أعمال وأحكام شهر رمضان المبارك

ص: 2

اعمال و احکام

شهر رمضان مبارک

مطابق لفتاوی

الشیخ بشیر حسین نجفی دام ظله الوارف

ص: 3

ص: 4

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 5

ص: 6

ونرجو الله تعالی أن یوفقنا لما فیه الخیر والصلاح وأن ینتفع بهذا العمل الاخوة المؤمنون وأن یجعله ذخراً لنا یوم لا ینفع مال ولا بنون.

والحمد لله رب العالمین وصلی الله علی محمد وآله الطاهرین.

موسسة الانوار النجفیة صیف 1430 ه النجف الشرف

ص: 8

بشیء کما نُودی بالولایة»((1))، والصوم من العبادَات التی شُرّعت فی الأدیان السماویة السابقة إذ إنها شُرعّت للأمم السابقة أیضاً کما یُشیر إلی ذلک قول الله تبارک وتعالی: )کَمَا کُتِبَ عَلَی الَّذِینَ مِن قَبْلِکُمْ(.

وللصوم أصناف عدیدة وأهمها وأفضلها صوم شهر رمضان المبُارک وقد وَرَدَ فی الأخبار والروایات الشریفة مِن الاهتمام بهذا الشهر المُبارک ما لم یرد فی غیره، فقد روُی بسندٍ معتبر عن الإمام الرضاعلیه السلام عن آبائه عن أمیر المؤمنین (علیهم الصلاة والسلام) أنه قال: إن رسول الله(صلی الله علیه واله) خطب فینا ذات یوم -- آخر جمعة من شهر شعبان -- فقال: «أیُّها الناس إنه قد أقبَل إلیکم شهر الله بالبرکة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأیامه أفضل الأیام ولیالیه أفضل اللیالی وساعاته أفضل الساعات...» ((2))، کما أن الأعمال فی هذا الشهر الشریف أفضل وأعظم منها فی غیره من الشهور بدرجات کثیرة، ففی خطبة الرسول الأعظم(صلی الله علیه واله) المشار إلیها آنفاً ورد: «هو شهر دُعیتم فیه إلی ضیافة الله، وجُعلتُم فیه من أهل کرامة الله، أنفاسکم فیه تسبیح، ونومکم فیه عبادة، وعملکم فیه مقبول، ودعاؤکم فیه مُستجاب،...) إلی أن

ص: 10

یقول(صلی الله علیه واله): «أیها الناس من حَسَّنَ مِنکم فی هذا الشهر خُلُقَهُ کان له جواز علی الصراط یوم تزل فیه الأقدام، ومَن خَفَّفَ فی هذا الشهر عمّا ملکت یمینه خَفَّفَ الله علیه حسابه، ومن کَفَّ فیه شَرَّهُ کَفَّ الله عنه غضبه یوم یلقاه، ومن أکرَمَ فیه یتیماً أکرمه الله یوم یلقاهُ، ومن وَصَلَ فیه رَحمَه وصله الله برحمتِهِ یوم یلقاه، ومن قطع فیه رَحِمهُ قطع الله عنه رحمته یوم یلقاه، ومن تَطَوّعَ فیه بصلاة کَتَبَ الله له براءة من النار، ومن أدی فیه فرضاً کان له ثواب مَن أدّی سبعین فریضة فیما سواه من الشهور، ومن أکثر فیه من الصلاة عَلَیَّ ثَقَّلَ اللهُ مِیزانه یوم تخفف الموازین، ومن تلا فیه آیةً من القرآن کان له مثل أجر من ختم القرآن فی غیرِهِ من الشهور...)((1)) إلی آخر الحدیث الشریف.

ولو تأمّلنا فی هذه الکلمات الشریفة -- فحسب - لوجدنا فیها ما یدل علی کرامة هذا الشهر الشریف وعظمته وعظمة العمل الصالح فیه وأنه یتضاعف فیه ثواب العمل أضعافاً کثیرة، فکیف إذا نظرنا لجمیع ما وَرَدَ فی فضل هذه العبادة الشریفة وهذا الشهر المُبارک! وهذه العبادة الشریفة تُجسَّدُ الخُلق الرفیع والدین الحنیف فی مختلف جوانب الحیاة، فهی عبادة تقرب العبد من مولاه سبحانه وتعالی کما هو ظاهر، وکذلک مع

ص: 11

الآخرین عن طریق الحثَّ علی إطعام المساکین وسد حاجة المعوزین بعد أن شعر الصائم بجوعهم وعطشهم.... وهکذا الحال فی زکاة الفطرة التی هی متممة لصیام هذا الشهر المبُارک، وغیر ذلک الکثیر من الأعمال الصالحة التی حثّ الله سبحانه علی الإتیان بها مُقارنة مع هذه العبادة فی هذا الشهر الشریف.

لذا ینبغی علی الصائم أن یتعرَّفَ علی أهم الأعمال والعبادات التی ورد استحبابها فی هذا الشهر الکریم، کما أنه یجب علی الصائم أن یَتَعَرَّفَ علی معنی الصوم وشرائطه وحدوده عن طریق الأحکام الشرعیة التی بیّنها الفقهاء.

ومن هذا المنطلق قمنا بجمع أهم الأعمال المندوبة فی هذا الشهر المبارک من السور القرآنیة التی یحتاجها المؤمن فی هذا الشهر والأدعیة والصلوات والزیارات إضافة إلی باب خاص بالأحکام الشرعیة المتعلَّقة بهذه العبادة الشریفة وما یتصل بها کأحکام زکاة الفطرة والاعتکاف طبقاً لفتاوی سماحة المرجع الدینی الکبیر آیة الله العظمی الشیخ بشیر حسین النجفی دام ظله وذلک عن طریق جمع جُملة من الاستفتاءات التی قُدَّمت لسماحته وأجاب عنها.

وأیضاً أوردنا بعض محاضرات وکلمات سماحة المرجع دام ظله فی فضل الصوم وأهمیة شهر رمضان التی وجهّها للمؤمنین بهذه المناسبة.

وبهذا أصبح الکتاب مشتملاً علی ثلاثة أبواب:

ص: 12

الباب الأوّل: أعمال هذا الشهر الشریف.

الباب الثانی: توجیهات وإرشادات سماحة المرجع دام ظله .

الباب الثالث: موجز فی أحکام الصوم وما یتصل به وهو مجموعة من الاستفتاءات التی أجاب علیها سماحة المرجع دام ظله .

وقد طبع هذا الکتاب منذ عشر سنوات تقریباً عدة طبعات ولکن رأینا أن نُضیف إلیه فی هذه الطبعة ما یحتاجه المؤمنون فی هذا الشهر الشریف من أعمال أخری لهذا الشهر واستفتاءات أخری حول هذه العبادة وجِّهَتّ مؤخراً لسماحة المرجع دام ظله إضافة إلی محاضرة وتوجیه لسماحته دام ظله .

نرجو الله تبارک وتعالی أن یکون هذا الجهد المتواضع مقبولاً عنده جلّ وعلا، ویکون عوناً للمؤمنین فی هذا الشهر المبارک.

وما توفیقنا إلا بالله علیه نتوکل وإلیه المصیر والحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام علی خیر خلقه محمد وآله الطاهرین.

مکتب سماحة المرجع الدینی الکبیر آیة العظمی الشیخ بشیر حسین النجفی صیف 1430 ه

ص: 13

ص: 14

ص: 16

الفصل الاول فی ذکر بعض السور والروایات الشریفة 1- سورة الروم 2- سورة العنکبوت 3- سورة الدخان 4- سورة القدر 5- خطبة النبی(صلی الله علیه واله) 6- روایات عن الإمام أمیر المؤمنین والصادق(علیهما السلام)

ص: 17

ص: 18

لَکَافِرُونَ (8)» «أَوَلَمْ یَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَیَنْظُرُوا کَیْفَ کَانَ عَاقِبَةُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ کَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَکْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَیِّنَاتِ فَمَا کَانَ اللَّهُ لِیَظْلِمَهُمْ وَلَکِنْ کَانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ (9)» «ثُمَّ کَانَ عَاقِبَةَ الَّذِینَ أَسَاءُوا السُّوأَی أَنْ کَذَّبُوا بِآیَاتِ اللَّهِ وَکَانُوا بِهَا یَسْتَهْزِئُونَ (10)» «اللَّهُ یَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ ثُمَّ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ (11)» «وَیَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ یُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12)» «وَلَمْ یَکُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَکَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَکَانُوا بِشُرَکَائِهِمْ کَافِرِینَ (13)» «وَیَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ یَوْمَئِذٍ یَتَفَرَّقُونَ (14)» «فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِی رَوْضَةٍ یُحْبَرُونَ (15)» «وَأَمَّا الَّذِینَ کَفَرُوا وَکَذَّبُوا بِآیَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِکَ فِی الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16)» «فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَحِینَ تُصْبِحُونَ (17)» «وَلَهُ الْحَمْدُ فِی السَّمَاوَاتِ

ص: 20

وَالْأَرْضِ وَعَشِیًّا وَحِینَ تُظْهِرُونَ (18)» «یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَیُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَیُحْیِی الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَکَذَلِکَ تُخْرَجُونَ (19)» «وَمِنْ آیَاتِهِ أَنْ خَلَقَکُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20)» «وَمِنْ آیَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْکُنُوا إِلَیْهَا وَجَعَلَ بَیْنَکُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِی ذَلِکَ لَآیَاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ (21)» «وَمِنْ آیَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِکُمْ وَأَلْوَانِکُمْ إِنَّ فِی ذَلِکَ لَآیَاتٍ لِلْعَالِمِینَ (22)» «وَمِنْ آیَاتِهِ مَنَامُکُمْ بِاللَّیْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُکُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِی ذَلِکَ لَآیَاتٍ لِقَوْمٍ یَسْمَعُونَ (23)» «وَمِنْ آیَاتِهِ یُرِیکُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَیُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَیُحْیِی بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِی ذَلِکَ لَآیَاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ (24)» «وَمِنْ آیَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاکُمْ دَعْوَةً مِنَ

ص: 21

الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25)» «وَلَهُ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ کُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26)» «وَهُوَ الَّذِی یَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَیْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَی فِی السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ (27)» «ضَرَبَ لَکُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِکُمْ هَلْ لَکُمْ مِنْ مَا مَلَکَتْ أَیْمَانُکُمْ مِنْ شُرَکَاءَ فِی مَا رَزَقْنَاکُمْ فَأَنْتُمْ فِیهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ کَخِیفَتِکُمْ أَنْفُسَکُمْ کَذَلِکَ نُفَصِّلُ الْآیَاتِ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ (28)» «بَلِ اتَّبَعَ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَیْرِ عِلْمٍ فَمَنْ یَهْدِی مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِینَ (29)» «فَأَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ حَنِیفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْهَا لَا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِکَ الدِّینُ الْقَیِّمُ وَلَکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لَا یَعْلَمُونَ (30)» «مُنِیبِینَ إِلَیْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِیمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَکُونُوا مِنَ الْمُشْرِکِینَ (31)» «مِنَ الَّذِینَ فَرَّقُوا دِینَهُمْ وَکَانُوا شِیَعًا کُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَیْهِمْ

ص: 22

فَرِحُونَ (32)» «وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِیبِینَ إِلَیْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِیقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ یُشْرِکُونَ (33)» «لِیَکْفُرُوا بِمَا آتَیْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34)» «أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَیْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ یَتَکَلَّمُ بِمَا کَانُوا بِهِ یُشْرِکُونَ (35)» «وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَیِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَیْدِیهِمْ إِذَا هُمْ یَقْنَطُونَ (36)» «أَوَلَمْ یَرَوْا أَنَّ اللَّهَ یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشَاءُ وَیَقْدِرُ إِنَّ فِی ذَلِکَ لَآیَاتٍ لِقَوْمٍ یُؤْمِنُونَ (37)» «فَآتِ ذَا الْقُرْبَی حَقَّهُ وَالْمِسْکِینَ وَابْنَ السَّبِیلِ ذَلِکَ خَیْرٌ لِلَّذِینَ یُرِیدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38)» «وَمَا آتَیْتُمْ مِنْ رِبًا لِیَرْبُوَ فِی أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا یَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَیْتُمْ مِنْ زَکَاةٍ تُرِیدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِکَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39)» «اللَّهُ الَّذِی خَلَقَکُمْ ثُمَّ رَزَقَکُمْ ثُمَّ یُمِیتُکُمْ ثُمَّ یُحْیِیکُمْ هَلْ مِنْ شُرَکَائِکُمْ مَنْ یَفْعَلُ مِنْ ذَلِکُمْ مِنْ شَیْءٍ

ص: 23

سُبْحَانَهُ وَتَعَالَی عَمَّا یُشْرِکُونَ (40)» «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِی الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا کَسَبَتْ أَیْدِی النَّاسِ لِیُذِیقَهُمْ بَعْضَ الَّذِی عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ (41)» «قُلْ سِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا کَیْفَ کَانَ عَاقِبَةُ الَّذِینَ مِنْ قَبْلُ کَانَ أَکْثَرُهُمْ مُشْرِکِینَ (42)» «فَأَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ الْقَیِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ یَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ یَوْمَئِذٍ یَصَّدَّعُونَ (43)» «مَنْ کَفَرَ فَعَلَیْهِ کُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ یَمْهَدُونَ (44)» «لِیَجْزِیَ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا یُحِبُّ الْکَافِرِینَ (45)» «وَمِنْ آیَاتِهِ أَنْ یُرْسِلَ الرِّیَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِیُذِیقَکُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِیَ الْفُلْکُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ (46)» «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِکَ رُسُلًا إِلَی قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَیِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِینَ أَجْرَمُوا وَکَانَ حَقًّا عَلَیْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِینَ (47)» «اللَّهُ الَّذِی یُرْسِلُ الرِّیَاحَ فَتُثِیرُ سَحَابًا فَیَبْسُطُهُ

ص: 24

فِی السَّمَاءِ کَیْفَ یَشَاءُ وَیَجْعَلُهُ کِسَفًا فَتَرَی الْوَدْقَ یَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ یَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ یَسْتَبْشِرُونَ (48)» «وَإِنْ کَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ یُنَزَّلَ عَلَیْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِینَ (49)» «فَانْظُرْ إِلَی آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ کَیْفَ یُحْیِی الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِکَ لَمُحْیِی الْمَوْتَی وَهُوَ عَلَی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ (50)» «وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِیحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ یَکْفُرُونَ (51)» «فَإِنَّکَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَی وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِینَ (52)» «وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْیِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ یُؤْمِنُ بِآیَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53)» «اللَّهُ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَیْبَةً یَخْلُقُ مَا یَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِیمُ الْقَدِیرُ (54)» «وَیَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ یُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَیْرَ سَاعَةٍ کَذَلِکَ کَانُوا یُؤْفَکُونَ (55)» «وَقَالَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ

ص: 25

وَالْإِیمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِی کِتَابِ اللَّهِ إِلَی یَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا یَوْمُ الْبَعْثِ وَلَکِنَّکُمْ کُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (56)» «فَیَوْمَئِذٍ لَا یَنْفَعُ الَّذِینَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ یُسْتَعْتَبُونَ (57)» «وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِی هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ کُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآیَةٍ لَیَقُولَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58)» «کَذَلِکَ یَطْبَعُ اللَّهُ عَلَی قُلُوبِ الَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ (59)» «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا یَسْتَخِفَّنَّکَ الَّذِینَ لَا یُوقِنُونَ (60)»

ص: 26

بِوَالِدَیْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاکَ لِتُشْرِکَ بِی مَا لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَیَّ مَرْجِعُکُمْ فَأُنَبِّئُکُمْ بِمَا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)» «وَالَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِی الصَّالِحِینَ (9)» «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ یَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِیَ فِی اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ کَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّکَ لَیَقُولُنَّ إِنَّا کُنَّا مَعَکُمْ أَوَلَیْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِی صُدُورِ الْعَالَمِینَ (10)» «وَلَیَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَلَیَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِینَ (11)» «وَقَالَ الَّذِینَ کَفَرُوا لِلَّذِینَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِیلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَایَاکُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِینَ مِنْ خَطَایَاهُمْ مِنْ شَیْءٍ إِنَّهُمْ لَکَاذِبُونَ (12)» «وَلَیَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَیُسْأَلُنَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَمَّا کَانُوا یَفْتَرُونَ (13)» «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَی قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِیهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِینَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ

ص: 28

ظَالِمُونَ (14)» «فَأَنْجَیْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِینَةِ وَجَعَلْنَاهَا آیَةً لِلْعَالَمِینَ (15)» «وَإِبْرَاهِیمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِکُمْ خَیْرٌ لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16)» «إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْکًا إِنَّ الَّذِینَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا یَمْلِکُونَ لَکُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْکُرُوا لَهُ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ (17)» «وَإِنْ تُکَذِّبُوا فَقَدْ کَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِکُمْ وَمَا عَلَی الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِینُ (18)» «أَوَلَمْ یَرَوْا کَیْفَ یُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ إِنَّ ذَلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ (19)» «قُلْ سِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا کَیْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ یُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ (20)» «یُعَذِّبُ مَنْ یَشَاءُ وَیَرْحَمُ مَنْ یَشَاءُ وَإِلَیْهِ تُقْلَبُونَ (21)» «وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ فِی الْأَرْضِ وَلَا فِی السَّمَاءِ وَمَا لَکُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِیٍّ وَلَا نَصِیرٍ

ص: 29

(22)» «وَالَّذِینَ کَفَرُوا بِآیَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِکَ یَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِی وَأُولَئِکَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ (23)» «فَمَا کَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِی ذَلِکَ لَآیَاتٍ لِقَوْمٍ یُؤْمِنُونَ (24)» «وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَیْنِکُمْ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا ثُمَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَکْفُرُ بَعْضُکُمْ بِبَعْضٍ وَیَلْعَنُ بَعْضُکُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاکُمُ النَّارُ وَمَا لَکُمْ مِنْ نَاصِرِینَ (25)» «فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّی مُهَاجِرٌ إِلَی رَبِّی إِنَّهُ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ (26)» «وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَیَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِی ذُرِّیَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْکِتَابَ وَآتَیْنَاهُ أَجْرَهُ فِی الدُّنْیَا وَإِنَّهُ فِی الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِینَ (27)» «وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّکُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَکُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِینَ (28)» «أَئِنَّکُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِیلَ وَتَأْتُونَ فِی نَادِیکُمُ الْمُنْکَرَ فَمَا

ص: 30

کَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ (29)» «قَالَ رَبِّ انْصُرْنِی عَلَی الْقَوْمِ الْمُفْسِدِینَ (30)» «وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِیمَ بِالْبُشْرَی قَالُوا إِنَّا مُهْلِکُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْیَةِ إِنَّ أَهْلَهَا کَانُوا ظَالِمِینَ (31)» «قَالَ إِنَّ فِیهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِیهَا لَنُنَجِّیَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ کَانَتْ مِنَ الْغَابِرِینَ (32)» «وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِیءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوکَ وَأَهْلَکَ إِلَّا امْرَأَتَکَ کَانَتْ مِنَ الْغَابِرِینَ (33)» «إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَی أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْیَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا کَانُوا یَفْسُقُونَ (34)» «وَلَقَدْ تَرَکْنَا مِنْهَا آیَةً بَیِّنَةً لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ (35)» «وَإِلَی مَدْیَنَ أَخَاهُمْ شُعَیْبًا فَقَالَ یَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْیَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِی الْأَرْضِ مُفْسِدِینَ (36)» «فَکَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ

ص: 31

الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِی دَارِهِمْ جَاثِمِینَ (37)» «وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَیَّنَ لَکُمْ مِنْ مَسَاکِنِهِمْ وَزَیَّنَ لَهُمُ الشَّیْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِیلِ وَکَانُوا مُسْتَبْصِرِینَ (38)» «وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَی بِالْبَیِّنَاتِ فَاسْتَکْبَرُوا فِی الْأَرْضِ وَمَا کَانُوا سَابِقِینَ (39)» «فَکُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَیْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّیْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا کَانَ اللَّهُ لِیَظْلِمَهُمْ وَلَکِنْ کَانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ (40)» «مَثَلُ الَّذِینَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِیَاءَ کَمَثَلِ الْعَنْکَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَیْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُیُوتِ لَبَیْتُ الْعَنْکَبُوتِ لَوْ کَانُوا یَعْلَمُونَ (41)» «إِنَّ اللَّهَ یَعْلَمُ مَا یَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَیْءٍ وَهُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ (42)» «وَتِلْکَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا یَعْقِلُهَا إِلَّا

ص: 32

الْعَالِمُونَ (43)» «خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِی ذَلِکَ لَآیَةً لِلْمُؤْمِنِینَ (44)» «اتْلُ مَا أُوحِیَ إِلَیْکَ مِنَ الْکِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَی عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْکَرِ وَلَذِکْرُ اللَّهِ أَکْبَرُ وَاللَّهُ یَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)» «وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْکِتَابِ إِلَّا بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِی أُنْزِلَ إِلَیْنَا وَأُنْزِلَ إِلَیْکُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُکُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)» «وَکَذَلِکَ أَنْزَلْنَا إِلَیْکَ الْکِتَابَ فَالَّذِینَ آتَیْنَاهُمُ الْکِتَابَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ یُؤْمِنُ بِهِ وَمَا یَجْحَدُ بِآیَاتِنَا إِلَّا الْکَافِرُونَ (47)» «وَمَا کُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ کِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِیَمِینِکَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48)» «بَلْ هُوَ آیَاتٌ بَیِّنَاتٌ فِی صُدُورِ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا یَجْحَدُ بِآیَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)» «وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَیْهِ آیَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآیَاتُ عِنْدَ

ص: 33

اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِیرٌ مُبِینٌ (50)» «أَوَلَمْ یَکْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَیْکَ الْکِتَابَ یُتْلَی عَلَیْهِمْ إِنَّ فِی ذَلِکَ لَرَحْمَةً وَذِکْرَی لِقَوْمٍ یُؤْمِنُونَ (51)» «قُلْ کَفَی بِاللَّهِ بَیْنِی وَبَیْنَکُمْ شَهِیدًا یَعْلَمُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِینَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَکَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِکَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52)» «وَیَسْتَعْجِلُونَکَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّی لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَیَأْتِیَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا یَشْعُرُونَ (53)» «یَسْتَعْجِلُونَکَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْکَافِرِینَ (54)» «یَوْمَ یَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَیَقُولُ ذُوقُوا مَا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)» «یَا عِبَادِیَ الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِی وَاسِعَةٌ فَإِیَّایَ فَاعْبُدُونِ (56)» «کُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَیْنَا تُرْجَعُونَ (57)» «وَالَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِینَ فِیهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِینَ (58)» «الَّذِینَ

ص: 34

صَبَرُوا وَعَلَی رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ (59)» «وَکَأَیِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ یَرْزُقُهَا وَإِیَّاکُمْ وَهُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (60)» «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَیَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّی یُؤْفَکُونَ (61)» «اللَّهُ یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَیَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ (62)» «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْیَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَیَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَکْثَرُهُمْ لَا یَعْقِلُونَ (63)» «وَمَا هَذِهِ الْحَیَاةُ الدُّنْیَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِیَ الْحَیَوَانُ لَوْ کَانُوا یَعْلَمُونَ (64)» «فَإِذَا رَکِبُوا فِی الْفُلْکِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَی الْبَرِّ إِذَا هُمْ یُشْرِکُونَ (65)» «لِیَکْفُرُوا بِمَا آتَیْنَاهُمْ وَلِیَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ یَعْلَمُونَ (66)» «أَوَلَمْ یَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَیُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ یُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ یَکْفُرُونَ

ص: 35

(67)» «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَی عَلَی اللَّهِ کَذِبًا أَوْ کَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَیْسَ فِی جَهَنَّمَ مَثْوًی لِلْکَافِرِینَ (68)» «وَالَّذِینَ جَاهَدُوا فِینَا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِینَ (69)»

ص: 36

(12)» «أَنَّی لَهُمُ الذِّکْرَی وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِینٌ (13)» «ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)» «إِنَّا کَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِیلًا إِنَّکُمْ عَائِدُونَ (15)» «یَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْکُبْرَی إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)» «وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ کَرِیمٌ (17)» «أَنْ أَدُّوا إِلَیَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّی لَکُمْ رَسُولٌ أَمِینٌ (18)» «وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَی اللَّهِ إِنِّی آتِیکُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِینٍ (19)» «وَإِنِّی عُذْتُ بِرَبِّی وَرَبِّکُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20)» «وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِی فَاعْتَزِلُونِ (21)» «فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22)» «فَأَسْرِ بِعِبَادِی لَیْلًا إِنَّکُمْ مُتَّبَعُونَ (23)» «وَاتْرُکِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24)» «کَمْ تَرَکُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُیُونٍ (25)» «وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ کَرِیمٍ (26)» «وَنَعْمَةٍ کَانُوا فِیهَا فَاکِهِینَ (27)» «کَذَلِکَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِینَ (28)» «فَمَا بَکَتْ عَلَیْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا کَانُوا مُنْظَرِینَ (29)» «وَلَقَدْ نَجَّیْنَا بَنِی إِسْرَائِیلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِینِ (30)» «مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ کَانَ

ص: 38

عَالِیًا مِنَ الْمُسْرِفِینَ (31)» «وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَی عِلْمٍ عَلَی الْعَالَمِینَ (32)» «وَآتَیْنَاهُمْ مِنَ الْآیَاتِ مَا فِیهِ بَلَاءٌ مُبِینٌ (33)» «إِنَّ هَؤُلَاءِ لَیَقُولُونَ (34)» «إِنْ هِیَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَی وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِینَ (35)» «فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ (36)» «أَهُمْ خَیْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَکْنَاهُمْ إِنَّهُمْ کَانُوا مُجْرِمِینَ (37)» «وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَیْنَهُمَا لَاعِبِینَ (38)» «مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لَا یَعْلَمُونَ (39)» «إِنَّ یَوْمَ الْفَصْلِ مِیقَاتُهُمْ أَجْمَعِینَ (40)» «یَوْمَ لَا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئًا وَلَا هُمْ یُنْصَرُونَ (41)» «إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِیزُ الرَّحِیمُ (42)» «إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43)» «طَعَامُ الْأَثِیمِ (44)» «کَالْمُهْلِ یَغْلِی فِی الْبُطُونِ (45)» «کَغَلْیِ الْحَمِیمِ (46)» «خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَی سَوَاءِ الْجَحِیمِ (47)» «ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِیمِ (48)» «ذُقْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْکَرِیمُ (49)» «إِنَّ

ص: 39

هَذَا مَا کُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50)» «إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی مَقَامٍ أَمِینٍ (51)» «فِی جَنَّاتٍ وَعُیُونٍ (52)» «یَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِینَ (53)» «کَذَلِکَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِینٍ (54)» «یَدْعُونَ فِیهَا بِکُلِّ فَاکِهَةٍ آمِنِینَ (55)» «لَا یَذُوقُونَ فِیهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَی وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِیمِ (56)» «فَضْلًا مِنْ رَبِّکَ ذَلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ (57)» «فَإِنَّمَا یَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِکَ لَعَلَّهُمْ یَتَذَکَّرُونَ (58)» «فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)»

ص: 40

ص: 42

بجوعکم وعطشکم فیه جوع یوم القیامة وعطشه, وتصدقوا علی فقرائکم ومساکینکم, ووقِّروا کبارکم, وارحموا صغارکم, وصِلُوا أرحامکم, واحفظوا ألسنتکم, وغضوا عما لا یحلّ النّظر إلیه أبصارکم, وعّما لا یحلّ الاستماع إلیه أسماعکم، وتحنَّنوا علی أیتام الناس یتحّنن علی أیتامکم, وتوُبوا إلیه من ذنوبکم, وارفعوا إلیه أیدیکم بالدعاء فی أوقات صلاتکم فإنها أفضل الساعات ینظر الله(عجل الله) فیها بالرحمة إلی عباده, یجیبهم إذا ناجوه, ویلبّیهم إذا نادوه, ویستجیب لهم إذا دعوه.

أیّها الناس إن أنفسکم مرهونة بأعمالکم ففکوها باستغفارکم، وظهورکم ثقیلة من أوزارکم فخففوا عنها بطول سجودکم، واعلموا أَنَّ الله تعالی ذکره أقسم بعزته أن لا یعذّب المصلّین والسّاجدین وان لا یروِّعهم بالنار یوم یقوم الناسُ لربِّ العالمین.

أیّها الناس من فطَّر منکم صائماً مؤمناً فی هذا الشهر کان له بذلک عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضی من ذنوبه، قیل: یا رسول الله(صلی الله علیه واله): ولیس کلنا یقدر علی ذلک؟ فقال(صلی الله علیه واله): اتقوا النار ولو بشق تمرة، اتقوا النار ولو بشربة من ماء فإنَّ الله تعالی یهب ذلک الأجر لمن عمل هذا الیسیر إذا لم یقدر علی أکثر منه.

ص: 44

أیها الناس من حَسَّنَ منکم فی هذا الشهر خُلُقهُ کان له جواز علی الصراط یوم تزل فیه الأقدام، ومن خفف فی هذا الشهر عمّا ملکت یمینه خفف الله علیه حسابه، ومن کف فیه شره کف الله عنه غضبه یوم یلقاه، ومَن أکرم فیه یتیماً أکرمه الله یوم یلقاه، ومَن وصل فیه رحمه وصله الله برحمته یوم یلقاه، ومن قطع فیه رحمه قطع الله عنه رحمته یوم یلقاه، ومن تطوع فیه بصلاة کتب الله له براءةً من النار، ومَن أدّی فیه فرضاً کان له ثواب من أدّی سبعین فریضة فیما سواه من الشهور، ومن أکثر فیه من الصلاة علیّ ثَقَّل الله میزانه یوم تخف الموازین، ومَن تلا فیه آیةً من القرآن کان له مثل أجر من ختم القرآن فی غیره من الشهور.

أیّها الناس إنَّ أبواب الجنان فی هذا الشهر مُفَتّحة فسلوا ربکم أن لا یغلقها علیکم, وأبواب النیران مُغلقة فسلوا ربکم أن لا یفتحها علیکم, والشیاطین مغلولة فسلوا ربکم أن لا یسلطها علیکم).

قال أمیر المؤمنینَعلیه السلام: فقمتُ فقلتُ یا رسول الله ما أفضل الأعمال فی هذا الشهر؟ فقال(صلی الله علیه واله): (.. یا أبا الحسن: أفضلُ الأعمال فی هذا الشهر الورع عن محارم الله عزَّ وجلّ، ثم بکی(صلی الله علیه واله)، فقلت: یا رسول الله ما یبکیک؟ فقال(صلی الله علیه واله): یا علیُّ أبکی لما یُستَحَلُّ منک فی هذا الشهر، کأنی بکَ وأنتَ تصلی لربک وقد انبعثَ أشقی الأوّلینَ شقیق عاقر ناقة صالح فضربک

ص: 45

ضربةً علی قرنک فَخَضَّبَ منها لحیتک، قال أمیر المؤمنینعلیه السلام فقلتُ: یا رسول الله وذلک فی سلامةٍ من دینی فقال(صلی الله علیه واله): فی سلامةٍ من دینک، ثم قال(صلی الله علیه واله): یا علی من قتلک فقد قتلنی ومن أبغضک فقد ابغضنی ومن سبّک فقد سبّنی لأنَّکَ مِنّی کنفسی, روحکَ مِن روحی وطینتک مِن طینتی، إنَّ الله تبارک وتعالی خلقنی وإیاک واصطفانی وإیاک واختارنی للنبوة واختارک للإمامة، ومن أنکر إمامتک فقد أنکر نبوّتی، یا علی أنت وصییّ وأبو ولدی، وزوج ابنتی وخلیفتی علی أمتی فی حیاتی وبعد موتی، أمرکَ أمری ونهیک نهیی، أقسم بالذّی بعثنی بالنبوة وجعلنی خیر البریة انک لحجة الله علی خلقهِ، وأمِیْنهُ علی سره وخلیفته علی عبادهِ)((1)).

ص: 46

وعنه(علیه السلام): (لا تجعل یوم صومک کیوم فطرک)((1)).

وعنهُ (علیه السلام): (إن الصیام لیس من الطعام والشراب وحدهما فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتکم عن الکذب, وغضوا أبصارکم عما حرم الله, ولا تنازعوا ولا تحاسدوا, ولا تغتابوا, ولا تماروا, و لا تحالفوا [کذباً بل ولا صدقاً], ولا تسابوا, ولا تشاتموا, ولا تظلموا, ولا تسافهوا, ولا تضاجروا, ولا تغفلوا عن ذکر الله, وعن الصلاة, والزموا الصمت والسکوت والصبر والصدق, ومجانبة أهل الشر, واجتنبوا قول الزور والکذب والفری والخصومة وظن السوء والغیبة والنمیمة, وکونوا مشرفین علی الآخرة منتظرین لأیامکم((2))، منتظرین لما وعدکم الله متزودین للقاء الله وعلیکم السکینة والوقار والخشوع والخضوع وذل العبد الخائف من مولاه خائفین راجین، ولتکن أنت أیها الصائم قد طَهُرَ قلبُک من العیوب, وتقدست سریرتُک من الخبث, ونظف جسمک من القاذورات, وتبرأتَ إلی الله ممن عداه, وأخلصتَ الولایة له, وصمتَ مّما قد نهاک الله عنه فی السر والعلانیة وخشیتَ الله حق خشیته فی سرّک وعلانیتک, ووهبتَ نفسک لله فی أیّام صومک, وفَرَّغتَ قلبک له, ونصبتَ نفسک له فیما أمرک ودعاک إلیه، فإذا فعلتَ ذلک کلّه فأنت صائم لله بحقیقة صومه، صانع له ما أمرک، وکلما أنقصتَ منها شیئاً فیما بینتُ لک فقد نقص من صومک بمقدار ذلک، وأن

ص: 48

أبی(علیه السلام) قال: سمع رسول الله(صلی الله علیه واله) امرأة تساب جاریة لها وهی صائمة فدعا رسول الله(صلی الله علیه واله) بطعام، فقال لها:کلی، فقالت: أنّا صائمة یا رسول الله(صلی الله علیه واله)، فقال:کیف تکونین صائمة وقد سَبَبتِ جاریتک، إن الصوم لیس من الطعام والشراب وإنما جعل الله ذلک حجاباً عن سواهما من الفواحش من الفعل والقول, ما أقل الصوم وأکثر الجوع)((1)).

_ _ _

ص: 49

ص: 50

ص: 52

الأعمال المشترکة بین اللیالی والأیام وهی کثیرة منها:

الأوّل: روی الکفعمی فی البلد الأمین قال:

یستحب فی کل لیلة من لیالی شهر رمضان صلاة رکعتین تقرأ فی کل رکعة الحمد والتوحید ثلاث مرات فإذا سلمتَ تقول: (سبحان من هو حفیظ لا یغفل، سبحان من هو رحیم لا یعجل، سبحان من هو قائم لا یسهو، سبحان من هو دائم لا یلهو)، ثم تسبح بالتسبیحات الأربع((1)) سبع مرات، ثم تقول: (سبحانک سبحانک سبحانک، یا عظیم اغفر لی الذنب العظیم)، ثم تصلی علی النبی وآله عشر مرات، ثم قال: مَن صلی هذه الصلاة غفر الله له سبعین ألف سیئة...إلی آخر ما ذکره.

ص: 53

الثانی: الدُّعاء عقیب کل فریضة فتقول:

(یا علیُ یا عظیمُ یا غفورُ یا رحیمُ، أنتَ الربُ العظیمُ الذی لیس کمثلهِ شیءٌ وهو السمیعُ البصیرُ، وهذا شهرٌ عَظَّمتَهُ وکَرَّمتَهُ وشرفتَهُ وفَضَّلتَهُ علی الشهورِ، وهو الشهرُ الذی فرضتَ صیامهُ علیَّ وهوَ شهرُ رمضان الذی أنزلتَ فیه القرآن هدیً للناس, وبَیّنات من الهدی والفرقانِ، وجعلتَ فیهِ لیلةَ القدرِ، وجعلتَها خیراً من ألفِ شهرِ، فیا ذا المنِّ ولا یُمَنُّ عَلیکَ مُنَّ علیَّ بِفکاک رقبتی من النارِ فی مَن تمنُّ علیهِ، وأدخلنی الجنة برحمتکَ یا أرحمَ الراحمین).

الثالث: أن یدعو بهذا الدعاء بعد کل فریضة، فقد رُوی أن من فعلَ ذلک غفر اللهُ ذنوبه إلی یوم القیامة، وهو:

(اللهمَ أدخلُ علی أهل القبورِ السروَر، اللهمَ أغنِ کل فقیرٍ، اللهمَ أشبع کلَ جائعٍ، اللهمَ اکسُ کلَ عریان، اللهمَ اقض دینَ کل مدینٍ، اللهمَ فَرَّجْ عن کلِ مکروبٍ، اللهمَ ردّ کلَّ غریبِ، اللهم فُکَّ کل أسیرٍ، اللهمَ أصلحُ کلَ فاسدٍ منْ أمور المسلمینَ، اللهمَ اشفِ کلَ مریضِ، اللهمَ سُدَّ فقرنا بغناکَ، اللهم غَیَّر سُوءَ حالنا بحسنِ حالکَ، اللهمَ اقضِ عَنّا الدینَ وأغننا من الفقرِ، انَّک علی کلِ شیءٍ قدیرٌ).

ص: 54

الرابع: روی السّید ابن طاووس رحمه لله عن الإمامین الصّادق والکاظم(علیهم السلام) أنهما قالا: تقول فی شهر رمضان من أوّله إلی آخره بعد کلّ فریضة:

(اَللّ-هُمَّ ارْزُقْنی حَجَّ بَیْتِکَ الْحَرامِ فِی عامی هذا وَفی کُلِّ عام ما أَبْقَیْتَنی فی یُسْر مِنْکَ وَعافِیَة، وَسَعَةِ رِزْق، وَلا تُخْلِنی مِنْ تِلْکَ الْمواقِفِ الْکَریمَةِ، وَالْمَشاهِدِ الشَّریفَةِ، وَزِیارَةِ قَبْرِ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَفی جَمیعِ حَوائِجِ الدُّنْیا وَالآْخِرَةِ فَکُنْ لی، اللهُمَّ إنّی أسألُکَ فی-ما تَقْضی وَتُقَدِّرُ مِنَ الأَمْرِ الَْمحْتُومِ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ، مِنَ الْقَضاءِ الَّذی لا یُرَدُّ وَلا یُبَدَّلُ، اَنْ تَکْتُبَنی مِنْ حُجّاجِ بَیْتِکَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ، الْمَشْکُورِ سَعْیُهُمْ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ، الْمُکَفَّرِ عَنْهُمْ سَیِّئاتُهُمْ، واجْعَلْ فی-ما تَقْضی وَتُقَدِّرُ، أَنْ تُطیلَ عُمْرِی، وَتُوَسِّعَ عَلَیَّ رِزْقی، وَتُؤدِّی عَنّی أَمانَتی وَدَیْنی آمینَ رَبَّ الْعالَمین).

الخامس: روی الکلینی فی الکافی عن أبی بصیر قال: کان الصّادق(علیه السلام) یدعو بهذا الدّعاء فی شهر رمضان:

ص: 55

(اَللّ-هُمَّ إنّی بِکَ وَمِنْکَ اَطْلُبُ حاجَتی، وَمَنْ طَلَبَ حاجَةً إِلیَ النّاسِ فَاِنّی لا اَطْلُبُ حاجَتی إلاّ مِنْکَ وَحْدَکَ لا شَریکَ لَکَ، وَأَسأَلُکَ بِفَضْلِکَ وَرِضْوانِکَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وأهْلِ بَیْتِهِ، وَاَنْ تَجْعَلَ لی فی عامی هذا إلی بَیْتِکَ الْحَرامِ سَبیلاً حِجَّةً مَبْرُورَةً مُتَقبَّلَةً زاکِیَةً خالِصَةً لَکَ، تَقَرُّ بِها عَیْنی، وَتَرْفَعُ بِها دَرَجَتی، وَتَرْزُقَنی أَنْ أَغُضَّ بَصَری، وَأَنْ أَحْفَظَ فرْجی، وَاَنْ اَکُفَّ بِها عَنْ جَمیعِ مَحارِمَکَ، حَتّی لا یَکُونَ شَیءٌ آثَرَ عِنْدی مِنْ طاعَتِکَ وَخَشْیَتِکَ، وَالْعَمَلِ بِما أَحْبَبْتَ، وَالتَّرْکِ لِما کَرِهْتَ وَنَهَیْتَ عَنْهُ، وَاجْعَلْ ذلِکَ فی یُسْرٍ ویَسار وعافِیَة وَما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیَّ، وَأَسأَلُکَ أَنْ تَجْعَلَ وَفاتی قَتْلاً فی سَبیلِکَ، تَحْتَ رایَةِ نَبِیِّکَ مَعَ أَوْلِیائِکَ، وأَسأَلُکَ أَنْ تَقْتُلَ بِیّ أَعْداءَکَ وَأَعْداءَ رَسُولِکَ، وأَسأَلُکَ أَنْ تُکْرِمَنی بِهَوانِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِکَ، وَلا تُهِنّی بِکَرامَةِ أحد مِنْ أَوْلِیائِکَ، اللهُمَّ اجْعَلْ لی مَعَ الرَّسُولِ سَبیلاً، حَسْبِیَ اللهُ ما شاءَ اللهُ)((1)).

السادس: روی السید أن من قال هذا الدعاء فی کل لیلة من شهر رمضان غُفِرَت له ذنوب أربعین سنة:

ص: 56

(اللهُمَّ ربَّ شهرِ رمضانَ الذی أنزلتَ فیهِ القرآن، وافترضتَ علی عبادِکَ فیهِ الصیامَ، صلِّ علی محمدٍ وآل محمدٍ، وارزقنی حجَ بیتکَ الحرامِ، فی عامی هذا وفی کلِ عامٍ، واغفرْ لی تلک الذنوبَ العظامَ، فانه لا یغفرها غیرک یا رحمنُ یا علامُ).

السابع: من المأثور تلاوة سورة القدر فی کل لیلة ألف مرة.

الثامن: أن یتلو سورة حم الدخان فی کل لیلة مائة مرة إن تیسَّر له ذلک.

التاسع: وردَ عن النبی(صلی الله علیه واله): أن من فَطَّرَ صائماً فله أجر مثله من دون أن ینقص من أجره شیء وکان له مثل أجر ما عمله من الخیر بقوة ذلک الطعام.

وروی العلامة الحلی عن الصادق(علیه السلام): أیّما مؤمن أطعم مؤمناً فی لیلة من شهر رمضان کَتَبَ اللهُ له بذلک مثل أجر من أعْتَقَ ثلاثین نسمة مؤمنة وکان له بذلک عند الله تعالی دعوة مستجابة((1)).

العاشر: الدعاء عند الإفطار والسحور.

ص: 57

وعن الإمام الصادق عن آبائه(علیهم السلام) أن رسول الله(صلی الله علیه واله) کان إذا أفطر قال (اللهم لکَ صُمنا وعلی رزقک أفطرنا فتقبله مِنّا، ذهب الظماء و ابتلَّت العروق و بقی الأجر).

وروی أبو بصیر عن ابی عبد الله(علیه السلام) قال کان یقول فی کل لیلة من شهر رمضان عند الإفطار إلی آخره: (الحمد لله الذی أعاننا فصمنا ورزقنا فأفطرنا، اللهم تقبل مِنّا وأعنا علیه وسَلِّمنا فیه وتَسلّمه مِنّا فی یُسرٍ مِنک وعافیةٍ، الحمد لله الذی قضی عَنا یوماً من شهر رمضان).

ورویَ أنه کان أمیر المؤمنین(علیه السلام) إذا أرادَ أن یفطر قال (بسم الله اللهم لک صمنا وعلی رزقک أفطرنا فتقبله مِنّا إنک أنت السمیع العلیم).

وروی أن ما مِن مؤمن صام فقرأ )إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ( عند سحوره وعند إفطاره إلا کان فیما بینهما کالمتشحّط بدمه فی سبیل الله.

_ _ _

ص: 58

تزیدُهُ کثرةُ العطاء إلا جُوداً وکَرماً، إنَّهُ هو العزیزُ الوهابُ، اللهمَّ إنّی أسأُلک قلیلاً مِنْ کِثیرٍ، مع حاجةٍ بِیّ إلیهِ عظیمةٍ، وغِناکَ عنهُ قدیم، وهو عندی کثیرٌ، وهو علیکَ سهلٌ یسَیرٌ، اللهُمَّ إنَّ عَفوکَ عن ذَنبی، وتجاوَزکَ عن خطیئتی، وصفحکَ عن ظُلمی، وَسترکَ علی قبیحِ عملی، وحِلمکَ عْن کِثیر جُرمی، عندما کان من خطأی وَعَمدی، أطمعنی فی أن أسأَلک ما لا أستوجبُهُ مِنکَ، الذی رزَقْتنی من رحمتِکَ، وأریتنی مِنْ قُدْرتکَ، وعَرَّفْتَنی مِنْ إجابتکَ، فَصِرتُ أدعُوکَ آمناً وأسْألکَ مُستَأنساً، لا خائفاً ولا وجلاً، مُدِلاً علیکَ فیما قصدتُ فیهِ إلیکَ، فإن أبطأ عنَّی عتبتُ بجهلی علیکَ، ولعلَّ الذی أبطأ عنیَّ هُو خیرُ لی لعلمکَ بعاقبة الأمور، فلمْ أرَ موْلیً کریماً أصبرَ علَی عبدٍ لئیمٍ منک علیَّ، یا ربَّ إنَّکَ تدعونی فأولّی عنکَ، وتتحَبَّبُ إلیَّ فأتبغضُ إلیکَ، وتتودّدُ إلیَّ فلا أقبلُ مُنکَ، کأنَ لی التطولَ علیکَ، فلَم یمنعکَ ذلکَ مِنْ الرَّحمةِ لی والإحسان إلیَّ، والتفضُّل علیَّ بجودِک وکرمکَ، فارْحمْ عَبْدکَ الجاهلَ، وجُدْ علیهَ بفضْل إحسانکَ، إنکَ جوادٌ کریمٌ، الحمدُ للهِ مالکِ الملکِ مجری الفُلک، مسخرِ الریاحَ فالقِ الإصباح، دیَّان الدینِ ربِّ العالمینَ، الحمدُ للهِ علی حلمهِ بعدَ علمهِ والحمدُ للهِ علی عفوِه بعد قُدرتهِ، والحمدُ للهِ علی طول أناتِهِ فی غضبهِ، وهُوَ قادرٌ علَی ما یُرید، الحمدُ للهِ خالقِ الخلْقِ باسِطِ الرزقِ، فالق الإصباح، ذی الجلال

ص: 60

والإکرام، والفضلِ والأنعام، الذی بَعُدَ فلا یُری، وقَرُبَ فشَهدَ النجْوی، تَبارَکَ وتعالی، الحمدُ للهِ الِذی لیسَ لهُ مُنازع یُعادلُهُ ولا شبیهَ یشاکلهُ، ولا ظهیرٌ یعاضدهُ، قَهَرَ بعزتهِ الأعزاءَ، وتواضع لعظمتِه العظماءُ، فَبَلَغَ بُقدرته ما یشاءُ، الحمدُ للهِ الذی یجیبُنی حین أنادیهِ، ویستُر علیَّ کل عورةٍ وأنا أعصیهِ، ویُعظّمُ النعمَةَ علیَّ فلا أجازِیه، فکمْ منْ موهبةٍ هنیئةٍ قدْ أعطانی، وعظیمةٍ مَخوفةٍ قدْ کفانی، وبهجةٍ مُونقةٍ قد أرانی، فأُثِنی علیه حامداً وأذکرهُ مسبِّحاً، الحمدُ للهِ الذی لا یُهتکُ حجاَبهُ، ولا یُغلَقُ بابهُ، ولا یُردُّ سائلُهُ، ولا یُخیبُ آملهُ، الحمدُ للهِ الذی یُؤمنُ الخائفینَ، وینُجّی الصادقینَ، ویرفعُ المسْتضعفینَ، ویضعُ المستکبرینَ ویُهلکُ مُلُوکاً ویستخلفُ آخرین، والحمدُ للهِ قاصِم الجبارینَ، مُبیرِ الظالمینَ مُدرِک الهاربینَ، نکالِ الظالمینِ، صریخ المستصرخین، موضع حاجاتِ الطالِبینَ، معتمدِ المؤمنینَ، الحمدُ للهِ الذی منْ خشیتهِ ترعدُ السماءُ وسکانُها، وترجُفُ الأرضُ وعمّارُها، وتموجُ البحارُ ومنْ یَسبَحُ فی غمراتِها، الحمدُ للهِ الِذی هدانا لهذا وما کُناَّ لنهتِدیَ لَوْلا أن هَدانا الله، الحمْدُ للهِ الذِی یَخلقُ ولم یُخلَقُ، ویَرزقُ ولا یُرْزقُ ویُطعِمُ ولا یُطعَم، ویُمیتُ الأحیاءَ ویُحیی الموتَی، وهو حیُّ لا یمُوت، بیدهِ الخیرُ وهو علی کُلَّ شیء قدیر، اللهُمَّ صلِّ علَی مُحمدٍ عبدِکَ ورسولِکَ، وأمِینکَ وصفیْکَ، وحَبیبکَ وخیرتِکَ من خَلقِکَ، وحَافِظ

ص: 61

سِرَّکَ ومُبلغِ رِسالاتکَ، أفضلَ وأحسنَ وأجملَ وأکملَ، وأزکُی وأنمْی وأطیَبَ وأطهَرَ، وأسنیَ وأکْثرَ ما صَلیتَ وبارکْتَ وترحْمتَ، وتحنَّنتَ وسلَّمتَ علی أحد منْ عبِادکَ وأنبیائکَ ورُسلِکَ، وصفوتِکَ وأهلِ الکرامةِ علیْکَ من خلقِکَ، اللهُمَّ وصلِّ علی علیًّ أمیر المؤمنینَ، وَوَصیّ رسول ربَّ العالمینَ، عبْدِک وَوَلیَّکَ وأخِی رَسوُلِک، وحجَّتِکَ علی خلِقکَ، وآیِتکَ الکُبْری والنَّبأ العظیِم، وَصَلَّ علَی الصَدّیقةِ الطاهِرةِ فاطمَةَ سیدَةِ نساءِ العالمینَ، وصلَّ علی سبْطی الرَّحمةِ وإمامَی الهُدی الحَسَن والَحُسَین سَیدیْ شبابِ أهل الجنةِ، وصَلَّ علی أئمةِ المسلمینَ علیَّ بنِ الحسینِ، ومحمَّد بنِ علیّ، وجّعْفَر بن محمّدٍ، وموسَی بنِ جعْفرِ، وعلیَّ بنِ موسُی، ومُحمد بنِ علیَّ، وعَلیَّ بنِ محمَّد، والحسنِ بْنِ علِیّ، والَخلفِ الهادِی المهْدیَّ، حُجَجِک علی عبادِکَ، وأمنائکَ فی بلادکَ، صلاةً کثیِرة دائِمةً،اللهُمّ وصَلَّ علَی وَلیّ أمرکَ القائِم المؤمّلِ، والعدْلِ المنتظرِ، وحُفّهُ بملائکِتکَ المقرّبین، وأیّدهُ بِرُوحِ القدُس یا ربّ العالمِینَ، اللهُمَّ اجعلهُ الدَّاعیَ إلی کتِابِکَ، والقائِمَ بدِینکَ، استخْلفهُ فی الأرضِ کما استْخلفْتَ الذیِن من قَبلهِ، مَکَّنْ لهُ دینَهُ الذی ارتضیتَه لهُ، أبدلهُ منْ بعْدِ خوفِه أمناً، یَعْبُدکَ لا یشْرکْ بِکَ شیئاً، اللهُمَّ أعزهُ وأعزْزْ بهِ، وانصرْهُ وانتصرْ به، وانصُرهُ نصْراً عزیزاً، وافتَحْ لهُ فتْحاً یَسیراً، واجْعَل لهُ من لدُنکَ سُلطاناً نصیِراً، اللهُمَّ أظهِرْ بهِ دینِّکَ وسُنةَ نبیَکَ،

ص: 62

حتَی لا یستخْفِی بشیءٍ من الحقَّ، مخافةَ أحدٍ منَ الخلقِ، اللهُمَّ إنا نَرغبُ إلیکَ فی دوْلةٍ کریمةٍ، تُعزُّ بِها الإسلام وأهلهُ، وتُذِلُّ بها النفاق وأهْلهُ، وتجعَلنا فیها مِنَ الدُّعاةِ إلی طاعِتکَ، والقادةِ إلی سَبیلکَ، وترزُقنا بها کرامَة الدّنیا والآخِرَة، اللهُم ما عَرَّفتنا مِن الحقَّ فَحَمَّلناه، وما قَصُرنا عنهُ فَبَلِّغناهُ، اللهُمَ الممْ بهِ شَعَثنَا واشعَبْ بهِ صَدْعَنَا، وارُتقْ بهِ فتقنا، وَکَّثرْ بهِ قلتنا وأعزِز بهِ ذلتنا، وأغنِ بهِ عائلنا، واقضِ بهِ عن مغرمنِا، واجبر بهِ فقرَنا، وسُدَّ بهِ خلتنا، ویَسَّر به عُسْرنا، وَبیَّض بهِ وجوُهنا، وفُکّ بهِ أسرْنا، وأنِجح به طلبَتَنا، وأنجزْ بهِ مواعیِدَنا، واستَجِبْ بهِ دعوَتَنا، وأعْطنِا بهِ سُؤلنا، وبلغْنا بهِ منِ الدّنْیا والآخرةِ آمالنا، وأعطنِا بهِ فوقَ رغبتنَا، یا خیَر المسؤُولیَن وأوسَعَ المُعْطینَ، اشفِ بهِ صدُوَرنا، وأذهب بهِ غیظَ قلُوبِنا، واهْدنِا بهِ لما اختُلفَ فیه مِنَ الحقَّ بإذنِکَ، إنکَ تَهدِی من تَشاءُ إلی صراطٍ مستقیمٍ، وانصُرْنا بهِ علی عدُوَّکَ وعدُوِّنا، إلهَ الحق آمینَ، اللهُمَّ إناَّ نشْکو إلیْکَ فَقْدَ نَبینا صلَواتکَ علیهِ وآله، وغَیبْةَ وَلینا وکثرةَ عدونا وَقلة عددِنا، وشِدةَ الفتن بنِا وتظاهُرَ الزَّمان علینَا. فصلَّ علی محّمدٍ وآله، وأعنّا علی ذلکَ بفتحٍ منکَ تُعجلهُ وبضُرًّ تکشفهُ ونصرٍ تُعزهُ، وسُلطانِ حقَ تُظهرهُ ورحَمةٍ مِنکَ تجلِّلُناها، وَعافَیةٍ منِکَ تُلبسناها، برحْمتکَ یا أرحَم الرّاحمیِن.

ص: 63

وکُلُّ جلالِکِ جلیلٌ، اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِجلاِلِکَ کُلّهِ، اللهُم إنّی أسألُکَ مِنْ عظمتکَ بأعظمِها وکلُّ عظمتِکَ عظیمَةٌ، اللهُمَّ إنّی أسألک بعظمتِکَ کُلَّها. أللهٌمَّ إنّی أسألُکَ مِنْ نُورک بأنورِهِ وکُلُّ نورِکَ نَیّرٌ، اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بنَورِکَ کُلّهِ. اللهُمَّ إنّی أسألُکَ مِنْ رحمتِکَ بأوسعَها، وکلُّ رحمتِکَ واسعةٌ، اللهُمَّ إنّی أسألُکَ برحمتِک کُلها. اللهُمَّ إنّی أسألُکَ من کلماتِکَ بأتمّها، وکُلُ کلمِاتِکِ تامةٌ، اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بکلماتکَ کُلِّها. اللهْمَّ إنّی أسألکِ مِنْ کمالِکَ بِأکملِه وکل کمالِکَ کامِلٌ، اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بکمالِکِ کُلِه. اللهم إنّی أسألُکَ مِنْ أسمائِکَ بأکبرهِا، وکُلُّ أسمائِک کبیرةٌ، اللهُمَّ إنّی أسألُک بأسماِئِکِ کُلهُّا، اللهُمَّ إنّی أسألُکَ مِنْ عِزَتک بأعزِّها، وکُلُّ عِزتکَ عزیزَةٌ، اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بعزّتکَ کُلهّا. اللهُمَّ إنّی أسألُکَ مِنْ مَشیئتِکَ بأمضاهَا وکلَّ مشیئتِکَ ماضَیِةٌ، اللهُمَّ إنّی أسألُک بمشیئتِکَ کُلهِّا. اللهُمَّ إنّی أسألُکَ مِنْ قدرتِکَ بالقدرةِ التِی استْطلتَ بها علیَ کُل شیءٍ، وکُلُّ قُدرتِکَ مستطیلةٌ، اللهم إنّی أسألُکَ بقدرتکَ کُلِّها. اللّهم إنّی أسألُکَ من عِلمِکَ بأنفذهِ، وکُلُّ عِلمِک نافذٌ، أللهم إنّی أسألُکَ بعلمِکِ کلِّهِ. اللّهمَ إنّی أسألُک من قَولکَ بأرضُاه، وکُلُ قولکَ رَضیٌ، اللّهم إنّی أسألُک بقولک کُلِّه. اللّهم إنّی أسألُکَ من مسائِلِک بأحبَّها إلیکَ، وکُلُّ مسائلِک إلیکَ حبیبةٌ، أللهم إنّی أسألُکَ بمسائِلک کُلِّها. أللهم إنّی أسألُک مِن شَرَفِک بأشرفه وکُلُ شرفِکَ شریفٌ، اللّهم إنّی أسألُک بشرفِکَ کُلِّهِ. اللّهم إنّی أسألُکَ من سلطانِکَ

ص: 66

بأدومه، وکلّ سلطانکَ دائمٌ، اللّهم إنّی أسألُکَ بسلطانکِ کُلهِ. اللّهم إنّی أسألُکَ من مُلککَ بأفخرهِ، وکُلُ مُلککَ فاخِرٌ، اللّهمَ إنّی أسألُکَ بملکِکَ کُلهِ، اللّهمَ إنّی أسألُکَ من عُلُوک بأعلاهُ وکل علوکَ عالٍ، اللّهمَ إنّی أسألُک بعلوک کُله، اللّهم إنّی أسألُکَ من مَنَّکَ بأقدمهُ، وکُل مَنَّکَ قدیمٌ، اللّهمَ إنّی أسألُک بِمَنَّک کُلهِ، أللهم إنّی أسألُکَ من آیاتکَ بأکرمها، وکُلُّ آیاتِکَ کریمةٌ، أللهمَ إنّی أسألُکَ بآیاتک کُلِّها. اللهم إنّی أسألُکَ بما أنتَ فیه مِن الشأن والجبروت، وأسألُکَ بِکلِ شأنٍ وحدُه وجبروتٍ وحدها. أللهم إنّی أسألک بما تجیبُنی بهِ حِینَ أسألُکَ فأجبنی یا الله.

ثم سَل حاجتک فإنها تُقضی ألبتة.

ولم یُرضکَ خرجَ عنْ قدرتکَ، یا ربِّ یا ربِّ یا ربِّ -- حتی ینقطع النفس --، بکَ عرفتکَ وأنتَ دللتنی علیکَ ودعوتنی إلیکَ، ولولا أنتَ لم أدرِ ما أنتَ، الحمدُ لله الذی ادعوهُ فیجیبنی، وإن کنتُ بطیئاً حینَ یدعونی، والحمدُ للهِ الذی أسالهُ فیعطینی، وان کنتُ بخیلاً حینَ یستقرضنی، والحمدُ للهِ الذی أنادیهُ کلما شئتُ لحاجتی، وأخلو به حیثُ شئتُ لسرّی بغیرِ شفیعٍ فیقضی لی حاجتی، الحمدُ لله الذی لا أدعوْ غیرهُ، ولو دعوتُ غیرهُ لم یستجبْ لی دعائی، والحمدُ للهِ الذی لا أرجو غیرهُ، ولو رجوتُ غیرهُ لأخلفَ رجائی، والحمدُ للهِ الذی وکلنیّ إلیهِ فأکرمنی، ولم یکلنی إلی الناس فیهینونی، والحمدُ للهِ الذی تحبَب إلیَ وهوَ غنیٌ عنیْ، والحمد للهِ الذی یحلمُ عنی حتی کأنی لا ذنبَ لی، فربی أحمدُ شیء عندی وأحقُ بحمدی. أللهمَ إنّی أجدُ سُبلَ المطالبِ إلیکَ مشروعةً، ومناهلَ الرجاءِ لدیک مترعةً، والاستعانةَ بفضلک لمن أمّلکَ مباحةً، وأبوابَ الدعاءِ إلیکَ للصارخینَ مفتوحةً، وأعلمَ انکَ للراجینَ بموضعِ إجابةِ، وللملهوفینَ بمرصدِ إغاثةٍ، وان فی اللهفِ إلی جودکَ والرضا بقضائکَ عوضاً من منع الباخلینَ، ومندوحةً عمّا فی أیدی المستأثرینَ، وان الراحلَ إلیکَ قریبُ المسافةِ، وانکَ لا تحتجبُ عنْ خلقکَ، إلا أن تحجبهمُ الأعمال دونکَ وقد قصدتُ إلیکَ بطلبتی، وتوجهُت إلیکَ بحاجتی، وجعلُتُ بِکَ استغاثتی وبدعائکَ توسلی، من غیرَ استحقاقٍ لاستماعکَ منی، ولا استیجابٍ لعفوکَ عنی، بل لثقتی بکرمکَ وسکونی

ص: 68

إلی صدِق وعدکَ، ولجأی إلی الإیمان بتوحیدکَ ویقینی بمعرفتکَ منی أن لا ربَّ لی غیرکَ، ولا إله إلا أنتَ وحدکَ لا شریکَ لکَ، اللهمَ أنتَ القائلُ وقولکَ حقٌ ووعدکَ صدق، ]وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ کَانَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیماً[، ولیسَ من صفاتکَ یا سیدی، أن تأمرَ بالسؤالِ وتمنعَ العطیةَ، وأنتَ المنان بالعطیاتِ علی أهلَ مملکتکَ، والعائدُ علیهم بتحنن رأفتک. إلهی ربیّتنی فی نعمکَ وإحسانک صغیراً، ونوّهت باسمی کبیراً، فیا من ربانی فی الدنیا بإحسانهِ وتفضلهِ ونعمهِ وأشار لی فی الآخرة إلی عفوه وکرمه، معرفتی یا مولای دلیلی علیکَ، وحُبَّی لکَ شفیعی إلیکَ، وأنا واثقٌ من دلیلی بدلالتکَ وساکنٌ من شفیعی إلی شفاعتکَ. أدعوک یا سیدی بلسانٍ قد أخرسهُ ذنبهُ، ربِ أناجیکَ بقلبٍ قد أوبقهُ جرمهُ، ادعوکَ یا ربِّ راهباً راغباً راجیاً خائفاً، إذا رأیت مولای ذنوبی فزعتُ، وإذا رأیتُ کرمکَ طمعتُ، فان عفوتَ فخیرُ راحمٍ وان عذبتَ فغیرُ ظالمٍ، حجتی یا الله فی جرأتی علی مسألتکَ، مع إتیانی ما تکرَهُ جودکَ وکرمکَ، وعدَّتی فی شدتی مع قلة حیائی رأفتک ورحمتکَ، وقدْ رجوتُ أن لا تُخیَّب بین ذینِ وذینِ مُنیتی، فحقق رجائی واسمع دعائی، یا خیرَ من دعاهُ داعِ، وأفضل من رجاهُ راجٍ.عَظُمَ یا سیدی أملی وساءَ عملی، فأعطنی من عفوک بمقدار أملی، ولا تؤاخذنی بأسوءِ عملی، فإنَّ کرمکَ یجلُ عن مجازاة المذنبینَ، وحلمکَ یکبرُ عن مکافأةِ المقصَّرین، وأنا یا سیدی عائذٌ بفضلکَ هاربٌ مِنکَ إلیکَ، متنجزٌ ما وعدتَ

ص: 69

من الصفح عَمّن أحسنَ بِکَ ظناً، وما أنا یا ربِّ وما خطری، هبنی بفضلکَ وتصدق علیّ بعفوکَ، أی ربِ جللنی بسترک، واعفُ عن توبیخی بکرم وجهکَ، فلو اطلعَ الیومَ علی ذنبی غیرُکَ ما فعلتهُ، ولو خِفتُ تعجیلَ العقوبةِ لاجتنبتُهُ، لا لأنکَ أهون الناظرینَ إلی، واخفُ المطلعینَ علیَّ، بل لأنکَ یا ربِّ خیرُ الساترینَ واحکم الحاکمینَ وأکرمَ الأکرمینَ، ستارُ العیوبِ غفّارُ الذنوب، علاّمُ الغیوب، تسترُ الذنبَ بکرمکَ وتؤخرُ العقوبةَ بحلمک، فلک الحمدُ علی حِلمکَ بعدَ علمک وعلی عفوکَ بعد قدرتک، ویحملنی ویجرئنی علی معصیتکَ حلمکَ عنی، ویدعونی إلی قلةِ الحیاء سترک علیَّ ویسرعنی إلی التوثبِ علی محارمکَ معرفتی بسعة رحمتکَ، وعظیم عفوک یا حلیمُ یا کریمُ، یا حیُّ یا قیومُ، یا غافرَ الذنب یا قابلَ التوب، یا عظیمَ ال-مَنِّ، یا قدیمَ الإحسان، أین سترکَ الجمیلُ، أین عفُوکَ الجلیلُ، أین فرجُکَ القریبُ، أین غیاثُکَ السریعُ، أین رحمتُکَ الواسعةُ، أین عطایاکَ الفاضلةُ، أینَ مواهبُکَ الهنیئةُ، أین صنائعُکَ السنیةُ، أین فضلُکَ العظِیْمُ، أین مَنُّکَ الجسیمُ، أین أحسانُکَ القدیمُ، أین کرمُک یا کریمُ، به [وبمحمد وآل محمد] فاستنقذنی، وبرحمتک فخلّصنی، یا محسنُ یا مجملُ، یا منعمُ یا مفضلُ، لَستُ أتکلُ فی النجاة من عقابک علی أعمالنا، بل بفضلک علینا، لأنَّک أهلُ التقوی وأهلُ المغفرة، تبدیء بالإحسان نعماً، وتعفو عن الذنبِ کرماً، فما ندری ما نشکرُ، أجمیلَ ما تنشرُ، أم قبیحَ ما تسترُ، أم عظیمَ ما أَبْلَیْتَ

ص: 70

وأَوْلِیْتَ، أم کثیر مَا مِنهُ نَجَّیتَ وعافیتَ، یا حبیبَ من تحبَّبَ إلیک ویا قُرة عین من لاذَ بکَ وانقطعَ إلیکَ، أنتَ المحسنُ ونحن المسیئون، فتجاوزْ یا ربِّ عن قبیحِ ما عندنا بجمیل ما عندک، وأی جهلٍ یا ربِّ لا یسعهُ جودکَ، أو أی زمانٍ أطول من أناتک، وما قدر أعمالنا فی جَنبِ نعمک، وکیف نستکثر أعمالاً نُقابِلُ بها کرَمکَ، بل کیف یضیق علی المذنبین ما وسعهم من رحمتکَ، یا واسعََ المغفرةِ، یا باسط الیدین بالرحمةِ، فوعزتک یا سیدی، لو انتهرتنی ما بَرِحتُ من بابک، ولا کففتُ عن تملقکَ، لما انتهی إلی من المعرفةِ بجودکَ وکرمکَ وأنتَ الفاعلُ لما تشاءُ، تعذبُ من تشاءُ بما تشاءُ کیفَ تشاءُ، وترحمُ من تشاءُ بما تشاء کیفَ تشاءُ، ولا تُسأَلُ عن فعلکَ، ولا تُنازَعُ فی ملککَ، ولا تُشارَکُ فی أمرکَ، ولا تُضادُ فی حکمکَ، ولا یَعتَرِضُ علیک أحد فی تدبیرکَ، لکَ الخلقُ والأمرُ تبارکَ الله ربُ العالمینَ، یا ربَّ هذا مقامُ من لاذَ بکَ واستجارَ بکرمکَ، وألِفَ إحسانکَ ونعمکَ، وأنتَ الجوادُ الذی لا یضیقُ عفوکُ، ولا ینقصُ فضلُکَ ولا تقلُّ رحمتُکَ، وقدْ توثقنا مِنکَ بالصفح القدیم، والفضل العظیم والرحمةِ الواسعةِ، أفتراکَ یا ربِّ تُخلِفُ ظنوننا أو تخیّبُ آمالنا، کلا یا کریمُ فلیسَ هذا ظننا بکَ، ولا هذا فیکَ طمعنا، یا ربِّ إنَّ لنا فیکَ أملاً طویلاً کثیراً، إنَّ لنا فیک رجاءً عظیماً، عصیناکَ ونحن نرجو أن تسترَ علینا، ودعوناک ونحن نرجو أن تستجیبَ لنا، فحققُ رجاءنا مولانا، فقدْ علمنا ما نستوجِب بأعمالنا، ولکنْ علمکَ فینا،

ص: 71

وعلمنا بأنَّکَ لا تصرفنا عنکَ، حثنا علی الرغبة إلیک، وإنْ کُنا غیر مستوجبینَ لرحمتکَ، فأنتَ أهلٌ أن تجودَ علینا وعلی المذنبینَ بفضلِ سعتکَ، فامننُ علینا بما أنت أهلهُ، وجُدْ علینا فإنا محتاجون إلی نیلکَ، یا غفارُ بنورکَ اهتدینا، وبفضلک استغنینا، وبنعمتک أصبحنا وأمسینا، ذنوبنا بینَ یدیکَ، نستغفرکَ اللهمَ منها ونتوبُ إلیک، تتحببُ إلینا بالنعم ونعارضکَ بالذنوب، خیرُک إلینا نازلٌ، وشرنا إلیکَ صاعدٌ، ولم یزلْ ولا یزالُ ملکٌ کریم یأتیکَ عَنّا بعملٍ قبیحٍ، فلا یمنعکَ ذلکَ من أن تحوطنا بنعمکَ، وتتفضلَ علینا بآلائک، فسبحانکَ ما أحلمکَ وأعظمکَ وأکرمکَ، مُبدئاً ومُعیداً تقدَّستْ أسماؤکَ وجلَ ثناؤکَ وکرمَ صنائعکَ وفعالک، أنت إلهی أوسع فضلاً وأعظم حلماً، من أن تقایسنی بفعلی وخطیئتی، فالعفوَ العفوَ العفوَ سیدی سیدی سیدی، اللهمَ اشغلنا بذکرکَ وأعذنا من سخطکَ، وأجرنا من عذابکَ، وارزقنا من مواهبکَ، وأنعم علینا من فضلکَ، وارزقنا حجَ بیتکَ وزیارةَ قبر نبیکَ صلواتک ورحمتکَ ومغفرتکَ ورضوانکَ علیه وعلی أهل بیتهِ، انک قریبٌ مجیبٌ، وارزقنا عملاً بطاعتکَ، وتوفنا علی ملتکَ وسنةِ نبیک صلی الله علیهِ وآله.اللهم اغفرْ لی ولوالدیّ، وارحمهما کما ربیانی صغیراً، أجزهما بالإحسان إحساناً وبالسیئات غفراناً، اللهمَ اغفرَ للمؤمنینَ والمؤمنات، الأحیاء منهم والأموات، وتابع بیننا وبینهم بالخیراتِ، اللهم اغفر لحیّنا ومیتنا، وشاهدنا وغائبنا ذَکَرِنَا وأُنثَاْنَا صغیرنا وکبیرنا، حُرِنَا

ص: 72

وَمَملوکنا، کذب العادلون باللهِ، وضلَوا ضلالاً بعیداً، وخسروا خسرانا مبیناً. اللهمَ صلِّ علی محمدٍ وآل محمدٍ، واختمْ لی بخیرٍ واکفنی ما أهمنی من أمر دنیای وآخرتی ولا تسلطَ علیَّ من لا یرحمنی، واجعلْ علیَّ مِنکَ واقیةً باقیةً، ولا تسلبنی صالح ما أنعمتَ به علیَّ، وارزقنی من فضلکَ رزقاً واسعاً حلالاً طیباً.اللهم احرسنی بحراستکَ وأحفظنی بحفظکَ، واکلانی بکلاءتک، وارزقنی حجَ بیتکَ الحرامِ، فی عامنا هذا وفی کل عام، وزیارة قبر نبیکَ والأئمةِ علیهمَ السلام، ولا تخلنی یا ربِّ من تلکَ المشاهدِ الشریفةِ والمواقفِ الکریمةِ. اللهم تُبْ علیَّ حتی لا أعصیک، وألهمنی الخیرَ والعملَ بهِ، وخشیتکِ باللیل والنهار ما أبقیتنی یا ربَّ العالمین، اللهم إنّی کُلّما قلتْ قد تهیأتُ وتعبأتُ، وقُمتُ للصلاةِ بین یدیک وناجیتُک، ألقیتَ علیَّ نعاساً إذا أنا صلیت وسلبتَنی مناجاتکَ إذا أنا ناجیتُ، ما لی کُلّما قُلتُ قد صلحتْ سریرتی، وقَرُبَ من مجالسِ التوابین مجلسی، عرضتْ لی بلیةٌ أزالتْ قدمی، وحالتْ بینی وبین خدمتک، سیدی لعلک عن بابکَ طردتَنی، وعن خدمتک نحیتَنی، أو لعلکَ رأیتَنی مستخفاً بحقک فأقصیتَنی، أو لعلک رأیتَنی مُعرِضاً عنکَ فقلیتَنی، أو لعلک وجدتَنی فی مقام الکاذبین فرفضتَنی، أو لعلکَ رأیتَنی غیر شاکرٍ لنعمائکَ فحرمتَنی،أو لعلکَ فقدتَنی من مجالسِ العلماء فخذلتَنی،أو لعلکَ رأیتَنی فی الغافلینَ فمن رحمتکَ آیستنی،أوَ لعلکَ رأیتَنی آلف مجالسِ البطالینَ فبینی وبینهمْ خلیتَنی،أو لعلکَ لم تُحبَ أن تسمعَ

ص: 73

دعائی فباعدتَنی، أو لعلَّکَ بجرمی وجریرتی کافیتَنی، أو لعلک بِِقِلة حیائی مِنک جازیتَنی، فان عفوتَ یا ربِّ فطالما عفوتَ عن المذنبینَ قبلی، لأن کرمکَ أی ربِّ یجلُ عن مکافأةِ المقصرینَ، وأنا عائذ بفضلکَ هاربٌ منکَ إلیکَ، متنجز ما وعدتَ من الصفح عمن أحسنَ بکَ ظناً، إلهی أنتَ أوسعُ فضلاً وأعظمُ حلماً من ان تقایسنی بعملی، أو أن تستزلنی بخطیئتی، وما أنا یاسیدی وما خطری هبنی بفضلکَ سیدی، وتصدقْ علیّ بعفوکَ وجللنی بسترکَ، واعفُ عن توبیخی بکرم وجهکَ، سیدی أنا الصغیر الذی ربیتَهُ، وأنا الجاهلُ الذی عَلَّمتَهُ، وأنا الضالُ الذی هدیتَهُ، وأنا الوضیعُ الذی رفعتَهُ، وأنا الخائفُ الذی آمنتَهُ، والجائعَ الذی أشبعتَهَ، والعطشانُ الذی أرویتَهُ، والعاری الذی کسوتَهُ،والفقیرَ الذی أغنیتَهُ، والضعیفَ الذی قَوَّیتَهُ، والذلیلُ الذی اعززتَهُ، والسقیمُ الذی شفیتَهُ، والسائلُ الذی أعطیتَهُ، والمذنبُ الذی سترتَهُ، والخاطیء الذی أقلتَهُ وأنا القلیلُ الذی کثرتَهُ، والمستضعفُ الذی نصرتَهُ، وأنا الطریدُ الذی آویتَهُ، أنا یا ربِّ الذی لم أستحیکَ فی الخلاءِ، ولم أراقبکَ فی الملأ، أنا صاحب الدواهی العظمی، أنا الذی علی سیدهِ اجترأ، أنا الذی عصیتُ جبار السماءِ، أنا الذی أعطیتُ علی معاصی الجلیلِ الرشی، أنا الذی حینَ بُشِّرتُ بها خرجتُ إلیها أسعی، أنا الذی أمهلتَنی فما ارعویتُ، وسترتَ علیَّ فما استحییتُ، وعملتُ بالمعاصی فتعدیتُ، وأسقطتَنی من عینک فما بالیتُ، فبحلمکَ أمهلتنی، وبسترکَ سترتَنی حتی

ص: 74

کأنکَ أغفلتَنی، ومن عقوباتِ المعاصی جنبتَنی حتی کأنکَ استحییتَنی، إلهی لم أعصک حین عصیتکَ وأنا بربوبیتکَ جاحدٌ، ولا بأمرکَ مستخفٌ، ولا لعقوبتکَ متعرضٌ، ولا لوعیدکَ متهاون، لکن خطیئةٌ عرضتْ، وسوّلت لی نفسی، وغلبنی هوای وأعاننی علیها شقوتی، وغرنی سترکَ المرخی علیَّ، فقد عصیتُکَ وخالفتُکَ بجهدی، فالآن من عذابکَ من یستنقذنی، ومن أیدی الخصماء غداً من یُخلّصنی، وبحبل من أتصلُ إن انتَ قطعتَ حبلکَ عنی، فواسؤتاه علی ما أحصی کتابکَ من عملی، الذی لولا ما أرجو من کرمکَ وسعةِ رحمتکِ، ونهیکَ ایایَ عن القنوط لقنطتُ عندما أتذکرها، یا خیرَ من دعاهُ داعٍ، وأفضلُ من رجاهُ راجٍ. اللهم بذمة الإسلام اتوسلُ الیک، وبحرمةِ القرآن اعتمدُ الیکَ وبحبِّی النبیَّ الامیَّ القرشیَّ الهاشمیَّ العربیَّ التهامیَّ المکیَّ المدنیَّ أرجو الزلفة لدیک، فلا توحش استئناس ایمانی، ولاتجعل ثوابی ثوابَ من عَبَدَ سواکَ، فإنَّ قوماً آمنوا بألسنتهمُ لیحقنوا به دماءهمْ، فأدرکوا ما أمّلوا، وإنّا آمنا بک بألسنتنا وقلوبنا لتعفو عنا فأدرکنا ما أمّلنا، وثَبَّتْ رجاءکَ فی صدورنا، ولا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هدیتنا، وهبْ لنا من لدنک رحمة إنَّکَ انت الوهابُ، فو عزتک لو انتهرتَنی ما بَرِحتُ من بابک، ولا کففتُ عن تملقک، لما الهم قلبی من المعرفة بکرمک وسعة رحمتک، إلی من یذهب

ص: 75

العبْدُ، إلا إلی مولاهُ، والی من یلتجیء المخلوقُ إلا إلی خالقه. إلهی لو قرنتَنی بالأصفادِ، ومَنَعْتَنِی سَیْبَک((1)) من بین الاشهاد، ودللتَ علی فضائحی عیون العباد، وأمرتَ بِیّ إلی النار، وحِلتَ بینی وبین الأبرار، ما قطعتُ رجائی منک، وما صرفتُ تأمیلی للعفوِ عنکَ، ولاخرجَ حُبُّک من قلبی، أنا لا أنسی أیادیکَ عندی، وسترکَ علی فی دارِ الدنیا سیدی أخرجْ حُبَّ الدنیا من قلبی، واجمعْ بینی وبینَ المصطفی وآله خیرتکَ من خلقکَ وخاتم النبین محمدٍ(صلی الله علیه واله)، وانقلنی إلی درجةِ التوبةِ الیکَ، وأعنی بالبکاء علی نفسی، فقد أفنیتُ بالتسویفِ والآمال عمری، وقد نزلتُ منزلةَ الآیسینَ من خیری، فمنْ یکون أسوأ حالاً منی إن انا نقلتُ علی مثلِ حالی إلی قبرٍ لَم أمهدهُ لرقدتی، ولم أفرشهُ بالعملِ الصالحِ لضجعتی، وما لی لا ابکی ولا أدری إلی ما یکون مصیری، وأری نفسی تخادعنی، وأیامی تخاتلنی، وقد خفقتْ عندَ رأسی أجنحةُ الموتِ، فما لی لا أبکی، أبکی لخروجِ نفسی، أبکی لظلمةِ قبری، أبکی لضیقِ لحدی، أبکی لسؤالِ منکر ونکیرٍ إیایَ، أبکی لخروجی من قبری عریاناَ ذلیلاً، حاملاً ثقلی علی ظهری، أنظر مرة عن یمینی، وأخری عن شمالی، إذ الخلائقُ فی شأن غیر شأنی لکل امرئٍ منهم یومئذ شأنٌ یُغنیه، وجوهٌ یومئذٍ مسفرةٌ ضاحکةٌ مستبشرةٌ، ووجوةٌ یومئذ علیها غبرةٌ، ترهقها

ص: 76

قترةٌ وذلةٌ، سیدی علیکَ معولی ومعتمدی، ورجائی وتوکلی، وبرحمتکَ تعلقی، تصیبُ برحمتکَ من تشاءُ، وتهدی بکرامتکَ من تحبُّ، فلکَ الحمدُ، علی ما نَقَّیتَ منَ الشرکِ قلبی، ولکَ الحمدُ علی بسطِ لسانی، أفبلسانی هذا الکال أشکرک، أم بغایةِ جهدی فی عملی أرضیکَ، وما قدر لسانی یا ربِّ فی جنبِ شکرکِ، وما قدرُ عملی فی جنبِ نعمکَ واحسانکَ، إلهی إن جودکَ بسطَ أملی، وشکرکَ قبلَ عملی، سیدی الیکَ رغبتی وإلیک رهبتی، وإلیک تأمیلی وقد ساقنی الیک املی، وعلیک یا واحدی عَکَفَتْ همتی، وفیما عندکَ انبسطتْ رغبتی، ولکَ خالصُ رجائی وخوفی، وبکَ أنست محبتی، وإلیکَ ألقیتُ بیدی، وبحبل طاعتکَ مدَدَّتُ رهبتی، یا مولایَ بذکرکَ عاشَ قلبی، وبمناجاتکَ بردتُ ألمَ الخوفِ عنی، فیا مولای ویا مؤملی ویا منتهی سؤلی، فَرَّق بینی وبین ذنبیَ المانعِ لی من لزومِ طاعتکَ، فإنما أسألُکَ لقدیم الرجاءِ فیکَ، وعظیم الطمعِ منکَ، الذی اوجبتَهْ علی نفسکَ من الرأفةِ والرحمةِ، فالامرُ لکَ وحدکَ لا شریکَ لکَ، والخلقُ کلهمُ عیالکَ وفی قبضتکَ، وکلُ شیء خاضعٌ لکَ تبارکتَ یا ربّ العالمینَ. إلهی أرحمنی إذا انقطعتْ حجتی، وکلَّ عن جوابکَ لسانی، وطاشَ عند سؤالکَ ایایَ لُبی، فیا عظیم رجائی لا تخیبنی إذا اشتدتُ فاقتی، ولا تردنی لجهلی، ولا تمنعنی لقلةِ صبری، اعطنی لفقری، وارحمنی لضعفی، سیدی علیکَ معتمدی ومعولی ورجائی وتوکلی، وبرحمتکِ تعلقی، وبفنائکَ احطُ

ص: 77

رحلی، وبجودک اقصدُ طلبتی، وبکرمکَ أیّ ربِ استفتحُ دعائی، ولدیکَ ارجو فاقتی وبغناکَ أجبرُ عیلتی، وتحتَ ظل عفوکَ قیامی، والی جودکَ وکرمکِ ارفعُ بصری، والی معروفکَ ادیمُ نظری، فلا تحرقنی بالنار وانتَ موضعَ أملی، ولا تسکنی الهاویة فإنکَ قرة عینی. یا سیدی لا تکذبْ ظنی باحسانکَ ومعروفکَ، فإنک ثقتی، ولا تحرمنی ثوابکَ، فإنکَ العارفُ بفقری، إلهی ان کان قد دنا أجلی، ولم یقّربنی منکَ عملی، فقد جعلتُ الاعترافَ إلیکَ بذنبی وسائلَ عللی. إلهی إن عَفوتَ فمَن أولی منکَ بالعفو، وان عَذَّبتَ فمن اعدلُ منک فی الحکمِ، إرحم فی هذه الدنیا غربتی، وعندَ الموتِ کربتی، وفی القبرِ وحدتی، وفی اللحدِ وحشتی، وإذا نُشِرتُ للحسابِ بین یدیک ذلّ موقفی، واغفر لی ما خفیَ علی الآدمیینَ من عملی، وأدمْ لی ما بِهِ سترتنی، وارحمنی صریعاً علی الفراشُ، تُقَلّبُنی أیدی أحبتی، وتفضّلُ علی ممدوداً علی المغتسلِ، یُقَلّبُنی صالحُ جیرتی، وتحنّنُ علیّ محمولاً قد تناولَ الاقرباءُ اطرافَ جنازتی، وجُدْ علیَّ منقولاً قد نزلتُ بکَ وحیداً فی حفرتی، وارحمْ فی ذلکَ البیتِ الجدیدِ غُربتی، حتی لا أستأنسُ بغیرکَ، یا سیدی ان وکلتنی إلی نفسی هلکتُ، سیدی فبِمَنْ استغیثُ إن لم تُقِلنی عثرتی، فإلی من افزعُ ان فقدتُ عنایتکَ فی ضجعتی، وإلی من ألتجیُء ان لم تُنفسُ کربتی. سیدی مَن لی ومَن یرحمنی إن لم ترحمنی، وفضلَ من اؤملُ ان عُدمتُ فضلَکَ یومَ فاقتی، وإلی من الفِرارُ من الذنوبِ إذا انقضی اجلی،

ص: 78

سیدی لا تعذَّبنی وانا ارجوک إلهی حققْ رجائی وآمن خوفی، فان کثرةَ ذنوبی لا أرجو فیها إلاّ عفوکَ، سیدی انا أسألک ما لا استحقُ، وأنتَ أهلُ التقوی واهلُ المغفرةِ فاغفرْ لی، والبسنی من نظرکَ ثوباً یغطّی علیَّ التبعاتِ، وتغفرها لی ولا أُطالَبُ بها إنَّکَ ذو منٍّ قدیمٍ وصفحٍ عظیمٍ وتجاوزٍ کریمٍ. إلهی أنتَ الذی تُفیضُ سیبکَ علی من لا یسألکَ، وعلی الجاحدین بربوبیتکَ، فکیفَ سیدی بمن سألکَ، وأیقنَ أنَّ الخلقَ لکَ والامرَ إلیکَ، تبارکتَ وتعالیتَ یاربَ العالمینَ، سیدی عبدکَ ببابکَ اقامتهُ الخصاصةُ بین یدیکَ، یقرعُ بابَ احسانکَ بدعائهِ، فلا تعرضْ بوجهکَ الکریمِ عنی، واقبلْ منی ما أقول، فقد دعوتُ بهذا الدعاء وأنا أرجو أن لا تردنی، معرفةً منی برأفتکَ ورحمتکَ. إلهی أنتَ الذی لا یُحفیکَ سائلٌ، ولا ینقصکَ نائلٌ، انتَ کما تقولُ وفوقَ ما نقول، اللهمَ إنّی أسألُکَ صبراً جمیلاً وفرجاً قریباً، وقولاً صادقاً وأجراً عظیماً. أسألُکَ یا ربِّ من الخیر کلهِ، ما عَلِمتُ منهُ وما لم اعلمْ، أسألُک اللهمَ من خیر ماسألکَ منهُ عبادکَ الصالحون، یا خیرَ من سُئِلَ، وأجود منْ أعطی، أعطنی سؤلی فی نفسی وأهلی ووالدیَّ، وولدی وأهل حزانتی واخوانی فیکَ، وأرغدْ عیشی وأظهرْ مروتی، واصلحْ جمیعَ احوالی واجعلنی ممن اطلتَ عمرهُ وحَسَّنتَ عملهُ، واتممتَ علیه نعمتکَ، ورضیتَ عنه وأحییتَهُ حیاةً طیبةً، فی أدومِ السرورِ وأسبغِ الکرامةِ وأتمِ العیشِ، إنکَ تفعلُ ما تشاءُ ولا یفعل ما یشاء غیرکَ، اللهمَ خصنی منک

ص: 79

بخاصةِ ذکرِکَ، ولا تجعل شیئاً مما أتقربُ به فی آناء اللیلِ وأطرافِ النهارِ، ریاءً ولا سمعة ولا أشراً ولا بطراً، واجعلنی لکَ من الخاشعینَ، اللهمَ أعطنی السعةَ فی الرزقِ، والامنَ فی الوطنِ، وقُرةَ العینِ فی الاهلِ والمال والولدِ، والمقامِ فی نعمکَ عندی، والصحةَ فی الجسمِ، والقوةَ فی البدنِ، والسلامةَ فی الدینِ، واستعملنی بطاعتکَ وطاعةِ رسولکَ، محمدٍ(صلی الله علیه واله) ابداً ما استعمرتَنی، واجعلنی من أوفرِ عبادِکَ عندکَ نصیباً فی کلّ خیرٍ أنزلتَهُ، وتُنزلُهُ فی شهرِ رمضان فی لیلةِ القدرِ، وما أنتَ مُنزلهُ فی کل سنةٍ من رحمةٍ تَنشرُها، وعافیةٍ تُلبِسها، وبلیةٍ تدفعُها، وحسناتٍ تَتَقبلُها، وسیئاتٍ تتجاوزُ عنها، وارزقنی حجَ بیتکَ الحرامِ فی عامی هذا وفی کل عامٍ، وارزقنی رزقاً واسعاً من فضلکَ الواسعِ، واصرف عنی یا سیدی الاسواء، واقضِ عنی الدینَ والظلاماتَ، حتی لا أتأذی بشیءٍ منهُ، وخُذْ عنی بأسماعِ وأبصارِ اعدائی وحُسّادی، والباغینَ علیَّ وانصرنی علیهمْ، وأقرَّ عینی وَفرَّحْ قلبی، واجعلْ لی من هَمّی وکَربی فَرجاً ومخرجاً واجعلْ من أرادنی بسوءٍ من جمیع خلقک تحت قَدمیَّ، واکفنی شرَ الشیطانِ وشرَ السلطانِ، وسیئات عملی، وطَهَّرنی من الذنوب کلها، وأجرنی من النارِ بعفوکَ، وادخلنی الجنةَ برحمتکَ، وزوّجنی من الحور العین بفضلکَ، وألحقنی بأولیائکَ الصالحینَ محمدٍ وآلهِ الأبرار الطیبینَ الطاهرینَ الاخیار صلواتکَ علیهمِ وعلی أجسادهم وارواحهم ورحمةُ الله وبرکاتهُ. إلهی وسیدی وعزتکَ وجلالکَ، لئن طالبتَنی بذنوبی

ص: 80

لأطالبنکَ بعفوکَ، ولئن طالبتنی بلؤمی لأطالبنکَ بکرمکَ، ولئن أدخلتنی النارَ لأخبرنَ اهلَ النارِ بحبی لکَ. إلهی وسیدی، ان کنتَ لا تغفرُ إلا لأولیائکَ واهلَ طاعتکَ، فإلی من یفزغُ المذنبون، وان کنتَ لا تُکرِم إلا أهل الوفاءِ بکَ، فبِمَن یستغیثُ المسیئونَ، إلهی إن أدخلتنی النارَ ففی ذلکَ سرورُ عدوکَ، وإن أدخلتنی الجنةَ ففی ذلک سرورُ نبیکَ، وانا واللهِ اعلمُ أنَّ سرورَ نبیکَ أحبُ الیکَ من سرور عدوکَ، اللهمَ إنّی أسألک ان تملأ قلبی حباً لکَ وخشیةً منکَ، وتصدیقاً بکتابکَ وإیماناً بکَ، وفَرقاً منکَ وشوقاً الیکَ، یا ذا الجلالِ والاکرامِ، حَبَّب إلیَّ لقاءکَ وأحبَّب لقائی، واجعل لی فی لقائکَ الراحةَ والفرجَ والکرامةَ. اللهمَ ألحقنی بصالح من مضی، واجعلنی من صالح من بقی، وخُذْ بِیّ سبیلَ الصالحینَ، وأعنّی علی نفسی بما تُعینُ به الصالحینَ علی أنفسهمْ، واختمْ عملی بأحسنهِ، واجعلُ ثوابی منهُ الجنةَ برحمتکَ، وأعنّی علی صالحِ ما أعطیتنی، وثَبَّتنی یا ربِّ، ولا تردنی فی سوءٍ استنقذتَنی منه یا ربِّ العالمینَ، اللهم إنّی أسألُکَ ایماناً لا أجلَ لهُ دون لقائکَ، أحینی ما أحییّتنی علیهِ، وتوفنی إذا توفیتَنی علیهِ، وابعثنی إذا بعثتَنی علیهِ، وأبرئ قلبیِ من الریاءِ والشکِ والسمعةِ فی دینکَ، حتی یکون عملی خالصاً لکَ، اللهمَ اعطنی بصیرةً فی دینکَ، وفَهماً فی حکمکَ، وفِقهاَ فی علمکَ، وکِفلین من رحمتکَ، وورعاً یحجزنی عن معاصیکَ، وَبیّض وجهی بنورکَ، واجعلْ رغبتی فیما عندکَ، وتوفنی فی سبیلکَ،وعلی ملةِ رسولکَ صلی الله علیه

ص: 81

وآله اللهم إنّی أعوذُ بکَ من الکسلِ والفشلِ، والهمِ والجبنِ والبخلِ، والغفلةِ والقسوة والمسکنةِ، والفقرِ والفاقةِ وکل بلیةِ، والفواحشِ ما ظهرَ منها وما بطنَ، وأعوذُ بِکَ من نفس لا تقنع وبطن لا یشبع، وقلبٍ لا یَخشع، ودعاءٍ لا یُسمَع، وعملٍ لا ینفع، وأعوذُ بکَ یا ربِّ علی نفسی ودینی ومالی وعلی جمیعِ ما رزقتنی من الشیطانِ الرجیمِ، انک انتَ السمیعُ العلیمُ، اللهمَ انه لا یُجیرنی منکَ أحدٌ، ولا أجدُ من دونکَ ملتحداً، فلا تجعل نفسی فی شیء من عذابکَ، ولا تردنی بهلکةٍ، ولا تردنی بعذابٍ الیمٍ، اللهمَ تقبَّلْ منی واعلِ ذکری، وارفعْ درجتی وحطَ وزری، ولا تذکرنی بخطیئتی، واجعلْ ثوابَ مجلسی وثوابَ منطقی، وثوابَ دعائی رضاکَ والجنةَ، وأعطنی یا ربِّ جمیعُ ما سألتُکَ، وزدنی من فضلکَ إنّی الیکَ راغبُ یا ربَّ العالمینِ، اللهمَ إنَّکَ انزلتَ فی کتابکَ أن نعفو عَمَّنَ ظَلَمَنا، وقد ظَلَمَنا أنفسَنا فاعفُ عَنّا، فإنَّکَ أولی بذلکَ مِنّا، وأمرتنا ان لا نَرُد سائلاً عن أبوابنا، وقد جئتُکَ سائلاً، فلا تردنی الا بقضاءِ حاجتی، وأمرتَنا بالاحسانِ إلی ما مَلَکَتْ ایمانُنا، ونحن أرقاؤک فاعتق رقابنا من النار، یا مفزعی عند کربتی، ویا غوثی عند شدتی، إلیکَ فَزِعتُ وبکَ استغثتُ ولُذتُ، لا ألوذُ بسواکَ ولا اطلبُ الفرجَ إلاّ مِنکَ، فأغثنی وَفرَّج عَنّی، یا مَن یقبلُ الیسیر ویعفوُ عن الکثیرَ، إقبلْ مِنّی الیسیرَ، واعفُ عنّی الکثیرَ، إنکَ أنتَ الرحیمُ الغفورُ. اللهمَ إنّی أسألُکَ إیماناً

ص: 82

تُباشرُ بهِ قلبی، ویقیناً صادقاً حتی أعلمَ انه لن یُصیبَنی إلاّ ما کَتبتَ لی، وَرَضِنی من العیشِ بما قسمتَ لی، یا أرحمَ الراحمینَ.

_ _ _

الْبَحْرِ لِمُوسی، اللَّیلَةَ اللَّیْلَةَ اللَّیْلَةَ، السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ، اللهُمَّ طَهِّرْ قَلْبی مِنَ النِّفاقِ، وَعَمَلی مِنَ الرِّیاءِ، وَلِسانی مِنَ الْکَذِبِ، وَعَیْنی مِنَ الْخِیانَةِ، فَاِنَّکَ تَعْلَمُ خائِنَةَ الاَْعْیُنِ وَما تُخْفِی الصُّدورِ، یا ربِّ هذا مَقامُ الْعائِذِ بِکَ مِنَ النّارِ، هذا مَقامُ الْمُسْتَجیرِ بِکَ مِنَ النَّارِ، هذا مَقامُ الْمُسْتَغیثِ بِکَ مِنَ النّارِ، هذا مَقامُ الْهارِبِ اِلَیْکَ مِنَ النّارِ، هذا مَقامُ مَنْ یَبُوءُ لَکَ بِخَطیئَتِهِ وَیَعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ وَیَتُوبُ إلی رَبِّهِ، هذا مَقامُ الْبائِسِ الْفَقیرِ، هذا مَقامُ الْخائِفِ الْمُسْتَجیرِ، هذا مَقامُ الَْمحْزُونِ الْمَکْرُوبِ، هذا مَقامُ الْمَغْمُومِ الْمَهْمُومِ، هذا مَقامُ الْغَریبِ الْغَریقِ، هذا مَقامُ الْمُسْتَوْحِشِ الْفَرِقِ، هذا مَقامُ مَنْ لا یَجِدُ لِذَنْبِهِ غافِراً غَیْرَکَ، وَلا لِضَعْفِهِ مُقَوِّیاً اِلاّ اَنْتَ، وَلا لِهَمِّهِ مُفَرِّجاً سِواکَ، یا الله یا کَریمُ، لا تُحْرِقْ وَجْهی بِالنّارِ بَعْدَ سُجُودی لَکَ وَتَعْفیری بِغَیْرِ مَنٍّ مِنّی عَلَیْکَ، بَلْ لَکَ الْحَمْدُ وَالْمَنُّ وَالتَّفَضُّلُ عَلیَّ، ارْحَمْ اَیْ رَبِّ اَیْ رَبِّ (حتّی ینقطع النفس) ضَعْفی وَقِلَّةَ حیلَتی وَرِقَّةَ جِلْدی وَتَبَدُّدَ اَوْصالی وَتَناثُرَ لَحْمی وَجِسْمی وَجَسَدی وَوَحْدَتی وَوَحْشَتی فی قَبْری وَجَزَعی مِنْ صَغیرِ الْبَلاءِ، أسألُکَ یا ربِّ قُرَّةَ الْعَیْنِ وَالاِغْتِباطَ یَومَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدامَةِ، بَیِّضْ وَجْهِی یا ربِّ یَوْمَ تَسْوَدُّ الْوُجُوهُ، آمِنّی مِنَ الْفَزَعِ الاَْکْبَرِ، أسألُکَ الْبُشْری یَوْمَ تُقَلَّبُ الْقُلُوبُ وَالاَْبْصارُ، وَالْبُشْری عِنْدَ فِراقِ الدُّنْیا، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی اَرْجُوهُ عَوْناً فی حَیاتی، وَاُعِدُّهُ ذُخْراً لِیَوْمِ فاقَتی، اَلْحَمْدُ لله الَّذی اَدْعُوهُ وَلا اَدْعُو غَیْرَهُ وَلوْ دَعَوْتُ غَیْرَهُ لَخَیَّبَ دُعائی، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی اَرْجُوهُ وَلا اَرْجُو غَیْرَهُ وَلَوْ

ص: 84

رَجَوْتُ غَیْرَهُ لاََخْلَفَ رَجائی، اَلْحَمْدُ للهِ الْمُنْعِمِ الُْمحْسِنِ الُمجْمِلِ الْمُفْضِلِ ذِی الْجَلالِ والاِکْرامِ وَلِیُّ کُلِّ نِعْمَة، وَصاحِبُ کُلِّ حَسَنَة، وَمُنْتَهی کُلِّ رَغْبَة، وَقاضی کُلِّ حاجَة، اللهُمَّ صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد وَارْزُقْنی الْیَقینَ وُحسْنَ الظَّنِّ بِکَ، وَاَثْبِتْ رَجَاْءَکَ فی قَلْبی، وَاقْطَعْ رَجائی عَمَّنْ سِواکَ، حَتّی لا اَرْجُو غَیْرَکَ وَلا اَثِقَ اِلاّ بِکَ، یا لَطیفاً لِما تَشاءُ اْلُطُفْ لی فی جَمیعِ اَحْوالی بِما تُحِبُّ وَتَرْضی، یا ربِّ إنّی ضَعیفٌ عَلَی النّارِ فَلا تُعَذِّبْنی بالنّارِ، یا ربِّ ارْحَمْ دُعائی وَتَضرُّعی وَخَوْفی وَذُلّی وَمْسکَنَتی وَتَعْویذی وَتَلْویِذی، یا ربِّ إنّی ضَعیفٌ عَنْ طَلَبِ الدُّنْیا وَاَنْتَ واسِعٌ کَریمٌ، اَسْأَلُکُ یا ربِّ بِقُوَّتِکَ عَلی ذلِکَ وَقُدْرَتِکَ عَلَیْهِ وَغِناکَ عَنْهُ وَحاجَتی اِلَیْهِ اَنْ تَرْزُقَنی فی عامی هذا وَشَهْری هذا وَیَوْمی هذا وَساعَتی هذِهِ رِزْقاً تُغْنینی بِهِ عَنْ تَکَلُّف ما فی اَیْدی النّاسِ مِنْ رِزْقِکَ الْحَلالِ الطَّیِّبِ، اَیْ رَبِّ مِنْکَ اَطْلُبُ وَاِلَیْکَ اَرْغَبُ وِإیّاکَ اَرْجُو وَاَنْتَ اَهْل ذلِکَ، لا اَرْجُو غَیْرَکَ وَلا اَثِقُ إلاّ بِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، اَیْ رَبِّ ظَلَمْتُ نَفْسی فَاْغفِرْ لی وَارْحَمْنی وَعافِنی، یا سامِعَ کُلِّ صَوْت، وَیا جامِعَ کُلِّ فَوْت، وَیا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ، یا مَنْ لا تَغْشاهُ الظُّلُماتُ، وَلا تَشْتَبِهُ عَلَیْهِ الاَْصْواتُ، وَلا یَشْغَلُهُ شَیءٌ عَنْ شَیء، اَعْطِ مُحَمَّداً صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وآلهِ اَفْضَلَ ما سَأَلَکَ وَاَفْضَلَ ما سُئِلْتَ لَهُ، وَاَفْضَلَ ما اَنْتَ مَسْؤُولٌ لَهُ إلی یَوْمِ الْقِیامَةِ، وَهَبْ لِیَ الْعافِیَةَ حَتّی تُهَنِّئَنی الْمَعیشَةَ، وَاخْتِمْ لی بِخَیْر حَتّی لا تَضُرَّنیِ الذُّنُوبُ، اللهُمَّ رَضِّنی بِما قَسَمْتَ لی حَتّی

ص: 85

لا اَسْأَلَ اَحَداً شَیْئاً، اللهُمَّ صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد وَافْتَحْ لی خَزائِنَ رَحْمَتِکَ، وَارْحَمْنی رَحْمَةً لا تُعَذِّبُنی بَعْدَها اَبَداً فِی الدُّنْیا وَالاخِرَةِ، وَارْزُقْنی مِنْ فَضْلِکَ الْواسِعِ رِزْقاً حَلالاً طَیِّباً لا تُفْقِرُنی إلی أحد بَعْدَهُ سِواکَ، تَزیدُنی بِذلِکَ شُکْراً وَاِلَیْکَ فاقَةً وَفَقْراً، وَبِکَ عَمَّنْ سِواکَ غِناً وَتَعفُّفاً، یا مُحْسِنُ یا مُجْمِلُ، یا مُنْعِمُ یا مُفْضِلُ، یا مَلیکُ یا مُقْتَدِرُ صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد وَاکْفِنی الْمُهِمَّ کُلَّهُ، وَاقْضِ لی بِالْحُسْنی، وَبارِکْ لی فی جَمیعِ اُمُوری، وَاقْضِ لی جَمیعَ حَوائِجی، اللهُمَّ یَسِّرْ لی ما اَخافُ تَعْسیرَهُ، فَاِنَّ تَیْسیرَ ما اَخافُ تَعْسیرَهُ عَلَیْکَ سَهْلٌ یَسیرٌ، وَسَهِّلْ لی ما اَخافُ حُزونَتَهُ، وَنَفِّسْ عَنّی ما اَخافُ ضیقَهُ، وَکُفَّ عَنّی ما اَخافُ هَمَّهُ، وَاصْرِفْ عَنّی ما اَخافُ بَلِیَّتَهُ، یا اَرْحَمَ الرَّاحِمینَ، اللهُمَّ إمْلاَ قَلْبی حُبّاً لَکَ، وخَشْیَةً مِنْکَ، وَتَصْدیقاً لَکَ، وَایماناً بِکَ، وفَرَقاً مِنْکَ، وَشَوْقاً اِلَیْکَ یا ذَا الْجَلالِ وَالاِکْرامِ، اللهُمَّ اِنَّ لَکَ حُقُوقاً فَتَصَدَّقْ بِها عَلَیَّ، وَلِلنّاسِ قِبَلی تَبِعاتٌ فَتَحمَّلْها عَنّی، وَقَدْ اَوْجَبْتَ لِکُلِّ ضَیْف قِریً، وَاَنَا ضَیْفُکَ، فَاْجعَلْ قِرایَ اللَّیْلَةَ الْجَنَّةَ، یا وَهّابَ الْجَنَّةِ، یا وَهّابَ الْمَغْفِرَةِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِکَ.

_ _ _

ص: 86

ص: 88

وَبَلِّغْنی رَجائی، اللهُمَّ صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، واَذْهِبْ عَنّی فیهِ النُّعاسَ وَالْکَسَلَ وَالسَّامَةَ وَالْفَتْرَةَ وَالْقَسْوَةَ وَالْغَفْلَةَ وَالْغِرَّةَ، وَجَنِّبْنی فیهِ الْعِلَلَ وَالاَسْقامَ وَالْهُمُومَ وَالاَحْزانَ وَالاَعْراضَ وَالاَمْراضَ وَالْخَطایا وَالذُّنُوبَ، وَاصْرِفْ عَنّی فیهِ السُّوءَ وَالْفَحشاءَ وَالْجَهْدَ وَالْبَلاء وَالتَّعَبَ وَالْعَناءَ اِنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ، اللهُمَّ صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وَاَعِذْنی فیهِ مِنَ الشَّیْطانِ الرَّجیمِ وَهَمْزِهِ وَلَمْزِهِ وَنُفْثِهِ وَنُفْخِهِ وَوَسْوَسَتِهِ وَتَثْبیطِهِ وَبَطْشِه وَکَیْدِهِ وَمَکْرِهِ وَحبائِلِهِ وَخُدَعِهِ وَاَمانِیِّهِ وَغُرُورِهِ وَفِتْنَتِهِ وَشَرَکِهِ وَاَحْزَابِهِ وَاَتْباعِهِ واَشْیاعِهِ وَاَوْلِیائِهِ وَشُرَکائِهِ وَجَمیعِ مَکائِدِهِ، اللهُمَّ صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وَارْزُقْنا قِیامَهُ وَصِیامَهُ وَبُلُوغَ الاَمَلِ فیهِ وَفی قِیامِهِ، وَاسْتِکْمالَ ما یُرْضیکَ عَنّی صَبْراً وَاْحتِساباً وَایماناً وَیَقیناً، ثُمَّ تَقَبَّلْ ذلِکَ مِنّی بِالاَضْعافِ الْکَثیرَةِ، والأجْرِ الْعَظیمِ یا رَبَّ الْعالَمینَ، اللهُمَّ صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد وَارْزُقْنی الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ والجدّ وَالاجْتِهادَ وَالْقُوَّةَ والنَّشاطَ والاِنابَةَ والتَّوْبَةَ والتوفیق والْقُرْبَةَ والْخَیْرَ الْمَقْبُولَ وَالرَّغْبَةَ والرَّهْبَةَ وَالتَّضَرُّعَ والْخُشُوعَ وَالرِّقَّةَ، والنِّیَّةَ الصّادِقَهَ، وَصِدْقَ اللِّسانِ، وَالْوَجَلَ مِنْکَ، وَالرَّجاءَ لَکَ، وَالتَّوَکُّلَ عَلَیْکَ، وَالثِّقَةَ بِکَ، وَالْوَرَعَ عَنْ مَحارِمِکَ، مَعَ صالِحِ الْقَوْلِ، وَمَقْبُولِ السَّعْی، وَمَرْفُوعِ الْعَمَلِ، وَمُسْتَجابِ الدَّعْوَةِ، وَلا تَحُلْ

ص: 90

بَیْنی وَبَیْنَ شیءٍ مِنْ ذلِکَ بَعَرَض وَلا مَرَض وَلا هَمٍّ وَلا غَمٍّ وَلا سُقْم وَلا غَفْلَة وَلا نسیان، بَلْ بِالتَّعاهُدِ والتَّحَفُّظِ لَکَ وَفیکَ، وَالرِّعایَةِ لِحَقِّکَ، وَالْوَفاءِ بَعَهْدِکَ وَوَعْدِکَ بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، اللهُمَّ صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد وَاقْسِمْ لی فیهِ اَفْضَلَ ما تَقْسِمُهُ لِعبادِکَ الصّالِحینَ، وَاَعْطِنی فیهِ اَفْضَلَ ما تُعْطی اَوْلِیاءَکَ الْمُقَرَّبینَ، مِنَ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ والتَّحَنُّنِ وَالاِجابَةِ وَالْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ الدّائِمَةِ، وَالْعافِیَةِ وَالْمُعافاةِ، وَالْعِتْقِ مِنَ النّارِ وَالْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ وَخَیْرِ الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، اللهُمَّ صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وَاجْعَلْ دُعائی فیهِ اِلَیْکَ واصِلاً، وَرَحْمَتَکَ وَخَیْرَکَ إلَیَّ فیه نازِلاً، وَعَمَلی فیهِ مَقْبُولاً، وَسَعْیی فیهِ مَشْکُوراً، وَذَنْبی فیهِ مَغْفُوراً، حَتّی یَکُونَ نَصیبی فیهِ الاَکْثَرَ، وَحَظّی فیهِ الاَوْفَرَ، اللهُمَّ صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وَوَفِّقْنی فیهِ لِلَیْلَةِ الْقَدْرِ عَلی اَفْضَلِ حالٍ تُحِبُّ اَنْ یَکُونَ عَلَیْها أحد مِنْ اَوْلِیائِکَ، وَاَرْضاها لَکَ، ثُمَّ اجْعَلْها لی خَیْراً مِنْ اَلْفِ شَهْر، وَارْزُقْنی فیها اَفْضَلَ ما رَزَقْتَ اَحَداً مِمَّنْ بَلَّغْتَهُ اِیّاها وَاَکْرَمْتَهُ بِها، وَاْجعَلْنی فیها مِنْ عُتَقائِکَ مِنْ جَهَنَّمَ، وطُلَقائِکَ مِنَ النّارِ، وَسُعَداءِ خَلْقِکَ بِمَغْفِرَتِکَ وَرِضْوانِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، اللهُمَّ صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وَارْزُقْنا فی شَهْرِنا هذَا الْجِدَّ وَالاجْتِهادَ، والْقُوَّةَ وَالنَّشاطَ، وَما تُحِبُّ وَتَرْضی، اللهُمَّ رَبَّ الْفَجْرِ وَلَیالٍ عَشْر،

ص: 91

وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، وَربَّ شَهْرِ رَمَضانَ، وَما اَنْزَلْتَ فیهِ مِنَ الْقُرآنِ، وَرَبَّ جَبْرَئیلَ وَمیکائیلَ واِسْرافیلَ وَعِزْرائیلَ وَجَمیعِ الْمَلائِکَةِ الْمُقَرَّبینَ، وَربَّ اِبْراهیمَ وَاِسْماعیلَ وَاِسْح-اقَ وَیَعْقُوبَ، وَربَّ مُوسی وَعیسی وَجمیعِ النَّبِیّینَ وَالْمُرْسَلینَ، وَربَّ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیِّینَ صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ، وَاَسْاَلُکَ بِحَقِّکَ عَلَیْهِمْ وَبِحَقِّهِمْ عَلَیْکَ، وَبِحَقِّکَ الْعَظیمِ لَمّا صَلَّیْتَ عَلَیْهِ وآلهِ وَعَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ، وَنَظَرْتَ اِلَیَّ نَظْرَةً رَحیمَةً تَرْضی بِها عَنّی رِضیً لا سَخَطَ عَلَیَّ بَعْدَهُ اَبَداً، وَاَعْطَیْتَنی جَمیعَ سُؤْلی وَرَغْبَتی وَاُمْنِیَّتی وَاِرادَتی، وَصَرَفْتَ عَنّی ما اَکْرَهُ وَاَحْذَرُ وَاَخافُ عَلی نَفْسی وَما لا اَخافُ، وَعَنْ اَهْلی وَمالی وَاِخْوانی وَذُرِّیَّتی، اللهُمَّ اِلَیْکَ فَرَرْنا مِنْ ذُنُوبِنا فَ-آوِنا تائِبینَ، وَتُبْ عَلَیْنا مُسْتَغْفِرینَ، وَاغْفِرْ لَنا مُتَعوِّذینَ، وَاَعِذْنا مُسْتَجیرینَ، وَاَجِرْنا مُسْتَسْلِمینَ، وَلا تَخْذُلْنا راهِبینَ، وآمِنّا راغِبینَ، وَشَفِّعْنا سائِلینَ، وَاَعْطِنا اِنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ قَریبٌ مُجیبٌ، اللهُمَّ اَنْتَ رَبِّی وَاَنَا عَبْدُکَ وَاَحَقُّ منْ سَأَلَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَلَمْ یَسْأَلِ الْعْبادُ مِثْلَکَ کَرَماً وَجُوداً، یا مَوْضِعَ شَکُوْیَ السّائِلینَ، وَیا مُنْتَهی حاجَةِ الرّاغِبینَ، وَیا غِیاثَ الْمُسْتَغیثینَ، وَیا مُجیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّینَ، وَیا مَلْجَاَ الْهارِبینَ، وَیا صَریخَ الْمُسْتَصْرِخینَ، وَیا رَبَّ الْمُسْتَضْعَفینَ، وَیا کاشِفَ کَرْبِ الْمَکْرُوبینَ، وَیا فارِجَ هَمِّ الْمَهْمُومینَ، وَیا کاشِفَ

ص: 92

الْکَرْبِ الْعَظیمِ یا الله یا رَحْمنُ یا رَحیمُ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ [وَیا اَللهُ المَکْنُون مِنْ کُلِّ عَیْنِ، الْمُرْتَدی بِالْکِبْرِیاءِ] صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وَاغْفِرْ لی ذُنُوبی وَعُیُوبی وَاِساءَتی وَظُلْمی وَجُرْمی وَاِسْرافی عَلی نَفْسی، وَارْزُقْنی مِنْ فَضْلِکَ وَرَحْمَتِکَ فَاِنَّهُ لا یَمْلِکُها غَیْرُکَ، وَاعْفُ عَنّی وَاغْفِرْ لی کُلَّ ما سَلَفَ مِنْ ذُنُوبی، وَاعْصِمْنی فی-ما بَقِیَ مِنْ عُمْری، وَاسْتُرْ عَلَیَّ وَعَلی والِدیَّ وَوَلَدی وَقرابَتی وَاَهْلِ حُزانَتی وَمَنْ کانَ مِنّی بِسَبیْل مِنَ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ فی الدُّنْیا وَالاْخِرَةِ فَاِنَّ ذلِکَ کُلَّهُ بِیَدِکَ وَاَنْتَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ، فَلا تُخَیِّبْنی یا سَیِّدی وَلا تَرُدَّ دُعائی وَلا یَدی إلی نَحْری حَتّی تَفْعَلَ ذلِکَ بی، وَتَسْتَجیبَ لی جَمیعَ ما سَأَلْتُکَ، وَتَزیدَنی مِنْ فَضْلِکَ فَاِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیء قَدیرٌ، وَنَحْنُ اِلَیْکَ راغِبُونَ، اللهُمَّ لَکَ الاَسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالالاءُ، أسألُکَ بِاسْمِکَ بِسْمِ الله الرَّحْم-نِ الرَّحیمِ اِنْ کُنْتَ قَضَیْتَ فی هذِهِ اللَّیْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلائِکَةِ وَالرُّوحِ فیها اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورَةً وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَایماناً لا یَشُوبُهُ شَکٌّ، وَرِضیً بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنی فی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الآخرة حَسَنَةً وَقِنی عَذابَ النّارِ، وَاِنْ لَمْ تَکُنْ قَضَیْتَ فی هذِهِ اللَّیْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَل-ائِکَةِ وَالرُّوحِ فیها فَاَخِّرْنی إلی ذلِکَ،

ص: 93

وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَطاعَتَکَ وَحُسْنَ عِبادَتِکَ وصلِّ عَلی مُحَمَّد وآل محمّد بأفضلِ صَلَواتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ یا أحدُ یا صَمَدُ، یا رَبَّ مُحَمَّد، اغْضَبِ الْیَوْمَ لُِمحَمَّد وَلاَِبْرارِ عِتْرَتِهِ واقْتُلْ اَعْداءَهُمْ بَدَداً، وَاَحْصِهِمْ عَدَداً، وَلا تَدَعْ عَلی ظَهْرِ الاَرْضِ مِنْهُمْ اَحَداً، وَلا تَغْفِرْ لَهُمْ اَبَداً، یا حَسَنَ الصُّحْبَةِ یا خَلیفَةَ النَّبِیّینَ اَنْتَ اَرْحَمُ الرّاحِمینَ الْبَدیءُ الْبَدیعُ الَّذی لَیْسَ کَمِثْلِکَ شَیءٌ، وَالدّائِمُ غَیْرُ الْغافِلِ، وَالْحَیُّ الَّذی لا یَمُوتُ، اَنْتَ کُلَّ یَوْم فی شَأن، اَنْتَ خَلیفَةُ، مُحَمَّد، وَناصِرُ مُحَمَّد، وَمُفَضِّلُ مُحَمَّد، أسألُکَ اَنْ تَنْصُرَ وَصِیَّ مُحَمَّد، وَخَلیفَةَ مُحَمَّد، وَالْقائِمَ بِالْقِسْطِ مِنْ أَوْصِیاءِ مُحَمَّد صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ، اِعْطِفْ عَلَیْهِمْ نَصْرَکَ یا لا اِل-هَ إلاّ اَنْتَ، بِحَقِّ لا اِل-هَ إلاّ اَنْتَ، صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وَاجْعَلْنی مَعَهُمْ فی الدُّنْیا وَالاخِرَةِ، وَاجْعَلْ عاقِبَةَ اَمْری إلی غُفْرانِکَ وَرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، وَکَذلِکَ نَسَبْتَ نَفْسَکَ یا سَیِّدی بِاللَّطیفِ، بَلی اِنَّکَ لَطیفٌ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد وَالْطُفْ بِیّ لِما تَشاءُ، اللهُمَّ صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وَارْزُقْنِی الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فی عامِنا هذا، وَتَطَوَّلْ عَلَیَّ بِجَمیعِ حَوائِجی لِلاْخِرَةِ وَالدُّنْیا.

ثُمَّ تَقُول ثلاثاً:

ص: 94

اَسْتَغْفِرُ اللهَ رَبِّی وَاَتُوبُ اِلَیْهِ اِنَّ رَبِّی قَریبٌ مُجیبٌ، اَسْتَغْفِرُ اللهَ رَبِّی وَاَتُوبُ اِلَیْهِ اِنَّ رَبّی رَحیمٌ وَدُودٌ، اَسْتَغْفِرُ اللهَ رَبِّی وَاَتُوبُ اِلَیْهِ اِنَّهُ کانَ غَفّاراً اللهُمَّ اغْفِرْ لی اِنَّکَ اَرْحَمُ الرّاحِمینَ، رَبِّ إنّی عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسی فَاغْفِرْ لی اِنَّهُ لا یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاّ اَنْتَ، اَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذی لا اِل-هَ إلاّ هُوَ الْحَیُّ، الْقَیُّومُ الْحَلیمُ الْعَظیمُ الْکَریمُ، الْغَفّارُ لِلذَّنْبِ الْعَظیمِ وَاَتُوبُ اِلَیْهِ، اَسْتَغْفِرُ اللهَ اِنَّ اللهَ کانَ غَفُوراً رَحیماً.

ثُم تقولُ:

اَللّ-هُمَّ إنّی أسألُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ فی-ما تَقْضی وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ الْعَظیمِ الَْمحْتُومِ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ الْقَضاءِ الَّذی لا یُرَدُّ وَلا یُبَدَّلُ، اَنْ تَکْتُبَنی مِنْ حُجّاجِ بَیْتِکَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ، الْمَشْکُورِ سَعْیُهُمْ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ، الْمُکَفَّرِ عَنْهُمْ سَیِّئاتُهُمْ، وَاَنْ تَجْعَلَ فی-ما تَقْضی وَتُقَدِّرُ اَنْ، تُطیلَ عُمْری وَتُوَسِّعَ رِزْقی، وَتُؤَدِّی عَنّی اَمانَتی وَدَیْنی، آمینَ رَبَّ الْعالَمینَ، اللهُمَّ اجْعَلْ لی مِنْ اَمْری فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَارْزُقْنی مِنْ حَیْثُ اَحْتَسِبُ وَمِنْ حَیْثُ لا اَحْتَسِبُ، وَاحْرُسْنی مِنْ حَیْثُ اَحْتَرِسُ، وَمِنْ حَیْثُ لا اَحْتَرِسُ وصلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد وَسَلِّمْ کَثیراً.

_ _ _

ص: 95

ص: 96

ص: 98

الاَیامُ، وَطَهارَة لا تُدَنِّسُهَا الاثامُ، هِلالَ اَمْن مِنَ الافاتِ، وَسَلامَة مِنَ السَّیِّئاتِ، هِلالَ سَعْد لا نَحْسَ فیهِ یُمْن لا نَکَدَ مَعَهُ، وَیُسْر لا یُمازِجُهُ عُسْرٌ، وَخَیْر لا یَشُوبُهُ شَرٌّ، هِلالَ اَمْن وَایمان وَنِعْمَة وَاِحْسان وَسَلامَة وَاِسْلام، اللهُمَّ صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وَاجْعَلْنا مِنْ اَرْضی مَنْ طَلَعَ عَلَیْهِ، وَاَزْکی مَنْ نَظَرَ اِلَیْهِ، وَاَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَکَ فیهِ، وَوَفِّقْنَا اللهُمَّ فیهِ لِلطّاعَةِ وَالتَّوْبَةِ، وَاعْصِمْنا فیهِ مِنَ الاثامِ وَالْحَوبَةِ، وَاَوْزِعْنا فیهِ شُکْرَ النِّعْمَةِ، واَلْبِسْنا فیهِ جُنَنَ الْعافِیَةِ، وَاَتْمِمْ عَلَیْنا بِاسْتِکْمالِ طاعَتِکَ فیهِ الْمِنَّةَ، اِنَّکَ اَنْتَ الْمَنّانُ الْحَمیدُ، وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وآلهِ الطَیِّبینَ، وَاجْعَلْ لَنا فیهِ عَوناً مِنْکَ عَلی ما نَدَبْتَنا اِلَیْهِ مِنْ مُفْتَرَضِ طاعَتِکَ، وَتَقَبَّلْها اِنَّکَ الاَکْرَمُ مِنْ کُلِّ کَریم، وَالاَرْحَمُ مِنْ کُلِّ رَحیم، آمینَ آمینَ رَبَّ الْعالَمینَ.

_ _ _

صیامِهِ، وتقبَّلهُ مِنا، وسلِّمنا فیه وسلِّمنا منه وسلِّمه لنا فی یُسرٍ مِنکَ وعافیةٍ، إنکَ علی کُلِّ شیءٍ قدیرٌ یا رحمن یا رحیم.

_ _ _

دعاء اللیلة الثانیة: یا إلهَ الأوّلینَ والاخرینَ وإلهَ من بقی وإلهَ من مضی، ربَّ السمواتِ السبعِ ومَن فیهن فالق الاصباح وجاعل اللیل سکناً والشمسَ والقمرَ حسباناً، لکَ الحمدُ ولکَ الشکرُ ولکَ الطولُ وانتَ الواحدُ الأحدُ الصمدُ، أسألُکَ بجلالکَ سیدی وجمالکِ مولایَ ان تصلی علی محمدٍ وآل مُحَمّدٍ وأن تغفر لی وترحمنی وتتجاوزَ عنی انکَ انتَ الغفورُ الرحیُم.

دعاء الیوم الثانی: اللُهمَّ قَرِّبنی فیه إلی مرضاتکِ وجَنّبنی فیه من سخطکَ ونقماتکَ ووفّقنی فیه لِقراءة آیاتکَ برحمتکَ یا أرحمَ الراحمینَ.

صلاة اللیلة الثالثة: عشر رکعات فی کل رکعة الحمد والتوحید خمسین مرة.

دعاء اللیلة الثالثة: یا إلهَ ابراهیمَ وإلهِ إسحاق وإلهِ یعقوبَ والأسباطِ وربَّ الملائکةِ والروحِ السمیعُ العلیمُ الحلیمُ الکریمُ العلیُّ العظیمُ، لکَ صمتُ، وعلی رزقکِ افطرتُ، والی کَنفِکَ آویتُ، وإلیک أنبتُ، والیکَ المصیرُ وانتَ الرؤوفُ الرحیمُ، قَوَِّنی علی الصلاة والصیام ولا تُخزنی یوم القیامة إنَّکَ لا تُخلفُ المیعادَ.

ص: 102

دعاء الیوم الثالث: اللهم ارزقنی فیه الذهنَ والتنبیهَ وباعدنی فیهِ من السفاهةِ والتمویهِ واجعلْ لی نصیباً من کل خیر تنزلهُ فیه بجودکَ یا اجودَ الأجودینَ.

صلاة اللیلة الرابعة: ثمان رکعات فی کل رکعة الحمد وإنا أنزلناه عشرین مرة.

دعاء اللیلة الرابعة: یا رحمنَ الدنیا والآخرةِ ورحیمهما ویا جبار الدنیا ومالکَ الملوکِ ویا رزاق العبادِ، هذا شهرُ التوبةِ، وهذا شهرُ الثوابِ، وشهرُ الرجاءِ وانتَ السمیعُ العلیمُ أسألُکَ ان تجعلنی فی عبادک الصالحینَ الذینَ لاخوفٌ علیهم ولا هم یحزنون وان تسترنی بالسترِ الذی لایُهتکُ وتجلّلنی بعافیتکَ التی لا تُرام وتعطینی سؤلی وتدخلنی الجنةَ برحمتکَ وان لا تدع لی ذنباً الا غفرتَهُ ولا هماً الاّ فَرَّجتهَ ولا کُربةً الاّ کشفتَها ولا حاجةً الاّ قضیتها بحق محمدٍ وآل مُحَمّدٍ انکَ انتَ الأجل الاعظمُ.

دعاء الیوم الرابع: اللهمَّ قونی فیه علی اقامةِ امرکَ، واذقنی فیه حلاوةَ ذکرکَ، واوزعنی فیه لأداءَ شکرکَ بکرمکَ واحفظنی فیه بحفظکَ وسترکَ یا ابصرَ الناظرینَ.

ص: 103

صلاة اللیلة الخامسة: رکعتان فی کل منهما الحمد والتوحید خمسین مرة ویقول بعد الفراغ مائة مرة: اللهم صلِّ علی محمدٍ وآل محمد.

دعاء اللیلة الخامسة: یا صانعَ کل مصنوعِ ویا جابرَ کل کسیرِ ویا شاهد کل نجوی ویا رباهُ ویا سیداهُ، انتَ النورُ فوقَ النورِ، ونور لکل نورٍ، فیا نورَ کل نورٍ أسألُکَ ان تغفرَ لی ذنوب اللیل وذنوبَ النهار، وذنوبَ السر وذنوبَ العلانیة، یا قدیرُ یا واحدُ یا أحد یا صمدُ یا ودودَ، یا غفور یا رحیمُ یا غافرَ الذنبِ ویا قابلَ التوبِ شدیدَ العقابِ ذا الطول لا إله الا انتَ وحدکَ لا شریکَ لک تُحیی وتمیتُ وتُمیتُ وتحیی وانتَ الواحدُ القهار، صلِّ علی محمدٍ وآل مُحَمّدٍ واغفر لی وارحمنی انکَ انتَ الرحمنُ الرحیمُ.

دعاء الیوم الخامس: اللهمَّ اجعلنی فیه من المستغفرینَ، واجعلنی فیه من عبادکَ الصالحینَ القانتینَ، واجعلنی فیه من أولیائکَ المتقینَ برأفتکَ یا أرحمَ الراحمینَ.

صلاة اللیلة السادسة: أربع رکعات فی کل منها الحمد وسورة تبارکَ.

ص: 104

دعاء اللیلة السادسة: اللهمَّ انتَ السمیعُ العلیمُ، وانتَ الواحد الکریمُ، وانتَ الإله الصمدُ، رفعتَ السمواتِ بقدرتکَ، ودحوتَ الأرضَ بعزتکَ، وأنشأتَ السحابَ بوحدانیتکَ، وأجریتَ البحار بسلطانکَ، یا مَن سَبَّحَتْ له الحیتان فی البحورِ والسباعُ فی الفلوات یا مَن لا تخفی علیه خافیةٌ فی السمواتِ السبعِ والارضین السبع، یا مَن تسبحُ له السمواتُ ومن فیهنَ والارَضُوْنَ السبع ومَنْ فیهن، یا مَن لا یموتُ ولایبقی إلا وجههُ الجلیلُ الجبارُ، صلِّ علی محمدٍ وآله واغفر لی وارحمنی واعفُ عنی انکَ الغفورُ الرحیمُ.

دعاء الیوم السادس: اللهمَّ لا تخذلنی فیه لتعرضِ معصیتکَ، ولا تضربنی بسیاطَ نقمتکَ، وزحزحنی فیه مِن موجباتِ سخطکَ، بمنکَ وأیادیکَ یا منتهی رغبةِ الراغبینَ.

صلاة اللیلة السابعة: أربع رکعات فی کل منها الحمد وثلاث عشرة مرة إنا أنزلناه.

دعاء اللیلة السابعة: یا صریخ المستصرخینَ، ویا مفرجَ کربِ المکروبینَ، ویا مُجیبَ دعوة المضطرینَ، ویا کاشفَ الکربِ العظیمِ یا أرحمَ الراحمینَ صلِّ علی محمدٍ وآل مُحَمّدٍ واکشف کربی وهمّی وغمّی فإنَّه لا یکشفُ ذلکَ غیرکَ، وتقبَّل صومی، واقضِ لی حوائجی، وابعثنی علی الایمان بِکَ والتصدیقِ بکتابکَ ورسولکِ

ص: 105

وحبِّ الائمةِ المهدیینَ أولی الأمرِ الذین أمرتَ بطاعتهم فإنَّی قد رضیتُ بهم أئمةً، اللهم صلِّ علی محمدٍ وآل مُحَمّدٍ وادخلنی فی کلِ خیرٍ ادخلتَ فیه محمداً وآل مُحَمّدٍ واجعلنی معهم فی الدنیا والآخرة ومن المقربین، اللهم صلِّ علی محمدٍ وآل مُحَمّدٍ وتقبَّل صومی وصلاتی ونُسکی فی هذا الشهرِ شهر رمضانِ المفترض علینا صیامهُ وارزقنی فیه مغفرتکَ ورحمتکَ یا أرحمَ الراحمینَ.

دعاء الیوم السابع: اللهمَّ أعنی فیه علی صیامهِ وقیامهِ، وجنبنی فیه من هفواتهِ وآثامهِ، وارزقنی فیه ذکرکَ وشکرکَ بدوامهِ بتوفیقکَ یا هادی المضلینَ.

صلاة اللیلة الثامنة: رکعتان فی کل منهما الحمد والتوحید احدی عشر مرة ویقول بعد السلام ألف مرة (سبحان الله).

دعاء اللیلة الثامنة: اللهمَّ هذا شهرُکَ الذی أمرتَ فیه عبادک بالدعاءِ وضمنتَ لهم الاجابةَ والرحمةَ، وقلتَ وإذا سألکَ عبادی عنی فانی قَریبٌ اجیبٌ دعوةَ الداعِ إذا دعانِِ، فأدعوکَ یا مُجیبَ دعوة المضطرینَ، ویا کاشفَ السوءِ عن المکروبین، ویا جاعلَ اللیلِ سکناً، ویا مَن لا یموتُ، اغفرْ لمنْ یموتُ، قَدَّرتَ وخلقتَ وسَوَّیتَ، فلک الحمد، أطعمتَ وسقیتَ وآویتَ ورزقتَ فلکَ الحمد، أسألُکَ أن تصلی علی محمدٍ وآل مُحَمّدٍ فی اللیلِ إذا یغشی وفی النهار إذا تجلی

ص: 106

وفی الآخرة والأولی وأن تکفینی ما أهمنی وتغفر لی انکَ انتَ الغفورُ الرحیمُ.

دعاء الیوم الثامن: اللهم ارزقنی فیه رحمةَ الأیتامِ وإطعام الطعام وإفشاءَ السلامِ وصُحبةَ الکرامِ بطولک یا ملجأ الآملینَ.

صلاة اللیلة التاسعة: ست رکعات بین المغرب والعشاء فی کل منها الحمد وآیة الکرسی سبع مرات ویقول بعد الفراغ خمسین مرة: اللهُمَّ صلِّ علی محمد وآل محمد).

دعاء اللیلة التاسعة: یا سیداهُ یا رباهُ یا ذا الجلال والاکرام، یا ذا العرش الذی لا ینامُ، ویا ذا العزّ الذی لا یُرامُ یا قاضی الأمور یا شافی الصدور، اجعل لی من أمری فرجاً ومخرجاً واقذفْ رجاءک فی قلبی حتی لا أرجو أحداً سواک، علیک سیدی توکلتُ، وإلیک مولای أنبتُ وإلیک المصیرُ، أسألُکَ یا إله الآلهة، یا جبار الجبابرة ویا کبیر الأکابر، الذی من توکل علیه کفاهْ وکان حسبهْ وبالغ أمره، علیک توکلتُ فاکفنی، وإلیک انبتُ فارحمنی وإلیک المصیرُ، فاغفر لی ولا تُسوَّد وجهی یوم تسود وجوه وتبیض وجوه، إنَّک انت العزیز الحکیم، اللهمّ وصلِّ علی محمدٍ وآل مُحَمّدٍ وارحمنی وتجاوزْ عنی إنَّک انت الغفور الرحیمُ.

ص: 107

دعاء الیوم التاسع: اللهُمَّ اجعلْ لی فیه نصیباً من رحمتِکَ الواسعة، واهدنی فیه لبراهینک الساطعةِ، وخُذ بناصیتی إلی مرضاتِکَ الجامعة بمحبتک یا أملَ المشتاقین.

صلاة اللیلة العاشرة: عشرون رکعة، فی کل رکعة الحمد والتوحید ثلاثین مرة.

دعاء اللیلة العاشرة: اللهُمَّ یا سلامُ یا مؤمنُ یا مهیمنُ یا جبارُ یا متکبرُ یا أحد یا صمدُ یا أحد یا فرد یا غفورُ یا رحیمُ یا ودودُ یا حلیمُ، مضی من الشهرِ المبارک الثلثُ ولَستُ أدری سیدی ما صنعتَ فی حاجتی، هل غفرتَ لی، إن انتَ غفرتَ لی فطوبی لی، وإن لم تکن غفرتَ لی فواسوأتاه، فَمِنَ الآن سیدی فاغفر لی وارحمنی وتُب علیّ ولا تخذلنی واقلنی عثرتی واسترنی بسترکَ واعفُ عنی بعفوکَ وتجاوزْ عنی بقدرتک انکَ تقضی ولا یُقضی علیک وانتَ علی کل شیء قدیرُ.

دعاء الیوم العاشر: اللهُمَّ اجعلنی فیه من المتوکلینَ علیک، واجعلنی فیه من الفائزین لدیک، واجعلنی فیه من المقرَّبینَ إلیک، بإحسانکَ یا غایةَ الطالبین.

ص: 108

صلاة اللیلة الحادیة عشر: رکعتان فی کل منهما الحمد وعشرن مرة إنا أعطیناک الکوثر.

دعاء اللیلة الحادیة عشر: اللهُمَّ إنّی أستانفُ العملَ وارجوِ العفو، وهذه اولُ لیلةٍ من لیالی الثُلثَین، ادعوکَ بأسمائکَ الحسنی، واستجیرُ بک من نارکَ التی لا تطفی، واسألک أن تُقَوّینی علی قیام هذا الشهر وصیامهِ، وأن تغفر لی وترحمنی انکَ لا تُخلِفُ المیعادَ، وعلیک توکلتُ وأنت الصمدُ الذی لم یلدْ ولم یولدْ ولم یکن له کفواً أحدٌ، صلِّ علی محمدٍ واغفر لی وارحمنی وتجاوز عنی إنَّکَ انتَ التوابُ الرحیمُ.

دعاء الیوم الحادی عشر: اللهُمَّ حَبَّبْ إلیَّ فیه الاحسان، وکَرَّهْ إلیَّ فیه الفسوقَ والعصیان، وحَرِّمْ عَلیَّ فیه السخطَ والنیران بعونک یا غیاث المستغیثینَ.

صلاة اللیلة الثانیة عشر: ثمان رکعات فی کل منها الحمد وثلاثون مرة: سورة إنا أنزلناه..

دعاء اللیلة الثانیة عشر: اللهُمَّ أنتَ العزیزُ الحکیمُ وأنتَ الغفورُ الرحیمُ وأنتَ العلیُ العظیمُ، لکَ الحمدُ حمداً یبقی ولا یفنی، وأنتَ الحی الحلیمُ، أسألک بنورِ وجهکَ الکریمِ، وبجلالِ وجهکَ الذی لا

ص: 109

یُرامُ، وبعزتکَ التی لا تُقهَرُ أن تصلی علی محمدٍ وآل مُحَمّدٍ وأن تغفر لی وترحمنی أانکَ أنتَ أرحمَ الراحمین.

دعاء الیوم الثانی عشر: اللهُمَّ زَیّنی فیه بالسترِ والعفاف، واسترنی فیه بلباس القنوعِ والکفافِ، واحملنی فیه علی العدلِ والانصافِ، وآمنّی فیه من کل ما اخافُ، بعصمتکَ یا عصمةَ الخائفینَ.

صلاة اللیلة الثالثة عشر: أربع رکعات فی کل منها الحمد والتوحید خمساً وعشرین مرة.

دعاء اللیلة الثالثة عشر: یا جبارَ السّمواتِ وجبارَ الارضِِ، ویا مَن له ملکوتُ السموات وملکوتُ الارضین وغفارَ الذنوب والسمیعُ العلیمُ الغفورُ الحلیمُ الرحیمُ الصمدُ الفردُ الذی لا شبیهَ لک ولا ولیَ لک، أنتَ العلیُ الاعلی والقدیرُ القادرُ، وأنتَ التوابُ الرحیمُ، أسألُکَ أن تُصلی علی محمدٍ وآلهِ وأن تغفر لی وترحمنی إنَّکَ أنتَ ارحمُ الراحمین.

دعاء الیوم الثالث عشر: اللهُمَّ طهرنی فیه من الدنس والاقذار، وصَبَّرنی فیه علی کائناتِ الأقدار، ووَفّقنی فیه للتُقی وصُحبة الابرار بعونک یا قُرةَ عین المساکین.

ص: 110

صلاة اللیلة الرابعة عشر: ست رکعات فی کل رکعة الحمد وثلاثون مرة سورة إذا زلزلت.

دعاء اللیلة الرابعة عشر: یا ولیَ الأوّلیاء وجبارَ الجبابرة ویا إله الأوّلین، أنتَ خلقتَنی ولم أکُ شیئاً، وانتَ أمرتَنی بالطاعة وأطعتُ سیدی بقدر جُهدی، فإن کُنتُ توانیتُ أو أخطاتُ أو نسیتُ فتفضّلْ عَلیَّ سیدی ولا تقطع رجائی، فامنن علیَّ بالرحمة، واجمع بینی وبین نبی الرحمةِ محمد بن عبد الله صلی الله علیه وآله واغفر لی إنَّک انت التوابُ الرحیمُ.

دعاء الیوم الرابع عشر: اللهُمَّ لا تؤاخذنی فیه بالعثراتِ، وأقلنی فیه من الخطایا والهفواتِ، ولا تجعلنی فیه غرضاً للبلایا والآفات، بعزتکِ یا عِزَّ المسلمینَ.

صلاة اللیلة الخامسة عشر: أربع رکعات فی الأولیین یقرأ بعد الحمد التوحید مائة مرة وفی الأخریین یقرأها خمسین مرة.

دعاء اللیلة الخامسة عشر: یا جبارُ انتَ سیدی، المنانُ انتَ مولای، الکریمُ انتَ سیدی، الغفورُ انتَ مولای، الحلیمُ انتَ سیدی، الوهابُ انتَ مولای، العزیزُ انتَ سیدی، القدیرُ انت مولای، الواحدُ انتَ سیدی، القائمُ انت مولای، الصمدُ انتَ

ص: 111

سیدی، الخالقُ انت مولای، صلِّ علی محمدٍ وآله واغفر لی وارحمنی وتجاوزْ عنی انک أنتَ الاجلُ الاعظمُ.

دعاء الیوم الخامس عشر: اللهم ارزقنی فیه طاعة الخاشعین واشرح فیه صدری بإنابةِ المخبتین بأمانک یا أمانَ الخائفین.

صلاة اللیلة السادسة عشر: اثنتا عشرة رکعة فی کل رکعة الحمد واثنتا عشرة مرة سورة ألهاکم التکاثر.

دعاء اللیلة السادسة عشر: یا الله یا الله یا لله یا الله یا الله یا الله یا الله یا الله، یا رحمنُ یا رحمنُ یا رحمنُ یا رحمنُ یا رحمنُ یا رحمنُ یا رحمنُ یا رحمنُ، یا رحیمُ یا رحیمُ یا رحیمُ یا رحیمُ یا رحیمُ یا رحیمُ یا رحیمُ یا رحیمُ، یا غفورُ یا غفورُ یا غفورُ یا غفورُ یا غفورُ یا غفورُ یا غفورُ یا غفورُ، یا رؤوف یا رؤوف یا رؤوف یا رؤوف یا رؤوف یا رؤوف یا رؤوف یا رؤوف، یا حنانُ یا حنانُ یا حنانُ یا حنانُ یا حنانُ یا حنانُ یا حنانُ یا حنانُ، یا علیُ یا علیُ یا علیُ یا علیُ یا علیُ یا علیُ یا علیُ یا علیُ، صلِّ علی محمدٍ وآل محمد واغفر لی إنّک انتَ الغفورْ الرحیم.

دعاء الیوم السادس عشر: اللهُمَّ وفّقنی لموافقة الابرار، وجَنّبنی فیه مرافقة الاشرارِ، وآونی فیه برحمتک إلی دار القرار بإلهیتک یا إلهَ العالمین.

ص: 112

صلاة اللیلة السابعة عشر: رکعتان فی الأولی یقرأ بعد الحمد ما شاء من السور، وفی الثانیة یقرأ بعدها التوحید مائة مرة ویقول بعد السلام مائة مرة (لا إلهَ الا الله).

دعاء اللیلة السابعة عشر: اللهُمَّ هذا شهرُ رمضان الذی أنزلتَ فیه القرآن وامرتَ بعمارة المساجدَ فیه والدعاء والصیام والقیام، وضمنتَ لنا فیه الاجابة، فقد اجتهدنا وانت اعنتَنا فاغفر لنا فیه ولا تجعله آخر العهد مِنّا، واعفُ عَنّا فإنَّک ربُّنا وارحمنا فإنّک سیدُنا، واجعلنا ممن ینقلبُ إلی مغفرتکِ ورضوانکِ فإنَّک انتَ الأجلُ الاعظمُ.

دعاء الیوم السابع عشر: اللهُمَّ اهدنی فیه لصالحِ الاعمال، واقضِ فیه الحوائجَ والآمالِ، یا مَن لا یحتاجُ إلی التفسیر والسؤال، یا عالِماً بما فی الصدور صلِّ علی محمدٍ وآلهِ الطاهرین.

صلاة اللیة الثامنة عشر: أربع رکعات فی کل رکعة الحمد وخمس وعشرون مرة سورة انا اعطیناکَ الکوثر.

دعاء اللیلة الثامنة عشر: الحمدُ للِه الذی اکرمنا بشهر رمضان، وانزلَ علینا فیه القرآن، وعَرَّفنا حقهُ، والحمدِ للهِ علی البصیرة، أسألُکَ بنور وجهک یا إلهنا وإله آبائنا الأوّلین أن ترزقنا التوبة ولا تخذلنا ولا تخلف ظننا بِکَ انکَ انتَ الجلیلُ الجبارُ.

ص: 113

دعاء الیوم الثامن عشر: اللهُمَّ نَبَّهنی فیه لبرکاتِ اسحارهِ، ونَوّر فیه قلبی بضیاء أنوارهِ، وخُذْ بِکُلِ أعضائی إلی اتّباع آثاره بِنورِک یا مُنوّر قلوب العارفینَ.

_ _ _

ص: 114

وهی اللیلة التی تُقَدَّر فیها الآجال والأرزاق وتُضاعَف فیها الحسنات، فقد رُویَ عن حَمْرَانَ أَنَّهُ سَأَلَ الإمامَ أَبَا جَعْفَرٍ(علیه السلام) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ(عجل الله) )إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةٍ مُبارَکَةٍ(((1))، قَالَ: نَعَمْ لَیْلَةُ الْقَدْرِ وَهِیَ فِی کُلِّ سَنَةٍ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فِی الْعَشْرِ الأوَاخِرِ فلَمْ یُنْزَل الْقُرْآنُ إلاّ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ، قَالَ اللَّهُ(عجل الله): )فِیها یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ(((2)) قَالَ: یُقَدَّرُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ کُلُّ شَیْ ءٍ یَکُونُ فِی تِلْکَ السَّنَةِ إلی مِثْلِهَا مِنْ قَابِلٍ خَیْرٍ وَشَرٍّ وَطَاعَةٍ وَمَعْصِیَةٍ وَمَوْلُودٍ وَأَجَلٍ أو رِزْقٍ فَمَا قُدِّرَ فِی تِلْکَ السَّنَةِ وَقُضِیَ فَهُوَ الْمَحْتُومُ وَلِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِیهِ الْمَشِیئَةُ، قَالَ: قُلْتُ: لَیْلَةُ الْقَدْرِ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ أَیُّ شَیْ ءٍ عُنِیَ بِذَلِکَ؟ فَقَالَ: الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِیهَا مِنَ الصَّلاةِ وَالزَّکَاةِ وَأَنْوَاعِ الْخَیْرِ خَیْرٌ مِنَ الْعَمَلِ فِی أَلْفِ شَهْرٍ لَیْسَ فِیهَا لَیْلَةُ الْقَدْرِ، وَلَوْلا مَا یُضَاعِفُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَتَعَالَی لِلْمُؤْمِنِینَ مَا بَلَغُوا وَلَکِنَّ اللَّهَ یُضَاعِفُ لَهُمُ الْحَسَنَاتِ بِحُبِّنَا((3)).

ص: 116

ورُوی أن جَمعاً من الناس سألوا الإمام الصادق(علیه السلام) عن کون الأرْزَاق تُقَسَّمُ لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقَالَ(علیه السلام): (لا وَاللَّهِ مَا ذَاکَ إِلا فِی لَیْلَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَإِحْدَی وَعِشْرِینَ وَثلاثٍ وَعِشْرِینَ فَإِنَّ فِی لَیْلَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ یَلْتَقِی الْجَمْعَانِ وَفِی لَیْلَةِ إِحْدَی وَعِشْرِینَ یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ وَفِی لَیْلَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِینَ یُمْضَی مَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذَلِکَ وَهِیَ لَیْلَةُ الْقَدْرِ الَّتِی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ).

قَالَ الراوی قُلْتُ: مَا مَعْنَی قَوْلِهِ یَلْتَقِی الْجَمْعَانِ؟ قَالَ: (یَجْمَعُ اللَّهُ فِیهَا مَا أَرَادَ مِنْ تَقْدِیمِهِ وَتَأْخِیرِهِ وَإِرَادَتِهِ وَقَضَائِهِ).

قَالَ قُلْتُ: فَمَا مَعْنَی یُمْضِیهِ فِی ثَلاثٍ وَعِشْرِینَ؟ قَالَ: (إِنَّهُ یَفْرُقُهُ فِی لَیْلَةِ إِحْدَی وعِشْرِینَ وَیَکُونُ لَهُ فِیهِ الْبَدَاءُ فإذا کَانَتْ لَیْلَةُ ثَلاَثٍ وَعِشْرِینَ أَمْضَاهُ فَیَکُونُ مِنَ الْمَحْتُومِ الَّذِی لا یَبْدُو لَهُ فِیهِ تَبَارَکَ وَتَعَالَی) ((1)).

ص: 117

والأعمال الواردة فی لیالی القدر علی قسمین أحَدِّهُمَا الأعمال المُشتَرکة بینها، وثانیهما الأعمال التی تختصُ بها کُلُّ لیلة منها عمّا سواها، وسنشرع فی القسم الأوّل منهما.

_ _ _

ص: 118

الرّابع: ما وَرَدَ عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنه قال: خُذ المُصحف فَدَعْهُ علی رأسِک وقُل:

(اَللّ-هُمَّ بِحَقِّ هذَا الْقُرْآنِ، وَبِحَقِّ مَنْ اَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَبِحَقِّ کُلِّ مُؤْمِن مَدَحْتَهُ فیهِ، وَبِحَقِّکَ عَلَیْهِمْ، فَلا أحد اَعْرَفُ بِحَقِّکَ مِنْکَ)، ثمَّ قُل عَشر مرّات بِکَ یا اَللهُ، وعَشر مرّات بِمُحَمَّد، وعَشر مرّات بِعَلیٍّ، وعَشر مرّات بِفاطِمَةَ، وعَشر مرّات بِالْحَسَنِ، وعَشر مرّات بِالْحُسَیْنِ، وعَشر مرّات بِعَلِی بْنِ الْحُسَیْنِ، وعَشر مرّات بُمَحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ، وعَشر مرّات بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وعَشر مرّات بِمُوسَی بْنِ جَعْفَر، وعَشر مرّات بِعَلِیِّ بْنِ مُوسی، وعَشر مرّات بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ، وعَشر مرّات بِعَلِیِّ بْنِ مُحَمَّد، وعَشر مرّات بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ، وعَشر مرّات بِالْحُجَّةِ. وتسأل حاجتک.

الخامس: زیارة الإمام الحسین(علیه السلام)، ففی الروایة انّه إذا کان لیلة القدر نادی منادٍ من السّماء السّابعة من بطنان العرش انّ الله قد غفر لمن زار قبر الحسین(علیه السلام).

السّادس: إحیاء هذه اللّیالی الثّلاث، فقد رُویَ عن الإمام الباقر(علیه السلام): (مَنْ أحیا لیلةَ القدر غُفِرت له ذنوبُه ولو کانت ذنوبُهُ عَدد نجوم السّماء ومثاقیل الجبال ومکاییل البحار).

ص: 120

السّابع: الصّلاة مائة رکعة فانّها ذات فضل کثیر، والافضل أن یقرأ فی کلّ رکعة بعد الحمد التّوحید عشر مرّات، وهناک دعوات تُقرأ بین کُلِّ رکعتین ترکنا ذکرها مُراعاةً للإختصار فمن شاء فلیراجع الإقبال ومصباح الکفعمی.

الثّامن: روی الکفعمی(قدس سره) إنَّ الامام زین العابدین(علیه السلام) کان یدعو بهذا الدُّعاء فی هذه اللّیالی قائماً وقاعداً وراکعاً وساجداً:

(اَللّ-هُمَّ إنّی اَمْسَیْتُ لَکَ عَبْداً داخِراً لا اَمْلِکُ لِنَفْسی نَفْعاً وَلا ضَرّاً، وَلا اَصْرِفُ عَنْها سُوءاً، اَشْهَدُ بِذلِکَ عَلی نَفْسی، وَاَعْتَرِفُ لَکَ بِضَعْفِ قُوَّتی، وَقِلَّةِ حیلَتی، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وَاَنْجِزْ لی ما وَعَدْتَنی وَجَمیعَ الْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ مِنَ الْمَغْفِرَةِ فی هذِهِ اللَّیْلَةِ، وَاَتْمِمْ عَلَیَّ ما آتَیْتَنی فَاِنّی عَبْدُکَ الْمِسْکینُ الْمُسْتَکینُ الضَّعیفُ الْفَقیرُ الْمَهینُ، اللهُمَّ لا تَجْعَلْنی ناسِیاً لِذِکْرِکَ فی-ما اَوْلَیْتَنی، وَلا لإِحْسانِکَ فی-ما اَعْطَیْتَنی، وَلا آیِساً مِنْ اِجابَتِکَ وَاِنْ اَبْطَأَتَ عَنّی، فی سَرّاءَ أو ضَرّاءَ، أو شِدَّة أو رَخاء، أو عافِیَة أو بَلاء، أو بُؤْس أو نَعْماءَ اِنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ).

التاسع: ورد استحباب قراءة دعاء الجوشن الکبیر فی هذه اللّیالی الثّلاث، وسنَذکرُهُ فی آخر هذا الباب فی ص (151) إن شاء الله تعالی..

ص: 121

العاشر: قال العلاّمة المجلسی رحمه لله : إنّ أفضل الاعمال فی هذه اللّیالی هو الاستغفار والدّعاء لمطالب الدّنیا والآخرة للنّفس وللوالدین والاقارب وللاخوان المؤمنین الأحیاء منهم والأموات والذّکر والصّلاة علی محمّد وآل محمّد ما تیسّر.

_ _ _

ص: 122

قَالَ: (یَجْمَعُ اللَّهُ فِیهَا مَا أَرَادَ مِنْ تَقْدِیمِهِ وَتَأْخِیرِهِ وَإِرَادَتِهِ وَقَضَائِهِ).

ورُویَ عنه(علیه السلام) أنه قال: (التَّقْدِیرُ فِی لَیْلَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ).

وفیها عدة أعمال -- إضافة للأعمال المشترکة بین لیالی القدر --:

الأوّل: أن یقول مائة مرّة (اَسْتَغْفِرُ اللهَ واَتُوبُ اِلَیْهِ).

الثّانی: أن یقول مائة مرّة (اَللّ-هُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اَمیرِ الْمُؤمِنینَ).

الثّالث: أن یدعو بهذا الدُّعاء:

(اَللّ-هُمَّ اْجْعَلْ فی-ما تَقْضی وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ الَْمحْتُومِ، وَفی-ما تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الحَکیمِ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ، وَفِی الْقَضاءِ الَّذی لا یُرَدُّ وَلا یُبَدَّلْ، اَنْ تَکْتُبَنی مِنْ حُجّاجِ بَیْتِکَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ، الْمَشْکُورِ سَعْیُهُمُ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ الْمُکَفَّرِ عَنْهُمْ سَیِّئاتُهُمْ وَاجْعَلْ فی-ما تَقْضی وَتُقَدِّرُ اَنْ تُطیلَ عُمْری وَتُوَسِّعَ عَلَیَّ فی رِزْقی، وَتَفْعَلَ بِی کَذا وَکَذا) ویسأل حاجته.

الرّابع: أن یدعو بهذا الدُّعاء -- وتُستَحب قِراءته والإکثار منه فی جمیع أوقات شهر رمضان من اللیل والنهار کما هو المروی عن الإمام الجواد(علیه السلام)-:

(یا ذَا الَّذی کانَ قَبْلَ کُلِّ شَیء، ثُمَّ خَلَقَ کُلَّ شَیء، ثُمَّ یَبْقی وَیَفْنی کُلُّ شَیء، یا ذَا الَّذی لَیْسَ کَمِثْلِهِ شیءٌ، وَیا ذَا الَّذی لَیْسَ فِی السَّماواتِ الْعُلی، وَلا فِی الاَرَضینَ السُفْلی، وَلا فَوقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ، وَلا بَیْنَهُنَّ اِل-هٌ یُعْبَدُ غَیْرُهُ، لَکَ الْحَمْدُ حَمْداً لا یَقْوی عَلی

ص: 124

اِحْصائِهِ إلاّ اَنْتَ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمِّد صَلاةً لا یَقْوی عَلی اِحْصائِها إلاّ اَنْتَ).

صلاة اللیلة التاسعة عشر: خمسون رکعة بالحمد وخمسین مرة سورة إذا زلزلت، والظاهر أن المراد ان تقرأ السورة فی کل رکعة مرة واحدة فان من الصعب ان یقرأ سورة إذا زلزلت فی لیلة واحدة الفین وخمسمائة مرة.

دعاء اللیلة التاسعة عشر: وهو ما تقدم فی العمل الرابع من أعمال هذه اللیلة (یا ذا الذی کان قبل کل شیء ثم خلق کل شیءٍ ثم یبقی ویفنی کلُّ شیء یا ذا الذی لیس فی السموات العلی ولا فی الارضینَ السفلی ولا فوقهنَ ولا بینهنَ ولا تحتهن إلهٌ یعبدُ غیره لکَ الحمدُ حمداً لا یقدرُ علی احصائهِ إلاّ انتِ.

دعاء الیوم التاسع عشر: اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بکتابکَ المنزل وما فیه وفیهِ اسمکَ الاکبرَ واسماؤکَ الحسنی وما یخافُ ویرجی ان تجعلنی من عتقائک من النار.

تنبیه: سنذکر أعمال اللیلة الواحدة والعشرین وبعدها أعمال اللیلة الثالثة والعشرین لتکون أعمال لیالی القدر مُتصلة، وأما أعمال لیلة العشرین ویومه ولیلة الثانی والعشرین ویومها فسنذکرها بعد أعمال لیالی القدر.

_ _ _

ص: 125

اللّیلة الواحدة والعِشرون

وعَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(علیه السلام) التَّقْدِیرُ فِی لَیْلَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَالإِبْرَامُ فِی لَیْلَةِ إِحْدَی وَعِشْرِینَ وَالإِمْضَاءُ فِی لَیْلَةِ ثَلاثٍ وَعِشْرِینَ.

وفیها أعمال خاصة فضلاً عن الأعمال المُشترکة بین لیالی القدر مِن الغسل والإحیاء وزّیارة الإمام الحُسین(علیه السلام) وصلاة الرکعتین بالحمد والتّوحید سبع مرّات ودُعاء نشر المصحف ووضع المصحف علی الرّأس ودعاء الجوشن الکبیر ودعاء: (اَللّ-هُمَّ إنّی اَمْسَیْتُ لَکَ عَبْداً داخِراً..).. وغیر ذلک.

وقد أکّدت الروایات علی استحباب الغُسل والاحیاء والجدّ فی العبادة فی هذه اللّیلة واللّیلة الثّالثة والعشرین وانّ لیلة القدر هی أحَدهُمَا کما قَدّمنا.

والأعمال المُختصة بهذه اللیلة عدیدة نذکر بعضاً منها:

الأوّل: اعلم أن هذه اللیلة هی اللیلة الأولی من العَشر الأواخر من هذا الشهر الشریف، وهذه اللیالی العشر لها دعوات خاصة تمتاز بها عن سابقاتها من اللیالی منها ما تشترک فیها جمیع اللیالی العشر -- ولذا تکون هذه من أعمال هذه اللیلة -- ومنها ما تختَصُ به کلُ لیلة عمّا سواها.

ص: 127

فمن الدعوات المُشترکة: الدّعاء الذی رواه الکفعمی(قدس سره) فی البلد الامین انّ الصّادق(علیه السلام) کان یقول فی کلّ لیلة من العشر الاواخر بعد الفرائض والنّوافل:

(اَللّ-هُمَّ اَدِّ عَنّا حَقَّ ما مَضی مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ، وَاغْفِرْ لَنا تَقْصیرَنا فیهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مَقْبُولاً وَلا تُؤاخِذْنا بِاِسْرافِنا علی اَنْفُسِنا، وَاجْعَلْنا مِنَ الْمَرْحُومینَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ الَْمحْرُومینَ)، وقال: من قاله غفرَ اللهُ له ما صدر عنه فیما سلف من هذا الشّهر وعصمه من المعاصی فیما بقی منه.

ومنها الدُّعاء المروی فی الکافی عن الإمام الصّادق(علیه السلام) قال: تقول فی العشر الاواخر من شهر رمضان کلّ لیلة:

(اَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِکَ الْکَریمِ أنْ یَنْقِضیَ عَنّی شَهْرُ رَمَضانَ أو یَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَیْلَتی هذِهِ وَلَکَ قِبَلی ذَنْبٌ أو تَبِعَةٌ تُعَذِّبُنی عَلَیْهِ).

ومنها ما رواه السّید ابن طاووس(قدس سره) مرازم قال: کان الصّادق (علیه السلام) یقول فی کلّ لیلة من العشر الأواخر:

(اَللّ-هُمَّ اِنَّکَ قُلْتَ فی کِتابِکَ الْمُنْزَلِ )شَهْرُ رَمَضانَ الَّذی اُنْزِلَ فیهِ الْقُرْآنُ هُدیً لِلنّاسِ وَبَیِّنات مِنَ الْهُدی وَالْفُرْقانِ( فَعظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضانَ بما اَنْزَلْتَ فیهِ مِنَ الْقُرآنِ، وَخَصَصْتَهُ بِلَیْلَةِ الْقَدْرِ وَجَعَلْتَها

ص: 128

خَیْراً مِنْ اَلْفِ شَهْر، اللهُمَّ وَهذِهِ اَیّامُ شَهْرِ رَمَضانَ قَدِ انْقَضَتْ، وَلَیالیهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ، وَقَدْ صِرْتُ یا اِل-هی مِنْهُ إلی ما اَنْتَ اَعْلَمُ بِهِ مِنّی وَاَحْصی لِعَدَدِهِ مِنَ الْخَلْقِ اَجْمَعینَ، فَاَسْأَلُکَ بِما سَأَلکَ بِهِ مَلائِکَتُکَ الْمُقَرَّبُونَ وَاَنْبِیاؤُکَ الْمُرْسَلُونَ وَعِبادُکَ الصّالِحُونَ، اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد وَأنَ تَفُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، وَتُدْخِلَنِی الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِکَ، وَاَنْ تَتَفَضَّلَ عَلیَّ بِعَفْوِکَ وَکَرَمکَ وتَتَقبَّل تَقَربی وَتَسْتَجیْبَ دُعائی وتَمُنَّ عَلیّ بالامن یوم الخوف مِنْ کُلِّ هَوْل اَعْدَدْتَهُ لِیَومِ الْقِیامَةِ.

اِل-هی وَاَعُوذُ بِوَجْهِکَ الْکَریمِ، وَبِجَلالِکَ الْعَظیمِ أَنْ یَنْقَضِیَ اَیّامُ شهْرِ رَمَضانَ وَلَیالیهِ وَلکَ قِبَلی تَبِعَةٌ أو ذَنْبٌ تُؤاخِذُنی بِهِ أو خَطیئَةٌ تُریدُ اَنْ تَقْتَصَّهَا مِنّی لَمْ َتَغْفِرْها لی، سَیِّدی سَیِّدی سَیِّدی أسألُک یا لا اِل-هَ إلاّ اَنْتَ اِذْ لا اِل-هَ إلاّ اَنْتَ، اِنْ کُنْتَ رَضَیْتَ عَنی فی هذَا الشَّهْرِ فَاْزدَدْ عَنّی رِضاً، وَاِنْ لَمْ تَکُن رَضَیْتَ عنِّی فَمِنَ الآنَ فَارْضَ عَنّی یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، یا الله یا أحد یا صَمَدُ یا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَلمْ یُولَدْ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً اَحَدٌ).

وأکثر من قول: (یا مُلَیِّنَ الْحَدیدِ لِداوُدَ(علیه السلام)، یا کاشِفَ الضُرِّ والکُرَبِ العِظام عَن ایّوب(علیه السلام)، اَی مُفَرِّجَ هَمِّ یَعْقُوبَ(علیه السلام)، اَیْ مُنَفِّسَ

ص: 129

غَمِّ یُوسُفَ(علیه السلام) صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد کَما اَنْتَ أَهْلهُ اَنْ تُصَلِّیَ عَلَیْهِمْ اَجْمَعینَ وَافْعَلْ بِی ما أَنْتَ اَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِی ما اَنَا اَهْلُهُ).

ومن الدعوات المُختصة بهذه اللیلة ما روی فی الکافی والمقنعة والمصباح أن تقول:

(یا مُولِجَ اللَّیْلِ فِی النَّهارِ، وَمُولِجَ النَّهارِ فِی اللَّیْلِ، وَمُخْرِجَ الْحَیِّ مِنَ الْمَیِّتِ، وَمُخْرِجَ الْمَیِّتِ مِنْ الْحَیِّ، یا رازِقَ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِساب، یا الله یا رَحْم-نُ، یا الله یا رَحیمُ، یا الله یا الله یا الله لَکَ الاَسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالالاءُ، أسألُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورَةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقینَاً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَاِیماناً یُذْهِبُ الشَّکَّ عَنّی، وَتُرْضِیَنی بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ، وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ والإنابة وَالتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وآل مُحَمَّداً عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمُ السَّلامُ).

الثانی: ومنها ما ورد من دعوات کل لیلة من الشهر ودعاء هذه اللیلة هو:

ص: 130

(اشهدُ انَ لا إلهَ الا الله وحدهُ لاشریکَ له، واشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسولهُ، واشهد أنَّ الجنةَ حقٌ والنار حقٌ وأنَّ الساعة آتیة لا ریبَ فیها وأنَّ الله یبعث من فی القبور، واشهدُ أنَّ الربَّ ربی لا شریک لهُ ولا ولد لهُ ولا والد له، واشهدُ أنَّهَ الفعال لما یرید، والقادر علی کل شیء، والصانعُ لما یرید، والقاهرُ مَن یشاء، والرافع مَن یشاء، مالک الملکِ، ورازق العباد، الغفورُ الرحیمُ العلیمُ الحلیم، أشهدُ أشهدُ أشهدُ أشهدُ أشهدُ أشهدُ أشهدُ أنَّک سیدی کذلک وفوق ذلکَ لا یَبلغُ الواصفونَ کُنه عظمتکَ، اللهم صلِّ علی محمدٍ وآل مُحَمّدٍ واهدنی ولا تضلنی بعد إذ هدیتنی إنَّکَ أنتَ الهادی المهدیُ).

الثالث: روی الکفعمی عن السّیّد ابن باقی تقول فی اللّیلةِ الحادیة والعشرین:

(اَللّ-هُمَّ صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد وَاقْسِمْ لی حِلْماً یَسُدُّ عَنّی بابَ الْجَهْلِ، وَهُدیً تَمُنُّ بِهِ عَلَیَّ مِنْ کُلِّ ضَلالَة، وَغِنیً تَسُدُّ بِهِ عَنّی بابَ کُلِّ فَقْر، وَقُوَّةً تَرُدُّ بِها عَنّی کُلَّ ضَعْف، وَعِزّاً تُکْرِمُنی بِهِ عَنْ کُلِّ ذُلٍّ، وَرِفْعَةً تَرْفَعُنی بِها عَنْ کُلِّ ضَعَة، وَاَمْناً تَرُدُّ بِهِ عَنّی کُلَّ خَوْف، وَعافِیَةً تَسْتُرُنی بِها عَنْ کُلِّ بَلاء، وَعِلْماً تَفْتَحُ لی بِهِ کُلَّ یَقین، وَیَقیناً تُذْهِبُ بِهِ عَنّی کُلَّ شَکٍّ، وَدُعاءً تَبْسُطُ لی بِهِ الاِجابَةَ فی هذِهِ اللَّیْلَةِ، وَفی هذِهِ السّاعَةِ، السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ یا کَریمُ، وَخَوْفاً تَنْشُرُ لی بِهِ کُلَّ رَحْمَة،

ص: 131

وَعِصْمَةً تَحُولُ بِها بَیْنی وَبَیْنَ الذُّنُوبِ، حَتّی اُفْلِحَ بِها عِنْدَ الْمَعْصُومینَ عِنْدَکَ، بِرَحْمَتِکَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ).

الرابع: رُوِی عن حماد بن عثمان قال: دخلتُ علی الصّادق(علیه السلام) لیلة احدی وعشرین من شهر رمضان فقال لی: یا حماد اغتسلتَ، فقلت: نعم جُعلتُ فداک، فدعا بحصیر ثمّ قال: إلی لزقی((1)) فَصَلِّ، فلم یزل یُصلّی وأنا اُصلّی إلی لزقه حتّی فرغنا من جمیع صلواتنا، ثمّ أخذ یدعو وأنا اُؤمِّن علی دعائه إلی أن اعترض الفجر، فأذّنَ وأقامَ ودعا بعض غلمانه فقمنا خلفه، فتقدّم فصلّی بنا الغداة، فقرأ بفاتحة الکتابِ وَاِنّا اَنْزَلناهُ فی لَیلَةِ الْقَدْرِ فی الأوّلی، وفی الرّکعة الثّانیة بفاتحة الکتاب وقُل هُوَ اللهُ اَحَدٌ، فلمّا فرغنا من التّسبیح والتّحمید والتّقدیس والثّناء علی الله تعالی والصّلاة علی رسول الله(صلی الله علیه واله) والدّعاء لجمیع المؤمنین والمؤمنات والمسلمین والمسلمات خرّ ساجداً لا أسمعُ منه إلاّ النّفس ساعة طویلة، ثمّ سمعته یقول (لا اِل-هَ إلاّ اَنْتَ مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالاَبْصارِ) إلی آخر الدّعاء المروی فی الاقبال.

وروی الکلینی انّه کان الباقر(علیه السلام) إذا کانت لیلة احدی وعشرین وثلاث وعشرین أخذ فی الدّعاء حتّی یزول اللّیل (ینتصف) فإذا زال اللّیل صلّی.

ص: 132

وروی انّ النّبی(صلی الله علیه واله) کان یغتسل فی کلّ لیلة من العشر الأواخر((1)).

الخامس: صلاة هذه اللیلة -- الواردة فی ضمن صلوات کل لیلة من الشهر -- وهی أن یُصلی ثمان رکعات بما تیسَّر من السور.

السادس: یستحبّ الاعتکاف فی العشر الأواخر وله فضلٌ کثیرٌ، وهو أفضل الاوقات للاعتکاف، وروی أنّه یعدل حجّتین وعمرتین، ووردَ أنه کان رسول الله(صلی الله علیه واله) إذا کانت العشر الاواخر اعتکف فی المسجد وضُرِبت له قُبّة من شعر وشَمَّر المئزَر وطَوی فِراشه.

السابع: واعلم انّ هذه لیلة تتجدّد فیها أحزان آل محمّد وشیعتهم ففیها فی سنة أربعین من الهجرة کانت شهادة مولانا أمیر المؤمنین (صلوات الله علیه).

ورُوِی انّه ما رُفِع حَجرٌ عن حَجرٍ فی تلک اللّیلة إلاّ وکان تحته دم عبیطا کما کان لیلة شهادة الحسین(علیه السلام).

ص: 133

وقال المفید رحمه لله : ینبغی الاکثار فی هذه اللّیلة من الصّلاة علی محمّد وآل محمّد والجِدّ فی اللّعن علی ظالمی آل محمّد(علیهم السلام) واللّعن علی قاتل امیر المؤمنین (علیه السلام).

وهناک کلمات قالها الخضر(علیه السلام) فی رثاء أمیر المؤمنین(علیه السلام) تصلح أن تکون زیارةً له(علیه السلام)((1))، الثامن: مُذاکرة العلم، قال الشیخ الصّدوق(قدس سره) فیما أملی علی بعض المشایخ: ومن أحیا هاتین اللّیلتین -- أی هذه اللیلة واللیلة الثالثة والعشرین -- بمذاکرة العلم فهو أفضل.

_ _ _

ص: 134

(اَللّ-هُمَّ کُنْ لِوَلِیِّکَ فلان بن فلان (وتقول عوض فلان بن فلان الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ) صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَعَلی آبائِه فی هذِهِ السَّاعَةِ وَفی کُلِّ ساعَة وَلِیّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَلیلاً وَعَیْنا حَتّی تُسْکِنَهُ اَرْضَکَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فیها طَویلاً).

وتقول أیضاً (یا مُدَبِّرَ الاُمُورِ، یا باعِثَ مَنْ فِی الْقُبُورِ، یا مُجْرِیَ الْبُحُورِ، یا مُلَیِّنَ الْحَدیدِ لِداوُدَ صلِّ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمد.. أفْعَلْ بِیّ کَذ وَکَذ -- وتسْأل حاجتک -- اللَّیْلَةَ اللَّیْلَةَ)، وارفع یدیک إلی السّماء أی عند قولک (یا مُدَبِّرَ الاُمُورِ) إلی آخر الدّعاء، وادع بهذا الدّعاء راکعاً وساجداً وقائماً وقاعداً وکرره وادع به فی اللّیلة الاخیرة أیضاً.

الخامس: أن یقرأ هذا الدُّعاء (یا رَبَّ لَیْلَةِ الْقَدْر وَجاعِلَها خَیْراً مِنْ اَلْفِ شَهْرٍ، وَرَبَّ اللَّیْلِ والنَّهارِ، وَالْجِبالِ والْبِحارِ، والظُّلَمِ والاَْنْوارِ، وَالاَْرْضِ وَالسَّماءِ، یا بارِئُ یا مُصَوِّرُ، یا حَنّانُ یا مَنّانُ، یا الله یا رَحْمنُ، یا الله یا بَدیعُ، یا الله یا الله یا الله، لَکَ الاَْسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَْمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالالاءُ، أسألُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورَةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی وَایماناً یُذهِبُ الشَّکَّ عَنّی، وَتُرْضِیَنی بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها

ص: 136

ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ وَالانابَةَ والتَّوبَةَ والتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وآل مُحَمَّد عَلَیْهِمُ السَّلامُ).

السادس: أن یقول:

(اَللّ-هُمَّ امْدُدْ لی فی عُمْری، وَاَوْسِعْ لی فی رِزْقی، وَاَصِحَّ لی جِسْمی، وَبَلِّغْنی اَمَلی، وَاِنْ کُنْتُ مِنَ الاَْشْقِیاءِ فَاْمحنی مِنَ الاَْشْقِیاءِ، وَاْکتُبْنی مِنَ السُّعَداءِ، فَاِنَّکَ قُلْتَ فی کِتابِکَ الْمُنْزَلِ عَلی نَبِیِّکَ الْمُرْسَلِ صَلَوتُکَ عَلَیْهِ وَآلِهِ:(یَمْحُو اللهُ ما یَشاءُ وَیُثْبِتُ وَعِنْدَهُ اُمُّ الْکِتابِ).

السّابع: أن یقول:

(اَللّ-هُمَّ اجْعَلْ فی-ما تَقْضی وَفی-ما تُقَدِّرُ مِنَ الاَْمْرِ الَْمحْتُومِ، وَفی-ما تَفْرُقُ مِنَ الاَْمْرِ الْحَکیمِ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ، مِنَ الْقَضاءِ الَّذی لا یُردُّ وَلا یُبَدَّلُ اَنْ تَکْتُبَنی مِنْ حُجّاجِ بَیْتِکَ الْحَرامِ فی عامی هذا الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ الْمَشْکُورِ سَعْیُهُمُ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، الْمُکَفَّرِ عَنْهُمْ سَیِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فی-ما تَقْضی وَتُقَدِّرُ اَنْ تُطیلَ عُمْری وَتُوَسِّعَ لی فی رِزْقی).

الثامن: أن یدعو بهذا الدّعاء:

(یا باطِناً فی ظُهُورِهِ، وَیا ظاهِراً فی بُطُونِهِ وَیا باطِناً لَیْسَ یَخْفی، وَیا ظاهِراً لَیْسَ یُری، یا مَوْصُوفاً لا یَبْلُغُ بِکَیْنُوْنَةٍ مَوْصُوفٌ وَلا حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَیا غائِباً غَیْرَ مَفْقُود، وَیا شاهِداً غَیْرَ مَشْهُود، یُطْلَبُ

ص: 137

فَیُصابُ، وَلَمْ یَخْلُ مِنْهُ السَّماواتُ وَالاَْرْضِ وَما بَیْنَهُما طَرْفَةَ عَیْن، لا یُدْرَکُ بِکَیْف وَلا یُؤَیَّنُ بِاَیْن وَلا بِحَیْث، اَنْتَ نُورُ النُّورِ وَرَبُّ الاَْرْبابِ، اَحَطْتَ بِجَمیعِ الاُمُورِ، سُبْحانَ مَنْ لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْءٌ وَهُوَ السَّمیعُ الْبَصیرُ سُبْحانَ مَنْ هُوَ هکَذا وَلا هکَذا غَیْرُهُ)، ثمّ تدعو بما تشاء.

التاسع: أن یدعو بما ورد فی الإقبال:

(اللهم إنّی أسألُکَ سؤالَ المسکینِ المستکینِ وأبتغی إلیکَ ابتغاء البائس الفَقیر وأتضرع إلیکَ تَضرْع الضعیفِ الضَریر، وأبتهل إلیکَ ابتهالَ المُذنب الذلیل، وأسألکَ مَسألةَ من خَضَّعَ لک نفسَهُ، ورَغَّمَ لکّ أنفه، وعفَّرَ لک وجهَهُ، وخَضَعَت لک ناصیتُه، واعترف بخطیئته، وفاضت لک عبرتُهُ، وانهملت لک دموعُهُ، وضلَّت عنه حیلته، وانقطعت عنه حجتُهُ، بحق محمد وآل محمد علیک، وبحقک العظیم علیهم أن تصلی علیهم کما أنت أهلُهُ وأن تصلی علی نبیک وآل نبیک وأن تُعطینی أفضلَ ما أعطیتَ السائلین من عبادِکَ الماضین من المؤمنین، وأفضل ما تُعطی الباقین من المؤمنین، وأفضل ما تعطی من تخلقه من أولیائک إلی یوم الدین ممَّن جَعلتَ له خیر الدنیا وخیر الآخرة یا کریم یا کریم یا کریم، وأعطنی فی مجلسی هذا مغفرةَ ما مضی من ذنوبی واعصمنی فیما بقی من عمری وارزقنی الحج

ص: 138

والعمرة فی عامی هذا مُتقبلاً مَبروراً خالصِاً لِوجهک یا کریم وارزقنیه أبداً ما أبقیتَنی یا کریم یا کریم یا کریم، واکفنی مؤنة نفسی واکفنی مؤنة عیالی واکفنی مؤنة خلقک واکفنی شَرَّ فَسقةِ العرب والعجم، واکفنی شَرَّ فَسقةِ الجِن والإنس، واکفنی شَرَّ کلِّ دابةٍ أنت آخذ بناصیتها إنَّ ربی علی صراطٍ مُستقیم).

العاشر: أن یأتی بغسلٍ آخر فی آخر اللّیل إضافة للذی یغتسله فی أوّله.

الحادی عشر: فی تأکید القول علی زیارة الإمام الحسین(علیه السلام)، نذکر هنا بعض الروایات الشریفة الحاثّة علی الزیارة:

رُویَ عن الإمام أبی عبد الله الصادق(علیه السلام) فی بیان هذه الآیة (فِیها یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ) قال هی لیلة القدر یُقضی فیها أمر السنة من حج وعمرة أو رزق أو أجل أو أمر أو سفر أو نکاح أو ولد إلی سائر ما یلاقی ابن آدم مما یُکتَب له أو علیه فی بقیة ذلک الحول من تلک اللیلة إلی مثلها من عام قابل، وهی فی العشرة الأواخر من شهر رمضان فمن أدرکها (أو قال یشهدها) عند قبر الحسین(علیه السلام) یصلِّ عنده رکعتین أو ما تیسَّر له وسأل الله تعالی الجنة واستعاذ به من النار آتاه الله تعالی ما سأل وأعاذه مما استعاذ منه، وکذلک إن سأل الله تعالی أن یؤتیه من خیر ما فَرَّقَ وقضی فی تلک اللیلة وأن یقیه من شر ما کتب فیها، أو دعا الله

ص: 139

وسأله تبارک وتعالی فی أمر لا إثم فیه رجوت أن یؤتی سؤله ویوقی محاذیره ویشفع فی عشرة من أهل بیته کلهم قد استوجبوا العذاب والله إلی سائله وعبده بالخیر أسرع.

وعنه(علیه السلام) أنه قال: إذا کان لیلة القدر یفرق الله(عجل الله) کل أمر حکیم، نادی منادٍ من السماء السابعة من بطنان العرش إن الله(عجل الله) قد غفر لمن أتی قبر الحسین(علیه السلام).

ورُویَ عن الإمام أبی جعفر الجواد(علیه السلام) فی حدیثٍ قال: من زارَ الحسین(علیه السلام) لیلة ثلاث وعشرین من شهر رمضان وهی اللیلة التی یُرجی أن تکون لیلة القدر وفیها یفرق کل أمر حکیم صافحه روح أربعة وعشرین ألف ملک ونبی کلهم یستأذن الله فی زیارة الحسین(علیه السلام) فی تلک اللیلة.

الثانی عشر: فی التأکید علی صلاة مائة رکعة، فقد روی الشّیخ الطوسی(قدس سره) فی التهذیب عن أبی بصیر قال: قال لی الصّادق(علیه السلام): صلِّ فی اللّیلة التی یُرجی أن تکون لیلة القدر مائة رکعة تقرأ فی کلّ رکعة قُل هُوَ اللهُ أحد عشر مرّات، قال: قلتُ: جُعِلتُ فِداک فإن لم أقوَ علیها قائماً، قال: صلّها جالساً، قلتُ: فإن لم أقوَ، قال: ادّها وأنت مستلقٍ فی فراشک.

ص: 140

ووردَ فی دعائم الإسلام انّ رسول الله(صلی الله علیه واله) کان یطوی فراشه ویشدّ مئزره للعبادة فی العشر الاواخر من شهر رمضان، وکان یوقظ أهله لیلة ثلاث وعشرین، وکان یرشّ وجوه النیّام بالماء فی تلک اللّیلة، وکانت فاطمة (صلوات الله علیها) لا تدع أهلها ینامون فی تلک اللّیلة وتعالجهم بقلّة الطّعام وتتأهّب لها من النّهار، أی کانت تأمرهم بالنّوم نهاراً لئلّا یغلب علیهم النّعاس لیلاً، وتقول: محرومٌ من حُرِمَ خیرها.

وروی انّ الصّادق(علیه السلام) کان مدنفاً فأمر فأخرج إلی المسجد فکان فیه حتّی أصبح لیلة ثلاث وعشرین من شهر رمضان.

الثالث عشر: قال العلامة المجلسی رحمه لله : علیک فی هذه اللّیلة أن تقرأ من القرآن ما تیسَّر لک، وأن تدعو بدعوات الصّحیفة الکاملة لا سیّما دعاء مکارم الاخلاق ودعاء التّوبة.

وینبغی أن یراعی حرمة أیّام لیالی القدر والاشتغال فیها بالعبادة وتلاوة القرآن المجید والدّعاء، فقد روی باسناد معتبرة انّ یوم القدر مثل لیلته.

الرابع عشر: أن یأتی بصلاة هذه اللیلة -- وهی من الصلوات الواردة ضمن ما هو مختص بکل لیلة -- ثمان رکعات بما تیسَّر من السور.

دعاء الیوم الثالث والعشرین:

ص: 141

اللهم اغسلنی فیه من الذنوب، وطَهَّرنی فیه من العیوب، وامتحن قلبی فیه بتقوی القلوبِ یا مُقیل عثراتِ المذنبین.

_ _ _

دعاء الیوم العشرین: اللهمَ افتحَ لی فیه ابواب الجنانِ، واغلقْ عنی فیه ابوابَ النیرانِ، ووفِّقنی فیه لتلاوةِ القرآن، یا منزل السّکینةِ فی قلوبِ المؤمنین.

صلاة اللیلة الثانیة والعشرین: یصلی ثمانِ رکعات بما تیسَّر من السور.

دعاء اللیلة الثانیة والعشرین: یا ظهر اللاجینَ [اللآجئین] صلِّ علی محمدٍ وآل مُحَمّدٍ وکُن لی حصناً وحرزاً یا کهفَ المستجیرین صلِّ علی محمدٍ وآل محمدً وکُن لی کهفاً وعضداً وناصراً ویا غیاثَ المستغیثینَ صلِّ علی محمدٍ وآل مُحَمّدٍ وکُن لی غیاثاً ومجیراً، یا ولیّ المؤمنینَ صلِّ علی محمد وآل مُحَمّدٍ وکُن لی ولیاً، یا مُجیرَ غُصص المؤمنین صلِّ علی محمدٍ وآل مُحَمّدٍ وأجرْ غصتی ونَفِّسْ هَمِّی واسعدنی فی هذا الشهر المبارک العظیم سعادةً لا اشقی بعدها یا ارحم الراحمین.

ومن أدعیة هذه اللیلة أیضاً: یا سالِخَ النَّهارِ مِنَ اللَّیْلِ فإذا نَحْنُ مُظْلِموُنَ وَمُجْرِی الشَّمْسِ لِمُسْتَقَرِّها بِتَقْدیرِکَ، یا عَزیزُ یا عَلیمُ، وَمُقَدِّرَ الْقَمَرِ مَنازِلَ حَتّی عادَ کَالْعُرْجُونِ الْقَدیمِ، یا نُورَ کُلِّ نُور، وَمُنْتَهی کُلِّ رَغْبَة، وَوَلِیَّ کُلِّ نِعْمَة، یا الله یا رَحْم-نُ، یا الله یا قُدُّوسُ، یا أحد یا واحِدُ، یا فَرْدُ یا الله یا الله یا الله، لَکَ الاَسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالآلاءِ، أسألُکَ اَنْ تُصَلِّیَ

ص: 143

عَلی مُحَمَّد وَاَهْلِ بَیْتِهِ، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ،وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورَةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَایماناً یُذْهِبُ الشَّکَّ عَنّی، وَتُرْضِیَنی بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنةً وَفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَالرَّغَبَةَ اِلَیْکَ وَالاِنابَةَ وَالتَّوفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وآل مُحَمَّد عَلَیْهِمُ السَّلامُ.

دعاء الیوم الثانی والعشرین: اللهم افتحْ لی فیهِ أبوابَ فضلک، وانزلْ علیَّ فیه برکاتکَ، ووفِّقنی فیه لموجباتِ مرضاتک، واسکنی فیه بحبوحاتِ جناتکَ، یا مجیبَ دعوة المضطرین.

صلاة اللیلة الرابعة والعشرین: یصلی ثمان رکعات بما تیسَّر من السور.

دعاء اللیلة الرابعة والعشرین: اللهم انتَ امرتَ بالدعاء وضمنتَ الاجابة فدعوناک، ونحن عبادک وبنو إمائک نواصینا بیدکَ، وانت ربنا ونحنْ عبادکَ ولم یسأل العبادُ مثلک، ونرغبُ الیک ولمْ یرغب الخلائقُ إلی مثلکَ، یا موضع شکوی السائلینَ ومنتهی حاجة الراغبین، ویا ذا الجبروتِ والملکوتِ، ویا ذا السلطان والعز، یا حیُّ یا قیومُ یا بارُ یا رحیمُ، یا حنّانُ یا منّانُ، یا بدیعَ السمواتِ والأرض، یا

ص: 144

ذا الجلال والاکرام، یا ذا النعم والطول الذی لا یرامُ، صلِّ علی محمد وآلهِ واغفرِ لی إنَّکَ انت الغفورُ الرحیمُ.

ومن أدعیة هذه اللیلة أیضاً: یا فالِقَ الاِْصْباحِ، وَجاعِلَ اللَّیْل سَکَناً وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ حُسْباناً، یا عَزیزُ یا عَلیمُ، یا ذَا المَنِّ وَالطَّوْلِ، وَالْقُوَّةِ وَالْحَوْلِ، وَالْفَضْلِ والاِْنْعامِ، وَالْجَلالِ وَالاِْکْرامِ، یا الله یا رَحْمانُ، یا الله یا فَرْدُ یا وِتْرُ، یا الله یا ظاهِرُ یا باطِنُ، یا حَیُّ لا اِل-هَ إلاّ اَنْتَ، لَکَ الاَْسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَْمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالآلاءُ، أسألُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورَةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَایماناً یَذْهَبُ بِالشَّکِّ عَنّی، وَرِضیً بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الآخِرَةِ حَسَنَهً، وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ، وَالانابَةَ وَالتَّوْبَهَ وَالتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وآل مُحَمَّد صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ.

دعاء الیوم الرابع والعشرین: اللهم إنّی أسألُکَ فیه ما یُرضیک واعوذُ بک مما یؤذیک، وأسالُکَ التوفیق فیه لان اطیعکَ ولا اعصیک یا جوادَ السائلینَ.

ص: 145

صلاة اللیلة الخامسة والعشرین: ثمان رکعات فی کل منها الحمد والتوحید عشر مرات.

دعاء اللیلة الخامسة والعشرین: تبارک الله احسنُ الخالقین، خالقُ الخلق، ومنشیء السحاب، وآمرُ الرعد ان یسبح لهُ، تبارک الذی بیده الملکُ وهو علی کلُ شیء قدیرٌ، الذی خلق الموتَ والحیاة لیبلوکمُ ایکم أحسنُ عملاً، تبارک الذی نزلَ الفرقان علی عبده لیکون للعالمینَ نذیراً، تبارک الذی إن شاءَ جعل لکَ خیراً من ذلک تجری من تحتها الانهار ویجعَل لک قصوراً، تبارک الله أحسن الخالقین.

ومن أدعیة هذه اللیلة أیضاً: یا جاعِلَ اللَّیْلِ لِباساً، وَالنَّهارِ مَعاشاً، وَالاَْرْضِ مِهاداً، وَالْجِبالِ اَوْتاداً، یا الله یا قاهِرُ، یا الله یا جَبّارُ، یا الله یا سَمیعُ، یا الله یا قَریبُ، یا الله یا مُجیبُ، یا الله یا الله یا الله، لَکَ الاَْسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَْمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالالاءُ، أسألُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَایماناً یُذْهِبُ الشَّکَّ عَنّی، وَرِضیً بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ

ص: 146

وَشُکْرَکَ وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ وَالاِْنابَةَ وَالتَّوْبَةَ والتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مَحَمَّداً وآل مُحَمَّد عَلَیْهِمُ السَّلامُ.

دعاء الیوم الخامس والعشرین: اللهم اجعلنی فیهِ مُحباً لأولیائک، ومُعادیاً لأعدائک، مستناً بسنة خاتم أنبیائک، یا عاصمَ قلوب النبیین.

صلاة اللیلة السادسة والعشرین: ثمان رکعات بما تیسَّر من السور.

دعاء اللیلة السادسة والعشرین: اللهم إنَّکَ عَیَّرت أقواماً علی لسان نبیک(صلی الله علیه واله) فقلتَ قل ادعوا الذین زعمتمْ من دونهِ فلا یملکونَ کشف الضُرِّ عنکمْ ولا تحویلاً، فیا منْ لا یملک کشفَ الضُرِّ عنّا ولا تحویلاً غیرهُ، صلِّ علی محمدٍ وآل مُحَمّدٍ واکشفْ ما بِی من ضُرٍّ وحَوِّلهُ عنی، وانقلنی فی هذا الشهر العظیم من ذلَّ المعاصی إلی عزَّ الطاعةِ یا ارحمَ الراحمینَ.

ومن أدعیة هذه اللیلة أیضاً: یا جاعِلَ اللَّیْلِ وَالنَّهارِ آیتَیْنِ، یا مَنْ مَحا آیَةَ اللَّیْلِ وَجَعَلَ آیَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْهُ وَرِضْواناً، یا مُفَصِّلَ کُلِّ شَیْء تَفْصیلاً، یا ماجِدُ یا وَهّابُ، یا الله یا جَوادُ، یا الله یا الله یا الله، لَکَ الاَْسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَْمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالالاءُ، أسألُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمد، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَدآءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ وَاِحْسانی فی

ص: 147

عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورَةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَایماناً یُذْهبُ الشَّکَّ عَنّی، وَتُرضِیَنی بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الآخِرَةِ حَسَنةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ وَالاِْنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وآل مُحَمَّد صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ.

دعاء الیوم السادس والعشرین: اللهمَ اجعلْ سعیی فیه مشکوراً، وذنبی فیه مغفوراً، وعملی فیهِ مقبولاً، وعیبی فیهِ مستوراً یا أسمعَ السامعینَ.

صلاة اللیلة السابعة والعشرین: أربع رکعات فی کل منها الحمد وسورة تبارک الذی بیده الملک والتوحید خمساً وعشرین مرة.

دعاء اللیلة السابعة والعشرین: اللهمَ إنّی أسألُکَ واقسمُ علیک بکلِ اسمٍ هو لکَ سماکَ به أحد من خلقکَ أو استأثرتَ به فی علم الغیبِ عندکَ واسألُکَ باسمکَ الأعظم الذی حقٌ علیکَ ان تجیبَ من دعاکَ به، أن تصلی علی محمدٍ وآل مُحَمّدٍ وأن تسعدنی فی هذه اللیلة سعادةً لا أشقی بعدها أبداً یا أرحمَ الراحمین.

ومن أدعیة هذه اللیلة أیضاً: یا مادَّ الظِّلِّ وَلَوْ شِئْتَ لَجَعَلْتَهُ ساکِناً، وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ عَلَیْهِ دَلیلاً ثُمَّ قَبَضْتَهُ اِلیْکَ قَبْضاً یَسیراً، یا ذَا الْجُودِ وَالطَّوْلِ وَالْکِبْرِیاءِ

ص: 148

وَالآلاءِ، لا إل-هَ إلاّ اَنْتَ عالِمُ الْغَیْبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحیمُ، لا إلهَ إلاّ اَنْتَ یا قُدُّوسُ یا سَلامُ یا مُؤْمِنُ یا مُهَیْمِنُ یا عَزیزُ یا جَبّارُ یا مُتَکبِّرُ یا الله یا خالِقُ یا بارِئُ یا مُصَوِّرُ، یا الله یا الله یا الله، لَکَ الاَْسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَْمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالآلاءُ، أسألُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَایماناً یُذْهِبُ الشَّکَّ عَنّی، وَتُرِْضیَنی بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ وَالاِْنابَةَ وَالتَّوْبَةَ والتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مَحَمَّداً وآل مُحَمَّد صَلّی اللهُ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ.

دعاء الیوم السابع والعشرین: اللهم ارزقنی فیه فضلَ لیلةَ القدر، وصَیَّر اموری فیه من العُسرِ إلی الیسرِ، واقبلْ معاذیری، وحُطَ عنیَ الذنبَ والوزر، یا رؤوفاً بعبادهِ الصالحینَ.

صلاة اللیلة الثامنة والعشرین: ست رکعات فی کل منها الحمد وآیة الکرسی عشر مرات والکوثر عشراً والتوحید عشراً، وبعد الصلاة یصلی علی النبی وآله مائة مرة.

دعاء اللیلة الثامنة والعشرین: اللهمَ إنّی أسألُکَ ان تصلی علی محمّدٍ وآل محمّدٍ، وان تهبَ لی قلباً خاشعاً، ولساناً صادقاً، وجسداً صابراً، وتجعل ثوابَ ذلکَ الجنةَ یا ارحمَ الراحمینَ.

ص: 149

ومن أدعیة هذه اللیلة أیضاً: یا خازِنَ اللَّیْلِ فِی الْهَواءِ، وَخازِنَ النُّورِ فِی السَّماءِ، وَمانِعَ السَّماءِ أَنْ تَقَعَ عَلَی الاَْرْضِ إلاّ بِاِذْنِهِ وَحابِسَهُما اَنْ تَزُولا، یا عَلیمُ یا عَظیمُ، یا غَفُورُ یا دائِمُ، یا الله یا وارِثُ، یا باعِثَ مَنْ فِی الْقُبُورِ، یا الله یا الله یا الله، لَکَ الاَْسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَْمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالآلاءُ، أسألُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی وَایماناً یُذْهِبُ الشَّکَّ عَنّی، وَتُرِْضیَنی بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ وَالاِْنابَةَ وَالتَّوْبَةَ والتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مَحَمَّداً وآل مُحَمّدٍ صَلّی اللهُ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ.

دعاء الیوم الثامن والعشرین: اللهمَ وَفِّر حَظی فیه من النوافل، واکرمنی فیهِ بإحضارِ المسائلِ، وقَرَّبْ فیه وسیلتی إلیکَ من بین الوسائل یا من لا یشغلهُ إلحاحُ المُلحینَ.

صلاة اللیلة التاسعة والعشرین: رکعتان فی کل منهما الحمد والتوحید عشرین مرة.

ص: 150

دعاء اللیلة التاسعة والعشرین: توکلتُ علی السید الذی لا یغلبُهُ احدٌ، توکلتُ علی الجبار الذی لا یقهرُهُ احدٌ، توکلتُ علی العزیزِ الرحیمِ الذی یرانی حین اقومُ وتقلبی فی الساجدینَ، توکلتُ علی الحیِّ الذی لا یموتُ، توکلتُ علی من بیدهِ نواصی العباد، توکلتُ علی الحیِ الذی لا یَعجلُ، توکلتُ علی المعبود الذی لا یَجورُ، توکلتُ علی الصمدِ الذی لم یلد ولم یولدْ، توکلتُ علی القادر القاهرِ العلیّ الصمدِ، ثم تقول (توکلت) عشراً.

ومن أدعیة هذه اللیلة أیضاً: یا مُکَوِّرَ اللَّیْلِ عَلَی النَّهارِ، وَمُکَوِّرَ النَّهارِ عَلَی اللَّیْلِ، یا عَلیمُ یا حَکیمُ یا رَبَّ الاَرْبابِ وَسَیِّدَ الساداتِ، لا اِلهَ إلاّ اَنْتَ، یا اَقْرَبَ اِلَیَّ مِنْ حَبْلِ الْوَریدِ، یا الله یا الله یا الله، لَکَ الاَْسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَْمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالآلاءُ أسألُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورةً، وَاَنْ تَهَبَ لی یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَایماناً یُذْهِبُ الشَّکَّ عَنّی، وَتُرِْضیَنی بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ وَالاِْنابَةَ وَالتَّوْبَةَ والتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مَحَمَّداً وآل مُحَمَّد صَلّی اللهُ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ.

ص: 151

دعاء الیوم التاسع والعشرین: اللهمَ غَشِّنی فیه بالرحمةِ، وارزقنی فیه التوفیق والعصمة، وطَهِّر قلبی من غیاهب التهمة، یا رحیماً بعبادهِ المؤمنین.

صلاة اللیلة الثلاثثین: اثنتا عشرة رکعة فی کل رکعة الحمد والتوحید عشرین مرة ویصلی بعد الفراغ علی محمد وآل محمد مائة مرة.

دعاء اللیلة الثلاثین: اللهمَ ربَّ شهر رمضان، ومنزلَ القرآن، وهذا شهرُ رمضان قد تَصَرَّمَ، أی ربَّ إنّی اعوذُ بکَ وبوجهکَ الکریم أن یطلعَ الفجرْ من لیلتی هذهِ أو یخرجَ شهرُ رمضان ولکَ عندی تبعةٌ أو ذنبٌ ترید أن تعذبنی علیهِ یوم ألقاکَ إلاّ غفرتَهُ لی بکرمک وجودک یا أرحم الراحمین، اللهمَ صلِّ علی محمّدٍ وآل مُحَمّدٍ إنَّک حمیدٌ مجیدٌ.

ومن أدعیة هذه اللیلة أیضاً: الْحَمْدُ للهِ لا شَریکَ لَهُ، الْحَمْدُ للهِ کَما یَنْبَغی لِکَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ وَکَما هُوَ اَهْلُهُ، یا قُدُّوسُ یا نُور یا نُورَ الْقُدْسِ، یا سُبُّوحُ یا مُنْتَهی التَّسْبیحِ، یا رَحْم-نُ یا فاعِلَ الرَّحْمَةِ، یا الله یا عَلیمُ یا کَبیرُ، یا الله یا لَطیفُ یا جَلیلُ، یا الله یا سَمیعُ یا بَصیرُ، یا الله یا الله یا الله، لَکَ الاَْسْماءُ الْحُسْنی، وَالاَْمْثالُ الْعُلْیا، وَالْکِبْرِیاءُ وَالآلاءُ، أسألُکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآل مُحَمّدٍ وَاَهْلِ بَیْتِهِ، وَاَنْ تَجْعَلَ اسْمی فی هذِهِ اللَّیْلَةِ فِی السُّعَداءِ، وَرُوحی مَعَ الشُّهَداءِ، وَاِحْسانی فی عِلِّیّینَ، وَاِساءَتی مَغْفُورةً، وَاَنْ تَهَبَ لی

ص: 152

یَقیناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبی، وَایماناً یُذْهِبُ الشَّکَّ عَنّی، وَتُرِْضیَنی بِما قَسَمْتَ لی، وَآتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النّارِ الْحَریقِ، وَارْزُقْنی فیها ذِکْرَکَ وَشُکْرَکَ وَالرَّغْبَةَ اِلَیْکَ وَالاِْنابَةَ وَالتَّوْبَةَ والتَّوْفیقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مَحَمَّداً وآل مُحَمَّد صَلّی اللهُ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمْ.

دعاء الیوم الثلاثین: اللهُمَّ اجعلْ صیامی فیه بالشکر والقبول علی ما ترضاهُ ویرضاهُ الرسولُ محکمة فروعهْ بالاصول بحق سیدنا محمدٍ وآلهِ الطاهرینَ والحمدُ لله ربِ العالمینَ.

_ _ _

ص: 153

ص: 154

وآل مُحَمّدٍ وافْعَلْ بِیّ کَذ وَکَذا- وتسْأل حاجتک -- اللَّیْلَةَ اللَّیْلَةَ)، وارفع یدیک إلی السّماء حال الدُّعاء به.

السابع: أن یودِّع شهر رمضان بما رُوی عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنه قال: من وَدَّعَ شهر رمضان فی آخر لیلة منه وقال:

(اللهم لا تجعله آخر العهد من صیامی لشهر رمضان، وأعوذ بک أن یطلع فَجْرُ هذهِ اللیلة إلّا وَقَد غَفَرتَ لی) غَفَرَ اللهُ له قبل ان یُصبِح ورَزَقَهُ الإنابةَ الیهِ.

وأیضاً یقول فی وداعه (اللهم لا تجعله آخر العهدَ من صیامنا إیّاه، فإن جعلتَهُ فاجعلنی مَرْحوماً ولا تجعلنی محروماً).

وکذلک یودّعه بالدعاء الخامس والأربعین من الصحیفة السجادیة.

الثامن: أن یأتی بالصلاة المرویة عن النبی(صلی الله علیه واله)، فقد روی السّید ابن طاووس والکفعمی(علیهم السلام) عن النّبی(صلی الله علیه واله) أنه قال: من صلّی آخر لیلة من شهر رمضان عشر رکعات یقرأ فی کلّ رکعة فاتحة الکتاب مرّة واحدة وقُلْ هُوَ اللهُ أحد عشر مرّات ویقول فی رکوعه وسجوده عشر مرّات: (سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِل-هَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَکْبَرُ) ویتشهّد فی کلّ رکعتین ثمّ یسلّم، فإذا فرغ من آخر العشر رکعات وسلَّمَ استغفر الله ألف مرّة، فإذا فرغ من الاستغفار سجد ویقول فی سجوده: (یا حِیُّ یا قَیُّومُ، یا ذَا الْجَلالِ وَالاِکْرام،

ص: 156

یا رحمنَ الدُّنْیا وَالآخِرَةِ وَرَحیمَهُما، یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ، یا اِل-هَ الأوّلینَ وَالاخِرینَ، اِغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا، وَتَقَبَّلْ مِنّا صَلاتَنا وَصِیامَنا وَقِیامَنا) -- ففی الروایة -- قال النّبی(صلی الله علیه واله): والذی بعثنی بالحقّ نبیّاً إنّ جبرئیل أخبرنی عن اسرافیل عن ربّه تبارک وتعالی انّه لا یرفع رأسه من السّجود حتّی یغفر الله له ویتقبّل منه شهر رمضان ویتجاوز عن ذنوبه.

_ _ _

ص: 157

ص: 158

وقد ذکر العلاّمة المجلسی(قدس سره) قال فی کتاب زاد المعاد فی ضمن أعمال لیالی القدر: انّ فی بعض الروایات انّه یدعی بدعاء الجوشن الکبیر فی کلّ من هذه الثّلاث لیالی.

وبالاجمال فهذا الدّعاء یحتوی علی مائة فصل وکلّ فصل یحتوی علی عشرة أسماء مِن أسماء الله تعالی وتقول فی آخر کلّ فصل: (سُبْحانَکَ یا لا اِل-هَ إلاّ أنْتَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ خَلِّصْنا مِنَ النّارِ یا رَبِّ)، وقال فی کتاب البلد الأمین ابتدیء کلّ فصل بالبسملة واختمه بقول: (سُبْحانَکَ یا لا اِل-هَ إلاّ اَنْتَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ صلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلهِ خَلِّصْنا مِنَ النّارِ یا ربِّ یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ یا أرْحَمَ الرّاحِمینَ).

وَالدُّعاء هو:

اَللّ-هُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا الله یا رَحْمنُ یا رَحیمُ یا کَریمُ یا مُقیمُ یا عَظیمُ یا قَدیمُ یا عَلیمُ یا حَلیمُ یا حَکیمُ سُبْحانَکَ یا لا اِل-هَ إلاّ اَنْتَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ خَلِّصْنا مِنَ النّارِ یا ربِّ ! یا سَیِّدَ السّاداتِ یا مُجیبَ الدَّعَواتِ یا رافِعَ الدَّرَجاتِ یا وَلِیَّ الْحَسَناتِ یا غافِرَ الْخَطیئاتِ یا مُعْطِیَ الْمَسْأَلاتِ یا قابِلَ التَّوْباتِ یا سامِعَ الاَْصْواتِ یا عالِمَ الْخَفِیّاتِ یا دافِعَ الْبَلِیّاتِ ! یا خَیْرَ الْغافِرینَ یا خَیْرَ الْفاتِحینَ یا خَیْرَ النّاصِرینَ یا خَیْرَ الْحاکِمینَ یا خَیْرَ الرّازِقینَ یا خَیْرَ الْوارِثینَ یا خَیْرَ الْحامِدینَ یا خَیْرَ الذّاکِرینَ یا خَیْرَ الْمُنْزِلینَ یا خَیْرَ الُْمحْسِنینَ !

ص: 160

یا مَنْ لَهُ الْعِزَّةُ وَالْجَمالُ یا مَنْ لَهُ الْقُدْرَةُ وَالْکَمالُ یا مَنْ لَهُ الْمُلْکُ وَالْجَلالُ یا مَنْ هُوَ الْکَبیرُ الْمُتَعالُ یا مُنْشِیءَ الْسَّحابِ الثِّقالِ یا مَنْ هُوَ شَدیدُ الِْمحالِ یا مَنْ هُوَ سَریعُ الْحِسابِ یا مَنْ هُوَ شَدیدُ الْعِقابِ یا مَنْ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ یا مَنْ عِنْدَهُ اُمُّ الْکِتابِ ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا حَنّانُ یا مَنّانُ یا دَیّانُ یا بُرْهانُ یا سُلْطانُ یا رِضْوانُ یا غُفْرانُ یا سُبْحانُ یا مُسْتَعانُ یا ذَا الْمَنِّ وَالْبَیانِ ! یا مَنْ تَواضَعَ کُلُّ شَیْء لِعَظَمَتِهِ یا مَنِ اسْتَسْلَمَ کُلُّ شَیْء لِقُدْرَتِهِ یا مَنْ ذَلَّ کُلُّ شَیْء لِعِزَّتِهِ یا مَنْ خَضَعَ کُلُّ شَیْء لِهَیْبَتِهِ یا مَنِ انْقادَ کُلُّ شَیْء مِنْ خَشْیَتِهِ یا مَنْ تَشَقَّقَتِ الْجِبالُ مِنْ مَخافَتِهِ یا مَنْ قامَتِ السَّماواتُ بِأَمْرِهِ یا مَنِ اسْتَقَرَّتِ الاَْرَضُونَ بِاِذْنِهِ یا مَنْ یُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ یا مَنْ لا یَعْتَدی عَلی اَهْلِ مَمْلَکَتِهِ ! یا غافِرَ الْخَطایا یا کاشِفَ الْبَلایا یا مُنْتَهَی الرَّجایا یا مُجْزِلَ الْعَطایا یا واهِبَ الْهَدایا یا رازِقَ الْبَرایا یا قاضِیَ الْمَنایا یا سامِعَ الشَّکایا یا باعِثَ الْبَرایا یا مُطْلِقَ الاُْساری ! یا ذَا الْحَمْدِ وَالثَّناءِ یا ذَا الْفَخْرِ وَاْلبَهاءِ یا ذَا الَْمجْدِ وَالسَّناءِ یا ذَا الْعَهْدِ وَالْوَفاءِ یا ذَا الْعَفْوِ وَالرِّضاءِ یا ذَا الْمَنِّ وَالْعَطاءِ یا ذَا الْفَضْلِ وَالْقَضاءِ یا ذَا الْعِزِّ وَالْبَقاءِ یا ذَا الْجُودِ وَالسَّخاءِ یا ذَا الآلاءِ وَالنَّعْماءِ ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا مانِعُ یا دافِعُ یا رافِعُ یا صانِعُ یا نافِعُ یا سامِعُ یا جامِعُ یا شافِعُ یا واسِعُ یا مُوسِعُ ! یا صانِعَ کُلِّ مَصْنُوع یا خالِقَ کُلِّ

ص: 161

مَخْلُوق یا رازِقَ کُلِّ مَرْزُوق یا مالِکَ کُلِّ مَمْلُوک یا کاشِفَ کُلِّ مَکْرُوب یا فارِجَ کُلِّ مَهْمُوم یا راحِمَ کُلِّ مَرْحُوم یا ناصِرَ کُلِّ مَخْذُول یا ساتِرَ کُلِّ مَعْیُوب یا مَلْجَأَ کُلِّ مَطْرُود ! یا عُدَّتی عِنْدَ شِدَّتی یا رَجائی عِنْدَ مُصیبَتی یا مُؤنِسی عِنْدَ وَحْشَتی یا صاحِبی عِنْدَ غُرْبَتی یا وَلِیّی عِنْدَ نِعْمَتی یا غِیاثی عِنْدَ کُرْبَتی یا دَلیلی عِنْدَ حَیْرَتی یا غَنائی عِنْدَ افْتِقاری یا مَلجَأی عِنْدَ اضْطِراری یا مُعینی عِنْدَ مَفْزَعی ! یا عَلاّمَ الْغُیُوبِ یا غَفّارَ الذُّنُوبِ یا سَتّارَ الْعُیُوبِ یا کاشِفَ الْکُرُوبِ یا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ یا طَبیبَ الْقُلُوبِ یا مُنَوِّرَ الْقُلُوبِ یا اَنیسَ الْقُلُوبِ یا مُفَرِّجَ الْهُمُومِ یا مُنَفِّسَ الْغُمُومِ ! اللهُمَّ اِنّی أسألُکَ بِاْسمِکَ یا جَلیلُ یا جَمیلُ یا وَکیلُ یا کَفیلُ یا دَلیلُ یا قَبیلُ یا مُدیلُ یا مُنیلُ یا مُقیلُ یا مُحیلُ ! یا دَلیلَ الْمُتَحَیِّرینَ یا غِیاثَ الْمُسْتَغیثینَ یا صَریخَ الْمُسْتَصْرِخینَ یا جارَ الْمُسْتَجیرینَ یا اَمانَ الْخائِفینَ یا عَوْنَ الْمُؤْمِنینَ یا راحِمَ الْمَساکینَ یا مَلْجَأَ الْعاصینَ یا غافِرَ الْمُذْنِبینَ یا مُجیبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّینَ ! یا ذَا الْجُودِ وَالاِْحْسانِ یا ذَا الْفَضْلِ وَالاِْمْتِنانِ یا ذَا الاَْمْنِ وَالاَْمانِ یا ذَا الْقُدْسِ وَالسُّبْحانِ یا ذَا الْحِکْمَةِ وَالْبَیانِ یا ذَا الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ یا ذَا الْحُجَّةِ وَالْبُرْهانِ یا ذَا الْعَظَمَةِ وَالسُّلْطانِ یا ذَا الرَّأْفَةِ وَالْمُسْتَعانِ یا ذَا العَفْوِ وَالْغُفْرانِ ! یا مَنْ هُوَ رَبُّ کُلِّ شَیْء یا مَنْ هُوَ اِل-هُ کُلِّ شَیء یا مَنْ هُوَ خالِقُ کُلِّ شَیْء یا مَنْ هُوَ صانِعُ کُلِّ

ص: 162

شَیْء یا مَنْ هُوَ قَبْلَ کُلِّ شَیْء یا مَنْ هُوَ بَعْدَ کُلِّ شَیْء یا مَنْ هُوَ فَوْقَ کُلِّ شَیْء یا مَنْ هُوَ عالِمٌ بِکُلِّ شَیْء یا مَنْ هُوَ قادِرٌ عَلی کُلِّ شَیْء یا مَنْ هُوَ یَبْقی وَیَفْنی کُلُّ شَیْء ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا مُؤْمِنُ یا مُهَیْمِنُ یا مُکَوِّنُ یا مُلَقِّنُ یا مُبَیِّنُ یا مُهَوِّنُ یا مُمَکِّنُ یا مُزَیِّنُ یا مُعْلِنُ یا مُقَسِّمُ ! یا مَنْ هُوَ فی مُلْکِهِ مُقیمٌ یا مَنْ هُوَ فی سُلْطانِهِ قَدیمٌ یا مَنْ هُو فی جَلالِهِ عَظیمٌ یا مَنْ هُوَ عَلی عِبادِهِ رَحیمٌ یا مَنْ هُوَ بِکُلِّ شَیْء عَلیمٌ یا مَنْ هُوَ بِمَنْ عَصاهُ حَلیمٌ یا مَنْ هُوَ بِمَنْ رَجاهُ کَریمٌ یا مَنْ هُوَ فی صُنْعِهِ حَکیمٌ یا مَنْ هُوَ فی حِکْمَتِهِ لَطیفٌ یا مَنْ هُوَ فی لُطْفِهِ قَدیمٌ ! یا مَنْ لا یُرْجی إلاّ فَضْلُهُ یا مَنْ لا یُسْأَلُ إلاّ عَفْوُهُ یا مَنْ لا یُنْظَرُ إلاّ بِرُّهُ یا مَنْ لا یُخافُ إلاّ عَدْلُهُ یا مَنْ لا یَدُومُ إلاّ مُلْکُهُ یا مَنْ لا سُلْطانَ إلاّ سُلْطانُهُ یا مَنْ وَسِعَتْ کُلَّ شَیْء رَحْمَتُهُ یا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ یا مَنْ اَحاطَ بِکُلِّ شَیْء عِلْمُهُ یا مَنْ لَیْسَ أحد مِثْلَهُ ! یا فارِجَ الْهَمِّ یا کاشِفَ الْغَمِّ یا غافِرَ الذَّنْبِ یا قابِلَ التَّوْبِ یا خالِقَ الْخَلْقِ یا صادِقَ الْوَعْدِ یا مُوفِیَ الْعَهْدِ یا عالِمَ السِّرِّ یا فالِقَ الْحَبِّ یا رازِقَ الاَْنامِ ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا عَلِیُّ یا وَفِیُّ یا غَنِیُّ یا مَلِیُّ یا حَفِیُّ یا رَضِیُّ یا زَکِیُّ یا بَدِیُّ یا قَوِیُّ یا وَلِیُّ ! یا مَنْ اَظْهَرَ الْجَمیلَ یا مَنْ سَتَرَ الْقَبیحَ یا مَنْ لَمْ یُؤاخِذْ بِالْجَریرَةِ یا مَنْ لَمْ یَهْتِکِ السِّتْرَ یا عَظیمَ الْعَفْوِ یا حَسَنَ التَّجاوُزِ یا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ یا

ص: 163

باسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ یا صاحِبَ کُلِّ نَجْوی یا مُنْتَهی کُلِّ شَکْوی ! یا ذَا النِّعْمَةِ السّابِغَةِ یا ذَا الرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ یا ذَا الْمِنَّةِ السّابِقَةِ یا ذَا الْحِکْمَةِ الْبالِغَةِ یا ذَا الْقُدْرَةِ الْکامِلَةِ یا ذَا الْحُجَّةِ الْقاطِعَةِ یا ذَا الْکَرامَةِ الظّاهِرَةِ یا ذَا الْعِزَّةِ الدّائِمَةِ یا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتینَةِ یا ذَا الْعَظَمَةِ الْمَنیعَةِ ! یا بَدیعَ السَّماواتِ یا جاعِلَ الظُّلُماتِ یا راحِمَ الْعَبَراتِ یا مُقیلَ الْعَثَراتِ یا ساتِرَ الْعَوْراتِ یا مُحْیِیَ الاَْمْواتِ یا مُنْزِلَ الایاتِ یا مُضَعِّفَ الْحَسَناتِ یا ماحِیَ السَّیِّئاتِ یا شَدیدَ النَّقِماتِ ! اللهُمَّ اِنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا مُصَوِّرُ یا مُقَدِّرُ یا مُدَبِّرُ یا مُطَهِّرُ یا مُنَوِّرُ یا مُیَسِّرُ یا مُبَشِّرُ یا مُنْذِرُ یا مُقَدِّمُ یا مُؤَخِّرُ ! یا رَبَّ الْبَیْتِ الْحَرامِ یا رَبَّ الشَّهْرِ الْحَرامِ یا رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرامِ یا رَبَّ الرُّکْنِ وَالْمَقامِ یا رَبَّ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ یا رَبَّ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ یا رَبَّ الْحِلِّ وَالْحَرامِ یا رَبَّ النُّورِ وَالظَّلامِ یا رَبَّ التَّحِیَّةِ وَالسَّلامِ یا رَبَّ الْقُدْرَةِ فِی الاَْنامِ ! یا اَحْکَمَ الْحاکِمینَ یا اَعْدَلَ الْعادِلینَ یا اَصْدَقَ الصّادِقینَ یا اَطْهَرَ الطّاهِرینَ یا اَحْسَنَ الْخالِقینَ یا اَسْرَعَ الْحاسِبینَ یا اَسْمَعَ السّامِعینَ یا اَبصَرَ الناظرینَ یا اَشْفَعَ الشّافِعینَ یا اَکْرَمَ الاَْکْرَمینَ ! یا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ یا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ یا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَهُ یا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ یا غِیاثَ مَنْ لا غِیاثَ لَهُ یا فَخْرَ مَنْ لا فَخْرَ لَهُ یا عِزَّ مَنْ لا عِزَّ لَهُ یا مُعینَ مَنْ لا مُعینَ لَهُ یا اَنیسَ مَنْ لا اَنیسَ لَهُ یا اَمانَ مَنْ لا اَمانَ لَهُ !

ص: 164

اللهُمَّ اِنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا عاصِمُ یا قائِمُ یا دائِمُ یا راحِمُ یا سالِمُ یا حاکِمُ یا عالِمُ یا قاسِمُ یا قابِضُ یا باسِطُ ! یا عاصِمَ مَنِ اسْتَعْصَمَهُ یا راحِمَ مَنِ اسْتَرْحَمَهُ یا غافِرَ مَنِ اسْتَغْفَرَهُ یا ناصِرَ مَنِ اسْتَنْصَرَهُ یا حافِظَ مَنِ اسْتَحْفَظَهُ یا مُکْرِمَ مَنِ اسْتَکْرَمَهُ یا مُرْشِدَ مَنِ اسْتَرْشَدَهُ یا صَریخَ مَنِ اسْتَصْرَخَهُ یا مُعینَ مَنِ اسْتَعانَهُ یا مُغیثَ مَنِ اسْتَغاثَهُ ! یا عَزیزاً لا یُضامٌ یا لَطیفاً لا یُرامُ یا قَیُّوماً لا یَنامُ یا دائِماً لا یَفُوتُ یا حَیّاً لا یَمُوتُ یا مَلِکاً لا یَزُولُ یا باقِیاً لا یَفْنی یا عالِماً لا یَجْهَلُ یا صَمَداً لا یُطْعَمُ یا قَوِیّاً لا یَضْعُفُ ! اللهُمَّ اِنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا أحد یا واحِدُ یا شاهِدُ یا ماجِدُ یا حامِدُ یا راشِدُ یا باعِثُ یا وارِثُ یا ضارُّ یا نافِعُ ! یا اَعْظَمَ مِنْ کُلِّ عَظیم یا اَکْرَمَ مِنْ کُلِّ کَریم یا اَرْحَمَ مِنْ کُلِّ رَحیم یا اَعْلَمَ مِنْ کُلِّ عَلیم یا اَحْکَمَ مِنْ کُلِّ حَکیم یا اَقْدَمَ مِنْ کُلِّ قَدیم یا اَکْبَرَ مِنْ کُلِّ کَبیر یا اَلْطَفَ مِنْ کُلِّ لَطیف یا اَجَلَّ مِن کُلِّ جَلیل یا اَعَزَّ مِنْ کُلِّ عَزیز ! یا کَریمَ الصَّفْحِ یا عَظیمَ الْمَنِّ یا کَثیرَ الْخَیْرِ یا قَدیمَ الْفَضْلِ یا دائِمَ اللُّطْفِ یا لَطیفَ الصُّنْعِ یا مُنَفِّسَ الْکَرْبِ یا کاشِفَ الضُرِّ یا مالِکَ الْمُلْکِ یا قاضِیَ الْحَقِّ ! یا مَنْ هُوَ فی عَهْدِهِ وَفِیٌّ یا مَنْ هُوَ فی وَفائِهِ قَوِیٌّ یا مَنْ هُوَ فی قُوَّتِهِ عَلِیٌّ یا مَنْ هُوَ فی عُلُوِّهِ قَریبٌ یا مَنْ هُوَ فی قُرْبِهِ لَطیفٌ یا مَنْ هُوَ فی لُطْفِهِ شَریفٌ یا مَنْ هُوَ فی شَرَفِهِ عَزیزٌ یا مَنْ هُوَ فی عِزِّهِ عَظیمٌ یا مَنْ هُوَ

ص: 165

فی عَظَمَتِهِ مَجیدٌ یا مَنْ هُوَ فی مَجْدِهِ حَمیدٌ ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا کافی یا شافی یا وافی یا مُعافی یا هادی یا داعی یا قاضی یا راضی یا عالی یا باقی ! یا مَنْ کُلُّ شَیْء خاضِعٌ لَهُ یا مَنْ کُلُّ شَیْء خاشِعٌ لَهُ یا مَنْ کُلُّ شَیْء کائِنٌ لَهُ یا مَنْ کُلُّ شَیْء مَوْجُودٌ بِهِ یا مَنْ کُلُّ شَیْء مُنیبٌ اِلَیْهِ یا مَنْ کُلُّ شَیْء خائِفٌ مِنْهُ یا مَنْ کُلُّ شَیْء قائِمٌ بِهِ یا مَنْ کُلُّ شَیْء صائِرٌ اِلَیْهِ یا مَنْ کُلُّ شَیْء یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ یا مَنْ کُلُّ شَیْء هالِکٌ إلاّ وَجْهَهُ ! یا مَنْ لا مَفَرَّ إلاّ اِلَیْهِ یا مَنْ لا مَفْزَعَ إلاّ اِلَیْهِ یا مَنْ لا مَقْصَدَ إلاّ اِلَیْهِ یا مَنْ لا مَنْجا مِنْهُ إلاّ اِلَیْهِ یا مَنْ لا یُرْغَبُ إلاّ اِلَیْهِ یا مَنْ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِهِ یا مَنْ لا یُسْتَعانُ إلاّ بِهِ یا مَنْ لا یُتَوَکَّلُ إلاّ عَلَیْهِ یا مَنْ لا یُرْجی إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یُعْبَدُ إلاّ هو ! یا خَیْرَ الْمَرْهُوبینَ یا خَیْرَ الْمَرْغُوبینَ یا خَیْرَ الْمَطْلُوبینَ یا خَیْرَ الْمَسْؤولینَ یا خَیْرَ الْمَقْصُودینَ یا خَیْرَ الْمَذْکُورینَ یا خَیْرَ الْمَشْکُورینَ یا خَیْرَ الَْمحْبُوبینَ یا خَیْرَ الْمَدْعُوّینَ یا خَیْرَ الْمُسْتَأْنِسینَ ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا غافِرُ یا ساتِرُ یا قادِرُ یا قاهِرُ یا فاطِرُ یا کاسِرُ یا جابِرُ یا ذاکِرُ یا ناظِرُ یا ناصِرُ ! یا مَنْ خَلَقَ فَسَوّی یا مَنْ قَدَّرَ فَهَدی یا مَنْ یَکْشِفُ الْبَلْوی یا مَنْ یَسْمَعُ النَّجْوی یا مَنْ یُنْقِذُ الْغَرْقی یا مَنْ یُنْجِی الْهَلْکی یا مَنْ یَشْفِی الْمَرْضی یا مَنْ اَضْحَکَ وَاَبْکی یا مَنْ اَماتَ وَاَحْیی یا مَنْ خَلَقَ الزَّوْجَیْنِ الذَّکَرَ وَالاُْنْثی ! یا مَنْ فیِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ

ص: 166

سَبیلُهُ یا مَنْ فِی الاْفاقِ ایاتُهُ یا مَنْ فِی الاْیاتِ بُرْهانُهُ یا مَنْ فِی الْمَماتِ قُدْرَتُهُ یا مَنْ فِی الْقُبُورِ عِبْرَتُهُ یا مَنْ فِی الْقِیامَةِ مُلْکُهُ یا مَنْ فِی الْحِسابِ هَیْبَتُهُ یا مَنْ فِی الْمیزانِ قَضاؤُهُ یا مَنْ فِی الْجَنَّةِ ثَوابُهُ یا مَنْ فِی النّارِ عِقابُهُ ! یا مَنْ اِلَیْهِ یَهْرَبُ الْخائِفُونَ یا مَنْ اِلَیْهِ یَفْزَعُ الْمُذْنِبُونَ یا مَنْ اِلَیْهِ یَقْصِدُ الْمُنیبُونَ یا مَنْ اِلَیْهِ یَرْغَبُ الزّاهِدُونَ یا مَنْ اِلَیْهِ یَلْجَأُ الْمُتَحَیِّرُونَ یا مَنْ بِهِ یَسْتَأْنِسُ الْمُریدُونَ یا مَنْ بِه یَفْتَخِرُ الُْمحِبُّونَ یا مَنْ فی عَفْوِهِ یَطْمَعُ الْخاطِئُونَ یا مَنْ اِلَیْهِ یَسْکُنُ الْمُوقِنُونَ یا مَنْ عَلَیْهِ یَتَوَکَّلُ الْمُتَوَکِّلُونَ ! اللهُمَّ اِنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا حَبیبُ یا طَبیبُ یا قَریبُ یا رَقیبُ یا حَسیبُ یا مُهیبُ یا مُثیبُ یا مُجیبُ یا خَبیرُ یا بَصیرُ ! یا اَقَرَبَ مِنْ کُلِّ قَریب یا اَحَبَّ مِنْ کُلِّ حَبیب یا اَبْصَرَ مِنْ کُلِّ بَصیر یا اَخْبَرَ مِنْ کُلِّ خَبیر یا اَشْرَفَ مِنْ کُلِّ شَریف یا اَرْفَعَ مِنْ کُلِّ رَفیع یا اَقْوی مِنْ کُلِّ قَوِیٍّ یا اَغْنی مِنْ کُلِّ غَنِیٍّ یا اَجْوَدَ مِنْ کُلِّ جَواد یا اَرْأفَ مِنْ کُلِّ رَؤوُف ! یا غالِباً غَیْرَ مَغْلُوب یا صانِعاً غَیْرَ مَصْنُوع یا خالِقاً غَیْرَ مَخْلُوق یا مالِکاً غَیْرَ مَمْلُوک یا قاهِراً غَیْرَ مَقْهُور یا رافِعاً غَیْرَ مَرْفُوع یا حافِظاً غَیْرَ مَحْفُوظ یا ناصِراً غَیْرَ مَنْصُور یا شاهِداً غَیْرَ غائِب یا قَریباً غَیْرَ بَعید ! یا نُورَ النُّورِ یا مُنَوِّرَ النُّورِ یا خالِقَ النُّورِ یا مُدَبِّرَ النُّورِ یا مُقَدِّرَ النُّورِ یا نُورَ کُلِّ نُور یا نُوراً قَبْلَ کُلِّ نُور یا نُوراً بَعْدَ کُلِّ نُور یا نُوراً فَوْقَ کُلِّ نُور یا نُوراً لَیْسَ

ص: 167

کَمِثْلِهِ نُورٌ ! یا مَنْ عَطاؤُهُ شَریفٌ یا مَنْ فِعْلُهُ لَطیفٌ یا مَنْ لُطْفُهُ مُقیمٌ یا مَنْ اِحْسانُهُ قَدیمٌ یا مَنْ قَوْلُهُ حَقٌّ یا مَنْ وَعْدُهُ صِدْقٌ یا مَنْ عَفْوُهُ فَضْلٌ یا مَنْ عَذابُهُ عَدْلٌ یا مَنْ ذِکْرُهُ حُلْوٌ یا مَنْ فَضْلُهُ عَمیمٌ ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا مُسَهِّلُ یا مُفَصِّلُ یا مُبَدِّلُ یا مُذَلِّلُ یا مُنَزِّلُ یا مُنَوِّلُ یا مُفْضِلُ یا مُجْزِلُ یا مُمْهِلُ یا مُجْمِلُ ! یا مَنْ یَری وَلا یُری یا مَنْ یَخْلُقُ وَلا یُخْلَقُ یا مَنْ یَهْدی وَلا یُهْدی یا مَنْ یُحْیی وَلا یُحْیا یا مَنْ یَسْأَلُ وَلا یُسْأَلُ یا مَنْ یُطْعِمُ وَلا یُطْعَمُ یا مَنْ یُجیرُ وَلا یُجارُ عَلَیْهِ یا مَنْ یَقْضی وَلا یُقْضی عَلَیْهِ یا مَنْ یَحْکُمُ وَلا یُحْکَمُ عَلَیْهِ یا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَلَمْ یُولَدْ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً أحد ! یا نِعْمَ الْحَسیبُ یا نِعْمَ الطَّبیبُ یا نِعْمَ الرَّقیبُ یا نِعْمَ الْقَریبُ یا نِعْمَ الْم-ٌجیبُ یا نِعْمَ الْحَبیبُ یا نِعْمَ الْکَفیلُ یا نِعْمَ الَوْکیلُ یا نِعْمَ الْمَوْلی یا نِعْمَ النَّصیرُ ! یا سُرُورَ الْعارِفینَ یا مُنَی الُْمحِبّینَ یا اَنیسَ الْمُریدینَ یا حَبیبَ التَّوّابینَ یا رازِقَ الْمُقِلّینَ یا رَجاءَ الْمُذْنِبینَ یا قُرَّةَ عَیْنِ الْعابِدینَ یا مُنَفِّسُ عَنِ الْمَکْرُوبینَ یا مُفَرِّجُ عَنِ الْمَغْمُومینَ یا اِل-هَ الأوّلینَ وَالاخِرینَ ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا رَبَّنا یا اِلهَنا یا سَیِّدَنا یا مَوْلانا یا ناصِرَنا یا حافِظَنا یا دَلیلَنا یا مُعینَنا یا حَبیبَنا یا طَبیبَنا ! یا رَبَّ النَّبیّینَ وَالاَْبْرارِ یا رَبَّ الصِّدّیقینَ وَالاَْخْیارِ یا رَبَّ الْجَنَّةِ وَالنّارِ یا رَبَّ الصِّغارِ وَالْکِبارِ یا رَبَّ الْحُبُوبِ وَالِّثمارِ یا رَبَّ الاَْنْهارِ

ص: 168

وَالاَْشْجارِ یا رَبَّ الصَّحاری وَالْقِفارِ یا رَبَّ الْبَراری وَالْبِحارِ یا رَبَّ اللَّیْلِ وَالنَّهارِ یا رَبَّ الاِْعْلانِ وَالاِْسْرارِ ! یا مَنْ نَفَذَ فی کُلِّ شَیْء اَمْرُهُ یا مَنْ لَحِقَ بِکُلِّ شَیْء عِلْمُهُ یا مَنْ بَلَغَتْ إلی کُلِّ شَیْء قُدْرَتُهُ یا مَنْ لا تُحْصِی الْعِبادُ نِعَمَهُ یا مَنْ لا تَبْلُغُ الْخَلائِقُ شُکْرَهُ یا مَنْ لا تُدْرِکُ الاَْفْهامُ جَلالَهُ یا مَنْ لا تَنالُ الاَْوْهامُ کُنْهَهُ یا مَنِ الْعَظَمَةُ وَالْکِبْرِیاءُ رِداؤُهُ یا مَنْ لا تَرُدُّ الْعِبادُ قَضاءَهُ یا مَنْ لا مُلْکَ إلاّ مُلْکُهُ یا مَنْ لا عَطاءَ إلاّ عَطاؤُهُ ! یا مَنْ لَهُ الْمَثَلُ الاَْعْلی یا مَنْ لَهُ الصِّفاتُ الْعُلْیا یا مَنْ لَهُ الآخِرَةُ وَالأوّلی یا مَنْ لَهُ الْجَنَّةُ الْمَاْوی یا مَنْ لَهُ الایاتُ الْکُبْری یا مَنْ لَهُ الاَْسْماءُ الْحُسْنی یا مَنْ لَهُ الْحُکْمُ وَالْقَضاءُ یا مَنْ لَهُ الْهَواءُ وَالْفَضاءُ یا مَنْ لَهُ الْعَرْشُ وَالثَّری یا مَنْ لَهُ السَّماواتُ الْعُلی ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا عَفُوُّ یا غَفُورُ یا صَبُورُ یا شَکُورُ یا رَؤوفُ یا عَطُوفُ یا مَسْؤولُ یا وَدُودُ یا سُبُّوحُ یا قُدُّوسُ ! یا مَنْ فِی السَّماءِ عَظَمَتُهُ یا مَنْ فِی الاَْرْضِ آیاتُهُ یا مَنْ فی کُلِّ شَیْء دَلائِلُهُ یا مَنْ فِی الْبِحارِ عَجائِبُهُ یا مَنْ فِی الْجِبالِ خَزائِنُهُ یا مَنْ یَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ یُعیدُهُ یا مَنْ اِلَیْهِ یَرْجِ-عُ الاَْمْرُ کُلُّهُ یا مَنْ اَظْهَرَ فی کُلِّ شَیْء لُطْفَهُ یا مَنْ اَحْسَنَ کُلَّ شَیْء خَلْقَهُ یا مَنْ تَصَرَّفَ فِی الْخَلائِقِ قُدْرَتُهُ ! یا حَبیبَ مَنْ لا حَبیبَ لَهُ یا طَبیبَ مَنْ لا طَبیبَ لَهُ یا مُجیبَ مَنْ لا مُجیبَ لَهُ یا شَفیقَ مَنْ لا شَفیقَ لَهُ یا رَفیقَ مَنْ لا رَفیقَ لَهُ یا مُغیثَ مَن

ص: 169

لا مُغیثَ لَهُ یا دَلیلَ مَنْ لا دَلیلَ لَهُ یا اَنیسَ مَنْ لا اَنیسَ لَهُ یا راحِمَ مَنْ لا راحِمَ لَهُ یا صاحِبَ مَنْ لا صاحِبَ لَهُ ! یا کافِیَ مَنِ اسْتَکْفاهُ یا هادِیَ مَنِ اسْتَهْداهُ یا کالِیءَ مَنِ اسْتَکْلاهُ یا راعِیَ مَنِ اسْتَرْعاهُ یا شافِیَ مَنِ اسْتَشْفاهُ یا قاضِیَ مَنِ اسْتَقْضاهُ یا مُغْنِیَ مَنِ اسْتَغْناهُ یا مُوفِیَ مَنِ اسْتَوْفاهُ یا مُقَوِّیَ مَنِ اسْتَقْواهُ یا وَلِیَّ مَنِ اسْتَوْلاهُ ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا خالِقُ یا رازِقُ یا ناطِقُ یا صادِقُ یا فالِقُ یا فارِقُ یا فاتِقُ یا راتِقُ یا سابِقُ یا سامِقُ ! یا مَنْ یُقَلِّبُ اللَّیْلَ وَالنَّهارَ یا مَنْ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَالاَْنْوارَ یا مَنْ خَلَقَ الظِّلَّ وَالْحَرُورَ یا مَنْ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ یا مَنْ قَدَّرَ الْخَیْرَ وَالشَّرَّ یا مَنْ خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَیاةَ یا مَنْ لَهُ الْخَلْقُ وَالاَْمْرُ یا مَنْ لَمْ یَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً یا مَنْ لَیْسَ لَهُ شَریکٌ فِی الْمُلْکِ یا مَنْ لَمْ یَکُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ ! یا مَنْ یَعْلَمُ مُرادَ الْمُریدینَ یا مَنْ یَعْلَمُ ضَمیرَ الصّامِتینَ یا مَنْ یَسْمَعُ اَنینَ الْواهِنینَ یا مَنْ یَری بُکاءَ الْخائِفینَ یا مَنْ یَمْلِکُ حَوائِجَ السّائِلینَ یا مَنْ یَقْبَلُ عُذْرَ التّائِبینَ یا مَنْ لا یُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدینَ یا مَنْ لا یُضیعُ اَجْرَ الْم-ٌحْسِنینَ یا مَنْ لا یَبْعُدُ عَنْ قُلُوبِ الْعارِفینَ یا اَجْوَدَ الاَْجْودینَ ! یا دائِمَ الْبَقاءِ یا سامِعَ الدُّعاءِ یا واسِعَ الْعَطاءِ یا غافِرَ الْخَطاءِ یا بَدیعَ السَّماءِ یا حَسَنَ الْبَلاءِ یا جَمیلَ الثَّناءِ یا قَدیمَ السَّناءِ یا کَثیرَ الْوَفاءِ یا شَریفَ الْجَزاءِ ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا سَتّارُ یا غَفّارُ یا قَهّارُ

ص: 170

یا جَبّارُ یا صَبّارُ یا بارُّ یا مُخْتارُ یا فَتّاحُ یا نَفّاحُ یا مُرْتاحُ ! یا مَنْ خَلَقَنی وَسَوّانی یا مَنْ رَزَقَنی وَرَبّانی یا مَنْ اَطْعَمَنی وَسَقانی یا مَنْ قَرَّبَنی وَاَدْنانی یا مَنْ عَصَمَنی وَکَفانی یا مَنْ حَفِظَنی وَکَلانی یا مَنْ اَعَزَّنی وَاَغْنانی یا مَنْ وَفَّقَنی وَهَدانی یا مَنْ آنَسَنی وَآوَانی یا مَنْ اَماتَنی وَاَحْیانی ! یا مَنْ یُحِقُّ الْحَقَّ بِکَلِماتِهِ یا مَنْ یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ یا مَنْ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ یا مَنْ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إلاّ بِاِذْنِهِ یا مَنْ هُوَ اَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبیلِهِ یا مَنْ لا مُعَقِّبَ لِحُکْمِهِ یا مَنْ لا رادَّ لِقَضائِهِ یا مَنِ انْقادَ کُلُّ شَیْء لاَِمْرِهِ یا مَنِ السَّماواتُ مَطْوِیّاتٌ بِیَمینِهِ یا مَنْ یُرْسِلُ الرِّیاحَ بُشْراً بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ ! یا مَنْ جَعَلَ الاَْرْضَ مِهاداً یا مَنْ جَعَلَ الْجِبالَ اَوْتاداً یا مَنْ جَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً یا مَنْ جَعَلَ الْقَمَرَ نُوراً یا مَنْ جَعَلَ اللَّیْلَ لِباساً یا مَنْ جَعَلَ النَّهارَ مَعاشاً یا مَنْ جَعَلَ النَّوْمَ سُباتاً یا مَنْ جَعَلَ السَّمآءَ بِناءً یا مَنْ جَعَلَ الاَْشْیاءَ اَزْواجاً یا مَنْ جَعَلَ النّارَ مِرْصاداً ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا سَمیعُ یا شَفیعُ یا رَفیعُ یا مَنیعُ یا سَریعُ یا بَدیعُ یا کَبیرُ یا قَدیرُ یا خَبیرُ یا مُجیرُ ! یا حَیّاً قَبْلَ کُلِّ حَیٍّ یا حَیّاً بَعْدَ کُلِّ حَیٍّ یا حَیُّ الَّذی لَیْسَ کَمِثْلِهِ حَیٌّ یا حَیُّ الَّذی لا یُشارِکُهُ حَیٌّ یا حَیُّ الَّذی لا یَحْتاجُ إلی حَیٍّ یا حَیُّ الَّذی یُمیتُ کُلَّ حَیٍّ یا حَیُّ الَّذی یَرْزُقُ کُلَّ حَیٍّ یا حَیّاً لَمْ یَرِثِ الْحَیاةَ مِنْ حَیٍّ یا حَیُّ الَّذی یُحْیِی الْمَوْتی یا حَیُّ

ص: 171

یا قَیُّومُ لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ! یا مَنْ لَهُ ذِکْرٌ لا یُنْسی یا مَنْ لَهُ نُورٌ لا یُطْفی یا مَنْ لَهُ نِعَمٌ لا تُعَدُّ یا مَنْ لَهُ مُلْکٌ لا یَزُولُ یا مَنْ لَهُ ثَناءٌ لا یُحْصی یا مَنْ لَهُ جَلالٌ لا یُکَیَّفُ یا مَنْ لَهُ کَمالٌ لا یُدْرَکُ یا مَنْ لَهُ قَضاءٌ لا یُرَدُّ یا مَنْ لَهُ صِفاتٌ لا تُبَدَّلُ یا مَنْ لَهُ نُعُوتٌ لا تُغَیَّرُ ! یا رَبَّ الْعالَمینَ یا مالِکَ یَوْمِ الدّینِ یا غایَةَ الطّالِبینَ یا ظَهْرَ اللاّجینَ یا مُدْرِکَ الْهارِبینَ یا مَنْ یُحِبُّ الصّابِرینَ یا مَنْ یُحِبُّ التَّوّابینَ یا مَنْ یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرینَ یا مَنْ یُحِبُّ الُْمحْسِنینَ یا مَنْ هُوَ اَعْلَمُ بِالْمُهْتَدینَ ! اللهُمَّ اِنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا شَفیقُ یا رَفیقُ یا حَفیظُ یا مُحیطُ یا مُقیتُ یا مُغیثُ یا مُعِزُّ یا مُذِلُّ یا مُبْدِئُ یا مُعیدُ ! یا مَنْ هُوَ أحد بِلا ضِدٍّ یا مَنْ هُوَ فَرْدٌ بِلا نِدٍّ یا مَنْ هُوَ صَمَدٌ بِلا عَیْب یا مَنْ هُوَ وِتْرٌ بِلا کَیْف یا مَنْ هُوَ قاض بِلا حَیْف یا مَنْ هُوَ رَبٌّ بِلا وَزیر یا مَنْ هُوَ عَزیزٌ بِلا ذُلٍّ یا مَنْ هُوَ غَنِیٌّ بِلا فَقْر یا مَنْ هُوَ مَلِکٌ بِلا عَزْل یا مَنْ هُوَ مَوْصُوفٌ بِلا شَبیه ! یا مَنْ ذِکْرُهُ شَرَفٌ لِلذّاکِرینَ یا مَنْ شُکْرُهُ فَوْزٌ لِلشّاکِرینَ یا مَنْ حَمْدُهُ عِزٌّ لِلْحامِدینَ یا مَنْ طاعَتُهُ نَجاةٌ لِلْمُطیعینَ یا مَنْ بابُهُ مَفْتُوحٌ لِلطّالِبینَ یا مَنْ سَبیلُهُ واضِحٌ لِلْمُنیبینَ یا مَنْ آیاتُهُ بُرْهانٌ لِلنّاظِرینَ یا مَنْ کِتابُهُ تَذْکِرَةٌ لِلْمُتَّقینَ یا مَنْ رِزْقُهُ عُمُومٌ لِلطّائِعینَ وَالْعاصینَ یا مَنْ رَحْمَتُهُ قَریبٌ مِنَ الْمحْسِنینَ ! یا مَنْ تَبارَکَ اسْمُهُ یا مَنْ تَعالی جَدُّهُ یا مَنْ لا اِل-هَ غَیْرُهُ یا مَنْ جَلَّ ثَناؤُهُ یا مَنْ

ص: 172

تَقَدَّسَتَ اَسْماؤُهُ یا مَنْ یَدُومُ بَقاؤُهُ یا مَنِ الْعَظَمَةُ بَهاؤُهُ یا مَنِ الْکِبْرِیاءُ رِداؤُهُ یا مَنْ لا تُحْصی الاؤُهُ یا مَنْ لا تُعَدُّ نَعْماؤُهُ ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا مُعینُ یا اَمینُ یا مُبینُ یا مَتینُ یا مَکینُ یا رَشیدُ یا حَمیدُ یا مَجیدُ یا شَدیدُ یا شَهیدُ ! یا ذَا الْعَرْشِ الَْمجیدِ یا ذَا الْقَوْلِ السَّدیدِ یا ذَا الْفِعْلِ الرَّشیدِ یا ذَا الْبَطْشِ الشَّدیدِ یا ذَا الْوَعْدِ وَالْوَعیدِ یا مَنْ هُوَ الْوَلِیُّ الْحَمیدُ یا مَنْ هُوَ فَعّالٌ لِما یُریدُ یا مَنْ هُوَ قَریبٌ غَیْرُ بَعید یا مَنْ هُوَ عَلی کُلِّ شَیْء شَهیدٌ یا مَنْ هُوَ لَیْسَ بِظَلاّم لِلْعَبیدِ ! یا مَنْ لا شَریکَ لَهُ وَلا وَزیرَ یا مَنْ لا شَبیهَ لَهُ وَلا نَظیرَ یاخالِقَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ الْمُنیرِ یامُغْنِیَ الْبائِسِ الْفَقیرِ یارازِقَ الْطِّفْلِ الصَّغیرِ یاراحِمَ الشَّیْخِ الْکَبیرِ یاجابِرَ الْعَظْمِ الْکَسیرِ یاعِصْمَةَ الْخآئِفِ الْمُسْتَجیرِ یامَنْ هُوَ بِعِبادِهِ خَبیرٌ بَصیرٌ یامَنْ هُوَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ ! یاذَا الْجُودِ وَالنِّعَمِ یا ذَا الْفَضْلِ وَالْکَرَمِ یا خالِقَ اللَّوْحِ وَالْقَلَمِ یا بارِئَ الذَّرِّ وَالنَّسَمِ یا ذَا الْبَأْسِ وَالنِّقَمِ یا مُلْهِمَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ یا کاشِفَ الضُرِّ وَالاَْلَمِ یا عالِمَ السِّرِّ وَالْهِمَمِ یا رَبَّ الْبَیْتِ وَالْحَرَمِ یا مَنْ خَلَقَ الاَْشیاءَ مِنَ الْعَدَمِ ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا فاعِلُ یا جاعِلُ یا قابِلُ یا کامِلُ یا فاصِلُ یا واصِلُ یا عادِلُ یا غالِبُ یا طالِبُ یا واهِبُ ! یا مَنْ اَنْعَمَ بِطَوْلِهِ یا مَنْ اَکْرَمَ بِجُودِهِ یا مَنْ جادَ بِلُطْفِهِ یا مَنْ تَعَزَّزَ بِقُدْرَتِهِ یا مَنْ قَدَّرَ بِحِکْمَتِهِ یا مَنْ حَکَمَ بِتَدْبیرِهِ یا مَنْ دَبَّرَ

ص: 173

بِعِلْمِهِ یا مَنْ تَجاوَزَ بِحِلْمِهِ یا مَنْ دَنا فی عُلُوِّهِ یا مَنْ عَلا فی دُنُوِّهِ ! یا مَنْ یَخْلُقُ ما یَشاءُ یا مَنْ یَفْعَلُ ما یَشاءُ یا مَنْ یَهْدی مَنْ یَشاءُ یا مَنْ یُضِلُّ مَنْ یَشاءُ یا مَنْ یُعَذِّبُ مَنْ یَشاءُ یا مَنْ یَغْفِرُ لِمَنْ یَشآءُ یا مَنْ یُعِزُّ مَنْ یَشاءِ یا مَنْ یُذِلُّ مَنْ یَشاءُ یا مَنْ یُصَوِّرُ فِی الاَْرْحامِ ما یَشاءُ یا مَنْ یَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ یَشاءُ ! یا مَنْ لَمْ یَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً یا مَنْ جَعَلَ لِکُلِّ شَیْء قَدْراً یا مَنْ لا یُشْرِکُ فی حُکْمِهِ اَحَداً یا مَنْ جَعَلَ الْمَلائِکَةَ رُسُلاً یا مَنْ جَعَلَ فِی السَّماءِ بُرُوجاً یا مَنْ جَعَلَ الاَْرْضَ قَراراً یا مَنْ خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً یا مَنْ جَعَلَ لِکُلِّ شَیْء اَمَداً یا مَنْ اَحاطَ بِکُلِّ شَیْء عِلْماً یا مَنْ اَحْصی کُلَّ شَیْء عَدَداً ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا اَوَّلُ یا اخِرُ یا ظاهِرُ یا باطِنُ یا بَرُّ یا حَقُّ یا فَرْدُ یا وِتْرُ یا صَمَدُ یا سَرْمَدُ ! یا خَیْرَ مَعْرُوف عُرِفَ یا اَفْضَلَ مَعْبُود عُبِدَ یا اَجَلَّ مَشْکُور شُکِرَ یا اَعَزَّ مَذْکُور ذُکِرَ یا اَعْلی مَحْمُود حُمِدَ یا اَقْدَمَ مَوْجُود طُلِبَ یا اَرْفَعَ مَوْصُوف وُصِفَ یا اَکْبَرَ مَقْصُود قُصِدَ یا اَکْرَمَ مَسْؤول سُئِلَ یا اَشْرَفَ مَحْبُوب عُلِمَ ! یا حَبیبَ الْباکینَ یا سَیِّدَ الْمُتَوَکِّلینَ یا هادِیَ الْمُضِلّینَ یا وَلِیَّ الْمُؤْمِنینَ یا اَنیسَ الذّاکِرینَ یا مَفْزَعَ الْمَلْهُوفینَ یا مُنْجِیَ الصّادِقینَ یا اَقْدَرَ الْقادِرینَ یا اَعْلَمَ الْعالِمینَ یا اِل-هَ الْخَلْقِ اَجْمَعینَ ! یا مَنْ عَلا فَقَهَرَ یا مَنْ مَلَکَ فَقَدَرَ یا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ یا مَنْ عُبِدَ فَشَکَرَ یا مَنْ عُصِیَ فَغَفَرَ یا مَنْ لا تَحْویهِ الْفِکَرُ

ص: 174

یا مَنْ لا یُدْرِکُهُ بَصَرٌ یا مَنْ لا یَخْفی عَلَیْهِ اَثَرٌ یا رازِقَ الْبَشَرِ یا مُقَدِّرَ کُلِّ قَدَر ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا حافِظُ یا بارِئُ یا ذارِئُ یا باذِخُ یا فارِجُ یا فاتِحُ یا کاشِفُ یا ضامِنُ یا امِرُ یا ناهی ! یا مَنْ لا یَعْلَمُ الْغَیْبَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یَصْرِفُ السُّوءَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یَخْلُقُ الْخَلْقَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یَغْفِرُ الذَّنْبَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یُتِمُّ النِّعْمَةَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یُقَلِّبُ الْقُلُوبَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یُدَبِّرُ الاَْمْرَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یُنَزِّلُ الْغَیْثَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یَبْسُطُ الرِّزْقَ إلاّ هُوَ یا مَنْ لا یُحْیِی الْمَوْتی إلاّ هُوَ ! یا مُعینَ الْضُعَفاءِ یا صاحِبَ الْغُرَباءِ یا ناصِرَ الأوّلیاءِ یا قاهِرَ الاَْعْداءِ یا رافِعَ السَّماءِ یا اَنیسَ الاَْصْفِیاءِ یا حَبیبَ الاَْتْقِیاءِ یا کَنْزَ الْفُقَراءِ یا اِل-هَ الاَْغْنِیاءِ یا اَکْرَمَ الْکُرَماءِ ! یا کافِیاً مِنْ کُلِّ شَیْء یا قائِماً عَلی کُلِّ شَیْء یا مَنْ لا یُشْبِهُهُ شَیْءٌ یا مَنْ لا یَزیدُ فی مُلْکِهِ شَیْءٌ یا مَنْ لا یَخْفی عَلَیْهِ شَیْءٌ یا مَنْ لا یَنْقُصُ مِنْ خَزائِنِهِ شَیْءٌ یا مَنْ لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْءٌ یا مَنْ لا یَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ شَیءٌ یا مَنْ هُوَ خَبیرٌ بِکُلِّ شَیْء یا مَنْ وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ کُلَّ شَیْء ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا مُکْرِمُ یا مُطْعِمُ یا مُنْعِمُ یا مُعْطی یا مُغْنی یا مُقْنی یا مُفْنی یا مُحْیی یا مُرْضی یا مُنْجی ! یا اَوَّلَ کُلِّ شَیْء وَآخِرَهُ یا اِل-هَ کُلِّ شَیْء وَمَلیکَهُ یا رَبَّ کُلِّ شَیْء وَصانِعَهُ یا بارِئَ کُلِّ شَیْء وَخالِقَهُ یا قابِضَ کُلِّ شَیْء وَباسِطَهُ یا مُبْدِئَ کُلِّ شَیْء وَمُعیدَهُ یا مُنْشِئَ کُلِّ

ص: 175

شَیْء وَمُقَدِّرَهُ یا مُکَوِّنَ کُلِّ شَیْء وَمُحَوِّلَهُ یا مُحْیِیَ کُلِّ شَیْء وَمُمیتَهُ یا خالِقَ کُلِّ شَیْء وَوارِثَهُ ! یا خَیْرَ ذاکِر وَمَذْکُور یا خَیْرَ شاکِر وَمَشْکُور یا خَیْرَ حامِد وَمَحْمُود یا خَیْرَ شاهِد وَمَشْهُود یا خَیْرَ داع وَمَدْعُوٍّ یا خَیْرَ مُجیب وَمُجاب یا خَیْرَ مُؤنِس وَاَنیس یا خَیْرَ صاحِب وَجَلیس یا خَیْرَ مَقْصُود وَمَطْلُوب یا خَیْرَ حَبیب وَمَحْبُوب ! یا مَنْ هُوَ لِمَنْ دَعاهُ مُجیبٌ یا مَنْ هُوَ لِمَنْ اَطاعَهُ حَبیبٌ یا مَنْ هُوَ إلی مَنْ اَحَبَّهُ قَریبٌ یا مَنْ هُوَ بِمَنِ اسْتَحْفَظَهُ رَقیبٌ یا مَنْ هُوَ بِمَنْ رَجاهُ کَریمٌ یا مَنْ هُوَ بِمَنْ عَصاهُ حَلیمٌ یا مَنْ هُوَ فی عَظَمَتِهِ رَحیمٌ یا مَنْ هُوَ فی حِکْمَتِهِ عَظیمٌ یا مَنْ هُوَ فی اِحْسانِهِ قَدیمٌ یا مَنْ هُوَ بِمَنْ اَرادَهُ عَلیمٌ ! اللهُمَّ إنّی أسألُکَ بِاسْمِکَ یا مُسَبِّبُ یا مُرَغِّبُ یا مُقَلِّبُ یا مُعَقِّبُ یا مُرَتِّبُ یا مُخَوِّفُ یا مُحَذِّرُ یا مُذَکِّرُ یا مُسَخِّرُ یا مُغَیِّرُ ! یا مَنْ عِلْمُهُ سابِقٌ یا مَنْ وَعْدُهُ صادِقٌ یا مَنْ لُطْفُهُ ظاهِرٌ یا مَنْ اَمْرُهُ غالِبٌ یا مَنْ کِتابُهُ مُحْکَمٌ یا مَنْ قَضاؤُهُ کائِنٌ یا مَنْ قُرآنُهُ مَجیدٌ یا مَنْ مُلْکُهُ قَدیمٌ یا مَنْ فَضْلُهُ عَمیمٌ یا مَنْ عَرْشُهُ عَظیمٌ ! یا مَنْ لا یَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْع یا مَنْ لا یَمْنَعُهُ فِعْلٌ عَنْ فِعْل یا مَنْ لا یُلْهیهِ قَوْلٌ عَنْ قَوْل یا مَنْ لا یُغَلِّطُهُ سُؤالٌ عَنْ سُؤال یا مَنْ لا یَحْجُبُهُ شَیْءٌ عَنْ شَیْء یا مَنْ لا یُبْرِمُهُ اِلْحاحُ الْمُلِحّینَ یا مَنْ هُوَ غایَةُ مُرادِ الْمُریدینَ یا مَنْ هُوَ مُنْتَهی هِمَمِ الْعارِفینَ یا مَنْ هُوَ مُنْتَهی طَلَبِ الطّالِبینَ یا مَنْ لا یَخْفی عَلَیْهِ

ص: 176

ذَرَّةٌ فِی الْعالَمینَ ! یا حَلیماً لا یَعْجَلُ یا جَواداً لا یَبْخَلُ یا صادِقاً لا یُخْلِفُ یا وَهّاباً لا یَمَلُّ یا قاهِراً لا یُغْلَبُ یا عَظیماً لا یُوصَفُ یا عَدْلاً لا یَحیفُ یا غَنِیّاً لا یَفْتَقِرُ یا کَبیراً لا یَصْغُرُ یا حافِظاً لا یَغْفُلُ سُبْحانَکَ یا لا اِل-هَ إلاّ اَنْتَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ خَلِّصْنا مِنَ النّارِ یا رَبِّ!.

_ _ _

ص: 177

ص: 178

ص: 180

مقامی، ویسمعون کلامی، ویردون سلامی، وأنکَ حجبتَ عن سمعی کلامهم، وفتحتَ بابَ فهمی بلذیذِ مناجاتهم، وإنیّ أستأذنکَ یا ربِّ أولاً، وأستأذن رسولکَ صلی الله علیه وآله ثانیاً، وأستأذن خلیفتک الإمام المفروضَ علیَّ طاعتهُ علی بن ابی طالب(علیه السلام).

ثم ادخل وقل:

السلامُ علیکَ یا أمینَ الله فی أرضهِ، وحجتهُ علی عبادهِ، السلامُ علیکَ یا أمیرَ المؤمنین، أشهد أنکَ جاهدت فی الله حق جهادهِ، وعملتَ بکتابهِ، واتبعتَ سنن نبیهِ، صلی الله علیه وآله، حتی دعاک الله إلی جواره، فقبضکَ إلیهِ باختیارهِ، وألزمَ أعدائک الحجةَ، مع ما لَکَ من الحجج البالغةِ علی جمیع خلقهِ، اللهمَ فاجعل نفسی مطمئنةً بقدرکَ، راضیةً بقضائکَ، مولعةً بذکرکَ ودعاءکَ، محبةً لصفوةِ أولیائک، محبوبةً فی أرضکَ وسمائکَ، صابرةً علی نزولِ بلائکَ، شاکرةً لفواضلِ نعمائکَ، ذاکرةً لسوابغ آلائکَ، مشتاقةً إلی فرحةِ لقائکَ، متزودةً التقوی لیومِ جزائکَ، مستنةً بسننِ أولیائِکَ، مفارقةً لأخلاقِ أعدائکَ، مشغولةً عن الدنیا بحمدِکَ وثنائکَ یا کریمُ یا کریمُ یا کریمُ، اللهُمَّ إنَ قلوبَ المخبتین إلیکَ والهةٌ، وسبلَ الراغبینَ إلیک شارعةٌ، وأعلامُ القاصدینَ إلیکَ واضحةٌ، وأفئدةَ العارفینَ منکَ فازعةٌ، وأصواتَ الدَاعینَ إلیکَ صاعدةٌ، وأبوابَ الإجابةِ لهمُ

ص: 182

مفتحّةٌ، ودعوةَ من ناجاکَ مستجابةٌ، وتوبةَ منْ أنابَ إلیکَ مقبولةٌ، وعبرةَ منْ بکی منْ خوفکَ مرحومةً، والإغاثة لِمَن استغاثَ بکَ موجودةٌ، والإعانةَ لمن استعان بکَ مبذولةٌ، وعداتکَ لعبادکَ منجزةٌ، وزلل من استقالکَ مقالةٌ، وأعمالَ العاملینَ لدیکَ محفوظةٌ، وأرزاقکَ إلی الخلائقِ منْ لدَنکَ نازلةٌ، وعوائدَ المزیدِ إلیهمُ واصلةٌ، وذنوبَ المستغفرینَ مغفورةٌ، وحوائجَ خلقکَ عندکَ مقضیَةُ، وجوائزَ السائلینَ عندکَ موفرةٌ، وعوائدَ المزید متواترةٌ، وموائدَ المستطعمینَ معدّةٌ، ومناهلَ الظماء لدیک مترعةٌ، اللهم فاستجبْ دُعائی، واقبل ثنائی، واجمع بینی وبین أولیائی بحقِّ محمدٍ وعَلِیّ، وفاطمةَ والحسنَ والحُسین والتسعة المعصومینَ من ذریة الحسینِ علیهم السلام، إنکَ ولیُ نعمائی، ومنتهی منایَ وغایةُ رجائی، فی مُنقلبی وَمَثوای.

ثم تقول: أنت إلهی وسیدی ومولای اغفر لأولیائنا وکُفَّ عَنّا أعدائنا واشغلهم عن أذانا واظهر کلمة الحق واجعلها العلیا وادحض کلمة الباطل واجعلها السفلی إنک علی کل شیءٍ قدیر.

_ _ _

ص: 183

ص: 184

وسَمتاً وفِعلاً، واشرفهمْ منزلةً، وأکرمهمْ علیه، فجزاکَ اللهُ عن الإسلام وعن رسول الله وعن المسلمینَ خیراً، قویتَ حین ضعفَ أصحابه، وبرزتَ حین استکانوا، ونهضتَ حین وهنوا، ولزمتَ منهاجَ رسول الله(صلی الله علیه واله) إذ هَمَّ اصحاب-ُهُ، وکنتَ خلیفتَهُ حقاً، لم تُنازَعْ ولم تَضْرَعْ برغِم المنافقینَ وغیض الکافرین وکُرهِ الحاسدینَ وصِغَرِ الفاسقینَ، فقمتَ بالأمرِ حینَ فَشلوا، ونطقتَ حین تتعتعوا((1))، ومضیتَ بنورِ الله إذ وقفوا، فاتبعوکَ فهدوا وکُنتَ أخفضهم صوتاً، وأعلاهمْ قنوتاً، وأقلهمْ کلاماً، وأصوبهمْ نطقاً، وأکبرهمْ رأیاً، وأشجعهمْ قلباً، وأشدهمْ یقیناً، وأحسنهمْ عملاً، وأعرفهمْ بالامورِ، کنتَ والله یعسوباً للدینِ أوّلاً وآخراً الأوّل حینَ تَفَرَّقَ الناسُ والآخر حینَ فَشِلوا، کُنتَ للمؤمنینَ أباً رحیماً إذْ صاروا علیکَ عیالاً فحملتَ أثقالَ ما عنه ضعفوا، وحفظتَ ما أضاعوا، ورعیتَ ما أهملوا، وشمرتَ إذا اجتمعوا، وعَلوتَ إذ هَلِعوا، وصبرتَ إذ أسرعوا، وأدرکتَ أوتارَ ما طلبوا، ونالوا بک ما لم یحتسبوا، کُنتَ للکافرینَ عذاباً صَبّاً ونهباً، وللمؤمنین عَمَداً وحِصْناً، فَطِرتَ والله بنعمائها، وفزتَ بحبائها، وأحرزتَ سوابِغها، وذهبتَ بفضائلها، لم تُفلَلْ

ص: 186

حجتکَ، ولم یَزِغ قَلبُکَ، ولم تَضعُفْ بصیرتُکَ، ولم تجبنْ نفسُکَ، ولم تَخِرّ((1))، کنتَ کالجبل لا تحرّکهُ العواصفُ، وکُنتَ کما قال(علیه السلام) آمُنَ الناسْ فی صحبتکَ وذاتِ یدکَ، وکنتَ کما قال(علیه السلام) ضعیفاً فی بدنکَ، قویاً فی أمر اللهِ، متواضعاً فی نفسکَ، عظیماً عندَ الله، کبیراً فی الأرض، جلیلاً عند المؤمنینَ، لم یکنْ لأحدٍ فیک مَهمزٌ ولا لقائلٍ فیک مَغمزٌ، [ولا لأحدٍ فیکَ مطمعٌ]، ولا لأحدٍ عندَکَ هوادة، الضعیفُ الذلیلُ عندکَ قویٌ عزیزٌ حتی تأخذ له بحقهِ، والقویُ العزیزُ عندکَ ضعیفٌ ذلیلٌ حتی تأخذَ منهُ الحقَّ، والقریبُ والبعیدُ عندکَ فی ذلک سواءٌ، شأنکَ الحقُ والصدقُ والرفقُ، وقولکَ حکمٌ وحتمٌ، وأمرکَ حِلمٌ وحَزمٌ، ورأیکَ عِلمٌ وعَزمٌ فیما فعلتَ، وقد نهجَ بکَ السّبیلُ، وسهلَ بکَ العسیرُ، وأُطفئت بِکَ النیرانَ، واعتدل بکَ الدینُ، وقَوی بکَ الإسلام والمؤمنون، وَسَبَقْتَ سَبْقاً بَعیداً، وأتعَبْتَ مَن بَعدکَ تَعباً شدیداً، فَجَلَلتَ عن البکاء، وعَظُمَتْ رزیتکَ فی السماءِ، وهَدَّتْ مُصیبتُکَ الأنامِ، فإنا للهِ وإنّا إلیهِ راجعون، رضینا عن الله قضاه، وسلَّمنا لله امرهُ، فو الله لن یُصابَ المسلمون بمثلکَ أبداً، کُنتَ

ص: 187

للمؤمنینَ کَهْفاً وحِصْناً وقُنَّةً راسیاً((1))، وعلی الکافرینَ غِلْظَةً وغَیْظاً، فألحَقَکَ اللهُ بنبیِهِ ولا أحرمَنا أجرک ولا أضلنا بعدکَ.

وسکت القوم حتی انقضی کلامه وبکی وأبکی اصحاب رسول الله(صلی الله علیه واله) ثم طلبوه فلم یصادفوه.

بیان: الرجل المذکور هوالخضر(علیه السلام) کما فهمه الاصحاب ویظهر من اکمال الدین.

ویستحب فی هذا الیوم أی یوم شهادة أمیر المؤمنین (علیه السلام)-- وهو الحادی والعشرین من الشهر-- الإکثار من الطاعات لما ورد فی عدة طرق من انّ یوم لیلة القدر مثل لیلتِهِ.

_ _ _

ص: 188

وروی ابن قولویه عن الصادق(علیه السلام): أنّ من زار قبر الحسین بن علی(علیهما السلام) فی شهر رمضان ومات فی الطریق لم یعرض ولم یحاسب، وقیل له ادخل الجنة آمناً.

وعن الصادق(علیه السلام) أنه قال: إذا أردتَ زیارته(علیه السلام) فأتِ مشهده المقدس بعد أن تغتسل وتلبس أطهر ثیابک فإذا وقفت علی قبره فاستقبله بوجهک واجعل القبلة بین کتفیک وقل:

اللهُمَّ إنّی وقفتُ علی باب منْ أبوابِ نبیکَ صلواتکَ علیهِ وآله، وقد منعْتَ الناسَ أنْ یدخلوا إلا بإذنهِ، فقلت: یا أیّها الذین آمنوا لا تدخلوا بیوتَ النبیَّ إلا أنْ یؤذنْ لکم، اللهُمَّ إنّی أعتقدُ حُرمةَ صاحب هذا المشهد الشریف فی غیبتهِ کما أعتقدها فی حضرتهِ، وأعلمُ أنَّ رسولکَ وخلفاءکَ علیهم السلامُ أحیاء عندکَ یرزقونَ، یرون مقامی، ویسمعونَ کلامی، ویردونَ سلامی، وأنکَ حجبتَ عنْ سمعی کلامهم، وفتحتَ بابَ فهمی بلذیذِ مناجاتهم، وإنی استأذنکَ یا ربِّ أولاً، وأستأذن رسولکَ صلی الله علیه وآله ثانیاً، وأستأذنُ خلیفتکَ الإمام المفروضَ علیَّ طاعتهُ الحسین بن علی(علیهما السلام).

السلامُ علیکَ یا ابنَ رسول اللهِ، السّلامُ علیکَ یا ابنَ أمیر المؤمنینَ، السلامُ علیکَ یا ابن الصدیقةِ الطاهرةِ فاطمةَ سیدةِ نساءِ العالمینَ، السلامُ علیکَ یا مولای یا أبا عبد اللهِ ورحمةُ اللهِ وبرکاتهُ،

ص: 190

أشهدُ انکَ قد أقمتَ الصلاة، وآتیتَ الزکاةَ، وأمرتَ بالمعروفِ، ونهیتَ عن المنکرِ، وتلوتَ الکتاب حقَ تلاوتهِ، وجاهدتَ فی اللهِ حقَ جهادهِ، وصبرتَ علی الاذی فی جنبهِ محتسباً حتی أتاکَ الیقینَ، أشهدُ أن الذین خالفوکَ وحاربوکَ والذین خذلوکَ والذین قتلوکَ ملعونون علی لسان النبی الأمی وقد خابَ من افتری، لعنَ اللهُ الظالمینَ لکمْ منَ الأوّلینَ والآخرینَ، وضاعفَ علیهمُ العذابَ الألیم، أتیتکَ یا مولای یا ابنَ رسول الله زائراً قبرک، عارفاً بحقک، موالیاً لأولیائکَ، معادیاً لأعدائکَ، مستبصراً بالهدی الذی أنتَ علیهِ، عارفاً بضلالةِ من خالفکَ، فاشفعْ لی عندَ ربکَ، السلامُ علیکَ یا حجةَ اللهِ فی أرضهِ وسمائهِ، صلی اللهُ علی روحکَ الطیبِ، وجسدکَ الطاهر، وعلیکَ السَّلامُ یا مولایَ، ورحَمة الله وبرکاتهُ.

ثم انکبّ علی القبر وقَبَّلهُ وضع خدک علیه، ثم انحرف إلی عند الرأس فصلَّ رکعتین للزیارة وصلَّ بعدهما ما تیسَّر، ثم تحول إلی عند الرجلین وزر علیّ بن الحسین(علیهما السلام) وقل:

السلامُ علیکَ یا مولایَ وابن مولایَ، ورحمةُ الله وبرکاتهُ، لعنَ اللهُ منْ ظلمکَ، ولعنَ اللهُ من قتلکَ، وضاعفَ علیهمُ العذابَ الألیمَ.

وادعُ بما ترید.

ثم زُرْ الشهداءَ منحرفاً من عند الرجلین إلی القبلة فقلْ:

ص: 191

السلامُ علیکمْ أیها الصدّیقُونَ، السلامُ علیکمْ أیها الشهداءُ الصابرونَ، أشهد أنکمْ جاهدتم فی سبیل اللهِ، وصبرتمْ علی الأذی فی جنبِ اللهِ، ونصحتمْ للهِ ولرسولهِ، حتی أتاکمُ الیقینَ، أشهدُ أنکمْ أحیاءٌ عندَ ربکمْ ترزقون، فجزاکمُ اللهُ عن الإسلام وأهلهِ، أفضلَ جزاءٍ المحسنینَ، وجمعَ بیننا وبینکمْ فی محل النعیم.

ثم امض إلی مشهد العباس ابن أمیر المؤمنین(علیهما السلام) فإذا وقفتَ عنده فقل: السلامُ علیکَ یا ابن أمیر المؤمنینَ، السلامُ علیکَ أیها العبدُ الصالحُ المطیع للهِ ولرسولهِ، أشهدُ أنکَ قد جاهدتَ ونصحتَ، وصبرتَ حتی أتاکَ الیقین، لعنَ اللهُ الظالمینَ لکم، من الأوّلین والآخرینَ، وألحقهم بدرکِ الجحیمِ.

ثم صَلِّ تطوعاً فی مسجده ما تشاء وانصرف.

_ _ _

ص: 192

زیارة الامام الحسین(علیه السلام) وعلی بن الحسین وأبی الفضل العباس والشهداء(علیهم السلام) المطلقة

وفتحتَ بابَ فهمی بلذیذِ مناجاتهم، وإنیَّ أستأذنکَ یا ربِّ أولاً، وأستاذن رسولکَ(صلی الله علیه واله) ثانیاً، وأستأذن خلیفتکَ الإمام المفروضَ علیَّ طاعتهُ الحُسین بن علی(علیهما السلام).

السَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ آدَمَ صفوةِ اللهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ نوحٍ نبیِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا وارثَ إبراهیمَ خلیلِ اللهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ موُسی کلیمِ اللهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ عیسی روحِ اللهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ محمدٍ حبیبِ اللهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا وارِثَ امیر المؤمنینَ ولیِّ الله(علیه السلام)، السَّلامُ عَلَیْکَ یا ابنَ محمدٍ المصطفی، السَّلامُ عَلَیْکَ یا ابنَ علیِّ المرتضی السَّلامُ عَلَیْکَ یا ابنَ فاطمةَ الزهراء، السَّلامُ عَلَیْکَ یا ابنَ خدیجةَ الکُبری، السَّلامُ عَلَیْکَ یا ثارَ الله وابنَ ثارهِ والوتر الموتورَ، أشهدُ أنَّکَ قدْ أقمتَ الصلاةَ، وآتیتَ الزکاة، وأمرت بالمعروفِ ونهیتَ عنِ المنکرِ واطعتَ الله ورسولهُ حتی أتاکَ الیقینُ، فلعنَ الله أمةً قتلتکَ، ولعنَ الله أمةً ظلمتکَ، ولعنَ الله أمةً سَمِعتْ بذلکَ فرضیتْ بهِ، یا مولایَ یا أبا عبدِ الله أشهدُ أنَّکَ کُنتَ نوراَ فی الاصلابِ الشامخةِ والارحامِ المطهرةِ، لمْ تنجسکَ الحاهلیة بأنجاسِها، ولمْ تُلبسکَ منْ مدلهماتِ ثیابها، واشهدُ أنکَ منْ دعائم الدین، وأرکان المؤمنینَ، وأشهدُ أنَّکَ الامامُ البّرُ التقیُ الرضیُ الزکیُ الهادی المهدیُ، وأشهدُ أنَّ الائمةَ منْ ولدکَ کلمةُ التقوی وأعلامُ الُهدی والعروةُ الوثقی والحجةُ علی أهل الدنیا، وأُشهدُ الله وملائکتهُ وأنبیاءهَُ ورسلهُ أنّی بکمْ مؤمنٌ، وبإیابکمْ

ص: 194

موقنٌ بشرائع دینی، وخواتیمِ عملی، وقلبی لقلبکمْ سلمٌ وأمری لأمرکم متبعٌ، صلواتُ الله علیکمْ وعلی أرواحکمْ وعلی اجسادکمْ وعلی اجسامکمْ وعلی شاهدکمْ وعلی غائبکمْ وعلی ظاهرکمْ وعلی باطنکمْ.

(ثم قَبَّل الضریح الشریف، وقل):

بأبی أنتَ وأمی یا ابن رسول الله، بأبی أنتَ وامی یا أبا عبدِ الله، لقدْ عَظُمَت الرزیةُ، وجِلَّت المصیبةُ بک علینا وعلی جمیعِ أهل السماواتِ والأرضِ، فلعنَ الله أمةً اسرجتْ وألجمت وتهیأتْ وتَنَقَبتْ لقتالکَ، یا مولای یا أبا عبدِ الله قَصَدتُ حَرَمَکَ وأتیتُ إلی مشهدکَ، أسألُ اللهَ بالشأن الذی لکَ عندهُ وبالمحلَّ الذی لکَ لدیهِ انَ یُصلیّ علی محمدٍ وآل مُحَمّدٍ وانْ یجعلنی معکُمْ فی الدُّنیا والآخرةِ.

_ _ _

لعنَ الله أمةً قتلتکَ، ولعنَ الله أمةً ظلمتکَ، ولعنَ اللهُ أمةً سَمعتْ بذلکَ فرضیتْ بهِ.

(ثم قَبِّل الضریح الشریف، وقل):

السلامُ علیکَ یا ولیَّ اللهِ وابنَِ ولیه، لقد عَظمتِ المصیبةُ، وجَلَّتِ الرزیةُ بِکَ علینا وعلی جمیع المسلمینَ، فلعن اللهُ أمةً قتلتکَ، وأبرءُ إلی اللهِ وإلیک منهمُ.

_ _ _

ورحمةُ الله وبرکاتهُ ومغفرتهُ ورضوانهُ وعلی روحکَ وبدنکَ، أشَهدُ وأُشْهدُ الله أنَّکَ مضَیْتَ علی ما مضی بهِ البدریون والمجاهدونَ فی سبیل اللهِ، المناصحونَ لهُ فی جهادِ اعدائهِ، المبالغونَ فی نصرةِ اولیائهِ، الذابُّونْ عنْ أحبائهِ، فجزاکَ اللهُ أفضلَ الجزاءِ واکثرَ الجزاء واوفرَ الجزاءِ وأوفی جزاءِ أحد مِمَّنْ وفی ببیعتِهِ واستجابَ لهُ دعوتهُ واطاعَ ولاةَ أمرهِ، اشهدُ أنَّکَ قدْ بالغتَ فی النصیحةِ واعطیت غایةَ المجهودِ، فبعثک الله فی الشهداء، وجعلَ روحکَ مع ارواحِ السعداءِ، واعطاکَ من جنانهِ افسحها منزلاً، وأفضلها غرفاً، ورفعَ ذکرکَ فی علیینَ، وحشرکَ معَ النبیینَ والصدیقینَ والشهداء والصالحینَ وحَسُنَ أولئکَ رفیقاً، اشهدُ أنکَ لمْ تَهِنْ ولمْ تنکُلْ وأنکَ مضیتَ علی بصیرةٍ منْ أمرکَ مقتدیاً بالصالحینَ ومُتبعاً للنبیینَ فجمعَ اللهُ بیننا وبینکَ وبین رسولهِ وأولیائهِ فی منازلِ المخبتینَ فإنَّهُ أرحمُ الراحمینَ.

(ثم قف عند الرأس الشریف، وقل):

اللهمَّ صلِّ علی محمّدٍ وآل مُحَمّدٍ ولا تدع لی فی هذا المکان المکرّم والمشهد المعظّم ذنباً إلاّ غفرتَهُ، ولا هماً إلا فرَّجتَهُ، ولا مرضاً إلاّ شفیتَهُ، ولا عیباً إلاّ سترتَهُ، ولا رزقاً إلاّ بسطتهُ، ولا خوفاً إلاّ آمنتهُ، ولا شملاً إلا جمعتَهُ، ولا غائباً إلا حفظتهُ وأدنْیتَهُ، ولا حاجةً

ص: 198

من حوائجِ الدنیا والآخرةِ لک فیها رضیً ولی فیها صلاحٌ إلا قضیتها یا أرحمَ الراحمینَ.

(ثم قف عند الرجلین، وقل):

السَّلامُ علیکَ یا أَبَا الفَضْل العَبّاس ابْنَ أَمیر المؤمنِینَ، السَّلامُ علیکَ یا ابن سیدِ الوصیینَ، السلامُ علیکَ یا ابنَ أولِ القومِ إسلاماً، وأقدمهم إیماناً، وأقومهم بدینِ الله، وأحوطهمْ علی الإسلام، أشهدُ لقدْ نصحتَ للهِ ولرسولهِ ولأخیکَ، فنعم الأخ المواسی لأخیه، فلعنَ اللهُ أُمةً قتلتْکَ ولعن الله امةً ظلمتک ولعنَ اللهُ أُمةً استحلت منک المحارمَ، وانتهکت فی قتلکَ حُرمة الإسلام، فنعمَ الصابرُ المجاهدُ، المحامی الناصرُ، والأخُ الدافعُ عن أخیهِ، المجیبُ إلی طاعةِ ربهِ، الراغبُ فیما زهدَ فیهِ غیرهُ، من الثوابِ الجزیل، والثناء الجمیلِ، فألحقک الله بدرجة آبائکَ فی دار النعیمِ، اللهم إنّی تعرضت لزیارة أولیائک، رغبة فی ثوابکَ، ورجاءً لمغفرتکَ، وجزیلِ إحسانکَ، فأسألُکَ أن تصلی علی محمدٍ وآله الطاهرینَ، وأن تجعل رزقی بهم داراً، وعیشی بهم قارّاً، وزیارتی بهمْ مقبولة، وحیاتی بهم طیّبة، وادرجنی ادراج المکرمین، واجعلنی ممن ینقلبُ من زیارة مشاهد أحبائک مفلحاً منجحاً، قد استوجب غفران الذنوبِ، وستر العیوبِ، وکشفَ الکروبِ، إنَّکَ أهلُ التقوی وأهلُ المغفرة.

_ _ _

ص: 199

ص: 200

وعن الباقر(علیه السلام) أنه قال: من باتَ لیلة عرفة بأرض کربلاء وأقام بها حتی یعید وینصرف وقاه الله شرَّ سنته.

واعلم أن العلماء قد أوردوا لهذین العیدین الشریفین زیارتین أحَدهُمَا ما مضت من الزیارة فی لیالی القدر، والثانیة هی ما سنذکرها، والزیارة السّابقة یزار بها -- علی ما ظهر من کلماتهم -- فی یومی العیدین وهذه الزیارة تخص لیلتهما، قالوا: إذا أردتَ زیارته فی اللیلتین المذکورتین فقف علی باب القبة الطاهرة وارمِ بطرفک نحو القبر مستأذناً فقل:

یا مولایَ یا أبا عبدِ اللهِ، یا ابنَ رسولِ اللهِ، عبدُکَ وابن عبدِکَ وابنُ أمتِکَ، الذلیلُ بین یدیکَ، والمصغَّر فِی عُلُوِّ قَدرِکَ، والمعترفُ بحقکِ، جاءکَ مستجیراً بکَ، قاصداً إلی حرمکَ، متوجهاً إلی مقامکَ، متوسلاً إلی اللهِ تعالی بکِ، أأدخل یا مولای؟ أأدخل یا ولیَّ اللهِ؟ أأدخل یا ملائکةَ اللهِ المحدقینَ بهذا الحرمِ المقیمینَ فی هذا المشهدِ؟.

فإن خشع قلبُکَ ودمعتْ عینُکَ فادخل وقَدَّم رجلک الیمنی علی الیسری وقل: بسم اللهِ وباللهِ وفی سبیلِ اللهِ وعلی ملةِ رسولِ اللهِ، اللهم أنزلنی منزلاً مبارکاً وأنت خیرُ المنزلینَ.

ثم قل: الله أکبر کبیراً، والحمدُ للهِ کثیراً، وسبحان الله بکرةٌ وأصیلاً، والحمدُ للهِ الفردِ الصمدِ، الماجدِ الاحدِ، المتفضلِ المنان،

ص: 202

المتطولِ الحنانِ، الذی منَّ تطولهِ، سَهَّل لی زیارةَ مولایَ بإحسانهِ، ولم یجعلنی عنْ زیارتهِ ممنوعاً، ولا عن ذمتهِ مدفوعاً، بل تطولَ ومنحَ.

ثم ادخل، فإذا توسطتَ فقم حذاء القبر بخضوع وبکاء وتضرع وقل: السلام علیک یا وارثَ آدمَ صفوةِ اللهِ، السّلامُ علیکَ یا وارثَ نوح أمین اللهِ، السلام علیک یا وارث إبراهیمَ خلیلِ اللهِ، السلام علیکَ یا وارثَ موسی کلیمِ الله، السلامُ علیکَ یا وارثَ عیسی روحِ اللهِ، السلامُ علیکَ یا وارثَ محمدٍ صلی الله علیه وآله وسلم حبیب اللهِ، السلام علیکَ یا وارثَ علیّ حجة اللهِ، السّلام علیکَ ایها الوصی البرُّ التقی، السلامَ علیکَ یا ثارَ اللهِ وابنَ ثارهِ، والوتر الموتورِ، أشهدُ أنَّکَ قدْ أقمتَ الصلاةَ، وآتیتَ الزکاةَ، وأمرتَ بالمعروفِ ونهیتَ عنِ المنکرِ، وجاهدتَ فی اللهِ حقَّ جهادهِ، حتی استُبیحَ حرمُکَ وقُتلتَ مظلوماً.

ثم قم عند رأسه خاشع قلبکَ، دامعة عینک ثم قل:

السلامُ علیکَ یا أبا عبدِ اللهِ، السلامُ علیکَ یا ابنَ رسولِ اللهِ، السلامُ علیکَ یا ابنَ سیدِ الوصیینَ، السلامُ علیکَ یا ابنَ فاطمة الزهراءِ سیدةِ نساءِ العالمینَ، السلامُ علیکَ یا بطلَ المسلمینَ، یا مولای أشهدُ أنَّکَ کنتَ نوراً فی الأصلابِ الشامخةِ، والأرحامِ المطهرةِ، لم

ص: 203

تنجسکَ الجاهلیةُ بأنجاسِها، ولْم تُلبسکَ من مدلهماتِ ثیابهاِ، وأشهدُ أنکَ من دعائم الدینِ، وأرکانِ المسلمینَ، ومعقلِ المؤمنینَ، واشهدُ أنکَ الامامُ البرَّ التقیُّ النقیُّ الرضیُّ، الزکیُّ الهادیُّ المهدیُّ، وأشهدُ ان الائمةَ من ولدکَ کلمةُ التقوی، واعلامُ الهدی، والعروةُ الوثقی، والحجةُ علی أهلِ الدنیا.

ثم انکب علی القبر الشریف وقل:

إنا للهِ وانا الیه راجعونَ، یا مولایَ أنا موالٍ لولیکمُ، ومعادٍ لعدوکمُ، وأنا بکمْ مؤمنٌ، وبإیابکمُ موقنٌ، بشرایع دینی وخواتیم عملی، وقلبی لقلبکمُ سلمٌِ، وأمری لأمرکمُ متبعٌ، یا مولای أتیتُکَ خائفاً فآمنی، وأتیتُکَ مستجیراً فأجرنی، وأتیتُکَ فقیراً فأغننی، سیدی ومولای أنتَ مولای حجةُ اللهِ علی الخلق اجمعینَ، آمنتُ بسرکُمْ وعلانیتکُمْ، وبظاهرکُمْ وباطنکُمْ، واوّلکُمْ وآخرکُمْ، وأشهدُ أنکَ التالی لکتابِ اللهِ، وأمینُ اللهِ الدَّاعی إلی الله بالحکمةِ والموعظةِ الحسنةِ، لعنَ اللهُ أمةً ظلمتکَ، وأمةً قتلتکَ، ولعن الله أمة سمعتْ بذلک فرضیت به.

ثم صلِّ عند الرأس رکعتین فإذا سَلَّمتَ فقل:

اللهم إنّی لکَ صلیتُ، ولکَ رکعتُ، ولکَ سجدتُ، وحدک لا شریکَ لکَ، فإنهُ لا تجوزُ الصلاةُ والرکوعُ والسجودُ الا لکَ، لأنکَ

ص: 204

أنتَ اللهُ الذی لا إلهَ إلّا انتَ، اللهمَ صلِّ علی محمدٍ وآل محمدٍ، وأبلغهمْ عنی أفضلَ السّلام والتحیةِ، وارددْ علیَّ منهمْ السلامَ، اللهم وهاتان الرکعتانِ، هدیةٌ منی إلی سیدی الحسین بن علی علیهما السلام، اللهم صلِّ علی محمدٍ وعلیه، وتقبلهما منی، وأجرنی علیهما أفضلَ أملی ورجائی، فیکَ وفی ولیکَ یا ولیَ المؤمنینَ.

ثم انکب علی القبر وقَبَّله وقل:

السّلامُ علی الحسینِ بن علی المظلوم الشهید، قتیلِ العبراتِ وأسیرِ الکرباتِ، اللهم إنّی أشهدُ أنه ولیُکَ وابن ولیِکَ، وصفیُکَ وابن صفیکَ، الثائرُ بحقکَ، أکرمتَهُ بکرامتکَ، وختمتَ لهُ بالشهادةِ، وجعلتَهُ سیداً من السادةِ، وقائداً من القادةِ، وأکرمتَهُ بطیبِ الولادةِ، وأعطیتَهُ مواریثَ الانبیاء، وجعلتَهُ حجةً علی خلقک من الاوصیاءِ، فأعذرَ فی الدعاءِ ومنحَ النصیحةَ، وبذلَ مهجتهُ فیکَ، حتی استنقذَ عبادکَ من الجهالةِ، وحیرة الضلالةِ، وقد توازرَ علیه من غرتهُ الدنیا وباعَ حظهُ منَ الآخرةِ بالأدنی، وتردی فی هواهُ، وأسخطکَ وأسخطَ نبیکَ، وأطاع من عبادکَ أولی الشقاقِ والنفاقِ، وحملةَ الاوزارِ، المستوجبینَ النارِ، فجاهدهمْ فیکَ صابراً محتسباً، مقبلاً غیرَ مدبرَ، لا تأخذُهُ فی اللهِ لومةُ لائمٍ، حتی سُفک فی طاعتکَ دمُّهُ، واستبیحَ حریمُهُ، اللهمَ العنهمْ لعناً وبیلاً، وعذّبهمْ عذاباً ألیماً.

ثم اعطف علی علی بن الحسین(علیهما السلام) وهو عند رجلی الحسین(علیه السلام) وقل:

ص: 205

السّلامُ علیکَ یا ولیَ اللهِ، السلامُ علیکَ یا ابنَ رسولِ اللهِ، السلامُ علیکَ یا ابنَ خاتمِ النبیینَ، السلامُ علیک یا ابن فاطمةَ سیدةِ نساءِ العالمینَ، السلامُ علیکَ یا ابنَ أمیرِ المؤمنین، السلامُ علیکَ أیَّها المظلومُ الشهیدُ، بأبی أنتَ وأمی، عشتَ سعیداً، وقتلتَ مظلوماً شهیداً.

ثم اتجه إلی قبور الشهداء رضوان الله علیهم وقل:

السلام علیکم أیها الذابون عنْ توحید اللهِ، السلامُ علیکمْ بما صبرتمْ فنعمَ عقبی الدارِ، بأبی أنتمْ وأمی، فزتمْ فوزاً عظیماً.

ثم امض إلی مشهد العباس بن علی(علیهما السلام) وقف علی ضریحه الشریف وقل:

السلامُ علیکَ أیها العبدُ الصالحُ، والصدیقُ المواسی، أشهدُ أنکَ آمنتَ بالله، ونصرتَ ابنَ رسولِ اللهِ، ودعوتَ إلی سبیل اللهِ، وواسیتَ بنفسکَ، وبذلتَ مهجتَکَ، فعلیکَ من اللهِ أفضلَ التحیةِ والسلام.

ثم انکب علی القبر وقل: بأبی أنتَ وأمی یا ناصرَ دینِ اللهِ، السلامُ علیکَ یا ناصرَ الحسینِ الصِدَّیقِ، السلامُ علیکَ یا ناصرَ الحسین الشهیدِ، علیکَ منّی السلام ما بقیتُ وبقی اللیلُ والنهارُ.

ثم صلِّ عند رأسهِ(علیه السلام) رکعتین وقل ما قُلتَ عند رأس الحسین(علیه السلام).

ص: 206

ثم ارجع إلی مشهد الحسین(علیه السلام) وأقم عنده ما أحبَّبتَ إلاّ أنه یُستحب ان لا تجعلَهُ موضع مبیتک.

فإذا اردتَ وداعه فقم عند الرأس وأنت تبکی وتقول:

السلامُ علیکَ یا مولای سلامَ مودعِ لا قالٍ ولا سَئمٍ، فإن أنصرِفُ فلا عنْ مَلالةٍ، وان أقم فلا عن سوء ظنٍ بما وَعدَ اللهُ الصابرینَ، یا مولای لا جعلهُ اللهُ آخرَ العهدِ منی لزیارتکَ، ورزقنی العودَ إلیکَ، والمقام فی حرمکَ، والکون فی مشهدکَ، آمینَ ربَّ العالمین.

ثم قَبَّله وأمرَّ علیه جمیع جسدکَ فانه أمان وحرز، واخرج من عنده القهقری ولا تُولِهِ دبرک، وقل:

السلامُ علیکَ یا بابَ المقامِ، السلامَ علیکَ یا شریکَ القرآن، السلامُ علیکَ یا حُجَّةََ الخصامِ، السلام علیکَ یا سفینةَ النجاةِ، السلامُ علیکم یا ملائکةَ ربی، المقیمینَ فی هذا الحرمِ، السلام علیکَ ابداً ما بَقیتُ وبقی اللیلُ والنهارُ.

وقل: إنا للهِ وإنا إلیهِ راجعونَ ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ العلی العظیمِ.

_ _ _

ص: 207

ص: 208

ص: 210

تطل علینا أیام ولیالی شهر رمضان المُبارک وهی أعظم الأیام واللیالی لأنها أیام ولیالی أفضل شهر من أشهر السنة وأعظمها والذی لُقّبَ ب-(شهر الله).

هذا الشهر الذی جعله الله سبحانه نعمةً لنا وحَباهُ لأولیائه لیکون مرتعاً لنفوسهم العالیة وباباً من الأبواب التی یصل الصالحون من خلالها إلیه جَلَّ وعلا ویبلغون المراتب العُلیا التی أعدها الله تبارک وتعالی لخُلص عباده.

ولهذا ینبغی علینا أن نقف وقفةَ تأمّل فی جملة من المبادئ التی لابُدَّ أن نتخذها نبراساً لسلوکنا فی شهر رمضان من عامِنا هذا ومن الأعوام القادمة من حیاتنا ومن هذه المبادیء:

المبدأ الأوّل: (الصوم جُنة من النار) کما ورد فی الروایات، وهذا التعبیر یکشف عن أمور:

منها: ان المؤمن إذا لم یکن معصوماً فمهما بَلَغ من مراتب الإیمان وطوی مراحل التقوی یبقی مُفتقِراً إلی مِجَنٍّ وترس یحمیه، والإیمان بالله وبمبادئ الإسلام الأساسیة والالتزام بالفروع کافة عدا الصوم لا تَخلُق لدیه مناعةً تُغنیه عن ترس ومجن یحمیه من مکائد النفس الأمّارة بالسوء وحبائل الشیطان، بل یَبقی مُفتَقراً للصوم لیحمیه من النار فإنه یُصلح الصائم ویؤدی إلی صیاغتهِ صیاغةً محمیة من الزلات ومن

ص: 212

الانزلاق فی مَهاوی الهوی وتحمیه من العدو اللدود عدو الإنسانیة والبشریة الشیطان الرجیم.

ومنها: یکشف هذا التعبیر-- الصوم جُنة من النار-- أیضاً عن کون الإنسان ضعیفاً لا یمکنه حمایة نفسه من المزالق، ولا یستطیع أن یَقی نفسه مهما أُوتی من قوة مادیة وروحیة، ولهذا احتاج إلی جُنة تحمیه عندما یلتجیء إلیها، وهذا یکشف أیضاً عن عِظَم لُطف الله سبحانه وعطفِهِ ورحمتِهِ وعمومِ حُبَّهِ لعبدِهِ حیث إنَّه لَمّا عَلِم ضَعف عبدِهِ -- والذی أُشیر له بقوله جَلَّ وعلا (وخُلِق الإنسانُ ضعیفاً) -- لم یترکه سدیً أو طُعمةً للحوادث وهدفاً سهلاً لأعدائه شیاطین الجن والانس، بل أنزَلَ مِن خِلال نبیه الکریم(صلی الله علیه واله) وسیلةً لحمایتِهِ عنایةً منه سبحانه به وتلک الوسیلة هی الصوم.

ومِمّا یکشف عن عَظمة هذه العبادة کونها من الأسس التی بُنی علیها صرح الإسلام، ومن جملة العبادات التی أمر بها الله تبارک وتعالی فی جمیع الشرائع کما یُشیر إلی ذلک قوله سبحانه: )کُتِبَ عَلَیْکُمُ الصِّیَامُ کَمَا کُتِبَ عَلَی الَّذِینَ مِن قَبْلِکُمْ...(، وفی توضیح الغایة من تشریع الصوم وهو قوله تعالی: )لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ( إشارة جلیّة إلی حاجة العبد إلیه، فالصوم طریق یستطیع به العبد الوقایة من المزالِق وبه یحمی نفسه من الوقوع فی مهاوی المعاصی، ولعل خیرَ وصفٍ لهذه العبادة ما جاءَ عن الإمام سید الساجدین (صلوات الله وسلامه علیه) انه قال (وحق الصوم ان تعلم أنه

ص: 213

حجاب ضربه الله(عجل الله) علی لسانک وسمعک وبصرک وبطنک وفرجک لیسترک به من النار)، وفی بعض النسخ جاء بعد هذه العبارة (فإن تَرَکْتَ الصومَ خَرَقْتَ سِترَ الله علیک....، فإن سَکَنتْ أطرافک فی حُجبتها رجوتَ أن تکون محجوباً، وإن ترکتَها تضطرب فی حجابها وترفع جنبات الحجاب فتطلع إلی ما لیس بالنظرة الداعیة للشهوة والقوة الجارحة عن حدّ التقیة لله لَم تأمن أن تخرق الحجاب وتخرج منه)((1)).

ولهذه العبادة الإلهیة خصائصها التی امتازت بها عن جمیع العبادات البدنیة والمالیة نذکر بعضاً منها:

الخاصیة الأوّلی: إنَّ الصائم مشغول من الفجر الصادق إلی الإفطار فی العبادة رغم انشغاله فی بعض الأحیان فی أمور معاشِهِ وحیاتِهِ الدنیویة، فإنَّها عبادةٌ فریدةٌ یتمکن العبد فیها من الجمع بینها وبین کثیر من الأمور الدنیویة.

الخاصیة الثانیة: إنَّ العبد الصائم فی حالة صومه یُعتَبر من المُسبّحین والمقدَّسین، حیث وَرَدَ أن أنفاس الصائم تسبیح.

وینبغی أن نعلم أنَّ التسبیح هو الاعتقاد والالتزام بنزاهة الله سبحانه عن کُلَّ ما لا یلیق به، وهذا المعنی بوجوده الواقعی لا یتحقق إلاّ بالالتزام

ص: 214

الواقعی والعملی بکل ما أوجبه الله سبحانه ودعا إلیه والابتعاد عن کل ما نهی الله سبحانه عنه, ومثل هذا المعنی -- التسبیح -- یصعب ان یصدر ویتحقق من غیر المعصوم من الإنسان بفعله الاختیاری، فإنَّهُ غالباً ما یکون هذا الفعل منه مَشوباً بالنقص والخلل، ولکن نَفَسَ الصائم الذی یضطرُ إلیه الإنسان ورد أنَّه تسبیحٌ فیکون مُحقِّقاً للمعنی المتقدم، واعتبار الله سبحانه نفس الصائم تسبیحاً بالمعنی الواقعی لا ینسجم إلاّ بأن یکون الله تبارک وتعالی قد مَنَحَ نَفَسَ الصائم المعنی الواقعی للتسبیح، فعلینا أن نتأمّل لِنعرِف ما أعظم ما مَنَّ الله سبحانه به علی الصائم وما أعظم هذا العطف الإلهی وما أوسع هذه الرحمة، فسبحانه سبحانه سبحانه.

الخاصیة الثالثة: إنَّ هذه العبادة تجعل الإنسان فی صَفَّ السالکین إلی الله سبحانه -- ما لم یخرج من سلک العبودیة إلی مظاهر التمرّد -- فهو متعبَّدٌ وسائرٌ فی مدارج الرُّقی ولو کان نائماً أو غافلاً أو مشتغلاً بشیء من المُباحات، وهذا المعنی قلیلاً ما یُوجد فی العبادات الأخری.

الخاصیة الرابعة: إنَّ هذه العبادة تجتمع فیها الریاضة البدنیة والنفسیة وشَحذ الفکر والتّرویض علی تحمّل المَشقة، کَما انَّها تُشعِرُ الإنسان بمرارة العطش لیتذکَّر یوم العطش الأکبر ویستعد له، ویتذکّر بالجوع الذی یحسّ بألَمِهِ آلامَ الجائعین من فقراء المؤمنین والمُعوزین

ص: 215

فَتَنبعِث لدیه معانی الإنسانیة الحقیقیة والرغبة فی التعاون والتکاتف الجماعی الذی هو من أهم أرکان الحیاة الإنسانیة.

الخاصیة الخامسة: إنَّهُ لا ینحصر التکلیف بالصوم بِذی المال والغنی، فإنَّ کلَّ فَردٍ إذا کان سلیماً من المرض ومن عَوائق الصوم الاختیاریة والقهریة یستطیع أن یفوز بکرامتِهِ ویتحَلّی بجلالتِهِِ، فهو لیس کالزکاة والحج والجهاد التی تختص بطائفةٍ مُعیَّنةٍ مِن الناس و یُحَرم منها غیرهم، ومن هاهنا یَنبغی أنْ ننتبه إلی أن الصوم نعمةٌ من نِعم الله سبحانه ولیس عقوبةً أو غرامةً أو حِرماناً من لذائذ الدنیا کما رُبما یتصوره بعض الناس.

المبدأ الثانی: ومن المبادئ التی ینبغی أن نتأمل فیها هو ان هذه العبادة تفتقِر إلی القوة النفسیة والعقلیة الفعّالة لیتمکن العاقل من کبح جُماح نفسه الأمّارة بالسّوء التی تستطیب النعم المباحة کالأکل والشرب والنکاح، وعلی هذا الأساس ینبغی ان نلتفت إلی عظمة هذه العبادة والمنافع التی یحصل علیها الإنسان منها فی الدنیا والآخرة کما ورد (صوموا تصحّوا) و (للصائم فرحتان فرحةٌ عند إفطاره وفرحةٌ عند لِقاءِ رَبِّهِ).

وإذا کان الامر کذلک فینبغی ان نُروّض اطفالنا علی هذه العبادة ونُشِعرهم بأن هذا العمل نعمة مِن الله سبحانه لتنبعث فی نفوس أفلاذ اکبادنا الرغبة بهذه العبادة والاندفاع نحوها، فقد ورد (عَوِّدوا أولادکم

ص: 216

علی الخیر فإنَّ الخیرَ عادة)، ولا تظن أنَّ الطفل یُحْرَمُ من الأجر لعدم تکلیفه بهذه العبادة، فإنَّ الثواب والعطایا الإلهیة لیست مختصة بالمُکلفّین بل تشمل غیرهم، کما أنَّ ولیَّ الطفل ینال نَصیباً من الأجر والزلفی عند الله سبحانه فی أداء واجبه تجاه الطفل.

المبدأ الثالث: إنَّ هذا الشهر یتمیّز عن سائر الشهور فإَّن أجَر الأعمال الحسنة فیه یتضاعَف فالصدقة فیه أفضل من الصدقة فی غیره من الشهور، والصلاة الواجبة والنوافل فیه أفضل منها فی غیره، وتلاوة القرآن فیه أفضل وأثمن وأعظم أجراً منها فی غیره وارتیاد المساجد فیه أفضل وأجل من ارتیادها فی غیره، فیجب انتهاز هذه الخصوصیة التی یمتاز بها هذا الشهر المبارک، فرحم اللهُ أمرءاً وعی هذه المعانی وسعی فی سبیلها.

واعلم أنَّ شهر رمضان المبارک ربیع الصالحین وفیه تُعمَرُ المساجد، فازدلفوا أیها المؤمنون إلی الله سبحانه بالذهاب لها وإلی الحسینیات واملأوها بحضورکم فیها، واصطحبوا معکم من أفلاذ أکبادکم من یتمکن إدراک هذه الفضیلة واستشعار بعض هذه المعانی.

المبدأ الرابع: إنَّ الله سبحانه کما فَضَّل هذا الشهر علی سائر الشهور کذلک فضّل بعض أیامه ولیالیه علی بعض آخر منها، فالذی یظهرُ مِن

ص: 217

النصوص الشرعیة أنه کلما قَرُب الإنسان مِن آخر الشهر کان العمل فیه أفضل منه فی اللیالی الماضیة.

وخَصَّ اللهُ سبحانه هذا الشهر بلیلة القدر التی هی أفضل من ألف شهر، فالعبادة فیها خیرٌ وأفضلُ من عبادة ألف شهر، وهذه اللیلة مِنّةٌ مِن الله سبحانه علی نبیه(صلی الله علیه واله) وعلی أمته، وهی لیلة یستطیع الإنسان أن یکسب فیها ما یَعْجَز عن کسبه مِن خیر الدنیا والآخرة فی سائر اللیالی.

المبدأ الخامس: إنَّ هناک عبادات وأعمالاً وإن کانت مطلوبةً ونَدَبَ إلیها الشرع الشریف علی وجه الإطلاق إلاّ أنَّ الاهتمام بها فی لیالی شهر رمضان أنفع وأجدی وأوفی لِما ینبغی أن یَرغب فیه المؤمن، منها تلاوة القرآن فإن تمکنتَ أن تختم القرآن ولو مرة فذلک أنفع لک من ختمه فی غیره من الشهور بمراتب.

ومنها النوافل، فالإتیان بها فی هذا الشهر المبارک أفضل بکثیر من الإتیان بها فی غیره.

والاعتکاف فی هذا الشهر الشریف أفضل وأنفع وأعظم وأجل بکثیر منه فی سائر أیام السنة.

ص: 218

والجلوس فی المساجد ذاکِراً شاکراً حامِداً مُسبِّحاً لله سبحانه ومُصلّیاً علی النبی وآله(صلی الله علیه واله) أفضل بکثیر منه فی غیره، والسعی فی طلب الرزق الحلال لسدَّ حاجة العیال أو للتوسعة علیهم أجدی منه فی غیره.

وینبغی أن نعلم أیضاً أنَّه کلما کان العملُ أفضل کان الإتیان به فی هذا الشهر أفضل وأشرف، فینبغی علی کل واحد مِنّا أن یتحری خیر الأعمال وأشرفها والتی یمکن أن یتشرف بها ویتقرب إلی الله تبارک وتعالی عن طریقها، فالکاسب یسعی فی تنزیه مکسبِهِ والسعی فی نیل رغبته من الرزق الحَلال له ولعائلتِهِ.

والذین یطلبون عِلْمَ الدین علیهم السعی فیه فی هذا الشهر، فأفضل الأعمال لطالب العلم الدراسة والمباحثة والدرس والتدّریس إن أمکنه ذلک، والمذاکرة ان توفّر له صاحب، والمطالعة بمفرده أن لم یتمکن من مواصلة سبیله إلاّ به.

وعلی أئمة الجماعة والواعظین فی العراق وخارجه الاهتمام الشدید بوظیفتهم من الوعظ والإرشاد وبیان الأحکام، وعلیهم السهر والسعی الجاد فی سبیل إبلاغ الناس وتوجیههم وحثهم علی الحضور فی المساجد وفی مجالس الوعظ، وأُفضّل أن یکون رجلُ الدین هو السبّاق إلی الناس ودعوتهم للمساجد والمشارکة معهم فی مجالسهم

ص: 219

ودواوینهم، وأن اقتضت الضرورة فلتکن له زیارات لوجهاء المنطقة التی یُقیم فیها ویحثهم علی الحضور فی المساجد لیتبعه عامة الناس.

واعلم یا أخی الواعظ أنَّ الناس عطاشی إلی الوعظ وقد أحاط بهم ظلام دامس منذ عقود من الزمن عاشها هذا الشعب المظلوم، فأنتَ مفتقرٌ إلی التحلّی بسجیة الرسول الاعظم(صلی الله علیه واله) فی قطع دابر الجاهلیة الجهلاء الأولی، وتتلخص هذه الطرق فی حُسنِ الخُلق ومقابلة الإساءة بالإحسان وخفض الجناح فی التعامل معهم وتقدیم العمل قبل القول فإن الناس ینظرون إلی عملک قبل أن یستمعوا لقولک ویُراقبون سلوکک قبل أن یتأثروا بشیءٍ من نفحاتک، واعلم أنَّهُ لا یبعد أن تکون زلةٌ بسیطةٌ منک -- مهما تکن صغیرة -- سَبَباً لضلالِ الناس، وقد وَرَدَ أنَّ مَنْ کان سَبَبَاً لضلالِ أحد لَنْ یقبل الله مِنْهُ شیئاً من حسناتِهِ ما لم یَهْدِ ذلک الذی ضَلَّ عن الطریق بفعلِهِ أو بقولِهِ.

وأُفَضَِّلُ أنْ یستعینَ الواعظ بخطبة الرسول الاعظم(صلی الله علیه واله) فی آخر جمعة من شعبان والتی رواها الشیخ الصدوق(قدس سره) واوردها الشیخ عباس القمی(قدس سره) فی مفاتیح الجنان.

المبدأ السادس: إنَّ عظمةَ هذا الشهر کما تقتضی عظمة الحسنات فیه کذلک تقتضی شناعة السیئات التی یجب الاجتناب عنها فی جمیع الأیام، فالکذب مثلاً کبیرة وقبیح من القبائح إلاّ انه فی هذا الشهر أکبر وأقبح،

ص: 220

والغیبة معصیة بشعة وعظیمة فی کل أیام السنة وفی هذا الشهر أبشع، وهکذا سائر السیئات، ولذلک ورد (رُبَّ صائمٍ لا حَظَ له مِن صومِهِ إلاّ الجوع والعطش)، وهذا الکلام من المعصومین(علیهم السلام) یرمز إلی مَن لا یخرج مِن المعاصی فی هذا الشهر.

واعلموا أنه ورد عن رسول الله(صلی الله علیه واله) انه قال: (أیهّا الناس: إنَّ أبواب الجنان فی هذا الشهر مُفَتَّحةٌ فَسلوا ربکم أن لا یغلقها علیکم وأبواب النیران مُغلقةٌ فسلوا ربکم أن لا یفتحها علیکم، والشیاطین مغلولةٌ فسلوا ربکم أن لا یُسلطها علیکم...) إلی آخر کلامه الشریف، ومن الواضح انه(صلی الله علیه واله) یعنی بهذا الکلام أنَّ الصوم یکبح جماح شهوة الأکل والشرب وغیرهما من المشتهیات والمُغریات التی یستغلها الشیطان لإذلال البشر وهو-- أی الشیطان -- لا یتمکن من السیطرة علی ابن آدم والتحکم به إلاّ من خِلال الاستعانة بِشهواته، وإذا امتنع الإنسان عن شهوات النفس عن طریق الصوم أدَّی ذلک إلی تقیید الشیاطین فتُصفَدُ أیدیهم وأرجلهم، فعلینا أن نَعرِف هذا المعنی الموجود فی الصوم ونتَدبّرَ فیه ونُجَسَّدَهُ بأعمالِنا وأقوالِنا من خِلال الابتعاد عن المحظورات والتحلی بالحسنات وما یُقرَّبُ إلی الله سبحانه، وإذا تمکَّنا من ترویض النفس وتعویدها علی الخیر والتقیُّد بحدود الشریعة الغرّاء فی هذا الشهر المبارک کان

ص: 221

ذلک مُنطَلقاً إلی الاستقامة وسواء السبیل فی سائر الشهور وحمایةً من تأثیر الشیاطین وإضلالِ المُضلین فی جمیع لیالی السنة وأیامها المقبلة.

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته..

ص: 222

الصومُ عبادةٌ مقدسةٌ وتشریعٌ عبادیّ فرید ومنبع تربوی سام فرید خیر ما یعین العبد علی تزکیة النفس وتصفیتها وصقل الروح وتهذیب الخلق وکبح الشهوات البهیمیة الجسدیة وشذب العلائق المادیة المهلکة عن النفس.

وهذه العبادة تسمو بالصائم بالحق إلی المراتب الشفافة العالیة ومعارج الروح الصافیة حیث الرحبات المتعالیة المفعمة بعرف الإیمان النقی والموشجة بالطهر والنزاهة لتسبح نفسه فی نمیر الرحمة الإلهیة.

ووقفة متأنیة فی الآیة المذکورة توقفک علی أن الصوم لأهمیته کان مفروضاً علی الامم السابقة من أصحاب الأدیان السماویة التی سبقت بعثة الرسول الأعظم(صلی الله علیه واله) وتخص المؤمنین بالخطاب لجلالة الأمر الموجه إلیهم من جهة، والاشارة إلی أن الإیمان یبعث صاحبه إلی توخی التقوی التی هی ابرز حکم هذا التشریع الالهی من جهة أخری، والتقوی هو القائد الحثیث والفاعل بالجد فی تهذیب النفوس والأرواح فی ضبط السلوک فی معترک الحیاة الصاخب فإنَّ الصوم ینبغی أن ینعکس علی الجوارح فیتقی الصائم من المحرمات بلسانه ویده ورجله وبصره... الخ، فیجب أن یتناغم الصوم مع نفسیة الصائم ویتداخل فی عمقها، وشهر الصوم (شهر دُعیتُم فیه إلی ضیافة الله، وجُعِلتم فیه من أهل کرامة الله، أنفاسُکم فیه تسبیحٌ، ونومُکم فیه عبادة، وعملکم فیه

ص: 224

مقبول، ودعائکم فیه مستجاب، فاسألوا الله بنیات صادقة وقلوب طاهرة أن یوفقکم لصیامه وتلاوة کتابه فإن الشقی من حرم غفران الذنوب فی هذا الشهر العظیم)((1))، و(الصوم جُنة من النار فإن سکنت أطرافک فی حجبتها رجوتَ أن تکون محجوباً، وإن ترکتَها تضطرب فی حجابها((2)) وترفع جنبات الحجاب فتطلع إلی ما لیس لها بالنظرة الداعیة للشهوة والقوة الخارجة عن حد التقیة لله لم تأمن أن تخرق الحجاب وتخرج منه ولا قوة إلا بالله)((3))، والغایة السامیة فی فرض (الصیام تثبیتاً للإخلاص)((4)) ومَهَّدَ الرحیم الحکیم بهذا التشریع والطریق (لعرفان مَسِّ الجوع والعطش لیکون العبدُ مسکیناً ذلیلاً مأجوراً محتسباً صابراً... ولیستوی به الفقیر والغنی وذلک لأنَّ الغنی لم یکن لیجد مَسَّ الجوع فیرحم الفقیر لأنَّ الغنی کل ما أراد شیئاً قدر علیه، فأراد الله أن یُسَوِّی بین خلقه وأن یُذیقَ الغنی مَسَّ الجوع والألم لِیَرِقَّ علی الضعیف ویرحمَ الجائع)((5)).

ص: 225

نسأل الله سبحانه أن یوفقنا لصیام هذا الشهر وقیامه وتلاوة کتابه ویجعلنا من عتقائه فی هذا الشهر الشریف بحق نبیه وآله الغر المیامین صلوات الله علیه وعلیهم اجمعین..

ص: 226

قال الله سبحانه: )الَّذِینَ إِن مَّکَّنَّاهُمْ فِی الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّکَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنکَرِ وِلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ(((1)).

وقال تبارک وتعالی: )وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْضٍ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَیَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنکَرِ وَیُقِیمُونَ الصَّلاَةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَیُطِیعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَ-ئِکَ سَیَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِیزٌ حَکِیمٌ(((2)).

اعلموا إخوتی الأعزاء خطباء المنابر وفرسان میدان الوعظ والإرشاد وساسة المقام الشامخ فی هذا العصر الذی هو مقام الأنبیاء والرسل(علیهم السلام) ألا وهو التبلیغ والوعظ والإرشاد، نحن مُقدِمون علی شهر الله العظیم شهر رمضان المبارک، وقد اعتَبَر الرسول الأعظم(صلی الله علیه واله) التشرف بهذا الشهر وفوداً علی مأدبة الرحمة من الله سبحانه، وهذا الشهر ربیع المساجد والمحاریب والقرآن، فیجب أن تمتلئ المساجد والحسینیات بروادها وتمتلیء النفوس بحبِّ الصلاة والصوم وتلاوة القرآن، ولا یکاد أن یتم ذلک إلا بجهودکم أیها الأجلاء، ویجب أن نعلم جمیعاً أنَّ رجال الدین والخطباء منهم بالخصوص مطالبون أکثر من غیرهم ببذل

ص: 228

تمام الطاقة لجلب المؤمنین إلی المساجد والحسینیات وإحیاء حُبِّ الدین فی قلوبهم وملء نفوسهم بتقوی الله وحثهم علی ترک المعاصی، وینبغی أن نعلم أنَّ الشعب العراقی المظلوم منذ إنفلات الأمور من ید الإمام الحسن(علیه السلام) واضطراره إلی المهادنة مع ابن آکلة الأکباد یتخبط فی متاهات مظلمة تتخطفه الأیدی من هنا وهناک، وتستغل النفوس الشریرة صفائه العربی لتتخذ منه وسیلةً لمآربها، ومنذ العصر الأموی والعباسی البغیض مروراً إلی الظروف المظلمة التی شملته إلی یومنا هذا یئن تحت وطأة الظلم والتشتت والتشرذم، لِبُعْدِهِ عن النفوس الطیبة التی تهدیه إلی سواء السبیل وتخلق له المناخ الدینی وتبعث فیه روح الحیاة التی لا تتأتی إلاّ بالتمسک بالدین واتِّباعه، قال الله سبحانه: )یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ اسْتَجِیبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إذا دَعَاکُم لِمَا یُحْیِیکُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَیْهِ تُحْشَرُونَ(((1))، فالنفوس ضمئا والقلوب عطشی تنتظرکم أیها الاخوة لتفجروا فیها ینابیع الحیاة.

کما ینبغی أن نتخذ اسلوباً هَیِّناً لَیِّناً مَرِناً لنتمکن من النفوذ إلی أعماق القلوب، حیث قال الله سبحانه لنبیه(صلی الله علیه واله) المنعوت بذی الخُلق

ص: 229

العظیم: )وَلَوْ کُنتَ فَظّاً غَلِیظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِکَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِی الأَمْرِ فإذا عَزَمْتَ فَتَوَکَّلْ عَلَی اللّهِ إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَکِّلِینَ(((1)).

ویا حبذا لو یتمکن الخطیب والمبلغ من الاستعانة بأهل المضائف ووجهاء المنطقة بالزیارات الاخلاقیة لهم لنتمکن من الاستفادة من کل شیء یُعِیننا علی خلق روح الإیمان فی الشعب.

وینبغی تهدئة الناس ومنعهم من إثارة الفتن السیاسیة وزرع الحقد البغیض وبث الفرقة ووقوف البعض فی وجه البعض، ویجب أن نُبَیِّن أن دم المؤمن أثمن شیء فی الوجود الذی یجب حفظه بکل سبیل، والخلافات السیاسیة وغیرها یجب حلها بالمفاهمة والطرق الهادئة، ونحن لم نتمکن بعد مِن حمایة المؤمنین من أسلحة الأجلاف النّصاب حتی أُبتلینا برفع المؤمن السلاحَ فی وجه أخیه المؤمن، کم هو مخزٍ هذا الفعل أیها الاخوة، فیجب الاهتمام بهذا الجانب.

کما یجب علیکم جمیعاً دفع المسؤولین فی مناطق خدمتکم للدین والشعب إلی اتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظ الدماء والأعراض

ص: 230

والأموال، واعلموا أنَّ من یُقَصِّرُ فی هذا الشأن یُعْتَبَرُ شریکاً فی دم المؤمنین.

أرجو الله سبحانه أن یمکننا جمیعاً ولاسیما أنتم فرسان میدان الوعظ والإرشاد من أداء الواجب ومن الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، ولله عاقبة الأمور.

کما نرجوکم الدعاء فی هذه اللیالی المبارکة وفی الأوقات التی ترجی فیها الإجابة کلیالی القدر وحین الإفطار من کل یوم وسوف نذکرکم فی دعواتنا إن شاء الله..

_ _ _

ص: 231

ص: 232

ص: 234

یُشیر إلی ذلک قوله تعالی: ]یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ کُتِبَ عَلَیْکُمُ الصِّیَامُ کَمَا کُتِبَ عَلَی الَّذِینَ مِن قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ[((1)).

وروی عن الرسول الأعظم(صلی الله علیه واله): (الصومُ جُنَّةٌ من النار)، وغیرها من الأحادیث والروایات الشریفة التی تُبیَّن جلالة هذه العبادة، وإذا کان الصوم بهذه المثابة کان حریَّاً بِنا أن نُسارِع إلی الالتزام بهذه العبادة الشریفة والإتیان بها علی الوجه الصحیح وذلک یتوقف علی معرفة الصوم وأحکامه وآدابه وجملة ممّا یتعلق به، وهذا الأمر یتحقق بالرجوع إلی العلماء وهم الأمناء علی الشریعة والمبیّنون لأحکامها، ومن هذا المنطلق قُمنا بجمع جُملة من الاستفتاءات المتعلّقة بالصوم والتی أجابَ عنها سماحة المرجع الدینی الکبیر آیة الله العظمی الشیخ بشیر حسین النجفی دام ظله .

وقد نشرنا منذ أکثر من عشر سنوات هذا الکتاب وبضمنه هذا الباب لأحکام الصوم وأعدنا طباعته لعدة مرات إلا أنّ هذه الطبعة تمیَّزت عن سابقاتها فی باب الأحکام بأمور:

الأمر الأوّل: أضفنا مقدمة لکل صنفٍ من الأحکام لتوضَّح للقارئ صورة أجمالیة عن ذلک الصنف ممّا لم یتم التعرّض له فی

ص: 236

الاستفتاءات، واستثنینا مِن ذلک ما کانت الاستفتاءات المذکورة فیه وافیة بالغرض.

الأمر الثانی: قمنا قمنا بإلحاق بعض الاستفتاءات التی وردت فی الفترة الأخیرة لسماحة الشیخ دام ظله لیکون الکتاب جامعاً لأهم ما یحتاجه الصائم من أحکام مع إجراء بعض التعدیل علیها بما یتناسب مع نشره فی الکتاب.

الأمر الثالث: ألحقنا أحکام الاعتکاف بأحکام الصوم کما هی سیرة العلماء فی رسائلهم العملیة ونظراً لارتباطه بالصوم لکونه مشروطاً به وأن أفضل أوقاته هو شهر رمضان المبارک، وکذا أحکام زکاة الفطرة.

نسأل الله سبحانه أن یوفِّقنا لنشر أحکام الدین الحنیف وخدمة مذهب أهل البیت (صلوات الله وسلامه علیهم) وأن نکون من الصائمین الحافظین لحدود ما أنزل الله سبحانه وتعالی، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام علی خیر خلقه محمد وآله الطاهرین.

_ _ _

ص: 237

ص: 238

مَسَّ الجوع و العطش لِیعود فی أحضان طاعة الله تعالی ذلیلاً مُستکیناً مأجوراً محتسباً.

والصوم جُنةٌ مِنَ النارِ, وطریقٌ إلی اللهِ سُبحانهُ وتعالی، والله العالم _ إلی کم قسمِ یُقَسّم الصوم؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» هی أربعة واجبٌ، ومندوبٌ، وحرامٌ، ومکروهٌ. والله العالم.

_ ما هی أصناف الصوم الواجب؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» أصنافهُ ثمانیة وهی: صوم شهر رمضان وقضائه وصوم الکفارة وصوم بدل الهدی فی الحج وصوم النذر وصوم والعهد والیمین والصوم الذی أستُؤجر علیه وما یُلحَق بِهِ وصوم الیوم الثالث من الاعتکاف، والله العالم _ ما المقصود بالصوم المُلحَق بِما أستؤجر علیه؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» مِثالُهُ أن یَبیع شخصٌ علی آخر شیئاً وَیشتَرِط فی ضمن العَقد علی الآخر أن یصوم عن میت، والله العالم _ ما هو أهم أصناف الصوم الواجب؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» صوم شهر رمضان، والله العالم _ ما حُکم من أنکَرَ صوم شهر رمضان؟

ص: 240

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یُحکم علی مُنکِره بالکفر وهو یستحق القتل.

وأما مَن تَرَکَهُ متعمداً مع اعترافه بالوجوب فإنَّه یُعزَّر بخمسة وعشرین سوطاً أو بِما یراهُ الحاکم الشرعی مُناسباً لِردعه عن العَود لِمثلِهِ وکون عِبرةً لغیرهِ، وإنْ عادَ ثانیاً عُزِّرَ أیضاً وکذا إن عادَ ثالثاً، ویُقتل فی الرابعة، والله العالم.

_ هل یُقتَل من کان جاهلاً أو مشتبهاً؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» کلا، لا یُقتَل من أحتُمِل فی حقّهِ الجهل والاشتباه، والله العالم.

_ _ _

ص: 241

ص: 242

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إنْ لم یتمکن من معرفة ثبوت الهلال بإحدی الطرق الشرعیة یلتجیء إلی التأریخ المُثبَّت فی التقاویم السنویة أو بأی خبر ظنی یصل إلیه عن طریق المُشرفین علی سجنهِ، والله العالم.

_ یکثر ابتلاء المؤمنین فی یوم الشک بین شهری شعبان ورمضان وکذا بین شهری رمضان وشوال فما المخرج من هذا المورد؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» من شَکَّ فی أنه أول یومٍ من شهر رمضان أو آخر یوم من شعبان فله أنْ یصوم بقصد أنَّهُ مِن شعبان أو یفطر، فإن صامَ وَتَبیَّن فی أثناء النهار أنه من شهر رمضان أحدث نیة الصوم علی أنه من شهر رمضان، وإنْ ثبتَ بَعدَ انتهاء النهارِ أجزأهُ، وإن لم یَصُمْ وتَبَیَّن بعد ذلک إنه کان من الشهر المبارک وَجَبَ علیهِ القضاء.

وأما إذا شک فی أنه آخر یومِ من شهر رمضان أو أول یوم من شوال وَجَبَ علیهِ أن یَصُومَ إلی أن یَتَبیَّن أنه من شوال فیقطع صومه، والله العالم _ رَجُلٌ حُکِمَ علیه بالسجن لفترة طویلة وتَرَدَّد فی شهر رمضان بَین ثلاثة أشهرٍ فلا یعلم أیها شهر رمضان بعینه کی یصومه فماذا یفعل؟

ص: 244

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» علی الاحوط أن یصوم الاشهر الثلاثة فإن عجز صام بمقدار ما یتمکن، والله العالم _ نحن نواجه مشکلة فی منطقتنا بما یتعلق بثبوت الهلال فإنه یتقدم الکثیر من الشهود إلی الوکیل الذی فی منطقتنا ویعلنون له شهادتهم برؤیة الهلال ومع ذلک لا یُعلِنُ للناس ثبوت شهر رمضان، وقد یقوم بالسفر قبل طلوع الفجر من تلک اللیلة حتی لا یعقد النیة علی صوم ذلک الیوم وما ذلک إلا لعلمه بصدق الشهود الذین تم رَدّهم، فما موقفکم من هذا؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إعلم یا بُنی أنَّ الشخص إذا لم یکن مجتهداً فلا یجوز له أن یُفتی أو یَحکم بثبوت الهلال، ولو شهد لدیه ما ذکرتَ من الشهود، ویبقی الحکم بید الفقیه الجامع لشرائط الإفتاء فقط، ولکن مِن کثرة الشهود رُبّما یحصل الظن والاطمئنان لدی رجل الدین فی المنطقة فیتحیَّر بین ما یری من الشهود وبین تریِّث المرجع فی الحکم بثبوت الهلال فیبحث عمّا یُبریء ذمتهِ فَیُقدِم علی السّفر خَوفاً علی دینه وآخرته ممّا یعنی التزامه بتقوی الله، والمسؤول عن عدم ثبوت الهلال فی الصورة التی ذکرتَها هو المرجع إن لم یکن هنالک تقصیرُ من الشهود أو مِمن یَنقل شهادتهم أمام الفقیه فی کشف الواقع، والفقیه بدوره إذن یکون مرتبطاً بمبانیه الفقهیة التی سهر اللیالی وأتلف العمر

ص: 245

فی إحرازها قُربةً إلی الله تعالی، وأنت یا بَنی إن حصل لک العلم أو الاطمئنان بتحقق الرؤیة فالتزم به وإلاّ فعلیک اتّباع ما یصدر عن المراجع العظام حفظهم الله تعالی، والله العالم، والسلام..

_ بماذا یُفسر سماحتکم الاختلاف فی إثبات هلال شهر الصیام لدی کافة المراجع العظام ممّا سَبّبَ التضعضع فی صفوف المؤمنین؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» أما التضعضع فی صفوف المؤمنین فلا ینبغی أن یحدث ما دام المراجع یتحملون مسؤولیاتهم، وأما الاختلاف فینشأ من اختلاف الفتاوی والآراء فی خصوص المسائل الدینیة المُعقَّدة والمرتبطة بالموضوع، والله الهادی _ ما هو رأیکم حول کیفیة رؤیة الهلال وثبوته؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یَجب أن یُری الهلال بالعین المُجردة وإن توقف ذلک علی تحدید مکانه بالآلة کالناظور، ولا بأس فی تحدید موقع الهلال بالآلة، ثم النظر إلیه بالعین المجردة، وبدون ذلک لا تترتب الآثار الشرعیة، ویمکن إثبات الهلال بشاهدین أو بالشیاع أو بحکم الحاکم، أو بِمُضی ثلاثین یوماً من الشهر السابق علی ثبوت الهلال، وإذا ثبت الهلال فی منطقة ثبت أول الشهر لأهل بقاع الأرض کلهم، والله العالم.

ص: 246

_ حَدَث اختلاف فی ثبوت شهر رمضان فی المدینة التی نَسکن بها، هل یجوز أن أؤدی أعمال لیالی القدر علی الرأیین أی لفترة ست لیالی؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا مانع من ذلک لأجل أن لا یفوتک العمل فی لیلة القدر، ولکن ینبغی أن یکون العمل بقصد القربة المطلقة، والله العالم _ عِند اختلاف الفقهاء فی أول الشهر کما حدث فی هذا العام فی شهر رمضان 1428ه- فافتی بعض الفقهاء بکون یوم الخمیس أول الشهر والآخر أفتی بکونه یوم الجمعة فکیف نُحدِّد لیلة القدر وأنتم تعلمون أنها لیلة تَنَزَّل الملائکة والروح فیها بإذن ربهم من کل أمر؟ وماذا تقولون والحال إنَّ تحدیدها فی الواقع لا یبتنی علی الاحتمال أو الظن أو علم الفقیه، بل هی علم إلهی بوقوعها؟ جزاکم الله خیراً.

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن کُنتَ تریدُ لیلة القدر الواقعیة عند الله سبحانه فلا سبیل لک إلاّ عن طریق المعصوم(علیه السلام) کما أن الله هو وحده یعلم الدواء الشافی الواقعی للمریض وإنما یَحکم الطبیب ُ بما یفهمه بمقتضی علمِهِ ودراستِهِ وجهدِهِ ودقتِهِ، والمریضُ مُلزم شرعاً باتباع أوامر الطبیب الحاذق.

ص: 247

کذلک الفقهاء الذین هم أطباء النفوس یفتون بما یُملی علیهم عِلمُهم الذی أفنوا أعمارهم فی سبیله، مع الإلتزام بتقوی الله والخوف وارتجاف الأقلام حین التوقیع علی الفتاوی، والعوام یجب علیهم اتِّبْاعهم والخضوع والتسلیم لفتاواهم بعد تعیِّن الأعلم من الأحیاء بالطرق الشرعیة.

وینبغی إن تعلم إن الحکم بثبوت الهلال لیس فتوی وإنما هو حکم فی الموضوع أو رأی فی شأنه، ینبغی الالتفات إلی ذلک والله العالم وهو الهادی.

_ ماذا یقول سماحة المرجع فی ما یقول أهلُ الفلک فی عدم إمکان رؤیة الهلال فی اللیلة المشکوک کونها لیلة الثلاثین من الشهر أو الأوّل من الشهر الآخر کما هو الحال فی هذه السنة فی لیلة الأحد، نرید رأیه الشریف للاستفادة منه والعمل به إن شاء الله.

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» : إن ثبت الهلال بالطرق الشرعیة التی أشرنا إلیها فی الأجوبة السابقة وجب علی المؤمنین الذین یثبت لدیهم الإلتزام به، ولا ینبغی الاهتمام بما یقوله علماء الفلک مع فرض الثبوت الشرعی، وینبغی الإلتفات إلی أمرین:

ص: 248

الأوّل: شرعاً قول أهل النجوم والتقاویم لیس بحجة عند علمائنا جمیعاً.

الثانی: إنَّ رأیَ أهل الفلک -- إن اعتبرنا له قیمة-- إنّما یقتضی عدم إمکان الرؤیة فی مناطق محددة من الارض وهو یتفاعل ویتناسب مع القول بتعدد الافق، وأما بناءاً علی وحدة الافق فی العالم فرأیُ الفلکی لا یکون ذا قیمة، إذ رؤیة الهلال فی منطقة مِن العالم یکفی للتمسک بمقتضاه فی العالم کله، وقد أکدنا علی وحدة الأفق فی البحوث الفقهیة وکذلک فی ضمن فتاوینا فی مناسبات مختلفة وکان قد ثبت لدینا شرعاً رؤیة الهلال للشهر المبارک فی هذه السنة لیلة الأحد حیث ظَهَرَ الهلال للعیان، والله العالم _ _ _

ص: 249

ص: 250

_ عند سقوط القرص یحین أذان المغرب عند السنة، فبعد کم دقیقة من سقوط القرص تقریباً یحین موعد الأذان عندنا وکذلک الإفطار؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» اعلم یا بنی أنَّ وقت أذان المغرب هو وقت الإفطار ویُعرَف بالقانون الثابت، وهو أنَّه حین غروب قرص الشمس فی أفق المغرب تظهر حمرة فی أفق المشرق وکلما تَقَدَّم الوقت ارتفعت تلک الحمرة إلی الأعلی إلی أن تصل إلی دائرة نصف النهار، فلو وَقَفْتَ مُتجهاً إلی نقطة الجنوب لوجدتَها علی أم رأسک ثم تنتقل هذه الحمرة من الوسط إلی طرف المغرب وفی هذه اللحظة-- أی بعد انتقال الحمرة إلی طرف المغرب -- یحین وقت صلاة المغرب والإفطار.

ومعلوم أن أبناء العامة ینهون صیامهم بمجرد سقوط قرص الشمس وغیبتهِ فی أفق المغرب، ولو تأمَّلتَ بالدقة لوجدت أن المسافة الزمنیة بین غیبة قرص الشمس فی الأفق وبین زوال الحمرة المشرقة من دائرة نصف النهار إلی المغرب تختلف بحسب الفصول الأربعة ولعلها تختلف بحسب الأمکنة أیضاً، ولذلک أعطیناک قانوناً ثابتاً تستعین به علی صلاتک وصومک والله العالم.

_ السلام علیکم جناب الشیخ، أودُّ معرفة هل أنَّ وقت الإفطار هو نفسه وقت أذان المغرب؟ وإذا کان الجواب لا، فکم هو الفرق بینهما؟

ص: 252

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» وقت صلاة المغرب الشرعی عند الشیعة الإمامیة الإثنی عشریة هو وقت الإفطار فی الصوم، والله العالم.

_ هل أنَّ وقت الإفطار هو نفسه وقت أذان المغرب وهل یجوز لی أن أفطر قبل أذان المغرب بدقائق معدودة؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» وَقتُ الإفطار هو عین وقت حلول صلاة المغرب، ولا یجوز لک أن تفطر قبل ذلک، والله العالم.

_ ما حُکم الأکل والشرب بعد أذان الفجر فی شهر رمضان المبارک وقبل طلوع الشمس بساعة من غیر قصد ولا أعلم بطلوع الفجر، أرجوکم أفتونی هل صومی صحیح؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن کُنتَ جاهلاً بطلوع الفجر فلا یَضُرّکَ، والله العالم.

_ أنا مسؤول جمعیة النور العراقیة فی شمال هولندا وقد قمت بطبع مواقیت الصلاة والافطار لشهر رمضان الکریم وذلک عن طریق الانترنیت من المواقع الشیعیة، ولکن بعد فترة جاء أخٌ بأوقات مختلفة تماماً، والآن لا أعرف ماذا أفعل إذ إنَّ الفرق بین الأوقات کبیرٌ جداً فمثلاً وقت صلاة الفجر لیوم 19/9 بالنسبة للورقة التی عَمِلتُها هو 5:23 وبالنسبة للأخ فوقتُها هو 5:55 فأرجو المساعدة فی معرفة وقت الصلوات الیومیة

ص: 253

وجزاکم الله خیر الجزاء، عِلماً بأنَّ وقت الشروق حسب مرکز الأرصاد الجویة الهولندی لمدینتی هو 7:12 والغروب هو 19:43.

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» ما دُمتَ تعلم وقت الشروق والغروب فی مدینتک فیمکنک تحدید أوقات الصلاة بسهولة، فصلاة المغرب بعد زوال الحُمرة المشرقیة وانتقالها من دائرة نصف النهار إلی المغرب، ووقت صلاة الصبح من حین الفجر الصادق الذی یُعَرفُ من ظهور النور فی الأفق من طرف المشرق عَرضاً، ویُعرَف وقت صلاة الظهر بانتقال الشمس من طرف المشرق إلی طرف المغرب من دائرة نصف النهار.

واعلم أن الأوقات بحسب الساعة تختلف من فصل لآخر والله الهادی إلی سواء السبیل، وهو العالم.

_ نحن نسکن فی قریة حدودیة لیس فیها مسجد و لا نَعرف وقت الإمساک والافطار فمتی یجب علینا الإمساک عن المفطرات ومتی یجوز لنا تناولها؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یمکنک تحدید وقتی الإمساک والإفطار بنفسک بعد معرفة وقت صلاتی الفجر والمغرب.

ص: 254

فالإمساک مَبدأهُ ظهور الفجر الصادق وهو البیاض العارض فی الافق من طرف المشرق، فإنَّهُ یظهر بیاض القوس الذی تطلع الشمس فی وسطه وهو أول الفجر الصادق.

ووقت صلاة المغرب هو وقت الإفطار ویکون عند زوال الحمرة المشرقیة وهی التی تظهر من طرف المشرق حین استتار قرص الشمس فی جهة المغرب وتتصاعد تلک الحمرة تدریجیاً حتی تصل إلی دائرة منتصف النهار ثُمَّ تتجاوز إلی طرف المغرب وبها ینتهی الإمساک ویتحقق دخول اللیل، والله العالم.

_ إذا لم یستطع المُکلَّف تحدید الفجر الصادق أو الحمرة المشرقیة فما تکلیفه الشرعی؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» فی مفروض السؤال یجب علیه الإمساک قبل زمان الشک فی طلوع الفجر وتأخیر الإفطار لحین الاطمئنان بدخول اللیل، والله العالم.

_ _ _

ص: 255

ص: 256

4-- عدم المرض، والمقصود به ان لا یکون مریضاً بنحوٍ یُسبب الصوم زیادة مرضه أو تأخر برئه، ولا یمنع غیر هذا النحو من المرض من الصوم.

5-- الخلو من الحیض والنفاس، فلا یجب علی المرأة الحائض أو النفساء الصوم إلا بعد أن تطهر، فإذا طهرت قبل الفجر وجب علیها الصوم ویلزمها الغسل حینئذٍ.

6-- أ6--6أن لا یکون مُسافراً وفیه تفصیل وبیانه:- إنَّ المسافر قد یجب علیه التمام فی الصلاة وقد یجب علیه التقصیر وقد یتخیر بینهما، فهذه ثلاثة أصناف:

الصنف الأوّل: وهو الذی یجب علیه التمام فی الصلاة کما فی القاصد للإقامة عشرة أیام والذی سافر لبلدٍ وبقی متردداً بین الاقامة وعدمها ثلاثین یوماً، وکذا الذی عمله السفر أو فی السفر، ومَن سافر سفر معصیة، فهؤلاء یجب علیهم الصوم.

الصنف الثانی: وهو مَن یجب علیه التقصیر فی صلاته فإنَّه یجب علیه الإفطار إلاّ إذا سافر من بلده بعد الزوال أو عاد إلی بلده قبل الزوال ولم یتناول شیئاً من المفطرات فإنّهما یجب علیهما الصیام.

ص: 258

ویُستثنی أیضاً من عدم جواز الصوم فی السفر صوم ثلاثة ایام فی المدینة المنورة للحاجة.

الصنف الثالث: وهو الذی یتخیَّرُ بین القصر والتمام وذلک فی اربعة مواضع وهی المسجد الحرام ومسجد النبی(صلی الله علیه واله) ومسجد الکوفة والروضة الحسینیة وهذه المواضع یَتَعَیَّن فیها الإفطار للمسافر.

وهذه بعض الإستفتاءات المتعلّقة بهذا الموضوع:

_ إنّی عراقی مقیم فی الیمن منذ عشر سنین ولدیَّ دارٌ فی العراق نصیبی منها تقریباً ثلاثة أرباع قیمتها والربع الباقی لوالدتی، فإذا سافرتُ إلی العراق ونویتُ أن أقیم فی داری أسبوعاً واحداً فما حکم صومی هناک؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یکون صومک فی العراق صحیحاً ولا یجب علیک الإفطار إن کُنتَ قد استوطنتَ المنطقة التی توجد فیها الدار قبل خروجک من العراق، والله العالم.

_ هل یجوز لی صوم یوم المبعث الشریف مع کونی مسافراً؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا صوم فی السفر، والله العالم.

ص: 259

_ شخص نذر أن یصوم شهر رمضان فی السفر اعتقاداً منه بصحة ذلک، وصام عدة أیام من شهر رمضان بنیة ذلک، فهل یجزیه عن شهر رمضان لجهله أم یجب علیه القضاء؟ ودمتم موفقین.

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یجب علیه القضاء، والله العالم.

_ ما حُکم الشخص الذی یتجاوز المسافة الشرعیة بالنسبة لتناول المُفطر، فهل یفطر بعد الزوال أو قبله؟ أفتونا یرحمکم الله.

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن کان خروجُهُ من حَدِّ الترخص قبل الزوال جاز له الإفطار وقد انتهی صومُهُ، وان کان قد تجاوَزَ حد الترخص بعد زوال الشمس فلا یجوز له الإفطار لا قبله ولا بعده، والله العالم.

_ خرجتُ من البیت إلی موقع عملی الذی یبعد (150) کیلو متراً وأنا بنیة السفر، وقد أفطرتُ قبل تجاوزی المسافة الشرعیة وإنِّی علی یقین بأنی سوف أقطع المسافة الشرعیة، عِلماً انّی أبقی فی موقع عملی طوال أسبوع کامل ومن ثم أرجع إلی محل سکنی باستراحة لمدة أسبوعین وهذه طبیعة عملی بشکل مستمر، أرجو من سماحتکم بیان رأیکم بشکل تفصیلی حول إفطاری وأنا جاهل بالحکم الشرعی؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن کان سفرُکَ قبل زوال الشمس وأنت قاصد للمسافة الشرعیة وقد تجاوزتَ حدَّ الترخص ثم أفطرتَ فکان الإفطار مباحاً

ص: 260

وعلیک القضاء لذلک الیوم، وان کان سفرُکَ بعد زوال الشمس أو کان الإفطار قبل تجاوز حَدِّ الترخص فعلیک القضاء والکفارة، والله العالم.

_ ما حکم من قطع مسافة السفر وأکمل صیامه، هل علیه اثمٌ مع العلم ببطلان الصیام؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن کان مجرد ترک المُفطرات بدون نیة الصوم فلا إثمَ علیه، وأن کان قد نوی الصوم فقد ارتکب معصیةً فی نیته تلک، والله العالم.

_ إذا کنتُ صائماً وسافرتُ قبل صلاة الظهر فهل یجوز لی إتمام صومی؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن جاوزتَ حَدَّ الترخص قبل الزوال فقد انتهی صومک، وإن کان تجاوزُهُ بعد زوال الشمس فقد صَحَّ صومُک ووجب علیک إتمامه، والله العالم.

_ ما حُکم صوم من خرج من بلده مسافراً بعد الزوال؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یبقی علی صومه ولا شیء علیه، والله العالم.

_ إذا سافرتُ لمکان فی یوم وفی الیوم الثانی رجعت لمدینتی فهل یجوز ان اصوم الیوم الذی رجعتُ فیه؟

ص: 261

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن لم تتناول شیئاً من المفطرات ووصلتَ قبل الزوال فلا شیء علیک وتُحْدِثُ نیة الصوم من حین دخولک لمدینتک، والله العالم.

_ متی یجوز لی تناول المفطرات إذا سافرتُ، هل یجوز لی الإفطار بمجرد الشروع فی السفر؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا یجوز للمسافر تناول المفطرات قبل تجاوز حد الترخص ومن تناولها قبل هذا الموضع وجب علیه القضاء والکفارة، والله العالم.

_ _ _

ص: 262

ویجب أن یلتزم الصائم فی صوم شهر رمضان بالنیة من أول وقت الصوم إلی آخرِهِ، فلو أخَلَّ بالنیة عمداً فسد صومُهُ ویجب علیه قضاء صوم ذلک الیوم.

والمفطرات التی یجب الإمساک عنها هی:

الأوّل والثانی: الأکل والشرب، ولا فرق بین ما یُؤکَلَ ویُشربُ عادةً وبین ما لم یُعتد علی أکله وشربه، کما لا فرق بین القلیل والکثیر، وکُلُّ ما یدخل إلی الفم من الخارج فابتلاعه مُفسدٌ للصوم، وکذا یفسد الصوم باتلاع ما یبقی بین أسنانه من ذرات الطعام إذا أنزَلَهُ إلی الجوف عمداً.

ویفسد الصوم بإدخال الأکل والشرب ولو کان من مَدخل غیر متعارف، فلو سَحَبَ الماء عن طریق الأنف فَسدَ صَومُهُ.

الثالث: الجماع بجمیع أنواعه فإنَّه مُفْسدٌ لصوم الفاعل والمفعول به، سواء کان ذَکَرَاً أو أنثی وسواء فی القبل أو الدبر، وسواء کان صغیراً أو کبیراً حیاً أو میتاً.

الرابع: الاستمناء وهو استخراج المنی بأیة وسیلة کانت، نعم لا یفسد الصوم إذا لم یکن متعمداً، وإذا احتلم نهاراً جاز له الاستبراء

ص: 264

بالبول أو الخرطات وإن عَلِمَ أنَّهُ یستلزم خروج بقایا المنی من المجری، والأحوط أن یستبریء قبل الغسل.

الخامس: البقاء علی الجنابة عمداً إلی الفجر وکذا البقاء علی حدث الحیض والنفاس إلی الفجر.

السادس: الکذب علی الله سبحانه وتعالی أو علی رسوله(صلی الله علیه واله) أو علی أحد الائمة صلوات الله وسلامه علیهم، والأحوط أن یُلحق بذلک الکذب علی أحد الانبیاء أو الاوصیاء(علیهم السلام) أو علی الصدیقة الطاهرة(علیها السلام).

السابع: ابتلاع الغبار الغلیظ وهو ما یُحسُّ بطعمه ولو کان طعمه خفیفاً ولا فرق بین کون وصوله إلی الحلق باختیاره أو لا، ولا یَضرُّ الغبارُ الخفیف.

والأحوط الاجتناب عن الدُخان الذی یُحسُّ بطعمه سواء کان من التدخین أو غیره.

الثامن: رمس الرأس بالماء دفعةً واحدة، فلو غسله بالتدریج بان غَمَسَ قِسماً منه ثم أخرجه ثم أدخل قسماً آخر وأخرجه وهکذا إلی أن یستوعب غسل الرأس فإنَّ هذا لا یضر بصومه.

ص: 265

التاسع: الاحتقان بالسائل سواء کان المریض مضطراً إلیها أو لم یکن کذلک، ولا یضر الاحتقان بالجامد والأفضل الاجتناب عنه أیضاً مهما أمکن.

العاشر: تعمد القیء وذلک بأن یأتی باختیاره بعملٍ یترتب علیه حصول القیأ ولو کان ذلک قهریاً، ولا فرق بین کون المجیء بذلک الفعل لضرورة کرفع مرض أو لغیر ضرورة، ولا یضرُّ بصومه إن کان بغیر اختیاره.

وهذه المفطرات تفسد الصوم عند المجیء به تعمداً واختیاریاً ولا یضرُّ بالصوم فِعْلُها بغیر قصدٍ واختیار.

وهذه بعض الاستفتاءات المتعلّقة بهذا الموضوع:

_ لو کان شخص صائماً فی نهار شهر رمضان وقد نوی تناول المفطر لکنه لم یتناوله، فهل یبطل صومه؟ أی هل نیة الإفطار تبطل الصوم؟ ودمتم موفقین.

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» نعم یبطل صومه، والله العالم _ تُوجد حبوب مُغَذیة یأخذها بعض الصائمین حین السحور ولا یشعر حینئذٍ بجوع أو عطش إلی الفطور وهو یعلم بأنها مُغذیة فهل یصح صومه أم یبطل؟ أفتونا مأجورین.

ص: 266

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا مانع من أخذ مثل هذه الحبوب قبل الفجر الصادق، والله العالم.

_ هل تنظیف الأسنان بمعجون الأسنان العادی الذی له طعم ورائحة یَنقُض الصوم أم لا؟ وجزاکم الله ألف خیر.

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إذا لم یدخل اللُّعاب المُطَعَّم بالمعجون إلی الجوف فلا اشکال فی الصوم، والله العالم.

_ سماحة آیة الله العظمی الشیخ بشیر حسین النجفی (دام ظله) ما حُکم العلک فی شهر رمضان؟ أفتونا مأجورین.

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن لم یدخل إلی الجوف شیءٌ من ذراته ولا اللعاب المتأثر من طعمه (ان کان ذا طعم) فلا بأس، والاجتناب أحوط والله العالم.

_ هل تجوز المضمضة فی أثناء الصوم؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» تجوز المضمضة لأجل الوضوء بل تُستَحب، أما لغیر الوضوء فهی مکروهة، ویجب علی کل حال الاحتیاط والتحفظ فلا یدخل إلی جوفک شیٌ ممّا تمضمضتَ به والله العالم.

_ السلام علیکم سماحة الشیخ، سؤالی هو ان الانسان الصائم إذا أجنب وهو نائم فما حکم صیامه فی ذلک الیوم؟

ص: 267

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» صومه صحیح وعلیه أن یغتسل غسل الجنابة فی مفروض السؤال والله العالم.

_ لو استیقظ الصائم فی شهر رمضان قبل الفجر جنباً ولم یکن قادراً علی الاغتسال، ولیس هنالک ما یتیمم به، أی کان فاقد الطهورین فما هو حُکم صومه؟ هل یصوم ویقضی أم یصوم فقط ویجتزیء به؟ ودمتم موفقین.

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» علیه أن یبقی مستیقظاً إلی طلوع الشًّمس ویتم الصّوم، والله العالم.

_ إذا أجنبتُ فی لیل رمضان وجاء الفجر دون أن اغتسل کَسلاً ولیس متعمداً ما حکم الصوم؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن بقیتَ مُجنِباً متعمداً إلی الفجر وجبت علیک الکفارة والقضاء، والله العالم.

_ هل یبطل الصوم فی شهر رمضان المبارک بقراءة القران بشکل خاطیء؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» نعم یبطل إذا کان عامداً وعالماً بخطأ القراءة والله العالم.

_ السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته فی احدی المحاضرات الدینیة النسویة حَذَّرَت الخطیبةُ من قراءة القران الکریم فی نهار یوم

ص: 268

الصیام من شهر رمضان واعتبرت قارئ القران بصورة غیر صحیحة مُفطّراً، أفتونا فی ذلک جزاکم الله عَنّا خیرَ الجزاء.

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن کان القارئ یعلم أنه یُخطئ فی القراءة فیحرم علیه قراءته فی شهر رمضان وغیره فإن قراءَهُ وهو صائم مع عِلمِهِ بأنه یُخطئ ویغلط فقد بطل صومه وعلیه الکفارة والله العالم.

_ هل تجوز السباحة فی النهر للصائم؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا مانع من السباحة فی أثناء الصوم ولکن بدوم ارتماس الرأس فی الماء والله العالم.

_ هل استخدام مَراهم الجلد کالفازلین مثلاً، أو کریم مضاد للشمس یُبطل الصوم وکذا غسل الشعر بالشامبو؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا یضرُّ ما ذکرت من المراهم والشامبو فی الصوم والله العالم.

_ ما هی الأنواع التی یجب اجتنابها أثناء الصوم من الأکل والشرب؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یَجب امتناع الصائم عن الأکل والشرب والمقصود به کل ما یدخل إلی الفم من الخارج بلا فرق بین المألوف اکله وشربه کالخبز والماء، وغیر المألوف کعصارة النباتات والتراب، والله العالم.

ص: 269

_ حینما یأکل الصائم قبل الإمساک تتخلَّف بین الاسنان أجزاء صغیرة أو ناعمة من الطعام فما حکمها؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یفسد الصوم بابتلاع ما تبقی من ذرات الطعام بین الاسنان إذا کان ذلک عن عمد ویجب علیه القضاء والکفارة، والله العالم.

_ هل یجوز للصائم ابتلاع البصاق الذی یجتمع فی فضاء الفم؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا یضر ابتلاع البصاق وإن کان کثیراً مجتمعاً، نعم الأفضل عدم ابتلاعه إن کان اجتماعه باختیاره کما هو الحال فی مَن تَذَکَّرَ الحموضة، والله العالم.

_ هل یجوز إدخال الماء إلی الحلق عن طریق الأنف أم إنَّهُ یجری علیه حکم إدخاله عن طریق الفم؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یجری علیه حکم شرب الماء من الفم فیفسد به الصوم، والله العالم.

_ أنا أعانی من ألم فی الأذن فذهبت للطبیب وخصص لی قطرات فی الأذن ولابُدَّ لی أن أستعملها فی النهار مع کونی صائماً فهل یجوز ذلک؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا یضرُّ ذلک، نعم إذا علم وصول تلک القطرات إلی الجوف فالأفضل اجتنابها ما لم یَحسُّ بطعمها فی حلقه، وأما إذا أحسَّ بطعم

ص: 270

القطرة فی حلقه فیجب الاجتناب عنها، وإن ألزمه الطبیب باستعمال الدواء ترک الصوم ثُمَّ یقضیه مع الفدیة، والله العالم.

_ هل یبطل الصوم بنفاذ طلقة أو سکین إلی الجوف من غیر طریق الفم؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لایبطل الصوم بذلک، والله العالم.

_ ما حُکم من خاف علی نفسه الهلاک من شدة العطش وهو صائم؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» جاز له شرب الماء بمقدار الضرورة ویفسد بذلک صومه وکذلک یجب علیه الإمساک إلی اللیل وعلیه فیما بعد القضاء دون الکفارة، والله العالم.

_ مریض مصاب بالربو یستخدم بخاخ طبی هل یفسد الصوم بإستعماله؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» الذی یظهر من مُراجعة أهل الخبرة فی هذا الشأن ان البخاخ الذی یستعمله المصاب بالربو نوعان: أحَدهُمَا یحتوی علی مسحوق طبی یتحول إلی غاز بعد ضغط الهواء علیه، والظاهر انه غیر مفطر إذا لم یحَس الصائم بطعم ذلک المسحوق فی فمه وإلاّ یبطل صومه،

ص: 271

وثانیهما یحتوی علی سائل طبی یتحول إلی رذاذ بضغط الهواء علیه وهذا مفطر جزماً، والله العالم.

_ إذا حصل مِنّی الجماع من غیر قصد بأن کنتُ نائماً أو غافلاً فهل یؤثر علی صومی؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» فی مفروض السؤال لایفسد صومک وذلک إذا لم یحس ولم ینتبه من أول الجماع إلی آخره وهذهِ حالة نادرة ولعلها شبه معدومة، والله العالم.

_ کُنت أداعب زوجتی فحصل الإدخال بغیر قصد فهل یصح صومی؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن لم تکن قاصداً لذلک فلا یضر بالصوم، وذلک أن انفصلت عن زوجتک مباشرةً حین الإلتفات لذلک. والله العالم.

_ ما حُکم من جامع زوجته وکان غافلاً عن کونه صائماً ولم یتذکر إلّا بعد حصول الجماع أو انتهائه؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن تذکر أثناء العملیة الجنسیة وجب علیه الابتعاد عنها فوراً فإن تأخر-- ولو قلیلاً-- بطل صومهُ، وأما إن کان تَذَکرُهُ بعد إنقضاء الجماع فلا شیءَ علیه، والله العالم.

_ صائم شاهد منظراً مُهیَّجاً للشهوة فأنزل المنی فهل یضر بصومه؟

ص: 272

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن قصد بهذا العمل إنزال المنی واستخراجه فالإقدام علی هذا العمل مُفسدٌ للصوم ولو لم ینزل، أما إن لم یکن قاصداً للإنزال ولم تجرِ العادة منه بإنزال المنی فی هذه المشاهدة فلا شیء علیه وإن کان الفعل محرماً، والله العالم.

_ رجل تعمد البقاء علی الجنابة إلی الفجر لکن لیس فی صیام شهر رمضان بل فی الصوم المستحب، فما حکمه؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» البقاء المتعمد علی الجنابة مفسد لصوم شهر رمضان وقضائه، وأما غیره من أنواع الصوم الواجب والمستحب فالأفضل الاجتناب عنه خصوصاً الصوم الواجب المعین بل غیره أیضاً، والله العالم.

_ أجنبتُ لیلاً ونسیتُ أن أغتسل إلی أن طلع الفجر فما وظیفتی؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» بطل صومک وعلیک القضاء، والله العالم.

_ استیقظتُ من نومی بعد الفجر فوجدتُ نفسی مُجنباً فما حکم صومی؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» صَحَّ صومُکَ ولا شیءَ علیک إن کان من صوم شهر رمضان، والله العالم.

ص: 273

_ رجل أجنَبَ فی اللیل هل یجوز أن ینام من دون أن یغتسل مع سعة الوقت؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» المجنب الذی اعتاد أن یستیقظ قبل الفجر یومیاً فلا بأس بنومه مع عزمه علی الغسل، وأما من لم یعتد الاستیقاظ قبل الفجر فلا یجوز له النوم حتی یغتسل، ولو نام والحال کذلک واستمر نومه إلی الفجر بطل صومه وعلیه القضاء والکفارة، والله العالم.

_ حَدَّثنا أحدُ الخطباء فی شهر رمضان المبارک أثناء النهار ان الله سبحانه وتعالی ینزل فی شهر رمضان إلی الارض لیشفع للصائمین قبل الإمساک وقبل الإفطار فما حکم صومه؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» تعالی الله عن ذلک علواً کبیراً، ومن أخبر بذلک وهو صائم فقد بطل صومه، والله الهادی.

_ سُئِل شخص هل صحیح أنَّ النبی(صلی الله علیه واله) یُمیَّز احدی زوجاته عن الأخریات فی النفقة ونحوها فأشار برأسه وحَرَّکه إلی الأعلی والأسفل بما یدل علی تأکیده لذلک الخبر وأنَّهُ صحیح، فما حکم صومه؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» بطل صومه فإنَّ هذا کذب علی الرسول(صلی الله علیه واله) إذ إنَّ الکذب یتحقق حتی بالإشارة ولیس فقط بالکلام، والله الهادی.

ص: 274

_ بعد الإفطار کنتُ بمجلسٍ تَحَدَّثَ فیه الخطیب عن سیرة الرسول(صلی الله علیه واله) وقال إنَّهُ لم یکن معصوماً سوی فی تبلیغ الرسالة، وفی الیوم التالی اثناء النهار ذهبتُ مع بعض الأخوة لزیارته وناقشناه فأعلن تأکیده لما أخبرَ بِهِ یوم أمس فهل یؤثر ذلک علی صیامه؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» بطل صومه، والله الهادی.

_ ما حُکم الإخبار عن أحد علمائنا الاجلاء خبراً کاذباً؟ وهل یَضرُّ بصومه؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا یبطل صومه، ولکنه آثم بکذبه علیه، والله الهادی.

_ إن وصل الغبار الغلیظ إلی الحلق لکن لیس باختیاری فهل فی ذلک أثرٌ علی صومی؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یبطل الصوم بابتلاع الغبار الغلیظ عمداً سواء کان وصوله إلی الحلق عمداً أو اختیاراً، والله العالم.

_ کیف نُمیَّز بین الغبار الغلیظ وغیره؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» الغلیظ ما کان یُحْسُّ بطعمه دون غیره، والله العالم.

_ ما حُکم رمس جمیع البدن فی الماء مع إبقاء الرأس خارج الماء بالنسبة للصائم؟

ص: 275

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا شیء علیه وصومه صحیح، والله العالم.

_ ما حُکم من رمس رأسه فی الماء دون بدنه مع کونه صائماً؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» فسد صومُهُ إن فعل ذلک عمداً، والله العالم.

_ ما حُکم من رَمسَ جمیع رأسه فی الماء ولکن علی نحو التعاقب بأن رمس جانباً منه أولاً ثم أخرجه من الماء ورمس الجانب الآخر؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» صومه صحیح و لا شیءَ علیه، والله العالم.

_ لَطخّتُ رأسی بالحناء ثُمَّ رَمَسْتُهُ فی الماء فما حکم صومی؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» بطل صومک علی الأحوط، والله العالم.

_ إذا وضعت رأسی فی کیس ثم أدخلتُهُ فی الماء فهل یصح صومی؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» صَحَّ صَومُکَ ولا شیءَ علیک، والله العالم.

_ عمود من الماء یجری منصباً وأدخلتُ رأسی تحته فهل یضرُّ بصومی؟

ص: 276

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن أدخلتَ رأسَکَ بتمامه تحت الماء بحیث کان رأسُکَ فی الماء المنصب کما یکون فی حالة رَمَسه بالماء بطل صومک، والله العالم.

_ إذا أجنبتُ وتوقف غسلی علی الارتماس مع کونی صائماً فهل یجوز لی الارتماس؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إذا کان صومک واجباً معیناً کصوم یوم معین منذور أو صوم شهر رمضان فعلیک أن تتیمم لأنَّکَ عاجزٌ عن الاغتسال شرعاً حینئذٍ، وإن کان الصوم واجباً غیر معین أو مستحباً بطل صومک ووجب علیک الغسل سواء اغتسلت أم لا، والله العالم.

_ ما حُکم زرق الابرة المغذیة؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» الأحوط الاجتناب عنها دون غیرها من الأبر سواء کانت فی الورید أو غیره، والله العالم.

_ کُنتُ صائماً وأحسسْتُ بألمٍ فی معدتی فأشار عَلیَّ أحدهم بضرورة التقیؤ لإنهاء الألم فهل علیَّ شیءٌ؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» بطل صومک لتعمد القیء وإن کان قهریاً لضرورةٍ أو غیرها، نعم إن لم یکن باختیارک فلا یضرُّ بصومک، والله العالم.

ص: 277

_ هل خروج حبة أو نواة أو ما شابههما مِن الجوف یجری علیه حکم القیء فیفسد الصوم؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا یفسد الصوم فی هذه الحالة ومثله التجشؤ إن کان بغیر اختیاره، نعم لو خرج شیء بالتجشؤ قهراً وجاوز الجوف فلا یجوز بلعه، فإن فعل ذلک عمداً فسد صومه ووجبت علیه الکفارة والقضاء، والله العالم.

_ _ _

ص: 278

5-- إذا تناول المفطر اعتماداً علی مَن أخبره ببقاء اللیل ثم تَبَیَّنَ أنَّهُ قد أکل بعد الطلوع.

6-- إذا أخبره شخصٌ بطلوع الفجر فلم یمتنع عن فعل المنافی للصوم اعتقاداً منه أنَّ ذلک الشخص یسخر منه أو یمزح.

7-- إذا اعتمد علی شخصٍ بعدم طلوع الفجر فعمل المنافی للصوم وکان ممّن یجوز له الاعتماد علی الغیر کالاعمی والمحبوس.

8-- إذا أفطر قبل دخول اللیل متوهماً دخوله لِظلمة ولم یکن فی السماء غیمٌ أو عِلةٌ أخری، واما إذا أحتمل دخول اللیل وأفطر وجب علیه القضاء والکفارة.

9-- إذا أدخل الماء فی الفم لأجل التبرّد فسبق إلی جوفه بلا قصد وکان ذاکراً للصوم فیجب علیه القضاء، وأما إذا کان ناسیاً فإنَّهُ یَصحُّ صومُهُ ولا یجب علیه القضاء، وأما إذا تمضمض للوضوء لأجل الصلاة فسبق الماء بدون قصدٍ إلی جوفه فلا یجب علیه القضاء سواء أکان الوضوء لصلاة واجبة أو مستحبة.

وهذه بعض الإستفتاءات المتعلقة بهذا الموضوع:

ص: 280

_ إمرأة صامت قضاءً لشهر رمضان فدعتها زمیلاتها للغذاء فافطرت تحرّجاً منهن، فماذا علیها أن تفعل، هل یجب علیها القضاء فقط؟ أفتونا مأجورین.

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن کان الإفطار قبل الزوال فلا شیءَ علیها غیر القضاء، وإن کان بعد الزوال فعلیها القضاء والکفارة وهی إطعام عشرة مساکین لکلِّ مسکین مُدٌّ فإن عَجَزَتْ صامت ثلاثة أیام، والله العالم.

_ فی شهر رمضان الماضی جاءت لی الدورةُ الشهریةُ فنزل عَلَیَّ الدم لمدة سبعة أیام، وقبل حلول شهر رمضان التالی حَمَلتُ بطفل، والصیام مُضرٌّ بصحتِهِ فی فترة الحمل، فماذا أفعل حیث إنّی لم أستطع أن أقضی الصیام الذی فی ذمتی؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» فی ذمتک یا ابنتی الصیام الفائت ویجب قضاؤه متی ما تمکنت وعلیکِ الفدیة، والله العالم.

_ هل یجوز لمن علیه قضاء صلاة أن یصلی المستحبات أو یصلی بأجرة، وکذلک الصوم؟ أفتونا مأجورین.

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یجوز ذلک فی الصلاة، وأما الصوم المستحب أو الاستئجار فلا یجوز لمن علیه قضاء الصیام، والحکم فی الاجارة مبنی علی الإحتیاط، وفی المستحب علی الفتوی، والله العالم.

ص: 281

_ إذا فاتنی صوم أیام شهر رمضان لعذر وأخرتُ قضائها إلی شهر رجب أو شعبان فهل علیَّ کفارة؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یجوز تأخیر قضاء شهر رمضان إلی شهری رجب وشعبان ولا إشکال فیه، ولکن الأفضل التعجیل فی القضاء والمبادرة إلیه والله العالم.

_ فی حال شککتُ فی عدد الأیام التی وَجَبَ علیَّ قضاؤها ماذا أفعل؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یجب قضاء الأیام التی تعلم أنَّکَ لم تصم فیها، والاحتیاط الواجب أن تصوم بمقدارٍ تعلم أنه لم یبقَ فی ذِمتِکَ صوم والله العالم.

_ لو فاتَ المکلف صوم أیام وکان قادراً علی القضاء ولم یَفعل، ثم مَرض مرضاً لا یُرجی زواله ویمنع من الصوم فما حکم تلک الأیام، هل یبقی وجوب القضاء علیه أم یکتفی بالتکفیر؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» قد ارتکب مَحذوراً والوجوب باقٍ، وتَبِعاته یتحملها، فعلیه أن یَستغفر ویُکَفِّر کفارةَ تأخیر القضاء، والله العالم.

_ شخصٌ فی بدایة بلوغه أفطر فی رمضان جاهلاً بالحکم ولا یعلم عدد الأیام التی أفطر فیها، ما الحکم فی ذلک وماذا یترتب علیه؟

ص: 282

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یجب علیه القضاء والکفارة عن کل یوم یعلم أنَّهُ أفطر، والأحوط استحباباً أن یصوم حتی یتیقن أنَّهُ قد فَرِغت ذمَتُهُ، والله العالم.

_ زوجتی کانت حاملاً فمنعها الحمل من صوم شهر رمضان بأکمله، فدفعتُ عنها مقداراً من الطحین عن کل یوم لم تصمه وقد صامت سبعة أیام من الشهر والآن هی حامل فهل ستبقی مطالبة بما تبقی من الشهر أی 23 یوماً أم لا؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» تبقی مُطالبة بالمقدار الذی لم تصمه، والله العالم.

_ کان علیَّ قضاء ستة أیام من صوم شهر رمضان بسبب الدورة الشهریة وکان ذلک فی رمضان قبل الاخیر ولکن بسبب اهمالی فی الاشهر الأولی ثم لظروف ألَمّت بِیّ حتی قَرُبَ شهر رمضان فبقیت علیَّ ثلاثة أیام إلی أن أتی شهر رمضان الذی یلیه وأضاف إلیه ستة أیام أخری بنفس العذر ففی ذمتی الآن صیام تسعة أیام من رمضان الفائت والذی قبله، إلاّ إنَّنی وقبل عدة أشهر أُصِبتُ بمرضٍ وعلاجی أن أُکِثر من شرب الماء خصوصاً وأن الدواء الذی وَصَفه الطبیب لی یؤدی للعطش الشدید والعلاج یستمر لعدة أشهر أی ما یُقارب حلول شهر رمضان أو بعد حلوله، الأمر الذی قد یمنعنی من القضاء فما حُکم ذلک؟ وهل یمکننی دفع کفارة؟

ص: 283

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إذا کان الإفطار فی شهر رمضان کله أو بعضه بعذرٍ کما فُرض وکان الانسان مُتمکِناً من قضائه أثناء السنة وأهمل کما هو الفرض، فعلیه القضاء بعد الفراغ من شهر رمضان القادم وعلیه فدیة عن کل یوم (مُدّ) من الطعام (ثلاثة أرباع الکیلو) یتصدق بها علی الفقیر، وإن لم یتمکن وکان العذر غیر المرض فحینئذٍ الإحتیاط أنه یجب القضاء بعد شهر رمضان القادم ولا فدیة علیه، والله العالم.

_ قد ذکر بعض الفقهاء ان الصوم لا یجب إلّا بعد توفر شروط ومنها البلوغ والعقل والإسلام فهل یعنی هذا ان من لم تتوفر فیه هذه الشرائط ولم یصم لا یجب علیه القضاء؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» البلوغ والعقل والإسلام من الشروط التی إذا توفرت فی شخص و لم یصم وجب علیه القضاء فقط أو القضاء مع الکفارة علی تفصیل مذکور فی الرسالة فلا یجب علی البالغ قضاء ما فاته أیام صباه.

ولا یجب علی المجنون قضاء ما فاته أیام جنونه.

وکذا لا یجب علی الکافر قضاء الیوم الذی أسلم فیه بعد طلوع الفجر وکذا ما قبله من الأیام، فهؤلاء الأصناف لا یجب علیهم القضاء لعدم توفر هذه الشروط أو بعضها فإنَّه لم یکن الصوم علیهم واجباً أو لم یکن صحیحاً فی ذلک الحین، والله العالم.

ص: 284

_ ما هی وظیفة المرأة الصائمة إذا جاءها الحیض أو النفاس أو الاستحاضة؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یجب علی الحائض والنُفَساء قضاء ما یفوتهما فی شهر رمضان، اما المستحاضة فحالها حال سائر الناس إن لم تصم وجب علیها القضاء، والله العالم.

_ هل یجوز لی أن أصوم صوماً مستحباً وعلیَّ قضاءٌ من شهر رمضان؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا یجوز لِمَن علیه قضاء شهر رمضان أن یصوم صوماً مندوباً، وإذا کان بذمته صوم واجب آخر کالنذر والاستیجار فلا مانع من ان یتطوع ما لم یتضیِّق وقت الصوم الواجب، والله العالم.

_ والدی کان صائماً فی شهر رمضان المبارک ثم أُصیب بمرض منعه من الصوم واستمر به المرض منتصف شهر شوال من ذلک العام ثم انتقل إلی رحمة الله، فهل یجب علینا قضاء ما فاته بسبب المرض ذلک الشهر؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لایجب علیک الصوم عنه، وإن فَعلتَ کان مستحباً فتصوم وتهدی إلیه ثوابه، والله العالم.

_ والدتی أُصیبت بعجزٍ فی الکلیة منعها من صیام شهر رمضان واستمر بها المرض إلی رمضان التالی فهل علیها قضاء؟

ص: 285

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إذا شفیت من مرضها فالأحوط القضاء، والأفضل لها أن تدفع للفقراء عن کل یوم لم تصمه فدیة وهی تقریباً ثلاثة أرباع الکیلو من الطعام، والله العالم.

_ لم أصم شهر رمضان الماضی لعذر شرعی وارتفع هذا العذر قبل حلول شهر رمضان الثانی فهل یجوز لی تأخیر القضاء إلی ما بعد رمضان؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إذا أمکنک القضاء فالأحوط حرمة التأخیر للعام القادم فلو أخرتَ وجب علیک القضاء والفدیة علی الاحوط، والله العالم.

_ مات والدی وبذمته قضاء أربع سنوات صیام لمرضه فیها، هل یجب علیَّ -- وأنا ابنه الأکبر-- قضاء ما فاته أو لا؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن فاته الصوم لعذر کالسفر أو المرض ونحوهما ، وکان قد تمکن من القضاء قبل الموت وجب علیک القضاء عنه، وإن فاته لترکه إیاه عمداً أو أتی به فاسداً وکان مقصِّراً فی ترک تعلّمه الأحکام الشرعیة فالأفضل قضاؤه، وأما إن کان ترکه القضاء لعدم تمکنه منه فلا یجب القضاء مطلقاً، والله العالم.

_ هل یجب علی الولد الأکبر قضاء ما فات أمه من الصلاة والصیام أم أن ذلک مختص بالأب؟

ص: 286

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا فرقَ بینهما علی الأحوط فیجب القضاء عن الأم أیضاً، والله العالم.

_ إن لم یکن للمیت وَلدٌ ذَکَرٌ فهل یجب القضاء علی البنت؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا یجب علیها القضاء، والله العالم.

_ مات والدی وأوصی باستیجار شخص من مدینتنا لقضاء ما فاته من صوم وصلاة وأنا ولده الأکبر فما الحکم؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یجب تنفیذ وصیته باستئجار ذلک الشخص وسقط وجوب القضاء عنک، والله العالم.

_ ما حُکم التمضمض للصائم مع سبق الماء للجوف؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن کان فعله ذلک لأجل التبرّد فسبق الماء إلی جوفه من دون قصد وجب علیه القضاء فقط إن کان مُلتفتاً لصومه، ومع کونه ناسیاً یصح صومه ولا شیءَ علیه، وأما إن کان فعله لأجل وضوء الصلاة فلا شیء علیه سواء أکان الوضوء لصلاة واجبة أو مستحبة، والله العالم.

_ _ _

ص: 287

ص: 288

وإن کان ذلک الصوم قضاءً عمّا فاته فی شهر رمضان وأفطر قبل الزوال فلا شیءَ علیه، وأما إن أفطر بعد الزوال فعلیه إطعام عشرة مساکین فإن عجز صام ثلاثة أیام والأفضل إطعام ستین مسکیناً.

ومن أفسد صوم الاعتکاف فعلیه کفارة إفطار یوم من شهر رمضان مُخیرة، والأفضل فیه الترتیب بأن یعتق أولاً، فإن عجز صام شهرین متتابعین، فإن عجز أطعم ستین مسکیناً.

وتتکرر الکفارة بتکرر موجبها فی یومین أو أکثر وأما إذا تکرر المُوجِب فی یوم واحد فإما أن یکون المُتکرر هو الجماع فتتکرر الکفارة بتکرره وإن کان غیره فلا تکرر.

ویجب فی کفارة الإطعام أحد أمرین أحَدهُمَا أن یشبع المسکین وثانیهما یَدفع له مُدّاً مِن الطعام والأفضل أن یَدفع مُدّین، والأحوط أن یکون ذلک من الطعام المتعارف کالحنطة والشعیر والارز، ولا یکفی إشباع واحد أکثر من مرة کما لا یکفی إعطاء حصة الواحد لأکثر من مسکین.

والأحوط أن لا تُعطی کفارة غیر الهاشمی للهاشمی ویجوز للهاشمی أن یدفع للهاشمی ولغیره.

وهذه بعض الإستفتاءات المتعلّقة بهذا الموضوع:

ص: 290

_ إنّی شاب عمری 28 سنة وقد کُنتُ فی سن المُراهقة مُستهیناً بالأحکام الشرعیة حتی إنّی ترکتُ الصلاة والصوم لثلاث سنوات وأحدها بالحرام، وقد أُصِبتُ منذ حوالی تسع سنوات بمرض الفشل الکلوی وحینئذ لا أستطیع أن أصوم شهرین متتالیین کفارة عن الإفطار العمدی ولذا أرید أن أُکفِّر بواسطة الإطعام فکم یجب علیَّ؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن کُنتَ عاجزاً عن التکفیر بالصوم فعلیک التکفیر بالإطعام وهو لا یزید علی 45 کیلو من الطعام لستین مسکیناً، لکل واحد منهم (مُدّ) أو إشباع، والله الموفق.

_ ما حُکم من تعمد ترک الصوم؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یجب علیه القضاء والکفارة، والله الهادی.

_ ما حکمة تشریع الکفارة؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» هی عقوبة دنیویة للعبد الذی أظهر تمرده علی نوامیس الشریعة المقدسة وخروجه عن طاعة رب العالمین بمخالفة أوامره بالصوم، کما تکون الکفارة رادِعاً له ولغیره عن الإقدام علی مُوجِب الکفارة نظراً لشدة العقوبة المتمثلة فی الکفارة، والله العالم.

_ ما هی الفائدة المترتبة علی دفع الکفارة وأدائها بالنسبة لباذلها وغیره؟

ص: 291

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» المصلحة الواقعیة لا یعلمها إلاّ الله والراسخون فی العلم ولکن هناک الکثیر من الفوائد والمنافع التی یمکن أن تترتب علی أداء الکفارة منها إطعام الفقراء، تعلیم الصبر، الاستشعار بالخطیئة وفداحتها, والردع عنها فی المستقبل، تحذیر الآخرین عن ارتکاب مُوجِب الکفارة، إیجاد علاج لجریمة الافطار، مصدر من مصادر إنعاش الفقراء، وتوسیع السبیل إلی الحریة للراضخین تحت العبودیة التی اتخذها الإسلام وسیلةً لیستأنس أهل الکتاب بالإسلام بالمعاشرة ویَطلَّعِوا علی مبادئه عن کثب فینعموا بنعمة الدین ویتفیئوا فی ظِلِّهِ بحیاةٍ کریمةٍ، والله العالم.

_ هل تجب الکفارة علی إفطار صیام شهر رمضان دون غیره من أقسام الصوم؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» تجب الکفارة عند الإفطار عمداً فی صوم شهر رمضان وقضائه وصوم النذر وصوم الاعتکاف، والله العالم.

_ ما کفارة من أفسد صوم یوم من شهر رمضان بشیءٍ مباحٍ؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» کفارتُهُ مخیرة بین العتق (عتق رقبة مؤمنة) وصیام شهرین متتابعین وأطعام ستین مسکیناً، والله العالم.

_ ما حُکم من أفسد صومه بأن وطأ زوجته وهی فی حال الحیض؟

ص: 292

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» هذا إفطار علی محرم فیجب علیه کفارة الجمع بین صیام شهرین متتالیین وإطعام ستین مسکیناً وعتق رقبة، والله الهادی.

_ ما حُکم من أفطر یوماً من قضاء شهر رمضان بعد الزوال من دون عذر؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» علیه کفارة إطعام عشرة مساکین لکل مسکین مُدّ أی ثلاثة أرباع کیلو من الطعام تقریباً فإن عجز صام ثلاثة أیام والأفضل إطعام ستین مسکیناً، والله العالم.

_ ما هی کفارة من أفطر صوم یوم نذر معین؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» کفارة مخیرة بین إطعام ستین مسکیناً وصیام شهرین متتابعین وعتق رقبة مؤمنة، والله العالم.

_ ماذا علی من أفطر متعمداً فی صوم الأعتکاف؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» تجب علیه کفارة مخیرة بین صیام شهرین متتابعین واطعام ستین مسکیناً وعتق رقبة والأفضل أن یُقَدِّمَ العتق أولاً فإن عَجَزَ صامَ فإن تَعَذَّرَ أطعمَ، والله العالم.

_ رجلٌ کان صائماً فی شهر رمضان وأثناء النهار واقع زوجته ففسد صومهما وبعد ساعة کرر المواقعة فماذا علیه؟

ص: 293

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» تجب علیه کفارتان، والله الهادی.

_ ما حُکم من یعجز عن کفارة الجمع بین الخصال الثلاثة؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یتخیّر بین أن یصوم ثمانیة عشر یوماً وبین أن یتصدق بما یُطیق، وإن عجز عنهما فالأحوط أن یأتی بما یتمکن منه، وإن لم یقدر علی شیء اکتفی بالاستغفار، ولکن الکفارة لا تسقط بالعجز فلو تمکن بعد ذلک وجب علیه دفعها، والله العالم.

_ هل تجب الکفارة علی من أفطَرَ یوم الشک علی انه من شهر رمضان أو شهر شوال ثُم تبیَّنَ أنه من شوال؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا تجب علیه الکفارة، نعم یجب القضاء دون الکفارة إذا لم یصم یوم الشک بین شهر رمضان وشهر شعبان وتبیَّن انه من شهر رمضان، والله العالم.

_ امرأة صائمة اکرهها زوجها علی الجماع فواقعها فی شهر رمضان فهل علیها کفارة أو عقوبة اخری؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» تجب علی زوجها کفارتان -- إن کان الزوج والزوجة صائمین -- ویُعزَّر تعزیرین خمسین سوطاً، خمسة وعشرین سوطاً تعزیر علی مُخالفة الزوج وخمسة وعشرین سوطاً تعزیر الزوجة یتحمله عنها لأنه أکرهها علی الجماع، والله الهادی.

ص: 294

_ إذا أکرهت امرأة زوجها علی الجماع فهل علیها کفارتان عن نفسها وعن زوجها أو کفارة واحدة فقط؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» فَعَلَتْ المرأة معصیةً کبیرةً، ولا تتحمل الکفارة عن الزوج، وإن کانت صائمة فهی تتحمل الکفارة عن نفسها فقط، والله العالم.

_ إلی من تصرف الکفارة؟ وکیف یتم صرفها؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» مصرف الکفارة هم الفقراء المؤمنون، ویتخیَّرُ مُؤدی الکفارة بین أمرین أحَدهُمَا أن یشبعهم، وثانیهما أن یدفع لِکُلٍّ منهم مُدّاً من الطعام، والأفضل أن یدفع مُدین، والله العالم.

_ هل یجوز أن أُعطی الهاشمی الکفارة؟ عِلماً أنَّنی لَستُ هاشمیاً؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» الأحوط أن لا تُعطی کفارة غیر الهاشمی إلی الهاشمی، ویجوز للهاشمی أن یدفع الکفارة للهاشمی وغیره، والله العالم.

_ والدی رجل فقیر ومحتاج هل یجوز لی أن أدفع الکفارة له؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا یجوز، والله العالم.

_ _ _

ص: 295

ص: 296

والاصناف التی رُخِّصَ لها الإفطار هی:

1-- الشیخ والشیخة إذا شَقَّ علیهما الصوم، والمراد بهما من شاخ سِنُّهُ فاستولی علیه الضعف من ثقل السنین من عمره فتعذر علیه الصوم أو تمکن منه ولکنه یُسبب له مشقة وحرجاً.

2-- صاحب داء العطش وهو الذی یشق علیه الصوم جداً بحیث لا یستطیع الصبر علی العطش مطلقاً أو انه یستطیع ولکن مع مشقة شدیدة، ولا فرق بین مَن یأمل زوال المرض عنه وعدمه، وهذا الصنف یجب علیه القضاء عند الاستطاعة، ولو تمکن من الصوم فی بعض الأیام والإفطار فی أخری وجب علیه الصوم فیها.

3-- الحامل التی یَضرُّ الصوم بحالها أو بحال جنینها.

4-- المرضع القلیلة اللبن فإنَّها یَسوغُ لها الإفطار إن أضَرَّ الصوم بلبنها علی نحوٍ یتضرر رضیعها بنقصان لبنها، ولا فرق فی المرضعة بین أن یکون الطفل الرضیع ابناً لها أو کانت مُتبرعةً بإرضاعه أو مستأجرة لذلک، غیر إنَّهُ فی الصورتین الأخیرتین یشترط أن لا یوجد من یساعدها فی الإرضاع ولو کان عن طریق الحلیب الصناعی أو حلیب الأنعام.

ص: 298

5-- المریض الذی یَضرُّ الصوم بحاله أما بأن یزید المرض أو یوجب تطاوله علیه أو أن المرض قد أخذ منه مأخذه حتی عجز عن الصوم بتاتاً أو یتمکن لکن مع الحرج والمشقة، وهذا الصنف لا تجب علیه الفدیة إلا إذا استمر المرض إلی العام التالی ولم یقضِ الصوم.

وهذه بعض الاستفتاءات المتعلّقة بهذا الموضوع:

_ سماحة آیة الله العظمی أنا طبیب کویتی مقیم للدراسة فی کندا، نحن فی کندا نعانی من طول النهار ومشقة العمل یومیاً من الصباح الباکر وحتی الخامسة أو السادسة مساءاً، ولا نقوی علی الدراسة قبل الإفطار بسبب الصیام، کما أنَّ المساء لا یکفی لدراستنا، وانا لا أفکر فی عدم الصیام إلا بسبب ضرورة الامتحان القریب جداً وضرورة استغلال کل دقیقة ممکنة فی الاستعداد له، فهل فی هذا العذر ما هو مقبول شرعاً لعدم الصیام مع القضاء فیما بعد؟ افتونا جزاکم الله خیراً.

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» ما ذَکَرتَ لیس عذراً شرعیاً مُسوغاً للإفطار، وبإمکانک أن تخرج من بیتک إلی مسافة شرعیة فتفطر بتناول شیءٍ من المأکولات أو المشروبات ثم ترجع إلی بیتک، أو موضع دراستک ثم تَقضی بعد ذلک ما فاتک من الصیام، والله العالم.

ص: 299

_ شخص مبتلی دائماً بمرض لا یستطیع معه أن لا یشرب ولا یأکل ولذا کان الصوم فی شهر رمضان مشکلاً علیه وسبباً فی زیادة مرضه، فإذا أکل شیئاً وشرب قلیلاً فی نهار شهر رمضان ثم أمسک ونوی الصیام فهل صومه صحیح أم لا؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» فی مفروض السؤال لا یصح صومه والله العالم.

_ سماحة آیة الله العظمی أدامکم الله، عملی یبدأ من الصباح وحتی وقت الإفطار وهو شاقٌ جداً ویَتَعَذَّر علیَّ الصیام لأنَّ عملی کَطبیب یتطلب فحص أکثر من مائة مریض، وصیامی یؤثر علی دقة الفحص وهذا ما لاحظتُهُ عند الصیام، فما هی وظیفتی الشرعیة فی هذا الحال أدامکم الله وأطال عمرکم الشریف؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إنَّ ما ذکرتَ لیس مُسوَّغاً للإفطار والله العالم.

_ أنا مرضع لطفلی الذی عمره تسعة أشهر، وقد أُجریَتْ لی ثلاث عملیات خلال الأشهر الستة الماضیة بسبب إنسداد فی الحالب نتیجة خطأ طبی، والآن أعانی من ضعف البدن وفقر الدم، هل یجوز لی الإفطار وقضاء الصوم لاحقاً أم یجب علیَّ الصوم؟ أفیدونا جزاکم الله خیراً.

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن کُنتِ عاجزةً عن الصوم وجب علیکِ الإفطار، وکذلک إن أخبرکِ الطبیب الحاذق بأنَّ الصوم سوف یَضُّرکِ، ولکن علیکِ

ص: 300

الفدیة وهی اثنان وعشرون ونصف کیلو عن کل شهر وعلیک القضاء إذا تمکنتِ والله العالم.

_ شخصٌ یَتَّبِعُ علاجاً للإنجاب، والعلاج یقتضی بأن یتناول الطعام مراراً فی النهار بحیث لو ترکه لأدی إلی إفساد العلاج، والآن فی شهر رمضان لا یزال یُتابع العلاج، فلو صام فإنه سیترک الطعامِ مما یؤدی إلی إفساد العلاج الذی یَتَّبعُهُ منذ مدة، فهل یکون ذلک مُسوَّغاً له للإفطار أم یجب علیه الصوم حتی فی هذه الحال؟ ودمتم موفقین.

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» ما دامَ تناول الطعام للعلاج فهو مُسَوَّغٌ شرعی، والله العالم.

_ أنا أبلغ من العمر (32) سنة ولم أصم من السنوات السابقة إلا أربع سنوات وأنا مُرضع ومصابة بفقر الدم فما هو تکلیفی عِلماً إنّی لا أستطیع صوم ما فاتنی؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یلزمکِ القضاء مع الإمکان، إلا فی حالة تشخیص الطبیب المختص والعارف بأن ذلک یلزم منه الضرر بحیث یأمر بموجبه بالإفطار، وأما فی حالة استمرار المرض فیراجع تفصیل ذلک فی الرسالة العملیة والله العالم.

_ هل الحامل المُقرِب تصوم أم تدفع الکفارة فقط؟

ص: 301

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن کان الصوم مُضرّاً بها أو بجنینها فحینئذٍ تدفع الفدیة وتقضی صومها بعد ارتفاع المانع، والله العالم.

_ ما حُکم المرأة التی أفطرت شهر رمضان السابق خوفاً علی جنینها؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إذا کان الصوم یَضرُّ بها أو بجنینها فیجوز لها ذلک وعلیها القضاء والفدیة، والله العالم.

_ مَن الذینَ یُجَوَّزُ لهم الله سبحانه وتعالی عدم الصیام فی شهر رمضان؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» هناک أصناف رَخَّصَ لهم الشارع الإفطار علی أن یدفعوا فدیةً ویقضوا فیما بعد إن إستطاعوا وهم الشیخ والشیخة وهما من شاخ به العمر واستولی علیه الضعف فَتعذَّرَ علیه الصومُ وکذلک الذین یجدون مشقةً شدیدةً وحرجاً بالغاً من الصیام، لعارض صحی والمصاب بداء العطش، و الحامل وهی التی یَضرُّ الصوم بها أو بجنینها، والمرضع التی تکون قلیلة اللبن وکان رضیعها یتضرر بنقصان لبنها الذی ینقص بسبب الصوم، والمریض الذی یمنعه المرض من الصوم أو یوجب زیادة مرضه أو طول مدته، والله العالم.

_ _ _

ص: 302

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یجب علیها القضاء، أما إذا لم تقضِهِ مع التمکن إلی شهر رمضان الآخر فعلیها الفدیة وهی مُدّ (ثلاثة أرباع الکیلو تقریباً) عن کل یوم، وکذلک علیها القضاء، والله العالم.

_ أنا عمری ستة عشر سنة ولا أقدر أن أصوم شهر رمضان فماذا علیَّ أن أفعل مع أنّی لا أملک مالاً لإطعام المساکین؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن کنتَ لا تَقدر لمرضٍ فعلیک الفدیة وهی فی ذمتک یجب دفعها متی ما قدرت، والله العالم.

_ أُصِبتُ بمرضٍ لا أستطیع معه الصوم واستمر المرض لثلاثة أعوام وبعد شهر رمضان من العام الثالث ارتفع المرض ولکننی لا أستطیع قضاء ما فاتنی فی العامین السابقین فماذا أفعل؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» تجب علیک الفدیة للسنتین الأولیین والقضاء للسنة الثالثة، والاحوط کذلک القضاء للسنتین الأولیین أیضاً، والله العالم.

_ علی مَن ومتی تجب الفدیة؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» تجب الفدیة علی: الشیخ والشیخة إذا تعذر علیهما الصوم أو کان موجباً للحرج والمشقة، وکذلک تجب علی من به داء العُطاش وتعذر علیه الصوم، کما تجب علی الحامل إذا أضَرَّ الصوم بها أو بحملها، وعلی المرضعة إذا أضرَّ بها الصوم أو بالرضیع، ویجب علی الصنفین الأخیرین أی الحامل

ص: 304

والمرضعة القضاء أیضاً وکذا علی باقی الاصناف إن تجددت استطاعتُهم، وتجب الفدیة أیضاً علی المریض الذی یضره الصوم أو یطیل المرض أو یزیده، وکذا المریض الذی أضعفه المرض فیعجز عن الصوم أو یشق علیه، والله العالم.

_ _ _

ص: 305

ص: 306

الغدیر، وأول رجب والنصف من رجب، ویوم المبعث، ویوم دحو الارض وهو یوم الخامس والعشرین من ذی القعدة، وأول یوم من ذی الحجة، ویوم الترویة وهو الثامن منه، وکذا یوم عرفة و غیرها، والله العالم.

_ ما المقصود بصوم الصمت وهل یجوز فعله؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» صوم الصمت هو أن یقصد السکوت عن الکلام طول النهار معتقداً أنَّهُ یتقرب إلی الله تعالی وهو صوم محرم، والله العالم.

_ هل صوم أیام التشریق محرمة علی کل شخص؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» هو محرم علی من کان بمنی فقط للحج، والله العالم.

_ هل هناک صوم یحرم علینا؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» قد أوجب الشارع المقدس علینا الإفطار فی بعض الأیام فلا یجوز صومها ومن صامها فقد فعل محرماً کصوم العیدین وأیام التشریق لمن کان بمنی للحج والایام التی نحن فیها علی سفر -- علی تفصیل مذکور فی محله -- کما أنَّهُ هناک أنواع من الصوم لم یأذن بها الشارع کصوم الصمت وصوم الوصال وصوم نذر المعصیة وصوم الزوجة تطوعاً بغیر إذن زوجها، والله العالم.

_ _ _

ص: 308

_ هناک عادة تسمی عندنا ب- (القرنقعوه) وعند آخرین ب-(الماجینة) وهی عادة شعبیة یقوم بها الاطفال فی یوم النصف من رمضان وقد ذکر أحد علماء الشیعة فی بعض المناطق أنها سنة نبویة وأنها من الدین والتعامل معها یکون علی هذا الأساس من الشرعیة، فما الموقف من هذا القول؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» قد لَمَّحنا فی بعض أجوبتنا عن الأسئلة التی ترد علینا ان لهذه العادة الشریفة أصلاً دینیاً، ولکن نسبة الخبر إلی النبی(صلی الله علیه واله) بنحو الجزم وثبوت ذلک أمرٌ اجتهادی، ورُبما تکون ثابتة لدی أحد المحققین وغیر ثابتة عند آخر، ووظیفة العوام من المؤمنین -- إن شاؤوا مُزاولة مثل هذه العادة-- أن یأتوا بها بقصد القربة المطلقة، ولیس لأحد حق الطعن إذا استمرت مُزاولة هذه العادة وشبهها إن أتوا بها بقصد القربة المطلقة، نعم من أراد أن یُثبِت هذه العادة ونسبتها إلی المعصوم(علیه السلام) بنحو الجزم فعلیه ذِکر السند والمصدر (مشکوراً) لمن یطلبه منه.

وقد قلنا فی محله إنَّ اصل هذه النسبة لم یثبت لدینا بطریق خالٍ عن الاشکالات السندیة، والله العالم.

_ ما حُکم موظف الدولة الذی یَغیب أو یَتأخر عن عمله اثناء رمضان بداعی الصیام؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا یجوز، والعمل المذکور خیانة لا یرضی بها الإسلام، والله العالم.

_ _ _

ص: 310

یبتلی بها ذو مروءة وکرامة, وذلک حینما یکون الشخص رب عائلة وهو معدم وقد وافاه هلال العید, فهو فی مثله یکون فی أضیق الظروف, وأحوج ما یکون إلی الإعانة, فقد فرض الشارع المقدس هذه الزکاة فی مثل هذه الظروف تشجیعاً للواجدین مع اشعارهم بأنَّ ما یدفعون إنما هو صدقة أبدانهم وأنهمُ ملزَمون من قبل الشارع المقدس فلا یتخیلون أن لهم فضلاً علی المعدمین وأیضاً فإن تشریع الشارع لهذه الزکاة یُشعِر المُعدَمین بمدی اهتمامه بهم، فهذه الزکاة أعظم نعمة اجتماعیة أنعم بها المولی الجلیل علی العباد، فرحم الله من أحَسَّ بهذه النعمة واستمتع بها, وکسب الجنة التی عرضها السماوات والارض بقلیل من ماله, رحم الله امرءاً سمع ووعی وقد أفلح من تزکی وذکر اسم ربه فصلی، والله العالم.

_ علی من تجب زکاة الفطرة؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» تجب زکاة الفطرة علی البالغ العاقل الحر القادر علی أدائها بأن یملک قوته وقوت عیاله لمدة سنة، بأن کان له وارد تدریجی یکفیه ولعائلته ولو بالاقتصاد ویتحمل المکلف الذی تجب علیه زکاة الفطرة دفعها عن نفسه وعن کل من یعوله کالزوجة والابوین والابناء والضیف الذی یحلُّ حین حلول هلال شوال ویبیت لیلة العید عنده حتی لو دفع الضیف زکاته، والله العالم.

ص: 312

_ ما هو الوقت الذی یجب فیه أداء زکاة الفطرة والذی لا یجوز تأخیره عنه؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یجب أداء زکاة الفطرة بمجرد حلول الهلال، ولا یجوز تأخیرها مع وجود المستحق والتمکن من إیصالها الیه، وإن لم یتمکن وجب علیه عزلها لکن لا تبرأ ذمته إلاّ بالتسلیم إلی المستحق، فلو تلفت اثناء عزلها وجب علیه دفع عوضها من ماله، ومنتهی وقت الأداء هو صلاة العید لمن یصلیها ویمتد إلی الزوال لمن لم یتوفق لها، وإن أخر الدفع عن ذلک الوقت وجب الدفع للمستحق بقصد القربة المطلقة من دون قصد الوجوب أو الاستحباب کما لا یقصد الأداء ولا القضاء، والله العالم.

_ ما مقدار زکاة الفطرة وما هو وصفها؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» مُقدار صاع من الطعام عن کل فرد، ویجب أن تکون من طعام البلد المتعارف والذی غالباً ما یُطعِمُ نفسَهُ وعیالَهُ منه کالتمر والزبیب وطحین الحنطة والرز أو قیمة ذلک عند الأداء فی بلد الإخراج، والصاع یساوی ثلاثة کیلو غرامات، والله العالم.

_ مَن الذی یستحق أن أدفع له زکاة الفطرة وما هی الشروط التی یجب أن یتصف بها؟

ص: 313

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» المستحق لزکاة الفطرة هو کل مؤمن لا یملک قوت سنته لنفسه ولعائلته فعلاً أو قوةً، وقد تقدم تفسیر ذلک، وإن کان الدافع للزکاة غیر هاشمی فتحرم زکاته علی الهاشمی، وأما الهاشمی فیجوز له أن یدفع زکاته إلی الهاشمی وإلی غیره، ولا یجوز دفع زکاة الفطرة إلی من تجب نفقته علیه، والأقارب أولی وأحق من الاجانب، والأولی حملها إلی الفقیه الجامع لشرائط الافتاء فی زمن الغیبة، والله العالم.

_ _ _

ص: 314

ص: 316

الإعتکاف الإعتکاف هو اللبث والبقاء فی المسجد بقصد التقرُّب إلی الله تبارک وتعالی امتثالاً لأمره ثلاثة أیام مع اللیلتین المتوسطتین ولا یخرج منه إلاّ لضرورة کالغسل الواجب ولقضاء الحاجة ونحوها، ویصح الاعتکاف فی کل وقت یصح فیه الصوم والأفضل أن یکون فی شهر رمضان والأحسن أن یکون فی العشر الأواخر منه.

ویُعتبر ان یکون فی المسجد الجامع ولا یصح فی غیره من المساجد الصغیرة، والأفضل أن یکون فی أحد المساجد الاربعة المسجد الحرام ومسجد النبی(صلی الله علیه واله) ومسجد الکوفة ومسجد البصرة، الذی صلی فیه الإمام علی بن أبی طالب(علیه السلام).

ویجب علی المعتکف البقاء فی المسجد، فإذا خرج عمداً واختیاراً من دون حاجةٍ فسد الاعتکاف ولا فرق بین العالم والجاهل، وإذا خرج ناسیاً أو مُکرَهاً لم یفسد إن تمکن من العودة بسرعة بحیث لا یخرج عن کونه معتکفاً.

ص: 317

ویحرم علی المعتکف مُباشرة النساء مُطلقاً بالجماع، کما یحرم اللمس والتقبیل بشهوة، والأحوط أن یترک النظر بشهوة إلی من یجوز النظر الیه کالزوج والزوجة، ویحرم الاستمناء، ولا یجوز شم الطیب لأجل التلذذ، ولا یجوز البیع والشراء وغیرهما من أنواع التجارة، ویحرم المماراة والمجادلة فی أمور الدنیا والدین إذا قصد فیه المغالبة، هذه الأمور تحرم علی المعتکف فی تمام فترة الاعتکاف بلا فرق بین لیلٍ ونهارٍ، ویحرم علیه فی النهار کُل ما یُفسد الصوم فإن فعل فسد صومه وبطل اعتکافه.

وهذه بعض الإستفتاءات المتعلّقة بهذا الموضوع:

_ فی منطقتنا بُنی مسجد حدیث وتقام فیه صلاة الجماعة بإمامة إمام عادل، وهو کبیر وتتوفر فیه جمیع الخدمات للمصلین والمُعتکفین، هل یعتبر هذا المسجد جامعاً ویصح الاعتکاف فیه؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن کان المسجد من المساجد الکبری فی المدینة ویَؤمّهُ معظم من یتمکن من الذهاب إلیه، فهو مسجد جامع یصح الاعتکاف فیه، والله العالم.

_ هل یجوز الإعتکاف فی المسجد غیر الجامع؟ وما هو حُکم الإعتکاف فی المسجد غیر الجامع من حیث الاستحباب، وبأی نیة یُنوی الإعتکاف فی المسجد غیر الجامع؟

ص: 318

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» الأحوط لزوماً أن یکون الإعتکاف فی المسجد الجامع فقط، والله العالم.

_ هل یجوز للمعتکفین استخدام کهرباء المسجد؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن کانت الأجهزة الکهربائیة موقوفة علی المصلین فقط فلا یجوز للمعتکف استخدامها فی غیر حال الصلاة وکذلک إذا کان مَن یبذل فاتورة الکهرباء اشترط أن لا یصرف إلا علی المصلین فأیضاً لا یجوز استخدامه للمعتکفین، وإن لم یعلم ذلک وکان الإعتکاف بِرِضا المتولی فلا مانع من استخدامها، والله العالم.

_ ما هو تعریف المسجد الجامع؟وهل یجب أن یکون قد أُقیمتْ فیه صلاة الجمعة؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» المسجد الجامع: هو المسجد الکبیر الذی یؤمُّهُ جُل أهل القریة أو المدینة، ولا یشترط أن تکون قد أقیمت فیه صلاة الجمعة، والله العالم.

_ هناک أحد المساجد فی المنطقة یقصده المؤمنون من نفس المنطقة ومن المناطق الأخری للصلاة جماعة فیه وللنشاطات الإیمانیة، وإحیاء المناسبات الدینیة، فهل یصدق علیه أنه مسجد جامع؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» فی مفروض السؤال یصدق، والله العالم.

_ هل یصح الإعتکاف برجاء المطلوبیة فی غیر المسجد الجامع؟

ص: 319

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا مانع، والله العالم.

_ هل یجوز للمعتکف شَمّ العطور بدون قصد التلذذ؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا یجوز، والله العالم.

_ یزور المسجد المصلون باستمرار متعطرین فهل یجب علی المعتکفین التهرّب منهم لکی لا یشموا روائحهم العطرة؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یجب علی المعتکف الإبتعاد عن المتعطرین، والله العالم.

_ هل یجوز الخروج من المسجد للغسل المستحب؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یجوز بشرط أن لا یتاخر عن المقدار اللازم للغسل فقط بشرط أن لا یمکن الإغتسال فی المسجد، والله العالم.

_ هل یجوز الخروج للوضوء المستحب؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یجوز بشرط أن لا یتأخر عن المقدار اللازم للوضوء فقط، بشرط أن لا یتمکن من التوضؤ فی المسجد، والله العالم.

_ هل یجوز للمعتکف أکل الفواکه التی تحتوی علی رائحة عطرة مثل البرتقال؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» الأحوط استحباباً الإجتناب، والله العالم.

_ هل یجوز للمعتکف استخدام معجون الأسنان المعطر؟

ص: 320

«بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» لا یجوز، والله العالم.

_ لو خرج المعتکف من المسجد سهواً فما هو حکمه؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» یجب علیه العودة إذا تذکر فوراً، وأما إذا طالت الفترة کنصف النهار -- مثلاً-- فالظاهر بطلان الإعتکاف، فإن کان بعد وجوبه وجب القضاء وإلا فلا، والله العالم.

_ لو دخل المعتکف إلی مکان ظناً منه بأنَّ هذا المکان تابع للمسجد فظهر بأنَّهُ لیس من المسجد فما هو حکم إعتکافه؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» إن طالت الفترة کأن تکون نصف نهار مثلاً بطل الاعتکاف، وإن کان من أول الاعتکاف فی هذا المکان فلم یحصل الاعتکاف اصلاً، والله العالم.

_ نتمنی أن تُقدّموا نصیحةً أبویة وتوصیات معنویة وإیمانیة للمعتکفین فی أیامهم الثلاثة؟ «بِسْمِهِ سُبْحانَهُ» ینبغی أن یَعلم المعتکف أن الإعتکاف اختلاء بالله سبحانه وهذا المعنی لا یتحقق إلا بالتخلی الوجدانی عن الدنیا وملاذها المباحة فضلاً عن غیرها فی جمیع المجالات، والابتعاد عن التفکیر بالدنیا وملحقاتها مثل الأهل والأقارب والأطفال والأصدقاء وهذه المعانی

ص: 321

روح الإعتکاف، وأما الواجبات الجوارحیة فقد اوضحناها فی رسالتنا العملیة (الدین القیم).

ثم اعلم أنَّ الاختلاء بالباری یفتقر إلی الإعتراف بالأخطاء التی ارتکبها الانسان منذ نعومة أظفاره إلی حین دخوله المسجد للإعتکاف، فإذا کانت ذمتُهُ مشغولة بالمعاصی فهو مطرود من ساحة قدسه سبحانه فلا یتهیأ له روح الاختلاء به فهو فی حکم غیر المَحْرَم بالقیاس إلی من لا یجوز التحدث معه، کما أنَّه إن کان المکلف مشغول الذمة لعبادِهِ تعالی فهو مبغوض مطرود مستبعد من باب رحمته، فعلی الانسان ان یستعد للقاء الله سبحانه والاختلاء به فیتطهر بالتوبة النصوحة ولا تتم بدون تفریغ ذمته مما أشرنا الیه، ولا ینبغی أن یغفل الإنسان فإنَّ الشیطان یسعی فی کل وقت بإغوائه ولا سیما حین یسعی العبد للاختلاء بمولاه أن یدفعه من حیث یشعر أولاً یشعر إلی تخریب عمله وخلق الأفکار المنافیة للعبودیة فی نفسه، وأسهل ما یکون علی اللعین مِن عملٍ أن یجعل المعتکف مرائیاً من حیث یدری أولا یدری، فإیاکَ یا بنی أن تتظاهر بالاعتکاف أمام من یقصد المسجد، فإن أمکنک أن تکون فی مقصورة من مقاصیر المسجد أو أن تختلط مع المصلین بنحو لا یمیزک أحد إلاّ الله سبحانه فافعل، أرجو الله تعالی أن یهدینا جمیعاً إلی سواء السبیل، والله الهادی.

_ _ _

ص: 322

دعاء الافتتاح 59

أن یقول کل لیلة: 64

أدعیة السحر 65

دعاء السحر(البهاء) 65

دعاء أبی حمزة الثمالی 67

دعاء یا عُدَّتی فی کُرْبَتی 83

دعاء یا مفزعی 87

أدعیة الأیام 89

الصلوات والادعیة المختصة 97

الصلوات والأدعیة المختصة بکل لیلة ویوم 97

أعمال لیالی القدر 97

أعمال آخر لیلة من الشهر 97

دعاء الجوشن الکبیر 97

الصلوات والادعیة المختصة 99

الدعاء عند رؤیة الهلال 99

دعاء آخر عند رؤیة الهلال 100

الصلوات والادعیة المختصة بکل لیلة ونهار من الشهر المبارک 101

لیالی القدر 115

أعمال لیالی القدر المُشتَرَکة 119

أعمال لیالی القدر المُختصة بکل لیلة 123

ص: 324

أعمال اللّیلة التّاسِعة عشر 123

أعمال اللیلة الواحدة والعشرین 126

أعمال اللیلة الثالثة والعشرین 135

أدعیة وصلوات بقیة لیالی وأیام شهر رمضان 142

الفصل الثالث: الصلوات والأدعیة المختصة

أعمال أخر لیلة من الشهر 155

دعاء الجوشن الکبیر 159

الفصل الرابع: الزیارات

زیارة أمین الله. 179

زیارة الحسین(علیه السلام) «وارث». 179

زیارة الامام علی بن ابی طالب(علیه السلام) یوم شهادته. 179

زیارة الحسین(علیه السلام) فی لیالی القدر. 179

زیارة الحسین(علیه السلام) فی عیدی الفطر والاضحی. 179

زیارة امین الله 181

رثاء الخضر للإمام علی بن ابی طالب(علیه السلام) 185

زیارة الامام الحسین(علیه السلام) فی لیالی القدر 189

زیارة الإمام الحسین(علیه السلام) المطلقة 193

ص: 325

زیارة علی بن الحسین(علیه السلام) 195

زیارة الشهداء(علیه السلام) 196

زیارة سیدنا العباس(علیه السلام) 197

زیارة الامام الحسین(علیه السلام) فی عیدی الفطر والاضحی 201

الباب الثانی: المحاضرة والتوجیهات والکلمات

محاضرة فی توضیح مبادئ الصوم وخواصه 211

کلمة بمناسبة شهر رمضان المبارک 223

کلمة سماحة المرجع دام ظله إلی الخطباء والمبلغین 227

الباب الثالث: موجز أحکام الصوم

تمهید 235

معنی الصوم وأقسامه 239

کیفیة ثبوت الهلال 243

وقت الإمساک و الافطار 251

شروط وجوب الصوم 257

المفطرات 263

أحکام القضاء 279

احکام الکفارة 289

ص: 326

المُرَخَّص لهم الإفطار 297

الفدیة 303

أصناف الصوم الأخری 307

مسائل متفرقة 309

زکاة الفطرة 311

مُلحق فی أحکام الإعتکاف 315

المحتویات 323

ص: 327

رقم الإیداع بدار الکتب والوثائق ببغداد (347) لسنة 2012م

تحت رعایة مکتب سماحة آیة الله العظمی المرجع الدینی الکبیر الشیخ بشیر حسین النجفی

جمهوریة العراق - النجف الأشرف

http://www.anwar-n.com info@anwar-n.com

http://www.alnajfay.com info@alnajfay.com

هاتف: 33348 - 033/ نقال: 07801004758

ص.ب:732 مکتب برید النجف

ص: 328