18 وظيفة في زمن الغيبة

اشارة

الكتاب: 18 وظيفة في زمن الغيبة

إعداد ونشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

الطبعة الأولي آذار 2008م - 1429ه-

ص: 1

اشارة

جمعية المعارف الإسلامية الثقافية بيروت. لبنان. المعمورة . الشارع العام هاتف: 01/471070- فاكس: 01/67912

ص.ب. 25/327.24/53

www.almaaref.org

Email:info@almaaref.org

الكتاب: 18 وظيفة في زمن الغيبة

إعداد ونشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

الطبعة الأولي آذار 2008م - 1429ه-

ص: 2

18 وظيفة في زمن الغيبة

ص: 3

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 4

المقدمه

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وأشرف الصلاة وأتم التسليم علي سيد الرسلان والأنبياء أبي القاسم محمد، وعلي آله الأطهار صلي الله عليهم أجمعين.

سلام علي آل يس، السلام عليك يا داعي الله وترباني آياته، السلام عليكيا باب الله ويا دينه، السلام

سَلامٌ عَلي آلِ يس، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا داعِيَ اللهِ وَرَبّانِيَّ آياتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللهِ وَدَيّانَ دينِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ اللهِ وَناصِرَ حَقِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَدَليلَ اِرادَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِيَ كِتابِ اللهِ وَتَرْجُمانَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ في آناءِ لَيْلِكَ وَاَطْرافِ نَهارِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللهِ في اَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ميثاقَ اللهِ الَّذي اَخَذَهُ وَوَكَّدَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَعْدَ اللهِ الَّذي ضَمِنَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ، وَالْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ،

ص: 5

وَالْغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الْواسِعَةُ، وَعْداً غَيْرَ مَكْذُوب.

إن أكبر خسارة يمكن أن تسجل في سجل المسيرة الإنسانية، هي البعد عن الإمام صاحب الزمان وعدم معرفته، وقد ورد في الرواية عن النبي صلي الله عليه واله :

« المهدي من ولدي اسمه إسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً، تكون له غيبة وحيرة تضل فيه الأمم، ثم يقبل كالشهاب الثاقب ويملؤها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ». (1)

ومن الجوانب التي يجدر البحث فيها، وظيفة المكلف في فترة غياب الإمام روحي له الفداء، فما هو المطلوب منا في غيابه؟ وهل يكفي مجرد الشوق؟ وهل الإنتظار هونفس الإستعداد؟ وما هي الأدعية الخاصة بهذه الفترة؟

هذه الأسئلة الكثيرة سنحاول الإجابة عليها في

ص: 6


1- المجلسي - محمد باقر بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة ج 51 ص 72

هذه الصفحات القليلة سائلين الله تعالي أن يوفقنا لأداء حق معرفته عجل الله تعالي فرجه الشريف .

وقد استفدنا في الكثير من الوظائف، من كتاب «وظيفة الأنام في غيبة الإمام «، لمؤلفه الميزان محمد تقي الموسوي الأصفهاني.

وفقنا الله تعالي جميعأ للقيام بواجباتنا تجاه ولي الأمر وإمام الزمان والحجة ، وجعلنا من أنصاره وأعوانه والمحامين عنه والمستشهدين بين يديه عجل الله تعالي فرجه الشريف ،إنه سميع مجيب.

جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

ص: 7

ص: 8

الفصل الأول: الوظائف الاعتقادية

اشارة

ص: 9

ص: 10

الوظيفة الأولي : معرفته عجل الله فرجه الشريف

« اللَّهُمَّ عَرَّفنِي نَفسَكَ فَاِنَّكَ إِن لَم تَعرَّفَنِي نَفسَكَ لَم أعرِفَ نَبِيِّكَ، اللَّهُمَّ عَرَّفنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إن لَم تُعرِّفَني رَسُولَكَ لَم أعرِف حُجَّتَكَ،اللَّهُمَّ عَرَّفنِي حُجَّتِكَ فَإِنَّكَ إِن لَم تُعرِّفَني حُجَّتَكَ ضَلَلتُ عَن دِينِي» (1)

إن الوظيفة الإعتقادية الأولي للمكلف في غيبة الإمام المهدي عجل الله تعالي فرجه الشريف : هي معرفته، والمعرفة تكون من خلال تشخيصه، وإدراك معني إمامته،ومعني أنه إمام مفترض الطاعة ، ففي الرواية عن أبي جعفر الباقر عليه السلام : «إنما يعبد الله من يعرف الله، فأما من لا يعرف الله فإنما يعبده هكذا ضلالا قلت : جعلت فداك فما معر فة الله؟ قال : تصديق الله عز

ص: 11


1- الكليني - الكافي - دار الكتب الإسلامية، آخوندي- الطبعة الثالثة - ابن بابويه علي - فقه الرضا-مؤسسة أهل البيت- ج 1 ص 337

وجل وتصديق رسوله صلي الله عليه و آله وموالاة علي عليه السلام والإئتمام به وبأئمة الهدي عليهم السلام والبراءة إلي الله عزوجل من عدوهم، هكذا يعرف الله عز وجل.

وكذلك يكون من خلال إدراك أنه المنقذ للبشرية وراد و الإنسانية إلي جادة الدين المستقيمة، و معيد الحق إلي أهله، وأنه المظهر لأحكام الله وشرائعه، كما ورد في زيارة آل ياسين : « سَلامٌ عَلي آلِ يسَّ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا داعِيَ اللَّهِ وَ رَبّانِيَّ آياتِهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللَّهِ و دَيّانَ دينِهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ اللَّهِ وَ ناصِرَ حَقِّهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَ دَليلَ اِرادَتِهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِيَ كِتابِ اللَّهِ وَتَرْجُمانَهُ

الوظيفة الثانية : الثبات علي القول بإمامته

في الرواية عن جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: «لما أنزل الله عزوجل علي نبيه « يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أطِيعُوا اللهَ وَأطِيعُوا الرَّسُولَ وَأولِي الأمرِ مِنكُم» قلت: يا رسول الله عرفنا الله و رسوله فمن أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ قال : هم خلفائي يا جابر، وأئمة

ص: 12

المسلمين بعدي، أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن والحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فاقرءه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسي بن جعفر، ثم علي بن موسي، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله - تعالي ذكره - علي يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها علي القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان. قال : فقال جابر : يا رسول الله فهل ينتفع الشيعة به في غيبته؟ فقال صلي الله عليه واله وسلم : إي والذي بعثي بالنبوة إنهم لينتفعون به :يستضيؤون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس، وإن جللها السحاب، يا جابرهذا مكنون سر الله، ومخزون علمه فاكتمه إلا عن أهله. (1)

ص: 13


1- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء ، الطبعة الثانية المصححة - ج 36 ص 250

والمستفاد من الرواية الشريفة أن المؤمنين في عصر الغيبة، في ابتلاء وامتحان شديد، وسيتخلي عن القول بإمامة الحجة عليه السلام الكثير من الناس، وسيثبت آخرون علي الاعتقاد به، وما سبب هذا إلا كثرة الامتحانات، من الدعوات الباطلة والمشككين وكثرة الابتلاءات مع قلة الصبر علي طول الغيبة.

وقد ورد في الرواية عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام : «يا منصور إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد إياس لا والله حتي تميزوا، لا والله حتي تمحصوا، لا والله حتي يشقي من يشقي، ويسعد من يسعد». (1)

وفي رواية أخري عنه عليه السلام : «إن لصاحب هذا الأمر غيبة،المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد (2) - ثم قال هكذا بيده - ثم قال : إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق

ص: 14


1- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء ، الطبعة الثانية المصححة - ج 52 ص 111
2- و القتاد و شجر عظيم نه شوك مثل الإبر و«خرط القتاد» يضرب مثلا للأمور الصعبة.

الله عبد وليتمسك بدينه». (1)

فهذه الفترة الطويلة من الغيبة الكبري إنما هي امتحان وتمحيص من الله تعالي للمؤمنين ليتبين منهم الخلص ويصفي القليل منهم؛ ففي الرواية عن الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليه السلام ، قال : «إذا فقد الخامس من ولد السابع من الأئمة فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم عنها أحد، يا بني إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة، حتي يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، إنما هي محنه من الله امتحن الله بها خلقه» (2)

وقد عبرت بعض الروايات الشريفة عن هذا الأمر بالغربلة، فإن الناس ستغربل كما الحبوب ليبقي الصالح منها، ويرمي الفاسد؛ ففي الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام :« والله لتميزن والله لتمحصن والله لتُغربلن كما

ص: 15


1- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة - ج 52 ص 111
2- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء ، الطبعة الثانية المصححة - ج 52، ص 113

يُغربل الزُوان من القمح» (1)

نسأل الله تعالي أن يجعلنا مصداقا للحديث المروي في عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام في وصية النبي صلي الله عليه واله وسلم لعلي عليه السلام قال : «يا علي أعجب الناس إيمانا وأعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان، لم يلحقوا النبي صلي الله عليه واله وسلم وحجب عنهم الحجة فآمنوا بسواد علي بياض» (2)

الوظيفة الثالثة : البراءة من أعدائه

فلا يكفي أن أوالي من فرض الله طاعته من دون البراءة من عدوه، وهذان الأمران متساويان في الأهمية ولا بد من اكتمالهما معا لتحقيق الإعتقاد الصحيح، وهذا ما نلمسه في زيارة آل ياسين :

ص: 16


1- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء ، الطبعة الثانية المصححة - ج 52 ص 114
2- الحر العاملي - محمد بن الحسن - وسائل الشيعة - مؤسسة أهل البيت - الطبعة الثانية 1414 ه.ق. - ج 27 ص 92

«يا مولاي شقي من خالفكم وسعد من أطاعكم. فاشهد علي ما أشهدتك عليه، وأنا ولي لك بريء من عدوك، فالحق ما رضيتموه، والباطل ما أسخطتموه،والمعروف ما أمرتم به. والمنكر ما نهيتم عنه، فنفسي مؤمنة بالله وحده لا شريك له، و برسوله، وبأمير المؤمنين، وبائمة المؤمنين وبكم يا مولاي. أولكم وأخركم، ونصرتي معدة لكم، ومودتي خالصة لكم آمين آمين ». (1)

ص: 17


1- راجع مفاتيح الجنان - زيارة آل يس

ص: 18

الفصل الثاني: الارتباط بالإمام الحجة

اشارة

ص: 19

ص: 20

الوظيفة الرابعة: صاة الإمام عجل الله تعالي فرجه الشريف

والمراد بصلته عليه السلام، أن يأخذ المرء من ماله ويدفعه هدية عن الإمام عجل الله تعالي فرجه الشريف ، ففي الرواية عن مفضل بن عمر قال:

« دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام يومأ ومعي شيء فوضعته بين يديه، فقال : ما هذا؟ فقلت : هذه صلة مواليك وعبيدك قال : فقال لي : يا مفضل إني لأقبل ذلك، وما أقبل من حاجة بي إليه، وما أقبله إلا ليزكوا به. ثم قال : سمعت أبي عليه السلام يقول : من مضت له سنه لم يصلنا من ماله قل أو كثر، لم ينظر الله إليه يوم القيامة إلا أن يعفو الله عنه ثم قال : يا مفضل إنها فريضة فرضها الله علي شيعتنا في كتابه إذ يقول : « لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّي تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ» (1) ، فنحن البر والتقوي، وسبيل الهدي، و باب

ص: 21


1- آل عمران/ 92

التقوي، لا يحجب دعاؤنا عن الله، اقتصروا علي حلالكم و حرامكم فسلوا عنه، وإياكم أن تسألوا أحدا من الفقهاء عما لا يعنيكم وعما ستر الله عنكم» (1)

وفي تفسير العياشي: «روي أصحابنا أنه سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قوله تعالي : « وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أمَرَ اللهُ بِهِ أن يُوصَلَ» (2)، قال : هوصلة الإمام في كل سنة مماقل أوكثر ثم قال أبو عبد الله عليه السلام : وما أريد بذلك إلا تزكيتكم». (3)

وقد تحدثت الكثير من الروايات الشريفة عن الأجر الذي يناله المؤمن من صلته للإمام عليه السلام ، ففي الرواية عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم : «من وصل أحدا من أهل بيتي في دار

ص: 22


1- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار -مؤسسة الوفاء ، الطبعة الثانية المصححة - ج 93 ص 216
2- الرعد/21
3- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء ، الطبعة الثانية المصححة 93 ص216

هذه الدنيا بقيراط كافيته يوم القيامة بقنطار» (1).

هذا في الآخرة، أما في الدنيا فلصلة الإمام عليه السلام أثر في غاية الأهمية وهوقضاء الحوائج، فمن كانت له حاجة إلي الله تعالي فليتقرب إليه بصلة أوليائه المعصومين عليهم السلام ، ولا سيما إمامنا القائم عجل الله تعالي فرجه الشريف ، فعن أبي عبد الله الإمام الصادق عليه السلام : «لا تدعوا صلة آل محمد من أموالكم، من كان غنيا فعلي قدر غناه، ومن كان فقيرأ فعلي قدر فقره، ومن أراد أن يقضي الله أهم الحوائج إليه فليصل آل محمد وشيعتهم بأحوج ما يكون إليه من ماله». (2)

وقد يطرأ السؤال التالي كيف نوصل هديتنا للإمام الغائب المحجوب عنا عجل الله تعالي فرجه الشريف ؟

والجواب عليه أنه ينبغي أن يصرف المال المهدي إليه عجل الله تعالي فرجه الشريف في ما يحرز فيه رضاه، كأن ينفق في المجالس

ص: 23


1- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة - ج 93 ص 215
2- المجلسي -محمد باقر بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة - ج 93 ص 216

التي تحيي ذكره، أو يطبع به الكتب التي تعرف الناس إليه، وتقربهم منه، أو يعطي لمواليه بعنوان الهدية عنه عجل الله تعالي فرجه الشريف .

الوظيفة الخامسة : الارتباط القلبي به عجل الله تعالي فرجه الشريف

إن الحب والمودة أمر قلبي مأمور به الإنسان المؤمن تجاه أهل البيت عليهم السلام ، وهذا ما أشار إليه تعالي في الآية الكريمة « قُل لاَّ أسألُكُم عَلَيهِ أجرًا إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَي» (1) ، وفي الرواية أن الله تعالي قال لرسوله الأكرم صلي الله عليه واله وسلم : «يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت : نعم ، قال : تقدم أمامك، فتقدمت أمامي وإذا علي بن أبي طالب، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسي بن جعفر، وعلي بن موسي، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي، والحجة القائم كأنه كوكب دري في وسطهم، فقلت : يا رب من هؤلاء؟

فقال : هؤلاء الأئمة وهذا القائم، يحل حلالي ويحرم

ص: 24


1- الشوري :23

حرامي وينتقم من أعدائي، يا محمد أحببه فإني أحبه وأحب من يحبه». (1)

وإذا تملكت المحبة في القلب، فلا بد أن تظهر علي جوارح الإنسان وسلوكه وأعماله فتكون كما يأمر الإمام ويرضي الله تعالي:

لو كان حبك صادقا لأطعته *** إن المحب لمن أحب مطيع (2)

الوظيفة السادسة: تجديد البيعة له عجل الله تعالي فرجه الشريف

وهي أن يعقد الإنسان المؤمن العزم في نفسه علي مناصرة الإمام عليه السلام والقتال بين يديه في حال ظهوره، وأن يسمع له في الأمر والنهي، ويلقي بأزمة نفسه بين يديه. هذه البيعة الواردة في دعاء العهد المروي عن الإمام

ص: 25


1- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة - ج 36 ص 223
2- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء ، الطبعة الثانية المصححة - ج 75 ص 174

الصادق عليه السلام ، وفيه : «اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي عهدأ وعقدا وبيعة له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبدا... اللهم اجعلني من أنصاره وأعوانه والذابين عنه والمسارعين إليه في قضاء حوائجه والممتثلين لأوامره والمحامين عنه والسابقين إلي إرادته والمستشهدين بين يديه...» (1)

الوظيفة السابعة: الحج نيابة عنه عجل الله تعالي فرجه الشريف

فقد روي أن أبا محمد الدعلجي كان له ولدان وكان من أخيار أصحابنا وكان قد سمع الأحاديث، وكان أحد ولديه علي الطريقة المستقيمة وهو أبو الحسن كان يغسل الأموات ، وولد آخر يسلك مسالك الأحداث في الإجرام، ودفع إلي أبي محمد حجة يحج بها عن صاحب الزمان عليه السلام ، فدفع شيئا منها إلي ابنه المذكور بالفساد و خرج إلي الحج

ص: 26


1- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة - جلد53 ص 95

فلما عاد حكي أنه كان واقفا بالموقف فرأي إلي جانبه شابا حسن الوجه، أسمر اللون، بذؤابتين، مقبلا علي شأنه في الإبتهال والدعاء والتضرع، وحسن العمل، فلما قرب نفر الناس إلتفت إلي فقال : يا شيخ أما تستحيي؟

فقلت : من أي شيء يا سيدي؟

قال : يدفع إليك حجة عمن تعلم فتدفع منها إلي فاسق يشرب الخمر، يوشك أن تذهب عينك هذه - وأومأ إلي عيني - وأنا من ذلك إلي الآن علي وجل ومخافة.

وسمع أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ذلك قال : فما مضي عليه أربعون يوما بعد مورده حتي خرج في عينه التي أومأ إليها قرحة فذهبت . (1)

الوظيفة الثامنة: تقديمه عجل الله تعالي فرجه الشريف في الدعاء

وهذا ما يتضح لنا من خلال الشواهد الكثيرة فمن

ص: 27


1- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء ، الطبعة الثانية المصححة - ج 52 ص 59

دعاء عرفة للإمام زين العابدين عليه السلام بعد أن مجد الله تعالي يقول:

«اللَّهُمَّ إِنَّك أَيّدْتَ دِينَك فِي كلِّ أَوَانٍ بِإِمَامٍ أَقَمْتَهُ عَلَماً لِعِبَادِك، وَ مَنَاراً فِي بِلَادِك بَعْدَ أَنْ وَصَلْتَ حَبْلَهُ بِحَبْلِك، وَ جَعَلْتَهُ الذَّرِيعَةَ إِلَي رِضْوَانِك، وَ افْتَرَضْتَ طَاعَتَهُ، وَ حَذَّرْتَ مَعْصِيتَهُ، وَ أَمَرْتَ بِامْتِثَالِ أَوَامِرِهِ، وَ الِانْتِهَاءِ عِنْدَ نَهْيهِ، وَ أَلَّا يتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ، وَ لَا يتَأَخَّرَ عَنْهُ مُتَأَخِّرٌ، فَهُوَ عِصْمَةُ اللَّائِذِينَ، وَ كهْفُ الْمُؤْمِنِينَ وَ عُرْوَةُ الْمُتَمَسِّكينَ، وَ بَهَاءُ الْعَالَمِينَ.

اللَّهُمَّ فَأَوْزِعْ لِوَلِيك شُكرَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيهِ، وَ أَوْزِعْنَا مِثْلَهُ فِيهِ، وَ آتِهِ مِنْ لَدُنْك سُلْطاناً نَصِيراً، وَ افْتَحْ لَهُ فَتْحاً يسِيراً، وَ أَعِنْهُ بِرُكنِك الْأَعَزِّ، وَ اشْدُدْ أَزْرَهُ، وَ قَوِّ عَضُدَهُ، وَ رَاعِهِ بِعَينِك، وَ احْمِهِ بِحِفْظِك وَ انْصُرْهُ بِمَلَائِكتِك، وَ امْدُدْهُ بِجُنْدِك الْأَغْلَبِ.

وَ أَقِمْ بِهِ كتَابَك وَ حُدُودَك وَ شَرَائِعَك وَ سُنَنَ رَسُولِك صَلَوَاتُك اللَّهُمَّ عَلَيهِ »

ص: 28

وَ آلِهِ، وَ أَحْي بِهِ مَا أَمَاتَهُ الظَّالِمُونَ مِنْ مَعَالِمِ دِينِك، وَ اجْلُ بِهِ صَدَاءَ الْجَوْرِ عَنْ طَرِيقَتِك ، وَ أَبِنْ بِهِ الضَّرَّاءَ مِنْ سَبِيلِك، وَ أَزِلْ بِهِ النَّاكبِينَ عَنْ صِرَاطِك، وَ امْحَقْ بِهِ بُغَاةَ قَصْدِك عِوَجاً

وَ أَلِنْ جَانِبَهُ لِأَوْلِيائِك، وَ ابْسُطْ يدَهُ عَلَي أَعْدَائِك، وَ هَبْ لَنَا رَأْفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ تَعَطُّفَهُ وَ تَحَنُّنَهُ، وَ اجْعَلْنَا لَهُ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ، وَ فِي رِضَاهُ سَاعِينَ، وَ إِلَي نُصْرَتِهِ وَ الْمُدَافَعَةِ عَنْهُ مُكنِفِينَ، وَ إِلَيك وَ إِلَي رَسُولِك -صَلَوَاتُك اللَّهُمَّ عَلَيهِ وَ آلِهِ-بِذَلِك مُتَقَرِّبِينَ.

اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَي أَوْلِيائِهِمُ الْمُعْتَرِفِينَ بِمَقَامِهِمُ، الْمُتَّبِعِينَ مَنْهَجَهُمُ، الْمُقْتَفِينَ آثَارَهُمُ، الْمُسْتَمْسِكينَ بِعُرْوَتِهِمُ، الْمُتَمَسِّكينَ بِوِلَايتِهِمُ، الْمُؤْتَمِّينَ بِإِمَامَتِهِمُ، الْمُسَلِّمِينَ لِأَمْرِهِمُ، الْمُجْتَهِدِينَ فِي طَاعَتِهِمُ، الْمُنْتَظِرِينَ أَيامَهُمُ، الْمَادِّينَ إِلَيهِمْ أَعْينَهُمُ، الصَّلَوَاتِ الْمُبَارَكاتِ الزَّاكياتِ النَّامِياتِ الْغَادِياتِ الرَّائِحَاتِ وَ سَلِّمْ عَلَيهِمْ وَ عَلَي أَرْوَاحِهِمْ. وَاجمَع

ص: 29

عَلَي التَّقْوَي أَمْرَهُمْ، وَ أَصْلِحْ لَهُمْ شُئُونَهُمْ، وَ تُبْ عَلَيهِمْ، إِنَّك أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَ خَيرُ الْغافِرِينَ، وَ اجْعَلْنَا مَعَهُمْ فِي دَارِ السَّلَامِ بِرَحْمَتِك، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. (1)

ص: 30


1- الصحيفة السجادية - دعاؤه عليه السلام في يوم عرفة

الفصل الثالث: التمهيد لظهوره

اشارة

ص: 31

ص: 32

الوظيفة التاسعة: المحافظة علي الأخلاق والالتزام

إن عصر الغيبة الكبري عصر مليء بالمفاسد والمغريات، وفضلا عن كل هذا، إنا لم نر الإمام المعصوم عليه السلام بأم العين، ونعتقد به ونؤمن بوجوده، وأنه سيظهر في يوم لا نعلمه، وعلينا لكي نكون من المرضي عنهم عنده عجل الله تعالي فرجه الشريف أن نلتزم بكل أحكام الدين والصفات التي وصف الله تعالي بها المؤمنين، فالمثابرة علي الطاعات والإلتزام الكلي بالأحكام الإلهية من أهم الوظائف.

وأي عبارة أهم من الكلمة الواردة في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام : «إن لنا دولة يجيء الله بها إذا شاء. ثم قال عليه السلام : من سره أن يكون من أصحاب القائم ' عجل الله تعالي فرجه الشريف فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق، وهو منتظر، فإن

ص: 33

مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدوا وانتظروا هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة» (1) ، فهنيئا لمن كان موضعا لرحمة الله تعالي.

الوظيفة العاشرة: التوبة إلي الله تعالي

والتوبة إلي الله تعالي من الذنوب التي نبتلي بها علي ارتباط وثيق بطول غيبته عليه السلام عنا، فقد ورد في التوقيع المبارك عنه عجل الله تعالي فرجه الشريف :

« فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه، ولا نؤثره منهم، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلواته علي سيدنا البشير النذير، محمد وآله الطاهرين و سلم . (2)

والمراد من التوبة هنا التوبة الحقيقية لا مجرد اللقلقة باللسان بذكر أستغفر الله، التوبة بالقول والعمل، وقد بينت

ص: 34


1- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء ، الطبعة الثانية المصححة - ج 52 ص 140
2- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء ، الطبعة الثانية المصححة ج 53 ص 178

الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام شرائطها:

«إن الإستغفار درجة العليين وهو اسم واقع علي ستة معان:

أولها الندم علي ما مضي.

والثاني العزم علي ترك العود إليه أبدأ.

والثالث أن تؤدي إلي المخلوقين حقوقهم حتي تلقي الله سبحانه أملس ليس عليك تبعة.

الرابع أن تعمد إلي كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها.

الخامس أن تعمد إلي اللحم الذي تنبت علي السحت فتذيبه بالأحزان حتي يلصق الجلد باللحم وينشأ بينهما لحم جديد.

السادس أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية» (1)

ص: 35


1- الكليني - الكافي- دار الكتب الإسلامية، آخوندي- الطبعة الثالثة - ابن بابويه علي - فقه الرضا-مؤسسة أهل البيت ج 2 ص 431

وقد أشار صاحب كتاب وظيفة الأنام إلي مسألة غاية في الأهمية، وهي الإلتفات إلي وساوس الشيطان الذي يتربص بالتائب إلي الله، حيث يقول :

« فانتبه إلي نفسك، ولا تقل: وعلي فرض أني أتوب ولكن الناس لا يتوبون فيستمر الإمام عليه السلام في غيبته فذنوب الجميع تؤدي إلي غيبته وتأخر ظهوره!

فأقول: إن كان جميع الخلق سببا لتأخير ظهوره عليه السلام فالتفت إلي نفسك فلا تكن شريكا معهم في ذلك، وأخش أن يصبح حالك تدريجا كحال هارون الرشيد في حبسه للإمام موسي الكاظم عليه السلام ، وحبس المأمون للرضا عليه السلام في سرخس، أو حبس المتوكل للإمام علي النقي عليه السلام في سامراء».

ونعوذ بالله تعالي من أن يصير بنا الأمر لنقاس بمن وصل في أذيته لإمام زمانه إلي حد السجن والقتل، لذا نسأل الله تعالي أن يجنبنا الذنوب ويعطينا القوة للثبات علي

ص: 36

طاعته والبعد عن معصيته الموجبة لسخطه، وتأخر نزول رحمته بظهور وليه الغائب المستور أرواحنا له الفداء.

الوظيفة الحادية عشرة: المرابطة

والمرابطة في سبيل الله تعالي علي نوعين: المرابطة المعروفة بين الناس وهي الذهاب إلي الثغور والبقاء هناك علي يقظة لحفظ حدود بلاد الإسلام من الغزاة، وهذه المرابطة هي النوع الأول، وقد جاء في فضلها الكثير من الروايات الشريفة منها ما روي عن رسول الله الأكرم صلي الله عليه واله وسلم : «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها». (1)

وفي رواية أخري عنه صلي الله عليه واله وسلم : «رباط يوم خير من صيام شهر وقيامه » (2).

وهذه المرابطة من الأعمال التي تجر الخير لفاعلها إلي ما بعد الموت، فهي كالصدقة الجارية، ففي الرواية عن

ص: 37


1- الريشهري -محمد- ميزان الحكمة - دار الحديث، الطبعة الأولي - ج 1 ص 449
2- الريشهري - محمد- ميزان الحكمة - دار الحديث، الطبعة الأولي- ج 1 ص 449

الرسول الأكرم صلي الله عليه واله وسلم : «كل عمل منقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله، فإنه ينمي له عمله ويجري عليه رزقه إلي يوم القيامة». (1)

كم أن عين المرابط والحارس لحدود الإسلام لا تمسها النار يوم القيامة تكريما لجليل ما تقربت به إلي الله تعالي؛ فعن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم : « عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله». (2)

وأقل المرابطة هذه ثلاثة أيام، ولو زادت عن الأربعين و يوما عد المرابط مجاهدا في سبيل الله تعالي، ففي الرواية عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق عليهما السلام : « الرباط ثلاثة أيام، وأكثره أربعون يوما، فإذا جاوز ذلك فهو جهاد» (3).

ص: 38


1- الريشهري - محمد - ميزان الحكمة - دار الحديث، الطبعة الأولي- ج 1 ص 449
2- الريشهري - محمد - ميزان الحكمة - دار الحديث، الطبعة الأولي- ج 1 ص 449
3- الحر العاملي - محمد بن الحسن - وسائل الشيعة - مؤسسة أهل البيت - الطبعة الثانية 1414 ه.ق. - ج 15 ص 29

وأما النوع الثاني من المرابطة فهو يختص بمنتظري صاحب العصر والزمان عجل الله تعالي فرجه الشريف ، وكيفيته أن يعد الإنسان نفسه وسلاحه لظهوره المبارك، ويكون علي استعداد دائم لنصرته ، ففي الرواية عن أبي عبد الله الجعفي قال : قال لي أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام : «كم الرباط عندكم؟ قلت : أربعون قال : لكن رباطنا رباط الدهر، ومن ارتبط فينا دابة كان له وزنها ووزن وزنها ما كانت عنده، ومن ارتبط فينا سلاح كان له وزنه ما كان عنده، لا تجزعوا من مرة ولا من مرتين ولا من ثلاث ولا من أربع، فإنما مثلنا ومثلكم مثل نبي كان في بني إسرائيل فأوحي الله عزوجل إليه أن ادع قومك للقتال فإني سأنصرك فجمعهم من رؤوس الجبال ومن غير ذلك ثم توجه بهم فما ضربوا بسيف ولا طعنوا برمح حتي انهزموا، ثم أوحي الله تعالي إليه أن ادع قومك إلي القتال فإني سأنصرك، فجمعهم ثم توجه بهم فما ضربوا بسيف ولا طعنوا برمح حتي انهزموا، ثم أوحي

ص: 39

الله إليه أن ادع قومك إلي القتال فإني سأنصرك فدعاهم فقالوا : وعدتنا النصر فما نصرنا، فأوحي الله تعالي إليه في إما أن يختاروا القتال أو النار، فقال : يارب القتال أحب إلي من النار فدعاهم فأجابه منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر عدة أهل بدر فتوجه بهم فما ضربوا بسيف ولا طعنوا برمح حتي فتح الله عزوجل لهم » (1)

وروي عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالي:«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (2) قال عليه السلام : «اصبروا علي المصائب ، وصابروا علي الفرائض، ورابطوا علي الأئمة ». (3)

وفي رواية أخري عن الإمام الباقر عليه السلام في تفسير

ص: 40


1- الكليني - الكافي- دار الكتب الإسلامية، آخوندي- الطبعة الثالثة - ابن بابويه علي - فقه الرضا-مؤسسة أهل البيت - ج 8 ص 382
2- آل عمران/200
3- محمد تقي الأصفهاني - مكيال المكارم - مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت ج2 ص 398

الآية السابقة قال عليه السلام : «اصبروا علي أداء الفرائض وصابروا عدوكم ورابطوا إمامكم المنتظر» (1)

الوظيفة الثانية عشرة: الدعاء بتعجيل الفرج

فقد ورد في مكاتبة له عجل الله تعالي فرجه الشريف : «وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإن ذلك فرجكم» (2) . بل نجد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام : «ومن قال أيضأ عقيب ظهر الجمعة سبع مرات: اللهم صل علي محمد وآل محمد وعجل فرج آل محمد كان من أصحاب القائم عليه السلام» (3). وهذا ما نلاحظه في العديد من الأدعية أيضا، كدعاء العهد : « اللهم واكشف هذه الغمة عن هذه الأمة بحضوره ، وعجل لنا فرجه وظهوره، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبأ».

ص: 41


1- محمد تقي الأصفهاني - مكيال المكارم - مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت -ج 2 ص 398
2- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة - ج 23 ص 128
3- معجم أحاديث الإمام المهدي، الشيخ علي الكوراني العاملي، ج 4، ص 114.

ص: 42

الفصل الرابع: وظائف عملية في غيبته عجل الله تعالي فرجه الشريف

اشارة

ص: 43

ص: 44

الوظيفة الثالثة عشرة: الانتظار

من الانتظارها هنا الترقب لظهوره الشريف ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، ففي الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: «أفضل العبادة الصبروانتظار الفرج» (1).

وفي حديث آخر عن الصادق عليه السلام أنه قال: «من مات منكم وهومنتظر لهذا الأمر كمن هومع القائم في فسطاطه» (2).

والمراد من الانتظار المعني الإيجابي الذي يدفع الانسان

ص: 45


1- الحراني - ابن شعبة - تحف العقول - الطبعة : الثانية - مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة- ص 201.
2- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة - ج 52- ص 126 ح18.

نحو تهيئة الأرض وتأمين الظروف المساعدة علي تحقيق العدالة الإلهية الكاملة، من خلال توفير الظروف وتجهيز الأنصار، وليس المراد التخلي عن المسؤولية والجلوس في المنزل، ولا ترك الدنيا وأهلها ليعيث المفسدون فيها فسادا ، فالإنتظار لا يسقط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يسقط وجوب دفاع المسلمين عن ديارهم وكراماتهم. يقول الشيخ محمد رضا المظفر:

«ومما يجدر أن نعرفه في هذا الصدد : ليس معني انتظار هذا المصلح المنقذ «المهدي » أن يقف المسلمون مكتوفي الأيدي في ما يعود إلي الحق من دينهم، وما يجب عليهم من نصرته، والجهاد في سبيله، والأخذ بأحكامه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... بل المسلم أبدأ مكلف بالعمل بما أنزل من الأحكام الشرعية، و واجب عليه السعي لمعرفتها علي وجهها الصحيح بالطرق الموصلة إليها حقيقة، وواجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهي عن

ص: 46

المنكر، ما تمكن من ذلك وبلغت إليه قدرته «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». (1)

ويقول الشيخ الصافي الكلبايكاني: «وليعلم أن معني الإنتظار ليس تخلية سبيل الكفار والأشرار، وتسليم الأمور : إليهم، والمراهنة معهم، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإقدامات الإصلاحية، فإنه كيف يجوز إيكال الأمور إلي الأشرار مع التمكن من دفعهم عن ذلك، والمراهنة معهم، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من المعاصي التي دل عليها العقل والنقل واجماع المسلمين.

ولم يقل أحد من العلماء وغيرهم بإسقاط التكاليف قبل ظهوره، ولا يري منه عين ولا أثر في الأخبار..

نعم.. تدل الآيات والأحاديث الكثيرة علي خلاف ذلك، بل تدل علي تأكد الواجبات و التكاليف و الترغيب إلي مزيد

ص: 47


1- محمد رضا المظفر- عقائد الإمامية - انتشارات أنصاريان - قم -ايران - ص085

الاهتمام في العمل بالوظائف الدينية كلها في عصر ما الغيبة » (1).

الوظيفة الرابعة عشرة : تكذيب المدعين نيابته الخاصة

إن النيابة الخاصة من قبل الإمام عجل الله تعالي فرجه الشريف كانت في زمن السفراء الأربعة رحمهم الله تعالي في الغيبة الصغري، وقد ورد في التوقيع الصادر عن الإمام عجل الله تعالي فرجه الشريف تكذيب كل من أدعي أنه نائب خاص له، ففي الرواية عن أبي محمد الحسن و بن أحمد المكتب قال : كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري - قدس الله روحه - فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلي الناس توقيعا نسخته :

« بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنك ميت مابينك وبين

ص: 48


1- منتخب الأثر: ص 500.

ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلي أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية، فلا ظهور إلا بعد إذن الله عزوجل وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جورا، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعي المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» (1).

الوظيفة الخامسة عشرة: تكذيب الوقاتين

والوقات هو الذي يعين وقتا محددا لظهور الإمام الحجة، فقد وردت الكثير من الروايات التي تؤكد علي تكذيب الموقتين لظهوره المبارك عجل الله تعالي فرجه الشريف ، منها ما روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : «من وقت لك من الناس شيئا فلا تهابن أن تكذبه، فلسنا نوقت لأحد وقتأ (2).

ص: 49


1- الصدوق - كمال الدين وتمام النعمة - مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة - ص 516
2- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء ، الطبعة الثانية المصححة - ج 52 ص 104

وفي رواية أخري عن عبد الرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه مهزم، فقال له : جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظر، متي هو؟ فقال: «يا مهزم كذب الوقاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلمون (1).

وقد سئل أهل البيت عليهم السلام مرارا عن الوقت المعين من الله تعالي لظهوره المبارك فرفضوا أن يبينوا الأمر، من ذلك ما روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : سألته عن القائم عليه السلام فقال: «كذب الوقاتون، إنا أهل بيت لا نوقت» (2).

ومحصل مافي الأمر أن العلم بظهور الإمام عجل الله تعالي فرجه الشريف عند الله تعالي، وحال ظهوره كحال قيام الساعة، كما في الرواية المروية في عيون أخبار الرضا عليه السلام : الهمداني،

ص: 50


1- الكليني-الكافي- دار الكتب الإسلامية، آخوندي- الطبعة الثالثة - ابن بابويه علي - فقه الرضا-مؤسسة أهل البيت - ج 1 ص 368
2- الكليني- الكافي- دار الكتب الإسلامية، آخوندي- الطبعة الثالثة - ابن بابويه - فقه الرضا-مؤسسة أهل البيت - ج 1 ص 368

عن علي، عن أبيه، عن الهروي قال : سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول : أنشدت مولاي علي بن موسي الرضا عليه السلام قصيدتي التي أولها :

مدارس آيات خلت من تلاوة *** ومنزل وحي مقفر العرصات

فلما انتهيت إلي قولي :

خروج إمام لا محالة خارج *** يقوم علي اسم الله والبركات

يميز فينا كل حق وباطل *** ويجزي علي النعماء والنقمات

بكي الرضا عليه السلام بكاء شديدأ ثم رفع رأسه إلي فقال لي : يا خزاعي نطق روح القدس علي لسانك بهذين و البيتين، فهل تدري من هذا الإمام؟ ومتي يقوم؟ فقلت: لا يا مولاي، إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من في الفساد ويملؤها عدلا، فقال : يا دعبل الإمام بعدي محمد

ص: 51

ابني، وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن، وبعد : الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتي يخرج فيملؤها عدلا كما ملئت جورا ، وأما متي؟ فإخبار عن الوقت، ولقد حدثني أبي عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم الصلاة والسلام أن النبي صلي الله عليه واله وسلم قيل له يا : رسول الله متي يخرج القائم من ذريتك ؟ فقال : مثله مثل الساعة « لا يُجَلِّيهَا لِوَقتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَت فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرضِ لاَ تَأتِيكُم إِلا بَغتَةً ». (1)

الوظيفة السادسة عشرة: إظهار العلماء لعلمهم في غيبته عجل الله تعالي فرجه الشريف

فعلي العلماء ان يتصدوا لبيان الدين ونشره، وتلبية حاجات المؤمنين واحتضانهم، و رعاية شؤونهم أو يقوموا

ص: 52


1- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة -ج 49ص 238، والآية الشريفة من سورة الأعراف - 187.

بالدور الكامل لسد الفراغ الحاصل من غيبة الإمام سواء في ذلك الجانب العلمي والثقافي بما يوجد من تحديات : ومستجدات علي هذا المستوي، والجانب العملي من خلال حثهم وتوجيههم ليكونوا من عباد الله تعالي الصالحين والحاضرين لنصرة إمامهم عند لحظة ظهوره عجل الله تعالي فرجه الشريف ، وقد جاء في الرواية عن الإمام الجواد عليه السلام : «من تكفل بأيتام آل محمد المنقطعين عن إمامهم المتحيرين في جهلهم ، الأسراء في أيدي شياطينهم، وفي أيدي النواصب ، من أعدائنا فاستنقذهم منهم، وأخرجهم من حيرتهم، وقهر الشياطين برد وساوسهم، وقهر الناصبين بحجج ربهم ودليل أئمتهم ليفضلون عند الله تعالي علي العباد بأفضل المواقع بأكثر من فضل السماء علي الأرض و العرش والكرسي والحجب علي السماء، وفضلهم علي هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر علي أخفي كوكب في السماء» (1).

ص: 53


1- المجلسي-محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء ، الطبعة الثانية المصححة - ج 2 ص 6

وفي رواية أخري عن الإمام العسكري عليه السلام : « لولا من يبقي بعد غيبة قائمنا عليه السلام من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب، لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة، كمايمسك صاحب السفينة سكانها، أولئك هم الأفضلون عند الله عزوجل» (1)

ولأجل أهمية ما يقوم به العلماء في زمن الغيبة من تثقيف للناس وإنقاذ لنفوسهم من أخطار التشكيك والمنحرفين، كان الثواب لهم بمقدار هذه الأهمية، ففي : الرواية عن الإمام العسكري عليه السلام : «تأتي علماء شيعتنا القوامون بضعفاء محبينا وأهل ولايتنا يوم القيامة والأنوار تسطع من تيجانهم، علي رأس كل واحد منهم تاج بهاء،

ص: 54


1- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء ، الطبعة الثانية المصححة - ج 2 ص 6

قد انبثت تلك الأنوار في عرصات القيامة، ودورها مسيرة ثلاثمائة ألف سنة، فشعاع تيجانهم ينبث فيها كلها فلا يبقي هناك يتيم قد كفلوه، ومن ظلمة الجهل أنقذوه، و من حيرة التيه أخرجوه، إلا تعلق بشعبة من أنوارهم فرفعتهم إلي العلو حتي يحاذي بهم فوق الجنان...» (1).

ولا يقتصر هذا الدور علي العلماء، بل علي كل من يقدر علي إعانة المؤمنين، فعن الإمام الكاظم عليه السلام :« من أعان محبأ لنا علي عدو لنا فقواه وشجعه حتي يخرج الحق الدال علي فضلنا بأحسن صورته، ويخرج الباطل الذي يروم به أعداؤنا ودفع حقنا في أقبح صورة، حتي ينبه الغافلين، ويستبصر المتعلمون، ويزداد في بصائرهم العالمون، بعثه الله تعالي يوم القيامة في أعلي منازل الجنان، ويقول : يا عبدي الكاسر لأعدائي، الناصر لأوليائي، المصرح بتفضيل محمد خير أنبيائي، وبتشريف علي أفضل أوليائي، ويناوي

ص: 55


1- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة - ج 2 ص 7

من ناواهما، ويسمي بأسمائهما وأسماء خلفائهما ويلقب بألقابهم...» (1).

الوظيفة السابعة عشرة: أداء الحقوق الشرعية

والمقصود بالحقوق، الحقوق المالية التي تجب علي المكلف كالخمس والزكاة. وقد أشار الإمام الحجة عجل الله تعالي فرجه الشريف لهذه الحقوق في أحد تواقيعه (2) المباركة حيث يقول:

« ونحن نعهد إليك أيها الولي المخلص المجاهد فينا الظالمين، أيدك الله بنصره الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين، أنه من اتقي ربه من إخوانك في الدين وأخرج

مما عليه إلي مستحقيه، كان آمنا من الفتنة المبطلة ومحنها المظلمة المظلة ومن بخل منهم بما أعاده الله من

ص: 56


1- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة - ج 2 ص 10
2- من توقيعه المبارك للشيخ المفيد والذي يخاطبه فيه بقوله : «للأخ السديد، والولي الرشيد، الشيخ المفيد، أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه، من مستودع العهد المأخوذ علي العباد».

نعمته علي من أمره بصلته، فإنه يكون خاسرا بذلك لأولاه وآخرته» (1).

الوظيفة الثامنة عشرة: عدم قسوة القلوب الطول الغيبة

فقد يقسوقلب المرء بسبب طول انتظاره، وقلة ذكر الإمام الحجة عجل الله تعالي فرجه الشريف ، والمطلوب أن نحافظ علي لين هذه القلوب والابتعاد عما يورث قسوتها ، ففي الرواية عن أبي جعفر الثاني أي الإمام الجواد عليه السلام ،عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام : «للقائم منا غيبة أمدها طويل، كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعي فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم علي دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة. ثم قال عليه السلام : إن القائم منا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة

ص: 57


1- الطبرسي - الاحتجاج - دار النعمان للطباعة والنشر- النجف الأشرف- ج 2 ص 325

فلذلك تخفي ولادته ويغيب شخصه» (1).

كيف تلين القلوب؟

وبالمناسبة نذكر أهم الأمور المساعدة علي تليين القلوب لالتزامها:

1 - الحضور وإحياء ذكري الإمام والمجالس التي تذكر به وتدعو لمحبته، وقد ورد عن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم : «من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم يموت القلوب» (2).

2- مجالسة العلماء؛ فقد جاء في وصية لقمان الحكيم لابنه: «يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء» (3).

ص: 58


1- المجلسي - محمد باقر - بحار الأنوار - مؤسسة الوفاء ، الطبعة الثانية المصححة - ج 51 ص 110
2- الحر العاملي - محمد بن الحسن - وسائل الشيعة - مؤسسة أهل البيت - الطبعة الثانية 1414 ه.ق. - ج 7 ص 478
3- الريشهري - محمد- ميزان الحكمة - دار الحديث، الطبعة الأولي- ج 1 ص 402

3- زيارة القبور، والتفكر عندها بالآخرة، كما في الرواية التي تحدثنا عن أمير المؤمنين عليه السلام لما مر علي المقابر فقال عليه السلام - : « السلام عليكم يا أهل القبورأنتم لنا سلف، ونحن لكم خلف، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أما المساكن فسكنت، وأما الأزواج فنكحت، وأما الأموال فقسمت، هذا خبر ما عندنا، فليت شعري ما خبر ما عندكم؟ ثم قال : أما إنهم إن نطقوا لقالوا : وجدنا التقوي خير زاد» (1).

4- إعانة المحتاجين والتحنّن عليهم ، فعن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم - لما شكا إليه رجل قساوة قلبه - : « إذا أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم». (2)

ص: 59


1- الريشهري - محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولي- ج 2 ص1200
2- الريشهري - محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولي- ج 3 ص2615

الفهرس

المقدمة ...5

الفصل الأول: الوظائف الاعتقادية ...9

الوظيفة الأولي : معرفته عجل الله تعالي فرجه الشريف ...11

الوظيفة الثانية : الثبات علي القول بإمامته ...12

الوظيفة الثالثة : البراءة من أعدائه...16

الفصل الثاني: الإرتباط بالإمام الحجة عجل الله تعالي فرجه الشريف...19

الوظيفة الرابعة: صلة الإمام عجل الله تعالي فرجه الشريف ... 21

الوظيفة الخامسة : الارتباط القلبي به عجل الله تعالي فرجه الشريف ...24

الوظيفة السادسة تجديد البيعة له عجل الله تعالي فرجه الشريف ...25

الوظيفة السابعة الحج نيابة عنه عجل الله تعالي فرجه الشريف ...26

الوظيفه الثامنة تقديمه عجل الله تعالي فرجه الشريف في الدعاء ...27

الفصل الثالث: التمهيد لظهوره عجل الله تعالي فرجه الشريف ...31

الوظيفة التاسعة: المحافظة علي الأخلاق والالتزام ... 33

الوظيفة العاشرة: التوبة إلي الله تعالي ...34

الوظيفة الحادية عشرة: المرابطة ...37

الوظيفة الثانية عشرة: الدعاء بتعجيل الفرج ...41

الفصل الرابع: وظائف عملية في غيبته عجل الله تعالي فرجه الشريف ...43

الوظيفة الثالثة عشرة: الانتظار ...45

الوظيفة الرابعة عشرة : تكذيب المدعين ...48

الوظيفة الخامسة عشرة: تكذيب الوقاتين ...49

الوظيفة السادسة عشرة: إظهار العلماء لعلمهم ...52

الوظيفة السابعة عشرة: أداء الحقوق الشرعية ...56

الوظيفة الثامنة عشرة: عدم قسوة القلوب ...57

ص: 60

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.