * (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله) * وكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك، وهكذا الرضا والغضب وغير هذا مما يشاكل ذلك (1). وفي الكافي مثله مع اختلاف يسير في بعض ألفاظه.

أقول: وفي الكافي باب بر الأولاد من كتاب العقيقة، مسندا عن كليب الصيداوي قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام): إذا وعدتم الصبيان ففوا لهم، فإنهم يرون أنكم الذين ترزقونهم، إن الله عز وجل ليس يغضب لشئ كغضبه للنساء والصبيان.

غضب رسول الله (صلى الله عليه وآله) على من قال: ما مثل محمد في أهل بيته إلا كمثل نخلة نبتت في كناسة - الخ (2).

وغضبه على بريدة الأسلمي حين شكى عن أمير المؤمنين في أمر الجارية (3).

وتقدم في " جرى ": إجمال القضية.

وغضبه على اليهودي حين قال: ثم استراح الرب (4).

وغضبه على الأقرع بن حابس لقوله: إن لي عشرة ما قبلت واحدا منهم قط، يعرض به على تقبيل النبي (صلى الله عليه وآله) الحسن والحسين صلوات الله عليهما (5).

وغضبه على رجل فأخبره جبرئيل أنه سخي. تقدم في " سخى ".

غضب مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه على كعب الأحبار (6).

ص: 592


1- (1) ط كمباني ج 2 / 123، وجديد ج 4 / 65.
2- (2) ط كمباني ج 9 / 138 و 142، و ج 8 / 234، وفيه أن القائل هو الثاني، وجديد ج 36 / 278 و 294، و ج 30 / 310.
3- (3) ط كمباني ج 9 / 275 و 287 و 421، وجديد ج 39 / 332، و ج 38 / 66 و 116.
4- (4) ط كمباني ج 14 / 51، وجديد ج 57 / 209.
5- (5) ط كمباني ج 10 / 79، وجديد ج 43 / 282.
6- (6) ط كمباني ج 8 / 201، وجديد ج 30 / 101.

غضبه (عليه السلام) حين قيل له: صف لنا ربك (1).

غضبه في قصة ميزاب عمه العباس يأتي في " وزب "، وأشرنا إليه في " ازب ".

غضبه على من أراد نبش قبر فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها للصلاة عليها، فروي أنه خرج مغضبا قد احمرت عيناه ودرت أوداجه، وعليه قباءه الأصفر الذي كان يلبسه في كل كريهة، وهو متكئ على سيفه ذي الفقار (2).

خبر الرجل الذي غضب على زوجته حين أمره أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكف عنها، فقال: والله لأحرقنها بالنار لكلامك. ذكر الكوفيون أن سعيد بن قيس الهمداني رأى أمير المؤمنين (عليه السلام) يوما في فناء حائط، فقال: يا أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذه الساعة. قال: ما خرجت إلا لأعين مظلوما أو أغيث ملهوفا، فبينا هو كذلك إذ أتته امرأة قد خلع قلبها لا تدري أين تأخذ من الدنيا حتى وقفت عليه.

فقالت: يا أمير المؤمنين ظلمني زوجي وتعدى علي وحلف ليضربني، فاذهب معي إليه. فطأطأ رأسه ثم رفعه وهو يقول: لا والله حتى يأخذ للمظلوم حقه غير متعتع، وأين منزلك؟ قالت: في موضع كذا وكذا. فانطلق معها حتى انتهت إلى منزلها، فقالت: هذا منزلي. قال: فسلم فخرج شاب عليه إزار ملونة، فقال: اتق الله فقد أخفت زوجتك. فقال: وما أنت وذاك، والله لأحرقنها بالنار لكلامك.

قال: وكان إذا ذهب إلى مكان أخذ الدرة بيده والسيف معلق تحت يده، فمن حل عليه حكم بالدرة ضربه، ومن حل عليه حكم بالسيف عاجلا، فلم يعلم الشاب إلا وقد أصلت السيف وقال له: آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر وترد المعروف؟ تب وإلا قتلتك. قال: وأقبل الناس من السكك يسألون عن أمير المؤمنين حتى وقفوا عليه. قال: فأسقط في يد الشاب وقال: يا أمير المؤمنين أعف عني عفى الله عنك، والله لأكونن أرضا تطأني، فأمرها بالدخول إلى منزلها وانكفأ، وهو يقول: * (لا خير في كثير من نجويهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو

ص: 593


1- (1) ط كمباني ج 14 / 25. وتمامه في ج 2 / 193، وجديد ج 57 / 106، و ج 4 / 274.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 49 و 60، وجديد ج 43 / 171 و 212.

إصلاح بين الناس) * الحمد لله الذي أصلح بي بين امرأة وزوجها - الخبر (1).

غضب مولانا الحسين (عليه السلام) على الوليد بن عتبة. فروي أنه تناول عمامة الوليد عن رأسه وشدها في عنقه، وهو يومئذ وال على المدينة. فقال مروان: بالله ما رأيت كاليوم جرأة رجل على أميره (2).

غضبه على مروان: مناقب ابن شهرآشوب، الإحتجاج: قال مروان بن الحكم يوما للحسين (عليه السلام): لولا فخركم بفاطمة بما كنتم تفتخرون علينا؟ فوثب الحسين (عليه السلام) وكان شديد القبضة، فقبض على حلقه فعصره ولوى عمامته على عنقه، حتى غشي عليه ثم تركه (3).

قوله لمروان لما سمع أنه وقع في علي (عليه السلام): يا بن الزرقاء يا بن آكلة القمل، أنت الواقع في علي؟ (4) غضب الصادق (عليه السلام) على الوالي الذي قال في علي وأهل بيته (عليهم السلام) ما قال في منبر مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) (5).

كثرة غضبه لقتل داود بن علي معلى بن خنيس مولاه (6).

غضب مولانا الرضا (عليه السلام) على بعض الغلاة (7).

وغضبه (عليه السلام) على غلمانه لاستعمالهم أجيرا لم يقاطعوه (8).

أثر الغضب لله تعالى في قصة بغا التركي والمؤمن الذي أمر المعتصم بإلقائه إلى بركة السباع (9).

ص: 594


1- (1) ط كمباني ج 5 / 453، وجديد ج 40 / 113.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 144، وجديد ج 44 / 191.
3- (3) ط كمباني ج 10 / 147، وجديد ج 44 / 206، وص 211.
4- (4) ط كمباني ج 10 / 147، وجديد ج 44 / 206، وص 211.
5- (5) ط كمباني ج 11 / 152، وجديد ج 47 / 165.
6- (6) ط كمباني ج 11 / 210، وجديد ج 47 / 352.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 244، وجديد ج 25 / 264.
8- (8) ط كمباني ج 14 / 31، وجديد ج 49 / 106.
9- (9) ط كمباني ج 12 / 151، وجديد ج 50 / 218.

غضب أبي ذر لله تعالى يعلم من أحواله (1).

غضب موسى بن عمران على قارون (2).

غضبه على الخضر (3).

غضب عبد الله بن جعفر على عمرو بن العاص (4).

غضب يهودا أخي يوسف (5).

في أنه كان أولاد يعقوب (عليه السلام) إذا غضبوا خرج من ثيابهم شعر، ويقطر من رؤوسها دم أصفر، ولما دخل يهودا على يوسف وكلمه في أخيه حتى ارتفع الكلام بينهما، غضب يهودا وقامت الشعرة تقذف بالدم وكان لا يسكن، حتى يمسه بعض ولد يعقوب، فأخذ يوسف من يد ولده رمانة ودحرجها نحو يهودا وتبعها الصبي ليأخذها، فوقعت يده على يهودا فسكن غضبه، فقال: إن في البيت لمن ولد يعقوب (6).

مدح الغضب لله تعالى، وذم تركه:

يستفاد ذلك مما تقدم في " دهن " من نزول العذاب على قوم داهنوا أهل المعاصي، ولم يغضبوا لغضب الله تعالى، وفي " أثر ": هلاكة عابد لم يتمعر وجهه غضبا لله تعالى (7).

نهج البلاغة: قال (عليه السلام): من أحد سنان الغضب لله قوى على قتل أشداء الباطل (8).

ص: 595


1- (1) ط كمباني ج 6 / 767، وجديد ج 22 / 393.
2- (2) جديد ج 13 / 250 و 253، وط كمباني ج 5 / 283.
3- (3) جديد ج 13 / 279، وط كمباني ج 5 / 290.
4- (4) جديد ج 42 / 164، وط كمباني ج 9 / 639.
5- (5) جديد ج 12 / 240 و 309، وط كمباني ج 5 / 176 و 193.
6- (6) ط كمباني ج 5 / 175 و 194.
7- (7) ط كمباني ج 21 / 113 و 116 و 114 و 115، و ج 5 / 215 و 452، وجديد ج 12 / 386، و ج 14 / 161 و 503، و ج 100 / 81 - 90.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 203، وجديد ج 71 / 362.

في ذم الغضب لغير الله تعالى:

باب ذم الغضب ومدح التنمر في ذات الله (1).

الشعراء: * (وإذا بطشتم بطشتم جبارين) *.

أمالي الصدوق: دخل موسى بن جعفر صلوات الله عليه على هارون الرشيد، وقد استخفه الغضب على رجل، فقال: إنما تغضب لله عز وجل فلا تغضب له بأكثر مما غضب لنفسه (2).

الخصال: قال الصادق (عليه السلام): الغضب مفتاح كل شر (3).

الخصال: عن الصادق (عليه السلام) قال: قال الحواريون لعيسى بن مريم: يا معلم الخير علمنا أي الأشياء أشد؟ فقال: أشد الأشياء غضب الله عز وجل. قالوا: فبم يتقى غضب الله؟ قال: بأن لا تغضبوا. قالوا: وما بدء الغضب؟ قال: الكبر والتجبر ومحقرة الناس (4).

الكافي: عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم، وإن أحدكم إذا غضب احمرت عيناه، وانتفخت أوداجه، ودخل الشيطان فيه، فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلزم الأرض، فإن رجز الشيطان ليذهب عند ذلك (5).

تفسير العياشي: عن الأصبغ قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إن أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل به النار فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدن منه، فإن الرحم إذا مستها الرحم استقرت - إلى أن قال: - وأيما رجل غضب وهو قائم فليلزم الأرض من فوره، فإنه يذهب رجز الشيطان (6). وتقدم في " رحم ": أنه إذا غضب على رحمه مسها اضطربت وسكنت.

ص: 596


1- (1) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 133، وجديد ج 73 / 262، وص 263.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 133، وجديد ج 73 / 262، وص 263.
3- (3) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 133، وجديد ج 73 / 262، وص 263.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 133، و ج 5 / 401، وجديد ج 14 / 287.
5- (5) ط كمباني ج 14 / 630، و ج 15 كتاب الكفر ص 137، وجديد ج 63 / 265، و ج 73 / 278.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 28، وجديد ج 73 / 265، و ج 74 / 97.

أمالي الطوسي: عن محمد بن الفضيل الصيرفي، عن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال: قال رجل للنبي (صلى الله عليه وآله): علمني عملا صالحا لا يحال بينه وبين الجنة. قال: لا تغضب، ولا تسأل الناس شيئا، وارض للناس ما ترضى لنفسك - الخبر (1).

ومن وصاياه (صلى الله عليه وآله) قاله لرجل قال: أوصني: فقال: لا تغضب، ثم أعاد عليه، فقال: لا تغضب، ثم قال: ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب (2).

وروي أن رجلا استوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: لا تغضب قط، فإن فيه منازعة ربك، فقال: زدني. قال: إياك وما يعتذر منه فإن فيه الشرك الخفي (3).

وفي وصايا الكاظم (عليه السلام): يا هشام الغضب مفتاح الشر - الخبر (4).

ومن كلمات مولانا العسكري (عليه السلام): الغضب مفتاح كل شر (5).

أمالي الصدوق: في الصادقي (عليه السلام) ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله عز وجل يوم القيامة: رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يديه، ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة، ورجل قال الحق فيما عليه وله (6).

الإختصاص: النبوي (صلى الله عليه وآله): ثلاث خصال من كن فيه استكمل خصال الإيمان:

الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له (7).

ص: 597


1- (1) ط كمباني ج 17 / 37، و ج 15 كتاب العشرة ص 125، وجديد ج 77 / 123، و ج 75 / 28.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 44، وجديد ج 77 / 151.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 174، وجديد ج 78 / 200.
4- (4) ط كمباني ج 17 / 200، وجديد ج 78 / 310.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 217، وجديد ج 78 / 373.
6- (6) ط كمباني ج 15 كتاب العشرة ص 125، وجديد ج 75 / 26.
7- (7) جديد ج 75 / 28.

وفي رواية أخرى قال: أشدكم وأقواكم الذي إذا رضي، وساقه نحوه (1).

باب فيه مدح من ملك نفسه عند الرضا والغضب (2).

ومن وصاياه (صلى الله عليه وآله): يا علي لا تغضب، فإذا غضبت فاقعد وتفكر في قدرة الرب على العباد وحلمه عنهم، وإذا قيل لك: اتق الله فانبذ غضبك وراجع حلمك (3).

وفي كتاب مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): واحذر الغضب، فإنه جند عظيم من جنود إبليس (4).

وقوله الآخر (عليه السلام): وإياك والغضب، فإنه طيرة من الشيطان (5).

العلوي (عليه السلام): من غضب على من لا يقدر أن يضره طال حزنه وعذب نفسه (6).

وعن الصادق (عليه السلام): الغضب ممحقة لقلب الحكيم، ومن لم يملك غضبه لم يملك عقله (7).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن فاطمة بنت الرضا، عن أبيها، عن أبيه، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه وعمه زيد، عن أبيهما علي بن الحسين، عن أبيه وعمه، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كف غضبه كف الله عنه عذابه، ومن حسن خلقه بلغه الله درجة الصائم القائم (8).

أمالي الصدوق: عن الصادق، عن أبيه (عليهما السلام) أنه ذكر عنده الغضب، فقال: إن الرجل ليغضب حتى ما يرضى أبدا، ويدخل بذلك النار، فأيما رجل غضب وهو قائم فليجلس، فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان، وإن كان جالسا فليقم، وأيما

ص: 598


1- (1) جديد ج 75 / 28.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 201، وجديد ج 71 / 358.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 20، وجديد ج 77 / 67.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 637، وجديد ج 33 / 509.
5- (5) ط كمباني ج 8 / 635، وجديد ج 33 / 498.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 79، وجديد ج 77 / 288.
7- (7) ط كمباني ج 17 / 187، وجديد ج 78 / 255.
8- (8) جديد ج 73 / 263، وط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 133.

رجل غضب على ذي رحمه فليقم إليه، وليدن منه وليمسه فإن الرحم إذا مست الرحم سكنت (1).

ثواب الأعمال: عن الصادق (عليه السلام): من كف غضبه ستر الله عورته (2).

الإختصاص: قال الصادق (عليه السلام): كان أبي محمد (عليه السلام) يقول: أي شئ أشر من الغضب؟ إن الرجل إذا غضب يقتل النفس، ويقذف المحصنة (3).

منية المريد: سئل النبي (صلى الله عليه وآله) ما يبعد من غضب الله تعالى؟ قال: لا تغضب.

وقال: الغضب يفسد الإيمان، كما يفسد الصبر العسل. وقال: ما غضب أحد إلا أشفى على جهنم (4).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل.

بيان: " كما يفسد الخل العسل " أي إذا ادخل الخل العسل، ذهبت حلاوته وخاصيته، وصار المجموع شيئا آخر، فكذا الإيمان إذا دخله الغضب فسد ولم يبق على صرافته، وتغيرت آثاره، فلا يسمى إيمانا حقيقة.

قال بعض المحققين: الغضب شعلة نار اقتبست من نار الله الموقدة إلا أنها لا تطلع على الأفئدة، وإنها لمستكنة في طي الفؤاد، استكنان الجمر تحت الرماد، ويستخرجها الكبر الدفين من قلب كل جبار عنيد، كما يستخرج الحجر النار من الحديد، وقد انكشف للناظرين بنور اليقين، أن الإنسان ينزع منه عرق إلى الشيطان اللعين، فمن أسعرته نار الغضب، فقد قويت فيه قرابة الشيطان، حيث قال:

* (خلقتني من نار وخلقته من طين) * فمن شأن الطين السكون والوقار، وشأن النار التلظي والاستعار، والحركة والاضطراب والاصطهار، ومنه قوله تعالى: * (يصهر به ما في بطونهم والجلود) * ومن نتائج الغضب الحقد والحسد، وبهما هلك من هلك، وفسد من فسد (5).

ص: 599


1- (1) جديد ج 73 / 264، وص 265، وص 266 و 267.
2- (2) جديد ج 73 / 264، وص 265، وص 266 و 267.
3- (3) جديد ج 73 / 264، وص 265، وص 266 و 267.
4- (4) جديد ج 73 / 264، وص 265، وص 266 و 267.
5- (5) جديد ج 73 / 267.

وعلاج الغضب التفكر فيما ورد في ذم الغضب، ومدح كظم الغيظ والعفو والحلم، وأن يجلس من فوره إذا كان قائما. وذلك مجرب كما أن من جلس عند حملة الكلب وجده ساكنا لا يحوم حوله.

وربما يقال السر فيه هو الاشعار بأنه من التراب، وعبد ذليل لا يليق به الغضب، أو التوسل بسكون الأرض وثبوتها، أو للانتقال من حال إلى حال أخرى، والاشتغال بأمر آخر فإنهما مما يذهل عن الغضب في الجملة، ولذا ألحق بعض العلماء الاضطجاع والقيام إذا كان جالسا، والوضوء بالماء البارد وشربه بالجلوس في ذهاب الرجز (1).

وقال بعضهم: علاج الغضب أن تقول بلسان: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا أمر النبي (صلى الله عليه وآله) أن يقال عند الغيظ، وكان (صلى الله عليه وآله) إذا غضبت عائشة أخذ بأنفها، وقال: يا عويش قولي: اللهم رب النبي محمد، اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن (2).

وقال أبو سعيد الخدري: قال النبي (صلى الله عليه وآله): إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم ألا ترون إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه، فمن وجد من ذلك شيئا فليلصق خده بالأرض. وكأن هذا إشارة إلى السجود، وهو تمكين أعز الأعضاء من أذل المواضع، وهو التراب لتستشعر به النفس الذل، وتزايل به العزة والزهو الذي هو سبب الغضب (3).

وعلاج الغضب على ذي رحم أن يدنو منه ويمسه، فإن الرحم إذا مست سكنت كما اتفق لموسى بن جعفر (عليه السلام) والرشيد (4). وقد تقدم في " رحم ".

باب ما يسكن الغضب (5).

دعاء الرضا (عليه السلام) لدفع غضب المأمون. تقدم في " دعا ".

ص: 600


1- (1) جديد ج 73 / 270، وص 272.
2- (2) جديد ج 73 / 270، وص 272.
3- (3) جديد ج 73 / 270، وص 272.
4- (4) جديد ج 73 / 272.
5- (5) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 280، وجديد ج 95 / 338.

الدعوات: عن الصادق (عليه السلام): لو قال أحدكم إذا غضب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه غضبه (1).

الكافي: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الغضب مفتاح كل شر.

بيان: إذ يتولد منه الحقد والحسد والشماتة والتحقير، والأقوال الفاحشة، وهتك الأستار والسخرية والطرد والضرب والقتل والنهب، ومنع الحقوق إلى غير ذلك.

الكافي: عنه (عليه السلام) قال: من كف غضبه ستر الله عورته.

الكافي: عن الصادق (عليه السلام) قال: أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه: يا بن آدم اذكرني في غضبك، أذكرك في غضبي، لا أمحقك فيمن أمحق، وارض بي منتصرا، فإن إنتصاري لك خير من انتصارك لنفسك (2).

الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رجل للنبي (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله علمني، قال: اذهب ولا تغضب، فقال الرجل: قد اكتفيت بذلك، فمضى إلى أهله فإذا بين قومه حرب قد قاموا صفوفا ولبسوا السلاح، فلما رأى ذلك لبس سلاحه ثم قام معهم، ثم ذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تغضب، فرمى السلاح، ثم جاء يمشي إلى القوم الذين هم عدو قومه، فقال: يا هؤلاء ما كانت لكم من جراحة أو قتل أو ضرب ليس فيه أثر فعلي في مالي أنا أوفيكموه. فقال القوم: فما كان فهو لكم، نحن أولى بذلك منكم، قال: فاصطلح القوم، وذهب الغضب (3).

الكافي: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الغضب ممحقة لقلب الحكيم، وقال: من لم يملك غضبه لم يملك عقله (4).

بيان: قال بعض المحققين ما حاصله: مهما اشتدت نار الغضب وقوي

ص: 601


1- (1) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 280، وجديد ج 95 / 239.
2- (2) كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 136، وجديد ج 73 / 276.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 691، وجديد ج 22 / 84.
4- (4) جديد ج 73 / 278.

اضطرامها. أعمى صاحبه وأصمه عن كل موعظة، فالموعظة لا تؤثر عليه، بل تزيده الموعظة غيظا، لأن نور العقل ينمحي بدخان الغضب، الذي انبعث من غليان دم القلب إلى الدماغ، فصار دماغه ككهف أضرمت فيه نار فاسود جوانبه، وامتلأ بالدخان، وكان فيه سراج ضعيف فانطفى وانمحى نوره، فلا يثبت فيه قدم، لا يسمع فيه كلام، ولا ترى فيه صورة، ولا يقدر على إطفائه لا من داخل ولا من خارج، بل ينبغي أن يصبر إلى أن يحترق جميع ما يقبل الاحتراق، فكذلك يفعل الغضب بالقلب والدماغ، وربما تقوى نار الغضب فتفني الرطوبة التي بها حياة القلب فيموت صاحبه غيظا، كما تقوى النار فيتشقق وتنهد عاليه على أسفله.

ومن آثار هذا الغضب في الظاهر تغير اللون وشدة الرعدة في الأطراف وخروج الأفعال عن الترتيب والنظام، واضطراب الحركة والكلام حتى يظهر الزبد على الأشداق، وتحمر الأحداق إلى غير ذلك، فلو رأى الغضبان في حال غضبه قبح صورته لسكن غضبه حياء من قبح صورته واستحالة خلقته، وقبح باطنه أعظم من قبح ظاهره، لأن القبح منه انتشر إلى الظاهر.

فهذا أثره في الجسد وأما أثره في اللسان فانطلاقه بالشتم والفحش، وقبيح الكلام الذي يستحيي منه ذوو العقول، ويستحيي منه قائله عند فتور الغضب، وذلك مع تخبط النظم، واضطراب اللفظ.

وأما أثره على الأعضاء فالضرب والتهجم والتمزيق والقتل والجرح، فإن فاته المغضوب عليه وعجز عن التشفي، رجع الغضب على صاحبه، فيمزق ثوب نفسه ويلطم وجهه، وقد يضرب يده على الأرض، ويعدو عدو الواله السكران، والمدهوش المتحير، وربما سقط صريعا لا يطيق العدو والنهوض لشدة الغضب، ويعتريه مثل الغشية، وربما يضرب الجمادات والحيوانات، فيضرب القصعة على الأرض - وقد تكسر وتراق المائدة - إذا غضب عليها، وقد يتعاطى أفعال المجانين فيشتم البهيمة والجماد، ويخاطبه ويقول: إلى متى منك كذا، ويا: كيت وكيت، كأنه يخاطب عاقلا حتى ربما رفسته دابة فيرفسها ويقابلها به.

ص: 602

وأما أثره في القلب مع المغضوب عليه، فالحقد والحسد، وإظهار السوء والشماتة بالمساءة، والحزن بالسرور، والعزم على إفشاء السر وهتك الأستار إلى غير ذلك (1).

تحف العقول: في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج يوما وقوم يدحرجون حجرا، فقال أشدكم من ملك نفسه عند الغضب، وأحملكم من عفى بعد المقدرة (2).

قال الصادق (عليه السلام): ليس لإبليس جند أشد من النساء والغضب (3).

كنز الكراجكي: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): شدة الغضب تغير المنطق، وتقطع مادة الحجة، وتفرق الفهم (4).

قصص الأنبياء: كان ذو الكفل نبيا بعد سليمان بن داود وكان يقضي بين الناس، كما كان يقضي داود ولم يغضب إلا لله عز وجل.

وروي أنه وكل إبليس من أتباعه واحدا يقال له: الأبيض، لعل يغضبه فلم يقدر (5).

والنبوي (صلى الله عليه وآله): إذا غضب الله على أمة ولم ينزل بها العذاب غلت أسعارها، وقصرت أعمارها، ولم تربح تجارها، ولم تزك ثمارها، ولم تغرز أنهارها، وحبس عنها أمطارها، وسلط عليها أشرارها (6).

ثواب الأعمال، الخصال: مسندا عن أصبغ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) مثله (7).

أمالي الطوسي: عن الصادق (عليه السلام) مثله (8).

ص: 603


1- (1) جديد ج 73 / 278.
2- (2) ط كمباني ج 17 / 43، وجديد ج 77 / 148.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 185، وجديد ج 78 / 246.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 219، وجديد ج 71 / 428.
5- (5) ط كمباني ج 5 / 319، و ج 14 / 614، وجديد ج 13 / 404، و ج 63 / 195.
6- (6) ط كمباني ج 14 / 172، و ج 17 / 44، وجديد ج 58 / 350، و ج 77 / 155.
7- (7) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 156.
8- (8) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 157، و ج 18 كتاب الصلاة ص 954، وجديد ج 73 / 350 و 353، و ج 91 / 328.

غيبة النعماني: سأل ابن الكواء أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الغضب، فقال: هيهات الغضب، هيهات موتات فيهن موتات - إلى أن قال: - ثم الغضب عند ذلك (1).

قول أمير المؤمنين (عليه السلام) له ولشبث بن ربعي: هل في ولايتي غضب؟ أو يكون الغضب حتى يكون من البلاد كذا وكذا (2).

حديث جيش الغضب في آخر الزمان في غيبة النعماني (3).

غضر:

غضارة، لقب عيسى بن علي بن الحسين بن الإمام السجاد (عليه السلام).

غطا:

الذنوب التي تكشف الغطاء - كما في كلمات مولانا السجاد (عليه السلام) -:

الاستدانة بغير نية الأداء، والإسراف في النفقة على الباطل، والبخل على الأهل والولد وذوي الأرحام، وسوء الخلق، وقلة الصبر، واستعمال الضجر والكسل، والاستهانة بأهل الدين - الخ (4).

غفر:

باب عفو الله وغفرانه (5). تقدم في " عفا " ما يتعلق بذلك.

وفي الآيات الكثيرة: * (إن الله غفور رحيم) *، * (والله غفور رحيم) *.

أمالي الطوسي: روي إن العبد إذا أذنب ذنبا ثم علم أن الله عز وجل مطلع عليه غفر له (6).

أمالي الطوسي: والنبوي (صلى الله عليه وآله) إن رجلا قال يوما: والله لا يغفر الله لفلان، قال الله عز وجل: من ذا الذي تألى علي أن لا أغفر لفلان؟ فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عمل المتألي بقوله: لا يغفر الله لفلان (7).

ثواب الأعمال، والمحاسن: عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: قال

ص: 604


1- (1) ط كمباني ج 13 / 165، وجديد ج 52 / 240، وص 248، وص 247.
2- (2) ط كمباني ج 13 / 165، وجديد ج 52 / 240، وص 248، وص 247.
3- (3) ط كمباني ج 13 / 165، وجديد ج 52 / 240، وص 248، وص 247.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 162، وجديد ج 73 / 375.
5- (5) ط كمباني ج 3 / 92، وجديد ج 6 / 1، وص 3.
6- (6) ط كمباني ج 3 / 92، وجديد ج 6 / 1، وص 3.
7- (7) ط كمباني ج 3 / 93، و ج 15 كتاب الكفر ص 62، وجديد ج 6 / 4، و ج 72 / 338.

النبي (صلى الله عليه وآله): قال الله جل جلاله: من أذنب ذنبا فعلم أن لي أن أعذبه، وأن لي أن أعفو عنه عفوت عنه (1).

غيبة الشيخ: عن أبي هاشم الجعفري قال: سمعت أبا محمد (عليه السلام) يقول: من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل: ليتني لا أو اخذ إلا بهذا - الخ (2).

باب الاستغفار وفضله وأنواعه (3).

أقول: قد تقدم في " صوم ": أن الاستغفار يقطع وتين الشيطان.

الخصال: عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: ما من مؤمن يقترف في يوم أو ليلة أربعين كبيرة فيقول وهو نادم: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام، وأسأله أن يتوب علي، إلا غفرها الله له، ثم قال: ولا خير فيمن يقارف في كل يوم أو ليلة أربعين كبيرة (4).

الاستغفار السبعون التي يقولها أمير المؤمنين (عليه السلام) في سحر كل ليلة (5).

ثواب الأعمال: عن الصادق (عليه السلام) قال: من استغفر الله مائة مرة حين ينام، بات وقد تحات الذنوب كلها عنه كما تتحات الورق من الشجر، ويصبح وليس عليه ذنب (6).

الجوادي (عليه السلام): أكثر من تلاوة إنا أنزلناه، ورطب شفتيك بالاستغفار.

ثواب الأعمال: عن أبي جعفر (عليه السلام): من استغفر الله بعد صلاة الفجر سبعين مرة غفر الله له، ولو عمل ذلك اليوم أكثر من سبعين ألف ذنب. ومن عمل أكثر من سبعين ألف ذنب فلا خير فيه (7).

مكارم الأخلاق: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لا يقوم من مجلس وإن خف حتى

ص: 605


1- (1) جديد ج 6 / 6.
2- (2) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 158، وجديد ج 73 / 359.
3- (3) ط كمباني ج 19 كتاب الدعاء ص 33، وجديد ج 93 / 275.
4- (4) جديد ج 93 / 277.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 602، وجديد ج 87 / 326.
6- (6) جديد ج 93 / 279، وص 280.
7- (7) جديد ج 93 / 279، وص 280.

يستغفر الله خمسا وعشرين مرة (1).

قال الصادق (عليه السلام): التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمقيم على ذنب وهو يستغفر كالمستهزئ.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ظلم أحدا ففاته فليستغفر الله له، فإنه كفارة (2).

وقال النبي (صلى الله عليه وآله): عودوا ألسنتكم الاستغفار، فإن الله تعالى لم يعلمكم الاستغفار إلا وهو يريد أن يغفر لكم (3).

عن محمد بن ريان قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام) أسأله أن يعلمني دعاء للشدائد والنوازل والمهمات، وأن يخصني كما خص آباؤه مواليهم، فكتب إلي: ألزم الاستغفار (4).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله: كثرة الاستغفار، وخفض الجانب، وكثرة الصدقة (5).

العلوي (عليه السلام): الاستغفار مع الإصرار ذنوب مجددة (6).

الاستغفار الذي يغفر الله لصاحبه ذنوبه، ولو كانت ملأ السماوات السبع: اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه - الخ (7).

الصادقي (عليه السلام): من استغفر بعد ذنبه بقوله: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو، عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم، الغفور الرحيم، ذو الجلال والإكرام، وأتوب إليه، لم يكتب عليه شئ (8).

العلوي (عليه السلام): الاستغفار اسم لمعان ست (9). وتقدم ما يتعلق بذلك في " توب ".

ص: 606


1- (1) جديد ج 93 / 281، وص 282، وص 283.
2- (2) جديد ج 93 / 281، وص 282، وص 283.
3- (3) جديد ج 93 / 281، وص 282، وص 283.
4- (4) جديد ج 93 / 281، وص 282، وص 283.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 138، وجديد ج 78 / 81.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 133، وجديد ج 78 / 63.
7- (7) ط كمباني ج 18 / 602، وجديد ج 87 / 325.
8- (8) ط كمباني ج 3 / 90، وجديد ج 5 / 326.
9- (9) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 208، و ج 3 / 99 و 102، و ج 17 / 134، وجديد ج 68 / 381، و ج 6 / 27 و 36، و ج 78 / 68.

سئل ذو القرنين الأمة العالمة من قوم موسى: مالكم لا تقحطون؟ قالوا: من قبل أنا لا نغفل عن الاستغفار (1).

تفسير قوله تعالى: * (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) * (2). وفي " وثق " ما يتعلق بذلك.

في أنه ما استغفر رسول الله (صلى الله عليه وآله) لرجل يخصه إلا استشهد (3).

إستغفار رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأهل البقيع، فما لبث بعد هذا الاستغفار إلا سبعا أو ثمانيا حتى قبض (4).

وأما حكم استغفاره للمنافقين:

قال تعالى: * (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) *. فراجع البحار (5).

باب ما نزل في أن الملائكة يحبونهم ويستغفرون لشيعتهم (6).

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: عن أبي بصير قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا با محمد إن لله ملائكة تسقط الذنوب عن ظهر شيعتنا، كما تسقط الريح الورق من الشجر أوان سقوطه، وذلك قوله عز وجل: * (ويستغفرون للذين آمنوا) *. واستغفارهم والله لكم دون هذا الخلق، يا با محمد فهل سررتك؟ قال:

فقلت: نعم (7).

سؤال الثاني الرجل الذي أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) عنه أنه من أهل الجنة أن يستغفر له وجوابه: إن كنت متمسكا بذلك الحبل - أي علي (عليه السلام) - فغفر الله لك، وإلا فلا غفر الله لك (8).

ص: 607


1- (1) ط كمباني ج 5 / 160 و 164، وجديد ج 12 / 176 و 193.
2- (2) ط كمباني ج 6 / 211 و 214، وجديد ج 17 / 73 و 89 و 90.
3- (3) ط كمباني ج 6 / 573 و 301، وجديد ج 21 / 2، و ج 18 / 19.
4- (4) ط كمباني ج 6 / 669، وجديد ج 21 / 409 و 410.
5- (5) ط كمباني ج 6 / 694، وجديد ج 22 / 96.
6- (6) ط كمباني ج 7 / 133، وجديد ج 24 / 208، وص 209.
7- (7) ط كمباني ج 7 / 133، وجديد ج 24 / 208، وص 209.
8- (8) ط كمباني ج 9 / 86، وجديد ج 36 / 16.

في الحديث القدسي: ما أمرت أحدا من ملائكتي أن يستغفروا لأحد من خلقي إلا استجبت لهم فيه (1).

كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: قال الصادق (عليه السلام) لأبي بصير:

لقد ذكركم الله في كتابه إذ يقول: * (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا) * والله ما أراد بذلك غيركم - الخ (2).

وفي رواية أخرى فقال (عليه السلام): إن الله يغفر لكم جميعا الذنوب. قال: فقلت ليس هكذا نقرأ؟ فقال: يا با محمد فإذا غفر الذنوب جميعا فلمن يعذب؟ والله ما عنى من عباده غيرنا وغير شيعتنا، وما نزلت إلا هكذا: إن الله يغفر لكم جميعا الذنوب (3).

كتاب المؤمن: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لو كانت ذنوب المؤمن مثل رمل عالج، ومثل زبد البحر لغفرها الله له، فلا تجتروا.

ومنه: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يتوفى المؤمن مغفورا له ذنوبه والله جميعا، وفي معناه رواية أخرى (4).

وتقدم في " ذنب ": تفسير قوله تعالى: * (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) * وأنه حمله ذنوب الشيعة فغفر له.

النبوي (صلى الله عليه وآله): إذا صليت العصر فاستغفر الله سبعا وسبعين مرة تحط عنك عمل سبع وسبعين سنة (5).

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن للقلوب صداء كصداء النحاس، فاجلوها بالاستغفار وتلاوة القرآن.

وقال: من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل غم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب (6).

ص: 608


1- (1) جديد ج 96 / 254، وط كمباني ج 20 / 65.
2- (2) جديد ج 24 / 260.
3- (3) ط كمباني ج 7 / 144، وجديد ج 24 / 260.
4- (4) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 19، وجديد ج 67 / 65 مكررا.
5- (5) ط كمباني ج 17 / 37، وجديد ج 77 / 123.
6- (6) ط كمباني ج 17 / 49، وجديد ج 77 / 172.

الصادقي (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم وليلة مائة مرة من غير ذنب (1).

وفي قرب الإسناد كان يتوب إلى الله تعالى كل يوم سبعين مرة من غير ذنب (2).

أقول: المستغفري: هو أبو العباس جعفر بن محمد بن أبي بكر النسفي السمرقندي، خطيب حافظ، مفسر محدث، صاحب كتاب طب النبي، وشمائل النبي، ودلائل النبوة صلوات الله على النبي وآله. توفي سنة 432. وقبره بنسف بلدة بين جيحون وسمرقند.

وقال صاحب ض (3) في ترجمته: ويلوح من فهرس بحار الأنوار للأستاذ أنه من علماء الشيعة، قال في أول البحار في طي تعداد كتب الإمامية وكتاب طب النبي للشيخ أبي العباس المستغفري، ثم قال: وكتاب طب النبي وإن كان أكثر أخباره من طريق المخالفين لكنه مشهور متداول بين علمائنا.

وقال نصير الدين الطوسي في كتاب آداب المتعلمين: ولابد أن يتعلم شيئا من الطب ويتبرك بالآثار الواردة في الطب الذي جمعه الشيخ الإمام أبو العباس المستغفري في كتابه المسمى بطب النبي (صلى الله عليه وآله). إنتهى.

قول أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه لمن قال له: اغفر لي: إن الله هو الذي يغفر الذنوب (4).

أقول: ظاهر الرواية حصر غفران الذنوب التي بين العبد وبين الله تعالى بالله تعالى، لا ما يكون بين الناس بعضهم مع بعض، فإنه يصح أن يغفر بعضهم لبعض، فلا تنافي بين ما تقدم من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) مع ما سيأتي.

ص: 609


1- (1) جديد ج 44 / 276.
2- (2) ط كمباني ج 10 / 163، وجديد ج 44 / 275.
3- (3) يمكن مراده (قدس سره) من كلمة " ض " صاحب الروضات، فراجع الروضات ط 2 ص 162.
4- (4) ط كمباني ج 8 / 601، وجديد ج 33 / 348.

قال تعالى: * (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله) * - الآية. تفسير الآية الشريفة في البحار (1).

وقال مولانا السجاد صلوات الله عليه في حديث لولي المقتول: واغفر له هذا الذنب، فراجع البحار (2).

والنبوي (صلى الله عليه وآله): كلمة سيئة من حكيم فاغفروها (3).

وفي السفينة لغة " عبس " في ترجمة عباس بن ربيعة (4) قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اللهم اشكر للعباس مقامه، واغفر ذنبه فإني قد غفرت له فاغفر له.

وفي زيارة النبي (صلى الله عليه وآله): نبي الرحمة، وخازن المغفرة.

آيات الاستغفار (5).

أدعية الاستغفار المعدودة سبعين مرة (6).

باب فيه الاستغفار للإخوان (7).

ص: 610


1- (1) ط كمباني ج 4 / 65، وجديد ج 9 / 237.
2- (2) ط كمباني ج 1 / 73، وجديد ج 2 / 12.
3- (3) ط كمباني ج 17 / 46، وجديد ج 77 / 163.
4- (4) ص 148.
5- (5) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 591، وجديد ج 87 / 282.
6- (6) ط كمباني ج 18 كتاب الصلاة ص 602، وجديد ج 87 / 326.
7- (7) ط كمباني ج 93 / 383.

فهرس الآيات

رقم الآية الآية رقم الصفحة

سورة الفاتحة (1)

4 - مالك يوم الدين 59

سورة البقرة (2)

21 - يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم 67 - 65

27 - الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه 498

30 - قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها 330

31 - وعلم آدم الأسماء كلها 334

32 - قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا 342

34 - وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم 281

40 - أوفوا بعهدي أوف بعهدكم 494

46 - الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم 33

48 - ولا يؤخذ منها عدل 121

57 - وظللنا عليكم الغمام 11

60 - فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا 523

74 - كالحجارة أو أشد قسوة 70

93 - واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم 106

97 - قل من كان عدوا لجبريل 123

ص: 611

100 - أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم 497

109 - فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره 289

114 - ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه 30

121 - الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته 350

124 - قال لا ينال عهدي الظالمين 495 و 257

146 - الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه 191

148 - فاستبقوا الخيرات 104

164 - لآيات لقوم يعقلون 312

165 - ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب 30

173 - ان الله غفور رحيم 604

174 - ان الذين يكتمون 367

185 - يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر 218

187 - هن لباس لكم 70

189 - وأتوا البيوت من أبوابها 219

193 - فلا عدوان إلا على الظالمين 123 و 26

195 - وأحسنوا ان الله يحب المحسنين 186

204 - ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا 89

218 - والله غفور رحيم 604

219 - يسئلونك ماذا ينفقون قل العفو 291

228 - والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء 113

234 - والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا 113

247 - وزاده بسطة في العلم والجسم 342

255 - وسع كرسيه السماوات والأرض 157

256 - فقد استمسك بالعروة الوثقى 198

257 - يخرجهم من الظلمات إلى النور 19

ص: 612

259 - أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها 200

261 - والله يضاعف لمن يشاء 438

273 - وما للظالمين من أنصار 30

275 - الذين يأكلون الربوا 147

282 - والله بكل شئ عليم 330

285 - آمن الرسول بما انزل إليه من ربه 356 و 148

سورة آل عمران (3)

7 - وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم 334

48 - ويعلمه الكتاب 226

55 - إذ قال الله يا عيسى انى متوفيك ورافعك إلي 227

59 - ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم 223

61 - أبنائنا وأبناءكم 412

101 - ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم 261 و 257

103 - واعتصموا بحبل الله 70

104 - ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير 184

114 - يسارعون إلى الخيرات 104

118 - يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم 365

121 - وإذ غدوت من أهلك تبوء المؤمنين 552

125 - من الملائكة مسومين 443

133 - وسارعوا إلى مغفرة من ربكم 104

140 - لا يحب الظالمين 257

144 - وما محمد [صلى الله عليه وآله] إلا رسول قد خلت من قبله الرسل 428

154 - قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل 573

190 - ان في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار 312

ص: 613

سورة النساء (4)

3 - فانكحوا ما طاب لكم 515 و 466 و 119

4 - فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه 221

5 - ولا تؤتوا السفهاء أموالكم 367

6 - فان آنستم منهم رشدا 367

22 - ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم 412

23 - حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم 412

33 - ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون 546

43 - يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى 580

56 - كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها 463

59 - أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم 258

63 - يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم 169

64 - ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك 31

80 - من يطع الرسول فقد أطاع الله 592 و 178

84 - فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك 574

86 - وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها 274

92 - فتحرير رقبة مؤمنة 80

104 - ولا تهنوا في ابتغاء القوم 573

114 - لا خير في كثير من نجويهم إلا من أمر بصدقة 186

123 - ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب 438

129 - ولن تستطيعوا أن تعدلوا 466 و 119

130 - يغن الله كلا من سعته 342

148 - لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم 31 و 24

160 - فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم 20

168 - ان الذين كفروا وظلموا [آل محمد حقهم] لم يكن الله ليغفر لهم 26

ص: 614

175 - فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به 261

سورة المائدة (5)

1 - يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود 302

2 - تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان 487

3 - اليوم أكملت لكم دينكم 547 و 544 و 473

27 - إنما يتقبل الله من المتقين 437

51 - ان الله لا يهدى القوم الظالمين 257

67 - يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك 551 و 547 و 544

77 - ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل 365

82 - لتجدن أشد الناس عداوة 123

101 - لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم 410

116 - أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله 229

سورة الأنعام (6)

21 - انه لا يفلح الظالمون 257

28 - ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه 331 و 330

38 - الا أمم أمثالكم 503

45 - فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين 21

59 - وما تسقط من ورقة إلا يعلمها 181

65 - قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا 129

75 - وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض 155

82 - الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم 29

84 - ومن ذريته داود وسليمان 412

89 - فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما 109

91 - قل الله ثم ذرهم 350

92 - لتنذر أم القرى ومن حولها 334

ص: 615

103 - لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار 176

129 - وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا 435

163 - وانا أول المسلمين 51

سورة الأعراف (7)

33 - قل إنما حرم ربي الفواحش 357

46 - وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم 183 و 182

54 - ثم استوى على العرش 154 و 153

56 - ان رحمة الله قريب من المحسنين 186

107 - فإذا هي ثعبان مبين 266

143 - قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل 176

160 - وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون 31

169 - ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب 357 و 348

172 - الست بربكم قالوا بلى 175 و 172

199 - خذ العفو وأمر بالعرف 291 و 186

سورة الأنفال (8)

22 - ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون 313

33 - وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم 130

35 - وما كان صلاتهم عند البيت الا مكاء وتصدية 566

36 - فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة 518

38 - قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف 420 و 295

46 - أطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا 124

56 - الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم 497

60 - واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل 112

سورة التوبة (9)

43 - عفا الله عنك لم أذنت لهم 292

ص: 616

80 - استغفر لهم أو لا تستغفر لهم 607

90 - وجاء المعذرون من الأعراب 135

97 - الأعراب أشد كفرا ونفاقا 142

102 - وآخرون اعترفوا بذنوبهم 191

105 - وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون 165 و 164

117 - الذين اتبعوه في ساعة العسرة 218

129 - رب العرش العظيم 156 و 153

سورة يونس (10)

39 - بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه 357

50 - قل أرأيتم ان أتيكم عذابه بياتا 129

54 - ولو أن لكل نفس ظلمت [آل محمد حقهم] ما في الأرض 26

61 - وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة 330

100 - ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون 313

سورة هود (11)

7 - وكان عرشه على الماء 160 و 158 و 157 و 153

41 - بسم الله مجريها ومرسيها 566

44 - بعدا للقوم الظالمين 257

113 - ولا تركنوا إلى الذين ظلموا 257 و 21

سورة يوسف (12)

67 - يا بني لا تدخلوا من باب واحد 528

93 - اذهبوا بقميصي هذا فالقوه على وجه أبي 449

100 - خروا له سجدا 281

111 - لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب 68

سورة الرعد (13)

11 - ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم 300

ص: 617

15 - ولله يسجد من في السماوات والأرض 65 و 11

19 - إنما يتذكر أولوا الألباب 448 و 370 و 314

20 - الذين يوفون بعهد الله 497

24 - سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار 564

38 - ولقد أرسلنا رسلا من قبلك 241

سورة إبراهيم (14)

7 - لئن شكرتم لأزيدنكم 279

15 - وخاب كل جبار عنيد 454

22 - ان الظالمين لهم عذاب أليم 26

30 - قل تمتعوا 407

42 - ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون 14

سورة الحجر (15)

21 - وإن من شئ إلا عندنا خزائنه 162

42 - ان عبادي ليس لك عليهم سلطان 67 و 65

91 - الذين جعلوا القرآن عضين 271

سورة النحل (16)

16 - وعلامات وبالنجم هم يهتدون 373

34 - فأصابهم سيئات ما عملوا 435

43 - فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون 364

48 - أو لم يروا إلى ما خلق الله من شئ 11

61 - فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون 112

68 - وأوحى ربك إلى النحل 222 و 220

69 - يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه 223 و 222 و 221

76 - ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم 119

83 - يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها 544

ص: 618

90 - إن الله يأمر بالعدل والاحسان 120 و 119

91 - وأوفوا بعهد الله 497

118 - وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون 31

126 - وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به 299

سورة الإسراء (17)

1 - سبحان الذي أسرى بعبده 145

3 - عبدا شكورا 65

11 - وكان الانسان عجولا 105

33 - ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا 30

34 - وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا 495

72 - من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى 448

78 - أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل 578

86 - ولو شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك 331

88 - قل لئن اجتمعت الإنس والجن 463

سورة الكهف (18)

16 - وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله 203

29 - إنا اعتدنا للظالمين 25

66 - قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا 364 و 358

70 - فلا تسئلني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا 364

73 - قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا 359

100 - وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا 164

102 - أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء 66

110 - فليعمل عملا صالحا 441

سورة مريم (19)

5 - فهب لي من لدنك وليا 365

ص: 619

16 - واذكر في الكتاب مريم 223

19 - 18 - قالت إني أعوذ بالرحمن... زكيا 224

48 - وأعتزلكم وما تدعون من دون الله 203

62 - ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا 552

81 - اتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا 66

84 - فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا 106

87 - ولا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا 496

93 - ان كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا 65

سورة طه (20)

1 - طه 57

5 - الرحمن على العرش استوى 156 و 154 و 153

18 - ولي فيها مآرب أخرى 266

81 - ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى 591

97 - فان لك في الحياة أن تقول لا مساس 300

114 - ولا تعجل بالقرآن 106

115 - ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى 495 و 208

124 - فان له معيشة ضنكا 520 و 449

125 - قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا 449 و 134

سورة الأنبياء (21)

22 - سبحان الله رب العرش 331 و 157

26 - بل عباد مكرمون 60

37 - خلق الانسان من عجل 105

97 - واقترب الوعد الحق 384

106 - ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين 60

ص: 620

سورة الحج (22)

25 - ومن يرد فيه بالحاد بظلم 30

29 - وليطوفوا بالبيت العتيق 80

46 - ولكن تعمى القلوب التي في الصدور 448

52 - وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى 566

60 - ومن عاقب بمثل ما عوقب به 299

سورة المؤمنون (23)

6 - 5 - والذين هم لفروجهم حافظون... غير ملومين 287

8 - والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون 493

77 - حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد 130

91 - ولعلا بعضهم على بعض 331

113 - فسئل العادين 111

سورة النور (24)

11 - إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم 252

19 - إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة 502 و 40

22 - وليعفوا وليصفحوا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم 289

35 - الله نور السماوات والأرض 532

39 - يحسبه الظمآن ماء 33

40 - أو كظلمات في بحر لجي 32

61 - ليس على الأعمى حرج 240 و 239 و 219

سورة الفرقان (25)

8 - وقال الظالمون [لآل محمد حقهم] 25

27 - ويوم يعض الظالم على يديه 27

45 - ألم تر إلى ربك كيف مد الظل 10

63 - وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا 65 و 60

75 - أولئك يجزون الغرفة بما صبروا 565

ص: 621

سورة الشعراء (26)

94 - فكبكبوا فيها هم والغاوون 121

130 - وإذا بطشتم بطشتم جبارين 596

189 - فأخذهم عذاب يوم الظلة 130 و 10

198 - ولو نزلناه على بعض الأعجمين 107

214 - وأنذر عشيرتك الأقربين 243

سورة النمل (27)

10 - كأنها جان ولى مدبرا 266

23 - أوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم 153

38 - أيكم يأتيني بعرشها 154

40 - قال الذي عنده علم من الكتاب 93

سورة القصص (28)

44 - وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الامر 557

76 - لتنوء بالعصبة أولي القوة 251

85 - إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد 467

سورة العنكبوت (29)

10 - ومن الناس من يقول آمنا بالله 521

15 - فأنجيناه وأصحاب السفينة 70

41 - كمثل العنكبوت اتخذت بيتا 458

56 - إن أرضى واسعة 264

سورة الروم (30)

44 - وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلأنفسهم يمهدون 441

سورة لقمان (31)

13 - إن الشرك لظلم عظيم 257

18 - ولا تصعر خدك للناس 368

ص: 622

سورة السجدة (32)

21 - ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر 128

سورة الأحزاب (33)

4 - ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه 364

23 - من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه 493

30 - يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة 520

33 - وقرن في بيوتكن... إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس 517 و 514

257 و 256

70 - يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا 352

72 - انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال 166 و 31

سورة سبأ (34)

16 - فأرسلنا عليهم سيل العرم 197

45 - وما بلغوا معشار ما آتيناهم 245

سورة فاطر (35)

8 - أفمن زين له سوء عمله 83

18 - ولا تزر وازرة وزر أخرى 300

19 - وما يستوي الأعمى والبصير 448

21 - ولا الظل ولا الحرور 10

28 - إنما يخشى الله من عباده العلماء 338

32 - ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا 409

37 - أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر 418 و 331

سورة يس (36)

68 - ومن نعمره ننكسه في الخلق 422

سورة الصافات (37)

10 - إلا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب 147

ص: 623

22 - احشروا الذين ظلموا 25

24 - وقفوهم إنهم مسؤولون 298

49 - كأنهن بيض مكنون 70

81 - 79 - سلام على نوح في العالمين انه من عبادنا المؤمنين 305

سورة ص (38)

41 - عبدنا أيوب 65

57 - فليذوقوه حميم وغساق 578

75 - استكبرت أم كنت من العالين 416

سورة الزمر (39)

6 - يخلقكم في بطون أمهاتكم 32

9 - هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون 338

19 - الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه 350

20 - لهم غرف من فوقها غرف 564

53 - يا عبادي الذين أسرفوا 608 و 60

67 - وما قدروا الله حق قدره 565

سورة غافر (40)

7 - الذين يحملون العرش ومن حوله 607 و 156 و 154 و 153

60 - وقال ربكم ادعوني استجب لكم 494 و 279

سورة فصلت (41)

4 - فأعرض أكثرهم 169

16 - عذاب الخزي في الحياة الدنيا 129

23 - وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم 36

34 - ادفع بالتي هي أحسن 125

46 - وما ربك بظلام للعبيد 18

ص: 624

سورة الشورى (42)

1 - حمعسق 219

8 - ولكن يدخل من يشاء في رحمته 26

21 - ولولا كلمة الفصل 26

23 - قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى 366

30 - ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم 327 و 301

40 - فمن عفا وأصلح فأجره على الله 290

44 - وترى الظالمين 130 و 26

45 - الا ان الظالمين في عذاب مقيم 26

سورة الزخرف (43)

28 - وجعلها كلمة باقية في عقبه 26

39 - ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم 26

55 - فلما آسفونا انتقمنا منهم 591 و 31

57 - ولما ضرب ابن مريم مثلا 229

67 - الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين 366 و 365

81 - قل إن كان للرحمن ولد فانا أول العابدين 67 و 51

سورة الجاثية (45)

14 - قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله 610

29 - إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون 330

سورة محمد (صلى الله عليه وآله) (47)

1 - الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله 125

33 - ولا تبطلوا أعمالكم 439

سورة الفتح (48)

2 - ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر 608 و 607

6 - الظانين بالله ظن السوء 34

ص: 625

10 - ان الذين يبايعونك إنما يبايعون الله 592

29 - والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم 277

سورة الحجرات (49)

10 - إنما المؤمنون إخوة 365

12 - ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا 502 و 219 و 70 و 39 - 36

سورة ق (50)

9 - ونزلنا من السماء ماء مباركا 221

24 - ألقيا في جهنم كل كفار عنيد 454

سورة الذاريات (51)

50 - ففروا إلى الله 350

56 - وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون 356 و 51

سورة الطور (52)

47 - ان للذين ظلموا [آل محمد حقهم] عذابا دون ذلك 129 و 26

48 - واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا 523

سورة النجم (53)

9 - ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى 150

20 - 19 - أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى 566

32 - فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى 84

سورة الرحمن (55)

4 - 1 - الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان 342

17 - رب المشرقين ورب المغربين 556

60 - هل جزاء الاحسان إلا الاحسان 190

سورة الواقعة (56)

31 - 30 - وظل ممدود وماء مسكوب 11

37 - عربا أترابا 140

ص: 626

سورة الحديد (57)

14 - وغركم بالله الغرور 562

15 - مأواكم النار هي مولاكم 546

17 - إعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها 119

27 - وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة 277

سورة المجادلة (58)

1 - قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها 42

11 - يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات 342

14 - ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم 426

سورة الحشر (59)

2 - فاعتبروا يا أولي الابصار 68

7 - وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا 289

سورة الممتحنة (60)

1 - لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء 123

12 - ولا يعصينك في معروف 190

سورة الصف (61)

9 - هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق 46

سورة الجمعة (62)

2 - هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم 348 و 334

8 - قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم 112

سورة المنافقون (63)

4 - كأنهم خشب مسندة 70

8 - ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين 201 و 43

سورة التغابن (64)

14 - ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم 123

ص: 627

سورة الطلاق (65)

1 - ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه 257

3 - ومن يتوكل على الله فهو حسبه 305 و 290

7 - سيجعل الله بعد عسر يسرا 217

12 - الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن 356

سورة الملك (67)

14 - ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير 330

سورة القلم (68)

4 - إنك لعلى خلق عظيم 291

13 - عتل بعد ذلك زنيم 81

15 - إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين 81

16 - سنسمه على الخرطوم 81

17 - إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة 300

51 - وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم 529

سورة الحاقة (69)

6 - وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية 101

17 - ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية 156 و 155

44 - ولو تقول علينا بعض الأقاويل 357

سورة المعارج (70)

1 - سأل سائل بعذاب واقع 551 و 130

32 - والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون 493

40 - فلا أقسم برب المشارق والمغارب 556

سورة الجن (72)

16 - لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا 552

18 - فلا تدعوا مع الله أحدا 281

ص: 628

23 - ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم 263

سورة المزمل (73)

9 - رب المشرق والمغرب 556

سورة القيامة (75)

16 - لا تحرك به لسانك لتعجل به 106

سورة الدهر (76)

31 - والظالمين أعد لهم عذابا أليما 31

سورة المرسلات (77)

30 - إنطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب 10

سورة عبس (80)

1 و 2 - عبس وتولى أن جاءه الأعمى 71

سورة الانفطار (82)

6 - يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم 560

سورة المطففين (83)

9 - 7 - كلا إن كتاب الفجار لفي سجين... مرقوم 415

21 - 18 - كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين... مرقوم 415

26 - يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك 524

سورة الغاشية (88)

1 - هل أتاك حديث الغاشية 587

5 - 4 - تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية 525

سورة الفجر (89)

14 - إن ربك لبالمرصاد 298 و 16

25 - فيومئذ لا يعذب عذابه أحد 129

سورة البلد (90)

8 - ألم نجعل له عينين 528

ص: 629

11 - فلا اقتحم العقبة 297

12 - فك رقبة 297

سورة الليل (92)

1 - والليل إذا يغشى 588

5 - فأما من أعطى واتقى 280

سورة الضحى (93)

5 - ولسوف يعطيك ربك فترضى 280

8 - ووجدك عائلا فأغنى 483

سورة الإنشراح (94)

8 - فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب 294

سورة العلق (96)

5 - 3 - اقرأ وربك الأكرم... علم الانسان ما لم يعلم 342

سورة الزلزلة (99)

8 - 7 - فمن يعمل مثقال ذرة... شرا يره 441

سورة العاديات (100)

1 - والعاديات ضبحا 123

سورة العصر (103)

3 - 1 - والعصر... وتواصوا بالصبر 252

سورة الاخلاص (112)

2 - الله الصمد 91

ص: 630

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.