كشف المهم في طريق خبر غدير خم

اشارة

المؤلف : السيد هاشم البحراني

المجموعة : من مصادر العقائد عند الشيعة الإمامية

كشف المهم في طريق خبر غدير خم

تأليف العلامة المحدث السيد هاشم البحراني

المتوفي سنة 1107 ه

مؤسسة احياء تراث السيد هاشم البحراني (قدس سره)

خيرانديش ديجيتالي : جناب آقاي سيد علي بحريني به نيابت از مرحومه حاجيه خانم كسايي _گروه هم پيمانان موعود غدير.

ص: 1

اشارة

ص: 2

ص: 3

بسم الله الرحمن الرحيم

تهنئة بمناسبة مرور أربعة عشر قرنا علي يوم الغدير الأغر نهنئ المسلمين ونقدم بين أيديهم هذا الكتاب القيم

ص: 4

هذا الكتاب يوزع مجانا عن روح جدنا المرحوم فقيه أهل البيت (ع) آية الله العظمي المقدس السيد جعفر نجد فقيه أهل البيت (ع) المقدس السيد شبر البحراني (قدس سرهما)

ص: 5

الأهداء

إلي النور الساطع والحق المبين إلي وصي سيد المرسلين وولي رب العالمين إلي امام المتقين ومولي المؤمنين إلي أبي الأئمة المعصومين اهدي هذا الجهد المتواضع

ص: 6

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة التحقيق

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف الخلق وأعز الرسل سيدنا ونبينا محمد وعلي آله الطيبين الطاهرين المنتجبين.

وبعد:

ان الله بعث الأنبياء والرسل لهداية خلقه، وإضاءة الطريق لهم ليخرجهم من ظلمات الجهل والضلال إلي نور المعرفة والايمان، فيصلوا إلي سعادة الدارين والخلود في الجنان، وذلك لا يكون إلا بالطاعة والعمل الصالح، ولأجل هذا خلقت الكائنات.

وقد أشار إلي هذا المعني ديننا الحنيف عبر كتابه الكريم، وقوله تعالي: * (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون) * صريح في ذلك، فضلا عن آيات أخر، وأحاديث كثيرة.

ومن المسلمات ان العبادة متوقفة علي العلم ومعرفة المعبود، وهي لا تتم إلا عبر معلمين للرسالة اختصهم الله عز وجل بالوحي، وجعلهم أمناءه علي خلقه والدليل إليه، وما أولئك بعد نبينا الكريم محمد صلي الله عليه وآله سوي الأئمة المعصومين من أهل بيته عليهم السلام.

ص: 7

وقد دل الدليل القاطع والبرهان الواضح علي وجوب متابعتهم والتمسك بهم، فإن طاعتهم طاعة الرسول التي هي طاعة الله عز وجل، وقد ثبت ذلك في محله بما لا مزيد عليه.

ومن هنا نري أهمية بيان مرتبتهم وأحقيتهم علي الناس، وإلا فلا تتم عبادة الله علي وجهها الأكمل.

ولذا تصدي علماء أجلاء، ونفوس عظيمة لها همم عالية في نشر تعاليمهم وبيان ما اختصهم الله به وبيان ان الحق معهم، وانهم الخلفاء الحقيقيون بعد النبي صلي الله عليه وآله وسلم، دون من تعرض للخلافة بلا موجب ديني لها، والتفصيل في محله.

ومن أولئك العلماء الذين يدين لهم كل من تمسك بكتاب الله العزيز وبالعترة النبوية الطاهرة علامة زمانه، حبر المذهب السيد هاشم البحراني، صاحب التأليفات الباهرة الكثيرة التي تستقي مادتها من كلام أئمة الهدي عليهم السلام.

ومن جملة تصانيفه القيمة كتاب " كشف المهم في طريق خبر غدير خم "، الذي لم ير النور من قبل، وقد رأينا أن القيام بتحقيقه والاهتمام بنشره يعد من الواجبات التي تلقي علي عاتق الغياري والحريصين علي دينهم، فلهذا جهدنا ما أمكن في إخراجه بما يليق به، لكي نؤدي بعض ما علينا من واجبات تجاه مذهبنا، والله من وراء القصد.

ص: 8

نبذة من حياة المؤلف

اسمه ولقبه:

هو الفاضل العالم، والمحدث الماهر، المفسر الورع، الفقيه أبو المكارم السيد هاشم بن السيد سليمان بن السيد إسماعيل بن السيد عبد الجواد بن السيد علي بن السيد سليمان بن السيد ناصر الحسيني الموسوي الكتكاني التوبلي البحراني.

قال الميرزا عبد الله الأفندي رحمه الله: وهو معروف بالسيد هاشم العلامة (1).

وتبعه الشيخ البحراني في لؤلؤته، فقال: السيد هاشم المعروف بالعلامة (2).

نسبته:

الكتكان قرية من قري توبلي، وهي أحد أعمال البحرين (3).

ص: 9


1- (1) - رياض العلماء 5: 298.
2- (2) - لؤلؤة البحرين: 63.
3- (3) - نفس المصدر.

ولادته:

لم تحدثنا كتب التراجم عن تاريخ ولادته.

وفاته:

ذكر في اللؤلؤة انه توفي سنة 1107 ه، ونقل قولا آخر عن بعض مشايخه المعاصرين: أن وفاته كانت بعد موت الشيخ محمد بن ماجد بأربع سنين، فعلي هذا تكون وفاته للسنة التاسعة بعد المائة والألف (1).

مدفنه:

كانت وفاته في قرية نعيم، ونقل نعشه إلي قرية توبلي ودفن في مقبرة " ماتيني " من مساجد القرية المشهورة، وقبره مزار معروف (2).

أولاده:

خلف ابنين صالحين من طلبة العلم، هما السيد عيسي والسيد محسن، كما ذكره الميرزا الأفندي (3).

وأضاف: له مؤلفات كثيرة رأيت أكثرها بأصبهان عند ولده السيد محسن (4).

وقال الشيخ البلادي: لهذا السيد ولد فاضل محقق اسمه السيد عيسي، له شرح علي زبدة شيخنا البهائي... ولم أقف له علي ترجمة ولا رواية (5).

ص: 10


1- (1) - لؤلؤة البحرين: 64.
2- (2) - لؤلؤة البحرين: 64.
3- (3) - رياض العلماء 5: 309.
4- (4) - رياض العلماء 5: 299.
5- (5) - أنوار البدرين: 140.

مكانته العلمية والدينية وأقوال العلماء فيه:

كان من جبال العلم وبحوره لم يسبقه سابق، ولا لحقه لا حق في طول الباع وكثرة الاطلاع حتي العلامة المجلسي، فإنه نقل عن كتب ليس في البحار لها ذكر (1).

وانتهت رياسة البلد إليه، فقام بالقضاء في البلاد وتولي الأمور الحسبية أحسن قيام، وقمع أيدي الظلمة والحكام، ونشر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالغ في ذلك وأكثر، ولم تأخذه لومة لائم في الدين، وكان من الأتقياء المتورعين، شديدا علي الملوك والسلاطين (2).

وصفه الشيخ الحر العاملي رحمه الله بالعالم الماهر المدقق الفقيه، العارف بالتفسير والعربية والرجال (3).

وفي تعليقة الأفندي: ورع عابد زاهد صالح (4).

وأضاف في رياضه: صاحب المؤلفات الغزيرة والمصنفات الكثيرة... إلي أن قال: وبالجملة فله قدس سره من المؤلفات ما يساوي خمسا وسبعين مؤلفا، ما بين كبير ووسيط وصغير، وأكثرها في العلوم الدينية (5).

وقال الشيخ يوسف البحراني: كان السيد المذكور فاضلا محدثا جامعا متتبعا للأخبار بما لم يسبق إليه سابق سوي شيخنا المجلسي رحمه الله، وقد صنف كتبا عديدة تشهد بشدة تتبعه وإطلاعه (6).

وعن عدالته وتقواه، قال صاحب الجواهر في بحث العدالة - بعد أن ضعف القول بأن العدالة عبارة عن الملكة - قال: بل عليه لا يمكن الحكم بعدالة شخص أبدا،

ص: 11


1- (1) - نقله أعيان الشيعة 10: 249 عن تتمة أمل الآمل.
2- (2) - لؤلؤة البحرين: 63 - 64.
3- (3) - أمل الآمل 2: 341.
4- (4) - تعليقة أمل الآمل: 331.
5- (5) - رياض العلماء 5: 298 و 300.
6- (6) - لؤلؤة البحرين: 63.

إلا في مثل المقدس الأردبيلي والسيد هاشم علي ما ينقل من أحوالهما (1)، وقد نقل ذلك المحدث القمي رحمه الله في سفينته (2).

مشايخه:

قال في اللؤلؤة: ويروي عن جملة من المشايخ: منهم:

1 - السيد عبد العظيم بن السيد عباس الاسترآبادي (3).

في الرياض: كان من أجلة تلاميذ الشيخ البهائي، ويروي عنه السيد هاشم بن سليمان البحراني - المعروف بالعلامة - إجازة بالمشهد المقدس الرضوي، كما نص عليه في تفسيره الموسوم ب " الهادي ومصباح النادي " (4).

2 - الشيخ فخر الدين بن طريح النجفي (5).

قال الميرزا الأفندي: ويروي السيد هاشم عن الشيخ الرماحي الساكن في النجف، قال في كتاب " مدينة المعاجز ": أدركته بالنجف ولي منه إجازة (6).

تلامذته والراوون عنه

.(7).

ويروي عن السيد البحراني جملة من الجهابذة والاعلام، منهم:

1 - الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي، المتوفي سنة 1104 ه.

قال: رأيته ورويت عنه (8).

ص: 12


1- (1) جواهر الكلام 13: 295.
2- (2) - سفينة البحار 2: 717.
3- (3) - لؤلؤة البحرين: 63.
4- (4) - رياض العلماء 3: 146.
5- (5) - لؤلؤة البحرين: 66.
6- (6) - رياض العلماء 5: 304.
7- (7) - هذا الفصل ننقل بعضا منه مع مصادره عن كتاب يتضمن دراسة حول السيد هاشم البحراني، لا زال مخطوطا، تأليف الشيخ فارس الحسون.
8- (8) - أمل الآمل 2: 341.

2 - الشيخ حسن البحراني قرأ الكافي علي السيد هاشم البحراني، فكتب له إجازة فيه في الحادي عشر من شوال سنة 1907 (1).

3 - السيد محمد العطار بن السيد علي البغدادي، المتوفي سنة 1171 ه، وهو أديب شاعر، ولد في بغداد سنة 1071 ه.

قال حرز الدين: قرأ علي علماء عصره منهم السيد هاشم البحراني (2).

4 - الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي المتوفي سنة 1121 ه، له إجازة من سيدنا المترجم (3).

5 - الشيخ علي بن عبد الله بن راشد المقابي البحراني، ذكر الطهراني، أنه تلميذ السيد هاشم البحراني، عند ذكره لكتاب " حلية النظر "، وان الشيخ المذكور استنسخه في نفس السنة التي فرغ المؤلف من كتابته أي سنة (1099 ه) (5).

6 - الشيخ علي بن عبد الله بن أحمد البحراني.

يروي عن السيد المترجم، له كتاب الرسائل المتشتتة (4).

ولم يذكر الشيخ يوسف البحراني روايته عن السيد هاشم، بل ذكر روايته عن الشيخ محمود بن عبد السلام المعني، وهو عن السيد هاشم (5).

7 - الشيخ محمود بن عبد السلام المعني.

يروي عن المترجم (6).

ص: 13


1- (1) - تلامذة العلامة المجلسي: 22 رقم 21، إجازات الحديث: 35.
2- (3) - انظر لؤلؤة البحرين: 63. (5) - الذريعة 7: 85.
3- (2) - معارف الرجال 2: 330.
4- (6) - الذريعة 10: 158.
5- (7) - لؤلؤة البحرين: 72 و 75.
6- (8) - لؤلؤة البحرين: 75، أنوار البدرين: 146.

والمعني بفتح الميم وسكون العين وكسر النون نسبة إلي قرية عالي معن إحدي قري أوال.

8 - الشيخ خيكل الجزائري بن عبد علي الأسدي، أجازه السيد البحراني علي نسخة من كتاب " الاستبصار " في 9 ربيع الأول سنة (1100 ه)، وعبر عنه بالشيخ الفاضل، العالم الكامل، البهي الوفي (1).

مؤلفاته:

له مؤلفات غزيرة وتصانيف كثيرة بلغت نيفا وسبعين، كما قاله الميرزا عبد الله الأفندي وقد تقدمت عبارته، منها (2):

1 - إثبات الوصية (3).

2 - احتجاج المخالفين علي امامة أمير المؤمنين عليه السلام (4).

3 - ارشاد المسترشدين أو " ايضاح المسترشدين " (5).

4 - الانصاف في النص علي الأئمة الأشراف (6).

56 - البرهان في تفسير القران (7).

6 - بهجة النظر في اثبات الوصاية والإمامة للأئمة الاثني عشر (8).

7 - تبصرة الولي في من رأي المهدي عليه السلام (9).

8 - التحفة البهية في إثبات الوصية لعلي عليه السلام.

9 - ترتيب التهذيب (10).

ص: 14


1- (1) - تراجم الرجال: 242.
2- (2) - راجع معجم مؤلفي الشيعة: 62.
3- (3) - الذريعة 1: 111.
4- (4) - الذريعة 1: 283.
5- (5) - الذريعة 1: 521.
6- (6) - الذريعة 2: 398.
7- (7) - الذريعة 3: 93.
8- (8) - الذريعة 3: 164.
9- (9) - الذريعة 3: 326.
10- (10) - الذريعة 4: 65.

10 - تعريف رجال من لا يحضره الفقيه (1).

11 - تفضيل الأئمة علي الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين سوي الخاتم صلي الله عليه وآله وسلم (2).

12 - تفضيل علي عليه السلام علي أولي العزم من الرسل (3).

13 - تنبيه الأريب وتذكرة اللبيب في إيضاح رجال التهذيب (4).

14 - التنبيهات في تمام كتال الفقه من الطهارة إلي الديات (5).

15 - التيمية في بيان نسب التيمي (6).

16 - حقيقة الايمان المبثوث علي الجوارح (7).

17 - حلية الأبرار في أحوال محمد وآله الأطهار (8).

18 - حلية النظر في فضل الأئمة الاثني عشر (9).

19 - الدر النضيد في خصائص الحسين الشهيد (10).

20 - الدرة الثمينة، وتمسي أيضا باليتيمة (11).

21 - روضة العارفين ونزهة الراغبين، في ترجمة جملة من المشايخ العاملين من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام (12).

22 - روضة الواعظين في أحاديث الأئمة الطاهرين عليهم السلام (13).

23 - سلاسل الحديد وتقييد أهل التقليد (14).

24 - سير الصحابة (15).

ص: 15


1- (1) - الذريعة 4: 217.
2- (2) - الذريعة 4: 358.
3- (3) - الذريعة 4: 360.
4- (4) - الذريعة 4: 440.
5- (5) - الذريعة 4 - 451.
6- (6) - الذريعة 4: 518.
7- (7) - الذريعة 7: 48.
8- (8) - الذريعة 7: 79.
9- (9) - الذريعة 7: 85.
10- (10) - الذريعة 8: 82.
11- (11) - رياض العلماء 5: 302.
12- (12) - الذريعة 11: 299.
13- (13) - الذريعة 11: 305.
14- (14) - الذريعة 12: 210.
15- (15) - رياض العلماء 5: 303.

25 - شرح ترتيب التهذيب (1).

26 - عمدة النظر في بيان عصمة الأئمة الاثني عشر ببراهين العقل والكتاب والأثر (2).

27 - غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الامام من طريق الخاص والعام (3).

28 - فضل الشيعة (4) 29 - اللباب المستخرج من كتاب الشهاب (5).

30 - اللوامع النورانية في أسماء علي وبنيه القرآنية (6).

31 - المحجة فيما نزل من القرآن في القائم الحجة عجل الله تعالي فرجه الشريف (7).

32 - مدينة المعجزات في النفس علي الأئمة الهداة، أو مدينة معاجز الأئمة الاثني عشر ودلائل الحجج علي البشر (6).

33 - مصابيح الأنوار وأنوار الأبصار في معاجز النبي المختار صلي الله عليه وآله (7).

34 - معالم الزلفي في معارف النشأة الأولي والأخري (10).

35 - مناقب أمير المؤمنين عليه السلام (11).

36 - مولد القائم عجل الله تعالي فرجه الشريف (8).

37 - الميثمية (9).

ص: 16


1- (1) - الذريعة 13: 144.
2- (2) - الذريعة 15: 341.
3- (3) - الذريعة 16: 21.
4- (4) - الذريعة 18: 281.
5- (5) الذريعة 18: 281 (6) - رياض العلماء 5: 301، الذريعة 17: 371. (7) - الذريعة 20: 144.
6- (8) - الذريعة 20: 253.
7- (9) - الذريعة 21: 86. (10) - الذريعة 21: 199. (11) - الذريعة 22: 322.
8- (12) - الذريعة 23: 275.
9- (13) - أعيان الشيعة 10: 250.

38 - نزهة الأبرار ومنار الأفكار في خلق الجنة والنار (1).

39 - نهاية الآمال فيما يتم به تقبل الأعمال أو نهاية الا كمال في الإمامة وما يتقبل به الأعمال (2).

40 - نور الأنوار في تفسير القرآن (3).

41 - وفاة الزهراء عليها السلام (4).

42 - وفاة النبي صلي الله عليه وآله (5).

43 - الهادي وضياء النادي أو مصباح النادي (6).

44 - الهداية القرآنية (7).

45 - ينابيع المعاجز وأصول الدلائل (مختصر مدينة المعجزات) (6).

ص: 17


1- (1) - الذريعة 24: 107.
2- (2) - الذريعة 24: 393 و 395.
3- (3) - الذريعة 24: 360.
4- (4) - الذريعة 25: 119.
5- (5) - الذريعة 25: 121. ص (6) - الذريعة 25: 154. (7) - الذريعة 25: 188.
6- (8) - الذريعة 25: 290.

[...]

ص: 18

حول الكتاب

تسمية الكتاب ونسبته إلي مؤلفه:

أما اسم الكتاب فمتسالم عليه، وأما نسبته إلي السيد هاشم البحراني رحمه الله فتعلم بمراجعة مقدمة المؤلف، حيث قال:

... وعملت في ذلك كتابا سميته ب " غاية المرام في النص علي الامام من طريق الخاص والعام "... ثم بعد ذلك خطر بالبال وسنح بالخيال أن أفرد كتابا يحتوي علي بعض روايات غدير خم، وذكر من رواه من طريق العامة والخاصة...

وسميته ب " كشف المهم في طريق خبر غدير خم " ومن المتسالم عليه ان كتاب " غاية المرام " المذكور هو من مصنفات السيد هاشم البحراني رحمه الله، إذ لم ينازع في ذلك أحد، بل كل من ترجم للسيد رحمه الله عدة من تأليفاته.

بالإضافة إلي أنه لم ينسب هذا الكتاب أي: " كشف المهم " لشخص آخر، فضلا عن إنكار كونه للسيد البحراني.

وقد ذكر الشيخ الطهراني رحمه الله في ذريعته: ان نسخة كتاب كشف المهم قد

ص: 19

رآها ضمن مجموعة خطية تتضمن كتابين آخرين من كتب السيد هاشم، وهما:

" التحفة البهية " وكتاب " بهجة النظر "، وقال: مع اشتراك التواريخ والجمع في مجموعة واحدة يظن أنه أيضا من تصانيف السيد هاشم (1).

هذا كله بالإضافة إلي أن تاريخ كتابة نسخة كشف المهم التي بأيدينا مقترن مع وجود المؤلف السيد رحمه الله، وهو سنة 1101 ه، وقد قابلها وصححها الكاتب علي نسخة الأصل سنة 1102، وتاريخ الفراغ من المقصد الأول من " غاية المرام... " - الذي استل منه كتاب كشف المهم - سابق علي هذا التاريخ أي كان في سنة 1100 ه (2).

وفي النسخة الأخري للكتاب الموجودة في كربلاء المقدسة في مكتبة العلامة السيد عباس الكاشاني تحت رقم 117، المستنسخة بخط أحمد بن إبراهيم القديحي سنة 1109 ه، قد نسب هذا الكتاب إلي السيد هاشم البحراني (3).

وقد أورد السيد البحراني رحمه الله جل الكتاب المذكور في كتابه " غاية المرام... "، ويظهر ذلك بأدني مراجعة.

فتكون النتيجة ان كتاب " كشف المهم " من مؤلفات السيد هاشم البحراني رحمه الله.

أهمية الكتاب:

للكتاب أهمية كبيرة لما يعالجه من موضوع مهم وحساس، وهو إثبات الصدور القطعي لحديث الغدير من النبي صلي الله عليه وآله، الذي يثبت ولاية أمير المؤمنين

ص: 20


1- (1) - الذريعة 18: 64.
2- (2) - راجع الذريعة 16: 21.
3- (3) - فهرست مكتبة السيد الكاشاني 226 - 228.

علي بن أبي طالب عليه أفضل التحية والسلام، وكونه الخليفة الأول من بعد النبي صلي الله عليه وآله.

وقد أثبت السيد رحمه الله فعلا، تواتر هذا الحديث من الفريقين مما لا يدع مجالا للشك، فيكون حجة علي العام والخاص، ويقطع العذر علي كل متخلف عن مبايعة الأمير عليه السلام، كيف؟! وقد بايعوه بحضرة الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم، وقد هنأه بذلك فريق، حتي أنه تواتر عن أحدهم قوله: بخ بخ لك يا أبا الحسن...، ولكنهم نبذوه وراء ظهورهم...

قال أبو حامد الغزالي في معرض كلامه عن هذا الحديث: ولكن أسفرت الحجة وجهها، وأجمع الجماهير علي متن الحديث من خطبته في يوم غدير خم باتفاق الجميع، وهو يقول صلي الله عليه وآله وسلم: " من كنت مولاه فعلي مولاه "، فقال عمر: بخ بخ لك يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة.

فهذا تسليم وتحكيم، ثم بعد هذا غلب الهوي لحب الرئاسة، وحمل عمود الخلافة وعقود البنود، وخفقان الهوي في قعقعة الرايات واشتباك ازدحام الخيول، وفتح الأمصار سقاهم كأس الهوي، فعادوا إلي الخلاف الأول، فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا، فبئس ما يشترون (1).

منهجية الكتاب:

لقد قسم المؤلف رحمه الله كتاب " كشف المهم " إلي ثلاثة أبواب:

الباب الأول: فيما جاء من طريق الخاصة، ويحتوي علي 36 حديثا.

الباب الثاني: فيما جاء من طرق العامة، ويحتوي علي 88 حديثا.

الباب الثالث: في نص رسول الله صلي الله عليه وآله علي أمير المؤمنين عليه

ص: 21


1- (1) - سر العالمين وكشف ما في الدارين، (باب في المقالة الرابعة: في تريب الخلافة) ص 21.

السلام بالولاية المقتضية للامارة من طريق الخاصة، يحتوي علي 43 حديثا.

النسخة المعتمدة في التحقيق:

لقد تم تحقيق الكتاب بالاعتماد علي النسخة الفريدة الموجودة في المكتبة الرضوية، تحت رقم 6749.

وتمتاز هذه النسخة بكونها كتبت في عصر المؤلف، وقد قوبلت علي نسخة المصنف رحمه الله، جاء في آخرها:

بلغ تصحيحا إلا ما زاغ عنه البصر، وحسر عنه النظر في مجالس متعددة علي نسخة المصنف، وربما حضر مصنفه في أوقات تصحيحه، باليوم العاشر من شهر جمادي الآخرة السنة الثانية والمائة وألف.

كتبه الفقير إلي ربه الديان علي بن سليمان البحراني عفي عنهما.

طريقة التحقيق:

كان الاقتصار في التحقيق علي هذه النسخة المذكورة لعدم تيسر نسخة أخري للكتاب لمقارنتها معها.

ولذا اكتفينا بتخريج رواياته من المصادر ومقابلتها، والإشارة في الهامش إلي الفروقات إذا كان لها وجه من الصحة.

وكل زيادة وجدت في المصدر وكانت ضرورية أثبتناها داخل المتن بين معقوفتين.

وتمت عملية توزيع النص إلي فقر ثم إلي جمل، ليسهل تناول الكتاب علي القراء الكرام.

ص: 22

وفي الختام:

نقدم جزيل الشكر لكل من ساهم في هذا الكتاب، وإخراجه بهذه الحلة القشيبة اللائقة به، راجين من الله لهم التوفيق والسداد، وأن يكون عملا خالصا لوجهه الكريم إنه خير مرجو، والحمد لله رب العالمين.

مؤسسة احياء تراث السيد هاشم البحراني 26 ذي القعدة 1412 ه

ص: 23

[...]

ص: 24

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الملك الحق المبين، باعث الأنبياء والمرسلين، وناصب الأوصياء رحمة للعالمين، اظهارا للشرع القويم، وحفظا للحق المستبين، وكمالا للدين، والصلاة والسلام علي أشرف الأولين والآخرين، محمد وآله الطاهرين.

اما بعد:

فلا يخفي علي أهل الإيمان والاسلام حاجة الناس إلي امام معصوم (1).

في كل أوان، إذ لا بد من حافظ للشرع يؤمن منه الزيادة والنقصان، ولا طريق إلي ذلك الامام الا بالنص عليه من الملك العلام، بالوحي الإلهي علي لسان رسوله (صلي الله عليه وآله) المؤيد بالملائكة الكرام، واني للرعية في نصب امام حجة علي الخاص والعام، بل هذا من المستحيل لا تهتدي إلي الافهام، بل الخيرة لله تعالي المؤمن السلام، المنزل للشرع من الحلال والحرام.

فلا بد من المبلغ للشرع، وهو النبي، وحافظ له وهو الامام، وهذا واضح عند ذوي الفهم والحفظ من الأنام، ومحكم الكتاب الناطق بالصواب:

ص: 25


1- (1) في النسخة: المعصوم.

ان الله جل جلاله قد أكمل الدين وأتم النعمة بنصب الامام القوام، الذي ترجع إليه الخلق بعد النبي (صلي الله عليه وآله) في احكام الحلال والحرام، فهو في محل النبي (صلي الله عليه وآله) الا النبوة في جميع الحكام فهو خليفة الرسول (صلي الله عليه وآله) في كل الأقسام.

ثم لا ريب ولا مرية ولا شك في نصب علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد النبي (صلي الله عليه وآله) بنص النبي (صلي الله عليه وآله) قد نقله الخاص والعام، فمن تأمل كتب العامة وما ذكره أئمتهم في مصنفاتهم رأي ذلك في العيان بارزا من الأكمام، وقد صرحوا في صحاحهم المشهورة، وتأليفاتهم المأثورة ان النبي (صلي الله عليه وآله) نص علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأنه الامام بعده والخليفة والوصي والوزير، وانه منه بمنزلة هارون من موسي الا انه لا نبي بعده، فإذا كانوا هم معترفين بهذا النص وهو مسطور في كتبهم، روته رجالهم عن رجالهم، فالعجب كل العجب من الاعراض عن هذا النص المتفق علي نقله الفريقان، والفئتان المتباينتان، فماذا بعد الحق الا الضلال، فالعامة من قبيل قوله تعالي: * (واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمي علي الهدي) * (2).

وأعوذ بالله سبحانه من اتباع الهوي، بعد وجدان الهدي.

وكنت قد لحظت كتب العامة، فرأيت ما نقلته من النص علي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام) بذلك، وعملت في ذلك كتابا سميته ب (غاية المرام في النص علي الامام من طريق الخاص والعام) كتاب حسن في معناه بالروايات الكثيرة، والآثار المنيرة.

ثم بعد ذلك خطر بالبال، وسنح في الخيال، ان أفرد كتابا يحتوي علي

ص: 26

بعض روايات غدير خم، وذكر من رواه من طريق العامة والخاصة، نموذج شريف، وحظ وافر منيف، إذ كان نقلته لا تحصي ولا تحصر من طريق الخاصة والعامة، فاقتصرت علي هذا القدر، وفي ذلك كفاية لمن نظر، وسميته ب (كشف المهم في طريق خبر غدير خم).

وخبر غدير خم قد اشتمل علي: ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو الامام بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله)، والخليفة، والوصي، والولي، والله يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم.

ص: 27

[...]

ص: 28

الباب الأول: فيما جاء من طريق الخاصة

ص: 29

ص: 30

الحديث الأول: أبو جعفر بن بابويه في أماليه، بحذف الاسناد، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر في ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم، لما اخذ رسول الله (صلي الله عليه وآله) بيد علي بن أبي طالب، قال: الست أولي بالمؤمنين؟ قالوا: نعم يا رسول الله (صلي الله عليه وآله)، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال له عمر: بخ بخ يا علي (1)، أصبحت مولاي ومولي كل مسلم، فأنزل الله عز وجل: * (اليوم أكملت لكم دينكم) * (2). (3).

الثاني: الشيخ الطوسي في " أماليه " قال: أخبرنا أبو عمر قال: أخبرنا أحمد (يعني بن عقدة) (4)، قال: حدثنا الحسن بن جعفر بن مدرار، قال حدثني عمي طاهر ابن مدرار، قال حدثنا معاوية بن ميسرة بن شريح، قال: حدثني الحكم بن عيينة، وسلمة بن كهيل، قال: حدثنا حبيب وكان اسكافا

ص: 31


1- (1) في المصدر: يا ابن أبي طالب.
2- (2) المائدة: 3.
3- (3) أمالي الصدوق: ص 12.
4- (4) ليس في المصدر.

في بني عدي، وأثني عليه خيرا: انه سمع زيد بن أرقم، يقول: خطبنا رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوم غدير خم، فقال: من كنت مولاه فعلي (1) مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (2).

محمد بن بابويه: قال الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): أغفل الناس قول رسول الله (صلي الله عليه وآله) في علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم مشربة أم إبراهيم [كما اغفلوا قوله فيه يوم غدير خم ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) كان في مشربة أم إبراهيم] (3) وعنده أصحابه، إذ جاءه علي (عليه السلام) فلم يفرجوا له، فلما رآهم لا يفرجون له، قال: يا معاشر (4) الناس هذا أهل بيتي تستخفون بهم وانا حي بين ظهرانيكم! اما والله لان غبت عنكم [فان الله لا يغيب عنكم]، ان الروح والراحة والبشارة لمن ائتم بعلي وتولاه وسلم له وللأوصياء من ولده حقا علي [ان] (5) ادخلهم في شفاعتي لانهم اتباعي، فمن تبعني فإنه مني، سنة جرت في من إبراهيم، لاني (6) من إبراهيم، وإبراهيم مني، وفضلي له فضل، وفضله فضلي، وانا أفضل منه، تصديق [ذلك] (7) قوله ربي: * (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) * (8).

و (لقد) (9) كان رسول الله (صلي الله عليه وآله) وثئت رجله في مشربة أم إبراهيم حتي عاداه الناس (10).

الثالث: جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: خطبنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فحمد الله وأثني عليه، ثم قال: أيها الناس ان اقدام منبركم هذا أربعة

ص: 32


1- (1) في المصدر: فهذا علي.
2- (2) أمالي الطوسي: ج 1 ص 259.
3- (3) من المصدر.
4- (4) في المصدر: يا معشر.
5- (5) من المصدر.
6- (6) في النسخة: لأنه.
7- (7) من المصدر.
8- (8) سورة آل عمران: 34.
9- (9) ليس في المصدر.
10- (10) أمالي الصدوق: ص 98.

رهط من أصحاب محمد (صلي الله عليه وآله) منهم: انس بن مالك، والبراء بن عازب الأنصاري، والأشعث بن قيس الكندي، وخالد بن يزيد البجلي، ثم اقبل بوجهه علي انس بن مالك، فقال: يا انس، ان كنت سمعت من رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، ثم لم تشهد [لي] (1) اليوم بالولاية، فلا أماتك الله حتي يبتليك ببرص لا تغطيه العمامة.

واما أنت يا أشعث، فان كنت سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) [وهو] (2) يقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك الله حتي يذهب بكريمتيك.

واما أنت يا خالد بن يزيد، ان كنت سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك الله الا ميتة جاهلية.

واما أنت يا براء بن عازب، ان كنت سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك الله الا حيث هاجرت منه.

قال جابر بن عبد الله الأنصاري: والله لقد رأيت انس بن مالك وقد ابتلي ببرص يغطيه بالعمامة فما يستره. ولقد رأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه وهو يقول: الحمد لله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) علي بالعمي في الدنيا، ولم يدع علي بالعداب في الآخرة فأعذب.

واما خالد بن يزيد فإنه مات فأراد أهله ان يدفنوه وحفر له في منزله

ص: 33


1- (1) من المصدر.
2- (2) من المصدر.

فدفن، فسمعت بذلك كندة، فجاءت بالخيل والإبل فعقرتها علي باب منزله، فمات ميتة جاهلية.

واما البراء بن عازب فإنه ولاه معاوية اليمن فمات بها، ومنها كان هاجر (1).

الرابع: أبو إسحاق قال: قلت لعلي بن الحسين (عليه السلام): ما معني قول النبي (صلي الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه؟ قال:

اخبرهم انه الامام بعده (2).

الخامس: هاشم بن البريد، عن أبيه، قال: سئل زيد بن علي (عليه السلام) عن قول رسول الله (صلي الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه، قال: نصبه علما ليعلم به حزب الله عند الفرقة (3).

السادس: عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوم غدير خم: أفضل أعياد أمتي، وهو اليوم الذي امرني الله (تعالي ذكره) فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب (عليه السلام) علما لأمتي بعدي يهتدي (4).

به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأتم علي أمتي فيه النعمة، ورضي لهم الاسلام دينا.

ثم قال [صلي الله عليه وآله]: معاشر الناس: ان عليا مني، وانا من علي،

ص: 34


1- (1) أمالي الصدوق ص 106.
2- (2) أمالي الصدوق ص 107.
3- (3) أمالي الصدوق ص 107.
4- (4) في الأمالي يهتدون.

خلق من طينتي، وهو امام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا [فيه] (1) من سنتي وهو أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين، وخير الوصيين، وزوج سيدة نساء العالمين، وأبو الأئمة المهديين، معاشر الناس: من أحب عليا أحببته، ومن أبغض عليا أبغضته، ومن وصل عليا وصلته، ومن قطع عليا قطعته، ومن جفا عليا جفوته، ومن والي عليا واليته، ومن عادي عليا عاديته.

معاشر الناس: ان مدينة الحكمة وعلي بن أبي طالب بابها، ولن تؤتي المدينة الا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا.

معاشر الناس: والذي بعثني (بالحق) (2) بالنبوة، واصطفاني علي جميع البرية، ما نصب (3) عليا لأمتي الا رب العالمين (4).

السابع: المسعودي رفعه، عن سلمان الفارسي (رحمه الله)، قال: مر إبليس (لعنه الله) بنفر يتناولون أمير المؤمنين (عليه السلام) فوقف امامهم، فقال القوم: من الذي وقف امامنا؟ فقال: انا أبو مرة، فقالوا: يا أبا مرة اما تسمع كلامنا؟ فقال: سوءة لكم تسبون مولاكم علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقالوا له: من أين علمت أنه مولانا؟ فقال: من قول نبيكم [صلي الله عليه وآله]: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.

ص: 35


1- (1) من المصدر.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) في الأمالي: ما نصبت عليا علما لأمتي في الأرض حتي نوه الله باسمه في سماواته، وأوجب ولايته علي ملائكته.
4- (4) أمالي الصدوق ص 109.

فقالوا له: فأنت من مواليه وشيعته؟ فقال: ما انا من مواليه ولا من شيعته، ولكني أحبه، وما يبغضه أحد الا شاركته في المال والولد.

فقالوا: يا أبا مرة فتقول في علي شيئا؟ فقال لهم: اسمعوا مني معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين، عبدت الله عز وجل في الجان اثنتي عشرة الف سنة، فلما أهلك الله الجان شكوت إلي الله عز وجل الوحدة، فاعرج بي إلي السماء الدنيا، فعبدت الله في السماء الدنيا اثنتي عشرة الف سنة أخري في جملة الملائكة، فبينا نحن كذلك نسبح الله تعالي ونقدسه إذ مر بنا نور شعشعاني، فخرت الملائكة لذلك النور سجدا، فقالوا: سبوح قدوس نور ملك مقرب أو نبي مرسل، فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: لا نور ملك مقرب، ولا نبي مرسل، هذا نور طينة علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) (1).

الثامن: عبد الله بن عباس قال: إن رسول الله (صلي الله عليه وآله) لما اسري به إلي السماء انتهي به جبرئيل إلي نهر، يقال له: النور، وهو قول الله عز وجل: * (وجعل الظلمات والنور) * (2).

فلما انتهي به إلي ذلك النهر فقال (3): قال جبرئيل: يا محمد أعبر علي بركة الله تعالي فقد نور الله لك بصرك، ومد لك أمامك، فان هذا نهر (4) لم يعبره أحد، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه، ثم اخرج منه فانفض أجنحتي، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي الا خلق الله تبار ك وتعالي منها ملكا مقربا، له عشرون الف وجه وأربعون الف

ص: 36


1- (1) أمالي الصدوق ص 284.
2- (2) الانعام 1.
3- (3) في المصدر: قال له جبرئيل (عليه السلام): أعبر يا محمد.
4- (4) في المصدر: النهر.

لسان [كل لسان] (1) يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر.

فعبر رسول الله (صلي الله عليه وآله) حتي انتهي إلي الحجب، والحجب خمسمائة حجاب، من الحجاب إلي الحجاب مسيرة خمسمائة عام، ثم قال: تقدم يا محمد، فقال له: يا جبرئيل ولم لا تكون معي؟ قال: ليس لي ان أجوز هذا المكان، فتقدم رسول الله (صلي الله عليه وآله) ما شاء ان يتقدم، حتي سمع [ما] (2) قال الرب تبارك وتعالي: " انا المحمود وأنت محمد شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك بتكته، انزل إلي عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، واني لم ابعث نبيا الا وجعلت له وزيرا، وانك رسولي وان عليا وزيرك ".

فهبط رسول الله (صلي الله عليه وآله) فكره ان يحدث الناس بشئ كراهية ان يتهموه، لانهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية، حتي مضي لذلك ستة أيام، فأنزل الله تبارك وتعالي * (فلعلك تارك بعض ما يوحي إليك وضائق به صدرك) * (3)، فاحتمل رسول الله (صلي الله عليه وآله) ذلك حتي كان يوم الثامن، فأنزل الله تبارك وتعالي عليه: * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * (4).

فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): تهديد بعد وعيد، لأمضين أمر الله عز وجل، فان يتهموني ويكذبوني فهو أهون علي من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة.

قال: وسلم جبرئيل علي علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين، فقال علي

ص: 37


1- (1) من المصدر.
2- (2) من المصدر.
3- (3) هود 12.
4- (4) المائدة 67.

(عليه السلام): يا رسول الله، اسمع الكلام ولا أحس الرؤية، فقال: يا علي هذا جبرئيل اتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني.

ثم أمر رسول الله (صلي الله عليه وآله) رجلا فرجلا من أصحابه حتي سلموا عليه (بإمرة المؤمنين) (1) ثم قال: يا بلال ناد في الناس ان لا يبقي غدا أحد - الا عليل، الا خرج إلي غدير خم.

فلما كان من الغد خرج رسول الله (صلي الله عليه وآله) بجماعة أصحابه، فحمد الله وأثني عليه، ثم قال: أيها الناس ان الله تبارك وتعالي أرسلني إليكم برسالة، واني ضقت بها ذرعا مخافة ان تتهموني وتكذبوني حتي انزل الله علي وعيدا بعد وعيد، فكان تكذيبكم إياي أيسر علي من عقوبة الله إياي، ان الله تبارك وتعالي اسري بي واسمعني، وقال: يا محمد انا المحمود وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك بتكته، انزل إلي عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، واني لم ابعث نبيا الا جعلت له وزيرا، وانك رسولي، وان عليا وزيرك.

ثم اخذ (صلي الله عليه وآله) بيدي علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فرفعهما حتي نظر الناس إلي بياض إبطيهما، ولم ير قبل ذلك، ثم قال: أيها الناس ان الله تبارك وتعالي مولاي، وانا مولي المؤمنين، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.

فقال الشكاك والمنافقون والذين في قلوبهم مرض وزيغ: نبرأ إلي الله من مقالته ليس بحتم، ولا نرضي ان يكون علي وزيره، هذه منه عصبية.

فقال سلمان والمقداد وأبو ذر وعمار بن ياسر: والله ما برحنا العرصة

ص: 38


1- (1) ليس في المصدر.

حتي نزلت هذه الآية: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) * (1)، فكرر رسول الله (صلي الله عليه وآله) ذلك ثلاثا، ثم قال: إن كمال الدين، وتمام النعمة ورضي الرب، بارسالي إليكم بالولاية بعدي لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) (2).

التاسع الشيخ الطوسي في " أماليه " باسناده عن انس بن مالك: انه سمع رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول يوم غدير خم: انا أولي بالمؤمنين من أنفسهم، واخذ بيد علي (عليه السلام)، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. (3).

العاشر: أبو سعيد قال: لما كان يوم غدير خم، أمر رسول الله (صلي الله عليه وآله) مناديا (ينادي) (4)، فنادي الصلاة جامعة، فاخذ بيد علي (عليه السلام)، وقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

فقال حسان بن ثابت: يا رسول الله، أقول في علي شعرا؟ فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): افعل، فقال:

يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأكرم بالنبي مناديا يقول: فمن مولاكم ووليكم؟ * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا الهك مولانا وأنت ولينا * ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا فقال له: قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا

ص: 39


1- (1) المائدة: 3.
2- (2) أمالي الصدوق ص 290.
3- (3) أمالي الطوسي ج 1 ص 341.
4- (4) ليس في المصدر.

فقام (1) علي أرمد العين يبتغي * لعينيه مما يشتكيه مداويا فداواه خير الناس منه بريقه * فبورك مرقيا وبورك راقيا (2) نكتة وبيان فصل:

مما ذكر ممن روي خبر غدير خم، وذكر الكتب المصنفة فيه.

وذكر السيد العلامة (3) الفهامة ذو المكارم أبو القاسم علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس - الشهير بابن طاووس (قدس الله سبحانه روحه) - في كتابه المسمي ب " طرائف المخالف " (4) من طريق المخالفين في بيان الفرقة الناجية من أمة محمد (صلي الله عليه وآله)، وانها فرقة أهل البيت (عليهم السلام) واتباعهم وشيعتهم، قال فيه: ومن ذلك ما أكده (5) النبي (صلي الله عليه وآله) [لعلي بن أبي طالب (ع) بمني] (6) يوم غدير خم بالتصريح بالنص عليه، والارشاد إليه في مقام يشهد له لسان الحال، وبيان المقال: بأنه الخليفة (من بعده) والقائم مقامه في أمته.

وقد صنف العلماء بالاخبار كتبا كثيرة في حديث يوم الغدير (7)، وتصديق ما قلناه.

وممن صنف تفصيل ما حققناه أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الحافظ، المعروف بابن عقدة، وهو ثقة عند أرباب المذاهب،

ص: 40


1- (1) في المصدر: وكان.
2- (2) أمالي الصدوق ص 460.
3- (3) كذا في النسخة.
4- (4) مقصوده كتاب الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف.
5- (5) في المصدر: ذكره.
6- (6) من المصدر.
7- (7) في المصدر بزيادة: ووقائعه في الحروب، وذكر فضائل اختص بها من دون غيره.

وجعل ذلك كتابا مجردا (1) سماه: " حديث الولاية "، وذكر الاخبار عن النبي (صلي الله عليه وآله) بذلك، وأسماء الرواة من الصحابة.

وهذه أسماء من روي عنهم حديث يوم الغدير، ونص النبي (صلي الله عليه وآله) علي علي (عليه السلام) بالخلافة، واظهار ذلك عند الكافة، ومنهم من هنأه بذلك: أبو بكر عبد الله بن عثمان، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب (عليه السلام)، طلحة بن عبد (2) الله، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، سعيد بن مالك، العباس بن عبد المطلب، الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، عبد الله بن العباس، عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عبد الله بن مسعود، عمار بن ياسر، أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري، سلمان الفارسي، أسعد بن زرارة الأنصاري، خزيمة بن ثابت الأنصاري، أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري، سهل بن حنيف الأنصاري، حذيفة بن اليمان، عبد الله بن عمر بن الخطاب، البراء بن عازب الأنصاري، رفاعة بن رافع الأنصاري، سمرة بن جندب، سلمة بن الأكوع الأسلمي، زيد بن ثابت الأنصاري، أبو ليلي الأنصاري، أبو قدامة الأنصاري سهل بن سعد الأنصاري، عدي بن حاتم الطائي، ثابت بن زيد بن وديعة، كعب بن عجرة الأنصاري، أبو الهيثم بن التيهان الأنصاري، هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري، المقداد بن عمرو الكندي، عمر بن أبي سلمة، عبد الله بن أبي أسد المخزومي، عمران بن حصين الخزاعي، بريد بن الحصيب الأسلمي، جبلة بن عمرو الأنصاري، أبو هريرة الدوسي، أبو برزة نضلة بن عتبة الأسلمي، أبو سعيد الخدري، جابر بن عبد الله الأنصاري، جرير بن عبد

ص: 41


1- (1) في المصدر: محررا.
2- (2) في المصدر: عبيد.

الله (1)، زيد بن أرقم الأنصاري، أبو رافع مولي رسول الله (صلي الله عليه وآله)، أبو عمرة بن عمرو بن محصن الأنصاري، انس بن مالك الأنصاري، ناجية بن عمرو الخزاعي، أبو زبيب بن عوف الأنصاري، يعلي بن مرة الثقفي، سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري، حذيفة بن أسيد، أبو شريحة الغفاري، عمر بن حمق الخزاعي، زيد بن حارثة الأنصاري، ثابت بن وديعة الأنصاري، مالك بن الحويرث أبو سلمان (2)، جابر بن سمرة السوائي (3) عبد الله بن ثابت الأنصاري، حبش بن جنادة السلولي، ضميرة الأسدي، عبيد بن عازب الأنصاري، عبد الله بن أبي اوفي، يزيد بن شراحيل الأنصاري، عبد الله بن بشر المازني، النعمان بن عجلان الأنصاري، عبد الرحمن بن يعمر (4) الديلمي، أبو حمراء (5) خادم (6) رسول الله (صلي الله علي وآله)، أبو فضالة الأنصاري، عطية بن بشر المازني، عامر بن (أبي) (7) ليلي الغفاري، أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني، عبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري، حسان ابن ثابت الأنصاري، سعد بن جنادة العوفي، عامر بن عمير النميري، عبد الله بن ياميل (8)، حبه بن جوين العرني، عقبة بن عامر الجهني، أبو ذويب الشاعر، أبو شريح الخزاعي، أبو جحيفة وهب بن عبد الله السواني (9)، أبو امامة الصدي، عجلان الباهلي، عامر بن ضمرة (10) بن جندب بن سفيان العلقمي (11) البجلي، أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي، وحشي بن حرب، قيس بن ثابت بن شماس الأنصاري، عبد الرحمن بن مدلج (12)، حبيب بن بديل بن ورقا الخزاعي، فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله)، عائشة بنت أبي * (هامش) (1) في المصدر بزيادة: زيد بن عبد الله.

(2) في المصدر: أبو سليمان، وكذلك الغدير.

(3) في النسخة العوامي.

(4) في النسخة: معمر.

(5) في المصدر: حمزة.

(6) في النسخة: خادم مولي.

(7) ليس في المصدر.

(8) في النسخة: ناميل.

(9) في الطرائف: النسوي.

(10) في الطرائف: ليلي.

(11) في الطرائف: الغفلي.

(12) في الطرائف: مديح.

ص: 42

بكر، أم سلمة أم المؤمنين، أم هاني بنت أبي طالب، فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب، أسماء بنت عميس الخثعمية.

ثم ذكر ابن عقدة ثمانية وعشرين رجلا من الصحابة لم نذكر أسمائهم (1) أيضا (2) قال السيد بن طاووس: وهذا أبلغ ما انتهي إليه نبي من الأنبياء فيما بلغني مع (3) أمته في الكشف عن خلافته ووصيته.

وسيأتي. طرق من اخبار يوم الغدير (المذكور، وان) (4) كان هذا المقام من نبيهم [محمد] (صلي الله عليه وآله) في حجة الوداع، وهي آخر ما كان له من المواقف، والاسفار التي تضمنت الاخبار: ان نبيهم (صلي الله عليه وآله) أظهر فيه ما امره الله تعالي باظهاره، ونعي إلي المسلمين نفسه [الشريفة]، (5)، وعرفهم انه قد قرب انتقاله إلي ربه، فكان ذلك يوم الثامن عشر [من] (6) ذي الحجة، وقدم المدينة فأقام في ذي الحجة محرما، وتوفي في صفر، وقيل: في ربيع الأول.

وقد روي الحديث في ذلك محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ من خمس وسبعين طريقا، وأفرد له كتابا سماه " كتاب الولاية " 7).

ورواه أيضا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف: " بابن عقدة " لخبر (7) من مائة وخمسة طرق، وأفرد له كتابا سماه:

" حديث الولاية "، وقد تقدم تسمية من روي عنهم.

وذكر محمد بن الحسن الطوسي في كتاب " الاقتصاد " وغيره: ان قد رواه لخبر (8). يوم الغدير غير المذكورين من مائة [و] خمس وعشرين طريقا.

ص: 43


1- (1) في المصدر: يذكرهم ولم يذكر أسمائهم.
2- (2) الطرائف ص 139.
3- (3) في النسخة: عن، والمثبت من المصدر
4- (4) ليس في المصدر.
5- (5) من المصدر.
6- (6) من المصدر.
7- (8) في المصدر: بخبر.
8- (9) في المصدر: روي خبر.

ورواه أيضا أحمد بن حنبل في مسنده من أكثر من خمسة عشر طريقا.

ورواه الفقيه ابن المغازلي الشافعي في كتابه: " المناقب " من اثني عشر طريقا، وقال ابن المغازلي الشافعي بعد رواياته لخبر يوم الغدير: هذا حديث صحيح عن النبي (صلي الله عليه وآله).

وقد روي حديث غدير خم نحو مائة نفس، منهم العشرة، وهو حديث ثابت لا اعرف له علة، وتفرد علي (عليه السلام) بهذه الفضيلة لم يشركه (1) فيها أحد، هذا لفظ ابن المغازلي.

إلي هنا كلام ابن طاووس في كتاب " الطرائف " (2).

قلت: وقال الغزالي حجة الاسلام أبي حامد محمد بن محمد الغزالي في كتاب " سر العالمين " - وهو من أعيان المخالفين -: قال بعض المفسرين في قوله تعالي * (وإذ أسر النبي إلي بعض أزواجه حديثا) * (3).

قال في الحديث: ان أباك هو الخليفة من بعدي يا حميراء، ثم قال الغزالي بعد كلام يسير: لكن أسفرت الحجة وجهها، واجمع الجماهير علي متن الحديث من خطبته في يوم غدير خم باتفاق الجميع، وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه.

فقال عمر: بخ بخ يا أبا الحسن، لقد أصبحت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة، فهذا تسليم ورضا وتحكيم.

ثم بعد هذا غلب علي القوم الهوي وحب الرئاسة، وحمل عمود الخلافة، وعقود البنود، وخفقان الهواء في قعقعة الرايات، واشتباك ازدحام الخيول، وفتح الأمصار، سقاهم كأس الهوي، فعادوا إلي الخلاف الأول

ص: 44


1- (1) في النسخة: يشرك.
2- (2) الطرائف: ص 142.
3- (3) التحريم 3.

* (فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون) * (1). (2) إلي هنا كلام الغزالي.

وقال الفاضل محمد بن علي بن شهرآشوب في كتاب " نخب المناقب " *في فضل قصة الغدير: قال جدي شهرآشوب: سمعت أبا المعالي الجويني يتعجب ويقول: شاهدت مجلدا ببغداد في يدي صحاف فيه روايات هذا الخبر، مكتوبا عليه: المجلدة الثامنة والعشرون من طرق قوله: من كنت مولاه فعلي مولاه، ويتلوه في المجلدة التاسعة والعشرين (3).

وقال محمد بن علي بن شهرآشوب في هذا الفصل من هذا الكتاب:

العلماء مطبقون علي قبول هذا الخبر، وانما وقع الخلاف في تأويله، وقد بلغ في الانتشار والاشتهار إلي حد لا يواري به خبر من الاخبار وضوحا وبيانا، وظهورا وعرفانا، حتي لحق في المعرفة والبيان بالعلم بالحوادث الكبار والبلدان، فلا يدفعه الا جاحد، ولا يرده الا معاند، وأي خبر من الاخبار جمع في روايته ومعرفة طرقه أكثر من الف مجلد من تصانيف الخاصة والعامة من المتقدمين والمتأخرين.

ذكره محمد بن إسحاق، واحمد البلاذري، ومسلم بن الحجاج، وأبو نعيم الأصفهاني، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو بكر بن مردويه، وابن شاهين المروزودي، وأبو بكر الباقلاني، وأبو المظفر السمعاني، وأبو بكر بن شبيه، وعلي بن الجعد، وشعبة، والأعمش، وابن عباس، وابن السلاح، والشعبي، والزهري، والاقليسي، والجعاني، وابن اليسع، وابن ماجة، وابن

ص: 45


1- (1) آل عمران 187.
2- (2) سر العالمين وكشف ما في الدارين للغزالي ص 21.
3- (3) راجع مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 25.

عبد ربه، والالكاني، وشريك القاضي، وأبو يعلي الموصلي من عدة طرق، وأحمد بن حنبل من عشرين طريقا، وابن بطة بثلاثة وعشرين طريقا.

وقد صنف علي بن هلال المهلبي كتاب " الغدير "، وأحمد بن محمد بن سعيد كتاب " من روي خبر غدير خم "، وابن جرير الطبري كتاب " الولاية "، وهو كتاب " غدير خم "، وذكر فيه سبعين طريقا، ومسعود الشجري كتابا في رواة هذا الخبر وطرقها، والرازي في كتابه أسماء رواتها علي حروف المعجم.

ولقد رواه العباس بن عقدة، وقال صاحب الحديث سمعت أبا علي العطار الهمداني يقول: اروي الحديث علي مائتي وخمسين طريقا، وذكر عن صاحب " الكافي " أنه قال: روي لنا قصة غدير خم القاضي أبو بكر الجعاني، عن أبي بكر، وعمر وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، والحسن، والحسين وعبد الله بن جعفر، وعباس بن عبد المطلب، وعبد الله بن عباس، وأبي ذر، وسلمان، وعمار، ومقداد، وأنس، وجابر، وابن مسعود، وسعد، وسعيد، وعبد الرحمن، وابن قتادة، وزيد بن أرقم وجرير بن حميد، وعدي بن حاتم، وعبد الله بن أنيس، والبراء بن عازب، وأبي أيوب، وأبو برزة السلمي، وسهل بن حنيف، وسمرة بن جندب، وأبو الهيثم، وعبد الله بن ثابت الأنصاري، وسلمة بن الاترع (1)، والخدري، وعقبة بن عامر، وأبو الطفيل، وأبو رافع، وكعب بن عجزة، وحذيفة بن اليمان، وأبو مسعود البرذي (2)، وحذيفة بن أسيد، وزيد بن ثابت، وسعد بن عبادة، وخزيمة بن ثابت، وحسان (3) بن عتبة، وجندب بن سفيان، وعمرو بن أبي سلمة، وقيس بن سعد، وابن عبادة بن الصامت، وأبو زينب، وأبو ليلي، وعبد الله بن ربيعة، وأسامة

ص: 46


1- (1) في المناقب: الأكوع.
2- (2) في المناقب: البدري.
3- (3) في المناقب: حباب.

بن زيد، وسعد بن جنادة، وحباب بن سمرة، ويعلي بن مرة، وأبو (1) قدامة الأنصاري، وناجية بن عمرو (2)، وأبو عمرة، وأبو كاهل، وخالد بن الوليد، وحسان بن ثابت، ونعمان بن عجلان، وأبو رفاعة، وعمرو بن الحمق، وعبد الرحمن بن يعمر، ومالك بن الحويرث، وأبو الحمراء، ومرة (3) بن الحبيب، ووحشي بن حرب، وغزوة (4) بن أبي الجعد، وعامر [بن] النميري، وبشير بن عبد الله المنذر، ورفاعة بن عبد المنذر، وثابت بن وديعة، وعمرو بن حريث، وقيس بن عاصم، وعبد الاعلي بن عبد عدي (5)، وعثمان بن حنيف، وأبي بن كعب.

ومن النساء: فاطمة [الزهراء] (عليها السلام)، وعائشة، وأم سلمة، وأم هاني، وفاطمة بنت حمزة.

وقال صاحب الجمهرة في الخاء والميم: وخم موضع نص النبي (صلي الله عليه وآله) فيه علي علي (عليه السلام)، وذكره عمر بن أبي ربيعة في مفاخرته، وذكره حسان في شعره.

وفي رواية عن الباقر (عليه السلام) [قال]: لما قال النبي (صلي الله عليه وآله) يوم غدير خم بين الف وثلاثمائة رجل: من كنت مولاه فعلي مولاه، الخبر.

قال الصادق (عليه السلام) تعطي حقوق الناس بشهادة شاهدين، وما أعطي أمير المؤمنين (عليه السلام) بشهادة عشرة آلاف نفس، يعني يوم الغدير.

والغدير: في وادي الأراك علي عشرة فراسخ من مكة، وعشرة فراسخ

ص: 47


1- (1) في المناقب: ابن.
2- (2) في المناقب: عمير.
3- (3) في المناقب: ضمرة.
4- (4) في المناقب: عروة.
5- (5) في المناقب: وعبد الاعلي بن عدي.

من المدينة، وعلي أربعة أميال من الجحفة، عند شجرات خمس خمس دوحات عظام. (1) وقال السيد علي بن طاووس في كتاب " الاقبال ": فصل فيما نذكره من مختصر الوصف مما رواه علماء المخالفين عن يوم الغدير من الكشف.

اعلم: ان نص النبي (صلي الله عليه وآله) علي مولانا علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) يوم الغدير بالإمامة مالا يحتاج إلي كشف وبيان لأهل العلم والأمانة والدراية، وانما يذكر تنبيها علي بعض من رواه ليقصد من شاء، ويقف علي معناه، فمن ذلك ما صنفه أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني المخالف لأهل (2) البيت في عقيدته، المتفق عند أهل المعرفة به علي صحة ما يرويه لأهل البيت وأمانته، صنف كتابا سماه: " كتاب الدراية [في] حديث الولاية "، وهو سبعة عشر جزءا، روي فيه حديث نص النبي (عليه أفضل الصلاة والسلام) بتلك المناقب والمراتب علي مولانا علي بن أبي طالب عن مائة وعشرين نفسا من الصحابة.

ومن ذلك ما رواه محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ الكبير في مصنفه وسماه: " كتاب الرد علي الحرقوصية " (3)، روي فيه حديث يوم الغدير، وما نص النبي (عليه السلام) علي علي بالولاية والمقام الكبير، وروي ذلك من خمس وسبعين طريقا.

ومن ذلك ما رواه أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني في كتاب سماه: " دعاء الهداة إلي أداء حق الموالاة ".

ومن ذلك الذي لم يكن مثله في زمانه أبو العباس أحمد بن محمد (4) بن

ص: 48


1- (1) مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 25.
2- (2) في النسخة: أهل، وما أثبتناه من المصدر.
3- (3) في النسخة: الحرقوصية.
4- (4) في المصدر: سعد.

عقدة، الحافظ الذي زكاه وشهد بعلمه الخطيب مصنف تاريخ بغداد، فإنه صنف كتابا سماه: " حديث الولاية "، وجدت هذا الكتاب بنسخة قد كتب في زمن أبي العباس بن عقدة مصنفه، تاريخها سنة ثلاثين وثلاثمائة، صحيح النقل، عليه خط الطوسي وجماعة من شيوخ الاسلام، لا يخفي صحة ما تضمنه علي أهل الافهام.

وقد روي فيه نص النبي (صلوات الله عليه) علي مولانا علي (عليه السلام) بالولاية من مائة وخمس طرق.

وان عددت أسماء المصنفين من المسلمين في هذا الباب، طال ذلك علي من يقف علي هذا الكتاب، وجميع هذه التصانيف عندنا الآن الا كتاب الطبري (1)، إلي هنا كلام ابن طاووس.

قال مصنف الكتاب: والعجب من سادات العامة وكبرائهم واتباعهم، من روايتهم لخبر غدير خم من طرقهم، ورواية غيرهم برجال من أعيان الصحابة الذين لا يشك في اخبارهم، ورواه التابعون عنهم والمصنفون من المشائخ المعتبرين عندهم وعند غيرهم بروايات زادت علي عدد التواتر، فان منتهي القول في عدد التواتر - علي القول في حصره في عدد - انه عدة رواته كعدة أصحاب بدر ثلاثمائة وثلاثين.

وقد عرفت مما ذكرناه سابقا من ذكر الطرق والرواة مما يزيد علي ذلك باضعاف مضاعفة، والمحققون من العلماء لم يحصروا رواته في عدد، بل الخبر المتواتر المفيد للعلم ضرورة، أو اكتسابا - علي الخلاف بين العلماء - ما نقله جماعة يؤمن تواطؤهم علي الكذب، ولا يشترط عدالتهم.

ص: 49


1- (1) الاقبال لابن طاووس ص 453.

ولا ريب ان نقلة خبر غدير خم باخبار بعضهم يحصل الا من من تواطئهم علي الكذب، فكيف العامة والخاصة علي نقله لا ينكره الا مكابرا.

والعجب من العامة المخالفين ان مسألة الإمامة عندهم من الفروع، لا يشترط القطع في طريقها، بل تكفي الامارة المفيدة للظن، بل يكفي في مثلها الخبر الواحد، كما يثبتون الاحكام بخبر أبي هريرة، وعائشة، وأنس، وعبد الله بن عمر، بل الفروع عندهم تؤخذ عندهم بالقياس والاستحسان، بما ليس فيها نص من صاحب الشرع! فكيف لا تثبت الإمامة لعلي بن أبي طالب بما ثبت به العلم الضروري من الاخبار المتواترات؟! وما هذا من المخالفين الا نصب وعداوة لعلي وأولاده الأئمة (عليهم السلام) * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * (1).

ولقد روينا سابقا عن قريب عن مولانا الصادق (عليه السلام): ان حقوق الناس تعطي بشهادة شاهدين، وما أعطي أمير المؤمنين (عليه السلام) بشهادة عشرة آلاف نفس - يعني يوم غدير خم - ان هذا الا ضلال عن الحق المبين، قال الله سبحانه وتعالي: * (فماذا بعد الحق الا الضلال فاني تصرفون) * (2).

وفي رواية عن الباقر (عليه السلام): ان الحاضرين في نص النبي (صلي الله عليه وآله) علي أمير المؤمنين (عليه السلام) بغدير خم كانوا سبعين ألف.

وذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: انهم كانوا مائة ألف، وهو من أعيان العامة المعتزلة.

* (كذلك حقت كلمة ربك علي الذين فسقوا انهم لا يؤمنون) * (3).

قال المصنف: ولنعد إلي ذكر طرق الخبر وروايته:

ص: 50


1- (1) الشعراء 227.
2- (2) يونس 32.
3- (3) يونس 33.

الحادي عشر: ما ذكره السيد ابن طاووس في كتاب " الاقبال " حيث قال: اعلم أن ما نذكر في هذا الفصل ما رواه أيضا مخالفوا الشيعة، المعتمد عليهم في النقل، فمن ذلك ما رواه عنهم مصنف كتاب الخالص (1) المسمي ب " النشر والطي "، وجعله حجة ظاهرة باتفاق العدو والولي، فيما رواه عن رجالهم بالاسناد المتصل، عن عطية السعدي، قال: سألت حذيفة بن اليمان عن إقامة النبي (صلي الله عليه وآله) عليا يوم الغدير (غدير خم) كيف كان؟ فقال: ان الله تعالي انزل علي نبيه (صلي الله عليه وآله) - أقول إنه : لعله يعني بالمدينة (2) - * (النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وازواجه أمهاتهم والوا الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين) * (3)، فقالوا: يا رسول الله، ما هذه الولاية التي أنتم بها أحق منا [بأنفسنا] (4)؟ فقال (عليه السلام): السمع والطاعة فيما أحببتم وكرهتم، فقلنا: سمعنا وأطعنا، فأنزل الله: * (واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا) * (5).

فخرجنا إلي مكة مع النبي (صلي الله عليه وآله) في حجة الوداع، فنزل جبرئيل، فقال: يا محمد ان ربك يقرؤك السلام، ويقول: انصب عليا (عليه السلام) للناس، فبكي النبي (صلي الله عليه وآله) حتي اخضلت لحيته، وقال: يا جبرئيل ان قومي حدثوا عهد بالجاهلية، ضربتهم علي الدين طوعا وكرها حتي انقادوا إلي، فكيف إذا حملت علي رقابهم غيري؟! قال: فصعد جبرئيل.

ثم قال صاحب كتاب " النشر والطي "، (6) حذيفة: وقد كان النبي

ص: 51


1- (1) في النسخة: الخايص، وما أثبتناه من المصدر.
2- (2) في المصدر: بالمدنية.
3- (3) الأحزاب 6.
4- (4) من المصدر.
5- (5) المائد 7.
6- (6) في النسخة: عند، وما أثبتناه من المصدر.

(صلي الله عليه وآله) بعث عليا (عليه السلام) إلي اليمن، فوافي مكة ونحن مع الرسول، ثم توجه علي (عليه السلام) يوما نحو الكعبة يصلي، فلما ركع اتاه سائل فتصدق عليه بحلقة خاتمه، فأنزل الله * (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * (1) فكبر رسول الله، وقرأه علينا، ثم قال: قوموا نطلب هذه الصفة التي وصفه الله بها، فلما دخل رسول الله (صلي الله عليه وآله) المسجد استقبله سائل، فقال: من أين جئت؟ فقال: من عند هذا المصلي، تصدق علي بهذه الحلقة وهو راكع، فكبر رسول الله (صلي الله عليه وآله) ومضي نحو علي، فقال: يا علي ما أحدثت اليوم من خير؟ فأخبره بما كان منه إلي السائل، فكبر ثالثة، فنظر المنافقون بعضهم إلي بعض، وقالوا: ان أفئدتنا لا تقوي علي ذلك ابدا مع الطاعة له، فنسأل رسول الله (صلي الله عليه وآله) ان يبدله لنا، فأتوا رسول الله (صلي الله عليه وآله) فاخبروه بذلك، فأنزل قرآنا وهو * (قل ما يكون لي ان أبد له من تلقاء نفسي) * الآية (2).

فقال جبرئيل: يا رسول الله أتمه، فقال: حبيبي جبرئيل قد سمعت ما تآمروا به، فانصرف رسول الله الأمين جبرئيل.

ثم قال صاحب كتاب " النشر والطي ": - من غير حديث حذيفة - فكان من قول رسول الله في حجة الوداع بمني: يا أيها الناس اني قد تركت فيكم أمرين ان أخذتم بهما لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وانه قد نبأني اللطيف الخبير: انهما لن يفترقا حتي يردا (3) علي الحوض كإصبعي هاتين، وجمع بين سبابتيه، الا فمن اعتصم بهما فقد نجي، ومن خالفهما فقد هلك، الا هل بلغت أيها الناس؟ قالوا: نعم، قال: أشهدتم؟ (ثم) (4) قال صاحب كتاب " النشر والطي ": فلما كان في آخر يوم من أيام

ص: 52


1- (1) المائدة 55.
2- (2) سورة يونس 15.
3- (3) في النسخة يردوا.
4- (4) ليس في المصدر.

التشريق، انزل الله عليه * (إذا جاء نصر الله والفتح) * (1) إلي آخرها، فقال (عليه السلام): نعيت إلي نفسي، فجاء إلي مسجد الخيف فدخله، ونادي:

الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، فحمد الله وأثني عليه، وذكر خطبته (عليه السلام)، ثم قال فيها:

أيها الناس اني تارك فيكم الثقلين، الثقل الأكبر: كتاب الله عز وجل، طرف بيد الله عز وجل، وطرف بأيديكم، فتمسكوا به، والثقل الأصغر:

عترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير: انهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض كإصبعي، وجمع بين سبابتيه، ولا أقول كهاتين وجمع بين سبابته (2) والوسطي، فتفضل هذه علي هذه.

قال مصنف كتاب " النشر والطي ": فاجتمع قوم، وقالوا: يريد محمد ان يجعل الإمامة في أهل بيته، فخرج منهم أربعة ودخلوا إلي مكة ودخلوا الكعبة، وكتبوا فيما بينهم: إن أمات الله محمدا أو قتل، لا يرد هذا الامر في أهل بيته، فأنزل الله تعالي * (أم أبرموا أمرا فانا مبرمون * أم يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلي ورسلنا لديهم يكتبون) * (3).

قال السيد ابن طاووس (4) أقول: فانظر هذا التدريج من النبي (صلي الله عليه وآله)، والتلطف من الله جل جلاله في نصه علي مولانا علي (صلوات الله عليه) فأول مرة بالمدينة قال سبحانه * (وأولوا الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين) * (5) [فنص علي أن الأقرب إلي النبي (صلوات الله عليه) أولي به من المؤمنين والمهاجرين] (6) فعزل جل جلاله عن هذه الولاية المؤمنين والمهاجرين، وخص بها اولي الأرحام من سيد المرسلين.

ص: 53


1- (1) سورة النصر 1.
2- (2) في النسخة: سبابتيه.
3- (3) سورة الزخرف 79 - 80.
4- (4) اقبال الأعمال 454.
5- (5) الأحزاب 6.
6- (6) من المصدر.

ثم انظر كيف نزل جبرئيل بعد خروجه (عليه السلام) إلي مكة بالتعيين علي علي (عليه السلام)، فلما راجع النبي (صلي الله عليه وآله) وأشفق علي قومه من حسدهم لعلي (عليه السلام)، كيف عاد الله جل جلاله انزل * (انما وليكم الله ورسوله) * (1)، وكشف عن علي (عليه السلام) بذلك الوصف.

ثم انظر كيف مال النبي (صلي الله عليه وآله) إلي التوطئة يذكر (2) أهل بيته بمني، ثم أعاد ذكرهم في مسجد الخيف.

ثم ذكر صاحب كتاب " النشر والطي " توجههم إلي المدينة، ومراجعة رسول الله مرة بعد مرة لله جل جلاله، وما تكرر من الله تعالي إلي رسول الله في ولاية علي، قال حذيفة: واذن النبي (صلي الله عليه وآله) بالرحيل نحو المدينة، فارتحلنا، ثم قال صاحب كتاب " النشر والطي ": فنزل جبرئيل علي النبي (عليهما السلام) بضجنان في حجة الوداع باعلان علي (عليه السلام)، ثم قال صاحب الكتاب: فخرج رسول الله (صلي الله عليه وآله) حتي نزل الجحفة، فلما نزل القوم وأخذوا منازلهم، فاتاه جبرئيل، فامره ان يقوم بعلي، وقال: يا رب ان قومي حديثوا عهد بالجاهلية، فمتي افعل هذا يقولوا: فعل بابن عمه.

أقول: وزاد في الجحفة أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني في كتاب " الدراية "، فقال باسناده عن عدة طرق إلي عبد الله بن عباس، قال: لما خرج النبي (صلي الله عليه وآله) في حجة الوداع، فنزل جحفة اتاه جبرئيل (عليه السلام)، فامره ان يقوم بعلي، قال: ألستم تزعمون اني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وابغض من أبغضه، وانصر من نصره، وأعن من اعانه، قال ابن عباس: وجبت والله في أعناق الناس.

ص: 54


1- (1) المائدة 55.
2- (2) في المصدر: بذكر.

أقول: وسار النبي (صلي الله عليه وآله) من الجحفة.

قال مسعود السجستاني في كتاب " الدراية " باسناده إلي عبد الله بن عباس أيضا، قال: أمر رسول الله (صلي الله عليه وآله) ان يبلغ ولاية علي (عليه السلام)، فأنزل الله تعالي * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * (1).

ثم قال ركن الاسلام أبو القاسم علي بن طاووس: اعلم أن موسي نبي الله راجع الله تعالي في ابلاغ رسالته، وقال في مراجعته * (اني قتلت منهم نفسا فأخاف ان يقتلون) * (2) وانما [كان] (3) قتل نفسا واحدة، واما علي بن أبي طالب، فإنه كان قد (4) قتل من قريش وغيرهم من القبائل قتلي كل واحد منهم يحتمل مراجعة النبي (صلوات الله عليه وآله) شفيقا علي أمته كما وصفه الله جل جلاله، فاشفق عليهم من الامتحان باظهار ولاية علي (عليه السلام) في أوان.

ويحتمل ان يكون الله جل جلاله اذن لنبي (عليه السلام) في مراجعته لتظهر لأمته ما (5) اثر لمولانا علي (عليه السلام)، وانما الله جل جلاله قال:

* (ما ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي) * (6).

قال صاحب كتاب " النشر والطي " في تمام حديثه ما هذا لفظه: فهبط جبرئيل، فقال: اقرأ * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) * (7) الآية وقد بلغنا غدير خم في وقت لو طرح اللحم فيه علي الأرض لا نشوي (8)، وانتهي إلينا رسول الله، فنادي الصلاة جامعة.

ولقد كان أمر علي أعظم عند الله مما يقدر، فدعا المقداد وسلمان وأبا

ص: 55


1- (1) المائدة 67.
2- (2) القصص 33.
3- (3) من المصدر.
4- (4) في النسخة: قال.
5- (5) في المصدر: بزيادة: انه.
6- (6) النجم 4.
7- (7) المائدة 67.
8- (8) في النسخة: لا شتوي.

ذر وعمار، فأمرهم ان يعمدوا إلي أصل شجرتين فيقيموا (1) ما تحتها، فكسحوه، وأمرهم ان يضعوا الحجارة علي بعض كقامة رسول الله، وامر بثوب فطرح عليه.

ثم فصعد النبي (صلي الله عليه وآله) المنبر ينظر يمنه ويسرة ينتظر اجتماع الناس إليه، فلما اجتمعوا، فقال: الحمد لله الذي علا [فقهر] (2) في توحده، ودنا في تفرده... إلي أن قال: أقر له علي نفسي بالعبودية، واشهد له بالربوبية، وأؤدي ما أوحي إلي حذار ان لم افعل ان تحل بي قارعة، أوحي إلي * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) * (3) الآية.

معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزله الله تبارك وتعالي، وانا أبين لكم سبب هذه الآية: ان جبرئيل هبط إلي مرارا، امرني عن السلام ان أقول في المشهد وأعلم الأبيض والأسود ان علي بن أبي طالب أخي وخليفتي، والإمام بعدي، أيها الناس علمي بالمنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، ويحسبونه هينا، وهو عند الله عظيم، وكثرة اذاهم لي مرة سموني اذنا لكثرة ملازمته إياي، واقبالي عليه، حتي انزل الله * (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن) * (4). محيط، ولو شئت ان اسمي القائلين بأسمائهم لسميت.

واعلموا: ان الله قد نصبه لكم وليا واماما، مفترضا طاعته علي المهاجرين والأنصار، وعلي التابعين، وعلي البادي والحاضر، وعلي العجمي والعربي، وعلي الحر والمملوك، وعلي الكبير والصغير، وعلي الأبيض والأسود، وعلي كل موحد، فهو ماض حكمه، جائز قوله، نافذا امره، ملعون من خالفه، مرحوم من صدقه.

ص: 56


1- (1) في المصدر: فنقموا.
2- (2) من المصدر.
3- (3) المائدة 67.
4- (4) التوبة 61.

معاشر الناس: تدبروا القرآن، وافهموا آياته ومحكماته، ولا تتبعوا متشابهه، فوالله لا يوضح تعبيره (1). الا الذي انا آخذ بيده، ورافعها بيدي، ومعلمكم أن من كنت مولاه فهو مولاه، وهو علي.

معاشر الناس: ان عليا والطيبين من ولدي من صلبه هم الثقل الأصغر، والقرآن الثقل الأكبر، لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، ولا تحل (2) امرة المؤمنين لأحد بعدي غيره، ثم ضرب بيده إلي عضده، فرفعه علي درجه دون مقامه، متيامنا عن وجه رسول الله، فرفعه [بيده، وقال: أيها الناس من أولي بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله، فقال: الا من كنت] (3) مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، انما أكمل الله لكم دينكم بولايته وامامته، وما نزلت آية خاطب الله بها المؤمنين الا بدا به، ولا شهد الله بالجنة في * (هل اتي) * الا له، ولا أنزلها في غيره، وذرية كل نبي من صلبه، وذريتي من صلب علي، لا يبغض عليا الا شقي، ولا يوالي عليا الا تقي، وفي علي نزلت: * (والعصر) *، وتفسيرها: ورب عصر القيامة * (ان الانسان لفي خسر) * أعداء آل محمد * (الا الذين آمنوا) * بولايتهم * (وعملوا الصالحات) * بمواساتهم اخوانهم * (وتواصوا بالصبر) * في غيبة غائبهم.

معاشر الناس: * (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا) * (4).

انزل الله النور في، ثم في علي، ثم النسل منه إلي المهدي الذي يأخذ (5) بحق الله.

معاشر الناس: اني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل، الا ان عليا الموصوف بالصبر والشكر، ثم من بعده من ولده من صلبه (6).

ص: 57


1- (1) في المصدر: تفسيره.
2- (2) في النسخة: ولا تجب.
3- (3) من المصدر.
4- (4) التغابن 8.
5- (5) في النسخة: يأخذه، وما أثبتناه من المصدر.
6- (6) كذا في النسخة والمصدر.

معاشر الناس: قد ضل من قبلكم أكثر الأولين، انا صراط الله المستقيم، الذي امركم ان تسلكوا الهدي إليه، ثم علي من بعدي، ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق، اني [قد] (1) بينت لكم وفهمتكم، هذا علي يفهمكم بعدي.

الا واني عند انقطاع خطبتي أدعوكم إلي مصافحتي علي بيعته، والاقرار له، الا اني بايعت الله، وعلي بايع لي، وانا آخذكم بالبيعة له عن الله، * (فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه ومن أو في بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما) * (2).

معاشر الناس: أنتم أكثر من أن تصافحوني بكف واحدة، قد امرني الله ان آخذ من ألسنتكم الاقرار بما عقدتم الامرة لعلي بن أبي طالب، ومن جاء من بعده من الأئمة مني ومنه، علي ما أعلمتكم ان ذريتي من صلبه، فليبلغ الحاضر الغائب، فقولوا سامعين مطيعين، راضين لما بلغت عن ربك، نبايعك علي ذلك، قلوبنا وألسنتنا وأيدينا علي ذلك، نحيا ونموت ونبعث لا نغير ولا نبدل، ولا نشك ولا نرتاب، أعطينا بذلك - الله وإياك، وعليا والحسن والحسين، والأئمة الذين ذكرت - كل عهد وميثاق من قلوبنا وألسنتنا، [ونحن] (3) لا نبتغي بذلك بدلا، ونحن نؤدي ذلك إلي كل من رأينا.

فبادر الناس بنعم نعم، سمعنا وأطعنا أمر الله وامر رسوله، آمنا به بقلوبنا، وتداركوا علي رسول الله وعلي بأيديهم، إلي أن صليت الظهر والعصر في وقت واحد [وباقي ذلك اليوم إلي أن صليت العشاء ان في وقت واحد] (4) ورسول الله يقول كلما اتي فوج: الحمد لله الذي فضلنا علي العالمين (5).

ص: 58


1- (1) من المصدر.
2- (2) الفتح 10.
3- (3) من المصدر.
4- (4) من المصدر.
5- (5) اقبال الأعمال ص 455 - 457.

قال السيد ابن طاووس: واماما رواه مسعود بن ناصر السجستاني في صفة نص النبي علي مولانا علي (عليه السلام) بالولاية، فإنه مجلد أكثر من عشرين كراسا، واما الذي ذكره محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ في ذلك فإنه مجلد، وكذلك ما ذكره أبو العباس بن عقدة، وغيره من العلماء وأهل الروايات، فإنها عدة مجلدات (1) الثاني عشر: ما رواه ابن طاووس أيضا في كتاب " الاقبال " بالاسناد المتصل عن الفياض بن محمد بن عمر الطوسي بطوس، (رواه) (2) سنة تسع وخمسين ومائتين، وقد بلغ التسعين [انه شهد] (3) أبا الحسن علي بن موسي الرضا (عليهما السلام) في يوم الغدير (4) وبحضرته جماعة من خاصته قد احتسبهم للافطار، وقد قدم إلي منازلهم الطعام، والبر (5)، والصلاة والكسوة حتي الخواتيم والنعال، وقد غير أحوالهم، وأحوال حاشيته، وجددت له آلة غير الآلة التي جري الرسم بابتذالها قبل يومه، وهو يذكر فضل اليوم وقدمه، فكان من قوله (عليه السلام): حدثني الهادي أبي، قال: حدثني (6) الصادق، قال: حدثني الباقر، قال: حدثني سيد العابدين، قال:

حدثني أبي الحسين، قال:

اتفق في بعض سني أمير المؤمنين (عليه السلام) الجمعة والغدير، فصعد المنبر علي خمس ساعات من نهار ذلك اليوم، فحمد الله وأثني عليه حمدا لم يسمع بمثله، وأثني عليه بما لا يتوجه إلي غيره، فكان ما حفظ من ذلك: الحمد لله الذي جعل الحمد - من غير حاجة منه إلي حامديه - طريقا من طرق الاعتراف بلاهوتيته وصمدانيته وفردانيته، وسببا إلي المزيد من

ص: 59


1- (1) اقبال الأعمال ص 457.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) من المصدر.
4- (4) في النسخة: غدير خم.
5- (5) في النسخة: بزيادة والفاجر.
6- (6) في المصدر: حدثني جدي.

رحمته ومحجته للطالب من فضله، ومكن (1) في ابطان حقيقة الاعتراف له بأنه المنعم علي كل حمد باللفظ وان عظم، واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة نزعت عن اخلاص الطوي، ونطق اللسان بها عبارة عن صدق خفي انه الخالق الباري المصور، له الأسماء الحسني، ليس كمثله شئ، إذ كان الشئ من مشيته، وكان لا يشبهه مكنونه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، استخلصه في القدم علي سائر الأمم، علي علم منه بأنه انفرد عن التشاكل والتماثل من أبناء الجنس وانتجبه آمرا وناهيا عنه، إقامة في سائر عالمه في الأداء مقامه إذا كان لا تدركه الابصار، ولا تحويه خواطر الأفكار، ولا تشغله (2) غوامض الظنون في الاسرار، لا اله الا هو الملك الجبار، قرن الاعتراف بنبوته بالاعتراف بلاهوتيته، واختصه من تكرمته بما لم يلحقه فيه أحد من بريته، فهو أهل ذلك بخاصته وخلته، إذ لا يختص من يشوبه التغيير، ولا يخالل من يلحقه التظنين، وامر بالصلاة عليه مزيدا في تكرمته، وطريقا للداعي إلي اجابته، فصلي الله عليه وكرم وشرف وعظم مزيدا لا يلحقه (3) التفنية، ولا ينقطع علي التأييد (4).

وان الله تعالي اختص لنفسه بعد نبيه (صلي الله عليه وآله) من بريته خاصة، علاهم بتعليته، وسمي بهم إلي رتبته، وجعلهم الدعاة بالحق إليه، والأداء بالارشاد عليه لقرن قرن، وزمن زمن، أنشأهم في القدم قبل كل مذروء ومبروء، أنوار أنطقها بتحميده، والهمها علي شكره وتمجيده، وجعلها الحجج علي كل معترف له بملكوت (5) الربوبية وسلطان العبودية، واستنطق بها الخراسات بأنواع اللغات بخوعا (6) له بأنه فاطر الأرضين والسماوات، واستشهدهم خلقه، وولاهم ما شاء من امره، جعلهم تراجم

ص: 60


1- (1) في المصدر: وكمن.
2- (2) في المصدر: تمثله.
3- (3) في المصدر: لا تلحقه.
4- (4) في المصدر: التأبيد.
5- (5) في النسخة: بملكه، وما أثبتناه من المصدر.
6- (6) في النسخة: تجوعا، وما أثبتناه من المصدر.

مشيته، والسن ارادته، عبيدا لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون * (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضي وهم من خشيته مشفقون) * (1) يحكمون باحكامه، ويسنون بسنته (2)، ويعتمدون حدوده، ويؤدون فرضه، ولم يدع الخلق في بهم صما، ولا في عمي بكما، بل جعل [لهم] (3) عقولا ما زجت شواهدهم، وتفرقت في هياكلهم، حققها في نفوسهم، واستعدلها حواسهم، فقررتها (4) علي اسماع (5) ونواظر وأفكار وخواطر، ألزمهم بها حجته، واراهم بها محجته، وانطقهم عما شهدته بألسن ذرية (6) بما قام فيها من قدرته وحكمته، وبين عندهم بها * (ليهلك من هلك عن بينه ويحيي من حي عن بينة) * (7) وان الله لسميع عليم، بصير شاهد خبير، وان الله تعالي جمع لكم - معشر المؤمنين - في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين، لا يقوم أحدهما الا بصاحبه ليكمل عندكم جميل صنعه، ويقفكم علي طريق رشده، ويقفوا بكم آثار المستضيئين بنور هدايته، ويسلك بكم منهاج قصده، ويوفر (8) عليكم هنئ رفده، فجعل الجمعة مجمعا، ندب إليه لتطهير ما كان قبله، وغسل ما أوقعته مكاسب السوء من مثله إلي مثله، وذكري للمؤمنين، وتبيان خشية المتقين، ووهب لأهل طاعته في الأيام قبله، وجعله لا يتم الا بالأئتمار لما أمر به، والانتهاء عما نهي عنه، والبخوع بطاعته فيما حدث (9) عليه وندب إليه، ولا يقبل توحيده الا بالاعتراف لنبيه (صلي الله عليه وآله) بنبوته، ولا يقبل دينا الا بولاية من أمر بولايته، ولا ينتظم أسباب طاعته الا بالتمسك بعصمه وبعصم (10) أهل ولايته، فأنزل علي نبيه (صلي الله عليه وآله) في يوم الدوح ما بين فيه عن ارادته في خلصائه

ص: 61


1- (1) الأنبياء: 28.
2- (2) في النسخة سنته، وما أثبتناه من المصدر.
3- (3) من المصدر.
4- (4) في المصدر: فقرر بها.
5- (5) في النسخة: أسماء، وما أثبتناه من المصدر.
6- (6) في المصدر: ذربة.
7- (7) الأنفال: 42.
8- (8) في النسخة: توقر، وما أثبتناه من المصدر.
9- (9) في المصدر: حث.
10- (10) في المصدر: وعصم.

وذوي اجتبائه، وأمره بالبلاغ، وترك الحفل باهل الزيغ والنفاق، وضمن له عصمته منهم، وكشف من خبايا أهل الريب وضمائر أهل الارتداد ما رمز فيه، فعقله (1) المؤمن والمنافق، فاعن معن، وتثبت (2) علي الحق ثابت، وازدادت جهالة المنافق وحمية المارق، ووقع العض علي النواجد، والغمز علي السواعد، ونطق ناطق، ونعق ناعق (3) ونشق ناشق، واستمر علي مارقته مارق، ووقع الاذعان من طائفة باللسان دون حقائق الايمان، ومن طائفة باللسان وصدق الايمان، وأكمل الله دينه، وأقر عين نبيه والمؤمنين والتابعين (4) وكان ما قد شهده بعضهم، وبلغ بعضكم، وتمت كلمة ربك (5) الحسني علي الصابرين، ودمر الله ما صنع فرعون وهامان وقارون وجنوده وما كانوا يعرشون، وبقيت حثالة من الضلال لا يألون الناس خبالا، فيقصدهم الله في ديارهم، ويمحوا آثارهم، ويبيد معالمهم، ويعقبهم عن قرب الحسرات، ويلحقهم عن بسط أكفهم ومد أعناقهم، ومكنهم من دين الله حتي بدلوه، [و] من حكمه حتي غيروه، وسيأتي نصر الله علي عدوه لحينه، والله لطيف خبير.

وفي دون ما سمعتهم كفاية وبلاغ، فتأملوا - رحمكم الله - ما ندبكم [الله] (6) وحثكم عليه، واقصدوا شرعه، واسلكوا نهجه، * (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) * (7)، هذا يوم عظيم الشأن فيه وقع الفرج، ورفعت الدرج، وضحت الحجج، وهو يوم الايضاح والافصاح عن المقام الصراح، ويوم كمال الدين، ويوم العهد المعهود، ويوم الشاهد والمشهود، ويوم تبيان العقود عن النفاق والجحود، ويوم البيان عن حقائق الايمان، ويوم دحر الشيطان، ويوم البرهان، هذا يوم الفصل الذي كنتم [به] (8) توعدون، هذا يوم

ص: 62


1- (1) في النسخة: ونعقله، وما أثبتناه من المصدر.
2- (2) في المصدر: وثبت.
3- (3) في النسخة: ونغق ناغق.
4- (4) في المصدر: والمتابعين.
5- (5) في المصدر: الله.
6- (6) من المصدر.
7- (7) الانعام: 153.
8- (8) من المصدر.

الملأ الا علي الذي أنتم عنه معرضون، هذا يوم الارشاد ويوم محنة علي العباد (1) ويوم الدليل علي الرواد، وهذا يوم أبدي خفايا الصدور، ومضمرات الأمور، هذا يوم النصوص علي أهل الخصوص، هذا يوم شيث، هذا يوم إدريس، هذا يوم يوشع، هذا يوم شمعون، هذا يوم الامن المأمون، هذا يوم اظهار المضمون من المكنون، هذا يوم ابلاء (2) السرائر، فلم يزل (عليه السلام) يقول: هذا يوم... فراقبوا الله واتقوه، واسمعوا له وأطيعوه، واحذروا المكر ولا تخادعوه، وفتشوا ضمائركم ولا تواربوه، وتقربوا إلي الله بتوحيده وطاعة من امركم ان تطيعوه، * (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) * (3)، ولا يجنح (4) بكم الغي فتضلوا عن سبيل الرشاد باتباع أولئك الذين ضلوا وأضلوا، قالب الله تعالي عز من قائل في طائفة ذكرهم بالذم في كتابه: * (انا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا) * (5) وقال الله تعالي:

* (وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا) * (6) * (من عذاب الله من شئ قالوا لو هدانا الله لهديناكم) * (7).

أفتدرون الاستكبار ما هو؟ هو ترك الطاعة لمن أمر الله بطاعته، والترفع عمن ندبوا إلي متابعته، والقرآن ينطق عن (8) هذا عن كثير ان تدبره متدبر، وزجره ووعظه.

واعلموا أيها المؤمنون ان الله عز وجل قال * (ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) * (9) أتدرون ما سبيل الله

ص: 63


1- (1) في النسخة: العتاد، وما أثبتناه من المصدر.
2- (2) في النسخة: بلا، وما أثبتناه من المصدر.
3- (3) الممتحنة 10.
4- (4) في النسخة: يحتج.
5- (5) الأحزاب 67 - 68.
6- (6) غافر 47.
7- (7) إبراهيم 21.
8- (8) في المصدر: من.
9- (9) الصف 4.

ومن سبيله؟ ومن صراط الله ومن طريقه؟ انا صراط الله الذي من لا يسلكه بطاعة الله فيه هوي به إلي النار، انا سبيله الذي نصبني للاتباع بعد نبيه (صلي الله عليه وآله)، انا قسيم النار، انا حجة الله علي الفجار، انا نور الأنوار، فانتبهوا من رقدة الغفلة، وبادروا بالعمل قبل حلول الأجل، وسابقوا إلي مغفرة من ربكم قبل ان يضرب بالسور بباطن الرحمة وظاهر العذاب، فتنادون فلا يسمع نداؤكم، وتضجون فلا يحفل بضجيجكم، وقبل ان تستغيثوا فلا تغاثوا، سارعوا إلي الطاعات قبل فوات الأوقات، فكأن قد جاء هادم اللذات، فلا مناص نجاة، ولا محيص تخليص.

عودوا رحمكم الله بعد انقطاع مجمعكم بالتوسعة علي عيالكم، والبر باخوانكم، والشكر لله عز وجل علي [ما] (1) منحكم، وأجمعوا بجمع (2) الله (علي) (3) شملكم، وتباروا يصل الله ألفتكم، وتهانوا (4) نعمة الله كما هنأكم فيه بالثواب (5) فيه علي اضعاف الأعياد قبله وبعده الا في مثله، والبر فيه يثمر المال، ويزيد في العمر، والتعاطف فيه يقتضي رحمة الله وعطفه، وهبوا لاخوانكم وعيالكم من فضله بالجهد من جودكم، وبما تناله القدرة من استطاعتكم، وأظهروا البشر فيما بينكم، والسرور في ملاقاتكم، والحمد لله علي ما منحكم، وعودوا بالمزيد علي أهل التأميل لكم، وساووا بكم ضعفائكم ومن ملككم، وما تناله القدرة من استطاعتكم وعلي حسب امكانكم، فالدرهم بمائتي ألف درهم، والمزيد من الله عز وجل.

وصوم هذا اليوم مما ندب [الله] (6) إليه، وجعل العظيم كفالة عنه، حتي لو تعبد له عبد من العبيد في التشبيه من ابتداء الدنيا إلي تقضيها، صائما نهارها قائما ليلها - إذا أخلص في صومه -، لقصرت أيام الدنيا عن كفائه،

ص: 64


1- (1) من المصدر.
2- (2) في المصدر: يجمع.
3- (3) ليس في المصدر.
4- (4) في النسخة: وتهاونوا، وما أثبتناه من المصدر.
5- (5) في المصدر: بالصواب.
6- (6) من المصدر.

ومن أسعف فيه أخاه مبتدئا وبره راغبا (1) فله (2) كأجر من صام هذا اليوم وقام ليلة، ومن فطر مؤمنا في ليلته فكأنما فطر فئاما وفئاما، يعدها بيده عشرة.

فنهض ناهض فقال: يا أمير المؤمنين وما الفئام (3)؟ قال: مائة (4) الف نبي وصديق وشهيد، فكيف بمن يكفل عددا من المؤمنين والمؤمنات؟! فانا ضمينه علي الله تعالي الأمان من الكفر والفقر، وان مات ليلته أو يومه أو بعده إلي مثله من غير ارتكاب كبيرة فأجره علي الله.

ومن استدان لاخوانه وأعانهم، فانا الضامن علي الله بقاه، وان قبضه حمله عنه.

وإذا تلاقيتم فتصافحوا بألسنتكم، وتهانوا (5) بالنعمة في هذا اليوم، وليبلغ الحاضر الغائب والشاهد البائن، وليعد الغني علي الفقير، والقوي علي الضعيف، امرني رسول الله (صلي الله عليه وآله) بذلك.

ثم اخذ (صلوات الله عليه) في خطبة الجمعة، وجعل صلاته جمعة صلاة عيد، وانصرف بولده وشيعته إلي منزل أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) [بما] (6) أعد له من طعامه، وانصرف غنيهم وفقيرهم برفده إلي عياله (7).

الثالث عشر: ما رواه السيد ابن طاووس في كتاب " الاقبال " من كتاب " النشر والطي "، رواه عن الرضا (عليه السلام)، قال: إذا كان يوم القيامة زفت

ص: 65


1- (1) في النسخة: راعيا، وما أثبتناه من المصدر.
2- (2) في النسخة: قبله، وما أثبتناه من المصدر.
3- (3) في النسخة: واما القيام، وما أثبتناه من المصدر.
4- (4) في المصدر: مائتي.
5- (5) في النسخة: وتهاونوا.
6- (6) من المصدر.
7- (7) اقبال الأعمال ص 461 - 464.

أربعة أيام إلي الله كما تزف العروس إلي خدرها، قيل: ما هذه الأيام؟ قال: يوم الأضحي، ويوم الفطر، ويوم الجمعة، ويوم الغدير، وان يوم الغدير بين الأضحي والفطر والجمعة كالقمر بين الكواكب، وهو اليوم (1) الذي نجا فيه إبراهيم الخليل من النار فصامه شكرا لله، وهو [اليوم] (2) الذي أكمل [الله] (3) به الدين في إقامة النبي (صلي الله عليه وآله) عليا أمير المؤمنين (عليه السلام) علما، وأبان فضيلته ووصائته (4)، فصام ذلك اليوم.

وانه ليوم الكمال، ويوم مرغمة الشيطان، ويوم تقبل اعمال الشيعة ومحبي آل محمد، وهو اليوم الذي يعمد الله فيه إلي ما عمله المخالفون فيجعله هباء منثورا، وذلك قوله تعالي: * (فجعلناه هباء منثورا) * (5).

وهو اليوم الذي يأمر جبرئيل (عليه السلام) ان ينصب كرسي كرامة الله بإزاء بيت المعمور، ويصعده جبرئيل، ويجتمع إليه الملائكة من جميع السماوات، ويثنون علي محمد، ويستغفرون لشيعة أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) ومحبيهم من ولد آدم (عليه السلام).

وهو اليوم الذي يأمر الله فيه الكرام الكاتبين ان يرفعوا القلم عن محبي أهل البيت وشيعتهم ثلاثة أيام من يوم الغدير، ولا يكتبون عليهم شيئا من خطاياهم، كرامة لمحمد وعلي والأئمة.

وهو اليوم الذي جعله الله لمحمد وآله وذوي رحمته، وهو اليوم الذي يزيد الله في مال من عبد فيه ووسع علي عياله ونفسه واخوانه، ويعتقه الله من

ص: 66


1- (1) في النسخة: يوم، وما أثبتناه من المصدر.
2- (2) من المصدر.
3- (3) من المصدر.
4- (4) في النسخة: ووصاته.
5- (5) الفرقان: 23.

النار، وهو اليوم الذي يجعل الله فيه سعي الشيعة مشكورا، وذنبهم مغفورا، وعملهم مقبولا.

وهو يوم تنفيس الكرب، ويوم تحطيط الوزر، ويوم الحباء والعطية، ويوم نشر العلم، ويوم البشارة والعيد الأكبر، ويوم يستجاب فيه الدعاء، ويوم الموقف العظيم، ويوم لبس الثياب ونزع السواد، ويوم الشرط المشروط، ويوم نفي الهموم، ويوم الصفح عن مذنبي شيعة أمير المؤمنين، وهو يوم السبقة، ويوم اكثار الصلاة علي محمد وآل محمد، ويوم الرضا، ويوم عيد أهل بيت محمد، ويوم قبول الأعمال، ويوم طلب الزيادة، ويوم استراحة المؤمنين، ويوم المتاجرة، ويوم التودد، ويوم الوصول إلي رحمة الله، ويوم التزكية، ويوم ترك الكبائر والذنوب، ويوم العبادة، ويوم تفطير الطائمين، فمن فطر فيه صائما مؤمنا [كان] (1) كمن أطعم فئاما وفئاما، إلي أن عد عشرا، ثم قال: أو تدري ما الفئام؟ قال: لا، قال: مائة الف.

وهو يوم التهنئة، يهنئ بعضكم بعضا، فإذا لقي المؤمن أخاه، يقول:

الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام)، وهو يوم التبسم في وجوه الناس من أهل الايمان، فمن تبسم في وجه أخيه يوم الغدير نظر الله إليه يوم القيامة بالرحمة، وقضي له [الف] (2) حاجة، وبني له قصرا في الجنة من درة بيضاء، ونظر وجهه، وهو يوم الزينة، فمن تزين ليوم الغدير غفر الله له كل خطية عملها صغيرة أو كبيرة، وبعث الله إليه ملائكة يكتبون له الحسنات، ويرفعون له الدرجات إلي قابل مثل ذلك اليوم، فان مات مات شهيدا، وان عاش عاش سعيدا.

ومن أطعم مؤمنا كان كمن أطعم جميع الأنبياء والصديقين، ومن زار

ص: 67


1- (1) من المصدر.
2- (2) من المصدر.

فيه مؤمنا ادخل الله قبره سبعين نورا، ووسع في قبره، ويزور قبره كل يوم سبعون الف ملك، ويبشرونه بالجنة.

وفي يوم الغدير عرض الله الولاية علي أهل السماوات السبع فاستبق (1) إليها أهل السماء السابعة، فزين بها العرش، ثم سبق إليها أهل السماء الرابعة فزينها بالبيت المعمور، ثم سبق إليها أهل السماء الدنيا فزينها بالكواكب، ثم عرضها علي (2) الأرضين فسبقت مكة فزينها بالكعبة، ثم سبقت إليها المدينة فزينها بالمصطفي محمد (صلي الله عليه وآله)، ثم سبقت إليها الكوفة فزينها بأمير المؤمنين (عليه السلام).

وعرضها علي الجبال، فأول جبل أقر بذلك ثلاثة أجبال العقيق، وجبل الفيروز ج، وجبل الياقوت، فصارت هذه الجبال جبالهن وأفضل الجواهر، ثم سبقت إليها جبال اخر، فصارت معادن الذهب والفضة، وما لم يقر بذلك ولم يقبل صارت لا تنبت شيئا.

وعرضت في ذلك اليوم علي المياه، فما قبل منها صار عذبا، وما أنكر صار ملحا أجاجا.

وعرضها في ذلك اليوم علي النبات، فما قبل (3) صار حلوا طيبا، وما لم يقبل صار مرا.

ثم عرضها في ذلك اليوم علي الطير، فما قبلها صار فصيحا مصوتا، وما أنكرها صار أخرس مثل اللكن.

ومثل المؤمنين في قبولهم ولاء أمير المؤمنين في يوم غدير خم كمثل الملائكة في سجودهم لآدم، ومثل من أبي ولاية أمير المؤمنين في يوم الغدير [مثل إبليس] (4).

* (هامش) (1) في النسخة: فتسيق.

(2) في النسخة: إلي.

(3) في المصدر: قبله.

(4) من المصدر. (*)

ص: 68

وفي هذا اليوم أنزلت هذه الآية: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) * (1) الآية، وما بعث الله نبيا الا وكان يوم بعثه مثل يوم الغدير عنده، وعرف حرمته، إذ نصب لأمته وصيا وخليفة من بعده في ذلك اليوم (2).

الرابع عشر: ما رواه ابن طاووس في كتاب " الاقبال " عن محمد بن يعقوب الكليني، باسناده إلي عبد الرحمن بن سالم، عن أبيه، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) هل للمسلمين عيد هو غير الجمعة والأضحي والفطر؟ قال: نعم اعظمها حرمة، قلت: وأي عيد هو جعلت فداك؟ قال: اليوم الذي نصب فيه رسول الله (صلي الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، قلت: وأي يوم هو؟ قال: ما تصنع باليوم؟ ان السنة تدور، ولكنه يوم ثماني عشر من ذي الحجة، فقلت:

وما ينبغي لنا ان نفعل في ذلك اليوم؟ قال: تذكرون فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد (صلي الله عليهم)، واوصي رسول الله (صلي الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) ان يتخذ ذلك اليوم عيدا، وكذلك كانت الأنبياء تفعل، كانوا يوصون أوصياء هم بذلك، فيتخذونه عيدا (3).

الخامس عشر: ما رواه ابن طاووس في كتاب " الاقبال "، عن علي بن الحسن بن فضال في كتاب " الصيام، باسناده إلي الحسن بن راشد، قال:

سألت أبا عبد الله (عليه السلام) هل للمسلمين عيد سوي الفطر والأضحي؟ فقال: نعم أعظمها وأشرفها، قال: قلت: أي يوم هو؟ قال: [يوم] (4) نصب رسول

ص: 69


1- (1) المائدة 3.
2- (2) اقبال الأعمال 464.
3- (3) اقبال الأعمال ص 465.
4- (4) من المصدر.

الله (صلي الله عليه وآله) أمير المؤمنين للناس، فدعاهم إلي ولايته، قال:

قلت: في أي يوم ذلك؟ قال: يوم ثمانية عشر من ذي الحجة، قال: قلت: فما ينبغي فيه، أو ما يستحب فيه؟ قال: الصيام والتقرب إلي الله عز وجل فيه باعمال الخير، قال: قلت: فما لمن صامه؟ قال: يحسب (1) له بصيام ستين شهرا (2).

السادس عشر: ما رواه ابن طاووس في كتاب " الاقبال " عن أبي جعفر محمد بن بابويه، والمفيد محمد بن محمد بن النعمان، وأبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، باسنادهم جميعا، عن الصادق (عليه السلام): ان العمل في يوم الغدير، - ثامن عشر ذي الحجة - يعدل العمل في ثمانين شهرا (3).

السابع عشر: باسنادهم جميعا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:

صوم يوم غدير خم كفارة ستين سنة (4).

الثامن عشر: ما رواه ابن طاووس في كتاب " الاقبال "، عن مصنف كتاب " النشر والطي " باسناده المتصل، عن عبد الله بن الفضل، عن الصادق، عن آبائه، قال النبي (صلي الله عليه وآله): يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي، وهو اليوم الذي امرني الله فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب فيه علما لأمتي يهتدون به بعدي، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأتمم علي أمتي فيه النعمة، ورضي لهم الاسلام دينا، ثم قال:

ص: 70


1- (1) في النسخة: يستحب.
2- (2) اقبال الأعمال ص 465.
3- (3) اقبال الأعمال ص 465.
4- (4) اقبال الأعمال ص 466.

معاشر الناس: ان عليا مني وانا من علي، خلق من طينتي، وهو بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي، وهو أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين، وخير الوصيين، وزوج سيدة نساء العالمين، وأبو الأئمة المهديين (1).

التاسع عشر: ما رواه في كتاب " الاقبال "، عن محمد بن علي بن محمد الطرازي في كتابه، باسناده المتصل إلي المفضل بن عمر، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة زفت أربعة أيام إلي الله عز وجل كما تزف العروس إلي خدرها، يوم الفطر، ويوم الأضحي، ويوم الجمعة، ويوم غدير خم، ويوم غدير خم بين الفطر [والأضحي ويوم] (2) الجمعة كالقمر بين الكواكب، وان الله تعالي ليوكل بغدير خم ملائكته (3) المقربين، وسيدهم يومئذ جبرئيل (عليه السلام)، وأنبياءه المرسلين، وسيدهم يومئذ محمد (صلي الله عليه وآله)، وأوصياء الله المنتجبين، وسيدهم يومئذ أمير المؤمنين، وأولياء الله، وساداتهم يومئذ سلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمار، حتي يورده الجنان كما يورد الراعي بغنمه الماء والكلاء.

قال المفضل: سيدي تأمرني بصيامه؟ قال لي: اي والله، اي والله اي والله انه اليوم الذي تاب الله فيه علي آدم (عليه السلام)، فصام شكرا لله تعالي (ذلك اليوم) (4)، وانه اليوم الذي نجا الله تعالي فيه إبراهيم (عليه السلام) من النار، فصام شكر الله تعالي علي ذلك، وانه اليوم الذي أقام موسي هارون (عليهما السلام) علما، فصام شكر الله تعالي ذلك اليوم، وانه اليوم الذي أظهر عيسي

ص: 71


1- (1) اقبال الأعمال ص 466.
2- (2) من المصدر.
3- (3) في النسخة: ملائكة.
4- (4) ليس في المصدر.

(عليه السلام) وصيه شمعون الصفا، فصام شكرا لله عز وجل ذلك اليوم، وانه اليوم الذي أقام رسول الله (صلي الله عليه وآله) عليا للناس علما، وأبان فيه فضله ووصيه، فصام شكرا لله تبارك وتعالي ذلك اليوم، وانه ليوم صيام وقيام واطعام وصلة الاخوان، وفيه مرضاة الرحمن، ومرغمة الشيطان (1).

العشرون: ما رواه في كتاب " الاقبال "، قال: رويناه بالاسناد الذي ذكرناه قبل هذا الفصل إلي الشيخ الموثوق بروايته محمد بن أحمد بن داود في كتاب " كمال الزيارات "، قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن عمار الكوفي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال (2)، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: كنا عند الرضا (عليه السلام) والمجلس غاص باهله، فتذاكروا يوم الغدير، فأنكره بعض الناس، فقال الرضا (عليه السلام): حدثني أبي، عن أبيه (عليهما السلام)، قال: إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض، ان لله (3) عز وجل في الفردوس (4) الا علي قصرا، لبنة من ذهب ولبنة من فضة، فيه مائة الف قبة من ياقوتة حمراء، ومائة الف خيمة من ياقوتة خضراء (5)، ترابه المسك والعنبر، فيه أربعة انهار، نهر من خمر، ونهر من ماء، ونهر من لبن، ونهر من عسل حواليه أشجار جميع الفواكه، عليه طيور أبدانها من لؤلؤ وأجنحتها من ياقوت، تصوت بألوان الأصوات، فإذا كان يوم الغدير ورد إلي ذلك القصر أهل السماوات، يسبحون الله ويقدسونه ويهللونه، فتتطاير (6) تلك الطيور فتقع في ذلك الماء، وتتمرغ علي ذلك المسك والعنبر، فإذا اجتمعت الملائكة طارت تلك الطيور فتنفض ذلك (عليهم) (7) وانهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار

ص: 72


1- (1) اقبال الأعمال ص 466.
2- (2) في المصدر هكذا: علي بن الحسن بن علي بن فضال.
3- (3) في النسخة: الله.، وما أثبتناه من المصدر.
4- (4) في النسخة: بزيادة: من.
5- (5) في المصدر: ياقوت أخضر.
6- (6) في المصدر: فتطاير.
7- (7) ليس في المصدر.

فاطمة (عليها السلام)، فإذا كان آخر اليوم نودوا انصرفوا إلي مراتبكم، فقد امنتم من الخطايا (1) والزلل إلي قابل في مثل هذا اليوم، تكرمة لمحمد وعلي (عليهما السلام).

ثم التفت، فقال لي: يا ابن أبي نصر أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين (عليه السلام)، فان الله تبارك وتعالي يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة، ويعتق من النار ضعف ما أعتق من شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر، والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين، وأفضل علي اخوانك في هذا اليوم، وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة.

ثم قال: يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيرا كثيرا، وانكم لمن امتحن الله قلبه للايمان، مستذلون (2) مقهورون ممتحنون، يصب البلاء عليهم صبا، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم.

والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات، ولولا أني أكره التطويل لذكرت فضصل هذا اليوم، وما أعطاه الله لمن عرفه ما لا يحصي بعدد.

قال علي بن الحسن بن فضال: قال لي محمد بن عبد الله: لقد ترددت إلي أحمد بن محمد انا وأبوك والحسن بن الجهم أكثر من خمسين مرة سمعناه منه (3).

قلت: وروي هذا الخبر السيد عبد الكريم بن أحمد بن موسي بن جعفر بن محمد الطاووس الحسيني، وكان نهاية الخبر: وما اعطي (4) الله من عرفه ما لا يحصي بعدد.

ص: 73


1- (1) في المصدر: الخطأ.
2- (2) في النسخة: مبتدلون.
3- (3) اقبال الأعمال ص 468.
4- (4) في المصدر: أعطاه.

ذكر ذلك في رسالته المعمولة في تعيين قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، وانه في المشهد الغروي (1).

الحادي والعشرون: ما رواه ابن طاووس في كتاب " الاقبال "، قال:

روي (2) الحاكم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني في كتاب " دعاء الهداة إلي أداء حق الموالاة "، وهو من أعيان رجال الجمهور، بالاسناد المتصل، عن حذيفة بن اليماني، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) لعلي: من كنت مولاه فهذا مولاه؟ قام النعمان بن المنذر الفهري، فقال: هذا شئ قلته من عندك، أو شئ امرك به ربك؟ قال: لا، بل امرني [به] (3) ربي، فقال: اللهم انزل علينا حجارة من السماء، فما بلغ رحله حتي جاء (4) حجر فأدماه، فخر ميتا، فأنزل الله تعالي * (سأل سائل بعذاب واقع) * (5).

أقول: روي هذا الحديث الثعلبي في تفسيره للقرآن بأفضل وأكمل من هذه الرواية (6).

الثاني والعشرون: ما رواه ابن طاووس في كتاب " الاقبال "، عن صاحب كتاب " النشر والطي "، قال: لما كان رسول الله (صلي الله عليه وآله) بغدير خم، نادي الناس، فاجتمعوا، فأخذ بيد علي، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فشاع ذلك في كل بلد، فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري،

ص: 74


1- (1) فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ص 106 - 107.
2- (2) في المصدر: فروي.
3- (3) من المصدر.
4- (4) في المصدر: جاءه.
5- (5) المعارج: 1.
6- (6) اقبال الأعمال ص 459.

فاتي رسول الله (صلي الله عليه وآله) علي ناقة له حتي اتي النبي وهو في ملاء من أصحابه، فقال: يا محمد امرتنا عن الله ان نشهد ان لا إله إلا الله وانك رسول الله فقبلناه، وامرتنا ان نصلي خمسا فقبلناه، ثم بالحج فقبلناه، ثم لم ترض بذلك حتي رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا، فقلت (1): من كنت مولاه فعلي مولاه، هذا شئ من عندك أم من عند الله تعالي؟ فقال: والله الذي لا اله الا هو ان هذا من الله، فولي الحرث يريد راحلته، وهو يقول: اللهم إن كان ما يقوله محمد حقا، فامطر علينا حجارة من السماء وائتنا بعذاب اليم، فما وصل إليها حتي رماه بحجر، فسقط علي هامته وخرج من دبره، فقتله (2).

الثالث والعشرون: ما ذكره ابن طاووس في كتاب " الاقبال "، قال: واما ما جري من [اظهار] (3) بعض من حضر في يوم الغدير لكراهة نص الرسول (صلوات الله عليه) علي مولانا علي (صلي الله عليه)، فقد ذكر الثعلبي في تفسيره ان الناس تنحوا علي النبي (عليه السلام)، فامر عليا فجمعهم، فلما اجتمعوا، قام وهو متوسد [علي] (4) يد علي بن أبي طالب، فحمد الله وأثني عليه ، ثم قال:

أيها الناس: اني قد كرهت تخلفكم عني حتي خيل لي (5) انه ليس شجرة [أبغض من شجرة] (6) تليني، ثم قال: لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه، فرضي الله عنه كما انا راض عنه، فإنه لا يختار علي قربي ومحبتي شيئا، ثم رفع يديه فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

ص: 75


1- (1) في المصدر: وقلت.
2- (2) الاقبال الأعمال ص 459.
3- (3) من المصدر.
4- (4) من المصدر.
5- (5) في المصدر: إلي.
6- (6) من المصدر.

قال: فابتدر الناس إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) يبكون ويتضرعون، ويقولون: يا رسول الله ما تنحينا عنك الا كراهية ان نثقل عليك، فنعوذ بالله من سخط رسوله، فرضي رسول الله (صلي الله عليه وآله) عنهم عند ذلك (1).

الرابع والعشرون: ما ذكره ابن طاووس في كتاب " الاقبال " قال: قال مصنف كتاب " النشر والطي ": قال أبو سعيد الخدري: فلم ننصرف حتي نزلت هذه الآية * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) * (2)، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله):

الحمد لله علي كمال الدين وتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي، وولاية علي ابن أبي طالب، ونزلت * (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم) * الآية (3).

قال ابن طاووس: قال صاحب الكتاب: فقال الصادق (عليه السلام) يئس الكفرة وطمع الظلمة.

ثم قال ابن طاووس: قلت انا، وقال مسلم في صحيحه باسناده إلي طارق بن شهاب، قال: قلت اليهود لعمر: لو علينا - معشر اليهود - نزلت هذه الآية * (اليوم أكملت كم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) *، نعلم اليوم الذي أنزلت فيه، لاتخذنا ذلك اليوم عيدا.

وروي نزول هذه يوم الغدير جماعة من المخالفين، ذكرناهم في الطرائف (4).

الخامس والعشرون: ما ذكره ابن طاووس في كتاب " الاقبال "، قال:

قال: قال مصنف كتاب " النشر والطي " [فصل] (5) وروي ان الله

ص: 76


1- (1) اقبال الأعمال ص 457.
2- (2) المائدة 3.
3- (3) المائدة 3.
4- (4) اقبال الأعمال ص 458.
5- (5) من المصدر.

تعالي عرض عليا علي الأعداء يوم الابتهال، فرجعوا عن العداوة، وعرضه علي الأولياء يوم الغدير فصاروا أعداء، فشتان ما بيننا.

ثم قال ابن طاووس: وروي أبو سعيد السمان باسناده: ان إبليس اتي رسول الله في صورة شيخ حسن السمت، فقال: يا محمد أقل من يبايعك علي ما تقول في ابن عمك [علي]؟ (1) فأنزل الله * (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين) * (2).

فاجتمع جماعة من المنافقين الذين نكثوا عهده، فقالوا: قد قال محمد بالأمس في مسجد الخيف ما قال: وقال ها هنا ما قال: فان رجع إلي المدينة يأخذ البيعة له والرأي ان نقتل محمدا قبل ان يدخل المدينة، فلما كان في تلك الليلة قعد له (عليه السلام) أربعة عشر رجلا في العقبة ليقتلوه - وهي عقبة بين الجحفة والايواء - فقعد سبعة عن يمين العقبة وسبعة عن يسارها لينفروا ناقته، فلما امسي رسول الله (صلي الله عليه وآله) وصلي وارتحل وتقدم أصحابه وكان (صلي الله عليه وآله) علي ناقة ناجبة، فلما صعدوا العقبة ناداه جبرئيل يا محمد ان فلانا وفلانا وسماهم كلهم، وذكر أصحاب الكتاب أسماء القوم المشار إليهم، ثم قال: قال جبرئيل: يا محمد هؤلاء قد قعدوا لك في العقبة ليغتالوك، فنظر رسول الله إلي من خلفه، فقال:

من هذا خلفي؟ فقال حذيفة بن اليمان: انا حذيفة يا رسول الله، قال: سمعت ما سمعناه؟ قال: نعم، قال: اكتم، ثم دنا منهم فناداهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، فلما سمعوا نداء رسول الله (صلي الله عليه وآله) مروا ودخلوا في غمار الناس وتركوا رواحلهم، وقد كانوا عقلوها داخل العقبة، ولحق الناس برسول الله، وانتهي رسول الله إلي رواحلهم فعرفها، فلما نزل قال: ما بال أقوام تحالفوا في الكعبة ان أمات الله محمدا أو قتل لا نرد هذا الامر إلي

ص: 77


1- (1) من المصدر.
2- (2) سبأ: 20.

أهل بيته، ثم هموا بما هموا به، فجاؤوا إلي رسول الله يحلفون انهم لم يهموا بشئ من ذلك، فأنزل الله تبارك وتعالي: * (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا) * الآية (1).

ثم قال ابن طاووس: وذكر الزمخشري في كتاب " الكشاف " - وهو ممن لا يتهم عند أهل الخلاف -، فقال في تفسير قوله تعالي * (لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور) * (2).

ما هذا لفظه، وعن أبي جريح وقفوا لرسول الله ليلة الثنية علي العقبة، وهم اثني عشر رجلا ليفتكوا به من قبل غزاة تبوك، وقلبوا لك الأمور ودبروا لك الحيل والمكائد، ودوروا الآراء في ابطال امرك، وقرئ (وقلبوا) بالتخفيف، حتي جاء الحق وظهر أمر الله.

ثم قال الزمخشري أيضا في الكتاب في تفسير قوله جل جلاله * (وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا) * ما هذا لفظه: وهو الفتك برسول الله، وذلك عند مرجعه من تبوك توافق خمسة عشر منهم علي أن يدفعوه عن راحلته إلي الواد إذ تسنم العقبة بالليل، فاخذ عمار بن ياسر (رضي الله عنه) بخطام راحلته يقودها، وحذيفة خلفه يسوقها، فبينما هو كذلك إذ سمع حذيفة بوقع أخفاف الإبل وبقعقعة السلاح، فالتفت إلي قوم يتلثمون، فقال: إليكم أعداء الله، فهربوا (3).

السادس والعشرون: ما رواه ابن طاووس في كتاب " الاقبال " قال: مما رويناه بصحيح الأسانيد المتصلة مما ذكره ورواه محمد بن علي الطرازي

ص: 78


1- (1) التوبة 74.
2- (2) التوبة 48.
3- (3) اقبال الأعمال ص 458.

في كتابه، عن محمد بن سنان، عن داود بن كثير الرقي، عن عمارة بن جوين أبي هارون العبدي، قال: رويناه بأسانيدنا أيضا إلي الشيخ المفيد محمد بن محمد النعمان فيما رويناه عن عمارة بن جوين العبدي أيضا، قال: دخلت علي أبي عبد الله في اليوم الثامن من ذي الحجة: فوجدته صائما، فقال: ان هذا اليوم يوم عظم الله حرمته علي المؤمنين إذ أكمل الله لهم فيه الدين، وتمم عليهم النعمة، وجدد لهم ما اخذ عليهم من الميثاق والعهد في الخلق الأول إذ أنساهم الله ذلك الموقف، ووفقهم للقبول منه، ولم يجعلهم من أهل الانكار الذين جحدوا، فقلت له: جعلت فداك، فما ثواب صيام هذا اليوم؟ فقال: انه يوم عيد وفرح وسرور وصوم شكر لله عز وجل، فان صومه يعدل ستين شهرا من الأشهر الحرم، ومن صلي فيه ركعتين أي وقت شاء، وأفضل ذلك قرب الزوال، وهي الساعة التي أقيم فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) بغدير خم علما للناس وذلك انهم كانوا قربوا من المنزل في ذلك الوقت فمن صلي ركعتين ثم سجد وشكر الله عز وجل مائة مرة ودعا بهذا الدعاء بعد رفع رأسه من السجود (1).

الدعاء: اللهم إني أسألك ان (2) لك الحمد وحدك ولا شريك لك، وانك واحد أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأن محمدا عبدك ورسولك (صلواتك عليه وآله) يا من هو كل يوم في شأن، كما كان من شأنك ان تفضلت علي بان جعلتني من أهل حاجتك (3) وأهل دينك وأهل دعوتك، ووفقتني لذلك في مبتدأ خلقي تفضلا منك وكرما وجودا، ثم أردفت الفضل فضلا، والجود جودا، والكرامة كرما، رأفة منك ورحمة إلي أن جددت ذلك العهد لي

ص: 79


1- (1) اقبال الأعمال ص 472.
2- (2) في المصدر: بان.
3- (3) في المصدر: اجابتك.

تجديدا بعد تجديدك خلقي، وكنت نسيا منسيا ناسيا ساهيا غافلا فأتممت (1) نعمتك بان ذكرتني ذلك، ومننت به علي، وهديتني له، فليكن من شأنك يا الهي وسيدي ومولاي ان تمم لي ذلك ولا تسلبنيه حتي تتوفاني علي ذلك وأنت عني راض، فإنك أحق المنعمين ان تمم نعمتك علي، اللهم سمعنا وأطعنا واجبنا داعيك بمنك، فلك الحمد غفرانك ربنا واليك المصير، آمنا بالله وحده لا شريك له وبرسوله محمد (صلي الله عليه وآله)، وصدقنا، واجبنا داعي الله، واتبعنا الرسول في موالاة مولانا ومولي المؤمنين أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب، عبد الله وأخي رسوله، والصديق الأكبر، والحجة علي بريته، المؤيد به نبيه ودينه الحق المبين، علما لدين الله، وخازنا لعلمه، وغيبة (2) غيب الله، وموضع سر الله، وامين الله علي خلقه، وشاهده في بريته، اللهم ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان آمنوا بربكم فآمنا، ربنا فاغفر لنا [ذنوبنا] (3) وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا علي رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد فانا يا ربنا بمنك ولطفك أجبنا داعيك واتبعنا الرسول وصدقناه وصدقنا مولي المؤمنين وكفرنا بالجبت والطاغوت، فولنا ما تولينا، واحشرنا مع أئمتنا فانا بهم مؤمنون موقنون ولهم مسلمون، آمنا بسرهم وعلانيتهم، وشاهدهم [وغائبهم] (4)، وحيهم وميتهم، ورضينا بهم [وبموالاتهم] (5) أئمة وقادة وسادة، وحسبنا بهم بيننا وبين الله دون خلقه، لا نبتغي بهم بدلا،

ص: 80


1- (1) في النسخة: فلا أتممت.
2- (2) في المصدر: وعيبة.
3- (3) من المصدر.
4- (4) من المصدر.
5- (5) من المصدر.

ولا نتخذ من دونهم وليجة، وبرأنا إلي الله من كل من نصب لهم حربا من الجن والإنس، (من أول الدهر إلي آخره) (1) من الأولين والآخرين، وكفرنا بالجبت والطاغوت والأوثان الأربعة وأشياعهم واتباعهم وكل من والاهم من الجن والإنس من أول الدهر إلي آخره، اللهم انا نشهدك انا ندين بما دان به محمد وآله محمد (صلي الله عليه وآله) وقولنا ما قالوا، وديننا ما دانوا به (2) دنا، وما أنكروا أنكرنا، ومن والوا والينا، ومن عادوا عادينا، ومن لعنوا لعنا، ومن تبرؤوا منه تبرئنا منه، ومن ترحموا عليه ترحمنا عليه [وآمنا] (3) وسلمنا ورضينا واتبعنا موالينا (صلوات الله عليهم).

اللهم فأتمم لنا ذلك، ولا تسلبناه واجعله مستقرا ثابتا عندنا، ولا تجعله مستعارا، واحينا ما أحييتنا عليه، وأمتنا إذا امتنا عليه، آل محمد أئمتنا فيهم (4) نأتم واياهم نوالي وعدوهم - عدو الله - نعادي، فاجعلنا معهم في الدنيا والآخرة ومن المقربين فانا بذلك راضون يا ارحم الراحمين.

ثم تسجد وتحمد الله مائة مرة، وتشكر الله عز وجل مائة مرة وأنت ساجد، فإنه من فعل ذلك كان كمن حضر ذلك اليوم وبايع رسول الله (صلي الله عليه وآله) علي ذلك، وكانت درجته مع درجة الصادقين الذين صدقوا الله ورسوله في موالاة مولاهم ذلك اليوم، وكان كمن استشهد مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (صلي الله عليه) ومع الحسن والحسين (صلي الله عليهما)، وكمن يكون مع راية القائم (صلي الله عليه) [و] في فسطاطه ومن النجباء النقباء (5).

ص: 81


1- (1) ليس في المصدر.
2- (2) في المصدر: ما قالوا به قلنا وما دانوا به.
3- (3) من المصدر.
4- (4) في المصدر: فيهم.
5- (5) الاقبال ص 472.

السابع والعشرون: ما رواه ابن طاووس في كتاب " الاقبال "، قال: ومن الدعوات في يوم عيد الغدير ما ذكره محمد بن علي الطرازي في كتابه، رويناه بإسنادنا إلي عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا هارون بن مسلم، عن أبي الحسن الليثي، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال لمن حضره من مواليه وشيعته: أتعرفون يوما شيد الله به الاسلام، وأظهر به منار الدين، وجعله عيدا لنا ولموالينا وشيعتنا؟ فقالوا: الله ورسوله وابن رسوله اعلم أيوم الفطر هو يا سيدنا؟ قال: لا، قالوا: أفيوم الأضحي (هو) (1)؟ قال: لا، وهذان يومان جليلان شريفان، ويوم منار الدين أشرف منهما، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، فان رسول الله (صلي الله عليه وآله) لما انصرف من حجة الوداع وصار بغدير خم أمر الله عز وجل جبرئيل (عليه السلام) ان يهبط علي النبي (صلي الله عليه وآله) وقت قيام الظهر من ذلك اليوم، وأمره ان يقوم بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وان ينصبه علما للناس بعده، وان يستخلفه في أمته، فهبط إليه، وقال له: حبيبي محمد ان السلام يقرؤك السلام ويقول لك: قم في هذا اليوم بولاية علي (عليه السلام) ليكون علما لأمتك بعدك، يرجعون إليه، ويكون لهم كأنت، فقال النبي (صلي الله عليه وآله): حبيبي جبرئيل اني أخاف تغير [أصحابي] (2) لما قد وتروه، وان يبدوا ما يضمرون فيه، فعرج، وما لبث ان هبط بأمر الله، فقال له: * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * (3) فقام رسول الله (صلي الله عليه وآله) ذاعرا مرعوبا، خائفا من شدة الرمضاء وقدماه تشتويان، وامر بان

ص: 82


1- (1) ليس في المصدر.
2- (2) من المصدر.
3- (3) المائدة 67.

ينظف الموضع، ويقم ما تحت الدوح من الشوك وغيره ففعل ذلك، ثم نادي الصلاة جامعة، فاجتمع المسلمون، وفيمن اجتمع أبو بكر وعمر وعثمان، وسائر المهاجرين والأنصار، ثم قام خطيبا، وذكر بعد الولاية فالزمها للناس جميعا، فاعلمهم أمر الله بذلك، فقال قوم ما قالوا، وتناجوا بما أسروا، فإذا كان صبيحة ذلك اليوم وجب الغسل في صدر نهاره، وان يلبس المؤمن أنظف ثيابه وأفخرها وتطيب (1) امكانه وانبساط يده، ثم تقول:

اللهم ان هذا اليوم الذي رزقتنا (2) فيه بولاية وليك علي (صلوات الله عليه)، وجعلته أمير المؤمنين، وامرتنا بموالاته وطاعته وان نتمسك بما يقربنا إليك ويزلفنا لديك امره ونهيه، اللهم قد قبلنا امرك ونهيك، وسمعنا وأطعنا لنبيك، وسلمنا ورضينا، فنحن موالي علي (صلوات الله عليه) وأولياؤه كما امرت نواليه، ونعادي من يعاديه، ونبرأ ممن تبرأ (3) منه، ونبغض من أبغضه، ونحب من أحبه، وعلي (صلي الله عليه) مولانا كما قلت، وامامنا بعد نبينا (صلي الله عليه وآله) كما امرت.

فإذا كان وقت الزوال أخذت مجلسك بهدوء وسكون ووقار وهيبة واخبات، وتقول: الحمد لله رب العالمين كما فضلتنا (4) في دينه علي من جحد وعند وفي نعيم الدنيا علي كثير ممن عمد، وهدانا بمحمد نبيه (صلي الله عليه وآله)، وشرفنا بوصيه وخليفته في حياته وبعد مماته أمير المؤمنين (عليه السلام)، اللهم ان محمدا (صلي الله عليه وآله) [نبينا] (5) كما امرت، وعليا (صلي الله عليه) مولانا كما أقمت، ونحن مواليه وأولياؤه.

ص: 83


1- (1) في المصدر: يتطيب.
2- (2) في المصدر: شرفتنا
3- (3) في المصدر يبرأ.
4- (4) في المصدر: فضلنا.
5- (5) من المصدر.

ثم تقوم وتصلي شكرا لله تعالي ركعتين تقرأ في الأولي الحمد وانا أنزلناه في ليلة القدر، وقل هو الله أحد كما أنزلتا لا كما نقصتا، ثم تقنت وتركع وتتم الصلاة وتسلم وتخر ساجدا (وقل) (1) في سجودك:

اللهم انا إليك نوجه وجوهنا في يوم عيدنا الذي شرفتنا فيه بولاية مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، عليك نتوكل، وبك نستعين في أمورنا، اللهم لك سجدت وجوهنا واشعارنا وابشارنا وجلودنا وعروقنا وأعظمنا وعصابنا ولحومنا ودماؤنا، اللهم إياك نعبد، ولك نخضع، ولك نسجد علي ملة إبراهيم ودين محمد وولاية علي (صلوات الله عليهم أجمعين) حنفاء مسلمين وما نحن من المشركين ولا من الجاحدين، اللهم العن الجاحدين المعاندين المخالفين لأمرك وامر رسولك (صلي الله عليه وآله)، اللهم العن المبغضين لهم لعنا كثيرا، لا ينقطع أوله ولا ينفد آخره، اللهم صل علي محمد وآله وثبتناه علي موالاتك وموالاة رسولك وآل رسولك وموالاة أمير المؤمنين (صلوات الله عليهم)، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وأحسن منقلبنا ومثوانا يا سيدنا ومولانا.

ثم كل واشرب، وأظهر السرور، وأطعم اخوانك، وأكثر برهم، واقض حوائج اخوانك اعظاما ليومك، وخلافا علي من أظهر فيه الاغتمام والحزن ضاعف الله حزنه وغمه (2).

الثامن والعشرون: ما رواه ابن طاووس في كتاب (الاقبال) من كتاب محمد بن علي الطرازي أيضا، باسناده إلي أبي الحسن عبد القاهر بواب

ص: 84


1- (1) ليس في المصدر.
2- (2) اقبال الأعمال ص 474.

مولانا أبي إبراهيم موسي بن جعفر وأبي جعفر محمد بن علي (عليهم السلام)، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن حسان الواسطي بواسط في سنة ثلاثمائة، قال: حدثني علي بن الحسن [بن علي] (1) العبدي، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) وعلي آبائه وأبنائه يقول:

صوم يوم الغدير يعدل صيام عمر الدنيا لو عاش انسان عمر الدنيا ثم لو صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك وصيامه يعدل عند الله عز وجل مائة حجة ومائة عمرة، وهو عيد الله الأكبر، وما بعث الله عز وجل نبيا الا وتعبده (2) في هذا اليوم وعرف حرمته، واسمه في السماء يوم العهد المعهود، وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود.

ومن صلي ركعتين من قبل ان تزول الشمس بنصف ساعة شكرا لله عز وجل، ويقرأ في كل ركعة سورة الحمد عشرا، وقل هو الله أحد عشرا، وانا أنزلناه في ليلة القدر عشرا، وآية الكرسي عشرا، عدلت عند الله عز وجل مائة الف حجة ومائة الف عمرة، وما سأل الله عز وجل حاجة من حوائج الدنيا والآخرة كائنة ما كانت الا اتي الله عز وجل علي قضائها في يسر وعافية، ومن فطر مؤمنا كان له ثواب من أطعم فئاما وفئاما، فلم يزل يعده حتي عقد عشرة.

ثم قال: أتدري ما الفئام؟ قلت: لا، قال: مائة الف، وكان له ثواب من أطعم بعددهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في حرم الله عز وجل، وسقاهم في يوم ذي مسغبة، والدرهم فيه بمائة ألف درهم، قال: لعلك تري ان الله عز وجل خلق يوما أعظم حرمة منه؟! لا والله، لا والله، لا والله.

ثم قال: وليكن من قولك إذا لقيت أخاك المؤمن: الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم، وجعلنا من [المؤمنين وجعلنا] (3) الموقنين بعهده

ص: 85


1- (1) من المصدر.
2- (2) في المصدر: تعيد.
3- (3) من المصدر.

الذي عهده إلينا وميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة امره والقوام بقسطه، ولم يجعلنا من الجاحدين والمكذبين بيوم الدين.

ثم قال: وليكن من دعائك في دبر الركعتين ان تقول: ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان آمنوا بربكم فآمنا، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، ربنا وآتنا ما وعدتنا علي رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد، اللهم إني أشهدك وكفي بك شهيدا واشهد ملائكتك وحملة عرشك وسكان سماواتك وأرضك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت المعبود الذي ليس من لدن عرشك إلي قرار أرضك معبود يعبد سواك الا باطل مضمحل غير وجهك الكرم لا إله إلا أنت المعبود لا معبود سواك، تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا، وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك، واشهد ان عليا أمير المؤمنين ووليهم ومولاهم ومولاي، ربنا اننا سمعنا النداء وصدقنا المنادي رسولك (صلي الله عليه وآله) إذ نادي نداء عنك بالذي امرته ان يبلغ [عنك] (1) ما أنزلت إليه من الموالاة ولي المؤمنين وحذرته وأنذرته ان لم يبلغ ان تسخط عليه وانه إذا بلغ رسالاتك عصمته من الناس، فنادي مبلغا وحيك ورسالاتك: الا من كنت مولاه فعلي مولاه، ومن كنت وليه فعلي وليه، ومن كنت نبيه فعلي أميره، ربنا قد أجبنا داعيك النذير المنذر محمدا عبدك الذي أنعمت عليه وجعلته مثلا لبني إسرائيل، ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا [وهادينا] (2) وداعينا وداعي الأنام، وصراطك السوي المستقيم، ومحجتك البيضاء وسبيلك الداعي إليك علي بصيرة هو

ص: 86


1- (1) من المصدر.
2- (2) من المصدر.

ومن اتبعني (1)، وسبحان الله عما يشركون بولايته، وبامر ربهم، وباتخاذ الولائج من دونه، فاشهد يا الهي ان الإمام الهادي المرشد الرشيد علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك، فقلت: * (وانه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) * (2).

اللهم فانا نشهد بأنه عبدك الهادي من بعد نبيك النذير المنذر، والصراط المستقيم، وامام المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، وحجتك البالغة، ولسانك المعبر عنك في خلقك، والقائم بالقسط بعد نبيك، وديان دينك، وخزان علمك، وعيبة وحيك، وعبدك، وأمينك المأمون المأخوذ ميثاقه مع ميثاقك وميثاق رسولك من خلقك وبريتك بالشهادة والاخلاص بالوحدانية بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ، ومحمد عبدك ورسولك، وعلي أمير المؤمنين، وجعلت الاقرار بولايته تمام توحيدك والاخلاص لك بوحدانيتك واكمال دينك وتمام نعمتك علي جميع خلقك، فقلت - وقولك الحق -:

* (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) * (3).

فلك الحمد علي ما مننت به علينا من الاخلاص لك بوحدانيتك وجدت علينا بموالاة وليك الهادي من بعد نبيك النذير المنذر ورضيت لنا الاسلام دينا بمولانا، وأتممت علينا نعمتك بالذي جددت لنا عهدك وميثاقك، وذكرتنا ذلك وجعلتنا من أهل الاخلاص والتصديق لعهدك وميثاقك ومن أهل الوفاء بذلك، ولم تجعلنا من

ص: 87


1- (1) في المصدر: اتبعه.
2- (2) الزخرف 4.
3- (3) المائدة 3.

الناكثين، والمكذبين [الذين يكذبون] (1) الجاحدين بيوم الدين، ولم تجعلنا من المغيرين والمبدلين والمحرفين والمبتكين آذان الانعام والمغيرين خلق الله ومن الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وصدهم عن السبيل والصراط المستقيم.

وأكثر من قولك اللهم العن الجاحدين والناكثين والمغيرين والمبدلين والمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين من الأولين والآخرين، ثم قل: اللهم لك الحمد علي نعمتك علينا بالذي هديتنا إلي موالاة ولاة امرك من بعد نبيك والأئمة الهادين الذين جعلتهم اركانا لتوحيدك، واعلام الهدي، ومنار التقي، والعروة الوثقي، وكمال دينك وتمام نعمتك، ومن بهم وبموالاتهم رضيت لنا الاسلام دينا، ربنا فلك الحمد آمنا بك وصدقنا نبيك الرسول النذير المنذر، واتبعنا الهادي من بعد النذير المنذر، والينا وليهم، وعادينا عدوهم، وبرئنا من الجاحدين والناكثين والمكذبين بيوم الدين، اللهم فكما كان من شأنك - يا صادق الوعد يا من لا يخلف الميعاد يا من هو في كل يوم في شأن - ان أتممت علينا نعمتك بموالاة أوليائك المسؤول عنهم عبادك فإنك قلت: * (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) * (2)، وقلت: * (وقفوهم انهم مسؤولون) * (3) ومننت بشهادة الاخلاص [لك] (4) بولاية وليك الهداة من بعد النذير المنذر السراج المنير، وأكملت لنا الدين بموالاتهم والبراءة من عدوهم، وأتممت علينا النعم بالذي جددت لنا عهدك، وذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في مبتدأ خلقك إيانا

ص: 88


1- (1) من المصدر.
2- (2) التكاثر: 8.
3- (3) الصافات: 24.
4- (4) من المصدر.

وجعلتنا من أهل الإجابة، وذكرتنا العهد والميثاق، ولم تنسنا ذكرك، فإنك قلت: * (وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم علي أنفسهم الست بربكم قالوا بلي شهدنا) * (1) بمنك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ربنا، وأن محمدا عبدك ورسولك نبينا، وان عليا أمير المؤمنين ولينا ومولانا، وشهدنا بالولاية لولينا ومولانا من ذرية نبيك من صلب ولينا، ومولانا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عبدك الذي أنعمت عليه وجعلته في أم الكتاب لديك عليا حكيما، وجعلته آية لنبيك وآية من آياتك الكبري، والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون، والنبأ العظيم الذي هم عنه معرضون، وعنه يوم القيامة مسؤولون، وتمام نعمتك التي عنها يسأل عبادك إذ هم موقنون، وعن النعم مسؤولون، اللهم وكما كان من شأنك ما أنعمت علينا بالهداية إلي معرفتهم، فليكن من شأنك ان تصلي علي محمد وآل محمد، وان تبارك لنا في يومنا هذا الذي ذكرتنا [فيه] (2) عهدك وميثاقك، وأكملت لنا ديننا، وأتممت علينا نعمتك، وجعلتنا بنعمتك من أهل الإجابة والاخلاص بوحدانيتك، ومن أهل الايمان والتصديق بولاية أوليائك والبراءة من أعدائك وأعداء أوليائك الجاحدين المكذبين بيوم الدين، فأسألك يا رب تمام ما أنعمت علينا، ولا تجعلنا من المعاندين، ولا تلحقنا بالمكذبين بيوم الدين، واجعل لنا (3) قدم صدق مع المتقين، واجعل لنا من لدنك رحمة، واجعل لنا من المتقين إماما إلي يوم الدين يوم يدعي كل أناس بامامهم، واجعلنا في ظل القوم المتقين الهداة بعد النذير المنذر والبشير

ص: 89


1- (1) الأعراف: 172.
2- (2) من المصدر.
3- (3) في النسخة: واجعلنا، وما أثبتناه من المصدر.

الأئمة الدعاة إلي الهدي، ولا تجعلنا من المكذبين الدعاة إلي النار وهم يوم القيامة وأولياؤهم من المقبوحين، ربنا فاحشرنا في زمرة الهادي المهدي، واحينا ما أحييتنا علي الوفا بعهدك وميثاقك المأخوذ منا علي موالاة أوليائك، والبراءة من أعدائك المكذبين بيوم الدين، والناكثين بميثاقك، وتوفنا علي ذلك، واجعل لنا مع الرسول سبيلا، وأثبت لنا قدم صدق في الهجرة إليهم، واجعل لنا مع الرسول سبيلا، وأثبت لنا قدم صدق في الهجرة إليهم، واجعل محيانا خير المحيا، ومماتنا خير الممات، ومنقلبنا خير المنقلب علي موالاة أوليائك والبراءة من أعدائك، حتي تتوفانا (1) وأنت عنا راض قد أوجبت لنا الخلود في جنتك برحمتك، والمثوي في جوارك، والإنابة إلي دار المقامة من فضلك لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب.

ربنا انك امرتنا بطاعة ولاة امرك، وامرتنا ان نكون مع الصادقين، فقلت: * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * (2) وقلت: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * (3).

ربنا سمعنا وأطعنا ربنا ثبت اقدامنا وتوفنا مع الأبرار مسلمين مسلمين، مصدقين لأوليائك، * (ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب) *، ربنا آمنا بك وصدقنا بنبيك، ووالينا وليك والأولياء (4) من بعد نبيك، ووليك مولي المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)، والإمام الهادي من بعد الرسول النذير المنذر، والسراج (5) المنير.

ص: 90


1- (1) في النسخة: توفانا، وما أثبتناه من المصدر.
2- (2) النساء 59.
3- (3) التوبة 119.
4- (4) في النسخة: والينا، وما أثبتناه من المصدر.
5- (5) في المصدر: السراج.

ربنا فكما كان من شأنك ان جعلتنا من أهل الوفاء بعهدك بمنك علينا ولطفك لنا، فليكن من شأنك ان تغفر لنا ذنوبنا، وتكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، [ربنا] (1) وآتنا ما وعدتنا علي رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد.

ربنا آمنا بك، ووفينا بعهدك، وصدقنا رسلك، واتبعنا ولاة الامر من بعد رسلك، ووالينا أولياءك، وعادينا أعدائك، فاكتبنا مع الشاهدين، واحشرنا مع الأئمة الهداة من آل محمد الرسول البشير النذير، آمنا يا رب بسرهم وعلانيتهم وشاهدهم وغائبهم [ومشاهدهم] (2)، وبحيهم وميتهم، ورضينا بهم أئمة وسادة وقادة لا نبتغي بهم بدلا، ولا نتخذ من دونهم ولائج ابدا.

ربنا فاحينا ما أحييتنا علي موالاتهم، والبراءة من أعدائهم، والتسليم لهم، والرد إليهم، وتوفنا إذا توفيتنا علي الوفاء لك ولهم بالعهد والميثاق، والموالاة لهم، والتصديق والتسليم لهم غير جاحدين ولا ناكثين ولا مكذبين.

اللهم إني أسألك بالحق الذي جعلت عندهم، وبالذي فضلتهم علي العالمين جميعا ان تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا فيه بالوفاء لعهدك الذي عهدت إلينا، والميثاق الذي واثقتنا به من موالاة أوليائك، والبراءة من أعدائك وتمن علينا بنعمتك، وتجعله عندنا مستقرا ثابتا، ولا تسلبناه ابدا، ولا تجعله عندنا مستودعا، فإنك قلت: * (فمستقر ومستودع) * (3) فاجعله مستقرا ثابتا، وارزقنا نصر دينك مع ولي هاد من أهل بيت نبيك قائما رشيدا هاديا [مهديا] (4) من الضلالة إلي الهدي، واجعلنا تحت رايته وفي زمرته

ص: 91


1- (1) من المصدر.
2- (2) من المصدر.
3- (3) الأنعام: 98.
4- (4) من المصدر.

شهداء صادقين مقتولين في سبيلك وعلي نصرة دينك.

ثم سل بعد ذلك حوائجك للآخرة (والدنيا) (1)، فإنها والله والله والله مقضية في هذا اليوم، ولا تقعد عن الخير، وسارع إلي ذلك إن شاء الله (2).

التاسع والعشرون: ما رواه ابن طاووس في كتاب " الاقبال " قال: فيما نذكره (3) من زيارة لأمير المؤمنين (4) (صلوات الله عليه) يزار بها بعد الدعاء يوم الغدير السعيد من قريب أو بعيد.

(قال: و) (5) روي عدة من شيوخنا، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الصفواني من كتابه، باسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا كنت في يوم الغدير في مشهد مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) فادن من قبره بعد الصلاة والدعاء، وان كنت في بعد (منه) (6) فأوم إليه بعد الصلاة.

وهذا الدعاء: اللهم صل علي وليك وأخي نبيك، ووزيره وحبيبه وخليله، وموضع سره، وخيرته من أسرته، ووصيه وصفوته وخالصته وأمينه ووليه، وأشرف عترته الذين آمنوا به، وأبي ذريته، وباب حكمته، والناطق بحجته، والداعي إلي شريعته، والماضي علي سنته، وخليفته علي أمته سيد المسلمين وأمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين أفضل ما صليت علي أحد من خلقك وأصفيائك وأوصياء أنبيائك، اللهم إني اشهد أنه قد بلغ عن نبيك (صلي الله عليه وآله) ما حمل، ورعي ما استحفظ، وحفظ ما استودع، وحلل حلالك وحرم حرامك، وأقام احكامك، ودعا إلي سبيلك، ووالي أوليائك، وعادي أعدائك، وجاهد الناكثين عن سبيلك، والقاسطين والمارقين

ص: 92


1- (1) ليس في المصدر.
2- (2) اقبال الأعمال للسيد ابن طاووس ص 475.
3- (3) في النسخة: تذكره وما أثبتناه من المصدر.
4- (4) في الأصل أمير المؤمنين.
5- (5) ليس في المصدر.
6- (6) ليس في المصدر.

عن امرك، صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر لا تأخذه في الله لومة لائم، حتي بلغ في ذلك الرضا وسلم إليك القضاء، وعبدك مخلصا، ونصح لك مجتهدا حتي اتاه اليقين فقبضته إليك شهيدا سعيدا وليا تقيا راضيا زكيا هاديا مهديا، اللهم صل علي محمد وعليه أفضل ما صليت علي أحد من أنبيائك وأصفيائك يا رب العالمين (1).

الثلاثون: خصال ابن بابويه باسناده عن أبي سعيد الوراق، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) وساق حديث منا شدة أمير المؤمنين (عليه السلام) لأبي بكر في استحقاق أمير المؤمنين (عليه السلام) الخلافة دونه، يعدد بعض مناقبه عليه، إلي أن قال (عليه السلام) [ف] أنشدك بالله انا المولي لك ولكل المسلمين (2) بحديث النبي (صلي الله عليه وآله) يوم الغدير، أم أنت؟ قال: بل أنت (3).

الحادي والثلاثون: الشيخ في أماليه باسناده عن عبد الله بن يزيد، عن أبيه، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): علي بن أبي طالب مولي كل مؤمن ومؤمنة، وهو وليكم من عبدي (4).

الثاني والثلاثون: عنه في أماليه باسناده عن الحكم بن عيينة (5) وسلمة بن كهيل، قال: حدثنا حبيب، وكان اسكافا في بني عدي، واثني (6) عليه خيرا: انه سمع زيد بن أرقم يقول: خطبنا رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوم غدير خم، فقال: من كنت مولاه فعلي (7) مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (8).

ص: 93


1- (1) اقبال الأعمال ص 493.
2- (2) في المصدر مسلم.
3- (3) الخصال للصدوق ج 2 ص 548 رقم الحديث 30.
4- (4) أمالي الطوسي ج 1 ص 253.
5- (5) في النسخة: عيبة، وما أثبتناه من المصدر.
6- (6) في النسخة وثني.
7- (7) في المصدر فهذا علي.
8- (8) أمالي الطوسي ج 1 ص 259.

الثالث والثلاثون: عنه في أماليه، عن زيد بن نقيع، قالوا: سمعنا عليا (ع) يقول في الرحبة: [أنشد الله] (1) من سمع النبي (ص) يقول يوم غدير خم ما قال الا قام، فقال ثلاثة عشر، فشهدوا ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: الست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي يا رسول الله، فاخذ بيد علي، فقال:

من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وابغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله قال أبو إسحاق حين فرغ من الحديث يا أبا بكر في أشياء اخر (2).

الرابع والثلاثون: عنه في مجالسه باسناده عن عمار أبي اليقظان، عن أبي عمر وزادان في خطبة خطبها الحسن بن علي (عليهما السلام) في الناس بحضور معاوية، وذكر الخطبة، وذكر فيها فضل أبيه (ع) وسوابقه، وما قال رسول الله (ص) من النص، إلي أن قال الحسن (ع) في الخطبة: فقد تركت بنو إسرائيل هارون، وهم يعلمون ان خليفة موسي فيهم، واتبعوا السامري، وقد تركت هذه الأمة أبي، وبايعوا غيره، وقد سمعوا رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول له: أنت مني بمنزلة هارون من موسي، الا النبوة وقد رأوا رسول الله (ص) نصب أبي يوم غدير خم، وأمرهم ان يبلغ الشاهد منهم الغائب (4).

الخامس والثلاثون: عنه في " أماليه " باسناده عن داود بن سليمان، قال:

حدثني علي بن موسي، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (ع) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه

ص: 94


1- (1) من المصدر.
2- (3) أمالي الطوسي ج 2 ص 171.

وآله) من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره (1).

السادس والثلاثون: عنه في أماليه باسناده عن مسلم الملائي، عن انس بن مالك، انه سمع رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول يوم غدير خم انا أولي بالمؤمنين من أنفسهم واخذ بيد علي (ع) فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (2).

ص: 95


1- (1) أمالي الطوسي ج 1 ص 352.
2- (2) أمالي الطوسي ج 1 ص 341.

ص: 96

الباب الثاني: من طريق العامة وفيه ثمانية وثمانون حديثا

ص: 97

ص: 98

الأول: من مسند أحمد بن حنبل قال: أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا علي بن زيد (1)، عن [عدي] (2) بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: كنا مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) في سفر، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله (صلي الله عليه وآله) تحت شجرتين فصلي الظهر، واخذ بيد علي (رضي الله عنه) فقال: ألستم تعلمون اني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي، قال:

ألستم تعلمون اني أولي بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلي، قال: فاخذ بيد علي، فقال (لهم): (3) من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر [بعد ذلك] (4) فقال [له] (5): هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت [وأمسيت] (6) مولي كل مؤمن ومؤمنة (7).

ص: 99


1- (1) في النسخة: زيد بن علي وما أثبتناه من المصدر وهو الصحيح.
2- (2) من المصدر.
3- (3) ليس في المصدر.
4- (4) من المصدر.
5- (5) من المصدر.
6- (6) من المصدر.
7- (7) مسند أحمد ج 4 ص 281.

الثاني: أحمد بن حنبل قال: حدثنا سفيان (1)، (قال): (2) حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، (قال: حدثنا) (3) أبو عبيدة، عن ابن ميمون بن عبد الله (4)، قال:

قال زيد بن أرقم وانا اسمع نزلنا مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) بواد يقال له: وادي خم، فامر بالصلاة، فصلاها [بهجير] (5) قال: فخطبنا، وظلل لرسول الله (صلي الله عليه وسلم) بثوب علي شجرة [سمرة] (6) من الشمس، فقال (النبي صلي الله عليه وآله) (7): ألستم تعلمون أو ألستم تشهدون اني أولي بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلي، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه (8)، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (9).

الثالث: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الله بن نعيم، عن أبيه، قال حسين بن محمد وأبو نعيم، [المعني] (10)، قالا: حدثنا قطر، عن أبي الطفيل، قال: جمع علي (رضي الله عنه) الناس في الرحبة، ثم قال [لهم] (11):

أنشد الله كل امرء مسلم سمع رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام، فقام ثلاثون من الناس، وقال أبو نعيم: فقام ناس كثير، فشهدوا حين اخذه بيده، فقال للناس: أتعلمون اني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (12).

الرابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا شيابة، قال: حدثني نعيم بن حكيم، قال: حدثني أبو مريم ورجل

ص: 100


1- (1) في النسخة: عفان وما أثبتناه من المصدر.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) ليس في المصدر.
4- (4) في المصدر: عن أبي عبيد عن ميمون أبي عبد الله.
5- (5) من المصدر.
6- (6) من المصدر.
7- (7) ليس في المصدر.
8- (8) في المصدر: فمن كنت مولاه فان عليا مولاه.
9- (9) مسند أحمد ج 4 ص 372.
10- (10) من المصدر.
11- (11) من المصدر.
12- (12) مسند أحمد ج 4 ص 370.

من جلساء علي [عن علي] (1) (رضي الله عنه) ان النبي (صلي الله عليه وآله) قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه قال: فزاد الناس بعد وال من والاه، وعاد من عاداه (2).

الخامس: أحمد بن حنبل، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي السريحة (3) أو زيد بن أرقم شعبة الشباك (4)، عن النبي (صلي الله عليه وآله) أنه قال: من كنت مولاه فعلي مولاه قال سعيد بن جبير: وانا قد سمعت مثل هذا عن ابن عباس، قال: [محمد] (5) أظنه قال وكتمه (6).

السادس: أحمد بن حنبل، (قال) (7) [عبد الله، حدثني أبي، حدثنا] (8) يحيي بن آدم (9)، قال: حدثنا حبيش (10) بن الحرث بن لقيط الأشجعي (11) عن رياح بن الحرث، قال: جاء رهط إلي علي بالرحبة، فقالوا: السلام عليك يا مولانا، قال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فهذا (12) مولاه، قال رياح: فلما مضوا اتبعتهم، وسألت من هم (13)؟ قالوا: نفر من الأنصار، فيهم أبو أيوب الأنصاري (14).

ص: 101


1- (1) من المصدر.
2- (2) مسند أحمد ج 1 ص 152. فضائل الصحابة ج 2 ص 596 حديث 959.
3- (3) في المصدر: سريجة.
4- (4) في المصدر: الشاك.
5- (5) من المصدر.
6- (6) فضائل الصحابة ج 2 ص 565، ح 959.
7- (7) ليس في المصدر.
8- (8) من المصدر.
9- (9) في النسخة رادم وهو تصحيف وما أثبتناه هو الصحيح.
10- (10) في المصدر: حنش.
11- (11) في النسخة النخعي، وما أثبتناه من المصدر.
12- (12) في المصدر: فان هذا مولاه.
13- (13) في المصدر: فسألت من هؤلاء.
14- (14) مسند أحمد ج 5 ص 419.

السابع: أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الملك، عن أبي عبد الرحمن (1) الكندي، عن زاذان أبي عمر، قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول في الرحبة، وهو ينشد الناس من شهد رسول الله (صلي الله عليه وآله) [يوم غدير خم وهو] (2) يقول ما قال، فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا انهم سمعوا رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، (اللهم وال من والاه، وعاد من (عاداه) (3).

الثامن: أحمد بن حنبل، قال: [حدثنا عبد الله، حدثني أبي] (4)، حدثنا بن [نمير] (5)، قال: حدثنا عبد الملك (يعني ابن أبي سليمان) (6) بن عطية العوفي (7)، قال: سألت (8) زيد بن أرقم، فقلت له: ان خالي (9) حدثني عنك بحديث في شأن علي (رضي الله تعالي عنه) يوم غدير خم، فانا أحب ان أسمعه منك، فقال: انكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم، فقلت له: ليس عليكم (10) مني بأس، فقال: نعم كنا بالجحفة، فخرج رسول الله (صلي الله عليه وآله) [إلينا] (11) ظهرا، وهو آخذ بعضد (12) علي (رضي الله عنه) فقال: أيها (13) الناس ألستم تعلمون اني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي، قال:

[فمن] (14) كنت مولاه فعلي مولاه، قال: فقلت له: هل قال (رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم) (15) اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه؟ قال:

ص: 102


1- (1) في المصدر: الرحيم.
2- (2) من المصدر.
3- (3) مسند أحمد ج 1 ص 84.
4- (4) من المصدر.
5- (5) من المصدر.
6- (6) ليس في المصدر.
7- (7) في المصدر: عن عطية العوفي.
8- (8) في النسخة: أتيت.
9- (9) في المصدر: ختنالي.
10- (10) في المصدر: عليك.
11- (11) من المصدر.
12- (12) في النسخة: بيد، وما أثبتناه من المصدر.
13- (13) في المصدر: أيا أيها
14- (14) من المصدر.
15- (15) ليس في المصدر.

انما أخبرك كما (1) سمعت (2).

التاسع: أحمد بن حنبل، قال: حدثنا محمد بن جعفر، (قال) (3): حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت سعيد بن وهب، قال: نشد علي الناس، فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي (ص) فشهدوا ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: من كنت مولاه فعلي مولاه (4).

العاشر: أحمد بن حنبل، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة بن أبي إسحاق، سمعت عمر وزاد فيه (5): ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأحب من أحبه، [قال شعبة أو قال] (6) أبغض من أبغضه (7).

الحادي عشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا حجاج، قال:

حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء - وهو أبن عازب - قال: اقبلنا مع النبي (صلي الله عليه وآله) في حجة الوداع حتي كنا بغدير خم فنودي فينا إلي الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله (صلي الله عليه وآله) بين شجرتين، فاخذ بيد علي، فقال: الست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي يا رسول الله، قال: الست أولي بكل مؤمن ومؤمنة من نفسه؟ قالوا:

بلي يا رسول الله، قال: هذا مولي من انا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه فلقيه عمر فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولي كل مؤمن ومؤمنة (8).

ص: 103


1- (1) في النسخة: ما، وما أثبتناه من المصدر.
2- (2) مسند أحمد ج 4 ص 368. فضائل الصحابة ج 2 ص 610 ح 1042.
3- (3) ليس في المصدر.
4- (4) مسند أحمد ج 5 ص 366.
5- (5) في المصدر: عمرا ذامر.
6- (6) من المصدر.
7- (7) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 559 حديثا 1022.
8- (8) مسند أحمد ج 4 ص 281.

الثاني عشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا علي بن الحسن (1)، قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل، [حدثنا أبي] (2) عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، عنه أبي ليلي الكندي، انه حدثه، قال: سمعت زيد بن أرقم يقول ونحن ننتظر جنازة، فسأله رجل من القوم يقال (3) له أبا عامر: أسمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول يوم غدير خم لعلي (عليه السلام) من كنت مولاه فعلي مولاه فقال نعم قال أبو ليلي: فقلت لزيد بن أرقم: قالها رسول الله (صلي الله عليه وسلم)؟ قال: نعم. قالها [قد قالها له] (4) أربع مرات؟ [فقال: نعم] (5). (6) الثالث عشر: أحمد بن حنبل، قال: حدثنا معمر عن [ابن] (7) طاووس، عن أبيه، قال: [لما] (8) بعث رسول الله (صلي الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) [إلي] (9) اليمن عليا، وخرج بريدة الأسلمي [معه] (10)، فبعث (علي) (11) (عليه السلام) في بعض السبي (12) فشكاه بريدة إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): من كنت مولاه [فان عليا] (13) فعلي مولاه. (14) الرابع عشر: أحمد بن حنبل، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن سعيد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن بريدة، [عن أبيه] (15) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): من كنت وليه فعلي وليه (16).

ص: 104


1- (1) في المصدر. الحسين.
2- (2) من المصدر.
3- (3) في النسخة: فقال له.
4- (4) من المصدر.
5- (5) من المصدر.
6- (6) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 613 ح 1048.
7- (7) من المصدر.
8- (8) من المصدر.
9- (9) من المصدر.
10- (10) من المصدر.
11- (11) ليس في المصدر.
12- (12) في المصدر: فعتب علي علي في بعض الشئ.
13- (13) من المصدر.
14- (14) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 592 ح 1007.
15- (15) من المصدر.
16- (16) مسند أحمد ج 5 ص 361.

الخامس عشر: أحمد بن حنبل، قال: حدثنا الفضل بن دكين، قال:

حدثنا ابن أبي عيينة، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة، قال: غزوت مع رسول علي (عليه السلام) اليمن، فرأيت منه جفوة، فلما قدمت علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) ذكرت عليا، فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله (صلي الله عليه وآله) يتغير، فقال يا بريدة: الست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلي يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه (1).

السادس عشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الله بن الصقر سنة تسع وتسعين ومائتين، قال: حدثنا يعقوب بن حمدان (2) بن كاسب، قال: حدثنا سفيان، عن أبي نجيح، عن أبيه عن ربيعة الجرشي انه ذكر علي عند رجل، وعنده سعد بن أبي وقاص، فقال له سعد: أتذكر عليا ان له مناقب أربعا لان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من كذا وكذا، وذكر حمر النعم، وقوله:

لأعطين الراية، وقوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسي، وقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه ونسي سفيان واحدة. (3) السابع عشر: من صحيح مسلم من الجزء الرابع منه علي حد ثمانية عشر قائمة من أوله، قال: حدثني زهير بن حرب، وشجاع بن مخلد جميعا، عن ابن علية، قال زهير حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثني أبو حيان، (قال) (4) حدثني يزيد بن حيان، قال: انطلقت انا وحصين بن سبرة، وعمر بن مسلم

ص: 105


1- (1) مسند أحمد ج 5 ص 347، فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 584 ح 989.
2- (2) في المصدر: حميد.
3- (3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 643 ح 1093.
4- (4) ليس في المصدر.

إلي زيد بن أرقم، فلما جلسنا عليه، قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فما حدثتكم فاقبلوه، ومالا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوما فينا خطيبا بما يدعي خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثني عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: اما بعد [الا] (1) أيها الناس فإنما انا بشر يوشك ان يأتيني (2) رسول ربي فأجيب، وانا تارك فيكم الثقلين، اولهما كتاب الله، فيه الهدي والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحث علي كتاب الله، ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكر كم الله في أهل بيتي، أذكر كم الله في أهل بيتي، أذكر كم الله في أهل بيتي.

فقال [له] (3) حصين: ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته، قال:

نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده (4).

الثامن عشر: من " صحاح مسلم " أيضا، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل، حيلولة وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا جرير، كلاهما عن أبي حيان بهذا الاسناد، نحو حديث إسماعيل، وزاد في حديث جرير كتاب الله فيه الهدي والنور، من استمسك به واخذ به كان علي الهدي، ومن أخطأه ضل (5).

التاسع عشر: من صحاح مسلم أيضا، قال: وحدثنا بن بكار بن الريان

ص: 106


1- (1) من المصدر.
2- (2) في المصدر: يأتي.
3- (3) من المصدر.
4- (4) صحيح مسلم ج 4 ص 1873 ح 2408.
5- (5) صحيح مسلم ج 4 ص 1874.

حدثنا حسان يعني ابن إبراهيم عن سعيد وهو ابن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم، قال: دخلنا عليه، فقلنا له: [لقد رأيت خيرا] لقد صاحبت رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وصليت خلفه، وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان، غير أنه قال: الا واني تارك فيكم ثقلين، أحدهما كتاب الله، وهو حبل الله من اتبعه كان علي الهدي، ومن تركه كان علي ضلالة. (1) وفيه: فقلنا من أهل بيته نساؤوه؟ قال: لا وأيم الله ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها، فترجع إلي أهلها (2) وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده (3).

العشرون: من تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالي * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) * (4) قال: قال أبو جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) معناه: بلغ ما انزل إليك من ربك في فضل علي بن أبي طالب (صلي الله عليه).

وفي نسخة أخري: انه (عليه السلام) قال: يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك في علي، وقال: هكذا أنزلت، رواه جعفر بن محمد، فلما نزلت هذه الآية، اخذ رسول الله (صلي الله عليه وآله) بيد علي، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه (5).

الحادي والعشرون: الثعلبي أيضا، قال: أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد بن السري، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد، حدثنا مسلم الكجي (6)، حدثنا منهال، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن يزيد، عن

ص: 107


1- (1) من المصدر.
2- (2) في المصدر: أبيها.
3- (3) صحيح مسلم ج 4 ص 1874.
4- (4) المائدة 67.
5- (5) تفسير الثعلبي المخطوط في المكتبة المرعشية ص 78، الغدير ج 1 ص 217 عن الكشف والبيان للثعلبي، البرهان ج 1 ص 490 ح 9.
6- (6) في المصدر: أبو مسلم بن إبراهيم بن عبد الله الكجي.

عدي بن ثابت، عن البراء [بن عازب] (1)، قال لما اقبلنا مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) في حجة الوداع [كنا] بغدير خم، فنادي ان الصلاة جامعة، وكسح للنبي تحت شجرتين (2)، فاخذ بيد علي، فقال: الست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي يا رسول الله، قال: الست أولي بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلي، قال: هذا مولي من انا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، [قال] فلقيه عمر، فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت [وأمسيت] مولي كل مؤمن ومؤمنة (3).

الثاني والعشرون: من تفسير الثعلبي، قال: اخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد القاضي، حدثنا أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين [السبعي]، عن حسان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالي * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) * (4) الآية، [قال] نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) أمر النبي (صلي الله عليه وآله) ان يبلغ فيه، فأخذ رسول الله (صلي الله عليه وآله) بيد علي عليه السلام فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (5).

الثالث والعشرون: الثعلبي أيضا في تفسير قوله * (سأل سائل بعذاب واقع) * (6) قال: وسئل سفيان بن عيينة عن قول الله عز وجل: * (سأل سائل بعذاب واقع) * فيمن نزلت فقال: سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك، حدثني جعفر بن محمد، عن آبائه، قال: لما كان رسول الله (صلي

ص: 108


1- (1) من المصدر.
2- (2) في النسخة شجرة.
3- (3) تفسير الثعلبي المخطوط في المكتبة المرعشية ص 78، الغدير ج 1: 274 عن الكشف والبيان.
4- (4) المائدة: 67.
5- (5) تفسير الثعلبي المخطوط في المكتبة المرعشية ص 78 الغدير ج 1 ص 218 عن الكشف والبيان.
6- (6) المعارج 1.

الله عليه وآله) بغدير خم، نادي الناس، فاجتمعوا، فاخذ بيد علي (صلي الله عليهما) فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحرث (1) بن النعمان الفهري، فاتي رسول الله (صلي الله عليه وآله) علي ناقته (2)، وعقلها ثم اتي النبي (صلي الله عليه وآله) وهو في ملاء من أصحابه، فقال: يا محمد امرتنا عن الله ان نشهد ان لا إله إلا الله وانك رسول الله، فقبلناه، وامرتنا ان نصلي خمسا فقبلنا منك، وامرتنا ان نصوم شهرا فقبلنا، وامرتنا ان نحج [البيت] فقبلنا، ثم لم ترض بهذا حتي رفعت بضبعي ابن عمك، ففضلته علينا، وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه وهذا شئ منك أم من الله فقال: والذي لا اله الا هو ان من أمر الله، فولي الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا، فامطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب اليم، فما وصل إليها حتي رماه الله بحجر، فسقط علي هامته وخرج من دبره فقتله، وانزل الله تعالي * (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع) * (3).

الرابع والعشرون: من الصحيحين الحميدي الحديث الخامس من افراد مسلم من مسند ابن أبي اوفي، عن يزيد بن حيان، قال: انطلقنا انا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلي زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه، قال [له] حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، (4) حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: يا بن أخي والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله (صلي الله عليه وآله) فما

ص: 109


1- (1) في المصدر: الحارث.
2- (2) في العمدة علي ناقة له حتي اتي الأبطح فنزل عن ناقته فأناخها وعقلها.
3- (3) المعارج 1 - 2، العمدة لابن البطريق ص 100 عن تفسير الثعلبي رقم 135.
4- (4) في المصدر: رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله) وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا.

حدثتكم [به] فاقبلوه وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوما فينا خطيبا بماء يدعي خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثني عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: اما بعد الا أيها الناس فإنما انا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي فأجيب، وانا تارك فيكم ثقلين، اولهما كتاب الله، فيه الهدي والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث علي كتاب الله، ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي (1) فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال: نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم صدقة بعده (2).

قال الحميدي: زاد في حديثه جرير كتاب الله فيه الهدي والنور، من استمسك به واخذ به كان علي الهدي، ومن أخطأه ضل (3). وفي حديث سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان نحوه، غير أنه قال: الا واني تارك فيكم ثقلين، أحدهما كتاب الله، وهو حبل الله، من اتبعه كان علي الهدي، ومن تركه كان علي ضلالة وفيه: فقلنا من أهل بيته، نساؤه؟ قال: لا وأيم الله ان المرأة تكون مع الرجل العصر، ثم الدهر، ثم يطلقها، فترجع إلي أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته، الذين حرموا الصدقة بعده (4).

الخامس والعشرون: من الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثالث، من جمع أبي الحسن رزين العبدري امام الحرمين، في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وذلك علي حد ثلث الكتاب من صحيح أبي داود السجستاني، وهو كتاب السنن، ومن صحيح الترمذي،

ص: 110


1- (1) في المصدر: ذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي.
2- (2) صحيح مسلم ج 4 ص 1873 ج 2408.
3- (3) صحيح مسلم ج 4 ص 1873.
4- (4) صحيح مسلم ج 4 ص 1874.

قال: عن أبي سريحة [أو] زيد بن أرقم: ان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) قال: من كنت مولاه فعلي مولاه (1).

السادس والعشرون: ومن الكتاب المذكور من الباب المذكور من صحيح أبي داود، وهو كتاب السنن، وصحيح الترمذي، عن حصين بن سبرة فإنه قال لزيد بن أرقم، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: يا بن أخي والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض ما كنت أعي من رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فما حدثتكم فاقبلوه، وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوما خطيبا بماء يدعي خما بين مكة والمدينة عند الجحفة، فحمد الله وأثني عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: اما بعد أيها الناس انما انا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي عز وجل فأجيب، وانا تارك فيكم الثقلين اولهما كتاب الله فيه الهدي والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحث علي كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي أذكر كم الله في أهل بيتي، أذكر كم الله في أهل بيتي، وكتاب الله، فإنهما لن يفترقا حتي يلقوني (2) علي الحوض.

فقال له حصين: ومن أهل بيته، أليس نساؤه من أهل بيته قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن [قد] تكون المرأة ثم تطلق، ثم ترجع إلي أهلها، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. وفي رواية جرير عنه، قال: كتاب الله فيه الهدي والنور، من استمسك به كان علي الهدي، ومن أخطأه ضل (3).

ص: 111


1- (1) صحيح الترمذي ج 5 ص 633 ح 3713، إحقاق الحق ج 6 ص 229 عن الجمع بين الصحاح.
2- (2) في الترمذي يردا.
3- (3) صحيح الترمذي الجزء الخامس ص 663، غاية المرام ص 335 عن الجمع بين الصحاح، العمدة لابن البطريق ص 103 ح 139.

السابع والعشرون: من مناقب الفقيه علي بن المغازلي الواسطي الشافعي قال: أخبرنا أبو يعلي علي بن عبيد الله بن العلاف البزاز اذنا، قال:

اخبرني عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزاز، قال: اخبرني عبد الله بن محمد بن عثمان، قال: حدثني محمد بن بكر بن عبد الرزاق، حدثني أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلبي، قال: حدثني مسلم بن إبراهيم، حدثني نوح ابن قيس الحداي (1)، حدثني الوليد بن صالح، عن ابن امرأة زيد بن أرقم، قالت اقبل نبي الله (صلي الله عليه وآله) من مكة في حجة الوداع، حتي نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة، فامر بالدوحات من شوك، فقم ما تحتهن ثم نادي الصلاة جامعة، فخرجنا إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) في يوم شديد الحر، [أو] ان منا لمن يضع رداءه علي رأسه، وبعضه تحت (2) قدميه من شدة الحر (3) حتي انتهينا إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) فصلا بنا الظهر، ثم انصرف إلينا، فقال الحمد لله نحمده ونستعينه، ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدي، واشهد ان لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد: أيها الناس، فإنه لم يكن لنبي من العمر الا نصف ما عمر من قبله، وان عيسي بن مريم لبث في قومه أربعين سنة، واني قد أسرعت في العشرين ألا واني يوشك ان أفارقكم، [الا] (4) واني مسؤول، وأنتم مسؤولون، فهل بلغتكم فماذا أنتم قائلون فقام من كل ناحية من القوم مجيب، يقول نشهد انك عبد الله ورسوله، قد بلغت رسالته، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره، وعبدته حتي اتاك اليقين، جزاك الله عنا خير ما جزي نبيا عن أمته، فقال:

ص: 112


1- (1) في المصدر: الحداني.
2- (2) في المصدر: علي.
3- (3) في المصدر الرمضاء.
4- (4) من المصدر.

ألستم تشهدون ان لا إله إلا الله (وحده) (1) لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وان الجنة حق والنار حق، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا: بلي، قال:

[فاني] (2) اشهد ان قدع صدقتكم (3) وصدقتموني، الا واني فرطكم، وانكم تبعي توشكون ان تردوا علي الحوض، فأسألكم حين تلقوني (4) عن ثقلي، كيف خلفتموني فيهما؟ قال: فاعتل (5) علينا ما ندري [ما الثقلان] (6)، حتي قام رجل من المهاجرين، فقال: بأبي أنت وأمي يا نبي الله، ما الثقلان؟ قال (صلي الله عليه وآله): الأكبر منهما كتاب الله تعالي سبب طرف بيد الله (7) ، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به، [ولا تقولوا] (8) ولا تضلوا.

والأصغر منهما: عترتي، من استقبل قبلتي، وأجاب دعوتي، فلا تقتلوهم، ولا تقهروهم، ولا تقصروا عنهم، فاني قد سألت لهما اللطيف الخبير، فأعطاني، ناصرهما لي ناصر، وخاذلهما لي خاذل، ووليهما لي ولي، وعدوهما لي عدو، الا فإنها (9) لم تهلك أمة قبلكم حتي تدين (10) بأهوائها، وتظاهر علي نبوتها، وتقتل من قام بالقسط (منها) (11).

ثم اخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها، وقال: من كنت وليه (12) فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قالها ثلاثا آخر الخطبة (13).

الثامن والعشرون: أبو الحسن بن المغازلي الشافعي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن طاوان، قال: أخبرنا أبو الخير أحمد بن الحسين (14) بن السماك، قال: حدثني أبو محمد جعفر بن محمد بن بصير (15) الخلدي،

ص: 113


1- (1) ليس في المصدر.
2- (2) من المصدر.
3- (3) في النسخة: صدقتم.
4- (4) في المصدر: تلقونني.
5- (5) في المصدر: فاعيل.
6- (6) من المصدر.
7- (7) في النسخة: بيد الله.
8- (8) من المصدر.
9- (9) في المصدر: وانهما.
10- (10) في المصدر: تتدين.
11- (11) ليس في المصدر.
12- (12) في المصدر: من كنت مولاه فهذا مولاه، ومن كنت وليه.
13- (13) مناقب ابن المغازلي ص 16 رقم الحديث 23.
14- (14) من المصدر.
15- (15) في المصدر: حدثنا أبو الحسين أحمد بن الحسين.

حدثني علي بن سعيد بن قتيبة الرملي، قال: حدثني حمزة بن ربيعة (1) القرشي، عن ابن شوذب، عن مطرق (2) الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثماني عشر [خلت] (3) من ذي الحجة، كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم، لما اخذ النبي (صلي الله عليه وآله) بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: الست أولي بالمؤمنين من [أنفسهم] (4) قالوا: بلي يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب (5)، أصبحت مولاي مولي كل مؤمن (ومؤمنة) (6)، فأنزل الله تعالي * (اليوم أكملت لكم دينكم) * (7).

التاسع والعشرون: أبو الحسن بن المغازلي الشافعي، قال: أخبرنا أبو الحسن (8) علي بن عمر عبد الله بن شوذب، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قال: حدثني أحمد بن يحيي بن عبد الحميد، حدثني (9) إسرائيل الملائي، عن الحكم، عن أبي سليمان المؤذن، عن زيد بن أرقم، قال: أنشد (10) علي عليه السلام الناس في المسجد [قال] (11) أنشد الله رجلا سمع النبي (صلي الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه فكنت انا فيمن (12) كتم، فذهب بصري (13).

الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان، قال: حدثني الحسين بن محمد العلوي العدل، قال: حدثني علي بن عبد الله بن مبشر، قال: حدثني أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدثني عبد الله بن

ص: 114


1- (1) في المصدر: حدثنا ضمرة بن ربيعة.
2- (2) في المصدر: مطر.
3- (3) من المصدر.
4- (4) من المصدر.
5- (5) في المصدر: يا علي بن أبي طالب.
6- (6) ليس في المصدر.
7- (7) المائدة 3، مناقب ابن المغازلي ص 18 رقم الحديث 24.
8- (8) في النسخة: الحسين وما أثبتناه من المصدر.
9- (9) في المصدر حدثنا أبو إسرائيل الملائي.
10- (10) في المصدر: نشد.
11- (11) من المصدر.
12- (12) في المصدر: ممن.
13- (13) مناقب ابن المغازلي ص 23 رقم الحديث 33.

صالح، عن ابن لهيعة، عن ابن هبيرة وبكر بن سوادة، عن قبيصة بن ذؤيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله، ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) نزل بخم، فتنحي الناس عنه، [ونزل معه علي بن أبي طالب فشق علي النبي تأخر الناس] (1) وامر (2) عليا فجمعهم، فلما اجتمعوا قام فيهم [وهو] (3) متوسد (يد) (4) علي بن أبي طالب، فحمد الله وأثني عليه، ثم قال:

أيها الناس انه قد كرهت تخلفكم عني حتي خيل إلي انه ليس شجرة أبغض إليكم [من شجرة تليني] (5)، ثم قال: لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه، فرضي [الله] (3) عنه كما انا عنه راض، فإنه لا يختار علي قربي ومحبتي شيئا، ثم رفع يديه، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه قال: فابتدر الناس إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) يبكون ويتضرعون، ويقولون: يا رسول الله ما تنحينا عنك الا كرهية ان نثقل عليك، فنعوذ بالله [من شرور أنفسنا] (6) (سبحانه) (7) ومن سخط رسوله، فرضي رسول الله (صلي الله عليه وآله) عنهم عند ذلك (8).

الحادي والثلاثون: ابن المغازلي الشافعي، قال: حدثني أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله الأصفهاني، قدم علينا واسطا املاء من كتابه لعشر بقين من شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، قال: حدثني محمد بن علي بن عمر بن المهدي، قال حدثني سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال: حدثني أحمد بن إبراهيم بن كيسان الثقفي الأصفهاني، قال:

حدثني إسماعيل بن عمر البجلي، قال: حدثني مسعود بن خدام (11)، عن

ص: 115


1- (2) في المصدر: فأمر.
2- (3) من المصدر.
3- (4) ليس في المصدر.
4- (5) من المصدر.
5- (6) من المصدر.
6- (8) ليس في المصدر.
7- (9) مناقب ابن المغازلي ص 25 رقم الحديث 37.
8- (10) في المصدر: مسعر بن كدام.

طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد، قال: شهدت عليا علي المنبر ناشدا أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) من سمع رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوم غدير خم يقول ما قال، فليشهد، فقام اثنا عشر رجلا، منهم أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وأنس بن مالك، فشهدوا انهم سمعوا رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (1).

قال أبو الحسن المغازلي الراوي لذلك: قال أبو القاسم الفضل بن محمد: هذا حديث صحيح عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وقد روي [حديث] (2) غدير خم عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) نحو [من] (3) مائة نفس منهم العشرة، وهو حديث ثابت، لا أعرف له علة، تفرد علي (عليه السلام) بهذه الفضيلة لم (4) يشركه فيها أحد (5).

الثاني والثلاثون: ابن المغازلي من طرق أحمد بن حنبل، يرفع الحديث إليه، كراهية التطويل بذلك أول راوي من يرفع الخبر إليه، احمد عن أبي طالب محمد بن أحمد بن عثمان، يرفعه إلي أبي الضحي، إلي زيد بن أرقم، الحديث (6).

الثالث والثلاثون: ابن المغازلي، عن أحمد، عن أبي طاهر محمد بن

ص: 116


1- (1) مناقب ابن المغازلي ص 26 رقم الحديث 38.
2- (2) من المصدر.
3- (3) من المصدر.
4- (4) في المصدر: ليس.
5- (5) مناقب ابن المغازلي ص 27 رقم الحديث 39.
6- (6) مناقب ابن المغازلي ص 19 رقم الحديث 25، وفيه: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال: حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن البواب قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا وهبان قال: أخبرنا خالد بن عبد الله عن الحسن بن عبد الله بن أبي الضحي، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من كنت وليه فعلي وليه أو مولاه.

علي البيع، عن أحمد بن الصلت الأهوازي، يرفعه إلي عطية، عن أبي سعيد الخدري، الحديث (1).

الرابع والثلاثون: ابن المغازلي الشافعي، عن أحمد، عن أبي طالب محمد بن أحمد بن عثمان، عن محمد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ البغدادي، يرفعه إلي حبة العرني عبد خير وعمرو ذي مرة، قالوا:

سمعنا علي بن أبي طالب ينشد الناس في الرحبة، فقام اثنا عشر رجلا من أهل بدر، منهم زيد بن أرقم، فقالوا: نشهد انا سمعنا رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (2).

الخامس والثلاثون: ابن المغازلي، عن أحمد، عن أحمد بن عبد الله الوهاب أحمد بن محمد، عن الحسين بن محمد العدل العلوي الواسطي، يرفعه إلي أبي بريدة، يذكر خروجه مع علي (عليه السلام) إلي اليمن،

ص: 117


1- (1) مناقب ابن المغازلي ص 20 رقم الحديث 26 ولفظ الحديث هكذا في المصدر: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي البيع قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي قال: حدثنا محمد بن جعفر المطيري قال: حدثنا علي بن الحسين الهاشمي، حدثنا أبي حدثنا فضيل بن مرزق، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (ص): من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
2- (2) مناقب ابن المغازلي ص 20 رقم الحديث 27: ولفظ الحديث هكذا في المصدر: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ البغدادي قال: حدثنا محمد بن علي بن إسماعيل قال: حدثنا الحسين بن علي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سلمة بن الفضل الأبرش قاضي الري، عن الجراح الكندي عن أبي إسحاق الهمداني، عن عبد خير، وعمرو ذي مرة وحبة العرني قالوا: سمعنا علي بن أبي طالب عليه السلام ينشد الناس في الرحبة: من سمع رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقال اثني عشر رجلا من أهل بدر منهم زيد بن أرقم قالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

وشكايته عليا، وقول النبي (صلي الله عليه وآله) له عند ذلك: من كنت مولاه فعلي مولاه، ومن كنت وليه فعلي وليه وقد تقدمت سياقة الخبر (1).

السادس والثلاثون: ابن المغازلي، عن أحمد بن حنبل، عن أبي الفضل محمد بن الحسين بن عبد الله البرخي الأصفهاني، يرفعه إلي أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (2).

السابع والثلاثون: ابن المغازلي، عن أحمد بن محمد البزاز، قال:

حدثني الحسين بن محمد العدل، يرفعه إلي رياح بن الحرث (3)، قال: كنا

ص: 118


1- (1) مناقب ابن المغازلي ص 21 رقم الحديث 28، ولفظ الحديث هكذا في المصدر: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد العدل العلوي الواسطي قال: حدثنا أبو عيسي جبير بن محمد الواسطي قال: حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة عن أبيه قال: بعثنا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) في سرية واستعمل علينا عليا عليه السلام فلما رجعنا قال لنا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) كيف وجدتم صحبة صاحبكم؟ قال: فشكوته - أو شكاة غيري - وكنت رجلا مكبابا فرفعت رأسي فإذا النبي صلي الله عليه وآله وسلم قد احمر وجهه وهو يقول: من كنت وليه فعلي وليه.
2- (2) مناقب ابن المغازلي ص 21 رقم الحديث 29 ولفظ الحديث هكذا في المصدر: أخبرنا أبو الفضل محمد بن حسين بن عبيد الله البرجي الأصفهاني فيما كتب به إلي ان أحمد بن عبد الرحمن بن العباس الأسدي حدثهم: حدثنا أبو حامد أحمد بن جعفر الأشعري قال: حدثنا يعلي بن محمد بن جمهور عن أحمد بن حمزة عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول:
3- (3) في المصدر: هكذا ورد لفظ الحديث أخبرنا أحمد بن محمد البزار قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد العدل قال: حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر قال: حدثنا الرمادي قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا حنش بن الحارث عن رياح بن الحارث قال: كنا مع علي.

مع علي (عليه السلام) في الرحبة إذ جاء ركب من الأنصار، فقالوا: السلام عليكم يا مولانا، فقال كيف ذا وأنتم (1) قوم من العرب قالوا: سمعنا رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه ثم انصرفوا، فقلت: من القوم؟ قالوا: قوم من الأنصار، وفينا أبو أيوب الأنصاري (2).

الثامن والثلاثون: ابن المغازلي الشافعي، عن أحمد بن حنبل، قال:

أخبرنا أحمد بن محمد، قال: حدثني الحسين بن محمد العدل، قال: حدثني الجورابي، قال: حدثني يحيي الصوفي (3) قال: حدثني إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي، قال: حدثني شاذان، عن عمران بن مسلم، عن سويد بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه (4).

التاسع والثلاثون: ابن المغازلي، عن أحمد، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، يرفعه إلي الأعمش (5)، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود ان النبي (صلي الله عليه وآله) قال: من كنت مولاه فعلي مولاه (6).

ص: 119


1- (1) في النسخة: يا مولانا كيف وأنتم.
2- (2) مناقب ابن المغازلي ص 22 رقم الحديث 30.
3- (3) في المصدر: أحمد بن يحيي الصوفي،
4- (4) مناقب ابن المغازلي ص 22 رقم الحديث 31.
5- (5) في المصدر: هكذا ورد السند أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ قال: حدثنا محمد - يعني ابن علي بن إسماعيل - قال: حدثنا محمد بن نهار بن عمار قال: حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات قال: حدثنا يحيي الحماني حدثنا أبو محمد قيس بن الربيع عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود ان النبي (ص) قال:
6- (6) مناقب ابن المغازلي ص 23 رقم الحديث 32.

الأربعون: ابن المغازلي، عن أحمد، قال: أخبرنا أبو الحسين (1) علي بن عمر بن عبد الله بن شوذب، قال: حدثني أبي، قال: [حدثنا] (2) محمد بن الحسين الزعفراني، قال: حدثني أحمد بن يحيي بن عبد الحميد، حدثني [أبو] (3) إسرائيل الملائي، عن الحكم بن أبي سلمان (4) المؤذن، عن زيد بن أرقم، قال: نشد علي الناس في المسجد، [قال] (5) أنشد الله رجلا سمع النبي (صلي الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاده وكنت انا فيمن (6) كتم، فذهب بصري (7).

الحادي والأربعون: ابن المغازلي، عن أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاون، قال: أخبرنا الحسين بن محمد العلوي العدل الواسطي، يرفعه إلي عطية العوفي (8)، قال: رأيت ابن أبي اوفي وهو في دهليز له بعد ما ذهب بصره، فسألته عن حديث، فقال: انكم يا أهل الكوفة فيكم ما فيكم، قال: قلت: أصلحك الله، اني لست منهم، ليس عليك مني عار، قال: أي حديث؟ قال: قلت: حديث علي (عليه السلام) يوم غدير خم، فقال: خرج علينا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) في حجته يوم غدير خم، وهو

ص: 120


1- (1) في المصدر: أبو الحسن.
2- (2) من المصدر.
3- (3) من المصدر.
4- (4) في المصدر: عن الحكم بن أبي سليمان.
5- (5) من المصدر.
6- (6) في المصدر: وكنت انا ممن.
7- (7) مناقب ابن المغازلي ص 23 رقم الحديث 33.
8- (8) كذا لفظ السند في المصدر: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال: حدثنا الحسين بن محمد العلوي العدل الواسطي قال: حدثنا ابن مبشر قال: حدثنا عمار بن خالد قال: حدثنا إسحاق الأزرق، عن عبد الملك عن عطية العوفي.

آخذ بعضد علي، فقال: أيها الناس ألستم تعلمون اني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي يا رسول الله، فقال: من كنت مولاه فهذا مولاه (1).

الثاني والأربعون: ابن المغازلي الشافعي، عن أحمد بن محمد بن طاوان، قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد العلوي العدل (الواسطي) (2)، رفعه إلي الأعمش (3)، عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه (4).

الثالث والأربعون: ابن المغازلي، عن أحمد بن حنبل، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، قال: حدثني الحسين بن محمد العلوي العدل (الواسطي) (5) يرفعه إلي ابن عباس (رضي الله عنه)، عن ابن بريدة، عن أبيه (6)، قال: غزوت مع علي اليمن، فرأيت منه جفوة، فقدمت علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) فذكرت عليا، فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله (صلي الله عليه وآله) يتغير، فقال: يا بريدة أولست أولي بالمؤمنين من

ص: 121


1- (1) مناقب ابن المغازلي ص 23 رقم الحديث. 34.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) كذا لفظ السند في المصدر: أخبرنا أحمد بن محد بن طاوان قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد العلوي العدل قال: حدثنا أبو الحسن علي بن مبشر قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش.
4- (4) مناقب ابن المغازلي ص 24 رقم الحديث 35 وفيه: قال رسول الله (ص) من كنت وليه فعلي وليه.
5- (5) ليس في المصدر.
6- (6) هكذا ورد السند في المصدر: أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا الحسين بن محمد العلوي العدل قال: حدثنا أبو الحسين بن أخي كبير الزيات قال: حدثنا إسحاق الحربي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا ابن أبي غنية، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة قال:

أنفسهم؟ قلت: بلي يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه (1).

الرابع والأربعون: صدر الأئمة اخطب خوارزم موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة في كتاب " فضائل أمير المؤمنين (ع) " قال: اخبرني سيد الحفاظ [أبو منصور] (2) شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي، فيما كتب لي من همدان، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة [أخبرنا الشريف أبو طالب المفضل بن الجعفري بأصفهان أخبرني الحافظ أبو بكر بن مردويه اجازة حدثني جدي] (3) حدثنا عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثنا الحسن بن عليل الغنزي (4) حدثنا محمد بن عبد الرحمن الزراع (5)، حدثنا قيس بن حفص، حدثنا علي بن الحسين (6) [أبو الحسن العبدي، عن أبي هارون العبدي] (7) حدثنا (أبو هريرة) (8)، عن أبي سعيد الخدري: ان النبي (صلي الله عليه وآله) يوم دعا الناس إلي غدير خم، أمر بما [كان] (9) تحت الشجرة من الشوك، فقم، وذلك يوم الخميس، ثم (10) دعا الناس إلي علي، واخذ بضبعه، فرفعها (11) حتي نظر الناس إلي بياض إبطه (صلي الله عليه وآله) ثم لم يتفرقا حتي نزلت (هذه الآية) (12) * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) * (13) فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): الله أكبر علي اكمال الدين وتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي (14)، والولاية لعلي، ثم قال: اللهم وال من والاه،

ص: 122


1- (1) مناقب ابن المغازلي ص 24 رقم الحديث 36.
2- (2) من المصدر.
3- (3) ما بين المعقوفين من المصدر.
4- (4) في النسخة: الحسين بن عليل الغنوي.
5- (5) في المصدر: الذراع.
6- (6) في المصدر: علي بن الحسن.
7- (7) من المصدر.
8- (8) ليس في المصدر.
9- (9) من المصدر.
10- (10) في النسخة: يوم.
11- (11) في النسخة: ثم رفعها.
12- (12) ليس في المصدر.
13- (13) المائدة 3.
14- (14) في المصدر: برسالاتي.

وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.

فقال حسان بن ثابت: أتأذن (1) لي يا رسول الله، ان أقول أبياتا؟ قال: قل ببركة الله تعالي فقال حسان بن ثابت يا معشر مشيخة قريش اسمعوا شهادة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ثم قال:

يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم واسمع بالنبي (2) مناديا باني مولاكم نعم ووليكم (2) * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا الهك مولانا وأنت ولينا * ولا تجدن في الخلق للامر عاصيا فقال له قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا (3) الخامس والأربعون: موفق بن أحمد، قال: حدثنا الشيخ الزاهد أبو الحسين (4) علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا خلف بن سالم (5)، عن يحيي بن حماد، عن عوانة، عن سليمان الأعمش، قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، قال: لما رجع رسول الله (ص) من حجة الوداع، ونزل بغدير خم، أمر بدوحات فقممن، ثم قال: كأني قد دعيت فأجبت، اني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله، وعترتي أهل بيتي،

ص: 123


1- (1) في المصدر: ائذن.
2- (2) في المصدر بالرسول.
3- (4) مناقب الخوارزمي ص 135 رقم الحديث 152.
4- (5) في المصدر: أبو الحسن.
5- (6) في المصدر هكذا السند: وبهذا الاسناد إسماعيل بن أحمد الواعظ عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو عبد الله قال: وحدثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخاري، حدثنا صالح بن محمد الحافظ حدثنا خلف بن سالم.

فانظروا (1) كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، ثم اخذ (2) بيد علي وقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه، و) (3) من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، فقال: (4) أنت سمعت من رسول الله (هذا) (5) فقال: [نعم] (6) ما كان في الدوحات أحد الا وقد رآه بعينه وسمعه باذنه (7).

السادس والأربعون: موفق بن أحمد باسناده المتقدم، عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا بهذا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدثنا أحمد بن سليمان المؤدب، حدثنا عثمان، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن ذرعان (8)، عن عدي بن ثابت، عن البراء، قال: اقبلنا مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) في حجته حتي إذا كنا بين مكة والمدينة نزل، فامر مناديا [ينادي] (9) بالصلاة جامعة، (قال) ج (10): فاخذ بيد علي، ثم فقال: الست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي، قال:

الست أولي بكل مؤمن من نفسه قالوا: بلي، قال: فهذا ولي من انا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، من كنت مولاه فعلي مولاه فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك، فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولي كل مؤمن ومؤمنة (11).

ص: 124


1- (1) في المصدر: فنظروني.
2- (2) في المصدر: ثم قال: إن الله عز وجل مولاي وانا ولي كل مؤمن، ثم أخذ...
3- (3) ليس في المصدر.
4- (4) في المصدر: فقلت.
5- (5) ليس في المصدر.
6- (6) من المصدر.
7- (7) مناقب الخوارزمي ص 154 رقم الحديث 182.
8- (8) في المصدر: جدعان.
9- (9) من المصدر.
10- (10) ليس في المصدر.
11- (11) مناقب الخوارزمي ص 155 رقم الحديث 183.

السابع والأربعون: موفق بن أحمد باسناده المتقدم، عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا الحاكم، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني أبو يعلي الزبير بن عبد (1) الله الثوري، حدثنا أبو جعفر [أحمد بن عبد الله] (2) بن البزاز، حدثنا علي بن سعيد الرقي، حدثنا ضمرة [عن] (3) ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: من صام يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة، كتب الله له صيام ستين سنة، وهو يوم غدير خم، لما اخذ النبي (صلي الله عليه وآله) بيد علي (عليه السلام) وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، (واخذل من خذله) (4) فقال له عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولي كل مسلم (5).

الثامن والأربعون: موفق بن أحمد في حديث مكاتبة معاوية لعمرو بن العاص في أن يستنفره في محاربة علي (ع) فابي عليه عمرو بن العاص، فأجاب معاوية في جواب مكاتبة، فقال عمر: فضائل أمير المؤمنين (ع) وما قال فيه رسول الله (صلي الله عليه وآله) هو مني وانا منه وهو مني بمنزلة هارون من موسي الا انه لا نبي بعدي وقد قال فيه يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله (6).

التاسع والأربعون: موفق بن أحمد باسناده، قال: قال الأصبغ بن نباتة:

ص: 125


1- (1) في المصدر: عبيد الله الثوري.
2- (2) من المصدر.
3- (3) من المصدر.
4- (4) ليس في المصدر.
5- (5) مناقب الخوارزمي ص 156 رقم الحديث 184.
6- (6) مناقب الخوارزمي ص 199.

دخلت علي معاوية وهو جالس علي نطع من الأدم، متكئا علي وسادتين خضر أوتين، وعن يمينه عمرو بن العاص، وحوشب، وذو الكلاع، وعن يساره اخوه عتبة، وابن عامر، وابن كريز، والوليد بن عتبة (1)، وعبد الرحمن بن خالد، وشرجيل بن السمط، وبين يديه أبو هريرة، وأبو الدرداء والنعمان بن بشير وأبو امامة الباهلي، فلما قرأ الكتاب، قال: إن عليا لا يدفع إلينا قتلة عثمان، فقلت له: يا معاوية لا تعتل بدم (2) عثمان، فإنك تطلب الملك والسلطان، ولو كنت أردت نصرته (3) حيا، ولكنك تربصت به، لتجعل ذلك سببا إلي وصولك إلي الملك، فغضب [من كلامي] (4) فأردت ان يزيد غضبه، فقلت لأبي هريرة: يا صاحب رسول الله اني أحلفك بالله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة وبحق حبيبه المصطفي (صلوات الله عليه وآله وسلم) الا أخبرتني أشهدت غدير خم قال: بلي شهدته، قلت: فما سمعته يقول في علي؟ قال: سمعته يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله قلت له: فإذا أنت واليت عدوه، وعاديت وليه، فتنفس أبو هريرة الصعداء وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون (5).

الخمسون: من الجزء الرابع من كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم من حديث طلحة بن مصرف يرفعه إلي عمير (6) بن سعد، قال: شهدت عليا (عليه

ص: 126


1- (1) في المصدر: الوليد بن عقبة.
2- (2) في النسخة لا تقتل بقتلة.
3- (3) في النسخة: نصره.
4- (4) من المصدر.
5- (5) مناقب الخوارزمي ص 205.
6- (6) السند في المصدر هكذا: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كيسان، حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، حدثنا مسعر بن كدام، عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد.

السلام) علي منبر ناشد أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله) وفيهم أبو سعيد، وأبو هريرة، وأنس بن مالك، وهم حول المنبر، وعلي (عليه السلام) علي المنبر، وحول المنبر اثنا عشر رجلا هؤلاء منهم فقال علي (عليه السلام): أنشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول:

من كنت مولاه فعلي مولاه قالوا (1): اللهم نعم، وقعد رجل وهو انس بن مالك، فقال: ما منعك ان تقوم فقال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت، فقال: اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببلاء، قال: فلما مات حتي رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة (2).

قال أبو نعيم: ورواه أيضا ابن عائشة، عن إسماعيل مثله، قال: ورواه أيضا الأجلح، وهاني بن أيوب، عن طلحة بن مضرب والذي به الوضح (3): هو انس بن مالك.

الحادي والخمسون: من كتاب الأنساب لأحمد بن يحيي، عن جابر البلاذري في الجزء الأول - في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) - قال (4):

قال علي (عليه السلام) علي المنبر: نشدت الله رجلا سمع رسول الله (صلي الله عليه وآله) [يقول] (5) يوم غدير خم: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه الا قام فشهد وتحت المنبر انس بن مالك، والبراء بن عازب، وجرير بن عبد الله (البجلي) (6)، فأعادها فلم يجبه أحد [منهم]، فقال: اللهم من كتم هذه

ص: 127


1- (1) في المصدر: فقاموا كلهم فقالوا:
2- (2) حلية الأولياء ج 5 ص 26.
3- (3) في المصدر: عن الوضح.
4- (4) هكذا ورد لفظ السند في المصدر: حدثني عباس بن هشام الكلبي، عن أبيه عن غياث بن إبراهيم عن المعلي بن عرفان الأسدي، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، قال:
5- (5) من المصدر.
6- (6) ليس في المصدر.

الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتي تجعل به آية يعرف بها، قال [أبو وائل] فبرص انس، وعمي البراء، ورجع جرير أعرابيا بعد هجرته، فاتي السراة فمات في بيت امه [بالسراة] (1).

الثاني والخمسون: السمعاني في كتاب فضائل الصحابة باسناده عن الحسن بن كثير، عن زيد بن أرقم، ان رجلا اتاه يسأله عن عثمان وعلي (عليه السلام) فانا قد اقبلنا مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) في غزاة خيبر، فنزلنا الغدير غدير خم، فحمد الله وأثني عليه، ثم قال: أيها الناس، الست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي يا رسول الله، فاخذ بيد علي (عليه السلام) حتي أشخصها، ثم قال: من كنت مولاه فهذا مولاه (2).

الثالث والخمسون: السمعاني أيضا باسناده، عن البراء بن عازب، قال:

اقبلنا مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) في حجة الوداع، حتي إذا كنا بغدير خم، نودي فينا ان الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله (صلي الله عليه وآله) تحت شجرتين، فاخذ النبي (صلي الله عليه وآله) بيد علي (عليه السلام) فقال: الست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثم قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): فان هذا مولي من انا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه قال: فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك، فقال: هنيئا يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولي كل مؤمن ومؤمنة (3).

الرابع والخمسون: السمعاني باسناده، عن أبي هريرة، عن عمر بن

ص: 128


1- (1) أنساب الأشراف لأحمد بن يحيي البلاذري ج 2 ص 156.
2- (2) إحقاق الحق ج 6 ص 288 عن فضائل الصحابة للسمعاني.
3- (3) إحقاق الحق ج 6 ص 235 عن فضائل الصحابة للسمعاني.

الخطاب، ان النبي (صلي الله عليه وآله) قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه) (1).

الخامس والخمسون: السمعاني باسناده عن البراء ان النبي (صلي الله عليه وآله) نزل بغدير خم، وامر، فكسح بين شجرتين، وصيح بالناس، فاجتمعوا، فحمد الله وأثني عليه، ثم قال: الست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالو: بلي، [قال]: الست أولي من آبائهم؟ قالوا: بلي، فدعا عليا (عليه السلام)، فاخذ بعضده، فقال: هذا وليكم من بعدي، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه فقام عمر إلي علي، فقال: ليهنك يا ابن أبي طالب، أصبحت أو قال أمسيت مولي كل مؤمن (2).

السادس والخمسون: السمعاني باسناده عن سالم بن أبي الجعد، قال:

قيل لعمر انك تصنع بعلي شيئا لا تصنعه بأحد من صحابة رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: لأنه مولاي (3).

السابع والخمسون: ومن كتاب الفضائل لأبي المظفر السمعاني أيضا باسناده، قال: قدم أبو هريرة، ودخل المسجد، فاجتمعنا حوله، وقام رجل، وقال: أنشدك ان أسألك ان حديثا سمعته من رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه؟ قال: نعم، قال: فاني رأيتك واليت أعداءه، وعاديت أولياءه (4).

ص: 129


1- (1) إحقاق الحق ج 6 ص 250 عن فضائل الصحابة للسمعاني.
2- (2) إحقاق الحق ج 6 ص 361 عن فضائل الصحابة.
3- (3) إحقاق الحق ج 6 ص 368 عن فضائل الصحابة للسمعاني.
4- (4) إحقاق الحق ج 6 ص 257 عن فضائل الصحابة للسمعاني.

الثامن والخمسون: موفق بن أحمد باسناده، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) لعلي (ع): من كنت مولاه فعلي مولاه (1).

التاسع والخمسون: موفق بن أحمد باسناده، إلي عمران بن حصين، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): ان عليا مني وانا منه، وهو ولي كل مؤمن ومؤمنة (2).

الستون: موفق بن أحمد، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيي بن عبد الجبار السكري ببغداد، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، (قال) (3):

حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثني عبد الرزاق، حدثني إسرائيل، عن أبي إسحاق، قال: حدثني سعيد بن وهب وعبد خير، انهما سمعا عليا برحبة الكوفة يقول: أنشد الله من سمع رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: من

ص: 130


1- (1) مناقب الخوارزمي ص 125 رقم الحديث 140.
2- (2) مناقب الخوارزمي ص 153 رقم الحديث 180. هكذا ورد السند في المصدر، وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثني [أبي، ومحمد بن نعيم قالا حدثنا قتيبة بن سعيد] حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، حدثنا يزيد الرشك، عن مطرف، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلي الله عليه وآله سرية واستعمل عليهم علي بن أبي طالب عليه السلام فمضي علي في السرية فأصاب جارية فأنكروا ذلك عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله: إذا لقينا رسول الله صلي الله عليه وآله أخبرناه بما صنع علي، قال عمران: فكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدؤا برسول الله صلي الله عليه وآله، فنظروا إليه وسلموا عليه، ثم ينصرفون إلي رحالهم، فلما قدمت السرية سلموا علي رسول الله صلي الله عليه وآله، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر عليا صنع كذا وكذا، فاعرض عنه ثم قام الثاني فقال مثل ذلك، فاعرض عنه، ثم قام الثالث فقال مثل ذلك، فاعرض عنه، ثم قام الرابع فقال: يا رسول الله ألم تر ان عليا صنع كذا وكذا، فأقبل إليه رسول الله صلي الله عليه وآله والغضب في وجهه فقال: ما تريدون من علي؟ ان عليا مني وانا منه، وهو ولي كل مؤمن.
3- (3) ليس في المصدر.

كنت مولاه فان عليا مولاه [قال] (1) فقام عدة من أصحاب النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) فشهدوا انهم سمعوا (من) (2) رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول ذلك (3).

الحادي والستون: إبراهيم بن محمد الجويني، من أعيان علماء العامة، قال: أخبرنا الشيخ مجد الدين عبد الله بن محمد بن مودود الحنفي بقراءتي عليه ببغداد، ثالث رجب سنة اثنين وسبعين، وستمائة، قال: [أنبأنا] (4) الشيخ أبو بكر المسمار بن عمر بن العويس البغدادي سماعا عليه، قال:

أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي سماعا عليه.

حيلولة: وأخبرنا الامام الفقيه كمال الدين أبو غالب هبة الله بن أبي القاسم بن أبي غالب السامري، بقراءتي عليه بجامع البصرة ببغداد ليلة الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة اثنين وثمانين وستمائة، قال:

أنبأنا الشيخ محاسن بن عمر بن رضوان الحرائتي سماعا عليه في الحادي والعشرين من المحرم سنة اثنين وعشرين وستمائة، قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر بن الزعفراني، سماعا عليه في السادس عشر من شهر رجب (5) من سنة خمسين وخمسمائة، قالا (6): أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي بن إبراهيم الفراء الناساسي (7) سماعا عليه، قال: أنبأنا

ص: 131


1- (1) من المصدر.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) مناقب الخوارزمي ص 156 رقم الحديث 185.
4- (4) من المصدر.
5- (5) في المصدر: في السادس من شهر رجب سنة.
6- (6) في النسخة: قال.
7- (7) في المصدر: البانياسي.

الزاغوني (1) في شعبان سنة ثلاث وستين وأربعمائة، قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسي بن القاسم بن الصلت قراءة عليه، وانا اسمع في ثالث عشر من رجب سنة خمس وأربعمائة، قال: أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، المكني بابي إسحاق، قال: أنبأنا أبو سعيد الأشبح، قال:

أنبأنا المطلب بن زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: كنت عند جابر بن عبد الله في بيته وعلي بن الحسين (عليهما السلام) ومحمد بن الحنفية، وأبو جعفر (عليهما السلام) فدخل رجل من أهل العراق، فقال:

أنشدك الله [يا جابر] (2) الا حدثتني بما رأيت (3)، وما سمعت من رسول الله (ص) فقال: كنا بالجحفة بغدير خم، وثم ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار، فخرج علينا رسول الله (صلي الله عليه وآله) من خباء أو فسطاط، فأشار بيده ثلاثا، فاخذ بيد علي (صلوات الله عليه) فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه (4).

الثاني والستون: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا، قال: أخبرنا الإمام الزاهد وحيد الدين محمد بن أبي بكر بن أبي يزيد الجويني بقراءتي عليه ب " بحر آباد " (5) في جمادي الأولي (في) (6) سنة ثلاث وستين وستمائة، قال: أنبأنا الامام سراج الدين محمد بن أبي الفتوح اليعقوبي، سماعا، قال: أنبأنا والدي الامام فخر الدين أبي (7) الفتوح بن أبي عبد الله محمد بن عمر بن يعقوب، قال: أنبأنا الشيخ الإمام محمد بن علي بن الفضل القاري (8) حيلولة:

وأخرني السيد الإمام الأطهر فخر الدين المرتضي بن محمود الحسيني الأشتري (9) اجازة في سنة إحدي وسبعين وستمائة بروايته عن (محمد) (10)

ص: 132


1- (1) في المصدر: ابن الزاغوني.
2- (2) من المصدر.
3- (3) في المصدر: ما رأيت.
4- (4) فرائد السمطين للجويني ص 62 رقم الحديث 29.
5- (5) في النسخة: بخير آباد.
6- (6) ليس في المصدر.
7- (7) في المصدر: أبو.
8- (8) في المصدر: علي الفضل الفارسا.
9- (9) في المصدر: الآشري.
10- (10) ليس في المصدر.

والده، قال: اخبرني الامام مجد الدين أبو القاسم عبد الله بن محمد (1) القزويني، قال: أنبأنا جمال السنة أبو عبد الله محمد بن حمويه بن محمد الجويني [قدس الله روحه]، (2) قال: أنبأنا جمال الاسلام أبو المحاسن علي بن شيخ الاسلام الفضل بن محمد الفاريدي، قال: أنبأنا [شيخ الاسلام صدر الدين أبو علي الفضل بن محمد الفاريدي (رضي الله عنه) قال أنبأنا] (3) الامام [أبو القاسم] (4) عبد الله بن علي ابن شيخ وقته المشار إليه في الطريقة ومقدم أهل الاسلام في الشريعة، قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن بندار القزويني بمكة، حدثنا عمر بن محمد الحبري (5) قراءة عليه حدثنا محمد بن عبيدة القاضي (6) ، أنبأنا إبراهيم بن الحجاج، نبأنا حماد، عن علي بن زيد وأبي هارون العبدي، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: اقبلنا مع النبي (صلي الله عليه وآله) في حجة الوداع، حتي إذا كنا بغدير خم، فنادي (7) فينا الصلاة جامعة، وكسح للنبي (صلي الله عليه وآله) تحت شجرتين، فاخذ النبي (صلي الله عليه وآله) بيد علي (عليه السلام) [و] قال: الست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي، قال: الست أولي بكل مؤمن من نفسه [قالوا: بلي] (8) قال أوليس (9): ازواجي أمهاتكم (10)؟ قالوا: بلي، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): فان هذا مولي من انا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ولقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك، فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولي كل مؤمن ومؤمنة.

وأورد الامام الحافظ شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي

ص: 133


1- (1) في المصدر: عبد الله بن حيدر.
2- (2) من المصدر.
3- (3) من المصدر.
4- (4) من المصدر.
5- (5) في المصدر: الحيري.
6- (6) في النسخة أبو الحسن علي بن محمد بن عبيدة القاضي.
7- (7) في المصدر: فنودي.
8- (8) من المصدر.
9- (9) في النسخة: أليس.
10- (10) في النسخة: أمهاتهم.

بتفاوت فيه في فضائل أمير المؤمنين علي (صلوات الله عليه) ونقلته من خطه المبارك (1).

الثالث والستون: الحمويني هذا، قال: أخبرنا [به] (2) الشيخ الامام عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرحان (3) المقدسي، بقراءتي عليه بمدينة نابلس، والشيخ الصالح محمد بن عبد الله الأنصاري الحرساني (4) اجازة بروايته عن أبي عبد الله محمد ابن الفضل العراوي (5) اذنا بروايته عن الشيخ الامام أبي بكر أحمد بن الحسين، قال: أنبأنا علي بن أحمد بن عيدان (6)، قال: أنبأنا أحمد بن عبيد، قال: أنبأنا أحمد بن سليمان المؤدب، قال: حدثنا عثمان قال: حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء، قال: اقبلنا مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) في حجته حتي إذا كنا بين مكة والمدينة، نزل فامر مناديا [ينادي] بالصلاة جامعة، قال: فاخذ بيد علي (عليه السلام) فقال: [ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلي. قال:] (7) الست أولي بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلي، قال: هذا ولي من انا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، من كنت مولاه فعلي مولاه، فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك، فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولي كل مؤمن ومؤمنة (8).

ص: 134


1- (1) فرائد السمطين للجويني ج 1 ص 64 رقم الحديث 30.
2- (2) من المصدر.
3- (3) في المصدر: ابن طرخان.
4- (4) في المصدر: والشيخ الصالح أبو عبد الله بن محمد النجار المعروف بابن المريخ البغدادي اجازة في سنة اثنين وسبعين وست مائة بروايتهما عن القاضي جمال الدين أبي القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري الحرستاني.
5- (5) في المصدر: الفراوي.
6- (6) في المصدر: عبدان.
7- (7) من المصدر.
8- (8) فرائد السمطين للجويني ج 1 ص 65 رقم الحديث 31.

الرابع والستون: الحمويني، قال: أنبأني أبو عبد الله بن يعقوب الحنبلي، أنبأنا عبد الرحمن بن عبد السميع، أنبأنا شاذان بن جبرئيل قراءة عليه، أنبأنا محمد بن عبد العزيز بن أبي طالب، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي النظيري (1)، قال: أنبأنا الحسين (2) بن أحمد [بن] (3) الحسن أبو علي الحدد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن ختويه (4) التستري، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: أنبأنا (5) عمر بن شبه، عن (6) عيسي بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: حدثني يزيد بن عمر بن مورق، قال: كنت بالشام، وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس، فتقدمت إليه، فقال: من (7) أنت؟ فقال: (8) قلت: من قريش، قال:

من أي قريش (أنت) (9)؟ قلت: من بني هاشم، قال: من أي بني هاشم؟ فسكت [قال من اي بني هاشم فقلت مولي علي، قال: مولي علي؟ فسكت] (10) فوضع يده علي صدره، فقال: أنا والله مولي علي بن أبي طالب.

ثم قال: حدثني عدة: انهم سمعوا النبي (صلي الله عليه وآله) يقول:

من كنت مولاه فعلي مولاه، ثم قال: يا مزاحم، كم يعطي أمثاله؟ قال: مائة ومائتي درهم، قال: اعطه خمسين دينارا لولاية (11) علي بن أبي طالب، ثم قال:

الحق ببلدك، فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك (12).

الخامس والستون: الحمويني، أنبأني الصدر عزيز الدين محمد بن أبي القاسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم الرافعي بروايته عن أبيه العلامة

ص: 135


1- (1) في المصدر: النطنزي.
2- (2) في المصدر: الحسن.
3- (3) من المصدر.
4- (4) في المصدر: سختويه.
5- (5) في المصدر: حدثنا.
6- (6) في المصدر: قال: حدثني عيسي.
7- (7) في المصدر: ممن.
8- (8) ليس في المصدر.
9- (9) ليس في المصدر.
10- (10) من المصدر.
11- (11) في المصدر: لولايته.
12- (12) فرائد السمطين للجويني ج 1 ص 66 رقم الحديث 32.

عبد الكريم بن محمد، قال: أنبأنا أبو منصور بن شيرويه الحافظ الديلمي اجازة، قال: أنبأنا أبو زكريا يحيي بن عبد الوهاب بن الإمام أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيي بن سرة (1) الحافظ، بقراءتي عليه بأصفهان في داره، أنبأنا أبو عمر (2) عثمان بن محمد بن أحمد بن سعيد الحلال (3)، أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن جميل، حدثنا جدي إسحاق، أنبأنا أحمد بن منيع بن عبد الرحمن بن حوشن (4) أبي جعفر البغدادي، وهو جد أبي القاسم البغوي من الام، ولذلك قال (5) له: ابن بنت منيع رحمه الله قال: ابنانا حسين (6) بن محمد بن (7) إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مرة (8) عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوم غدير خم: اللهم أعنه وأعن به، وارحمه وارحم به، وانصره وانصر به، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (9).

السادس والستون: الحمويني، قال: روي أبو القاسم (9) أحمد بن الطبراني، عن الحسين التستري (10)، عن يوسف بن محمد بن سابق، عن أبي مالك الحسن (11)، عن جوهر (12)، عن ضحاك، عن عبيد الله (13) بن عباس، مثله (14).

السابع والستون: الحمويني، أخبرنا الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل، بقراءتي عليه، قلت له: أخبرك القاضي محمد بن عبد

ص: 136


1- (1) في المصدر: بن مندة.
2- (2) في المصدر: عمرو.
3- (3) في المصدر: الخلال.
4- (9) فرائد السمطين للجويني ج 1 ص 67 رقم الحديث 33.
5- (5) في المصدر: يقال.
6- (6) في المصدر: الحسن.
7- (7) في المصدر: عن إسرائيل.
8- (8) في المصدر: ذي مر.
9- (10) في المصدر: ورواه أبو القاسم سليمان.
10- (11) في المصدر: عن الحسين بن إسحاق التستري.
11- (12) في المصدر: عن أبي مالك الجنبي.
12- (13) في المصدر: عن جويبر.
13- (14) في المصدر: عبد.
14- (15) فرائد السمطين للجويني ج 1 ص 67 في ذيل الحديث السابق.

الصمد بن أبي الفضل الحرستاني (1) اجازة، [فاقر به] (2) قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل العراوي (3) اجازة، قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن (4) البيهقي الحافظ، قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قال:

أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن نعيم (5)، قال: حدثنا أحمد بن حازم بن أبي عزيزة (6)، قال: أنبأنا أبو غسان، قال: حدثنا فضيل بن مرزوق، عن أبي إسحاق، عن سعيد [بن ذي حدان] (7) وعمر ذي مرة (8). قال (9): قال علي (عليه السلام) أنشد بالله ولا أنشد الا أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله) [من] (10) سمع خطبة رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوم غدير خم؟ قال:

فقام اثنا عشر رجلا ستة من قبل سعيد، وستة من قبل عمرو، فشهدوا انهم سمعوا رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأحب من أحبه، وابغض من أبغضه (11).

الثامن والستون: الحمويني، أخبرنا الشيخ أبو الفضل إسماعيل بن أبي عبد الله بن حماد العسقلاني في كتابه، أنبأنا الشيخ حنبل بن عبد الله بن سعادة المكي (12) أبو الرصافي (13) سماعا [عليه] (14)، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين (15) سماعا عليه، نبأنا أبو علي بن المذهب سماعا [عليه] (16)، نبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل (17)، قال: حدثنا أحمد بن عمر الوكيعي، قال: حدثنا زيد بن

ص: 137


1- (1) في النسخة: الحرساني.
2- (2) من المصدر.
3- (3) في المصدر: الفراوي.
4- (4) في المصدر: الحسين.
5- (5) في المصدر: بن دحيم.
6- (6) في المصدر: غرزة.
7- (7) من المصدر.
8- (8) في المصدر: ذي مر.
9- (9) في المصدر: قالا.
10- (10) من المصدر.
11- (11) فرائد السمطين للجويني ج 1 ص 68 رقم الحديث 34.
12- (12) في النسخة المكني.
13- (13) في النسخة: صافي، وما أثبتناه من المصدر.
14- (14) من المصدر.
15- (15) في النسخة عبد الواحد بعد الحصين، وما أثبتناه من المصدر.
16- (16) من المصدر.
17- (17) في المصدر: أحمد بن محمد بن حنبل.

الحباب، قال: حدثنا الوليد بن عقبة بن نزار العبسي (1)، قال: حدثني سماك بن عبيد الوليد العبيسي (2)، قال: دخلت علي عبد الرحمن عن أبي ليلي، فحدثني انه شهد عليا (عليه السلام) في الرحبة، قال: أنشد الله رجلا سمع رسول الله (صلي الله عليه وآله) يشهد (3) يوم غدير خم الا قام، ولا يقوم الا من قد رآه، فقام اثني عشر رجلا، فقالوا: قد رأيناه وسمعناه (4)، حيث اخذ بيده ويقول: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله (5).

التاسع والستون: الحمويني، قال: أخبرنا الشيخ كمال الدين بن غالب (6) هبة الله بن أبي القاسم بن غالب السامري، بقراءتي عليه ببغداد ليلة الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة اثنين وثمانين وستمائة بجامع القصر شرقي دجلة، قال: أنبأنا محاسن بن عمر بن رضوان الخراساني (7)، سماعا عليه، عشية السبت الحادي والعشرين من المحرم سنة اثنتين وعشرين وستمائة قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر الزاغوني، سماعا عليه يوم الجمعة السادس عشر من رجب سنة خمسين وخمسمائة، قال: أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن إبراهيم البانياسي (8)، قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسي بن [أبي] (9) الصلت القرشي، قال: أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال: أنبأنا محمد بن زنجويه، قال: حدثنا الحميدي، قال: أنبأنا يعقوب بن جعفر [قال نبأنا] (10) ابن كثير المدني (11).

ص: 138


1- (1) في المصدر: القيسي.
2- (2) في المصدر: حدثني سماك عن سماك بن عبيد بن الوليد العنسي.
3- (3) في المصدر: [و] شهد [ه].
4- (4) في المصدر: رأينا وسمعنا.
5- (5) فرائد السمطين للجويني ج 1 ص 69 حديث 36.
6- (6) في المصدر: أبو غالب.
7- (7) في المصدر: الحراني.
8- (8) في النسخة: الناسي.
9- (9) من المصدر.
10- (10) من المصدر.
11- (11) في النسخة: المديني.

عن مهاجر بن مسمار، قال: أخبرتني عائشة بنت سعد، عن سعد انه، قال: كنا مع الرسول (صلي الله عليه وآله) بطريق مكة، وهو متوجه إليها، فلما بلغ غدير خم الذي بخم، وقف الناس، ثم رد من مضي، ولحقه [منهم] (1) من تخلف (منهم) (2) فلما اجتمع الناس، قال: أيها الناس، هل بلغت؟ قالوا: بلي، قال: اللهم اشهد (ثلاثا) (3) قال: أيها الناس هل بلغت؟ قالوا: بلي، قال: اللهم اشهد، ثلاثا.

[ثم قال:] (4) أيها الناس من وليكم؟ قالوا: الله ورسوله، ثلاثا، ثم اخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فاقامه، ثم قال: من كان الله ورسوله وليه، فان هذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (5).

السبعون: الحمويني، قال: أخبرنا الامام العلامة علاء الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر الطاوسي (6) القزويني، فيما كتب إلي من مدينة قزوين، سنة ست وستين وستمائة، انه سمع علي الشيخ تقي الدين محمد بن محمود بن إبراهيم الحماوي (7) جميع مسند الامام أبي عبد الله أحمد بن حنبل (8)، قال: أنبأنا الإمام أبو محمد عبد الغني بن الحافظ، (نبأنا) (9) أبو العلا (10) الحسن بن أحمد العطار الهمداني، والشيخ أبو علي بن إسحاق بن الفرج، قال: (11) أنبأنا أبو القاسم بن الحصين، قال: أنبأنا أبو علي بن المذهب، قال: أنبأنا أبو بكر القطيعي، قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل (12)، قال:

حدثني أبي، قال: حدثنا عفان، قال: نبأنا حماد [بن سلمة] (13) قال: نبأنا علي بن زيد، عن

ص: 139


1- (1) من المصدر.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) ليس في المصدر.
4- (4) من المصدر.
5- (5) فرائد السمطين للجويني ج 1 ص 70 رقم الحديث 37.
6- (6) في المصدر: الطاووسي.
7- (7) في المصدر: الحمامي.
8- (8) في المصدر: أحمد بن محمد بن حنبل.
9- (9) ليس في المصدر.
10- (10) في المصدر: أبي العلا.
11- (11) في المصدر: قالا.
12- (12) في المصدر: أحمد بن محمد بن حنبل.
13- (13) من المصدر.

عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: كنا مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) في سفر، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، فكسح لرسول الله (صلي الله عليه وآله) تحت شجرتين، فصلي الظهر، واخذ بيد علي (عليه السلام)، فقال: ألستم تعلمون اني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا:

بلي، قال: فاخذ بيد علي (عليه السلام)، فقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه قال: فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له:

هنيئا لك يا بن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولي كل مؤمن ومؤمنة.

قال أبو عبد الرحمن [عبد الله] (1) بن أحمد (قال): (2) حدثنا هدبة بن خالد، قال: أنبأنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عدي (3) بن ثابت، عن البراء بن عازب، عن النبي (ص) نحوه (4).

الحادي والسبعون: الحمويني، قال: أنبأني الشيخ تاج الدين أبو طالب علي بن انجب (5) بن عثمان بن عبيد (6) الله الخازن، قال: أنبأنا الامام برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي، اجازة، قال: أنبأنا الامام اخطب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي، قال: اخبرني سيد الحفاظ، فيما كتب إلي من همدان، أنبأنا الرئيس أبو الفتح [عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني] (7)، كتابة، أنبأنا عبد الله بن إسحاق البغوي، [أ] نبأنا الحسن بن عليل (8) العنزي (9)، أنبأنا محمد بن عبد الله الذراع (10)، [أ] نبأنا قيس بن حفص، قال: حدثني علي بن الحسن (11) العبدي، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري [قال:] (12) ان النبي

ص: 140


1- (1) من المصدر.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) في النسخة: علي.
4- (4) فرائد السمطين للجويني ج 1 ص 71 رقم الحديث 38.
5- (5) في النسخة: علي بن الحسين.
6- (6) في النسخة: عثمان بن عبد.
7- (7) من المصدر.
8- (8) في النسخة: عقيل، وما أثبتناه من المصدر.
9- (9) في النسخة: الغنوي، وما أثبتناه من المصدر.
10- (10) في النسخة: الرزاع.
11- (11) في النسخة: الحسين.

(صلي الله عليه وآله) يوم دعا الناس إلي [علي في] (1) غدير خم أمر (الناس) (2) بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم، وذلك يوم الخميس، ثم دعا الناس إلي علي (عليه السلام)، ثم لم يفترقا حتي نزلت هذه الآية * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) * (3) فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): الله أكبر علي [ا] كمال الدين، واتمام النعمة ورضا الرب برسالتي، والولاية لعلي (عليه السلام)، ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.

فقال حسان بن ثابت: يا رسول الله، أتأذن لي ان أقول أبياتا؟ قال: قل ببركة الله تعالي، فقال حسان بن ثابت: يا مشيخة قريش اسمعوا شهادة رسول الله (صلي الله عليه وآله)، ثم أنشأ يقول:

يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم واسمع بالنبي (4) مناديا باني مولاكم نعم ووليكم * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا الهك مولانا وأنت ولينا * ولا تجدن في الخلق للامر عاصيا فقال له قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا (5) الثاني والسبعون: الحمويني، أيضا، عن سيد الحفاظ، وهو أبو منصور بن شهردار (6) بن شيرويه بن شهردار الديلمي، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد المقري الحافظ، قال: نبأنا أحمد بن عبد الله بن أحمد، قال: نبأنا محمد بن أحمد بن علي، قال: نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيي الحراني (6)، (قال) (7): حدثنا قيس بن الربيع، عن

ص: 141


1- (1) من المصدر.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) المائدة 3.
4- (4) في المصدر: بالرسول.
5- (5) فرائد السمطين للجويني ج 1 ص 72 رقم الحديث 39. (5) في المصدر: منصور شهردار.
6- (7) في المصدر: الحماني.
7- (8) ليس في المصدر.

أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) [لما] (1) دعا الناس إلي علي (عليه السلام) في غدير خم، وامر بما تحت الشجرة من الشوك، فقم، وذلك يوم الخميس، فدعا (عليه السلام) عليا (عليه السلام)، فاخذ بضبعه، فرفعها، حتي نظر الناس إلي بياض إبطي رسول الله (صلي الله عليه وآله)، ثم لم يفترقوا، حتي نزلت هذه الآية * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) * (2).

فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): الله أكبر علي اكمال الدين، واتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي.

ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فقال حسان بن ثابت: أتأذن (3) لي يا رسول الله فأقول في علي (عليه السلام) أبياتا تسمعها فقال: قل علي بركة الله، فقام حسان بن ثابت، فقال: يا معشر مشيخة قريش اسمعوا قولي شهادة من رسول الله (صلي الله عليه وآله) في الولاية الثابتة، فقال:

يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم واسمع بالرسول مناديا الأبيات المتقدمة، وهذه الأبيات، والحديث مشهور في كتاب العامة والخاصة، وقال الحمويني عقيب هذا الحديث والأبيات:

هذا حديث له طرق كثيرة إلي أبي سعيد سعد بن مالك الخدري الأنصاري (4).

الثالث والسبعون: الحمويني، قال: اخبرني القاضي جلال الدين أبو

ص: 142


1- (1) من المصدر.
2- (2) المائدة 3.
3- (3) في النسخة: أئذن.
4- (4) فرائد السمطين للجويني ص 47 حديث 40.

المناقب محمود بن مسعود بن أسعد بن العراقي الطاووسي القزويني، اجازة بروايته، عن الشيخ امام الدين عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم، اجازة، قال: أنبأنا أبو منصور بن شهردار (1) بن شيرويه بن شهردار الحافظ، اجازة، قال: أنبأنا أبو زكريا يحيي بن عبد الوهاب بن الإمام أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيي بن مندة (2) الحافظ، بقراءتي عليه بأصفهان في داره، أنبأنا أبو عمر عثمان بن محمد بن أحمد بن سعيد بن الخلال (3)، أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن جميل، أنبأنا جدي إسحاق، أخبرنا أحمد بن منيع، عن علي بن هاشم، عن اشعب بن سعيد، عن عبد الله بن بشر، عن أبي راشد، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال:

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): ان الله عز وجل أيدني يوم بدر، (ويوم) (4) وحنين بملائكة معتمين هذه العمامة والعمامة (5) [هي] الحاجز بين المسلمين والمشركين، قاله (عليه السلام) لعلي (عليه السلام)، لما عممه يوم غدير خم بعمامة، سدل طرفها علي منكبيه (6).

الرابع والسبعون: الحمويني، قال: أنبأني عبد المنعم بن يحيي بن إبراهيم الزهري، عن نقيب الهاشميين بواسط أبي طالب عبد السميع (7)، اجازة، أنبأنا شاذان بن جبرئيل، بقراءتي عليه، أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمي، أنبأنا حاكم الدين محمد بن أحمد بن علي، قال: حدثنا الحافظ أبو نصير (8) الحسن بن محمد بن إبراهيم، املاء، قال: نبأنا أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الخليلي ببلخ، قال: نبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي، قال: حدثنا الهيثم بن كليب الساسي (9)، قال: نبأنا عبد

ص: 143


1- (1) في المصدر: منصور شهردار.
2- (2) في النسخة: بن شدة.
3- (3) في النسخة: الحلال.
4- (4) ليس في المصدر.
5- (5) في النسخة العمة والعمة.
6- (6) فرائد السمطين ص 75 حديث 41.
7- (7) في المصدر: طالب بن عبد السميع.
8- (8) في المصدر: نصر.
9- (9) في المصدر: الشاشي.

الرحمن بن منصور الحارثي، قال: نبأنا أحمد بن عيسي بن عبد الله المعروف بابي طاهر، حدثني أبي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، قال:

حدثني أبي، عن جدي: ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) عمم علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) عمامته السحاب، فأرخاها من بين يديه ومن خلفه، ثم قال: اقبل فاقبل، ثم قال [له] (1): أدبر فادبر، فقال: هكذا جاءتني الملائكة (2).

الخامس والسبعون: الحمويني، قال: أنبأني الشيخ المسند (3) شرف الدين أبو الفضل بن عساكر الدمشقي، باسناده عن الشيخ الحرساني (4)، اجازة، عن أبي محمد بن (5) عبد الجبار بن محمد البيهقي، اجازة، عن أبي الحسن علي بن محمد المفسر (6)، قال: أنبأنا أبو منصور البغدادي، أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زياد الدقاق، نبأنا محمد بن إبراهيم البوسنجي (7)، أنبأنا عبد الله بن محمد بن حفص القرشي (8) [و] يعرف بابن عائشة، [قال] (9) حدثني أبي الربيع السمان حدثنا عبد الله (10) بن بشر (11)، عن أبي راشد الحراني، عن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)، قال: عممني رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوم غدير خم بعمامة، فسدل طرفها علي منكبي، وقال: ان الله أيدني يوم بدر وحنين بملائكة، معتمين بهذه العمامة (12).

السادس والسبعون: الحمويني، أخبرنا الشيخ الامام عماد الدين عبد

ص: 144


1- (1) من المصدر.
2- (2) فرائد السمطين ج 1 ص 76 حديث 42.
3- (3) في النسخة: السند.
4- (4) في المصدر: الحرستاني.
5- (5) في المصدر: عن أبي محمد عبد الجبار.
6- (6) في النسخة: محمد المرقال.
7- (7) في النسخة: اليوشنجي.
8- (8) في النسخة: الموسي.
9- (9) من المصدر.
10- (10) في النسخة: عن عبد الله.
11- (11) في المصدر: بشير.
12- (12) فرائد السمطين ج 1 ص 76 حديث 43.

الحافظ بن بدران، بقراءتي عليه بمدينة نابلس في مسجده، قلت له: أخبرك القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني، اجازة، فاقر به، قال: نبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل العزاوي، (1) اجازة، قال: نبأنا شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين (2) البيهقي الحافظ، قال: أنبأنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثني أبو يعلي الزبيري (3) عبد الله (4) النوري، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله البزاز، أنبأنا علي بن سعيد الرقي (5)، أنبأنا ضمرة [بن ربيعة القرشي عن عبد الله] (6) بن شوذب، عن نظر (7) الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: من صام يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة، كتب الله له صيام ستين سنة، وهو يوم غدير خم، لما اخذ النبي (صلي الله عليه وآله) يد علي (صلوات الله عليه وآله)، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره.

فقال له عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي، ومولي كل (مؤمن) (8) مسلم (9).

السابع والسبعون: الحمويني، أخبرنا محمد بن أحمد بن شاذان، أنبأنا محمد بن محمد بن مرة (10)، عن الحسن بن علي العاصمي، عن محمد

ص: 145


1- (1) في المصدر: الفراوي.
2- (2) في النسخة: أحمد بن الحسن.
3- (3) في المصدر: الزبير.
4- (4) في المصدر: أبو يعلي الزبيدي بن عبد الله.
5- (5) في النسخة الشرقي.
6- (6) من المصدر.
7- (7) في المصدر: مطر.
8- (8) ليس في المصدر.
9- (9) فرائد السمطين ج 1 ص 77 رقم الحديث 44.
10- (10) في النسخة محمد بن يزيد.

بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن سعد بن ظريف، عن الأصبغ، قال: سأل سلمان الفارسي (رضي الله عنه) عن علي بن أبي طالب وفاطمة (عليهما السلام)، فقال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: عليكم بعلي بن أبي طالب، فإنه مولاكم، فأحبوه، وكبيركم فاتبعوه، وعالمكم فأكرموه، وقائدكم إلي الجنة، فعززوه، فإذا دعاكم فأجيبوه، وإذا امركم فأطيعوه، أحبوه بحبي، واكرموه بكرامتي، ما قلت لكم في علي الا ما امرني به ربي جلت عظمته (1).

الثامن والسبعون: علي بن أحمد المالكي في " الفصول المهمة " قال:

روي الترمذي، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه.

هذا اللفظ مجرد (2) رواه الترمذي، ولم يزد عليه، وزاد غيره، وهو الزهري، ذكر اليوم، والزمان، والمكان، قال: لما حج رسول الله (صلي الله عليه وآله) حجة الوداع، وعاد قاصدا المدينة، قام بغدير خم، وهو ماء بين مكة والمدينة، وذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام، وقت الهاجرة.

فقال: أيها الناس اني مسؤول وأنتم مسؤولون، هل بلغت قالوا: نشهد انك قد بلغت، ونصحت، قال: قال: وانا اشهد اني قد بلغت ونصحت، ثم قال:

أيها الناس أليس تشهدون ان الا اله الا الله، واني رسول الله قالوا: نشهد ان الا اله الا الله، وانك رسول الله، قال: وانا اشهد مثل ما شهدتم، ثم قال: أيها الناس قد خلفت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله، وأهل بيتي، الا وان اللطيف (الخبير) (3)، اخبرني انهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، حوضي ما بين بصري وصنعاء، عد آنيته عدد النجوم، ان الله

ص: 146


1- (1) فرائد السمطين ج 2 ص 78 رقم الحديث 45.
2- (2) في المصدر: بمجرده.
3- (3) ليس في المصدر.

مسائلكم كيف تخلفوني (1) في كتابه، (وفي) (2) أهل بيتي، ثم قال: أيها الناس من أولي الناس بالمؤمنين؟ قالوا: الله ورسوله أولي بالمؤمنين، يقول ذلك ثلاث مرات (3)، ثم قال في الرابعة [و] اخذ بيد علي: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه يقولها ثلاث مرات، الا فليبلغ الشاهد الغائب (4) التاسع والسبعون: علي بن أحمد المالكي هذا، وهو من أعيان علماء العامة، قال: روي الحافظ أبي الفتوح [أ] سعد بن أبي الفضائل بن خلف العجلي في كتابه " الموجز (5) في فضل الخلفاء الأربعة " (رضي الله عنهم)، يرفعه بسنده إلي حذيفة بن أسيد الغفاري، وعامر بن ليلي بن ضمرة، قالا:

لما صدر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) من حجة الوداع، ولم يحج (بعد) (6) غيرها، اقبل حتي إذا كان بالجحفة نهي (7) عن سمرات متغاديات (8) بالبطحاء ان لا ينزل تحتهن أحد، حتي إذا اخذ القوم منازلهم، ارسل، فقم ما تحتهن، حتي إذا نودي بالصلاة، صلاة الظهر عمد إليهن فصلي بالناس تحتهن، وذلك يوم غدير خم (ثم) (9) بعد فراغه من الصلاة، قال: أيها الناس، انه قد نبأني اللطيف الخبير، انه لن يعمر نبي الا نصف عمر النبي

ص: 147


1- (1) في المصدر: خلفتموني.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) في المصدر: قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: إن أولي الناس بالمؤمنين أهل بيتي، قال: ذلك ثلاث مرات، ثم قال في الرابعة.
4- (4) الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 22.
5- (5) في النسخة: الموحد.
6- (6) ليس في المصدر.
7- (7) في النسخة: زهي.
8- (8) في النسخة متقاربات.
9- (9) ليس في المصدر.

الذي كان قبله، واني لأظن ان ادعي، فأجيب (1)، واني مسؤول، وأنتم مسؤلون، هل بلغت، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نقول: قد بلغت، وجاهدت، ونصحت، وجزاك الله خيرا، قال: ألستم تشهدون لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وان جنته حق، وان ناره حق، والبعث بعد الموت حق؟ قالوا: (بلي) (2) (نشهد) (3)، قال: اللهم اشهد، ثم قال: أيها الناس الا تسمعون، الا فان الله مولاي، وانا أولي بكم من أنفسكم، الا ومن كنت مولاه فعلي مولاه واخذ بيد علي (عليه السلام) فرفعها، حتي نظر القوم، ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (4).

الثمانون: المالكي هذا، قال: روي الحافظ أبو بكر احمد (5) بن الحسين البيهقي (رحمه الله تعالي) أيضا هذا الحديث بلفظه، مرفوعا إلي البراء بن عازب (6)، مشيرا إلي روايته، عن أحمد بن حنبل، عن البراء بن عازب، وقد تقدمت في أول الباب (7).

الحادي والثمانون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، وهو من أعيان علماء المعتزلة، قال: حدثنا إبراهيم، قال: وحدثنا يحيي بن سليمان، قال: حدثنا أبو فضيل (8)، قال: حدثنا الحسن بن الحكم النخعي، عن رياح بن الحارث النخعي، قال: كنت جالسا عند علي بن أبي طالب (عليه السلام) إذ قدم عليه قوم متلثمون، فقالوا: السلام عليك يا مولانا، فقال لهم: أولستم قوما عربا! قالوا: بلي، ولكنا سمعنا رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول

ص: 148


1- (1) في المصدر: باني ادعي وأجيب.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) ليس في المصدر.
4- (4) الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 23.
5- (5) في المصدر: أبو بكر بن أحمد.
6- (6) الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 23.
7- (7) مر في ص 99.
8- (8) في المصدر: ابن فضيل.

يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله قال: فلقد رأيت عليا (عليه السلام) ضحك حتي بدت نواجده، ثم قال: اشهدوا، ثم إن القوم مضوا إلي رحالهم، فتبعتهم، فقلت لرجل منهم: من القوم؟ قالوا: نحن رهط من الأنصار وذاك - يعنون رجلا منهم - أبو أيوب - صاحب منزل رسول الله (صلي الله عليه وآله)، قال: فاتيته، فصافحته (1).

الثاني والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح، قال: روي عثمان بن سعيد، عن شريك بن عبد الله، قال: لما بلغ عليا (عليه السلام) ان الناس يتهمونه فيما يذكره من تقديم النبي له (صلي الله عليه وآله) وتفضيله علي الناس، قال أنشد الله من بقي ممن لقي رسول الله (صلي الله عليه وآله) وسمع مقالته (2) في يوم غدير خم، الا قام فشهد بما سمع، فقام ستة ممن عن يمينه من أصحاب رسول الله (ص)، وستة ممن عن شماله من الصحابة أيضا، فشهدوا انهم سمعوا رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول ذلك اليوم، وهو رافع بيد علي (عليه السلام): من كنت مولاه (3) فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأحب من أحبه، وابغض من أبغضه (4).

الثالث والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح، قال: وروي (5) سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عمر بن عبد الغفار: ان أبا هريرة

ص: 149


1- (1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 289.
2- (2) في المصدر: مقاله.
3- (3) في المصدر: فعلي مولاه.
4- (4) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 209.
5- (5) في النسخة: وما أثبتناه من المصدر.

لما قدم الكوفة مع معاوية، وكان يجلس بالعشيات بباب كندة، ويجلس الناس إليه، فجاء شاب من الكوفة، فجلس إليه، فقال: يا أبا هريرة أنشدك الله، أسمعت (1) من رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول لعلي بن أبي طالب: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه؟ فقال: اللهم نعم، قال: فاشهد بالله لقد واليت عدوه، وعاديت وليه، ثم قام عنه (2).

الرابع والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح، قال: ذكر جماعة من شيوخنا البغداديين ان عدة من الصحابة والتابعين والمحدثين، كانوا منحرفين عن علي (عليه السلام) قائلين فيه السوء، ومنهم من كتم مناقبه، وأعان أعداءه ميلا مع الدنيا، وايثارا للعاجلة، فمنهم انس بن مالك، ناشد علي (عليه السلام) في رحبة القصر، أو قال في رحبة الجامع بالكوفة: أيكم سمع رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه فقام اثني عشر رجلا، فشهدوا بها، وأنس بن مالك في القوم لم يقم، فقال له:

[يا] (3) انس ما يمنعك ان تقوم فتشهد؟ فلقد حضرتها فقال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت، فقال: اللهم إن كان كاذبا فارمه بيضاء لا تواريها العمامة، قال طلحة بن عمير: فوالله لقد رأيت الوضح به بعد ذلك أبيض بين عينيه.

وروي عثمان بن مطرف ان رجلا سأل انس بن مالك في آخر عمره عن علي بن أبي طالب، فقال: اني آليت ان لا اكتم حديثا سئلت عنه في علي بعد يوم الرحبة، ذاك رأس المتقين يوم القيامة، سمعته والله من نبيكم (4).

الخامس والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح، قال ابن نوح:

ص: 150


1- (1) في النسخة: هل سمعت، وما أثبتناه من المصدر.
2- (2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 360.
3- (3) من المصدر.
4- (4) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 361.

واعجباه من قوم - يعني من أصحاب صفين - يعتريهم الشك في امرهم في مكان عمار، ولا يعتريهم الشك في مكان علي (عليه السلام) ويستدلون علي أن الحق مع أهل العرق بكون عمار بين أظهرهم، ولا يعبأون بمكان علي، ويحدرون من قول النبي (صلي الله عليه وآله) تقتلك الفئة الباغية، ويرتاعون لذلك، ولا يرتاعون لقوله (صلي الله عليه وآله) في علي (عليه السلام):

اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ولا لقوله: لا يحبك الا مؤمن، ولا يبغضك الا منافق (1).

السادس والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح، قال: قال عمار بن ياسر في حديث له مع عمرو بن العاص في يوم صفين، قال له عمار:

سأخبرك علي ما أقاتلك عليه وأصحابك: ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) امرني ان أقاتل الناكثين، فقد فعلت، وأمرني ان أقاتل القاسطين، وأنتم هم، واما المارقون فلا أدري، ادركهم أو لا.

أيها الأبتر الست تعلم أن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه؟ فانا مولي الله ورسوله، وعلي مولاي بعدهما (2). السابع والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح، قال: روي أبو إسرائيل، عن الحكم، عن أبي سلمان (3) المؤذن: ان عليا (عليه السلام) نشد الناس من سمع رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه فشهد له قوم، وامسك زيد بن أرقم، فلم يشهد، وكان يعلمها، فدعا

ص: 151


1- (1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 2 ص 271.
2- (2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 2 ص 273.
3- (3) في المصدر: سليمان.

علي (عليه السلام) عليه بذهاب البصر فعمي، فكان يحدث [الناس] (1) بالحديث بعد ما كف بصره (2).

الثامن والثمانون: ابن المغازلي الشافعي في كتاب " المناقب " باسناده إلي الوليد بن صالح، عن ابن امرأة زيد بن أرقم، قال (3): اقبل نبي الله (صلي الله عليه وآله) في حجة الوداع (4)، حتي نزل بغدير (خم) (5) الجحفة، بين مكة والمدينة، فامر بالدوحات، فقم ما تحتهن من شوك، ثم نادي الصلاة جامعة، فخرجنا إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) في يوم شديد الحر وان منا لمن يضع رداءه علي رأسه، وبعضه تحت (6) قدميه من شدة الحر (7)، حتي انتهينا إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فصلي بنا الظهر، ثم انصرف إلينا بوجهه الكريم، ثم ذكر تحميد الله تعالي، وتوحيده، وشهادته برسالته، ثم قال (8): أيها الناس (9) انه لم يكن لنبي من العمر الا نصف ما عمر من قبله، وان عيسي بن مريم لبث في قومه أربعين سنة، واني قد أسرعت في العشرين الا واني يوشك ان أفارقكم، الا واني مسؤول، وأنتم مسؤولون، فهل بلغتكم

ص: 152


1- (1) من المصدر.
2- (2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 362.
3- (3) هكذا ورد السند في المصدر: أخبرنا أبو يعلي علي بن عبيد الله بن العلاف البزاز اذنا قال: أخبرنا عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزاز قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عثمان قال: حدثنا محمد بن بكر بن عبد الرزاق. حدثنا أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلبي قال: حدثني مسلم بن إبراهيم، حدثنا نوح بن قيس الحداني، حدثنا الوليد بن صالح عن ابن امرأة زيد بن أرقم قالت.
4- (4) في المصدر: من مكة في حجة الوداع.
5- (5) ليس في المصدر.
6- (6) في المصدر: علي.
7- (7) في المصدر: من شدة الرمضاء.
8- (8) كذا ورد اللفظ في المصدر: ثم انصرف إلينا فقال: الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدي، وأشهد ان لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله.
9- (9) في المصدر: أما بعد: أيها الناس.

فما (1) أنتم قائلون؟ فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقول (2): نشهد انك عبد الله ورسوله، قد بلغت رسالته، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره، وعبدته حتي اتاك اليقين، جزاك الله عنا خير ما جزي نبيا عن أمته، ثم ذكر تفصيل ما بلغ إليهم من الوحدانية، والرسالة، والجنة والنار، وكتاب الله، ثم قال (3):

الا واني فرطكم، وأنتم (4) تبعي، توشكون ان توردوا علي الحوض، فأسألكم عن ثقلي (5)، كيف خلفتموني فيهما؟ قال: فاعتل (6) علينا ما ندري ما الثقلان، حتي قام رجل من الأنصار (7)، فقال: بأبي أنت وأمي يا نبي الله، ما الثقلان؟ قال الأكبر منهما كتاب الله عز وجل، سبب طرفه بيد الله، وطرف بأيديكم، فتمسكوا به، ولا تضلوا، والأصغر منهما عترتي، ثم ذكر وصيته بعترته، ثم قال: فاني سألت لهما (8) اللطيف الخبير، فأعطاني، ناصرهما ناصري، وخاذلهما خاذلي، ووليهما وليي، وعدوهما عدوي (9)، الا وانه (10) لم تهلك أمة قبلكم حتي تدين (11) بأهوائها، وتظاهر علي نبيها (12)، وتقتل من قام بالقسط (منها) (13).

ص: 153


1- (1) في المصدر: فماذا.
2- (2) في المصدر: يقولون.
3- (3) في المصدر: فقال ألستم تشهدون ان لا إله إلا الله لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وان الجنة حق وان النار حق، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا: بلي، قال: فاني أشهد ان قد صدقتكم وصدقتموني، ألا واني فرطكم.
4- (4) في المصدر: وانكم.
5- (5) في المصدر: فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي.
6- (6) في المصدر: فأعيل.
7- (7) في المصدر: المهاجرين.
8- (8) كذا ورد اللفظ في المصدر: والأصغر منهما عترتي، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ولا تقهروهم، ولا تقصروا عنهم، فاني قد سألت لهم اللطيف الخبير.
9- (9) في المصدر: ناصرهما لي ناصر وخاذلهما لي خاذل ووليهما لي ولي وعدهما لي عدو.
10- (10) في المصدر: وانها.
11- (11) في المصدر: تتدين.
12- (12) في المصدر: بنوتها.
13- (13) ليس في المصدر.

ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب، فرفعها [ثم] (1) قال: من كنت مولاه فعلي مولاه (2)، ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه قالها ثلاثا [هذا] (3) آخر الخطبة (4).

أقول: خبر غدير خم قد بلغ حد التواتر من طريق العامة والخاصة، حتي أن محمد بن جرير الطبري صاحب كتاب التاريخ اخرج خبر يوم غدير خم وطرقه من خمسة وسبعين طريقا، وأفرد له كتابا سماه " كتاب الولاية " وهذا الرجل عامي المذهب، وذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة خبر يوم الغدير، وأفرد له كتابا، وطرقه من مائة وخمسة طرق، وهذا قد تجاوز حد التواتر، فلا يوجد خبر قط نقل من طرق بقدر هذه الطرق، فيجب ان يكون أصلا متبعا وطريقا مهيعا، والدليل علي ما ذكرناه، لم يوجد خبر له طرق كخبر غدير خم، ما حكاه السيد العلامة علي بن موسي بن طاووس، ومحمد بن علي بن شهرآشوب، ذكرنا عن شهرآشوب، قال: سمعت أبا المعالي الجويني، ويقول شاهدت مجلدا ببغداد في يدي صحاف فيه روايات غدير خم، مكتوبا عليه: المجلدة الثامنة والعشرين من طرق قوله: من كنت مولاه فعلي مولاه، ويتلوه في المجلدة السابعة والعشرين.

حكاية لطيفة: ذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، قال:

حدثني يحيي بن سعيد بن علي الحنبلي المعروف بابن عالية (5)، من ساكني قطفتا بالجانب الغربي من بغداد، واحد الشهود المعدلين بها، قال: كنت حاضرا عند الفخر إسماعيل بن علي الحنبلي الفقيه المعروف بغلام بن

ص: 154


1- (1) من المصدر.
2- (2) في المصدر: فهذا مولاه.
3- (3) من المصدر.
4- (4) مناقب ابن المغازلي ص 16 رقم الحديث 23.
5- (5) في النسخة: غالية، وما أثبتناه من المصدر.

النبي (1)، وكان الفخر إسماعيل (2) هذا مقدم الحنابلة ببغداد في الفقه، والخلافة، ويشتغل بشئ في علم المنطق، وكان حلو العبارة، وقد رأيته انا وحضرت عنده، وسمعت كلامه، وتوفي سنة عشر وستمائة، قال ابن عالية (3):

ونحن عنده نتحدث إذ دخل شخص من الحنابلة، قد كان له دين علي بعض أهل الكوفة، فانحدر إليه يطالبه به، فاتفق ان حضرت (4) زيارة يوم الغدير، والحنبلي المذكور في الكوفة، وهذه الزيارة هي اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، ويجتمع بمشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) من الخلائق جموع عظيمة، يتجاوز حد الاحصار، قال ابن عالية (5): فجعل الشيخ الفخر يسأل ذلك الشخص ما رأيت، هل وصل مالك إليك وهل بقي لك منه بقية عند غريمك وذلك الشخص يجاوبه، حتي قال: يا سيدي لو شاهدت يوم الزيارة يوم الغدير، لرأيت ما يجري عند قبر علي بن أبي طالب من الفضائح، والأقوال الشنيعة وسب الصحابة جهارا بأصوات مرتفعة غير مراقبة ولا خيفة، فقال:

إسماعيل اي ذنب لهم؟ والله ما جرأهم علي ذلك، ولا فتح لهم هذا الباب الا صاحب ذلك القبر، فقال ذلك الشخص: ومن هو صاحب القبر؟ قال: علي بن أبي طالب، قال: يا سيدي هو الذي سن لهم ذلك، وعلمهم إياه، وطرقهم إليه؟ قال: نعم والله، قال: يا سيدي فإن كان محقا فما لنا نتولي فلانا وفلانا، وإن كان مبطلا فما لنا نتولاه، ينبغي ان نبرأ منه (6)، أو منهما، قال ابن عالية (7): فقام إسماعيل مسرعا، فلبس نعليه، وقال: لعن الله إسماعيل الفاعل (ابن الفاعل) إن كان يعرف جواب هذه المسألة، ودخل دار حرمه، وقمنا نحن وانصرفنا (8).

ص: 155


1- (1) في المصدر: بن المثني، وفي بعضها ابن المني.
2- (2) في المصدر: إسماعيل بن علي.
3- (3) في النسخة: غالية، وما أثبتناه من المصدر.
4- (4) في المصدر: واتفق ان حضره.
5- (5) في النسخة: غالية، وما أثبتناه من المصدر.
6- (6) في المصدر: اما منه.
7- (7) في النسخة: غالية، وما أثبتناه من المصدر.
8- (8) شرح نهج البلاغة لابن ابن الحديد ج 2 ص 496.

[...]

ص: 156

الباب الثالث: في نص رسول الله (صلي الله عليه وآله) علي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)

بالولاية المقتضية للإمارة والإمامة بغدير خم من طرق الخاصة وفيه ثلاثة وأربعون حديثا:

ص: 157

[...]

ص: 158

الحديث الأول: أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في أماليه، قال: حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي، قال: حدثني محمد بن حسين بن حفص، قال: حدثني محمد بن هارون بن (1) إسحاق الهاشمي المنصوري، قال: حدثنا قاسم بن الحسن الزبيدي، قال: حدثنا يحيي بن عبد الحميد، قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي هارون، عن أبي سعيد، قال:

لما كان يوم غدير خم، أمر رسول الله (صلي الله عليه وآله) مناديا، فنادي الصلاة جامعة، فاخذ بيد علي (عليه السلام)، وقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

فقال حسان بن ثابت: يا رسول الله، أقول في علي شعرا؟ فقال رسول الله (ص) افعل، فقال:

يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأكرم بالنبي مناديا يقول فمن مولاكم ووليكم * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا الهك مولانا وأنت ولينا * ولا (2) تجدن منا لك اليوم عاصيا

ص: 159


1- (1) في المصدر: أبو.
2- (2) في المصدر: ولن.

فقال له قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا فقام علي أرمد العين يبتغي * لعينيه مما تشتكيه مداويا فداواه خير الناس منه بريقه * فبورك مرقيا وبورك راقيا (1) الثاني: ابن بابويه، قال: حدثني أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد القبطي، قال: قال الصادق (عليه السلام) جعفر بن محمد (ع): أغفل الناس قول رسول الله (صلي الله عليه وآله) في علي بن أبي طالب في مشربة (2) أم إبراهيم، كما غفلوا قوله [فيه] (3) يوم غدير خم: ان رسول الله (ص) كان في مشربة أم إبراهيم، وعنده أصحابه، إذ جاء علي (ع) فلم يفرجوا له، فلما رآهم لا يفرجون له، قال: يا معاشر (4) الناس هذا أهل بيتي تستخفون بهم، وانا حي بين أظهر كم.

اما والله لان غبت عنكم فان الله لا يغيب عنكم، ان الروح والراحة والبشر والبشارة لمن ائتم بعلي وتولاه، وسلم له، وللأوصياء من ولده، حقا علي ان ادخلهم في شفاعتي، لانهم اتباعي فمن تبعني فإنه مني، سنة جرت في من إبراهيم، لاني من إبراهيم، وإبراهيم مني، وفضلي له فضل، وفضله فضلي، وانا أفضل منه، وتصديق [ذلك] (5) قول ربي * (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) * (6).

وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله) وثئت رجله في مشربة أم إبراهيم حتي دعاه الناس (7).

ص: 160


1- (1) أمالي الصدوق: 460.
2- (2) في المصدر: يوم مشربة.
3- (3) من المصدر.
4- (4) في المصدر: يا معشر.
5- (5) من المصدر.
6- (6) سورة آل عمران: 34.
7- (7) أمالي الصدوق ص 98 رقم الحديث 10.

الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن موسي (1) بن المتوكل (ره)، قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي الجارود، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: خطبنا أمير المؤمنين [علي بن أبي طالب] (2) (عليه السلام)، فحمد الله وأثني عليه، ثم قال:

أيها الناس: ان قدام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب رسول الله (ص)، منهم انس بن مالك، والبراء بن عازب الأنصاري، والأشعث بن قيس الكندي، وخالد بن يزيد البجلي، ثم اقبل بوجهه علي انس بن مالك، فقال:

يا انس ان كنت سمعت [من] (3) رسول الله (ص) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك الله حتي يبتليك ببرص لا تغطيه العمامة.

واما أنت يا أشعث، فان كنت سمعت رسول الله (ص) [وهو] (4) يقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك الله حتي يذهب بكريمتيك.

واما أنت يا خالد بن يزيد، ان كنت سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك الله الا ميتة جاهلية.

واما أنت يا براء بن عازب، ان كنت سمعت رسول الله (ص) يقول:

ص: 161


1- (1) في المصدر: حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي قال: حدثنا محمد بن موسي.
2- (2) من المصدر.
3- (3) من المصدر.
4- (4) من المصدر.

من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم لم تشهد اليوم بالولاية، فلا أماتك الا حيث هاجرت منه.

قال جابر بن عبد الله الأنصاري، ولقد (1) رأيت انس بن مالك، وقد ابتلي ببرص يغطيه بالعمامة فلا تستره، ولقد رأيت الأشعث بن قيس، وقد ذهبت كريمتاه، وهو يقول: الحمد لله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي بالعمي في الدنيا، ولم يدع علي بالعذاب في الآخرة، فأعذب، واما خالد بن يزيد فإنه مات، وأراد أهله ان يدفنوه فحفر له في منزله فدفن، فسمعت بذلك كندة، فجاءت بالخيل والإبل، فعقرتها علي باب منزله، فمات ميتة جاهلية. واما البراء بن عازب فإنه ولاه معاوية اليمن، فمات بها، ومنها كان هاجر (2).

الرابع: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عمر الحافظ، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحسني، قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف، قال:

حدثنا سهل بن عامر، قال: حدثنا زافر بن سليمان، عن شريك، عن أبي إسحاق، قال: قلت: لعلي بن الحسين (ع) ما معني قول النبي (ص) من كنت مولاه فعلي مولاه؟ قال: اخبرهم بأنه الامام بعده (3).

الخامس: ابن بابويه قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم (رحمه الله)، قال:

حدثنا علي بن إبراهيم، عن جعفر بن سلمة الأصفهاني، عن إبراهيم بن محمد، قال: حدثنا القتاد، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن البريد، عن أبيه، قال: سئل زيد بن علي عن قول رسول الله (ص): من كنت مولاه فعلي مولاه، قال: نصبه علما ليعلم [به] (4) حزب الله عز وجل عند الفرقة (5).

السادس: ابن بابويه قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد

ص: 162


1- (1) في المصدر: والله لقد رأيت.
2- (2) أمالي الصدوق ص 106.
3- (3) أمالي الصدوق ص 107.
4- (4) من المصدر.
5- (5) أمالي الصدوق ص 107.

العلوي من ولد محمد (بن الحنفية) (1) بن علي بن أبي طالب (ع)، قال:

حدثنا أبو الحسين (2) بن أحمد بن موسي، قال: حدثنا أحمد بن علي، قال:

حدثني أبو علي الحسن بن إبراهيم بن علي العباسي: قال: حدثني أبو سعيد عمير بن مرادس الدولقي، [قال: حدثني] (3) جعفر بن بشير المكي، [قال: حدثنا] (4) وكيع عن المسعودي، رفعه عن سلمان الفارسي قال: مر إبليس (لعنه الله) بنفر يتناولون أمير المؤمنين (ع) فوقف امامهم، فقال القوم: من الذي وقف امامنا؟ فقال: انا أبو مرة، [فقالوا يا أبا مرة] (5) اما تسمع كلامنا؟ فقال: سوءة لكم تسبون مولاكم علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقالوا له: من أين علمت أنه مولانا؟ فقال: من قول نبيكم (ص): من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فقالوا له: فأنت من مواليه وشيعته؟ فقال: ما انا من مواليه ولا من شيعته، ولكني أحبه، وما يبغضه أحد الا شاركته في المال والولد، فقالوا له: يا أبا مرة فتقول في علي شيئا؟ فقال لهم: اسمعوا مني معاشر الناكثين، والقاسطين، والمارقين: عبدت الله (عز وجل) في الجان اثنتي عشرة الف سنة، فلما أهلك الله الجان، شكوت إلي الله (عز وجل) الوحدة، فعرج بي إلي السماء (الدنيا) (6)، فعبدت الله (عز جل) في سماء الدنيا اثنتي عشرة الف سنة (7) في جملة الملائكة، فبينا نحن كذلك نسبح الله (عز وجل) ونقدسه، إذ مر بنا نور شعشعاني، فخرت الملائكة لذلك [النور] (8) سجدا، فقالوا:

سبوح قدوس، نور ملك مقرب أو نبي مرسل! فإذا النداء من قبل الله

ص: 163


1- (1) ليس في المصدر.
2- (2) في المصدر: أبو الحسن علي
3- (3) من المصدر.
4- (4) من المصدر.
5- (5) من المصدر.
6- (6) ليس في المصدر.
7- (7) في المصدر: الف سنة أخري.
8- (8) من المصدر.

(عز وجل): لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، هذا نور طينة علي بن أبي طالب (1).

السابع: محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن سليمان، عن عبد الله بن أحمد (2) اليماني، عن منيع (3) بن الحجاج، عن صباح (4) المزني، عن جابر، عن أبي جعفر (ع)، قال: لما اخذ رسول الله (صلي الله عليه وآله) بيد علي (عليه السلام) يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده صرخة لم (5) يبق منهم أحد في بر ولا بحر الا اتاه، فقالوا: يا سيدهم ومولاهم ماذا دهاك؟ فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه! فقال لهم: فعل هذا النبي فعلا ان تم لم يعص الله ابدا، فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لآدم! فلما قال المنافقون: [انه] (6) ينطق عن الهوي، وقال أحدهما لصاحبه:

اما تري عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون، يعنون رسول الله (صلي الله عليه وآله) صرخ إبليس صرخة بطرب فجمع أولياءه، فقال: اما علمتم اني كنت لآدم من قبل، قالوا: نعم، قال: آدم نقض العهد، ولم يكفر بالرب، وهؤلاء نقضوا العهد، وكفروا بالرسول (صلي الله عليه وآله).

فلما قبض رسول الله (ص) وأقام الناس غير علي، لبس [إبليس] (7) تاج الملك، ونصب منبرا، وقعد في الزينة (8)، وجمع خيله ورجله، ثم قال لهم:

أطربوا، لا يطاع الله حتي يقوم امام (9).

وتلا أبو جعفر (عليه السلام) * (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه

ص: 164


1- (1) أمالي الصدوق ص 284.
2- (2) في المصدر: عبد الله بن محمد.
3- (3) في المصدر: مسمع.
4- (4) في المصدر: عن صباح الحذاء، عن صباح.
5- (5) في المصدر: فلم.
6- (6) من المصدر.
7- (7) من المصدر.
8- (8) في المصدر: الوثبة.
9- (9) في المصدر: الامام.

فاتبعوا الا فريقا من المؤمنين) * (1).

قال أبو جعفر (عليه السلام): كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول الله (صلي الله عليه وآله)، والظن من إبليس حين قالوا لرسول الله (صلي الله عليه وآله): انه ينطق عن الهوي، وظن إبليس بهم ظنا، فصدقوا ظنه (2).

الثامن: علي بن إبراهيم قال: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما أمر الله نبيه ان ينصب أمير المؤمنين (عليه السلام) للناس في قوله: * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) * في علي بغدير خم، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فجاءت الأبالسة إلي إبليس الأكبر، وحثوا التراب علي رؤوسهم (3) فقال لهم إبليس:

ما لكم؟ فقالوا: إن هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شئ إلي يوم القيامة، فقال لهم إبليس: كلا، ان الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني، فأنزل الله علي رسوله * (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه) * الآية (4).

التاسع: الشيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار في تفسيره، فيما نزل في أهل البيت (ع) في القرآن، قال: حدثنا الحسين بن أحمد المالكي، عن محمد بن عيسي بن عبيد، عن ابن فضالة (5)، عن عبد الصمد بن بشير، عن عطية العوفي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: إن رسول الله (صلي الله عليه وآله) لما اخذ بيد علي (عليه السلام) بغدير خم، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، كان إبليس حاضرا بعفاريته، فقال له حيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه والله ما هكذا قلت لنا، (6) قد أخبرتنا ان هذا إذا مضي [افترق] (7) أصحابه، وهذا أمر مستقر، كلما أراد ان يذهب واحد بدر آخر.

ص: 165


1- (1) سبأ 2.
2- (2) روضة الكافي ج 8 ص 284 رقم الحديث 542.
3- (3) في النسخة: علي وجوههم وما أثبتناه من المصدر.
4- (4) تفسير القمي ج 2 ص 201، البرهان ج 3: 350.
5- (5) في التأويل: بن فضال.
6- (6) في التأويل: لقد.
7- (7) من تأويل الآيات والبرهان.

فقال: افترقوا، فان أصحابه قد وعدوني ان لا يقروا له بشئ مما قال، وهو قوله (عز وجل) * (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين) * (1) (2).

العاشر: علي بن إبراهيم، عن زيد الشحام، قال: دخل قتادة بن دعامة علي أبي جعفر (عليه السلام) وسأله عن قوله (عز وجل): * (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين) * (3) قال: لما أمر الله نبيه ان ينصب أمير المؤمنين (عليه السلام) للناس [وهو] (4) قوله تعالي: * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) * في علي * (وان لم تفعل فما بلغت رسالته) * (5) اخذ رسول الله (صلي الله عليه وآله) بيد علي (عليه السلام) يوم غدير خم، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، حثت الأبالسة التراب علي رؤوسها، فقال لهم إبليس الأكبر: ما لكم؟ قالوا: قد عقد هذا الرجل اليوم عقد لا يحلها شئ إلي يوم القيامة، فقال [لهم]: كلا ان الذين حوله قد وعدوني فيه عدة، ولن يخلفوني فيها، فأنزل الله سبحانه هذه الآية * (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين) * (6) يعني شيعة أمير المؤمنين (7).

الحادي عشر: عبد الله بن جعفر الحميري في " قرب الإسناد " عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه ان إبليس عدو الله رن أربع رنات، يوم لعن، ويوم اهبط إلي الأرض،

ص: 166


1- (1) سبأ 2.
2- (2) تأويل الآيات الظاهرة للاستربادي ج 2 ص 473، تفسير البرهان ج 3 ص 350 ح 3.
3- (3) سبأ 2.
4- (4) من البرهان.
5- (5) المائدة 67.
6- (6) سبأ 2.
7- (7) البرهان ج 3 ص 350 رقم الحديث 4، غاية المرام ص 380.

ويوم بعث النبي (صلي الله عليه وآله)، ويوم الغدير.

ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) قال أبي: ان اللعنة إذا خرجت من صاحبها ترددت بينها وبين الذي يلعن، فان وجدت مساغا، والا عادت إلي صاحبها، وكان أحق بها، واحذروا ان تلعنوا مؤمنا فتحل بكم (1).

الثاني عشر: محمد بن يعقوب، عن محمد بن الحسن (2) وغيره، عن سهل، عن محمد بن عيسي، ومحمد بن يحيي، ومحمد بن الحسين جميعا، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو، عن عبد الحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبد الله (ع) في حديث طويل، قال:

فقال الله (عز ذكره) * (فإذا فرغت فانصب والي ربك فارغب) * (3) يقول: فإذا فرغت فانصب علمك، وأعلن وصيتك، فاعلمهم فضله علانية، فقال (صلي الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ثلاث مرات (4).

الثالث عشر: محمد بن العباس بن ماهيار قال: حدثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن أبي جميلة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قوله: * (فإذا فرغت فانصب والي ربك فارغب) * (5) كان رسول الله (صلي الله عليه وآله) حاجا، فنزلت: * (فإذا فرغت) * من حجك * (فانصب) * عليا للناس (6).

الرابع عشر: محمد بن العباس هذا قال: حدثنا علي بن محمد بن مخلد، عن الحسن بن القاسم، عن عمرو (7) بن الحسن، عن آدم بن حماد، عن

ص: 167


1- (1) قرب الإسناد للحميري ص 7.
2- (2) في المصدر: الحسين.
3- (3) الانشراح 7 - 8.
4- (4) أصول الكافي ج 1 ص 293، كتاب الحجة رقم الحديث 3.
5- (5) الانشراح 7 - 8.
6- (6) البرهان ج 3 ص 475. تأويل الآيات الظاهرة ج 2 ص 812 ح 4.
7- (7) في التأويل: عمر.

حسين بن محمد، قال: سالت سفيان بن عينية عن قول الله (عز وجل) * (سأل سائل بعذاب واقع) * (1) فيمن نزلت؟ فقال: يا ابن أخي لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد قبلك، لقد سألت جعفر بن محمد (عليهما السلام) في مثل هذا الذي قلت (2)، فقال: اخبرني [أبي] (3) عن جدي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: لما كان يوم غدير خم قام رسول الله (صلي الله عليه وآله) خطيبا ثم دعا علي بن أبي طالب فاخذ بضبعيه ثم رفع بيديه حتي رؤي بياض إبطيهما (4)، وقال للناس: ألم أبلغكم الرسالة؟ ألم انصح لكم؟ قالوا: اللهم نعم، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

قال: ففشت هذه في الناس فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري فرحل راحلته ثم استوي عليها ورسول الله (صلي الله عليه وآله) إذ ذاك بالأبطح فأناخ راحلته (5)، ثم عقلها، ثم اتي النبي (ص)، [فسلم] (6) ثم قال: يا عبد الله انك دعوتنا إلي أن نقول: لا إله إلا الله، ففعلنا، ثم دعوتنا إلي أن نقول: انك رسول الله، ففعلنا، والقلب فيه ما فيه، ثم قلت لنا صلوا، فصلينا، ثم قلت [لنا] (7) صوموا فصمنا ثم قلت [لنا] (8) حجوا فحججنا، ثم قلت لنا: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه فهذا عنك أم عن الله فقال له: بل عن الله، فقالها ثلاثا.

فنهض وانه لمغضب، وانه ليقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا، فامطر علينا حجارة من السماء تكون نقمة في أولنا وآية في آخرنا، وإن كان ما يقوله (9) محمد كذبا فأنزل به نقمتك، ثم اثار (10) ناقته واستوي عليها، فرماه الله بحجر علي رأسه، فسقط ميتا.

ص: 168


1- (1) المعارج 1.
2- (2) في التأويل: سألتني.
3- (3) من التأويل.
4- (4) في التأويل: أبطيه.
5- (5) في التأويل: ناقته.
6- (6) من المصدر.
7- (7) من البرهان.
8- (8) في البرهان، والتأويل.
9- (9) في التأويل: يقول.
10- (10) اثار: اي هيج، وفي البرهان بدل اثار: ركب.

فأنزل الله تبارك وتعالي * (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج) * (1) (2).

الخامس عشر: محمد بن العباس (رحمه الله) قال: حدثنا الحسن (3) بن أحمد المالكي، عن محمد بن عيسي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، عن الحسين (4) الجمال، قال: حملت أبا عبد الله (عليه السلام) من المدينة إلي مكة، فلما بلغ غدير خم، نظر إلي وقال: هذا موضع قدم رسول الله (صلي الله عليه وآله)، حين اخذ بيد علي، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، وكان عن يمين الفسطاط أربعة نفر من قريش، سماهم لي، فلما نظروا إليه، وقد رفع يده حتي بان بياض إبطيه، قالوا: انظروا إلي عينيه قد انقلبتا كأنهما عينا مجنون فاتاه جبرئيل (ع) فقال: اقرأ * (وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون وما هو الا ذكر للعالمين) * (5) والذكر علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقلت: الحمد لله الذي اسمعني منك هذا، فقال: لو أنك جمال (6) ما حدثتك بهذا، لأنك تصدق إذا رويت عني (7).

السادس عشر: الشيخ في التهذيب باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيي (8)، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن أبي عبد الله بن بشير (9)، عن حسان الجمال، قال: حملت أبا عبد الله (عليه السلام) من المدينة إلي

ص: 169


1- (1) المعارج 1 - 2.
2- (2) تأويل الآيات الظاهرة ج 2 ص 723، البرهان ج 4 ص 381.
3- (3) في البرهان: الحسين، وفي الآيات: حسن.
4- (4) في التأويل: حسان.
5- (5) ألقم 50 - 51.
6- (6) في التأويل: لولا انك جمالي.
7- (7) تأويل الآيات ج 2 ص 713 ح 1، البرهان ج 4 ص 374.
8- (8) في الكافي: محمد بن يحيي.
9- (9) في الكافي: عبد الصمد بن بشير.

مكة، قال: فلما انتهينا إلي مسجد الغدير، نظر في ميسرة الجبل (1)، فقال:

ذاك موضع قدم رسول الله (ص) حيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، (اللهم وال من والا، وعاد من عاداه) (2) ثم نظر في (3) الجانب الآخر، قال: ذاك (4) موضع فسطاط أبي فلان وفلان، وسالم مولي أبي حذيفة، وأبي عبيدة بن الجراح، فلما رأوه رافعا يده (5)، قال بعضهم (6) [لبعض]: انظروا إلي عينيه تدوران (7) كأنهما عينا مجنون، فنزل جبرئيل بهذه الآية * (وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون ما هو الا ذكر للعالمين) * (8) (ثم قال: لولا انك جمال ما حدثتك بهذا الحديث) (9).

السابع عشر: محمد بن علي بن شهرآشوب عن معاوية بن عمار، عن الصادق (عليه السلام) في خبر لما قال النبي (صلي الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه، قال العدوي لا والله ما امره (الله) (10) بهذا، وما هو الا شئ يتقوله، فأنزل الله تعالي * (ولو تقول علينا بعض الأقاويل) * إلي قوله * (وانه لحسرة علي الكافرين) * يعني محمدا (ص)، * (وانه لحق اليقين) * (11) يعني عليا (عليه السلام) (12).

ص: 170


1- (1) في الكافي: نظر إلي ميسرة المسجد.
2- (2) ليس في الكافي.
3- (3) في الكافي: إلي.
4- (4) في الكافي: ذلك.
5- (5) في الكافي: فلما ان رأوه رافعا يديه.
6- (6) من الكافي.
7- (7) في الكافي: تدور.
8- (8) القلم 50 - 51.
9- (9) لم نجد هذا الحديث في التهذيب فأخرجناه عن الكافي في الفروع ج 4 ص 566. وما بين القوسين ليس في الكافي.
10- (10) ليس في المصدر.
11- (11) الحاقة 44 - 51 - وهكذا نص الآيات تكون * (ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين * وانه لتذكرة للمتقين * وانا لنعلم ان منكم مكذبين * وانه لحسرة علي الكافرين * وانه لحق اليقين) *.
12- (12) مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 37.

الثامن عشر: محمد بن العباس، عن أحمد بن القاسم، عن منصور بن العباس، عن الحصين، عن العباس القصبائي، عن داود بن الحصين (1)، عن فضل بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما أوقف رسول الله (صلي الله عليه وآله) أمير المؤمنين يوم الغدير، افترق الناس ثلاث فرق، فقالت فرقة: ضل محمد، وفرقة قالت: غوي، وفرقة قالت: بهواه يقول في أهل بيته وابن عمه، فأنزل الله سبحانه * (والنجم إذا هوي ما ضل صاحبكم وما غوي وما ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي) * (2).

التاسع عشر: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبد الله بن عباس، قال: إن رسول الله (صلي الله عليه وآله) لما أسري به إلي السماء انتهي (3) إلي نهر يقال له النور، وهو قول الله عز وجل:

* (وجعل الظلمات والنور) * (4) فلما انتهي به إلي ذلك النهر، قال له جبرئيل: يا محمد أعبر علي بركة الله، فقد نور الله لك بصرك، ومد لك امامك، فان هذا نهر لم يعبره أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، غير أن لي في كل يوم اغتماسه فيه، ثم اخرج منه (5) فانفض أجنحتي، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي الا خلق الله تباك وتعالي منها ملكا مقربا، له عشرون الف وجه، وأربعون الف لسان، كل لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر.

فعبر رسول الله (صلي الله عليه وآله) حتي انتهي إلي الحجب،

ص: 171


1- (1) في المصدر: داود بن الحسين.
2- (2) الآيات الظاهرة ج 2 ص 623 ج 1، البرهان ج 4 ص 245، والآية في سورة النجم 1 - 5.
3- (3) في المصدر: بزيادة انتهي به جبرئيل.
4- (4) الانعام 1.
5- (5) ما أثبتناه من المصدر وفي النسخة: منها.

والحجب خمسمائة حجاب، من الحجاب إلي الحجاب مسيرة خمسمائة الف عام، ثم قال: تقدم يا محمد، فقال له يا جبرئيل: ولم لا تكون معي؟ قال: ليس لي ان أجوز المكان (1)، فتقدم رسول الله (صلي الله عليه وآله) ما شاء الله ان يتقدم، حتي سمع ما قال الرب تبارك وتعالي، (فقال تبارك وتعالي) (2): انا المحمود وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك بتكته، انزل إلي عبادي، فأخبرهم بكرامتي إياك، واني لم ابعث نبيا الا جعلت له وزيرا، وانك رسولي، وان عليا وزيرك.

فهبط رسول الله (صلي الله عليه وآله) فكره ان يحدث الناس بشئ كراهية ان يتهموه، لانهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية، حتي مضي لذلك ستة أيام، فنزل الله تبارك وتعالي * (فلعلك تارك بعض ما يوحي إليك وضائق به صدرك) * (3) فاحتمل رسول الله (ص) ذلك حتي كان يوم الثامن، فأنزل الله تبارك وتعالي عليه * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فلما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * (4).

فقال رسول الله (ص): تهديد بعد وعيد، لأمضين لأمر الله عز وجل، فان يتهموني ويكذبوني، فهو أهون علي من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة، قال: وسلم جبرئيل (ع) علي علي بإمرة المؤمنين، فقال علي (ع) يا رسول الله اسمع الكلام ولا أحس الرؤية، فقال: يا علي هذا جبرئيل اتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني، ثم أمر رسول الله (صلي الله عليه وآله) رجلا فرجلا من أصحابه حتي سلموا عليه (بإمرة المؤمنين) (5) ثم قال:

يا بلال ناد في الناس ان لا يبقي غدا أحد الا عليل، الا خرج إلي غدير خم،

ص: 172


1- (1) في المصدر: ان أجوز هذا المقام.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) هود 12.
4- (4) المائدة 67.
5- (5) ليس في المصدر.

فلما كان من الغد خرج رسول الله (ص) بجماعة أصحابه، فحمد الله وأثني عليه ، ثم قال: أيها الناس ان الله تباك وتعالي أرسلني إليك (1) برسالة، واني ضقت بها ذرعا مخافة ان يتهموني ويكذبوني (2)، حتي انزل الله علي وعيدا بعد وعيد، فكان تكذيبكم إياي أيسر (3) من عقوبة الله إياي، ان الله تبارك وتعالي اسري بي واسمعني، وقال: يا محمد انا المحمود وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك بتكته، انزل إلي عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، واني لم ابعث نبيا الا جعلت له وزيرا، وانك رسولي وان عليا وزيرك، ثم اخذ (صلي الله عليه وآله) بيدي علي بن أبي طالب فرفعهما حتي نظر الناس إلي بياض إبطيهما، ولم يريا قبل ذلك.

ثم قال: أيها الناس ان الله تبارك وتعالي مولاي، وانا مولي المؤمنين، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. فقال الشكاك والمنافقون والذين في قلوبهم مرض وزيغ: نبرأ إلي الله من مقالته ليس بحتم، ولا نرضي ان يكون علي وزيره، هذه منه عصبية. فقال سلمان والمقداد وأبو ذر وعمار بن ياسر: والله ما برحنا العرسة حتي نزلت هذه الآية * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) * (4) فكرر رسول الله (صلي الله عليه وآله) ذلك ثلاثا، ثم قال: إن كمال الدين، وتمام النعمة، ورضا الرب بارسالي إليكم بالولاية بعدي لعلي بن أبي طالب (5).

العشرون: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي، قال: حدثنا محمد بن ظهير، قال:

ص: 173


1- (1) في المصدر: عليكم.
2- (2) في المصدر: تتهموني وتكذبوني.
3- (3) في المصدر: أيسر علي.
4- (4) المائدة 3.
5- (5) أمالي الصدوق ص 290.

حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (ص): يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي، وهو اليوم الذي أمر الله تعالي ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب (ع) علما لأمتي، يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأتم علي أمتي فيه النعمة، ورضي لهم الاسلام دينا، ثم قال (ع):

معاشر الناس علي مني، وانا من علي، خلق من طينتي، وهو امام الخلق بعدي، يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي، وهو أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين، وخير الوصيين، وزوج سيدة نساء العالمين، وأبو الأئمة المهدين (1).

معاشر الناس من أحب عليا أحببته، ومن أبغض عليا أبغضته، ومن وصل عليا وصلته، ومن قطع عليا قطعته، ومن جفا عليا جفوته، ومن والي عليا واليته، ومن عادي عليا عاديته.

معاشر الناس انا مدينة الحكمة، وعلي بن أبي طالب بابها، ولن تؤتي المدينة الا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا.

معاشر الناس انا مدينة الحكمة، وعلي بن أبي طالب بابها، ولن تؤتي المدينة الا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا.

معاشر الناس والذي بعثني بالنبوة واصطفاني علي جميع البرية ما نصبت عليا علما لأمتي في الأرض، حتي نوه الله باسمه في سماواته، وأوجب ولايته علي (جميع) (2) ملائكته (3).

الحادي والعشرون: أمالي أبو عبد الله النيسابوري، وأمالي أبي جعفر الطوسي في خبر، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا (عليه السلام) أنه قال: حدثني أبي، عن أبيه [قال] ان يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض، ان الله تعالي بني في الفردوس الا علي قصرا (4)، لبنة من فضه

ص: 174


1- (1) في النسخة: المهتدين، وما اثتناه من المصدر.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) أمالي الصدوق ص 109.
4- (4) في المناقب: ان لله تعالي في الفردوس قصرا.

ولبنة من ذهب، فيه مائة الف قبة (من ياقوتة) (1) حمراء، ومائة الف خيمة من ياقوتة خضراء، ترابه المسك والعنبر، وفيه أربعة انهار نهر من خمر، ونهر من ماء، ونهر من لبن، ونهر من عسل، حواليه أشجار جميع الفواكه، عليه الطيور أبدانها من لؤلؤ، وأجنحتها من ياقوت، تصوت بألوان الأصوات إذا كان يوم الغدير ورد إلي ذلك القصر أهل السماوات، يسبحون الله، ويقدسونه، ويهللونه، فتتطاير تلك الطيور، فتقع في ذلك الماء، وتتمرغ علي ذلك المسك والعنبر، فإذا اجتمعت الملائكة طارت، فتنفض ذلك عليهم، وانهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة، فإذا كان آخر يوم نودوا وانصرفوا إلي مراتبكم، فقد امنتم من الخطر والزلل (2) إلي قابل في مثل هذا [اليوم] (3) تكرمة لمحمد وعلي (عليهما السلام) (4).

الثاني والعشرون: الشيخ الطوسي في " أماليه " قال: أخبرنا محمد بن محمد (- يعني المفيد -) قال: حدثني أبو الحسن علي بن أحمد القلانسي المراغي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الصالح، قال: حدثنا موسي بن عمران الحضرمي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن زيد بن أرقم، قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) بغدير خم يقول: إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي، لعن الله من ادعي إلي غير أبيه، لعن الله من تولي غير مواليه، الولد لصاحب الفراش وللعاهر الحجر، وليس لوارث وصية الا وقد سمعتم مني ورأيتموني، الا من كذب علي متعمدا، فليتبوء مقعده من النار، الا واني فرط لكم علي الحو ض، ومكاثر بكم الأمم يوم القيامة، فلا تسودوا وجهي الا لأستنقذن رجالا من النار وليستفقدن من يدي أقوام، ان الله مولاي، وانا مولي كل مؤمن ومؤمنة، الا فمن كنت

ص: 175


1- (1) ليس في المناقب.
2- (2) في المناقب: الذل.
3- (3) من المناقب.
4- (4) عن مناقب ابن شهرآشوب ج 3 ص 43، غاية المرام ص 388 ح 21.

مولاه فهذا علي مولاه (1).

الثالث والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر (عبد الواحد ابن محمد بن عبد الله بن مهدي) (2) قال: أخبرنا أبو العباس (أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة) (3)، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن زكريا، قال:

حدثنا علي بن قادم، قال: حدثنا إسرائيل، عن عبد الله بن سهل (4)، عن سهم بن الحصين الأسدي، قال: قدمت إلي مكة انا وعبد الله بن علقمة، وكان عبد الله بن علقمة سبابة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) دهرا، قال: فقلت له: هل لك في هذا - يعني أبا سعيد الخدري - نحدث به عهدا؟ قال: نعم، فأتيناه فقال: هل سمعت لعلي منقبة؟ قال: نعم، حدثتك فسأل (5) عنها المهاجرين (والأنصار) (6) قريشا، ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) قام يوم غدير خم فابلغ، ثم قال: يا أيها الناس الست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي، قالها ثلاث مرات، ثم قال: ادن يا علي، فرفع رسول الله (صلي الله عليه وآله) يديه حتي نظرت إلي بياض إباطهما، (7) قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، ثلاث مرات، قال: فقال عبد الله بن علقمة: أنت سمعت هذا من رسول الله (صلي الله عليه وآله)؟ قال أبو سعيد: نعم، وأشار إلي اذنيه وصدره، قال:

سمعته (8) أذناي، ووعاه قلبي، قال عبد الله بن شريك: فقدم علينا عبد الله بن علقمة، وسهم بن حصين، فلما صلينا الهجير، قام عبد الله بن علقمة، فقال:

اني أتوب إلي الله، واستغفره من سب علي (صلوات الله عليه) ثلاث مرات (9).

الرابع والعشرون: الشيخ في " أماليه "، بهذا الاسناد، [قال أخبرنا أبو عمر قال: حدثنا أبو العباس] (10) قال: حدثنا يحيي بن زكريا بن شيبان

ص: 176


1- (1) أمالي الطوسي ج 1 ص 231.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) ليس في المصدر.
4- (4) في المصدر: عبد الله بن شريك.
5- (5) في النسخة: تسأل، وما أثبتناه من المصدر.
6- (6) ليس في المصدر.
7- (7) في المصدر: إبطيهما.
8- (8) في المصدر: سمعت.
9- (9) أمالي الطوسي ج 1 ص 252.
10- (10) من المصدر.

الكندي، قال: حدثنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير، قال: حدثني أبي عن منصور بن مسلم بن سابور، عن عبد الله بن عطا، عن عبد الله بن يزيد، عن أبيه، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): علي بن أبي طالب مولي كل مؤمن ومؤمنة، وهو وليكم من بعدي (1).

الخامس والعشرون: الشيخ في " أماليه " قال: أخبرنا أبو عمر، قال:

أخبرنا احمد، قال: حدثنا الحسن بن جعفر بن مدرار، قال: [حدثني عمي طاهر بن مدرار] (2)، قال: حدثنا معاوية بن ميسرة بن شريح، قال: حدثني الحكم بن عتبة (3) وسلمة بن كهيل، قالا: حدثنا حبيب، وكان اسكافا في بني عدي، وأثني عليه خيرا: انه سمع زيد بن أرقم يقول: خطبنا رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوم غدير خم، فقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (4).

السادس والعشرون: الشيخ في " أماليه "، قال: أخبرنا أبو عمر (يعني ابن مهدي) (5)، قال: أخبرنا احمد (يعني ابن عقدة] (6)، قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان، قال: حدثنا عبد الله بن فطر (7)، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر وسعيد بن وهب، وعن زيد بن نقيع، قالوا: سمعنا عليا (عليه السلام) يقول في الرحبة: [أنشد الله] (8) من سمع النبي (صلي الله عليه وآله) يقول يوم غدير خم ما قال الا قام، فقام ثلاثة عشر، فشهدوا ان رسول الله قال:

الست أولي بالمؤمنين من أنفسهم قالوا: بلي، فاخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وابغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، قال أبو

ص: 177


1- (1) أمالي الطوسي ج 1 ص 253.
2- (2) من المصدر.
3- (3) في المصدر: الحكم بن عيينة.
4- (4) أمالي الطوسي ج 1 ص 259.
5- (5) ليس في المصدر.
6- (6) ليس في المصدر.
7- (7) في المصدر: عبد الله عن فطر.
8- (8) من المصدر.

إسحاق حين فرغ من الحديث: يا ابكر في أشياء اخر) (1).

السابع والعشرون: الشيخ في أماليه، قال: أخبرنا أبو عمر، قال: حدثنا أحمد (بن محمد بن سعيد - يعني ابن عقدة -) (2) قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان، قال: حدثنا عبيد الله (3) بن موسي، قال: حدثنا هاني بن أيوب، عن طلحة بن مصرف، عن [عميرة] بن سعد، انه سمع عليا (عليه السلام) في الرحبة ينشد الناس من سمع رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه فقام بضعة عشر فشهدوا (4).

الثامن والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن يحيي، قال: قال:

حدثنا علي بن ثابت، قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن مسلم الملائي، عن انس بن مالك: انه سمع رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول يوم غدير خم: انا أولي بالمؤمنين من أنفسهم، واخذ بيد علي (عليه السلام) فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (5).

التاسع والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا ابن الصلت (6)، قال:

أخبرنا ابن عقدة، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا داود بن سليمان، قال: حدثني علي بن موسي، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله

ص: 178


1- (1) أمالي الطوسي ج 1 ص 260.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) في المصدر: عبد الله.
4- (4) أمالي الطوسي ج 1 ص 278.
5- (5) أمالي الطوسي ج 1 ص 341.
6- (6) في المصدر: وبالاسناد قال: أخبرني الشيخ المفيد أبو علي - رحمه الله - قال: أخبرني والدي قال ابن الصلت.

(صلي الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره (1).

الثلاثون: الشيخ في أماليه باسناده إلي عبد الرحمن بن أبي ليلي (2)، قال: قال أبي: دفع النبي (صلي الله عليه وآله) الراية يوم خيبر إلي علي بن أبي طالب (عليه السلام) ففتح الله عليه، واوقفه يوم غدير خم، فاعلم [الناس] (3) انه مولي كل مؤمن ومؤمنة، وقال له، أنت مني، وأنا منك، وقال له: تقاتل يا علي علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل، وقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسي، (الا انه نبي بعدي) (4)، وقال له: انا سلم لمن سالمك، وحرب لمن حاربك (5)، وقال له: أنت العروة الوثقي، وقال له: أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم بعدي، وقال له: أنت امام كل مؤمن ومؤمنة، وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي، وقال له: أنت الذي انزل الله فيه * (واذان من الله ورسوله إلي الناس يوم الحج الأكبر) * (6) وقال له: أنت الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي، وقال له: انا أول من تنشق عنه الأرض وأنت معي، وقال له: انا عند الحوض وأنت معي، وقال له: انا أول من يدخل الجنة وأنت بعدي تدخلها، والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام) وقال له: ان الله اوحي إلي بان أقوم بفضلك، فقمت به في الناس، وبلغتهم ما امرني الله بتبليغه، وقال له:

ص: 179


1- (1) أمالي الطوسي ج 1 ص 352.
2- (2) المؤلف هنا حذف السند وهو هكذا: أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي قراءة عليه قال: أخبرنا والدي - رحمه الله - قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ قال: حدثني أبو الحسن علي بن موسي الخزاز من كتابه قال: حدثنا الحسن بن علي الهاشمي قال: حدثنا إسماعيل بن ابان، قال: حدثنا أبو مريم عن ثور بن أبي فاختة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي.
3- (3) من المصدر.
4- (4) ليس في المصدر.
5- (5) في المصدر انا سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت.
6- (6) التوبة 3.

اتق الضغائن التي في صدور (1) من لا يظهرها الا بعد موتي، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، ثم بكي النبي (صلي الله عليه وآله) فقيل: مم بكاؤك يا رسول الله؟ قال: اخبرني جبرئيل (2) (عليه السلام) عن الله عز وجل ان ذلك يزول إذ قام قائمهم، وعلت كلمتهم، وأجمعت الأمة علي محبتهم، وكان الشانئ لهم قليلا، والكاره لهم ذليلا، وكثر المادح لهم، وذلك حين تغير البلاد، وتضعف (3) العباد، والاياس من الفرج، وعند ذلك يظهر القائم فيهم (4)، [فقيل له: ما أسمه؟] (5) قال النبي (صلي الله عليه وآله): اسمه كاسمي، واسم أبيه كاسم أبي، [هو] (6) ومن ولد ابنتي، يظهر الله الحق بهم، ويخمد الباطل بأسيافهم، ويتبعهم الناس بين راغب إليهم، وخائف منهم، قال: وسكن البكاء عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) فقال: معاشر المؤمنين أبشروا بالفرج، فان وعد الله لا يخلف، وقضاؤه لا يرد، وهو الحكيم الخبير، فان فتح الله قريب.

اللهم انهم أهلي فاذهب عنهم الرجس، وطهر هم تطهيرا، اللهم اكلأهم، (واحفظهم) (7) وارعهم وكن لهم، وانصرهم، وأعنهم، وأعزهم، ولا تذلهم، واخلفني فيهم، انك علي كل شئ قدير (8).

الحادي والثلاثون: الشيخ في " أماليه "، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي

ص: 180


1- (1) في المصدر: الضغائن التي لك في صدر.
2- (2) في المصدر: اخبرني جبرئيل عليه السلام انهم يظلمونه ويمنعونه حقه، ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعدي وأخبرني جبرئيل عن الله عز وجل.
3- (3) في المصدر: وصعف.
4- (4) من المصدر: منهم.
5- (5) من المصدر.
6- (6) من المصدر.
7- (7) ليس في المصدر.
8- (8) أمالي الطوسي ج 1 ص 361 - 362.

المفضل، قال: حدثنا أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب السواني (1) بجرجان، قال: حدثنا هارون بن عمر بن عبد العزيز بن محمد أبو موسي المجاشعي، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه أبي عبد الله (عليه السلام) قال المجاشعي: وحدثنا الرضا علي بن موسي، عن أبيه موسي (عليهما السلام)، عن (أبيه) (2) جعفر بن محمد، وقالا جميعا، عن آبائه (3)، عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: بني الاسلام علي خمس خصال: علي الشهادتين، والقرينتين، فقيل له: اما الشهادتان فقد عرفناهما، فما القرينتان؟ قال: الصلاة والزكاة، [فإنه] (4) لا تقبل أحدهما الا بالأخري، والصيام، وحج بيت الله من استطاع [إليه] (5) سبيلا، وختم ذلك بالولاية، فأنزل الله عز وجل: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) * (6) (7).

الثاني والثلاثون: الشيخ الطوسي في مجالسه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أحمد بن عبد (8) الله بن عمار الثقفي، قال: حدثنا علي بن محمد (7) بن سليمان، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا معتب مولانا، قال: حدثنا (8) عمر بن علي بن الحسين (9)، قال:

سمعت محمد بن أبي عبيدة (10) بن محمد بن عمار بن ياسر يحدث عن أبيه، عن جده محمد بن عمار بن ياسر، قال: سمعت أبا ذر جندب بن جنادة

ص: 181


1- (1) في المصدر: الشعراني.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) في المصدر: آبائهما.
4- (4) من المصدر.
5- (5) من المصدر.
6- (6) المائدة 3. (7) أمالي الطوسي ج 2 ص 131. (8) في المصدر: عبيد.
7- (9) في المصدر بزيادة: ابن محمد.
8- (10) في المصدر: حدثني.
9- (11) في المصدر: علي بن عمر بن علي الحسين.
10- (12) في المصدر: عبيد الله.

يقول: رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله) اخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال له: يا علي أنت أخي وصفيي، ووصيي، ووزيري، وأميني، مكانك مني في حياتي وبعد موتي كمكان هارون من موسي، الا انه لا نبي معي، من مات وهو يحبك ختم الله عز وجل له بالأمن والايمان، ومن مات وهو يبغضك لم يكن له في الاسلام نصيب (1).

وعنه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل، قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي، قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله الغداني (2)، قال: حدثنا الربيع بن سيار، قال: حدثنا الأعمش بن (3) سالم بن أبي الجعد، يرفعه إلي أبي ذر (رضي الله عنه): ان عليا (عليه السلام) وعثمان، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأمرهم عمر بن الخطاب ان يدخلوا بيتا، ويغلقوا عليهم بابه، ويتشاوروا في امرهم، واجلهم ثلاثة أيام، فان توافق خمسة علي قول واحد وأبي رجل منهم قتل ذلك الرجل، وان توفق أربعة وأبي اثنان قتل اثنان، (4) فلما توافقوا جميعا علي رأي واحد، قال لهم علي بن أبي طالب (عليه السلام): اني أحب ان تسمعوا مني ما أقول (لكم) (5) فان يكن حقا فاقبلوه، وان يكن باطلا فأنكروه، قالوا: قل، فذكر علي (عليه السلام) سوابقه، وفضائله، وما قال فيه رسول الله (صلي الله عليه وآله) ونصه عليه (عليه السلام)، والكل منهم يصدقه فيما يقول (عليه السلام)، إلي أن قال (عليه السلام): فهل فيكم أحد قال [له] رسول الله (صلي الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ليبلغ الشاهد الغائب ذلك غيري؟ قالوا: لا، فهل فيكم أحد قال له رسول الله (صلي الله عليه وآله) بالجحفة بالشجيرات من خم: من أطاعك فقد

ص: 182


1- (1) أمالي الطوسي ج 2 ص 185.
2- (2) في المصدر: العدلي.
3- (3) في المصدر: الأعمش عن.
4- (4) في المصدر: الاثنان.
5- (5) ليس في المصدر.

أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاك فقد عصاني، ومن عصاني فقد عصي الله تعالي غيري؟ قالوا: لا (1).

الثالث والثلاثون: الشيخ في كتاب " المجالس "، قال: أخبرنا جماعة عن أبي الفضل، قال: حدثنا حسن بن محمد بن شعبة الأنصاري، ومحمد بن جعفر بن ربيس البسري (2) بالقصر، وعلي بن محمد بن الحسن (3) بن كأس (4) بالرملة، وأحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قالوا: حدثنا أحمد بن يحيي بن زكريا الأزدي الصوفي، قال: حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد (5)، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي، عن معروف بن خربوذ، وزياد بن المنذر، وسعيد بن محمد الأسدي (6)، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني، قال:

لما احتضر (7) عمر بن الخطاب، جعلها شوري بين ستة [بين] (8)، علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وعثمان (9)، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عمر فيمن يشاور ولا يولي.

قال أبو الطفيل: فلما اجتمعوا أجلسوني علي الباب، أرد عنهم الناس، فقال علي (عليه السلام): انكم قد اجتمعتم لما اجتمعتم له، فانصتوا، فأتكلم، فان قلت حقا صدقتموني، وان قلت باطلا ردوا علي، ولا تهابوني انما انا رجل كأحدكم.

ثم ذكر فضائل سوابقه، وما قال فيه رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وناشدهم صدقه فيما ذكره، والكل يصدقه فيما ذكره، إلي أن قال: فأنشدكم بالله فهل فيكم أحد قال له رسول الله (صلي الله عليه وآله) ما قال في غزاة

ص: 183


1- (1) أمالي الطوسي ج 2 ص 195.
2- (2) في المصدر: رميس الهبيري.
3- (3) في المصدر: علي بن الحسين.
4- (4) في المصدر: الحسين بن لحاس النخعي.
5- (5) في المصدر: القتاد.
6- (6) في المصدر: الأسلمي.
7- (7) في النسخة: أحضر، وما أثبتناه من المصدر.
8- (8) من المصدر.
9- (9) في المصدر بزيادة: ابن عفان.

تبوك: انما أنت مني بمنزلة هارون من موسي، غير أنه لا نبي بعدي، غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلي الله عليه وآله) مقالته يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد وصي رسول الله (صلي الله عليه وآله) في أهله، وماله غيري؟ قالوا: اللهم لا (1).

الرابع والثلاثون: الشيخ في " مجالسه " قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جورية الجندي سابوري من أصل كتابه، قال: حدثنا علي بن منصور الترجماني، قال: أخبرنا الحسن بن عنبسة النهشلي، قال: حدثنا شريك بن (2) عبد الله النخعي القاضي، عن أبي إسحاق، عن عمر بن ميمون الأزدي (3)، انه ذكر عنده علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال: ان قوما ينالون منه، أولئك هم وقود النار، ولقد سمعت عدة من أصحاب محمد (عليه السلام) منهم حذيفة بن اليمان، وكعب بن عجزة، يقول كل رجل منهم: لقد أعطي علي ما لم يعطه بشر، هو زوج فاطمة سيدة نساء الأولين والآخرين، فمن رأي مثلها، أو سمع انه تزوج بمثلها أحد في الأولين والآخرين، وهو أبو الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين، فمن فمن له أيها الناس مثلهما، ورسول الله (ص) حموه، وهو وصي رسول الله (صلي الله عليه وآله) في أهله وازواجه، وسد الأبواب التي في المسجد كلها غير بابه، وهو صاحب باب خيبر، وهو صاحب الراية يوم خيبر، وتفل رسول الله (صلي الله عليه وآله) يومئذ في عينيه وهو أرمد، فما اشتكاهما بعد، ولا وجد حرا ولا قرا (4) بعد يوم ذلك، وهو صاحب يوم غدير خم إذ نوه رسول الله (صلي الله عليه وآله) باسمه،

ص: 184


1- (1) أمالي الطوسي ج 2 ص 166.
2- (2) في المصدر: عن.
3- (3) في المصدر: الأودي.
4- (4) في المصدر أو بردا.

والزم أمته ولايته، وعرفهم بخطره، وبين لهم مكانه، فقال: أيها الناس من أولي بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله، قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه (1).

الخامس والثلاثون: الشيخ في " مجالسه " قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد (2) الله العرزمي (3)، عن أبيه، عن عمار أبي اليقظان، عن أبي عمير زادان في خطبة خطبها الحسن بن علي (عليهما السلام) في الناس بحضور معاوية، وذكر الخطبة، وذكر فيها فضل أبيه (عليه السلام)، وسوابقه، وما قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) من النص، إلي أن قال الحسن (عليه السلام) في الخطبة: فقد تركت بنو إسرائيل هارون، وهم يعلمون، انه خليفة موسي فيهم، واتبعوا السامري، وقد تركت هذه الأمة أبي، وبايعوا غيره، وقد سمعوا رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول له: أنت مني بمنزلة هارون من موسي، الا النبوة وقد رأوا رسول الله (صلي الله عليه وآله) نصب أبي يوم غدير خم، وأمرهم ان يبلغ الشاهد منهم الغائب (4).

السادس والثلاثون: الشيخ في مجالسه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة (5)، قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري، قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن كثير، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين (عليهم السلام)، وذكر خطبة للحسن بن علي (عليهما السلام) بمحضر الناس، ومعاوية، وذكر فيها فضل أبيه (عليه السلام) وسوابقه، وما قال فيه رسول الله

ص: 185


1- (1) أمالي الطوسي ج 2 ص 170.
2- (2) في المصدر: عبيد.
3- (3) في المصدر: العردي. وما أثبتناه وهو الصحيح.
4- (4) أمالي الطوسي ج 2 ص 171.
5- (5) في المصدر بزيادة وسألته.

(صلي الله عليه وآله) من النص، إلي أن قال الحسن (عليه السلام) في الخطبة: وقد تركت بنوا إسرائيل - وكانوا أصحاب موسي - هارون أخاه، وخليفته، ووزيره، وعكفوا علي العجل، وأطاعوا فيه سامريهم، [هم] (1) يعلمون انه خليفة موسي، وقد سمعت هذه الأمة رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول ذلك لأبي (عليه السلام): انه مني بمنزلة هارون من موسي الا انه لا نبي بعدي.

وقد رأو رسول الله (صلي الله عليه وآله) حين نصبه لهم بغدير خم، وسمعوه، ونادي له بالولاية، ثم امرهم ان يبلغ الشاهد منهم الغائب (2).

السابع والثلاثون: الشيخ في " مجالسه "، قال: أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن علي بن محمد العلوي، قال: حدثنا الحسن بن علي بن صالح بن شعيب الجوهري (3)، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن محمد بن (4) إسحاق بن إسماعيل النيسابوري، عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام)، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: حدثنا الحسن بن علي (صلوات الله عليه): ان الله عز وجل بمنه ورحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه، بل رحمة منه، لا اله الا هو، ليميز الخبيث من الطيب، وليبتلي ما في صدوركم، وليمحص ما في قلوبكم، ولتتسابقوا إلي رحمته، ولتتفاضل منازلكم في جنته، ففرض عليكم الحج والعمرة، وإقام الصلاة، وايتاء الزكاة والصوم، والولاية، وجعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض مفتاحا إلي سبيله (5)، ولولا محمد (صلي الله عليه وآله) والأوصياء من ولده (عليهم السلام) كنتم حياري كالبهائم، لا تعرفون فرضا من الفرائض، وهل تدخلون (6) قرية الا من بابها، فلما من

ص: 186


1- (1) من المصدر.
2- (2) أمالي الطوسي ج 2 ص 174.
3- (3) في المصدر: الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري.
4- (4) في المصدر: عن.
5- (5) في المصدر: سبله.
6- (6) في المصدر: يدخل.

عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم (صلي الله عليه وآله) قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) * ففرض (1) عليكم لأوليائه حقوقا، وأمركم بأدائها إليهم، ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم، وأموالكم، ومآكلكم، ومشاربكم، ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة، ليعلم من يطيعه منكم بالغيب، ثم قال عز وجل:

* (قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربي) * (2) فاعلموا ان * (من يبخل فإنما يبخل عن نفسه) * (3) ان * (والله هو الغني وأنتم الفقراء) * (4) إليه، فاعلموا (5) ما شئتم، * (فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون) * (6). * (ثم تردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) * (7). * (والعاقبة للمتقين) * (8). * (فلا عدوان الا علي الظالمين) * (9).

سمعت جدي رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: خلقت من نور الله عز وجل، وخلق أهل بيتي من نوري، وخلق محبيهم من نورهم، وسائر الخلق في النار (10).

الثامن والثلاثون: الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد في أماليه، قال: أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، قال: وجدت في كتاب أبي، حدثنا محمد بن مسلم الأشجعي، عن محمد بن نوفل بن عائذ الصير في (11)، دخل علينا أبو حنيفة النعمان بن ثابت، فذكرنا أمير

ص: 187


1- (1) في المصدر: وفرض.
2- (2) الشوري 23.
3- (3) محمد 38.
4- (4) محمد 38.
5- (5) في المصدر بزيادة من بعد.
6- (6) التوبة 105.
7- (7) التوبة 94.
8- (8) الأعراف 128.
9- (9) البقرة 193.
10- (10) أمالي الطوسي ج 2 ص 268.
11- (11) في المصدر بزيادة قال: كنت عند الهيثم بن حبيب الصير في، فدخل.

المؤمنين [علي بن أبي طالب] (1) (عليه السلام)، ودار بيننا كلام في غدير خم، فقال أبو حنيفة: قد قلت لأصحابنا: لا تقروا لهم بغدير خم (2)، فيخصموكم، فتغير وجه الهيثم بن حبيب الصيرفي، وقال له: لم لا تقرون (3) به؟ اما هو عندك يا نعمان؟! قال: [بلي] (4) هو عندي، وقد رويته، فقال: لم لا تقرون (5) به، وقد حدثنا به حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم: ان عليا (عليه السلام) نشد الله في الرحبة من سمعه؟! فقال أبو حنيفة:

أفلا ترون انه قد جري في ذلك خوض، حتي نشد علي الناس لذلك؟ فقال الهيثم: فنحن نكذب عليا، أو نرد قوله! فقال أبو حنيفة: ما نكذب عليا، ولا نرد قولا قاله، ولكنك تعلم أن الناس قد غلا منهم قوم، فقال الهيثم: يقوله (6) رسول الله (صلي الله عليه وآله) ويخطب به، ونشفق نحن منه، ونتقيه بغلو غال، أو قول قائل (7).

التاسع والثلاثون: ابن بابويه في كتاب " النصوص عن الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) "، قال: حدثنا علي بن الحسن (8)، قال: حدثنا محمد بن الحسين الكوفي، قال: حدثنا محمد بن علي بن زكريا، عن عبد الله بن الضحاك، عن هشام بن محمد، عن عبد الرحمن بن عاصم، عن عمر بن محمود بن لبيد (9)، قال: لما قبض رسول الله (صلي الله عليه وآله) كانت فاطمة (عليها السلام) تأتي قبور الشهداء، وتأتي قبر حمزة وتبكي هناك، فلما كان في بعض الأيام أتيت قبر حمزة (رضي الله عنه)، فوجدتها (صلوات الله عليها) تبكي هناك، فأمهلتها حتي سكتت، فأتيتها، وسلمت عليها، وقلت لها:

يا سيدة النسوان، قد والله قطعت نياط قلبي من بكائك، فقالت: يا أبا عمر

ص: 188


1- (1) من المصدر.
2- (2) في المصدر: بحديث غدير هم.
3- (3) في المصدر: يقرون.
4- (4) من المصدر.
5- (5) في المصدر: يقرون.
6- (6) من المصدر، وفي النسخة يقول.
7- (7) أمالي المفيد ص 26 رقم 9.
8- (8) في كفاية الأثر الحسين.
9- (9) في كفاية الأثر عن عبد الرحمن، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد.

يحق لي بالبكاء (1)، فلقد أصبت بخير الآباء رسول الله (صلي الله عليه وآله)، ثم أنشأت (2) تقول:

إذ مات يوم ميت قل ذكره * وذكر أبي قد مات والله أكثر (3) قلت: يا سيدتي اني مسائلك (4) عن مسألة تلجلج في صدري، قالت: سل، قلت: هل نص رسول الله (صلي الله عليه وآله) قبل وفاته علي علي بالإمامة؟ قالت: واعجبا أنسيتم يوم غدير خم؟! قلت: قد كان ذلك، ولكن أخبريني بما أسر إليك، قالت: اشهد الله تعالي لقد سمعته يقول: علي (فيكم) (5) خير من أخلفه فيكم، وهو الامام والخليفة بعدي، وسبطي (6)، وتسعة من صلب الحسين أئمة أبرار، لئن اتبعتموهم وجدتموهم هادين مهديين، ولئن خالفتموهم ليكون الاختلاف فيكم إلي يوم القيامة.

قلت: يا سيدتي، فما باله قعد عن حقه؟ قالت: يا أبا عمر، لقد قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): مثل الامام مثل الكعبة، إذ تؤتي ولا يأتي (7) - أو قالت: مثل علي - ثم قالت: أما والله لو تركوا الحق علي أهله، واتبعوا عترة نبيهم لما اختلف في الله تعالي اثنان، ولورثها سلف عن سلف، وخلف عن خلف، حتي يقوم قائمنا التاسع من صلب ولدي الحسين (8)، ولكن قدموا من أخره الله، وأخروا من قدمه الله، حتي إذا ألحدوا المبعوث، وأودعوه الحدث المحدوث، اختاروا بشهوتهم، وعملوا بآرائهم، تبا لهم لم يسمعوا الله يقول: * (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة) * (9)، بل سمعوا ولكنهم كما قال الله * (فإنها لا تعمي الابصار ولكن تعمي

ص: 189


1- (1) في كفاية الأثر:
2- (2) في كفاية الأثر: وأشوقاه إلي رسول الله، ثم أنشأت.
3- (3) في النسخة: أكبر، وما أثبتناه من كفاية الأثر.
4- (4) في كفاية الأثر: سألك.
5- (5) ليس في كفاية الأثر.
6- (6) في النسخة: وسبطاه وما أثبتناه من كفاية الأثر.
7- (7) في كفاية الأثر: تأتي.
8- (8) في كفاية الأثر من ولد الحسين.
9- (9) القصص 68.

القلوب التي في الصدور) * (1) هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم، ونسوا آجالهم، * (فتعسا لهم وأضل أعمالهم) * (2) أعوذ بك يا رب من الجور بعد الكور (3).

الأربعون: الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن أبي منصور الطبرسي في كتاب " الاحتجاج "، قال: حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرث الحسيني (4) (رضي الله عنه)، قال: أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن الشيخ [السعيد] (5) أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (رضي الله عنه)، قال: أخبرنا (6) الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر (قدس الله روحه)، قال:

أخبرني جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسي التلعكبري، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن همام، قال: أخبرنا علي بن السوري (7)، قال: أخبرنا أبو محمد العلوي من ولد الأفطس - وكان من عباد الله الصالحين - قال: حدثنا محمد بن موسي الهمداني، قال: حدثنا محمد بن خالد الطيالسي، قال: حدثني (8) سيف بن عميرة، وصالح بن عقبة، جميعا، عن قيس بن سمعان، عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) أنه قال:

حج رسول الله (صلي الله عليه وآله) من المدينة، وقد بلغ جميع الشرائع قومه، غير الحج، والولاية، فاتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال له: يا محمد ان الله جل اسمه يقرؤك السلام، ويقول لك: اني لم اقبض نبيا من أنبيائي، ولا

ص: 190


1- (1) الحج 46.
2- (2) محمد 8.
3- (3) كفاية الأثر في النص علي الأئمة الاثني عشر: للخزاز القمي ص 197 - 200.
4- (4) في المصدر: حرب المرعشي.
5- (5) من المصدر.
6- (6) في المصدر: أخبرني.
7- (7) في المصدر: علي السوري.
8- (8) في المصدر: حدثنا.

رسولا من رسلي، الا بعد اكمال ديني، وتأكيد حجتي، وقد بقي عليك من ذلك (1) فريضتان مما (2) تحتاج ان تبلغهما قومك، فريضة الحج، وفريضة الولاية والخلافة من بعدك، فاني لم أخل أرضي من حجة، ولن أخليها ابدا، فان الله جل ثناؤه يأمرك ان تبلغ قومك الحج وتحج ويحج معك (كل) (3) من استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر والأطراف والاعراب، وتعلمهم من [معالم] (4) حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، وتوقفهم من ذلك علي مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرائع.

فنادي مناد رسول الله (صلي الله عليه وآله) في الناس ألا ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) يريد الحج، وان يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرائع دينكم، ويوقفكم من ذلك علي ما أوقفكم عليه من غيره.

فخرج (صلي الله عليه وآله) وخرج معه الناس واصغوا إليه لينظروا ما يصنع، فيصنعوا مثله، فحج بهم، وبلغ من حج مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) من أهل المدينة وأهل الأطراف والاعراب سبعين الف انسان أو يزيدون، علي [نحو] (5) عدد أصحاب موسي (عليه السلام) السبعين الألف، الذين اخذ عليهم بيعة هارون (عليه السلام)، فنكثوا، واتبعوا العجل والسامري، وكذلك أخذ رسول الله (صلي الله عليه وآله) البيعة لعلي (عليه السلام) بالخلافة علي عدد أصحاب موسي (عليه السلام) فنكثوا البيعة، واتبعوا العجل (3) سنة بسنة، ومثلا بمثل.

واتصلت التلبية ما بين مكة والمدينة، فلما وقف بالموقف، اتاه جبرئيل (عليه السلام) عن الله تعالي، فقال: يا محمد ان الله عز وجل يقرؤك السلام، ويقول لك: انه قد دنا اجلك ومدتك، وانا مستقدمك علي ما لا بد منه، ولا

ص: 191


1- (1) في المصدر: ذاك.
2- (2) في النسخة: بهما، وما أثبتناه من المصدر.
3- (3) ليس في المصدر.
4- (4) من المصدر.
5- (5) من المصدر. (6) في المصدر العجل والسامري.

عنه محيص، واعهد عهدك، ونفذ وصيتك، واعمد إلي ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك، والسلاح، والتابوت، وجميع ما عندك من آيات الأنبياء (عليهم السلام) فسلمها (1) إلي وصيك وخليفتك من بعدك، حجتي البالغة علي خلقي، علي بن أبي طالب (عليه السلام) فاقمه للناس [علما] (2)، وجدد عهده وميثاقه وبيعته، وذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقهم (به) (3)، وعهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي، ومولاهم ومولي كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فاني لم أقبض نبيا من الأنبياء الا من بعد اكمال ديني (4)، واتمام نعمتي علي (خلقي) (5) بولاية أوليائي، ومعاداة أعدائي، وذلك كمال توحيدي وديني، واتمام نعمتي علي خلقي باتباع وليي وطاعته، وذلك اني لا أترك أرضي بغير قيم (6)، ليكون حجة لي علي خلقي، فاليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي بولاية وليي (7)، ومولي كل مؤمن ومؤمنة علي [عبدي] (8)، ووصي نبيي، والخليفة من بعده، الحجة (9) البالغة علي خلقي، مقرونة طاعته بطاعة محمد نبيي، ومقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي، من اطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، جعلته علما بيني وبين خلقي، من عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا، ومن أشرك بيعته كان مشركا، ومن لقيني بولايته دخل الجنة، ومن لقيني بعداوته دخل النار فأقم يا محمد عليا علما،

ص: 192


1- (1) في المصدر فسلمه.
2- (2) من المصدر.
3- (3) ليس من المصدر.
4- (4) في المصدر بزيادة وحجتي.
5- (5) ليس في المصدر.
6- (6) في المصدر: بغير ولي ولا قيم.
7- (7) في المصدر: ورضيت لكم الاسلام دينا بولاية وليي.
8- (8) في النسخة: بعدي.
9- (9) في المصدر: وحجتي.

وخذ عليهم البيعة، وجدد عهدي وميثاقي لهم الذي واثقتهم عليه، فاني قابضك إلي، ومستقدمك علي، فخشي رسول الله (صلي الله عليه وآله) قومه (1) وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية (2)، لما عرف من عداوتهم، ولما تنطوي عليه أنفسهم لعلي (عليه السلام) من (3) البغضاء.

وسأل جبرئيل ان يسأل ربه العصمة من الناس، وانتظر (4) جبرئيل بالعصمة من الناس من (5) الله جل اسمه، فأخر ذلك إلي أن بلغ مسجد الخيف، فأتاه جبرئيل (عليه السلام) في مسجد الخيف، فامره بان يعهد عهده، ويقيم عليا علما للناس (6)، ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد حتي بلغ كراع الغميم، بين مكة والمدينة، فاتاه جبرئيل (ع) فامره بالذي اتاه فيه من قبل الله تعالي، ولم يأته العصمة، فقال: يا جبرئيل اني اخشي قومي ان يكذبوني، ولا يقبلوا قولي في علي (عليه السلام)، فرحل، فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال، اتاه جبرئيل (ع) علي خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار، والعصمة من الناس، فقال: يا محمد ان الله عز وجل يقرؤك السلام، ويقول لك: * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك - في علي - وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * (7) وكان أوائلهم قريب من الجحفة، فامره بان يرد من تقدم منهم، ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان، ليقيم عليا [علما] (8) للناس، ويبلغهم ما انزل الله تعالي في علي (ع)، وأخبره ان الله عز وجل قد عصمه من الناس، فامر رسول الله (ص) عندما جاءته العصمة، مناديا ينادي في الناس: الصلاة جامعة، ويرد من تقدم منهم، ويحبس من تأخر، وتنحي عن يمين الطريق إلي جنب مسجد الغدير، امره بذلك جبرئيل (ع) عن الله

ص: 193


1- (1) في المصدر: من قومه.
2- (2) في المصدر: إلي جاهلية.
3- (3) في المصدر: من العداوة والبغضاء.
4- (4) في المصدر بزيادة أن يأتيه.
5- (5) في المصدر: عن.
6- (6) في المصدر بزيادة: يهتدون به.
7- (7) المائدة 67.
8- (8) من المصدر.

عز وجل [وكان] (1) في الموضع سلمات (2) فامر رسول الله (ص) ان يقم ما تحتهن، وينصب له حجارة كهيئة المنبر، ليشرف علي الناس، فتراجع الناس واحتبس أو اخرهم في ذلك المكان لا يزالون، فقام رسول الله (ص) فوق تلك الاحجار (3)، فقال الحمد لله الذي علا في توحده، ودنا في تفرده، وجل في سلطانه، وعظم في أركانه، وأحاط بكل شئ علما، وهو في مكانه، وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه، مجيدا لم يزل محمودا، لا يزال بارئ الممسوكات، وداحي المدحوات، وجبار [الأرضين] (4) والسماوات، قدوس سبوح، رب الملائكة والروح، متفضل علي جميع من برأه، متطول علي من أدناه، يلحظ كل عين والعيون لا تراه، كريم حليم، ذو أناة، قد وسع كل شئ رحمته، ومن عليهم بنعمته، لا يعجل بانتقامه، ولا يبادر إليهم بما استخفوا من عذابه، قد فهم السرائر، وعلم الضمائر، ولم تخف عليه المكنونات، ولا اشتبهت عليه الخفيات، له الإحاطة بكل شئ، والغلبة علي كل شئ، والقوة في كل شئ، والقدرة علي كل شئ، وليس مثله شئ، وهو منشئ الشئ حين لا شئ، دائم قائم بالقسط، لا اله الا هو العزيز الحكيم، جل عن أن تدركه الابصار، وهو يدرك الابصار، وهو اللطيف الخبير، لا يلحق أحد وصفه من معاينة، ولا يجد أحد كيف هو من سر وعلانية، الا بما دل عز وجل علي نفسه، واشهد بأنه (5) الله الذي ملأ الدهر قدسه، والذي يغشي الأبد نوره، والذي ينفذ امره بلا مشاورة مشير، ولا معه شريك، ولا تقدير، ولا تفاوت في تدبير، صور ما أبدع علي غير مثال، وخلق ما خلق بلا معاونة من أحد، ولا تكلف ولا احتيال، أنشأها فكانت، وبرأها فبانت، فهو الله الذي لا اله الا هو المتقن [الصنعة] (6) الحسن الصنيعة، العدل الذي لا يجور، والأكرم

ص: 194


1- (1) من المصدر.
2- (2) سلمات: أشجار.
3- (3) في المصدر: ثم حمد الله وأثني عليه.
4- (4) من المصدر.
5- (6) في المصدر: انه.
6- (7) من المصدر.

الذي ترجع إليه الأمور، واشهد انه الذي تواضع كل شئ لقدرته، وخضع كل شئ لهيبته، مالك الاملاك، ومفلك الأفلاك، ومسخر الشمس والقمر، كل يجري لأجل مسمي، يكور الليل علي النهار، ويكور النهار علي الليل يطلبه حثيثا، قاصم كل جبار عنيد، ومهلك كل شيطان مريد، لم يكن معه ضد ولا ند، أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، واحد، رب [إله واحد] (1) ما جد، يشاء فيمضي، ويريد فيقضي، ويعلم فيحصي، ويميت ويحيي، ويفقر ويغني، ويضحك ويبكي، ويمنع ويعطي، له الملك، وله الحمد، بيده الخير وهو علي كل شئ قدير، يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل، لا اله الا هو العزيز الغفار، مستجيب (2) الدعاء، ومجزل العطاء، محصي الأنفاس، ورب الجنة والناس، لا يشكل عليه شئ، ولا يضجره صراخ المستصرخين، ولا يبرمه الحاح الملحين، العاصم للصالحين، والموفق للمفلحين، ومولي العالمين، الذي استحق من كل خلق ان يشكره، ويحمده، [احمده] (3) علي السراء والضراء، والشدة والرخاء، وأومن به وبملائكته وكتبه ورسله، اسمع امره وأطيع، وأبادر إلي كل ما يرضاه، واستلم (4) لقضائه، رغبة في طاعته، وخوفا من عقوبته، لأنه الله الذي لا يؤمن مكره، ولا يخاف جوره، وأقر له علي نفسي بالعبودية، واشهد له بالربوبية، وأؤدي ما أوحي إلي حذارا من أن لا افعل، فتحل بي منه قارعة لا يدفعها عني أحد، وان عظمت حيلته، لا اله الا هو، لأنه قد اعلمني اني ان لم أبلغ ما انزل إلي فما بلغت رسالته، وقد ضمن لي تبارك وتعالي العصمة، وهو الله الكافي الكريم، فاوحي لي * (بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) * في علي، يعني في الخلافة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) * (وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) *.

ص: 195


1- (1) من المصدر.
2- (2) في المصدر: مجيب.
3- (3) من المصدر.
4- (4) في المصدر: واستسلم.

معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزله (1) وانا مبين لكم سبب نزول هذه الآية: ان جبرئيل (ع) هبط إلي مرارا ثلاث، يأمرني عن الله (2) ربي وهو السلام، ان أقوم في هذا المشهد، فاعلم كل أبيض واسود: ان علي بن أبي طالب (عليه السلام) أخي ووصيي، وخليفتي والإمام بعدي، الذي محله مني محل هارون من موسي الا انه لا نبي بعدي، وهو وليكم من بعد الله ورسوله، وقد أنزل الله تبارك وتعالي [علي] (3) بذلك آية من كتابه * (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * (4) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) أقام الصلاة وآتي الزكاة وهو راكع، يريد الله عز وجل في كل حال.

وسألت جبرئيل (ع) ان يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس، لعلمي بقلة المتقين، وكثر المنافقين، وادغال الآثمين، وختل المستهزئين بالاسلام، الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم * (يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم) * (5) * (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) * (6) وكثرة اذاهم لي في غير مرة حتي سموني اذنا وزعموا اني كذلك، لكثرة ملازمته إياي واقبالي عليه، حتي انزل الله عز وجل في ذلك [قرآنا] (7) * (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن) * - علي الذين يزعمون أنه اذن - * (خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين) * الآية (8) ولو شئت ان اسمي بأسمائهم لسميت، وان اؤمي إليهم بأعيانهم لا ومئت، وان أدل عليهم لدللت، ولكني والله في أمورهم قد تكرمت، وكل ذلك لا يرضي الله مني الا ان أبلغ ما انزل إلي، ثم تلا (عليه السلام) * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل

ص: 196


1- (1) في المصدر: ما انزل الله تعالي إلي.
2- (2) في المصدر: عن السلام ربي.
3- (3) من المصدر.
4- (4) المائدة 55.
5- (5) الفتح 11.
6- (6) النور 15.
7- (7) من المصدر.
8- (8) التوبة 61.

إليك من ربك) * - في علي - * (وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * (1) فاعلموا معاشر الناس ان الله قد نصبه لكم وليا واماما مفترضا طاعته علي المهاجرين والأنصار وعلي التابعين باحسان، وعلي البادي والحاضر، وعلي الأعجمي والعربي، والحر والمملوك، والصغير والكبير، وعلي الأبيض والأسود، وعلي كل موحد ماض حكمه، جائز قوله، نافذ امره، ملعون من خالفه، مرحوم من تبعه، مؤمن من صدقه فقد غفر الله له، ولمن سمع منه، وأطاع له.

معاشر الناس انه آخر مقام أقومه في هذا المشهد، فاسمعوا وأطيعوا، وانقادوا لأمر ربكم، فان الله عز وجل هو مولاكم والهكم، ثم من دونه (رسولكم) (2) محمد (ص) وليكم القائم المخاطب لكم، ثم من بعدي علي وليكم وامامكم، بمر ربكم، ثم الإمامة في ذريتي من ولده إلي يوم تلقون الله (عز وجل) (3) ورسوله، لا حلال الا ما أحله الله، ولا حرام الا ما حرمه الله، عرفني الحلال والحرام، وانا أفضيت لما علمني ربي من كتابه، وحلاله وحرامه إليه.

معاشر الناس ما من علم الا وقد أحصاه الله في، وكل علم علمت فقد أحصيته في امام (4) مبين، وما من علم الا علمته عليا، وهو الامام المبين.

معاشر الناس لا تضلوا عنه، ولا تتفرقوا (5) منه، ولا تستكبروا ولا تستنكفوا من ولايته، فهو الذي يهدي إلي الحق، ويعمل به، ويزهق الباطل، وينهي عنه، ولا تأخذه في الله لومة لائم، ثم إنه أول من آمن بالله ورسوله، وهو الذي فدي رسول الله (صلي الله عليه وآله) بنفسه، وهو الذي كان مع رسول الله (ص) ولا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره.

ص: 197


1- (1) المائدة: 67.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) ليس في المصدر.
4- (4) في المصدر: امام المتقين.
5- (5) في المصدر: تنفروا.

معاشر الناس فضلوه فقد فضله الله، واقبلوه فقد نصبه الله.

معاشر الناس انه امام من الله، ولن يتوب الله علي أحد أنكر ولايته، ولن يغفر له حتما علي الله ان يفعل ذلك بمن خالف امره فيه، وان يعذبه عذابا شديدا نكرا أبد الآباد، ودهر الدهور، فاحذروا ان تخالفوه، فتصلوا نارا * (وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين) *. (1).

يا أيها الناس بي والله بشر الأولون من النبيين والمرسلين، وانا خاتم الأنبياء والمرسلين، والحجة علي جميع المخلوقين من أهل السماوات والأرضين، ومن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولي، ومن شك في [شئ من] (2) قولي هذا فقد شك في الكل منه، والشاك في ذلك فله النار.

معاشر الناس حباني الله بهذه الفضيلة منا منه علي، واحسانا منه إلي، ولا اله الا هو، وله الحمد مني أبد الآبدين، ودهر الداهرين، علي كل حال.

معاشر الناس فضلوا عليا، فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر وأنثي، بنا انزل الله الرزق، وبقي الخلق، ملعون ملعون مغضوب مغضوب من رد علي قولي هذا، وان لم يوافقه، الا ان جبرئيل خبرني عن الله تعالي بذلك، ويقول: من عادي عليا ولم يتوله فعليه لعنتي وغضبي، فلتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان تخالفوه: فتزل قدم بعد ثبوتها، * (ان الله خبير بما تعملون) * (3).

معاشر الناس انه جنب الله تعالي، في كتابه (4) * (أن تقول نفس يا حسرتي علي ما فرطت في جنب الله) * (5).

ص: 198


1- (1) البقرة 24.
2- (2) من المصدر.
3- (3) المائدة 8.
4- (4) في المصدر: انه جنب الله الذي ذكر في كتابه.
5- (5) الزمر 56.

معاشر الناس تدبروا القرآن، وافهموا آياته، وانظروا إلي محكماته، ولا تتبعوا متشابه، فوالله لن يبين لكم زواجره، ولا يوضح لكم تفسيره الا الذي انا آخذ بيده ومصعده [إلي] (1) وشائل بعضده، ومعلمكم ان (2) من كنت مولاه فهذا علي مولاه، وهو علي بن أبي طالب (ع)، أخي، ووصيي، وموالاته من الله عز وجل، أنزلها علي.

معاشر الناس ان عليا والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر، والقرآن الثقل الأكبر، فكل واحد منبئ عن صاحبه، وموافق له، لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، هم أمناء الله في خلقه، وحكماؤه في ارضه، الا وقد أديت، الا وقد بلغت، الا وقد أسمعت، الا وقد أوضحت، الا وان الله عز وجل قال، وانا قلت عن الله عز وجل، الا انه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا، ولا تحل امرة المؤمنين بعدي لأحد غيره ثم ضرب بيده إلي عضده، فرفعه وكان منذ أول ما صعد رسول الله (ص) شال عليا، حتي صارت رجله مع ركبة رسول الله (ص)، ثم قال: معاشر الناس، هذا علي أخي، ووصيي، وواعي علمي، وخليفتي علي أمتي، وعلي تفسير كتاب الله عز وجل، والداعي إليه، والعامل بما يرضاه، والمحارب لأعدائه، والموالي علي طاعته، والناهي عن معصيته خليفة رسول الله (ص) وأمير المؤمنين، والإمام الهادي، (وهو) (3)، قاتل الناكثين، والقاسطين، والمارقين بأمر الله.

أقول وما يبدل القول لدي بأمر ربي، أقول: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، والعن من أنكره، واغضب علي من جحد حقه، اللهم انك أنزلت علي في كتابك ان الإمامة لعلي (4) وليك، عند تبياني ذلك، ونصبي إياه بما أكملت لعبادك من دينهم، وأتممت عليهم بنعمتك، ورضيت لهم الاسلام دينا، فقلت * (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة

ص: 199


1- (1) من المصدر.
2- (2) من المصدر: اني.
3- (3) ليس في المصدر.
4- (4) في المصدر: علي ان الإمامة بعدي لعلي.

من الخاسرين) * (1) اللهم إني أشهدك [وكفي بك شهيدا] (2) اني قد بلغت.

معاشر الناس انما أكمل الله عز وجل دينكم بإمامته، فمن لم يأتم به وبمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلي يوم القيامة، والعرض علي الله عز وجل، فأولئك الذين حبطت أعمالهم، وفي النار هم فيها خالدون، * (لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون) *.

معاشر الناس هذا علي أنصركم، وأحقكم بي، وأقر بكم إلي، وأعز كم علي، والله عز وجل وانا عنه راضيان، وما نزلت آية رضا الا فيه، وما خاطب الله الذين آمنوا الا بدأ به، وما نزلت (3) آية مدح في القرآن الا فيه، ولا شهد (الله) (4) بالجنة في * (هل اتي علي الانسان) * (5) الا له، ولا أنزلها في سواه، ولا مدح بها غيره.

معاشر الناس هو ناصر دين الله، والمجادل عن رسول الله، وهو التقي النقي، الهادي المهدي، نبيكم خير نبي، ووصيكم خير وصي (6).

معاشر الناس ذرية كل نبي من صلبه، وذريتي من صلب علي.

معاشر الناس ان إبليس اخرج آدم من الجنة بالحسد، فلا تحسدوه، فتحبط أعمالكم، وتزل أقدامكم، فان آدم (عليه السلام) اهبط إلي الأرض لخطيئة واحدة، وهو صفوة الله عز وجل، فكيف بكم، وأنتم أنتم (7) عباد الله ما يبغض (8) علي الا شقي، ولا يتوالي عليا الا تقي، ولا يؤمن به الا مؤمن مخلص، وفي علي والله نزلت سورة العصر * (بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر) * إلي آخره.

معاشر الناس قد استشهدت الله، وبلغتكم رسالتي، وما علي الرسول الا البلاغ المبين.

ص: 200


1- (1) آل عمران 85.
2- (2) من المصدر.
3- (3) في المصدر: ولا نزلت.
4- (4) ليس في المصدر.
5- (5) الانسان 2.
6- (6) في المصدر بزيادة: وبنوه خير الأوصياء.
7- (7) في المصدر: وأنتم أنتم ومنكم أعداء الله.
8- (8) في المصدر: انه لا يبغض.

معاشر الناس * (اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وأنتم مسلمون) * (1).

معاشر الناس آمنوا بالله ورسوله والنور الذي انزل معه من قبل ان نطمس وجوها فنردها علي ادبارها.

معاشر الناس النور من الله عز وجل في، ثم مسلوك في علي (2) (ع) ثم في النسل منه إلي القائم المهدي، الذي يأخذ بحق الله، وبكل حق هو لنا، لان الله عز وجل قد جعلنا حجة علي المقصرين، والمعاندين، والمخالفين، والخاطئين (3) والآثمين، والظالمين، من جميع العالمين.

معاشر الناس أنذركم اني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل، أفإن مت أو قتلت انقلبتم علي اعقابكم، ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين، الا وان عليا [هو] (4) الموصوف بالصبر والشكر، ثم من بعده ولدي من صلبه.

معاشر الناس لا تمنوا علي الله اسلامكم، فسيخط عليكم، فيصيبكم بعذاب من عنده، انه لبالمرصاد.

معاشر الناس انه سيكون من بعدي أئمة يدعون إلي النار، ويوم القيامة لا ينصرون.

معاشر الناس ان الله وانا بريئان منهم.

معاشر الناس انهم وأنصارهم وأشياعهم واتباعهم في الدرك الأسفل من النار ولبئس مثوي المتكبرين، الا انهم أصحاب الصحيفة، فلينظر أحدكم في صحيفته.

قال: فذهب علي الناس الا شرذمة منهم أمر الصحيفة.

ص: 201


1- (1) آل عمران 102.
2- (2) في المصدر: مسلوك في ثم في علي.
3- (3) في المصدر: والمخالفين والخائنين.
4- (4) من المصدر.

معاشر الناس اني أدعها أمانة (1) ووراثة في عقبي إلي يوم القيامة، وقد بلغت ما امرت بتبليغه، حجة علي كل حاضر وغائب، وعلي كل أحد ممن شهد أولم يشهد، ولد أو لم يولد، فليبلغ الحاضر الغائب، والوالد الولد إلي يوم القيامة، وسيجعلونها ملكا واغتصابا، الا لعن الله الغاصبين [والمغتصبين] (2) وعندها * (سنفرغ لكم أيها الثقلان) * (3) * (يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران) * (4).

معاشر الناس ان الله عز وجل لم يكن يذركم علي ما أنتم عليه، حتي يميز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليطلعكم علي الغيب.

معاشر الناس انه ما من قرية الا والله مهلكها بتكذيبها، وكذلك يهلك القري وهي ظالمة، كما ذكر الله تعالي، وهذا علي امامكم ووليكم، وهو مواعيد الله، والله يصدق ما وعده.

معاشر الناس قد ضل قبلكم أكثر الأولين، والله لقد أهلك الأولين، وهو مهلك الآخرين قال الله تعالي: * (ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين كذلك نفعل بالمجرمين ويل يومئذ للمكذبين) * (5).

معاشر الناس ان الله قد امرني ونهاني، وقد امرت عليا ونهيته، فعلم الأمر والنهي من ربه عز وجل، فاسمعوا لامره وسلموا، (6) وأطيعوا تهتدوا، وانتهوا لنهيه ترشدوا، وصيروا إلي مراده، ولا يتفرق بكم السبل عن سبيله.

معاشر الناس انا صراط الله المستقيم، الذي امركم (الله) (7) باتباعه، ثم علي من بعدي، ثم ولدي من صلبه، أئمة يهدون إلي الحق وبه يعدلون، ثم قرأ * (الحمد لله رب العالمين) * (8) إلي آخرها، وقال في نزلت، وفيهم

ص: 202


1- (1) في المصدر: أدعها أمامة.
2- (2) من المصدر.
3- (3) الرحمن 31.
4- (4) الرحمن 35.
5- (5) المرسلات 16 - 19.
6- (6) في المصدر: تسلموا.
7- (7) ليس في المصدر.
8- (8) الفاتحة 2.

نزلت ولهم عمت، واياهم خصت، أولئك أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، * (الا فان حزب الله هم الغالبون) * الا ان أعداء علي هم أهل الشقاق [والنفاق والحادون وهم] (1) العادون، واخوان الشياطين، الذي (2) يوحي بعضهم إلي بعض زخرف القول غرورا الا ان أولياء هم الذين ذكرهم الله في كتابه (بالمؤمنون) (3)، فقال عز وجل: * (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) * (4) إلي آخر الآية، الا انهم أوليائهم الذين وصفهم الله عز وجل، فقال: * (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الا من وهم مهتدون) * (5) الا ان أولياءهم الذين [وصفهم الله عز وجل فقال: الذين] (6) يدخلون الجنة آمنين وتتلقاهم الملائكة بالتسليم ان طبتم فادخلوها خالدين (7)، الا ان أولياءهم الذين قال الله عز وجل * (يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب) * (8) الا ان أعدائهم يصلون سعيرا، الا ان أعدائهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا وهي تفور، ولها زفير [الا ان أعدائهم الذين قال الله فيهم] (9) * (كلما دخلت أمة لعنت أختها) * (10)، الا ان أعدائهما الذين قال الله * (كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير) * (11) الا ان أوليائهم * (الذين يخشون ربهم

ص: 203


1- (1) من المصدر.
2- (2) في المصدر: الذين.
3- (3) ليس في المصدر.
4- (4) المجادلة 22.
5- (5) الانعام 82.
6- (6) من المصدر.
7- (7) هذا مضمون مأخوذ من قوله تعالي * (وسيق الذين اتقوا ربهم إلي الجنة زمرا حتي إذا جاؤوها وفتحت أبوابها قال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) * الزمر 73.
8- (8) مأخوذ من قوله تعالي: * (فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب) * غافر 40.
9- (9) من المصدر.
10- (10) الأعراف 38.
11- (11) الملك 8 - 9. في الاحتجاج: * (كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلي قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ ان أنتم الا في ضلال مبين) *.

بالغيب لهم مغفرة واجر كبير) * (1) معاشر الناس شتان ما بين السعير والجنة، عدونا من ذمه الله ولعنه، وولينا من مدحه الله وأحبه.

معاشر الناس الا واني منذر، وعلي هاد.

معاشر الناس اني نبي، وعلي وصي، الا ان خاتم الأئمة منا القائم المهدي (صلوات الله عليه)، الا انه الظاهر علي الدين، الا انه المنتقم من الظالمين، الا انه فاتح الحصون وهادمها، الا انه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك، الا انه المدرك بكل ثار أولياء الله عز وجل، الا انه الناصر لدين الله، الا انه الغراف من بحر عميق، الا انه يسم (2) كل ذي فضل بفضله، وكل ذي جهل بجهله، الا انه خيرة الله مختارة، الا انه وارث كل علم، والمحيط به، الا انه المخبر عن ربه عز وجل، والمنبه بأمر ايمانه، الا انه الرشيد السديد، الا انه المفوض إليه، ألا انه قد بشر به من سلف بين يديه، الا انه الباقي حجة ولا حجة بعده، ولا حق الا معه، ولا نور الا عنده، الا انه لا غالب له، ولا منصور عليه، الا وانه ولي الله في ارضه، وحكمه في خلقه وأمينه في سره وعلانيته.

معاشر الناس قد بينت لكم وأفهمتكم، وهذا علي يفهمكم بعدي، الا واني عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلي مصافقتي (3) علي بيعته، والاقرار به، ثم مصافقته بعدي، الا واني قد بايعت الله، وعلي قد بايعني، وانا آخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل، * (فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه) * (4)، الآية.

معاشر الناس * (ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت

ص: 204


1- (1) الملك 12.
2- (2) يسم الشئ: يجعل له علامة يعرف بها.
3- (3) صفق يده بالبيعة، وصفق علي يده: ضرب يده، والمصافقة: المبايعة.
4- (4) الفتح 10.

أو اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما) * (1).

معاشر الناس فما ورده (2) أهل بيت الا استغنوا (عنه) (3) ولا تخلقوا عنه الا افترقوا.

معاشر الناس ما وقف بالموقف مؤمن الا غفر الله له ما سلف من ذنبه إلي وقته ذلك، فإذا انقضت حجته استونف عمله.

معاشر الناس الحجاج معانون (4)، ونفقاتهم مخلفة، والله لا يضيع اجر المحسنين.

معاشر الناس حجوا البيت بكمال الدين والتفقه، ولا تنصرفوا (5) عن المشاهد الا بتوبة واقلاع.

معاشر الناس أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة كما امركم الله عز وجل، فان (6) طال عليكم الأمد فقصرتم أو نسيتم فعلي وليكم، ومبين لكم الذي نصبه الله عز وجل بعدي، ومن خلقه (7) الله مني ومنه، يخبركم بما تسألون عنه، ويبين لكم مالا تعلمون، الا ان الحلال والحرام أكثر من أحصيها واعرفها (8) فامر بالحلال ونهي عن الحرام في مقام واحد، فامرت ان آخذ البيعة منكم، والصفقة لكن يقول (9): ما جئت به عن الله عز وجل في علي أمير المؤمنين، والأئمة من بعده، الذين هم مني ومنه، انه قائمهم فيهم خاتمهم المهدي (10) إلي يوم القيامة، الذي يقضي بالحق.

معاشر الناس وكل حلال دللتكم عليه وكل (11) حرام نهيتكم عنه، فاني لم ارجع عن ذلك، ولم ابدل، الا فاذكروا ذلك واحفظوه، وتواصوا به، ولا

ص: 205


1- (1) البقرة 158.
2- (2) في المصدر: حجوا البيت فما ورده.
3- (3) ليس في المصدر.
4- (4) في المصدر: معاونون. ومعانون: اي مساعدون.
5- (5) في النسخة: ولا تتفرقوا.
6- (6) في المصدر: لئن.
7- (7) في المصدر: خلفه.
8- (8) في المصدر: من أن أحصيها وأعرفها.
9- (9) في المصدر: بقبول.
10- (10) في المصدر: أئمة قائمة منهم المهدي.
11- (11) في المصدر: أ و.

تبدلوه ولا تغيروه، الا واني أجدد القول، الا فأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، الا وان رأس الامر بالمعروف [والنهي عن المنكر] (1) ان تنتهوا إلي قولي، وتبلغوه من لم يحضر، وتأمروه بقبوله، وتنهوه عن مخالفته، فإنه أمر من الله عز وجل ومني، ولا أمر بالمعروف ولا نهي عن منكر الا مع امام معصوم.

معاشر الناس القرآن يعرفكم ان الأئمة من بعده ولده، وعرفتكم انهم مني ومنه (2) حيث يقول الله عز وجل * (وجعلها كلمة باقية في عقبه) * (3) وقلت: لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما.

معاشر الناس التقوي التقوي، احذروا الساعة، كما قال الله عز وجل * (ان زلزلة الساعة شئ عظيم) * (4) اذكروا الممات والحساب، والموازين، والمحاسبة بين يدي رب العالمين، والثواب والعقاب، فمن جاء بالحسنة أثيب، ومن جاء بالسيئة فليس له في الجنان نصيب.

معاشر الناس [انكم] (5) أكثر من أن تصافقوني يكف واحدة، وأمرني الله عز وجل ان آخذ من ألسنتكم الا قرار بما عقدت لعلي بإمرة المؤمنين، ومن جاء بعده من الأئمة مني ومنه، علي ما أعلمتكم ان ذريتي من صلبه، فقولوا بأجمعكم انا سامعون مطيعون، راضون، منقادون لما بلغت عن ربنا وربك في أمر علي وامر ولده من صلبه من الأئمة، نبايعك علي ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا، علي ذلك نحيا ونموت، ونبعث، ولا نغير ولا نبدل ولا نشك ولا نرتاب، ولا نرجع علي (6) عهد، ولا ننقض الميثاق، ونطيع الله، ونطيعك، وعليا أمير المؤمنين وولده الأئمة، الذين ذكرتهم من ذريتك من صلبه بعد الحسن والحسين الذين قد عرفتكم مكانهما مني، ومحلهما

ص: 206


1- (1) من المصدر.
2- (2) في المصدر: انه مني وأنا منه.
3- (3) الزخرف 28.
4- (4) الحج 1.
5- (5) من المصدر.
6- (6) في المصدر: عن.

عندي، ومنزلتهما من ربي عز وجل، فقد أديت ذلك إليكم، وانهما سيدا شباب أهل الجنة، وانهما الإمامان بعد أبيهما علي، وانا أبو هما قبله، وقولوا أعطينا (1) الله بذاك وإياك وعليا والحسن والحسين والأئمة الذين ذكرت عهدا وميثاقا مأخوذا لأمير المؤمنين من قلوبنا وأنفسنا وألسنتنا، ومصافحة (2) أيدينا، من ادركهما بيده، وأقر بهما بلسانه، لا نبتغي بذلك بدلا، ولا نري من أنفسنا عنه حولا ابدا، اشهدنا الله، وكفي بالله شهيدا، وأنت علينا به شهيد، وكل من أطاع ممن ظهر واستتر، وملائكة الله وجنوده وعبيده والله أكبر من كل شهيد.

معاشر الناس ما تقولون، فان الله يعلم كل صوت، وخافيه كل نفس، * (فمن اهتدي فلنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها) * (3) ومن بايع فإنما يبايع الله، يد الله فوق أيديهم.

معاشر الناس فاتقوا الله، وبايعوا عليا أمير المؤمنين، والحسن والحسين والأئمة، كلمة باقية، يهلك الله من غدر ويرحم الله من وفي، * (ومن نكث فإنما ينكث علي نفسه) * (4) الآية.

معاشر الناس قولوا الذي قلت لكم، وسلموا علي علي بامرة بالمؤمنين، وقولوا * (سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا، واليك المصير) * (5)، وقولوا:

* (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا أنهتدي لولا أن هدانا الله) * (6) الآية.

معاشر الناس ان فضائل علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) عند الله عز وجل وقد أنزلها في القرآن أكثر من أن أحصيها في مقام واحد، فمن أنبأكم بها وعرفها، فصدقوه.

ص: 207


1- (1) في المصدر: أطعنا.
2- (2) في المصدر: ومصافقة.
3- (3) الزمر 39.
4- (4) الفتح 10.
5- (5) البقرة 285.
6- (6) الأعراف 41.

معاشر الناس من يطع الله ورسوله، وعلي والأئمة الذين ذكرتهم، فقد فاز فوزا عظيما.

معاشر الناس السابقون السابقون إلي مبايعته، وموالاته، والتسليم عليه بإمرة المؤمنين، أولئك [هم] (1) الفائزون في جنات النعيم.

معاشر الناس قولوا ما يرضي الله [به] (2) عنكم من القول * (فان تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا) * (3).

اللهم اغفر للمؤمنين، واغضب علي الكافرين، والحمد لله رب العالمين، فناداه القوم: سمعنا وأطعنا علي أمر الله، وامر رسوله، بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا، وتداكوا علي رسول الله (ص) وعلي علي (ع) وصافقوا بأيديهم، فكان أول من صافق رسول الله (ص) الأول، والثاني، والثالث، والرابع، والخامس، وباقي المهاجرين والأنصار، وباقي الناس علي طبقاتهم، وقدر منازلهم، إلي أن صليت المغرب والعتمة في وقت واحد، وأوصلوا (4) البيعة والمصافقة، ثلاثا، ورسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول كلما بايع قوم:

الحمد لله الذي فضلنا علي جميع العالمين وصارت المصافقة سنة ورسما وربما يستعملها من ليس له حق فيها.

وروي عن الصادق (ع) أنه قال: لما فرغ رسول الله (ص) من هذه الخطبة رأي (في) (5) الناس رجلا جميلا بهيا طيب الريح، قال: تالله ما رأينا كاليوم قط (6)، وما أشد ما يؤكد لابن عمه، وانه لعقد (7) عقدا لا يحله الا كافر بالله العظيم، وبرسوله (الكريم) (8) ويل طويل لمن حل عقدة، قال فالتفت إليه عمر بن الخطاب حين سمع كلامه، فأعجبته هيئته ثم التفت

ص: 208


1- (1) من المصدر.
2- (2) من المصدر.
3- (3) آل عمران 144.
4- (4) في المصدر: ووصلوا.
5- (5) ليس في المصدر.
6- (6) في المصدر: تالله ما رأيت محمدا كاليوم قط.
7- (7) في المصدر: يعقد.
8- (8) ليس في المصدر.

إلي النبي (ص) وقال: اما سمعت ما قال هذا الرجل؟ قال: كذا وكذا؟ فقال رسول الله (ص): يا عمر أتدري من ذاك الرجل قال: لا، قال: ذاك الروح الأمين جبرئيل (ع) فإياك ان تحله، فإنك ان فعلت فالله ورسوله والملائكة والمؤمنون منك براء (1).

وهذه الخطبة متكررة في الكتب، وقد ذكرها الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن علي، المعروف بابن الفارسي في " روضة الواعظين " (2).

الحادي والأربعون: الشيخ الطوسي في " التهذيب " عن أبي عبد الله بن عياش، قال: حدثني أحمد بن زياد الهمداني وعلي بن محمد التستري، قالا:

حدثنا محمد بن الليث المكي، قال: حدثني أبو إسحاق بن عبد الله العلوي العريضي، قال: دخل في صدري (3) ما الأيام التي تصام فقصدت مولانا أبا الحسن علي بن محمد (عليهما السلام) وهو بصربا (4)، ولم أبد ذلك لاحد من خلق الله، فدخلت عليه، فلما بصرني قال (عليه السلام): يا أبا إسحاق جئت تسألني عن الأيام التي يصام فيهن؟ وهي أربعة أولهن يوم السابع والعشرين من رجب يوم بعث الله تعالي محمدا (صلي الله عليه وآله) إلي خلقه رحمة للعالمين، ويوم مولده (صلي الله عليه وآله) (بمكة) (5) وهو السابع عشر من شهر ربيع الأول، ويوم الخامس والعشرين من ذي القعدة، فيه دحيت الكعبة، ويوم الغدير، فيه أقام رسول الله (صلي الله عليه وآله) أخاه عليا (عليه السلام) علما للناس، واماما من بعده، قلت: صدقت جعلت فداك لذلك قصدت، اشهد انك حجة الله علي خلقه (6).

ص: 209


1- (1) الاحتجاج ج 1 ص 55 - 67.
2- (2) روضة الواعظين ص 89 - 99.
3- (3) في المصدر: وحك في صدري.
4- (4) في النسخة: بصريا. وفي المصدر: بصربا وهي قرية علي ثلاثة أميال من المدينة.
5- (5) ليس في المصدر.
6- (6) التهذيب ج 4 ص 305.

الثاني والأربعون: وعنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن يحيي، عن جده، عن حسن بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

قلت له: [جعلت فداك] (1) للمسلمين عيد غير هذين العيدين؟ قال: نعم يا حسن، أعظمهما وأشرفهما، قال: قلت: وأي يوم هو؟ قال: هو يوم نصب أمير المؤمنين عليه السلام فيه علما للناس (قال) (2): فقلت جعلت فداك، وما ينبغي لنا ان نصنع فيه؟ قال: تصومه يا حسن، وتكثر [فيه] (3) (من) (4) الصلاة علي محمد وآله، وتبرأ إلي الله عز وجل ممن ظلمهم، وان الأنبياء (صلوات الله عليهم) كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي يقام فيه الوصي ان يتخذ عيدا، قال: قلت:

فما لمن صامه؟ قال: صيام ستين شهرا، ولا تدع صيام سبعة وعشرين من رجب، فإنه اليوم الذي نزلت فيه النبوة علي محمد (صلي الله عليه وآله)، وثوابه مثل ستين شهرا لكم (5).

الثالث والأربعون: الشيخ الطوسي في التهذيب، عن الحسين بن الحسن الحسيني، قال: حدثنا محمد بن موسي الهمداني، قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي، قال: حدثنا علي بن الحسين العبدي، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: صيام يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا لو عاش انسان ثم صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك، وصيامه يعدل عند الله عز وجل في عام مائة حجة، ومائة عمرة،، مبرورات متقبلات، وهو عيد الله الأكبر، وما بعث الله عز وجل نبيا [قط] (6) الا وتعيد في هذا اليوم، وعرف حرمته واسمه في السماء يوم العهد المعهود، وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ، والجمع المشهود، ومن صلي فيه ركعتين، يغتسل عند

ص: 210


1- (1) من المصدر.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) من المصدر.
4- (4) ليس في المصدر.
5- (5) التهذيب ج 4 ص 305.
6- (6) من المصدر.

زوال الشمس من قبل ان تزول مقدار نصف ساعة، يسأل الله عز وجل، يقرأ في كل ركعة سورة الحمد مرة، وعشر مرات قل هو الله أحد، وعشر مرات آية الكرسي، وعشر مرات انا أنزلناه، عدلت عند الله عز وجل مائة الف حجة، ومائة الف عمرة، وما سأل الله عز وجل حاجة من حوائج الدنيا وحوائج الآخرة الا قضيت (له) (1) كائنة ما كانت الحاجة، وان فاتتك الركعتان والدعاء قضيتهما بعد ذلك، ومن فطر فيه مؤمنا كان كمن أطعم فئاما وفئاما (2) فلم يزل يعد إلي أن عقد بيده عشرا، ثم قال: وتدري كم الفئام؟ قلت: لا، قال: مائة الف كل فئام، كان له ثواب من أطعم بعددها من النبيين والصديقين والشهداء في حرم الله عز وجل، وسقاهم في يوم ذي مسغبة، والدرهم فيه بألف ألف درهم، قال: لعلك تري ان الله عز وجل خلق يوما أعظم حرمة منه، لا والله، لا والله، لا والله، ثم قال: وليكن من قولكم إذ التقيتم ان تقولوا: الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم، وجعلنا من الموفين بعهده إلينا، وميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة امره، والقوام بقسطه، ولم يجعلنا من الجاحدين والمكذبين بيوم الدين.

ثم قال: وليكن من دعائك في دبر هاتين الركعتين ان تقول: * (ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان آمنوا بربكم فآمنا) * إلي قوله: * (انك لا تخلف الميعاد) * (3) ثم تقول بعد ذلك: اللهم إني أشهدك وكفي بك شهيدا، واشهد ملائكتك وحملة عرشك وسكان سمواتك وأرضك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت، المعبود الذي ليس من لدن عرشك إلي قرار أرضك معبود يعبد سواك، الا باطل مضمحل غير وجهك الكريم، لا إله إلا أنت المعبود، فلا معبود سواك، تعاليت عما يقول

ص: 211


1- (1) الفئام: الجماعة من الناس.
2- (2) ليس في المصدر.
3- (3) آل عمران 193.

الظالمون علوا كبيرا، وأشهد أن محمدا (صلي الله عليه وآله) عبدك ورسولك، واشهد ان عليا (صلوات الله عليه) أمير المؤمنين، ووليهم ومولاهم، ربنا انا سمعنا بالنداء، وصدقنا المنادي رسول الله (صلي الله عليه وآله) إذ نادي بنداء عنك بالذي امرته ان يبلغ ما أنزلت إليه من ولاية ولي امرك، فحذرته وأنذرته ان لم يبلغ ان تسخط عليه، وانه ان بلغ رسالاتك عصمته من الناس، فنادي مبلغا وحيك ورسالاتك، الا من كنت مولاه فعلي مولاه، ومن كنت وليه فعلي وليه، ومن كنت نبيه فعلي أميره، ربنا فقد أجبنا داعيك النذير المنذر محمدا (صلي الله عليه وآله) عبدك ورسولك إلي علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي أنعمت عليه، وجعلته مثلا لبني إسرائيل انه أمير المؤمنين ومولاهم ووليهم إلي يوم القيامة يوم الدين، فإنك قلت إن هو الا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل، ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الأنام وصراطك المستقيم السوي وحجتك وسبيلك الداعي إليك علي بصيرة هو ومن اتبعه، سبحان الله عما يشركون بولايته وبما يلحدون باتخاذ الولائج دونه، فاشهد يا الهي انه الإمام الهادي المرشد الرشيد علي أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك فقلت:

* (وانه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) * (1) لا أشرك معه امام، ولا اتخذ من دونه وليجة، اللهم فانا نشهد انه عبدك الهادي من بعد نبيك النذير المنذر، وصراطك المستقيم، وأمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، وحجتك البالغة، ولسانك المعبر عنك في خلقك، والقائم بالقسط من بعد نبيك، وديان دينك، وخازن علمك، وموضع

ص: 212


1- (1) الزخرف 4.

سرك، وعيبة علمك، وأمينك المأمون المأخوذ ميثاقه مع ميثاق رسولك (صلي الله عليه وآله) من جميع خلقك، وبريتك، شهادة الاخلاص لك بالوحدانية، بأنك الله الذي لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك، وعليا أمير المؤمنين، وان الاقرار بولايته تمام توحيدك، والاخلاص بوحدانيتك وكمال دينك وتمام نعمتك [وفضلك] (1) علي جميع خلقك وبريتك، فإنك قلت وقولك الحق * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) * (2).

اللهم فلك الحمد علي ما مننت به عليا من الاخلاص لك بوحدانيتك، إذ هديتنا لموالاة وليك الهادي من بعد النبي المنذر، ورضيت لنا الاسلام دينا بموالاته، وأتممت علينا نعمتك التي جددت لنا عهدك وميثاقك، فذكرتنا ذلك، وجعلتنا من أهل الاخلاص والتصديق بعهدك ومياقك، ومن أهل الوفاء بذلك، ولم تجعلنا من الناكثين والجاحدين والمكذبين بيوم الدين، ولم تجعلنا من اتباع المغيرين والمبدلين والمنحرفين، والمبتكين آذان الانعام، والمغيرين خلق الله، ومن الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وصدهم عن السبيل وعن الصراط المستقيم وأكثر من قولك في يومك وليلتك أن تقول: اللهم العن الجاحدين والناكثين والمغيرين والمكذبين بيوم الدين من الأولين والآخرين، اللهم فلك الحمد علي انعامك علينا بالذي هديتنا إلي ولاية ولاة امرك من بعد نبيك، الأئمة الهداة الراشدين، الذين جعلتهم اركانا لتوحيدك، واعلام الهدي، ومنار التقوي، والعروة الوثقي، وكمال دينك وتمام

ص: 213


1- (1) من المصدر.
2- (2) المائدة 3.

نعمتك، فلك الحمد آمنا بك وصدقنا بنبيك واتبعنا من بعده النذير المنذر، ووالينا وليهم، وعادينا عدوهم، وبرئنا من الجاحدين والناكثين والمكذبين إلي يوم الدين، اللهم فكما كان من شأنك يا صادق الوعد، يا من لا يخلف الميعاد، يا من هو كل يوم في شأن، ان أنعمت علينا بموالاة أوليائك المسؤول عنها عبادك، فإنك قلت وقولك الحق * (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) * (1)، وقلت: * (وقفوهم انهم مسؤولون) * (2) ومننت علينا بشهادة الاخلاص لك بموالاة أوليائك والهداة من بعد النذير المنذر، والسراج المنير، وأكملت الدين بموالاتهم والبراءة عن عدوهم، وأتممت علينا النعمة التي جددت لنا عهدك، فذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في مبتدأ خلقك إيانا، وجعلتنا من أهل الإجابة، وذكرتنا العهد والميثاق، ولم تنسنا ذكرك، فإنك قلت: * (وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم علي أنفسهم الست بربكم قالوا بلي) *، اللهم بلي شهدنا بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ربنا، ومحمد عبدك ورسولك نبينا، وعلي أمير المؤمنين، والحجة العظمي، وآيتك الكبري، والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون.

اللهم فكما كان من شأنك ان أنعمت علينا بالهداية إلي معرفتهم، فليكن من شأنك ان تصلي علي محمد وآل محمد، وان تبارك لنا في يومنا هذا الذي ذكرتنا فيه عهدك ومياقك، وأكملت ديننا، وأتممت علينا نعمتك، وجعلتنا من أهل الإجابة والاخلاص بوحدانيتك، ومن أهل الايمان والتصديق بولاية أوليائك، والبراءة من أعدائك وأعداء أوليائك الجاحدين المكذبين بيوم الدين وان لا

ص: 214


1- (1) التكاثر 8.
2- (2) لصافات 24.

تجعلنا من الغاوين، ولا تلحقنا بالمكذبين بيوم الدين، واجعل لنا قدم صدق مع النبيين، وتجعل لنا مع المتقين إماما إلي يوم الدين * (يوم يدعي كل أناس بامامهم) * واحشرنا في زمرة الهداة المهديين، واحينا ما أحييتنا علي الوفاء بعهدك وميثاقك المأخوذ منا وعلينا لك، واجعل لنا مع الرسول سبيلا، وثبت لنا قدم صدق في الهجرة اللهم واجعل محيانا خير المحيا، ومماتنا خير الممات، ومنقلبنا خير المنقلب، حتي توفانا وأنت عنا راض قد أوجبت لنا حلول جنتك برحمتك، والمثوي في دارك، والإنابة إلي دار المقامة من فضلك، لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب، ربنا انك امرتنا بطاعة ولاة امرك، وامرتنا ان نكون مع الصادقين، فقلت:

* (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * (1)، وقلت:

* (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * (2) فسمعنا وأطعنا، ربنا فثبت اقدامنا وتوفنا مسلمين مصدقين لأوليائك، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب.

اللهم إني أسألك بالحق الذي جعلته عندهم، وبالذي فضلتهم علي العالمين جميعا، ان تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا فيه، وان تتم علينا نعمتك، وتجعله عندنا مستقرا، ولا تسلبناه ابدا ولا تجعله مستودعا، فإنك قلت مستقر ومستودع فجعله مستقرا ولا تجعله مستودعا وارزقنا نصر دينك مع ولي (3) هاد منصور من أهل بيت نبيك، واجعلنا معه، وتحت رايته، شهداء صديقين في سبيلك، وعلي نصرة دينك ثم تسأل بعدها حاجتك للدنيا والآخرة، فإنها والله

ص: 215


1- (1) الناس 59. (2) التوبة 119. (3) في النسخة: وليك.

مقضية في هذا اليوم إن شاء الله تعالي (1) قلت: علي هذا نقتصر من روايات الخاصة، والروايات في قصة غدير خم لا تحصي من طريق الخاصة والعامة، قال الشيخ الفاضل محمد بن علي بن شهرآشوب في فصل قصة غدير خم من كتابه قال: العلماء مطبقون علي قبول هذا الخبر، وان وقع الخلاف في تأويله، (وقد بلغ في الانتشار والاشتهار إلي حد لا يوازي به خبر من الاخبار، وضوحا وبيانا، وظهورا وعرفانا، حتي لحق في المعرفة والبيان بالعلم بالحوادث الكبار، والبلدان، فلا يدفعه الا جاحد، ولا يرده الا معاند، وأي خبر من الاخبار جمع في روايته ومعرفة طرقه أكثر من الف مجلد من تصانيف الخاصة والعامة من المتقدمين والمتأخرين) (2)، ذكره محمد بن إسحاق، واحمد البلاذري، ومسلم بن الحجاج، وأبو نعيم الأصفهاني، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو بكر بن مردويه، وابن شاهين المروزودي، وأبو بكر الباقلاني، وأبو المعالي الجويني، وأبو إسحاق الثعلبي، وأبو سعيد الخركوشي، وأبو المظفر السمعاني، وأبو بكر بن شيبة، وعلي بن الجعد، وشعبة، والأعمش، وابن عياش، وابن السلاح (3)، والشعبي، والزهري، والأقليشي، والجعاني، وابن البيع، وابن ماجة، وابن عبد ربه، والالكاني، وشريك القاضي، وأبو يعلي الموصلي من عدة طرق، وأحمد بن حنبل من عشرين (4) طريقا، وابن بطة من ثلاث وعشرين طريقا وقد صنف علي بن هلال المهلبي كتاب الغدير، وأحمد بن محمد بن سعيد كتاب من روي خبر غدير خم، وابن الجرير الطبري كتاب الولاية، وهو كتاب غدير خم، وذكر في سبعين (5) طريقا ومسعود الشجري كتابا في رواة

ص: 216


1- (1) التهذيب ج 3 ص 143.
2- (2) ليس في المناقب.
3- (3) في المناقب: ابن الثلاج.
4- (4) في المناقب: من أربعين طريقا.
5- (5) في المناقب: وابن جرير الطبري من نيف وسبعين طريقا في كتاب الولاية.

هذا الخبر وطرقها، والرازي (1) في كتابه أسماء رواتها علي حروف المعجم (2).

ولقد رواه أبو العباس ابن عقدة، وقال صاحب الحديث (ره): سمعت أبا علي العطار الهمداني يقول: اروي هذا الحديث علي مائتي وخمسين طريقا، وقال: قال جدي شهرآشوب: سمعت أبا المعالي الجويني يتعجب ويقول:

شاهدت مجلدا ببغداد في يدي صحاف فيه روايات هذا الخبر، مكتوبا عليه المجلدة الثامنة والعشرون من طرق قوله: من كنت مولاه فعلي مولاه ويتلوه في المجلدة التاسعة والعشرين.

وأقول: قد ذكر جمع من العلماء الأفاضل: ان معني (الولي) (والمولي) معني واحد، وهو الأولي بالتصرف في أمور المسلمين، الواجب عليهم طاعته في أوامره ونواهيه، وهو معني الامام والخليفة، واستدلوا علي ذلك بأدلة كثيرة يطول الكتاب بذكرها، وذكروا رواة هذا الحديث يطول هذا الكتاب بذكرهم.

اقتصرنا علي هذا القدر ومن أراد الوقوف علي ذلك مما لا مزيد عليه، فعليه بكتاب " الشافي " للسيد المرتضي علم الهدي، فإنه قد بلغ النهاية في ذلك، وعليه بكتاب الشيخ الفاضل يحيي بن الحسن المعروف بابن البطريق في كتاب " العمدة "، وعليه بكتاب " الطرائف " للسيد الجليل أبي القاسم ابن طاووس، وكتاب الشيخ محمد بن علي بن شهرآشوب، فان في هذه الكتب، بل في بعضها ما هو غنية للمصنف، والله سبحانه تعالي ولي التوفيق، وقد ذكروا من رواة هذا الخبر أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة، والزبير، وساقوا ذكر الرواة من الصحابة وغيرهم.

ص: 217


1- (1) في المناقب: واستخرج منصور اللاتي الرازي.
2- (2) مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 25.

تم الكتاب بعون الله وحسن توفيقه باليوم الآخر من شهر ذي القعدة الحرام للسنة الحادية والمائة والألف هجرية نبوية علي مهاجرها وآلة الصلاة والسلام.

بلغ تصحيحا الا ما زاغ عنه البصر، وحسر عنه النظر في مجالس متعددة علي نسخة المصنف، وربما حضر مصنفه في أوقات تصحيحه، باليوم العاشر من شهر جمادي الآخري سنة الثانية والمائة والألف، كتبه الفقير إلي ربه الديان علي بن سليمان البحراني عفي الله عنهما.

ص: 218

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.