لقاءات النساء مع صاحب الزمان عجل الله تعالي فرجه الشريف

اشارة

من سلسلة منشورات مركز ولي العصر العالمي

مكتب الكويت

لقاءات النساء مع صاحب الزمان عجل الله تعالي فرجه الشريف

السيد احمد بحر العلوم

دارالحجة البيضاء

شركة مكتبة الالفين

خيرانديش ديجيتالي : انجمن مددكاري امام زمان (عج) اصفهان

ص: 1

اشارة

جميع الحقوق محفوظة

الطبعة الأولي

1426ه - 2005م

شركة مكتبة الالفين

بنيد القار - شارع بورسعيد - تلفون : 2522797 - فاكس: 2523057 صندوق بريد: 16378 القادسية 35854 الكويت - برقيا : الألفين

البريد الاكتروني : sales@alfain.net

صفحة الانترنت : WWW.alfain.net

حارة حريك - شارع الشيخ راغب حرب - قرب نادي السلطان

ص.ب: 14/5479 - هاتف: 03/287179 - تلفاكس: 01/552867

E-mail:almahajja@terra.net.lb

www.daralmahaja.com

info@daralmahaja.com

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 3

ص: 4

مقدمة

لم تختلف نظرة أهل البيت عليهم السلام بمن فيهم الإمام المنتظر عجل الله تعالي فرجه إلي المرأة كإنسان عن نظرة القرآن الكريم الذي هو وحي الله المنزل.

فالإنسان قبل أن يكون ذكرا أو أنثي، هو مخلوق مسؤول، خلقه الباري تعالي ليعرفه و يعبده و يسأله من فضله الجزيل.. و لكن ما يمكن الإشارة إليه في هذا الصدد هو اختلاف القابليات و تنوع الأدوار المناسبة لتلك القابليات.

و حيث أصبح وجود الحجة المنتظر و إمامته أمرا لا يعلوه غبار لمن كان ذا قلب سليم.. كذلك لم يعد مستغربا أن يظهر هذا الإمام الكريم

ص: 5

نفسه لهذا الإنسان أو ذاك.. لحكمة جليلة معينة أو ظروف مؤاتية خاصة يعرفها الإمام و يحددها .

فقد يلتقي وصي المصطفي و هو الذي يتحمل أثقل المسؤوليات و . أصعب المهمات رجلا أو امرأة ليكر مهما بكرامة اللقاء و يكرس فيهما شحنة الإيمان و المودة، إضافة إلي أن مستوي تجلي الإمام (عجل الله تعالي فرجه الشريف) لهذا الإنسان أو ذاك إنما يعكس له مستوي إيمانه و تعلقه بولاية من أمر تعالي بموالتهم،رغم أن التعلق قد لا يستوجب حتما تجلي الإمام الذي لايخفي تخلقه بأخلاق الله حيث أوصي مخلوقه بأن يتقرب منه و لو خطوة واحدة ليتقرب منه ميلا..

أما الإنسان المرأة التي يتجلي لها صاحب الزمان، فهي بدورها لا تخرج عن نطاق حكمة اللقاء و ظروفه مع الأخذ بنظر الاعتبار في مستوي اللطف الذي تمتاز به عن الرجل و مستوي اللطف الذي يزامن التجلي لدي اللقاء، حيث النور و الشفافية و الكرم و الإشفاق.

و ليس غريبا القول بأن الإمام المنتظر (عجل الله تعالي فرجه الشريف) كما يظهر للرجل أو المرأة فيضيف إلي إيمانهم إيمانا ، كذلك لابد من القول بأن المرأة - كمرأة

ص: 6

- لن تبقي مكتوفة اليدين في مولاة و محبة و نصرة خاتم الأوصياء المحتسب و الصابر و المظلوم، حتي لقد روي أن ما يربو علي الخمسين امرأة صديقة ستكون من بين أصحاب الإمام المقربين الثلاثمائة و ثلاثة عشر و قياداته البررة في عصر الظهور، لتتسلم المهام و المسؤوليات الخطيرة لدي تشكيل الحكومة العالمية الواحدة لقيادة البشرية، و أن الأبدال هم أربعون رجلا و أربعون امرأة.

و تشترك المرأة و الرجل في صياغة بعض شروط التجلي و اللقاء فكما أن من يلتقيهم الإمام من الرجال لابد من توفر شروط خاصة فيهم، كذلك المرأة لها – بالإضافة إلي المشتركات - ما يمكن أن توفره في نفسها لتهيئة أرضية اللقاء...

و نحن نقرأ في القصص الموثقة التي وردت في هذا الكتاب و غيره الكثير مما نسعي إلي توثيقه و تبويبه في إصدارات أخري ببركة إمام الزمان و تأييده، كيف أن من التقينه (عجل الله تعالي فرجه الشريف) من النساء كن مؤمنات تائبات عفيفات منقطعات راجيات، علي أعلي مستويات الإيمان و التوبة و العفة و الانقطاع و الرجاء

ص: 7

فلقاء الإمام (عجل الله تعالي فرجه الشريف) إحدي النساء ليس لقاء بلا حكمة أو من دون تحقق شروط ليكون لقاء عابرا لايترك فيها كل الأثر الرباني المطلوب.

ولنا أن نتصور مدي الانعكاس الكبير علي الجو الأسري الذي سيكون مفعما بما ستتحدث به المرأة لصغارها عن تفاصيل لقائها بالأمام...... التفاصيل التي ستجد لها متسعا في كل زاوية من زوايا فطرة هؤلاء الصغار و سلوكهم وما سيحكونه مفتخرين لذرياتهم و أجيالهم.. أكثر مما لو كان رب الأسرة هو الطرف الذي التقاه مولاه.

و حيث نتعرف علي مستوي العناء الذي عادة ما يتحمله الرجال المؤمنون لتحقيق بعض شرائط اللقاء من عبادت أو زيارات أو التزام بأعمال خاصة في هذا المسجد أو ذاك، و لكننا نجد الأمر مختلفا نوعاما بالنسبة لما يحصل اللقاء بسببه مع النساء. إذ كثير من قصص و وقائع لقاءات النساء مع الإمام الموعود يكشف عن إسراعه عليه السلام في لقائه و مد يد العون و البركة و الولاية إليهن لترسيخ إيمانهن و إنقاذهن، الأمر الذي يعكس طبيعة الغيرة التي يحملها الإمام تجاهمد

ص: 8

المرأة المسلمة المؤمنة من جانب و تمتاز به المرأة من شفافية مرهفة تزادد وضوحا و قيمه في حال اقترانها بالإيمان، هذه الشفافية التي تسوق، أو ينبغي لها أن تسوق المرأة نحو جمال الإيمان و حلاوة الانقطاع و جلال الظهور... كما حدث لتلك السيدة الألمانية (دوريس كلوزن) و الحائزة علي شهادة موفق التخصص في الموسيفي حيث جاءت ذات يوم إلي ساحء الوالد و أعلنت رغبتها في اعتناق الإسلام و الاهتداء بمذهب التشيع. و حينما سئلت عن السر الذي يقف وراء رغبتها هذه، أكدت قائلة بأن جمال الموسيقي الذي أتحسسه - وفق مسبقاتها الفكرية و العاطفية - دفعني إلي البحث عن جمال يضاهيه و لم أعثر علي مثل هذا الجمال و الشفافية و الطهر إلا في الدين الإسلامي. ذلك الجمال والطهر الذي لمسته نساء مؤمنات منقطعات بفعل إيمانهن و ما مر عليهن من الظروف الحرجة أثناء طوافهن مع و الإمام المهدي حول الكعبة المشرفة، إذ سارع إلي التجلي لهن، ليكملن و بمعونته فريضة الحج العظمي، و ليعدن إلي ذويهن بنبأ و جود الإمام، و ليضفن إلي ثواب أداء فريضة الحج ثواب رؤية خاتم الأوصياء و

ص: 9

الاقتداء به، و هو القائد لجمع المؤمنين و المؤمنات غيابا و ظهورا اختفاء و تجليا.

إذن؛ فهو يبحث لاسيما في هذا الزمن الغريب - عن نساء فاضلات قبل أن يبحثن هن عنه، ليأخذ بأيدهن نحو التكامل، و يجعل منهن القدوة الإيمانية و الولائية الصادقة في زمن أقسمت الجاهلية الحديثة علي استغلال المرأة و إذلالها.. فتكون تلكم النساء اللاتي تشرفن بلقائه عليه السلام نورا تستضيئ به سائر النسوة ممن يردن النجاة و الحياة الكريمة.

إن لقاء المرأة بالإمام بمثابة تحسيد الفرصة أهداها الإمام من فيض كرمه عليها، الفرصة التي من الخطأ اعتبارها لقاء عابرا تتحكم به و قوانين الحضور و الظهور المادي فحسب، وإنما هو لقاء له أن يكون ينبوع إيماني و معدن بركة و أداة إبلاغ و وسيلة ظهور، عادة ما يأخذ و طابعا فرديا و لكنه يؤثر في الجميع و متاح للجميع !

و من هنا؛ نجد من المنطقي تقديم الاقتراح القائل بضرورة اهتمام من النسوة المؤمنات في العصر الراهن بتأسيس المؤسسات و اللجان و

ص: 10

المكتبات و المدارس و المؤتمرات و مواقع الإنترنت المختصة بالحديث عن طبيعة العلاقة مع حقيقة المهدوية و

ما يمكن أن تتحمله المرأة من مسؤوليات جسام في إطار تكريس هذه الحقيقة و نشرها و إبلاغها، و عن واقع المرأة المسلمة في عصر الغيبة القاسية، لتستعيد بعضا من حقوقها المهدورة في ظل غياب العدالة الإجتماعية، بالإضافة إلي تخصص هذه المؤسسات و اللجان المقترحة ببحث حركة المرأة و عقيدتها و إيمانها و طموحها علي صعيد الدنيا و الآخرة و لتسمو بذلك فوق ما يراد لها من إذلال و استغلال و خواء و ابتعاد عن القائد الشرعي و الإلهي كما يفعل ذلك في القنوات الفضائية، حيث تستغل بعض النسوة و تعامل كما السلعة التجارية، و تشغل أخريات - وما أكثرهن - في برامج و مشاهد بعيدة عن العفة و الإنسانية، و تقدم لها باعتبارها البديل لما تحتاجه الفطرة و النفس . السليمة. و علي ذلك، فإن المطلوب أو المتوقع من المرأة في العصر الراهن و أن تقبل بكل قوة علي المطالبة بحقوقها العقائدية، لاسيما حقها في إتخاذ الموقف الخاص بها إزاء القضية المهدوية في عصر الغيبة

ص: 11

الراهن، و ما يمكنها تأديته للمساهمة في أمر التمهيد لعصر الظهور المبارك.

وختاما أتقدم بالشكر لجميع الإخوة و الأصدقاء الذين مدوا أيدي معونتهم في هذا الإنجاز و خصوصا الأخ الفاضل علي ضميري راجيا أن نكون من المشمولين بالأدعية الزاكية للإمام صاحب الزمان عجل الله تعالي فرجه الشريف.

ص: 12

الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) دليل الطائفين!!

اشارة

قال المرحوم العراقي في كتاب (دارالسلام): كنت في منزل السيد إسماعيل خان نواني الكائن في طهران، فقص علي هذه القصة:

كانت والدتي امرأة دينة صالحة و مرموقة بين النساء الصالحات في زمانها، كما كانت مجتهدة للغاية في أداء الطاعات و العبادات و ترك المعاصي. و حينما وفقنا لأداء فريضة الحج معا، ثم رجعنا سالمين إلي ديارنا، حكت لي والدتي قصتها، فكانت علي النحو التالي:

بعد الوصول إلي الميقات و لبس ثياب الإحرام لأداء عمرة التمتع و دخول مكة المكرمة، فاجأنا وقت الطواف بصورة لو تأخر قليلا لفات الوقوف الاختياري في عرفة و تحول إلي الوقت الاضطراري، و لذلك،فقد خيم الاضطراب علي قضية إتمام الطواف و السعي بين

ص: 13

و الصفا والمروة.. فكان أكثر الأشخاص مسنين بما فيهم المرافقون لنا في مناسك حجنا و المعلم الذي استأجرناه ليرشدنا إلي أداء الأعمال، قد أدينا الطواف و السعي بعجلة تامة بشكل كنا فيه مضطربين قلقين، و كأنما حل يوم القيامة كما جاء في القرآن الكريم: (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت).

و حيث كانت والدتي و رفيقاتها منشغلات بأنفسهن، فكأنهن غفلن عني، و تنبهت في تلك الأثناء أنني لوحدي، و مهما ركضت و صرخت، لم أعثر علي أحد، إذ كان كل منهم و سائر الحجاج مهتما بنفسه و أداء مناسكه، إضافة إلي أن ازدحام الحجاج منع حركتي وضيق علي، و كان من غير الممكن تقريبا العثور علي من أريد بينما الحجاج كلهم يرتدون شك و لونا واحدا من الثياب.

و إذ لم أعثر علي معلم المناسك، ظننت أن حجي سيبطل إذ أنني سأترك الطواف، و ينبغي أن أبقي حتي السنة القابلة، أو أعود إلي مكة المكرمة مرة أخري...

بهذا الظن كدت أفقد صوابي و تحبس أنفاسي في صدري، فأموت!

و أخيرا استطعت أن أصل إلي ناحية من المسجد الحرام بعد أن اجتزت أمواج الطائفين، و بعد صراخي علي أصحابي و يأسي من

ص: 14

العثور عليهم... أخذت أتوسل بالأنوار القدسية و بأرواح الأئمة المعصومين عليهم السلام، ثم وجدتني أقول: يا صاحب الزمان أدركني.. و وضعت رأسي بين ركبتي متحسرة، ولكنني تفاجأت بمن يناديني باسمي، و حينما رفعت رأسي، رأيت شابا نورانيا يرتدي ثياب الإحرام يقترب مني ويقول: انهضي و طو في..!

فسألته: و هل أرسلتك والدتي؟

فأجاب: كلا.

قلت: كيف أطوف و أنا لا أعرف الطريقة؟

قال: تعالي معي أينما اذهب و اعملي كما أعمل، لا تخافي و كوني قوية القلب. و بعد مشاهدة هذه الحالة و استماعي لحديث ذلك الرجل العظيم، ذهب عني كل حزن و غم كان يلم بي، و قد قوي بدني، فقمت و تبعته... فرأيت ما زاد من تعجبي، فكأنه كان إلي أية ناحية يتجه يفتح الناس له الطريق و يقهر الحجيج بين يديه، حتي وصل إلي الحجر الأسود، فقبله و أشار إلي أن أقبله، ففعلت. و هو حينما بلغ المقام الأول للطواف أمرني بتجديد النية و قبل الحجر مرة أخري، و كذلك فعل حتي أتم سبعة أشواط، و فعلت مثله... ولا شك أن هذه السعادة لا تكون نصيب أي كان، لا سيما إذا تم الأداء دون مزاحمة تذكر.

ص: 15

ثم إنه توجه إلي المقام لأداء صلاة الطواف، فتوجهت خلفه، ثم قال لي بعد إتمام الصلاة: لقد انهيت أعمال الطواف.

والأداء الشكر و التقدير، قدمت له عدة قطع ذهبية كنت أحملها، مع كلمات الاعتذار.

فقال لي: لم أفعل ذلك من أجل الدنيا، ثم أشار إلي ناحية من النواحي و قال: إن أمك و رفاقك هناك، فاذهبي والتحقي بهم.

و حيث التفت إلي جهتهم و رأيتهم، عدت بنظري إلي حيث كان، فوجدته قد غاب واختفي عني... فأسرعت إلي اللحاق بهم، و رأيتهم قد حزنوا لضياعي، و حينما رأتني والدتي سرت بي كثيرا و سألتني عن حالتي، فقصصت عليهم الحادثة، فتعجبوا لها، لا سيما قضية تقبيل الحجر الأسود في كل شوط و عدم وجود الازدحام.

... لقد سمعت باسم ذلك الرجل العظيم... و تيقنت بأنه مولاي صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف.(1)

ص: 16


1- العبقري الحسان / ج، ص 196.

نظرة حنونة يلقيها الإمام عليه السلام علي امرأة حاجة في الصفا

جاء في كتاب (انتظار شمس الولاية) (1) : تشرفت سيدة فاضلة عالمة تقية من الصالحين و أستاذة في الحوزة العلمية بقم المقدسة، لم تشأ الكشف عن اسمها للقراء الكرام، تشرفت برؤية الطلعة النورانية للإمام المهدي عجل الله فرجه، و ذلك في سفرها الثامن لأداء مناسك الحج. و بهذا الشأن طلبنا منها أن تكتب لنا قصة رؤيتها للإمام، فلبت الطلب و كتبت مايلي:

في كل سنة أتشرف بأداء مناسك الحج، كنت أتشوق إلي حسد لا يوصف لرؤية مولاي صاحب الزمان عجل الله فرجه، لاسيما في اللحظة الأولي لورود عرفات و حتي آخر لحظة لخروجنا، و في ليلة عرفات و بعد الظهر في يوم عرفة عند جبل الرحمة... كان اسم الإمام عليه السلام يجول في خاطري، و لم أعثر عليه مهما بحثت.

كنت أعزو عدم توفيقي لرؤية الإمام لكثرة ذنوبي و عدم جدارتي. حتي كانت السنة الثامنة حيث قصدت الحج.

ص: 17


1- انتظار شمس الولاية، ص 237 .

و اثناء الدخول إلي المسعي، شممت رائحة طيبة بصورة مفاجئة و فتوقعت أن تكون هذه السنة مختلفة عن السنوات السابقات، و كنت و أدرك جيدا أن أجواء هذه السنة ستكون أجواء ملكوتية... ولكنني و من دون الالتفات إلي أمنيتي توجهت إلي جبل الصفا.

و حيث كنت أنظر إلي الكعبة المشرفة رأيت أمامي رجلا عربيا يبلغ من العمر حوالي ثلاثين عاما، و كان ذا هيبة و جلال كبيرين، كما كان يبدو رحيما في الوقت نفسه.. كان يرتدي ملابس الإحرام ...

وفور رؤيتي له، تيقنت أنه الإمام المهدي عجل الله فرجه، و كان يقيني هذا نابعا من إلهام قلبي.

جلس الإمام علي جبل الصفا ينظر إلي جموع الساعين، ولكنه لم يلتفت إلي، فجلست بدوري في ذلك المكان، وانقضت مدة حتي جاءت امرأة عربية، و كانت تريد أن تقصر، حيث حملت بيدها مقصا لهذا السبب، و لم تكلمني شيئا باللغة العربية، فتصورت أنها تريد مني أن أعلمها كيفية التقصير.

فقلت لها: تقصير عمرة التمتع قربة إلي الله. فتنبهت فجأة إلي أن الإمام قال بكلام نافذ و قاطع: تقصير المروة.

و من هذه الإجابة الصحيحة للإمام، و إجابتي الخاطئة، شعرت

ص: 18

بالخجل الشديد، إذ التفت إلي أن سعي المرأة لم يكتمل بعد، و ينبغي لها أن تسعي شوطأ آخر... فوقع في قلبي أنه الإمام المهدي عجل الله فرجه دونما شك.. لأنه قد علم من طريق الغيب أنها لم تكمل سعيها و أن وقت التقصير لم يحن بعد بالنسبة لها... فأردت أن أكلمه و أعتذر إليه، فرأيته يقوم مسرعأ و ينفض ملابس إحرامه و يختفي عن ناظري.

أصابني حزن شديد، و شعرت بالمهانة و عدم الجدارة لإجابتي الخاطئة لتلك المرأة، بالإضافة إلي عدم التفات الإمام نحوي..

فقلت في نفسي: لو كانت إعالي محط رضا الإمام لكان أبدي اهتاما و لو قليلا بي، و حيث كانت هذه الخواطر تجول في فكري.. رأيت الإمام مرة أخري ولكنه كان يرتدي ملابس علماء الدين، حيث كان يتحدث إلي امرأة كبيرة في السن و يتفقد شؤونها، ويبدو أنها كانت أم لأحد الشهداء ...

و مع مشاهدتي لهذا المنظر، رحت احترق في داخلي أكثر من أي وقت مضي، كما غبطت هذه المرأة المسنة علي سعادتها ... حتي رأيت الإمام فجأة يحني رأسه قليلا و يلتفت إلي نصف التفاتة.. استغرق ذلك لحظة واحدة، ثم اختفي عجل الله فرجه.

بلي ! إن القلم يعجز عن وصف حسن جماله و تصور جلاله و هيبته.

* حصل هذا اللقاء عام (1412) هجرية أثناء مراسيم الحج.

ص: 19

شفاء الطفل الأبكم و الأصم!

كنت (1) ارتقي المنبر خطيبا في مدينة (بافق) في محافظة يزد، و ذلك في أيام عاشوراء في سنة (1416) هجرية، فوقعت بيدي رسالة كتبتها و إحدي الأمهات و تطلب مني الدعاء لولدها المريض، كما جاء فيها:

ابني (محمد معيني ابن الحاج أحمد معيني بافقي) أصيب منذ أربعة أعوام باختلال في سمعه و نطقه. و قد كنت أجهل في البداية أنه عاجز عن السمع أو التكلم بصورة كاملة، حتي أنني كنت في بعض الأحيان أعاقبه علي ذلك!

كنت ألومه قائلة: لماذا ترفع صوت التلفاز إلي هذا الحد، هل أنت أطرش؟ و حينما كان يشير بيده إلي لسانه، أقول له: كم أنت عديم التربية، و حينما أراه لا يرد جوابا، أقرعه بالقول: و هل أنت أخرس أيضا؟!

كنت اعتبر كل ذلك نوعا من الدلال أو الغش في السلوك، حتي كان أحد أيام شهر تموز، حيث كان الأطفال يلعبون في ساحة بيت

ص: 20


1- عشاق الامام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف)، ج 2، ص 346.

جدتهم، إلا ولدي محمد الذي وقف يتفرج ساكتأ، فتقدمت إليه لأسأله: لم لا تلعب مع سائر الأطفال، وأردت أن أجبره علي مشاركتهم، ولكنه قال جملة لا أزال أتذكرها، حيث أحرقت قلبي، قال: أمي؟ ليس لدي... و أشار إلي لسانه و أذنه، و بدأ بالبكاء..

تنبهت مرة واحدة إلي أن القضية لسيت قضية دلال أطفال، بل إنه مصاب بالصمم و الخرس. فقررت معالجته..

ذهبنا إلي العاصمة طهران و عرضته علي أكثر الأطباء تخصصأ في أمراض الأذن و الدماغ و الأعصاب و علم النفس، و ذلك في مركز الأطباء الكائن في شارع جمال زادة الجنوبي العمارة رقم 1، حيث عيادة الدكتور بهروز خليلي، ثم إلي مركز الشهيد إسماعيلي لمعالجة الطب النفسي، فقيل لي:

إنه مرض نادر، بل إنه الحالة الوحيدة التي عرفوها!

قلت: هل آخذه إلي الأطباء خارج البلاد؟

فقيل لي: لا يستطيع أي طبيب أن يعالج ولدك؟

فسألت: هل إنه مصاب بجراثيم و فايروسات، ام بغدة... فالتحاليل كلها تشير إلي سلامته؟

قال الطبيب: أنا متأسف ! فهناك علة أخري، و هي إصابة بعض

ص: 21

خلايا الدماغ بالعطل و من ثم بالفناء، و هذا المرض يسمي (سندرم هار).

شعرت بدوار أصاب رأسي، وقلت: لا أعرف المصلحة الإلهية في ذلك؟

ولكن أباه انفجر قائلا بصوت عال: ولكنني سأحصل علي شفاء ولدي من طبيب آخر!

قال الطبيب: لقد فعلنا ما يجب أن نفعله حتي الآن.

قال والد الطفل: كلا! فطبيب ابني شخص آخر... سأحصل علي شفائه من الأئمة الأطهار عليهم السلام ........

لقد تعبنا، ثم ولينا وجوهنا إلي منزلنا، و كلنا يأس و غم.

أما ولدي محمد؛ فإنه لم يعد قادرا علي تكرار ما كان يقوله من كلمات و جمل ناقصة، بل حتي كان يعجز عن التعبير عن ألمه أيضأ، كأن يتفوه بكلمة (آه) و امتنع عن الخروج من البيت و اللعب مع أقرانه، و بدأ يبتعد أو يخفي نفسه عنهم. وحيث كان قبل إصابته بالمرض يذهب كل يوم إلي المتنزه مع والده الذي يركبه الدراجة النارية و يشتريان الكرزات ثم يعودان إلي المنزل فرحين، ولكنه لم يعد الآن يشتهي ما يحبه الأطفال من المأكولات الخفيفة.

كان يجلس أمام المرآة و يبحث في فه عما ضاع منه (!) كا كان يستلقي علي ظهره ليحدق طويلا في سقف الغرفة، فتتساقط منه

ص: 22

الدموع و كأنها حبات لؤلؤ و بعد ذلك يجلب أدويته من الثلاجة ليتناول منها ما أوصي به الأطباء، عله يحصل علي الشفاء لم يعد يهتم بألعابه أو دراجته الهوائية... بل أصبح في بعض المرات يضرب علي وجهه و يضرب الجميع، لا سيما الأطفال مفهم، أي أصبح طفلا عدائيا نوعا ما .

حينما عدنا من طهران قال لي والده: حيث لا تسنح لي الفرصة، خذيه بنفسك إلي مرقد السيد عبدالله (1) لعله ينال الشفاء!

فذهبت مرتين و بقيت حتي الصباح، فقلت لوالده: إن دعائي لا يستجاب، و لذلك، لن أذهب مرة أخري!! ولكنه أصر علي أمري بالذهاب قائلا: حيث يصادف الخميس القادم ذكري مولد إمام الزمان عجل الله تعالي فرجه الشريف ، أي الخامس عشر من شهر شعبان، فينبغي لك أن تذهبي هذه المرة...

ليلة النصف من شعبان و صلاة إمام الزمان عليه السلام

اشارة

استجابة لإصرار زوجي ذهبت إلي مرقد عبد الله بن موسي بن جعفر عليهما السلام (نعرفه نحن باسم ابن موسي بن جعفر عليهما السلام ) و قمت بالأعمال

ص: 23


1- هو سيد من أولاد الإمام موسي بن جعفر عليه السلام محط احترام أهالي مدينة بافق - وسط إيران - وله مرقد مطهر يزار

الملخصوصة في النصف من شعبان و قرأت الأدعية و الختومات، و رحت أتوسل بالإمام المهدي عجل الله فرجه قائله: يا سيدي! بماذا أجيب محمدا ؟ فهو يوميء لنا و يسأل عن سبب عجزه عن النطق، و قد أصبح جليس البيت، إن اسم ولدي كاسمك، إنني سأظل أندب في هذه الليلة حتي الصباح !!

و أضفت قائلة: بعد عام كامل، لم تنجح المعالجات و الأدوية، وها أنا ذا استسلم، فإن لم تستجب لي، لن يبق لي أمل آخر!

وكان قرب الضريح عدة أشخاص أمروني بالهدوء، ولكنني قلت: ينبغي أن يستجاب لي قبل أن يطلع الفجر، لأني لا أعرف بم أجيب زوجي؟!

كانت الساعة تشير إلي حوالي الساعة الخامسة فجرا، وفور أن وضعت رأسي علي الحائط، استولي علي النوم، حتي رأيت في منامي أن باب الحرم الطاهر قد فتح و دخل منه رجل عظيم الشأن و عدد من السادة من مدينة (بافق) خلفه، و كأنهم يستعدون لإقامة صلاة الصبح، فهرولت إلي الأمام باتجاههم و سألت من يكون هذا السيد) حتي يمشوا خلفه هكذا؟

فمنعني السادة المرافقون له دون أن أتقدم نحوه، فرأيت أنه قال لهم: دعوها تتقدم، فذهبت إلي الأمام و أردت تقبيل يده، فشعرت بيده تمسح علي رأسي و هو يقول:

ص: 24

اطلبي حاجتك!

فقلت: لدي عدة مشاكل، أولها مرض ولدي محمد، يا سيدي ماذا أفعل فيتعافي؟

فقال السيد: انهضي و صلي ركعتي إمام الزمان؟

قلت: لقد صليت لتوي.

قال: صلي مرة أخري.

سألته: من أنت أيها السيد؟

أجاب: أنا من تبحثين عنه؟

قلت: هل سيشفي ولدي؟!

لقاءات النساء مع صاحب الزمان

قال: سيشفي...

ثم رأيته قد غاب، فقلت لمرافقيه: إن لي مشاكل و أسئلة أخري، فأين يجب أن أراه.. ولكنهم ذهبوا، و لم أسمع جوابا من أحدهم..

انتهت من نومتي، و صليت صلاة إمام الزمان مرة أخري، و حيث كان باب الحرم مغلقا، فقد توضأت بالماء الذي جئت به من قبل للشرب.

و خرجت من المرقد في الصباح، إذ كان زوجي بانتظاري، فسألني: هل علمت شيئا عن شفاء محمد؟

فأجبته: قال الإمام بإنه سيشفي

ص: 25

فقال: أي إمام تقصدين؟

قلت: قال إمام الزمان: إنه سيشفي.

ثم عدت إلي البيت، و صبرت قليلا حتي يستقيظ ولدي محمد، ولكنني لم أر أي تغيير، فانكسر لذلك قلبي.

كان مستلقيا يشاهد برامج التلفزيون - حيث كان يقنع بها فقط . و ذلك قبيل الغروب، و كان أبوه في دكانه الكائن عند أول الزقاق - رغم أنه لم يذهب إليه منذ إصابة ولدنا بالمرض - أما أنا فقد كنت في المطبخ، فسمعت صوتا يقول:

أمي! أريد أبي! فركضت إلي خارج المطبخ، فرأيت ولدي الذي امتنع أو عجز عن مجرد التفوه و التأوه لدي أخذ عينات لتحليل النخاع، رأيته يشير إلي باب البيت و ينادي: أبي! أبي!

أسرعت إلي ارتداء عباءتي و حملته في حضني و ركضت به إلي و أول الزقاق و قلت: إن محمدا ينادي و يريد الخروج من البيت!

فاحتضنه أبوه و أخذ يبكي، و يسأله عن أشياء مختلفة، و كان محمد من يوميء برأسه، فعلمنا أن سمعه قد أعيد إليه...

نعم! عاد إلي الدكان مسرورا ضاحكا، و بدأ يلعب مع الأطفال و يذهب إلي المتنزه، و لم نر فيه العيب الثالث - حالة الانطوائية - ولكنه

ص: 26

كان يعاني، كما كنا نفهم من حركاته، شيئا ما يتسبب له بالازعاج، غير أن حالته النفسية السلبية لم تعد فيه.

و منذ ذلك الوقت و حتي الآن لم أنقطع عن أداء صلاة صاحب الزمان عليه السلام في كل يوم خميس، و قد اتصلت هاتفيا في يوم الخميس الأول بأصدقائي و زملائي ليصلوا من أجل شفاء صغيري، فلا يزال الأمل متعلقا بالأئمة الأطهار عليهم السلام رجاء الشفاء التام لولدي محمد و سائر المرض، مع الشكر لاهتمامكم.

والدة محمد (1)

قل: يا صاحب الزمان!

جاء في كتاب (عشاق الإمام المهدي عج ):

كتب لي الفاضل المحترم محب الولاية الشيخ جعفر الابراهيمي في رسالة له:

حضرت وليمة إفطار قدمها السيد (خدا كرم زارع) في إحدي ضواحي شيراز، حيث قصدتها لأمر التبليغ عام (1415) هجرية قرية في شهر رمضان المبارك، فنقل صاحب الدعوة هذه الحكاية:

ص: 27


1- عشاق الامام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف)، ج 2، ص 346.

أصيبت امرأتي بآلام شديدة في الرأس بسبب وجود غدة فيه، حتي يئس الأطباء من تحسن حالتها.. فتوجهت متوسلة بأهل بيت العصمة و الطهارة، ولا سيما الإمام الحجة بن الحسن إمام الزمان و أرواحنا فداه...

و ذات يوم، حيث كانت جالسة كئيبة ضجرة في البيت، تفاجأت بصوت باب البيت و دخول سيد نوراني الساحة... و حينما رأت زوجتي هذا السيد، و هي كانت من الذين يحملون الذرية العلوية إلي حد بعيد، بادرته بالقول:

أيها السيد! لقد ابتليت بوجع الرأس حتي قطع الأطباء الأمل بشفاني، فاطلب منجدتك أن تشفيني و سأعطيك ما تطلب من المال!

فقال السيد - الإمام - و هو يتبسم: نحن لا نحتاج شيئا، و قد جئنا لشفائك ... ستعود لك صحتك. و من الآن و أينا اضطررت قولي: يا صاحب الزمان!

فبدأت زوجتي تصرخ دون إرادة منها: يا صاحب الزمان... وفقدت وعيها، و حينما عادت إلي حالتها الطبيعية تنبهت إلي أن رأسها في حضن جارتها.

ص: 28

و حينما كانت تسأل عن الحقيقة، تقوم بنقل القصة بتفاصيلها، و قد زالت عنها آلام رأسها والحمدلله. (1)

ص: 29


1- عشاق الامام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) ج 2، ص 338.

سيدة علوية تري الإمام في سرداب الغيبة

نقل صاحب كتاب (دعوة الإسلام) عن شخص يدعي السيد صدر الدين حكاية، هي كالتالي:

قالت لي عمتي المحترمة، و كانت سيدة علوية: تشرفت بزيارة السرادب المقدس الخاص بغيبة صاحب الزمان عجل الله فرجه... و حينما كنت منشغلة بالصلاة رأيت عند العتبة الثالثة شخصأ بمجللا بالنور، لقد كان الشخص علي هيئة إنسان كامل، ولكنني عجزت عن رؤية بدنه بشكل دقيق.

أردت في ذلك الحين قطع صلاتي و الذهاب إليه، ولكنني خفت انزعاج الإمام من ارتكابي للذنب، و من الجهة الثانية خشيت مغادرته المكان إن أنا أتمت صلاتي، ولذلك وجدتني أسرع في إتمام الصلاة.. و بمجرد أدائي لسلام الصلاة غاب الإمام عن ناظري، فحزنت و استولي علي الغم لذلك ! (1)

ص: 30


1- العبقري الحسان / ج 1، ص 105.

في الكعبة المشرفة، الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يشفي امرأة مصابة بالسرطان..

اشارة

كتب مؤلف كتاب (عشاق الإمام المهدي عج):

وضع أخونا المحترم حجة الإسلام الحاج أصغر فائزي بور الطهراني ما كتبته ابنته عن قصة شفائها بقلمها عام 1983 ميلادية:

اسمي طاهرة فائزي بور، زوجة الحاج أكبر توكلي يعمل مختصا في سن الألات و القطع المعدنية.

شعرت بصورة مفاجئة العام الماضي بوجود غدة صغيرة في القسم الأيسر من صدري، فتألمت لذلك كثيرا، و أخبرت زوجي.. فذهبنا معا الي الدكتور فائزي بور طهراني الذي هو أخي، فأرسلنا إلي الدكتور فيض.

لم يصل الدكتور فيض إلي نتيجة رغم ما قام به من التحاليل و التقطه من الصور الطبية... فبدأت الغدة بالانتفاخ والتضخم بعد مدة قصيرة، فقررنا ان الذهاب إلي الدكتور ناصري متخصص السرطان في العاصمة طهران..

و بعد إجراء اللازم و معاينة ثلاث غدد أخري كانت قد برزت تحت إبطي الأيسر، قرر هذا الدكتور أن أبق في مستشفي (سجاد) قائلا: سأخدرك و اقطع قسما من غدتك، و إذا اضطررت إلي أكثر

ص: 31

من ذلك، سأقطع شيئا من بدنك لأن هذه الغدة هي غدة سرطانية..

حينما سمعت بكلمة (السرطان) فقدت زمام السيطرة علي نفسي و لم أعرف أين أنا، بل و لم أدر كيف نزلت من الطابق الرابع للبناية حتي وركبت السيارة، إذ قلت لزوجي: خذني إلي مدينة قم، ففعل ذلك، و حينما وصلنا، حدثت أبي بالموضوع و سألته عن الحل و ماذا يجب أن أعمل، فاصطحبني والدي إلي مرقد السيدة فاطمة المعصومة عليهما السلام ، و هو يبكي و يتوسل بالأمة الاطهار عليهم السلام .

ثم إن أختي ها تفتني من طهران لتقول لي بأن الطبيب يوكد علي لزوم حضوري إلي المستشفي بأسرع ما يمكن، لأن الوضع خطر... فقمت باستشارة الدكتور (أباسهل) متخصص السرطان في مستشفي (الإمام الخميني) فنصحني مؤكدا ضرورة ذهابي إلي المستشفي السالف الذكر و الخضوع الكامل لأوامر الطبيب.

فنمت في المستشفي في يوم شهادة الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام ، حيث كان يوم السبت، و أخبرت بأنهم سيجرون لي العملية في يوم الأربعاء.

قال الطبيب لي: ابنتي ! يحتمل أن أقطع قسما من بدنك!

فقلت: الله أولا ، ثم الشفاء، ولا أطلب إلا أن ألبس عباءتي في غرفة العمليات.

ص: 32

فقال: لا إشكال في ذلك.

و في صباح اليوم التالي جاء الطبيب و أنبأني بأن زوجي قد اتصل به هاتفيا، و طلب أن يتم الإسراع بإجراء العلمية، و عليه فقد قدم تاريخها..

أخذوني إلي غرفة التخدير، فبقيت أمي و أختي و زوجي خلف الباب واقفين يترقبون، و بعد حوالي ساعة و نصف أعلنوا - الفريق الطبي - أنهم مجبرون علي قطع جزء من بدني بعد إجرائهم التحاليل علي الغدة باعتبارها غدة سرطانية..

و بعد ثلاث ساعات و نصف أخرجوني من غرفة العمليات، حيث أبقيت في المستشفي مدة ليتم السماح لي بمغادرتها فيما بعد، و أمرت أن أخضع للعلاج الكيميائي لمدة ستة أشهر.

وحينما أخضعوني لست جلسات للمعالجة الكيميائية، كانوا بين ذلك قد عرضوني لخمس وعشرين جلسة تحت الكهرباء، فحملت نتائج الفحوصات و التحاليل التي أجريت لي إلي الدكتور مظاهري، و حينما رآها أخذ يهز رأسه و يقول: للأسف ! فإن الكلية قد أصيبت بالسرطان بنسبة (٪94)، أما الكبد؛ فقد أصيب هو الآخر بالسرطان بنسبة (98٪)....

و مع وجود هذه النتائج، فقدت الأمل !!

قال زوجي - و كان ذلك في اليوم السابع من شهر رمضان -: من المقرر

ص: 33

أن أذهب إلي مكة، بعنوان خدمة الحجاج، فهل تريدين الذهاب معي؟

فاستخرت الله في ذلك، فكانت النتيجة صالحة... فهيأنا لوازم السفر و قصدنا مكة المكرمة.

قلت لزوجي هناك: حيث جئنا إلي مكة، فأرجو أن تسمح لي بالبقاء في بيت الله حتي يتحقق طلبي .

فوافق علي ذلك. و بقيت ثلاثة أيام بلياليها في بيت الله و قلت: إذا كان من المقرر أن أعافي، فلا بد أن أسمع بأذني أو أري في المنام ما أفهم منه حصول شفائي...

و في الليلة الرابعة، حيث كانت الساعة تشير إلي الثانية عشرة و النصف، اتفقت مع النساء اللاتي كن يشاركني الغرفة علي أن نؤدي طوافا بنية طلب الشفاء لجميع المرضي..

وقفت و طلبت من الله تعالي أن يوفقني لأداء ركعتين تحت المرزاب الذهبي... فتفاجأت بشخص ذي طول فارع يقول في أذني:

| هل تريدين أن تصلي؟

قلت: نعم! فوضع يده علي حجر إسماعيل، و فتح الأخري، فلم أر عند الحجر أحدا إذ كان المكان خاليا - رغم أن الأيام كانت أيام حج - إلا من امرأة واحدة. فصليت ركعتين.

ص: 34

قال لي الرجل: هل تريدين الصلاة مرة أخري؟

فأجبت: كلا، فإنني مريضة..

قال: لقد شافاك الله، و عليك أن تستعلمي ماء زمزم.

قلت: إن ألمي ألم شديد؟

قال: أو ليس هو السرطان؟

قلت: نعم

قال: الله شافاك، فاذهبي و استعملني ماء زمزم.

ولكني حينما استدرت بوجهي لم أر أحدا، و شعرت أن ألمي قد زال، و أن ذلك الهدوء في المكان قد حل محله الزحام الطبيعي لأيام الحج.

و بعد عودتنا إلي إيران، أجريت لي تحاليل أخري و كانت النتيجة هي أن الكلية مصابة بنسبة (8٪) بينما أكد الأطباء زوال المرض عني تماما.

قلت: لقد حدث لي ذلك كله بفضل إمام الزمان عجل الله فرجه الشريف. (1)

والحمد لله رب العالمين.

ص: 35


1- عشاق المهدي / ج 2، ص 190، فارسي.

الإمام المهدي يشفي فتاة مصابة بالصرع

كتب المرحوم آية الله الشيخ محمد باقر رشاد قصة المعجزة التالية و في كتيب حمل عنوان (البشارة)، قال في أول القصة:

لأن هذه القصة وقعت علي مرأي و مسمع عائلتنا و أقاربنا، فقد الزمني ضميري و إيماني وحبي لأهل بيت العصمة و الطهارة عليهم السلام بأن أنقلها لمحبي الأئمة المعصومين بسرد واضح و بسيط مع الأدلة القاطعة تقارير الأطباء و شريط الاشارات الخاص بحالة جمجمة المريضة بعد حصول الشفاء بلطف إمام العصر و الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف) لكي تكون مصداقا للبشارة القرآنية حيث تقول: (إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلي ربه سبيلا).

تفصيل القصة

كانت فتاة تبلغ من العمر ثلاث عشرة سنة و اسمها صديقة مقدم ابنة الحاج جعفر مقدم الزنجاني الساكن في العاصمة طهران - تقاطع بمب بنزين اميريه - زقاق خادم آزاد رقم 37/ 1. قد أصيبت بتشنجات عصبية منذ شهر نيسان عام 1970 ميلادية و إلي مدة

ص: 36

أربعة أشهر تقريبا خضعت لمعالجات الأطباء الكفوئين، و هم الدكتور علي يوشل و البروفسور الدكتور إبراهيم سميعي المتخصص بجراحة الأعصاب، كما خضعت لمعالجات متنوعة حتي كان شهر أيلول في عام 1970 حيث راجعت الدكتور رضا خاكي المتخصص بجراحة الدماغ و الأعصاب فأعلن أن مرضها هو الصرع. وكذلك قال صادق صبا عضو اللجنة الفرنسية و الاتحاد الدولي لمتخصصي الأعصاب. إذ أكد بشكل قاطع أن مرض هذه الفتاة هو الصرع..

فأخضعت الفتاة إلي المعالجة بالأدوية المضادة لحالة الصرع طبقا للتفاصيل التي ثبتها الدكتور صادق صبا عن المرض و علائمه، مع الأخذ بنظر الاعتبار رأي الطبيب المعالج الدكتور رضا خاكي.. و استمرت المعالجة لمدة شهر تقريبا، فشوهدت علائم لانخفاض نسبة قليلة جدا من الحالة، ولكننا في نهاية المطاف يئسنا من المداواة و مكانية المعالجة، حيث ازدادت الحالة سوءا.

و من المصادف أن الحالة الصحية للفتاة تدهورت بشدة تزامنت و مع حلول شهر رمضان المبارك، حيث تكثر مجالس الدعاء في المساجد و تتشكل الجماعات لإجراء مراسيم العبادة و الخضوع لله سبحانه و تعالي، فهو موسم نشر العقائد الدينية الأصيلة، لا سيما و أن

ص: 37

المبلغين و الخطباء في هذا الشهر الكريم يولون الأهمية اللازمة لتبيين المطالب ذات العلاقة بأصول الدين وفروعه، ليشجعوا الناس و يجعلوهم حريصين علي التوسل و اللجوء إلي آل محمد عليا .. و في تلك الأجواء كانت الفتاة المريضة تحضير المجالس و المساجد مع الناس بقلب مليء بالهم و الحزن و الانكسار حتي يوم الجمعة..

فقد كان الخطباء يركزون أحاديثهم في يوم الجمعة علي موضوع الإمام المهدي عجل الله فرجه، مما كان يدفع بالمريضة إلي الالتجاء إلي إمام الزمان من صميم قلبها اليائس من أي احتال للشفاء.

و في تلك الليلة؛ ليلة السبت، رأت والدة الفتاة صديقة ولعدة مرات أنها تجلس علي فراشها بعد أن كانت مستلقية، و تتكلم و كأنها تقابل شخصأ ما، فظنت الأم أن ابنتها قد أصيبت بالجنون. ولكن صديقة قالت لأمها بعد استيقاظها إن إمام الزمان عجل الله فرجه كان في الغرفة للتو و قد مسح علي رأسها و بشرها بأنه قد شفاها و أنها لم تعد مريضة مطلقا.

ومنذ ذلك الوقت زالت كل آثار المرض و التشنجات المريرة، حتي عادت إليها صحتها تماما و قد مرت ستة شهور علي ذلك.

و حينما نقلنا هذه الحادثة إلي الدكتور خاكي و باقي الأطباء

ص: 38

المتخصصين، أعربوا عن تعجبهم و رغبتهم في إجراء فحوصات جديدة عليها، لعلهم يكتشفون سر الشفاء! فاصطحبها أبوها، و هو الحاج جعفر إلي الدكتور خاكي، و بعد إجراء الفحوصات، أعلن متعجبا أن علائم المرض قد غابت كلية، و لأجل إكمال الفحص صور لها شريطأ تخطيطيا للمخ، فتأكد له و لسائر الأطباء علاجها نهائيا.

ص: 39

شفاء المصابة بمرض السرطان

السيدة (نسرين بور فرد)، العمر سبعة و عشرون عاما، متزوجة، و من أهالي طهران، منطقة (سر آسياب) شارع.... زوجة السيد إسماعيل زاهدي، مدير قسم تصليح السيارات في شركة (هيجو).

نوع المرض: سرطان الكبد و الطحال.

الطبيب المعالج: الدكتور كيهاني المتخصص بمعالجة السرطان في مستشفي ( آزاد) بطهران. نقلا عن والدها السيد عناية الله بور فرد.

مرت فترة من الزمن و كانت ابنتي تصاب بالضعف يوما بعد آخر، حتي شعرنا بالقلق، فأخذناها إلي الدكتور (سيد محمد سه دهي) الذي اجري عليها الفحوصات، و قال فيما بعد: إن معالجة مرضها ليست من و اختصاصي، و أنصحكم بأخذها إلي الدكتور (كيهاني)، الذي أمر بدوره بإبقائها في مستشفي (آزاد).

و حينما أخذت منها العينات و التقطت لها الصور من قبل الدكتور (كلباسي) أعرب هذا الأخير عن أسفه الشديد علي انعدام وجود أي أمل في معالجتها، سواء أجريت لها العملية أم لا، نظرا لأن جروح السرطان قد استولت علي الكبد و الطحال..... و أكد لنا بأنها ستموت

ص: 40

بعد ستة أشهر.. و نصحنا بأن لا نبذر أموالنا، و لكي نشعر بشيء من المواساة، أمر بإخضاع ابنتي إلي خمسين جلسة من المعالجات الكيميائية.

و في تلك الليلة قمت بالاتصال بالسيد (م - ح) و هو من أعضاء اللجنة الإدارية المسجد جمكران. و رجوته أن يقيم لابنتي مراسم الدعاء، وفي الأسبوع التالي بقيت في المسجد ذاته مع السيد الحاج (ج - م) و السيد (ح - خ) و كان علي علاقة مع السيد (م -ح) و طلبت من الإمام المهدي عليه السلام شفاء ابنتي، و كذلك كان من الحاضرين أعضاء من (هيئة خمسة آل العبا) الكائنة في طهران، كما نذرت ذبح خروف و تقديم وليمة في مسجد جمكران.. .

ثم إنني قمت بإرسال ملفها الطبي بواسطه أحد المسافرين و يدعي الحاج (م - ز) إلي أميركا حيث يقيم ابني، ليعرضه علي عدد من المتخصصين الأميركيين، و حينا طالعوا تفاصيل الملف و ما يحوي من صور و نتائج تحاليل، أجمعوا علي تأييد رأي الدكتور كيهاني.

المهم في الأمر، هو أنني لم أبي أي تقصير فيما يمكن أن يتقدم شيئا ما بمعالجتها ، و من جملة ذلك الأدوية الطبيعية (الأعشاب) التي قامت إحدي المستشفيات المكسيكية بإرسالها لابنتي، ولكنها لم تفد شيئا.

ص: 41

وما كان مهما هو أنني لم انقطع عن التوسل بأئمة الهدي المعصومين عليهم السلام، كما واصلت تقديم النذور و طلب الحاجة، لا سيما منرق قبل الإمام الحجة عجل الله فرجه.

و خلال الجلسة الكيميائية الثامنة، فاجأني الدكتور كيهاني الذي استولي عليه العجب قائلا: ماذا فعلت.. لقد غاب كل أثر للجروح؟

فقلت له: لقد لجأت إلي من يلجأ إليه كل المضطرين.. توسلت بمولاي صاحب الزمان..

ولمزيد من الاطمئنان قام بالتقاط الصور مرة أخري، و أجري التحاليل الضرورية.. فأعلن عن شفاء ابنتي التام وقال: لا أثر للمرض مطلقا و قد شوفيت ابنتك بفضل و لطف إمام الزمان عج الله تعالي فرجه الشريف. (1)

تشرين الثاني 1981.

ص: 42


1- عشاق الإمام المهدي / ج 2، ص 44.

عجوز تشم رائحة عطر الإمام (عجل الله تعالي فرجه الشريف)!

تنقل هذه الحكاية عن كتاب (كرامات المهدي) عجل الله فرجه

قال شاب: بداعي تسممي اضطررت للبقاء في مستشفي (نمازي) في شيراز مغمي علي، فيئس الأطباء من معالجتي.. و عن تلك الأيام و قال أخي الذي كان يرافقني :

لقد رأيت بوضوح علي الشاشة الطبية مؤشر حركة القلب قد توقف ليظهر خط أفقي، كدلالة علي انتهاء الحياة.

ألقي أخي بنفسه علي باكيا، فأخرجه الأطباء من الغرفة، فيما بدأ مساعدوهم بجمع الأجهزة التي كانت علي جسمي، و استعدوا لتسليم جنازتي إلي عائلتي .

و فجأة ظهرت علي آثار الحياة، و بدأ قلبي ينبض، و ارتفع معدل ضغط دمي من الدرجة الثالثة إلي العاشرة.

نقلني الأطباء إلي مستشفي (سعدي) ثم المستشفي الصحراوي لتصفية دمي.

كان الأطباء يعتقدون بأن تصفية دمي أو تبديله لا يعني عودتي إلي الحياة حتما، ولكنني عدت إلي الحياة...

ص: 43

كانت لي عمة مؤمنة تقية و كثيرا ما تري المعصومين في منامها، كانت تبلغ من العمر تسعة و سبعين عاما، وحينها ساءت حالتي الصحية، ثم أخبروها بنبأ وفاتي، رأت في ليلتها الإمام المهدي عجل الله فرجه، فقال لها:

لا تخافي و لا تحزني، فقد طلبنا شفاء ابن أخيك من الله تعالي الذي سيعافيه ...

و حينا استيقظت عمتي من نومها أخذت تشم رائحة عطر الإمام عليه السلام ، وأخبرت الأقارب نبأ شفائي، الأمر الذي دعاهم إلي الاستهزاء.. ولكن المعجزة وقعت في نهاية المطاف.. وعرفانا لشأن هذه المعجزة ذهبنا إلي زيارة مسجد جمكران في قم المقدسة. (1) (2)

ص: 44


1- م - ت -ع / شيراز، حزيران 1983.
2- كرامات المهدي، ص 11.

دعاء الإمام عليه السلام للمرأة الحامل

اشارة

نقل صاحب كتاب (كمال الدين) عن أبي القاسم الحاسبي، و هو من وكلاء إمام الزمان عجل الله فرجه في فترة الغيبة الصغري (1) حيث روي أن رجلا من أهالي منطقة (ربض حميد) كتب رسالة إلي الإمام المهدي عج الله فرجه يطلب منها أن يدعو عليه السلام لتيسير ولادة زوجته. و قبل أربعة أيام من الولادة جاءه جواب الإمام كالتالي: لقد دعونا لزوجتك، و ستلد بنتا.. فكان كما قال عليه السلام . (2)

ص: 45


1- امتدت فترة الغيبة الصغري من أوائل سنة (260) هجرية إلي وفاة النائب الأخير و هو علي بن محمد السمري سنة (329) فكانت مدتها 69 شهرا و خمسة أشهر، و سبعة أيام.
2- المهدي الموعود، ص 648 .

.. وديعة لصاحب الزمان عليه السلام!

الحادثة أدناه تعود إلي الغيبة الصغري لإمام الزمان عجل الله فرجه.

روي صاحب كتاب (الخرائج) عن أحمد بن أبي روح الذي كان رجلا دينا مخلصا ، قال:

استدعتني ذات يوم سيدة تقية تسمي عاتكة من أهالي مدينة دينور من توابع مدينة كرمان شاه الإيرانية، و حينما قصدتها قالت لي:

يا ابن أبي روح إنك الأفضل من حيث التقوي و الإيمان من بين الناس في منطقتنا، وإن لي أمانة استودعك إياها و أرجو أن توصلها إلي صاحبها.

قلت: يكون ذلك إن شاء الله.

فقالت: إني أسلمك الكيس الجمهور، و فيه دراهم، فلا تفتح الكيس حتي تسلمه لصاحبه، ثم يخبرك هو بما في داخله. و هذه أقراطي و و قيمتها عشرة دنانير، و هذه حبات لؤلؤ ثلاث و قيمتها عشرة دنانير هي أيضا، و إن لي حاجة أطلب قضاءها من إمام الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف)

فسألتها: و ما هي حاجتك؟

فأجابت: لقد استدانت أمي مبلغ عشرة دنانير لصرفها في مراسم

ص: 46

زواجي، ولكنني لا أعلم من أي شخص استدانت و لمن أردها. فإذا أنبأك أمام الزمان بالخبر فإني سأعيدها إلي أي شخص يشير.

فقلت: و ماذا أفعل لو طلب جعفر الكذاب (1) الأموال مني؟

فقالت: إن بيني و بين جعفر امتحانا .. أي: إذا أخبرك بما في الكيس حقا فلك أن تسلمه له.

فانطلقت بالأمانة نحو بغداد حتي وصلت إلي حاجز بن يزيد الوشاء، فقال لي: ما هي حاجتك؟

قلت: عندي أموال، ولكني لا أسلمها لك حتي تعلمني بعد أن يعلمك الإمام مقدارها و من هو صاحبها..

فقال حاجز: يا أحمد بن أبي روح!إذن اذهب بهذه الأموال إلي سامراء.

فقلت: لا إله إلا الله! ما أعظم ما تحملت من مهمة و أمانة...

فانطلقت إلي مدينة سامراء و قلت في نفسي: قبل أي عمل أقوم به علي أن أذهب إلي جعفر الكذاب، ولكنني عدت في قراري فيما بعد، و عزمت علي الذهاب إلي منزل الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، و صممت

ص: 47


1- هوعم الإمام المهدي عليه السلام ، ادعي الإمامة بعد وفاة أخيه الإمام العسكري عليه السلام ..

علي أنني إن لم أوفق إلي ما أريد، فسأعود إلي منزل جعفر الكذاب. و حينما اقتربت من المنزل الموقر للإمام الحسن العسكري عليه السلام خرج علي خادم من البيت و قال لي:

هل أنت أحمد بن أبي روح؟

قلت: نعم.

فقال لي: اقرأ هذا الكتاب.

فأخذت أقرأ كتابا أخرجه لي و قد تملكني العجب، إذ كان فيه:

« بسم الله الرحمن الرحيم، يا ابن أبي روح! إن عاتكة - الفتاة الايرانية - قد أعطتك أمانة، و أنت تتصور بأن في الكيس عشرة آلاف درهم، ولكنك تجانب الصواب.. لقد حفظت الأمانة و لم تفتح الكيس. إن في الكيس ألف درهم و خمسين دينارا، و معك أقراط تظن تلك الفتاة بأن قيمتها عشرة دينار، و هي صادقة في ظنها، إذ في الأقراط شذرتان، و كذلك معك ثلاث حباب من اللؤلؤ قد اشترتها بعشرة دنانير، ولكنها تعدل أكثر من ذلك الآن. فسلم الأقراط إلي خادمنا إذ وهبناها له، ثم ارجع إلي بغداد و سلم المبالغ إلي حاجز الوشاء، و خذ ما يعطيك المخارج سفرك. و أما ما تظن عاتكة من استقراضها المال و هو عشرة دنانير و أنها لا تعرف صاحبها، فذلك

ص: 48

غير صحيح، إذ هي تعلم أن (كلثوم بنت أحمد) هي الدائنة، و هي امرأة ناصبية (1) و حيث كانت عاتكة تعلم بأن هذه المرأة ناصبية فقد كرهت رد المال لها.. فإذا أرادت ذلك؛ فلتقسيم المال علي المؤمنين المحتاجين، فقد أجزنا لها ذلك. و أنت يا جعفر بن أبي روح في غني عن امتحان جعفر الكذاب، فعد إلي وطنك، واعلم أن عدوك قد مات، و سيرزقك الرب العالم امرأته و أمواله»

وعلي الفور عدت إلي بغداد، و سلمت الكيس إلي حاجز الوشاء، فوزنها وعد المال، فكان ألف درهم و خمسين دينارا، فأعطاني منها ثلاثين دينارا و قال: لقد أمرت أن أعطيك ثلاثين دينارا لمخارجك. فأخذت المال و قصدت منزلا أبات فيه، و في ذلك المنزل جاءني شخص و قال: إن عمك قد مات و يطلب أفراد عائلته أن تعود إليهم. فرجعت إلي وطني، فرأيت عمي قد مات و عاد علي من الإرث ثلاثة آلاف دينار و مائة الف درهم. (2)

ص: 49


1- الناصبي هو من يتخذ العداء و الحقد لأهل بيت النبوة عليهم السلام منهجا في حياته. و قد اتفق جميع المسلمين علي تكفيره و البراءة منه...
2- العبقري الحسان / ج 2، ص 159.

لقاء علي طريق كربلاء

اشارة

جاء في كتاب (العبقري الحسان): نقل لي حجة الإسلام الحاج ميرزا علي أكبر آقا خوئي عن السيد رضا الدزفولي الذي كان رجلا روحانيا تقيأ، كما كان إمامة للجماعة في النجف الأشرف قال:

كنا نعزم علي زيارة كربلاء المقدسة في أوقات معينة، و كان لنا فيها بيت خاص نسكن فيه لدي إقامتنا في هذه المدينة.

و في إحدي الرحلات اصطحبت عائلتي لأداء الزيارة، فهيأت النفسي حمارأ و لعائلتي بغلتين و اتجهنا إلي كربلاء، و في وسط الطريق و حينما وصلنا إلي منطقة النخيلة افتقدت زوجتي و أطفالي، و علي الفور أعلمت مسؤول القافلة، واحتملت أن تكون قد تأخرت عائلتي خلف القافلة، فذهبنا للبحث مسافة كبيرة، ولكننا لم نعثر عليها، فقال الي المسؤول: لعل عائلتك انطلقت مع قافلة أخري عن طريق الخطأ، ثم واصلنا البحث مرة أخري دون جدوي، مما ضاعف خوفي،

واكتفيت بالتفكير بما قاله مسؤول القافلة.

و أخيرا دخلنا مدينة كربلاء و كلي ندم و قلق، فقصدنا البيت السالف الذكر مباشرة. و حينما طرقت الباب، رأيت زوجتي تفتحه لي

ص: 50

فعمني سرور لا يوصف، فسألتها: في أين مكان انفصلتم عنا؟

قالت: في منطقة النخيلة.

فسألتها: و كيف حدث ذلك؟

أجابت: لقد طلب مني الأطفال طعاما، ففتحت لم القدر النحاسي الذي يحوي الطعام، فارتجفت يدي، فارتطم غطاء القدر به، مما أحدث صوتا فزع له الحيوان الذي كنت امتطيه، فانطلق بنا إلي الصحراء. و كلما كان صوت القدر و غطاؤه يرتفع، كلما زاد الحيوان من عدوه، مما ضاعف من خوفي، و مهما كنت أصرخ و أنادي، ولكن أحدا لم يسعفني، فظننت أنني هالكة، أو أن أبداننا ستتحطم..

.. فوجدت نفسي استغيث و أندب الإمام المهدي عجل الله فرجه، و علا صياحي و صياح أطفالي و نداءاتنا لصاحب الزمان.

فشاهدنا علي حين غرة شخصأ نورانيا بهي الطلعة جليلا يرتدي الملابس العربية، فقال لي: لا تخافي، لا تخافي.

وفور أن تفوه بهذه الكلمة حتي رأيت مركوبي يهدأ هدوءا تاما بعد أن كان يعدو بما أوتي من قوة.

فاقترب الشخص منا و خاطبني قائلا:

هل تريدون الذهاب إلي كربلاء؟

ص: 51

فقلت: نعم..

فأمسك بزمام البغلة ليهدينا إلي الطريق الصحيح.. و أثناء حركتنا سألته من يكون؟

فأجاب: أنا المكلف بإنقاذ المضطرين و العاجزين في مثل هذه الصحراء (1)

ص: 52


1- العبقري الحسان / ج 2، ص 203.

الإمام المنتظر عليه السلام يزور امرأة ضريرة!

جاء في كتاب (بحار الأنوار): نقل في العالم الفاضل الشيخ شمس الدين محمد بن قارون هذه الواقعة:

كان رجل يسمي (نجم) و يلقب بالأسود يعيش في قرية واقعة علي نهر فرات، و كان مؤمنا تقيا. أما زوجته، فكانت تدعي فاطمة، و هي أيضأ كانت امرأة متدينة صالحة تقية، و كان لها والدان باسم علي و زينب.

و بمرور الزمان فقد الرجل و المرأة بصرهما بالكامل، و بقيا علي هذه الحالة مدة طويلة.

قالت فاطمة: شعرت في إحدي الليالي أن يدا تلمس عيني، و سمعت صوتا يقول صاحبه:

إن رب العالمين قد شفاك، فاذهبي إلي زوجك و لا تقصري في مداراته و رعايته..

ففتحت عيني، فرأيت جو البيت قد عمه النور، و ألهمت بأن الإمام المهدي عليه السلام هو الذي زار بيتنا.. (1)

ص: 53


1- المهدي الموعود، ص 820.

شفاء المرأة السنية من العمي!

كتب صاحب كتاب (العبقري الحسان)، لدي توقفي في مدينة في النجف الأشرف وقعت هذه الحادثة :

إذ كان في هذه المدينة شخص يسمي محمد سعيد أفندي في مدرسة قرب باب وادي السلام، و كان مدرسا و خطيبا، كما كان قارئا للقرآن لا نظير له.

و قد كان سنيا، و كتب لي بنفسه هذه الحادثة بالشكل التالي:

كانت امرأة من أهل السنة تدعي (ملكة) بنت عبدالرحمن، و كان زوجها يسمي ملا أمين. و قد أصيبت بوجع شديد في رأسها، و ذلك في الليلة الثانية من شهر ربيع الأول عام (1317) هجرية، ثم إنها فقدت بصرها في صباح تلك الليلة. و حينها أطلعت علي هذه الواقعة، اقترحت علي زوجها ملا أمين أن يأخذها ليلا إلي مرقد أمير المؤمنين عليه السلام و أن يجعله شفيعا إلي الله سبحانه و تعالي و واسطة بين زوجته و بين الرب العلي العظيم، لعله يكرمها بالشفاء ببركة الإمام علي عليه السلام .

وفي تلك الليلة التي كانت ليلة الأربعاء قام زوجها بتوديعنا، ولكن

ص: 54

المرأة لم تذهب إلي المرقد الشريف لشدة ما كانت تعانيه من آلام الرأس، حتي استلقت نائمة، فرأت في منامها زوجها و كانت معه امرأة اسمها زينب، و كأن هذه المرأة كانت تعينها علي الذهاب لزيارة مرقد الإمام علي عليه السلام و حينما كانوا يسيرون باتجاه الحرم العلوي صادفهم مسجد كبير مليء بالناس، فسمعت كأن أحدهم يناديها قائلا:

يا ملكة! لا تخافي، فإن عينيك ستشفيان.

قالت ملكة: قلت له: من أنت؟

فقال الرجل العظيم: أنا المهدي !..

ثم إن المرأة استيقظت من منامها، و كانت سعيدة فرحة. و في الصباح - صباح يوم الأربعاء - و هو الثالث من شهر ربيع الأول ذهبت مع نساء كثيرات إلي مقام الإمام المهدي عليه السلام الكائن قرب النجف الأشرف في وادي السلام، فدخلت (ملكة) إلي حيث المحراب في ذلك المقام الشريف. و بدأت بالبكاء و العويل حتي أغمي عليها قالت: فرأيت رجلين عظيمين أثناء غيبوبتي، و كان أحدهما أكبر من الآخر، إذ كان الأكبر منهما يتقدم في الخطو. فقال لي: لا تخافي، ولا تدعي الخوف يستولي عليه.

فسألته: من أنت؟

ص: 55

فأجابني: أنا علي بن أبي طالب، و هذا الرجل هو ولدي المهدي..

ثم خاطب المرأة التي كانت واقفة علي مقربة منا بالقول:

يا خديجة! انهضي وامسحي بيديك علي علي عيني هذه المرأة البائسة، فامتثلت المرأة لما أمرت به.

و في تلك البرهة عادت (ملكة) إلي وعيها، و تنبهت إلي أن عينيها قد أصبحتا أفضل من حالتهما الأولي.. و أخذت النسوة اللاتي شاهدن هذه المعجزة برفع أصواتهن بالصلوات علي النبي و آله، بشكل سمع أهالي النجفالأشرف أصواتهن من وادي السلام ... (1)

ص: 56


1- العبقري الحسان. ج 2، ص 164.

شفاء امرأة في مدينة قم

جاء في كتاب (عشاق المهدي عج) الجزء الأول، الصفحة (171):

كان من معجزات الإمام المهدي في السنوات الأخيرة هذه المعجزة التي أخذتها عن النسخة المكثرة من قبل صاحب القصة، و هو العالم الفاضل سماحة المتقي الهمداني، و أدرجها في هذا الكتاب علي أصلها، علي أمل أن تكون عبرة للجميع، و أن لا يحرمنا الله سبحانه و تعالي من هذا الفيض العظيم أو من زيارة و لقاء الإمام الحجة المنتظر عليه السلام :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي أشرف الأنبياء والمرسلين وعلي آله الطيبين، حجج الله ومظاهر قدرته الأئمة الطاهرين، واللعنة علي أعدائهم والمنكرين لفضائلهم والشاكين في مقاماتهم العالية الشامخة، آمين.

هذا تفصيل قصة التوسل بالكهف الحصين و غياث المضطر المستكين، الإمام المنتظر و الحجة إمام العصر وناموس الدهر، صاحب الزمان، أرواحنا و أرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء:

ص: 57

في يوم الاثنين، الثامن عشر من شهر صفر سنة ألف و ثلاثمائة و سبع و تسعين هجرية قمرية، وقعت قضية أقلقتني و أقلقت مئات الأشخاص..

فقد ابتليت زوجتي بسكتة قلبية ناقصة، جراء ما ألم بها من غم و حزن و بكاء بعد سنين من فراق ولدينا الشابين اللذين قضيا نحبهما في لحظة واحدة في جبال (شميران) شمال العاصمة طهران. و طبعا فقد انشغلنا بأمور معالجتها، طبقأ لتعليمات الأطباء.. ولكن دونما فائدة تذكر.. حتي كانت ليلة الجمعة التالية، أي بعد أربعة أيام من تعرضها للسكتة، قصدت غرفتي الخاصة في الساعة الحادية عشرة بعد أن شعرت بالتعب الشديد و انكسار القلب، لأحصل علي قسط من الراحة. حيث تنبهت إلي أن الليلة هي ليلة الجمعة، و هي ليلة الدعاء و المناجاة و التوسل و الإقبال..

و بعد قراءة آيات معدودات و بعض الأدعية المختصرة الخاصة بليلة الجمعة، بدأت بقلب ملؤه الحزن بالتوسل ببقية الله الإمام المهدي أرواحنا فداه.. حتي داهمني النوم.. ثم إنني استيقظت - طبقا لعادتي - في الساعة الرابعة من تلك الليلة.. فتنبهت إلي أصوات و همهمة في الغرفة الكائنة في الطابق الأسفل حيث ترقد زوجتي المريضة. ثم أخذت الأصوات في الارتفاع، و أعقب ذلك سكوت،

ص: 58

فظننت أن ضيفا ما قد حل علينا من مدينة همدان أو طهران، فلم أهتم لذلك. حتي وقت أذان الفجر، فنزلت لأسبغ الوضوء، فرأيت أن مصابيح ساحة البيت مضاءة، كما شاهدت ابنتي الكبري تتمشي في الساحة فرحة مسرورة، علي غير عادتها، إذ لم أرها بهذا الشكل منذ وفاة أخويها.

سألتها: لماذا لا تنامين؟

أجابت: أبي العزيز! لقد هجرني النوم..

قلت: و لماذا؟

قالت: بسبب أن أمي قد شوفيت في الساعة الرابعة بعد منتصف الليل و قد كنت انتظرك لأبشرك.

فقلت: و من الذي شفاها؟

فأجابت: لقد أيقظتني أمي في تلك الساعة، و كانت مضطربة للغاية و تقول لي: استيقظي لتوديع و مشايعة (السيد) فاستيقظنا جميعا، و تفاجأت برؤية والدتي تقوم من مكانها - رغم تعبها - و تخرج من الغرفة. فتتبعتها حتي لحقت بها عند باب البيت و قلت لها: أمي العزيزة! أين تذهبين ؟ و من هو السيد الذي تقصدين؟!

فقالت أمي: لقد جاءني سيد جليل القدر يرتدي زي الروحانيين و قال لي: انهضي. فقلت: لا أستطيع. فأمرني بلحن أشد بالقيام، و أن لا

ص: 59

أبكي، و أن لا أتناول ما عندي من الدواء... فقمت هيبه منه...

و حينما اتجه السيد إلي الوراء نحو باب الغرفة قمت بإيقاظكم، ثم قلت لكم: عظموا هذا السيد و شيعوه، ولكنكم تأخرتم بالاستيقاظ، فقمت لوحدي بذلك..

و حينما تنبهت أمي إلي أنها قد استطاعت الوصول حتي باب البيت، و هي التي كانت عاجزة تماما عن ذلك، قالت لي: يا زهراء! هل أنا في حلم أو في يقظة لكي أصل إلي هنا؟

فأجبتها: أمي العزيزة! لقد شوفيت. ثم رافقتها إلي غرفتها حيث كان أخوها الحاج مهدي يبكي فرحا .. (1) وكان يحاول لمس ابنة أخته و قد استولي عليه العجب، ذلك لأنه يري أن أخته المريضة تقوم من مكانها وهي التي كانت خلال الأربعة أيام الماضية عاجزة عن الحركة.. و عاد لون وجهه الذي اصفر لما رأي إلي حالته الطبيعية .. لقد اسودت عيناه. ثم عاد له بصره!

و حيث كانت زوجتي المريضة لا تبدي رغبة في تناول الطعام في

ص: 60


1- لا يخفي أن الحاج مهدي كاظمي كان من تجار طهران المرموقين، وقد قصدنا بمعية ابن اخته ليرافقوا زوجتي إلي الطبيب في العاصمة، ولكنها عوفيت باذن الله تعالي بواسطة إمام الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف).

تلك الأيام، ولكنها بعد واقعة تلك الليلة طلبت الطعام، وقد بدا واضح أن الغم والحزن قد فارقاها، و كان من العجيب جدا أن تترك كلمة واحدة قالها ذلك السيد (الإمام المهدي عليه السلام ) و هي: لقد شوفيت و لا تبكي، كل هذا الأثر الإيجابي العظيم علي صحتها. و كان ابن أخت زوجتي، و هو مهندس و سائر أهل المنزل مضطربين و مبهوتين لذلك التغيير، و قد عرفنا فيما بعد أن معاناتها من مرض المفاصل قد انتهت مرة واحدة بفعل كلمة (لقد شوفيت) و هو المرض الذي كان تسبب لها بآلام شديدة طيلة سنوات..

يجدر ذكره أن الدكتور (دانشور) و هو من أطبائها المعالجين حضر في بيتنا بمناسبة إقامة مجلس شكر في الأيام الفاطمية (1) وسئل عن وجود احتمال تلاشي المرض تلقائيا، فأجاب بإن المعالجة لم تكن متيسرة بالطرق العادية، ولا يمكن تحقق ذلك إلا بواسطة الطرق الخارقة للطبيعة..

ص: 61


1- الأيام الفاطمية العشرة، اصطلاح معروف بين أتباع أهل البيت عليه السلام يقصد به إقامة مراسيم الحزن علي وفاة السيدة الصديقة الزهراء عليها السلام لمدة عشرة أيام، تبعا لاختلاف الروايات في تحديد وفاتها.

الإمام المهدي.. دليل الطريق!

جاء في كتاب (العبقري الحسان): كتب لي الميرزا هادي البجستاني نقلا عن أحد طلابه الثقات ما يلي:

في عام (1304) هجرية سافرت بمعية والدتي إلي العتبات المقدسة - في العراق - ولكنني انفصلت عنها في منطقة قصر شيرين الحدودية حيث ضللت الطريق، فأصبت بحالة من القلق، و رحت أتنقل راكضا بين هذا التل و ذاك، و لم أعرف علي وجه الدقة كم قطعت من المسافة حتي استولي علي التعب والإرهاق، و عجزت عن مواصلة الحركة، و لم تكن ركبتاي تساعداني علي الوقوف. فجلست فوق إحدي التلال. و في تلك اللحظة شاهدت رجلا يحمل خنجرا، فخفت أيما خوف حتي قاربت روحي علي مفارقة بدني.. فرأيتني أقول ثلاث مرات: يا أبا صالح أدركني، و في المرة الرابعة قلت: يا أبا الغوث أغثني!

و فجأة.. رأيت نفسي أسير في جادة و قد أصابني الجوع، فقلت: الهي! أنت الذي قلت إنك ترزق عبادك أينما كانوا؟

ص: 62

فرأيت بصورة مفاجئة رجلا عربيا (1) يحمل تحت ثيابه أقراصا كثيرة من الخبز.

فقال لي: لك أن تشتري هذه الأقراص بعانة واحدة (2) ، فدفعت له ما أراد، و أخذت الخبز منه.. ثم إنني وصلت إلي قلعة كانت تعرف باسم (قلعة سبزي)

ثم رأيت رجلا عربيا آخر.. قال: لماذا تأخرت حتي هذا الوقت؟

قلت: لقد كنت عاجزا عن فعل شيء!

قال: إذن فعجل!

و حيث قال ذلك، رأيت نفسي - علي الفور و ببركة الأمر بالتعجيل - في منطقة قصر شيرين و في المكان الذي ضعت فيه، فعثرت علي والدتي التي فرحت للغاية لرؤيتي.

فسألتها: هل أصبت بالقلق لفقدي؟

فأجابتني: في تلك الساعة اضطربت بشدة، فرفعت ثديي باتجاه

ص: 63


1- أهالي المنطقة المذكورة هم من الأكراد، لذا فإن من الغريب أن يلبس أحدهم ملابس عربية.
2- العانة وحدة نقدية عراقية في العهد الملكي تساوي أربعة فلوس، بينما كان الدينار العراقي يعادل ألف فلس.

السماء و تضرعت إلي الله تعالي كثيرا.. حتي رأيت فجأة نورا ساطعا .. فعلمت أن الله سيعيدك إلي بركة ذلك النور.. (1)

ص: 64


1- العبقري الحسان /ج 1، ص 115.

إمام الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يستجيب للسيدة العلوية

اشارة

قال السيد جليل القدر، الفاضل المرحوم الحاج علي أصغر الشهرستاني:

سافرت والدتي - التي كانت امرأة علوية مؤمنة - ذات مرة مع والدي لزيارة مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام في سامراء. و كانت والدتي تجلس مع طفلها الرضيع في جانب من الهودج الذي كان صنع بحجم كبير، فيما كان أحد المسافرين و أولاده يجلس مع أبي والآخرين في الجانب الآخر له.

و حينما و صلوا إلي مسافة ثلاثة فراسخ علي مدينة سامراء توقف الحيوان الذي كان يحمل الهودج، مما جعله يتأخر عن القافلة، و حيث شاهد رئيس القافلة توقف الحيوان و تأخره عن القافلة اضطرب اضطرابا شديدا مع الأخذ بنظر الاعتبار خطورة الطريق في ذلك الزمان، و لذلك قصد رئيس القافلة هذا والدتي ليقول لها:

أيتها السيدة العلوية! لقد تأخر الحيوان و الطريق خطر جدا، و فأرجو أن تتوسلي بأجدادك الطاهرين، لأن النجاة من قطاع الطريق لاتتم إلا بالتوسل بالأئمة الطاهرين عليهم السلام .

ص: 65

و حينما سمعت والدتي بالخبر أخذت بالتضرع و الاستغاثة. و بدأت تتوسل و ترجو أجدادها البررة. و حيث كانت مشغولة بالتوسل بتلك الأنوار الإلهية، ظهر بشكل مفاجئ سيد نوراني الطلعة و عليه و آثار الهيبة و الجلال، و كان يلبس الملابس البيضاء. فنظر نظرة تأمل إلي الحيوان الذي كان يقل الهودج، ثم لاحت من الرجل الجليل ابتسامة.. و فجأة شوهد الحيوان الذي كان عاجزا عن الحركة و كأنه ينشط من عقال، حيث قام من مكانه و أخذ يسرع في مشيه بشدة، حتي أنه بلغ بمن كان في الهودج مدينة سامراء قبل زملائهم الذين كانوا في القافلة.

.. و حينما وصلت القافلة إلي سامراء تعجب من كان فيها وسألوهم: كيف وصلتم قبل سائر الزوار؟ و كان المرحوم والدي الذي ما أصيب بحالة ذهول و قلق يعرب عن تعجبه الشديد من هذه المعجزة! (1)

ص: 66


1- العبقري الحسان / ج 1، ص 121.

شفاء المشلول!

قال المرحوم العلامة المجلسي في كتاب (بحار الأنوار):

نقل لي عبد الرحمن بن عمان في شهر صفر من سنة (759) هجرية قرية هذه الواقعة، و قد كتبها لي علي الشكل التالي:

أنا العبد الفقير عبد الرحمن بن إبراهيم، قد سمعت بهذه الحادثة في مدينة الحلة، حيث أن المدعو جمال الدين بن نجم الدين جعفر بن زهد أصيب بالفلج، و بعد أن توفي أبوه، بذلت زوجة أبيه - و كانت امرأة مؤمنة صالحة - كل جهدها لمعالجته دونما فائدة.

و من جهتها، فقد أحضرت جدته أفضل أطباء بغداد لمعالجته، ولكن مساعيهم لم يحالفها النجاح أيضا، و حينما يئست من جميع الأطباء، اصطحبته إلي المقام المشهور في مدينة الحلة باسم مقام صاحب الزمان(عجل الله تعالي فرجه الشريف) لغرض التوسل بصاحب الأمر (عجل الله تعالي فرجه الشريف) إلي الله سبحانه و تعالي ليشفي حفيدها المصاب بالشلل، فكان من الإمام و المهدي أن لبي لهذه المرأة طلبها و تفضل بالشفاء علي حفيدها.

قال عبدالرحمن بن إبراهيم: حينما سمعت بهذه القصة، قصدت جمال الدين الذي كان مشلولا و شوفي، فتمت بيننا علاقة ود وصداقة

ص: 67

فوصف لي كيفية شفائه بصورة مفصلة قال:

حينما لم تنجح مساعي الأطباء، أخذتني جدتي إلي تحت قبة المقام المذكور، فدخل الإمام الحجة القائم (عجل الله تعالي فرجه الشريف) بشكل مفاجئ إلي المقام و خاطبني قائلا: انهض!

فقلت: يا سيدي ! لقد فقدت القدرة علي النهوض منذ سنة كاملة.

فكرر علي القول: انهض بإذن الله تعالي.

فكانت هذه الكلمة المقدسة بمثابة البلسم، فنهضت من مكاني و تأكدت من شفائي، و أني لم أعد مشلولا أبدأ، ثم إنني لم أر الإمام بعد ذلك. و حينما تنبه الناس الحاضرون هناك إلي شفائي علي يد إمام الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف) اجتمعوا حولي و تسابقوا أيا سباق علي أخذ قطع ملابسي التي مزقت للتبرك بها، و من شدة هجومهم علي شعرت و كأنني أموت. و بعد لحظات ألبسوني بعض ملابسهم و أوصلوني إلي منزلي ... (1)

ص: 68


1- بانوان تشرف يافته: النساء اللاتي تشرفن بلقاء المهدي / 172 - 172.

إمام الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يتلطف علي النسوة!

اشارة

قالت السيدة المحترمة و الجليلة الفاضلة (علم الهدي الأهوازي) في أحد أيام سنة 1987 سمعت بأن إمام جمعة مدينة آبادان سيخطب في يوم السبت في مسجد صاحب الزمان، و حيث ظننت أنه مسجد جمكران، فقد ذهبت برفقة اثنتي عشرة امرأة من العلويات و غيرهن إلي المسجد بواسطة سيارة استأجرناها.. و حينما وصلنا المسجد و ترجلنا، غادرت السيارة، فوجدنا أن المسجد خالي، فسألنا أحد خدم المسجد عن مكان خطبة إمام جمعه آبادان، فأعرب عن عدم معرفته و اطلاعه علي الأمر. فعلمت بأننا قد أخطأنا الفهم و أن المقصود من مسجد صاحب الزمان هو أحد المساجد الكائنة في داخل المدينة - قم المقدسة - فقلنا: مادمنا قد وفقنا إلي زيارة مسجد جمكران، فلندخل و نؤدي صلاة إمام الزمان عليه السلام .

فقمنا بذلك و خرجنا من المسجد، و كان الجو باردا و ممطرأ و مظلما، فاستولي علينا الخوف و تساءلنا فيما بيننا: ما العمل؟ إذ لم تكن و هناك سيارة تعود بها..

فاقترحت علي بقية النسوة أن تصلي كل واحدة منهن علي النبي و

ص: 69

آله مائة مرة بنية سلامة إمام الزمان عجل الله فرجه، لعلنا نعثر علي وسيلة تعيدنا إلي بيوتنا!

.. لم نأتي علي تمام المائة صلوات حتي تبين نور مصباح دراجة نارية، اقتربت شيئا فشيئا، كان رجلان يمتطيانها، أحدهما كان سائقها ما و الثاني كان سيدا من أهل العلم، حيث اقترب منا، كان يحمل منديلا يحتوي علي مجموعة من الكتب، فقام بفتح المنديل أمامنا و قال:

ليلة أمس كانت ليلة جمكران. و انتم تأتون الآن؟

فحكينا عليه قصة خطئنا. و حينما أرادت إحدانا التكلم، قال لها:

اسكتي! فهذا الرجل سيد، و هو ابن عمي فلا تتكلمي بما لا معني له !

في تلك الأثناء جاءت سيارة حمل صغيرة و اقتربت منا، فنادي السيد سائقها قائلا :

يا حاج محمد! تعال إلي هنا..

فاقتربت السيارة منا حتي توقفت. أما السائق، فلم نره، و كأنها لم يكن فيها سائق. فأمر السيد سائر النسوة أن يركبن السيارة، فيما كان يفتح الحاجز الخلفي لها. و ركبت النساء، فقالت إحداهن: هذه المرأة (علم الهدي) مصابة بوجع في رجلها، فإذا كان من الممكن فلتجلس

ص: 70

في مقدمة السيارة. إذ لم تكن تستطيع رفع قدمها، فأحضر السيد علي الفور صندوقا من جانب الشارع و وضعه تحت رجلها وقال: بإمكانها الآن الصعود، و أشاح بوجهه أثناء ركوبها مع النسوة، و حينما صعدت النسوة جميعا، قام السيد بإغلاق حاجز السيارة الخلفي، و جلس هو في المقدمة ..

و في وسط الطريق قالت لي إحدي الراكبات: ليتنا كنا اتفقنا علي مقدار الأجرة.. فماذا لو طلب منا مبلغا كبيرا.

و فجأة سمعنا السيد يقول بصوت مرتفع و هو جالس في المقدمة ثلاثا : صلواتية (1) فأصابنا الخجل.

و وصلنا قرب مضخة الوقود في منطقة (آذر) حيث كان بيت إحدي النسوة، قلنا: ننزل جميعا في هذا المكان، و نادينا السائق كي يتوقف، فتوقف، ونزل ذلك السيد وفتح الحاجز الخلفي للسيارة، فترجلنا بكل ثقة وسلامة .

قال: إذا أردتم الذهاب إلي مكان آخر، فلا مانع في ذلك.

قلنا: كلا! فكلنا سننزل في هذا المكان.

ص: 71


1- مصطلح إيراني يقصد به الخدمة المجانية ولكن مقابل أداء المخدوم الصلاة علي محمد و آله الطاهرين .

فنادي السيد، جزاك الله خيرا يا حاج محمد، أنت أيضأ لديك و أعالك، فاذهب واهتم بشؤونك.

و حينما انطلقت السيارة، تنبهنا إلي عدم وجود السيد، فنظرت كل منا إلي وجه صاحبتها و تساء لنا: أين ذهب الرجل؟

لم تره أي منا، بل واختفت السيارة أيضا، فألهمنا بأن إمام الزمان أرواحنا فداه هو الذي أوصلنا بلطفه و كرمه إلي مقصدنا، و أنقذنا من موقفنا ذاك؟

يقول كاتب هذه السطور: دون هذه القصة فضيلة حجة الإسلام السيد محمد باقر الموسوي، و هو والد زوجة ابن السيد (علم الهدي) و ذلك في الليلة العاشرة من شهر ذي القعدة الحرام المطابق للحادي و العشرين من الشهر الأول لسنة (1374) هجرية شمسية، و وضعها تحت تصرفنا.(1)

ص: 72


1- عشاق المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) ج 2، ص 325.

أنا المهدي بن فاطمة عليهاالسلام !!

كان المرحوم الحاج (فتح الله رنجبر) من الأشخاص الخيرين، و كان له دور مهم في إرسال المساعدات إلي المقاتلين أثناء الحرب العراقية - الإيرانية، كما كان من المحبين و المريدين للإمام صاحب الزمان عجل الله فرجه، بحيث لم يكن ليترك زيارة مسجد جمكران، حتي استشهد مجاهد في سبيل الله.

قال ذات مرة: ذهب جمع من الأصدقاء إلي مسجد جمكران، و في الطريق إليه ضلوا مسيرهم بسبب عدم وجود العلامات و الإشارات المرورية في الطريق القديم، فساروا خطأ باتجاه منطقة (خور آباد) علي الشارع المؤدي الي مدينة كاشان، و لم ينتبهوا إلي خطئهم إلا بعد قطعهم مسافة طويلة، فعادوا حتي وصلوا المسجد، و رأيتهم، فقالوا لي: نحن علي استعداد لأن نأتي بالقطع المعدنية الخاصة بإشارات المرور لنضعها علي الطريق، فنحول بذلك دون أن يضل الآخرون طريقهم إلي المسجد كما ضللنا نحن...

فأجبتهم: نحن سنفعل ذلك..

و في أحد أيام شهر رمضان المبارك، و قبل ساعة علي وقت

ص: 73

الغروب، أحضرت العلامة الخاصة بالطريق إلي المسجد، كماأحضرت وسائل مثل الفؤوس لحفر الأرض و نصب العلامة في أول الشارع المؤدي إلي المسجد.

و حينما أكملت عملي و ركبت السيارة لأعود إلي منزل، وجدتها لا تعمل، و بعد فحصها عرفت أنها خالية من الوقود، و قد حان وقت الإفطار.. فتوجهت نحو مسجد جمكران و قلت: سيدي - إمام زمان - لقد جئت لأنصب علامة لعشاقك الذي يزورون المسجد لئلا يضلوا طريقهم، وقد حان وقت الإفطار، ويجب أن أعود إلي منزلي، و أمي العجوز تنتظرني، وها هو الوقود قد نفذ.. فما أروع الحصول علي أربعة لترات من الوقود؛

و فجأة رأيت رجلا نورانيا و وقورا قد خرج علي من خلف السيارة و هو يحمل وعاء خاص للوقود، و قال: هذا هو الوقود؛

فقلت: سيدي؟ من أين جئت، و كيف حضرت فجأة؟

قال: ألم تطلب أربعة لترات من الوقود؟

أجبت: نعم. و أخذت الوقود و أضفت: سآتي بالوعاء إلي المسجد.. .

فقال: بلي.. وانصرف.

ص: 74

فملأت السيارة بالوقود، و لم أر الرجل بعد ذلك. و حينما وصلت المسجد وجدت بابه مغلقا، فظننت أن الرجل قد عاد إلي قرية من القري القريبة، إذ كان وقت الإفطار قد حان، فوضعت الوعاء عند الباب، وانصرفت إلي منزلي، ولكني كنت منشغل البال فيمن يكون الرجل الذي ساعدني !

وفور أن فتحت باب البيت، وجدت والدتي مضطربة و هي واقفةخلف الباب، فسلمت عليها و سألتها عن سبب وقوفها و اضطرابها ...

قالت: حيث أنك تأخرت وقد مضي علي موعد الإفطار زمنا قصيرا، و تشاء مت من أن تكون قد تعرضت لمكروه. و لذلك جئت إلي باب المنزل و قلت دونما إرادة مني:

أيها المهدي! يا ابن فاطمة! لقد تأخر ولدي و قد حان وقت الإفطار، و إذ ذاك رأيت رجلا نورانيا أمام الباب، فحياني و قال: هل تنتظرين فتح الله؟

فسألته: و من أنت أيها السيد؟

قال: أنا المهدي بن فاطمة!

ولم يستمر في وقوفه حتي رأيته يغيب عن ناظري ...

- و عند ذاك يكتشف السيد (رنجبر) أن فيضأ إلهيأ قد عمه. جعله

ص: 75

الله من نصيب جميع محبيه و عشاقه.

كان ذلك في حدود عام 1975 ميلادية.

مكتب تسجيل الكرامات - مسجد جمكران، ص 35. (1)

ص: 76


1- عشاق المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) ج 2، ص 304.

شفاء طفل مصاب بالفلج في مسجد جمكران

اشارة

نقل السيد(ل) و هو أحد أعضاء هيئة أمناء مسجد جمكران، و قد مضت علي خدمته المسجد عشرون سنة:

لا أتذكر... هل كان في عام 1972 أو عام 1973، كانت ليلة الجمعة، حيث ذهبت إلي المسجد كالمعتاد، فوصلت إلي الساحة القديمة للمسجد لأجلس إلي جانب المرحوم (أبي القاسم) موظف المسجد، المسؤول عن استلام التبرعات، انتهت صلاتا المغرب و العشاء و بدأ الناس بالمغادرة، فتقدمت منا امرأة في تلك الأثناء، وكانت تمسك بيدها ابنتها البالغة من العمر ثلاثة عشر عاما، و تحمل طفلا في حوالي التاسعة من العمر و كانت رجلاه مفلوجتين.

نظرت إليهم و قلت: هل تريدون شيئا؟

بادرتني المرأة بالتحية، وحينما رددت عليها التحية، قالت بلا أية مقدمة:

لقد نذرت مبلغ خمسة آلاف تومان إذا ما شفي الإمام المهدي عجلالله فرجه ولدي.. و قررت أن أدفع الآن مبلغ الف تومان ..

فقلت: جئتي لكي تجري امتحانا أو تجربي؟!

ص: 77

قالت: فماذا أفعل إذن؟

فقلت لها علي الفور: عاملي معاملة نقدية (!) و قولي بشكل قاطع: أعطي الخسمة آلاف تومان، و أريد شفاء طفلي!

فتأملت قليلا و قالت: حسنا، أنا موافقة، و دفعت المبلغ كله و ما ذهبت... و بعد ثلاث أو أربع ساعات، حيث كان الوقت الأخير من الليل.. إذ كنت نسيت القضية.. فرأيت امرأة، و هذه المرة كانت تمسك بيد ابنتها و ابنها، فظننت في أول الأمر أني رأيت هذه الفتاة من قبل، ولكني لم أتذكر.. حتي سمعت المرأة تدعولي بطول العمر و التوفيق!

سألتها: ماذا حدث أيتها السيدة؟

فأجابت: إن هذا الطفل هو ذاته الذي جئت به في أول الليل و كنت أحمله، و أشارت إلي رجليه، فوجدتهما قد عوفيتا تماما ولا أثر مطلقا للضعف أو الفلج فيها. ثم أقسمت علي أن لا يعرف أحد بذلك؟

فقلت: أيتها السيدة! إنا نتوقع حدوث مثل هذه الواقعة دائما وهي ليست بالغريبة علينا.

فقالت: سآتي إن شاء الله مع والد الطفل في المرة الأخري لنقدم أضحية، ثم ودعتنا... و جاءت في الأسبوع التالي و فعلت ما وعدت به و شكرتنا كثيرا!

ص: 78

لقد رأيت هذه الواقعة بنفسي، كما رأيت الطفل الذي شفاه إمام الزمان عليه السلام و احتضنته و قبلته. (1)

ص: 79


1- كرامات المهدي، ص 7.

تشرف امرأتين بلقاء الإمام عليه السلام في مسجد السهلة

قال السيد الجليل عبدالله القزويني: في يوم الخميس الموافق لأول شهر صفر في عام (1344) ذهبت مع زوجتي و أسرتي إلي زيارة العتبات المقدسة في العراق، و ذلك عام (1327). و حيث تشرفنا بزيارة مسجد الكوفة في يوم الثلاثاء، اقترح بعض من كان يرافقنا أن نزور النجف، ولكني قلت: إن الليلة هي ليلة الأربعاء، و من المناسب أن نقصد مسجد السهلة، فتؤدي أعماله الخاصة، و تنطلق في صباح الغد لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف. فتقبل رفقائي اقتراحي، و قام خادم القافلة باستئجار ما نركبه من الحيوانات.

قال أصدقاؤنا: نحن لا نسير في الليل.

ولكننا انطلقنا، و كانت ثلاث نسوة ترافقنا، واتجهنا إلي مسجد السهلة. و بعد إقامة صلاتي المغرب والعشاء جماعة، وجدنا أنفسنا نستغرق بالبكاء و الدعاء دون أن نتبه إلي أن الساعة قد بلغت الثانية و النصف. فخفت و تألمت لذلك كثيرأ و تساءلت في نفسي: كيف أعود إلي الكوفة في هذا الوقت من الليل مع ثلاث نسوة غريبات عني... و كان أكثر قلقي ممن كان يعرف باسم (عطية) الشهير بقطع الطريق علي الزائرين...

ص: 80

و حيث بلغ اضطرابي و قلقي منتهاه، توجهت بقلبي إلي التوسل بالإمام المهدي عجل الله فرجه الذي رأيته فجأة جالسة في وسط المسجد، و حينما اقتربت، رأيت سيدأ عظيما له المهابة التامة و الوقار العظيم و الجلال الكبير، كان جالسا في محراب المسجد.. فأخذت يده فقبلتها، ثم أردت أن أمسح جبهتي بها، ولكنه سحب يده..

عدت إلي دعائي و زيارتي، و حينما سلمت و أتيت علي الاسم المبارك للإمام، رد هو علي سلامي بقوله: عليكم السلام، فاضطربت لذلك كل الاضطراب،حيث أسلم و يرد السيد سلامي.. ماذا يعني ذلك.. فقد كان وجود الإمام عليه السلام نورانيا بحيث يمكن تشبيه ضياء مائة مصباح به..

ثم إن الإمام التفت بوجهه الكريم نحوي و قال:

ادع باطمئنان.. فقد أوصيت (أكبر كبابيان) بأن يوصلكم إلي الكوفة.. و عليك أن تطعمه..

و إذ سمعت ذلك أصابني اليأس - من حلول وقت الفراق مع الإمام - ولكنني طلبت منه الدعاء، و سألته ثلاث حاجات: الأولي: السعة في و الرزق و رفع الفقر. و الثانية أن تكون أرض كربلاء مدفنا لي. فاستجاب لهتين الحاجتين. أما الثالثة؛ فقد كانت طلبي الولد الصالح. فأقسم إمام الزمان أن ذلك خارج عن يده...

ص: 81

فسكت، و لم أطلب إليه أن يسأل الله ذلك. و تذكرت أنني حينما و كنت شابا كنت أرغب بالزواج من فتاة صالحة، ولكن أباها كان يرفض تزويجها مني، وينوي خطبتها إلي شخص غني، فزرت الإمام الرضا عليه السلام و طلبت منه تسهيل أمر زواجي بتلك الفتاة علي أني أتنازل تم عن طلب الذرية .. حيث جالت في خاطري تلك القضية لم أكرر طلبي.

ثم إن زوجتي تقدمت و طلبت من أمام الزمان السعة في الرزق، و أن تكون أرض مشهد أو أرض كربلاء مدفنا لها، و أن تتوفي قبلي، فأجاب الإمام كل ذلك.

فقد توفيت زوجتي في مدينة مشهد المقدسة، حيث دفنتها بنفسي.

و تقدمت امرأة كانت معنا إلي الإمام و طلبت منه شفاء زوجة وابنها، و الثروة لولدها، و طول العمر لها. فقال لها الإمام بأن جده الإمام الكاظم عليه السلام سيشفي زوجة ولدها. و قد أصبح ولدها تاجرا معروفا فيما بعد. كما أنها توفيت بعمر خمسة و تسعين عاما.

وحينما خرجنا من المسجد، قالت لي زوجتي: هل عرفت من كان هذا السيد الجليل؟ فأجبتها بالنفي.

قالت: لقد كان إمام الزمان عجل الله فرجه...

ص: 82

و من فرط دهشتي التفت بوجهي نحو المسجد، فلم أر سوي الفانوس المعلق، ولم يبق أثر لتلك الأنوار البهية التي كانت تشع بقدر ما يشع مائة مصباح، فقد كان الظلام مخيما، و لا أثر لذلك السيد الجليل.. فعلمت أن تلك الأنوار كانت من ضياء جبهته المباركة.

و حينما وصلنا جانبا من المسجد اقترب منا شاب و قال: متي ما فرغتم من أعمالكم، فإني سأوصلكم إلي الكوفة و مسجدها.

فسألته: من أنت؟

قلا: أنا أكبر بهاري

فخفت خوفا شديدا و انقبض قلبي، و ظننت أنه يقول (أكبر بهاني).

قلت: ماذا تقول؟ قلت: بهائي؟ ماذا يعني هذا؟

قال: أنا أعيش في مدينة همدان في محلة (كبابيان) و في قرية (بهار) وهي إحدي قري همدان، و إن العالم العارف ميرزا محمد بهاري من أهل القرية نفسها.

و حينما عرفته، آنست به. و سألته: هل عرفت ذلك السيد الجليل؟ |

قال: لم أعرفه، ولكنني حيث رأيته سيدا جليلا و عظيما، لم أستطع رفض أمره بإيصالكم إلي مسجد الكوفة، مهابة و إجلالا له.

ص: 83

قلت: كان ذلك السيد الجليل صاحب الزمان عجل الله فرجه، و وصفت له وجهه و شمائله.. فبدت علامات الوجد علي الشباب.

و في طريق عودتنا كان ذلك الشاب و رفاقه الأربعة يرافقوننا و مشيا علي الأقدام رغم ما كان معنا من الحمر التي لم يمتطوا واحدا منها، لأنهم كانوا يحلقون كما الفراشات شوقا و فرحا برؤيتهم الإمام المنتظر عجل الله فرجه.

و حينما وصلنا إلي الكوفة، قدمت لهؤلاء الشباب عشاءهم طاعة لأمر الإمام عليه السلام .

ص: 84

شفاء امرأة في مسجد جمكران

كتب أحد خدمة مسجد جمكران المقدس:

كنت أبقي مستيقظا حتي الصباح لإنجاز ما يقتضيه عملي في مكتب العلاقات العامة في مسجد جمكران. ولكني في ليلة من الليالي شعرت بتعب شديد، فقصدت النوم، غير أني لم أستطع ذلك، فعدت إلي مقر العلاقات العامة لألقي نظرة علي ما يدور هناك.

ذهبت إلي قسم الرجال الذي كان في طور البناء، فقال أحد الزائرين: يقال إن إحدي النساء قد شوفيت في قسم النساء الكائن في الطبقة التحية للمسجد.

فقلت: لا علم لي بذلك..

ثم إنني اتصلت بمسؤول قسم النساء بعد عودتي إلي مقر العلاقات العامة، فأكدوا الخبر. فأوصيته بأن يرسل لي المرأة التي شوفيت لإجراء مقابلة معها في قسم العلاقات العامة.

و بعد دقائق معدودة جاءت المرأة المذكورة بمعية عدة من النساء حافطن عليها من هجوم الناس الذين كانوا قد أحاطوا بها بقصد التبرك . فجيئ بها إلي المقر، وأغلقت بابه، ولم أسمح بالدخول إلا تأشخاص قلائل.

ص: 85

.. كانت المرأة المشافاة تبدو تعبة لما تعرضت له من هجوم الناس، بل و مما كان الناس يرمونه لها من الأشياء الصغيرة من الشباك، لكي تلمسها و تعيدها لهم.

و بعد تناولها القليل من الماء بدأت المرأة بالتحدث..

قلت لها: ما اسمك؟

قالت: طاهرة جعفريان بنت عبد الحسين، رقم جنسيتي (290)، و أسكن في مدينة مشهد المقدسة، و عنواني هو: مشهد - شارع خواجه ربيع..... أما نوع مرضي؛ فهو فلج أصابع اليدين، أي انقباض ثلاث أصابع من اليد اليمني، و انقباض جميع أصابع اليد اليسري، حيث كانت عاجزة عن الحركة مطلقا.

و سبب هذا المرض، هو أنني فوجئت بنبأ موت أخي قبل خمسة عشر عاما. و بعد أن عدت من إغماء تي، وجدت الفلج قد أصاب اصابعي .

أما زوجي الذي كان شخصأ ثريا و يعمل في شراء و بيع البيوت و من الأراضي، فقد عمد إلي الزواج من امرأة أخري حينما رآني أصبت بهذا المرض، كما قام بحرماني من أطفالي، مما عرضني لأزمة روحية و جسدية شديدة..

ص: 86

و قد راجعت خلال تلك السنين الجديدة العديد من الأطباء، و منهم الدكتور صباحي، و تقع عيادته في شارع (عشرت آباد - مقابل مضخة الوقود) و الدكتور حيرني، و عيادته في الشارع نفسه، و الدكتور رحيمي الذي يعمل في مستشفي بنت الهدي). أما في العاصمة طهران، فقد قصدت مؤسسة طبية خاصة بالتمارين الرياضية و الفيزيائية، ولكني عجزت عن تسديد تكاليفها الباهضة و لم أذهب ..

و قبل المجيء إلي مدينة قم، راجعت الدكتور (برزين ترازو) الذي عرض يدي للعلاج بالطاقة الكهربائية دون فائدة تذكر، مع الألم الذي كنت أعاني منه، فكنت ألجأ إلي تناول الأقراص المهدئة.

و قبل أيام قليلة قمت بزيارة مرقد السيد عبد العظيم الحسني في طهران مع ثلاث نسوة، ثم زرت قم و مسجد جمكران، و أقمنا في منزل صهري السيد (ل) المقيم في قم أصلا، و بعد الإتيان بآداب و أعمال هذا المسجد، حضرت مجلسا خاصأ أقيم بمناسبة ولادة الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام ، و كان هذا المجلس ذا معنوية مميزة، و بعد ذلك تمت قرارة دعاء التوسل الذي أحدث في داخلي انقلابأ روحيا، حتي قلت دون إرادتي:

سيدي يا إمام الزمان! إني أريد الشفاء منك...

ص: 87

تملكتني حالة عجيبة، حتي أحسست بأني أري أنوارا مذهلة من قريب و بعيد، ثم شعرت بأن أصابع يدي تسحب و تجر، و تخرج أصوات من يدي، فأدركت بأنني قد شوفيت.. قالت امرأة كانت مرافقة لها:

كنت جالسة إلي جانبها - المرأة التي عرفيت - و سمعتها تقول ثلاثا: يا صاحب الزمان، و تلوح بيديها في الهواء، و كان وجهها محمرا .

ثم سألت السيدة (ز - ك) التي كانت مرافقة أخري لها عن القضية. فأجابت: إنني أعرفها تماما، و كانت أصابعها قد أصيبت بالفلج منذ خمسة عشر عاما.

و بعد انتهاء اللقاء و المقابلة، أخرجنا المرأة من باب أخري بصورة سرية، لتحاشي هجوم الناس عليها.

* وقعت هذه الحادثة في الشهر العاشر من سنة 1989. (1)

ص: 88


1- عشاق المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) ج 2، ص 41.

.. لقد شفاها إمام الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف)

هذه القصة هي للسيدة مريم كرميان، و تبلغ من العمر (38) عاما و تعمل مدرسة في (مدرسة العدل) الكائنة في مدينة خرم آباد.

حضرنا إلي منزلها في مدينة خرم آباد - منطقة باغ كشاورزي، و ذلك بعد عدة أشهر علي شفائها، لنستمع منها بصورة مباشرة قصة مرضها و كيفية شفائها، و قد كانت أختها السيدة فردوس كرميان أكثر منها اطلاعا، باعتبار أن المريضة كانت في أغلب الأحيان فاقدة للوعي. وها نحن نضع ما قصته السيدتان بين أيدي القراء الأعزاء:

في أواخر 1989، تنبهت إلي وجود بقع كبيرة علي بدني، صاحبها ضعف و تعب شديد مع دوار في الرأس، كما كان سني يؤلمني بشكل كبير. و حينما ذهبت إلي المستوصف و فحصني الدكتور طاهري، أمر بالتقاط الصور لسني، ولكن حالة من التقيؤ سيطرت علي، فلم أتمكن من أخذ الصور الخاصة بالأسنان، فاضطر الطبيب إلي قلع سني بعد إصراري، فشعرت فيما بعد باشتداء الألم.. و بداعي تكاثر العفونة في أسناني، كتب لي الأطباء أسماء أدوية كثيرة؛ لم تنفعني في نهاية الأمر.. و تضاءلت رغبتي في الطعام، و قضيت فترة غير جيدة، حتي كان شهر

ص: 89

حزيران، حيث تفاقم وضعي الصحي إلي حد كبير جدا.. واضطررت لإجراء تحاليل كثيرة.. فأكد الأطباء أن مرضي هو سرطان الدم!

نقلوني علي الفور إلي مستشفي (الشهيد فياض بخش) و خلال في الثمان و أربعين ساعة الأولي التي أبقيت فيها قام الأطباء بأخذ العينات و إجراء التحاليل العديدة. فأكد الدكتور رضوي و هو يحمل شهادة فوق التخصص بأمراض الدم، و الدكتور لطيف زاده ولديه شهادة فوق التخصص بأمراض الدم أيضا. اللذان خضعت لمعالجتهما، أكدا لزوجي و أختي و أخي أن هذا النوع من السرطان هو أسوأ الأنواع، و أنه سيقضي علي بسرعة بالغة.. و أضاف الدكتور رضوي:

لقد مر بنا (300) مريض يعانون هذا النوع من المرض، وقضوا كلهم، و لا أمل لنا في تحسن صحة مريضتكم أو شفائها..

.. كانت حالتي تسوء يوما بعد يوم، و كان يؤلمني ارتفاع الحرارة و الارتجاف و الخمول الذي كان يصيبني.. و كنت أتمني لو استطيع النوم با ساعة واحدة، ولكنني كنت عاجزة عن النوم الذي من المفترض أن يزيح عن كاهلي الثقل الذي أشعر به.. .

و بسبب الارتفاع الشديد جدا لحرارة بدني، فقد ظهر علي الجانب الأيسر من في ما يشبه الخال، و أخذ يتوسع شيئا فشيئا، و يتعفن.. و

ص: 90

ذلك لما أصاب بدني من ضعف شديد، بل و من جراء توسعه، أخذ يغطي قسما من وجهي..

تركت أختي أولادها و رافقتني إلي طهران لتهتم بشؤوني ليلا و نهارا، كما كانت تضع علي جبهتي و قدمي لفافات مبللة لتنخفض حرارتي، ولكنني كنت احترق دوما..

كان الفريق الطبي المختص يجري التحاليل علي دمي دونما فائدة، و قد زاد من سوء حالتي المعالجة الكيميائية، حيث كنت أعاني من الإعياء و الفطريات التي بدأت بالظهور علي جلدي.. و قد خلفت العفونة الداخلية التي أصابتني حالات من الاختناق، فكان الأطباء يخففون علي بما يتمكنون من طرق و أدوية، رغم عدم جدواها .. إذ بدأ الدم يتخثر تحت جلدي، مما غير لون بشرتي إلي اللون الأسود.

بدأت و أفراد عائلتي، لا سيما أخي و أختي اللذين كانا يرافقاني اوفي المستشفي بالتوسل بإمام الزمان عجل الله فرجه.

أبقيت تحت المراقبة في مستشفي (الشهيد فياض بخش) مدة شهر و نصف الشهر، و كنت في حالة سيئة رغم ما كان الأطباء يبذلونه من جهود لمعالجتي.. و قد أخبروا أخي و أختي بأني لن أبقي علي قيد الحياة أكثر من واحد و عشرين يوما..

ص: 91

وفي أواخر أيام شهر تموز، حيث كان يوم الأحد و قبل أذان في المغرب، أمر الطبيب بأن ينقل إليه التقرير الخاص بدرجة حرارتي بصورة مستمرة، فكانت الحرارة هي (40) درجة طبقا للمعتاد.

و في لحظة واحدة؛ و جراء الإرهاق و التعب استولت علي غفوة، فرأيت في منامي امرأة ترتدي السواد واقفة عند رأسي و تقول: لقد شوفيت، و تستطيعين أن تنهضي!!

في تلك الأثناء كنت أود رؤية وجه هذا المرأة الجليلة.. فرفعت رأسي لأراها، كانت متنقبة بنقاب أخضر بحيث غطي كل وجهها.

و خضوعا لأمر هذه السيدة نهضت فعلا من سريري، و انتعلت حذائي.. حتي وجدت نفسي استيقظ و أنا مبتلة تماما بالعرق، فشعرت بشيء من الخفة.

سألت أختي: هل جاءت امرأة ما لعيادتي؟ فأجابت بالنفي..

في تلك الأثناء جاءت الممرضة لتقيس درجة حرارتي، فرأت أنها ما تقف عند درجة (36)، فظنت أنها أخطأت.. و حينما أعادت الكرة، وجدت الدرجة نفسها..

عرضوني مرة أخري إلي العلاج الكيميائي.. فأغمي علي للمرة الثانية.

ص: 92

و أثناء ذلك؛ كان أخي و أختي منشغلين بالتضرع و التوسل إلي إمام الزمان. ثم إن أخي ذهب إلي أحد العلماء، وطلب إليه أن يدعولي بالشفاء، و يتوسل بالامام عليه السلام ، و حينما عاد، قال لأختي: جئت بمقدار من فصوص السكر أهدانيها ذلك العالم، و أنا علي يقين بأن إمام ال الزمان عليه السلام قد جعل شفائي فيها.. فلا تيأسي، وادعي الله و توسلي و بالإمام..

و إذ كان الأطباء قد قطعوا أملهم في إمكانية شفائي، فقد أحجموا عن إجراء التحاليل علي دمي، حيث قالوا لأختي و أخي: لا أمل في شفاء المريض، ولا حاجة لأخذ التحاليل ..

و عند أذان الفجر؛ أسبغت أختي وضوءها و أخذت تنادي الإمام المهدي، و وضعت مقدارا من فصوص السكر في فمي، فأكلتها علي مضض حيث كان الألم يتملكني .

كان النزيف في فمي و لثتي مستمرا، و قد كان الدم المتخثر يخرج مني في بعض الأحيان .. و استمرت هذه الحالة مدة أسبوع، كما كانوا و يطعمونني فصوص السكر طيلة تلك المدة. فمثلا حينما كنت أطعم في وقت الأذان أجد نفسي باكية، بينما كانت أختي تندب إمام الزمان قائلة:

ص: 93

يا صاحب الزمان! بارك أختي إذا أجري لها اليوم تحليلها وليكن معدل الكريات البيض عاليا !

وفي يوم آخر كانت تقول: يا صاحب الزمان! يا سيدي! إذا في أجري لأختي تحليل الدم فليكن طبيعيا. و كانت تصر علي الأطباء أن و يجروا التحاليل مرة أخري، فكانوا يستجيبون لها لمجرد طمأنة خاطرها، إذ أنهم فقدوا الأمل تماما..

و في النهاية وافق الأطباء بعد إصرار عائلتي علي إجراء التحليل الأخير و النهائي لتحديد حالتي الصحيحة.

فعاهدت نفسي - و عيوني دامعة و لساني عاجز عن النطق - بأن أقدم نذرأ أو أضحية باسم إمام الزمان عليه السلام إلي الفقراء و قلت: سيدي يا إمام الزمان ساعدني لكي أتعافي و تكون نتائج التحليل إيجابية.

قال الطبيب: سأقوم بالتحليل، ولكنني أعلم بعدم وجود أية فائدة ...

ولكن أخي أجابه: إني أراهنك أيها الطبيب علي أن نتيجة التحليل ستكون مشجعة جدا !

فعاد الطبيب بالقول علي أخي: ما هي العلاقة بين اختصاصك - ماجستير آثار - و بين علم الطب؟ إنك لا تستطيع إبداء رأي في هذه القضية..

ص: 94

ولكننا كنا علي ثقة بأن توسلاتنا بإمام الزمان و دعاء ذلك العالم ستساعدان علي شفائي ببركة الإمام المهدي عليه السلام.

أما الأطباء فقد كانوا محقين بفقدهم الأمل، إذ كانت التحاليل السابقة تشير إلي أن السرطان قد غزا ما نسبته (98٪) من خلايا الدماغ و العظام، و لم يسلم منها سوي (2٪)!

و في الغد، حيث أجروا التحاليل، أخذهم العجب أيما مأخذ، إذ شاهدوا توقف انتشار السرطان: رغم أن عناصر (البوتاسيم و الفسفور و الكالسيوم والمغنزيوم) قد وصلت في بدني إلي حدها الأدني من قبل.. و رغم أنهم كانوا يستعدون لموتي، حيث أعلموا الأقارب بضرورة الاستعداد لاستقبال جنازتي و إقامة مجلس العزاء علي روحي!

كان الطبيب مسرورا للغاية، و متعجبا في الوقت ذاته و حيرانا لنتيجة التحليل التي أشارت إلي أن ما نسبته ( 85٪) من السرطان قد اختفي بالكلية.. .

بدؤوا بزرقي بالبتاسيوم والكالسيوم و المغنزيوم و غيرها من العناصر، ثم سمحوا لي بمغادرة المستشفي بعد حوالي شهرين ونصف.

ثم إنهم نقلوني إلي أحد الأقسام الداخلية للمستشفي للنهوض

ص: 95

بمعنوياتي، ثم قاموا مجددا بإجراء التحاليل علي دماغي و عظامي.

اتصلت الدكتورة (شهسواري) مسؤولة المختبر بأختي و قالت بكل فرح تبشرها: ماذا فعلتم خلال هذا الأسبوع؟ لقد كان العلاج و الكيميائي مؤثرا للغاية، و إن نتيجة التحليل جيدة جدا.. و كنت أتوق و لأبشركم بنفسي!!

فأجابتها أختي: خلال هذا الأسبوع لم تتعرض المريضة لأي علاج كيميائي، بل و لم تتناول أي دواء.. و ماترين هو لطف و بركة إمام الزمان عجل الله فرجه.

ثم قالت أختي لإحدي الممرضات و كانت تسمي السيدة بناهي: من المؤكد أن خلايا السرطان قد اختفت من دماغ و عظام أختي نهائيا، بحيث اتصلت بي الدكتورة مسؤولة المختبر شخصيا.

فأجابت الممرضة: كلا! فهذا ما لا يمكن !!

فاضطرت أختي إلي الذهاب بنفسها إلي المختبر و الدكتورة وا شهسواري لتعرب عن شكرها لها، و لتسألها عن نسبة الخلايا السلبية الباقية...

فأجابتها مسؤولة المختبر: إنها سالمة تماما، و أنا أتعجب من أنكم في أي مستشفي عرضتموها لعلاج الكيميائي؟؟

ص: 96

قالت أختي: لم تتعالج أبدأ، و لم تتناول دواء معينا... تري هل تؤمنين بشيء اسمه المعجزة؟!

فقالت الدكتورة : نعم، أؤمن بالمعجزة!

قالت أختي: لقد أخذنا شفاءها من إمام الزمان عجل الله فرجه.

و أضافت أختي فيما بعد: في حين كنا قبل أسبوع من إعلان نتيجة التحليل النهائي نتحدث عن موت المريضة و نقلها إلي مدينتنا، ولكنها استمرت في الحياة، وها نحن الآن نتحدث عن المعجزة و الكرامة و الشفاء.

ذهبت أختي إلي الطبيب الذي أكد لها أن هذه الحالة - المرض - حالة خطرة و خبيثة، و هي بمثابة نار تحت رماد، و أنه يجب معالجة المريضة بالعلاج الكيميائي مرة أخري.

فاعترضت عليه قائلة: إن المريضة لم تر أطفالها منذ مدة طويلة، فنرجوا أن تجيزها لمدة أسبوع لتراهم، فوافق الطبيب، و رجعنا إلي ا مدينتنا (خرم آباد) و بلطف إمام الزمان عليه السلام استعادت المريضة صحتها بشكل كامل، بحيث نسينا قضية العلاج الكيميائي، في حين أن الأطباء كانوا قد أكدوا لنا بأن المريضة قد تموت إذا تعرضت لمجرد نزلة

ص: 97

* نعم. إن إمام الزمان قد شفاها.

جدير ذكره أننا حينما اتصلنا بالمريضة لنكتب قصة معجزة شفائها، و كانت مصابة بالحساسية و العطاس، ولكنها تعافت بعد أسبوع واحد.ثم إنا ذهبنا إلي منزلها و تحدثنا إليها و إلي أختها، فقالت لنا:

لقد أصبت بالحساسية الشديدة، ولكن لا داعي للقلق، فإمام الزمان هو الذي شفاني، ولم أراجع أي طبيب، و قد عوفيت من نزلة البرد التي تعرضت لها..

ص: 98

حوار بين إمام الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف) و السيدة العجوز!

اشارة

لم يكن بناء مسجد جمكران الكائن في مدينة قم المقدسة علي هذه المساحة الواسعة سابقا، لكي يستقبل الحشود الزائرة في الوقت الحاضر، فضلا عن عدم وجود وسائل النقل السريعة كما هي حاليا، حيث يستطيع الناس الذهاب إلي المسجد بيسر وسهولة. بل كان يشهد حضورا مختصرا يتمثل بأشخاص معدودين من محبي وعشاق إمام الزمان عليه السلام ، إذ كانوا يوصلون أنفسهم بأي شكل من الأشكال في ليالي الجمعة، فيكون المسجد خاليا في بقية الليالي بعد أن يغلق متوليه الباب و يذهب إلي بيته.

فصادف في ليلة الجمعة أن ذهبت سيدة كبيرة السن، إلي المسجد و لعلها رأت الإمام عجل الله فرجه مرارا في منامها و يقظتها، و ذلك بعد تعرض هذا المسجد المبارك إلي التوسعة - فرأت آلاف الأشخاص يغص بهم المسجد و غرفه و ساحته الخارجية وقد انشغلوا بالعبادة و التوسل بالإمام.

قالت هذه السيدة العجوز :

حينما رأيت تلك الجموع، و قارنتها بأعداد الزائرين القليلة قبل

ص: 99

إجراء التوسعة، سررت كثيرا، حيث يتجمع الناس حول مولاي الحجة بن الحسن عليهما السلام ، و يبدون ودهم و تعلقهم به.. و بهذا الفرح و السرور دخلت إلي المسجد و قمت بأعماله الخاصة من صلاة و دعاء، ثم قرأت زيارة ( آل ياسين) و تحدثت بلساني إلي الإمام و قلت: مولاي! إنني مسرورة للغاية لحضور الناس الكبير وحبهم لك و تعلقهم بك!

ثم خرجت من المسجد، و تناولت شيئا بسيطا من الطعام الذي عادة ما يقدم إلي الزائرين مجانا، و قصدت بعد ذلك إحدي غرف المسجد التي اعتدت علي الاستراحة فيها لدي زياراتي، ثم استلقيت فيها و غفوت.

و في عالم الرؤيا، رأيت الإمام الحجة المهدي عجل الله فرجه و كأنه جاء إلي المسجد - جمكران - و أخذ يمشي بين الناس دون أن يتعرف إليه أحدهم. فخرجت من غرفتي و هرولت نحوه و أديت التحية و السلام، فأجابني بلطف تام، ثم كررت عليه الكلمات التي و تحدثت بها في عالم اليقظة و قلت: أنا فداء لتراب قدميك، فرحة و مسرورة و أحمد الله تعالي أن يتعلق بك الناس و يبدون محبتهم الكبيرة إزاءك و يأتون إلي هنا..

فتأوه الإمام و قال: كل هؤلاء لم يأتوا لأجلي! تعالي لنسألهم عن سبب مجيئهم!!

ص: 100

فقلت: أفديك أنا تحت أمرك ...

و في عالم الرؤيا ذهبت مع الإمام بين الناس، فسأل الإمام أحدهم عن سبب وجوده في المسجد..

فقال: لدي مريض لم يستطع الأطباء معالجته!

وقال آخر: أنا أسكن في بيت مستأجر و أود أن يكون لي بيت أملكه.

و قال ثالث: أنا مديون، و قد أخذ دائني يلاحقني حتي بيتي.

و كانت امرأة تشتكي زوجها، و كان رجل يشكو امرأته.. و المهم كان لكل واحد منهم حاجة يتمني علي الإمام عجل الله فرجه أن يقضيها له، أي أن المطالب الشخصية هي التي تدفعهم إلي المجئ إلي المسجد.

فخاطبني الإمام: هل تأكدت من أن هؤلاء لم يحضروا لأجلي، مع أنهم الأشخاص الصالحون من هذا الجمع، حيث يعتقدون بي و يطلبون حاجاتهم مني، و يعتبرونني واسطة للرحمة و الفيض.. و إن انتهينا من هؤلاء، فإن هناك الكثير من الناس لم يحضروا إلي هنا إلا من أجل التسلية، بل إن بعضا منهم لا يؤمن بوجودي..

ثم رأيت في تلك الحالة شخصأ جالسا في ناحية من نواحي المسجد، كان يبدو أنه قد جاء لأجل الإمام عليه السلام حقا. فقال لي الإمام: تعالي نسأل عن أحواله. فذهبت جمعية الإمام - في عالم الرؤيا - إلي ذلك

ص: 101

الشخص و كان سيدأ معتما، و أظنه كان من العلماء، و قد جمع ركبتيه إلي و صدره وأمسك بهما، وكان يدور بعينيه وكأنه يبحث عن ضالة له، وحينما وقع نظره علي الإمام، قفز من مكانه وهوي علي يده ورجله المباركة وقال:

فداك أبي و أمي! أين كنت؟ فقد كاد قلبي ينقلع لانتظارك و فقدك .

فأمسك الإمام بيده، فقبلها الرجل و بكي...

سأله الإمام عن سر مجيئه، فلم يحر جوابا، ولكنه ضاعف من بكائه. فسأله الإمام مرة أخري، فقال له:

سيدي! متي أردت منك غير الوصال؟ إنني أريدك! أنت جنتي، و أنت دنيا و آخرتي، إن لحظة واحدة من لقائك لا استبدلها بشيء سوي الله تعالي.. و ما قيمة النفس لكي أفديها تحت قدم الرفيق !! فهي - النفس - متاع يملكه حتيالأراذل من الناس..!

فتوجه الإمام عجل الله فرجه نحوي و قال:

لم يأت مثل هذا الشخص إلي هنا سوي أفراد قلائل. إنهم سيصلون إلي مقصدهم و ينالون مبتغاهم! (1)

ص: 102


1- راجع مسجد جمكران، محل ظهور صاحب الزمان، ص 119.

هدية إمام الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف) لسيدة مؤمنة

كتب المرحوم العلامة النهاوندي رحمه الله:

ذهبت سيدة مؤمنة صالحة، و هي جدة السيد محمد علي التبريزي و هو من السادة العلماء، ذهبت في إحدي الليالي إلي الحسينية التي هي جزء من ساحة منزلها حيث تقام المجالس الحسينية في مدينة تبريز الإيرانية. ولكنها بسبب مشكلة حدثت لها بدأت بالبكاء في وسط ساحة الحسينية و بالتوسل بالإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف.

و كانت تتوسط الحسينية شجرة تأكد لهذه السيدة الصالحة أنها تشع نورا ملأ فناء الحسينية، بل و حتي المنازل المجاورة.

و في سحر تلك الليلة ظهر إمام الزمان لهذه السيدة المحترمة ليهديها أشرفيا واحدا. (1)

تقول السيدة: إن بركة تلك الهدية قد شملتني وشملت ذريتي، وحلت مشاكلي المالية، حتي أنني استطعت بما تسني لي من مال وفير أن أتشرف بزيارة مرقد الإمام الرضا عليه السلام و الذهاب إلي مكة المكرمة. (2)

ص: 103


1- وحدة نقدية إيرانية قديمة.
2- العبقري الحسان / ج 1، ص 103.

المهندس و زوجته؛ شفاء ولقاء!

اشارة

وقعت هذه القصة التي أحكيها لكم في عام 1374 هجري شمسي الموافق لعام1416 هجري قمري قرب مدينة تبريز الإيرانية، ولا يزال أبطال القصة علي قيد الحياة، و إن كنتم تودون التأكد من صحتها، فلكم الاتصال بالمؤلف، فيدلكم عليهم، فتتحدثون إليهم .

في يوم الخميس حيث كان الثلج يتساقط، و دع مهندس شاب زوجته و أطفاله، ليغادر مدينة شبستر باتجاه تبريز، و حينما وصل بسيارته إلي بوابة الصوفيين و رأي قلة السيارات المارة، و تأكد من خطورة الطريق، عدل عن رغبته بالذهاب إلي معمل صناعة الأصباغ الذي يعمل فيه، و قرر العودة إلي البيت، و حينما أراد الاستدارة و الرجوع، اصطدمت به سيارة كانت قادمة من الجهة المعاكسة بشكل عنيف للغاية، بحيث دفع به الاصطدام إلي الانزلاق من الزجاجة الأمامية التي تحطمت... و السقوط بشدة علي الأرض، مما أدي إلي تناثر جزء من دماغه!.

ثم إن عددا من السائقين تجمعوا حول المكان، و نقلوا سائق السيارة الأخري - و كانت من طراز بيكان - إلي مستوصف قريب.

ص: 104

أما المهندس؛ فقط بقي ملقي علي الأرض المتثلجة.. و بعد برهة مر أحدهم بسيارته، و حينما رأي المهندس ظن أنه أحد أصدقائه، فاحتمله إلي مستوصف، و من ثم إلي مستشفي الشمس الكائنة في مدينة تبريز.. .

استدعي الدكتور أصغري، و كان جراح للدماغ ليتفقد حالة المهندس، و حينما رآه، أسرع إلي نقله إلي غرفة العمليات، ثم إنه استعلم من الرجل الذي أتي به عن مكان الحادث، فلما أخبره، أرسل عددا من مساعديه إلي المكان ليجمعوا - بدقة بالغة - بقايا الدماغ المتناثرة، ليتأكد من بعض التفاصيل و شدة الاصطدام، و لكنه حينما سأل الممرضة ذات العلاقة في صباح اليوم التالي، علم منها أن المهندس المصاب لايزال علي قيد الحياة، فأسرع في المجئ إلي المستشفي، و تعجب من حالة هذا المريض حينما رآه.. .

بدأ هذا الطبيب النبيل و عدد من زملائه و الممرضون بالعمل، و لكن حالة المصاب أخذت بالتدهور بمرور الزمن، إذ أنه كان أصيب بحالة غيبوبة طويلة، و لم تبد أية علامة علي حركة معينة في سائر أعضاء بدنه، و بقي المهندس الشاب أشهرا عديدة في غيبوبته علي سرير المستشفي رغم ما بذله الأطباء من جهود لمعالجة وضعه أو

ص: 105

إعادته إلي وعيه. و قد قاموا بإرسال الصور الطبية و نتائج التحاليل إلي أطباء طهران ذوي العلاقة و استشاروهم.. فأجمعوا علي تأييد طريقة العلاج، كما تعجبوا من بقاء المصاب حيا. ثم إن الوثائق الطبية أرسلت إلي المانيا، فأعلن الأطباء هناك تأييدهم لسير المعالجات رغم عدم جدواها، كما أعربوا عن يأسهم من بقائه علي قيد الحياة أو إمكانية نجاح المعالجة.

ثم إن حالة المهندس أخذت بالتدهور، إذ كانت رئته قد أصيبت بالتعفن، و كذلك دماغه، حتي أن الطبيب اضطر إلي إعلام زوجة المريض بأن حالته ستقضي عليه و عليها، ثم يموت لا محالة.

لقد تقطعت أسباب الأمل، فذهبت (المؤلف) إلي المستشفي لرؤية المهندس المريض، و تقدمت بالنصيحة إلي زوجته لتتوجه إلي السيدة زينب عليها السلام و إمام الزمان عليه السلام و تتوسل بهما إلي الله سبحانه و تعالي.. و كان ذلك حيث كان قبر المهندس معدا لاستقباله ميتا، و كان ذووه يتوقعون تسلم جنازته في صباح كل يوم حينما يذهبون إلي المستشفي...

والآن، تعالوا لنقرأ باقي القصة علي لسان زوجة المهندس:

قالت: إنني أعمل في قسم التعليم، و اضطر إلي الحضور في المدرسة

ص: 106

في كل صباح، لكن مهمتي الآن أصبحت التوجه إلي مدينة تبريز لأبق بالقرب من زوجي حتي وقت متأخر من عصر اليوم نفسه، كما كنت عاجزة عن عمل أي شيء يذكر.

ذات يوم، تدهورت صحة زوجي أكثر من أي وقت مضي، و كنت أبكي منذ الصباح، و حينما تنبهت إلي نفسي.. و قد ازداد قلقي تجاه ا ولدي الصغيرين اللذين كنت أضعهما في بيت أمي.. فقد أصل إلي البيت متأخرة، و لكنني كنت أحرص علي أن لا يصابون باليأس... و كنت حين أنيمهما أبقي إلي ساعة متأخرة من الليل أدعو ربي و أتوسل إليه، و أتذكر وصية خالي (المؤلف) الذي زرع في نفسي الأمل بالأئمة الأطهار عليهم السلام لاسيما الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف و السيدة زينب عليها السلام كما أتذكر قوله بأني إذا أقسمت علي إمام الزمان بعمته الصديقة زينب، فإنه سيشفي زوجي بإذن الله تعالي.

نعم! حينما خرجت في ذلك اليوم من المستشفي، رأيت الثلوج تهطل بشدة، و كان البرد قارصا، فأوصلت نفسي بسيارة أجرة إلي مركز و تجمع السيارات الخاصة بمدينة شبستر، فقلت في نفسي: لعلني أجد مسافرا أذهب و إياه إلي المدينة، خوفا من أن أكون المسافرة الوحيدة، و من حسن المصادفة رأيت سيارة نقل عمومية تشرف علي

ص: 107

الانطلاق، و حينما رآني السائق، توقف و أركبني، فاستغرقت رحلتنا في حوالي ثلاث ساعات، بينما هي لا تطول حتي ساعة واحدة، و لكن و الثلوج و الظلام و خطورة الانزلاق شاركوا في التأخر..

وصلت إلي البيت عند الساعة الثانية عشرة، فأصابتني حالة من الانزعاج و الألم النفسي الفظيعين، و كنت أتذكر ما كان يوصيني به زوجي المهندس من قبل بأن لا أبقي خارج المنزل بعد فترة العصر، و لكنني كنت كاليتيمة فيتلك الليلة، إذ لم يكن لي ملجأ أقصده.. فرأيت نفسي أصرخ و أصرخ: يا محمد! (زوجي المهندس) أين أنت لتري زوجتك خارج المنزل حتي منتصف الليل حيث العواصف الثلجية، و لتري أولادك حزينين ينتظرون عودة أمهم.. لقد بكيت طويلا، بينما كانت أمي تهدئ من روعي. فقلت في نفسي بعزم: إن ما يجب أن أحصل عليه من الله و أهل البيت عليهم اسلام يجب أن أناله الليلة.. الليلة فحسب !!

كانت الساعة تشير إلي الثالثة بعد منتصف الليل، فنهضت من و فراشي، و لا أدري ماذا لفت بدني، و تقدمت إلي ساحة البيت التي كانت كلها مغطاة بالثلج، فصليت ركعتين، ثم أخذت أحدق بالثلج المفروش علي الأرض، و غاب عني كم ساعة مضت علي وقوفي هناك،

ص: 108

ولم أكن أشعر بالبرد الشديد أو الثلج التهاطل أبدأ.. و إنما كنت متأكدة بأنني أخذت أستغيث بالإمام المهدي عليه السلام بصوت عال، معا انشغال تفكيري بأن أطفالي سيعجزون عن تحمل مصيبة اليتم و فقدان الأب..

هكذا انقضت تلك الليلة.. وعدت إلي غرفتي إذ كان بدني قد تجمد تماما، و لكن روحي تملكتها حالة عجيبة، و كان قلبي قد غمره هدوء عجيب؛

لم يطرو أي تغيير علي حالة زوجي الصحيحة، علما بأنني قد بقيت علي حالتي تلك مدة إحدي و عشرين ليلة، فلم يصبني اليأس.. و يشهد الله علي أنني في الليلة الثانية و العشرين - حيث يصادف ذلك بقاء زوجي في المستشفي أربعة أشهر و خمسة عشر يوما - في تلك الليلة، و هي الجمعة، كنت أتوسل بالإمام المهدي و السيدة زينب عليها السلام و أقسم عليه باسمها الشريف، حتي استولي علي النوم دون إرادة مني أبدا، فرأيت في منامي المسجد الذي يقع في مقابل بيتنا، و فيه مجلس مكتظ بالناس و رجلا يجلس علي منبر، و يقرأ علي الحاضرين قصة وداع الإمام الحسين عليه السلام مع أفراد عائلته في يوم عاشوراء، حتي وصل إلي قصة جلوس السيدة زينب عليها السلام عند مصرع أخيها سيدالشهداء عليه السلام .

ص: 109

.. كنت أري موضع استشهاد الإمام الحسين، و كانت سيدة واقفة علي مرتفع، و كان شخص يحمل خنجرأ يتجه نحو الأمام عليه السلام فأخذت السيدة الواقفة تمسك بحافة الخنجر الماضية حتي سال الدم من كفها ..

و كذلك رأيتني أصرخ و أبكي و أردد اسم إمام الزمان عليه السلام و أتوسل إليه، ثم أطلب منه شفاء زوجي..

و فجأة؛ رأيت الرجل الذي كان جالسا علي المنبر يلتفت بوجهه نحوي و يناديني باسمي، فرفعت رأسي صوبه، و أخذت أنظر إليه بعيني الباكيتين، فيما كنت أكاد أعجز عن التنفس!

يشهد الله علي أنني لم أر طيلة عمري مثل ذلك الجلال و الجمال، و لم أسمع صوتا أكثر حسنأ من ذلك الصوت .

قال الرجل: يا ابنتي! لقد استجاب الله دعاءك في زوجك، اذهبي و ادعي لعمتي زينب، فأخذت أصرخ و أقول مرارا: يا زينب.. و بكيت، حتي سمعت أمي صراخي و إستغاثتي، فقامت بإيقاظي و تحريكي، حتي قمت من نومتي، فرأيت بدني قد غطاء العرق، فسألتها ها معاتبة: لماذا أيقظتيني؟ فقالت: إن صراخك واستغاثتك بإمام الزمان

هما اللذان أيقظاني.

و في صباح اليوم التالي، كشفت للطبيب و مسؤولي المستشفي عن

ص: 110

رغبتي في نقل زوجي إلي المنزل.. و بعد الرفض الأولي، انصاعوا لإصراري، بعد تحميلي مسؤولية ما قد يصيب زوجي، فنقلته إلي البيت بين أفراد عائلته..

.. و الآن حيث تمر علي تلك الحادثة سنتان تقريبا، هاهو زوجي يتمتع بصحة جيدة جدا، بفضل مرحمة و إعجاز الامام المهدي و السيدة زينب عليهما السلام و هو يقود سيارته بنفسه إلي العمل، و يزاول نشاطاته دون مساعدة أحد.

لم يكن زوجي - فيما سبق - ذا اعتقاد بهذه المسائل، و لكنه أصبح اليوم يؤمن إيمانا راسخا بقدرة و منزلة الأئمة عليهم السلام حتي أننا تشرفنا في هذه السنة بزيارة الإمام الرضا عليه السلام و أصبحت حياتنا رائعة بفضل الإمام المهدي و السيدة زينب عليهما السلام .

وما أروع أن يري العشاق و المحبون إمام زمانهم، و يروا فيه الجمال و الهيبة، و يتلقون بأنفسهم إجابة مطالبهم، فيشفي المريض، و يكشف السوء عن المضطر...

ص: 111

شفاء الطفل السني الحنفي في مسجد جمكران!

اسمي سعيد، و عمري اثنتا عشر سنة، و قد ابتليت بمرض السرطان منذ سنة و ثمانية أشهر، و أعلن الأطباء يأسهم من إمكانية علاجي.

و في إحدي ليالي الأربعاء حيث قمنا بزيارة مسجد جمكران في مدينة قم المقدسة رأيت في منامي نورا يتجه صوبي من خلف أحد جدران المسجد، فخفت في البداية، ولكنني سيطرت علي إحساسي بالخوف فيما بعد.. .

...اقترب مني ذلك النور حتي لامس جسدي، رغم أنني لم استطع مشاهدته بشكل تام، إذ كان كثيرا وعظيما للغاية. و حينما استيقظت وجدت نفسي خاملا ومضطرا إلي النوم مرة أخري.

وبعد أن استيقظت في الصباح وجدت نفسي قادرا علي المشي من دون الحاجة إلي الاتكاء علي العصي، كما تأكدت بأن حالتي قد أصبحت جيدة للغاية.

و بقينا إلي ليلة الجمعة في المسجد المذكور. و في تلك الليلة كانت أمي تقرأ القرآن الكريم عند رأسي، فشعرت أن شخصا ما وقف

ص: 112

بالقرب منها و تحدث ببعض الجمل، فعلمت بأنه يجب علي أداء عمل ما، و لكن الشخص كرر تلك الجمل ثلاث مرات.

فقلت لأمي: هل قلت شيئا؟.

فأجابت: كلا؟

قلت: إذن؛ من الذي كان يكلمني؟

فقالت: لا أدري..

و مهما حاولت تذكر تلك الجمل إلا أنني عجزت عن ذلك حتي هذه اللحظة.

* إني من مدينة زاهدان، و هي منطقة يعيش فيها أهل السنة، و قد قدمت إلي مسجد جمكران المقدس، ليشفيني سيدي ومولاي. فأنا أحب أن أبقي حيا، كما أرغب بمواصلة الدراسة، إذ أنني أدرس في الصف الخامس الابتدائي بمدرسة (محمد علي فائق). أعاني من غدة سرطانية في الكتف و الحوض و البطن، و هي تتسبب لي بالنحول شيئا فشيئا، حتي أنني أشعر بالعجز عن المشي، و يئس الأطباء من معالجتي، بل و أوصي بعضهم أمي بقطع رجلي.

لقد عجزت حتي عن الخروج من البيت منذ ثلاثة أشهر، باستثناء مغادرتي لأخذ عينات طبية للمعالجة.

ص: 113

و حينما يئست والدتي كل اليأس جاءت بي إلي مسجد جمكران، فهي كانت علي ثقة بأن إمام الزمان لن يردنا خائبين، فهو ابن فاطمة الزهراء عليها السلام ، و هو لن يضطر الفقراء الواقفين عند باب بيته الي الرجوع خالي الوفاض!

بلي! كانت أمي مطمئنة إلي أنني سأشفي في مدينة قم؛

وحيث أنني قد شوفيت الآن تمامأ بفضل إمام الزمان عليه السلام ، فإن إحساسا جيدا يتملكني. و حينما راجعت الأطباء، لم يصدقوا شفاني، حتي قال أحدهم لوالدتي:

لأي طبيب أخذتموه؟!

فأجابته: إن لنا طبيبأ آخر، لقد اصطحبت ابني إلي مسجد جمكران و عالجه إمام الزمان عليه السلام.

فأكد الأطباء أنهم سيزورون مدينة قم و مسجد جمكران!

* تقول والدة هذا الفتي المشافي من داء السرطان:

عذرا ؛ إنني أشعر بعدم الارتياح من جانب، و بالراحة من جانب آخر، و لذلك فإنني لا استطيع التحدث بشكل جيد.

إن عدم ارتياحي يعود إلي أننا مجبرون علي مغادرة هذا المكان - قم و مسجد جمكران - و أحسن بالراحة و السعادة لشفاء ولدي. فهو

ص: 114

كان مريضا لمدة عام و ثمانية شهور، و كان يتحمل الآلام دون أن يعلمنا بما يعاني، و حينما تدهورت حالته الصحية اضطر إلي إعلامنا، فأخذناه إلي أطباء مدينة زاهدان، فنصحونا بأخذه إلي العاصمة طهران، و حينما أخذ أطباء طهران العينات اللازمة منه، أعلمونا بأنه مصاب بغدة سرطانية، ففقدت - لذلك – توازني، و أخذت ألطم رأسي و وجهي، و منذ ذلك الوقت لم أنعم بنوم هانئ، و لم أعرف كيف أقضي الليالي الطويلة، إذ هجرني النوم، فكنت أردد ما أعرفه من عبارات الذكر و التسبيح، و كنت أصلي علي النبي صلي الله عليه واله و الإمام المهدي عليه السلام و سائر من أعرفهم من الأنبياء عليهم السلام.

- تري ماذا قال الأطباء أيتها الأم؟

الأم: لقد توجه الأطباء باللائمة علي، لأنهم كانوا يظنون بأنني تعمدت التأخر في المجئ به. إنهم أعلموني بأن ولدي مصاب بالسرطان، و أنه لا يمكن علاجه أبدا.

فأكدت لهم بأنني لست المقصرة في ذلك باعتبار أنه هو الذي لم و يذكر لي شيئا عن مرضه و آلامه.

قلت لولدي: لم لم تقل شيئا عما كنت تعاني؟

فأجاب: لم أكن أعلم بأنه السرطان!

ص: 115

و علي أية حال، فقد انزعج الأطباء و أكدوا عجزهم عن المعالجة فتوسلت ببعضهم أن يعمدوا إلي العلاج الكيميائي، فاستجابوا لطلبي و أجروا له عدة معالجات في هذا المجال، ولكنني ارتأيت فيما بعد أخذه إلي مسجد جمكران، و كان ذلك في يوم الثلاثاء. فرأي سعيدأ في ليلة : الأربعاء - حيث كان بمفرده و كنت أنا داخل المسجد - رؤية، و حينما

جئته، رأيت أنه يمشي دون الاتكاء علي عصاه، فقلت له:

يا سعيد! توكأ علي عصاك، لماذا لا تحملها بيدك؟

فقال: إنني استطيع المشي من دونها. أو لم آت إلي هنا لأستغني عن العصي؟

فظننت أنا و أخوه أنه يمزح، و لكنه قال:

لقد شوفيت.. و بدأ بسرد قصة منامه علينا.

قال أخوه: إن كنت صادقا، فاجلس.. فجلس سعيد؛ ثم أمره بالقيام، فقام بشكل طبيعي.. ثم قال له: از حف! ففعل سعيد...

لقد شوفي سعيد تماما.. و الحمد لله رب العالمين.

و لكي لا أتسبب بالإحراج أو التعب لولدي، لم أشأ أن أخبر أحدأ، و إذا سنحت الفرصة، سأخبر المسؤول عن المسجد، علي أمل أن يأذن لنا الإمام عليه السلام بالمغادرة.

ص: 116

- في شريط مسجل طرح علي الأم هذه الأسئلة: لماذا جئتي إلي مسجد جمكران؟

فأجابت: حينما كنت في المستشفي بطهران رأيت في منامي من يدلنا علي مكان المسجد، و يؤكد أن علاج ولدي سيكون فيه؛

- تري كم من المدة قضاها سعيد مريضا في المستشفي؟

الأم: لمدة ثلاثة أشهر، ثم عجز عن القيام و المشي. أما في مدينة زاهدان، فقد كان أبوه يحمله إلي هنا و هناك و يصطحبه إلي الأطباء، كما كان أخوهمعنا في السفر، ثم إن سعيدا شعر بالعجز التام بعد مرحلة أخذ العينات، و الصور و الوثائق الطبية كلها تشير إلي ذلك.

- هل أخذ تموه إلي الأطباء بعد شفائه؟

نعم! و قد تعجبوا لذلك و قالوا: ماذا صنعتم، فهو قد شو في؟!

قلت: إن لنا طبيبا قصدناه. وهو في قم.. في مسجد جمكران، ثم وهبتهم عدة قطع نقدية تهدي إلي بعض الزائرين باسم الإمام المهدي عليه السلام لغرض البركة. فوالله لقد تعجب الطبيب المباشر و أخذ مني عنوان مسجد جمكران!

- و من كان هذا الطبيب؟

إنه أحد أطباء (مستشفي الإمام الخميني) و اسمه الدكتور رفعت

ص: 117

بالإضافة إلي طبيب آخر باكستاني الجنسية.

- كم مضي لك من الوقت هنا علي وجه الدقة؟

حوالي شهر كامل، و أنا انتظر إذن الإمام لنا بالرجوع إلي مدينتنا.

- هل تعيش في منطقتكم أكثرية سنية؟

نعم!

- و هل أنتم من أهل السنة أيضأ؟

نعم، نحن علي المذهب الحنفي، و نتبع القرآن و الإسلام.

- الآن حيث شفي الإمام المهدي ولدك، هل ستعتنقون مذهب التشيع؟!

ان امام الزمان عليه السلام لنا أيضا، و ليس حكرأ عليكم!... (1)

ص: 118


1- كرامات الامام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف).

إمام الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يزور جنازة السيدة المحجبة!

اشارة

يقول المرحوم آية الله السيد محمد باقر مجتهد السيستاني رحمه الله الذي كان في مدينة مشهد المقدسة: إنه بدأ ذات مرة ب (ختم عاشوراء) لغرض التشرف بلقاء إمام الزمان عليه السلام ، حيث يتعبد ويقرأ زيارة عاشوراء لمدة أربعين جمعة، و يختار لهذا الغرض مسجدا من المساجد في كل مرة. يقول:

في إحدي الجمع الأخيرة رأيت - فجأة - نورا يسطع من أحد البيوت القريبة إلي المسجد الذي كنت أقرأ فيه زيارة عاشوراء، فتملكتني حالة عجيبة، فنهضت من مكاني و تتبعت مصدر التنور حتي وصلت إلي ذلك البيت الذي كان صغيرا و بسيطا. و حينهما قرعت الباب و فتحوه لي، شاهدت إمام الزمان عليه السلام في إحدي غرف البيت، كما رأيت جثة مغطاة بقماش أبيض.

و حينما تقدمت بالسلام باكيأ، قال لي الإمام: لماذا تتبعني بهذه الطريقة و تتحمل المتاعب ؟ كن مثل هذه - و أشار إلي الجثة المعدة - حتي آتيك أنا بنفسي.

ثم أضاف عليه السلام قائلا: إن هذه السيدة الميتة لم تخرج من بيتها مدة

ص: 119

سبع سنين لئلا يراها غير محرم أثناء قضية الإجبار علي السفور في عهد رضا بهلوي! (1)

ص: 120


1- لقاء مع طاووس الجنة، المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف)، ص 226.

لقاء المراة الصالحة بامام الزمان عليه السلام

قال المرحوم العراقي في كتابه الموسوم به (دار السلام): في يوم الخميس المصادف للرابع عشر من شهر ربيع الثاني في سنة (1300) هجرية زارني و شرفني أحد الأصدقاء من العلماء و الفضلاء، و كان مشتهرا بالتقوي و صدق الحديث، زارني في بيتي، و كان حديثنا يخص اللقاء مع إمام الزمان عليه السلام في زمن الغيبة، و قصص بعض الأشخاص الذين التقوه عليه السلام .

و قال صديقي و ضيفي: رغم أن مثل هذه الأمور تواجه بالتكذيب في هذا الزمان بداعي ضعف الإيمان، إلا أن حصوله (التشرف بلقاء إمام الزمان) يقع بين الفترة و الأخري لأسباب و حكم معينة (و لعل منها أن لا ينسي ذكر صاحب الأمر عليه السلام ).

ثم أضاف: و من جملة من تشرفوا بلقاء الإمام، والدتي التي كانت امرأة صالحة كاملة و معروفة بين الموالين لأهل البيت عليهم السلام بالتقوي، كما كانت موقع حسن ظنهم، رجالا ونساء، و كانوا يسألونها الدعاء بالشفاء لمرضاهم، فيحصلون علي مبتغاهم. و كانت قصة لقائها إمام الزمان قصة معروفة و مشهورة بين الناس. و قد سألتها مرارا بهذا

ص: 121

الخصوص، فكانت تجيبني بالتفصيل و تقص علي حكايتها، و أنا بدوري كنت مطمئنأ لصدق هذه الحكاية تمام الاطمئنان، إذ كانت امرأة لا يحتمل الشك أو التكذيب كل من سمع منها مقولة.. .

وكتب المرحوم العراقي: لقد رجوت ضيفي الفاضل أن يدون هذه القصة بخط يده، لكي أنقلها في هذا الكتاب (دار السلام). فأعلن عن قبوله، و لكنه اشترط في الوقت ذاته أن لا أذكر اسمه في الكتاب، فرحبت بذلك. ثم إنه غادر بيتي و أرسل لي القصة التي كتبها بعد مدة ، و الحكاية كانت علي النحو التالي:

قالت المرأة الصالحة، و هي من أهالي مدينة آمل في إقليم مازندران - شمال إيران - و كانت معروفة بالتقوي و العفة:

اعتراني لمدة شوق شديد للقاء إمام الزمان عليه السلام ، و كنت أضمر في نفسي مسائل أود أن أسألها إياه.. حتي كان عصر أحد أيام الخميس، حيث ذهبت إلي زيارة أهل القبور في منطقة (المصلي) و هي منطقة معروفة في مدينة آمل، فجلست قرب قبر أخي و بكيت كثيرا حتي و استولي علي الضعف و اظلمت الدنيا في عيني، ثم إنني قمت من مكاني و اتجهت إلي مرقد أحد أبناء الأمة و اسمه إبراهيم، و فجأة رأيت و أنا في وسط الطريق و إلي جانب نهر كان في ذلك المكان، أنوارا متنوعة

ص: 122

الألوان في السماء هبطت في بقعة قريبة، فتقدمت قليلا، فلم أر تلك الأنوار، و لكني رأيت رجلا يصلي عند محل هبوط الأنوار، و حينما هوي إلي السجود قلت في نفسي: لابد أن يكون هذا الرجل من عظماء الدين، ولابد لي من التعرف عليه.. فتقدمت مرة أخري و وقفت بالقرب منه حتي فرغ من الصلاة، فسلمت عليه، فأجابني.

سألته: من أنت؟

فلم يهتم لأمري أو سؤالي، فأصررت عليه، فقال:

وما يهمك من الأمر؟ لا علاقة لك بما يكون اسمي.. ثم قال: إنني غريب هنا..

فأقسمت عليه بأسماء العترة الطاهرة. و حينما تكرر قسمي عليه قال:

أنا عبد الحميد..

فقلت: و لأي غرض جئت إلي هنا؟

فأجاب: لزيارة الخضر؟

فسألته: و أين هو الخضر؟

أجابني: إن قبره هناك، و أشار بيده إلي بقعة قريبة و معروفة باسم مقام النبي الخضر و يزورها الناس في ليالي الأربعاء ويوقدون

ص: 123

الشموع عليها، و يطلبون حوائجهم من الله تعالي فيها.

فقلت له: يقولون إن الخضر لا يزال حيا.

فقال: إن هذا ليس هو قبر النبي الخضر، و إنما هذا قبر الخضر ابن عمنا و هو من أولاد الأمة.

فقلت في نفسي: لابد أن يكون هذا الرجل عظيما و صالحا، و من المستحسن أن أقوم بدعوته إلي بيتنا ليحل ضيفا مباركا علينا. فرأيت أنه قام من مكانه و كأنه يريد المغادرة و هو يحرك شفتيه ويدعو ربه.

و فجأة ألهمت بأن هذا الرجل هو الإمام الحجة المهدي، و حيث كنت أعلم بوجود خال علي خده الشريف و أن أسنانه متفارقة، فوجدتني انظر إلي وجهه النوراني.. و لكنه أخذ يحجب وجهه بيده اليمني، فقلت له:

أطلب منك آية و علامة.

فنحي يده المباركة علي الفور و تبسم، فرأيت العلامتين: الخال و الأسنان كما سمعت بوصفها، فاضطربت لذلك وسألته: هل يعلم أحد بظهورك؟

فأجابني: لم يحن وقت ذلك بعد .

ثم إنه تحرك من مكانه، و لكنني شعرت بعجزي الكامل عن الحركة

ص: 124

من شدة الاضطراب و الوحشة، و لم أعلم ما أطلب منه من الهول حتي أنني نسيت ما كنت أريد أن أسأله أو أطلبه منه، إلا أنني قلت له:

سيدي! إن لي أمنية أن يرزقني الله خمسة من الأولاد لأسميهم بأسماء الخمسة آل العبا.. فرفع الإمام يديه بالدعاء وهو يمشي وقال: إن شاء الله !

ثم إنه لم يتوجه مهما كلمته و رجوته، حتي دخل تلك البقعة، فمنعني الخوف من الدخول خلفه، و كأن الطريق قد أغلق دوني، فوقفت مرتجفة خائفة و لم يسعني إلا التحديق باتجاه باب البقعة بانتظار خروج الإمام منها لأراه مرة ثانية، و لكنه لم يخرج أبدا، بل إني رأيت امرأة كانت تريد الدخول إلي المقبرة، فناديتها و طلبت منها الدخول معي إلي البقعة المذكورة، فاستجابت لي و دخلنا معا، و لكنني لم أر أثرأ للإمام رغم بحثنا عنه، ثم خرجنا من المكان، و لم نر شيئا مما كنا نطلبه أيضا.

و من فرط مشاهدتي لتلك العجائب انقلب حالي و كاد أن يغمي علي، فحملتني تلك المرأة إلي البيت.

و ببركة دعاء الإمام أصبحت في السنة نفسها حاملا بولد طفل اسميته محمدا ، ثم عليا ففاطمة فالحسن، و لكنه توفي بعد مدة، فضاق

ص: 125

صدري لوفاته، و بعدها أنجبت توأمين اسميتها الحسن و الحسين بفضل الله الذي دعوته و توسلت إليه كثيرا، ثم رزقت بولد آخر أسميته عباسا .

يقول راوي هذه الحكاية: هذا ما كان من بيان هذه الواقعة التي سمعتها مرارة من تلك المرأة الصالحة.

وأضاف: إنني علي ثقة تامة من حقيقة هذا اللقاء، لأنني رأيت العديد من المرضي يقصدون تلك المرأة لكي تدعو لهم بالشفاء و تلمسهم، فيكون لهم ذلك، و من جملة كراماتها أنها كانت تدعو لمن لا ينجبون الأطفال، فيرزقهم الله تعالي الذرية، بل و كانت تخبرهم بأن ذريتهم ستكون بنينا أو بنات، أما وقوع هذه الحادثة فقد كان في عام (1284) هجرية أو (1285) هجرية (1).

ص: 126


1- راجع: لقاء مع إمام الزمان (عليه السلام)، فارسي، ص 7 - 11.

الإمام المهدي (عليه السلام) ينقذ امرأة زائرة من الغرق

كتب المرحوم العراقي: كان من الذين تشرفوا بلقاء إمام الزمان عليه السلام رجل عارف جليل و ثقة عادل و نبيل، و هو السيد محمد علي ابن الحاج سيد عبد عبد الرحيم العراقي الكرهرودي، فهو حقأ كان علما في حسن السيرة و علو الهمة و المعاشرة، كما كان كثير الكمالات بين أهل زمانه.

قال المرحوم العراقي: صادف أن دخل علي هذا الرجل في يوم الجمعة، الموافق للخامس عشر من شهر ربيع الأول من عام ألف و ثلاثمائة، و ذلك حينما كنت منشغلا في تدوين قصة حضور امام الزمان عليه السلام في مجلس لأهل السنة. و حينما رأي خط السيد القندهاري، و هو صاحب القصة و ناقلها، و اطلع علي مضمونها، قال لي: و أنا أيضا لدي قصة بهذا الشأن، و هي كالتالي:

قال: في السنة التي وفقت لزيارة الأئمة عليهم السلام في العراق - حيث التقيتك في الطريق إلي النجف الأشرف - و أثناء ذلك حيث كنا و نتوجه من مدينة بعقوبة الكائنة في شرق بغداد، إلي سامراء، و رجعنا من زيارة قبر العسكريين عليهما السلام إلي الكاظمين عليهما السلام ، استأجرنا من بين

ص: 127

أهالي المنطقة المذكورة دليلا للطريق حيث قصدنا مدينة سامراء. و حينما اجتزنا منطقة (علي آباد) و (جزانية) صادفنا نهر عميق و عريض، بحيث يعد العبور منه أمرا خطيرا ، ومن الممكن تعرضنا و وسائر الزوار إلي الغرق، فضلا عن عدم معرفة أحډمنا بمكان العبور، و حتمية غرق من تنزلق رجلاه إذا ما انحرف عن الطريق الصحيح و علي أية حال فإن المكان كان خطرأ جدأ..

و كان من بين الزائرين امرأة راكبة حمارأ، فما كان من الحيوان إلا أن انزلقت رجلاه و سقط في جانب من ذلك النهر مع المرأة، و رغم محاولة الحمار للخروج من الماء، إلا أنه كان يتخبط فيه جراء قوة الماء و ثقل الأحمال المتعلقة به، مما جعله يشارف علي الغرق مع المرأة.

فوجدت المرأة نفسها تصرخ و تستغيث باسم الإمام صاحب الزمان عليه السلام . و حينما رأيت مأساة هذه المرأة و سمعت استغاثاتها أسرعت إلي رمي نفسي النهر، علني استطيع إنقاذها..

و فجأة! رأيت شخصأ أمامي و خلف الحيوان المشرف علي الغرق، و واقفا بكل يسر علي الماء، كأنه كان يمشي و يتحرك علي اليابسة، فلم تدخل قدماء الماء و لا ابتلتا به أبدا .. و في تلك الأثناء رأيته يمد يديه إلي المرأة و الحمار و يجرهما من الماء بسرعة خاطفة و يضعها إلي

ص: 128

جانب النهر، و كنت علي قناعة تامة بأن المرأة لم تشعر بذلك الرجل العظيم، بل رأت نفسها علي اليابسة دفعة واحدة، و كذلك أنا لم أر الرجل باستثناء مالاح لي من شمائله التي لا أزال أتذكرها جيدا، فقد كان رجلا معتدل الطول، ذا وجه نوراني و أنف مجرور، و كان فيه كافة ما تأكدته فيما بعد من أوصاف الإمام المهدي عليه آلاف التحية و السلام و التي كانت بادية عليه.

لقد كنت خلال الطريق أمر بخاطري علي تلك الصفات، فأجدني مسرورا سعيدا ...

و حينما وصلنا إلي مدينة النجف الأشرف، و قصدت ذات يوم زيارة القبر المطهر لأمير المؤمنين عليه السلام ، ولدي قيامي ببعض أعمال الزيارة رفعت طرفي إلي الجهة العليا من المكان، فرأيت فجأة الرجل العظيم ذاته الذي أنقذ المرأة من الغرق، حيث كان واقفا فوق جهة رأس أمير المؤمنين، منشغلا بأداء السلام و التحية و الدعاء، فأسرعت بالتوجه نحوه، و لكن ازدحام الزائرين من جهة، و ما شعرت به عجز و عن التحرك بسرعة من جهة ثانية، منعاني عن الوصول إليه.. و لكنني و وصلت إلي مكان وقوفه في نهاية الأمر، و لكنني لم أره هناك، ثم اضطررت إلي البحث عنه في مختلف أطراف الحرم المطهر، فلم أعثر

ص: 129

عليه أبدأ، حتي أصابني اليأس و رجعت إلي مواصلة زيارتي و سائر أعالي قرب الضريح الشريف.. (1)

ص: 130


1- راجع (لقاء مع إمام الزمان) فارسي ص 27 - 29 عن كتاب (دار السلام) فارسي ص 293

حينما أصيبت المرأة السنية بالعمي!

نقل العلامة المجلسي عن السيد علي بن الحميد الذي روي في كتاب السلطان المفرج عن الشيخ شمس الدين.. قال:

كان من جملة أتباع و أصحاب السلاطين (الحكومة) رجل يدعي ب(محمد بن شمس) و كان له قرية تسمي (برس) أوقفها علي طائفة من العلويين. و كان له نائب معروف باسم ابن الخطيب، و كان شيعيا، و كذلك كان له غلام يتولي أمور النفقة و شراء الطعام، و اسمه عثمان، و كان علي الضد من ابن الخطيب، إذ كان سنيا متعصبا لمذهبه، و من هنا فقد كان كثيرا ما يصادف أن يدخل النائب الشيعي و الغلام السني في مشاجرات و جدل فيما يخص مذهبيهما .

و ذات مرة اشتد النزاع بين الطرفين علي مرأي من جماعة من العوام عند مقام النبي إبراهيم عليه السلام الكائن في ناحية من نواحي مدينة المحلة.. فقال ابن الخطيب لعثمان :

يا عثمان اليوم سيتبين الحق من الباطل، لأنني سأكتب الأسماء الشريفة للامام علي و الحسن و الحسين عليهم السلام علي كفي، و تقوم أنت بكتابة أسماء أحبائك أبي بكر و عمر و عثمان علي كفك، ثم نربط كفينا

ص: 131

معما و نضعهما في النار، و كل من احترقت كفه كان علي باطل، و من لم تحترق كان علي حق.. و لكن عثمان لم يقبل هذا الاقتراح، مما عرضه لملامة الحاضرين و استهزائهم به..

وكانت والدة عثمان واقفة علي مكان عال قرب محل النزاع، فرأت ما دار بين ابنها وبين ابن الخطيب الشيعي، و رأت و سمعت لوم الناس لابنها و استهزائهم به، فأخذت تسبهم و تسيء الأدب إلي الأئمة عليهم السلام ، و حيث بلغت في هذا الأمر شيئا نكرا، سري عمي بصيرتها إلي عينيها حتي أصبحت لاتري شيئا أبدأ، استدعت أقاربها الذين تأكدوا من فقدها بصرها، و أنزلوها من مكانها، و ذهبوا بها إلي مدينة الحلة و عرضوها علي الأطباء الذين أعربوا عن فشلهم في معالجتها و يأسهم منها ...

و صادف أن جاءت نسوة شيعيات، كن صديقات لها، لعيادتها، و بعد أن سمعن بتفاصيل القصة قلن لها: إن الذي أصابك بالعمي هو الإمام الحجة القائم عليه السلام ، فإذا اعتنقت مذهب التشيع، و تمسكت بتولي أهل البيت و تبرأت من أعدائهم، فإننا نضمن لك علي الله تعالي أن يعيد إليك بصرك، و اعلمي أن لاخلاص لك أبدأ إلا بالعمل بما قلناه.

و حينما سمعت أم عثمان هذا الكلام من صديقاتها الشيعيات، دخل

ص: 132

قلبها شيء من نور الهداية.. فأخذتها صديقاتها في ليلة الجمعة إلي تحت قبة المقام الشريف المعروف في مدينة الحلة بمقام صاحب الزمان عليه السلام ، و بقين فيه إلي اليوم التالي..

وحيث لم ينقض من الليلة إلا ربعها خرجت أم عثمان (المرأة التي ل أصيبت بالعمي) مسرورة ضاحكة وبعيون سالمة من المقام.. وأخذت تتحدث مع كل واحدة من صديقاتها وتصف لهن لباسهن و زينتهن.. و حينما تأكدن من صدق ادعائها، سألنها عن كيفية شفائها و تفاصيل استعادة بصرها..

قالت: حينما ادخلتموني إلي تحت القبة و خرجين من ساحة المقام، شعرت بعد مدة قصيرة بأن شخصا قد وضع يده علي يدي، وقال: اخرجي إلي الفناء فقد شافاك الله، و حينما فتحت عينيي لم أشعر بالعمي الذي كان أصابني، بل رأيت النور قد ملأ القبة، كما شاهدت رجلا هناك - عند القبة - فسألته: من أنت يا مولاي و سيدي؟ فأجابني: أنا محمد بن الحسن، و غاب من فوره..

ثم إن صديقاتها اصطحبنها إلي بيتها، و اختار ابنها عثمان مذهب الشيعة الإمامية.

وقد عرفت هذه الواقعة و اشتهرت في كل مكان، و كانت سببا في

ص: 133

استبصار أعداد كبيرة، و أيقنوا بوجود الإمام المهدي عليه السلام .. و كان ذلك في سنة سبعمائة و أربعة و أربعين هجرية. (1)

ص: 134


1- راجع (لقاء مع امام الزمان) ص 183 - 185 عن كتاب (دار السلام) ص 275 .

رؤيا و شفاء و بركة

اشارة

روي العلامة المجلسي رحمه الله في كتاب (بحار الأنوار) عمن يثق به هذه القصة التي يبدو أنها كانت معروفة بين أهالي النجف الأشرف. يقول ذلك الشخص :

كان بيتي الذي أسكن فيه الآن - سنة 789 هجرية – يعود الشخص يدعي حسين المدلل و هو رجل صالح و فاعل خير، و كان جدار البيت ملتصقة بجدار صحن مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، ثم إن اسمه وضع علي ممر كان هناك. و قد كان حسين المدلل ذا عائلة، فأصيب بسكتة قلبية خفيفة أقعدته عن الوقوف، حتي كان أولاده يعينونه علي القيام في بعض الأحيان.. و استمر علي العيش بهذه الطريقة، فأصيب بالفقر و ضيق ذات اليد. و بعد أن كان يمد يده إلي امرأته و أولاده، بدأ بطلب المعونة من الناس الذين لم يكونوا ا يتصدقون عليه دائما.

و في إحدي ليالي سنة (720) هجرية، و حيث انقضي ربع الليل، أيقظ زوجته و أولاده، فرأوا فجأة نورا يعم فضاء البيت الداخلي و الخارجي، حتي أن العين لتعجز عن مداومة النظر إليه.

ص: 135

فسألته زوجته و أولاده عن سر ذلك..

فأجابهم: لقد كان الإمام المهدي هنا منذ قليل و قال لي:

انهض يا حسين! فكنت أقول له: سيدي إنك تري عجزي، فأخذ الإمام عجل الله فرجه بيدي و أقامني، فشعرت بزوال آلامي و تحسن حالتي و هي أصبحت جيدة من كل ناحية. ثم قالي لي الإمام: إنني أعبر من هذا الممرلزيارة جدي، و عليك أن تقفل بابه في كل ليلة..

فأعربت له عن طاعتي المطلقة لتنفيذ أوامره، فنهض الإمام آنذاك و قصد زيارة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام . فشكرت الله علي هذه النعمة التي رزقنيها.

ولا يزال الممر المذكور محط احترام الناس، وهم يقدمون له النذور ولا يعود أحدهم خائبا منه، ببركة وجود إمام الزمان عليه السلام .

ص: 136

الإمام (عليه السلام) يشفي المرأة العمياء بإذن الله

جاء في المجلد الثاني و الخمسين من كتاب (بحار الأنوار) قال: حدثني الشيخ الصالح الخير العالم الفاضل شمس الدين محمد بن قارون أن رجلا يقال له: النجم، و يلقب ب (الأسود) في القرية المعروفة ب(دقوسا) علي الفرات العظمي، و كان من أهل الخير والصلاح، و كان له زوجة تدعي (فاطمة) خيرة صالحة، ولها ولدان، ابن يدعي عليا، و ابنة تدعي زينب، فأصاب الرجل وزوجته العمي، و بقيت علي حالة ضعيفة، و كان ذلك في سنة (712) و بقيا علي ذلك مدة مديدة.

فلما كان في بعض الليل، أحست المرأة بيد تمر علي وجهها و قائل يقول: قد أذهب الله عنك العمي، فقومي إلي زوجك ولا تتواني في خدمته، ففتحت عينيها، فإذا بالدار قد امتلأت نورا، و علمت أنه القائم عليه السلام. (1)

ص: 137


1- بحار الأنوار ج 52/ص 74 - 75.

موعد في مكة!

اشارة

قال يعقوب بن يوسف الضراب الغساني في منصرفه من أصفهان:

حججت في سنة (281) و كنت مع قوم مخالفين من أهل بلدنا، فلما قدمنا مكة، تقدم بعضهم فاكتري لنا دارا في زقاق بين سوق الليل، و هي دار خديجة عليها السلام تسمي دار الرضا عليه السلام ، و فيها عجوز سمراء، فسألتها: ما تكونين من أصحاب هذه الدار ؟ و لم سميت دار الرضا؟

فقالت: أنا من مواليهم، و هذه دار الرضا علي بن موسي عليهما السلام أسكتنيها الحسن بن علي عليهما السلام ، فإني كنت من خدمه.

فلما سمعت ذلك منها آنست بها و أسررت الأمر عن رفقائي المخالفين، فكنت إذا انصرفت من الطواف بالليل أنام معهم في رواق في الدار، و نغلق الباب و نلقي خلف الباب حجرا كبيرا.

فرأيت غير ليلة ضوء السراج في الرواق الذي كنا فيه؛ شبيها بضوء المشعل، و رأيت الباب قد انفتح ولا أري أحدا فتحه من أهل الدار، و رأيت رجلا ربعة أسمر إلي صفرة، ما هو قليل اللحم، في وجهه سجادة، عليه قيصان و إزار رقيق قد تقتع به، و في رجله نعل طاق. فصعد إلي الغرفة في الدار حيث كانت العجوز تسكن.. و كانت تقول

ص: 138

لنا: إن في الغرفة ابنته لا تدع أحدأ يصعد إليها، فكنت أري الضوء الذي رأيته يضيء في الرواق علي الدرجة عند صعود الرجل إلي الغرفة ثم أراه فيالغرفة من غير أن أري السراج بعينه.

وكان الذين معي يرون مثلما أري، فتوهموا أن هذا الرجل يختلف إلي ابنة العجوز، و أن يكون قد تمتع بها، فقالوا: هؤلاء العلوية يرون المتعة و هذا حرام لا يحل؛ فيما زعموا. و كنا نراه يدخل و يخرج، و نجيء إلي الباب، و إذا الحجر علي حاله الذي تركناه، و كنا نغلق هذا الباب خوفا علي متاعنا، و كنا لا نري أحدأ يفتحه و لا يغلقه، و الرجل يدخل و يخرج و الحجر خلف الباب إلي وقت ننحيه إذا خرجنا..

فلما رأيت هذه الأسباب، ضرب علي قلبي و وقعت في قلبي فتنة، فتلطفت العجوز و أحببت أن أقف علي خبر الرجل فقلت لها: يا فلانة! إني أحب أن أسألك و أفاوضك من غير حضور من معي فلا أقدر عليه، فأنا أحب إذا رأيتني في الدار وحدي أن تنزلي إلي لأسألك عن أمر.

فقالت لي مسرعة: و أنا أريد أن أسر إليك شيئا فلم يتهيأ لي ذلك من أجل من معك.

فقلت: ما أردت أن تقولي؟

فقالت: يقول لك - ولم تذكر أحدا -: لا تحاشن أصحابك و لا

ص: 139

و شركاءك (1) ولا تلاحهم، فإنهم أعداؤك؛ و دارهم..

فقلت لها: من يقول؟

فقالت: أنا أقول.. فلم جسر، لما دخل قلبي من الهيبة أن أراجعها.

فقلت: أي أصحابي تعنين؟ وظننت أنها تعني رفاقي الذين كانوا حجاجأ معي.

قالت: شركاؤك الذين الذين في بلدك و في الدار معك.

وكان جري بيني و بين الذين معي في الدار عنت في الدين، فسعوا بي حتي هربت و استترت بذلك السبب، فوقفت علي أنها عنت أولئك.

فقلت لها: ما تكونين أنت من الرضا؟

فقالت: كنت خادمة للحسن بن علي عليهما السلام

قلت لأسألها عن الغائب، فقلت: بالله عليك! رأيته بعينك؟

فقالت: يا أخي! لم أره بعيني، فإني خرجب و أختي حبلي، و و بشرني الحسن بن علي عليهما السلام بأني سوف أراه في آخر عمري، و قال لي: تكونين له كما كنت لي، و أنا اليوم منذ كذا بمصر، و إنما قدمت الآن بكتابة و نفقة وجه بها إلي علي يد رجل من أهل خراسان لا يفصح

ص: 140


1- أي تشاتهم. و الملاحاة: المنازعة و المعاداة.

العربية، و هي ثلاثون دينارا، و أمرني أن أحج سنتي هذه، فخرجت رغبة مني أن أراه.

فوقع في قلبي أن الرجل الذي كنت أراه هو هو!

فأخذت عشرة دراهم صحاحا فيها ستة رضوية من ضرب الرضا عليه السلام قد كنت خبأتها لألقيها في مقام إبراهيم عليه السلام ، و كنت نذرت و نويت ذلك، فدفعتها إليها، و قلت في نفسي: أدفعها إلي قوم من ولد فاطمة عليها السلام أفضل مما ألقيها في المقام و أعظم ثوابأ.

فقلت لها: ادفعي هذه الدراهم إلي من يستحقها من ولد فاطمة عليها السلام ، وكان في نيتي أن الذي رأيته هو الرجل، و إنما تدفعها إليه. فأخذت الدراهم، و صعدت و بقيت ساعة ثم نزلت فقالت: يقول لك: ليس لنا فيها حق، اجعلها في الموضع الذي نويت، و لكن هذه الرضوية خذ منا بدلها و ألقها في الموضع الذي نويت. ففعلت.

ثم كان معي نسخة توقيع خرج إلي القاسم بن علاء بأذربيجان، فقلت لها:

تعرضين هذه النسخة علي إنسان قد رأي توقيعات الغائب.

فقالت: ناولني، فإني أعرفه. فأريتها النسخة، و ظننت أن المرأة تحسن أن تقرأ. فقالت: لا يمكنني أن أقرأه في هذا المكان، فصعدت

ص: 141

الغرفة، ثم أنزلته فقالت: صحيح و في التوقيع: أبشركم ببشري ما بشرته به [إياه] و غيره.

ثم قالت: يقول لك: إذا صليت علي نبيك كيف تصلي؟

فقلت: أقول: اللهم صل علي محمد و آل محمد، و بارك علي محمد و آل محمد كأفضل ما صليت و باركت و ترحمت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

فقالت: لا، إذا صليت عليهم، فصل عليهم كلهم و سمهم.

فقلت: نعم.

فلما كانت من الغد، نزلت و معها دفتر صغير فقالت: يقول لك: إذا صليت علي النبي، فصل عليه و علي أوصيائه علي هذه النسخة فأخذتها و كنت أعمل بها.

و رأيت عدة ليال قد نزل من الغرفة وضوء السراج قائم، و كنت أفتح الباب و أخرج علي أثر الضوء و أنا أراه، أعني الضوء، و لا أري أحدأ حتي يدخل المسجد و أري جماعة من الرجال من بلدان شتي و يأتون باب هذه الدار، فبعضهم يدفعون إلي العجوز رقاعأ معهم، و رأيت العجوز قد دفعت إليهم كذلك الرقاع، فيكلمونها و تكلمهم ولا أمنهم عليها، و رأيت منهم في منصرفنا جماعة في طريقي إلي أن قدمت بغداد.

ص: 142

- نسخة الدفتر الذي خرج:

« بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل علي محمد سيد المرسلين، و |خاتم النبيين و حجة رب العالمين، المنتخب في الميثاق، المصطفي في الظلال، المطهر من كل آفة، البريء من عيب، المؤمل للنجاة، المرتجي للشفاعة، المفوض إليه دين الله.

اللهم شرف بنيانه، و عظم برهانه، و أفلح حجته، و ارفع درجته، و أضيء نوره، و بيض وجهه، و أعطه الفضل و الفضيلة، و الدرجة و الوسيلة الرفيعة، و ابعثه مقاما محمودا، يغبطه به الأولون و الآخرون.

و صل علي أمير المؤمنين، و وارث المرسلين، و قائد الغر المحجلين، و سيد الوصيين، و حجة رب العالمين.

و صل علي الحسن بن علي إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

و صل علي الحسين بن علي إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

و صل علي علي بن الحسين، إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

و صل علي محمد بن علي، إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

ص: 143

و صل علي جعفر بن محمد، إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

و صل علي موسي بن جعفر، إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

وصل علي علي بن موسي، إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

وصل علي محمد بن علي، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.

و صل علي علي بن محمد، إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

وصل علي الحسن بن علي، إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، وحجة رب العالمين.

و صل علي الخلف الصالح الهادي المهدي، إمام المؤمنين، و وارث المرسلين، و حجة رب العالمين.

اللهم صل علي محمد و أهل بيته الأئمة الهادين المهديين، العلماء الصادقين، الأبرار المتقين، دعائم الدين، و أركان توحيدك، و تراجمة وحيك، و حججك علي خلقك، و خلفائك في أرضك، الذين اخترتهم

ص: 144

النفسك، و اصطفيتهم علي عبادك و ارتضيتهم لدينك، و خصصتهم بمعرفتك، و جللتهم بكرامتك، و غشيتهم برحمتك، و ربيتهم بنعمتك، و غذيتهم بحكمتك، و ألبستهم من نورك، و رفعتهم في ملكوتك، و حففتهم بملائكتك، و شرفتهم بنبيك.

اللهم صل علي محمد و عليهم صلاة كثيرة دائمة طيبة، لا يحيط بها إلا أنت ولا يسعها إلا علمك، و لا يحصيها أحد غيرك.

اللهم صل علي وليه المحيي سنتك، القائم بأمرك، الداعي إليه، الدليل عليك، وحجتك علي خلقك، و خليفتك في أرضك، و شاهدك علي عبادك.

اللهم أعز نصره، و مد في عمره و زين الأرض بطول بقائه، اللهم اكفه بغي الحاسدين، و أعذه من شر الكائدين، و ازجر عنه إرادة الظالمين، و خلصه من أيدي الجبارين.

اللهم اعطه و ذريته و شيعته و رعيته و خاصته و عامته و عدوه و جميع أهل الدنيا ما تقر به عينه، و تسر به نفسه، و بلغه أفضل أمله في الدنيا و الآخرة إنك علي كل شيء قدير.

اللهم جدد به ما محي من دينك، و أحيي به ما بدل من كتابك، و أظهر به ما غير من حكمك، حتي يعود دينك به و علي يديه غضأ جديدا خالص مخلصا لاشك فيه، و لا شبهة معه، و لا باطل عنده، و لا بدعة لديه.

ص: 145

اللهم نور بنوره كل ظلمة، وهد بركنه كل بدعة، و اهدم بعزته كل ضلالة، و اقصم به كل جبار، و اخمد بسيفه ادحر كل نار، و أهلك بعدله كل جائر، و أجر حكمه علي كل حكم، و أذل بسلطانه كل سلطان.

اللهم أذل كل من ناواه، و أهلك كل من عاداه، و امكر من كاده، و استأصل بمن جحد حقه و استهان بأمره و سعي في إطفا نوره. و أراد إخماد ذكره.

اللهم صل علي محمد المصطفي، و علي المرتضي، و فاطمة الزهراء، و الحسن الرضا، و الحسين المصطفي، و جميع الأوصياء، ومصابيح الدجي، و أعلام الهدي، و منار التقي، و العروة الوثقي، و الحبل المتين، و الصراط المستقيم، و صل علي وليك و ولاة عهده، و الأئمة من ولده، و مد في أعمارهم، وزد في آجالهم، و بلغهم أقصي آمالهم دينا و دنيا و آخرة، إنك علي كل شيء قدير».(1)

ص: 146


1- بحار الأنوار ج 52، ص 17 - 22.

شفاء الفتاة البوشهرية!

نقل الشيخ أحمد قاضي زاهدي عن صديقه المحترم الشيخ علي أكبر حائري قصة شفاء فتاة من مدينة بوشهر الإيرانية. حيث قال: قال الحاج حسن كبكاني، و هو من أصدقائي المقربين و الساكنين في مدينة بوشهر:

ابتليت ابنتي بألام الرجل، و كانت تتحمل من ذلك الكثير. و بعد أن أجري الأطباء ما يلزم من كشوف و معاينات، رأوا ضرورة إجراء عملية جراحية، مؤكدين بإنه لاوسيلة ممكنة غير ذلك، فيما كانت العملية تكلف مبلغا كبيرا يعادل سبعمائة ألف تومان.. فكنت منشغل الفكر فيما نوافق علي إجراء العملية أم لا.. بل و كيف لنا أن نهييء هذا المبلغ الكبير..

كانت إحدي الهيئات الحسينية تستعد لزيارة مسجد جمكران في مدينة قم المقدسة، فجال في خاطري و ارتأيت إرسال الفتاة إلي المسجد المذكور بمعية هذه الهيئة التي تطلق علي نفسها اسم (هيئة عشاق إمام الزمان عليه السلام ) عسي أن تنال الشفاء إثر توسلها بالإمام المهدي عجل الله فرجه ...

ص: 147

و حينما دخلنا مسجد جمكران و قمنا بأعمال و آداب هذا المسجد العظيم أخذنا نتوسل بمولانا الإمام المهدي و نتلهف إلي أن ينظر لنا الإمام نظرة رحيمة منه.

وفي هذه الأثناء، تنبهت ابنتي إلي وجود جسم نوراني يتجه نحوها: و يبشرها بالشفاء و عدم الحاجة إلي إجراء عملية جراحية.

ولدي عودتنا إلي العودة أدركت ابنتي زوال الآلام عنها، و أنها قد عوفيت تماما ببركة التوسل بإمام الزمان عجل الله فرجه.

ص: 148

لقاء قبيل الزلزال!

في الخامس و العشرين من شهر صفر الحرام سنة (1392) قمرية تعرضت منطقة (قير) الواقعة إلي الجنوب الشرقي من محافظة شيراز الإيرانية إلي زلزال شديد، تضررت له أكثر البيوت، بل لم يبق فيها بيت إلا تهدم أو تصدع، و قد راح ضحية هذا الزلزال حوالي ثلثي سكان المنطقة الذي سقطوا صرعي تحت الأنقاض، ولم يتذكر الشيبة و المسنون حادثا بفضاعة هذا الحادث.

قالت امرأة مؤمنة من أهل منطقة (قير): في ليلة وقوع الزلزال، حيث كانت الساعة تشير إلي نصف ساعة علي منتصف الليل رأيت في منامي أن سيدا جاء إلي بيتنا، و كان قد وضع عمامته المتهدلة حول رقبته و علي كتفيه، و كانت امرأة متنقبة برفقته، فناداني حتي استيقظت.

قال لي: أضيئي المصباح. ففعلت.

وقال: اخرجي مع زوجك و أولادك من البيت!

فقلت: سيدي! لقد بذلنا جهودا كبيرة طيلة ست أو سبع سنوات حتي شيدنا هذا البيت، و الآن تطلب مني مغادرته!

قال: ينبغي لكم الخروج لأن البلاء سينزل..

ص: 149

سألته: هل تسمح بأن أوقظ زوجي؟

قال: لازال الوقت مبكرا.

فخفت بشدة و قلت في نفسي: ليت الصباح يأتي و يؤذن المؤذن.

فقال: أوقدي نارأ وضعي عليها إبريق الماء، و لكنك لن تمهلين حتي تعدي شايا؛

فأوقدت النار، و ناديت زوجي حتي استيقظ، ثم سمعت صوت المؤذن يبدأ الأذان

.. أخذت أتوسل و أستغيث بأبي الفضل العباس عليه السلام، و صحت: يا أبا الفضل العباس أدركني! فرأيت سيدا شابا نوراني الطلعة خلته وجها دون جسد، و قد جاء إلي البيت و قال لي: أيقظي حيدر (زوجي) و أعلميه أن أمه قد توفيت، و ليأت لتسلم جنازتها و دفنها.

قلت له: يا سيد كاظم أين كنت؟ (و كان السيد كاظم خطيبا منبريا من أهالي منطقة قير نفسها، و قد توفي في حادث الزلزال فيما بعد).

فأجاب: لست السيد كاظم. و قد جئت من جهة القبلة و أنوي العبور من المنطقة!

و حينما رأي الخوف باديا علي ملامحي قال: لا تخافي، و لأنك امرأة حاملة، سأوليك ظهري و أتكلم معك..

ص: 150

ثم تلا ذلك حدوث زلزال خفيف، و حتي أتيت علي زوجي و أطفالي لأوقظهم، وقع الزلزال الكبير، فاستطعت بالكاد إخراج الأطفال مع زوجي من البيت الذي كان يتهدم .

مع أن البيوت قد تهدمت، و لكن الغرفة الصغيرة التي كان أطفالنا ينامون فيها انقسم جزء من سقفها و لم يتعرض فرد من أفراد العائلة للأذي.

ص: 151

لقاء مع امرأة حديثة الإسلام

قال مؤلف كتاب (مسجد جمكران) الحاج عبد الرحيم سر افراز في الشيرازي، قال الحاج علي أصغر سيف، و ذلك في يوم عيد الفطر من عام (1400) قرية:

تزوج أحد أطباء شيراز من فتاة جامعية أجنبية كانت أسلمت حديثا، وهي كثيرة المطالعة، فعاد بها إلي إيران ثم قاما بزيارة بيت الله الحرام و قبر الرسول صلي الله عليه واله و قبور الأئمة المعصومين عليهم اللسلام في البقيع .

ولا أعلم ماذا دار بينهم من حوار، حتي قال الدكتور لزوجته:

زوجتي العزيزة!

إننا نعتقد بأن الإمام المهدي عليه السلام ، و هو آخر الأئمة الاثني عشر يشترك في مراسم الحج في كل عام. كما نعتقد أنه يعين كل صاحب حاجة و مضطر إذا ناداه بقلب مؤمن مخلص و توسل إليه

.. و بدأت المراسم الحج، فذهب الدكتور و زوجته بعد أداء جزء من المراسم إلي صحراء عرفات. و لكن زوجته حديثة الإسلام و الإيمان وجدت نفسها تنفصل عن زوجها في ذلك الازدحام الكبير و

ص: 152

تضيع، وضاعف عدم معرفتها باللغة العربية أو الفارسية من الصعوبة التي لاقتها، فيما كان الزوج منهمكا كل الانهماك في البحث عنها، ولكن لم يعثر لها علي أثر، مما دفعهما إلي التوسل و الاستغاثة بالإمام المهدي عليه السلام ليفرج عنهما ما أصابهما من كرب.

و حيث كان الدكتور و مسؤولو الوفد قد أصابهم التعب جراء البحث، رأوا فجأة زوجة الدكتور تدخل عليهم الخيمة الكبيرة دون أن تبدو عليها علامات الإجهاد أو القلق أو الملل. فاستقبلها زوجها فرحا و سألها عن القصة و تفاصيلها!

أجابت: لقد ضعت بين أمواج الحجاج الكثيرة، و أصبت بحالة من اليأس و القلق و الاضطراب، حتي وجدت نفسي ألهج باسم الإمام صاحب الزمان عليه السلام و أتوسل به، و بعد برهة انتابني شعور بالاطمئنان القلبي و الراحة النفسية و كأن نورأ سكن قلبي.. فطلبت منه النجاة و تخليصي من التيه، حتي رأيت رجلا أوصلني إلي مكانكم الحالي...

ثم طلبت المرأة من زوجها الدكتور أن يشكر الرجل علي ما قدمه لها من الجميل، فقام الدكتور و بعض رفاقه باتجاه الرجل الذي قالت عنه المرأة إنه واقف خارج الخيمة، و لكنهم لم يعثروا علي أثر له، فتبين لهم أنها قد رأت الإمام المهدي عليه السلام ، بينما الآخرون لم يوفقوا لرؤيته...

ص: 153

لقاء عند الجمرات

قال السيد حسين أصغري فيما يخص الإمدادات الغيبية للإمام صاحب الزمان عليه السلام : نقل لي صديقي المحترم سماحة الحاج الشيخ حسن شاكري هذه القصة:

قال: تشرفت في عام (1403) بزيارة بيت الله الحرام بعنواني عالم الحملة التي يترأسها الحاج مهدي طهراني من أهالي العاصمة، فيما كان أفراد الحملة من منطقة (كاشمر ).

وكان من ضمن الحجاج سيدة تدعي فاطمة جالينوس من أهالي (خير آباد) التابعة لمدينة كاشمر.. و من جملة ما كان منها أنها عجزت عن رمي الجمرة الوسطي جراء ازدحام الحجاج و كثرتهم. فسألتني عن الحكم الشرعي لهذه المسألة، فأرشدتها إلي ضرورة التوسل بالإمام المهدي عجل الله فرجه. فذهبت و عادت بعد عدة دقائق، فقلت لها: هل وفقتي؟

قالت: نعم !!

... رأيتها تبكي و تقول: حينما بدأت التوسل بالإمام المهدي، رأيت شخصا في أحد جوانب محل الرمي و كأنه يساعد الناس.. و حينما

ص: 154

اقتربت منه، قال لي: يا فاطمة! ارمي من هذا الجانب، و أشار بيده المباركة.. و أفسح لي الطريق بحيث خلا المكان، فذهبت و رميت الجمرة و رجعت بكل اطمئنان و شكرت للرجل مساعدته. فقال لي:

أنتم تقيمون بمجلسا حسينيا بعد صلاة الصبح في كل يوم، فقولي للشيخ شاكري أن يقرأ مصيبة (ذو الجناح) (1) غدأ، فإني سأحضر في مجلسكم.

قال الشيخ شاكري: حينما نقلت السيدة جالينوس هذه القصة لنا، تأكدنا بأن الإمام المهدي سيحضر مجلسنا الحسيني...

ص: 155


1- اسم جواد الإمام الحسين الشهيد عليه السلام، في إشارة إلي قصة مصرعه عليه السلام، و ما بدر من الجواد من أفعال أكدت دركه لما أصاب فارسه!

لقاء و اشفاء في ليلة تاسوعاء!

نقل الشيخ قاضي ضمن رسالة كتبها إليه سماحة السيد محمد جواد شيخ الاسلامي جاء فيها:

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام علي محمد و آله الطاهرين، سيما بقية الله الأعظم أرواح العالمين له الفداء

سماحة حجة الاسلام قاضي زاهدي:

إني السيد محمد جواد شيخ الإسلامي، من سكنة الري، شارع قم، ناحية باقر آباد، و إمام جماعة مسجد أبي الفضل عليه السلام .

بعد التحية و الأمل في أن يوفقكم البارئ تعالي، و أن يرعاكم ولي الله الأعظم عجل الله فرجه الشريف و يحفظكم من الحوادث، و أن يجعلكم أكثر موفقية في نشر فضائل و كرامات أهل البيت عليهم السلام ، و علي ام الأخص بقية الله الأعظم أرواحنا فداه ، كما هو رجاؤنا.

أما بعد؛ وحيث أشرتم في مقدمة كتابكم القيم (عشاق الإمام المهدي عج) و جزئه الثاني بالذات، أعلمكم من جانبي بأنني علي اطلاع علي وقائع عديدة من اللقاءات و الكرامات الخاصة بإمام الزمان عليه السلام ، و اكتفي هنا بنقل أحداث واقعتين:

ص: 156

الأولي تتعلق بشفاء زوجتي بنور الولاية و دعاء الإمام المهدي عليه السلام . و الثانية ترتبط بشفاء سيدة من مرضها العضال، و هي من أهالي ناحية باقر آباد جنوب طهران العاصمة.

أما القضية الأولي، فتتعلق بشفاء زوجتي من انزلاق أصابها في كتفها وما تبع ذلك من آلام شديدة استمرت معها عدة سنوات، مما ترك لها ضعفا شديدا و الإحساس بترقق عظام الرأس، و ترشح الكميات غير الطبيعية من الماء من جسمها، حتي أعيي الأطباء في معالجتها، فانتهوا إلي ضرورة إجراء عملية جراحية غير مضمونة العواقب.

أما أنا؛ فقد قصدت منطقه (تويسركان) لغرض التبليغ في أيام عاشوراء، و كان ذلك في السنة الماضية، و حينما عدت، وجدت زوجتي قد عوفيت؛

و كانت قصة شفائها أنها رأت في منامها في ليلة اليوم التاسع من شهر محرم الحرام من يقول لها بأن إمام الزمان عجل الله فرجه سيحضر.

قالت: و فجأة ظهر شخص أمام صالة البيت، و كان مقدار من الخبز قرب أنبوب المياه، فأومأ إليه بيده المباركة، ثم إنه توضأ و أراد

ص: 157

الانصراف، و لكنني ألححت عليه لكي يشفيني من مرضي.. فرجع الإمام إلي ناحيتي ورش علي رأسي و وجهي و بدني عدة قطرات من فضل وضوئه الطاهر، فشعرت علي الفور بتحسن حالتي، وأصبحت لا أشعر بما كنت أعانيه من الثقل في رأسي، و عوفي جسمي.. و هاهي سنة أو أكثر مرت علي حدوث تلك الواقعة، و لا أجد أثرأ لتلك الأمراض في بدني.

الحمد لله و المنة، كانت هذه قصة شفاء زوجتي المريضة في ليلة تاسوعاء من السنة الماضية.

* أما القضية الثانية، فقد كانت لسيدة من أهالي منطقتنا و يعرفها المؤمنون جميعا، ويعرفون قصة شفائها علي يد الإمام المهدي عليه السلام.

لقد كانت مصابة بفلج في يدها وضعف شديد في أعصابها و تدني حالتها النفسية، حتي أصاب أهل بيتها اليأس من شفائها.

و ذات ليلة، طلبت من زوجها أن يفصل فراشها لأنها ترغب في النوم لوحدها..

و حيث أخذتها غفوة رأت في عالم الرؤيا أن إمام الزمان عليه السلام قد حضر عندها و قد تحزم بخرقة خضراء. فوضع يده المباركة علي فراشها قائلا: لقد عوفيتي، انهضي فقد أوقدت لك السماور. فتمسكت

ص: 158

المرأة بالخرقة الخضراء للإمام عليه السلام حتي علقت في يدها قطعة منها، وبقيت في قبضتها حتي استيقظت، إذ رأت السماور في حالة الانتقاد و قطعة القماش الأخضر في يدها، كما تأكدت من عدم وجود أي أثر لمرضها و خمولها..

يقول أقارب هذه المرأة: حينما علم الناس بخبر هذه الكرامة بدؤوا يتوافدون علي بيتها و لعدة أيام. ولا زالت تسكن في منطقة (باقر آباد) و إن قصتها قد تواترت حتي صارت أظهر من الشمس بين أهالي محلتها.

سيد محمد جواد شيخ الإسلامي

طهران - مدينة ري - باقر آباد

مسجد أبي الفضل

ص: 159

عقيلة الشيخ سيبويه تلتقي الإمام (عجل الله تعالي فرجه الشريف)

اشارة

نقل صاحب كتاب (عشاق الإمام المهدي عجل الله تعالي فرجه) مضمون رسالة سماحة آية الله أحمد سيبويه، حيث جاء فيها:

الحمد لله رب العالمين، و صلي الله علي خير خلقه محمد و عترته الميامين المعصومين، فإن زوجتي من المولهين بمولانا و صاحبنا المهدي الحجة بن الحسن العسكري أرواحنا فداه و رزقنا الله لقاه إن شاء الله في خير و عافية، و اسمها فاطمه، أما كيفية لقائها الإمام فعلي النحو التالي:

منذ أن سمعت - زوجة الشيخ سيبويه - من بعض العلماء قصة لقاء علي بن مهزيار رضوان الله عليه بالإمام المهدي أرواحنا فداه في مكة المعظمة، استولي علي الشعور العارم بالشوق إلي رؤيته، فكنت أبكي ليلا ونهارا و أضطرب لذلك أيما اضطراب.. حتي فقدت بصري من شدة البكاء.

و ذات ليلة رأيت في منامي أنني في المسجد الحرام في حالة الطواف، فوقع نظري علي شخص تبدو عليه شمائل الصلاح و التقوي، فتوسلت إليه بأن أري إمام الزمان عليه السلام ، فقال لي:

ص: 160

إذا أردت رؤية الإمام، فلا تخبري أحدا، و خذي حقيبة ملابسك و تعالي إلي المكان الفلاني، و لا تنبئي حتي رفاقك، فامتثلت لما أمر به علي الفور، وذهبت إلي المكان المعين، فرأيته واقفا ينتظرني قرب جواد كان معه، فقال لي: اركي، فركبت، و ركب هو علي جواده الخاص به، و انطلقتا، حتي قطعنا مسافة، فرأيت شارعأ من بعيد، و علي جانبه خيمة كبيرة ناصعة البياض، و حينما اقتربنا من الخيمة قال لي: ترجلي عن الجواد، و حينما ترجلت رأيت الجواد يختفي عن ناظري، و لكن الرجل عقل جواده في ناحية قريبة و دخل الخيمة، فتوسلت إليه أن يأخذني إلي داخل الخيمة لأري الأمام، إذ كنت علي يقين بأنه فيها.

فقال لي الرجل: ما أسعدك! فقد أذن لك الإمام. و حينما دخلت، رأيت فضاء رحبا داخل الخيمة، و في وسطها فراش كان الإمام عليه السلام جالسا عليه و هو مرتد للملابس العسكرية.

فسلمت عليه، فرد سلامي و حرك رأسه.. فأدمت النظر إلي وجهه الكريم حتي تهت في جماله و هيبته و جلاله. و كان لون وجهه المبارك حنطيا..

ولا أتذكر علي وجه الدقة أنني بقيت هناك يومين أو ثلاثة.

ص: 161

ثم إن ذلك الرجل جاءني قائلا: لقد انتهي وقت اللقاء و يجب أن تعودي، فامتعضت لذلك كثيرا و توسلت إليه أن يستأذن من الإمام أن أبقي ثلاثة أيام أخري، فقال للرجل: إن مدة لقائها قد انتهت و يجب أن تعود.. و حينما خرجت من الخيمة وجدتني استيقظ من منامي، فاستغرقت في بكاء طويل و شعرت بالهموم و الغموم تعصر قلبي إلي حد لايوصف.

هذه خلاصة ما كشفته العلوية فاطمة.

الأحقر ميرزا أحمد سيبويه اليزدي الحائري

4 /ربيع الثاني /1416.

ص: 162

الملائكة تتبرك بالمهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف)!

نقل ابن بابويه رحمه الله عن أبي علي الخيزران قال:

أهديت للإمام الحسن العسكري عليه السلام خادمة لي، فكانت حاضرة في وقت ولادة الإمام المهدي أرواحنا فداه، فقالت لي عن ذلك:

حينما ولد المهدي عليه السلام سطع منه نور عظيم و ارتقي إلي عنان اسماء، و رأيت طيورا بيضاء جميلة تنزل من السماء، ففرشت أجنحتها علي رأس الإمام و بدنه، ثم حلقت عائدة.

قالت: فرويت للإمام الحسن العسكري ما رأيت، فتبسم لي الإمام و قال:

إنها - الطيور - كانت ملائكة الله جاءت لتتبرك بهذا المولود، و ستكون هذه الملائكة أنصار ولدي و أعوانه حينما يعود من غيبته و يؤذن له بالظهور (1)

ص: 163


1- كما الدين الشيخ الصدوق /ج، ص 431.

الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يتكلم في المهد صبيا!

اشارة

نقل ابن بابويه عليه الرحمه عن إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن موسي بن جعفر عليه السلام قصة عن لقاء السيدة (نسيم) خادمة الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، إذ جاء فيها:

بعد عشر ليال من ولادة صاحب الزمان عليه السلام ، ذهبت للقائه و رؤيته، فانتابتني عطسة عطستها، فقال لي الإمام المولود: يرحمك الله !

فسررت مما قاله الأمام، ثم قال عليه السلام : هل أبشرك بما في العطاس؟

فقلت: نعم

قال: هو أمان من الموت ثلاثة أيام ! (1)

ص: 164


1- كمال الدين /ج، ص 430. و الغيبة للشيخ الطوسي، ص 139.

مما صرح به الإمام (عجل الله تعالي فرجه الشريف) حين الولادة!

عن عبد الله بن موسي بن جعفر عليهما السلام عن السياري قال: حدثتني نسيم و مارية - خادمتان للإمام العسكري عليه السلام - قالت [كذا في ال النسخة] :

لما خرج صاحب الزمان من بطن أمه، سقط جاثيا علي ركبتيه، رافعا سبباته نحو السماء، ثم عطس فقال: الحمد لله رب العالمين، و صلي الله علي محمد و آله عبدا داخرا لله غير مستنكف و لا مستكبر، ثم قال: زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة، ولو أذن لنا في الكلام لازال الشك؟

ص: 165

قصة القابلة أثناء الولادة المباركة!

اشارة

قال حنظلة بن زكريا: حدثني أحمد بن بلال بن داود الكاتب، و كان عاميا ينصب العداء لأهل البيت عليهم السلام ، يظهر ذلك ولا يكتمه، و كان صديقا لي يظهر مودة بما فيه من طبع أهل العراق، فيقول - كلما لقيني - لك عندي خبر تفرح به و لا أخبرك به، فأتغافل عنه إلي أن جمعني و إياه موضع خلوة، فاستقصيت عنه، و سألته أن يخبرني به. فقال:

كانت دورنا بسر من رأي مقابل دار ابن الرضا - يعني أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام - فغبت عنها دهرا طويلا إلي قزوين و غيرها. ثم قضي لي بالرجوع إليها، فلما وافيتها، و قد كنت فقدت جميع من خلفته من أهلي و قراباتي إلا عجوزا كانت ربتني و لها بنت معها و كانت من طبع الأول (1) مستورة صائنة لا تحسن الكذب، وكذلك مواليات لنا بقين في الدار، فأقمت عندهن أيام ثم عزمت الخروج.

فقالت العجوزة: كيف تستعجل الانصراف و قد غبت زمان؟ فأقم عندنا لنفرح بمكانك.

ص: 166


1- أي مطبوعة علي تلك الخصال من أول عمرها.

فقلت لها علي جهة الهزء: أريد أن أصير إلي كربلاء و كان الناس يستعدون للخروج في النصف من شعبان أوليوم عرفة.

فقالت: يا بني! أعيذك بالله أن تستهين ما ذكرت أو تقوله علي اوجه الهزء، فإني أحدثك بما رأيته - يعني بعد خروجك من عندنا بسنتين - كنت في هذا البيت نائمة بالقرب من الدهليز، و معي ابنتي و أنا بين النائمة و اليقظانة، إذ دخل رجل حسن الوجه نظيف الثياب طيب الرائحة، فقال:

يا فلانة! يجيئك الساعة من يدعوك من الجيران فلا تمتنعي من الذهاب معه ولا تخافي.

ففزعت، فناديت ابنتي و قلت لها: هل شعرت بأحد دخل البيت؟ فقالت: لا.

فذكرت الله و قرأت، ونمت، فجاء الرجل بعينه و قال لي مثل قوله. ففزعت و صحت بابنتي، فقالت: لم يدخل البيت، فاذكري الله و لا تفزعي. فقرأت و نمت، فلما كان في الثالثة، جاء الرجل و قال:

يا فلانة ! قد جاءك من يدعوك و يقرع الباب، فاذهبي معه.

و سمعت دق الباب، فقمت وراء الباب و قلت: من هذا؟

فقال: افتحي و لا تخافي.

ص: 167

فعرفت كلامه، و فتحت الباب، فإذا خادم معه إزار، فقال:

يحتاج إليك بعض الجيران الحاجة مهمة فادخلي. و لف رأسي بالملاءة و أدخلني الدار، و أنا أعرفها، فإذا بشقاق (1) مشدودة وسط الدار و رجل قاعد بجنب الشقاق، فرفع الخادم طرفه، فدخلت، و إذا امرأة قد أخذها الطلق؛ و امرأة قاعدة خلفها كأنها تقبلها. فقالت المرأة:

تعييننا فيما نحن فيه؟

فعالجتها لما يعالج به مثلها، فما كان إلا قليلا حتي سقط غلام، فأخذته علي كفي و صحت: غلام غلام، و أخرجت رأسي من طرف الشقاق أبشر الرجل القاعد.

فقال لي: لا تصيحي؟

فلما رددت وجهي إلي الغلام؛ قد كنت (رأيت أنني) فقدته من كفي، فقالت لي المرأة القاعدة: لا تصيحي.

و أخذ الخادم بيدي، ولف رأسي بالملاءة، و أخرجني من الدار، و ردني إلي داري، و ناولني صرة و قال: لا تخبري بما رأيت أحدأ .

ص: 168


1- الشقاق: جمع الشقة بالكسر، و هي قطع من القماش مستطيلا.

فدخلت الدار، و رجعت إلي فراشي في هذا البيت، و ابنتي نائمة، فأنبهتها، و سألتها هل علمت بخروجي و رجوعي، فقالت: لا؟

و فتحت الصرة في ذلك الوقت، و إذا فيها عشرة دنانير عددا، و ما أخبرت بهذا أحدا إلا في هذا الوقت لا تكلمت بهذا الكلام علي حد الهزء، فحدثتك إشفاقا عليك، فإن لهؤلاء القوم عند الله عز و جل شأنا و منزلة، و كل ما يدعونه حق.

قال: فعجبت من قولها، و صرفته إلي السخرية و الهزء، و لم أسألها عن الوقت غير أني أعلم يقينا أني قدغبت عنهم في سنة نيف و خمسين و مائتين، و رجعت إلي سر من رأي في وقت أخبرتني العجوزة بهذا الخبر في سنة إحدي و ثمانين و مائتين في وزارة عبد الله بن سليمان لما قصدته.

قال حنظلة: فدعوت بأبي الفرج المظفر بن أحمد حتي سمع معي هذا الخبر

ص: 169

..عن زواج والدي الإمام المهدي (ع)!

قال بشر بن سليمان النخاس، و هو من ولد أبي أيوب الأنصاري، أحد موالي و أبي محمد و جارهما بسر من رأي: أتاني كافور الخادم فقال: مولانا أبو الحسن علي بن محمد العسكري يدعوك إليه.

فأتيته، فلما جلست بين يديه قال لي:

يا بشر! إنك من ولد الأنصار، و هذه الموالاة - المحبة و التشيع - لم تزل فيكم، يرثها خلف عن سلف، و أنتم ثقاتنا أهل البيت، و إني مزكيك و مشرفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في المولاة بسر أطلعك عليه، و أنفذك في ابتياع أمة. فكتب كتابا لطيفا بخط رومي ولغة رومية، و طبع عليه خاتمه، و أخرج شقة - قطعة قماش مستطيلة الشكل صغيرة - صفراء فيها مائتان و عشرون دينارا فقال:

خذها و توجه بها إلي بغداد و احضر معبر صخوة يوم كذا، فإذا ما وصلت إلي جانب زوارق السبايا وتري الجواري فيها ستجد طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس و شرذمة من فتيان العرب، فإذا رأيت ذلك، فاشرف من البعد علي المسمي عمر بن يزيد الناس عامة نهارك، إلي أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا و كذا

ص: 170

لابسة حريرين صفيقين تمتنع من العرض و لمس المعترض و الانقياد لمن يحاول لمسها، و تسمع صرخة رومية من وراء ستر رقيق، فاعلم أنها تقول: و اهتك ستراه، فيقول بعض المبتاعين:

علي ثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة، فتقول له بالعربية: لو برزت في [زي] سليمان بن داود و علي شبه ملكه ما بدت لي فيك رغبة، فاشفق علي مالك، فيقول النخاس: فما الحيلة؛ ولابد من بيعك؟ فتقول الجارية: و ما العجلة؛ ولابد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه و إلي وفائه وأمانته!

فعند ذلك؛ قم إلي عمر بن يزيد النخاس و قل له إن معك كتابا لبعض الأشراف، كتبه بلغة رومية و خط رومي و وصف فيه كرمه و وفاءه و نبله و سخاءه، تناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه، فإن مالت إليه و رضيته، فأنا وكيله في ابتياعها منك.

قال بشر بن سليمان: فامتثلت جميع ماحده لي مولاي أبو الحسن عليه السلام في أمر الجارية، فلما نظرت في الكتاب، بكت بكاء شديدا و قالت لعمر بن يزيد: بعني من صاحب هذا الكتاب و حلفت بالمحرجة و المغلظة (اليمين) أنه متي امتنع من بيعها منه، قتلت نفسها، فما زلت أشاحه في ثمنها حتي استقر الأمر فيه علي مقدار ما كان أصحبنيه

ص: 171

مولاي عليه السلام من الدنانير، فاستوفاه، و تسلمت الجارية ضاحكة و مستبشرة، و انصرفت بها إلي الحجيرة التي كنت آوي إليها ببغداد، فما أخذها القرار حتي أخرجت كتاب مولانا عليه السلام من جيبها و هي تلثمه و تطبقه علي جفنها و تضعه علي خدها و تمسحه علي بدنها.

فقلت متعجبا منها: تلثمين كتابا لا تعرفين صاحبه؟

فقالت: أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء! أعرني سمعك و فرغ لي قلبك.. أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، و أمي من ولد الحواريين، تنسب إلي وصي المسيح شمعون.. أنبئك بالعجب!

إن جدي قيصر أراد أن يزوجني من ابن أخيه، و أنا من بنات ثلاث عشرة سنة، فجمع في قصره من نسل الحواريين من القسيسين و الرهبان ثلاثمائة رجل من ذوي الأخطار، منهم سبعمائة رجل، و جمع و من أمراء الأجناد و قواد العسكر و نقباء الجيوش و ملوك العشائر أربعة آلاف، و أبرز من به ملكه عرشأ مساغا من أصناف الجوهر و رفعه فوق أربعين مرقاة.

فلما صعد ابن أخيه و أحدقت الصلب و قامتالأساقفة عكفا، و نشرت أسفار الإنجيل، تسافلت الصلب من الأعلي فلصقت الأرض، و

ص: 172

تقوضت أعمدة العرش فانهارت إلي القرار، و خر الصاعد من العرش مغشيا عليه، فتغيرت ألوان الأساقفة و ارتعدت فرائصهم، فقال كبيرهم لدي:

أيها الملك! اعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالة علي زوال هذا ا الدين المسيحي و المذهب الملكاني. فتطير جدي من ذلك تطيرا شديدا و قال للأساقفة:

أقيموا هذه الأعمدة و ارفعوا الصلبان و احضروا أخا هذا المدبر العاهر المنكوس جده لأزوجه هذه الصبية فيدفع نحوسه عنكم بسعوده.

ولما فعلوا ذلك، حدث علي الثاني مثل ما حدث علي الأول، و تفرق الناس، و قام جدي قيصر مغتما، فدخل منزل النساء، و أرخيت الستور.

و أريت في تلك الليلة كأن المسيح و شمعون وعدة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدي، و نصبوا فيه منبرا من نور يباري السماء علوا و ارتفاعا في الموضع الذي كان نصب جدي فيه عرشه. و دخل عليه محمد صلي الله عليه واله و ختنه و وصيه عليه السلام وعدة من أبنائه.

فتقدم المسيح إليه فاعتنقه، فيقول له محمد صلي الله عليه واله : يا روح الله ! إني

ص: 173

جئتك خاطبا من وصيك شمعون فتاته مليكة لابني هذا..، و أومأ بيده إلي أبي محمد صلي الله عليه واله .. ابن صاحب هذا الكتاب.

فنظر المسيح إلي شمعون و قال له: قد أتاك الشرف، فصل رحمك برحم آل محمد عليهم السلام. قال: قد فعلت.

فصعد ذلك المنبر فخطب محمد صلي الله عليه واله و زوجني من ابنه، وشهدا المسيح عليه السلام ، و شهد أبناء محمد عليهم السلام والحواريون.

فلما استيقظت، أشفقت أن أقص هذه الرؤيا علي أبي وجدي مخافة القتل، فكنت أسرها ولا أبديها لهم، و ضرب صدري بمحبة أبي محمد عليه السلام حتي امتنعت عن الطعام و الشراب، فضعفت نفسي و دق شخصي، و مرضت مرضا شديدا، فما بقي في مدائن الروم طبيب إلا أحضره جدي و سأله عن دوائي، فلا برح به اليأس قال:

يا قرة عيني! هل يخطر ببالك شهوة، فأزودكيها في هذه الدنيا!

فقلت: يا جدي! أري أبواب الفرج علي مغلقة، فلو كشفت العذاب و عمن في سجنك من أساري المسلمين و فككت عنهم الأغلال و تصدقت عليهم و منحتهم الخلاص، رجوت أن يهب المسيح و أمه عافية.

فلما فعل ذلك، تجلدت في إظهار الصحة من بدني قليلا، و تناولت يسيرا من الطعام، فسر بذلك، و أقبل علي إكرام الأساري و إعزازهم.

ص: 174

فأريت أيضأ بعد أربع عشرة ليلة كأن سيدة نساء العالمين فاطمة عليهما السلام قد زارتني و معها مريم بنت عمران و ألف من وصائف الجنان، فتقول لي مريم :

هذه سيدة النساء عليها السلام : أم زوجك أبي محمد.

فأتعلق بها و أبكي و أشكو إليها امتناع أبي محمد من زيارتي..

فقالت سيدة النساء عليها السلام : إن ابني أبا محمد لا يزورك و أنت مشركة بالله علي مذهب النصاري، و هذه أختي مريم بنت عمران تبرأ إلي الله من دينك، فإن ملت إلي رضا الله تعالي و رضا المسيح و مريم عليهما السلام وزيارة أبي محمد إياك، فقولي: أشهد أن لا إله الله وأن أبي محمدا رسول الله.

فلما تكلمت بهذه الكلمة، ضمتني إلي صدرها سيدة نساء العالمين، و طيبت نفسي و قالت :

الآن توقعي زيارة أبي محمد، و إني منفذته إليك.

فانتبهت و أنا أنول و أتوقع لقاء أبي محمد عليه السلام.

فلما كان في الليلة القابلة، رأيت أبا محمد عليه السلام و كأني أقول له:

جفوتني يا حبيبي بعد أن أتلفت نفسي في معالجة حبك.

فقال: ما كان تأخري عنك إلا لشركك، فقد أسلمت، و أنا زائرك في كل ليلة إلي أن يجمع الله شملنا في العيان.

ص: 175

فلم يقطع عني زيارته بعد ذلك إلي الآن.

قال بشر: فقلت لها: و كيف وقعت في الأساري؟

فقالت: أخبرني أبو محمد عليه السلام ليلة من الليالي أن جدك سيسير جيشا إلي قتال المسلمين يوم كذا و كذا، ثم يتبعهم، فعليك باللحاق بهم متنكرة في زي الخدم مع عدة من الوصائف من طريق كذا.

ففعلت ذلك، فوقفت علينا طلائع المسلمين حتي كان من أمري ما رأيت و شاهدت، و ما شعر بأني ابنة ملك الروم إلي هذه الغاية أحد سواك، و ذلك باطلاعي إياك عليه، و لقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي، فأنكرته و قلت له: نرجس، فقال: اسم الجواري.

قلت: العجب أنك رومية و لسانك عربي؟

قالت: نعم، من ولوع جدي و حمله إياي علي تعلم الآداب أن أوعز إلي امرأة ترجمانة له في الاختلاف إلي، و كانت تقصدني صباحأ و مساء، و تفيدني العربية حتي استمر لساني عليها و استقام.

قال بشر: فلما انكفأت بها إلي سر من رأي، دخلت علي مولاي أبي بن الحسن عليه السلام .

قال: كيف أراك الله عز الإسلام و ذل النصرانية و شرف محمد و أهل بيته عليهم السلام ؟

ص: 176

قالت: كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به مني؟!

قال: فإني أحب أن أكرمك، فأيما أحب إليك: عشرة آلاف دينار، أم بشري لك بشرف الأبد؟

قالت: بشري بولد لي.

قال لها: أبشري بولد يملك الدنيا شرقا و غربا، و يملأ الأرض قسطأ و عدلا كما ملئت ظلما وجورا.

قالت: ممن؟

قال: ممن خطب له رسول الله ليلة كذا في شهر كذا من سنة كذا بالرومية.

و قال لها: ممن زوجك المسيح عليه السلام و وصيه.

قالت: من ابنك أبي محمد عليه السلام ؟

فقال: هل تعرفينه؟

قالت: و هل خلت ليلة لم يزرني فيها منذ الليلة التي أسلمت علي يد سيدة النساء عليها السلام .

قال: فقال مولانا: يا كافور! ادع أختي حكيمة، فلما دخلت، قال لها:

هاهيه! فاعتنقتها طويلا، و سرت بها كثيرا. فقال لها أبو الحسن عليه السلام :

يا بنت رسول الله! خذيها إلي منزلك و علميها الفرائض و السنن، وفإنها زوجة أبي محمد و أم القائم عليه السلام . (1)

ص: 177


1- بحار الأنوار اج، ص 6 - 10.

ولادة النور!

عن أبي عبد الله المطهري عن السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد و عمة الإمام الحسن العسكري عليها السلام قالت:

بعث إلي أبو محمد - الإمام الحسن العسكري عليه السلام - سنة خمس و خمسين و مائتين في النصف من شعبان و قال:

يا عمة! اجعلي الليلة إفطارك عندي فإن الله عزوجل سيسرك بوليه و حجته علي خلقه؛ خليفتي من بعدي.

قالت حكيمة: فتداخلني لذلك سرور شديد، و أخذت ثيابي علي و خرجت من ساعتي حتي انتهيت إلي أبي محمد عليه السلام و هو جالس في صحن داره؛ و جواريه حوله. فقلت:

جعلت فداك يا سيدي الحلف ممن هو؟

قال: من سوسن، فأدرت طرفي فيهن، فلم أرجارية عليها أثر غير سوسن.

قالت حكيمة: فلما صليت المغرب والعشاء الآخرة، أتيت بالمائدة، فأفطرت أنا و سوسن و بايتها في بيت واحد، فغفوت غفوة ثم استيقظت، فلم أزل مفكرة فيما و عدني أبو محمد عليه السلام من أمر ولي الله عليه السلام، فقمت قبل الوقت الذي كنت أقوم في كل ليلة للصلاة، فصليت

ص: 178

صلاة الليل حتي بلغت إلي الوتر، فوقع في قلبي أن الفجر قد قرب، فقمت لأنظر، فإذا بالفجر الأول قد طلع، فتداخل قلبي الشك من وعد أبي محمد عليه السلام ..

فناداني من حجرته: لا تشكي! و كأنك بالأمر الساعة قد رأيته إن شاء الله تعالي.

قالت حكيمة: فاستحييت من أبي محمد عليه السلام و مما وقع في قلبي، و رجعت إلي البيت و أنا خجلة.

(و في رواية أخري)

قالت حكيمة: فلم أزل أرقبها إلي وقت طلوع الفجر وهي نائمة بين يدي لا تقلبجنبا إلي جنب، حتي إذا كان في آخر الليل وقت طلوع الفجر، وثبت فزعة، فضممتها إلي صدري، و سميت عليها فصاح أبو محمد صلي الله عليه وسلم و قال:

اقرئي عليها (إنا أنزلناه في ليلة القدر).

فأقبلت أقرأ عليها و قلت لها: ما حالك؟

قالت: ظهر الأمر الذي أخبرك به مولاي.

فأقبلت أقرأ عليها كما أمرني، فأجابني الجنين من بطنها يقرأ كما أقرأ و سلم علي!

ص: 179

قالت حكمية: ففزعت لما سمعت، فصاح بي أبو محمد عليه السلام :

لا تعجبي من أمر الله عزوجل، إن الله تبارك و تعالي نطقنا بالحكمة صغارا و يجعلنا حجة في أرضه كبارا.

فلم يستتم الكلام حتي غيبت عني نرجس، فلم أرها، كأنه ضرب بيني و بينها حجاب، فغدوت نحو أبي محمد عليه السلام و أنا صارخة...

فقال لي: ارجعي يا عمة، فإنك ستجدينها في مكانها.

قالت: فرجعت، فلم ألبث أن كشف الحجاب بيني و بينها، و إذا أنا بها و عليها من أثر النور ما غشي بصري، و إذا أنا بالصبي عليه السلام ساجدأ علي وجهه، جاثيا علي ركبتيه، رافعا سبابته نحو السماء وهو يقول:

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن جدي رسول اللهصلي الله عليه واله ، و أن أبي أمير المؤمنين.. ثم عد إماما إلي أن بلغ نفسه، فقال عليه السلام :

اللهم أنجر لي وعدي، و أتمم لي أمري، و ثبت وطأتي، و املأ الأرض بي عدلا و قسطأ .

فصاح أبو محمد الحسن عليه السلام فقال: يا عمة! تناوليه فهايته .

فتناولته و أتيت به نحو، فلما مثلت بين يدي أبيه، و هو علي يدي، سلم علي أبيه، فتناوله الحسن عليه السلام و الطير ترفرف علي رأسه، فصاح بطير منها فقال له:

ص: 180

احمله و احفظه و رده إلينا في كل أربعين يوما !!

فتناوله الطائر، و طار به في جو السماء، و أتبعه سائر الطير. فسمعت أبا محمد يقول:

استودعك الذي استودعته أم موسي، فبكت نرجس، فقال لها:

اسكتي، فإن الرضاع محرم عليه إلا من ثديك، و سيعاد إليك كما رد موسي إلي أمه، و ذلك قوله عزوجل: « فرددناه إلي أمه كي تقر عينها ولا تحزن ».

قالت حكيمة: فقلت: ما هذا الطائر؟

قال: هذا روح القدس الموكل بالأئمة عليهم السلام ، يوفقهم و يسددهم و يربيهم بالعلم.

قالت حكيمة (عمة الإمام الحسن العسكري عليهم السلام ): فلم أزل أري ذلك الصبي كل أربعين يوما إلي أن رأيته رجلا قبل مضي أبي محمد عليه السلام بأيام قلائل، فلم أعرفه .

فقلت: لأبي محمد : من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟

فقال: ابن نرجس، و هو خليفتي من بعدي و عن قليل تفقدونني، فاسمعي له و أطيعي.

قالت حكيمة: فمضي أبو محمد عليه السلام بأيام قلائل، و افترق الناس

ص: 181

كما تري، و والله إني لأراه صباحا و مساء، و إنه لينبئني عما تسألوني عنه فأخبركم. و والله إني لأريد أن أسأله عن الشيء فيبدأني به، و إنه ليرد علي الأمر، فيخرج منه جوابه من ساعته من غير مسألتي، و قد أخبرني البارحة بمجيئك إلي و أمرني أن أخبرك بالحق.

قال محمد بن عبد الله (المطهري) - و هو راوي الخبر -: فو الله لقد أخبرتني حكيمة بأشياء لم يطلع عليها أحد إلا الله عز و جل، فعلمت أن ذلك صدق و عدل من الله عز و جل، و أن الله عز و جل قد أطلعه علي مالم يطلع عليه أحدا من خلقه.

ص: 182

ليلة النصف من شعبان و مسجد جمكران

أعمل سائقا منذ حوالي ثلاثين عاما لشاحنات النقل الكبيرة.

استيقظت ذات صباح، فشعرت أنني عاجز عن النهوض من سريري مهما حاولت، فتصورت للوهلة الأولي أن خدرا قد أصاب رجلي، و لكني عرفت أن ركبتي قد اصبحتا مثل الخشبة، في تلك الأثناء كان أول من استغنت به هو إمام الزمان عليه السلام ، ثم سقطت بلا إرادة مني علي السرير.

فتجمع الأطفال حولي و سألوني و الاضطراب يعلوهم عن السبب.. فلم يكن بوسعي إلا أن أقول لهم: لا أعلم.. لا أعلم.

بقيت مستلقيا في فراشي ثمانية عشر يوما تقريبا أعاني الألم. إذ كنا ذهبنا إلي عدد من الأطباء.. و حينما يئسنا من الجميع، التجأنا إلي التوسل بإمام الزمان و الأئمة المعصومين عليهم الصلاة و السلام.. ولكن الأطباء عادوا ليقرروا إجراء عملية جراحية لرجلي.

و بعد عدة أيام، حيث كان غروب ليلة النصف من شعبان، وجدت نفسي أذرف الدموع و أقول لزوجتي: إن الليلة ليلة عجيبة، و كانت حالة خاصة قد استولت علي.. إذ تساقطت دموعي علي صدري، و

ص: 183

كان إمام الزمان عليه السلام أملي الوحيد.. فأطلقت العنان لقلبي ليحلق باتجاه مسجد جمكران، فأقف خلف أبوابه الخضراء، و أحدق من خلال مشبكات الأبواب بقبة المسجد، و أتحدث إلي نفسي.

ا وفي الصباح جاءت ابنتي باكية لتقول لي:

أبي؛ لقد كانت البارحة ليلة ولادة الإمام المهدي عليه السلام و قد رأيت في منامي أن أحد الأطباء أراد أن يدلك رجلك، و لكن سيدا تقدم قبله و قال: دعوني أدلكها بنفسي!

أبي! إنني علي يقين من وجوب ذهابنا إلي مسجد جمكران، إذ نذرت أن أهييء الحساء و أطعمه للزائرين هناك، و أهدي ثوابه للإمام عليه السلام .

قلت: عزيزتي! لقد نذرت أنا إلي ولد الإمام - سيد من أولاد الأئمة المعصومين - السيد علي.

وفي النهاية نزلت عند رغبة ابنتي و قررنا الذهاب إلي مسجد و جمكران المقدس و أن نقدم نذورنا فيه.. فأعددنا و سائل السفر، و قد و ساعدت أفراد العائلة بتنظيف الخضار الخاصة بإعداد الحساء.

و حيث كنت أرغب بزيارة المسجد ببدن طاهر، فقد أمرتهم بأخذي إلي الحمام

ص: 184

و لكني حينا استيقظت في الصباح لنذهب إلي المسجد، شعرت بازدياد الألم في رجلي إلي حد عجزت فيه عن مجرد الحركة، فصرخت من شدة الألم و قلت:

يا صاحب الزمان! إنني قادم! و إن لم تشفني، فلن أعود؟

حينما ترجلنا من السيارة، أخذت زوجتي بيدي حتي وسط ساحة المسجد، فقلت لها: دعيني و اذهبي لإعداد النذر.

دخلت المسجد الذي كان مزدحما بالمصلين، فحملت نفسي بما بقي لدي من قوة إلي قرب أحد أعمدة المسجد، فسقطت علي الأرض، بينما كنت أنت من الألم، و قلت:

يا امام الزمان! إنما أريد شفائي منك!

غلبني النعاس من شدة التعب و الألم، و نمت.. فرأيت في منامي من يهزني و يقول لي: خذ مصحفا وضعه علي رأسك و وجهك وصدرك.. فامتثلت للأمر، ثم وضعت القرآن تحت إبطي.. - قال الذين كانوا بالقرب مني في المسجد بأنني كنت أضرب برجلي الأرض و أنا نائم.

فصحوت من غفوتي و أنا في أشد حالات الاضطراب، فوجدت نفسي أركض و قد ضاع علي باب المسجد، فاصطدمت بشدة بأحد الجدران، و حينما دلوني علي الباب. تحركت باتجاهه بكل عجلة، حتي

ص: 185

أنني سقطت إلي الأرض عدة مرات.. لم أشعر بالألم، بل تيقنت أن الله تعالي قد شفاني ببركة و دعاء إمام الزمان عليه السلام ، و لم أعد أشكو شيئا إطلاقا (1)

ص: 186


1- أكد الأطباء المتخصصون في مركز الإمام المهدي (ع) للشفاء حصول معجزة حقيقة لصاحب هذه الكرامة بعد إجراء الفحوصات اللازمة و متابعة التقارير الطبية السابقة. و هذا ما ضبط في إرسيف كرامات الامام المهدي (ع) في مسجد جمكران برقم (322، تشرين الأول 1999 م).

هدية خضراء

تزوجت في عام 1988، و كنت مع زوجي نتحرق لأن ينعم علينا بنعمة الولد حتي تكون حياتنا أكثر بركة و حيوية. و لكننا يئسنا بعد انتظار دام سبع سنوات من مراجعة الأطباء العديدين. فقررنا عدم الذهاب لأي طبيب.

قلت لزوجي: حيث أن الأطباء قد حملونا علي اليأس، فلنذهب إلي مسجد جمكران و نتوسل بالإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه.

و منذ ذلك اليوم، كنا نقصد المسجد الشريف في ليالي الأربعاء و نطلب حاجتنا من الإمام عليه السلام .

قبل أسبوع من حلول ذكري ولادة الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام رأيت في منامي أن زوجي ناداني قائلا: إن هناك سيدأ يطلبك.

و حينما خرجت، رأيت سيد قال لي: لا تبكي بهذا الشكل و اصبري، فإنني سألبي لك حاجتك!

قلت: و بماذا أجيب هذا و ذاك.

فكرر السيد قوله ثلاثا: سألبي لك حاجتك!

ثم إننا ذهبنا إلي مسجد جمكران في الليلة التالية، فبكيت كثيرا، و

ص: 187

و حينما غفوت وقت السحر، رأيت إمام الزمان عليه السلام و قد وضع في حجري قطعة قماش خضراء.

فقلت: ما هذا القاش؟

فقال: افتحيها؟

ففتحتها، فرأيت فيها طفلا جميلا كان ملفوفا فيها، فألصقت وجهه بوجهي، و أخذت أقبله.

و حينما استيقظت من غفوتي، علمت أن الإمام سيستجيب لطلبي.

و بعد ذلك، حيث أصبحت حاملا، أخذ بعضهم يوصونني بعدم المخاطرة بالذهاب إلي مسجد جمكران، و لكنني لم أمتنع عن الذهاب، و حينما كان الاسبوع الأربعون حيث وافق ليلة يوم النوروز ذهبت الزيارة المسجد..

وحينما حانت ولادتي، رأيت إمام الزمان عليه السلام في منامي...

ص: 188

معجزة في عالم الطب

اشارة

أصيبت يد و رجل ابن أخي بالفلج، فأعددت شيئا من المال و اصطحبته من مدينة (نجف آباد) إلي إصفهان لالتقاط الصور الطبية لرأسه، فعرضت الصور علي الدكتور (زماني) في نجف آباد، و حينها أكد أن في دماغ ابن أخي غدة سرطانية و يجب أن ينقل إلي المستشفي فورأ.

عرضت الصور علي طبيب آخر، فأكد الأمر نفسه و التوصية ذاتها، لأن المرض خطير و يحتاج إلي إجراء عملية.

قلت: نريد أن نستخير الله لإجراء العملية.

قال: إنك لا تحتاج إلي الاستخارة إذا أردت إداء الصلاة، و إنك إذا أردت السلامة و الشفاء لابن أخيك فيجب أن تطلبه من الله و تتوسل بإمام الزمان عليه السلام .

و قال الدكتور نوريان: أن مريضكم لن يبقي أكثر من شهرين علي قيد الحياة، فإذا أردت إجراء العملية، فعليك بالإسراع..

قلت: لقد فكرنا بما يجب.

قال: اذهب و فكر جيدا، فإن تكاليف العملية باهضة جدا.

ص: 189

ثم أخذنا الطفل إلي طبيب آخر في مدينة إطفهان، فأكد أنه ليس كل طبيب قادرا علي إجراء العملية، لأن هذه الغدة هي غدة سمية.

فأبقينا ابن أخي ثلاثة أيام أخري في مستشفي الزهراء في أصفهان، وقرر الأطباء إجراء العملية في يوم الأربعاء. و لكنهم سمحوا له بمغادرة المستشفي و أعلنوا أنهم أجلوا الموعد إلي الأربعاء التالي.

اصطحبناه و نذرنا أخذه في كل اسبوع إلي مسجد جمكران.

و حينما وصلنا به للمرة الأولي إلي المسجد - وصلينا صلاة صاحب الزمان عليه السلام . ذهبت إلي بئران في المسجد و احتضنت الطفل و استغرقت في البكاء بقلب كسير، فكانت دموعي تتساقط علي وجهه، فاستيقظ و قال: ظننت أن السماء قد أمطرت... لم تبكين ؟!

أجبته: من أجلي ومن أجلك، وإني أطلب شفاءك من إمام الزمان عليه السلام.

و بعد ذلك، بدأت حالته الصحيحة تميل إلي التحسن كلما جئنا به وما إلي المسجد حتي مضي حوالي أربعة أشهر وتم التقاط صور طبية الرأسه، و أخذناه إلي الطبيب الذي قال: لا أثر للغدة إطلاقا، إن الله أذن لإمام الزمان أن يشفي هذا الطفل...

ص: 190

.. سأصطحبك إلي مسجد جمكران!

بدأ مرضي من ورم الرجل و العين، و حينما راجعت الأطباء، قالوا لي إنني مصاب بمرض الروماتيزم، و يسمي (لوبوس)، و كان يصحب هذا المرض الحساسية من الضوء و جروح في الفم و آلام في الكلية، و في منتصف عام 1999 خضعت - طبقأ لتوصية الدكتور أكبريان إلي العلاج الشديد الذي وجدت نفسي بعده مصابا بالحمي و السعال و تشقق دائرة الفم، فاضطررت إلي البقاء في (مستشفي شريعتي) مدة شهر كامل. و قد تضاعفت علي آلامي حينما غادرت المستشفي المذكور إلي حد كانت فيه أذناي تنزف دما وكذلك أنفي و حلقي فكانوا يزرقوني بالأبر من نوع (Gcsf) المثلجة.. فلم تعد عيناي قادرين علي الرؤية.

أما من الناحية المالية، فلم يكن وضعي ميسورا، فقد كان أبي الموظف قد أنفق حوالي مليوني تومان علي معالجتي.. و حينما تنبهت إلي ما و أصاب عيني، حاصرني اليأس من كل مكان، وقعدت انتظر الموت.

و ذات يوم أكد الدكتور أبو القاسمي لوالدي عدم وجود أي أمل في تحسن صحتي.

ص: 191

و في الأيام الأخيرة كان الجميع يبكون، و كان والداي الوحيدين في اللذين يقويان عزيتي، لاسيما والدي الذي كان يحظني علي التوكل علي الله، و أنه علي يقين من شفائي.

قلت له: والدي العزيز! لقد تعبت، و أريد أن أموت لكي ارتاح فلا تتعذبوا من أجلي بهذا الشكل.

لم تعد أذناي قادرتين علي السماع، فما كانت مديرة مدرستي تعودني باستمرار و تقرأ القرآن عند رأسي و تؤكد علي والدي الاستمرار في قراءة الآيات و الدعاء عند رأسي.

بدأ شعري بالتساقط، و الدم حول عيني بالتجمع و التخثر، و أصبح منظر بشرتي سيئا للغاية، و كأنه مبضع بالسكاكين!

قال الدكتور بهروز نجني المتخصص بجراحة الدماغ و العظام والوالدي: يجب أن يزرقوني من دماغ أو عظام أخي أو أختي، مؤكدا بأنني سأموت بعد خمسة و أربعين يوما. أما تكاليف التزريق هذا، فتعادل خمسة عشر مليون تومان.. .

تبرع لي الأفراد الخيرون بمبلغ (14) مليون تومان، و لكن أبي بدأ يبكي لعدم قدرته علي إحضار مليونين آخرين لشراء الدواء ..

طلبنا من الطبيب أن يهلنا أياما قلائل و عرضنا علي أقاربنا

ص: 192

التبرع بما يسعهم، و حينما أحضر المبلغ، امتنع والدي عن استلامه حتي تتم الحاجة المباشرة له، و أن يبقوه لديهم.

و حينما غادر الأقارب قالت والدتي له: لم لم تتسلمه؟؟

قال والدي: إنني لا أرغب في نقل ابنتي إلي قسم الدماغ و العظام، فهي إن نقلت إلي هناك، فلن يعود ثم أمل لنا في شفائها.

جاء أخي و أختي لإجراء تحليل لدمهما، وأخذا النتيجة إلي الدكتور نجني الذي قال بأن فصيلة دمها لا تتطابق و فصيلة دمي، ولا يمكن الاستفادة منه أبدا.

قال الدكتور لوالدي بيأس مطلق: لم يعد لنا ما نقوم به أبدا.

قالت أمي: هل ستموت ابنتي أيها الدكتور؟

قال الدكتور: توكلوا علي الله سبحانه و تعالي..

حينما خرجوا من غرفة المستشفي، أجهشت والدتي بالبكاء و أخذت تستغيث بالله تعالي و الأئمة عليهم السلام .. و لكني لا أعرف سبب عدم بكاء أبي و قوله لأمي: ادعي الله بدلا من البكاء!

قالت أمي: كم ادعو؟ فكلما دعوت، ازدادت حالة ابنتي سوء ؟!

في صباح أحدالأيام جاءوالدي وقال لي: عزيزتي سأنال شفاءك حتما؛

في ذلك اليوم لم تكن حالتي جيدة أبدا، و قد وضعوا سياجا خاصا

ص: 193

حول سريري و خدروني ليمنعوني عن الحركة.

فقالت والدتي لوالدي: كيف نلت شفاءها؟ ألا تري أن حالتها قد أصبحت أكثر سوءا؟

بعد عدة دقائق جاء الدكتور (غريب دوست) و سألني عن حالتي.

قلت: لم أعد أري أو أسمع.

قال: ستتحسنين و تتشافين، فلا تحزني!

قالت أمي له : هل هناك ثم أمل في شفاء ابنتي؟ أم أنك تقول ذلك لتهدئتنا؟

قال الدكتور: توكلوا علي الله؛ فهي ستتحسن إن شاء الله. ثم قام بتزريقي عدة أبر، و سمح أن يأخذوني إلي المنزل، و أوصي بإجراء تحليل لدمي في كل أسبوع..

وحينما نقلوني إلي البيت، قال لي أبي: ابنتي العزيزة! لقد نلت لا شفاءك من إمام الزمان عليه السلام . لقد نذرت زيارة مسجد جمكران أربعين ليلة أربعاء.. و قبل أن ينقلوك من المستشفي ذهبت إلي المسجد و طلبت من الإمام أن يعيدك لي أو يأخذك مني.. و بعد أن قمت بالزيارة مرتين أو ثلاثة رأيت في منامي أنني نلت شفاءك و أنك تعافيت.. و آمرك أن تصلي كما أنت مستلقية و توسلي بإمام الزمان عجل الله فرجه.

ص: 194

كنت أصلي في ليالي الأربعاء صلاة إمام الزمان.

ثم إن والدي ذهب في الأسبوع السابع إلي مسجد جمكران، و حينما عاد في يوم الأربعاء وجدني مستيقظة، فقلت له بعد أن قبلني: أبي احملني إلي الخارج.

حتي ذلك اليوم كنت عاجزة عن الحركة.. فنادي أبي متعجبا: يا إمام الزمان، ثم حملني، فأخذت أخطو خطوات خجلة بينما والدي يسندني.. كنت أعلم ببكائه من السعادة و السرور.

.. بقوة الله و بركة إمام الزمان بدأت أمشي قليلا..

و في الأسبوع الثاني عشر حيث كنت قادرة علي دخول غرفتي.. شعرت أنني أستطيع أن أري.. كما أصبحت قادرة علي المشي بمراقبة من والدي، فقد رفعت رأسي لأري الساعة الجدارية. فسألني أبي عما إذا كنت أريد معرفة الوقت، فأجبته بأنني استطيع الرؤية.. فسر والدي لذلك كثيرا، و بدأ يصلي علي النبي و آله ثم قال:

يا بنيتي! هل تيقنتي بأنني نلت شفاءك من الإمام!

و في أحد الأيام اتصلت بنا الدكتورة (شعباني) لتتفقد صحتي فقالت لأبي: لقد طلبت من الله الشفاء لابنتك من بين من أعالجهم.

فقال لها: إن ابنتي ستتشافي.

ص: 195

فقالت: إنك تتمتع بمعنويات عالية.

قال أبي: لقد توسلت بإمام الزمان عليه السلام وطلبت شفاءها منه.

فتمنت الدكتورة أن أشفي عاجلا. وكان يستشف من كلامها أنها لم تثق بكلام والدي!

و بعد مراجعاتي للدكتور (غريب دوست). أكد أن حالتي بدأت تتحسن للغاية، و سأل عما فعلنا ؟! و أرجأنا إلي مراجعة أخري بعد ثلاثة أسابيع.

و بينما خلدت في تلك الأيام إلي الراحة و الصلاة، كان أقربائي ينذرون ما استطاعوا من الخراف..

.. و بدأت أسير بلا مساندة من والدي، فكنت أمشي أمتار قليلة. ولدي تحليلي الأخير للدم، تبين لنا أن معدل الكريات الحمر قد ارتفع إلي ثلاثة أضعاف عما كنت أنا أتوقعه و الآخرون.. فقد كان والدي منشغلا بالدعاء و القسم علي الإمام المهدي بآبائه و أجداده عليهم السلام.

لقد سر الجميع للنتيجة المختبرية الأخيرة ولاسيما الدكتور (غريب دوست) الذي لم يخف رأيه القاطع بأن النتيجة الأخيرة للتحاليل عبارة عن معجزة واضحة.. ثم إن أبي عرض نتيجة التحليل علي الدكتورة (موثقي) و الدكتورة (أبو القاسمي) فقالتا له: هل تذهب إلي

ص: 196

مسجد جمكران ؟ فأجابهما بالإيجاب..

فأقسمتا عليه بحق ابنته أن يدعو لهما بالخير؟

لقد أخذت حالتي بالتحسن السريع.. ولا يزال والدي يواصل زياراته إلي مسجد جمكران، و إني لأرغب كل الرغبة في الذهاب معه، و لكنه يعللني بالتحلي بالصبر.

كنت أسأل والدي بخصوص كيفية تسديده للديون الثقيلة التي ترتبت عليه أثناء معالجتي !

فيقول لي بكل ثقة: بنيتي! إن من أعادك إلي، سيساعدني في قضاء ديوني... فكنت أتقوي بجوابه القصير و أقول: إن شاء الله! سأبدأ بالدعاء.

ص: 197

«فهرس محتويات الكتاب»

مقدمة ...5

الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) دليل الطائفين!! ...13

نظرة حنونة يلقيها الإمام علي امرأة حاجة في الصفا ...17

شفاء الطفل الأبكم و الأصم ... 20

ليلة النصف من شعبان و صلاة إمام الزمان ...23

قل: يا صاحب الزمان! ...27

سيدة علوية تري الإمام في سرداب الغيبة ...30

في الكعبة المشرفة، الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يشفي امرأة ...31

مصابة بالسرطان ...31

الإمام المهدي يشفي فتاة مصابة بالصرع ...36

تفصيل القصة ...36

شفاء المصابة بمرض السرطان ...40

عجوز تشم رائحة عطر الإمام (عجل الله تعالي فرجه الشريف)! ...43

دعاء الإمام للمرأة الحامل ...45

.. وديعة لصاحب الزمان! ...46

ص: 198

لقاء علي طريق كربلاء ...50

الإمام المنتظر يزور امرأة ضريرة! ...53

شفاء المرأة السنية من العمي! ...54

شفاء امرأة في مدينة قم ...57

الإمام المهدي .. دليل الطريق! ...62

إمام الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يستجيب للسيدة العلوية ...65

شفاء المشلول! ...67

إمام الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يتلطف علي النسوة! ...69

أنا المهدي بن فاطمة!! ...73

شفاء طفل مصاب بالفلج في مسجد جمكران ...77

تشرف امرأتين بلقاء الإمام في مسجد السهلة ... 80

شفاء امرأة في مسجد جمكران ...85

.. لقد شفاها إمام الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف)! ... 89

حوار بين إمام الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف) و السيدة العجوز! ...99

هدية إمام الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف) السيدة مؤمنة ...103

المهندس و زوجته؛ شفاء و لقاء!! ...104

شفاء الطفل السني الحنفي في مسجد جمكران!! ...112

ص: 199

إمام الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يزور جنازة السيدة المحجبة ! ... 119

لقاء المرأة الصالحة بإمام الزمان ...121

الإمام المهدي (ع) ينقذ امرأة زائرة من الغرق ...127

حينما أصيبت المرأة السنية بالعمي! ...131

رؤيا و شفاء و بركة ...135

الإمام (ع) يشفي المرأة العمياء بإذن الله ...137

موعد في مكة! ...138

شفاء الفتاة البوشهرية ...147

لقاء قبيل الزلزال !! ...149

لقاء مع امرأة حديثة الإسلام ...152

لقاء عند الجمرات ...154

لقاء و شفاء في ليلة تاسوعاء! ...156

عقيلة الشيخ سيبويه تلتقي الإمام (عجل الله تعالي فرجه الشريف) ...160

الملائكة تتبرك بالمهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف)! ...163

الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يتكلم في المهد صبيا! ...164

مما صرح به الإمام (عجل الله تعالي فرجه الشريف) حين الولادة! ...165

قصة القابلة أثناء الولادة المباركة! ...166

ص: 200

.. عن زواج والدي الإمام المهدي (ع)! ..170

ولادة النور! ...178

ليلة النصف من شعبان و مسجد جمكران ...183

هدية خضراء ...187

معجزة في عالم الطب ...189

.. سأصطحبك إلي مسجد جمكران !! ...191

لقاءات النساء مع صاحب الزمان

ص: 201

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.