الشیعه و الرجعه المجلد
محمد رضا طبسی نجفی
مطبعه الاداب - النجف الاشرف 1385 - 1966
ص: 1
ص: 2
بسم اللّه الرحمن الرحيم
«وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ» .
سورة النور (آية 54)
صدق اللّه العلي العظيم
ص: 3
ص: 4
هو العالم الجليل الفقيه النبيل الورع التقي آية اللّه الحاج الشيخ محمد رضا بن عباس بن علي بن الحسن بن عبد اللّه الطبسي(1).
ولد دام ظله في 18 شهر شعبان المعظم سنة (1324 هج) في مشهد الامام الرضا «ع» حيث كان والده زائرا بها و كان والده رحمه اللّه من عباد اللّه الصالحين و من المبرزين الشهيرين بتقوى اللّه تعالى.
نشأ شيخنا دام ظله في بلده بين أهله و عمومته و تربى بينهم و نشأ نشأة صالحة
ص: 5
فقرأ المبادىء الأولية على السيد محمد علي المعروف ب (ميرزا جعفر). ثم سافر بأمر والده المرحوم الى مشهد الامام الرضا لا كمال المقدمات كالنحو، و الصرف و المعاني، و البيان، و الفقه، و الاصول، على عدة من الأساتذة كالأديب الكبير النيشابوري الشهير، و الحجتين السيد محمد باقر المعروف ب (المدرس) و السيد ميرزا محمد حسين الشهرستاني و العلامة السيد مرتضى اليزدي. ثم سافر الى قم فاكمل الفقه و الاصول على العلمين السيد محمد تقي الخونساري رحمة اللّه عليه و السيد علي الكاشاني و حضر المعقول على العلامة المعمر الميرزا علي أكبر اليزدي و الآية الحجة الشيخ محمد علي الشاه آبادى فاكمل عليهم سطوحه و حضر على العلامة آية اللّه العظمى مؤسس الحوزة العلمية لمدينة (قم) الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري سبع سنين و كان من أفاضل تلامذته. ثم سافر خلال تلك السنين الى العراق لزيارة العتبات المقدسة ثم رجع الى قم و لازم الشيخ المرحوم يقتبس من أنوار علومه حتى تهيأ للرحيل الى العراق.
هاجر شيخنا المترجم دام ظله من مدينة قم الى العراق و العتبات المقدسة فحضر في النجف على العلامة المجاهد آية اللّه الشيخ محمد جواد البلاغي (ره) في علم المناظرة و على العلامة المحقق آية اللّه الشيخ ضياء الدين العراقي في الاصول. و بعد وفات شيخنا العلامة البلاغي سنة (1352 هج) اتصل شيخنا دامت بركاته ب (الزعيم الأكبر مفتي الشيعة في الآفاق و آية اللّه العظمى على الاطلاق (السيد أبي الحسن الموسوي الاصفهاني) و آية اللّه النائني أعلا اللّه درجات الجميع و بعد وفاة الآيتين (العراقي و النائني) انقطع الى (السيد الأكبر الاصفهاني «ره») حتى صار من خواصه و من اعضاء مجلس فتياه الذي عقده في سنيّه الأخيرة الى أن توفي السيد رحمه اللّه ليلة الأضحى في الكاظمية سنة (1365 هج) و كان يوم وفاته يوما مشهودا
ص: 6
لم ير مثله تغمده اللّه بغفرانه فلازم شيخنا دامت بركاته داره و اشتغل بالتأليف و التدريس الى اليوم.
اشتهر شيخنا المترجم له بالتواضع وسعة الصدر و لين العريكة و عرف بشرف النفس و علو الهمة و سمو الفكر يحلى أخلاقه الورع و التقوى و الصلاح و العفة و الحياء، حسن الشمائل أبيض اللون مشرب بحمرة يبدو على محياه الجميل سيماء العلم و الوقار و هو يعظم الكبار و يعطف على الصغار و يبدأ مواجهه بالسلام كبيرا كان أو صغيرا شريفا كان أو وضيعا الى غير ذلك من كرائم الأخلاق و جميل الخصال الاسلامية السامية.
فمنها ما كتبه في حقه سلطان المحققين الاستاذ الأكبر الشيخ ميرزا محمد حسين النائنى ما نصه: فان جناب العالم العامل الفاضل الكامل عماد العلماء الأتقياء سناد الأفاضل ثقة الاسلام الحاج الشيخ محمد رضا الطبسي دام تأييده ممن بذل جهده في طلب العلم و العمل به حتى بلغ درجة سامية من الاجتهاد مقرونة بالصلاح و الرشاد فله العمل بما يستنبطه من الأحكام على النهج المتعارف بين المجتهدين العظام و قد أجزت له أن يروي عني جميع ما صحت لي روايته من مصنفات اصحابنا الامامية بأسرها الخ و كان تاريخ كتابته في صفر الخير سنة (1349 هج).
و منها ما كتبه شيخ المحققين و مربي المجتهدين الشيخ ضياء الدين العراقي ما لفظه: فان العالم العامل و الفاضل الكامل سناد الفقهاء الراشدين و عماد الفضلاء و المجتهدين الشيخ الأمجد و الركن المعتمد غواص بحر العلم و محور رحى التقوى و الحلم افتخار الأعلام و الثقة الممجد على الأنام كنز العرفان و نحرير الزمان الحبر
ص: 7
المسدد الشيخ محمد رضا الطبسي فقد هاجر عن وطنه الى الغري وجد و اجتهد بحضوره لدى الأعيان و اشتغل برهة من الزمان الى أن بلغ الى مرامه فصار مجتهدا عدلا فله العمل بما استنبط و يحرم عليه التقليد فيما اجتهد و له ما للمجتهدين في زمان الغيبة و اوصيه بتقوى اللّه فانه خير الزاد. و كان تاريخ كتابته سنة (1349 هج).
و منها ما جاء في حقه عن الزعيم الأكبر آية اللّه العظمى و حجته الكبرى السيد ابي الحسن الموسوي اعلا اللّه درجته ما لفظه: و بعد فان جناب العالم العامل و الفاضل الكامل صاحب الفكرة القويمة و السليقة المستقيمة الصفي الزكي المؤتمن ثقة الاسلام الشيخ محمد رضا الطبسي دامت تأييداته ممن صرف عمره في تحصيل العلوم الشرعية و تنقيح مبانيها النظرية و حضر على جملة من الأعيان و على هذا الحقير شطرا صالحا من الزمان فاحصا باحثا مفيدا مستفيدا محققا مدققا مجدا مجتهدا حتى صار من العلماء الأعيان و ممن يشار اليه بالبنان فله العمل بما يستنبطه من الأحكام على النهج المألوف بين الأعلام و قد اجزت له ان يروي عني ما صح لي روايته الخ تاريخ كتابتها (1348 هج) و قد ايد هذه الاجازة جماعة من فطاحل المجتهدين.
منهم آية اللّه الحاج شيخ عبد الكريم الحائري (قدس سره) إذ قال قد صح ما رقمه دامت بركاته و قد حضر على هذا الحقير مدة مديدة مجدا مجتهدا في تنقيح المسائل الشرعية النظرية من مبانيها المألوفة المعروفة بين العلماء العاملين فليشكر اللّه على هذه النعمة العظمى و العطية الكبرى و المرجو من جنابه ان لا ينساني من صالح الدعوات خصوصا في مظان الاجابات كما لا انساه ان شاء اللّه. حرره الأحقر عبد الكريم الحائرى. و منهم الفقيه الأعظم آية اللّه العظمى الشيخ محمد رضا آل يس ما لفظه: صح ما رقمه سيدنا المرحوم آية اللّه الاصفهاني في حق شيخنا المعظم الحجة الطبسي دامت بركاته و هو مجاز من قبلنا كما كان مجازا من قبله، 21 ذي القعدة (1367 هج) الراجي محمد رضا آل يس عفي عنه.
(1 - الشيعة و الرجعة)
ص: 8
و منهم الزعيم الأكبر آية اللّه الحاج آقا حسين البروجردي دام ظله ما لفظه:
صح ما رقمه (قدس سره) و جنابه طال بقائه مجاز من قبلي فيما اجازه قدس اللّه نفسه (2 صفر الخير 1366 هج) الأحقر حسين الطباطبائي.
و له طاب ثراه في حق شيخنا المترجم له اجازات عديدة منها بعد قوله و حضر علي و على جماعة من الأساطين حضور تفهّم و تحقيق و تعمق و تدقيق حتى حصل مبتغاه و فاز بمناه و بلغ مرتبة الاجتهاد مقرونا بالصلاح و السداد فله العمل بما استنبطه من الأحكام على النهج المعروف بين الاعلام الخ. و تاريخ كتابتها 14 شعبان المعظم (1362 هج). و منها قوله طاب ثراه في حقه دام ظله باللغة الفارسية (نظر بانكه جناب مستطاب علم الأعلام ركن الاسلام صفوة المجتهدين آقاي حاج شيخ محمد رضا طبسي دامت بركاته از اجله علماء اعلام نجف اشرف است و مورد وثوق و اطمينان اينجانب و داراي ملكۀ اجتهاد و تقوى و سداد و مقامات عاليه علما و عملا ميباشند) الخ و تاريخ كتابتها 14 شعبان (1362 هج) و غيرها من التعابير التي لا يسعنا مجال تصفحها.
و منهم آية اللّه الشيخ محمد كاظم الشيرازي طاب ثراه ما لفظه: و بعد فلا يخفى أن العالم العامل و الفقيه الورع ثقة الاسلام حضرة الشيخ محمد رضا الطبسي دامت تأييداته ممن أتعب نفسه الشريفة في تحصيل العلوم الدينية على جملة من الأساطين حتى بلغ رتبة الاجتهاد و فاز بمرتبة الاستنباط فصار من العلماء العاملين و المجتهدين الورعين فليحمد اللّه تعالى على ما منّ عليه من الدرجة الرفيعة و الموهبة الكريمة و تاريخ كتابتها (1349 هج). الأحقر محمد كاظم الشيرازي. و هناك جماعة اخرى من العلماء العاملين ممن كتبوا فى حقه دام ظله في المقام أحياء و امواتا قد تركنا ذكر كلماتهم روما للاختصار.
و للمترجم له اجازات في الرواية ربما كانت تربو على ستين نفرا نكتفي بذكر
ص: 9
بعض مشاهيرهم مضافا لما تقدم:
(منهم) العلامة أبو المجد الشيخ آقا رضا الاصفهاني بطرق كثيرة (و منهم) آية اللّه الامام السيد حسن الصدر طاب ثراه (و منهم) المصلح المجاهد الكبير شيخ الاسلام و المسلمين السيد عبد الحسين شرف الدين (و منهم) شيخ الفقهاء آية اللّه الشيخ عبد الحسين الرشتي رحمه اللّه (و منهم) العلامة المتتبع البحاثة الثبت الشيخ آقا بزرك الطهراني (و منهم) العلامة الامام آية اللّه الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء (ره) (و منهم) العلامة المحدث الحاج شيخ عباس القمي (ر ه) (و منهم) العلامة آية اللّه الشيخ هادي آل كاشف الغطاء (و منهم) العلامة الشيخ أسد اللّه الزنجاني (و منهم) الفيلسوف الشهير الشيخ ميرزا محمد علي الشاه آبادي (و منهم) الشيخ العابد الزاهد الفقيه الحاج شيخ علي القمي (ره) (و منهم) العلامة الحاج الشيخ علي أكبر النهاوندي (و منهم) العلامة المحدث الفقيه الشيخ محمد باقر البيرجندي (و منهم) آية اللّه السيد المجاهد بطل المسلمين شيخ الفقهاء و المحدثين الامام السيد محسن الأمين العاملي (ره) (و منهم) العالم الفقيه المعمر الشيخ جواد المازندراني عن الامام الشيخ (الأنصاري ره) و غيرهم ممن لا يسعنا المجال لذكر أسمائهم الشريفة.
و لشيخنا المترجم له دامت بركاته تآليف كثيرة في مختلف العلوم ما يناهز الثلاثين كتابا بعضها مطبوع و بعضها مخطوط حتى الآن و اليك أسماؤها:
1 - اثبات الرجعة فارسي مختصر، ذكر في الذريعة ج 1 ص 92.
2 - الأربعون حديثا، ذكر في الذريعة ج 1 ص 432.
3 - إزاحة الشكوك في لباس المشكوك.
4 - الشيعة و الرجعة و هذا هو الكتاب الذي نقدمه الى القارىء الكريم.
ص: 10
5 - الامام الغائب، مختصر في أحوال الامام الثاني عشر «ع».
6 - الأنوار اللامعة في تأريخ سيدة النساء فاطمة «ع» ذكر في الذريعة ج 2 ص 339.
7 - بارقة البصر في حوادث القرن الثالث عشر ذكر في الذريعة ج 3 ص 9
8 - تاريخ الملل الثلاث مناظرة روائية بين مسلم و يهودي و نصراني ذكر في الذريعة ج 3 ص 288.
9 - تبصرة المتعلمين في عقائد المؤمنين.
10 - تذكرة الأحبة في الأدعية و الزيارات ذكر في الذريعة ج 4 ص 27.
11 - التحفة العلوية ذكر في الذريعة ج 3 ص 454.
12 - التحفة المحمدية ذكر في الذريعة ج 3 ص 467.
13 - تفسير سورة عمّ.
14 - الدر الثمين في استحباب التختم باليمين.
15 - درر الأخبار فيما يتعلق بحال الاحتضار.
16 - ذخيرة الصالحين في شرح تبصرة المتعلمين للعلامة الحلي وصل الى كتاب النكاح في 6 مجلدات مذكورة في الذريعة ج 10 ص 16.
17 - ذخيرة العباد فيما يتعلق بالمعاد.
18 - ذرايع البيان في عوارض اللسان.
19 - رسالة في التيمم.
20 - رسالة في الحج.
21 - رسالة في المعاطاة.
22 - رسالة في النفاس.
23 - عقد الفرائد في اصول العقائد مطبوع ذكر في الذريعة ج 2 ص 239.
24 - الفوائد الرضوية في المسائل الاصولية و هو تقريرات استاذه الأكبر.
ص: 11
الشيخ ضياء الدين «العراقي مباحث الألفاظ و الأدلة العقلية».
25 - القول الفصيح في اصول الدين الصحيح مطبوع.
26 - مصابيح الهدى في الرد على القاديانية ترجمة رسالة استاذه العلامة البلاغي
27 - مصباح الظلام، رد على العهدين مطبوع.
28 - مفتاح الجنة في أعمال المسجدين الكوفة و السهلة.
29 - المنية في تحقيق حكم الشارب و اللحية طبع عشر مرات.
30 - منية الراغب في ايمان أبي طالب.
هذا ما وسعنا المجال لترجمة هذا العالم الجليل و نسأل اللّه تبارك و تعالى أن يكثر في العلماء العاملين أمثاله و يوفقهم لخدمة الدين بمحمد و آله الطاهرين.
الكاتب - (م. ل. س) العراق - النجف الأشرف (يوم الجمعة التاسع من ذي الحجة) (1374 هج)
ص: 12
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه الذي جعل الحمد مجازا الى حقيقة شكره و (ذريعة) الى بلوغ رضوانه و جميل ذكره و الصلوة و السلام على سيدنا محمد الذي اجاز له الحق قرب (قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) و على أوصيائه و حملة عبئه أئمة الهدى و مصابيح الدجى (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) لا سيما سيد الموحدين و سلطان العارفين و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
و بعد فقد حررت قبل خمسة عشر سنة رسالة موجزة في اثبات الرجعة و طبعت اكثر من مرة فارسية و عربية و في هذه الآونة كلفني جمع من خيرة الاخوان و ذوي الايمان و أهل العلم و المعرفة و العرفان اعادة طبعها مزيدا عليها ما ورد فى القرآن الشريف من الآيات الكريمة الدالة على إثباتها و ثبوتها و سائر الاخبار و القضايا الدالة على امكانها و وقوعها لتكون عامة النفع وافية بالغرض و حيث لا يسعني مخالفتهم امتثلت أمرهم و شرعت في ذلك متوكلا على اللّه راجيا منه توفيق الاتمام انه ولي ذلك.
قلبت جميع العوالم فلم اجد من يستحق باهداء كتابي هذا من صاحب الولاية المطلقة امام العصر و ناموس الدهر و من به رزق الورى و بوجوده ثبتت الارض و السماء خاتم الائمة الاثنى عشر (علیهم السلام) سيدي تفضل عليّ بالقبول.
المؤلف محمد رضا الطبسي النجفى عفي عنه
ص: 13
لا يخفى ان مسألة الرجعة من المسلمات و هي من ضروريات مذهبنا و ليس فيها خلاف معتد به ولكن لما كانت مما يطعننا به العامة(1) أحببت أن أشير الى بعض تفاسيرهم اتماما للحجة عليهم (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) و لئلا يقولوا يوم القيامة (إِنّا كُنّا عَنْ هذا غافِلِينَ) و لا شك ان المنتقد على الرجعة اما أن يكون من المليين - الذين اعتنقوا احدى الملل - أو غيرهم كالطبيعيين فالبحث مع الطائفة الثانية لا بد و ان يكون في المبدء و المبدع الى ان نصل الى ما نحن بصدده و أما المليين كاليهود و النصارى فليس كلامنا معهم في الرجعة بل نباحثهم في نسخ الشرايع السابقة و انتهاء دورها ببزوغ شمس الاسلام إذ لا دين غيره لقوله تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّهِ الْإِسْلامُ) و لقوله (ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لا نَصْرانِيًّا وَ لكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً) و بالجملة نوجه البحث مع كل طائفة بما يقتضيه وليكن خطابنا الآن للطائفتين العظيمتين الشيعة و السنة إذ هما الأهم فنقول اما الشيعي فلا مفر و لا مناص له من الاعتراف و الاقرار بها لقيام الادلة القاطعة و البراهين الساطعة عنده على امكانها و وقوعها على ما سيأتي و لكونها من ضروريات مذهبه كما تقدم و أما السني فانه و ان كان لا يعتقد بما ورد بها من الطرق المروية عن أهل البيت عليهم السلام لكنه ملزوم بالاعتراف و الاقرار بها من طريق آخر و هو القرآن الكريم الذي يجب التصديق بما ورد فيه عند تمام المسلمين فان فيه عدة آيات دالة دلالة واضحة على امكانها و وقوعها في الامم السالفة و فى الامة الاسلامية كما يأتي و خلاصة القول انه لا يجوز للمسلم انكارها لانه تكذيب لكلام اللّه و رسوله نعوذ باللّه من ذلك و نسأله العصمة في جميع الاقوال و الافعال.
ص: 14
و قد رتبت كتابي هذا على مقدمة و فصول و خاتمة:
الرجعة بالفتح هي المرة في الرجوع بمعنى الرجوع و العود الى الدنيا بعد الموت بعد ظهور المهدي (عج) قبل القيامة ففي (الصحاح) فلان يؤمن بالرجعة أي الرجوع الى الدنيا بعد الموت و في (القاموس) يؤمن بالرجعة أي بالرجوع الى الدنيا بعد الموت و في (المجمع) الرجعة بالفتح أي المرة في الرجوع بعد الموت بعد قيام دولة المهدي (علیه السلام) و في (معيار اللغة) الرجعة كضربة الرجوع و فلان يؤمن بالرجعة أي بالرجوع أي رجوع النبي صلى اللّه عليه و آله و المؤمنين الى الدنيا الى غير ذلك و هي من ضروريات مذهب الامامية و عليها من الشواهد القرآنية و الاحاديث النبوية ما هو أشهر من أن يذكر حتى ورد عنهم (من لم يؤمن برجعتنا و لم يقر بمتعتنا فليس منا) و قد أنكر الجمهور ذلك إنكارا باتا قال ابن الاثير فى (النهاية) الرجعة مذهب قوم من العرب في الجاهلية و طائفة من فرق المسلمين و أهل البدع و الاهواء و من جملتهم طائفة من الرافضة و فلان يؤمن بالرجعة أي بالرجوع الى الدنيا بعد الموت.
و اصطلاحا - عندنا معاشر الامامية - عبارة عن عود الحجج الالهية و رجوع الائمة الطاهرين الى الدنيا بعد ظهور الامام المنتظر الحجة ابن الحسن (علیه السلام).
ان من دأب البحث عن القضايا و المناظرة فيهما ان تستطرق بعد تمهيد مقدمات تكون كأصول موضوعة و نظريات مسلمة بين الباحثين حجة عليهما و فرقانا نوزن به حججهما فان كانت دعوى أحد الطرفين فاسدة بينة البطلان لا يتسنى لخصمه الباحث أن يرتبك في مناظرته بحيث يضطر أخيرا الى هدم اصل من المؤسسات القطعية و ابطال نظرية من تلك المسلمات اليقينية فمن كانت بضاعته العلمية مزجاة و باعه الجدلي قصيرا حتى يحتاج في الدفع عما أورد عليه الخصم الى مثل ما ذكر فلا يحق له ان يعرض نفسه للمناظرة و يجتريء على البحث و النقد العلميين فعل المضطلع الماهر.
ص: 15
البحث فى الآيات القرآنية و الاخبار المروية عن النبي و الأئمة عليهم السلام يحتاج الى ان تعرض هذه المفاهيم الثلاثة.
فالظاهر عبارة عما يستفاد من اللفظ المستعمل فى المعنى المربوط به كقولك (صلّ) فان المستفاد منه طلب ايجاد الاركان المخصوصة التى أولها التكبير و آخرها التسليم مما لا يتوقع السامع في فهم المراد من تلك اللفظة اذا سمعها شيئا آخرا و ان احتمل المخاطب خلاف الظاهر ولكن ليس له رفع اليد عن هذا الظهور و عدم القيام بالوظيفة معتذرا باحتماله خلاف ذلك فتكون حجة المتكلم تامة عليه مع ان العقل لا يراه معذورا في تركه بصرف هذا الاحتمال إلا بحجة أقوى على خلافه من ابراز قرينة صارفة عن هذا الظهور و حينئذ لا يكون رفع اليد عن هذه الحجة بأقوى منها نفيا و إثباتا مخالفا للعقل و الشرع و عليه بناء العقلاء فضلا عن الآيات و الروايات المرشدة الى ذلك.
و التفسير مأخوذ من سفرت الشيء سفرا إذا كشفته قال في المجمع سفرت الشيء سفرا من باب ضرب كشفته و منه أسفرت المرأة عن وجهها فهي سافر - بغير هاء - و عن بعض انه كشف القناع و المرجع في الجميع الى مطلوب واحد و هو كون التفسير عبارة عن كشف الحجاب و رفع النقاب عن الشيء المغطى و المستور و هذا في كلام اللّه المجيد خاص بنفوس عالية متصلة بمبادىء متعالية و لا معرفة لكل أحد به سوى من وجه إليه الخطاب (وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ
(2 - الشيعة و الرجعة)
ص: 16
فِي الْعِلْمِ) ممن سمع من أحدهم من أطايب الرجال المتأدبين بآدابهم و المتخلقين باخلاقهم و الممتثلين لأوامرهم من الثقاة و العدول في كل طبقة من حملة علم الحديث و الدراية و التفسير و الرواية كسلمان الفارسي و أبي ذر الغفاري و عمار بن ياسر و المقداد بن الأسود و جابر بن عبد اللّه الانصاري و حذيفة بن اليمان و عبد اللّه بن عباس و واثلة ابن الاسقع و أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي و أويس بن عامر القرني و بلال الحبشي المؤذن و حسان بن ثابت الانصاري و ابو رافع مولى رسول اللّه و زيد بن ثابت كاتب النبي و من ماثلهم كميثم التمار و الحارث الهمداني و كميل بن زياد و الاصبغ ابن نباتة و صعصعة بن صوحان و مالك الاشتر و المسيب بن نجية و قيس بن سعد و ابن واثلة و ابن الحمق الخزاعي و ابن أرقم و سليمان بن صرد الخزاعي و ابن عقلة و الدؤلي و جعيد و جعدة بن هبيرة المخزومي و حجر بن عدي و محمد بن أكتم و خالد ابن مسعود و أمثالهم من الطبقة التالية لهم كجندب بن جنادة و حمزة بن ميثم التمار و عبد اللّه بن جعفر الطيار و عبيد اللّه بن العباس و حذيفة بن أسيد و الجارود بن أبي بشر و قيس بن أشعث بن سوار و سفيان بن أبي ليلى الهمداني و عمرو بن قيس المشرقي و أبو صالح كيسان بن كليب و ابو مخنف لوط بن يحيى و التالين لهم كحبيب ابن مظاهر و مسلم بن عوسجة و هلال بن نافع البجلي و زهير بن القين و مسعود بن الحجاج و عبد اللّه بن عروة الغفاري و زهير بن بشر الخثعمى و مسلم بن كثير و زهير ابن سليم و التالين لهم كأبى حمزة الثمالي و حكيم بن جبير و سعيد بن المسيب و أبي خالد الكابلي المسمى بكنكر أو وردان و يحيى بن أم الطويل و جبير بن مطعم(1)
و التالين لهم كجابر الجعفى و حمران بن أعين و زرارة و عامرة بن عبد اللّه بن
ص: 17
خزاعة و حجر بن زائدة و عبد اللّه بن شريك العامرى و فضيل بن يسار البصرى و سلام بن المستنير و بريد بن معاوية العجلي و حكيم بن أبي نعيم و التالين لهم كجميل ابن دراج و عبد اللّه بن مسكان و عبد اللّه بن بكير و حماد بن عيسى و حماد بن عثمان و ابان بن عثمان(1) و غيرهم ممن حذى حذوهم و لا قيمة لتفسير الحائد عن الطريقدي
ص: 18
و ان أصاب لما يأتى من انه من فسر القرآن برأيه و أصاب الحق فقد أخطأ و فى رواية فليتبؤ مقعده من النار و في الحديث القدسي (ما آمن بي من فسر كلامي برأيه) فبناء على ذلك ان جميع التفاسير الواردة عن غير أهل البيت (علیهم السلام) لا قيمة لها و لا يعتد بها خصوصا بعض التفاسير المتداولة في عصرنا كتفسير الطنطاوي و المنار و عبده و غيرها مما يكون القرآن منزها عنها.
و التأويل عبارة عن ارجاع الكلام و صرفه عما هو الظاهر فيه الى ما هو بعيد عنه و هو كما تقدم فى التفسير لاحظ للكل فيه بل هو من شأن النبي و الولي اذ هو سر -
ص: 19
من أسراره عز شأنه - و لا يمكن افشاؤه لغير اهله - بل هو أخفى وادق وارق من التفسير لقوله عز من قائل (وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) و لا شك ان المراد بالراسخين في العلم هم الائمة (علیهم السلام) و مهابط الوحي و الحكمة ففي تفسير الصافي عن العياشي و الكافي عن الصادق (علیه السلام) قال: نحن الراسخون في العلم و نحن نعلم تأويله فرسول اللّه (صلی الله علیه و آله) افضل الراسخين في العلم قد علمه اللّه عز و جل جميع ما انزل عليه من التنزيل و التأويل و ما كان اللّه لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله و اوصياؤه من بعده يعلمون كله. و فيه عن الكافي عن مولانا الباقر عليه السلام:
ان الراسخين في العلم من لا يختلف في علمهم. و في الاحتجاج في القسم الثالث من كلام اللّه تعالى ان قسما لا يعرفه إلا اللّه و الراسخون فى العلم و انما فعل ذلك لئلا يدعي الباطل من المسئولين على ميراث رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) من علم الكتاب ما لم يجعله لهم و ليقودهم الاضطرار الى الايتمار عن ولاة أمرهم فاستكبروا عن طاعته تعززا و افتراء على اللّه عز و جل. نقله عن امير المؤمنين عليه السلام. الخ
نعم من اكتحلت عينه بالولاية و ارتوى من العيون الصافية بقلب طاهر و اقتدى بهم و اكتسب من علومهم كان له الحظ الاوفى و القدح المعلى فان عطاياهم لا تحملها الا مطاياهم و ليس للحائد عن طريقهم بذلك من حظ (وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلاً).ان
ص: 20
و بعد ان عرفنا ان علم التفسير و التأويل خاص بأهل بيت الرحمة و تابعيهم و لا يعتنى بما صدر من غيرهم كائنا من كان و لا حجية فيه إلا بما ذكرنا لأن الدليل انما قام على اعتبار قول النبي و أوصيائه - الاثنى عشر - حيث انهم أقرب الموجودات إلى اللّه و أشرفها و أخصها و لهم ارتباط مخصوص فيكونوا أعلم الناس بكلامه و مرامه ضرورة ان ندماء الملوك و امناءهم و وزراءهم أعرف بالرعية من السوقة و لذا قلنا لا قيمة لتفاسير الأجانب مطلقا لعدم دليل على اعتبارها إلا إذا كانت مأخوذة من كتبنا المستفادة من أئمتنا فهو منا و الينا و قد ورد في القرآن الكريم الردع عن قبول قول الفاسق بقوله تعالى (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا).
و بعد ان ثبت لدينا عدم وجود العلوم و المعارف إلا عند النبي (صلی الله علیه و آله) و أوصيائه فان وجد في كتب غيرنا حق فهو مأخوذ من أئمتنا فانهم ينابيع العلوم و الحكم.
ففى مقتل الخوارزمي ج 1 ص 43 في ترجمة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام باسناده عن سيد الحفاظ عن عباد بن عبد اللّه عن سلمان الفارسي عن النبي انه قال (اعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب) و فيه باسناده عن ابن مسعود قال قال رسول اللّه (قسمت الحكمة على عشرة أجزاء فاعطي علي تسعة أجزاء و الناس جزء واحد) و في رواية أخرى انه شارك الناس في الجزء الآخر.
و فيه ص 42 عن عين الأئمة باسناده إلى ابن عباس قال: العلم ستة أسداس فلعلي بن أبي طالب من ذلك خمسة أسداس و للناس سدس و لقد شاركنا في سدسناه.
ص: 21
حتى كان هو أعلم به منا.
و في ينابيع المودة ص 70 في باب 14 في غزارة علم علي عليه السلام عن الكلبي قال ابن عباس: علم النبي من علم اللّه و علم علي من علم النبي و علمي من علم علي و ما علمي و علم الصحابة في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر.
و فيه نقلا عن (الفتح المبين) عن ابن عباس قال هو - يعني الامام علي عليه السلام - إمام المفسرين و قال يشرح لنا علي نقطة الباء من بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ليلة فانفلق عمود الصبح و بعد لم يفرغ فرأيت نفسي في جنبه كالفوارة في جنب البحر، إلى ان قال: و لهذا كانت الصحابة ترجع اليه في أحكام الكتاب فيأخذون عنه الفتاوى كما قال عمر بن الخطاب (رض) في عدة مواطن لو لا علي لهلك عمر(1)
و في مقتل الخوارزمي ج 1 ص 45 عن أبي سعيد السمان باسناده إلى عباد الكلبي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال: قال عمر: كانت لأصحاب محمد ثمانية عشر سابقة فخص علي منها بثلاث عشر و شاركنا في خمس.
و في مستدرك الحاكم ج 3 ص 126 باسناده عن أبي الصلت الهروي عبد السلام ابن صالح عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه: (أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب).
قال الحاكم بعد نقطه: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه. و ابو الصلت ثقة مأمون فاني سمعت ابا العباس محمد بن يعقوب فى التاريخ يقول سمعت العباس ابن محمد الدوري يقول سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي فقال: ثقة فقلت: أليس قد حدث عن أبي معاوية عن الأعمش: أنا مدينة العلم؟ فقال:
قد حدث به محمد بن جعفر الغيدي و هو ثقة مأمون، سمعت أبا نصر محمد بن سهل الفقيه القباني امام عصره ببخارا يقول سمعت صالح بن محمد بن حبيب الحافظ يقول و سئل عن أبي الصلت الهروي فقال: دخل يحيى بن معين و نحن معه على أبي الصلتع.
ص: 22
فسلم عليه فلما خرج تبعته فقلت له: ما تقول رحمك اللّه في أبي الصلت؟ فقال: هو صدوق. فقلت له: انه يروي حديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي:
(أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأتها من بابها) فقال: قد روى هذا الغيدي عن أبي معاوية عن الأعمش كما رواه أبو الصلت الخ(1).
و فيه أيضا ص 128 باسناده عن الزهري عن عبد اللّه بن عباس قال: نظر النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم إلى علي فقال: يا علي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة حبيبك حبيبي و حبيبي حبيب اللّه و عدوك عدوي و عدوي عدو اللّه و الويل لمن أبغضك بعدي.
قال الحاكم بعد نقله: صحيح على شرط الشيخين و أبو الأزهر باجماعهم ثقة و اذا تفرد الثقة بحديث فهو على أصلهم صحيح. و فيه باسناده عن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر قال: قال رسول اللّه لعلي بن أبي طالب: من أطاعني فقد أطاع اللّه و من عصاني فقد عصى اللّه و من أطاعك فقد أطاعني و من عصاك فقد عصاني.
هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه. و فيه ص 129 باسناده عن أبي عبد اللّه الجدلي عن أبي ذر رضى اللّه عنه قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم اللّه و رسوله و التخلف عن الصلوات و البغض لعلي بن أبي طالب.
قال الحاكم بعد نقله: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه. و فى مستدرك الحاكم أيضا ج 3 ص 149 باسناده عن ابن عباس قال قال رسول اللّه:
لو ان رجلا صفن(2) بين الركن و المقام فصلى و صام ثم لقى اللّه مبغضا لأهل بيت محمد وصل النار.ه.
ص: 23
قال الحاكم هذا حديث حسن صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه(1) و فى «مناقب الخوارزمي» ص 42 طبع تبريز باسناده عن الحسن البصري عن عبد اللّه ابن عباس قال قال رسول اللّه «ص»: إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب على الفردوس و هو جبل قد علا على الجنة و فوقه عرش رب العالمين و من سفحه تنفجر أنهار الجنة و تتفرق في الجنان و هو جالس على كرسي من نور يجري بين يديه التسنيم لا يجوز أحد الصراط إلا و معه براة بولايته و ولاية أهل بيته يشرف الجنة فيدخل محبيه الجنة و مبغضيه النار(2) و في ص 203 بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه: إذا كان يوم القيامة اقام اليه عز و جل جبرائيل و محمدا على الصراط فلا يجوز أحد إلا من كان معه براة من علي بن ابى طالب.
و في (الشفاء) عن القاضي عياض عن النبي انه قال معرفة آل محمد براة من النار و حب آل محمد جواز على الصراط.
و في (تاريخ الخطيب البغدادي) ج 3 عن ابن عباس حين سئل النبى هل للنار جواز؟ قال: نعم. قلت: و ما هو؟ قال: حب علي بن ابى طالب.
و في (ينابيع المودة) ج 1 ص 166 عن ابن السمان عن قيس بن أبى حازم قال التقى ابو بكر مع علي فتبسم في وجهه فقال له علي مالك تبسمت فقال سمعت النبى يقول: (لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز). و فيه عن موفق ابن أحمد عن ابن مسعود: لا يجوز أحد الصراط إلا و من معه براءة من علي بن أبى طالب، و فيه ص 112 عن أنس بن مالك عن أبيه عن جده عن النبى: لم يجز عنها أحد إلا من كانت معه جواز فيه ولاية علي. و فيه ص 112 في قوله تعالى (وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية علي. و فيه في تفسير (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ 9.
ص: 24
اَلصِّراطِ لَناكِبُونَ) عن الحمويني: الصراط ولاية اهل البيت. و في المناقب عن امير المؤمنين قال: عن ولايتنا اهل البيت. و فيه في قوله تعالى «وَ إِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» قال: الصراط المستقيم ولاية امير المؤمنين. و فيه ص 113 عن موفق بن أحمد عن ابن مسعود عن النبي: اذا كان يوم القيامة يقعد علي على الفردوس الاعلى... الى ان قال: لا يجوز احد على الصراط الا معه سند بولاية علي و اهل بيته. الخ.
و في «الينابيع» ص 113: لا يجوز أحد الصراط الا من معه برائة من علي بن ابي طالب. و في كتاب الايضاح في الحديث 37 ص 13 من مائة منقبة يطرق القوم لابن شاذان عن عبد اللّه عن رسول اللّه فى اواخره الا من احب عليا كتب اللّه له براءة من النار و براءة من النفاق و جوازا على الصراط. و فيه ص 14 الحديث 58 لا يجوز احد الصراط الا معه براءة بولايته و ولاية اهل بيته. و فيه فى الحديث ص 14 عن ابي سعيد عن النبي: لا يجوز احد الا به صك براءة امير المؤمنين و من لم يكن له براءة امير المؤمنين اكبه اللّه على منخريه في النار و ذلك قوله تعالى (وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) قلت: فداك ابي و امي يا رسول اللّه ما معنى براءة امير المؤمنين. قال: مكتوب فيها لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه و امير المؤمنين علي بن ابي طالب وصي رسول اللّه.
و في «ينابيع المودة» عن تمامة بن عبد اللّه بن انس بن مالك عن ابيه عن جده عن النبي (صلی الله علیه و آله): اذا كان يوم القيامة و نصب الميزان على الصراط على جهنم لم يجز عليه إلا من كان معه جواز فيه ولاية علي بن ابي طالب و ذلك قوله تعالى «وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ» عن ولاية علي. و في الينابيع في الحديث 49 ص 241 عن المقداد بن الاسود قال: قال رسول اللّه: معرفة آل محمد أمان من العذاب و حب آل محمد جواز على الصراط و الولاية لال محمد أمان من العذاب. و فيه ص 285 عن ابن السماك ان ابا بكر قال لعلي سمعت رسول اللّه يقول: لا يجوز
ص: 25
احد على الصراط الا من كتب له علي الجواز.
(قلت): و الاخبار في ذلك كثيرة لا يسعنا حصرها و ذلك لضيق المجال و تشويش الحال و لعل المتتبع يطلع على اكثر من ذلك بكثير.
و في (مناقب الخوارزمي) في الصحيفة الاولى بسنده الطويل عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لو ان الغياض (كذا) اقلام و البحر مداد و الجن حساب و الانس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن ابي طالب. و فيه ص 2 عن محمد بن زكريا عن جعفر بن محمد بن عماده عن ابيه عن ابيه عن جعفر بن محمد عن ابيه عن علي بن الحسين عن ابيه عن امير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: ان اللّه جعل لعلي فضائل لا تحصى كثرة فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و من كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقى لتلك الكتابة رسم و من استمع الى فضيلة من فضائله غفر اللّه له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع و من نظر الى كتاب من فضائله غفر اللّه له الذنوب التي اكتسبها بالنظر ثم قال النظر الى علي عبادة و ذكره عبادة و لا يقبل اللّه ايمان عبد إلا بولايته و البرائة من أعدائه. و فيه عن محمود بن عمر الزمخشري باسناده الى وصي المأمون و هو ابراهيم بن سعيد الجوهري عن هارون الرشيد عن جده عن عبد اللّه بن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب و عنده جماعة فتذاكروا السابقين الى الاسلام فقال عمر: اما علي فسمعت رسول اللّه يقول، فيه ثلاث خصال و وددت أن لي واحدة منهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس و فيه ص 48 عن عمر بن الحسن ان عمر بن الخطاب أتي بامرأة مجنونة حبلى قد زنت فاراد ان يرجمها فقال له علي أمير المؤمنين عليه السلام أو ما سمعت ما قال رسول اللّه؟ قال: و ما قال؟ قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): «رفع القلم عن ثلاث عن المجنون حتى يبرأ و عن الغلام حتى يبلغ و عن النائم حتى يستيقظ».
و في الينابيع ص 75 عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال: لما
ص: 26
كانت ولاية عمر أتي بامرأة حامل. فسألها عمر عن ذلك، فاعترفت بالفجور، فأمر برجمها فلقيها علي بن ابي طالب فقال: ما بال هذه المرأة؟ فقالوا: أمر عمر برجمها، فردها علي فقال: أمرت برجمها؟ فقال: نعم، إعترفت عندي بالفجور فقال: هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها؟ فخلى عمر سبيلها ثم قال:
عجزت النساء أن يلدن مثل علي بن ابي طالب لو لا علي لهلك عمر.
و فيه ص 75 عن ابي الأسود قال أتي عمر بامرأة قد ولدت لستة أشهر فهم عمر برجمها فبلغ ذلك عليا فقال ليس عليها رجم فبلغ ذلك عمر فارسل اليه يسأله فقال علي: «و الوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة» و قال: «و حمله و فصاله ثلاثون شهرا» فستة أشهر حمله و حولين تمام الرضاعة لا حد عليها و ان شئت فارجمها. قال: فخلى عنها ثم ولدت بعد ستة أشهر.
و فيه عن مسروق قال: أتي عمر بأمرأة قد نكحت في علتها ففرق بينهما جعل صداقها من بيت المال و قال: لا أجيز مهرا أرد نكاحه. و قال: لا يجتمعان أبدا. فبلغ عليا فقال عليه السلام: و إن كانوا جهلوا السنة فلها المهر بما استحل من فرجها و يفرق بينهما فاذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطاب فخطب عمر الناس فقال ردوا الجهالات الى السنة و رجع عمر الى قول علي. و في خبر آخر قال - بعد خطبته -: لو لا علي لهلك عمر.
و فيه ص 58 عن عبد اللّه بن عباس قال استعدي على علي بن ابي طالب الى عمر بن الخطاب و كان علي جالسا فى مجلسه فالتفت عمر الى علي فقال: يا أبا الحسن (و قال المؤيد) فقم يا أبا الحسن فاجلس مع خصمك، فقام علي فجلس مع خصمه فتناظرا و انصرف الرجل و رجع علي الى مجلسه فجلس فيه فتبين التغير في وجهه فقال: يا ابا الحسن مالي أراك متغيرا اكرهت ما كان؟ قال: نعم. قال: و لم ذاك؟ قال: لأنك كنيتني بحضرة خصمي أفلا قلت قم يا علي فاجلس مع خصمك فاخذ عمر برأس علي فقبل بين عينيه ثم قال: بابي انتم و امي بكم هدانا اللّه و بكم
ص: 27
أخرجنا من الظلمات الى النور.
و فيه عن محمد بن خالد الصبي قال: خطب عمر بن الخطاب فقال: لو صرفناكم عما تعرفون الى ما تنكرون ما كنتم صانعين؟ فسكتوا فقال ذلك ثلاثا، فقام علي فقال: يا عمر اذا كنا نستتيبك فان تبت قبلناك قال: فان لم أتب؟ قال:
إذا تضرب الذي فيه عيناك. فقال: الحمد للّه الذي جعل في هذه الامة من اذا اعوجنا أقام. و فيه عن عطاء عن عبد الرحمن قال: شرب قوم الخمر في الشام و عليهم يزيد بن ابي سفيان في زمن عمر فأرسل اليهم يزيد بشربهم الخمر فقالوا:
نعم شربناها و هي لنا حلال. فقال: أو ليس قال اللّه عز و جل «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ الخ». فقالوا: أقرء التي بعدها فقرأ «لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا» فنحن من الذين آمنوا و أحسنوا فكتب بامرهم الى عمر فكتب اليه عمر: ان أتاك كتابي هذا ليلا فلا تصبح حتى تبعث بهم إلي و إن أتاك نهارا فلا تمس حتى تبعث بهم إلي. قال: فبعث بهم اليه فلما قدموا إلى عمر سألهم عما كان سألهم يزيد فاستشار فيهم أصحاب النبي فردوا المشورة اليه قال: و علي حاضر في القوم ساكت فقال: ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال لهم:
قوم افتروا على اللّه و أحلوا ما حرم فأرى ان تستتيبهم فان ثبتوا و زعموا ان الخمر حلال ضربت أعناقهم و ان هم رجعوا ضربتهم ثمانين جلدة بفريتهم على اللّه عز و جل. فدعاهم فاسمعهم مقالة علي. قال: ما تقولون؟ فقالوا: نستغفر اللّه و نتوب اليه و نشهد ان الخمر حرام و انما شربناها و نحن نعلم انها حرام. فضربهم ثمانين جلدة.
(أقول) بعد الاحاطة بما ذكرنا لا يبقى للعاقل مجال بأن يأخذ معالم دينه عن غير أهل بيت النبوة (علیهم السلام) الذين خصهم اللّه بالعلم و الحكمة قال اللّه تعالى (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ) فسرت هذه الآية بأخذ معالم الدين ففي البحار في الجزء الاول عن مولانا ابي جعفر الباقر سلام اللّه عليه في رواية زيد الشحام قال: قلت:
ص: 28
ما طعامه؟ قال عليه السلام: علمه الذي يأخذه ممن يأخذه.
و في رواية اخرى ما مضمونه عدم الالتفات و الاصغاء الى الناطق بغير الحق و في البحار في الجزء الاول عن ابي جعفر الثاني عليه السلام قال: من أصغى الى متكلم فقد عبده فان كان الناطق عن اللّه، فقد عبد اللّه، و إن كان الناطق عن لسان ابليس فقد عبد ابليس.
و فيه عن ابي مريم الانصاري قال: قال ابو جعفر (علیه السلام) لسلمة بن كهيل و الحكم بن عنبسة: شرقا و غربا لن تجدا علما صحيحا إلا شيئا يخرج من عندنا أهل البيت.
و فيه باسناده عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال:
سمعته يقول: ليس عند أحد من حق و لا صواب و ليس أحد من الناس يقضي بقضاء يصيب فيه الحق الا مفتاحه علي عليه السلام فاذا تشعبت بهم الامور كان الخطأ من قبلهم و الصواب من قبل علي.
و فيه عن ابن محبوب الثقة عن ابن رئاب الثقة عن محمد بن مسلم الثقة قال:
سمعت ابا جعفر (علیه السلام). يقول: انه ليس عند أحد علم و لا حق و لا فتيا إلا شيء اخذ عن علي بن ابي طالب عليه السلام و عن أهل البيت و ما من قضاء يقضى به بحق و صواب الا بدء ذلك و مفتاحه و سببه علمه من علي و منا فاذا اختلف عليهم أمرهم قاسوا و عملوا بالرأي و كان الخطأ من قبلهم اذا قاسوا و كان الصواب اذا اتبعوا الآثار من قبل علي عليه الصلاة و السلام.
و فيه مسندا عن ابي بصير قال: سألت أبا جعفر (علیه السلام) عن شهادة ولد الزنا تجوز قال: لا. فقلت: ان الحكم بن عتيبة يزعم انها تجوز فقال: اللهم لا تغفر له ذنبه ما قال اللّه للحكم «إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ» فليذهب الحكم يمينا و شمالا فو اللّه لا يوجد العلم إلا عند اهل بيت نزل عليهم جبرئيل. و في رواية سليمان بن خالد و ما زال العلم مكتوما قبل قتل ابن آدم فليذهب الحسن يمينا و شمالا
ص: 29
لا يوجد العلم الا عند اهل بيت نزل عليهم جبرئيل.
(قلت): فالمستفاد من المجموع ان الحق و الصواب لا يوجد الا عند من نزل عليه الكتاب و أوصيائه الاثنى عشر الاطياب فما وجد من صواب أو قضاء حق فهو مأخوذ منهم و الخطأ من قبل الغير لانه الذي ضل واضل عن الصراط المستقيم (ذلك بما كسبت أيديهم) و الا فطريق الحق أوضح من أن يخفى.
إن للقرآن ظهرا و بطنا و ان علم جميع الاشياء فيه و قد دل كثير من الآيات على ذلك فمنها قوله تعالى: «وَ كُلَّ شَيْ ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) : في كتاب مبين و قوله: «فيه تبيان كل شيء». و قوله «وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ».
و قد عرفنا ان علم التفسير و التأويل مخصوص بالأئمة و هم الراسخون في العلم.
و قد دل على ذلك عدة روايات صحاح، ففي الجزء التاسع عشر من البحار نقلا عن العياشي عن جابر قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام: يا جابر ان للقرآن بطنا و ان للبطن ظهرا. ثم قال: يا جابر و ليس شيء أبعد من عقول الرجال منه ان الآية لمشتركة أولها في شيء و اوسطها في شيء و آخرها في شيء و هو كلام متصل متصرف على وجوه. و فيه: ان عليا عليه السلام مر على قاض فقال له: هل تعرف الناسخ من المنسوخ؟ فقال: لا. فقال عليه السلام: هلكت و أهلكت الخ.
و فيه عن ابراهيم بن عمر قال: قال ابو عبد اللّه (ع): في القرآن علم ما مضى و ما يحدث و ما هو كائن كانت فيه اسماء الرجال فالغيت و انما الاسم الواحد في وجوه لا تحصى يعرف ذلك الوصاة. و فيه مسندا عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام انه قال: ما يستطيع أحد أن يدعي انه جمع القرآن كله ظاهره و باطنه عنده غير
ص: 30
الأوصياء. و فيه عن المحاسن مسندا عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سألت أبا جعفر عن شيء من التفسير فاجابني ثم سألته عنه ثانيا فأجابني بجواب آخر. فقلت:
جعلت فداك كنت أجبتني عن هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم. فقال:
يا جابر ان للقرآن بطنا و للبطن بطن و له ظهر و للظهر ظهر يا جابر ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ان الآية يكون أولها في شيء و آخرها في شيء و هو كلام متصل على وجوه الى غير ذلك مما لا يمكن الوقوف عليه عند حد.
و إذا استطال الشيء قام بنفسه و صفات ضوء الشمس تذهب باطلا
و لنعد الآن الى ما كنا بصدده من إثبات وجود المهدي المنتظر عليه السلام و ان ظهوره ليس من الرجعة.
(اعلم) انه قد تعلق باذهان البعض ان ظهور (قائم) آل محمد عليه السلام هو الرجعة و ليس ذلك بصحيح فمن اللازم رفع تلك الشبهة فنقول اما وجوده (ع) فمقطوع به لا شك فيه و قد ثبت ذلك بنص من اللّه و رسوله و كبراء أصحابه و ابنته فاطمة و زوجاته و أوصيائه عليهم الصلاة و السلام.
أما ما من اللّه تعالى شأنه فما رواه في الكافي باسناده عن أئمة أهل الحديث في الحديث القدسي المعروف بحديث اللوح في باب ما ورد من النصوص على عددهم و اسمائهم ص 154 باسناده عن عبد الرحمن بن سالم عن ابى بصير عن الصادق عليه السلام قال: قال ابي لجابر بن عبد اللّه الانصاري (رض): ان لي إليك حاجة فمتى يخفّف عليك ان أخلو بك فأسألك عنها فقال له جابر: أي الاوقات أحبه فخلى به في بعض الايام فقال له: يا جابر اخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة بنت رسول اللّه و ما اخبرتك به انه في ذلك مكتوب فقال جابر: اشهد اللّه
ص: 31
اني دخلت على امك فاطمة (علیها السلام) في حياة رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فهنيتها بولادة الحسين عليه السلام فرأيت في يديها لوحا أخضر ظننت انه من زمرد و رأيت فيه كتابا أبيض شبه لون الشمس فقلت لها: بابي و امي انت يا بنت رسول اللّه ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا لوح أهداه اللّه تعالى الى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فيه اسم ابي و اسم بعلي و اسم ابني و اسم الاوصياء من ولدي و اعطانيه أبي ليبشرنى بذلك. قال جابر: فاعطتنيه امك فاطمة فقرأته و استنسخته. فقال ابي: فهل لك يا جابر ان تعرضه عليّ؟ قال: نعم. فمشى معه ابي الى منزله فاخرج صحيفة من رق فقال: يا جابر انظر في كتابك لاقرأ عليك. فنظر جابر في نسخته فقرأه ابي فما خالف حرف حرفا فقال جابر: اشهد اللّه انى هكذا رأيته في اللوح مكتوبا بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم لمحمد نبيه و نوره و سفيره و حجابه و دليله نزل به الروح الامين من عند رب العالمين عظم يا محمد اسمائي و اشكر نعمائي و لا تجحد آلائي إني أنا اللّه لا إله إلا أنا قاصم الجبارين و مديل المظلومين و ديان الدين إني أنا اللّه لا إله إلا أنا فمن رجى غير فضلي أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فاياي فاعبد، و عليّ فتوكل إني لم ابعث نبيا فأكملت أيامه و أنقضت مدته إلا جعلت له وصيا و إني فضلتك على الانبياء و فضلت وصيك على الأوصياء و أكرمتك بشبليك و سبطيك حسنا و حسينا فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه و جعلت حسينا خازن وحيى و اكرمته بالشهادة و ختمت له بالسعادة فهو أفضل من استشهد و ارفع الشهداء و جعلت كلمتي التامة عنده و حجتى البالغة معه بعترته اثيب و اعاقب. أولهم علي سيد العابدين و زين اوليائي الماضين و ابنه شبه جده المحمود محمد الباقر لعلمي و المعدن لحكمتي سيهلك المرتابون في جعفر الراد عليه كالراد عليّ حق القول منى لاكرمن مثوى جعفر و لا سرنه في اشياعه و أنصاره و أوليائه انتجب بعده موسى فتنة عمياء (4 - الشيعة و الرجعة)
ص: 32
حندس لأن خيط فرضي لا ينقطع و حجتي لا تخفى و ان اوليائي يسقون بالكأس الأوفى من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي و من غير آية من كتابي فقد افترى عليّ ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة موسى عبدي و حبيبي و خيرتى علي وليى و ناصري و من أضع عليه أعباء النبوة و امتحنه بالاضطلاع بها يقتله عفريت متكبر يدفن فى المدينة التى بناها العبد الصالح الى جنب شر خلقي حق القول منى لا سرنه بمحمد ابنه و خليفته من بعده و وارث علمه فهو معدن علمي و موضع سري و حجتى على خلقى لا يؤمن عبد به إلا جعلت مثواه الجنة و شفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار و اختم بالسعادة لابنه علي وليى و ناصري و العاهد في خلقى و أمينى على وحيى أخرج منه الداعي الى سبيلي و الخازن لعلمي الحسن و اكمل ذلك بابنه «م ح م د» رحمة للعالمين عليه كمال موسى و بهاء عيسى و صبر ايوب فتذل أوليائي في زمانه و تتهادى رؤسهم كما تتهادى رؤس الترك و الديلم و يقتلون و يحرقون و يكونون خائفين مرعوبين و جلين تصبغ الارض بدمائهم و يفشو الويل و الرنة في نسائهم اولئك أوليائي حقا بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس رحمة و لهم اكشف الظلال و ادفع الاصار و الاغلال «أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ» قال عبد اللّه بن سالم قال ابو بصير لو لم تسمع في دهرك الا هذا الحديث لكفاك فصنه إلا عن أهله(1).
و فى الجواهر السنية ص 168 عن محمد بن يحيى عن علي بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن ابى جعفر (ع) قال: ان اللّه عز و جل اخذر.
ص: 33
الميثاق على النبيين فقال: ألست بربكم و ان هذا محمد رسولي و ان هذا علي أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى فثبتت لهم النبوة و اخذ الميثاق على أولي العزم انني ربكم و محمد رسولي و علي أمير المؤمنين و أوصياؤه من بعدي ولاة أمري و خزان علمي و ان المهدي انتصر به لديني و اظهر به دولتى و انتقم به من أعدائي و أعبد به طوعا و كرها قالوا: اقررنا يا رب و شهدنا و لم يجحد آدم و لم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي و لم يكن لآدم (ع) عزم على الاقرار به و هو قوله عز و جل «وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً و كذا في الغيبة الطوسية و الصافي و غيرهما».
(و أما) ما ورد عن النبى (صلی الله علیه و آله) ففى ليلة المعراج على ما أخبره اللّه تعالى بالأئمة الاثنى عشر و ان آخرهم المهدي المنتظر عليه السلام فقد ورد في اكثر اصولنا المعتمدة منها، في كفاية الاثر ص 297 باسناده عن انس بن مالك قال: سألت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) عن حواري عيسى (ع) فقال: كانوا من صفوته و خيرته و كانوا إثنا عشر مجردين في نصرة اللّه و رسوله لازهو فيهم و لا ضعف و لا شك كانوا ينصرونه على بصيرة و نفاذ وجد و عناء.
قلت: فمن حواريك يا رسول اللّه؟ فقال: الأئمة من بعدي إثنا عشر من صلب علي و فاطمة هم حواريي و انصاري عليهم من اللّه التحية و السلام.
و فيه عن انس بن مالك ايضا قال: كنت أنا و أبو ذر و سلمان و زيد بن ثابت و زيد بن أرقم عند النبي (صلی الله علیه و آله) و دخل الحسن و الحسين «ع» فقبلهما رسول اللّه و قام أبو ذر فانكب عليهما و قبل أيديهما ثم رجع فقعد معنا فقلنا له سرا يا أبا ذر أنت شيخ من أصحاب رسول اللّه تقوم الى صبيين من بنى هاشم فتكب عليهما و تقبل أيديهما فقال نعم لو سمعتم ما سمعت فيهما لفعلتم بهما اكثر مما فعلت.
قلنا: و ماذا سمعت يا أباذر؟ فقال: سمعته يقول لعلي و لهما: يا علي و اللّه لو ان رجلا صلى و صام حتى يصير كالشن البالي ما نفع صلاته و صومه الا بحبكم و البرائة
ص: 34
من أعدائكم يا علي من توصل الى اللّه عز و جل بحبكم فحق على اللّه أن لا يرده، يا علي من أحبكم و تمسك بكم فقد تمسك بالعروة الوثقى. ثم قام أبو ذر و تقدمنا الى رسول اللّه فقلنا يا رسول اللّه اخبرنا أبو ذر بكيت و كيت فقال صدق ابو ذر صدق و اللّه ما أقلت الغبراء و لا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من ابي ذر، قال: ثم قال: خلقني اللّه و أهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام ثم نقلنا الى صلب آدم ثم نقلنا من صلبه في أصلاب الطاهرين الى ارحام الطاهرات، قلت: يا رسول اللّه فاين كنتم و على أي مثال كنتم؟ قال: كنا أشباحا من نور تحت العرش نسبح اللّه و نمجده. ثم قال عليه السلام: لما عرج بي الى السماء و بلغت سدرة المنتهى و دعنى جبرئيل فقلت حبيبي جبرئيل أفي مثل هذا المقام تفارقني؟ فقال: يا محمد اني لا اجوز هذا الموضع فتحترق أجنحتى ثم زج في النور ما شاء اللّه فاوحى اللّه إلي يا محمد إني اطلعت الى الارض اطلاعا فاخترتك منها و جعلتك نبيا ثم اطلعت ثانيا فاخترت منها عليا فجعلته وصيك و وارث علمك و الامام بعدك و اخرج من اصلابكما الذرية الطاهرة و الائمة المعصومين خزان علمي فلولاكم ما خلقت الدنيا و الآخرة و لا الجنة و لا النار يا محمد أتحب ان تراهم؟ قلت: نعم يا رب. فنوديت ارفع رأسك فرفعت رأسي فاذا انوار علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي ابن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري فقلت يا رب من هؤلاء و من هذا قال يا محمد هم الأئمة بعدك المطهرون من صلبك و هو الحجة الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا و يشفى صدور قوم مؤمنين. قلت: بآبائنا و أمهاتنا أنت يا رسول اللّه لقد قلت عجبا فقال (صلی الله علیه و آله) و اعجب من هذا ان أقواما يسمعون مني هذا ثم يرجعون على أعقابهم بعد إذ هداهم اللّه و يؤذونني فيهم ما لهم لا انا لهم اللّه شفاعتي.
و فيه عنه قال: صلى بنا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) صلاة الفجر ثم أقبل علينا و قال
ص: 35
معاشر أصحابي من أحب أهل بيتي حشر معنا و من استمسك باوصيائي من بعدي فقد استمسك بالعروة الوثقى. فقام إليه أبو ذر الغفارى (رض) فقال: يا رسول اللّه كم الأئمة من بعدك؟ قال: عدد نقباء بني اسرائيل. فقال كلهم من أهل بيتي تسعة من صلب الحسين (ع) و المهدي منهم.
و فيه عنه قال: قال رسول اللّه: لما عرج بي الى السماء رأيت على ساق العرش مكتوبا لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و نصرته به و رأيت إثنا عشر إسما مكتوبا بالنور فهم علي بن ابي طالب و سبطيه و بعدهما تسعة اسماء عليا عليا عليا ثلاث مرات و محمد محمد مرتين و جعفر و موسى و الحسن و الحجة يتلألأ من بينهم. فقلت: يا رب أسامي من هؤلاء؟ فناداني ربى جل جلاله: هم الاوصياء من ذريتك بهم أثيب و اعاقب الخ.
أثبتنا وجود (قائم) آل محمد (ع) بما ورد عن الحق جل شأنه في الحديث القدسي و بعده ما ورد عن سيد الامم و خاتم الانبياء محمد صلى اللّه عليه و آله و سنتطرق الى ما ورد عن صحابة الرسول صلى اللّه عليه و آله واحدا واحدا فلنبدأ بقدوة الصحابة و امامهم وصي رسول اللّه و خليفته امام المشارق و المغارب.
في كفاية الاثر ص 306 باسناده عن الامام جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي (ع) قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم هم خلفائي و أوصيائي و أوليائي و حجج اللّه على
ص: 36
أمتي بعدي، المقر بهم مؤمن و المنكر لهم كافر.
(و فيه): باسناده عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي عليه السلام قال: قال لي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): أنت الوصي على الاموات من أهل بيتى و الخليفة على الاحياء من امتى حربك حربى و سلمك سلمي أنت الامام أبو الأئمة أحد عشر من صلبك أئمة مطهرون معصومون و منهم المهدي الذي يملأ الدنيا قسطا و عدلا الخ.
(و فيه): باسناده عن محمد بن ابراهيم بن اسحق الطالقانى، باسناده عن محمد بن أبي عمير عن مفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه أمير المؤمنين (ع) قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لما أسري بي الى السماء أوحى إلي ربى جل جلاله فقال: يا محمد إنى اطلعت الى الارض إطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا و شققت لك من إسمي إسما فأنا المحمود و أنت محمد ثم اطلعت ثانية فاخترت منها عليا و جعلته وصيك و خليفتك و زوج ابنتك و أبا ذريتك و شققت له إسما من أسمائي فانا العلي الاعلى و هو علي و جعلت فاطمة و الحسن و الحسين من نور كما ثم عرضت و لا يتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقربين، يا محمد لو أن عبدا عبدنى حتى ينقطع كالشن البالي ثم أتانى جاحدا لو لا يتهم ما أسكنته جنتي و لا أظللته تحت عرشي يا محمد أتحب أن تراهم قلت نعم يا ربى فقال عز و جل إرفع رأسك فرفعت رأسي فاذا بأنوار علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و «م ح م د» بن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب دري يوقد، قلت: يا رب من هؤلاء؟ قال الأئمة و هذا القائم يحل حلالي و يحرم حرامي و به انتقم من أعدائي الخ.
(و فيه): باسناده عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي
ص: 37
قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): الأئمة بعدي إثنا عشر أولهم علي و آخرهم القائم خلفائي و أوصيائي و أوليائي الخ.
في كفاية الاثر ص 289 باسناده عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)، ان اللّه تبارك و تعالى اطلع على الأرض إطلاعة فاختارني منها فجعلنى نبيا ثم اطلع الثانية فاختار منها عليا فجعله إماما ثم أمرني أن أتخذه أخا و وصيا و خليفة و وزيرا فعلي منى و أنا من علي و هو زوج ابنتي و ابو سبطي الحسن و الحسين ألا و ان اللّه تبارك و تعالى جعلنى و إياهم حججا على عباده و جعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري و يحفظون وصيتي التاسع منهم قائم أهل بيتي و مهدي أمتي أشبه الناس بي في شمائله و أقواله و افعاله يظهر بعد غيبة طويلة و حيرة مظلة فيعلن أمر اللّه و يظهر دين اللّه و يؤيد بنصر اللّه و ينصر بملائكة اللّه فيملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
(و فيه): عنه قال: قدم يهودي على رسول اللّه يقال له نعثل و سأله أشياء منها، من وصيك يا رسول اللّه؟ فقال. ان وصيي و الخليفة من بعدي علي بن أبى طالب (ع) و بعده سبطاي الحسن و الحسين يتلوهم تسعة من صلب الحسين أئمة ابرار. قال: يا محمد فسمهم لي. قال: نعم إذا مضى الحسين (ع) فابنه علي فاذا مضى فابنه محمد فاذا مضى فابنه جعفر فاذا مضى فابنه موسى فاذا مضى فابنه علي فاذا مضى فابنه محمد فاذا مضى فابنه علي فاذا مضى فابنه الحسن فاذا مضى الحسن فبعده الحجة بن الحسن بن علي، فهؤلاء إثنا عشر إماما على عدد نقباء بني اسرائيل. قال: فاين مكانهم في الجنة؟ فقال: معي في الجنة في درجتي قال: أشهد أن لا إله إلا اللّه و إنك رسول اللّه و اشهد انهم الأوصياء بعدك و لقد
ص: 38
وجدت هذا في الكتب المتقدمة و فيما عهد الينا موسى بن عمران انه اذا كان آخر الزمان يخرج نبى يقال له احمد خاتم الانبياء لا نبي بعده يخرج من صلبه أئمة ابرار عدد الاسباط. فقال: يا أبا عمارة أتعرف الاسباط؟ قال: نعم يا رسول اللّه انهم كانوا إثنا عشر. قال: فان فيهم لاوي بن أرخيا. قال: اعرفه يا رسول اللّه و هو الذي غاب عن بني اسرائيل سنين ثم عاد فاظهر شريعته بعد دراستها و قاتل مع فرسط الملك حتى قتله فقال (ع) كأن في امتي ما كان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة و ان الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى و يأتي على أمتي زمن لا يبقى من الاسلام إلا اسمه و لا من القرآن إلا رسمه فحينئذ يؤذن اللّه له بالخروج فيظهر الاسلام و يجدد الدين.
(و فيه): عن عطاء قال: دخلنا على عبد اللّه بن عباس و هو عليل بالطائف في العلة التى توفي فيها و نحن زهاء ثلاثين رجلا من شيوخ الطائف و قد ضعف فسلمنا عليه و جلسنا، فقال لي: يا عطاء من القوم؟ فقلت: يا سيدي هم شيوخ هذا البلد منهم عبد اللّه بن سلمة بن حضرم الطائفى و عمارة بن أبي الاجلح و ثابت بن مالك فمازلت أعد له واحدا بعد واحد ثم تقدموا اليه و قالوا يابن عم رسول اللّه انك رأيت رسول اللّه و سمعت منه ما سمعت فاخبرنا عن اختلاف هذه الامة فقوم قدموا عليا على غيره و قوم جعلوه بعد ثلاثة. قال: فتنفس ابن عباس الصعداء فقال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: علي مع الحق و الحق معه و هو الامام و الخليفة من بعدي فمن تمسك به فاز و نجا و من تخلف عنه ضل و غوى بلي تكفينى و غسلي و يقضى دينى و ابو سبطي الحسن و الحسين و من صلب الحسين عليه السلام يخرج الأئمة التسعة و منها مهدي هذه الأمة. فقال له عبد اللّه بن سلمة الحضرمي:
يابن عم رسول اللّه فهلا كنت تعرفنا قبل هذا فقال قد و اللّه اديت ما سمعت و نصحت لكم (ولكن لا تحبون الناصحين) الخ.
ص: 39
و فيه ص 291 باسناده عن عبد اللّه بن مسعود قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: الأئمة بعدي إثنا عشر تسعة من صلب الحسين و التاسع مهديهم.
(و فيه): عن مسروق. قال: نحن عند عبد اللّه بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ يقول له فتى شاب هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال: انك لحدث السن و ان هذا شيء ما سألنى عنه أحد قبلك نعم عهد الينا نبينا أن يكون من بعده إثنا عشر خليفة بعدد نقباء بنى إسرائيل.
(و فيه) عن حنش بن معتمر، عنه قال: سمعت رسول اللّه يقول: الأئمة من بعدي إثنا عشر كلهم من قريش.
و فيه ص 291 باسناده عن عطية العوفى عن أبى سعيد الخدري، قال:
سمعت رسول اللّه يقول للحسين (ع): انت الامام ابن الامام أخو الامام تسعة من صلبك أئمة أبرار و التاسع قائمهم.
(و فيه) عنه قال: سمعت رسول اللّه يقول: أهل بيتى أمان لأهل الارض كما ان النجوم امان لاهل السماء، قيل: يا رسول اللّه فالأئمة بعدك من أهل بيتك قال: نعم بعدي اثنا عشر إماما تسعة من صلب الحسين امناء معصومون منا مهدي هذه الأمة ألا انهم أهل بيتى و عترتى من لحمي و دمي ما بال أقوام يؤذوننى فيهم لا أنا لهم اللّه شفاعتى.
(5 - الشيعة و الرجعة)
ص: 40
و فيه عنه قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: الائمة بعدي اثنا عشر من صلب الحسين (ع)(1) تسعة و التاسع قائمهم فطوبى لمن أحبهم و الويل لمن ابغضهم.
و فيه عنه قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): الأئمة بعدي إثنا عشر تسعة من صلب الحسين و التاسع قائمهم لا يبغضنا الا منافق.
و فيه عنه قال: صلى بنا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الصلاة الاولى ثم اقبل بوجهه الكريم علينا فقال: معاشر أصحابى ان مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح و باب حطة في بني إسرائيل فتمسكوا بأهل بيتى بعدى و الائمة الراشدين من ذريتى فانكم لن تضلوا أبدا فقيل يا رسول اللّه كم الأئمة بعدك؟ قال إثنا عشر من أهل بيتى أو قال من عترتي.
و فيه ص 292 باسناده عن ابي ذر (ره) قال: سمعت رسول اللّه يقول:
من أحبنى و اهل بيتى كنا نحن و هو كهاتين و اشار بالسبابة و الوسطى ثم قال:
أخي خير الاوصياء و سبطي خير الاسباط و سوف يخرج اللّه من صلب الحسين أئمة أبرارا و منا مهدي هذه الامة. قلت: يا رسول اللّه و كم الأئمة بعدك؟ قال: عدد نقباء بنى إسرائيل.
(و فيه) عنه قال: دخلت على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في مرضه الذي توفي فيه فقال: يا أبا ذر إيتني بابنتى فاطمة قال: فقمت و دخلت عليها و قلت: يا سيدة النساء اجيبى أباك. قال: فلبست جلبابها و اتزرت و خرجت حتى دخلت على
ص: 41
رسول اللّه فلما رأت رسول اللّه انكبت عليه و بكت و بكى رسول اللّه لبكائها و ضمها إليه، ثم قال: يا فاطمة لا تبكين فداك أبوك فانت اول من تلحقينى، ثم قال: يا أبا ذر انها بضعة منى من آذاها فقد آذانى الا انها سيدة نساء العالمين و بعلها سيد الوصيين و ابناها الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة و إنهما إمامان قاما أو قعدا و ابو هما خير منهما و سوف يخرج اللّه من صلب الحسين أمناء معصومين تسعة من الائمة قوامين بالقسط و منا مهدي هذه الامة. قال: قلت: يا رسول اللّه فكم الأئمة؟ فقال: عدد نقباء بنى اسرائيل.
و فيه ص 293 قال سلمان (رض): خطبنا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقال:
معاشر الناس انى راحل عنكم عن قريب و منطلق الى المغيب أوصيكم فى عترتى خيرا و اياكم و البدع فان كل بدعة ضلالة و كل ضلالة أهلها في النار، معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر و من افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين و اذا افتقد الفرقدين فليتمسك بالنجوم الزاهرة بعدي اقول قولي و استغفر اللّه لي و لكم.
قال: فلما نزل عن منبره تبعته حتى دخل بيت عائشة فدخلت عليه و قلت:
بابي انت و امي يا رسول اللّه سمعتك تقول: اذا فقدتم الشمس فتمسكوا الخ فما الشمس؟ و ما القمر؟ و ما الفرقدان؟ و ما النجوم الزاهرة؟ فقال: أما الشمس فانا، و أما القمر فعلي (ع)، و اذا فقد تمونى فتمسكوا به بعدي، و اما الفرقدان فالحسن و الحسين فاذا فقدتم القمر فتمسكوا بهما، و اما النجوم الزاهرة فالأئمة التسعة من صلب الحسين و التاسع مهديهم ثم قال (صلی الله علیه و آله): انهم هم الاوصياء و الخلفاء بعدي أئمة ابرار عدد اسباط يعقوب و حواري عيسى. قلت: فسمهم
ص: 42
لي يا رسول اللّه قال: اولهم و سيدهم علي بن ابي طالب و سبطاي بعده و بعدهما زين العابدين علي بن الحسين و بعده محمد بن علي باقر علم النبيين و جعفر الصادق و بعده ابنه الكاظم سمي موسى بن عمران و الذي يقتل بارض خراسان علي ثم ابنه و الصادقان علي و الحسن و الحجة القائم المنتظر في غيبته فانهم عترتي من دمي و لحمي علمهم علمي و حكمهم حكمي من آذاني فيهم فلا أناله اللّه تعالى شفاعتي.
(و فيه) عنه، قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): الائمة بعدى إثنا عشر عدد شهور الحول و منا مهدي هذه الامة له هيبة موسى و بهاء عيسى و حكم داود و صبر أيوب.
(و فيه) عنه قال: دخلت على رسول اللّه و عنده الحسن و الحسين يتغذيان و النبي يضع اللقمة تارة في فم الحسن و تارة في فم الحسين فلما فرغا من الطعام أخذ رسول اللّه الحسن على عاتقه و الحسين على فخذه ثم قال لي: يا سلمان اتحبهم.
قلت: يا رسول اللّه كيف لا أحبهم و مكانهم منك. ثم قال لي: يا سلمان من احبهم فقد أحبنى و من أحبنى فقد أحب اللّه. ثم وضع يده على كتف الحسين فقال: انه الامام ابن الامام تسعة من صلبه أئمة ابرار امناء معصومون و التاسع قائمهم.
و في كفاية الاثر ص 294 عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد اللّه الانصاري يقول لما أنزل اللّه سبحانه تبارك و تعالى على نبيه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) قلت: يا رسول اللّه قد عرفنا اللّه و رسوله فمن أولى الامر الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعتك فقال (ع) خلفائي و أئمة المسلمين بعدي و اولهم علي بن ابى طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي
ص: 43
ابن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر و ستدركه يا جابر فاذا لقيته فاقرأه منى السلام ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي و كنييى حجة اللّه في ارضه و بقيته في عباده ابن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح اللّه على يده مشارق الارض و مغاربها ذاك الذي يغيب عن شيعته و أوليائه لا يثبت فيها على القول بامامته الا من امتحن اللّه قلبه للايمان قال فقلت: يا رسول اللّه فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته فقال عليه السلام اي و الذي بعثنى بالحق نبيا انهم ليستضيئون بنوره و ينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس ان سترها سحاب يا جابر هذا مكنون سر اللّه و مخزون علم اللّه و اكتمه إلا من أهله قال جابر بن يزيد: فدخل جابر بن عبد اللّه الانصارى على علي بن الحسين فبينا يحدثه إذ خرج محمد بن علي الباقر من عند نسائه و على رأسه ذؤابة و هو غلام فلما بصر به جابر ارتعدت فرائصه و قامت كل شعرة على بدنه و نظر اليه مليا ثم قال له يا غلام أقبل فاقبل ثم قال ادبر فادبر فقال جابر: شمائل رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و رب الكعبة ثم قام فدنى منه ثم قال له ما اسمك يا غلام قال محمد قال ابن من قال ابن علي بن الحسين قال يا بني فداك نفسي فانت اذا الباقر قال: نعم فابلغنى ما حملك رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال يا مولاى ان رسول صلى اللّه عليه و آله بشرني بالبقاء الى ان القاك و قال اذا لقيته فاقرأه منى السلام فرسول اللّه يا مولاى يقرء عليك السلام فقال ابو جعفر يا جابر على رسول اللّه السلام ما قامت السموات و الأرض و عليك يا جابر بما بلغت السلام.
و في الكفاية ص 303 عن محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني عن محمد بن
ص: 44
الحسين بن حفص الخثعمي الكوفي عن عباد بن يعقوب عن علي بن هاشم عن محمد ابن عبد اللّه عن عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه عن جده عمار قال: كنت مع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في بعض غزواته و قتل علي (ع) اصحاب الالوية و فرق جمعهم و قتل عمر و بن عبد اللّه الجمحى و قتل شيبة بن نافع أتيت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقلت: يا رسول اللّه ان عليا قد جاهد في اللّه حق جهاده. فقال: لانه مني و أنا منه وارث علمي و قاضي.
ديني و منجز و عدى و الخليفة بعدي و لولاه لم يعرف المؤمن المحض بعدي، حربه حربى و حربي حرب اللّه و سلمه سلمى و سلمى سلم اللّه على انه أبو سبطي و الائمة بعدي، من صلبه يخرج اللّه الائمة الراشدين و منهم مهدي هذه الامة. فقلت: بأبي أنت و امى يا رسول اللّه من هذا المهدى؟ قال: يا عمار إن اللّه تبارك و تعالى عهد إلي أنه يخرج من صلب الحسين أئمة تسعة و التاسع من ولده يغيب عنهم و ذلك قوله عز و جل (قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) تكون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم و يثبت عليها آخرون فاذا كان آخر الزمان يخرج فيملأ الدنيا قسطا و عدلا و يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل و هو سميي و أشبه الناس بى (و فيه) باسناده عن أبي الطفيل قال: لما حضرت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الوفاة دعى بعلى (ع) فساره طويلا ثم قال: يا علي انت وصيى و وارثي قد أعطاك اللّه علمي و فهمي فاذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم. ثم توجه الى فاطمة فخاطبها طويلا فكان فيما قال: انك سيدة نساء أهل الجنة و اباك سيد الأنبياء و ابن عمك سيد الاوصياء و ابناك سيدا شباب أهل الجنة و من صلب الحسين (ع) يخرج اللّه الائمة التسعة مطهرون معصومون و منا مهدي هذه الامة.
ص: 45
و فيه ص 302 باسناده عن أبي أيوب الانصاري، قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: انا سيد الأنبياء و سبطاي خير الأسباط و منا الأئمة المعصومون من صلب الحسين (ع) و منا مهدى هذه الامة الخ (و فيه) عنه مجيبا لمن قال له: انك قاتلت مع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ببدر و أحد المشركين و الآن جئت تقاتل المسلمين، فقال: و اللّه لقد سمعت من رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول لعلي: انك تقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين. و قال لي: إنك تقاتلهم مع علي بن أبي طالب (ع)، قالوا: اللّه انك سمعت ذلك من رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): قال: اللّه لقد سمعت رسول اللّه يقول ذلك قالوا: فحدثنا بشيء سمعته من رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في على. قال: سمعته يقول: على مع الحق و الحق معه و هو الامام و الخليفة من بعدي يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل و ابناه الحسن و الحسين سبطاي من هذه الامة إمامان قاما أو قعدا و ابوهما خير منهما و الأئمة بعد الحسين تسعة من صلبه و منهم القائم الذي يقوم في آخر الزمان كما قمت في اوله يفتح حصون الضلالة. قلنا: فهذه التسعة من هم؟ قال: هم الائمة بعد الحسين (ع) خلف بعد خلف. قلنا: فكم عهد اليكم رسول اللّه ان يكون بعده من الائمة؟ قال: إثنا عشر قلنا: فهل سماهم لك؟ قال: نعم انه قال (صلی الله علیه و آله): لما عرج بي الى السماء نظرت على ساق العرش فاذا هو مكتوب بالنور لا اله إلا اللّه محمد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ايدته بعلي و نصرته بعلي و رأيت أحد عشر إسما مكتوبا بالنور على ساق العرش بعد علي منهم الحسن و الحسين عليا عليا عليا و محمدا محمدا محمدا و جعفرا و موسى و الحسن و الحجة. قلت: الهى و سيدي من هؤلاء الذين اكرمتهم و قرنت أسماءهم باسمك؟ فنوديت: يا محمد هم الاوصياء بعدك و الائمة فطوبى لمحبيهم و الويل لمبغضيهم.
ص: 46
و فيه ص 305 باسناده عن سعيد بن المسيب عن سعد بن مالك ان النبي صلى اللّه عليه و آله قال: يا علي انت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي تقضي ديني و تنجز عدتى و تقاتل بعدى على التأويل كما قاتلت على التنزيل، يا علي حبك إيمان و بغضك نفاق و لقد نبأني اللطيف الخبير انه يخرج من صلب الحسين تسعة من الائمة معصومون مطهرون و منهم مهدي هذه الامة الذي يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في اوله.
و فيه ص 305 باسناده عن حذيفة اليماني قال: صلى بنا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ثم أقبل بوجهه فقال: معاشر أصحابي أوصيكم بتقوى اللّه و العمل بطاعته فمن عمل بها فاز و غنم و نجح و من تركها حلت به الندامة. الى أن قال: و من تخلف عنهم كان من الهالكين. فقلت: يا رسول اللّه على من تخلفنا؟ قال: على من خلف موسى بن عمران (ع) قومه. قال: على وصيه يوشع بن نون. قال: فان وصي و خليفتي من بعدي علي بن أبي طالب (ع) قائد البررة و قاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله قلت:
يا رسول اللّه فكم يكون الائمة من بعدك؟ قال: عدد نقباء بني اسرائيل تسعة من صلب الحسين (ع) اعطاهم اللّه علمي و فهمي خزان علم اللّه و معادن وحيه قلت: يا رسول اللّه فما لا ولاد الحسن؟ قال: ان اللّه تبارك و تعالى جعل الامامة في عقب الحسين (ع) و ذلك قوله عز و جل وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ قلت: أفلا
ص: 47
تسميهم لي يا رسول اللّه؟ قال: نعم انه لما عرج بي الى السماء الخ(1).
و فيه ص 299 باسناده عن المفضل بن حصين عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: الائمة بعدى إثنا عشر ثم أخفى صوته فسمعته يقول كلهم من قريش. (و فيه) باسناده عن عيسى بن عبد اللّه بن مالك عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: يا أيها الناس إني فرطت لكم و انكم و اردون علي الحوض حوضا عرضه ما بين صنعاء و بصرا فيه قدحان(2) عدد النجوم من فضة و إني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما السبب الاكبر كتاب اللّه طرفه بيد اللّه و طرفه بايديكم فاستمسكوا به و لا تبدلوه و عترتي أهل بيتي فانه قد نبأني اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
فقلت: يا رسول اللّه من عترتك؟ قال: أهل بيتي من ولد علي و فاطمة و تسعة من صلب الحسين أئمة أبرارهم عترتي من لحمي و دمي.
و فيه ص 300 باسناده عن سعيد بن المسيب عن عمر بن عثمان بن عفان قال أبي: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: الائمة بعدى إثنا عشر تسعة من صلب الحسين و منا مهدي هذه الامة من تمسك من بعدى بهم فقد إستمسك بحبل اللّه و من تخلى
ص: 48
منهم فقد تخلى من اللّه.
14-زید بن ثابت(1)
و في الكفاية ص 300 باسناده عن واثلة عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: علي بن ابي طالب قائد البررة و قاتل الفجرة منصور من نصره و مخذول من خذله الشاك في علي هو الشاك في الاسلام و خير من أخلف بعدى و خير أصحابي علي لحمه لحمي و دمه دمي و أبو سبطىّ. و من صلب الحسين يخرج الائمة التسعة و منهم مهدى هذه الامة.
(و فيه) باسناده عن القسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: لا يذهب الدنيا حتى يقوم بأمر أمتى رجل من صلب الحسين يملؤها عدلا كما ملئت جورا. قلنا: من هو يا رسول اللّه؟ فقال: هو الامام التاسع من صلب الحسين عليه السلام.
و فيه باسناده عن محمد بن زياد عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول لعلي (ع) أنت الامام و الخليفة من بعدى و ابناك هذان امامان و سيدا شباب أهل الجنة و تسعة من صلب الحسين (ع) أئمة معصومون
ص: 49
و منهم قائمنا أهل البيت.
(و فيه) عن يزيد بن حسان عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول لعلي بن أبي طالب: انت سيد الاوصياء و ابناك سيدا شباب اهل الجنة و من صلب الحسين (ع) يخرج اللّه عز و جل الأئمة التسعة، فاذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم و يمنعونك حقك و يميلون عنك. و قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الا ببغضهم علي بن أبي طالب و ولده.
و فيه باسناده عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر ابن الحسين بن الحسن بن علي بن ابي طالب قال: حدثني اسحق بن جعفر عن اخيه موسى بن جعفر قال حدثنا الاجلح الكندى عن ابي امامة قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لما عرج بي الى السماء رأيت مكتوبا على ساق العرش بالنور لا إله إلا اللّه الى آخر ما مر في ص 45.
(و فيه) باسناده عن جعفر بن زبير عن القسم عن ابي امامة قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): الأئمة بعدي اثنا عشر كلهم من قريش تسعة من صلب الحسين و المهدى منهم.
(و فيه) عن ابي سلمان الضبى عن ابي امامة قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):
لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم الحق منا و ذلك حين يأذن اللّه عز و جل فمن تبعه نجا و من تخلف عنه هلك فاللّه اللّه آسوه و لو على الثلج فانه خليفة اللّه. قلنا: يا رسول اللّه متى يقوم قائمكم؟ قال: اذا صارت الدنيا هرجا و مرجا و هو التاسع من صلب الحسين عليه السلام.
ص: 50
باسناده عن ابراهيم ابى عيلة عن واثلة بن الاسقع قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: حبى و حب أهل بيتى نافع فى سبعة مواطن أهوالهن عظيمة عند الوفاة و القبر و النشور و الكتاب و الحساب و الميزان و الصراط. فمن احبنى و احب اهل بيتى و استمسك بهم فنحن شفعاؤه يوم القيامة.
و فى كفاية الاثر ص 398 باسناده عن ابي سعيد المقرى عن ابى هريرة قال:
قلت لرسول اللّه (صلی الله علیه و آله): إن لكل نبى وصيا و سبطين فمن وصيك و سبطاك؟ فسكت و لم يرد عليّ الجواب، فانصرفت حزينا فلما حال الظهر قال: ادن يا أبا هريرة. فجعلت ادنو و أقول أعوذ باللّه من غضب اللّه و غضب رسوله. ثم قال:
ان اللّه بعث أربعة آلاف نبى و كان لهم أربعة آلاف وصي و ثمانية آلاف سبط فو الذى نفسي بيده لأنا خير النبيين و وصي خير الوصيين و إن سبطي خير الاسباط ثم قال (ع): سبطاى خير الاسباط، الحسن و الحسين سبطا هذه الامة و ان الاسباط كانوا من ولد يعقوب و كانوا إثنا عشر رجلا و إن الائمة بعدي إثنا عشر رجلا من أهل بيتى اولهم و اوسطهم محمد و آخرهم مهدى هذه الامة الذى يصلي عيسى خلفه ألا من تمسك بهم فقد تمسك بحبل اللّه و من تخلي منهم فقد تخلى من حبل اللّه.
ص: 51
و فيه ص 305 باسناده عن مطرف بن عبد اللّه عن عمران بن حصين قال:
خطبنا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقال: معاشر الناس إنى راحل عن قريب و منطلق الى المغيب أوصيكم في عترتي خيرا. فقام اليه سلمان فقال: يا رسول اللّه اليس الائمة بعدك من عترتك؟ قال: نعم، الائمة بعدى من عترتي عدد نقباء بنى إسرائيل تسعة من صلب الحسين (ع) و منا مهدى هذه الامة فمن تمسك بهم فقد تمسك بحبل اللّه لا تعلموهم فانهم اعلم منكم، فاتبعوهم فانهم مع الحق و الحق معهم حتى يردوا علي الحوض.
و فيه باسناده عن عمر بن ميمون عن ابى قتادة(1) قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول: الأئمة بعدى بعدد نقباء بنى إسرائيل و حوارى عيسى.
(أقول): هؤلاء كلهم من العمد و الاركان و كلهم من الثقاة العدول قال في الاصابة ج 1 ص 9 اتفق أهل السنة على ان الجميع عدول و لم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة. و قد ذكر الخطيب في الكفاية فصلا نفيسا في ذلك فقال:
عدالة الصحابة ثابتة بتعديل اللّه لهم و اخباره عن طهارتهم و اختياره لهم و من ذلك قوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ) و في الاستيعاب ما يؤدى ذلك.
هذا ما ورد عن الصحابيين و اما ما ورد عن الصحابيات فاليك بعضه:
ص: 52
في كفاية الأثر ص 313 باسناده عن زيد بن علي بن الحسين عن عمته زينب بنت علي (ع) عن فاطمة (علیها السلام) قالت: دخل عليّ رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) عند ولادة إبنى الحسين (ع)، فناولته إياه في خرقة صفراء فرمى بها و اخذ خرقة بيضاء فلفه، ثم قال: خذيه يا فاطمة فانه الامام و أبو الائمة تسعة من صلبه أبرار و التاسع قائمهم.
(و فيه) عن سهل بن سعد الانصارى قال: سألت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقالت: كان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول لعلي: انت الامام و الخليفة بعدي و انت أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من انفسهم، فاذا مضى الحسن فالحسين أولى بالمؤمنين من انفسهم، فاذا مضى الحسين فابنه علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضى علي فابنه محمد اولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضى محمد فابنه جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضى جعفر فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضى موسى فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضى محمد فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضى علي فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضى الحسن «فالقائم المهدي» أولى بالمؤمنين من أنفسهم، يفتح اللّه به مشارق الارض و مغاربها. فهم أئمة الحق و ألسنة الصدق منصور من نصرهم مخذول من خذلهم.
ص: 53
و فيه ص 312 باسناده عن قيس بن أبى حازم عن أم سلمة قالت: سألت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) عن قول اللّه سبحانه (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ) فقال: انا (و الصديقين) علي بن أبي طالب (و الشهداء) الحسن و الحسين (و الصالحين) حمزة (و حسن اولئك رفيقا) الأئمة الاثنا عشر بعدي. (و فيه) عن أبي ثابت مولى أبي ذر الغفاري (ره) عن أم سلمة (رض) قالت: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):
لما أسري بي الى السماء نظرت فاذا مكتوب على العرش: (لا إله الا اللّه محمد رسول اللّه ايدته بعلي و نصرته بعلي) و رأيت أنوار علي و فاطمة و الحسن و الحسين و انوار علي بن الحسين الى آخر الائمة، و رأيت نور الحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري فقلت: يا رب من هذا و من هؤلاء؟ فنوديت يا محمد: هذا نور فاطمة و هذا نور سبطيك الحسن و الحسين و هذه أنوار الائمة بعدك من ولد الحسين مظهرون معصومون و هذا الحجة الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا.
و فيه ص 312 باسناده عن أبي سلمة عن عائشة قالت: كان لنا مشربة و كان النبي اذا اراد لقاء جبرئيل لقيه فيها، فلقيه رسول اللّه مرة فيها و أمرني ان لا يصعد اليه احد فدخل عليه الحسين بن علي (ع) و لم يعلم حتى غشيها فقال: جبرئيل من هذا؟ فقال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): ابنى، فأخذه رسول اللّه فاجلسه على فخذه فقال: أما انه سيقتل. قال رسول اللّه و من يقتله؟ قال: أمتك قال رسول اللّه: أمتي تقتله؟ قال: نعم و ان شئت أخبرتك بالارض التي يقتل فيها. فاشار جبرئيل الى الطف
ص: 54
بالعراق و أخذ عنه تربة حمراء فاراه إياها، فقال: هذه من تربة مصرعه. فبكى رسول اللّه، فقال له جبرئيل: لا تبكى فسوف ينتقم اللّه منهم بقائمكم أهل البيت فقال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): حبيبي جبرئيل و من قائمنا أهل البيت؟ قال: هو التاسع من ولد الحسين كذا اخبرني ربي جل جلاله إنه سيخلق من صلب الحسين ولدا و سماه عنده عليا خاضع للّه خاشع، ثم يخرج من صلب علي ابنه و سماه عنده محمدا قانت للّه ساجد، ثم يخرج من صلب محمد إبنه و سماه عنده جعفر ناطق عن اللّه صادق في اللّه، و يخرج اللّه من صلبه ابنه و سماه عنده موسى واثق باللّه محب في اللّه و يخرج من صلبه ابنه و سماه عنده عليا الراضي باللّه و الداعي الى اللّه، و يخرج من صلبه إبنه و سماه عنده محمدا المرغب في اللّه و الذاب عن حرم اللّه، و يخرج من صلبه ابنه و سماه عليا المكتفي باللّه و الولي للّه، ثم يخرج من صلبه ابنه و سماه الحسن مؤمن باللّه مرشد الى اللّه، و يخرج من صلبه كلمة الحق و لسان الصدق و مظهر الحق حجة اللّه على بريته له غيبة طويلة يظهر اللّه تعالى به الاسلام و أهله و يخسف به الكفر و اهله.
(أقول): قد ثبت وجود الحجة عليه السلام بنص من اللّه تعالى و نبيه الكريم و صحابته البررة و زوجاته و ابنته الزهراء فيما رواه الطائفتان و قد ورد من طرقنا الخاصة اكثر و اكثر فمن ذلك ما روي عن المعصومين سلام اللّه عليهم اجمعين:
ففي اكمال الدين ص 150 باسناده عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن يحيى بن أبي القسم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: الائمة بعدي إثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم، هم خلفائي و اوصيائي و اوليائي و حجج اللّه على أمتي بعدي المقر بهم
ص: 55
مؤمن و المنكر لهم كافر (و فيه) باسناده عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عباس قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ان خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه على الخلق بعدي الاثنا عشر اولهم أخي و آخرهم ولدى قيل: يا رسول اللّه و من اخوك؟ قال: علي بن أبي طالب قيل: فمن ولدك؟ قال: المهدي الذي يملأها قسطا و عدلا، كما ملئت جورا و ظلما و الذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا الا يوما واحدا لطول اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدى المهدي فينزل روح اللّه عيسى بن مريم فيصلى خلفه و تشرق الارض بنوره (بنور ربه(1) خ ل) و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب
و فيه ص 168 باسناده الى الاصبغ بن نباته قال، أتيت أمير المؤمنين (ع) فوجدته متفكرا ينكت الارض، فقلت: يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت الارض، أ رغبة فيها؟ فقال: لا، و اللّه ما رغبت فيها و لا في الدنيا يوما قط و لكن فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي يملأها عدلا كما ملأت جورا و ظلما، تكون له حيرة و غيبة تظل فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون. فقلت: يا أمير المؤمنين و إن هذا لكائن؟ فقال: نعم كما أنه مخلوق و أنى لكم بالعلم بهذا الامر يا أصبغ، أولئك خيار هذه الامة مع أبرار هذه العترة قلت: و ما يكون بعد ذلك؟ قال: يفعل اللّه ما يشاء، فان له ارادات و غايات و نهايات.
ص: 56
و فيه ص 317 باسناده عن حنان بن سدير عن أبيه سدير بن حكيم عن أبيه أبي سعيد عقيصا، قال: لما صالح الحسن بن علي (ع) معاوية بن أبي سفيان، دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته، فقال عليه السلام: و يحكم ما تدرون ما عملت، و اللّه الذي عملت خير لشيعتى مما طلعت عليه الشمس او غربت، الا تعلمون أنني إمامكم مفترض الطاعة عليكم و أحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) علي قالوا: بلى قال: أما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة و أقام الجدار و قتل الغلام كان ذلك سخطا لموسي بن عمران إذ خفى عليه وجه الحكمة في ذلك و كان ذلك عند اللّه تعالى ذكره حكمة و صوابا؟ أما علمتم أنه ما منا أحد إلا و يقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه الا القائم الذي يصلي روح اللّه عيسى بن مريم خلفه فان اللّه عز و جل يخفى ولادته و تغيب شخصه لئلا يكون لاحد فى عنقه بيعة اذا خرج، ذلك التاسع من ولد اخي الحسين ابن سيدة النساء يطيل اللّه عمره في غيبته ثم يظهره اللّه بقدرته في صورة شاب دون الاربعين سنة و ذلك ليعلم ان اللّه على شيء قدير.
و فيه ص 318 باسناده عن عبد الرحمن بن الحجاج عن الصادق جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن علي عن ابيه علي بن الحسين قال: قال الحسين بن علي (ع) في التاسع من ولدي سنة من يوسف و سنة من موسى و هو قائمنا اهل البيت يصلح اللّه تعالى امره في ليلة واحدة.
(و فيه) ص 184 باسناده عن عبد الرحمن عن سليط قال: قال الحسين بن
ص: 57
علي: منا إثنا عشر مهديا أولهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب و آخرهم التاسع من ولدي و هو الامام القائم بالحق يحيى اللّه به الارض بعد موتها و يطهر به الدين و يحق الحق على الدين كله و لو كره المشركون، له غيبة يرتد فيها قوم و يثبت فيها على الدين آخرون فيؤذون و يقال لهم (مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)، أما إن الصابر في غيبته على الاذى و التكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و رواه في كشف ص 443 ج 3.
و فيه ص 318 باسناده عن حمزة بن حمران عن ابيه عن سعيد بن جبير قال:
سمعت سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) يقول: في القائم سنة من سبعة أنبياء: سنة من أبينا آدم، و سنة من نوح، و سنة من ابراهيم، و سنة من موسى، و سنة من عيسى، و سنة من أيوب، و سنة من محمد (صلی الله علیه و آله): فاما من آدم و نوح فطول العمر، و اما من ابراهيم فخفاء الولادة و إعتزال الناس، و أما من موسى فالخوف و الغيبة، و اما من عيسى فاختلاف الناس فيه، و اما من ايوب فالفرج بعد البلوى، و اما من محمد (صلی الله علیه و آله) فالخروج بالسيف.
(و فيه) باسناده عن ثابت بن دينار الثمالي عن علي بن الحسين (ع) قال:
فينا انزلت هذه الآية: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ» و فينا انزلت هذه الآية: «وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ» و الامامة في عقب الحسين (ع) الى يوم القيامة، و ان للقائم مناغيبتين احداهما اطول من الاخرى، اما الاولى فستة أيام أو ستة اشهر أو ست سنين، و اما الاخرى فيطول امدها حتى يرجع عن هذا الامر اكثر من يقول به فلا يثبت عليه الا من قوى يقينه و صحت معرفته و لم يجد في نفسه حرجا مما قضيناه و سلّم لنا اهل البيت.
ص: 58
و فيه ص 319 باسناده عن ابي بصير قال: سمعت ابا جعفر (ع) يقول:
فى صاحب هذا الامر سنة من موسى، و سنة من عيسى، و سنة من يوسف، و سنة من محمد (صلی الله علیه و آله): فأما سنته من موسى فخائف يترقب، و أما من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى، و أما في يوسف فالسجن و الغيبة، و أما من محمد (صلی الله علیه و آله) فالقيام بالسيف. و سيرته و تبيين آثاره. ثم يضع سيفه على عاتقه بيمينه فلا يزال يقتل أعداء اللّه حتى يرضى اللّه عز و جل. قلت: فكيف يعلم ان اللّه تعالى قد رضى؟ قال: يلقى في قلبه الرحمة. و فيه عن ابى لبيد المخزومي قال: ذكر ابو جعفر (ع) اسماء الخلفاء الاثنا عشر الراشدين فلما بلغ آخرهم قال: الثاني عشر الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم.
باسناده ص 321 عن صفوان بن مهران. عن الصادق جعفر بن محمد (ع) انه قال:
من أقر بجميع الائمة و جحد المهدى كان كمن أقر بجميع الانبياء و جحد محمدا (صلی الله علیه و آله) نبوته. فقيل له يابن رسول اللّه فمن (المهدى) من ولدك؟ فقال: الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه و لا يحل لكم تسميته.
(و فيه) باسناده عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد (ع):
ان اللّه تبارك و تعالى خلق اربعة عشر نورا قبل خلق الخلق باربعة عشر الف عام، فهي ارواحنا. فقيل له: يابن رسول اللّه و من الاربعة؟ فقال: محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولد الحسين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبة
ص: 59
فيقتل الدجال و يطهر الارض من كل جور و ظلم.
(و فيه) باسناده عن تميم بن بهلول قال: حدثنى عبد اللّه بن ابي الهذيل و سألته عن الامامة فيمن تجب و ما علامات من تجب له الامامة فقال لي: ان الدليل على ذلك و الحجة على المؤمنين و القائم بامور المسلمين و الناطق بالقرآن و العالم بالاحكام أخو نبي اللّه و خليفته على أمته و وصيه عليهم و وليه الذي كان منه بمنزلة هرون من موسى المفروض الطاعة بقول اللّه عز و جل «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» فقال عز و جل: «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ» المدعو اليه بالولاية المثبت له الامامة يوم غدير خم بقول الرسول (صلی الله علیه و آله): (الست أولى بكم من انفسكم)؟ قالوا: بلى. قال: (فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و أعز من أطاعه) ذاك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و افضل الوصيين و خير الخلق أجمعين بعد رسول رب العالمين، و بعده الحسن، ثم الحسين سبطا رسول اللّه إبنا خيرة النسوان، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر ابن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي، ثم محمد بن الحسن بن علي صلوات اللّه عليهم الخ.
و فيه ص 323 باسناده عن يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت على موسى بن جعفر، فقلت له: يابن رسول اللّه أنت القائم بالحق؟ فقال: أنا القائم بالحق ولكن القائم الذي يطهر الارض من أعداء اللّه عز و جل و يملأها عدلا كما ملئت جورا و ظلما هو الخامس من ولدى له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه يرتد
ص: 60
فيها أقوام و يثبت فيها آخرون. ثم قال (ع): طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا فى غيبة قائمنا الثابتين على موالاتنا و البراءة من اعدائنا اولئك منا و نحن منهم رضوا بنا أئمة و رضينا بهم شيعة فطوبى لهم ثم طوبى لهم هم و اللّه معنا في درجاتنا يوم القيامة.
و فيه ص 309 باسناده عن حماد بن زياد الازدي قال: سألت سيدي موسى ابن جعفر (ع) عن قول اللّه عز و جل: «وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً»
فقال (ع): النعمة الظاهرة الامام الظاهر و الباطنة الامام الغائب. فقلت له:
و يكون فى الأئمة من يغيب؟ قال: نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه و لا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره و هو الثاني عشر يسهل اللّه له كل عسير و يذل له كل صعب و يظهر له كنوز الارض و يقرّب له كل بعيد و يفنى به كل جبار عنيد و يهلك على يديه كل شيطان مريد ذلك ابن سيدة الاماء الذي تخفى على الناس ولادته.
و فيه ص 324 باسناده عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري عن علي بن الحسن بن فضال عن الريان بن الصلت قال: سمعته يقول: سئل أبو الحسن الرضا عليه السلام عن القائم (عج) فقال: لا يرى جسمه الخ.
(و فيه) عن عبد السلام بن صالح الهروى قال: سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول: انشدت مولاى الرضا (ع) قصيدتي التى أولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة و منزل وحي مقفر العرصات
فلما انتهت الى قولي:
خروج امام لا محالة خارج يقوم على اسم اللّه بالبركات
يميز فينا كل حق و باطل و يجزى على النعماء و النقمات
ص: 61
بكى الرضا (ع) بكاء شديدا، ثم رفع رأسه الشريف إلي فقال: يا خزاعي نطق روح الامين على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الامام؟ و متى يقوم؟ فقلت: لا يا مولاي، الا أني سمعت بخروج امام منكم يطهر الارض من الفساد و يملأها عدلا و قسطا. فقال: يا دعبل الامام بعدي محمد و بعد محمد إبنه علي و بعد علي إبنه الحسن و بعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جورا.
و فيه ص 324 باسناده عن عبد العظيم بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن زيد ابن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسنى قال: دخلت على سيدي محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام و أنا أريد أن أسأله عن (القائم) من هو (المهدي) أو غيره فابتدأني فقال لي أبا القاسم:
ان القائم منا هو المهدى الذي يجب ان ينتظر فى غيبته و يطاع في ظهوره و هو الثالث من ولدي و الذي بعث محمدا بالنبوة و خصنا بالامامة انه لو لم يبق من الدنيا إلا يوما واحدا لطول اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيه فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و ان اللّه تبارك و تعالى ليصلح له امره في ليلة كما اصلح امر كليمه موسى اذ ذهب يقتبس نارا فرجع و هو رسول نبى. ثم قال (ع): افضل اعمال شيعتنا انتظار الفرج.
(و فيه) عن الصقر بن دلف قال: سمعت ابا جعفر محمد بن علي الرضا (ع) يقول: ان الامام بعدى إبني علي أمره أمري و قوله قولي و طاعته طاعتى و الامام بعده إبنه الحسن امره امر ابيه و قوله قول ابيه و طاعته طاعة ابيه ثم سكت. فقلت
ص: 62
له: يابن رسول اللّه فمن الامام بعد الحسن؟ فبكى بكاء شديدا ثم قال: إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر. فقلت له: يابن رسول اللّه و لم سمي المنتظر فقال: لان له غيبة تكثر أيامها و يطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون و ينكره المرتابون و يستهزء بذكره الجاحدون و يكذب فيه الوقاتون و يهلك المستعجلون و ينجو فيه المسلّمون.
و فيه ص 325 باسناده عن أبي تراب الرؤياني، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال: دخلت على سيدي علي بن محمد فلما أبصرني قال لي: مرحبا يا أبا القاسم أنت و لينا حقا، قال: فقلت له: يابن رسول اللّه اني أريد أن اعرض عليك ديني فان كان مرضيا ثبت عليه حتى الفى اللّه عز و جل. فقال: هات يا أبا القاسم فقلت: اني اقول: ان اللّه تبارك و تعالى ليس كمثله شيء خارج عن الحدين حد الابطال و حد التشبيه و إنه ليس بجسم و لا صورة و لا عرض و لا جوهر، بل هو مجسم. الاجسام و مصور الصور و خالق الاعراض و الجواهر و رب كل شيء و مالكه و جاعله و محدثه، و ان محمدا عبده و رسوله خاتم النبيين و لا نبي بعده الى يوم القيامة و ان شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها الى يوم القيامة. و أقول: ان الامام و الخليفة و ولي الامر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم انت يا مولاي. فقال (ع): و من بعدى الحسن إبني فكيف الناس بالخلف من بعده قال: فقلت: فكيف ذلك يا مولاي؟ قال:
لانه لا يرى شخصه حتى يخرج فيملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما فقلت: أقررت. الى ان قال علي بن محمد: يا ابا القاسم هذا و اللّه دين اللّه الذي
ص: 63
الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه الخ.
و فيه ص 325 باسناده عن احمد بن إسحق بن سعد الاشعري قال: دخلت على أبي محمد (ع) و انا اريد ان اسأله عن الخلف من بعده. فقال لي: مبتدئا يا أحمد ابن اسحق ان اللّه تبارك و تعالى لم يخل الارض منذ خلق آدم و لا يخليها الى ان تقوم الساعة من حجة للّه على خلقه به يدفع البلاء عن اهل الارض و به ينزل الغيث، و به يخرج بركات الارض. قال: فقلت: يابن رسول اللّه فمن الامام و الخليفة بعدك؟ فنهض عليه السلام مسرعا فدخل البيت ثم خرج و على عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر من ابناء ثلاث سنين قال: يا احمد بن اسحق لو لا كرامتك على اللّه عز و جل و على حججه ما عرضت عليك إبني هذا، إنه سمي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و كنيه الذي يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملأت جورا و ظلما، يا أحمد بن إسحق مثله فى هذه الامة مثل الخضر و مثله مثل ذى القرنين، و اللّه ليغيبن غيبة لا ينجو من الهلكة فيها الا من ثبته اللّه عز و جل على القول بامامته و وفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه. فقال احمد بن اسحق: فقلت: يا مولاي فهل من علامة يطمئن اليها قلبي، فنطق الغلام عليه السلام بلسان عربي فصيح و قال: انا بقية اللّه في ارضه و المنتقم من اعدائه و لا تطلب اثرا بعد عين يا احمد بن اسحق. قال: فخرجت مسرورا فرحا فلما كان من الغد عدت اليه فقلت: يابن رسول اللّه لقد عظم سرورى بما مننت به علي فما السنة الجارية فيه من الخضر و ذى القرنين؟ قال: طول الغيبة يا احمد. قلت: يابن رسول اللّه و ان غيبته لتطول؟ قال: إي و ربي حتى يرجع عن هذا الامر اكثر القائلين به و لا يبقى إلا من اخذ اللّه عز و جل عهده لولايتنا (8 - ج 1 - الشيعة و الرجعه)
ص: 64
و كتب في قلبه الايمان و ايده بروح منه يا احمد بن اسحق هذا امر من اللّه و سر من سر اللّه و غيب من غيب اللّه فخذ ما آتيتك و اكتمه و كن من الشاكرين تكن معنا في عليين.
و في ينابيع المودة ص 464 عن علي بن احمد الكوفي عن الازدى قال: انا في الطواف فاذا شاب حسن الوجه طيب الرائحة يتكلم الي، فقلت: يا سيدى من انت؟ قال: انا المهدى و انا صاحب الزمان و انا القائم الذي املأ الارض عدلا كما ملئت جورا و ان الارض لا تخلو من حجة و لا يبقى الناس فى فترة فهذه امانة لا تحدث بها الا اخوانك من اهل الحق ثم القى حصاة الي فاذا هي سبيكة ذهب.
و قال بعضهم: انه يظهر في كلّ سنة يوما لخواصه يحدثهم. و عن راشد الهمداني(1) قال: لما انصرفت من الحج ضللت الطريق و وقعت في ارض خضراء نظرة و تربتها اطيب تربة و فيها فسطاط فلما بلغته رأيت خادمين فقالا لي: اجلس فقد اراد اللّه بك خيرا، فدخل احدهما ثم خرج فقال: ادخل، فدخلت فاذا انا بفتى جالس و قد علق فوق رأسه سيفا طويلا فسلمت عليه فرد السلام علي فقال:
من أنا؟ فقلت: لا أعلم. فقال: أنا القائم أنا الذي اخرج فى آخر الزمان بهذا السيف فاملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما فسقطت على وجهي فقال: لا تسجد لغير اللّه ارفع رأسك و أنت راشد من بلد همدان اتحب ان ترجع الى اهلك فقلت نعم و ناولني صرة و اومأ الى الخادم فمشى معي خطوات فرأيت
ص: 65
اسد آباد فقال: هذه أسد آباد، امض يا راشد فالتفت فلم أره فدخلت أسد آباد و فى الصرة خمسون دينارا، فدخلت همدان و بشرت اهلي و لم نزل بخير ما بقى من تلك الدنانير.
و فيه عن ابراهيم بن مهزيار الاهوازي قال: قدمت المدينة و مكة لطلب صاحب الزمان فبينا انا فى الطواف قال لي رجل اسمر اللون: من اي بلاد انت؟ قلت:
من الاهواز. قال: اتعرف ابراهيم بن مهزيار؟ قلت: انا هو فعانقني، فقلت له:
هل تعرف من اخبار صاحب الزمان؟ قال لي: إرتحل معي الى الطائف فى خفية من اصحابك فمشينا الى الطائف من رملة الى رملة حتى وصلنا الى الفلاة فبدت لنا خيمة قد اشرقت منها الرمال و تلألأت تلك البقاع ثم اسرعنا حتى وصلنا اليها فبالأذن دخلت على صاحب الزمان (ع) قال لي: مرحبا بك يا ابا اسحق. فقلت: بأبي و امي ما زلت اتفحص عن امرك بلدا فبلدا حتى من اللّه علي بمن ارشدني اليك.
ثم قال: يا ابا اسحق ليكن هذا المجلس مكتوما عندك. قال ابراهيم: فمكثت عنده حينا اقتبس منه موضحات الاعلام و نيرات الاحكام فاذن لي في الرجوع الى الاهواز و اردفني من صالح دعائه ما يكون ذخرا عند اللّه و لعقبى و قرابتي و عرضت عليه ما لا كان معي يزيد على خمسين الف درهم و سألته ان يتفضل بقبوله فتبسم و قال: يا ابا اسحق استعن على منصرفك و لا تحزن لاعراضنا عنه و بارك اللّه فيما خولك و ادام لك ما حولك و كتب لك أحسن ثواب المحسنين و استودع نفسك و ديعة لا تضيع بمنه و لطفه إن شاء اللّه.
و قد ورد في المهدي عليه السلام من طرق العامة عن اكابر علمائهم و اعاظم محدثيهم نصوص جلية أوردها سيدنا و شيخنا العلامة الجليل الباحث الكبير علم الشيعة و فخر الشرع و الشريعة آية اللّه المرحوم السيد محسن الامين(1) الحسيني العامليني
ص: 66
رحمه اللّه شطرا وافرا منها في كتابه (البرهان على وجود صاحب الزمان) منها ما ذكره فى ص 57 عن الشيخ العارف محي الدين العربي فى الباب السادس و الستين و ثلثماية من فتوحاته قال: و أعلموا انه لا بد من خروج المهدي (ع) لكن لا يخرج حتى تمتلأ الارض جورا و ظلما فيملأها قسطا و عدلا، و لو لم يكن من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة و هو من عتره رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) من ولد فاطمة، جده الحسين بن علي بن ابي طالب والده الحسن العسكري ابن الامام على النقى بالنون ابن الامام محمد التقى بالتاء ابن الامام علي الرضا
ص: 67
ابن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامام زين العابدين علي بن الامام الحسين بن علي بن أبي طالب يواطىء إسمه إسم رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يبايعه المسلمون ما بين الركن و المقام، يشبه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في الخلق و ينزل عنه في الخلق، إذ لا يكون أحد مثل رسول اللّه في اخلاقه و اللّه تعالى يقول (وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) هو أجلى الجبهة أقنى الانف أسعد الناس به اهل الكوفة يقسم المال بالسويه و يعدل في الرعية يأتيه الرجل فيقول يا مهدي إعطني و بين يديه المال فيحثى له في ثوبه ما استطاع أن يحمل يخرج على فترة من الدين الى آخر كلمات طويلة له متضمنة لجميع ما ورد فى اخبارنا من التفاصيل.
(أقول): وودت أن أتطرق قضية المهدي (ع) مجملا مشيرا الى ان ظهوره ليس من الرجعة اما الآن فقد طال بنا المقام و احطنا ببعض نواحيها و من أهمها ناحيتين أحببنا ان نشير اليهما و كثيرا ما يورد علينا فيهما من الواجب بيان ذلك حسما لقطع مادة الشبة اصلابه، بيان بعض المعمرين اجمالا و سيأتي في عدة طبقات انشاء اللّه تفصيلا.
(احداهما) انه قد توهم البعض ان وجود المهدي (ع) محال إذ لا يمكن بعقيدتهم الفاشلة ان يعيش انسان هذا المقدار من العمر من دون أن يدركه الاجل و ليس قولهم الا مجرد استبعاد و عدم فهم لمعنى القدرة بالنسبة الى اللّه تعالى إذ هو ممكن و (إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ) و لا شك في ان المنكر لذلك منكر للقرآن الكريم إذ انه نص على ان نبينا نوح (ع) لبث في قومه داعيا لهم الفا إلا خمسين عاما فاذا كانت مدة دعواه هذا المقدار فيعلم ان عمره اكثر من ذلك. ففي الكشاف: انه عاش الفا و خمسمائة و في الطبري انه عاش 1650.
و في اكمال الدين: ان لقمان عمر 4000 سنة و عاد الكبير 3500 سنة و ذي القرنين 3000 سنة و جمشيد 850 سنة و قد دلت الاخبار الواردة عن الطرفين على بقاء الخضر و الياس و ادريس و عيسى. فقد قال السجستاني: ان اطول بني آدم
ص: 68
عمرا الخضر و اسمه خضرون بن قابيل بن آدم.
و في سفر التكوين من العهد القديم من التوراة الرائجة فى الاصحاح الخامس في كتاب المواليد قال: كانت أيام آدم التي عاشها 930 سنة و ابنه شيت كانت كل ايامه 912 سنة و أنوش كانت كل أيامه 905 سنة و قينان كل أيامه 920 سنة و مهللئيل عمره 890 سنة و يارد 962 سنة و متوشالح عمره 969 سنة و لامك عمره 777 سنة و غيره من هذا القبيل مما لا يعد و لا يحصى في مختلف الكتب.
(و الثانية) ذكر بعضهم: انه لا فائدة في وجود الامام ما دام مخفيا عن انظار الناس و ذلك و هم جلي فقد ورد في الاخبار المتواترة المروية عن الطرفين عن النبي (صلی الله علیه و آله) قال: ان اهل بيتي امان لاهل الارض كما ان النجوم امان لاهل السماء. و ان امثاله (ع) حال الغيبة و الاستتار مثال الشمس المحجوبة عن الانظار بالسحاب فانها و ان لم تكن واضحة تمام الوضوح و غير مرئية على هيئتها الحقيقة فان الناس بها يستضيئون و بنورها يمشون و يعملون ما يشاؤون و ان عدم ظهوره عليه السلام على هيئته الحقيقية ما هو الا لحكم الهية و مقاصد ربانية و من أهمها الخوف من الاعداء و قد شاهده جمع كثير من خيار الاصحاب في زمان والده و في غيبته الصغرى اشهرهم نوابه الاربعة أبو عمرو عثمان بن سعيد السمان و محمد بن عثمان ابنه و الحسين بن روح النوبختي و محمد بن علي السمري. و اما كونه غير موجود في مكان خاص فغير قادح. فهذا الخضر باتفاق العامة و الخاصة موجود و لا يعرف مستقره و مكانه و لا يعرف له أحد اصحابا الا ما جاء في القرآن الكريم من قصته مع موسى و هذا موسى هرب من وطنه خوفا من فرعون و رهطه و لم يدر أحد من أهل الزمان أنه فى أي واد سلك و لا عرفه احد حتى بعثه اللّه نبيا و (أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً) و هذا يونس نبي اللّه و غير هؤلاء.
و هؤلاء الذين ذكرناهم او لا رأوه في غيبته الصغرى، و أما الذين رأوه في غيبته الكبرى فكثيرون ايضا فى اعصار مختلفة و اماكن متفرقة مضافا الى ما ذكره شيخنا
ص: 69
العلامة النوري قدس سره في رسالته (جنة المأوى) فيمن فاز بلقاء الحجة فى غيبته الكبرى، ففي ينابيع المودة في الباب الثالث و الثمانون ص 463 ان عبد اللّه بن صالح و غانم الهندي و محمد بن شاذان الكابلي و عبد اللّه بن جعفر الحميري و ظريف بن أبي نصر و محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي الأسدي و ذكر عدد من رأى صاحب الزمان و شاهد كراماته من الوكلاء ببغداد فقال محمد بن عثمان العمري و ابنه حاجز و البلالي و العطار و من أهل الكوفة العاصمي و من الاهواز محمد بن ابراهيم بن مهزيار و من قم أحمد ابن اسحاق و من همدان محمد بن صالح و من الري البسامي (عنى لنفسه) و من آذربايجان القاسم بن العلاء و من نيشابور محمد بن شاذان النعيمي فهؤلاء إثنا عشر رجلا من الوكلاء و أما غير الوكلاء فثلاثة و خمسون رجلا أسماءهم مذكورة في كتب (الغيبة)(1).من
ص: 70
و في القرآن الكريم آيات كثيرة دالة على وجود قائم آل محمد عليه و عليهم السلام أفرد لها مؤلف (ينابيع المودة) بابا خاصا شرع فيه من ص 505 و ختمه ص 515(1) نود إيراد ما مع بعض التصرفات من تقديم و تأخير مما لا مساس له بمؤدى الباب قال:
(الباب الحادي و السبعون) في إيراد ما في كتاب المحجة فيما نزل في القائم الحجة للشيخ الكامل العلامة الشريف هاشم بن سليمان بن اسماعيل الحسينى البحراني عن أبي خالد الكابلي عن الامام جعفر الصادق في قول اللّه عز و جل (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً) قال: يعنى اصحاب القائم الثلثمائة عشر.
و هم و اللّه الأمة المعدودة يجتمعون في ساعة واحدة كقزع الخريف(2) و في
ص: 71
سورة البقرة: (وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصّابِرِينَ) الخ. عن محمد بن مسلم عن جعفر الصادق قال: ان قدام قيام القائم علامات بلوا من اللّه للمؤمنين قلت: و ما هي؟ قال: هذه الآية قال تعالى (لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ) من تلقاهم بالاسقام(1) بغلاء أسعارهم (وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ) بالقحط و الأنفس بموت ذايع و الثمرات بعدم المطر (وَ بَشِّرِ الصّابِرِينَ) عند ذلك. ثم قال: يا محمد هذا تأويله و لا يعلم الا اللّه و الراسخون في العلم و نحن الراسخون في العلم. و عن رفاعة بن موسى قال: سمعت جعفر الصادق يقول في قوله تعالى في سورة آل عمران: (وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً) ، قال: اذا قام القائم المهدي لا يبقى أرض إلا نودي شهادة أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا رسول اللّه.
و عن يزيد بن معاوية العجلي عن محمد الباقر، في قوله تعالى في سورة الأنفال (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا) (2) قال: إصبروا على أداء الفرائض و صابروا على أذية عدوكم و رابطوا إمامكم المهدي المنتظر.ن.
ص: 72
(و عن) جابر الجعفى عن محمد الباقر فى قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا على عبدنا (1)مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها) قال: لا يفلت جيش السفياني الهالكين فى خسف البيداء الا ثلاثة نفر يحول اللّه وجوههم في أقفيتهم و ذلك عند قيام القائم (المهدي). و عن محمد بن مسلم عن محمد الباقر في قوله تعالى «وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً قال الباقر «ع» انّ عيسى ينزل قبل يوم القيامة الى الدنيا و لا يبقى أهل ملة يهودي و لا غيره إلا آمنوا به قبل موتهم و يصلي عيسى خلف (المهدي). و عن أبي الربيع الشامي، عن جعفر الصادق في قوله تعالى (وَ مِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمّا ذُكِّرُوا بِهِ) قال: سيذكرون ذلك الحظ و سيخرج مع (القائم ع) عصابة منهم. و عن سليمان بن هارون العجلي قال: سمعت جعفر الصادق يقول: ان صاحب هذا الامر (يعني القائم المهدى) محفوظ لو ذهب الناس جميعا أتى اللّه بأصحابه و هم الذين قال اللّه فيهم: «فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ» و هم الذين قال اللّه فيهم يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) و عن علي بن رئاب عن جعفر الصادق (ع) في قوله تعالى: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنّا مُنْتَظِرُونَ) قال: الآيات الائمة من أهل البيت و بعض آيات ربك (القائم المنتظر) (ع) فلا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل عند قيامه بالسيف و ان آمنت بمن تقدمه من آبائهم (ع). و عن أبي بصير قال جعفر الصادق في تفسير هذه الآية المذكورة:
يا أبا بصير طوبى لمحبي (قائمنا) المنتظرين لظهوره في غيبته و المطيعين له في ظهوره، اولياؤه اولياء اللّه لا خوف عليهم و لا هم يحزنون (و في) أحاديثان
ص: 73
الأربعين للشيخ بهاء الدين العاملي صاحب الكشكول، باسناده عن جابر الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد اللّه الانصارى يقول: ان رسول اللّه «ص» قال:
(المهدي) من ولدي الذى يفتح اللّه به مشارق الارض و مغاربها ذاك الذي يغيب عن اوليائه غيبة لا يثبت على القول بامامته الا من امتحن اللّه قلبه للايمان. فقلت:
يا رسول اللّه هل لأوليائه الانتفاع به في غيبته. فقال: و الذي بعثني بالحق نبيا انهم يستضيؤن بنوره و ينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس اذا سترها سحاب يا جابر هذا من مكنون سر اللّه و مخزون علمه فاكتمه الا عن أهله (و عن) محمد بن مسلم قال: قلت للباقر (ع): ما تأويل قوله تعالى في الانفال (وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ)؟ قال: لم يجييء تأويل هذه الآية فاذا جاء تأويلها يقتل المشركون حتى يوحد اللّه عز و جل و حتى لا يكون شرك و ذلك فى قيام (قائمنا). و عن زرارة قال: سئل الباقر عن قوله تعالى: (قاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) حتى لا يكون شركاء و يكون الدين كله للّه) قلت هناك آيتان الاولى في سورة التوبة، آية 37: (.. وَ قاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) و الثانية في سورة البقرة، آية 193: (وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ) و مثلها ما في الانفال، 39 الا انها: (وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ).
قال: لم يجييء تأويل هذه الآية و اذا قام (قائمنا) بعد يرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الاية و ليبلغن دين محمد ما بلغ الليل و النهار حتى لا يكون شرك على ظهر الأرض كما قال عز و جل (و عن) أبي بصير و سماعة، هما عن جعفر الصادق في قوله تعالى هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ» قال: و اللّه ما يجييء تأويلها حتى يخرج (القائم) المهدى (ع) فاذا خرج (القائم) لم يبق مشرك الا كره خروجه و لا يبقى كافر الا قتل حتى لو كان كافر في بطن صخرة قالت: يا مؤمن في بطنى كافر فاكسرني
ص: 74
و اقتله. و هذه الاية في ثلاثة سور(1) في سورة التوبة و الصف و الفتح (و عن) عباية ابن ربعي قال أمير المؤمنين في هذه الآية، و الذي نفسي بيده لا تبقى قرية الا نودى فيها بشهادة ان لا اله الا اللّه و ان محمدا رسول اللّه بكرة و عشيا. و عن زين العابدين ع (عن) الباقر: ان الاسلام قد يظهره اللّه على جميع الاديان عند قيام (القائم).
و عن مجاهد عن ابن عباس في هذه الاية، قال: لا يبقى صاحب ملة الا صار الى الاسلام حتى تأمن الشاة من الذئب و البقر من الأسد و الانسان من الحية و حتى لا تقرض الفارة جرابا و ذلك عند قيام (القائم). (و عن) زرارة عن الباقر قال: يقاتلون حتى يوحد اللّه عز و جل و لا يشرك به شيئا و تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب لا يؤذيها أحد و يخرج اللّه من الارض نباتها و ينزل من السماء قطرها. (و عن) يحيى بن أبي القاسم قال: قال جعفر الصادق في قوله تعالى «وَ يَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ» قال: الغيب فى هذه الاية هو الحجة (القائم) (ع) (و عن) الباقر و الصادق في قوله تعالى:
«وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ» قالا: ان الأمة المعددة هم أصحاب المهدي فى اخر الزمان ثلثمائة و ثلاثة عشر رجلا كعدة أهل بدر يجتمعون في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخريف (و عن) أبى بصير قال: قال جعفر الصادق:
ما كان قول لوط لقومه: (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) الا تمنيا لقوة (القائم) المهدي و شدة أصحابه و هم الركن الشديد فان الرجل منهم يعطى قوة أربعين رجلا و ان قلب رجل منهم أشد من زبر الحديد لو مروا بجبال الحديد لندكدكت لا يكفون سيوفهم حتى يرضى اللّه (و عن) المفضل عن الصادق عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين علي قال: ما يجىء نصر اللّه حتى تكون أهون على الناس من الميتة و هو قول ربي عز و جل في كتابه في سورة يوسف: (حَتّى إِذَا).
ص: 75
اِسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا) و ذلك عند قيام (قائمنا) المهدى (و عن) مثنى الحناط عن الباقر و الصادق فى قوله تعالى في سورة ابراهيم: (وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللّهِ) قال: أيام اللّه ثلاثة يوم يقوم القائم و يوم الكرة و يوم القيامة (و عن) وهب بن جمع قال: سألت جعفر الصادق عن قوله تعالى في سورة الحجر: (قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) أي يوم هو؟ قال: يا وهب هو يوم يقتله رسول اللّه(1) بعد قيام (قائمنا) المهدى (و عن) عبد السلام بن صالح الهروى قال: قلت لعلي الرضا بن موسى الكاظم: يابن رسول اللّه ما تقول في حديث روي عن جدك جعفر الصادق انه قال: اذا قام (قائمنا) المهدي قتل ذرارى قتلة الحسين؟ قال: لانهم (ظ) يرضون و يفتخرون بفعال أباءهم و من رضي شيئا كمن فعله و لو ان رجلا قتل في المشرق فرضي بقتله في المغرب لكان شريك القاتل، فقوله تعالى: وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً» نزل في الحسين و المهدى (و عن) جابر الجعفي و سلام بن المستنير عن الباقر فى هذه الاية قال: ان الحسين قتل مظلوما و نحن أولياءه و (القائم) منا يطلب ثار الحسين فيقتل من رضي بقتله حتى يقال قد أسرف في القتل. (و عن) الباقر و الصادق في قوله تعالى: (وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ) قالا: هم (القائم) و اصحابه، و قوله تعالى في سورة الحج: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) (و عن) أبي الجارود عن الباقر قال: هذه الآية نزلت في (المهدى) و أصحابه يملكهم اللّه مشارق الارض و مغاربها و يظهر اللّه بهم الدين حتى لا يرى أثر من الظلم (و عن) اسحاق بن عبد اللّه عن الامام زين العابدين ع قال: نزلت هذه الآية في (المهدى): (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ ر.
ص: 76
لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) و قوله تعالى: (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ اى: ان قيام قائمنا لحق (مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) و في سورة الشعراء (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (و عن) عمر بن حنظلة قال: سألت جعفر الصادق عن علامات قيام (القائم) قال: خمس علامات قبل قيام القائم الصيحة و خروج السفياني و الخسف و قتل النفس الزكية و اليماني قال: فتلوت هذه الاية فقلت له:
أهي الصيحة؟ قال: نعم لو كانت الصحية خضعت أعناق أعداء اللّه عز و جل.
(و عن) أبي بصير و أبي الورد عن الباقر قال: نزلت هذه الاية في (القائم) و ينادي مناد باسمه و اسم أبيه من السماء. و في سورة الروم (وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللّهِ) (عن) أبي بصير عن جعفر الصادق (ع) قال: عند قيام (القائم) يفرح المؤمنون بنصر اللّه. و قوله تعالى: (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ) (عن) أبي دراج قال: سمعت جعفر الصادق في هذه الاية (يوم الفتح) يوم تفتح الدنيا على (القائم) و لا ينفع أحدا تقرب بالايمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمنا و أما من كان قبل هذا الفتح موقنا بامامته و منتظرا لخروجه فذلك الذي ينفعه ايمانه و يعظم اللّه عز و جل عنده قدره و شأنه و هذا أجر الموالين لاهل البيت. و في سورة سبأ: «وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيّاماً آمِنِينَ) (و عن) محمد بن صالح الحمداني قال: كتبت الى صاحب الزمان ان أهل بيتي يؤذونني بالحديث الذى روى عن أبائك عليهم السلام انهم قالوا قومنا شرار خلق اللّه فكتب و يحكم أما تقرؤن ما قال اللّه تعالى: (وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً) فنحن و اللّه القرى التي بارك اللّه فيها و انتم القرى الظاهرة و هذا التفسير ايضا (روى) عن الباقر و الصادق و الكاظم و قوله تعالى: (وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ وَ قالُوا آمَنّا بِهِ وَ أَنّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) (عن) الحارث عن علي قال: قبل قيام
ص: 77
(قائمنا) المهدى يخرج السفياني فيملك قدر حمل المرأة تسعة أشهر و يأتي المدينة جيشه حتى اذا انتهى الى البيداء خسف اللّه به. و في سورة ص: (وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) (عن) عاصم بن حميد عن الباقر: لتعلمن نبأه أي نبأ (القائم) عند خروجه و قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) (عن) أبي بصير قال: سئل الباقر عن هذه الاية قال: يرون قدرة اللّه في الافاق و فى أنفسهم الغرائب و العجائب حتى يتبين لهم ان خروج (القائم) (ع) هو الحق من اللّه عز و جل يراه الخلق لا بد منه. (و عن) الصادق نحوه. و قوله تعالى: (اللّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ وَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) (عن) أبي بصير عن جعفر الصادق قال: يرزق اللّه المودة في القربى من يشاء من عباده و هى حرث الاخرة ليستوفى اللّه نصيب من يريد المودة في القربى، و من يريد حرث الدنيا المحض التي ليست فيها المودة ليس له في قيام (القائم) من نصيب من فيضه و بركاته. و في سورة الزخرف: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (عن) ثابت الثمالي عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده على بن أبي طالب قال: فينا نزلت هذه الآية و جعل اللّه الامامة في عقب الحسين الى يوم القيامة و ان للغائب منا غيبتين احداهما أطول من الاخرى فلا يثبت على امامته الا من قوي يقينه و صحت معرفته (و عن) جابر الجعفي قال: قلت للباقر (ع): يابن رسول اللّه ان قوما يقولون ان اللّه جعل الامامة في عقب الحسن. قال: يا جابر ان الائمة هم الذين نص عليهم رسول اللّه بامامتهم و هم اثنا عشر، و قال: لما أسرى بي الى السماء وجدت أسماءهم مكتوبة على ساق العرش بالنور اثنا عشر إسما أولهم علي و سبطاه و على و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و محمد (القائم) الحجة المهدى (ع). ثم تنفس الصعداء و قال: ان الامة لا يعلمون بكلام ربهم الذى أوجب المودة فينا عليهم ثم
ص: 78
أنشأ شعرا:
ان اليهود لحبهم لنبيهم أمنوا بوائق حادث الازمان
و ذو و الصليب بحب عيسى أصبحوا يمشون زهوا في قرى نجران
و المؤمنون بحب آل محمد يرمون في الافاق بالنيران
و فى قوله تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ)
(عن) زرارة ابن أعين قال: سألت الباقر عن هذه الاية قال: هي ساعة القائم تأتيهم بغتة. و في سورة الدخان: (حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (عن) عبد اللّه بن مسكان عن الباقر و الصادق و الكاظم قالوا: انزل اللّه تبارك و تعالى القرآن فيها الى البيت المعمور جملة واحدة ثم انزله من البيت المعمور على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في طول ثلاث و عشرين سنة يقدر اللّه كل أمر من الحق و الباطل و ما يكون في تلك السنة، و له فيها البداء و المشية يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء من الاجال و الارزاق و الأمن و السلامة و العافية و غير ذلك و يلقيه رسول اللّه الى أمير المؤمنين علي و هو الى الائمة من اولاده حتى ينتهى الى صاحب الزمان (المهدى). و في سورة الجاثية: (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيّامَ اللّهِ) (عن) الصادق قال ايام المرجو(1) ثلاثة يوم قيام القائم المهدى و يوم الكرة و يوم القيمة. و في سورة محمد: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها(2) فَأَنّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ) (عن) المفضل عن الصادق قال: ساعة قيام (القائم) قلت: ما معنى: (أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ؟ يقولون متى ولد و من راه و اين هو و متى يظهر كل ذلك شك فى قضائه و قدرته اولئك الذين خسروا انفسهم فى الدنيا و الآخرة. و قولهع.
ص: 79
تعالى (اقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ) (وَ ما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السّاعَةَ قَرِيبٌ) أي ساعة قيام (القائم) قريب. و في سورة الفتح (لَوْ تَزَيَّلُوا(1) لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (عن) الصادق قال في هذه الاية: ان اللّه و دائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين و منافقين (و قائمنا) لن يظهر حتى تخرج و دائع اللّه فاذا خرجت ظهر فيقتل الكفار و المنافقين، و فى سورة ق (وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) (عن) الصادق قال: ينادي المنادى باسم (القائم) و اسم أبيه و الصيحة في هذه الآية صيحة من السماء، و ذلك يوم خروج القائم عليه السلام و في سورة الذاريات (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ
(عن) اسحاق بن عبد اللّه عن الامام زين العابدين قال في هذه الآية: ان قيام (القائم) (ع) لحق. و فيه نزلت (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ الخ) و في سورة الرحمن: (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَ الْأَقْدامِ (و عن) معاوية بن عمار عن الصادق قال: لو قام قائمنا يعرف أعداءنا بسيماهم فيأخذ بنو اصيهم و أقدامهم يخبط هو و أصحابه بالسيف خبطا. و قوله تعالى:
(اعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها (عن) سلام بن المستنير عن الباقر قال:
يحييها اللّه (بالقائم) فيعدل فيها فيحيي الأرض بالعدل بعد موتها بالظلم. (و عن) الصادق و الكاظم و ابن عباس نحوه. و في سورة الصف: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) (عن) محمد بن الفضيل عن علي بن الحسين قال: النور في هذه الآية الأمامة و اللّه متم الأمامة عند قيام (القائم) و في سورة الملك: (قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) (عن) علي بن جعفر عن أخيه موسى الكاظم عنه في هذه الآية قال: اذا غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بامام جديد غيره. و في سورة الجن: (حَتّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً) (عن) محمد بن الفضيل عن علي بن الحسين قال:
ص: 80
ما يوعدون في هذه الآية (القائم المهدى) و أصحابه و أنصاره (و أعداؤه) تكون أضعف ناصرا و أقل عددا إذا ظهر القائم. و في سورة المدثر: (فَإِذا نُقِرَ فِي النّاقُورِ فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) (و عن) المفضل عن الصادق قال: اذا نودي في أذن القائم بالاذن في قيامه فيقوم فذلك اليوم عسير على الكافرين قال: و القرآن ضرب فيه الامثال و نحن نعلمه فلا يعلمه غيرنا. قوله تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ اَلْجَوارِ الْكُنَّسِ) (عن) هاني قال: سألت عن هذه الآية من الباقر قال: الخنس امام يخنس أي يرجع من الظهور الى الغيبة سنة ستين و مأتين، ثم يبدأ كالشهاب الثاقب. قوله تعالى: (وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) (عن) الاصبغ بن نباتة قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول اللّه: أنا السماء و اما البروج فالائمة من أهل بيتى و عترتي أولهم على و آخرهم المهدي و هم اثنا عشر. انتهى ما ذكره صاحب الينابيع.
(أقول): لو لم يكن في كتب اخواننا العامة ما يدل دلالة صريحة على وجود صاحب الزمان عجل اللّه تعالى فرجه غير هذه الآيات الكريمة المؤولة و الاخبار الشريفة المتسلسلة لكفى بها على المعاندين و المنكرين حجة بينة و برهانا ساطعا فكيف و طواميرهم مملوة و اسفارهم مشحونة و لكن الحقيقة شىء و العصبية و العناد شىء آخر حيث ان الحقيقة متجسمة أمام أنظار ذوي الابصار كالشمس في رابعة النهار «و الحق أحق أن يتبع».
وردت فى أسفار اخواننا العامة في المهدي عليه السلام أخبار كثيرة صريحة الدلالة مع شهادات من شيوخهم و أقطابهم أحببنا أيراد بعضها تكميلا للفائدة
(1) جاء في مسند أحمد بن حنبل «الطبعة الثانية المطبوعة حديثا بدار المعارف تحت إشراف الاستاذ الخبير احمد محمد شاكر» في ص 773 من الجزء الثاني منه حديث
ص: 81
«773) أيضا باسناده عن أبي الطفيل قال قال حجاج سمعت عليا يقول: قال رسول اللّه «ص»: لو لم يبق من الدنيا الا يوم لبعث اللّه عز و جل رجلا منا يملاها عدلا كما ملئت جورا. قال ابو نعيم: رجلا منا. قال و سمعته مرة يذكره عن حبيب عن أبي الطفيل عن علي عن النبي «ص»(1)
و في الجزء الخامس حديث «3571» باسناده عن عاصم عن زر عن عبد اللّه عن النبي «ص»: لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي و فى الجزء المذكور حديث «3572» باسناده عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن جبيش عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه «ص»: لا تنقضى الأيام و لا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتى اسمه يواطيء اسمي. و في حديث «3573» باسناده عن عاصم عن زر عن عبد اللّه عن النبي «ص» قال: لا تذهب الدنيا او قال لا تنقضى الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يوطىء اسمه اسمي و في الجزء السادس حديث «4098» باسناده عن عاصم عن زر عن عبد اللّه عن النبي «ص» قال: لا تذهب الدنيا او لا تنقضى الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي. و في حديث «4279» باسناده عن عاصم ابن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):
لا تنقضى الايام و لا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء إسمه إسمي.(2) في مستدرك الحافط المحدث محمد بن عبد اللّه الحاكم النيسابورى في الجزء الرابع ص 442 بعد حديث طويل عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد اللّه ابن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم انه قال: لا تذهب الايام و الليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطىء إسمه إسمى و اسم ابيه اسم أبي(2) فيملأر.
ص: 82
الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما(1) و في ص 463 من الجزء المذكور باسناده عن عبد اللّه بن مسعود قال: أتانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله مستبشرا يعرف السرور في وجهه فما سألناه عن شىء إلا أخبرنا به و لا سكتنا الا ابتدأنا حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن و الحسين فلما رآهم التزمهم و انهملت عيناه فقلنا: يا رسول اللّه ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه. فقال: انا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا و انه سيلقي بعدي من أهل بيتى تطريدا و تشريدا في البلاد حتى ترتفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فمن أدركه منكم أو من اعقابكم فليأت امام أهل بيتي و لو حبوا على الثلج فانها رايات هدى يدفعونها الى رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي و اسم ابيه اسم أبي فيملك الارضى فيملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما. و فى ص 465 من الجزء المذكور باسناده عن أبي سعيد الخدرى قال قال نبي اللّه (صلی الله علیه و آله) ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق بهم الارض الرحبة و حتى تملأ الارض جورا و ظلما لا يجد المؤمن ملجا يلتجأ اليه من الظلم فيبعث اللّه عز و جل رجلا من عترتي فيملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا يرضى عنه ساكن الأرض لا تدخر الأرض شيئا من بذرها الا أخرجته و لا السماء من قطرها شيئا الا صبه اللّه عليهم مدرارا يعيش فيهم سبع سنين او ثمان أو تسع(2) تتمنى الاحياء(3) الأموات مما صنع اللّه بأهل الارض من خيره انتهى: و قال الحاكم بعد تمامه ما لفظه: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه و فى ص 501 من الجزء المذكور باسناده عن أبي رومان عن علي بن أبى طالب قال يظهر السفياني على الشامء.
ص: 83
ثم يكون بينهم وقعة قرقيسا(1) حتى يشبع طير السماء و سباع الارض من جيفهم ثم يفتق عليهم فتق من خلفهم و تقبل طائفة منهم حتى يدخلوا أرض خراسان و تقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان و يقتلون شيعه: آل محمد (صلی الله علیه و آله) بالكوفة ثم يخرج أهل خراسان في طلب المهدي. و في ص 557 منه باسناده عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدرى قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لا تقوم الساعة حتى تملأ الارض ظلما و جورا و عدوانا ثم يخرج من أهل بيتي من يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و عدوانا انتهى الحديث. فقال الحاكم بعده: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه و الحديث المفسر بذلك الطريق و طرق حديث عاصم عن زر عن عبد اللّه كلها صحيحة على ما أصلته فى هذا الكتاب بالاحتجاج باخبار عاصم بن أبي النجود اذ هو امام من أئمة المسلمين. و في الصحيفة نفسها من الجزء نفسه من الكتاب المذكور باسناده عن أبي نظرة عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (المهدى) منا أهل البيت أشم الانف أقنى أجلى يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما يعيش هكذا و بسط يساره و اصبعين من يمينه المسبحة و الابهام و عقد ثلاثة(2) انتهى قال الحاكم بعده: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجه. و في الصحيفة نفسها باسناده عن سعيد بن المسيب (رض) قال: سمعت أم سلمة (رض) تقول: سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يذكر المهدى فقال:
ص: 84
نعم هو حق و هو من بنى فاطمة و في ص 558 باسناده عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري، ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: يخرج في آخر أمتي (المهدي) يسقيه اللّه الغيث و تخرج الارض نباتها و يعطي المال صحاحا و تكثر الماشية يعيش سبعا او ثمانيا يعني حججا انتهى. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه. و عنه ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: تملأ الارض جورا و ظلما فيخرج رجل من أمتي. الحديث قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجه.
(أقول): لا تخفى على الناقد البصير مكانة الحاكم رضي اللّه عنه و هو باتفاق إخواننا العامة من كبار أئمة الحديث عندهم و مروياته كلها متلقات بالقبول لدى الجميع فلنكتف بما نقلناه عنه من صحاح الاحاديث و جواهر الكلم.
(3) في صحيح مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري الجزء الثامن ص 185 باسناده عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):
من خلفائكم خليفة يحثو المال حثيا لا يعده عددا. و فيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد و جابر بن عبد اللّه (رض) قالا: قال رسول اللّه: يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال و لا يعده. انتهى قال في هامش الكتاب ما لفظه: (و في الآبي) ذكر الترمذي و أبو داود هذا الخليفة و سمياه بالمهدي (و في) الترمذي: لا تقوم الساعة حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي. و قال: حديث حسن صحيح و زاد ابو داود: يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا. انتهى ما في الهامش.
(4) في الصواعق لشهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي ص 97 نقلا عن مسلم و أبي داود و النسائى و ابن ماجة و البيهقى و آخرين: (المهدي) من عترتي من ولد فاطمة (و عن) أحمد و أبي داود و الترمذي و أبن ماجة: لو لم يبق من الدهر الا يوم لبعث اللّه فيه رجلا من عترتي. (و في) رواية: من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا (و في) رواية لما عدا الاخير: لا تذهب الدنيا و لا تنقضي حتى يملك رجل من أهل
ص: 85
بيتي يواطيء اسمه اسمي. و (عن) أبي داود و الترمذي: لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي و إسم أبيه إسم أبي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما (و عن) أحمد و غيره: (المهدي) منا أهل البيت يصلحه اللّه في ليلة (و عن) الطبراني: (المهدى) منا يختم الدين بنا كما فتح بنا. (و عن) الحاكم في صحيحه: يحل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلاطينهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى لا يجد الرجل ملجأ فيبعث اللّه رجلا من عترتي أهل بيتي يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا يحبه ساكن الارض و ساكن السماء و ترسل السماء قطرها و تخرج الارض نباتها لا تمسك فيها شيئا يعيش فيهم سبع سنين أو ثمانيا أو تسعا يتمنى الاحياء الاموات مما صنع اللّه بأهل الارض من خيره. (و عن) ابن ماجه، بينما نحن عند رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) اذ أقبلت فئة من بني هاشم فلما رآهم إغرورقت عيناه و تغير لونه الخ(1).
(أقول): أورد ابن حجر في صواعقه في شأن (المهدي) عليه السلام أخبارا كثيرة لو أردنا استقصاءها لطال بنا المقام و لمرويات ابن حجر شأن عظيم حيث انه من ألد أعداء الشيعة و لعل بغضه لهم يجره الى الطعن في عظمائهم و رؤساء مذهبهم فان له عليهم جنايات لا تغتفر و إساءات لا تحضر و من أراد الوقوف عليها فعليه بكتابه المذكور ليرى الأفتراء(2) و البهتان بالعيان، و ليعلم ان الشيعة مظلومون و خصمهمال
ص: 86
الظالم. فان الشيعة من عصر أئمتهم الى العصر الحاضر لم يطبعوا كتابا في رد السنة أو اهانتهم او الحط من كرامتهم أو تكفيرهم أو سبهم أو الطعن فيهم أو التزوير عليهم و لقد أتى هذا الرجل في كتابه بما (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ) و لقد تكلم عليهم هناك بكلمات لا يطيقها لسان المسلم بل و لا لسان المؤلف فكيف فاه بها هذا الرجل و أي ذنب للشيعة تستوجب به هذا الخطاب و أي جناية لها تستحق بها هذا العذاب (ربنا احكم بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الحاكمين).
(5) في كتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان) لابي عبد اللّه محمد بن يوسف ابن محمد الكنجي الشافعي ص 4 في الباب الأول في ذكر خروجه في آخر الزمان باسناده عن سفيان بن عينية عن علي الهلالي عن أبيه قال: دخلت على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في شكايته التي قبض فيها فاذا فاطمة (علیها السلام) عند رأسه قال: فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) طرفه اليها. قال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت: أخشى الضيعة من بعدك فقال: يا حبيبتي أما علمت ان اللّه تعالى اطلع على الارض إطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ثم اطلع اطلاعة فاختار بعلك و أوحی
ص: 87
الي ان أنكحك اياه يا فاطمة و نحن أهل بيت قد أعطانا اللّه سبع خصال لم يعطها أحدا قبلنا و لا يعطها احدا بعدنا، أنا خاتم النبيين و أكرمهم على اللّه و أحب المخلوقين اليه و انا ابوك و وصي خير الاوصياء و أحبهم الى اللّه و هو بعلك، و منا من له جناحان أخضران يطيربهما في الجنة مع الملائكة حيث يشاء و هو ابن عم أبيك و أخو بعلك و مناسبطا هذه الامة و هما ابناك الحسن و الحسين و هما سيدا شباب أهل الجنة و ابوهما - و الذي بعثني بالحق - خير منهما، يا فاطمة و الذي بعثني بالحق ان منهما (مهدي) هذه الامة اذا صارت الدنيا هرجا و مرجا و تظاهرت الفتن و تقطعت السبل و اغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا و لا صغير يوقر كبيرا يبعث اللّه عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة و قلوبا غلفة(1) يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في اوله و يملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا الخ.
(و فيه) ص 6 باسناده عن سفيان الثوري عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من اهل بيتي يواطىء إسمه إسمي. (و فيه) عنه عن زر عن النبي ص قال: يلي رجل من اهل بيتي يواطىء إسمه إسمي، قال عاصم: و اخبرنا ابو صالح عن ابى هريرة قال: لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول اللّه ذلك اليوم حتى يلي الخ.
قال الكنجي: هذا حديث صحيح اخرجه الحافظ محمد بن عيسى الترمذي في جامعه الصحيح انتهى. و باسناده عن الحافظ عن محمد بن الحسين بن ابراهيم ابن عاصم الابري في كتابه (مناقب الشافعي) ذكر هذا الحديث قال فيه: و زاد زائدة في روايته لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث اللّه رجلا منى او من اهل بيتي يواطىء إسمه إسمى و إسم ابيه اسم ابي يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.ة.
ص: 88
أبو داود و في معظم روايات الحفاظ و الثقات من نقلة الاخبار اسمه إسمي فقط و الذي رواه و اسم أبيه اسم أبي فهو زائدة و هو ممن بزيد في الحديث و ان صح فمعناه و اسم أبيه اسم ابنى الحسين و كنيته أبو عبد اللّه فجعل الكنية إسما كناية عنه انه من ولد الحسين دون الحسن و يحتمل انه قال: إسم ابيه اسم ابنى اي الحسن و والد (المهدي) إسمه حسن فيكون الراوي قد توهم قوله ابني فصحفه، فقال: أبى فوجب حمله على هذا جمعا بين الروايات و هذا تكلف في تأويل هذه الرواية و القول الفصل في ذلك ان الامام احمد مع ضبطه و اتقانه روى هذا الحديث في مسنده في عدة مواضع و إسمه إسمي اخبرنا بذلك العلامة حجة العرب شيخ الشيوخ أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الانصاري باسناده عن سفيان عن عاصم عن زر عن عبد اللّه عن النبي (صلی الله علیه و آله) قال لا تذهب الدنيا اولا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من اهل بيتى يواطىء إسمه اسمي و جمع الحافظ ابو نعيم طرق هذا الحديث عن الجم الغفير فى مناقب (المهدي) كلهم عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد اللّه عن النبى فمنهم سفيان بن عبينة كما اخرجناه و طرقه عنه بطرق شتى و منهم قطرب بن خليفة و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم الاعمش و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم ابو اسحاق سليمان بن فيروز الشيباني و طرقه عنه بطرق شتى و منهم حفص بن عمر، و منهم سفيان الثوري و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم شعبه و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم واسط بن الحارث، و منهم يزيد بن معاوية له فيه طريقان، و منهم سليمان بن قرم و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم جعفر الاحمر و قيس بن الربيع و سليمان بن قرم جمعهم في سند واحد، و منهم سلام ابو المنذر و منهم ابو شهاب محمد بن ابراهيم الكناني و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم عمر ابن عبيد الطنافسي و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم ابو بكر بن عياش و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم ابو بكر بن عياش و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم ابو الحجاف داود بن أبي العوف و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم عثمان بن شبرمة
ص: 89
و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم عبد الملك بن عيينة، و منهم محمد بن عياش عن عمرو العامرى و طرقه عنه بطرق شتى، و ذكر سندا و قال فيه: حدثنا ابو غسان حدثنا قيس و لم ينسبه، و منهم عمرو بن قيس الملائي، و منهم عمار بن زريق، و منهم عبد اللّه ابن حكيم بن جبير الأسدي، و منهم عمر بن عبد اللّه بن بشر، و منهم أبو الأحوص، و منهم سعد بن الحسن بن اخت ثعلبة، و منهم معاذ بن هشام قال:
حدثني أبى عن عاصم، و منهم يوسف بن يونس، و منهم غالب بن عثمان، و منهم حمزة الزيات، و منهم شيبان، و منهم ابن هشام. و رواه غير عاصم عن زر و هو عمرو بن مرة عن ذر كل هؤلاء رووا إسمه إسمي إلا ما كان من عبيد اللّه ابن موسى عن زائدة عن عاصم فانه قال فيهم: و إسم أبيه اسم أبى و لا يرتاب اللبيب ان هذه الزيادة لا اعتبار بها مع إجتماع هؤلاء الأئمة على خلافها إنتهى.
(قلت) لم يبق للمنصف مجال للشك في ان قوله اسم ابيه اسم ابي من زيادات زائدة سيما بعد تحقيق المحدث المحقق المدقق الكنجي رضي اللّه عنه و على فرض صحتها فان لها توجيها احسن من توجيهه ذكره العلامة المتتبع الباحث الشيخ محمد رضا ابن العلامة الشيخ محمد مؤمن الشهير بالأمامي المدرس في كتابه «جنات الخلود» ان إمامنا الحادي عشر عليه السلام له إسمان أحدهما عبد اللّه و ثانيهما الحسن فعلى الأول يرتفع الاشكال بحذافيره و يصح حينئذ قول الراوي و اسم ابيه إسم أبي.
و ذكر شيخنا علامة عصره و وحيد زمانه العلامة البحاثة شيخ المحدثين الشيخ الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسى أعلى اللّه مقامه المتوفى سنة 1320 فى كتابه «النجم الثاقب في أحوال الامام الغائب» نقلا عن كتاب «هداية السعداء» تأليف ملك العلماء الدولة آبادي صاحب التفسير الشهير ب «البحر المواج» ما ترجمته لما بلغ وقت ظهور الامام (المهدي) السيد محمد بن عبد اللّه أبي القاسم انتهى و نقل عن العلامة الملامعين الهروي في تفسيره المسمى ب «اسرار الفاتحة» قوله بان إسمه محمد و إسم أبيه عبد اللّه و كنيته ابو القاسم إنتهى.
ص: 90
فيصح أن يقال: ان المراد من الأب الجد و قد صرح بهذا غير واحد من المؤلفين. قال العلامة الشيخ محمد بن طلحة العدوي النصيبي الشافعي في كتابه «مطالب السؤل» الجزء الثاني ص 85 ما لفظه: «إطلاق لفظ الأب على الجد الأعلى شايع في لسان العرب و قد نطق القرآن الكريم بذلك فقالى تعالى: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) و قال تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام: (وَ اتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ) و نطق بذلك النبي في حديث الاسراء انه قال: (قلت من هذا؟ قال: أبوك ابراهيم) فعلم ان لفظة الأب تطلق على الجد و إن علا.
انتهى.
و قال العلامة نظام الدين حسن بن محمد النيسابورى في تفسيره «غرائب القرآن و رغائب الفرقان» المطبوع في هامش تفسير الطبري في الجزء الاول ص 134 في ذيل قوله تعالى: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) الخ ما لفظه: و قال بعض الشيعة: المراد بالغيب (المهدي) المنتظر الذي وعد اللّه في القرآن و ورد في الخبر:
(وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) : لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يخرج رجل من أمتى إسمه اسمي و كنيته كنيتي يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما إنتهى.
و روى العلامة الحافظ محب الدين أحمد بن عبد اللّه الطبري في كتاب «ذخائر العقبي» ص 15 باسناده عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة أنا و حمزة و علي و جعفر بن أبي طالب و الحسن و الحسين و (المهدى). أخرجه ابن السري. و فيه ص 17 في إخباره (صلی الله علیه و آله) بما يقع على آله بعده من الاثرة و الحث على نصرتهم و موالاتهم عن عبد اللّه قال:
قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): انا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا و إن أهل بيتي سيلقون بعدي اثرة و شدة و تطريدا فى البلاد حتى يأتي قوم من هيهنا (و أشار بيده نحو المشرق) أصحاب رايات سود فيسألون الحق فلا يعطونه فيقاتلون
ص: 91
فينصرون و يعطون ما شاؤا فلا يقبلونه حتى يدفعوها الى رجل من أهل بيتي فيملأها عدلا كما ملئت ظلما فمن أدرك ذلك فليأتهم و لو حبوا على الثلج. أخرجه أبو حاتم بن حيان. و فيه ص 44 في باب إثبات فضائل فاطمة (علیها السلام) و أقاربها أصلا و فرعا عن أبي أيوب الانصارى قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لفاطمة «ع»: نبينا خير الانبياء و هو أبوك، و شهيدنا خير الشهداء و هو عم أبيك حمزة، و منا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء و هو ابن عم أبيك جعفر، و منا سبطا هذه الأمة الحسن و الحسين و هما إبناك، و منا (المهدى). أخرجه الطبراني في معجمه. و فيه ص 135 في ذكر ما جاء ان المهدي (ع) منهما: عن علي بن الهلالي عن أبيه قال:
دخلت على رسول اللّه في الحالة التي قبض فيها فاذا فاطمة (علیها السلام) عند رأسه فبكت الخ و في ص 136 في ذكر ما جاء مختصا بالحسين عن حذيفة: ان النبي (صلی الله علیه و آله) قال:
لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدي إسمه كاسمي. فقال سلمان: من اي ولدك يا رسول اللّه قال: من ولدي هذا و ضرب بيده على الحسين انتهى الحديث. و قال الطبري بعد تمامه: فيحمل ما ورد مطلقا فيما تقدم على هذا المقيد.
و فى صحيح البخاري في الجزء الرابع منه ص 44 طبع سنة 1270 باسناده عن نافع مولى أبي قتادة الانصاري ان ابا هريرة قال: قال رسول اللّه: كيف أنتم اذا نزل ابن مريم فيكم و امامكم منكم. تابعة العقيلي و الاوزاعي. (و فيه) في باب نزول عيسى ابن مريم عن سعيد بن المسيب سمع ابا هريرة قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و الذي نفسي بيده ليوشكن ان ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب و يقتل الخنزير و تضع الحرب أوزارها. انتهى.
و في (الفصول المهمة) للحافظ علي بن محمد الشهير بابن الصباغ المالكي ص 274 عن الحافظ أبي نعيم بسنده مرفوعا الى عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لا تذهب الدنيا حتى يبعث اللّه رجلا من أهل بيتى يواطىء إسمه
ص: 92
إسمي. الخ (و فيه) عن أبي داود فى سننه (و عن) الترمذي عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: (المهدي) مني أجلي الجبهة أقنى الانف يملأ الارض قسطا و عدلا الخ.
(و فيه) عن الطبراني في مجمعه و كذلك غيره من أئمة الحديث. (و عن) ابن شيرويه الديلمي في كتاب (الفردوس) في باب الالف و اللام باسناده عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (المهدي) طاووس أهل الجنة. الى غير ذلك.
و في (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ص 277 عند ذكره الامام صاحب العصر (ع) قال: هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) و كنيته أبو عبد اللّه و ابو القاسم و هو الخلف الحجة صاحب الزمان القائم و المنتظر و التالي و هو آخر الأئمة، أخبرنا عبد العزيز محمود بن البزاز عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي إسمه كاسمي و كنيته ككنيتي يملا الارض عدلا كما ملئت جورا. انتهى الحديث. قال ابن الجوزي فذلك هو (المهدى) و هذا حديث مشهور و قد أخرج ابو داود و الزهري بمعناه.
(و فيه): لو لم يبق من الدهر الا يوم لبعث اللّه من أهل بيتي من يملأ الارض عدلا.
و في كتاب (الفتاوى الحديثة)(1) لأبن حجر الهيثمي بعد حديث طويل طحن فيه جناجن الشيعة قال: أخرج أبو نعيم انه (صلی الله علیه و آله) قال: يخرج (المهدي) و على رأسه عمامة و معه مناد ينادي هذا (المهدي) خليفة اللّه فاتبعوه. و اخرج هو و الخطيب رواية اخرى: يخرج (المهدى) و على رأسه عمامة ملك ينادى ان هذا (المهدى) فاتبعوه. و الطبراني في الاوسط: انه أخذ بيد على فقال: يخرج من صلب هذاا.
ص: 93
فتى يملأ الارض قسطا و عدلا فاذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمي فانه يقبل من قبل المشرق و هو صاحب راية (المهدي). و أخرج أحمد و نسيم بن داود و الحاكم و أبو نعيم انه قال (صلی الله علیه و آله): اذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فاتوها و او حبوا على الثلج فان فيها خليفة اللّه (المهدي).
الى غير ذلك من الحق الذي أجراه اللّه على لسان هذا المبطل المعاند المفتري و في (اسعاف الراغبين)(1) للعلامة الشيخ محمد الصبان ما لفظه:
أخرج مسلم و أبو داود و النسائي و ابن ماجة و البيهقي و آخرون: (المهدي) من عترتي من ولد فاطمة. و اخرج احمد و ابو داود و الترمذي و ابن ماجة: لو لم يبق من الدهر الا يوم لبعث اللّه فيه رجلا من عترتي. (و في) رواية: رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا. (و في) رواية لمن عدا الاخير: لا تذهب الدنيا و لا تنقضى حتى يملك رجل من اهل بيتى يواطىء إسمه إسمي. (و عن) أبي داود و الترمذي لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم. (و) أخرج الطبراني: (المهدي) منايختم الدين به كما فتح بنا.
و في «نور الابصار» تأليف العلامة الشيخ مؤمن الشبلنجي فى ما يخص به (قائم) آل محمد عليه و عليهم السلام اخبار كثيرة متواترة يفسر بعضها بعضا تقدم بعضها بالفاظه و في ما تقدم أيضا مؤدى بعضها لذا أعرضنا عن ذكر الجميع و اكتفينا بما رواه عن علي بن أبي طالب قال: قلت لرسول اللّه (صلی الله علیه و آله): أمنا آل محمد (صلی الله علیه و آله) (المهدي) (ع) او من غيرنا؟ فقال: لا بل منا يختم اللّه به الدين كما افتتح بنا و بنا ينقذون من الفتنة كما انقذوا من الشرك، و بنا يؤلف اللّه قلوبهم بعد عداوة الفتنة كما ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك، و بنا يصبحون بعد عداوة الفتنة اخواناه.
ص: 94
في دينهم. (قال) بعض أهل العلم: هذا حديث حسن عال رواه الحفاظ في كتبهم أما الطبراني فقد ذكره في المعجم الاوسط و أما ابو نعيم فرواه في حلية الاولياء و أما عبد الرحمن بن حماد فقد ساقه في عواليه انتهى.
و هذا الخبر من خيرة الاخبار و أصحها و أدلها و اقربها الى الاذهان.
و في «ينابيع المودة» تأليف الشيخ سليمان الحنفي النقشبندي ج 2 ص 447 باب 87 طبع اسلامبول:
عن الحمويني في كتابه (فرائد السمطين) عن جابر بن عبد اللّه الانصارى رفعه: من انكر خروج (المهدى) فقد كفر بما أنزل على محمد و من أنكر نزول عيسى (ع) فقد كفر و من أنكر خروج الدجال فقد كفر.
(و فيه) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه: ان اوصيائي و حجج اللّه على الخلق بعدى الاثنا عشر اولهم أخي و اخرهم ولدى. قيل: يا رسول اللّه من أخوك؟ قال: علي. قيل: من ولدك؟ قال: (المهدى) الذى يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدى (المهدي) فينزل روح اللّه عيسى بن مريم فيصلي خلف ولدى و تشرق الارض بنور ربها و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب.
و في (مطالب السؤل) تأليف العلامة كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في الجزء الثاني ص 80 عن القاضى ابى محمد الحسين بن مسعود البغوي في كتابه المسمى (بشرح السنة) و اخرجه الامامان البخارى و مسلم كل واحد منهما بسنده في صحيحه يرفعه الى أبى هريرة قال: قال رسول اللّه: كيف أنتم اذا نزل ابن مريم فيكم و أمامكم منكم (و عن) أبي داود و الترمذى بسندهما في صحيحهما، كل واحد منهما يرفعه بسنده عن ابن مسعود انه قال: قال رسول اللّه: لو لم يبق من الدنيا الا يوم الخ
ص: 95
(أقول) لسنا بحاجة الى اكثار الروايات و الاخبار بعد كونها مشهورة مستفيضة متواترة، اذ لم نكن بصدد اثبات وجود الامام الثانى عشر سلام اللّه عليه لانه من البديهات و انما أوردنا هذا النزر القليل من صحاح الجماعة و اسفارهم الزاما عليهم باعترافهم و حجة عليهم بما لديهم، و الا فنحن بحمد اللّه و منه في غنى عن ذلك و على بصيرة من أمرنا و ان خالفنا فى ذلك من خالف:
نحن بما عندنا و أنت بما عندك راض و الرأى مختلف
و لا اعتبار بقول من لا خبرة له و لا بصيرة فى علم الحديث و الدراية اذ لا معرفة له بصحيح الاخبار من سقيمها كما لا خبرة له باحوال الرواة و احاديثهم فان بعض الخالين من المروة و الانصاف اذا مر عليهم حديث متواتر لا مناص لهم من ذكره او سمعه آخر منهم يخشون أن يحدث به طعنوا في سنده او رواية كقول بعضهم:
هذا الحديث ضعيف لأن راوية يميل الى التشيع و غير ذلك و مثل هذا القول في الكتب كثير فعلى ذوى البصائر و المؤمنين باللّه و اليوم الآخر اجتناب مثل هذه الافعال و عدم الالتفات الى مثل هذه الاقوال المزيفة المردودة على ناقليها (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) اذ الحق برغم مبغضيه ظاهر و كم و كم سعى المبطلون و المأجورون بتحطيم دعائم الاسلام و غصب حقوق أهل البيت الكرام (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَ ما كانُوا مُهْتَدِينَ).
و لا مجال لأنكار ما أوردناه من الاحاديث في (المهدى) عليه و على آبائه السلام فهو آخر أئمة المسلمين و هل هناك من يشك في صحة الاخبار التى يرويها مثل أحمد في مسنده او مسلم في صحيحه أو سائر ما روى في الصحاح الستة و سائر مؤلفات الرواة و المحدثين منهم.
نعم هناك جماعة من المؤلفين غلبت عليهم الاهواء و شغلتهم الامور السياسية و كتبوا ماشاؤ امراء وقتهم تقربا اليهم و ان كان ما يكتبونه مخالفا للواقع منافيا (12 - ج 1 - الشيعة و الرجعه)
ص: 96
للمرؤة كابن خلدون فانه سجل في كتابه المعروف ب (المقدمة) ما سود وجه التأريخ و شوه به الحقائق الناصعة و عقد هناك فصلا في (المهدى) عليه السلام خبط فيه خبط عشواء و ضعف أسانيد أئمة الحديث و حملة العلم و تكلم هناك بما لا علم له به و قد تصدى لرده العلامة الخبير الرجالي المتتبع الاستاذ أحمد محمد شاكر المشرف على الطبعة الاخيرة من مسند الامام أحمد و المخرج لها بتلك الحلة القشيبة التي ندر ان خرج مثلها في كتب هذا الفن و صاحب التعاليق و الشروح القيمة على الكتاب التى تدل على تبحره في هذا الفن فقال في ص 197 من الجزء الخامس في ذيل حديث عاصم ما لفظه: و اما ابن خلدون فقد قفأ ما ليس له به علم(1) و اقتحم قحما لم يكن من رجالها و غلبه ما شغله من السياسة و أمور الدولة و خدمة من كان يخدم من الملوك و الامراء فاوهم ان شأن (المهدى) عقيدة شيعية أو اوهمته نفسه ذلك فعقد في مقدمته المشهورة فصلا طويلا جعل عنوانه فصل فى امر الفاطمي و ما يذهب اليه الناس من أمره و كشف الغطاء عن ذلك ص 260 الى ص 258(2)
من طبع بولاق سنة 1284 التي طبعت مع التأريخ متهافت في هذا الفصل تهافتا عجيبا و غلط فيه أغلاطا واضحة. الى ان ابن خلدون لم يحسن قول المحدثين الجرح مقدم على التعديل و لو اطلع على أقوالهم و فقهها ما قال شيئا مما قال و قد يكون قرأ و عرف و لكنه اراد تضعيف أحاديث (المهدي)(3) بما غلب عليه من الرأي السياسي -
ص: 97
في عصره الخ.
فجزى اللّه الاستاذ أحمد محمد شاكر عن خدمته للحقيقة بهذا البيان خير جزاء المحسنين.
و هم كثيرون و قد ذكر الشيخ الاجل ثالث المجلسين الحاج مرزة حسين الطبرسي النوري (قده) في كتابه (كشف الاستار) اربعين رجلا من اكابر محدثيهم:
(الاول) ابو سالم كمال الدين محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي النصيبي المولود سنة 582 قال في كتاب (مطالب السؤل) الباب الثاني عشر في أبي القاسم م ح م د بن الحسن الخالص بن علي المتوكل بن محمد القانع بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين
ص: 98
ابن الحسين الزكي بن علي المرتضى أمير المؤمنين بن أبي طالب، (المهدى) الحجة الخلف الصالح المنتظر عليهم السلام و رحمته و بركاته.
هذا الخلف الحجة قد أيده اللّه
هدانا منهج الحق و آتاه سجاياه
و أعلى في ذرى العليا بالتأييد مرقاه
و آتاه حلى فضل عظيم فتح اللّه
و قد قال رسول اللّه قولا قد رويناه
و ذو العلم بما قال اذا ادرك معناه
يرى الاخبار في (المهدى) جائت عن مسماه
و قد ابداه بالنسبة و الوصف و سماه
و يكفي قوله مني لأشراق محياه
و من بضعته الزهراء مجراه و مرساه
الى ان قال فأما مولده فبسر من رأى في (23) سنة 258 و اما نسبه ابا و اما فابوه الحسن الخالص الى آخر ما تقدم (اقول): اخذ التاريخ شهر او سنة عن كتاب شواهد النبوة للشيخ العارف الجامى الآتى ص 93.
(و الثاني) ابو عبد اللّه محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي الذي يعبر عنه ابن الصباغ المالكي في كتابه (القصول المهمة) بقوله: (الامام الحافظ).
قال: و خلف يعني على الهادي من الولد ابا محمد الحسن ابنه. ثم ذكر تاريخ ولادته و وفاته و قال: ابنه و هو الامام المنتظر الخ.
(أقول): قال العلامة النوري: و كتابه البيان مشتمل على اربعة و عشرين بابا و الباب الرابع و العشرون منه في الدلالة على الجواز بقاء (المهدي) مدة غيبته و ذكر فيه مطالب شريفة من أرادها فيراجع الكتاب.
(الثالث) الشيخ نور الدين على بن محمد بن الصباغ المالكي قال في
ص: 99
(الفصول المهمة):
(الفصل الثاني عشر) في ذكر أبي القاسم الحجة الخلف الصالح ابن أبي محمد الحسن الخالص و هو الامام الثاني عشر و تاريخ ولادته و دلائل إمامته و ذكر طرف من أخباره و غيبته و مدة قيام دولته و ذكر نسبه و كنيته و لقبه و غير ذلك الخ
(الرابع) الفقيه الواعظ شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قز علي بن عبد اللّه البغدادي الحنفي سبط العالم الواعظ أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي قال في آخر كتابه الموسوم (بتذكرة خواص الامة) بعد ترجمة العسكري و ذكر أولاده: منهم (م ح م د) الامام (فصل) هو (م ح م د) بن الحسن بن علي بن محمد بن علي ابن موسى الرضا بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابي طالب عليهم السلام و كنيته أبو عبد اللّه و أبو القاسم و هو الخلف الحجة صاحب الزمان القائم و المنتظر و التالي و هو آخر الائمة عليهم السلام الخ.
(أقول): و في التذكرة أيضا ص 378 ما لفظه: (فصل): و قد جمع الائمة عليهم السلام ابو الفضل يحيى بن سلامة الخصكفي في قصيدته المشهورة التي أنشدنيها جماعة من مشايخنا ببغداد. الى ان قال: و القصيدة:
أقوت مغانيهم فأقوى الجلد ربعان كل بعد سكن فدفد
أسأل عن قلبي و أحباب له و منهم كل مقر يحجد
و هل تجيب أعظم بالية و ارسم خالية من ينشد
و منها:
وسائلي عن حب أهل البيت هل أقر اعلانا به أم أجحد
هيهات ممزوج بلحمي و دمى حبهم و هو الهدى و الرشد
حيدرة و الحسنان بعده ثم علي و ابنه محمد
جعفر الصادق و ابن جعفر موسى و يتلوه على السيد
أعنى الرضا ثم ابنه محمد ثم على و ابنه المسدد
ص: 100
الحسن التالي و يتلو تلوه محمد بن الحسن المفتقد
فانهم أئمتي و سادتي و ان نهاني معشر و فندوا
أئمة اكرم بهم ائمة أسماؤهم مسرورة تطرد
هم حجج اللّه على عباده و هم اليه منهج و مقصد
كل النهار صوم لربهم و في الدياجي ركع و سجد
قوم أتى في هل أتى مديحهم هل شك في ذلك الا ملحد
قوم لهم في كل أرض مشهد لابل لهم في كل قلب مشهد
قوم مني و المشعران لهم و المروتان لهم و المسجد
قوم لهم مكة و الابطح و الخيف و جمع و البفيع الغرقد
قوم لهم فضل و مجد باذخ يعرفه المشرك و الموحد
ما صدق الناس و ما تصدقوا مانسكوا و أفطروا و عيدوا
و لا غزوا و أوجبوا حجا و لا صلوا و لا صاموا و لا تعبدوا
اولا رسول اللّه و هو جدهم يا حبذا الوالد ثم الولد
و منها:
يا أهل بيت المصطفى يا عدتي و من على حبهم أعتمد
أنتم الى اللّه غدا وسيلتي فكيف أشقى و بكم أعتضد
وليكم في الخلد حي خالد و الضد في نار لظى مخلد
(الخامس) الشيخ الاكبر محي الدين رأس اجلاء العارفين أبو عبد اللّه محمد ابن علي بن محمد بن عربي الحاتم الطائى الاندلسي قال في الباب السادس و الستين و الثلثمائة من كتاب (الفتوحات) ما لفظه: و أعلموا انه لا بد من خروج (المهدى) لكن لا يخرج حتى تملأ الارض جورا و ظلما فيملأها قسطا و عدلا، و لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد طول اللّه تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة و هو من عترة رسول اللّه من ولد فاطمة جده الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) و والده الحسن
ص: 101
العسكري ابن الامام علي النقي بالنون بن الامام محمد التقي بالتاء بن الامام علي الرضا بن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام الامام محمد الباقر بن الامام زين العابدين بن الامام الحسين بن الامام على بن أبي طالب رضي اللّه عنه، يواطيء إسمه إسم رسول اللّه يبايعه المسلمون ما بين الركن و المقام، يشبه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في الخلق (بفتح) الخاء و ينزل عنه في الخلق (بضمها) اذ لا يكون أحد مثل رسول اللّه في اخلاقه و اللّه تعالى يقول: (وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
هو أجلى الجبهة، أقنى الانف، أسعد الناس به اهل الكوفة يقسم المال بالسوية و يعدل في الرعية، يأتيه الرجل فيقول: (يا مهدي) أعطني و بين يديه المال فيحثى له في ثوبه ما استطاع ان يحمله. يخرج علي فترة من الدين يضع اللّه به ما لا يضع في القرآن يمسي الرجل جاهلا وجبانا فيصبح عالما شجاعا كريما يمشي النصر بين يديه. يعيش خمسا او تسعا، يقفو اثر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لا يخطىء له ملك يشدد من حيث لا يراه، يحمل الكل و يعين الضعيف و يساعد على نوائب الحق يفعل ما يقول و يقول ما يفعل و يعلم ما يشهد. يصلحه اللّه في ليلة يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين الف من المسلمين من ولد اسحق يشهد الملحمة العظمى مأدبة اللّه بمرج عكا يبيد الظلم و أهله و يقيم الدين و أهله و ينفخ الروح في الاسلام يعز اللّه به الاسلام بعد ذله و يحييه بعد موته، يضع الجزية و يدعو الى اللّه بالسيف فمن أبى قتل و من نازعه خذل بظهر من الدين ما هو عليه في نفسه حتى لو كان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) حيا لحكم به فلا يبقى في زمانه الا الدين الخالص عن الرأي يخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء فينقبضون منه لذلك لظنهم ان اللّه لا يحدث بعد ائمتهم مجتهدا الخ.
(السادس) الشيخ العارف الخبير ابو المواهب عبد الوهاب بن احمد بن علي الشعراني قال في كتابه المسمى (باليواقيت) و هو بمنزلة الشرح لمعلقات الفتوحات و هذا الكتاب تلقاه العلماء بالقبول و بالغوا في مدحه و الثناء عليه قال: و مولده عليه
ص: 102
السلام ليلة النصف من شعبان سنة 255 و هو باق الى ان يجتمع بعيسى بن مريم و هو من أولاد الامام الحسن العسكري عليه السلام.
(السابع) الشيخ حسن العراقي. قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني المتقدم ذكره في الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الانوار في طبقات الاخبار فى الجزء الثاني من النسخة المطبوعة بمصر في سنة 1305: و منهم الشيخ العارف باللّه سيدي حسن العراقي ثم ذكر اجتماعه بالامام (ع) سبعة أيام و استفادته منه و تعليمه الذكر و وصيته له بعدم تركه.
(الثامن) الشيخ العارف على الخواص قال الشعراني في طبقاته المسماة باللواقح و منهم شيخي و استاذي السيد علي الخواص البراسي الى آخر ما نقل عنه هناك.
(التاسع) نور الدين عبد الرحمن بن أحمد بن قوام الدين الدشتي الجامي الحنفي الشاعر العارف المعروف صاحب شرح الكافية الدائر فى أيدي المشتغلين روى في كتابه (شواهد النبوة) عن حكيمة عمة أبي محمد الحسن الزكي.
و ذكر شيخنا النوري رحمه اللّه ملخص ترجمة كلامه قال: انها قالت:
كنت يوما عند أبي محمد فقال: يا عمة بيتي الليلة عندنا فان اللّه تعالى يعطينا خلفا.
فقلت: يا ولدي ممن فاني لا أرى في نرجس أثر حمل أبدا. فقال: يا عمة مثل نرجس مثل أم موسى لا يظهر حملها الا في وقت الولادة. فبت عنده فلما انتصف الليل قمت فتهجدت و قامت نرجس و تهجدت و قلت في نفسي قرب الفجر و لم يظهر ما قاله أبو محمد، فناداني ابو محمد من مقامه: لا تعجلي يا عمة. فرجعت الى بيت كانت فيه نرجس فرأيتها و هي ترتعد فضممتها الى صدرى و قرأت عليها (قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ) و (إِنّا أَنْزَلْناهُ) و (آية الكرسي) فسمعت صوتا من بطنها يقرء ما قرأت، ثم اضاء البيت فرأيت الولد على الارض ساجدا فأخذته فناداني أبو محمد من حجرته يا عمه ايتيني بولدي فأتيته به فاجلسه في حجره و وضع لسانه في فمه، تكلم يا ولدي باذن اللّه تعالى. فقال: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (وَ نُرِيدُ أَنْ
ص: 103
نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) ثم رأيت طيورا خضرا احاطت به فدعى أبو محمد واحدا منها فقال: خذه و احفظه حتى يأذن اللّه تعالى فان اللّه تعالى فان اللّه بالغ أمره فسألت ابا محمد: ما هذا الطير و ما هذه الطيور؟ فقال: هذا جبرئيل و هؤلاء ملائكة الرحمة. ثم قال: يا عمة رديه الى امه كي تقر عينها و لا تحزن و لتعلم (إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)
فرددته الى امه.
قال: و لما ولد كان مقطوع السرة مختونا مكتوبا على ذراعه الايمن (جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً). و روى غير حكيمة: انه لما ولد حثا على ركبتيه و رفع سبابته الى السماء و عطس فقال: الحمد للّه رب العالمين.
(أقول) و نقل سيدنا و شيخنا العلامة حجة الاسلام السيد محسن الامين العاملي الشقرائي المتوفي سنة 1371 في ص 68 من كتابه (البرهان على وجود صاحب الزمان) نقلا عن كتاب (مرآت الاسرار الفارسي) للجامي المذكور و هذا نص ترجمة سيدنا الامين قال:
ذكر من هو شمس الدولة من هو هادي جميع الملة و الدولة من هو قائم في في المقام المظهر الاحمدي الامام بالحق أبو القاسم محمد بن الحسن (المهدي) رض اللّه عنه و هو الامام الثاني عشر من أئمة أهل البيت أمه، كانت ام ولد اسمها نرجس ولادته ليلة الجمعة خامس عشر من شهر شعبان سنة 255 و على رواية شواهد النبوة انها بتاريخ ثلاثة و عشرين من شهر رمضان سنة 258 في سر من رأى المعروفة بسامراء و هذا الامام الثاني عشر موافق في الكنية و الاسم لحضرة ملجأ الرسالة عليه السلام. القابة الشريفة: (المهدي) و الحجة و القائم و المنتظر و صاحب الزمان و خاتم الاثنا عشر.
و في وقت وفاة والده الامام الحسن العسكرى (ع) كان عمره خمس سنين (13 - ج 1 - الشيعة و الرجعة)
ص: 104
جلس على مسند الامامة. و كما أعطى الحق تعالى حضرة يحيى بن زكريا (ع) في حال الطفولية الحكمة و الكرامة و اوصل عيسى بن مريم (ع) في زمن الصبا الى المرتبة العالية، كذلك هو في صغر السن جعله اللّه اماما. و خوارق العادات الظاهرة له ليست قليلة بحيث يسعها هذا المختصر. انتهى تعريب سيدنا المرحوم الامين أعلى اللّه مقامه.
(العاشر) الحافظ محمد بن محمد بن محمود البخاري المعروف بخواجه پارسا من اعيان علماء الحنفية و اكابر مشايخ النقشبندية قال في كتابه (فصل الخطاب) ما لفظه: و لما زعم ابو عبد اللّه جعفر بن أبي الحسن على الهادي رضي اللّه عنه انه لا ولد لأخيه ابي محمد العسكري و ادعى ان اخاه الحسن العسكري جعل الامامة فيه سمي الكذاب و هو معروف بذلك. الى ان قال: و ابو محمد الحسن العسكري ولده (م ح م د) رضى اللّه عنهما معلوم عند خاصة خواص اصحابه و ثقاة أهله و يروى ان حكيمة بنت أبي جعفر محمد الجواد رضى اللّه عنه عمة أبي محمد الحسن العسكري كانت تحبه و تدعو له و تتضرع ان ترى له ولدا و كان ابو محمد الحسن العسكرى اصطفى جارية يقال لها نرجس فلما كان ليلة النصف من شعبان سنة 255 دخلت حكيمة فدعت لابي محمد الحسن العسكرى فقال لها: يا عمة كوني الليله عندنا الخ.
(الحادي عشر) الحافظ ابو الفتح محمد بن أبي الفوارس قال في أول اربعينة اخرج الرجال الثقاة من قول النبى (صلی الله علیه و آله) من حفظ من أمتي اربعين حديثا كنت له شفيعا الى ان قال: فان قال لنا السائل ما هذه الاربعون حديثا التي (الذي خ ل) اذا حفظها الانسان كان له هذا الاجر و الثواب و الفضل العظيم؟ قلنا: الجواب اعلم ان هذا السؤال وقع في مجلس السيد محمد بن ادريس الشافعي فقال هي مناقب امير المؤمنين على بن أبي طالب (ع) الى ان قال: أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد ابن عبد اللّه عن سعد بن عبد اللّه عن عبد اللّه بن جعفر الحميري قال حدثنا محمد
ص: 105
ابن عيسى الاشعري عن ابن حفص احمد بن نافع البصري قال حدثني أبي و كان خادما للامام أبي الحسن على بن موسى الرضا قال حدثني أبي العبد الصالح موسى ابن جعفر قال حدثني أبي جعفر الصادق قال حدثني أبي باقر علم الانبياء محمد بن على قال حدثني أبي عن جده سيد الاوصياء علي بن أبي طالب انه قال: قال لي أخي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) من أحب أن يلقى اللّه عز و جل و هو مقبل عليه غير معرض عنه فليتول (عليا)، و من سره أن يلقى اللّه عز و جل و هو راض عنه فليتول ابنك (الحسن)، و من أحب أن يلقى اللّه و لا خوف عليه فليتول ابنك الحسين، و من احب ان يلقى اللّه و هو ممحص من الذنوب فليتول على بن (الحسين) فانه كما قال اللّه تعالى: (سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ، و من أحب ان يلقى اللّه عز و جل و هو قرير العين فليتول محمد ابن علي، و من أحب ان يلقى اللّه عز و جل فيعطيه كتابه بيمينه فليتول جعفر بن محمد، و من أحب أن يلقى اللّه طاهرا مطهرا فليتول موسى بن جعفر النور الكاظم، و من أحب ان يلقى اللّه و هو ضاحك فليتول ابنه على، و من احب ان يلقى اللّه عز و جل و هو من الفائزين فليتول ابنه الحسن العسكرى، و من أحب ان يلقى اللّه عز و جل و قد كمل ايمانه و حسن اسلامه فليتول ابنه صاحب الزمان (المهدي): فهؤلاء مصابيح الدجى و ائمة الهدى و اعلام التقى فمن أحبهم و تولاهم كنت ضامنا له على اللّه الجنة انتهى.
و قال شيخنا النورى أعلى اللّه مقامه بعد تمام الحديث ما لفظه: و لا يرتاب العاقل انه معتقد بصحة الخبر و بمضمونه و الا لما أودعه في أربعينه، فقد قال في آخر كلامه: و انما ملت الى تفضيلهم (يعنى أهل البيت عليهم السلام) بعد ان تقدمت مذاهبا فعرفتها و بانت لي الحقيقة فعرفتها و تبينت الطريقة فسلكتها بالشواهد اللائحة و الاخبار الصحيحة الواضحة و نبئت بها من الثقاة و أهل الورع و الديانات و كذلك أديناها حسب ما رويناها. قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): من كذب على متعمدا
ص: 106
فليتبوء مقعده من النار(1) انتهى كلام العلامة النوري عليه الرحمة.
(أقول): فلنحمد اللّه و ليحمده من هدي الى صراط المستقيم و فاز بولاء آل الرسول الكريم فهم و اللّه سفن النجاة و سادة الهداة و نخبة اللّه و صفوته من العباد و موضع سره و الأمان في البلاد، بهم يجزل الثواب للعباد و تنال الدرجات الرفيعة يوم التناد.
و لقد أحسن و أجاد شاعرهم و ناصرهم السيد الجليل اسماعيل الحميري بقوله عند وفاته:
كذب الزاعمون ان عليا لا ينجى محبه من هناة
قد و ربي دخلت جنة عدن و عفا لي الاله عن سيأتي
فابشروا اليوم أولياء على و تولوا الوصي حتى الممات
ثم من بعده تولوا بنيه واحدا بعد واحد بالصفات
(الثاني عشر) أبو المجد عبد الحق الدهلوى البخارى العارف المحدث الفقيه صاحب التصانيف الشاتعة، الى آخر ما ذكر له من الاوصاف. قال في رسالة له في المناقب و احوال الائمة الاطهار (ع) و هي مذكورة في فهرست مؤلفاته و اشار اليها في كتابه تحصيل الكمال، فانه قال فيه بعد ذكر أمير المؤمنين و الحسنين و السجاد و الباقر و الصادق (ع): و هؤلاء من ائمة اهل البيت وقع لهم ذكر في الكتاب، الى ان قال: و لقد تشرفنا بذكرهم جميعا في رسالة منفردة الخ.
قال في الرسالة: و ابو محمد الحسن العسكري ولده (م ح م د) رضي اللّه عنهما معلوم عند خواص أصحابه و ثقاته ثم نقل قصة الولادة بالفارسية.
(الثالث عشر) السيد جمال الدين عطاء اللّه بن السيد غياث الدين فضل اللّه ابن السيد عبد الرحمن المحدث صاحب كتاب روضة الاحباب الدائر بين اولى الالباب قال بالفارسية ما ترجمته: في بيان الامام الثاني عشر (م ح م د) بن (الحسن)
ص: 107
عليه السلام ولادة ذلك المولى العظيم و در بحر الولاية الكريم و جوهر معدن هداية الدين القويم بقول أكثر المؤرخين في منتصف شعبان سنة 255 الخ.
(الرابع عشر) الحافظ ابو محمد احمد بن ابراهيم بن هاشم الطوسي البلاذري ذكر شيخنا العلامة النوري حديثا متصل الاسناد بالامام (م ح م د) و هو حديث سلسلة الذهب و هناك ايضا ورد ما لفظه: حديث (م ح م د) بن الحسن الذي يعتقد الشيعة انه (المهدى) عن آبائه الكرام وجدته في مسلسلات الشيخ محمد بن عقلة الملكي عن الحسن العجيمي.
(الخامس عشر) الشيخ العالم الاديب الاوجد حجة الاسلام أبو محمد عبد اللّه بن احمد بن محمد بن الخشاب المذكور في تاريخ ابن خلكان، قال في كتابه فى تواريخ مواليد الائمة و وفاياتهم (ع) و هو كتاب صغير معروف ينقل عنه ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) و على بن عيسى الاربلي الموثق المعتمد عند أهل السنة في كتابه الموسوم ب (كشف الغمة) قال فيه، باسناده عن أبي بكر أحمد بن نصر بن عبد اللّه بن الفتح الدارع النهر و اني: حدثنا صدقة بن موسى حدثنا أبي عن الرضا (ع) قال: الخلف الصالح من ولد أبي محمد الحسن بن علي و هو صاحب الزمان و هو (المهدي) و حدثنى الجراح بن سفيان قال: حدثني ابو القاسم طاهر بن هارون بن موسى العلوى عن ابيه هارون عن أبيه موسى قال:
قال سيدي جعفر بن محمد (ع): الخلف الصالح من ولدي هو (المهدى) اسمه (م ح م د) و كنيته ابو القاسم يخرج فى آخر الزمان يقال لأمه صيقل. قال لنا أبو بكر الدارع: و في رواية أخرى بل امه حكيمة. و في رواية ثالثة: يقال لها نرجس، و يقال لها سوسن و اللّه أعلم بذلك. يكنى بابى القاسم و هو ذو الاسمين خلف و (م ح م د) يظهر في آخر الزمان على رأسه غمامة تظله من الشمس تدور معه حيثما دار تنادى بصوت فصيح هذا هو (المهدى) الخ.
(السادس عشر) شهاب الدين بن شمس الدين بن عمر الهندي المعروف
ص: 108
بملك العلماء صاحب التفسير الموسوم بالبحر المواج قال في كتابه (هداية السعداء) قال (صلی الله علیه و آله): بعد الحسين بن علي من ابنائه تسعة أئمة آخرهم (القائم) (ع). و قال جابر بن عبد اللّه الانصاري دخلت على فاطمة بنت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و بين يديها الواح و فيها أسماء الائمة من ولدها فاعددت أحد عشر اسما آخرهم (القائم) (ع) الخ ثم ذكر قضية منام النبى و صعود ان اجربة الكلاب على منبره و حزنه من ذلك و نزول جبرئيل عليه و اخباره بسورة القدر و انها خير من الف شهر و هي مدة ملك بني امية و ظلمهم على عباد اللّه فخاف و سكت الى ان يظهر (المهدى) (ع) من ولده فيرفع الوية و يخرج السيف فيملا الارض عدلا و قسطا. الى ان قال: اولهم الامام زين العابدين و الثاني الامام محمد الباقر ابنه. و الثالث الامام جعفر الصادق ابنه، و الرابع الامام موسى الكاظم ابنه، و الخامس الامام على الرضا ابنه، و السادس الامام محمد التقي ابنه، و السابع الامام على النقي ابنه، و الثامن الامام الحسن العسكري ابنه، و التاسع الامام حجة اللّه (القائم) الامام المهدي ابنه و هو غائب و له عمر طويل الخ.
(السابع عشر) الشيخ العالم المحدث على المتقى بن حسام الدين بن القاضي عبد الملك بن قاضي خان القرشى من كبار العلماء قال في المرقاة شرح المشكاة بعد ذكر حديث الاثنا عشرية الخلفاء: (قلت): و قد حمل الشيعة الاثنا عشرية على انهم من اهل النبوة متوالية أعم من ان يكون لهم خلافة حقيقة ام استحقاقا فاولهم على ثم الحسن و الحسين فزين العابدين فمحمد الباقر فجعفر الصادق فموسى الكاظم فعلى الرضا فمحمد التقي فعلى النقى فالحسن العسكري فمحمد (المهدى) رضوان اللّه تعالى عليهم.
(الثامن عشر) العالم المعروف فضل بن روز بهان شارح الشمائل للترمذي و هو الذي تصدى لرد كتاب نهج الحق للعلامة الحلي و هو مع شدة تعصبه و انكاره لجملة من الاخبار الصحيحة الصريحة بل بعض ما هو كالمحسوس وافق الامامية في هذا المطلب. فقال في شرح قول العلامة (المطلب الثاني) في زوجته و اولاده
ص: 109
عليهم السلام: فاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام زوجته و ساق بعض فضائلها و فضائل الائمة من ولدها، قال: ما ذكر من فضائل فاطمة صلوات اللّه عليها و على ابيها و على سائر آل محمد و السلام امر لا ينكر فان الانكار على البحر برحمته و على البر بسعته و على الشمس بنورها و على الانوار بظهورها و على السحاب بجوده و على الملك بسجوده انكار لا يزيد المنكر الا الاستهزاء به و من هو قادر على ان ينكر على جماعة هم أهل السداد و خزان معدن النبوة و حفاظ آداب الفتوة صلوات اللّه و سلامه عليهم و نعم ما قلت فيهم منظوما:
سلام على المصطفى المجتبى سلام على السيد المرتضى
سلام على ستنا فاطمة من اختارها اللّه خير النساء
سلام من المسك أنفاسه على الحسن الالمعي الرضا
سلام على الاورعي الحسين شهيد برى جسمه كربلا
سلام على سيد العابدين على بن الحسين المجتبى
سلام على الباقر المهتدي سلام على الصادق المقتدي
سلام على الكاظم الممتحن رضى السجايا امام التقى
سلام على الثامن المؤتمن على الرضا سيد الاصفيا
سلام على المتقى التقي محمد الطيب المرتجى
سلام على الاريحي النقي على المكرم هادى الورى
سلام على السيد العسكري امام يجهز جيش الصفا
سلام على القائم المنتظر أبي القاسم القرم نور الهدى
سيطلع كالشمس في غاسق ينجيه من سيفه المنتقى
ترى يملأ الارض من عدله كما ملئت جور أهل الهوى
سلام عليه و آبائه و انصاره ما تدوم السماء
ص: 110
فنص من غير ترددان (المهدي) الموعود القائم المنتظر هو الثاني عشر من هؤلاء الائمة الغرر.
(التاسع عشر) الناصر لدين اللّه أحمد بن المستضيء بنور اللّه من خلفاء العباسيين و هو الذي أمر بعمارة السرداب الشريف و جعل على الصفة فيه شباكا من خشب ساج منقوش عليه بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ).
ثم ذكر شيخنا العلامة النوري قدس سره بعد هذا بيان ما كتبه العامل بأمر الناصر و ما كتب في داخل الصفة من اسماء الائمة باجمعهم ثم قال: و لو لا اعتقاد الناصر بانتساب السرداب الى (المهدى) (ع) بكونه محل الولادة او موضع غيبته او مقام بروز كرامته، لامكان اقامته في طول غيبته كما نسبه بعض من لا خبرة له الى الامامية و ليس في كتبهم قديما و حديثا منها أثر أصلا لما أمر بعمارته و تزيينه الخ.
(العشرون) العالم العابد العارف الورع الالمعي الشيخ سليمان بن خواجه كلان بن الحسين القندوزى البلخي صاحب كتاب ينابيع المودة فقد بالغ فيه فى اثبات كون (المهدى) الموعود هو الحجة بن الحسن العسكرى (ع) و عقد لذلك أبوابا و لشيوعه و تبين معتقده فيه أعرضنا عن نقل كلماته التي تزيد على كراس و من اراده راجعه و كان حنفي المذهب صوفي المشرب.
(الحادي و العشرون) العارف المشهور شيخ الاسلام الشيخ احمد الجامي قال عبد الرحمن الجامي في كتابه النفحات كما في الينابيع ج 2 ص 472 و غيره قضية دخوله الغار و اجتماعه بالحجة أمر مشهور عندهم فلا حاجة لذكرها و له اشعار بالفارسية مشتملة على اسماء الائمة اولها قوله:
من ز مهر حيدرم هر لحظه اندر دل صفا است أزپى حيدر حسن ما را امام و رهنما است
ص: 111
همچو كلب افتاده ام بر آستان بو الحسن خاك نعلين حسين بر هر دو چشمم توتيا است
عابدين تاج سرو با قردو چشم روشنم دين جعفر بر حق است و مذهب موسى روا است
أي موالى وصف سلطان خراسانر اشنو ريزه از خاك قبرش دردمندان را دو است
پيشواى مؤمنان است اى مسلما نان تقى گر نقى را دوست دارى بر همه مذهب روا است
عسكرى نور دو چشم عالم است و آدم است هم چو يك مهدى سپهسا لار در عالم كجا است
قلعۀ خيبر كرفته ان شهنشاه عرب زنكه در بازوى حيدر نامۀ الا فتى است
شاعران از بهر سيم و زر سخنها كفته اند احمد جامى غلام خاص شاه اولياء است
(الثاني و العشرون) صلاح الدين الصفدى قال في ينابيع المودة ص 471 ج 2: قال الشيخ الكبير العارف باسرار الحروف صلاح الدين الصفدي في شرح الدائرة: ان (المهدى) الموعود هو الامام الثاني عشر من الائمة او لهم سيدنا على و آخرهم المهدى.
(الثالث و العشرون) بعض المصريين من مشايخ الشيخ العارف الشيخ ابراهيم القادرى الحلبي قال فى ينابيع المودة ج 2 ص 471 قال لي الشيخ عبد اللطيف الحلبي سنة 1273: ان أبي الشيخ ابراهيم قال سمعت بعض مشايخي من مشايخ مصر يقول بايعنا الامام المهدى (ع).
(14 - ج 1 - الشيعة و الرجعة)
ص: 112
(الرابع و العشرون) الشيخ عبد الرحمن البسطامي قال في اليناييع ج 2 ص 466 قال الشيخ الكبير عبد الرحمن البسطامى صاحب كتاب (درة المعارف).
و يظهر ميم المجد من آل محمد و يظهر عدل اللّه في الناس أولا
كما قد روينا عن علي مع الرضا و في كنز علم الحرف أضحى محصلا
و اشار بقوله روينا الى ما رواه الشيخ المحدث الفقيه محمد بن ابراهيم الجويني الحمويني الشافعي في كتابه فرائد السمطين باسناده عن احمد بن زياد عن دعبل بن علي الخزاعي قال انشدت قصيدة لمولاى الامام علي الرضا:
مدارس آيات خلت من تلاوة و منزل وحى مقفر العرصات
أرى فيئهم في غيرهم متقسما و أيديهم من فيئهم صفرات
الى ان وصلت الى قولى:
و قبر ببغداد لنفس زكية تضمنها الرحمن في الغرفات
قال لي الرضا: أفلا انشدك بيتين بهما تمام قصيدتك؟ قلت بلى يابن رسول اللّه فقال:
و قبر بطوس يا لها من مصيبة توقد في الاحشاء بالحرقات
الى الحشر حتى يبعث اللّه قائما يفرج عنا الهم و الكربات
قال دعبل ثم قرأت بواقي القصيدة عنده فلما انتهت الى قولى:
خروج امام لا محالة واقع يقوم على اسم اللّه بالبركات
يميز فينا كل حق و باطل و يجزى على النعماء و النقمات
بكى الرضا (ع) بكاء شديدا ثم قال: يا دعبل نطق روح القدس على لسانك أتعرف من هذا الامام؟ قلت: لا الا انى سمعت خروج امام منكم يملأ الارض قسطا و عدلا. فقال: ان الامام بعدى ابنى محمد، و بعد محمد ابنه على، و بعد على ابنه الحسن، و بعد الحسن ابنه الحجة (القائم) و هو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، فيملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما. و أما متى يقوم
ص: 113
فاخبار عن الوقت لقد حدثني أبي عن آبائه عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: مثله كمثل الساعة لا تأتيكم الا بغتة.
(الخامس و العشرون) المولى على اكبر بن اسد اللّه من متأخري علماء الهند قال في كتاب المكاشفات الذي جعله كالحواشى على كتاب النفحات للمولى عبد الرحمن الجامي قال في حاشية ترجمة على بن سهل بن الازهر الاصبهاني: و لقد قالوا ان عدم الخطا في الحكم مخصوص بالانبياء (ع) آكد لخصوصيته و الشيخ رضى اللّه عنه يخالفهم في ذلك لحديث ورد في شأن الامام المهدى الموعود على جده و عليه الصلاة و السلام كما ذكر ذلك صاحب اليواقيت منه حيث قال: صرح الشيخ رضي اللّه عنه في الفتوحات بان الامام (المهدي) يحكم بما القى عليه الالهام من الشريعة و ذلك انه يلهمه الشرع المحمدى فيحكم به كما اشار اليه حديث (المهدى (ع) انه يقفو أثرى لا يخطىء فعرفنا (صلی الله علیه و آله) انه متبع لا مبتدع و انه معصوم في حكمه اذ لا معنى للمعصوم في الحكم الا انه لا يخطىء و حكم رسول اللّه لا يخطىء فانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى، و قد اخبر عن (المهدى) انه لا يخطىء و جعله ملحقا بالانبياء في ذلك الحكم الخ.
(السادس و العشرون) العارف عبد الرحمن من مشايخ الصوفية صاحب كتاب (مرآت الاسرار) الذي ينقل عنه الشاه ولي اللّه الدهلوي والد الشاه صاحب عبد العزيز صاحب التحفة الاثنا عشرية، في كتاب (الانتباه في سلاسل اولياء اللّه) قال ما نقلنا ترجمته بالعربية عن (البرهان) للسيد الامين بعد ذكر التاسع من المعترفين
(السابع و العشرون) القطب الذي كتب عبد الرحمن الصوفي كتاب مرآت الاسرار لأجله قال فيه بعد كلام طويل في الفارسية، ترجمته: انه زار قبر الامير عليه السلام و كان يستعمل الرياضة و الروحانية الى ان اجتمع الامير (ع) و عقد صلة بينه و بين ولده الامام محمد المهدي بن الحسن العسكري الخ.
(الثامن و العشرون) القاضي جواد الساباطي كان نصرانيا فاسلم و هو من
ص: 114
أهل السنة و الجماعة و الف كتابا في إثبات حقية الاسلام سماه (البراهين الساباطية) و هو رد على النصارى و نقل عنه في كتاب شعيا بالعبرانية الفاظا ترجمتها بالعربية ما لفظه: و ستخرج من قنس الاسى ينبت من عروقه غصن و ستستقر عليه روح الرب أعنى روح الحكمة و المعرفة و روح الشورى و العدل و روح العلم و خشية اللّه و تجعله ذا فكرة و قادة مستقيما في خشية الرب فلا يقضى كذا بلجامات الوجوه و لا يدين بالسمع ثم ذكر (الساباطي) تأويل اليهود و النصارى هذا الكلام ورده و قال: فيكون المنصوص عليه هو (المهدى) رضى اللّه عنه بعينه بصريح قوله:
و لا يدين بمجرد السمع لأن المسلمين أجمعوا على انه رضى اللّه عنه لا يحكم بمجرد السمع و الحاضر بل لا يلاحظ الا الباطن و لم يتفق ذلك لأحد(1) من الانبياء و الاوصياء الى ان قال: و قد اختلف المسلمون في (المهدي)، فقال اصحابنا من أهل السنة و الجماعة: انه رجل من اولاد فاطمة يكون اسمه محمدا و اسم أبيه عبد اللّه و اسم امه آمنة. و قال الاماميون: بل انه هو محمد بن الحسن العسكري و كان قد تولد سنة 255 من فتاة للحسن العسكري اسمها نرجس في سر من رأى بزمن المعتمد ثم غاب ثم ظهر ثم غاب و هي الغيبة الكبرى و لا يؤوب بعدها الا اذا شاء اللّه و لما كان قولهم أقرب لتناول هذا النص و كان غرضي الذب عن ملة محمد صلى اللّه عليه و آله مع قطع النظر عن التعصب في المذهب ذكرت لك مطابقة ما يدعيه الاماميون مع هذا النص انتهى.
(التاسع و العشرون) الشيخ العارف سعد الدين محمد بن المؤيد بن أبى الحسين ابن محمد بن حمويه المعروف بالشيخ سعد الدين الحموي خليفة نجم الدين الكبرى و قد الف كتابا مفردا في حالاته و صفاته (ع) و وافق فيه الامامية و أطال الكلام فيه و ذكر التفاصيل، الى ان قال: الى ان وصلت النوبة الى نبينا صلى اللّه عليه
ص: 115
و آله و قال: لا نبي بعدى يدعو الناس الى ديني و الذين يدعون بعدي و يتبعونني يسمون بالاولياء و هؤلاء الاولياء يدعون الخلق الى ديني و اسم الولي ظهر فى ديني و اللّه تعالى جعل اثنا عشر نفسا في دين محمد نوابه، (و العلماء ورثة الانبياء) قاله في حفهم، و كذا قوله: (علماء أمتى كانبياء بنى اسرائيل) قاله في حقهم و عند الشيخ الولي في أمة محمد (صلی الله علیه و آله) ليس ازيد من هؤلاء الاثنا عشر و آخر الاولياء و هو الثاني عشر هو (المهدي) صاحب الزمان صلوات اللّه عليه الخ.
(الثلاثون) الشيخ العارف المتأله عامر البصرى المتوطن في سواين الروم صاحب القصيدة التائية الطويلة المسماة بذات الانوار اولها:
امام الهدى حتى متى انت غائب فمنّ علينا يا ابانا بأوية
ترائت لنا رايات جيشك قادما ففاحت لنا منها روايح مسكة
و بشرت الدنيا بذلك فاغتدت مباسمها مفترة عن مسرة
مللنا و طال الانتظار فجدلنا بربك يا قطب الوجود بلقية
فعجل لنا حتى نراك فلذة المحب لقا محبوبه بعد غيبة
(الحادي و الثلاثون) الشيخ الفاضل العارف المشهور ابو المعالي صدر الدين القونوي المستغنى عن نقل مناقبه و فضائله ذكر له صاحب الينابيع ص 468 ج 2 في المهدى هذه الابيات:
يقوم بأمر اللّه في الارض ظاهر على رغم شيطانين ممتحقي كفر
يؤيد شرع المصطفى و هو ختمه و يمتد من ميم باحكامها يدري
و مدته ميقات موسى و جنده خيار الورى في الوقت تخلو عن الحصر
على يده محق اللئام جميعهم بسيف قوى المتن علك ان تدري
حقيقة ذاك السيف (و القائم) الذي تعين للدين القويم على الامر
الى ان قال:
اليس هو النور الاتم حقيقة و نقطة ميم منه امدادها يجري
ص: 116
يفيض على الاكوان ما قد افاضه عليه إله العرش في ازل الدهر
فماثم الا الميم لا شيء غيره و ذو العين من نوابه مفرد العصر
هو الروح فاعلمه و خذ عهده اذا بلغت مد مديد من العمر
كأنك بالمذكور تسعد راقيا الى ذروة المجد الاثيل على القدر
و ما قدره الا الوف بحكمة على حمد مرسوم الشريعة بالامر
بذا قال أهل الحل و العقد فاكتفى بنصهم المثبوت فى الصحف الزبر
فان تبغ ميقات الظهور فانه يكون بدور جامع مطلع الفجر
و قد قال الشيخ صدر الدين لتلاميذه في وصاياه: ان الكتب التي كانت لي من كتب الطب و الحكمة و الفلسفة بيعوها و تصدقوا بثمنها على الفقراء و اما كتب التفاسير و الاحاديث و التصوف فاحفظوها في دار الكتب و اقرؤا كلمة التوحيد لا إله إلا اللّه سبعين الف مرة ليلة الاولى بحضور القلب و بلغوا منى سلاما الى (المهدى) عليه السلام انتهى.
(الثاني و الثلاثون) شيخ مشايخ الصوفية المولى جلال الدين الرومي المثنوى قال في ديوانه الكبير في قصيدة أولها:
اي سرور مردان على مستان سلامت ميكنند وى صفدر مردان على مستان سلامت ميكند
الى ان قال:
با قاتل كفار گو با دين و با دينذار كو يا حيدر كرار كو مستان سلامت ميكند
يا درج دو كوهر بكو با برج دو اختر بكو با شبر و با شير بكو مستان سلامت ميكند
بازين دين عابد بكو با نوردين باقر بكو با جعفر صادق بگو مستان سلامت ميكند
ص: 117
با موسى كاظم بكو با طوسي عالم بكو با تقى قائم بگو مستان سلامت ميكند
بامير دين هادي بگو با عسكرى مهدي بگو
با ان ولي مهدي بگو مستان سلامت ميكنند
(الثالث و الثلاثون) الشيخ العارف محمد الشهير با الشيخ العطار صاحب الدواوين المعروفة قال في كتابه (مظهر الصفات) على ما نقله عنه في يبابيع المودة ج 2 ص 473:
مصطفى ختم رسل شود در جهان مرتضى ختم ولايت در عيان
جمله فرزندان حيدر اولياء جملة يك نورند حق كرداين ندا
ثم عد من الائمة احد عشر و قال:
صدر هزاران اوليا روي زمين از خدا خواهند مهدى را يقين
يا الهي (مهديم) از غيب آر تا جهان عدل گردد آشكار
(مهدي) هادى است تاج أتقيا بهترين خلق برج اوليا
اى ولاى تو معين آمده بر دل و جانها همه روشن شده
أى تو ختم أولياى اين زمان و از همه معنى نهاني جان جان
اى تو هم پيدا و پنهان آمده بنده عطارت ثنا خوان آمده
(الرابع و الثلاثون) شمس الدين التبريزى شيخ المولوي جلال الدين الرومي نسب اليه هذا القول صاحب الينابيع و قال: ذكره في أشعاره. و لم يذكر منها شيئا.
(الخامس و الثلاثون) السيد نعمة اللّه الولى نسبه اليه في الينابيع ج 2 ص 472
(السادس و الثلاثون) السيد النسيمي قال في الينابيع بعد ذكر هؤلاء:
و غيرهم قدس اللّه اسرارهم و وهب لنا عرفانهم ذكروا في اشعارهم في مدائح الائمة من أهل البيت الطيبين مدح (المهدى) في آخرهم متصلا بهم فهذه أدلة على أن (المهدي)
ص: 118
ولد اولا رضي اللّه عنه و من تتبع آثار هؤلاء الكاملين العارفين يجد الامر واضحا عيانا.
(السابع و الثلاثون) العالم العارف الكامل السيد علي بن شهاب الدين الهمداني الذي ذكروا في ترجمته انه وصل الى خدمة اربعمائة من الاولياء و بالغ في مدحه عبد الرحمن الجامى.
(الثامن و الثلاثون) علامة زمانه و فريد اوانه الشيخ محمد صبان المصري صرح بذلك في كتابه (اسعاف الراغبين) المطبوع بمصر 166
(التاسع و الثلاثون) الفاضل البارع عبد اللّه بن محمد المطيرى في كتابه الموسوم بالرياض الزاهرة في فضل آل بيت النبي و عترته الطاهرة.
قال: و روى في الحديث الاخير ان من ذرية الحسين بن علي المهدى المبعوث في آخر الزمان. الى ان قال: و جميع نسل الحسين و ذريته يعودون الى امام الائمة المحقق المجمع على جلالته و غزارة علمه و زهده و ورعه و كما له سلالة الانبياء و المرسلين و سلالة خير المخلوقين زين العابدين على بن الحسين الخ.
(الاربعون) شيخ الاسلام و البحر الطمطام و مرجع الاولياء الكرام ابو أبو المعالى محمد سراج الدين الرفاعي قال في كتابه الموسوم بصحاح الاخبار في نسب السادات الفاطمية الاخيار فى ترجمة أبي الحسن الهادي ما لفظه: و اما الامام على الهادي بن الامام محمد الجواد و لقبه النقي و العالم و الفقيه و الامير و الدليل و العسكري. الى ان قال: و كان له خمسة اولاد الامام الحسن العسكري و الحسين و محمد و جعفر و عائشة فاما الحسن العسكري فاعقب صاحب السرداب الحجة المنتظر ولى اللّه الامام محمد المهدى (ع) الخ.
(قلت) فهؤلاء اربعون رجلا اوردهم الشيخ المحدث مفخرة الفرقة الناجية في كتابه الكريم المسمى ب (كشف الاستار) الذي كتبه ردا على صاحب القصيدة المعروفة التى اولها:
ص: 119
ايا علماء العصر يا من لهم خبر بكل دقيق حار من دونه الفكر
(أقول):
و قد اجابه جمع من الاعلام ببيانات رشيقة نظما و اجابه شيخنا النوري قدس سره نثرا و اجاد و افاد و ارتفع الحجاب ببيانه و انكشف النقاب ببنانه جزاه اللّه عن (المهدي) خير جزاء الصالحين. ثم ان الحقير تتبعت في بعض الكتب المعتبرة عند القوم تتميما للحجة (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ) فعثرت على مقدار عشرين رجلا بل ازيد من المعترفين ايضا فاضفتهم و نسأل اللّه ان يقع موقع القبول.
«أولهم» ابن الاثير في نهايته ج 1 ص 174 طبع مصر في مادة (جلى) قال: و قد تكرر في الحديث و في صفة المهدي انه اجلى الجبهة الخ.
(الثاني) المولى حسين الكاشفى صاحب التفسير المعروف فى كتابه (روضة الشهداء) في ص 326 طبع الهند في ذكر الامام (م ح م د) قال: محمد بن الحسن العسكرى الامام الثاني عشر من الائمة الاثنا عشر كنيته أبو القاسم ولادته في سر من رأى الخ.
(الثالث) ابن خلكان في تاريخه ج 2 ص 451 قال ابو القاسم محمد بن الحسن بن علي الهادي بن محمد الجواد ثاني عشر من الائمة الاثنا عشر الى أن يقول ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة 255.
(الرابع) الحافظ البيهقي الشافعى في شعب الايمان، قال: اختلف الناس في امر (المهدي) فتوقف جماعة و احالوا العلم الى علله و اعتقدوا انه واحد من اولاد فاطمة بنت رسول اللّه الى يقول: و لا امتناع في طول عمره و امتداد ايامه كعيسى بن مريم و الخضر.
(الخامس) السيد احمد زيني دحلان، قال فى الجزء الثاني من (الفتوحات الاسلامية) ص 322 بعد ذكر (المهدى) العباسي و الرد على المعتقدين بأنه (المهدي) الموعود يقول: و الحاصل ان الذي تقتضيه الاحاديث النبوية و صرح به العلماء ان (15 - ج 1 - الشيعة و الرجعة)
ص: 120
(المهدي) المنتظر الى هذا الوقت لم يظهر و ذكروا له علامات كثيرة بعضها مضى و انقضى و بعضها باق لم يظهر و من اعظم علاماته انه يصلحه اللّه في ليلة و انه من ولد فاطمة. الى ان يقول: لكن المقطوع به انه لا بد من ظهوره الخ.
(السادس) ابن حجر في صواعقه ص 205 قال بعد ذكر الامام ابي الحسن الخالص: ولد سنة اثنتين و ثلاثين و مأتين و وقع لبهلول معه انه رآه و هو صبى يبكي و الصبيان يلعبون فظن انه يتحسر على ما في أيديهم. فقال: اشترى لك ما تلعب به؟ فقال: يا قليل العقل ما للعب خلقنا. فقال له: من اين لك ذلك؟ قال: من قول اللّه عز و جل (أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ)
ثم سأله ان يعظه فوعظه بابيات، ثم خرج الحسن مغشيا عليه فلما أفاق قال له:
ما نزل بك و انت صغير لا ذنب لك. فقال: اليك عني يا بهلول اني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا تتقد إلا بالصغار و اني اخشى ان اكون من صغار حطب نار جهنم. و لما حبس القحط الناس بسر من رأي قحطا شديدا امر الخليفة المعتمد بن المتوكل بالخروج للاستسقاء ثلاثة أيام فلم يسقوا فخرج النصارى و معهم راهب كلما مديده الى السماء هطلت ثم في اليوم الثاني كذلك فشك بعض الجهلة و ارتد بعضهم، فشق ذلك على الخليفة فأمر باحضار الحسن الخالص و قال له:
أدرك أمة جدك رسول اللّه قبل أن يهلكوا. فقال الحسن: يجرجون غدا و انا ازيل الشك ان شاء اللّه و كلّم الخليفة في اطلاق اصحابه من السجن فاطلقهم فلما خرج الناس للاستسقاء رفع الراهب يده مع النصارى غيمت السماء فامر الحسن بالقبض على يده فاذا فيها عظم آدمي فاخذه من يده و قال: استسق فرفع يده فزال الغيم و طلعت الشمس فعجب الناس من ذلك، فقال الخليفة للحسن: ما هذا يا ابا محمد؟ فقال: هذا عظم نبي ظفر به هذا الراهب من بعض القبور و ما كشف عظم نبي تحت السماء الاهطلت بالمطر. فامتحنوا ذلك العظم فكان كما قال و زالت الشبهة عن الناس و رجع الحسن الى داره و أقام عزيزا مكرما و صلاة الخليفة تصل
ص: 121
اليه كل وقت، الى ان مات بسر من رأى و دفن عند أبيه و عمه و عمره ثمانية و عشرون سنة و يقال انه سم أيضا و لم يخلف غير ولده أبو القاسم محمد الحجة و عمره عند وفاة ابيه خمس سنين لكن أتاه اللّه فيها الحكمة و يسمى القائم المنتظر.
(السابع) ابن الاثير في تاريخه ج 7 ص 9 في وقائع سنة 260 قال: و فيها توفى الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن ابي طالب و فيها توفى ابو محمد العلوي العسكري و هو أحد الأئمة الاثنا عشر على مذهب الامامية و هو والد محمد الذي يعتقدونه المنتظر بسرداب من سر من رأى و كان تولده سنة 232.
(الثامن) أبو الفداء في تاريخه ج 2 في خلافة المعتمد على اللّه ص 52 قال:
و فيها توفى الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب و هو المعروف بالعسكري و هو أحد الائمة الاثنا عشر على مذهب الامامية و هو والد محمد المنتظر من سرداب سر من رأي على زعمهم و كان مولده سنة 232.
(التاسع) العلامة العثماني الأحمدي النكرى في كتابه المسمى بدستور العلماء في الجزء الثالث من الفن الاول ص 291 في حرف العين في كلمة عاشوراء يقول:
هو اليوم العاشر من المحرم يوم عظيم حدثت فيه حوادث عظيمة الشأن عجيبة البيان كخلق آدم و اخراجه من الجنة و طوفان نوح سيما شهادة الامام الهمام المظلوم المعصوم الشهيد السعيد أبي عبد اللّه الحسين و سيحدث فيه امور عظام جسام او مهولة مخوفة كخروج الامام الهمام محمد (المهدي) و نزول عيسى من السماء و خروج الدجال و دابة الارض.
(العاشر) شهاب الدين أبو عبد اللّه ياقوت الحموي في معجمه ج 6 ص 175 قال في (عسكر سامراء): و هذا العسكر ينسب الى المعتصم و قد نسب اليه قوم من الاجلاء، منهم علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن علي بن الحسين بن
ص: 122
علي بن ابي طالب ولد بالمدينة و نقل الى سامراء فسمى بالعسكري لذلك، فاما علي مات في رجب سنة 254 و مقامه بسامراء (20 سنة) و اما الحسن فمات بسامراء أيضا و دفنا بسامراء و قبراهما مشهوران هناك مشاهد معروفة.
(الحادي عشر) الشبراوي في كتابه (الاتحاف في حب الاشراف) ص 179: الثاني عشر من الأئمة ابو القاسم محمد الحجة قيل هو (المهدي) المنتظر ولد الامام محمد الحجة بن الحسن الخالص بسر من رأى ليلة النصف من شعبان سنة 255 قبل موت ابيه بخمس سنين و كان أبوه قد أخفاه حين ولد و ستر امره لصعوبة الوقت و خوفه من الخلق فانهم كانوا في ذلك الوقت يطلبون الهاشميين و يقيدونهم بالحبس و القتل و يريدون أعداءهم و كان الامام محمد الحجة يلقب أيضا (بالمهدي) و القائم و المنتظر و الخلف الصالح و صاحب الزمان و أشهره (المهدي).
الى ان يقول: و قد أشرق نور هذه السلسلة الثمينة و البيضة الطاهرة و النبوية و العصابة العلوية و هم إثنا عشر اماما مناقبهم علية و صفاتهم سنية و نفوسهم شريفة أبية و أرومتهم كريمة، و هم محمد الحجة بن الحسن الخالص بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الامام الحسين اخي الحسن ولدي الليث الغالب علي بن ابي طالب رضي اللّه عنه.
(الثاني عشر) العلامة الحمزاوى في كتابه «مشارق الانوار» نقلا عن اليواقيت و الجواهر: (المهدي) من ولد الامام الحسن العسكري و مولده ليلة النصف من شعبان سنة 255 و هو باق الى ان يجتمع بعيسى.
(الثالث عشر) الذهبي في كتابه (دول الاسلام) ج 1 ص 115 في حوادث سنة 261 يقول: و فيها مات الحسن بن علي بن الجواد بن الرضا العلوي أحد الأئمة الاثنا عشر الذين تعتقد الرافضة عصمتهم و هو والد منتظرهم محمد ابن الحسن عليه السلام.
ص: 123
(الرابع عشر) اليافعي في تاريخه ج 2 ص 70 في وقائع سنة 232 قال:
توفي الشريف العسكري الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي اللّه عنه واحد الائمة الاثنا عشر على اعتقاد الامامية و هو والد المنتظر صاحب السرداب.
(الخامس عشر) الشيخ عبد الوهاب في كتابه «كشف الغمة» ج 1 ص 6 قال في مقدمة كتابه: و قد بشرني الهاتف ببقاء هذا الكتاب الى خروج (المهدي) عليه السلام لينتفع به اصحابه و يستغنون به عن مراجعة (المهدي) عليه السلام في اكثر الامور الدينية فانه اذا خرج يرتفع الخلاف و الآراء من الارض فلا يبقى في ايامه الا الدين الخالص.
«السادس عشر» مؤلف الطبقات ج 2 ص 122.
(السابع عشر) العلامة شمس الدين القاضي حسين بن محمد بن الحسن الديار كردي المالكى في كتابه (تاريخ الخميس) ص 331 و ص 380.
(الثامن عشر) الملا علي المتقي في كتابه (البرهان) على ما في استقصاء الافهام ج 1 ص 115.
(التاسع عشر) مؤلف (المرقاة في شرح المشكاة) على ما في استقصاء الافهام ايضا ج 1 ص 113.
(العشرون) السيد جمال الدين في كتابه (روضة الاحباب في سيرة النبي و الآل و الاصحاب) كما في استقصاء الافهام ص 113.
(الحادي و العشرون) الشبلنجي في كتابه (نور الابصار) ص 186 فى مناقب محمد بن الحسن الخالص قال: (فصل) في ذكر مناقب الحسن الخالص ابن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، امه ام ولد
ص: 124
يقال لها سوسن و كنيته أبو محمد و القابه الخالص و العسكري الخ.
(الثاني و العشرون) العلامة الشيخ محمد الصبان في تاريخه (اسعاف الراغبين في سيرة المصطفى و فضائل أهل بيته الطاهرين المطبوع في هامش نور الابصار) المار آنفا ص 140 و نقل كلام ابن حجر في الصواعق و ما تقدم من نور الابصار و ذكر عن مقاتل بن سليمان في تفسير آية (وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّاعَةِ الخ) انها نزلت في (المهدي).
(الثالث و العشرون) في (اخبار الدول) القرماني ص 117 في الفصل الحادى عشر يقول: الامام ابي القاسم محمد بن حسن العسكري و كان عمره عند وفاة ابيه خمس سنين آتاه اللّه فيها الحكمة كما اوتيها يحيى و كان مربوع القامة حسن الوجه و الشعر اقنى الانف اجلى الجهة.
«أقول»: و هؤلاء ثلاث و عشرون عالما عثرنا عليهم في بطون الكتب في مدة غير يسيرة و ذلك لكثرة الاشغال و تشتت البال و سوء الحال و لو لا كثرة الشواغل و ملازمة العوارض لعثرنا على اكثر من ذلك بكثير ولكن الرجوع في ذلك الى قاعدتي «لا يسقط الميسور بالمعسور» و «ما لا يدرك كله لا يترك كله» و لعل الظروف تساعدنا على غير ذلك و اللّه ولي التوفيق و منه نستمد المعونة.
في «عقد الدرر» باسناده عن قتادة قال: قلت لسعيد بن المسيب: احق (المهدي)؟ قال: نعم. قلت: فمن هو؟ قال: من قريش قلت: من أي قريش؟
ص: 125
قال: من بني هاشم قلت: من أي بني هاشم؟ قال: من ولد عبد المطلب. قلت:
من اي ولد عبد المطلب؟ قال: من ولد فاطمة قلت: من اي ولد فاطمة؟ قال:
حسبك. و في «الملاحم و الفتن» ص 132 في الباب الثاني و الاربعون مثل ما ذكر مع اختلاف يسير. و فيه ايضا ص 120 مثله و في مستدرك الحاكم ج 4 ص 557 عن علي بن نفيل عن ابن المسيب عن ام سلمة عن النبي ذكر (المهدي) فقال: نعم هو حق و هو من بني فاطمة.
و فيه بطريق آخر عنه عنه عنها عنه (صلی الله علیه و آله) و وافقه الذهبي في التذييل. و في الصواعق ص 161 عدة روايات في حق (المهدي) روحي فداه.
فى «ذخائر العقبى» ص 47 في قضية دخول العباس و ابنه علي النبي (صلی الله علیه و آله) و دخول علي بن ابي طالب عليه السلام و سؤاله عن حب النبي (صلی الله علیه و آله) له: فقال رسول اللّه: يا عم و اللّه ان اللّه اشد حبا له منى، ان اللّه جعل ذرية كل نبي في صلبه و جعل ذريتي فى صلب هذا. اخرجه ابو الحسين الحاكم في الاربعين و رواه الخوارزمي في المناقب ص 229 عن معجم الطبراني باسناده الى ابن عباس، قال:
ان اللّه جعل ذرية كل نبي في صلبه و جعل ذريتى في صلب علي عليه السلام.
و في «ينابيع المودة» ص 232 في حديث العشرين عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: ان اللّه جعل ذرية كل نبي في صلبه و جعل ذريتى في صلب علي بن ابي طالب. رواه صاحب الفردوس.
و في الهامش من نور الابصار ص 132 عن الطبراني مرفوعا ان اللّه جعل ذرية كل نبي فى صلبه و ان اللّه جعل ذريتي فى صلب علي بن أبي طالب. و هكذا فى الصواعق ص 122.
ص: 126
فى «الصواعق» فى مواضع عديدة منه ص 161: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث اللّه فيه رجلا من أهل بيتى يواطيء اسمه اسمي.
(و فيه): (المهدي) منا يختم به الدين كما فتح بنا.
و فى «الينابيع» ص 448 ج 2 الباب الرابع و التسعين عن الخدري قال:
قال رسول اللّه «ص»: لا تقوم الساعة حتى يملك الارض رجل من اهل بيتي الخ.
(و فيه) عن ابن مسعود: لا تقوم الساعة حتى يأتي رجل من أهلى بيتي يواطيء إسمه إسمي.
(و فيه) عن ابي سعيد: (المهدى) منا أهل البيت».
و فى ص 489: لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من اهل بيتى يواطيء اسمه اسمي الخ.
و فى (مستدرك الحاكم) ج 4 ص 492 مسندا الى ابن مسعود قال: قال رسول اللّه: لا تذهب الايام و الليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي.
و رواه احمد بن حنبل فى مسنده ج 2 ص 667 و ج 5 ص 199.
و رواه ابن بطريق فى (العمدة) ص 228 عن علي عن النبي (صلی الله علیه و آله).
(الينابيع) ج 2 ص 417 عن (فرائد السمطين) عن ابن جبير عن ابن عباس: ان اوصيائي و حجج اللّه على الخلق بعدي اثنا عشر أولهم أخي و آخرهم
ص: 127
ولدي. قيل: يا رسول اللّه من أخوك؟ قال: علي بن ابى طالب. قيل: و من ولدك؟ قال: (المهدي).
(و فيه) ص 488 عن حذيفة بن اليمان قال: خطبنا رسول اللّه فذكر ما هو كائن فقال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدي.
(و فيه) عن جابر بن عبد اللّه: (المهدي) من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي.
(و فيه) عن الباقر عن آبائه عن علي بن ابي طالب رفعه: (المهدي) من ولدي.
(و فى) ص 493 عن المناقب مسندا عن جابر بن عبد اللّه. عن رسول اللّه:
(المهدي) من ولدي الخ.
(و فيه) عن الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين قال: قال رسول اللّه:
(المهدي) من ولدي الخ.
(و فيه) باسناده عن الباقر عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (المهدي) من ولدي.
فى (الينابيع) ج 2 ص 448 عن عبد الرحمن بن عوف: ليبعثن اللّه تعالى من عترتي رجلا أفرق الثنايا الخ.
و فى «نور الابصار» ص 113: ان (المهدي) من عترتي من ولد فاطمة.
(و عن) أحمد و أبي داود و الترمذي و ابن ماجة: لو لم يبق من الدهر الا يوم لبعث اللّه فيه رجلا من عترتي.
(و فى) ص 134 عن الحاكم: يأتي فى آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم (16 - ج 1 - الشيعة و الرجعة)
ص: 128
لم يسمع بلاء أشد منه حتى لا يجد الرجل ملجأ فيبعث اللّه رجلا من عترتي.
(و فى) ج 4 ص 465 عن الحاكم: يأتي فى آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى لا يجد الرجل ملجأ فيبعث اللّه رجلا من عترتى.
(و عن) أبي نعيم: ليبعثن اللّه رجلا من عترتي.
(و فى) ص 136 عن أحمد و الماوردي انه قال: ابشروا (بالمهدي) رجل من قريش من عترتى.
و فى (المستدرك) ج 4 ص 558 عن ابي سعيد قال: تملأ الارض جورا و ظلما فيخرج رجل من عترتى. و قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجه.
و وافقه الذهبي في التذييل و فى الصواعق ص 161 الى 162.
في (الينابيع) ج 2 ص 447 طبع اسلامبول الباب الثامن و السبعون عن (فرائد السمطين) للحافظ الجويني الخراساني باسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه: ان خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه على الخلق بعدى اثنا عشر اولهم علي و آخرهم ولدي (المهدي)، فينزل روح اللّه عيسى بن مريم فيصلي خلفه و تشرق الارض بنور ربها و يبلغ سلطانه و المغرب.
(و فيه) عن عباية بن الربعي عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه: انا سيد النبيين و علي سيد الوصيين و اوصيائي بعدي اثنا عشر اولهم علي و آخرهم المهدي.
(و فيه) ص 494 عن المناقب مسندا عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر ابن عبد اللّه الانصاري قال: سمعت رسول اللّه يقول: يا جابر ان اوصيائي و ائمة المسلمين من بعدي، اولهم علي ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ستدركه يا جابر فاذا لقيته فاقرأه مني السلام ثم جعفر بن محمد
ص: 129
ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم (القائم) اسمه اسمي و كنيته كنيتي محمد بن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح اللّه على يديه مشارق الارض و مغاربها، ذاك الذي يغيب عن اوليائه غيبة لا يثبت على القول بامامته الا من امتحن اللّه قلبه للايمان. قال جابر: فقلت: يا رسول اللّه هل للناس انتفاع به في غيبته؟ فقال: اى و الذى بعثني بالنبوة انهم يستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس و ان سترها سحاب هذا من مكنون سر اللّه و مخزون علم اللّه فاكتمه الا عن أهله.
(و فيه) ص 445 عن جابر قال: قال رسول اللّه: انا سيد النبيين و علي سيد الوصيين و ان أوصيائي بعدي اثنا عشر اولهم علي و آخرهم القائم المهدي،
(و فيه) عن سليم بن قيس عن سلمان الفارسي قال: دخلت على النبي (صلی الله علیه و آله) فاذا الحسين على فخذيه و هو يقبل خديه و يلثم فاه و يقول: انت سيد ابن سيد أخو سيد و انت امام ابن امام أخو امام و انت حجة ابن حجة أخو حجة ابو حجج تسعة تاسعهم القائم (المهدي).
في (الينابيع) ج 2 نقلا عن (جمع الفوائد) عن جابر بن سمرة رفعه: لازال هذا الدين قائما حتى يكون عليهم اثنا عشر خليفة(1) كلهم تجتمع عليه الامةفي
ص: 130
فسمعت كلاما من النبى لم أفهمه فقلت لأبي: ما يقول؟ قال: قال: كلهم من قريش. رواه كل من الترمذي و ابي داود بلفظه.
ص: 131
(و عن) يحيى بن بطريق من عشرين طريقا في ص 216: ان الخلفاء بعدى اثنا عشر خليفة كلهم من قريش(1).
و رواه البخاري في صحيحه ج 4 ص 167 من ثلاث طرق و مسلم في صحيحه ج 6 ص 11 من تسعة طرق و ابو داود فى صحيحه من ثلاثة طرق و الترمذي في صحيحه من طريق واحد و الحميدي من ثلاثة طرق و في الصواعق ص 164.م.
ص: 132
فى (اسعاف الراغبين) المطبوع بهامش نور الابصار ص 132 عن الطبراني:
ان اللّه جعل ذرية كل نبي من صلبه و ان اللّه جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب.
و فى (الينابيع) ج 2 ص 448 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه: ان عليا وصييي و من ولده القائم المنتظو (المهدي).
(و فيه) ص 480 عن المناقب باسناده عن عبد السلام بن صالح الهروي عن مولانا الرضا (ع) عن آبائه عن علي عليه السلام قال: قال رسول اللّه:
ما خلق اللّه خلقا أفضل مني و لا اكرم عليه منى قال علي: فقلت: يا رسول اللّه أنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال: يا علي ان اللّه تبارك و تعالى فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين و فضلنى على جميع النبيين و الفضل بعدي لك يا علي و للائمة من ولدك من بعدك فان الملائكة من خدامنا و خدام محبينا.
(و فيه) ص 494 عن المناقب باسناده عن ابن جبير عن ابن عباس قال:
قال رسول اللّه: ان عليا امام أمتى من بعدى و من ولده (القائم) المنتظر.
في (صحيح أبي داود) ج 2 ص 87 باسناده عن ام سلمة قالت: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول (المهدى) من عترتي من ولد فاطمة.
(و عن) النسائي و ابن ماجة و البيهقي مثله.
(و في) ينابيع المودة ص 403 عن مشكاة المصابيح عن أبي داود عن أم
ص: 133
سلمة عن النبى مثله.
و في (الصواعق) ص 161 عن مسلم و أبي داود و النسائي و ابن ماجة و البيهقي و آخرين (المهدي) من عترتي من ولد فاطمة.
و في (نور الابصار) ص 133 عن مسلم و أبى داود و ابن ماجة و البيهقى مثل ما رواه ابن حجر.
و في (مستدرك الحاكم) ج 4 ص 557 في ثلاث روايات انه عليه السلام من ولد فاطمة. و فى (الفتوحات الاسلامية) ج 2 ص 319 مثله.
و في (ذخائر العقبى) ص 134. و في (العمدة) لابن بطريق ص 228.
و في (ينابيع المودة) ج 2 ص 434 في رواية عبابة بن ربعي عن أبي ايوب الانصارى ان رسول اللّه قال لفاطمة: مناخير الانبياء و هو أبوك. الى قوله: و منا (المهدي) و هو من ولدك.
(و فيه) ص 435: ايشري يا فاطمة ان (المهدى) منك (اللفظ للحاكم).
(ينابيع المودة) ج 2 عن الدار قطنى في كتابه (الجرح و التعديل) عن أبي سعيد الخدري قال: ان النبى (صلی الله علیه و آله) مرض مرضة ثقيلة فدخلت عليه فاطمة و انا جالس عنده و لما رأت ما به من الضعف خنقتها العبرة. الى ان قال: ضرب على منكب الحسين و قال: من هذا (مهدى) هذه الأمة.
(و عن) سليم بن قيس عن سلمان قال: دخلت على رسول اللّه و اذا الحسين بن علي على فخذه و هو يقبل عينيه. الى ان قال: و انت ابو حجج تسعة تاسعهم قائمهم.
و عن (المناقب) باسناده عن أبي حمزة الثمالي عن محمد الباقر عن أبيه علي بن
ص: 134
الحسين عن أبيه الحسين بن علي قال: دخلت على جدي رسول اللّه فاجلسنى على فخذه و قال لي: يا حسين ان اللّه اختار من صلبك تسعة أئمة تاسعهم قائمهم.
(و فيه) ص 436 عن ابي ايوب الانصاري ان النبي مرض فاتته فاطمة و بكت فقال: يا فاطمة لكرامة اللّه اياك زوجك من أقدمهم سلما و اكثرهم علما، ان اللّه تعالى اطلع على الارض اطلاعة فاختارني. الى قوله: و الذى نفسي بيده منا (مهدى) هذه الامة و هو من ولدك.
(ذخائر العقبى) ص 153 عن علي بن الهلال عن ابيه انه دخل على رسول اللّه في مرض موته و عند رأسه فاطمة. الى قوله: يا فاطمة و الذى نفسي بيده ان منهما (مهدى) هذه الأمة.
(أقول) أورد الحافظ الكنجي هذا الحديث في كتابه (البيان) و كون المهدى من ولد الحسنين واضح و هو ان الامام محمد الباقر بنت الامام المجتبى الحسن فعليه هو و من بعده من الائمة الطاهرين من نسلهما.
(ينابيع المودة) ص 491 عن ابن الخشاب قال: حدثنى ابو القاسم الطاهر ابن هارون بن موسى الكاظم عن ابيه عن جده قال: قال سيدى جعفر بن محمد:
الخلف الصالح من ولدي و هو (المهدى) اسمه محمد و كنيته ابو القاسم يخرج في آخر الزمان و يقال لأمه نرجس.
ص: 135
في (الينابيع) ج 2 ص 489 عن الحسن بن خالد قال: قال علي بن موسى الرضا: الوقت المعلوم هو يوم خروج قائمنا. فقيل له: من القائم منكم؟ قال:
الرابع من ولدى ابن سيدة الاماء يطهر اللّه به الارض من كل جور و يقدسها من كل ظلم و هو الذى يشك الناس فى ولادته و هو صاحب الغيبة قبل خروجه، فاذا خرج أشرقت الارض بنوره و وضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحدا و هو الذي تطوى له الارض و لا يكون له ظل و هو الذي ينادى مناد من السماء يسمعه جميع أهل الارض: الا ان حجة اللّه قد ظهر عند بيب اللّه فاتبعوه فان الحق فيه و معه. و هو قول اللّه عز و جل: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ).
(و في) الباب الثمانين عن الحموبني الشافعي في فرائد السمطين عن احمد بن زياد عن دعبل بن علي الخزاعي قال: أنشدت قصيدة لمولانا الامام علي بن الرضا أولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة و منزل وحى مقفر العرصات
قال دعبل: و عند تمام القصيدة قال لي الرضا عليه السلام: افلا الحق لك بيتين بهما تمام قصيدتك؟ قلت: بلى يابن رسول اللّه. فقال:
و قبر بطوس يا لها من مصيبة ألحت على الاحشاء بالزفرات
الى الحشر حتى يبعث اللّه قائما يفرج عنا الهم و الكربات
قال دعبل: ثم قرأت باقي القصيدة عنده فلما انتهيت الى قولي:
خروج امام لا محالة واقع يقوم على اسم اللّه و البركات
(17 - ج 1 - الشيعة و الرجعة)
ص: 136
قال: فبكى الرضا عليه السلام بكاء شديدا ثم قال: يا دعبل نطق روح القدس بلسانك اتعرف من هذا الامام؟ قلت: لا إلا اني سمعت خروج امام منكم يملأ الارض قسطا و عدلا. فقال: ان الامام بعدى ابني محمد، و بعد محمد ابنه علي، و بعد علي ابنه الحسن، و بعد الحسن ابنه الحجة (القائم) و هو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» لقد حدثني أبي عن آبائه عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: مثله كمثل الساعة لا تأتيكم الا بغتة. و ذكر العلامة الشبلنجي في نور الابصار في ترجمة مولينا الرضا ص 153 مثله.
(ذخائر العقبى) ص 89 عن انس بن مالك قال: قال رسول اللّه: نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة أنا و حمزة و الحسن و الحسين و (المهدى) أخرجه الترمذي و أورد في (الينابيع) في الجزء الأول ص 309 في الحديث التاسع عشر عن ابن ماجة و الحاكم عن أنس مثله. و أخرجه أبو نعيم و الثعلبي و الحموينى و الحاكم و الديلمي. و في (الصواعق) ص 158 مثله.
في «العمدة» للحافظ ابن البطريق ص 223 عن تفسير الثعلبى فى قوله تعالى:
«إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ» و ذكر حديث البساط و سيرهم الى أصحاب الكهف و تعظيمهم ثم قال: و بالاسناد المتقدم و اخذوا مضاجعهم فصاروا الى رقدتهم الى آخر الزمان عند خروج (المهدى) عليه السلام، فقال: ان (المهدي) يسلم
ص: 137
عليهم فيحييهم اللّه تعالى له ثم يرجعون الى رقدتهم.
(و عن) عقد الدرر فى الباب السابع مثله.
و فى (تفسير البرهان) للسيد أمين الدين البحراني نقلا عن تفسير ابن الفارس عن الامام الصادى عليه السلام: انه يخرج للقائم من ظهر الكوفة سبعة و عشرون رجلا من قوم موسى (الذين كانوا يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ) و سبعة من أهل الكهف، و يوشع بن نون و ابو دجانة الانصاري و المقداد بن الاسود الكندي و مالك الاشتر فيكونون بين يديه أنصارا و حكاما.
(و أما) حديث البساط فقد رواه ابن البطريق أيضا فى عمدته ص 194 باسناده عن أنس بن مالك قال: أهدي لرسول اللّه بساط من خندف. قال لي:
يا أنس ابسطه. ثم قال: ادع العشرة فدعوتهم فلما دخلوا امرهم بالجلوس على البساط، ثم دعى عليا فناجاه طويلا ثم رجع علي فجلس على البساط ثم قال:
يا ريح احملينا فحملتنا الريح فاذا البساط يدف بنا ثم قال، يا ريح ضعينا. ثم قال:
تدرون فى اى مكان أنتم؟ قلنا: لا. قال: هذا موضع الكهف و الرقيم، قوموا فسلموا على اخوانكم قال: فقمنا رجلا بعد رجل فسلمنا عليهم فلم يردوا علينا.
فقام علي بن أبي طالب، فقال: السلام عليكم معاشر الصديقين و الشهداء. قال:
فقالوا و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته. قال: فقلت: ما بالهم ردوا عليك و لم يردوا علينا؟ قال: فقال: ما بالكم لم تردوا على اخواني؟ فقالوا: انا معاشر الصديقين و الشهداء لا نكلم بعد الموت الا نبيا أو وصيا قال: يا ريح احملينا، فحملتنا تدف بنا دفا، ثم قال: يا ريح ضعينا فاذا نحن بالحرة (اسم موضع قرب المدينة) قال: فقال علي عليه السلام: ندرك النبى فى آخر ركعة فطوينا و اتينا و اذا النبى صلى اللّه عليه و آله يقرء فى آخر ركعة: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً).
(و قد) ذكر الثعلبى خبر البساط و زاد فيه، قال: فصاروا الى رقدتهم
ص: 138
الى آخر الزمان عند خروج (المهدي) عليه السلام: يقال: ان (المهدى) عليه السلام يسلم عليهم فيحييهم اللّه عز و جل له ثم يرجعون الى رقدتهم.
في (ينابيع المودة) ص 134 الباب الخامس و الاربعون عن موفق بن أحمد بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: أعطى النبي (صلی الله علیه و آله) الراية يوم خيبر الى علي ففتح اللّه عليه. و في يوم غدير خم اعلم الناس انه مولى كل مؤمن و مؤمنة، و قال له: أنت مني و أنا منك، و انت تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. و قال له: انت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدي.
و قال له: انا سلم لمن سالمك و حرب لمن حاربك، و انت العروة الوثقى، و انت تبين ما اشتبه عليهم من بعدي، و انت ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي، و انت الذي انزل اللّه فيك: (وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ)، و انت الآخذ بسنتى و الذاب عن ملتى، و انا و انت اول من تنشق الارض عنه، و انت معي تدخل الجنة و الحسن و الحسين و فاطمة معنا، ان اللّه أوحى إلي ان ابين فضلك، فقلت للناس و بلغتهم ما امرني اللّه تبارك و تعالى تبليغه. ثم قال: اتق الغضائن التى كانت في صدور قوم لا تظهرها الا بعد موتي، اولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون و بكى صلى اللّه عليه و آله ثم قال: أخبرني جبرائيل انهم يظلمونك بعدى و ان ذلك الظلم لا يزول بالكلية عن عترتنا حتى اذا قام قائمهم و علت كلمتهم
ص: 139
و اجتمعت الامة على مودتهم و الشانيء لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا و المادح لهم كثيرا و ذلك حين تغير البلاد و ضعف العباد و حين اليأس من الفرج فعند ذلك يظهر (القائم) من أصحابه، بهم يظهر اللّه الحق و يخمد الباطل باسيافهم و يتبعهم الناس راغبين اليهم و خائفين منهم، ابشروا بالفرج فان وعد اللّه حق لا يخلف و قضاؤه لا يرد و هو الحكيم الخبير و ان فتح اللّه قريب الخ.
و في الملاحم ص 119 عن علي في خطبة في ذكر انصار (المهدي) قال:
سمعت رسول اللّه قال: اولهم من البصرة و آخرهم من اليمامة، و جعل علي بعد رجال (المهدي) و الناس يبكون فقال: رجلان من البصرة و رجلان من الاهواز و رجل من عسكر مكرم و رجل من المدينة و رجل من الدوق و رجل من الباستان و اسمه علي، و ثلاثة من اسمه أحمد و عبد اللّه و جعفر و رجلان من عمان محمد و الحسن و رجلان من سيراف شداد و شديد، و ثلاثة من شيراز حفص و يعقوب و علي و أربعة من أصفهان موسى و علي و عبد اللّه و غلفان و رجل من أبدح و اسمه يحيى و رجل من المرج العرج و اسمه داود و رجل من الكرخ و اسمه عبد اللّه و رجل من بروجرد و اسمه قديم و رجل من نهاوند و اسمه عبد الرزاق و رجلان من الدينور عبد اللّه و عبد الصمد و ثلاثة من همدان جعفر و اسحق و موسى و عشرة من قم اسماؤهم على اسماء أهل بيت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و رجل من خراسان اسمه دريد و خمسة من الذين أسماؤهم على أسماء أهل الكهف و رجل من آمل و رجل من جرجان و رجل من هراة و رجل من بلخ و رجل من قراح و رجل من عانة و رجل من دامغان و رجل من خرخس و ثلاثة من الصيعار و رجل من ساوة و رجل من سمرقند و اربعة و عشرون من طالقان(1) و هم الذين ذكرهم رسول اللّه فقال: فى طالقان كنوز (كذا) لا ذهب و لا فضة ولكن رجال يجمعهم اللّه و رسوله، و رجلان من قزوين و رجل من فارس و رجل من أبهر و رجل من برجان و رجل من جموح و البقية سنة 142 و رجل من شاخلف
ص: 140
و (اعلم انه) اجمع المحدثون من اهل الشيعة و السنة على ان (للمهدي) عليه السلام اقواما ينصرونه اذا ظهر يبعثهم اللّه الى عالم الوجود مرة أخرى لينالوا السعادة الابدية بين يدي سيدهم خاتم الاوصياء صلوات اللّه عليه و عليهم و هم كثيرون من بلدان متفرقة و اكثرهم من اهل طالقان نص على ذلك الرسول صلى اللّه عليه و آله في غير واحد من مجالسه قال في (كشف الغمة) نقلا عن تاريخ أعثم الكوفى في كتاب الفتوح: عن أمير المؤمنين انه قال: ويحا لطالقان فان للّه فيها كنوزا ليست من ذهب و لا فضة ولكن بها رجال معروفون عرفوا اللّه حق معرفته و هم ايضا انصار (المهدي) في آخر الزمان.
و في (البيان) للكنجي الشافعي في الباب الخامس ص 14 في ذكر نصرة اهل المشرق (للمهدي)، عن ابن اعثم الكوفي فى «كتاب الفتوح» عن امير المؤمنين عليه السلام مثله.
و في اخبارنا في الجزء الثالث عشر من (بحار الانوار) ص 180، عن الفضيل بن يسار، عن ابي عبد اللّه الصادق (ع) قال: له كنز بالطالقان ما هو بذهب و لا فضة، و راية لم تنشر منذ طويت، و رجال كأن قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك فى ذات اللّه اشد من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براياتهم بلدة إلا خربوها، كأن على خيولهم العقبان يتمسحون بسرج الامام يطلبون بذلك البركة، و يحفون به يقونه بأنفسهم بالحروب رجال لا ينامون الليل لهم دوى في صلوتهم كدوي النخل. الى أن يقول: يدعون بالشهادة و يتمنون أن يقتلوا في سبيل اللّه شعارهم: (يا لثارات الحسين) اذا ساروا يسير الرعب امامهم مسيرة شهر - الحديث.
و رجل من شاخ و رجل من صريح و رجل من اردبيل و رجل من مرو و رجل من تدمو و رجل من ارمينية و ثلاثة من مراغة و رجل من خوي و رجل من سلماس و رجل من اردبيل و رجل من بدليس و رجل من نسنور و رجل من
ص: 141
بركرع و رجل من ارخيص و رجل من منار جرد و رجل من قاليقلا و ثلاثة من واسط و عشرة من الزوراء و اربعة من الكوفة و رجل من القادسية و رجل من سوراء و رجل من الصراح و رجل من النيل و رجل من صيداء و رجل من جرجان و رجل من القصور و رجل من الانبار و رجل من عكبرى و رجل من جنانة و رجل من تبوك و رجل من الجامدة و ثلاثة من عبادان و ستة من حديثة الموصل و رجل من الموصل و رجل من مغلثايا و رجل من نصيبين و رجل من عررن و رجل من فارقين و رجل من لامد و رجل من رأس عين و رجل من رقة و رجل من حران و رجل من بالسن و رجل من قبج و ثلاثة من طرسوس و رجل من قصر و رجل من ادانة و رجل من خمري و رجل من عراز و رجل من انطاكية و ثلاثة من حلب و رجلان من حمص و اربعة من دمشق و رجل من سورية و رجلان من قسوان و رجل من قيموت و رجل من صورية و رجل من كراز و رجل من اذرح و رجل من عامر و رجل من ركار و رجلان من بيت المقدس و رجل من الرملة و رجلان من عكا و رجل من صور و رجل من عرفات و رجل من عسقلان و رجل من غزة و أربعة من الفسطاط و رجل من ميس و رجل من دمياط و رجل من المحلة و رجل من الاسكندرية و رجل من برقة و رجل من طنجة و رجل من افرنجة و رحل من قيروان و خمسة من السوس الاقصى و رجلان من قبرص و ثلاثة من جميم و رجل من قوس و رجل من عدن و رجل من العلالي و عشرة من مدينة الرسول (صلی الله علیه و آله) و أربعة
ص: 142
من مكة و رجل من الطايف و رجل من الدير و رجل من الشيروان و رجل من زبيد و عشرة من صرو و رجل من الاحساء و رجل من القطيف و رجل من حجر و رجل من اليمامة قال علي عليه السلام أحصاهم لي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ثلاثمائة و ثلاثة عشرة رجلا بعدد أصحاب بدر يجمعهم اللّه من مشرقها الى مغربها فى أقل ما ينم الرجل عيناه عند بيت اللّه الحرام فبينا اهل مكة كذلك فيقولون قد كسبنا السفياني فيشرفون اهل مكة فينظرون الى قوم حول بيت اللّه الحرام و قد انجلى عنهم الظلام و لاح لهم الصبح و صاح بعضهم ببعض النجاح، و اشرف الناس ينظرون و امراؤهم يفكرون. قال امير المؤمنين «ع»: و كأني انظر اليهم و الزي واحد و القدر واحد و الحسن واحد و الجمال واحد و اللباس واحد، كأنما يطلبون شيئا ضاع منهم فهم متحيرون في امرهم حتى يخرج اليهم من ستار الكعبة أشبه الناس برسول اللّه خلقا و خلقا و حسنا و جمالا. فيقولون: أنت (المهدي)؟ فيجيبهم و يقول: أنا (المهدي) فيقول: بايعوا على أربعين خصلة و اشترطوا عشر خصال. قال (الاحنف):
بين لنا و ما تلك الخصال؟ (فقال) أمير المؤمنين (ع): يبايعون أن لا يسرقوا و لا يزنوا و لا يقتلوا، و لا يهتكوا حريما محرما و لا يسبوا مسلما، و لا يهجموا منزلا و لا يضربوا أحدا إلا بالحق، و لا يركبوا الخيل الهماليج، و لا يتمنطقوا بالذهب، و لا يلبسوا الخز، و لا يلبسوا الحرير، و لا يلبسوا النعال الصرارة، و لا يخربوا مسجدا، و لا يقطعوا طريقا، و لا يظلموا يتيما، و لا يخيفوا سبيلا، و لا يحتسبوا مكرا، و لا يأكلوا مال اليتيم، و لا يفسقوا بغلام، و لا يشربوا الخمر، و لا يخونوا أمانة، و لا يخلفوا العهد، و لا يحبسوا طعاما من بر أو شعير، و لا يقتلوا مستأمنا، و لا يتبعوا منهزما، و لا يسفكوا دما، و لا يجهزوا على جريح، و يلبسون الخشن من الثياب، و يوسدون التراب على الخدود، و يأكلون الشعير، و يرضون بالقليل، و يجاهدون في اللّه حق جهاده، و يشتمون الطيب، و يكرهون النجاسة. و يشرط لهم على نفسه أن لا يتخذ صاحبا، و يمشي حيث يمشون، و يكون من حيث يريدون،
ص: 143
و يرضى بالقليل» و يملأ الأرض بعون اللّه عدلا كما ملأت جورا، يعبد اللّه حق عبادته، يفتح له خراسان، و يطيعه أهل اليمن، و يقتل الجيوش امامه من اليمن فرسان همدان و خولان وحده، يمده بالاوس و الخزرج، و يشد عضده بسليمان، على مقدمته عقيل، و على ساقته الحرث و يكثر اللّه جمعه فيهم و يشد ظهره بمضر، يسيرون امامه الفتن و يخالف بجيلة(1) و ثقيف و مجمع و غداف و يسير بالجيوش حتى يترك وادي الفتن و يلحقه الحسنى في اثني عشر الفا و يقول له: أنا أحق بهذا الامر منك. فيقول: هات علامة؟ فيومى الى الطير فيسقط على كتفه و يغرس القضيب الذي بيده فيخضر و يعشوشب فيسلم اليه الحسني الجيش و يكون الحسني على مقدمته، و تقع الصيحة بدمشق بأن اعراب الحجاز قد جمعوا لكم فيقول السفياني لاصحابه: ما يقول هؤلاء القوم؟ فيقال له هؤلاء أصحاب ترك و ابل و نحن اصحاب خيل و سلاح فاخرج بنا اليهم. قال الاحنف: و من اي قوم السفياني؟ قال أمير المؤمنين (ع): هو من بني امية، و هو عنبثة بن مرة بن كليب بن سلمة ابن عبد اللّه بن عبد المقدرة بن عثمان بن معاوية بن ابي سفيان بن حرب بن امية بن عبد شمس. أشد خلق اللّه شرا و العن خلق اللّه حيا و اكثر خلق اللّه ظلما فيخرج اللعين بخيله و قومه و رجله و جيشه و معه مأة الف و سبعون الف فينزل بحيرة طبرية و يسير اليه (المهدي) (ع) عن يمينه جبرائيل و عن شماله ميكائيل و عزرائيل امامه فيسير بهم فى الليل و يكمن في النهار و الناس يتبعونه حتى يواقع السفياني على بحيرة طبرية(2) فيغضب اللّه على السفياني و يغضب خلق اللّه لغضبه، فترشقهم الطير بأجنحتها و الجبال بصخورها و لا تكون ساعة يهلك اللّه أصحاب السفياني كلهم -
ص: 144
و لا يبقى على الارض غيره فيأخذه (المهدي) عليه السلام فيذبحه تحت الشجرة التي أغصانها مدلاة على بحيرة طبرية، و يملك مدينة دمشق و يخرج ملك الروم في مئة الف صليب، تحت كل صليب عشرة آلاف فيفتح طرسوسا باسنة الرماح، و ينهب ما فيها من الاموال و الناس و يبعث اللّه جبرائيل الى المصيصة و منازلها و جميع ما فيها فيعلقها بين السماء و الأرض، و يأتي ملك الروم بجيشه حتى ينزل تحت المصيصة فيقول: أين المدينة التي كان يتخوف الروم منها و النصرانية فيسمع فيها صوت الديوك و نباح الكلاب و صهيل الخيل فوق رؤوسهم، الحديث. (قلت): الى هنا ذكره السيد نقلا عن السليلي الذي هو من اكابر العامة و محدثيهم و كان تأريخ كتابتها سنة سبعة و ثلاثمائة هجرية في المدرسة المعروفة بالمزكى بالجانب الغربي من البلاد الواسطية و نقلناه كما وجدناه بلا زيادة و نقيصة و المنصف يحكم وجدانه بأن الاطلاع و الاخبار بهذه الامكنة عادة و الاحاطة بها في ذلك الوقت و ما اخبر به من الرجال لا يمكن لغير المطلع على العوالم الامكانية و المقتبس من العلوم الربانية التي لا تكون بكسب و لا اكتساب، كما هو غير خفي على اولي البصيرة و ذوي الالباب فكم له من نظير. راجع باب علمه عليه السلام في الجزء التاسع من بحار الانوار ص 437 نقلا عن عمار بن ياسر الصحابي، يقول: كنت مع أمير المؤمنين).
ص: 145
علي بن أبي طالب (ع) في بعض غزواته فمررنا بواد مملو نملا. فقلت: يا أمير المؤمنين أترى يكون أحدا من الخلق يعلم عدد هذا النمل؟ قال: نعم، أنا اعرف رجلا يعلم عدده و كم فيه ذكر و كم فيه انثى. فقلت: من ذلك الرجل يا مولاي؟ فقال: يا عمار اما قرأت في سورة يس (وَ كُلَّ شَيْ ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ)؟ فقلت: بلى يا مولاي.
فقال: انا ذلك الامام المبين. و في (تفسير البرهان) ج 2 (سورة يس) ص 886 نقلا عن كتاب مصابيح الانوار باسناده عن عمار بن ياسر. و فيه: عنه، عن ابي ذر قال: كنت سائرا في اغراض امير المؤمنين (ع) اذ مررنا بواد نمله كالسيل سار فذهلت مما رأيت. فقلت: اللّه اكبر، جل محصيه. فقال أمير المؤمنين (ع):
لا تقل ذلك يا أبا ذر ولكن قل جل باريه فو الذي صورك اني احصي عددهم.
و اعلم الذكر منهم و الانثى باذن اللّه.
إعلم إن هذه الخطبة الشريفة ذكرناها عن بعض(1) اجلاء المحدثين عن محمد
ص: 146
ابن احمد الانباري عن محمد بن احمد الجرجاني قاضي الري عن طوق بن مالك -
ص: 147
عن ابيه عن جده عن عبد اللّه بن مسعود رفعه الى علي بن ابي طالب (ع) انه لما تولى الخلافة أتى الى البصرة فرقى منبر جامعها و خطب الناس خطبة ذهلت منها العقول و اقشعرت الجلود فلما سمعوا منه ذلك اكثروا البكاء و النحيب و علا الصراخ قال: و كان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قد اسر اليه السر الخفي الذي بينه و بين اللّه عز و جل فلأجل ذلك انتقل النور لانه كان وجه رسول اللّه الى وجه علي بن ابي طالب (ع) قال: و مات النبي (صلی الله علیه و آله) في مرضه الذي اوصى فيه بعلي و كان قد اوصى لعلي امير المؤمنين (ع) أن يخطب الناس خطبة البيان فيها علم ما كان و ما يكون الى يوم القيامة، قال: فاقام امير المؤمنين (ع) بعد موت النبي (صلی الله علیه و آله) صابرا على ظلم الامة الى أن قرب أجله و حان وقت وصية النبي بالخطبة التي تسمى خطبة البيان، فقام امير المؤمنين (ع) بالبصرة ورقى المنبر و هي آخر خطبة خطبها، فحمد اللّه و أثنى عليه و ذكر النبي فقال: ايها الناس أنا و حبيبى كهاتين - و أشار بسبابته و الوسطى - و لو لا آية في كتاب اللّه لنبأتكم بما في السماوات و الارض،).
ص: 148
و ما في قعر هذا فما يخفى علي شيء و لا تعزب عني كلمة منه، و ما اوحي الي بل هو علم علمنيه رسول اللّه. لقد اسر الي الف مسألة في كل مسألة الف باب، و في كل باب الف نوع فاسألوني قبل ان تفقدوني عما دون العرش اخبركم و لو لا أن يقول قائلكم إن علي بن أبي طالب ساحر كما قيل في ابن عمي (صلی الله علیه و آله) لأخبرتكم بمواضي أحلامكم و بما في غوامض الخزائن، و لأخبرتكم بما في قرار الارض. (قلت): الى هنا ذكر بهذا السند، ثم قال: و في نسخة اخرى، عن ابي جعفر الباقر، عن أبيه زين العابدين (ع) عنه (ع): بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه بديع السموات و فاطرها، و باسط الارض و عامرها، و ساطح المدحيات و وازرها، و موطد الجبال و فاقرها (الى أن يقول): و أشهد أن لا اله إلا اللّه وحده لا شريك له، شهادة تؤدي الى السلامة ذاكرها، و تؤمن من العذاب يوم الحساب ذاخرها، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله (صلی الله علیه و آله)، الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل من الدعوة و ناشرها أرسله الى امة قد شغر بعبادة الاوثان شاغرها. (الى أن يقول): ايها الناس سار المثل، و حقق العمل، و كثر الوجل، و قرب الاجل، و دنى الرحيل، و لم يبق من عمره إلا القليل، فاسألوني قبل أن تفقدوني، ايها الناس أنا المخبر عن الكائنات، أنا مبين الآيات، أنا سفينة النجاة، أنا سر الخفيات، أنا صاحب البينات، أنا مغيض الفرات، أنا معرب التوراة، أنا المؤلف للشتات، أنا مظهر المعجزات، أنا مكلم الاموات، أنا مفرج الكربات، أنا محلل المشكلات، أنا مزيل الشبهات، أنا ضيغم الغزوات، أنا مزيل المهمات، أنا آية المختار، أنا حقيقة الاسرار، أنا علي حيدر الكرار، أنا الوارث علم المختار، أنا مبيد الكفار، أنا أبو الأئمة الاطهار (الى ان قال): أنا صاحب الاعراف، أنا مبيد الاسلاف، أنا مدير الكرم، أنا توبة الندم، أنا الصاد و الميم، أنا سر ابراهيم، أنا محكم الرعد، أنا سعادة المجد، أنا علانية المعبود، أنا مستنبط هود، أنا نحلة الخليل، أنا آية بني اسرائيل، أنا مخاطب الكهف، أنا محبوب الصحف. (الى أن قال): أنا مكرر الفرقان، أنا
ص: 149
آلاء الرحمن، أنا محكم الطواسين، أنا امام آل يس، أنا حاء الحواميم، أنا قسم الم أنا سابق الزمر، أنا آية القمر، أنا راقب المرصاد، أنا ترجمة ص، أنا صاحب الطور، أنا باطن السرور، أنا عتيدق، أنا فارع الاحقاف، أنا مرتب الصافات أنا ساهم الناويات، أنا سورة الواقعة، أنا العاديات و القارعة، أنا ن و القلم، أنا مصباح الظلم، أنا مؤل القرآن، أنا مبين البيان، أنا صاحب الاديان، أنا ساقي العطشان، أنا عقد الايمان، أنا قسيم الجنان، أنا كيوان الامكان، أنا تبيان الامتحان أنا الامان من النيران، أنا حجة اللّه على الانس و الجان، أنا أبو الأئمة الاطهار، أنا أبو (المهدي) (ع) القائم في آخر الزمان. قال: فقام اليه مالك الاشتر، فقال: متى يقوم هذا (القائم) (ع) من ولدك يا أمير المؤمنين؟ فقال (ع):
اذا زهق الزاهق، و حقت الحقائق، و لحق اللاحق، و ثقلت الظهور، و تقاربت الامور. (الى أن بين (ع) مطالب كثيرة بقوله): و يهدمون الحصون، و يقتطفون الغصون، و يفتحون العراق، و يحمجون الشقاق بدم يراق، فعند ذلك ترقبوا خروج صاحب الزمان. (ثم) انه جلس على أعلى مرقات من المنبر و قال: آه ثم آه لتعريض الشفاه، و ذبول الافواه. قال: فالتفت (ع) يمينا و شمالا و نظر الى بطون العرب و ساداتها و وجوه أهل الكوفة و كبار القبائل بين يديه و هم صموت كأن على روؤسهم الطير فتنفس الصعداء و تململ حزينا و سكت هنيئة. فقام اليه سويد بن نوفل من سادات الخوارج و هو كالمستهزء، فقال: يا أمير المؤمنين (ع) أنت حاضر ما ذكرت و عالم بما أخبرت. قال: فالتفت اليه الامام عليه السلام و رمقه بعينه رمقة لغضبه فصاح سويد بن نوفل صيحة عظيمة من عظم نازلة نزلت به فمات من وقته و ساعته فاخرجوه من المسجد و قد تقطع اربا اربا. فقال: أبمثلي يستهزء المستهزؤون، أم علي يتعرض المتعرضون، او يليق بمثلي أن يتكلم بما لا يعلم و يدعي ما ليس له بحق، هلك و اللّه المبطلون، و ايم الحق لو شئت ما تركت عليها من كافر باللّه و لا منافق برسوله و لا مكذب بوصيه، و انما اشكو بثى و حزني الى
ص: 150
اللّه و اعلم من اللّه ما لا تعلمون. قال: فقامت العلماء و الفضلاء. (و في نسخة اخرى) صعصعة بن صوحان و ميثم و ابراهيم بن مالك الاشتر و عمرو بن صالح، و قالوا:
يا امير المؤمنين نقسم عليك بابن عمك رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ان تبين لنا ما يجري في طول الزمان، بكلام يفهمه العاقل و الجاهل. قال: ثم انه حمد اللّه و اثنى عليه و ذكر النبي فصلى عليه، و قال: انا مخبركم بما يجري من بعد موتي، و بما يكون الى خروج صاحب الزمان (القائم) بالامر من ذرية ولدي الحسين (ع)، و الى ما يكون في آخر الزمان حتى تكونوا على حقيقة من البيان (و في نسخة)، قال: ايها الناس اني سمعت اخي رسول اللّه يقول (صلی الله علیه و آله): تجتمع في امتى مئة خصلة لم تجتمع في غيرها فقالوا: ما هي؟ فقال: يكون منهم قوم وجوههم جميلة، و ضمائرهم ردية. قالوا فمتى يكون ذلك؟ قال: اذا وقع الموت في الفقهاء، وضيعت امة محمد المصطفى الصلوات و اتبعوا الشهوات، و قلت الامانات، و كثرت الخيانات، و شربوا القهوات و استشعروا شتم الآباء و الامهات، و رفعت الصلاة من المساجد بالخصومات، و جعلوها مجالس الطعامات، و اكثروا من السيئات، و قللوا من الحسنات، فحينئذ تكون السنة كالشهر و الشهر كالاسبوع و الاسبوع كاليوم و اليوم كالساعة و يكون المطر قيضا و الولد غيضا، و يكون اهل ذلك الزمان لهم وجوه جميلة و ضمائرهم ردية من رآهم عجبوه، و من عاملهم ظلموه، وجوههم وجوه الآدميين، و قلوبهم قلوب الشياطين. فهم امر من الصبر، و انتن من الجيفة، و انجس من الكلب، و اروغ(1)
من الثعلب، و اطمع من اشعب، و الزق من الجرب، لا يتناهون عن منكر فعلوه ان حدثتهم كذبوك، و ان امنتهم خانوك، و ان وليت عنهم اغتابوك، و ان كان لك مال حسدوك، و ان بخلت عنهم ابغضوك، و ان وضعتهم شتموك، سماعون للكذب، اكالون للسحت، يستحلون الزنى و الخمر و المقالات و الطرب و الغناء الفقيرر.
ص: 151
بينهم ذليل حقير، و المؤمن ضعيف صغير، و العالم عندهم وضيع، و الفاسق عندهم مكرم، و الظالم عندهم معظم، و الضعيف عندهم هالك، و القوي عندهم مالك، لا يأمرون بالمعروف، و لا ينهون عن المنكر، الغنى عندهم دولة، و الامانة مغنما، و الزكاة مغرما، و يطيع الرجل زوجته، و يعصى والديه و يجفوهم، و يسعى في هلاك اخيه، و ترفع اصوات الفجار، و يحبون الفساد و الغنى و الزنى، و يتعاملون السحت و الربا، و يغار على العلماء، و يكثر ما بينهم سفك الدماء، قضاتهم يقبلون الرشى، و تتزوج الإمرأة بالامرأة، و تزف كما تزف العروس الى زوجها، و تظهر دولة الصبيان في كل مكان، و يستحل الفتيان المغاني و شرب الخمر، و تكتفي الرجال بالرجال و النساء بالنساء، فتكون الإمرأة مستولية على زوجها في جميع الاشياء، و تحج الناس على ثلاثة وجوه: الاغنياء للنزهة و الاوساط للتجارة و الفقراء للمسألة، و تبطل الاحكام و يحاط الاسلام، و تظهر دولة الاشرار، و تجلى الظلم في جميع الامصار، فعند ذلك يكذب التاجر في تجارته، و الصائغ في صياغته، و صاحب كل صنعة في صناعته، فتقل المكاسب، و تضيق المطالب، و تختلف المذاهب، و يكثر الفساد، و يقل الرشاد، فعندها ترد الضمائر، و يحكم عليهم سلطان جائر، و كلامهم امر من الصبر، و قلوبهم انتن من الجيفة فاذا كان كذلك ماتت العلماء، و فسدت القلوب، و كثرت الذنوب، و تهجر المصاحف، و تخرب المساجد (الى ان يقول): فعندها لوصلى احدهم يومه و ليلته فلا يكتب له منها شيء و لا تقبل صلاته، لان نيته و هو قائم يصلي يفكر في نفسه كيف يظلم الناس و كيف يحتال على المسلمين. و يطلبون الرياسة للتفاخر. (الى ان يقول، بعد كلام طويل): و فيها يظهر الملعون من واد ميشوم، و فيها انكشاف الستر و هي على ذلك الى ان يظهر قائمنا (المهدي) (عج) صلوات اللّه و سلامه عليه. قال: فقام اليه سادات اهل الكوفة و اكابر العرب و قالوا:
يا امير المؤمنين، بين لنا أو ان هذه الفتن و العظائم التي ذكرتها لنا لقد كادت (19 - ج 1 - الشيعة و الرجعة)
ص: 152
قلوبنا ان تنفطر و ارواحنا تفارق ابداننا من قولك هذا، فوا أسفاه على فراقنا اياك فلا ارانا اللّه فيك سوءا و لا مكروها. فقال (ع) قضي الامر الذي فيه تستفيان (كل نفس ذائقة الموت) قال: فلم يبق احد الا و بكى لذلك. (الى ان قال): و كأني بالفتن و قد اقبلت من كل مكان كقطع الليل المظلم. (ثم قال): معاشر الناس لا تشكوا قولي هذا فاني ما ادعيت باطلا و لا تكلمت زورا و لا انبأتكم الا بما علمني رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)، و لقد او دعني الف مسألة يتفرع من كل مسألة الف باب من العلم، و يتفرع من كل باب مأة الف باب، و انما احصيت لكم هذه لتعرفوا مواقيتها، اذا وقعتم في الفتن مع قلة اعتصابكم. فيا كثرة فتنتكم، و خبث زمانكم، و خيانة حكامكم، و ظلم قضاتكم، و كلابة تجاركم، و شحة ملوككم، و فشي أسراركم، و طول آمالكم، و كثرة شكواكم، و يا قلة معرفتكم، و ذلة فقيركم و تكبر اغنيائكم، و قلة وفائكم. (انا للّه و انا اليه راجعون) من اهل ذلك الزمان، تحل فيهم المصائب، و لا يتعظون بالنوائب، و لقد خالط الشيطان ابدانهم، و ولج في دمائهم، و يوسوس لهم بالافك، حتى تركب الفتن الامصار، و يقول المؤمن المسكين المحب لنا اني من المستضعفين. و خير الناس يومئذ من يلزم عن مخالطة الناس نفسه و يختفي في بيته معاشر الناس لا يستوي الظالم و المظلوم، و لا الجاهل و العالم، و لا الحق و الباطل، و لا العدل و الجور، ألا و ان له شرائع معلومة. غير مجهولة، و لا يستوي نبى الا و له أهل بيت، و لا يعيش أهل بيت نبى الا و لهم اضداد يريدون اطفاء نورهم، و نحن أهل بيت نبيكم، الا و ان دعوكم الى سبنا فسبونا، و ان دعوكم الى البراءة منا فلا تتبرءوا منا، و مدوا اعناقكم للسيف، و احفظوا يقينكم فانه من تبرأ منا بقلبه تبرأ اللّه منه و رسوله، الا و انه لا يلحقنا سبا و لا شتما و لا لعنا، فيا ويل مساكين هذه الامة و هم شيعتنا و محبينا، و هم عند الناس كفار و عند اللّه ابرار، و عند الناس كاذبين، و عند اللّه صادقين، و عند الناس ظالمين، و عند اللّه مظلومين، و عند الناس جائرين، و عند اللّه عادلين، و عند الناس خاسرين
ص: 153
و عند اللّه رابحين، فازوا و اللّه بالايمان، و خسر المنافقون. معاشر الناس (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ)
معاشر الناس كأني بطائفة منهم يقولون ان علي بن أبي طالب (ع) يعلم الغيب و هو الرب الذي يحيى الموتى و يميت الاحياء و هو على كل شيء قدير. كذبوا و رب الكعبة. ايها الناس قولوا فينا ما شئتم و لا تنسبونا الى الربوبية و اجعلونا مربوبين، الا و انكم ستختلفون و تتفرقون (الى ان يقول): فربما ينادي فيها الصارخ مرتين الا و ان الملك في علي بن أبي طالب (ع) فيكون ذلك الصوت من جبرائيل و يصرخ ابليس (لع) ألا و ان الملك في آل ابي سفيان، فعند ذلك يخرج السفياني فيتبعه مأة الف رجل ثم ينزل بارض العراق فيقع فيها حلول، فيقتل فيها الفجفاج فيذبح كما يذبح الكبش، ثم يخرج شعيب بن صالح، من بين قصب و آجام، فهو اعور فالعجب كل العجب ما بين جمادى و رجب (الى ان يقول، بعد بيان ملاحم كثيرة) الا و انه اذا ظهر السفياني تكون له وقايع عظام، فاول وقعة بحمص ثم بحلب ثم بالرقة ثم بقرية سبا ثم برأس العين ثم بنصيبين ثم بالموصل، و هي وقعة عظيمة ثم تجتمع الى الموصل رجال الزوراء و من ديار نوس الى اللخمة و تكون وقعة عظيمة يقتل فيها سبعين الف و يجري على موصل قتال شديد يحل بها ثم ينزل السفياني الى ارض الروم فيلقونه على القنطرة تحت الدورة، و يقتل بينهم ستين الف ألا و ان فيها كنوز قارون و لها اهوال عظيمة بعد الخسف و القذف و المسخ، و تكون أسرع ذهابا في الارض من الوتد الحديد في الارجف، قال: و لا يزال السفياني يقتل كل من اسمه محمد و علي و حسن و حسين و فاطمة و جعفر و موسى و زينب و مريم و خديجة و سكينة و رقية بغضا و حقدا لآل محمد (صلی الله علیه و آله) ثم يبعث في جميع البلدان فيجمع الاطفال و يغلي لهم الزيت فيقول له الاطفال ان كان آباؤنا عصوك فما ذنبنا نحن فيأخذ كل من اسمه محمد و علي و حسن و حسين و موسى و جعفر و كل من اسمه على اسم أهل البيت فيغليهم في الزيت، ثم يصير الى كوفانكم هذه فيدور
ص: 154
فيها كما تدور الدوامة، فيفعل في الرجال كما يفعل بالاطفال و يصلب على بابها كل من اسمه حسن و حسين ثم يسير الى المدينة فينهبها ثلاثة أيام، و يقتل فيها خلقا كثيرا و يصلب على مسجدها كل من اسمه حسن و حسين فعند ذلك يغلي دماؤهم كما يغلي دم يحيى بن زكريا فاذا رأى ذلك ايقن بالهلاك فيولي هاربا و يرجع منهزما الى الشام، فلا يرى في طريقه أحدا يخالف عليه اذا دخل عليه فاذا دخل الى بلده اعتكف على شرب الخمر و المعاصي و يأمر اصحابه بذلك، فيخرج السفياني و بيده حربة فيأخذ الامرأة فيدفعها الى بعض اصحابه فيقول له:
افجر بها في وسط الطريق، فيفعل بها ثم يبقر بطنها و يسقط الجنين من بطن امه، فلا يقدر أحد ينكر عليه ذلك. قال (ع): فعندها تضطرب الملائكة في السماوات و يأذن اللّه بخروج (القائم) (ع) من ذريتي و هو صاحب الزمان ثم يشيع خبره فينزل جبرائيل (ع) على صخرة بيت المقدس فيصيح في أهل الدنيا:
قد جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا. (ثم) انه (ع) تنفس الصعداء و أنّ كمدا و جعل يقول:
بني اذا ما جاشت الترك فانتظر ولاية (مهدي) يقوم و يعدل
و ذلت ملوك الارض من آل هاشم و بويع منهم من يذل و يهزل
صبي من الصبيان لا رأي عنده و لا عنده جد و لا هو يعقل
و ثم يقوم (القائم) الحق منكم (و بالحق) يأتيكم (و بالحق) يعمل
سمي رسول اللّه نفسي فداؤه فلا تخذلوه يا بني و عجلوا
قال (ع): فيقول جبرائيل في صيحته: يا عباد اللّه اسمعوا ما أقول إن هذا (مهدي) آل محمد (صلی الله علیه و آله) خارج من أرض مكة فأجيبوه. قال: فقامت اليه الفضلاء و العلماء و وجوه أصحابه، و قالوا: يا أمير المؤمنين (ع): صف لنا هذا (المهدي) (ع) فان قلوبنا اشتاقت الى ذكره. فقال (ع): هو صاحب الوجه الاقمر، و الجبين الازهر، و صاحب العلامة و الشامة، العالم غير معلم، و المخبر
ص: 155
بالكائنات، معاشر الناس ألا و ان الدين فينا قد قامت حدوده، و أخذ علينا عهوده ألا و ان المهدي يطلب القصاص ممن لا يعرف حقنا، و هو الشاهد بالحق و خليفة اللّه على خلقه اسمه اسم جده رسول اللّه ابن الحسن بن علي من ولد فاطمة من ذرية الحسين (ع) ولدي هذا، فنحن الكرسي و أصل العلم و العمل، فمحبونا هم الاخيار و ولايتنا فصل الخطاب، ألا و ان المهدي أحسن الناس خلقا و خلقة، ثم اذا قام تجتمع اليه أصحابه على عدة أهل بدر و أصحاب طالوت و هم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا كلهم ليوث قد خرجوا من غاباتهم مثل زبر الحديد، لو انهم هموا بازالة الجبال الرواسي لا زالوها عن مواضعها، فهم الذين وحدوا اللّه حق توحيده، لهم بالليل أصوات كأصوات الثواكل حزنا من خشية اللّه كل فرد منهم قوام الليل صوام النهار كأنما رباهم أب واحد وام واحدة، قلوبهم مجتمعة بالمحبة و النصيحة، ألا و اني أعرف أسماءهم و أمصارهم. فقام اليه جماعة من اصحابه و قالوا: يا أمير المؤمنين (ع) نسألك باللّه و ابن عمك رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) أن تسميهم بأسمائهم و أمصارهم فلقد ذابت قلوبنا من كلامك: فقال (ع): اسمعوا ابين لكم أنصار القائم (ع) إن أولهم من أهل البصرة و آخرهم من الابدال، (الحديث) (قلت): ثم ذكر (ع) واحدا بعد واحد من الامصار و الامكنة.
و لا نطيل الكلام بذكرها فمن أراد التفصيل فليراجع الخطبة المباركة و نحن نذكر بعض الموارد التي ترتبط بالمقام و هو التصريح بوجود المهدي (عج) بحسب المقامات خلال عناوين كما ستمر عليك عن قريب.
(خطبة البيان) قال (ع) بعد ما بين اصحابه الثلاثمائة و الثلاثة عشر، يقال: انهم
ص: 156
يمضون الى (المهدي) عليه السلام و هو مختف تحت المنارة فيقولون له: أنت (المهدي) (فيقول): نعم يا أنصاري ثم يخفي نفسه عنهم لينظر كيف هم في طاعته فيمضي الى المدينة فيخبرونهم انه لاحق بقبر جده رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فيلحقونه بالمدينة فاذا أحس بهم رجع الى مكة فلا يزالون على ذلك ثلاثا ثم يترا آى لهم بعد ذلك بين الصفا و المروة، (فيقول) لهم: اني لست قاطع امرا حتى تبايعوني على ثلاثين خصلة الزمكم أن لا تغيروا منها شيئا و لكم علي ثمان خصال، فقالوا: سمعنا و أطعنا فاذكر ما أنت ذاكره يا ابن رسول للّه. فيخرج الى الصفا فيخرجون معه (فيقول) ابايعكم أن لا تولوا دابرا، و لا تسرقوا، و لا تزنوا، و لا تفعلوا محرما، و لا تأتوا فاحشة، و لا تضربوا أحدا إلا بحق، و لا تكنزوا ذهبا و لا فضة و لا برا و لا شعيرا، و لا تخربوا مسجدا، و لا تشهدوا زورا، و لا تقبحوا على مؤمن، و لا تأكلوا ربا، و أن تصبروا على الضراء، و لا تلعنوا موحدا، و لا تشربوا مسكرا، و لا تلبسوا الذهب و لا الحرير و لا الديباج، و لا تتبعوا هزيما، و لا تسفكوا دما حراما، و لا تغدروا بمسلم، و لا تثقبوا على كافر و لا منافق، و لا تلبسوا الخز من الثياب، و تتوسدون التراب، و تكرهون الفاحشة، و تأمرون بالمعروف، و تنهون عن المنكر. فاذا فعلتم ذلك فلكم علي أن لا أتخذ سواكم، و لا البس إلا ما تلبسون، و لا آكل إلا مثل ما تأكلون، و لا اركب إلا مثل ما تركبون، و لا اكون الا حيث تكونون، و أمشي حيثما تمشون، و أرضى بالقليل، و أملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، و نعبد اللّه حق عبادته، و أوف لكم، و أوفوا لي فقالوا: رضينا و بايعناك على ذلك. فصافحهم رجلا رجلا.
قال عليه السلام: و بعد ذلك يظهر بين الناس فيخضع له العباد و تنقاد له
ص: 157
البلاد فيكون الخضر ربيب دولته، و همدان وزراؤه و خولان جنوده، و حمير أعوانه و مضر قواده و يكثر اللّه جمعه و يشد ظهره.
قال عليه السلام: ثم يسير بالجيوش حتى يصير بالعراق و الناس خلفه و امامه و على مقدمته رجل اسمه عقيل و على ساقته رجل اسمه الحارث، فيلحقه رجل من أولاد الحسن في اثني عشر الف فارس و يقول: يا ابن العم أنا أحق منك بهذا الامر لاني من ولد الحسن و هو اكبر من الحسين. (فيقول المهدي): اني انا (المهدي) فيقول له: هل عندك آية او معجزة او علامة؟ فينظر (المهدي) الى طير في الهواء فيومي اليه فيسقط في كفه فينطق بقدرة اللّه و يشهد له بالامامة ثم يغرس قضيبا يابسا في بقعة من الارض ليس فيها ماء فيخضر و يورق، و يأخذ جلمودا كان في الارض من الصخر فيفر كه بيده و يعجنه مثل الشمع، فيقول الحسني: الامر لك. فيسلم و تسلم جنوده و يكون على مقدمته رجل اسمه كاسمه.
قال عليه السلام ثم يسير حتى يفتح خراسان ثم يرجع الى مدينة الرسول، فتسمع بخبره جميع الناس فيأتيه اهل اليمن و اهل الحجاز و تخالفه ثقيف.
قال عليه السلام: ثم انه (أي المهدي المنتظر) يسير الى الشام فتقع صيحة بالشام: ألا و ان الاعراب اعراب الحجاز قد خرجت اليكم، فيقول السفياني
ص: 158
لاصحابه: ما تقولون في هؤلاء؟ فيقولون: نحن اصحاب حرب و نبل و عدة و سلاح و يشجعونه و هو عالم بما يراد به. (الى ان يقول عليه السلام): ملعون في السماء و الارض شر خلق اللّه و العنهم، و يخرج بجيشه و رجاله و خيله، في مأتي الف و سبعين الف مقاتل فيسير حتى ينزل الحيرة.
قال عليه السلام: ثم ان (المهدي) (عج) يقدم بخيله و رجاله و جيشه و كتائبه:
و جبرائيل عن يمينه، و ميكائيل عن شماله، و النصر بين يديه، و الناس يلحقونه في جميع الآفاق، حتى يأتي اول الحيرة قريبا من السفياني، و يغضب لغضب اللّه سائر خلقه. حتى الطيور من السماء ترميهم بأجنحتهم، و ان الجبال ترميهم بالحجارة، و تجري بين السفياني و بين (المهدي) حرب عظيم، حتى يهلك جميع عسكر السفياني فينهزم معه شر ذمة قليلة من اصحابه فيلحقه رجل من انصار (القائم) (عج) اسمه صباح و معه جيش عظيم فيستأسره فيأتى به الى (المهدي) و هو يصلي العشاء الاخير و يخفف صلاته.
قال عليه السلام: فيقول السفياني يا ابن العم استبقني اكون لك عونا فيقول (ع) لاصحابه: ما تقولون فيما يقول فاني آليت على نفسي أن لا أفعل شيئا حتى ترضوه؟ فيقولون: و اللّه لا نرضى حتى تقتله لانه سفك الدماء التي حرم اللّه سفكها و أنت تريد ان تمن عليه بالحياة، فيقول لهم (المهدي) (ع): شأنكم و اياه فيأخذه جماعة منهم فيضجعونه على جانب شاطىء البحيرة، تحت شجرة مدلاة باغصانها فيذبحونه كما يذبح الكبش و يعجل اللّه بروحه الى النار.
ص: 159
قال عليه السلام: فيتصل خبره الى بني كلاب ان حرب بن عتبة قتل و قتله رجل من ولد علي بن أبي طالب فيرجع بنو كلاب الى رجل من ولد ملك الروم فيبايعونه على قتال (المهدي) و الاخذ بثار حرب بن عتبة و ينضم اليهم بنو ثقيف فيخرج ملك الروم في الف سلطان و تحت كل سلطان الف مقاتل فينزل على بلد من بلدان (القائم) تسمى طرطوش فينهب اموالهم و انعامهم و حريمهم و يقتلون رجالهم و يهدمون بيوتهم حجرا على حجر و ينقض احجارها و كأني بالنساء و هن مردفات على ظهور الخيل خلف العلوج(1) خيلهن تلوح في الشمس و القمر فينتهى الخبر الى (القائم) فيسير الى ملك الروم في جيوشه فيواقعه في اسفل (الرقة) بعشرة فراسخ فتصبح بها الوقعة العظيمة حتى يتغير ماء الشط بالدم و ينتن جانبها بالجيف الشديدة فينهزم ملك الروم الى انطاكية فيتبعه (المهدي) (ع) فيبعث الى (المهدي) حتى يرجع عنه و يؤدي له الخراج فيطلب منه (القائم) الجزية فيجيبه الى ذلك على ان لا يروح من بلد الروم و لا يبقى اسير عنده الا اخرجه الى أهله فيفعل ذلك و يبقى تحت الطاعة.
ص: 160
قال عليه السلام: ثم إن (المهدي) (ع) يصير الى حي بني كلاب و يسبى نساءهم و يقتل أغلب رجالهم، فيأتونه بالاسارى فيؤمنون به فيبايعونه. الحديث.
و قال (ع): ثم ان (المهدي) (ع) يسير هو و من معه من المؤمنين بعد قتل السفياني (لع)، فينزلون على بلد من بلدان الروم فيقولون: (لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه) (صلی الله علیه و آله) فيتساقط حيطانها.
ثم قال عليه السلام إن (المهدي) (ع) يسير هو و من معه فينزل(1) قسطنطينية
ص: 161
في محل ملك الروم، فيخرج منها ثلاث كنوز كنز من الجواهر و كنز من الذهب و كنز من الفضة ثم يقسم المال على عساكره.
قال عليه السلام: ثم ان (المهدي) (ع) يسير حتى ينزل ارمينية الكبرى فاذا رأه أهل ارمينية، أنزلوا له راهبا من رهبانهم كثير العلم فيقولون له: انظر ماذا يريد هؤلاء فاذا أسرف الراهب على (المهدي) «عج» فيقول الراهب: أنت (المهدي) «عج» فيقول (المهدي): نعم، أنا المذكور في انجيلكم، أنا اخرج في آخر الزمان فيسأله الراهب عن مسائل كثيرة فيجيبه عنها، فيسلم الراهب و يمتنع أهل ارمينية فيدخلوها أصحاب (المهدي) «عج» فيقتلون فيها خمسمائة الف مقاتل من النصارى ثم يعلق اللّه مدينتهم بين السماء و الارض بقدرته فينظر الملك و من معه الى مدينتهم و هي معلقة و هو يومئذ خارج عنها بجميع جنوده الى قتال (المهدي) «عج» فاذا نظر الى ذلك ينهزم و يقول لاصحابه: خذوا لانفسكم مهربا فيهرب أولهم و آخرهم فيخرج عليهم أسد عظيم فيزعق في وجوههم فيلقون ما في أيديهم من السلاح
ص: 162
و المال و يتبعهم جنود (المهدي) عليه السلام فيأخذون أموالهم و يقسمونها فيكون لكل واحد مئة الف دينار و مئة جارية و مئة غلام.
قال عليه السلام: ثم إن (المهدي) عليه السلام يسير الى بيت المقدس و يستخرج تابوت السكينة(1) و خاتم سليمان بن داود و الالواح التي نزلت على موسى ابن عمران.
ص: 163
قال عليه السلام ثم يسير (المهدي) عليه السلام الى مدينة الزنج الكبرى، و فيها
ص: 164
الف سوق و في كل سوق الف دكان يفتحها، ثم يأتي الى مدينة يقال لها مقاطع و هى على البحر الاخضر المحيط بالدنيا و طول المدينة الف ميل و عرضها الف ميل فيكبرون عليها تكبيرات فتساقط حيطانها و تتقطع جدرانها فيقتلون فيها الف مقاتل. و يقيم (المهدي) «عج» سبع سنين فيبلغ سهم الرجل من تلك المدينة مثل ما أخذوه من الروم عشرات مرات.
قال عليه السلام: ثم يخرج منها و معه ثلاثمائة موكب تحت كل موكب يزيد على خمسمائة الف مقاتل فينزل على ساحل فلسطين بين عكة و سوق عنزة و عسقلان فيأتيه خبر الاعور الدجال قد أهلك الحرث و النسل و ذلك أن الاعور
ص: 165
يخرج من بلدة يقال لها يهودا و هي من قرى اصفهان و هي بلدة من بلدان الاكاسرة له عين واحدة في جبهته كأنها الكوكب الزاهر راكب على حمار خطوته مد البصر و طوله سبعون ذراع و يمشي على الماء مثل ما يمشي على الارض ثم ينادي بصوته يبلغ ما يشاء اللّه و هو يقول: اليّ اليّ يا معشر أوليائي «فانا ربكم الاعلى الذي خلق فسوى و الذي قدر فهدى و الذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى» فيتبعه يومئذ أولاد الزنا و أسوء الناس من أولاد اليهود و النصارى و تجتمع معه الوف كثيرة لا يحصي عددهم الا اللّه ثم يسير بين يديه جبلان جبل من اللحم و جبل من الخبز الثريد فيكون خروجه في زمان قحط شديد ثم يسير الجبلان بين يديه و لا ينقص منهما شيء فيعطي كل من أقر له بالربوبية، فقال «ع»: يا معشر الناس ألا و انه كذاب و ملعون ألا فاعلموا ان ربكم ليس باعور و لا ياكل الطعام و لا يشرب الشراب و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شيء قدير.
قال عليه السلام: ثم ان (المهدي) عليه السلام يرجع الى بيت المقدس فيصلي بالناس أياما و اذا كان يوم الجمعة و قد اقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم في تلك الساعة عليه ثوبان أحمر ان و كأنما يقطر من رأسه الدهن، و هو رجل أصفر اللون صبيح المنظر و الوجه أشبه الخلق بأبيكم ابراهيم (ع)، فيأتي الى (المهدي) «ع» و يصافحه و يبشره بالنصر فعند ذلك يقول له (المهدي) «ع»: تقدم يا روح اللّه وصل بالناس. فيقول عيسى: أنت أولى بالصلاة يابن بنت رسول اللّه. فعند ذلك يؤذن عيسى «ع» خلف (المهدي) عليه السلام. «أقول»: و سيأتي الكلام في أن نزوله «ع» من السماء بعد ظهور (المهدي) المنتظر «عج» بابسط من هذا.
ص: 166
قال عليه السلام: ثم انه يجعل عيسى خليفة على قتال الاعور الدجال و يخرج أميرا على جيش (المهدى) يطلب الاعور الدجال و قد أهلك الحرث و النسل و صاح على أغلب الدنيا، و يدعو الناس لنفسه بالربوبية فمن أطاعه أنعم عليه و من أبى قتله، و قد وطىء الارض كلها إلا «مكة و المدينة و بيت المقدس» و قد أطاعه جميع أولاد الزنى من مشارق الارض و مغاربها ثم يتوجه الى ارض الحجاز فيلحقه عيسى «ع» على عقبة هرشا فيزعق عليه عيسى زعقة و يتبعها بضربة فيذوب الدجال كما يذوب الرصاص في الناس.
قال عليه السلام: ثم ان جيش (المهدي) عليه السلام يقتل جيش الأعور الدجال في مدة أربعين يوما من طلوع الشمس الى غروبها و يطهر الارض منهم و بعد ذلك يملك (المهدي) «ع» مشارق الارض و مغاربها و يفتحها من جابرقا الى جابرسا و يفتح جميع الامصار و يستقيم و يستتم أمره و يعدل بين الناس حتى ترعى الشاة مع الذئب في موضع واحد و تلعب الصبيان و العقرب و لا يضرهم و يذهب الشر و يبقى الخير و يزرع الرجل الشعير و الحنطة فيخرج من كل منّ مئة منّ كما قال اللّه تعالى (فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَ اللّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ) .
ص: 167
قال عليه السلام: و يرتفع الزنى و الربا و شرب الخمر و الغنا و لا يعمله أحد إلا و قتله (المهدي) (عج) و كذا تارك الصلاة و يعتكف الناس على العبادة و الطاعة و الخشوع و الديانه و كذا تطول الاعمار و تحمل الاشجار و تضاعف الاثمار في كل سنة مرتين و لا يبقى أحد من أعداء آل محمد المصطفى «ص» إلا و هلك.
قال عليه السلام خطابا لمن حضر في مجلسه: «شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذي أوحينا اليك و ما وصينا به ابراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين و لا تفرقوا فيه كبر على المشركين». قال (ع): ثم إن (المهدي) (عج) يفرق أصحابه و هم الذين عاهدوه في أول خروجه فيوجههم الى جميع البلدان و يأمرهم بالعدل و الاحسان و كل رجل منهم يحكم على اقليم(1) من الارض و يعمر جميع مدائن الدنيا بالعدل و الاحسان. (الحديث) الى هنا ما أردنا نقله من هذه الخطبة الشريفة التي تفوح منها رائحة الصدق و هذا ما وعدنا اللّه و رسوله في كتابه بقوله «هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين
ص: 168
كله» لما عرفت من أن مصداقها ما تحقق من زمانه (صلی الله علیه و آله) و لا في زمن واحد من (الأئمة الاحد عشر «ع») فلابد من تحققه في الخارج في زمن (المهدي) المنتظر (عج) صونا للتنزيل - و حاشاه - من الكذب و هو لا يخلف الميعاد و ستأتي الاشارة الى الآية الشريفة و ما ورد فيها بطرق العامة فضلا عن الخاصة فانتظر.
روى الشيخ المحدث الطبرسي عليه الرحمة في (كتاب الاحتجاج) في احتجاج النبي «ص» يوم الغدير على الخلق كلهم بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام و من بعده من ولده الأئمة المعصومين عليهم السلام، بسنده عن السيد العالم مهدي ابن ابي حرب الحسيني المرعشي عن الشيخ أبي علي الحسن بن الشيخ السعيد محمد ابن الحسن الطوسي، عن والده الشيخ السعيد أبي جعفر عن جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن محمد بن همام عن علي السوري عن محمد العلوي من ولد الافطس و كان من عباد اللّه الصالحين قال حدثنا محمد بن موسى الهمداني عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة و صالح بن عقبة جميعا عن قيس ابن سمعان عن علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، انه قال: حج رسول اللّه من المدينة و قد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج و الولاية فاتاه جبرائيل فقال يا محمد ان اللّه جل اسمه يقرؤك السلام و يقول: اني لم أقبض نبيا من أنبيائي و لا رسولا من رسلي إلا بعد اكمال ديني و تأكيد حجتي و قد بقي عليك من ذاك فريضتان مما يحتاج تبليغهما قومك فريضة الحج و فريضة الولاية و الخلافة من بعدك. (الى أن يقول): فقام رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فوق تلك الاحجار ثم حمد اللّه تعالى و اثنى عليه فقال: الحمد للّه الذي علا في توحده و دنى في تفرده (الى أن يقول): معاشر الناس آمنوا باللّه و رسوله و النور الذي انزل معه من قبل
ص: 169
أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها. معاشر الناس النور من اللّه عز و جل في علي (ع) ثم في النسل منه الى القائم (المهدي) (عج) الذي يأخذ بحق اللّه و بحق كل مؤمن لان اللّه جل و عز قد جعلنا حجة على المقصرين و المعاقبين و المخالفين و الخائنين و الآثمين و الظالمين من جميع العالمين.
(معاشر الناس) اني نبي و علي وصي، ألا و ان خاتم الأئمة منا القائم (المهدي) ألا انه الظاهر على الدين، ألا انه (المنتقم) من الظالمين، ألا انه فاتح الحصون و هادمها ألا انه فاتح كل قبيلة من الشرك، ألا انه المدرك بكل ثار لأولياء اللّه، ألا انه الناصر لدين اللّه ألا انه الغراف في بحر عميق ألا انه يسم كل ذي فضل بفضله و كل ذي جهل بجهله ألا انه خيرة اللّه و مختاره، ألا انه وارث كل علم و المحيط به ألا انه المخبر عن ربه و المنبه بأمر ايمانه، ألا انه الرشيد السديد، ألا انه المفوض اليه، ألا انه قد بشر به من سلف بين يديه، ألا انه الباقي حجة و لا حجة بعده و لا حق إلا معه و لا نور إلا عنده، ألا انه لا غالب له و لا منصور عليه، ألا انه ولي اللّه في أرضه و حكمه في خلقه و أمينه في سره و علانيته.
(معاشر الناس) أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة كما أمركم اللّه عز و جل. (الى قوله): فأمرت أن آخذ البيعة عليكم و منكم و الصفقة لكم بقبول ما جئت به عن اللّه عز و جل في (علي) أمير المؤمنين و الأئمة من بعده الذين هم مني و منه أئمة قائمهم (المهدي) الى يوم القيامة الذي يقضي بالحق. و في (تفسير البرهان) مضافا على ما في (الاحتجاج) و (البحار):
قال (صلی الله علیه و آله): (معاشر الناس) قولوا ما يرضى اللّه به عنكم من القول فان تكفروا أنتم و من في الأرض جميعا فلن يضر اللّه شيئا (الى أن يقول): ان عليا مني و روحه من روحي و طينته من طينتي و هو أخي و أنا أخوه و هو زوج ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين و ان منه امامي امتي و سيدي شباب اهل الجنة الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين «ع» تاسعهم (قائم) امتي يملأ الأرض
ص: 170
قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
و هذه الخطبة الشريفة أوردها بعض أهل العلم في كتابه (دوحة الأنوار) بعد خطبة البيان عن أمير المؤمنين «ع»، ص 133 بعد كلام طويل له عليه السلام فيما يخبر من الملاحم العظام يقول و ينكر الأخ أخاه و يعق الولد أباه و تذم النساء بعولتهن و تسخر النساء و الامهات بناتهن و ينغمس الفقهاء بالكذب و يميل العلماء للريب و ينكشف الغطاء عن الحجب و تطلع الشمس من المغرب و ينادي مناد من السماء يا ولي اللّه الى الأحياء فيظهر (قائمنا) المتغيب فيقدمه الروح الأمين، و يليه الكتاب المبين، ثم مواريث الأنبياء و بين يديه الشهداء يؤمهم عيسى بن مريم فيبايعونه في البيت الحرام فيتم اللّه له أصحاب مشورته فيتفقون على بيعته تأتي بهم الملائكة الحافظون اولي الطريق في ليلة واحدة و ان كانوا في مفارق الآفاق فيولي وجهه شطر المسجد الحرام و يبين للناس الامور العظام و يخبر بالذات و يبرهن بالآيات (الى أن يقول): ثم من بعد ذلك يقيم الرايات و يظهر المعجزات (الى ان يقول): و يسير نواحي الكوفة و يجلس على سرير النبي سليمان (ع) و يعكف الطير على رأسه و يختم بخاتمه الأعظم بيمينه عصا موسى و جليسه الروح الأعظم عيسى بن مريم متشح ببردة محمد متقلد ذي الفقار و وجهه كدائرة القمر ليلة كما له و نوره، يخرج من ثناياه كالبرق الساطع على رأسه تاج من نور راكب على أسد من نور يقول للشيء كن فيكون باذن اللّه، و يبرىء الأكمه و الأبرص و يحيى الموتى و يميت الأحياء و تنفر الأرض من كنوزها و قد حوى حكمة آدم «ع» و وفاء ابراهيم «ع» و حسن يوسف عليه السلام و ملاحة محمد (صلی الله علیه و آله)، و جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله و العمامة على رأسه و النصر بين يديه و من ورائه العدل تحت أقدامه، يظهر للناس كتابا جديدا
ص: 171
و هو على الكافرين صعب، من أقرّ به نجى و من أنكر هوى، و الويل ثم الويل لمن أنكره رؤف بالمؤمنين شديد الانتقام على الكافرين.
(يستدعي) الى بين يديه كفار اليهود و أحبارهم و كل رؤساء دين النصارى و علمائهم و يحضر التوراة و الانجيل و يجادلهم على كل كتاب بمفرده و يطلب منهم تأويله و يعرّفهم تأويله و يحكم بينهم كما أمر اللّه و رسوله (ثم بعد ذلك) يرجع الى هذه الامة الشديدة الخلاف القليلة الانصاف و (يستدعي) اليه من سائر البلاد الذين ظنوا انهم عماد الدين و فقهاؤه و الحكماء و المنجمين و المتفلسفين و الأطباء و الضالين (و الشيعة) المدعين فيحكم بينهم بالحق فيما كانوا فيه يختلفون و يتلو عليه السلام - بعد اقامة العدل بين الأنام -: (وَ ما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
و يفصح للناس بالحق و يتجلى بالصدق و يكشف المستور و يحصد ما في الصدور و يعلم الدار و المصير و يظهر الحكمة الالهية بعد اخفائها و يظهر تأويل التنزيل كما أراد الأزلي القديم و يهدي الى الصراط المستقيم (الى أن يقول): و يظهر المصون و يفتضح الخثون (و ينتقم) من أصحاب الفتاوى في الدين بما لا يعلمون فتبا لهم و لأتباعهم أكان الدين ناقصا فتمموه أم كان اعوجا فقوموه (الى أن يقول): أم هذا المختار فيما يوحى اليه فذكروه أم الدين لم يكمل على عهده (صلی الله علیه و آله) باجماعهم تمموه أم جاء نبي بعد محمد (صلی الله علیه و آله)، فاتبعوه (الى أن قال): و ايم اللّه لم يبق أمر مهملا و لا مفصلا و لا مجملا إلا أوضحته و بينته (حتى لا تكون فتنة للذين آمنوا إنما يتذكر اولوا الألباب) فكم من ولي جحدوه و وصي ضيعوه و حق أنكروه و مؤمن شردوه، و كم من حديث باجماع عن رسول اللّه و أهل بيته نقلوه و كم من قبيح فينا جوزوه و خبر عن رأيهم تأولوه و كم من آية و معجزة أجراها اللّه على يدي أنكروها و صدوا عنها سنقف و يقفون و نسأل و يسألون (وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) طولبت بدم عثمان فظنوا انني منهم الآن و حاربتني عائشة و معاوية و كأنني بعد قليل و هم يقولون القاتل و المقتول في الجنة و نسوا ما قال اللّه (وَ كَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَ الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ) الآية و قوله تعالى (وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها) و كأني بعد قليل و هم يقولون على انني بايعت أبا بكر في خلافته لقد قالوا بهتانا عظيما (فيا للّه العجب كل العجب) من قوم يزعمون ان ابن أبي طالب يطلب ما ليس بحق له و يمنع عنه جزعا و يبايعهم هلعا (و أيم اللّه) ان عليا لآنس بالموت من سنة الكرى (ولكن عند الصباح يحمد القوم السرى) ألا ان في (قائمنا) أهل البيت كفاية للمستبصرين و عبرة للمعتبرين و مذلة للمتكبرين، لقوله عز من قائل: (وَ أَنْذِرِ النّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ) و العذاب ظهور (قائمنا) المتغيب لأنه عذاب على الكافرين و شفاء و رحمة للمؤمنين، يظهر و له من العمر أربعون سنة و يمكث في الأرض ثمانين سنة و قل لهم سلاما و الحمد للّه رب العالمين (قلت): سيأتي انشاء اللّه ما يتعلق بعمره الشريف.
ص: 172
و يفصح للناس بالحق و يتجلى بالصدق و يكشف المستور و يحصد ما في الصدور و يعلم الدار و المصير و يظهر الحكمة الالهية بعد اخفائها و يظهر تأويل التنزيل كما أراد الأزلي القديم و يهدي الى الصراط المستقيم (الى أن يقول): و يظهر المصون و يفتضح الخثون (و ينتقم) من أصحاب الفتاوى في الدين بما لا يعلمون فتبا لهم و لأتباعهم أكان الدين ناقصا فتمموه أم كان اعوجا فقوموه (الى أن يقول): أم هذا المختار فيما يوحى اليه فذكروه أم الدين لم يكمل على عهده (صلی الله علیه و آله) باجماعهم تمموه أم جاء نبي بعد محمد (صلی الله علیه و آله)، فاتبعوه (الى أن قال): و ايم اللّه لم يبق أمر مهملا و لا مفصلا و لا مجملا إلا أوضحته و بينته (حتى لا تكون فتنة للذين آمنوا إنما يتذكر اولوا الألباب) فكم من ولي جحدوه و وصي ضيعوه و حق أنكروه و مؤمن شردوه، و كم من حديث باجماع عن رسول اللّه و أهل بيته نقلوه و كم من قبيح فينا جوزوه و خبر عن رأيهم تأولوه و كم من آية و معجزة أجراها اللّه على يدي أنكروها و صدوا عنها سنقف و يقفون و نسأل و يسألون (وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) طولبت بدم عثمان فظنوا انني منهم الآن و حاربتني عائشة و معاوية و كأنني بعد قليل و هم يقولون القاتل و المقتول في الجنة و نسوا ما قال اللّه (وَ كَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَ الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ) الآية و قوله تعالى (وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها) و كأني بعد قليل و هم يقولون على انني بايعت أبا بكر في خلافته لقد قالوا بهتانا عظيما (فيا للّه العجب كل العجب) من قوم يزعمون ان ابن أبي طالب يطلب ما ليس بحق له و يمنع عنه جزعا و يبايعهم هلعا (و أيم اللّه) ان عليا لآنس بالموت من سنة الكرى (ولكن عند الصباح يحمد القوم السرى) ألا ان في (قائمنا) أهل البيت كفاية للمستبصرين و عبرة للمعتبرين و مذلة للمتكبرين، لقوله عز من قائل: (وَ أَنْذِرِ النّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ) و العذاب ظهور (قائمنا) المتغيب لأنه عذاب على الكافرين و شفاء و رحمة للمؤمنين، يظهر و له من العمر أربعون سنة و يمكث في الأرض ثمانين سنة و قل لهم سلاما و الحمد للّه رب العالمين (قلت): سيأتي انشاء اللّه ما يتعلق بعمره الشريف.
في مشارق الأنوار للحافظ البرسي ص 219 عن الأصبغ بن نباتة قال:
خطب أمير المؤمنين «ع» في خطبة فقال: أنا أخو رسول اللّه و وارث علمه و معدن حكمته و صاحب سره و ما أنزل اللّه حرفا في كتاب من كتبه إلا و قد صار إلي و زاد لي علم ما كان و ما يكون الى يوم القيامة) (الى أن قال، بعد كلام طويل):
أنا صاحب الرعد الأكبر، أنا صاحب الرعد الأكدر، أنا مكلم الشمس، أنا الصاعقة على الأعداء أنا غوث من أطاع من الورى، و اللّه ربي لا إله غيره ألا و ان للباطل جولة و للحق دولة، و اني ظاعن عن قريب فارتقبوا الفتنة الأموية و الدولة الكسروية ثم تقبل دولة بني العباس بالفزع و الباس و تبنى مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة و الفرات ملعون من سكنها، (منها) يخرج طينة الجبارين تعلى فيها القصور و تسبل الستور و يتعاملون بالمكر و الفجور، فيتداولها بنو العباس ثم الفتنة الغبراء
ص: 173
و القلادة الحمراء، في عقبها (قائم الحق) يسفر عن وجهه بين أجنحة الأقاليم كالقمر المضيء بين الكواكب (ألا) و ان لخروجه علامات عشرة أولها تخريق الرايات في أزقة الكوفة و تعطيل المساجد و انقطاع الحاج و خسف و قذف بخراسان و طلوع الكوكب المذنب و اقتران النجوم و هرج و مرج و قتل و نهب فتلك علامات عشر و من العلامة الى العلامة عجب فاذا تمت العلامات قام (قائمنا قائم الحق). (و في) الخطبة المعروفة باللؤلؤية على ما في ج 13 من بحار الأنوار ص 171 نقلا عن كفاية النصوص باسناده عن علقمة بن قيس قال: خطبنا أمير المؤمنين «ع» على منبر الكوفة خطبة (اللؤلؤة) فقال فيما قال: ألا و اني ظاعن. (الى قوله): و المملكة الكسروية و اماتة ما أحياه اللّه و احياء ما أماته اللّه و اتخذوا صوامعكم بيوتكم و اذكروا اللّه كثيرا فذكره أكبر لو كنتم تعلمون. (الى أن قال): و تبنى مدينة (الى قوله):
و الفرات ثم قال: فلو رأيتموها مشيدة بالجص و الآجر مزخرفة بالذهب و الفضة و اللازورد و المرمر و الرخام و أبواب العاج و الخيم و القباب و الستارات و قد غلبت بالساج و العرعر و الصنوبر و شيدت بالقصور و توالت عليها ملك بني شيصبان أربع و عشرون ملكا فيهم السفاح الخ.
(الى أن قال): و تعمل القبة الغبراء ذات القلادة الحمراء و في عقبها (قائم الحق) يسفر عن وجهه بين الأقاليم كالقمر المضيء بين الكواكب الدرية (الى أن قال): فاذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاك فيظهر القمر الأزهر و تمت كلمة الاخلاص للّه على التوحيد (قلت): يحتمل اتحاد الخطبتين و يحتمل تعددهما و على كل حال فالذي نحن بصدده هو الأخبار بامور عجيبة غريبة التي لم تكن واحدة منها في عصره «ع» و فيه النص بوجود (المهدي) المنتظر «ع».
ص: 174
فى ج 13 من بحار الأنوار ص 172 في علائم الظهور باسناده عن اسحاق يرفعه الى الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين «ع» يقول للناس: سلوني قبل أن تفقدوني لأني بطرق السماء أعلم من العلماء بطرق الأرض، أعلم من العالم أنا يعسوب الدين. أنا يعسوب المؤمنين و إمام المتقين و ديان الناس يوم الدين، أنا قاسم النار و خازن الجنان و صاحب الحوض و الميزان و صاحب الأعراف فليس منا إمام إلا و هو عارف بجميع أهل ولايته، و ذلك قوله عز و جل: (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (الى أن يقول، بعد كلام طويل يخبر فيه بما يقع من الفتن): ثم يخرج من الكوفة مئة الف ما بين مشرك و منافق حتى يقدموا دمشق لا يصدهم عنها صاد، و هي ارم ذات العماد و تقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة ليست بقطن و لا كتان و لا حرير، مختوم في رأس القنا بخاتم السيد الأكبر يسوقها رجل من آل محمد تظهر بالمشرق و توجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر، يسير الرعب أمامها بشهر حتى ينزلوا الكوفة يطالبون بدماء آبائهم فبينماهم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني و الخراساني يستبقان كأنهما فرسي رهان شعث غبرجرد، و هم الابدال الذين وصفهم اللّه في كتابه العزيز: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) و نظرائهم من آل محمد، و يخرج رجل من أهل نجران يستجيب للامام فيكون أول النصارى اجابة فيهدم بيعته (ع) و يدق صليبه، فيخرج بالموالي و ضعفاء الناس فيسيرون الى النخيلة بأعلام هدي فيكون مجمع الناس جميعا في الأرض كلها بالفاروق، فيقتل يومئذ ما بين المشرق و المغرب ثلاثة آلاف فيومئذ تأويل هذه الآية: (فَما زاَلَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) بالسيف، و ينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عند الفجر:
(يا أهل الهدى اجتمعوا) و ينادي مناد من قبل المغرب بعد ما يغيب الشفق: (يا أهل
ص: 175
الباطل اجتمعوا) و من الغد عند الظهر تتلون الشمس تصفر فتصير سوداء مظلمة و في اليوم الثالث يفرق اللّه بين الحق و الباطل و تخرج دابة الأرض و تقبل الروم الى ساحل البحر عند كهف الفتية، فيبعث اللّه الفتية من كهفهم مع كلبهم منهم رجل يقال له: (مليخا) و آخر (حملاها) و هما الشاهدان المسلمان للقائم «ع».
في كتاب (المجموع الرائق(1) من أزهار الحدائق) نقلا من الخزانة المولوية الرضوية الطاووسية قال وجدت من كتاب عليه مكتوب بخط السيد المولى السعيد رضي الدين مؤلف هذه الخزانة و حاوى كتبها يتضمن خطبا لمولانا علي «ع»، و هذه الخطبة من جملة الخطب المذكورة في الكتاب المذكور، و خطبها أمير المؤمنين عليه السلام بالبصرة، و تعرف باللؤلؤية: بسم اللّه الرحمن الرحيم. قال الشيخ الامام الزاهد العابد أبو الحسن علي بن عبد اللّه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب الحريمي قال: حدثنا أبو احيش الهروي قال: حدثنا عبيد اللّه بن عبد الرزاق عن أبيه، عن جده، عن أبي سعيد الخدري، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: رقى أمير المؤمنين «ع» منبر البصرة خطيبا فخطب خطبة بليغة فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: يا أهل العراقين الكوفة و البصرة أغنياؤكم بالشام و فقراؤكم بالبصرة. قال جابر:
يا أمير المؤمنين «ع» متى يكون ذلك؟ قال: اذا ظهر في امة محمد (صلی الله علیه و آله) في المشاجرة ستون خصلة، بذلك أخبرني أخي رسول اللّه بما هو كائن الى يوم القيامة قال: اخبرني جبرئيل عن اللوح المحفوظ عن القلم عن اللّه. و يذكر «ع» ملاحم كثيرة (الى أن
ص: 176
يذكر) صفة الدجال و ما يدعيه و تابعيه و ادعائه الربوبية، و انه يقيم على ذلك خمسين يوما. قال جابر: فقلت: يا أمير المؤمنين ما يكون بعد ذلك؟ قال: يظهر اللّه الذي لا إله إلا هو و لا شريك له و لا ندّ له و لا شبيه له و لا ميز له (المهدي) «عج» من ذريتي يظهر بين الركن و المقام و عليه قميص ابراهيم و حلة اسماعيل و في رجله نعل شيث و الدليل عليه عيسى بن مريم ينزل من السماء و يكون (مع المهدي «ع») من ذريتي فاذا ظهر فاعرفوه فانه مربوع القامة حنك سواد الشعر ينظر من عين ملك الموت يقف على باب الحرم فيصيح بأصحابه صيحة واحدة فيجمع اللّه عسكره في ليلة واحدة و هم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض و ذكر «ع» أسماءهم و بلدانهم الى آخرهم (الى أن يقول): فيصبحون بأجمعهم مع (المهدي) «عج» على باب الحرم و يسير الى موضع يقال له (المعدن) قريب من البصرة و يقتل من اهلها أربعمائة رجل ثم يسير الى نجران اليمن فيقتل منها أربعة آلاف فارس و راجل، و يرجع الى مكة فيدخل من باب الحرم فيلقى عيسى بن مريم و يقول: يا نبي اللّه و روحه تقدم فصّل بنا. فيقول له عيسى: بل تقدم أنت فانك الامام و أنت أحق بالصلاة، فيتقدم (المهدي) عجل اللّه فرجه من ذريتي فيصلي الى قبلة جده رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الخ.
(قلت): و في هذه الخطبة امارات الصدق و التصديق بما مر سابقا في الخطب المتعددة من التصريح بوجود (المهدي) المنتظر «عج» و ما يأتي ان شاء اللّه من نزول عيسى مصليا خلفه و مصدقا لما بين يديه وزيرا له لا أميرا.
الحمد للّه(1) الذي فتق الأجزاء، و خرق الأهواء، و علق الأرجاء، و أضاء
ص: 177
الضياء، و أحيى الموتى و أمات الأحياء، أحمده حمدا سطع فارتفع، و أينع و لمع، و ابتدأ فانفزع (الى أن يقول، بعد كلام طويل في أواخر الخطبة): و لو شئت ان اطلع الشمس من مغربها و اغيبها من مشرقها باذن اللّه و أريكم آيات و أنتم تضحكون، أنا مقدر الأفلاك، و مكوكب النجوم في السماوات، و من بينها باذن اللّه تعالى و عليتها بقدرته و سميتها الراقصات و لقبتها الساعات و كورت الشمس و اطلعتها و نورتها و جعلت البحار تجري بقدرة اللّه و أنا لها أهل فقال له ابن قدامة: يا أمير المؤمنين لو لا انك أتممت الكلام لقلنا لا إله إلا أنت، فقال أمير المؤمنين «ع»: يابن قدامة لا تتعجب تهلك بما تسمع نحن مربوبون لا أرباب نكحنا النساء و حملتنا الأرحام و حملتنا الأصلاب و علمنا ما كان و ما يكون و ما في السماوات و الأرضين بعلم ربنا، نحن المدبرون فنحن بذلك مخصوصون و نحن عالمون. يابن قدامة أنا و ابناي شبرا و شبيرا و امهما الزهراء بنت خديجة الكبرى الأئمة واحدا واحدا الى (القائم عج) اثنا عشر إماما من عين شربنا و اليها رددنا. قال ابن قدامة: قد عرفنا شبرا و شبيرا و الزهراء و الكبرى فما أسماء الباقي؟ قال «ع»: تسعة أيات بينات كما أعطى اللّه موسى تسع آيات، الأول علموثا «علي بن الحسين ع» و الثاني طيموثا «الباقر ع» و الثالث دينوثا «الصادق ع» و الرابع بحبوثا «الكاظم ع» و الخامس هيملوثا «الرضا ع» و السادس اعلوثا «التقي ع» و السابع ريبوثا «النقي ع» و الثامن علبوثا «العسكري ع» و التاسع ربيوثا «و هو المنذر الأكبر» قال ابن قدامة:
ما هذه اللغة يا أمير المؤمنين؟ فقال: أسماء الأئمة بالسريانية و اليونانية التي نطق بها عيسى و أحيى بها الموتى و الروح و ابرأ الأكمه و الأبرص. فسجد ابن قدامة شكرا للّه رب العالمين نتوسل به الى اللّه تعالى نكن من المقربين. أيها الناس قد سمعتم خيرا فقولوا خيرا و اسألوا تعلموا و كونوا للعلم حملة و لا تخرجوه الى غير أهله فتهلكوا فقال جابر: فقلت: يا أمير المؤمنين فما وجه الاستكشاف؟ فقال: اسألوني و اسألوا الأئمة من بعدي الأئمة الذين سميتهم فلم يخل منهم عصر من الأعصار حتى قيام
ص: 178
(القائم) فاسألوا من وجدتم منهم و انقلوا عنهم كتابي، و المنافقون يقولون (علي) نص على نفسه بالربوبية فاشهدوا شهادة أسألكم عند الحاجة ان علي بن أبي طالب (ع) نور مخلوق و عبد مرزوق من قال غير هذا لعنه اللّه من كذب عليّ. و نزل المنبر (ع) و هو يقول (تحصنت بالحي الذي لا يموت ذي العز و الجبروت و القدرة و الملكوت من كل ما أخاف و احذر).
في الملاحم ص 80 ب 27 من كتاب الفتن للسليلي نقلا عن الطبري صاحب التاريخ و التفسير من علماء الجمهور في كتابه (الأنوار الباهرة) الذي صنفه للوزير علي بن عيسى ابن الجراح ما هذا لفظه: «ذكر (المهدي) عج، و الامام» قال:
و باسناده ان معاوية أقبل يوما على بني هاشم فقال انكم تريدون أن تستمتعوا الخلافة بما استحققتم به النبوة و لما يجتمعا لأحد و لعمري ان حجتكم في الخلافة مشتبهة على الناس انكم تقولون نحن أهل بيت اللّه فما بال نبوته و محلها فينا و الخلافة في غيرنا و هذه شبهة لها تمويه و إنما سميت شبهة لأنها تشبه الحق حتى تعرف و إنما الخلافة تتقلب في أحياء قريش برضا العامة و شورى الخاصة فلم يقل الناس ليت بني هاشم و لو نا و لو ان بني هاشم و لو نا لكان خيرا لنا في ديننا و دنيانا فلاهم اجتمعوا عليكم و لا هم اذا اجتمعوا على غيركم يمنعوكم و لو زهدتم فيها أمس لانكم تقاتلوننا عليها اليوم و قد زعمتم ان لكم ملكا هاشميا (و مهديا قائما) و المهدي عيسى بن مريم، و هذا الأمر في أيدينا حتى نسلمه اليه و لعمري لأن ملكتم ما ريح عاد و لا صاعقة ثمود
ص: 179
باهلك للناس منكم ثم سكت فقام فيهم عبد اللّه بن عباس فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: «أما قولك» إنا لا نستحق الخلافة بالنبوة فاذا لم نستحق الخلافة بالنبوة فبم نستحق «و أما قولك» ان الخلافة و النبوة لم تجتمعا لأحد فأين قول اللّه عز و جل (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) الكتاب النبوة، و الحكمة السنة، و الملك الخلافة. نحن آل ابراهيم أمر اللّه فينا و فيهم واحد و السنة فينا و فيهم جارية. (و أما قولك): ان حجتنا مشتبهة، فهي و اللّه أضوء من الشمس و أنور من القمر و انك لتعلم ذلك ولكن ثنّ عطفك و صعرّ خدك قتلنا أخاك و جدك و عمك و خالك فلا تبك على عظام حائلة و أرواح زائلة في الهاوية و لا تبغضنّ لدماء أحلها الشرك و وضعها الاسلام. (و أما ترك) الناس أن يجتمعوا علينا فما حرموا منا أعظم مما حرمنا و كل أمر اذا حصل حصل حاصله ثبت حقه و زال باطله (و أما قولك) إنا زعمنا ان لنا ملكا مهديا فالزعم في كتاب اللّه شك (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَ رَبِّي لَتُبْعَثُنَّ) فكل يشهد ان لنا ملكا (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد ملكه اللّه فيه «و ان لنا (مهديا) لو لم يبق إلا يوم واحد لبعثه اللّه لأمره يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما) لا يملكون يوما إلا ملكنا يومين و لا شهرا إلا ملكنا شهرين و لا حولا إلا ملكنا حولين (و أما قولك) ان (المهدي) عيسى بن مريم فانما ينزل عيسى على الدجال فاذا رآه ذاب كما يذوب الشحمة و الامام رجل منا يصلي عيسى خلفه لو شئت سميته (و أما) ريح عاد و صاعقة ثمود فانهما كانتا عذابا و ملكنا رحمة قال السيد «ره» و لم يذكر ان معاوية أقدم على عبد اللّه بن عباس عن هذا بالجواب.
(قلت): فقد افحمه ابن عباس و الاّ فلو كان عنده جوابا صحيحا لما سكت عنه
ص: 180
و فيه ص 81 ب 28 من كتاب الطبري المتقدم الذي سماه (عيون أخبار بني هاشم) في مناظرة عبد اللّه بن عباس لمعاوية في اثبات أمر (المهدي)، فقال ابن عباس لمعاوية ما هذا لفظه: (أقول): انه ليس حي من قريش يفخرون بأمر إلا و إلى جانبهم من يشركهم فيه إلا بني هاشم فانهم يفخرون بالنبوة التي لا يشاركون فيها و لا يساوون بها و لا يدافعون عنها، و اشهد أن اللّه تعالى لم يجعل من قريش محمدا إلا و قريش خير البرية، و لم يجعله من بني هاشم إلا و هاشم خير من قريش، و لم يجعله من بني عبد المطلب إلا و هم خير بني هاشم، و لسنا نفخر عليكم إلا بما تفخرون به على العرب و هذه امة مرحومة فمنها نبيها و مهديها (و المهدي) آخرها لأن بنا فتح الأمر و بنا يختم، و لكم ملك معجل و لنا ملك مؤجل، فان يكن ملككم قبل ملكنا فليس بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة و العاقبة للمتقين.
(قلت): و لنعم ما قيل:
لكل اناس دولة يرقبونها و دولتنا في آخر الدهر تظهر
في ملحقات الملاحم ص 149 نقلا عن المناقب لابن شهر اشوب في باب امامة القائم «عج» عن محمد بن علي النوشجاني: أخبر يزدجرد بيوم القادسية و انجلائها
ص: 181
عن خمسين الف قتيل من الفرس لما خرج يزدجرد هاربا فوقف بباب الايوان فقال:
«السلام عليك أيها الايوان ها أناذا منصرف عنك و راجع اليك أنا أو رجل من ولدي لم يدن زمانه و لا آن أوانه». قال سليمان الديلمي: فسألت الصادق «ع» عن معنى قوله. أو رجل من ولدي. قال: ذا (قائمكم) السادس من ولدي و قد ولده يزدجرد بن شهريار من قبل ام علي بن الحسين شهربانو بنت يزدجرد فهو ولده من الحسين و في ج 2 من كتاب مقتضب الأثر لابن عياش مثله، قال السيد «ره»: و في هذا الحديث آيات (منها) ان الصادق «ع» أخبر ان (القائم) هو السادس من ولده كما جرت الحال عليه. (و منها) تصديق النقل لما تجدد للسادس من ولده «ع» من اعتقاد انه (القائم). (و منها) بقاء الايوان الى الآن و قد هدم جميع دور كسرى و آثارها. (و منها) معرفة كسرى بطريق النجوم أو غيرها و تحديد ذلك و تصديق أهل بيت النبوة و اعتقادهم و للّه الحجة البالغة.
(قلت): و الايوان الى يومنا هذا و هي سنة 1386 سنة الطبعة الثانية للكتاب باق و قد وفقنا اللّه مرارا لمشاهدته و يستحب صلاة ركعتين فيه كما أمر بهما أمير المؤمنين عليه السلام و قد اشرنا سابقا الى هذا فراجع.
في الملاحم ص 147 من كتاب (ثواب الأعمال) عن حذيفة بن اليمان عن جابر الأنصاري ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) كان ذات يوم جالسا بين أصحابه إذ هبط عليه جبرئيل فقال له: «السلام يقرئك السلام و يخصك بالتحية و الاكرام بالاسلام» فقال له النبي: يا اخي جبرئيل، «و ما الاسلام؟» قال: هي الخمسة الأنهر سيحون و جيحون و الفراتان و نيل مصر و قد جعلت هذه الخمسة الأنهر لك و لأهل بيتك و شيعتك، و يقول: و عزتي و جلالي كل من شرب منها قطرة واحدة و قام
ص: 182
الخلائق للحساب يوم الحساب لن أدخل الجنة أحدا إلا من رضيت عنه و جعلته من مائها فى حلّ فعند ذلك تهلل وجه النبي (صلی الله علیه و آله) و قال: يا أخي لوجه ربي الحمد و الشكر. فقال له جبرئيل: ابشرك يا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (بالقائم) من ولدك، لا يظهر حتى يملك الكفار فعند ذلك ينصر اللّه أهل بيتك على أهل الضلال، و لم يرفع لهم راية أبدا الى يوم القيامة. فسجد النبي صلى اللّه عليه و آله شكرا للّه و أخبر المسلمين و قال لهم: بدء الاسلام غريبا و سيعود كما بدء. فسئل عن ذلك، فقال: هي الخمسة الأنهر التي جعلها اللّه لنا أهل البيت و هي سيحون و جيحون و الفراتان و نيل مصر اذا ملكت الكفار الخمسة الأنهر ملك الاسلام شرقا و غربا و ذلك الوقت ينصر اللّه تعالى أهل بيتي على أهل الضلال و لم يرفع لهم راية أبدا الى يوم القيامة.
في ينابيع المودة ج 2 ص 484 ب 92 في جواب سؤال أقرباء المأمون حين أراد أن يبايع علي الرضا «ع» نقلا عن ابن مسكويه صاحب التاريخ في كتابه (نديم الفريد) ان المأمون كتب الى أقربائه من بني العباس، و لفظه: فقد عرف أمير المؤمنين كتابكم أما بعد ان اللّه بعث محمدا صلى اللّه عليه و آله و سلم على فترة من الرسل و كان أول من آمن به خديجة بنت خويلد، ثم آمن به علي بن أبي طالب «ع» و له سبع سنين لم يشرك باللّه شيئا و لم يشاكل الجاهلية في جهالاتهم و أبوه أبو طالب فانه كفل رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و أحبه و رباه، و لم يزل مدافعا عنه ما يؤذيه و مانعا منه، فلما قبض حكم بالنبي (صلی الله علیه و آله) القوم ليقتلوه فهاجر الى المدينة الى القوم الأنصار و لم يقم معه احد كقيام علي بن أبي طالب «ع»، فانه وقاه بنفسه و نام في مضجعه و لا يولى على جيش إلا له تأمر على الجيش و لا تأمر عليه أحد، و هو أشدهم و طأة على المشركين و أعظمهم جهادا في اللّه و أفقههم في دين اللّه، و هو صاحب الولاية في حديث (غدير
ص: 183
خم) و فاتح خيبر و قاتل عمرو بن عبدود، و أخو النبي (صلی الله علیه و آله) حين آخى بين المسلمين و هو صاحب الآية (وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً) و هو ابن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لما كفله و رباه، و هو نفس النبي (صلی الله علیه و آله) «يوم المباهلة» و ان اللّه تعالى قال (أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ وَ اللّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ) و اللّه جميع المناقب و الآيات المادحة فيه ثم نحن و بنو على كنايدا واحدة (مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) هيهات ما لكم إلا السيف يأتيكم الحسيني الثائر فيحصدكم حصدا و يحصد السفياني المرغم (القائم المهدي) و عند (القائم المهدي) تحقن دمائكم و أنا أردت البيعة لعلي بن موسى الرضا «ع» ارادة أن أكون الحاقن لدمائكم باستدامة المودة بيننا و بينكم و أرجو بها قطع الصراط و الأمن و النجاة من الخوف يوم الفزع الأكبر و لا أظن عملا أزكى عندي من البيعة لعلي الرضا «ع» و قولكم: اني سفهت آراء آبائكم و أحلام أسلافكم فكذلك قال مشركوا قريش (إِنّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَ إِنّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ) ويلكم ان الدين لا يؤخذ من الآباء و إنما يؤخذ من الامناء و لعمري فمجوسي أسلم خير من مسلم ارتد و لا قوة لأمير المؤمنين إلا باللّه و عليه توكلت و هو حسبي.
(قلت): قد أتم الرجل الحجة على نفسه و الاعتراف بما صدر عنهم من الظلم الفاحش على بني علي و فاطمة و قد جرى على لسانه ما نطق من الحقايق التي منها التصديق (بالمهدي المنتظر «عج»)، و الغرض من التعرض لكلامه هو هذا، و سيجمع اللّه بينه و بينهم بما صدر منه عليهم و هو خير الحاكمين.
في ملحقات الملاحم و الفتن ص 147 عن مولانا زين العابدين «ع» علي بن (23 - ج 1 - الشيعة و الرجعة)
ص: 184
الحسين «ع»، لما وقف على نجف الكوفة يوم وروده جامع الكوفة بعد ما صلى فيه قال: هي هي (يا نجف). ثم بكى و قال: يا لها من طامة. فسئل عن ذلك فقال: اذا ملأ نجفكم السيل و المطر و ظهرت النار بالحجاز في الأحجار و المدر و ملكت بغداد التتر فتوقعوا ظهور (القائم) المنتظر «ع». (قلت): هذه عدة علامات من علائم ظهوره بيّنها «ع» و يأتي الاشارة اليها و نسأل اللّه الفرج.
في (البخاري) ج 2 ص 183 في باب نزول عيسى «ع» عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): و الذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا. (الحديث). و فيه أيضا: باسناده عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): كيف أنتم اذا نزل ابن مريم فيكم و إمامكم منكم و هكذا في ج 2 من (ينابيع المودة) ص 491 عن أبي سعيد و جابر و فيه ص 492 من كتاب «الفتن» لنعيم بن حماد و فيه ص 489 عن «فرائد السمطين» و ص 487 ب 94 «عن فرائد السمطين» بسنده عن جابر الأنصاري
و في «اسعاف الراغبين» هامش «نور الأبصار» ص 135 عن الطبراني مرفوعا: يلتفت (المهدي) «عج» و قد نزل عيسى «ع» كأنما يقطر من شعره الماء فيقول (المهدي): تقدم فصل بالناس، فيقول عيسى «ع»: إنما اقيمت الصلاة لك.
فيصلي خلف رجل من ولدي و في صحيح ابن حيان في إمامة (المهدي) نحوه.
و صح مرفوعا: ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم (المهدي «عج»): تعال صل بنا فيقول: لا إنما بعضكم أئمة على بعض تكرمة اللّه لهذه الامة و في «نور الأبصار» ص 169 في حديث طويل في قصة الدجال قال: فينزل عيسى بن مريم الحديث، و في ص 170 نقلا عن الحافظ أبو عبد اللّه محمد بن ماجة القزويني في حديث طويل في
ص: 185
نزول عيسى بن مريم «ع»، في خطبة النبي (صلی الله علیه و آله): كيف أنتم اذا نزل ابن مريم فيكم و إمامكم منكم، و في «الينابيع» ص 469 في ب 85 و فيه ج 2 ص 449 «عن الكنجي» عن جابر. و فيه عنه بسنده عن أبي هريرة، عن البخاري و مسلم في صحيحهما و فيه ب 78 ص 447 ج 2 عن «فرائد السمطين» عن جابر و فيه ج 2 ص 432 عن جابر و عن أبي هريرة. و فيه ص 433 عن حذيفة. و فيه في أواخر باب 73 ص 435 عن أبي هريرة عن النبي (صلی الله علیه و آله). و في ج 2 ص 476-477 و في كتاب «العمدة» لابن بطريق ص 224 من الحديث المتفق عليه عن ابن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري عن أبي هريرة عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله). و فيه من الجمع بين الصحاح الست عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): كيف أنتم اذا نزل ابن مريم فيكم الخ و عن ينابيع عن مسلم ج 1 ص 92 باسناده عن ابن المسيب، و ص 94 عن الزهري و عن ابن عيينة عن أبي هريرة عن رسول اللّه: و اللّه لينزلن ابن مريم. الخ، و في حديث صالح: حكما مقسطا، كما قال الليث ثم يقول أبو هريرة: اقرؤا إن شئتم: (و ان من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته). و فيه ص عن عطاء عن النبي باضافة: (و ليتركن القلاص فلا يسع عليها و لتذهبن الشحناء و التباغض و التحاسد) الخ، و فيه عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري، عن أبي هريرة عنه (صلی الله علیه و آله) قال: كيف أنتم اذا نزل فيكم الخ، و في ج 4 من «مستدرك الحاكم» ص 438 و ص 487 و ص 472 و ص 491 و ص 493 و ص 530 و ص 543 و ص 544 و ص 545 و ص 550 و في «كتاب البيان» للكنجي ب 11 ص 18 و ص 26 و ص 27.
(قلت): و غيرها من الروايات التي لا يسع المجال لذكرها كلها متفقة على انه ينزل من السماء بعد ظهور (المهدي) بسمة الوزارة لا الامارة و سيجمع اللّه بيننا و بين منكري ذلك الوعد و تتبين تلك الحقائق و سيرون لمن يكون الفلج و يندمون حيث لا ينفع الندم (وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).
ص: 186
و جاء في كتاب «البيان» للكنجي بسند طويل في ب 7 ص 18 عن محمد بن جريح، عن أبي الزبير انه سمع جابر بن عبد اللّه يقول: سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق الى يوم القيامة فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم:
تعال صل بنا فيقول: لا ان بعضكم على بعض امراء تكرمة هذه الامة ثم قال: هذا حديث حسن صحيح أخرجه مسلم كما سقناه. و فيه ص 18 عن نقيب النقبا فخر آل رسول اللّه أبي الحسن علي بن محمد بن ابراهيم الحسني بسند طويل الى سفيان الثوري عن منصور عن ربعي عن حذيفة عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): فيلتفت (المهدي) «عج» و قد نزل عيسى كأنما يقطر من شعره الماء فيقول (المهدي): تقدم صل بالناس فيقول عيسى: إنما اقيمت الصلاة لك. فيصلي عيسى خلف رجل من ولدي. الحديث، ثم قال:
هكذا أخرجه أبو نعيم في «مناقب المهدي». و فيه ص 25 ب 11 عن الحافظ أبي عبد اللّه محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي بسند طويل عن وهب بن منبه عن جابر عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الحديث، قال: هذا حديث حسن رواه الحارث بن أبي اسامة في مسنده و رواه الحافظ أبو نعيم في «مناقب المهدي» كما أخرجناه.
و في «ينابيع المودة» ج 2 ص 422 و في ب 72 ص 433 و في ص 447 ب 78 ص 449 و ب 85 ص 469 و ص 470 و ص 487 ب 94 و ص 491 و ص 492 و في «مستدرك الحاكم» ج 4 ص 478 بسند طويل عن أبي نضرة عن عثمان بن أبي العاص عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله). و ما في (الملاحم) عن ابن نعيم حماد باسناده عن أبي امامة الباهلي قال: ذكر رسول اللّه الدجال فقالت له ام شريك(1): فأين المسلمون
ص: 187
يومئذ يا رسول اللّه؟ قال: في بيت المقدس حتى يحاصرهم و إمام المسلمين يومئذ رجلم.
ص: 188
صالح فيقال صل الصبح فاذا كبر و دخل فيها نزل عيسى بن مريم.
فاذا رآه ذلك الرجل عرفه فيرجع عيسى القهقرى فيتقدم فيضع عيسى «ع» يده بين كتفيه ثم يقول: صل فانما اقيمت لك فيصلي عيسى وراءه. و فيه ص 56 عن نعيم بن حماد باسناده عن حذيفة بن اليمان عن النبي (صلی الله علیه و آله): فيهبط عيسى «ع» فيرّحب به الناس فيفرحون بنزوله لتصديق حديث رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ثم يقول للمؤذن: اقم الصلاة ثم يقول الناس: صل بنا فيقول: انطلقوا الى إمامكم فليصل بكم فانه نعم الامام فيصلي بهم إمامهم فيصلي معهم عيسى «ع». و فيه ص 57 باسناده عن ابن عمر قال: (المهدي) «عج» هو الذي ينزل عليه عيسى بن مريم و يصلي خلفه.
(أقول) و من توّخى الاصلاح و طلب الوقوف على واقع الأمر رأى الحقيقة متمحضة امامه لامنتدح له عن الخضوع لها و لا مجال للصدّ عنها اللهم إلا من أراد الانحراف عن الطريق المستقيم و النهج القويم و في ذلك من ظلم الوجدان ما لا ينهض به الثقلان بل لا تنهض السموات و الأرض بحمله (ثم) إن في الصد عن هذه الروايات المتواترة و الصفح عن هذه الآيات الظاهرة طعنا في الرواة من حملة الأحاديث من العلماء و الحفاظ و ذلك ظلم للحقيقة و خيانة للنفس و مغالطة لا يمكن الصبر عليها فما للمنصف إلا الاذعان بما تضمنته الاخبار و الايمان بما حوته الاثار فالجدال في ذلك صرف تعصب و مجرّد أحقاد و في هذين من تعكير الصفو و الاخلال بالطمأنينة ما لا يصافقنا عليه أحد (وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لا هُدىً وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ )
في «الملاحم و الفتن» ص 55 ب 187 عن نعيم بن حماد باسناده عن شريح ابن عبيد عن كعب قال: يهبط المسيح بن مريم عند القنطرة البيضاء على باب دمشق
ص: 189
الشرقي. الى أن يقول: فيأتيه اليهود فيقولون: نحن أصحابك فيقول: كذبتم ثم يأتيه النصارى فيقولون: نحن أصحابك فيقول: كذبتم بل أصحابي المهاجرون بقية اصحاب الملحمة فيأتي مجمع المسلمين حيث هم فيجد خليفتهم يصلي بهم فيتأخر المسيح حين يراه فيقول: يا مسيح اللّه صل بنا فيقول: بل تقدم أنت فصل بأصحابك فقد رضي اللّه عنك فانما بعثت وزيرا و لم ابعث أميرا فيصلي بهم خليفة المهاجرين.
في (مشارق الأنوار) للحافظ البرسي ص 89، عن وهب بن منبه عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لما عرج بي الى السماء ناداني ربي: يا محمد اني أقسمت بي و أنا اللّه الذي لا إله إلا أنا، اني أدخل الجنة جميع امتك إلا من أبي فقلت: ربي و من يأبى دخول الجنة؟ فقال: اني اخترتك نبيا و اخترت عليا وليا فمن أبى عن ولايته فقد ابى دخول الجنة، لأن الجنة لا يدخلها إلا محبه و هي محرمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت و علي و فاطمة و عترتهم و شيعتهم فسجدت للّه شكرا ثم قال: يا محمد ان عليا هو الخليفة بعدك و ان قوما من امتك يخالفونه و ان الجنة محرمة على من خالفه و عاداه فبشر عليا أن له هذه الكرامة مني و اني ساخرج من صلبه أحد عشر نقيبا منهم سيد يصلي خلفه المسيح بن مريم يملأ الأرض عدلا و قسطا فقلت: ربي متى يكون ذلك؟ فقال: اذا رفع العلم و كثر الجهل و كثر القراء و قل العلماء و الفقهاء و كثر الشعراء و كثر الجور و الفساد و اكتفى الرجل بالرجل و النساء بالنساء و صارت الامناء خونة و أعوانهم ظلمة فهناك أظهر خسفا بالمشرق و خسفا بالمغرب ثم يظهر الدجال بالمشرق
ص: 190
قد عرفت خلال الروايات خصوصا ما تقدم قبيل هذا تصريح المسيح «ع» بأنه يبعث وزيرا (للمهدي) «عج» و معاضدا له لا أميرا. كيف و هو أفضل من عيسى ضرورة كونه آخر أوصياء خاتم الأنبياء و هو أفضل من عيسى بلا كلام و من جميع الأنبياء فوصيه أيضا كذلك فما عن بعض الأعلام من انه هل يقتدي (المهدي) عجل اللّه فرجه أو يقتدى به لا يخفى ما فيه مضافا الى انه ليس من وظيفتنا الغور في امثال ذلك و لا بيانه في عهدتنا لأنهما معصومان بلا ريب عادلان عن و صمة العيب عالمان بأحكام الدين يعملان بما فيه رضى لرب العالمين و الدخول فى ذلك لا يخلو عن سوء الأدب و الصواب ترك هذا البحث. «ذلك لمن كان له قلب أو القى السمع و هو شهيد» و في كتاب «البيان» للكنجى في ب 7 ص 20 في مقام تقديم أحدهما على الآخر للصلاة بعد ما أطال الكلام و اختار ما اخترناه من كون الامام أفضل يقول:
و لأن الامام نائب الرسول في امته و ليس لعيسى أن يتقدم على الرسول فكذلك على نائبه ثم أيد هذا القول برواية ام شريك بنت أبي العكر المتقدم ذكرها في الهامش الى أن قال: هذا حديث صحيح ثابت ذكره ابن ماجة فى كتابه عن أبي امامة الباهلي قال: خطبنا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله). و هذا مختصره.
المستفاد من الروايات الكثيرة ان نزول عيسى «ع» بعد ظهوره «عج» كما مر قال ابن حجر في «الصواعق» ص 99: الأظهر ان خروج (المهدي) «عج» قبل نزول عيسى، و قيل: بعده. ثم نقل عن أبي الحسن الأبري انه قال: قد تواترت الأخبار
ص: 191
و استفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى (صلی الله علیه و آله) بخروجه و انه من أهل بيته و انه يملك سبع سنين و انه يملأ الأرض عدلا و انه يخرج مع عيسى فيساعده على قتل الدجال بباب اللد بأرض فلسطين و انه يؤم هذه الامة و يصلي عيسى خلفه و في (نور الأبصار) للشبلنجي ص 190 نقلا عن محي الدين العربي في (الفتوحات) قال: و اعلم ان (المهدي) عجل اللّه فرجه اذا خرج يفرح به جميع المسلمين خاصتهم و عامتهم و له رجال الاهيون يقيمون دعوته و ينصرونه هم الوزراء له يتحملون أثقال المملكة عنه و يعينونه على ما قلده اللّه، ينزل عليه عيسى بن مريم بالمنارة البيضاء شرقي دمشق متكأ على ملكين ملك عن يمينه و ملك عن يساره. و في الهامش منه ص 143 من كتاب «اسعاف الراغبين» للشيخ العلامة الصبان المصري بعينه. و في الباب السابع من كتاب الكنجي ص 18 نقلا عن ابن ماجة في حديث نزول عيسى: إذ نزل عليهم عيسى بن مريم. الحديث.
(قلت): و غيرها من الأخبار الكثيرة الدالة على ان ظهوره «عج» قبل نزول عيسى «ع» و أن نزوله بعد ظهور (المهدي) فالقول بتقدم نزوله عليه لا وجه له.
قد ذكر في بعض الأخبار على ما يظهر من كتاب «البيان» للكنجي ص 26 ب 11 في ذيل الرواية (لا مهدي)(1) إلا عيسى بن مريم «ع» ثم رده بأن
ص: 192
مدار الحديث على محمد بن خالد الجندي مؤذن الجند تفرد به عن ابان بن صالح عن -
ص: 193
الحسن قال الشافعي المطلبي: كان فيه تساهل في الحديث.
(قلت): و المطلع على الأخبار المتواترة الناصة المصرحة بكون (المهدي) «عج» هو ابن الحسن بن علي العسكري «ع» و محلّ ولادته و شهر ولادته و سنة ولادته و ليلة ولادته فلا يعتني بمثل هذا القول خصوصا مع ما ذكره هذا المحدث الخبير بأنه متفرد به.
كيف و قد أصفق المحدثون نقلا عن عبد اللّه بن عباس عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه قال:
(لن تهلك امة أنا في أولها و عيسى في آخرها (و المهدي) «عج» في وسطها) و قوله «ع» كما تقدم في الأخبار الكثيرة: بأن عيسى (ع) ينزل عليه و يصلي خلفه. و لا نطيل الكلام بذكر الأخبار الكثيرة الواردة في المقام إلا أن يريد بهذا القول انه مساعد للمهدي (عج) و معاضد له (كما) قد ورد في أخبارنا بأنه (عج) مجمع العناوين و الأوصاف الكائنة في آدم و نوح و ابراهيم و موسى و عيسى و غيرهم من الحجج (ع) كما في بعض الأخبار بأنه لما يظهر يسند ظهره الى الكعبة و يقول: يا معشر الخلايق من أراد أن ينظر(1) -
ص: 194
الى آدم فها أنا ذا. الى قوله: و من أراد أن ينظر الى عيسى فها انا ذا. و قوله على ما رواه في تفسير القمي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي خالد الكابلي قال:
قال أبو جعفر (ع): و اللّه لكأني أنظر الى القائم و قد أسند ظهره الى الحجر ثم ينشد اللّه حقه، ثم يقول: يا أيها الناس من يحاجني في اللّه فأنا أولى باللّه أيها الناس من يحاجني في آدم فأنا أولى بآدم أيها الناس من يحاجني في نوح فأنا أولى بنوح، أيها الناس من يحاجني في ابراهيم فأنا أولى بابراهيم، أيها الناس من يحاجني في موسى فأنا أولى بموسى، أيها الناس من يحاجني فى عيسى فأنا أولى بعيسى، أيها الناس من يحاجني في محمد (صلی الله علیه و آله) فأنا أولى بمحمد، أيها الناس من يحاجني في كتاب اللّه فأنا أولى بكتاب اللّه. الحديث.
و الحاصل ان هذا القول مما لا ينبغي أن يذكر. كيف و أن يسطر و إني لعلى يقين بأن مثل هذه العبارات من مفتريات الدساسين و الدجالين و أعداء الدين الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء للفتنة. و نعوذ باللّه من شرورهم.
جاء في كتاب «البيان» ص 28 ب 14 عن شيخ الشيوخ بسند طويل الى عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يخرج (المهدي) «عج» من قرية يقال لها
ص: 195
(كرعة) ثم قال: هذا حديث حسن رزقناه عاليا، أخرجه ابو الشيخ الاصفهاني في عواليه كما سقناه. و في ج 2 من «ينابيع المودة» ص 435 عن ابن عمر أنه قال:
يخرج (المهدي) من قرية يقال لها (كرعة). و فيه ص 449 نقلا عن الكنجي باضافة «و على رأس (المهدي) «عج» ملك ينادي ألا ان هذا (المهدي) «عج» فاتبعوه»: ثم قال: هذا حديث حسن و رواه ابو نعيم و الطبراني و غيرهما و فى (نور الأبصار) ص 170 و في كتاب (الملاحم) ب 67 ص 100 باسناده عن ابن عمر مثله، و في ينابيع المودة مثله.
روى الحاكم في «مستدركه» ج 4 ص 463 باسناده عن ثوبان قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير الى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالا لم يقاتله قوم ثم ذكر شيئا فقال: اذا رأيتموه فبايعوه و لو حبوا على الثلج فانه خليفة اللّه (المهدي) «عج» و صححه الحاكم على شرط الشيخين و وافقه الذهبي في (التذييل). و في ج 2 من (ينابيع المودة) ص 447 ب 78 نقلا عن الحمويني في (فرائد السمطين) عن الحافظ أبي نعيم عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): و على رأسه ملك ينادي هذا (المهدي) عجل اللّه فرجه خليفة اللّه فاتبعوه و رواه ابن حجر في صواعقه مع ما هو عليه من التعصّب و العناد للشيعة راجع كتابه ص 98. و في ص 170 من (نور الأبصار) مثله و في الهامش في (اسعاف الراغبين) ص 137، و في (الينابيع) ص 491 ب 94 ج 2 عن ثوبان رفعه: يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير الى أحد ثم تجيء الرايات السود فيقتلونهم قتالا لم يقتله قوم مثله ثم يجيء خليفة اللّه (المهدي) فاذا سمعتم به فأتوه فبايعوه فانه خليفة اللّه (المهدي) «عج».
ص: 196
(قلت): و الظاهر ان المراد بالكنز الخلافة يعني لا تصير الى واحد منهم.
ج 4 من (مستدرك الحاكم ص 557 باسناده عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (المهدي) منا أهل البيت أشم الأنف أقنى أجلى يملأ الأرض قسطا و عدلا. الخ، و في (الينابيع) ص 49 ب 96 نقلا عن (شرح نهج البلاغة) عن قاضي القضاة، عن كافي الكفاة بسند متصل بعلي انه ذكر (المهدي) «عج» قال عليه السلام: انه من ولد الحسين و ذكر حليته فقال: أجلى الجبين، أقنى الأنف و في كتاب (مطالب السئول) ج 2 ص 80 عن أبي سعيد عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): أجلى الجبهة أقنى الأنف. الخ و في كتاب الكنجي ب 8 ص 21 عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله). الحديث، ثم قال: هذا حديث ثابت حسن صحيح أخرجه الحافظ أبو داود و السجستاني كما سقناه، و رواه غيره من الحفاظ كالطبراني و غيره و في (اسعاف الراغبين) ص 135 ما يقرب من ذلك، و في (نور الأبصار) ص 170، و فيه عن أبي داود و الترمذي عن أبي سعيد، و في (الينابيع) أيضا ج 2 ص 469. و يؤيد ذلك ما في (الملاحم و الفتن) ص 47 ب 58 باسناده عن أبي سعيد، و في (الأربعين حديثا) عن عبد الرحمن بن عوف عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)، و في (الملاحم) ص 47 ب 158 عن أبي سعيد عن النبي (صلی الله علیه و آله)، و في ج 2 من (الينابيع) عن أبي سعيد عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (المهدي) «عج» مني أجلى(1) الجبهة أقنى الأنف الخ و في الصواعق ص 162 مثله.
ص: 197
في كتاب (البيان) ب 7 ص 20 باسناده عن حذيفة بن اليمان عن النبي (صلی الله علیه و آله) قال: المهدي من ولدي وجهه كالقمر الدري، اللون لون عربي و الجسم جسم اسرائيلي و في (اسعاف الراغبين) ص 134 عن الروياني و الطبراني و غيرهما (المهدي) من ولدي وجهه كالكوكب الدرى. الخ و في «نور الأبصار» عنهما بعينه و عن حذيفة عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)، و في (الينابيع) ص 469 عنهما بمثل ما مر، و في (الاربعين حديثا) باسناده عن أبي امامة الباهلي: (المهدي) من ولدي كأن وجهه كوكب دري و في كتاب «البيان» ب 17 ص 29 في ذكر صفة (المهدي) «عج» مسندا عن ربيع عن حذيفة قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (المهدي) من ولدي. الحديث و في الصواعق ص 162.
في كتاب «البيان» في ب 18 ص 30 باسناده عن سليمان بن حبيب قال: سمعت أبا امامة الباهلي يقول: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): بينكم و بين الروم أربع هدن الرابعة على يدي رجل من آل هرقل يدوم سبع سنين، فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستورد بن غيلان: يا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) من إمام الناس يومئذ؟ قال: (المهدي) «عج» من ولدي ابن أربعين سنة كأن وجهه كوكب دري في خده الأيمن خال أسود عليه عبائتان قطوانيتان كأنه من رجال بني اسرائيل و في «اسعاف الراغبين» ص 145 بعد قوله (اقنى الانف): كث اللحية يقول على خده الأيمن و على يده اليمنى خال
ص: 198
في كتاب «البيان» ب 19 ص 31 عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): ليبعثن اللّه من عترتي رجلا افرق الثنايا أجلى الجبهة يملأ الأرض قسطا و عدلا و يفيض المال فيضا و في «الملاحم» ب 160 ص 47: (المهدي) «عج» براق الثنايا أكحل العينين في وجهه خال اقنى أجلى و في ج 2 «ينابيع المودة» ص 488 ب 94 عن عبد الرحمن بن عوف، و في «اسعاف الراغبين» ص 134، و في «نور الأبصار» ص 170 عن أبي نعيم، ليبعثن اللّه رجلا من عترتي افرق الثنايا. الخ ص 170 و في الصواعق ص 168 ايضا.
في «الينابيع» ج 2 ص 488 عن جابر بن عبد اللّه رفعه: (المهدي) «عج» من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقا و خلقا له غيبة و حيرة تضل فيها الامم تقبل كالشهاب الثاقب. الخ و فيه ص 493 باسناده عن جابر بن يزيد، عن جابر بن عبد اللّه مثله و فيه عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين «ع» عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (المهدي) (عج) من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي و هو أشبه(1) الناس بي خلقا و خلقا. و فيه ص 493 باسناده عن صالح بن عقبة، عن أبيه عن أبي جعفر محمد الباقر عن أبيه عن جده أمير المؤمنين
ص: 199
عليه السلام، عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) مثله بعينه إلا انه قال: - بعد قوله يقبل كالشهاب الثاقب - قال: يأتي بذخيرة الأنبياء.
في «الينابيع» ج 2 ص 493 باسناده عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة، عن أبيه عن أبي جعفر محمد الباقر عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (المهدي) من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي. الى أن يقول: له غيبة و حيرة في الامم حتى تضل الخلق عن أديانهم فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب يأتي بذخيرة الأنبياء و فيه باسناده عن داود بن الحصين عن أبي بصير عن الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) مثله بعينه.
في (الينابيع) ص 494 باسناده عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: أفضل العبادة انتظار الفرج - أي انتظار الفرج بظهور (المهدي) «عج». و في ج 13 من (صحيح الترمذي) ص 77 بسنده عن أبي الأحوص عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: و اسألوا اللّه من فضله فان اللّه عز و جل يجب أن يسأل و أفضل العبادة انتظار(1) الفرج.
ص: 200
... -
ص: 201
في (الينابيع) ص 494 ب 94 باسناده عن حماد بن عمر عن الامام جعفر الصادق «ع» عن آبائه عليهم السلام، عن أمير المؤمنين علي «ع» في حديث طويل في وصيته يذكر فيها: ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: يا علي أعجب الناس إيمانا و أعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي (صلی الله علیه و آله) و حجبت عنهم الحجة فآمنوا بسواد على بياض أي بالأحاديث التي كتبت على القرطاس.
(و فيه) باسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):
ان عليا امام امتي من بعدي و من ولده (القائم) المنتظر «عج» الذي اذا ظهر يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما، و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا ان الثابتين على القول بامامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر. فقام اليه جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال: يا رسول اللّه لولدك (القائم) «عج» غيبة؟ قال:
اي و ربي (لِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَمْحَقَ الْكافِرِينَ). يا جابر ان هذا الأمر من أمر اللّه و سر من سر اللّه، مطوي من عباد اللّه فاياك و الشك فيه فان الشك في أمر اللّه عز و جل كفر.
ص: 202
(و فيه) باسناده عن يونس بن ظبيان عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول: قال لي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يا جابر ان أوصيائي و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي ثم الحسن ثم الحسين ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ستدركه يا جابر فاذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم (القائم) اسمه اسمي و كنيته كنيتي محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح اللّه تبارك و تعالى على يديه مشارق الأرض و مغاربها ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بامامته إلا من امتحن اللّه قلبه للايمان. الحديث،
فى (الأربعين حديثا) للحافظ أبي نعيم باسناده عن حذيفة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول: ويح هذه الامة من ملوك جبابرة، كيف يقتلون و يخيفون المسلمين إلا من أظهر طاعتهم فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه و يفر منهم بقلبه، فاذا أراد اللّه عز و جل أن يعيد الاسلام عزيزا قصم كل جبار عنيد و هو القادر على ما يشاء، أن يصلح امة بعد فسادها. يا حذيفة لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي تجري الملاحم على يديه و يظهر الاسلام و اللّه لا يخلف وعده و هو سريع الحساب.
(قلت): و هذه الرواية توافق عدة آيات من التنزيل منها في سورة التوبة آية 33 (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ(1)
ص: 203
وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)، و فى سورة الفتح آية 28 إلا انه جاء بدل «وَ لَوْ كَرِهَ
ص: 204
اَلْمُشْرِكُونَ» «وَ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً»، و في سورة الصف آية 9 مثل ما في سورة
ص: 205
التوبة و لم تحقق غلبة دين الاسلام على جميع الأديان فلا بد و ان يتحقق مصداقها عند خروج المهدي المنتظر عليه السلام و هو المطلوب.
في كتاب «البيان» للكنجي ص 22 ب 10 بسنده عن اسماعيل بن حريري عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد اللّه فقال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى اليهم قفيز و لا درهم. قلنا: من اين ذاك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك. ثم قال: يوشك اهل الشام أن لا يجبى اليهم دينار و لا مد. قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم. ثم سكت هنيئة ثم قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):
يكون في آخر امتى خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عدا. قال: قلت لابي نضرة و ابي العلا: اتريان انه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا. ثم قال: هذا حديث حسن صحيح اخرجه مسلم ص 185 في صحيحه كما سقناه. و فيه ص 23 باسناده عن سعيد بن يزيد عن ابي نضرة عن ابي سعيد عن رسول اللّه انه قال: من خلفائكم خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عدا. ثم قال: هذا حديث حسن ثابت اخرجه الحافظ مسلم فى صحيحه كما اخرجناه. و فيه بسنده عن داود عن ابي نضرة عن ابي سعيد و جابر بن عبد اللّه قالا قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال و لا يعده. ثم قال: هذا لفظ مسلم فى صحيحه. و في ص 24 بسنده عن المعلى بن زياد عن العلاء قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): ابشركم بالمهدي «عج» يبعث في امتي على اختلاف من الناس و زلازل فيملأ الأرض قسطا و عدلا
ص: 206
كما ملئت جوارا و ظلما يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض يقسم المال صحاحا. فقال له رجل: ما صحاحا؟ قال: بالسوية بين الناس. الحديث و فيه أيضا عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يكون عند انقطاع من الزمن و ظهور من الفتن رجل يقال له (المهدي) عطاؤه هنيئا. و في «الملاحم» ص 146 عن سالم بن عبد اللّه عن ابن محمد عن رجل من أهل المغرب قال: اذا خرج (المهدى) عليه السلام القى اللّه الغناء فى قلوب العباد حتى يقول «المهدي»: من يريد المال؟ و لا يأتيه أحد إلا واحد يقول: أنا فيقول: أحث فيحثو(1) فيحمل على ظهره حتى أتى أقصى الناس قال: لا أرانى أسير من هاهنا فيرجع فيرده اليه، فيقول: خذ مالك لا حاجة لي فيه. و فى كتاب «البيان» في ذيل رواية علا: فيأمر مناديا فينادي فيقول: من له في الملك حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل واحد فيقول: أنا فيقول: آت السدان يعني الخازن فقل له:
ان «المهدي» يأمرك أن تعطيني مالا. فيقول له: احث، حتى اذا جعله فى حجره و أبرزه ندم فيقول: كنت أشجع امة محمد (صلی الله علیه و آله) نفسا أو عجز عني ما وسعهم.
قال: فيرده فلا يقبل منه فيقول: إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه.. الخ.
(قلت): هذا الحديث و ما يأتي مبين للأخبار المجملة من قوله (صلی الله علیه و آله) يكون في آخر امتي خليفة أو من خلفائكم او يكون في آخر الزمان خليفة و نحوها و لذا قال فى آخر الحديث. (قلت): حديث حسن ثابت أخرجه شيخ أهلت.
ص: 207
الحديث في مسنده. و في هذا الحديث دلالة على ان المجمل في صحيح مسلم هو المبين في مسند ابن حنبل وفقا بين الروايات. و في «ينابيع المودة» ج 2 عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال و لا يعده. و فى رواية: يكون في آخر امتي خليفة يحثو المال حثيا و لا يعده عدا.
رواه مسلم و أحمد. و في ص 431 ب 72 عن ابي سعيد فى قصة (المهدي) قال:
فيجيء الرجل اليه فيقول: «يا مهدي» اعطني اعطني اعطني. قال: فيحثى له في ثوبه ما استطاع أن يحمله، رواه الترمذي. و في ص 434 في رواية أبي سعيد عن النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: و المال يومئذ كدوس فيقوم الرجل فيقول: (يا مهدي) اعطني، فيقول: خذ. و فى ص 435 مثله و فى الهامش من نور الأبصار ص 134 فيقول له: (يا مهدي) اعطني اعطني، فيحثى له في ثوبه. الحديث. و عن أحمد و مسلم: يحثى المال حثيا و لا يعده عدا.
و في نور الأبصار ص 171 عن ابي سعيد و جابر بن عبد اللّه و عن شيخ اهل الحديث احمد في مسنده رواية السادن.
فى «ينابيع المودة» ج 2 ص 431 عن ام سلمة عن النبي (صلی الله علیه و آله) قال:
تكون عند اختلاف الناس موت خليفة فيخرج رجل من اهل المدينة هاربا الى مكة فيأتيه ناس من اهل مكة فيخرجونه و هو كاره فيبايعونه بين الركن و المقام، و يبعث اليه بعث من اهل الشام فيخسف بهم في البيداء بين مكة و المدينة فاذا رأى الناس ذلك اتاه ابدال الشام و عصائب اهل العراق فيبايعونه. الحديث رواه ابو (26 ج 1 من الشيعه و الرجعة)
ص: 208
داود و احمد و ابو يعلى و البيهقي كما في «جواهر العقدين».
و بؤبده ما في «الملاجم» ص 38 ب 124 باسناده عن ابن عمر قال: يحج الناس معا و يعرفون معا على غير إمام فبينما هم نزول بمنى إذ اخذهم كالكلب فثارت القبائل بعضهم الى بعض حتى تسيل العقبة دما فيفزعون الى خيرهم فيأتونه و هم ملصق وجهه الى الكعبة يبكي كأني أنظر الى دموعه تسيل فيقولون هلم و ليناك فيقول: و يحكم كم من عهد نقضتموه و كم من دم سفكتموه. فيبايع كرها قال: فأن أدركتموه فبايعوه فانه (المهدي) «ع» في الأرض (و المهدي) في السماء.
و في ص 39 ب 126 عن ابن عباس: فيبعث اللّه (المهدي) بعد يأس حتي يقول الناس: لا (مهدي). و أنصاره من أهل الشام عدتهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر عدة أصحاب بدر يصيرون اليه من الشام حتى يستخرجوه من بطن مكة من دار عند الصفا فيبايعونه كرها، فيصلي بهم ركعتين صلاة المسافر عند المقام ثم يصعد المنبر
و في ص 127 باسناده عن أبي هريرة قال: يبايع (المهدي) بين الركن و المقام لا يوقض نائما و لا يهرق دما.
و في «اسعاف الراغبين» ص 135 من حاشية (نور الأبصار) يقول و صح انه (صلی الله علیه و آله) قال: يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من المدينة هاربا الى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه و هو كاره فيبايعونه بين الركن و المقام. الخ.
في «الملاحم» ب 160 ص 47 عن القاسم بن عبد الرحمن عمن حدثه عن علي بن أبي طالب (ع) انه قال: يخرج براية النبي (صلی الله علیه و آله) من مرط مخملة سوداء
ص: 209
مربعة لم تنشر منذ توفي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و لا تنشر حتى يخرج المهدي «عج» يمده اللّه تعالى بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوه من خالفهم و ادبارهم يبعث و هو ما بين الثلاثين و الأربعين.
و فيه ص 43 ب 140 عن عبد اللّه ابن شريك قال: مع المهدي راية رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)، ليتني أدركته.
في «ينابيع المودة» ج 2 ص 435 عن نوف انه قال: راية المهدي «عج» مكتوب فيها: (البيعة للّه).
«و في الملاحم» ب 141 ص 43 عن نعيم بن حماد باسناده عن نوف البكالي قال: قال: في راية المهدي مكتوب (البيعة للّه).
و فيه ب 44 باسناده عن نعيم بن حماد عن يحيى بن اليمان، عن قيس عن عبد اللّه بن شريك قال: مع المهدي راية رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) المعلمة ليتني أدركته و أنا جذع.
و في «كتاب الفتن» عن نوف مثله أيضا.
«في الملاحم» ص 31 عن نعيم بن حماد عن عبد اللّه بن اسماعيل البصري عن أبيه عن الحسن قال: يخرج بالري رجل ربعة أسمر مولى لبني تميم كوسج يقال له شعيب بن صالح في أربعة آلاف ثيابهم بيض و راياتهم سود يكون مقدمة (للمهدي) الحديث. و فيه ب 96 عن نعيم باسناده عن عمار بن ياسر قال: (المهدي) على
ص: 210
لوائه شعيب بن صالح.
و فيه ب 98 عن نعيم باسناده عن كعب بن علقمة، عن سفيان الكلبي قال:
يخرج على لواء (المهدي) غلام حدث السن. الحديث.
و في (كتاب الفتن) للسليلي كما في ص 98 من (الملاحم) باب 60، في ذيل رواية معاذ بن جبل عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: ثم يقبل الرجل التميمي شعيب بن صالح - سقى اللّه بلاد شعيب - بالرايه السوداء المهدية ينصر اللّه و كلمته حتى يبايع (المهدي) بين الركن و المقام.
و في ص 138 من كتاب (نور الأبصار) و فى (اسعاف الراغبين): ان على مقدمة جيشه رجلا من تميم خفيف اللحية يقال له: (شعيب بن صالح).
في (الملاحم) ب 156 ص 46 عن نعيم بن حماد بسنده عن طلحة التميمي عن طاووس قال: روع عمر بن الخطاب البيت ثم قال: و اللّه ما أدري أدع خزائن البيت و ما فيه من السلاح و المال أم أقسمه في سبيل اللّه، فقال علي بن أبي طالب «ع» امض فلست بصاحبه إنما صاحبه منا شاب من قريش يقسمه في سبيل اللّه في آخر الزمان.
و في ج 1 من كتاب (المناقب) لابن شهر اشوب ص 498 مرسلا انه هم عمر أن يأخذ(1) حلى الكعبة فقال علي «ع» ان القرآن انزل على النبي (صلی الله علیه و آله)
ص: 211
و الأموال أربعة أموال المسلمين فقسموها بين الورثة فى الفرائض، و الفيء فقسمه على مستحقه، و الخمس فوضعه حبث وضعه اللّه، و الصدقات فجعلها حيث جعلها اللّه. و كان حلى الكعبة يومئذ فتركه على حاله و لم يتركه نسيانا و لم يخف عليه مكانه فأقره حيث أقره اللّه و رسوله. فقال عمر: لولاك لافتضحنا، و ترك الحلى بمكانه.».
ص: 212
في (ينابيع المودة) ب 56 ص 81: (المهدي) (عج) منا يختم به الدين كما فتح بنا. للطبراني. و فيه في المودة العاشرة ص 259 عن ابن عباس: ان اللّه فتح هذا الدين بعلي و اذا مات علي فسد الدين و لا يصلحه إلا (المهدي) (عج) بعده. و فيه ص 445 ج 2 عن ابن عباس مثله، إلا انه قال: اذا قتل علي فسد الدين.
و فيه ج 2 ص 477 نقلا عن (فرائد السمطين) بسنده عن أبى بصير عن خثيمة الجعفي قال ان أبا جعفر محمد الباقر «ع» يقول: نحن جنب اللّه و نحن خيرته - الى أن يقول -: و بنا يفتح اللّه و بنا يختم الحديث.
و فيه ص 498 ج 2 نقلا عن (شرح النهج) في أول خطبة خطبها أمير المؤمنين في خلافته: (ألا ان أبرار امتي و أطائب ارومتي أحلم الناس صغارا و أعلم الناس كبارا - الى أن يقول -: و بنا فتح لا بكم و بنا يختم لا بكم، ثم قال:
قوله: (و بنا يختم لا بكم) اشارة الى (المهدي) عليه السلام الذي يظهر في آخر الزمان.
و في (الأربعين حديثا) عن علي «ع» قال: قلت: يا رسول اللّه أمنا آل محمد (صلی الله علیه و آله) (المهدي) عليه السلام أم من غيرنا؟ فقال (صلی الله علیه و آله) هو منا يختم به الدين كما فتح بنا.
و في (اسعاف الراغبين) ص 143 مثله و في (نور الأبصار) عن علي ما تقدم عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) باضافة: و بنا يؤلف اللّه قلوبهم بعد عداوة الشرك.
و (عن بعض) أهل العلم: هذا حديث حسن عال رواه الحفاظ في كتبهم، أما الطبراني فقد ذكره في (المعجم الأوسط)، و أما أبو نعيم فرواه في «حلية الأولياء»، و أما عبد الرحمن بن حماد فقد ساقه في (عواليه) كما أخرجناه سواء.
ص: 213
و في كتاب (البيان) للكنجي ص 25 ب 11 بسند طويل عن علي بن حوشب انه سمع مكحولا يحدث عن علي بن أبي طالب «ع» مثله بعينه.
فى ج 4 من (مستدرك الحاكم) ص 558 باسناده عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري: ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: يخرج في آخر امتي (المهدي) (عج) يسقيه اللّه الغيث و تخرج الأرض نباتها و يعطي المال صحاحا و تكثر الماشية و تعظم الامة الحديث.
و فيه باسناده عنه، عنه عن النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: يكون في امتي (المهدي) إن قصر فسبع و إلا فتسع تنعم امتي فيه نعمة لم ينعم مثلها قط تؤتى الأرض اكلها لا تدخر عنهم شيئا و المال يومئذ كدوس. الحديث و وافقه الذهبي.
و في (ينابيع المودة) ج 2 ب 92 و ب 93 ص 430 و ص 431 و ص 432 و ص 434 و ص 478، و في (كتاب البيان) للكنجي الشافعي ب 22 ص 34 و ص 15 ب 6 و ص 16، و في (نور الأبصار) ص 171 عن أبي سعيد، و في «اسعاف الراغبين» في الهامش منه لابن صبان المصري ص 134، و عن (الأربعين حديثا) للحافظ أبي نعيم فى الحديث الأول عن أبى سعيد عن النبي «ص» و في الحديث 15 و حديث 25 و حديث 29، و في «المستدرك» أيضا ج 4 ص 465 باسناده عن أبي سعيد الخدري فى حديث طويل عن النبي «ص» يقول: ينزل بامتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة و حتى تملأ الأرض جورا و ظلما لا يجد المؤمن ملجأ يلتجأ اليه من الظلم فيبعث اللّه عز و جل رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض لا تدّخر الأرض من بذرها
ص: 214
شيئا إلا أخرجته و لا السماء من قطرها شيئا إلا صبها اللّه عليهم مدرارا يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع تتمنى الأحياء الأموات مما صنع اللّه بأهل الأرض من خيره ثم قال: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه، و في الملاحم و الفتن ص 99 و ص 100 عن السليلي و ص 120، و فيه ص 121 و ص 122 عن البزاز.
في (كتاب البيان) للكنجي فى ب 21 ص 33 بسند طويل عن الأوزاعي عن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: (سيكون بعدي خلفاء و من بعد الخلفاء امراء و من بعد الامراء ملوك جبابرة، ثم يخرج (المهدي) «عج» من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا) الحديث.
و في ج 2 من (ينابيع المودة) ص 448 عن (صاحب الأربعين) عن حذيفة ابن اليمان قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: ويح هذه الامة من ملوك جبابرة كيف يقتلون و يطردون المسلمين إلا من أظهر طاعتهم فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه و يفر منهم بقلبه فاذا أراد اللّه تبارك و تعالى أن يعيد الاسلام عزيزا قصم كل جبار عنيد. و هو القادر على ما يشاء و أصلح الامة بعد فسادها، يا حذيفة لو لم يبق من الدنيا إلا يوما واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهلي بيتي يظهر الاسلام، و اللّه لا يخلف وعده و هو على وعده قدير.
و في (الاصابة) لابن حجر في حرف الجيم في القسم الأول ص 117 في ترجمة جابر الصدفى عن ابن يونس. قال: وفد على النبي (صلی الله علیه و آله) و شهد فتح مصر.
و روي ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده حديثا متنه: (سيكون من بعدي خلفاء. الحديث).
و في (الاستيعاب) لابن عبد البر في هامش الاصابة ص 223 عنه عن
ص: 215
النبى (صلی الله علیه و آله) انه قال: (يكون بعدي خلفاء و بعد الخلفاء امراء و بعد الامراء ملوك و بعد الملوك جبابرة و بعد الجبابرة يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا) رواه ابن لهيعة عن ابن ابنه عبد الرحمن ابن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده عن النبي (صلی الله علیه و آله) الحديث.
في (الينابيع) ج 2 ص 431 ب 72 عن أبي سعيد قال: ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بلاء يصيب هذه الامة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ اليه من الظلم فيبعث اللّه رجلا من عترتي و أهل بيتي - الى أن يقول: يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض.
و فيه ص 461 ب 85 عن الروياني و الطبراني و غيرهما مرفوعا: «المهدي» من ولدي - الى أن يقول -: يرضي لخلافته ساكن السماء و ساكن الأرض.
و فيه ص 85 ب 461 عن أحمد و الماوردي انه (صلی الله علیه و آله) قال: ابشروا «بالمهدي» رجل من قريش و عترتي يخرج في اختلاف من الناس و زلزال - الى أن يقول -: و يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض الحديث.
و فيه ص 487 ب 94 عن الحمويني في كتابه «فرائد السمطين» عن أبي سعيد رفعه: أبشركم (بالمهدي) يبعث في امتي على اختلاف من الناس - الى أن يقول -: يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض.
و في «نور الأبصار» ص 170 عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (المهدي) وجهه كالقمر الدري - الى أن يقول -: يرضى بخلافته أهل السماوات و الأرض.
(27 - ج 1 من الشيعة و الرجعة)
ص: 216
و فيه ص 171 عن الامام أحمد باسناده عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): ابشركم (بالمهدي) - الى أن يقول -: يرضى عنه سكان السماوات و الأرض.
و فى «اسعاف الراغبين» ص 134 عن الحاكم في صحيحه: يحل بامتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم - الى أن يقول -: فيبعث اللّه رجل من امتي - الى أن يقول -: يحبه ساكن الأرض و ساكن السماء.
و فيه ص 136 عن أحمد و الماوردي انه قال صلى اللّه عليه و آله: ابشركم (بالمهدي) رجل من قريش - الى أن يقول -: و يرضى عته ساكن السماء و ساكن الأرض.
و في «البيان» للكنجي ب 17 ص 30 بسند طويل عن منصور عن ربيع عن حذيفة قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): «المهدي» رجل من ولدي الى أن يقول -: يرضى في خلافته أهل الأرض و أهل السماء و الطير فى الجو.
و فيه ص 24 ب 10 بسند طويل عن المعلى بن زياد عن العلاء قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): ابشركم (بالمهدي) يبعث في امتى على اختلاف من الناس - الى أن يقول -: يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض.
و في ج 4 من «المستدرك» للمحدث الحاكم بسند طويل عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال نبي اللّه (ص: ينزل بامتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه - الى أن يقول -: لا يجد المؤمن ملجأ يلتجأ اليه من الظلم فيبعث اللّه عز و جل رجلا من عترتي - الى أن يقول -:
يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض. و في الدر المنثور ج 6 ص 50 عدة روايات في هذا المعنى فراجع.
(قلت): و الرواية متواترة في كتب القوم كما لا يخفي على المتتبع المتضلع.
ص: 217
في «الينابيع» ج 2 نقلا عن «المناقب» ص 494 ب 94 باسناده عن يونس بن ظبيان عن جابر بن يزيد الجعفى قال: سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول: قال لي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يا جابر ان أوصيائي و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ستدركه يا جابر فاذا لقيته فاقرأه منى السلام، ثم جعفر بن محمد ثم موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم (القائم) عليهم السلام اسمه اسمي كنيته كنيتي محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح اللّه تبارك و تعالى على يديه مشارق الأرض و مغاربها. الحديث.
و فيه ج 2 ص 487 ب 94 باسناده عن سعيد أبن جبير عن ابن عباس رفعه:
ان أوصيائي و حجح اللّه على الخلق بعدي الاثني عشر أولهم أخي و آخرهم ولدي.
قيل: يا رسول اللّه من أخوك؟ قال: علي «ع». قيل: و من ولدك؟ قال:
(المهدي ع) الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا - الى أن يقول -: و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب.
و فيه ص 486 فى حديث المعراج بعد عدّه أسماء الأئمة أولهم علي و آخرهم القائم «المهدي». فقلت: يا رب هؤلاء أوصيائي من بعدي فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي و أصفيائي و حججي بعدك على بريتي و هم أوصياؤك و عزتي و جلالي لأطهرن الأرض بآخرهم «المهدي» من الظلم و لأملكنه مشارق الأرض و مغاربها و لأسخرن له الرياح و لأذللن له السحاب الصعاب و لأرقينّه في الأسباب و لأنصرنه بجندي و لأمدنه بملائكتي حتى تعلو دعوتي و يجمع الخلق على توحيدي ثم لأديمن
ص: 218
ملكه و لأداولن الأيام بين أوليائي الى يوم القيامة.
و فيه ص 493 نقلا عن المناقب بعد ذكر أسماء الأئمة. الأئمة بعدى اثنى عشر أولهم أنت يا علي و آخرهم (القائم) الذي يفتح اللّه عز و جل على يديه مشارق الأرض و مغاربها.
في (المناقب) للخوارزمى على ما في (ينابيع المودة) نقلا عنه ج 2 ص 486 عن أبي سليمان راعي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: ليلة أسرى بي قال لي الجليل جل جلاله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) . فقلت:
(و المؤمنون) قال: صدقت يا محمد من خلفت في امتك؟ قلت: خيرها قال:
علي بن أبي طالب؟ قلت: نعم يا رب، قال: يا محمد إني اطلعت الى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسما من أسمائي فلا أذكر فى موضع إلا ذكرت معي فأنا المحمود و أنت محمد، ثم اطلعت الثانيه فاخترت عليا و شققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلى و هو علي، يا محمد اني خلقت عليا و فاطمه و الحسن و الحسين و الأئمة من ولده «ع» من نوري ثم عرضت ولايتكم لأهل السماء و الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين و من جحدها كان عندي من الكافرين، يا محمد لو ان عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم، يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت: نعم.
فقال: التفت الى يمين العرش. فالتفت فاذا بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي «و المهدي» عليهم السلام في ضحضاح
ص: 219
من نور قيام يصلون و هو في وسطهم يعني «المهدي» كأنه كوكب دري.
«و قال»: يا محمد هؤلاء الحجج و هو الثائر من عترتك و عزتي و جلالي انه الحجة الواجبة لأوليائي «و المنتقم» من أعدائي. (فان قيل): فمن يكون من بني امية فى ذلك الوقت موجودا حتى يقول «ع» أمرهم ما قال من انتقام هذا الرجل منهم حتى يودون لو ان عليا «ع» كان المتولي لأمرهم عوضا عنه.
«قيل»: أما الامامية فيقولون بالرجعة و يزعمون اته سيعاد قوم بأعيانهم من بني امية و غيرهم اذا ظهر امامهم المنتظر «عج» و انه يقطع أيدي أقوام و أرجلهم و يصلب قوما آخرين «و ينتقم» من أعداء آل محمد (صلی الله علیه و آله) المتقدمين و المتأخرين، و أما أصحابنا فيزعمون انه سيخلق اللّه في آخر الزمان رجلا من ولد فاطمة ليس بموجود الآن و انه يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما (و ينتقم من الظالمين).
«قلت»: ما أنصف الرجل من قوله: (انه سيخلق اللّه تعالى في آخر الزمان رجلا من ولد فاطمة). كيف و الأخبار المتقدمة من طرقهم و كتبهم و اعتراف أكثر محدثيهم بكونه موجودا الآن مستترا عن الأبصار على ما مر تفصيلا من عدة من أكابرهم كل ذلك حجة عليه و هل هذا إلا الطّعن و القدح و الوقيعة فيهم و في كتبهم و الشيعة تنتظر احضاره في المحكمة الالهية «يوم تجزي كل نفس بما كسبت» و هو خير الحاكمين.
«و في تفسير» محمد بن مروان الثقة عن أبي بصير عن الصادق «ع» قوله تعالى: «فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ» يا محمد من تكذيبهم إياك فاني «منتقم» منهم برجل منك و هو (قائمي) الذى نسلطه على دماء الظلمة. و فى كتاب «فلاح السائل» في تعقيب صلاة الظهر على ما في كتاب «بحار الأنوار» ص 440 في ج 18 يقول: «و ان تعجل فرج (المنتقم) لك من أعدائك و انجز له ما وعدته الخ.
و في كتاب «اثبات الرجعة» لأبن شاذان بعد تعداد الأئمة بأسمائهم يقول:
ص: 220
ثم ابنه الحجه «المنتقم» خاتم أوصيائي و خلفائي «و المنتقم» من أعدائي.
و في تفسير «البرهان» ج 2 ص 787 آية 5 من سوره القصص: «وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما» الآية عن الشيباني عن الصادق «ع»: ان فرعون و هامان هنا شخصان من جبابرة قريش يحييهما اللّه تعالى عند قيام (القائم) «عج» من آل محمد صلى اللّه عليه و آله و سلم فى آخر الزمان «فينتقم» منهما بما أسلفا.
و فى «كفاية النصوص» عن ابي سلمة باسناده عن عائشة قالت: كانت لنا مشربة و كان النبى (صلی الله علیه و آله) اذا أراد لقاء جبرئيل القيه فيها فلقيه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فيها مرة و أمرني أن لا يصعد اليه أحد، فدخل عليه الحسين بن علي «ع» فقال جبرئيل «ع»: من هذا؟ فقال رسول اللّه: ابني فأخذه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فأجلسه على فخذه، فقال جيرئيل: اما انه سيقتل. قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): و من يقتله؟ قال: امتك. قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): امتي تقتله! قال: نعم - الى أن قال -: فبكى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقال له جبرئيل «ع»: لاتبك فسوف ينتقم اللّه منهم بقائمكم أهل البيت.
و في (اثبات الرجعة) لابن شاذان المتقدم في ذيل حديث مالك بن عطية عن أبي حمزة ثابت بن ابى صفية عن ابي جعفر (ع) يقول: ثم اخرجنا اللّه و إياكم حين يظهر قائمنا (فينتقم) من الظالمين و أنا و أنتم نشاهدهم.
و فيه باسناده عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع) قال:
قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لأمبر المؤمنين (ع): يا علي ان قريشا ستظهر عليك - الى أن يقول -: و اعلم ان ابني (ينتقم) من ظالميك و ظالمي أولادك و شيعتك في الدنيا و يعذبهم اللّه في الآخره عذابا شديدا. فقال سلمان: من هو يا رسول اللّه؟ قال:
الناسع من ولد ابني الحسين (ع) الذي يظهر بعد غيبته الطويلة فيعلن أمر اللّه و يظهر دين اللّه (و ينتقم) من أعدائه.
و في «الغيبة النعمانية» ص 45 في حديث المعراج: و هذا القائم «ع» محلل
ص: 221
حلالي و محرم حرامى «و ينتقم» من أعدائي.
و في «كنز القوائد» للحافظ الكراجكي ص 258: في كتاب «البرهان على صحة طول عمر الامام صاحب الزمان» فى حديث الجارود بن المنذر العبدي:
يا جارود ليلة أسرى بي الى السماء أوحى اللّه عز و جل الى أن سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على م بعثوا. فقلت لهم: على م بعثتم؟ فقالوا: على نبوتك و ولاية علي ابن أبي طالب و الأئمة منكما. ثم أوحى الي: أن التفت عن يمين العرش، فالتفت فاذا علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى ابن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي «و المهدي عج» عليهم السلام في ضحضاح من تور فقال لي الرب: هؤلاء الحجة لأوليائي و هذا «المنتقم» من اعدائي. قال الجارود: فقال لي سلمان: يا جارود هؤلاء المذكورون فى التوراة و الانجيل و الزبور فانصرفت بقومى و أنا أقول:
أتيتك يابن آمنة الرسولا لكى بك أهتدي النهج السبيلا
فقلت فكان قولك قول حق و صدق ما بدالك أن تقولا
و بصرت العمى من عبد شمس و كل كان فى عمه ضليلا
و أنبأناك عن قس الأيادي مقالا فيك ضلت به جديلا
و أسماء عمت عنا فآلت الى علم و كن به جهولا
و فى «النجم الثاقب» للمحدث النوري فى ترجمة الامام الغائب فى باب الكني و الألقاب الخاصة به (لقب 38) ص 40 يقول: و منها «المنتقم».
و فى كتاب «اكمال الدين» ص 217 في باب 38 تنصيصه «ع» بامامته يقول:
أنا بقية اللّه فى أرضه «و المنتقم»(1) من أعدائه و غيرها من الكتب التي لا مجال لاستقصائها. -
ص: 222
...ب.
ص: 223
في «مستدرك الحاكم» ج 4 ص 465 باسناده في ذيل رواية أبي الصديق الناجي عن أبي سعد عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع.
و صححه الحاكم بقوله: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه.
و في «الينابيع» ج 2 ص 331 باب 72 عن أبي سعيد: انه يملك سبع سنين و في رواية ام سلمة عن النبي (صلی الله علیه و آله): انه يلبث سبع سنين رواه عن أبي داود و أحمد.
و في رواية اخرى عن أبي سعيد: انه يعيش سبع أو ثمان سنين أو تسع.
و في ص 434 عنه (صلی الله علیه و آله): ان قصر فسبع و إلا فتسع.
و في «كتاب البيان» ص 13 ب 6 مسندا عن زيد العمى قال: سمعت أبا الصديق الناجى. و ذكر الحديث.
و في ص 16 باب 6 باسناده عن صالح ابن خليل عن صاحب له عن ام سلمة: انه يلبث سبع سنين.
و فيه عن هشام عن قتادة بهذا الحديث قال: تسع سنين.
و فيه عن عبد اللّه ابن مروان عن الهيثم بن عبد الرحمن عن علي «ع» قال:
يلي الناس «المهدي» أربعين سنة. و رواه الحافط أبو نعيم في «مناقب المهدي» عن الطبراني.
و في «نور الأبصار» ص 170 عن أبي داود و الترمذي عن أبي سعيد عن النبي (صلی الله علیه و آله): انه يملك سبع سنين.
و فيه عن حذيفة عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه يملك عشر سنين.
28 - ج 1 - من الشيعة و الرجعة
ص: 224
و في «اسعاف الراغبين» هامش (نور الأبصار) ص 134 مثلما رواه الحاكم: انه يعيش فيهم سبع سنين أو ثمانيا أو تسعا.
و ذكر في (الملاحم و الفتن) نقلا عن نعيم بن حماد ص 51 أقوالا مختلفه منها ما رويناه عن أبي سعيد» و عنه عن قتادة انه قال: بلغني ان النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: يعيش سبع سنين أو تسعا.
(قلت): و هذه الأقوال بظاهرها متناقضة لا يعتمد على شيء منها. نعم رواية السبع تكررت في أخبارهم و أخبارنا و ربما ترجح هذا القول على بقية الروايات لكونها مطابقة لأخبارنا الدالة بأن المراد منها (سبعين) سنة و انه بقدرة اللّه تعالى يعيش بعد ظهوره بهذا العدد فكان كل سنة مقدار عشر سنين من سنينا و يبين ذلك في أخبارنا المروية على ما ذكره أئمة الحديث و حفاظ علم الدراية و الرواية. (منها) ما رواه الإمام الحافظ الثقة شيخنا المفيد في (ارشاده) في رواية عبد الكريم الخثعمي و رواية أبي بصير.
(منها) ما رواه الحافظ الفقيه الشيخ الطوسي في (غيبته) نقلا عن الفضل ابن شاذان الدالة على انه (ع) يملك سبع سنين ولكن تكون حركة الفلك كل سنة مقدار عشر سنين فيكون مدة ملكه سبعين سنة. (ان قلت): كيف و يلزم من ذلك التغيير و الفساد في دوران الفلك على ما عليه بعض الحكماء و الفلاسفة.
(قلت): لا قيمة لهذا الكلام و قد أجاب عن ذلك الإمام الصادق المصدق إمامنا الباقر (ع) حيث استغرب أبو بصير و تعجب لما قال (ع): ان كل سنة يمكث مقدار عشر سنوات و قال: فكيف تطول السنون؟ قال (ع): يأمر اللّه تعالى الفلك باللبوث و قلة الحركة. قال: قلت له: انهم يقولون ان الفلك ان تغير فسد. قال (ع): (ذاك قول الزنادقة) و أما المسلمون فلا سبيل لهم الى ذلك (و قد شق) اللّه القمر لنبيه ورد (الشمس) ليوشع بن نون و أخبر (بطول القيامة) و انه كألف سنة مما تعدون. انتهى.
ص: 225
و (الحاصل) ان المعتقد بالتوحيد لا يستشكل فى ذلك لأنه أمر ممكن لا ممتنع و صفة القدرة بالنسبة اليه تعالى عامة يتصرف في صنعه كيف يشاء فسائر الأخبار ان رجعت الى هذا القول الذي أفاده (ع) فهو و إلا فما ورد عن طرقهم يرد اليهم و ما ورد من طرقنا يرد علمه الى موالينا (ع) فهم أعرف به:
«و عن» بعض الأفاضل من المؤلفين المعاصرين يحمل بعضها على جميع مدة ملكه مستقرا أو متزلزلا و بعضها على زمان استقلاله و استقراره و بعضها على السنين المتعارفة عندنا و بعضها الآخر على غيره. قلت: فالصواب ما قلناه.
في ذخائر العقبي ص 18 عن أبي بكر انه (صلی الله علیه و آله) قال: (يا أيها الناس ارقبوا محمدا فى اهل بيته) أخرجه البخاري. أي (احفظوا). و عن عبد العزيز باسناده انه (صلی الله علیه و آله) قال: (من حفظني في أهل بيتي فقد اتخذ عند اللّه عهدا)، أخرجه أبو سعيد و الملا. و عنه قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (استوصوا بأهل بيتي خيرا فأني اخاصمكم عنهم غدا و من أكن خصمه أخصمه و من أخصمه دخل النار) أخرجه أبو سعيد و الملا في سيرته.
و في «ينابيع المودة» ج 1 ص 273 مثله.
(قلت): و شمول تلك الأخبار «للمهدي المنتظر عج» غير مستور على احد لأنه من أهل البيت كما تقدم فمن خاصم المهدي فقد خاصم رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و من خاصم رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقد دخل النار، فمن خاصم «المهدي عج» فقد دخل النار.
ص: 226
في «ذخائر العقبى» ص: 2 عن علي «ع» قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):
ان اللّه حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم. أخرجه (الإمام علي بن موسى الرضا).
و في ج 1 من «ينابيع المودة» ص 272 عن البيهقى انه قال: قام رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و هو مغضب شديد الغضب فقال: ما بال أقوام يؤذوننى الا من اذى قرابتي فقد آذاني، و من آذاني فقد آذى اللّه تعالى. و قال ابن منده: عقيبه رواه محمد بن اسحاق و غيره، عن المقري. و عن أحمد بن عمرو بن شاص الأسلمي قال: خرجت مع علي الى اليمن فجفاني في سفري فلما قدمت المدينة أظهرت شكايته في المسجد حتى بلع النبي (صلی الله علیه و آله) فقال: يا عمرو و اللّه لقد آذيتنى قلت: أعوذ باللّه أن اوذيك.
قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (من آذى عليا فقد آذاني).
و فى ينابيع المودة ص 305 ج 2 عن الثعلبي: و حرمت الجنة على من ظلمني في ظلم أهل بيتي و آذاني في عترتي، و فيه ج 2 ص 397 عن عبيد اللّه و عمر ابني محمد بن الحنفية (رض) عن أبيهما عن جدهما علي، قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله).
«من آذاني في عترتي فعليه لعنة اللّه». أخرجه الحافظ الجعابي فى (الطالبيين).
و فيه عن علي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: «ان اللّه حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو اعان عليهم أو سبهم». أخرجه الديلمي من طريق علي الرضا بن موسى الكاظم عليهما السلام. و عن الحمويني عن ابن مسعود في حديث الأسرى: و كتب على ابواب النار «أذل اللّه من اهان الاسلام اذل اللّه من اهان أهل بيتي، أذل اللّه من أعان الظالمين على المظلومين».
(قلت): لا اشكال في شمول هذه الروايات للمهدي المنتظر «عج» لأنه
ص: 227
من قرابته و ذريته و عترته و أهل بيته كما تقدم كل ذلك بعنوان خاص، فالطعن و القدح فيه قدح و طعن و ظلم و أذية لرسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و من أذى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فمصيره الى النار و حرمت عليه الجنة، فمن آذى (المهدي) المنتظر «عج» بالطعن و القدح فيه فقد حرمت عليه الجنان و عليه لعنة اللّه.
و في ج 3 من «مستدرك الحاكم» ص 28 عن عبد اللّه بن عباس قال نظر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الى علي «ع» فقال: انت سيد في الدنيا و سيد في الآخرة - الى أن قال -: و الويل لمن أبغضك بعدي. و صححه الحاكم على شرط الشيخين قال:
و لم يخرجاه.
و فيه ج 3 ص 129 باسناده عن أبي ذر يقول: ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم اللّه و رسوله و التخلف عن الصلاة و البغض لعلي بن أبي طالب قال:
هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجه.
و فيه ج 3 ص 150 باسناده عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): «و الذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله اللّه النار»: و صححه الحاكم على شرط مسلم و وافقه الذهبي في «التذييل»،
و في «مقتل الخوارزمى» في المقدمة ص 4 باسناده عن زيد بن تبيع قال:
سمعت أبا بكر قال: رأيت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) خيم خيمة و هو يتكي على قوس عربية و في الخيمة علي و فاطمة و الحسن و الحسين، «فقال»: معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة و حرب لمن حاربهم و ولي لمن والاهم لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد و لا يبغضهم إلا شقي الجد، ردي الولادة. فقال رجل: يا زيد أانت سمعت منه؟ قال: اي و رب الكعبة.
ص: 228
و فى ج 6 من «حلية الأولياء» لأبي نعيم الاصفهاني ص 185 باسناده عن زر بن حبيش قال: سمعت علي بن أبي طالب (ع) يقول: و الذي فلق الحبة و برأ النسمة و تردى بالعظمة انه لعهد النبي (صلی الله علیه و آله) إلي انه لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق. ثم قال: هذا حديث متفق عليه رواه عبد اللّه بن داود الجزيني و عبد اللّه ابن محمد بن عائشة و رواه الجم الغفير عن الأعمش، و رواه شعبة بن الحجاج عن عدي بن ثابت.
و فى «المستدرك» ص 147 ج 3 عن عطاء بن ابي رياح و غيره من اصحاب ابن عباس عن عبد اللّه بن عباس: ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: يا بنى عبد المطلب اني سألت اللّه لكم ثلاثا أن يثبت قائمكم «عج» - الى ان يقول -: فلو أن رجلا صفن بين الركن و المقام فصلى و صام ثم لقى اللّه و هو مبغض لأهل بيت محمد صلى اللّه عليه و آله دخل النار. و صححه الحاكم على شرط الشيخين.
و في «مسند» أحمد بن حنبل ج 2 ص 57 الطبعة الثانية حديث 346 مسندا عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه قال: و الذي نفسى بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله اللّه النار. و روى مثله الحاكم ص 150 ج 3.
و فى «مناقب» الخوارزمي ص 126 عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): من أحبك فقد أحبني و من أبغضك فقد أبغضني و من أحبك أدخله اللّه الجنة و من أبغضك أدخله اللّه النار.
و في «المناقب الثلاثة» لعلي بن أبي طالب و شبليه طبع مصر ص 106 عن الترمذي و النسائي عن زر بن حبيش قال: سمعت عليا يقول: و الذي فلق الحبة - الى قوله -: لا يحبني إلا مؤمن و لا يبغضني إلا منافق.
و فيه ص 107 عن أبي سعيد قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) إلا لبغضهم عليا.
و عن «الحارث» الهمداني قال: جاء علي حتي صعد المنبر ثم قال: قضاء
ص: 229
قضاه اللّه على لسان نبيكم لا يحبني إلا مؤمن و لا يبغضني إلا منافق.
و عن أبى عبيدة بن الجراح و أبي بكر و نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: انه ضرب النبي (صلی الله علیه و آله) على يد علي بن أبي طالب (ع) و قال:
يا علي أنت أول المسلمين إسلاما - الى أن قال -: كذب من زعم انه يحبنى و هو يبغضك الى آخره.
و في ص 109 عن «كتاب الأول» لابن خالويه عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لعلي (ع): حبك ايمان و بغضك نفاق و أول من يدخل الجنة محبك و أول من يدخل النار مبغضك.
و عن عمار بن ياسر ان النبى (صلی الله علیه و آله) قال لعلي: طوبى لمن أحبك و صدقك و ويل لمن أبغضك و كذب فيك.
و عن ابن عباس ان النبى (صلی الله علیه و آله) نظر الى علي بن أبي طالب (ع) و قال له:
أنت سيد فى الدنيا و سيد في الآخرة من أحبك فقد أحبني و من أبغضك فقد أبغضنى و بغضك يغضب اللّه تعالى فالويل كل الويل لمن أبغضك.
(قلت): و من مجموع هذه الروايات المتواترة يستفاد ان المبغض لرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم هو مبغض للّه و المحب لرسول اللّه - محب للّه، فكل من ابغض واحدا من الأئمة فقد ابغض اللّه و رسوله و كل من أبغض اللّه و رسوله فمصيره الى النار فالمبغض لأهل البيت و منهم (المهدي) «ع» هو المبغض للّه و رسوله و كل من أحب أهل البيت و منهم (المهدي) «عج» فقد أحب اللّه و رسوله صلى اللّه عليه و آله و سلم، و كل من أحب اللّه و رسوله دخل الجنة فالنتيجة ان المبغض (للمهدي) المنتظر «عج» مصيره الى سقر، و ما ادراك ما سقر و المحب له مصيره الى الجنة التى أعدت للمتقين.
ص: 230
في «ذخائر العقبي» ص 21 باسناده عن عمران بن أبي سلمة ربيب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: نزلت هذه الآية على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): «إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا» في بيت أم سلمة فدعى النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم فاطمة و حسنا و حسينا فجللهم بكساء و علي خلف ظهره، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.
قالت ام سلمة: و أنا معهم يا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: أنت على خير.
و في «ينابيع المودة» ج 1 ص 107 باب 23 عن «صحيح مسلم» عن عايشة قالت: خرج النبي (صلی الله علیه و آله) غداة غد، و عليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: «أَنَّما يُرِيدُ اللّهُ». الآية و أخرجه الحاكم عن عائشة.
و في «سنن الترمذي» في مناقب أهل البيت باسناده بمثل ما تقدم. و فى «شرح الكبريت الأحمر» عن البيهقى و الحاكم و صححه نحو حديث الترمذي عن ام سلمة. «و أخرج الطبراني» و ابن جرير و ابن المنذر عن ام سلمة.
و في ص 108 عن أحمد و ابن أبي شيبة و ابن المنذر و الحاكم و البيهقي و الطبراني عن وائلة بن الأسقع قال: جاء (صلی الله علیه و آله) الى بيت فاطمة «ع» و معه علي و الحسن و الحسين حتى دخل فأدني عليا و فاطمة «ع» و أجلسهما بين يديه و أجلس حسنا
ص: 231
و حسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه و أنا مستدبرهم، ثم تلى هذه الآية و قال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي اذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا) و فى (جواهر العقدين) عن أحمد في المناقب و ابن جرير و الطبراني عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية في خمسة:
(قلت): هذه القضية الشريفة المشهورة بين الامامية كانت في بيت فاطمة عليها السلام و من الممكن تكررها و كونها مرة فى بيت ام سلمة أيضا و كيف كان فان الأخبار قد جاوزت حد التواتر لفظا و معنى على ما تقدم بعناوين خاصة في ان (المهدي) المنتظر «عج» - بنص رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) - من أهل بيته و عترته و آله و ذريته و أولاده فدخوله في الآية الشريفة لا يخفي على المنصف، لكونه أحد الأئمة الاثنى عشر و برهان العصمة و الطهارة عن الرجس سارية فى الجميع بلا كلام و القول بالتفصيل تحكم باطل عاطل.
في «الينابيع» ج 1 ص 395 قوله تعالى في سورة الصافات آية 25: «وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ» عن الديلمي عن أبي سعيد: ان النبي (صلی الله علیه و آله) قال: وقفوهم انهم مسئولون عن ولاية علي «ع». و كان هذا مراد الواحدي بقوله: انهم مسئولون عن ولاية علي و أهل البيت لأن اللّه افترض المودة في ذوي القربى فتكون عليهم المطالبة و في ذيل رواية مسلم عن زيد بن أرقم قال: قام فينا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) خطيبا فحمد اللّه و أثنى عليه - الى أن قال -: تمسكوا بكتاب اللّه عز و جل - الى أن قال -: و أهل بيتي أذكركم اللّه في أهل بيتي ثلاث مرات.
و في «الينابيع» ج 1 ص 270 نقلا عن الحافظ الخوارزمى في «المناقب» - 29 ج 1 - من الشيعة و الرجعة
ص: 232
فيما نقله ابو الحسن علي المالكي المكي في (الفصول المهمة) عن أبي هريرة مرفوعا و الذي نفسي بيده لا تزول قدم عن قدم حتى يسأل اللّه الرجل عن أربع، عن عمره فيم افناه، و عن جسده فيم أبلاه، و عن ماله مم كسبه و فيم أنفقه، و عن حبنا أهل البيت.
و فيه ص 270 عن الحافظ جمال الدين الزرندي عقيب حديث (من كنت مولاه فعلي مولاه). قال الامام الواحدي: هذه الولاية هي التي أثبتها النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و هي مسئوول عنها، كما فى قوله تعالى: (وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية علي و أهل البيت. و عن جماعة منهم الترمذي عن بريد الأسلمي و قال: حسن و عن ابن عباس قال: لا تزول قدما عبد يوم القيامة.
الحديث. و عن الطبراني في الكبير بعينه.
(قلت): قد مر مرارا بأن المهدي المنتظر (عج) من أهل بيت النبي صلى اللّه عليه و آله، فله حق المطالبة و السؤال ممن أنكره و تجاسر عليه و صار سببا لغواية الناس بأنه: بأي وجه أنكرتنى و القيت الاختلاف بين الناس فلا بد لمن طعن و تجاسر على حديث «المهدي و المهدوية» من الجواب يوم الحساب فانتظروا إنا معكم من المنتظرين، و نعم الحكم اللّه.
سورة النساء: آية 23 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ الخ).
قال فى (ينابيع المودة) ج 1 ص 116 نقلا عن (المناقب) عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عليا «ع» يقول و أتاه رجل فقال: أرني أدنى ما يكون به العبد مؤمنا، و أدني ما يكون به العبد كافرا، و أدنى ما يكون به العبد ضالا. فقال له:
قد سألت فافهم الجواب، أما أدنى ما يكون به العبد مؤمنا أن يعرفه اللّه تبارك
ص: 233
و تعالى نفسه فيقر له بالطاعة و يعرفه نبيه فيقر له بالطاعة و يعرفه إمامه و حجته في أرضه و شاهده على خلقه فيقر له بالطاعة و يعرفه نبيه (صلی الله علیه و آله) فيقر له بالطاعة و يعرفه امامه و حجته فى ارضه و شاهده على خلقه فيقر له بالطاعة الخ.
(قلت): يا أمير المؤمنين و ان جهل جميع الأشياء إلا ما وصفت. قال: نعم اذا أمر أطاع و اذا نهي انتهى، (و أدنى) ما يكون العبد به كافرا من زعم ان شيئا نهى اللّه عنه ان اللّه أمر به و نصبه دينا يتولى عليه و يزعم انه يعبد اللّه الذي أمره به و ما يعبد إلا الشيطان، (و أدنى) ما يكون به العبد ضالا أن لا يعرف حجة اللّه تبارك و تعالى و شاهده على عباده الذي أمر اللّه عز و جل عباده بطاعته و فرض ولايته. (قلت): يا أمير المؤمنين صفهم لي. (قال): «ع» الذين قرنهم اللّه تعالى بنفسه و نبيه فقال: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ). (فقلت) له: جعلني اللّه فداك أوضح لي. فقال: الذين قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في مواضع(1) منها ما في آخر خطبة يوم قبضه اللّه تعالى اليه: اني تركت امرين -
ص: 234
فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ان تمسكتم بهما كتاب اللّه تعالى و عترتي أهل بيتي، فان اللطيف الخبير قد عهد إلى انهما لم يفترقا حتي يردا على الحوض كهاتين. الحديث.
ص: 235
و فيه ص 117 باسناده عن عيسى بن السرى قال: قلت لجعفر الصادق «ع»:
حدثني عما ثبت عليه دعائم الاسلام اذا أخذت بها زكيّ عملي و لم يضرني جهل ما جهلته.
ص: 236
(قال) عليه السلام: شهادة أن لا إله إلا اللّه، و ان محمدا رسول اللّه، و الأقرار بما جاء به من عند اللّه، و حق فى الأموال من الزكاة، و الأقرار بالولاية التي امر اللّه بها ولاية آل محمد (صلی الله علیه و آله). (قال): رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) من مات و لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية. قال اللّه عز و جل: (أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)، فكان علي عليه السلام ثم صار من بعده الحسن ثم الحسين ثم من بعده محمد بن علي و هكذا يكون الأمر ان الأرض لا تصلح إلا بأمام (و من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية) و أحوج ما يكون أحدكم الى معرفته اذا بلغت نفسه هاهنا و أشار بيده الى صدره - الحديث.
(قلت): و معرفة المهدي المنتظر (عج) أمر لا يجوز لأحد جهله لأنه من أهل البيت و أحد الحجج و من الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعته فأنكاره أو جهله ضلال بنص من رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فانه صلى اللّه عليه و آله قال: من مات و لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية او مات ميتة السوء.
و فيه ص 117 ب 39 من (ينابيع المودة نقلا عن المناقب عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين «ع» قال: فينا نزل قول اللّه عز و جل: (وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، أي جعل الامامة فى عقب الحسين الى يوم القيامة.
(قلت): و قد مر من الفريقين بأن (المهدي المنتظر) من ولد الحسين سلام اللّه عليه فهو عليه السلام آخر الفرد الوحيد و المصداق الفريد للكلمة الباقية و لا مصداق لها فيما بعد الى يوم القيامة غير المهدي المنتظر (ع).
ص: 237
في الينابيع ص 119 نقلا عن الثعلبي بسنده عن ابان بن تغلب عن جعفر الصادق «ع» قال: نحن حبل اللّه الذي قال اللّه عز و جل: (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا).
و فيه عن مؤلف (المناقب) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كنا عند النبي (صلی الله علیه و آله) إذ جاء أعرابي فقال: يا رسول اللّه سمعتك تقول: (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ) فما حبل اللّه الذي نعتصم به فضرب النبي (صلی الله علیه و آله) يده في يد علي و قال:
«تمسكوا بهذا هو حبل اللّه المتين».
و فيه ص 274 عن الثعلبي في تفسير قوله تعالى: (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا) عن جعفر بن محمد «ع» قال: نحن حبل اللّه الذي قال اللّه:
(وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا).
و فى ص 113 من (الخصائص) لأبن بطريق من هذا التفسير مثله، و نقل من طريق الحافظ أبي نعيم عن أبي جعر عن جعفر بن محمد مثله.
(قلت): و المهدي المنتظر (عج) من ذلك الحبل فوجب الإعتصام به بلا ريب لظهور الأمر في الوجوب.
و في «الينابيع» ج 1 ص 119 في قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ) عن موفق بن أحمد الخوارزمى عن أبي صالح عن ابن عباس قال (الصادقون) في هذه الآية محمد و أهل بيته.
ص: 238
و عن أبي نعيم و الحموينى أخرجاه عن ابن عباس بلفظه. و أيضا عن أبي نعيم عن جعفر الصادق «ع» مثله، و عنه عن مؤلف (المناقب) أخرجاه عن الباقر و الرضا عليهما السلام قالا: الصادقون هم الأيمه من أهل البيت عليهم السلام.
(قلت): لا خلاف و لا اشكال بأن (المهدي) المنتظر «عج» منهم لكونه من أهل البيت كما مر.
في الينابيع ج 1 ص 121 عن ابن المغازلي الشافعي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ)، قال:
نزلت في النبي (صلی الله علیه و آله) و في علي «ع». أيضا أخرج ابن المغازلي عن جابر الجعفى عن محمد الباقر عليه السلام قال: نحن المحسودون.
و فيه ص 274 ج 1 عن ابن المغازلي عن أبي جعفر «ع» في الآية الشريفة قال: نحن الناس المحسودون و اللّه.
(قلت): و لا ريب في ان المهدي المنتظر (عج) منهم و لا يخفى ان هذا الداء العضال صار سببا لصدور الجرأة و الجسارة على (المهدي) المنتظر (عج) عن بعض الكتاب من أراذل اهل مصر في كتابه الكاشف عن قلة باعه و عدم اطلاعه بتواريخهم و كتبهم فضلا عن كتبنا و تواريخنا و لو لا داء الحقد و الحسد و روح النصب و الأموية في دماغه لما أقدم على ما صدر عنه و إلا فالمنصف المتتبع للأخبار الواردة فى اصولهم و صحاحهم لا يتعدى على قداسة المهدي المنتظر (عج) و الحسود لا يسود كلما خرج من غم دخل فى غم آخر و الأمر للّه الحسد ياكل العمر كما تاكل النار الحطب.
ص: 239
في (ينابيع المودة) ج 1 ص 295 فى قوله تعالى فى سورة الصافات آية 129 (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) قال: فقد نقل جماعة من المفسرين عن ابن عباس ان المراد بذلك سلام على آل محمد (صلی الله علیه و آله).
و في ج 6 ص 163 من (تفسير الرازي): ان المراد بآل يس آل محمد (صلی الله علیه و آله) و ذكر فخر الدين الرازي ان أهل بيته يساوونه في خمسة أشياء، في السلام قال:
السلام عليك أيها النبي (صلی الله علیه و آله)، و قال سلام على آل يس، و في الصلاة عليه و عليهم في التشهد، و فى الطهارة قال تعالى (طه) يا طاهر و قال (وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) و في تحريم الصدقة و في المحبة قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ)
و قال: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).
(قلت): و على جميع التقادير كلما يشمل النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و أهل بيته يشمل المهدي المنتظر «عج» بلا اشكال.
في «الينابيع» ج 2 ص 524 نقلا عن «غرر الحكم» انه قال «ع» أن للا اله إلا اللّه شروطا و اني و ذريتي من شروطها(1) أنا قسيم النار و خازن الجنان
ص: 240
و صاحب الحوض و صاحب الأعراف و ليس منا أهل البيت إمام إلا و هو عارف بأهل ولايته، و ذلك لقول اللّه تعالى: (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) و أنا يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الفجار فمن أطاع إمامه فقد اطاع ربه. و قد صح عن الفريقين من انه قال (صلی الله علیه و آله): من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية و نقل هذا الحديث، في «الينابيع» عن المحقق العارف بهاء الملة و الدين محمد العاملي في «كشكوله»، و عن الشهرستاني في «الملل و النحل».
في «ذخائر العقبي» ص 25 عن ابن عباس قال لما نزلت سورة الشوري «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» قالوا يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال (صلی الله علیه و آله): علي و فاطمة و أبنأهما. أخرجه أحمد في «المناقب».
و روى محب الدين الطبري انه قال: ان اللّه جعل اجرى عليكم المودة في
ص: 241
اهل بيتي و اني سائلكم غدا عنها - اخرجه ألملا في «سيرته».
و في ج 1 من (ينابيع المودة) ص 372 عن الحافظ الزرندي في «درره» عن سلمان قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لا يؤمن رجل حتى يحب أهل بيتى بحبى.
و (عن) ابن أبي ليلى عن الحسين بن علي ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: الزموا مودتنا اهل البيت فانه من لقي اللّه عز و جل و هو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، و الذي نفسي ببده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا. اخرجه الطبراني في «الإوسط».
و في «الينابيع» ص 106 ج 1 نقلا عن «جواهر العقدين» اخرج ابو الشيخ ابن حيان في كتابه (الثواب) من طريق الواحدي عن ابي هاشم الزماني عن زاذان عن علي «ع» قال: في حم عسق آية من مودتنا لا يحفظها إلا كل مؤمن، ثم قرأ: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).
(قلت): لا اشكال في شمول الآية الشريفة (المهدى) المنتظر (عج) و وجوب مودته لأنه من اهل بيته «ع» و لا يخفي ان لها آثارا وضعية و لو صدرت المودة من غير المؤمن و الأخبار من طرقنا كثيرة و لعلنا سنذكرها فيما بعد، و الآن نذكر عدة من المواضع التي ذكرها في ينابيع المودة التي اتفقت لجماعة كثيرة لا بأس بالإشارة اليها حتى يتبين للناس بأن المودة و المحبة لذرية النبي و بنى فاطمة لها آثار عجيبة لا اختصاص لها بالشيعة الأثنى عشرية و كثيرا ما تصير موجبة للهداية و هذه موهبة من اللّه تعالى و رحمة منه لعباده.
«الأول» قال: فى «الينابيع» ج 2 ص 388 باب 65 الذي يذكر فيه ترجمة سلمان و قول النبي (صلی الله علیه و آله) في حقه: انه من اهل البيت عن بعض كبراء العارفين في آخر الباب انه قال: و (من الخيانة) ترك ما سألك رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بأمر اللّه تعالى من المودة في قرابته و اهل بيته، فانه واحد من اهل بيته فاعرف قدر اهل البيت و لقد اخبرني الثقة «بمكة» قال: كنت اكره ما يفعله الشرفاء بمكة فى الناس فرأيت فاطمة «ع» في المنام و هي معرضة عنى فسلمت عليها و هي لا ترد السلام
ص: 242
عليّ (تأمل) فسألتها عن اعراضها فقالت: انك تقع في الشرفاء. «فقلت»:
يا سيدتي الا ترين ما يفعلون بالناس، «فقالت ع»: اليسوا هم اولادي. «فقلت» لها: تبت الى اللّه، فأقبلت إلي و استيقظت. و قال الشيخ محي الدين العربي بعد هذه الحكاية:
فلا تعدل بأهل البيت خلقا فأهل البيت هم اهل الشهادة
فبغضهم من الانسان خسر حقيقى و حبهم عبادة
«الثاني»: ما فى ينابيع المودة ب 66 ص 388 ج 2 نقلا عن «جواهر العقدين» من القصص العجيبة و بركات اهل البيت النبوي للعلامة السيد الشريف نور الدين علي السمهودي المصري قال: فمن ذلك ما في «توثيق عرى الإيمان» للباذري عن ابراهيم بن مهران قال: كان بالكوفة من جيراننا رجل قاض يكنى ابا جعفر و كان اذا اتاه انسان من العلويين يطلب ما عنده اعطاه و اخذ ثمنه و ان لم يكن معه ثمن اعطاه و قال لغلامه: اكتب ما اخذه على علي بن ابي طالب «ع» فعاش كذلك زمانا ثم افتقر فبينا هو جالس على باب داره ينظر فى ذلك الدفتر إذ مر به رجل فقال له كالمستهزأ: ما فعل غريمك الكبير يعني عليا، فاغتم القاضي فلما كان الليل رأى النبى (صلی الله علیه و آله) و الحسن «ع» و الحسين «ع» بين يديه «فقال ص» لهما:
ما فعل ابو كما بهذا الرجل؟ فأجابه علي «فقال»: يا رسول اللّه. هذا حقه قد جئته به. «قال»: فاعطه. قال الرجل فناولنى كيسا من صوف و قال هذا حقك فقال» لي النبي (صلی الله علیه و آله): خذه و لا تمنع من جاءك من ولد علي يطلب ما عندك فامض لا فقر عليك بعد اليوم. «قال»: فانتبهت و الكيس بيدي فناديت امرأتي ان اسرجي فأسرجت فناولتها الكيس فاذا فيه الف دينار. «فقالت» لي: اتق اللّه ان سرقت مال هؤلاء التجار «فقلت»: لا و اللّه القصة كيت و كيت «قالت»:
فان كنت صادقا تنظر في الدفتر فان كان فيه مساويا لألف دينار فأنت صادق فنظرت فيه فاذا فيه الف دينار من غير زيادة او نقصان.
ص: 243
«الثالث» ما رواه فيه عن سبط ابن الجوزي بسنده الى عبد اللّه بن المبارك كان يحج سنة و يقف سنة فلما كانت السنة التي يحج فيها «قال»: خرجت من (مرو الشاه جهان) و خرجت بخمسمائة دينار الى سوق الجمال بالكوفة لأشتري جمالا. فرأيت امراة على بعض المزابل تنتف ريش بطة ميتة، فقلت لها: ما تفعلين؟ قالت: لا تسألنى. فألححت عليها فقالت: انا امراة علوية ولي اربعة بنات يتامى و هذا اليوم الرابع ما اكلنا شيئا و قد حلت لنا المية قال: فقلت في نفسي: اين انت عن هذه! فصببت الدنانير في طرف ثوبها و هي مطرقة لا تلتفت إلي و مضيت الى المنزل ثم جئت الى بلدي مرو و قمت فيها حتى حج الناس و عادوا، فخرجت اتلقى جيراني و اصحابي فقلت لكل من لقينى: قبل اللّه حجك و شكر سعيك فكأن يقول لي: و انت قبل اللّه حجك و شكر سعيك، قد اجتمعنا في مكان كذا. فبت مفكرا في ذلك فرايت النبي (صلی الله علیه و آله) في المنام يقول لي: يا عبد اللّه انت اغثت ملهوفة من ولدي و سألت اللّه ان يخلق على صورتك ملكا يحج عنك كل عام الى يوم القيامة.
«الرابع» و فيه ما رواه عن ابي الفرج بن الجوزي فى كتابه «الملتقط» قال:
كان ببلخ رجل من العلويين و له زوجة و بنات فتوفي الرجل فخرجت المراة بالبنات الى سمرقند خوفا من الأعداء، فأدخلت البنات مسجدا لشدة البرد و مضيت فى سكك البلد فرات الناس مجتمعين على شيخ هو شيخ البلد فشكت له حالها. فقال لها الشيخ: اقيمي عندنا البينة على انك علوية، فأيست منه و عادت الى المسجد فرات شيخا على دكان و حوله جماعة و هو مجوسي فشرحت حالها. فقال لخادمه:
قل لسيدتك: اذهبي مع هذه المراة الى المسجد الفلاني و احملي بناتها الى الدار.
فجائت بالبنات فأسكنهن في دار مفردة و كساهن ثيابا نفيسة و اطعمهن جيد الطعام، فلما كان نصف الليل راى شيخ البلد المسلم في منامه قصرا من الزمرد الأخضر فقال: لمن هذا القصر؟ فقيل: لرجل مسلم. فقال: يا رسول اللّه انا رجل مسلم فقال له: اقم البيبة عندي انك مسلم و نسيت ما قلت للعلوية و هذا القصر للشيخ
ص: 244
الذي هي في داره. فانتبه الرجل يبكي فاخبر انها في دار المجوسي فجاء اليه قال:
اني اريد ان اضيفها قال المجوسي: ما الى هذا سبيل قال: هذه الف دينار خذها و سلمهن إلي فقال: لا و اللّه و لا بمائة الف. فلما الح عليه قال له: المنام الذي رايته، انا ايضا راينه و ذلك القصر خلق لي و اللّه ما احد في داري إلا و قد اسلم معي ببركات العلوية و رايت النبي (صلی الله علیه و آله) فقال لي: القصر لك و لأهلك لما فعلت للعلوية من الاحترام.
«الخامس» و فيه ص 390 نقلا عن سبط ابن الجوزي قال. قرات على عبد اللّه بن احمد المقدسي سنة ستمائة و اربع قال: وجدت فى كتاب «الجواهر» عن ابى الدنيا(1) ان رجلا راى النبى (صلی الله علیه و آله) فى منامه و هو يقول: امض الى فلان المجوسي و قل له: قد اجيبت الدعوة، فأنتبه فجاء الى المجوسي فأخبره فأسلم هو معه.
ص: 245
اهله و اصحابه ثم قال لي: اتدري ما الدعوة؟ قلت: لا و اللّه قال: لما زوجت ابنتى صنعت طعاما و دعوت الناس فأكلوه و كان في جيراننا قوم من العلوية فقراء فسمعت صبية منهم تقول: يا اماه قد آذانا المجوسي برايحة طعامه فأرسلت البهن بطعام كثير و كسوة و دنانير للجميع فلما نظروا الى ذلك قالت الصبية لهن و اللّه ما تأكلن حتى ندعو له. فرفعن ايديهن و قلن: حشره اللّه مع جدنا (صلی الله علیه و آله). فتلك الدعوة التى اجيبت.
«السادس» ما رواه عن ابى الفرج ابن الجوزي باسناده الى ابن الخطيب (قال): كنت كاتبا للسيدة ام المتوكل فبينا انا في الديوان إذ خادم صغير خرج من عندها و معه كيس فيه الف دينار فقال: تقول لك السيدة، فرق هذه في المستحقين فسموا لي اشخاصا ففرقت فيهم ثلاثمائة دينار و الباقي بيدي الى نصف الليل و اذا طرق باب داري رجل من العلويين و هو جاري فقال: دخل علي هذه الساعة رجل من اقربائي و لم يكن عندي طعام فأعطيته دينارا و اخذه مسرورا و انصرف فلما وصل الى الباب خرجت زوجتي باكية و هي تقول: اما تستحي يطلب منك العلوي و تعطيه دينارا و قد عرفت فقره اعطه الكل. فوقع كلامها في قلبى فناولته الكيس فأخذه و انصرف. ثم ندمت و خفت من المتوكل لأنه يمقت العلويين فقالت زوجتي: لا تخف و اتكل على اللّه و على جدهم. فبينما نحن فى الكلام فاذا يطرق الباب الخدم بأيديهم المشاعل و يقولون: تدعوك السيدة، فقمت خائفا فادخلونى عند ستر السيدة و قالت لي: يا احمد جزاك اللّه خيرا و جزى اللّه زوجتك خيرا كنت الساعة نائمة جائني النبي (صلی الله علیه و آله) و قال لي جزاك اللّه خيرا و جزى اللّه زوجة الخطيب خيرا فما معني هذا؟ فأخبرتها ما جرى و هي تبكى و تقول هذه الكسوة و هذه الدنانير للعلوي و هذه لزوجتك و هذه لك. و كأن ذلك يساوي مأة الف درهم فأخذت المال و جعلت طريقى على بيت العلوي فطرقت فصاح:
هات ما معك يا احمد. و خرج و هو يبكى فسألته عن بكائه فقال: لما دخلت منزلي
ص: 246
بالكيس قالت لي زوجتي قم فصل و ندعو للسيدة و لأحمد و لزوجته فصلينا و دعونا لهم ثم نمت فرأيت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و هو يقول لي: قد شكرتهم على ما فعلوا و الساعة يأتوك بشيء فاقبله منهم.
«السابع» و فيه ص 391 نقلا عن سبط ابن الجوزي قال: حدثني محمد بن عبد اللّه المقري قال: حدثني جار لي قال: كان لي صاحب من العلويين و كان فقيرا فحج بعض السنين ثم عاد فرايته غنيا فسألته عن ذلك قال: حججت و لم اجد طعاما ثلاثه ايام فبينا انا امشي إذ قد وصل رجلي بهميان فيه الف دينار فقلت في نفسي لا اتصرف منه حتى يظهر مالكه و قلت للمنادي ينادي عليه فنادى فجاء مالكه فقلت له كم تعطني منه قال ما اعطيك منه شيئا فرميت به اليه فقال لي: من اين انت قلت: من بغداد قال: و ما تصنع؟ قلت: انا شريف ما لي صنعة. قال من جدك؟ قلت: جدي الحسين علية السلام. قال: و من يعرفك؟ قلت:
الحجاج فجاء جماعة عرفونى اليه فرمى الهميان إلي و قال: خذه انه كان عندي وديعة جاء معي من خراسان و اوصاني صاحبه ان لا اعطيه إلا لشريف من اولاد الحسين فأنت ذاك. فأخذته و حسنت حالي.
«الثامن» ص 392 نقلا عن البارودي ان نصر بن احمد والي خراسان استعمل رجلا من بلخ فنام نصر وقت الظهيرة فجائت امراة علوية متظلمة و قالت جئت من بلخ اشكو عاملها، فاخبر الأمير بذلك. فقال الحاجب: ليس هذا وقت الدخول عليه إذ هو في النوم. ثم تفكر و قال في نفسه: كيف ارد ولد النبي (صلی الله علیه و آله) عن الدخول عليه. فدخل فوجده نائما و عند راسه سيف فرجع، ثم دخل فوجده نائما فرجع، و هكذا فعله مرارا فأحس الأمير ذلك و ظن انه يكيد عليه كيدا فقام و اخذ السيف و قال: ما حملك على هذا؟ فقص عليه القصة فأذن بدخول العلوية عليه و شكت اليه من عامل بلخ فأمر لها بعشر آلاف درهم و بغلة بأسبابها و ثلاثة اثواب و كتب لها كتابا الى عامل بلخ بالاحترام و الاحسان الى العلوية فراى في
ص: 247
منامه النبي (صلی الله علیه و آله) فقال له: حفظ اللّه حرمتك كما حفظت حرمتي. فانتبه و قص رؤياه على الناس فأحضر الفقهاء و كتب الى سائر البلدان بالاحسان الى آل النبي (صلی الله علیه و آله).
«التاسع» ص 394 نقلا عن شيخ المالكية شهاب الدين احمد بن يونس المغربى نزيل الحرمين الشريفين فى مجاورته بالمدينة سنة 875 ان بعض مشايخه اخبره ان رجلا من أعيان المغاربة توجه للحج فأودعه رجل من اهل الثروة مائة دينار و قال له اذا وصلت الى المدينة ادفعها الى شريف صحيح النسب فلما وصل المغربى اليها سأل عن اشرافها فقيل له ان نسبهم صحيح لكنهم من الشيعه فكره ان يدفع ذلك لأحد منهم ثم جلس الى واحد منهم فسال عن مذهبه قال انا شيعي و سال منه شيئا فما اعطاه قال: لما نمت الليلة رايت ان القيامة قامت و الناس يجوزون على الصراط فاردت ان اجوز عنه فامرت فاطمة «ع» بمنعي فقال النبي (صلی الله علیه و آله) لها:
لم منعت هذا عن الجواز؟ قالت: لأنه منع رزق ولدي. فقلت: يا رسول اللّه ما منعته إلا لأنه يسب للشيخين و قالت فاطمة «ع»: اتاخذان ولدي بذلك فقال:
لا بل سامحناه بذلك، فقالت: فما ادخلك بين ولدي و بين الشيخين؟ قال: فانتبهت فاخذت المبلغ و جئت به الى ذلك الشريف فتعجب من ذلك فقصصت عليه الرؤيا و قال اشهدك علي و اشهد اللّه و رسوله اني لا أسبهما ابدا ما حييت.
«العاشر» ص 395 نقلا عن المقريزي عن سراج الدين ان محمد بن حسين المكي حكى له ان بعض القراء كان يقرأ على قبر تيمور لنك قال: كنت اذا خلوت قرات «خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه» و اكثر تلاوتها فرايت ليلى في المنام للنبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و هو جالس و تيمور الى جانبه و قلت يا عدو اللّه الى هنا تجلس واردت ان اخذ بيده و ادفعه عن مجلسه فقال لي النبي (صلی الله علیه و آله) دعه فأنه كان يحب ذريتي.
«قلت»: إنما اوردنا هذه القضايا حجة عليهم و الزامهم بما لديهم و اعترافا 31 ج 1 من الشيعة و الرجعة
ص: 248
منهم بأن المحبة و المودة لبني علي و بنى فاطمة مما ينتفع بها كل أحد مؤمنا كان أو مسلما أو غيرهما كما هو المنقول و المشاهد فى أقطار الهند من نذرهم للعباس سلام اللّه عليه أو الحسين (ع) مع عدم اعتقادهم بهما (ع) فيستفيدون به في تجاراتهم و هذا واضح لمن تدبر في أخبارنا بأن المودة و المحبة لذرية النبي (صلی الله علیه و آله) من الامور النافعة جدا (و ذلك لمن كان له قلب أو القى السمع و هو شهيد).
ان التوهم الحاصل لبعض البسطاء من ذوى العقول الساذجة فى امر (المهدى المنتظر «عج») يتكون من عدة خيالات واهية أوهن من بيت العنكبوت (احدها) طول العمر فان فريقا من الناس يرون ذلك ضربا من المحال إذ لا يمكن في عقيدتهم أن يعيش انسان هذا المقدار من العمر دون أن يدركه الأجل و ليس في هذا القول سوى الاستبعاد و عدم الفهم لمعنى القدرة بالنسبة الى الخالق تعالى شانه. و انه على كل شيء قدير ثم انه نقض و نقد بما في القرآن الكريم و التاريخ و العلم الحديث.
أما القرآن فقد أخبرنا بكثير من الامور من هذا القبيل كلها يخالف الطبيعة (منها) قصة نبي اللّه نوح (ع) «وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّ خَمْسِينَ عاماً».
(و منها) قصة المسيح (وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) الى قوله تعالى: (وَ ما قَتَلُوهُ يَقِيناً بَلْ رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ).
و (منها) قصة ابليس فمن العلوم انه كان موجودا قبل خلق آدم و سوف يبقى الى يوم الوقت المعلوم حيث استدعى من اللّه إنظاره الى يوم يبعثون. حيث قال:
(رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ). فقال تعالى في جوابه: (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى
ص: 249
يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ» (1) المفسر بيوم الكرة و الرجعة فان هذه القصص الثلاث لتعطينا دروسا من ذلك و تدلنا دلالة واضحة على جوازه و امكانه و حدوثه في سالف الأزمان فالشك في أمر «المهدي المنتظر» من حيث طول العمر شك في القرآن و ما أخبر به تعالى و نعوذ باللّه منه.وم
ص: 250
(و أما التأريخ) فانه يقرؤنا الحوادث الكثيرة عن المعمرين في كافة الأزمان و أكثرهم ورد ذكرهم في كتب التأريخ. و قصصهم و نوادرهم و شعرهم مذكورة فيها و سنعرض على القارىء الكريم فصولا من ذلك.
(و أما العلم الحديث) فقد أثبتت التجارب الكثيرة التي أجراها العلماء المتخصصون بذلك إثبات امكان تعمير الانسان الى ما شاء اللّه من السنين و لم تزل كتب الغربيين و مجلاتهم(1) تحمل الينا صورا من ذلك و أحاديثا عنه و تمارينا من التجارب التي لم تزل سلسلة متوالية الحلقات تجر الحيرة لهذا القسم من بني الانسان خاصة التجارب التي تجري للأجزاء و الأعضاء التى تساعد على بقائها و حياتها بل
ص: 251
و تنميتها الى غير ذلك «و ان عشت أراك الدهر عجبا».
و قد سبق منافى ص 64 من هذا الكتاب تكلمنا عن المعمرين الذين عاشوا على اختلاف مراتبهم من دون الماتين و ما فوق الى ما دون الف سنة الى الذين تجاوزوا الى الألف الثاني و الألف الثالث و الألف الرابع و ما فوق و الآن أوسع الكلام على ذلك فأذكر من صادفنا جماعة كثيرة من المعمرين على حسب الطبقات و القرون فاجعل لمن تجاوز عن المائة و العشرين فصلا و لمن تعدى الى الماتين و الثلاثمأة و الأربعمأة الخ كذلك. و في مقدمة كتاب السجستاني ص 20 يقول: ان من بلغ السبعين فهو معمر ولكن العرب لا تعد معمرا الا من بلغ عمره 120 - أو - 126 فصاعدا).
1 - ابراهيم الخليل عاش 200 و قيل 175 سنة(1).
ص: 252
2 - اسماعيل ذبيح اللّه ذكره في ج 1 من الكامل ص 43 قال: و كان عمر اسماعيل فيما يزعمون 137 سنة، و في ج 1 من تأريخ الطبري مثله باضافة: انه دفن بالمسجد الحرام في الحجر.
3 - سارة فى ج 1 من ابن الاثير ص 161. عاشت 127 سنة.
4 - اسحاق في ج 1 من ابن الأثير ص 160: مات بالشام و عاش 160 سنة و دفن عند أبيه ابراهيم.
5 - يعقوب في ج 1 من الطبري ص 169: و كان عمر يعقوب: ابن اسحاق 147 سنة.
6 - يوسف بن يعقوب في ج 1 من الطبرى ص 187: و عاش يوسف بعد فوت أبيه 23 سنة و مات و هو ابن 120 سنة و قيل: 123 سنة. و فى التوراة: 110 سنين.
7 - منوچهر في ج 1 من الكامل ص 57: انه ملك 120 سنة. الى أن يقول: و كان منوچهر يوصف بالعدالة و الاحسان. و نقل كلامه فى خطبتة خطابا لقومه لما توجه الترك اليهم: فحق الملك عليهم أن يطيعوه و يناصحوه و يقاتلوا عند عدوه و حقهم على الملك أن يعطيهم أرزاقهم فى أوقاتها. (الى أن يقول): و ان الملك ينبغي أن يكون فيه ثلاثه خصال: أن يكون صديقا لا يكذب، و أن يكون سخيا لا يبخل، و أن يملك نفسه عند الغضب فانه مسلط و يده مبسوطة و الخراج يأتيه فلا يستأثر على جنده و رعيته بما هم أهل له و أن يكثر العفو فانه لا ملك أقوى و لا أبقى من ملك فيه العفو فان الملك أن يخطىء في العفو خير من أن يخطىء فى العقوبة الخ.
8 - عمران عاش 137 ذكره ج 1 من الكامل ص 58
9 - موسى عاش 120 سنة ذكره فيه ص 68.
10 - هارون عاش 123 سنة ذكره فى مروج الذهب هامش الكامل ص 64 و قيل: 120 سنة.
ص: 253
11 - يوشع بن نون عاش 126 سنة. ذكره في مروج الذهب ص 68.
12 - لهراسب في الكتاب ص 88 المذكور كان ملكه 120 سنة.
13 - بشتاسب في الكتاب كان ملكه 112 سنة و قيل: 120 سنة و قيل:
150 سنة.
14 - بهمن في الكتاب كان ملكه 120 سنة و قيل 95 سنة.
15 - يحيى (ع) فى الكتاب كان عمره 92 سنة و قيل 120 سنة.
16 - كيقباء في الكتاب كان ملكه 120 سنة.
17 - كيكاوس فى الكتاب: كان ملكه 150 سنة.
18 - نضر بن دهمان بن سليم بن أشجع عاش 190 سنة و فيه قال العباس ابن مرداس:
لنضر بن دهمان الهنيدة عاشها و تسعين حولا ثم قوم فانصاتا
و عاد سواد الرأس بعد بياضه و راجعه شرح السباب الذي فاتا
و راجع عقلا بعد ما فات عقله ولكنه من بعد ذا كله ماتا
ذكره فى كنز الفوائد ص 252.
19 - بحر بن حارث بن امرىء القيس الكلبي عاش 150 سنة و ادرك الاسلام فلم يسلم ذكره فيه و هو القائل:
من عاش خمسين عاما قبلها مأة من السنين و أضحى بعد ينتظر
و صار فى البيت مثل الحلس مطرحا لا يستشار و لا يعطى و لا يذر
ملّ المعاش و ملّ الأقربون له طول الحياة و شر العيشة الكبر
20 - امانات بن قيس بن الحرب بن شيبان الكندي عاش 160 سنة فقال فيه رجل من كندة من شعره:
ألا ليتني عمرت يا ام خالد بعمر ابن ماتان بن قيس بن شيبان
لقد عاش حتى قيل ليس بميت فأفنى فئاما من كهول و شبان
ص: 254
فحلت به من بعد حرس و حفة دويهية حلت بنضر بن دهمان
فاضحى كان لم تغن بالأمس ساعة رهين ضريح فى سباسيب كتان
ذكره فيه ص 253.
21 - عدي بن الحاتم الطائي عاش 120 سنة.
22 - عمير بن جرير بن عبد قيس الخزاعي عاش 170 سنة ذكره فى إكمال الدين ص 308 و قال:
بليت و افناني الزمان و اصبحت هنيدة قد أبقيت من بعدها عشرا
فاصبحت مثل الفرخ لا أنا ميت فابكي و لا حي فاصدر لي امرا
و قد عشت دهرا ما تحن عشيرتي لها ميتا حتى أحط به قبرا
23 - ارطاة بن امية المزنى عاش 140 سنة فكان يكنى أبا وليد ذكره فيه ص 309 و هو القائل:
رأيت المرء تأكله الليالي كاكل الأرض ساقطة الحديد
و ما تبقى المنية حين تأتي على نضر بن آدم من مزيد
و اعلم انه ستكر حتى توفى نذرها بأبي الوليد
24 - شريح بن هاني عاش 120 سنة. قتل فى زمان الحجاج فقال فى كبره و ضعفه:
أصبحت ذا بث اقاسى الكبرا قد عشت بين المشركين اعصرا
ثمت أدركت النبي المنذرا و بعده صديقه و عمرا
و يوم مهران و يوم تسترا و الجمع فى صفينهم و النهرا
25 - أبو زبيد البدر بن حرملة الطائي كان نصرانيا عاش 150 سنة كما فى إكمال الدين ص 308،
26 - أبو طجان القيسي عاش 150 سنة فقال:
ص: 255
القى علي الدهر رجلا و يدا و الدهر ما يصلح يوما افسدا
يصلحه اليوم و يفسده غدا
27 - لبيد بن ربيعة الجعفري عاش 140 سنة و أدرك الاسلام فأسلم فلما بلغ السبعين من عمره قال:
كاني و قد جاوزت سبعين حجة خلعت بها عن منكبي ردائيا
فلما باغ سبعا و سبعين قال:
باتت تشكى الى النفس مجهشة و قد حملتك سبعا بعد سبعين
فان تزيد ثلاثا تبلغي املا و فى ثلاث وفاء للثمانين
فلما بلغ التسعين قال:
كاني و قد جاوزت تسعين حجة خلعت بها عنى عزار لجامى
رمتني بنات الدهر من حيث لا ارى ولكنني أرمي بغير سهام
فلما بلغ مأة و عشرين قال:
و ليس فى مأة قد عاشها رجل و فى تكمل عشر بعدها عمر
فلما بلغ مأة و أربعين قال:
مل المعاش و مل الأقربون له طول الحياه و شر العيش الكبر
28 - النابغة الجعدي عاش 180 سنة و ادرك الاسلام... و من شعره:
قالت امامة كم عمرت زمان و ذبحت من عشر على الأوتان
و لقد شهدت عكاظ بعد محلها فيها تعد كوامل الفتيان
و المنذر بن محرّق فى ملكه و شهدت يوم هجاين النعمان
و عمرت حتى جاء احمد بالهدى و قوارعا نتلى من القرآن
و لبست بالاسلام ثوبا واسعا من سيب لا هرم و لا منان
29 - ثروة بن ثغالة بن هانة السلولي - عاش 120 سنة فى الجاهلية ثم ادرك 32 ج 1 - من الشيعة و الرجعة
ص: 256
الاسلام فأسلم.
30 - مصار بن جناب بن مضاره من بنى يربوع عاش 140 سنة.
31 - حنظلة بن زيد بن مناة عاش 140 سنة.
32 - الحارث بن كعب المذحجي عاش 160 سنة.
33 - حارث ريش من ملوك اليمن عاش 120.
34 - شهر بن افريقش من ملوك التبايعة عاش 120 سنة.
35 - أبو كرب عاش 120 سنة.
36 - اينال باوقوي خان من الأتراك عاش 120 سنة.
37 - عبد بن ابره عاش 120 سنة.
38 - شهرار عش عاش 160 سنة.
39 - افريقش بن عبره عاش 164 سنة.
40 - ربيان المصري عاش 182 سنة.
41 - عبرة بن حارث عاش 133 سنة.
42 - زيران المصري عاش 197.
43 - دامان عاش 150 سنة.
44 - فور عاش 140 سنة.
45 - دستلم عاش 120 سنة.
46 - أيوب النبي عاش 164 سنة. قيل كان في كرمان و فيها ابتلى جسده بالديدان، ذكره في جنات الخلود فى أحوال الأنبياء و دعاءه «رب اني مسنى الضر و أنت أرحم الراحمين»(1).
ص: 257
47 - فى ج 2 ص 33 المستطرف باب 48 فصل فى المعمرين.
يقول و قد رأيت رجلا من أهل محلة مسير بالغربيه و ذكر انه بلغ من العمر 140 سنة و ان امرأة بلغت من العمر كذلك و لقد رأيت منه ما لم أره من بعض شبان أهل العصر فى القوة و شدة البأس و رأيت له ولدا شيخا هو أشد قوة فى صفر سنة 819 هج.
و فى عصرنا الحاضر جماعة جاوزوا المائة ادركناهم.
1 - العلامة الشيخ اسماعيل القزويني الشهير بالحاج اخوند عمره 161 سنة نزيل كربلاء ثم عاد الى قزوين توفي بها قبل عشر سنين.
2 - الفقيه الجليل الشيخ جعفر البديرى أحد شيوخ العلماء و من مراجع التقليد توفى في النجف الأشرف عام 1369 و قد تجاوز عمره 120 سنة.
3 - المولى عبد الكريم القائنى عاش 151 حنة حدثنى به نجله الشيخ الفاضل المعاصر توفى قبل عشر سنين.
4 - خال استاذنا الأعظم استاذ الفقهاء الامام (السيد أبي الحسن الاصفهانى) الذي توفى فى 1365 ليلة الاضحى في الكاظمية و كان يوم وفاته يوما عظيما تاريخيا لم ير مثله) و توفى خاله (ره) في النجف الأشرف قبل عشر سنوات تقريبا و عمره 132 سنة. حدثنى عنه السيد الجليل المعاصر السيد أحمد الاشكوري.
5 - السيد خضر من آل أبي طبيخ توفي سنة (1374) عن 130 سنة و غيرهمه.
ص: 258
ممن لا يسعنا المجال لذكرهم(1).
قيمن بلغ المأتين و لم يبلغ الثلاثمائة.
1 - صفي بن رياح عاش 270 سنة. ذكره في كنز الفوائد ص 250.
2 - ضبيرة بن سعيد بن سهم بن عمر عاش 220 سنة و لم يشب قط و أدرك الاسلام و لم يسلم. ذكره في كنز الفوائد ص 50.
3 - عامر بن طرب الغدواني كان من حكماء العرب عاش 200 سنة.
ذكره فى كنز الفوائد ص 251.
4 - الحرث بن كعب المذحجي عاش 260 سنة و له وصية حسنة و كان على شريعة المسيح «ع» و هو القائل على ما في كنز الفوائد ص 251:
أكلت شبابي فأفنيته و امضيت من بعد دهر دهورا
ثلاثة أهلين جاوزتهم و اصبحت شيخا ضعيفا كبيرا
قليل الطعام عسير القيام قد ترك الدهر قيدي قصيرا
ابيت اراعي نجوم السماء اقلب عمري بطونا ظهورا
5 - الاقوت بن مالك عاش 230 سنة و له وصية لقومه على ما في كنز الفوائد ص 251 و قصيدته المشهورة المعروفة:
فينا معاشر ان يبنوا لقومهم و ان بنى قومهم ما أفسدوا عادوا
لا يرشدون و لن يرعوا لمرشدهم فالجهل منهم معأ و الغي ميعاد
ص: 259
أضحوا كفيل بن عتر فى عشيرته اذا هلكت بالذي سدى له عادوا
و بعده كقدار حين تابعه على الغواية أقوام فقد بادوا
و البيت لا يبتنى الا له عمد و لا عماد اذا لم ترس أوتاد
و ان تجمع أوتاد و أعمدة و ساكن بلغوا الأمر الذي كادوا
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم و لا سراة اذا جهالهم سادوا
اذا تولى سراة القوم أمرهم غي على ذاك أمر القوم فازدادوا
يلقى الامور بأهل الرأي ما صلحت فان تولت فبالأشرار تنقاد
امارة الغي ان تلقى الجميع لدى الابرام للأمر و الأوتاب اكتاد
كيف الرشاد اذا ما كنت في نفر لهم عن الرشد أغلال و اقياد
اعطوا غواتهم جهلا مقادهم فكلهم في جبال الغى منقاد
حان الرحيل الى قوم و ان بعدوا فيهم صلاح لمرتاد و ارشاد
فسوف اجل بعد الأرض دونكم و ان دنت رحم منكم و ميلاد
6 - خثعم بن عوف بن حذيمة عاش 250 سنة على ما فى كنز الفوائد ص 253 و هو القائل:
حتى متى خثعم في الأحياء ليس بذي أيد و لا غناء
هيهات ما للموت من دواء
7 - أوس بن ربيعة بن كعب بن امية الأسلمى عاش 214 سنة و هو القائل على ما فى كنز الفوائد ص 253:
لقد عمرت حتى مل أهلي ثوائى عندهم و سئمت عمري
و حق لمن أتى ماتين عاما عليه و أربع من بعد عشر
يملّ من الثواء و صبح يوم يعاديه و ليل بعد يسر
فابلى جدتي و تركت شلوا و بخت بما تجن ضمير صدري
8 - ثعلبة بن عبد بن عبد الأشهل عاش 233 سنة و هو القائل على ما في
ص: 260
كنز الفوائد ص 253:
لقد أصبحت اقواما فأمسوا خفاة لا يجاب لهم دعاء
و قوما بعدهم قد نادموني فأمسى موحشا منهم فناء
مضوا قصد السبيل و خلفونى فطال علي بعدهم الثواء
فأصبحت الغداة رهين قبر و اخلفنى من الموت الرجاء
9 - دريد بن الصمة الحبشي عاش دهرا طويلا و نزل حاجباه على عينيه و قيل لم يتجاوز 200 سنة و أدرك الاسلام فلم يسلم و شهد يوم حنين و هوازن و قتل بها كما فى كنز الفوائد ص 253.
10 - أبو طمحال حنظلة بن شرقي القيسي من أولاد كناية بن قيس عاش 200 سنة و هو القائل:
حنتني حانيات الدهر حتى كأنى خائل يدنو لصيد
قصير الخطب يحسب من رآنى و لست مقيدا انى بقيد
و من شعره:
نجوم سماء كلما غاب كوكب بدا كوكب ثأوى اليه كواكبه
أضاءت لهم احسابهم و وجوههم دجى الليل حتى نظم الليل ثاقبه
و ما زال منهم حيث كان مسود تسير المنايا حيث صارت كتائبه
11 - زهير بن جناب بن هبل الحميري على ما نقل عن الغرر و الدرر في ج 13 بحار الأنوار ص 67 عاش 200 سنة و اوقع مأتى وقعة و كان سيدا مطاعا شريفا في قومه كانت فيه عشرة خصال و من شعره:
ليت شعرى و الدهر ذو حدثان أى حين منيتى تلقاني
أسبات على الفراش خفات أم بكفى مفجع حران
و من شعره أيضا:
لقد عمرت حتى لا ابالي احتفى في صباح أو مساء
ص: 261
و حق لمن أتى مأتان عاما عليه أن يمل من الثواء
و من شعره أيضا:
اذا ما شئت أن تسلى خليلا فاكثر دونه عدد الليالي
فما سلى حبيبك مثل نأى و لا بلى جديدك كابتذال
و في ج 1 من الكامل لابن الاثير ص 178: زهير بن جناب عاش 250 سنة اوقع فيها مأتى وقعة. و قيل: 450 سنة و كان شجاعا مظفرا ميمون النقيبة و يذكر غزاءه مع بنى بعنيض بن غطفان (الى أن يقول): ظفر بهم زهير و أصاب حاجبه منهم و أخذ فارسا منهم في حر فقتله و عطل ذلك الحرم ثم منّ على غطفان وردت النساء و أخذ الأموال و قال زهير في ذلك:
فلم تصبر لنا غطفان لما تلاقينا و أحرزت النساء
فلو لا الفضل منا ما رجعتم الى عذراء شيمتها الحياء
فدونكم ديونا فاطلبوها و اوتارا و دونكم اللقاء
فانا حيث لا يخفى عليكم ليوث حيث يحتضر اللواء
فقد أضحى لحى بني جناب فضاء الأرض و الماء الرواء
نفينا نخوة الاعداء عنا بارماح اسنتها الظماء
و لو لا صبرنا يوم التقينا لقينا مثل ما لقيت صلاء
غداة تقرعوا لبني بغيض و صدق الطعن للشوكي شفاء
و من شعره على ما ذكره في الغرر و الدرر انه خاطب قومه:
ابني ان اهلك فقد ورثتكم مجدا بنيته و تركتم أبناء سادات زنادكم و ريّة
من كل ما نال الفتى قد نلته إلا التحية(1) و لقد نحلت البازل الكرماء ليس لها ولية
و خطبت خطبة حازم غير الضعيف و لا العبية و الموت خير للفتى فليهلكن و به بقية
من أن يرى الشيخ البجال قد يهادى بالعشيةة.
ص: 262
12 - صالح النبي عاش 280 سنة.
13 - يعرب بن قحطان عاش 200 سنة.
14 - كشوارج من ملوك الهند عاش 200 سنة.
15 - عابرم بن ارم عاش 200 سنة.
16 - فيروز من ملوك الهند عاش 200 سنة.
17 - حارث بن مضاض عاش 200 سنة.
18 - سنان المصري عاش 234 سنة.
19 - سورج من ملوك الهند عاش 250 سنة.
20 - فالغ بن عامري 237 سنة.
21 - رعون بن فالغ عاش 200 سنة.
22 - سارع بن رعو عاش 230 سنة.
23 - عضوان من ملوك الصين عاش 250 سنة.
24 - بزبرس من ملوك الصين عاش 250 سنة.
25 - تيم بن ثعلبة عاش 200 سنة.
26 - معدي كرب الحميري عاش 250 سنة و من شعره:
أراني كلما أفنيت يوما اتاني بعده يوم جديد
يعود ضياؤه فى كل فجر و يأبى لي شبابي لا يعود
27 - سيق بن وهب الطائى عاش 250 سنة.
28 - عدوان بن عمر بن قيس عاش 250 سنة.
29 - مرداس بن ضيم زيد العشيرة عاش 236 سنة.
30 - عبيد بن الأبرص الشاعر على ما ذكر الطنطاوي في ج 1 من تفسيره انه عاش 250 سنة.
31 - حصين بن عيبان الزبيدي 250 سنة.
ص: 263
32 - عرون من ملوك الصين عاش 250 سنة. ذكره في مروج الذهب هامش ابن الأثير ص 186.
33 - عبرور كان ملكه 200 سنة ذكره في مروج الذهب.
34 - حرامان كان ملكه 200 سنة ذكره في مروج الذهب.
35 - شعيب النبي عليه السلام عاش 242 ذكره في جنات الخلود.
فيمن بلغ ثلاثمائة و لم يبلع أربعمائة:
1 - ربيع بن ضبع الفزاري عاش 380 ستة و أدرك النبي (صلی الله علیه و آله) و لم يسلم و من شعره:
ألا أبلغ بني بنى ربيع و أشرار البنين لكم فداء
بأني قد كبرت و دق عظمي فلا يشغلكم عنى النساء
اذا عاش الفتى مأتين عاما فقد ذهب الليالي و البهاء
2 - عامر بن شالح. في الهامش من الكامل ص 54 ج 1 في مروج الذهب عاش 340 سنة.
3 - أكثم بن سيفي الاسدي التميمى و كان حكيما مقدما و لم يكن في العرب من تفضل عليه أحدا عاش 330 سنة و هو الذي يقول:
و ان امرء قد عاش تسعين حجة الى مائة لم يسأم العيش جاهل
خلت مأتان بعد عشر و فازها و ذلك من عدّ الليالي قلائل
و كان ممن أدرك الاسلام و آمن(1) بالنبى (صلی الله علیه و آله) و مات قبل أن يراه و له
ص: 264
أحاديث كثيرة و حكم مأثورة فما روي من حديثه انه لما سمع برسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بعث اليه بابنه و أوصاه بوصيته حسنة و كتب معه كتابا يقول فيه: «بسمك اللهم من العبد الى العبد فاتا بلغنا ما بلغك فقد أتانا عنك خبر لا ندري ما أصله فان كنت أريت فارنا و ان كنت علمت فعلمنا و اشركنا في كنز و السلام» فكتب اليه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):
بسم اللّه الرحمن الرحيم من محمد رسول اللّه الى أكثم بن سيفي أحمد اللّه اليك ان اللّه أمرني أن أقول لا إله إلا اللّه أقولها و أمر الناس بها. الخلق خلق اللّه و الأمر كله للّه خلقهم و أماتهم و هو ينشرهم و اليه المصير أدبتكم بآداب المرسلين و لتسئلن عن البناء العظيم و لتعلمن نبأه بعد حين.
فلما جاءه كتاب رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال لابنه: ماذا رأيت يا بنى؟ قال:
رأيته يأمر مكارم الأخلاق و ينهاهم عن ذمائمها. فجمع أكثم بني تميم و وعظهم و حدثهم على المسير معه اليه و عرفهم وجوب ذلك عليهم فلم يجيبوه و عند ذلك سار الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم وحده و لم يتبعه غير بنيه و بنى بنيه فمات قبل يصل الية. كما فى كنز الفوائد ص 249.
4 - كعب بن الرداد بن هلال بن كعب عاش 300 سنة حتى مل من حياته فقال:
لقد ملني الأدني و ابغض رؤيتي و أنبأني أن لا يحب كلامى
على الراحتين مرة و على العصا أكون ملبا ما أقل عظامى
فيا ليتني قد سخت في الأرض قامة و ليت طعامى كان فيه حمامى».
ص: 265
5 - ذو جدن الحميري كان ملكا روي انه عاش 300 سنة و هو القائل:
لكل جنب واقع مضطجع و الموت لا ينفع منه الجزع
اليوم تجزون بأعمالكم كل أمرء يحصد ما قد زرع
كما في الفوائد ص 253.
6 - عبد بن شريد الجرهمي عاش 313 سنة و قيل 350 كما فى اكمال الدين لحق أيام معاوية.
روى: انه قدم يوما عليه فقال معاوية: أخبرني من أعجب ما رأيت.
قال: نعم انتهيت الى قوم يدفنون ميتا لهم فلما فرغوا منه اغر و رقت عيناي بهذه الأبيات:
يا قلب انك في أسماء مغرور فاذكر فهل ينفعنك اليوم تذكير
قد بحت في الحب ما تخفيه من أحد حتى جرت بك اطلاقا محافير
ما بث فاصبر فما تدري اعاجلها خير لنفسك أم ما فيه تأخير
فاستقدر اللّه خيرا و ارضين به فبينما العسر إذا دارت مياسير
و بينما المرء في الأحياء مغتبطا إذ صار فى الرمس تعفوه الأعاصير
حتى كان لم يكن إلا تذكّره و الدهر أيتما حال دهارير
يبكي الغريب عليه ليس يعرفه و ذو قرابته في الحي مسرور
و ذاك آخر عهد من أخيك إذا ما الميت ضمنه اللحد الخناسير
يعني «بالخناسير»: الحفارين. فقال لي رجل منهم: هل تدري من قال هذه الأبيات؟ قلت: لا. قال: هو الذي دفناه.
7 - أمد بن لبد عاش 360 سنة روي ان معاوية بن أبي سفيان قال: إني أحب أن القي رجلا قد أتت عليه سن و قد رآى الناس يخبرنا عما رآى. فقيل له:
رجل بحضر موت. فأرسل اليه فأتاه فقال: ما اسمك؟ فقال: أمد. قال:
ابن من؟ قال: ابن لبد. قال: ما أتى عليك من السنين؟ قال: 360 ستة
ص: 266
قال: كذبت. ثم تشاغل عنه معاوية. ثم أقبل اليه بعد ذلك فقال: ما اسمك؟ قال: أمد. قال: ابن من؟ قال: ابن لبد. قال: ما أتى عليك من السنين؟ قال: 360 سنة. قال: أخبرنا عما رأيت من الأزمان الماضية الى زماننا هذا من ذاك قال: يا أمير المؤمنين و كيف تسأل من يكذب؟ قال: إني ما كذبتك ولكن أحببت أعرف كيف عقلك. قال: يوم شبيه يوم و ليلة شبيهة بليلة.
يموت ميت و يولده مولده و لو لا من يموت لم تسعهم الأرض و لو لا من يولد لم يبق أحد وجه الأرض قال: فاخبرني هل رأيت هاشما؟ قال: نعم. رأيت رجلا طويلا حسن الوجه يقال ان بين يديه بركة أو غرة بركة. قال: فهل رأيت أميّة؟ قال: نعم رأيته رجلا قصيرا أعمى يقال ان فى وجهه أشرا أو شوما.
قال: فهل رأيت محمدا؟ قال: من؟ قال: محمد رسول اللّه. قال:
ويحك أفلا فخمته كما فخمه اللّه. فقلت: رسول اللّه (صلی الله علیه و آله). قال: فاخبرني ما كان صناعتك؟ قال: كنت رجلا تأجرا. قال: ما بلغت تجارتك؟ قال: لا أستر عيبا و أرد ربحا. قال معاوية: سلني. قال: أسألك أن تدخلني الجنة. قال: ليس ذلك بيدي و لا أقدر عليه. قال: أسألك أن ترد عليّ شبابي. قال: ليس ذلك بيدي و لا أقدر عليه. قال: فلا أرى عندك شيئا لا من أمر الدنيا و لا من أمر الآخرة فردني من حيث جئت بي. قال: أما هذا فنعم. ثم أقبل معاوية على جلسائه فقال: لقد أصبح هذا زاهدا فيما أنتم فيه راغبون.
8 - جعفر بن قرط الجهني عاش 300 سنة و أدرك الإسلام فأسلم.
9 - شريح بن عبد اللّه الجعفي من سعد العشيرة عاش 300 سنة و في الاصابة ص 162 في حرف الشين مثله.
10 - ربيعة بن زيد من بني تميم عاش 330 سنة أدرك الاسلام فأسلم.
11 - عمرو بن ربيعة بن كعب الملقب بمستوغر عاش 320 سنة كما في الدرر و الغرر
ص: 267
و من شعرة:
و لقد سئمت من الحياة و طولها و عمرت من عدد السنين مأينا
مأة أتت من بعدها مأتان لي و أزدت من عدد الشهور سنينا
هل ما بقى إلا كما قد فاتنا يوم يكر و ليلة تحدونا
12 - عبيد بن الأبرص عاش 300 سنة كما فى إكمال الدين و من شعره:
فنيت و افناني الزمان و أصبحت لداتي بنو نعش و زهر الفراقدي
13 - ردائة بن كعب بن أذهل بن قيس النخعي عاش 300 سنة و من شعره:
لم يبق يا خذية من لداتي أبو بنين لا و لا بناتي
و لا أقيم غير ذي سباتي الا يعد اليوم في الأموات
هل مشتر أبيعه حياتي
14 - عمر بن ربيعة اللحي عاش 340 سنة.
15 - عوف بن كنانة الكلبي عاش 300 سنة، و له وصايا نفيسة منها ما يقوله مخاطبا أولاده: «آلهكم فاتقوه و لا تخونوا و لا تثيروا السباع من مرابضها فتندموا و جازوا الناس بالكف عن مساويهم فتسلموا و تصلحوا و تعفوا و اعفوا عن الطلب اليهم لئلا تستثقلوا و الزموا الصمت إلا عن حق يخمد و الزموا لهم المحية تسلم لكم الصدور» (الى أن يقول): «و إذا نزلت بكم معضلة فاصبروا لها و البسوا الدهر أثوابه فان لسان الصدق مع المكنة خير من سوء الذكر مع المسرة» (الى أن يقول): «و لا تضعوا الكرايم إلا عند الاكفاء المغالي و لا يختلجنكم جمال النساء عن النصيحة فان نكاح الكرايم مدارج الشرف و اخضعوا لقومكم و لا تبغوا عليهم تنالوا المنافس» (الى أن يقول): «آثروا حق الضيف على أنفسكم و الزموا مع السفهاء الحلم تقل همومكم و إياكم و الفرقة فانها ذلة و لا تكلفوا أنفسكم فوق طاقتها ولتكن كلمتكم واحدة» الخ. و من شعره:
و ما كل ذي لب يمؤتيك نصحه و لا كل موتى نصحة بلبيب
ص: 268
ولكن اذا ما استجمعا عند واحد فحق له من طاعة بنصيب
كما في إكمال الدين ص 314 و في البحار ج 13 ص 66.
16 - سوي بن كاهن عاش 300 سنة فلما حضره الوفاة اجتمع عليه قومه فقالوا: اوصنا فقد آن أن يفوتنا بك الدهر. فقال. تواصلوا و لا تقاطعوا و تعاونوا و لا تدابروا و اوصلوا الأرحام و احفظوا الزمام و سودؤا الحكيم و اجلوا الكريم و وقروا الشيبة و أذلوا اللئيم و تجنبوا الهزل في مواطن الجد و لا تكدروا الإنعام بالمن و اعفوا اذا قدرتم و هادنوا اذا عجزتم و اسمعوا من مشايخكم و استبقوا دواعي الصلاح عند أواخر العداوة فان بلوغ الغاية في النكاية جرح بطيء الاندمال و إياكم و الطعن في الأنساب كما في إكمال الدين ص 305.
17 - عبد المسيح بن بقيلة عاش 350 سنة و أدراك الاسلام فلم يسلم و كان نصرانيا و خبره مع خالد بن الوليد لما نزل على الحيرة معروف. قال: كم أتى لك؟ قال: 300 سنة. قال: فما أدركت؟ قال: أدركت سفن البحر ترقي الينا فى هذا الجرف و رأيت المرأة من أهل الحيرة تضع مكتلها على رأسها و لا تزود إلا رغيفا واحدا حتى تأتي الشام و قد أصبحت خرابا و ذلك دأب اللّه في العباد و البلاد. و هو القائل، على ما في ج 13 من بحار الأنوار ص 74:
الناس أبناء علات فمن علموا ان قد اقل فمجفو و محفور
و هم بنون لام ان رأوا نشبا فذاك بالغيب محفوظ و محفور
18 - ذو الأصبغ العدواني عاش 300 سنة و اسمه محرث بن الحارث بن ربيعة صاحب البتات الأربع ذكره فى الغرر و الدرر. و في إكمال الدين ص 313 و في ج 13 من بحار الأنوار ص 65 و من شعره:
اذا ما الدهر جر على اناس كلاكله أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا سيلقي الشامتون كما لقينا
و له أيضا:
ص: 269
ذهب الذين اذا رأوني مقبلا هشوا إلي و رحبّوا بالمقبل
و هم الذين اذا حملت حمالة و لقيتهم فكأنني لم أحمل
19 - كهلان بن سبا من ملوك اليمن عاش 300 سنة ذكره فى الناسخ.
20 - عمرو بن تميم بن مر بن عد بن طابخة بن الياس بن تصر ناصح ذو الأكتاف عاش 380 سنة ذكرة في الناسخ و أخبار الدول.
21 - اسطرماس بن فاعور بن بريح بن عابور بن يافث بن نوح من ملوك الصين كان ملكه 300 سنة و نيفا ذكره في مروج الذهب هامش ابن الأثير ص 186(1).
1 - عمر بن جمة الدوسي عاش 400 سنة ذكره فى كنز الفوائد ص 250 سنة و من شعره:
كبرت فطال العمر حتى كأنتي سليم افاع ليله غير مودع
فما الموت أفنانى ولكن تتابعت علي سنون من مصيف و مربع
ثلاث مئين قد مررن كواملا و ها أنا هذا أرتجي مر اربع
فأصبحت مثل النسرحل جناحه اذا هم طيارا يقال له قع
2 - الحرث بن مضاض الجرهمي اخو اسماعيل من ولد جرهم بن قحطان
ص: 270
ابن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن نوح عاش 400 سنة ذكره في كنز(1) الفوائد و هو القائل:
كأن لم يكن بين الحجون الى الصفا أنيس و لم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كنا اهلها فأبادنا صروف الليالي و الجدود العواثر
3 - بنياس من ملوك الكلدانيين عاش 400 سنة.
4 - قبطيم من فراعنة مصر عاش 480 سنة.
5 - قفطريم من فراعنة مصر عاش 400 سنة.
6 - كشن من ملوك الهند عاش 400 سنة.
7 - عبد شمس بن يشخب بن يعرب بن قحطان الملقب ب «سبا» المشار اليه فى التنزيل «لقد كان لسبأ في مسكنهم» عاش 400 سنة.
8 - دويد بن زيد بن تهد القضاعي عاش 456 سنة فلما حضره الموت قال:
القي علي الدهر رجلا ويدا و الدهر ما اصلح يوما افسدا
يفسد ما يصلحه اليوم غدا
9 - زهير بن جناب بن عبد اللّه بن كنانة بن عوف القضاعي 420 سنة.
10 - اليسع بن خطوب من انبياء بني اسرائيل عاش 402 سنة. ذكره الناسخ و اخبار الدول.
11 - عينان من ملوك مصر عاش 400 سنة.
12 - شالخ عاش 493 سنة ذكره في كنز الفوائد ص 245.
13 - ارفحشا عاش 492 سنة.
14 - تبع الفزاري عاش 420 سنة كان في فترة عيسى و 60 سنة في الاسلام دخل على بعض خلفاء بني امية فسأله عن عمره فقال: عشت 420 سنة فى فترة عيسى و 60 سنة في الجاهلية. قال له: اخبرني عما رأيت في سالف عمرك. قال:51
ص: 271
رأيت الدنيا ليلة في اثر ليلة و يوما في اثر يوم و رأيت الناس بين جامع مال و مفرق مال مجموع و بين قوي يظلم و ضعيف يظلم و صغير يكبر و كبير يهرم وحي يموت و جنين يولد و كلهم بين مسرور بموجود و محزون.
15 - «سلمان الفارسي ره» انه عاش 400 سنه ذكره في نفس الرحمن نقلا عن شيخنا الصدوق. و قال: انه ممن ضرب في الأرض لطلب الحجة فلم يزل ينتقل من عالم الى عالم و من فقيه الى فقية و يبحث عن الأسرار و يستدل بالأخبا منتطرا لقيام «القيام» سيد الأولين و الآخرين محمد 400 سنة حتى بشر بولادته فلما ايقن بالفرج خرج يريد تهامة فسبي ثم قال: و كان اسم سلمان (روزبه) ابن (خشنوذان) و ما سجد قط لمطلع الشمس و إنما كان يسجد للّه عز و جل و كان القبلة التي امر اليها شرقية و كان أبواه يظنان انه يسجد للشمس كهيئتهم و كان سلمان وصي وصي «عيسى ع» في أداء ما حمل الي ما انتهت اليه الوصاية من المعصومين.
و عن «شيخنا المفيد» فى الاختصاص في حديث صحيح: ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله قال: ان سلمان ما كان مجوسيا ولكنه مظهرا للشرك مبطنا للايمان.
و فيه عن «رضي الدين بن طاوس» فى مهج الدعوات: و يروى ان سلمان كان من بقايا أوصياء عيسى «ع» و ذكر عن «شيخ الطايفة» ان لقاءه عيسى «ع» مشهورا فى الأخبار.
و في «بعض» الروايات انه كان يدعو الناس الى دين محمد (صلی الله علیه و آله) قبل أن يبعث منذ 400 سنة.
«اما فضله» ففى صحيح مسلم ص 191 في الطبع المشكول باسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لو كان الدين فى الثريا لذهب به أهل فارس أو قال من أبناء فارس حتى يتناوله.
34 ج: 1 الشيعة و الرجعة
ص: 272
و فيه ص 192 عن أبي هريرة انه كان جالسا عند النبي (صلی الله علیه و آله) إذ نزلت عليه سورة الجمعة فلما قرأ «وَ آخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ». قال رجل: من هؤلاء؟ يا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فلم يراجعه النبي (صلی الله علیه و آله) حتى سأله مرة او مرتين او ثلاث. قال: و فينا سلمان الفارسي فوضع النبي (صلی الله علیه و آله) يده على سلمان ثم قال: لو كان الإيمان عند الثريا لنا له رجال من هؤلاء(1).
و في الاستيعاب هامش الاصابة ص 53 ج 2 في حرف السين باب سلمان يقول: «سلمان الفارسي» أبو عبد اللّه يقال انه مولى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و يعرف بسلمان الخير كان أصله من فارس من «رام هرمز» قرية يقال لها «جي» و يقال:
بل كان اصله من اصبهان لخبر قد ذكرته بالتمهيد و كان اذا قيل له: ابن من أنت؟ قال: انا سلمان بن اسلام من بني آدم. «الى ان قال»: و قد روي من وجوه ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) اشتراه على العتق و ان سلمان الفارسي أتى الى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بصدقة فقال هذه صدقة عليك و على اصحابك فقال يا سلمان إنا أهل بيت لا تحل علينا الصدقة فرفعها ثم جاءه من الغد بمثلها فقال هذه هدية فقال لأصحابه كلوا «الى أن يقول»: و ذكر معمر عن رجل من أصحابه انه قال: دخل قوم على سلمان و هو امير على المدائن و هو يعمل الخوص فقيل له: تعمل هذا و أنت امير. فقال:
اني احب ان آكل من عمل يدي. و ذكر انه تعلم عمل الخوص بالمدينة من الأنصار عند بعض مواليه. و أول مشاهده الخندق و هو الذي أشار بحفره فقال أبو سفيان و اصحابه اذا رأوه: هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها. و قد قيل: انه شهدة.
ص: 273
بدرا واحدا إلا انه كان عبدا يومئذ و الأكثرون ان أول مشاهده الخندق و لم يفته بعد ذلك مشهد مع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و كان خيّرا فاضلا حبرا عالما زاهدا متقشفا.
ذكره هشام بن حسان عن الحسن قال: كان عطاء سلمان خمسة آلاف و كان اذا خرج عطاؤه تصدق به و يأكل من عمل يده و كان له عبائة يفترش بعضها و يلبس بعضها.
و ذكر ابن لهب و ابن نافع عن مالك قال: كان سلمان يعمل الخوص بيده فيعيش منه و لا يقبل من أحد شيئا. قال: و لم يكن له بيت و إنما كان يستظل بالجدر و الشجر و ان رجلا قال له: ألا ابني لك بيتا فيها تسكن؟ فقال: ما لي بها حاجة. فما زال به الرجل حتى قال له: اني اعرف البيت الذي يوافقك. قال:
فصفه لي؟ قال: ابني لك بيتا اذا انت قمت فيها اصاب رأسك سقفها و ان انت مددت فيها رجليك اصابهما الجدار. قال: نعم فبنى له بيتا كذلك.
(و روي) عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه قال: لو كان الدين عند الثريا الخ، و في رواية لنا له رجال من فارس «و روينا» عن عائشة قالت لسلمان مجلس من رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم ينفرد به في الليل حتى كان يغلبنا على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله).
(و روي) من حديث ابن بريدة عن النبي (صلی الله علیه و آله) انه قال: أمرني ربي بحب اربعة و اخبرني انه سبحانه يحبهم علي، و ابو ذر، و المقداد، و سلمان.
(و روي) عن خيثمة عن أبي هريرة قال: كان سلمان صاحب الكتابين.
قال قتادة: يعني (الانجيل و القرآن).
و باسناده عن علي، انه سئل عن سلمان. قال: علم العلم الأول و الآخر بحر لا ينزف هو منا أهل البيت.
و في رواية زاذان عن ابن عمر عن علي «ع» قال: كان سلمان الفارسي كلقمان الحكيم و قال كعب الأحبار: سلمان حشي علما و حكمة. «الى أن قال»:
ص: 274
توفي سلمان رضي اللّه عنه فى آخر خلافة عثمان سنة 35 و قيل سنة 36 ه (1) و في الاصابة لابن حجر ج 3 ص 60 عدد 3357 يقول في ترجمة سلمان: ابو عبد اللّه الفارسي يقال له سلمان بن الاسلام و سلمان الخير «إلى ان يقول»: أول مشاهده الخندق و شهد بقية المشاهد و فتوح العراق و ولي المدائن و قال ابن عبد البر: انه شهد بدرا. و كان عالما زاهدا روى عنه أنس و كعب بن عجره و ابن عباس و ابو سعيد و غيرهم من الصحابة و من المتابعين ابو عثمان النهدي و طارق بن شهاب و سعيد بن وهب و آخرون بعدهم و يقال: انه ادرك عيسى بن مريم و قيل: بل ادرك وصي عيسى «ع» «الى ان يقول»:
و روى البخاري في صحيحه عن سلمان انه تداوله بضعة عشر سيدا، قال الذهبي: وجدت الأقوال فى سنة كلها دالة على انه جاوز «250» و الاختلاف إنما هو في الزائد «الى أن قال»: فقد روى أبو الشيخ في طبقات الاصفهانيين من طريق عباس بن يزيد قال: قال اهل العلم: يقولون عاش «350 سنة» فاما).
ص: 275
«250» فلا يشكون فيها «الى أن قال»: و كان سلمان اذا خرج عطاؤه الخ.
و في ج 3 من المستدرك للحاكم ص 598 الى ص 604 في ترجمة سلمان في آخرها باسناده عن زيد بن وهب عن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر. و سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: اطول الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا يوم القيامة. و صححه الحاكم على شرط الشيخين و لم يخرجاه. «قال»: و هذا حديث غريب.
«قلت»: هذا ما أوردنا. و اخذنا من اصول القوم و اكابرهم و محدثيهم (و أما ما) ورد في اصولنا و تواريخنا و الكتب الرجالية فقد ذكر الشيخ الفقيه المعاصر الشيخ عبد اللّه المامقاني «ره» في رجاله في ج 2 ص 45 فى حرف السين في عدد 5509 في ترجمة سلمان الفارسى. قال: كان اسمه قبل الاسلام روزبه بن خشنودان أو ماهويه أو بهبود بن بدخشان من ولد منوجهر الملك و قد سماه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) سلمان و كان يلقب سلمان الخير و سلمان المحمدي. و كان اذا سئل: من انت؟ يقول: أنا سلمان بن الاسلام انا من بني آدم، و كنيته ابو عبد اللّه و ابو البيّنات و ابو المرشد و كان امير المؤمنين «ع» سماه سلسل اصله من شيراز او رامهرمز او الأهواز او شوشتر او اصفهان من قرية الناجي و هو وصي وصي عيسى عليه السلام و لعله السر فى تشريف امير المؤمنين «ع» إياه بما تفرد به من مباشرته بغسله لأن الوصي لا يغسله إلا نبي او وصي.
و قد ورد انه ما كان مجوسيا الى آخر ما ذكرناه من انه لما بشر بولادة رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و أيقن بالفرج خرج يريد تهامة فسبي و بيع من يهودي فلما عرف اليهودي حبه لمحمد أبغضه و باعه من امرأة من بني سليم فوضعته فى حائط لها فاقبل يوما سبعة رهط قد ظللهم الغمامة فقال فى نفسه ما هؤلاء أنبياء ولكن فيهم نبيا قال:
فاقبلوا حتى دخلوا الحائط و الغمامة تسير معهم فلما دخلوا اذا فيهم رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و أمير المؤمنين «ع» و أبو ذر و المقداد و عقيل بن أبي طالب و حمزة بن عبد المطلب
ص: 276
و زيد بن حارثة. فدخلوا الحائط و جعلوا يتناولون من حشف النخل و رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول كلوا الحشف و لا تفسدوا على القوم شيئا قال سلمان:
فدخلت على مولاتي فقلت لها: يا مولاتي هبيني طبقا من رطب فقالت: لك ستة أطباق قال: فجئت و حملت طبقا من رطب فقلت في نفسي: ان كان فيهم نبي فانه لا يأكل الصدقة و يأكل الهدية فوضعته بين يديه فقلت: هذه صدقة. فقال (صلی الله علیه و آله): كلوا و أمسك رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و أمير المؤمنين «ع» و عقيل و حمزة بن عبد المطلب و قال لزيد: مد يدك و كل. فقلت فى نفسي هذه علامة فدخلت على مولاتي فقلت لها هبيني طبقا من رطب. فقالت لك: ستة أطباق قال: فجئت فحملت طبقا آخر من رطب فوضعته بين يديه و قلت هذه هدية. فمد (صلی الله علیه و آله) يده و قال: بسم اللّه الرحمن الرحيم فمد القوم أيديهم فاكلوا فقلت في نفسي هذه أيضا علامة فبينما أنا أدور خلفه إذا قد حانت من النبي (صلی الله علیه و آله) التفاتة. فقال: يا روزبه تطلب خاتم النبوة؟ فكشف عن كتفه فأذا انا بخاتم النبوة معجون بين كتفيه عليه شعرات قال: فسقطت على قدم رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) اقبلها. فقال: يا روزبه ادخل على هذه المرأة و قل لها يقول لك محمد بن عبد اللّه تبيعينا هذا الغلام؟ فدخلت عليها فقلت:
يا مولاتي ان محمد بن عبد اللّه يقول لك تبيعينا هذا الغلام. فقالت: قل له:
لا أبيعكه إلا بأربعمائة نخلة مأتي نخلة منها صفراء و مأتي نخلة حمراء. قال: فجئت الى النبي (صلی الله علیه و آله) فاخبرته فقال: ما أهون ما سألت ثم قال: قم يا علي و اجمع هذه النوى كله فجمعه فاخذه فغرسه ثم قال اسقه فسقاه أمير المؤمنين «ع» فلما بلغ آخره خرج النخل و لحق بعضه بعضا فقال لي ادخل اليها و قل لها: يقول لك «محمد بن عبد اللّه»: خذي شيئك و ادفعي الينا شيئنا. قال: قد خلت عليها و قلت ذلك لها فخرجت و نظرت الى النخل، و قالت: و اللّه لا أبيعكه إلا 400 نخلة كلها صفراء. قال: فهبط جبرئيل و مسح جناحه على النخل فصار كله أصفر قال: ثم قال لي: قل لها: ان محمد (صلی الله علیه و آله) يقول لك خذي شيئك و ادفعي الينا شيئنا. فقلت
ص: 277
لها ذلك. فقالت: و اللّه لنخلة من هذه أحب إلي من محمد و منك. فقلت لها: و اللّه ليوم واحد مع محمد أحب إلي منك و من كل شىء أنت فيه. فاعتقنى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و سماني سلمان.
و أما الأخبار في فضله فهي كثيرة نذكر بعضها:
«منها» ما تقدم من رواية صفوان بن يحيى عن ابن بكر عن زرارة قال:
سمعت أبا عبد اللّه (ع) يقول: ادرك سلمان العلم الأول و العلم الآخر.
«و منها» ما في رواية حسن بن صهيب عن أبي جعفر «ع»، قال: ذكر عنده سلمان الفارسي قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: مه لا تقولوا سلمان الفارسي ولكن قولوا سلمان المحمدي ذاك رجل منا أهل البيت.
«و منها» ما في رواية ثعلبة بن ميمون عن زرارة عن أبي جعفر «ع» قال:
كان علي «ع» محدثا و كان سلمان محدثا.
«و منها» ما في رواية أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللّه (ع) يقول: سلمان علم الاسم الأعظم.
«و منها» ما في رواية حنان بن سدير عن أبيه عن ابي جعفر «ع» قال:
جلس عدة من أصحاب رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ينتسبون و فيهم سلمان الفارسي و ان عمر سأل عن نسبه و أصله فقال: أنا سلمان بن عبد اللّه كنت ضالا فهداني اللّه بمحمد، و كنت عائلا فاغناني اللّه بمحمد، و كنت مملوكا فاعتقني اللّه بمحمد، فهذا حسبي و نسبي. ثم خرج رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فحدثه سلمان و شكى اليه ما لقى من القوم و ما قال لهم فقال النبي: يا معشر قريش ان حسب الرجل دينه و مروءته، و اصله عقله قال اللّه تعالى: «إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ». يا سلمان ليس لأحد من هؤلاء عليك فضل إلا بتقوى اللّه و ان كان التقوى لك عليهم فانت أفضل.
«و منها» ما فى رواية سهل بن زياد عن منخل عن جابر عن أبي جعفر «ع»
ص: 278
قال: دخل أبو ذر يوما على سلمان و هو يطبخ قدرا له فبينما هما يتحدثان إذ انكبت القدر على وجهها على الأرض فلم يسقط من مرقها و لا من ودكها شيء فعجب من ذلك أبو ذر عجبا شديدا فاخذ سلمان القدر فوضعها على حالتها الاولى على النار ثانية و أقبلا يتحدثان فبينما هما يتحدثان اذ انكبت القدر على وجهها فلم يسقط منها شىء من مرقها و لا من ودكها قال: فخرج أبو ذر و هو مذعور من عند سلمان فبينما هو متفكر إذ لقي أمير المؤمنين «ع» فقال له: يا أبا ذر ما الذي أخرجك من عند سلمان و ما الذي ذعرك؟ فقال له أبو ذر: يا أمير المؤمنين رأيت سلمان صنع كذا و كذا فعجبت من ذلك فقال: يا أبا ذر لو حدثك بما يعلم لقلت رحم اللّه قاتل سلمان، يا أبا ذر سلمان باب اللّه في الأرض من عرفه كان مؤمنا و من أنكره كان كافرا و ان سلمان منا أهل البيت.
«و منها» ما في رواية أبي بصير عن أبي عبد اللّه (ع) قال: و كان و اللّه علي محدثا و كان سلمان محدثا. قلت: اشرح لي قال: يبعث اللّه اليه ملكا ينقر فى اذنيه يقول كيت و كيت.
«و منها» ما في رجال الكشي عن الفضل بن شاذان انه ما نشأ في الاسلام رجل من كافة الناس أفقه من سلمان الفارسي.
«و منها» ما في رواية مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: ذكرت التقية يوما عند علي «ع» فقال: لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله، و لقد آخى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بينهما فما ظنك بساير الخلق.
«و منها» ما في رواية محمد بن الحكيم قال: ذكر عند أبي جعفر (ع) سلمان، فقال: ذاك سلمان المحمدي ان سلمان منا أهل البيت - الحديث.
«و منها» ما في رواية عمر بن يزيد عن أبي عبد اللّه «ع» قال: مر سلمان على الحدادين بالكوفة و اذا بشاب قد صرع و الناس قد اجتمعوا حوله. فقالوا له:
يا أبا عبد اللّه هذا الشاب قد صرع فلو جئت و قرأت عليه في اذنه. فجاء سلمان
ص: 279
فلما دنى منه رفع الشاب رأسه و قال: يا أبا عبد اللّه ليس فيّ شيء ولكنى مررت بهؤلاء الحدادين و هم يضربون بالمرازب فذكرت قول اللّه عز و جل: «وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ». قال: دخلت في قلب سلمان من الشاب محبة و اتخذه أخا فلم يزل معه حتى مرض الشاب فجاءه سلمان فجلس عند رأسه و هو في نزاع الموت فقال: يا ملك الموت أرفق. فقال: يا أبا عبد اللّه اني بكل مؤمن رفيق.
«و منها» ما في رواية عمر بن عبد الأعلى عن أبيه عن المسيب بن نجية الفزاري قال: لما أتانا سلمان الفارسي فتلقيته ممن تلقاه فسار حتى انتهى الى كربلاء فقال ما يسمون هذه؟ قالوا: كربلاء فقال: هذه مصارع اخواني. هذا موضع رحالهم، هذا مناخ ركابهم، و هذا مهراق دمائهم. قتل بها خير الأولين و يقتل بها خير الآخرين. ثم سار حتى انتهى الى حرورى فقال: ما تسمون هذه الأرض؟ قالوا:
حرورى. فقال حرورى: خرج بها شر الأولين و يخرج بها شر الآخرين. ثم سار حتى أنتهى الى بانقيا و بها جسر الكوفة الأول قال: ما تسمون هذه؟ قالوا:
بانقيا. ثم سار حتى انتهى الى الكوفة. فقال: هذه الكوفة؟ قالوا: نعم قال:
قبة الأسلام.
«و منها» ما عن محمد بن مسعود باسناده الى عبد اللّه بن سنان عن ابي عبد اللّه عليه السلام قال: خطب سلمان فقال: الحمد للّه الذي هداني لدينه بعد جحودى له اذا انا مذك لنا الكفر أهل لها نصيبا اذ أتيت لها رزقا حتى القى اللّه عز و جل في قلبي حب تهامة جائعا ظمآنا قد طردني قومي و أخرجت من مالي و لا حمولة تحملني و لا متاع يجهزني و لا مال يقويني، و كان من شأني ما قد كان حتى أتيت محمدا صلى اللّه عليه و آله و سلم فعرفت من العرفان ما كنت أعمله و رأيت من العلامة ما اخبرت منها فانقذني به من النار فثبت من الدنيا على المعرفة التي دخلت بها في الاسلام ألا ايها الناس اسمعو من حديثي ثم اعقلوه عني قد أتيت العلم كثيرا و لو 35 ج 1: الشيعة و الرجعة
ص: 280
اخبركم بكل ما أعلم لقالت طائفة لمجنون و قالت طائفه اخرى اللهم اغفر لقاتل سلمان ألا ان لكم منايا تتبعها بلايا فان عند علي علم المنايا و علم الوصايا و فصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران قال له رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): أنت وصيي و خليفتي فى أهلي بمنزلة هارون من موسى ولكنكم أصبتم سنة الأولين و أخطأتم سبيلكم و الذي نفس سلمان بيده لتركبن طبقا عن طبق سنة بني اسرائيل، القذة بالقذة أما و اللّه لو وليتموها عليا لأكلتم من فوقكم و من تحت أرجلكم، فأبشروا بالبلاء و اقنطوا من الرخاء و نابذتكم على سواء و انقطعت العصمة بيني و بينكم من الولاء، أما و اللّه لو اني أدفع ضيما أو أعز للّه دينا لوضعت سيفي على عاتقي ثم لضربت به قدما قدما ألا اني احدثكم بما تعلمون و بما لا تعلمون فخذوها من سنة السبعين «التسعين خ ل» بما فيها ألا ان لبني امية في بنى هاشم نطحات و ان لبني امية من آل هاشم نطحات ألا ان بني امية كالناقة الضروس تعض بفيها و تخبط بيديها و نضرب برجليها و تمنع درها ألا انه حق على اللّه أن يذل باديها و أن يظهر عليها عدوها مع قذف من السماء و خسف و مسخ و سوء الخلق حتى ان الرجل ليخرج من جانب حجلته الى الصلاة فيمسخه قردا، الا و فئتان تلتقيان بتهامة كلتاهما كافرتان الا و خسف بكلب و ما أنا و كلب: و اللّه لو لا ما لو لا لأريتكم مصارعهم الا و هو البيداء ثم يجيء ما تعرفون فاذا رأيتم أيها الناس الفتن كقطع الليل المظلم يهلك فيها الراكب الموضع «السريع العدو» و الخطيب المصقع و الرأس المتبوع فعليكم بآل محمد فانهم القادة الى الجنة و الدعاة اليها الى يوم القيامة، و عليكم بعلي «ع» فو اللّه لقد سلمنا عليه بالولاء مع نبينا (صلی الله علیه و آله) فما بال القوم احسد! قد حسد قابيل هابيل او كفر! فقد ارتد قوم موسى عن الاسباط و يوشع و شمعون و ابني هارون شبر و شبير و السبعين الذين اتهموا موسى على قتل هارون فاخذتهم الرجفة من بغيهم ثم بعثه اللّه انبياء مرسلين فامر هذه الامة كأمر بني اسرائيل فأين يذهب بكم ما انا و فلان يحكم و اللّه ما أدري اتجهلون ام تتجاهلون ام نسيتم ام تتناسون انزلوا آل
ص: 281
محمد منكم منزلة الرأس من الجسد بل منزلة العين من الرأس، و اللّه لترجعن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف يشهد الشاهد على الناجي بالهلكة و يشهد الناجي على الكافر بالنجاة على اني أظهرت أمري و آمنت بربي و اسلمت بنييي و اتبعت مولاي و مولى كل مسلم، بابي و امى قتيل كوفان يا لهف نفسي لأطفال صغار و بابي صاحب الجفنة و الخوان الحسن بن علي، الا ان نبي اللّه (صلی الله علیه و آله) نحله الباس و الحياء و نحل الحسين المهابة و الجود. يا ويح لم احتقرته لضعفه و استضعفه لقتله و ظلم من بين ولده فكان بلادهم عامرا لباقين من آل محمد ايها الناس لا تكل اظفاركم عن عدوكم و لا تستغشوا صديقكم فيستحوذ الشيطان عليكم و اللّه لتبتلن ببلاء لا تغيرونه بايديكم الا اشارة بحواجبكم. ثلاثة خذوها بما فيها و ارجوا رابعها و موافاها يأتي دافع الضيم شقاق بطون الحبالى و حمال الصبيان على الرماح و مغلي الرجال في القدور اما اني ساحدثكم من نفس الطيبة الزكية و تضريج دمه بين الركن و المقام كذبح الكبش يا ويح لسبايا النساء من كوفان الواردون الثوية المستعدون عشية و ميعاد ما بينكم و بين ذلك فتنة شرقية و جاء هاتف يستغيث من قبل المغرب فلا تغيثوه لا أغاثه اللّه، و ملحمة بين الناس الى أن يصير ما ذبح على شبيه المقتول بظهر الكوفة و هي كوفان و يوشك أن بين جسرها يبين جبليها حتى يأتي زمان لا يبقي مؤمن إلا بها أو يحن و فتنة مصبوبة تطأفي خطا مهالا ينهاها أحد لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته و احدثك يا حذيفة ان ابنك مقتول و ان عليا أمير المؤمنين «ع» فمن كان مؤمنا دخل في ولايته فيصبح على امر يمسى على مثله لا يدخل فيها الا مؤمن و لا يخرج منها الا كافر و قد توفي (ره) بالمدائن سنة 34 من الهجرة على الأصح و عمره إذ ذاك 350 سنة و قيل 250 سنة.
«قلت»: الى هنا ما استفدناه و أردنا نقله و يحتاج ترجمته الى مجلد ضخم و التفصيل يرجع الى نفس الرحمن في ترجمة سلمان (للمحدث النوري اعلى اللّه مقامه) و الجزء 6 من بحار الأنوار و الجزء 8 منه.
ص: 282
فيمن بلغ خمسمائة و لم يبلغ ستمائة.
1 - لقمان(1) بن عاد الكبير عاش 500 سنة و قيل غير ذلك و سيأتي.
2 - جلهمة بن عدد بن زيد بن يشخب بن زيد بن كهلان عاش 500 سنة.
3 - هوشنك بن كيومرث عاش 500 سنة.
4 - فيروز راي من ملوك الهند عاش 537 سنة.
5 - حام بن نوح عاش 560 سنة.
6 - فريدون بن اثغبان عاش 500 سنة. ذكر في ج 1 من الكامل لابن الأثير ص 131 و ذكر له قضايا و قال: انه أول من ذلل الفيلة و امتطاها و نتج البغال و اخذ الأوز و الحمام و عمل الترياق ورد المظالم و أمر الناس بعبادة اللّه و الانصاف و العدل و الاحسان ورد على الناس ما كان الضحاك غصبه من الأرض و غيرها إلا ما لم يجد صاحبا له فانه وقفه على المساكين و أول من نظر فى علم الطب.
7 - حمير بن سبا من التبابعة عاش 500 سنة.
8 - يحا بن مالك بن عدد عاش 500 سنة.
9 - مريم ام المسيح «ع» عاشت 500 سنة ذكره في حياة القلوب.
فيمن بلغ ستمائة و لم يبلغ سبعمائة:
ص: 283
1 - قس بن ساعدة الايادي الذي كان في الفترة قال فى مروج الذهب هامش ابن الأثير ص 92: قس بن ساعدة بن إياد بن نزار بن معد و كان حكيم العرب و كان مقرا بالبعث و هو الذي يقول: من عاش مات و من مات فات و كل ما هو آت آت و قد ضرب العرب بحكمته و عقله الأمثال و قدم على النبي (صلی الله علیه و آله) و قد من اياد فسألهم عنه فقالوا: هلك. فقال: رحمه اللّه كأني أنظر اليه بسوق عكاظ على جمل له أحمر و هو يقول: أيها الناس اجتمعوا و اسمعوا و عوا من عاش مات و من مات فات و كل ما هو آت آت أما بعد فان في السماء لخبرا و ان في الأرض لعبرا نجوم تمور و بحار تفور و سقف مرفوع و مهاد موضوع، اقسم باللّه قسما لا حانثا فيه و لا أئما ان للّه لدينا هو أرضى من دين أنتم عليه ما لي أرى يذهبون و لا يرجعون أرضوا بالمقام فاقاموا ام تركوا فناموا سبيل مؤتلف و عمل مختلف. و قال أبياتا لا أحفظها فقام أبو بكر فقال: انا أحفظها يا رسول اللّه. فقال (صلی الله علیه و آله): هاتها فقال:
فى الذاهبين الأولي ن من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر
و رأيت قومى نحوها تمضى الأوائل و الأواخر
لا يرجع الماضي و لا يبقى من الباقين عابر
أيقنت اني لا محا لة حيث صار القوم صائر
فقال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): رحم اللّه قسا اني لأرجو أن يبعثه اللّه امة.
و فى ج 2 من كتاب «المستطرف ص 23 باب 48 في الفصل 4: انه عاش 750 سنة و كان من حكماء العرب.
و فى كنز الفوائد ص 254: انه عاش 600 سنه. و روي اقل من ذلك و كان من عقلاء العرب و حكمائهم و هو أول من كتب من فلان الى فلان و هو ممن وحد اللّه تعالى و آمن به و اقر له بعدله و حكمته و انه خلق العباد و ينشرهم بعد الممات و هو أول من قال (أما بعد) و أول من خطب بعصا. «الى ان يقول»:
ص: 284
و كان قس أحسن الناس فى زمانه عبادة و أفصحهم خطابة و ابلغهم عظة و كان كثيرا ما يذكر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و يبشر الناس به. و آمن به قبل مبعثه و كان النبي (صلی الله علیه و آله) يستعلم أخباره و يستعيد من الناس مواعظه و يترحم عليه.
و فيه ص 256 باسناده عن تميم بن واهلة المري قال: حدثنى الجارود بن المنذر العبدي و كان نصرانيا فاسلم عام الحديبية و حسن اسلامه و كان قاريا للكتب عالما بتأويلها على وجه الدهر و سالف العصر بصيرا بالفلسفة و الطب ذا رأي أصيل و وجه جميل انشأ يحدثنا في أيام عمر بن الخطاب قال: وفدت على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فى رجال من عبد القيس ذوي أحلام و أسنان و فصاحة و بيان و حجة و برهان فلما بصروا به (صلی الله علیه و آله) راعهم منظره و محضره عن بيانهم و اعيرهم العرواء في ابدانهم فقال زعيم القوم لي: دونك فما نستطيع أن نكلمه. فاستقدمت دونهم اليه فوقفت بين يديه فقلت: السلام عليك يا رسول اللّه «بابي أنت و امي» ثم أنشأت أقول:
يا نبي الهدى أتتك رجال قطعت قرودا و الآفالا
الى ان قال:
فلك الحوض و الشفاعة و الكوثر و الفضل إذ ينص السؤالا
خصك اللّه يابن آمنة الخير اذا ما بكت سجالا سجالا
انبأ الأولون باسمك فيها و بأسماء بعده تتلالا
قال فأقبل عليّ رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بصفحة وجهه المبارك شمت منه ضياء لا معا كوميض البرق فقال: يا جارود و لقد تأخر بك و بقومك الموعد و كنت وعدته قبل عامى ذلك ان أفد اليه بقومي فلم آته و أتيته في عام الحديبية فقلت: يا رسول اللّه بنفسي أنت، ما كان أبطائي عنك إلا ان جلة قومي أبطأوا عن اجابتي حتى ساقه اللّه اليك لما أرادها به من الخير لديك و أما من تأخر عنه فحظه فات منك فتلك أعظم حوبة و أكبر عقوبة و لو كانوا ممن رآك لما تخلفوا عنك. و كان عنده رجل لا اعرفه «قلت»: و من هو؟ قالوا: هو (سلمان الفارسي) ذو البرهان
ص: 285
العظيم و الشأن القويم فقال سلمان: و كيف عرفته أخا عبد القيس من قبل اتيانه؟ فاقبلت على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و هو يتلألأ و يشرق وجهه نورا و سرورا فقلت:
يا رسول اللّه، ان قسا كان ينتظر زمانك و يتوكف ابانك و يهتف باسمك و أبيك و امك و باسماء لست أصيبها معك و لا أراها فى من اتبعك قال سلمان: فاخبرنا و أنشأت احدثهم و رسول اللّه «ص» يسمع و القوم سامعون و اعون. قلت:
يا رسول اللّه لقد شهدت قسا و قد أخرج من ناد من أندية اياد الى صحصح ذيقتاد و سمر و عتاد و هو مشتمل بنجاد فوقف في اضحيان ليل كالشمس رافعا الى السماء وجهه و اصبعه فدنوت منه فسمعته يقول: «اللهم رب هذه السبعة الا رفعة و الأرضيين الممرعة و بمحمد صلى اللّه عليه و آله و سلم و الثلاثة المحامدة معه و العليين الأربعة و سبطية النبعة الا رفعه و السرى الا لمعة و سمي الكليم الضرعة و الحسن ذي الرفعة اولئك النقباء الشفعة و الطريق المهيعة درسة الانجيل و حغظة التنزيل على عدد النقباء من بني اسرائيل محاة الأضاليل نفاة الأباطيل الصادقوا القيل عليهم تقوم الساعة و بهم تنال الشفاعة و لهم من اللّه فرض الطاعة». ثم قال: «اللهم ليتني مدركهم و لو بعد لأي من عمري و محياي» ثم أنشأ يقول:
متى أنا قبل الموت للحق مدوك و ان كان لي من بعد هاتيك مهلك
و ان غالني الدهر الحرون بغوله فقد غال من قبلي و من بعد يوشك
فلا غرو اني سالك مسلك الاولى و شيكا و من ذا للردى ليس يسلك
ثم آب يكفكف دمعه و يرّن رنين البكرة قد بريت ببراة و هو يقول:
نقسم قس قسما ليس به مكتما لو عاش الفى عمر لم يلق منها سأما
حتى يلاقي أحمدا و النقباء الحكما هم أوصياء أحمد أكرم من تحت السما
يعمي العباد عنهم و هم جلاء للعما لست بناس ذكرهم حتى احل الرخما
ثم قلت: يا رسول اللّه انبأني انبأك اللّه بخبر عن هذه الأسماء التي لم نشهد و اشهدنا قس ذكرها. فقال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يا جارود ليلة أسري بي الى
ص: 286
السماء أوحى اللّه عز و جل إلي أن سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ فقلت لهم: على م بعثتم. فقالوا: على نبوتك و ولاية علي بن أبي طالب و الأئمة منكم. ثم أوحى الي: أن التفت عن يمين العرش فالتفت فاذا: علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي ابن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي (عج) عليهم السلام في ضحضاح من نور يصلون. فقال لي الرب تعالى: هؤلاء الحجج لأوليائي و هذا المنتقم من أعدائي. قال الجارود: فقال لي سلمان: يا جارود هؤلاء المذكورون في التوراة و الانجيل و الزبور. فانصرفت بقومى و أنا اقول: أتيتك يابن آمنة الرسولا (الى قوله): و كنت به جهولا.
و عن الناسخ: انه لما حضرته الوفاة جمع أولاده فقال: «ان الألمعي تكفيه البقلة و ترويه المذقة و متى عدلت على نفسك عدل عليك من فوقك اذا نهيت عن شيء فابدأ بنفسك، و لا تجمع ما لا تأكل و ما لا تحتاج اليه. و اذا ادخرت فلا يكونن كنزك إلا فعلك. كن عف العيلة مشترك الغنى تسد قومك. و لا تشاورن مشغولا و ان كان فهما و لا مذعورا و ان كان ناصحا و لا تضعن في عنقك طوقا لا يمكنك نزعه إلا بشق نفسك، و اذا خاصمت فاعدل و اذا قلت فاقتصد.
2 - سام بن نوح و عند الأكثر كان من جملة الأنبياء عاش 600 سنة ذكره في ج 1 من الكامل ص 54 و في الناسخ مثله.
3 - رستم بن زال المشهور انه عاش 600 سنة.
4 - هبل بن عبد اللّه الكناية عاش 600 سنة ذكره في البحار و الناسخ.
5 - فرعون الذي كان فى عصر موسى بن عمران عاش 620 سنة ذكره في أخبار الدول.
6 - ماريان بن اوس عاش 660 سنة ذكره في حياة القلوب.
ص: 287
فيمن بلغ سبعمائة و لم يبلغ ثمانمائة:
1 - هود النبي (صلی الله علیه و آله) كان زمان دعوته 670 سنة و كان أعمار قومه 400 سنة يقال انه كان في كهف في جبل حضر موت على لوح مكتوب عليه «بسم اللّه الرحمن الرحيم. العلى الأعلى أنا هود النبي و رسول رب الأرض و السماء الى الملأ من عاد فدعوتهم الى الايمان و خلع الأديان فعصوني فاهلكتهم الريح العقيم فاصبحوا كالرميم».
و فى المستطرف ج 2 ص 33 انه عاش 962 سنة.
(نسبه) في مجمع البحرين في مادة هود يقول: هود النبى قيل هو ابن عبد اللّه بن رياح بن خلود بن عوض بن ازم بن سام بن نوح.
و في بحار الأنوار ج 7 ص 101 باسناده عن الامام السادس «ع» قال: لما حضرت نوحا الوفاة دعا الشيعة فقال لهم: اعلموا انه ستكون بعدي غيبة تظهر فيها الطواغيت و ان اللّه عز و جل يفرّج عنكم (بالقائم) من ولدي اسمه هود له سكينة و وقار يشبهنى و سيهلك اللّه أعدائكم عند ظهوره بالريح فلم يزالوا يترقبون هودا و ينتظرون ظهوره حتى طال عليهم الأمد فقست قلوب كثير منهم فاظهر اللّه تعالى ذكره نبيه هودا عند اليأس منهم و تناهي البلاء بهم و أهلك الأعداء بالريح العقيم التي وصفها اللّه تعالى ذكره فقال: «ما تَذَرُ مِنْ شَيْ ءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ»
ثم وقعت الغيبة به بعد ذلك الى أن ظهر صالح.
«قلت»: و شيعة المهدي المنتظر «عج» بوعد من اللّه و رسوله يترقبون و ينتظرون ظهوره ليلا و نهارا مترنمين أين بقية اللّه التى لا تخلو من العترة الهاديه؟ 36 ج: 1 الشيعة و الرجعة
ص: 288
أين المعد لقطع دابر الظلمة؟ أين المنتظر لاقامة الامت و العوج؟ اين المرتجى لازالة الجور و العدوان؟ أين المؤمل لاحياء الكتاب و حدوده؟ أين محيي معالم الدين و اهله؟ أين قاصم شوكة المعتدين؟ أين هادم أبنية الشرك و النفاق؟ أين مبيد أهل الفسوق و العصيان و الطغيان؟ أين معز الأولياء و مذل الأعداء؟ أين جامع الكلم على التقوى؟ هل يتصل يومنا منك بغده فنحظى؟ متى نرد منا هلك الروية فنروى؟ متى ننتفع من عذب مائك فقد طال الصدى؟ متى نغاديك و نراوحك فتقر منا عينا؟ متى ترانا و نراك و قد نشرت لواء النصر ترى؟ أترى نحف بك و أنت تؤم الملأ و قد ملأت الأرض عدلا و أذقت اعدائك هوانا و عقابا. الخ و لنعم ما قال السيد الحلي «ره» في المقام:
مات التصبر بانتظارك أيها المحيي الشريعة فانهض فما أبقى التحمل غير احشاء جزوعه
قد مزقت ثوب الأسى و شكت لواصلها القطيعه فالسيف ان به شفاء قلوب شيعتك الوجيعه
كم ذا القعود و دينكم هدمت قواعده الرفيعه تنعى الفروع اصوله و اصوله تنعى فروعه
2 - سليمان النبي «ع» على ما ذكره في إكمال الدين عن أمير المؤمنين «ع» انه عاش 712 سنة و قيل على ما في بعض التواريخ انه عاش 1000 سنة.
3 - جمشيد في ج 1 من الكامل ص 23 انه عاش 716 سنة و قيل انه ملك الأقاليم السبعة و سخر له ما فيها من الجن و الانس(1).
ص: 289
4 - كرشاسب من ملوك «كيانيان» ايران على ما في الناسخ عاش 705 سنين.
5 - عزيز مصر عاش 700 سنة.
6 - لود بن مهلائيل كان عمره 732 سنة ذكره في مروج الذهب هامش ابن الأثير ص 45. -
ص: 290
7 - لمك بن متوشلخ بن ادريس النبي «ع» 700 سنة على ما فى أخبار الدول و في ج 1 من الكامل انه عاش 790 سنة و قيل 780 سنة.
8 - ريان بن دومغ كان في زمان يوسف الصديق عاش 700 سنة.
9 - مصر ايم بن بصير بن حام بن نوح كان موحدا موقنا بخاتم الأنبياء عاش 700 سنة.
10 - سطيح عاش 700 سنة ذكره فى المستطرف فى ج 2 ص 33.ا.
ص: 291
فيمن بلغ ثمانمائة و لم يبلغ تسعمائة:
1 - عمرو بن عامر من حكام أرض السبا 800 سنة ذكره في الغرر و الدرر و إكمال الدين و الغيبة الطوسية و الناسخ.
2 - طهمورث عاش 800 سنة و نسب اليه بناء بعض البلدان مثل: قندهار و مرو شاه جهان، و آمل، و طبرستان، و سارى، و اصفهان.
3 - ادريس النبي «ع» و يقال انه بعث بعد وفاة آدم «ع» بمائتى سنة و كان مقيما فى مسجد السهلة و فى الكوفة و هو الذي علم الناس 72 لغة و هو أول من علم الناس الخياطة و الكتابة بالقلم و انزل عليه 30 صحيفة و علم الناس النجوم و بعد ما عاش في الأرض 365 سنة عرج به الى السماء و قيل تمام عمره 962 سنة كما فى ج 1 من الكامل ص 21(1).
4 - مهلائيل بن قينان عاش 895 سنة. ذكره فى كنز الفوائد ص 235.
ص: 292
5 - غابر عاش 870 سنة ذكره في كنز الفوائد ص 235.
فيمن بلغ تسعمائة و لم يبلغ الألف.
1 - «آدم صفي اللّه» عاش 930 سنة ذكر في ج 1 من الكامل ص 19، و في مروج الذهب هامش ابن الاثير ص 45 و في كنز الفوائد ص 245 مثله و في مستدرك الحاكم ص 588 باسناده عن ابن عباس عن النبي (صلی الله علیه و آله) قال كان عمر آدم الف سنة قال ابن عباس: و بين آدم و نوح الف سنة، و بين نوح و ابراهيم الف سنة، و بين ابراهيم و موسى سبعمائة سنة و بين موسى و عيسى خمسمائة سنة، و بين عيسى و محمد (صلی الله علیه و آله) ستمائة سنة.
2 - حواء عاشت 931 سنة ماتت بعد آدم.
3 - شداد بن عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح كان معاصرا لهود «ع» صاحب ارم (ذاتِ الْعِمادِ اَلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ) عاش 900 سنة ذكره في إكمال الدين و أخبار الدول.
4 - شيث بن آدم و هو لغة سريانية و معناه هبة اللّه أعطاه اللّه آدم بعد قتل هابيل بخمس سنوات و قد يطلق عليه «اورياء الثاني» و هو في اللغة السريانية بمعنى المعلم و أنزل اللّه عليه «50» صحيفة.
و في رواية 29 صحيفة محتوية على الحكم و الصنايع مثل الاكسير و الرياضيات و الهيئة. و عاش 912 سنة ذكره ابن الأثير ج 1 ص 19 و هو أول من حمل الوصاية بعد أبيه آدم من اللّه تعالى.
5 - انوش عاش 965 سنة ذكره في كنز الفوائد ص 245 و قيل 980 سنة.
6 - متوشلخ بن ادريس عاش 997 سنة.
ص: 293
7 - عديم من ملوك مصر عاش 926 سنة ذكره فى أخبار الدول.
8 - قينان عاش 920 سنة ذكره في كنز الفوائد ص 245.
9 - برد بن مهلائيل عاش 976 سنة.
10 - سربابك ملك الهند ذكره فى البحار ج 13 ص 76 عن علي بن عبد اللّه الاسواري عن مكي بن أحمد قال: سمعت اسحاق بن ابراهيم الطوسي و قد أتى عليه 97 سنة على باب يحيى بن منصور قال: رأيت سربابك ملك الهند فى بلد تسمى (صوح) فسألناه كم اتى عليك من السنين؟ قال: 935 سنة. و هو مسلم فزعم ان النبي (صلی الله علیه و آله) انفذ اليه عشرة من أصحابه منهم حذيفة بن اليمان و عمرو بن العاص و اسامة بن زيد و أبو موسى الأشعري و صهيب الرومي و غيرهم يدعونه الى الاسلام فاجاب و أسلم و قبل كتاب النبي (صلی الله علیه و آله). فقلت له: كيف تصلي مع هذا الضعف؟ فقال لي: قال اللّه عز و جل «اَلَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ». الآية فقلت له: ما طعامك؟ قال لي: آكل ماء اللحم و الكراث.
و سألته: هل يخرج منك شىء؟ فقال: في كل اسبوع مرة شيء يسير. و سألته عن أسنانه فقال: أبدلتها عشرين مرة. و رأيت له في اصطبله شيئا من الدواب أكبر من الفيل يقال له «زنجفيل» فقلت له: ما تصنع بهذا؟ قال: يحمل بثياب الخدم الى القصار و مملكته مسير أربع سنوات فى مثلها و مدينته طولها 50 فرسخا في مثلها و على كل باب منها عسكر مائة الف و عشرون الفا اذا وقع في أحد الأبواب حدث خرجت تلك الفرقة الى الحرب لا تستعين بغيرها. و هو فى وسط المدينة و سمعته يقول: دخلت المغرب فبلغت الى الرمل رمل عالج و سرت الى قوم موسى فرأيت سطوح بيوتهم مستوية و بيدر الطعام خارج القرية يأخذون منه القوت و الباقى يتركونه هناك و قبورهم في دورهم و بساتينهم في المدينة على فرسخين ليس فيهم شيخ و لا شيخة و لم أر فيهم علة و لا يعتلون الى أن يموتون و لهم أسواق اذا أراد الانسان منهم شراء شيء صار الى السوق فوزن لنفسه و أخذ ما يصيبه
ص: 294
و صاحبه غير حاضر و اذا أرادوا الصلاة حضروا فصلوا و انصرفوا لا يكون بينهم خصومة و لا كلام يكره إلا ذكر اللّه عز و جل و ذكر الموت.
1 - كيومرث عاش 1000 سنة و نسب اليه بناء اصطخر و دماوند.
2 - يوشالفرس بن كالب بن قينان و كان في الحسن و الوجاهة مثل يوسف كان الناس يفتنون به فخاف الفتنة فدعى اللّه أن يغير حسنه فصار مجدرا عاش في بني اسرائيل 1000 سنة.
3 - ضحاك عاش 1000 سنة. كما ذكره الطبري و في حبيب السير و في الغيبة الطوسية 1200 سنة.
4 - صاحب المهرجان على ما في الغيبة الطوسية عاش 1500 سنة.
5 - بخت نصر 1507 سنين و 50 يوما فى أخبار الدول انه بعد تخريبه بيت المقدس و قتله بني اسرائيل و رجوعه الى بابل مسخه اللّه سبع سنين أولا بصورة الأسد ثم بصورة النسر ثم بصورة البقر مسخه اللّه و قد قضى من عمره نحو 1500 سنة و خمسين يوما و مع زمان مسخه كان المجموع 1507 سنة و 50 يوما كما مر.
6 - بيوراسف بن ارونداسف عاش 1000 سنة ذكره في ج 1 من الكامل ص 131.
1 - نوح النبي عاش على المشهور 2500 سنة و قيل 2450 سنة و قيل غير ذلك.
ص: 295
2 - عناق بنت آدم عاشت 3000 سنة.
3 - عوج بن عناق عاش 3600 سنة و كان باقيا الى زمن موسى.
4 - لقمان الحكيم عاش 4000 سنة و قيل 1000 سنة و له مواعظ و نصائح كافية و لا بأس بالاشارة الى ترجمته و ما قيل فيه من انه نبي أو غير نبي و بعض نصائحه و حكمه. قال الشيخ الجليل أمين الاسلام: في ج 8 من تفسير المجمع ص 319 في تفسير قوله تعالى: «وَ لَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ»: أي أعطيناه العقل و العلم و العمل به و الاصابة في الامور. ثم قال: و اختلف فيه «فقيل» انه كان حكيما و لم يكن نبيا عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و أكثر المفسرين. «و قيل»: انه كان نبيا عن عكرمة و السدي و الشعبي و فسروا الحكمة هنا بالنبوة «و قيل»: انه كان عبدا أسود حبشيا غليظ المشافر مشقوق الرجلين و كان فى زمن داود «ع» و قال له بعض الناس: ألست ترعى معنا؟ فقال: نعم قال: فمن اين اوتيت ما أرى؟ قال: قدر اللّه و أداء الامانة و صدق الحديث و الصمت عما لا يعنيني «و قيل»:
انه ابن اخت أيوب، عن وهب. «و قيل»: انه كان ابن خالة أيوب، عن مقاتل. و روي عن نافع عن ابن عمر قال سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: حقا أقول لم يكن لقمان نبيا ولكن كان عبدا كثير التفكر حسن اليقين أحب اللّه فاحبه و منّ عليه بالحكمة كان نائما نصف النهار اذ جاءه نداء: يا لقمان هل لك أن يجعلك اللّه خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحق. فاجاب الصوت: ان خيرني ربي قبلت العافية و لم أقبل البلاء و ان عزم عليّ فسمعا و طاعة فاني أعلم انه ان فعل بي ذلك أعانني و عصمني. فقالت الملائكة بصوت لا يراهم: لم يا لقمان؟ قال: لأن الحكم أشد المنازل و اكدها يغشاه الظلم من كل مكان إن و فى فبالحرى أن ينجو، و ان أخطأ اخطأ طريق الجنة، و من يكن في الدنيا ذليلا و فى الآخرة شريفا خير من ان يكون في الدنيا شريفا و في الآخرة ذليلا، و من يختر الدنيا على الآخرة تفته الدنيا 37 ج 1: الشيعة و الرجعة
ص: 296
الدنيا و لا يصيب الآخرة. فتعجبت الملائكة من حسن منطقه فنام نومة فاعطى الحكمة فانتبه يتكلم بها ثم كان يؤازر داود بحكمه فقال له داود: طوبى لك أعطيت الحكمة و صرفت عن البلوى.
و فيه ص 316 في نبذ من حكمه: ان مولاه دعاه فقال: اذبح شاة فأتني باطيب مضغتين منها. فذبح شاة و أتاه بالقلب و اللسان ثم أمره بمثل ذلك بعد أيام و أن يخرط منها أخبث مضغتين فاخرج القلب و اللسان فسأله عن ذلك فقال: انهما أطيب شيء اذا طابا، و اخبث شيء اذا خبثا.
و قيل: ان مولاه دخل المخرج فأطال فيه الجلوس فناداه لقمان: ان طول الجلوس على الحاجة يفجع من الكبد و يورث منه الباسور و يصعد الحرارة الى الرأس فاجلس هونا. قال فكتب حكمته على باب الحش «الى أن نقل» عن أبي عبد اللّه الصادق (ع) انه قال: و اللّه ما اوتي لقمان الحكمة بحسب و لا مال و لا بسط فى جسم و لا جمال ولكنه كان قويا في أمر اللّه متورعا في اللّه ساكتا سكيتا عميق النظر طويل الفكر حديد البصر لم ينم نهارا قط، و لم يتكي في مجلس قوم، و لم يبعث بشيء قط، و لم يره من الناس على بول و لا غائط قط و لا على اغتسال لشدة تستره و تحفظه في أمره، و لم يضحك من شيء قط، و لم يغضب قط مخافة الاثم فى دينه و لم يمازح انسانا قط، و لم يفرح بما اوتيه من الدنيا و لا حزن منها على شيء قط، و قد نكح من النساء و ولد له الأولاد الكثيرة و قدم أكثرهم أفراطا فما بكى على موت أحدهم و لم يمر بين رجلين يقتتلان أو يختصمان إلا أصلح بينهما تحاجزا، و لم يسمع قولا من أحد استحسنه قط إلا سأله عن تفسيره و عمن أخذه و يكثر مجالس الفقهاء و العلماء و كان يغشى القضاة و الملوك و السلاطين لعزتهم باللّه و طمأنينتهم فى ذلك و يتعلم ما يغلب به نفسه و يجاهد به هواه أو يحترز من السلطان، و كان يداوي نفسه بالتفكير و العبر و كان لا يظعن إلا فيما ينفعه و لا ينظر إلا فيما يعنيه فبذلك اوتي الحكمة و منح القضية.
ص: 297
و في ج 7 من بحار الأنوار ص 324 عن المسعودي: كان لقمان «نوّبيا» مولى لقين بن خسر ولد على عشر سنين من ملك داود و كان عبدا صالحا و منّ اللّه عليه بالحكمة و لم يزل في فيافى الأرض مظهرا للحكمة و الزهد في هذا العالم الى أيام يونس بن متى حتى بعث الى أهل نينوى من بلاد الموصل.
و فيه ص 321 نقلا عن الخصال باسناده عن الصادق (ع) قال: فيما أوصى به لقمان ابنه ناثان قال: يا بني اجعل فى أيامك و لياليك و ساعتك نصيبا لك في طلب العلم فانك لن تجد له تضيعا مثل تركه. يا بني، لكل شيء علامة يعرف بها و يشهد عليها و ان للدين ثلاث علامات: العلم و الايمان و العمل به. و ان للايمان ثلاث علامات: الايمان باللّه و كتبه و رسله. و للعالم ثلاث علامات العلم باللّه و بما يحب و يكره و للعامل ثلاث علامات: الصلاة و الصيام و الزكاة. و للمتكلف ثلاث علامات: ينازع من فوقه و يقول ما لا يعلم و يتعاطى ما لا ينال. و للظالم ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية و من دونه بالغلبة و يعين الظلمة. و للمنافق ثلاث علامات: يخالف لسانه قلبه و قلبه فعله و علانيته سريرته. و للآثم ثلاث علامات:
يخون و يكذب و يخالف ما يقول. و للمرائي ثلاث علامات: يكسل اذا كان وحده و ينشط اذا كان الناس عنده و يتعرض فى كل أمر. و للمحمدة و الحاسد ثلاث علامات: يغتاب اذا غاب و يتملق اذا شهد و يشهد بالمصيبة و للمسرف ثلاث علامات: يشتري ما ليس له و يلبس ما ليس له و يأكل ما ليس له و للكسلان ثلاث علامات: يتوانى حتى يفرط و يفرط حتى يضيع و يضيع حتى يأثم. و للغافل ثلاث علامات: السهو و اللهو و النسيان. قال حماد بن عيسي قال أبو عبد اللّه (ع) و لكل واحدة من هذه العلامات شعب يبلغ العلم بها أكثر من الف باب و الف باب و الف باب فكن يا حماد طالبا للعلم في الليل و النهار فان أردت أن تقر عينيك و تنال خير الدنيا و الآخرة فاقطع الطمع مما في أيدي الناس و عدّ نفسك في الموتى و لا تحدث لنفسك انك فوق أحد من الناس و اخزن لسانك كما تخزن مالك. و قال:
ص: 298
يا بني اتخذ الف صديق و الف قليل و لا تتخذ عدوا واحدا و الواحد كثير. فقال أمير المؤمنين (ع):
تكثر من الاخوان ما اسطعت انهم عماد اذا ما استنجدوا و ظهور
و ليس كثيرا الف خل و صاحب و ان عدوا واحدا لكثير
«يا بني» ليكن ممن تتسلح به عنقك فتصرعه المماسحة و اعلان الرضا و لا تزاوله بالمجانبة فيبدو له ما في نفسك فيتأهب لك. يا بني اني حملت الجندل و الحديد و كل حمل ثقيل فلم أحمل شيئا أثقل من جار السوء، و ذقت المرارات كلها فلم أذق شيئا أمر من الفقر. يا بني خف اللّه خوفا لو أتيت يوم القيامة ببر الثقلين خفت أن يعذبك اللّه و أرج اللّه رجاء لو وافيت القيامة باثم الثقلين رجوت أن يغفر اللّه لك. فقال له ابنه: يا أبة و كيف أطيق هذا و إنما لي قلب واحد؟ فقال له لقمان:
يا بني لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران نور للخوف و نور للرجاء لو وزنا لما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرة فمن يؤمن باللّه إيمانا صادقا يعمل للّه خالصا ناصحا فقد آمن باللّه صادقا و من يطع اللّه خافه و من خافه فقد أحبه و من أحبه اتبع أمره و من اتبع أمره استوجب جنته و مرضاته و من لم يتبع رضوان اللّه فقدهان عليه سخطه نعوذ باللّه من سخط اللّه. يا بني لأتركن الى الدنيا و لا تشغل قلبك بها فما خلق اللّه خلقا هو أهون عليه منها الا ترى انه لم يجعل نعيمها ثوابا للمطيعين و لم يجعل بلائها عقوبة للعاصين.
5 - لقمان بن عاد صاحب النسور عاش 3500 سنة ذكره في أخبار الدول.
يقول: لقمان بن عاد صاحب النسور و هو بقية آدم الاولى بعثه عاد مع الوفد الى الحرم يستسقون فدعوا و سأل هو البقاء و اختار عمر سبعة أنسر كلما هلك نسر أخذ مكانه آخر يأخذ النسر و هو فرخ فيربيه الى أن يموت لقد اختلف الناس في عمر النسر و عامتهم على انه يعيش 500 سنة فعلى هذا لقمان عاش 3500 سنة و لم يبلغ هذا العمر من بني آدم أحد غيره و غير عوج بن عناق و قيل انه عاش 3800 سنة
ص: 299
لأنه كان له قبل أن يأخذ النسور 300 سنة من العمر و اللّه تعالى أعلم.
«قلت»: قوله لم يبلغ هذا العمر من بني آدم الخ غير صحيح لان «الخضر» عليه السلام أطول عمرا من لقمان فكان ينبغي أن يقول و لم يبلغ هذا العمر من بني آدم أحد من بعد الخضر غير لقمان و غير عوج بن عناق. قال في المستطرف فى ج 2 ص 33 و ذكر ان لقمان عاش 3500 سنة.
فيمن بلغ الألاف و يبقى الى ظهور المهدي المنتظر «عج» أو الى يوم المحشر:
1 - الخضر الذي كان موسى بن عمران في عصره و هو خضرون بن قابيل على ما تقدم في ص 64 من هذا الكتاب نقلا عن السجستاني انه قال ان أطول بني آدم عمرا الخضرون بن قابيل و لعله قد جاوز 9000 سنة.
و فى المستطرف ج 2 ص 33 يقول و أما الخضر «ع» فاسمه خضرون فهو اطول بني آدم عمرا.
و في كنز الفوائد يقول: و من المعمرين الخضر المتصل بقاؤه الى آخر الزمان و مما جاء من حديثه: ان آدم «ع» لما حضره الموت جمع بنيه فقال: يا بني ان اللّه تبارك و تعالى منزل على أهل الأرض عذابا فليكن جسدي معكم في المغارة حتى اذا هبطتم فابعثوا بي فادفنوني بأرض الشام فكان جسده معهم فلما بعث اللّه نوحا ضم ذلك الجسد و أرسل اللّه الطوفان على الأرض فغرقت الأرض زمانا فجاء نوح «ع» حتى نزل ببابل و أوصى بنيه الثلاثة و هم سام و يافث و حام أن يذهبوا بجسده الى المكان الذي أمرهم أن يدفنوه فيه فقالوا الأرض وحشة لا انيس بها و لا يهتدي الطريق ولكن تكف حتى يأمن الناس و يكثروا و تأنس البلاد و تجف فقال لهم ان آدم قد دعى اللّه أن يطيل عمر الذي يدفنه الى يوم القيامة فظل جسد آدم حتى كان
ص: 300
الخضر هو الذي تولى دفنه أنجز اللّه تعالى وعده الى ما شاء اللّه أن يحيى. و هذا حديث قد رواه مشايخ الدين و ثقات المسلمين.
«قلت» لا بأس بالاشارة الى ترجمته بنحو الاجمال:
«أما نسبه» ففيه أقوال كثيرة ربما تبلغ الى عشرة و الصحيح على ما ذكره في ج 7 من بحار الأنوار ان اسمه الياس بن ملكان بن عامر بن أرفحشد بن سام بن نوح.
و في الاصابة ج 1 ص 429 يقول: (القول الثالث): ما عن جابر عن وهب بن منبه. انه بليان بن ملكان بن فالغ بن شالخ بن عامر بن أرفحشد بن سام بن نوح.
و قيل: انه من ولد بعض من كان من آمن بابراهيم و هاجر من أرض بابل حكاه ابن جرير الطبري في تاريخه ص 188 ج 1.
و قيل كان أبوه فارسيا و امه رومية. و قيل بالعكس كما في الاصابة ص 429 ج 1:
«و أما سبب تسميته» خضرا قيل انه جلس على فروة بيضاء فاذا هي تهتز تحته خضراء. هذا لفظ من رواية ابن المبارك.
و فى «كتبنا» في ج 7 من بحار الأنوار ص 296 ما بقرب منه.
و في مجمع البحرين في مادة خضر قال: و اختلف في وجه تسميته بالخضر فقيل: سمي به لأنه كان اذا صلى اخضر ما حوله.
و قيل: انه كان في أرض بيضاء فاذا هي تهتز خضرا من خلفه.
و في معاني الأخبار في وجهه قال: لأنه كان لا يجلس على خشبة يابسة إلا اخضرت.
«و أما كونه نبيا» اختلف العلماء فيه فالأكثرون على انه نبي محتجين بقوله تعالى: «وَ ما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي» و بانه أعلم من موسى و مما نقل من وصاياه لموسى
ص: 301
عند الافتراق «يا موسى اجعل همك فى معادك و لا تخض في ما لا يعنيك و لا تترك الخوف في أمنك و لا تيأس من الأمن في خوفك» فقال له موسى: زدني؟ فقال الخضر: «لا تضحك من غير عجب و لا تعير أحد الخاطئين بعد الندم، و ابك على خطيئتك يا ابن عمران، يا موسى، لا تطلب العلم لتحدث به و اطلب العلم لتعمل به و اياك و الغضب إلا في اللّه و لا ترض على احد إلا في اللّه و لا تحب لدنيا و لا تبغض لدنيا فان ذلك يخرج من الايمان و يدخل في الكفر.
و في الاصابة ج 1 ص 430 باسناده عن محمد بن اسحاق و بعض أهل الكتاب: انه أرسل الى قومه فاستجابوا له و نصر هذا القول أبو الحسن الرماني ثم ابن الجوزي. و قال الثعلبي: هو نبي على جميع الأقوال معمر محجوب عن الأبصار.
و فيها ص 431 و مما يستدل به على نبوته ما أخرجه عبد بن الحميد من طريق ربيع بن أنس قال: قال موسى - لما لقي الخضر -: «السلام عليك يا خضر» فقال:
«و عليك السلام يا موسى» قال: «و ما يدرك اني موسى؟» قال: «أدراني بك الذي أدراك بي».
و في تفسير النيسابوري ص 8 في هامش تفسير الطبري: روي ان موسى لما وصل اليه قال: (السلام عليك) فقال: (و عليك السلام يا نبي بني اسرائيل) فقال: من عرفك هذا؟ قال: الذي بعثك إلي.
«و أما سبب طول عمره»: فقد ذكر في الاصابة ج 1 ص 431 بمثل ما ذكرنا عن الحافظ الكراچكي في كنزه و ذكر باسناده عن معتمر بن سليمان عن أبي جعفر عن أبيه عليهما السلام انه سئل عن ذي القرنين فقال: كان عبدا من عباد اللّه صالحا و كان من اللّه بمنزلة ضخم و كان قد ملك بين المشرق و المغرب و كان له خليل من الملائكة يقال له «رفائيل» و كان يزوره فبينما هما يتحدثان إذ قال له:
حدثني كيف عبادتكم في السماء فبكى و قال: و ما عبادتكم عند عبادتنا ان في السماء لملائكة قياما لا يجلسون أبدا و سجودا لا يرفعون أبدا و ركعا لا يقومون
ص: 302
أبدا يقولون: «ربنا ما عبدناك حق عبادتك». فبكى ذو القرنين ثم قال: يا رفائيل اني أحب أن أعمر حتى أبلغ عبادة ربي حق عبادته. قال: و تحب ذلك؟ قال: نعم قال: فان للّه عينا تسمى عين الحياة من شرب منها شربة لم يمت أبدا حتى يكون هو الذي يسأل ربه الموت قال ذو القرنين: فهل تعلم موضعها. قال:
لا غير إنا نتحدث في السماء ان للّه ظلمة في الأرض لم يطأها انس و لا جان فنحن نظن ان تلك العين في تلك الظلمة فجمع ذو القرنين علماء الأرض فسألهم عن عين الحياة فقالوا: لا نعرفها. قال: فهل وجدتم في علمكم ان للّه ظلمة؟ فقال عالم منهم: لم تسأل عن هذا فاخبره فقال:
اني قرأت في وصية آدم ذكر هذه الظلمة و انها عند قرن الشمس. فتجهز ذو القرنين و سار 12 سنة الى أن بلغ طرف الظلمة، فاذا هي ليست بليل و هي تفور مثل الدخان فجمع العساكر و قال: اني اريد أن أسلكها فمنعوه فسأله العلماء الذين معه أن يكف لئلا يسخط اللّه عليهم فابى فانتخب من عسكره 6000 رجل على 6000 فرس انثى بكر و عقد للخضر على مقدمته فى الفي رجل، الخضر بين يديه و قد عرف ما يطلب و كان ذو القرنين يكتمه ذلك فبينما هو يسير إذ عارضه واد فظن ان العين في ذلك الوادي فلما أتى شفير الوادي استوقف أصحابه و توجه فاذا هو على حافة عين من ماء فنزع ثيابه فاذا ماء أشد بياضا من اللبن و أحلى من الشهد فشرب منه و توضأ و اغتسل ثم خرج فلبس ثيابه و توجه و مرّ ذو القرنين فأخطأ الظلمة.
الحديث،
و فيه عن الثعلبي ص 432: يقال ان الخضر لا يموت إلا فى آخر الزمان عند رفع القرآن!
و قال النووي في تهذيبه: قال الأكثرون من العلماء انه حي موجود بين أظهرنا و ذلك متفق عليه عند الصوفية و أهل الصلاح و المعرفة و حكايتهم في رؤيته و الاجتماع معه و الأخذ عنه و سؤاله و جوابه و وجوده في المواضع الشريفة و مواطن
ص: 303
الخير اكثر من أن تحصى و أشهر من أن تذكر. و قال أبو عمرو بن الصلاح في فتاويه: هو حي عند جماهير العلماء و الصالحين و العامة منهم.
و أما اجتماع جماعة مع الخضر و الياس ففي الاصابة ج 1 ص 444 في حرف (الخاء) باسناده عن محمد بن المنكدر انه قال: فبينما عمر بن الخطاب يصلي على جنازة إذ هاتف يهتف من خلفه: ألا لا تستبقان بالصلاة يرحمك اللّه، فانتظره حتى لحق. الصف فكبر فقال: ان تعذبه فقد عصاك و أن تغفر له فانه فقير الى رحمتك. فنظر عمر و أصحابه الى الرجل. فلما دفن الميت سوى الرجل عليه عن تراب القبر ثم قال: طوبى لك يا صاحب القبر لو لم تكن عريفا أو كاتبا أو شرطيا فقال عمر: خذوا لي هذا الرجل: فسأله عن صلاته و عن كلامه فتولى الرجل عنهم فاذا أثر قدمه ذراع فقال عمر: هذا هو و اللّه الخضر الذي حدثنا به النبي (صلی الله علیه و آله).
و فيه عن ابن أبي الدنيا باسناده الى محمد قال: بينما رجل يمشي يبيع شيئا و يحلف قام عليه شيخ فقال. يا هذا بع و لا تحلف، فعاد يحلف فقال: اقبل على ما يعنيك. قال: هذا ممن يعنيني. ثم قال: آثر الصدق على ما يضرك على الكذب فيما ينفعك و تكلم فاذا انقطع علمك فاسكت و اتهم الكاذب فيما يحدثك به غيرك فقال: اكتبني هذا الكلام فقال: ان يقدر شيء يكن ثم لم يره. فكانوا يرون انه الخضر.
و فيه نظيره عن ابن عمر. و فيه ص 445 عن أبي الدنيا باسناده عن محمد بن يحيى قال: قال علي بن أبي طالب «ع»: بينما أنا اطوف بالبيت إذ أنا برجل معلق بالأستار و هو يقول: «يا من لا يشغله شيء عن سمع يا من لا يغلطه السائلون يا من لا يتبرم بالحاح الملحين أذقني برد عفوك و حلاوة رحمتك». قال: قلت: دعاؤك هذا عافاك اللّه أعده. قال: و قد سمعته؟ قلت: نعم قال: فادع به دبر كل صلاة فو الذي نفس الخضر بيده لو أن عليك من الذنوب عدد نجوم السماء و حصى 38 ج 1: الشيعة و الرجعة
ص: 304
الأرض لغفر اللّه لك أسرع من طرفة عين.
«أقول» العجب من ان ابن الجوزي ما ضعّف هذا الحديث مع ان دأبه ذلك.
و ذكر في الاصابة عن الدينوري قال: و قد روى أحمد بن حرب النيسابوري باسناده عن يزيد بن الأصم عن علي بن أبي طالب «ع» نحوه. لكن قال: فقلت:
يا عبد اللّه أعد الكلام. قال: و سمعته؟ قلت: نعم. قال و الذي نفس الخضر بيده - و كان الخضر يقولهن عند دبر الصلاة المكتوبة - لا يقولها أحد دبر الصلاة المكتوبة إلا غفرت ذنوبه و ان كانت مثل رمل عالج و عدد القطر و ورق الشجر و رواه محمد بن معاذ الهروي.
«قلت»: و الدعاء المزبور في كتبنا أيضا موجود في التعقيبات المشتركة فراجع.
و أما الياس النبى «ع» ففى الكتاب ص 448 ج 1 باسناده عن أبي جعفر الكوفي عن أبي عمر النصيبي قال: خرجت أطلب مسلمة بن مصقلة بالشام و كان يقال انه من الابدال فلقيته بوادي الاردن فقال لي: ألا اخبرك بشيء رأيته اليوم في هذا الوادي؟ قال: قلت: بلى. قال: دخلت اليوم هذا الوادي فاذا أنا بشيخ يصلي فالقي في روعي انه الياس النبي «ع» فدنوت منه و سلمت عليه فرجع فلما جلس سلم عن يمينه و شماله ثم أقبل علي و قال: و عليك السلام. فقلت: من أنت يرحمك اللّه؟ فقال: أنا الياس النبي. قال: فاخذتني رعدة شديدة حتى خررت على قفاي فدنى مني فوضع يده بين يدي فوجدت بردها بين كتفي. فقلت: يا نبى اللّه ادع لي أن يذهب عني ما أجد حتى أفهم كلامك فدعا لي بثمانية أسماء خمسة بالعربية و ثلاثة بالسريانية فقال: يا واحد يا أحد يا صمد يا فرد يا وتر و دعا بالثلاثة الأسماء الاخر فلم أعرفها ثم أخذ بيدي فاجلسني فذهب عني ما كنت أجده فقلت يا نبي اللّه هل في الأرض اليوم من الابدال أحد؟ قال: نعم هم ستون رجلا، منهم خمسون فيما بين العريش الى الفرات. و منهم ثلاثة بالمصيصة و واحد بانطاكية
ص: 305
و سائر العشرة فى سائر أمصار العرب. قلت: يا نبي اللّه هل تلتقى أنت و الخضر؟ قال: نعم نلتقي في كل موسم بمنى. قلت: فما يكون من حديثكما؟ قال: يأخذ من شعري و آخذ من شعره - الحديث.
و فيه ص 449 عن داود بن مهران عن شيخ عن حبيب الى محمد انه رآى رجلا. فقال له من أنت؟ قال: أنا الخضر.
و عن محمد بن عمران عن جعفر الصادق عليه السلام: انه كان مع أبي رجل فسأله عن مسائل، قال: فامرني أن أرد الرجل فلم اجده. فقال: ذاك الخضر.
و عن النيشابوري قيل: ان الياس موكل بالفيافي كما و كل الخضر بالبحار و هما آخر من يموت من بني آدم.
و قيل: ان الياس صاحب البراري و الخضر صاحب الجزائر، و يجتمعان في يوم عرفة بعرفات.
و عن سبط ابن الجوزي في تذكرته: ان جماعة طالت أعمارهم كالخضر و الياس فانها لا تدرى كم لها من السنين فانما يجتمعان في كل عرفة فيأخذ هذا من شعر هذا و هذا من شعر هذا.
و عن شرح التفتازاني للعقائد: قد ذهب العظماء من العلماء الى ان أربعة من الأنبياء فى زمرة الحياة، الخضر و الياس في الارض و عيسى و ادريس فى السماء.
و عن الفتوحات للعارف العربي المكي: ان العالم لا يخلو زمانا من قطب يكون فيه كما في الرسل و لذلك أبقى اللّه من الرسل بايجادهم في الدنيا أربعة و هم ادريس و الياس و عيسى و واحد حامل للعلم اللدني و هو الخضر. (الى ان يقول): فادريس في السماء الرابعة، و عيسى فى السماء الثانية و الياس و الخضر فى الأرض.
«قلت»: و من المضحكات في قبال هؤلاء الأكابر و أهل العرفان و الكشف كما هو المحقق عندهم تضعيف بعض من لا حق له بالتدخل فى هذه المسائل فترك ذكره أولى و احرى مع كون المسألة عند اعظم المفسرين كالطبري و النيشابوري
ص: 306
و الجزري و غيرهم من المسلمات فراجع و تأمل.
و أما في اخبارنا: على ما في البحار ج 7 ص 292 نقلا عن العلل باسناده عن جعفر بن محمد (ع) انه قال: ان الخضر كان نبيا مرسلا بعثه اللّه الى قومه فدعاهم الى توحيده و الاقرار بانبيائه و رسله و كتبه و كانت آيته انه كان لا يجلس على خشبة يابسة و لا ارض بيضاء إلا أزهرت خضراء و إنما سمي خضرا لذلك و كان اسمه (بليان ابن ملكان بن عابر الخ) ثم بينّ فيه قصته مع موسى بن عمران و ما وقع بينهما من قصة الغلام و قتله و السفينة و كسرها و الجدار الخ.
و فيه ص 296 عن القصص باسناده عن الصادق جعفر بن محمد «ع» قال:
ان موسى بن عمران حين أراد أن يفارق الخضر قال له: اوصني. فكان مما أوصاه:
«إباك و اللجاجة و أن تمشي في غير حاجة و أن تضحك من غير عجب» الحديث.
و فيه باسناده عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: كان آخر ما أوصى به الخضر موسى بن عمران قال له: «لا تعيرن احدا بذنب و ان احب الامور الى اللّه عز و جل ثلاثة: القصد في الجدة، العفو فى المقدرة، الرفق بعباد اللّه. و ما رفق احد بأحد في الدنيا إلا رفق اللّه عز و جل به يوم القيامة و رأس الحكمة مخافة اللّه تعالى».
و فيه ص 296 عن الصدوق باسناده عن ابي جعفر «ع» قال: لقي موسى العالم(1) و كلمه و سأله: نظر الى خطاف ترتفع فى الماء و تسفل في البحر فقال العالم لموسى: اتدري ما تقول هذه الخطاف؟ قال: و ما تقول؟ قال: تقول: و رب السموات و الأرض و رب البحر ما علمكما عن علم اللّه إلا قدر ما اخذت بمنقاري من هذا البحر و اكثر و لما فارقه موسى قال موسى: اوصني فقال للخضر: «إلزم ما لا يضرك معه شيء كما لا ينفعك مع غيره شيء».
اما كونه صاحب موسى بن عمران و انه هو العالم الذي أمره اللّه تبارك و تعالى بطلبه إذ ظن انه لا احد في الأرض أعلم منه هو الخضر و رسول اللّه كانر.
ص: 307
اعلم خلق اللّه بالكائن من الامور الماضية ذكره الطبري فى تاريخه ج 1 ص 881 عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله).
و فيه ج 1 ص 189 باسناده عن سعيد قال: قلت لابن عباس: ان نوفا يزعم ان الخضر ليس بصاحب موسى. فقال: كذب عدو اللّه حدثنا ابي بن كعب عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: ان موسى قام في بني اسرائيل خطيبا فقيل: اي الناس اعلم؟ فقال: انا فعتب اللّه عليه حين لم يرد العلم اليه، فقال: بل عبد لي عند مجمع البحرين. فقال: يا رب كيف لي به؟ فقال: تأخذ حوتا فتجعله في مكتل فحيث تفقده فهو هناك. الحديث.
و في المستدرك ج 2 ص 573 باسناده عن سعيد مثله الخ.
و في الكامل ج 1 ص 155 مثله.
و في تفسير الطبري ج 15 ص 180 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مثله الخ. و الحاصل كون الخضر هو صاحب موسى بن عمران مما لا اشكال فيه.
«و اما مصاحبته للنبي (صلی الله علیه و آله)» ففي الاصابة ص 436 في حرف (الخاء) باسناده عن عبد اللّه بن عمران بن عوز عن ابيه عن جده: ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) كان في المسجد فسمع كلاما من ورائه فاذا هو بقائل يقول: (اللهم اعني على ما ينجيني) فقال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) حين سمع ذلك: الا تضم اليها اختها. فقال الرجل: «اللهم ارزقني شوق الصالحين الى ما شوقتهم اليه». فقال النبي (صلی الله علیه و آله) لأنس بن مالك: اذهب يا انس فقل له: يقول لك رسول اللّه: تستغفر لي.
فجاء انس فبلغه فقال الرجل: يا انس انت رسول رسول اللّه إلي فارجع فاستتبه فقال النبي (صلی الله علیه و آله): قل له: نعم فقال له: اذهب فقل له: ان اللّه فضلك على الأنبياء مثل ما فضل به رمضان على الشهور، و فضل امتك على الامم مثل ما فضل بوم الجمعة على سائر الأيام. فذهب ينظر اليه فاذا هو الخضر.
«قلت»: و جاء هذا الخبر من غير رواية كثير بن عبد اللّه. قال ابو
ص: 308
الحسين بن مناد: أخبرني ابو جعفر احمد بن نظر العسكري، عن محمد بن سلام المنجي و اخرج ابن عساكر من طريق محمد بن الفضل بن جابر، عن محمد بن سلام عن وضاح بن عباد الكوفى، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن أنس بن مالك و غيرهم فلا يعبأ بتضعيف من لا خبرة له و لا حظ له من العلم فان لكل شيء اهلا.
«و أما بقاؤه» بعد النبي (صلی الله علیه و آله) فقد ذكره فى الاصابة ج 1 ص 441 و ص 442 باسناده عن علي بن أبي علي الهاشمي، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن ابيه ان علي بن أبي طالب «ع» قال: لما توفي النبي (صلی الله علیه و آله) و جاءت التعزية فجاءهم آت يسمعون حسه و لا يرون شخصه فقال: «السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون اجوركم يوم القيامة ان فى اللّه عزاء من من كل مصيبة و خلفا من كل هالك و دركا من كل ما فات، فباللّه فثقوا و إياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب(1)» قال جعفر: أخبرني أبي ان علي بن ابي طالب «ع» قال: تدرون من هذا؟ هذا الخضر. و من غير هذا الطريق مثله بطرق متعددة:
«منها» ما عن محمد بن منصور.
«و منها» ما عن أبي الفضل بن الحسين.
«و منها» ما عن البيهقي فى الدلائل.».
ص: 309
«و منها» ما عن سيف بن عمر التميمي، و غير ذلك من الروايات.
و في رواياتنا انه: لما قتل علي «ع» جاء الخضر و وقف على باب علي باكيا آخذا بعضادتي الباب قائلا: «رحمك اللّه يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما و اخلصهم إيمانا. الخ». و سكت القوم حتى انقضى كلامه و بكى أصحاب رسول اللّه ثم طلبوه فلم يصادفوه. فال الحافظ خاتم المحدثين المجلسى في ج 22 من بحاره في البيان: إنما أوردنا هذا الخبر لأن المتكلم كان الخضر «ع». و ذكر في إكمال الدين ص 218.
«قلت»: و إنما بسطنا الكلام فى الخضر «ع» ليتنبه الخصم العنود و ليعلم بان للّه تعالى أنواعا و انحاء من اللطف و إنما أخرّ الخضر طيلة هذه المدة لعلمه بانه ستأتي نفوس شريرة يتبعون الشهوات و يوقعون فى أذهان بسطاء العقول الشبهات و يستشكلون فى طول عمر المهدي المنتظر «عج» فارغم اللّه انوفهم إظهارا لقدرته الكاملة و إعلانا بان اعطاء الحياة زيادة و نقيصة بيده الباسطة يعطي لمن يشاء بما يشاء و يمنع عمن يشاء حسبما يراه من المصلحة و لا يسأل عما يفعل و هم يسألون فابقاء الخضر و تأخيره إنما هو إتمام للحجة «ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حيى عن بينة» و للّه الحجة البالغة و بيده أزمة الامور و هو على كل شىء قدير.
ثم انه يلحق بالمعمرين جماعة اخرى أشرنا اليهم فى بعض تعاليقنا من المغربي و المشرقي و غيرهما.
«الأول» «رزين بن برثملا» وصي العبد الصالح عيسى بن مريم قال في حياة الحيوان ج 1 ص 50 فى باب خلافة عمر بن الخطاب نقلا عن الفضائلي فراجع هناك و فى كنز الفوائد ذكره ص 95 مع اختلاف في الاسم و غيره فراجع.
ص: 310
«الثاني» ما ذكره الشيخ الامام الصدوق ص 297 في «إكمال الدين» في حديث معمر المغربي المعروف «بأبي الدنيا» و اسمه علي بن عثمان بن خطاب بن مرة ابن مزيد باسناده عن أبي سعيد بن عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب بن نصر الشجري عن أبي بكر محمد بن الفتح المرجي و أبي الحسن علي بن الحسن بن الاسكى ختن أبي بكر قالا لقينا بمكة رجلا من أهل المغرب فدخلنا عليه مع جماعة من أصحاب الحديث ممن كان حضر الموسم في تلك السنة و هي سنة 309 فرأينا رجلا أسود الرأس و اللحية كأنه شن بال و حوله جماعة هم أولاده و أولاد أولاده و مشايخ من أهل بلاده و ذكروا انهم من أقصى بلاد المغرب تعرف «باهرة العليا» و شهدوا هؤلاء المشايخ إنا سمعنا آبائنا حكوا عن آبائهم و أجدادهم إنا عهدنا هذا الشيخ المعروف «بأبي الدنيا» معمر و اسمه علي بن عثمان و ذكروا انه «همداني» و كان أصله من «صعيد اليمن» فقلت له أنت رأيت علي بن أبي طالب فقال بيده ففتح عينيه قد كان وقع حاجباه عليهما ففتحهما كأنهما سراجان و قال رأيته بعيني هاتين و كنت خادما له و كنت معه في وقعة صفين و هذه الشجة من دابة «علي ع» و أرانا اثرها على حاجبه الأيمن و شهد جماعة الذين كانوا حوله من المشايخ و من حفدته و اسباطه بطول العمر و انهم منذ ولدوا عهدوه على هذه الحالة و كذا سمعنا من آبائنا و أجدادنا ثم إنا فاتحناه و سألناه عن قصته و حاله و سبب طول عمره فوجدناه ثابت العقل يفهم ما يقال له و يجيب عنه بلب و عقل فراجع اكمال الدين.
فذكر انه كان له والد قد نظر في الكتب الأوائل و قرأها و قد كان وجد فيها ذكر نهر الحيوان و انها تجري في الظلمات و انه من شرب منها طال عمره فحمله الحرص على دخول الظلمات فتحمل و تزود حسب ما قدر انه يكتفى به في مسيره فاخرجني معه و أخرج معنا خادمين باذلين و عدة جمال لبون عليها روايانا و زادنا و أنا يومئذ ابن ثلاثة عشر سنين فسار بنا الى أن وافينا طرف الظلمات ثم دخلنا الظلمات فسرنا فيها نحو ستة أيام و لياليها و كنا نميز بين الليل و النهار بان النهار كان
ص: 311
أضوء قليلا و أقل ظلمة من الليل فنزلنا بين جبال و أودية و ربوات و قد كان والدي يطوف في تلك البقعة في طلب النهر لأنه وجد فى الكتب التي قرأها ان مجرى نهر الحيوان في ذلك الموضع فاقمنا في تلك البقعة أياما حتى فنى الماء الذي كان معنا و اسقيناه جمالنا و لو لا ان جمالنا كانت لبونا لهلكنا و تلفنا عطشا و كان والدي يطوف في تلك البقعة في طلب النهر و يأمر أن نوقد نارا لنهتدي بضوئها اذا أراد الرجوع الينا فمكثنا فى تلك البقعة نحو خمسة أيام و والدي يطلب النهر و لا يجده و بعد الاياس عزم على الانصراف حذرا من التلف لفناء الزاد و الماء و الخدم الذين كانوا معنا ضجروا و خشوا التلف على أنفسهم و الحوا على والدي بالخروج من الظلمات فقمت يوما من الرحل لحاجتي فتباعدت الرحل قدر رمية سهم فعثرت بنهر ماء أبيض اللون عذب لذيذ لا بالصغير من الانهار و لا بالكبير و يجري جريا لينا فدنوت منه و غرفت منه بيدي غرفتين أو ثلاث فوجدته عذبا باردا لذيذا فبادرت مسرعا و بشرت الخدم باني قد وجدت الماء فحملوا ما كان معنا من القرب و الأدوات لنملئها و لم اعلم ان والدي فى طلب ذلك النهر و كان سروري بوجود الماء لما كنا عدمنا الماء و فنى ما كان معنا و كان والدي في ذلك الوقت غائبا عن الرحل مشغولا بالطلب فجهدنا و طفنا ساعة حوالية على أن نجد النهر فلم نهتدي اليه حتى ان الخدم كذبوني و قالوا لي: لم نصدق فلما انصرفت الى الرحل و انصرف والدي أخبرته بالقصة. «فقال»: يا بني الذي أخرجني الى هذا المكان و تحمل الخطر كان لذلك النهر و لم أرزق أنا و أنت رزقته و سوف يطول عمرك حتى تمل الحيوة و دخلنا منصرفين و عدنا الى أوطاننا و بلدنا و عاش والدي بعد ذلك سنينا ثم توفى فلما بلغ سني قريبا من ثلاثين سنة و كان قد اتصل بنا «وفاة النبي (صلی الله علیه و آله)» و وفاة الخليفتين بعده خرجت حاجا فلحقت آخر أيام عثمان فمال قلبي من بين جماعة أصحاب النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم الى «علي بن ابي طالب ع» فاقمت معه أخدمه و شهدت 39 ج 1: الشيعة و الرجعة
ص: 312
معه و بايع.
«و في وقعة صفين» أصابتني هذه الشجة من دابته فما زلت مقيما معه الى أن مضى لسبيله فالح علي أولاده و حرمه ان اقيم معهم فلم أقم و انصرفت الى بلدي و الى هذه الغاية ما خرجت فى سفر إلا ما كان الملوك في بلاد المغرب يبلغهم خبري بطول عمري فيشخصوني عن سبب طول عمري و عما شاهدت و كنت أتمنى و أشتهي أن احج حجة اخرى فحملني هؤلاء حفدتي و اسباطي الذين ترونهم حولي و ذكر ان اسنانه سقطت مرتين أو ثلاث فسألناه أن يحدثنا بما سمعه من أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب «ع» فذكر انه لم يكن له حرص و لا همة في العلم فى وقت صحبته «لعلي بن أبي طالب ع» و الصحابة أيضا كانوا متوافرين فمن فرط ميلي الى «علي ابن أبي طالب «ع» و محبتي له لم أشتغل بشيء سوى خدمته و صحبته و الذي كنت أتذكره مما سمعته منه قد سمعه مني عالم كثير من الناس ببلاد «المغرب» «و مصر» «و الحجاز» قد انقرضوا و تفانوا و هؤلاء أهل بيتي و حفدتي قد دونوه فاخرجوا الينا النسخة و أملى علينا من حفظه.
«و حدثنا» أبو الحسن علي بن عثمان بن خطاب بن مرة بن مزيد الهمداني المعروف «بابي الدنيا» معمر المغربي «ره» حيا و ميتا قال حدثنا «علي بن أبي طالب ع» قال: قال «رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)»: من أعان ملهوفا كتب للّه له عشر حسنات و محى عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات ثم قال: قال «رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم»: من سعى في حاجة أخيه المؤمن كان للّه عز و جل فيه رضا و له فيها صلاح فكأنما خدم اللّه عز و جل الف سنة لم يقع فى معصية طرفة عين.
«و حدثنا» أبو الدنيا «معمر المغربي» قال: سمعت «علي بن أبي طالب» يقول: أصاب النبي (صلی الله علیه و آله) جوع شديد و هو في منزل فاطمة «ع» قال «علي عليه السلام»: فقال لي «النبي (صلی الله علیه و آله)»: يا علي هات المائدة فقدمت المائدة و عليها خبز و لحم مشوي.
ص: 313
«و حدثنا» «أبو الدنيا المغربي معمر» قال: سمعت «أمير المؤمنين ع» يقول: جرحت في وقعة خيبر خمس و عشرين جراحة فجئت الى «النبى (صلی الله علیه و آله)» فلما رآى ما بي بكى و أخذ من دموع عينيه فجعلها على الجراحات فاسترحت من ساعتي.
«و حدثنا» أبو الدنيا قال: حدثنا «علي بن أبي طالب ع» قال: قال «رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)»: من قرأ (قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ) مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن و من قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن و من قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ كله.
«و حدثنا» أبو الدنيا قال سمعت علي بن ابي طالب (ع) يقول: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): كنت أرعى الغنم فاذا انا بذئب على قارعة الطريق فقلت له: ما تصنع هاهنا فقال لي و أنت ما تصنع ها هنا قلت: أرعى الغنم قال لي مر او قال:
ذا الطريق فقال: سقت الغنم فلما توسط الذئب الغنم إذ انا بالذئب قد شد على شاة فقتلها قال: فجئت حتى أخذت بقفاه فذبحته و جعلته على يدي و انا اسوق الغنم فلما سرت غير بعيد إذ انا بثلاثة أملاك جبرئيل و ميكائيل و ملك الموت فلما رأوني قالوا: هذا محمد (صلی الله علیه و آله) بارك اللّه فيه فاحتملوني و اضجعوني و شقوا جوفي بسكين كان معهم و أخرجوا قلبي من موضعه و غسلوا جوفي بماء بارد كان معهم في قارورة حتى نقي من الدم ثم ردوا قلبي الى موضعه و امرّوا أيديهم الى جوفي فالتحم الشق باذن اللّه عز و جل و ما حسست بسكين و لا وجع و خرجت أعدو الى امي يعني حليمة داية النبي (صلی الله علیه و آله) فقالت لي: اين الغنم فخبرتها بالخبر فقالت:
سوف تكون لك في الجنة منزلة عظيمة.
و في «كنز الفوائد» ص 263 ذكر القضية بطرق اخرى:
«الأول» ما ذكره عن أبي الحسن طاهر بن موسى بن جعفر الحسيني بمصر في شوال سنة 704 عن الشريف أبي القاسم ميمون بن حمزة الحسيني قال: رأيت المعمر المغربي و قد اتي به الى الشريف أبي عبد اللّه محمد بن اسماعيل سنة 310
ص: 314
و ادخل الى داره و من معه و هم خمسة رجال و اغلقت الدار و ازدحم الناس و حرصت في الوصول الى الباب فما قدرت لكثرة الزحام فرأيت بعض غلمان الشريف ابي عبد اللّه محمد بن اسماعيل و غيرهما: «قمبر و فرخ» فعرفتهما اني اشتهي انظره فقالا لي در الى الباب «الحمام» بحيث لا يدرى بك فصرت اليه ففتحا لي سرا و دخلت و اغلق الباب و حصلت فى مسلخ الحمام و اذا قد فرش له ليدخل الحمام فجلست يسيرا فاذا به قد دخل رجل نحيف الجسم ربع من الرجال خفيف العارضين أدم اللون الى القصر أقرب ما هو اسود الشعر يقدر الانسان ان له نحوا من 40 سنة و في صدغه اثر كأنه ضربة فلما تمكن من الجلوس و النفر معه أراد خلع ثيابه «قلت»: ما هذه الضربة. «فقال»: أردت اناول مولاي أمير المؤمنين «علي بن ابي طالب ع» السوط يوم النهروان فنفض الفرس رأسه فضربني اللجام و كان مد ملجا فشجني. فقلت له: أدخلت هذه البلدة قديما قال: نعم ثم دخلت الحمام فجلست حتى خرج و لبس ثيابه فرأيت عنفقته قد ابيضت. (فقلت) له: كأن بها صباغ. «قال»: لا ولكن اذا شبعت اسودت. (فقلت): قم و ادخل الدار حتى تأكل فدخل الباب.
«الثاني» ما رواه عن الحسن بن محمد عن يحيى بن جعفر بن عبد اللّه بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام انه حج في تلك السنة و فيها حج نصر القشوري صاحب المقتدر. قال: فدخلت مدينة الرسول فاصبت بها قافلة البصريين و فيها ابو بكر محمد بن علي الماذراني و معه رجل من المغرب يذكر انه رآى اصحاب رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فازدحم عليه الناس و جعلوا يتمسحون به فكادوا يقتلونه قال فأمر عمي ابو القاسم طاهر بن يحيى فتيانه و غلمانه ان يفرجوا عنه ففعلوا و دخلوا به الى دار ابن سهل اللطفي و كان طاهر يسكنها و أذن للناس فدخلوا و كان معه خمسة رجال ذكرانهم أولاده و اولاد اولاده فيهم شيخ له نيف و ثمانون سنة فسألناه عنه. فقال: هذا ابن ابني و آخر له سبعون سنة فقال: هذا
ص: 315
ابن ابني و اثنان لكل واحد منهما ستون سنة أو نحوها و آخر له ستة عشر سنة فقال:
هذا ابن ابن ابني و لم يكن معه أصغر منه و كان اذا رأيته قلت ابن ثلاثين أو اربعين سنة أسود الرأس و اللحية شاب نحيف الجسم ادم ربع القامة خفيف العارضين هو الى القصر اقرب و اسمه علي بن عثمان بن الخطاب فما سمعت من حديثه الذي حدث الناس به الا انه قال خرجت من بلدي انا و ابي و عمي نريد الوفود على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و كنا مشاة في قافلة فانقطعنا عن الناس و اشتد بنا العطش و عدمنا الماء و زاد بأبي و عمي الضعف فاقعدتهما الى جانب شجرة و مضيت ألتمس لهما ماءا فوجدت عينا حسنة و فيها ماء صاف فى غاية البرد و الطيبة فشربت حتى ارتويت ثم نهضت لآتي بأبي و عمي الى العين فوجدت أحدهما قد مات و تركته بحاله و أخذت الآخر و مضيت به فى طلب العين فاجتهدت أن أراها فلم ارها و لا عرفت موضعها و زاد العطش به فمات فحرصت فى أمره حتى و اريته و عدت الى الآخر فواريته أيضا و صرت وحدي الى أن انتهيت الطريق و لحقت بالناس و دخلنا المدينة و كان دخولي اليها في اليوم الذي قبض فيه «رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)» فرأيت الناس منصرفين من دفنه فكانت أعظم الحسرات دخلت بقلبي و رآني أمير المؤمنين عليه السلام فحدثته حديثي فاخذني فما قمت معه مدة خلافة أبي بكر و عمر بن الخطاب و عثمان و أيام خلافته حتى قتله عبد الرحمن بن ملجم لعنه اللّه بالكوفة و لما حوصر عثمان بن عفان في داره دعاني و دفع إلي كتابا و نجيبا و امرني بالخروج الى «علي بن أبي طالب ع» و كان غائبا «بينبع» في ضياعه و امواله فاخذت الكتاب و سرت حتى اذا كنت بموضع يقال له: جدار ابي عباية سمعت قرآنا فاذا انا بعلي بن ابي طالب «ع» يسير مقبلا و هو يقول: «أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا و انكم الينا لا ترجعون» فلما نظر إلي «قال» يا ابا الدنيا ما ورائك. «قلت» هذا كتاب عثمان فاخذه فقرأه فاذا فيه:
فان كنت مأكولا فكن انت آكلي و إلا فادركني و لما امزق
ص: 316
فلما قرأه قال: «سر سر» فدخل المدينة ساعة قتل عثمان فمال «أمير المؤمنين عليه السلام» الى حديقة بني النجار و علم الناس بمكانه فجاؤا اليه ركضا و قد كانوا عازمين على أن يبايعوا طلحة فلما نظروا اليه انفضوا اليه انفضاض الغنم يشد عليها السبع فيبايعه طلحة ثم الزبير ثم يبايعه المهاجرون و الأنصار فاقمت معه اخدمه و حضرت معه الجمل و صفين فكنت بين صفين واقفا عن يمينه إذ سقط سوط من يده فانكببت لآخذه و أدفعه اليه و كان لجام دابته حديدا مد ملجا فرفع الفرس رأسه فشج هذه الشجة التي فى صدغي فدعاني «أمير المؤمنين ع» فتفل فيها و اخذ حفنة من تراب فتركها عليها فو اللّه ما وجدت لها الما و لا وجعا ثم قمت معه و صحت الحسن بن علي حتى ضرب بساباط المدائن ثم بقيت معه بالمدينه اخدمه، و اخدم الحسين عليه السلام حتى مات الحسن «ع» مسموما سمته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي لعنه اللّه دسا من معاوية، ثم خرجت مع الحسين «ع» حتى حضرت كربلا و قتل عليه السلام و خرجت هاربا من بني امية و انا مقيم انتظر خروج المهدي «عج» و ظهور عيسى بن مريم «ع».
«الثالث» ما عن القاضي أبي الحسن أسد بن ابراهيم السلمي الحراني و أبو عبد اللّه الحسين بن محمد الصيرفي البغدادي قالا جميعا: أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد المعروف بالمفيد لقرائتي عليه و قال الصيرفي سمعت منه املاء سنة 365 قال:
حدثنا علي بن عثمان بن الخطاب بن عبد اللّه بن عوام البلوي من مدينة بالمغرب يقال لها مزيدة يعرف بابي الدنيا الأشج المعمر قال: سمعت «علي بن أبي طالب «ع» يقول سمعت «رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)» يقول: «كلمة الحق ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها».
«و قال»: حدثنا الأشج قال: سمعت «علي بن أبي طالب ع» يقول:
سمعت «رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)» يقول: «احب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما، و ابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما».
ص: 317
و قال: حدثنا الأشج قال: سمعت علي بن أبي طالب «ع» يقول: قال النبي صلى اللّه عليه و آله: «طوبى لمن رآني أو رآى من رآني أو رآى من رآى من رآى من رآني».
«و قال»: حدثنا الأشج قال: سمعت عليا يقول: انه عهد اليّ النبي الامي انه «لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق».
«و قال» حدثنا الأشج: قال سمعت علي بن أبي طالب «ع» يقول قال النبي (صلی الله علیه و آله): «في الزنا ست خصال ثلاث فى الدنيا و ثلاث في الآخرة، فاما اللواتي في الدنيا فيذهب بنور الوجه و يقطع الرزق و يسرع الفناء، و أما اللواتي في الآخرة فغضب الرب جل و عز و سوء الحساب و الدخول في النار».
«و قال»: حدثنا الأشج قال: سمعت علي بن أبي طالب «ع» يقول:
سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).
«و قال» حدثنا الأشج: قال سمعت علي بن أبي طالب «ع» يقول: لما نزلت: (وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال النبي (صلی الله علیه و آله): سألت اللّه عز و جل أن يجعلها اذنك (يا علي).
«و قال»: حدثنا الأشج قال: سمعت علي بن أبي طالب «ع» يقول: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (لا تتخذوا قبري مسجدا و لا تتخذوا قبوركم مساجد و لا بيوتكم قبورا، و صلوا علي حيث كنتم فان صلاتكم تبلغني و تسليمكم يبلغني).
«و قال»: حدثنا الأشج قال سمعت علي بن أبي طالب (ع) يقول: ما رمدت و لا صدعت منذ يوم دفع الي رسول اللّه الراية يوم خيبر.
(و قال): حدثنا الأشج قال: سمعت عليا (ع) يقول: من جلس في مجلسه ينتظر الصلاة فهو في صلاة وصلت عليه الملائكة و صلاتهم عليه (اللهم اغفر له اللهم ارحمه).
(و قال): حدثنا الأشج قال: سمعت عليا «ع» يقول: كان رسول اللّه
ص: 318
صلى اللّه عليه و آله و سلم لا يحجبه او لا يحجزه من قراءة القرآن الا الجنابة.
(و قال): حدثنا الأشج. قال: سمعت عليا «ع» يقول: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: (الحرب خديعة).
(و قال): حدثنا الأشج. قال: سمعت عليا (ع) يقول: (قضى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في الدين قبل الوصية و انتم تقرءون من بعد وصية توصون بها او دين و ان اعيان بني الام يتوارثون دون بني العلات يرث الرجل اخاه لأبيه و امه دون اخيه لأبيه.
(و قال): ابو بكر المعروف بالمفيد رأيت اثر الشجة في وجهه و قال:
اخبرت امير المؤمنين «ع» بحديثي و قصتي في سفري و موت ابي و عمي و عين الماء التي شربت منها وحدي فقال «ع»: هذه عين لم يشرب منها احد الا عمر عمرا طويلا ابشرك فانك تعمر و ما كنت لتجدها بعد شربك منها. قال ابو بكر:
و سألت عن الأشج اقواما من اهل البلد فقالوا: هو مشهور عندنا بطول العمر يحدثنا بذلك الأبناء عن آبائهم عن اجدادهم و قوله في انه لقي علي بن ابي طالب عليه السلام معلوم عندهم متداول بينهم فاما الأحاديث التي رواها عن الأشج ابو محمد الحسن بن محمد الحسيني مما لم يروه ابو بكر محمد بن احمد الجريري فهي:
(قال): الشريف ابو محمد حدثني علي بن عثمان المعمر الأشج قال حدثني امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): من احب اهل اليمن الخ قال: و حدثني امير المؤمنين (ع) قال: قال لي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):
انا و انت يا علي ابوا هذا الخلق فمن عقنا فعليه لعنة اللّه امّن يا علي فقلت: آمين يا رسول اللّه قال يا علي انا و انت اجيرا هذا الخلق فمن منعنا اجرنا فعليه لعنة اللّه امّن يا علي فقلت: آمين يا رسول اللّه فقال: يا علي انا و انت موليا هذا الخلق فمن جحدنا ولائنا و انكرنا حقنا فعليه لعنة اللّه امّن يا علي فقلت: آمين يا رسول اللّه.
ص: 319
(الرابع) المعمر المشرقي ذكره في كنز الفوائد ص 266(1) يقول هذا ببلاد العجم من ارض الجبل يذكر انه رآى أمير المؤمنين (ع) و يعرفه الناس بذلك مر السنين و الأعوام و يقول انه لحقه مثل ما لحقه المغربي من الشجة فى وجهه و انه صحب امير المؤمنين (ع) و خدمه و حدثني جماعة مختلفوا المذاهب بحديثه و انهم رأوه و سمعوا كلامه منهم ابو العباس احمد بن نوح بن محمد الحنبلي الشافعي حدثني بمدينة الرملة في سنة 411 قال كنت متوجها الى العراق للتفقه فعبرت بمدينة يقال لها سهرورد من اعمال الجبل قريب من زنجان و ذلك فى سنة 450 فقيل لي ان هاهنا شيخا يزعم انه لقى امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) فلو صرت اليه و رأيته لكان ذلك فائدة عظيمة قال فدخلنا عليه فاذا هو في بيته يعمل النوار و اذا هو شيخ نحيف الجسم مدور اللحية كبيرها و له ولد صغير ولد له منذ سنة فقيل له ان هؤلاء من أهل العلم متوجهون الى العراق يحبون ان يسمعوا من الشيخ ما قد لقي من امير المؤمنين (ع) فقال نعم كان السبب في لقائي له اني كنت قائما في موضع من المواضع فاذا أنا بفارس مجتاز فرفعت رأسي فجعل الفارس يمر يده على رأسي و يدعو لي فلما ان عبر اخبرت بانه علي بن أبي طالب (ع) فهرولت حتى لحقته و صاحبته و ذكر انه كان معه في تكريت و موضع من العراق يقال له (تل فلان) بعد ذلك و كان بين يديه يخدمه الى أن قبض (ع) فخدم أولاده قال لي أحمد بن نوح رأيت جماعة من أهل البلد ذكروا ذلك عنه و قالوا إنا سمعنا آبائنا يخبرونا عن أجدادنا بحال هذا الرجل و انه على هذه الصفة و كان قد مضى فاقام بالأهواز. ثم انتقل عنها لأذية الديلم له و هو مقيم بسهرورد و حدثنى أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن أحمد القمي (ره) ان جماعة حدثوه بانهم رأوا هذا المعمر و شاهدوه و سمعوا ذلك عنه و حدثنى بحديثه أيضا قوم من أهل سهرورد و صفوا لي صفته و قالوا هو0.
ص: 320
يعمل الزنانير.
(الخامس) الشيخ بابارتن في الزام الناصب ص 91 نقلا عن السيد صدر الدين باسناده عن محمد بن الحسين الحسيني الا تري الحنفي قال حكى لي جدي حسين بن محمد الحسيني في سنة 701 من الهجرة فراجع الزام الناصب
(السادس) من المعمرين رجل معروف بصاحب «ذات قلاقل» في إلزام الناصب ص 92 نقلا عن العلامة النسابة علي بن عبد الحميد الحسينى النجفي في كتابه المسمى «بالأنوار المضيئة فى الحكمة الشرعية» عن جده عن الرئيس أبي الحسن الكاتب من أشد الادباء قال: سنة 392.
«راجع المصدر السابق».
(السابع) فى إلزام الناصب ص 92 نقلا عن العوالم عن غوالي اللئالي باسناده الى أحمد بن فهد، عن بهاء الدين علي بن عبد الحميد، عن يحيى ابن نحل الكوفي، عن صالح بن عبد اللّه اليمني، كان قدم الكوفة قال يحيى: و رأيته بها سنة 734، يحدث عن أبيه عبد اللّه اليمني و انه كان من المعمرين و أدرك سلمان الفارسي و انه روى عن النبى (صلی الله علیه و آله) قال: حب الدنيا رأس كل خطيئة و رأس العبادة حسن الظن باللّه.
(الثامن) أصحاب الكهف و هذا أعظم و أعجب و اغرب من سابقه و قد نطق به القرآن الشريف مثل تعمير نوح و هؤلاء كانوا من الصلحاء و المؤمنين و عباد اللّه الصالحين هربوا من «دقيانوس» سلطان زمانهم حفظا على دينهم فالتجؤا في كهفهم و معهم كلبهم ثلاث مأة سنين و ازدادوا تسعا. و ما أدري بأي وجه بعض الناس يصدقون بقاء هؤلاء فى كهفهم و لا يجوزون «للمهدي عج» حيث توارى من القوم و من سلطان زمانه و حفظا على نفسه فما هذا التفكيك و التغميض في حقه و هذا ظلم عليه و يراجع التفصيل فى ص 349 من بحار الانوار ج 7.
ص: 321
(التاسع) او كا الذي مر على قرية و هي خاوية على عروشها قال(1)
انى يحيى هذه اللّه بعد موتها فأماته اللّه مأة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما او بعض يوم قال بل لبثت مأة عام فانظر الى طعامك و شرابك لم يتسنه و انظر الى حمارك و لنجعلك آية للناس و انظر الى العظام كيف ننشرها ثم نكسوها».
ص: 322
لحما» يراجع ص 354 من بحار الانوار.
هذا ما ساعدنا التوفيق في جمعه فى مسألة المعمرين(1) و لا حال و لا مجال -
ص: 323
للتتبع بأزيد من ذلك «فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر» (إنا هديناه السبيل إما شاكرا و إما كفورا) (لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)ه.
ص: 324
(و الذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا). و الحق اوضح من أن يخفى فما بقي لاحد بعد هذا التحليل و البيان و اقامة البرهان بأي لسان كان فلسفيا او منجما أو طبيبا أو غير ذلك مجال الاستشكال و الاستبعاد فيه بعد التصديق بانه ليس في عالم الوجود مؤثر مستقل بالتأثير غير واجب الوجود بالذات خالق الموجودات فليس لواحد من هؤلاء حجة و برهان على دعواهم إلا التوهمات و التخيلات التي هي أوهن من بيت العنكبوت كما عرفت في قبال قدرة الباري جل شأنه فما قيل من مدخلية الهيلاج و الكدخدا فى طول العمر و قصره و ان كثرة الهيلاج تدل على طول العمر و غير ذلك من الاصطلاحات إنما هي تخيلات زينوها بلطايف الالفاظ لأن اعطاء العمر و التأثير إنما هو من ناحية خالق الأشياء و مقولة التأثير و التأثر فيها إنما هو باشارته جلت قدرته فمن المضحكات أن يقول أحد بانها بنفسها مؤثرات من دون استناد التأثير الى خالقها، و نعوذ باللّه من ذلك و الحاصل خيط الحياة و الممات زيادة و نقيصة إنما هو بيده يقلبه كيف يشاء من دقيقة او ساعة أو يوم أو اسبوع أو شهر أو سنة أو مائه سنة أو الف سنة أو آلاف سنة أو غيرها كلها بقدرته و قدرته على الجميع متساوية فان من تدبر و تفكر فيما مضى من المعمرين على طبقاتهم و اختلاف أعمارهم يتبصر و يذعن و يعترف بان ذلك واقع لا سترة عليه اصلا و العجب ممن يذكر في كتابه ما بيناه من المعمرين لا يستشكل فيهم ولكن لا يعترف ببقاء «المهدي المنتظر عج» و هذا شيء عجاب مع انه محجوج بما في يده و اللّه الهادي.
قد سبق و ان حصل لنا العلم مما تقدم من الفصول المتنوعة و الابواب المختلفة ان خصماءنا الألداء أخذوا علينا في أمر (قائم) آل محمد صلى
ص: 325
اللّه عليه و آله و سلم امورا طفيفة قد يخجل القلم من اثباتها و الرد عليها إلا ان المغرضين أثبتوها كحقائق علمية خلّدت لهم الخزي و العار و الفضيحة و الشنار و سوف تبقى أثرا تنتقدهم عليه الاجيال و اقيسة يضحك منها حتى الأطفال إذ انها امور تافهة و ما أجدرنا بالسكوت عن مثل هذه الخرافات التي جنى مولدوها على عقولهم باثباتها وعدها من التاريخ الباحث عن الاصول و العقائد الدينية و المذهبية فانها و ايم الحق جرائم لا تغتفر و عيوب لا يمكن ان تستتر.
و ان من تلك الامور الطفيفة التى أخذها علينا الخصم في أمر الغيبة ان هؤلاء القوم لا يجوزون وجود امام مستتر مختف عن العيون و ذلك عندهم غير مقبول عقلا لأنه مخل بالإمامة و الإمام يلزم أن يكون بمرأى و مسمع من الناس و ان هدد بالخطر و خاف ازهاق النفس المحترمة التي خصها اللّه بكل زلفى و مكرمة و الحقيقة ان الانسان يقف عند ما يريد أن يرد هذا القول أو يقابل هذا القائل! و حقا انه ليحق للانسان أن يستوقف الفكر و يستمعن النظر فيما يريد أن يقول، فان كان في قبال انسان اوتي من المواهب و الادراك ما جعله يفوج بنفسه في معترك العلم و معمعان العلماء و يخوض حلبات ذوي الفكر و الفضيلة فلا يحتاج أن يكلفها هذا من الاهتمام فان الانسان منح من اللّه تعالى بالعقل و التمييز فيهما يدرك الحقائق و يتعرف الوقائع و ان كان المقابل غير ذلك فلا يحق للكاتب أن يتناول الى درجة يتفاهم فيها مع غير جنسه فانه غير مكلف بذلك و لا مسئول عنه، و الاول الذي قلنا انه معمور من قبل خالقه تبارك اسمه بالألطاف الشاملة التي أهلته الى الانخراط فى الطراز الأول من مخلوقات اللّه تعالى و هو الإنسان الذي كونه تبارك و تعالى و جعله انموذجا جليلا لما خلقه يحق له أن يرعوي و يتبع سلفه في المعتقدات التي لها المساس التام بجوهر الدين، و نحن معاشر المسلمين عصابة كان عليها أن تتحد و تتفق و تعمل طبق قانون الإسلام المقدس و هو
ص: 326
القرآن الكريم (الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه) فاذا كان اعتقادنا بكتابنا على هذا النحو من الايمان فعلينا أن لا نتحداه و لا نشك فيما حواه و ها هو يحدثنا عن عدة وقائع جرت في سالف الزمن اقتضت فيها الحكمة الالهية غياب قائد القوم أو هاديهم المرشد.
(منها) غيبة آدم عليه السلام و هكذا غيبة موسى «ع» فانه صرح بانه غاب عن قومه أربعين ليلة، و كذا يونس «ع» الذي احتجب عن قومه ردحا من الزمن أيضا.
(وهاك) واقعة الغار التي اختفى فيه الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلم لاقتضاء المصلحة فانا ان صدقنا واحدة من هذه وجب علينا التصديق بالاخرى إذ هو سلسلة متوالية ترتبط واحدة منها بالثانية و اذا آمنا بأمر الغار و ما تبعه من القضايا فهو كاف لنا، إذ اللازم هو وجوب الاعتراف بذلك لا فرق بين قصر المدة و طولها و لم تتفرد الشيعة بتفسير هذه الوقائع و سرد حوادثها التاريخية فهذه تفاسير العامة أيضا تثبتها لنا، إلا أنها تفسر حسب الرغبات و تأول بمقتضى الارادات إلا من شذ و ليس هذا الامر محل شاهدنا و إنما أردنا أن نشير إلى أن الامر معترف به من قبلهم أيضا، و اذا اعتقدنا حدوث ذلك فيما سبق من الزمان فلا مانع من حدوثه فيما بعد أيضا، إذ كما وقع فى السابق يمكن ان يقع في اللاحق و دليلنا عليه قوله صلى اللّه عليه و آله و سلم: (يقع في هذه الامة ما وقع في الامم السالفة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة) أو (كلما كان في بني اسرائيل أو في الامم السالفة) الى غير ذلك من الروايات المختلف لفظها المتحد معناها و مآلها.
و هذه صحاح القوم و اصولهم المعتبرة تروي ذلك و ترسله ارسال المسلمات راجع البخاري ج 4 ص 158 و ج 8 ص 127 و صحيح مسلم ج 8 ص 58 و مستدرك الحاكم ج 1 ص 129 فى آخر كتاب العلم في رواية عبد اللّه بن يزيد، ج 4 ص 455 و ص 269، و في ينابيع المودة طبع اسلامبول ج 2 ص 442 و في
ص: 327
شرح النهج لابن أبي الحديد طبع مصر ج 9 ص 410 و في الملاحم و الفتن و غيرها.
و أما أسفارنا فهي مترعة بذلك مملوة منه لكن هؤلاء لا يقبلونها و لا يعتدون بها لأنها علم اخذ عن أهل بيت محمد صلى اللّه عليه و آله الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و أهل بيت محمد (صلی الله علیه و آله) غير موثقين و لا معتبرين عندهم و شيعتهم قوم لا يؤخذ بكلامهم لأنهم روافض يحبون عليا و آله و حب علي و آله و معاداة أعاديهم بدعة فانا للّه و إنا اليه راجعون. (ربنا احكم بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الحاكمين) (و لنعم الحكم اللّه و الخصم محمد «ص»).
و قد أحببت أن أورد هنا على سبيل الإيجاز ذكر عدة ممن اتفقت لهم الغيبه من الأنبياء و الأوصياء فأقول و اللّه المأمول للتوفيق.
و وقوعها و هي اما بأمر اللّه أو خشية من أعداء اللّه و خوفا منهم «فالأول» ما وقع لجمع من الأنبياء عليهم السلام (الاول) لآدم عليه السلام حيث خاطب اللّه الملائكة بقوله جل شأنه:
«اني جاعل في الأرض خليفة» و هي أبلغ الغيبات و كانت قبل ايجاده تعالى لآدم بسبعمائة سنة كما فى «إكمال الدين» ص 6 يقول فقد جاء فى الخبر ان اللّه سبحانه قال هذه المقالة للملائكة قبل آدم بسبعمائة سنة الى أن يقول و في قوله «اني جاعل في الأرض خليفة» حجة فى غيبة الامام (ع) من أوجه «أحدها» من الغيبة قبل الوجود أبلغ الغيبات كلها و ذلك ان الملائكة ما شهدوا قبل ذلك خليفة قط و اما نحن فقد شاهدنا خلفاء كثيرين غير واحد قد نطق به القرآن و تواترت به الأخبار حتى صارت كالمشاهدات و ان الملائكة لم يعهدوا واحدا منهم فكانت تلك الغيبه 41 ج 1: الشيعة و الرجعة
ص: 328
أبلغ و ألطف «و اخرى» انها كانت غيبة من اللّه و هذه الغيبة التي للامام (ع) هي من قبل أعداء اللّه فاذا كانت في الغيبة التي هي من اللّه عبادة فما الظن بالغيبة التي هي من أعداء اللّه.
و فى غيبة الإمام «ع» عبادة محضة لم تكن في تلك الغيبة و ذلك ان الامام عليه السلام الغايب مقموع مقهور مزدحم في حقه قد غلب قهرا و جرى على شيعته من أعداء اللّه ما جرى الخ.
«قلت»: و الغيبة الاولى أمر اللّه تعالى ملائكته بالسجود لآدم تعظيما له لما في صلبه و في الغيبة الثانية أخبر اللّه به أنبيائه بأنه ستقع في آخر الزمان و بشرهم بقدوم المغيب و هو «المهدي المنتظر عج» و مثل من آمن بالمهدي الغائب في غيبته مثل الملائكة الذين أطاعوا اللّه عز و جل في السجود لآدم.
و مثل من أنكر القائم الغائب في غيبته مثل ابليس في امتناعه من السجود لآدم عليه السلام.
و في عدة روايات فسر قوله تعالى: «الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ» يعني بالقائم و غيبته.
ذكر ذلك في عدة من الكتب المعتبرة مثل الكافي، و إكمال الدين و الوافي و الغيبة النعمانية و الغيبة الطوسية و الثالث عشر من بحار الأنوار و غيرها.
و هذه الغيبة التي وقعت لامامنا إنما هي لحكم و مصالح حسبما رآه اللّه قلة و كثرة و لقد حث النبي و أوصياؤه على الاعتراف بوجوده فيها حتى انه قال (صلی الله علیه و آله):
من أنكره فقد أنكرني و أنكر الأئمة كما في الروايات الكثيرة فراجع الكتب المتقدمة
«الثاني ادريس النبي على نبينا و آله و عليه السلام» فقد غاب عن شيعته بعد ما جرى بينه و بين من كان فى زمانه من الجبارين «20» سنة الى أن وقع في شيعته
ص: 329
الغلاء و العسر و تعذر عليهم القوت و قتل الجبار من قتل منهم، و حبس عنهم المطر و قال لمن آمن به و هم عشرون رجلا: و اعلموا اني سألت اللّه أن لا يمطر السماء على قريتكم فاخرجوا عنها و تفرقوا في القرى.
و شاع خبر ادريس في القرى بما سأل ربه و تنحى ادريس الى كهف من جبل شاهق فلجأ اليه و وكل اللّه به ملكا يأتيه بطعامه عند كل مساء و كان يصوم النهار فيأتيه الملك بطعامه كل مساء.
فلما سأل ربه انقطاع المطر عنهم: أمر اللّه الملك الموكل بطعامه فقطعه الى ثلاثة أيام بلياليها ذكره في ج 7 من بحار الأنوار ص 76 فراجع.
«الثالث»: نوح النبي على نبينا و آله و عليه السلام. في ج 7 من بحار الأنوار ص 94 نقلا عن كتاب القصص لمحمد بن جرير الطبري قال: ان اللّه تعالى أكرم نوحا بطاعته و العزلة لعبادته، و كان لباسه الصوف و لباس ادريس قبله الشعر و كان يسكن فى الجبال و يأكل من نبات الأرض فجاءه جبرئيل بالرسالة و قد بلغ عمر نوح 460 سنة فقال له: مالك معتزلا؟ قال: لأن قومى(1) لا يعرفون اللّه
ص: 330
فاعتزلت عنهم. فقال له جبرئيل: فجاهدهم. و قال نوح: لا طاقة لي بهم و لو عرفوني لقتلوني فقال له: ان اعطيت القوة كنت تجاهدهم؟ قال: و اشوقاه الى ذلك. فقال نوح: من أنت؟ فصاح جبرئيل صيحة واحدة تداعت فاجابته الملائكة بالتلبية و رجت الأرض و قالت: لبيك لبيك يا رسول رب العالمين الحديث راجع ج 7 ص 94 من بحار الأنوار.
«الرابع»: صالح النبي و انه غاب(1) عن قومه زمانا و كان يوم غاب عنهم كهلا الى أن يقول فلما رجع الى قومه لم يعرفوه بصورته فرجع اليهم و هم على ثلاث طبقات(2) جاحدة لا ترجع أبدا و اخرى شاكة و اخرى على يقين فبدأ عليه السلام حتى رجع بالطبقة الشاكة فقال لهم: أنا صالح فكذبوه و شتموه و زجروه و قالوا: برء اللّه منك ان صالحا كان في غير صورتك. فاتى الجحاد فلم يسمعوا منه القول و نفروا منه أشد النفور، ثم انطلق الى الطبقة الثالثة و هم أهل اليقين فقال لهم: أنا صالح فقالوا خيرا لا نشك فيه «فيك خ ل» معه انك صالح فانا لا نمترى ان اللّه تبارك و تعالى الخالق ينقل و يحول في أي صورة شاء و قد أخبرنا و تدارسنا فيما بيننا بعلامات القائم اذا جاء و إنما يصح عندنا اذا أتي الخبر من السماء فقال لهم صالح: انا صالح الذي أتيتكم بالناقة. فقالوا: صدقت و هي التي نتدارس فما علاماتها فقال: (لَها شِرْبٌ وَ لَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) فقالوا: آمنا باللّه و بما جئتنا به فعند ذلك قال تبارك و تعالى: «أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ»
فقال أهل اليقين: «إِنّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ» (قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) و هم الشكاك
ص: 331
و الجحاد (إِنّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ).
قال الشحام: قلت: هل كان فيهم ذلك اليوم عالم به؟ قال: اللّه أعدل من أن يترك الأرض بلا عالم يدل على اللّه عز و جل، و لقد مكث القوم قبل سبعة أيام على فترة لا يعرفون إمامهم غير انهم على ما في أيديهم من دين اللّه عز و جل كلمتهم واحدة. فلما ظهر صالح «ع»: اجتمعوا عليه عند خروجه و إنما مثل «القائم ع» مثل صالح.
«الخامس»: غيبة ابراهيم الخليل فانها تشبه غيبة «قائمنا صلوات اللّه عليه» بل هي أعجب منها لأن اللّه تبارك و تقدس غيب أثر ابراهيم «ع» و هو في بطن امه حتى حوّله عز و جل بقدرته من بطنها الى وقت بلوغ الكتاب أجله.
و في ص 82 من إكمال الدين مسندا عن أبي بصير عن الإمام السادس عليه السلام قال: كان أبو ابراهيم منجما لنمرود بن كنعان و كان نمرود لا يصدر عن رأيه فنظر في النجوم ليلة من الليالي فاصبح فقال: لقد رأيت هذه الليلة عجبا.
فقال له نمرود: و ما هو؟ فقال: رأيت مولودا يولد في أرضنا فيكون هلاكنا على يديه و لا يلبث إلا قليلا حتى يحمل به. فعجب من ذلك نمرود و قال: هل حمل به النساء؟ قال: لا و كان فيما اوتي به من العلم انه سيحرق بالنار و لم يكن اوتي ان اللّه سينجيه قال: فحجب النساء عن الرجال فلم يترك امرأة إلا جعلت بالمدينة حتى لا يخلص اليهن الرجال قال: و وقع أبو ابراهيم على امرأته فحملت به و ظن انه صاحبه فارسل الى نساء من القوابل لا يكونن فى البطن شيء إلا علمن به فنظرن الى ام ابراهيم فالزم اللّه تعالى ذكره ما في الرحم الظهر فقلن ما نرى شيئا فى بطنها، فلما وضعت ام ابراهيم به أراد أبوه أن يذهب به الى نمرود فقالت له امرأته: لا تذهب بابنك الى نمرود فيقتله دعنى أذهب به الى بعض الغير ان اجعله
ص: 332
فيه حتى يأتي أجله و لا تكون أنت تقتل ابنك. فقال لها: فاذهبي فذهبت به الى غار ثم وضعته ثم جعلت على باب الغار صخرة ثم انصرفت عنه فجعل اللّه عز و جل رزقه في ابهامه فجعل يمصه فيشرب لبنا فمكث ما شاء اللّه ان يمكث، ثم ان امه قالت لأبيه: لو أذنت لي حتى أذهب الى ذلك الصبي فاراه فعلت. قال: فافعلي.
فاتت الغار فاذا هي بابراهيم فاذا عيناه تزهران كأنهما سراجان فاخذته و ضمته الى صدرها و أرضعته ثم انصرفت فسألها أبوه: اين الصبي؟ فقالت له: قد و اريته في التراب(1) فمكثت تعتل و تخرج في الحاجة و تذهب الى ابراهيم فتضمه اليها و ترضعه ثم تنصرف فلما أرادت الإنصراف أخذ بثوبها فقالت له: مالك؟ قال لها اذهبي بي معك. قالت له: حتى استأمر أباك فلم يزل ابراهيم «ع» في الغيبة مخفيا لشخصه كاتما لأمره حتى ظهر فصدع لأمر اللّه تعالى ذكره و أظهر اللّه قدرته فيه، ثم غاب «ع» الغيبة الثانية و ذلك حين نفاه الطاغوت عن المصر فقال:
(وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ وَ أَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلاّ أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا). قال اللّه عز و جل: (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَ ما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ كُلاًّ جَعَلْنا نَبِيًّا وَ وَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا). يعني به علي بن أبي طالب «ع» لأن ابراهيم كان قد دعى اللّه عز و جل أن يجعل له لسان صدق في الآخرين فجعل اللّه تبارك و تعالى له و لاسحاق و يعقوب لسان صدق عليا. فاخبر «ع» بان «القائم» هو الحادي عشر من ولده و انه «المهدي» الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و انه تكون له غيبة و حيرة تضل فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون و ان هذا كائن كما انه مخلوق و اخبر عليه السلام في حديث كميل: ان الأرض لا يخلو من قائم بحجة اما ظاهر مشهور أو خائف مغمور لئلا تبطل حجج اللّه و بيناته.ل.
ص: 333
«السادس»: يوسف الصديق و غيبته كانت عشرين(1) سنة لم يدهن فيها و لم يكتحل و لم ينطيب و لم يمس النساء حتى جمع اللّه ليعقوب و جمع بين يوسف و اخوته و أبيه و خالته كان فيها ثلاثة أيام في الجب و فى الحبس بضع سنين و فى الملك باقي سنينه راجع ص 87 من اكمال الدين.
«السابع»: كليم اللّه موسى بن عمران غاب عن قومه ثمانية و عشرين سنة و فى إكمال الدين ص 87 بعد ما ذكر من رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ما قاله يوسف لشيعته لما حضرته الوفاة و أخبرهم بما ينالونه من الضغط حتى اذا بشروا بولادته و رأوا علامات ظهوره و اشتدت البلوى و حمل عليهم بالحجارة الفقيه الذي كانوا يستريحون الى أحاديثه فاستتر و راسلهم فقالوا: كنا مع الشدة نستريح الى حديثك فخرج بهم الى بعض الصحارى و جلس يحدثهم حديث القائم و نعته و قرب الأمر و كانت ليلة قمراء فبيناهم كذلك حتى طلع عليهم موسى «ع» و كان في ذلك الوقت حدث السن قد خرج من دار فرعون يظهر النزهة فعدل عن موكبه و أقبل اليهم و تحته بغلة و عليه طيلسان خز، فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت فقام اليه و انكب على قدمه فقبله ثم قال: الحمد للّه الذي لم يمتني حتى رأيتك فلما رأوا الشيعة ذلك علموا انه صاحبهم فانكبوا على الأرض شكرا للّه عز و جل فلم يزد إلى أن قال: أرجو أن يعجل اللّه فرجكم ثم غاب بعد ذلك و خرج الى مدينة (مدين) فاقام عند شعيب ما اقام فكانت الغيبة الثانية أشد عليهم من الاولى و كانت نيفا و خمسين سنة و اشتدت البلوى عليهم و استتر الفقيه فبعثوا اليه انه لا صبر لنا على استتارك عنا، فخرج الى بعض
ص: 334
الصحارى و استدعاهم و طيب نفوسهم و اعلمهم ان اللّه عز و جل أوحى اليه انه مفرج عنهم بعد أربعين سنة فقالوا بأجمعهم: الحمد للّه فأوحى اللّه عز و جل اليه قل لهم قد جعلتها ثلاثين سنة لقولهم الحمد للّه فقالوا: كل نعمة من اللّه، فأوحى اللّه اليه قل لهم قد جعلتها عشرين سنة، فقالوا: لا يأتي بالخير إلا اللّه، فاوحى اللّه اليه قل لهم: قد جعلتها عشرا. فقالوا: لا يصرف السوء إلا اللّه. فاوحى اللّه اليهم. لا تبرحوا فقد أذنت في فرجكم فبينماهم كذلك إذ طلع موسى عليه السلام راكبا على حمار فاراد الفقيه أن يعرف الشيعة ما يستبصرون به فيه و جاء موسى حتى وقف عليهم فسلم عليهم فقال له الفقيه: ما اسمك؟ قال: موسى قال: ابن من؟ قال:
ابن عمران. قال: ابن من؟ قال: ابن فاهث بن لاوي بن يعقوب. قال: بماذا جئت؟ قال: بالرسالة من عند اللّه عز و جل. فقام اليه فقبل يده ثم جلس بينهم فطيب نفوسهم و أمرهم امره ثم فرقهم فكان بين ذلك الوقت و بين فرجهم بغرق فرعون أربعين سنة. (قلت): يا إله موسى يا إله ابراهيم يا إله يعقوب عجل فرج شيعة (المهدي) فقد طال الانتظار و شمت بنا الفجار و ضاقت علينا الأرض بما رحبت، أنت القادر على رفع الموانع و الأمر بظهوره «ع» اللهم إنا نشكوا اليك فقد نبينا و غيبة و لينا و كثرة عدونا و قلة عددنا و شدة الفتن بنا و تظاهر الزمان علينا فصل على محمد و آله الطاهرين.
«الثامن»: شعيب النبي «ع» فعن علي عليه السلام انه قال ان شعيبا دعا قومه حتى كبر ثم غاب عنهم ما شاء اللّه في ج 7 من بحار الأنوار ص 214 عن سهل بن سعيد قال:
بعثني هشام ابن عبد الملك استخرج له بئرا في رصافة عبد الملك، فحفرنا منها مأتي قامة ثم بدت لنا جمجمة رجل طويل فحفرنا ما حولها فاذا رجل قائم على صخرة عليه ثياب بيض و اذا كفه اليمنى على رأسه على موضع ضربة رأسه فكنا اذا نحينا يده عن رأسه
ص: 335
سالت الدماء و اذا تركناها عادت فسالت الجرح، فاذا في ثوبه مكتوب أنا شعيب ابن صالح رسول رسول اللّه شعيب النبي الى قومه فضربوني و أضروني و طرحوني في هذا الجب و هالوا علي التراب فكتبنا الى هشام بما رأينا فكتب: أعيدوا عليه التراب كما كان. و في الخرايج و الجرائح مثله فراجع.
«التاسع»: غاب عن قومه سنة كاملة و هو ابن حزقيل(1) النبي ذكره في الناسخ و في ج 7 من بحار الأنوار ص 316 نقلا عن قصص الأنبياء عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم انه قال: أفضل الصدقة صدقة اللسان تحقن به الدماء و تدفع به الكراهة و تجر المنفعة الى أخيك المسلم، ان عابدي بني اسرائيل كان أعبدهم يسعى فى حوائج الناس عند الملك و انه لقي اسماعيل بن حزقيال فقال له: لا تبرح حتى أرجع اليك يا اسماعيل. فسهى عنه عند الملك فبقى اسماعيل الى الحول هنا فأنبت
ص: 336
اللّه لاسماعيل عشبا فكان يأكل منه و أجرى له عينا و أظله بغمام فخرج الملك بعد ذلك الى التنزه و معه العابد فرأى اسماعيل فقال: انك لها هنا يا اسماعيل؟ فقال له أنت قلت لا تبرح فلم أبرح فسمي صادق الوعد.
«العاشر»: الياس النبي (ع) غاب عن قومه 7 سنين متواريا في الصحارى و الفلوات و في ج 1 ص 72 من الكامل يقول: لما توفي حزقيل كثرت الأحداث في بني اسرائيل و انكروا عهد اللّه و عبدوا الأوثان، فبعث اللّه اليهم الياس بن ياسين بن فنحاص بن العزار بن هارون بن عمران نبيا، و كان الياس مع ملك من ملوكهم يقال له (اخاب) و كان يسمع منه و يصدقه و كان الياس يقيم له أمره و كان بنو اسرائيل اتخذوا صنما يعبدونه يقال له (بعل)، فجعل الياس يدعوهم الى اللّه و هم لا يسمعون إلا من ذلك الملك، و كان للملك جار صالح مؤمن يكتم ايمانه و له بستان(1) الى جانب دار الملك و الملك يحسن جواره و للملك زوجة عظيمة الشر و الكفر، فقالت له ليأخذ بستان الرجل فلم يفعل فكانت تخلف زوجها إذا سار عن بلده و تظهر للناس فغاب مرة فوضعت امرأته على صاحب البستان من شهد عليه انه سب الملك فقتلته و أخذت بستانه، فلما عاد الملك غضب من ذلك و استعظمه و أنكره فقالت فات أمره فاوحى اللّه الى الياس يأمره أن يقول للملك و امرأته أن يردا البستان على ورثة صاحبه فان لم يفعلا غضب عليهما و أهلكهما في البستان و لم يتمتعا به إلا قليلا، فأخبرهما الياس بذلك فلم يرجعا الحق فلما رأى الياس ان بني اسرائيل قد أبوا إلا الكفر و الظلم دعا عليهم فامسك اللّه عنهم المطر ثلاث سنين فهلكت المواشي و الطيور و الهوام و الشجر و جهد الناس
ص: 337
جهدا شديدا و استخفى الياس خوفا من بني اسرائيل فكان يأتيه رزقه.
«الحادي عشر»: سليمان النبي «ع» فانه قد حصلت له غيبة طويلة و قصته انه لما أراد أن يستخلفه داود أوحى اللّه اليه يأمره بذلك فأخبر بني اسرائيل فضجوا من ذلك و قالوا: يستخلف علينا حدثا و فينا من هو أكبر منه. فدعى اسباط بني اسرائيل فقال لهم: قد بلغني مقالتكم فاروني عصيّكم فاي عصا أثمرت فصاحبها ولي الأمر بعدي. فقالوا: رضينا و قال ليكتب كل واحد اسمه على عصاه فكتبوا ثم جاء سليمان بعصاه فكتب عليه اسمه ثم ادخلت بيتا و اغلق الباب و حرسه رؤوس أسباط بني اسرائيل فلما أصبح صلى بهم الغداة ثم فتح الباب فاخرج عصيهم و قد أو رقت عصى سليمان و قد أثمرت فسلموا ذلك لداود و اختبره بحضرة بني اسرائيل (فقال): يا بني أي شيء أبرد؟ قال: عفو اللّه عن الناس و عفو الناس بعضهم عن بعض. «قال»: يا بني أي شيء أحلى؟ قال: المحبة و هي روح اللّه في عباده. فافتر داود ضاحكا فسار به في بني اسرائيل فقال: هذا خليفتي فيكم من بعدي. ثم أخفى بعد ذلك سليمان أمره و تزوج بامرأة و استتر من شيعته ما شاء اللّه أن يستتر و ان امرأته قالت له ذات يوم: بأبي أنت و امي ما أكمل خصالك و أطيب ريحك و لا أعلم لك خصلة أكرهها إلا انك في مؤنة أبي فلو دخلت السوق فتعرضت لرزق اللّه رجوت أن لا يخيبك. فقال لها سليمان: اني و اللّه ما عملت عملا قط و لا أحسنه. فدخل السوق فجال يومه ذلك ثم رجع فلم يصب شيئا فقال لها: ما أصبت شيئا. فقالت: لا عليك ان لم يكن اليوم كان غدا. فلما كان من الغد خرج الى السوق فجال فيه فلم يقدر على شيء و رجع فاخبرها فقالت: يكون غدا ان شاء اللّه فلما كان في اليوم الثالث مضى حتى انتهى الى ساحل البحر فاذا هو بصياد فقال له:
هل لك أن أعينك و تعطينا شيئا؟ قال: نعم. فاعانه فلما فرغ أعطاه الصياد سمكتين
ص: 338
فاخذهما و حمد اللّه عز و جل و شق بطن أحدهما فاذا بخاتم فى بطنها فاخذه فصيره في ثوبه و حمد اللّه و أصلح السمكتين و جاء بهما الى منزله و فرحت امرأته بذلك و قالت له: اني اريد أن تدعو أبواي حتى يعلما انك قد كسبت فدعاهما فاكلا معه فلما فرغوا قال لهم: هل تعرفوني؟ قالوا: لا و اللّه إلا أنا لم نر خيرا منك. فاخرج خاتمه و لبسه فخرّ عليه الطير و الريح و غشياه الملك و حمل الجارية و أبويها الى بلاد اصطخر و اجتمعت اليه الشيعة و استبشروا به ففرج اللّه عنهم مما كانوا فيه من حيرة غيبته فلما حضرته الوفاة أوصى الى آصف بن برخيا باذن اللّه تعالى ذكره فلم يزل بينهم يختلف اليه الشيعة فيأخذون عنه معالم دينهم ثم غيب اللّه عز و جل آصف غيبة طال أمدها ثم ظهر لهم فبقي بين قومه ما شاء اللّه، ثم انه و دعهم فقالوا له: أين الملتقى؟ قال: على الصراط و غاب عنهم ما شاء اللّه و اشتدت البلوى على بني اسرائيل بغيبته و تسلط عليهم بخت نصر فراجع ج 7 من بحار الانوار ص 348.
«الثاني عشر»: لوط النبي و قد نطق به القرآن فى قوله تعالى في سورة الحجر آية 65 «فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَ اتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَ امْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ» أي: اذهبوا الى الموضع الذي أمركم اللّه بالذهاب اليه و هو الشام.
عن السدي قاله فى المجمع ج 7 ص 341. و محل الاستدلال على غيبة لوط «ع» هو قوله تعالى: «فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ» يعنى: بعد ما يمضي أكثر الليل و قد مر انه لا فرق في صدق الغيبة بين الساعة أو اليوم أو الشهر أو السنة أو غير ذلك من المقادير بحسب المصلحة قلة و كثرة.
«الثالث عشر»: دانيال النبي غاب عن قومه 90 سنة أسيرا تحت يد الفاجر
ص: 339
العاهر بخت نصر و شيعته ينتظرون خروجه و مجمل القصة ان سليمان «ع» لما حضرته الوفاة أوصى بأمر من اللّه الى «آصف بن برخيا» فلم يزل بينهم يختلف الشيعة اليه و يأخذون عنه معالم دينهم ثم غيب اللّه عز و جل آصف غيبة طال أمدها ثم ظهر لهم فبقي بين قومه ما شاء اللّه ثم انه ودعهم و غاب عنهم ما شاء اللّه و اشتدت الامور و البلوى على بني اسرائيل بغيبته و تسلط عليهم بخت نصر فجعل يقتل من يظفر به منهم و يطلب من يهرب و يسبي ذراريهم فاصطفى من السبي من أهل بيت اليهود أربعة نفر منهم دانيال و اصطفى من ولد هارون عزيرا و هم حينئذ صبية صغار فمكثوا في يده و بنو اسرائيل في العذاب المهين و الحجة دانيال أسير فى يد بخت نصر تسعين سنة فلما عرف فضله و سمع ان بني اسرائيل ينتظرون خروجه و يرجون الفرج في ظهوره و على يده أمر ان يجعل في جب عظيم واسع و يجعل معه الأسد ليأكله فلم يقربه و أمر ان لا يطعم فكان اللّه تعالى يأتيه بطعامه و شرابه على يد نبي من أنبياء بني اسرائيل، فكان يصوم دانيال النهار و يفطر الليل على ما يدلى اليه من الطعام و اشتدت البلوى على شيعته و قومه المنتظرين لظهوره و شك أكثرهم فى الدين لطول الأمد، فلما تناهى البلاء بدانيال و بقومه رأى بخت نصر في المنام كأن ملائكة من السماء قد هبطت الى الأرض أفواجا الى الجب الذي فيه دانيال مسلمين عليه يبشرونه بالفرج، فلما أصبح ندم على ما أتى الى دانيال فامر أن يخرج من الجب فلما اخرج اعتذر اليه مما ارتكب منه من التعذيب ثم فوض اليه النظر في امور مملكته و القضاء بين الناس، فظهر من كان مستترا من بني اسرائيل و رفعوا رؤوسهم و اجتمعوا الى دانيال «ع» موقنين بالفرج فلم يلبث إلا القليل حتى تبدلت الحالة حتى مضى لسبيله و افضى الأمر بعده الى عزير النبي و كانوا يجتمعون اليه و يأنسون به و يأخذون عنه معالم دينهم و غيب اللّه عنهم شخصه مائة عام ثم بعثه و غابت الحجج بعده و اشتدت البلوى حتى ظهر يحيى عليه السلام فراجع ج 7 من بحار الأنوار ص 348.
ص: 340
«الرابع عشر»: عزير النبي «ع»(1) كان فى عصر بخت نصر و في سنة 47 من ملكه بعث اللّه العزير نبيا الى القرى التي أمات اللّه أهلها ثم بعثهم له و كانوا من قرى شتى فهربوا من الموت فنزلوا فى جوار عزير يختلف اليهم و يسمع كلامهم و ايمانهم و أحبهم على ذلك و آخاهم عليه فغاب عنهم يوما واحدا ثم أتاهم فوجدهم موتى صرعى فحزن عليهم و قال: «أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِها» تعجبا منه حيث أصابهم و قد ماتوا أجمعين في يوم واحد «فاماته اللّه» عند ذلك «مائة عام ثم بعثه» اللّه و اياهم و كانوا مائة الف مقاتل ثم قتلهم اللّه أجمعين و لم يتلف منهم واحد على يد بخت نصر. ثم ملك مهروية بن بخت نصر 16 سنة و عشرين يوما فاخذ عند ذلك دانيال و خد له خدا في الأرض و طرح فيه دانيال و أصحابه و شيعته من المؤمنين و القى عليهم النيران فلما رأى ان النار لا تقربهم و لا تحرقهم استودعهم الجب و فيه الاسود و السباع و عذبهم بكل نوع من العذاب حتى خلصهم اللّه منه و هم الذين ذكرهم اللّه في كتابه فقال: «قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ اَلنّارِ ذاتِ الْوَقُودِ» الخ.
«الخامس عشر»: كان لعيسى بن مريم عليه السلام غيبات يسيح في الأرض و لا يعرف قومه و شيعته خبره، ثم ظهر فاوصى الى شمعون الصفاء بن حمون فلما مضى شمعون غابت الحجج بعده فاشتد الطلب و عظمت البلوى و درس الدين و اضيعت الحقوق و اميتت الفروض و السنن و ذهب الناس يمينا و شمالا لا يعرفون أيا من أي فكانت هذه الغيبة 250 سنة. و في بعض الروايات. انه غاب عن قومه الى أراضي الشامات و مصر 12 سنة. و في ج 1 من الكامل ص 108: ان مريم سلمت عيسى
ص: 341
الى صباغ يتعلم عنده فاجتمع عند الصباغ ثياب متعددة و عرض له حاجة. فقال للمسيح: هذه ثياب مختلفة الألوان و قد جعلت في كل ثوب منها خيطا على اللون الذي يصبغ به فاصبغها. فقال: أين هي؟ قال: فى هذا. فاخذها المسيح و القاها في حب واحد فلما جاء الصباغ سأله عن الثياب فقال: صبغتها. فقال: أين هي؟ قال: في هذا الحب. قال: كلها؟ قال: نعم قال: لقد أفسدتها على أصحابها.
و تغيظ عليه فقال المسيح: لا تعجل و انظر اليها. فقام و أخرجها فوجد كل ثوب منها على اللون الذي أراد صاحبه فتعجب الصباغ منه و علم ان ذلك من اللّه. و فيه انه لما بلغ 30 سنة فاوحى اللّه اليه أن ابرز للناس فادعهم الى اللّه و داو المرضى و الزمنى و الأكمه و الأبرص و غيرهم من المرضى. ففعل ما أمر به و أحبه الناس و كثر أتباعه. و في أتباعه و أصحابه أقوال: قيل هم الصباغ الذي تقدم. و قيل: كانوا صيادين. و قيل:
ملاحين و اللّه أعلم. و كانت عدتهم 12 رجلا و كان له صديق اسمه عازر فمرض فارسلت اخته الى عيسى: ان عازر يموت فسار اليه و بينهما ثلاثة أيام فوصل اليه و قد مات منذ ثلاثة أيام فاتى قبره فدعا له فعاش و بقي حتى ولد له. و أحيى امرأة و عاشت و ولد لها. و أحيى سام بن نوح و كان يوما مع الحواريين يذكر نوحا و الغرق و السفينة قالوا له: لو بعثت لنا من شهد ذلك. فاتي تلا و قال: هذا قبر سام بن نوح ثم دعا اللّه فقام و قال: قد قامت القيامة؟ فقال المسيح: لا ولكن دعوت اللّه فاحياك. فسألوه فاخبرهم. ثم دعا ميتا و أحيى عزير النبي قال له: بنو اسرائيل احيى لنا عزيرا و إلا أحرقناك فدعا اللّه فعاش فقالوا: ما تشهد لهذا الرجل قال:
أشهد انه عبد اللّه و رسوله. و أحيى يحيى بن ذكريا و أحيى غير ذلك ممن ذكرنا.
و في ص 110 يقول: اختلف العلماء في موته قبل رفعه الى السماء فقيل: رفع و لم يمت و قيل: توفاه اللّه ثلاث ساعات ثم أحياه و رفعه.
«قلت»: و الصواب ما قاله عز و جل في التنزيل: «وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ بَلْ رَفَعَهُ اللّهُ». و في ج 1 من تفسير «ابن كثير» المتوفى سنة 774
ص: 342
ص 366 يقول: اختلف المفسرون في قوله تعالى «إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَّ» فقال قتادة عن ابن عباس و غيره هذا من المقدم و المؤخر تقديره اني رافعك إلي و متوفيك يعني بعد ذلك. و قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: اني متوفيك أي مميتك.
و قال محمد بن اسحاق عمن لايتهم عن وهب بن منبه قال: توفاه اللّه ثلاث ساعات من أول النهار حين رفعه اللّه. قال ابن اسحاق. و النصارى يزعمون ان اللّه توفاه سبع ساعات ثم أحياه. و عن مسطر الوراق: اني متوفيك من الدنيا و ليس بوفاة موت و كذا قال ابن جرير توفاه ثم هو رفعه و قال الأكثرون: المراد بالوفاة هاهنا النوم كما قال تعالى «وَ هُوَ الَّذِي يَتَوَفّاكُمْ بِاللَّيْلِ» الى أن يذكر قوله تعالى «وَ بِكُفْرِهِمْ وَ قَوْلِهِمْ» «وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ» الى قوله «وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ» الآية يقول: و الضمير عايد على عيسى بن مريم أي و ان من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى و ذلك حين ينزل الى الأرض قبل يوم القيامة على ما سيأتي بيانه.
«أقول»: قد عرفت انه ينزل بعد ظهور (المهدي المنتظر) بمنصب الوزارة له لا الامارة و الرسالة.
«السادس عشر»: ان له صلوات اللّه عليه و آله غيبات (أولها) في أوائل بعثته ثلاثة سنوات و كان يدعو الناس بتوحيد اللّه إذ نزل عليه «فاصدع بما تؤمر و اعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين» «ثانيها» اختفاؤه فى غار ثور و حينما خرج صلوات اللّه عليه و آله لما همّ الكفرة بقتله كما اخبر به في التنزيل في سورة الأنفال آية 30: «وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللّهُ وَ اللّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ».
ص: 343
قال الشيخ الأجل في المجمع في ج 4 ص 537: في النزول(1) قال المفسرونرب
ص: 344
انها نزلت فى قصة دار الندوة و ذلك ان نفرا من قريش اجتمعوا فيها و هي دار قصي بن كلاب و تآمروا في أمر النبي (صلی الله علیه و آله) فقال عروة بن هشام: نتربص به ريب المنون. و قال ابو البختري: اخرجوه عنكم تستريحون من أذاه. و قال ابو جهل:
ما هذا برأي ولكن اقتلوه بان يجتمعوا عليه، من كل بطن رجل فيضربوه باسيافهم ضربة رجل واحد فيرضى حينئذ بنو هاشم بالدية فصوب ابليس هذا -
ص: 345
الرأي و كان قد جاءهم في صورة شيخ كبير من أهل نجد و خطأ الأولين فاتفقوا على هذا الرأي و اعدوا الرجل و السلاح و جاء جبرئيل «ع» فاخبر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فخرج الى الغار و امر عليا «ع» فبات على فراشه فلما دخلوا وجدوا عليا و قد رد اللّه مكرهم فقالوا: اين محمد؟ فقال: لا ادري. فاقتفوا أثره و ارسلوا في طلبه فلما بلغوا الجبل و مروا بالغار رأوا على بابه نسج العنكبوت. فقالوا: لو كان هاهنا لم ينسج العنكبوت على بابه. فمكث فيه ثلاثا ثم قدم المدينة.
«و ثالثها» في شعب أبي طالب ثلاث سنوات. -
ص: 346
«و رابعها» خروجه من هذا العالم الناسوت و خروجه الى عالم الملكوت و كل ذلك واضح لا يحتاج الى اطالة الكلام (نعم) الغيبات المتقدمة الثلاثة كانت لأجل الأعداء و حفظا على انفسهم و لذلك خرجوا و اختفوا كما هو المتعارف عند كل من يعتنى بشأنه فانه يتحفظ نفسه من حساده و اعدائه و لا اختصاص في ذلك بالأنبياء بل هي متعارفة عادة (و اما الثالثة) فهي خروج عن العادة حيث انه تعالى اسرى به صلوات اللّه عليه و آله من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى و منه الى السموات العلى و كلامنا فى غير هذا القسم بل البحث فيما هو المتعارف لكل من له شأن من الملوك و غيرهم حيث يستخفون انفسهم من الأعداء كما هو كذلك -
ص: 347
في «المهدي المنتظر» فان غيبته سلام اللّه عليه من ناحية المعاندين و اعداء الدين لا انه يخاف من أهل الدين و المؤمنين. و لنعم ما أفاده المحقق الطوسي في تجريده في بحث الامامة فى شأنه عليه السلام: «وجوده لطف و تصرفه آخر و غيبته منا» كماا.
ص: 348
ورد به الأخبار المتواترة في اصولنا المعتمدة هذا ما عندنا من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر.
لا يخفى ان الامامية و الفرقة الجعفرية تعترف بكل ما جاء به النبي و أوصياؤه عليهم السلام عن اللّه و تصدق به لقضاء الضرورة بذلك اذ ما من شيء أمروا به إلا و كان ذلك كاشفا عن مصلحة كامنة في المأمور به مطلقا علمنا ذلك أم لا و ما من شىء نهوا عنه إلا و كان ذلك حاكيا عن مفسدة فى المنهي عنه. كيف و هما صادران عن حكيم عالم بالمصالح و المفاسد و هذا أصل لا خلاف فيه عندنا فمن الامور التي أخبر بها الرسول الاعظم و أوصياؤه مسألة الغيبة الكبرى «للمهدي المنتظر عج» و لا نسأل عن علتها و سببها إلا فى حدود ما بينوا لنا في كلماتهم بحيث لو لم يذكروا و لم يبينوا لنا أن ذلك من جهة خوفه عليه السلام من الأعداء أو من شيء آخر فليس من وظيفتنا السؤال عنه بعد تصديقنا بوجوده عليه السلام. فعليه ليس من العدل و الانصاف لمن لم يكن معتقدا بوجوده (ع) بان يصير موجبا لا دخال الشك و الوهم في أذهان العوام فالذي هو خارج عن مذهبنا لا حق له بان يعترض علينا و إنما اعتراضه حينئذ من قبيل اعتراض البيطار على المنجم و النجار على الفقيه فقد أقمنا الحجة و البيان لاثبات وجود «المهدي المنتظر عج» صاحب الزمان و دحضنا الشبهات الواردة فيه بكل لسان محتجين عليهم بما التزموا في كتبهم و صحاحهم.
ان مسئلة «المهدي المنتظر عليه السلام» لها باب واسع مترامى الأطراف فلا
ص: 349
يمكن الاحاطة بما يتعلق به و يمت اليه و يتصل به الا الا وحدي من الاعلام ممن طال باعه و كثر اطلاعه على الكتب الكلامية و التفاسير عامة و خاصة و قد سبق منا التكلم في اكثر مواضعه من حيث النصوص الواردة و الأخبار المتواترة المتضمن كل واحد منها شطرا من الموضوع غير ما تعرض له الآخر و قد أطلنا الكلام في ذلك مزيدا للتأكيد و دعما للدعوى و ان كان هو في غنى عن التحري و اكثار التدليل و تكراره إلا اننا مهما زدنا في التدليل زاد الخصم في غيه و انكاره و مهما قربناه من الأذهان فرّ منه خوف الاذعان و على أي حال فانا قد طرقنا أغلب الفصول التي قد يستدل بها من هذا الباب و لم يبق إلا ما ورد فى الذكر الحكيم فهو فى الحقيقة أصل هذه الدعوى و مصدرها الوحيد الذي استقت منه فقد جاء فيه كثير من الآيات الشريفة التي بحث فيها أصحابنا رضوان اللّه عليهم مما يحوم حول ظهور (المهدي عليه السلام) تفسيرا و تأويلا و اني قد رغبت أن اورد ما يسعني الوقت تتميما للفائدة و لأجعله ختام المسك و نسأل اللّه تبارك و تعالى اسمه أن يلهمنا الصواب و يوفقنا لخدمة الدين و أهله هذا و قد آن وقت الشروع بالموضوع فاقول و باللّه التوفيق.
1 - (الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ ... اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (1) فى إكمال الدين ص 12 باسناده عن علي بن أبي حمزة بن أبي القاسم قال: سألت الصادق جعفر بن محمد «ع» عن قول اللّه عز و جل (الم ذلِكَ الْكِتابُ) فقال:
ص: 350
المتقون شيعة علي و الغيب فهو الحجة الغايب و شاهد ذلك قول اللّه عز و جل (وَ يَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) ان الآية هي الغيب و الغيب هو الحجة و تصديق ذلك هو قول اللّه عز و جل (وَ جَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ آيَةً) يعني حجة.
و فيه ص 12 باسناده عن داود بن كثير الرقى عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل: (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (1) قال: من أقر بقيام القائم انه حق.
و في تفسير الاصفهاني ص 191 باسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري في حديث يذكر فيه الأئمة الأثني عشر و فيهم «القائم المنتظر».
و فى تفسير شيخنا العلامة البلاغي النجفي طاب ثراه انه من مصاديق المؤمنين بالغيب المؤمنين بقيام «المهدي المنتظر عج» كما فى الرواية عن أهل البيت. و عن النبي (صلی الله علیه و آله) انه قال: طوبي للصابرين فى غيبته طوبي للمتقين على محبته اولئك من وصفهم اللّه تعالى في كتابه «اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ».
و في تفسير الصافي: بما غاب عن حواسهم من توحيد اللّه و نبوة الأنبياء و قيام القائم و البعث و الحساب و الجنة و النار و ساير الامور التي يلزمهم الايمان مما لا يعرف بالمشاهدة و إنما يعرف بدلائل نصبها اللّه عز و جل.دي
ص: 351
2 - (وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ) (1).
في مجمع البيان ص 200 ج 1 نقلا عن كتاب النبوة باسناده مرفوعا الى المفضل بن عمر عن الصادق «ع» قال: سألته عن قول اللّه عز و جل: «وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ» ما هذه الكلمات؟ قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه و هو انه قال: يا رب أسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا تبت علي. فتاب اللّه عليه انه هو التواب الرحيم. فقلت له: يابن رسول اللّه فما يعني بقوله: «فاتمهن»؟ قال: أتمهن الى «القائم عج» اثنى عشر اماما تسعة من ولد الحسين «ع» - الحديث.
و في الخصال عن الصادق «ع» قال: هي الكلمات التى تلقاها آدم - الحديث.
و فى تفسير البرهان في ج 1 ص 56 عن ابن بابويه عن معمر بن راشد عن الصادق «ع» في قصة اليهودي و سؤاله: أنت أفضل ام موسى بن عمران؟ قال:
ان آدم لما أصاب الخطيئة كانت توبته «اللهم اني اسألك بحق محمد و آل محمد لما غفرت لي» - الى قوله -: يا يهودي لو أدركنى موسى و لم يؤمن بي و بنبوتي ما نفعه إيمانه شيئا و لا نفعته النبوة، يا يهودي و من ذريتي «المهدي» اذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته و قدمه و صلى خلفه.
ص: 352
3 - (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ) (1).
و في المجمع قال: و روي في أخبار أهل البيت عليهم السلام ان المراد به أصحاب المهدي في آخر الزمان قال الرضا «ع»: و ذلك و اللّه ان لو قام «قائمنا» يجمع اللّه اليه جميع شيعتنا من جميع البلدان، ان اللّه على كل شيء قدير أي هو قادر على جمعكم و حشركم و على كل شيء. و فى العياشي مثله.
و في إكمال الدين و العياشي عن الصادق (ع): لقد نزلت هذه الآية فى أصحاب «القائم ع» و انهم المفتقدون من فرشهم ليلا فيصبحون بمكة و بعضهم يسير في السحاب نهارا يعرف اسمه و اسم أبيه الخ.
و عن علي بن ابراهيم باسناده عن أبي خالد الكابلي قال: قال أبو جعفر (ع) في حديث يذكر فيه خروج «القائم»: ثم ينتهي الى المقام فيصلي فيه ركعتين - الى قوله -: أول من يبايعه جبرئيل ثم الثلاثمائة و الثلاث عشر و هو قول أمير المؤمنين (ع): هم المفقودون من فرشهم و ذلك قول اللّه: «فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً».
و فيه: عن سيد العابدين: المفقودون من فرشهم عدة أهل بدر فيصبحون بمكة و هو قوله عز و جل: «أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً».
«و فيه» عن الكافي عن ابي خالد عن الصادق «ع» في الآية قال: الخيرات الولاية و قوله «أَيْنَما تَكُونُوا» أصحاب «القائم» الثلاثمائة و البضعة عشر قال: هم و اللّه الامة المعدودة. قال: يجتمعون و اللّه في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف.
ص: 353
و فيه عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد اللّه (ع) لقد نزلت هذه الآية في المفقودين من أصحاب «القائم». قوله عز و جل: «أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً»: انهم لمفقودون في فرشهم ليلا فيصبحون بمكة و بعضهم يسير في السحاب نهارا يعرف باسمه و اسم أبيه و حسبه و نسبه. قال: فقلت: جعلت فداك أيهم أعطم ايمانا؟ قال: الذي يسير في السحاب نهارا.
«و فيه»: عن أبي سمينة مولى أبي الحسن قال: سألت أبا الحسن عن قوله «أَيْنَما تَكُونُوا» قال: و ذلك و اللّه أن لو قد قام «قائمنا» يجمع اللّه اليه شيعتنا من جميع البلدان.
«قلت»: و الأخبار بهذا المضمون متواترة. و قوله (ع): قزع كقزع الخريف أي كقطع السحاب المتفرقة و إنما خص الخريف لأنه أول الشتاء و السحاب يكون فيه متفرقا غير متراكم ثم يجتمع بعضه الى بعض و قد شبه «ع» أصحاب «المهدي المنتظر» بقطع السحاب المتفرقة في الأماكن المتباعدة يجتمعون اليه في مكة المكرمة فى ساعة واحدة.
4 - (وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصّابِرِينَ) (1).
في الاكمال عن الصادق «ع»: ان هذه علامات قدام «القائم» يكون من اللّه عز و جل للمؤمنين قال: «بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ» من ملوك بني امية آخر سلطانهم و الجوع بغلاء أسعارهم و نقص في الأموال فساد التجارات و قلة الفضل و نقص في الأنفس الموت الذريع و نقص من الثمرات بقلة ريع ما يزرع و بشر الصابرين
ص: 354
عند ذلك تعجيل خروج «القائم» ثم قال هذا تأويله ان اللّه عز و جل يقول (وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ).
«قلت»: و في عدة روايات انهم عليهم السلام هم الراسخون في العلم و لا حظ لغيرهم كما في الكافي و العياشي و الاحتجاج و البصائر، و في ج 7 من بحار الأنوار و غيرها من كتب الأخبار فراجع.
5 - (وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلاّ عَلَى الظّالِمِينَ) (1).
في العلل عن الرضا (ع) انه سئل: يابن رسول اللّه ما تقول في حديث روي عن الصادق انه قال اذا خرج «القائم» قتل ذراري قتلة الحسين بفعال آبائها؟ فقال: هو كذلك فقيل: قول اللّه عز و جل «وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» ؟ فقال:
صدق اللّه في جميع أقواله ليكن زراري قتله الحسين يرضون بافعال آبائهم و يفتخرون بها و من رضي شيئا كان كمن أتاه و لوان رجلا قتل فى المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند اللّه شريك القاتل و إنما يقتلهم (القائم) اذا خرج برضاهم بفعل آبائهم و في العيون مثله.
و في الكافي عن الباقر (ع): انه لم يجيء تأويل هذه الآية.
و فى المجمع عن الصادق (ع) لم يجيء تأويل هذه الآية و لو قد قام (قائمنا) بعد سيرى من يدركه ما يكون تأويله هذه الآية و ليبلغن دين محمد ما بلغ الليل حتى لا يكون شرك على ظهر الأرض كما قال اللّه تعالى (يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)
و في العيون مثله.
ص: 355
6 - (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ وَ قُضِيَ الْأَمْرُ وَ إِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) (1).
العياشي عن الصادق (ع) قال: كأني (بقائم) أهل بيتي و قد علا نجفكم فاذا علا فوق نجفكم نشر راية رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فاذا نشرها انحطت عليه ملائكة بدر و قال: انه نازل فى قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة على (الفاروق) فهذا حين ينزل(2).
و عنه في رواية اخرى قال: ينزل في سبع قباب من نور و لا يعلم في أيها هو حين ينزل فى ظهر الكوفة.
و في الغيبة النعمانية ص 160 في عدة روايات منها ما عن الصادق (ع):
أنظر (بالقائم) فاذا استوى على ظهر النجف. الخ و منها قوله عليه السلام: كأني أنظر الى (القائم) على نجف الكوفة - الى ان يقول -: و معه راية رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يأتيه بها جبرئيل عودها من عمود عرش اللّه و سائرها من نصر اللّه لا يهوى بها الى شيء إلا أهلكه اللّه يهبط بها تسعة آلاف ملك و ثلاثمائة و ثلاثة عشر ملكا. فقلت:
جعلت فداك كل هؤلاء معه؟ قال: نعم هم الذين كانوا مع نوح في السفينة، و الذين كانوا مع ابراهيم حيث القي في النار، و هم الذين كانوا مع موسى لما فلق له البحر، و الذين كانوا مع عيسى لما رفعه اللّه اليه، و أربعة آلاف مسوّمين كانوا مع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و ثلاثمائة و ثلاثة عشر ملكا كانوا معه يوم بدر و معهم أربعة آلاف صعدوا الى السماء يستأمرون فى القتال مع الحسين (ع) فهبطوا الى الأرض
ص: 356
و قد قتلى فهم عند قبره شعث غبر يبكون الى يوم القيامة و هم ينتظرون خروج القائم (ع).
7 - (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) الآية(1).
في تفسير البرهان ج 1 ص 164 نقلا عن كتاب (المقتضب) باسناده عن أبي سلمى راعي رسول اللّه ص قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: ليلة أسرى بي الى السماء قال لي الجليل: «آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ» (فقلت):
و المؤمنون (فقال): صدقت يا محمد من خلفت في امتك؟ (قلت): خيرها (قال اللّه تعالى): علي بن أبي طالب؟ (قلت): نعم (فقال): يا محمد اني اطلعت على الأرض اطلاعة - الى أن يقول -: فاخترت منها عليا فشققت له اسما من أسمائي فانا الأعلى و هو علي يا محمد اني خلقتك و خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولده من نوري و عرضت ولايتكم على أهل السموات و الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، و من جحدها كان عندي من الكافرين يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم، يا محمد أتحب أن تراهم؟ (قلت):
نعم. الى آخر ما تقدم بقوله: (و المهدي) في ضحضاح من نور قيام يصلون و هو في وسطهم يعني (المهدي) - الحديث.
و روى هذا الحديث صدر الأئمة أخطب خطباء خوارزم في كتابه مسندا.
«قلت» لو لم يكن للشيعة الامامية دليل و برهان على احقيّة مذهبهم و مسلكهم غير
ص: 357
هذه الرواية الشريفة لكفى حجة و برهانا لهم على من خالفهم و طعن عليهم و على (المهدي المنتظر عج).
8 - (إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (1).
في تفسير البرهان ج 1 ص 171 نقلا عن ابن زينب بسند طويل عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي (ع): يا جابر الزم الأرض و لا تحرك يدا و لا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك ان أدركتها. و ذكر علامات (القائم) الى أن قال: فينادي يعنى (القائم): أيها الناس إنا نستنصر اللّه فمن أجابنا من الناس و إنا أهل بيت نبيكم و نحن أولى الناس باللّه و بمحمد فمن حاجني في آدم فانا أولى الناس بآدم، و من حاجني في ابراهيم فانا أولى الناس بابراهيم، و من حاجني فى محمد فانا أولى الناس بمحمد، و من حاجني في النبيين فانا أولى الناس بالنبيين، أليس اللّه يقول في محكم كتابه: (إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ؟ فانا بقية اللّه من آدم، و ذخيرة الأنبياء من نوح، و مصطفى من ابراهيم، و صفوة من محمد (صلی الله علیه و آله).
9 - (وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (2).
العياشي، عن الصادق (ع): انها نزلت فى (القائم).
ص: 358
و في رواية: تلاها فقال: اذا قام (القائم) لا تبقى أرض إلا نودي فيها شهادة أن لا إله إلا اللّه و ان محمدا رسول اللّه. و عنه عن ابن بكير قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: (وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً) قال:
انزلت في (القائم) اذا خرج باليهود و النصارى و الصابئين و الزنادقة و أهل الردة و الكفار في شرق الأرض و غربها فعرض عليها الاسلام فمن أسلم أمره بالصلاة و الزكاة و ما يأمر به المسلم، و من لم يسلم ضرب عنقه حتى لا يبقى في المشارق و المغارب أحد إلا وحد اللّه. قلت له: جعلت فداك ان الخلق أكثر من ذلك.
فقال: ان اللّه اذا اراد أمرا قلل الكثير و كثر القليل.
10 - (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (1).
البرهان ص 206 ج 1 نقلا عن غيبة النعماني باسناده عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) في قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا) قال: اصبروا على أداء الفرائض و صابروا عدوكم و رابطوا إمامكم المنتظر عليه السلام.
و فيه عن يعقوب السراج قال: قلت لأبي عبد اللّه (ع): تبقى الأرض بغير عالم منكم يفزع الناس اليه؟ قال: فقال لي: اذا لا يعبد اللّه يا أبا يوسف، لا تخلو الأرض من عالم منا ظاهر يفزع الناس اليه في حلالهم و حرامهم فان ذلك لمبين في كتاب اللّه قال اللّه تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا) اصبروا على دينكم و صابروا على عدوكم ممن يخالفكم و رابطوا إمامكم و اتقوا اللّه فيما أمركم به
ص: 359
و افترضه عليكم.
و في رواية ثالثة: اصبروا على الأذى فينا. قلت: فصابروا؟ قال: عدوكم مع وليكم. و رابطوا؟ قال: المقام مع إمامكم و اتقوا اللّه لعلكم تفلحون. قلت:
تنزيل؟ قال: نعم.
11 - (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (1).
في الاكمال ص 146 باسناده عن جابر بن يزيد الجعفي عن الأنصاري يقول لما انزل اللّه عز و جل على نبيه محمد (صلی الله علیه و آله): (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ). (قلت): يا رسول اللّه عرفنا اللّه و رسوله فمن اولوا الأمر الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعته؟ فقال (صلی الله علیه و آله): هم خلفائي يا جابر و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر و ستدركه يا جابر فاذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسي بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سمييّ و كنيي حجة اللّه في ارضه و بقيته في عباده ابن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح اللّه تعالى ذكره، على يديه مشارق الأرض و مغاربها، ذاك الذي يغيب من شيعته و أوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بامامته إلا من امتحن اللّه قلبه للايمان. قال جابر فقلت يا رسول اللّه فهل لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال اي و الذي بعثني بالنبوة انهم يستضيئون بنوره و ينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس من
ص: 360
الشمس و ان تجللها السحاب، يا جابر هذا من مكنون سر اللّه و مخزون علم اللّه فاكتمة إلا عن أهله.
(و عن) الصادق (ع) انه سئل عما بنت عليه دعائم الاسلام اذا أخذ بها زكي العمل و لم يضر جهل ما جهل بعده. قال: شهادة أن لا إله إلا اللّه و ان محمدا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و الاقرار بما جاء به من عند اللّه و حق في الأموال الزكاة و الولاية التي أمر اللّه بها ولاية آل محمد، فان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية قال اللّه تعالى: (أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فكان علي ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم يكون الأمر هكذا، ان الأرض لا تصلح إلا بامام.
(قلت): و الأخبار بهذا المضمون كثيرة فى اصولنا المعتبرة و في كتب القوم موجودة قوله (صلی الله علیه و آله): من مات لا يعرف إماما أو إمام زمانه مات ميتة جاهلية و لا يخفى ان روح العبادة الولاية، بحيث لو ان أحدا صام دهره و قام ليله بين الركن و المقام حتى صار كالشن البالي و لم يكن بدلالة ولي اللّه لأكبه اللّه على منخريه فى النار.
12 - (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ
- الى قوله -: إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) (1).
في الكافي و العياشي: «كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ» مع الحسن «كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ»:
مع الحسين عليه السلام «إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ» الى خروج «القائم» عليه السلام فان معه الظفر.
ص: 361
و في الزام الناصب عن أبي جعفر (ع) قال: و اللّه الذي صنعه الحسن بن علي كان خيرا لهذه الامة مما طلعت عليه الشمس، فو اللّه لقد نزلت هذه الآية: «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ» إنما هي طاعة الامام و طلب القتال «فَلَمّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ» مع الحسين (ع) «قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ» أراد تأخير ذلك الى القائم (ع).
13 - (وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (1).
و فى تفسير القمي (ره) ص 131 قال: (وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) قال: النبيين رسول اللّه. و الصديقين علي عليه السلام، و الشهداء الحسن و الحسين، و الصالحين الأئمة، و حسن اولئك رفيقا (القائم) من آل محمد عليه السلام.
14 - (وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) (2).
في المجمع ج 3 ص 137 قال: اختلف فيه على أقوال (أحدها) ان كلا
ص: 362
الضميرين يعود الى المسيح (ع): أي ليس يبقى أحد من اهل الكتاب من اليهود و النصارى إلا و يؤمنن بالمسيح قبل موت المسيح (ع) اذا أنزله اللّه وقت خروج (المهدي) في آخر الزمان لقتل الدجال فتصير الملل كلها ملة واحدة و هي ملة الاسلام الحنيفية دين ابراهيم.
و عن ابن عباس و أبي مالك و الحسن و قتادة و ابن زيد و ذلك حين لا ينفعهم الايمان و اختاره الطبري. قال: و الآية خاصة لمن يكون منهم في ذلك الزمان.
و في تفسير القمي ص 146 باسناده عن أبي حمزة عن شهر بن حوشب. قال:
قال لي الحجاج: يا شهر آية في كتاب اللّه و قد أعيتني. فقلت: أيها الأمير أية آية هي؟ فقال: قوله: «وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ» و اللّه اني لأمر باليهودي و النصراني فاضرب عنقه ثم أرمقه بعيني فما أراه يحرك شفتيه حتى يخمد.
فقلت: أصلح اللّه الأمير ليس على ما قلت. قال: كيف هو؟ قلت: ان عيسى ابن مريم ينزل قبل يوم القيامة الى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودي و لا نصراني إلا آمن به قبل موته و يصلي خلف (المهدي) عليه السلام. قال: ويحك انى لك هذا و من أين جئت به؟ فقلت: حدثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. فقال:
جئت بها من عين صافية.
و أورده في المجمع بعينه باضافة انه: فقيل لشهر: ما أردت بذلك؟ قال:
أردت أن أغيظه.
15 - (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) (1).
ص: 363
و في المجمع ج 3 ص 208 عن علي بن ابراهيم القمي: انها نزلت فى مهدي الامة عليه السلام و أصحابه أولها خطاب لمن ظلم آل محمد (صلی الله علیه و آله) و قتلهم و يمكن أن ينصر هذا القول ان قوله تعالى: فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يوجب أن يكون ذلك القوم غير موجودين في وقت نزول الخطاب فهو يتناول من يكون بعدهم و بهذه الصفة الى قيام الساعة.
و في تفسير القمي ص 158 قال: هو مخاطبة لأصحاب رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الذين غصبوا آل محمد حقهم و ارتدوا عن دين اللّه فسوف يأتي اللّه بقوم يحبهم و يحبونه نزلت فى (القائم) و أصحابه. (قلت): و لا تنافى بين النقلين لاتحاد مفادهما.
و في الكافى عن الصادق (ع): ان صاحب هذا الأمر محفوظ له لو ذهب الناس جميعا أتى اللّه باصحابه و هم الذين قال اللّه: «فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ» و هم الذين قال اللّه: «فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ».
16 - (فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (1).
فى تفسير القمي ص 188 باسناده عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول اللّه: «فَلَمّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْ ءٍ» قال: أما قوله: «فَلَمّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ» يعني فلما تركوا ولاية علي و قد أمروا به «فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْ ءٍ» يعني دولتهم في الدنيا و ما بسط لهم فيها. و أما قوله: «إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ» يعني بذلك قيام (القائم) حتى كأنهم لم يكن لهم سلطان قط فذلك قوله: «بغتة» فنزل خبر هذه الآية على محمد
ص: 364
(فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).
17 - (إِنَّ الْأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (1).
العياشي عن الباقر عليه السلام قال: وجدنا في الكتاب على ان الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين و أنا و أهل بيتي الذين أورثنا الأرض و نحن المتقون و الأرض كلها لنا فمن أحيى أرضا من المسلمين فعمرها فليؤد خراجها الى الامام من أهل بيته و له ما اكل منها حتى يظهر (القائم) من أهل بيتي بالسيف فيحوزها و يمنعها فيخرجهم عنها كما حواها رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و منعها إلا ما كان فى أيدي شيعتنا فانه يقاطعهم و يترك الأرض في أيديهم.
18 - (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنّا مُنْتَظِرُونَ) (2).
في إكمال الدين ص 19 عن الصادق (ع): يعني خروج «القائم» المنتظر.
و عنه «ع»: الآيات هم الأئمة و الآية المنتظرة (القائم) (المهدي) فاذا قام لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف و ان آمنت بمن تقدم من آبائه.
و في تفسير البرهان باسناده عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد (ع) فى الآية، يعني: خروج «القائم» المنتظر منا ثم قال: يا أبا بصير، طوبى لشيعة
ص: 365
«قائمنا» المنتظرين في غيبته و المطيعين له في ظهوره اولئك أولياء اللّه لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.
19 - (قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) (1).
عن العياشي عن الصادق «ع» انه قال: انظره الى يوم يبعث فيه (قائمنا) و في الدلائل للطبري ص 240 باسناده عن وهب بن جميع مولى اسحاق بن عمار قال:
سألت أبا عبد اللّه «ع» عن ابليس قوله: «رَبِّ فَأَنْظِرْنِي» الآية الى أي يوم هو؟ قال: اتحسب انه يوم يبعث اللّه الناس ولكن اللّه عز و جل انظره الى يوم يبعث اللّه فيه (قائمنا) فاذا بعث اللّه قائمنا فيأخذ بناصيته و يضرب عنقه و ذلك يوم الوقت المعلوم. (أقول): قد أشرنا سابقا الى ذلك.
20 - (وَ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ) (2).
في البرهان ج 1 ص 362 عن كتاب الاختصاص للشيخ المفيد باسناده عن المعلى بن محمد عن محمد بن علي «ع»: كانت عصا موسى (ع) لآدم فصارت الى شعيب، ثم صارت الى موسى بن عمران و انها لتروع و تلقف ما يأفكون و تصنع ما تؤمر، يفتح لها شعبتان أحدهما في الأرض و الاخرى في السقف و بينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها.
ص: 366
و فيه عنه باسناده عن محمد بن علي «ع»: كانت عصا موسى (ع) لآدم فصارت الى شعيب ثم صارت الى موسى، و انها لعندنا و ان عهدي بها آنفا و انها لخضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها و انها لننطق اذا استنطقت اعدت «لقائمنا» يصنع ما كان موسى يصنع بها و أنها لتروع و تلقف ما يأفكون الخ.
21 - (وَ لَمّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَ كَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي وَ لكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمّا تَجَلّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَ خَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (1).
البرهان ص 367 ج 1 في حديث محمد بن الحسن الصفار و مكالمة الصادق (ع) مع معاوية بن وهب و عبد الملك بن أعين فقال له معاوية بن وهب: يابن رسول اللّه ما تقول في الخبر الذي روي عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه «رأى ربه» على أي صورة رآه؟ و على الحديث الذي رووه «ان المؤمنين يرون ربهم في الجنة» على أي صورة يرونه؟ فتبسم ثم قال: يا معاوية ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة و ثمانون سنة يعيش في ملك اللّه و يأكل من نعمه ثم لا يعرف اللّه حق معرفته، ثم قال: يا معاوية ان محمدا لم ير الرب تبارك و تعالى بمشاهدة العيان و ان الرؤية على وجهين رؤية القلب و رؤية البصر فمن عنى برؤية القلب فهو مصيب و من عنى برؤية البصر فهو كذاب و كفر باللّه و آياته لقول رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): «من شبه اللّه بخلقه فقد كفر» و لقد حدثنى أبي عن أبيه عن الحسين بن علي قال: سئل أمير المؤمنين «ع» فقيل له:
يا أخا رسول اللّه هل رأيت ربك؟ فقال: لم أعبد من لم أره، لم تره العيون بمشاهدة العيان ولكن رآه القلب بحقائق الايمان و اذا كان المؤمن يرى ربه بمشاهدة
ص: 367
البصر فان من جاز عليه البصر و الرؤية فهو مخلوق و لا بد للمخلوق من خالق فقد جعلته اذا محدثا مخلوقا و من شبهه بخلقه فقد اتخذ مع اللّه شريكا. ويلهم ألم يسمعوا لقول اللّه تعالى: (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)
و قوله لموسى: (لَنْ تَرانِي وَ لكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمّا تَجَلّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَ خَرَّ مُوسى صَعِقاً) و إنما طلع من نوره على الجبل كضوء يخرج من سم الخياط فدكدكت الارض و صعقت الجبال و خر موسى صعقا أي ميتا فلما افاق و ردّ عليه روحه قال: «سبحانك تبت اليك» من قول من زعم انك ترى و رجعت الى معرفتي بك ان الابصار لا تدركه و أنا أول المؤمنين بانك ترى و لا ترى و انت بالمنظر الأعلى.
ثم قال: ان أفضل الفرائض و أوجبها على الانسان معرفة الرب و الاقرار بالعبودية وحد المعرفة أن يعرف اللّه أن لا إله غيره و لا شبيه له و لا نظير و ان يعرف انه قديم مثبت موجود غير فقيد موصوف من غير شبيه له و لا نظير له و لا مبطل، ليس كمثله شيء و هو السميع البصير و بعده معرفة الرسول و الشهادة له بالنبوة و أدنى معرفه الرسول الاقرار بنبوته و ان ما أتى به من كتاب أو أمر أو نهي فذلك عن اللّه عز و جل. و بعده معرفة الامام الذي تأتم بنعته و صفته و اسمه في حال العسر و اليسر و أدني معرفة الامام انه عدل النبي إلا درجة النبوة و وارثه و ان طاعته طاعة اللّه و طاعة رسوله و التسليم له في كل أمر و الرّد اليه و الاخذ بقوله و يعلم ان الامام بعد رسول اللّه (علي بن أبي طالب و بعده الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر بعده ثم علي بن موسى بعده ثم محمد بن علي و بعده علي بن محمد و بعد علي الحسن ابنه و الحجة من ولد الحسن) ثم قال: يا معاوية جعلت لك في هذا أصلا فاعمل عليه فلو كنت تموت على ما كنت عليه لكان حالك أسوء الاحوال فلا يغرنك قول من زعم ان اللّه يرى بالنظر الحديث.
(46 - ج 1 الشيعة و الرجعة)
ص: 368
22 - «اَلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ (1).
و الانجيل «الى قوله» هُمُ الْمُفْلِحُونَ» - الأعراف آية 157.
ص: 369
في البرهان ص 370 نقلا عن الكافي باسناده عن حماد بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء قال: سألت أبا جعفر (ع) عن الاستطاعة و قول الناس. فقال:
و تلى هذه الآية «وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ»: يا عبيدة الناس مختلفون في اصابة القول و كلهم هالك قال: قلت: قوله: «إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ»؟ قال: هم شيعتنا و لرحمته خلقهم (يقول) لطاعة الامام و الرحمة التي (يقول) علم الامام و وسع علمه الذي هو من علمه كل شيء هو شيعتنا ثم قال:
فسأكتبها للدين يتقون» يعني: ولاية الامام و طاعته ثم قال: «يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة و الانجيل» يعني النبي و الوصي «يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيَ» من أنكر فضل الامام و جحده «وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ» أخذ العلم من أهله «وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ» و الخبائث قول من خالف «وَ يَضَعُ عَنْهُمْ ه»
ص: 370
إِصْرَهُمْ» و هي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الامام «وَ الْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ» و الأغلال ما كانوا يقولون مما لم يكونوا أمروا به من ترك فضل الامام فلما عرفوا فضل الامام وضع عنهم إصرهم و الإصر الذنوب و هي الاصار ثم نسبهم فقال: الذين آمنوا يعني، الامام «وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» يعني «اَلَّذِينَ اجْتَنَبُوا» الجبت و «اَلطّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها» و الجبت و الطاغوت.... و العبادة طاعة الناس لهم ثم قال «وَ أَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ» ثم جزاهم فقال: «لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ» و للامام يبشرهم بقيام (القائم) و ظهوره و بقتل اعدائهم و بالنجاة في الآخرة و الورود على محمد و آله الصادقين على الحوض.
23 - (وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ) (1).
في مجمع البيان ج 4 ص 489: و اختلف في هذه الامة من هم على أقوال:
(أحدها) أنهم قوم من وراء الصين و بينهم و بين الصين واد جار من الرمل لم يغيروا و لم يبدلوا. عن ابن عباس و السدي و الربيع و الضحاك و عطا و هو المروي عن أبي جعفر الباقر (ع). قالوا: و ليس لأحد مال دون صاحبه يمطرون بالليل و يضحون بالنهار، و يزرعون لا يصل اليهم منا أحد و لا منهم الينا. و هو الحق قال ابن جريح: بلغني ان بنى اسرائيل لما قتلوا أنبياءهم و كفروا و كانوا اثنى عشر سبطا تبرأ سبط منهم مما صنعوا و اعتذروا و سألوا اللّه أن يفرق بينهم و بينه ففتح اللّه لهم نفقا من الأرض فساروا فيه سنة و نصف سنة حتى خرجوا من وراء الصين
ص: 371
فهم هناك حنفاء مسلمون يستقبلون قبلتنا. و قيل: ان جبرائيل انطلق ليلة المعراج اليهم فقرأ عليهم من القرآن عشر سور نزلت بمكة و آمنوا به و صدقوه و أمرهم أن يقيموا مكانهم و يتركوا السبت و أمرهم بالصلاة و الزكاة و لم يكن نزلت فريضة غيرهما ففعلوا قال ابن عباس: و ذلك قوله: (وَ قُلْنا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً) يعنى عيسى بن مريم يخرجون معه و روى أصحابنا انهم يخرجون مع (قائم) آل محمد و روي ان ذا القرنين رآهم و قال لو أمرت بالمقام لسرني أن أقيم بين أظهركم.
و في الدلائل للطبري ص 247 باسناده عن مفضل بن عمر عن الصادق (ع) انه قال اذا ظهر (القائم) من ظهر هذا البيت بعث اللّه معه 27 رجلا منهم 14 من قوم موسى و هم الذين قال اللّه تعالى (وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ) أصحاب الكهف 8 و المقداد. و جابر الأنصاري. و مؤمن آل فرعون.
و يوشع بن نون، وصي موسى.
و في البرهان ج 1 ص 371 عن العياشي عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه. (وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ) فقال:
قوم موسى هم أهل الاسلام.
و عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّه (ع): اذا قام (قائم) آل محمد استخرج من ظهر الكوفة.
(و في نسخة: الكعبة) 27 رجلا و 25 من قوم موسى الذين يقضون بالحق و به يعدلون، و سفرة أصحاب الكهف، و يوشع وصي موسى و مؤمن آل فرعون و سلمان الفارسي و أبا دجانة الأنصاري و مالك الأشتر.
ص: 372
24 - (وَ قَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً وَ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ...) (1).
في البرهان عن الكليني باسناده عن أبي سعيد الخراساني قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ان (القائم) اذا قام بمكة و أراد أن يتوجه الى الكوفة نادى مناديه: ألا لا يحمل أحد منكم طعاما و لا شرابا و يحمل حجر موسى بن عمران و هو وقر بعير لا ينزل منزلا إلا انبعث عين منه فمن كان جائعا شبع و من كان ضامئا روي، فهو حتى ينزل النجف من ظهر الكوفة.
25 - (وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنّا كُنّا عَنْ هذا غافِلِينَ) (2).
في البرهان نقلا عن الكافي باسناده عن زرارة عن حمران عن أبي عبد اللّه (ع) قال: ان اللّه تبارك و تعالى حيث خلق الخلق ماء عذبا و ماء مالحا اجاجا فامتزج الماء بالماء فاخذ طينا من أديم الأرض و عركه عركا شديدا فقال لأصحاب اليمين و هم كالذر يدبون: «الى الجنة و لا ابالي» و قال لأصحاب الشمال: «الى النار و لا ابالي» ثم قال: (أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنّا كُنّا عَنْ هذا غافِلِينَ) ثم أخذ الميثاق «أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ» «و ان هذا محمد رسولي و ان هذا علي أمير المؤمنين» قالوا بلى فثبت لهم النبوة و أخذ الميثاق على اولي الأمر العزيز اني ربكم
ص: 373
و محمد رسولي على النبيين. فقال و علي أمير المؤمنين و أعبد به و أوصياؤه من بعده ولاة أمري و خزان علمي عليهم السلام (و المهدي) انتصر به و اطهر به أرضي و أنتقم به من أعدائي طوعا و كرها. قالوا أقررنا يا رب و شهدنا و لم يجحد آدم و لم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في (المهدي) و لم يكن لآدم عزم على الاقرار به و هو قوله: (وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً).
26 - (وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (1).
في البرهان ج 1 ص 408 عن جابر عن جعفر بن محمد و أبي جعفر فى قول اللّه (وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) قال خروج (القائم) و اذان دعوته الى نفسه.
و في المناقب للخوارزمى ص 35 الى 36 بسند طويل عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال أبي: دفع النبي الراية يوم خيبر الى (علي بن أبي طالب) و فتح اللّه عليه و وافقه يوم غدير خم فأعلم الناس انه مولى كل مؤمن و مؤمنة. و قال له: أنت مني و أنا منك. و قال له: تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل. و قال له:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى، و قال: أنا سلم لمن سالمك و حرب لمن حاربك.
و قال له: أنت العروة الوثقى. و قال له: أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم من بعدي.
و قال له: أنت امام كل مؤمن و مؤمنة بعدي. و قال له: أنت الذي انزل اللّه فيه (و اذان من اللّه و رسوله). و قال له: أنت الآخذ بسنتى و الذاب عن ملتى (الى قوله): اتق الضغائن التى في الصدور ممن لا يظهرها إلا بعد موتي، اولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون. ثم بكى فقيل له: مم بكاؤك يا رسول اللّه؟ قال (صلی الله علیه و آله):
ص: 374
أخبرني جبرئيل انهم يظلمونه و يمنعونه حقه و يقاتلونه و يقتلون ولده و يظلمونهم بعده، و أخبرني جبرئيل عن اللّه عز و جل ان ذلك الظلم يزول اذا قام (قائمهم) و علت كلمتهم و اجتمعت الامة على محبتهم و كان الشانيء لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا و كان المادح لهم كثيرا و ذلك حين تغير البلاد و تضعف العباد و يحصل للناس اليأس من الفرج فعند ذلك يظهر (القائم) فيهم.
قال النبي: اسمه كاسمي و اسم أبيه(1) كاسم أبي و هو من ولد ابنتي يظهر اللّه الحق بهم و يخمد الباطل باسيافهم و تتبعهم الناس بين راغب اليهم و خائف منهم و سكن البكاء عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ثم قال: معاشر المسلمين ابشروا بالفرج فان وعد اللّه لا يخلف و قضاؤه لا يرد - الحديث.
«قلت»: باللّه عليك أيها القارىء الكريم انظر الى هذا الحديث الذي ذكره أخطب الخطباء موفق بن أحمد الخوارزمى في كتابه عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و ما ذكره النبي فى تعيين الأوصياء من بعده أولهم (علي بن أبي طالب) و آخرهم (المهدي المنتظر) و هل أبقى شيئا آخر يذكره فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم الخ.
27 - (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَى اللّهُ إِلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) (2).
في اكمال الدين عن الصادق (ع) انه قال: قد شق فرعون بطون الحوامل في طلب موسى كذلك بنو امية و العباس لما أن وقفوا على زوال ملك الامراء
ص: 375
و الجبابرة منهم على يدي (القائم) ناصبونا العداوة و وضعوا سيوفهم فى قتل أهل بيت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) طمعا منهم في الوصول الى قتل (القائم) فأبى اللّه أن يكشف أمره لواحد من الظلمة الاّ أن يتم نوره.
28 - (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (1).
في المجمع ج 5 ص 24 يقول: ليعلى دين أهل الاسلام على جميع الأديان بالحجة و الغلبة و القهر لها حتى لا يبقى على وجه الأرض دين إلا مغلوبا و لا يغلب أحد الاسلام بالحجة و هم يغلبون أهل سائر الأديان بالحجة (الى أن يقول): و قيل أراد عند نزول عيسى بن مريم لا يبقى أهل دين إلا أسلم أو أدى الجزية عن الضحاك. و قال أبو جعفر (ع): ان ذلك يكون عند خروج (المهدي) من آل محمد فلا يبقى أحد إلا أقر بمحمد و هو قول السدي. و قال الكلبي: لا يبقى دين إلا ظهر عليه الاسلام و سيكون ذلك و لو لم يكن بعد و لا تقوم الساعة حتى يكون ذلك. و قال المقداد بن الاسود: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: لا يبقى على ظهر الارض بيت مدر و لا وبر إلا أدخله اللّه كلمة الاسلام اما بعز عزيز و اما بذل ذليل اما يعزهم فيجعلهم اللّه من أهله فيعزوا به و اما يذلهم فيدينون له الخ.
و في تفسير القمي ص 364 نزلت في (القائم) من آل محمد و هو الذي تأويله بعد تنزيله.
و في إكمال الدين ص 378 ج 2: و اللّه ما نزل تأويلها بعد و لا ينزل حتى يخرج
ص: 376
(القائم) فاذا خرج (القائم) لم يبق كافر باللّه العظيم و لا مشرك بالامام إلا كره خروجه حتى لو كان الكافر أو المشرك في بطن صخرة لقالت يا مؤمن ان في بطني كافر فاكسرني و اقتله.
و في الكافي عن الكاظم (ع) في الآية: هو الذي أمر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بالولاية لوصيه (و الولاية) هي دين الحق يظهره على جميع الأديان عند قيام (القائم) و اللّه متم ولاية (القائم) و لو كره الكافرون (بولاية علي) قيل: هذا تنزيل؟ قال: نعم هذا الحرف تنزيل. و أما غيره فتأويل.
(و فيه) في حديث مناجاة موسى ربه قال: فتمت كلماتي لأظهرن دينه على الأديان كلها و لأعبدن بكل مكان.
(و فيه) في العياشي عن الباقر (ع): (القائم) منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الأرض و تظهر له الكنوز، يبلغ سلطانه المشرق و المغرب و يظهر اللّه به دينه على الدين كله فلا يبقى في الأرض خراب إلا عمّر و ينزل روح اللّه عيسى بن مريم فيصلي خلفه - الحديث.
29 - (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) (1).
فى الغيبة الطوسية ص 104 عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول اللّه عز و جل: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ...) قال: فتنفس سيدي الصعداء ثم قال: يا جابر، أما السنة فهي جدي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و شهورها اثنا عشر شهرا فهو أمير المؤمنين إلي و الى ابني جعفر و ابنه موسى و ابنه علي و الى ابنه الحسن و الى
ص: 377
ابنه محمدنا (المهدي) الهادي «المهدي» اثنى عشر اماما حجج اللّه في خلقه و امناؤه على وحيه و علمه.
و في الغيبة النعمانية ص 42 فى رواية داود بن كثير لما دخل على الصادق جعفر ابن محمد (ع) بالمدينة (فقال ع): ما الذي أبطأ بك عنا يا داود؟ (فقلت):
حاجة عرضت (فقال): من خلفت بها؟ (قلت): جعلت فداك عمك زيدا تركته راكبا على فرس ينادي بأعلى صوته: (سلوني قبل أن تفقدوني) فبين جوانحي علما جما قد عرفت الناسخ من المنسوخ و المثاني و القرآن العظيم و العلم بين اللّه و بينكم. (فقال): يا داود لقد ذهبت بك المذاهب ثم (قال) يا سماعة بن مهران إيتني بسلة الرطب فاتاه بسلة فيها رطب فتناول منها رطبة فاكلها و استخرج النواة من فيه فغرسها ففلقت و أنبتت و اطلعت و اعذقت فضرب بيده إلى بسرة من عذق فشقها و استخرج منها رقا أبيض ففضه و دفعه إليّ (فقال): اقرأه. فقرأته فاذا فيه سطران (السطر الأول): لا اله إلا اللّه محمد رسول اللّه (و الثاني): ان عدة الشهور عند اللّه اثنى عشر شهرا...) الدين القيم أمير المؤمنين ثم الحسن بن علي ثم الحسين بن علي ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم الخلف (الحجة عج) ثم (قال): يا داود أتدري متى كتب هذا في هذا؟ (قلت): اللّه أعلم و رسوله و أنتم (فقال): قبل أن يخلق آدم بالفي عام.
30 - (وَ يُرِيدُ اللّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَ يَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَ يُبْطِلَ الْباطِلَ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) (1).
ص: 378
في البرهان ج 1 ص 387 قال: الكلمات الأئمة. عن العياشي عن جابر:
سألت أبا جعفر (ع) عن تفسير الآية في قول اللّه: (يُرِيدُ اللّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَ يَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ) قال أبو جعفر (ع) تفسيرها في الباطن «يُرِيدُ اللّهُ» فانه شيء يريد و لم يفعله بعد و أما قوله «يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ» يعني يحق حق آل محمد و أما قوله «بِكَلِماتِهِ» في الباطن علي (ع) هو كله. و أما قوله «وَ يَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ»
فهم بنو امية هم الكافرون يقطع اللّه دابرهم. و أما قوله «لِيُحِقَّ الْحَقَّ» فانه يعني ليحق حق آل محمد حين يقوم (القائم). و أما قوله «وَ يُبْطِلَ الْباطِلَ» يعني (القائم) فاذا قام يبطل باطل بني امية و ذلك ليحق الحق و يبطل الباطل (و لو كره المشركون).
31 - (وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا1
فَإِنَّ اللّهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (1) .
في البرهان ج 1 ص 396 في ذيل رواية طويلة: يقول مولانا الباقر (ع):
و لا يقبل صاحب هذا الأمر الجزية كما قبلها رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و هو قول اللّه:
(وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ) قال أبو جعفر (ع) يقاتلون و اللّه حتى يوحد اللّه و لا يشرك به شيئا و حتى يخرج العجوز الضعيفة من المشرق و تريد المغرب و لا ينهاها أحد و يخرج اللّه من الأرض بذرها و ينزل من السماء
ص: 379
قطرها و يخرج الناس خراجهم على رقابهم الى (المهدي) و يوسع اللّه على شيعتنا و لو لا يخبر لهم من السعاد لبغوا فتنة صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام و تكلم ببعض الكلام إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه فيقول لأصحابه: انطلقو فتلحقوا بهم فى التمارين فيأتون بهم أسرى يأمر بهم فيذبحون و هي آخر خارجة تخرج على (القائم) من آل محمد.
32 - (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (1).
في إكمال الدين ص 205 عن الصادق «ع»: طوبى لشيعة «قائمنا» المنتظرين لظهوره في غيبته و المطيعين له في ظهوره، اولئك أولياء اللّه لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.
و في الكافى عن الباقر «ع» في هذه الآية: يبشرهم بقيام (القائم) و بظهوره و بقتل أعدائهم و بالنجاة في الآخرة و الورود على محمد و آله الصادقين على الحوض.
33 - «وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ» (2).
في المجمع ج 5 ص 144: و قيل: ان الامة المعدودة هم أصحاب المهدي (ع) في آخر الزمان ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا كعدة أهل بدر يجتمعون في ساعة واحدة
ص: 380
كما يجتمع قزع الخريف و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه «ع» «ليقولن» على وجه الاستهزاء «ما يحبسه» أي: أي شيء يؤخر هذا العذاب عنا ان كان حقا (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ) أي: ان هذا العذاب الذي يستبطؤونه اذا نزل بهم في الوقت المقدر لا يقدر أحد على صرفه عنهم اذا أراد ان يأتيهم به و لا يتمكن من اذهابه عنهم اذا أراد اللّه أن يأتيهم به (وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) أي: و نزل بهم الذي كانوا يسخرون به من نزول العذاب و يحققونه.
القمي ص 298 في قوله تعالى: (وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) قال: ان متعناهم في هذه الدنيا الى خروج (القائم) فنردهم و نعذبهم (لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ) أي يقولون اما لا يقوم (القائم) و لا يخرج على حد الاستهزاء فقال اللّه تبارك و تعالى أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ ... الخ).
و فيه: باسناده عن هشام بن عمار عن أبيه و كان من أصحاب علي عن علي عليه السلام في الآية: الامة المعدودة أصحاب (القائم) الثلاثمائة و البضعة عشر رجلا الخ.
34 - «اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ» (1).
فى الاكمال عن الصادق (ع): طوبى لمن تمسك بأمرنا فى غيبة (قائمنا) فلم يزغ قلبه بعد الهداية. فقيل له: و ما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة أصلها في دار علي بن أبي طالب و ليس مؤمن إلا و فى داره غصن من أغصانها و ذلك قول اللّه:
(طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ).
ص: 381
35 - «وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ» (1).
في تفسير القمي ص 344 قال: أيام اللّه ثلاثة: يوم (القائم)، و يوم الموت و يوم القيامة.
و فى الخصال عن الباقر «ع»: أيام اللّه ثلاثة: يوم القائم، و يوم الكرة، و يوم القيامة.
و في البرهان ج 1 ص 523 باسناده عن محمد بن الحسن الميثمي عن مثنى الحناط قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: ان أيام اللّه عز و جل ثلاثة: يوم يقوم القائم، و يوم الكرة، و يوم القيامة.
و فيه باسناده عن محمد بن أبي عمير عن مثنى الحناط عن جعفر بن محمد (ع) عن أبيه «ع» مثله و فيه باسناده عن عثمان بن عفان السدوسى عن مثنى الحناط مثله.
و تأتي بعنوان آخر.
36 - «وَ سَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَ تَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَ ضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ * وَ قَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَ عِنْدَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ» (2).
عن العياشي باسناده عن سعد بن عمر عن غير واحد ممن حضر أبا عبد اللّه عليه السلام و رجل يقول: قد بنيت دار صالح و دار عيسى بن علي و ذكر العباسيين
ص: 382
فقال رجل: أراناها اللّه خرابا و خربها بأيدينا. فقال له أبو عبد اللّه (ع): لا تقل هكذا، بل يكون مساكن (القائم) و أصحابه أما سمعت اللّه يقول: (وَ سَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ).
و عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد اللّه (ع) يقول: «و ان كان مكرهم لتزول منه الجبال» و ان مكر بني العباس (بالقائم) لتزول منه قلوب الرجال (لا يقال): كيف و قد خرجت و ما سكن «ع» و أصحابه فيها (لأنا نقول): ما خرب بيد أصحابه و سكن بعضهم فيها و ما بقى من الآثار سيسكن فيها هو «ع» و أصحابه.
37 - «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ 1وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ» (1).
في إكمال الدين ج 2 ص 388 عن الصادق «ع»: اذا قام (القائم) لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمن إلا عرفه صالحا و فيه آية للمتوسمين و هو السبيل المقيم ينظر بنور اللّه و ينطق عن اللّه لا يعزب عنه شيء.
و في البرهان ج 1 ص 563 عن ابن الفارسي في روضة الواعظين عن الصادق عليه السلام، انه قال: اذا قام (قائم) آل محمد حكم بين الناس بحكم داود لا يحتاج الى بينة يلهمه تعالى فيحكم بعلمه و يخبر كل قوم بما استبطنوه و يعرف وليه من عدوه بالتوسم قال اللّه تعالى: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ).
ص: 383
37 - «أَتى أَمْرُ اللّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ» (1).
في الدلائل للطبري... باسناده عن اسماعيل بن عمر عن أبيه عن الصادق عليه السلام قال: اذا أراد اللّه عز و جل قيام (القائم) بعث جبرئيل في صورة طائر أبيض فيضع احدى رجليه على الكعبة و الاخرى على بيت المقدس ثم ينادي ثم ينادي بأعلى صوته: (أَتى أَمْرُ اللّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) قال: فيحضر اللّه «القائم» فيصلي عند مقام ابراهيم ركعتين ثم ينصرف و حواليه أصحابه و هم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا فيهم من يسري من فراشه ليلا فيخرج و معه الحجر فيلقيه فتشعب الأرض.
و في رواية: يضع رجلا على بيت اللّه الحرام ثم ينادي بصوت ذلق فيسمع الخلائق: (أَتى أَمْرُ اللّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ).
و في رواية: انه أول من يبايع جبرئيل فينزل بصورة طير أبيض فيبايعه ثم يضع رجله الخ.
38 - «وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ * لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ * إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» (2).
ص: 384
في الكافي، و العياشي، و البرهان. عن الصادق «ع» انه قال لأبي بصير: ما تقول الناس في هذه الآية؟ فقال: ان المشركين يزعمون و يحلفون لرسول اللّه (صلی الله علیه و آله) أن لا يبعث الموتى قال: فقال: تبا لمن قال هذا سلهم هل كان المشركون يحلفون باللّه أم باللات و العزى؟ قال: قلت: جعلت فداك فاجدنيه قال: فقال لي: يا أبا بصير لو قام (قائمنا) عليه السلام بعث اللّه اليه أقواما من شيعتنا فيبايعوا و سيوفهم على أعناقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا فيقولون بعث: فلان و فلان و فلان من قبورهم و هم مع (القائم) الخ.
و عن العياشي عن الصادق «ع» انه قال: ما تقول الناس في هذه الآية؟ قيل: يقولون: لا قيامة، و لا بعث، و لا نشور. فقال: كذبوا و اللّه و إنما ذلك اذا قام (القائم) و كر معه المكرون فقال أهل خلافكم و قد ظهرت دولتكم: يا معشر الشيعة و هذا من كذبكم تقولون يرجع فلان و فلان و فلان لا و اللّه لا يبعث من يموت ألا ترى انه قال: (وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) كانت المشركون أشد تعظيما باللات و العزى من أن يقسموا بغيرها فقال اللّه: (بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ) - الحديث.
39 - «وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً * فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ...
.. الخ»(1).
ص: 385
في الوافى عن الكافى و في تفسير البرهان ج 1 ص 597 في رواية عبد اللّه بن قاسم البطل عن الصادق «ع» في قوله تعالى: (وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) قال: قتل علي بن أبي طالب و طعن الحسن عليه السلام (وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) قال قتل الحسين «ع» (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما)
فاذا جاء نصر دم الحسين «بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ» قوم يبعثهم اللّه قبل خروج «القائم» فلا يدعون وترا لآل محمد إلا قتلوه (وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولاً) اي خروج (القائم) (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ) و هي خروج الحسين في سبعين من أصحابه عليهم البيض الذهب لكل بيضة و جهان المؤدون الى الناس ان هذا الحسين قد خرج لا يشك المؤمنون فيه و ان ليس بدجال و لا شيطان و الحجة (القائم) بين أظهركم فاذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين انه الحسين «ع» جاء الحجة الموت فيكون هو الذي يغسله و يكفنه و يحنطه و يلحده في حفرته عليه السلام و لا يلي امر الوصي إلا الوصي.
و عن القمي ص 377 و الصافى بعد قوله تعالى: (لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ)
يعني فلانا و فلانا و أصحابهما و نقضهم العهد (وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) يعني ما ادعوه من الخلافة (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) يعني يوم الجمل (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) يعني أمير المؤمنين و أصحابه (فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) أي طلبوكم و قتلوكم (وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولاً) يعني يتم و يكون (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ) يعني لبني امية على آل محمد (وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) من الحسن و الحسين و أصحابهما فقتلوا الحسين بن علي و أصحابه و سبوا نساء آل محمد (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) يعني (القائم) و أصحابه لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) يعني تسود وجوههم (وَ لِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ)
يعني رسول اللّه و أصحابه و أمير المؤمنين و أصحابه (وَ لِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً) أي يعلوا عليكم فيقتلوكم ثم عطف على آل محمد فقال: (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ) أي ينصركم
ص: 386
على عدوكم ثم خاطب بني امية (وَ إِنْ عُدْتُمْ عُدْنا) يعني عدتم بالسفياني عدنا (بالقائم) من آل محمد (وَ جَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً) أي حبسا يحصرون فيها.
40 - «وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً» (1).
فى البرهان ج 2 ص 604 باسناده عن محمد بن سنان عن رجل قال: سألت أبا عبد اللّه «ع» عن قوله تعالى (وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً الآية) قال: ذلك (قائم) آل محمد يخرج فيقتل بدم الحسين «ع» فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفا و قوله:
(فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ) : أي لم يكن ليصنع شيئا فيكون مسرفا - الحديث.
و فيه عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر «ع» في قوله: (وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً)
الآية قال: هو (الحسين بن علي) و نحن أولياء (القائم) منا اذا قام طلب بثار الحسين فيقتل حتى يقال قد أسرف في القتل. و قال: الشيء المقتول الحسين و وليه (القائم) و الاسراف في القتل ان يقتل غير قاتله (إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) فانه لا يذهب الدنيا حتى ينتصر برجل من آل الرسول يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
و فيه عن الشيخ شرف الدين النجفى عن بعض الثقات باسناده عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: سأله عن قول اللّه عز و جل: (وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً) الآية قال: نزلت في الحسين عليه السلام لو قتل وليه أهل الأرض ما كان مسرفا و وليه (القائم).
ص: 387
41 - «وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً» (1).
فى البرهان ج 1 ص 617 عن الكافي باسناده عن مولانا الباقر «ع» فى قوله عز و جل: (وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) قال: اذا قام (القائم) أذهب دولة الباطل.
و في الدلائل ص 270 في باب معرفة ولادة (القائم) عن العلوية السيدة الحكيمة بنت محمد بن علي بن موسى «ع» و سؤال جماعة منها عن ميلاد ولي اللّه و قولها في جوابهم: فوضعت صبيا كأنه فلقة قمر و على ذراعه الأيمن مكتوب (جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) .
و في ج 13 من بحار الأنوار و الغيبة الطوسية مثله باضافة انه كان ليلة النصف من شعبان (الى قولها): فكشفت عن سيدي فاذا هو ساجد متلقيا الأرض بمساجده و على ذراعه الأيمن مكتوب: «جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً».
42 - «وَ يَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً» (2).
في البرهان ج 1 ص 642 بسند طويل عن جابر الجعفي عن جابر الأنصاري قال: سمعت رسول اللّه «ص» يقول ان ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله اللّه
ص: 388
حجة على عباده فدعا قومه الى اللّه عز و جل، و أمرهم بتقواه فضربوه على قرنه فغاب(1) عنهم زمانا حتى قيل مات و هلك بأي واد سلك، ثم ظهر و رجع الى قومه فضربوه على قرنه الآخر و فيكم من هو على سنته، و ان اللّه عز و جل مكن له في الأرض و آتاه من كل شيء سببا و بلغ المشرق و المغرب و ان اللّه تعالى سيجري على سنته في «القائم» من ولدي و يبلغه شرق الأرض و غربها حتى لا يبقى سهل و لا موضع من سهل و لا جبل و طأه ذو القرنين إلا و طأه، و يظهر اللّه له كنوز الأرض و معادنها و ينصره بالرعب و يملأ به الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما.
و فيه ص 642 باسناده عن الحسن بن علي بن فضال قال: سمعت علي بن موسى الرضا «ع» يقول: ان الخضر شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور و انه ليأتينا و يسلم علينا فنسمع صوته و لا نرى شخصه و انه ليحضر حيث ذكر فمن ذكره منكم فليسلم عليه و انه ليحضر الموسم فيقضي جميع المناسك و يقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين و يونس اللّه به وحشة «قائمنا» فى غيبته و يصل به و حدثته.
في الاكمال ص 254 عن «الحجة القائم ع» في حديث: انه سئل عن تأويلها فقال عليه السلام: هذه الحروف من أنباء الغيب اطلع اللّه عبده زكريا عليها ثم قصها على محمد (صلی الله علیه و آله) و ذلك ان زكريا سأل ربه أن يعلمه الأسماء الخمسة فأهبط اللّه عليه جبرئيل فعلّمه إياها فكان زكريا اذا ذكر محمدا و عليا و فاطمة و الحسن سرى عنه همه و انجلى كربه و اذا ذكر الحسين عليه السلام خنقته العبرة و وقعت عليه البهرة (الاعجاب) فقال ذات يوم إلهي ما بالي اذا ذكرت أربعا منهم تسليّت بأسمائهم من همومى و اذا ذكرت الحسين تدمع عيني و تثور زفرتي فأنبأه عن قصته فقال: (كهيعص) فالكاف: اسم كربلاء، و الهاء هلاك العترة، و الياء: يزيد لعنه اللّه و هو ظالم الحسين، و العين: عطشه، و الصاد: صبره. فلما سمع بذلك زكريا لم يفارق مسجده ثلاثة أيام و منع فيها الناس من الدخول عليه و أقبل على البكاء و النحيب الخ.
و في تفسير البرهان ج 2 ص 1 مثله.
44 - «قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَ إِمَّا السّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً» (1).
في الكافي عن الصادق «ع» في هذه الآية قال: كلهم كانوا في الضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين «ع» و لا بولايتنا فكانوا ضالين مضلين فيمد لهم في ضلالتهم و طغيانهم حتى يموتوا فيصيرهم اللّه (شَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً) ثم قال: و أما قوله: «حَتّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ» فهو خروج (القائم) و هو الساعة
ص: 390
«فَسَيَعْلَمُونَ» ذلك اليوم و ما نزل بهم من اللّه على يدي وليه فذلك قوله: (مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً) يعني عند (القائم) «وَ أَضْعَفُ جُنْداً» قلت قوله: (وَ يَزِيدُ اللّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً) ؟ قال: يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى باتباعهم (القائم عليه السلام) حيث لا يجحدونه و لا ينكرونه.
و فى البرهان ج 2 ص 664 مثله.
45 - «وَ ما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَ أَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى» (1).
في البرهان ج 2 ص 673 عن الكلبي باسناده على ما تقدم سابقا ص 318 عن كتاب الاختصاص للشيخ المفيد «ره» عن معلى بن محمد عن محمد بن علي قال: كانت عصا موسى لآدم (الى قوله) أعدت (لقائمنا) - الحديث.
و فيه مضافا الى ما تقدم باسناده عن ابن محبوب الثقة الجليل عن عبد اللّه ابن سنان قال: سمعت أبا عبد اللّه «ع» يقول: كانت عصا موسى قضيب آس من غرس الجنة أتى بها جبرائيل لما توجه تلقاء مدين و هي و تابوت آدم في بحيرة طبرية و لن يبليا و لن يتغيرا حتى يخرجهما (القائم) عليه السلام.
46 - «وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً» (2).
في الكافي، و العلل، و البصائر، و البرهان: باسنادهم عن أبي جعفر الباقر
ص: 391
عليه السلام قال: عهد اليه في محمد و علي و الأئمة من بعده فترك و لم يكن له عزما انهم هكذا و إنما سمي اولي العزم لأنه عهد له في محمد و أوصيائه من بعده (و المهدي) و سيرته و اجتمع عزمهم على ان ذلك الاقرار به.
و عن علي بن ابراهيم ص 424 مثله.
و فى العلل في رواية اخرى عن الباقر «ع»: انه أخذ الميثاق على اولي العزم و قال ألست بربكم قالوا بلى و ان محمدا رسولي و ان عليا أمير المؤمنين و الأوصياء من بعده ولاة أمري و خزان علمي (و المهدي) أنتصر به لديني و أظهر به دولتي و أنتقم به من أعدائي و أعبد به طوعا و كرها. قالوا اقررنا و شهدنا و لم يجحد آدم و لم يقر فثبت العزيمة لهؤلاء الخمسة في (المهدي ع) و لم يكن لآدم عزيمة على الاقرار و هو قول اللّه تبارك و تعالى: (وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ...).
(أقول): ظاهر بعض الأخبار التعبير بالنسيان موافقا لظاهر القرآن ولكن لا يمكن الأخذ به ان كان المراد بالنسيان ما يقابل الذكر لعدم جوازه على الأنبياء في وقت، كيف و قد مر بأنه تعالى علمه الأسماء كلها فلا بد و أن يرفع اليد عن الظاهر و حملها على الترك إلا أن يقال ان القدر المتيقن من الدليل عدم جواز طرو النسيان عليه «ع» في الأحكام لا في الموضوعات فتأمل.
47 - «قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى» (1).
عن محمد بن العباس الماهيار الثقة الأمين في تفسيره في ما نزل في أهل
ص: 392
البيت باسناده عن عيسى بن داود النجار عن أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) قال: سألت أبي عن قول اللّه عز و جل: (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى) قال «ع»: هو (القائم عج، و المهدي) و من اهتدى الى طاعته.
و في معالم الزلفى للمحدث البحراني مثله.
و فى تفسير البرهان ج 2 ص 683 في رواية باسناده: الصراط هو (القائم) و المهدي من اهتدى الى طاعته.
48 - «وَ كَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وَ أَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ ....
حَتّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ» (1) .
في تفسير القمي ص 436 يعني بني امية اذا أحسوا (بالقائم) من آل محمد.
و في البرهان ج 2 ص 684 عن الكافي عن بدر بن جليل الأسدي قال:
سمعت أبا جعفر (ع) يقول في قول اللّه عز و جل: (فَلَمّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ) قال عليه السلام: اذا قام (القائم) و بعث الى بني امية بالشام هربوا الى الروم فيقول لهم الروم: لا ندخلكم حتى تنتصروا فيعلقون بأعناقهم الصلبان فيدخلونهم فاذا نزل بحضرتهم أصحاب (القائم) طلبوا الأمان و الصلح فيقول أصحاب (القائم): لا نفعل حتى تدفعوا الينا من قبلكم قال: فيدفعونهم اليهم فذلك قوله تعالى: (لا تَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَ مَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ)
قال: يسألونهم الكنوز و لهم علم بها قال فيقولون: (يا وَيْلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ فَما زاَلَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) بالسيف و هو سعيد بن عبد الملك
ص: 393
الأموي صاحب نهر سعيد بالرحبة ذكره في الصافي.
و فيه عن محمد بن العباس الثقة الجليل باسناده عن جابر عن قول اللّه عز و جل (فَلَمّا أَحَسُّوا...) قال: ذلك عند قيام (القائم).
و فيه عن العياشي عن الحلبي عن أبي جعفر (ع) في حديث يذكر فيه خروج (القائم): فكأني أنظر اليهم (يعني القائم) و أصحابه مصعدين من نجف الكوفة ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا كأن قلوبهم زبر الحديد، جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره يسير الرعب أمامهم شهرا أمده اللّه بخمسة آلاف من الملائكة مسومين حتى اذا صعد النجف قال لأصحابه: تعبدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع و ساجد يتضرعون الى اللّه حتى اذا أصبح قال: خذوا بنا طريق النخيلة و على الكوفة خندق مخندق و جنة مجنة قال: إي و اللّه حتى ينتهي الى مسجد ابراهيم الخليل «ع» بالنخيل فيصلي فيه ركعتين فيخرج اللّه من الكوفة من مرجيها و غيرهم من جيش السفياني فيقول لأصحابه: استطردوا لهم ثم يقول: كروا عليهم قال أبو جعفر «ع»: و لا يجوز و اللّه الخندق منهم مخبر ثم يدخل الكوفة فلا يبقى مؤمن إلا كان فيها أو حنّ اليها و هو قول أمير المؤمنين عليه السلام - الحديث.
49 - «وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ» (1).
و في البرهان باسناده عن زيد بن علي قال: كنت عند أبي علي بن الحسين عليهما السلام إذ دخل عليه جابر بن عبد اللّه الأنصاري فبينما هو يحدثه إذ خرج أخي
ص: 394
محمد عن بعض الحجر فأشخص جابر بصره نحوه ثم قال له: يا غلام اقبل، فاقبل ثم قال: ادبر، فأدبر فقال: شمائل كشمائل رسول اللّه (صلی الله علیه و آله). ما اسمك يا غلام؟ قال:
محمد قال: ابن من؟ قال: ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
قال: إذا أنت الباقر فانكب عليه و قبل رأسه و يديه ثم قال: يا محمد ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (يقرؤك السلام) قال: و على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) أفضل السلام و عليك يا جابر بما فعلت. ثم عاد الى مصلاه فاقبل يحدث أبي و يقول: ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال لي يوما: يا جابر اذا أدركت ولدي محمد فاقرأه السلام اما انه سميى و أشبه الناس بي، علمه علمي و حكمه حكمي سبعة من ولده امناء معصومون أئمة أبرار السابع منهم (مهديهم) الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما. ثم تلا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: (وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ).
50 - «وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ * إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ» (1).
فى المجمع ج 7 ص 66-67: فيه أقوال. و قيل هي الارض المعروفة يرثها امة محمد (صلی الله علیه و آله) بالفتوح بعد جلاء الكفار كما قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): زويت لي الأرض فاريت مشارقها و مغاربها و سيبلغ ملك امتي مازوي لي منها، عن ابن عباس و في رواية اخرى، و قال أبو جعفر «ع»: هم أصحاب (المهدي) عليه السلام في آخر الزمان و يدل على ذلك ما رواه الخاص و العام عن النبي (صلی الله علیه و آله) انه قال (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث رجلا صالحا من اهل
ص: 395
بيتي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا). و قد أورد الامام ابو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في كتاب (البعث و النشور) أخبارا كثيرة في هذا المعنى و حدثنا بجميعها عنه حافده أبو الحسن عبيد اللّه بن محمد بن احمد في شهور سنة 518 ثم قال في آخر الحديث: فاما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ بالاسناد عن محمد بن خالد الجندي عن ابان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك ان النبي (صلی الله علیه و آله) قال: لا يزداد الأمر إلا شدة و لا الناس إلا شحا و لا الدنيا إلا ادبارا و لا تقوم الساعة إلا على أشرار الناس و لا مهدي إلا عيسى بن مريم فهذا حديث تفرد به محمد بن خالد الجندي. قال أبو عبد اللّه الحافظ: محمد بن خالد رجل مجهول و اختلف عليه فى اسناده قرواه مرة عن ابان بن صالح عن الحسن عن النبي (صلی الله علیه و آله)، و مرة عن ابان بن أبي عياش و هو متروك عن الحسن عن النبي (صلی الله علیه و آله) و هو منقطع و الأحاديث في تنصيص «المهدي» عليه السلام أصح اسنادا و فيها بيان كونه من عترة النبي صلى اللّه عليه و آله. هذا لفظه و من جملتها ما حدثنا أبو الحسن حافده عنه قال:
أخبرنا أبو علي الرودباري قال: أخبرنا أبو بكر بن داخة قال: حدثنا أبو داود السجستاني في كتاب السنن عن طرق كثيرة ذكرها ثم قال: كلهم عن عاصم المنقري عن زر عن عبد اللّه عن النبي (صلی الله علیه و آله) قال: «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث اللّه فيه رجلا مني أو من أهل بيتي و في بعضها يواطيء اسمه اسمي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا» و بالاسناد قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم قال: حدثني عبد اللّه بن جعفر الرقي قال: حدثني أبو الملح أبو الحسن بن عمر عن زياد بن بنان عن علي بن نفيل عن سعيد بن مسيب عن ام سلمة قالت: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: «المهدي» من عترتي من ولد فاطمة.
«أقول»: و قد تقدم منا الاشارة الى ترجمة محمد بن خالد الجندي و تحقيق حاله و ان الرجل متروك الحديث و ممن لا قيمة له في الرجال عند العامة بشهادة
ص: 396
أعاظم محدثيهم فراجع ص 192 من هذا الكتاب. و ج 5 ص 441 من المستدرك للحاكم. و الأخبار من طرق العامة في ان «المهدي ع» من أهل بيت النبي (صلی الله علیه و آله) كثيرة جدا ففي ج 2 من ينابيع المودة ص 430 عن ابن مسعود قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي رواه الترمذي و أبو داود.
و فى رواية اخرى عنه (صلی الله علیه و آله): (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث اللّه فيه رجلا من أهل بيتي) الخ.
و في باب 72 ج 2 ص 432: لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما و عدوانا الخ.
و فى ج 2 ص 435 عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد اللّه بن مسعود قال:
قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب الخ.
و هكذا في غيره من كتبهم من الصواعق، و اسعاف الراغبين. و نور الأبصار و صحيح مسلم، و غيرها من اصولهم المعتمدة عندهم و الحاصل ان الروايات بهذا المضمون من طرقهم متواترة لفظا.
51 - «وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ» (1).
في العلل عن الباقر «ع»: أما لو قام (قائمنا) ردت اليه الحميراء حتى يجلدها الحد و ينتقم لابنة محمد فاطمة منها قيل: و لم يجلدها؟ قال: لفريتها على ام ابراهيم. قيل: فكيف أخره اللّه (للقائم)؟ قال: لأن اللّه تبارك و تعالى بعث محمدا رحمة و بعث (القائم) نقمة. ذكره في الدلائل للطبري ص 260 و في تفسير
ص: 397
شيخنا العلامة المعاصر الشيخ محمد النهاوندي (قدس سره) في ج 3 ص 133 مثله بعينه.
52 - «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ» (1).
في تفسير القمي ص 441 قال: ان العامة يقولون: نزلت في رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لما أخرجته قريش من مكة، و إنما هو (القائم) اذا خرج يطلب بدم الحسين «ع» و هو قوله: (نحن أولياء الدم و طلاب الدية) و فى الصافي (الترة) بدل الدية
و في تفسير البرهان ج 2 ص 709 باسناده عن عبد اللّه بن عجلان عن أبي جعفر «ع» فى الآية «قال ع»: في «القائم» لأصحابه.
53 - «وَ لَوْ لا دَفْعُ اللّهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللّهِ كَثِيراً وَ لَيَنْصُرَنَّ اللّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ» (2).
في البرهان ج 2 ص 709 عن الشيخ شرف الدين النجفي في بيان معنى التأويل قال: اما معنى التأويل قوله «هم الأئمة» بيانه: ان اللّه سبحانه يدفع بعض الناس فالمدفوع عنهم (الأئمة) و المدفوع هم (الظالمون) و قوله «و لو لا صبرهم و انتظار فرجهم أن يأتيهم من اللّه لقتلوا جميعا» معناه: لو لا صبرهم على الأذى و التكذيب و انتظارهم من اللّه أن يأتيهم بفرج آل محمد و قيام «القائم» لقاموا كما قام غيرهم.
ص: 398
54 - «اَلَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ» (1).
و في تفسير القمي ص 441 باسناده عن أبي الجارود عن الباقر «ع»: انها لآل محمد (و المهدي) و أصحابهم يملكهم اللّه مشارق الأرض و مغاربها و يظهر الدين و يميت اللّه به و بأصحابه البدع و الباطل كما أمات السفه بالحق حتى لا يرى أثر الظلم و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر.
55 - «فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَ هِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ» (2).
في تفسير القمي ص 441 قال: هو مثل لآل محمد (صلی الله علیه و آله) قوله: «بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ» هو الذي لا يستسقى منها و هو الامام الذي قد غاب فلا يقتبس منه العلم و القصر المشيد هو المرتفع و هو مثل لأمير المؤمنين و الأئمة و فضائلهم المنتشرة في العالمين المشرفة على الدنيا و هو قوله: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) و قال الشاعر في ذلك.
بئر معطلة و قصر مشرف مثل لآل محمد مستطرف
فالقصر مجدهم الذي لا يرتقى و البئر علمهم الذي لا ينزف
و في البرهان ج 2 ص 711 مثله و عن الكافي باسناده عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر (ع) في هذه الآية: البئر المعطلة
ص: 399
الامام الصامت و القصر المشيد الامام الناطق. و مثله عن ابراهيم بن زياد عن الصادق (ع) و عن نضر بن قابوس عنه عليه السلام بعينه.
56 - «وَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَ لَنْ يُخْلِفَ اللّهُ وَعْدَهُ وَ إِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدُّونَ» (1).
في ارشاد المفيد «ره»: عن الباقر «ع»: اذا قام «القائم ع» سار الى الكوفة فيها أربعة مساجد و لم يبق مسجد على وجه الأرض له شرف إلا هدمه و جعله «ع» جما(1) و وسع الطريق الأعظم و كسر كل جناح خارج في الطريق و ابطل الكنيف و الميازيب الى الطرقات و لا يترك بدعة إلا أزالها و لا سنة إلا أقامها و يفتح (القسطنطينية) و الصين و جبال الديلم فيمكث على ذلك سبعة سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم هذه ثم يفعل اللّه ما يشاء. قيل: كيف تطول السنون؟ قال:
يأمر اللّه الفلك بالمكوث و قلة الحركة فتطول الأيام لذلك و السنون. قيل: انهم يقولون ان الفلك ان تغير فسد قال: ذلك قول الزنادقة فاما المسلمون فلا سبيل لهم الى ذلك الخ.
(قلت): لا اشكال لدى العقل و العقلاء بأن ذلك من الامور الممكنة و مقدور للّه تعالى، فالذي لا يعتقد ذلك فعليه اما منع الصغرى و ادراج ذلك في الامور الممتنعة أو منع الكبرى و اعتقاد النقص في القدرة و انه تعالى ليس على كل شيء قدير و كلاهما في حيز المنع و مما لا ينبغي الالتفات اليه، بل ان ذلك من قبيل
ص: 400
الرجعة و المعراج و شق القمر و لا ينكرها إلا القدرية الذين هم مجوس هذه الامة.
57 - «أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِهِ» (1).
في الاكمال ص 150 في رواية جابر بن عبد اللّه الأنصاري في حديثه مع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقال: يا رسول اللّه و من الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟ قال: الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين ثم الباقر «ع» ثم محمد بن علي و ستدركه يا جابر فاذا أدركته فاقرأه عني السلام ثم الصادق «ع» جعفر بن محمد ثم الكاظم موسى بن جعفر ثم الرضا علي ابن موسى ثم التقى محمد بن علي ثم النقي علي بن محمد ثم الزكي الحسن بن علي ثم ابنه «القائم» بالحق مهدي امتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، هؤلاء يا جابر خلفائي و أوصيائي و أولادي و عترتي، من أطاعهم فقد أطاعني و من عصاهم فقد عصاني و من أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني، بهم يمسك اللّه عز و جل السماء ان تقع على الأرض و بهم يحفظ الأرض أن تميد بأهلها.
(قلت): و الاخبار بهذا المضمون متواترة راجع ج 7 من بحار الأنوار و تحميل ذلك على كثير من الناس ثقيل حيث ان انظارهم قاصرة كنظر الخفاش الى ضوء الشمس ولكن من اكتحلت عينه بكحل البصيرة و تأمل في مسألة الامامة لا محالة يلزمه عقله بأن ذلك هو الصواب و مما يليق بمرتبة الامامة و الزعامة الآلهية التي لا تنالها أيدي الظلمة بنص من اللّه حيث يقول: (لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ) .
ص: 401
58 - «فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ» (1).
الطبري فى دلائله ص 260 باسناده عن جرهم بن أبي جهينة قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام يقول: ان اللّه تبارك و تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ثم خلق الأبدان بعد ذلك فما تعارف منها في السماء تعارف في الأرض و ما تناكر في السماء تناكر في الأرض فاذا قام (القائم) ورث الأخ في الدين و لم يرث الأخ فى الولادة و ذلك قوله تعالى: (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ).
59 - «وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ» (2).
في المجمع ج 7 ص 55 قال: و المروي عن أهل البيت انها نزلت في (المهدي) من آل محمد عليهم السلام.
و فيه عن العياشي باسناده عن علي بن الحسين انه قرأ الآية و قال: هم و اللّه شيعتنا أهل البيت يفعل اللّه ذلك بهم على يد رجل منا و هو (مهدي) هذه الامة، و هو الذي قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لو لم يبق من الدنيا إلا يوما واحدا لطول اللّه
ص: 402
ذلك اليوم حتى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا.
و روي مثل ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السلام. فعلى هذا يكون المراد بالذين آمنوا و عملوا الصالحات النبي و أهل بيته صلوات الرحمن عليهم و تضمنت الآية البشارة لهم بالاستخلاف و التمكن في البلاد و ارتفاع الخوف عنهم عند قيام (المهدي) منهم - الحديث.
و فى إكمال الدين عن الصادق (ع) في قصة نوح و ذكر انتظار المؤمنين من قومه الفرج حتى اراهم اللّه الاستخلاف و التمكن قال: و كذلك (القائم) فانه تمد أيام غيبته ليصحر الحق عن محضه و يصفو الايمان من الكدر و ارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق اذا أحسوا بالاستخلاف و التمكين لهم و الأمر المنتشر فى عهد (القائم) قال الراوي: فقلت: يابن رسول اللّه فان هذه النواصب تزعم ان هذه الآية نزلت فى أبي بكر و عمر و عثمان و علي؟ فقال: لا يهدي اللّه قلوب الناصبة متى كان الدين الذي ارتضاه اللّه و رسوله متمكنا بانتشار الأمر بالامة و ذهاب الخوف من قلوبها و ارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من هؤلاء، و فى عهد علي، مع ارتداد المسلمين و الفتن التي كانت تثور في أيامهم و الحروب التي كانت تنشب بين الكفار و بينهم؟!!
60 - «بَلْ كَذَّبُوا بِالسّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسّاعَةِ سَعِيراً» (1).
فى الغيبة النعمانية ص 40 باسناده عن أبي الصامت. قال: قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمد «ع»: الليل اثنى عشر ساعة، و الشهور اثنى عشر شهرا، و الأئمة
ص: 403
اثنى عشر إماما، و النقباء اثنى عشر نقيبا، و ان عليا ساعة من اثنى عشر ساعة و هو قول اللّه عز و جل: (بَلْ كَذَّبُوا بِالسّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسّاعَةِ سَعِيراً) . و عن المفضل: و منا اثنى عشر محدثا و كان أمير المؤمنين «ع» أشرف ساعة من اثنى عشر ساعة. على ما في رواية اخرى قلت: و المهدي المنتظر الساعة الاخيرة منهم.
61 - «اَلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَ كانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً» (1).
في تفسير محمد بن العباس الثقة الجليل عن محمد بن الحسن بن علي عن أبيه الحسن عن علي بن اسباط قال: روى أصحابنا في قول اللّه عز و جل: (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَ كانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً) قال: الملك للرحمن اليوم و قبل اليوم و بعد اليوم ولكن اذا قام (القائم) لم يعبد إلا اللّه عز و جل.
«قلت»: و يؤيد ذلك ما مر في سورة التوبة من قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الكافرون) أو اَلْمُشْرِكُونَ . و ما مر من انه يملك شرق الأرض و غربها و يصير الدين للّه لا يبقى إلا الدين الخالص و تضمحل جميع الأديان الباطلة و كلهم يقرون بالتوحيد و الرسالة و الولاية (لعلي بن أبي طالب) و الحجج الأحد عشر من ولده عليهم السلام.
62 - «تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَ جَعَلَ فِيها سِراجاً وَ قَمَراً مُنِيراً» (2).
ص: 404
قال فى مجمع البحرين في مادة (برج) عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): ذكر اللّه تعالى عبادة، و ذكري عبادة و ذكر علي عبادة، و ذكر الأئمة عبادة، و الذي بعثني بالنبوة و جعلني خير البرية ان وصيي لأفضل الأوصياء، و انه لحجة اللّه على عباده و خليفته على خلقه، و من ولده الائمة الهداة بعدي، بهم يحبس اللّه العذاب على أهل الأرض، و بهم يمسك السماء أن تقع على الأرض، و بهم يمسك الجبال أن تميد بهم، و بهم يسقي خلقه الغيث، و بهم يخرج النبات، اولئك أولياء اللّه حقا و خلفاؤه صدقا عدتهم عدة الشهور و هي اثنا عشر شهرا و عدتهم عدة نقباء موسى بن عمران. ثم تلى هذه الآية: «وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ» ثم قال: أتزعم يابن عباس ان اللّه يقسم بالسماء ذات البروج و يعني بها السماء و بروجها؟ قلت: يا رسول اللّه فما ذاك؟ قال: أما السماء فأنا، و أما البروج الأئمة بعدي أولهم (علي) و آخرهم (المهدي). و ذكره شيخنا المفيد فى كتاب الاختصاص عن الأصبغ بن نباتة.
63 - «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ» (1).
في الكافي عن الصادق «ع»: ان (القائم) لا يقوم حتى ينادي مناد من السماء يسمع الفتاة في خدرها و يسمع أهل المشرق و المغرب.
و فيه نزلت هذه الآية: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ) الآية و القمي ص 469 قال: تخضع رقابهم يعني بني امية و هي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر.
و في (ارشاد المفيد ره) عن الباقر «ع» قال: سيفعل اللّه ذلك بهم قيل:
ص: 405
بنو امية و شيعتهم. قيل: و ما الآية؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس الى وقت العصر و خروج صدر و وجه في عين الشمس يعرف بحسبه و ذلك زمان السفياني و ذلك يكون بواره و بوار قومه.
و في الاكمال عن الرضا «ع» في حديث فيه (القائم) قال: و هو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه(1) جميع أهل الأرض بالدعاء اليه يقولون ألا ان حجة اللّه قد ظهر عند بيت اللّه فاتبعوه فان الحق معه و فيه. و هو قول اللّه تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ) الآية.
و عن أبي أيوب الخزاز عن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد اللّه «ع» يقول: خمس علامات قبل قيام (القائم) الصحية و السفياني و الخسف و قتل النفس الزكية (قلت): جعلت فداك ان خرج أهل بيتك قبل هذه العلامات لنخرج معه؟ (قال): لا. قال: فلما كان من الغد تلوت هذه الآية (إِنْ نَشَأْ) فقلت أهي الصيحة؟ فقال: أما لو كانت لخضعت أعناق أعداء اللّه عز و جل.
و في تفسير البرهان ج 2 ص 762 باسناده عن محمد بن راشد الحلبى عن أبي عبد اللّه الصادق «ع» انه قال: أما النداء باسم (القائم) في كتاب اللّه بين (فقلت): أين هو أصلحك اللّه؟ (فقال): في (طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) قوله: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً) .. الخ.
و فيه ص 763 في رواية أبي بصير عن أبي جعفر «ع» قال: سألته عن قوله تعالى: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ) . الآية قال: نزلت في «قائم» آل محمد ينادى باسمهه.
ص: 406
من السماء.
64 - «أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ» (1).
في البرهان ج 2 ص 768 عن الكافي باسناده عن علي بن عيسى القماط عن عمه قال: سمعت أبا عبد اللّه «ع» يقول: هبط جبرئيل «ع» على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و رسول اللّه كئيب حزين فقال: يا رسول اللّه مالي أراك كئيبا حزينا؟ فقال: اني رأيت الليلة رؤيا قال: و ما الذي رأيت؟ قال: رأيت بنى امية يصعدون المنابر و ينزلون منها. قال: و الذي بعثك بالحق نبيا ما علمت بشيء من هذا. و صعد جبرئيل الى السماء ثم اهبطه اللّه جل ذكره بآي من القرآن يعزيه بها قوله:
(أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ) فأنزل اللّه عز ذكره: (إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) للقوم فجعل اللّه عز و جل ليلة القدر خير من الف شهر و فيه تفصيل لا يسعني مجال ذكره.
و فيه عن معلى بن خنيس عن الصادق «ع» في قوله عز و جل (أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ) قال: خروج (القائم) عليه السلام «ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ» قال: هم بنو امية الذين متعوا في دنياهم.
ص: 407
65 - «أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ» (1).
فى تفسير القمي ص 479 عن ابن فضال الثقة عن صالح بن عقبة عن أبي عبد اللّه (ع) قال: نزلت في (القائم من آل محمد و انه المضطر اذا صلى في المقام ركعتين و دعا اللّه فأجابه و يكشف السوء و يجعلكم خلفاء الأرض.
و في رواية: أول من يبايعه جبرئيل ثم الثلاثمائة و الثلاث عشر.
و عن محمد بن العباس الثقة الجليل باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز و جل: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ) قال: هذه الآية نزلت في (القائم) اذا خرج تعمم و صلى عند المقام و تضرع الى ربه فلا ترد له آية أبدا.
و في البرهان ج 2 ص 780 بمثل ما تقدم عن صالح بن عقبة.
و فيه عن الغيبة النعمانية باسناده عن اسماعيل بن جابر عن محمد بن علي (ع) انه قال: يكون لصاحب الأمر غيبة في بعض هذه الشعوب و أومى بيده الى ناحية ذي طوى حتى اذا كان قبل خروجه انتهى المولى الذي معه حتى يلقى بعض اصحابه فيقول: كم هاهنا فيقولون نحوا من أربعين رجلا (الى أن يقول): و اللّه لكأني أنظر اليه و قد أسند ظهره الى الحجر فينشد اللّه حقه (ثم يقول): أيها الناس من يحاجني في اللّه فأنا أولى الناس باللّه، أيها الناس من يحاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم (الى قوله): أيها الناس من يحاجني بكتاب اللّه فأنا أولى الناس بكتاب اللّه.
ص: 408
ثم ينتهي الى المقام فيصلي عنده ركعتين و ينشد اللّه حقه (ثم قال) أبو جعفر (ع):
و هو و اللّه المضطر الذي يقول: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ..) فيه نزلت.
66 - «وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللّهِ وَ تَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ» (1).
فى الاحتجاج عن (القائم): انه سئل عن العلة التي تمنع القوم من اختيار الامام لأنفسهم (قال): مصلح أم مفسد؟ (قيل): مصلح (قال): فهل يجوز أن يقع خيرتهم على المفسد بعد أن لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد؟ (قيل): بلى (قال): فهي العلة. و أوردها لك ببرهان ينقاد لك عقلك ثم قال: اخبرني من الرسل الذين اصطفاهم اللّه عز و جل و أنزل عليهم الكتب و أيديهم بالوحي و العصمة اذ هم اعلام الامم أهدى الى الاختيار منهم مثل موسى، و عيسى هل يجوز مع وفور عقلهما اذ هما بالاختيار أن يقع خيرتهما على المنافق و هما يظنان انه مؤمن؟ (قيل): لا (قال): فهذا موسى كليم اللّه مع وفور عقله و كمال علمه و نزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه و وجوه عسكره لميقات ربه عز و جل (70) رجلا ممن لا يشك فى ايمانهم و اخلاصهم فوقع خيرته على المنافقين. قال اللّه عز و جل: (وَ اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا) و قوله: (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ) فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه اللّه عز و جل للنبوة واقعا على الأفسد دون الأصلح و هو يظن انه الأصلح دون الأفسد.
ص: 409
علمنا ان الاختيار لا يجوز أن يقع إلا ممن يعلم ما تخفي الصدور و تكن الضمائر و تنصرف اليه السرائر و ان لاحظ لاختيار المهاجرين و الأنصار بعد وقوع خيرة الأنبياء على ذي الافساد لما أراد أهل الصلاح.
«قلت»: قد بين الحجة «ع» بأتقن بيان و أفصح لسان بان الاختيار في مسألة الامامة و الخلافة ليس بيد الخلق بل مطلقا لان الامامة أمر سماوي ليس لأحد التدخل فيها لعدم الاحاطة و العلم بالمصالح و المفاسد فى الأشياء لأحد غير اللّه تعالى لقوله: (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً) أو: (اني جاعلك فى الأرض خليفة) فيستفاد من التنزيل الشريف ان الخلق طرا معزولون عن جعل الخليفة بارائهم السخيفة كما ظهر من أصحاب السقيفة.
67 - «بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ ما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الظّالِمُونَ» (1).
في البرهان ج 2 ص 809 عن الكافي باسناده عن ابن محبوب الثقة الجليل عن عبد العزيز العبدي عن الصادق «ع» فى قول اللّه عز و جل: (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ...) قال: هم الأئمة «ع». و فيه باسناده عنه عن هارون ابن حمزة الغنوي عن الصادق «ع» قال: سمعته يقول: (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ)
(هم الأئمة): و فيه عن محمد بن الفضيل مثله. و فيه باسناده عن حمران عن أبي جعفر «ع» فى الآية قال: نحن. و في رواية مثنى الحناط عن الحسن الصيقل مثله باضافة: و ايانا عنى. و فيه في رواية بريد بن معاوية العجلي الثقة الجليل قال: قلت لأبي جعفر «ع» في قول اللّه عز و جل (بَلْ هُوَ آياتٌ...) قال: إيانا عنى.
ص: 410
و فيه في رواية محمد بن خالد البرقي عن علي بن اسباط قال: سأل رجل أبا عبد اللّه «ع» عن قوله عز و جل (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ...) قال: نحن هم. فقال الرجل: جعلت فداك حتى يقوم (القائم)؟ قال: كلنا قائم يقوم بأمر اللّه واحدا بعد واحد حتى يجيء صاحب السيف فاذا جاء صاحب السيف جاء أمر غير هذا.
و فيه في ص 809 باسناده عن عبد العزيز العبدي قال: سألت الصادق «ع» عن قول اللّه عز و جل (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ....) قال: هم الأئمة من آل محمد صلى اللّه عليه و آله.
68 - «.... وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ» (1).
في البرهان ج 2 ص 810 عن محمد بن العباس الثقة عن ابن مسكان الثقة الجليل عن أبي بصير الثقة الجليل عن الصادق «ع» قال: سألته عن تفسير (الم غُلِبَتِ الرُّومُ...) قال: هم بنو امية و إنما أنزلها اللّه عز و جل (الم غُلِبَتِ الرُّومُ)
بنو امية في أدنى الأرض و هم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين (لِلّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ، وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللّهِ) قال: في قبورهم بقيام (القائم) عليه السلام.
و فيه ص 811 باسناده عن يونس بن يعقوب عن الصادق «ع» في قول اللّه عز و جل: «يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللّهِ» قال: في قبورهم بقيام «القائم» عليه السلام و في نسخة يفرح المؤمنون بنصر اللّه عند قيام (القائم).
ص: 411
69 - «.... وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً....» (1).
عن ابن بابويه باسناده عن محمد بن زياد الازدي قال: سألت سيدي موسى ابن جعفر «ع» عن قول اللّه عز و جل: (وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً) فقال عليه السلام: النعمة الظاهرة الامام الظاهر، و النعمة الباطنة الامام الغائب. فقلت له: يكون فى الأئمة من يغيب؟ (فقال): نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه و لا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره و هو الثاني عشر منا، و يسهل اللّه عز و جل له كل عسر و يذل اللّه له كل صعب و يظهر اللّه له كنوز الأرض و يقرب له البعيد و يبتر به كل جبار عنيد و يهلك على يده كل شيطان مريد ذلك ابن سيدة الاماء الذي تخفى على الناس ولادته و لا يحل لهم تسميته حتى يظهره اللّه عز و جل فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
«قلت»: عدم حلية ذكر اسمه الشريف و هو (م ح م د) فقد كان ذلك محمولا على غيبته الصغرى و عصر خلفاء زمانه، و أما فى عصرنا الغيبة التامة الكبرى فلا يبعد القول بوجوب ذكره و ان من أهم الوظائف الدينية للعلماء و الكتاب و أهل الذكر و الناطقين على المنابر و المجالس (ذكر اسمه الشريف) و بيان أحواله و أوصافه و ما يقع في زمان ظهوره من القضايا و تحريض الناس اليه و كل من يقدر على ذلك و لم يقدم فهو مسؤول عند اللّه و لا عذر له و لا عند الرسول، وقاية لاذهان بعض العوام عما حدث فى هذه الأيام من الفتن من بعض حمقاء الناس من دعاوى باطلة بأسامي مختلفة متناقضة لئلا يلتبس الأمر عليهم و الباطل يموت بترك اسمه
ص: 412
70 - «وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» (1).
في البرهان ج 2 ص 829 عن محمد بن العباس المتقدم ذكره باسناده عن المفضل بن عمر قال سألت أبا عبد اللّه عن قول اللّه عز و جل: (وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) و الأكبر خروج (المهدي) بالسيف.
و فيه عن الشيباني في «كشف البيان» قال: و روي عن جعفر الصادق «ع» ان الأدنى القحط و الجدب و الأكبر خروج (القائم المهدي ع) بالسيف آخر الزمان.
71 - «قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ انْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ» (2).
في البرهان ج 2 ص 829 عن الكافي باسناده عن محمد بن سنان عن ابن دراج قال: سمعت أبا عبد اللّه «ع» يقول: في قول اللّه عز و جل: (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَ لا هُمْ .. الآية) قال: يوم الفتح يوم تفتح الدنيا على «القائم» لا ينفع أحدا تقربه بالايمان ما لم يكن قبل مؤمنا و بهذا الفتخ موقنا فذلك الذي ينفع ايمانه و يعظم اللّه عند ذلك قدره و شأنه و يزخرف له يوم القيامة و البعث جنانه و تحجب عنه ميزانه و هذا أجر الموالين لأمير المؤمنين عليه السلام و لذريته
ص: 413
الطيبين عليهم السلام.
72 - «اَلنَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ» (1).
في البرهان ج 2 ص 832 عن تهذيب الشيخ باسناده عن ثابت الثمالي الثقة الجليل عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب «ع» انه قال: فينا نزلت هذه الآية: (وَ أُولُوا الْأَرْحامِ....) و فينا نزلت: «وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ»
و الامامه فى عقب الحسين «ع» الى يوم القيامة و ان (للقائم) منا غيبتين إحداهما أطول من الأخرى الخ.
و فيه باسناده عن اسماعيل بن عبد اللّه قال: قال «الحسين بن علي (ع)»:
لما أنزل اللّه تبارك و تعالى هذه الآية: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ الخ» سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عن تأويله فقال: و اللّه ما يعني بها غيركم، و أنتم اولوا الأرحام فاذا مت فأبوك (علي) أولى بي و بمكاني، فاذا مضى أبوك فأخوك «الحسن» فاذا مضى الحسن فأنت اولى به. فقلت: يا رسول اللّه و من بعدي؟ فقال: ابنك (علي) أولى بك من بعدك. فاذا مضى (علي) فابنه (محمد) أولى به من بعده.
فاذا مضى (محمد) فابنه «جعفر» أولي به من بعده و بمكانه. فاذا مضى «جعفر» فابنه (موسى) أولى به من بعده. فاذا مضى (موسى) فابنه (علي) أولى به من بعده. فاذا مضى (علي) فابنه (محمد) أولى به من بعده. فاذا مضى (محمد) فابنه (علي) أولى به من بعده. فاذا مضى «علي» فابنه «الحسن» أولى به من بعده. فاذا مضى «الحسن» وقعت الغيبة في التاسع من ولدك. فهؤلاء الأئمة
ص: 414
التسعة أعطاهم اللّه علمي و فهمي طينتهم من طينتي ما لقوم يؤذونى فيهم لا انا لهم اللّه شفاعتي.
73 - «وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيّاماً آمِنِينَ» (1).
في إكمال الدين عن «القائم» فى الآية قال: نحن و اللّه القرى التي بارك اللّه فيها و أنتم القرى الظاهرة. و فيه ص 266 في باب التوقيعات عن علي بن صالح الهمداني قال: كتبت الى صاحب الزمان (ع): ان أهل بيتي يؤذونني و يفزعوننى بالحديث الذي روي عن آبائك انهم قالوا: خدامنا من قومنا شرار خلق اللّه.
فكتب «ع»: ويحكم ما تقرؤن ما قال اللّه عز و جل (وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً...) و نحن و اللّه القرى النى بارك اللّه فيها و أنتم القرى الظاهرة. قال عبد اللّه بن جعفر: حدثنا بهذا الحديث علي بن محمد الكلينى عن محمد بن صالح عن صاحب الزمان «ع».
74 - «وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (2) الخ.
فى البرهان ج 2 ص 875 عن العياشي عن عبد الاعلى الحلبى قال: قال أبو
ص: 415
جعفر «ع»: يكون لصاحب هذا الأمر غيبة - و ذكر حديثا طويلا يتضمن غيبة صاحب الأمر عليه السلام و ظهوره - الى أن قال -: فيدعو الناس يعنى (القائم) الى كتاب اللّه و سنة نبيه و الولاية «لعلي بن أبي طالب» و البرائة من عدوه، و لا يسمي أحدا حتى ينتهي الى البيداء فيخرج اليه جيش السفياني فيأمر اللّه الأرض فتأخذهم من تحت أقدامهم و هو قول اللّه تعالى: (وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا....)
و قالوا آمنا به يعنى «بقائم آل محمد» و قد كفروا به يعنى «بقائم آل محمد ع»، فلا يبقى منهم إلا رجلان يقال لهما «وتر و وتير» من مراد وجوههما في أقفيتهما يمشيان القهقرى يخبران الناس بما فعل بأصحابهما الخ. و فيه عن الغيبة النعمانية بأسناده عن أبي اسحاق الهمداني عن الحرث عن علي أمير المؤمنين «ع» قال: ان «المهدي» اقبل مجعد و بخده خال يكون مبدا من قبل المشرق فاذا كان ذلك خرج السفياني الخ.
و فى تفسير القمي ص 523 عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي خالد الكابلي قال: قال أبو جعفر «ع»: و اللّه لكأني أنظر الى «القائم» و قد اسند ظهره الى الحجر ثم ينشد اللّه حقه. ثم يقول: يا ايها الناس من يحاجني في اللّه فأنا أولى باللّه الخ.
فى البرهان ج 2 ص 875 عن محمد بن العباس بأسناده عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر «ع» قال. يخرج «القائم ع» فيسير حتى يمر بمنى فيبلغه ان عامله قتل فيرجع فيقتل المقاتلة و لا يزيد على ذلك شيئا ثم ينطق فيدعو الناس حتى ينتهي الى البيداء فيخرج جيش السفياني فيأمر اللّه عز و جل الأرض أن تأخذهم بأقدامهم و هو قوله تعالى: (وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا....) . الحديث بمثل ما ذكر آنفا من العياشي. و فى الصافي عن الباقر «ع». لكأني أنظر الى «القائم» و قد اسند ظهره الى الحجر الخ. و في قوله (وَ قالُوا آمَنّا بِهِ) قال. يعنى «بالقائم» من آل محمد.
(52 - ج 1 الشيعة و الرجعة)
ص: 416
75 - «قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَ إِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ * قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قالَ فَالْحَقُّ وَ الْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَ مِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ * قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ * إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ» (1).
في البرهان ج 2 ص 931 عن ابن بابويه باسناده عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني «ع» قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد العسكري «ع» يقول: معنى رجيم: انه مرجوم باللعن مطرود من مواضع الخير لا يذكره مؤمن إلا لعنه، و ان في علم اللّه السابق انه اذا خرج (القائم) لا يبقى مؤمن في زمانه إلا رجمه بالحجارة كما كان قبل ذلك مرجوما باللعن. و فيه عن الكافي باسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر «ع» في قوله تعالى: (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) - قال: قال أمير المؤمنين (ع) (وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) قال:
عند خروج (القائم)، و في الصافى مثله.
ص: 417
76 - «وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الْكِتابُ وَ جِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَ الشُّهَداءِ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ» (1).
في الارشاد للشيخ المفيد (ره) عن الصادق «ع» قال: اذا قام (القائم) أشرقت الأرض بنور ربها و استغنى العباد عن ضوء الشمس و ذهبت الظلمة. و في تفسير القمي ص 581 باسناده عن المفضل بن عمر انه سمع أبا عبد اللّه (ع) يقول:
في قول اللّه تعالى: (وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) قال: رب الأرض يعني إمام الأرض (قلت): اذا خرج يكون ماذا؟ (قال): اذا استغنى الناس عن ضوء الشمس و نور القمر و يجتزون بنور الامام. و في الصافى مثلها.
(قلت): و هذا أمر مقدور للّه تبارك و تعالى بأن يجعل في وجود إمام الأرض (ع) عند ظهوره نورا يستغني الناس به عن نور الشمس و القمر.
77 - «وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَ إِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ» (2).
في البرهان ج 2 ص 964 قال: اختلفوا كما اختلفت هذه الامة في الكتاب الذي مع (القائم) لما يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم و يضرب أعناقهم.
ص: 418
و فى الصافي مثله و في الاحتجاج للشيخ الطبرسي في ص 82 في رواية أبي ذر انه قال:
لما توفي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) جمع علي عليه السلام القرآن و جاء به الى المهاجرين و الأنصار و عرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها، فضائح القوم فوثب عمر و قال: يا علي اردده فلا حاجة لنا به فأخذه «ع» و انصرف... (الى منزله): فلما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع اليهم القرآن... فقال: يا أبا الحسن ان جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به الى أبي بكر حتى نجتمع عليه فقال عليه السلام: هيهات ليس الى ذلك سبيل إنما جئت به ليقوم الحجة عليكم و لا تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين. أو تقولوا ما جئتنا به ان القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون و الأوصياء من ولدي قال عمر: فهل لاظهاره وقت معلوم فقال «ع» نعم اذا قام (القائم) من ولدي يظهر و يحمل الناس عليه فتجري السنة قلت سود اللّه وجوه القوم بما فعلوا و ظلموا عليا (ع).
78 - «سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ شَهِيدٌ» (1).
في البرهان ج 2 ص 964 نقلا عن محمد بن العباس الثقة الجليل باسناده عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن ابراهيم عن أبي عبد اللّه (ع) في قوله تعالى:
(سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) : أي انه (القائم).
و فيه عن الغيبة النعمانية باسناده عن أبي بصير قال: سئل أبو جعفر (ع) عن تفسير قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ) فقال «ع»: سنريهم في أنفسهم المسخ و نريهم في الآفاق عليهم فيرون قدرة اللّه في أنفسهم و في الآفاق و قوله: (حَتّى
ص: 419
يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) يعني بذلك خروج (القائم) و هو الحق من اللّه يراه هذا الخلق لابد منه. و فيه عن الكليني باسناده عن الطيار عن أبي عبد اللّه الصادق (ع) في الآية قال «ع»: خسف و مسخ و قذف قال: قلت: (حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ)؟ قال «ع»:
ذاك قيام (القائم). و فى الصافي مثله.
79 - «حم عسق» (1).
في البرهان ج 2 ص 965 عن علي بن ابراهيم عن أحمد بن علي و أحمد بن ادريس عن أحمد بن محمد العلوي عن العمركي عن محمد بن جمهور عن سليمان بن سماعة عن عبد اللّه بن قاسم عن يحيى بن ميسرة الخثعمي عن أبي جعفر «ع» قال:
سمعته يقول: (حم عسق) عدد سني (القائم) و قاف جبل محيط بالدنيا من زمرد أخضر و خضرة السماء من ذلك الجبل و علم كل شيء في (حم عسق) .
و عنه عن محمد بن جمهور عن السكوني عن أبي جعفر «ع» قال: حم، حتم و عين. عذاب، و سين. سنون كسنين يوسف، و قاف، قذف و مسخ يكون في آخر الزمان بالسفياني و أصحابه و ناس من كلب، ثلاثون الفا يخرجون معه و ذلك حين يخرج (القائم) بمكة و هو (مهدي) هذه الامة.
و فى كتب العامة عن الثعلبي في تفسيره: ان السين سناء المهدي و قوة عيسى عليه السلام قلت، تلك الحروف رمز بين الخالق و اوليائه و لا حظ لغيرهم.
ص: 420
80 - «اَللّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ وَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ * مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ» (1).
في البرهان ج 2 ص 970 عن الكافي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام قال: قلت: (اللّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ) ؟ قال: ولاية أمير المؤمنين «ع» قلت: (مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ) ؟ قال: معرفة أمير المؤمنين و الأئمة (ع) قلت: (نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ) ؟ قال: نزيده منها، قال: يستوفي نصيبهم من دولته قلت: (وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) ؟ قال: ليس له في دولة الحق مع «القائم» نصيب.
81 - «وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النّاسَ وَ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ * وَ لَمَنْ صَبَرَ وَ غَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَ مَنْ يُضْلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَ تَرَى الظّالِمِينَ لَمّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ * وَ تَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَ قالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ
ص: 421
خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ» (1) .
في البرهان ج 2 ص 975 عن محمد بن العباس باسناده عن جابر الجعفي عن أبي جعفر «ع» في قوله عز و جل: (وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ)
قال: ذلك «القائم» اذا قام انتصر من بني امية و من المكذبين و النصاب.
و فيه عنه باسناده عن سمر بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر «ع» قال: قوله عز و جل: (خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ) يعني (القائم).
و فيه عن علي بن ابراهيم باسناده عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر «ع» قال: سمعته يقول: (وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ) يعني «القائم» و أصحابه (فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ «القائم» اذا انتصر من بني امية و من المكذبين و النصاب هو و أصحابه و هو قوله تبارك و تعالى: (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النّاسَ وَ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).
82 - «وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» (2).
في البرهان ج 2 ص 982 عن ابن بابويه باسناده عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللّه «ع» عن قوله اللّه تعالى: (وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) قال: هي الامامة جعلها اللّه عز و جل في عقب الحسين الى يوم القيامة و غيرها. من الروايات الكثيرة بهذا المضمون (ان قلت): فكيف جعلت الامامة في ولد الحسين عليه السلام دون الحسن مع كونه أكبر منه (قلت): هذا ليس من وظيفتنا الدخول فيه لأن جعل الامامة أمر موكول بيده عز و جل فيفعل حسبما رآه من المصلحة التي لا يطلع عليها غيره و هذا نظير مسألة موسى و هارون حيث يسئل انه لم جعل النبوة فى
ص: 422
ولد هارون دون موسى مع كونهما شريكين في النبوة. و يدل على ذلك ما في رواية المفضل بن عمر عن الصادق «ع» حيث انه قال: قلت لأبي عبد اللّه «ع»:
اخبرني عن قول اللّه عز و جل: (وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) قال: يعني بذلك الإمامة جعلها اللّه فى عقب الحسين الى يوم القيامة. فقلت: يابن رسول اللّه كيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن و هما ولدا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و سبطا هذه الأمة و سيدا شباب أهل الجنة؟ فقال: يا مفضل ان موسى و هارون نبيان مرسلان اخوان فجعل النبوة في صلب هارون و لم يكن لأحد أن يقول لم جعلها في صلب الحسين لأن اللّه عز و جل الحكم في أفعاله لا يسئل عما يفعل و هم يسألون.
و فيه ص 983 عن ابن بابويه باسناده عن أبي الزياد عبد اللّه بن زكوان عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة قال: سألت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) عن قوله عز و جل:
«وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ» قال: جعل الإمامة في عقب الحسين ليخرج من صلبه تسعة من الأئمة و منهم «مهدي» هذه الامة الخ، و فيه ص 983 باسناده عن محمد بن قيس عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين عن الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب «ع» انه قال: فينا نزلت هذه الآية: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ» و فينا نزلت هذه الآية: «وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ»
و الإمامة في عقب الحسين عليه السلام الى يوم القيامة و ان للغائب منا غيبتين إحداهما أطول من الاخرى.
83 - «هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ» (1).
ص: 423
في البرهان ج 2 ص 992 عن محمد بن العباس الثقة الجليل فى تفسيره باسناده عن علي بن عبد بن أسد عن ابراهيم بن محمد عن اسماعيل بن يسار عن علي بن جعفر الحضرمى عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفر «ع» عن قول اللّه تعالى: «هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً» قال: هي ساعة «القائم» تأتيهم بغتة. و فى ج 2 من ينابيع المودة ص 420 عن المفضل عن الصادق «ع» قال:
ساعة قيام «القائم» و فيه عن الباقر (ع) هي ساعة قيام (القائم) تأتيهم بغتة.
84 - «وَ فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَ أَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ» (1).
في الاحتجاج ص 273 عن «القائم» انه سئل: أهل الجنة هل يتوالدون اذا دخلوها. فأجاب «ع»: ان الجنة لا حمل فيها للنساء و لا ولادة و لا طمث و لا نفاس و لا شقاء بالطفولية، و فيها ما تشتهي الأنفس و تلذ الأعين كما قال اللّه تعالى، فاذا اشتهى المؤمن ولدا خلقه اللّه بغير حمل و لا ولادة على الصورة التي يريد كما خلق آدم غيره.
85 - «حم * وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ * فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» (2).
ص: 424
القمي عن الباقر «ع» و الصادق «ع»: أنزل اللّه سبحانه القرآن فيها الى البيت المعمور جملة واحدة ثم أنزل من البيت المعمور على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في طول ثلاث و عشرين سنة (فيها يفرق) يعني في ليلة القدر (كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) أي يقدر اللّه عز و جل كل أمر من الحق و الباطل و ما يكون فى تلك السنة و له فيها البداء و المشية يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء من الآجال و الأرزاق و البلايا و الأعراض و الأمراض و يزيد فيه ما يشاء و يلقيه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الى أمير المؤمنين «ع» و يلقيه أمير المؤمنين الى الأئمة حتي ينتهي ذلك الى «صاحب الزمان» روحي فداه و يشترط له فيه البداء و المشية و التقدم و التأخر.
و في ج 2 من تفسير البرهان ص 997 نقلا عن احتجاج الطبرسي في ذيل رواية مفصلة قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول اللّه «ص» و من حل محله من أصفياء اللّه الذين قرنهم اللّه بنفسه و برسوله و فرض على العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه، و هم ولاة أمر الدين الذين قال اللّه فيهم:
«أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» و قال اللّه فيهم: «وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ» قال السائل:
ما ذلك الأمر؟ قال عليه السلام: الذي به تنزل الملائكة في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم من خلق و رزق و أجل و عمل و حياة و موت و علم غيب السماوات و الأرض و المعجزات التي لا تنبغي إلا للّه و أصفيائه و السفرة بينه و بين خلقه و هم وجه اللّه الذي قال: «فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ» هم بقية اللّه «يعني المهدي» الذي يأتي عند انقضاء هذه النظرة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، و آياته الغيب و الاكتتام عند عموم الطغيان و حلول الانتقام. الحديث.
ص: 425
84 - «قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيّامَ اللّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ» (1).
فى البرهان ج 3 ص 1002. قال: و روي عن أبي عبد اللّه «ع» انه قال:
الأيام المرجوة ثلاثة: يوم قيام «القائم ع»، و يوم الكرة، و يوم القيامة. و فيه باسناده عن عبد اللّه بن موسى عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال: حدثنا أعمر ابن رشيد عن داود بن كثير عن أبي عبد اللّه «ع» في قول اللّه عز و جل: «قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيّامَ اللّهِ» قال: «قل للذين مننا عليهم بمعرفتنا أن يعرفوا الذين لا يعلمون و إذا عرفوهم فقد غفروا لهم.».
85 - «هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا (الى قوله) لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً» (2).
في البرهان ج 2 ص 1022 عن ابن بابويه باسناده عن محمد بن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد اللّه «ع» قلت له: ما بال أمير المؤمنين «ع» لم يقاتل فلانا و فلانا؟ «قال» عليه السلام: لآية من كتاب اللّه عز و جل: «لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً» قال: قلت: و ما يعني بتزايلهم؟ قال «ع»: و دائع
ص: 426
مؤمنين في أصلاب قوم كافرين و كذلك «القائم» لن يظهر أبدا حتي تخرج و دائع اللّه فاذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء اللّه فقتله.
و فيه ص 1023 عن علي بن ابراهيم باسناده عن ابراهيم الكرخي قال رجل لأبي عبد اللّه «ع»: ألم يكن عليا قوي في بدنه قوي بأمر اللّه؟ (قال) أبو عبد اللّه «ع»: بلى. قال: فما منعه أن يدفع أو يمتنع؟ (قال) عليه السلام: سألت فافهم الجواب منع عليا من ذلك آية من كتاب اللّه. فقال: و أي آية؟ فقرأ «ع» (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) انه كان للّه و دائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين و منافقين فلم يكن علي عليه السلام ليقتل الآباء حتى تخرج الودائع فلما خرج ظهر على من ظهر و قتله، و كذلك (قائمنا) أهل البيت لم يظهر أبدا حتى تخرج و دائع اللّه فاذا خرج ظهر على من ظهر فيقتله.
86 - «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً» (1).
عن علي بن ابراهيم: و هو الامام الذي يظهره على الدين كله فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و هذا مما ذكرنا ان تأويله بعد تنزيله.
و في تفسير البرهان ج 2 ص 1024 عن الكليني باسناده عن ابن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي (ع) قال: قلت: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ)؟ قال. هو الذي أمر رسوله بالوصية و الولاية هي الدين الحق.
قلت: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)؟ قال: يظهره على جميع الأديان عند قيام (القائم) يقول اللّه عز و جل: يتم ولاية (القائم) و لو كره الكافرون بولاية علي.
ص: 427
(قلت): قد بسطنا الكلام فى سورة التوبة فراجع. و يأتي في سورة الصف
87 - «يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» (1).
في البرهان ج 2 ص 1031 نقلا عن المجالس للشيخ باسناده عن أبي الطفيل عامر بن واثلة: حدثني سلمان الفارسي قال: دخلت على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فى مرضه الذي قبض فيه فجلست بين يديه و سألته عما يجد و قمت لأخرج فقال لي: اجلس يا سلمان فيستشهدك اللّه عز و جل أمرا انه لمن خير الامور. فجلست فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه رجال من أهل بيته و رجال من أصحابه و دخلت فاطمة ابنته فيمن دخل فلما رأت ما برسول اللّه من الضعف خنقتها العبرة حتى فاض دمعها على خدها فأبصر ذلك رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقال: ما يبكيك يا بنية أقر اللّه عينك و لا أبكاك فقالت: و كيف لا أبكي و أنا أرى ما بك من الضعف. قال لها: يا فاطمة توكلي على اللّه و اصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء و امهاتك من أزواجهم، ألا ابشرك يا فاطمة؟ قالت: بلى يا نبي اللّه قال: أما علمت ان اللّه تعالى اختار أباك فجعله نبيا و بعثه الى كافة الخلق رسولا ثم اختار عليا فأمرني فزوجتك إياه و اتخذته بأمر ربي وزيرا و وصيا، يا فاطمة ان عليا أعظم المسلمين على المسلمين بعدي حقا و أقدمهم سلما و أعظمهم علما و أحلمهم حلما و أثبتهم في الميزان قدرا. فاستبشرت فاطمة «ع» فأقبل عليها رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقال: هل سررتك؟ يا فاطمة؟ قالت: نعم يا أبة.
ص: 428
(الى ان قال): ان عليا اعطي خصالا من الخير لا يعطيها اللّه أحدا قبله و لا يعطيها أحدا بعده فأحسني عزاك و اعلمي ان أباك لا حق باللّه عز و جل قالت: يا أبة قد سررتني و أحزنتني قال: كذلك يا بنية امور الدنيا يشوب بسرورها حزنها و صفوها كدرها، أفلا أزيدك يا بنية؟ قالت: بلى يا رسول اللّه قال: ان اللّه تعالى خلق الخلق فجعلهم قسمين فجعلني و عليا في خيرها قسما و ذلك قوله عز و جل:
(وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) ثم جعل القسمين قبائل فجعلنا في خيرها قبيلة و ذلك قوله عز و جل: (وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ) ثم جعل القبائل بيوتا و جعلنا في خيرها بيتا فى قوله سبحانه: (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ثم ان اللّه اختارني من أهل بيتي و اختار عليا و الحسن و الحسين و اختارك فأنا سيد ولد آدم و على سيد العرب و أنت سيدة النساء و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة و من ذريتك (المهدي) عليه السلام يملأ الأرض عدلا كما ملئت من قبله جورا.
88 - «وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ» (1).
في البرهان ج 2 ص 1044 عن تفسير القمي قال: قال: ينادي (القائم) باسمه و اسم أبيه عليهما السلام فى الآية الاولى و فى الثانية. يقول: قال: صيحة «القائم» من السماء و ذلك يوم الخروج.
و في الغيبة النعمانية ص 142 باسناده عن عبد اللّه بن سنان قال: سمعت أبا عبد
ص: 429
اللّه «ع» يقول: انه ينادي باسم صاحب هذا الأمر مناد من السماء ألا ان الأمر لفلان بن فلان - الحديث.
89 - «فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ» (1).
و في البرهان عن محمد بن العباس الثقة الجليل باسناده عن اسحاق بن عبد اللّه عن علي بن الحسين عليهما السلام في قول اللّه عز و جل: (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) قال: قوله «ع»: انه لحق قيام «القائم».
و فيه نزلت: (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً).
«قلت»: قد مر الكلام حوله في سورة النور فراجع.
90 - «يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَ الْأَقْدامِ» (2).
في البصائر عن الامام الصادق «ع» انه سأل بعض اصحابه: ما يقولون في هذا؟ قال: يزعمون ان اللّه تعالى يعرف المجرمين بسيماهم يوم القيامة فيأمرهم فيؤخذ بنواصيهم و أقدامهم فيلقون فى النار. فقال: و كيف انه تبارك و تعالى يعرف المخلوق بسيماهم و هو الذي انشأهم و هو خلقهم؟ فقلت: و ما ذاك؟ قال: لو قام
ص: 430
«قائمنا» أعطاه اللّه السيما. فيأمر الكافرين ليؤخذ بنواصيهم و أقدامهم ثم يخبط (1)
بالسيف خبطا.
و في ج 13 من بحار الأنوار مثله إلا انه نقله عن كتاب الاختصاص لشيخنا المفيد باسناده عن معاوية الذهبي عن أبي عبد اللّه (ع)، و ذكر في البرهان ج 2 ص 1071.
و في الغيبة النعمانية ص 128 باسناده عن أبي بصير عن الصادق «ع» في الآية قال: اللّه يعرفهم ولكن نزلت في «القائم» يعرف بسيماهم الخ.
91 - «اِعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» (2).
في إكمال الدين عن الصادق «ع» قال نزلت هذه الآية في «القائم» و في الصافي مثله.
و في إكمال الدين عن الباقر «ع» قال يحييها اللّه «للقائم» بعد موتها يعتي بموتها بعد كفر أهلها و الكافر ميت.
و في البرهان ج 2 ص 1087 باسناده عن محمد الحلبي انه سأل ابا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه عز و جل «اِعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها» قال العدل بعد الجور.
و فيه عن ابن بابويه باسناده عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر الباقر «ع» في الآية قال: اعلموا ان اللّه يحيى الأرض بعد موتها قال يحيي اللّه عز و جل الأرض «بالقائم» بعد موتها الخ.
ص: 431
92 - «وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ» (1).
في البرهان ج 2 ص 1087 عن الحارث بن مغيرة الثقة الجليل قال: كنا عند أبي جعفر «ع» فقال: العارف منكم بهذا الأمر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن هو جاهد للّه مع «قائم» آل محمد «ع» بسيفه. ثم قال: بل و اللّه كمن جاهد مع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله). ثم قال الثالث: بل و اللّه كمن استشهد مع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فى فسطاطه و فيكم آية فى كتاب اللّه قلت: و أية آية؟ قال: قول اللّه عز و جل (وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ) قال: صرتم و اللّه صادقين.
و فيه ص 1088 عن شرف الدين النجفي عن كتاب «البشارة» مرفوعا الى الحسن بن أبي حمزة من أنبأ و صدق حديثنا و انتظرنا كان كمن قتل تحت راية «القائم» بل و اللّه تحت راية رسول اللّه (صلی الله علیه و آله).
و فيه عن أبي بصير قال قال الصادق «ع» يا أبا محمد ان الميت على هذا الأمر شهيد (قال: قلت): جعلت فداك و ان مات على فراشه؟ (قال) و ان مات على فراشه فانه حي يرزق.
و فيه عن الكافي باسناده عن ابن مسكان الثقة الجليل عن أبي بصير «قال قلت» لأبي عبد اللّه «ع» جعلت فداك الراد على هذا الأمر فهو كالراد عليكم؟ «فقال ع» يا أبا محمد من رد عليكم هذا الأمر فهو كالراد على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)
ص: 432
و على اللّه تبارك و تعالى، يا أبا محمد ان الميت منكم على هذا الأمر شهيد (قلت):
و ان مات على فراشه؟ (قال ع): اي و اللّه و ان مات على فراشه حي يرزق.
و في الصافي مثله.
93 - «يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ» (1).
في البرهان ج 2 ص 1113 عن الكافى قال: يظهره على جميع الأديان عند قيام «القائم» قال: يقول اللّه: (وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) بولاية «القائم» (وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) بولاية علي (قلت): هذا تنزيل؟ قال: نعم أما هذا الحرف فتنزيل و أما غيره فتأويل.
94 - «قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ» (2).
في البرهان ج 2 ص 1137 عن ابن بابويه باسناده عن محمد بن عمار عن أبيه عن جده عمار قال: كنت مع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في بعض غزواته و قتل عليّ اصحاب الألوية و فرق جمعهم و قتل عمرو بن عبد اللّه الجمحي و قتل شيبة بن نافع أتيت رسول اللّه فقلت: يا رسول اللّه ان عليا قد جاهد في اللّه حق جهاده فقال: لأنه مني و أنا منه، و انه وارث علمي و قاضي ديني و منجز و عدي و الخليفة من بعدي،
ص: 433
و لولاه لم يعرف المؤمن المحض بعدي، حربه حربي و حربي حرب اللّه، و سلمة سلمي و سلمي سلم اللّه ألا انه أبو سبطي، و الأئمة من صلبه يخرج اللّه تعالى الأئمة الراشدين من صلبه و منهم «مهدي» هذه الامة قلت: بأبي انت و امي يا رسول اللّه من هذا «المهدي»؟ قال: يا عمار ان اللّه تبارك و تعالى عهد إلي انه يخرج من صلب الحسين أئمة تسعة و التاسع من ولده يغيب عنهم و ذلك قوله عز و جل: (قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) تكون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم و يثبت عليها آخرون.
95 - «سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ» (1).
في تفسير القمي و البرهان ج 2 ص 1146 قال: سئل أبو جعفر «ع» عن معنى هذه الآية قال: نار تخرج من المغرب و ملك يسوقها حتي تأتي دار سعد بن همام عند مسجدهم، فلا تدع دارا لبني امية إلا أحرقتها و أهلها و لا تدع دارا فيها وتر لآل محمد إلا أحرقتها و ذلك «المهدي».
و عن الغيبة النعمانية عن صالح بن سهل ص 146 عن أبي عبد اللّه «ع» فى قول اللّه عز و جل: (سَأَلَ سائِلٌ....) فقال: تأويلها فيما يجيء عذاب يرتفع في الثوية يعني نار انتهى الى كناسة بني أسد حتى تمر ثقيف لا تدع وترا فيها لآل محمد إلا أحرقته و ذلك بعد خروج (القائم).
ص: 434
96 - «وَ الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ» (1).
في البرهان ج 2 ص 1149 عن الكافى باسناده عن عاصم بن حميد الثقة الجليل عن أبي جعفر «ع» في قوله تعالى (وَ الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) قال: بخروج «القائم» عليه السلام، و فى الصافي مثله.
97 - «خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ» (2).
فى البرهان ج 2 ص 1151 عن الشيخ شرف الدين النجفي عن سليمان بن خالد عن ابن سماعة عن عبد اللّه بن القاسم عن يحيى بن ميسرة عن أبي جعفر «ع» في قوله عز و جل: (خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ)
يعني خروج «القائم».
98 - «حَتّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً قُلْ إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً» (3).
فى البرهان ج 2 ص 1155 عن القمي: (انه لما قام عبد اللّه يدعوه) يعني
ص: 435
رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يدعوه كناية عن اللّه «كادوا» يعني قريش «يكونون عليه لبدا» أي أبدا. قوله: (إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ) قال: قال: اذا قام «القائم» و أمير المؤمنين «ع» فى الرجعة (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً) قال: قال:
هو قول أمير المؤمنين «ع» لزفر: و اللّه يابن الصهاك لو لا عهد من اللّه سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا و أقل عددا. قال: قال: فلما أخبرهم رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ما يكون من الرجعة قالوا: متى يكون هذا؟ قال اللّه: قل يا محمد: «إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً» «عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلاّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً» قال: قال: يخبر اللّه الذي يرتضيه مما كان قبله من الأخبار و ما يكون بعده من أخبار «القائم» و الرجعة و القيامة، و فى الصافي يعني بذلك «القائم» و أنصاره.
99 - «فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * اَلْجَوارِ الْكُنَّسِ» (1).
في البرهان ج 2 ص 1175 عن الكافي باسناده الى اسيد بن ثعلبة عن ام هاني قالت: سألت أبا جعفر محمد بن علي «ع» عن هذه الآية: (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ اَلْجَوارِ الْكُنَّسِ) قال: الخنس امام يخنس في زمانه عند انقطاع من علمه عند الناس سنة 260 ثم يبدو كالشهاب الثاقب فى ظلمة الليل فان أدركت ذلك قرت عينك و في اكمال الدين و الصافي ما يقرب منه.
و فيه عنه عنها عنه عليه السلام مثله بعينه، إلا انه قال: ثم يظهر كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء... الخ.
و فيه عن الغيبة النعمانية باسناده عنه عنها عن أبي عبد اللّه «ع»: ما معني قول اللّه
ص: 436
عز و جل «فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الخ»؟ فقال لي: يا ام هاني امام يخنّس حتى ينقطع عن الناس علمه سنة 260 ثم يبدو الخ.
و في الكافي عن الباقر «ع» انه سئل عنها فقال: إمام يخنس سنة 260 الخ (قلت): قد كني بهما من الامام الغايب المستتر عن الأنظار و المحتجب عن الأبصار ثم يجيء كالبرق الخاطف.
100 - «لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ» (1).
في البرهان ج 2 ص 1182 عن ابن بابويه عن الحسن بن محمد الصيرفي عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي عبد اللّه «ع» قال: ان «للقائم» منا غيبة يطول أمدها فقلت له: و لم ذاك يابن رسول اللّه؟ قال: ان اللّه عز و جل أبى إلا أن يجري فيه سنن الأنبياء في غيباتهم و انه لا بد له يا سدير من استيفاء مدة غيباتهم قال اللّه عز و جل: (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) أي على سنن من كان قبلكم.
101 - «إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَ أَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً» (2).
في تفسير القمي باسناده عن أبي بصير في قول اللّه تعالى: «فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَ لا ناصِرٍ» قال: ما له قوة يقوى بها على خالقه و لا ناصر من اللّه ينصره ان أراد به
ص: 437
سوء «قلت»: «إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً، وَ أَكِيدُ كَيْداً» ؟ فقال: قال اللّه يا محمد انهم يكيدون كيدا و أكيد كيدا فمهل الكافرين يا محمد امهلهم رويدا لوقت بعث (القائم) عليه السلام فينتقم لي من الجبابرة و الطواغيت من قريش و من بني امية و من سائر الناس.
102 - «هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ * عامِلَةٌ ناصِبَةٌ * تَصْلى ناراً حامِيَةً» (1).
في الكافي باسناده عن حماد عن سهل عن محمد عن أبيه عن الصادق «ع» قال: قلت: (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ)؟ قال: يغشيهم «القائم ع» بالسيف.
قال: قلت: «تَصْلى ناراً حامِيَةً»؟ قال: تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد «القائم» عليه السلام و في الآخرة نار جهنم و فى الصافى عنه مثله.
103 - «وَ الْفَجْرِ وَ لَيالٍ عَشْرٍ * وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ * وَ اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ» (2).
في البرهان ج 2 ص 1188 عن شرف الدين النجفي باسناده مرفوعا عن عمرو ابن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن الصادق عليه السلام قال: قوله عز و جل:
(وَ الْفَجْرِ) هو «القائم» و الليالي العشر الأئمة من الحسن الى الحسن، و الشفع أمير المؤمنين عليه السلام و فاطمة عليها السلام، و الوتر هو اللّه تعالى وحده لا شريك له و الليل اذا يسر هي دولة خير فهي تسري الى دولة «القائم».
ص: 438
104 - «وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها * وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها * وَ النَّهارِ إِذا جَلاّها (الى قوله): كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها» (1).
في البرهان ج 2 ص 1194 عن محمد بن يعقوب باسناده عن أبي محمد عن أبي عبد اللّه «ع» قال: سألته عن قول اللّه عز و جل: (وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها)
قال: الشمس رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) به اوضح اللّه عز و جل للناس دينهم: قلت:
«وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها» قال: ذاك أمير المؤمنين عليه السلام تلا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و نفثه بالعلم نفثا. قال: قلت: «وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها» قال: ذاك أئمة الجور الذين استبدوا بالأمر دون الرسول (صلی الله علیه و آله) و جلسوا مجلسا كان آل الرسول أولى به منهم، فغشوا دين اللّه بالجور و الظلم فحكى اللّه فعلهم فقال: «وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها» قال:
فقلت: «وَ النَّهارِ إِذا جَلاّها» قال: ذاك الامام من ذرية فاطمة (علیها السلام) يسأل عن دين اللّه فيجليه لمن يشاء فحكى اللّه تعالى: (وَ النَّهارِ إِذا جَلاّها).
و عن علي بن ابراهيم مثله، و عن محمد بن العباس الثقة الجليل مثله إلا انه قال بعد قوله قال ذاك الامام من ذرية فاطمة (علیها السلام): نسل رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فيجلى ظلام الجور و الظلم فحكى اللّه سبحانه عنه و قال «وَ النَّهارِ إِذا جَلاّها» يعني به «القائم» قلت «وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها» قال ذاك أئمة الجور الذين استبدوا بالامور دون آل الرسول (صلی الله علیه و آله) و جلسوا مجلسا كان آل الرسول أولى به منهم فغشوا دين اللّه بالجور و الظلم فحكى اللّه سبحانه فعلهم فقال «وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها».
و عن شرف الدين النجفي باسناده عن ابان بن عثمان عن المفضل عن أبي العباس عن أبي عبد اللّه «ع» انه قال «وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها» قيام «القائم» لأن اللّه
ص: 439
سبحانه قال و ان يحشر الناس ضحى «وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها» الحسن و الحسين (وَ النَّهارِ إِذا جَلاّها) هو القائم.
105 - «وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى * وَ النَّهارِ إِذا تَجَلّى» (1).
في البرهان ج 2 ص 1196 عن علي بن ابراهيم باسناده عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم الثقات قال: سألت أبا جعفر «ع» عن قول اللّه عز و جل «وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى» قال: الليل فى هذا الموضع الثاني يغشى أمير المؤمنين عليه السلام في دولته التي جرت له عليه و أمير المؤمنين عليه السلام يصبر فى دولتهم حتى تنقضي. و في الصافى مثله قال: «وَ النَّهارِ إِذا تَجَلّى» قال: النهار هو «القائم» منا أهل البيت إذا غلبت الدولة الباطلة و القرآن ضرب فيه الأمثال للناس و خاطب نبيه و نحن فليس يعلمه غيرنا.
و عن شرف الدين النجفي في معنى السورة قال: جاء مرفوعا عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي عبد اللّه «ع» في قوله: «وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى» قال: دولة ابليس الى يوم القيامة و هو قيام «القائم» إذا قام و قوله: «فَأَمّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى»
أعطى نفسه الحق و اتقى الباطل «فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى» أي الجنة «وَ أَمّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى» يعني بنفسه عن الحق و استغنى بالباطل عن الحق «وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى»
بولاية علي بن أبي طالب و الأئمة عليهم السلام من بعده «فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى» يعني النار. و أما قوله: «إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى» يعني ان عليا «ع» هو الهدى «وَ إِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَ الْأُولى فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظّى» قال: «القائم» عليه السلام إذا قام للغضب
ص: 440
فيقتل من كل الف «999» «لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى» قال: هو عدو آل محمد «ص» «وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى» قال: ذاك أمير المؤمنين «ع» و شيعته.
106 - «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ * فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ» (1).
في البرهان ص 1207 عن الكليني باسناده عن زرارة عن حمران قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عما يفرق في ليلة القدر هل هو ما يقدر سبحانه و تعالى فيها؟ قال: لا توصف قدرة اللّه تعالى إلا انه قال فيها يفرق كل أمر حكيم فكيف يكون حكيما إلا ما فرق، و لا توصف قدرة اللّه سبحانه لأنه يحدث ما يشاء. و أما قوله:
«خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» يعني فاطمة «ع» قوله تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ»
و الملائكة فى هذا الموضوع المؤمنون الذين يملكون علم آل محمد «ص» و الروح روح القدس و هي فاطمة عليها السلام «مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ» يقول كل أمر سلمه «حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ» يعني حتى يقوم «القائم» و من القمي تحية يحيى بها الامام الى ان يطلع الفجر
و في تفسير فرات بن ابراهيم الكوفى ص 218 باسناده عن الصادق «ع» قال:
«إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» الليلة فاطمة عليها السلام و القدر «اللّه» فمن عرف «فاطمة» حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، و إنما سميت «فاطمة» لأن الخلق فطموا عن معرفتها قوله: «وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ»
يعني خير من الف مؤمن و هي أم المؤمنين «تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها» و الملائكة
ص: 441
المؤمنون الذين يملكون علم آل محمد (صلی الله علیه و آله) و الروح القدس هي (فاطمة) عليها السلام (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) يعني حتى يخرج (القائم ع). و عن شرف الدين النجفي باسناده عن ابن مسكان الثقة الجليل عن أبي بصير عن الصادق (ع): قوله عز و جل (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) هو سلطان بني امية و قال: ليلة من إمام عادل خير من الف شهر ملك بني امية.
107 - (وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (1).
فى الاكمال عن الصادق (ع) قال: العصر عصر خروج (القائم) (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) يعنى أعداءنا (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ) يعنى بمواساة الاخوان (وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ) يعنى بالإمامة (وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ) يعني بالعترة.
و فى البرهان ج 2 ص 1217 عن ابن بابويه باسناده عن محمد بن عبد اللّه بن جعفر ابن جامع الحميري قال: حدثنا أبي عن محمد بن الحسين بن زياد الزيات عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: سألت الصادق جعفر بن محمد (ع) عن قول اللّه عز و جل: (وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) فقال: العصر عصر خروج (القائم ع) (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) يعني أعداءنا.
(قلت): فهذه عدة آيات شريفة أكثر من مائة آية بين مؤولة و مفسرة بوجود الامام (المهدي المنتظر ع) بعناوين مختلفة عامة و خاصة مبينة فيها شؤون الحجة (الغائب) و ما يقع من الملاحم و الفتن قبل ظهوره و بعده طيلة حياته الى حين شهادته، و خروج جده (الحسين بن علي) (ع) متصديا لتجهيزه و إيداعه فى حفرته، و للّه الحمد
ص: 442
على ما أنعم على هذا العبد بانجاز الجزء الأول. بقيت أمور كثيرة مما يتعلق به صلوات اللّه عليه كما فى رواية مفصلة مشهورة لحمران فهذه موكولة الى الكتب المؤلفة في ترجمته (ع) و المقصد الأصلي في الكتاب هو بيان تحقيق مسألة الرجعة و ما عليه الشيعة الإمامية من الاعتقاد بها و كونها من ضروريات المذهب عندهم كما مر اجمالا، و يأتي في الجزء الثاني إن ساعدنا التوفيق تفصيلا، و إنما عطفنا البحث في مسألة الإمامة (و المهدي المنتظر) لأجل ما صدر من بعض السفلة و اهل العناد على قداسة هذا الإمام المظلوم المتواري فى الفيا فى أداء لبعض حقه و اللّه المسؤول أن يوفقنا للعلم و العمل و خدمة الدين.
قبل الدخول في بيان العلامات لابد من تقديم أمور:
«الأول» - العلامات الواردة في المقامات التي ذكرها العلماء رضوان اللّه عليهم على قسمين: محتومة، و مشروطة و ليست هي علة تامة لظهوره عليه السلام حتى لا يتطرق فيها التبديل و التغيير بل يجوز أن يدخلها البداء فيها للّه تبارك و تعالى الذي قيل من انه ما عبد اللّه بشيء مثل ما عبد بالبداء، فعليه يمكن وقوعها و عدم ظهوره عليه السلام و يمكن ظهوره عليه السلام قبل تحققها فعدم وقوعها على النحو الذي دون فى كتب الأخبار، لا يدل على عدم صحة الأخبار الواردة فيها لما قلنا من تطرق البداء فيها و اللّه اعلم.
ص: 443
«الثاني»: ما ذكرناه من الأخبار العامة و الخاصة في هذا الكتاب لا ندعي انها كلها صحيحة و لا كلها ضعيفة، بل فيها الصحاح و الضعاف و المسانيد و المراسيل و المجمل و المبين ولكن بعد التدبر فيها يستفاد ما هو المطلوب من الفريقين بما لا يمكن لمسلم رده و يلتزم التصديق بمضمونه و كلها تدل على وجود الإمام «محمد بن الحسن ابن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع» من ذرية رسول اللّه «ص» و عترته و أهل بيته في هذه النشأة، المتولد فى «سر من رأى» ليلة النصف من شعبان سنة 256 المطابق لكلمة «النور» من بطن المكرمة «نرجس خاتون و مضى من ميلاده الشريف الى الان 1130» على ما أشرنا اليه من كتبهم و كتبنا، و هذا المقدار كان مفروغا عنه عند أكثر المؤرخين و المحدثين منهم فضلا عما عندنا و لا يعتنى بمخالفة بعض الناس بعد ما ذكره أكثر المحدثين منهم.
و حديث «المهدي المنتظر» ليس أمرا جديدا بل كان في زمان النبي «ص» يتذاكر به لدى الصحابة كما عرفت فى ما تقدم طبقة بعد طبقة و جيلا بعد جيل، و كان ذلك متواترا بين أهل الحديث و يظهر ذلك بأدنى تتبع في الكتب لمن نظر فيها نظر منصف و بعين البصيرة مجانبا التعصب و العناد.
«الثالث»: ما يوجد في تلك العلامات من الأخبار ببعض الحوادث العجيبة الغريبة الخارقة للعادة مثل كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان و انخساف القمر فى آخره، و ركودهما الى الزوال فبعد الفراغ عن صحة السند لا يجوز لمسلم الطعن فيها بأنها مما لا يقبلها العقل، و مخالفتها القواعد النجومية ليس بشيء معتد به بعد كونه خارقا للعادة و آية و معجزة كشق القمر و رد الشمس ضرورة ان كل ذلك مقدور للّه تعالى فما صدر عن بعض من التشكيك و القاء الشبهة أو التأمل و التردد في الإلتزام بمضمونها مزيف مردود كاشف عن قلة الديانة.
«الرابع»: قد مر بعض العلامات خلال العناوين مستندا الى الاصول و الجوامع عامة و خاصة و الآن نقتفي أثر القوم حيث انهم أفردوها بالذكر فالرجاء
ص: 444
من القارىء الكريم الناظر فيها أن ينظر بنظر المنصف المجاهد لا الناقد الجاحد فان رأى فيما أوردنا من النقص أو الخلل أو الخطأ أو النسيان أو وضع شيء في غير محله ثبوتا أو اثباتا فله الإصلاح بقلم الرأفة و المحبة، أصلح اللّه أمره فان النقص من لوازم الإمكان و الخطأ و النسيان كالطبيعة الثانية للإنسان و إنما العصمة خاصة بأهل بيت الرحمة الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.
و أما علامات ظهوره عليه السلام (فمنها) ما ورد من طرق العامة (و منها) ما ورد من طرق الخاصة «فمن الأول» ما ذكرها عدة من أكابر محدثيهم «الأول»: العلامة نعيم بن حماد(1) فى كتابه «الملاحم و الفتن» على ما نقل عنه السيد العادل ابن طاووس العلوي في كتابه الملاحم و الفتن ص 26 باب 71 باسناده عن الوليد قال: بلغني انه قال يطلع نجم من المشرق قبل خروج «المهدي». و في باب 72 باسناده عن شريك9.
ص: 445
قال: بلغني انه تنكسف الشمس قبل خروج «المهدي» فى شهر رمضان مرتين.
و في ص 46 باب 110 عن كيسان الرقاشي القصاب و كان ثقة قال: حدثنى مولاي قال: سمعت عليا «ع» يقول: لا يخرج «المهدي» حتى يقتل ثلاثا و يموت ثلاثا و يبقى ثلاثا. و فيه باسناده عن أبي رزين عن عمار بن ياسر قال: علامة (المهدي) إذا انساب عليكم الترك و مات خليفتكم الذى يجمع الأموال و يستخلف صغير فيخلع بعد سنتين من بيعته و يخسف بغربي مسجد دمشق و خروج ثلاثة نفر بالشام، و خروج أهل المغرب الى مصر فتلك امارة السفياني.
و فيه ص 47 باب 112 باسناده عن أبي لهيعة عن أبي قبيل عن أبي رومان عن علي عليه السلام قال: إذا نادى مناد من السماء «ان الحق في آل محمد ص» فعند ذلك يظهر «المهدي ع» على أفواه الناس و يسرون فلا يكن لهم ذكر غيره.
و فيه باب 16 باسناده عن جابر عن أبي جعفر «ع» قال: ينادي مناد من السماء «ألا ان الحق فى آل محمد ص»، و ينادي مناد من الأرض ألا ان الحق في آل عيسى أو قال العباس الخ. و فيه باب 119 باسناده عن شهر بن حوشب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: في المحرم ينادي مناد من السماء: ألا ان صفوة اللّه من خلقه فلان فاسمعوا له و أطيعوا في سنة الصوت و المعمعة. و فيه باب 120 عن أبي لهيعة عن أبي زرعة عن عبد اللّه بن رزين عن عمار بن ياسر قال: إذا قتل النفس الزكية و أخوه يقتل بمكة ينادي مناد من السماء أميركم فلان و ذلك «المهدي» الذي يملأ الأرض حقا و عدلا. و فيه ص 50 باب 167 باسناده عن أبي لهيعة عن فلان العامري انه سمع أبا فراس عبد اللّه بن عمر يقول: إذا خسفت بجيش البيداء فهو علامة خروج «المهدي». و فيه باب 168 مسندا عن علي بن عبد اللّه بن عباس قال: لا يخرج «المهدي» حتى تطلع مع الشمس آية. و في باب 169 من علامة خروج «المهدي ع» ألوية من المغرب عليها رجل أعرج من كندة.
ص: 446
و منهم (العلامة) السليلي(1) في كتاب «الملاحم و الفتن» كما ذكره السيد رحمه اللّه ص 113 باب 63 يقول: لا يخرج «المهدي» حتى تقتل النفس الزكية غضب عليهم أهل السماء و أهل الأرض و اتى الناس «المهدي» الحديث. و فيه ص 100 باب 67 باسناده عن عنبسة بن سعيد عن سمير قال: يظهر في رمضان صوت و في شوال همهمة أو مهمهة، و في ذي القعدة تحارب القبائل، و في ذي الحجة يسلب الحاج، و في المحرم لو أخبرتكم بما في المحرم قال له: و ما فى المحرم؟ قال ينادي مناد من السماء: ألا ان فلانا خيرة اللّه من خلقه ألا فاسمعوا له.
و منهم العلامة السيد الشبلنجي في كتابه نور الأبصار ص 171 في الفائدة السابعة في باب المهدي عليه السلام يقول: ان سلطانه يبلغ المشرق و المغرب تظهر له الكنوز لا يبقى في الأرض خراب إلا عمره و هذه علامات قيام «القائم» مرويا عن أبي جعفر قال عليه السلام: إذا تشبه الرجال بالنساء و النساء بالرجال و ركبت ذوات الفروج السروج، و أمات الناس الصلوات و اتبعوا الشهوات و استخفوا بالدماء و تعاملوا بالربا و تظاهروا بالزنا و شيدوا البناء، و استحلوا الكذب و أخذوا الرشا و اتبعوا الهوى و باعوا الدين بالدنيا. و قطعوا الأرحام و ضنوا بالطعام، و كان الحلم ضعفا و الظلم فخرا، و الامراء فجرة و الوزراء كذبة و الامناء خونة و الأعوان ظلمة و القراء فسقة، و ظهر الجور و كثر الطلاق و بدء الفجور و قبلت شهادة الزور».
ص: 447
و شربت الخمور و ركبت الذكور الذكور، و استغنت النساء بالنساء و اتخذ الفىء مغنما و الصدقة مغرما، و اتقي الأشرار مخافة ألسنتهم و خروج السفياني من الشام و اليماني من اليمن و خسف البيداء بين مكة و المدينة و قتل غلام من (آل محمد) بين الركن و المقام و صاح صائح من السماء: (بأن الحق معه و مع اتباعه) قال: فاذا خرج اسند ظهره الى الكعبة و اجتمع عليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا من اتباعه فأول ما ينطق به هذه الآية (بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ثم يقول: أنا بقية اللّه و خليفته و حجته عليكم فلا يسلم عليه أحد إلا قال: (السلام عليك يا بقية اللّه في الأرض) فاذا اجتمع عنده العقد (10000) رجل فلا يبقى يهودي و لا نصراني و لا أحد ممن يعبد غير اللّه تعالى إلا آمن به و صدق و تكون الملة واحدة ملة الاسلام و كلما كان في الأرض من معبود سوى اللّه تنزل عليه نار من السماء فتحرقه.
«و اللّه أعلم».
و اما الثاني»: فقد مرت الاشارة اليها بانها بحسب ما ورد فيها من الأخبار على قسمين بعضها محتومة و بعضها مشروطة. أما المحتومة منها فهي عدة امور خصوها بالذكر و لم تذكر عدة اخرى ما يظهر من الرواية على ما أورده الشيخ الحافظ الامام (الطوسي) رحمه اللّه فى كتابه (الغيبة) باسناده عن أحمد بن ادريس عن علي بن محمد بن قتيبة عن فضل بن شاذان عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي عبد اللّه «ع»: ان أبا جعفر «ع» كان يقول: خروج السفياني من المحتوم، و النداء من المحتوم، و طلوع الشمس (اي من المغرب) و أشياء كان يقول انها من المحتوم: فقال أبو عبد اللّه «ع»: و اختلاف بني فلان من المحتوم، و قتل النفس الزكية من المحتوم، و خروج «القائم ع» من المحتوم. قلت: و كيف يكون النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم: (ألا ان الحق في علي و شيعته) ثم ينادي ابليس فى آخر النهار من الأرض: (ألا ان الحق (56 - ج 1 الشيعة و الرجعة)
ص: 448
في عثمان و شيعته) فعند ذلك يرتاب المبطلون.
و أما المشروطة منها فهي مما يجتمع بعضها مع المحتومة فقال الشيخ السديد الشيخ المفيد في ارشاده ص 384 و ما ذكره قدس سره أمتن ما فى الباب و هي: انه قد جائت الآثار بذكر علامات زمان قيام (المهدي ع) و حوادث تكون امام قيامه و آيات و دلالات، فمنها خروج السفياني و قتل الحسني و اختلاف بني العباس في الملك الدنياوي و كسوف الشمس فى النصف من شهر رمضان و خسوف القمر في آخره على خلاف العادات. و خسف بالبيداء و خسف بالمغرب و خسف بالمشرق و ركود الشمس من عند الزوال الى أواسط أوقات العصر و طلوعها من المغرب، و قتل نفس زكية بظهر الكوفة فى سبعين من الصالحين و ذبح رجل هاشمي بين الركن و المقام و هدم حائط مسجد الكوفة، و اقبال رايات سود من قبل خراسان و خروج اليماني و ظهور المغربي بمصر و تملكه الشامات، و نزول الترك الجزيرة و نزول الروم الرملة، و طلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه و حمرة تظهر في السماء و تنشر في آفاقها، و نار تظهر بالمشرق طولا و تبقى فى الجو ثلاثة أيام و سبعة أيام و خلع العرب أعنتها و تملكها البلاد و خروجها عن سلطان العجم و قتل أهل مصر أميرهم و خراب الشام و اختلاف ثلاث رايات فيه و دخول رايات قيس و العرب الى مصر و رايات كندة الى خراسان و ورود خيل من قبل المغرب حتى ترتبط بفناء الحيرة، و اقبال رايات سود من المشرق نحوها و بثق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة و خروج ستين كذابا كل منهم يدعي النبوة، و خروج اثنى عشر من (آل أبي طالب) كلهم يدعي الامامة لنفسه و احراق رجل عظيم القدر من الشيعة العباسيين بين جلولاء و خانقين، و عقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة بغداد، و ارتفاع ريح سوداء في أول النهار و زلزلة حتى يخسف كثير منها، و خوف يشمل أهل العراق و بغداد و موت ذريع فيه و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و جراد يظهر في أوانه و في غير أوانه حتى يأتي على الزرع و الغلات و قلة
ص: 449
ريع لما يزرعه الناس و اختلاف صنفين من العجم و سفك دماء كثيرة فيما بينهم و خروج العبيد عن طاعات ساداتهم و قتلهم مواليهم، و مسخ لقوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة و خنازير و غلبة العبيد على بلاد السادات، و نداء من السماء حتى يسمعه أهل الأرض اهل كل لغة بلغتهم، و وجه و صدر يظهران للناس في عين الشمس. و أموات ينشرون من القبور حتى يرجعوا الى الدنيا فيتعارفون فيها و يتزاورون، ثم يختم ذلك بأربعة و عشرين مطرة تتصل فتحيى به الأرض بعد موتها و تعرف بركاتها و يزول بعد ذلك كل عاهة من معتقدي الحق من شيعة (المهدي) فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه لنصرته كما جائت بذلك الأخبار و من جملة هذه الاحاديث محتومة و منها مشروطة و اللّه أعلم بما يكون و إنما ذكرناها حسبما ثبتت في الاصول و تضمن الأثر المنقول و باللّه نستعين.
«قلت» الى هنا ما أردنا ايراده مما ذكر في علائم ظهوره «ع» و لسنا في مقام الاستقصاء انما أوردناها على نحو ما وجدناها فى اصولنا و اصولهم و قد ذكرنا سابقا بأنها لا تكون من باب العلية و المعلوليه حتى يستحيل التخلف لما قلنا من تطرق البداء فيها للّه تعالى فنسأل اللّه تعجيله و الحمد للّه أولا و آخرا و ظاهرا و باطنا.
تم الجزء الأول من هذا الكتاب: (الشيعة و الرجعة) و الذي خصصناه في ذكر (الامام المنتظر) عجل اللّه تعالى فرجه و منه نستمد العون لاعادة طبع الجزء الثاني منه المختص (بالرجعة) و نتوسل به الى اللّه تعالى ان يجزي من بذل لطبع هذا الكتاب و نشره خير جزاء المحسنين و ان يجعله من انصار صاحب الأمر و يوفقه لكل خير.
ص: 450
ص الموضوع
5 ترجمة المؤلف
13 كلمة المؤلف
14 تنبيه
15 المقدمة
16 فى الظاهر و التفسير و التأويل
30 فصل فى ان للقرآن ظهرا و بطنا و ان فيه علم جميع الأشياء
31 فصل فيه بيان الفرق بين ظهور الحجة «عج» و الرجعة
36 نص كبراء الصحابة على الأئمة الاثنى عشر (ع)
36 (1) علي بن أبي طالب «ع»
38 (2) عبد اللّه بن عباس «ره»
40 (3) عبد اللّه بن مسعود
40 (4) ابو سعيد الخدري.
41 (5) ابو ذر الغفاري - رضي اللّه عنه -
42 (6) سلمان المحمدي - رضي اللّه عنه -
ص الموضوع
43 (7) جابر الأنصاري - رضي اللّه عنه -
44 (8) عمار بن ياسر - رضي اللّه عنه -
46 (9) ابو ايوب الأنصاري - رضي اللّه عنه -
47 (10) سعد بن مالك.
47 (11) حذيفة بن اليمان - رضي اللّه عنه -.
48 (12) عمر بن الخطاب.
48 (13) عثمان بن عفان.
49 (14) زيد بن ثابت.
49 (15) زيد بن ارقم.
50 (16) اسعد بن زرارة.
51 (17) واثلة بن الأسقع.
51 (18) ابو هريرة.
52 (19) عمران بن حصين.
52 (20) الحرث بن الربيع.
53 (21) ما عن سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام.
54 (22) ما عن ام سلمة - رضى اللّه عنها -
ص: 451
ص الموضوع
54 (23) ما عن عائشة.
ما ورد عن المعصومين (ع).
55 (1) ما عن النبي (صلی الله علیه و آله) و اوصيائه «ع»
56 (2) الامام علي بن أبي طالب «ع».
57 (3) ما عن الامام الحسن بن علي «ع»
57 (4) ما عن الامام الحسين «ع».
58 (5) ما عن الامام زين العابدين «ع»
59 (6) ما عن الامام محمد الباقر «ع»
59 (7) ما عن الامام جعفر الصادق «ع»
60 (8) ما عن الامام موسى الكاظم «ع»
61 (9) ما عن الامام علي الرضا «ع»
62 (10) ما عن الامام الجواد «ع».
63 (11) ما عن الامام الهادي «ع».
64 (12) ما عن الامام الحسن العسكري «ع»
65 اعترافه عليه السلام بامامته.
71 دلائل القرآن على وجود صاحب الزمان
81 نصوص كبراء العامة على وجود صاحب الزمان «ع».
98 المعترفون بولادة المهدي «عج».
125 فصل: المهدي المنتظر قرشي هاشمي مطلبي فاطمي.
126 المهدي المنتظر من صلب علي «ع»
ص/الموضوع
127 المهدي المنتظر من اهل بيت النبي (صلی الله علیه و آله)
127 المهدي المنتظر من ولد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)
128 المهدي المنتظر من عترة النبي (صلی الله علیه و آله)
129 المهدي المنتظر آخر الأئمة الاثني عشر
133 المهدي المنتظر من ولد علي بن ابي طالب «ع».
133 المهدي المنتظر من ولد فاطمة «ع»
134 المهدي المنتظر من ولد الحسين «ع»
135 المهدي المنتظر من ولد الحسن و الحسين عليهما السلام.
135 المهدي المنتظر من ولد الصادق «ع»
136 المهدي المنتظر من ولد الرضا «ع»
137 المهدي المنتظر من سادات اهل الجنة
137 اجتماع المهدي المنتظر «عج» مع اصحاب الكهف.
139 المهدي المنتظر «عج» و رفع الظلم به عن العترة و اشارة علي الى انصاره.
فصل في الخطب و ما يتعلق بالمهدي
146 المهدي المنتظر «عج» و خطبة البيان
156 المهدي المنتظر و اصحابه و ما التزموا له من الشروط.
157 المهدي المنتظر و انقياد الناس له.
ص: 452
ص الموضوع
158 المهدي المنتظر و الحسني.
158 المهدي المنتظر و فتح خراسان.
158 المهدي المنتظر و مسيره الى الشام.
159 المهدي المنتظر و حشده للسفياني.
159 المهدي المنتظر و هلاك السفياني.
160 المهدي المنتظر و خروج بني كلاب مع ملك الروم.
161 المهدي المنتظر و بنو كلاب و نزوله ببعض بلاد الروم.
161 المهدي المنتظر و القسطنطينية.
162 المهدي المنتظر و ارمينيه الكبرى.
163 المهدي المنتظر و تابوت السكينة،
164 المهدي المنتظر و الزنج الكبرى و المقاطع
165 المهدي المنتظر و ساحل فلسطين.
166 المهدي المنتظر و صلاة عيسى خلفه.
167 المهدي المنتظر و امارة عيسى على جيشه
167 المهدي المنتظر و بث العدل فى زمانه
168 المهدي المنتظر و رفع المنكرات.
168 المهدي المنتظر و ارسال المبشرين الى جميع البلدان.
169 المهدي المنتظر و الخطبة الغديريه.
171 المهدي المنتظر و خطبة العجماء ذات ص الموضوع
البيان.
173 المهدي المنتظر و الخطبة الافتخارية.
175 المهدي المنتظر و الخطبة اليعسوبية.
176 المهدي المنتظر و الخطبة المسماة باللؤلؤة
177 المهدي المنتظر و الخطبة التطنجية.
(فصل) 179 في عدة امور متعلقه بالمهدي «عج»
179 المهدي المنتظر و عداوة بنى امية له.
181 المهدي المنتظر و مناظرة ابن غباس مع معاوية فى اثبات امره.
181 المهدي المنتظر و اخبار كسرى بمجيئه
182 المهدي المنتظر و اخبار اللّه بمجيئه.
183 المهدي المنتظر و اخبار المأمون بمجيئه
184 المهدي المنتظر و اخبار زين العابدين عليه السلام به.
185 المهدي المنتظر و نزول عيسى «ع».
187 المهدي المنتظر و صلاة عيسى خلفه.
189 المهدي المنتظر و نزول عيسى وزيرا لا أميرا.
190 المهدي المنتظر و اخبار اللّه بصلاة عيسى خلفه.
191 المهدي المنتظر يقتدى به و لا يقتدي بغيره
ص: 453
ص الموضوع
191 المهدي المنتظر و نزول عيسى بعد ظهوره
192 المهدي المنتظر غير عيسى بن مريم.
195 المهدي المنتظر و محل خروجه.
196 المهدي المنتظر و أمر النبي (صلی الله علیه و آله) بمبايعته
197 المهدي المنتظر و بعض اوصافه.
198 المهدي المنتظر و وجهه الأنور.
198 المهدي المنتظر و ما على خده الأيمن و ثيابه
199 المهدي المنتظر و صفة اسنانه.
199 المهدي المنتظر اشبه الناس برسول اللّه صلى اللّه عليه و آله.
200 المهدي المنتظر و ذخيرة الأنبياء.
200 المهدي المنتظر و انتظار فرجه.
201 المهدي المنتظر و مدح المعترفين به في آخر الزمان.
203 المهدي المنتظر و اعزاز الاسلام به.
206 المهدي المنتظر و سخاؤه و كرمه.
208 المهدي المنتظر و بيعة الناس له بمكة كرها
209 المهدي المنتظر و لواء رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)
210 المهدي المنتظر و ما هو مكتوب على لوائه
210 /المهدي المنتظر و حامل رايته.
211 المهدي المنتظر و ما ادخر له في الكعبة.
213 المهدي المنتظر و ختم الدين به.
ص الموضوع
214 المهدى المنتظر و نعمة الامة في زماته.
215 المهدى المنتظر و ظهوره بعد ملوك جبابرة
216 المهدى المنتظر يرضى عنه ساكن السموات و الأرض.
218 المهدى المنتظر و فتح الشرق و الغرب على يديه
219 المهدي المنتظر هو المنتقم من الأعداء و الممد للأولياء.
224 المهدى المنتظر و مدة بقائه بعد ظهوره
226 المهدى المنتظر و مصير من خاصمه فى المحشر
227 المهدى المنتظر و مصير من ظلمه.
228 المهدى المنتظر و ما يترتب على حبه و بغضه
فصل فى ذكر الآيات المؤولة بالمهدي (عج)
231 المهدي المنتظر و آية التطهير.
232 المهدي المنتظر و آية السؤال.
233 المهدي المنتظر و آية اولي الأمر.
237 المهدي المنتظر هو الحكمة اليالغة.
238 المهدي المنتظر حبل اللّه المتين.
238 المهدي المنتظر و آية الصادقين.
239 المهدي المنتظر و آية الحسد.
240 المهدي المنتظر و آية آل ياسين.
ص: 454
ص الموضوع
240 المهدي المنتظر من شروط لا إله الا اللّه
241 المهدي المنتظر و آية المودة.
249 تنبيه في ذكر المعمرين.
252 الطبقة الاولى: من تجاوز المائة و لم يتعد المائتين.
259 الطبقة الثانية: من بلغ المائتين و لم يتجاوز الثلاثمائة.
264 الطبقة الثالثة: فيمن بلغ ثلاثمائة و لم يبلغ اربعمائة.
270 الطبقة الرابعة: فيمن بلغ اربعمائة و لم يبلغ خمسمائة.
283 الطبقة الخامسة: فيمن بلغ الخمسمائة و لم يبلغ الستمائة.
283 الطبقة السادسة: فيمن بلغ الستمائة و لم يبلغ السبعمائة.
288 الطبقة السابعة: فيمن بلغ سبعمائة و لم يبلغ ثمانمائة.
292 الطبقة الثامنة: فيمن بلغ ثمانمائة و لم يبلغ تسعمائة.
293 الطبقة التاسعة: فيمن بلغ تسعمائة و لم يبلغ الألف.
295 الطبقة العاشرة: فيمن بلغ الف سنة ص الموضوع
و لم يبلغ الألفين،
295 الطبقة الحادية عشر: فيمن تجاوز الألفين
300 الطبقة الثانية عشر: فيمن بلغ الألاف و يبقى الى ظهور المهدي (عج).
310 تكملة: في الحاق جماعة بالمعمرين.
325 بيان: فيه رد شبهة نسبها الينا الخصم، و ذكر عدة حوادث وقعت فيها غيبة لنبي من انبياء او رسول من الرسل عليهم افضل الصلاة و السلام.
328 غيبة آدم أبي البشر «ع».
329 غيبة ادريس «ع».
330 غيبة نوح «ع».
331 غيبة صالح «ع».
332 غيبة ابراهيم «ع».
334 غيبة يوسف (ع).
334 غيبة موسى (ع).
335 غيبة شعيب النبى (ع).
336 غيبة اسماعيل الصادق الوعد (ع).
337 غيبة الياس النبي (ع).
338 غيبة سليمان النبي (ع).
339 غيبة لوط النبي (ع).
339 غيبة النبي دانيال (ع).
ص: 455
ص الموضوع
341 غيبة النبي عزير (ع).
341 غيبة عيسى روح اللّه (ع).
343 غيبة الرسول الأعظم محمد (صلی الله علیه و آله) و ان له (صلی الله علیه و آله) غيبات متكررة.
349 تذكرة لا تخلو عن تبصرة.
349 تنبيه.
القسم الثاني
350 في الآيات المؤولة او المفسرة به (ع)
350 المهدي المنتظر و آية الغيب.
352 المهدي المنتظر و الكلمات التى تلقاها آدم
353 المهدي المنتظر و آية الاستباق.
354 المهدي المنتظر و بعض علائم ظهوره.
355 المهدي المنتظر و ذراري قتلة الحسين ع
356 المهدي المنتظر و نزوله ظهر الكوفة.
357 المهدي المنتظر و ليلة المعراج.
358 المهدي المنتظر و آية الاصطفاء.
358 المهدي المنتظر و توحيد الكلمة به.
359 المهدي المنتظر و آية المرابطة.
360 المهدي المنتظر و وجوب طاعته على الناس
361 المهدي المنتظر و النصر و الظفر.
362 المهدي المنتظر و انعام اللّه عليه.
362 المهدي المنتظر و من يصلي خلفه.
ص الموضوع
363 المهدي المنتظر ممن يحبون اللّه و يحبهم
364 المهدي المنتظر و ظهوره بغتة.
365 المهدي المنتظر و توريث الأرض.
365 المهدي المنتظر و الآية المنتظرة.
366 المهدي المنتظر و انظار ابليس الى يوم ظهوره.
366 المهدي المنتظر و عصا موسى (ع).
367 المهدي المنتظر و وجوب معرفته على الناس
369 المهدي المنتظر و الكتب السماوية.
371 المهدي المنتظر و امة من قوم موسى من اصحابه.
373 المهدي المنتظر و حجر موسى (ع).
373 المهدي المنتظر و عالم الدار.
374 المهدي المنتظر و يوم الحج الأكبر.
375 المهدي المنتظر و زوال ملك الجبابرة على يده.
376 المهدي المنتظر و غلبته على جميع الأديان
377 المهدي المنتظر و الشهور الأثنى عشر.
378 المهدي المنتظر و احقاق الحق و ازهاق الباطل.
379 المهدي المنتظر و تطهير الأرض من الشرك
(57 - ج 1 الشيعة و الرجعة)
ص: 456
ص الموضوع
380 المهدي المنتظر و بشارة المؤمنين بظهوره
380 المهدي المنتظر و الامة المعدودة.
381 المهدي المنتظر و اجر المنتظرين لظهورة.
382 المهدي المنتظر و ايام اللّه.
383 المهدي المنتظر ينظر بنور اللّه.
384 المهدي المنتظر و نداء جبرئيل بظهوره
384 المهدي المنتظر و قيام قوم من اهل القبور لنصرته.
385 المهدي المنتظر و خروج الحسين (ع) مع اصحابه لنصرته.
387 المهدي المنتظر و نصرة المظلوم.
388 المهدي المنتظر و ذهاب الدول الباطلة بظهوره.
389 المهدي المنتظر و ما فيه من سنن ذي القرنين
390 المهدي المنتظر و تفسير (كهيعص).
391 المهدي المنتظر و منكروا (ولاية علي و ولايته).
391 المهدي المنتظر و مواريث الانبياء.
392 المهدي المنتظر و معنى اولى العزم.
393 المهدي المنتظر هو الصراط السوي.
394 المهدي المنتظر و بعث الجيش الى بنى امية بالشام.
ص الموضوع
394 المهدي المنتظر و قضية جابر و اخبار النبي له بأن المهدي من ولد الباقر عليه السلام.
395 المهدي المنتظر و توريث الأرض.
397 المهدي المنتظر و اجراء الحد.
398 المهدي المنتظر و طلب ثار المظلوم.
398 المهدي المنتظر و آية الدفع.
399 المهدي المنتظر و اماتة البدع به.
399 المهدي المنتظر و البئر المعطلة.
400 المهدي المنتظر و هدم بعض المساجد.
401 المهدي المنتظر و قيام الأرض و السماء به
402 المهدي المنتظر و توريث الأخ فى الدين
402 المهدي المنتظر و استخلافه في ارضه.
403 المهدي المنتظر و الساعة الثانية عشر.
404 المهدي المنتظر و وحدة الكلمة في زمانه
404 /المهدي المنتظر آخر البروج الاثنى عشر
405 المهدي المنتظر و الصيحة السماوية و بعض علائم ظهوره.
407 المهدي المنتظر و ذلة بني امية بظهوره
408 المهدي المنتظر و آية المضطر.
409 المهدي المنتظر و علة منع الناس عن اختيارهم الامام.
ص: 457
ص الموضوع
410 المهدي المنتظر و آية اَلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
411 المهدي المنتظر و فرح المؤمنين عند قيامه في قبورهم.
412 المهدي المنتظر هو النعمة الظاهرة و الباطنة.
413 المهدي المنتظر هو العذاب الأكبر.
413 المهدي المنتظر و الأمر بانتظاره.
414 المهدي المنتظر و آية اولي الأرحام.
415 المهدي المنتظر و القرى المباركة و الظاهرة
415 المهدي المنتظر و مبدأ خروجه و ما يقع لجيش السفياني.
417 المهدي المنتظر و رجم الشيطان فى زمانه
418 المهدي المنتظر و استغناء الناس به عن ضوء الشمس و القمر.
418 المهدي المنتظر و القرآن الذي جمعه علي ع
419 المهدي المنتظر هو الحق الحقيقى.
420 المهدي المنتظر و الحروف المقطعة.
421 المهدي المنتظر و منع جماعة من النصب في دولته.
421 المهدي المنتظر و الانتصار من بني امية و المكذبين.
422 المهدي المنتظر و الكلمة الباقية.
ص الموضوع
423 المهدي المنتظر و مجيئه بغتة.
424 المهدي المنتظر و بيان ما فى الجنة و ما ليس فيها.
424 المهدي المنتظر و تقدير الامور.
426 المهدي المنتظر و الأيام المرجوة.
426 المهدي المنتظر و خروجه بعد ظهور و دائع اللّه (عز و جل).
427 المهدي المنتظر و غلبها الاسلام على الأديان في زمانه.
428 المهدي المنتظر و اخبار رسول اللّه به فى مرض موته لفاطمة عليه السلام.
429 المهدي المنتظر و النداء السماوي باسمه و اسم ابيه.
430 المهدي المنتظر و قيامه من المحققات.
420 المهدي المنتظر و معرفة المجرمين بسيماهم
431 المهدي المنتظر و احياء الدين بعد ضعفه
432 المهدي المنتظر و اجر الصابرين عليه.
433 المهدي المنتظر و توحيد الدين في زمانه
433 المهدي المنتظر و الماء المعين.
434 المهدي المنتظر و ظهور النار على بنى امية
435 المهدي المنتظر و تصديق المؤمنين بخروجه
435 المهدي المنتظر و ذل اهل الباطل بخروجه
ص: 458
ص الموضوع
435 المهدي المنتظر و ما وعد من النصر.
436 المهدي المنتظر و الاشارة الى غيبته.
437 المهدي المنتظر و سنن الأنبياء.
437 المهدي المنتظر و الانتقام من الطواغيت و الجبابرة.
438 المهدي المنتظر و سورة الغاشية.
438 المهدي المنتظر و سورة الفجر.
ص الموضوع
439 المهدي المنتظر و سورة الشمس.
440 المهدي المنتظر و سورة الليل.
441 المهدي المنتظر و سورة القدر.
442 المهدي المنتظر و سورة العصر.
443 خاتمة - فى علائم ظهوره (عج)
460 مصادر الكتاب.
ص: 459
القرآن الكريم.
نهج البلاغة.
الاحتجاج للطبرسي
الاختصاص للمفيد
الارشاد للمفيد
اسعاف الراغبين لابن صبان
اسد الغابة للجزري
الاصابة لابن حجر
اعلام الورى للطبرسي
الاعتقادات للمجلسي
الاقبال لابن طاووس
الانوار النعمانية للجزائري
الانجيل الرائجة
ايقاظ الهجعة للحر العاملي
بحار الأنوار للمجلسي
البرهان على وجود صاحب الزمان لمحسن الأمين
بشارة المصطفى لعماد الدين الطبري
بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار
تحفة الزائر للمجلسي
تذكرة الخواص لابن الجوزي
تفسير العسكري للامام العسكري (ع)
تفسير الكوفي لفرات بن ابراهيم الكوفي
تفسير القمي لعلي بن ابراهيم القمي
تفسير التبيان للطوسي
تفسير مجمع البيان للطبرسي
تفسير البرهان للبحراني
تفسير الرازي للفخر الرازي
تفسير ابي الفتوح لأبي الفتوح الرازي
تفسير الطبري لأبن جرير الطبري
تفسير الشيخ الجليل لمحمد بن العباس
تفسير ابن كثير
تفسير الدر المنثور للسيوطي
تفسير الجواهر للطنطاوي
تفسير النيشابوري
تفسير خلاصة المنهج للشيخ فتح اللّه الكاشاني
تفسير الصافى للفيض الكاشاني
تفسير آلاء الرحمن للشيخ البلاغي
ص: 460
التفسير الوجيز للاصفهاني
التفسير للنهاوندي
التنزيل للسياري
التهذيب للطبرسي
تفسير التورية الرابحة للثعلبي
توحيد المفضل بن عمر املاء الامام الصادق
ثواب الأعمال للصدوق
جامع الشتات للمولى القمي
جامع احاديث الشيعة للسيد البروجردي
الجامع الصغير للسيوطي
الجواهر السنية للحر العاملي
جواهر الكلام للشيخ محمد حسن النجفي
حق اليقين للفيض
حق اليقين للمجلسي
حق اليقين للسيد عبد اللّه شبر
الخرايج و الجوارح للراوندي
الخصال للصدوق
الخصائص لابن بطريق
دار السلام للنوري
دلائل الامامة لأبن جرير الطبري
دلائل الصدق للمظفر
الدمعة الساكبة للدهدشي
الرجال للشيخ الطوسي
الرجال للكشي
الرجال لابن داوود
الرجال لميرزا محمد
الرجال للقهپائي
الرجال للسيد بحر العلوم
الرجال للمامقاني
الرجعة للفيض
روضة الواعظين لابن قتال
الصحيح للبخاري
الصحيح لمسلم
صراط المستقيم للبياضي
صفات الشيعة للصدوق
الصواعق لابن حجر
ص: 461
الطبقات الكبرى لابن سعد
الطرائف لابن طاووس
عبقات الأنوار للسيد حامد حسين
العمدة لابن بطريق
علل الشرايع للصدوق
العيون و المحاسن للصدوق
عيون اخبار الرضا «ع» للصدوق
عين اليقين للفيض
الغرر و الحكم للسيد المرتضى
الغيبة النعمانية لابن زينب
الغيبة للشيخ الطوسي
الفتوحات المكية لابن الأعرابي
الفصول المهمة لابن صباغ المالكي
الفهرست للشيخ الطوسي
قرب الاسناد للحميري
قرة العيون للفيض
قصص الأنبياء للراوندي
الكافي الشريف للكليني
كامل الزيارة لابن قولويه
كشف الغمة للاربلي
كفاية الموحدين للسيد العقيلي
كفاية الأثر لابن خزاز
كنز الفوائد للكراچكي
اللهوف لابن طاووس
مجمع البحرين للطريحي
المحاسن للبرقي
مخزن الفوائد للاّهجي
مختصر البصائر للحسن بن سليمان
مرآة العقول للمجلسي
مزار البحار للمجلسي
المستدرك على الصحيحين للحاكم
المستدرك على الوسائل للنوري
المسند لابن حنبل
مشكاة الأنوار لابن الشيخ الطوسي
مشارق الأنوار للبرسي
المصباح للطوسي
المصباح للكفعمي
معالم الزلفى للسيد البحراني
معيار اللغة للكرماني
معاني الأخبار للصدوق
ص: 462
مقتل الحسين للخوارزمي
المناقب لابن شهر اشوب
من لا يحضره الفقيه للصدوق
الملاحم لابن طاووس
مهج الدعوات لابن طاووس
نور الأبصار للشبلنجي
الوافى للفيض (ره)
انتهى طبع الجزء الأول من كتاب (الشيعة و الرجعة) الخاص باحوالات (الامام المنتظر) عجل اللّه تعالى فرجه، و جعلنا من انصاره و اتباعه.
و الحمد للّه على حسن توفيقه، و جزيل نعمه، و له الشكر على عظيم مننه و كرمه.
و صلى اللّه على سيد الأنام محمد و آله البررة، و جعلنا من المتمسكين بحبل ولائهم، و المهتدين بهداهم، و المشمولين بعطفهم و شفاعتهم، انه خير موفق و معين.
(طبع في مطبعة الاداب قد قم طبعه في 30 جمادى الثانية) سنة 1386 هج و 1130 من ميلاد
المهدي المنتظر
ارواحنا فداه
ص: 463