موسوعه الامامه فی نصوص اهل السنه المجلد 6

اشارة

سرشناسه:مرعشی، شهاب الدین، 1276 - 1369.

عنوان و نام پديدآور:موسوعه الامامه فی نصوص اهل السنه/ شهاب الدین المرعشی النجفی؛ باهتمام محمود المرعشی النجفی، محمد اسفندیاری.

مشخصات نشر:قم: صحیفه خرد: مکتبه آیه الله العظمی المرعشی النجفی الکبری قدس سره، 13-

مشخصات ظاهری:20 ج.

شابک:دوره : 964-8635-17-X ؛ ج. 1 964-8635-18-8 : ؛ ج. 2، چاپ دوم : 964-8635-19-6 ؛ ج. 3، چاپ دوم : 964-8635-20-X ؛ ج. 4 964-8635-21-8 : ؛ ج.5 964-8635-22-6 : ؛ ج.6: 978-964-8635-71-3 ؛ ج.7: 978-964-8635-72-0 ؛ ج.8 978-964-8635-73-7 : ؛ ج.9 978-964-8635-74-4 : ؛ ج.10 978-964-8635-75-1 : ؛ ج.11: 978-964-8635-76-8 ؛ ج.12 978-964-8635-77-5 : ؛ ج.13: 978-964-8635-78-2 ؛ ج.14: 978-964-8635-79-9 ؛ ج.15: 978-964-8635-80-5 ؛ ج.16: 978-964-8635-81-2 ؛ ج. 17 978-964-8635-82-9 : ؛ ج.18: 978-964-8635-83-6 ؛ ج.19: 978-964-8635-84-3 ؛ ج.20: 978-964-8635-85-0 ؛ ج.26 978-600-161-175-9 : ؛ ج.27 978-600-161-176-6 : ؛ ج.28 978-600-161-177-3 : ؛ ج.29 978-600-161-178-0 : ؛ ج.30 978-600-161-179-7 :

يادداشت:عربی.

يادداشت:فهرستنوسی بر اساس جلد هفدهم، 1430ق.= 2009 م.= 1388.

يادداشت:ج. 1 تا 5 (چاپ اول: 1426 ق. = 2005 م. = 1384).

يادداشت:ج. 1 - 4 (چاپ دوم: 1427ق.= 2006م. = 1385).

يادداشت:ج.6 - 20 (چاپ اول: 1430 ق.= 2009 م.= 1388).

يادداشت:ج. 6- 10، 12- 20 (چاپ دوم: 1432 ق.= 2011 م.= 1390).

يادداشت:ج. 26 - 30 (چاپ اول: 1440 ق. = 2018 م. = 1397).

يادداشت:ناشر جلدهای 26 - 30 مکتبه آیةالله العظمی المرعشی النجفی است.

یادداشت:کتابنامه.

مندرجات:.- ج. 1 و 2. اهل البیت علیهم السلام فی القرآن.- ج. 3 ، 4 و 5 . اهل البیت علیهم السلام فی النصوص و الاثار.- ج.6 و 7. ترجمةالامام علی بن ابی طالب علیه السلام حیاته علیه السلام الشخصیة.- ج. 8. ترجمةالامام علی بن ابی طالب علیه السلام مع النبی صلی الله علیه و آله و سلم.-ج.9. ترجمةالامام علی بن ابی طالب علیه السلام مع النبی صلی الله علیه و آله سلم والخلفاء.ج.10، 11 و 12. ترجمةالامام علی بن ابی طالب علیه السلام امامته و ولایته و خلافته علیه السلام.- ج. 13و 14. ترجمةالامام علی بن ابی طالب علیه السلام اعماله و سیرته علیه السلام.- ج. 15. ترجمةالامام علی بن ابی طالب علیه السلام اعماله و سیرته علیه السلام.- ج. 16، 17، 18، 19 و 20. ترجمةالامام علی بن ابی طالب علیه السلام فضائله و مناقبه علیه السلام.- ج.29. ترجمه سید شباب اهل الجنة الحسن بن علی بم ابی طالب علیهماالسلام

موضوع:امامت -- احادیث اهل سنت

شناسه افزوده:مرعشی،سید محمود، 1320 -، گردآورنده

شناسه افزوده:اسفندیاری، محمد، 1343 - ، گردآورنده

شناسه افزوده:کتابخانه بزرگ حضرت آیت الله العظمی مرعشی نجفی

رده بندی کنگره:BP117/25 /الف8 م4 1300ی

رده بندی دیویی:297/211

شماره کتابشناسی ملی:1041251

ص :1

اشارة

ص :2

ص :3

هوية الكتاب

سماحة آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي

موسوعة الإمامة في نصوص أهل السنّة

الطبعة الاُولى: إيران - قم، 1430ق/1388ه/2009 م

صحيفة خرد بمساعدة مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي

هاتف: 09128512201 و 7832198-0251، عدد المطبوع: 2000 نسخة تنضيد الحروف: محمّدرضا فضلي، الإخراج الفنّي: محمّد قاسم أحمدي، مقابلة النصّ :سيّد علي اكبر حسيني و وحيد روح الله پور

الرقم الدولي للكتاب: 3 - 71 - 8635 - 964 - 978

الرقم الدولي للدورة: 1 - 17 - 8635 - 964 - 978

المرعشي النجفي، السيّد شهاب الدين، 1276 - 1369

موسوعة الإمامة في نصوص أهل السنّة/المؤلّف السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي؛باهتمام السيّد محمود المرعشي النجفي و محمّد اسفندياري بالتعاون مع عدّة من المحقّقين. - قم: صحيفة خرد و مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، 1388 -.

(دورة) 1 - 17 - 8635 - 964 - 978 : ISBN

المصادر بالهامش.

1. الإمامة - أحاديث. 2. الأئمّة الاثنا عشر. 3. الأئمّة الاثنا عشر - الفضائل. 4. أحاديث أهل السنّة - القرن 14. ألف. المرعشي النجفي، السيّد محمود، 1320 -. ب. اسفندياري، محمّد، 1338 -. ج. العنوان.

4 1384م 8 ألف/141/5 BP

ص:4

بسم الله الرحمن الرحيم

ص:5

ص:6

الفهرس ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام و فيه فصول:

المقدّمة.....13

الفصل الأوّل: حياته عليه السلام الشخصيّة

وفيه أبواب:

الباب الأوّل: خلقته عليه السلام , وفيه فروع:.....21

الأوّل: أنّه عليه السلام و رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم خلقا من نور واحد.....21

الثاني: أنّه عليه السلام و رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم خلقا من طينة واحدة.....30

الثالث: أنّه عليه السلام و رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم خلقا من شجرة واحدة.....32

الباب الثاني: ولادته عليه السلام و مولده و ما قال النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم وغيره في ولادته.....45

الباب الثالث: نسبه عليه السلام.....50

الباب الرابع: أبوه؛ أبوطالب, وفيه فروع:.....57

الأوّل: حياته الشخصيّة.....57

الثاني: كفالته النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم.....61

الثالث: تكريمه للنبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم وتقديمه على أولاده.....70

الرابع: خطبته لمّا تزوّج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.....73

ص:7

الخامس: حبّ النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم له.....75

السادس: حبّ النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم عقيلاً لحبّ أبي طالب له.....76

السابع: حراسته النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم.....78

الثامن: دفاعه عن النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم ومدحه له.....80

التاسع: تصديقه للنبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم.....116

العاشر: إيمانه وإسلامه رضي الله عنه.....117

الحادي عشر: وفاته رضي الله عنه.....125

الثاني عشر: قول رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عند جنازته رضي الله عنه.....128

الثالث عشر: رثاء علي عليه السلام في وفاته رضي الله عنه.....130

الرابع عشر: لم يزل يذكره رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وأصحابه بالخير.....131

الباب الخامس: امّه؛ فاطمة بنت أسد.....150

الباب السادس: أسماؤه عليه السلام وكناه وألقابه, وفيه فروع:.....160

الأوّل: أسماؤه عليه السلام :.....160

1. علي.....160

2 و3. أسد وحيدر.....166

4. زيد.....169

5. الأسماء الّتي ذكرها العاصمي وسبط ابن الجوزي.....169

الثاني: ألقابه عليه السلام.....178

الثالث: كناه عليه السلام :.....183

1. أبوتراب.....183

2 و3 و4. أبوالحسن وأبوالحسين وأبوالحسنين.....197

5. أبوالريحانتين.....203

6. أبوالسبطين.....205

7. أبوقُصَم أو أبوقُضَم.....206

8. أبومحمّد.....209

ص:8

الباب السابع: نشأته وطفوليّته عليه السلام.....210

الباب الثامن: صفاته عليه السلام الجسمانيّة.....215

الباب التاسع: بيته عليه السلام , وفيه فروع:.....233

الأوّل: بيته عليه السلام من أفضل البيوت الّتي يذكر فيها اسم الله.....233

الثاني: كان بيته عليه السلام في المسجد عند بيت النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم.....235

الثالث: إسكانه صلّى الله عليه و آله و سلّم إيّاه عليه السلام في المسجد وإخراج غيره عنه وسدّ الأبواب إلاّ باب بيته عليه السلام.....247

الباب العاشر: ما يتعلّق به عليه السلام من ملبسه وخاتمه وعمامته وسيفه ومركبه, وفيه فروع:.....291

الأوّل: لباسه عليه السلام , وهو على أنحاء:.....291

1. هيئة لباسه عليه السلام وكيفيّة تلبّسه به.....291

2. قلّة قيمة لباسه عليه السلام.....311

3. خشونة ملبسه عليه السلام وحقارته.....319

4. لباسه عليه السلام كان مرقوعاً.....334

الثاني: خاتمه عليه السلام , وهو على أنحاء:.....339

1. تختّمه عليه السلام بخاتم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.....339

2. نقش خاتمه عليه السلام.....339

3. كيفيّة تختّمه عليه السلام.....342

الثالث: عمامته عليه السلام.....343

الرابع: سيفه عليه السلام.....348

الخامس: مركبه عليه السلام.....350

الباب الحادي عشر: عيشه عليه السلام , وفيه فروع:.....352

الأوّل: أنّه عليه السلام يعيش على ملّة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.....352

الثاني: قيامه عليه السلام باُموره وامور عياله.....353

الثالث: ضيق معيشته عليه السلام وارتزاقه من كدّ يمينه.....354

الرابع: استقراضه عليه السلام لمعاشه لشدّة فقره.....366

الخامس: أنّه عليه السلام لم يأخذ من بيت المال والهدايا لنفسه إلاّ قليلاً.....375

ص:9

السادس: أنّه عليه السلام كان يصرف من مال كان له بالمدينة.....379

السابع: أنّه عليه السلام باع سيفه لشراء إزار.....382

الثامن: فقره عليه السلام وتصبّره عليه.....386

التاسع: قلّة أثاث بيته عليه السلام ونفقته.....394

العاشر: أنّه عليه السلام كان يحمل بنفسه نفقة عياله.....397

الباب الثاني عشر: مطعمه عليه السلام ومأكله.....399

الباب الثالث عشر: أزواجه عليه السلام وجواريه.....425

أ. أزواجه عليه السلام :.....425

1. فاطمة الزهراء عليها السلام.....425

2. امامة بنت زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.....426

3. خولة الحنفيّة.....434

4. امّ البنين بنت حزام.....439

5. ليلى بنت مسعود.....440

6. أسماء بنت عميس.....442

7. امّ حبيب بنت ربيعة تعرف بالصهباء.....445

8. امّ سعيد بنت عروة بن مسعود.....447

9. المحيّاة بنت امرئ القيس.....448

ب. جواريه:.....452

1. الأحاديث العامّة الّتي وردت في جواريه عليه السلام وعددهنّ ووصيّته بهنّ .....452

2. ذكر بعض ما عرف من أسماء جواريه عليه السلام.....456

الباب الرابع عشر: أولاده عليه السلام ؛ أسماؤهم وعددهم, وفيه فرعان:.....457

الأوّل: في ذكر أولاده عليه السلام بالإجمال.....457

الثاني: في ذكر أولاده عليه السلام بشيء من التفصيل والترتيب.....483

1. الحسن بن علي عليهما السلام.....483

2. الحسين بن علي عليهما السلام.....483

ص:10

3. زينب الكبرى.....483

4. امّ كلثوم.....490

أ. ولادتها.....490

ب. زواجها وأولادها.....491

ج. حضورها في مقتل الحسين عليه السلام في كربلاء.....507

د. وفاتها.....510

5. مُحَسِّن بن علي.....514

6. محمّد ابن الحنفيّة، ويقال له محمّد الأكبر, وفيه أبحاث:.....517

أ. اسمه وكنيته.....517

ب. امّه.....527

ج. ولادته ومبلغ عمره ووفاته.....529

د. موقفه من أبيه وأخويه الحسن والحسين عليهم السلام بالإجمال والإشارة.....531

ه. موقفه من المختار وابن الزبير.....536

و. موقفه من بني اُميّة.....549

ز. من روى عنهم ومن رووا عنه.....556

ح. علمه وفضله وأحواله.....559

7. محمّد الأوسط .....563

8. محمّد الأصغر.....563

9. محمّد بن علي واُمّه أسماء.....564

10 - 13. العبّاس بن علي وإخوته من امّ البنين.....565

14 و 15. عبيدالله وأبوبكر.....570

16. إبراهيم بن علي.....572

17. عتيق بن علي.....573

18. عمر بن علي.....573

19. فاطمة بنت علي.....577

ص:11

20 و21. امّ الحسن و اختها رملة.....585

22. امّ يعلى.....588

خاتمة في أصهاره عليه السلام.....589

ص:12

المقدّمة

هذا الكتاب هو المجلّد السادس من موسوعة الإمامة في نصوص أهل السنّة. المجلّدات الخمسة الاُولى من هذا الكتاب خصّصت لما ورد حول أهل البيت عليهم السلام في القرآن والأحاديث, وابتداء من المجلّد السادس, أي من هذا المجلّد، وحتّى المجلّد العشرين، مخصّصة لذكر ما ورد في النصوص حول أمير المؤمنين عليه السلام.

وتكمن أهمّيّة هذا الكتاب في أنّه يمثّل حلقة وصل وملتقى بين التشيّع والتسنّن، وهو يتناول موضوع الإمامة وفضائل الأئمّة من أهل بيت النبيّ عليهم السلام استناداًً إلى الأحاديث والأخبار المرويّة عن طريق أهل السنّة، المنقولة في مصادرهم المتقدّمة.

وقد شرحنا في المجلّد الأوّل القواعد والضوابط الّتي وضعناها نصب أعيننا واتّبعناها في تدوين هذا الكتاب، وندرجها في ما يلي بإيجاز:

1. مصادر هذا الكتاب كلّها من الدرجة الاُولى؛ ومقصودنا من مصادر الدرجة الاُولى, المصادر الّتي ذكرت الحديث من القرون الاُولى حتّى القرن السابع.

2. مصادر هذا الكتاب كلّها من كتب أهل السنّة، وفي ضوء هذا الأصل, لقد تحاشينا نقل أحاديث من كتب الشيعة عامّة؛ سواء الإماميّة والزيديّة وغيرهما.

3. لم نناقش أسناد الأحاديث من حيث الاعتبار؛ فليست كلّ منقولات هذا الكتاب مقبولة عندنا بالضرورة.

4. عند ترتيب الأحاديث، ورد ابتداء الاسم المشهور لمؤلّف كلّ أثر بخطّ غامق، ثمّ

ص:13

جاء من بعده سند الحديث حسب الترتيب الألفبائي للرواة من آخر سند الرواية، مع تجاهل الكنى والإضافات الداخلة على الأسماء من قبيل أب واُمّ وابن.

5. في الحالات الّتي جاء في سند الحديث اسم مؤلّف أو عدّة مؤلّفين جعلنا اسم آخرهم عنواناً، وأدرجنا في الهامش اسم المؤلّف والمصدر الّذي ينتهي سنده إليه, وعند تعدّد المؤلّفين أدرجنا أسماء المؤلّفين الوسطاء في الهامش.

6. اتّبعنا في هذا الكتاب اصول تخريج الحديث؛ أي أنّ الحديث قد نقل من مصادره, ورغم العثور على الكثير من المصادر الاُخرى، إلاّ أنّه تمّ الاكتفاء بالمصدر الأوّل، وأمّا في الحالات الّتي يعتبر فيها المصدر الثاني مهمّاً فقد اشير إليه في الهامش.

7. الأحاديث الّتي نقلت بسند واحد من طريق عدّة رواة اوردت عند اسم الراوي الّذي يتقدّم اسمه حسب الترتيب الألفبائي، واُحيل إلى تلك الأحاديث عند ذكر أسماء الرواة الآخرين.

8. تحاشينا تكرار الأحاديث المتشابهة تماماً، ولكنّنا اعتبرنا التكرار لازماً حيثما كان هناك تفاوت في ألفاظ الأحاديث أو أسانيدها.

9. الحديث الّذي لم تكن كلّ عباراته موضع اهتمامنا جرى تقطيعه، ووضعت نقاط بدل العبارات المحذوفة منه.

10. وردت الأحاديث الّتي لا سند لها في ختام كلّ باب تحت عنوان «ما ورد مرسلاً». وليس المراد من المرسل في هذا الكتاب, اصطلاحه الشائع؛ وإنّما المراد هو الأحاديث المجهولة الراوي عن الرسول صلّى الله عليه و آله.

11. حذف سند بعض الأحاديث إذا اشترك السند نفسه مع أحاديث اخرى؛ تجنّباً للتكرار، ووضع بدلاً منه عبارات مثل «بهذا السند» أو «بهذا الإسناد» أو «به». وعند نقلنا لمثل هذه الأحاديث بيّنا المشار إليه ب -«هذا»، ومرجع ضمير «به»، ونقلنا سنده من الأحاديث الاُخرى.

12. وردت في بعض المصادر اختزالات مثل «ثني» و«ثنا» و«قثني» و«قثنا»

ص:14

و«أنا», وقد أوردنا الكلمة الكاملة وهي «حدّثني» و«حدّثنا» و«قال حدّثني» و«قال حدّثنا» و«أخبرنا».

ابتداء من هذا المجلّد فصاعداً أدخلنا على هذا الكتاب بعض التغييرات الّتي نشير إليها كالآتي:

أ) عند الإحالة إلى المصادر؛ نذكر إضافة إلى رقم الجزء والصفحة؛ عناوين المباحث وأرقام الأحاديث الواردة.

ب) استبدلنا المصادر القديمة بما صدر منها محقّقاً، وأدرجنا الإحالة إلى المصادر الجديدة, حسب الطبقة المحقّقة.

ج) أدرجنا من أسماء المؤلّفين المعروفين بعدّة تسميات (سواء بالاسم أو الكنية أو اللقب) أشهرها وأكثرها دلالة.

ابتداء من المجلّد السادس وحتّى المجلّد العشرين مخصّصة لأمير المؤمنين عليه السلام، تحت عنوان فرعي وهو «ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام », وتتناول هذه المجلّدات تسليط الضوء على حياة أمير المؤمنين من ولادته وحتّى شهادته. ويعزى سبب التفصيل في هذا الجزء من الموسوعة إلى كثرة فضائل أمير المؤمنين. هذا إضافة إلى أنّنا لا نزعم بأنّنا قد عثرنا على كلّ ما نقل في الأخبار و الأحاديث من فضائله. وجدير بالذكر أنّ المباحث الّتي كان ينبغي أن تدرج في عدّة مواضع جعلناها في أنسب موضع، وأرجعنا في المواضع الاُخرى إليها.

ويكفي في هذا أن نذكر هنا قول من قال ما أقول في حقّ امرئ كتم أولياؤه فضائله خوفاً وكتم أعداؤه مناقبه حسداً، ثمّ ظهر من بين الكتمين ما ملأ الخافقين. ومع ذلك فإنّ ما ورد في فضله كثير ويفوق ما ورد في فضائل سائر الصحابة، حتّى أنّ الثعالبي النيسابوري قال:

فضائل علي يضرب بها المثل في الكثرة (1).

ص:15


1- (1) . عبد الملك الثعالبي النيسابوري، ثمار القلوب في المضاف والمنسوب، تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم (القاهرة، دار المعارف)، ص 87.

وقال الحاكم النيسابوري أيضاً:

لم يرد في حقّ أحد من الصحابة بالأحاديث الحسان ما ورد في حقّ علي. (1)

وبسبب كثرة فضائل أمير المؤمنين يجد المرء نفسه في حيرة عند الكلام حوله؛ مخافة الوقوع في الغلو أو التقصير؛ كما قال أبو إسحاق النظّام:

علي بن أبي طالب عليه السلام، محنة على المتكلّم إن وفّاه حقّه غلا وإن بخسه حقّه أساء. (2)

ولهذا السبب وقف البعض عنده ولم ينطقوا بشيء؛ لا بدافع الرغبة في كتمان ما يعرفونه من مناقبه وفضائله، ولكن بسبب كثرتها. ويمكن أن نشير كمثال على ذلك إلى ما قاله المتنبّي حين سئل: ما لك لم تمدح أميرالمؤمنين علي ؟ فأنشد ما يلي:

وتركت مدحي للوصيّ تعمّداً إذ كان نوراً مستطيلاً شاملاً

وإذا استقلّ الشيء قام بذاته وكذا ضياء الشمس يذهب باطلاً (3)

وهذه المقدّمة ليست لذكر فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، وإنّما نلوي من هنا عائدين إلى صلب الموضوع؛ وهو أنّ المجلّدات ابتداء من المجلّد السادس وحتّى المجلّد العشرين من هذا الكتاب مكرّسة كلّها لترجمة أمير المؤمنين عليه السلام، وجاءت حصيلة لجهود أقلّ من عشرة محقّقين, ندرج في ما يلي ترتيب هذه الأجزاء، وموضوعاتها، وأسماء المحقّقين الّذين ساهموا في إعدادها:

ص:16


1- (1) . محمّد عبد الرؤوف المناوي، فيض القدير شرح الجامع الصغير (الطبعة الثانية: بيروت، دار المعرفة، 1391)، ج4، ص 355. وقال الإمام أحمد بن حنبل أيضاً: «ما جاء في أحد من الفضائل ما جاء في علي» المصدر السابق، ج4، ص 355. [1] وراجع أيضاً: محمّد الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، تحقيق مصطفى عبدالقادر عطا (الطبعة الاُولى: بيروت، دار الكتب العلميّة، 1411)، ج3، ص 116.
2- (2) . محمّد بن الحسن الطوسي، الأمالي، [2] تحقيق مؤسّسة البعثة (الطبعة الاُولى: قم، دار الثقافة، 1414)، ص 588.
3- (3) . ديوان أبي الطيّب المتنبّي (قاهرة, دار الكتاب الإسلامي), ص 856.

المجلّدان السادس والسابع: حياته الشخصيّة, من إعداد محمّد جواد المحمودي و محمّدرضا جديدي نژاد و محمّد صحّتي سردرودي و السيّد حسن الفاطمي ومصطفى فضلي زاده.

المجلّد الثامن: مع النبي، من إعداد السيّد حسن الفاطمي ومصطفى فضلي زاده.

المجلّد التاسع: مع النبيّ والخلفاء، من إعداد محمّد جواد المحمودي والسيّد حسن الفاطمي.

المجلّد العاشر: أدلّة إمامته وخلافته عليه السلام، من إعداد محمّد جواد المحمودي ومصطفى فضلي زاده.

المجلّد الحادي عشر: ولايته عليه السلام، من إعداد محمّد جواد المحمودي ومصطفى فضلي زاده.

المجلّد الثاني عشر: خلافته وتولّيه عليه السلام الأمر والحوادث الّتي وقعت في أيّام خلافته، من إعداد محمّد رضا جديدي نژاد.

المجلّد الثالث عشر: عمّاله وولاته عليه السلام , من إعداد محمّد جواد المحمودي ومصطفى فضلي زاده.

المجلّدان الرابع عشر و الخامس عشر: أعماله وسيرته عليه السلام , من إعداد محمّد جواد المحمودي ومصطفى فضلي زاده.

المجلّد السادس عشر: قضاياه عليه السلام , من إعداد حسين تقي زاده.

المجلّدات السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون: فضائله ومناقبه, من إعداد محمّد كاظم المحمودي ومحمّد جواد المحمودي ومحمّد صحّتي سردرودي ومحمّدرضا جديدي نژاد والسيّد حسن الفاطمي ومصطفى فضلي زاده.

تكفّل بمهمّة تنقيح هذه المجلّدات الفاضلان: حسين تقي زاده، ومحمّد جواد المحمودي. واضطلع المحقّق الفاضل محمّد المرادي بمهمّة الإشراف العلمي على عمليّة التنقيح. وكذلك قد تكفّل بتنقيح أسناد الأحاديث وتعرّف المصادر الأصليّة وتخريجها وتصحيح الأغلاط الّتي وقعت في المصادر, المحقّق الفاضل محمّد كاظم المحمودي وأجال النظر فيه من أوّله إلى آخره. ورغم الجهود الحثيثة الّتي بذلت لإخراج هذا الكتاب بصياغة موحّدة

ص:17

ومتناسقة، غير أنّ هذه الغاية قد استصعبت بل وتعذّرت أحياناً. ولهذا نقول بملء الفم إنّ هذا الكتاب لا يخلو من نواقص، وأبرز هذه النواقص هو انعدام الانسجام والتناسق. ونحن نأمل من القرّاء من ذوي الدقّة في النظر أن يذكّرونا بما يلاحظونه من أخطاء وهفوات.

وفي ختام هذه المقدّمة, نرى لزاماً علينا أن نعرب عن شكرنا للزملاء المشاركين في إعداد هذه الموسوعة، ونعرّج في هذا السياق أيضاً على ذكر سماحة العلاّمة آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي تخليداً لذكراه، سائلين الله تعالى له علوّ الدرجات. فهذا العالم الجليل هو من وضع اللبنات الاُولى لهذا الكتاب، ووقف له بكلّ جدّ, ولم يضع قلمه من يده أبداً، بل وكرّس عمره الشريف وجعله وقفاً على نشر فضائل الأئمّة الطاهرين عليهم السلام.

كما ويجدر بي أن أتقدّم بالشكر لخلفه الصالح سماحة حجّة الإسلام والمسلمين الدكتور السيّد محمود المرعشي النجفي، المتولّي لشؤون مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، وأسال الله تبارك و تعالى أن يطيل عمره في عزّ وسعادة. والحمد لله أوّلاً وآخراً.

العبد

محمّد اسفندياري

ذو الحجّة الحرام 1429

ص:18

ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

و فيه فصول:

الفصل الأوّل:

اشارة

حياته عليه السلام الشخصيّة

وفيه أبواب:

ص:19

ص:20

الباب الأوّل: خلقته عليه السلام و فيه فروع:

الأوّل: أنّه عليه السلام و رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم خلقا من نور واحد

برواية:

1. أنس بن مالك ---6. سلمان الفارسي

2. جابر بن عبدالله---7. أبي سلمى

3. الحسين بن علي عليهما السلام ---8. عبدالله بن عبّاس

4. أبي ذرّ الغفاري---9. عبدالله بن عمر

5. أبي سعيد الخدري---10. أبي هريرة

1. أنس بن مالك

4872. أبوحاتم الرازي: حدّثنا محمّد بن عبدالله بن المثنّى، قال: حدّثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

خلقت وعلي بن أبي طالب من نور واحد يسبّح الله -عزّ وجلّ - في يمنة العرش قبل خلق الدنيا، ولقد سكن آدم الجنّة ونحن في صلبه، ولقد ركب نوح السفينة ونحن في صلبه، ولقد قذف إبراهيم في النار ونحن في صلبه، فلم يزل يقلّبنا الله -عزّ وجلّ - من أصلاب طاهرة إلى أرحام مطهّرة حتّى انتهى بنا إلى عبدالمطّلب، فجعل ذلك النور

ص:21

بنصفين، فجعلني في صلب عبدالله، وجعل عليّاً في صلب أبي طالب، وجعل فيّ النبوّة والرسالة، وجعل في علي الفروسيّة والفصاحة، واشتقّ لنا اسمين من أسمائه، فربّ العرش محمود وأنا محمّد، وهو الأعلى [و] هذا علي. (1)

2. جابر بن عبدالله

4873. ابن الخالة : حدّثنا أبوعبدالله محمّد بن علي ابن [اخت] مهدي السقطي الواسطي - إملاء -، قال: حدّثنا أحمد بن علي القواريري الواسطي، حدّثنا محمّد بن عبدالله بن ثابت، حدّثنا محمّد بن مصفّى، حدّثنا بقيّة بن الوليد، عن سويد بن عبدالعزيز، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبدالله، عن النبيّ صلّى الله عليه و آله , قال:

إنّ الله -عزّ وجلّ - أنزل قطعة من نور فأسكنها في صلب آدم، فساقها حتّى قسّمها جزءين: جزء في صلب عبدالله، وجزء في صلب أبي طالب، فأخرجني نبيّاً، وأخرج عليّاً وصيّاً. (2)

4874. أبوالعلاء الهمداني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل الفارسي، حدّثنا فاروق الخطّابي، حدّثنا الحجّاج بن المنهال، عن الحسن بن مروان بن عمران الغنوي، عن شاذان بن العلاء، حدّثنا عبدالعزيز بن عبدالصمد، عن مسلم بن خالد المكّي المعروف بالزنجي، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبدالله، قال:

سألت رسول الله صلّى الله عليه و آله عن ميلاد علي بن أبي طالب ؟ فقال: لقد سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح عليه السلام، إنّ الله -تبارك وتعالى- خلق عليّاً من نوري، وخلقني من نوره، وكلانا من نور واحد، ثمّ إنّ الله -عزّ وجلّ - نقلنا من صلب آدم عليه السلام في أصلاب طاهرة إلى أرحام زكيّة، فما نقلت من صلب إلاّ ونقل علي معي، فلم نزل كذلك حتّى

ص:22


1- (1) . عنه العاصمي بإسناده إليه في زين الفتى 133/1 (38). [1]
2- (2) . عنه ابن المغازلي في مناقب أهل البيت ص 159 - 160 (135).

استودعني خير رحم وهي آمنة، واستودع عليّاً خير رحم وهي فاطمة بنت أسد.... (1)

3. الحسين بن علي عليهما السلام

4875. ابن مردويه : حدّثنا إسحاق بن محمّد بن علي بن خالد، حدّثنا أحمد بن زكريّا بن طهمان، حدّثنا محمّد بن خالد الهاشمي، حدّثنا الحسن بن إسماعيل بن حمّاد، عن أبيه، عن زياد بن المنذر، عن محمّد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله :

كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عامّ ، فلمّا خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النور في صلبه، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتّى أقرّه في صلب عبدالمطّلب، ثمّ أخرجه من صلب عبدالمطّلب، فقسّمه قسمين: قسماً في صلب عبدالله، وقسماً في صلب أبي طالب، فعلي منّي، وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، فمن أحبّه فبحبّي أحبّه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه. (2)

4876. الحاكم : حدّثنا إسحاق بن محمّد بن علي بن خالد الهاشمي -بالكوفة-، قال: حدّثنا أحمد بن زكريّا بن طهمان، قال: حدّثنا محمّد بن خالد الهاشمي، قال: حدّثنا الحسن بن إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة، عن أبيه، عن زياد بن المنذر، عن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه- :

ص:23


1- (1) . عنه الكنجي بإسناده إليه في كفاية الطالب ص 405 - 406، الباب السابع، [1] في مولده عليه السلام، وابن طاووس أيضاً في اليقين ص 485 - 486، الباب 194، إلى قوله: «من نور واحد»، ولفظه: «آه آه! لقد سألت يا جابر عن خير مولود في... عليّاً نوراً من نوري، وخلقني نوراً من نوره...».
2- (2) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في المناقب ص 145 - 146 (170), [2] ومقتل الحسين 50/1، [3] آخر الفصل الرابع، في انموذج من فضائل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ومن طريقه الحمّويي في فرائد السمطين 42/1 (7)، [4] وفي الجميع: «أحمد بن زكريّا، حدّثنا ابن طهمان»، والمثبت هو الصحيح. و رواه الشهاب الإيجي في توضيح الدلائل ص 145 (412). وأورده الزرندي في نظم درر السمطين ص 79، القسم الثاني [5]من السمط الأوّل، في مناقب أميرالمؤمنين، [6] عن ابن عبّاس.

كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله -عزّ وجلّ - من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عامّ ، فلمّا خلق الله آدم نقل ذلك النور من صلبه، فلم يزل ينقله من صلب إلى صلب حتّى اقرّ [في] صلب عبدالمطّلب، فقسّمه قسمين، فصيّر قسمي في صلب عبدالله، وقسم علي في صلب أبي طالب، فعلي منّي، وأنا منه، لحمه من لحمي، ودمه من دمي، فمن أحبّه فبحبّي أحبّه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه. (1)

4. أبوذرّ الغفاري

4877. ابن المغازلي: أخبرنا أبوطالب محمّد بن أحمد بن عثمان، حدّثنا محمّد بن الحسن بن سليمان، حدّثنا عبدالله بن محمّد العكبري، حدّثنا عبدالله بن عتّاب الهروي، حدّثنا جابر بن سهل بن عمر بن حفص، حدّثنا أبي، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي ذرّ، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول:

كنت أنا وعلي نوراً عن يمين العرش يسبّح الله ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عامّ ، فلم أزل أنا وعلي في شيء واحد حتّى افترقنا في صلب عبدالمطّلب. (2)

4878. ابن الجوزي: روى جعفر بن أحمد بن علي بن بيان، عن محمّد بن عمر الطائي، عن أبيه، [عن] سفيان، عن داوود بن أبي هند، عن الوليد بن عبدالرحمان، عن نمير الحضرمي، عن أبي ذرّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

خلقت أنا وعلي من نور، وكنّا عن يمين العرش قبل أن يخلق الله آدم بألفي عامّ ، ثمّ خلق الله آدم فانقلبنا في أصلاب الرجال، ثمّ جعلنا في صلب عبدالمطّلب، ثمّ شقّ أسماءنا من اسمه، فالله محمود وأنا محمّد، والله الأعلى وعلي عليّاً. (3)

ص:24


1- (1) . عنه العاصمي بإسناده إليه في زين الفتى 130/1 (34)، [1] ومختصراً في 168/2 (404).
2- (2) . مناقب أهل البيت ص 159 (134).
3- (3) . الموضوعات340/1، باب في فضائل علي عليه السلام، الحديث الأوّل، و رواه باختصار سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ 322/1، الباب الثاني، [2] فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام.

5. أبوسعيد الخدري

4879. السلامي: أخبرنا أبونصر بن علي، حدّثنا أبوالحسن علي بن محمّد المؤدّب، حدّثنا أبوالحسن الفارسي، حدّثنا أحمد بن سلمة النمري، حدّثنا أبوالفرج غلام فرج الواسطي، حدّثنا الحسن بن علي، عن مالك، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد - في حديث - قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد. (1)

6. سلمان الفارسي

4880. القطيعي: حدّثنا الحسن، وقال: حدّثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدّثنا الفضيل بن عياض، قال: حدّثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان، عن سلمان، قال:

سمعت حبيبي رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله -عزّ وجلّ - قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عامّ ، فلمّا خلق الله آدم قسّم ذلك النور جزءين؛ فجزء أنا وجزء علي عليه السلام. (2)

4881. ابن الخالة : أخبرنا أبوالحسن علي بن منصور الحلبي الأخباري، أخبرنا علي بن محمّد العدوي الشمشاطي، حدّثنا الحسن بن علي بن زكريّا، حدّثنا أحمد بن المقدام العجلي، حدّثنا الفضيل بن عياض، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان، عن سلمان، قال:

سمعت حبيبي محمّداً صلّى الله عليه و آله يقول: كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله -عزّ وجلّ - يسبّح الله ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق الله آدم بألف عامّ ، فلمّا خلق الله آدم ركّب ذلك

ص:25


1- (1) . عنه الكنجي بإسناده إليه في كفاية الطالب ص 315 - 316، الباب السابع والثمانون، [1] في أنّ عليّاً عليه السلام خلق من نور النبيّ صلّى الله عليه و آله.
2- (2) . فضائل الصحابة لأحمد 662/2 (1130). [2]

النور في صلبه، فلم يزل في شيء واحد حتّى افترقنا في صلب عبدالمطّلب، ففيّ النبوّة، وفي علي الخلافة. (1)

4882. عبدوس : حدّثنا أبوالحسن علي بن عبدالله، حدّثنا أبوعلي محمّد بن أحمد العطشي، حدّثنا أبوسعيد [علي بن محمّد] العدوي، حدّثني الحسن بن علي، حدّثنا أحمد بن المقدام العجلي أبوالأشعث، حدّثنا الفضيل بن عياض، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان، عن سلمان، قال:

سمعت حبيبي المصطفى محمّداً صلّى الله عليه و آله يقول: كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله -عزّ وجلّ - مطبقاً، يسبّح الله ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عامّ ، فلمّا خلق الله تعالى آدم ركّب ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شيء واحد، حتّى افترقنا في صلب عبدالمطّلب، فجزء أنا وجزء علي. (2)

4883. ابن عساكر : أخبرنا أبوغالب بن البنّاء، أنبأنا أبومحمّد الجوهري، أنبأنا أبوعلي محمّد بن أحمد بن يحيى العطشي، حدّثنا أبوسعيد العدوي الحسن بن علي، أنبأنا أحمد بن المقدام العجلي أبوالأشعث، أنبأنا الفضيل بن عياض، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان، عن سلمان، قال:

سمعت حبيبي رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله مطيعاً، يسبّح الله ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عامّ ، فلمّا خلق الله آدم ركّز ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شيء واحد حتّى افترقنا في صلب عبدالمطّلب، فجزء أنا وجزء علي. (3)

ص:26


1- (1) . عنه ابن المغازلي في مناقب أهل البيت ص 158 - 159 (133).
2- (2) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في المناقب ص 145 (169). و رواه الديلمي في الفردوس 283/3 (4851) وفيه: «معلّقاً» بدل «مطبقاً»، وفي رواية ابن عساكر التالية: «مطيعاً».
3- (3) . تاريخ مدينة دمشق 67/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).

4884. ابن أبي اُسامة : حدّثنا داوود بن المحبّر بن قحذم، قال: أنبأنا قيس بن الربيع، عن عبادة بن كثير، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور الله عن يمين العرش، نسبّح الله ونقدّسه من قبل أن يخلق الله -عزّ وجلّ - آدم بأربعة عشر ألف سنة، فلمّا خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات، ثمّ نقلنا إلى صلب عبدالمطّلب وقسّمنا نصفين، فجعل نصف في صلب أبي عبدالله، وجعل نصف في صلب عمّي أبي طالب، فخلقت من ذلك النصف، وخلق علي من النصف الآخر، واشتقّ الله تعالى لنا من أسمائه أسماء، فالله -عزّ وجلّ - محمود وأنا محمّد، والله الأعلى وأخي علي، والله الفاطر وابنتي فاطمة، والله محسن وابناي الحسن والحسين، وكان اسمي في الرسالة والنبوّة، وكان اسمه في الخلافة والشجاعة، وأنا رسول الله، وعلي وليّ الله. (1)

4885. الديلمي: [عن] سلمان، [عن النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم ]:

خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بأربعة آلاف عامّ ، فلمّا خلق الله آدم ركّب ذلك النور في صلبه، فلم يزل في شيء واحد حتّى افترقا في صلب عبدالمطّلب، ففيّ النبوّة، وفي علي الخلافة. (2)

7. أبوسلمى

4886. الزينبي: عن الإمام محمّد بن أحمد بن علي بن شاذان (3)، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبيدالله الحافظ ، حدّثني علي بن سنان الموصلي، عن أحمد بن محمّد، [عن محمّد] بن صالح، عن سليمان بن أحمد، عن الريّان بن مسلم، عن عبدالرحمان بن يزيد بن جابر، عن سلامة، عن أبي سلمى -راعي إبل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم - قال:

ص:27


1- (1) . عنه الحمّويي بإسناده إليه في فرائد السمطين 41/1 (5). [1]
2- (2) . الفردوس 191/2 (2952).
3- (3) . مئة منقبة ص 37 - 40 , المنقبة السابعة عشر.

سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: ليلة اسري بي إلى السماء قال لي الجليل - جلّ وعلا - :

( آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ) (1)قلت:( وَ الْمُؤْمِنُونَ )، قال: صدقت يا محمّد، من خلّفت في امّتك ؟ قلت: خيرها.

قال: علي بن أبي طالب ؟ قلت: نعم يا ربّ .

قال: يا محمّد، إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة فاخترتك منها، فشققت لك اسماً من أسمائي، فلا اذكر في موضع إلاّ ذكرت معي، فأنا المحمود وأنت محمّد، ثمّ اطّلعت الثانية فاخترت عليّاً، وشققت له اسماً من أسمائي، فأنا الأعلى وهو علي.

يا محمّد، إنّي خلقتك وخلقت عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ولده من سنخ نور من نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات وأهل الأرض؛ فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين.... (2)

8. عبدالله بن عبّاس

4887. الحسن بن عرفة : أنبأنا علي بن قدامة، عن مسيرة بن عبدالله، عن عبدالكريم الجزري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول لعلي -صلوات الله عليه- : خلقت أنا وأنت من نور الله تعالى. (3)

4888. الخطيب : أنبأنا علي بن محمّد بن عبدالله المعدّل، أنبأنا أبوعلي الحسين بن صفوان البرذعي، حدّثنا محمّد بن سهل العطّار، حدّثني أبوذكوان، حدّثنا حرب بن بيان الضرير - من أهل قيساريّة -، حدّثني أحمد بن عمرو، حدّثنا أحمد بن عبدالله، عن عبيدالله بن عمرو،

ص:28


1- (1) . البقرة/285. [1]
2- (2) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في مقتل الحسين عليه السلام 95/1 - 96، الفصل السادس، [2] في فضائل الحسن والحسين عليهما السلام، ومن طريقه الحمّويي في فرائد السمطين 19/2 - 20 (571)، [3] وما بين المعقوفين منه.
3- (3) . عنه الحمّويي بإسناده إليه في فرائد السمطين 39/1 - 40 (4). [4]

عن عبدالكريم الجزري، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: قال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم :

خلق الله قضيباً من نور قبل أن يخلق الله الدنيا بأربعين ألف عامّ ، فجعله أمام العرش حتّى كان أوّل مبعثي فشقّ منه نصفاً فخلق منه نبيّكم، والنصف الآخر علي بن أبي طالب. (1)

9. عبدالله بن عمر

4889. الطبري: حدّثني محمّد بن حميد الرازي، حدّثنا العلاء بن الحسن الهمداني، حدّثنا أبومخنف لوط بن يحيى الأزدي، عن عبدالله بن عمر، قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله، وسئل بأيّ لغة خاطبك ربّك ليلة المعراج ؟فقال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب، فألهمني أن قلت: يا ربّ ، خاطبتني أنت أم علي!؟ فقال: يا أحمد، أنا شيء ليس كالأشياء، لا اقاس بالناس، ولا اوصف بالشبهات، خلقتك من نوري، وخلقت عليّاً من نورك، فاطّلعت على سرائر قلبك فلم أجد في قلبك أحبّ إليك من علي بن أبي طالب خاطبتك بلسانه كيما يطمئنّ قلبك. (2)

10. أبوهريرة

4890. عبدالقادر الجيلي: أنبأنا أبوالبركات هبة الله بن موسى الثقفي، قال: أنبأنا القاضي أبوالمظفّر هنّاد بن إبراهيم النسفي، قال: أنبأنا الحسن بن محمّد بن موسى - بتكريت -، قال: أنبأنا محمّد بن فرحان، قال: أنبأنا محمّد بن يزيد القاضي، قال: حدّثنا قتيبة، قال: حدّثنا الليث بن سعد، عن العلاء بن عبدالرحمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

لمّا خلق الله تعالى آدم أبوالبشر ونفخ فيه من روحه التفت آدم يمنة العرش فإذا في

ص:29


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 67/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
2- (2) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في المناقب ص 78 (61), ومقتل الحسين 42/1، الفصل الرابع، [2] في انموذج من فضائل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

النور خمسة أشباح سجّداً وركّعاً، قال آدم: يا ربّ ، هل خلقت أحداً من طين قبلي ؟ قال: لا يا آدم.

قال: فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الّذين أراهم في هيئتي وصورتي ؟ قال: هؤلاء خمسة من ولدك، لولاهم ما خلقتك، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنّة، ولا النار، ولا العرش، ولا الكرسي، ولا السماء، ولا الأرض، ولا الملائكة، ولا الإنس، ولا الجنّ ، فأنا المحمود وهذا محمّد، وأنا العالي وهذا علي، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا الإحسان وهذا الحسن، وأنا المحسن وهذا الحسين.

آليت بعزّتي أنّه لا يأتيني أحد بمثقال ذرّة من خردل من بغض أحدهم إلاّ أدخلته ناري ولا ابالي.

يا آدم، هؤلاء صفوتي من خلقي، بهم أنجيهم وبهم أهلكهم، فإذا كان لك إليّ حاجة فبهؤلاء توسّل.

فقال النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم : نحن سفينة النجاة، من تعلّق بها نجا، ومن حاد عنها هلك، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت. (1)

الثاني: أنّه عليه السلام و رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم خلقا من طينة واحدة

برواية:

1. أنس بن مالك---3. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

2. بريدة الأسلمي---4. أبي هريرة

1. أنس بن مالك

4891. أبوحاتم الرازي: حدّثنا محمّد بن عبدالله بن المثنّى بن عبدالله بن أنس بن مالك الأنصاري، قال: حدّثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك، عن النبيّ صلّى الله عليه و سلّم , قال:

ص:30


1- (1) . عنه الحمّويي بإسناده إليه في فرائد السمطين 36/1 - 37 (1). [1]

كلّ مولود يولد على الفطرة، فهو في سرية من التربة الّتي خلق منها، وأنا وعلي بن أبي طالب خلقنا من تربة واحدة. (1)

2. بريدة الأسلمي

4892. الطبراني: حدّثنا محمّد بن عبدالرحمان بن منصور الحارثي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا حسين الأشقر، قال: حدّثنا زيد بن أبي الحسن، قال: حدّثنا أبوعامر المرّي، عن أبي إسحاق، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عليّاً أميراً على اليمن... وقال: ما بال أقوام ينتقصون عليّاً، من ينتقص عليّاً فقد تنقّصني، ومن فارق عليّاً فقد فارقني، إنّ عليّاً منّي، وأنا منه، خلق من طينتي، وخلقت من طينة إبراهيم.... (2)

3. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

4893. الخطيب : أخبرني أبوالقاسم علي بن الحسن بن محمّد بن أبي عثمان الدقّاق، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، حدّثنا أبوإسحاق إبراهيم بن الحسين بن داوود القطّان -سنة إحدى عشرة وثلاثمئة-، حدّثنا محمّد بن خلف المروزي، حدّثنا موسى بن إبراهيم المروزي، حدّثنا موسى بن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

خلقت أنا وهارون بن عمران ويحيى بن زكريّا وعلي بن أبي طالب من طينة واحدة. (3)

ص:31


1- (1) . عنه العاصمي بإسناده إليه في زين الفتى 132/1 - 133 (37). [1]
2- (2) . المعجم الأوسط 49/7 - 50 (6081).
3- (3) . تاريخ بغداد 56/6، ترجمة إبراهيم بن الحسين القطّان ( [2]3088)، وعنه ابن الجوزي في الموضوعات 339/1، باب في فضائل علي عليه السلام، الحديث الأوّل، وابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 63/42 - 64، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]4933).

4. أبوهريرة

4894. أبونعيم : أنبأنا عمر بن أحمد، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يزيد الزعفراني، حدّثنا أبويوسف يعقوب بن دينار -وكتبه عنّي عثمان بن أبي شيبة-، حدّثنا منبّه بن عثمان، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، سمعت يحيى بن عبيدالله يحدّث عن أبيه، سمعت أباهريرة قال:

لمّا اسري بالنبيّ صلّى الله عليه و سلّم ثمّ هبط إلى الأرض مضى لذلك زمان، ثمّ إنّ فاطمة أتت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقالت: بأبي [أنت] و امّي يا رسول الله، ما الّذي رأيت لي ؟ فقال: يا فاطمة، أنت خير نساء البريّة، و سيّدة نساء أهل الجنّة.

قالت: يا أبت، فما لعلي ؟ قال: رجل من أهل الجنّة.

قالت: يا أبت، فما للحسن و الحسين ؟ فقال: سيّدا شباب أهل الجنّة.

ثمّ إنّ عليّاً أتى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقال: ما الّذي رأيت لي ؟ فقال: أنا و أنت و حسن و حسين في قبّة من درّ أساسها من رحمة الله، و أطرافها من نور الله، و هي تحت عرش الله، [كأنّي بك] -يا ابن أبي طالب- و بينك و بين كرامة الله تسمع صوتاً وهينمة (1)قد ألجم الناس العرق، وعلى رأسك تاج من نور قد أضاء منه المحشر، ترفل في حلّتين: [حلّة] خضراء، و حلّة و رديّة، خلقت و خلقتم من طينة واحدة. (2)

الثالث: أنّه عليه السلام و رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم خلقا من شجرة واحدة

برواية:

1. أبي اُمامة الباهلي---3. جابر بن عبدالله

2. أنس بن مالك---4. أبي سعيد الخدري

5. عبدالله بن عبّاس---7. علي بن أبي طالب عليه السلام

ص:32


1- (1) . هذا هو الصحيح، والهينمة: الصوت الخفي. وفي ذيل اللئالي: «هيتمة»، وفي فرائد السمطين: « [1]هيمنة»، وكلاهما تصحيف.
2- (2) . فضائل الصحابة، كما عنه السيوطي في ذيل اللئالي ص 62، كتاب المناقب, والحمّويي في فرائد السمطين 47/1 - 48 (12)، [2] وما بين المعقوفات منه.

6. عبدالله بن عمر---8. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

1. أبواُمامة الباهلي

4895. الطبراني: حدّثنا الحسين بن إدريس الجريري التستري، أنبأنا أبوعثمان طالوت بن عبّاد البصري الصيرفي، حدّثنا فضّال بن جبير، حدّثنا أبواُمامة الباهلي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

خلق الله الأنبياء من أشجار شتّى، وخلقني وعليّاً من شجرة واحدة، فأنا أصلها، وعلي فرعها، وفاطمة لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ هوى، ولو أنّ عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عامّ ، ثمّ ألف عامّ ، ثمّ ألف عامّ ، ثمّ لم يدرك محبّتنا إلاّ أكبّه الله على منخريه في النار.

ثمّ تلا: ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (1). (2)

4896. ابن شاهين : أخبرنا أبوالحسن ثمل بن عبدالله بن علي الصوفي، قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهيم بن الحسين التستري، قال: حدّثنا الحسين بن إدريس الجريري، قال: حدّثنا أبوعثمان الجحدري، عن فضّال بن جبير، عن أبي اُمامة الباهلي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم :

إنّ الله خلق الأنبياء من شجر شتّى، و خلقني و عليّاً من شجرة واحدة، فأنا أصلها،

ص:33


1- (1) . الشورى/23. [1]
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 65/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933)، والكنجي في كفاية الطالب ص 317، الباب السابع والثمانون، [3] في أنّ عليّاً عليه السلام خلق من نور النبيّ صلّى الله عليه و آله، ثمّ قال الكنجي: قلت: هذا حديث حسن عال رواه الطبراني في معجمه كما أخرجناه سواء، و رواه محدّث الشام في كتابه بطرق شتّى. و رواه الذهبي في ميزان الاعتدال 420/5، ترجمة فضّال بن جبير (6711), عن الطبراني.

و علي فرعها، والحسن والحسين ثمارها، وأشياعنا أوراقها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ هوى، ولو أنّ عابداً عبد الله ألف عامّ ، ثمّ ألف عامّ ، ثمّ ألف عامّ ، ثمّ لم يدرك محبّتنا أهل البيت أكبّه الله على منخريه في النار.

ثمّ تلا: ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ). (1)

4897. الحسكاني: حدّثني أبوبكر اليزدي، أخبرنا أبوبكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الصدقي المروزي - قدم حاجّاً - أنّ أباالحسن ثمل بن عبدالله الطرسوسي حدّثهم ببخارا، [قال:] أخبرنا أبوإسحاق إبراهيم بن الحسن - بجنديسابور -، حدّثنا الحسين بن إدريس التستري، حدّثنا أبوعثمان الجحدري طالوت بن عبّاد، عن فضّال بن جبير، عن أبي اُمامة الباهلي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم :

إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شتّى، وخلقت [أنا] وعلي من شجرة واحدة، فأنا أصلها،

ص:34


1- (1) . عنه الحسكاني بإسناده إليه في شواهد التنزيل 642/1 - 643 (592). [1]

و علي فرعها، والحسن والحسين ثمارها، وأشياعنا أوراقها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ هوى، ولو أنّ عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عامّ ، ثمّ ألف عامّ ، ثمّ ألف عامّ ، حتّى يصير كالشنّ البالي، ثمّ لم يدرك محبّتنا أكبّه الله على منخريه في النار.

ثمّ تلا: ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ). (1)

4898. الكتّاني: حدّثنا أبونصر بن الجبّان المرّي، حدّثنا أبوالحسن علي بن الحسن الطرسوسي، حدّثنا أبوالفضل العبّاس بن أحمد الخواتيمي - بطرسوس -، حدّثنا الحسين بن إدريس التستري، حدّثنا أبوعثمان الجحدري، حدّثنا طالوت بن عبّاد، عن فضالة بن جبير، عن أبي اُمامة الباهلي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شتّى، وخلقني وعليّاً من شجرة واحدة، فأنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمارها، وأشياعنا أوراقها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ هوى، ولو أنّ عبداً عبد الله - عزّ وجلّ - بين الصفا والمروة ألف عامّ ، ثمّ ألف عامّ ، ثمّ ألف عامّ ، ولم يدرك محبّتنا لأكبّه الله على منخريه في النار.

ثمّ تلا: ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ). (2)

2. أنس بن مالك

4899. أبوحاتم الرازي: حدّثنا محمّد بن عبدالله بن المثنّى الأنصاري، قال: حدّثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك، عن النبيّ - صلّى الله عليه - أنّه قال:

أنا شجرة الهدى، وعلي أغصانها، وفاطمة فروعها، والحسن والحسين ثمرتها، فمن أبغضهم فلا يستظلّ بظلّ لوائي يوم القيامة. (3)

3. جابر بن عبدالله

4900. الحاكم : أخبرني الحسين بن علي التميمي، حدّثنا أبوالعبّاس أحمد بن محمّد، حدّثنا هارون بن حاتم، أنبأ عبدالرحمان بن أبي حمّاد، حدّثني إسحاق بن يوسف [العطّار أبوحمزة بن الربيع]، عن عبدالله بن محمّد بن عقيل، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول لعلي: يا علي، الناس من شجر شتّى، وأنا وأنت من شجرة واحدة.

ثمّ قرأ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : ( وَ جَنّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ ) (4). (5)

ص:35


1- (1) . شواهد التنزيل 243/2 - 244 (844). [1]
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 335/41، ترجمة علي بن [2]الحسن بن القاسم الطرسوسي (4851) و66/42، ترجمة علي بن أبي طالب (4933). [3]
3- (3) . عنه العاصمي بإسناده إليه في زين الفتى 278/2 (485). [4]
4- (4) . الرعد/4. [5]
5- (5) . المستدرك 241/2 (2949). [6] ومثله مرسلاً في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 283/9، [7]ذيل الآية 4 من سورة الرعد، [8] والدرّ المنثور للسيوطي 85/4، [9]ذيل الآية 4 من سورة الرعد، [10] عن ابن مردويه، وتوضيح الدلائل للشهاب الإيجي ص 179 (507).

4901. الحسكاني: أخبرنا الحسين بن محمّد الجبلي، قال: أخبرنا الحسين بن محمّد بن حبش المقرئ، قال: حدّثنا الحسن بن أحمد بن الليث، قال: حدّثنا هارون بن حاتم... مثل رواية الحاكم سنداً ومتناً. (1)

4902. ابن عساكر : أخبرنا أبومحمّد بن الأكفاني - قراءة -، أنبأنا أبونصر الحسين بن محمّد بن أحمد بن طلاّب، أنبأنا أبوبكر بن أبي الحديد، حدّثنا عبدالله بن أحمد بن ربيعة الربعي، حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدّثنا هارون بن حاتم المقرئ، حدّثنا حمّاد بن أبي حمّاد، عن إسحاق العطّار - وهو أبوحمزة بن الربيع -، عن عبدالله بن محمّد بن عقيل، عن جابر بن عبدالله، قال:

سمعت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم يقول لعلي: الناس من شجر شتّى، وأنا وأنت من شجرة واحدة.

ثمّ قرأ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : ( وَ جَنّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ ). (2)

4903. أبونعيم : حدّثنا أبوبكر الطلحي، قال: حدّثنا عبدالله بن يونس السمناني.

وحدّثنا مخلّد بن جعفر، قال: حدّثنا محمّد بن جرير بن يزيد.

قالا: حدّثنا هارون بن حاتم، قال: حدّثنا عبدالرحمان بن أبي حمّاد، عن إسحاق العطّار، عن عبدالله بن محمّد بن عقيل، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، قال:

سمعت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم يقول لعلي عليه السلام : الناس من شجر شتّى، وأنا وأنت من شجرة واحدة.

ثمّ قرأ: ( وَ جَنّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ ). (3)

ص:36


1- (1) . شواهد التنزيل 443/1 - 444 (395). [1]
2- (2) . تاريخ مدينة دمشق 64/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933).
3- (3) . ما نزل من القرآن في أميرالمؤمنين علي عليه السلام، كما عنه ابن البطريق في خصائص الوحي المبين ص 248 (190). [3]

4904. السبيعي: أنبأنا علي بن العبّاس المقانعي، نبّأ هارون بن حاتم، نبّأ عبدالرحمان بن أبي أحمد، عن إسحاق العطّار، عن عبدالله بن محمّد بن عقيل، عن جابر، قال:

سمعت النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول لعلي - كرّم الله وجهه - : الناس من شجر شتّى، وأنا وأنت من شجرة واحدة.

ثمّ قرأ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : ( وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ ) حتّى بلغ ( يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ ). (1)

4905. أبونعيم : حدّثنا محمّد بن أحمد بن علي بن مخلّد، قال: حدّثنا محمّد بن يوسف بن الطباع، قال: حدّثنا أبونعيم، قال: حدّثنا عبيدالله بن موسى، قال: حدّثنا محمّد بن علي السلمي، عن عبدالله بن محمّد بن عقيل، [عن جابر بن عبدالله]، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لعلي عليه السلام :

يا علي، إنّ الناس من شجر شتّى، وأنا وأنت من شجرة واحدة. (2)

4906. أبومحمّد البغوي: حدّثنا [محمّد بن أحمد] بن أبي العوّام، حدّثنا أبي، حدّثني عمرو بن عبدالغفّار، حدّثنا محمّد بن علي السلمي، عن عبدالله بن محمّد بن عقيل، عن جابر بن عبدالله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

الناس من شجر شتّى، وأنا وعلي بن أبي طالب من شجرة واحدة. (3)

ص:37


1- (1) . عنه الثعلبي بإسناده إليه في الكشف والبيان 270/5، [1]ذيل الآية 4 من سورة الرعد، [2] ومن طريقه الحمّويي في فرائد السمطين 52/1 (17). [3] ولا يخفى أنّ إسناده إلى عبدالله بن محمّد بن عقيل غير موجود في المطبوعة من تفسير الثعلبي، وإنّما أخذناه من مخطوطة إسكوريال بمادريد ق70 - 71، وهذا الإسناد بعينه موجود في فرائد السمطين أيضاً.
2- (2) . ما نزل من القرآن في أميرالمؤمنين علي عليه السلام، كما عنه ابن البطريق في خصائص الوحي المبين ص 249 (191). [4]
3- (3) . عنه الخطيب بإسناده إليه في موضح الأوهام 48/1 - 49، الوهم الحادي عشر، وابن مردويه عن جدّه عنه كما في المناقب للخوارزمي ص 143 (165), بلفظ : «أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار شتّى».

4907. الطبراني: حدّثنا علي [بن سعيد]، قال: حدّثنا محمّد بن علي بن خلف العطّار الكوفي، قال: حدّثنا عمرو بن عبدالغفّار، قال: حدّثنا محمّد بن علي السلمي، عن عبدالله بن محمّد بن عقيل، عن جابر بن عبدالله، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول:

الناس من شجر شتّى، وأنا وعلي من شجرة واحدة. (1)

4908. القوّاس : حدّثني أبوبكر أحمد بن إبراهيم الطوابيقي - إملاء من لفظه سنة سبع وعشرين وثلاثمئة -، قال: أنبأنا أحمد بن زنجويه بن موسى، قال: أنبأنا عثمان بن عبدالله العثماني، قال: أنبأنا عبدالله بن لهيعة، عن أبي الزبير المكّي [محمّد بن مسلم بن تدرس]، قال: سمعت جابر بن عبدالله يقول:

كان رسول الله صلّى الله عليه و آله بعرفات وعلي عليه السلام تجاهه، فأومأ إليّ وإلى علي عليه السلام فأتينا[ه، ف]-قال: ادن منّي يا علي، فدنا علي منه، فقال: اطرح خمسك في خمسي - يعني كفّك في كفّي -، يا علي، أنا وأنت من شجرة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها أدخله الله تعالى الجنّة.

يا علي، لو أنّ امّتي صاموا حتّى يكونوا كالحنايا، وصلّوا حتّى يكونوا كالأوتار، ثمّ أبغضوك لأكبّهم الله تعالى في النار. (2)

4909. ابن المغازلي: أخبرنا أحمد بن المظفّر العطّار، أخبرنا عبدالله بن محمّد الملقّب بابن السقّاء الحافظ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن زنجويه المخزومي - ببغداد -، حدّثنا عثمان بن عبدالله العثماني، حدّثنا [عبدالله] بن لهيعة، عن أبي الزبير، قال: سمعت جابر بن عبدالله يقول:

كان رسول الله صلّى الله عليه و آله بعرفات وعلي تجاهه، فأومأ [إليّ و] إلى علي، فأقبلنا نحوه وهو يقول: ادن منّي يا علي. فدنا منه فقال: ضع خمسك في خمسي. فجعل كفّه في كفّه، فقال: يا علي، خلقت أنا وأنت من شجرة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين

ص:38


1- (1) . المعجم الأوسط 89/5 (4162).
2- (2) . عنه الحمّويي بإسنادين إليه في فرائد السمطين 51/1 (16). [1]

أغصانها، فمن تعلّق بغصن منها أدخله الله الجنّة.

يا علي، لو أنّ امّتي صاموا حتّى يكونوا كالحنايا، وصلّوا حتّى يكونوا كالأوتار، و[أ]بغضوك لأكبّهم الله في النار. (1)

4910. ابن عساكر : أخبرنا أبويعلى حمزة بن أحمد بن فارس بن كروس، أنبأنا أبوالبركات أحمد بن عبدالله بن علي المقرئ، أنبأنا أبوطالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه الزهري، أنبأنا أبوبكر محمّد بن غريب البزّاز، أنبأنا أبوالعبّاس أحمد بن موسى بن زنجويه القطّان، حدّثنا عثمان بن عبدالله بن عمرو بن عثمان، حدّثنا عبدالله بن لهيعة، عن أبي الزبير المكّي، قال: سمعت جابر بن عبدالله يقول:

كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بعرفات وعلي تجاهه، فأومأ إليّ وإلى علي، فأتينا النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وهو يقول: ادن يا علي، فدنا منه علي، فقال: ضع خمسك في خمسي - يعني كفّك في كفّي -، يا علي، خلقت أنا وأنت من شجرة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلّق بغصن منها دخل الجنّة.

يا علي، لو أنّ امّتي صاموا حتّى يكونوا كالحنايا، وصلّوا حتّى يكونوا كالأوتار، ثمّ أبغضوك لأكبّهم الله في النار. (2)

4911. ابن المغازلي: أخبرنا أبونصر أحمد بن موسى بن عبدالوهّاب بن عبدالله الطحّان - إجازة -، عن أبي الفرج أحمد بن علي الخيوطي القاضي، حدّثنا عبدالحميد [بن موسى]، حدّثنا عبدالله بن محمّد بن ناجية، أخبرنا عثمان بن عبدالله القرشي - بالبصرة -، حدّثنا عبدالله بن لهيعة، عن أبي الزبير - واسمه محمّد بن مسلم بن تدرس -، عن جابر بن عبدالله، قال:

ص:39


1- (1) . مناقب أهل البيت ص 356 - 357 (345).
2- (2) . تاريخ مدينة دمشق 66/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933)، وعنه الكنجي بإسناده إليه في كفاية الطالب ص 317 - 318، الباب السابع والثمانون، [2] في أنّ عليّاً عليه السلام خلق من نور النبيّ صلّى الله عليه و آله.

بينما رسول الله - صلّى الله عليه - ذات يوم بعرفات وعلي تجاهه، إذ قال له رسول الله - صلّى الله عليه - : ادن منّي يا علي، ضع خمسك في خمسي، يا علي، خلقت أنا وأنت من شجرة (1)، فأنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلّق بغصن منها أدخله الله الجنّة. (2)

4912. ابن عدي: حدّثنا يحيى بن محمّد البختري الحنّائي وعلي بن إسحاق بن زاطيا، قالا: حدّثنا عثمان بن عبدالله الشامي، أخبرنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر:

أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم كان بعرفة وعلي تجاهه فقال: يا علي، ادن منّي، ضع خمسك في خمسي، يا علي، خلقت أنا وأنت من شجرة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، من تعلّق بغصن منها أدخله الله الجنّة.

زاد ابن زاطيا: يا علي، لو أنّ امّتي صاموا حتّى يكونوا كالأوتار، ثمّ أبغضوك لأكبّهم الله - عزّ وجلّ - على وجوههم في النار. (3)

4913. الحسكاني: أخبرنا علي بن أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن عبيدالله، قال: حدّثني يحيى بن [محمّد] البختري.

وأخبرنا أبونصر المفسّر، قال: حدّثنا أبوعمرو بن مطر - إملاء، سنة تسع وأربعين وثلاثمئة -، قال: حدّثنا أبوزكريّا يحيى بن محمّد البختري - ببغداد -، حدّثني عثمان بن عبدالله القرشي، أخبرني عبدالله بن لهيعة، أخبرنا أبوالزبير، عن جابر:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان بعرفات وعلي تجاهه، فقال: يا علي، ادن منّي، [و]ضع خمسك

ص:40


1- (1) . ما أثبتناه هو الظاهر الموافق لسائر المصادر، وفي الأصل هكذا: «ادن منّي يا علي، خلقت أنا وأنت من شجرة، صنع جسمك من جسمي، خلقت أنا وأنت من شجرة».
2- (2) . مناقب أهل البيت ص 160 - 161 (136).
3- (3) . الكامل 178/5، ترجمة عثمان بن عبدالله بن عمرو (1336)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 64/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933)، والذهبي في ميزان الاعتدال 54/5، ترجمة عثمان بن عبدالله (5529)، وابن حجر في لسان الميزان 613/4 , نفس الترجمة (5576).

في خمسي، يا علي، خلقت أنا وأنت من شجرة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، يا علي، من تعلّق بغصن منها أدخله الله الجنّة.

[هذا] لفظ المفسّر، والمعنى واحد. (1)

4914. أبونعيم : حدّثنا محمّد بن أحمد [بن الحسن]، حدّثنا يحيى بن محمّد الجناني [البختري]، حدّثنا عثمان بن عبدالله القرشي، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لعلي:

يا علي، ادن منّي وضع خمسك في خمسي - يعني كفّك في كفّي -، يا علي، خلقت أنا وأنت من شجرة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلّق بغصن منها أدخله الله الجنّة. (2)

4915. ابن مردويه : عن جابر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول:

يا علي، الناس من شجر شتّى، وأنا وأنت يا علي من شجرة واحدة.

ثمّ قرأ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : ( وَ جَنّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ ). (3)

4916. الملاّ : عن جابر رضي الله عنه , قال:

كان النبيّ صلّى الله عليه و سلّم بعرفات وأنا وعلي عنده، فأومأ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم إلى علي وقال: يا علي، ضع

ص:41


1- (1) . شواهد التنزيل 446/1 - 447 (397). [1]
2- (2) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في مقتل الحسين 108/1، الفصل السادس، [2] في فضائل الحسن والحسين -عليهما السلام والرضوان -. والحديث تجده في الفردوس للديلمي 331/5 (8345)، وما بين المعقوفين عن زهر الفردوس لابن حجر 307/4، كما في هامش الفردوس، ولم يرد فيه قوله: «يعني كفّك في كفّي»، وفيه: «أنا أصل أو أنت فرعها... من تعلّق...».
3- (3) . عنه السيوطي في الدرّ المنثور 85/4، [3]ذيل الآية 4 من سورة الرعد، [4] ونحوه في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 283/9، [5]ذيل الآية 4 من سورة الرعد, [6] مرسلاً.

خمسك في خمسي - يعني كفّك في كفّي -، ثمّ قال: يا علي، خلقت أنا وأنت من شجرة واحدة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها دخل الجنّة.

يا علي، لو أنّ امّتي صاموا حتّى يكونوا كالحنايا، أو صلّوا حتّى يكونوا كالأوتار، ثمّ أبغضوك لأكبّهم الله على وجوههم في النار. (1)

4917. الديلمي: عن جابر، [عن النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم ]:

أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار شتّى. (2)

4. أبوسعيد الخدري

4918. الكلابي: حدّثنا علي بن محمّد بن كاس النخعي - هو أبوالقاسم القاضي -، قال: حدّثنا علي بن موسى الأودي، قال: حدّثنا عبيدالله بن موسى العبسي، قال: حدّثنا أبوحفص العبدي، عن أبي هارون العبدي، قال:

سألت أباسعيد الخدري عن علي بن أبي طالب خاصّة، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وهو يقول: خلق الناس من أشجار شتّى، وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة، فأنا أصلها، وعلي فرعها، فطوبى لمن استمسك بأصلها وأكل من فرعها. (3)

4919. ابن زبر : حدّثنا القاضي علي بن محمّد بن كاس النخعي، حدّثنا علي بن موسى الأودي، حدّثنا عبيدالله بن موسى العبسي، حدّثنا أبوحفص العبدي، عن أبي هارون العبدي، قال:

سألت أباسعيد الخدري عن علي بن أبي طالب خاصّة، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم

ص:42


1- (1) . الوسيلة 5/القسم 200/2.
2- (2) . عنه المتّقي في كنز العمّال 608/11 (32943).
3- (3) . عنه الحسكاني بإسناده إليه في شواهد التنزيل 444/1 - 445 (396). [1]

وهو يقول: خلق الناس من أشجار شتّى، وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة، فأنا أصلها، وعلي فرعها، فطوبى لمن استمسك بأصلها وأكل من فرعها. (1)

5. عبدالله بن عبّاس

4920. الميانجي: عن علي بن العبّاس المقانعي، عن محمّد بن مروان، عن إبراهيم بن الحكم، عن أبيه، عن أبي مالك، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله :

أنا وعلي من شجرة واحدة، والناس من أشجار شتّى. (2)

6. عبدالله بن عمر

4921. العقيلي: حدّثنا أحمد بن محمّد المهدي، قال: حدّثنا سفيان بن بشر، قال: حدّثنا علي بن هاشم، عن صبّاح بن يحيى، عن الحارث بن حصيرة، عن جميع بن عفّان، عن عبدالله بن عمر:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال: كان الناس من شجر شتّى، وكنت أنا وعلي من شجرة واحدة. (3)

7. علي بن أبي طالب عليه السلام

4922. ابن المظفّر : حدّثنا محمّد بن الحسين الخثعمي، حدّثنا عبّاد بن يعقوب، حدّثنا يحيى بن بشّار الكندي، عن إسماعيل بن إبراهيم الهمداني، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي.

وعن عاصم بن ضمرة، عن علي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

ص:43


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 65/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
2- (2) . عنه ابن المغازلي بإسناده إليه في مناقب أهل البيت ص 475 (465). وأورده الديلمي في الفردوس 44/1 (109).
3- (3) . الضعفاء 212/2، ترجمة صبّاح بن يحيى (747)، وعنه الذهبي في ميزان الاعتدال 420/3 , ترجمة صبّاح بن يحيى (3855).

شجرة أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرها، والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيّب إلاّ الطيّب ؟ وأنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أرادها فليأت الباب. (1)

4923. الطبراني: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص، حدّثنا عبّاد بن يعقوب، حدّثنا يحيى بن بشّار، عن عمرو بن إسماعيل الهمداني، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

مثلي مثل شجرة، أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرتها، والشيعة ورقها، فأيّ شيء يخرج من الطيّب إلاّ الطيّب ؟ (2)

8. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

4924. الحسكاني: أخبرنا علي بن أحمد، قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: أخبرنا محمّد بن القاسم، قال: حدّثنا قاسم بن هشام، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، عن صالح بن أبي الأسود، عن زياد بن المنذر، عن أبي جعفر [محمّد بن علي الباقر عليهما السلام ]، قال:

مثلنا أهل البيت كمثل شجرة قائمة على ساق، من تعلّق بغصن من أغصانها كان من أهلها.

قلت: من الساق ؟ قال: علي. (3)

4925. الحسكاني: أخبرنا أبوعبدالله الشيرازي، قال: أخبرنا أبوبكر الجرجرائي، قال:

ص:44


1- (1) . عنه الخطيب بإسناده إليه في تلخيص المتشابه 308/1 - 309، ترجمة يحيى بن بشّار الكندي (485), ومن طريقه الكنجي في كفاية الطالب ص 220، الباب الثامن والخمسون، [1] في تخصيص علي عليه السلام بقوله: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وفيه: «عبدالله بن محمّد بن عبدالله» بدل «علي بن أبي علي»، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 383/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933). وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال 165/7، ترجمة يحيى بن بشّار (9476)، وابن حجر في لسان الميزان 370/7 , نفس الترجمة (9172).
2- (2) . عنه ابن الجوزي في الموضوعات 397/1، باب في فضائل علي عليه السلام، الحديث الخمسون، ومثله باختصار في ميزان الاعتدال للذهبي 299/5، ترجمة عمرو بن إسماعيل (6335).
3- (3) . شواهد التنزيل 482/1 (433). [3]

حدّثنا أبوأحمد البصري، قال: حدّثني المغيرة بن محمّد، قال: حدّثني جابر بن سلمة، قال: حدّثني حسين بن حسن، عن عامر السرّاج، عن سلاّم الخثعمي، قال:

دخلت على أبي جعفر محمّد بن علي عليه السلام فقلت: يا ابن رسول الله، قول الله تعالى: ( أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ ) (1)؟ قال: يا سلاّم، الشجرة محمّد، والفرع علي أميرالمؤمنين، والثمر الحسن والحسين، والغصن فاطمة، وشعب ذلك الغصن الأئمّة من ولد فاطمة عليها السلام، والورق شيعتنا ومحبّونا أهل البيت، فإذا مات من شيعتنا رجل تناثر من الشجرة ورقة، وإذا ولد لمحبّينا مولود اخضرّ مكان تلك الورقة ورقة.

فقلت: يا ابن رسول الله، قول الله تعالى: ( تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) (2)ما يعني ؟ قال: يعني الأئمّة؛ تفتي شيعتهم في الحلال والحرام في كلّ حجّ وعمرة. (3)

ص:45


1- (1) . إبراهيم/24. [1]
2- (2) . إبراهيم/25. [2]
3- (3) . شواهد التنزيل 479/1 (428). [3]

الباب الثاني: ولادته عليه السلام و مولده و ما قال النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم و غيره في ولادته

برواية:

1. جابر بن عبدالله---3. امّ عمارة بنت عبادة

2. عكرمة ---4. المراسيل والأقوال

1. جابر بن عبدالله

4926. أبوالعلاء الهمداني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل الفارسي، حدّثنا فاروق الخطّابي، حدّثنا الحجّاج بن المنهال، عن الحسن بن مروان بن عمران الغنوي، عن شاذان بن العلاء، حدّثنا عبدالعزيز بن عبدالصمد، عن مسلم بن خالد المكّي المعروف بالزنجي، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبدالله، قال:

سألت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن ميلاد علي بن أبي طالب، فقال: لقد سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح عليه السلام... وكان في زماننا رجل زاهد عابد يقال له المبرم بن دعيب بن الشقبان، قد عبد الله تعالى مئتين وسبعين سنة لم يسأل الله حاجة، فبعث الله إليه أباطالب، فلمّا أبصره المبرم قام إليه وقبّل رأسه وأجلسه بين يديه، ثمّ قال له: من أنت ؟ فقال: رجل من تهامة، فقال: من أيّ تهامة ؟ فقال: من بني هاشم، فوثب العابد فقبّل رأسه ثانية، ثمّ قال: يا هذا، إنّ العليّ الأعلى ألهمني إلهاماً، قال أبوطالب: وما هو؟ قال: ولد يولد من ظهرك وهو وليّ الله - عزّ وجلّ -.

فلمّا كان الليلة الّتي ولد فيها عليّ أشرقت الأرض، فخرج أبوطالب وهو يقول: أيّها

ص:46

الناس، ولد في الكعبة وليّ الله -عزّ وجلّ -، فلمّا أصبح دخل الكعبة وهو يقول:

يا ربّ هذا الغسق الدجيّ والقمر المنبلج المضيّ

بيّن لنا من أمرك الخفيّ ماذا ترى في إسم ذا الصبيّ

قال: فسمع صوت هاتف يقول:

يا أهل بيت المصطفى النبيّ خصّصتم بالولد الزكيّ

إنّ اسمه من شامخ العليّ عليّ اشتقّ من العليّ (1)

2. عكرمة

4927. سبط ابن الجوزي: قال عكرمة:

إنّ فاطمة بنت أسد كانت تطوف بالبيت وهي حامل بعلي عليه السلام فضربها الطلق، ففتح لها باب الكعبة، فدخلت فوضعته فيها. (2)

3. امّ عمارة بنت عبادة

4928. الختّلي: حدّثني عمر بن أحمد بن روح الساجي، حدّثني أبوطاهر يحيى بن الحسن العلوي، قال: حدّثني محمّد بن سعيد الدارمي، حدّثنا موسى بن جعفر، عن أبيه، عن محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، قال:

كنت جالساً مع أبي ونحن زائرون قبر جدّنا [رسول الله] عليه السلام وهناك نسوان كثيرة، إذ أقبلت امرأة منهنّ [علينا]، فقلت لها: من أنت يرحمك الله ؟ قالت: أنا رُبَدة بنت قريبة بن -[-ت] العجلان من بني ساعدة.

فقلت لها: فهل عندك شيء تحدّثينا؟ فقالت: إي والله، حدّثني امّي امّ عمارة بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان الساعدي أنّها كانت ذات يوم في نساء من العرب

ص:47


1- (1) . عنه الكنجي بإسناده إليه في كفاية الطالب ص 405 - 406، الباب السابع، [1] في مولده عليه السلام.
2- (2) . تذكرة الخواصّ 155/1، الباب الأوّل، [2] نسب أميرالمؤمنين عليه السلام.

إذ أقبل أبوطالب كئيباً حزيناً، فقلت له: ما شأنك يا أباطالب ؟ قال: إنّ فاطمة بنت أسد في شدّة المخاض، ثمّ وضع يديه على وجهه، فبينا هو كذلك، إذ أقبل محمّد صلّى الله عليه و سلّم، فقال له: ما شأنك يا عمّ ؟ فقال: إنّ فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض.

فأخذ بيده وجاء وهي معه، فجاء بها إلى الكعبة فأجلسها في الكعبة، ثمّ قال: اجلسي على اسم الله! قال: فطلقت طلقة فولدت غلاماً مسروراً نظيفاً [منظّفاً]، لم أر كحسن وجهه، فسمّاه أبوطالب عليّاً (1)، وحمله النبيّ صلّى الله عليه و آله حتّى أدّاه إلى منزلها.

قال علي بن الحسين [ عليهما السلام ]: فوالله ما سمعت بشيء [حسن] قطّ إلاّ وهذا أحسن منه. (2)

4. المراسيل والأقوال

4929. الحاكم : أخبرنا أبوبكر محمّد بن أحمد بن بالويه، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدّثنا مصعب بن عبدالله، فذكر نسب حكيم بن حزام، وزاد فيه: واُمّه فاختة... وكانت ولدت حكيماً في الكعبة... ولم يولد قبله ولا بعده في الكعبة أحد.

وهم مصعب في الحرف الأخير، فقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- في جوف الكعبة. (3)

4930. الحاكم : ولد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب بمكّة في بيت الله الحرام ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب،سنة ثلاثين من عام الفيل، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه إكراماً له بذلك وإجلالاً لمحلّه في التعظيم. (4)

ص:48


1- (1) . و رواه ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة 173/1، الفصل الأوّل، [1] في ذكر أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عن المناقب لابن المغازلي [2]وزاد هنا: وقال شعراً: سمّيته بعلي كي يدوم له عزّ العلوّ وفخر العزّ أدومه وجاء النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فحمله معه إلى منزل امّه. قال علي بن الحسين....
2- (2) . عنه ابن المغازلي بإسناده إليه في مناقب أهل البيت ص 54 - 55 (3).
3- (3) . المستدرك 483/3 (6044).
4- (4) . عنه الكنجي في كفاية الطالب ص 407، الباب السابع، [3] في مولده عليه السلام.

4931. الفاكهي: أوّل من ولد في الكعبة من بني هاشم من المهاجرين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. (1)

4932. ابن عبد ربّه : الصحيح أنّ عليّاً رضي الله عنه ولد بعد مولد النبيّ صلّى الله عليه و سلّم بثلاث وثلاثين سنة، وبعث رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وله من العمر سبع سنين. (2)

4933. ابن الصبّاغ : ولد علي عليه السلام بمكّة المشرّفة بداخل البيت الحرام في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصمّ رجب الفرد سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة، وقيل: بخمس وعشرين، وقبل المبعث باثني عشرة سنة، وقيل: بعشر سنين.

ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه، وهي فضيلة خصّه الله تعالى بها إجلالاً له؛ وإعلاء لمرتبته، وإظهاراً لتكرمته.

وكان علي رضي الله عنه هاشميّاً من هاشميّين، وأوّل من ولده هاشم مرّتين....

وكان مولد علي رضي الله عنه بعد أن دخل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بخديجة -رضي الله عنها- بثلاث سنين، وكان عمر رسول الله صلّى الله عليه و آله يوم ولادة علي رضي الله عنه ثمانياً وعشرين سنة. والله أعلم. (3)

4934. ابن أبي الحديد : [فصل في معنى قول علي: إنّي ولدت على الفطرة]... ومراده هاهنا بالولادة على الفطرة أنّه لم يولد في الجاهليّة؛ لأنّه ولد عليه السلام لثلاثين عامّاً مضت من عام الفيل؛ والنبيّ صلّى الله عليه و آله ارسل لأربعين سنة مضت من عام الفيل، وقد جاء في الأخبار الصحيحة أنّه صلّى الله عليه و آله مكث قبل الرسالة سنين عشراً يسمع الصوت ويرى الضوء ولا يخاطبه أحد، وكان ذلك إرهاصاً لرسالته عليه السلام، فحُكم تلك السنين العشر حكم أيّام رسالته صلّى الله عليه و آله، فالمولود فيها إذا كان في حجره وهو المتولّي لتربيته مولود في أيّام كأيّام النبوّة، وليس بمولود في جاهليّة

ص:49


1- (1) . أخبار مكّة 226/3 , ذيل الحديث 2018. [1]
2- (2) . عنه الباعوني في جواهر المطالب 35/1، الباب الثالث، [2] في صفته عليه السلام ومولده وعمره.
3- (3) . الفصول المهمّة 171/1 و 175، الفصل الأوّل، [3] في ذكر أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب.

محضة، ففارقت حالُه حالَ من يدّعى له من الصحابة مماثلته في الفضل.

وقد روي أنّ السنة الّتي ولد فيها علي عليه السلام هي السنة الّتي بدئ فيها برسالة رسول الله صلّى الله عليه و آله، فاُسمِع الهُتاف من الأحجار والأشجار، وكشف عن بصره، فشاهد أنواراً وأشخاصاً، ولم يخاطب فيها بشيء.

وهذه السنة هي السنة الّتي ابتدأ فيها بالتبتّل والانقطاع والعزلة في جبل حراء، فلم يزل به حتّى كوشف بالرسالة، واُنزل عليه الوحي.

وكان رسول الله صلّى الله عليه و آله يتيمّن بتلك السنة وبولادة علي فيها، ويسمّيها سنة الخير والبركة، وقال لأهله ليلة ولادته - وفيها شاهد ما شاهد من الكرامات والقدرة الإلهيّة، ولم يكن من قبلها شاهد من ذلك شيئاً - : لقد ولد لنا الليلة مولود يفتح الله علينا به أبواباً كثيرة من النعمة والرحمة. (1)

4935. ابن طلحة : ولد عليه السلام في ليلة الأحد الثالث والعشرين من شهر رجب، سنة تسع مئة وعشر من التاريخ الفارسي المضاف إلى الإسكندر، وكان ملك الفرس يومئذ مستمرّاً، وكان ملكهم ابرويز بن هرمز، فقيل: ولد بالكعبة البيت الحرام، وكان مولده بعد أن تزوّج رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بخديجة -رضي الله عنها- بثلاث سنين، وكان عمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يوم ولادته ثمان وعشرين سنة. (2)

لا يخفى أنّ في سنة ولادته عليه السلام اختلاف كثير، ولهذا قلّ كلام المحدّثين في هذا المضمار، ويستبان هذا الاختلاف ممّا ذكروه حول مبلغ سنّه حين أسلم وحين استشهد، فللباحث ملاحظة هذين المبحثين في كتابنا هذا.

ص:50


1- (1) . شرح نهج البلاغة 114/4، شرح الخطبة 56. وقال: وكان كما قال - صلوات الله عليه - , فإنّه عليه السلام كان ناصره والمحامي عنه، وكاشف الغمّاء عن وجهه، و بسيفه ثبت دين الإسلام، و رست دعائمه، و تمهّدت قواعده.
2- (2) . مطالب السؤول 51/1، الباب الأوّل, الفصل الأوّل، [1] في ولادة علي و ما يتعلّق بها.

الباب الثالث: نسبه عليه السلام

على قول:

1. أحمد---8. ابن سعد

2. أحمد ابن البرقي---9. الطبري

3. أبي أحمد الحاكم---10. محمّد بن إسحاق بن مندة

4. الباعوني---11. المقدّمي

5. البخاري---12. النسائي

6. البسوي---13. أبي نصر البخاري

7. الزبيري---14. أبي نعيم

1. أحمد

4936. أحمد : علي بن أبي طالب - واسم أبي طالب عبدمناف -بن عبدالمطّلب- واسم عبدالمطّلب شيبة - بن هاشم - واسم هاشم عمرو - بن عبدمناف - واسم عبدمناف المغيرة - بن قصي - واسم قصي زيد - بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. (1)

ص:51


1- (1) . عنه ابنه عبدالله في زياداته على فضائل الصحابة لأحمد 550/1 (929)، [1] والطبراني بإسناده إليه في المعجم الكبير 92/1 (150)، وابن عساكر بسندين إليه في تاريخ مدينة دمشق 6/42 - 7، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933).

2. أحمد ابن البرقي

4937. أحمد ابن البرقي: علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرّة، واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم.... (1)

3. أبوأحمد الحاكم

4938. أبوأحمد الحاكم : أبوالحسن علي بن أبي طالب - واسم أبي طالب عبدمناف - بن عبدالمطّلب -وعبدالمطّلب اسمه شيبة - بن هاشم - وهاشم اسمه عمرو - بن عبدمناف - وعبدمناف اسمه المغيرة، وقيل: الحارث - بن قصي - و[قصي] اسمه زيد، وإنّما سمّي قصيّاً لأنّه كان قاصياً عن قومه في قضاعة، ثمّ قدم وقريش متفرّقة في القبائل فجمعها حول الكعبة، وسمّي أيضاً مجمّعاً - بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر القرشي الهاشمي.... (2)

4. الباعوني

4939. الباعوني: أمّا نسبه [الشريف] فهو نسب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ؛ فإنّ رسول الله [ صلّى الله عليه و سلّم هو] محمّد بن عبدالله بن عبدالمطّلب، وعلي [هو] ابن أبي طالب [بن عبدالمطّلب].

[وعبدالمطّلب] اسمه شيبة؛ وإنّما سمّي شيبة لأنّه ولد وفي رأسه شيبة، وسمّي بعبدالمطّلب لأنّ أخاه هاشماً تزوّج بامرأة من المدينة فأتت به؛ فلمّا ترعرع حمله من المدينة إلى مكّة بعد وفاة أبيه؛ فلمّا دخل به إلى مكّة دخل وهو مردفه خلفه على بعيره فظنّوه عبداً [له] اشتراه وأردفه خلفه؛ فقالوا: [هو] عبدالمطّلب. فقال لهم: ويحكم! إنّما ابن أخي هاشماً. فصار ذلك علماً عليه....

[وهو] ابن هاشم، وهو أعظم قريش على إطلاق؛ في الحسب والنسب ومكارم

ص:52


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 10/42 - 11، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 15/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933).

الأخلاق؛ وهو الّذي هشم لقومه الثريد وهم مسنتون، واسمه عمرو بن عبدمناف، [واسم عبدمناف] المغيرة؛ والهاء فيه للمبالغة؛ وكان يلقّب بقمر البطحاء. ذكره الطبري.

[وهو] ابن كلاب بن كعب، وهو الّذي جمع العروبة -ولم يسمّ بالجمعة إلاّ منذ جاء الله بالإسلام- وكان يخطب قريشاً في هذا اليوم؛ ويذكّرهم بالله سبحانه؛ ويعلّمهم بمبعث رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وأنّه من ولده ويأمرهم باتّباعه والإيمان به.

[وهو] ابن لؤي، قال ابن الأنباري : هو تصغير «اللأي»، وهو النور.

[وهو] ابن فهر، والفهر: الحجر الطويل؛ فقيل: اسمه قريش.

[وهو] ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس، ويذكر أنّه كان يسمع في صلبه تلبية رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بالحجّ ، وهو أوّل من أهدى البدن للبيت.

[وهو] ابن مضر، قال القتيبي: [مضر] مأخوذ من المضيرة؛ وهو شيء يصنع من اللبن؛ سمّي بذلك لبياضه.

ومضر أوّل من حدا للإبل؛ وكان من أحسن الناس صوتاً، وفي الحديث: لا تسبّوا ربيعة ومضر فإنّهما كانا مؤمنين.

[وهو] ابن نزار -مأخوذ من النزر؛ وهو القليل- وكان أبوه حين ولد نظر إلى النور بين عينيه؛ وهو نور النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، ففرح به فرحاً شديداً، وأنحر وأطعم وقال: هذا نزر لحقّ المولود.

[وهو] ابن معدّ، والّذي صحّ أنّه عليه السلام انتسب إلى عدنان؛ ولم يتجاوزه.

وفي رواية ابن عبّاس [أنّه] لم يبلغ عدنان؛ وقال: كذب النسّابون فيما بعد عدنان.

وهذا النسب هو نسب سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ؛ وإنّما سقته على هذا الحكم ؟ لشرفه والتبرّك به.

وليعلم أنّ كلّ واحد من أجداده عليه السلام مجمع على شرفه وسيادته وعلوّ مقامه، لا يخالف أحد من العرب في ذلك؛ ولا ينازع في ذلك منازع من سائر القبائل، توارثوا الشرف كابراً عن كابر، لأنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ما كان في شعب إلاّ وكان خير الشعاب ؟ ولا في قبيلة إلاّ وهي أشرف القبائل، شهدت بذلك الأخبار والآثار.

ص:53

وأمّا امّه؛ فهي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن [عبد]مناف، وهي إحد[ى] الفواطم الّتي قال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم لعلي بن أبي طالب حين أعطاه تلك الأثواب من الخزّ: قسّمها بين الفواطم.

فقد حاز [علي] رضي الله عنه الشرف والفخار بطرفيه فأصبح فيه نسيج وحده، وآتاه الله من الشرف والفضل والكرم ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، وما ذكرت ذلك إلاّ لاُنبّه على شرف عناصره وكرم أواصره وطيب جبلّته وأنّه غصن من تلك الشجرة الّتي أصلها ثابت وفرعها في السماء. (1)

5. البخاري

4940. البخاري: علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم أبوالحسن القرشي رضي الله عنه، قتل في رمضان بالكوفة سنة أربعين. (2)

6. البسوي

4941. البسوي: أبوالحسن علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر. (3)

7. الزبيري

4942. الزبيري: علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، واسم أبي طالب عبدمناف. (4)

ص:54


1- (1) . جواهر المطالب 25/1 - 27، الباب الأوّل، [1] في ذكر نسبه الشريف.
2- (2) . التاريخ الكبير 259/6، ترجمة علي بن أبي طالب (2343).
3- (3) . المعرفة والتاريخ 274/1، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب، [2] وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 6/42 - 7، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]4933).
4- (4) . عنه ابن المغازلي بإسناده إليه في مناقب أهل البيت ص 53 (1).

8. ابن سعد

4943. ابن سعد -في تسمية من شهد بدراً من بني هاشم- : علي بن أبي طالب رضي الله عنه واسم أبي طالب عبدمناف - بن عبدالمطّلب - واسمه شيبة - بن هاشم - واسمه عمرو -بن عبدمناف - واسمه المغيرة - بن قصي - واسمه زيد -، ويكنّى علي أباالحسن، واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف بن قصي.... (1)

9. الطبري

4944. الطبري: هو علي بن أبي طالب - واسم أبي طالب عبدمناف - بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف، واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف. (2)

10. محمّد بن إسحاق بن مندة

4945. ابن مندة : علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف أبوالحسن القرشي، ختن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وأخوه.... (3)

11. المقدّمي

4946. المقدّمي: علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب، واسم أبي طالب عبدمناف، وعلي أبوالحسن. (4)

12. النسائي

4947. النسائي: أبوالحسن علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي. (5)

ص:55


1- (1) . الطبقات الكبرى 13/3 - 14، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3).
2- (2) . تاريخ الطبري 153/5، [2] حوادث سنة أربعين، ذكر نسبه عليه السلام.
3- (3) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 12/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]4933).
4- (4) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 12/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [4]4933).
5- (5) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 15/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [5]4933).

13. أبونصر البخاري

4948. أبونصر البخاري: علي بن أبي طالب -واسمه عبدمناف- بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي، أباالحسن القرشي الهاشمي، الكوفي، واُمّه فاطمة بنت أسد.... (1)

14. أبونعيم

4949. أبونعيم : معرفة نسبة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، نسبه نسب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وحسبه حسبه، ودينه دينه، قريب القرابة، قديم الهجرة، عظيم الحقّ ، اسم أبي طالب عبدالمناف بن عبدالمطّلب، واسم عبدالمطّلب شيبة الحمد، وإنّما سمّي شيبة لأنّ أباه هاشماً كان يقدم المدينة تاجراً فتزوّج في بني عدي بن النجّار بسلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد، وكان هاشم إذا قدم المدينة ينزل على عمرو بن لبيد فزوّجها منه واشترط على هاشم أن لا تلد ولداً إلاّ في أهلها، فخرج هاشم إلى الشام ومات بغزة من وجهه وولدت عبدالمطّلب فسمّته شيبة الحمد، وكانت في ذؤابته شعرة بيضاء حين ولد فيقال بذلك سمّي شيبة، فمكث بالمدينة سبع سنين إلى أن خرج عمّه المطّلب بن عبدالمناف فحمله في خفية من امّه، فدخل مكّة وهو مرفه ضحوة والناس في أسواقهم ومحافلهم فقاموا يرحّبون المطّلب وقالوا من هذا؟ فيقول: عبد لي ابتعته بيثرب، ثمّ أخبر الناس بأمره فلج به عبدالمطّلب.

واسم هاشم عمرو، وإنّما سمّي هاشماً لهشمه الثريد لقومه في سنة الجدب، وهو عمرو بن عبدمناف بن قصي.

واسم قصي زيد، وكان قصي يسمّى أيضاً مجمّعاً، وإنّما سمّي قصيّاً ومجمّعاً لأنّ أباه كلاب بن مرّة توفّي فتزوّجت امّ قصي ربيعة بن حرام العذري فأخرج بها إلى دار قومه وأخرجت معها بابنها قصي صغيراً فلمّا بعد من دار قومه سمّته قصيّاً لاقتصائها به، فلمّا

ص:56


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 13/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).

شبّ قصيّ رجع إلى مكّة إلى قومه، و كانت قريش نزلوا أباطح مكّة فتبدّدوا في شعابها ورؤوس الجبال، وكانت خزاعة قد استولت على حجابة البيت ومكّة، فاستعان قصي بإخوته لاُمّه بني ربيعة بن حرام و بني عذرة و من والاهم من أحياء قضاعة فنفوا خزاعة عن البيت فقسّم المنازل بين قومه و جمعهم فسمّي مجمّعاً، و هو أوّل من ملك من قريش، و أصاب الملك من ولد كعب بن لؤي، و فيه يقول الشاعر:

أبوكم قصيّ كان يدعا مجمّعاً به جمع الله القبائل من فهر (1)

ص:57


1- (1) . معرفة الصحابة 94/1 - 95 , ذيل الحديث 287. [1]

الباب الرابع: أبوه؛ أبوطالب و فيه فروع:

الأوّل: حياته الشخصيّة

برواية:

1. إسحاق بن عبدالله---3. علي بن أبي طالب عليه السلام

2. عبدالله بن عبّاس---4. المراسيل والأقوال

1. إسحاق بن عبدالله

4950. ابن سعد : أخبرنا عفّان بن مسلم، أخبرنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث، قال:

قال العبّاس: يا رسول الله، أ ترجو لأبي طالب ؟ قال: كلّ الخير أرجو من ربّي. (1)

2. عبدالله بن عبّاس

4951. الواقدي: قال ابن عبّاس رضي الله عنه :

عارض رسول الله صلّى الله عليه و سلّم جنازة أبي طالب وقال: وصلتك رحم، وجزاك الله يا عمّ خيراً.... (2)

ص:58


1- (1) . الطبقات الكبرى 100/1، [1] ذكر أبي طالب وضمّه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه.
2- (2) . عنه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ 146/1 , الباب الأوّل, [2] نسب أميرالمؤمنين عليه السلام.

4952. سبط ابن الجوزي: قال السدّي: مات أبوطالب وهو ابن بضع وثمانين سنة، ودفن بالحجون عند عبدالمطّلب، وقال علي عليه السلام يرثيه:

أباطالب عصمة المستجير وغيث المحول ونور الظلم

لقد هدّ فقدك أهل الحفاظ فصلّى عليك وليّ النعم

ولقّاك ربّك رضوانه فقد كنت للطهر من خير عمّ (1)

3. علي بن أبي طالب عليه السلام

4953. الواقدي: حدّثني معاوية بن عبدالله بن عبيدالله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدّه، عن علي، قال:

أخبرت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بموت أبي طالب، فبكى ثمّ قال: اذهب فاغسله وكفّنه وواره، غفر الله له ورحمه، قال: ففعلت ما قال، وجعل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يستغفر له أيّاماً، ولا يخرج من بيته.... (2)

4. المراسيل و الأقوال

4954. الحاكم : سمعت أباالعبّاس محمّد بن يعقوب يقول: سمعت العبّاس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:

أبوطالب، اسمه عبدمناف.

وهكذا ذكره أحمد بن حنبل عن الشافعي، وأكثر المتقدّمين على أنّ اسمه كنيته. فالله أعلم. (3)

4955. ابن حجر : أبوطالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي القرشي الهاشمي، عمّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم شقيق أبيه، امّهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزوميّة، اشتهر

ص:59


1- (1) . تذكرة الخواصّ 148/1 - 149، الباب الأوّل، [1] نسب أميرالمؤمنين عليه السلام. وسيأتي تفصيل ذلك كلّه.
2- (2) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 99/1، [2] ذكر أبي طالب وضمّه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه.
3- (3) . معرفة علوم الحديث ص 184، ذكر النوع الحادي والأربعين.

بكنيته، واسمه عبدمناف على المشهور، وقيل: عمران... ولد قبل النبيّ بخمس وثلاثين سنة.

ولمّا مات عبدالمطّلب أوصى بمحمّد صلّى الله عليه و سلّم إلى أبي طالب، فكفّله وأحسن تربيته، وسافر به صحبته إلى الشام، وهو شابّ ، ولمّا بعث قام في نصرته، وذبّ عنه من عاداه، ومدحه عدّة مدائح. (1)

4956. ابن أبي الحديد : واُمّ أبي طالب بن عبدالمطّلب فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وهي امّ عبدالله، والد سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه و آله، واُمّ الزبير بن عبدالمطّلب وسائر ولد عبدالمطّلب بعد لاُمّهات شتّى. (2)

4957. البلاذري: أبوطالب بن عبدالمطّلب، واسمه عبد مناف، واُمّه فاطمة، امّ عبدالله بن عبدالمطّلب أيضاً،فكان منيعاً عزيزاً في قريش، قال لعامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبدشمس، واُمّه امّ حكيم بنت عبدالمطّلب: نافر من شئت وأنا خالك، وكانت قريش تطعم فإذا أطعم لم يطعم يومئذ أحد غيره.... (3)

4958. ابن أبي الحديد : أبوطالب بن عبدالمطّلب أشدّ الناس عارضة وشكيمة، وأجودهم رأياً، وأشهمهم نفساً، وأمنعهم لما وراء ظهره، منع النبيّ صلّى الله عليه و آله من جميع قريش، ثمّ بني هاشم وبني المطّلب، ثمّ منع بني إخوانه من بني أخواته من بني مخزوم الّذين أسلموا، وهو أحد الّذين سادوا مع الإقلال، وهو مع هذا شاعر خطيب، ومن يطيق أن يفاخر بني أبي طالب ؟ واُمّهم فاطمة بنت أسد بن هاشم.... (4)

4959. ابن حجر : اسمه عند الجميع عبدمناف، وشذّ من قال عمران... وكان شقيق

ص:60


1- (1) . الإصابة 196/7 - 197، [1] ترجمة أبي طالب (10175).
2- (2) . شرح نهج البلاغة 14/1، المقدّمة، القول في نسب أميرالمؤمنين علي عليه السلام.
3- (3) . أنساب الأشراف 288/2، [2] ترجمة أبي طالب بن عبدالمطّلب.
4- (4) . شرح نهج البلاغة 278/15، شرح الكتاب 28.

عبدالله والد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ولذلك أوصى به عبدالمطّلب عند موته، فكفّله إلى أن كبر، واستمرّ على نصره بعد أن بعث إلى أن مات أبوطالب، وقد ذكرنا أنّه مات بعد خروجهم من الشعب، وذلك في آخر السنة العاشرة من المبعث. (1)

4960. ابن أبي الحديد : أبوطالب بن عبدالمطّلب -واسمه عبد مناف- وهو كافل رسول الله صلّى الله عليه و آله، وحاميه من قريش وناصره، والرفيق به، الشفيق عليه، ووصيّ عبدالمطّلب فيه، فكان سيّد بني هاشم في زمانه، ولم يكن أحد من قريش يسود في الجاهليّة بمال إلاّ أبوطالب وعتبة بن ربيعة.

قال الزبير: أبوطالب أوّل من سنّ القسامة في الجاهليّة في دم عمرو بن علقمة، ثمّ أثبتتها السنّة في الإسلام، وكانت السقاية في الجاهليّة بيد أبي طالب، ثمّ سلّمها إلى أخيه العبّاس بن عبدالمطّلب.

قال الزبير: وكان أبوطالب شاعراً مجيداً، وكان نديمه في الجاهليّة مسافر بن عمرو بن اميّة بن عبد شمس.

قال الزبير: فلمّا هلك مسافر نادم أبوطالب بعده عمرو بن عبد بن أبي قيس بن عبدودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، ولذلك قال عمرو لعلي عليه السلام يوم الخندق حين بارزه: إنّ أباك كان لي صديقاً.

قال الزبير: وحدّثني محمّد بن حسن، عن نصر بن مزاحم، عن معروف بن خرّبوذ، قال:

كان أبوطالب يحضر أيّام الفجار، ويحضر معه النبيّ صلّى الله عليه و آله وهو غلام، فإذا جاء أبوطالب هزمت قيس، وإذا لم يجيء هزمت كنانة، فقالوا لأبي طالب: لا أباً لك، لا تغب عنّا، ففعل. (2)

4961. الواقدي: توفّي أبوطالب للنصف من شوّال، في السنة العاشرة من حين نُبّئ

ص:61


1- (1) . فتح الباري 591/7، ذيل الحديث 3885.
2- (2) . شرح نهج البلاغة 219/15 - 220، شرح الكتاب 28.

رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وهو يومئذ ابن بضع وثمانين سنة، وتوفّيت خديجة بعده بشهر وخمسة أيّام، وهي يومئذ بنت خمس وستّين سنة، فاجتمعت على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم مصيبتان: موت خديجة بنت خويلد، وموت أبي طالب عمّه. (1)

الثاني: كفالته النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم

برواية:

1. داوود بن الحصين---4. محمّد بن صالح بن دينار

2. عبدالله بن جعفر الزهري---5. أبي موسى الأشعري

3. أبي مجلز---6. ما ورد مرسلاً

1. داوود بن الحصين

4962. الواقدي: أخبرنا محمّد بن صالح بن دينار وعبدالله بن جعفر الزهري.

وحدّثنا [إبراهيم بن إسماعيل] بن أبي حبيبة، عن داوود بن الحصين، قالوا:

لمّا خرج أبوطالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في المرّة الاُولى، وهو ابن اثنتي عشرة سنة، فلمّا نزل الركب بُصْرَى من الشام، وبها راهب - يقال له بحيرا - في صومعة له، وكان علماء النصارى يكونون في تلك الصومعة يتوارثونها عن كتاب يدرسونه، فلمّا نزلوا بحيرا وكان كثيراً ما يمرّون به لا يكلّمهم حتّى إذا كان ذلك العامّ ، ونزلوا منزلاً قريباً من صومعته قد كانوا ينزلونه قبل ذلك كلّما مرّوا، فصنع لهم طعاماً ثمّ دعاهم... وتخلّف رسول الله صلّى الله عليه و سلّم من بين القوم لحداثة سنّه، ليس في القوم أصغر منه في رحالهم، تحت الشجرة.

فلمّا نظر بحيرا إلى القوم فلم ير الصفة الّتي يعرف ويجدها عنده، وجعل ينظر ولا يرى الغمامة على أحد من القوم، ويراها متخلّفة على رأس رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، قال بحيرا:

ص:62


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 100/1، [1] ذكر أبي طالب وضمّه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه.

يا معشر قريش، لا يتخلّفنّ منكم أحد عن طعامي، قالوا: ما تخلّف أحد إلاّ غلام هو أحدث القوم سنّاً في رحالهم، فقال: ادعوه، فليحضر طعامي، فما أقبح أن تحضروا ويتخلّف رجل واحد مع أنّي أراه من أنفسكم! فقال القوم: هو والله أوسطنا نسباً، وهو ابن أخي هذا الرجل - يعنون أباطالب -، وهو من ولد عبدالمطّلب.

فقال الحارث بن عبدالمطّلب بن عبد مناف: والله إن كان بنا للؤم أن يتخلّف ابن عبدالمطّلب من بيننا، ثمّ قام إليه فاحتضنه وأقبل به حتّى أجلسه على الطعام....

وقالت قريش: إنّ لمحمّد عند هذا الراهب لقدراً، وجعل أبوطالب لما يرى من الراهب يخاف على ابن أخيه.

فقال الراهب لأبي طالب: ما هذا الغلام منك ؟ قال أبوطالب: ابني، قال: ما هو بابنك، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيّاً، قال: فابن أخي. قال: فما فعل أبوه ؟ قال: هلك واُمّه حبلى به، قال: فما فعلت امّه ؟ قال: توفّيت قريباً، قال: صدقت، ارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه اليهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما أعرف ليبغُنّه عنتاً، فإنّه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم نجده في كتبنا وما روينا عن آبائنا، واعلم أنّي قد أدّيت إليك النصيحة.

فلمّا فرغوا من تجاراتهم خرج به سريعاً، وكان رجال من يهود قد رأوا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وعرفوا صفته، فأرادوا أن يغتالوه، فذهبوا إلى بحيرا فذاكروه أمره، فنهاهم أشدّ النهي وقال لهم: أتجدون صفته ؟ قالوا: نعم، قال: فما لكم إليه سبيل، فصدّقوه وتركوه، ورجع به أبوطالب، فما خرج به سفراً بعد ذلك خوفاً عليه. (1)

4963. الواقدي: حدّثني محمّد بن صالح وعبدالله بن جعفر.

و [حدّثنا] إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داوود بن الحصين، قالوا:

ص:63


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 122/1 - 123، [1] ذكر علامات النبوّة في رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قبل أن يوحى إليه.

لمّا بلغ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم اثنتي عشرة سنة، خرج به أبوطالب إلى الشام في العير الّتي خرج فيها للتجارة، ونزلوا بالراهب بحيرا، فقال لأبي طالب في النبيّ صلّى الله عليه و سلّم ما قال، وأمره أن يحتفظ به، فردّه أبوطالب معه إلى مكّة، وشبّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم مع أبي طالب يكلؤه الله ويحفظه ويحوطه من امور الجاهليّة ومعايبها، لما يريد به من كرامته، وهو على دين قومه، حتّى بلغ أن كان رجلاً أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقاً، وأكرمهم مخالطة، وأحسنهم جواراً، وأعظمهم حلماً وأمانة، وأصدقهم حديثاً، وأبعدهم من الفحش والأذى، وما رئي ملاحياً ولا ممارياً أحداً، حتّى سمّاه قومه الأمين، لما جمع الله له من الاُمور الصالحة فيه، فلقد كان الغالب عليه بمكّة الأمين، وكان أبوطالب يحفظه ويحوطه ويعضده وينصره إلى أن مات. (1)

2. عبدالله بن جعفر الزهري

4964. الواقدي: أخبرنا محمّد بن صالح بن دينار... (2).

4965. الواقدي: حدّثني محمّد بن صالح... (3).

تقدّمت الروايتان مع رواية داوود بن الحصين في موضعين.

3. أبومجلز

4966. معتمر بن سليمان : سمعت أبي يحدّث عن أبي مجلز:

أنّ عبدالمطّلب أو أباطالب -شكّ خالد- قال: لمّا مات عبدالله عطف على محمّد صلّى الله عليه و سلّم.

ص:64


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 97/1، [1] ذكر أبي طالب وضمّه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه، وابن كثير في البداية والنهاية 286/2، كتاب سيرة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فصل في خروجه - [2] عليه الصلاة والسلام - مع عمّه أبي طالب إلى الشام، مع مغايرة ما.
2- (2) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 122/1 - 123 , [3] ذكر علامات النبوّة في رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.
3- (3) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 97/1 , [4] ذكر أبي طالب وضمّه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه.

قال: فكان لا يسافر سفراً إلاّ كان معه فيه، وإنّه توجّه نحو الشام، فنزل منزله، فأتاه فيه راهب، فقال: إنّ فيكم رجلاً صالحاً، فقال: إنّ فينا من يقري الضيف، ويفكّ الأسير، ويفعل المعروف، أو نحواً من هذا، ثمّ قال: إنّ فيكم رجلاً صالحاً.

ثمّ قال: أين أبو هذا الغلام ؟ قال: فقال: هاءنذا وليّه - أو قيل: هذا وليّه -، قال: احتفظ بهذا الغلام ولا تذهب به إلى الشام، إنّ اليهود حُسُد، وإنّي أخشاهم عليه، قال: ما أنت تقول ذاك ولكنّ الله يقوله، فردّه، قال: اللهمّ إنّي أستودعك محمّداً! ثمّ إنّه مات. (1)

4. محمّد بن صالح بن دينار

4967. الواقدي: أخبرنا محمّد بن صالح بن دينار... (2).

4968. الواقدي: حدّثني محمّد بن صالح... (3).

تقدّمت الروايتان مع رواية داوود بن الحصين في موضعين.

5. أبوموسى الأشعري

4969. الترمذي: حدّثنا الفضل بن سهل أبوالعبّاس الأعرج البغدادي، قال: حدّثنا عبدالرحمان بن غزوان، قال: أخبرنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، قال:

خرج أبوطالب إلى الشام وخرج معه النبيّ صلّى الله عليه و سلّم في أشياخ من قريش، فلمّا أشرفوا على الراهب هبطوا، فحلّوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرّون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت.

ص:65


1- (1) . عنه ابن سعد بإسناده إليه في الطبقات الكبرى 96/1 - 97، [1] ذكر أبي طالب وضمّه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 8/3 - 9، باب ذكر قدوم رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بُصرى. [2]
2- (2) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 122/1 - 123 , [3] ذكر علامات النبوّة في رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.
3- (3) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 97/1 , [4] ذكر أبي طالب وضمّه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه.

قال: فهم يحلّون رحالهم، فجعل يتخلّلهم الراهب حتّى جاء فأخذ بيد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فقال: هذا سيّد العالمين، هذا رسول ربّ العالمين....

قال: أنشدكم بالله! أيّكم وليّه ؟ قالوا: أبوطالب. فلم يزل يناشده حتّى ردّه أبوطالب، وبعث معه أبوبكر بلالاً، وزوّده الراهب من الكعك والزيت. (1)

4970. ابن أبي شيبة وعثمان بن أبي شيبة وعبّاس الدوري وأحمد وابن معين : حدّثنا قراد أبونوح، قال: أخبرنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، قال:

خرج أبوطالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وأشياخ من قريش، فلمّا أشرفوا على الراهب هبطوا، فحلّوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرّون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت.

قال: فهم يحلّون رحالهم فجعل يتخلّلهم حتّى جاء فأخذ بيد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فقال: هذا سيّد العالمين، هذا رسول ربّ العالمين....

فقال: أنشدكم بالله! أيّكم وليّه ؟ قال أبوطالب: أنا. فلم يزل يناشده حتّى ردّه أبوطالب، وبعث معه أبوبكر بلالاً، وزوّده الراهب من الكعك والزيت. (2)

6. ما ورد مرسلاً

4971. ابن سعد : قال قوم من بني مدلج لعبدالمطّلب: احتفظ به [أي بالنبيّ صلّى الله عليه و سلّم ] فإنّا لم نر قدماً أشبه بالقدم الّتي في المقام منه! فقال عبدالمطّلب لأبي طالب: اسمع ما يقول هؤلاء،

ص:66


1- (1) . الجامع الكبير 14/6 - 15 (3620).
2- (2) . المصنّف لابن أبي شيبة 328/7 (36530)، وعنه ابن حبّان بإسناده إليه في الثقات 42/1 - 44، ذكر خروج النبيّ صلّى الله عليه و سلّم إلى الشام، وعنهما أبونعيم في دلائل النبوّة ص 112 - 113، الفصل الرابع عشر، [1] ذكر خروج رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إلى الشام في المرّة الاُولى. و رواه الخطيب في تاريخ بغداد 251/10 - 252، [2] ترجمة عبدالرحمان بن غزوان (5369), بإسناده عن الدوري، ثمّ قال: وسمع هذا أحمد ويحيى بن معين من قراد. و رواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 4/3 - 8 , باب ذكر قدوم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بُصرى بأسانيد عن الدوري. [3]

فكان أبوطالب يحتفظ به... فلمّا حضرت عبدالمطّلب الوفاة أوصى أباطالب بحفظ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وحياطته.... (1)

4972. ابن إسحاق : كان أبوطالب هو الّذي أضاف (2)أمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه بعد جدّه، فكان إليه ومعه.

ثمّ إنّ أباطالب خرج في ركب إلى الشام تاجراً، فلمّا تهيّأ للرحيل وأجمع السير صبّ له رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فأخذ بزمام ناقته وقال: يا عمّ ، إلى من تكلني ؟ لا أب لي ولا امّ . فرقّ له أبوطالب، وقال: والله لأخرجنّ به معي، ولا يفارقني ولا افارقه أبداً. أو كما قال.

فخرج به معه، فلمّا نزل الركب بصرى من أرض الشام، وبها راهب - يقال له بحيرا - في صومعة له، وكان أعلم أهل النصرانيّة... فلمّا فرغ منه [أي من النبي] أقبل على عمّه أبي طالب، فقال له: ما هذا الغلام منك ؟ قال: ابني، قال له بحيرا: ما هو بابنك، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيّاً! قال: فإنّه ابن أخي. قال: فما فعل أبوه ؟ قال: مات، وأمّه حبلى به. قال: صدقت، ارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه اليهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت، ليبغنّه شرّاً، فإنّه كائن لابن أخيك هذا شأن، فأسرع به إلى بلاده.

فخرج به عمّه أبوطالب سريعاً، حتّى أقدمه مكّة حين فرغ من تجارته بالشام.

فزعموا - فيما يتحدّث الناس - أنّ زبيراً وتمّاماً ودريساً -وهم نفر من أهل الكتاب- قد كانوا رأوا من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في ذلك السفر الّذي كان فيه مع عمّه أبي طالب أشياء، فأرادوه، فردّهم عنه بحيرا، وذكّرهم الله -عزّ وجلّ - وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته، [و] أنّهم إن أجمعوا لما أرادوا لم يخلصوا إليه، حتّى عرفوا ما قال لهم، وصدّقوه بما قال، فتركوه وانصرفوا.

ص:67


1- (1) . الطبقات الكبرى 95/1، [1] ذكر ضمّ عبدالمطّلب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه بعد وفاة امّه.
2- (2) . وفي طبعة اخرى: «آل».

فقال أبوطالب في ذلك من الشعر، يذكر مسيره برسول الله صلّى الله عليه و سلّم وما أرادوا منه اولئك النفر وما قال لهم فيه بحيرا:

إنّ ابن آمنة النبيّ محمّداً عندي بمثل منازل الأولاد

لمّا تعلّق بالزمام رحمته والعيس قد قلّصن بالأزواد

فارفضّ من عينيّ دمع ذارف مثل الجمان مفرّق الأفراد

راعيت فيه قرابة موصولة وحفظت فيه وصيّة الأجداد

وأمرته بالسير بين عمومة بيض الوجوه مصالت أنجاد

ساروا لأبعد طيّة معلومة فلقد تباعد طيّه المرتاد

حتّى إذا ما القوم بُصرى عاينوا لاقوا على شرك من المرصاد

حبراً فأخبرهم حديثاً صادقاً عنه وردّ معاشر الحسّاد

قوماً يهوداً قد رأوا ما قد رأى ظلّ الغمام وعزّ ذي الأكياد

ساروا لقتل محمّد فنهاهم عنه وأجهد أحسن الإجهاد

فثنى زبيراً بحيرا فانثنى (1) في القوم بعد تجادل وبعاد

ونهى دريساً فانتهى عن قوله حبر يوافق أمره برشاد

وقال أبوطالب أيضاً:

أ لم ترني من بعد همّ هممته بفرقة حرّ الوالدين كرام

بأحمد لمّا أن شددت مطيّتي برحلي وقد ودّعته بسلام

بكى حزناً والعيس قد فصلت بنا وأخذت بالكفّين فضل زمام

ذكرت أباه ثمّ رقرقت عبرة جتجود من العينين ذات سجام

فقلت تروح راشداً في عمومة مواسين في البأساء غير لئام

فرحنا مع العير الّتي راح أهلها شآمي الهوى والأصل غير شآمي

ص:68


1- (1) . كذا في الأصل، والصحيح ما في ديوان أبي طالب ص 34 : « [1]وثنى بحيراء زبيراً فانثنى».

فلمّا هبطنا أرض بُصرى تشرّفوا لنا فوق دور ينظرون جسام

فجاء بحيرا عند ذلك حاشداً لنا بشراب طيّب وطعام

فقال اجمعوا أصحابكم لطعامنا فقلنا جمعنا القوم غير غلام

يتيم فقال ادعوه إنّ طعامنا كثير عليه اليوم غير حرام

فلمّا رآه مقبلاً نحو داره يوقّيه حرّ الشمس ظلّ غمام

حنا رأسه شبه السجود وضمّه إلى نحره والصدر أيّ ضمام

وأقبل ركب يطلبون الّذي رأى بحيرا من الأعلام وسط خيام

فثار إليهم خشية لعرامهم جوكانوا ذوي دهى معاً وعرام

دريساً وتمّاماً وقد كان فيهم زبيراً وكلّ القوم غير نيام

فجاؤوا وقد همّوا بقتل محمّد فردّهم عنه بحسن خصام

بتأويله التوراة حتّى تفرّقوا وقال لهم ما أنتم بطغام

فذلك من أعلامه وبيانه وليس نهار واضح كظلام

وقال أبوطالب أيضاً:

بكى طرباً لمّا رآه محمّد كأن لا يراني راجعاً لمعاد

فبتّ يجافيني تهلّل دمعه سوقرّبته من مضجعي ووسادي

فقلت له قرّب قعودك وارتحل ولا تخش منّي جفوة ببلادي

وخلّ زمام العيس وارتحلنّ بنا على عزمة من أمرنا ورشاد

ورح رائحاً في الراشدين مشيّعاً لذي رحم في القوم غير معاد

فرحنا مع العير الّتي راح ركبها يؤمّون على غوري أرض إياد

فما رجعوا حتّى رأوا من محمّد أحاديث تجلو غمّ كلّ فؤاد

وحتّى رأوا أحبار كلّ مدينة سجوداً له من عصبة وفراد

زبيراً وتمّاماً وقد كان شاهداً دريساً وهمّوا كلّهم بفساد

فقال لهم قولاً بحيرا وأيقنوا له بعد تكذيب وطول بعاد

ص:69

كما قال للرهط الّذين تهوّدوا وجاهدهم في الله كلّ جهاد

فقال ولم يملك له النصح ردّه فإنّ له أرصاد كلّ مضاد

فإنّي أخاف الحاسدين وإنّه أخو الكتب مكتوب بكلّ مداد (1)

4973. ابن بكّار : فولد عبدالمطّلب بن هاشم عبدالله أبا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وأباطالب - واسمه عبدمناف -، وفي حجره كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بعد جدّه عبدالمطّلب.

قال عمّي مصعب: وإلى أبي طالب أوصى عبدالمطّلب برسول الله صلّى الله عليه و سلّم. (2)

4974. ابن الأثير : أجمع العلماء أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم شخص مع عمّه أبي طالب إلى الشام بعد موت عبدالمطّلب بأقلّ من خمس سنين، فهذا يدلّ على أنّ أباطالب كفّله.

ثمّ إنّ أباطالب سار إلى الشام وأخذ معه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وكان عمره اثنتي عشرة سنة، وقيل: تسع سنين، والأوّل أكثر، فرآه بحيرا الراهب، ورأى علائم النبوّة، وكانوا يتوقّعون ظهور نبيّ من قريش، فقال لعمّه: ما هذا منك ؟ قال: ابني، قال: لا ينبغي أن يكون أبوه حيّاً، قال: هو ابن أخي، قال: إنّي لأحسبه الّذي بشّر به عيسى، فإنّ زمانه قد قرب، فاحتفظ به، فردّه إلى مكّة. (3)

4975. ابن حبّان : فتوفّيت امّه صلّى الله عليه و سلّم بالأبواء و رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ابن أربع سنين، وكان عبدالمطّلب من أشفق الناس عليه، أبرّ الآباء به إلى أن توفّي عبدالمطّلب و رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ابن ثمان سنين، وأوصى به إلى أبي طالب، واسم أبي طالب عبد مناف بن عبدالمطّلب، وذلك أنّ عبدالله وأباطالب كانا لاُمّ ، فكان أبوطالب الّذي يلي امور رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بعد عبدالمطّلب

ص:70


1- (1) . السير والمغازي ص 73 - 78، حديث بحيرا الراهب، وعنه ابن هشام في السيرة النبويّة 191/1 - 194، قصّة بحيرا مع تفصيل ومغايرات، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 10/3 - 14، باب ذكر قدوم رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بُصرى. [1]
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 310/66، [2] ترجمة أبي طالب (8613).
3- (3) . اسد الغابة 15/1، [3] ذكر وفاة امّه وجدّه وكفالة عمّه أبي طالب له.

إلى أن راهقه الحلم وبلغ مبلغ الرجال، وكان أبوطالب إذا رأى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال:

فشقّ له من اسمه ليجلّه فذو العرش محمود وهذا محمّد (1)

4976. معمر : عن الزهري، قال:... توفّي جدّه و رسول الله صلّى الله عليه و سلّم غلام، فكفّله أبوطالب، وهو أخو عبدالله لأبيه واُمّه، فلمّا ناهز الحلم ارتحل به أبوطالب تاجراً قبل الشام، فلمّا نزلا تيماء رآه حبر من يهود تميم، فقال لأبي طالب: ما هذا الغلام منك ؟ فقال: هو ابن أخي، قال له: أشفيق أنت عليه ؟ قال: نعم، قال: فوالله لئن قدمت به إلى الشام لا تصل به إلى أهلك أبداً، ليقتلنّه، إنّ هذا عدوّهم، فرجع أبوطالب من تيماء إلى مكّة. (2)

4977. ابن أبي الحديد : وما أقول في رجل أبوه أبوطالب؛ سيّد البطحاء، وشيخ قريش، ورئيس مكّة!؟

قالوا: قلّ أن يسوّد فقير؛ وساد أبوطالب وهو فقير لا مال له، وكانت قريش تسمّيه الشيخ.

وفي حديث عفيف الكندي، لمّا رأى النبيّ صلّى الله عليه و آله يصلّي في مبدأ الدعوة، ومعه غلام وامرأة، قال: فقلت للعبّاس: أيّ شيء هذا؟ قال: هذا ابن أخي، يزعم أنّه رسول من الله إلى الناس، ولم يتبعه على قوله إلاّ هذا الغلام -وهو ابن أخي أيضاً- وهذه الامرأة -وهي زوجته -.

قال: فقلت: ما الّذي تقولونه أنتم ؟ قال: ننتظر ما يفعل الشيخ -يعني أباطالب -.

وأبوطالب هو الّذي كفّل رسول الله صلّى الله عليه و آله صغيراً، وحماه وحاطه كبيراً، ومنعه من مشركي قريش، ولقي لأجله عنتاً عظيماً، وقاسى بلاء شديداً، وصبر على نصره والقيام بأمره.

وجاء في الخبر أنّه لمّا توفّي أبوطالب اوحي إليه عليه السلام وقيل له: اخرج منها، فقد مات ناصرك.... (3)

ص:71


1- (1) . الثقات 41/1 - 42، ذكر نسب سيّد ولد آدم.
2- (2) . عنه عبدالرزّاق في المصنّف 318/5 (9718).
3- (3) . شرح نهج البلاغة 29/1 - 30، المقدّمة، القول في نسب أميرالمؤمنين علي عليه السلام.

الثالث: تكريمه للنبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم وتقديمه على أولاده

برواية:

1. إبراهيم بن إسماعيل---5. عمرو بن سعيد

2. عبدالله بن جعفر---6. مجاهد

3. عبدالله بن عبّاس---7. محمّد بن صالح

4. عبيدالله بن القبطيّة---8. ما ورد مرسلاً

1. إبراهيم بن إسماعيل

4978. الواقدي: أخبرنا معمر، عن ابن نجيح، عن مجاهد.

وحدّثنا معاذ بن محمّد الأنصاري، عن عطاء، عن ابن عبّاس.

وحدّثنا محمّد بن صالح وعبدالله بن جعفر وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة -دخل حديث بعضهم في حديث بعض-، قالوا:

لمّا توفّي عبدالمطّلب قبض أبوطالب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فكان يكون معه، وكان أبوطالب لا مال له، وكان يحبّه حبّاً شديداً لا يحبّه ولده، وكان لا ينام إلاّ إلى جنبه، ويخرج فيخرج معه، وصبّ به أبوطالب صبابة لم يصبّ مثلها بشيء قطّ .

وكان يخصّه بالطعام، وكان إذا أكل عيال أبي طالب جميعاً أو فرادى لم يشبعوا، وإذا أكل معهم رسول الله صلّى الله عليه و سلّم شبعوا، فكان إذا أراد أن يغذّيهم قال: كما أنتم حتّى يأتي ولدي، فيأتي رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فيأكل معهم، فكانوا يفضلون من طعامهم، وإن لم يكن معهم لم يشبعوا، فيقول أبوطالب: إنّك لمبارك.

وكان الصبيان يصبحون رمصاً شعثاً، ويصبح رسول الله صلّى الله عليه و سلّم دهيناً كحيلاً. (1)

ص:72


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 96/1، [1] ذكر أبي طالب وضمّه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه, وابن كثير في البداية والنهاية 282/2 - 283، كتاب سيرة رسول الله. [2]

2. عبدالله بن جعفر

4979. الواقدي: أخبرنا معمر, عن ابن نجيح... (1).

تقدّمت روايته آنفاً مع رواية إبراهيم بن إسماعيل.

3. عبدالله بن عبّاس

4980. الطبري: حدّثنا ابن حميد، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثنا طلحة بن عمرو الحضرمي، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس، قال:

كان النبيّ صلّى الله عليه و سلّم في حجر أبي طالب بعد جدّه عبدالمطّلب، فيصبح ولد عبدالمطّلب غمصاً رمصاً، ويصبح صلّى الله عليه و سلّم صقيلاً دهيناً. (2)

4981. الحسن بن عرفة : حدّثنا علي بن ثابت، عن طلحة بن عمرو، سمعت عطاء بن أبي رباح، سمعت ابن عبّاس يقول:

كان بنو أبي طالب يصبحون رمصاً غمصاً، ويصبح رسول الله صلّى الله عليه و سلّم صقيلاً دهيناً.

وكان أبوطالب يقرّب إلى الصبيان صفحتهم أوّل البكرة، فيجلسون وينتهبون، ويكفّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يده فلا ينتهب معهم، فلمّا رأى ذلك عمّه عزل له طعامه على حدة. (3)

4. عبيدالله بن القبطيّة

4982. ابن سعد : أخبرنا معاذ بن معاذ العنبري، أخبرنا ابن عون، عن [عبيدالله] بن القبطيّة، قال:

كان أبوطالب توضع له وسادة بالبطحاء مثنية يتّكئ عليها، فجاء النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فبسطها ثمّ

ص:73


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 96/1 , [1] ذكر أبي طالب وضمّه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه.
2- (2) . تاريخ الطبري 166/2، [2] في ذكر مولد رسول الله صلّى الله عليه و آله.
3- (3) . عنه ابن كثير في البداية والنهاية 283/2، كتاب سيرة رسول الله, [3] وابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 84/3، باب ذكر مولد النبيّ - [4] عليه الصلاة والسلام - بسندين وفي حديثين باختلاف يسير.

استلقى عليها، قال: فجاء أبوطالب فأراد أن يتّكئ عليها، فسأل عنها، فقالوا: أخذها ابن أخيك، فقال: وحلّ البطحاء إنّ ابن أخي هذا ليحسن بنعيم. (1)

5. عمرو بن سعيد

4983. ابن سعد : أخبرنا عثمان بن عمر بن فارس البصري, أخبرنا ابن عون، عن عمرو بن سعيد، قال:

كان أبوطالب تلقى له وسادة يقعد عليها، فجاء النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وهو غلام، فقعد عليها، فقال أبوطالب: وإله ربيعة إنّ ابن أخي ليحسن بنعيم. (2)

6و7. مجاهد ومحمّد بن صالح

4984. الواقدي: أخبرنا معمر, عن ابن نجيح, عن مجاهد... (3).

تقدّمت روايتهما مع رواية إبراهيم بن إسماعيل.

8. ما ورد مرسلاً

4985. الزمخشري: كان صلّى الله عليه و سلّم يتيماً في حجر أبي طالب، فكان يقرّب إلى الصبيان تصبيحهم، فيختلسون ويكفّ ، ويصبح الصبيان غمصاً، ويصبح صقيلاً دهيناً. (4)

4986. ابن حبيب : كان أبوطالب إذا رأى رسول الله صلّى الله عليه و آله أحياناً يبكي ويقول: إذا

ص:74


1- (1) . الطبقات الكبرى 96/1، [1] ذكر أبي طالب وضمّه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه.
2- (2) . الطبقات الكبرى 96/1، [2] ذكر أبي طالب وضمّه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه.
3- (3) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 96/1 , [3] ذكر أبي طالب وضمّه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه.
4- (4) . الفائق 277/2 « [4]صبح»، وقال: وهو في الأصل مصدر صبّح القوم؛ وإذا سقاهم الصبوح؛ ثمّ سمّي به الغداء؛ كما قيل للنبات: التنبيب، وللنور: التنوير. غمصت عينه ورمصت، وغمص الرجل ورمص، فهو أغمص وأرمص. ومنه الشعري الغميصاء. والغمص: أن ييبس، والرمص: أن يكون رطباً. انتصاب غمصاً وصقيلاً على الحال لا الخبر؛ لأنّ أصبح هذه تامّة، بمعنى الدخول في الصباح كأظهر وأعتم.

رأيته ذكرت أخي، وكان عبدالله أخاه لأبويه، وكان شديد الحبّ والحنوّ عليه، وكذلك كان عبدالمطّلب شديد الحبّ له، وكان أبوطالب كثيراً ما يخاف على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم البيات إذا عرف مضجعه، يقيمه ليلاً من منامه، ويضجع ابنه عليّاً مكانه، فقال له علي ليلة: يا أبت، إنّي مقتول، فقال له:

اصبرن يا بنيّ فالصبر أحجى كلّ حيّ مصيره لشعوب

قدّر الله والبلاء شديد جلفداء الحبيب وابن الحبيب

لفداء الأغرّ ذي الحسب الثا قب والباع والكريم النجيب

إن تصبك المنون فالنبل تَبْرِي فمصيب منها، وغير مصيب

كلّ حيّ وإن تملّى بعمر آخذ من مذاقها بنصيب

فأجاب علي عليه السلام، فقال له:

أتأمرني بالصبر في نصر أحمد ووالله ما قلت الّذي قلت جازعا

ولكنّني أحببت أن ترى نصرتي وتعلم أنّي لم أزل لك طائعا

سأسعى لوجه الله في نصر أحمد نبيّ الهدى المحمود طفلاً ويافعا (1)

الرابع: خطبته لمّا تزوّج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم

برواية:

1. أبي زيد الأنصاري---2. ما ورد مرسلاً

1. أبوزيد الأنصاري

4987. المبرّد : حدّثنا أبوعثمان [بكر بن محمّد] المازني، حدّثنا أبوزيد [سعيد بن أوس] الأنصاري، قال:

ذكر يونس [بن حبيب] أنّ أباطالب بن عبدالمطّلب خطب لرسول الله صلّى الله عليه و آله في تزويجه

ص:75


1- (1) . ذكره في أماليه، كما عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 64/14، [1] شرح الكتاب 9.

خديجة بنت خويلد - رحمة الله عليهما -، فقال:

الحمد لله الّذي جعلنا من ذرّية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وجعل لنا بلداً حراماً وبيتاً محجوجاً، وجعلنا الحكّام على الناس، ثمّ إنّ محمّد بن عبدالله ابن أخي من لا يوازن به فتى من قريش إلاّ رجح عليه برّاً وفضلاً وكرماً وعقلاً ومجداً ونبلاً، وإن كان في المال قُلّ ، فإنّما المال ظلّ زائل؛ وعارية مسترجعة، وله في خديجة بنت خويلد رغبة، ولها فيه مثل ذلك، وما أحببتم من الصداق فعلي.

وهذه الخطبة من أقصد (1)خطب الجاهليّة. (2)

2. ما ورد مرسلاً

4988. سبط ابن الجوزي: قال علماء السير: حضر أبوطالب العقد ووجوه بني هاشم والأشراف وعمومة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فخطب أبوطالب، وقال:

الحمد لله الّذي جعلنا من ذريّة إبراهيم، وزرع إسماعيل، وضِئضِئ معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته، وسوّاس حرمه، وجعل لنا بيتاً محجوباً، وحرماً آمنا، وجعلنا الحكّام على الناس، ثمّ إنّ ابن أخي هذا محمّد بن عبدالله لا يوزن به رجل إلاّ رجح به، وإن كان في المال قلّ ، فالمال ظلّ زائل، وأمر حائل، ومحمّد من قد عرفتم فضله ونسبه وقرابته وصدقه وأمانته، وقد خطب خديجة بنت خويلد، وبذل لها من الصداق ما عاجله وآجله من مالي، ومبلغه كذا وكذا، وهو والله له بعد خطب جسيم، ونبأ عظيم، وخطر جليل. (3)

4989. ابن خلدون : وجاء أبوطالب فخطبها إلى أبيها فزوّجه، وحضر الملأ من قريش، وقام أبوطالب خطيباً، فقال:

ص:76


1- (1) . في المناقب: «أفضل».
2- (2) . عنه ابن المغازلي بإسناده إليه في مناقب أهل البيت ص 393 - 394 (384). وذكره المبرّد في الكامل 4/4 مرسلاً، باب في اختصار الخطب والتحميد والمواعظ وأوّله: «وخطب أبوطالب بن عبدالمطّلب لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم في تزوّجه»، وسائر اللفظ للكامل.
3- (3) . تذكرة الخواصّ 305/2 - 306، الباب الحادي عشر في ذكر خديجة وفاطمة عليهما السلام. [1]

الحمد لله الّذي جعلنا من ذريّة إبراهيم، وزرع إسماعيل، وضئضئ معد، وعنصر مضر، وجعل لنا بيتاً محجوجاً وحرماً آمناً، وجعلنا امناء بيته، وسوّاس حرمه، وجعلنا الحكّام على الناس، وإنّ ابن أخي محمّد بن عبدالله من قد علمتم قرابته، وهو لا يوزن بأحد إلاّ رجح به، فإن كان في المال قلّ ، فإنّ المال ظلّ زائل، وقد خطب خديجة بنت خويلد، وبذل لها من الصداق ما عاجله وآجله من مالي كذا وكذا، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم، وخطر جليل.

و رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يومئذ ابن خمس وعشرين سنة. (1)

4990. ابن أبي الحديد : قالوا: وخطبة النكاح مشهورة، خطبها أبوطالب عند نكاح محمّد صلّى الله عليه و آله خديجة، وهي قوله:

الحمد لله الّذي جعلنا من ذريّة إبراهيم، وزرع إسماعيل، وجعل لنا بلداً حراماً وبيتاً محجوجاً، وجعلنا الحكّام على الناس، ثمّ إنّ محمّد بن عبدالله أخي من لا يوازن به فتى من قريش إلاّ رجح عليه، برّاً وفضلاً، وحزماً وعقلاً، ورأياً ونبلاً، وإن كان في المال قلّ ، فإنّما المال ظلّ زائل، وعارية مسترجعة، وله في خديجة بنت خويلد رغبة، ولها فيه مثل ذلك، وما أحببتم من الصداق فعلي، وله والله بعد نبأ شائع، وخطب جليل. (2)

الخامس: حبّ النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم له

برواية:

1. أبي الزناد---2. ما ورد مرسلاً

1. أبوالزناد

4991. الأصمعي: أخبرني ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال:

اصطرع أبوطالب وأبولهب، فصرع أبولهب أباطالب، وجلس على صدره، فمدّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم

ص:77


1- (1) . تاريخ ابن خلدون 2/ [1]القسم الثاني/5 , باب المولد الكريم وبدء الوحي.
2- (2) . شرح نهج البلاغة 70/14، شرح الكتاب 9.

بذؤابة أبي لهب والنبيّ صلّى الله عليه و سلّم يومئذ غلام.

فقال له أبولهب: أنا عمّك، وهو عمّك، فلم أعنته عليّ ؟! فقال: لأنّه أحبّ إليّ منك.

فمن يومئذ عادى أبولهب النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، واختبأ له هذا الكلام في نفسه. (1)

2. ما ورد مرسلاً

4992. الواقدي: كان [أبولهب] من أشدّ الناس عداوة للنبيّ صلّى الله عليه و سلّم، وكان السبب في ذلك أنّ أباطالب لاحى أبالهب، فقعد أبولهب على صدر أبي طالب، فجاء النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فأخذ بضبعي أبي لهب فضرب به الأرض، فقال له أبولهب: كلانا عمّك، فلم فعلت بي هذا؟ والله لا يحبّك قلبي أبداً. وذلك قبل النبوّة.

وقال له إخوته لمّا مات أبوطالب: لو عضدت ابن أخيك لكنت أولى الناس بذلك! ولقيه فسأله عمّن مضى من آبائه، فقال: إنّهم كانوا على غير دين، فغضب، وتمادى على عداوته، ومات أبولهب بعد وقعة بدر، ولم يحضرها بل أرسل عنه بديلاً، فلمّا بلغه ما جرى لقريش مات غمّاً. (2)

السادس: حبّ النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم عقيلاً لحبّ أبي طالب له

برواية:

1. أبي إسحاق---3. عبدالرحمان بن سابط

2. حذيفة---4. عقيل بن أبي طالب

1. أبوإسحاق

4993. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا عيسى بن عبدالرحمان السلمي، عن أبي إسحاق:

ص:78


1- (1) . عنه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 162/67 - 163، [1] ترجمة أبي لهب (8787).
2- (2) . عنه ابن حجر في فتح الباري 763/9، ذيل الحديث 4971.

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال: - قال لعقيل بن أبي طالب - : يا أبايزيد، إنّي احبّك حبّين: حبّاً لقرابتك، وحبّاً لما كنت أعلم من حبّ عمّي إيّاك. (1)

4994. أبوالحسن البغوي: حدّثنا أبونعيم، حدّثنا عيسى بن عبدالرحمان السلمي، عن أبي إسحاق:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال لعقيل بن أبي طالب: يا أبايزيد، إنّي احبّك حبّين، لقرابتك منّي، وحبّ لما كنت أعلم من حبّ عمّي إيّاك. (2)

2. حذيفة

4995. الحاكم : حدّثنا أبوبكر محمّد بن عبدالله الجراحي - بمرو-، حدّثنا يحيى بن شاسويه، حدّثنا محمّد بن علي، حدّثنا إبراهيم بن رستم، حدّثنا أبوحمزة، عن يزيد، عن عبدالرحمان بن سابط ، عن حذيفة رضي الله عنه (3)، قال:

كان النبيّ صلّى الله عليه و سلّم يقول لعقيل: إنّي لاُحبّك يا عقيل حبّين: حبّاً لك، وحبّاً لحبّ أبي طالب إيّاك. (4)

3. عبدالرحمان بن سابط

4996. ابن عساكر : أخبرنا جدّي أبوالمفضّل يحيى بن علي القاضي، أنبأ أبوالقاسم بن أبي العلاء، أخبرنا أبوالحسن بن السمسار، أخبرنا أبوبكر بن أبي الحديد، حدّثنا أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن إبراهيم العلوي، حدّثنا أبوالحسين يحيى بن الحسين بن

ص:79


1- (1) . الطبقات الكبرى 32/4 - 33، ترجمة عقيل بن [1]أبي طالب (346).
2- (2) . عنه جماعة منهم الطبراني في المعجم الكبير 191/17 (510)، ومن طريقه الهيثمي في مجمع الزوائد 273/9، كتاب المناقب، باب ما جاء في عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال في ذيله: رجاله ثقات، وبإسناده إليه الحاكم في المستدرك 576/3 (6464)، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 18/41، ترجمة عقيل بن [2]أبي طالب (4734)، وأورده عنه المتّقي في كنز العمّال 740/11 (33617).
3- (3) . كذا في الأصل، ولعلّ الصواب: «أبي حذيفة».
4- (4) . المستدرك 576/3 (6464). [3]

جعفر بن عبيدالله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن يوسف المقدسي الفريابي، حدّثنا علي بن الحسن، عن إبراهيم بن رستم، عن أبي حمزة السكّري، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن عبدالرحمان بن سابط ، قال:

كان النبيّ صلّى الله عليه و سلّم يقول لعقيل: إنّي لاُحبّك حبّين: حبّاً لك، وحبّاً لحبّ أبي طالب لك. (1)

4. عقيل بن أبي طالب

4997. ابن السمّاك : حدّثنا الحسين بن حميد بن الربيع، حدّثنا مخول بن إبراهيم أبوعبدالله النهدي، حدّثنا موسى بن مطير، عن ابن عقيل، عن أبيه، عن جدّه عقيل بن أبي طالب، قال:

نازعت عليّاً وجعفر بن أبي طالب في شيء، فقلت: والله ما أنتما بأحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم منّي، إنّ قرابتنا لواحدة، وإنّ أبانا لواحد، وإنّ امّنا لواحدة، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : أنا احبّ اسامة بن زيد.

قلت: إنّي ليس عن اسامة أسألك، إنّما أسألك عن نفسي، فقال: يا عقيل،والله إنّي لاُحبّك لخصلتين: لقرابتك، ولحبّ أبي طالب إيّاك -وكان أحبّهم إلى أبي طالب-، وأمّا أنت يا جعفر، فإنّ خلقك يشبه خلقي، وأنت يا علي، فأنت منّي بمنزلة هارون من موسى، غير أنّه لا نبيّ بعدي. (2)

السابع: حراسته النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم

برواية:

1. جابر بن عبدالله---2. عبدالله بن عبّاس

ص:80


1- (1) . تاريخ مدينة دمشق 18/41، ترجمة عقيل بن [1]أبي طالب (4734). و روى الحديث مرسلاً ابن الأثير في اسد الغابة 422/3، ترجمة عقيل، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 250/11، [2] شرح الخطبة 219.
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 17/41 - 18، ترجمة عقيل بن [3]أبي طالب (4734).

1. جابر بن عبدالله

4998. ابن مردويه : حدّثنا علي بن أبي حامد المديني، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، حدّثنا محمّد بن مفضّل بن إبراهيم الأشعري، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن معاوية بن عمّار، حدّثنا أبي، قال: سمعت أباالزبير المكّي يحدّث عن جابر بن عبدالله، قال:

كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إذا خرج بعث معه أبوطالب من يكلؤه، حتّى نزلت: ( وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) (1)، فذهب ليبعث معه، فقال: يا عمّ ، إنّ الله قد عصمني، لا حاجة لي إلى من تبعث. (2)

2. عبدالله بن عبّاس

4999. ابن عدي: أخبرنا ابن زيدان، حدّثنا أبوكريب، حدّثنا عبدالحميد الحمّاني، عن النضر، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال:

كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يحرس، وكان يرسل معه أبوطالب كلّ يوم رجالاً من بني هاشم يحرسونه حتّى نزلت عليه الآية: ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) (3)، فأراد عمّه أن يرسل

ص:81


1- (1) . المائدة/67. [1]
2- (2) . عنه ابن كثير في تفسير القرآن العظيم 611/2، [2] ذيل الآية، والسيوطي في الدرّ المنثور 529/2، [3] ذيل الآية. وقال ابن كثير: وهذا أيضاً [أي حديث جابر مع ما نقل عن ابن عبّاس] حديث غريب، والصحيح أنّ هذه الآية مدنيّة، بل هي من أواخر ما نزل بها، والله أعلم، ومن عصمة الله لرسوله حفظه له من أهل مكّة وصناديدها؛ وحسّادها ومعانديها ومترفيها، مع شدّة العداوة والبغضة؛ ونصب المحاربة له ليلاً ونهاراً؛ بما يخلقه الله من الأسباب العظيمة بقدرته وحكمته العظيمة، فصانه في ابتداء الرسالة بعمّه أبي طالب، إذ كان رئيساً مطاعاً كبيراً في قريش، وخلق الله في قلبه محبّة طبيعيّة لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم... ولو كان أسلم لاجترأ عليه كفّارها وكبّارها، ولكن لمّا كان بينه وبينهم قدر مشترك... هابوه واحترموه، فلمّا مات عمّه أبوطالب نال منه المشركون أذى يسيراً.
3- (3) . المائدة/67. [4]

معه من يحرسه من الناس فقال: يا عمّاه، إنّ الله قد عصمني من الجنّ والإنس. (1)

5000. ابن عساكر : أخبرنا أبومحمّد عبدالجبّار بن محمّد بن أحمد، أخبرنا علي بن أحمد بن محمّد، أنبأ إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، أخبرنا إسماعيل بن نجيد، أخبرنا محمّد بن الحسن بن الخليل، أخبرنا محمّد بن العلاء، حدّثنا الحمّاني، حدّثنا النضر، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال:

كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يحرس، وكان يرسل معه أبوطالب كلّ يوم رجالاً من بني هاشم يحرسونه حتّى نزلت عليه هذه الآية، فأراد عمّه أن يرسل معه من يحرسه، فقال: يا عمّاه، إنّ الله قد عصمني من الجنّ والإنس، يعني قوله: ( وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ). (2)

5001. العسّال : حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا أبوكريب، حدّثنا عبدالحميد الحمّاني، عن النضر، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال:

كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يحرس، فكان أبوطالب يرسل إليه كلّ يوم رجالاً من بني هاشم يحرسونه حتّى نزلت عليه هذه الآية: ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ )، قال: فأراد عمّه أن يرسل معه من يحرسه، فقال: إنّ الله قد عصمني من الجنّ والإنس. (3)

5002. الطبراني: حدّثنا يعقوب بن غيلان، حدّثنا أبوكريب، حدّثنا عبدالحميد الحمّاني، عن النضر أبي عمر، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال:

كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يحرس، فكان يرسل معه عمّه أبوطالب كلّ يوم رجالاً من بني هاشم يحرسونه حتّى نزلت هذه الآية: ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ

ص:82


1- (1) . الكامل 22/7، ترجمة النضر بن عبدالرحمان الخزّاز (1960).
2- (2) . تاريخ مدينة دمشق 324/66، [1] ترجمة أبي طالب (8613).
3- (3) . عنه ابن كثير في تفسير القرآن العظيم 611/2، [2]ذيل الآية 67 من سورة المائدة، [3] والسيوطي في الدرّ المنثور 529/2، [4] ذيل الآية, كلاهما من طريق ابن مردويه.

رَبِّكَ ) إلى قوله ( وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ )، فأراد عمّه أن يرسل معه من يحرسه، فقال: يا عمّ ، إنّ الله -عزّ وجلّ - قد عصمني من الجنّ والإنس. (1)

الثامن: دفاعه عن النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم ومدحه له

برواية:

1. زكريّا بن عمرو---10. عبدالله بن مسعود

2. سلمة بن عبدالله---11. عروة

3. سليمان التيمي---12. عقيل بن أبي طالب

4. عائشة---13. علي بن زيد

5. ابن عائشة---14. علي بن أبي طالب عليه السلام

6. عاصم بن عمر---15. عمران بن حصين

7. عبدالله بن جعفر---16. محمّد بن كعب

8. عبدالله بن عبّاس---17. المراسيل و الأقوال

9. عبدالله بن العبّاس بن الحسين

1. زكريّا بن عمرو

5003. الواقدي: حدّثني الحكم بن القاسم، عن زكريّا بن عمرو، قال:

فلمّا مضت ثلاث سنين [من قضيّة شعب أبي طالب] أطلع الله رسوله على أمر صحيفتهم وأنّ الأرضة قد أكلت ما فيها من جور وظلم، وبقي ما كان فيها من ذكر الله، فذكر ذلك رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لأبي طالب، فقال له أبوطالب: أحقّ ما تخبرني به يا ابن أخي ؟ قال: نعم والله.

فذكر ذلك أبوطالب لإخوته، فقالوا له: ما ظنّك به ؟ قال أبوطالب: والله ما كذبني قطّ .

ص:83


1- (1) . المعجم الكبير 205/11 (11663)، وعنه ابن كثير في تفسير القرآن العظيم 611/2، [1] ذيل الآية.

قالوا: فما ترى ؟ قال: أرى أن تلبسوا أحسن ما تجدون من الثياب، ثمّ تخرجوا إلى قريش فتذكر ذلك لهم قبل أن يبلغهم الخبر.

قال: فخرجوا حتّى دخلوا المسجد، فعمدوا إلى الحجر، وكان لا يجلس فيه إلاّ مسانّ قريش وذوو نهاهم... قال أبوطالب: إنّا قد جئنا لأمر فأجيبوا فيه بالّذي يعرف لكم، قالوا: مرحباً بكم وأهلاً وعندنا ما يسرّك فيما طلبت.

قال: إنّ ابن أخي أخبرني ولم يكذبني قطّ أنّ الله -عزّ وجلّ - قد سلّط على صحيفتكم الّتي كتبتم الأرضة فلحست كلّ ما كان فيها من جور وظلم وقطيعة رحم وبقي فيها كلّ ما ذكر به الله، فإن كان ابن أخي صادقاً نزعتم عن سوء رأيكم، وإن كان كاذباً دفعته إليكم فقتلتموه أو استحييتموه إن شئتم.

قالوا: أنصفتنا، فأرسلوا إلى الصحيفة، فلمّا اتي بالصحيفة، قال: اقرؤوها، فلمّا فتحوها إذا هي كما قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قد أكلت إلاّ ما كان من ذكر الله، فسقط في أيدي القوم، ثمّ نكسوا رؤوسهم.

فقال أبوطالب: هل بيّن لكم أنّكم أولى بالظلم والقطيعة والإساءة ؟ فلم يراجعه أحد من القوم، وتلاوم رجال من قريش على ما صنعوا ببني هاشم.

فمكثوا غير كثير ورجع أبوطالب إلى الشعب وهو يقول: يا معشر قريش، نحصر ونحبس وقد بان الأمر؟ ثمّ دخل هو وأصحابه بين أستار الكعبة والكعبة فقالوا: اللهمّ انصرنا على من ظلمنا؛ وقطع أرحامنا؛ واستحلّ منّا ما يحرم عليه منّا، ثمّ انصرفوا. (1)

2. سلمة بن عبدالله

5004. ابن إسحاق : حدّثني أبي إسحاق بن يسار، عن سلمة بن عبدالله بن عمر بن أبي سلمة أنّه حدّثه:

أنّ أباسلمة لمّا استجار بأبي طالب مشى إليه رجال من بني مخزوم، فقالوا [له]: يا

ص:84


1- (1) . عنه إسماعيل الأصبهاني في دلائل النبوّة ص 198 - 199 (267).

أباطالب، لقد منعت منّا ابن أخيك محمّداً، فمالك ولصاحبنا تمنعه منّا؟ قال: إنّه استجار بي، وهو ابن اختي، وإن أنا لم أمنع ابن اختي لم أمنع ابن أخي، فقام أبولهب فقال: يا معشر قريش، والله لقد أكثرتم على هذا الشيخ، ما تزالون توثّبون عليه في جواره من بين قومه، والله لتنتهنّ عنه أو لنقومنّ معه في كلّ ما قام فيه، حتّى يبلغ ما أراد.

قال: فقالوا: بل ننصرف عمّا تكره يا أباعتبة، وكان لهم وليّاً وناصراً على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم معه في شأن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فقال أبوطالب يحرّض أبالهب على نصرته ونصرة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

وإنّ امرأ أبوعتيبة عمّه لفي روضة ما إن يسام المظالما

أقول له وأين منه نصيحتي أبا معتب ثبّت سوادك قائما

ولا تقبلنّ الدهر ما عشت خطّة تسبّ بها إمّا هبطت المواسما

وولّ سبيل العجز غيرك منهم فإنّك لم تخلق على العجز لازما

وحارب فإنّ الحرب نصف ولن ترى أخا الحرب يعطى الخسف حتّى يسالما

وكيف ولم يجنوا عليك عظيمة ولم يخذلوك غانماً أو مغارما

جزى الله عنّا عبد شمس ونوفلاً وتيماً ومخزوماً عقوقاً ومأثما

بتفريقهم من بعد ودّ واُلفة جماعتنا كيما ينالوا المحارما

كذبتم وبيت الله نبزى محمّداً ولمّا تروا يوماً لدى الشعب قائما (1)

3. سليمان التيمي

5005. معتمر بن سليمان : حدّثني أبي، قال:

فازداد البلاء من قبل قريش على النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، فائتمروا بينهم أن يكلّموا أباطالب في ابن أخيه، فإن فعل وإلاّ تعاقدوا على عقد أن لا يناكحوهم ولا يبايعونهم حتّى يدفعوه

ص:85


1- (1) . عنه ابن هشام في السيرة النبويّة 10/2 - 11، [1] قصّة أبي سلمة، ومثله في البداية والنهاية لابن كثير 93/3، فصل في ذكر مخالفة قبائل قريش بني هاشم.... [2] وأورده ابن الأثير في اسد الغابة 196/3، ترجمة عبدالله بن عبدالأسد، باختصار.

إليهم، فكتبوا في صحيفتهم عهداً بينهم أن لا يناكحوهم ولا يبايعونهم ولا يجالسوهم ولا يكلّموهم حتّى يدفعوا إليهم محمّداً فيقتلونه، فمشوا إلى أبي طالب وقد كتبوا كتابهم، قالوا: يا ابن عبدالمطّلب، أنت أفضل قريش اليوم حلماً، وأكبرهم سنّاً، وأعظمهم شرفاً، وقد رأيت صنيع ابن أخيك والسفهاء الّذين معه الصباة المخلصين لأمرهم، إنّ قومك قد نفروا في أمر فيه صلاح قومك، وصلاحهم لك صلاح إن فعلت، وإن أبيت فقد أبلغوا إليك في العذر، وفيه هلاكك وهلاك أهل بيتك، لا يعدوكم ذلك إلى أحد غيركم، قد كتب قومك كتاباً فيه الّذي تكرهون إن أبيتم [أن تدفعوا] إليهم حاجتهم.

قال: ما حاجتكم فيما قبلي ؟ قالوا: حاجتنا أن تدفع إلينا هذا الصابئ الّذي فرّق كلمتنا، وأفسد جماعتنا، وقطع أرحامنا، فنقتله، ونعطيك ديته!

قال: لا تطيب بذلك نفسي أن أرى قاتل ابن أخي يمشي بمكّة، وقد أكلت ديته.

قالوا: فإنّا ندفعه إلى بعض العرب فيكون هو يقتله، وندفع إليك ديته، ونعطيك أيّ أبنائنا شئت، فيكون لك ولداً مكان هذا الصابئ.

فقال لهم: ما أنصفتموني، تقتلون ولدي وأغذو أولادكم ؟! أو لا تعلمون أنّ الناقة إذا فقدت ولدها لم تحنّ إلى غيره ؟ ولكن أمر هو أجمع لكم ممّا أراكم تخوضون فيه، تجمعون شباب قريش ممّن كان منهم بسنّ محمّد ويقتلونهم جميعاً، وتقتلون معهم محمّداً، قالوا: لا، لعمر أبيك، لا نقتل أبناءنا وإخواننا من أجل هذا الصابئ، ولكن سنقتله سرّاً وعلانية، فائتمر لذلك أمرك، فعند ذلك يقول لهم:

كذبتم وبيت الله نترك محمّداً ولمّا نضارب دونه ونناضل

ونسلمه حتّى نصرّع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل

وينهض نهضاً في نحوركم القنا كنهض الروايا في طريق حلاحل

وحتّى نرى ذا الدرع يركب ردعه جمن الطعن مشي الأنكب المتحامل

في قول كثير يقول لهم.

فلمّا سمعت بذلك قريش وعرفوا منه الجدّ يئسوا منه، وأظهروا لبني عبدالمطّلب

ص:86

العداوة، واللفظ القبيح والشتم، وأقسموا ليقتلنّه سرّاً وعلانية.

فلمّا عرف أبوطالب أنّ القوم قاتلو ابن أخيه إن استطاعوا خافهم وتتابعت معهم القبائل كلّها.

فلمّا رأى ذلك أبوطالب جمع رهطه فانطلق بهم، فقاموا بين الأستار والكعبة، فدعوا الله على ظلمة قومهم في قطيعتهم أرحامهم، وانتهاكهم محارمهم، وتناولهم سفك دمائهم، فقال أبوطالب: إن أبى قومنا إلاّ البغي علينا فعجّل نصرنا، وحل بينهم وبين الّذي يريدون من قتل ابن أخي.

ثمّ أقبل إلى جمع قريش، وهم ينظرون إليه وإلى أصحابه، فقال لهم: إنّا قد دعونا ربّ هذا البيت على القاطع المنتهك المحارم، والله لتنتهنّ عن الّذي تريدون، أو لينزلنّ الله لكم في قطيعتنا بعض الّذي تكرهون.

قال: فأجابوه أن يا ابن عبدالمطّلب، لا صلح بيننا وبينكم أبداً ولا رحم إلاّ على قتل الصابئ السفيه.

ثمّ عمد فدخل الشعب بابن أخيه وبني أبيه ومن اتّبعهم، من بين مؤمن دخل لنصر الله ونصر رسوله، ومن بين مشرك يحمي أنفاً، فدخلوا شعبهم، وهو شعب أبي طالب في ناحية مكّة.

وأراد الملأ من قريش قتل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فائتمروا بينهم أن يكلّموا أباطالب في ابن أخيه، فإن فعل فعل، وإلاّ تعاقدوا أن لا ينكحوهم ولا يبايعوهم، حتّى يدفعوا إليهم على عقد محمّداً، فكتبوا في صحيفتهم عهداً بينهم أن لا ينكحوا بني عبدالمطلّب، ولايبايعوهم، ولا يجالسوهم، ولا يكلّموهم حتّى يدعوا إليهم محمّداً صلّى الله عليه و سلّم فيقتلوه.

فمشوا إلى أبي طالب وقد كتبوا كتابهم، فقالوا: يا ابن عبدالمطّلب، أنت أفضل قريش اليوم حلماً، وأكبرهم سنّاً، وأعظمهم شرفاً، وقد رأيت صنع ابن أخيك والسفهاء الّذين معه الصباة المخلطين لأمرهم، وإنّ قومك قد نفروا إليك في أمر فيه صلاح قومك، وصلاحهم لك صلاح إن فعلت، وإن أبيت فقد أبلغوا العذر، وفيه هلاكك وهلاك أهل بيتك،

ص:87

لا يعدوكم ذلك إلى أحد غيركم، قد كتب قومك كتاباً فيه الّذي يكرهون إن أبيتم أن تدفعوا إليهم حاجتهم.

قال: ما حاجتهم فيما قبلي ؟ قالوا: حاجتنا أن تدفع إلينا هذا الصابئ الّذي فرّق كلمتنا، وأفسد جماعتنا، وقطع أرحامنا؛ فنقتله ونعطيك الدية! قال: لا تطيب بذلك نفسي، أن أرى قاتل ابن أخي يمشي بمكّة، وقد أكلت ديته.

قالوا: فإنّا ندفعه إلى بعض ذؤبان العرب فيكون هو يقتله، وندفع إليك الدية، ونعطيك أيّ أبنائنا شئت، فيكون لك ولداً مكان هذا الصابئ.

فقال لهم: ما أنصفتموني، تقتلون ولدي وأغذو أولادكم! إذ لا تعلمون أنّ الناقة إذا فقدت ولدها لم تحنّ إلى غيره، ولكن أمر هو أجمع ممّا أراكم تخوضون فيه، تجمعون شباب قريش من كان منهم بسنّ محمّد صلّى الله عليه و سلّم فتقتلونهم جميعاً وتقتلون معهم محمّداً، قالوا: لا، لعمرو أبيك، لا نقتل أبناءنا وإخواننا من أجل هذا الصابئ، ولكنّا سنقتله سرّاً أوعلانية، فائتمر لذلك أمرك، فعند ذلك يقول أبوطالب:

كذبتم وبيت الله نترك محمّداً ولمّا نضارب دونه ونناضل

ونسلمه حتّى نصرّع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل

وننهض نهضاً في نحوركم القنا نهوض الروايا في طريق حلاحل

وحتّى نرى ذا الدرع يركب ردعه من الطعن مشي الأنكب المتحامل

في قول كثير يقول لهم.

فلمّا سمعت بذلك قريش وعرفوا منه الجدّ يئسوا منه، وأظهروا لبني عبدالمطّلب العداوة، واللفظ القبيح السيء، وأقسموا لنقتلنّه سرّاً أو علانية.

فلمّا عرف أبوطالب أنّ القوم قاتلو ابن أخيه إن استطاعوا خافوا وتبايعت معهم القبائل كلّها.

فلمّا رأى ذلك أبوطالب جمع رهطه فانطلق بهم، فقاموا بين الأستار والكعبة فدعوا الله على ظلمة قومهم في قطيعتهم أرحامهم، وانتهاكهم محارمهم، وتناولهم سفك دمائهم،

ص:88

وقال أبوطالب: اللهمّ إن أبى قومنا إلاّ البغي علينا فعجّل نصرنا، وخلّ بينهم وبين الّذي يريدون من قتل ابن أخي.

ثمّ أقبل إلى جمع قريش وهم... ينظرون إليه وإلى أصحابه، فقال لهم: إنّا قد دعونا ربّ هذا البيت على القاطع المنتهك المحارم، والله لتنتهنّ عن الّذي تريدون، أو لينزلنّ الله بكم في قطيعتنا بعض الّذي تكرهون، فأجابوه أن يا ابن عبدالمطّلب، لا صلح بيننا وبينكم أبداً ولا رحم إلاّ على قتل هذا الصابئ السفيه، فعند ذلك يقول أبوطالب:

ولمّا رأيت القوم لا ودّ فيهم وقد طاوعوا أمر العدوّ المزائل

حسيبك بالله رهطي ومعشري وأمسكت من أثوابه بالوصائل

وثور ومن أرسى ثبيراً مكانه وراق ليرقى في حراء ونازل

وبالحجر الأسود إذ يمسحونه إذا أسلموه بالضحى والأصائل

في قول كثير يقول لهم.

ثمّ دعا على قومه في سفره، ثمّ عمد فدخل الشعب بابن أخيه وبني أبيه ومن اتّبعهم، من بين مؤمن داخل بنصر الله ونصر رسوله، وبين مشرك يحمي أنفاً، فدخلوا شعبهم، وهو شعب أبي طالب في ناحية مكّة. (1)

4. عائشة

5006. ابن بكير : عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، [عن النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم ]:

ما زالت قريش كافّة عنّي حتّى مات أبوطالب. (2)

5007. ابن معين : حدّثنا عقبة المجدّر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها-، عن النبيّ صلّى الله عليه و سلّم , قال:

ص:89


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 316/66 - 319، [1] ترجمة أبي طالب (8613).
2- (2) . عنه الديلمي في الفردوس 98/4 (6307)، ومن طريقه ابنه بإسناده إلى ابن بكير في مسند الفردوس 51/4.

ما زالت قريش كاعة [عنّي] حتّى توفّي أبوطالب. (1)

5008. أبوإسحاق الحربي: حدّثني أبوبلال الأشعري، حدّثنا قيس بن الربيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم :

ما زالت قريش كافّة عنّي حتّى مات أبوطالب. (2)

5009. الطبراني: حدّثنا أحمد [بن القاسم]، قال: حدّثنا أبوبلال الأشعري، قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

ما زالت قريش كافّة عنّي حتّى مات أبوطالب. (3)

5. ابن عائشة

5010. المبرّد : حدّثني ابن عائشة، قال:

مرّ أبوطالب برسول الله صلّى الله عليه و سلّم وهو يصلّي وعلي عليه السلام عن يمينه، وجعفر مع أبي طالب يكتمه إسلامه، فضرب عضده وقال: اذهب فصل جناح ابن عمّك، وقال:

إنّ عليّاً وجعفراً ثقتي عند احتدام الاُمور والكرب

أراهما عرضة اللقاء لذا ساميت أو أنتمي إلى حرب

لا تخذلا وانصرا ابن عمّكما أخي لاُمّي من بينهم وأبي (4)

6. عاصم بن عمر

5011. الواقدي: حدّثني معاذ بن محمّد، قال: سألت عاصم بن عمر بن قتادة - يعني

ص:90


1- (1) . عنه الحاكم بإسناده إليه في المستدرك 623/2 (4243)، [1] ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوّة 349/2 - 350، باب وفاة أبي طالب، [2] وما بين المعقوفين منه.
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 339/66، [3] ترجمة أبي طالب (8613), وقال: كذا قال: «كافّة» بالفاء، والمحفوظ «كاعة» بالعين.
3- (3) . المعجم الأوسط 354/1 (598).
4- (4) . عنه ابن جنّي في ديوان أبي طالب ص 36. [4]

عن خبر الشعب -، فقال:

إنّ قريشاً مشت إلى أبي طالب مرّة بعد مرّة، فلمّا كانت المرّة الأخيرة قالوا: يا أباطالب، إنّا جئناك مرّة بعد مرّة، نكلّمك في ابن أخيك أن يكفّ عنّا فيأبى، وتعلم أنّك وإن كنت فينا ذا منزلة لشرفك ومكانك، فإنّا لسنا بتاركي ابن أخيك حتّى نهلكه أو يكفّ عنّا ما قد أظهره فينا من شتم آبائنا وعيب ديننا. فقال أبوطالب: أنظر في ذلك.

ثمّ قال أبوطالب لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم : يا ابن أخي، قد جاءني قومك يشكونك، وقد آذوني فيك، وحملوني مالا اطيق أنا ولا أنت؛ فاكفف عنهم ما يكرهون من شتمك آباءهم وعيبك دينهم.

قال: فاستعبر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ثمّ قال: والله لو وضعت الشمس في يميني والقمر في شمالي ما تركت هذا الأمر أبداً حتّى أنفذه أو اهلك.

فلمّا رأى أبوطالب ما بلغ من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال: يا ابن أخي، امض على أمرك وافعل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبداً.

فلمّا رأت قريش أن قد أعذروا إلى أبي طالب وأنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قائم بهذا الأمر؛ أبت قريش أن تقارّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ثمّ أظهروا العداوة له ولبني عبدالمطّلب، وأقسموا بالله لنقتلنّ محمّداً سرّاً أو علانية.

فلمّا رأى أبوطالب ذلك خافهم، فجمع رهطه ثمّ انطلق بهم، فأقامهم بين أستار الكعبة يدعو على ظلمة قومه في قطعهم أرحامهم، وكتبت قريش كتاباً فعلّقوه في الكعبة.

ثمّ عمد أبوطالب فدخل الشعب بابن أخيه و بني عبدالمطّلب وبني المطّلب بن عبدمناف، فدخلوا الشعب؛ فراراً من قومهم، لما خوّفوهم من قتل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم. (1)

7. عبدالله بن جعفر

5012. ابن إسحاق : عمّن حدّثه، عن عروة بن الزبير، عن عبدالله بن جعفر، قال:

ص:91


1- (1) . عنه إسماعيل الأصبهاني في دلائل النبوّة ص 197 - 198 (265). [1]

لمّا مات أبوطالب عرض لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم سفيه من سفهاء قريش فألقى عليه تراباً، فرجع إلى بيته، فأتت امرأة من بناته تمسح عن وجهه التراب وتبكي، قال: فجعل يقول: أي بنيّة، لا تبكينّ فإنّ الله -عزّ وجلّ - مانع أباك. ويقول ما بين ذلك: ما نالت منّي قريش شيئاً أكرهه حتّى مات أبوطالب. (1)

8. عبدالله بن عبّاس

5013. مقاتل : عن ابن عبّاس:

اجتمعت قريش إلى أبي طالب رضي الله عنه وقالوا له: يا أباطالب، سلّم إلينا محمّداً فإنّه قد أفسد أدياننا؛ وسبّ آباءنا؛ لنقتله، وهذه أبناؤنا بين يديك تبنّى بأيّهم شئت، ثمّ دعوا بعمارة بن الوليد وكان مستحسناً، فقال لهم: هل رأيتم ناقة حنّت إلى غير فصيلها؟ لا كان ذلك أبداً.

ثمّ نهض عنهم فدخل على النبيّ صلّى الله عليه و آله فرآه كئيباً، وقد علم مقالة قريش له، فقال: يا محمّد، لا تحزن. ثمّ قال:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتّى اوسّد في التراب دفينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة وابشر وقرّ بذاك منك عيونا

ودعوتني وزعمك أنّك ناصحي ولقد صدقت وكنت قبل أمينا

وذكرت ديناً قد علمت بأنّه من خير أديان البريّة دينا (2)

9. عبدالله بن العبّاس بن الحسين

5014. ابن جنّي: قال أبوهفّان عبدالله بن أحمد المهزمي من عبدالقيس: وأنشدني عمّي خالد بن حرب، عن عبدالله بن العبّاس رضي الله عنه بن الحسين بن عبيدالله بن العبّاس بن علي بن أبي طالب -رضوان الله عليهم أجمعين-، قال أبوطالب:

ص:92


1- (1) . عنه البيهقي من طريق الحاكم في دلائل النبوّة 350/2، باب وفات أبي طالب, [1] وابن عساكر من طريق البيهقي عن الحاكم في تاريخ مدينة دمشق 338/66، [2] ترجمة أبي طالب (8613).
2- (2) . عنه ابن البطريق في العمدة ص 415، ذيل الحديث 855.

خليلي ما اذني لأوّل عاذل بصغواء في حقّ ولا عند باطل

خليلي إنّ الرأي ليس بشركة ولا نهنه عند الاُمور التلاتل

ولمّا رأيت القوم لا ودّ عندهم وقد قطعوا كلّ العرى والوسائل

وقد صارحونا بالعداوة والأذى وقد طاوعوا أمر العدوّ المزائل

وقد حالفوا قوماً علينا أظنّة يعضّون غيظاً خلفنا بالأنامل

صبرت لهم نفسي بسمراء سمحة وأبيض عضب من تراث المقاول

وأحضرت عند البيت رهطي وإخوتي وأمسكت من أثوابه بالوصائل

قياماً معاً مستقبلين رتاجه لدى حيث يقضي نسكه كلّ نافل

وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم بمفضى السيول من أساف ونائل

موسّمة الأعضاد أوقصراتها محبّسة بين السديس وبازل

ترى الودع فيها والرخام وزينة بأعناقها معقودة كالعثاكل

أعوذ بربّ الناس من كلّ طاعن علينا بسوء أو ملحّ بباطل

ومن كاشح يسعى لنا بمعيبة ومن مفتر في الدين ما لم نحاول

وثور ومن أرسى ثبيراً مكانه وعير وراق في حراء ونازل

وبالبيت ركن البيت من بطن مكّة وبالله إنّ الله ليس بغافل

وبالحجر المسودّ إذ يمسحونه إذا اكتنفوه بالضحى والأصائل

وموطئ إبراهيم في الصخر وطأة على قدميه حافياً غير ناعل

وأشواط بين المروتين إلى الصفا وما فيهما من صورة وتماثل

ومن حجّ بيت الله من كلّ راكب ومن كلّ ذي نذر ومن كلّ راجل

وبالمشعر الأقصى إذا عمدوا له ألالاً (1)إلى مفضى الشراج القوابل

ص:93


1- (1) . الألال: الجبل الّذي يقوم عليه الإمام.

وتوقاً فهم فوق الجبال عشيّة يقيمون بالأيدي صدور الرواحل

وليلة جمع والمنازل من منى وما فوقها من حرمة ومنازل

وجمع إذا ما المقربات أجزنه سراعاً كما يفزعن من وقع وابل

وبالجمرة الكبرى إذا صمدوا لها يؤمّون قذفاً رأسها بالجنادل...

كذبتم وبيت الله نترك مكّة ونظعن إلاّ أمركم في بلال

كذبتم وبيت الله نبزى محمّداً ولمّا نطاعن دونه ونناضل

ونسلمه حتّى نصرّع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل

وينهض قوم في الحديد إليكم جنهوض الروايا تحت ذات الصلاصل

وحتّى يرى ذوالبغي يركب ردعه من الطعن فعل الأنكب المتحامل

وإنّا لعمر الله إن جدّ ما أرى لتلتبسن أسيافنا بالأماثل

بكفّ فتى مثل الشهاب سميدع أخي ثقة حامي الحقيقة باسل

شهوراً وأيّاماً وحولاً مجرّماً علينا وتأتي حجّة بعد قابل

وما ترك قوم لا أباً لك سيّدا يحوط الذمار غير ذرب مواكل

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه جثمال اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاّك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل

لعمري لقد أجرى اسيد ورهطه إلى بغضنا وجزاً بأكلة آكل...

أشمّ من الشمّ الطوال إذا انتمى ففي حسب في حومة المجد فاضل

لعمري لقد كلّفت وجداً بأحمد وإخوته دأب المحبّ المواصل

فلا زال في الدنيا جمالاً لأهلها وزيناً على رغم العدوّ المخابل

فمن مثله في الناس أو من مؤمّل إذا قايس الحكّام أهل التفاضل

حليم رشيد عادل غير طائش يوالي إلهاً ليس عنه بذاهل

فأيّده ربّ العباد بنصره جوأظهر ديناً حقّه غير ناصل

ص:94

فوالله لولا أن أجيء بسبّة تجرّ على أشياخنا في المحافل

لكنّا اتّبعناه على كلّ حالة من الدهر جدّاً غير قول التهازل

لقد علموا أنّ ابننا لا مكذّب لديهم ولا يعنى بقول الأباطل

رجال كرام غير ميل نماهم إلى العزّ آباء كرام المخاصل

وقفنا لهم حتّى تبدّد جمعهم وحسّر عنّا كلّ باغ وجاهل

شباب من المطّلبين وهاشم كبيض السيوف بين أيدي الصياقل

بضرب ترى الفتيان عنه كأنّهم ضواري أسود فوق لحم خرادل

ولكنّا (1)نسل كرام لسادة بهم يعتلي الأقوام عند التطاول

سيعلم أهل الضغن أبيّ وأيّهم جيفوز ويعلو في ليال قلائل

وأيّهم منّي ومنهم بسيفه جيلاقي إذا ما حان وقت التنازل

ومن ذا مُمِلّ الحرب منّي ومنهم ويحمد في الآفاق في قول قائل

فأصبح منّا أحمد في ارومة تقصّر منها سورة المتطاول

كأنّي به فوق الجياد يقودها إلى معشر زاغوا إلى كلّ باطل

وجدت بنفسي دونه وحميته ودافعت عنه بالطلى والكلاكل

ولا شكّ أنّ الله رافع أمره جومعليه في الدنيا ويوم التجادل

كما قد أرى في اليوم والأمس جدّه ووالده رؤياهما خير آفل (2)

وقال أيضاً لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم لمّا أخافته قريش:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتّى اوسّد في التراب دفينا

فانفذ لأمرك ما عليك غضاضة فكفى بنا دنيا لديك ودينا

ودعوتني وزعمت أنّك ناصح فلقد صدقت وكنت قبل أمينا

ص:95


1- (1) . كذا في الأصل، ولعلّه: «ولكنّنا».
2- (2) . ديوان أبي طالب ص 2 - 12 , [1] مع تلخيص.

وعرضت ديناً قد علمت بأنّه من خير أديان البريّة دينا (1)

وقال أيضاً:

ألا إنّ خير الناس نفساً ووالداً إذا عدّ سادات البريّة أحمد

نبيّ الإله والكريم بأصله وأخلاقه وهو الرشيد المؤيّد

حزيم على جلّ الاُمور كأنّه شهاب بكفّي قابس يتوقّد

من الأكرمين من لؤي بن غالب إذا سيم خسفاً وجهه يتربّد

طويل النجاد خارج نصف ساقه على وجهه يسقى الغمام ويسعد

عظيم الرماد سيّد وابن سيّد يحضّ على مقرى الضيوف ويحشد

ويبني لأفناء العشيرة صالحاً إذا نحن طفنا في البلاد ويمهد

ويبني كثيراً حيث كان من العدى طلاع المدى لا غير ذلك يجهد

هو القائل المهدى به كلّ منسر عظيم اللواء أمره الدهر يحمد

إذا قال قولاً لا يعاد لقوله كوحي الكتاب في صفيح يخلّد

بجيش له من هاشم يتبعونه يسدّدهم ربّ الورى ويؤيّد

هم رجعوا سهل بن بيضاء راضياً وسرّ إمام العالمين محمّد

تتابع فيها كلّ ليث كأنّه إذا ما مشى في رفرف الدرع أحرد

قضوا ماقضوا في ليلهم ثمّ أصبحوا على مهل وسائر الناس رقّد

سلوا من قريش كلّ كهل وأمرد وإن قد بغانا اليوم كهل وأمرد

متى شرك الأقوام في جلّ أمرنا وكنّا قديماً قبلها نتودّد... (2)

وقال أيضاً:

إنّ الأمين محمّداً في قومه عندي يفوق منازل الأولاد

ص:96


1- (1) . ديوان أبي طالب ص 12 - 13. [1]
2- (2) . ديوان أبي طالب ص 13 - 14. [2]

لمّا تعلّق بالزمام ضممته والعيس قد قلّصن بالأزواد

فارفضّ من عيني دمع ذارف مثل الجمان مفرّق ببداد (1)

راعيت فيه قرابة موصولة وحفظت فيه وصيّة الأجداد

ودعوته للصبر بين عمومة بيض الوجوه مصالت أمجاد

ساروا لأبعد طبّة معلومة فلقد تباعد طبّة المرتاد

حتّى إذا ما القوم بصرى عاينوا لاقوا على شرف من المرصاد

حبراً فأخبرهم حديثاً صادقاً عنه وردّ معاشر الحسّاد

قوم يهود قد رأوا ما قد رأوا ظلّ الغمامة ناغري الأكباد (2)

ثاروا لقتل محمّد فنهاهم عنه وجاهد أحسن التجهاد

وثنى بحيراء زبيراً فانثنى في القوم بعد تجادل وتعادي

ونهى دريساً فانتهى لمّا نهى عن قول حبر ناطق بسداد (3)

10. عبدالله بن مسعود

5015. ابن أبي الحديد : روى عبدالله بن مسعود, قال:

لمّا فرغ رسول الله صلّى الله عليه و آله من قتلى بدر وأمر بطرحهم في القليب، جعل يتذكّر من شعر أبي طالب بيتاً فلا يحضره، فقال له أبوبكر: لعلّه قوله يا رسول الله:

وإنّا لعمر الله إن جدّ جدّنا لتلتبسن أسيافنا بالأماثل

فسرّ بظفره بالبيت، وقال: إي لعمر الله، لقد التبست. (4)

ص:97


1- (1) . وفي مصادر اخرى: «مفرّق الأفراد»، وهو الأصحّ ، راجع: السير والمغازي لابن إسحاق ص 76 , حديث بحيرا الراهب، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 13/3، باب ذكر قدوم رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بُصرى. [1]
2- (2) . في السير والمغازي لابن إسحاق ص 76 , حديث بحيرا الراهب, وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 13/3، باب ذكر قدوم رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بُصرى: « [2]ظلّ الغمام وعزّ ذي الأكياد»، وهذا هو الصحيح.
3- (3) . ديوان أبي طالب ص 33 - 34. [3]
4- (4) . شرح نهج البلاغة 62/14، [4] شرح الكتاب 9.

11. عروة

5016. ابن إسحاق : حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، قال:

لمّا نثر ذلك السفيه التراب على رأس رسول الله صلّى الله عليه و سلّم دخل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بيته والتراب على رأسه، فقامت إليه إحدى بناته تغسل عنه التراب؛ وهي تبكي، و رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول لها: يا بنيّة، لا تبكي؛ فإنّ الله مانع أباك.

قال: ويقول رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ما نالت منّي قريش شيئاً أكرهه حتّى مات أبوطالب. (1)

5017. ابن بكير : عن هشام بن عروة، عن أبيه أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال:

ما زالت قريش كاعين عنّي حتّى مات أبوطالب. (2)

5018. ابن سعد : أخبرنا خالد بن مخلد البجلي، قال: حدّثني سليمان بن بلال، قال: حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، قال:

ما زالوا كافّين عنه حتّى مات أبوطالب. يعني قريشاً عن النبيّ صلّى الله عليه و سلّم. (3)

5019. ابن معين : حدّثنا عقبة المجدّر، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

ما زالت قريشة كاعة عنّي حتّى مات أبوطالب. (4)

ص:98


1- (1) . عنه الطبري بإسناده إليه في تاريخه 344/2، ذكر الخبر عمّا كان من أمر النبيّ صلّى الله عليه و سلّم عند ابتداء الله تعالى ذكره إيّاه.
2- (2) . السير والمغازي لابن إسحاق ص 239 , من زيادة ابن بكير, وفاة أبي طالب وما جاء فيه، و رواه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 339/66 - 340، [1] ترجمة أبي طالب (8613), وقال: أخبرنا أبوعبدالله الفراوي، أخبرنا عبدالغافر بن محمّد، أنبأ أبوسليمان الخطابي، قال: «كاعة» جمع «كائع»، وهو الجبان, كما يقال: «بائع» و«باعة» و«قائد» و«قادة»، يريد أنّه كان يحوط رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ويذبّ عنه، فكانت قريش تكيع وتجبن عن أذاه، يقال: كعّ الرجل عن الأمر: إذا جبن وانقبض: يكعّ ، وكاع يكيع. قال الفرّاء: يقال: كععت عن الشيء وكبنت، بمعنى واحد.
3- (3) . الطبقات الكبرى 100/1، [2] ذكر أبي طالب وضمّه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه.
4- (4) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 339/66، [3] ترجمة أبي طالب (8613).

12. عقيل بن أبي طالب

5020. ابن بكير : حدّثني طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيدالله، عن موسى، قال: أخبرني عقيل بن أبي طالب، قال:

جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: إنّ ابن أخيك هذا قد آذانا في نادينا فانهه عنّا، فقال: يا عقيل، ائتني بمحمّد. فانطلق إليه فاستخرجه من كبس - يقول من بيت صغير-، فجاء به في الظهيرة في شدّة الحرّ، فجعل يطلب الفيء يمشي فيه من شدّة حرّ الرمضاء، فلمّا أتاهم، قال أبوطالب: إنّ بني عمّك هؤلاءزعموا أنّك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم فانته عن أذاهم. فحلّق النبيّ صلّى الله عليه و سلّم بصره إلى السماء قال: ترون هذه الشمس ؟ قال: ما أنا بأقدر على أن أردّ ذلك منكم على أن تشعلوا منها شعلة.

فقال أبوطالب: والله ما كذبنا ابن أخي قطّ ، فارجعوا. (1)

5021. الطبراني: حدّثنا معاذ، قال: حدّثنا إبراهيم بن أبي سويد، قال: حدّثنا إبراهيم بن أبي زياد، قال: حدّثنا طلحة بن يحيى، قال: حدّثنا موسى بن طلحة، عن عقيل بن أبي طالب، قال:

جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: يا أباطالب، إنّ ابن أخيك يأتينا في كعبتنا ونادينا فيسمعنا ما يؤذينا به، فإن رأيت أن تكفّه عنّا فافعل. فقال لي: يا عقيل، التمس لي ابن عمّك. فأخرجته من كنس من أكناس شعب أبي طالب، أو قال: كنس من أكناس أبي طالب - شكّ إبراهيم بن أبي سويد -، فأقبل يمشي معي يطلب الفيء بطاقته فلا يقدر عليه، حتّى انتهى إلى أبي طالب، فقال له أبوطالب: يا ابن أخي، والله ما علمت إن كنت لمطيعاً، وقد جاء قومك

ص:99


1- (1) . عنه البخاري في التاريخ الكبير 50/7 - 51، ترجمة عقيل بن أبي طالب (230)، وأبويعلى في مسنده 176/12 (6804)، والطبراني في المعجم الكبير 191/17 (511)، والبيهقي في دلائل النبوّة 186/2 , باب قول الله عزّ و جلّ : ( [1]يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) الآية, من طريق الحاكم، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 4/41 - 5، ترجمة عقيل بن [2]أبي طالب (4735)، من طريق أبي يعلى, و 315/66، ترجمة أبي طالب (8613), من طريق البيهقي، بأسانيدهم إليه، واللفظ للبخاري.

يزعمون أنّك تأتيهم في كعبتهم وناديهم، تسمعهم ما تؤذيهم به، فإنّي رأيت أن تكفّ عنهم. فحلّق ببصره إلى السماء فقال: والله، ما أنا بأقدر على أن أدع ما بعثت به من أن يشتعل أحدكم من هذه الشمس شعلة من نار. فقال أبوطالب: والله، ما كذب قطّ ، ارجعوا راشدين. (1)

5022. الحاكم : حدّثنا علي بن حمشاد العدل، حدّثنا أبوالمثنّى معاذ بن المثنّى العنبري، حدّثنا إبراهيم بن أبي سويد، حدّثنا عبدالواحد بن زياد، حدّثنا طلحة بن يحيى، عن موسى بن طلحة، أخبرني عقيل بن أبي طالب، قال:

جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: إنّ ابن أخيك يؤذينا في نادينا وفي مجلسنا فانهه عن أذانا، فقال لي: يا عقيل، ائت محمّداً.

قال: فانطلقت إليه فأخرجته من جلس - قال طلحة: بيت (2)صغيرة -، فجاء في الظهر من شدّة الحرّ فجعل يطلب الفيء يمشي فيه من شدّة حرّ الرمضاء، فأتيناهم، فقال أبوطالب: إنّ بني عمّك زعموا أنّك تؤذيهم في ناديهم وفي مجلسهم فانته عن ذلك، فحلّق رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ببصره إلى السماء فقال: ما ترون هذه الشمس ؟ قالوا: نعم. قال: ما أنا بأقدر على أن أدع ذلك منكم على أن تشغلوا منها شغلة.

فقال أبوطالب: ما كذبنا ابن أخي قطّ ، فارجعوا. (3)

13. علي بن زيد

5023. البخاري: حدّثنا قتيبة، حدّثنا سفيان، عن علي بن زيد، قال:

كان أبوطالب يقول:

فشقّ له من اسمه ليجلّه فذو العرش محمود وهذا محمّد (4)

ص:100


1- (1) . المعجم الأوسط 251/9 - 252 (8548).
2- (2) . في الأصل: «نبت». ولاحظ ما سيأتي.
3- (3) . المستدرك 577/3 (6467).
4- (4) . التاريخ الصغير 38/1، حديث زينب ابنة رسول الله.

14. علي بن أبي طالب عليه السلام

5024. إسماعيل الأصبهاني: حدّثنا عبدالرحمان بن الحسن، حدّثنا أحمد بن رشد، حدّثنا أبومعمر سعيد بن خثيم، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن آبائه، قال:

اجتمعوا في البيت - يعني قريشاً -، فقالوا: تعالوا حتّى نجمع من كلّ قبيلة رجل فنمشي إلى محمّد فنضربه بأسيافنا ضربة رجل واحد فيتفرّق دمه في القبائل فيعجز عنه أولاد عبدالمطّلب، فبعث أبوطالب عليّاً وهو غلام فقال: ائت عمّك أباعتبة فقل له:

إنّ امرء أبوعتيبة عمّه لفي حسب من أن يرام المظالما

أقول له وأين منّي نصيحتي أبالهب ثبّت فؤادك قائما

فلا يأخذن ابن أخيك ظلامة تسبّ بها إمّا وردن المواسما

قال: وما ذاك يا ابن أخي ؟ قال: اجتمعت قريش بفناء الكعبة يريدون قتل محمّد، فانتضى سيفه من بيته وأنشأ يقول:

كلاّ و ربّ بيتنا والمسجد وربّ كلّ مغور ومنجد

لا يصل القوم إلى محمّد ما عشت أو أسقي سمام الأسود

فلمّا رأوه والسيف في يده قالوا: ما هذا يا أباعتبة ؟ قال: تفرّقوا وإلاّ ضربتكم به. قال: فتفرّقوا فلم يجتمعوا له بعد. (1)

15. عمران بن حصين

5025. أبوعبيدة : عن رؤبة بن العجاج، عن أبيه، عن عمران بن حصين: أنّ أباطالب قال لجعفر بن أبي طالب لمّا أسلم: صِل (2)جناح ابن عمّك، فصلّى جعفر مع النبيّ صلّى الله عليه و سلّم. (3)

ص:101


1- (1) . دلائل النبوّة ص 190 - 191 (247).
2- (2) . هذا هو الصواب، وفي الأصل: «قبل».
3- (3) . عنه ابن حجر في الإصابة 198/7، [1] ترجمة أبي طالب (10175).

16. محمّد بن كعب

5026. الأزجي: حدّثنا أبوبكر محمّد بن أحمد المفيد - بجرجرايا -، حدّثنا عبدالرحمان بن أحمد المهروي، حدّثنا أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمان، حدّثنا عمّي، عن عبدالعزيز بن محمّد، عن عمر مولى غفرة، عن محمّد بن كعب، قال:

رأى أبوطالب النبيّ صلّى الله عليه و آله يتفل في فيّ علي عليه السلام فقال: ما هذا يا محمّد؟ قال: إيمان وحكمة. فقال أبوطالب لعلي: يا بني، انصر ابن عمّك وآزره. (1)

17. المراسيل والأقوال

5027. ابن إسحاق : ذكر بعض أهل العلم أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكّة، وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفياً من أبيه أبي طالب، ومن جميع أعمامه وسائر قومه، فيصلّيان الصلوات فيها، فإذا أمسيا رجعا، فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا، ثمّ إنّ أباطالب عثر عليهما يوماً وهما يصلّيان، فقال لرسول الله -صلّى الله وسلّم- : يا ابن أخي، ما هذا الدين الّذي أراك تدين به ؟ قال: أي عمّ ، هذا دين الله، ودين ملائكته، ودين رسله، ودين أبينا إبراهيم - أو كما قال صلّى الله عليه و سلّم -، بعثني الله به رسولاً إلى العباد، وأنت أي عمّ أحقّ من بذلت له النصيحة، ودعوته إلى الهدى، وأحقّ من أجابني إليه وأعانني عليه - أو كما قال -.

فقال أبوطالب: أي ابن أخي، إنّي لا أستطيع أن افارق دين آبائي وما كانوا عليه، ولكن والله لا يخلص إليك بشيء تكرهه ما بقيت.

وذكروا أنّه قال لعلي: أي بني، ما هذا الدين الّذي أنت عليه ؟ فقال: يا أبت، آمنت بالله وبرسول الله، وصدّقته بما جاء به، وصلّيت معه لله واتّبعته. فزعموا أنّه قال له: أما إنّه لم يدعك إلاّ إلى خير فالزمه. (2)

ص:102


1- (1) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في المناقب ص 132 (147).
2- (2) . عنه ابن هشام في السيرة النبويّة 263/1 - 264، [1] ذكر أنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه أوّل ذكر أسلم، و ابن

5028. مقاتل : إنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم كان عند أبي طالب يدعو إلى الإسلام فاجتمعت قريش إلى أبي طالب يريدون سوء بالنبيّ صلّى الله عليه و سلّم، فقال أبوطالب:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتّى اوسّد في التراب دفينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة وابشر بذلك وقرّ منك عيونا

ودعوتني وزعمت أنّك ناصحي ولقد صدقت وكنت ثَمّ أمينا 1

وفرضت ديناً لا محالة إنّه من خير أديان البريّة دينا

لولا الملامة أو حذاري سبّة لوجدتني سمحاً بذاك مبينا 2

5029. الواقدي: رأى علي النبيّ صلّى الله عليه و سلّم تصلّي معه خديجة، فقال: ما هذا يا محمّد؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : يا علي، هذا دين الله الّذي اصطفاه واختاره، وأنا أدعوك إلى الله وحده، وأن تذر اللات والعزّى فإنّهما لا ينفعان ولايضرّان.

فقال علي: ما سمعت بهذا الدين إلى اليوم، وأنا أستأمر أبي فيه. فكره النبيّ صلّى الله عليه و سلّم أن يفشي ذلك قبل استعلان أمره فقال: يا علي، إن فعلت ما قلت لك، وإلاّ فاكتم ما رأيت. فمضى ليلته، ثمّ غدا على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فقال له: أعد عليّ ما قلت، فأعاده، فأسلم، ومكث يأتي رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فيصلّي معه على خوف من أبي طالب.

وكان هو وزيد بن حارثة يلزمان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فكان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يخرج إلى الكعبة أوّل النهار ويصلّي صلاة الضحى، وكانت تلك صلاة لا تنكرها قريش، وكان إذا صلّى في سائر اليوم بعد ذلك قعد علي أو زيد يرصد له، وأنّ أباطالب فقد عليّاً، فقالت له فاطمة بنت أسد - امّه - : قد رأيته يلزم محمّداً، وأنا أخاف أن يأتيك من قبل محمّد في

ص:103

أمر ابنك ما لا تطيقه. فقال: ما كان ابني ليفتات عليّ بأمر.

واتّبع أبوطالب أثر النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وأثر علي، فوجدهما و رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يصلّي العصر في شعب أبي دبّ أو غيره، وعلي ينظر له، فقال لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ما هذا الدين يا محمّد؟ قال: دين الله الّذي بعثني به، فدعاه إلى التوحيد وترك عبادة الأوثان، فقال أبوطالب: أمّا دين آبائي فإنّ نفسي غير مشايعة على تركه؛ وما كنت لأترك ما كان عليه عبدالمطّلب؛ ولكن انظر الّذي بعثت به فأتمم عليه، فوالله لا أسلمتك ما كنت حيّاً حتّى يتمّ الّذي تريد. وقال لعلي: أمّا أنت يا بني، فما بك رغبة عن الدخول فيما دخل فيه ابن عمّك. فاشتدّ ظهر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وسُرّ بقول أبي طالب.

وأتى أبوطالب منزله فقالت له امرأته: أين ابنك ؟ قال: وما تصنعين به ؟ قالت: أخبرتني مولاتي أنّها رأته مع محمّد وهما يصلّيان في شعب بأجياد؛ أفترى ابنك صبأ؟ قال أبوطالب: اسكتي ودعي عنك هذا، فهو والله أحقّ من آزر ابن عمّه، ولولا أنّ نفسي لا تطاوعني على ترك دين عبدالمطّلب لاتّبعت محمّداً، فإنّه الحليم الأمين الطاهر. فسكتت. وبلغ قريشاً، فراعهم وكبر عليهم. (1)

5030. ابن بكّار : وكان أبوطالب عليه [يعني على النبيّ صلّى الله عليه و سلّم ] رفيقاً شفيقاً، يمنعه من مشركي قريش، جاؤوه ذات صباح بعمارة بن الوليد، فقالوا له: قد عرفت حال عمارة بن الوليد في قريش، ونحن ندفعه إليك مكان محمّد وادفعه إلينا، قال: ما أنصفتموني، اعطيكم ابن أخي تقتلونه وتعطوني ابن أخيكم أغذوه لكم! وهو الّذي يقول:

عجبت لحلم يا ابن شيبة حادث وأحلام أقوام لديك سخاف

يقولون شائع من أراد محمّداً بسوء وقم في أمره بخلاف

أضاميم إمّا حاسد ذو خيانة وإمّا قريب منك غير مصاف

فلا تركبنّ الدهر منّي ظلامة وأنت امرء من خير عبدمناف

ص:104


1- (1) . عنه البلاذري في أنساب الأشراف 125/1 - 127، [1] مبعث رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

فإنّ له قربى إليك وسيلة وليس بذي حلف ولا بمضاف

ولكنّه من هاشم في صميمها إلى أبحر فوق البحور طواف

فإن غضبت فيه قريش فقل لهم بني عمّنا ما قومكم بضعاف

فما قومكم بالقوم يغشون ظلمهم وما نحن في ما ساءكم بخفاف

وقال أبوطالب:

كذبتم وبيت الله نبزى محمّداً ولمّا نطاعن دونه ونناضل

ونسلمه حتّى نصرّع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل

وينهض قوم نحوكم غير عزّل ببيض حديث عهدها بالصياقل

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل (1)

5031. ابن بكّار : قال هشام بن عمرو يعني العامري الّذي قام في نقض الصحيفة الّتي كتب مشركو قريش على بني هاشم في نفر قاموا معهم منهم: مطعم بن عدي بن نوفل بن عبدمناف، وزمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبدالعزّى، وأبوالبختري بن هاشم بن الحارث بن أسد بن عبدالعزّى، وزهير بن أبي اُميّة بن المغيرة، تبرّءوا من الصحيفة، وفي ذلك يقول أبوطالب بن عبدالمطّلب:

جزى الله رهطاً من لؤي تبايعوا على ملأ يهدي لحزم ويرشد

قعوداً لدى جنب الحطيم كأنّهم مقاولة بل هم أعزّ وأمجد

هم رجعوا سهل بن بيضاء راضياً وسرّ أبوبكر بها ومحمّد

أ لم يأتكم أنّ الصحيفة مزّقت وأنّ كلّ ما لم يرضه الله مفسد

أعان عليها كلّ صقر كأنّه شهاب بكفّي قابس يتوقّد

جريء على جلّ الاُمور كأنّه إذا ما مشى في رفرف الدرع أحرد

ص:105


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 314/66 - 315، [1] ترجمة أبي طالب (8613).

وكان سهل بن بيضاء الفهري الّذي مشى إليهم في ذلك حتّى اجتمعوا عليه. (1)

5032. الإسكافي: روي أنّ أباطالب فقد النبيّ صلّى الله عليه و آله يوماً، وكان يخاف عليه من قريش أن يغتالوه، فخرج ومعه ابنه جعفر يطلبان النبيّ صلّى الله عليه و آله، فوجده قائماً في بعض شعاب مكّة يصلّي، وعلي عليه السلام معه عن يمينه، فلمّا رآهما أبوطالب قال لجعفر: تقدّم وصِلْ جناح ابن عمّك. فقام جعفر عن يسار محمّد صلّى الله عليه و آله، فلمّا صاروا ثلاثة تقدّم رسول الله صلّى الله عليه و آله وتأخّر الأخوان، فبكى أبوطالب، وقال:

إنّ عليّاً وجعفراً ثقتي عند ملمّ الخطوب والنوب

لا تخذلا وانصرا ابن عمّكما أخي لاُمّي من بينهم وأبي

والله لا أخذل النبيّ ولا يخذله من بنيّ ذو حسب

فتذكر الرواة أنّ جعفراً أسلم منذ ذلك اليوم؛ لأنّ أباه أمره بذلك وأطاع أمره. (2)

5033. ابن حبيب : كان أبوطالب إذا رأى رسول الله صلّى الله عليه و آله أحياناً يبكي ويقول: إذا رأيته ذكرت أخي، وكان عبدالله أخاه لأبويه، وكان شديد الحبّ والحنوّ عليه، وكذلك كان عبدالمطّلب شديد الحبّ له، وكان أبوطالب كثيراً ما يخاف على رسول الله صلّى الله عليه و آله البيات إذا عرف مضجعه، يقيمه ليلاً من منامه، ويضجع ابنه عليّاً مكانه، فقال له علي ليلة: يا أبت، إنّي مقتول، فقال له:

اصبرن يا بنيّ فالصبر أحجى كلّ حيّ مصيره لشعوب

قدّر الله والبلاء شديد لفداء الحبيب وابن الحبيب

لفداء الأغرّ ذي الحسب الثا قب والباع والكريم النجيب

إن تصبك المنون فالنبل تبري فمصيب منها وغير مصيب

كلّ حيّ وإن تملّى بعمر آخد من مذاقها بنصيب

ص:106


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 320/66، [1] ترجمة أبي طالب (8613).
2- (2) . عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 269/13، [2] شرح الخطبة 243.

فأجاب علي عليه السلام، فقال له:

أ تأمرني بالصبر في نصر أحمد ووالله ما قلت الّذي قلت جازعا

ولكنّني أحببت أن ترى نصرتي وتعلم أنّي لم أزل لك طائعا

سأسعى لوجه الله في نصر أحمد نبيّ الهدى المحمود طفلاً ويافعا (1)

5034. ابن أبي الحديد : وممّا يصدّق قول من روى أنّ اميّة بن عبدشمس استعبده عبدالمطّلب شعر أبي طالب بن عبدالمطّلب حين تظاهرت عبدشمس ونوفل عليه وعلى رسول الله صلّى الله عليه و آله وحصروهما في الشعب، فقال أبوطالب:

توالى علينا موليانا كلاهما إذا سئلا قالا إلى غيرنا الأمر

لهما أمر ولكن تراجماً كما ارتجمت من رأس ذي القلع الصخر

أخصّ خصوصاً عبدشمس ونوفلا هما نبذانا مثل ما تنبذ الخمر

هما أغمضا للقوم في أخويهما فقد أصبحت أيديهما وهما صفر

قديماً أبوهم كان عبداً لجدّنا بني اُمّة شهلاء جاش بها البحر

لقد سفّهوا أحلامهم في محمّد فكانوا كجعر بئس ما ضفطت جعر (2)

5035. ابن سلام : كان أبوطالب شاعراً جيّد الكلام وأبرع ما قال قصيدته الّتي مدح فيها النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وهي:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل (3)

5036. الواقدي: حدّثني الحكم بن القاسم، عن زكريّا بن عمرو، عن شيخ من قريش:

أنّ قريشاً لمّا تكاتبت على بني هاشم حين أبوا أن يدفعوا إليهم رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وكانوا

ص:107


1- (1) . ذكره في أماليه, كما عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 64/14، [1] شرح الكتاب 9.
2- (2) . شرح نهج البلاغة 233/15 - 234، شرح الكتاب 28.
3- (3) . طبقات الشعراء ص 95، [2] شعراء القرى العربيّة.

تكاتبوا ألاّ ينكحوهم ولا ينكحوا إليهم، ولا يبيعوهم ولا يبتاعوا منهم، ولا يخالطوهم في شيء ولا يكلّموهم، فمكثوا ثلاث سنين في شعبهم محصورين إلاّ ما كان من أبي لهب فإنّه لم يدخل معهم، ودخل معهم بنو المطّلب بن عبدمناف، فلمّا مضت ثلاث سنين أطلع الله نبيّه على أمر صحيفتهم، وأنّ الأرضة قد أكلت ما كان فيها من جور أو ظلم، وبقي ما كان فيها من ذكر الله، فذكر ذلك رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لأبي طالب، فقال أبوطالب: أحقّ ما تخبرني يا ابن أخي ؟ قال: نعم والله.

قال: فذكر ذلك أبوطالب لإخوته، فقالوا: ما ظنّك به ؟ قال: فقال أبوطالب: والله ما كذبني قطّ ، قال: فما ترى ؟ قال: أرى أن تلبسوا أحسن ما تجدون من الثياب ثمّ تخرجون إلى قريش فنذكر ذلك لهم قبل أن يبلغهم الخبر.

قال: فخرجوا حتّى دخلوا المسجد، فصمدوا إلى الحجر وكان لا يجلس فيه إلاّ مسانّ قريش وذوو نهاهم، فترفّعت إليهم المجالس ينظرون ماذا يقولون، فقال أبوطالب: إنّا قد جئنا لأمر فأجيبوا فيه بالّذي يعرف لكم، قالوا: مرحباً بكم وأهلاً، وعندنا ما يسرّك، فما طلبت ؟

قال: إنّ ابن أخي قد أخبرني ولم يكذبني قطّ أنّ الله سلّط على صحيفتكم الّتي كتبتم الأرضة فلمست كلّ ما كان فيها من جور أو ظلم أو قطيعة رحم وبقي فيها كلّ ما ذكر به الله، فإن كان ابن أخي صادقاً نزعتم عن سوء رأيكم، وإن كان كاذباً دفعته إليكم فقتلتموه أو استحييتموه إن شئتم.

قالوا: قد أنصفتنا، فأرسلوا إلى الصحيفة، فلمّا اتي بها قال أبوطالب: اقرؤوها، فلمّا فتحوها إذا هي كما قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قد اكلت إلاّ ما كان من ذكر الله فيها.

قال: فسقط في أيدي القوم، ثمّ نكسوا على رؤوسهم، فقال أبوطالب: هل تبيّن لكم أنّكم أولى بالظلم والقطيعة والإساءة ؟ فلم يراجعه أحد من القوم، وتلاوم رجال من قريش على ما صنعوا ببني هاشم، فمكثوا غير كثير، ورجع أبوطالب إلى الشعب وهو يقول: يا معشر قريش، علام نحصر ونحبس وقد بان الأمر؟ ثمّ دخل هو وأصحابه بين

ص:108

أستار الكعبة والكعبة فقال: اللهمّ انصرنا ممّن ظلمنا؛ وقطع أرحامنا؛ واستحلّ منّا ما يحرم عليه منّا، ثمّ انصرفوا. (1)

5037. القرطبي: روى أهل السير قال:

كان النبيّ صلّى الله عليه و سلّم قد خرج إلى الكعبة يوماً وأراد أن يصلّي، فلمّا دخل في الصلاة قال: أبوجهل -لعنه الله- : من يقوم إلى هذا الرجل فيفسد عليه صلاته ؟ فقام ابن الزبعرى فأخذ فرثاً ودماً فلطّخ به وجه النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، فانفتل النبيّ صلّى الله عليه و سلّم من صلاته، ثمّ أتى أباطالب عمّه فقال: يا عمّ ، ألا ترى إلى ما فعل بي ؟ فقال أبوطالب: من فعل هذا بك ؟ فقال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : عبدالله بن الزبعرى، فقام أبوطالب ووضع سيفه على عاتقه ومشى معه حتّى أتى القوم، فلمّا رأوا أباطالب قد أقبل جعل القوم ينهضون، فقال أبوطالب: والله لئن قام رجل لجلّلته بسيفى، فقعدوا حتّى دنا إليهم، فقال: يا بني، من الفاعل بك هذا؟ فقال: عبدالله بن الزبعرى. فأخذ أبوطالب فرثاً ودماً فلطّخ به وجوههم ولحاهم وثيابهم وأساء لهم القول... فقال أبوطالب:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتّى اوسّد في التراب دفينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة ابشر بذاك وقرّ منك عيونا

ودعوتني وزعمت أنّك ناصحي فلقد صدقت وكنت قبل أمينا

وعرضت ديناً قد عرفت بأنّه من خير أديان البريّة دينا... (2)

5038. ابن إسحاق : لمّا توفّي عبدالمطّلب قام أبوطالب برسول الله صلّى الله عليه و سلّم أحسن القيام، وذبّ عنه أحسن الذبّ ، وأنزل الله تعالى: ( فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ ) (3)، وأظهر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم

ص:109


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 148/1 - 149، [1] ذكر علامات النبوّة بعد نزول الوحي على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.
2- (2) . الجامع لأحكام القرآن 406/6، [2] ذيل الآية 26 من سورة الأنعام.
3- (3) . الحجر/94. [3]

الدعوة ودعا إلى الإسلام، وأجابه من أجابه من أصحابه، شقّ ذلك على قريش، فاجتمعوا إلى أبي طالب وقالوا: إنّ ابن أخيك قد سبّ آلهتنا، وسفّه أحلامنا، وضلّل آباءنا، فإمّا أن تسلّمه إلينا أو يقع الحرب بيننا!

فقال لهم أبوطالب: بفيكم الحجر، والله لا اسلّمه إليكم أبداً، فقالوا: هذا عمارة بن الوليد بن المغيرة أجمل فتى في قريش وأحسنه، فخذه واتّخذه ولداً عوضه وسلّمه إلينا نقتله، ورجل برجل.

فقال أبوطالب: قبّح الله هذه الوجوه، ويحكم! والله بئس ما قلتم، أتعطوني ابنكم أغذوه لكم واُعطيكم ابني تقتلونه ؟ بئس والله الرجل أنا.

ثمّ قال: افرقوا بين النوق وفصلانها، فإن حنّت ناقة إلى غير فصيلها دفعته إليكم.

ثمّ قال [مخاطباً للنبيّ صلّى الله عليه و سلّم ]:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتّى اوسّد في التراب دفينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة وابشر وقرّ بذاك عيونا

وعرضت ديناً لا محالة أنّه من خير أديان البريّة دينا

لولا الملامة أو حذار مسبّة لوجدتني سمحاً بذاك ضنينا

فلمّا دخلت السنة العاشرة من النبوّة مرض أبوطالب، وكان قد قام بأمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم من السنة الثامنة من مولده إلى هذه السنة وهي العاشرة من النبوّة مدّة اثنتين وأربعين سنة. (1)

5039. ابن إسحاق: فلمّا بادى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قومه بالإسلام وصدع به كما أمره الله، لم يبعد منه قومه ولم يردّوا عليه -فيما بلغني - حتّى ذكر آلهتهم وعابها، فلمّا فعل ذلك أعظموه وناكروه وأجمعوا خلافه وعداوته، إلاّ من عصم الله تعالى منهم بالإسلام، وهم قليل مستخفّون، وحدب على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عمّه أبوطالب، ومنعه وقام دونه، ومضى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم على أمر الله مظهراً لأمره، لا يردّه عنه شيء.

ص:110


1- (1) . عنه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ 139/1 - 142، الباب الأوّل، [1] نسب أميرالمؤمنين عليه السلام.

فلمّا رأت قريش أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لا يعتبهم من شيء أنكروه عليه، من فراقهم وعيب آلهتهم، ورأوا أنّ عمّه أباطالب قد حدب عليه، وقام دونه، فلم يسلّمه لهم، مشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب... فقالوا: يا أباطالب، إنّ ابن أخيك قد سبّ آلهتنا، وعاب ديننا، وسفّه أحلامنا، وضلّل آباءنا، فإمّا أن تكفّه عنّا، وإمّا أن تخلّي بيننا وبينه، فإنّك على مثل ما نحن عليه من خلافه فنكفيكه، فقال لهم أبوطالب قولاً رفيقاً، وردّهم ردّاً جميلاً، فانصرفوا عنه.

ومضى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم على ما هو عليه، يظهر دين الله ويدعو إليه، ثمّ شرى الأمر بينه وبينهم حتّى تباعد الرجال وتضاغنوا، وأكثرت قريش ذكر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بينها، فتذامروا فيه، وحضّ بعضهم بعضاً عليه.

ثمّ إنّهم مشوا إلى أبي طالب مرّة اخرى، فقالوا له: يا أباطالب، إنّ لك سنّاً وشرفاً ومنزلة فينا، وإنّا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنّا، وإنّا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا، حتّى تكفّه عنّا، أو ننازله وإيّاك في ذلك حتّى يهلك أحد الفريقين، أو كما قالوا له.

[ثمّ ] انصرفوا عنه، فعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم، ولم يطب نفساً بإسلام رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لهم ولا خذلانه.

وحدّثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنّه حدّث أنّ قريشاً حين قالوا لأبي طالب هذه المقالة، بعث إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فقال له: يا ابن أخي، إنّ قومك قد جاؤوني، فقالوا لي كذا وكذا - للّذي كانوا قالوا له - فأبق عليّ وعلى نفسك، ولا تحمّلني من الأمر ما لا اطيق.

قال: فظنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أنّه قد بدا لعمّه فيه بداء أنّه خاذله ومسلّمه، وأنّه قد ضعف عن نصرته والقيام معه.

قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : يا عمّ ، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتّى يظهره الله أو اهلك فيه ما تركته.

ص:111

قال: ثمّ استعبر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فبكى ثمّ قام، فلمّا ولّى ناداه أبوطالب، فقال: أقبل يا ابن أخي.

قال: فأقبل عليه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فقال: اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت، فوالله لا اسلّمك لشيء أبداً.

ثمّ إنّ قريشاً حين عرفوا أنّ أباطالب قد أبى خذلان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وإسلامه، وإجماعه لفراقهم في ذلك وعداوتهم، مشوا إليه بعمارة بن الوليد بن المغيرة، فقالوا له - فيما بلغني - : يا أباطالب، هذا عمارة بن الوليد، أنهد فتى في قريش وأجمله، فخذه، فلك عقله ونصره، واتّخذه ولداً، فهو لك، وأسلم إلينا ابن أخيك، هذا الّذي قد خالف دينك ودين آبائك، وفرّق جماعة قومك، وسفّه أحلامهم، فنقتله، فإنّما هو رجل برجل. فقال: والله لبئس ما تسومونني! أتعطونني ابنكم أغذوه لكم، واُعطيكم ابني تقتلونه! هذا والله ما لا يكون أبداً.

قال: فقال المطعم بن عدي بن نوفل بن عبدمناف بن قصي: والله يا أباطالب لقد أنصفك قومك، وجهدوا على التخلّص ممّا تكرهه، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئاً.

فقال أبوطالب للمطعم: والله ما أنصفوني، ولكنّك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم علي، فاصنع ما بدا لك - أو كما قال -، فحقب الأمر، وحميت الحرب، وتنابذ القوم، وبادى بعضهم بعضاً.

فقال أبوطالب عند ذلك يعرّض بالمطعم بن عدي، ويعمّ من خذله من بني عبدمناف، ومن عاداه من قبائل قريش، ويذكر ما سألوه وما تباعد من أمرهم:

ألا قل لعمرو والوليد ومطعم ألا ليت حظّي من حياطتكم بكر (1)

من الخور (2)حبحاب (3)كثير رغاؤه يرشّ على الساقين من بوله قطر

ص:112


1- (1) . يريد أنّ بكراً من الإبل أنفع لي منكم، فليته لي بدلاً من حياطتكم، كما قال طرفة في عمرو بن هند: ليت لنا مكان الملك عمرو رغوثا حول قبّتنا تخور
2- (2) . الخور: الضعاف.
3- (3) . الحباب: القصير. ويروى: «جبجاب» بالجيم، وهو الكثير الهدر, كما يروى «خبخاب» بالخاء، وهو الضعيف.

تخلّف خلف الورد ليس بلاحق إذا ما علا الفيفاء قيل له وبر (1)

أرى أخوينا من أبينا واُمّنا إذا سئلا قالا إلى غيرنا الأمر

لهما أمر ولكن تجرجما (2) كما جرجمت من رأس ذي علق (3)الصخر

أخصّ خصوصاً عبدشمس ونوفلاً هما نبذانا مثل ما ينبذ الجمر

هما أغمزا للقوم في أخويهما فقد أصبحا منهم أكفّهما صفر

هما أشركا في المجد من لا أباً له من الناس إلاّ أن يرسّ له ذكر

وتيم ومخزوم وزهرة منهم وكانوا لنا مولى إذا بغي النصر

فوالله لا تنفكّ منّا عداوة ولا منهم ما كان من نسلنا شفر

فقد سفهت أحلامهم وعقولهم وكانوا كجفر بئس ما صنعت جفر (4)

5040. ابن إسحاق : فلمّا خشي أبوطالب دهماء العرب أن يركبوه مع قومه قال قصيدته الّتي تعوّذ فيها بحرم مكّة وبمكانه منها، وتودّد فيها أشراف قومه، وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في ذلك من شعره أنّه غير مسلّم رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ولا تاركه لشيء أبداً حتّى يهلك دونه، فقال:

ولمّا رأيت القوم لا ودّ فيهم وقد قطعوا كلّ العرى والوسائل

وقد صارحونا بالعداوة والأذى وقد طاوعوا أمر العدوّ المزائل

وقد حالفوا قوماً علينا أظنّة يعضّون غيظاً خلفنا بالأنامل

صبرت لهم نفسي بسمراء سمحة وأبيض عضب من تراث المقاول (5)

ص:113


1- (1) . الوبر: دويبة على شكل الهرّة، يشبهه بها لصغره، ويحتمل أن يكون أراد أنّه يصغر في العين لعلوّ المكان بعده.
2- (2) 3. ذو علق: جبل في ديار بني أسد.
3- (3) 2. تجرجم: سقط وانحدر.
4- (4) 4. عنه ابن هشام في السيرة النبويّة 282/1 - 287، [1] مباداة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قومه وما كان منهم.
5- (5) 5. المقاول: الملوك.

وأحضرت عند البيت رهطي وإخوتي وأمسكت من أثوابه بالوصائل (1)

قياماً معاً مستقبلين رتاجه لدى حيث يقضي حلفه كلّ نافل (2)

وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم بمفضى السيول من إساف ونائل

موسّمة الأعضاد أو قصراتها مخيّسة بين السديس وبازل...

فهل بعد هذا من معاذ لعائذ وهل من معيذ يتّقى الله عاذل

يطاع بنا العُدّى وودّوا لو أنّنا (3) تسدّ بنا أبواب ترك وكابل (4)

كذبتم وبيت الله نترك مكّة ونظعن إلاّ أمركم في بلابل (5)

كذبتم وبيت الله نبزى محمّداً ولمّا نطاعن دونه ونناضل (6)

ونسلمه حتّى نصرّع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل (7)

وينهض قوم في الحديد إليكم نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل (8)

وحتّى ترى ذا الضغن يركب ردعه من الطعن فعل الأنكب المتحامل (9)

وإنّا لعمر الله إن جدّ ما أرى لتلتبسن أسيافنا بالأماثل

ص:114


1- (1) . الوصائل: ثياب حمر فيها خطوط ، كان يكسى بها البيت.
2- (2) . كلّ نافل: أي كلّ متبرّئ؛ يقال: انتفل من كذا، إذا تبرّأ منه، فاستعمل اسم الفاعل من الثلاثي غير المزيد. قال الأعشى: لا تلفنا من دماء القوم ننتفل
3- (3) 4. ترك وكابل: جبلان.
4- (4) 3. العُدَّى: جمع عاد، من عدا عليه يعدو, كما قالوا: غاز وغزى، وعاف وعفى. وفي بعض النسخ: يطاع بنا أمر العدا ودّ أنّنا
5- (5) 5. البلابل: وساوس الهموم، واحدها بلبال. ويروى: «في تلاتل», أي في حركة واضطراب.
6- (6) 6. نبزى محمّداً: أي نسلبه ونغلب عليه. و رواية اللسان والنهاية: يبزى محمّد، أي يقهر ويغلب، أراد «لا يبزى»، فخذف «لا» من جواب القسم وهي مرادة. ونناضل: نرامي بالسهام.
7- (7) 7. الحلائل: الزوجات، واحدتها: حليلة.
8- (8) 8. الروايا: الإبل الّتي تحمل الماء والأسقية، واحدتها: راوية. والصلاصل: المزادات لها صلصلة بالماء.
9- (9) 9. الضغن: العداوة. وركب ردعه: إذا خرّ صريعاً لوجهه. والأنكب: المائل إلى جهة، والّذي مشى على شقّ .

بكفّي فتى مثل الشهاب سميدع أخي ثقة حامي الحقيقة باسل (1)

شهوراً وأيّاماً وحولاً مجرّما (2) علينا وتأتي حجّة بعد قابل

وما ترك قوم لا أباً لك سيّداً يحوط الذمار غير ذرب مواكل (3)

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل (4)

يلوذ به الهلاّك من آل هاشم فهم عنده في رحمة وفواضل

لعمري لقد أجرى أسيد وبكره إلى بغضنا وجزّ آنا لآكل

وعثمان لم يربع علينا وقنفذ (5) ولكن أطاعا أمر تلك القبائل

أطاعا ابيّاً وابن عبد يغوثهم ولم يرقبا فينا مقالة قائل

كما قد لقينا من سبيع ونوفل وكلّ تولّى معرضاً لم يجامل

فإن يلقيا (6)أو يمكن الله منهما نكل لهما صاعاً بصاع المكايل

وذاك أبوعمرو أبى غير بغضنا ليظعننا في أهل شاء وجامل (7)

يناجي بنا في كلّ ممسى ومصبح فناج أباعمرو بنا ثمّ خاتل (8)

ويؤلى (9)لنا بالله ما إن يغشّنا بلى قد نراه جهرة غير حائل

ص:115


1- (1) . السميدع: السيّد. والباسل: الشجاع.
2- (2) . حولاً مجرّماً: حولاً كاملاً، يقال: تجرم العام والشتاء والصيف: تصرم. وجرّمناه: قطعناه وأتممناه، وعام مجرّم.
3- (3) . الذمار: ما يلزمك حمايته. والذرب (مخفّفاً): الفاحش المنطق. والمواكل: الّذي لا جدّ عنده، فهو يكل اموره إلى غيره.
4- (4) . ثمال اليتامى: الّذي يثملهم ويقوم بهم، يقال: هو ثمال مال، أي يقوم به.
5- (5) . لم يربع: لم يقم ولم يعطف.
6- (6) . يريد بالإلقاء: التسليم والخضوع.
7- (7) . الشاء: اسم للجمع. والجامل: اسم لجماعة الجمال، ومثله الباقر، اسم لجماعة البقر.
8- (8) . الختل: الخداع والمكر.
9- (9) . يؤلى: يقسم ويحلف.

أضاق عليه بغضنا كلّ تلعة من الأرض بين أخشب فمجادل (1)

وسائل أباالوليد ماذا حبوتنا بسعيك فينا معرضاً كالمخاتل...

ولو صدقوا ضرباً خلال بيوتهم لكنّا أسى عند النساء المطافل (2)

فكلّ صديق وابن اخت نعدّه لعمري وجدنا غبّه غير طائل

سوى أنّ رهطاً من كلاب بن مرّة براء (3)إلينا من معقّة خاذل

وهنّا لهم حتّى تبدّد جمعهم ويحسر عنّا كلّ باغ وجاهل

وكان لنا حوض السقاية فيهم ونحن الكدى من غالب والكواهل (4)

شباب من المطيّبين وهاشم كبيض السيوف بين أيدي الصياقل

فما أدركوا ذحلاً ولا سفكوا دماً ولا حالفوا إلاّ شرار القبائل

بضرب ترى الفتيان فيه كأنّهم ضوارى اسود فوق لحم خرادل (5)

بني أمة محبوبة هندكيّة (6) بني جُمح عبيد قيس بن عاقل

ص:116


1- (1) . التلعة: المشرف من الأرض. وأخشب - بضمّ الشين - : جمع الأخشبين، وهي جبلان بمكّة، جمعهما مع ما اتّصل بهما على غير قياس، إذ القياس: أخاشب، ويروى بفتح الشين على الإفراد، ويراد به التثنية لشهرة الأخشبين. والمجادل: القصور والحصون في رؤوس الجبال. كأنّه يريد ما بين جبال مكّة فقصور الشام والعراق.
2- (2) . الأسى: جمع اسوة، أي لاقتدى بعضنا ببعض في الدفع عنهم. والمطافل: ذوات الأطفال.
3- (3) . قال السهيلي: يقال: قوم براء، (بالفتح وبالكسر). فأمّا براء (بالكسر) فجمع بريء، مثل كريم وكرام. وأمّا براء (بالفتح) فمصدر، مثل سلام. والهمزة فيه وفي الّذي قبله لام الفعل، يقال: رجل براء ورجلان براء. إذا كسرتها أو ضممتها لم يجز في الجمع. وأمّا براء (بضمّ الباء) فالأصل فيه برآء مثل كرماء، فاستثقلوا اجتماع الهمزتين فحذفوا الاُولى، وكان وزنه فعلاء، فلمّا حذفوا الّتي هي لام الفعل صار وزنه فعاء وانصرف لأنّه أشبه فعالاً. والنسب إليه إذا سمّيت به: براوي. والنسب إلى الآخرين: برائي وبرائي. وزعم بعضهم إلي أنّ براء (بضمّ أوّله) من الجمع الّذي جاء على فعال.
4- (4) . الكدى: جمع كدية، وهي الصفاة العظيمة الشديدة. يشبههم بها في المنعة والعزّة. والكواهل: جمع كاهل، وهو سند القوم وعهدتهم.
5- (5) . الخرادل: القطع العظيمة.
6- (6) . هندكي - بكسر الهاء والدال - : من أهل الهند، وليس من لفظه، لأنّ الكاف ليست من حروف الزيادة.

ولكنّنا نسل كرام لسادة بهم نُعي الأقوام عند البواطل

ونعم ابن اخت القوم غير مكذّب زهير حساماً مفرداً من حمائل

أشمّ من الشمّ البهاليل ينتمي إلى حسب في حومة المجد فاضل

لعمري لقد كلّفت وجداً بأحمد وإخوته دأب المحبّ المواصل

فلا زال في الدنيا جمالاً لأهلها وزيناً لمن والاه ربّ المشاكل (1)

فمن مثله في الناس أيّ مؤمّل إذا قاسه الحكّام عند التفاضل

حليم رشيد عادل غير طائش يوالي إلاهاً ليس عنه بغافل

فوالله لولا أن أجيء بسنّة (2) تجرّ على أشياخنا في المحافل

لكنّا اتّبعناه على كلّ حالة من الدهر جدّاً غير قول التهازل

لقد علموا أنّ ابننا لا مكذّب لدينا ولا يعني بقول الأباطل

فأصبح فينا أحمد في ارومة تقصّر عنه سورة المتطاول (3)

حدبت بنفسي دونه وحميته ودافعت عنه بالذرا والكلاكل (4)

فأيّده ربّ العباد بنصره وأظهر ديناً حقّه غير باطل

رجال كرام غير ميل نماهم إلى الخير آباء كرام المحاصل (5)

فإن تك كعب من لؤيّ صقيبة (6) فلا بدّ يوماً مرّة من تزائل (7)

ص:117


1- (1) . لعلّه يريد بها العظيمات من الاُمور.
2- (2) . في بعض النسخ: «بسبّة».
3- (3) . السورة - بضمّ السين - : المنزلة. والسورة - بفتح السين - : الشدّة والبطش.
4- (4) . حدبت: عطفت ومنعت. والذرا: جمع ذروة، وهي أعلى ظهر البعير. والكلاكل: جمع كلكل، وهو عظم الصدر.
5- (5) . ميل: جمع أميل، وهو الجبان والّذي لا يحسن الركوب؛ أو الّذي لا يميل عن الحقّ .
6- (6) 7. عنه ابن هشام في السيرة النبويّة 291/1 - 299، [1] شعر أبي طالب في استعطاف قريش.
7- (7) 6. الصقب - بوزان فرح - : القريب.

5041. ابن إسحاق : ثمّ إنّ قريشاً تذامروا على من في القبائل منهم من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم الّذين أسلموا معه، فوثبت كلّ قبيلة على من فيهم من المسلمين يعذّبونهم ويفتنونهم عن دينهم، ومنع الله رسوله صلّى الله عليه و سلّم منهم بعمّه أبي طالب، وقد قام أبوطالب حين رأى قريشاً يصنعون ما يصنعون في بني هاشم وبني المطّلب، فدعاهم إلى ما هو عليه، من منع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم والقيام دونه، فاجتمعوا إليه، وقاموا معه، وأجابوا إلى ما دعاهم إليه، إلاّ ما كان من أبي لهب عدوّ الله الملعون.

فلمّا رأى أبوطالب من قومه ما سرّه في جهدهم معه، وحدبهم عليه، جعل يمدحهم ويذكر قديمهم، ويذكر فضل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فيهم، ومكانه منهم؛ ليشدّ لهم رأيهم، وليحدبوا معه على أمره، فقال:

إذا اجتمعت يوماً قريش لمفخر فعبد مناف سرّها وصميمها (1)

وإن حصّلت أشراف عبدمنافها ففي هاشم أشرافها وقديمها

وإن فخرت يوماً فإنّ محمّداً هو المصطفى من سرّها وكريمها

تداعت قريش غثّها وسمينها علينا فلم تظفر وطاشت حلومها (2)

وكنّا قديماً لا نقرّ ظلامة إذا ماثنوا صعر الخدود نقيمها (3)

ونحمي حماها كلّ يوم كريهة ونضرب عن أجحارها من يرومها (4)

بنا انتعش العود الذواء وإنّما بأكنافنا تندى وتنمى أرومها (5)(6)

ص:118


1- (1) . سرّها: وسطها. وصميمها: خالصها.
2- (2) . الغثّ : في الأصل اللحم الضعيف، فاستعاره هنا لمن ليس نسبه هنا لك. وطاشت: ذهبت.
3- (3) . ثنوا: عطفوا. وصعر الخدود: المائلة. يقال: صعر خدّه، إذا أماله إلى جهة فعل المتكبّر. قال الله تعالى: ( وَ لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنّاسِ ) (لقمان/18). [1]
4- (4) . يريد بها حصونها ومعاقلها، وفي رواية: «أحجارها». والأحجار: جمع حجر، والحجر هنا مستعار، وإنّما يريد عن بيوتها ومساكنها.
5- (5) . الذواء: الّذي جفت رطوبته. والأروم: جمع أرومة، وهي الأصل.
6- (6) . عنه ابن هشام في السيرة النبويّة 287/1 - 288، [2] مباداة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قومه وما كان منهم.

5042. الزمخشري: لمّا اعترض أبولهب على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عند إظهار الدعوة قال له أبوطالب: يا أعور، ما أنت وهذا! (1)

5043. ابن إسحاق : قال أبوطالب أبياتاً للنجاشي يحضّهم على حسن جوارهم والدفع عنهم:

ليعلم خيار الناس أنّ محمّداً وزير لموسى والمسيح ابن مريم

أتانا بهدى مثل ما أتيا به فكلّ بأمر الله يهدي ويعصم

وإنّكم تتلونه في كتابكم بصدق حديث لا حديث المبرجم

وإنّك ما تأتيك منها عصابة بفضلك إلاّ ارجعوا بالتكرّم (2)

5044. ابن إسحاق : فلمّا رأت قريش أنّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قد أمنوا واطمأنّوا بأرض الحبشة، وأنّهم قد أصابوا بها داراً وقراراً، ائتمروا بينهم أن يبعثوا فيهم منهم رجلين من قريش جلدين إلى النجاشي، فيردّهم عليهم، ليفتنوهم في دينهم، ويخرجوهم من دارهم الّتي اطمأنّوا بها وأمنوا فيها، فبعثوا عبدالله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص بن وائل، وجمعوا لهما هدايا للنجاشي ولبطارقته، ثمّ بعثوهما إليه فيهم، فقال أبوطالب - حين رأى ذلك من رأيهم وما بعثوهما فيه -، أبياتاً للنجاشي يحضّه على حسن جوارهم والدفع عنهم:

ألا ليت شعري كيف في النأي جعفر وعمرو وأعداء العدوّ الأقارب

وهل نالت أفعال النجاشي جعفراً وأصحابه أو عاق ذلك شاغب

تعلّم أبيت اللعن أنّك ماجد كريم فلا يشقى لديك المجانب

ص:119


1- (1) . الفائق 37/3 « [1]عور»، ثمّ قال: قال ابن الأعرابي: لم يكن أبولهب بأعور، ولكنّ العرب تقول للّذي ليس له أخ من أبيه واُمّه: أعور. وقيل: معناه: يا رديء. وكلّ شيء من الاُمور والأخلاق إذا كان رديئاً قيل له: أعور، ومنه: الكلمة العوراء. ومثله في فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي 463/6 (9602).
2- (2) . عنه الحاكم بإسناده إليه في المستدرك 624/2 (4247).

تعلّم بأنّ الله زادك بسطة وأسباب خير كلّها بك لازب

وأنّك فيض ذوسجال غزيرة ينال الأعادي نفعها والأقارب (1)

5045. ابن إسحاق : ثمّ إنّ الله -عزّ وجلّ - برحمته أرسل على صحيفة قريش الّتي كتبوا فيها تظاهرهم على بني هاشم الأرضة، فلم تدع فيها اسماً هو لله -عزّ وجلّ - إلاّ أكلته، وبقي فيها الظلم والقطيعة والبهتان، فأخبر الله -عزّ وجلّ - بذلك رسوله صلّى الله عليه و سلّم، فأخبر أباطالب.

فقال أبوطالب: يا ابن أخي، من حدّثك هذا؟ وليس يدخل إلينا أحد، ولا تخرج أنت الى أحد، ولست في نفسي من أهل الكذب. فقال له رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : أخبرني ربّي هذا. فقال له عمّه: إنّ ربّك لحقّ ، وأنا أشهد أنّك صادق.

فجمع أبوطالب رهطه، ولم يخبرهم بما أخبره به رسول الله صلّى الله عليه و سلّم كراهيّة أن يفشوا ذلك الخبر فيبلغ المشركين، فيحتالوا للصحيفة الخبث والمكر.

فانطلق أبوطالب برهطه حتّى دخلوا المسجد، والمشركون من قريش في ظلّ الكعبة، فلمّا أبصروه تباشروا به، وظنّوا أنّ الحصر والبلاء حملهم على أن يدفعوا إليهم رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فيقتلوه، فلمّا انتهى إليهم أبوطالب ورهطه رحّبوا بهم وقالوا: قد آن لك أن تطيب نفسك عن قتل رجل في قتله صلاحكم وجماعتكم، وفي حياته فرقتكم وفسادكم.

فقال أبوطالب: قد جئتكم في أمر لعلّه يكون فيه صلاح وجماعة، فاقبلوا ذلك منّا، هلمّوا صحيفتكم الّتي فيها تظاهركم علينا، فجاؤوا بها، ولا يشكّون إلاّ أنّهم سيدفعون رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليهم إذا نشروها، فلمّا جاؤوا بصحيفتهم قال أبوطالب: صحيفتكم بيني وبينكم، وإنّ ابن أخي قد خبرني ولم يكذبني أنّ الله -عزّ وجلّ - قد بعث على صحيفتكم الأرضة، فلم يدع لله فيها اسماً إلاّ أكلته وبقي فيها الظلم والقطيعة والبهتان، فإن كان كاذباً فلكم عليّ أن أدفعه إليكم تقتلونه، وإن كان صادقاً فهل ذلك ناهيكم

ص:120


1- (1) . عنه ابن هشام في السيرة النبويّة 356/1 - 357، [1] إرسال قريش إلى الحبشة في طلب المهاجرين إليها.

عن تظاهركم علينا؟ فأخذ عليهم المواثيق، وأخذوا عليه.

فلمّا نشروها فإذا هي كما قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وكانوا هم بالغدر أولى منهم، واستبشر أبوطالب وأصحابه، وقالوا: أيّنا أولى بالسحر والقطيعة والبهتان ؟

فقام المطعم بن عدي بن نوفل بن عبدمناف وهشام بن عمرو - أخو عامر بن لؤي بن حارثة - فقالوا: نحن برآء من هذه الصحيفة القاطعة العادية الظالمة، ولن نمالئ أحداً في فساد أنفسنا وأشرافنا، ونتابع على ذلك ناس من أشراف قريش.

فخرج أقوام من شعبهم و قد أصابهم الجهد الشديد، فقال أبوطالب في ذلك من أمر محمّد صلّى الله عليه و سلّم و ما أرادوا من قتله:

تطاول ليلي بهمّ وصب ودمع كسحّ السقاء السرب

للعب قصيّ بأحلامها وهل يرجع الحلم بعد اللعب

ونفي قصيّ بني هاشم كنفي الطُهاة لطاف الحطب

وقول لأحمد أنت امرؤ خلوف الحديث ضعيف النسب

وان كان أحمد قد جاءهم بحقّ ولم يأتهم بالكذب

على أنّ إخوتنا وازروا (1) بني هاشم وبني المطّلب

هما أخوان كعظم اليمين أمرّ (2)علينا كعقد الكرب

فيا لقصيّ أ لم تخبروا بما قد مضى من شؤون العرب

فلا تمسكنّ بأيديكم بعد الاُنوف بعجب الذنب (3)

علام علام تلافيتم بأمر مزاح وحلم عزب

ورمتم بأحمد ما رمتم على الأصرات وقرب النسب

ص:121


1- (1) . وفي ديوان أبي طالب ص 26 : « [1]على أنّ إخواننا وازروا».
2- (2) . وفي ديوان أبي طالب ص 26 : « [2]أمّرا».
3- (3) . وفي ديوان أبي طالب ص 26 : « [3]بعيد الاُنوف بعجم الذنب», وذلك هو الأصحّ والأنسب.

فأنّى وما حجّ من راكب لكعبة مكّة ذات الحجب

تنالون أحمد أو تصطلوا طبات الرماح وحدّ القضب

وتغترفوا بين أبياتكم صدور العوالي وحبل عصب (1)

تراهنّ من بين صافي السبيب قصير الحزام طويل اللبب

وجردا كالطير سمحوجة (2) طواها المقانع بعد الحلب

عليها صناديد من هاشم هم الأنجبون مع المنتخب

وقال أبوطالب في شأن الصحيفة حين رأى قومه لا يتناهون، وقد رأوا فيها من العلم ما رأوا:

ألا من لهم آخر الليل منصب وشعب العصا من قومك المتشعّب

وحرب أبينا من لؤي بن غالب متى ما تزاحمها الصحيفة تحرب

إذا ما نشير قام فيها بخطّة الذوابة ذنباً وليس بمذنب

وما ذنب من يدعو إلى البرّ والتقى ولم يستطع أن يأرب الشعب يأرب

وقد جرّبوا فيما مضى غبّ أمرهم وما عالم أمراً كمن لم يجرّب

وقد كان في أمر الصحيفة عبرة متى ما يخبر غائب القوم يعجب

محى الله منها كفرهم وعقوقهم وما نقموا من باطل الحقّ معرب

فأصبح ما قالوا من الأمر باطلاً ومن يختلق ما ليس بالحقّ يكذب

وأمسى ابن عبدالله فينا مصدّقاً على سخط من قومنا غير معتب

فلا تحسبوا يا مسلمين محمّداً لذى عربة منّا ولا متغرّب

ستمنعه منّا يد هاشميّة مركبها في الناس خير مركب

فلمّا باداهم أبوطالب بالعداوة و باداهم بالحرب عدت قريش على من أسلم منهم

ص:122


1- (1) . وفي ديوان أبي طالب ص 26 : « [1]صدور العوالي وخيلاً عصب».
2- (2) . وفي ديوان أبي طالب ص 26 : « [2]وجرداء كالظبي سمحوجة».

فأوثقوه وآذوه، واشتدّ البلاء عليهم، وعظمت الفتنة فيهم، وَ زُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً .

وعدت بنوجمح على عثمان بن مظعون، وفرّ أبوسلمة بن عبدالأسد بن هلال بن عبدالله بن عمر بن مخزوم إلى أبي طالب ليمنعه، وكان خاله، فجاءت بنومخزوم ليأخذوه، فمنعهم. فقالوا: يا أباطالب، منعت منّا ابن أخيك، أتمنع منّا ابن أخينا؟ فقال أبوطالب: أمنع ابن اختي ممّا أمنع ابن أخي.

فقال أبولهب - ولم يتكلّم بكلام خير قطّ ليس يومئذ- : صدق أبوطالب، لا يسلمه إليكم. فطمع فيه أبوطالب حين سمع منه ماسمع، ورجا نصره والقيام معه، فقال شعراً استجلبه بذلك:

وإنّ امرء أبوعتيبة عمّه لفي روضة من أن يسام المظالما

أقول له وأين منّي نصيحتي أبا معتب ثبّت سوداك قائما

ولا تقبلنّ الدهر ما عشت خطّة تسبّ بها لمّا هبطت المواسما

وحارب فإنّ الحرب نصف ولن ترى أخا الحرب يعطي الضيم إلاّ مسالما

وولّى سبيل العجز غيرك منهم فإنّك لن تلحق على العجز لازما (1)

5046. ابن أبي الحديد : سألت النقيب أباجعفر -وكان منصفاً بعيداً عن الهوى والعصبيّة عن هذا الموضع -فقلت له: قد وقفت على كلام الصحابة وخطبهم فلم أر فيها من يعظّم رسول الله صلّى الله عليه و آله تعظيم هذا الرجل، يدعو كدعائه، فإنّا قد وقفنا من نهج البلاغة ومن غيره على فصول كثيرة مناسبة لهذا الفصل، تدلّ على إجلال عظيم، وتبجيل شديد منه لرسول الله صلّى الله عليه و آله.

فقال: ومن أين لغيره من الصحابة كلام مدوّن يتعلّم منه كيفيّة ذكرهم للنبيّ صلّى الله عليه و آله ؟ وهل وجد لهم إلاّ كلمات مبتدرة، لا طائل تحتها؟

ثمّ قال: إنّ عليّاً عليه السلام كان قويّ الإيمان برسول الله صلّى الله عليه و آله والتصديق له، ثابت اليقين، قاطعاً

ص:123


1- (1) . السير والمغازي ص 161 - 165، باب ما نال أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم من البلاء والجهد.

بالأمر، متحقّقاً له، وكان مع ذلك يحبّ رسول الله صلّى الله عليه و آله لنسبته منه، وتربيته له، واختصاصه به من دون أصحابه، وبعد؛ فشرفه له، لأنّهما نفس واحدة في جسمين، الأب واحد، والدار واحدة، والأخلاق متناسبة، فإذا عظّمه فقد عظّم نفسه، وإذا دعا إليه فقد دعا إلى نفسه، ولقد كان يودّ أن تطبّق دعوة الإسلام مشارق الأرض ومغاربها؛ لأنّ جمال ذلك لاحق به، وعائد عليه، فكيف لا يعظمّه ويبجّله ويجتهد في إعلاء كلمته ؟

فقلت له: قد كنت اليوم أنا وجعفر بن مكّي الشاعر نتجاذب هذا الحديث، فقال جعفر: لم ينصر رسول الله صلّى الله عليه و آله أحد نصرة أبي طالب وبنيه له، أمّا أبوطالب فكفّله وربّاه، ثمّ حماه من قريش عند إظهار الدعوة، بعد إصفاقهم وإطباقهم على قتله، وأمّا ابنه جعفر فهاجر بجماعة من المسلمين إلى أرض الحبشة، فنشر دعوته بها، وأمّا علي فإنّه أقام عماد الملّة بالمدينة.

ثمّ لم يمن أحد من القتل والهوان والتشريد بما مني به بنو أبي طالب؛ أمّا جعفر فقتل يوم مؤتة، وأمّا علي فقتل بالكوفة بعد أن شرب نقيع الحنظل، وتمنّى الموت، ولو تأخّر قتل ابن ملجم له لمات أسفاً وكمداً، ثمّ قتل ابناه بالسمّ والسيف، وقتل بنوه الباقون مع أخيهم بالطفّ ، وحملت نساؤهم على الأقتاب سبايا إلى الشام، ولقيت ذرّيّتهم وأخلافهم بعد ذلك من القتل والصلب والتشريد في البلاد والهوان والحبس والضرب ما لا يحيط الوصف بكنهه، فأيّ خير أصاب هذا البيت من نصرته ومحبّته وتعظيمه بالقول والفعل ؟ (1)

5047. ابن أبي الحديد : واعلم أنّ عليّاً عليه السلام كان يدّعي التقدّم على الكلّ ، والشرف على الكلّ ، والنعمة على الكلّ ، بابن عمّه صلّى الله عليه و آله، وبنفسه، وبأبيه أبي طالب، فإنّ من قرأ علوم السير عرف أنّ الإسلام لولا أبوطالب لم يكن شيئاً مذكوراً.

وليس لقائل أن يقول: كيف يقال هذا في دين تكفّل الله تعالى بإظهاره، سواء كان أبوطالب موجوداً أو معدوماً؟ لأنّا نقول: فينبغي على هذا ألاّ يمدح رسول الله صلّى الله عليه و آله، ولا

ص:124


1- (1) . شرح نهج البلاغة 174/7 - 175، شرح الخطبة 105.

يقال: إنّه هدى الناس من الضلالة، وأنقذهم من الجهالة، وإنّ له حقّاً على المسلمين، وإنّه لولاه لما عبد الله تعالى في الأرض. (1)

5048. الحاكم : تواترت الأخبار أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لمّا مات عمّه أبوطالب لقي هو والمسلمون أذى من المشركين بعد موته، فقال لهم النبيّ صلّى الله عليه و سلّم حين ابتلوا وشطت بهم عشائرهم: تفرّقوا. وأشار قِبَل أرض الحبشة، وكانت أرضاً فيه ترحل إليها قريش رحلة الشتاء، فكانت اولى الهجرة في الإسلام، وإنّما أمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أصحابه بالخروج إلى النجاشي لعدله. (2)

5049. ابن أبي الحديد : ومن شعر أبي طالب قوله:

ألا أبلغا عنّي لؤيّاً رسالة بحقّ وما تغني رسالة مرسل

بني عمّنا الأدنين في ما يخصّهم وإخواننا من عبد شمس ونوفل

أظاهرتم قوماً علينا سفاهة وأمراً غويّاً من غواة وجهّل

يقولون لو أنّا قتلنا محمّداً أقرّت نواصي هاشم بالتذلّل

كذبتم وربّ الهدي تدمى نحوره بمكّة والبيت العتيق المقبّل

تنالونه أوتصطلوا دون نيله صوارم تفرى كلّ عضو ومفصل

فمهلاً ولمّا تنتج الحرب بكرها بخيل تمام أو بآخر معجل

وتلقوا ربيع الأبطحين محمّداً على ربوة في رأس عنقاء عيطل

وتأوى إليه هاشم إنّ هاشماً عرانين كعب آخر بعد أوّل

فإن كنتم ترجون قتل محمّد فروموا بما جمّعتم نقل يذبل

فإنّا سنحميه بكلّ طمرّة وذي ميعة نهد المراكل هيكل

وكلّ ردينيّ ظماء كعوبه وعضب كإيماض الغمامة مفصل (3)

ص:125


1- (1) . شرح نهج البلاغة 142/1، شرح الخطبة 2.
2- (2) . المستدرك 622/2، ذيل الحديث 4242.
3- (3) . راجع: ديوان أبي طالب ص 26 - 28. [1]

قلت: كان صديقنا علي بن يحيى البطريق يقول: لولا خاصّة النبوّة وسرّها لما كان مثل أبي طالب -وهو شيخ قريش ورئيسها وذو شرفها- يمدح ابن أخيه محمّداً - وهو شابّ قد ربّي في حجره وهو يتيمه ومكفوله وجار مجرى أولاده - بمثل قوله:

وتلقوا ربيع الأبطحين محمّداً على ربوة في رأس عنقاء عيطل

وتأوى إليه هاشم إنّ هاشماً عرانين كعب آخر بعد أوّل

ومثل قوله:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يطيف به الهلاّك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل

فإنّ هذا الاُسلوب من الشعر لا يمدح به التابع والذنابى من الناس، وإنّما هو من مديح الملوك والعظماء، فإذا تصوّرت أنّه شعر أبي طالب، ذاك الشيخ المبجّل العظيم في محمّد صلّى الله عليه و آله، وهو شابّ مستجير به، معتصم بظلّه من قريش، قد ربّاه في حجره غلاماً، وعلى عاتقه طفلاً، وبين يديه شابّاً، يأكل من زاده، ويأوي إلى داره، علمت موضع خاصّيّة النبوّة وسرّها، وأن أمره كان عظيماً، وأنّ الله تعالى أوقع في القلوب والأنفس له منزلة رفيعة ومكاناً جليلاً. (1)

التاسع: تصديقه للنبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم

برواية:

1. أبي رافع---2. علي بن أبي طالب عليه السلام

1. أبورافع

5050. أبونعيم : حدّثنا محمّد بن فارس بن حمدان، حدّثنا علي بن السراج البرقعيدي، حدّثنا جعفر بن عبدالواحد القاصّ ، قال: قال لنا محمّد بن عباد، عن إسحاق

ص:126


1- (1) . شرح نهج البلاغة 62/14 - 63، شرح الكتاب 9.

بن عيسى، عن مهاجر مولى بني نوفل، سمعت أبارافع أنّه سمع أباطالب يقول:

حدّثني محمّد أنّ الله أمره بصلة الأرحام، وأن يعبد الله وحده، لا يعبد معه أحد، ومحمّد عندي الصدوق الأمين. (1)

2. علي بن أبي طالب عليه السلام

5051. الخطيب : أخبرنا محمّد بن علي بن إبراهيم البيضاوي، أنبأ سليمان بن محمّد بن أحمد الشاهد، حدّثنا أحمد بن الحسن المعروف بدبيس، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم العلوي، حدّثني عمّ أبي الحسين بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين، عن علي، قال: سمعت أباطالب يقول:

حدّثني محمّد ابن أخي -وكان والله صدوقاً- قال: قلت له: بما بعثت يا محمّد؟ قال: بصلة الأرحام، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة. (2)

العاشر: إيمانه وإسلامه رضي الله عنه

برواية:

1. العبّاس بن عبدالمطّلب---4. يحيى بن سعيد

2. عبدالله بن عبّاس---5. المراسيل و الأقوال

3. عبدالله بن عمر

ص:127


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 308/66، [1] ترجمة أبي طالب (8613), من طريق الخطيب، وابن حجر في الإصابة 203/7، [2] ترجمة أبي طالب (10175)، وفيه: «عن إسحاق، عن عيسى». و رواه مرسلاً أيضاً ابن حجر في الإصابة 198/7، [3] ترجمة أبي طالب (10175)، وفيه: «إسحاق بن عيسى الهاشمي، عن أبيه، عن المهاجر مولى بني نفيل». وأورده ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 69/14، [4] شرح الكتاب 9.
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 307/66 - 308، [5] ترجمة أبي طالب (8613)، وابن حجر في الإصابة 203/7، [6] ترجمة أبي طالب (10175).

1. العبّاس بن عبدالمطّلب

5052. ابن إسحاق : عن العبّاس بن معبد بن العبّاس، عن بعض أهله، عن العبّاس بن عبدالمطّلب أنّه قال:

لمّا حضرت أباطالب الوفاة قال له نبيّ الله صلّى الله عليه و سلّم : يا عمّ ، قل كلمة واحدة أشفع لك بها يوم القيامة، لا إله إلاّ الله.

فقال: لولا أن يكون عليك وعلى بني أبيك غضاضة لأقررت بعينيك، ولو سألتني هذه في الحياة لفعلت.

قال: وعنده جميلة بنت حرب حمّالة الحطب، وهي تقول له: يا أباطالب، مت على دين الإسلام. (1)

قال: فلمّا خفت صوته فلم يبق منه شيء، قال: حرّك شفتيه، فقال العبّاس: فأصغيت إليه، فقال قولاً خفيّاً: لا إله إلاّ الله.

فقال العبّاس للنبيّ صلّى الله عليه و سلّم : يا ابن أخي، قد والله قال أخي الّذي سألته، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : لم أسمعه. (2)

2. عبدالله بن عبّاس

5053. ابن إسحاق : حدّثني العبّاس بن عبدالله بن معبد، عن بعض أهله، عن ابن عبّاس، قال:

لمّا أتى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أباطالب في مرضه فقال له: أي عمّ ، قل: لا إله إلاّ الله، أستحلّ لك بها الشفاعة [يوم القيامة]، فقال: يا ابن أخي، [والله] لولا أن تكون سبّة عليك وعلى أهل بيتك من بعدي يرون أنّي قلتها جزعاً حين نزل بي الموت لقلتها،لا أقولها إلاّ لاُسرّك بها.

ص:128


1- (1) . هكذا في الأصل، والظاهر «الأشياخ»، كما رواه الشيخ الطوسي في المجلس 10 من أماليه ( [1]28).
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 330/66، [2] ترجمة أبي طالب (8613).

فلمّا ثقل أبوطالب رئي يحرّك شفتيه فأصغى إليه العبّاس ليستمع قوله، فرجع العبّاس عنه فقال: يارسول الله، قد والله قال الكلمة الّتي سألته، فقال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : لم أسمع. (1)

5054. الصالحاني: عبدالله بن عبّاس -رضي الله تعالى عنهما- أنّه قال:

لمّا احتضر أبوطالب جاءه رسول الله -صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم- وقال له: قل يا عمّ لا إله إلاّ الله؛ محمّد رسول الله؛ أشهد لك بها عند الله. فلم يتمكّن من الجواب؛ لاعتقال لسانه من دنوّ منيّته وشدّة ما كان فيه، فأشار بإصبعه، وحرّك شفتيه، وعقد ثلاثاً وتسعين، فقال العبّاس: أسلم والله عمّك بلسان الحبشة. (2)

3. عبدالله بن عمر

5055. الطبراني: حدّثنا محمّد بن علي بن المديني فستقة، حدّثنا أبوعمر حفص بن عبدالله الحلواني، حدّثنا بهلول بن مورق الشامي، عن موسى بن عبيدة، عن أخيه عبدالله بن عبيدة، عن عبدالله بن دينار، عن ابن عمر، قال:

جاء أبوبكر رضي الله عنه بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقوده شيخ أعمى يوم فتح مكّة، فقال له رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ألا تركت الشيخ حتّى نأتيه ؟ قال: أردت أن يؤجر، والله لأنا كنت بإسلام أبي طالب أشدّ فرحاً منّي بإسلام أبي؛ ألتمس بذلك قرّة عينك.

فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : صدقت. (3)

5056. ابن شاذان : أخبرنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب، حدّثنا أبومحمّد الحسن بن

ص:129


1- (1) . عنه البيهقي من طريق الحاكم في دلائل النبوّة 346/2، باب وفاة أبي طالب، [1] وابن عساكر من طريق البيهقي عن الحاكم في تاريخ مدينة دمشق 330/66 - 331، [2] ترجمة أبي طالب (8613)، وابن حجر في الإصابة 198/7، [3] ترجمة أبي طالب (10175).
2- (2) . عنه الشهاب الإيجي في توضيح الدلائل ص 148 (419).
3- (3) . المعجم الكبير 40/9 (8323)، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد 174/6، كتاب المغازي والسير، باب غزوة الفتح.

علي بن زياد البسري، حدّثنا محمّد بن يوسف بن أسوار الزبيدي، أخبرنا أبوقرة موسى بن طارق، عن موسى بن عبيدة، عن عبدالله بن دينار، عن عبدالله بن عمر.

أخبرناه أعلى من هذا أبوغالب بن البنّاء، أخبرنا أبومحمّد الجوهري، أنبأ أبوحفص عمر بن علي بن يونس البغدادي القطّان، أخبرنا أبوعروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني، حدّثنا محمّد بن معمر، حدّثنا بهلول بن مورق، حدّثنا موسى بن عبيدة، أخبرني عبدالله بن دينار، عن ابن عمر، قال:

جاء أبوبكر بأبي قحافة إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم شيخاً أعمى يوم فتح مكّة، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ألا تركت الشيخ حتّى نأتيه ؟ قال: أردت يا رسول الله أن يأجره الله، أما والّذي بعثك بالحقّ ما كنت أشدّ فرحاً بإسلام أبي طالب منّي بإسلام أبي؛ ألتمس بذلك قرّة عينيك. (1)

5057. عبدان الأهوازي: حدّثنا زيد بن الحريش، حدّثنا أبوهمام، عن موسى بن عبيدة، عن عبدالله بن دينار، عن عبدالله بن عمر، قال:

جاء أبوبكر بأبي قحافة يقوده إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم شيخ أبله يوم الفتح، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ألا تركت الشيخ حتّى نأتيه ؟ قال: أردت يا رسول الله أن يأجره الله، أما والّذي بعثك بالحقّ لأنا كنت أشدّ فرحاً بإسلام أبي طالب منّي بإسلام أبي؛ ألتمس ذلك قرّة عينك.

قال: صدقت. (2)

5058. البزّار : عن ابن عمر، قال:

جاء أبوبكر رضي الله عنه بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقوده شيخ أعمى يوم فتح مكّة، فقال له رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ألا تركت الشيخ في بيته حتّى نأتيه ؟ قال: أردت أن يؤجره الله؛ لأنا كنت بإسلام أبي طالب أشدّ فرحاً منّي بإسلام أبي؛ ألتمس بذلك قرّة عينك يا رسول الله.

ص:130


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 326/66، [1] ترجمة أبي طالب (8613).
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 326/66 - 327، [2] ترجمة أبي طالب (8613).

فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : صدقت. (1)

4. يحيى بن سعيد

5059. ابن أبي الدنيا : حدّثني إبراهيم بن محمّد، عن قتيبة بن سعيد، عن ليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد:

أنّ أبابكر جاء بأبيه أبي قحافة إلى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، [فقال له رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ]: فلولا تركت الشيخ حتّى كنت آتيه ؟ فقال أبوبكر: والّذي بعثك بالحقّ لإسلام أبي طالب كان أقرّ لعيني من إسلامه، وذلك أنّ إسلام أبي طالب كان أقرّ لعينك. (2)

5. المراسيل والأقوال

5060. التلمساني: [عند ذكر أبي طالب]: لا ينبغي أن يذكر إلاّ بحماية النبيّ صلّى الله عليه و سلّم ؛ لأنّه حماه ونصره بقوله وفعله، وفي ذكره بمكروه أذيّة للنبيّ صلّى الله عليه و سلّم، ومؤذي النبيّ صلّى الله عليه و سلّم كافر. (3)

5061. الشهاب الإيجي: إنّ أباطالب ما مات كافراً على الصحيح، والخلاف ضعيف، منشأه التعصّب الصريح؛ لأنّ بعض أقواله وأفعاله على إيمانه دليل صريح.

وقد ذكر الصالحاني عن الأئمّة الأعلام ما يدلّ على أنّ أباطالب مات على الإسلام، كما نقل عن الإمام جعفر الصادق - والله سبحانه أعلم بالحقائق - أنّ ميله إلى إسلامه يؤوّل حتّى قال: كذبوا، كيف يكون كافراً؟ وهو الّذي يقول:

أ لم تعلموا أنّا وجدنا محمّداً نبيّاً كموسى خطّ في أوّل الكتب

وكما نقل عن عبدالله بن عبّاس الّذي لا ريب في فضله أنّه قيل له: مات أبوطالب كافراً؟ فقال: أ بعد قوله:

ص:131


1- (1) . عنه الهيثمي في مجمع الزوائد 174/6، كتاب المغازي والسير، باب غزوة الفتح.
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 327/66، [1] ترجمة أبي طالب (8613). و رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 68/14 - 69، [2] شرح الكتاب 9 , مرسلاً.
3- (3) . أورده في حاشيته على الشفاء، كما عنه زيني دحلان في أسنى المطالب ص 33.

كذبتم وبيت الله نسلم أحمداً ولمّا نقاتل دونه ونناضل

ونذهل عن أبناءنا والحلائل (1) ونتركه حتّى نصرّع حوله

ص:132


1- (1) . توضيح الدلائل ص 146 - 147 (415) و (416). تكملة قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 65/14 - 84، [1] شرح الكتاب 9 : اختلف الناس في إيمان أبي طالب، [2] فقالت الإماميّة وأكثر الزيديّة: ما مات إلاّ مسلماً. وقال بعض شيوخنا المعتزلة بذلك، منهم: الشيخ أبوالقاسم البلخي، وأبوجعفر الإسكافي، وغيرهما. وقال أكثر الناس من أهل الحديث والعامّة من شيوخنا البصريّين وغيرهم: مات على دين قومه، ويروون في ذلك حديثاً مشهوراً أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله قال له عند موته: قل يا عمّ كلمة أشهد لك بها غداً عند الله تعالى. فقال: لولا أن تقول العرب: إنّ أباطالب جزع عند الموت لأقررت بها عينك. و روي أنّه قال: أنا على دين الأشياخ. وقيل: إنّه قال: أنا على دين عبدالمطّلب. وقيل غير ذلك.... واحتجّوا بأنّه لم ينقل أحد عنه أنّه رآه يصلّي، والصلاة هي المفرّقة بين المسلم والكافر، وأنّ عليّاً وجعفراً لم يأخذا من تركته شيئاً، و رووا عن النبيّ صلّى الله عليه و آله أنّه قال: إنّ الله قد وعدني بتخفيف عذابه لما صنع في حقّي، وإنّه في ضحضاح من نار. و رووا عنه أيضاً أنّه قيل له: لو استغفرت لأبيك واُمّك! فقال: لو استغفرت لهما لاستغفرت لأبي طالب؛ فإنّه صنع إليّ ما لم يصنعا. فأمّا الّذين زعموا أنّه كان مسلماً، فقد رووا خلاف ذلك، وأسندوا خبراً إلى أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله : قال لي جبرائيل: إنّ الله مشفّعك في ستّة: بطن حملتك؛ آمنة بنت وهب، وصلب أنزلك؛ عبدالله بن عبدالمطّلب، وحجر كفّلك؛ أبي طالب، وبيت آواك؛ عبدالمطّلب، وأخ كان لك في الجاهليّة -قيل: يا رسول الله، وما كان فعله ؟ قال: سخيّاً يطعم الطعام، ويجود بالنوال-، وثدي أرضعتك؛ حليمة بنت أبي ذؤيب. قلت: سألت النقيب أباجعفر يحيى بن أبي زيد عن هذا الخبر، وقد قرأته عليه: هل كان لرسول الله صلّى الله عليه و آله أخ من أبيه أو من امّه أو منهما في الجاهليّة ؟ فقال: لا، إنّما يعني أخاً له في المودّة والصحبة، قلت له: فمن هو؟ قال: لا أدري. قالوا: وقد نقل الناس كافّة عن رسول الله صلّى الله عليه و آله أنّه قال: نقلنا من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكيّة. فوجب بهذا أن يكون آباؤه كلّهم منزّهين عن الشرك؛ لأنّهم لو كانوا عبدة أصنام لما كانوا طاهرين.... واحتجّوا في إسلام الآباء بما روي عن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قال: يبعث الله عبدالمطّلب يوم القيامة وعليه سيما الأنبياء وبهاء الملوك.

ص:133

ص:134

ص:135

ص:136

ص:137

ص:138

ص:139

ص:140

ص:141

ص:142

الحادي عشر: وفاته رضي الله عنه

على قول:

1. ابن الأثير---5. ابن حجر

2. ابن إسحاق---6. سبط ابن العجمي

3. ابن الأعرابي---7. ابن قتيبة

4. ابن الجوزي---8. الواقدي

1. ابن الأثير

5062. ابن الأثير : في السنة العاشرة أوّل ذي القعدة - وقيل: النصف من شوّال - توفّي أبوطالب، وكان عمره بضعاً وثمانين سنة، ثمّ توفّيت بعده خديجة بثلاثة أيّام -وقيل: بشهر، وقيل: كان بينهما شهر وخمسة أيّام، وقيل: خمسون يوماً -... ولمّا اشتدّ بأبي طالب مرضه دعا بني عبدالمطّلب فقال: إنّكم لن تزالوا بخير ما سمعتم قول محمّد واتّبعتم أمره، فاتّبعوه وصدّقوه ترشدوا. (1)

2. ابن إسحاق

5063. ابن إسحاق : ثمّ إنّ خديجة بنت خويلد وأباطالب ماتا في عام واحد، فتتابعت على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم مصيبتان: هلاك خديجة وأبي طالب، وكانت خديجة وزيرة صدق على الإسلام، وكان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يسكن إليها. (2)

5064. ابن إسحاق : إنّ خديجة وأباطالب هلكا في عام واحد، وكان هلاكهما بعد عشر سنين مضين من مبعث رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وذلك قبل مهاجره صلّى الله عليه و سلّم إلى المدينة بثلاث سنين. (3)

ص:143


1- (1) . اسد الغابة 19/1، [1] ذكر وفاة خديجة وأبي طالب.
2- (2) . عنه ابن سيّد الناس في عيون الأثر 227/1 - 228، [2] ذكر وفاة خديجة وأبي طالب.
3- (3) . عنه ابن سيّد الناس في عيون الأثر 227/1 - 228، [3] ذكر وفاة خديجة وأبي طالب، واللفظ له، والطبري بإسناده إليه في تاريخه 343/2 - 344، ذكر الخبر عمّا كان من أمر نبيّ الله صلّى الله عليه و سلّم عند ابتداء الله تعالى ذكر إيّاه.

3. ابن الأعرابي

5065. ابن الأعرابي: عام الحزن: العام الّذي ماتت فيه خديجة -رضي الله عنها- وأبوطالب، فسمّاه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عام الحزن. وماتا قبل الهجرة بثلاث سنين. (1)

4. ابن الجوزي

5066. ابن الجوزي: كان أبوطالب يدافع عن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فلمّا أتت لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم تسع وأربعون سنة وثمانية أشهر وأحد عشر يوماً مات عمّه أبوطالب للنصف من شوّال، في السنة العاشرة من المبعث، وهو ابن بضع وثمانين سنة، وتوفّيت بعده خديجة بشهر وخمسة أيّام، ويقال: بثلاثة أيّام فحسب، وهي ابنة خمس وستّين سنة.... (2)

5. ابن حجر

5067. ابن حجر : قال المرزباني: مات أبوطالب في السنة العاشرة من المبعث، وكان له يوم مات بضع وثمانون سنة. (3)

6. سبط ابن العجمي

5068. سبط ابن العجمي: توفّيت خديجة -رضي الله عنها- وأبوطالب، فسمّاه عليه السلام عام الحزن. (4)

7. ابن قتيبة

5069. ابن قتيبة : إنّ خديجة توفّيت بعد أبي طالب بثلاثة أيّام. (5)

ص:144


1- (1) . عنه ابن منظور في لسان العرب 158/3 « [1]حزن».
2- (2) . صفة الصفوة 52/1، [2] ذكر طرف ممّا لاقى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم من أذى المشركين وهو صابر.
3- (3) . الإصابة 203/7، [3] ترجمة أبي طالب (10175).
4- (4) . نهاية السؤول 81/1، مولده صلّى الله عليه و سلّم.
5- (5) . عنه ابن سيّد الناس في عيون الأثر 228/1، [4] ذكر وفاة خديجة وأبي طالب.

8. الواقدي

5070. الواقدي: توفّي أبوطالب للنصف من شوّال في السنة العاشرة من حين نبّئ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وهو يومئذ ابن بضع وثمانين سنة، وتوفّيت خديجة بعده بشهر وخمسة أيّام، وهي يومئذ بنت خمس وستّين سنة، فاجتمعت على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم مصيبتان: موت خديجة بنت خويلد، وموت أبي طالب عمّه. (1)

5071. الواقدي: وفي هذه السنة - يعني سنة الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين - توفّيت خديجة وأبوطالب، بينهما خمس وثلاثون ليلة، المتقدّمة خديجة. (2)

الثاني عشر: قول رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عند جنازته رضي الله عنه

برواية:

1. أبي اليمان عامر الهوزني---2. عبدالله بن عبّاس

1. أبواليمان عامر الهوزني

5072. أبوداوود : حدّثنا عمرو بن عثمان، حدّثنا بقيّة.

حيلولة: وحدّثنا محمّد بن عوف، حدّثنا أبوالمغيرة، [كلاهما] عن صفوان، عن أبي اليمان الهوزني، قال:

لمّا توفّي أبوطالب عمّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم خرج النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فعارض جنازته. قال ابن عوف: فجعل يمشي مجانباً لها و يقول: برّتك رحم، وجزيت خيراً. ولم يقم على قبره. (3)

ص:145


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 100/1، [1] ذكر أبي طالب وضمّه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه، و من طريقه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 345/66، [2] ترجمة أبي طالب (8613).
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 345/66، [3] ترجمة أبي طالب (8613).
3- (3) . المراسيل ص 305 (425)، وعنه البيهقي في السنن الكبرى 398/3، كتاب الجنائز، باب المسلم يغسل ذا قرابته.

2. عبدالله بن عبّاس

5073. الخلاّل : أخبرنا علي بن أحمد بن يعقوب المقرئ، قال: حدّثنا ابن أبي دؤمة، قال: حدّثنا الفضل بن موسى، عن إبراهيم بن عبدالرحمان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عبّاس، قال:

عارض رسول الله صلّى الله عليه و سلّم جنازة أبي طالب ثمّ قال: وصلتك رحم، وجزيت خيراً يا عمّ . (1)

5074. ابن عدي: حدّثنا محمّد بن هارون بن حميد، حدّثنا محمّد بن عبدالعزيز بن أبي رزمة، حدّثنا الفضل بن موسى السيناني، عن إبراهيم بن عبدالرحمان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عبّاس:

أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم عارض جنازة أبي طالب فقال: وصلتك رحم، وجزيت خيراً يا عمّ . (2)

5075. تمّام : حدّثنا أبومحمّد الحسن بن أحمد بن عمير، حدّثنا أحمد بن أنس.

حيلولة: وأنبأ أبوالحسن علي بن الحسن علان الحرّاني - قراءة عليه -، حدّثنا محمّد بن هارون المجدّر، حدّثنا محمّد بن عبدالعزيز بن أبي رزمة، حدّثنا الفضل بن موسى السيناني، عن إبراهيم بن عبدالرحمان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عبّاس:

أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم عارض جنازة أبي طالب، فقال: وصلتك رحم، وجزيت خيراً يا عمّ .

حدّثناه أبوعلي محمّد بن هارون الدمشقي، حدّثنا محمّد بن يحيى بن مندة الأصبهاني، حدّثنا محمّد بن عبدالعزيز بن أبي رزمة، حدّثنا الفضل بن موسى، عن إبراهيم بن إسحاق، عن ابن جريج، فذكر بإسناده مثله. (3)

ص:146


1- (1) . عنه ابن الجوزي في العلل المتناهية 904/2 (1510).
2- (2) . الكامل 260/1، ترجمة إبراهيم بن عبدالرحمان (93)، وعنه البيهقي بإسناده إليه في دلائل النبوّة 349/2، باب وفاة أبي طالب، [1] وابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 335/66 - 336، [2] ترجمة أبي طالب (8613).
3- (3) . الفوائد 142/1 - 143 (325) و (326).

5076. الذارع : حدّثنا سعيد بن معاذ الاُبلّي -بالاُبلّة-، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم، حدّثني أبوعبيدالله صاحب المهدي، قال: حدّثني المهدي، عن أبيه، قال: حدّثني عطاء، قال: سمعت ابن عبّاس يقول:

عارض النبيّ صلّى الله عليه و سلّم جنازة أبي طالب فقال: وصلتك رحم، جزاك الله خيراً يا عمّ . (1)

5077. الواقدي: قال ابن عبّاس رضي الله عنه :

عارض رسول الله صلّى الله عليه و سلّم جنازة أبي طالب وقال: وصلتك رحم، وجزاك الله يا عمّ خيراً. (2)

الثالث عشر: رثاء علي عليه السلام في وفاته رضي الله عنه

برواية:

1. السدّي---2. ما ورد مرسلاً

1. السدّي

5078. سبط ابن الجوزي: قال السدّي: مات أبوطالب وهو ابن بضع وثمانين سنة، ودفن بالحجون عند عبدالمطّلب.

وقال علي عليه السلام يرثيه:

أباطالب عصمة المستجير وغيث المحول ونور الظلم

لقد هدّ فقدك أهل الحفاظ فصلّى عليك وليّ النعم

ولقّاك ربّك رضوانه فقد كنت للطهر من خير عمّ

وقال أيضاً:

ص:147


1- (1) . عنه الخطيب بإسناده إليه في تاريخ بغداد 198/13، ترجمة معاوية بن عبيدالله [1]بن يسار (7174)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 250/59، ترجمة معاوية بن عبيدالله ( [2]7515) و 335/66، ترجمة أبي طالب (8613).
2- (2) . عنه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ 146/1، الباب الأوّل، [3] نسب أميرالمؤمنين عليه السلام.

أرقت لطير آخر الليل غرّدا يذكّرني شجواً عظيماً مجدّدا

أباطالب مأوى الصعاليك ذا الندى جواداً إذا ما أصدر الأمر أوردا

فأمست قريش يفرحون بموته ولست أرى حيّاً يكون مخلّدا

أرادوا اموراً زيّنتها حلومهم ستوردهم يوماً من الغيّ موردا

يرجّون تكذيب النبيّ وقتله وأن يفترى قدماً عليه ويجحدا

كذبتم وبيت الله حتّى نذيقكم صدور العوالي والحسام المهنّدا

فإمّا تبيدونا وإمّا نبيدكم وإمّا تروا سلم العشيرة أرشدا

وإلاّ فإنّ الحيّ دون محمّد بني هاشم خير البريّة محتدا (1)

2. ما ورد مرسلاً

5079. ابن إسحاق : وقال علي بن أبي طالب يرثي أباه لمّا مات:

أرقت لنوح آخر الليل غرّدا لشيخي بنعي والرئيس المسوّدا

أباطالب مأوى الصعاليك ذا الندى وذا الحلم لا جلفاً ولم يك قعددا

أخا الهلك خلاّ ثلمة سيشدّها بنوهاشم أو تستباح وتضهدا

فأمست قريش يفرحون لفقده ولست أرى حيّاً لشيء مخلّدا

أرادوا اموراً زيّنتها حلومهم ستوردهم يوماً من الغيّ موردا

يرجّون تكذيب النبيّ وقتله وأن يفتروا بهتاً عليه وجحّدا

كذبتم وبيت الله حتّى نذيقكم صدور العوالي و الصفيح (2)المهنّدا

ويبدو منّا منظر ذو كريهة إذا ما تسربلنا الحديد المسرّدا

فإمّا تبيدونا وإمّا نبيدكم وإمّا تروا سلم العشيرة أرشدا

ص:148


1- (1) . تذكرة الخواصّ 148/1 - 150، الباب الأوّل، [1] نسب أميرالمؤمنين عليه السلام.
2- (2) . هذا هو الظاهر الصحيح كما في تاريخ مدينة دمشق 344/66، [2] وفي الأصل: «الصفح».

وإلاّ فإنّ الحيّ دون محمّد بنوهاشم خير البريّة محتدا

وإنّ له منكم من الله ناصراً ولست بلاق صاحب الله أوحدا

نبيّ أتى بالوحي من كلّ بخطّة (1) فسمّاه ربّي في الكتاب محمّدا

أغرّ كضوء الشمس صورة وجهه جلا الغيم عنه ضوؤه فتعدّدا

أمين على ما استودع الله قلبه وإن قال قولاً كان فيه مسدّدا (2)

الرابع عشر: لم يزل يذكره رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وأصحابه بالخير

برواية:

1. أنس بن مالك---8. عبدالله بن مسعود

2. البراء بن عازب---9. عمرو بن العاص

3. جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام ---10. فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم

4. أبي الزناد---11. محمّد بن شهاب الزهري

5. أبي سعيد الخدري---12. محمّد بن علي بن حسين بن ربيعة

6. العبّاس بن عبدالمطّلب---13. أبي هريرة

7. عبدالله بن عمر---14. ما ورد مرسلاً

1. أنس بن مالك

5080. ابن عدي: حدّثنا أبوهليل الكوفي، حدّثنا أحمد بن أبي الحسين العامري.

ص:149


1- (1) . في الأصل: «من كلّ وحي بحظّه»، ومثله في شرح ديوان أميرالمؤمنين عليه السلام للميبدي، إلاّ أنّ فيه: «بخطّة»، وما أثبتناه من تاريخ مدينة دمشق 344/66 - 345 , [1] ترجمة أبي طالب (8613).
2- (2) . السير والمغازي ص 239 - 240، وفاة أبي طالب وما جاء فيه، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 344/66 - 345، [2] ترجمة أبي طالب (8613)، وأورده الميبدي في شرحه على ديوان علي عليه السلام ص 417 - 420، باختلاف كثير منها: «أخا الملك» في البيت الثالث بدلاً من «أخا الهلك»، و «تسربلنا» في البيت الثامن بدلاً من «سربلنا»، وهذا هو الصحيح المطابق للوزن، فصحّحنا المتن مطابقاً له.

وحدّثنا أحمد بن نوكرد، حدّثنا أحمد بن رشد، حدّثنا سعيد بن خثيم، عن مسلم الملائي، عن أنس، قال:

أتى أعرابي إلى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقال: يا رسول الله، أتيناك وما لنا بعير يئط ولا صبيّ يصطبح، وأنشده:

أتيناك والعذراء يدمى لبانها وقد شغلت امّ الصبيّ عن الطفل

وألقى بكفّيه الفتى استكانة من الجوع ضعفاً ما يمرّ ولا يحلي

فلا شيء ممّا يأكل الناس عندنا سوى الحنظل العامي والعلقم الفشل

وليس لنا إلاّ إليك فرارنا وأين فرار الناس إلاّ إلى الرسل

فقام رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يجرّ رداءه حتّى صعد المنبر فقال: اللهمّ اسقنا غيثاً مغيثاً، مريئاً مريعاً، غدقاً طبقاً، نافعاً غير ضارّ، عاجلاً غير رائث، تملأ به الضرع، وتنبت به الزرع، وتحيي به الأرض بعد موتها، وكذلك الخروج.

قال: فوالله ما ردّ يده إلى نحره حتّى التفت السماء بأوداقها.

قال: فجاء أهل البطانة يضجّون: يا رسول الله، الغرق الغرق، فانجابت السماء عن المدينة حتّى أحدق بها كالإكليل، فضحك رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حتّى بدت نواجذه، ثمّ قال: [لله أبوطالب! لو كان حيّاً قرّت عيناه، من ينشدنا شعره ؟].

فقام علي فقال: يا رسول الله، لعلّك أردت:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

تلوذ به الهلاّل (1)من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل

كذبتم وبيت الله نبزي محمّداً ولمّا نقاتل دونه ونناضل

ونسلمه حتّى نصرّع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل

فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : أجل.

ص:150


1- (1) . كذا في الأصل، وفي سائر المصادر: «الهلاّك».

فقام رجل من بني ليث بن بكر فقال:

لك الحمد والحمد ممّن شكر سقينا بوجه النبيّ المطر

دعا الله خالقه دعوة إلهي وأشخص منه البصر

فلم يك إلاّ كإلقا الردا وأسرع حتّى أتانا المطر

دقاق الغزالي جمّ البعا وأغاث به الله عليا مضر

وكان كما قال -[-ه] عمّه أبوطالب أبيض ذا غرر

به الله يسقى صوب الغمام وهذا العيان لذاك الخبر

فمن يشكر الله يلقى المزيد ومن يكفر الله يلقى الغير

فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : [إن يك شاعراً يحسن فقد أحسنت]. واللفظ لأبي هليل. (1)

5081. إسماعيل الأصبهاني: حدّثنا عبدالرحمان بن الحسن، حدّثنا أحمد بن رشد بن خثيم، حدّثنا أبومعمر سعيد بن خثيم عمّي، عن مسلم الملائي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه , قال:

جاء أعرابي إلى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقال: يا رسول الله، والله لقد أتيناك وما منّا بعير يئط ولا صبيّ يصطبح، وأنشده:

أتيناك والعذراء يدمى لبانها وقد شغلت امّ الصبيّ عن الطفل

وألقى بكفّيه الفتى استكانة من الجوع ضعفاً ما يمرّ ولا يحلي

ولا شيء ممّا يأكل الناس عندنا سوى الحنظل العامي والعلهز الفشل

وليس لنا إلاّ إليك فرارنا وأين فرار الناس إلاّ إلى الرسل

فقام رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يجرّ رداءه حتّى صعد المنبر، ثمّ رفع يده إلى السماء، فقال: اللهمّ اسقنا غيثاً مغيثاً، مريئاً مريعاً، غدقاً طبقاً، عجلاً غير رائث، نافعاً غير ضارّ، تملأ به الضرع، وتنبت به الزرع، وتحيي به الأرض بعد موتها، وكذلك يخرجون.

ص:151


1- (1) . الكامل 408/3 - 410، ترجمة سعيد بن خثيم (835).

فوالله ما مدّ يده إلى نحره حتّى التقت السماء بأرواقها (1)، وجاء أهل البطانة يضجّون: يا رسول الله، الغرق الغرق! فرفع رأسه إلى السماء، ثمّ قال: اللهمّ حوالينا ولا علينا، فانجاب السحاب عن المدينة حتّى أحدق به نحو الإكليل. فضحك رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حتّى بدت نواجذه وقال: لله أبوطالب! لو كان حيّاً قرّت عيناه، من ينشدنا قوله ؟

فقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله كأنّك أردت:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاّك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل

كذبتم وبيت الله يبزى محمّداً ولمّا نقاتل دونه ونناضل

ونسلمه حتّى نصرّع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل

وقام رجل من كنانة فقال:

لك الحمد والحمد ممّن شكر سقينا بوجه النبيّ المطر

دعا الله خالقه دعوة إليه وأشخص منه البصر

فلم يك إلاّ كإلقاء الرداء أو أسرع حتّى رأينا الدرر

دفاق العزالي جمّ البعاق أغاث به الله عُليا مضر

وكان كما قاله عمّه أبوطالب أبيض ذو غرر

به الله أسقاك صوب الغمام وهذا العيان لذاك الخبر

فمن يشكر الله يلق المزيد ومن يكفر الله يلق الغبر

فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : إن يك شاعر [يحسن]، فقد أحسنت. (2)

5082. البيهقي: أخبرنا أبوزكريّا بن أبي إسحاق، أنبأنا أبوجعفر محمّد بن علي بن دحيم الشيباني - بالكوفة -، حدّثنا جعفر بن عنبسة، حدّثنا عبادة بن زياد الأزدي،

ص:152


1- (1) . أي بجميع ما فيها من الماء. النهاية «روق».
2- (2) . دلائل النبوّة ص 184 - 185 (238). [1]

عن سعيد بن خثيم الهلالي.

حيلولة: وأخبرنا أبوأحمد بن الحارث الفقيه الأصبهاني، أنبأنا أبومحمّد ابن حيّان أبوالشيخ الأصبهاني، حدّثنا عبدالرحمان بن الحسن، حدّثنا أحمد بن رشد بن خثيم الهلالي، حدّثنا أبومعمر سعيد بن خثيم عمّي، عن مسلم الملائي، عن أنس بن مالك، قال:

جاء أعرابي إلى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقال: يا رسول الله، لقد أتيناك ومالنا بعير يئطّ ، ولا صبيّ يصيح، وأنشده:

أتيناك والعذراء يدمى لبانها وقد شغلت امّ الصبيّ عن الطفل

وألقى بكفّيه الصبيّ استكانة من الجوع ضعفاً ما يمرّ ولا يخلي

ولا شيء ممّا يأكل الناس عندنا سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل

وليس لنا إلاّ إليك فرارنا وأين فرار الناس إلاّ إلى الرسل

فقام رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يجرّ رداءه، حتّى صعد المنبر، ثمّ رفع يديه إلى السماء، فقال: اللهمّ اسقنا غيثاً مغيثاً، مريئاً مريعاً، غدقاً طبقاً، عاجلاً غير رائث، نافعاً غير ضارّ، تملأ به الضرع، وتنبت به الزرع، وتحيي به الأرض بعد موتها، وكذلك تخرجون.

فوالله ما ردّ يديه إلى نحره حتّى ألقت السماء بأبراقها، وجاء أهل البطانة يعنجون: يا رسول الله، الغرق الغرق! فرفع يديه إلى السماء ثمّ قال: اللهمّ حوالينا ولا علينا. فانجاب السحاب عن المدينة حتّى أحدق بها كالإكليل، فضحك رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حتّى بدت نواجذه، ثمّ قال: لله درّ أبي طالب! لو كان حيّاً قرّتا عيناه، من ينشدنا قوله ؟

فقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله، كأنّك أردت:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاّك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل

كذبتم وبيت الله يبزي محمّداً ولمّا نقاتل دونه ونناضل

ونسلمه حتّى نصرّع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل

ص:153

قال: وقام رجل من كنانة، وقال:

لك الحمد والحمد ممّن شكر سقينا بوجه النبيّ المطر

دعا الله خالقه دعوة إليه وأشخص معه البصر

فلم يك إلاّ كإلقاء الرداء أو أسرع حتّى رأينا الدرر

رقاق العوالي جمّ البعاق أغاث به الله عينا مضر

وكان كما قاله عمّه أبوطالب أبيض ذو غرر

به الله يسقي الغمام وهذا العيان لذاك الخبر

ومن يشكر الله يلق المزيد ومن يكفر الله يلق الغير

فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : إن يك شاعر يحسن، فقد أحسنت. (1)

5083. الطبراني: حدّثنا علي بن سعيد الرازي، حدّثنا أحمد بن رشد بن خثيم الهلالي، حدّثنا عمّي سعيد بن خثيم، حدّثنا مسلم الملائي، عن أنس بن مالك، قال:

جاء أعرابي إلى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقال: يا رسول الله، لقد أتيناك وما لنا بعير يئط ، ولا صبيّ يصطبح، وأنشده:

أتيناك والعذراء تدمي لبانها وقد شغلت امّ الصبيّ عن الطفل

وألقى بكفّيه الفتى استكانة من الجوع ضعفاً ما يمرّ وما يحلي

ولا شيء ممّا يأكل الناس عندنا سوى الحنظل العامي والعلهز الفشل

وليس لنا إلاّ إليك فرارنا وأين فرار الناس إلاّ إلى الرسل

فقام رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يجرّ رداءه حتّى صعد المنبر، ثمّ رفع يديه إلى السماء، فقال: اسقنا غيثاً مغيثاً، مرياً مريعاً، غدقاً طبقاً، عاجلاً غير رائث، نافعاً غير ضارّ، تملأ به الضرع، وتنبت به الزرع، وتحييي به الأرض بعد موتها.

ص:154


1- (1) . دلائل النبوّة 140/6 - 142، باب استسقاء النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم وإجابة الله تعالى إيّاه، [1] وعنه ابن كثير في البداية والنهاية 90/6 - 91، [2]دلائل النبوّة [3]الحسّيّة، وابن حجر في فتح الباري 183/3، ذيل الحديث 1010.

فوالله ما ردّ يديه إلى نحره حتّى ألقت السماء بأرواقها (1)، وجاء أهل البطاح يعجّون: يا رسول الله، الغرق! فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : حوالينا ولا علينا. فانجاب السحاب عن السماء حتّى أحدق بالمدينة كالإكليل، فضحك رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حتّى بدت نواجذه، ثمّ قال: لله أبوطالب! لو كان حيّاً قرّت عيناه، من ينشدنا قوله ؟

فقام علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله، كأنّك أردت:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه (2) ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاّك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل

كذبتم وبيت الله يبزى محمّد ولمّا نقاتل دونه ونناضل

ونسلمه حتّى نصرّع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل

فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : أجل.

فقام رجل من كنانة فقال:

لك الحمد والحمد ممّن شكر سقينا بوجه النبيّ المطر

دعا الله خالقه دعوة اُجيبت وأشخص منه البصر

ولم يك إلاّ كقلب الرداء وأسرع حتّى رأينا المطر

ص:155


1- (1) . في النهاية لابن الأثير 278/2 « [1]روق»: حتّى إذا ألقت السماء بأرواقها، أي بجميع ما فيها من الماء، والأرواق: الأثقال.
2- (2) . قال ابن حجر في فتح الباري 185/3، ذيل الحديث 1010: قال السهيلي: فإن قيل: كيف قال أبوطالب: [2] يستسقى الغمام بوجهه ولم يره قطّ استسقى، إنّما كان ذلك منه بعد الهجرة ؟ وأجاب بما حاصله: إنّ أباطالب أشار إلى ما وقع في زمن عبدالمطّلب حيث استسقى لقريش والنبيّ صلّى الله عليه و سلّم معه غلام، انتهى. ويحتمل أن يكون أبوطالب [3]مدحه بذلك لما رأى من مخايل ذلك فيه وإن لم يشاهد وقوعه، وسيأتي في الكلام على حديث ابن مسعود ما يشعر بأنّ سؤال أبي سفيان للنبيّ صلّى الله عليه و سلّم في الاستسقاء وقع بمكّة. وذكر ابن التين أنّ في شعر أبي طالب هذا دلالة على أنّه كان يعرف نبوّة النبيّ صلّى الله عليه و سلّم قبل أن يبعث؛ لما أخبره به بحيرا أو غيره من شأنه، وفيه نظر؛ لما تقدّم عن ابن إسحاق أنّ إنشاء أبي طالب لهذا الشعر كان بعد المبعث، ومعرفة أبي طالب بنبوّة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم جاءت في كثير من الأخبار.

دفاق العزالي و جمّ البعاق أغاث به الله عُليا مضر

وكان كما قاله عمّه أبوطالب ذو ردا وغرر

ويسقي بك الله صوب الغمام وهذا العيان لذاك الخبر

فمن يشكر الله يلق المزيد ومن يكفر الله يلق الغير

فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : إن يك شاعر قد أحسن، فقد أحسنت. (1)

5084. الديلمي: عن أنس، قال: جاء أعرابي إلى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وشكا إليه قلّة المطر وجدوبة السنة، فقال: يا رسول الله، لقد أتيناك وما لنا بعير يئط ، ولا صبيّ يصطبح، وأنشد:

أتيناك والعذراء يدمى لبانها وقد شغلت امّ الصبيّ عن الطفل

وألقت بكفّيها الفتى لاستكانة من الجوع ضعفاً ما يمرّ وما يحلي

ولا شيء ممّا يأكل الناس عندنا سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل

وليس لنا إلاّ إليك فرارنا وأين فرار الناس إلاّ إلى الرسل

فمدّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يده يدعو، فما ردّ يده إلى نحره حتّى استوت السماء بأرواقها، وجاء أهل البطاح يضجّون: يا رسول الله، الطرق! فقال: حوالينا ولا علينا. فانجلى السحاب حتّى أحدق بالمدينة كالإكليل، فضحك رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حتّى بدت نواجذه وقال: لله درّ أبي طالب! لو كان حيّاً لقرّت عيناه، من ينشدنا قوله ؟

فقام علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله، لعلّك أردت قوله:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاّك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل

كذبتم وبيت الله يبزى محمّد ولمّا نقاتل دونه ونناضل

ونسلمه حتّى نصرّع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل

ص:156


1- (1) . الدعاء 1775/3 - 1777 (2180)؛ الأحاديث الطوال ص 73 (28).

فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : أجل، ذلك أردت. (1)

2. البراء بن عازب

5085. الصولي: حدّثنا إبراهيم بن فهد، حدّثنا نصر بن خالد أبوحفص الضبي،[حدّثنا]سعيد بن أبي سعيد أبوعثمان - وكيل المأمون -،[حدّثنا المثنّى بن القاسم، عن أبي إسحاق]، عن البراء بن عازب رضي الله عنه , قال:

بينا رسول الله -صلّى الله عليه و على آله وسلّم- على المنبر، فقام رجل فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يسقي قريشاً، فقد هلكوا.

فقال النبيّ -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- : اللهمّ اسقهم.

قال: فسقوا، فقال النبيّ -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- : لو أنّ أباطالب حيّ لسرّ بنا لما يرى.

فقال الرجل: يا رسول الله، كأنّك تريد بذلك قوله:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

فقال النبيّ -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- : نعم. (2)

3. جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام

5086. العاصمي: روى محمّد بن علي، عن محمّد بن سنان، قال: قال جعفر بن محمّد:

أصاب الناس على عهد رسول الله -صلّى الله عليه- قحط ، فاستسقى رسول الله -صلّى الله عليه-، فكان فيما قال: اسقنا سقية واسعة حتّى تمرّ بأبي اُحيحة وهو يسدّ خوخته بثوبه.

فبعث الله تعالى ريحاً وسحاباً ومطراً، حتّى سالت الغدران، فمرّ رسول الله -صلّى الله

ص:157


1- (1) . عنه المتّقي في كنز العمّال 437/8 - 439 (23549).
2- (2) . عنه الخطيب من طريق الدارقطني بإسناده إليه في المتّفق والمفترق 1052/2 (647)، ومن طريقه المتّقي في كنز العمّال 347/12 (35346).

عليه- بأبي اُحيحة والماء يدخل خوخته وهو يسدّ خوخته بثوبه، فقال صلّى الله عليه و سلّم : لو أنّ أباطالب عاش إلى هذا اليوم لرأى مصداق قوله حيث يقول:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل

ولم يتمّ رسول الله - صلّى الله عليه - البيت على جهته. (1)

4. أبوالزناد

5087. الواقدي: قال ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال:

لم أسمع لعتبة كلمة قطّ أوهن من قوله: أنا أسد الحلفاء. يعني بالحلفاء الأجمة.

ثمّ قال عتبة لابنه: قم يا وليد. فقام الوليد، وقام إليه علي، وكان أصغر النفر، فقتله علي عليه السلام.

ثمّ قام عتبة، وقام إليه حمزة، فاختلفا ضربتين فقتله حمزة رضي الله عنه.

ثمّ قام شيبة، وقام إليه عبيدة بن الحارث -وهو يومئذ أسنّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم - فضرب شيبة رجل عبيدة بذباب السيف، فأصاب عضلة ساقه فقطعها، وكرّ حمزة وعلي على شيبة فقتلاه، واحتملا عبيدة فحازاه إلى الصف، ومخّ ساقه يسيل، فقال عبيدة: يا رسول الله، أ لست شهيداً؟ قال: بلى.

قال: أما والله، لو كان أبوطالب حيّاً لعلم أنا أحقّ بما قال منه حين يقول:

كذبتم وبيت الله نخلي محمّداً ولمّا نطاعن دونه ونناضل

ونسلمه حتّى نصرّع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل (2)

5. أبوسعيد الخدري

5088. الشيباني: حدّثنا أحمد بن محمود الشمعي البغدادي، حدّثنا محمّد بن يونس

ص:158


1- (1) . زين الفتى 189/2 (424). [1]
2- (2) . المغازي 69/1 - 70، باب بدر القتال، [2] وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 257/38 - 258، [3] ترجمة عتبة بن ربيعة (4546)، والمتّقي في كنز العمّال 412/10 - 415 (29993).

الكديمي، قال: حدّثنا عفّان بن مسلم، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

بعثت و لي أربع عمومة، فأمّا العبّاس فيكنّى بأبي الفضل، و لولده الفضل إلى يوم القيامة، و أمّا حمزة فيكنّى بأبي يعلى، فأعلى الله قدره في الدنيا و الآخرة، و أمّا عبد العزّى فيكنّى بأبي لهب، فأدخله الله النار، و ألهبها عليه، و أمّا عبد مناف فيكنّى بأبي طالب، فله و لولده المطاولة و الرفعة إلى يوم القيامة. (1)

6. العبّاس بن عبدالمطّلب

5089. علي بن حرب : حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث، عن العبّاس:

أنّه سأل النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : ما ترجو لأبي طالب ؟ قال: كلّ الخير أرجو من ربّي. (2)

5090. ابن سعد : أخبرنا عفّان بن مسلم، أخبرنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث، قال:

قال العبّاس: يا رسول الله، أترجو لأبي طالب ؟ قال: كلّ الخير أرجو من ربّي. (3)

7. عبدالله بن عمر

5091. أحمد : حدّثنا أبوالنضر، حدّثنا أبوعقيل -وهو عبدالله بن عقيل-، حدّثنا

ص:159


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 312/66، [1] ترجمة أبي طالب (8613)، ومن طريقه السيوطي في الدرّ المنثور 703/6 , [2] في تفسير سورة المسد. والحديث ضعيف سنداً فلا يؤخذ بما تفرّد به ولا شكّ أنّ بعض ما فيه باطل.
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 336/66، [3] ترجمة أبي طالب (8613), من طريق الخرائطي.
3- (3) . الطبقات الكبرى 100/1، [4] ذكر أبي طالب وضمّه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه، وعنه السيوطي في الجامع الصغير 231/2 (6273).

عمر بن حمزة بن عبدالله بن عمر، حدّثنا سالم [بن عبدالله بن عمر]، عن أبيه، قال:

ربّما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم على المنبر يستسقي، فما ينزل حتّى يجيّش كلّ ميزاب، وأذكر قول الشاعر:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

وهو قول أبي طالب. (1)

5092. ابن ماجة : حدّثنا أحمد بن الأزهر، حدّثنا أبوالنضر، حدّثنا أبوعقيل، عن عمر بن حمزة، حدّثنا سالم، عن أبيه، قال:

ربّما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم على المنبر، فما نزل حتّى جيّش كلّ ميزاب بالمدينة، فأذكر قول الشاعر:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

وهو قول أبي طالب. (2)

5093. ابن أبي الدنيا : حدّثنا أبوبكر بن هاشم، حدّثنا أبي أبوالنضر، حدّثنا أبوعقيل الثقفي عبدالله بن عقيل، حدّثنا عمر بن حمزة بن عبدالله بن عمر، حدّثنا سالم، عن أبيه، قال:

ربّما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يستسقي، فما ينزل حتّى يجيّش كلّ ميزاب، فأذكر قول الشاعر:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل

وهو قول أبي طالب. (3)

5094. ابن خزيمة : حدّثنا بسطام بن الفضل، حدّثنا أبوقتيبة، حدّثنا عبدالرحمان بن

ص:160


1- (1) . مسند أحمد 93/2 (5673). [1]
2- (2) . سنن ابن ماجة 405/1 (1272).
3- (3) . عنه الخطيب بإسناده إليه في تاريخ بغداد 388/14، [2] ترجمة أبي بكر بن أبي النضر الكناني (7700).

عبدالله بن دينار، عن أبيه، أنّه سمع ابن عمر يتمثّل بشعر أبي طالب في النبيّ صلّى الله عليه و سلّم :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل (1)

5095. البخاري: حدّثنا عمرو بن علي، قال: حدّثنا أبوقتيبة، قال: حدّثنا عبدالرحمان بن عبدالله بن دينار، عن أبيه، قال:

سمعت ابن عمر يتمثّل بشعر أبي طالب:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

وقال عمر بن حمزة: حدّثنا سالم، عن أبيه:

ربّما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبيّ صلّى الله عليه و سلّم يستسقي، فما ينزل حتّى يجيّش كلّ ميزاب:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

وهو قول أبي طالب. (2)

5096. تمّام : أخبرنا أبوالحارث أحمد بن محمّد بن عمارة بن أبي الخطّاب الليثي ومحمّد بن هارون بن شعيب بن عبدالله، قالا: أنبأ أبوعبدالملك أحمد بن إبراهيم القرشي، حدّثنا أبوسليمان أيّوب المكتب، حدّثنا الوليد بن سلمة، عن عبيدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي واُمّي وعمّي أبي طالب، وأخ لي كان في الجاهليّة. (3)

ص:161


1- (1) . عنه البيهقي بإسناده إليه في السنن الكبرى 352/3، كتاب صلاة الاستسقاء، باب الاستسقاء بمن ترجى بركة دعائه.
2- (2) . صحيح البخاري 453/2 (946)، وعنه البيهقي بإسناده إليه في السنن الكبرى 352/3، كتاب صلاة الاستسقاء، باب الاستسقاء بمن ترجى بركة دعائه، وابن كثير في البداية والنهاية 88/6، [1]دلائل النبوّة [2]الحسّيّة.
3- (3) . الفوائد 45/2 (1095)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 340/66، [3] ترجمة أبي طالب (8613)، وابن حجر في الإصابة 203/7، [4] ترجمة أبي طالب (10175)، و المحبّ

8. عبدالله بن مسعود

5097. البزّار : حدّثنا محمّد بن المثنّى وإبراهيم المستمرّ، قالا: حدّثنا بكر بن يحيى بن زبّان العنزي، قال: حدّثنا حبّان بن علي، عن مجالد، عن عامر، عن مسروق، عن عبدالله - يعني ابن مسعود - , قال:

لمّا جيء بأبي جهل يجرّ إلى القليب قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : لو كان أبوطالب حيّاً لعرف - أو لعلم - أنّ أسيافنا قد البست بالأماثل. (1)

5098. الطبراني: حدّثنا أحمد بن النضر العسكري، حدّثنا حامد بن يحيى البلخي، حدّثنا محمّد بن مناذر الشاعر، حدّثني يحيى بن عبدالله الكوفي، عن مجالد، عن [عامر] الشعبي، عن مسروق، عن عبدالله، قال:

لمّا نظر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إلى القتلى يوم بدر قال لأبي بكر: لو أنّ أباطالب حيّ لعلم أنّ أسيافنا قد أخذت بالمآثل، ولذلك يقول أبوطالب:

كذبتم وبيت الله إن جدّ ما أرى لتلتبسن أسيافنا بالمآثل

وينهض قوم في الدروع إليكم نهوض الروايا في طريق حلاحل (2)

9. عمرو بن العاص

5099. السرّاج : حدّثنا محمّد بن طريف أبوبكر الأعين، حدّثنا الفضل بن موسى، حدّثنا عنبسة بن عبدالواحد القرشي، عن بيان، عن قيس، عن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول:

ص:162


1- (1) . البحر الزخّار 322/5 (1940), وعنه الهيثمي في كشف الأستار 318/2 (1776)، ومجمع الزوائد 80/6، كتاب المغازي والسير، باب غزوة بدر، وفيهما: «قد التبست بالأنامل».
2- (2) . المعجم الكبير 158/10 (10312).

إنّ لأبي طالب عندي رحماً سأبلّها ببلالها. (1)

10. فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم

5100. المبرّد : قال عمر بن غياث: [عن] الهلالي:

كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إذا أفرطت عليه الحمّى في وجعه الّذي توفّي فيه قالت فاطمة: يا بأبي واُمّي. ثمّ تمثّلت:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

فأفاق فقال: ذلك قول عمّك أبي طالب. ثمّ قال صلّى الله عليه و سلّم : ( وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ) (2)الآية. (3)

11. محمّد بن شهاب الزهري

5101. موسى بن عقبة : عن ابن شهاب، قال:

اختلف عتبة وعبيدة بينهما ضربتين كلاهما أثبت صاحبه، وكرّ حمزة وعلي على عتبة فقتلاه، واحتملا صاحبهما عبيدة فجاءا به إلى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وقد قطعت رجله ومخّها يسيل، فلمّا أتوا بعبيدة إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال: أ لست شهيداً يا رسول الله ؟ قال: بلى.

فقال عبيدة: لو كان أبوطالب حيّاً لعلم أنا أحقّ بما قال منه حيث يقول:

ونسلمه حتّى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل (4)

12. محمّد بن علي بن حسين بن ربيعة

5102. الشافعي: حدّثني محمّد بن علي -يعني عمّه-، قال: سمعت محمّد بن علي بن

ص:163


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 336/66، [1] ترجمة أبي طالب (8613)، ومن طريقه المتّقي في كنز العمّال 152/12 (34441).
2- (2) . آل عمران/144. [2]
3- (3) . التعازي ص 220، باب مواعظ وتعاز وأشعار.
4- (4) . عنه الحاكم بإسناده إليه في المستدرك 188/3 (4863), من طريق إبراهيم بن المنذر.

حسين بن ربيعة يقول:

لمّا كان يوم بدر فدعا عتبة إلى البراز، قام علي بن أبي طالب إلى الوليد بن عتبة، وكانا مشتبهين حدثين، وقال بيده فجعل باطنها إلى الأرض فقتله، ثمّ قام شيبة بن ربيعة، فقام إليه حمزة، وكانا! أشار بيده فوق ذلك فقتله، ثمّ قام عتبة بن ربيعة، وقام إليه عبيدة بن الحارث، وكانا مثل هاتين الاُسطوانتين، فاختلفا ضربتين، فضربه عبيدة ضربة أرخت عاتقة الأيسر وأسف عتبة لرحلي عبيدة فضربهما بالسيف، فقطع ساقه، ورجع حمزة وعلي على عتبة، فأجهزوا عليه، وحملا عبيدة إلى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم في العريش، فأدخلاه عليه، فأضجعه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ووسّده رحل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وجعل يمسح الغبار عن وجهه، قال عبيدة: أما والله يا رسول الله لو رآك أبوطالب لعلم أنّي أحقّ بقوله منه حين يقول:

ونسلمه حتّى نصرّع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل

أ لست شهيداً؟ قال: بلى، وأنا الشاهد عليكم. ثمّ مات، فدفنه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بالصفراء، ونزل في قبره، وما نزل في قبر أحد غيره. (1)

13. أبوهريرة

5103. أبونعيم : حدّثنا أبوحامد أحمد بن محمّد بن الحسين، حدّثنا محمّد بن الحسن بن أبي الذيّال أبوبكر الأصبهاني - بدمشق -، حدّثنا عثمان بن خرّزاذ بن عبدالله الأنطاكي، حدّثنا أحمد بن الدهقان، حدّثنا فرات بن محبوب، عن أبي بكر بن عيّاش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال:

لمّا مات أبوطالب ضُرب النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقال: ما أسرع ما وجدت فقدك يا عمّ ! (2)

ص:164


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 259/38، [1] ترجمة عتبة بن ربيعة (4546), من طريق أبي حاتم الرازي فأحمد بن السرح.
2- (2) . أخبار أصبهان 307/2، ترجمة محمّد بن الحسن بن [2]أبي الذيّال، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 252/5، ترجمة أحمد بن محمّد بن الحسين ( [3]135) و 338/66 - 339 , ترجمة أبي طالب (8613).

5104. الطبراني: حدّثنا علي بن سعيد الرازي، قال: حدّثنا عيسى بن عبدالسلام الطائي، قال: حدّثنا فرات بن محبوب، قال: حدّثنا أبوبكر بن عيّاش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال:

لمّا مات أبوطالب [تحيّنوا] النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقال: يا عمّ ، ما أسرع ما وجدت فقدك! (1)

14. ما ورد مرسلاً

5105. ابن هشام : حدّثني من أثق به، قال:

أقحط أهل المدينة فأتوا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فشكوا ذلك إليه، فصعد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم المنبر فاستسقى، فما لبث أن جاء من المطر ما أتاه أهل الضواحي يشكون منه الغرق، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : اللهمّ حوالينا ولا علينا. فانجاب السحاب عن المدينة فصار حواليها كالإكليل، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : لو أدرك أبوطالب هذا اليوم لسرّه. فقال له بعض أصحابه: كأنّك يا رسول الله أردت قوله:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

قال: أجل. (2)

5106. العاصمي: روي أنّ أعرابيّاً جاء إلى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وهو بالمدينة وبين أصحابه فقال: أتيناك يا رسول الله وماتركنا بعيراً يرغو ولا ضغثاً يعظم ؟ ويروي بعضهم: ثمّ أنشأ يقول:

أتيناك والعذراء تدمي لبانها وقد ثكلت امّ الصبيّ عن الطفل

وألقى يكفنه (3)الفتى باستغاثة (4) من الجوع هوناً ما يمرّ وما يحلي

ص:165


1- (1) . المعجم الأوسط 489/4 (3830)، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد 15/6، كتاب المغازي والسير، باب علوّ الإسلام على كلّ دين خالفه، وما بين المعقوفين منه.
2- (2) . السيرة النبويّة 300/1، دعا صلّى الله عليه و سلّم للناس حين أقحطوا، [1] وعنه عبدالقادر البغدادي في خزانة الأدب 68/2 - 69، [2] الشاهد الحادي والتسعون.
3- (3) . كذا في الأصل، والصحيح: «بكفّيه», كما في سائر المصادر.
4- (4) . كذا في الأصل، وفي سائر المصادر: «استكانة».

ولا شيء ممّا يأكل الناس عندنا سوى الحنظل العامي والعلهز العثل

فليس لنا إلاّ إليك فرارنا وأين فرار الناس إلاّ إلى الرسل

قال: فبكى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حتّى اخضلّت لحيته، ثمّ قام وهو يجرّ رداءه حتّى صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال:

اللهمّ اسقنا غيثاً مغيثاً غدقاً عاجلاً غير آجل، نافعاً غير ضارّ، يملؤ به الضرع، وينبت به الزرع، وتحيى به الأرض بعد موتها، وكذلك تخرجون.

قال: فما ردّ رسول الله -صلّى الله عليه- يده حتّى جعلت [السماء] تغيّم يتألّف قطعاً قطعاً، وجاء أهل البطانة يصيحون: الغرق الغرق! فقال رسول الله -صلّى الله عليه- : اللهمّ حوالينا ولا علينا.

قال: فانجابت السحابة كأنّها إكليل [حول] احد وحوله، فقال رسول الله -صلّى الله عليه- لله درّ أبي طالب لو كان حيّاً لقرّت عيناه، من ينشدني قوله ؟

فقام علي بن أبي طالب وأنشد يقول:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاّك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل (1)

5107. الزبيري: وقتل عبيدة يوم بدر، قطع رجله شيبة بن ربيعة، وقتل عبيدة شيبة، فحمل عبيدة إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فقال له عبيدة: يا رسول الله، ليت أباطالب حيّ حتّى يرى مصداق قوله:

كذبتم وبيت الله نبزى محمّداً ولمّا نطاعن دونه ونناضل

ونسلمه حتّى نصرّع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل

وحمل عبيدة، فمات بالصفراء ودفن بها، وعبيدة يومئذ ابن ثلاث وستّين سنة. (2)

ص:166


1- (1) . زين الفتى 184/2 - 186 (419). [1]
2- (2) . نسب قريش ص 94 - 95، [2] ولد المطّلب بن عبدمناف.

5108. ابن إسحاق :... ثمّ خرج بعده عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة، حتّى إذا فصل من الصفّ دعا إلى المبارزة، فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة نفرمنهم: عوف ومعوّذ ابنا الحارث -واُمّها عفراء- ورجل آخر يقال له عبدالله بن رواحة، فقال: من أنتم ؟ قالوا: رهط من الأنصار. فقالوا: ما لنا بكم حاجة!

ثمّ نادى مناديهم: يا محمّد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : قم يا حمزة بن عبدالمطّلب، قم يا عبيدة بن الحارث، قم يا علي بن أبي طالب.

فلمّا قاموا ودنوا منهم قالوا: من أنتم ؟ قال عبيدة: عبيدة، وقال حمزة: حمزة، وقال علي: علي، قالوا: نعم أكفاء كرام.

فبارز عبيدة بن الحارث -وكان أسنّ القوم- عتبة بن ربيعة، وبارز حمزة شيبة بن ربيعة، وبارز علي الوليد بن عتبة، فأمّا حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله، وأمّا علي فلم يمهل الوليد أن قتله، واختلف عبيدة وعتبة بينهما بضربتين، كلاهما أثبت صاحبه، وكرّ حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة، فذفّفا عليه فقتلاه، واحتملا صاحبهما عبيدة فجاءا به إلى أصحابه؛ وقد قطعت رجله، فمخّها يسيل، فلمّا أتوا بعبيدة إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال: ألست شهيداً يا رسول الله ؟ قال: بلى.

فقال عبيدة: لو كان أبوطالب حيّاً لعلم أنّي أحقّ بما قال منه حيث يقول:

ونسلمه حتّى نصرّع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل (1)

5109. ابن أبي الحديد : لمّا برز علي وحمزة وعبيدة عليهم السلام يوم بدر إلى عتبة وشيبة والوليد، قتل علي عليه السلام الوليد، وقتل حمزة شيبة، على اختلاف في رواية ذلك، هل كان شيبة قرنه أم عتبة ؟ وتجالد عبيدة وعتبة بسيفيهما، فجرح عبيدة عتبة في رأسه، وقطع عتبة ساق عبيدة، فكرّ علي وحمزة عليهما السلام على صاحبهما، فاستنقذاه من عتبة، وخبطاه بسيفيهما حتّى قتلاه، واحتملا صاحبهما، فوضعاه بين يدي رسول الله صلّى الله عليه و آله في العريش،

ص:167


1- (1) . عنه الطبري في تاريخه 445/2 - 446، [1] حوادث السنة الثانية، ذكر وقعة بدر الكبرى.

وهو يجود بنفسه، وإنّ مخّ ساقه ليسيل، فقال: يا رسول الله، لو كان أبوطالب حيّاً لعلم أنّي أولى منه بقوله:

كذبتم وبيت الله نخلي محمّداً ولمّا نطاعن دونه ونناضل

وننصره حتّى نصرّع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل

فبكى رسول الله صلّى الله عليه و آله وقال: اللهمّ أنجز لي ما وعدتني، اللهمّ إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض. (1)

ص:168


1- (1) . شرح نهج البلاغة 258/3، شرح الخطبة 51 و 130/14، شرح الكتاب 9.

الباب الخامس: امّه؛ فاطمة بنت أسد

برواية:

1. أنس بن مالك---6. عبدالله بن عبّاس

2. جابر بن عبدالله---7. علي بن أبي طالب عليه السلام

3. جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام ---8. مجاهد

4. الزبير بن العوّام---9. محمّد ابن الحنفيّة

5. عامر الشعبي---10. ما ورد مرسلاً

1. أنس بن مالك

5110. الطبراني: حدّثنا أحمد بن حمّاد بن زغبة، حدّثنا روح بن صلاح، حدّثنا سفيان الثوري، عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك، قال:

لمّا ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم امّ علي بن أبي طالب دخل عليها رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فجلس عند رأسها، فقال: رحمك الله يا امّي، كنت امّي بعد امّي، تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسيني، وتمنعين نفسك طيّباً (1)وتطعميني، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة.

ثمّ أمر أن تغسل ثلاثاً، (2)فلمّا بلغ الماء الّذي فيه الكافور سكبه عليها رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بيده، ثمّ خلع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قميصه فألبسها إيّاه، وكفّنها ببرد فوقه.

ص:169


1- (1) . في المعجم الأوسط : «طيّب الطعام».
2- (2) . في المعجم الأوسط : «ثلاثاً وثلاثاً».

ثمّ دعا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم اسامة بن زيد وأباأيّوب الأنصاري وعمر بن الخطّاب وغلاماً أسود يحفرون، فحفروا قبرها، فلمّا بلغوا اللحد حفره رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بيده، وأخرج ترابه بيده، فلمّا فرغ دخل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فاضطجع فيه ثمّ قال: الله الّذي يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت اغفر لاُمّي فاطمة بنت أسد، ولقّنها حجّتها، ووسّع عليها مدخلها، بحقّ نبيّك والأنبياء الّذين من قبلي، فإنّك أرحم الراحمين. وكبّر عليها أربعاً وأدخلوها اللحد هو والعبّاس وأبوبكر الصدّيق رضي الله عنهم. (1)

2. جابر بن عبدالله

5111. ابن شبّة : حدّثنا عبيد بن إسحاق العطّار (2)، قال: حدّثنا القاسم بن محمّد بن عبدالله بن محمّد بن عقيل، قال: حدّثني أبي عبدالله بن محمّد -قال: ولم يدعه قطّ إلاّ أباه وهو جدّه-، قال: حدّثنا جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- , قال:

بينما نحن جلوس مع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إذ أتى آت فقال: يا رسول الله، إنّ امّ علي وجعفر وعقيل قد ماتت. فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : قوموا بنا إلى امّي. فقمنا وكان على رؤوس من معه الطير، فلمّا انتهينا إلى الباب نزع قميصه فقال: إذا غسلتموها فأشعروها إيّاه تحت أكفانها.

فلمّا خرجوا بها جعل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم مرّة يحمل، ومرّة يتقدّم، ومرّة يتأخّر حتّى انتهينا إلى القبر، فتمعّك في اللحد ثمّ خرج، فقال: أدخلوها باسم الله، وعلى اسم الله.

ص:170


1- (1) . المعجم الكبير 352/24 (871)؛ المعجم الأوسط 152/1 - 153 (191)، وعنه الخوارزمي بإسناده إليه في المناقب ص 47 (10). وقال في آخر الحديث: ومن مقالتي فيه - صلّى الله عليه - : نسب المطهّر بين أنساب الورى كالشمس بين كواكب الأنساب والشمس إن طلعت فما من كوكب إلاّ تغيّب في نقاب حجاب ووجدت ثلاثة أبيات لنصراني بخطّ الزجاج في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام وهي: علي أميرالمؤمنين [1]صريمة وما لسواه في الخلافة مطمع له النسب الأعلى وإسلامه الّذي تقدّم فيه والفضائل أجمع ولو كنت أهوى ملّة غير ملّتي لما كنت إلاّ مسلماً أتشيّع
2- (2) . هذا هو الظاهر, وفي الأصل: «الفطار».

فلمّا أن دفنوها قام قائماً فقال: جزاك الله باُمّ وربيبة خيراً، فنعم الاُمّ ونعم الربيبة كنت لي.

قال: فقلنا له -أو قيل له- : يا رسول الله، لقد صنعت شيئين ما أريناك صنعت مثلهما قطّ !

قال: ما هو؟ قلنا: بنزعك قميصك، وتمعّكك في اللحد! قال: أمّا قميصي فأردت ألاّ تمسّها النار أبداً إن شاء الله، وأمّا تمعّكي في اللحد فأردت أن يوسّع الله عليها قبرها. (1)

3. جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام

5112. الخوارزمي: عن جعفر بن محمّد أنّ فاطمة بنت أسد أوّل امرأة هاجرت إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله من مكّة إلى المدينة على قدميها، وكانت أبرّ الناس برسول الله صلّى الله عليه و آله.

وسمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله يقول: إنّ الناس يحشرون يوم القيامة عراة فقالت: وا سوأتاه! فقال لها: إنّي أسأل الله أن يبعثك كاسية.

وسمعته يذكر ضغطة القبر، فقالت: واضعفاه! فقال: إنّي أسأل الله أن يكفيك ذلك. (2)

4. الزبير بن العوّام

5113. الخوارزمي: قوله تعالى: ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ ) (3)، روى الزبير بن العوّام قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله يدعو النساء إلى البيعة حين نزلت هذه الآية، فكانت فاطمة بنت أسد امّ علي بن أبي طالب عليه السلام أوّل امرأة بايعت. (4)

5. عامر الشعبي

5114. إبراهيم الجوهري: عن أبي اُسامة، عن زكريّا بن أبي زائدة، عن الشعبي، قال:

ص:171


1- (1) . تاريخ المدينة 123/1 - 124، [1] قبر فاطمة بنت أسد - رضي الله عنها -.
2- (2) . المناقب ص 277 (265).
3- (3) . الممتحنة/12. [2]
4- (4) . المناقب ص 277 (264).

امّ علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف. (1)

5115. عبدالله بن أحمد : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى القطّان، حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثنا زكريّا [بن أبي زائدة]، عن عامر -وهو الشعبي - قال:

امّ علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم. (2)

5116. أبوالقاسم البغوي: حدّثني أحمد بن محمّد بن يحيى القطّان، حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثنا زكريّا، عن عامر، قال:

امّ علي فاطمة بنت أسد بن هاشم. (3)

5117. إسماعيل الخطبي: حدّثنا محمّد بن عبدوس، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله بن نمير، قال: حدّثنا محمّد بن بشر، عن زكريّا، عن الشعبي، قال:

امّ علي بن أبي طالب [فاطمة بنت أسد بن هاشم]، أسلمت، وهاجرت إلى المدينة، وتوفّيت بها. (4)

6. عبدالله بن عبّاس

5118. ابن الخالة : أخبرنا أبوالقاسم علي بن طلحة بن كردان النحوي، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الجرّاح، قال: حدّثنا محمّد بن القاسم، حدّثنا أحمد بن الهيثم، حدّثنا الحسن بن بشر، قال: حدّثنا سعدان بن الوليد، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس، قال:

لمّا ماتت فاطمة بنت أسد امّ علي عليه السلام خلع رسول الله - صلّى الله عليه - قميصه فأمر أن تلبسه، فاُلبسته، ودخل معها اللحد فاضطجع، فسئل، فقيل له: يا رسول الله، لقد

ص:172


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 9/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933), من طريق ابن أبي الدنيا.
2- (2) . فضائل الصحابة لأحمد 555/2 (932). [2]
3- (3) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 9/42 - 10، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]4933).
4- (4) . عنه ابن عبدالبرّ بإسناده إليه في الاستيعاب 1891/4، [4] ترجمة فاطمة بنت أسد (4052).

صنعت بهذه ما لم تصنع بغيرها؟ قال: إنّي ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنّة، واضطجعت في لحدها لتخفّف عنها ضغطة القبر، فإنّها كانت أحسن الناس إليّ صنعاً بعد أبي طالب. (1)

5119. الطبراني: حدّثنا محمّد بن الحسن بن البستنبان - بسرّ من رأى - , قال: حدّثنا الحسن بن بشر البجلي, قال: حدّثنا سعدان بن الوليد صاحب السابري, عن عطاء بن أبي رباح, عن ابن عبّاس, قال:

لمّا ماتت فاطمة امّ علي بن أبي طالب, خلع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قميصه وألبسها إيّاه, واضطجع في قبرها, فلمّا سوّي عليها التراب قال بعضهم: يا رسول الله, رأيناك صنعت شيئاً لم تصنعه بأحد! فقال: إنّي ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنّة, واضطجعت معها في قبرها ليخفّف عنها من ضغطة القبر, إنّها كانت أحسن خلق الله لي صنيعاً بعد أبي طالب. (2)

5120. أبونعيم : حدّثنا أبوبكر بن خلاّد، حدّثنا محمّد بن غالب بن حرب.

حيلولة: وحدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمّد بن البستنبان - بسرّ من رأى -، قالا: حدّثنا الحسن بن بشر البجلي، حدّثنا سعدان بن الوليد بيّاع السابري، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس، قال:

لمّا ماتت فاطمة امّ علي خلع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قميصه وألبسها إيّاها، واضطجع في قبرها، فلمّا سوّي عليها التراب قال بعضهم: يا رسول الله، رأيناك صنعت شيئاً لم تصنعه بأحد!؟ قال: إنّي ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنّة، واضطجعت معها في قبرها لاُخفّف عنها من ضغطة القبر، إنّها كانت أحسن خلق الله صنيعاً إليّ بعد أبي طالب. (3)

ص:173


1- (1) . عنه ابن المغازلي بإسناده إليه في مناقب أهل البيت ص 147 - 148 (118).
2- (2) . المعجم الأوسط 472/7 - 473 (6931), وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد 257/9, كتاب المناقب, باب مناقب فاطمة بنت أسد.
3- (3) . معرفة الصحابة 95/1 (289), و [1]رواه المتّقي في كنز العمّال 636/13 (37608), عن أبي نعيم والديلمي، ثمّ قال: وسنده حسن.

5121. ابن عبدالبرّ : روى سعدان بن الوليد السابري، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس، قال:

لمّا ماتت فاطمة امّ علي بن أبي طالب ألبسها رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قميصه، واضطجع معها في قبرها، فقالوا: ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه! فقال: إنّه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرّ بي منها، إنّما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنّة، واضطجعت معها ليهوّن عليها. (1)

5122. سبط ابن الجوزي: قال ابن عبّاس:

فيها [أي في فاطمه بنت أسد] نزلت ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ ) (2)الآية.

و هي أوّل امرأة هاجرت من مكّة إلى المدينة ماشية حافية، و هي أوّل امرأة بايعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بمكّة بعد خديجة. (3)

7. علي بن أبي طالب عليه السلام

5123. الحاكم : حدّثني بكير بن محمّد الحدّاد الصوفي - بمكّة -، حدّثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري، حدّثنا عبدالرحمان بن عمرو بن جبلة الباهلي، حدّثنا أبي، عن الزبير بن سعيد القرشي، قال:

كنّا جلوساً عند سعيد بن المسيّب فمرّ بنا علي بن الحسين ولم أر هاشميّاً قطّ كان أعبد لله منه، فقام إليه سعيد بن المسيّب وقمنا معه، فسلّمنا عليه، فردّ علينا، فقال له سعيد: يا أبامحمّد، أخبرنا عن فاطمة بنت أسد بن هاشم امّ علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- قال: نعم، حدّثني أبي، قال: سمعت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب يقول:

لمّا ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم كفّنها رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في قميصه، و صلّى عليها

ص:174


1- (1) . الاستيعاب 1891/4، [1] ترجمة فاطمة بنت أسد (4052).
2- (2) . الممتحنة/12. [2]
3- (3) . تذكرة الخواصّ 152/1 - 153، الباب الأوّل، [3] نسب أميرالمؤمنين عليه السلام.

و كبّر عليها سبعين تكبيرة، و نزل في قبرها، فجعل يومي نواحي القبر كأنّه يوسّعه ويسوّي عليها، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان و حثا في قبرها.

فلمّا ذهب قال له عمر بن الخطّاب رضي الله عنه : يا رسول الله، رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئاً لم تفعله على أحد! فقال: يا عمر، إنّ هذه المرأة كانت [مثل] امّي الّتي ولدتني، إنّ أباطالب كان يصنع الصنيع، وتكون له المأدبة، وكان يجمعنا على طعامه، فكانت هذه المرأة تفضل منه كلّه نصيباً فأدعوه فيه، وإنّ جبريل عليه السلام أخبرني عن ربّي -عزّ وجلّ - أنّها من أهل الجنّة، وأخبرني جبريل عليه السلام أنّ الله تعالى أمر سبعين ألفاً من الملائكة يصلّون عليها. (1)

8. مجاهد

5124. سبط ابن الجوزي: قال مجاهد: هي أوّل هاشميّة ولدت خليفة هاشميّاً. (2)

9. محمّد ابن الحنفيّة

5125. ابن شبّة : وأمّا فاطمة بنت أسد، امّ علي بن أبي طالب، فإنّ عبدالعزيز [بن عمران] حدّث، عن عبدالله بن جعفر بن المسور بن مخرمة، عن عمرو بن ذبيان، عن محمّد بن علي بن أبي طالب، قال:

لمّا استعزّ (3)بفاطمة، وعلم بذلك رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال: إذا توفّيت فأعلموني. فلمّا توفّيت خرج رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فأمر بقبرها، فحفر في موضع المسجد الّذي يقال له اليوم قبر فاطمة، ثمّ لحد لها لحداً، ولم يضرح لها ضريحاً، فلمّا فرغ منه نزل فاضطجع في اللحد وقرأ فيه القرآن، ثمّ نزع قميصه، فأمر أن تكفّن فيه، ثمّ صلّى عليها عند قبرها فكبّر تسعاً وقال: ما اعفي أحد من ضغطة القبر إلاّ فاطمة بنت أسد.

ص:175


1- (1) . المستدرك 108/3 (4574). [1]
2- (2) . تذكرة الخواصّ 154/1، الباب الأوّل، [2] نسب أميرالمؤمنين عليه السلام.
3- (3) . في النهاية لابن الأثير 228/3 « [3]عزز»: استعزّ به: أي اشتدّ به المرض وأشرف على الموت. هذا وكان في الأصل: « استقرّ».

قيل: يا رسول الله، ولا القاسم!؟ قال: ولا إبراهيم. وكان إبراهيم أصغرهما. (1)

10. ما ورد مرسلاً

5126. أبونعيم :... واُمّ علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أسلمت و هاجرت، و توفّيت بالمدينة، و ولي دفنها رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ويقال: إنّها كانت أوّل هاشميّة ولدت لهاشمي. (2)

5127. ابن سعد : فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف بن قصي، واُمّها فاطمة بنت قيس بن هرم... وكانت فاطمة بنت أسد زوج أبي طالب... فولدت له طالباً وعقيلاً وجعفراً وعليّاً واُمّ هانئ وجمانة وريطة بني أبي طالب، وأسلمت فاطمة بنت أسد، وكانت امرأة صالحة، وكان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يزورها ويقيل في بيتها. (3)

5128. أحمد ابن البرقي: علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرّة، واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم، واُمّها فاطمة بنت هزم بن رواحة بن الحجر بن عبد بن معيفر بن عامر -فيما أخبرنا ابن هشام-، واُمّها حربة بنت وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر. (4)

5129. أبوأحمد الحاكم : أبوالحسن علي بن أبي طالب... واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف، توفّيت مسلمة قبل الهجرة، وقد زعم قوم أنّها هاجرت، وصلّى عليها رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ودفنها وبكى عليها، فإنّها كانت بارّة به، قيّمة بأمره. (5)

ص:176


1- (1) . تاريخ المدينة 123/1 - 124، قبر فاطمة بنت أسد - رضي الله عنها -.
2- (2) . معرفة الصحابة 95/1 (288). [1]
3- (3) . الطبقات الكبرى 178/8، [2] ترجمة فاطمة بنت أسد (4154).
4- (4) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 10/42 - 11، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]4933).
5- (5) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 15/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [4]4933).

5130. ابن بكّار : وولد أبوطالب بن عبدالمطّلب طالباً، وعقيلاً، وجعفراً، وعليّاً - كلّ واحد منهم أسنّ من صاحبه بعشر سنين على الولاء -، واُمّ هانئ، وجمانة بنت أبي طالب، واُمّهم كلّهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف بن قصي، وهي أوّل هاشمية ولدت لهاشمي، وقد أسلمت وهاجرت إلى الله وإلى رسوله بالمدينة، وماتت بها، وشهدها رسول الله صلّى الله عليه و سلّم. (1)

5131. الزبيري: كانت فاطمة بنت أسد بن هاشم أوّل هاشميّة ولدت من هاشمي، وكانت بمحلّ عظيم من الأعيان في عهد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وتوفّيت في حياة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وصلّى عليها، وكان اسم علي أسد، ولذلك يقول:

أنا الّذي سمّتني امّي حيدرة (2)

5132. الزبيري: ولد أبوطالب بن عبدالمطّلب طالباً وعقيلاً وجعفراً وعليّاً - بين كلّ واحد عشر سنين - واُمّ هانئ - واسمها فاختة، ويقولون: هند -... وجمانة بنت أبي طالب... واُمّهم كلّهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف بن قصي.

قالوا: هي أوّل هاشميّة ولدت لهاشمي، وقد أسلمت وهاجرت إلى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وماتت بها [بالمدينة]، وشهدها رسول الله صلّى الله عليه و سلّم. (3)

5133. ابن معين : امّ علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم. (4)

5134. ابن الجوزي: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدالمناف، امّ علي بن أبي طالب عليه السلام،

ص:177


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 8/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933)، والخوارزمي في المناقب ص 46 - 47 (9)، والطبراني في المعجم الكبير 92/1 - 93 (151), باختصار.
2- (2) . عنه الحاكم بإسناده إليه في المستدرك 108/3 (4573).
3- (3) . نسب قريش ص 39 - 40، [2] ولد أبي طالب بن عبدالمطّلب، وعنه عبدالله بن أحمد في فضائل الصحابة لأحمد 555/2 (933)، [3] وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 10/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [4]4933)، وابن المغازلي في مناقب أهل البيت ص 53 - 54 (2).
4- (4) . عنه الحاكم بإسناده إليه في المستدرك 108/3، ذيل الحديث 4572. [5]

أسلمت وكانت صالحة، وكان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يزورها ويقيل في بيتها، ولمّا ماتت نزع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قميصه فألبسها إيّاه. (1)

5135. سبط ابن الجوزي: هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف، أسلمت قديماً، وهاجرت إلى المدينة، وتوفّيت بها سنة أربع من الهجرة.

قال الواقدي: شهد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم جنازتها، وصلّى عليها، ودعا لها، ودفع لها قميصه فألبسها إيّاه عند تكفينها.

قال الزهري: وكان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يزورها، ويقيل عندها في بيتها، وكانت صالحة....

قال الزهري: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة، فقالت: وا سوأتاه! فقال لها رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : فإنّي أسأل الله - عزّ وجلّ - أن يبعثك كاسية.

قال: وسمعته يقول أو يذكر عذاب القبر، فقالت: وا ضعفاه! فقال صلّى الله عليه و سلّم : إنّي أسأل الله أن يكفيك ذلك. (2)

ص:178


1- (1) . صفة الصفوة 38/2، [1] ترجمة فاطمة بنت أسد (135).
2- (2) . تذكرة الخواصّ 150/1 - 153، الباب الأوّل، [2] نسب أميرالمؤمنين عليه السلام.

الباب السادس: أسماؤه عليه السلام و كناه و ألقابه و فيه فروع:

الأوّل: أسماؤه عليه السلام

1. علي

برواية:

1. أبي ذرّ الغفاري---5. علي بن أبي طالب عليه السلام

2. سلمان الفارسي---6. امّ عمارة بنت عبادة

3. سلمة بن الأكوع---7. أبي هريرة

4. أبي سلمى---8. المراسيل والأقوال

1. أبوذرّ الغفاري

5136. ابن الجوزي: قد روى جعفر بن أحمد بن علي بن بيان، عن محمّد بن عمر الطائي، عن أبيه، [عن] سفيان، عن داوود بن أبي هند، عن الوليد بن عبدالرحمان، عن نمير الحضري، عن أبي ذرّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

خلقت أنا وعلي من نور وكنّا عن يمين العرش قبل أن يخلق الله آدم بألفي عامّ ، ثمّ خلق الله آدم، فانقلبنا في أصلاب الرجال، ثمّ جعلنا في صلب عبدالمطّلب، ثمّ شقّ أسماءنا

ص:179

من اسمه، فالله محمود وأنا محمّد، والله الأعلى وعلي عليّاً. (1)

2. سلمان الفارسي

5137. ابن أبي اُسامة : حدّثنا داوود بن المحبر بن قحذم، قال: أنبأنا قيس بن الربيع، عن عبادة بن كثير، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور الله عن يمين العرش... واشتقّ الله تعالى لنا من أسمائه أسماء، فالله -عزّ وجلّ - محمود وأنا محمّد، والله الأعلى وأخي علي، والله الفاطر وابنتي فاطمة، والله محسن وابناي الحسن والحسين، وكان اسمي في الرسالة والنبوّة، وكان اسمه في الخلافة والشجاعة، وأنا رسول الله، وعلي وليّ الله. (2)

3. سلمة بن الأكوع

5138. ابن قتيبة : في حديث علي رضي الله عنه أنّه قال يوم خيبر:

أنا الّذي سمّتني امّي حيدره ضرغام آجام وكنت قسوره

كليث غابات كريه المنظره أوفيهم بالصاع كيل السندره

يرويه هاشم بن القاسم، عن عكرمة بن عمّار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه:

سألت بعض آل أبي طالب عن قوله: أنا الّذي سمّتني امّي حيدرة ؟ فذكر أنّ امّ علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد ولدت عليّاً -وأبوطالب غائب- فسمّته أسداً باسم أبيها، فلمّا قدم أبوطالب كره هذا الاسم الّذي سمّته به امّه، وسمّاه عليّاً، فلمّا رجز علي في يوم خيبر ذكر الاسم الّذي سمّته به امّه.

قال: و«حيدرة» اسم من أسماء الأسد، كأنّه قال: أنا الأسد. (3)

ص:180


1- (1) . الموضوعات 340/1، باب في فضائل علي عليه السلام، الحديث الأوّل.
2- (2) . عنه الحمّويي بإسناده إليه في فرائد السمطين 41/1 (5). [1]
3- (3) . غريب الحديث 101/2 - 102، حديث أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، وعنه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 16/42 - 17، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933)، و ابن أبي الحديد في شرح

4. أبوسلمى

5139. الزينبي: عن الإمام محمّد بن أحمد بن علي بن شاذان (1)، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبيدالله الحافظ ، حدّثني علي بن سنان الموصلي، عن أحمد بن محمّد [الخليلي الآملي، عن محمّد] بن صالح، عن سليمان بن أحمد، عن زياد بن مسلم، عن عبدالرحمان بن يزيد بن جابر، عن سلامة، عن أبي سلمى - راعي إبل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم - , قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:

ليلة اسري بي إلى السماء قال لي الجليل -جلّ وعلا- : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ), قلت: ( وَ الْمُؤْمِنُونَ ) 2, قال: صدقت يا محمّد، من خلّفت في امّتك ؟ قلت: خيرها.

قال: علي بن أبي طالب ؟ قلت: نعم يا ربّ .

قال: يا محمّد، إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة فاخترتك منها، فشققت لك اسماً من أسمائي، فلا اذكر في موضع إلاّ ذكرت معي، فأنا المحمود وأنت محمّد، ثمّ اطّلعت الثانية فاخترت عليّاً، وشققت له اسماً من أسمائي، فأنا الأعلى، وهو علي.... 3

5. علي بن أبي طالب عليه السلام

5140. الخزاعي: حدّثنا أبي [علي بن علي]، قال: حدّثنا علي بن موسى الرضا، [قال: أخبرني] أبي، [قال: أخبرنا] أبي [جعفر بن محمّد]، [قال: أخبرنا] أبي [محمّد بن علي، قال: أخبرنا] أبي [علي بن الحسين، قال: أخبرني] أبي [الحسين بن علي]، قال:

ص:181


1- (1) . مئة منقبة ص [1] 37 - 39 , المنقبة السابعة عشر. وقد أصلحنا عليه بعض ما كان من خلل في سند الحديث.

حدّثنا أبي علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله :

ليلة عرج بي إلى السماء حملني جبرئيل على جناحه الأيمن فقيل لي: من استخلفته على أهل الأرض ؟ فقلت: خير أهلها لها أهلاً؛ علي بن أبي طالب أخي وحبيبي وصهري؛ يعني ابن عمّي.

فقيل لي: يا محمّد، أ تحبّه ؟ فقلت: نعم يا ربّ العالمين.

فقال لي: أحبّه ومر امّتك بحبّه، فإنّي أنا العليّ الأعلى اشتققت له من أسمائي اسماً فسمّيته عليّاً، فهبط جبرئيل فقال: إنّ الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: اقرأ. قلت: وما أقرأ؟ قال: ( وَ وَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ) (1). (2)

5141. العاصمي: روي عن سعيد بن جبير قال:

خطبنا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- على منبر الكوفة بعد رجوعه من محاربة الخوارج وصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:

أيّها الناس، أنا أوّل المؤمنين... وأنا المسمّى في التوراة «صندارا»، وفي الإنجيل «اليا»، وفي الزبور «بريا»، وفي النبط «اريا»، وفي الديلم «حبر»، وعند الأرمن «كبكبة»، وعند الترك «يليلى»، وعند الروم «اسطفيوس»، وعند أبي «حازماً»، وعند امّي «حيدراً»، وعند العرب «عليّاً».... (3)

6. امّ عمارة بن عبادة

5142. الختّلي: حدّثني عمر بن أحمد بن روح الساجي، حدّثني أبوطاهر يحيى بن الحسن العلوي، قال: حدّثني محمّد بن سعيد الدارمي، حدّثنا موسى بن جعفر، عن أبيه،

ص:182


1- (1) . مريم/50. [1]
2- (2) . عنه الحسكاني بإسناده إليه في شواهد التنزيل541/1 - 542 (488)، [2] من طريق الحفّار, وما بين المعقوفات من المحقّق.
3- (3) . زين الفتى 423/2 (533). [3]

عن محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، قال:

كنت جالساً مع أبي ونحن زائرون قبر جدّنا [رسول الله] عليه السلام وهناك نسوان كثيرة، إذ أقبلت امرأة منهنّ [علينا]، فقلت لها: من أنت يرحمك الله ؟ قالت: أنا ربدة بنت قريبة بن - [-ت] العجلان من بني ساعدة.

فقلت لها: فهل عندك شيء تحدّثينا؟ فقالت: إي والله، حدّثني امّي امّ عمارة بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان الساعدي أنّها كانت ذات يوم في نساء من العرب إذ أقبل أبوطالب كئيباً حزيناً، فقلت له: ما شأنك يا أباطالب ؟ قال: إنّ فاطمة بنت أسد في شدّة المخاض، ثمّ وضع يديه على وجهه، فبينا هو كذلك، إذ أقبل محمّد صلّى الله عليه و سلّم فقال له: ما شأنك يا عمّ ؟ فقال: إنّ فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض.

فأخذ بيده وجاء وهي معه، فجاء بها إلى الكعبة فأجلسها في الكعبة، ثمّ قال: اجلسي على اسم الله، قال: فطلقت طلقة فولدت غلاماً مسروراً نظيفاً [منظّفاً]، لم أر كحسن وجهه، فسمّاه أبوطالب عليّاً، وحمله النبيّ صلّى الله عليه و آله حتّى أدّاه إلى منزلها.

قال علي بن الحسين [ عليهما السلام ] : فوالله ما سمعت بشيء [حسن] قطّ إلاّ وهذا أحسن منه. (1)

7. أبوهريرة

5143. عبدالقادر الجيلي: أنبأنا أبوالبركات هبة الله بن موسى الثقفي، قال: أنبأنا القاضي أبوالمظفّر هنّاد بن إبراهيم النسفي، قال: أنبأنا الحسن بن محمّد بن موسى - بتكريت -، قال: أنبأنا محمّد بن فرحان، قال: أنبأنا محمّد بن يزيد القاضي، حدّثنا قتيبة، حدّثنا الليث بن سعد، عن العلاء بن عبدالرحمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال:

لمّا خلق الله تعالى آدم أباالبشر ونفخ فيه من روحه التفت آدم يمنة العرش فإذا في النور خمسة أشباح سجّداً وركّعاً، قال آدم: يا ربّ ، هل خلقت أحداً من طين قبلي ؟ قال: لا يا آدم.

ص:183


1- (1) . عنه ابن المغازلي بإسناده إليه في مناقب أهل البيت ص 54 - 55 (3).

قال: فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الّذين أراهم في هيئتي وصورتي ؟ قال: هؤلاء خمسة من ولدك، لولاهم ما خلقتك، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنّة ولا النار، ولا العرش ولا الكرسي، ولا السماء ولا الأرض، ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجنّ ، فأنا المحمود وهذا محمّد، وأنا العالي وهذا علي، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا الإحسان وهذا الحسن، وأنا المحسن وهذا الحسين. (1)

8. المراسيل والأقوال

5144. الزمخشري: قال [علي عليه السلام ] يوم خيبر:

أنا الّذي سمّتن امّي حيدره كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره

قيل: سمّته امّه فاطمة بنت أسد باسم أبيها، وكان أبوطالب غائباً، فلمّا قدم كرهه وسمّاه عليّاً، وإنّما لم يقل: سمّتني أسداً؛ ذهاباً إلى المعنى، و«الحيدرة» من أسماء الأسد. (2)

5145. المحبّ الطبري: «حيدرة» اسم الأسد، وكانت فاطمة امّه لمّا ولدته سمّته باسم أبيها، فلمّا قدم أبوطالب كره الاسم، فسمّاه عليّاً. (3)

5146. ابن أبي الحديد : كان اسمه الأوّل الّذي سمّته به امّه حيدرة، باسم أبيها أسد بن هاشم -والحيدرة: الأسد- فغيّر أبوه اسمه، وسمّاه عليّاً.

وقيل: إنّ «حيدرة» اسم كانت قريش تسمّيه به، والقول الأوّل أصحّ ؛ يدلّ عليه خبره يوم برز إليه مرحب وارتجز عليه، فقال:

أنا الّذي سمّتني امّي مرحباً

ص:184


1- (1) . عنه الحمّويي بإسناده إليه في فرائد السمطين 36/1 - 37 (1). [1]
2- (2) . الفائق 266/1 « [2]حدر».
3- (3) . الرياض النضرة 205/2، الباب الرابع، الفصل الثاني، [3] في اسمه وكنيته. وراجع: ذخائر العقبى ص 57 , باب فضائل علي عليه السلام، [4] ذكر اسمه وكنيته.

فأجابه عليه السلام رجزاً:

أنا الّذي سمّتني امّي حيدره (1)

5147. النطنزي: اسم علي مشتقّ من اسم الله الأعلى، قال أبوطالب رضي الله عنه :

سمّيته بعلي كي يدوم له عزّ العلوّ وفخر العزّ أدومه (2)

2و3. أسد وحيدر

برواية:

1. سلمة بن الأكوع---3. ما ورد مرسلاً

2. علي بن أبي طالب عليه السلام

1. سلمة بن الأكوع

5148. أحمد : حدّثنا عبدالصمد بن عبدالوارث، حدّثنا عكرمة بن عمّار، حدّثنا إياس بن سلمة، قال: حدّثني أبي، قال:

شهدنا مع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم خيبر حين بصق رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في عيني علي فبرئ فأعطاه الراية، فبرز مرحب وهو يقول:

قد علمت خيبر أنّي مرحب شاكي السلاح بطل مجرّب

إذا الحروب أقبلت تلهّب

قال: فبرز له علي رضي الله عنه وهو يقول:

أنا الّذي سمّتني امّي حيدره كليث غابات كريه المنظره

أوفيكم بالصاع كيل السندره

قال: فضرب مرحباً ففلق رأسه وكان الفتح. (3)

ص:185


1- (1) . شرح نهج البلاغة 11/1 - 12، [1] المقدّمة، القول في نسب أميرالمؤمنين.
2- (2) . الخصائص العلويّة، كما عنه الإربلي في كشف الغمّة 170/1، [2] ما جاء في إسلامه عليه السلام وسبقه.
3- (3) . عنه الحاكم بإسناده إليه في المستدرك 41/3 (4343).

5149. ابن قتيبة : في حديث علي رضي الله عنه أنّه قال يوم خيبر:

أنا الّذي سمّتني امّي حيدره ضرغام آجام وكنت قسوره

كليث غابات كريه المنظره أوفيهم بالصاع كيل السندره

يرويه هاشم بن القاسم، عن عكرمة بن عمّار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه:

سألت بعض آل أبي طالب عن قوله: أنا الّذي سمّتني امّي حيدرة ؟ فذكر أنّ امّ علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد ولدت عليّاً -وأبوطالب غائب- فسمّته أسداً باسم أبيها، فلمّا قدم أبوطالب كره هذا الاسم الّذي سمّته به امّه، وسمّاه عليّاً، فلمّا رجز علي في يوم خيبر ذكر الاسم الّذي سمّته به امّه.

قال: و«حيدرة» اسم من أسماء الاسد، كأنّه قال: أنا الأسد. (1)

2. علي بن أبي طالب عليه السلام

5150. العاصمي: روي عن سعيد بن جبير قال:

خطبنا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- على منبر الكوفة بعد رجوعه من محاربة الخوارج وصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:

أيّها الناس، أنا أوّل المؤمنين... وأنا المسمّى في التوراة «صندارا»، وفي الإنجيل «اليا»، وفي الزبور «بريا»، وفي النبط «اريا»، وفي الديلم «حبر»، وعند الأرمن «كبكبة»، وعند الترك «يليلي»، وعند الروم «اسطفيوس»، وعند أبي «حازماً»، وعند امّي «حيدراً»، وعند العرب «عليّاً». (2)

5151. ابن عساكر : أخبرنا أبوالقاسم العلوي، أخبرنا رشأ بن نظيف، أخبرنا الحسن

ص:186


1- (1) . غريب الحديث 101/2 - 102، حديث أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 16/42 - 17، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933)، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 127/19، [2] شرح الحكمة 266.
2- (2) . زين الفتى 423/1 (533). [3]

بن إسماعيل بن مروان، حدّثنا محمّد بن الفرج الأزرق، حدّثنا أبوالنضر، عن عكرمة بن عمّار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب أنّه قال يوم خيبر:

أنا الّذي سمّتني امّي حيدره كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره (1)

3. ما ورد مرسلاً

5152. الزبيري: كان اسم علي أسداً ولذلك يقول: أنا الّذي سمّتني امّي حيدرة. (2)

5153. ابن أبي الحديد : كان اسمه الأوّل الّذي سمّته به امّه حيدرة، باسم أبيها أسد بن هاشم -والحيدرة: الأسد- فغيّر أبوه اسمه، وسمّاه عليّاً.

وقيل: إنّ حيدرة اسم كانت قريش تسمّيه به، والقول الأوّل أصحّ ؛ يدلّ عليه خبره يوم برز إليه مرحب وارتجز عليه فقال:

أنا الّذي سمّتني امّي مرحباً

فأجابه عليه السلام رجزاً:

أنا الّذي سمّتني امّي حيدره (3)

5154. الزمخشري: قال [علي عليه السلام ] يوم خيبر:

أنا الّذي سمّتن امّي حيدره كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره

قيل: سمّته امّه فاطمة بنت أسد باسم أبيها، وكان أبوطالب غائباً، فلمّا قدم كرهه وسمّاه عليّاً، وإنّما لم يقل: سمّتني أسداً؛ ذهاباً إلى المعنى، والحيدرة من أسماء الأسد. (4)

ص:187


1- (1) . تاريخ مدينة دمشق 16/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
2- (2) . عنه الخوارزمى بإسناده إليه في المناقب ص 37، الفصل الأوّل، في بيان أساميه وكناه.
3- (3) . شرح نهج البلاغة 11/1 - 12، المقدّمة، القول في نسب أميرالمؤمنين.
4- (4) . الفائق 266/1 « [2]حدر».

5155. المحبّ الطبري: حيدرة اسم الأسد، وكانت فاطمة امّه لمّا ولدته سمّته باسم أبيها، فلمّا قدم أبوطالب كره الاسم، فسمّاه عليّاً. (1)

4. زيد

برواية: علي بن أبي طالب عليه السلام

5156. الحمّويي: روى الحسن البصري [عن أميرالمؤمنين عليه السلام ] أنّه صعد المنبر فقال: أيّها الناس، انسبوني فمن عرف نسبي فينسبني وإلاّ أنا أنسب نفسي، أنا زيد بن عبدمناف بن عامر بن عمرو بن المغيرة بن زيد.

[فقام إليه ابن الكوّاء، فقال له: يا هذا، ما نعرف لك نسباً غير] أنّك علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي.

فقال: يا لكع (2)، إنّ أبي سمّاني زيداً باسم جدّه [قصي]، وإنّ اسم أبي عبدمناف، فغلبت الكنية على الاسم، وإنّ اسم عبدالمطّلب عامر، فغلب اللقب على الاسم، واسم هاشم عمرو، فغلب اللقب على الاسم، واسم عبدمناف المغيرة، فغلب اللقب على الاسم، واسم قصي زيد، فسمّته العرب مجمّعاً، لجمعه إيّاها من البلد القصي إلى مكّة، فغلب اللقب على الاسم. (3)

5. الأسماء الّتي ذكرها العاصمي وسبط ابن الجوزي

5157. العاصمي: لقد استقصيت في هذا الباب،وتتبّعته ليكون حلية للكتاب،

ص:188


1- (1) . الرياض النضرة 205/2، الباب الرابع، الفصل الثاني، [1] في اسمه وكنيته. وراجع: ذخائر العقبى ص 57، باب فضائل علي عليه السلام، [2] ذكر اسمه وكنيته.
2- (2) . قال أبوعمر في قولهم: «يا لكع»، قال: هو اللئيم، وقيل: هو العبد، وقال الأصمعي: هو العيي الّذي لا يتّجه لمنطق ولا غيره. لسان العرب 321/12 « [3]لكع».
3- (3) . فرائد السمطين 424/1 - 425 (353). [4]

فوجدته رضي الله عنه مسمّى بمئتي ونيّف وعشرين أسماء (1)ممدوحة وأربع كنى.

منها ثمانية أسماء كان رضي الله عنه فيها سميّ الله -عزّ وجلّ -، وخمسة أسماء [منها] كان فيها سميّ المصطفى عليه السلام، وستّة أسماء [منها] كان [ عليه السلام ] فيها سميّ الله تعالى وسميّ رسوله عليه السلام معاً.

وأحد وأربعون اسماً [منها] سمّاه بها رسول الله -صلّى الله عليه-، واسم سمّاه به جبرئيل عليه السلام، واسم هو به مكتوب على باب الجنّة، واسمان سمّاه بهما أصحاب الرسول - عليه السلام وعليهم الرضوان -.

ومئة وعشرون اسماً سمّاه بها ابن عمّه عبدالله بن العبّاس رضي الله عنه، واسم سمّاه به والده، واسم سمّته به والدته فاطمة بنت أسد بن هاشم.

وتسعة أسماء هو مذكور بها في القرآن، واسم هو مذكور به في السماء، واسمان هو مذكور بهما في التوراة، وثلاثة أسماء هو مذكور بها في الزبور، وثلاثة أسماء هو مذكور بها في الإنجيل، واسم هو مذكور به عند حملة العرش، وأحد وثلاثون أسماء يسمّى هو بها.

... فأمّا الأسماء الّتي كان المرتضى فيها سميّ الله تعالى فهو المؤمن، والمولى، والهادي، والسيّد، والولي، والحليم، والأوّل، وعلي....

... وأمّا الأسماء الّتي كان المرتضى - رضوان الله عليه - فيها سميّ المصطفى عليه السلام فهي الصاحب، وعبدالله، والأخ، وسيّد العرب، والحبيب.

وأمّا الأسماء الّتي كان المرتضى -رضوان الله عليه- فيها سميّ الله تعالى وسميّ رسوله محمّد -صلّى الله عليه- فإنّها المولى، والولي، والسيّد، والحليم، والأوّل، والحبيب....

وأمّا الأسماء الّتي سمّاه بها رسول الله -صلّى الله عليه- سوى ما ذكرناها فإنّها سيّد العرب، وسيّد البررة، وقاتل الفجرة، واليعسوب، والصدّيق الأكبر، والفاروق، والعضد،

ص:189


1- (1) . أكثر الموارد الّتي ذكر العاصمي بعنوان أسمائه عليه السلام لا تعدّ أسماء له بل تعدّ صفاتاً له عليه السلام ونذكرها في قسم فضائله عليه السلام.

وفارس العرب، وسيف الله، وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين، ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة، والرفيق، وشيخ المهاجرين والأنصار، وابن العمّ ، والختن، واللحم والدم، والشعر والبشرة، ومفرّج الكرب، وأسد الله، والوصيّ وخير الوصيّين، وخير الأوصياء، وسيّد المسلمين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، والخليل، والوزير، والخليفة، ومنجز الموعود، وقاضي الدين، وباب مدينة العلم، وباب دار الحكمة، ووليّ الله، والسعيد، والصالح، والذائد.

... وأمّا الاسم الّذي سمّاه به رضوان خازن الجنّة وأمين الله جبرئيل عليه السلام فهو الفتى....

وأمّا الاسم الّذي هو مكتوب على باب الجنّة فإنّه أميرالمؤمنين....

وأمّا الاسمان اللّذان سمّاه بهما أصحاب الرسول عليه السلام فإنّهما المرتضى وخير البشر....

وأمّا الأسماء الّتي سمّاه بها ابن عمّه حبر الاُمّة وبحرها عبدالله بن عبّاس رضي الله عنه فإنّها [ما] روي عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال:

أسلم أعرابي على يدي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فخلع عليه علي [ب -]-حلّتين، فخرج الأعرابي من عنده فرحاً مستبشراً، وعند الباب قوم من الخوارج، فلمّا أن نظروا إلى الأعرابي وفرحه بإسلامه على يدي علي حسدوه على ذلك، فقال بعضهم لبعض: أما ترون فرح هذا الأعرابي بإسلامه ؟ تعالوا نزلّه عن ولايته ونردّه عن إمامته، فأقبلوا بأجمعهم عليه وقالوا له: يا أعرابي، من أين أقبلت ؟ قال: من عند أميرالمؤمنين.

قالوا: وما الّذي صنعت عنده ؟ قال: أسلمت على يديه. قالوا: ما أصبت رجلاً تسلم على يديه إلاّ على يدي رجل كافر!!

فلمّا سمع ذلك الأعرابي غضب غضباً شديداً، وثار القوم في وجهه وقالوا: لا تغضب، بيننا وبينك كتاب الله. فقال: اتلوه. فتلا بعضهم: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَ لا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً ) (1).

فقال لهم الأعرابي: ويلكم! فيمن هذه الآية ؟ قالوا: في صاحبك الّذي أسلمت على يديه! فازداد الأعرابي غضباً وضرب بيده على قائمة سيفه وهمّ بالقوم ثمّ إنّه رجع إلى نفسه -وكان

ص:190


1- (1) . النساء/137. [1]

عاقلاً- فقال: لا والله، لاعجلت على القوم وأسأل عن هذا الخبر، فإن كان كما يقولون خلعت عليّاً، وإن كان على خلاف ما يقولون جادلتهم بالسيف إلى أن يذهب نفسي.

فأتى [الأعرابي] ابن عبّاس وهو قاعد في مسجد الكوفة، فقال: السلام عليك يا ابن عبّاس. [ف -]-قال له ابن عبّاس: وعليك السلام.

قال: ما تقول في أميرالمؤمنين ؟ قال: [ابن عبّاس]: أيّ الاُمراء تعني يا أعرابي ؟ قال: علي بن أبي طالب. وكان ابن عبّاس متّكئاً فاستوى قاعداً ثمّ قال:

يا أعرابي، لقد سألت عن رجل عظيم يحبّ الله و رسوله، ويحبّه الله و رسوله، ذاك والله صالح المؤمنين، وخير الوصيّين، وقامع المحلّين، وركن المسلمين، ويعسوب المؤمنين، ونور المهاجرين، وزين المتعبّدين، ورئيس البكّائين، وأصبر الصابرين، وأفضل القائمين، وسراج الماضين، وأوّل السابقين، من آل ياسين، المؤيّد بجبرئيل الأمين، والمنصور بميكائيل المتين، والمحفوظ بجند السماء أجمعين، والمحامي عن حرم المسلمين، ومجاهد أعدائه الناصبين، ومطفئ نيران الموقدين، وأصدق بلابل الناطقين، وأفخر من مشى من قريش أجمعين، عين رسول ربّ العالمين، ووصيّ نبيّه في العالمين، وأمينه على المخلوقين، وقاصم المعتدين، وجزّار المارقين، وسهم من مرامي الله على المنافقين، ولسان حكم العابدين، ناصر دين الله في أرضه، ووليّ أمر الله، في عينه علمه وكهف كتبه. (1)

سمح سخي، سند حيي، بهلول بهي، صجيح جوهري، زكيّ رضي، مطهّر أبطحي، باسل جري، قوّام همام، صابر صوّام، مهذّب مقدام، قاطع الأصلاب، عالي الرقاب، مفرّق الأحزاب، المنتقم من الجهّال، المبارز للأبطال، الكيّال في كلّ الأقصال. (2)

أضبطهم غياثاً، وأقبطهم جناباً، وأمضاهم عزيمة، وأشدّهم شكيمة، وأسدّهم نقيبة، أسد بازل، وصاعقة مبرقة، تطحنهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنّة وقرنت الأعنّة، طحن الرحا بثقالها، ويذرهم فيها ذرو الريح الهشيم.

ص:191


1- (1) . كذا في الأصل.
2- (2) . كذا في الأصل.

باسل، بازل، صنديد، هزبر، ضرغام، عازم، عزام، حطيب، حصيف، محجاج، مقول، ثجّاج، كريم الأصل، شريف الفصل، تقيّ العشيرة، فاضل القبيلة، عبل الذراع، طويل الباع، ممدوح في جميع الآفاق.

أعلم من مضى، وأكرم من مشى، وأوجب من والى بعد النبيّ المصطفى، ليث الحجاز، وكبش العراق، مصارم الأبطال، والمنتقم من الجهّال.

زكيّ الركانة، منيع الصيانة، صلب الأمانة، من هاشم القمقام، ابن عمّ نبيّ الإمام، السيّد الهمام، الرسول الإمام، مهدي الرشاد، المجانب للفساد، الأشعب الحاتم، والبطل المهاجم، والليث المزاحم.

بدري، احدي، حنفي، مكّي، مدني، شعشعاني، روحاني، نوراني، له من الجبال شوامخها، ومن الهضاب ذراها، وفي الوغا ليثها، ومن العرب سيّدها.

الليث المقدام، والبدر التمام، والماجد الهمام، محلّ الحرمين، ووارث المشعرين، وأبوالسبطين الحسن والحسين، من أهل بيت أكرمهم الله بشرفه، وشرّفهم بكرمه، وأعزّهم بهداه، وخصّهم لدينه، واستودعهم سرّه، واستحفظهم علمه، عمداء لدينه، وشهداء على خلقه، وأوتاد أرضه، ويحيى في علمه، اختارهم واصطفاهم، وفضّلهم واجتباهم علماً لعباده، وأولاهم على الصراط ، فهم الأئمّة الدعاة، والسادة الولاة، والقادة الحماة، والخيرة الكرام، والقضاة والحكّام، والنجوم الأعلام، والعترة الهادية، والقدوة العالية، والاُسوة الصافية، الراغب عنهم مارق، واللازم بهم لاحق.

هم الرحم الموصولة، والأئمّة المتخيّرة، والباب المبتلى به الناس، من أتاهم نجا، ومن تخلّف عنهم هوى، حطّة لمن دخلهم، وحجّة على من تركهم.

هم الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يتصدّع عنهم الأنهار المتشعّبة، وينفلق عنهم الأقاويل الكاذبة، يفوز من ركبها، ويغرق من جانبها.

هم الحصن الحصين والنور المبين، وهدى لقلوب المهتدين، والبحار السائغة للشاربين، وأمان لمن تبعهم أجمعين.

ص:192

إلى الله يدعون، وبأمره يعملون، وإلى آياته يرشدون، فيهم ولد رسله، وعليهم هبطت ملائكته، وإليهم بعث الروح الأمين، فضلاً من ربّهم ورحمة، فضّلهم بذلك وخصّهم، وضربهم مثلاً لخلقه، وآتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين، من اليمن والبركة.

فروع طيّبة، واُصول مباركة، معدن الرحمة، وورثة الأنبياء، وبقيّة النقباء، وأوصياء الأوصياء.

منهم الطيّب ذكره، المبارك اسمه، أحمد الرضي، والرسول الاُمّي، من الشجرة المباركة، صحيح الأديم، واضح البرهان، والمبلّغ من بعده تبيان التأويل، وتحكيم التفسير علي بن أبي طالب -عليه من الله الصلاة الرضيّة، والزكاة السنيّة- لا يحبّه إلاّ مؤمن، ولا يبغضه إلاّ منافق شقي.

فلمّا سمع الأعرابي ذلك ضرب بيده إلى قائمة سيفه وقام مبادراً، فضرب ابن عبّاس يده إليه وقال: إلى أين يا أعرابي ؟ قال: اجالد القوم أو تذهب نفسي.

قال ابن عبّاس: اقعد يا أعرابي فإنّ لعلي محبّين لو قطّعهم إرباً إرباً ما ازدادوا له إلاّ حبّاً، وإنّ لعلي بن أبي طالب مبغضين لو ألعقهم العسل ما ازدادوا له إلاّ بغضاً.

فقعد الأعرابي وخلع عليه ابن عبّاس حلّتين حمراوين.

وأمّا الاسم الّذي سمّاه به والده فإنّه علي، والّذي سمّته به والدته فأسد....

وأمّا الأسماء الّتي هو مذكور بها في القرآن فالوالي، والولي، والراكع، والركّع السجّد، والمؤمن، والنسب، والصهر، والمصلّي....

وأمّا الاسم الّذي هو مذكور به في السماء فالقيّم.

وأمّا الاسمان اللذان هو مذكور بهما في التوراة فالوليّ والصنداراة.

وأمّا الأسماء الّتي هو مذكور بها في الزبور فالدليل والتقي وبريا.

وأمّا [الأسماء] الّتي هو مذكور بها في الإنجيل فالناطق بالحقّ والوفيّ وأليا.

وأمّا [الاسم] الّذي هو مذكور به عند حملة العرش فالسخي.

وأمّا الأسماء الّتي يسمّي هو بها فإنّها والّتي ذكرناها آنفاً يجمعها حديث واحد وهو ما

ص:193

روي عن سعيد بن جبير، قال: خطبنا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- على منبر الكوفة بعد رجوعه من محاربة الخوارج وصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:

أيّها الناس، أنا أوّل المؤمنين، وأنا أوّل الصدّيقين، وأنا الصدّيق الأكبر، ووصيّ خير البشر، وابن عمّه، وقاضي دينه، ومفرّج كربه، وقامع المشركين، ومخوي المضلّين ؟

أنا سيف الله القاطع وسمّه الناقع، أنا عذابه الّذي لا يردّ عن القوم المجرمين، أنا مؤتم أولاد من حارَبَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ ، أنا مرمّل نساء من خالف الله و رسوله، أنا أضراس جهنّم القاطعة، ورحاها الدائرة، وملقي فيها حطبها، أما والله إنّ قريشاً جرّبتني وعرفتني فما بالها تجهل شأني ؟

وأنا المسمّى في التوراة «صندارا»، وفي الإنجيل «اليا»، وفي الزبور «بريا»، وفي النبط «اريا»، وفي الديلم «حبر»، وعند الأرمن «كبكبة»، وعند الترك «يليلى»، وعند الروم «اسطفيوس»، وعند أبي «حازماً»، وعند امّي «حيدراً»، وعند العرب «عليّاً».

و لي أسماء في القرآن من عرفها فقد عرفها، أنا صهر محمّد، قال الله تعالى: ( وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً ) (1).

وأنا الاُذن الواعية، قال الله تعالى: ( وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) (2)لم أكفر بالله مذ خلقت، ولم أهلع مذ كنت، قال الله تعالى: ( إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً ) (3)فوالله ما استثنى غيري و ذلك إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ .

ثمّ قال عليه السلام : معاشر الناس، سلوني عمّا كان وعمّا يكون.

قال: فقام رجل من الأنصار فقال: يا أميرالمؤمنين، أخبرني بحديث ليلة الفراش. [ف -]-قال [أميرالمؤمنين عليه السلام ]: نعم [اخبرك فإليك حديثه]:

ص:194


1- (1) . الفرقان/54. [1]
2- (2) . الحاقّة/12. [2]
3- (3) . معارج/19. [3]

همّت قريش بقتل رسول الله -صلّى الله عليه- فقال رسول الله -صلّى الله عليه- : من يبيت على فراشي ؟ فقلت: أنا، [فبتّ على فراشه] فجاؤوني فأيقظوني، فلمّا أبصروني قالوا: هذا علي بن أبي طالب! فقالوا: ما فعل محمّد؟ فقلت: مضى بسبيله، فوالله ما باليت بهم، ولا رفعت لهم رأسي، وهم [كانوا] عندي أقلّ من الذرّ، فأنزل الله تعالى: ( وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ ) (1).

فهذا الحديث يجمع أحداً وثلاثين [اسماً من أسمائه عليه السلام ] آخره الشاري من قوله [تعالى]: ( وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ )، أي يبيع نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ . (2)

5158. سبط ابن الجوزي: اختلف العلماء في تسميته بعلي عليه السلام، فقال مجاهد: هو اسم سمّته به امّه عند ولادته.

وقال عطاء: إنّما سمّته امّه حيدرة، بدليل قوله يوم خيبر: أنا الّذي سمّتني امّي حيدرة، فلمّا علا علي على كتفي الرسول صلّى الله عليه و آله و سلّم وكسر الأصنام سمّي عليّاً، من العلوّ والرفعة والشرف.

و روى عطاء عن ابن عبّاس، قال: كانت امّه إذا دخلت على هبل لتسجد له وهي حامل به ارتفع إلى أعلى بطنها وتقوّس فيمنعها من السجود، فسمّي عليّاً لهذا.

وقول مجاهد أظهر؛ لأنّه ثبت نقل المستفيض به، ولا يمنعها من تسميتها عليّاً أن تسمّيه حيدرة؛ لأنّ حيدرة اسم من أسامي الأسد، لغلظ عنقه وذراعيه، وكذلك كان أميرالمؤمنين عليه السلام، فيكون علي اسمه الأصلي، وحيدرة وصفاً له.

وقد سمّاه رسول الله صلّى الله عليه و آله ذا القرنين.

أخبرنا أبومحمّد عبدالله بن أحمد بن أبي المجد الحربي - قراءة عليه ونحن نسمع ببغداد

ص:195


1- (1) . البقرة/207. [1]
2- (2) . زين الفتى 347/2 - 424، الفصل السادس، [2] في ذكر أسامي المرتضى عليه السلام.

سنة ستّ وتسعين وخمسمئة -، قال: أنبأنا هبة الله بن محمّد بن عبدالواحد الشيباني -وكنيته أبوالقاسم، ويعرف بابن الحصين -، قال: أنبأنا أبوعلي الحسن بن علي بن المذهب التميمي، قال: أنبأنا أبوبكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، حدّثنا أبوعبدالرحمان عبدالله بن الإمام أبي عبدالله أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني، قال: حدّثني أبي، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا عبدالملك الكندي، حدّثنا أبوحازم المدني.

وقال أحمد بن حنبل: حدّثنا عفّان بن مسلم، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا محمّد بن إسحاق، حدّثنا محمّد بن إبراهيم التيمي، عن سلمة بن أبي الطفيل، عن علي عليه السلام , قال:

قال لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : إنّ لك في الجنّة قصراً وإنّك ذو قرنيها.

وهذا الحديث أخرجه أحمد بن حنبل في المسند، وأخرجه أحمد أيضاً في كتاب جمع فيه فضائل أميرالمؤمنين، و رواه النسائي مسنداً.

ويسمّى البطين؛ لأنّه كان بطيناً من العلم، وكان يقول: لو ثنّيت لي الوسادة لذكرت في تفسير بسم الله الرحمن الرحيم حمل بعير.

ويسمّى الأنزع؛ لأنّه كان أنزع من الشرك، وقيل: لأنّه كان أجلح.

ويسمّى أسد الله وأسد رسوله.

ويسمّى يعسوب المؤمنين؛ لأنّ اليعسوب أمير النحل، وهو أحزمهم، قالوا: يقف كلّ يوم على باب الكوارة عند رجوع النحل من المرعى، كلّما مرّت به نحلة شمّ فاها، فإن وجد منها رائحة منكرة علم أنّها رعت حشيشة خبيثة، فيقطعها نصفين ويلقيها على باب الكوارة ليتأدّب بها غيرها.

وكذا أميرالمؤمنين عليه السلام يقف على باب الجنّة، فيشمّ أفواه الناس، فمن وجد في فيه رائحة محبّته أدخله الجنّة، ومن وجد في فيه رائحة بغضه ألقاه في النار، فلهذا سمّي قسيم الجنّة والنار. (1)

ص:196


1- (1) . تذكرة الخواصّ 112/1 - 123، الباب الأوّل، [1] نسب أميرالمؤمنين عليه السلام.

الثاني: ألقابه عليه السلام

ذكرت له عليه السلام ألقاب كثيرة، والّذي نذكره هنا ما ورد التصريح به بعنوان اللقب.

5159. الخوارزمي: الألقاب (1): أميرالمؤمنين، ويعسوب الدين والمسلمين، ومبير الشرك والمشركين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، ومولى المؤمنين، وشبيه هارون، والمرتضى، ونفس الرسول، وأخوه، وزوج البتول، وسيف الله المسلول، وأبوالسبطين، وأمير البررة، وقاتل الفجرة، وقسيم الجنّة والنار، وصاحب اللواء، وسيّد العرب والعجم، وخاصف النعل، وكاشف الكرب، والصدّيق الأكبر، وأبوالريحانتين، وذوالقرنين، والهادي، والفاروق، والواعي، والشاهد، وباب المدينة، وبيضة البلد، والولي، والوصي، وقاضي دين الرسول، ومنجز وعده.

... هو أميرالمؤمنين، ويعسوب الدين، وغرّة المهاجرين، وصفوة الهاشميّين، وقاتل الكافرين والناكثين والقاسطين والمارقين، والكرّار غير الفرّار، فصّال فقار كلّ ختار بذي الفقار، صنو جعفر الطيّار، قسيم الجنّة والنار، مقعص (2)الجيش الجرّار، لاطم وجوه اللجين والنضار (3)بيد الاحتقار.

وأبوتراب، مجدّل الأتراب (4)معفرين (5)بالتراب، رجل الكتيبة والكتاب والمحراب [والحراب] والطعان والضراب، والحبر الحسّاب بلا حساب، مطعم السغاب بحفان كالجواب، رادّ المعضلات بالجواب الصواب، مضيف النسور والذئاب بالبتّار الماضي الذباب، هازم الأحزاب، وقاسم الأسلاب، قاصم الأصلاب، جزّاز الرقاب، باين القراب، مفتوح الباب إلى المحراب عند سدّ أبواب سائر الأصحاب، جديد الرغبات في الطاعات،

ص:197


1- (1) . أكثر هذه الموارد ليست ألقاباً لأميرالمؤمنين عليه السلام بل تعدّ من صفاته وفضائله.
2- (2) . من القعص: الموت السريع.
3- (3) . اللُجين - على وزن التصغير - : الفضّة، ولا مكبّر له. والنضار: سبيكة الذهب. لسان العرب.
4- (4) . المجدّل: الصارع. والأتراب، جمع ترب - بالكسر - : المثل.
5- (5) . المعفر: من لصق وجهه بالتراب.

بالي الجلباب، رثّ الثياب، روّاض الصعاب، ومعسول الخطاب، عديم الحجاب والحجّاب، ثابت اللبّ في مدحض الألباب.

شقيق الخير، رفيق الطير، صاحب القرابة والقربة، وكاسر أصنام الكعبة، مناوش الحتوف، قتّال الاُلوف، المخرّق الصفوف، ضرغام يوم الجمل، المردود له الشمس عند الطفل (1)تراك السلب، ضرّاب القلل، حليف البيض والأسل (2)، شجاع السهل والجبل.

زوج فاطمة الزهراء سيّدة النساء، مذلّ الأعداء، معزّ الأولياء، أخطب الخطباء، قدوة أهل الكساء، إمام الأئمّة الأتقياء، الشهيد أبوالشهداء، وأشهر أهل البطحاء، مضمّخ (3)مردة الحروب بالدماء، الخارج عن بيت المال صفر اليدين عن الصفراء والحمراء والبيضاء.

مثكل الكفرة، ومفلق هامّات الفجرة، ومقوي أعضاد البررة، وثمرة بيعة الشجرة، وفاقئ عيون السحرة، وداحي أرض الدماء، ومطلع شهب الأسنّة في سماء القترة، المسمّي نفسه يوم الغبرة بحيدرة، خوّاض الغمرات، حمّال الألوية والرايات، مميت البدعة، ومحيي السنّة، وكاتب جواز أهل الجنّة، ومصرف الأعنّة، واللاعب بالأسنّة، سادّ أنفاق النفاق، شاقّ جماجم ذوي الشقاق.

سيّد العرب، وموضع العجب، المخصوص بأشرف النسب، الهاشميّ الاُمّ والأب، المفترع أبكار الخطب، نفس رسول الله صلّى الله عليه و آله يوم المباهلة، وساعده المساعد يوم المصاولة، وخطيبه المصقع (4)يوم المقاولة، وخليفته في مهاده، وموضع سرّه في إصداره وإيراده، ومليّن عرائك أضداده، وأبو أولاده، وواسطة قلادة الفتوّة، ونقطة دائرة المروّة، وملتقى شرفي الاُبوّة والبنوّة، ووارث علم النبوّة، وسيف الله المسلول، وجواد الخلق المأمول، ليث الغابة، وأقضى الصحابة، والحصن الحصين، والخليفة الأمين، أعلم من فوق رقعة الغبراء

ص:198


1- (1) . الطفل: الليل، الشمس قرب الغروب.
2- (2) . البيض: جمع الأبيض: السيف. الأسل: الرمح.
3- (3) . المضمّخ: الملطّخ.
4- (4) . المصقع - على وزن منبر - : البليغ.

و تحت أديم السماء، المستأنس بالمناجاة في ظلمة الليلة الليلاء.

هذي المكارم لا قعبان من لبن شيباً بماء فعادا بعد أبوالا

راقع مدرعته و الدنيا بأسرها قائمة بين يديه حتّى استحيى من راقعها، [منزّه] نفسه النفيسة عن الدنيا الدنيّة و مصارعها، و منبطها بلجام تقواه عن مطامعها، و فاطمها بتهجّدها عن وثير (1)مضاجعها.

أخو رسول الله صلّى الله عليه و آله و ابن عمّه، و كاشف كربه و غمّه، و مساهمه في طمّه و رمّه (2)، و بغضه بغض البتول، و ولده ولد الرسول، هو من رسول الله صلّى الله عليه و آله، دمه دمه، و لحمه لحمه، و عظمه عظمه، و علمه علمه، و سلمه سلمه، و حربه حربه، و فرعه فرعه، و نبعه نبعه، و نجره نجره، و فخره فخره، و جدّه جدّه، و أنهار الفضائل في الدنيا من بحور فضائله، و رياض التوحيد و العدل من بساتين خطبه و رسائله.

كبش أهل العراق و الشام و الحجاز، و شجا حلوق الأبطال عند البراز، و ابن عمّ المصطفى، و شقيق النبيّ المجتبى، ليث الشرى (3)، و غيث الورى، حتف العدى، مفتاح الندى، قطب رحى الهدى، مصباح الدجى، جوهر النهى، بحر المنى، سعار الوغى، قطّاع الطلا (4)، شمس الضحى، أبوالقِرى (5)في امّ القرى، المبشّر بأعظم البشرى، مطلّق الدنيا، مؤثر الآخرة على الاُولى، ربّ الحجى، بعيد المدى، ممتطي صهوة العلى، مسند الفتوى، مثوى التقى، نديد هارون من موسى، مولى كلّ من [ كان] له رسول الله مولى، كثير الجدوى، شديد القوى، سالك الطريقة المثلى، المعتصم بالعروة الوثقى، الفتى الّذي أتى فيه « هَلْ أَتى ».

أكرم من ارتدى، و أشرف من احتذى، و أعلم من اهتدى، أحبى من احتبى (6)، أفضل

ص:199


1- (1) . الوثير: الليّن.
2- (2) . الطمّ : الهدم. و الرمّ : الإصلاح. لسان العرب.
3- (3) . شريت بنفسي للقوم: إذا تقدّمت بين أيديهم إلى عدوّهم فقاتلتهم. لسان العرب 105/7 « [1]شري».
4- (4) . الطلى بضمّ أوّله جمع طلية بالضمّ : صفحة العنق. لسان العرب.
5- (5) . القرى بكسر الأوّل: الإحسان إلى الضيف و غيره. لسان العرب.
6- (6) . أي أسخى العرب.

من راح و اغتدى، أشجع من ركب و مشى، أهدى من صام و صلّى، مكافح من عصى و شقّ في دين الله العصا، و مراقب حقّ الله أن أمر أو نهى، الّذي ما صبا في الصبا، وسيفه عن قرنه ما نبا، ونور هديه ما خبا، ومهر شجاعته ما كبا، دعاه رسول الله صلّى الله عليه و آله إلى التوحيد فلبّى، وجلا ظلم الشرك وجلّى، وسلك المحجّة البيضا، وأقام الحجّة الزهرا، قد جنيت ثمار النصر من علمه، والتقطت جواهر العلم من قلمه، ونشأت ضراغم المعارك في أجمه، دياس (1)كيوان أقدام هممه، ومدحه جبريل من قرنه إلى قدمه، ومحرم أهل الحرمين بحرمه، واخضرّت ربى الآمال من ديم كرمه.

نعم، هو أبوالحسن، القليل الوسن، الّذي لم يسجد للوثن، هو عصرة المنجود (2)، هو من الّذين أحيوا أموات الآمال بحياء الجود (3)، هو من الّذين: ( سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) (4)، هو محارب الكفرة والفجرة بالتنزيل والتأويل، هو الّذي ذكره في التوراة والإنجيل.

هو الّذي كان للمؤمنين وليّاً حفيّاً، وللرسول في نسائه وصيّاً، وآمن به صبيّاً، هو الّذي كان لجنود الحقّ سنداً، ولأنصار الدين يداً وعضداً ومدداً، ولضعفاء المسلمين مجيراً، ولأقوياء الكافرين مبيراً، ولكؤوس العطاء على الفقراء مديراً، الّذي نزل فيه وفي أهل بيته الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً: ( وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً ) (5).

هو عليّ العلي، الوصيّ الولي، الهاشميّ المكّي المدني، الأبطحي الطالبي، الرضيّ

ص:200


1- (1) . من داس: وطأ.
2- (2) . العصرة: الملجأ. والمنجود: المغموم.
3- (3) . الحياء: المطر.
4- (4) . الفتح/29. [1]
5- (5) . الإنسان/8. [2]

المرضي، المنافي العصامي (1)، الأجودي، القويّ الجريّ اللوذعي (2)، الأريحي (3)المولوي، الصفيّ الوفيّ الّذي بصّره الله بحقائق اليقين، ورتق به فتوق الدين، الّذي صدق رسول الله صلّى الله عليه و آله وصدّق، وبخاتمه في ركوعه تصدّق، الّذي اعتصب بالسماحة وبالحماسة تطوّق، ودقّق في علومه وحقّق، وذكّرنا بقتل الوليد بدراً وبقتل عمرو الخندق، ومزقّ من أبناء الحروب ما مزّق، وغرق في لجّة سيفه من اسود المعارك من غرق، وحرق بشهاب صارمه من شياطين الهياج من حرق، حتّى استوثق الإسلام واتّسق.

هو أطول بني هاشم باعاً، وأمضاهم زماعاً، وأرحبهم ذراعاً، وأغزرهم سماعاً، وأكثرهم أشياعاً، وأخلصهم أتباعاً، وأشهرهم قراعاً، وأحدّهم سناناً، وأعربهم لساناً، وأقواهم جناناً.

إن اعترض قرنه قطّه، وإن اعتلاه قدّه، وإن أتى على حصن هدّه، هو حيدر، وما أدراك ما حيدر! ثمّ ما أدراك ما حيدر! هو الكوكب الأزهر، هو الضرغام المصدّر، هو الباهر المنظر، هو الطاهر المخبر (4)، هو الصمصام المذكّر (5)، هو صاحب براءة وغدير خمّ وراية خيبر، وكمّي احد وحنين والخندق وبدر الأكبر، هو ساقي ورّاد الكوثر يوم المحشر.

هو أبوالسبطين، وقائد أفاعي العراقين، ومصلّي القبلتين، الضارب بالسيفين، الطاعن بالرمحين، أسمح كلّ ذي كفّين، وأفصح كلّ ذي شفتين، وأهدى كلّ من تأمّل النجدين، هو صارع كلّ مارد للجران واليدين، هو راسخ القدمين بين العسكرين، أنسب من في الأخشبين، وأعلم من في الحرمين. (6)

ص:201


1- (1) . العصامي: من شرف بنفسه لا بآبائه، ومن المثل: كن عصاميّاً، لا عظاميّاً، أي اشرف بنفسك كعصام آبائك الّذين صاروا عظاماً.
2- (2) . اللوذعي: الذكي.
3- (3) . الأريحي: الواسع الخلق، النشيط إلى المعروف.
4- (4) . المخبر: الباطن.
5- (5) . المذكّر: القتال.
6- (6) . المناقب ص 40 - 45، الفصل الأوّل، في بيان أساميه وكناه.

5160. الخجندي: كان يكنّى أباقُصَم (1)، ويلقّب بيعسوب الاُمّة، وبالصدّيق الأكبر. (2)

5161. ابن طلحة : أمّا لقبه فالمرتضى، وأميرالمؤمنين، والوصي. (3)

5162. سبط ابن الجوزي: ويسمّى يعسوب المؤمنين؛ لأنّ اليعسوب أمير النحل وهو أحزمهم... قال في الصحاح (4): اليعسوب: ملك النحل، ومنه قيل للسيّد: يعسوب قومه، والمؤمنون يتشبّهون بالنحل؛ لأنّ النحل تأكل طيباً وتضع طيباً، وعلي عليه السلام أميرالمؤمنين.

ويسمّى الولي، والوصي، والتقي، وقاتل الناكثين والقاسطين، وشبيه هارون، وصاحب اللواء، وخاصف النعل، وكاشف الكرب، وأبوالريحانتين، وبيضة البلد - أي السيّد المعظّم - في ألقاب كثيرة. (5)

الثالث: كناه عليه السلام

اشارة

قد ذكروا له عليه السلام كنى كثيرة، ولكن لا يعدّ أكثرها كنية له، بل تحمل على معانيها اللغويّة ك -«-أبي الأئمّة»، ونذكرهنا بعض ما عدّت من كناه.

1. أبوتراب

برواية:

1. جابر بن عبدالله---4. عبدالرحمان بن أبي ليلى

2. سهل بن سعد---5. عبدالله بن عبّاس

3. أبي الطفيل عامر بن واثلة---6. عبدالله بن عمر

ص:202


1- (1) . سيأتي معناه في كناه عليه السلام.
2- (2) . عنه المحبّ الطبري في الرياض النضرة 204/2، الباب الرابع، الفصل الثاني، في اسمه وكنيته.
3- (3) . مطالب السؤول 59/1، الباب الأوّل، الفصل الثالث، في اسمه ولقبه.
4- (4) . الصحاح 181/1 « [1]عسب».
5- (5) . تذكرة الخواصّ 119/1 - 124، الباب الأوّل، [2] نسب أميرالمؤمنين عليه السلام.

7. علي بن أبي طالب عليه السلام ---9. المنهال بن عمرو

8. عمّار بن ياسر---10. ما ورد مرسلاً

1. جابر بن عبدالله

5163. الصولي: حدّثنا أبوعلي هشام بن علي العطّار، حدّثنا عمر بن عبيدالله التيمي، حدّثنا حفص بن جميع، حدّثني سماك بن حرب، قال:

قلت لجابر: إنّ هؤلاء القوم يدعونني إلى شتم علي. قال: وما عسيت أن تشتمه به ؟ قال: اكنّيه بأبي تراب. قال: فوالله ما كانت لعلي كنية أحبّ إليه من أبي تراب، إنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم آخى بين الناس، ولم يؤاخ بينه وبين أحد، فخرج مغضباً حتّى أتى كثيباً من رمل فنام عليه، فأتاه النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقال: قم أباتراب، وجعل ينفض التراب عن ظهره وبردته ويقول: قم أباتراب، أغضبت أن آخيت بين الناس ولم اواخ بينك وبين أحد؟ قال: نعم. فقال: أنت أخي، وأنا أخوك. (1)

2. سهل بن سعد

5164. أبومعشر : عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال:

وقع بين علي وفاطمة -رضي الله عنهما- كلام، فخرج علي مغضباً، فألقى نفسه على التراب، فسألها رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فقالت: كان بيني وبينه كلام، فخرج مغضباً، فخرج رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فوجده نائماً على التراب، فأيقظه وجعل يمسح التراب عن ظهره، ويقول: إنّما أنت أبوتراب.

قال سهل بن سعد: كنّا نمدحه بها فإذا اناس يعيبونه بها. (2)

ص:203


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 18/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933)، والحمّويي في فرائد السمطين 117/1 (82). و [2]رواه ابن علاّن في الفتوحات الربّانيّة 140/6 , عن أبي محمّد المنذري في معجمه قال: من حديث حفص بن جميع عن سماك... باختصار. والحديث ضعيف سنداً فلا اعتماد على ما ورد فيه من أمر المغاضبة بما ينافي منزلة المتّقين فضلاً عن أميرهم.
2- (2) . عنه الطبراني بإسناده إليه في المعجم الكبير 165/6 (5870).

5165. الحمّاني: حدّثنا سليمان بن بلال، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: سمعته يقول:

إن كانت لأحبّ أسماء علي رضي الله عنه إليه أبوتراب، وإن كان ليفرح أن يدعوه بها، وما سمّاه أباتراب إلاّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم. غاضب يوماً فاطمة -رضي الله عنها- فخرج فاضطجع إلى الجدار.

فجاء رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يطلبه فلم يجده في البيت، فقال لفاطمة: أين ابن عمّك ؟ قالت: خرج آنفاً مغضباً. فأمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إنساناً معه يطلبه، فقال: مضطجع في الجدار وقد زال رداؤه عن ظهره وامتلأ تراباً، فجعل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يمسح التراب عن ظهره ويقول: اجلس يا أباتراب. (1)

5166. البخاري: حدّثنا خالد بن مخلد، حدّثنا سليمان، قال: حدّثني أبوحازم، عن سهل بن سعد، قال:

إن كانت أحبّ أسماء علي رضي الله عنه إليه لأبوتراب، وإن كان ليفرح أن يدعى بها، وما سمّاه أبوتراب إلاّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، غاضب يوماً فاطمة فخرج فاضطجع إلى الجدار إلى المسجد. فجاءه النبيّ صلّى الله عليه و سلّم يتبعه. فقال (2): هوذا مضطجع في الجدار. فجاءه النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وامتلأ ظهره تراباً. فجعل النبيّ صلّى الله عليه و سلّم يمسح التراب عن ظهره ويقول: اجلس يا أباتراب. (3)

5167. هشام بن عمّار : حدّثنا عبدالعزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد:

أنّ رجلاً جاءه، فقال: هذا فلان -أمير من امراء المدينة- يدعوك لتسبّ عليّاً على المنبر، قال: أقول ماذا؟ قال: تقول له: أبوتراب، فضحك سهل، فقال: والله ما سمّاه إيّاه

ص:204


1- (1) . عنه الطبراني بإسناده إليه في المعجم الكبير 149/6 (5808).
2- (2) . كذا في الأصل، وانظر الحديث التالي.
3- (3) . صحيح البخاري 382/8 - 383 (1079). وأمر مغاضبة فاطمة عليها السلام باطل قطعاً؛ لمخالفته مع آية التطهير وغيرها، وهما من سادة أهل الجنّة، ولا يتأتّى من أهل الجنّة إلاّ المحبّة والمودّة، فضلاً عن سادتهم، وسيأتي في بعض هذه الأحاديث ذكر أسباب اخرى لتسميته بأبي تراب فلاحظ .

إلاّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ما كان لعلي اسم أحبّ إليه منه، دخل علي على فاطمة، ثمّ خرج، فأتى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فاطمة، فقال: أين ابن عمّك ؟ قالت: هو ذا مضطجع في المسجد، فخرج النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فوجد رداءه قد سقط عن ظهره، فجعل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يمسح التراب عن ظهره ويقول: اجلس أباتراب. والله ما كان اسم أحبّ إليه منه، ما سمّاه إيّاه إلاّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم. (1)

5168. الحاكم : أخبرنا أبوبكر محمّد بن المؤمّل بن الحسن بن عيسى، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد الشعراني، قال: حدّثنا إبراهيم بن حمزة، قال: حدّثنا عبدالعزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال:

استعمل على المدينة رجل من آل مروان. قال: فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليّاً. قال: فأبى سهل. فقال له: أمّا إذا أبيت فقل: لعن الله أباتراب. فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحبّ إليه من أبي تراب، وإن كان ليفرح إذا دعي به.

فقال له: أخبرنا عن قصّته لم سمّي أباتراب ؟ قال: جاء رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بيت فاطمة فلم يجد عليّاً في البيت، فقال لها: أين ابن عمّك ؟ فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج ولم يقل عندي. فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، هو في المسجد راقد. فجاءه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وهو مضطجع قد سقط رداءه عن شقّه فأصابه تراب، فجعل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يمسحه عنه ويقول: قم يا أباتراب، قم يا أباتراب. (2)

5169. البخاري: حدّثنا عبدالله بن مسلمة، حدّثنا عبدالعزيز بن أبي حازم، عن أبيه:

أنّ رجلاً جاء إلى سهل بن سعد فقال: هذا فلان - لأمير المدينة - يدعو عليّاً عند المنبر، قال: فيقول ماذا؟ قال: يقول له أبوتراب. فضحك. قال: والله ما سمّاه إلاّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، وما كان له اسم أحبّ إليه منه. فاستطعمت الحديث سهلاً وقلت: يا أباعبّاس، كيف ؟ قال: دخل علي على فاطمة ثمّ خرج فاضطجع في المسجد، فقال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : أين ابن

ص:205


1- (1) . عنه ابن حبّان بإسناده إليه في صحيحه 368/15 (6925).
2- (2) . معرفة علوم الحديث ص 211، ذكر النوع الخامس والأربعين من علوم الحديث.

عمّك ؟ قالت في المسجد. فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول: اجلس يا أباتراب - مرّتين -. (1)

5170. البخاري: حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا عبدالعزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال:

ما كان لعلي اسم أحبّ إليه من أبي تراب، وإن كان ليفرح به إذا دعي بها، جاء رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بيت فاطمة عليها السلام فلم يجد عليّاً في البيت، فقال: أين ابن عمّك ؟ فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي.

فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد. فجاء رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقّه فأصابه تراب، فجعل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يمسحه عنه وهو يقول: قم أباتراب، قم أباتراب. (2)

5171. مسلم والسرّاج : حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا عبدالعزيز - يعني ابن أبي حازم -، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال:

استعمل على المدينة رجل من آل مروان. قال: فدعا سهل بن سعد، فأمره أن يشتم عليّاً. قال: فأبى سهل، فقال له: أمّا إذ أبيت فقل: لعن الله أباالتراب. فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحبّ إليه من أبي التراب، وإن كان ليفرح إذا دعي بها.

فقال له: أخبرنا عن قصّته، لم سمّي أباتراب ؟ قال: جاء رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بيت فاطمة؛ فلم يجد عليّاً في البيت، فقال: أين ابن عمّك ؟ فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي.

فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد. فجاءه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقّه، فأصابه تراب، فجعل

ص:206


1- (1) . صحيح البخاري 80/5 (222).
2- (2) . صحيح البخاري 409/8 - 410 (1154) و 251/1 (422), باختصار في أوّله.

رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يمسحه عنه ويقول: قم أباالتراب، قم أباالتراب. (1)

5172. العاصمي: أخبرنا محمّد بن أبي زكريّا، قال: أخبرنا أبوالقاسم علي بن محمّد - من أصل سماعه -، قال: أخبرنا عبدالله بن محمّد بن مبارك، قال: حدّثنا أحمد بن سلمة، قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدّثنا عبدالعزيز بن أبي حازم، عن [أبيه] أبي حازم [سلمة بن دينار]، عن سهل بن سعد، قال:

استعمل على المدينة رجل من آل مروان. قال: فدعا سهل بن سعد وأمره أن يشتم عليّاً، فأبى سهل، فقال [المرواني]: أمّا إذ أبيت فقل: لعن الله أباتراب. فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحبّ إليه من أبي تراب، وإن كان ليفرح إذا كان دعي بها.

فقال [الرجل]: أخبرنا عن قصّته، لم سمّي أباتراب ؟ قال [سهل]: جاء رسول الله -صلّى الله عليه- بيت فاطمة فلم يجد عليّاً في البيت، فقال: أين ابن عمّك ؟ قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج ولم يقل عندي.

فقال رسول الله -صلّى الله عليه- لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله، [ها] هو في المسجد راقد. فجاءه رسول الله -صلّى الله عليه- وهو مضطجع قد سقط رداءه عن شقّه وأصابه تراب، فجعل رسول الله -صلّى الله عليه- يمسحه عنه ويقول: قم يا أباتراب. (2)

5173. الحاكم : أنبأ أبوالفضل بن إبراهيم، أنبأ أحمد بن سلمة، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا عبدالعزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال:

استعمل على المدينة رجل من آل مروان، فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم

ص:207


1- (1) . صحيح مسلم 1874/4 - 1875 (2409)، و رواه عن السرّاج كلّ من ابن عساكر بإسنادين في تاريخ مدينة دمشق 17/42 - 18، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933)، والعاصمي في زين الفتى 450/2 (537). [2]
2- (2) . زين الفتى 447/2 - 450 (536). [3]

عليّاً رضي الله عنه. قال: فأبى سهل، فقال له: أمّا إذا أبيت فقل: لعن الله أباتراب. فقال سهل: ما كان لعلي رضي الله عنه اسم أحبّ إليه من أبي تراب، وإن كان ليفرح إذا دعي بها.

فقال له: أخبرنا عن قصّته لم سمّي أباتراب ؟ قال: جاء رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بيت فاطمة، فلم يجد عليّاً رضي الله عنه في البيت، فقال لها: أين ابن عمّك ؟ فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج ولم يقل عندي.

فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد. فجاءه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وهو مضطجع قد سقط رداءه عن شقّه فأصابه تراب، فجعل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يمسحه عنه ويقول: قم أباتراب، قم أباتراب. (1)

5174. الطبري: حدّثني محمّد بن عبيد المحاربي، قال: حدّثنا عبدالعزيز بن أبي حازم، عن أبيه، قال:

قيل لسهل بن سعد: إنّ بعض امراء المدينة يريد أن يبعث إليك تسبّ عليّاً عند المنبر، قال: أقول ماذا؟ قال: تقول: أباتراب، قال: والله ما سمّاه بذلك إلاّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

قال: قلت: وكيف ذاك يا أباالعبّاس ؟ قال: دخل علي على فاطمة، ثمّ خرج من عندها، فاضطجع في فَيء المسجد.

قال: ثمّ دخل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم على فاطمة، فقال لها: أين ابن عمّك ؟ فقالت: هو ذاك مضطجع في المسجد.

قال: فجاءه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ؛ فوجده قد سقط رداؤه عن ظهره، وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره، ويقول: اجلس أباتراب. فوالله ما سمّاه به إلاّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ووالله ما كان له اسم أحبّ إليه منه. (2)

ص:208


1- (1) . عنه البيهقي في السنن الكبرى 446/2، كتاب الصلاة، باب المسلم يبيت في المسجد، ومن طريقه الخوارزمي في المناقب ص 38 (6).
2- (2) . تاريخ الطبري 409/2، [1] حوادث السنة الثانية، غزوة ذات العشيرة.

5175. الطبراني: حدّثنا يحيى بن أيوّب، حدّثنا يحيى بن بكير، حدّثنا عبدالعزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد:

أنّ رجلاً أتاه فقال: هذا فلان - لأمير من امراء المدينة - يدعوك غداً، فتسبّ عليّاً عند المنبر، قال: فأقول ماذا؟ قال: تقول أبوتراب، فضحك سهل، ثمّ قال: والله ما سمّاه إيّاه إلاّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، والله ما كان اسم أحبّ إليه منه.

قال عبدالعزيز: فقال أبي: يا أباالعبّاس، كيف كان ذلك ؟ قال: دخل علي على فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ثمّ خرج فاضطجع في المسجد، فدخل النبيّ صلّى الله عليه و سلّم على فاطمة، فقال: أين ابن عمّك ؟ قالت: هو ذاك في المسجد، فخرج النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، فوجد رداءه قد سقط عن ظهره، وخلص التراب إلى ظهره، فجعل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يمسح التراب عن ظهره ويقول: اجلس أباتراب، اجلس أباتراب. والله ما كان له اسم أحبّ إليه منه، ما سمّاه إيّاه إلاّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم. (1)

5176. ابن أبي عاصم : حدّثنا يعقوب بن حميد، حدّثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد رضي الله عنه :

أنّ رجلاً أتاه فقال: إنّ فلاناً - لأمير من امراء المدينة - يدعوك فتسبّ عليّاً رضي الله عنه، قال: فضحك وقال: أقول ماذا؟ قال: تقول أبوتراب، وقال: ما سمّاه أبوتراب إلاّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، والله ما كان إليه اسم أحبّ إليه منه.

قال أبوحازم: فقلت: يا أباالعبّاس، كيف كان ذلك ؟ قال: فدخل علي على فاطمة -رضي الله عنهما- ثمّ خرج فاضطجع في المسجد، فدخل النبيّ صلّى الله عليه و سلّم عليها، قال: أين علي ؟ فقالت: هو ذا في المسجد. فخرج فوجد رداءه قد سقط عن ظهره، وخلص التراب إلى ظهره، فجعل النبيّ صلّى الله عليه و سلّم يمسح التراب عن ظهره ويقول: اجلس أباتراب. والله ما كان له من اسم أحبّ إليه منه، وما أسماه إيّاه إلاّ هو. (2)

ص:209


1- (1) . المعجم الكبير 167/6 - 168 (5879).
2- (2) . الآحاد والمثاني 150/1 (183).

5177. أبوزرعة : حدّثنا محمّد بن الصلت الكوفي، حدّثنا يحيى بن العلاء، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال:

قال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم لفاطمة: أين بعلك ؟ فقالت: وقع بيني وبينه كلام فخرج مغاضباً، فقال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم لرجل: أبصر لي عليّاً، فقال: يا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، هو ذا في المسجد، فأتاه النبيّ صلّى الله عليه و سلّم والريح يسفي عليه التراب، قال: قم يا أباتراب.

قال سهل: فوالله إن كان لأحبّ أسمائه. (1)

5178. ابن المغازلي: أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبدالوهّاب - بقراءته عليّ وأنا أسمع في ذي الحجّة من سنة خمس وثلاثين وأربعمئة -، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الخيوطي الحافظ ، قال: حدّثنا أبوعبدالله محمّد بن الحسين بن سعيد الزعفراني العدل الواسطي، قال: حدّثنا يحيى بن أبي طالب، قال: أخبرنا محمّد بن الصلت، حدّثنا يحيى بن العلاء، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال:

جاء النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى فاطمة عليها السلام فقال لها: أين بعلك وابن عمّك ؟ قال: فقالت: يا رسول الله، وقع بيني وبينه كلام فخرج مغاضباً. فقال لإنسان: أبلغ عليّاً. قال: هو ذلك في المسجد.

قال: فأتاه النبيّ صلّى الله عليه و سلّم والريح تسفي عليه التراب، فقال: قم أباتراب. (2)

5179. سعيد بن منصور : حدّثنا يعقوب بن عبدالرحمان الزهري، قال: حدّثني أبوحازم، عن سهل بن سعد:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم دخل على فاطمة فقال: أين ابن عمّك ؟ قالت: كان بيني وبينه كلام فخرج، فخرج رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فإذا هو نائم في ظلّ جدار المسجد وقد سقط الثوب عنه، فجعل النبيّ صلّى الله عليه و سلّم ينفض التراب عن جسده، ويقول له: يا أباتراب قم، يا أباتراب قم.

ص:210


1- (1) . عنه الطبراني في المعجم الكبير 202/6 - 203 (6010)
2- (2) . مناقب أهل البيت ص 58 (6).

قال سهل: فما كان اسم أحبّ إلى علي من أن يدعى به من أبي تراب. (1)

5180. ابن وهب : حدّثني يعقوب -يعني ابن عبدالرحمان-، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي، قال:

دخل رسول الله صلّى الله عليه و آله على فاطمة ابنته، فقال: أين ابن عمّك ؟ فقالت: يا رسول الله، كان بيني وبينه شيء فخرج. فطلبه النبيّ صلّى الله عليه و آله فوجده مضطجعاً في المسجد، وإذا ثوبه قد سقط عن ظهره وامتلأ ظهره تراباً، فطفق النبيّ صلّى الله عليه و آله يمسحه بيده ويقول: قم يا باتراب.

قال: فما كان لعلي عليه السلام اسم أحبّ إليه من ذلك الاسم. (2)

3. أبوالطفيل عامر بن واثلة

5181. أبوالقاسم البغوي: حدّثنا عبدالرحمان بن صالح، حدّثنا أبومالك الجنبي، عن عبدالله بن عطاء المكّي، عن أبي الطفيل، قال:

جاء النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وعلي عليه السلام نائم في التراب، فقال: أحقّ أسمائك أبوتراب، أنت أبوتراب. (3)

5182. الطبراني: حدّثنا أحمد بن يحيى الحلواني، قال: حدّثنا عبدالرحمان بن صالح الأزدي، قال: حدّثنا عمرو بن هاشم أبومالك الجنبي، عن عبدالله بن عطاء المكّي، عن أبي الطفيل، قال:

جاء النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وعلي رضي الله عنه قائم في التراب، فقال: إنّ أحقّ أسمائك أبوتراب، أنت أبوتراب. (4)

ص:211


1- (1) . عنه الدولابي بإسناده إليه في الكنى والأسماء 21/1 (58)، ومن طريقه ابن المغازلي في مناقب أهل البيت ص 58 - 59 (7).
2- (2) . عنه الكلابي بإسناده إليه في مناقب علي بن أبي طالب من مسنده - المطبوع في آخر مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام لابن المغازلي - ص 433 (14).
3- (3) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 18/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
4- (4) . المعجم الأوسط 434/1 (779).

4. عبدالرحمان بن أبي ليلى

5183. محمّد بن فضيل : عن يزيد، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى، قال:

بينما النبيّ صلّى الله عليه و سلّم عنده نفر من أصحابه، فأرسل إلى نسائه فلم يجد عند امرأة منهنّ شيئاً، فبينما هم كذلك إذ هم بعلي قد أقبل أشعث مغبراً، على عاتقه قريب من صاع من تمر قد عمل بيده، فقال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : مرحباً بالحامل والمحمول. ثمّ أجلسه فنفض عن رأسه التراب، ثمّ قال: مرحباً بأبي تراب. فقرّبه، فأكلوا حتّى صدروا، ثمّ أرسل إلى نسائه إلى كلّ واحدة منهنّ طائفة. (1)

5. عبدالله بن عبّاس

5184. الطبراني: حدّثنا محمود بن محمّد المروزي، حدّثنا حامد بن آدم المروزي، حدّثنا جرير، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال:

لمّا آخى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم بين أصحابه بين المهاجرين والأنصار، فلم يؤاخ بين علي بن أبي طالب وبين أحد منهم، خرج علي رضي الله عنه مغضباً حتّى أتى جدولاً من الأرض، فتوسّد (2)ذراعه فسف عليه الريح، فطلبه النبيّ صلّى الله عليه و سلّم حتّى وجده، فوكزه برجله، فقال له: قم، فما صلحت أن تكون إلاّ أباتراب، أغضبت عليّ حين واخيت بين المهاجرين والأنصار ولم اواخ بينك وبين أحد منهم ؟ أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ إنّه ليس بعدي نبي ؟ ألا من أحبّك حفّ بالأمن والإيمان، ومن أبغضك أماته الله ميتة الجاهليّة، وحوسب بعمله في الإسلام. (3)

6. عبدالله بن عمر

5185. أبوهشام الرفاعي: حدّثنا عبدالله بن محمّد الطهوي، عن ليث، عن مجاهد،

ص:212


1- (1) . عنه ابن أبي شيبة في المصنّف 372/6 (32088).
2- (2) . في الأصل: «فتسود».
3- (3) . المعجم الكبير 62/11 - 63 (11092)؛ المعجم الأوسط 435/8 (7890)، وعنه الخوارزمي في المناقب ص 39 (7).

عن ابن عمر، قال:

بينما أنا مع النبيّ صلّى الله عليه و سلّم في ظلّ بالمدينة وهو يطلب عليّاً رضي الله عنه إذا انتهينا إلى حائط ، فنظرنا فيه فنظر إلى علي وهو نائم في الأرض وقد اغبر، فقال: لا ألوم الناس يكنّونك أباتراب.... (1)

7. علي بن أبي طالب عليه السلام

5186. أبويعلى : حدّثنا سويد بن سعيد، حدّثنا زكريّا بن عبد الله بن يزيد الصهباني، عن عبدالمؤمن، عن أبي المغيرة، عن علي، قال:

طلبني رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فوجدني في جدول نائماً، فقال: قم، ما ألوم الناس يسمّونك أباتراب. (2)

8. عمّار بن ياسر

5187. ابن إسحاق : حدّثني يزيد بن محمّد بن خثيم المحاربي، عن محمّد بن كعب القرظي، عن محمّد بن خثيم أبي يزيد، عن عمّار بن ياسر، قال:

كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة، فلمّا نزلها رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وأقام بها رأينا اناساً من بني مدلج يعملون في عين لهم وفي نخل؛ فقال لي علي بن أبي طالب: يا أبااليقظان، هل لك في أن تأتي هؤلاء القوم فننظر كيف يعملون ؟ قال: قلت: إن شئت.

قال: فجئناهم، فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثمّ غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلي حتّى اضطجعنا في صور من النخل، وفي دقعاء من التراب فنمنا، فوالله ما أهبّنا (3)إلاّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يحرّكنا برجله، وقد تترّبنا من تلك الدقعاء الّتي نمنا فيها، فيومئذ قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لعلي بن أبي طالب: ما لك يا أباتراب ؟ لما يرى عليه من التراب. (4)

ص:213


1- (1) . عنه الطبراني في المعجم الكبير 321/12 (13549), من طريق محمّد بن عثمان بن أبي شيبة.
2- (2) . مسند أبي يعلى 402/1 - 403 (528), وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 54/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
3- (3) . أهبّنا: أيقظنا.
4- (4) . عنه ابن هشام في السيرة النبويّة 249/2 - 250، [2] غزوة العُشيرة، و الدولابي في الكنى والأسماء

5188. ابن إسحاق : عن يزيد بن محمّد بن خثيم، عن محمّد بن كعب، عن [محمّد بن] (1)خثيم أبي يزيد، عن عمّار بن ياسر:

أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم كنّى عليّاً رضي الله عنه بأبي تراب، فكانت من أحبّ كناه إليه. (2)

9. المنهال بن عمرو

5189. ابن شاهين : حدّثنا القاسم بن عبدالله بن عبدالرحمان الهمداني، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد التبعي، حدّثنا القاسم بن الحكم العرني، حدّثنا محمّد بن عبيدالله العرزمي، عن المنهال بن عمرو:

أنّه كان بين علي بن أبي طالب وبين فاطمة عليها السلام كلام، وأنّه هجرها فخرج من بيتها فأتى المسجد فنام في التراب، وأنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم طلبه فلم يجده، قال: فأتى بيت فاطمة -صلوات الله عليها- فلم يجده، فقال: لعلّ بينك وبينه شيء؟ قالت: نعم، غضب فخرج إلى المسجد. فأتى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم المسجد فإذا هو نائم في التراب، فقال له: يا أباتراب، ما نيمك في التراب ؟ والله لحجرة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم خير من التراب. فقام. (3)

ص:214


1- (1) . في الأصل: « زيد بن محمّد بن خثيم، عن حمد بن كعب، عن خثيم أبي يزيد» فصوّبناه.
2- (2) . عنه البزّار بإسناده إليه في البحر الزخّار 247/4 - 248 (1417), ومن طريقه الهيثمي في كشف الأستار 198/3 - 199 (2558).
3- (3) . فضائل فاطمة - المطبوع في مجموع فيه مصن [1]ّفات ابن شاهين - ص 40 (26)، و عنه ابن عساكر

10. ما ورد مرسلاً

5190. ابن إسحاق : وقد حدّثني بعض أهل العلم:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إنّما سمّى عليّاً أباتراب أنّه كان إذا عتب على فاطمة في شيء لم يكلّمها، ولم يقل لها شيئاً تكرهه، إلاّ أنّه يأخذ تراباً فيضعه على رأسه.

قال: فكان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إذا رأى عليه التراب عرف أنّه عاتب على فاطمة، فيقول: مالك يا أباتراب ؟ (1)

5191. ابن سعد :... وبذي العُشيرة كنّى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم علي بن أبي طالب أباتراب، وذلك أنّه رآه نائماً متمرّغاً في البوغاء، فقال: اجلس أباتراب. فجلس. 2

5192. ابن مندة : علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف أبوالحسن القرشي، ختن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وأخوه، وابن عمّه، وأبوسبطيه: الحسن والحسين، امّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف، كنّاه النبيّ صلّى الله عليه و سلّم أباتراب. 3

5193. أبونعيم : معرفة نسبة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، نسبه نسب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم... يكنّى أباالحسن، وكنّاه النبيّ صلّى الله عليه و سلّم أباتراب، ويكنّى أباقضم. 4

5194. العاصمي: أمّا ما كنّاه بهما الرسول عليه السلام فإحداهما أبوتراب، والاُخرى أبوالسبطين. 5

ص:215


1- (1) . عنه ابن هشام في السيرة [1]النبوّية 250/2، غزوة العشيرة.

5195. الخطيب : أميرالمؤمنين وابن عمّ خاتم النبيّين علي بن أبي طالب... يكنّى أباالحسن، وأباتراب. (1)

5196. ابن طلحة : أمّا كنيته فأبوالحسن، وأبوتراب. (2)

5197. الخوارزمي: كناه: أبوتراب، وأبوالحسن، وأبوالحسين، وأبومحمّد. (3)

5198. سبط ابن الجوزي: أمّا كنيته فأبوالحسن والحسين، وأبوقُصَم، وأبوتراب، وأبومحمّد. (4)

5199. ابن الجوزي: علي بن أبي طالب رضي الله عنه... يكنّى أباالحسن، وأباتراب. (5)

5200. الدولابي: كنية علي بن أبي طالب رضي الله عنه أبوالحسن، وأبوتراب. (6)

5201. ابن أبي الحديد : كان ابنه الحسن عليه السلام يدعوه في حياة رسول الله صلّى الله عليه و آله أباالحسين، ويدعوه الحسين عليه السلام أباالحسن، ويدعوان رسول الله صلّى الله عليه و آله أباهما، فلمّا توفّي النبيّ صلّى الله عليه و آله دعواه بأبيهما. (7)

5202. البلاذري: أمّا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فكان يكنّى أباالحسنين. (8)

ص:216


1- (1) . تاريخ بغداد 143/1، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]1)؛ المتّفق والمفترق 1622/3 (970)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 14/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933).
2- (2) . مطالب السؤول 59/1، الباب الأوّل، الفصل الثالث، في اسمه ولقبه وكنيته.
3- (3) . المناقب ص 38، الفصل الأوّل، في بيان أساميه وكناه.
4- (4) . تذكرة الخواصّ 125/1، الباب الأوّل، نسب أميرالمؤمنين عليه السلام. وسيأتي معنى «أبوقُصَم».
5- (5) . صفة الصفوة 162/1، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب (5).
6- (6) . الكنى والأسماء 21/1، ذكر المعروفين بالكنى من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 15/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]4933).
7- (7) . شرح نهج البلاغة 11/1، المقدّمة، القول في نسب أميرالمؤمنين علي عليه السلام.
8- (8) . أنساب الأشراف 345/2، ترجمة علي بن أبي طالب عليه السلام. [4]
2و3 و4. أبوالحسن وأبوالحسين وأبوالحسنين

برواية:

1. سعيد بن المسيّب---4. علي بن أبي طالب عليه السلام

2. سعيد بن وهب---5. ما ورد مرسلاً

3. عبدالمطّلب بن ربيعة

1. سعيد بن المسيّب

5203. مالك : عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب:

أنّ رجلاً من أهل الشام - يقال له ابن خيبري - وجد مع امرأته رجلاً فقتله، أوقتلهما معاً، فأشكل على معاوية بن أبي سفيان القضاء فيه، فكتب إلى أبي موسى الأشعري يسأل له علي بن أبي طالب عن ذلك، فسأل أبوموسى عن ذلك علي بن أبي طالب.

فقال له علي: إنّ هذا الشيء ما هو بأرضي، عزمت عليك لتخبرني، فقال له أبوموسى: كتب إليّ معاوية بن أبي سفيان أن أسألك عن ذلك.

فقال علي: أنا أبوحسن، إن لم يأت بأربعة شهداء فليعط برمّته. (1)

ص:217


1- (1) . الموطّأ 737/2 - 738، كتاب الأقضية (18)، [1] وعنه الشافعي في الاُمّ 45/6، كتاب جراح العمد، الرجل يجد مع امرأته رجلاً فيقتله، وفي مسنده ص 362 - 363، ومن كتاب الجنائز والحدود، والبيهقي في السنن الكبرى 231/8، كتاب الحدود، باب الشهود في الزنا, و ص 337، كتاب الأشربة والحدّ فيها، باب الرجل يجد مع امرأته الرجل فيقتله. قال ابن الأثير في النهاية 267/2 « [2]رمم»: ومنه حديث علي: «إن جاء بأربعة يشهدون وإلاّ دفع إليه برمّته»، الرمّة -بالضمّ - : قطعة حبل يشدّ بها الأسير أو القاتل إذا قيد إلى القصاص، أي يسلّم إليهم بالحبل الّذي شدّ به تمكيناً لهم منه لئلاّ يهرب، ثمّ اتّسعوا فيه حتّى قالوا: أخذت الشيء برمّته، أي كلّه. والحديث رواه الدولابي باختصار في الكنى والأسماء 22/1 (62)، والعاصمي في زين الفتى 322/1 (229)، [3] والبيهقي في السنن الكبرى 147/10، كتاب الشهادات، باب الشهادة في الزنا، وابن أبي شيبة في المصنّف 447/5 - 448 (27870).

5204. معمر : عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيّب، مثله. (1)

5205. عبدالرزّاق : عن ابن جريج والثوري، قالا: أخبرنا يحيى بن سعيد، قال: سمعت ابن المسيّب يقول:... فقال [علي عليه السلام ]: أنا أبوحسن القرم. (2)

2. سعيد بن وهب

5206. وكيع : حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب:

قال: خرج رجال سفر فصحبهم رجل فقدموا وليس معهم، قال: فاتّهمهم أهله، فقال شريح: شهودكم أنّهم قتلوا صاحبكم، وإلاّ حلفوا بالله ما قتلوه، فأتوا بهم عليّاً وأنا عنده، ففرّق بينهم فاعترفوا، فسمعت عليّاً يقول: أنا أبوالحسن القرم، فأمر بهم فقتلوا. (3)

3. عبدالمطّلب بن ربيعة

5207. أحمد : حدّثنا يعقوب وسعد [ابنا إبراهيم]، قالا: حدّثنا أبي، عن صالح، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب، أخبره أنّ عبدالمطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطّلب أخبره:

أنّه اجتمع ربيعة بن الحارث وعبّاس بن عبدالمطّلب، فقالا: والله لو بعثنا هذين الغلامين -فقال لي وللفضل بن عبّاس- إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فأمّرهما على هذه الصدقات، فأديّا ما يؤدّي الناس، وأصابا ما يصيب الناس من المنفعة.

ص:218


1- (1) . عنه عبدالرزّاق في المصنّف 434/9 (17916), وقوله: «مثله», أي مثل الحديث التالي.
2- (2) . المصنّف 433/9 - 434 (17915). [1] قال ابن الأثير في النهاية 49/4 « [2]قرم»: وفي حديث علي: «أنا أبوحسن القرم»، أي المقدّم في الرأي. والقرم: فحل الإبل، أي أنا فيهم بمنزلة الفحل في الإبل. قال الخطّابي: وأكثر الروايات «القوم» بالواو، ولا معنى له، وإنّما هو بالراء، أي المقدّم في المعرفة وتجارب الاُمور.
3- (3) . عنه ابن أبي شيبة في المصنّف 428/5 (27687), ومثله في السنن الكبرى للبيهقي 41/8، كتاب الجنايات، باب النفر يقتلون الرجل، مرسلاً عن أبي إسحاق.

فبينما هما في ذلك، جاء علي بن أبي طالب، فقال: ماذا تريدان ؟ فأخبراه بالّذي أرادا، قال: فلا تفعلا، فوالله ما هو بفاعل، فقال: لم تصنع هذا؟ فما هذا منك إلاّ نفاسة علينا، لقد صحبت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ونلت صهره، فما نفسنا ذلك عليك!

قال: فقال: أنا أبوحسن، أرسلوهما.... (1)

5208. ابن إسحاق : عن الزهري، عن محمّد بن عبدالله [بن الحارث بن نوفل]، عن [عبد] المطّلب بن ربيعة:

أنّ أباه (2)والعبّاس بن عبدالمطّلب اجتمعا مع كلّ واحد منهما ابنه، مع العبّاس الفضل، ومع ربيعة بن الحارث ابنه عبدالمطّلب، فقالا: ما يمنعنا أن نبعث هذين الفتيين إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فيستعملهما على بعض ما يستعمل عليه هؤلاء الناس، فإمّا ما يؤدّي إليه الناس، فيؤدّيان، وإمّا ما يصيب الناس من منفعة ذلك فيصيبنا.

قال: فبينما هما كذلك إذ أتى عليهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: ما يقول الشيخان ؟ فقالا: نقول لو بعثنا هذين الفتيين إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فاستعملهما على بعض ما يستعمل عليه هؤلاء الناس، فقال: لا، عليكما أن لا تفعلا، فإنّه ليس بفاعل.

فقالا: يا علي (3)-أو يا أباحسن -، ما نفسنا عليك قرابتك من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وصهرك

ص:219


1- (1) . مسند أحمد 166/4 (17519)، [1] ونحوه في الطبقات الكبرى لابن سعد 43/4، ترجمة عبدالمطّلب بن ربيعة ( [2]354)، والكنى والأسماء للدولابي 21/1 - 22 (59)، باختصار, وصحيح ابن حبّان 384/10 - 385 (4526)، وشرح معاني الآثار للطحاوي 300/3، كتاب وجوه الفيء، والسنن الكبرى للبيهقي 31/7، كتاب الصدقات، باب لا يأخذون من سهم العاملين بالعمالة شيئاً، وصحيح مسلم 754/2 (1072)، وسنن أبي داوود 203/3 (2985)، والمعجم الكبير للطبراني 55/5 (4566)، والأموال لأبي عبيد ص 339 - 341 (842)، وتاريخ المدينة لابن شبّة 641/2، ذكر فضل بني هاشم وغيرهم من قريش.
2- (2) . كان في الأصل: «محمّد بن عبدالله بن المطّلب بن ربيعة، عن أبيه أنّ أباه»، فصوّبناه حسب ترجمة عبدالمطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطّلب من تهذيب الكمال 278/18 (3512)، وما بين المعقوفات منه، ويقال له أيضاً: «المطّلب بن ربيعة»، انظر: تهذيب الكمال 77/28 (6004).
3- (3) . كان في الأصل: «يا أباعلي».

إيّاه فتنفس علينا أن يستعمل هذين الفتيين ؟ قال: فأيّ نفاسة عليكما! ولكنّي أعلم أنّه غير فاعل. ثمّ جمع رداءه فجلس عليه ثمّ قال حزناً: أنا أبوحسين - أو أنا أبوحسن - القرم. (1)

4. علي بن أبي طالب عليه السلام

5209. أبونعيم : اخبرت عن الحسين بن الحكم الحبري، حدّثني حسن بن الحسين العرني، حدّثني عيسى بن عبدالله بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي عليه السلام قال:

ما سمّاني الحسن والحسين يا أبة حتّى توفّي رسول الله صلّى الله عليه و آله، كانا يقولان لرسول الله صلّى الله عليه و آله : يا أبة، وكان الحسن يقول لي: يا أباالحسين، وكان الحسين يقول لي: يا أباالحسن. (2)

5. ما ورد مرسلاً

5210. أبوخيثمة : علي بن أبي طالب؛ أبوالحسن. (3)

5211. الهيثم بن عدي: علي بن أبي طالب؛ أبوالحسن. (4)

5212. أبونعيم : معرفة نسبة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، نسبه نسب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم... يكنّى أباالحسن، وكنّاه النبيّ صلّى الله عليه و سلّم أباتراب، ويكنّى أباقضم. (5)

5213. ابن طلحة : أمّا كنيته فأبوالحسن، وأبوتراب. (6)

ص:220


1- (1) . عنه ابن شبّة بإسناده إليه في تاريخ المدينة 641/2، ذكر فضل بني هاشم وغيرهم من قريش.
2- (2) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في المناقب ص 39 - 40 (8), ومقتل الحسين 106/1 - 107، الفصل السادس، [1] في فضائل الحسن والحسين عليهما السلام.
3- (3) . عنه ابن المغازلي بإسناده إليه في مناقب أهل البيت ص 56 (4).
4- (4) . عنه ابن عساكر بسنديه إليه في تاريخ مدينة دمشق 14/42، ترجمة علي بن أبي طالب (4933).
5- (5) . معرفة الصحابة 276/1 - 279، ذيل الحديث 289. [2] وسنذكر «أباقضم» ومعناه.
6- (6) . مطالب السؤول 59/1، الباب الأوّل، الفصل الثالث، في اسمه ولقبه.

5214. العاصمي: أمّا الكنية الّتي كنّاه بها والده وقد دعاه بها رسول الله -صلّى الله عليه- فإنّها أبوالحسن. (1)

5215. ابن أبي الحديد : كان ابنه الحسن عليه السلام يدعوه في حياة رسول الله صلّى الله عليه و آله أباالحسين، ويدعوه الحسين عليه السلام أباالحسن، ويدعوان رسول الله صلّى الله عليه و آله أباهما، فلمّا توفّي النبيّ صلّى الله عليه و آله دعواه بأبيهما. (2)

5216. الطبراني: علي بن أبي طالب رضي الله عنه... يكنّى أباالحسن. (3)

5217. الخطيب : أميرالمؤمنين وابن عمّ خاتم النبيّين علي بن أبي طالب... يكنّى أباالحسن وأباتراب. (4)

5218. الخطيب : علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف، يكنّى أباالحسن، وأباتراب. (5)

5219. المحبّ الطبري: لم يزل اسمه في الجاهليّة عليّاً، وكان يكنّى أباالحسن. (6)

5220. سبط ابن الجوزي: أمّا كنيته فأبوالحسن والحسين، وأبوقُصَم، وأبوتراب، وأبومحمّد. (7)

5221. الخوارزمي: كناه أبوتراب، وأبوالحسن، وأبوالحسين، وأبومحمّد. (8)

ص:221


1- (1) . زين الفتى 453/2، الفصل السادس، [1] في ذكر أسامي المرتضى عليه السلام.
2- (2) . شرح نهج البلاغة 11/1، المقدّمة، القول في نسب أميرالمؤمنين علي عليه السلام.
3- (3) . المعجم الكبير 92/1، في بداية ترجمة علي بن أبي طالب.
4- (4) . تاريخ بغداد 143/1، [2] في بداية ترجمة علي بن أبي طالب (1)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 14/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]4933).
5- (5) . المتّفق والمفترق 1622/3 (970).
6- (6) . الرياض النضرة 202/2، الباب الرابع، الفصل الثاني، في اسمه وكنيته.
7- (7) . تذكرة الخواصّ 125/1، الباب الأوّل، [4] نسب أميرالمؤمنين عليه السلام. وسيأتي معنى «أبوقُصَم».
8- (8) . المناقب ص 38، الفصل الأوّل، في بيان أساميه وكناه.

5222. مسلم : أبوالحسن علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب. (1)

5223. ابن عبدالبرّ : علي بن أبي طالب رضي الله عنه بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي القرشي الهاشمي، يكنّى أباالحسن. (2)

5224. ابن الأثير : علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب... وكنيته أبوالحسن. (3)

5225. ابن الجوزي: علي بن أبي طالب رضي الله عنه... يكنّى أباالحسن، وأباتراب. (4)

5226. ابن أبي الحديد : هو أبوالحسن علي بن أبي طالب -واسمه عبدمناف- بن عبدالمطّلب -واسمه شيبة- بن هاشم -واسمه عمرو- بن عبدمناف بن قصي، الغالب عليه من الكنية عليه السلام أبوالحسن. (5)

5227. الدولابي: كنية علي بن أبي طالب رضي الله عنه أبوالحسن، وأبوتراب. (6)

5228. الطبري: أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام... كان يكنّى أباالحسن. (7)

5229. خليفة : استشهد علي -رضوان الله عليه- بالكوفة... يكنّى أباالحسن. (8)

ص:222


1- (1) . الكنى والأسماء 213/1، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب (677).
2- (2) . الاستيعاب 1089/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]1855).
3- (3) . اسد الغابة 16/4، ترجمة علي بن أبي طالب.
4- (4) . صفة الصفوة 162/1، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب (5).
5- (5) . شرح نهج البلاغة 11/1، المقدّمة، القول في نسب أميرالمؤمنين علي عليه السلام.
6- (6) . الكنى والأسماء 21/1، ذكر المعروفين بالكنى من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 15/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933).
7- (7) . المنتخب من ذيل المذيّل - المطبوع في آخر تاريخ الطبري - 512/11، [3] ذكر من مات منهم أو قتل سنة أربعين.
8- (8) . الطبقات ص 30، ترجمة علي بن أبي طالب (6)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 7/42 - 8، ترجمة علي بن أبي طالب (4933).

5230. ابن أبي عاصم : علي بن أبي طالب... يكنّى أباالحسن رضي الله عنه. (1)

5. أبوالريحانتين

برواية: جابر بن عبدالله

5231. ابن الأعرابي: حدّثنا محمّد بن يونس، حدّثنا حمّاد بن عيسى الجهني - بالجحفة -، حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله، قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لعلي: سلام عليك أباالريحانتين، اوصيك بريحانتي من الدنيا من قبل أن ينهدّ ركناك، والله - عزّ وجلّ - خليفتي عليك.

فلمّا مات النبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال: هذا أحد الركنين الّذي قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فلمّا ماتت فاطمة قال: هذا الركن الثاني الّذي قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم. (2)

5232. القطيعي: حدّثنا محمّد بن يونس، قال: حدّثنا حمّاد بن عيسى الجهني، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لعلي بن أبي طالب: سلام عليك أباالريحانتين، [اوصيك بريحانتي] من الدنيا فعن قليل يذهب ركناك، والله خليفتي عليك.

فلمّا قبض النبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال علي: هذا أحد الركنين الّذي قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فلمّا ماتت فاطمة قال: هو الركن الآخر الّذي قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم. (3)

ص:223


1- (1) . الآحاد والمثاني 135/1، ذكر علي بن أبي طالب (4).
2- (2) . المعجم 241/1 - 242 (444) وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 166/14، ترجمة الحسين بن [1]علي (1566). [2]
3- (3) . فضائل الصحابة لأحمد 623/2 - 624 (1067)؛ [3] جزء الألف دينار ص 410 (269)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 166/14 - 167، ترجمة الحسين بن [4]علي (1566)، [5] وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ 361/2 - 362، الباب الحادي عشر، [6] في ذكر خديجة وفاطمة عليهما السلام، والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص 56، باب فضائل علي عليه السلام، [7] ذكر اسمه وكنيته.

5233. أبونعيم : حدّثنا أبوبكر بن خلاّد وأبوبحر محمّد بن الحسن، قالا: حدّثنا محمّد بن يونس الشامي، حدّثنا حمّاد بن عيسى الجهني، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال لعلي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - : سلام عليك أباالريحانتين، اوصيك بريحانتي من الدنيا خيراً، فعن قليل ينهدّ ركناك، والله خليفتي عليك.

قال: فلمّا قبض النبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال علي: هذا أحد الركنين الّذي قال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، فلمّا ماتت فاطمة - رضي الله تعالى عنها - قال علي رضي الله عنه : هذا الركن الّذي قال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم. (1)

5234. الكلاباذي: حدّثنا محمّد بن يعقوب البيكندي، قال: حدّثنا [محمّد بن يونس] الكديمي، قال: حدّثنا حمّاد بن عيسى غريق الجحفة - مطرت السماء بجحفة، وهو اسم موضع، حتّى غرق حمّاد بن عيسى -، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر، قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول لعلي بن أبي طالب قبل موته بثلاث: سلام عليك أباالريحانتين، اوصيك بريحانتي من الدنيا، فعن قليل ينهدّ ركناك، والله خليفتي عليك.

قال: فلمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال علي: هذا أحد ركني الّذي قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فلمّا ماتت فاطمة قال علي: هذا الركن الثاني الّذي قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم. (2)

ص:224


1- (1) . حلية الأولياء 201/3، ترجمة جعفر بن محمّد الصادق (236)، وعنه المتّقي في كنز العمّال 625/11 (33044)، والخوارزمي في مقتل الحسين 62/1 - 63 , الفصل الخامس, [1]في فضائل فاطمة الزهراء، [2] والمناقب ص 141 (160). و رواه الصالحاني, كما في توضيح الدلائل للشهاب الإيجي ص 162 (459), من طريق أبي موسى المديني وأبي نعيم وأبي علي الحدّاد, ثمّ قال: رواه الخطيب البغدادي.
2- (2) . عنه الحمّويي بإسناده إليه في فرائد السمطين 382/1 - 383 (314). و [3]رواه المتّقي في كنز العمّال 664/13 (37688) عن ابن النجّار, وورد الحديث في مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 361/3 , باب مناقب فاطمة الزهراء عليها السلام , فصل في وفاتها وزيارتها، [4] وكشف الغمّة للإربلي 135/1 , [5] ذكر الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام , ذكر كناه, كلا هما عن ابن مردويه. وأورده أبوالمظفّر السمعاني في الرسالة والنطنزي في الخصائص، كما في مناقب آل أبي طالب 361/3 , [6] والزمخشري في الفائق 185/1 « [7]جبن».
6. أبوالسبطين

برواية:

1. أنس بن مالك---3. عبدالله بن عبّاس

2. أبي ذرّ الغفاري---4. ما ورد مرسلاً

1. أنس بن مالك

5235. الخركوشي: عن أنس بن مالك، قال:

صعد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم المنبر فذكر قولاً كثيراً ثمّ قال: أين علي بن أبي طالب ؟ فوثب إليه فقال: ها أنا ذا يا رسول الله. فضمّه إلى صدره وقبّل بين عينيه وقال بأعلى صوته: معاشر المسلمين، هذا أخي وابن عمّي وختني، هذا لحمي ودمي وشعري، هذا أبوالسبطين الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة.... (1)

2. أبوذرّ الغفاري

5236. العاصمي: روى سعيد بن عبدالعزيز، عن مكحول، عن أبي ذرّ الغفاري، قال:

قدمت قافلة عبدالرحمان بن عوف الزهري من الشام إلى مكّة ومن مكّة إلى المدينة، وكان فيهم أبواُمامة الباهلي ومعاذ بن جبل، فجعل الناس يتذاكرون أبابكر وعمر، ومن بني اُميّة عثمان بن عفّان، ومن بني هاشم علي بن أبي طالب.

وذكر الحديث إلى أن قال: ثمّ قال النبي: أين علي بن أبي طالب ؟ فوثب إليه علي وقال: ها أنا ذا يا رسول الله. قال: ادن منّي. فدنا منه فضمّه النبيّ - صلّى الله عليه - إلى صدره وقبّل ما بين عينيه، ورأينا دموع عيني النبيّ - صلّى الله عليه - تجري على خدّيه ثمّ أخذ بيده وقال بأعلى صوته:

ص:225


1- (1) . عنه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص 92، باب فضائل علي عليه السلام، [1] ذكر لعنة الله والنبيّ صلّى الله عليه و سلّم على من أبغضه، والرياض النضرة 41/1 - 42، الباب الرابع, [2] فيما جاء مختصّاً بالأربعة الخلفاء.

معاشر المسلمين، هذا علي بن أبي طالب، هذا شيخ المهاجرين والأنصار، هذا أخي وابن عمّي وختني، هذا لحمي ودمي وشعري وبشري، هذا زوج ابنتي فاطمة سيّدة النسوان يوم القيامة، هذا أبوسبطي الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة.... (1)

3. عبدالله بن عبّاس

5237. الزينبي: عن الإمام محمّد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان (2)، حدّثنا أبومحمّد عبدالله بن يوسف بن بامويه الأصبهاني - بنيسابور -، عن حامد بن محمّد الهروي، عن علي بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن عكاشة، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سلمة، عن خصيف، عن مجاهد، قال:

قيل لابن عبّاس: ما تقول في علي بن أبي طالب ؟ فقال: ذكرت والله أحد الثقلين، سبق بالشهادتين، وصلّى القبلتين، وبايع البيعتين، واُعطي السبطين، وهو أبوالسبطين الحسن والحسين، وردّت عليه الشمس مرّتين بعد ما غابت عن الثقلين، وجرّد السيف تارتين، وهو صاحب الكرّتين، فمثله في الاُمّة مثل ذي القرنين، ذاك مولاي علي بن أبي طالب عليه السلام. (3)

4. ما ورد مرسلاً

5238. العاصمي: أمّا ما كنّاه بهما الرسول عليه السلام فإحداهما أبوتراب، والاُخرى أبوالسبطين. (4)

7. أبوقُصَم أو أبوقُضَم

في بعض المصادر «قُصَم»، وفي بعضها «قُضَم»، ولكلّ منهما وجه.

ص:226


1- (1) . زين الفتى 388/2 (511). [1]
2- (2) . مئة منقبة ص 143 - 144 , المنقبة الخامسة والسبعون.
3- (3) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في المناقب ص 329 - 330 (349).
4- (4) . زين الفتى 447/2، الفصل السادس، [2] في ذكر أسامي المرتضى عليه السلام.

برواية:

1. زهير بن معاوية---3. مسلمة بن علقمة

2. محمّد ابن الحنفيّة---4. المراسيل والأقوال

1. زهير بن معاوية

5239. الطبراني: حدّثنا عمرو بن أبي الطاهر، حدّثنا عبدالغفّار بن داوود الحرّاني، قال:

سمعت زهير بن معاوية وذكر عليّاً فدمعت عيناه وقال: كان علي يكنّى بأبي قضم (1). (2)

2. محمّد ابن الحنفيّة

5240. ابن إسحاق : عن عبدالله بن أبي بكر، عن عبدالرحمان بن أبي لبيبة، عن محمّد بن علي ابن الحنفيّة، قال:

لقد رأيت علي بن أبي طالب يوم الجمل يكنّى بأبي القصم (3). (4)

3. مسلمة بن علقمة

5241. ابن هشام : حدّثني مسلمة بن علقمة المازني، قال:

لمّا اشتدّ القتال يوم احد جلس رسول الله صلّى الله عليه و سلّم تحت راية الأنصار، وأرسل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إلى علي بن أبي طالب -رضوان الله عليه- أن قَدِّمِ الراية، فتقدّم علي، فقال: أنا

ص:227


1- (1) . قال ابن الأثير في النهاية 78/4 « [1]قضم»: القضم: الأكل بأطراف الأسنان، ومنه حديث علي رضي الله عنه : «كانت قريش إذا رأته قالت: احذروا الحطم، احذروا القضم»، أي الّذي يقضم الناس فيهلكهم.
2- (2) . عنه أبونعيم في معرفة الصحابة 96/1 (293). [2] وفي تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 12/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]4933): قال زهير بن معاوية: كان علي يكنّى أباقاسم، وفي هامشه: بالأصل: «قسم»، وفي نسخة «قصم»، وفي المختصر «قضم».
3- (3) . كان في الأصل: «يكنّى بأبي القاسم». قال ابن عساكر: كذا في هذه الرواية، ولعلّه: «يكنّيني بأبي القاسم»، فإنّ محمّد بن علي كان يكنّى بأبي القاسم. نقول: ويحتمل قويّاً أن يكون «القاسم» مصحّفاً عن «القصم»، فصوّبناه وأوردناه هنا.
4- (4) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 19/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [4]4933).

أبوالقَصَم - ويقال: أبوالقُصَم -، فناداه أبوسعد بن أبي طلحة، وهو صاحب لواء المشركين: أن هل لك يا أباالقُصَم في البراز من حاجة ؟ قال: نعم.... (1)

4. المراسيل والأقوال

5242. أبونعيم : معرفة نسبة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، نسبه نسب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم... يكنّى أباالحسن، وكنّاه النبيّ صلّى الله عليه و سلّم أباتراب، ويكنّى أباقضم. (2)

5243. سبط ابن الجوزي: أمّا كنيته فأبوالحسن والحسين، وأبوقُصَم، وأبوتراب، وأبومحمّد. (3)

5244. الباعوني: من أشهر أسمائه رضي الله عنه وأعرفها هو علي... ومنها أبوالقُصَم؛ لأنّه لمّا بارزه عمر بن عبدودّ قال: إليّ فأنا أبوالقُصَم....

وقيل: إنّما قال علي: أنا أبوالقصم؛ يوم بارز طلحة بن أبي طلحة صاحب لواء المشركين....

قال الإمام أبوالقاسم السهيلي: إنّما قال علي: أنا أبوالقصم؛ لقول أبي سعيد طلحة: أنا قاصم من يبارزني. (4)

5245. الخجندي: وكان يكنّى أباقصم. (5)

ص:228


1- (1) . السيرة النبويّة 77/3 - 78، [1] غزوة احد، وعنه الباعوني في جواهر المطالب 119/2، الباب الستّون، [2] في أسمائه عليه السلام.
2- (2) . معرفة الصحابة 95/1 , ذيل الحديث 289. [3]
3- (3) . تذكرة الخواصّ 125/1، الباب الأوّل، نسب أميرالمؤمنين عليه السلام.
4- (4) . جواهر المطالب 117/2 - 119، الباب الستّون، [4] في أسمائه عليه السلام، وقال: القصم جمع قصمة، وهي المعضلة المهلكة، وإنّما قال علي: «أنا أبوالقصم»، أي أبوالمعضلات... , وفي الآية 11 من سورة الأنبياء [5]من التنزيل الكريم الحميد: ( وَ كَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً )، وفيه أيضاً: ( لاَ انْفِصامَ لَها ) (البقرة/256)، [6] ذكره السهيلي رحمه الله في الروض الأنف. [462/5 , حديث وحشي].
5- (5) . عنه المحبّ الطبري في الرياض النضرة 204/2، الباب الرابع، الفصل الثاني، في اسمه وكنيته.
8. أبومحمّد

5246. سبط ابن الجوزي: أمّا كنيته فأبوالحسن والحسين، وأبوقصم، وأبوتراب، وأبومحمّد. (1)

5247. الخوارزمي: كناه: أبوتراب، وأبوالحسن، وأبوالحسين، وأبومحمّد. (2)

ص:229


1- (1) . تذكرة الخواصّ 125/1، الباب الأوّل، نسب أميرالمؤمنين عليه السلام.
2- (2) . المناقب ص 38، الفصل الأوّل، في بيان أساميه وكناه.

الباب السابع: نشأته وطفوليّته عليه السلام

برواية:

1. جابر بن عبدالله---6. مجاهد

2. زيد بن علي---7. محمّد بن كعب

3. العبّاس بن عبدالمطّلب---8. مطعم بن عدي

4. علي بن أبي طالب عليه السلام ---9. ما ورد مرسلاً

5. فاطمة بنت أسد

1. جابر بن عبدالله

5248. مالك : عن الزهري، عن عبدالرحمان بن سعيد، عن جابر بن عبدالله [الأنصاري]، قال:

سمعت عليّاً عليه السلام ينشد و رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يسمع:

أنا أخو المصطفى لا شكّ في نسبي مَعْهُ رُبيتُ وسبطاه هما ولدي

جدّي وجدّ رسول الله منفرد وفاطم زوجتي لا قول ذي فند

صدّقتُه وجميع الناس في بُهَم من الضلالة والإشراك والنَكَد

الحمد لله شكراً لا شريك له البَرُّ بالعبد والباقي بلا أمد

فقال له [رسول الله] صلّى الله عليه و سلّم : صدقت يا علي. (1)

ص:230


1- (1) . عنه القضاعي بإسناده إليه في دستور معالم الحكم ص 202 - 203 , الباب التاسع، [1] في المحفوظ من

2. زيد بن علي

5249. ابن أبي الحديد : روى الحسين بن زيد بن علي بن الحسين عليه السلام، قال: سمعت زيداً أبي عليه السلام يقول:

كان رسول الله يمضغ اللحمة والتمرة حتّى تلين، ويجعلهما في فم علي عليه السلام وهو صغير في حجره.... (1)

3. العبّاس بن عبدالمطّلب

5250. ابن أبي الحديد : روى الفضل بن عبّاس، قال:

سألت أبي [عبّاس بن عبدالمطّلب] عن ولد رسول الله صلّى الله عليه و آله الذكور، أيّهم كان رسول الله صلّى الله عليه و آله له أشدّ حبّاً؟ فقال: علي بن أبي طالب عليه السلام.

فقلت له: سألتك عن بنيه! فقال: إنّه كان أحبّ إليه من بنيه جميعاً وأرأف، ما رأيناه زايله يوماً من الدهر منذ كان طفلاً، إلاّ أن يكون في سفر لخديجة، وما رأينا أباً أبرّ بابن منه لعلي، ولا ابناً أطوع لأب من علي له. (2)

4. علي بن أبي طالب عليه السلام

5251. ابن أبي الحديد : [عن علي، قال]:

كنت أسمع الصوت وأبصر الضوء سنين سبعاً؛ و رسول الله صلّى الله عليه و آله حينئذ صامت ما أذن له في الإنذار والتبليغ. (3)

ص:231


1- (1) . شرح نهج البلاغة 200/13، شرح الخطبة 238.
2- (2) . شرح نهج البلاغة 200/13، شرح الخطبة 238.
3- (3) . شرح نهج البلاغة 15/1، المقدّمة، القول في نسب أميرالمؤمنين علي عليه السلام.

5. فاطمة بنت أسد

5252. الزمخشري: إنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم تولّى تسميته بعلي وتغذيته أيّاماً من ريقه المبارك بمصّه لسانه، فعن فاطمة بنت أسد امّ علي -رضي الله تعالى عنها- أنّها قالت: لمّا ولدته سمّاه عليّاً، وبصق في فيه، ثمّ إنّه ألقمه لسانه، فما زال يمصّه حتّى نام.

قالت: فلمّا كان من الغد طلبنا له مرضعة فلم يقبل ثدي أحد، فدعونا له محمّداً صلّى الله عليه و سلّم فألقمه لسانه فنام، فكان كذلك ما شاء الله -عزّ وجلّ -. (1)

6. مجاهد

5253. ابن إسحاق : حدّثني عبدالله بن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر أبي الحجّاج، قال:

كان من نعمة الله على علي بن أبي طالب وممّا صنع الله له وأراده به من الخير أنّ قريشاً أصابتهم أزمة (2)شديدة، وكان أبوطالب ذا عيال كثير، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم للعبّاس عمّه - وكان من أيسر بني هاشم - : يا عبّاس، إنّ أخاك أباطالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا إليه فلنخفّف عنه من عياله، آخذ من بنيه رجلاً وتأخذ أنت رجلاً فنكلهما عنه. فقال العبّاس: نعم.

فانطلقا حتّى أتيا أباطالب، فقالا له: إنّا نريد أن نخفّف عنك من عيالك حتّى ينكشف عن الناس ماهم فيه، فقال لهما أبوطالب: إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما (3).

فأخذ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عليّاً فضمّه إليه، وأخذ العبّاس جعفراً فضمّه إليه، فلم يزل علي مع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حتّى بعثه الله -تبارك وتعالى- نبيّاً، فاتّبعه علي رضي الله عنه وآمن به وصدّقه، ولم يزل جعفر عند العبّاس حتّى أسلم واستغنى عنه. (4)

ص:232


1- (1) . خصائص العشرة، كما عنه الحلبي في السيرة الحلبيّة 432/1، باب ذكر أوّل الناس إيماناً. [1]
2- (2) . الأزمْة والآزمة: الشدّة والضيقة، القحط .
3- (3) . في الأصل بعده: «قال ابن هشام: ويقال: عقيلاً وطالباً».
4- (4) . عنه ابن هشام في السيرة النبويّة 262/1 - 263، [2] ذكر أنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه أوّل ذكر أسلم، والحاكم في المستدرك 576/3 (6463)، والطبري في تاريخه 313/2، ذكر الخبر عمّا كان من أمر

7. محمّد بن كعب

5254. الأزجي: حدّثنا أبوبكر محمّد بن أحمد المفيد - بجرجرايا -، حدّثنا عبدالرحمان أحمد المهروي، حدّثنا أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمان، حدّثنا عمّي، عن عبدالعزيز بن محمّد، عن عمر -مولى غفرة-، عن محمّد بن كعب، قال:

رأى أبوطالب النبيّ صلّى الله عليه و آله يتفل في فيّ علي عليه السلام، فقال: ما هذا يا محمّد؟ قال: إيمان وحكمة.

فقال أبوطالب لعلي: يا بني، انصر ابن عمّك وآزره. (1)

8. مطعم بن عدي

5255. ابن أبي الحديد : روى جبير بن مطعم، قال:

قال أبي مطعم بن عدي لنا ونحن صبيان بمكّة: ألا ترون حبّ هذا الغلام -يعني عليّاً- لمحمّد واتّباعه له دون أبيه!؟ واللاّت والعزّى لوددت أنّه ابني بفتيان بني نوفل جميعاً! (2)

9. ما ورد مرسلاً

5256. ابن إسحاق : ذكر بعض أهل العلم أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكّة، وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفياً من أبيه أبي طالب، ومن جميع أعمامه وسائر قومه، فيصلّيان الصلوات فيها، فإذا أمسيا رجعا، فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا، ثمّ إنّ أباطالب عثر عليهما يوماً وهما يصلّيان، فقال لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم : يا ابن أخي، ما هذا الدين الّذي أراك تدين به ؟ قال: أي عمّ ، هذا دين الله، ودين ملائكته،

ص:233


1- (1) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في المناقب ص 132 (147).
2- (2) . شرح نهج البلاغة 201/13، شرح الخطبة 238.

ودين رسله، ودين أبينا إبراهيم -أو كما قال صلّى الله عليه و سلّم - بعثني الله به رسولاً إلى العباد، وأنت أي عمّ أحقّ من بذلت له النصيحة؛ ودعوته إلى الهدى، وأحقّ من أجابني إليه وأعانني عليه -، أو كما قال -.

فقال أبوطالب: أي ابن أخي، إنّي لا أستطيع أن افارق دين آبائي وما كانوا عليه، ولكن والله لا يخلص إليك بشيء تكرهه ما بقيت.

وذكروا أنّه قال لعلي: أي بني، ما هذا الدين الّذي أنت عليه ؟ فقال: يا أبت، آمنت بالله وبرسول الله، وصدّقته بما جاء به، وصلّيت معه لله واتّبعته. فزعموا أنّه قال له: أما إنّه لم يدعك إلاّ إلى خير فالزمه. (1)

5257. ابن أبي الحديد : ذكر أحمد بن يحيى البلاذري وعلي بن الحسين الأصبهاني:

أنّ قريشاً أصابتها أزمة وقحط ، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله لعمّيه حمزة والعبّاس: ألا نحمل ثقل أبي طالب في هذا المحلّ ؟ فجاؤوا إليه وسألوه أن يدفع إليهم ولده ليكفوه أمرهم.

فقال: دعوا لي عقيلاً وخذوا من شئتم -وكان شديد الحبّ لعقيل-، فأخذ العبّاس طالباً، وأخذ حمزة جعفراً، وأخذ محمّد صلّى الله عليه و آله عليّاً، وقال لهم: قد اخترت -من اختاره الله لي عليكم- عليّاً.

قالوا: فكان علي عليه السلام في حجر رسول الله صلّى الله عليه و آله منذ كان عمره ستّ سنين. (2)

ص:234


1- (1) . عنه ابن هشام في السيرة النبويّة 263/1 - 264، [1] ذكر أنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه أوّل ذكر أسلم، والطبري في تاريخه 313/2 - 314، ذكر الخبر عمّا كان من أمر نبيّ الله صلّى الله عليه و سلّم عند ابتداء الله تعالى ذكره إيّاه، والذهبي في تاريخ الإسلام [2](السيرة النبويّة) 137/2، [3] إسلام السابقين الأوّلين.
2- (2) . شرح نهج البلاغة 15/1، المقدّمة، القول في نسب أميرالمؤمنين علي عليه السلام.

الباب الثامن: صفاته عليه السلام الجسمانيّة

برواية:

1. أبي إسحاق---11. عبدالملك بن عمير

2. أبي رجاء العطاردي---12. عنبسة بن الأزهر

3. امّ سعد---13. قدامة بن عتّاب

4. أبي سعيد التيمي بيّاع الكرابيس---14. محمّد ابن الحنفيّة

5. سعيد الضبّي---15. محمّد بن سليم

6. سمّاك بن يزيد---16. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

7. سوادة بن حنظلة---17. مدرك أبي الحجّاج

8. عائشة بنت عبيد---18. أبي مسعود البدري

9. عامر الشعبي---19. أبي الوضيء القيسي

10. عبدالله بن مسعود---20. ما ورد مرسلاً

1. أبوإسحاق

5258. عبدالرزّاق : عن إسرائيل بن يونس، قال: أخبرني أبوإسحاق، قال:

خرجت مع أبي إلى الجمعة وأنا غلام، فلمّا خرج علي فصعد المنبر قال أبي: أي عمرو، قم، فانظر إلى أميرالمؤمنين.

قال: فقمت فإذا هو قائم على المنبر، وإذا هو أبيض الرأس واللحية، عليه إزار ورداء، ليس عليه قميص.

ص:235

قال: فما رأيته جلس على المنبر حتّى نزل عنه.

قلت لأبي إسحاق: فهل قنت ؟ قال: لا. (1)

5259. الواقدي: أخبرنا الثوري وإسرائيل وشيبان وقيس، عن أبي إسحاق، قال:

رأيت عليّاً أبيض اللحية والرأس. (2)

5260. ابن أبي الدنيا : حدّثني أحمد بن يحيى، قال: حدّثني بهلول الكندي، عن أبي إسحاق، قال:

كنت مع أبي يوم الجمعة فقال لي [أبي]: ألا اريك عليّاً أميرالمؤمنين ؟ قلت: بلى، فحملني، فرأيته على المنبر أصلع له بطن. (3)

5261. ابن أبي عاصم : حدّثنا أيّوب الوزّان، حدّثنا خلف بن تميم، حدّثنا أبوخيثمة - يعني زهيراً -، حدّثنا أبوإسحاق، قال:

رأيت عليّاً رضي الله عنه يخطب أبيض اللحية أجلح. (4)

5262. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا زهير [بن معاوية]:

عن أبي إسحاق أنّه صلّى مع علي الجمعة حين مالت الشمس، قال: فرأيته أبيض اللحية أجلح. (5)

5263. مطيّن : حدّثنا يوسف بن يعقوب الصفّار، حدّثنا حمد بن خالد الخيّاط ، عن ابن أبي ذئب، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، قال:

ص:236


1- (1) . المصنّف 189/3 - 190 (5267)، وعنه الطبراني بإسناده إليه في المعجم الكبير 93/1 (155).
2- (2) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 18/3، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام.
3- (3) . مقتل أميرالمؤمنين ص 71 (62). [2]
4- (4) . الآحاد والمثاني 138/1 (157).
5- (5) . الطبقات الكبرى 18/3، ترجمة علي بن أبي طالب [3] (3)، ذكر صفته عليه السلام.

رأيت عليّاً رضي الله عنه على المنبر أبيض الرأس واللحية. (1)

5264. ابن أبي عاصم : حدّثنا أبوموسى، حدّثنا عبدالرحمان بن مهدي، حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، قال:

رأيت عليّاً رضي الله عنه أبيض الرأس واللحية.

قال سفيان: أو ذكر أحدهما. (2)

5265. ابن أبي عاصم : حدّثنا أبوكامل الفضل بن حسين، حدّثنا الفضل بن سليمان حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، قال:

رأيت عليّاً عليه السلام أصفر الرأس واللحية. (3)

5266. ابن سعد : أخبرنا مؤمّل بن إسماعيل وقبيصة بن عقبة، قالا: أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، قال:

رأيت عليّاً أبيض الرأس واللحية. (4)

5267. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق، قال:

رأيت عليّاً أصلع أبيض اللحية، رفعني أبي. (5)

5268. وكيع : أخبرني شريك، عن أبي إسحاق:

أنّ عليّاً رضي الله عنه لمّا تزوّج فاطمة -رضي الله عنها- قالت للنبيّ صلّى الله عليه و سلّم : زوّجتنيه اعيمش عظيم البطن. فقال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : لقد زوّجتكه وإنّه لأوّل أصحابي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً. (6)

ص:237


1- (1) . عنه الطبراني في المعجم الكبير 93/1 (154).
2- (2) . الآحاد والمثاني 136/1 (153).
3- (3) . الآحاد والمثاني 136/1 (152).
4- (4) . الطبقات الكبرى 18/3، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام.
5- (5) . الطبقات الكبرى 18/3، ترجمة علي بن أبي طالب [2] (3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام.
6- (6) . عنه عبدالرزّاق في المصنّف 490/5 (9783).

5269. أحمد وابن معين : حدّثنا حجّاج، قال: سمعت شعبة يقول:

سألت أباإسحاق؛ قلت: أنت أكبر أم الشعبي ؟ قال: الشعبي أكبر منّي بسنة أو سنتين.

قال: وقد رأى أبوإسحاق عليّاً وكان يصفه لنا: عظيم البطن أجلح. (1)

5270. أبوالقاسم البغوي: حدّثنا الحسين بن حمّاد سجّادة، قال: حدّثنا علي بن عابس، عن أبي إسحاق:

قال أبي: يا بني، تريد أن اريك أميرالمؤمنين -يعني عليّاً- ؟ قلت: نعم، فرفعني على يديه، فإذا أنا برجل أبيض الرأس واللحية، أصلع، عظيم البطن، عريض ما بين المنكبين. (2)

5271. ابن أبي الدنيا : حدّثني محمّد بن عبّاد بن موسى، حدّثنا زيد بن الحباب، عن محمّد بن جابر، عن أبي إسحاق، قال:

رأيت عليّاً أبيض الرأس واللحية، وعليه قميص قهز وإزار ذبيني، الرداء فوق القميص، والقميص من فوق الإزار. (3)

5272. معمر : عن أبي إسحاق، قال:

رأيت عليّاً رضي الله عنه أبيض الرأس واللحية، وعليه إزار ورداء. (4)

5273. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه أبي إسحاق، قال:

رأيت عليّاً، فقال لي أبي: قم يا عمرو فانظر إلى أميرالمؤمنين، فقمت إليه، فلم أره يخضب لحيته، ضخم اللحية. (5)

ص:238


1- (1) . رواه أبونعيم في معرفة الصحابة 97/1 (297), [1] بإسناده إلى أحمد، والطبراني في المعجم الكبير 94/1 (195), بإسناده إلى ابن معين.
2- (2) . عنه القطيعي في زياداته على فضائل الصحابة لأحمد 555/2 (934). [2]
3- (3) . مقتل أميرالمؤمنين ص 71 - 72 (64). [3]
4- (4) . عنه الطبراني في المعجم الكبير 93/1 (153), من طريق عبدالرزّاق.
5- (5) . الطبقات الكبرى 18/3، ترجمة علي بن أبي طالب [4] (3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام.

5274. أبوالحسن البغوي: حدّثنا أبونعيم، حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، قال:

رأيت عليّاً رضي الله عنه، قال: قال لي أبي: يا عمرو، فانظر إلى أميرالمؤمنين، فلم أره خضب لحيته، ضخم الرأس. (1)

2. أبورجاء العطاردي

5275. أبونعيم : حدّثنا أبوعمرو بن حمدان، حدّثنا أحمد بن الحسين الموصلي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الفضيل، حدّثنا إبراهيم بن هراسة، حدّثنا جرير بن حازم، عن أبي رجاء، قال:

رأيت عليّاً أشعر أحمر. (2)

5276. إبراهيم الجوهري: حدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا جرير بن حازم، عن أبي رجاء العطاردي، قال:

رأيت علي بن أبي طالب رجلاً ربعة، ضخم البطن، عظيم اللحية، قد ملأت [لحيته] صدره، في عينه خفش، أصلع شديد الصلع، كثير شعر الصدر والكتفين؛ كأنّما اجتاب إهاب شاة. (3)

5277. ابن سعد : أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، قال: أخبرنا أبي، قال: سمعت أبارجاء قال:

رأيت عليّاً أصلع، كثير الشعر، كأنّما اجتاب إهاب شاة. (4)

ص:239


1- (1) . عنه الطبراني في المعجم الكبير 93/1 (152).
2- (2) . معرفة الصحابة 97/1 (302). [1]
3- (3) . عنه ابن أبي الدنيا في مقتل أميرالمؤمنين ص 67 (55). [2]
4- (4) . الطبقات الكبرى 18/3، ترجمة علي بن أبي طالب [3] (3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام.

5278. ابن أبي عاصم : حدّثنا يوسف بن حمّاد المعني، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا أبي، قال: سمعت أبارجاء العطاردي قال:

رأيت عليّاً رضي الله عنه شيخاً أصلع، كثير الشعر؛ كأنّها اقتاب إهاب شاة. (1)

5279. عبدان الأهوازي: حدّثنا يوسف بن حمّاد المعني، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا أبي، عن أبي رجاء العطاردي، قال:

رأيت عليّاً رضي الله عنه مسمناً، أصلع الشعر؛ كأنّ بجانبه إهاب شاة. (2)

3. امّ سعد

5280. ابن إسحاق : عن سعد بن عبدالرحمان بن أبي أيّوب، قال:

كنت في حجر جدّتي [امّ سعد] امّ أبي ابنة سعد بن الربيع -وكانت عند زيد بن ثابت- فسمعتها تقول: قد رأيتني وأنا جارية شابّة في مال لنا بالأسواف و رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عندنا في نفر من أصحابه، إذ قال لنا رسول الله: ليدخلنّ عليكم الآن رجل من أهل الجنّة. ثمّ ثنّى رسول الله ظهره، ثمّ قال: كن عليّاً.

قالت: فطلع علي يفرج عنه له الجريد، والّذي نفس امّ سعد بيده لكأنّ وجهه ليلة البدر. (3)

4. أبوسعيد التيمي بيّاع الكرابيس

5281. عبدالله بن أحمد وأبوالقاسم البغوي: حدّثنا سويد بن سعيد، قال: حدّثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن أبي سعيد التيمي، قال:

ص:240


1- (1) . الآحاد والمثاني 138/1 (159).
2- (2) . عنه الطبراني في المعجم الكبير 95/1 (161)، ومن طريقه أبونعيم في معرفة الصحابة 97/1 (301), [1] إلاّ أنّ فيه: «رأيت عليّاً شيخاً أصلع».
3- (3) . عنه ابن أبي الدنيا بإسناده إليه في مقتل أميرالمؤمنين ص 69 (60). [2]

كنّا نبيع الثياب على عواتقنا ونحن غلمان في السوق، فإذا رأينا عليّاً قد أقبل قلنا: بوذا شكنب. فقال علي: ما يقولون ؟ فقيل له: يقولون: عظيم البطن. قال: أجل أعلاه علم وأسفله طعام. (1)

5282. ابن سعد : أخبرنا عمرو بن عاصم، قال: أخبرنا همّام بن يحيى، عن محمّد بن جحادة، قال: حدّثني أبوسعيد بيّاع الكرابيس:

أنّ عليّاً كان يأتي السوق في الأيّام فيسلّم عليهم، فإذا رأوه قالوا: بوذا شكنب أمذ، قيل له: إنّهم يقولون: إنّك ضخم البطن، فقال: إنّ أعلاه علم وأسفله طعام. (2)

5283. البلاذري: حدّثني بكر بن الهيثم، حدّثنا عمرو بن عاصم، عن همام، عن محمّد بن جحادة، أخبرني أبوسعيد بيّاع الكرابيس:

أنّ عليّاً كان يأتي السوق في الأيّام فيسلّم عليهم، فإذا رأوه قالوا: بزرك أشكنب آمد. فقيل له: إنّهم يقولون: إنّك ضخم البطن. فيقول: أعلاه علم وأسفله طعام. (3)

5. سعيد الضبّي

5284. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا رزام بن سعيد الضبّي، قال:

سمعت أبي ينعت عليّاً، قال: كان رجلاً فوق الربعة، ضخم المنكبين، طويل اللحية، وإن شئت قلت - إذا نظرت إليه - : هو آدم، وإن تبيّنته من قريب قلت: أن يكون أسمر أدنى من أن يكون آدم. (4)

5285. أبونعيم : حدّثنا أبوعمرو بن حمدان، حدّثنا أحمد بن الحسين، حدّثنا جعفر بن

ص:241


1- (1) . فضائل الصحابة لأحمد 556/2 (935) [1] من زيادة ابنه عبدالله، و رواه أبوالقاسم البغوي في معجم الصحابة 359/4 (1814).
2- (2) . الطبقات الكبرى 19/3، ترجمة علي بن أبي طالب [2] (3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام.
3- (3) . أنساب الأشراف 366/2 - 367، [3] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
4- (4) . الطبقات الكبرى 19/3، ترجمة علي بن أبي طالب [4] (3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام.

محمّد بن الفضيل، حدّثنا أبونعيم، حدّثنا رزام بن سعيد، قال:

سمعت أبي ينعت عليّاً، قال: كان رجلاً عظيماً طويل اللحية، إن شئت قلت - إذا نظرت إليه - : لآدم، وإن تبيّنته من قريب قلت: أن يكون أسمر أدنى من أن يكون آدم. (1)

5286. البلاذري: حدّثنا عمرو بن محمّد، حدّثنا أبونعيم، حدّثنا رزام الضبّي، قال:

نعت أبي عليّاً فقال: كان فوق الربعة، ضخم المنكبين، طويل اللحية، إن شئت قلت - إذا نظرت إليه - : هو آدم، وإن تبيّنته من قرب قلت: هو إلى أن يكون أسمر أدنى منه أن يكون آدم. (2)

6. سمّاك بن يزيد

5287. ابن أبي شيبة : حدّثنا عبدالرحمان بن مهدي، عن زمعة، عن ابن طاووس، عن سمّاك بن يزيد، قال:

كان علي يأخذ من لحيته ممّا يلي وجهه. (3)

7. سوادة بن حنظلة

5288. عبدالله بن أحمد : حدّثنا سفيان بن فروخ، قال: حدّثنا أبوهلال، حدّثنا سوادة بن حنظلة، قال:

رأيت عليّاً أصفر اللحية. (4)

5289. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين وعفّان بن مسلم وسليمان بن حرب، قالوا: أخبرنا أبوهلال، قال: حدّثني سوادة بن حنظلة القشيري، قال:

ص:242


1- (1) . معرفة الصحابة 98/1 (304). [1]
2- (2) . أنساب الأشراف 366/2، [2] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
3- (3) . المصنّف 226/5 (25471)، و [3]رواه ابن عبدالبرّ في الاستذكار 317/4، ذيل الحديث 856 مرسلاً.
4- (4) . فضائل الصحابة لأحمد 556/2 (936). [4]

رأيت عليّاً أصفر اللحية. (1)

5290. أبوالشيخ : حدّثنا أبوالحريش وأبويعلى، قالا: حدّثنا شيبان، حدّثنا أبوهلال، حدّثنا سوادة بن حنظلة، قال:

رأيت علي بن أبي طالب أصفر اللحية. (2)

5291. ابن أبي عاصم : حدّثنا هدبة بن خالد، حدّثنا أبوهلال، عن سوادة بن حنظلة، قال:

رأيت عليّاً رضي الله عنه أصفر الرأس واللحية. (3)

8. عائشة بنت عبيد

5292. ابن أبي الدنيا : حدّثني العبّاس بن هشام بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، قال: حدّثتني امّي عائشة بنت عبيد، قالت:

رأيت علي بن أبي طالب فرأيت رجلاً ربعة، عظيم البطن، بعيد ما بين المنكبين، عظيم الهامّة، أخفش العين أرشح. (4)

9. عامر الشعبي

5293. ابن سعد : أخبرنا شهاب بن عبّاد العبدي، قال: أخبرنا إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل، عن عامر، قال:

ما رأيت رجلاً قطّ أعرض لحية من علي، قد ملأت ما بين منكبيه بيضاء. (5)

ص:243


1- (1) . الطبقات الكبرى 18/3، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- (2) . عنه أبونعيم في معرفة الصحابة98/1 (306)، [2] وقال: قال الشيخ رحمه الله : لم يصفه بالخضاب غيره، ويشبه أن يكون قد خضب مرّة واحدة.
3- (3) . الآحاد والمثاني 136/1 (151)، وقال: ولا نعلم أحداً وصف عليّاً رضي الله عنه بالخضاب إلاّ هذا، ولعلّه أن يكون غيّر مرّة فرآه كذلك.
4- (4) . مقتل أميرالمؤمنين ص 71 (63). [3]
5- (5) . الطبقات الكبرى 18/3، ترجمة علي بن أبي طالب [4] (3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام.

5294. الحاكم : حدّثنا أبوعبدالله محمّد بن عبدالله الزاهد الأصبهاني، حدّثنا أحمد بن يونس الضبّي، حدّثنا جعفر بن عون، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال:

سمعت الشعبي وسئل: هل رأيت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟ قال: رأيته أبيض الرأس واللحية.... (1)

5295. أبوالشيخ : حدّثنا حاجب بن أبي بكر، حدّثنا أحمد بن محمّد الصيرفي، حدّثنا عمرو بن عبدالغفّار، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد ومالك بن مغول أنّهما سمعا الشعبي يقول:

رأيت علي بن أبي طالب يخطب على المنبر شيخاً مربوعاً، أسمر، أبلج، أصلع، له ضفيرتان، أبيض الرأس واللحية، له لحية قد ملأت ما بين منكبيه. (2)

5296. الطبراني: حدّثنا معاذ بن المثنّى، حدّثنا مسدّد، حدّثنا يحيى بن سعيد.

حيلولة: وحدّثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري، قال (3): حدّثنا أبوصالح الحرّاني، قال: قال وكيع: كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال:

رأيت عليّاً رضي الله عنه على المنبر أبيض اللحية، قد ملأت ما بين منكبيه.

زاد يحيى بن سعيد في حديثه: على رأسه زغيبات. (4)

5297. ابن أبي عاصم : حدّثنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا إسماعيل، عن الشعبي، قال:

رأيت عليّاً رضي الله عنه أبيض الرأس واللحية، قد اخذت ما بين منكبيه، أصلع على رأسه زغيبات. (5)

ص:244


1- (1) . المستدرك 365/4 (8087).
2- (2) . عنه أبونعيم في معرفة الصحابة 97/1 - 98 (303). [1]
3- (3) . في الأصل: «قالا».
4- (4) . المعجم الكبير 94/1 (157).
5- (5) . الآحاد والمثاني 137/1 (154).

5298. ابن سعد : أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال:

رأيت عليّاً وكان عريض اللحية، وقد أخذت ما بين منكبيه، أصلع على رأسه زغيبات. (1)

5299. ابن أبي الدنيا : حدّثني أبوهريرة الصيرفي، حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال:

رأيت عليّاً يخطب الناس أبيض الرأس واللحية، عظيم البطن، قد أخذت لحيته ما بين منكبيه، أصلع على رأسه زغيبات. (2)

5300. ابن سعد : أخبرنا عبيدالله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر، قال:

رأيت عليّاً ورأسه ولحيته بيضاوان كأنّهما قطن. (3)

5301. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا شريك، عن جابر، عن عامر، قال:

كان علي يطردنا من الرحبة ونحن صبيان، أبيض الرأس واللحية. (4)

5302. ابن أبي عاصم : حدّثنا يوسف بن حمّاد، حدّثنا أبوعبدالصمد، حدّثنا جابر، عن الشعبي، قال:

رأيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه ورأسه ولحيته كأنّهما قطنة بيضاء. (5)

5303. الشافعي: حدّثنا سفيان، عن مطرف، عن الشعبي، قال:

ص:245


1- (1) . الطبقات الكبرى 18/3، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- (2) . مقتل أميرالمؤمنين ص 68 (57). [2]
3- (3) . الطبقات الكبرى 19/3، ترجمة علي بن أبي طالب [3] (3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام.
4- (4) . الطبقات الكبرى 18/3، ترجمة علي بن أبي طالب [4] (3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام.
5- (5) . الآحاد والمثاني 139/1 (163).

رأيت عليّاً رضي الله عنه أخرج ذراعاً له شعر. فقال: لا خير يهزها له. (1)

10. عبدالله بن مسعود

5304. ابن أبي عاصم : حدّثنا أبوبكر بن نافع، حدّثنا اميّة بن خالد، حدّثنا أبومحصن، حدّثنا شعبة - قال مرّة: - عن عمرو بن دينار - وقال [اخرى]: عن رجل -، عن أبي الطفيل، قال:

فذكرت لابن مسعود رضي الله عنه قول علي، فقال: أ لم تر إلى رأسه كالطست وإنّما حوله كالحفاف ؟ (2)

5305. الساجي: حدّثنا أبوبكر بن نافع، حدّثنا اميّة بن خالد، حدّثنا شعبة، عن عمرو، عن أبي الطفيل... مثله. (3)

11. عبدالملك بن عمير

5306. أبوخيثمة : حدّثنا جرير، عن عبدالملك بن عمير، قال:

رأيت عليّاً أبيض اللحية. (4)

5307. السرّاج : حدّثنا يوسف بن موسى، حدّثنا جرير، عن عبدالملك بن عمير، قال:

رأيت علي بن أبي طالب أبيض الرأس واللحية. (5)

12. عنبسة بن الأزهر

5308. ابن بكير : عن عنبسة بن الأزهر -وكان على قضاء جرجان وكان من

ص:246


1- (1) . عنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 138/1 (158).
2- (2) . الآحاد والمثاني 137/1 (155)، وعنه أبونعيم بإسناده إليه في معرفة الصحابة 97/1 (300)، [1] وفيه: «حدّثنا شعبة، عن عمرو، عن أبي الطفيل».
3- (3) . عنه الطبراني في المعجم الكبير 95/1 (160).
4- (4) . عنه ابن أبي الدنيا في مقتل أميرالمؤمنين ص 68 (58). [2]
5- (5) . عنه أبونعيم بإسناده إليه في معرفة الصحابة 97/1 (298). [3]

بني عامر بن ذهل- قال:

إنّما منع عليّاً أن يخضب قول رسول الله -صلّى الله عليه- : يخضب هذه من هذه -ووضع يده على هامته-. (1)

13. قدامة بن عتّاب

5309. ابن سعد : أخبرنا عفّان بن مسلم، قال: أخبرنا أبوعوانة، عن مغيرة، عن قدامة بن عتّاب، قال:

كان علي ضخم البطن، ضخم مشاشة المنكب، ضخم عضلة الذراع، دقيق مستدقّها، ضخم عضلة الساق، دقيق مستدقّها.... (2)

5310. إبراهيم الجوهري: حدّثنا عفّان، حدّثنا أبوعوانة، عن مغيرة، عن قدامة بن عتّاب، قال:

كان علي ضخم البطن، ضخم مشاشة المنكب، ضخم عضلة الذراع، دقيق مستدقّها، ضخم عضلة الساق، دقيق مستدقّها. (3)

14. محمّد ابن الحنفيّة

5311. أبوالقاسم البغوي: حدّثنا [إسماعيل] بن سلمان، عن أبي عمر البزّار، عن ابن الحنفيّة، قال:

اختضب علي مرّة بالحناء. (4)

ص:247


1- (1) . عنه ابن أبي الدنيا بإسناده إليه في مقتل أميرالمؤمنين ص 68 (59). [1]
2- (2) . الطبقات الكبرى 19/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام، وعنه البلاذري في أنساب الأشراف 365/2، [3] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 23/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [4]4933).
3- (3) . عنه ابن أبي الدنيا في مقتل أميرالمؤمنين ص 67 (56). [5]
4- (4) . معجم الصحابة 359/4 (1813).

5312. ابن سعد : أخبرنا عبدالله بن نمير وأسباط بن محمّد، عن إسماعيل بن سلمان الأزرق، عن أبي عمر البزّار، عن محمّد ابن الحنفيّة، قال:

خضب علي بالحناء مرّة ثمّ تركه. (1)

5313. السرّاج : حدّثنا زياد بن أيّوب، حدّثنا أسباط ، حدّثنا إسماعيل بن سلمان، عن أبي عمر، عن محمّد بن علي ابن الحنفيّة، قال:

اختضب علي رضي الله عنه بالحناء مرّة ثمّ ترك. (2)

15. محمّد بن سليم

5314. أبوبكر الشافعي: حدّثنا معاذ بن المثنّى، قال: حدّثنا داوود بن عمرو، حدّثنا عبدالرحيم بن موسى الناجي -وكان فاضلاً-، قال: حدّثنا محمّد بن سليم، قال:

رأيت عليّاً -كرّم الله وجهه- أصفر اللحية. (3)

16. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

5315. الواقدي: أخبرنا أبوبكر بن عبدالله بن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي فروة، قال:

سألت أباجعفر محمّد بن علي، قلت: ما كانت صفة علي ؟ قال: رجل آدم شديد الأدمة، ثقيل العينين، عظيمهما، ذو بطن، أصلع، إلى القصر أقرب. (4)

ص:248


1- (1) . الطبقات الكبرى 18/3، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- (2) . عنه أبونعيم بإسناده إليه في معرفة الصحابة 98/1 (307). [2]
3- (3) . عنه الخطيب بإسناده إليه في تلخيص المتشابه 116/1، ترجمة محمّد بن سليم (172).
4- (4) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 19/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام، ومن طريقه الطبري في تاريخه 153/5، [4] حوادث سنة أربعين، ذكر الخبر عن صفته، والخطيب في تاريخ بغداد 145/1، ترجمة علي بن أبي طالب ( [5]1)، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 24/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [6]4933)، وأبونعيم في معرفة الصحابة 97/1 (294). [7]

17. مدرك أبوالحجّاج

5316. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا سلمة بن رجاء التيمي، عن مدرك أبي الحجّاج، قال:

رأيت في عيني علي أثر الكحل. (1)

5317. ابن أبي الدنيا : حدّثني محمّد بن فراس الضبعي، حدّثنا عبدالله بن داوود، حدّثنا مدرك أبوالحجّاج، قال:

رأيت علي بن أبي طالب يخطب، وكان من أحسن الناس وجهاً. (2)

5318. عبدالله بن أحمد : حدّثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا عبدالله بن داوود، عن مدرك أبي الحجّاج، قال:

رأيت عليّاً له وفرة، واُتي بصبيّ فبرك عليه، ومسح على رأسه. (3)

5319. أبوالشيخ : حدّثنا محمّد بن سليمان، حدّثنا نصر بن علي، حدّثنا ابن داوود، حدّثنا مدرك، قال:

رأيت عليّاً رضي الله عنه له وفرة، وكان من أحسن الناس وجهاً. (4)

5320. ابن أبي الدنيا : حدّثني أبوهريرة، حدّثنا عبدالله بن داوود، حدّثنا مدرك أبوالحجّاج، قال:

رأيت علي بن أبي طالب يخطب، وكان من أحسن الناس وجهاً. (5)

ص:249


1- (1) . الطبقات الكبرى 19/3، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- (2) . مقتل أميرالمؤمنين ص 71 (61). [2]
3- (3) . فضائل الصحابة لأحمد 556/2 (937). [3]
4- (4) . عنه أبونعيم في معرفة الصحابة 97/1 (299). [4]
5- (5) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 25/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [5]4933).

18. أبومسعود البدري

5321. أبوبكر الشافعي: نبّأنا محمّد بن الفضل الفسطائي، قال: نبّأنا محمّد بن عبدالرحمان العنبري، قال: حدّثنا اميّة بن خالد، قال: حدّثنا أبومحصن، عن عمرو بن مرّة، عن أبي الطفيل، قال:

سمعت عليّاً عليه السلام يقول بمسكن: لا أغسل رأسي بغسل حتّى آتي البصرة فاُحرقها، ثمّ أسوق الناس بعصاي إلى مصر.

[قال:] فأتيت أبامسعود فأخبرته. فقال: إنّ عليّاً مورد الاُمور مواردها، ولا تحسنون أن تصدروها، علي لا يغسل رأسه بغسل، ولا يأتي البصرة، ولا يحرقها، ولا يسوق الناس بعصاه إلى مصر، علي رجل أصلع، رأسه مثل الطست، إنّما حوله مثل الشعرات - أو قال: زغيبات -. (1)

5322. البسوي: حدّثنا أبوعبدالله الغنوي، حدّثنا اميّة بن خالد، قال: حدّثني أبومحصن، عن شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن عبدالله بن سلمة، قال:

سمعت عليّاً يقول بمسكن: لا أغسل رأسي بغسل حتّى آتي البصرة واُحرقها، وأسوق الناس بعصاي إلى مصر.

قال: فأتيت أبامسعود البدري فأخبرته، فقال لي: إنّ عليّاً يورد الاُمور مواردها، لا تحسنون تصدرونها، علي لا يغسل رأسه بغسل، ويأتي البصرة، ولا يحرقها، ولا يسوق الناس بعصا إلى مصر، وعلي رجل أصلع، وإنّما رأسه مثل الطست، إنّما حوله زغيبات -أو قال شعيرات-. (2)

19. أبوالوضيء القيسي

5323. ابن سعد : أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشام بن حسّان، قال:

ص:250


1- (1) . عنه الخطيب بإسناده إليه في تاريخ بغداد 212/1، [1] ترجمة أبي الطفيل (37).
2- (2) . عنه الخطيب بإسناده إليه في تاريخ بغداد 467/9، ترجمة عبدالله بن سلمة ( [2]5091).

أخبرنا أبوالوضيء القيسي، قال:

ربّما رأيت عليّاً يخطبنا، وعليه إزار ورداء مرتدياً به، غير ملتحف، وعمامة، فينظر إلى شعر صدره وبطنه. (1)

20. ما ورد مرسلاً

5324. إسماعيل الخطبي: حدّثنا محمّد بن موسى البربري، عن محمّد بن أبي السري، عن الخوارزمي في صفة علي، قال:

كان آدم، شديد الأدمة، ثقيل العينين، عظيمها، بطين، أصلع، إلى القصر أقرب منه إلى الطول، كأنّما كسر ثمّ جبر، لا يغيّر شيبه، عظيم البطن، خفيف المشي على الأرض، ضحوك السنّ . (2)

5325. الواقدي: يقال: كان علي بن أبي طالب آدم ربعة مسمناً، ضخم المنكبين، طويل اللحية، أصلع، عظيم البطن، غليظ العينين، أبيض الرأس واللحية. (3)

5326. المحبّ الطبري: كان [علي] رضي الله عنه ربعة من الرجال، أدعج العينين عظيمهما، حسن الوجه كأنّه قمر ليلة البدر، عظيم البطن....

و روي أنّه كان أصفر اللحية، والمشهور أنّه كان أبيضها، ويشبه أن يكون خضب مرّة ثمّ ترك....

وكان رضي الله عنه عريض المنكبين، لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضاري، لا يبيّن عضده من ساعده، قد ادمج إدماجاً، شثن الكفّين، عظيم الكراديس، أغيد كأنّ عنقه إبريق فضّة، أصلع ليس في رأسه شعر إلاّ من خلفه.

ص:251


1- (1) . الطبقات الكبرى 19/3، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 25/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933).
3- (3) . عنه الطبراني بإسناده إليه في المعجم الكبير 94/1 (158).

وكان إذا مشى تكفّأ، وإذا أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفّس، وهو قريب إلى السمن، شديد الساعد واليد، وإذا مشى إلى الحرب هرول، ثبت الجنان، قوي، ما صارع أحداً قطّ إلاّ صرعه، شجاع منصور على من لاقاه. (1)

5327. ابن قتيبة : كان علي رضي الله عنه شديد الأدمة ثقيل العينين، ضخم البطن، أصلع، ذا عضلات، في اذنيه شعر يخرج منهما، وكان إلى القصر أقرب. (2)

5328. الخوارزمي: ذكر ابن مندة، أنّه كان شديد الأدمة، ثقيل العينين عظيمهما، ذا بطن، أصلع، [ووجه يسطع]، وهو إلى القصر أقرب، أبيض الرأس واللحية.

وزاد محمّد بن حبيب البغدادي صاحب «المحبّر الكبير» في صفاته: آدم اللون، حسن الوجه، ضخم الكراديس، والباقي سواء. (3)

5329. ابن أبي الحديد : قال نصر [بن مزاحم] (4): وكان علي عليه السلام رجلاً ربعة، أدعج العينين، كان وجهه القمر ليلة البدر حُسناً، ضخم البطن، عريض المسربة، شثن الكفّين، صخم الكسور، كأنّ عنقه إبريق فضّة، أصلع من خلفه شعر خفيف، لمنكبه مشاش كمشاش الأسد الضاري، إذا مشى تكفّأ ومار به جسده، ولظهره سنام كسنام الثور لا يبين عضده من ساعده، قد ادمِجَت إدماجاً، لم يمسك بذراع رجل قطّ إلاّ أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفّس، ولو إلى سمرة مّا، وهو أذلف الأنف، إذا مشى إلى الحرب هَرْوَل، قد أيّده الله تعالى في حروبه بالنصر والظفر. (5)

ص:252


1- (1) . الرياض النضرة 205/2 - 206، الباب الرابع، الفصل الثالث في صفته. [1]
2- (2) . الإمامة والسياسة ص 167، [2] مقتل علي عليه السلام.
3- (3) . المناقب ص 45، آخر الفصل الأوّل، في بيان أساميه وكناه.
4- (4) . وقعة صفّين ص 233. [3]
5- (5) . شرح نهج البلاغة 178/5، شرح الخطبة 65.

الباب التاسع: بيته عليه السلام و فيه فروع:

الأوّل: بيته عليه السلام من أفضل البيوت الّتي يذكر فيها اسم الله

برواية:

1. أنس بن مالك---3. بريدة الأسلمي

2. أبي برزة الأسلمي

1. أنس بن مالك

5330. الثعلبي والحسكاني: أخبرني أبوعبدالله الحسين بن محمّد الدينوري، قال: حدّثنا أبوزرعة أحمد بن الحسين بن علي الرازي، قال: حدّثنا أبوالعبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني -بالكوفة-، قال: حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر القابوسي، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عمّي الحسين بن سعيد، قال: حدّثني أبي، عن أبان بن تغلب، عن نفيع بن الحارث، عن أنس بن مالك وعن بريدة، قالا:

قرأ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم هذه الآية: ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ) إلى قوله:( وَ الْأَبْصارُ ) (1)، فقام [إليه] رجل، فقال: أيّ بيوت هذه يا رسول الله ؟ قال: بيوت الأنبياء.

ص:253


1- (1) . النور/36. [1]

قال: فقام إليه أبوبكر، فقال: يا رسول الله، هذا البيت منها؟ -لبيت علي وفاطمة- قال: نعم، من أفضلها. (1)

5331. الحسكاني: حدّثني أبوالحسن الصيدلاني وأبوالقاسم بن أبي الوفاء العدناني، قالا: حدّثنا أبومحمّد بن أبي حامد الشيباني، قال: أخبرنا أبوبكر بن أبي دارم -بالكوفة-، قال: حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر بن سعيد بن أبي الجهم، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عمّي، قال: حدّثنا أبي، عن أبان... مثله. (2)

5332. ابن مردويه : عن أنس بن مالك وبريدة... مثله. (3)

2. أبوبرزة الأسلمي

5333. الأشناني: حدّثنا أحمد بن الحسن الخزّاز، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا حصين بن مخارق، عن بحر المسلي، عن أبي داوود [نفيع بن الحارث]، عن أبي برزة، قال:

قرأ رسول الله صلّى الله عليه و آله : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ )، [و] قال: هي بيوت النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم. قيل: يا رسول الله، [أبيت] علي وفاطمة منها؟ قال: من أفضلها. (4)

3. بريدة الأسلمي

5334. الثعلبي والحسكاني: أخبرني أبوعبدالله الحسين بن محمّد الدينوري.... (5)

ص:254


1- (1) . الكشف والبيان 107/7، [1] ذيل الآية 36 من سورة النور؛ شواهد التنزيل 618/1 (571)، و [2]رواه ابن البطريق في خصائص الوحي المبين ص 79 (49), [3] عن الثعلبي باختلاف يسير.
2- (2) . شواهد التنزيل 619/1 (572). [4]
3- (3) . عنه السيوطي في الدرّ المنثور 91/5، [5]ذيل الآية 36 من سورة النور، [6] والإربلي في كشف الغمّة 569/1 - 570، [7] في بيان ما نزل من القرآن في شأنه عليه السلام، والصالحاني كما في توضيح الدلائل للشهاب الإيجي ص 184 (523).
4- (4) . عنه الحسكاني بإسناده إليه في شواهد التنزيل 617/1 (570). [8]
5- (5) . الكشف والبيان 107/7 , ذيل الآية 36 من سورة النور؛ شواهد التنزيل 618/1 (571).

5335. الحسكاني: حدّثني أبوالحسن الصيدلاني... مثله. (1)

5336. ابن مردويه : عن أنس بن مالك و بريدة... مثله. (2)

تقدّمت رواياته مع رواية أنس بن مالك.

الثاني: كان بيته عليه السلام في المسجد عند بيت النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم

برواية:

1. سعد بن أبي وقّاص---6. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

2. عبدالله بن عمر---7. مسلم بن أبي مريم

3. عبدالله بن محمّد بن عمر الهاشمي---8. المطّلب بن عبدالله بن حنطب

4. عمر بن الخطّاب---9. المراسيل والأقوال

5. عمر بن علي العلوي

1. سعد بن أبي وقّاص

5337. مطيّن : عن سعد بن أبي وقّاص، قال:

كان لعلي بيت في المسجد يتحنّث فيه كما كان لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم. (3)

2. عبدالله بن عمر

5338. محمّد بن فضيل : عن سالم بن أبي حفصة، عن جميع بن عمير الليثي، قال:

أتيت عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- فسألته عن علي رضي الله عنه فانتهرني ثمّ قال: ألا احدّثك عن علي ؟ هذا بيت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في المسجد وهذا بيت علي رضي الله عنه. (4)

ص:255


1- (1) . شواهد التنزيل 619/1 (572). [1]
2- (2) . عنه السيوطي في الدرّ المنثور 91/5, [2] ذيل الآية 36 من سورة النور.
3- (3) . عنه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص 102، باب فضائل علي عليه السلام، [3] ذكر تعبّده.
4- (4) . عنه الحاكم بإسناده إليه في المستدرك 53/3 (4374), من طريق ابن شجرة.

5339. الكلاباذي: ... [عن] عبدالله بن سلمة الأفطس، عن الزهري، عن سالم بن عبدالله بن عمر، عن أبيه بنحوه، وهذا بيت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وأشار إلى بيت علي إلى جنبه. (1)

5340. القرطبي: روى ابن شهاب عن سالم بن عبدالله [بن عمر]، قال:

سأل رجل أبي عن علي وعثمان -رضي الله عنهما- أيّهما كان خيراً؟ فقال له عبدالله بن عمر: هذا بيت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ! وأشار إلى بيت علي إلى جنبه، لم يكن في المسجد غيرهما. (2)

5341. البخاري: حدّثنا محمّد بن رافع، حدّثنا حسين، عن زائدة، عن أبي حصين، عن سعد بن عبيدة، قال:

جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عثمان، فذكر عن محاسن عمله، قال: لعلّ ذاك يسوءك ؟ قال: نعم. قال: فأرغم الله بأنفك.

ثمّ سأله عن علي، فذكر محاسن عمله، قال: هو ذاك بيته أوسط بيوت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم.

ثمّ قال: لعلّ ذاك يسوءك ؟ قال: أجل، قال: فأرغم الله بأنفك. قال: انطلق فاجهد عليّ جهدك. (3)

5342. أبوالقاسم البغوي: [حدّثنا محمود] بن غيلان، حدّثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن أبي حصين، عن سعد بن عبيدة، قال:

جاء رجل إلى ابن عمر، فسأله عن عثمان... قال: ثمّ سأله عن علي، فذكر محاسن عمله، ثمّ قال: هو ذاك، بيته أوسط بيوت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، ثمّ قال: لعلّ ذاك يسؤك ؟ قال:

ص:256


1- (1) . معاني الأخبار، كما عنه ابن حجر في القول المسدّد ص 30 , الحديث الثاني والثالث, والسيوطي في اللآلي المصنوعة 349/1، مناقب الخلفاء الأربعة، وقال في ذيله: فهذه الطرق المتظافرة بروايات الثقات تدلّ على أنّ الحديث صحيح دلالة قويّة وهذه غاية نظر المحدّث.
2- (2) . الجامع لأحكام القرآن 207/5 - 208، [1] ذيل الآية 43 من سورة النساء.
3- (3) . صحيح البخاري 80/5 - 81 (223)، وعنه البيهقي في السنن الكبرى 192/8، كتاب قتال أهل البغي، باب النهي عن القتال، باختلاف كثير.

أجل، قال: فأرغم الله بأنفك، انطلق فاجهد عليّ جهدك. (1)

5343. ابن سعد : حدّثنا أحمد بن عبدالله بن يونس، حدّثنا أبوالأحوص، عن عطاء بن السائب، عن سعد بن عبيدة، قال:

جاء رجل إلى عبدالله بن عمر فقال: حدّثني عن علي. فقال ابن عمر: إن سرّك أن تعلم ما كانت منزلته من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فانظر إلى بيته من بيوت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

قال الرجل: فإنّي ابغضه! قال: أبغضك الله. (2)

5344. ابن أبي شيبة : حدّثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعد بن عبيدة، قال:

سأل رجل ابن عمر، فقال: أخبرني عن علي. قال: إذا أردت أن تسأل عن علي فانظر إلى منزله من منزل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، هذا منزله وهذا منزل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

قال: فإنّي ابغضه! قال: فأبغضك الله. (3)

5345. النسائي: أخبرنا إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل، قال: حدّثنا ابن موسى -وهو محمّد بن موسى بن أعين-، قال: حدّثنا أبي، عن عطاء [بن السائب]، عن سعد بن عبيدة، قال:

جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن علي ؟ فقال: لا تسأل عن علي ولكن انظر إلى بيته من بيوت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم.

قال: فإنّي ابغضه! قال: أبغضك الله. (4)

ص:257


1- (1) . عنه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 498/39، ترجمة عثمان بن [1]عفّان (4619) بسندين إلى أبي طاهر المخلّص عن أبي القاسم البغوي، و رواه المحبّ الطبري في الرياض النضرة 249/2 , الباب الرابع, الفصل السادس, [2] ذكر أنّ بيوته أوسط بيوت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم , عن أبي طاهر.
2- (2) . عنه البلاذري في أنساب الأشراف 404/2، [3] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
3- (3) . المصنّف 368/6 (32058). [4]
4- (4) . السنن الكبرى 447/7 (8438). [5]

5346. النسائي: أخبرنا أحمد بن سليمان [الرهاوي]، قال: حدّثنا عبيدالله [بن موسى]، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن العلاء بن عرار، قال:

سألت ابن عمر وهو في مسجد الرسول صلّى الله عليه و سلّم عن علي وعثمان، فقال: أمّا علي فلا تسألني عنه وانظر إلى منزله من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ليس في المسجد بيت غير بيته.... (1)

5347. النسائي: أخبرني هلال بن العلاء بن هلال، قال: حدّثنا حسين [بن عيّاش]، قال: حدّثنا زهير [بن معاوية]، عن أبي إسحاق، عن العلاء بن عرار، قال:

سألت عبدالله بن عمر، قلت: ألا تحدّثني عن علي وعثمان ؟ قال: أمّا علي فهذا بيته من حبّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ولا احدّثك عنه بغيره.... (2)

5348. ابن مندة : أخبرنا محمّد بن أحمد بن زياد النيسابوري، حدّثنا حامد بن محمود، حدّثنا إسحاق بن سليمان الرازي، حدّثنا أبوسنان سعيد بن سنان، عن أبي إسحاق الهمداني، عن العلاء بن عرار، قال:

أتيت ابن عمر، فقلت: إنّي اريد أن أسألك عن رجلين من أصحاب محمّد صلّى الله عليه و سلّم اختلف الناس علينا فيهما، قال: من هما؟ قلت: علي وعثمان، فقال: أمّا علي فهذه داره والله، وأمّا عثمان فأذنب ذنباً فيما بينه وبين الله ذنباً عظيماً، فعفا الله عنه، وأذنب فيما بينكم وبينه ذنباً صغيراً، فعمدتم إليه فقتلتموه. (3)

5349. معمر : عن أبي إسحاق، عن العلاء بن عرار، قال:

سألت ابن عمر عن علي وعثمان، فقال: أمّا علي فهذا بيته، يعني بيته قريب من بيت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم في المسجد.... (4)

ص:258


1- (1) . السنن الكبرى 446/7 - 447 (8437). [1]
2- (2) . السنن الكبرى 446/7 (8436). [2]
3- (3) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 498/39، ترجمة عثمان بن [3]عفّان (4619).
4- (4) . عنه عبدالرزّاق في المصنّف 450/5 (9766).

5350. معمر : عن أبي إسحاق، عن العلاء بن عرار، أنّه سأل ابن عمر عن علي وعثمان، قال: أمّا علي فهذا منزله، لا احدّثك عنه بغيره.... (1)

5351. الطبراني: حدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري وبشر بن موسى، قالا: حدّثنا يزيد بن مهران أبوخالد الخبّاز، حدّثنا أبوبكر بن عيّاش، عن مجالد، عن مجاهد، قال:

جاء رجل إلى ابن عمر فقال: ما تقول في علي رضي الله عنه ؟ فقال: هو ذاك بيته، فقال: ما تقول في عثمان ؟ قال: ما أقول في رجل أذنب ذنباً فيما بينه وبين ربّه فعفى عنه، وأذنب ذنباً فيما بينكم وبينه فقتلتموه!؟ (2)

3. عبدالله بن محمّد بن عمر الهاشمي

5352. السمهودي: أسند يحيى [بن الحسن]، عن عيسى بن عبدالله، عن أبيه، أنّ بيت فاطمة -رضي الله عنها- في الزور الّذي في القبر، بينه وبين بيت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم خوخة. (3)

4. عمر بن الخطّاب

5353. يحيى بن سليمان الجعفي: حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، قال: حدّثنا مسعر بن كدام، عن جميع بن عمير الشيباني، عن ابن عمر، قال:

سأل رجل عمر بن الخطّاب عن علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: هذا منزل رسول الله صلّى الله عليه و آله وهذا منزل علي، وهذا المنزل فيه صاحبه. (4)

5354. ابن المديني: حدّثنا أبي [عبدالله بن جعفر]، أخبرني سهيل بن أبي صالح، عن

ص:259


1- (1) . عنه عبدالرزّاق في المصنّف 232/11 (20408)، ومن طريقه عبدالله بن أحمد، كما في فضائل الصحابة لأحمد 595/2 (1012). [1]
2- (2) . المعجم الكبير 317/12 (13533).
3- (3) . وفاء الوفاء 466/2، الفصل العاشر، [2] في حجرة فاطمة - رضي الله عنها -.
4- (4) . عنه الحمّويي بإسناده إليه في فرائد السمطين 102/1 - 103 (72), [3] من طريق أبي نعيم.

أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه :

لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحبّ إليّ من أن اعطى حمر النعم.

قيل: وما هنّ يا أميرالمؤمنين ؟ قال: تزوّجه فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وسكناه المسجد مع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يحلّ له فيه ما يحلّ له، والراية يوم خيبر. (1)

5355. أبويعلى : حدّثنا عبيدالله بن عمر، حدّثنا عبدالله بن جعفر، أخبرني سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال عمر:

لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحبّ إليّ من حمر النعم.

قيل: وما هنّ يا أميرالمؤمنين ؟ قال: تزويجه فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وسكناه المسجد مع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يحلّ له فيه ما يحلّ له، والراية يوم خيبر. (2)

5356. الذهلي: حدّثنا محمّد بن كثير العبدي، قال: أخبرنا عبدالله بن جعفر، قال: أخبرني سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال عمر بن الخطّاب:

لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن يكون فيّ خصلة منها أحبّ إليّ من أن اعطى حمر النعم.

قال: وما هي يا أميرالمؤمنين ؟ قال: تزوّجه فاطمة بنت محمّد رسول الله -صلّى الله عليه-، وسكناه المسجد مع رسول الله -صلّى الله عليه- يحلّ له فيه ما يحلّ له، والراية يوم خيبر. (3)

ص:260


1- (1) . عنه الحاكم بإسناده إليه في المستدرك 125/3 (4632).
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 120/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933)، وابن كثير في البداية والنهاية 341/7، [2] حوادث سنة أربعين، حديث المؤاخاة، وقال: وقد روي عن عمر من غير وجه.
3- (3) . عنه العاصمي بإسناده إليه في زين الفتى 160/1 (60), [3] من طريق الجوزقي.

5357. ابن أبي شيبة : عن أبي هريرة، قال: قال عمر بن الخطّاب:

لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون فيّ خصلة منها أحبّ إليّ من أن اعطى حمر النعم.

قيل: وما هي يا أميرالمؤمنين ؟ قال: تزوّج فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وسكناه المسجد مع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يحلّ له ما فيه يحلّ له، والراية يوم خيبر. (1)

5. عمر بن علي العلوي

5358. السمهودي: وأسند [يحيى العقيقي] عن عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين, قال:

كان بيت فاطمة في موضع الزور مخرج النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، وكانت فيه كوّة إلى بيت عائشة -رضي الله عنها-، فكان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إذا قام إلى المخرج أطلع من الكوّة إلى فاطمة فعلم خبرهم، وأنّ فاطمة -رضي الله عنها- قالت لعلي: إن ابنيّ أمسيا عليلين فلو نظرت لنا أدماً نستصبح به، فخرج علي إلى السوق فاشترى لهم أدماً، وجاء به إلى فاطمة فاستصبحت، فدخلت عائشة المخرج في جوف الليل فأبصرت المصباح عندهم، وذكر كلاماً وقع بينهما، فلمّا أصبحوا سألت فاطمة النبيّ صلّى الله عليه و سلّم أن يسدّ الكوّة، فسدّها رسول الله صلّى الله عليه و سلّم. (2)

6. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

5359. ابن سعد : أخبرنا خالد بن مخلّد وأبوبكر بن عبدالله بن أبي اُويس، قالا: حدّثنا سليمان بن بلال، حدّثني جعفر بن محمّد، عن أبيه، قال:... وكان بيت فاطمة في جوف المسجد.... (3)

ص:261


1- (1) . عنه المتّقي في كنز العمّال 116/13 (36376)، وفيه: «عن علي، قال: قال عمر»، والتصويب حسب الأحاديث السالفة.
2- (2) . وفاء الوفاء 466/2، الفصل العاشر، [1] في حجرة فاطمة -رضي الله عنها-.
3- (3) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 177/14 , ترجمة الحسين بن [2]علي (1566)،

5360. الواقدي: حدّثني إبراهيم بن شعيب، عن يحيى بن شبل، عن أبي جعفر، قال:

لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه و سلّم المدينة نزل على أبي أيّوب سنة أو نحوها، فلمّا تزوّج علي فاطمة قال لعلي: اطلب منزلاً، فطلب علي منزلاً فأصابه مستأخراً عن النبيّ صلّى الله عليه و سلّم قليلاً، فبنى بها فيه، فجاء النبيّ صلّى الله عليه و سلّم إليها فقال: إنّي اريد أن احوّلك إلي. فقالت لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم : فكلّم حارثة بن النعمان أن يتحوّل عنّي. فقال رسول الله: قد تحوّل حارثة عنّا حتّى قد استحييت منه.

فبلغ ذلك حارثة فتحوّل وجاء إلى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقال: يا رسول الله، إنّه بلغني أنّك تحوّل فاطمة إليك وهذه منازلي وهي أسقب بيوت بني النجّار بك، وإنّما أنا ومالي لله ولرسوله، والله يا رسول الله المال الّذي تأخذ منّي أحبّ إليّ من الّذي تدع.

فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : صدقت، بارك الله عليك. فحوّلها رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إلى بيت حارثة. (1)

7. مسلم بن أبي مريم

5361. السمهودي: أسند يحيى [العقيقي] عن مسلم، عن ابن أبي مريم:

أنّ عرض بيت فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إلى الاُسطوانة الّتي خلف الاُسطوان المواجهة الزور، قال: وكان بابه في المربعة الّتي في القبر.

وقد أسند أبوغسّان كما قاله ابن شبّة، عن مسلم بن سالم، عن مسلم بن أبي مريم، قال:

عرّس علي رضي الله عنه بفاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إلى الاُسطوان الّتي خلف الاُسطوان المواجهة الزور، وكانت داره في المربعة الّتي في القبر.

قال سليمان: وقال مسلم: لا تنس حظّك من الصلاة إليها، فإنّه باب فاطمة الّتي كان علي يدخل إليها منه، وقد رأيت حسن بن زيد يصلّي إليها. (2)

ص:262


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 18/8 - 1 [1]9، ذكر بنات رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.
2- (2) . وفاء الوفاء 4 [2]66/2 - 467، الفصل العاشر، في حجرة فاطمة - رضي الله عنها -، و قال: و قد ذكرنا

8. المطّلب بن عبدالله بن حنطب

5362. إسماعيل القاضي: حدّثنا إبراهيم بن حمزة، حدّثنا سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن المطّلب - هو ابن عبدالله بن حنطب - :

أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم لم يكن أذن لأحد أن يمرّ في المسجد ولا يجلس فيه وهو جنب إلاّ علي بن أبي طالب؛ لأنّ بيته كان في المسجد. (1)

9. المراسيل والأقوال

5363. ابن حجر : بيت علي بن أبي طالب كان داخل المسجد مجاوراً لبيوت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم. (2)

5364. القرطبي: روى عطيّة العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

ما ينبغي لمسلم ولا يصحّ أن يجنب في المسجد إلاّ أنا وعلي.

قال علماؤنا: وهذا يجوز أن يكون ذلك؛ لأنّ بيت علي كان في المسجد، كما كان بيت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم في المسجد، وإن كان البيتان لم يكونا في المسجد ولكن كانا متّصلين بالمسجد وأبوابهما كانت في المسجد فجعلهما رسول الله صلّى الله عليه و سلّم من المسجد، فقال: ما ينبغي لمسلم، الحديث.

والّذي يدلّ على أنّ بيت علي كان في المسجد ما رواه ابن شهاب، عن سالم بن عبدالله، قال:

ص:263


1- (1) . أحكام القرآن، كما عنه ابن حجر في القول المسدّد ص 31، الحديث الثاني والثالث.
2- (2) . القول المسدّد ص 31، الحديث الثاني و الثالث.

سأل رجل أبي عن علي وعثمان -رضي الله عنهما- أيّهما كان خيراً؟ فقال له عبدالله بن عمر: هذا بيت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ! وأشار إلى بيت علي إلى جنبه، لم يكن في المسجد غيرهما؛ وذكر الحديث، فلم يكونا يجنبان في المسجد وإنّما كانا يجنبان في بيوتهما، وبيوتهما من المسجد، إذ كان أبوابهما فيه، فكانا يستطرقانه في حال الجنابة إذا خرجا من بيوتهما.

ويجوز أن يكون ذلك تخصيصاً لهما، وقد كان النبيّ صلّى الله عليه و سلّم خصّ بأشياء، فيكون هذا ممّا خصّ به، ثمّ خصّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم عليّاً عليه السلام، فرخّص له في ما لم يرخّص فيه لغيره، وإن كانت أبواب بيوتهم في المسجد، فإنّه كان في المسجد أبواب بيوت غير بيتيهما، حتّى أمر النبيّ صلّى الله عليه و سلّم بسدّها إلاّ باب علي.

و روى عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

سدّوا الأبواب إلاّ باب علي.

فخصّه عليه السلام بأن ترك بابه في المسجد، وكان يجنب في بيته، وبيته في المسجد. (1)

5365. ابن النجّار : أمّا بيت فاطمة بنت رسول الله - صلّى الله عليه وعلى آله - فقد كان خلف بيت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم عن يسار المصلّي إلى الكعبة، وكان فيه خوخة إلى بيت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، كان رسول الله إذا قام من الليل إلى المخرج أطلع منها يعلم خبرهم، وكان يأتي بابها كلّ صباح فيأخذ بعضادتيه ويقول: الصلاة الصلاة، ( إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (2). (3)

5366. السمهودي: قال ابن النجّار: وبيت فاطمة اليوم حوله مقصورة وفيه محراب، وهو خلف حجرة النبيّ صلّى الله عليه و سلّم.

ص:264


1- (1) . الجامع لأحكام القرآن 207/5 - 208، [1] ذيل الآية 43 من سورة النساء.
2- (2) . الأحزاب/33. [2]
3- (3) . الدرّة الثمينة ص 75، [3] حجر أزواج النبيّ صلّى الله عليه و سلّم.

قلت: المقصورة اليوم دائرة عليه وعلى حجرة عائشة -رضي الله عنها- والمحراب الّذي ذكره خلف حجرة عائشة من جهة الزور بينه وبينه موضع تحترمه الناس ولا يدوسونه بأرجلهم، يذكر أنّه موضع قبر فاطمة -رضي الله عنها- كما هو أحد الأقوال الآتية فيه، وقد اقتضى ما قدّمناه أنّ بيت فاطمة -رضي الله عنها- كان فيما بين مربعة القبر واُسطوان التهجّد، وأنّه عرّس بها إلى الاُسطوان الّذي إليه المحراب الموجود اليوم في بيتها؛ لأنّ الاُسطوان المواجه للزور هو الاُسطوان الّذي في صفّ المربعة اللاصق بالجدار الداخل من الحجرة الشريفة، كان بعضه في حائطها الشامي، وأدخل كلّه فيه في العمارة الّتي أدركناها، وخلفه الاُسطوانة الّتي التقى عندها زاويتا الزور، وخلفها الاُسطوانة الّتي إليها المحراب المذكور، فيصدق عليها ما تقدّم في كلام ابن شبّة نقلاً عن رواية أبي غسّان من أنّ عليّاً رضي الله عنه عرّس بفاطمة إلى الاُسطوان الّتي خلف الاُسطوان المواجه الزور.

لكن قال ابن شبّة قبل ذلك ما لفظه: واتّخذ علي بن أبي طالب بالمدينة دارين، إحداهما دخلت في مسجد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وهي منزل فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم الّتي كان يسكن، وموضعها من المسجد بين دار عثمان بن عفان الّتي في شرقي المسجد وبين الباب المواجه دار أسماء بنت حسن بن عبدالله بن عبيدالله بن عبّاس في شرقي المسجد، والاُخرى دار علي الّتي بالبقيع، وهي بأيدي ولد علي على حوز الصدقة.

وقوله: بين دار عثمان، أي ما يحاذيها، وقوله: وبين الباب المواجه دار أسماء، أي ما يحاذيه أيضاً، وسيأتي أنّ هذا الباب كان بعد باب النساء مقابلاً لرباط النساء المعروف اليوم برباط السبيل، وهو بعيد من وجوه:

أحدها: ما تقدّم في اسطوان التهجّد من أنّه كان خلف بيت فاطمة.

الثاني: أنّهم متّفقون على أنّ باب جبريل المقابل لدار عثمان كان موجوداً في زمنه صلّى الله عليه و سلّم، فكيف يصحّ كون دار علي في ذلك الموضع ؟

الثالث: أنّ عمر بن الخطّاب أوّل من زاد في المسجد وأحدث باب النساء، وهو فيما

ص:265

بين باب جبريل والباب الّذي ذكره ابن شبّة، وبيت فاطمة إنّما أدخله في المسجد الوليد.

وقد يقال: إنّ الشارع كان بين المسجد النبوي وبين بيت فاطمة من جهة مؤخّره، فيتأتّى مع ذلك اتّخاذ عمر لباب النساء من غير تعرّض لبيت فاطمة، وكذا يقال في باب جبريل: إنّه كان في محاذاة موضعه اليوم، لكن لبيت فاطمة، وكذا يقال في باب جبريل: إنّه كان في محاذاة موضعه اليوم، لكن كان الشارع بينه وبين بيت فاطمة من تلك الجهة.

ويؤيّد ذلك أنّهم لمّا حفروا للدعامة الغربيّة الّتي إليها باب الحجرة الشامي عند بناء القبّة والعقود الّتي حولها بالحجرة الشريفة بعد الحريق الّذي أدركناه وجدوا في محاذاة باب جبريل أمام باب الحجرة المذكور درجاً تحت الأرض آخذة لجهة الشام، وقد سبق في حدود المسجد النبوي ما يقتضي أن جداره في المشرق كان هناك، فترجّح عندي أنّ تلك الدرج كانت لباب جبريل عليه السلام، وأنّه كان هناك قبل تحويله، والله أعلم. (1)

5367. السمهودي: باب علي رضي الله عنه كان يقابل بيته الّذي خلف بيت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، وقد سدّ أيضاً عند تجديد الحائط ، وما ذكرنا من أنّ باب النبيّ صلّى الله عليه و سلّم مقدّم على هذا الباب للقبلة صرّح به المطري ومن تبعه، وهو الّذي تقتضيه المناسبة الّتي ذكروها للتسمية بذلك، لكن صرّح ابن النجّار بخلافه، فقال في عدّ أبواب جهة المشرق: باب علي، ثمّ باب النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، ثمّ باب عثمان، ثمّ باب مستقبل دار ريطة، إلى آخر الترتيب، ومأخذه في ذلك أنّ ابن زبالة ويحيى ذكرا ما كان مكتوباً على جدارات المسجد، فقالا: وفي الزيادة الشرقيّة في جوف المسجد بين باب علي وباب النبيّ صلّى الله عليه و سلّم مكتوب، وذكرا ما كان مكتوباً....

وقالا أيضاً: إنّ في القبلة من خارج المسجد في موضع الجنائز حيث يصلّى على الموتى عند باب علي بن أبي طالب مكتوب بعد البسملة: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ) (2)الآية، فاقتضى ذلك أنّ باب علي هو أوّل أبواب هذه الجهة، وأنّ باب النبيّ صلّى الله عليه و سلّم

ص:266


1- (1) . وفاء الوفاء 469/2 - 470، الفصل العاشر، [1] في حجرة فاطمة - رضي الله عنها -.
2- (2) . البقرة/164 ؛ [2]آل عمران/190. [3]

هو الثاني منها، والّذي حمل المطري ومن تبعه على مخالفة ذلك ما قدّمناه عنه من رعاية تلك المناسبة.

ويحتمل أنّ بيت علي رضي الله عنه كان ممتدّاً في شرقي حجرة عائشة -رضي الله عنها- إلى موضع الباب الأوّل فسمّي باب علي بذلك، ويدلّ له ما تقدّم عن ابن شبّة في الكلام على بيت فاطمة -رضي الله عنها- من أنّه كان فيما بين دار عثمان الّتي في شرقي المسجد وبين الباب المواجه لدار أسماء، ويكون تسمية الباب الثاني بباب النبيّ صلّى الله عليه و سلّم لقربه من بابه، والله أعلم. (1)

الثالث: إسكانه صلّى الله عليه و آله و سلّم إيّاه عليه السلام في المسجد وإخراج غيره عنه وسدّ الأبواب إلاّ باب بيته عليه السلام

برواية:

1. إبراهيم بن سعد---12. أبي سعيد الخدري

2. أنس بن مالك---13. عائشة

3. البراء بن عازب---14. عاصم بن عدي

4. بريدة الأسلمي---15. عبدالله بن عبّاس

5. جابر بن سمرة---16. عبدالله بن عمر

6. جابر بن عبدالله---17. عبدالله بن مسعود

7. حبّة العرني---18. عدي بن ثابت

8. حذيفة بن أسيد---19. علي بن أبي طالب عليه السلام

9. أبي الحمراء---20. عمر بن الخطّاب

10. زيد بن أرقم---21. المطّلب بن عبدالله بن حنطب

11. سعد بن أبي وقّاص ---22. المراسيل و الأقوال

ص:267


1- (1) . وفاء الوفاء 688/2 - 689، الفصل الثاني والثلاثون، [1] في أبواب المسجد وما سدّ منها.

إبراهيم بن سعد

5368. الحميدي: حدّثنا سفيان، حدّثنا عمرو، قال:

كنت أنا وأبوجعفر، فمررنا بإبراهيم بن سعد بن أبي وقّاص، فقال لي: أنظرني حتّى أسأله عن حديث يحدّثه. قال: قال عمرو: فذهب إليه ثمّ جاءني فأخبرني أنّه حدّثه أنّ عليّاً أتى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وعنده ناس فدخل، فلمّا دخل علي خرجوا، ثمّ إنّهم قالوا: والله ما أخرجنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فلم خرجنا؟ فرجعوا فدخلوا على النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، فقال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : إنّي والله ما أخرجتكم وأدخلته، ولكنّ الله هو أدخله وأخرجكم. (1)

5369. ابن وهب : أخبرني سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقّاص، قال:

دخل علي بن أبي طالب على النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وعنده ناس فخرجوا يقولون: ما أمرنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أن نخرج، فدخلوا فذكروا ذلك لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فقال: ما أنا أدخلته وأخرجتكم، ولكنّ الله أدخله وأخرجكم. (2)

5370. الدارقطني: [روى] ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر، عن إبراهيم بن سعد، عن النبيّ صلّى الله عليه و سلّم في علي بن أبي طالب:

ما أنا أخرجتكم وأدخلته بل الله أخرجكم وأدخله. (3)

10. أنس بن مالك

5371. العقيلي: حدّثنا محمّد بن عبدوس، قال: حدّثنا محمّد بن حميد، قال: حدّثنا

ص:268


1- (1) . عنه البسوي بإسناده إليه في المعرفة والتاريخ 211/2، ترجمة عمرو بن دينار، [1] ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد 389/2، ترجمة محمّد بن سليمان المعروف [2]بلوين (903)، والحديث رواه إبراهيم بن سعد كثيراً عن أبيه كما سيأتي.
2- (2) . عنه الخطيب بإسناده إليه في تاريخ بغداد 389/2، ترجمة محمّد بن سليمان المعروف [3]بلوين (903).
3- (3) . العلل 363/4 , س 629.

تميم بن عبدالمؤمن، قال: حدّثنا هلال بن سويد، قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

لمّا سدّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أبواب المسجد أتته قريش فعاتبوه، فقالوا: سددت أبوابنا وتركت باب علي! فقال: ما بأمري سددتها ولا بأمري فتحتها. (1)

11. البراء بن عازب

5372. الروياني: حدّثنا ابن إسحاق، أخبرنا هوذة بن خليفة أبوالأشهب، حدّثنا عوف، عن ميمون، عن البراء بن عازب، قال:

كان لنفر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أبواب شارعة في المسجد، وإنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال يوماً: سدّوا هذه الأبواب غير باب علي بن أبي طالب.

فتكلّم في ذلك ناس، فقام رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: إنّي أمرت بسدّ الأبواب غير باب علي بن أبي طالب، فقال فيه قائلكم، وإنّي والله ما فتحت شيئاً ولا سددته، ولكنّي امرت بشيء فاتّبعته. (2)

5373. ابن المغازلي: أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبدالوهّاب، أخبرنا أبوعبدالله الحسين بن محمّد بن الحسين العلوي العدل، حدّثنا علي بن عبدالله بن مبشّر، حدّثنا إبراهيم بن عبدالرحيم [أبوإسحاق] ابن دنوقا، حدّثنا هوذة بن خليفة، عن ميمون أبي عبدالله، عن البراء بن عازب، قال:

كان لنفر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله أبواب شارعة في المسجد، وإنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله قال: سدّوا [هذه] الأبواب غير باب علي. قال: فتكلّم في ذلك ناس.

قال: فقام رسول الله صلّى الله عليه و آله فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّي أمرت بسدّ هذه

ص:269


1- (1) . الضعفاء 346/4 - 347، ترجمة هلال بن سويد (1953)، وعنه السيوطي في اللآلي المصنوعة 350/1 - 351، مناقب الخلفاء الأربعة.
2- (2) . مسند الصحابة 167/1 (411)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 138/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).

الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، وإنّي والله ما سددت شيئاً ولا فتحته، ولكنّي امرت بشيء فاتّبعته. (1)

12. بريدة الأسلمي

5374. محمّد بن عثمان بن أبي شيبة : حدّثنا زكريّا بن يحيى، قال: حدّثنا خالد بن مخلد، قال: حدّثنا راشد أبوسلمة، عن أبي داوود، عن بريدة الأسلمي، قال:

أمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بسدّ الأبواب، فشقّ ذلك على أصحابه، فلمّا بلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه و سلّم دعا الصلاة جامعة، حتّى إذا اجتمعوا صعد المنبر،وخطبهم، فلم يسمع لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم تحميداً وتعظيماً في خطبة مثل يومئذ، فقال: يا أيّها الناس، ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها بل الله - عزّ وجلّ - سدّها، ثمّ قرأ [رسول الله]: ( وَ النَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى ) (2).

فقال رجل: دع لي كوّة تكون في المسجد. فأبى [النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم ] وترك باب علي مفتوحاً، فكان يدخل ويخرج منه وهو جنب. (3)

13. جابر بن سمرة

5375. الطبراني: حدّثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني، حدّثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، حدّثنا ناصح، عن سمّاك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال:

أمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بسدّ أبواب المسجد كلّها غير باب علي رضي الله عنه فقال العبّاس: يا رسول الله، قدر ما أدخل أنا وحدي وأخرج ؟ قال: ما أمرت بشيء من ذلك. فسدّها كلّها غير

ص:270


1- (1) . مناقب أهل البيت ص 324 (310).
2- (2) . النجم/1 - 4. [1]
3- (3) . عنه الحمّويي بإسناده إليه في فرائد السمطين 205/1 - 206 (160), [2] من طريق أبي نعيم عن الطبراني, ومثله السيوطي في اللآلي المصنوعة 351/1، مناقب الخلفاء الأربعة، إلاّ أنّ فيه: «راشد بن سلمة» و «بل الله فتحها وسدّها».

باب علي، وربّما مرّ وهو جنب. (1)

14. جابر بن عبدالله

5376. الخطيب : أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب الفقيه، قال: قرأنا على أبي حفص بن بشران، حدّثكم أبوعبدالله جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن مهدي الميموني، حدّثنا عبدالعزيز بن الخطّاب، حدّثني شعبة بن الحجّاج أبوبسطام، قال: سمعت سيّد الهاشميّين زيد بن علي بن الحسين - بالمدينة في الروضة -، قال: حدّثني أخي محمّد بن علي أنّه سمع جابر بن عبدالله يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول:

سدّوا الأبواب كلّها إلاّ باب علي. وأومأ بيده إلى باب علي. (2)

15. حبّة العرني

5377. ابن مردويه :... عن أبان بن تغلب (3)، عن نفيع بن الحارث، عن أبي الحمراء.

[و] عن أبي مسلم الملائي، عن حبّة العرني، قالا:

أمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أن تسدّ الأبواب الّتي في المسجد، فشقّ عليهم، قال حبّة: إنّي لأنظر إلى حمزة بن عبدالمطّلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذرفان، وهو يقول: أخرجت عمّك وأبابكر وعمر والعبّاس، وأسكنت ابن عمّك ؟ فقال رجل يومئذ: ما يألو برفع ابن عمّه.

ص:271


1- (1) . المعجم الكبير 246/2 (2031).
2- (2) . تاريخ بغداد 213/7 - 214، ترجمة جعفر بن محمّد [1]بن جعفر (3669)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 451/19، ترجمة زيد بن علي ( [2]2344)، والشهاب الإيجي في توضيح الدلائل ص 319 (895)، والكنجي في كفاية الطالب ص 200 - 201، الباب الخمسون، [3] في تخصيص علي عليه السلام بفتح بابه عند سدّ أبواب سائر الأصحاب، ومثله الرافعي في التدوين 10/3، [4] ترجمة دينار بن الحسين، وابن الجوزي في الموضوعات 365/1، باب في فضائل علي عليه السلام، الحديث الرابع عشر.
3- (3) . وفي الأصل: «ثعلبة», والظاهر الصحيح ما أثبتناه.

قال: فعلم رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أنّه قد شقّ عليهم، فدعا الصلاة جامعة، فلمّا اجتمعوا صعد المنبر، فلم يسمع لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم خطبة قطّ كان أبلغ منها تمجيداً وتوحيداً، فلمّا فرغ قال: يا أيّها الناس، ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها، ولا أنا أخرجتكم وأسكنته. ثمّ قرأ: ( وَ النَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى ) (1). (2)

16. حذيفة بن أسيد

5378. ابن المظفّر : حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع، حدّثنا جعفر بن عبدالله بن [جعفر بن عبدالله بن جعفر بن] محمّد أبوعبدالله، حدّثنا إسماعيل بن أبان، حدّثنا سلاّم بن أبي عمرة، عن معروف بن خرّبوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال:

لمّا قدم أصحاب النبيّ صلّى الله عليه و آله المدينة لم تكن لهم بيوت يبيتون فيها، فكانوا يبيتون في المسجد، فقال لهم النبيّ صلّى الله عليه و آله : لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا.

ثمّ إنّ القوم بنوا بيوتاً حول المسجد وجعلوا أبوابها إلى المسجد، وإنّ النبيّ صلّى الله عليه و آله بعث إليهم معاذ بن جبل، فنادى أبابكر، فقال: إنّ [رسول] الله[ صلّى الله عليه و آله ] يأمرك أن تخرج من المسجد [وتسدّ بابك الّذي فيه]، فقال: سمعاً وطاعة، فسدّ بابه، وخرج من المسجد، ثمّ أرسل إلى عمر، فقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله يأمرك أن تسدّ بابك الّذي في المسجد وتخرج منه، فقال: سمعاً وطاعة لله ولرسوله غير أنّي أرغب إلى الله في خوخة في المسجد، فأبلغه معاذ ما قال عمر، ثمّ أرسل إلى عثمان - وعنده رقيّة - فقال: سمعاً وطاعة، فسدّ

ص:272


1- (1) . النجم/1 - 4. [1]
2- (2) . عنه السيوطي في الدرّ المنثور 155/6 , [2] أوائل سورة النجم, واللفظ له، وابن حجر في الإصابة 141/2، ترجمة حبّة (1951)، والإسناد له، والإربلي في كشف الغمّة 571/1، [3] في بيان ما نزل من القرآن في شأن علي عليه السلام.

بابه، وخرج من المسجد، ثمّ أرسل إلى حمزة، فسدّ بابه، وقال: سمعاً وطاعة لله ولرسوله، وعلي على ذلك يتردّد لايدري أ هو في من يقيم، أم في من يخرج ؟ وكان النبيّ صلّى الله عليه و آله قد بنى له بيتاً في المسجد بين أبياته، فقال له النبيّ صلّى الله عليه و آله : اسكن طاهراً مطهّراً، فبلغ حمزة قول النبيّ صلّى الله عليه و آله لعلي، فقال: يا محمّد، تخرجنا وتمسك غلمان بني عبدالمطّلب ؟ فقال له نبيّ الله: لا، لو كان الأمر لي ما جعلت من دونكم من أحد، والله ما أعطاه إيّاه إلاّ الله، وإنّك لعلى خير من الله و رسوله أبشر. فبشّره النبيّ صلّى الله عليه و آله فقتل يوم احد شهيداً.

ونفس ذلك رجال على علي، فوجدوا في أنفسهم، وتبيّن فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه و آله فبلغ ذلك النبيّ - صلّى الله عليه - فقام خطيباً، فقال: إنّ رجالاً يجدون في أنفسهم في أنّي أسكنت عليّاً في المسجد، والله ما أخرجتهم، ولا أسكنته؛ إنّ الله -عزّ وجلّ - أوحى إلى موسى وأخيه: ( أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ ) (1)، وأمر موسى أن لا يسكن مسجده، ولا ينكح فيه، ولا يدخله إلاّ هارون وذرّيّته، وإنّ عليّاً منّي بمنزلة هارون من موسى، وهو أخي دون أهلي، ولا يحلّ مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلاّ علي وذرّيّته، فمن ساءه فهاهنا. وأومأ بيده نحو الشام. (2)

ص:273


1- (1) . يونس/87. [1]
2- (2) . عنه ابن المغازلي بإسناده إليه في مناقب أهل البيت ص 321 - 322 (308). قال الكنجي: إنّما أمر النبيّ صلّى الله عليه و سلّم بسدّ الأبواب، وذلك لأنّ أبواب مساكنهم كانت شارعة إلى المسجد، فنهى الله تعالى عن دخول المساجد مع وجود الحيض والجنابة، فعمّ النبيّ صلّى الله عليه و آله بالنهي عن الدخول في المسجد والمكث فيه للجنب والحائض، وخصّ عليّاً بالإباحة في هذا الموضع، وما ذاك دليل على إباحته المكروه له، وإنّما خصّ بذلك، لعلم المصطفى صلّى الله عليه و آله بأنّه يتحرّى من النجاسة هو وزوجته فاطمة وأولاده -صلوات الله عليهم-، وقد نطق القرآن بتطهيرهم في قوله -عزّ وجلّ - : ( إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) [الأحزاب/33]. [2]انظر: كفاية الطالب ص 202، الباب الخمسون، [3] في تخصيص علي عليه السلام بفتح بابه عند سدّ أبواب سائر الأصحاب.

17. أبوالحمراء

5379. ابن مردويه :... عن أبان بن تغلب.... (1)

تقدّمت روايته مع رواية حبّة العرني.

18. زيد بن أرقم

5380. معتمر بن سليمان : عن عوف، قال: سمعت ميمون أباعبدالله، حدّثنا زيد بن أرقم:

أنّه كان لنفر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أبواب شارعة في المسجد وأنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال يوماً: سدّوا هذه الأبواب غير باب علي. فتكلّم في ذلك اناس، فقام رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فحمد الله -عزّ وجلّ - وأثنى عليه، وقال: أمّا بعد، فإنّي أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، وإنّي والله ما فتحت شيئاً ولا سددته ولكنّي امرت بشيء فاتّبعته. (2)

5381. أحمد : حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا عوف، عن ميمون أبي عبدالله، عن زيد بن أرقم، قال:

كان لنفر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أبواب شارعة في المسجد. قال: فقال يوماً: سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب علي. قال: فتكلّم في ذلك الناس.

قال: فقام رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فحمد الله تعالى، وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعد, فإنّي أمرت بسدّ هذه الأبواب إلاّ باب علي، وقال فيه قائلكم، وإنّي والله ما سددت شيئاً ولا فتحته، ولكنّي امرت بشيء فاتّبعته. (3)

ص:274


1- (1) . عنه السيوطي في الدرّ المنثور 155/6 , [1] أوائل سورة النجم, واللفظ له, وابن حجر في الإصابة 141/2 , ترجمة حبّة (1951), والإسناد له.
2- (2) . عنه العقيلي بإسناده إليه في الضعفاء 185/4 - 186، ترجمة ميمون أبي عبدالله (1761).
3- (3) . مسند أحمد 369/4 (19287)؛ [2]فضائل الصحابة 581/2 - 582 (985 )، [3] وعنه الحاكم بإسناده إليه في المستدرك 125/3 (4631)، والخوارزمي في المناقب ص 327 (338)، والمقدسي في الأحاديث المختارة، كما عنه المتّقي في كنز العمّال 598/11 (32877).

5382. النسائي: أخبرنا محمد بن بشّار، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، قال: حدّثنا عوف، عن ميمون أبي عبدالله، عن زيد بن أرقم، قال:

كان لنفر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أبواب شارعة في المسجد، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب علي.

فتكلّم في ذلك اناس، فقام رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعد, فإنّي أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، والله ما سددته ولا فتحته، ولكنّي امرت بشيء فاتّبعته. (1)

5383. المقدسي: عن زيد بن أرقم:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال: إنّي أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، وإنّي والله ما سددت شيئاً ولا فتحته، ولكنّي امرت بشيء فاتّبعته. (2)

19. سعد بن أبي وقّاص

5384. ابن وهب : أخبرني سفيان بن عيينة, عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه، قال:

دخل علي بن أبي طالب عليه السلام على النبيّ صلّى الله عليه و آله وعنده اناس فخرجوا يقولون: [بم] أمرنا رسول الله أن نخرج ؟ فدخلوا وذكروا ذلك للنبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: ما أدخلته وأخرجتكم، ولكنّ الله أدخله وأخرجكم. (3)

5385. النسائي: قرأت على محمّد بن سليمان لوين، عن ابن عيينة، عن عمرو بن

ص:275


1- (1) . السنن الكبرى 423/7 (8369)، [1] ومن طريقه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 189/7 - 190 (3561).
2- (2) . عنه ابن حجر في الصواعق المحرقة 363/2، الباب التاسع، الفصل الثاني، [2] في فضائله رضي الله عنه، الحديث الرابع والعشرون.
3- (3) . عنه الكلابي بإسناده إليه في مناقب علي بن أبي طالب [3]من مسنده - المطبوع في آخر مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي - ص 432 - 433 (13). [4]

دينار، عن أبي جعفر محمّد بن علي، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه -ولم يقل مرّة: عن أبيه- , قال:

كنّا عند النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وعنده قوم جلوس، فدخل علي، فلمّا دخل خرجوا، فلمّا خرجوا تلاوموا فقالوا: والله ما أخرجنا وأدخله، فرجعوا فدخلوا، فقال: والله ما أنا أدخلته وأخرجتكم، بل الله أدخله وأخرجكم. (1)

5386. المروزي: وذكر -يعني أحمد بن حنبل- لويناً، فقال: قد حدّث حديثاً منكراً عن ابن عيينة ما له أصل. قلت: إيش هو؟ قال: عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، قصّة علي، ما أنا بالّذي أخرجتكم، ولكنّ الله أخرجكم، فأنكره إنكاراً شديداً، وقال ما له أصل.

قلت: أظنّ أباعبدالله أنكر على لوين روايته متّصلاً، فإنّ الحديث محفوظ عن سفيان بن عيينة، غير أنّه مرسل عن إبراهيم بن سعد عن النبيّ صلّى الله عليه و سلّم كذلك. (2)

5387. البزّار : سمعت إبراهيم بن عبدالله بن الجنيد، قال: حدّثنا محمّد بن سليمان الأسدي، قال: حدّثنا سفيان - يعني ابن عيينة -، عن عمرو بن دينار، عن محمّد بن علي، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه.

هكذا رواه محمّد بن سليمان, عن سفيان، عن عمرو، عن محمّد بن علي، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، وغير محمّد بن سليمان إنّما يرويه عن سفيان، عن عمرو، عن محمّد بن علي مرسلاً، قال:

كان قوم عند النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فجاء علي فلمّا دخل علي خرجوا، فلمّا خرجوا تلاوموا، فقال

ص:276


1- (1) . السنن الكبرى 312/7 (8096) و ص 423 (8370)؛ [1] فضائل الصحابة للنسائي ص 16 (49)، وأشار إليه الدارقطني في العلل 363/4 , س 629.
2- (2) . عنه الخطيب بإسناده إليه في تاريخ بغداد 388/2 - 389، ترجمة محمّد بن سليمان المعروف [2]بلوين (903), من طريق أبي عوانة.

بعضهم لبعض: والله ما أخرجنا فارجعوا، فقال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : والله ما أدخلته وأخرجتكم، ولكنّ الله أدخله وأخرجكم. (1)

5388. أبوالشيخ : حدّثنا الحسن بن أحمد المالكي والقاسم بن عبّاد - بالبصرة -، قالا: حدّثنا لوين [محمّد بن سليمان]، حدّثنا ابن عيينة، عن أبي جعفر، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، قال:

كنت عند النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وعنده قوم، فدخل علي رضي الله عنه، فلمّا دخل قال: اخرجوا. فلمّا خرجوا تلاوموا، فقال بعضهم لبعض: والله ما أخرجنا، فارجعوا. فقال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : والله ما أدخلته وأخرجتكم، ولكنّ الله -عزّ وجلّ - أدخله وأخرجكم.

قال لوين: حدّثنا به ابن عيينة مرّة اخرى عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقّاص لم يجاوز به. (2)

5389. الخطيب : أخبرنا أبوبكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن محمّد الأصبهاني المعروف الفيج -سمعت منه بهمذان-، أخبرنا أبوبكر أحمد بن عبدان بن محمّد الشيرازي الحافظ - بالأهواز -، حدّثنا علي بن الحسين بن معدان، حدّثنا لوين -ببغداد في مدينة أبي جعفر سنة أربعين ومئتين -، حدّثنا شريك، أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر بن بكير النجّار وأبوالحسن محمّد بن الحسين بن عمر بن برهان الغزّال، قالا: حدّثنا أبوالفضل عبيدالله بن عبدالرحمان الزهري، حدّثنا أبوبكر محمّد بن هارون بن حميد المجدر، حدّثنا محمّد بن سليمان لوين، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، قال:

كان قوم عند النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فدخل علي فخرجوا، فلمّا خرجوا تلاوموا، فرجعوا، فقال

ص:277


1- (1) . البحر الزخّار 34/4 (1195)، وعنه أبوالشيخ في طبقات المحدّثين 145/2، ترجمة علي بن بشر ( [1]129).
2- (2) . طبقات المحدّثين 144/2 - 145، ترجمة علي بن بشر ( [2]129)، وعنه أبونعيم في أخبار أصبهان 177/2، ترجمة محمّد بن سليمان [3]الملقّب بلوين.

النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : ما أنا أدخلته وأخرجتكم، بل الله أدخله وأخرجكم. (1)

5390. ابن عدي: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص، حدّثنا إسماعيل بن موسى، أخبرنا زافر، عن إسرائيل، عن عبدالله بن شريك، عن الحارث بن ثعلبة، عن سعد بن مالك [وهو سعد بن أبي وقّاص]، قال:

سدّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أبواباً كانت شارعة في المسجد وترك باب علي. (2)

5391. يزيد بن سنان القزّاز : حدّثنا عبدالله بن الجرّاح القهستاني، قال: حدّثنا زافر بن سليمان، عن إسرائيل بن يونس، عن عبدالله بن شريك، عن الحارث بن ثعلبة، قال:

قلت لسعد رضي الله عنه : أشهدت شيئاً من مناقب علي عليه السلام ؟ قال: شهدت له أربع مناقب، والخامسة لقد شهدتها، لأن يكون لي اخراهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها: سدّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أبواب المسجد، وترك باب علي رضي الله عنه فسئل عن ذلك، فقال: ما أنا سددتها وما أنا تركتها، وزوّجه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فاطمة عليها السلام فولدت له، وأعطاه الراية يوم خيبر. (3)

5392. ابن عساكر : أخبرنا أبومحمّد هبة الله بن سهل، أخبرنا أبوعثمان البحيري، أخبرنا أبوعمرو بن حمدان، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الحافظ - بالكوفة -، حدّثنا يحيى بن زكريّا بن شيبان، حدّثنا إسحاق بن يزيد، حدّثنا جابر بن الحرّ النخعي، عن عبدالله بن شريك، عن الحارث بن ثعلبة، قال:

سمعت سعد بن أبي وقّاص يقول: لقد كانت لعلي خصال لأن تكون لي واحدة منها أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها: غزا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم تبوكاً فقال له علي: تخلّفني ؟! فقال: يا ابن أبي طالب، أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ؟ فلأن تكون هذه لي

ص:278


1- (1) . تاريخ بغداد 388/2، ترجمة محمّد بن سليمان المعروف [1]بلوين (903).
2- (2) . الكامل 234/3، ترجمة زافر بن سليمان (725).
3- (3) . عنه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 183/9 - 184 (3553).

أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها، وأخرج الناس من المسجد وترك عليّاً فيه، فقال له: علي يحلّ له ما يحلّ له.... (1)

5393. الشاشي: حدّثنا أحمد بن شدّاد الترمذي، حدّثنا علي بن قادم، أخبرنا إسرائيل، عن عبدالله بن شريك، عن الحارث بن مالك [بن الحارث]، قال:

أتيت مكّة فلقيت سعد بن أبي وقّاص، فقلت: هل سمعت لعلي منقبة ؟ قال: شهدت له أربعاً لأن يكن لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح عليه السلام....

قال: وكنّا مع النبيّ -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- في المسجد فنودي فينا ليلاً: ليخرج من في المسجد إلاّ آل رسول الله -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- وآل علي.

قال: فخرجنا نجرّ بغلاً لنا، فلمّا أصبحنا أتى العبّاس النبيّ -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- فقال: يا رسول الله -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- أخرجت أعمامك وأصحابك، وأسكنت هذا الغلام!؟ فقال رسول الله -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- : ما أنا أمرت بإخراجكم ولا إسكان هذا الغلام إنّ الله هو أمر به.... (2)

5394. النسائي: أخبرنا أحمد بن يحيى، قال: حدّثنا علي بن قادم، قال: أخبرنا إسرائيل، عن عبدالله بن شريك، عن الحارث بن مالك، قال:

أتيت مكّة فلقيت سعد بن أبي وقّاص، فقلت: هل سمعت لعلي منقبة ؟ قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في المسجد فنودي فينا ليلاً: ليخرج من المسجد إلاّ آل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وآل علي.

قال: فخرجنا، فلمّا أصبح أتاه عمر فقال: يا رسول الله، أخرجت أصحابك

ص:279


1- (1) . تاريخ مدينة دمشق 119/42 - 120، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
2- (2) . مسند الشاشي 126/1 - 127 (63)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 116/42 - 117، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933), باختلاف يسير، وفيها: «نجرّ نعالنا» بدلاً من «نجرّ بغلاً لنا».

وأعمامك وأسكنت هذا الغلام!؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ما أنا أمرت بإخراجكم ولا بإسكان هذا الغلام إنّ الله هو أمر به.

قال فطر: عن عبدالله بن شريك، عن عبدالله بن الرقيم، عن سعد، أنّ العبّاس أتى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقال: سددت أبوابنا إلاّ باب علي! فقال: ما أنا فتحتها ولا سددتها. (1)

5395. ابن المظفّر : أخبرنا أبوالقاسم عمرو بن عمرو بن عثمان بن حسّان بن أبي حسّان، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمامي، حدّثنا النضر بن محمّد، حدّثنا أبواُويس [عبدالله بن عبدالله المدني]، حدّثنا الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، حدّثني خارجة بن سعد، حدّثني سعد بن أبي وقّاص، قال:

كانت لعلي عليه السلام مناقب لم تكن لأحد: كان يبيت في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر، وسدّ الأبواب إلاّ باب علي. (2)

5396. محمّد بن فضيل : حدّثنا مسلم الملائي، عن خيثمة بن عبدالرحمان، قال:

سمعت سعد بن مالك وقال له رجل: إنّ عليّاً يقع فيك إنّك تخلّفت عنه، فقال سعد: والله إنّه لرأي رأيته وأخطأ رأيي، إنّ علي بن أبي طالب اعطي ثلاثاً لأن أكون اعطيت إحداهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها... وأخرج رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عمّه العبّاس وغيره من المسجد، فقال له العبّاس: تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن عليّاً! فقال: ما أنا أخرجتكم وأسكنته ولكنّ الله أخرجكم وأسكنه. (3)

5397. أبويعلى : حدّثنا موسى [بن محمّد بن حيّان]، حدّثني محمّد بن إسماعيل بن جعفر الطحّان، حدّثنا غسّان بن بشر الكاهلي، عن مسلم، عن خيثمة، عن سعد:

ص:280


1- (1) . السنن الكبرى 423/7 - 424 (8371). [1]
2- (2) . عنه ابن المغازلي بإسناده إليه في مناقب أهل البيت ص 322 - 324 (309).
3- (3) . عنه الحاكم بإسناده إليه في المستدرك 316/3 - 317 (4601).

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم سدّ أبواب الناس في المسجد وفتح باب علي، فقال الناس في ذلك، فقال: ما أنا فتحته ولكنّ الله فتحه. (1)

5398. خيثمة : حدّثنا يحيى بن أبي طالب -ببغداد-، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا فطر بن خليفة، عن عبدالله بن شريك، عن زيد بن أرقم، قال:

قدمت المدينة فجلسنا إلى سعد، فقال: سمعت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم يقول لعلي: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، وسدّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم الأبواب إلاّ باب علي. (2)

5399. الشاشي: حدّثنا عبدالرحمان بن محمّد بن منصور الحارثي، حدّثنا موسى بن داوود، أخبرنا ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، قال:

كان سعد بن مالك عند مروان، قال: فنعته فسبّ مروان عليّاً، قال: فقال سعد: أيّها الأمير، إنّي سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- يقول: إنّ من حقّ المسلم على المسلم أن ينصح له وإنّي أنهاك عن سبّ علي.

قال: فقام مروان، فقال سعد: اجلس وليس هذا بحين قيام، اخبرك بأربع سبق لعلي من رسول الله -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- لا ينبغي أحد منّا ينتحلهنّ ، دخل علينا رسول الله -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- ونحن رقود في المسجد، فينا أبوبكر وعمر، فجعل يوقظنا رجلاً رجلاً ويقول: لا ترقدوا في المسجد، ارقدوا في بيوتكم، حتّى انتهى إلى علي فقال: يا علي، أمّا أنت فنم، فإنّه يحلّ لك فيه ما يحلّ لي.... (3)

5400. النسائي: أخبرني زكريّا بن يحيى، قال: حدّثنا عبدالله بن عمر، قال: حدّثنا أسباط ، عن فطر، عن عبدالله بن شريك، عن عبدالله بن الرقيم، عن سعد، نحوه. (4)

ص:281


1- (1) . مسند أبي يعلى 61/2 - 62 (703)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 138/42 - 139، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 165/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933).
3- (3) . مسند الشاشي 145/1 - 146 (82).
4- (4) . السنن الكبرى 423/7 - 424 (8372)، [3] وضمير «نحوه» راجع إلى الحديث المتقدّم آنفاً عن النسائي.

5401. أحمد : حدّثنا حجّاج، حدّثنا فطر، عن عبدالله بن شريك، عن عبدالله بن الرقيم الكناني، قال:

خرجنا إلى المدينة زمن الجمل، فلقينا سعد بن مالك بها، فقال: أمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد، وترك باب علي رضي الله عنه. (1)

5402. ابن المغازلي: أخبرنا أحمد بن محمّد [بن عبدالوهّاب]، أخبرنا الحسين بن محمّد العدل، حدّثنا محمّد بن محمود، حدّثنا الحسين بن سلاّم السوّاق، حدّثنا عبيدالله بن موسى، حدّثنا فطر بن خليفة، عن عبدالله بن شريك، عن عبدالله بن الرقيم، عن سعد:

أنّ النبيّ صلّى الله عليه و آله أمر بسدّ الأبواب فسدّت، وترك باب علي، فأتاه العبّاس فقال: يا رسول الله، سددت أبوابنا وتركت باب علي!؟ قال: ما أنا فتحتها ولا أنا سددتها. (2)

5403. ابن أبي عاصم : حدّثنا الحسن بن علي، حدّثنا يزيد بن الحباب، مثله، إلاّ أنّه قال: ابن الأريقم. (3)

5404. ابن أبي عاصم : حدّثنا الحسن بن علي، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا فطر، عن عبدالله بن شريك، عن عبدالله بن الأرقم، قال:

أتينا المدينة أنا واُناس من أهل الكوفة، فلقينا سعد بن أبي وقّاص، فقال: كونوا عراقيّين، كونوا عراقيّين.

قال: وكنت من أقرب القوم إليه، فسأل عن علي رضي الله عنه، قال: كيف رأيتموه ؟ هل سمعتموه يذكرني ؟ قلنا: لا، أمّا باسمك فلا، ولكن سمعناه يقول: اتّقوا فتنة الأخنس.

ص:282


1- (1) . مسند أحمد 175/1 (1511)، [1] وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 165/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933)، وابن حجر في القول المسدّد ص 10 - 11، الحديث الثاني.
2- (2) . مناقب أهل البيت ص 324 - 325 (311).
3- (3) . السنّة 919/2 (1419)، والضمير في «مثله» راجع إلى الرواية اللاحقة عن الحسن بن علي، عن يزيد بن هارون.

فقال: أ سمّاني ؟ قلنا: لا. فقال: إنّ الخنس كثير، ولكن لا أزال احبّه بعد ثلاث سمعتهنّ من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم....

قال: وسدّت أبواب الناس الّتي كانت تلي المسجد غير باب علي، فقال العبّاس: يا رسول الله، سددت أبوابنا، وتركت باب علي وهو أحدثنا!؟ فقال: إنّي لم أسكنكم، ولا سددت أبوابكم، ولكنّي امرت بذلك.... (1)

5405. النسائي: قال فطر: عن عبدالله بن شريك، عن عبدالله بن الرقيم، عن سعد:

أنّ العبّاس أتى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقال: سددت أبوابنا إلاّ باب علي!؟ فقال: ما أنا فتحتها ولا سددتها. (2)

5406. البزّار : حدّثنا محمّد بن موسى القطّان، حدّثنا معلّى بن عبدالرحمان، حدّثنا شعبة، عن أبي بلج، عن مصعب بن سعد، عن أبيه:

أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال: سدّوا عنّي كلّ خوخة في المسجد إلاّ خوخة علي. (3)

5407. الطبراني: حدّثنا علي بن سعيد الرازي، قال: حدّثنا سويد بن سعيد، قال: حدّثنا معاوية بن ميسرة بن شريح، قال: حدّثنا الحكم بن عتيبة، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال:

أمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بسدّ الأبواب إلاّ باب علي، قالوا: يا رسول الله، سددت الأبواب كلّها إلاّ باب علي!؟ قال: ما أنا سددت أبوابكم ولكنّ الله سدّها. (4)

ص:283


1- (1) . السنّة 918/2 - 919 (1418).
2- (2) . السنن الكبرى 424/7، ذيل الحديث 8371، [1] ولم يذكر سنده إلى فطر، وإنّما ذكر بعده حديثاً بإسناده إلى فطر، وقال: نحوه، وقد تقدّم آنفاً فلاحظ .
3- (3) . البحر الزخّار 368/3 (1169), وعنه الهيثمي في كشف الأستار 195/3 (2551), والزرندي في نظم درر السمطين ص 108 , [2] في ذكر جامع مناقبه رضي الله عنه، وقال في ذيل الحديث: قال البزّار: تفرّد به معلّى بن شعبة، وهذه فضيلة ثناؤها على منابر الألسنة تتلى، ومنقبة على مرور الأزمنة لا تبلى.
4- (4) . المعجم الأوسط 553/4 (3942).

20. أبوسعيد الخدري

5408. وكيع القاضي: قد أخبرني يحيى بن إسماعيل البجلي في كتابه أنّ الحسن بن إسماعيل البجلي حدّثهم، قال: حدّثنا مطّلب بن زيد، قال: حدّثنا عبيد القاضي، عن محمّد بن عبدالرحمان بن أبي ليلى، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري أنّه قال:

لمّا سدّ أبواب المسجد ذهب علي عليه السلام ليخرج فأخذ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم بيده فقال: إنّ هذا المسجد لا يحلّ لأحد أن يجنب فيه غيري وغيرك. (1)

5409. وكيع القاضي: أخبرني أحمد بن الحسين بن سعيد بن عثمان الخزّاز، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا المطّلب بن زياد، عن عبيد القاضي - وهو عبيد بن عبدالله بن عيسى -، عن محمّد بن عبدالرحمان بن أبي ليلى، عن عطيّة، عن أبي سعيد، عن النبيّ عليه السلام , مثله. (2)

21. عائشة

5410. البخاري: قال أفلت بن حسّان: عن جسرة، عن عائشة، عن النبيّ صلّى الله عليه و سلّم :

سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب علي. (3)

22. عاصم بن عدي (4)

5411. الواقدي: حدّثني عبدالرحمان بن الحرّ الواقفي، عن صالح بن أبي حسّان، عن أبي البدّاح بن عاصم بن عدي، [عن أبيه]، قال:

قال العبّاس بن عبدالمطّلب: يا رسول الله، ما لك فتحت أبواب رجال في المسجد؟

ص:284


1- (1) . أخبار القضاة 149/3، ترجمة عبدالرحمان بن عبدالله [1]بن عيسى بن أبي ليلى.
2- (2) . أخبار القضاة 149/3، ترجمة عبدالرحمان بن عبدالله [2]بن عيسى بن أبي ليلى.
3- (3) . التاريخ الكبير 408/1، ترجمة أيّوب بن بشير الأنصاري (1304)، ثمّ قال: «ويقال: فليت».
4- (4) . انظر: ترجمة الرجل وابنه في التاريخ الكبير للبخاري 477/6 (3037), والكنى ص 16 (125), وتهذيب الكمال 65/33 (7299).

وما بالك سددت أبواب رجال في المسجد؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : يا عبّاس، ما فتحت عن أمري ولا سددت عن أمري. (1)

23. عبدالله بن عبّاس

5412. إبراهيم الجوهري: حدّثني أميرالمؤمنين المأمون، قال: حدّثني أميرالمؤمنين الرشيد، حدّثني أميرالمؤمنين المهدي، حدّثني أميرالمؤمنين المنصور، حدّثني أبي، [عن أبيه]، قال: حدّثني أبي عبدالله بن العبّاس رضي الله عنه، قال:

قال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم لعلي: أنت وارثي، وقال: إنّ موسى سأل الله تعالى أن يطهّر مسجده [لهارون وذرّيّته] (2)، وإنّي سألت الله أن يطهّر مسجدي لك ولذرّيّتي من بعدي.

ثمّ أرسل إلى أبي بكر أن سدّ بابك، فاسترجع وقال: فعل هذا بغيري ؟ فقيل: لا، فقال: سمعاً وطاعة، فسدّ بابه.

ثمّ أرسل إلى عمر، فقال: سدّ بابك، فاسترجع وقال: فعل هذا بغيري ؟ فقيل: بأبي بكر. فقال: إنّ لي في أبي بكر (3)اسوة حسنة، فسدّ بابه.

ثمّ أرسل إلى العبّاس: سدّ بابك.

فلمّا سمعت فاطمة خرجت، فجلست على بابها،ومعها الحسن والحسين، كأنّهما شبلان، فخاض الناس في ذلك، فصعد رسول الله صلّى الله عليه و آله المنبر، فقال: ما أنا سددت أبوابكم، ولا أنا فتحت باب علي، ولكنّ الله سدّ أبوابكم وفتح باب علي. (4)

ص:285


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 176/2، [1] ذكر سدّ الأبواب غير باب أبي بكر. ولا يخفى ما في هذا الحديث وقد علم حقيقته بملاحظة الأحاديث السابقة والآتية.
2- (2) . من رواية ابن الجوزي.
3- (3) . هذا هو الظاهر، وفي العمدة: «إنّ فيّ في»، وفي نهج الإيمان: «إنّ لي بأبي بكر»، وفي الطرائف: « [2]إنّ في أبي بكر».
4- (4) . عنه ابن مندة في كتاب مناقب العبّاس، في مسانيد المأمون، كما في العمدة لابن البطريق ص 176 - 177 (273)، وغاية المرام للبحراني 238/6، الباب التاسع والتسعون، الحديث الثاني [3]عشر، والطرائف لابن طاووس ص 61 (60)، [4] ونهج الإيمان لابن جبر ص 436 - 437، الفصل الرابع و العشرون، في

5413. الترمذي: حدّثنا محمّد بن حميد الرازي، قال: حدّثنا إبراهيم بن المختار، عن شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أمر بسدّ الأبواب إلاّ باب علي. 1

5414. الذهلي: حدّثنا النفيلي، حدّثنا مسكين بن بكير، حدّثنا شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس:

أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم أمر بالأبواب كلّها فسدّت إلاّ باب علي.

تابعه إبراهيم بن المختار، عن شعبة. 2

5415. البيهقي: أخبرنا الشريف أبوالحسن محمّد بن الحسين بن داوود العلوي، قال: أخبرنا أبوعبدالله محمّد بن مسعود بن حمويه النسوي، قال: حدّثنا أبوالأحوص العكبري، قال: حدّثنا ابن نفيل، قال: أنبأنا مسكين بن بكير، قال: أنبأنا شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أمر بالأبواب كلّها أن تسدّ إلاّ باب علي. 3

5416. ابن البختري: حدّثنا أبوالأصبغ القَرقَساني، قال: حدّثنا أبوجعفر [عبدالله بن محمّد] النُفيلي، قال: حدّثنا مسكين، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس:

أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم أمر بالأبواب كلّها فسدّت إلاّ باب علي رضي الله عنه. 4

ص:286

5417. الطبراني: حدّثنا أبوشعيب عبدالله بن الحسن الحرّاني، حدّثنا أبوجعفر [عبدالله بن محمّد] النفيلي، حدّثنا مسكين بن بكير، حدّثنا شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أمر بالأبواب كلّها فسدّت إلاّ باب علي رضي الله عنه. (1)

5418. ابن المغازلي: أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبدالوهّاب، قال: أخبرنا الحسين بن محمّد العدل، حدّثنا حبير بن محمّد، قال: حدّثنا أبوحاتم [محمّد بن إدريس الرازي].

وأخبرنا أحمد بن محمّد [بن عبدالوهّاب]، قال: أخبرنا الحسين بن محمّد العدل، حدّثنا عمر بن الحسن، حدّثنا موسى بن موسى الختّلي، قالا: حدّثنا [عبدالله بن محمّد] بن نفيل الحرّاني أبوجعفر الثقة المأمون، حدّثنا مسكين بن بكير، حدّثنا شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله أمر بسدّ الأبواب كلّها فسدّت إلاّ باب علي. (2)

5419. ابن الطيوري: حدّثنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمّد بن عبدالله بن خلف، أخبرنا عمر بن محمّد الجوهري، حدّثنا أحمد بن محمّد بن هانئ، قال:

سمعت أباعبدالله وذكر أباجعفر النفيلي فأثنى عليه، وذكر أنّه قد كتب عنه وقال: كان يجيء معي إلى مسكين -يعني ابن بكير- وكأنّه حسّن أمر مسكين، قلت لأبي عبدالله: نظرت في حديث مسكين عن شعبة فإذا فيها خطأ، فقال: من أين كان يضبط هو عن شعبة ؟ كان عنده حديث عن شعبة عن يونس، قال: سألت هشام بن عروة، فقلت له: قد سمعت أباجعفر يذكره عن مسكين، وقلت لأبي عبدالله: ليس يروي هذا غيره، فقال: ما سمعته من غيره، قلت له: و روى عن شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن

ص:287


1- (1) . المعجم الكبير 78/12 (12594)، وعنه أبونعيم في حلية الأولياء 153/4، ترجمة عمرو بن ميمون الأودي (258).
2- (2) . مناقب أهل البيت ص 326 (313).

ابن عبّاس أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال:

سدّوا أبواب المسجد إلاّ باب علي.

فقال: قد روى شعبة الحديث. (1)

5420. النسائي: أخبرني محمّد بن وهب، قال: حدّثنا مسكين، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس -وأبوبلج هو يحيى بن أبي سليمان- , قال:

أمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بأبواب المسجد فسدّت إلاّ باب علي. (2)

5421. الكلاباذي: عن مسكين بن بكير، عن شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس، قال:

أمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بأبواب المسجد فسدّت إلاّ باب علي.

و روى أحمد والنسائي أيضاً من طريق أبي عوانة الوضّاح، عن أبي بلج يحيى، عن عمرو بن ميمون، قال:

قال ابن عبّاس - في أثناء حديث سدّوا أبواب المسجد إلاّ باب علي - : وكان يدخل المسجد وهو جنب، وهو طريقه، ليس له طريق آخر. (3)

5422. الحمّاني: حدّثنا أبوعوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

سدّوا أبواب المسجد كلّها إلاّ باب علي عليه السلام. (4)

ص:288


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 18/58، [1] ترجمة مسكين بن أنيف (7385).
2- (2) . السنن الكبرى 424/7 (8373). [2]
3- (3) . معاني الأخبار، كما عنه السيوطي في اللآلي المصنوعة 348/1 - 349، مناقب الخلفاء الأربعة.
4- (4) . عنه الحمّويي بإسناده إليه في فرائد السمطين 208/1 (164), [3] من طريق أبي يعلى وأبونعيم في حلية الأولياء 153/4 , ترجمة عمرو بن ميمون الأودي (258), وقال: و رواه شعبة عن أبي بلج مثله, والطحاوي في شرح مشكل الآثار 187/9 (3557), من دون لفظ «كلّها». و رواه الديلمي في الفردوس 309/2 (3396), مرسلاً.

5423. البلاذري: حدّثنا عبدالملك بن محمّد بن عبدالله الرقاشي أبوقلابة، حدّثنا أبوربيعة فهد بن عوف الذهلي، حدّثنا أبوعوانة الوضّاح، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، قال:

كنّا عند ابن عبّاس في بيته فدخل عليه نفر عشرة، فقالوا له: نخلو معك.

قال: فخلا معهم ساعة ثمّ قام وهو يجرّ ثوبه ويقول: اف اف، وقعوا في رجل قال له رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه... وسدّت الأبواب إلاّ باب علي.... (1)

5424. عبدالله بن أحمد : حدّثنا أبومالك كثير بن يحيى، قال: حدّثنا أبوعوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس، نحوه. (2)

5425. الطبراني: حدّثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، حدّثنا كثير بن يحيى، حدّثنا أبوعوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، قال:

كنّا عند ابن عبّاس فجاءه سبعة نفر وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، فقالوا: يا ابن عبّاس، قم معنا، أو قال: أخلو يا هؤلاء، قال: بل أقوم معكم.

فقام معهم، فما ندري ما قالوا، فرجع ينفض ثوبه يقول: اف اف، وقعوا في رجل قيل فيه ما أقول لكم الآن، وقعوا في علي بن أبي طالب وقد قال نبيّ الله صلّى الله عليه و سلّم : لأبعثنّ رجلاً لا يخزيه الله... وسدّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أبواب المسجد غير باب علي، فيدخل المسجد جنباً، وهو طريقه، ليس له طريق غيره.... (3)

5426. أحمد : حدّثنا يحيى بن حمّاد، حدّثنا أبوعوانة، حدّثنا أبوبلج، حدّثنا عمرو بن ميمون، قال:

ص:289


1- (1) . أنساب الأشراف 355/2، [1] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- (2) . مسند أحمد 331/1 (3062). [2] والمراد بقوله: «نحوه»، أي نحو الحديث المتقدّم منه الّذي تقدّم ذكره هنا آنفاً.
3- (3) . المعجم الكبير 77/12 - 78 (12593)؛ معجم الأوسط 388/3 (2836)، وعنه المقدسي في الأحاديث المختارة 28/13 - 29 (34).

إنّي لجالس إلى ابن عبّاس إذ أتاه تسعة رهط ، فقالوا: يا أباعبّاس، إمّا أن تقوم معنا، وإمّا أن تخلونا يا هؤلاء.

قال: فقال ابن عبّاس: بل أقوم معكم.

قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال: فابتدؤوا فتحدّثوا، فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه، ويقول: اف وتُف، وقعوا في رجل له عشر... وقعوا في رجل قال له النبيّ صلّى الله عليه و سلّم... وقال: وسدّ [النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم ] أبواب المسجد غير باب علي، فقال: فيدخل المسجد جنباً، وهو طريقه، ليس له طريق غيره.... (1)

5427. الرمادي: حدّثنا يحيى بن حمّاد، حدّثنا أبوعوانة، حدّثنا أبوبلج، حدّثنا عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس:

أنّ النبيّ صلّى الله عليه و آله سدّ أبواب المسجد غير باب علي. (2)

5428. أبوخيثمة : حدّثنا يحيى بن حمّاد، حدّثنا أبوعوانة، حدّثنا أبوبلج، عن عمرو بن ميمون، قال:

إنّي لجالس عند ابن عبّاس إذ أتاه سبعة رهط ، فقالوا: يا أباعبّاس، إمّا أن تقوم معنا، وإمّا أن تخلونا بهؤلاء.

قال: فقال ابن عبّاس: بل أقوم معكم، قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى،

ص:290


1- (1) . مسند أحمد 330/1 - 331 (3061)، [1] وعنه الحاكم في المستدرك 132/3 - 134 (4652)، وفيه: «قال ابن عبّاس: و سدّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أبواب المسجد غير باب علي، فكان يدخل المسجد جنباً، وهو طريقه، ليس له طريق غيره»، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة، وقد حدّثنا السيّد الأوحد أبويعلى حمزة بن محمّد الزيدي رضي الله عنه، حدّثنا أبوالحسن علي بن محمّد بن مهرويه القزويني القطّان، قال: سمعت أباحاتم الرازي يقول: كان يعجبهم أن يجدوا الفضائل من رواية أحمد بن حنبل رضي الله عنه. وعنه المقدسي في الأحاديث المختارة 26/13 - 27 (32), و رواه مثله ابن عساكر في الموافقات، كما عنه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص 86 - 88، باب فضائل علي عليه السلام، [2] ذكر اختصاصه بعشر.
2- (2) . عنه ابن المغازلي بإسناده إليه في مناقب أهل البيت ص 325 - 326 (312).

فابتدؤوا فتحدّثوا فلا يدرى ما قالوا، فجاء فنفض ثوبه وهو يقول: إنّ اولئك وقعوا في رجل له عشر... وسدّ [النبيّ صلّى الله عليه و سلّم ] أبواب المسجد غير باب علي، فيدخل المسجد جنباً، وهو طريقه، ليس له طريق غيره.... (1)

5429. النسائي وابن أبي عاصم والمحاملي: أخبرنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا يحيى بن حمّاد، قال: حدّثنا الوضّاح [أبوعوانة]، قال: حدّثنا يحيى [أبوبلج]، قال: حدّثنا عمرو بن ميمون، قال:

قال ابن عبّاس: وسدّ أبواب المسجد غير باب علي، فكان يدخل المسجد وهو جنب، وهو طريقه، ليس له طريق غيره. (2)

5430. الطبراني: حدّثنا عبدالله بن زيدان البجلي، حدّثنا محمّد بن حمّاد بن عمرو الأزدي، حدّثنا حسين الأشقر، حدّثنا أبوعبدالرحمان المسعودي، عن كثير النوّاء، عن ميمون أبي عبدالله، عن ابن عبّاس، قال:

لمّا أخرج أهل المسجد وترك علي قال الناس في ذلك، فبلغ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، فقال: ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته، ولكنّ الله أخرجكم وتركه، إنّما أنا عبد مأمور، ما امرت به فعلت، ( إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّ ما يُوحى إِلَيَّ ) (3). (4)

5431. ابن عساكر : أخبرنا أبوالأعزّ قراتكين بن الأسعد، أخبرنا أبومحمّد الجوهري،

ص:291


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 99/42 - 100، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933)، من طريق أبي يعلى.
2- (2) . السنن الكبرى 424/7 (8374)، [2] ومثله في ص 416 - 417 (8355) ضمن حديث طويل بهذا الإسناد عن ابن عبّاس، و رواه ابن أبي عاصم في السنّة 900/2 - 902 (1386)، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 97/42 - 98، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]4933)، بإسناده عن المحاملي.
3- (3) . الأنعام/50 ؛ [4]يونس/15 ؛ [5]الأحقاف/9. [6]
4- (4) . المعجم الكبير 114/12 (12722)، وعنه السيوطي في اللآلي المصنوعة 351/1، مناقب الخلفاء الأربعة.

أخبرنا أبوالقاسم عبدالعزيز بن جعفر بن محمّد بن حمدي الخرقي، حدّثنا عمر بن أيّوب السقطي، حدّثنا عبيدالله بن عمر القواريري، حدّثنا يونس بن أرقم، حدّثنا كثير النوّاء أبوإسماعيل وعوف الأعرابي، عن ميمون الكردي، قالا:

كنّا عند ابن عبّاس فقال رجل: ليته حدّثنا عن علي، فسمعه ابن عبّاس فقال: أما لاُحدّثنّك حقّاً، إنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أمر بالأبواب الشارعة في المسجد فسدّت، وترك باب علي فقال: إنّهم وجدوا من ذلك، فأرسل إليهم أنّه بلغني أنّكم وجدتم من سدّي أبوابكم وتركي باب علي، وإنّي والله ما سددت من قبل نفسي، ولا تركت من قبل نفسي، إن أنا إلاّ عبد مأمور، امرت بشيء ففعلت، ( إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّ ما يُوحى إِلَيَّ ). (1)

24. عبدالله بن عمر

5432. ابن أبي عاصم : حدّثنا أيّوب الوزّان، حدّثنا عروة بن مروان، عن عبيدالله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق السبيعي، قال:

سألت ابن عمر عن عثمان وعلي. قال: تسألني عن علي ؟ فقد رأيت مكانه من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أنّه سدّ أبواب المسجد إلاّ باب علي رضي الله عنه. (2)

5433. النسائي: أخبرنا أحمد بن سليمان [الرهاوي]، قال: حدّثنا عبيدالله [بن موسى]، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن العلاء بن عرار، قال:

سألت ابن عمر وهو في مسجد الرسول صلّى الله عليه و سلّم عن علي وعثمان ؟ فقال: أمّا علي فلا تسلني عنه وانظر إلى منزله من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ليس في المسجد بيت غير بيته.... (3)

5434. الطبراني: حدّثنا أحمد [بن إسحاق الخشّاب الرقّي]، قال: حدّثنا عبدالله بن جعفر،

ص:292


1- (1) . تاريخ مدينة دمشق 137/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
2- (2) . السنّة 889/2 (1361)، وعنه الذهبي بإسناده إليه في ميزان الاعتدال 82/5، ترجمة عروة بن مروان العرقي (5616).
3- (3) . السنن الكبرى 446/7 (8437). [2]

قال حدّثنا عبيدالله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن العلاء بن عرار، قال:

سئل ابن عمر عن علي وعثمان، فقال: أمّا علي فلا تسألوا عنه، انظروا إلى منزلته من رسول الله، فإنّه سدّ أبوابنا في المسجد، وأقرّ بابه.... (1)

5435. خيثمة : حدّثنا هلال بن العلاء، حدّثنا أبي وعبدالله بن جعفر، حدّثنا عبيدالله بن عمرو، عن زيد، عن أبي إسحاق، عن العلاء بن عرار، [قال:] قال أبي:

قلت لعبدالله بن عمر (2)وهو في المسجد جالس: كيف تقول في هذين الرجلين علي وعثمان ؟ -وقالا جميعاً: - فقال عبدالله: أمّا علي فلا تسأل عنه أحداً وانظر إلى منزله من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، قال أبي: فقد أخرجنا من مسجد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إلاّ علي.

وقال ابن جعفر: فإنّه قد سدّ أبوابنا في المسجد وأقرّ بابه.... (3)

5436. ابن منيع : حدّثنا أبوأحمد الزبيري، قال: حدّثنا هشام بن سعد، عن عمرو بن اسيد، عن ابن عمر، قال:

لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاثاً لأن تكون لي واحدة [منها] أحبّ إليّ من حمر النعم: زوّجه فاطمة وولدت منه، وأعطاه الراية يوم خيبر، وسدّ أبواب المسجد غير باب علي عليه السلام. (4)

5437. الحميري: ... عن جعفر بن عون، عن هشام بن سعد.... (5)

ص:293


1- (1) . المعجم الأوسط 97/2 - 98 (1188)، وعنه المزّي بإسناده إليه في تهذيب الكمال 529/22، ترجمة العلاء بن عرار (4580)، مع مغايرة طفيفة وما بين المعقوفين منه.
2- (2) . في الأصل: «عمرو»، والتصويب من الطبعة المحقّقة وسائر المصادر.
3- (3) . عنه ابن عساكر بإسنادين إليه في تاريخ مدينة دمشق 139/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
4- (4) . عنه الحمّويي بإسناده إليه في فرائد السمطين 208/1 (163)، [2] وقال في ذيله: وحديث سدّ الأبواب [رواه] نحو من ثلاثين رجلاً من الصحابة أغربها حديث عبدالله بن عبّاس. قلنا: مع ملاحظة ما روينا في الفرع السابق وما نرويه في الفرع الآتي يكون عددهم أزيد من ثلاثين، فلاحظ .
5- (5) . جزء الحميري ص 82 - 84 (28), وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 121/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]4933).

ستأتي روايته من طريق أبي نعيم عن هشام.

5438. أبونعيم : حدّثنا عبدالله بن محمّد بن عطاء، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن أبان، حدّثنا الحسين بن حفص، حدّثنا هشام بن سعد، عن عمر بن اسيد، عن ابن عمر [في حديث], قال:

لقد اعطي علي ثلاثاً لأن أكون اعطيتهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم: زوّجه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فاطمة فولدت له، واُعطي الراية يوم خيبر، وسدّت أبواب الناس إلاّ بابه.

رواه ابن زهير التستري، عن يحيى بن حكيم، عن الحسين، مثله. (1)

5439. أبويعلى : حدّثنا نصر بن علي، أخبرنا عبدالله بن داوود، عن هشام بن سعد، عن عمر بن اسيد، عن ابن عمر [في حديث]، قال:

لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، لأن يكون فيّ واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم: تزوّج فاطمة وولدت له، وغلّق الأبواب غير بابه، ودفع الراية إليه يوم خيبر. (2)

5440. ابن أبي عاصم : حدّثنا نصر بن علي، حدّثنا عبدالله بن داوود، عن هشام بن سعد، عن عمر بن اسيد، عن ابن عمر [في حديث]، قال:

لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، لأن يكون لي إحداهنّ أحبّ إليّ من أن يكون لي الدنيا وما فيها: تزويجه فاطمة وولدت له، وغلّق الأبواب غير بابه، والثالثة يوم خيبر. (3)

ص:294


1- (1) . أخبار أصبهان 276/1، ترجمة الحسين بن [1]حفص بن الفضل، و 210/2، ترجمة محمّد بن إبراهيم بن أبان، وفيه: «عن عبدالله بن محمّد بن محمّد». وانظر: رواية ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 120/42 - 121، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933)، ففيه بعض المغايرات في السند.
2- (2) . مسند أبي يعلى 452/9 - 453 (5601)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 121/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]4933).
3- (3) . السنّة 805/2 - 806 (1233).

5441. ابن عساكر : أخبرنا أبوالحسن علي بن المسلم الفرضي، أخبرنا الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أخبرنا عبدالرحمان بن عبدالعزيز بن أحمد بن أحمد بن الطبيز، أخبرنا أبوعبدالله محمّد بن عيسى التميمي، حدّثنا محمّد بن يونس بن داوود الخولاني، عن هشام بن سعد، عن عمر بن اسيد، قال:

سمعت ابن عمر يقول: لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، لأن يكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم: تزوّج فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فولدت الحسن والحسين سبطي رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وحبيبي رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وسدّ الأبواب كلّها إلاّ باب علي، ودفع إليه الراية يوم خيبر. (1)

5442. ابن عمّار : حدّثنا المعافا بن عمران، حدّثنا هشام بن سعد، عن عمر بن اسيد، عن ابن عمر [في حديث]، قال:

لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، لأن أكون اعطيتهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم: زوّجه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ابنته، وأعطاه الراية يوم خيبر، وسدّ الأبواب من المسجد إلاّ باب علي. (2)

5443. الحميري: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس الزهري، حدّثنا جعفر بن عون وأبونعيم، عن هشام بن سعد، عن عمرو بن اسيد، عن ابن عمر [في حديث]، قال:

لقد اوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال، لأن أكون اعطيتهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم: زوّجه النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فاطمة فولدت منه، والراية يوم خيبر، وترك بابه في المسجد وسدّ أبواب الناس. (3)

5444. الطحاوي: حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدّثنا أبوعامر العقدي.

ص:295


1- (1) . تاريخ مدينة دمشق 122/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
2- (2) . عنه ابن الأثير في اسد الغابة 214/3 , ترجمة عبدالله بن عثمان [2]بن عامر أبي بكر بن أبي قحافة.
3- (3) . جزء الحميري ص 82 - 84 (28)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 121/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]4933).

حدّثنا فهد بن سليمان، قال: حدّثنا أبونعيم، قالا: حدّثنا هشام بن سعد، عن عمرو بن اسيد، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- [في حديث], قال:

قد اعطي علي عليه السلام ثلاث مناقب، لأن يكون لي إحداهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم: زوّجه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فاطمة فولدت منه، وأعطاه الراية يوم خيبر، وسدّ أبواب المسجد كلّها إلاّ باب علي. (1)

5445. المطيري: حدّثنا أبومنصور نصر بن داوود بن طوق الخلنجي، حدّثنا أبونعيم، حدّثنا هشام بن سعد، عن عمر بن اسيد، عن ابن عمر، قال:

سدّ الأبواب كلّها إلاّ باب علي. (2)

5446. وكيع : عن هشام بن سعد، عن عمر بن أسيد، عن ابن عمر [في حديث], قال:

لقد اوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم: زوّجه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ابنته وولدت له، وسدّ الأبواب إلاّ بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر. (3)

5447. الطحاوي: حدّثنا محمّد بن علي بن داوود، قال: حدّثنا الوليد بن صالح النخّاس، قال: حدّثنا عبيدالله بن عمرو الرقّي، عن زيد بن أبي اُنيسة، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، قال:

كنت عند ابن عمر، فسأله رجل عن علي وعثمان -رضي الله عنهما- فقال له: أمّا علي، فلا تسألنا عنه، ولكن انظر إلى منزلته من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، إنّه سدّ أبوابنا في

ص:296


1- (1) . شرح مشكل الآثار 188/9 - 189 (3559) و (3560).
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 122/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
3- (3) . عنه أحمد في مسنده 26/2 (4797), [2] وفضائل الصحابة 567/2 (955)، [3] وابن حجر في القول المسدّد ص 11، الحديث الثالث، والخلاّل في السنّة 399/2 (581) مبتوراً، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 121/42 - 122، ترجمة علي بن أبي طالب ( [4]4933)، كلّهم من طريق أحمد.

المسجد غير بابه، وأمّا عثمان، فإنّه أذنب ذنباً يوم التقى الجمعان عظيماً، عفا الله -عزّ وجلّ - عنه، وأذنب ذنباً صغيراً فقتلتموه. (1)

5448. ابن المغازلي: أخبرنا أبوالحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار الفقيه الشافعي، أخبرنا أبومحمّد عبدالله بن محمّد بن عثمان المزني الملقّب بابن السقّاء الحافظ ، حدّثنا علي بن العبّاس البجلي - بالكوفة -، حدّثنا حسين بن نصر بن مزاحم، حدّثنا خالد بن عيسى العكلي، حدّثنا حصين بن مخارق، حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن نافع مولى ابن عمر، قال:

قلت لابن عمر: من خير الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه و آله ؟ قال: ما أنت وذاك لا امّ لك! ثمّ قال: أستغفر الله، خيرهم بعده من كان يحلّ له ما كان يحلّ له، ويحرم عليه ما كان يحرم عليه.

قلت: من هو؟ قال: علي، سدّ أبواب المسجد وترك باب علي، وقال له: لك في هذا المسجد ما لي، وعليك فيه ما عليّ .... (2)

25. عبدالله بن مسعود

5449. ابن أبي داوود : حدّثنا يحيى بن حاتم العسكري، حدّثنا بشر بن مهران، حدّثنا شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب، عن عبدالله بن مسعود، قال:

انتهى إلينا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ذات ليلة ونحن في المسجد جماعة من الصحابة فينا أبوبكر وعمر وعثمان وحمزة وطلحة والزبير وجماعة من الصحابة بعد ما صلّيت العشاء، فقال: ما هذه الجماعة ؟ قالوا: يا رسول الله، قعدنا نتحدّث، منّا من يريد الصلاة، ومنّا من ينام.

فقال: إنّ مسجدي لا ينام فيه، انصرفوا إلى منازلكم، ومن أراد الصلاة فليصلّ في منزله راشداً، ومن لم يستطع فلينم، فإنّ صلاة السرّ تضعف على صلاة العلانية.

قال: فقمنا فتفرّقنا وفينا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقام معنا. قال: فأخذ بيد علي وقال:

ص:297


1- (1) . شرح مشكل الآثار 188/9 (3558).
2- (2) . مناقب أهل البيت ص 327 (314).

أمّا أنت فإنّه يحلّ لك في مسجدي ما يحلّ لي، ويحرم عليك ما يحرم علي.

فقال له حمزة بن عبدالمطّلب: يا رسول الله، أنا عمّك وأنا أقرب إليك من علي! قال: صدقت يا عمّ ، وإنّه والله ما هو عنّي، إنّما هو عن الله -عزّ وجلّ -. (1)

26. عدي بن ثابت

5450. محمّد بن عثمان بن أبي شيبة : حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون، حدّثنا علي بن عابس، عن الحارث بن حصيرة، عن عديّ بن ثابت، قال:

خرج رسول الله صلّى الله عليه و آله [إلى] المسجد، فقال: إنّ الله أوحى إلى نبيّه موسى أن ابن لي مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ موسى وهارون وابنا هارون، وإنّ الله أوحى إليّ أن أبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ أنا وعلي وابنا علي. (2)

27. علي بن أبي طالب عليه السلام

5451. ابن الضريس : حدّثنا نصر بن مزاحم، حدّثنا عبدالله بن مسلم الملائي، عن أبيه، عن حبّة (3)، عن علي، قال:

لمّا أمر بسدّ الأبواب الّتي في المسجد خرج حمزة يجرّ قطيفة حمراء وعيناه تذرفان يبكي، [يقول: يا رسول الله، أخرجت عمّك وأسكنت ابن عمّك ؟!] فقال: ما أنا أخرجتك وما أنا أسكنته ولكنّ الله أسكنه. (4)

ص:298


1- (1) . عنه أبونعيم بإسناده إليه في فضائل الخلفاء الراشدين ص 109 (60)، ومن طريقه السيوطي في اللآلي المصنوعة 351/1 - 352، مناقب الخلفاء الأربعة، والحمّويي في فرائد السمطين 206/1 (161). [1]
2- (2) . عنه ابن المغازلي بإسناده إليه في مناقب أهل البيت ص 319 - 320 (306).
3- (3) . في الأصل: «عن جدّه»، وهو تصحيف.
4- (4) . عنه أبونعيم بإسناده إليه في فضائل الخلفاء الراشدين ص 110 (61), من طريق أبي الشيخ, ومن طريقه السيوطي في اللآلي المصنوعة 352/1، مناقب الخلفاء الأربعة. وفي تاريخ المدينة المنوّرة للسمهودي 338/1 هكذا: «ما أسنده يحيى من طريق ابن زبالة وغيره عن عبدالله بن مسلم الملائي، عن أبيه، عن أخيه، قال»، وذكر نحوه، وما بين المعقوفين منه.

5452. البزّار : حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي الكوفي، قال: حدّثنا أبوغسّان، قال: حدّثنا قيس، عن أبي المقدام، عن حبّة، عن علي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

انطلق فمرهم، فليسدّوا أبوابهم، فانطلقت فقلت لهم، ففعلوا إلاّ حمزة، فقلت: يا رسول الله، قد فعلوا إلاّ حمزة.

فقال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : قل لحمزة: فليحوّل بابه، فقلت له: إنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يأمرك أن تحوّل بابك، فحوّله، فرجعت إليه وهو قائم يصلّي، فقال: ارجع إلى بيتك. (1)

5453. البزّار : حدّثنا حاتم بن الليث، قال: حدّثنا عبيدالله بن موسى، حدّثنا أبوميمونة، عن عيسى الملائي، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، قال:

أخذ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بيدي، فقال: إنّ موسى سأل ربّه أن يطهّر مسجده بهارون، وإنّي سألت ربّي أن يطهّر مسجدي بك وبذرّيّتك، ثمّ أرسل إلى أبي بكر أن سدّ بابك، فاسترجع ثمّ قال: سمعاً وطاعة، فسدّ بابه، ثمّ أرسل إلى عمر، ثمّ أرسل إلى العبّاس بمثل ذلك، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي، ولكنّ الله فتح باب علي وسدّ أبوابكم. (2)

5454. ابن المغازلي: أخبرنا أحمد بن المظفّر، أخبرنا الحافظ أبومحمّد ابن السقّاء، حدّثنا محمّد بن محمّد بن الأشعث، حدّثنا موسى بن إسماعيل بن موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه علي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله :

إنّ الله -عزّ وجلّ - أوحى إلى موسى عليه السلام أن ابن مسجداً طاهراً لا يكون فيه غير

ص:299


1- (1) . البحر الزخّار 318/2 - 319 (750), وعنه الهيثمي في كشف الأستار 196/3 (2553)، ومجمع الزوائد 114/9 - 115، كتاب المناقب، باب فتح بابه الّذي في المسجد، والسيوطي في اللآلي المصنوعة 351/1، مناقب الخلفاء الأربعة، والمتّقي في كنز العمّال 175/13 (36521).
2- (2) . البحر الزخّار 144/2 (506), وعنه الهيثمي في كشف الأستار 195/3 (2552)، والمتّقي في كنز العمّال 175/13 (36521).

موسى وهارون وابني هارون شبّراً وشبيراً، وإنّ الله أمرني أن أبني مسجداً طاهراً لا يكون فيه غيري وغير أخي علي وغير ابنيّ الحسن والحسين عليهم السلام. (1)

5455. السمّان : أخبرني أبوبكر محمّد بن عبدالله بن محمّد الحمدوني - بقراءتي عليه سنة ستّ وثمانين وثلاثمئة -، حدّثني أبومحمّد عبدالرحمان بن حمدان بن عبدالرحمان بن المرزبان الجلاّب، حدّثني أبوبكر محمّد بن إبراهيم السوسى البصري - نزيل حلب -، حدّثنا عثمان بن عبدالله القرشي الشامي - بالبصرة قدم علينا -، حدّثنا يوسف بن أسباط ، عن محلّ الضبّي، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن أبي ذرّ رضي الله عنه , قال:

لمّا كان أوّل يوم من البيعة لعثمان لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ، فاجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد ونظرت إلى أبي محمّد عبدالرحمان بن عوف وقد اعتجر بريطة وقد اختلفوا إذ جاء أبوالحسن - بأبي هو واُمّي - قال: فلمّا بصروا بأبي الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام سرّ القوم طرّاً، فأنشأ علي وهو يقول:... فأنشدكم الله هل تعلمون أنّ أبواب المسجد سدّها وترك بابي ؟ قالوا: اللهمّ نعم. (2)

5456. ابن المغازلي: أخبرنا أبوطاهر محمّد بن علي بن محمّد البيّع البغدادي، أخبرنا أبوأحمد عبيدالله بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، حدّثنا أبوالعبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف بابن عقدة الحافظ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن سعيد الأحمسي، حدّثنا نصر -وهو ابن مزاحم-، حدّثنا الحكم بن مسكين، حدّثنا أبوالجارود و [ كثير] بن طارق، عن عامر بن واثلة.

و [حدّثنا هشام] أبوساسان وأبوحمزة [الثمالي]، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عامر بن واثلة، قال:

ص:300


1- (1) . مناقب أهل البيت ص 359 (348).
2- (2) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في المناقب ص 299 - 301 (296).

كنت مع علي عليه السلام في البيت يوم الشورى فسمعت عليّاً يقول لهم: لأحتجنّ عليكم بما لا يستطيع عربيّكم ولا عجميّكم [أن] يغيّر ذلك... فأنشدكم بالله أ تعلمون أنّه أمر بسدّ أبوابكم وفتح بابي فقلتم في ذلك، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله : ما أنا سددت أبوابكم ولا أنا فتحت بابه بل الله سدّ أبوابكم وفتح بابه، غيري ؟ قالوا: اللهمّ نعم. (1)

5457. العقيلي: حدّثنا جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا محمّد بن حميد، قال: حدّثنا زافر، حدّثنا الحارث بن محمّد، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن علي، فذكر الحديث نحوه. (2)

5458. الطبراني: حدّثني علي بن سعيد الرازي، حدّثني محمّد بن حميد، حدّثني زافر بن سليمان، عن الحارث (3)بن محمّد، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال:

كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم، فسمعت عليّاً عليه السلام يقول: بايع الناس أبابكر وأنا والله أولى بالأمر وأحقّ به فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفّاراً، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثمّ بايع أبوبكر لعمر وأنا والله أولى بالأمر منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفّاراً، ثمّ أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان، إذاً لا أسمع ولا اطيع، إنّ عمر جعلني في خمس نفر أنا سادسهم، لأيم الله لا يعرف لي فضل في الصلاح ولا يعرفونه لي كما نحن فيه شرع سواء، وأيم الله لو أشاء أن أتكلّم ثمّ لا يستطيع عربهم ولا عجمهم ولا المعاهد منهم ولا المشرك أن يردّ خطبة منها.

ثمّ قال: أنشدكم الله أيّها الخمسة... أ منكم أحد سكن المسجد يمرّ فيه جنباً, غيري ؟ قالوا: لا....

قال: أ فيكم أحد يطهّره كتاب الله غيري حتّى سدّ النبيّ أبواب المهاجرين وفتح بابي إليه حتّى قام إليه عمّاه حمزة والعبّاس فقالا: يا رسول الله صلّى الله عليه و آله، سددت أبوابنا وفتحت

ص:301


1- (1) . مناقب أهل البيت ص 182 - 189 (158).
2- (2) . الضعفاء 212/1، [1] ترجمة الحارث بن محمّد (258)، ولم يذكر المصنّف نصّ الحديث.
3- (3) . الظاهر أنّ هذا هو الصواب، وفي الأصل: «زافر بن سليمان بن الحارث».

باب علي! فقال النبيّ صلّى الله عليه و آله : ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم، بل الله فتح بابه وسدّ أبوابكم ؟ قالوا: لا. (1)

5459. العقيلي: حدّثنا محمّد بن أحمد الوراميني، قال: حدّثنا يحيى بن المغيرة الرازي، قال: حدّثنا زافر، عن رجل، عن الحارث بن محمّد، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني، قال أبوالطفيل:

كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليّاً يقول: بايع الناس لأبي بكر، وأنا والله أولى بالأمر منه، وأحقّ منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع النّاس كفّاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثمّ بايع الناس عمر، وأنا والله أولى بالأمر منه، وأحقّ منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفّاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثمّ أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذاً [لا] أسمع و [لا] اطيع، إنّ عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم، لا يعرف لي فضلاً عليهم في الصلاح ولا يعرفوه لي كلّنا فيه شرع سواء، وأيم الله لو أشاء أن أتكلّم ثمّ لا يستطيع عربيّهم ولا عجميّهم ولا المعاهد منهم ولا المشرك ردّ خطاه منها لفعلت.

ثمّ قال: نشدتكم بالله أيّها النفر جميعاً... أ كان أحد مطهّر في كتاب الله غيري حين سدّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم أبواب المهاجرين وفتح بابي، فقام إليه عمّاه حمزة والعبّاس فقالا: يا رسول الله، سددت أبوابنا وفتحت باب علي! فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم، بل الله فتح بابه وسدّ أبوابكم ؟ قالوا: اللهمّ نعم. (2)

5460. الدارقطني: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، حدّثنا يحيى بن زكريّا بن شيبان، حدّثنا يعقوب بن معبد، حدّثني مثنّى أبوعبدالله، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق

ص:302


1- (1) . عنه الخوارزمي بسندين إليه في المناقب 313 - 315 (314), من طريق ابن مردويه، ومن طريقه الحمّويي في فرائد السمطين 319/1 - 322 (251). [1]
2- (2) . الضعفاء 211/1 - 212، [2] ترجمة الحارث بن محمّد (258).

السبيعي، عن عاصم بن ضمرة وهبيرة.

وعن العلاء بن صالح، عن المنهال بن عمرو، عن عبّاد بن عبدالله الأسدي وعن عمرو (1)بن واثلة، قالوا:

قال علي بن أبي طالب يوم الشورى: والله لأحتجنّ عليهم بما لا يستطيع قرشيّهم ولا عربيّهم ولا عجميّهم ردّه، ولا يقول خلافه، ثمّ قال لعثمان بن عفّان ولعبدالرحمان بن عوف والزبير ولطلحة وسعد، وهم أصحاب الشورى وكلّهم من قريش وقد كان قدم طلحة:... أنشدكم بالله أ فيكم مطهّر غيري؛ إذ سدّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أبوابكم وفتح بابي؛ وكنت معه في مساكنه ومسجده، فقام إليه عمّه فقال: يا رسول الله، غلقت أبوابنا وفتحت باب علي! قال: نعم، الله أمر بفتح بابه وسدّ أبوابكم ؟! قالوا: اللهمّ لا. (2)

28. عمر بن الخطّاب

5461. وكيع : عن هشام بن سعد، عن عمر بن اسيد، عن ابن عمر، قال: قال عمر بن الخطّاب -أو قال أبي - :

لقد اوتي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم: زوّجه ابنته فولدت له، وسدّ الأبواب إلاّ بابه، وأعطاه الحربة (3)يوم خيبر. (4)

5462. المديني: حدّثنا أبي [عبدالله بن جعفر]، أخبرني سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه :

لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، لأن تكون لي خصلة منها أحبّ إليّ من أن اعطى حمر النعم.

ص:303


1- (1) . هو أبوالطفيل، والمشهور في اسمه عامر، وقد يقال: عمرو.
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 431/42 - 432، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
3- (3) . كذا في الأصل، والظاهر أنّه تصحيف عن «الراية».
4- (4) . عنه ابن أبي شيبة في المصنّف 372/6 (32090).

قيل: وما هنّ يا أميرالمؤمنين ؟ قال: تزوّجه فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وسكناه المسجد مع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يحلّ له فيه ما يحلّ له، والراية يوم خيبر. (1)

5463. الطحاوي: حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدّثنا روح بن أسلم، قال: حدّثنا عبدالله بن جعفر، قال: حدّثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه :

لقد اعطي علي بن أبي طالب رضي الله عنه خصالاً، لأن يكون فيّ خصلة منها أحبّ إليّ من أن اعطى حمر النعم.

قالوا: وما هنّ يا أميرالمؤمنين ؟ قال: تزوّج فاطمة ابنة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وسكناه المسجد مع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، يحلّ له فيه ما يحلّ لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم، والراية يوم خيبر. (2)

5464. أبويعلى : حدّثنا عبيدالله بن عمر، حدّثنا عبدالله بن جعفر، أخبرني سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال عمر بن الخطّاب:

لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، لأن تكون لي خصلة منها أحبّ إليّ من أن اعطى حمر النعم.

قيل: وما هنّ يا أميرالمؤمنين ؟ قال: تزويجه فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وسكناه المسجد مع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، يحلّ له (3)فيه ما يحلّ له، والراية يوم خيبر. (4)

5465. ابن وهب : أخبرني يعقوب بن عبدالرحمان الزهري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه -ولم يذكر أباهريرة رضي الله عنه - أنّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال:

لقد اوتي علي بن أبي طالب ثلاثاً، لأن أكون اوتيتهنّ أحبّ إليّ من أن اعطى حمر

ص:304


1- (1) . عنه الحاكم بإسناده إليه في المستدرك 125/3 (4632).
2- (2) . شرح مشكل الآثار 182/9 - 183 (3551).
3- (3) . هذا هو الصواب، وفي الأصل: «لا يحلّ فيه».
4- (4) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 120/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).

النعم: جوار النبيّ صلّى الله عليه و سلّم في المسجد، والراية يوم خيبر، والثالثة نسيها سهيل. (1)

5466. القطيعي: حدّثنا علي بن طيفور، قال حدّثنا قتيبة [بن سعيد]، حدّثنا يعقوب [بن عبدالرحمان]، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، [عن أبي هريرة] أنّ عمر بن الخطّاب قال:

لقد اوتي علي بن أبي طالب ثلاثاً، لأن أكون اوتيتها أحبّ إليّ من إعطاء حمر النعم: جوار رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في المسجد، والراية يوم خيبر، والثالثة نسيها سهيل. (2)

5467. السمّان : عن أبي هريرة رضي الله عنه , قال: قال عمر:

ثلاث خصال لعلي لأن يكون لي خصلة منهنّ أحبّ إليّ من أن يكون لي حمر النعم: تزويج فاطمة بنت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، وسكناه في المسجد مع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، والراية يوم خيبر. (3)

29. المطّلب بن عبدالله بن حنطب

5468. إسماعيل القاضي: حدّثنا إبراهيم بن حمزة، حدّثنا سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن المطّلب - هو ابن عبدالله بن حنطب - :

أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم لم يكن أذن لأحد أن يمرّ في المسجد ولا يجلس فيه وهو جنب إلاّ علي بن أبي طالب؛ لأنّ بيته كان في المسجد. (4)

30. المراسيل والأقوال

5469. القرطبي: قد روي عن النبيّ صلّى الله عليه و سلّم أنّه لم يكن أذن لأحد أن يمرّ في المسجد ولا

ص:305


1- (1) . عنه الطحاوي بإسناده إليه في شرح مشكل الآثار 183/9 (3552).
2- (2) . فضائل الصحابة لأحمد 659/2 (1123). [1]
3- (3) . عنه المحبّ الطبري في الرياض النضرة 254/2، الباب الرابع، الفصل السادس، [2] في ذكر اختصاصه بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد إلاّ بابه.
4- (4) . أحكام القرآن، [3] كما عنه السيوطي في اللآلي المصنوعة 350/1، مناقب الخلفاء الأربعة.

يجلس فيه إلاّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، رواه عطيّة العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ما ينبغي لمسلم ولا يصحّ أن يجنب في المسجد إلاّ أنا وعلي.

قال علماؤنا: وهذا يجوز أن يكون ذلك؛ لأنّ بيت علي كان في المسجد، كما كان بيت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم في المسجد، وإن كان البيتان لم يكونا في المسجد ولكن كانا متّصلين بالمسجد، وأبوابهما كانت في المسجد، فجعلهما رسول الله صلّى الله عليه و سلّم من المسجد، فقال: ما ينبغي لمسلم، الحديث.

والّذي يدلّ على أنّ بيت علي كان في المسجد ما رواه ابن شهاب، عن سالم بن عبدالله، قال: سأل رجل أبي عن علي وعثمان - رضي الله عنهما - أيّهما كان خيراً؟ فقال له عبدالله بن عمر: هذا بيت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وأشار إلى بيت علي إلى جنبه، لم يكن في المسجد غيرهما، وذكر الحديث.

فلم يكونا يجنبان في المسجد وإنّما كانا يجنبان في بيوتهما، وبيوتهما من المسجد، إذ كان أبوابهما فيه، فكانا يستطرقانه في حال الجنابة إذا خرجا من بيوتهما.

ويجوز أن يكون ذلك تخصيصاً لهما، وقد كان النبيّ صلّى الله عليه و سلّم خصّ بأشياء، فيكون هذا ممّا خصّ به، ثمّ خصّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم عليّاً عليه السلام، فرخّص له في ما لم يرخّص فيه لغيره.

وإن كانت أبواب بيوتهم في المسجد، فإنّه كان في المسجد أبواب بيوت غير بيتيهما؛ حتّى أمر النبيّ صلّى الله عليه و سلّم بسدّها إلاّ باب علي.

و روى عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : سدّوا الأبواب إلاّ باب علي. فخصّه عليه السلام بأن ترك بابه في المسجد، وكان يجنب في بيته، وبيته في المسجد. (1)

5470. ابن حجر : جاء في سدّ الأبواب الّتي حول المسجد أحاديث... منها حديث سعد بن أبي وقّاص، قال: أمرنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي. أخرجه أحمد والنسائي، وإسناده قوي.

ص:306


1- (1) . الجامع لأحكام القرآن 207/5 - 208، [1] ذيل الآية 43 من سورة النساء.

وفي رواية للطبراني في الأوسط رجالها ثقات من الزيادة، فقالوا: يا رسول الله، سددت أبوابنا! فقال: ما أنا سددتها ولكنّ الله سدّها.

وعن زيد بن أرقم، قال: كان لنفر من الصحابة أبواب شارعة في المسجد، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب علي، فتكلّم ناس في ذلك، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : إنّي والله ما سددت شيئاً ولا فتحته، ولكن امرت بشيء فاتّبعته. أخرجه أحمد والنسائي والحاكم، ورجاله ثقات.

وعن ابن عبّاس، قال: أمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بأبواب المسجد فسدّت إلاّ باب علي.

وفي رواية: وأمر بسدّ الأبواب غير باب علي، فكان يدخل المسجد وهو جنب، ليس له طريق غيره. أخرجهما أحمد والنسائي، ورجالهما ثقات.

وعن جابر بن سمرة، قال: أمرنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بسدّ الأبواب كلّها غير باب علي، فربّما مرّ فيه وهو جنب. أخرجه الطبراني.

وعن ابن عمر، قال: كنّا نقول في زمن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : رسول الله صلّى الله عليه و سلّم خير الناس، ثمّ أبوبكر، ثمّ عمر، ولقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، لأن يكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم: زوّجه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ابنته وولدت له، وسدّ الأبواب إلاّ بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر. أخرجه أحمد، وإسناده حسن.

وأخرج النسائي من طريق العلاء بن عرار بمهملات قال: فقلت لابن عمر: أخبرني عن علي وعثمان -فذكر الحديث وفيه- وأمّا علي فلا تسأل عنه أحداً وانظر إلى منزلته من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، قد سدّ أبوابنا في المسجد وأقرّ بابه. ورجاله رجال الصحيح إلاّ العلاء وقد وثّقه يحيى بن معين وغيره.

وهذه الأحاديث يقوّي بعضها بعضاً، وكلّ طريق منها صالح للاحتجاج فضلاً عن مجموعها.

وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات، أخرجه من حديث سعد بن أبي وقّاص وزيد بن أرقم وابن عمر، مقتصراً على بعض طرقه عنهم، وأعلّه ببعض من

ص:307

تكلّم فيه من رواته، وليس ذلك بقادح، لما ذكرت من كثرة الطرق، وأعلّه أيضاً بأنّه مخالف للأحاديث الصحيحة الثابتة في باب أبي بكر، وزعم أنّه من وضع الرافضة قابلوا به الحديث الصحيح في باب أبي بكر، انتهى. وأخطأ في ذلك خطأ شنيعاً، فإنّه سلك في ذلك ردّ الأحاديث الصحيحة بتوهّمه المعارضة.... (1)

5471. ابن حجر : هو حديث مشهور له طرق متعدّدة، كلّ طريق منها على انفرادها لا تقصر عن رتبة الحسن، ومجموعها ممّا يقطع بصحّته على طريقة كثير من أهل الحديث. (2)

5472. ابن حجر : وقد ورد من طرق كثيرة صحيحة أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم لمّا أمر بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد إلاّ باب علي، فشقّ على بعض من الصحابة، فأجابهم بعذره في ذلك.

وقد ورد ذلك في حديث طويل لابن عبّاس، أخرجه أحمد والطبراني بسند جيّد.

وقد وقع في بعض الطرق من حديث أبي هريرة أنّ سكنى علي كانت مع النبيّ صلّى الله عليه و سلّم في المسجد. يعني مجاورة المسجد، أخرجه أبويعلى في مسنده.

وورد لحديث أبي سعيد شاهد نحوه من حديث سعد بن أبي وقّاص، أخرجه البزّار من رواية خارجة بن سعد، عن أبيه، و رواته ثقات، والله أعلم. (3)

5473. الخركوشي: إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله قال: إنّ الله -عزّ وجلّ - أمر موسى أن يبنى مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ هو وهارون وابنا هارون شبر وشبير، وإنّ الله قد أمرني أن أبني مسجداً لا يسكنه إلاّ أنا وعلي والحسن والحسين، سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب علي.

ص:308


1- (1) . فتح الباري 362/7 - 363، ذيل الحديث 3654، ونحوه في القول المسدّد ص 26 - 27، الحديث الثاني والثالث.
2- (2) . القول المسدّد ص 27، الحديث الثاني والثالث.
3- (3) . أجوبة عن أحاديث مصابيح السنّة - المطبوع في ذيل مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي - 316/3، الحديث الثامن عشر.

وقال: سدّوا قبل أن ينزل العذاب.

فخرج الناس مبادرين، وخرج حمزة بن عبدالمطّلب يجرّ قطيفة له حمراء وعيناه تدران يبكي ويقول: يا رسول الله، أخرجت عمّك وأسكنت ابن عمّك! فقال: ما أنا أخرجته ولا أنا أسكنته، ولكنّ الله أسكنه.

وقال له بعض أصحابه: يا رسول الله، دع لي كوّة أنظر إليك منها حين تغدوا وتروح. فقال عليه السلام : لا، ولا مثل ثقب الإبرة. (1)

5474. ابن أبي الحديد : فلمّا رأت البكريّة ما صنعت الشيعة وضعت لصاحبها أحاديث في مقابلة هذه الأحاديث، نحو لو كنت متّخذاً خليلاً، فإنّهم وضعوه في مقابلة حديث الإخاء، ونحو سدّ الأبواب، فإنّه كان لعلي عليه السلام فقلّبته البكريّة إلى أبي بكر.... (2)

5475. السمهودي: أسند ابن زبالة ويحيى من طريقه، عن رجل من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال:

بينما الناس جلوس في مسجد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إذ خرج مناد فنادى: أيّها الناس، سدّوا أبوابكم. فتحسحس الناس لذلك ولم يقم أحد، ثمّ خرج الثانية فقال: أيّها الناس، سدّوا أبوابكم. فلم يقم أحد.

فقال الناس: ما أراد بهذا؟ فخرج، فقال: أيّها الناس، سدّوا أبوابكم قبل أن ينزل العذاب. فخرج الناس مبادرين، وخرج حمزة بن عبدالمطّلب يجرّ كساءه حين نادى: سدّوا أبوابكم.

قال: ولكلّ رجل منهم باب إلى المسجد، أبوبكر وعمر وعثمان وغيرهم، قال: وجاء علي حتّى قام على رأس رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فقال: ما يقيمك ؟ ارجع إلى رحلك، ولم يأمره

ص:309


1- (1) . شرف النبيّ ص 439، الباب السابع والأربعون، ما ورد في سدّ الأبواب، وعنه الشهاب الإيجي في توضيح الدلائل ص 320 (898).
2- (2) . شرح نهج البلاغة 49/11، شرح الخطبة 203.

بالسدّ، فقالوا: سدّ أبوابنا وترك باب علي وهو أحدثنا! فقال بعضهم: تركه لقرابته، فقالوا: حمزة أقرب منه، وأخوه من الرضاعة وعمّه، وقال بعضهم: تركه من أجل ابنته.

فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فخرج إليهم بعد ثالثة، فحمد الله وأثنى عليه محمرّاً وجهه -وكان إذا غضب احمرّ عرق في وجهه- ثمّ قال: أمّا بعد ذلكم، فإنّ الله أوحى إلى موسى أن أتّخذ مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ هو وهارون وابنا هارون شبّراً وشبيراً، وإنّ الله أوحى إليّ أن أتّخذ مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ أنا وعلي وابنا علي حسن وحسين، وقد قدمت المدينة واتّخذت بها مسجداً، وما أردت التحوّل إليه حتّى امرت، وما أعلم إلاّ ما علّمت، وما أصنع إلاّ ما امرت، فخرجت على ناقتي فلقيني الأنصار يقولون: يا رسول الله، انزل علينا، فقلت: خلّوا الناقة فإنّها مأمورة حتّى نزلت حيث بركت، والله ما أنا سددت أبواب وما أنا فتحتها، وما أنا أسكنت عليّاً، ولكنّ الله أسكنه. (1)

5476. الحلبي: وممّا يدلّ على تقدّم قصّة علي -كرّم الله وجهه- ما روي عنه، قال: أرسل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إلى أبي بكر أن سدّ بابك، قال: سمعاً وطاعة، فسدّ بابه، ثمّ أرسل إلى عمر، ثمّ أرسل إلى العبّاس بمثل ذلك، ففعلا، وأمرت الناس ففعلوا، وامتنع حمزة، فقلت: يا رسول الله، قد فعلوا إلاّ حمزة، فقال صلّى الله عليه و سلّم : قل لحمزة: فليحوّل بابه، فقلت: إنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يأمرك أن تحوّل بابك، فحوّله، وعند ذلك قالوا: يا رسول الله، سددت أبوابنا كلّها إلاّ باب علي! فقال: ما أنا سددت أبوابكم ولكنّ الله سدّها.

وفي رواية: ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي، ولكنّ الله فتح باب علي وسدّ أبوابكم.

وجاء أنّه صلّى الله عليه و سلّم خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أمّا بعد، فإنّي أمرت بسّد هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيكم قائلكم، وإنّي والله ما سددت شيئاً ولا فتحته،

ص:310


1- (1) . وفاء الوفاء 478/2 - 479، الفصل الحادي عشر، [1] في الأمر بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد الشريف.

ولكنّي امرت بشيء فاتّبعته، إنّما أنا عبد مأمور ما امرت به فعلت، ( إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّ ما يُوحى إِلَيَّ ) (1).

ومعلوم أنّ حمزة -رضي الله تعالى عنه- قتل يوم احد، فقصّة علي -كرّم الله وجهه- متقدّمة جدّاً على قصّة أبي بكر -رضي الله تعالى عنه-.

وعلى كون المراد بسدّ الأبواب تضييقها وجعلها خوخاً يشكل ما جاء أمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بسدّ الأبواب كلّها غير باب علي، فقال العبّاس: يا رسول الله، قدر ما أدخل أنا وحدي وأخرج، قال: ما امرت بشيء من ذلك، فسدّها كلّها غير باب علي.

فعلى تقدير صحّة ذلك يحتاج إلى الجواب عنه، وعلى هذا الجميع يلزم أن يكون باب علي -كرّم الله وجهه- استمرّ مفتوحاً في المسجد... لما علم أنّه لم يكن لعلي باب آخر من غير المسجد....

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لعلي: يا علي، لا يحلّ لأحد جنب مكث في المسجد غيري وغيرك.

وعن امّ سلمة -رضي الله تعالى عنها- أنّها قالت: خرج رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في مرضه حتّى انتهى إلى صرحة المسجد، فنادى بأعلى صوته: إنّه لا يحلّ المسجد لجنب ولا لحائض إلاّ لمحمّد وأزواجه وعلي وفاطمة بنت محمّد، ألا هل بيّنت لكم أن لا تضلّوا... ؟ (2)

5477. ابن الأثير : لا يبقى في المسجد خوخة إلاّ سدّت... إلاّ خوخة علي. (3)

5478. الشهاب الإيجي: قال الشيخ المرتضى والإمام الرضي جلال الدين الخجندي -رحمه الله تعالى- : وقد ثبت أنّه -صلّى الله عليه وبارك وسلّم- أمر بسدّ الأبواب الشارعة إلى المسجد إلاّ باب علي عليه السلام. (4)

ص:311


1- (1) . الأحقاف/9. [1]
2- (2) . السيرة الحلبيّة 460/3 - 461، باب يذكر فيه مدّة مرضه وما وقع فيه و وفاته صلّى الله عليه و سلّم. [2]
3- (3) . النهاية 86/2 « [3]خوخ»، ومثله في لسان العرب لابن منظور 240/4 « [4]خوخ».
4- (4) . توضيح الدلائل ص 320 (900).

الباب العاشر: ما يتعلّق به عليه السلام من ملبسه و خاتمه و عمامته و سيفه و مركبه و فيه فروع:

الأوّل: لباسه عليه السلام و هو على أنحاء:

1. هيئة عليه السلام لباسه وكيفيّة تلبّسه به

برواية:

1. أبي إسحاق---11. عطاء أبي محمّد

2. جرموز---12. أبي العلاء مولى الأسلميّين

3. الحكم---13. علي بن ربيعة

4. أبي حيّان---14. عمّار المازني

5. خالد أبي اُميّة---15. عمرو بن قيس

6. دينار والد أبي سليمان المكتب---16. عنترة بن عبدالرحمان

7. أبي رزين---17. فرّوخ مولى لبني الأشتر

8. أبي سعد - أو أبي سعيد - الأزدي---18. قدامة بن عتّاب

9. أبي ظبيان---19. قيس بن عبّاد

10. عبدالله بن أبي الهذيل---20. امّ كثيرة أو امّ كثير

ص:312

21. مالك بن دينار عن عجوز---28. امّ موسى

22. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام ---29. أبي النوار

23. مسلم بيّاع القميص---30. هلال بن خبّاب عن مولى لآل صيفر

24. أبي مطر البصري---31. أبي الوضيء القيسي

25. معاوية عن رجل من بني كاهل---32. يزيد بن الحارث

26. أبي المعلّى الحنائي عن أبيه---33. ما ورد مرسلاً

27. ابن أبي مليكة

1. أبوإسحاق

5479. ابن أبي الدنيا : حدّثني محمّد بن عبّاد بن موسى، حدّثنا زيد بن الحباب، عن محمّد بن جابر، عن أبي إسحاق، قال:

رأيت عليّاً أبيض الرأس واللحية، وعليه قميص قَهز (1)وإزار ذبيني، الرداء فوق القميص، والقميص من فوق الإزار. (2)

2. جرموز

5480. يحيى بن سليمان الجعفي: حدّثنا خالد بن عبدالله الخراساني أبوالهيثم، قال: حدّثنا الحرّ بن جرموز، عن أبيه، قال:

رأيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يخرج من الكوفة، وعليه قطريّتان، متّزراً بالواحدة، متردّياً بالاُخرى، وإزاره إلى نصف الساق، وهو يطوف في الأسواق، ومعه درّة، يأمرهم بتقوى الله، وصدق الحديث، وحسن البيع، والوفاء بالكيل والميزان. (3)

ص:313


1- (1) . القهز: ضرب من الثياب يتّخذ من صوف.
2- (2) . مقتل أميرالمؤمنين ص 71 - 72 (64). [1]
3- (3) . عنه ابن عبدالبرّ بإسناده إليه في الاستيعاب 1112/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]1855). و مثله

5481. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا الحرّ بن جرموز، عن أبيه، قال:

رأيت عليّاً وهو يخرج من القصر، وعليه قطريّتان، إزار إلى نصف الساق، ورداء مشمّر قريب منه، ومعه درّة له يمشي بها في الأسواق، ويأمرهم بتقوى الله، وحسن البيع، ويقول: أوفوا الكيل والميزان، ويقول: لا تنفخوا اللحم. (1)

5482. البلاذري: حدّثني أبوبكر الأعين، حدّثنا أبونعيم، حدّثنا الحرّ بن جرموز، عن أبيه، قال:

رأيت عليّاً وقد خرج من القصر وعليه قطريّتان إلى نصف الساق، ورداء مشمّر، ومعه درّة يمشي في الأسواق، ويأمرهم بتقوى الله، وحسن البيع، ويقول: أوفوا الكيل والوزن، ولا تنفخوا في اللحم. (2)

5483. عبدالله بن أحمد : حدّثنا عبدالله بن عمر، قال: أخبرنا أبونعيم، قال: حدّثنا حرّ بن جرموز المرادي، عن أبيه، قال:

رأيت عليّاً وهو يخرج من القصر وعليه قطريّتان، إزاره إلى نصف الساق، ورداؤه مشمّر قريباً منه، ومعه الدرّة يمشي في الأسواق، ويأمرهم بتقوى الله، وحسن البيع، ويقول: أوفوا الكيل والميزان، ولا تنفخوا اللحم. (3)

3. الحكم

5484. وكيع : عن شعبة، عن الحكم، قال:

ص:314


1- (1) . الطبقات الكبرى 20/3، [1] ترجمة علي بن أبي طالب (3)، ذكر لباس علي عليه السلام.
2- (2) . أنساب الأشراف 369/2، ترجمة أميرا [2]لمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
3- (3) . فضائل الصحابة لأحمد 557/2 (938).

رأيت [عليّاً] عليه قميصاً غليظاً. (1)

4. أبوحيّان

5485. يحيى بن آدم : عن الحسن بن صالح، عن أبي حيّان، قال:

كانت قلنسوة علي لطيفة بيضاء مضربة. (2)

5486. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا حسن بن صالح، عن أبي حيّان، قال:

كانت قلنسوة علي لطيفة. (3)

5. خالد أبواُميّة

5487. البلاذري: حدّثنا روح بن عبدالمؤمن ومحمّد بن سعد، قالا: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، عن أبي سليمان الأودي، عن أبي اُميّة، قال:

رأيت علي بن أبي طالب أتى شط هذا الفيض على بغلة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم الشهباء، وعليه برد قد ائتزر به، ورداء وعمامة وخفّين، فنزل فبال، وتوضّأ ومسح على رأسه وخفّيه، قال: فإذاً رأسه مثل الراحة، وبين اذنيه شعر مثل خطّ الإصبع. (4)

5488. وكيع : عن أبي مكين، عن خالد أبي اُميّة:

أنّ عليّاً اتّزر فلحق إزاره بركبتيه. (5)

ص:315


1- (1) . عنه ابن أبي شيبة في المصنّف 172/5 (24874). [1]
2- (2) . عنه البلاذري بإسناده إليه في أنساب الأشراف 361/2، [2] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
3- (3) . الطبقات الكبرى 22/3، ترجمة علي بن أبي طالب [3] (3)، ذكر قلنسوة علي بن أبي طالب.
4- (4) . أنساب الأشراف 369/2، [4] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
5- (5) . عنه ابن أبي شيبة في المصنّف 167/5 (24815)، وابن سعد في الطبقات الكبرى 19/3، ترجمة علي بن أبي طالب [5] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام , باختلاف يسير.

6. دينار والد أبي سليمان المكتب

5489. وكيع : حدّثنا أبوسليمان المكتب، عن أبيه، قال:

ما رأيت عليّاً عليه إزار إلاّ يحاذي إلى أنصاف ساقيه. (1)

5490. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا أيّوب بن دينار أبوسليمان المكتب، قال: حدّثني والدي:

أنّه رأى عليّاً يمشي في السوق، وعليه إزار إلى نصف ساقيه، وبردة على ظهره، قال: ورأيت عليه بردين نجرانيّين. (2)

7. أبورزين

5491. ابن أبي شيبة : حدّثنا عبدالرحيم، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي رزين، قال:

خرج علي بن أبي طالب وعليه قميص من قَهز، وعليه برد من فطرس. (3)

5492. ابن معين : حدّثنا القاسم بن مالك، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي رزين، قال:

إنّ أفضل ثوب رأيته على علي - رضي الله تعالى عنه - القميص من قهز وبردين قطريّين. (4)

8. أبوسعد - أو أبوسعيد - الأزدي (5)

5493. عبدالله بن أحمد والسرّاج : حدّثنا عبدالله بن مطيع بن راشد، قال: حدّثنا

ص:316


1- (1) . عنه ابن أبي شيبة في المصنّف 167/5 (24822).
2- (2) . الطبقات الكبرى 20/3، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام، وعنه الكنجي بإسناده إليه في كفاية الطالب ص 404، الباب السادس، [2] في ذكر ملبسه عليه السلام.
3- (3) . المصنّف 172/5 (24871).
4- (4) . تاريخ ابن معين 31/2 (3021)، وعنه الخوارزمي بإسناده إليه في المناقب ص 120 (134).
5- (5) . أبوسعد الأزدي الأرحبي الكوفي، ويقال: أبوسعيد، تابعي صغير ثقة، روى عنه جماعة ثقات، ذكره ابن حبّان في الثقات، روى له الترمذي وابن ماجة، وغيرهما.

هشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن أبي سعد الأزدي - وكان إماماً من أئمّة الأزد -، قال:

رأيت عليّاً أتى السوق، فقال: من عنده قميص صالح بثلاثة دراهم ؟ فقال رجل: عندي. فجاء به فأعجبه، قال: فلعلّه خير من ذاك. قال: لا، ذاك ثمنه.

قال: فرأيت عليّاً يقرض رباط الدراهم من ثوبه، فأعطاه فلبسه، فإذا هو يفضل عن أطراف أصابعه، فأمر فقطع ما فضل عن أطراف أصابعه. (1)

9. أبوظبيان

5494. ابن سعد : أخبرنا مالك بن إسماعيل النهدي، قال: أخبرنا جعفر بن زياد، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال:

خرج علينا علي في إزار أصفر وخميصة سوداء. الخميصة شبه البرنكان. (2)

5495. ابن أبي شيبة : حدّثنا أبومعاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال:

رأيت على علي إزاراً أصفر، أو خميصة. (3)

10. عبدالله بن أبي الهذيل

5496. علي بن عبيد الدقّاق : حدّثنا الأجلح، عن [عبدالله بن] أبي الهذيل، قال:

رأيت على علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- قميصاً رازئاً، إذا مدّ كمّه بلغ ظفره، وإذا تركه بلغ نصف ساعده. (4)

5497. أبوالفتح المقدسي: أخبرنا أبوالقاسم عبدالرحمان بن عبدالعزيز بن أحمد السرّاج، أخبرنا أبوالحسن محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام - بحلب -، حدّثنا محمّد

ص:317


1- (1) . فضائل الصحابة لأحمد 545/1 (912)، و [1]رواه الكنجي في كفاية الطالب ص 403 - 404، الباب السادس, [2] في ذكر ملبسه عليه السلام، بإسناده إلى السرّاج، وأورده الملاّ في الوسيلة 6/القسم 245/2، مرسلاً.
2- (2) . الطبقات الكبرى 22/3، ترجمة علي بن أبي طالب [3] (3)، ذكر قلنسوة علي بن أبي طالب عليه السلام.
3- (3) . المصنّف 160/5 (24746). [4]
4- (4) . عنه العاصمي في زين الفتى 152/2 (390)، [5] عن كتابه.

بن عامر السمرقندي، حدّثنا أبومحمّد عصام بن يوسف بن قدامة الباهلي - ببلخ -، حدّثنا سفيان الثوري، عن الأجلح، عن عبدالله بن أبي الهذيل، قال:

رأيت على علي بن أبي طالب قميصاً رازئاً إذا مدّ زدنه بلغ أطراف الأصابع، وإذا تركه رجع إلى قريب من نصف الذراع. (1)

5498. ابن أبي الدنيا : حدّثنا الفضل بن سهل، حدّثنا أبونعيم، حدّثنا سفيان، عن الأجلح، عن عبدالله بن أبي الهذيل، قال:

رأيت عليّاً عليه السلام وعليه قميص رازئ، إذا مدّه بلغ الظفر، وإذا أرسله كان مع نصف الذراع. (2)

5499. يحيى بن سليمان الجعفي: حدّثنا عبدالرحيم بن سليمان، قال: حدّثنا أجلح بن عبدالله الكندي، عن عبدالله بن أبي الهذيل، قال:

رأيت عليّاً خرج وعليه قميص غليظ رازئ (3)، إذا مدّ كمّ قميصه بلغ إلى الظفر، وإذا أرسله صار إلى نصف الساعد. (4)

5500. ابن سعد : أخبرنا يعلى بن عبيد وعبدالله بن نمير، عن الأجلح، عن عبدالله بن أبي الهذيل، قال:

رأيت عليّاً عليه قميص رازئ، إذا مدّ كمّه بلغ الظفر، فإذا أرخاه بلغ نصف ساعده.

وقال عبدالله بن نمير: بلغ نصف الذراع. (5)

5501. البلاذري: حدّثنا عمرو، حدّثنا عبدالله بن نمير، عن الأجلح، عن عبدالله بن أبي الهذيل، قال:

ص:318


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 483/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
2- (2) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في المناقب ص 116 - 117 (127).
3- (3) . أي قصير، وقد تصحّف في الأصل إلى «دارس».
4- (4) . عنه ابن عبدالبرّ بإسناده إليه في الاستيعاب 1112/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]1855).
5- (5) . الطبقات الكبرى 20/3، ترجمة علي بن أبي طالب [3] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام.

رأيت عليّاً وعليه قميص رازئ، إذا مدّ كمّه بلغ الظفر، وإذا أرخاه بلغ نصف الذراع. (1)

5502. ابن أبي شيبة : حدّثنا علي بن مسهر، عن الأجلح، عن عبدالله بن أبي الهذيل، قال:

رأيت عليّاً عليه قميص رازئ - أو راقي -، إذا أرسله بلغ نصف ساقيه، وإذا مدّه لم يجاوز ظفريه. (2)

5503. القلعي: عن عبدالله بن أبي الهذيل، قال:

رأيت عليّاً خرج وعليه قميص غليظ رازئ، إذا مدّ كمّ قميصه بلغ الظفر، وإذا أرسله صار إلى نصف الساعد. (3)

11. عطاء أبومحمّد

5504. وكيع : عن علي بن صالح، عن عطاء أبي محمّد، قال:

رأيت على علي قميصاً من هذه الكرابيس غير غسيل. (4)

5505. ابن سعد : أخبرنا عبيدالله بن موسى، قال: أخبرنا علي بن صالح، عن عطاء أبي محمّد، قال:

رأيت عليّاً خرج من الباب الصغير، فصلّى ركعتين حين ارتفعت الشمس، وعليه قميص كرابيس كسكري فوق الكعبين، وكمّاه إلى الأصابع -أو أصل الأصابع- غير مغسول. (5)

5506. البلاذري: حدّثنا الحسين بن علي بن الأسود، عن عبيدالله بن موسى، عن علي بن صالح، عن عطاء أبي محمّد، قال:

ص:319


1- (1) . أنساب الأشراف 368/2، [1] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- (2) . المصنّف 169/5 (24839). [2]
3- (3) . عنه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص 101، باب فضائل علي عليه السلام، [3] ذكر زهده.
4- (4) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 20/3، ترجمة علي بن أبي طالب [4] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام، وابن أبي شيبة في المصنّف 172/5 (24872). [5]
5- (5) . الطبقات الكبرى 21/3، ترجمة علي بن أبي طالب [6] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام.

رأيت على علي قميصاً كسكرياً من هذه الكرابيس فوق الكعبين، كمّه إلى الأصابع -أو أصل الأصابع- غير مغسول. (1)

12. أبوالعلاء مولى الأسلميّين

5507. ابن سعد : أخبرنا أنس بن عياض أبوضمرة الليثي، قال: حدّثني محمّد بن أبي يحيى، عن أبي العلاء مولى الأسلميّين، قال:

رأيت عليّاً يأتزر فوق السرّة. (2)

5508. ابن أبي شيبة : حدّثنا يحيى بن سعيد، عن محمّد بن أبي يحيى... مثله. (3)

13. علي بن ربيعة

5509. وكيع : عن سعيد بن عبيد، عن علي بن ربيعة، قال:

رأيت على علي ثوبين قطريّين. (4)

5510. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا سعيد بن عبيد، عن علي بن ربيعة:

أنّه رأى على علي بردين قطريّين. (5)

5511. وكيع : عن طلحة بن يحيى، قال:

رأيت على علي بن ربيعة الوالبي تبّاناً.

قال: كان الشيخ - يعني عليّاً - يلبسه. (6)

ص:320


1- (1) . أنساب الأشراف 368/2، [1] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- (2) . الطبقات الكبرى 20/3، ترجمة علي بن أبي طالب [2] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام.
3- (3) . المصنّف 169/5 (24842). [3]
4- (4) . عنه ابن أبي شيبة في المصنّف 172/5 (24877). [4]
5- (5) . الطبقات الكبرى 20/3، ترجمة علي بن أبي طالب [5] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام.
6- (6) . عنه ابن أبي شيبة في المصنّف 170/5 (24856).

5512. البيهقي: أخبرني أبوزكريّا بن أبي إسحاق، أخبرنا أبوعبدالله بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن عبدالوهّاب، أخبرنا جعفر بن عون، أخبرنا مسعر، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة، قال:

رأيت عليّاً يتّزر، فرأيت عليه تبّاناً. (1)

5513. ابن أبي شيبة : حدّثنا عبدة، عن مسعر، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة، قال:

رأيت عليّاً يتّزر، فرأيت عليه تبّاناً. (2)

5514. ابن أبي شيبة : حدّثنا عبدة، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن المغيرة، عن علي بن ربيعة... مثله. (3)

14. عمّار المازني

5515. وكيع : عن معاذ بن العلاء، عن أبيه، عن جدّه [عمّار المازني]، قال:

خطبنا علي بالكوفة وعليه سراويل. (4)

15. عمرو بن قيس

5516. وكيع : عن سفيان، عن عمرو بن قيس:

أنّ عليّاً رئي عليه إزار مرقوع، فقيل له، فقال: يخشّع القلب، ويقتدي به المؤمن. (5)

5517. ابن الجوزي: عن عمرو بن قيس:

ص:321


1- (1) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في المناقب ص 119 - 120 (132).
2- (2) . المصنّف 170/5 (24850).
3- (3) . المصنّف 170/5 (24851). [1]
4- (4) . عنه ابن أبي شيبة في المصنّف 171/5 (24861). [2]
5- (5) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 20/3، ترجمة علي بن أبي طالب [3] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام.

أنّ عليّاً عليه السلام رئي عليه إزار مرقوع، فعوتب في لبوسه، فقال: يقتدي بي المؤمن، ويخشع له القلب. (1)

16. عنترة بن عبدالرحمان

5518. أبوعبيد : حدّثنا عبّاد بن العوّام، عن هارون بن عنترة [بن عبدالرحمان]، عن أبيه، قال:

دخلت على علي بالخورنق، وعليه سمل قطيفة، وهو يرعد فيها، فقلت: يا أميرالمؤمنين، إنّ الله - تبارك وتعالى - قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال نصيباً، وأنت تفعل هذا بنفسك!؟

قال: فقال: إنّي والله ما أرزأكم شيئاً، وما هي إلاّ قطيفتي الّتي أخرجتها من بيتي -أو قال: من المدينة -. (2)

5519. أبونعيم : حدّثنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدّثنا أحمد بن أبي الحسن الصوفي، حدّثنا يحيى بن يوسف الرقّي، حدّثنا عبّاد بن العوّام، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، قال:

دخلت على علي بن أبي طالب بالخورنق، وهو يرعد تحت سمل قطيفة، فقلت: يا أميرالمؤمنين، إنّ الله قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال؛ وأنت تصنع بنفسك ما تصنع!؟ فقال: والله ما أرزأكم من مالكم شيئاً، وإنّها لقطيفتي الّتي خرجت بها من منزلي - أو قال: من المدينة -. (3)

ص:322


1- (1) . صفة الصفوة 167/1، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب [1] رضي الله عنه (5)، ذكر زهده.
2- (2) . الأموال ص 284 (671)، وعنه ابن زنجويه في الأموال 609/2 (1002)، [2] وابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 477/42 و 481، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]4933).
3- (3) . حلية الأولياء 82/1، ترجمة علي بن أبي طالب ( [4]4)، زهده وتعبّده، وعنه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ 463/1، الباب الرابع، [5] ورع أميرالمؤمنين عليه السلام , و رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 167/1، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب [6] (5)، ذكر زهده، والمحبّ الطبري في الرياض النضرة [7]

17. فرّوخ مولى لبني الأشتر

5520. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا حميد بن عبدالله الأصمّ ، قال: سمعت فرّوخ مولى لبني الأشتر، قال:

رأيت عليّاً في بني ديوار وأنا غلام فقال: أ تعرفني ؟ فقلت: نعم، أنت أميرالمؤمنين، ثمّ أتى آخر، فقال: أ تعرفني ؟ فقال: لا، فاشترى منه قميصاً زابيّاً فلبسه، فمدّ كمّ القميص فإذا هو مع أصابعه، فقال له: كُفّه، فلمّا كفّه قال: الحمد لله الّذي كسا علي بن أبي طالب. (1)

5521. البخاري: قال أبونعيم: حدّثنا حميد الأصمّ ، عن فرّوخ مولى الأشتر، قال:

رأيت عليّاً، فقال: أتعرفني ؟ قلت: نعم، ثمّ أتى غلاماً فقال: أ تعرفني ؟ قال: نعم، ثمّ أتى آخر فقال: أ تعرفني ؟ قال: لا، فاشترى منه قميصاً فلبسه فإذا هو مع الأصابع فقال: كفّوا. فلمّا كفّوا قال: الحمد لله كسا علي بن أبي طالب. (2)

5522. البلاذري: حدّثنا عمرو بن محمّد، حدّثنا أبونعيم [الفضل بن دكين]... مثل حديث ابن سعد المتقدّم آنفاً، إلاّ أنّ فيه: «رأيت عليّاً وأنا غلام... قميصاً فلبسه...». (3)

18. قدامة بن عتّاب

5523. ابن سعد : أخبرنا عفّان بن مسلم، قال: أخبرنا أبوعوانة، عن مغيرة، عن قدامة بن عتّاب، قال:

ص:323


1- (1) . الطبقات الكبرى 20/3، ترجمة علي بن أبي طالب (3)، ذكر لباس علي عليه السلام، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 484/42، ترجمة علي بن أبي طالب (4933).
2- (2) . التاريخ الكبير 132/7 [1] - 133، ترجمة فرّوخ مولى الأشتر النخعي (600).
3- (3) . أنساب الأشراف 369/2، ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

كان علي ضخم البطن، ضخم مشاشة المنكب، ضخم عضلة الذراع، دقيق مستدقّها، ضخم عضلة الساق، دقيق مستدقّها.

قال: رأيته يخطب في يوم من أيّام الشتاء، عليه قميص قهز وإزاران قطريّان، معتمّاً بسبّ كتّان ممّا ينسج في سوادكم. (1)

19. قيس بن عبّاد

5524. السرّاج : حدّثنا عبدالأعلى بن واصل وإسماعيل بن أبي الحارث، قالا: حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا شعبة، عن عمارة بن أبي حفصة، عن أبي مجلز، عن قيس بن عبّاد، قال:

دخلت المدينة ألتمس العلم والشرف، فرأيت رجلاً عليه بردان، له ضفيرتان، واضعاً يده على عاتق عمر، فقلت: من هذا؟ قالوا: علي بن أبي طالب. (2)

5525. ابن أبي عاصم : حدّثنا أبوموسى، حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا شعبة، عن عمارة بن أبي حفصة، عن أبي مجلز، عن قيس بن عبّاد، قال:

قدمت المدينة أطلب العلم والشرف، فرأيت رجلاً عليه بردان، وله ظفيرتان، قد وضع يده على عاتق عمر، فقلت: من ذا؟ قالوا: علي رضي الله عنه. (3)

20. امّ كثيرة أو امّ كثير

5526. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا عبدالجبّار بن المغيرة الأزدي، حدّثتني امّ كثيرة:

أنّها رأت عليّاً ومعه مخفقة، وعليه رداء سنبلاني، وقميص كرابيس، وإزار كرابيس،

ص:324


1- (1) . الطبقات الكبرى 19/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام، وعنه البلاذري في أنساب الأشراف 365/2، [2] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 23/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]4933).
2- (2) . عنه أبونعيم بإسناده إليه في معرفة الصحابة 98/1 (305). [4]
3- (3) . الآحاد والمثاني 138/1 (160).

إلى نصف ساقيه الإزار والقميص. (1)

5527. أحمد الدورقي: عن أبي نعيم [الفضل بن دكين], عن عبدالجبّار بن المغيرة الأزدي, قال: حدّثتني امّ كثير:

... وإزار كرابيس، هما إلى نصف ساقه. (2)

21. مالك بن دينار عن عجوز

5528. أحمد : حدّثنا بهز - هو ابن أسد -، قال: حدّثنا جعفر - هو ابن سليمان -، قال: حدّثنا مالك بن دينار، قال: حدّثتني عجوز من الحي:

زوّج أبوموسى الأشعري بعض بنيه، فأولم عليه، فدعا الناس، قالت: فأتى علي، قيل: جاء أميرالمؤمنين، ففتحت باب الدار. قالت: فدخل علي وفي يده درّة، وعليه قميص ليس له جربان. (3)

5529. أبوالقاسم البغوي: حدّثنا أبوالربيع، حدّثنا جعفر بن سليمان، [عن مالك]، قال: حدّثني عجوز، قالت:

رأيت عليّاً وفي يده درّة، وعليه قميص ليس له جربان. (4)

22. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

5530. ابن بكّار : حدّثني سفيان، عن جعفر - قال سفيان: أظنّه ذكره عن أبيه- :

أنّ عليّاً كان إذا لبس قميصاً مدّ يده في كمّه فما خرج من الكمّ عن الأصابع قطعه، قال: ليس لكمّ فضل عن الأصابع. (5)

ص:325


1- (1) . الطبقات الكبرى 20/3 - 21، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام.
2- (2) . عنه البلاذري في أنساب الأشراف 375/2، [2] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
3- (3) . فضائل الصحابة 553/1 (887). [3]
4- (4) . معجم الصحابة 360/4، ذيل الحديث 1815.
5- (5) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 482/42 - 483، ترجمة علي بن أبي طالب ( [4]4933).

5531. ابن سعد : أخبرنا أبوبكر بن عبدالله بن أبي اُويس، عن سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، قال:

ابتاع علي قميصاً سنبلانيّاً بأربعة دراهم، فجاء الخيّاط ، فمدّ كمّ القميص، فأمره أن يقطعه ممّا خلف أصابعه. (1)

5532. ابن سعد : أخبرنا خالد بن مخلد، قال: أخبرنا سليمان بن بلال، قال: حدّثني جعفر بن محمّد، عن أبيه، قال:

كان علي بن أبي طالب يطوف في السوق بيده درّة، فاُتي بقميص له سنبلاني فلبسه، فخرج كمّاه على يديه، فأمر بهما فقطعا حتّى استويا بيديه، ثمّ أخذ درّته فذهب يطوف. (2)

23. مسلم بيّاع القميص

5533. ابن أبي الدنيا : حدّثني عبدالرحمان بن صالح، حدّثنا المحاربي، عن عبيدالله بن الوليد، عن فضيل بن مسلم، عن أبيه -وكان يبيع القميص عند دار فرات بالكوفة -، قال:

قام علينا علي بن أبي طالب، فقال: هذا القميص. قال: فلبسه، ثمّ قال: بكم هذا القميص ؟ قيل: بثلاثة دراهم يا أميرالمؤمنين. فمدّ يده فإذا القميص يفضل عن أصابعه، فقال: اقطعه بحدّ أصابعي، ثمّ قال: حصه. قلت: أكفّه ؟ قال: نعم، إذا كان المحوص كفّاً فكفّه، ثمّ رفع قميصه فأخرج من جرّته ثلاثة دراهم، ثمّ أدبر وهو يقول: حسبك ما يكفّك المحلّ .

قال: وكان كرابيس. (3)

ص:326


1- (1) . الطبقات الكبرى 21/3، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام.
2- (2) . الطبقات الكبرى 21/3، ترجمة علي بن أبي طالب [2] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام.
3- (3) . التواضع والخمول ص 193 - 194 (154).

5534. ابن الجوزي: عن فضيل بن مسلم، عن أبيه:

أنّ عليّاً اشترى قميصاً ثمّ قال: اقطعه لي من هاهنا مع أطراف الأصابع.

وفي رواية اخرى أنّه لبسه، فإذا هو يفضل عن أطراف أصابعه، فأمر به فقطع ما فضل عن أطراف الأصابع. (1)

24. أبومطر البصري

5535. أبويعلى : حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا شيخ من أهل الكوفة يقال له أبوالمحيّاة التيمي، قال: حدّثني أبومطر:

أنّ عليّاً أتى أصحاب الثياب، فقال لرجل: بعني قميصاً بثلاثة دراهم.

قال: فأعطاه ثوباً، فلبسه ما بين كعبه إلى رصغه، فلمّا لبسه قال: الحمد لله الّذي كساني من الرياش ما اواري به عورتي، وأتجمّل به في الناس.

ثمّ قال: كان النبيّ صلّى الله عليه و سلّم إذا لبس ثوباً جديداً قال هكذا. (2)

5536. أحمد : حدّثنا محمّد بن عبيد، قال: حدّثنا مختار بن نافع التمّار، عن أبي مطر:

أنّه رأى عليّاً أتى غلاماً حدثاً فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم، ولبسه ما بين الرصغين (3)إلى الكعبين، يقول ولبسه: الحمد لله الّذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في الناس، واُواري به عورتي.

فقيل: هذا شيء ترويه عن نفسك أو عن النبيّ صلّى الله عليه و سلّم ؟ قال: هذا شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقوله عند الكسوة. (4)

5537. عبد بن حميد : حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا المختار بن نافع، عن أبي مطر، قال:

ص:327


1- (1) . صفة الصفوة 167/1، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب [1] رضي الله عنه (5)، ذكر زهده.
2- (2) . مسند أبي يعلى 274/1 - 275 (327).
3- (3) . الرُصغ: لغة في الرسغ، وهو مفصل ما بين الكَفّ والساعد. النهاية 227/2 « [2]رصغ».
4- (4) . فضائل الصحابة 711/2 (1215)؛ [3]مسند أحمد 157/1 (1355). [4]

خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي: ارفع إزارك، فإنّه أنقى لثوبك؛ وأتقى لك، وخذ من رأسك إن كنت مسلماً. فمشيت خلفه وهو بين يدي مؤتزر بإزار؛ مرتد برداء، ومعه الدرّة كأنّه أعرابي بدوي، فقلت: من هذا؟ فقال لي رجل: أراك غريباً بهذا البلد. فقلت: أجل، رجل من أهل البصرة. فقال: هذا علي أميرالمؤمنين....

ثمّ أتى دار فرات - وهي سوق الكرابيس - فأتى شيخاً، فقال: يا شيخ، أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم، فلبسه ما بين الرصغين إلى الكعبين، يقول في لبسه: الحمد لله الّذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في الناس، واُواري به عورتي.

فقيل به: يا أميرالمؤمنين، هذا شيء ترويه عن نفسك، أو شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ؟ فقال: لا، بل شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ثمّ الكسوة. (1)

5538. هنّاد بن السري: حدّثنا محمّد بن عبيد، عن المختار بن نافع، عن أبي مطر، قال:

اشترى علي رضي الله عنه قميصاً بثلاثة دراهم، فلبسه ما بين الرصغين إلى الكعبين، وهو يقول: الحمد لله الّذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في الناس، واُواري به عورتي.

فقيل له: يا أميرالمؤمنين، هذا شيء ترويه عن نفسك، أو شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ؟ قال: لا، بل سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقوله ثمّ الكسوة. (2)

5539. عبدالله بن أحمد : حدّثنا سويد بن سعيد، حدّثنا مروان الفزاري، عن المختار بن نافع، قال: حدّثني أبومطر البصري وكان قد أدرك عليّاً:

أنّ عليّاً اشترى ثوباً بثلاثة دراهم، فلمّا لبسه قال: الحمد لله الّذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في الناس، واُواري به عورتي، ثمّ قال: هكذا سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول. (3)

ص:328


1- (1) . مسند عبد بن حميد 62/1 (96)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 485/42 - 486، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
2- (2) . الزهد 370/2 (712).
3- (3) . مسند أحمد 157/1 (1353)؛ [2]فضائل الصحابة لأحمد 710/2 - 711 (1214). [3]

5540. ابن عمّار : حدّثنا المعافى بن عمران، عن مختار التمّار، عن أبي مطر البصري، قال:

كنت مع علي فانتهينا إلى سوق الكبير فتوسّم شيخاً منهم، فقال: يا شيخ، أحسن بيعتي في قميص بثلاثة دراهم. قال: نعم، يا أميرالمؤمنين. فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئاً، وأتى غلاماً حدثاً، فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم، فلبسه من الرصغين إلى الكعبين، يقول في لباسه: الحمد لله الّذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في الناس، واُواري به عورتي.

فقال المسلمون: شيئاً تحدّثه عن نفسك، أو عن النبيّ صلّى الله عليه و سلّم ؟ قال: سمعت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم يقول ذلك إذا لبس ثوباً. (1)

5541. ابن الجوزي: عن أبي مطر، قال:

رأيت عليّاً عليه السلام مؤتزرا بإزار، مرتدياً برداء، ومعه الدرّة كأنّه أعرابي يدور حتّى بلغ سوق الكرابيس، فقال: يا شيخ، أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم. فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئاً، فأتى آخر، فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئاً، فأتى غلاماً حدثاً، فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم.

ثمّ جاء أبو الغلام فأخبره، فأخذ أبوه درهماً ثمّ جاء به، فقال: هذا الدرهم يا أميرالمؤمنين. قال: ما شأن هذا الدرهم ؟ قال: كان قميصنا ثمن درهمين. قال: باعني رضاي وأخذ رضاه. (2)

25. معاوية عن رجل من بني كاهل

5542. ابن معين : حدّثنا القاسم بن مالك، عن ليث، عن معاوية، عن رجل من بني كاهل، قال:

رأيت على علي تبّاناً، وقال: نعم الثوب ما أستره للعورة وأكفّه للأذى. (3)

ص:329


1- (1) . عنه أبويعلى في مسنده 253/1 - 254 (295).
2- (2) . صفة الصفوة 167/1، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب [1] رضي الله عنه (5)، ذكر زهده.
3- (3) . تاريخ ابن معين 31/2 (3020)، وعنه الخوارزمي بإسناده إليه في المناقب ص 120 (133)، من

26. أبوالمعلّى الحنائي عن أبيه

5543. أبوالقاسم البغوي: حدّثنا عبيدالله بن عمر، حدّثنا أبوالمعلّى الحنائي، قال: حدّثني أبي، قال:

رأيت عليّاً صعد المنبر وعليه إزار ورداء وعمامة، وشهدت عليّاً أعطى الناس ثلاثة إباطية في سنة. 1

27. ابن أبي مليكة

5544. عبدالله بن أحمد : حدّثني علي بن حكيم الأودي، قال: حدّثنا شريك، عن الأجلح، عن ابن أبي مليكة، قال:

لمّا أرسل عثمان إلى علي في اليعاقيب وجده متّزراً بعباءة محتجزاً العقال وهو يهنأ بعيراً له. 2

28. امّ موسى

5545. عبدالله بن أحمد : حدّثني شريح بن يونس، قال: حدّثنا علي بن هاشم، عن إسماعيل، عن امّ موسى - خادم كانت لعلي -، قال: قلت:

يا امّ موسى، فما كان لباسه ؟ - يعني عليّاً - قالت: الكرابيس السنبلانيّة. 3

29. أبوالنوار

5546. وكيع : عن [مطير] بن ثعلبة، عن أبي النوار، قال:

رأيت عليّاً اشترى قميصين غليظين خيّر قنبراً أحدهما. 4

ص:330

5547. البخاري: [عن معدي بن سليمان، عن] مطير بن ثعلبة، عن أبي النوار، قال:

رأيت عليّاً اشترى قميصاً. 1

5548. عبدالله بن أحمد : حدّثنا محمّد بن يحيى الأزدي، قال: حدثنا الوليد بن القاسم، قال: حدّثنا مطير بن ثعلبة التميمي، قال: حدّثنا أبوالنوار بيّاع الكرابيس، قال:

أتاني علي بن أبي طالب ومعه غلام له، فاشترى منّي قميصي كرابيس، قال لغلامه: اختر أيّهما شئت. فأخذ أحدهما، وأخذ علي الآخر، فلبسه، ثمّ مدّ يده، فقال: اقطع الّذي يفضل من قدر يدي. فقطعه وكفّه، ولبسه وذهب. 2

30. هلال بن خبّاب عن مولى لآل عصيفر

5549. أحمد : حدّثنا عبّاد - يعني ابن العوّام -، أخبرني هلال بن خبّاب، عن مولى لآل عصيفر، قال:

رأيت عليّاً خرج فأتى رجلاً من أصحاب الكرابيس، فقال له: عندك قميص سنبلاني ؟ قال: فأخرج إليه قميصاً، فلبسه، فإذا هو إلى نصف ساقيه، فنظر عن يمينه و عن شماله، فقال: ما أرى إلاّ قدراً حسناً، بكم هو؟ قال: بأربعة دراهم يا أميرالمؤمنين، قال: فحلّها من إزاره فدفعها إليه ثمّ انطلق. 3

31. أبوالوضيء القيسي

5550. البلاذري: حدّثني وهب بن بقيّة، أنبأنا يزيد بن هارون، أنبأنا هشام، عن أبي الوضيء القيسي، قال:

ص:331

رأيت عليّاً يخطبنا وعليه إزار ورداء -مرتدياً به غير ملتحف- وعمامة، وهو ينظر إلى شعر صدره وبطنه. (1)

32. يزيد بن الحارث

5551. ابن سعد : أخبرنا محمّد بن ربيعة الكلابي، عن كيسان بن أبي عمر، عن يزيد بن الحارث بن بلال الفزاري، قال:

رأيت على علي قلنسوة بيضاء مصريّة. (2)

33. ما ورد مرسلاً

5552. العاصمي: روي أنّ علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- خرج إلى السوق وعليه ثياب غليظة غير غسيل، فقيل له: يا أميرالمؤمنين، لو لبست ألين من هذا؟ فقال [ عليه السلام ]: هذا أخشع للقلب، وأشبه بشعار الصالحين، وأحسن أن يقتدي [بي] المؤمن. (3)

2. قلّة قيمة لباسه عليه السلام

برواية:

1. أبي بحر عن شيخ لهم---5. عبدالله بن عبّاس

2. جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام ---6. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

3. خالد بن مخلد---7. مسلم بيّاع القميص

4. أبي سعيد - أو أبي سعد - الأزدي---8. أبي مطر

1. أبوبحر عن شيخ لهم

5553. وكيع : حدّثنا مسعر، عن أبي بحر، عن شيخ لهم، قال:

ص:332


1- (1) . أنساب الأشراف 368/2، [1] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- (2) . الطبقات الكبرى 22/3، ترجمة علي بن أبي طالب [2] (3)، ذكر قلنسوة علي بن أبي طالب عليه السلام.
3- (3) . زين الفتى 151/2 (389). [3]

رأيت على علي إزاراً غليظاً، قال: اشتريته بخمسة دراهم، فمن أربحني فيه درهماً بعته.

ورأيت معه دراهم مصرورة، فقال: هذه بقيّة نفقتنا من ينبع. (1)

2. جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام

5554. ابن أبي شيبة : حدّثنا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن [محمّد بن] علي، قال:

ابتاع علي قميصاً سنبلانيّاً بأربعة دراهم، فدعا الخيّاط فمدّ كُمّ القميص وأمره أن يقطع ما بين خلف أصابعه. (2)

5555. ابن أبي الحديد : روى حاتم بن إسماعيل المدني، عن جعفر بن محمّد عليه السلام، قال:

ابتاع علي عليه السلام في خلافته قميصاً سملاً بأربعة دراهم، ثمّ دعا الخيّاط ، فمدّ كمّ القميص، وأمره بقطع ما جاوز الأصابع. (3)

3. خالد بن مخلد

5556. أحمد الدورقي: قال خالد بن مخلد: وفي حديث آخر:

أنّه اشترى قميصاً بأربعة دراهم سنبلانيّاً، ففضل عن أصابعه فقطعه. (4)

4. أبوسعيد - أو أبوسعد - الأزدي

5557. عبدالله بن أحمد والسرّاج : حدّثني عبدالله بن مطيع بن راشد، قال: حدّثنا هشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن أبي سعد الأزدي - وكان إماماً من أئمّة الأزد -، قال:

ص:333


1- (1) . عنه أحمد في فضائل الصحابة 532/1 (885)، [1] والزهد ص 163، [2] زهد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، و رواه ابن الأثير في اسد الغابة 24/4، ترجمة علي بن أبي طالب، [3] والبيهقي في السنن الكبرى 330/5، كتاب البيوع، باب المرابحة، كلاهما من طريق أحمد.
2- (2) . المصنّف 168/5 (24837).
3- (3) . شرح نهج البلاغة 202/2، [4] شرح الخطبة 34.
4- (4) . عنه البلاذري في أنساب الأشراف 376/2، [5] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

رأيت عليّاً أتى السوق، فقال: من عنده قميص صالح بثلاثة دراهم ؟ فقال رجل: عندي، فجاء به فأعجبه، قال: فلعلّه خير من ذاك (1)؟ قال: لا، ذاك ثمنه.

قال: فرأيت عليّاً يقرض رباط الدراهم من ثوبه، فأعطاه، فلبسه فإذا هو يفضل على أطراف أصابعه، فأمر فقطع ما فضل عن أطراف أصابعه. (2)

5. عبدالله بن عبّاس

5558. أبوبكر الدينوري: حدّثنا عبدالرحمان بن محمّد الحنفي، حدّثنا أبي، عن أبي بكر بن عيّاش، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عبّاس، قال:

اشترى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قميصاً بثلاثة دراهم - وهو خليفة - وقطع كمّه من موضع الرسغين، وقال: الحمد لله الّذي هذا من رياشه. (3)

6. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

5559. ابن بكّار : حدّثني سفيان، عن جعفر - قال سفيان: أظنّه ذكره عن أبيه [محمّد بن علي]- :

أنّ عليّاً كان إذا لبس قميصاً مدّ يده في كمّه، فما خرج من الكمّ عن الأصابع قطعه.

ص:334


1- (1) . في رواية السرّاج والملاّ: «ذلك».
2- (2) . فضائل الصحابة لأحمد 545/1 (912)، و [1]رواه أبونعيم بإسناده إلى السرّاج في حلية الأولياء 83/1، ترجمة علي بن أبي طالب [2] (4)، زهده وتعبّده، ومن طريقه الكنجي في كفاية الطالب ص 403 - 404، الباب السادس، [3] في ذكر ملبسه عليه السلام، وفيه: «عن أطراف»، وأورده الملاّ في الوسيلة 6/القسم 245/2 , مرسلاً.
3- (3) . المجالسة 136/2 (268)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 483/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [4]4933)، والمتّقي في كنز العمّال 464/15 (41841)، ومثله في الفائق للزمخشري 98/2 « [5]ريش»، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 131/19، [6] شرح الحكمة 266، وغريب الحديث لابن قتيبة 88/2، حديث أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب. و رواه السلفي، كما في ذخائر العقبى ص 101، باب فضائل علي عليه السلام، [7] ذكر زهده، والرياض النضرة 306/2، الباب الرابع، الفصل التاسع، [8] ذكر زهده رضي الله عنه.

قال: ليس لكمّ فضل عن الأصابع. (1)

5560. ابن سعد : أخبرنا أبوبكر بن عبدالله بن أبي اُويس، عن سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، قال:

ابتاع علي قميصاً سنبلانيّاً بأربعة دراهم، فجاء الخيّاط فمدّ كمّ القميص فأمره أن يقطعه ممّا خلف أصابعه. (2)

5561. ابن سعد : أخبرنا خالد بن مخلد، قال: أخبرنا سليمان بن بلال، قال: حدّثني جعفر بن محمّد، عن أبيه، قال:

كان علي بن أبي طالب يطوف في السوق بيده درّة، فاُتي بقميص له سنبلاني، فلبسه فخرج كمّاه على يديه، فأمر بهما فقطعا حتّى استويا بيديه، ثمّ أخذ درّته فذهب يطوف. (3)

7. مسلم بيّاع القميص

5562. ابن أبي الدنيا : حدّثني عبدالرحمان بن صالح، حدّثنا المحاربي، عن عبيدالله بن الوليد، عن فضيل بن مسلم، عن أبيه - وكان يبيع القميص عند دار فرات بالكوفة -، قال:

قام علينا علي بن أبي طالب فقال: هذا القميص. قال: فلبسه ثمّ قال: بكم هذا القميص ؟ قيل: بثلاثة دراهم يا أميرالمؤمنين. فمدّ يده فإذا القميص يفضل عن أصابعه، فقال: اقطعه بحدّ أصابعي. ثمّ قال: حصه. قلت: أكفّه ؟ قال: نعم. إذا كان المحوص كفّاً فكفّه، ثمّ رفع قميصه فأخرج من جرّته ثلاثة دراهم، ثمّ أدبر وهو يقول: حسبك ما يكفّك المحلّ .

قال: وكان كرابيس. (4)

ص:335


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 482/42 - 483، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
2- (2) . الطبقات الكبرى 21/3، ترجمة علي بن أبي طالب [2] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام.
3- (3) . الطبقات الكبرى 21/3، ترجمة علي بن أبي طالب [3] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام.
4- (4) . التواضع والخمول ص 193 - 194 (154).

8. أبومطر

5563. أبويعلى : حدّثنا عبيدالله، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا شيخ من أهل الكوفة يقال له أبوالمحيّاة التيمي، قال: حدّثني أبومطر:

أنّ عليّاً أتى أصحاب الثياب، فقال لرجل: بعني قميصاً بثلاثة دراهم. قال: فأعطاه ثوباً، فلبسه ما بين كعبه إلى رُصغه، فلمّا لبسه قال: الحمد لله الّذي كساني من الرياش ما اواري به عورتي، وأتجمّل به في الناس.

ثمّ قال: كان النبيّ صلّى الله عليه و سلّم إذا لبس ثوباً جديداً قال هكذا. (1)

5564. ابن قتيبة : في حديث علي رضي الله عنه، إنّه اشترى قميصاً بثلاثة دراهم، وقال: الحمد لله الّذي هذا من رياشه.

حدّثنيه أبي، حدّثنيه أبوالخطّاب، حدّثناه أبوعتّاب، عن المختار بن نافع، عن أبي مطر، قال:

رأيت عليّاً فعل ذلك. (2)

5565. أحمد : حدّثنا محمّد بن عبيد، قال: حدّثنا مختار بن نافع التمّار، عن أبي مطر:

أنّه رأى عليّاً أتى غلاماً حدثاً، فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم، ولبسه ما بين الرصغين إلى الكعبين، يقول ولبسه: الحمد لله الّذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في الناس، واُواري به عورتي.

فقيل: هذا شيء ترويه عن نفسك أو عن النبيّ صلّى الله عليه و سلّم ؟ قال: هذا شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقوله عند الكسوة. (3)

5566. أحمد : حدّثنا محمّد بن عبيد، قال: حدّثنا مختار بن نافع، عن أبي مطر، قال:

ص:336


1- (1) . مسند أبي يعلى 274/1 - 275 (327).
2- (2) . غريب الحديث 88/2، حديث أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب.
3- (3) . فضائل الصحابة 711/2 (1215)؛ [1]مسند أحمد 157/1 (1355). [2]

رأيت عليّاً مؤتزراً بإزار، مرتدياً برداء، معه الدرّة، كأنّه أعرابي يدور بدوي حتّى بلغ أسواق الكرابيس، فقال: يا شيخ، أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم. فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئاً، ثمّ أتى آخر، فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئاً، فأتى غلاماً حدثاً، فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم، ثمّ جاء أبو الغلام، فأخبره، فأخذ أبوه درهماً ثمّ جاء به، فقال: هذا الدرهم يا أميرالمؤمنين، قال: ما شأن هذا الدرهم ؟ قال: كان قميصاً ثمن درهمين. قال: باعني رضاي وأخذ رضاه. (1)

5567. عبد بن حميد : حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا المختار بن نافع، عن أبي مطر، قال:

... ثمّ أتى [علي عليه السلام ] دار فرات - وهي سوق الكرابيس -، فأتى شيخاً، فقال: يا شيخ، أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم، فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئاً، ثمّ أتى آخر، فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئاً، فأتى غلاماً حدثاً، فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم، فلبسه ما بين الرُصغين إلى الكعبين، يقول في لبسه: الحمد لله الّذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في الناس واُواري به عورتي.

فقيل له: يا أميرالمؤمنين، هذا شيء ترويه عن نفسك، أو شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ؟ فقال: لا، بل شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقوله عند الكسوة.

فجاء أبو الغلام (2)صاحب الثوب فقيل له: يا فلان، قد باع ابنك اليوم من أميرالمؤمنين قميصاً بثلاثة دراهم، قال: أفلا أخذت منه درهمين ؟ فأخذ أبوه درهماً، ثمّ جاء به أميرالمؤمنين وهو جالس مع المسلمين على باب الرحبة.

فقال: أمسك هذا الدرهم، فقال ما شأن هذا الدرهم ؟ فقال: كان قميصنا ثمن

ص:337


1- (1) . فضائل الصحابة 528/1 (878)؛ [1]الزهد ص 162، [2] زهد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، وعنه المحبّ الطبري في الرياض النضرة 314/2، الباب الرابع، الفصل التاسع، [3] ذكر ورعه. و رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 167/1، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب [4] رضي الله عنه (5)، ذكر زهده، مرسلاً مع مغايرات طفيفة، وعنه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص 108، باب فضائل علي عليه السلام، [5] ذكر ورعه.
2- (2) . في الأصل: «أب الغلام»، والتصويب من مختصر تاريخ مدينة دمشق.

الدرهمين، فقال: باعني رضاي وأخذ رضاه. (1)

5568. هنّاد بن السري: حدّثنا محمّد بن عبيد، عن المختار بن نافع، عن أبي مطر، قال:

اشترى علي رضي الله عنه قميصاً بثلاثة دراهم، فلبسه ما بين الرسغين إلى الكعبين، وهو يقول: الحمد لله الّذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في الناس، واُواري به عورتي.

فقيل له: يا أميرالمؤمنين، هذا شيء ترويه عن نفسك، أو شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ؟ قال: لا، بل سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقوله ثمّ الكسوة. (2)

5569. عبّاس الدوري: حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا المختار - وهو ابن نافع -، عن أبي مطر (3)، قال:

خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي: ارفع إزارك، فإنّه أنقى لثوبك، وأتقى لك، وخذ من رأسك إن كنت مسلماً. فمشيت خلفه، فقلت: من هذا؟ فقال لي رجل: هذا علي أميرالمؤمنين - فذكر الحديث - قال:

ثمّ أتى دار فرات - وهو سوق الكرابيس -، فقال: يا شيخ، أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم. فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئاً، ثمّ أتى آخر، فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئاً، فأتى غلاماً حدثاً، فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم، ولبسه ما بين الرسغين إلى الكعبين، [فقال حين لبسه: الحمد لله الّذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في الناس واُواري به عورتي.

فقيل له: يا أميرالمؤمنين، هذا شيء ترويه عن نفسك، أو شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ؟ قال: بل شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقوله عند الكسوة].

قال: فجاء أبو الغلام صاحب الثوب، فقيل: يا فلان، قد باع ابنك اليوم من

ص:338


1- (1) . مسند عبد بن حميد ص 62 - 63 (96)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 485/42 - 486، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
2- (2) . الزهد 370/2 (712).
3- (3) . هذا هو الصواب، وفي الأصل: «ابن مطر».

أميرالمؤمنين قميصاً بثلاثة دراهم. قال: أفلا أخذت درهمين ؟

فأخذ أبوه درهماً وجاء به إلى أميرالمؤمنين، فقال: أمسك هذا الدرهم يا أميرالمؤمنين. قال: ما شأن هذا الدرهم ؟ قال: كان قميصاً ثمن درهمين. قال: باعني برضاي وأخذ برضاه. (1)

5570. الطبراني: حدّثنا علي بن المبارك الصنعاني، حدّثنا زيد بن المبارك، حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدّثنا المختار بن نافع التمّار، حدّثني أبومطر البصري، قال:

كنت مع علي رضي الله عنه واشترى قميصاً بثلاثة دراهم ولبسه مابين الركبتين إلى الكعبين، وقال: الحمد لله الّذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في الناس، واُواري به عورتي.

فقيل له: يا أميرالمؤمنين، شيء ترويه عن نفسك، أو شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ؟ قال: لا، بل سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقوله عند الكسوة. (2)

5571. عبدالله بن أحمد : حدّثني سويد بن سعيد، حدّثنا مروان الفزاري، عن المختار بن نافع، حدّثني أبومطر البصري - وكان قد أدرك عليّاً - :

أنّ عليّاً اشترى ثوباً بثلاثة دراهم، فلمّا لبسه قال: الحمد لله الّذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في الناس، واُواري به عورتي. ثمّ قال: هكذا سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول. (3)

5572. ابن عمّار : حدّثنا المعافى بن عمران، عن مختار التمّار، عن أبي مطر البصري، قال:

كنت مع علي فانتهينا إلى سوق الكبير فتوسّم شيخاً منهم، فقال: يا شيخ، أحسن بيعتي في قميص بثلاثة دراهم. قال: نعم، يا أميرالمؤمنين. فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئاً،

ص:339


1- (1) . عنه البيهقي في السنن الكبرى 107/10 - 108، كتاب آداب القاضي، باب ما يستحبّ للقاضي والوالي من أن يولى الشراء له، ومن طريقه الخوارزمي في المناقب ص 121 - 122 (136)، وما بين المعقوفين منه.
2- (2) . الدعاء 978/2 - 979 (395).
3- (3) . مسند أحمد 157/1 (1353)؛ [1]فضائل الصحابة لأحمد 710/2 - 711 (1214). [2]

وأتى غلاماً حدثاً فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم فلبسه من الرُصغين إلى الكعبين، يقول في لباسه: الحمد لله الّذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في الناس، واُواري به عورتي.

فقال المسلمون: شيئاً تحدّثه عن نفسك، أو عن النبيّ صلّى الله عليه و سلّم ؟ قال: سمعت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم يقول ذلك إذا لبس ثوباً. (1)

5573. أبوالحسن البغوي: حدّثنا عارم أبوالنعمان، حدّثنا رجاء أبويحيى صاحب السقط ، عن معمر بن زياد أنّ أبامطر حدّثه، قال:

كنت بالكوفة فمرّ علي رضي الله عنه، فتبعته حتّى أتى على أصحاب الثياب، فنظر إلى قميص مخيط فتناوله، فساوم به صاحبه، فاشتراه بثلاثة دراهم، فلبسه، ثمّ قال: الحمد لله الّذي ستر عورتي وألبسني الرياش، هكذا سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول إذا لبس الثوب. (2)

3. خشونة ملبسه عليه السلام وحقارته

برواية:

1. الأحنف بن قيس---10. عثمان بن ثابت، عن جدّته، عن أبيها

2. أبي بحر عن شيخ لهم---11. عطاء أبي محمّد

3. جرموز---12. عقبة بن علقمة

4. الحكم---13. قدامة بن عتّاب

5. زيد بن وهب---14. امّ كثيرة أو امّ كثير

6. الضحّاك بن عمير---15. امّ موسى

7. ضرار بن ضمرة---16. أبي النوار

8. عبدالله بن الحسن بن الحسن---17. هلال بن خبّاب عن مولى لآل عصيفر

9. عبدالله بن أبي الهذيل ---18. ما ورد مرسلاً

ص:340


1- (1) . عنه أبويعلى في مسنده 253/1 - 254 (295).
2- (2) . عنه الطبراني في الدعاء 978/2 (394).

1. الأحنف بن قيس

5574. وكيع : عن الأحنف بن قيس، قال:

جاء الربيع بن زياد الحارثي إلى علي عليه السلام فقال: يا أميرالمؤمنين، أعْدِ (1)لي على أخي عاصم بن زياد، فقال: ما باله ؟ فقال: لبس العباء وتنسّك وهجر أهله، فقال: عليّ به. فجاء وقد ائتزر بعباءة وارتدى باُخرى، أشعث أغبر، فقال له: ويحك يا عاصم! أما استحييت من أهلك ؟ أما رحمت ولدك ؟ أ لم تسمع إلى قوله تعالى: ( وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ ) (2)أ ترى الله أباحها لك ولأمثالك وهو يكره أن تنال منها؟ أما سمعت قول رسول الله صلّى الله عليه و آله : إنّ لنفسك عليك حقّاً؟ الحديث.

فقال عاصم: فما بالك يا أميرالمؤمنين في خشونة ملبسك وجُشُوبة (3)مطعمك، وإنّما تزيّنت بزيّك ؟ فقال: ويحك! إنّ الله فرض على أئمّة العدل أن يتّصفوا بأوصاف رعيّتهم - أو بأفقر رعيّتهم -، لئلاّ يزدري الفقير بفقره، وليحمد الله الغني على غناه. (4)

2. أبوبحر عن شيخ لهم

5575. وكيع : حدّثنا مسعر، عن أبي بحر، عن شيخ لهم، قال:

رأيت على علي إزاراً غليظاً، قال: اشتريته بخمسة دراهم، فمن أربحني فيه درهماً بعته.... (5)

ص:341


1- (1) . أعْدى فلاناً على فلان: نصره وأعانه وقوّاه. استعدى الرجل: استعان به واستنصره.
2- (2) . الأعراف/157. [1]
3- (3) . الجُشُوبة - بضمّ الجيم - : الطعام الغليظ . وقيل: الطعام بلا أدم.
4- (4) . عنه سبط ابن الجوزي بإسناده إليه في تذكرة الخواصّ 457/1 - 458، الباب الرابع، [2] في ذكر ورعه وزهادته.
5- (5) . عنه أحمد في فضائل الصحابة 532/1 (885)، [3] والزهد ص 163، [4] زهد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب. و رواه ابن الأثير في اسد الغابة 24/4، ترجمة علي بن أبي طالب، [5] والبيهقي في السنن الكبرى 330/5، كتاب البيوع، باب المرابحة، والمحبّ الطبري في الرياض النضرة 306/2، الباب الرابع، الفصل التاسع، ذكر زهده، وكلّهم من طريق أحمد.

3. جرموز

5576. يحيى بن سليمان الجعفي: حدّثنا خالد بن عبدالله الخراساني أبوالهيثم، قال: حدّثنا الحرّ بن جرموز، عن أبيه، قال:

رأيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يخرج من [مسجد] الكوفة وعليه قطريّتان (1)، متّزراً بالواحدة، متردّياً بالاُخرى، وإزاره إلى نصف الساق، وهو يطوف في الأسواق، ومعه درّة، يأمرهم بتقوى الله، وصدق الحديث، وحسن البيع، والوفاء بالكيل والميزان. (2)

5577. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا الحرّ بن جرموز، عن أبيه، قال:

رأيت عليّاً وهو يخرج من القصر، وعليه قطريّتان، إزار إلى نصف الساق، ورداء مشمّر قريب منه، ومعه درّة له يمشي بها في الأسواق، ويأمرهم بتقوى الله، وحسن البيع، ويقول: أوفوا الكيل والميزان، ويقول: لا تنفخوا اللحم. (3)

5578. البلاذري: حدّثني أبوبكر الأعين، حدّثنا أبونعيم، حدّثنا الحرّ بن جرموز، عن أبيه، قال:

رأيت عليّاً وقد خرج من القصر، وعليه قطريّتان إلى نصف الساق، ورداء مشمّر، ومعه درّة، يمشي في الأسواق، ويأمرهم بتقوى الله، وحسن البيع، ويقول: أوفوا الكيل

ص:342


1- (1) . قال ابن الأثير في النهاية ذيل «قطر»: إنّه عليه السلام كان متوشّحاً بثوب قطري، هو ضرب من البرود، فيه حمرة ولها أعلام فيها بعض الخشونة.
2- (2) . عنه ابن عبدالبرّ بإسناده إليه في الاستيعاب 1112/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]1855). ونحوه في رواية القلعي، كما عنه المحبّ الطبري في الرياض النضرة 305/2 - 306، الباب الرابع، الفصل التاسع، [2] ذكر زهده، وذخائر العقبى ص 101، باب فضائل علي عليه السلام، [3] ذكر زهده.
3- (3) . الطبقات الكبرى 20/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [4]3)، ذكر لباس علي عليه السلام، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 484/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [5]4933)، وابن الجوزي في التبصرة 444/1، المجلس الحادي والثلاثون، في فضل علي بن أبي طالب.

والوزن، ولا تنفخوا في اللحم. (1)

5579. عبدالله بن أحمد : حدّثنا عبدالله بن عمر، قال: أخبرنا أبونعيم، قال: حدّثنا حرّ بن جرموز المرادي، عن أبيه، قال:

رأيت عليّاً وهو يخرج من القصر، وعليه قطريّتان، إزاره إلى نصف الساق، ورداؤه مشمّر قريباً منه، ومعه الدرّة، يمشي في الأسواق، ويأمرهم بتقوى الله، وحسن البيع، ويقول: أوفوا الكيل والميزان، ولا تنفخوا اللحم. (2)

4. الحكم

5580. وكيع : عن شعبة، عن الحكم، قال:

رأيت [عليّاً] عليه قميصاً غليظاً. (3)

5. زيد بن وهب

5581. وكيع : حدّثنا شريك، عن عثمان الثقفي، عن زيد بن وهب:

أنّ ابن بعجة عاتب عليّاً في لباسه، فقال: يقتدي به المؤمن، ويخشّع القلب. (4)

5582. ابن الجعد : أخبرنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن زيد بن وهب، قال:

قدم على علي وفد من أهل البصرة، فيهم رجل من رؤوس الخوارج، يقال له الجعد بن بعجة، فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: يا علي، اتّق الله، فإنّك ميّت، وقد علمت سبيل المحسن والمسيء، ثمّ وعظه وعاتبه في لبوسه.

ص:343


1- (1) . أنساب الأشراف 369/2، [1] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- (2) . فضائل الصحابة لأحمد 557/2 (938). [2]
3- (3) . عنه ابن أبي شيبة في المصنّف 172/5 (24874). [3]
4- (4) . عنه ابن أبي شيبة في المصنّف 119/7 (34489)، وأحمد في فضائل الصحابة 549/1 (924). [4]

فقال: ما لك وللبوسي ؟ إنّ لبوسي أبعد من الكبر، وأجدر أن يقتدي بي المسلم. (1)

5583. الحاكم : حدّثني أبوالطيّب محمّد بن أحمد الذهلي، حدّثنا جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ ، حدّثنا إسماعيل بن موسى السدّي، حدّثنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة (2)، عن زيد بن وهب، قال:

قدم على علي وفد من أهل البصرة، وفيهم رجل من الخوارج، يقال له الجعد بن بعجة، فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ صلّى الله عليه و سلّم ثمّ قال: اتّق الله يا علي، فإنّك ميّت.

فقال علي: لا، ولكنّي مقتول ضربة على هذا تخضب هذه - قال: وأشار علي إلى رأسه ولحيته بيده -، قضاء مقضي، وعهد معهود، وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَرى .

ثمّ عاب عليّاً في لباسه، فقال: لو لبست لباساً خيراً من هذا!

فقال: إنّ لباسي هذا أبعد لي من الكبر، وأجدر أن يقتدي بي المسلمون. (3)

5584. أحمد : حدّثنا حسين بن محمّد، قال: حدّثنا شريك، عن أبي المغيرة - وهو عثمان بن المغيرة -، عن زيد بن وهب، قال:

قدم على علي وفد من أهل البصرة، منهم رجل من رؤوس الخوارج، يقال له الجعد بن بعجة، فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: يا علي، اتّق الله، فإنّك ميّت، وقد علمت سبيل المحسن، يعني بالمحسن عمر، ثمّ قال: إنّك ميّت.

فقال علي: كلاّ، والّذي نفسي بيده بل مقتول قتلاً، ضربة على هذا يخضب هذه، قضاء مقضي، وعهد معهود، وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَرى .

ثمّ عاتبه في لبوسه، فقال: ما يمعنك أن تلبس ؟

ص:344


1- (1) . مسند ابن الجعد ص 316 (2147)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 485/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933)، وأبونعيم في حلية الأولياء 82/1 - 83، ترجمة علي بن أبي طالب [2] (4)، زهده وتعبّده.
2- (2) . هذا هو الصواب، وفي الأصل: «عثمان عن أبي زرعة».
3- (3) . المستدرك 143/3 (4687). [3]

قال: ما لك وللبوسي ؟ إنّ لبوسي هذا أبعد من الكبر، وأجدر أن يقتدي به المسلم. (1)

5585. عبدالله بن أحمد : حدّثني علي بن حكيم الأودي، أخبرنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن زيد بن وهب، قال:

قدم على علي قوم من أهل البصرة من الخوارج، فيهم رجل يقال له الجعد بن بعجة، فقال له: اتّق الله يا علي، فإنّك ميّت.

فقال علي: بل مقتول، ضربة على هذا تخضب هذه - يعني لحيته من رأسه - عهد معهود، وقضاء مقضي، وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَرى .

وعاتبه في لباسه، فقال: ما لكم وللباسي ؟ هو أبعد من الكبر، وأجدر أن يقتدي بي المسلم. (2)

6. الضحّاك بن عمير

5586. عبدالله بن أحمد : حدّثني شريح بن يونس، قال: حدّثنا علي بن هاشم -وهو ابن البريد -، عن الضحّاك بن عمير، قال:

رأيت قميص علي بن أبي طالب الّذي اصيب فيه كرابيس سنبلانيّة، ورأيت أثر دمه عليه كهيئة الدردي. (3)

7. ضرار بن ضمرة

5587. العبّاس بن بكّار : حدّثنا عبدالواحد بن أبي عمرو الأسيدي، عن الكلبي، عن أبي صالح، قال:

ص:345


1- (1) . فضائل الصحابة 542/1 - 543 (908)؛ [1]الزهد ص 165، [2] زهد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
2- (2) . مسند أحمد 191/1 (703)؛ [3]فضائل الصحابة لأحمد 543/1 (909)، [4] وعنه أبونعيم في حلية الأولياء 82/1 - 83، ترجمة علي بن أبي طالب ( [5]4)، زهده وتعبّده، وابن الجوزي في صفة الصفوة 174/1، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب [6] (5)، ذكر مقتله رضي الله عنه.
3- (3) . فضائل الصحابة لأحمد 547/1 (918)، [7] وعنه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص 102، باب فضائل علي عليه السلام، [8] ذكر زهده.

قال معاوية بن أبي سفيان لضرار بن ضمرة: صف لي عليّاً، فقال: أوَ تعفيني ؟ قال: بل تصفه. فقال: أوَ تعفيني ؟ قال: لا أعفيك. قال: أمّا أن لابدّ فإنّه كان بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير الدمعة، طويل الفكرة، يقلب كفّه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب.... (1)

8. عبدالله بن الحسن بن الحسن

5588. ابن أبي الحديد : روى عنبسة العابد، عن عبدالله بن الحسن (2)بن الحسن، قال:

أعتق علي عليه السلام في حياة رسول الله صلّى الله عليه و آله ألف مملوك ممّا مجلت يداه، وعرق جبينه، ولقد ولي الخلافة وأتته الأموال، فما كان حلواه إلاّ التمر، ولا ثيابه إلاّ الكرابيس. (3)

9. عبدالله بن أبي الهذيل

5589. علي بن عبيد الدقّاق : حدّثنا الأجلح، عن [ابن] أبي الهذيل، قال:

رأيت على علي بن أبي طالب - كرّم الله وجهه - قميصاً رازئاً، إذا مدّ كمّه بلغ ظفره، وإذا تركه بلغ نصف ساعده. (4)

5590. وكيع : عن سفيان، عن الأجلح، عن [عبدالله] بن أبي الهذيل، قال:

رأيت على علي بن أبي طالب رضي الله عنه قميصاً رازئاً، إذا أرخى كمّه بلغ أطراف أصابعه، وإذا أطلقه صار إلى الرسغ. (5)

ص:346


1- (1) . عنه ابن الجوزي بإسناده إليه في التبصرة 444/1، المجلس الحادي والثلاثون، في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومرسلاً في صفة الصفوة 166/1، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب [1] (5)، ذكر زهده.
2- (2) . هذا هو الصواب، وفي الأصل: «عبدالله بن الحسين».
3- (3) . شرح نهج البلاغة 202/2، [2] شرح الخطبة 34.
4- (4) . عنه العاصمي في زين الفتى 152/2 (390), [3] عن كتابه.
5- (5) . عنه ابن عبدالبرّ في الاستيعاب 1115/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [4]1855).

5591. أبوالفتح المقدسي: أخبرنا أبوالقاسم عبدالرحمان بن عبدالعزيز بن أحمد السرّاج، أخبرنا أبوالحسن محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام - بحلب -، حدّثنا محمّد بن عامر السمرقندي، حدّثنا أبومحمّد عصام بن يوسف بن قدامة الباهلي - ببلخ -، حدّثنا سفيان الثوري، عن الأجلح، عن عبدالله بن أبي الهذيل، قال:

رأيت على علي بن أبي طالب قميصاً رازئاً، إذا مدّ زدنه بلغ أطراف الأصابع، وإذا تركه رجع إلى قريب من نصف الذراع. (1)

5592. ابن أبي الدنيا : حدّثنا الفضل بن سهل، حدّثنا أبونعيم، حدّثنا سفيان، عن الأجلح، عن عبدالله بن أبي الهذيل، قال:

رأيت عليّاً عليه السلام وعليه قميص رازئ، إذا مدّه بلغ الظفر، وإذا أرسله كان مع نصف الذراع. (2)

5593. يحيى بن سليمان الجعفي: حدّثنا عبدالرحيم بن سليمان، قال: حدّثنا أجلح بن عبدالله الكندي، عن عبدالله بن أبي الهذيل، قال:

رأيت عليّاً خرج وعليه قميص غليظ رازئ (3)، إذا مدّ كمّ قميصه بلغ إلى الظفر، وإذا أرسله صار إلى نصف الساعد. (4)

5594. ابن سعد : أخبرنا يعلى بن عبيد وعبدالله بن نمير، عن الأجلح، عن عبدالله بن أبي الهذيل، قال:

رأيت عليّاً عليه قميص رازئ، إذا مدّ كمّه بلغ الظفر، فإذا أرخاه بلغ نصف ساعده.

ص:347


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 483/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
2- (2) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في المناقب ص 116 - 117 (127).
3- (3) . في الأصل: «دارس»، وصوّبناه حسب سائر المصادر.
4- (4) . عنه ابن عبدالبرّ بإسناده إليه في الاستيعاب 1112/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]1855)، ومثله في رواية القلعي كما عنه المحبّ الطبري في الرياض النضرة 305/2، الباب الرابع، الفصل التاسع، [3] ذكر زهده، وذخائر العقبى ص 101، باب فضائل علي عليه السلام، [4] ذكر زهده.

وقال عبدالله بن نمير: بلغ نصف الذراع. (1)

5595. البلاذري: حدّثنا عمرو [بن محمّد الناقد]، حدّثنا عبدالله بن نمير، عن الأجلح، عن عبدالله بن أبي الهذيل، قال:

رأيت عليّاً وعليه قميص رازئ، إذا مدّ كمه بلغ الظفر، وإذا أرخاه بلغ نصف الذراع. (2)

5596. ابن أبي شيبة : حدّثنا علي بن مسهر، عن الأجلح، عن عبدالله بن أبي الهذيل، قال:

رأيت عليّاً عليه قميص رازئ - أو راقي -، إذا أرسله بلغ نصف ساقيه، وإذا مدّه لم يجاوز ظفريه. (3)

10. عثمان بن ثابت، عن جدّته، عن أبيها

5597. عبدالله بن أحمد : حدّثني علي بن مسلم، قال: حدّثنا عبيدالله بن موسى، عن عثمان بن ثابت أبي عبدالرحمان الهمداني، عن جدّته، عن أبيها، قال:

أتى علي دار فرات فقال لخيّاط : أ تبيع القميص ؟ أ تعرفني ؟ قال: نعم. قال: لا حاجة لي فيه. فأتى آخر، فقال: أتعرفني ؟ قال: لا. قال: بعني قميص كرابيس.

قال: فباعه، ثمّ قال له: مدّ يد القميص، فلمّا بلغ أطراف أصابعه قال: اقطع ما فوق ذلك. وكفّه ولبسه، فقال: الحمد لله الّذي كساني ما أتوارى به، وأتجمّل به في خلقه. (4)

11. عطاء أبومحمّد

5598. وكيع : عن علي بن صالح، عن عطاء أبي محمّد، قال:

ص:348


1- (1) . الطبقات الكبرى 20/3، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام.
2- (2) . أنساب الأشراف 368/2، [2] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
3- (3) . المصنّف 169/5 (24839).
4- (4) . فضائل الصحابة لأحمد 541/1 (903)؛ [3]الزهد لأحمد ص 164، [4] زهد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفيه: «عن امّها قالت» بدل «عن أبيها قال».

رأيت على علي قميصاً من هذه الكرابيس غير غسيل. (1)

5599. ابن سعد : أخبرنا عبيدالله بن موسى، قال: أخبرنا علي بن صالح، عن عطاء أبي محمّد، قال:

رأيت عليّاً خرج من الباب الصغير، فصلّى ركعتين حين ارتفعت الشمس، وعليه قميص كرابيس كسكري فوق الكعبين، وكمّاه إلى الأصابع - [أ]و أصل الأصابع - غير مغسول. (2)

5600. البلاذري: حدّثنا الحسين بن علي بن الأسود، عن عبيدالله بن موسى، عن علي بن صالح، عن عطاء أبي محمّد، قال:

رأيت على علي قميصاً كسكريّاً من هذه الكرابيس فوق الكعبين، كمّه إلى الأصابع - أو أصل الأصابع - غير مغسول. (3)

5601. أحمد بن حرب : حدّثنا محمّد بن ربيعة، عن علي بن صالح، قال: حدّثنا عطاء أبومحمّد، قال:

رأيت عليّاً رضي الله عنه اشترى يوماً سنبلاني (4)كرباس، فلبسه فصلّى فيه ولم يغسله. (5)

5602. الدولابي: حدّثنا الحسن بن علي بن عفّان، قال: حدّثنا معاوية بن هشام، عن علي بن صالح، عن عطاء أبي محمّد، قال:

رأيت على علي رضي الله عنه قميص كرابيس كسكر غير مغسول فوق الكعبين. (6)

ص:349


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 20/3، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام , وابن أبي شيبة في المصنّف 172/5 (24872), [2] وأحمد في العلل 34/3 (4047), وابن عبدالبرّ في الاستيعاب 1115/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]1855), والدولابي من طريق أحمد في الكنى والأسماء 968/3 (1698).
2- (2) . الطبقات الكبرى 21/3، ترجمة علي بن أبي طالب [4] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام.
3- (3) . أنساب الأشراف 368/2، [5] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
4- (4) . لعلّ هذا هو الصواب، وفي الأصل: «سنبلا في»، وبهامشه عن بعض النسخ: «سنبلانيّاً».
5- (5) . عنه الدولابي في الكنى والأسماء 968/3 (1697).
6- (6) . الكنى والأسماء 968/3 (1696).

12. عقبة بن علقمة

5603. ابن أبي الحديد : روى النضر بن منصور، عن عقبة بن علقمة، قال:

دخلت على علي عليه السلام، فإذا بين يديه لبن حامض، آذتني حموضته، وكسر يابسة، فقلت: يا أميرالمؤمنين، أتأكل مثل هذا!؟ فقال لي: يا أباالجنوب، كان رسول الله يأكل أيبس من هذا، ويلبس أخشن من هذا - وأشار إلى ثيابه - فإن أنا لم آخذ بما أخذ به خفت ألاّ ألحق به. (1)

13. قدامة بن عتّاب

5604. ابن سعد : أخبرنا عفّان بن مسلم، قال: أخبرنا أبوعوانة، عن مغيرة، عن قدامة بن عتّاب، قال:

كان علي ضخم البطن، ضخم مشاشة المنكب، ضخم عضلة الذراع، دقيق مستدقّها، ضخم عضلة الساق، دقيق مستدقّها.

قال: رأيته يخطب في يوم من أيّام الشتاء، عليه قميص قهز وإزاران قطريّان، معتمّاً بسبّ كتّان ممّا ينسج في سوادكم. (2)

14. امّ كثيرة أو امّ كثير

5605. ابن سعد وأحمد الدورقي: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا عبدالجبّار بن المغيرة الأزدي، حدّثتني امّ كثيرة:

أنّها رأت عليّاً ومعه مخفقة، وعليه رداء سنبلاني، وقميص كرابيس، وإزار كرابيس، إلى نصف ساقيه الإزار والقميص. (3)

ص:350


1- (1) . شرح نهج البلاغة 201/2، [1] شرح الخطبة 34.
2- (2) . الطبقات الكبرى 19/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]3)، ذكر صفة علي بن أبي طالب عليه السلام، وعنه البلاذري في أنساب الأشراف 365/2، [3] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 23/42 - 24، ترجمة علي بن أبي طالب ( [4]4933)، وابن الأثير في اسد الغابة 39/4، ترجمة علي بن أبي طالب، [5] مقتله رضي الله عنه.
3- (3) . الطبقات الكبرى 20/3 - 21، ترجمة علي بن أبي طالب [6] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام ؛ أنساب الأشراف

15. امّ موسى

5606. عبدالله بن أحمد : حدّثني سريج بن يونس، قال: حدّثنا علي بن هاشم، عن إسماعيل، عن امّ موسى - خادم كانت لعلي -، قال:

قلت: يا امّ موسى، فما كان لباسه - يعني عليّاً - ؟ قالت: الكرابيس السنبلانيّة. 1

16. أبوالنوار

5607. وكيع : عن [مطير] بن ثعلبة، عن أبي النوار، قال:

رأيت عليّاً اشترى قميصين غليظين خيّر قنبراً أحدهما. 2

5608. عبدالله بن أحمد : حدّثني محمّد بن يحيى الأزدي، قال: حدّثنا الوليد بن القاسم، قال: حدّثنا مطير بن ثعلبة التميمي، قال: حدّثنا أبوالنوار بيّاع الكرابيس، قال:

أتاني علي بن أبي طالب ومعه غلام له، فاشترى منّي قميص كرابيس، قال لغلامه: اختر أيّهما شئت. فأخذ أحدهما، وأخذ علي الآخر، فلبسه ثمّ مدّ يده، فقال: اقطع الّذي يفضل من قدر يدي. فقطعه وكفّه، فلبسه وذهب. 3

17. هلال بن خبّاب عن مولى لآل عصيفر

5609. أحمد : حدّثنا عبّاد - يعني ابن العوّام -، أخبرني هلال بن خبّاب، عن مولى لآل عصيفر، قال:

رأيت عليّاً خرج، فأتى رجلاً من أصحاب الكرابيس، فقال له: عندك قميص

ص:351

سنبلاني ؟ قال: فأخرج إليه قميصاً، فلبسه فإذا هو إلى نصف ساقيه، فنظر عن يمينه وعن شماله فقال: ما أرى إلاّ قدراً حسناً، بكم هو؟ قال: بأربعة دراهم يا أميرالمؤمنين. قال: فحلّها من إزاره فدفعها إليه ثمّ انطلق. (1)

18. ما ورد مرسلاً

5610. الإسكافي: ذكروا أنّه لمّا قدم البصرة دخل على العلاء بن زياد الحارثي يعوده، فلمّا رأى سعة داره قال: ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا [و] أنت إليها في الآخرة أحوج ؟

وبلى إن شئت بلغت بها الآخرة تقري فيها الضيف، وتصل فيها الرحم، وتؤدّي فيها الحقوق، فإذاً أنت قد بلغت بها الآخرة.

قال [العلاء]: يا أميرالمؤمنين، أشكو إليك أخي عاصم بن زياد.

قال: وما له ؟ قال: لبس العباء و تخلّى عن الدنيا. قال: عليّ به. فاُتي به، فقال [له]: يا عدوّ نفسه، أما رحمت أهلك وولدك ؟ أترى الله أحلّ لك الطيّبات وهو يكره أن تأخذها؟ أنت أهون على الله من ذلك.

قال: يا أميرالمؤمنين، هذا أنت في خشونة ملبسك، وجشوبة مأكلك!؟

قال: ويحك! إنّي لست كأنت، إنّ الله فرض على أئمّة العدل أن يقدّروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيّغ بالفقير فقره. (2)

5611. ابن الخشّاب : إنّ الربيع بن زياد الحارثي أصابته نشّابة في جبينه، فكانت تنتقض عليه في كلّ عام، فأتاه علي عليه السلام عائداً، فقال: كيف تجدك أباعبدالرحمان ؟ قال: أجدني يا أميرالمؤمنين لو كان لا يذهب ما بي إلاّ بذهاب بصري لتمنّيت ذهابه.

قال: وما قيمة بصرك عندك ؟ قال: لو كانت لي الدنيا لفديته بها. قال: لا جرم ليعطينّك

ص:352


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 483/42 - 484، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
2- (2) . المعيار والموازنة ص 243، [2] عيادة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام بالبصرة العلاء بن زياد الحارثي.

الله على قدر ذلك، إنّ الله تعالى يعطي على قدر الألم والمصيبة، وعنده تضعيف كثير.

قال الربيع: يا أميرالمؤمنين، ألا أشكو إليك عاصم بن زياد أخي ؟ قال: ما له، قال: لبس العباء، وترك الملاء، وغمّ أهله، وحزن ولده.

فقال علي: ادعوا لي عاصماً، فلمّا أتاه عبس في وجهه، وقال: ويحك يا عاصم! أ ترى الله أباح لك اللذّات، وهو يكره ما أخذت منها؟ لأنت أهون على الله من ذلك، أو ما سمعته يقول: ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ) (1)، ثمّ يقول: ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ ) (2)، وقال: ( وَ مِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَ تَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها ) (3)، أما والله إنّ ابتذال نعم الله بالفعال أحبّ إليه من ابتذالها بالمقال، وقد سمعتم الله يقول: ( وَ أَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (4)، وقوله: ( مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (5)، إنّ الله خاطب المؤمنين بما خاطب به المرسلين، فقال: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ ) (6)، وقال: ( يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَ اعْمَلُوا صالِحاً ) (7)، وقال رسول الله صلّى الله عليه و آله لبعض نسائه: ما لي أراك شعثاء مرها سلتاء؟

قال عاصم: فلم اقتصرت يا أميرالمؤمنين على لبس الخشن، وأكل الجشب ؟ قال: إنّ الله تعالى افترض على أئمّة العدل أن يقدروا لأنفسهم بالقوام، كيلا يتبيّغ بالفقير فقره. فما قام علي عليه السلام حتّى نزع عاصم العباء، ولبس ملاءة. (8)

5612. ابن عبد ربّه : العتبي قال:

ص:353


1- (1) . الرحمن/19. [1]
2- (2) . الرحمن/22. [2]
3- (3) . فاطر/12. [3]
4- (4) . الضحى/11. [4]
5- (5) . الأعراف/32. [5]
6- (6) . البقرة/172. [6]
7- (7) . المؤمنون/51. [7]
8- (8) . عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 35/11 - 36، [8] شرح الخطبة 202.

أصابت الربيع بن زياد نشّابة في جبينه، فكانت تنتقض عليه كلّ عام، فأتاه علي بن أبي طالب عائداً، فقال: كيف تجدك يا أباعبدالرحمان ؟ قال: أجدني لو كان لا يذهب ما بي إلاّ بذهاب بصري لتمنّيت ذهابه. قال: وما قيمة بصرك عندك ؟ قال: لو كانت لي الدنيا فديته بها. قال: لا جرم يعطيك الله على قدر الدنيا، لو كانت لك لأنفقتها في سبيل الله، إنّ الله يعطي على قدر الألم والمصيبة، وعنده بعد تضعيف كثير.

وقال له الربيع: يا أميرالمؤمنين، إنّي لأشكو إليك عاصم بن زياد. قال: وماله ؟ قال: لبس العباء، وترك الملاء، وغمّ أهله، وأحزن ولده. قال: عليّ عاصماً.

فلمّا أتاه عبس في وجهه، وقال: ويلك يا عاصم! أترى الله أباح لك اللذّات وهو يكره منك أخذك منها؟ أنت أهون على الله من ذلك، أو ما سمعته يقول: ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) (1)حتّى قال: ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ ) (2)، وتالله لابتذال نعم الله بالفعال أحبّ إلىّ من ابتذالها بالمقال، وقد سمعته يقول: ( وَ أَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (3)، وقوله: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (4).

قال عاصم: فعلام اقتصرت أنت يا أميرالمؤمنين على لبس الخشن وأكل الحشف ؟

قال: إنّ الله افترض على أئمّة العدل أن يقدّروا أنفسهم بالعوام، لئلاّ يشنع بالفقير فقره.

قال: فما خرج حتّى لبس الملاء وترك العباء. (5)

5613. أبوعبيدة : مضى علي بن أبي طالب إلى الربيع بن زياد يعوده، فقال له: يا أميرالمؤمنين، أشكو إليك عاصماً أخي، قال: ما شأنه ؟ قال: ترك الملاذ ولبس العباءة،

ص:354


1- (1) . الرحمن/20. [1]
2- (2) . الرحمن/22. [2]
3- (3) . الضحى/11. [3]
4- (4) . الأعراف/32. [4]
5- (5) . العقد الفريد 213/2 - 214، كتاب الياقوتة في العلم والأدب، باب في الغلوّ في الدين. [5]

فغمّ أهله، وأحزن ولده، فقال: عليّ عاصماً.

فلمّا حضر بشّ في وجهه وقال: أ ترى الله أحلّ لك الدنيا و هو يكره أخذك منها؟ أنت والله أهون على الله من ذلك، فوالله لابتذالك نعم الله بالفعال أحبّ إليه من ابتذالك بالمقال.

فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي أراك تؤثر لبس الخشن، وأكل الشعير! فتنفّس الصعداء، ثمّ قال: ويحك يا عاصم! إنّ الله افترض على أئمّة العدل أن يقدّروا أنفسهم بالعوام لئلاّ يتبيّغ بالفقير فقره. (1)

5614. الزمخشري: قال الربيع بن زياد الحارثي لعلي رضي الله عنه : أعدني على أخي عاصم. قال: ما باله ؟ قال: لبس العباءة يريد النسك. قال: عليّ به.

فأتوا به مؤتزراً بعباءة مرتدياً باُخرى، شعث الرأس واللحية، فبشّ في وجهه وقال: ويحك! أما استحيت من أهلك ؟ أما رحمت ولدك ؟ أترى أنّ الله أباح لك الطيّبات وهو يكره أن تنال منها شيئاً؟ بل أنت أهون على الله، أما سمعت الله يقول في كتابه: ( وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ ) (2)إلى قوله: ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ ) (3)؟ أفترى الله أباح هذا لعباده إلاّ ليبتذلوه ويحمدوا الله عليه فيشيبهم، وأنّ ابتذالك نعم الله بالفعل خير منه بالمقال.

قال عاصم: فما بالك في خشونة مأكلك وخشونة ملبسك، فإنّما تزيّنت بزينتك!؟ قال: ويحك! إنّ الله فرض على أئمّة الحقّ أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس. (4)

5615. الزمخشري: قال العلاء بن زياد لعلي عليه السلام : يا أميرالمؤمنين، أشكو إليك أخي عاصماً، لبس العباءة وتخلّى عن الدنيا. قال: عليّ به.

ص:355


1- (1) . عنه ابن الجوزي بإسناده إليه في تلبيس إبليس ص 200 - 201، الباب العاشر، في تلبيسه علي الصوفيّة، فصل في اللباس الّذي يزري بصاحبه يتضمّن إظهار الزهد. وقال: قال أبوبكر الأنباري: المعنى: لئلاّ يزيد ويغلو، يقال: تبيّغ به الدم، إذا زاد وجاوز الحدّ.
2- (2) . الرحمن/10. [1]
3- (3) . الرحمن/22. [2]
4- (4) . ربيع الأبرار 85/4 - 86، باب اللهو واللعب واللذّات. [3]

فقال له: يا عدي نفسه، لقد استهام بك الخبيث، أما رحمت أهلك وولدك ؟ أترى الله أحلّ لك الطيّبات وهو يكره أن تأخذها؟ أنت أهون على الله من ذلك.

قال: يا أميرالمؤمنين، هذا أنت في خشونة ملبسك، وجشوبة مأكلك! قال: ويحك! إنّي لست كأنت، إنّ الله فرض على أئمّة العدل أن يقدّروا أنفسهم بضعفة الناس كي لا يبيغ بالفقير فقره. (1)

5616. العاصمي: روي أنّ علي بن أبي طالب - كرّم الله وجهه - خرج إلى السوق وعليه ثياب غليظة غير غسيل، فقيل له: يا أميرالمؤمنين، لو لبست ألين من هذا؟ فقال [ عليه السلام ]: هذا أخشع للقلب، وأشبه بشعار الصالحين، وأحسن أن يقتدي [بي] المؤمن. (2)

5617. ابن أبي الحديد : جاء في الخبر أنّ يوسف عليه السلام كان يجوع في سني الجدْب، فقيل له: أتجوع وأنت على خزائن مصر!؟ فقال: أخاف أن أشبع فأنسى الجياع.

وكذلك قال علي عليه السلام، وقد قيل له: أهذا لباسك، وهذا مأكولك، وأنت أميرالمؤمنين!؟ فقال: نعم، إنّ الله فرض على أئمّة العدل أن يقدّروا لأنفسهم كضعفة الناس كيلا يتبيّغ بالفقير فقره. (3)

5618. ابن أبي الحديد : كان [علي عليه السلام ] أخشن الناس مأكلاً وملبساً. (4)

4. لباسه عليه السلام كان مرقوعاً

برواية:

1. زيد بن وهب---4. عمرو بن قيس

2. سعيد الرجاني---5. أبي النوار

3. علي بن أبي طالب عليه السلام ---6. المراسيل و الأقوال

ص:356


1- (1) . ربيع الأبرار 380/4، باب اليأس والقناعة والرضا بما رزق الله. [1]
2- (2) . زين الفتى 151/2 (389). [2]
3- (3) . شرح نهج البلاغة 236/11 - 237، [3] شرح الخطبة 217.
4- (4) . شرح نهج البلاغة 26/1، المقدّمة، القول في نسب أميرالمؤمنين علي عليه السلام.

1. زيد بن وهب

5619. ابن المبارك : أخبرنا رجل، حدّثني صالح بن ميثم، أخبرنا زيد بن وهب الجهني، قال:

خرج علينا علي بن أبي طالب ذات يوم وعليه بردان، متّزر بأحدهما، مرتد بالآخر، قد أرخى جانب إزاره ورفع جانباً، قد رفع إزاره بخرقة، فمرّ به أعرابي فقال: أيّها الإنسان، البس من هذا الثياب فإنّك ميّت، أو مقتول، فقال: أيّها الأعرابي، إنّما ألبس هذين الثوبين ليكونا أبعد لي من الزهو، وخيراً لي في صلاتي، وسنّة للمؤمن. (1)

2. سعيد الرجاني

5620. مسدّد : حدّثنا عبدالله بن داوود، عن زيد بن اسامة، عن سعيد الرجاني، قال:

اشترى علي قميصين سنبلانيّين أنبجانيّين بسبعة دراهم، فكسا قنبر أحدهما، فلمّا أراد أن يلبس قميصه فإذا إزاره مرقوع برقعة من أديم. (2)

3. علي بن أبي طالب عليه السلام

5621. الزمخشري: عن [علي] عليه السلام : ولقد كان في رسول الله كاف لك في الاُسوة، ودليل على ذمّ الدنيا وكثرة مساوئها، إذ قبضت عنه أطرافها، ووطئت لغيره أكنافها.

وإن شئت ثنّيت بموسى كليم الله إذ يقول: ( إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) (3)، والله ما سأله إلاّ خبزاً يأكله، لأنّه كان يأكل بقلة الأرض، ولقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه؛ لهزاله وتشذّب لحمه.

وإن شئت ثلّثت بداوود صاحب المزامير وقارئ أهل الجنّة، فقد كان يعمل سفائف الخوص بيده، ويقول لجلسائه: أيّكم يكفيني بيعها؟ ويأكل قرص الشعير من ثمنها.

ص:357


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 485/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 484/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933).
3- (3) . القصص/24. [3]

وإن شئت قلت في عيسى ابن مريم، فلقد كان يتوسّد الحجر، ويلبس الخشن، وكان إدامه الجوع، وسراجه بالليل القمر، وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم، ولم تكن له زوج تفتنه، ولا ولد يحزنه، ولا مال يلفته، ولا طمع يذلّه، دابّته رجلاه، وخادمه يداه.

فتأسّ بنبيّك، عرضت عليه الدنيا فأبى أن يقبلها، وعلم أنّ الله أبغض شيئاً فأبغضه، وصغّر شيئاً فصغّره، ولو لم يكن فينا إلاّ حبّنا ما أبغض الله وتعظيمنا ما صغر الله لكفى به شقاقاً لله ومحادة عن أمره.

ولقد كان صلّى الله عليه و سلّم يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العري، ويردف خلفه، ويكون الستر على باب بيته فيه التصاوير، فيقول: يا فلانة، غيّبيه عنّي، فإنّي إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها. فأعرض عن الدنيا بقلبه، وأمات ذكرها عن نفسه، وأحبّ أن يغيب زينتها عن عينه.

ولقد كان لك في رسول الله ما يدلّك على مساوئها وعيوبها، إذ جاع فيها مع خاصّته، وزويت عنه مع عظيم زلفته.

ولينظر ناظر بعقله، أ أكرم الله محمّداً بذلك أم أهانه ؟ فإن قال: أهانه، فقد كذب والعظيم، وإن قال: أكرمه، فليعلم أنّ الله قد أهان غيره حيث بسط الدنيا له وزواها عن أقرب الناس إليه.

خرج من الدنيا خميصاً، وورد الآخرة سليماً، لم يضع حجراً على حجر، فلمّا أعظم منّة الله عندنا حين أنعم به علينا سلفاً نتّبعه، وقائداً نطأ عقبه.

والله لقد رقّعت مدرعتي هذه حتّى استحييت من راقعها، ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها؟ فقلت: اعزب عنّي، فعند الصباح يحمد القوم السرى. (1)

5622. الباعوني: [عن علي عليه السلام قال]:

والله لقد رقّعت مرقعتي هذه حتّى استحييت من راقعها، فقال: ألقها فذو الأتن لا

ص:358


1- (1) . ربيع الأبرار 383/4 - 385 , باب اليأس والقناعة والرضا بما رزق الله. [1]

يرضاها لبراذعه. فقلت: اعزب عنّي، فعند الصباح يحمد القوم السرى، وينجلي غيابات الكرى.... (1)

4. عمرو بن قيس

5623. وكيع : عن سفيان، عن عمرو بن قيس:

أنّ عليّاً رُئي عليه إزار مرقوع فقيل له: فقال: يخشع [له] القلب ويقتدي به المؤمن. (2)

5624. عبدالله بن أحمد : حدّثني أبوعبدالله السلمي، قال: حدّثنا إبراهيم بن عيينة، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن قيس، قال:

قيل لعلي: يا أميرالمؤمنين، لِمَ ترقع (3)قميصك ؟ قال يخشع القلب، ويقتدي به المؤمن. (4)

5625. سبط ابن الجوزي: روى سفيان الثوري، عن عمرو بن قيس الملائي، قال:

رئي على علي عليه السلام إزار مرقوع، فعوتب في ذلك، فقال: يخشع له القلب، ويقتدي به المؤمن.

قال سفيان: وكان يقطع الثوب إلى أطراف أصابعه - يعني الكمّ -. (5)

ص:359


1- (1) . جواهر المطالب 140/2، الباب السادس والستّون، [1] فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة.
2- (2) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 20/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]3)، ذكر لباس علي عليه السلام , وأحمد في فضائل الصحابة 549/1 (923), [3] والبلاذري في أنساب الأشراف 368/2 - 369، [4] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. و رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 167/1، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب [5] (5)، ذكر زهده, مرسلاً، والإسكافي في المعيار والموازنة ص 251 - 252، [6] دخول أبي صالح بيت الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام.
3- (3) . في الأصل: «ترفع».
4- (4) . فضائل الصحابة لأحمد 536/1 (893)؛ [7]الزهد لأحمد ص 163، [8] زهد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعنه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص 102، باب فضائل علي عليه السلام، [9] ذكر زهده، وأبونعيم في حلية الأولياء 83/1، ترجمة علي بن أبي طالب [10] (4)، زهده وتعبّده.
5- (5) . تذكرة الخواصّ ، 465/1، الباب الرابع، [11] في ذكر ورعه وزهادته عليه السلام.

5. أبوالنوار

5626. وكيع : عن مطير بن ثعلبة، عن أبي النوار، قال:

عوتب علي عليه السلام على تقلّله من الدنيا وشدّة عيشه، فبكى وقال: كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يبيت الليالي طاوياً، وما شبع من طعام أبداً، ولقد رأى يوماً ستراً موشى على باب ابنته فاطمة - رضي الله عنها -، فرجع ولم يدخل وقال: ما لي ولهذا؟ غيّبوه عنّي، ما لي وللدنيا؟ وكان يجوع فيشدّ الحجر على بطنه، وكنت أشدّه معه، فهل أكرمه الله بذلك، أم أهانه ؟ فإن قال قائل: أهانه، فقد كذب ومرق، وإن قال: أكرمه، فيعلم حينئذ أنّ الله قد أهان غيره، حيث بسط له الدنيا، وزواها عن أقرب الناس إليه، وأعزّهم عليه، حيث خرج منها خميصاً، وورد الآخرة سليماً، لم يرفع حجراً على حجر، ولا وضع لَبِنَة على لَبِنَة، ولقد سلكت سبيله بعده، والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتّى استحييت من راقعها، ولقد قيل لي: ألا تستبدل بها غيرها؟ فقلت للقائل: ويحك! اعزب، فعند الصباح يَحْمَدُ القوم السُرى. (1)

6. المراسيل والأقوال

5627. ابن أبي الحديد : كان ثوبه مرقوعاً بجلد تارة وليف اخرى، ونعلاه من ليف، وكان يلبس الكرباس الغليظ ، فإذا وجد كمّه طويلاً قطعه بشفرة، ولم يخِطْه، فكان لا يزال متساقطاً على ذراعيه حتّى يبقى سَدى لا لُحمة له.... (2)

5628. القاضي عبدالجبّار : فأمّا ما يتّصل بالزهد والورع فيهما وإن كانا قد اشتركا فيه فلأميرالمؤمنين التقدّم والسبق من جهات، منها مع اتّساع الأحوال فيما يخصّ ويعمّ من الأموال كان عليه السلام يلبس أدون الثياب، ويأكل أخثن الطعام، حتّى كان يقطع من أطراف

ص:360


1- (1) . عنه سبط ابن الجوزي بإسناده إليه في تذكرة الخواصّ 477/1 - 478، الباب الرابع، [1] في ذكر ورعه وزهادته عليه السلام.
2- (2) . شرح نهج البلاغة 26/1، [2] المقدّمة، القول في نسب أميرالمؤمنين علي عليه السلام.

كمّه ما لا تقع الحاجة إليه، ويرقع سراويله، ويتحرّز التحرّز الشديد في هذا الباب.... (1)

الثاني: خاتمه عليه السلام وهو على أنحاء:

1. تختّمه عليه السلام بخاتم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم

برواية: أبي البختري

5629. الحاكم : أخبرني أبومحمّد أحمد بن عبدالله المزكّي - إملاء -، أخبرني أحمد بن محمّد بن حرب، أخبرني أبوطاهر أحمد بن عيسى بن محمّد، أخبرني يحيى بن عبدالله العلوي - خال جعفر بن محمّد -، أخبرني نوح بن قيس، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختري، قال:

رأيت عليّاً عليه السلام صعد المنبر بالكوفة وعليه مدرعة كانت لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، متقلّداً بسيف رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، ومعتمّاً بعمامة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، وفي إصبعه خاتم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.... (2)

2. نقش خاتمه عليه السلام

برواية:

1. أبي إسحاق الشيباني---4. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

2. عبدخير---5. يعمر الهمداني

3. عمرو بن عثمان---6. ما ورد مرسلاً

ص:361


1- (1) . المغني، الجزء المتمّ العشرين، القسم الثاني في الإمامة، ص 141.
2- (2) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في مقتل الحسين 44/1، الفصل الرابع، [1] في انموذج من فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام. [2] ويؤيّده ما يأتي في العنوان التالي أنّ نقش خاتمه في قصّة التحكيم: «محمّد رسول الله».

1. أبوإسحاق الشيباني

5630. ابن حبّان : حدّثنا محمّد بن يعقوب الخطيب - بالأهواز -، حدّثنا محمّد بن عبدالرحمان السلمي، حدّثنا أبوحذيفة، حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، قال:

قرأت على نقش خاتم علي على الصلح الّذي كان بينه وبين معاوية: «لله لا للملك». (1)

5631. معتمر بن سليمان : عن أبيه، عن أبي إسحاق، قال:

قرأت نقش خاتم علي في صلح أهل الشام بعد صفّين: «محمّد رسول الله». (2)

2. عبدخير

5632. السلمي والحاكم والصابوني: حدّثنا أبوجعفر محمّد بن أحمد بن سعيد الرازي، حدّثنا محمّد بن مسلم بن وارة، حدّثنا الفريابي، حدّثنا الثوري، عن إسماعيل السدّي، عن عبدخير، قال:

كان لعلي رضي الله عنه أربعة خواتيم يتختّم بها: ياقوت لقلبه، وفيروزج لبصره، وحديد صيني لقوّته، وعقيق لحرزه، وكان نقش الياقوت: «لا إله إلاّ الله الملك الحقّ المبين»، ونقش الفيروزج: «الله الملك»، ونقش الحديد: «العزّة لله جميعاً»، ونقش العقيق [ثلاثة أسطر]: «ما شاء الله، لا قوّة إلاّ بالله، أستغفر الله». (3)

ص:362


1- (1) . الثقات 149/9، ترجمة محمّد بن عبدالرحمان السلمي. ولعلّ الصواب في نقش خاتمه: «الملك لله»، أو «لله الملك»، أو«الله الملك»، كما سيأتي.
2- (2) . عنه البلاذري بإسناده إليه في أنساب الأشراف 408/2، [1] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام , وابن سعد في الطبقات الكبرى 22/3، ترجمة علي بن أبي طالب [2] (3)، ذكر قلنسوة علي بن أبي طالب عليه السلام وخاتمه، ومن طريقه الكنجي في كفاية الطالب ص 405، الباب السادس، [3] في ذكر ملبسه عليه السلام.
3- (3) . رواه الذهبي في تذكرة الحفّاظ 576/1 - 577، ترجمة ابن وارة (600), وميزان الاعت [4]دال 46/6، ترجمة محمّد بن أحمد بن سعيد (7152), بإسناده إلى السلمي، ومثله في لسان الميزان 648/5 , ترجمة محمّد بن أحمد بن سعيد (6978)، وأضاف رواية الحاكم عنه في تاريخ نيسابور، و رواه المتّقي

3. عمرو بن عثمان

5633. الأصمعي: حدّثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان بن عفّان، قال:

... وكان نقش خاتم علي: «الملك لله». (1)

4. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

5634. معمر : عن جابر، عن أبي جعفر، قال:

كان في خاتم علي: «تعالى الله الملك». (2)

5635. الطحاوي: حدّثنا علي [بن معبد]، قال: حدّثنا خالد بن عمرو، قال: حدّثنا إسرائيل، عن جابر، عن أبي جعفر، قال:

كان نقش خاتم علي رضي الله عنه : «لله الملك». 3

5636. ابن سعد : أخبرنا عبيدالله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن جابر، عن محمّد بن علي، قال:

كان نقش خاتم علي: «الله الملك». 4

5637. ابن سعد : أخبرنا الحسن بن موسى الأشيب وعمرو بن خالد المصري، قالا: أخبرنا زهير، عن جابر الجعفي، عن محمّد بن علي، قال:

ص:363


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 445/42، ترجمة علي بن أبي طالب (4933).
2- (2) . عنه عبدالرزّاق في المصنّف 346/1 - 347 (1353).

كان نقش خاتم علي: «الله الملك». (1)

5638. البلاذري: حدّثني أبوبكر الأعين ومظفّر بن مرجا، قالا: حدّثنا الحسن بن موسى الأشيب، عن زهير، عن جابر، عن محمّد بن علي، قال:

[ كان] نقش خاتم علي: «الله الملك». (2)

5639. وكيع : حدّثنا سفيان، عن جابر، عن أبي جعفر، قال:

كان في خاتم علي: «الله الملك». (3)

5640. عبدالرزّاق : عن [سفيان] الثوري، عن جابر، عن أبي جعفر، قال:

كان في خاتم علي: «تعالى الله الملك». (4)

5641. أبوبكر الدينوري: حدّثنا محمّد بن عبدالعزيز، حدّثنا أبي، حدّثنا عبدالله بن ميمون، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه:

أنّ خاتم علي بن أبي طالب كان من ورق، نقشه: «نعم القادر الله».... (5)

5. يعمر الهمداني

5642. أبويعلى : حدّثنا سويد، حدّثنا داوود بن عبدالجبّار - شيخ من أهل المدينة كذا قال -، عن أبي إسحاق، عن يعمر الهمداني:

أنّ نقش خاتم علي بن أبي طالب: «الله وليّ علي». (6)

ص:364


1- (1) . الطبقات الكبرى 22/3، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3)، ذكر قلنسوة علي بن أبي طالب عليه السلام وخاتمه.
2- (2) . أنساب الأشراف 408/2، [2] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
3- (3) . عنه ابن أبي شيبة في المصنّف 192/5 (25109). [3]
4- (4) . المصنّف 347/1 (1354).
5- (5) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 445/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [4]4933)، والمتّقي في كنز العمّال 686/6 (17409).
6- (6) . عنه ابن عدي في الكامل 85/3، ترجمة داوود بن عبدالجبّار (627)، وربّما قرئ: «علي وليّ الله».

6. ما ورد مرسلاً

5643. سبط ابن الجوزي: ذكر خاتمه، كان نقشه: «الله الملك، علي عبده». (1)

5644. ابن الصبّاغ : نقش علي على خاتمه: «أسندت ظهري إلى الله»، وقيل: «حسبي الله». (2)

3. كيفيّة تختّمه عليه السلام

برواية:

1. عبدالرحمان بن أبي ليلى---3. ما ورد مرسلاً

2. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

1. عبدالرحمان بن أبي ليلى

5645. ابن سعد : أخبرنا معن بن عيسى، قال: أخبرنا أبان بن قطن، عن محمّد بن عبدالرحمان بن أبي ليلى، عن أبيه عبدالرحمان بن أبي ليلى:

أنّ علي بن أبي طالب تختّم في يساره. (3)

2. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

5646. ابن سعد : أخبرنا أبوبكر بن عبدالله بن أبي اُويس، عن سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمّد بن علي (4)، عن أبيه:

ص:365


1- (1) . تذكرة الخواصّ 658/1، الباب السادس، [1] في ذكر وفاته عليه السلام.
2- (2) . الفصول المهمّة 607/1، فصل في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك. [2]
3- (3) . الطبقات الكبرى 22/3، ترجمة علي بن أبي طالب [3] (3)، ذكر قلنسوة علي بن أبي طالب عليه السلام وخاتمه، وعنه الكنجي بإسناده إليه في كفاية الطالب ص 405، الباب السادس، [4] في ذكر ملبسه عليه السلام، وفيه: «إنّ عليّاً كان يتختّم في اليمين».
4- (4) . الظاهر أنّ هذا هو الصواب، وفي الأصل: «جعفر بن محمّد، عن علي».

أنّ عليّاً تختّم في اليسار. (1)

3. ما ورد مرسلاً

5647. الترمذي والسجستاني والمحتسب : كان علي يتختّم في يمينه. (2)

5648. سبط ابن الجوزي: كان يتختّم في اليمين.... (3)

الثالث: عمامته عليه السلام

برواية:

1. أبي البختري---7. علي بن أبي طالب عليه السلام

2. أبي جعفر الأنصاري---8. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

3. أبي رزين---9. مروان

4. عبدالأعلى بن عدي---10. هرمز مولى جعفر

5. عبدالله بن عبّاس---11. ما ورد مرسلاً

6. علي بن الحسين عليهما السلام

1. أبوالبختري

5649. الحاكم : أخبرني أبومحمّد أحمد بن عبدالله المزكّي -إملاء-، أخبرني أحمد بن محمّد بن حرب، أخبرني أبوطاهر أحمد بن عيسى بن محمّد، أخبرني يحيى بن عبدالله العلوي -خال جعفر بن محمّد-، أخبرني نوح بن قيس، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختري، قال:

ص:366


1- (1) . الطبقات الكبرى 22/3، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3)، ذكر قلنسوة علي بن أبي طالب عليه السلام وخاتمه.
2- (2) . عنهم ابن شهرآشوب في المناقب 302/3، باب في أحواله، فصل في لوائه وخاتمه، [2] نقلاً عن الشمائل والسنن والتختّم.
3- (3) . تذكرة الخواصّ 658/1، الباب السادس، [3] في ذكر وفاته عليه السلام.

رأيت عليّاً عليه السلام صعد المنبر بالكوفة، وعليه مدرعة كانت لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، متقلّداً بسيف رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، ومعتمّاً بعمامة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.... (1)

2. أبوجعفر الأنصاري

5650. وكيع : عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، عن أبي جعفر الأنصاري، قال:

رأيت على علي عمامة سوداء يوم قتل عثمان. (2)

3. أبورزين

5651. ابن وهب : حدّثنا إسماعيل [بن عيّاش]، قال: حدّثني محمّد بن يوسف، عن [أبي رزين]، قال:

شهدت علي بن أبي طالب يوم عيد معتمّاً قد أرخى عمامته من خلفه؛ والناس مثل ذلك. (3)

4. عبدالأعلى بن عدي

5652. الديلمي: من مسند عبدالله بن الشخير، عن عبدالرحمان بن عدي البحراني، عن أخيه عبدالأعلى بن عدي:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم دعا علي بن أبي طالب فعمّمه، وأرخى عذبة العمامة من خلفه، ثمّ قال: هكذا فاعتمّوا، فإنّ العمامة سيماء الإسلام، وهي حاجزة بين المسلمين والمشركين. (4)

5. عبدالله بن عبّاس

5653. الديلمي: عن ابن عبّاس، قال:

لمّا عمّم رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عليّاً بالسحاب قال له: يا علي، العمائم تيجان العرب،

ص:367


1- (1) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في مقتل الحسين 44/1، الفصل الرابع، [1] في فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام.
2- (2) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 21/3، ترجمة علي بن أبي طالب [2] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام.
3- (3) . عنه البيهقي بإسناده إليه في شعب الإيمان 174/5 (6255). [3]
4- (4) . عنه المتّقي في كنز العمّال 483/15 (41911).

والاحتباء حيطانها، وجلوس المؤمن في المسجد رباطه. (1)

6. علي بن الحسين عليهما السلام

5654. الشاشي: حدّثنا عبدالرحمان بن منصور الحارثي، قال: حدّثنا أحمد بن عيسى بن عبدالله - المعروف بأبي طاهر -، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي، عن جدّي:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله عمّم علي بن أبي طالب -صلوات الله عليه وآله- عمامته السحاب، فأرخاها من بين يديه ومن خلفه، ثمّ قال: أقبل. فأقبل، ثمّ قال [له]: أدبر. فأدبر [ف]-قال: هكذا جاءتني الملائكة. (2)

7. علي بن أبي طالب عليه السلام

5655. الطيالسي: حدّثنا الأشعث بن سعيد، حدّثنا عبدالله بن بسر، عن أبي راشد الحبراني، عن علي، قال:

عمّمني رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يوم غدير خم بعمامة سدلها خلفي، ثمّ قال: إنّ الله -عزّ وجلّ - أمدّني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمّون هذه العمّة، فقال: إنّ العمامة حاجزة بين الكفر والإيمان. (3)

5656. ابن منيع : عن علي بن هاشم، عن أشعث [بن] سعيد، عن عبدالله بن بسر، عن أبي راشد، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله:

إنّ الله -عزّ وجلّ - أيّدني يوم بدر وحنين بملائكة معتمّين هذه العمامة، والعمامة [هي] الحاجز بين المسلمين والمشركين.

ص:368


1- (1) . عنه المتّقي في كنز العمّال 483/15 (41912).
2- (2) . عنه الحمّويي بإسناده إليه في فرائد السمطين 76/1 (42). [1]
3- (3) . مسند الطيالسي ص 23 (154)، وعنه البيهقي في السنن الكبرى 14/10، كتاب السبق والرمي، باب التحريض على الرمي.

قاله عليه السلام لعلي لمّا عمّمه يوم غدير خمّ بعمامة سدل طرفها على منكبيه. (1)

5657. الذهبي: أبوالربيع السمّان، حدّثنا عبدالله بن بسر، عن أبي راشد الحبراني، سمعت عليّاً يقول:

عمّمني رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يوم غدير خمّ بعمامة سدل طرفها على منكبي، وقال: إنّ الله أمدّني يوم بدر ويوم حنين بملائكة معتمّين هذه العمّة، وقال: إنّ العمامة حاجز بين المسلمين والمشركين.

روى نحوه صالح بن الحكم، عن عبدالسلام بن هاشم، عن عبدالله بن بسر. (2)

5658. الواحدي: أنبأنا أبومنصور البغدادي، أنبأنا أبوالحسن محمّد بن عبدالله بن زياد الدقّاق، أنبأنا محمّد بن إبراهيم البوسنجي، أنبأنا عبدالله بن محمّد بن حفص القرشي - ويعرف بابن عائشة -، قال: حدّثني أبوالربيع السمّان، حدّثنا عبدالله بن بسر، عن أبي راشد الحبراني، عن علي بن أبي طالب -صلوات الله عليه وآله- قال:

عمّمني رسول الله صلّى الله عليه و آله يوم غدير خمّ بعمامة فسدل طرفها على منكبي، وقال: إنّ الله أيّدني يوم بدر وحنين بملائكة معتمّين بهذه العمامة. (3)

5659. ابن أبي شيبة والبغوي: عن علي، قال:

عمّمني رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يوم غدير خمّ بعمامة فسدَلَها خلفي -وفي لفظ : فسدل طرفيها على منكبي - ثمّ قال: إنّ الله أمدّني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمّون هذه العمّة، وقال: إنّ العمامة حاجزة بين الكفر والإيمان. وفي لفظ : بين المسلمين والمشركين. (4)

5660. ابن شاذان : عن علي:

ص:369


1- (1) . عنه الحمّويي بإسناده إليه في فرائد السمطين 75/1 (41). [1]
2- (2) . ميزان الاعتدال 67/4، ترجمة عبدالله بن بسر (4230).
3- (3) . عنه الحمّويي بإسناده إليه في فرائد السمطين 76/1 (43). [2]
4- (4) . عنهما المتّقي في كنز العمّال 482/15 (41909).

أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم عمّمه بيده فذنّب العمامة من ورائه ومن بين يديه، ثمّ قال له النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : أدبر. فأدبر، ثمّ قال له: أقبل. فأقبل، وأقبل على أصحابه فقال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : هكذا تكون تيجان الملائكة. (1)

8. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

5661. ابن حجر : قال محمّد بن وزير: حدّثنا مسعدة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم كسا عليّاً عمامة يقال لها السحاب، وأقبل وهي عليه، فقال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : هذا علي قد أقبل في السحاب. (2)

9. مروان

5662. وكيع : عن أبي العنبس عمرو بن مروان، عن أبيه، قال:

رأيت على علي عمامة سوداء قد أرخاها من خلفه. (3)

10. هرمز مولى جعفر

5663. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا زهير بن معاوية، عن جابر، عن هرمز، قال:

رأيت عليّاً متعصّباً بعصابة سوداء، ما أدري أيّ طرفيها أطول، الّذي قدّامه، أو الّذي خلفه. يعني عمامة. (4)

5664. البلاذري: حدّثنا عبدالله بن صالح، أنبأنا شريك بن عبدالله، عن جابر، عن هرمز مولى جعفر، قال:

ص:370


1- (1) . عنه المتّقي في كنز العمّال 483/15 - 484 (41913).
2- (2) . لسان الميزان 691/6، ترجمة مسعدة بن اليسع الباهلي (8393).
3- (3) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 21/3، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام.
4- (4) . الطبقات الكبرى 21/3، ترجمة علي بن أبي طالب [2] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام.

رأيت عليّاً وعليه عمامة سوداء قد أرخاها من بين يديه ومن خلفه. (1)

5665. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا شريك، عن جابر، عن مولى لجعفر - يقال له هرمز -، قال:

رأيت عليّاً عليه عمامة سوداء قد أرخاها من بين يديه ومن خلفه. (2)

11. ما ورد مرسلاً

5666. البارزي: وكانت له عمامة يعتمّ بها, يقال لها السحاب، فكساها علي بن أبي طالب، فكان ربما طلع علي فيقول صلّى الله عليه و سلّم : أتاكم علي في السحاب. يعني عمامته الّتي وهب له. (3)

الرابع: سيفه عليه السلام

برواية:

1. أبي البختري---3. علي بن أبي طالب عليه السلام

2. عبدالله بن سنان الأسدي---4. ما ورد مرسلاً

1. أبوالبختري

5667. الحاكم : أخبرني أبومحمّد أحمد بن عبدالله المزكّي - املاء -، أخبرني أحمد بن محمّد بن حرب، أخبرني أبوطاهر أحمد بن عيسى بن محمّد، أخبرني يحيى بن عبدالله العلوي - خال جعفر بن محمّد -، أخبرني نوح بن قيس، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختري، قال:

ص:371


1- (1) . أنساب الأشراف 407/2، [1] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- (2) . الطبقات الكبرى 21/3، ترجمة علي بن أبي طالب [2] (3)، ذكر لباس علي عليه السلام , وعنه الكنجي بإسناده إليه في كفاية الطالب ص 403، الباب السادس، [3] في ذكر ملبسه عليه السلام , من طريق ابن قاضي المارستان.
3- (3) . عنه السيوطي في الحاوي 73/1، باب اللباس.

رأيت عليّاً عليه السلام صعد المنبر بالكوفة وعليه مدرعة كانت لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، متقلّداً بسيف رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.... (1)

2. عبدالله بن سنان الأسدي

5668. وكيع : حدّثنا الأعمش، عن شمر، عن عبدالله بن سنان الأسدي، قال:

رأيت عليّاً يوم صفّين ومعه سيف رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ذوالفقار، قال: فنضبطه فيفلت [منّا] فيحمل عليهم [فيضرب بسيفه]، قال: ثمّ يجيء، قال: ثمّ يحمل عليهم، قال: فجاء بسيفه قد تثنّى، فقال: إنّ هذا يعتذر إليكم. (2)

3. علي بن أبي طالب عليه السلام

5669. الحاكم : حدّثنا أبوالحسين علي بن عبدالرحمان بن ماني السبيعي - بالكوفة -، قال: حدّثنا الحسين بن الحكم الحبري، قال: حدّثنا حسن بن حسين العرني، قال: حدّثنا عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب، قال:

أتى جبرئيل النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقال: إنّ صنماً في اليمن معفّراً في الحديد فابعث إليه فادققه وخذ الحديد.

قال: فدعاني وبعثني إليه، فذهبت إليه فدققت الصنم وأخذت الحديد فجئت به إلى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فاستضرب منه سيفين فسمّى واحداً ذاالفقار، والآخر مخذماً، فتقلّد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ذا الفقار وأعطاني مخذماً، ثمّ أعطاني بعد ذاالفقار، ورآني رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وأنا اقاتل دونه يوم احد فقال: لا سيف إلاّ ذوالفقار ولا فتى إلاّ علي. (3)

ص:372


1- (1) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في مقتل الحسين 44/1، الفصل الرابع، [1] في فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام.
2- (2) . عنه ابن أبي شيبة في المصنّف 552/7 (37867)، وابن أبي الدنيا بإسناده إليه في مكارم الأخلاق ص 58 (160), مع مغايرات طفيفة أضفنا بعض ما أمكن إضافتها إلى النصّ ووضعناه بين معقوفتين.
3- (3) . عنه الحمّويي بإسناده إليه في فرائد السمطين 251/1 - 252 (194). [2]

4. ما ورد مرسلاً

5670. المبرّد : كان مكتوباً على سيف علي بن أبي طالب:

للناس حرص على الدنيا وتدبير وصفوها لك ممزوج بتكدير

لم يرزقوها بعقل عندما قسمت لكنّهم رزقوها بالمقادير

كم من أديب لبيب لا تساعده ومائق [نال] دنياه بتقصير

لو كان عن قوّة أو [عن] مغالبة طار البزاة بأرزاق العصافير (1)

5671. المبرّد : كان مكتوباً على سيف علي:

للناس حرص على الدنيا و تدبير وفي مراد الهوى عقل و تشمير

وإن أتوا طاعة لله ربّهم فالعقل منهم عن الطاعات مأسور

لأجل هذا وذاك الحرص قد مزجت صفاء عيشاتها همّ وتكدير

لم يرزقوها بعقل عند ما قسمت لكنّهم رزقوها بالمقادير

كم من أديب لبيب لا تساعده ومائق نال دنياه بتقصير

لو كان عن قوّة أو عن مغالبة طار البزاة بأرزاق العصافير (2)

الخامس: مركبه عليه السلام

برواية: داوود بن سليمان

5672. أبوالشيخ : حدّثنا أحمد بن محمود بن صبيح، قال: حدّثنا أحمد بن سعيد بن جرير، قال: حدّثني إبراهيم بن جرير عمّي وعبدالله بن زكريّا بن بهرام وعبدالعزيز بن صبيح وعبدة بن صالح ومحمّد بن واقد، قالوا: حدّثنا داوود بن سليمان، قال:

ص:373


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 525/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
2- (2) . عنه ابن كثير في البداية والنهاية 10/8 - 11، [2] حوادث سنة أربعين، فصل في ذكر شيء من سيرة أميرالمؤمنين.

كنت مع أبي في كناسة الكوفة، فإذا شيخ أصلع على بغلة له وردة يقال له دلدل، قد احتوشه الناس، فقلت: يا أبة، من هذا؟ قال: هذا شاهان شاه العرب، هذا علي بن أبي طالب. (1)

ص:374


1- (1) . طبقات المحدّثين 370/1، ترجمة سليمان [1]الأصبهاني (44)، وعنه أبونعيم في أخبار أصبهان 177/1، ترجمة إبراهيم بن جرير، و [2] 54/2، ترجمة عبدالله بن زكريّا بن بهرام، و ص 125، ترجمة عبدالعزيز بن صبيح الأصبهاني، ولم يذكر فيه اسم البغلة، و ص 183، ترجمة محمّد بن واقد الأصبهاني.

الباب الحادي عشر: عيشه عليه السلام وفيه فروع:

الأوّل: أنّه عليه السلام يعيش على ملّة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم

برواية: علي بن أبي طالب عليه السلام

5673. ابن عدي: حدّثنا عبدالله بن ناجية، حدّثنا محمّد بن عمرو بن حنّان، حدّثنا يحيى بن عبدالله الرقّي، قال: حدّثنا يونس بن أبي يعقوب، قال: حدّثنا علي بن نزار، عن زياد بن أبي زياد الأسدي، حدّثني عن جدّي حيّان، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

إنّك تعيش على ملّتي.... (1)

5674. الحاكم : عن حيّان الأسدي، سمعت عليّاً يقول: قال لي رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

إنّ الاُمّة ستغدر بك بعدي، وأنت تعيش على ملّتي.... (2)

5675. الملاّ : عن علي رضي الله عنه , قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

عهد معهود أنّ الاُمّة ستغدر بك، وأنت تعيش على ملّتي.... (3)

ص:375


1- (1) . الكامل 195/5، ترجمة علي بن [1]نزار بن حيّان (1349)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 269/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933).
2- (2) . المستدرك 142/3 (4686)، وعنه المتّقي في كنز العمّال 297/11 (31562).
3- (3) . الوسيلة 5/القسم175/2.

5676. الدارقطني: [عن علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ]:

إنّ الاُمّة ستغدر بك من بعدي، وأنت تعيش على ملّتي.... (1)

الثاني: قيامه عليه السلام باُموره واُمور عياله

برواية:

1. حيّان بن بشر---3. ما ورد مرسلاً

2. صالح بيّاع الأكسية عن جدّته

1. حيّان بن بشر

5677. ابن شبّة : حدّثنا حيّان بن بشر... (2):

كنّا نمشي مع علي رضي الله عنه على شاطئ الفرات فانقطع شسع نعله, فأخذ خوصة ثمّ قعد يصلح نعله, فنظر إلى السفن في الفرات فقال: ( وَ لَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ ) , و و الله ما قتلت, و لا مالأت على قتله. (3)

2. صالح بيّاع الأكسية عن جدّته

5678. ابن منيع : حدّثنا علي بن هاشم، عن صالح بيّاع الأكسية، عن جدّته، قالت:

رأيت عليّاً اشترى ثمراً (4)بدرهم فحمله في ملحفته فقال [له رجل]: يا أميرالمؤمنين، ألا نحمله عنك ؟ فقال: أبوالعيال أحقّ بحمله. (5)

ص:376


1- (1) . عنه المتّقي في كنز العمّال 617/11 (32997).
2- (2) . بياض في الأصل.
3- (3) . تاريخ المدينة 1265/4 , ما روي عن علي رضي الله عنه في البراءة من قتل عثمان, ونحوه في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 164/17 , [1]ذيل الآية 24 من سورة الرحمن, [2] مرسلاً.
4- (4) . كذا في الأصل, وفي سائر المصادر: «تمراً».
5- (5) . عنه ابن بنته أبوالقاسم البغوي في [3]معجم الصحابة 360/4 (1815) [4]، و من طريقه ابن عساكر بإسناده إليه

5679. عبدالله بن أحمد : حدّثني سريج بن يونس، قال: حدّثنا علي بن هاشم، عن صالح بيّاع الأكسية، عن امّه - أو جدّته - , قالت:

رأيت علي بن أبي طالب اشترى تمراً بدرهم فحمله في ملحفته، فقالوا: نحمل عنك يا أميرالمؤمنين ؟ قال: لا، أبوالعيال أحقّ أن يحمل. (1)

5680. البخاري: حدّثنا موسى بن بحر، قال: حدّثنا علي بن هاشم بن البريد، قال: حدّثنا صالح بيّاع الأكسية، عن جدّته، قالت:

رأيت عليّاً رضي الله عنه اشترى تمراً بدرهم، فحمله في ملحفته. فقلت له [أو قال له رجل]: أحمل عنك يا أميرالمؤمنين ؟ قال: لا، أبوالعيال أحقّ أن يحمل. 2

3. ما ورد مرسلاً

5681. الغزّالي: كان علي رضي الله عنه يحمل التمر والملح في ثوبه ويده ويقول:

لا ينقص الكامل من كماله ما جرّ من نفع إلى عياله 3

الثالث: ضيق معيشته عليه السلام وارتزاقه من كدّ يمينه

برواية:

1. عبدالله بن عبّاس---2. علي بن أبي طالب عليه السلام

ص:377


1- (1) . فضائل الصحابة لأحمد 546/1 [1] (916)؛ الزهد لأحمد ص 165 - 166 , زهد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، إلاّ أنّ فيه: «شريح» بدلاً من «سريج», ومثله ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول 136/1 (102)، بلفظ : «شريح».

3. عمّار بن أبي عمّار---5. أبي نيزر

4. فاطمة بنت رسول الله عليها السلام ---6. المراسيل والأقوال

1. عبدالله بن عبّاس

5682. الطبراني: حدّثنا بكر بن سهل الدمياطي، أخبرنا عبدالغني بن سعيد، عن موسى بن عبدالرحمان، عن ابن جريج، عن عطاء:

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ( وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ ) (1)، قال: وذلك أنّ علي بن أبي طالب آجر نفسه ليسقي نخلاً بشيء من شعير ليلة حتّى أصبح، فلمّا أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه، فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه يقال له الحريرة، فلمّا تمّ إنضاجه أتى مسكين، فأخرجوا إليه الطعام، ثمّ عملا الثلث الثاني، فلمّا تمّ إنضاجه أتى يتيم فسأل، فأطعموه، ثمّ عملا الثلث الباقي، فلمّا تمّ إنضاجه أتى أسير من المشركين فسأل، فأطعموه، وطووا يومهم ذلك. (2)

5683. ابن الجوزي: روى عطاء عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ( وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ ) إلى آخره، أنّها نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، آجر نفسه يسقي نخلاً بشيء من شعير ليلة حتّى أصبح، فلمّا قبض الشعير طحنوا ثلثه، وأصلحوا منه ما يأكلونه، فلمّا استوى أتى مسكين، فأخرجوه إليه، ثمّ عملوا الثلث الثاني، فلمّا تمّ أتى يتيم، فأطعموه، ثمّ عملوا الباقي، فلمّا تمّ أتى أسير من المشركين، فأطعموه، وطووا، فنزلت هذه الآيات. (3)

5684. الواحدي: قال عطاء عن ابن عبّاس: وذلك أنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه آجر

ص:378


1- (1) . الإنسان/8. [1]
2- (2) . عنه الحسكاني بإسناده إليه من طريق أبي نعيم في شواهد التنزيل 472/2 (1066). [2]
3- (3) . التبصرة ص 449، المجلس الحادي والثلاثون، في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

نفسه نوبة يسقي نخلاً بشيء من شعير ليلة حتّى أصبح، فلمّا أصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه، فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه يقال له الخزيرة، فلمّا تمّ إنضاجه أتى مسكين، فأخرجوا إليه الطعام، ثمّ عمل الثلث الثاني، فلمّا تمّ إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه، ثمّ عمل الثلث الباقي، فلمّا تمّ إنضاجه أتى أسير من المشركين، فأطعموه، وطووا يومهم ذلك، فاُنزلت فيه هذه الآية. (1)

5685. البغوي: روي عن مجاهد وعطاء، عن ابن عبّاس:

أنّها نزلت في علي بن أبي طالب، وذلك أنّه عمل ليهودي بشيء من شعير، فقبض الشعير، فطحن ثلثه، فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه، فلمّا تمّ إنضاجه أتى مسكين فسأل، فأخرجوا إليه الطعام، ثمّ عمل الثلث الثاني، فلمّا تمّ إنضاجه أتى يتيم فسأل، فأطعموه، ثمّ عمل الثلث الباقي، فلمّا تمّ إنضاجه أتى أسير من المشركين فسأل، فأطعموه، وطووا يومهم ذلك.

وهذا قول الحسن وقتادة أنّ الأسير كان من أهل الشرك، وفيه دليل على أنّ إطعام الاُسارى وإن كانوا من أهل الشرك حسن يرجى ثوابه. (2)

5686. معتمر بن سليمان : عن أبيه، عن حنش، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال:

أصاب نبيّ الله صلّى الله عليه و سلّم خصاصة، فبلغ ذلك عليّاً رضي الله عنه، فخرج يلتمس عملاً ليصيب منه شيئاً يبعث به إلى نبيّ الله صلّى الله عليه و سلّم، فأتى بستاناً لرجل من اليهود فاستقى له سبعة عشر دلواً، كلّ دلو بتمرة، فخيّره اليهودي من تمره سبع عشرة تمرة عجوة، فجاء بها إلى نبيّ الله صلّى الله عليه و سلّم فقال: من أين هذا يا أباالحسن ؟ قال: بلغني ما بك من الخصاصة يا نبيّ الله فخرجت ألتمس عملاً لاُصيب لك طعاماً.

قال: فحملك على هذا حبّ الله و رسوله ؟ قال علي: نعم، يا نبيّ الله.

ص:379


1- (1) . أسباب النزول ص 364 - 365 , [1] سورة الإنسان؛ الوسيط في التفسير 400/4 - 401، ذيل الآيات 5 - 22 من سورة الإنسان.
2- (2) . معالم التنزيل 428/4، [2] ذيل الآيات 5 - 23 من سورة الإنسان.

فقال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : والله ما من عبد يحبّ الله و رسوله إلاّ الفقر أسرع إليه من جرية السيل على وجهه، من أحبّ الله و رسوله فليعدّ تجفافاً. وإنّما يعني الصبر.

و روي عن يزيد بن زياد، عن محمّد بن كعب، قال: حدّثني من سمع علي بن أبي طالب. فذكر بعض معنى هذه القصّة. (1)

5687. معتمر بن سليمان : عن أبيه, عن حنش، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال:

أصاب نبيّ الله صلّى الله عليه و سلّم خصاصة، فبلغ ذلك عليّاً، فخرج يلتمس عملاً يصيب فيه شيئاً ليقيت به رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فأتى بستاناً لرجل من اليهود، فاستقى له سبعة عشر دلواً، كلّ دلو بتمرة، فخيّره اليهودي من تمره سبع عشرة عجوة، فجاء بها إلى نبيّ الله صلّى الله عليه و سلّم. (2)

5688. معتمر بن سليمان : عن أبيه، عن حنش الصنعاني، عن عكرمة، عن ابن عبّاس أنّه قال:

أصابت نبيّ الله صلّى الله عليه و سلّم خصاصة، فبلغ ذلك عليّاً فخرج يلتمس عملاً يصيب فيه شيئاً ليغيث به النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، فأتى بستاناً لرجل من اليهود، فاستقى له سبعة عشر دلواً، كلّ دلو بتمرة، فخيّره اليهودي على تمره، وأخذ سبع عشرة عجوة كلّ دلو بتمرة، فجاء بها إلى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقال: من أين لك هذا يا أباالحسن ؟ قال: بلغني ما بك من الخصاصة يا نبيّ الله، فخرجت ألتمس عملاً لاُصيب لك طعاماً.

قال: حملك على هذا حبّ الله و رسوله ؟ قال: نعم، يا نبيّ الله.

قال نبيّ الله صلّى الله عليه و سلّم : ما من عبد يحبّ الله و رسوله إلاّ الفقر أسرع إليه من جرية السيل على وجهه، ومن أحبّ الله و رسوله فليعدّ للبلاء تجفافاً ولهماً. يعني الصبر. (3)

ص:380


1- (1) . عنه البيهقي بإسناده إليه في السنن الكبرى 119/6، كتاب الإجارة، باب جواز الإجارة, [1] من طريق الصفّار.
2- (2) . عنه ابن ماجة بإسناده إليه في سننه 818/2 (2446)، ومن طريقه الزيلعي في نصب الراية 132/4، كتاب الإجارات.
3- (3) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 385/6، ترجمة إبراهيم بن [2]الحسن (390)،

2. علي بن أبي طالب عليه السلام

5689. ابن ماجة : حدّثنا محمّد بن بشّار، حدّثنا عبدالرحمان، حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي حيّة، عن علي، قال:

كنت أدلو الدلو بتمرة، وأشترط أنّها جلدة. (1)

5690. ابن عليّة : أخبرنا أيّوب، عن مجاهد، قال: قال علي:

جعت مرّة بالمدينة جوعاً شديداً، فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة، فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدراً، فظننتها تريد بلّه، فأتيتها فقاطعتها كلّ ذنوب على تمرة، فمددت ستّة عشر ذنوباً، حتّى مجلت يداي، ثمّ أتيت الماء فأصبت منه، ثمّ أتيتها فقلت بكفّي هكذا بين يديها - وبسط إسماعيل يديه وجمعهما - فعدّت لي ستّ عشرة تمرة، فأتيت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فأخبرته، فأكل معي منها. (2)

5691. أبونعيم : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن عليّة.

وحدّثنا عبدالله بن محمّد، حدّثنا أحمد بن علي بن المثنّى، حدّثنا أبوالربيع، حدّثنا حمّاد، قالا: حدّثنا أيّوب السختياني، عن مجاهد، قال:

خرج علينا علي بن أبي طالب يوماً معتجراً، فقال: جعت مرّة بالمدينة جوعاً شديداً، فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة، فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدراً تريد بلّه، فأتيتها

ص:381


1- (1) . سنن ابن ماجة 818/2 (2447)، وعنه المقدسي بإسن [1]اده إليه في الأحاديث المختارة 412/2 (798) [2].
2- (2) . عنه أحمد في مسنده 135/1 (1135) و ص 90 (687), باختصار, وفضائل الصحابة 717/2 (1229), و رواه أيضاً ابن منيع والدورقي، كما في كنز العمّال 178/13 (36532). و رواه ابن بشكوال بإسناده إليه في غوامض الأسماء المبهمة 777/2 - 778، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب (278), من طريق ابن أبي الدنيا, عن ابن راهويه, عن ابن عليّة.

فقاطعتها كلّ ذنوب على تمرة، فمددت ستّة عشر ذنوباً حتّى مجلت يداي، ثمّ أتيت الماء فأصبت منه، ثمّ أتيتها فقلت بكفّي هكذا بين يديها - وبسط إسماعيل يديه وجمعهما - فعدّت لي ستّة عشرة تمرة، فأتيت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فأخبرته، فأكل معي منها.

وقال حمّاد بن زيد في حديثه: فاستقيت ستّة عشر - أو سبعة عشر - ثمّ غسلت يدي فذهبت بالتمر إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فقال لي خيراً، ودعا لي. (1)

5692. يوسف بن يعقوب : حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن أيّوب، عن مجاهد، قال:

... وذكر علي رضي الله عنه أنّه مرّ بامرأة من الأنصار وبين يدي بابها طين، قلت: تريدين أن تبلّي هذا الطين ؟ قالت: نعم، فشارطتها على كلّ ذنوب بتمرة، فبللته لها وأعطتني ستّ عشرة تمرة، فجئت بها إلى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم.

و روي عن فاطمة رضي الله عنه في نزع علي رضي الله عنه ليهودي كلّ دلو بتمرة. (2)

5693. عبدالله بن أحمد : حدّثني علي بن حكيم الأودي، حدّثنا شريك، عن موسى الطحّان، عن مجاهد، عن علي [ عليه السلام ], قال:

جئت إلى حائط - أو بستان -، فقال لي صاحبه: دلو وتمرة، فدلوت دلواً بتمرة، فملأت كفّي، ثمّ شربت من الماء، ثمّ جئت إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بملء كفّي، فأكل بعضه، وأكلت بعضه. (3)

5694. المحاملي: حدّثنا سعيد بن يحيى الأموي، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا موسى الطحّان، عن مجاهد، قال: قال علي بن أبي طالب:

كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إذا كان عنده شيء أتانا من عنده، وإذا كان عندنا شيء أتاه. قال:

ص:382


1- (1) . حلية الأولياء 70/1 - 71، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (4).
2- (2) . عنه البيهقي بإسناده إليه في السنن الكبرى 119/6 - 120، كتاب الإجارة، باب جواز الإجارة. [2]
3- (3) . فضائل الصحابة لأحمد 537/1 (896)؛ [3]الزهد لأحمد ص 164، [4] زهد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

فلبثنا ليلة لم يرسل إلينا بشيء، ولم يكن عندنا شيء نرسل به إليه.

قال: فخرجت إلى حوائط المدينة، فناديت بالإجارة، فدعتني امرأة، فقالت: استق ما في حوضي هذا، اعطيك على كلّ دلو تمرة.

قال: فاستقيت لها ما بين العشرين إلى الثلاثين. قال: ثمّ أخذتها فأتيت بها أهلي، فأرسلنا إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ببعضه، وأمسكنا بعضه. (1)

5695. ابن إسحاق : حدّثني يزيد بن زياد، عن محمّد بن كعب القرظي، قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام قال:

لقد غدوت في غداة شاتية جائعاً خصيراً، وأيم الله لو كان في بيت النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم طعام لأطعمت منه، وقد أخذت إهاباً معطوناً فجئت وسطه، ثمّ شددته عليّ بخوص ليدفيني ألتمس كسباً لعلّي أجد شيئاً آكله، فمررت بيهودي، وهو في حائط له، ينزع منه بيده يسقيه، فاطّلعت عليه من ثلمة في الحائط .

قال: يا أعرابي، مالك ؟ هل لك في كلّ دلو بتمرة ؟ فقلت: نعم، افتح الباب، ففتحه لي، فدخلت، فأعطاني دلواً، فجعلت كلّما نزعت دلواً أعطاني تمرة، حتّى إذا امتلأت كفّي طرحت إليه دلوه، وقلت: حسبي، ثمّ أكلتهن، وحمدت الله، وشربت من الماء الّذي نزعت بكفّي حتّى رويت.

ثمّ أقبلت حتّى جئت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فوجدته في المسجد جالساً مع الناس، فجلست إليه.... (2)

5696. العدني: عن محمّد بن كعب القرظي أنّ أهل العراق أصابتهم أزمّة، فقام بينهم

ص:383


1- (1) . أمالي المحاملي ص 171 (141), و رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 168/1، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب [1] (5)، في ذكر ورعه, مرسلاً عن مجاهد.
2- (2) . عنه ابن بكّار بإسناده إليه في الأخبار الموفّقيّات ص 373 - 374 (229), [2] واللفظ له, والترمذي في الجامع الكبير 256/4 (2473), وابن راهويه وهنّاد بن السري، كما عنهما المتّقي في كنز العمّال 616/6 - 617 (17110).

علي بن أبي طالب فقال: أيّها الناس، أبشروا، فوالله إنّي لأرجو أن لا يمرّ عليكم إلاّ يسير حتّى تروا ما يسرّكم من الرفاء واليسر، قد رأيتني مكثت ثلاثة أيّام من الدهر ما أجد شيئاً آكله حتّى خشيت أن يقتلني الجوع، فأرسلت فاطمة إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم تستطعمه لي، فقال: يا بنيّة، والله ما في البيت طعام يأكله ذو كبد إلاّ ما ترين - لشيء قليل بين يديه - ولكن ارجعي فسيرزقكم الله، فلمّا جاءتني فأخبرتني وانفلتُّ وذهبت حتّى آتي بني قريظة فإذا يهودي على شفة بئر، فقال: يا عربي، هل لك أن تسقي لي نخلي واُطعمك ؟ قلت: نعم.

فبايعته على أن أنزع كلّ دلو بتمرة، فجعلت أنزع، فكلمّا نزعت دلواً أعطاني تمرة، حتّى إذا امتلأت يدي من التمر قعدت فأكلت وشربت من الماء، ثمّ قلت: يا لك بطناً لقد لقيت اليوم ضرّاً! ثمّ نزعت مثل ذلك لابنة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ثمّ وضعت ثمّ انفلتُّ راجعاً، حتّى إذا كنت ببعض الطريق إذا أنا بدينار ملقى، فلمّا رأيته وقفت أنظر إليه واُؤامر نفسي أ آخذه أم أذره ؟ فأبت نفسي إلاّ آخذه وقلت: أستشير رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فأخذته.

فلمّا جئتها أخبرتها الخبر، قالت: هذا رزق من الله فاشتر لنا دقيقاً، فانطلقت حتّى جئت السوق فإذا يهودي من يهود فدك جمع دقيقاً من دقيق الشعير فاشتريت منه، فلمّا اكتلت منه قال: ما أنت من أبي القاسم ؟ قلت: ابن عمّي وابنته امرأتي، فأعطاني الدينار.

فجئتها فأخبرتها الخبر، فقالت: هذا رزق من الله - عزّ وجلّ - فاذهب به فارهنه بثمانية قراريط ذهب في لحم، ففعلت.

ثمّ جئتها به فقطعته لها ونصبت ثمّ عجنت وخبزت، ثمّ صنعنا طعاماً وأرسلتها إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فجاءنا، فلمّا رأى الطعام قال: ما هذا؟ أ لم تأتني آنفاً تسألني ؟ فقلنا: بلى، اجلس يا رسول الله نخبرك الخبر، فإن رأيته طيّباً أكلت وأكلنا، فأخبرناه الخبر، فقال: هو طيّب، فكلوا بسم الله.

ثمّ قام رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فخرج، فإذا هو بأعرابيّة تشتدّ كأنّه نزع فؤادها فقالت: يا رسول الله،

ص:384

إنّي أبضع معي بدينار فسقط منّي، والله ما أدري أين سقط ! فانظر بأبي واُمّي أن يذكر لك.

فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ادعي لي علي بن أبي طالب، فجئته فقال: اذهب إلى الجزّار فقل له: إنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: إنّ قراريطك عليّ فأرسل بالدينار، فأرسل به، فأعطاه الأعرابيّة، فذهبت به. (1)

5697. المحاملي: حدّثنا هارون، قال: حدّثنا مصعب، حدّثنا إسرائيل، قال حدّثنا أبوإسحاق، عن هبيرة، عن علي عليه السلام، قال:

كنت لأدلو كلّ دلو بتمرة، وأشترطها جيّدة، كثيرة اللحاء. (2)

3. عمّار بن أبي عمّار

5698. البلاذري: حدّثنا هدبة، حدّثنا حمّاد، عن عمّار بن أبي عمّار:

أنّ عليّاً آجر نفسه من يهودي على أن ينزع له كلّ دلو بتمرة، فجمع نحواً من المدّ، فجاء به فنثره في حجر فاطمة، وقال: كلي وأطعمي صبيانك. (3)

4. فاطمة بنت رسول الله عليها السلام

5699. ابن سعد : أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن محمّد بن موسى، عن عون بن محمّد، عن امّه، عن جدّتها، عن فاطمة:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أتاها يوماً فقال: أين ابناي ؟ - يعني حسناً وحسيناً - فقالت: أصبحنا وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق، فقال علي: أذهب بهما فإنّي أتخوّف أن يبكيا عليك، وليس عندك شيء، فذهب إلى فلان اليهودي.

فتوجّه إليه النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فوجدهما يلعبان في شربة، بين أيديهما فضل من تمر، فقال: يا علي، ألا تقلّب ابنيّ قبل أن يشتدّ عليهما الحرّ؟ فقال علي: أصبحنا وليس في بيتنا شيء

ص:385


1- (1) . مسند العدني، كما عنه المتّقي في كنز العمّال 198/15 - 200 (40566).
2- (2) . أمالي المحاملي ص 201 (183).
3- (3) . أنساب الأشراف 382/2، [1] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

فلو جلست حتّى أجمع لفاطمة تمرات.

فجلس رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وعلي ينزع لليهودي دلواً بتمرة حتّى اجتمع له شيء من تمر، فجعله في حجزته ثمّ أقبل، فحمل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أحدهما وعلي الآخر حتّى قلّبهما. (1)

5700. الدولابي: حدّثنا أحمد بن يحيى الأودي، حدّثنا ضرار بن صرد، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، حدّثنا محمّد بن موسى، [عن عون بن محمّد، عن امّه، عن جدّتها أسماء بنت عميس]، عن فاطمة بنت محمّد عليها السلام :

أنّ رسول الله أتاها يوماً فقال: أين ابنيّ - يعني حسناً وحسيناً - ؟ قالت: قلت: أصبحنا وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق، فقال علي: أذهب بهما فإنّي أتخوّف أن يبكيا عليك وليس عندك شيء، فذهب بهما إلى فلان اليهودي.

فوجّه إليه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فوجدهما يلعبان في مشربة، بين أيديهما فضل من تمر، فقال: يا علي، ألا تقلّب ابنيّ قبل أن يشتدّ الحرّ عليهما؟!

قال: فقال علي: أصبحنا وليس في بيتنا شيء فلو جلست يا رسول الله حتّى أجمع لفاطمة تمرات.

فجلس رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وعلي ينزع لليهودي كلّ دلو بتمرة، حتّى أجمع له شيء من تمر، فجعله في حجزته، ثمّ أقبل.

فحمل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أحدهما، وحمل علي الآخر حتّى أقلبهما. (2)

ص:386


1- (1) . ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من الطبقات الكبرى ص 24 (204)، [1] وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 171/14، ترجمة الحسين بن [2]علي (1566). [3]
2- (2) . الذرّيّة الطاهرة ص 145 - 146 (184)، وعنه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص 49، باب فضائل فاطمة، [4] ذكر ما كانت فيه من ضيق العيش، والباعوني في جواهر المطالب 282/1، الباب الرابع والأربعون، [5] فيما كان فيه عليه السلام من ضيق العيش، ومثله الزرندي في نظم درر السمطين ص 192، السمط الثاني، ذكر ما لحق فاطمة وعليّاً من الجهد والشدّة. والإقلاب: الصرف إلى المنزل، يقال: أقلبهم، أي أصرفهم إلى منازلهم.

5701. الطبراني: حدّثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري، حدّثنا أحمد بن صالح، حدّثنا ابن أبي فديك، حدّثني موسى بن يعقوب، عن عون بن محمّد، عن امّه امّ جعفر، عن جدّتها أسماء بنت عميس، عن فاطمة:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أتاها يوماً فقال: أين ابناي ؟ - يعني حسناً وحسيناً - قالت: قلت: أصبحنا وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق، فقال علي: أذهب بهما فإنّي أتخوّف أن يبكيا عليك وليس عندك شيء، فذهب إلى فلان اليهودي.

فتوجّه إليه النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فوجدهما يلعبان في شربة بين أيديهما فضل من تمر، فقال: يا علي، ألا تقلّب ابنيّ قبل أن يشتدّ عليهما الحرّ؟

فقال علي: أصبحنا وليس في بيتنا شيء، فلو جلست يا نبيّ الله حتّى أجمع لفاطمة تمرات.

فجلس النبيّ صلّى الله عليه و سلّم حتى اجتمع لفاطمة شيء من تمر، فجعله في صرّته ثمّ أقبل، فحمل النبيّ صلّى الله عليه و سلّم أحدهما وعلي الآخر حتّى أقلبهما. (1)

5. أبونيزر

5702. الزمخشري: قال أبونيزر - وهو من أبناء ملوك العجم، رغب في الإسلام وهو صغير، فأتى رسول الله فأسلم، وكان معه، فلمّا توفّي رسول الله صار مع فاطمة وولدها- : جاءني علي عليه السلام، وأنا أقوم بالضيعتين: عين أبي نيزر والبغيبغة، فقال: هل عندك من طعام ؟ قلت: طعام لا أرضاه لك، قرع من قرع الضيعة صنعته بإهالة سنخه. فقال عليّ به.

فقام إلى الربيع فغسل يده ثمّ أصاب منه شيئاً، ثمّ رجع إلى الربيع فغسل يده بالرمل، ثمّ ضمّ يديه فشرب بهما حس من الماء وقال: يا نيزر، إنّ الأكفّ أنظف من

ص:387


1- (1) . المعجم الكبير 422/22 (1040)، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد 316/10، كتاب الزهد، باب في عيش رسول الله صلّى الله عليه و سلّم والسلف.

الآنية، ثمّ مسح ندى الماء على بطنه، ثمّ قال: من أدخله بطنه النار فأبعده الله.

ثمّ أخذ المعول فجعل يضرب بالمعول في العين، فأبطأ عليه الماء، فخرج وجبينه ينضح عرقاً وهو ينشفه بيده، ثمّ عاد فأقبل يضرب فيها وهو يهمهم، فانثالت كأنّها عنق جزور، فخرج مسرعاً وقال: اشهد أنّها صدقة، عليّ بدواة وصحيفة، فكتب:

هذا ما تصدّق به عبدالله علي أميرالمؤمنين، تصدّق بالضيعتين المعروفتين بعين أبي نيزر والبغيبغة على أهل المدينة وابن السبيل، ليقي الله وجهه حرّ النار يوم القيامة، لا تباعان ولا ترهنان حتّى يرثهما الله وهو خير الوارثين، إلاّ أن يحتاج الحسن والحسين فهما طلق لهما، وليسا لأحد غيرهما.

فركب الحسن دين فحمل إليه معاوية بعين نيزر مئتي ألف دينار، فقال: إنّما تصدّق بها أبي ليقي الله بها وجهه حرّ النار، ولست بائعها بشيء. (1)

6. المراسيل والأقوال

5703. أبونعيم : كان عليه السلام إذا لزمه في العيش الضيق والجهد أعرض عن الخلق فأقبل على الكسب والكدّ. (2)

5704. ابن أبي الحديد : قد علم كلّ أحد أنّ عليّاً عليه السلام استخرج عيوناً بكدّ يده بالمدينة وينبع وسويعة، وأحيا بها مواتاً كثيراً، ثمّ أخرجها عن ملكه، وتصدّق بها على المسلمين، ولم يمت وشيء منها في ملكه، ألا ترى إلى ما تتضمّنه كتب السير والأخبار من منازعة زيد بن علي وعبدالله بن الحسن في صدقات علي عليه السلام ؟

ولم يورّث علي عليه السلام بنيه قليلاً من المال ولا كثيراً إلاّ عبيده وإماءه وسبعمئة درهم من عطائه، تركها ليشتري بها خادماً لأهله قيمتها ثمانية وعشرون ديناراً، على حسب المئة أربعة دنانير، وهكذا كانت المعاملة بالدراهم إذ ذاك....

ص:388


1- (1) . ربيع الأبرار 388/4 - 389، باب اليأس والقناعة والرضا بما رزق الله. [1]
2- (2) . حلية الأولياء 70/1، ترجمة علي بن أبي طالب [2] (4).

وفضلهم [أي الخلفاء الثلاثة السابقة] أميرالمؤمنين عليه السلام بأنّه كان يعمل بيده، ويحرث الأرض، ويستقي الماء، ويغرس النخل، كلّ ذلك يباشره بنفسه الشريفة، ولم يستبق منه لوقته ولا لعقبه قليلاً ولا كثيراً؛ وإنّما كان صدقة. (1)

ابن طلحة : وممّا اعتمده من الطاعة؛ وسارع فيه إلى العبادة ما رواه الإمام أبوالحسن علي بن أحمد الواحدي وغيره من أئمّة التفسير يرفعه بسنده أنّ عليّاً عليه السلام آجر نفسه ليلة إلى الصبح يسقي نخلاً بشيء من شعير، فلمّا أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه، وجعلوا منه شيئاً يأكلونه يسمّى الحريرة، فلمّا تمّ إنضاجه أتى مسكين، فأخرجوا إليه الطعام، ثمّ عمل الثلث الثاني، فلمّا تمّ إنضاجه أتى يتيم، فسأل فأطعموه، ثمّ عمل الثلث الباقي، فلمّا تمّ إنضاجه أتى أسير من المشركين، فسأل فأطعموه، وطووا علي وفاطمة والحسن والحسين، فاطّلع الله تعالى على نيّتهم (2)، وأنّ القصد في ذلك الفعل وجه الله تعالى، طلباً لنيل ثوابه، ونجاة من عقابه، فأنزل الله تعالى: ( وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ ) إلى آخر الآيات، فأثنى عليهم، وذكر المجازاة على هذه الحالة بقوله تعالى: ( فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ ) (3)إلى آخر الآيات.

فكفى بهذه عبادة، وبإطعام هذا الطعام مع شدّة حاجتهم إليه منقبة، ولولا ذلك لما عظمت هذه القصّة شأناً، وعلت مكاناً، ولما أنزل الله تعالى فيها على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قرآناً. (4)

وليلاحظ ما تقدّم في المجلّد الثاني ذيل الآيات 5 - 22 من سورة الإنسان، ولاحظ أيضاً ما يأتي في عنوان التالي.

ص:389


1- (1) . شرح نهج البلاغة 146/15 - 147، [1] شرح الخطبة 24.
2- (2) . هذا هو الصحيح المناسب للمقام، وفي الأصل: «نبيّهم».
3- (3) . الإنسان/8 - 22. [2]
4- (4) . مطالب السؤول 146/1 - 147، الباب الأوّل, الفصل السابع، [3] في عبادته وزهده وورعه.

الرابع: استقراضه عليه السلام لمعاشه لشدّة فقره

برواية:

1. أبي سعيد الخدري---3. ما ورد مرسلاً

2. سهل بن سعد

1. أبوسعيد الخدري

5705. معمر : عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

كان لعلي بن أبي طالب من النبيّ صلّى الله عليه و سلّم دخلة لم تكن لأحد غيره، وكانت للنبيّ - صلّى الله عليه - من علي دخلة لم تكن لأحد غيره، وكانت دخلة النبيّ صلّى الله عليه و سلّم من علي أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم كان يدخل عليه كلّ يوم، فإن كان عندهم شيء قرّبوه إليه، فدخل يوماً فلم يجد عندهم شيئاً، [فمكث هنيئة ثمّ خرج]، فقالت فاطمة حين خرج النبيّ عليه السلام : قد كنّا عوّدنا رسول الله عادة فخرج النبيّ عليه السلام ولم يجد شيئاً.

فقال علي: اسكتي أيّتها المرأة فإنّ النبيّ عليه السلام أعلم بما في بيتنا منك. قالت: فاذهب عسى أن تصيب لنا شيئاً، أو تجد أحداً يسلفك شيئاً.

فخرج [علي عليه السلام إلى السوق]، فلم يجد [شيئاً]، فبينا هو في السوق يمشي إذ وجد ديناراً، فأخذه ثمّ نادى: من يعرف الدينار؟ فلم يجد أحداً يعرفه، فقال [في نفسه]: والله لو أنّي أخذت هذا فاشتريت به طعاماً وكان سلفاً عليّ [ف -]-إن جاء صاحبه عرضته له.

فعرض له رجل فباعه [به] طعاماً، فلمّا استوفى علي طعامه ردّ إليه الدينار، فقال علي: قد أعطيتنا طعاماً وأعطيناك ديناراً، [فالدينار لك لماذا لا تقبله ؟] فلم يزل الرجل به حتّى ردّه إليه، [فرجع علي بالطعام والدينار إلى بيته وأخبر فاطمة بالقصّة]، فقالت فاطمة لعلي حين حدّثها بذلك: أما استحييت أن تأخذ طعام الرجل وديناره ؟ قال [علي عليه السلام ]: قد رددته [عليه] فأبى [أن يأخذه منّي].

فلمّا فنى [ونفذ] ذلك الطعام، خرج [علي] بذلك الدينار إلى السوق، فعرض له ذلك

ص:390

الرجل، فاشترى [علي عليه السلام بذلك الدينار] منه طعاماً، ثمّ ردّ [صاحب الطعام] إليه الدينار، فقال له علي: أيّها الرجل، قد فعلت بي مرّة [هذه المعاملة الطيّبة] خذ دينارك. فلم يزل الرجل [به] حتّى ردّ إليه الدينار، [فأخذه علي عليه السلام ورجع بالدينار والطعام إلى بيته، وأخبر فاطمة بحديث الرجل]، فلمّا ذكر ذلك علي لفاطمة قالت: أيّها الرجل، استح لا تعودنّ لها أبداً.

فلمّا فنى ذلك الطعام، خرج [علي] بذلك الدينار، فعرض له ذلك الرجل، فاشترى منه [علي]، فأعطاه الرجل الدينار، فرمى به علي وقال: والله لا آخذه. فأخذ الرجل الدينار [ورجع علي بالطعام إلى بيته]، فذكروا شأنهم للنبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقال: ذلك رزق سيق لكم [و] لو لم تردّوه لقام لكم. (1)

5706. الختّلي: حدّثنا عمر بن [أحمد بن] روح، حدّثنا الحسين بن حميد بن الربيع، حدّثنا عبدالله بن أبي زياد، حدّثنا بشّار بن خالد، عن جعفر بن سليمان، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

افتقر علي وفاطمة، قالت فاطمة لعلي: ليس عندنا شيء فلو خرجت فطلبت. قال: فخرج فوجد ديناراً فعرّفه حتّى ملّ ، فلم يعرفه أحد.

قال: فرجع إلى فاطمة، فقالت: هل لك أن تستقرضه بدينار مكانه فأعنتنا به ؟ فأتى السوق فإذا شيخ معه دقيق، فأخذ منه دقيقاً، وردّ عليه الدينار، فأخذه وأخبر فاطمة، فقالت: يرحم الله هذا الشيخ، عرف قرابتك من رسول الله صلّى الله عليه و آله فرقّ لك، فأكلوا الطعام.

ثمّ قالت له فاطمة: هل لك أن تستقرض الدينار؟

فأتى السوق، فإذا الشيخ قائم معه دقيق، فاشترى منه بالدينار دقيقاً، وردّ عليه الدينار، فأخبر فاطمة عليها السلام بذلك فأكلوا الطعام، ثمّ عاد الثالثة فاشترى منه بدينار، فأعطاه الدينار وحلف أن لا يأخذه.

ص:391


1- (1) . عنه العاصمي بإسناده إليه في زين الفتى 31/2 - 33 (325). [1]

قال أبوهارون: فحدّثني أبوسعيد الخدري بها، فانصرفنا من عنده فإذا رجل من الأنصار، فقال: ما خبّركم أبوسعيد؟ فخبّرناه بالحديث، قال: فأخبركم من الشيخ ؟ قد كتمكموه، وهو جبريل عليه السلام. (1)

5707. ابن لال : حدّثنا القاسم بن بندار، حدّثنا إبراهيم بن الحسين، حدّثنا أبوالظفر، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

انفضّ علي وفاطمة، فقالت له فاطمة: ليس في الرحل شيء، فخرج علي يبتغي، فوجد ديناراً فعرّفه حتّى سأم، فلم يجد له طالباً، ولم يصب علي شيئاً ورجع، فقالت له فاطمة: ما صنعت ؟ قال ما أصبت شيئاً إلاّ أنّي وجدت ديناراً فعرّفته حتّى سأمت، فلم أجد له باغياً.

فقالت: هل لك في خير؟ قالت: إن تستقرضه فنتعشّى به، فإذا جاء صاحبه أعطيته ديناراً، فإنّما هو دينار مكان دينار، فقال علي عليه السلام : أفعل.

فأخذ الدينار، وأخذ وعاء، ثمّ خرج إلى السوق، فإذا رجل عنده طعام يبيعه، فقال علي: كيف تبيع من طعامك هذا؟ قال: كذا وكذا بدينار. فناوله علي عليه السلام الدينار ثمّ فتح وعاءه فكاله حتّى إذا فرغ ضمّ علي عليه السلام وعاءه وذهب ليقوم، فردّ عليه الدينار وقال: لتأخذنّه. فأخذه ورجع إلى فاطمة، فحدّثها حديثه، فقالت: رحمه الله، هذا رجل عرف حقّنا وقرابتنا من رسول الله صلّى الله عليه و آله، فأكلوه حتّى أنفد، ولم يصيبوا ميسرة، فقالت فاطمة: هل لك في خير تستقرضه فنتعشّى به ؟ مثل قولها الأوّل. قال: أفعل.

فخرج إلى السوق فإذا صاحبه، فقال له علي مثل قوله، وفعل الرجل مثل فعله الأوّل، فرجع فأخبر فاطمة، فدعت له مثل دعائها، فأكلوا حتّى أنفد.

فلمّا كان الثالثة قالت فاطمة: إن ردّ عليك الدينار فلا تقبله، فذهب علي عليه السلام فوجده، فلمّا كال له ذهب يردّ عليه، فقال له علي عليه السلام : والله لا آخذه. فسكت عنه.

ص:392


1- (1) . عنه ابن المغازلي بإسناده إليه في مناقب أهل البيت ص 430 - 431 (421).

قال أبوهارون: فقمت فانصرفت من عنده، فمررت برجل من الأنصار له صحبة، يطيّن بيته، فسلّمت عليه، فردّ علي، وسائلته وسائلني، ثمّ قال: ما حدّثكم اليوم أبوسعيد؟ فقلت: حدّثنا بكذا وكذا، وحدّثنا حديث الدينار.

فقال لي الأنصاري: حدّثكم من كان الّذي اشترى منه علي عليه السلام ؟ قلت: لا، قال كتمكم.

قال: ذكر ذلك على رسول الله صلّى الله عليه و آله فقال: كان جبرئيل عليه السلام، لو سكتّ لقلت (1)ذلك. (2)

5708. ابن الباغندي: حدّثنا محمّد بن خلف الحدّادي، حدّثنا حسين بن حسن الأشقر، حدّثنا قيس بن الربيع، عن أبي هارون، عن أبي سعيد.

وعن عمر بن قيس، عن عطيّة، عن أبي سعيد بنحوه، والسياق لأبي هارون، قال:

أصبح علي رضي الله عنه ذات يوم، فقال: يا فاطمة، هل عندك شيء تغدّينيه ؟ قالت: لا، والّذي أكرم أبي بالنبوّة ما عندي شيء اغدّيكه، ولا كان لنا بعدك شيء منذ يومين من طعمة إلاّ شيء اوثرك به على بطني وعلى ابنيّ هذين.

قال: يا فاطمة، ألا أعلمتيني حتّى أبغيكم شيئاً؟ قالت: إنّي أستحي من الله أن اكلّفك ما لا تقدر عليه.

فخرج من عندها، واثقاً بالله وحسن الظنّ به، واستقرض ديناراً، فبينا الدينار بيده أراد أن يبتاع لهم ما يصلح لهم إذ عرض له المقداد في يوم شديد الحرّ، قد لوّحته الشمس من فوقه، وأذته من تحته، فلمّا رآه أنكره.

ص:393


1- (1) . الظاهر أنّ هذا هو الصواب، وفي الأصل: «لو سكتّ لثلاث».
2- (2) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في المناقب ص 321 - 322 (328). وفي الطبع القديم من مناقب الخوارزمي هكذا: «حدّثنا بكذا وكذا، فقال لي الأنصاري: من كان الّذي اشترى منه علي عليه السلام ؟ قلت: لا أعلم. قال: كتمكم أبوسعيد. قلت: ومن كان البائع ؟ قال: لمّا ذهب علي عليه السلام إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله قال له: يا علي، تخبرني أو اخبرك ؟ قال: أخبرني يا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، قال: صاحب الطعام جبرئيل عليه السلام، والله لولا تحلف لوجدته مادام الدينار في يدك».

قال: يا مقداد، ما الّذي أزعجك من رحلك هذه الساعة ؟ قال: يا أباحسن، خلّ سبيلي ولا تسلني عمّا وذلك.

فقال: يا ابن أخي، إنّه لا يحلّ لك أن تكتمني حالك. قال: أمّا إذا أبيت؛ فوالّذي أكرم محمّداً بالنبوّة ما أزعجني من رحلي إلاّ الجهد، ولقد تركت أهلي يبكون جوعاً، فلمّا سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض، فخرجت مغموماً راكباً رأسي، فهذه حالي وقصّتي، فهملت عينا علي رضي الله عنه بالبكاء حتّى بلّت دموعه لحيته، قال: أحلف بالّذي حلفت ما أزعجني غير الّذي أزعجك، ولقد اقترضت ديناراً فهاك آثرك به على نفسي.

فدفع إليه الدينار، ورجع حتّى دخل مسجد النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، فصلّى فيه الظهر والعصر والمغرب، فلمّا قضى النبيّ صلّى الله عليه و سلّم صلاة المغرب مرّ بعلي عليه السلام في الصفّ الأوّل فغمزه برجله، فثار علي خلف النبيّ صلّى الله عليه و سلّم حتّى لحقه عند باب المسجد، فسلّم عليه، فردّ السلام، فقال: يا أباالحسن، هل عندك شيء تعشّينا. فانفتل إلى الرحل، فأطرق علي رضي الله عنه ساعة لا يحير جواباً حياء من النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، وقد عرف الحال الّتي خرج عليها، فلمّا نظر إلى سكوت علي قال: يا أباالحسن، ما لك! أولا تقول نعم فأجيء معك ؟ فقال له: حبّاً وكرامة بلى اذهب بنا - وكان الله تعالى قد أوحى إلى نبيّه صلّى الله عليه و سلّم أن تعشّى عندهم -، فقال علي: بلى.

فأخذ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم بيده، فانطلقا حتّى دخلا على فاطمة عليها السلام في مصلّى لها، وقد صلّت وخلفها جفنة تفور دخاناً، فلمّا سمعت كلام النبيّ صلّى الله عليه و سلّم في رحلها خرجت من المصلّى، فسلّمت عليه، وكانت أعزّ الناس عليه، فردّ السلام، ومسح بيده على رأسها، وقال: كيف أمسيت رحمك الله، عشّينا غفر الله لك، وقد فعل.

فأخذت الجفنة، فوضعتها بين يديه، فلمّا نظر علي رضي الله عنه إليه وشمّ ريحه رمى فاطمة عليها السلام ببصره رمياً شحيحاً، فقالت له: ما أشحّ نظرك وأشدّه! سبحان الله! هل أذنبت ؟ فما بيني وبينك ذنباً استوجبت به السخط ! قال: وأيّ ذنب أعظم من ذنب أصبتيه اليوم! أليس عهدي بك اليوم وأنت تحلفين بالله مجتهدة: ما طعمت طعاماً من يومين!

فنظرت إلى السماء فقالت: إلهي يعلم في سمائه؛ ويعلم في أرضه؛ أنّي لم أقل إلاّ حقّاً.

ص:394

قال: فأنّى لك هذا الّذي لم أر مثل رائحته، ولم آكل أطيب منه ؟

فوضع النبيّ صلّى الله عليه و سلّم كفّه المباركة بين كتفي علي رضي الله عنه تمّ هزّها وقال: يا علي، هذا ثواب لدينارك، هذا جزاء دينارك، هذا من عندالله، إِنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ .

ثمّ استعبر النبيّ صلّى الله عليه و سلّم باكياً فقال: الحمد لله الّذي هو أبى لكما أن يخرجكما من الدنيا حتّى يجريك في المجرى الّذي أجرى زكريّا، ويجريك فيه يا فاطمة بالمثال الّذي جرت فيه مريم:( كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً ) (1)الآية. (2)

5709. ابن المغازلي: أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبدالوهّاب بن طاوان، حدّثنا أبوعلي محمّد بن علي بن المعلّى السلمي المعدّل، حدّثنا علي بن عبدالله بن مبشّر، حدّثنا جابر بن كردي، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا مبارك - يعني ابن فضالة -، حدّثنا أبوهارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري:

أنّ عليّاً احتاج حاجة شديدة ولم يكن عنده شيء، فخرج من البيت، فوجد ديناراً، فعرّفه فلم يعرفه أحد. فقالت فاطمة عليها السلام : ما عليك، لو جعلته على نفسك وابتعت به لنا دقيقاً، فإن جاء صاحبه رددته عليه.

قال: فخرج يبتاع به دقيقاً، فأتى رجلاً معه دقيق، فقال: كم بدينار؟ فقال: كذا وكذا، فقال: كل. فكال، فأعطاه الدينار، فقال: والله لا آخذه.

قال: فرجع إلى فاطمة عليها السلام فأخبرها، فقالت: سبحان الله! أخذت دقيق الرجل وجئت بدينارك!؟ قال: حلف أن لا يأخذه، فما أصنع ؟

قال: فمكث يعرّف الدينار وهم يأكلون الدقيق، حتّى نفد ولم يعرفه أحد، فخرج يشتري به دقيقاً، فإذا هو بذلك الرجل بعينه معه دقيق، قال: كم بدينار؟ قال: كذا وكذا، قال: كل. فكال له، فأعطاه، فحلف أن لا يأخذه.

ص:395


1- (1) . آل عمران/37. [1]
2- (2) . عنه ابن شاهين في فضائل فاطمة - المطبوع في مجموع فيه من مصنّفات ابن شاهين - ص 28 - 31 (14).

فجاء بالدينار والدقيق فأخبر فاطمة عليها السلام، فقالت: سبحان الله! جئت بالدقيق ورجعت بدينارك ؟ فقال: فما أصنع ؟ حلف [أن] لا يأخذه حتّى ينفذ. قالت: كان لك أن تبادره إلى اليمن.

قال: فمكث يعرّف الدينار وهم يأكلون الدقيق حتّى نفذ، قال: فخرج يشتري دقيقاً، فإذا هو بذلك الرجل بعينه معه دقيق، قال: كم بدينار؟ قال: كذا وكذا، قال: كل. فكان له، فقال علي: والله لتأخذنّه. ثمّ رمى به وانصرف.

قال رسول الله صلّى الله عليه و آله لعلي عليه السلام : يا علي، كيف كان أمر الدينار؟ فأخبره أمره وما صنع. فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله : أتدري من الرجل ؟ ذاك جبريل - صلوات الله عليه -، وكان رزقاً ساقه الله إليكم، والّذي نفسي بيده لو لم تحلف ما زلت تجده مادام الدينار في يدك. (1)

2. سهل بن سعد

5710. أبوداوود : حدّثنا جعفر بن مسافر التنيسي، حدّثنا ابن أبي فديك، حدّثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، أخبره:

أنّ علي بن أبي طالب دخل على فاطمة وحسن وحسين يبكيان، فقال: ما يبكيهما؟ قال: الجوع، فخرج علي فوجد ديناراً بالسوق، فجاء إلى فاطمة فأخبرها، فقالت: اذهب إلى فلان اليهودي فخذ لنا دقيقاً، فجاء اليهودي فاشترى به، فقال اليهودي: أنت ختن هذا الّذي يزعم أنّه رسول الله ؟ قال: نعم. قال: فخذ دينارك ولك الدقيق.

فخرج علي حتّى جاء به فاطمة فأخبرها، فقالت: اذهب إلى فلان الجزّار فخذ بدرهم لحماً، فذهب فرهن الدينار بدرهم لحم، فجاء به، فعجنت ونصبت وخبزت، وأرسلت إلى أبيها، فجاءهم، فقالت: يا رسول الله، أذكر لك، فإن رأيته لنا حلالاً أكلناه وأكلت معنا، من شأنه كذا وكذا.

فقال: كلوا باسم الله، فأكلوا، فبينما هم مكانهم إذا غلام ينشد الله والإسلام الدينار،

ص:396


1- (1) . مناقب أهل البيت ص 429 - 430 (420).

فأمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فدعا له، فسأله، فقال: سقط منّي في السوق، فقال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : يا علي، اذهب إلى الجزّار فقل له: إنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول لك: أرسل إليّ بالدينار، ودرهمك علي، فأرسل به، فدفعه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه. (1)

5711. عبدان الأهوازي: حدّثنا جعفر بن مسافر، حدّثنا ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد:

أنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه دخل على فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وحسن وحسين يبكيان، فقال: ما يبكيهما؟ قالت: الجوع. قال: فأرسلي إلى أبيك، فأرسلت، فجاءه الرسول وبين يديه فضلة تمر، فقال: إنّ ابنتك تقول: يا رسول الله، إن كان عندك شيء فأبلغناه، فإنّ حسناً وحسيناً يبكيان، فأمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم الرسول فحمله إليهما، فجاء به فاطمة، فدخل علي عليها وهو بين يديها، فقال علي: ما وجد غير هذا؟ قالت فاطمة عليها السلام : لا، فقال علي: ما في هذا ما يسكنهما.

فخرج علي رضي الله عنه فوجد ديناراً في السوق، فجاء به إلى فاطمة عليها السلام فأخبرها، وقال: هذا الدينار. فقالت فاطمة - رضي الله عنها - : اذهب به إلى فلان اليهودي فخذ لنا منه دقيقاً.

فخرج علي رضي الله عنه، فجاء اليهودي فاشترى به دقيقاً، فلمّا فرغ قال اليهودي: أنت ختن هذا الرجل الّذي يزعم أنّه رسول الله ؟ فقال: نعم، قال: فخذ دينارك ولك الدقيق.

فخرج علي حتّى جاء به فاطمة فأخبرها، وقال: هذا الدينار، قالت فاطمة: اذهب به إلى فلان الجزّار فخذ لنا بدرهم لحماً نرسل إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فيأكل معنا، فذهب فرهن الدينار بدرهم، فجاء به فعجنت ونصبت وخبزت، فأرسلت إلى أبيها، فجاءها، فإذا جفنة فيها خبز وإذا اللحم يغلي وإذا دقيق، فقالت: يا رسول الله، أذكر لك، فإن

ص:397


1- (1) . سنن أبي داوود 186/2 - 187 (1716)، وعنه البيهقي في السنن الكبرى 194/6، كتاب اللقطة، باب بيان مدّة التعريف، والباعوني في جواهر المطالب 280/1 - 281، الباب الرابع والأربعون، [1] فيما كان فيه عليه السلام من ضيق العيش، والزيلعي في نصب الراية 469/3، كتاب اللقطة، ذيل الحديث السابع.

رأيته لنا حلالاً أكلنا وأكلت، من شأنه كذا وكذا.

فقال: كلوا بسم الله فأكلوا، فبينما هم مكانهم إذا غلام ينشد الدينار بالله وبالإسلام، فأمر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فدعي له فسأله، فقال: أرسلني أهلي بدينار أشتري به فسقط منّي بالسوق، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : اذهب إلى الجزّار فقل: إنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال: أرسل إليّ بالدينار ودرهمك علي. فأرسل به، فدفعه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إليه. (1)

3. ما ورد مرسلاً

5712. الإسكافي: ذكروا أنّ عليّاً قال يوماً لفاطمة: هل عندك شيء تطعميني ؟ قالت: لا والله يا أباالحسن، ما عندنا منذ ثلاث شيء إلاّ شيء اوثرك به على نفسي وعلى ابني. قال لها: فهلاّ أعلمتيني ؟ قالت: إنّي لأستحيي من ربّي أن اكلّفك ما لا تقدر عليه.

فخرج [علي] من عندها، فتحمّل ديناراً أخذه قرضاً، فتلقّاه المقداد نصف النهار، وقد وضع المقداد كمّه على رأسه من شدّة الحرّ، فقال له علي: ما أخرجك في هذه الحال وأراك كالحيران ؟ قال: خلّني ولا تسألني. قال: لتخبرني. قال: خلّني يا أباالحسن ولا تكشفني.

قال: يا أخي، إنّه لا يسعني أن اخلّيك، ولا يسعك أن تكتمني. قال خرجت من منزلي هارباً على وجهي وذلك لأنّي رأيت صبياني ينضاغون جوعاً فلم يقو على ذلك صبري.

فأخرج علي الدينار فدفعه إليه، ثمّ قال: ما أخرجني إلاّ ما أخرجك.

ثمّ مضى علي إلى المسجد، فلمّا فرغ رسول الله عليه السلام من صلاة المغرب خرج من المسجد، وركض عليّاً برجله، واتّبعه علي فوقف على باب المسجد، فلمّا لحقه قال له النبيّ عليه السلام : هل عندك عشاء؟ قال علي: فكرهت أن أقول: نعم، وقد علمت أنّي لم اخلّف في منزلي شيئاً، واستحييت أن أقول: لا. فقال لي: إمّا [أن] تقول: نعم، فنمضي معك، وإمّا أن تقول: لا، فندعك. قال: فقلت: نمضي يا رسول الله.

فمضى هو وعلي إلى منزل فاطمة، فلمّا دخل قال النبيّ عليه السلام : هاتي ما عندك يا فاطمة.

ص:398


1- (1) . عنه الطبراني في المعجم الكبير 136/6 - 137 (5759).

قال: فأخرجت إليه مائدة عليها طعام طيّب لم أر أحسن منه لوناً، ولا أطيب ريحاً.

فنظر إليها علي نظراً وأحدّ النظر، فقالت: ما أشدّ نظرك يا أباالحسن! قال: وكيف لايكون كذلك وقد زعمت أنّه لا شيء عندك!؟ فقالت: والله ما كذبتك.

فقال له النبيّ عليه السلام : هذا رزق من الله بدل دينارك، الحمد لله الّذي جعلك مثلاً لزكريّا عليه السلام، وجعلها مثلاً لمريم: ( كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (1). (2)

الخامس: أنّه عليه السلام لم يأخذ من بيت المال والهدايا لنفسه إلاّ قليلاً

برواية:

1. عامر الشعبي---3. علي بن أبي طالب عليه السلام

2. عبدالرحمان بن أبي بكرة

1. عامر الشعبي

5713. ابن أبي الحديد : ذكر الشعبي، قال: دخلت الرحبة بالكوفة - وأنا غلام - في غلمان؛ فإذا أنا بعلي عليه السلام قائماً على صبرتين من ذهب وفضّة، ومعه مخفقة، وهو يطرد الناس بمخفقته، ثمّ يرجع إلى المال فيقسّمه بين الناس؛ حتّى لم يبق منه شيء، ثمّ انصرف ولم يحمل إلى بيته قليلاً ولا كثيراً.

فرجعت إلى أبي فقلت له: لقد رأيت اليوم خير الناس أو أحمق الناس! قال: من هو يا بني. قلت: علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين، رأيته يصنع كذا، فقصصت عليه، فبكى، وقال: يا بني، بل رأيت خير الناس. (3)

ص:399


1- (1) . آل عمران/37. [1]
2- (2) . المعيار والموازنة ص 236 - 237، [2] ذكر أشعّة من أنوار إفضاله على المعدمين.
3- (3) . شرح نهج البلاغة 198/2، [3] شرح الخطبة 34.

2. عبدالرحمان بن أبي بكرة

5714. ابن أبي شيبة : حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عيينة بن عبدالرحمان بن جوشن، عن أبيه، عن عبدالرحمان بن أبي بكرة، قال:

ما رزأ علي من بيت مالنا حتّى فارقنا إلاّ جبّة محشوّة وخميصة دارابجرديّة. (1)

5715. أبوعبيد : حدّثنا يزيد [بن هارون]، عن عيينة بن عبدالرحمان، عن أبيه عبدالرحمان بن أبي بكرة، قال:

لم يرزأ علي بن أبي طالب من بيت مالنا حتّى فارقنا غير جبّة محشوّة وخميصة درابجرديّة. (2)

3. علي بن أبي طالب عليه السلام

5716. عبدالرزّاق : أخبرنا أبوسفيان، عن معاذ بن العلاء، عن أبيه، قال:

خطبنا علي بالكوفة، وبيده قارورة وعليه سراويل ونعلان، فقال: ما أصبت منذ دخلتها غير هذه القارورة، أهداها لي دهقان. (3)

5717. مسدّد : حدّثنا عبدالوارث، عن أبي عمرو بن العلاء، عن أبيه، قال:

خطب علي قال: أيّها الناس، والله الّذي لا إله إلاّ هو ما رزأت من مالكم قليلاً ولا كثيراً إلاّ هذه. وأخرج قارورة من كمّ قميصه فيها طيب، فقال: أهداها إليّ دهقان. (4)

5718. السرّاج : حدّثنا قتيبة [بن سعيد]، قال: حدّثنا عبدالوارث بن سعيد، عن

ص:400


1- (1) . المصنّف 462/6 (32900)، [1] وكان فيه: «داربجرديّة» فصوّبناه، ودارابجرد ولاية بفارس، ويقال: درابجرد. انظر: معجم البلدان 478/2 (4549).
2- (2) . الأموال ص 283 (670)، [2] وعنه ابن زنجويه بإسناده إليه في الأموال 608/2 (1001)، [3] وابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 476/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [4]4933).
3- (3) . المصنّف 149/8 (14672).
4- (4) . رواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 479/42 - 480، ترجمة علي بن أبي طالب ( [5]4933), بإسناده إلى ابن مردويه، عن أبي بكر الشافعي، عن معاذ بن المثنّى، عن مسدّد.

أبي عمرو بن العلاء، عن أبيه:

أنّ علي بن أبي طالب خطب الناس فقال: والله الّذي لا إله إلاّ هو ما رزأت من فيئكم إلاّ هذه. وأخرج قارورة من كمّ قميصة، فقال: أهداها إليّ مولاي دهقان. (1)

5719. ابن شبّة : حدّثنا أبوعاصم، أخبرني معاذ بن العلاء، عن أبيه، عن جدّه، قال:

سمعت عليّاً وصعد المنبر يقول: ما أصبت من عملي شيئاً سوى هذه القويريرة أهداها إليّ دهقان. ثمّ نزل إلى بيت الطعام فقال: خذ خذ. ثمّ قال:

أفلح من كانت له قوصرّة يأكل منها كلّ يوم مرّة (2)

5720. المعافى : حدّثنا أحمد بن محمّد الأسدي، حدّثنا عبّاس بن الفرج الرياشي، حدّثنا أبوعاصم، عن معاذ بن العلاء - أخي أبي عمرو بن العلاء - , عن أبيه، عن جدّه، قال:

سمعت علي بن أبي طالب يقول: ما أصبت من فيئكم إلاّ هذه القارورة أهداها إليّ الدهقان. ثمّ أتى بيت المال فقال: خذه، وأنشأ يقول:

طوبى لمن كانت له قوصرّة يأكل منها كلّ يوم مرّة

وفي نسخة: أفلح من كانت. (3)

5721. ابن عبدالبرّ : حدّثنا سعيد بن نصر، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالسلام الخشني، قال: حدّثنا أبوالفضل العبّاس بن فرج الرياشي، قال: حدّثنا أبوعاصم الضحّاك بن مخلد، عن معاذ (4)بن العلاء - [أخي عمرو بن العلاء] -، عن أبيه، عن جدّه، قال:

سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: ما أصبت من فيئكم إلاّ هذه القارورة، أهداها إليّ الدهقان. ثمّ نزل إلى بيت المال، ففرّق كلّ ما فيه، ثمّ جعل يقول:

ص:401


1- (1) . عنه أبونعيم بإسناده إليه في حلية الأولياء 81/1، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (4)، زهده وتعبّده.
2- (2) . عنه البلاذري في أنساب الأشراف 372/2، [2] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
3- (3) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 480/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]4933).
4- (4) . الظاهر أنّ هذا هو الصواب، كما في سائر المصادر، وفي الأصل: «مخلد ومعاذ».

أفلح من كانت له قوصرّة يأكل منها كلّ يوم مرّة (1)

5722. الشاشي: حدّثنا أبوقلابة، حدّثنا أبوعاصم، حدّثنا معاذ بن العلاء بن عمّار، عن أبيه، عن جدّه، قال:

سمعت علي بن أبي طالب على منبر البصرة يقول: ما أصبت مذ ولّيت على هذا إلاّ هذه القويصرة، أهداها إليّ دهقان. وقال:

أفلح من كانت له قوصرّة يأكل منها كلّ يوم مرّة (2)

5723. أبوعبيد والحاكم وابن الأنباري: عن أبي عمرو بن العلاء، عن أبيه، قال:

خطب علي فقال: يا أيّها الناس، والله الّذي لا إله هو ما رزأت من مالكم قليلاً ولا كثيراً إلاّ هذه. وأخرج قارورة من كمّ قميصه فيها طيب فقال: أهداها إليّ دهقان. (3)

5724. الإسكافي: يروى أنّ قوماً تذاكروا أزهد أصحاب النبيّ عليه السلام عند عمر بن عبدالعزيز، فقال قوم: عمر، وقال قوم: أباذرّ، فقال عمر بن عبدالعزيز: [أزهد الناس] علي بن أبي طالب.

وكيف لا يكون كذلك، وقد قام فيهم يوماً خطيباً فقال: ما رزأت من أموالكم شيئاً إلاّ هذه القارورة أهداها إليّ دهقان.

وكان يجمع [الفقراء] فيعطيهم الطعام ويجعلهم الرفقاء، فإذا أخذوا أمكنتهم جاء إلى رفقة منها فقال: هل أنتم موسعون ؟ فيقولون: نعم. فيجلس فيأكل معهم.

فمن بلغ هذه المنزلة ؟ في تواضعه وزهده، يخدمهم بنفسه، ويقدّمهم قبله، ويكون دونهم في منازلهم. (4)

ص:402


1- (1) . الاستيعاب 1113/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]1855).
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 480/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933).
3- (3) . عنهم المتّقي في كنز العمّال 168/13 (36510), نقلاً عن الأموال والكنى والشمائل.
4- (4) . المعيار والموازنة ص 240 - 241، [3] ثواقب شواهد زهده وتواضعه وكلامه عليه السلام.

5725. ابن طلحة : إنّ ابن النبّاح خازن بيت المال جاءه يوماً فقال: يا أميرالمؤمنين، قد امتلأ بيت المال من صفراء وبيضاء.

فقال عليه السلام : الله أكبر. ثمّ قام متوكّئاً على الخازن حتّى قام على بيت المال، فقال:

هذا جناي وخياره فيه إذ كلّ جان يده إلى فيه

يا ابن النبّاح، عليّ بأسباع الكوفة.

فنودي في الناس، فأعطى الناس، ووضع الحقوق في مقارّها وهو يقول: يا صفراء، يا بيضاء، غرّي غيري، ها وها. حتّى ما بقي فيه دينار ولا درهم، ثمّ أمر بنضحه، وقام فصلّى فيه ركعتين وانصرف إلى مكانه كما جاء منه لم يصحبه منه شيء. (1)

5726. الزمخشري: سمع علي المنبر يقول: ما أصبت منذ ولّيت عملي إلاّ هذه القويريرة، أهداها إليّ الدهقان. ثمّ نزل إلى بيت المال فقال: خذ خذ. ثمّ قال:

أفلح من كانت له قوصرّة يأكل منها كلّ يوم مرّة (2)

السادس: أنّه عليه السلام كان يصرف من مال كان له بالمدينة

برواية:

1. الأعمش---4. سفيان الثوري

2. بكر بن عيسى---5. عنترة

3. جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام

1. الأعمش

5727. عبدالله بن أحمد : حدّثني أبومعمر، قال: حدّثنا أبواُسامة، عن سفيان، عن الأعمش، قال:

ص:403


1- (1) . مطالب السؤول 150/1 , الباب الأوّل، الفصل السابع، [1] في عبادته وزهده وورعه عليه السلام.
2- (2) . الفائق 180/3 «قرر».

كان علي يغدّي ويعشّي ويأكل هو من شيء يجيئه من المدينة. (1)

2. بكر بن عيسى

5728. ابن أبي الحديد : روى بكر بن عيسى، قال:

كان علي عليه السلام يقول: يا أهل الكوفة، إذا أنا خرجت من عندكم بغير راحلتي ورحلي وغلامي فلان فأنا خائن.

فكانت نفقته تأتيه من غلّته بالمدينة بينبع، وكان يطعم الناس منها الخبز واللحم، ويأكل هو الثريد بالزيت. (2)

3. جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام

5729. ابن أبي الحديد : روى معاوية بن عمّار، عن جعفر بن محمّد عليهما السلام، قال:

ما اعتلج على علي عليه السلام أمران في ذات الله إلاّ أخذ بأشدّهما، ولقد علمتم أنّه كان يأكل - يا أهل الكوفة - عندكم من ماله بالمدينة وأن كان ليأخذ السويق فيجعله في جراب ويختم عليه؛ مخافة أن يزاد عليه من غيره، ومن كان أزهد في الدنيا من علي عليه السلام ؟ (3)

4. سفيان الثوري

5730. عثمان بن أبي شيبة : سمعت أبانعيم يقول: سمعت سفيان يقول:

ما بنى علي آجرة على آجرة، ولا لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة، وإن كان ليؤتى بحبوبه من المدينة في جراب. (4)

ص:404


1- (1) . فضائل الصحابة لأحمد 536/1 (892)، [1] وعنه أبونعيم في حلية الأولياء 82/1، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4)، زهده وتعبّده، و رواه المحبّ الطبري في الرياض النضرة 315/2، الباب الرابع، الفصل التاسع، [3] ذكر ورعه رضي الله عنه , مرسلاً.
2- (2) . شرح نهج البلاغة 200/2، شرح الخطبة 34.
3- (3) . شرح نهج البلاغة 201/2، شرح الخطبة 34.
4- (4) . عنه ابن عساكر بإسناده إلى الحاكم في تاريخ مدينة دمشق 482/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [4]4933)،

5731. ابن السمّاك : حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال: وقال أبونعيم: وسمعت سفيان يقول:

إذا جاءك عن علي بشيء أثبت لك فخذ به، ما بنى علي لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة، ولقد كان يجاء بحبوبه في جراب من المدينة. (1)

5. عنترة

5732. أبوعبيد : حدّثنا عبّاد بن العوّام، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، قال:

دخلت على علي بالخورنق، وعليه سمل قطيفة، وهو يرعد فيها، فقلت: يا أميرالمؤمنين، إنّ الله - تبارك وتعالى - قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال نصيباً، وأنت تفعل هذا بنفسك!؟

قال: فقال: إنّي والله ما أرزأكم شيئاً، وما هي إلاّ قطيفتي الّتي أخرجتها من بيتي -أو قال: من المدينة -. (2)

5733. أبونعيم : حدّثنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدّثنا أحمد بن أبي الحسن الصوفي، حدّثنا يحيى بن يوسف الرقّي، حدّثنا عبّاد بن العوّام، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، قال:

دخلت على علي بن أبي طالب بالخورنق وهو يرعد تحت سمل قطيفة، فقلت: يا أميرالمؤمنين، إنّ الله قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال وأنت تصنع بنفسك ما تصنع!؟

ص:405


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 482/42، ترجمة علي بن أبي طالب (4933), والخوارزمي في المناقب [1] ص 117 - 118 (129), بإسناده إلى البيهقي، عن أبي [2]الحسين بن بشران، عن ابن السمّاك.
2- (2) . الأموال ص 284 (671)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 477/42 و 481، ترجمة علي بن أبي طالب (4933), وأورده ابن الأثير في الكامل 200/3 - 201 , حوادث سنة أربعين, في ذكر بعض سيرته.

فقال: والله ما أرزأكم من مالكم شيئاً وإنّها لقطيفتي الّتي خرجت بها من منزلي -أو قال : من المدينة -. (1)

السابع: أنّه عليه السلام باع سيفه لشراء إزار

برواية:

1. الأقمر---4. يزيد بن شريك

2. سعيد بن حيّان---5. يزيد بن محجن

3. مُجمِّع التيمي---6. ما ورد مرسلاً

1. الأقمر

5734. أبونعيم : حدّثنا محمّد بن عمر بن سلم، حدّثنا موسى بن عيسى، حدّثنا أحمد بن محمّد العمي (2)، حدّثنا بشر بن إبراهيم، حدّثنا مالك بن مغول وشريك، عن علي بن الأقمر (3)، عن أبيه، قال:

رأيت عليّاً وهو يبيع سيفاً له في السوق، ويقول: من يشتري منّي هذا السيف ؟ فوالّذي فلق الحبّة لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ولو كان عندي ثمن إزار ما بعته. (4)

5735. الطبراني: حدّثنا محمّد بن حمويه الأهوازي، حدّثنا الحسن بن سنان الحنظلي، حدّثنا سليمان بن الحكم، عن شريك بن عبدالله، عن علي بن الأقمر، عن أبيه، قال:

ص:406


1- (1) . حلية الأولياء 82/1، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4)، زهده وتعبّده، وعنه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ 463/1، الباب الرابع، [2] في ذكر ورعه وزهادته عليه السلام.
2- (2) . في الأصل: «القمي».
3- (3) . هذا هو الصحيح، وفي الأصل: «علي بن الأرقم»، انظر: ترجمته في تهذيب الكمال 323/20 (4026).
4- (4) . حلية الأولياء 83/1، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]3)، زهده وتعبّده، وعنه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ 467/1، الباب الرابع، [4] في ذكر ورعه وزهادته عليه السلام، ومثله في صفة الصفوة لابن الجوزي 167/1 - 168، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب [5] (5)، ذكر زهده، وعنه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص 107، باب فضائل علي عليه السلام، [6] ذكر ورعه رضي الله عنه، وفيه: «كشفت به الحروب».

رأيت عليّاً، فذكر نحوه. (1)

2. سعيد بن حيّان

5736. عبدالرزّاق : عن الثوري، عن أبي حيّان التيمي، عن أبيه [سعيد بن حيّان]، قال:

رأيت علي بن أبي طالب على المنبر يقول: من يشتري منّي سيفي هذا؟ فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته. فقام إليه رجل فقال: نسلفك ثمن إزار. (2)

3. مُجمِّع التيمي

5737. الحميدي: حدّثنا سفيان، حدّثنا أبوحيّان، عن مجمّع التيمي، قال:

خرج علي بن أبي طالب بسيفه إلى السوق، فقال: من يشتري منّي سيفي هذا؟ فلو كان عندي أربعة دراهم أشتري بها إزاراً ما بعته. (3)

5738. البسوي: حدّثنا أبونعيم، حدّثنا سفيان، عن مجمّع بن سمعان (4)، عن رجل منهم - وقال مرّة: اليامي (5)عن رجل من قومه -، قال:

رأيت عليّاً أخرج سيفاً له فقال: من يبتاع منّي سيفي هذا؟ فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته. (6)

ص:407


1- (1) . عنه أبونعيم في حلية الأولياء 83/1، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3)، زهده وتعبّده. والمراد من قوله: «نحوه»، أي نحو حديث مالك وشريك عن علي بن الأرقم، وقد تقدّم آنفاً.
2- (2) . عنه ابن عبدالبرّ في الاستيعاب 1114/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]1855), وقال: قال عبدالرزّاق: وكانت بيده الدنيا كلّها إلاّ ما كان من الشام, ومن طريقه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص 107، باب فضائل علي عليه السلام، [3] ذكر ورعه رضي الله عنه , و رواه الباعوني في جواهر المطالب 284/1، الباب الرابع والأربعون، [4] فيما كان فيه عليه السلام من ضيق العيش.
3- (3) . عنه البسوي في المعرفة والتاريخ 683/2، [5] ترجمة مسعر بن كدام، وابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 482/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [6]4933)، والخوارزمي في المناقب ص 120 - 121 (135).
4- (4) كذا في الأصل.
5- (5) . كذا في الأصل.
6- (6) . المعرفة و التاريخ 682/2، [7] ترجمة مسعر بن كدام, وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق [8]

4. يزيد بن شريك

5739. ابن أبي شيبة : حدّثنا أبومعاوية، قال: حدّثنا أبوحيّان، عن مجمّع، عن إبراهيم التيمي، عن يزيد بن شريك، قال:

خرج علي ذات يوم بسيفه، فقال: من يبتاع منّي سيفي هذا؟ فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته. 1

5. يزيد بن محجن

5740. محمّد بن فضيل : عن الأعمش، عن مجمّع التيمي، عن يزيد بن محجن، قال:

كنّا مع علي وهو بالرحبة فدعا بسيف فسلّه، فقال: من يشتري سيفي هذا؟ فوالله لو كان عندي ثمن إزار ما بعته. 2

5741. أحمد : حدّثنا ابن نمير، قال: وأخبرنا أبوحيّان التيمي، عن مجمّع، [عن يزيد بن محجن] أبي رجاء، قال:

خرج علي معه سيف إلى السوق، فقال: من يشتري منّي هذا؟ ولو كان عندي ثمن إزار لم أبعه.

قال: قلت: يا أميرالمؤمنين، أنا أبيعك واُنسئك إلى العطاء. 3

5742. السرّاج : حدّثنا عبدالله بن عمر، حدّثنا عبدالله بن نمير وأبواُسامة، قالا: حدّثنا أبوحيّان التيمي، عن مجمّع التيمي، عن [يزيد بن محجن] أبي رجاء، قال:

ص:408

رأيت علي بن أبي طالب خرج بسيف يبيعه، فقال: من يشتري منّي هذا؟ لو كان عندي ثمن إزار لم أبعه. فقلت: يا أميرالمؤمنين، أنا أبيعك واُنسئك إلى العطاء.

زاد أبواُسامة: فلمّا خرج عطاؤه أعطاني. (1)

5743. البسوي: حدّثنا أبونعيم، حدّثنا سفيان، عن مجمّع بن سمعان، عن رجل منهم - وقال مرّة: اليامي، عن رجل من قومه -، قال:

رأيت عليّاً أخرج سيفاً له، فقال: من يبتاع منّي سيفي هذا؟ فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته. (2)

5744. ابن أبي الحديد : روى مجمّع، عن أبي رجاء [يزيد بن محجن]، قال:

أخرج علي عليه السلام سيفاً إلى السوق، فقال: من يشتري منّي هذا؟ فوالّذي نفس علي بيده، لو كان عندي ثمن إزار مابعته. فقلت له: أنا أبيعك إزاراً واُنسئك ثمنه إلى عطائك، فدفعت إليه إزاراً إلى عطائه، فلمّا قبض عطاءه دفع إليّ ثمن الإزار. (3)

5745. ابن سعد : روى [أبورجاء يزيد بن محجن الضبّي], عن علي، قال:

خرج علي بسيف له إلى السوق، فقال: لو كان عندي ثمن إزار لم أبعه. (4)

6. ما ورد مرسلاً

5746. المدائني: كانت غلّة علي أربعين ألف دينار، فجعلها صدقة وباع سيفه، وقال: لو كان عندي عشاء ما بعته.

ص:409


1- (1) . عنه أبونعيم في حلية الأولياء 83/1 - 84، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (4)، زهده وتعبّده، ومن طريقه الكنجي في كفاية الطالب ص 404، الباب السادس، [2] في ذكر ملبسه عليه السلام.
2- (2) . المعرفة والتاريخ 682/2، [3] ترجمة مسعر بن كدام، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 482/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [4]4933).
3- (3) . شرح نهج البلاغة 200/2، [5] شرح الخطبة 34.
4- (4) . الطبقات الكبرى 253/6، [6] ترجمة أبي رجاء (2288).

وأعطته الخادم في بعض الليالي قطيفة، فأنكر دفئها، فقال: ما هذه ؟ قالت الخادم: هذه من فضل الصدقة. فألقاها وقال: أصردتمونا بقيّة ليلتنا. (1)

5747. الإسكافي: ... ولقد أخرج يوماً سيفه فقال: من يشتري هذا منّي ؟ فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته. (2)

الثامن: فقره عليه السلام وتصبّره عليه

برواية:

1. علي بن أبي طالب عليه السلام ---2. المراسيل والأقوال

1. علي بن أبي طالب عليه السلام

5748. أبوالحسن البغوي: حدّثنا محمّد بن عبدالله الرقاشي، حدّثنا عبدالواحد بن زياد، عن سعيد الجريري، عن أبي الورد، عن ابن أبي أعبد، قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

يا ابن أعبد، هل تدري ما حقّ الطعام إذا طعمت ؟ قلت: وما حقّه يا ابن أبي طالب ؟ قال: أن تقول: بسم الله، اللهمّ بارك لنا فيما رزقتنا، وهل تدري ما شكره إذا فرغت ؟ قلت: وما شكره ؟ قال: شكره أن تقول: الحمد لله الّذي أطعمنا وسقانا.

ثمّ قال: ألا اخبرك عنّي وعن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ؟ كانت من أكرم أهله عليه، وكانت زوجتي، فرحت الرحا حتّى أثّر الرحا بيدها، واستقت بالقربة حتّى أثّرت القربة بنحرها، وقمّت البيت حتّى أغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتّى دنست ثيابها فأصابها من ذلك الضرّ.

قال: وقدم على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم خدم أو سبي، فقلت لها: لو أتيت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فسألتيه

ص:410


1- (1) . عنه البلاذري في أنساب الأشراف 360/2، [1] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- (2) . المعيار والموازنة ص 238 - 239، [2] ذكر أشعّة من أنوار إفضاله على المعدمين، وقال: فهل ترون أحداً من الصحابة بلغ هذه المنزلة ؟

خادماً يعينك على ما أنت فيه، قال: فانطلقت ورجعت ولم تسأله، فغدا عليها وكان يفعل، فقال: السلام عليكم أ أدخل ؟ قال: ونحن في لفعنا فاستحيينا من مكاننا فمكثنا، فأعاد القول، فقال: السلام عليكم أ أدخل ؟ فرهبنا - أو قال: رهبت - أن يعيد الثالثة فنسكت ويسكت. قال: فقلت: وعليك السلام ادخل.

قال: فدخل فقعد عند رؤوسنا، فاستحيت فاطمة من مكانها فأدخلت رأسها في لفعها، فقال: يا فاطمة، إنّك جئتني أمس فما كانت حاجتك إليّ آل محمّد؟ قال: فسكتت، فأعاد عليها فسكتت، فرهبت أن يعيد الثالثة فتسكت، فقصصت عليه القصّة؛ وأنّه بلغها أنّه قدم عليك خدم أو سبي فقلت لها: لو أتيت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فسألتيه خادماً يعينك على ما أنت فيه، فانطلقت فاستحيت فرجعت ولم تسألك.

فقال: يا فاطمة، اتّقي الله - عزّ وجلّ - واعملي عمل أهلك، ألا أدلّك على ما هو خير من ذلك ؟ إذا أويت إلى فراشك فسبّحي الله ثلاثاً وثلاثين، واحمديه ثلاثاً وثلاثين، وكبّريه أربعاً وثلاثين.

فأخرجت رأسها من لفعها وقالت: رضيت عن الله تعالى وعن رسوله، رضيت عن الله تعالى و رسوله. (1)

5749. الطبراني: حدّثنا يحيى بن أيّوب العلاّف المصري، حدّثنا سعيد بن أبي مريم، حدّثنا يحيى بن أيّوب، عن عبيدالله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي اُمامة، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه , قال:

اهدي لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم رقيق أهداهم له بعض ملوك العجم، فقلت لفاطمة - رضي الله عنها - : ائتي أباك فاستخدميه خادماً، واشتكي إليه ما تلقين من الخدمة.

فانطلقت إليه فلم تجده، وكان يوم عائشة، ثمّ رجعت مرّة اخرى، فاختلفت أربع مرّات فلم يأت يومه ذلك حتّى صلّى العشاء الآخرة، فلمّا أتى أخبرته عائشة - رضي الله عنها -

ص:411


1- (1) . عنه الطبراني في الدعاء 898/2 - 899 (235).

أنّ فاطمة التمسته أربع مرّات.

فأتى فاطمة فقال: ما أخرجك من بيتك ؟ وطفقت اعيد قولي: استخدمي أباك، فأخرجت إليه يديها، فقالت: قد مجلتا يدي من الرحى، بتّ ليلتي جميعاً ادير الرحى حتّى أصبحت، وأبوالحسن يحمل حسناً وحسيناً - رضي الله عنهما -.

فقال لها عند ذلك: اصبري يا فاطمة بنت محمّد فإنّ خير النساء الّتي نفعت أهلها، أولا أدلّكما علي خير من الّذي تريدان ؟ إذا أخذتما مضجعكما فكبّرا الله ثلاثاً وثلاثين، واحمدا الله ثلاثاً وثلاثين، وسبّحا الله ثلاثاً وثلاثين، ثمّ اختما بلا إله إلاّ الله، فذلك خير لكما من الّذي تريدان ومن الدنيا وما فيها. (1)

5750. محمّد بن فضيل : حدّثنا عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

أنّه أتى فاطمة فقال لها: إنّي لأشتكي صدري ممّا أمد بالغرب، فقالت: وأنا والله إنّي لأشتكي يدي ممّا أطحن بالرحا، فقال لها علي: ائتي النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فسليه أن يخدمك خادماً، فانطلقت إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فسلّمت عليه ثمّ رجعت، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ما جاء بك ؟ قالت: جئت لاُسلّم على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

فلمّا رجعت إلى علي قالت: والله ما استطعت أن اكلّم رسول الله صلّى الله عليه و سلّم من هيبته، فانطلقا إليه جميعاً، فقال لهما رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ما جاء بكما؟ لقد جاء - أحسبه قال - بكما حاجة ؟ فقال له علي: أجل يا رسول الله، شكوت إلى فاطمة يدي من مدى بالغرب، فشكت إليّ يديها ممّا تطحن بالرحى، فأتيناك لتخدمنا خادماً ممّا آتاك الله.

فقال: لا، ولكنّي انفق - أو انفقه - على أصحاب الصفّة الّتي تطوى أكبادهم من الجوع لا أجد ما اطعمهم.

قال: فلمّا رجعا فأخذا مضاجعهما من الليل أتاهما رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وهما في خميل - والخميل: القطيفة - وكان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم جهّزها بها وبوسادة حشوها أذخر، وقد كان علي

ص:412


1- (1) . الدعاء 890/2 - 891 (222).

وفاطمة حين ردّهما شقّ عليهما، فلمّا سمعا حسّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ذهبا ليقوما، فقال لهما النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : مكانكما.

ثمّ جاء حتّى جلس على طرف الخميل، ثمّ قال: إنّكما جئتماني لأخدمكما خادماً، وإنّي سأدلّكما - أو كلمة نحوها - على ما هو خير لكما من الخادم، تحمدان الله في دبر كلّ صلاة عشراً، وتسبّحان عشراً، وتكبّران عشراً، أو تسبّحانه ثلاثاً وثلاثين، وتحمدانه ثلاثاً وثلاثين، وتكبّرانه أربعاً وثلاثين، فذلك مئة، إذا أخذتما مضجعكما من الليل.

فقال علي: فما أعلم أنّي تركتها بعد.

فقال له عبدالله بن الكوّاء: ولا ليلة الصفّين ؟ قال له علي: قاتلك الله ولا ليلة صفّين. (1)

5751. أبوالحسن البغوي: حدّثنا الحجّاج بن منهال، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لمّا زوّج فاطمة - رضي الله عنها - بعث معها بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف، وجرّتين وسقاء، قال علي: فقلت يوماً: والله لقد سنوت حتّى اشتكيت صدري؛ وقد جاء الله - عزّ وجلّ - أباك بسبي فاتيه فاستخدميه، قالت: وأنا والله لقد طحنت حتّى مجلت يداي، فذهبت إليه، فاستحيت أن تذكر له ذلك، فقال لها: مرحباً بك، فقالت: جئت اسلّم عليك يا رسول الله، فرجعت.

فقال لها علي: ما فعلت ؟ قالت: استحيت أن أذكر له شيئاً، فأتياه جميعاً، فذكرا له ذلك، وقالا: قد أتاك الله تعالى بسبي فأخدمنا.

فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : لا أخدمكما وأدع أهل الصفّة يطوون جوعاً؛ لا أجد ما أنفق عليهم؛ ولكنّي أبيعهم فاُنفقه عليهم.

فرجعا فدخلا في خميلتهما، فجاء رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وهما في خميلتهما، إذا غطّيا رؤوسهما انكشفت أقدامهما، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : مكانكما، ألا اخبركما بشيء خير ممّا سألتماني

ص:413


1- (1) . عنه البزّار بإسناده إليه في البحر الزخّار 9/3 - 10 (757).

علّمنيه جبريل عليه السلام ؟ إذا أويتما إلى فراشكما سبّحتما ثلاثاً وثلاثين، وحمدتما الله ثلاثاً وثلاثين، وكبّرتما أربعاً وثلاثين.

قال علي: فوالله ما ودعتهنّ منذ علّمني رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

فقال أبوالكوّاء: - قال حجّاج: هو ابن الكوّاء - : ولا ليلة صفّين ؟ فقال علي: قاتلكم الله ولا ليلة صفّين. (1)

5752. أحمد : حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد، أخبرنا عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لمّا زوّجه فاطمة بعث معه بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف، ورحيين وسقاء وجرّتين، فقال علي لفاطمة ذات يوم: والله لقد سنوت حتّى قد اشتكيت صدري، قال: وقد جاء الله أباك بسبي، فاذهبي فاستخدميه. فقالت: وأنا والله قد طحنت حتّى مجلت يداي.

فأتت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، فقال: ما جاء بك أي بنيّة ؟ قالت: جئت لاُسلّم عليك. واستحيت أن تسأله ورجعت.

فقال: ما فعلت ؟ قالت: استحييت أن أسأله. فأتيناه جميعاً، فقال علي: يا رسول الله، والله لقد سنوت حتّى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت حتّى مجلت يداي، وقد جاءك الله بسبي وسعة فأخدمنا.

فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : والله لا اعطيكما وأدع أهل الصُفَّة تطوى بطونهم، لا أجد ما انفق عليهم، ولكنّي أبيعهم واُنفق عليهم أثمانهم.

فرجعا، فأتاهما النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وقد دخلا في قطيفتهما، إذا غطّت رؤوسهما تكشّفت أقدامهما، وإذا غطّيا أقدامهما تكشّفت رؤوسهما، فثارا، فقال: مكانكما.

ثمّ قال: ألا اخبركما بخير ممّا سألتماني ؟ قالا: بلى. فقال: كلمات علّمنيهنّ جبريل، فقال: تسبّحان في دبر كلّ صلاة عشراً، وتحمدان عشراً، وتكبّران عشراً، وإذا أويتما إلى

ص:414


1- (1) . عنه الطبراني في الدعاء 895/2 - 896 (230).

فراشكما فسبّحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبّرا أربعاً وثلاثين.

قال: فوالله ما تركتهنّ منذ علّمنيهنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

قال: فقال له ابن الكوّاء: ولا ليلة صفّين ؟ فقال: قاتلكم الله يا أهل العراق، نعم، ولا ليلة صفّين. (1)

5753. ابن سعد : أخبرنا عفّان بن مسلم، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أخبرنا عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لمّا زوّجه فاطمة بعث معها بخملة ووسادة أدم حشوها ليف ورحائين وسقاء وجرّتين. قال: فقال علي لفاطمة ذات يوم: والله لقد سنوت حتّى قد اشتكيت صدري، وقد جاء الله أباك بسبي، فاذهبي فاستخدميه. فقالت: وأنا والله قد طحنت حتّى مجلت يداي.

فأتت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقال: ما جاء بك يا بينّة ؟ قالت: جئت لاُسلّم عليك. واستحيت أن تسأله ورجعت، فقال: ما فعلت ؟ قالت: استحييت أن أسأله.

فأتياه جميعاً، فقال علي: والله يا رسول الله، لقد سنوت حتّى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت حتّى مجلت يداي؛ وقد أتى الله بسبي وسعة فأخدمنا.

قال: والله لا اعطيكما وأدع أهل الصفّة تطوى بطونهم، لا أجد ما انفق عليهم، ولكني أبيعهم واُنفق عليهم أثمانهم.

فرجعا، فأتاهما النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وقد دخلا في قطيفتهما، إذا غطّيا رؤوسهما تكشّفت أقدامهما، وإذا غطّيا أقدامهما تكشّفت رؤوسهما، فثارا، فقال: مكانكما، ألا اخبركما بخير ممّا سألتماني ؟ فقالا: بلى. فقال: كلمات علّمنيهنّ جبريل، تسبّحان في دبر كلّ صلاة عشراً، وتحمدان عشراً، وتكبّران عشراً، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبّحا ثلاثاً

ص:415


1- (1) . مسند أحمد 106/1 - 107 (838)، [1] وعنه الباعوني في جواهر المطالب 282/1، الباب الرابع والأربعون، [2] فيما كان فيه عليه السلام من ضيق العيش.

و ثلاثين، و احمدا ثلاثاً وثلاثين، و كبّرا أربعاً و ثلاثين.

قال: فوالله ما تركتهنّ منذ علّمنيهنّ رسول الله.

فقال له ابن الكوّاء: ولا ليلة صفّين ؟ فقال: قاتلكم الله يا أهل العراق، ولا ليلة صفّين. (1)

5754. الطبراني: حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري وزكريّا بن يحيى الساجي، قالا: حدّثنا أبوالخطّاب زياد بن يحيى، حدّثنا أزهر بن سعد، عن ابن عون، عن محمّد بن سيرين، عن عبيدة، عن علي رضي الله عنه , قال:

اشتكت فاطمة - رضي الله عنها - مجل يديها من الطحين، فقلت: لو أتيت أباك فسألتيه خادماً، فأتت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فلم تصادفه، فلمّا جاء اخبر، فأتانا وقد أخذنا مضاجعنا، وعلينا قطيفة إذ لبسناها طولاً خرجت منه جنوبنا، وإذا لبسناها عرضاً خرجت رؤوسنا وأقدامنا.

فقال: يا فاطمة، اخبرت أنّك جئت؛ فهل كانت حاجة ؟ قالت: لا، فقلت: بلى، شكت إلي مجل يديها من الطحين فقلت: لو أتيت أباك فسألتيه خادماً.

قال: أدلّكما على ما هو خير لكما من الخادم، إذا أخذتما مضاجعكما تحمدا ثلاثاً وثلاثين، وتسبّحا أربعاً وثلاثين، وتكبّرا ثلاثاً وثلاثين. (2)

2. المراسيل والأقوال

5755. الإسكافي: بلغ [علي عليه السلام ] من صبره ما إن كان الجوع إذا اشتدّ به وأجهده خرج حتّى يؤجّر نفسه في سقي الماء بكفّ تمر لا يسدّ جوعته ولا خلّته، فإذا اعطي اجرته لم يستبدّه به وحده حتّى يأتي به رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وبه من الجوع مثل ما به، فيشتركان جميعاً في أكله.

ص:416


1- (1) . الطبقات الكبرى 20/8 - 21، [1] ترجمة فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم (4097).
2- (2) . الدعاء 897/2 (233).

فأين مثل هذه إلاّ له ؟ قيمة قميصه ثلاثة دراهم، ونفقته في كفّه!! ولقد أخرج يوماً سيفه فقال: من يشتري هذا منّي ؟ فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته.

فهل ترون أحداً من الصحابة بلغ هذه المنزلة ؟

ولمّا فرغ من حرب الجمل دعا بالعرفاء، فقالوا: قتلتهم ؟ ودعا بالوكلاء، فقالوا: قتلتهم ؟ فقال: بالله تخوّفوني ؟ هذا قميصي من نسج أهلي، وهذه نفقتي في كمّي، والله إن خرجت بغير ما دخلت إنّي إذاً لمن الظالمين. (1)

5756. القاضي عبدالجبّار : فقد روي عنه أنّه آجر نفسه من يهودي عند علمه بحاجة الرسول....

وقد اختصّ أميرالمؤمنين بالتصبّر على الفقر والقلّة والغمّ الّذي ينضاف إلى الحيرة. (2)

5757. الزمخشري: أتى عليّاً رضي الله عنه أعرابي فقال: والله يا أميرالمؤمنين، ما تركت في بيتي لا سبداً ولا لبداً، ولا ثاغية ولا راغية. فقال: والله ما أصبح في بيتي فضل عن قوتي. فولّى الأعرابي وهو يقول: والله ليسألنّك الله عن موقفي بين يديك، فبكى بكاء شديداً، وأمر بردّه واستعادة كلامه، ثمّ بكى فقال: يا قنبر، ايتني بدرعي الفلانيّة، ودفعها للأعرابي (3)وقال: لا تخدعنّ عنها فطالما كشفت بها الكرب عن وجه رسول الله.

ثمّ قال قنبر: كان يجزيه عشرون درهماً.

قال: يا قنبر، والله ما يسرّني أنّ لي زنة الدنيا ذهباً أو فضّة فتصدّقت وقبله الله منّي؛ وأنّه سألني عن موقف هذا بين يدي. (4)

ص:417


1- (1) . المعيار والموازنة ص 238 - 239، [1] ذكر أشعّة من أنوار إفضاله على المعدمين.
2- (2) . المغني، الجزء المتمّ العشرين، القسم الثاني في الإمامة، ص 143.
3- (3) . في الأصل: «ودفعها لك الأعرابي».
4- (4) . ربيع الأبرار 668/2 - 669، باب الطلب والاستجداء والهز. [2] وانظر ما تقدّم آنفاً في العنوان السابق: «أنّه عليه السلام قد كان يبيع سيفه لشراء إزار»، والعنوان التالي: «قلّة أثاث بيته عليه السلام ونفقته».

التاسع: قلّة أثاث بيته عليه السلام ونفقته

برواية:

1. أسماء بنت عميس---5. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

2. سويد بن غفلة---6. امرأة من الأنصار

3. أبي صادق---7. ما ورد مرسلاً

4. علي بن أبي طالب عليه السلام

1. أسماء بنت عميس

5758. ابن سعد : أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن محمّد بن موسى، عن عون بن محمّد بن علي بن أبي طالب، عن امّه امّ جعفر، عن جدّتها أسماء بنت عميس، قال:

جهّزت جدّتك فاطمة إلى جدّك علي، وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلاّ الليف، ولقد أولم علي على فاطمة، فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته، رهن درعه عند يهوديّ بشطر شعير. (1)

2. سويد بن غفلة

5759. إبراهيم الجوهري: عن ابن الخطّاب، عن العمري، عن سويد بن غفلة، قال:

دخلت على علي عليه السلام يوماً، وليس في داره سوى حصير رثّ ، وهو جالس عليه، فقلت: يا أميرالمؤمنين، أنت ملك المسلمين، والحاكم عليهم وعلى بيت المال، وتأتيك الوفود، وليس في بيتك سوى هذا الحصير! فبكى وقال: يا سويد، إنّ اللبيب لا يتأثّث في دار النُقلة وأمامنا دار المقامة، قد نقلنا إليها رحلنا ومتاعنا، ونحن منقلبون إليها عن قريب.

قال: فأبكاني والله كلامه. (2)

ص:418


1- (1) . الطبقات الكبرى 19/8، [1] ترجمة فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم (4097).
2- (2) . عنه سبط ابن الجوزي بإسناده إليه في تذكرة الخواصّ 470/1، الباب الرابع، [2] في ذكر ورعه وزهادته عليه السلام , من طريق ابن أبي الدنيا.

3. أبوصادق

5760. ابن أبي الحديد : روى العوّام بن حوشب، عن أبي صادق، قال:

تزوّج علي عليه السلام ليلى بنت مسعود النهشليّة، فضربت له في داره حجلة، فجاء فهتكها، وقال: حسب أهل علي ما هم فيه! (1)

4. علي بن أبي طالب عليه السلام

5761. محمّد بن فضيل : حدّثنا مجالد، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي، قال:

ما كان لنا ليلة أهدى إليّ فاطمة شيء ننام عليه إلاّ جلد كبش. (2)

5762. ابن سعد : أخبرنا أبواُسامة، عن مجالد، عن عامر، قال: قال علي:

لقد تزوّجت فاطمة وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل ونعلف عليه الناضح بالنهار، وما لي ولها خادم غيرها. (3)

5763. العاصمي: أخبرني شيخي محمّد بن أحمد، قال: حدّثنا أبوأحمد، قال: حدّثنا أبوجعفر محمّد بن جعفر الفقيه، قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن زياد الشاماني، قال: حدّثنا الحسين بن عيسى الدامغاني، قال: حدّثنا أبواُسامة... مثله، إلاّ أنّ فيه: «وما لي خادم غيرها». (4)

5. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

5764. ابن سعد : أخبرنا الحسن بن موسى، حدّثنا زهير، عن جابر، عن محمّد بن علي [الباقر عليهما السلام ]، قال:

ص:419


1- (1) . شرح نهج البلاغة 202/2، [1] شرح الخطبة 34.
2- (2) . عنه أبويعلى بإسناده إليه في مسنده 363/1 (471).
3- (3) . الطبقات الكبرى 18/8، [2] ترجمة فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم (4097)، وعنه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ 323/2، الباب الحادي عشر، [3] في ذكر خديجة وفاطمة عليهما السلام , و رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 5/2، [4] ترجمة فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم (126).
4- (4) . زين الفتى 141/1 (45). [5]

تزوّج علي فاطمة على إهاب شاة، وسحق حبرة. (1)

5765. وكيع : عن سفيان، عن جابر، عن أبي جعفر:

أنّ عليّاً تزوّج فاطمة على إهاب كبش، وجرد حبرة. (2)

5766. ابن سعد : أخبرنا أنس بن عياض، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه:

أنّ عليّاً حين دخل بفاطمة كان فراشهما إهاب كبش، إذا أرادا أن يناما قلباه على صوفه، ووسادتهما من أدم حشوها ليف. (3)

6. امرأة من الأنصار

5767. ابن سعد : أخبرنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا دارم بن عبدالرحمان بن ثعلبة الحنفي، قال: حدّثني رجل أخواله الأنصار، قال:

أخبرتني جدّتي أنّها كانت مع النسوة اللاّتي أهدين فاطمة إلى علي، قالت: اهديت في بردين من برود الأول عليها دملوجان من فضّة مصفّران بزعفران، فدخلنا بيت علي فإذا إهاب شاة على دكّان، ووسادة فيها ليف، وقربة ومنخل ومنشفة وقدح. (4)

7. ما ورد مرسلاً

5768. المدائني: كانت غلّة علي أربعين ألف دينار، فجعلها صدقة وباع سيفه وقال: لو كان عندي عشاء ما بعته.

وأعطته الخادم في بعض الليالي قطيفة فأنكر دفئها فقال: ما هذه ؟ قالت الخادم: هذه

ص:420


1- (1) . الطبقات الكبرى 18/8، [1] ترجمة فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم (4097)، وعنه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ 322/2، الباب الحادي عشر، [2] في ذكر خديجة وفاطمة عليهما السلام.
2- (2) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 18/8، [3] ترجمة فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم (4097).
3- (3) . الطبقات الكبرى 19/8، [4] ترجمة فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم (4097).
4- (4) . الطبقات الكبرى 20/8، [5] ترجمة فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم (4097).

من فضل الصدقة. فألقاها وقال: أصردتمونا بقيّة ليلتنا. (1)

5769. الإسكافي: لمّا فرغ [علي عليه السلام ] من حرب الجمل دعا بالعرفاء، فقالوا: قتلتهم ؟ ودعا بالوكلاء فقالوا: قتلتهم ؟ فقال: بالله تخوّفني ؟ هذا قميصي من نسج أهلي، وهذه نفقتي في كمّي، والله إن خرجت بغير ما دخلت إنّي إذاً لمن الظالمين. (2)

العاشر: أنّه عليه السلام كان يحمل بنفسه نفقة عياله

برواية: صالح بيّاع الأكسية عن جدّته

5770. ابن منيع : حدّثنا علي بن هاشم بن البريد، عن صالح - بيّاع الأكسية -، عن جدّته، قالت:

رأيت عليّاً اشترى تمراً بدرهم، فحمله في ملحفته، فقيل: يا أميرالمؤمنين، ألا نحمله عنك ؟ فقال: إنّ أباالعيال أحقّ بحمله. (3)

5771. عبدالله بن أحمد : حدّثني سريج بن يونس، قال: حدّثنا علي بن هاشم، عن صالح - بيّاع الأكسية -، عن امّه - أو جدّته -، قالت:

رأيت علي بن أبي طالب اشترى تمراً بدرهم، فحمله في ملحفته، فقالوا: نحمل عنك يا أميرالمؤمنين، قال: لا، أبو العيال أحقّ أن يحمل. (4)

ص:421


1- (1) . عنه البلاذري في أنساب الأشراف 360/2، [1] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- (2) . المعيار والموازنة ص 239، [2] ذكر أشعّة من أنوار إفضاله على المعدمين. ولاحظ ما تقدّم آنفاً في العنوان السابق، وما يأتي في ترجمة فاطمة الزهراء - سلام الله عليها -.
3- (3) . عنه ابن بنته أبوالقاسم البغوي في معجم الصحابة 360/4 (1815)، ومن طريقه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 489/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]4933)، وابن كثير في البداية والنهاية 5/8، [4] حوادث سنة الأربعين، فصل في ذكر شيء من سيرته عليه السلام، والمحبّ الطبري في الرياض النضرة 311/2، الباب الرابع، الفصل التاسع، [5] ذكر تواضعه. و رواه المتّقي في كنز العمّال 180/13 (36537), عن ابن عساكر.
4- (4) . فضائل الصحابة لأحمد 546/1 (916)؛ [6]الزهد لأحمد ص 165 - 166، [7] زهد أميرالمؤمنين علي بن

5772. البخاري: حدّثنا موسى بن بحر، قال: حدّثنا علي بن هاشم بن البريد، قال: حدّثنا صالح - بيّاع الأكسية -، عن جدّته، قالت:

رأيت عليّاً رضي الله عنه اشترى تمراً بدرهم، فحمله في ملحفته، فقلت له - أو قال له رجل - : أحمل عنك يا أميرالمؤمنين، قال: لا، أبوالعيال أحقّ أن يحمل. (1)

5773. ابن أبي الحديد : روى يوسف بن يعقوب، عن صالح - بيّاع الأكسية - :

أنّ جدّته لقيت عليّاً عليه السلام بالكوفة، ومعه تمر يحمله، فسلّمت عليه، وقالت له: أعطني يا أميرالمؤمنين هذا التمر أحمله عنك إلى بيتك، فقال: أبوالعيال أحقّ بحمله.... (2)

ص:422


1- (1) . الأدب المفرد ص 194 (55 [1]1).
2- (2) . شرح نهج البلاغة 202/2، شرح الخطبة 34.

الباب الثاني عشر: مطعمه عليه السلام ومأكله

برواية:

1. الأحنف بن قيس---11. عبدالله بن أبي رافع

2. الأسود بن يزيد---12. عبدالله بن زرير الغافقي

3. الأعمش---13. عبدالله بن عبّاس

4. جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام ---14. عبدالملك بن عمير عن رجل من ثقيف

5. حبّة العرني---15. عدي بن ثابت

6. زياد بن مليح---16. عقبة بن علقمة

7. سويد بن غفلة---17. علقمة بن قيس

8. صالح بيّاع الأكسية عن جدّته---18. امّ كلثوم بنت علي عليه السلام

9. ضرار بن ضمرة---19. المراسيل والأقوال

10. عبدالله بن الحسن بن الحسن

1. الأحنف بن قيس

5774. وكيع : عن الأحنف بن قيس، قال:

دخلت على معاوية فقدّم إليّ من الحلو والحامض ما كثر تعجّبي منه، ثمّ قال: قدّموا ذاك اللون، فقدّموا لوناً ما أدري ما هو، فقلت: ما هذا؟ فقال: مصارين البطّ ، محشوّة بالمخّ ودهن الفستق، قد ذرّ عليه السُكّر.

ص:423

قال: فبكيت، فقال: ما يبكيك ؟ فقلت: لله درّ ابن أبي طالب، لقد جاد من نفسه بما لم تسمح به أنت ولاغيرك.

فقال: وكيف ؟ قلت: دخلت عليه ليلة عند إفطاره، فقال لي: قم فتعشّ مع الحسن والحسين، ثمّ قام إلى الصلاة، فصلّى ما شاء الله، فلمّا فرغ دعا بجراب مختوم بخاتمه، فأخرج منه شعيراً مطحوناً ثمّ ختمه، فقلت: يا أميرالمؤمنين، لم أعهدك بخيلاً، فكيف ختمت على هذا الشعير!؟ فقال: لم أختمه بخلاً، ولكن خفت أن يبُسَّه الحسن والحسين بسمن أو إهالة.

فقلت: أحرام هو؟ قال: لا، ولكن على أئمّة الحقّ أن يتأسّوا بأضعف رعيّتهم حالاً في الأكل واللباس، ولا يتميّزوا عليهم بشيء لا يقدرون عليه؛ ليراهم الفقير فيرضى عن الله تعالى بما هو فيه، ويراهم الغني فيزداد شكراً وتواضعاً. (1)

5775. وكيع : عن الأحنف بن قيس:

جاء الربيع بن زياد الحارثي إلى علي عليه السلام فقال: يا أميرالمؤمنين، أعد لي على أخي عاصم بن زياد، فقال: ما باله ؟ فقال: لبس العباء وتنسّك وهجر أهله، فقال: عليّ به.

فجاء وقد ائتزر بعباءة وارتدى باُخرى، أشعث أغبر، فقال له: ويحك يا عاصم! أما استحييت من أهلك ؟ أما رحمت ولدك ؟ ألم تسمع إلى قوله تعالى: ( وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ ) (2)؟ أترى الله أباحها لك ولأمثالك، وهو يكره أن تنال منها؟ أما سمعت قول رسول الله صلّى الله عليه و آله : إنّ لنفسك عليك حقّاً. الحديث.

فقال عاصم: فما بالك يا أميرالمؤمنين في خشونة ملبسك وجشوبة مطعمك وإنّما تزيّنت بزيّك ؟ فقال: ويحك! إنّ الله فرض على أئمّة العدل أنّ يتّصفوا بأوصاف رعيّتهم

ص:424


1- (1) . عنه سبط ابن الجوزي بإسناده إليه في تذكرة الخواصّ 456/1 - 457، الباب الرابع، [1] في ذكر ورعه وزهادته عليه السلام , من طريق هنّاد بن السري.
2- (2) . الأعراف/157. [2]

- أو بأفقر رعيّتهم - لئلاّ يزدري الفقير بفقره، وليحمد الله الغني على غناه. (1)

2. الأسود بن يزيد

5776. الزمخشري: الأسود [بن يزيد الهمداني] وعلقمة [بن قيس الهمداني، قالا]:

دخلنا على علي رضي الله عنه وبين يديه طبق من خُوص، عليه قرص أو قرصان من شعير وأنّ أسطار النخالة لتبين في الخبز، وهو يكسره على ركبته ويأكله بملح جريش، فقلنا لجارية سوداء اسمها فضّة: ألا نخلت هذا الدقيق لأميرالمؤمنين!؟ فقالت: أ يأكل هو المهنّا ويكون الوزر في عنقي ؟ فتبسّم وقال: أنا أمرتها أن لا تنخله.

قلنا: ولم يا أميرالمؤمنين ؟ قال: ذلك أجدر أن يذلّ النفس، ويقتدي بي المؤمن، وألحق بأصحابي. (2)

3. الأعمش

5777. عبدالله بن أحمد : حدّثني أبومعمر، قال: حدّثنا أبواُسامة، عن سفيان، عن الأعمش، قال:

كان علي يغدّي ويعشّي ويأكل هو من شيء يجيئه من المدينة. (3)

4. جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام

5778. ابن أبي الحديد : روى معاوية بن عمّار، عن جعفر بن محمّد عليهما السلام، قال:

ما اعتلج على علي عليه السلام أمران في ذات الله إلاّ أخذ بأشدّهما، ولقد علمتم أنّه كان يأكل - يا أهل الكوفة - عندكم من ماله بالمدينة؛ وأن كان ليأخذ السويق فيجعله في جراب

ص:425


1- (1) . عنه سبط ابن الجوزي بإسناده إليه في تذكرة الخواصّ 457/1 - 458، الباب الرابع، [1] في ذكر ورعه وزهادته عليه السلام.
2- (2) . ربيع الأبرار 693/2، باب الطعام وألوانه.... [2]
3- (3) . فضائل الصحابة لأحمد 536/1 (892). [3]

ويختم عليه، مخافة أن يزاد عليه من غيره، ومن كان أزهد في الدنيا من علي عليه السلام ؟ (1)

5. حبّة العرني

5779. عبدالله بن أحمد : حدّثني سفيان بن وكيع، قال: حدّثنا أبوغسّان، عن أبي داوود المكفوف، عن عبدالله بن شريك، عن حبّة - وهو العرني -، عن علي:

أنّه اتي بفالوذج، فوضع قدّامه، فقال: إنّك لطيّب الريح، حسن اللون، طيّب الطعم، ولكنّي أكره أن اعوّد نفسي ما لم تعتاد. (2)

6. زياد بن مليح

5780. عبدالله بن أحمد : حدّثني أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبدالصمد، حدّثنا عمران - وهو القطّان -، قال: حدّثنا زياد بن مليح:

أنّ عليّاً اتي بشيء من خبيص (3)، فوضعه بين أيديهم، فجعلوا يأكلون، فقال علي: إنّ الإسلام ليس ببكر ضالّ ، ولكن قريش رأت هذا فتناحرت عليه. (4)

7. سويد بن غفلة

5781. وكيع : عن ابن ثعلبة، عن سويد بن غفلة، قال:

دخلت على علي عليه السلام في هذا القصر - يعني قصر الإمارة بالكوفة - وكان بين يديه

ص:426


1- (1) . شرح نهج البلاغة 201/2، [1] شرح الخطبة 34.
2- (2) . فضائل الصحابة لأحمد 543/1 (910)؛ [2]الزهد لأحمد ص 165، [3] زهد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفيه: «ما لم تعتده»، وعنه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص 102، باب فضائل علي عليه السلام، [4] ذكر زهده، وأبونعيم في حلية الأولياء 81/1، ترجمة علي بن أبي طالب [5] (4)، زهده وتعبّده، والمتّقي في كنز العمّال 184/13 (36549).
3- (3) . الخبيص: حلواء يعمل من التمر والسمن. المعجم الوسيط .
4- (4) . فضائل الصحابة لأحمد 537/1 (895)، [6] وعنه أبي نعيم في حلية الأولياء 81/1 - 82، ترجمة علي بن أبي طالب [7] (4)، زهده وتعبّده.

رغيف من شعير وقدح من لبن، والرغيف يابس، تارة يكسره بيديه، وتارة بركبتيه، فشقّ عليّ ذلك، فقلت لجارية له يقال لها فضّة: ألا ترحمين هذا الشيخ وتنخلين له هذا الشعير؟ أما ترين نشارته على وجهه وما يعاني منه ؟

فقالت: لأيّ شيء يؤجر هو ونأثم نحن ؟ إنّه عهد إلينا أن لا ننخل له طعاماً قطّ ، فالتفت إليّ وقال: ما تقول لها يا ابن غفلة ؟ فأخبرته وقلت: يا أميرالمؤمنين، ارفق بنفسك.

فقال لي: ويحك يا سويد! ما شبع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وأهله من خبز برّ ثلاثاً حتّى لقي الله، ولا نخل له طعام قطّ ، ولقد جُعتُ مرّة بالمدينة جوعاً شديداً، فخرجت أطلب العمل، فإذا بامرأة قد جمعت مدراً تريد أن تبلّه، فقاطعتها كلّ دلو بتمرة، فمددت ستّة عشر دلواً حتّى مجلت يداي - وفي رواية: فتحت -، ثمّ أخذت التمر وأتيت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فأخبرته، فأكل منه. (1)

5782. الحاكم : أخبرنا أبوبكر بن أبي نصر الداربردي - بمرو -، حدّثنا موسى بن يوسف، حدّثنا الحسين بن عيسى بن ميسرة، حدّثنا عبدالرحمان بن مغرا، حدّثنا أبوسعيد البقّال، عن عمران بن مسلم، عن سويد بن غفلة، قال:

دخلت على علي عليه السلام القصر، فوجدته جالساً وبين يديه صحفة فيها لبن حازر أجد ريحه من شدّة حموضته، وفي يديه رغيف، أرى قشار الشعير في وجهه، وهو يكسر بيده أحياناً، فإذا غلبه كسره بركبته وطرحه فيه. (2)

5783. ابن أبي الحديد : روى عمران بن مسلمة، عن سويد بن غفلة (3)، قال:

دخلت على علي عليه السلام بالكوفة، فإذا بين يديه قعب لبن أجد ريحه من شدّة حموضته، وفي

ص:427


1- (1) . عنه سبط ابن الجوزي بإسناده إليه في تذكرة الخواصّ 460/1 - 462، الباب الرابع، [1] في ذكر ورعه وزهادته عليه السلام.
2- (2) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في المناقب ص 118 - 119 (130).
3- (3) . هذا هو الصواب، وفي الأصل: «سويد بن علقمة».

يده رغيف، ترى قشار الشعير على وجهه وهو يكسره، ويستعين أحياناً بركبته، وإذا جاريته فضّة قائمة على رأسه، فقلت: يا فضّة، أما تتّقون الله في هذا الشيخ! ألا نخلتم دقيقه ؟ فقالت: إنّا نكره أن نؤجر ويأثم، نحن قد أخذ علينا ألاّ ننخل له دقيقاً ما صحبناه.

قال: وعلي عليه السلام لا يسمع ما تقول، فالتفت إليها فقال: ما تقولين ؟ قالت: سله. فقال لي: ما قلت لها؟ قال: فقلت: إنّي قلت لها: لو نخلتم دقيقه، فبكى، ثمّ قال: بأبي واُمّي من لم يشبع ثلاثاً متوالية [من] خبز برّ حتّى فارق الدنيا، ولم ينخل دقيقه.

قال: يعني رسول الله صلّى الله عليه و آله. (1)

8. صالح بيّاع الأكسية عن جدّته

5784. ابن منيع : حدّثنا علي بن هاشم بن البريد، عن صالح - بيّاع الأكسية -، عن جدّته، قالت:

رأيت عليّاً اشترى تمراً بدرهم، فحمله في ملحفته، فقيل: يا أميرالمؤمنين، ألا نحمله عنك ؟ فقال: إنّ أباالعيال أحقّ بحمله. (2)

5785. عبدالله بن أحمد : حدّثني سريج بن يونس، قال: حدّثنا علي بن هاشم، عن صالح - بيّاع الأكسية - عن امّه - أو جدّته -، قالت:

رأيت علي بن أبي طالب اشترى تمراً بدرهم، فحمله في ملحفته، فقالوا: نحمل عنك يا أميرالمؤمنين، قال: لا، أبوالعيال أحقّ أن يحمل. (3)

ص:428


1- (1) . شرح نهج البلاغة 201/2، [1] شرح الخطبة 34.
2- (2) . عنه ابن بنته أبوالقاسم البغوي في معجم الصحابة 360/4 (1815)، ومن طريقه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 489/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933)، وابن كثير في البداية والنهاية 5/8، [3] حوادث سنة الأربعين، فصل في ذكر شيء من سيرته عليه السلام، والمحبّ الطبري في الرياض النضرة 311/2، الباب الرابع، الفصل التاسع، [4] ذكر تواضعه. و رواه المتّقي في كنز العمّال 180/13 (36537), عن ابن عساكر.
3- (3) . فضائل الصحابة لأحمد 546/1 (916)؛ [5]الزهد لأحمد ص 165 - 166، [6] زهد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، و رواه ابن الأثير في الكامل 201/3، [7] حوادث سنة أربعين، ذكر بعض سيرته, مرسلاً.

5786. البخاري: حدّثنا موسى بن بحر، قال: حدّثنا علي بن هاشم بن البريد، قال: حدّثنا صالح - بيّاع الأكسية -، عن جدّته، قالت:

رأيت عليّاً رضي الله عنه اشترى تمراً بدرهم، فحمله في ملحفته، فقلت له - أو قال له رجل - : أحمل عنك يا أميرالمؤمنين، قال: لا، أبوالعيال أحقّ أن يحمل. (1)

5787. ابن أبي الحديد : روى يوسف بن يعقوب، عن صالح - بيّاع الأكسية - :

أنّ جدّته لقيت عليّاً عليه السلام بالكوفة، ومعه تمر يحمله، فسلّمت عليه، وقالت له: أعطني يا أميرالمؤمنين هذا التمر أحمله عنك إلى بيتك، فقال: أبوالعيال أحقّ بحمله.

قالت: ثمّ قال لي: ألا تأكلين منه ؟ فقلت: لا اريد، قالت: فانطلق به إلى منزله ثمّ رجع مرتدياً بتلك الشملة، وفيها قشور التمر؛ فصلّى بالناس فيها الجمعة. (2)

9. ضرار بن ضمرة

5788. ابن دريد : أخبرنا العكلي، عن الحرمازي، عن رجل من همدان، قال:

قال معاوية لضرار الصُدائي: يا ضرار، صف لي عليّاً. قال: اعفني يا أميرالمؤمنين. قال: لتصفنّه.

قال: أمّا إذ لابدّ من وصفه فكان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، ويستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وكان غزير العبرة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن.... (3)

5789. العبّاس بن بكّار : حدّثنا عبدالواحد بن أبي عمرو الأسدي، عن محمّد بن

ص:429


1- (1) . الأدب المفرد ص 194 (551). [1]
2- (2) . شرح نهج البلاغة 202/2، [2] شرح الخطبة 34.
3- (3) . عنه ابن عبدالبرّ بإسناده إليه في الاستيعاب 1107/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]1855)، ومن طريقه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص 100، باب فضائل علي عليه السلام، [4] ذكر زهده.

السائب الكلبي، عن أبي صالح، قال:

دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية، فقال له: صف لي عليّاً، فقال أو تعفيني يا أميرالمؤمنين، قال: لا أعفيك.

قال: أمّا إذ لابدّ فإنّه كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته.

كان والله غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلّب كفّه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما جشب.... (1)

5790. ابن أبي الدنيا : حدّثني محمّد بن أبي يحيى أنّ شيخاً من ضبّة يكنّى أباالوليد حدّثهم، قال: حدّثني عبدالواحد بن أبي عمرو الأسدي:

أنّ معاوية قال لرجل من كنانة: صف لي عليّاً. قال: اعفني. قال: لا أعفيك.

قال: أمّا إذ لابدّ فإنّه كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس بالليل وظلمته.

كان والله غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلّب كفّه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما جشب.... (2)

ص:430


1- (1) . رواه أبونعيم عن الطبراني عن محمّد بن زكريّا الغلاّبي عن عبّاس بن بكّار في حلية الأولياء 84/1، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (4)، زهده وتعبّده، وابن عساكر من طريق أبي نعيم في تاريخ مدينة دمشق 401/24، [2] ترجمة ضرار بن ضمرة (2933)، وابن الجوزي بإسناد آخر عن محمّد بن زكريّا عن عبّاس بن بكّار في التبصرة 444/1، المجلس الحادي والثلاثون, في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وصفة الصفوة 166/1، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب ( [3]5)، ذكر زهده، وسبط ابن الجوزي من طريق جدّه في تذكرة الخواصّ 481/1، الباب الرابع, [4] في ذكر ورعه وزهادته عليه السلام , وأيضاً الملاّ في الوسيلة 6/القسم 243/2، مرسلاً.
2- (2) . مقتل أميرالمؤمنين ص 99 - 100 (93). [5]

5791. الزمخشري: قال معاوية لضرار بن ضمرة الكناني: صف لي عليّاً، فاستعفى، فألحّ عليه؛ فقال: أمّا إذ لابدّ فإنّه كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته.

كان والله غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلّب كفّه، ويعاقب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما جشب.... (1)

10. عبدالله بن الحسن بن الحسن

5792. ابن أبي الحديد : روى عنبسة العابد، عن عبدالله بن الحسن (2)بن الحسن، قال:

أعتق علي عليه السلام في حياة رسول الله صلّى الله عليه و آله ألف مملوك ممّا مجلت يداه وعرق جبينه ولقد ولي الخلافة وأتته الأموال فما كان حلواه إلاّ التمر، ولا ثيابه إلاّ الكرابيس. (3)

11. عبدالله بن أبي رافع

5793. ابن أبي الحديد : قال عب - [-ي -]دالله بن أبي رافع:

دخلت إليه يوم عيد، فقدّم جراباً مختوماً، فوجدنا فيه خبز شعير يابساً مرضوضاً، فقدّم فأكل، فقلت: يا أميرالمؤمنين، فكيف تختمه ؟ قال: خفت هذين الولدين أن يلتّاه بسمن أو زيت. (4)

12. عبدالله بن زرير الغافقي

5794. الطبراني: حدّثنا محمّد بن جعفر بن سفيان الرقّي، حدّثنا أيّوب بن محمّد الوزّان، حدّثنا الوليد بن الوليد، حدّثنا ابن ثوبان، عن ابن هبيرة، عن عبدالله الغافقي، قال:

ص:431


1- (1) . ربيع الأبرار 835/1، باب الخير والصلاح وذكر الأخيار والصلحاء وصفاتهم. [1]
2- (2) . هذا هو الصواب، وفي الأصل: «عبدالله بن الحسين».
3- (3) . شرح نهج البلاغة 202/2، [2] شرح الخطبة 34.
4- (4) . شرح نهج البلاغة 26/1، [3] المقدمّة، القول في نسب أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

دخلنا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم أضحى - أو يوم فطر -، فقرّب إلينا خزيرة (1)، فقلنا: يا أميرالمؤمنين، قد أكثر الله الخير، فلو صنعت لنا من هذا البطّ !

فقال: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: لا يحلّ للخليفة من مال الله إلاّ قصعتين: قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يطعمها الناس. (2)

5795. ابن وهب : عن ابن لهيعة، عن عبدالله بن هبيرة، عن عبدالله بن زرير الغافقي، قال:

دخلنا على علي بن أبي طالب يوم أضحى، فقدّم إلينا خزيرة، فقلنا: يا أميرالمؤمنين، لو قدمت إلينا من هذا البطّ والوزّ، والخير كثير.

قال: يا ابن زرير، إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: لا يحلّ للخليفة إلاّ قصعتان: قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يطعمها. (3)

5796. ابن وهب : أخبرني ابن لهيعة، عن عبدالله بن هبيرة، عن عبدالله بن زرير الغافقي، قال:

دخلت مع علي بن أبي طالب يوم الأضحى فقرّب إلينا خزيرة، فقلنا: أصلحك الله، لو قدّمت إلينا من هذا البطّ والإوزّ، فإنّ الله قد أكثر الخير.

فقال: يا ابن زرير، لا يحلّ للخليفة من مال الله إلاّ قصعتان: قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يطعمها. (4)

5797. أحمد : حدّثنا حسن وأبوسعيد مولى بني هاشم، قالا: حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا

ص:432


1- (1) . قال ابن الأثير في النهاية 28/2 « [1]خزر»: الخزيرة: لحم يقطّع صغاراً ويصبّ عليه ماء كثير، فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة، وقيل: هي حساً من دقيق ودسم، وقيل: إذا كان من دقيق فهي حريرة، وإذا كان من نخالة فهو خزيرة.
2- (2) . مسند الشاميّين 149/1 - 150 (240).
3- (3) . عنه ابن أبي الدنيا بإسناده إليه في الورع ص 43 (127), من طريق إبراهيم بن المنذر.
4- (4) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 480/42 - 481، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]4933), من طريق ابن المقرئ.

عبدالله بن هبيرة، عن عبدالله بن زرير أنّه قال:

دخلت على علي بن أبي طالب - قال حسن: يوم الأضحى - فقرّب إلينا خزيرة، فقلت: أصلحك الله، لو قرّبت إلينا من هذا البطّ - يعني الوزّ - فإنّ الله - عزّ وجلّ - قد أكثر الخير.

فقال: يا ابن زرير، إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: لا يحلّ للخليفة من مال الله إلاّ قصعتان: قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يضعها بين يدي الناس. (1)

13. عبدالله بن عبّاس

5798. سبط ابن الجوزي: عن ابن عبّاس:

قدّم إليه فالوذج، فلم يأكله، فقلت: أحرام هو؟ قال: لا، ولكنّي أكره أن اعوّد نفسي مالم تعتد وما أكل منه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

ثمّ أنشد:

جسمك بالحمية أفنيته من ضرر البارد والحار

ويروى:

[جسمك بالحمية] أنضيته مخافة البارد والحار

قد كان أولى بك أن تحتمي من المعاصي حذر النار (2)

14. عبدالملك بن عمير، عن رجل من ثقيف

5799. ابن أبي الدنيا : حدّثنا خلف بن سالم، قال: حدّثنا أبونعيم [الفضل بن دكين]،

ص:433


1- (1) . مسند أحمد 78/1 (578)؛ [1]فضائل الصحابة 724/2 (1241)، [2] وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 481/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]4933)، والمحبّ الطبري في الرياض النضرة 313/2، الباب الرابع، الفصل التاسع، [4] ذكر ورعه رضي الله عنه، وذخائر العقبى ص 107، باب فضائل علي عليه السلام، [5] ذكر ورعه، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ 460/1، الباب الرابع، [6] في ذكر ورعه وزهادته عليه السلام.
2- (2) . تذكرة الخواصّ 472/1 - 473، الباب الرابع، [7] في ذكر ورعه وزهادته عليه السلام.

قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، قال: سمعت عبدالملك بن عمير، قال: حدّثني رجل من ثقيف، قال:

استعملني علي على عكبرا ولم يكن السواد يسكنه المصلّون، فقال لي بين أيديهم: استوف منهم خراجهم، ولا يجدوا فيك ضعفاً ولا رخصة، ثمّ قال: رح إليّ عند الظهر، فرحت إليه، فلم أجد عنده حاجباً يحجبني دونه، ووجدته جالساً وعنده قدح وكوز من ماء، فدعا بظبية (1)، فقلت في نفسي: لقد آمنني حين يخرج إليّ جوهراً، فإذا عليها خاتم، فكسر الخاتم، فإذا فيها سويق، فصبّ في القدح فشرب منه وسقاني، فلم أصبر، فقلت: يا أميرالمؤمنين، تصنع هذا بالعراق وطعام العراق أكثر من ذلك!؟

قال: إنّما أشتري قدر ما يكفيني، وأكره أن يفنى فيصنع فيه من غيره، وإنّي لم أختم عليه بخلاً عليه، وإنّما حفظي لذلك، وأنا أكره أن أدخل بطني إلاّ طيّباً، إنّي قلت لك بين أيديهم الّذي قلت لك لأنّهم قوم خدع، وأنا آمرك بما آمرك به الآن، فإن أخذتهم به وإلاّ أخذك الله دوني، وإن بلغني عنك خلاف ما آمرك به عزلتك، لا تبيعنّ لهم رزقاً يأكلونه، ولا كسوة شتاء ولا صيف، ولا تضرب رجلاً منهم سوطاً في طلب درهم، ولا يقمه في طلب درهم، فإنّا لم نؤمر بذلك، ولا نبيعنّ لهم دابّة يعملون عليها، إنّما امرنا أن نأخذ منهم العفو.

قال: إذاً أجئك كما ذهبت ؟ قال: فإن فعلت.

قال: فذهبت فسعيت بما أمرني به، فرجعت إليه و ما بقي عليّ درهم واحد إلاّ وفيته. (2)

5800. أبونعيم : حدّثنا الحسن بن علي الورّاق، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عيسى، حدّثنا عمرو بن تميم، حدّثنا أبونعيم، حدّثنا إسماعيل بن ابراهيم بن مهاجر، قال: سمعت عبدالملك بن عمير يقول: حدّثني رجل من ثقيف:

ص:434


1- (1) . هذا هو الصواب، وفي الأصل: «بطينة». والظبية: جُرَيِّب من جلد ظبي عليه شعره.
2- (2) . الورع ص 42 - 43 (126)، و رواه الإسكافي في المعيار والموازنة ص 248 - 249، [1] لمعات من عدله عليه السلام في أهله ورعيّته، مع اختلاف لفظي.

أنّ عليّاً استعمله على عكبرا. قال: ولم يكن السواد يسكنه المصلّون، وقال لي: إذا كان عند الظهر فرح إلي، فرحت إليه، فلم أجد عنده حاجباً يحبسني عنه دونه، فوجدته جالساً وعنده قدح وكوز من ماء، فدعا بظبية، فقلت في نفسي: لقد أمنني حتّى يخرج إليّ جوهراً، ولا أدري ما فيها، فإذا عليها خاتم، فكسر الخاتم، فإذا فيها سويق، فأخرج منها فصبّ في القدح، فصبّ عليه ماء، فشرب وسقاني، فلم أصبر، فقلت: يا أميرالمؤمنين، أتصنع هذا بالعراق وطعام العراق أكثر من ذلك!؟

قال: أما والله ما أختم عليه بخلاً عليه، ولكنّي أبتاع قدر ما يكفيني، فأخاف أن يفنى فيصنع من غيره، وإنّما حفظي لذلك، وأكره أن أدخل بطني إلاّ طيّباً. (1)

5801. الشاشي: حدّثنا أبوجعفر محمّد بن علي، حدّثنا أبونعيم، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر البجلي، قال: سمعت عبدالملك بن عمير، حدّثني رجل من ثقيف:

أنّ عليّاً استعمله على عكبرا - قال: ولم يكن السواد يسكنه المصلّون - فقال لي بين أيديهم: لتستوفي خراجهم ولا يجدون فيك رخصة، ولا يجدون فيك ضعفاً، ثمّ قال لي: إذا كان عند الظهر فرح إلي، فرحت إليه، فلم أجد عليه حاجباً يحجبني دونه، وجدته جالساً وعنده قدح وكوز فيه ماء، فدعا مطيّبه، فقلت في نفسي: لقد أمنني حتّى يخرج إليّ جوهر - إذ لا أدري ما فيها - فإذا عليها خاتم، فكسر الخاتم فإذا فيها سويق، فأخرج منه وصبّ في القدح فصبّ عليه ماء فشرب وسقاني، فلم أصبر أن قلت له: يا أميرالمؤمنين، أتصنع هذا بالعراق ؟ طعام العراق أكثر من ذلك!؟

قال: أما والله ما أختم عليه بخلاً عليه ولكنّي أبتاع قدر ما يكفيني فأخاف أن نمى فيصنع فيه من غيره، فإنّما حفظي لذلك، وأكره أن أدخل بطني إلاّ طيّباً، وإنّي لم أستطع

ص:435


1- (1) . حلية الأولياء 82/1، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4)، زهده وتعبّده، وعنه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ 458/1، الباب الرابع، [2] في ذكر ورعه وزهادته عليه السلام , ونحوه في الوسيلة للملاّ 6/القسم244/2 , مرسلاً. وراجع: صفة الصفوة لابن الجوزي 168/1، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب [3] (5)، ذكر زهده.

أن أقول لك إلاّ الّذي قلت لك بين أيديهم، إنّهم قوم خدع ولكنّي آمرك الآن بما تأخذهم به، فإن أنت فعلت وإلاّ أخذك الله به دوني، فإن يبلغني عنك خلاف ما أمرتك عزلتك، فلا يتبعنّ لهم رزقاً يأكلونه ولا كسوة شتاء ولا صيف، ولا تضربنّ رجلاً منهم سوطاً في طلب درهم، ولا تقبحه في طلب درهم، فإنّا لم نؤمر بذلك، ولا تبيعنّ لهم دابّة يعملون عليها، إنّما امرنا أن نأخذ منهم العفو.

قال: قلت: إذاً أجيئك كما ذهبت! قال: وإن فعلت.

قال: فذهبت فتتبّعت ما أمرني به، فرجعت والله ما بقي علي درهم واحد إلاّ وفيته. (1)

5802. أحمد : [حدّثني] زيد بن الحُباب، أنبأنا عبدالملك بن عمير، عن رجل من ثقيف:

أنّ عليّاً رضي الله عنه استعمله على عكبرا، من سواد الكوفة، قال: ثمّ قال لي: صلّ الظهر عندي، فجئت فما حجبني عنه أحد، وإذا عنده كوز من ماء وقدح، فدعا ببطية (2)فكسر خاتمها، وشرب من السويق، فقلت: يا أميرالمؤمنين، يفعل هذا بالعراق والعراق أكثر طعاماً من ذلك!؟ فقال: أما والله ما أختم عليه بخلاً منّي على الطعام، وما أنا لشيء أحفظ منّي لما ترى، إنّي أكره أن يجعل فيه ما ليس منه، وأكره أن يدخل بطني إلاّ طيّب. (3)

15. عدي بن ثابت

5803. يحيى بن سليمان الجعفي: حدّثنا أسباط - يعني ابن محمّد -، حدّثنا عمرو بن قيس الملائي، عن عدي بن ثابت، قال:

اتي علي بن أبي طالب عليه السلام بفالوذج فأبى أن يأكل منه، وقال: شيء لم يأكل منه رسول الله صلّى الله عليه و آله لا احبّ أن آكل منه. (4)

ص:436


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 487/42 - 488، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).
2- (2) . كذا في الأصل، والباطية: إناء من زجاج.
3- (3) . الورع ص 75 - 76، الباب 48، [2] في الصبر وخراب الدنيا.
4- (4) . عنه الخوارزمي بإسناده إليه في المناقب ص 119 (131), من طريق البيهقي, وأبي زرعة الرازي.

5804. وكيع : عن سفيان، عن عمرو بن قيس الملائي، عن عدي بن ثابت:

أنّ عليّاً اتي بفالوذج فلم يأكل. (1)

5805. أحمد الدورقي: حدّثنا عبدالرحمان بن مهدي، قال: حدّثنا سفيان، عن عمرو بن قيس، عن عدي بن ثابت:

أنّ عليّاً اتي بفالوذج فلم يأكله.... (2)

16. عقبة بن علقمة

5806. ابن أبي الحديد : روى النضر بن منصور، عن عقبة بن علقمة، قال:

دخلت على علي عليه السلام، فإذا بين يديه لبن حامض، آذتني حموضته، وكسر يابسة، فقلت: يا أميرالمؤمنين، أ تأكل مثل هذا!؟ فقال لي: يا أباالجنوب، كان رسول الله يأكل أيبس من هذا، ويلبس أخشن من هذا - وأشار إلى ثيابه - فإن أنا لم آخذ بما أخذ به خفت ألاّ ألحق به. (3)

17. علقمة بن قيس

5807. الزمخشري: الأسود [بن يزيد الهمداني] وعلقمة [بن قيس الهمداني, قالا]:.... (4)

تقدّمت روايته مع رواية الأسود بن يزيد.

18. امّ كلثوم بنت علي عليه السلام

5808. القاضي عبدالجبّار : روي عن امّ كلثوم بنت علي عليه السلام أنّها قالت - وقد قدّمت

ص:437


1- (1) . عنه أبونعيم بإسناده إليه في حلية الأولياء 81/1 , ترجمة علي بن أبي طالب [1] (4), زهده وتعبّده، ومن طريقه المتّقي في كنز العمّال 184/13 (36550).
2- (2) . عنه عبدالله بن أحمد في فضائل الصحابة لأحمد 536/1 - 537 (894), [2] والزهد لأحمد ص 164، [3] زهد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
3- (3) . شرح نهج البلاغة 201/2، [4] شرح الخطبة 34.
4- (4) . ربيع الأبرار 693/2 , باب الطعام وألوانه....

طعاماً وعوتبت في ذلك - :

كيف لو رأيتم طعام أميرالمؤمنين ؟ فاُتي بأترج فأخذ الحسين أترجة فانتزعها من يده وردّها في القسمة. (1)

19. المراسيل والأقوال

5809. ابن أبي الحديد : روى بكر بن عيسى، قال:

كان علي عليه السلام يقول: يا أهل الكوفة، إذا أنا خرجت من عندكم بغير راحلتي ورحلي وغلامي فلان فأنا خائن، فكانت نفقته تأتيه من غلّته بالمدينة بينبع، وكان يطعم الناس منها الخبز واللحم، ويأكل هو الثريد بالزيت. (2)

5810. الخوارزمي: من كلام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :

ما خلقت ليشغلني أكل الطيّبات، كالبهيمة المربوطة همّها تقمّمها، [أ]و المرسلة شغلها علفها، تكترش من أعلافها وتلهو عمّا يراد بها. (3)

5811. ابن أبي الحديد : جاء في الخبر أنّ يوسف عليه السلام كان يجوع في سني الجدب، فقيل له: أتجوع وأنت على خزائن مصر!؟ فقال: أخاف أن أشبع فأنسى الجياع.

وكذلك قال علي عليه السلام، وقد قيل له: أهذا لباسك، وهذا مأكولك، وأنت أميرالمؤمنين!؟ فقال: نعم، إنّ الله فرض على أئمّة العدل أن يقدّروا لأنفسهم كضعفة الناس؛ كيلا يتبيّغ بالفقير فقره. (4)

ص:438


1- (1) . المغني، الجزء المتمّ العشرين، القسم الثاني في الإمامة، ص 141. وقال: وكان القليل والكثير من ذلك يردّه في قسمة المسلمين، وسيرته في ذلك معروفة يطول ذكرها إن شرحناها، وتصدّق مع ذلك بأملاكه أجمع ولم يخلف إلاّ ثلاثمئة درهم على ما يذكر، أو سبعمئة درهم أراد أن يشتري بها مملوكاً ليكفيه بعض المهن.
2- (2) . شرح نهج البلاغة 200/2، [1] شرح الخطبة 34.
3- (3) . المناقب ص 155، ذيل الحديث 182.
4- (4) . شرح نهج البلاغة 236/11 - 237، [2] شرح الخطبة 217.

5812. ابن أبي الحديد : كان [علي عليه السلام ] أخشن الناس مأكلاً وملبساً... كان يأتدم إذا ائتدم بخلّ أو بملح، فإن ترقّى عن ذلك فبعض نبات الأرض، فإن ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الإبل، ولا يأكل اللحم إلاّ قليلاً، ويقول: لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوان. وكان مع ذلك أشدّ الناس قوّة، وأعظمهم أيداً، لا ينقض الجوع قوّته، ولا يخوّن الإقلال مُنّته. (1)

5813. أبوعبيدة : مضى علي بن أبي طالب إلى الربيع بن زياد يعوده، فقال له: يا أميرالمؤمنين، أشكو إليك عاصماً أخي. قال: ما شأنه، قال: ترك الملاذ ولبس العباءة، فغمّ أهله، وأحزن ولده، فقال: عليّ عاصماً.

فلمّا حضر بشّ في وجهه وقال: أترى الله أحلّ لك الدنيا وهو يكره أخذك منها؟ أنت والله أهون على الله من ذلك، فوالله لابتذالك نعم الله بالفعال أحبّ إليه من ابتذالك بالمقال.

فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي أراك تؤثر لبس الخشن وأكل الشعير! فتنفّس الصعداء، ثمّ قال: ويحك يا عاصم! إنّ الله افترض على أئمّة العدل أن يقدّروا أنفهسم بالعوام لئلاّ يتبيّغ بالفقير فقره. (2)

5814. العتبي: أصابت الربيع بن زياد نشّابة في جبينه، فكانت تنتقض عليه كلّ عام. فأتاه علي بن أبي طالب عائداً، فقال: كيف تجدك يا أباعبدالرحمان ؟ قال: أجدني لو كان لا يذهب ما بي إلاّ بذهاب بصري لتمنّيت ذهابه. قال: وما قيمة بصرك عندك ؟ قال: لو كانت لي الدنيا فديته بها. قال: لا جرم، يعطيك الله على قدر الدنيا، لو كانت لك لأنفقتها في سبيل الله، إنّ الله يعطي على قدر الألم والمصيبة، وعنده بعد تضعيف كثير.

وقال له الربيع: يا أميرالمؤمنين، إنّي لأشكو إليك عاصم بن زياد. قال: وماله ؟ قال: لبس العباء، وترك الملاء، وغمّ أهله، وأحزن ولده. قال: عليّ عاصماً.

ص:439


1- (1) . شرح نهج البلاغة 26/1، [1] المقدّمة، القول في نسب أميرالمؤمنين عليه السلام.
2- (2) . عنه ابن الجوزي بإسناده إليه في تلبيس إبليس ص 200 - 201، فصل في اللباس الّذي يزري بصاحبه يتضمّن إظهار الزهد.

فلمّا أتاه عبس في وجهه، وقال: ويلك يا عاصم! أترى الله أباح لك اللذّات وهو يكره منك أخذك منها؟ أنت أهون على الله من ذلك، أو ما سمعته يقول: ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) (1)حتّى قال: ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ ) (2)، وتالله لابتذال نعم الله بالفعال أحبّ إلىّ من ابتذالها بالمقال، وقد سمعته يقول: ( وَ أَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (3)، وقوله: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (4).

قال عاصم: فعلام اقتصرت أنت يا أميرالمؤمنين على لبس الخشن وأكل الحشف (5)؟

قال: إنّ الله افترض على أئمّه العدل أن يقدّروا أنفسهم بالعوام؛ لئلاّ يشنع (6)بالفقير فقره.

قال: فما خرج حتّى لبس الملاء وترك العباء. (7)

5815. الإسكافي: ذكروا أنّه لمّا قدم البصرة دخل على العلاء بن زياد الحارثي يعوده....

قال العلاء: يا أميرالمؤمنين، أشكو إليك أخي عاصم بن زياد.

قال: وما له ؟ قال: لبس العباء وتخلّى عن الدنيا. قال: عليّ به.

فاُتي به، فقال له: يا عدوّ نفسه، أما رحمت أهلك وولدك ؟ أترى الله أحلّ لك الطيّبات وهو يكره أن تأخذها؟ أنت أهون على الله من ذلك.

قال: يا أميرالمؤمنين، هذا أنت في خشونة ملبسك، وجشوبة مأكلك!

قال: ويحك! إنّي لست كأنت، إنّ الله فرض على أئمّة العدل أن يقدّروا أنفسهم

ص:440


1- (1) . الرحمن/20. [1]
2- (2) . الرحمن/22. [2]
3- (3) . الضحى/11. [3]
4- (4) . الأعراف/32. [4]
5- (5) . الحشف: الخبز اليابس، أو أراد التمر.
6- (6) . يشنع: يقبح ويعظم.
7- (7) . عنه ابن عبد ربّه في العقد الفريد 213/2 - 214، كتاب الياقوتة في العلم والأدب، باب في الغلوّ في الدين. [5]

بضعفة الناس كيلا يتبيّغ بالفقير فقره. (1)

5816. الزمخشري: قال الربيع بن زياد الحارثي لعلي رضي الله عنه: أعدني على أخي عاصم، قال: ما باله ؟ قال: لبس العباءة يريد النسك. قال عليّ به، فأتوا به مؤتزراً بعباءة، مرتدياً باُخرى، شعث الرأس واللحية، فعبس في وجهه وقال: ويحك! أما استحيت من أهلك ؟ أما رحمت ولدك ؟ أ ترى أنّ الله أباح لك الطّيبات وهو يكره أن تنال منها شيئاً؟ بل أنت أهون على الله، أما سمعت الله يقول في كتابه: ( وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ ) (2)إلى قوله: ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ ) (3)؟ أ فترى الله أباح هذا لعباده إلاّ ليبتذلوه ويحمدوا الله عليه فيثيبهم، وإنّ ابتذالك نعم الله بالفعل خير منه بالمقال ؟

قال عاصم: فما بالك في خشونة مأكلك وخشونة ملبسك!؟ فإنّما تزيّنت بزينتك! قال: ويحك! إنّ الله فرض على أئمّة الحقّ أن يقدّروا أنفسهم بضعفة الناس. (4)

5817. الزمخشري: قال الربيع بن زياد لعلي عليه السلام : يا أميرالمؤمنين، أشكو إليك أخي عاصماً، لبس العباءة وتخلى عن الدنيا. قال: عليّ به، فقال له: يا عديّ نفسه، لقد استهام بك الخبيث، أما رحمت أهلك وولدك ؟ أترى الله أحلّ لك الطيّبات وهو يكره أن تأخذها؟ أنت أهون على الله من ذلك.

قال: يا أميرالمؤمنين، هذا أنت في خشونة ملبسك، وجشوبة مأكلك! قال: ويحك! إنّي لست كأنت، إنّ الله فرض على أئمّة العدل أن يقدّروا أنفسهم بضعفة الناس كي لا يبيغ بالفقير فقره. (5)

ص:441


1- (1) . المعيار والموازنة ص 243، [1] عيادة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام بالبصرة العلاء بن زياد الحارثي.
2- (2) . الرحمن/10. [2]
3- (3) . الرحمن/22. [3]
4- (4) . ربيع الأبرار 85/4 - 86، باب اللهو واللعب واللذّات. [4]
5- (5) . ربيع الأبرار 380/4، باب اليأس والقناعة والرضا بما رزق الله. [5]

5818. الزمخشري: كتب علي رضي الله عنه إلى عثمان بن حنيف - وهو عامله على البصرة - :

بلغني أنّ رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك الى مأدبة فأسرعت إليها، تستطاب لك الألوان، وتنقل إليك الجفان، وما ظننت أنّك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفوّ وغنيّهم مدعوّ، فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم، فما اشتبه عليك علمه فالفظه، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه.

ألا وإنّ لكلّ مأموم إماماً يقتدي به، ويستضيء بنور علمه، ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه.

ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفّى هذا العسل؛ ولباب هذا القمح؛ ونسائج هذا القزّ، ولكن هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة، ولعلّ بالحجاز أو باليمامة من لا طمع له في القرص، ولا عهد له بالشبع، أو أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى وأكباد حرّى ؟ أو أكون كما قال:

وحسبك داء أن تبيت ببطنة وحولك أكباد تحنّ إلى القدّ

أ أقنع من نفسي بأن يقال: أميرالمؤمنين ؟ ولا اشاركهم في مكاره الدهر، أو أكون لهم اسوة في جشوبة العيش، فما خلقت ليشغلني أكل الطيّبات، كالبهيمة المربوطة همّها علفها، أو المرسلة شغلها تقمّمها، تكترش من أعلافها وتلهو عمّا يراد بها.

وكأنّي بقائلكم يقول: إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران ومنازل الشجعان! ألا وإنّ الشجرة البريّة أصلب عوداً، والروائع الخضرة أرقّ جلوداً.

وأيم الله يميناً - أستثني فيها بمشيئة الله - لأروضنّ نفسي رياضة تهشّ معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوماً، وتقنع بالملح مأدوماً. (1)

5819. البرّي: كتب رضي الله عنه إلى عثمان بن حنيف الأنصاري الأوسي حين استعمله على البصرة:

أمّا بعد، فقد بلغني أنّ بعض قطّان البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت، وكرّت عليكم

ص:442


1- (1) . ربيع الأبرار 719/2 - 721، باب الطعام وألوانه.... [1]

الجفان فكرعت، فأكلت أكل يتيم نهم، أو ضبع قرم، وما خلتك تأكل طعام قوم عائلهم مجفوّ وغنيّهم مدعو.

واعلموا أنّ إمامكم قد اكتفى بطمرته، يسدّ فورة جوعه بقرصته، ولا يطعم الفلذة إلاّ في سنة اضحيته، ولن تقدروا على ذلك، فأعينوني بورع واجتهاد، فمتاع الدنيا صائر إلى نفاد.

والله ما ادّخرت من دنياكم تبراً، ولا أخذت من أقطارها شبراً، وإنّ قوتي فيها لبعض قوت أتان دبرة، ولهي عندي أهون من عصفة مقرة، ( تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (1).

ولو شئت لاهتديت إلى هذا العسل المصفّى ولباب البرّ المربّى حين ينضجه وقوده، هيهات أن يغرّني معقوده، ولعلّ يتيماً في المدينة يتضوّر من سغبه، أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى ؟ إذا يخصمني في القيامة دهم من ذكر واُنثى، وكأنّ بقائلكم يقول: إذا كان هذا قوت أميرالمؤمنين فقد قعد به العجز عن مبارزة الشجعان ومنازعة الأقران! أ لم تسمعوا الله يقول: ( فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا وَ اللّهُ يُحِبُّ الصّابِرِينَ ) (2).

والله ما اقتلعت باب خيبر بقوّة جسدانيّة ولا بحركة غذائيّة، لكنّي ايّدت بقوّة ملكوتيّة، وأنا من أحمد كالضوء من الضوء، والله لو تظاهرت العرب على قتالي ما باليت، ولو أمكنتني من رقابها ما بغيت، ( وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) (3).

إليك عنّي يا دنيا، حبلك على غاربك، بثثت لي الحبالة فانسللت من مخالبك، ورأيت آثار مصائدك فاجتنبت العبور في مراحضك، أين القرون الّتي أقنيتها بزخارفك وفي حبائلك أوقعتها ومتالفك!؟ والله لو كنت شخصاً مرئيّاً أو طللاً حسّيّاً لأقمت عليك

ص:443


1- (1) . القصص/83. [1]
2- (2) . آل عمران/146. [2]
3- (3) . الشعراء/227. [3]

حدود الله في عباد أسلمتهم إلى التلف، وأوردتهم موارد الهلكة والأسف!

هيهات هيهات! من وطئ رحضك زلق، ومن شرب من مائك شرق، والسالم منك قليل، وعزيزك وإن عظم حقير ذليل.

فاغربي عنّي، فوالله لا ألين لك فتخدعيني، ولا أنقاد لك فتذلّيني.

أتعزّيني بأن أنام على القباطي من اليمن، وأتمرّغ في مفروش من منقوش الأرمن، وأغذو نفساً حلوها ومرّها لتسمن ؟ إذاً أكون كإبل ترعى وتبعر.

والله لأروضنّ نفسي رياضة تهشّ إلى قوتها إذا عنه نفرت، وتقنع بملحها مأدوماً إذا هي أفطرت، لعلّها تنال نعيماً، وملكاً كبيراً جسيماً، والسلام. (1)

5820. العاصمي: يدلّك على كمال حظّه فيها [أي في علم المكاتبة] كتاب كتبه إلى عثمان بن حنيف عامله بالبصرة، [و] هو لعمري كتاب يجمع الشجاعة والنجدة والزهد والحكمة والفصاحة والموعظة، كتب إليه:

بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد، فقد بلغني أنّ رجلاً من قطّان البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت، وكرّت عليكم الجفان فكرعت، وأكلت منها أكل يتيم نهم، وضبع قرم، وما خلتك تأكل طعام قوم عائلهم مجفوّ، وغنيّهم مدعوّ، وما على هذا تركنا رسول الله - صلّى الله عليه -.

[ألا وإنّ لكلّ مأموم إماماً يقتدي به ويستضيء بنور علمه].

واعلموا أنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، [و] يسدّ فورة جوعه بقرصيه، فما تطعّم الفلذة في حوليه إلاّ من سنة اضحيته، وإنّكم لن تقدروا على ذلك، فأعينوني بورع واجتهاد، فوالله ما كنزت من دنياكم تبراً، ولا ادّخرت من أقطارها شبراً، وما اقتات منها إلاّ بعض قوت [مثل قوت] أتان دبرة، ولهي في عيني أهون من عفصة مقرة.

ألا إنّ للصابر على البلوى أجراً عظيماً، فصدق الله جلّت عظمته [حيث يقول]:

ص:444


1- (1) . الجوهرة ص 81 - 83، [1] فضائل علي رضي الله عنه.

( تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (1).

ولو شئت لاهتديت [الطريق] إلى هذا العسل المصفّى ولباب البرّ المربّى وضربت هذا بذاك، حتّى تنضجه وقوده، هيهات أن يغرّني معقوده، ولعلّ باليمامة يتيماً يتضوّر من سغبه، أ أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى ؟ إذا يخصمني في القيامة دهم من ذكر وأنثى.

وكأنّي بقائلكم يقول: إذا كان قوت ابن أبي طالب هذا فقد قعد به الضعف عن مبارزة الأقران ومناجزة الشجعان! أ لم يسمع الله يقول: ( فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا وَ اللّهُ يُحِبُّ الصّابِرِينَ ) (2)؟

ألا وإنّ الشجرة البريّة أصلب عوداً، والرواتع الخضرة أرقّ جلوداً، والنابتة المعذبة أقوى وقوداً وأبطأ خموداً.

وبحقّ أقول: ماقلعت باب خيبر بقوّة جسمانيّة ولا بحركة غذائيّة، ولكن ايّدت بقوّة ملكوتيّة، ونفس بنور بارئها مضيئة، وأنا من أحمد كالصنو من الصنو.

وحقّاً أقول: لو تظاهرت العرب على قتالي ما ولّيت، ولو أمكنني من رقابها ما أنفيت ومن لم يبال متى حتفه عليه ساقط ، فجنانه في الملمّات رابط .

ووالله لو ارتدّت العرب عن حنيفيّة أحمد لخضت إليها حياض المنون بنفسي، ولضربتها ضرباً يقدّ الهام ويرضّ العظام، حتّى يحكم الله بيني وبينها وهو خير الحاكمين.

وسأجهد في تطهير الأرض من هذا الشخص المعكوس والجسم المنكوس حتّى تخرج المدرة من [بين] حبّ الحصيد.

اللهمّ انصرنا على القوم المجرمين، ( وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) (3).

ص:445


1- (1) . القصص/83. [1]
2- (2) . آل عمران/146. [2]
3- (3) . الشعراء/227. [3]

إليك عنّي يا دنيا، فحبلك على غاربك، بئست لي الحبالة فانسللت من مخالبك، ورأيت آثار مكائدك فاجتنبت العبور عن مداحظك، أين القرون اللواتي أغويتها بزخارفك!؟ ها هي في بلاقعها قد أفنيتها بمصائبك، ولو كنت شخصاً مرئيّاً، أو قالباً حسّيّاً لأقمت عليك حدود الله تعالى في أقوام أسلمتهم إلى التلف، وأوردتهم موارد الهلاك.

هيهات هيهات! من وطئ دحضك زلق، ومن شرب من مائك شرق، [و] السالم منك لا يشتغل بك سمعه ولا بصره.

فاعزبي عنّي، فما ألين لك فتذلّيني، ولا انقاد لك فتخدعيني!

أتغرّيني بأن أنام في القباطي من اليمن، وأتمرّغ في مفروش من متوش الأرمن، فاُغذّي نفسي بحلوها ومرّها للسمن ؟ إذاً أكون كإبل ترعى وتبعر.

والله لأروضنّ نفسي رياضة تهشّ [معها] إلى قوتها إذاً رقدت، وتقنع بملحها مأدوماً إذا أفطرت، وتستلين الصوف ملبساً إذا نعمت، ولأدعنّ عيني كعين ماء نضبت، لعلّها تنال نعيماً وملكاً كبيراً.

هيهات هيهات! أ تمتلئ الإبل من رعيها فتغفى، وترتع البهيمة في عشبها فتبرك، ويأكل علي قرصه فينام ؟ قرّت عينه إذا بفعلته البهيميّة إذا اقتدى بعد السنين [المتطاولة] بالسائمة المرعيّة!

فاتّق الله يا ابن حنيف وليكفك أقراصك ليكون في ذلك من النار خلاصك، والسلام. (1)

5821. الباعوني: قال [علي] - كرّم الله وجهه - في كتاب كتبه إلى سهل بن حنيف [الأنصاري]:

إليك عنّي يا دنيا، فحبلك على غاربك، قد انسللت من مخالبك، [وأفلّت من حبائلك] واجتنبت الذهاب في مداحضك.

أين القرون الّذين غدرتهم بمداعبك ؟ وأين الاُمم الّذين فتنتهم بزخارفك ؟ ها هم

ص:446


1- (1) . زين الفتى 205/1 - 210 (120). [1]

رهائن القبور ومضامين اللحود، والله لو كنت شخصاً مرئيّاً [وقالباً حسّيّاً] لأقمت عليك حدود الله في عباد غررتهم بالأماني، وألقيتهم في المهاوي، وملوك أسلمتهم إلى التلف [وأوردتهم موارد البلاء] إذ لاورد ولا صدر!

هيهات! من وطئ دحضك زلق، ومن ركب لججك غرق، ومن ازورّ عن حبائلك وفّق، والسالم منك لا يبالي إن ضاق به مناخه، والدنيا عنده كيوم حان انسلاخه.

اعزبي عنّي، فوالله لا أذلّ لك فتستذلّيني، ولا أسلس لك قيادي فتقوديني.

وأيم الله يميناً - أستثني فيها بمشيئة الله - لأروضنّ نفسي رياضة تهشّ معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوماً، وتقنع بالملح مأدوماً، ولأدعنّ مقلتي كعين ماء نضب معينها مستفرغة دموعها.

أ تمتلئ السائمة من رعيها فتبرك، وتشبع الربيضة من عشبها فتربض، ويأكل علي من زاده فيهجع ؟ قرّت إذاً عينه إذ اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة والسائمة المرعيّة.

طوبى لنفس أدّت إلى ربّها فرضها وعركت بجنبها بؤسها وهجرت في ليلها غمضها حتّى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها، وتوسّدت كفّها في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم، وهمهمت بذكر ربّهم شفاههم، وتقشّعت بطول استغفار ربّهم ذنوبهم، ( أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ). (1)

فاتّق الله يا ابن حنيف، ولتكفك أقراصك ليكون من النار خلاصك. (2)

5822. الزمخشري: أكل علي رضي الله عنه من تمر دقل ثمّ شرب عليه الماء، وضرب على بطنه وقال: من أدخله بطنه النار فأبعده الله. ثمّ تمثّل:

فإنّك مهما تعط بطنك سؤله وفرجك نالا منتهى الذمّ أجمعا

ص:447


1- (1) . المجادلة/22. [1]
2- (2) . جواهر المطالب 312/1 - 314، الباب التاسع والأربعون، [2] في خطبه ومواعظه الجامعة.

كان علي رضي الله عنه يفطر ليلة عند الحسن و ليلة عند الحسين و ليلة عند عبدالله بن جعفر، لا يزيد على اللقمتين أو الثلاث، فقيل له، فقال: إنّما هي ليال قلائل حتّى يأتي أمر الله و أنا خميص البطن. فقتل في ليلته. (1)

ص:448


1- (1) . ربيع الأبرار 672/2، باب الطعام وألوانه.... [1]

الباب الثالث عشر: أزواجه عليه السلام وجواريه

أ. أزواجه عليه السلام

1. فاطمة الزهراء عليها السلام

على قول:

1. الطبري---3. ابن كثير

2. ابن فندق

1. الطبري

5823. الطبري: فأوّل زوجة تزوّجها فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ولم يتزوّج عليها حتّى توفّيت عنده، وكان لها منه من الولد الحسن والحسين، ويذكر أنّه كان لها منه ابن آخر يسمّى محسّناً، توفّي صغيراً، وزينب الكبرى، واُمّ كلثوم الكبرى. (1)

2. ابن فندق

5824. ابن فندق : فاطمة الزهراء عليها السلام امّ الحسن والحسين عليهما السلام والمحسّن، بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله. (2)

ص:449


1- (1) . تاريخ الطبري 153/5، [1] حوادث سنة أربعين، ذكر الخبر عن أزواجه وأولاده.
2- (2) . لباب الأنساب 336/1 - 337، [2] في عنوان: أسامي زوجات أميرالمؤمنين. وسيأتي تمام الكلام في زواجها وسائر شؤونها في ترجمتها عليها السلام فراجع.

3. ابن كثير

5825. ابن كثير : فأوّل زوجة تزوّجها علي رضي الله عنه فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، بنى بها بعد وقعة بدر، فولدت له الحسن وحسيناً، ويقال: ومحسّناً، ومات وهو صغير.

وولدت له زينب الكبرى واُمّ كلثوم، وهذه تزوّج بها عمر بن الخطّاب. (1)

ولم يتزوّج علي على فاطمة حتّى توفّيت بعد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بستّة أشهر، فلمّا ماتت تزوّج بعدها بزوجات كثيرة، منهنّ من توفّيت في حياته، ومنهنّ من طلّقها، وتوفّي عن أربع. (2)

2. امامة بنت زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم

نذكر أوّلاً قصّة زواجها بعلي عليه السلام وأنّه كان بوصيّة من فاطمة الزهراء، ثمّ ما روي من تحذير أميرالمؤمنين لها عند وفاته من محاولة معاوية لخطبتها، والتزامها بهذه الوصيّة، برواية:

1. عامر الشعبي---4. محمّد بن عبدالرحمان بن أبي ذئب

2. محمّد بن سليمان النوفلي---5. المراسيل والأقوال

3. محمّد بن شهاب الزهري

1. عامر الشعبي

5826. أبوإسحاق الجوزجاني: حدّثنا محمّد بن الصبّاح، حدّثنا هشيم، أخبرنا داوود بن أبي هند، عن الشعبي:

أنّ امامة بنت أبي العاص كانت عند علي بن أبي طالب، فلمّا اصيب ولّت أمرها المغيرة بن نوفل بن الحارث، فقال المغيرة: اشهدوا أنّه قد تزوّجها وأصدقها كذا وكذا. (3)

5827. البلاذري: حدّثت عن هشيم بن بشير، عن داوود بن أبي هند، عن الشعبي، قال:

ص:450


1- (1) . وفي هذا كلام وبحث ذكرناه في موضعه.
2- (2) . البداية والنهاية 331/7، [1] حوادث سنة أربعين، فصل في ذكر زوجاته وبنيه وبناته.
3- (3) . عنه الدولابي في الذرّيّة الطاهرة ص 70 (49).

كتب معاوية إلى مروان أن زوّجني امامة بنت أبي العاص، فأرسل إليها، فولّت أمرها المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب، فقال لها المغيرة: يا امامة، ألست قد ولّيتني أمرك ورضيت بمن ازوّجك ؟ قالت: نعم. قال: اشهدوا أنّي قد تزوّجتها، فكتب مروان بذلك إلى معاوية، فكتب إليه أن أعرض عنها. (1)

2. محمّد بن سليمان النوفلي

5828. ابن شبّة : حدّثنا علي بن محمّد النوفلي، عن أبيه أنّه حدّثه عن أهله:

أنّ عليّاً لمّا حضرته الوفاة قال لاُمامة بنت العاص: إنّي لا آمن أن يخطبك هذا الطاغية بعد موتي - يعني معاوية-، فإن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل عشيراً.

فلمّا انقضت عدّتها كتب معاوية إلى مروان يأمره أن يخطبها عليه، وبذل لها مئة ألف دينار، فأرسلت إلى المغيرة: إنّ هذا قد أرسل يخطبني، فإن كان لك بنا حاجة فأقبل، فخطبها إلى الحسن [بن علي] فزوّجها منه. (2)

3. محمّد بن شهاب الزهري

5829. ابن المقرئ : حدّثنا محمّد بن جعفر الزرّاد، حدّثنا عبيدالله بن سعد، حدّثنا عمّي، حدّثنا أبي، عن صالح بن كيسان، قال: وأحسب عن ابن شهاب، قال:

... وأبوالعاص بن الربيع... وهو صهر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، زوّجه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم زينب ابنته،

ص:451


1- (1) . أنساب الأشراف 414/2، [1] ولد علي بن أبي طالب عليه السلام، وأشار ابن عبدالبرّ إلى هذا الحديث في ترجمة امامة بنت أبي العاص، قال: «روى هشيم، عن داوود بن أبي هند، عن الشعبي، قال: كانت امامة عند علي»، فذكر معنى ما تقدّم سواء، أي معنى حديث النوفلي الآتي، فلاحظ : الاستيعاب 1790/4، [2] ترجمة امامة بنت أبي العاص (3236).
2- (2) . عنه ابن حجر في الإصابة 25/8، [3] ترجمة امامة بنت أبي العاص (10828)، وابن عبدالبرّ في الاستيعاب 1789/4 - 1790، [4] ترجمة امامة بنت أبي العاص (3236).

وهي أكبر بنات رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فولدت له علي بن أبي العاص، واُمامة بنت أبي العاص، فتوفّي علي بن أبي العاص وهو غلام، وكان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قد أردفه ناقته عام الفتح.

وقالت فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حين حضرتها الوفاة [لعلي]: تزوّج بنت اختي (1)امامة بنت أبي العاص، فتزوّجها علي بن أبي طالب، فمكثت عنده ثلاثين سنة، ولم تلد له شيئاً، وكانت عقيماً (2)، ثمّ تزوّجها بعد علي المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب. (3)

4. محمّد بن عبدالرحمان بن أبي ذئب

5830. ابن بكّار : حدّثني محمّد بن الحسن، عن عبدالعزيز بن محمّد، عن محمّد بن عبدالرحمان بن المغيرة، قال:

كانت امامة بنت أبي العاص - واُمّها زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم - عند علي بن أبي طالب، فلمّا توفّي عنها قال لها (4): لا تزوّجي، فإن أردت التزوّج فلا تخرجي من رأي المغيرة بن نوفل. فخطبها معاوية بن أبي سفيان، فجاءت إلى المغيرة تستأمره، فقال لها: أنا خير لك منه، فاجعلي أمرك إلي، ففعلت، فدعا رجالاً فتزوّجها. (5)

5831. ابن سعد : أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك المديني، عن ابن أبي ذئب:

أنّ امامة بنت أبي العاص قالت للمغيرة بن نوفل بن الحارث: إنّ معاوية قد خطبني. فقال لها: تزوّجين ابن آكلة الأكباد! فلو جعلت ذلك إلي. قالت: نعم. قال: قد تزوّجتك.

ص:452


1- (1) . هذا هو الصحيح, وفي الأصل المطبوع: «بنت أخي».
2- (2) . والقول بأنّها كانت عقيماً محلّ خلاف، فلاحظ ما سيأتي في رواية محمّد بن سعد.
3- (3) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 4/67، [1] ترجمة أبي العاص (8627).
4- (4) . كذا في الأصل والمعجم الكبير، والصواب: «فلمّا جرح علي...», كما في الرواية الآتية عن ابن الأثير.
5- (5) . المنتخب من كتاب أزواج النبيّ صلّى الله عليه و سلّم ص 29، ذكر خديجة بنت خويلد (1), وعنه الطبراني في المعجم الكبير 443/22 (1083)، وأضاف في آخره: «فهلكت امامة بنت أبي العاص عند المغيرة بن نوفل ولم تلد له، فليس لزينب عقب».

قال ابن أبي ذئب: فجاز نكاحه. (1)

5. المراسيل والأقوال

5832. ابن بكّار : وأوصى أبوالعاص بن الربيع بابنته امامة إلى الزبير بن العوّام وبتركته، فزوّجها الزبير علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، أوصته بذلك فاطمة -رضي الله عنها-، وقتل علي بن أبي طالب واُمامة بنت أبي العاص عنده، ولم تلد له، فقالت امّ الهيثم النخعيّة في ذلك:

أشاب ذؤابتي وأذلّ ركني اُمامة يوم فارقت القرينا

تطيف به لحاجتها إليه فلمّا استيأست رفعت رنينا (2)

5833. ابن إسحاق وأبومعشر : إنّ عليّاً دعا امرأته امامة ابنة أبي العاص بن الربيع وهو مريض، فسارّها، فيرون أنّه قال لها: إنّ معاوية سيخطبك، فإن أردت النكاح فعليك برجل من أهل البيت، أشار بها إلى... (3)فلمّا اجتمع الناس لمعاوية، بعث مروان على المدينة وقال: أنكح أميرالمؤمنين امامة بنت أبي العاص، فبلغها ذلك، فدعت المغيرة بن نوفل بن الحارث، فولّته أمرها، وأشهدت له، فزوّجها نفسه، وأشهد، فغضب مروان، فوقفها، وكتب إلى معاوية يعلمه بذلك، فكتب إليه أن دعه وإيّاها. (4)

5834. ابن إسحاق : وكانت زينب [بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من خديجة] عند أبي العاصي بن الربيع، فولدت له امامة وعليّاً، فذهب علي وهو غلام، وبقيت امامة حتّى تزوّجها

ص:453


1- (1) . الطبقات الكبرى 32/8 - 33، [1] ترجمة امامة بنت أبي العاص (4101)، ومثله في الاستيعاب لابن عبدالبرّ 1790/4، [2] ترجمة امامة بنت أبي العاص (3236).
2- (2) . عنه الطبراني بإسناده إليه في المعجم الكبير 443/22 (1081).
3- (3) . هكذا في الأصل.
4- (4) . عنهما عبدالرزّاق بإسناده إليهما في المصنّف 201/6 (10500)، وقال: نكحها علي بعد وفاة فاطمة.

علي بعد فاطمة، فتزوّجت بعد قتل علي المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب، فهلكت عنده. (1)

5835. ابن سعد : محمّد الأوسط بن علي، واُمّه امامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبدالعزّى بن عبد شمس بن عبدمناف، واُمّها زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، واُمّها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزّى بن قصي. (2)

5836. الزبيري: وكانت زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عند أبي العاصي بن الربيع بن وائل، فولدت له عليّاً، انقرض وكان غلاماً، زعموا أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أردفه خلفه يوم فتح مكّة، وهو رديف رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ؛ واُمامة بنت أبي العاصي أوصى بها أبوالعاصي إلى الزبير بن العوّام، فتزوّجها علي بن أبي طالب، فقتل عنها، فتزوّجها المغيرة بن نوفل فهلكت عنده، ولم تلد، فليس لزينب عقب.

... والمغيرة بن نوفل، فهو الّذي يقال: إنّ علي بن أبي طالب قال لاُمامة بنت أبي العاصي بن ربيع، واُمّها زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وقتل عنها علي بن أبي طالب، وزعموا أنّه أوصاها إن أرادت النكاح أن تجعل أمرها إلى المغيرة بن نوفل، فخطبها معاوية بن أبي سفيان، فجعلت أمرها إلى المغيرة، فتوثّق عليها، ثمّ زوّجها نفسه، فهلكت عنده، ولم تلد له. (3)

5837. ابن قتيبة : ومن ولد نوفل بن الحارث؛ المغيرة، وكان قاضي المدينة في خلافة عثمان، وشهد مع علي عليه السلام صفّين، وأوصاه علي -رضوان الله عليه- أن يتزوّج امامة بنت أبي العاص بعده، واُمّها زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وقال: إنّي أخاف أن يتزوّجها

ص:454


1- (1) . السير والمغازي ص 245 - 246، وفاة خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها -.
2- (2) . الطبقات الكبرى 14/3، ترجمة علي بن أبي طالب [1] (3)، ومثله في تاريخ الطبري 154/5، [2] حوادث سنة أربعين، ذكر الخبر عن أزواجه وأولاده.
3- (3) . نسب قريش ص 22، [3] ولد عبدالله بن عبدالمطّلب، و ص 86، ولد الحارث بن عبدالمطّلب.

معاوية. فتزوّجها المغيرة، فولدت له يحيى، وبه كان يكنّى.... (1)

5838. ابن الأثير : امامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبدالعزّى بن عبدمناف القرشيّة العبشميّة، امّها زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ولدت على عهد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وكان يحبّها، وحملها في الصلاة، وكان إذا ركع أو سجد تركها، وإذا قام حملها.

... ولمّا كبرت امامة تزوّجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد موت فاطمة عليها السلام، وكانت فاطمة وصّت عليّاً أن يتزوّجها، فلمّا توفّيت فاطمة تزوّجها، زوّجها منه الزبير بن العوّام؛ لأنّ أباها قد أوصاه بها.

فلمّا جرح علي خاف أن يتزوّجها معاوية، فأمر المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب أن يتزوّجها بعده.

فلمّا توفّي علي وقضت العدّة تزوّجها المغيرة، فولدت له يحيى، وبه كان يكنّى، فهلكت عند المغيرة.

وقيل: إنّها لم تلد لعلي ولا للمغيرة، وليس لزينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ولا لرقيّة ولا لاُمّ كلثوم -رضي الله عنهنّ - عقب، وإنّما العقب لفاطمة حسب. (2)

5839. ابن عبدالبرّ : وتزوّجها علي بن أبي طالب بعد فاطمة، زوّجها منه الزبير بن العوّام، وكان أبوها أبوالعاص قد أوصى بها إليه، فلمّا قتل علي بن أبي طالب وآمت منه امامة قالت امّ الهيثم النخعيّة:

أشاب ذؤابتي وأذلّ ركني اُمامة حين فارقت القرينا

تطيف به لحاجتها إليه فلمّا استيأست رفعت رنينا

وكان علي بن أبي طالب قد أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب أن

ص:455


1- (1) . المعارف ص 127، [1] أخوال عمومته وأبيه صلّى الله عليه و آله و سلّم.
2- (2) . اسد الغابة 400/5، [2] ترجمة امامة بنت أبي العاص. وانظر: ص 407 - 408 , ترجمة المغيرة بن نوفل القرشي.

يتزوّج امامة بنت أبي العاص بن الربيع زوجته بعده؛ لأنّه خاف أن يتزوّجها معاوية، فتزوّجها المغيرة، فولدت له يحيى، وبه كان يكنّى، وهلكت عند المغيرة.

وقد قيل: إنّها لم تلد لعلي ولا للمغيرة.

وكذلك قال الزبير: إنّها لم تلد للمغيرة بن نوفل، قال: وليس لزينب عقب. (1)

5840. السخاوي: وقد كان علي رضي الله عنه رام أن يحصل له ذلك [أي شرف الازدواج من بيت النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم ] أيضاً بعد وفاة الزهراء -رضي الله عنها-، حيث تزوّج ابنة اختها امامة ابنة أبي العاص بن الربيع بن عبدالعزّى بن عبد شمس، وهي سبطة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، امّها زينب، أوّل أولاده صلّى الله عليه و سلّم، امتثالاً لوصيّة الزهراء له بذلك، واستمرّت معه حتّى قتل، فتزوّجت بعده بالمغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب امتثالاً لوصيّة علي رضي الله عنه لها بعد أن خطبها معاوية... فامتنعت، واستمرّت عند المغيرة حتّى ماتت، ولم تلد له ولا لعلي أيضاً؛ بل ليس لزينب -رضي الله عنها- عقب أصلاً؛ فإنّ عليّاً ولدها من أبي العاص أيضاًمات وقد ناهز الاحتلام.

وقيل: إنّما تزوّج امامة بعد قتل علي أبوالهيّاج بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطّلب، لكنّ الأوّل أكثر. (2)

5841. الذهبي: امامة بنت أبي العاص الّتي كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يحملها في صلاته هي بنت بنته، تزوّج بها علي بن أبي طالب في خلافة عمر، وبقيت عنده مدّة، وجاءته الأولاد منها، وعاشت بعده حتّى تزوّج بها المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب الهاشمي، فتوفّيت عنده بعد أن ولدت له يحيى بن المغيرة، ماتت في دولة معاوية بن أبي سفيان، ولم ترو شيئاً. (3)

ص:456


1- (1) . الاستيعاب 1789/4، [1] ترجمة امامة بنت أبي العاص (3236)، وعنه ابن حجر في الإصابة 25/8، [2] ترجمة امامة بنت أبي العاص (10828).
2- (2) . استجلاب ارتقاء الغرف 262/1 - 263، المقدّمة فيمن حضرني من أقرباء رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.
3- (3) . سير أعلام النبلاء 335/1، ترجمة امامة بنت أبي العاص (71).

5842. ابن فندق : امامة بنت زينب بنت (1)رسول الله صلّى الله عليه و آله، بنت أبي العاص، تزوّجها بعد فاطمة الزهراء، له منها عبدالرحمان. (2)

5843. ابن كثير : امامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبدشمس بن عبدمناف بن قصي، واُمّها زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وهي الّتي كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يحملها وهو في الصلاة، إذا قام حملها، وإذا سجد وضعها، فولدت له [أي لعلي عليه السلام ] محمّداً الأوسط . (3)

5844. ابن طلحة : كان يوم قتله عليه السلام عنده أربع حرائر في نكاحه، وهنّ : امامة بنت أبي العاص بنت زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، تزوّجها بعد موت خالتها البتول فاطمة عليها السلام، وليلى بنت مسعود التميميّة، وأسماء بنت عميس الخثعميّة، واُمّ البنين الكلابيّة، واُمّهات أولاد ثماني عشرة امّ ولد. (4)

5845. المخزومي: زينب، فهي أكبر ولد النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، خرجت إلى أبي العاص بن الربيع بن عبدالعزّى بن عبدشمس، فولدت له عليّاً واُمامة بنت أبي العاص، تزوّجها أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بعد السيّدة فاطمة النبويّة عليها السلام بوصيّة منها. (5)

ص:457


1- (1) . في الأصل: «زوجة».
2- (2) . لباب الأنساب 337/1، [1] أسامي زوجات أميرالمؤمنين.
3- (3) . البداية والنهاية 332/7، [2] حوادث سنة أربعين، فصل في ذكر زوجاته وبنيه وبناته.
4- (4) . مطالب السؤول 262/1، الباب الأوّل, الفصل الحادي عشر، [3] في أولاده عليه السلام.
5- (5) . صحاح الأخبار ص 9. خاتمة هذا، وكان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يحبّها كثيراً، فروى أبوقتادة كما عند مسلم في صحيحه 385/1 - 386 (41 - 543/43)، وأبوداوود في سننه 333/1 (917 - 920)، وأحمد في مسنده 295/5 (22519) و ص 303 (22579) و ص 310 (22645)، والطبراني في المعجم الكبير439/22 - 442 (1067 - 1078)، والنسائي في السنن الكبرى 393/1 (792), وأيضاً ص 283 و 284 (526) و (527)، والبيهقي في السنن الكبرى 127/1، كتاب الطهارة، باب ما جاء في لمس الصغار وذوات المحارم، وعبدالرزّاق في المصنّف 33/2 (2378) و (2379) ومن طريقه أحمد والطبراني، و الحميدي في مسنده 203/1 (422)
3. خولة الحنفيّة

برواية:

1. أسماء بنت أبي بكر---4. قنبر مولى علي عليه السلام

2. الحسن بن صالح---5. المراسيل والأقوال

3. خراش بن إسماعيل

1. أسماء بنت أبي بكر

5846. الواقدي: أخبرنا عبدالرحمان بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء ابنة أبي بكر، قالت:

رأيت امّ محمّد ابن الحنفيّة سنديّة سوداء، وكانت أمة لبني حنيفة ولم تكن منهم، وإنّما

ص:458

صالحهم خالد بن الوليد على الرقيق، ولم يصالحهم على أنفسهم. (1)

2. الحسن بن صالح

5847. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا الحسن بن صالح، قال:

سمعت عبدالله بن الحسن يذكر أنّ أبابكر أعطى عليّاً امّ محمّد ابن الحنفيّة. (2)

3. خراش بن إسماعيل

5848. البلاذري: حدّثني علي بن المغيرة الأثرم وعبّاس بن هشام الكلبي، عن هشام، عن خراش بن إسماعيل العجلي، قال:

أغارت بنوأسد بن خزيمة على بني حنيفة، فسبوا خولة بنت جعفر، ثمّ قدموا بها المدينة في أوّل خلافة أبي بكر، فباعوها من علي، وبلغ الخبر قومها، فقدموا المدينة على علي فعرفوها، وأخبروه بموضعها منهم، فأعتقها ومهرها وتزوّجها، فولدت له محمّداً ابنه، وقد كان قال لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم : أتأذن لي إن ولد لي [غلام] بأن اسمّيه باسمك، واُكنّيه بكنيتك ؟ فقال: نعم. فسمّى ابن الحنفيّة محمّداً، وكنّاه أباالقاسم. (3)

4. قنبر مولى علي عليه السلام

5849. ابن حجر : خولة بنت إياس بن جعفر الحنفيّة، والدة محمّد بن علي بن أبي طالب.

رآها النبيّ صلّى الله عليه و سلّم في منزله فضحك، ثمّ قال: يا علي، أما إنّك تتزوّجها من بعدي، وستلد لك غلاماً فسمّه باسمي، وكنّه بكنيتي، وانحله.

ص:459


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 67/5، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680)، والذهبي في سير أعلام النبلاء 114/4، ترجمة ابن الحنفيّة (36)، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 323/54، ترجمة محمّد بن علي المعروف [2]بابن الحنفيّة (6797)، من طريق ابن سعد.
2- (2) . الطبقات الكبرى 67/5، ترجمة محمّد [3]ابن الحنفيّة (680). وبمثله حكاه الذهبي في سير أعلام النبلاء 111/4 , ترجمة ابن الحنفيّة (36), بلفظ : «قيل».
3- (3) . أنساب الأشراف 422/2 - 423، ترجمة محمّد [4]ابن الحنفيّة.

رويناه في فوائد أبي الحسن أحمد بن عثمان الأدمي، من طريق إبراهيم بن عمر بن كيسان، عن أبي جبير، عن أبيه قنبر حاجب علي، قال: رآني علي... فذكره. (1)

5. المراسيل والأقوال

5850. البلاذري: خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم.

قال علي بن محمّد المدائني: بعث رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عليّاً إلى اليمن فأصاب خولة في بني زبيد، وقد ارتدّوا مع عمرو بن معدي كرب، وصارت في سهمه، وذلك في عهد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فقال له رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : إن ولدت منك غلاماً فسمّه باسمي، وكنّه بكنيتي. فولدت له بعد موت فاطمة عليها السلام غلاماً، فسمّاه محمّداً، وكنّاه أباالقاسم. (2)

5851. الطبري: وله محمّد بن علي الأكبر، الّذي يقال له محمّد ابن الحنفيّة، امّه خولة ابنة جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، توفّي بالطائف، فصلّى عليه ابن عبّاس. (3)

5852. ابن سعد : خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. ويقال: بل كانت امّه من سبي اليمامة فصارت إلى علي بن أبي طالب. (4)

5853. ابن قتيبة : خولة بنت إياس بن جعفر، جار الصفا، وهي الحنفيّة. ويقال: هي خولة بنت جعفر بن قيس. ويقال: بل كانت أمة من سبي اليمامة، فصارت إلى علي،

ص:460


1- (1) . الإصابة 113/8، [1] ترجمة خولة بنت إياس (11114).
2- (2) . أنساب الأشراف 422/2، ترجمة محمّد [2]ابن الحنفيّة.
3- (3) . تاريخ الطبري 154/5، [3] حوادث سنة أربعين، ذكر الخبر عن أزواجه وأولاده.
4- (4) . الطبقات الكبرى 67/5، ترجمة محمّد [4]ابن الحنفيّة (680).

وأنّها كانت أمة لبني حنيفة سنديّة سوداء، ولم تكن من أنفسهم، وإنّما صالحهم خالد بن الوليد على الرقيق، ولم يصالحهم على أنفسهم. (1)

5854. البرّي: وأمّا أبوالقاسم محمّد بن علي ابن الحنفيّة فاُمّه من سبي بني حنيفة، اشتراها علي، واتّخذها امّ ولد، فولدت له محمّداً فأنجبت، واسمها خولة بنت إياس بن جعفر جان الصفا.

ويقال: بل كانت أمة لبني حنيفة، سنديّة سوداء، ولم تكن من أنفسهم، وإنّما صالحهم خالد بن الوليد على الرقيق، ولم يصالحهم على أنفسهم. (2)

5855. ابن فندق : خولة بنت يربوع، وقيل: لها منه عمر الأصغر ومحمّد الأوسط . (3)

5856. ابن كثير : وأمّا ابنه محمّد الأكبر فهو ابن الحنفيّة، وهي خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، سباها خالد أيّام الصدّيق أيّام الردّة من بني حنيفة، فصارت لعلي بن أبي طالب، فولدت له محمّداً هذا. (4)

5857. ابن أبي الحديد : امّ محمّد رضي الله عنه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.

واختلف في أمرها، فقال قوم: إنّها سبيّة من سبايا الردّة، قوتل أهلها على يد خالد بن الوليد في أيّام أبي بكر، لمّا منع كثير من العرب الزكاة، وارتدّت بنو حنيفة، وادّعت نبوّة مسيلمة، وإنّ أبابكر دفعها إلى علي عليه السلام من سهمه في المغنم.

ص:461


1- (1) . المعارف ص 210، [1] ولد علي رضي الله عنه.
2- (2) . الجوهرة ص 58، [2] ذيل ترجمة الحسين بن علي عليهما السلام.
3- (3) . لباب الأنساب 336/1، [3] أسامي زوجات أميرالمؤمنين.
4- (4) . البداية والنهاية 331/7، [4] حوادث سنة أربعين، فصل في ذكر زوجاته وبنيه وبناته.

وقال قوم - منهم أبوالحسن علي بن محمّد بن سيف المدائني - : سبيّة في أيّام رسول الله صلّى الله عليه و آله، قالوا: بعث رسول الله صلّى الله عليه و آله عليّاً إلى اليمن، فأصاب خولة في بني زبيد، وقد ارتدّوا مع عمرو بن معدي كرب، وكانت زبيد سبتها من بني حنيفة في غارة لهم عليهم، فصارت في سهم علي عليه السلام، فقال له رسول الله صلّى الله عليه و آله : إن ولدت منك غلاماً فسمّه باسمي، وكنّه بكنيتي. فولدت له بعد موت فاطمة عليها السلام محمّداً، فكنّاه أباالقاسم.

وقال قوم - وهم المحقّقون، وقولهم الأظهر - : إنّ بني أسد أغارت على بني حنيفة في خلافة أبي بكر الصدّيق، فسبوا خولة بنت جعفر، وقدموا بها المدينة، فباعوها من علي عليه السلام، وبلغ قومها خبرها، فقدموا المدينة على علي عليه السلام، فعرفوها وأخبروه بموضعها منهم، فأعتقها ومهرها وتزوّجها، فولدت له محمّداً، فكنّاه أباالقاسم.

وهذا القول هو اختيار أحمد بن يحيى البلاذري في كتابه المعروف ب -«تاريخ الأشراف». (1)

5858. سبط ابن الجوزي: واُمّ محمّد [ابن الحنفيّة] خولة بنت جعفر بن قيس الحنفي، وكانت امّ ولد من سبي اليمامة. (2)

5859. سبط ابن الجوزي: و [من أولاد علي عليه السلام ] محمّد الأكبر، وهو ابن الحنفيّة، واُمّه خولة بنت جعفر من سبي بني حنيفة، وقيل: كانت امّ ولد. (3)

ص:462


1- (1) . شرح نهج البلاغة 244/1 - 245، شرح الخطبة 11، في ذكر محمّد ابن الحنفيّة ونسبه وبعض أخباره. وانظر: الطبقات الكبرى لابن سعد 14/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]3)؛ الطبقات لخليفة بن خيّاط ص 404، ترجمة محمّد بن علي (1971)؛ الثقات لابن حبّان 348/5، ترجمة محمّد بن علي؛ تاريخ مدينة دمشق 320/54 - 333، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [2]6797)؛ جواهر المطالب 122/2، الباب الحادي والستّون، [3] في ذكر أزواجه؛ تهذيب التهذيب 354/9، ترجمة محمّد بن علي ( [4]586)؛ تهذيب الكمال 148/26، ترجمة محمّد بن علي (5484)؛ والبداية والنهاية 331/7 - 332، [5] حوادث سنة أربعين، فصل في ذكر زوجاته وبنيه وبناته.
2- (2) . تذكرة الخواصّ 285/2، الباب العاشر، [6] في ذكر محمّد ابن الحنفيّة.
3- (3) . تذكرة الخواصّ 663/1، الباب السابع، [7] في ذكر أزواجه وأولاده.
4. امّ البنين بنت حزام

على قول:

1. الزبيري---4. ابن ماكولا

2. الطبري---5. المخزومي

3. ابن فندق

1. الزبيري

5860. الزبيري: واُمّ العبّاس وإخوته هؤلاء امّ البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب بن ربيعة. (1)

2. الطبري

5861. الطبري: ثمّ تزوّج بعد امّ البنين بنت حزام -وهو أبوالمجل بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب-، فولد لها منه العبّاس وجعفر وعبدالله وعثمان، قتلوا مع الحسين عليه السلام بكربلاء، ولا بقيّة لهم غير العبّاس. (2)

3. ابن فندق

5862. ابن فندق : امّ البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب بن ربيعة، من بني بكر بن هوازن، وهي امّ العبّاس السقّاء. (3)

4. ابن ماكولا

5863. ابن ماكولا : امّ البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد -وهو عامر بن كعب بن عامر بن كلاب- تزوّجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فولدت له العبّاس

ص:463


1- (1) . نسب قريش ص 43، [1] ولد علي بن أبي طالب.
2- (2) . تاريخ الطبري 153/5، [2] حوادث سنة أربعين، ذكر الخبر عن أزواجه وأولاده.
3- (3) . لباب الأنساب 337/1، [3] أسامي زوجات أميرالمؤمنين.

و إخوته: عثمان و جعفراً و عبدالله. (1)

5. المخزومي

5864. المخزومي: قال عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه: ليس في العرب أفرس من آبائها، ولدت لأميرالمؤمنين علي العبّاس وعثمان وجعفر وعبدالله، وكلّهم شهداء الطفّ مع أخيهم الحسين -عليهم سلام الله ورحمته-. (2)

5. ليلى بنت مسعود

برواية:

1. أبي صادق---3. قثم مولى آل العبّاس

2. عبدالرحمان بن مهران---4. المراسيل والأقوال

1. أبوصادق

5865. ابن أبي الحديد : روى العوّام بن حوشب، عن أبي صادق، قال:

تزوّج علي عليه السلام ليلى بنت مسعود النهشليّة، فضربت له في داره حجلة، فجاء فهتكها، وقال: حسب أهل علي ما هم فيه! (3)

2. عبدالرحمان بن مهران

5866. ابن الجعد : أخبرنا ابن أبي ذئب، عن عبدالرحمان بن مهران:

ص:464


1- (1) . الإكمال 518/1، باب التنين والبنين، و 299/7، باب وجيه ووحيد. وانظر: الإصابة 144/2 - 145، [1] ترجمة حزام بن خالد (1970) وحزام بن ربيعة (1971)؛ الطبقات الكبرى لابن سعد 14/3، ترجمة علي بن أبي طالب رضي الله عنه (3)؛ أنساب الأشراف 413/2، ولد علي بن أبي طالب؛ البداية والنهاية 331/7، [2] حوادث سنة أربعين، فصل في ذكر زوجاته وبنيه وبناته.
2- (2) . صحاح الأخبار ص 10.
3- (3) . شرح نهج البلاغة 202/2، شرح الخطبة 34.

أنّ عبدالله بن جعفر جمع بين زينب بنت علي، وامرأة علي ليلى بنت مسعود التميمي. (1)

5867. ابن سعد : أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، قال: حدّثني عبدالرحمان بن مهران:

أنّ عبدالله بن جعفر بن أبي طالب تزوّج زينب بنت علي، وتزوّج معها امرأة علي ليلى بنت مسعود، فكانتا تحته جميعاً. (2)

3. قثم مولى آل العبّاس

5868. سعيد بن منصور : حدّثنا جرير بن عبدالحميد، عن مغيرة، عن قثم مولى آل العبّاس، قال:

جمع عبدالله بن جعفر بين ليلى بنت مسعود النهشليّة وكانت امرأة علي رضي الله عنه وبين امّ كلثوم بنت علي لفاطمة -رضي الله عنها- فكانتا امرأتيه. (3)

4. المراسيل والأقوال

5869. الطبري: وتزوّج [علي عليه السلام ] ليلى ابنة مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن

ص:465


1- (1) . مسند ابن الجعد ص 413 (2822).
2- (2) . الطبقات الكبرى 340/8 , [1] ترجمة زينب بنت علي (4635)، وعنه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 176/69، [2] ترجمة زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب (9353).
3- (3) . عنه البيهقي بإسناده إليه في السنن الكبرى 167/7، كتاب النكاح، باب من يحلّ الجمع بين امرأة الرجل وبنته. وانظر: الطبقات الكبرى لابن سعد 14/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [3]3)، و 88/5، ترجمة عبيدالله بن علي بن أبي طالب (682)؛ أنساب الأشراف 413/2، [4] ولد علي بن أبي طالب، و 256/3، أمر ابن ملجم وأمر أصحابه ومقتل أميرالمؤمنين؛ [5] الثقات لابن حبّان 311/2، حوادث سنة أربعين، ترجمة يزيد بن معاوية؛ تاريخ مدينة دمشق 131/52، ترجمة محمّد بن [6]الأشعث بن قيس (6112)؛ تهذيب التهذيب 362/8 - 363، [7] ترجمة قثم بن لؤلؤة (642)؛ جواهر المطالب 122/2، الباب الواحد والستّون، [8] في ذكر أزواجه.

سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، فولدت له عبيدالله وأبابكر.

فزعم هشام بن محمّد أنّهما قتلا مع الحسين بالطفّ ، وأمّا محمّد بن عمر فإنّه زعم أنّ عبيدالله بن علي قتله المختار بن أبي عبيد بالمذار، وزعم أنّه لا بقيّة لعبيدالله ولا لأبي بكر ابني علي عليه السلام. (1)

5870. ابن كثير : لم يتزوّج علي على فاطمة حتّى توفّيت بعد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بستّة أشهر، فلمّا ماتت تزوّج بعدها بزوجات كثيرة... ومنهنّ ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك من بني تميم، فولدت له عبيدالله وأبابكر.

قال هشام بن الكلبي: وقد قتلا بكربلاء أيضاً، وزعم الواقدي أنّ عبيدالله قتله المختار بن أبي عبيد يوم الدار. (2)

5871. ابن فندق : ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلي، وقيل: مسعود من ولد خثعم بن أنمار، لها من علي عليه السلام أبوبكر وعبدالله، تزوّجها بعد علي عليه السلام عبدالله بن جعفر. (3)

6. أسماء بنت عميس

على قول:

1. ابن أبي الحديد---4. معمر

2. الطبري---5. الواقدي

3. ابن كثير

1. ابن أبي الحديد

5872. ابن أبي الحديد : أمّا يحيى وعون، فاُمّهما أسماء بنت عميس الخثعميّة. (4)

ص:466


1- (1) . تاريخ الطبري 153/5 - 154، [1] حوادث سنة أربعين، ذكر الخبر عن أزواجه وأولاده.
2- (2) . البداية والنهاية 331/7، [2] حوادث سنة أربعين، فصل في ذكر زوجاته وبنيه وبناته.
3- (3) . لباب الأنساب 336/1، [3] أسامي زوجات أميرالمؤمنين.
4- (4) . شرح نهج البلاغة 243/9، شرح الخطبة 163.

5873. ابن أبي الحديد : امّ محمّد بن أبي بكر أسماء بنت عميس بن النعمان بن كعب بن مالك بن قحافة بن خثعم، كانت تحت جعفر بن أبي طالب، وهاجرت معه إلى الحبشة، فولدت له هناك عبدالله بن جعفر الجواد، ثمّ قتل عنها يوم مؤتة، فخلف عليها أبوبكر الصدّيق، فأولدها محمّداً، ثمّ مات عنها، فخلف عليها علي بن أبي طالب، وكان محمّد ربيبه وخرّيجه، وجارياً عنده مجرى أولاده، رضع الولاء والتشيّع مذ زمن الصبا، فنشأ عليه، فلم يكن يعرف له أباً غير علي، ولا يعتقد لأحد فضيلة غيره، حتّى قال علي عليه السلام : محمّد ابني من صلب أبي بكر، وكان يكنّى أباالقاسم في قول ابن قتيبة، وقال غيره: بل كان يكنّى أباعبدالرحمان. (1)

5874. ابن أبي الحديد : أسماء بنت عميس الخثعميّة، وهي اخت ميمونة زوج النبيّ صلّى الله عليه و آله، واُخت لبابة امّ الفضل وعبدالله زوج العبّاس بن عبدالمطّلب، وكانت من المهاجرات إلى أرض الحبشة، وهي إذ ذاك تحت جعفر بن أبي طالب عليه السلام، فولدت له هناك محمّد بن جعفر وعبدالله وعوناً، ثمّ هاجرت معه إلى المدينة، فلمّا قتل جعفر يوم مؤتة تزوّجها أبوبكر، فولدت له محمّد بن أبي بكر، ثمّ مات عنها فتزوّجها علي عليه السلام، وولدت له يحيى بن علي، لا خلاف في ذلك.

وقال ابن عبدالبرّ في الاستيعاب: ذكر ابن الكلبي أنّ عون بن علي اسم امّه أسماء بنت عميس، ولم يقل ذلك أحد غيره.

وقد روي أنّ أسماء كانت تحت حمزة بن عبدالمطّلب، فولدت له بنتاً تسمّى أمة الله، وقيل: امامة. (2)

2. الطبري

5875. الطبري: وتزوّج أسماء ابنة عميس الخثعميّة، فولدت له -فيما حدّثت عن

ص:467


1- (1) . شرح نهج البلاغة 53/6، شرح الخطبة 67.
2- (2) . شرح نهج البلاغة 142/16 - 143، شرح الخطبة 34.

هشام بن محمّد- يحيى ومحمّداً الأصغر، وقال: لا عقب لهما.

وأمّا الواقدي فإنّه قال فيما حدّثني الحارث، قال: حدّثنا ابن سعد، قال: أخبرنا الواقدي أنّ أسماء ولدت لعلي يحيى وعوناً ابني علي.

ويقول بعضهم: محمّد الأصغر لاُمّ ولد، وكذلك قال الواقدي في ذلك، وقال: قتل محمّد الأصغر مع الحسين. (1)

3. ابن كثير

5876. ابن كثير : لم يتزوّج علي على فاطمة حتّى توفّيت بعد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بستّة أشهر، فلمّا ماتت تزوّج بعدها بزوجات كثيرة... ومنهنّ أسماء بنت عميس الخثعميّة، فولدت له يحيى ومحمّداً الأصغر، قاله الكلبي.

وقال الواقدي: ولدت له يحيى وعوناً.

قال الواقدي: فأمّا محمّد الأصغر فمن امّ ولد. (2)

ص:468


1- (1) . تاريخ الطبري 154/5، [1] حوادث سنة أربعين، ذكر الخبر عن أزواجه وأولاده.
2- (2) . البداية والنهاية 331/7، [2] حوادث سنة أربعين، فصل في ذكر زوجاته وبنيه وبناته. و روي ابن أبي شيبة في المصنّف 383/6 (32188) و 351/7 (36630)، وابن سعد في الطبقات الكبرى 219/8، [3] ترجمة أسماء بنت عميس (4229) بسندين، والطبراني في المعجم الكبير 153/24 (393) و (394)، وأبويعلى في مسنده 303/13 - 305 (7316)، وأبونعيم في حلية الأولياء 74/2 - 75، [4] ترجمة أسماء بنت عميس (158)، والنسائي في السنن الكبرى 405/7 - 406 (8330)، والطيالسي في مسنده ص 71 (526)، والحاكم في المستدرك 212/3 (4942)، والبخاري في صحيحه 249/5 (697)، وأحمد في مسنده 412/4 (19694)، [5] وأيضاً ص 395 (19524)، بأسانيدهم إلى عامر الشعبي وأبي موسى الأشعري - واللفظ للأخير - : «أنّ أسماء لمّا قدمت لقيها عمر بن الخطّاب رضي الله عنه في بعض طرق المدينة، فقال: الحبشيّة هي ؟ قالت: نعم. فقال: نعم القوم أنتم لولا أنّكم سبقتم بالهجرة. فقالت هي لعمر: كنتم مع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يحمل راجلكم، ويعلّم جاهلكم، وفررنا بديننا، أمّا إنّي لا أرجع حتّى أذكر ذلك للنبيّ صلّى الله عليه و سلّم، فرجعت إليه، فقالت له، فقال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم : بل لكم الهجرة مرّتين: هجرتكم إلى المدينة، وهجرتكم إلى الحبشة».

4. معمر

5877. معمر : تزوّج جعفر بن أبي طالب أسماء بنت عميس الخثعميّة فقتل عنها، ثمّ تزوّجها أبوبكر فتوفّي عنها، ثمّ تزوّجها علي بن أبي طالب بعد فاطمة. (1)

5. الواقدي

5878. الواقدي: ثمّ تزوّجت أسماء بنت عميس بعد أبي بكر الصدّيق علي بن أبي طالب، فولدت له يحيى وعوناً. (2)

7. امّ حبيب بنت ربيعة تعرف بالصهباء

على قول:

1. الزبيري---4. الطبري

2. ابن سعد---5. المزّي

3. ابن كثير

1. الزبيري

5879. الزبيري: عمر بن علي، ورقيّة، وهما توأم، امّهما الصهباء، يقال: اسمها امّ حبيب بنت ربيعة من بني تغلب، من سبي خالد بن الوليد، وكان عمر آخر ولد علي بن أبي طالب. (3)

ص:469


1- (1) . عنه عبدالرزّاق في المصنّف 324/4 (7950).
2- (2) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 222/8، [1] ترجمة أسماء بنت عميس (4229).
3- (3) . نسب قريش ص 42، [2] ولد علي بن أبي طالب، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 305/45، ترجمة عمر بن علي ( [3]5254)، إلاّ أنّه زاد فيه وقال: «ولد عمر بن علي ورقيّة في بطن واحد، هما توأم», والمزّي في تهذيب الكمال 469/21، ترجمة عمر بن علي (4289).

2. ابن سعد

5880. ابن سعد : الصهباء، وهي امّ حبيب بنت ربيعة بن بجير بن العبد بن علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل، وكانت سبيّة أصابها خالد بن الوليد حيث أغار على بني تغلب بناحية عين التمر. (1)

3. ابن كثير

5881. ابن كثير : امّ حبيبة بنت ربيعة بن بحر بن العبد بن علقمة، وهي امّ ولد من السبي الّذين سباهم خالد من بني تغلب حين أغار على عين التمر، فولدت له عمر -وقد عمّر خمساً وثمانين سنة- ورقيّة. (2)

4. الطبري

5882. الطبري: وله من الصهباء -وهي امّ حبيب بنت ربيعة بن بجير بن العبد بن علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل، وهي امّ ولد من السبي الّذين أصابهم خالد بن الوليد حين أغار على عين التمر على بني تغلب بها- عمر بن علي، ورقيّة ابنة علي، فعمّر عمر بن علي حتّى بلغ خمساً وثمانين سنة، فحاز نصف ميراث علي عليه السلام، ومات بينبع. (3)

5. المزّي

5883. المزّي: الصهباء بنت ربيعة، ويقال: بنت عباد من بني تغلب، سباها خالد بن الوليد في الردّة. 4

ص:470


1- (1) . الطبقات الكبرى 87/5 - 88، [1] ترجمة عمر الأكبر ابن علي بن أبي طالب (681), وعنه المزّي في تهذيب الكمال 469/21، ترجمة عمر بن علي (4289).
2- (2) . البداية والنهاية 331/7، [2] حوادث سنة أربعين، فصل في ذكر زوجاته وبنيه وبناته. وفيه بعض التصحيفات.
3- (3) . تاريخ الطبري 154/5، [3] حوادث سنة أربعين، ذكر الخبر عن أزواجه وأولاده.
8. امّ سعيد بنت عروة بن مسعود 1 1

على قول:

1. سبط ابن الجوزي---4. ابن فندق

2. ابن سعد---5. ابن كثير

3. الطبري

1. سبط ابن الجوزي

5884. سبط ابن الجوزي: و [من أولاد علي عليه السلام ] امّ الحسن، واُمّ الحسين ورملة الكبرى، واُمّهنّ امّ سعيد بنت عروة، تزوّجها أخيراً. 2

2. ابن سعد

5885. ابن سعد : هي امّ البنتين من علي عليه السلام، وهما امّ الحسن ورملة الكبرى، وأبوها عروة بن مسعود بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، وهو

ص:471

قسي بن منبّه بن بكر بن هوزان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر، ويكنّى عروة أبايعفور، واُمّه سبيعة بنت عبدشمس بن عبدمناف بن قصي. (1)

3. الطبري

5886. الطبري: وتزوّج امّ سعيد بنت عروة بن مسعود بن معتّب بن مالك الثقفي، فولدت له امّ الحسن ورملة الكبرى.... (2)

4. ابن فندق

5887. ابن فندق : امّ سعيد بنت عروة بن مسعود بن الثقفي، وعروة كان من رؤساء العرب، وكان يسكن الطائف. (3)

5. ابن كثير

5888. ابن كثير : لم يتزوّج علي على فاطمة حتّى توفّيت بعد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بستّة أشهر، فلمّا ماتت تزوّج بعدها بزوجات كثيرة... ومنهنّ امّ سعيد بنت عروة بن مسعود بن مغيث (4)بن مالك الثقفي، فولدت له امّ الحسن ورملة الكبرى. (5)

9. المحيّاة بنت امرئ القيس

برواية:

1. عوف بن خارجة ---2. ما ورد مرسلاً

ص:472


1- (1) . الطبقات الكبرى 45/6، ترجمة عروة بن مسعود ( [1]1661).
2- (2) . تاريخ الطبري 154/5، [2] حوادث سنة أربعين، ذكر الخبر عن أزواجه وأولاده.
3- (3) . لباب الأنساب 337/1، [3] أسامي زوجات أميرالمؤمنين.
4- (4) . كذا في الأصل.
5- (5) . البداية والنهاية 331/7، [4] حوادث سنة أربعين، فصل في ذكر زوجاته وبنيه وبناته.

1. عوف بن خارجة

5889. ابن حجر : امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن هبل بن عبدالله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب الكلبي، له إدراك.

ذكره ابن الكلبي، قال: وقد أمّره عمر بن الخطّاب على من أسلم بالشام من قضاعة، وخطب إليه علي ومعه ابناه حسن وحسين فزوّجهم بناته، وفي بنته الرباب يقول الحسين بن علي، وكان له منها ابنته سكينة:

لعمرك إنّني لاُحبّ داراً تكون بها سكينة والرباب

قلت: و روينا قصّته في أمالي ثعلب؛ قال: حدّثنا ابن شبيب، حدّثنا الزبير، حدّثني علي بن صالح، عن أبي المثنّى امّية، أخبرني عبدالله بن حسن، حدّثني خالي عبدالجبّار بن منظور، حدّثني عوف بن خارجة، قال:

إنّي والله لعند عمر في خلافته إذ أقبل رجل أمعر (1)يتخطّى رقاب الناس، حتّى قام بين يدي عمر، فحيّاه بتحيّة الخلافة، فقال: من أنت ؟ قال: امرؤ نصراني، وأنا امرئ القيس بن عدي الكلبي، فلم يعرفه عمر، فقال له رجل: هذا صاحب بكر بن وائل الّذي أغار عليهم في الجاهليّة.

قال: فما تريد؟ قال: اريد الإسلام، فعرضه عليه فقبله، ثمّ دعا له برمح فعقد له

ص:473


1- (1) . كذا في هذه الرواية، وفي رواية البلاذري التالي: «رجل أمغر»، وفي رواية ابن عساكر الآتي بعد التالي: «رجل أصعر». قال ابن الأثير في النهاية 342/4 « [1]معر»: قد معر الرجل - بالكسر - فهو مَعِر. والأمْعر: القليل الشعر. وقال في ص 345 منه «مغر»: [في الحديث]: أيّكم ابن عبدالمطّلب ؟ قالوا: هو الأمغر المرتفق، أي هو الأحمر المتّكئ على مرفقه، مأخوذ من المغرة، وهو هذا المدر الأحمر الّذي تصبغ به الثياب. وقيل: أراد بالأمغر الأبيض؛ لأنّهم يسمّون الأبيض أحمر. وقال ابن منظور في لسان العرب 345/7 « [2]صعر»: الصَعَر: ميل في الوجه، وقيل: الصَعْر الميل في الخدّ خاصّة، وربّما كان خلقة في الإنسان والظليم، وقيل: هو ميل في العنق وانقلاب في الوجه إلى أحد الشقّين.

على من أسلم من قضاعة، فأدبر الشيخ واللواء يهتزّ على رأسه.

قال عوف: ما رأيت رجلاً لم يصلّ صلاة امّر على جماعة من المسلمين قبله.

قال: ونهض علي وابناه حتّى أدركه، فقال له: أنا علي بن أبي طالب ابن عمّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، وهذان ابناي من ابنته، وقد رغبنا في صهرك فأنكحنا.

قال: قد أنكحتك يا علي المحيّاة ابنة امرئ القيس، وأنكحتك يا حسن سلمى بنت امرئ القيس، وأنكحتك يا حسين الرباب بنت امرئ القيس.

قال: وهي امّ سكينة، وفيها يقول الحسين:

لعمرك إنّني لاُحبّ داراً تحلّ بها سكينة والرباب

وهي الّتي أقامت على قبر الحسين حولاً، ثمّ أنشدت:

إلى الحول ثمّ اسم السلام عليكما ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر (1)

5890. البلاذري: حدّثني عبّاس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عبدالله بن حسن بن حسن، عن عبدالجبّار بن منظور بن ريّان الفزاري، عن عوف بن خارجة (2)المرّي، قال:

بينا نحن عند عمر إذ أقبل امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن جناب الكلبي، فإذا رجل أمغر (3)أجلى، فوقف على عمر، فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي أحببت الإسلام فاشرحه لي، قال: ومن أنت ؟ قال: أنا امرئ القيس بن عدي بن أوس العليمي من كلب.

ص:474


1- (1) . الإصابة 354/1 - 355، ترجمة امرئ القيس ( [1]487).
2- (2) . في الأصل: «حارثة»، والمثبت هو الصواب، كما مرّ من ابن حجر، وكما سيجيء من ابن عساكر، وهو عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة من بني مرّة بن عوف بن غطفان. وانظر: الطبقات لخليفة بن خيّاط ص 426، ترجمة المغيرة بن عبدالرحمان (2101)؛ المنمّق لابن حبيب البغدادي ص 175، ذكر ما هاج الفجار الرابع وهو فجار البرّاض.
3- (3) . لاحظ ما أوردناه من التعليق على الحديث المتقدّم آنفاً.

فقال عمر: أ تعرفونه ؟ قالوا: هذا الّذي أغار على بكر بن وائل، وهو أسر الدعاء بن عمرو، أخا معروف بن عمرو، فشرح له عمر الإسلام، فأسلم وعقد له على جنود قضاعة، فلم ير رجل قبله لم يصلّ قطّ عقد له على مسلمين،فخرج يهتزّ لواؤه بين يديه، فأدركه علي فأخذ بمنكبيه وقال: يا عمّ ، أنا علي بن أبي طالب ابن عمّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، وهذان ابناي الحسن والحسين، امّهما فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وقد أحببت مصاهرتك لنفسي ولهما فزوّجنا.

قال: نعم، ونعمة عين وكرامة، قد زوّجتك يا أباالحسن المحيّاة بنت امرئ القيس، وزوّجت حسناً زينب، وزوّجت حسيناً الرباب بنت امرئ القيس.

قال: فولدت المحيّاة لعلي امّ يعلى، وكانت تخرج إلى المسجد في إزار، فيقال لها: من أخوالك ؟ فتقول: أو أو. (1)

5891. ابن عساكر : قال عوف بن خارجة:

إنّي عند عمر بن الخطّاب رضي الله عنه في خلافته إذ أقبل رجل أصعر (2)يتخطّى رقاب الناس حتّى قام بين يدي عمر، فحيّاه تحيّة الخلافة، فقال عمر: ما أنت ؟ فقال: امرؤ نصراني، وأنا امرئ القيس بن عدي الكلبي، فلم يعرفه عمر، فقال له رجل من القوم: هذا صاحب بكر بن وائل الّذي أغار عليهم في الجاهليّة يوم فلج، فما تريد؟ قال: اريد الإسلام، فعرض عليه, فقبله ثمّ دعا له برمح، فعقد له على من أسلم من قضاعة.

قال: فأدبر الشيخ واللواء يهتزّ على رأسه.

قال عوف بن خارجة: ما رأيت رجلاً لم يصلّ سجدة امّر على جماعة من المسلمين قبله.

قال: ونهض علي بن أبي طالب ومعه ابناه الحسن والحسين عليهم السلام من المجلس حتّى

ص:475


1- (1) . أنساب الأشراف 415/2 - 416، [1] ولد علي بن أبي طالب.
2- (2) . لاحظ ما أوردناه من التعليق على حديث ابن حجر المتقدّم في بداية هذا الباب.

أدركه، فأخذ برأسه فقال: أنا علي بن أبي طالب ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وصهره، وهذان ابناي من ابنته، وقد رغبنا في صهرك فأنكحنا.

قال: قد أنكحتك يا علي المحيّاة بنت امرئ القيس، وأنكحتك يا حسن سلمى بنت امرئ القيس، وأنكحتك يا حسين الرباب بنت امرئ القيس.... (1)

2. ما ورد مرسلاً

5892. الطبري: وتزوّج [علي] محيّاة ابنة امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم من كلب، فولدت له جارية، هلكت وهي صغيرة.

قال: الواقدي: كانت تخرج إلى المسجد وهي جارية، فيقال لها: من أخوالك ؟ فتقول: وه وه، تعني كلباً. (2)

5893. ابن كثير : لم يتزوّج علي على فاطمة حتّى توفّيت فاطمة بعد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بستّة أشهر، فلمّا ماتت تزوّج بعدها بزوجات كثيرة... ومنهنّ ابنة امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن كلب الكلبيّة، فولدت له جارية، فكانت تخرج مع علي إلى المسجد وهي صغيرة، فيقال لها: من أخوالك ؟ فتقول: وه وه، تعني بني كلب. (3)

5894. ابن كثير : وقد أسلم أبوها على يدي عمر بن الخطّاب، وأمّره عمر على قومه، فلمّا خرج من عنده خطب إليه علي بن أبي طالب أن يزوّج ابنه الحسن أو الحسين من بناته، فزوّج الحسن ابنته سلمى، والحسين ابنته الرباب، وزوّج عليّاً ابنته الثالثة، وهي المحيّاة بنت امرئ القيس في ساعة واحدة، فأحبّ الحسين زوجته الرباب

ص:476


1- (1) . تاريخ مدينة دمشق 119/69، [1] ترجمة رباب بنت امرئ القيس (9336).
2- (2) . تاريخ الطبري 155/5، [2] حوادث سنة أربعين، ذكر الخبر عن أزواجه وأولاده.
3- (3) . البداية والنهاية 331/7، [3] حوادث سنة أربعين، فصل في ذكر زوجاته وبنيه وبناته.

حبّاً شديداً، وكان بها معجباً يقول فيها الشعر، ولمّا قتل بكربلاء كانت معه، فوجدت عليه وجداً شديداً، وذكر أنّها أقامت على قبره سنة ثمّ انصرفت وهي تقول:

إلى الحول ثمّ اسم السلام عليكما ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر

وقد خطبها بعده خلق كثير من أشراف قريش، فقالت: ما كنت لأتّخذ حمواً بعد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ووالله لا يؤويني ورجلاً بعد الحسين سقف أبداً. ولم تزل عليه كمدة حتّى ماتت.

ويقال: إنّها إنّما عاشت بعده أيّاماً يسيرة، فالله أعلم.

وابنتها سكينة بنت الحسين كانت من أجمل النساء حتّى إنّه لم يكن في زمانها أحسن منها، فالله أعلم. (1)

ب. جواريه

1. الأحاديث العامّة الّتي وردت في جواريه عليه السلام و عددهنّ و وصيّته بهنّ

برواية:

1. عطاء---3. عمرو بن دينار

2. عمر بن علي---4. ما ورد مرسلاً

1. عطاء

5895. عبدالرزّاق : أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عطاء أنّه بلغه أنّ عليّاً كتب في عهده:

ص:477


1- (1) . البداية والنهاية 210/8، [1] حوادث سنة إحدى وستّين، في ذكر شيء من أشعاره عليه السلام. وانظر: الطبقات الكبرى لابن سعد 14/3، ترجمة علي بن أبي طالب (3)؛ البداية والنهاية 331/7، [2] حوادث سنة أربعين، فصل في ذكر زوجاته وبنيه وبناته؛ جواهر المطالب 123/2، الباب الواحد والستّون، في ذكر أزواجه.

وإنّي تركت تسع عشرة سرّيّة، فأيّتهنّ ما كانت ذات ولد قوّمت بحصّة ولدها بميراثه منّي، وأيّتهنّ ما لم تكن ذات ولد فهي حرّة.

قال: فسألت محمّد بن علي بن حسين الأكبر: أ ذلك في عهد علي ؟ قال: نعم. (1)

2. عمر بن علي

5896. أبويوسف : حدّثنا عبيدالله بن محمّد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جدّه:

أنّه كتب هذه الوصيّة:... هذا ما قضى به علي بن أبي طالب في هذه الأموال الّذي كتب في هذه الصحيفة، والله المستعان على كلّ حال، لا يحلّ لأحد ولاّها ولا حكم فيها أن يعمل فيها بغير عهدي.

أمّا بعد، فإنّ ولائدي اللاّتي أطوف عليهنّ تسع عشرة، منها امّهات أولاد معهنّ أولادهنّ ، ومنهنّ حبالى، ومنهنّ من لا ولد لها، وقضيت -إن حدث بي حدث في هذا الغزو- أنّ من كان منهنّ ليس لها ولد وليست بحبلى [فهي] عتيقة لوجه الله، ليس لأحد عليها سبيل، ومن كان منهنّ حبلى أو لها ولد فلتمسك على ولدها، وهي من حظّه، فإن ما[ت] ولدها وهي حيّة فليس لأحد عليها سبيل، هذا ما قضى به [علي] في ولائده التسع عشرة.

شهد عبيدالله بن أبي رافع وهياج بن أبي هياج، وكتب علي بن أبي طالب امّ الكتاب بيده لعشر خلون من جمادى الاُولى سنة تسع وثلاثين.

قال عبيدالله [بن أبي رافع]: وكان بين مقتله وبين كتابه هذا أربعة أشهر وثلاثة عشرة ليلة. (2)

3. عمرو بن دينار

5897. معمر : [عن أيّوب أنّه أخذ هذا الكتاب من عمرو بن دينار]:

ص:478


1- (1) . المصنّف 288/7 (13212).
2- (2) . عنه ابن أبي الدنيا في مقتل أميرالمؤمنين ص 51 - 55 (35), [1] من طريق ابن الجعد.

... أمّا بعد، فإنّ ولائدي اللاّتي أطوف عليهنّ التسع عشرة، منهنّ امّهات أولاد وأولادهنّ أحياء معهنّ ، ومنهنّ حبالى، ومنهنّ من لا ولد لها، فقضيت - إن حدث بي حدث في هذا الغزو - أنّ من كان منهنّ ليس لها ولد وليست بحبلى عتيقة لوجه الله، ليس لأحد عليها سبيل، ومن كان منهنّ حبلى أو لها ولد تمسك على ولدها، فهي من حظّه، فإن مات ولدها وهي حيّة فليس لأحد عليها سبيل، هذا ما قضيت في ولائدي التسع عشرة.

وشهد عبيدالله بن أبي رافع وهياج بن أبي هياج، وكتب علي بيده لعشر ليال خلون من جمادى الاُولى سنة تسع وثلاثين. (1)

5898. ابن راهويه : حدّثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، قال:

[ كان] في وصيّة علي: أمّا بعد، فإنّ ولائدي اللاّتي أطوف عليهنّ تسع عشرة وليدة، منهنّ امّهات أولاد معهنّ أولادهنّ أحياء معهنّ ، ومنهنّ حبالى، ومنهنّ من لا ولد لها، فقضيت -إن حدث بي حدث في هذا الغزو- أنّ من كان منهنّ ليست بحبلى وليس لها ولد فهي عتيقة لوجه الله، ليس لأحد عليها سبيل، ومن كان منهنّ حبلى أو لها ولد فهي تمسك على ولدها وهي من حظّه، فإن مات ولدها وهي حيّة فهي عتيقة لوجه الله، هذا ما قضيت به في ولائدي التسع عشرة، والله المستعان على كلّ حال.

شهد أبوهياج وعبيدالله بن أبي رافع وكتب. (2)

5899. عبدالرزّاق : عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال:

كتب علي في وصيّته:... أمّا بعد، فإنّ ولائدي اللاّتي أطوف عليهنّ تسع عشرة وليدة، منهنّ امّهات أولاد معهنّ أولادهنّ ، ومنهنّ حبالى، ومنهنّ من لا ولد لهنّ ، فقضيت

ص:479


1- (1) . عنه عبدالرزّاق في المصنّف 376/10 (19415).
2- (2) . عنه ابن أبي الدنيا في مقتل أميرالمؤمنين ص 55 - 56 (38). [1]

-إن حدث بي حدث في هذا الغزو- فإنّ من كانت منهنّ ليست بحبلى وليس لها ولد فهي عتيقة لوجه الله، ليس لأحد عليها سبيل، ومن كانت منهنّ حبلى أو لها ولد فإنّها تحبس على ولدها وهي من حظّه، فإن مات ولدها وهي حيّة فإنّها عتيقة لوجه الله، هذا ما قضيت في ولائدي التسع عشرة، والله المستعان.

شهد هياج بن أبي سفيان، وعبيدالله بن أبي رافع، وكتب في جمادى سنة سبع وثلاثين. (1)

4. ما ورد مرسلاً

5900. ابن أبي الحديد : أمّا امّ كلثوم الصغرى، وزينب الصغرى، وجمانة، وميمونة، وخديجة، وفاطمة، واُمّ الكرام، ونفيسة، واُمّ سلمة، واُمّ ابيها، واُمامة بنت علي عليه السلام، فهنّ لاُمّهات أولاد شتّى، فهؤلاء أولاده، وليس فيهم أحد من أسديّة، ولا بلغنا أنه تزوّج في بني أسد، ولم يولد له. (2)

5901. سبط ابن الجوزي: و[من أولاد علي عليه السلام ] امّ هانئ، وميمونة، وزينب الصغرى، ورملة الصغرى، واُمّ كلثوم الصغرى، وفاطمة، واُمامة، وخديجة، واُمّ الكرام، واُمّ جعفر، وجمانة، ونفيسة، وهنّ لاُمّهات أولاد شتّى. (3)

5902. ابن كثير : وقد كان لعلي أولاد كثيرة آخرون من امّهات أولاد شتّى، فإنّه مات عن أربع نسوة وتسع عشرة سرّيّة رضي الله عنه. (4)

5903. الواقدي: قتل علي عليه السلام وترك أربع حرائر... وثماني عشرة امّ ولد. (5)

ص:480


1- (1) . المصنّف 288/7 - 289 (13213).
2- (2) . شرح نهج البلاغة 243/9، شرح الخطبة 163.
3- (3) . تذكرة الخواصّ 665/1، الباب السابع، [1] في ذكر أزواجه وأولاده.
4- (4) . البداية والنهاية 331/7 - 332، [2] حوادث سنة أربعين، فصل في ذكر زوجاته وبنيه وبناته.
5- (5) . عنه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ 659/1، الباب السادس، [3] في ذكر وفاته عليه السلام.
2. ذكر بعض ما عرف من أسماء جواريه عليه السلام

5904. المزّي: امّ موسى سرّيّة علي بن أبي طالب، قيل: اسمها حبيبة.

وقال أبوداوود: اسمها فاختة.

روت عن علي بن أبي طالب، واُمّ سلمة زوج النبيّ صلّى الله عليه و سلّم.

روى عنها مغيرة بن مقسم الضبّي.

قال الدارقطني: حديثها مستقيم يخرّج حديثها اعتباراً.

روى لها البخاري في الأدب، وأبوداوود، والنسائي، وابن ماجة. (1)

ص:481


1- (1) . تهذيب الكمال 388/35 - 389، ترجمة امّ موسى (8016).

الباب الرابع عشر: أولاده عليه السلام ؛ أسماؤهم وعددهم

اشارة

أولاده عليه السلام من ذكور وإناث خمسون ولداً، ولا يخفى أنّ منهم من عدّ مرّتين أو أكثر، مرّة بالاسم، واُخرى باللقب، وثالثة بالكنية، كالعتيق وأبي بكر في أبنائه، ونفيسة واُمّ جعفر وجمانة في بناته، ومنهم من تكنّى بكنيتين، كاُمّ الحسن واُمّ الحسين، فإنّهما كنيتين لبنت واحدة، كما سيأتي قريباً، والآن نذكرهم في فرعين, الأوّل بإجمال ثمّ في الفرع الثاني بشيء من التفصيل والترتيب على ما جاء في الأخبار والنصوص.

الأوّل: في ذكر أولاده عليه السلام بالإجمال

5905. الزبيري: فولد علي بن أبي طالب الحسن، ولد للنصف من شهر رمضان، سنة ثلاث من الهجرة، وسمّاه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حسناً، ومات لخمس ليال خلون من شهر ربيع الأوّل سنة خمسين، ودفن ببقيع الغرفد... ويكنّى الحسن أبامحمّد.

والحسين بن علي، ويكنّى أباعبدالله، وولد لخمس ليال خلون من شعبان، سنة أربع من الهجرة....

وزينب ابنة علي الكبرى، ولدت لعبدالله بن جعفر بن أبي طالب، واُمّ كلثوم الكبرى، ولدت لعمر بن الخطّاب، واُمّهم فاطمة بنت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم.

ومحمّد بن علي بن أبي طالب، الّذي يقال له ابن الحنفيّة، يقولون: امّه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة، من بني حنيفة.

واُخت محمّد لاُمّه عوانة بنت أبي مكمل، من بني غفار.

ص:482

وعمر بن علي، ورقيّة، وهما توأم، امّهما الصهباء، يقال: اسمها امّ حبيب بنت ربيعة من بني تغلب، من سبي خالد بن الوليد، وكان عمر آخر ولد علي بن أبي طالب....

والعبّاس بن علي، ولده يسمّونه السقّاء، يكنّونه أباقربة، شهد مع الحسين كربلاء... واُمّ العبّاس وإخوته هؤلاء امّ البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب بن ربيعة.

وعبيدالله بن علي، كان قدم على المختار بن أبي عبيد الثقفي، حين غلب المختار على الكوفة....

ويحيى بن علي، لا عقب له، ولا لعبيدالله بن علي، واُمّ يحيى أسماء ابنة عميس، وإخوته لاُمّه عبدالله، ومحمّد، وعون، بنو جعفر بن أبي طالب، ومحمّد بن أبي بكر الصدّيق، توفّي يحيى في حياة علي، ولم يدع ولداً.

ومحمّداً الأصغر، درج، لاُمّ ولد.

واُمّ الحسين، ورملة، ابنتي علي، امّهما امّ سعيد بنت عروة بن مسعود بن معتّب الثقفي، وإخوتهما لاُمّهما بنو يزيد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن اميّة.

وزينب الصغرى، واُمّ كلثوم الصغرى، ورقيّة الصغرى، واُمّ هانئ، واُمّ الكرام، واُمّ جعفر - واسمها جمانة -، واُمّ سلمة، وميمونة، وخديجة، وفاطمة، واُمامة، بنات علي، لاُمّهات أولاد شتّى.... (1)

5906. ابن بكّار : ولد علي بن أبي طالب عليه السلام الحسن بن علي، ولد للنصف من شهر رمضان، سنة ثلاث من الهجرة، وسمّاه رسول الله -صلّى الله عليه- حسناً، ومات لثلاث خلون من شهر ربيع الأوّل سنة خمسين.

والحسين بن علي عليه السلام، ولد لخمس ليال خلون من شعبان، سنة أربع من الهجرة، وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء في [شهر] المحرّم سنة إحدى وستّين.

ص:483


1- (1) . نسب قريش ص 40 - 46، [1] ولد علي بن أبي طالب.

وزينب ابنة علي الكبرى، ولدت لعبدالله بن جعفر بن أبي طالب.

واُمّ كلثوم الكبرى، ولدت لعمر بن الخطّاب، ولم يبق لعمر ولد من امّ كلثوم بنت علي.

واُمّهم [جميعاً] فاطمة بنت رسول الله -صلّى الله عليهما-.

ومحمّد بن علي بن أبي طالب الّذي يقال له ابن الحنفيّة، واُمّه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبدالله بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم.

وعمر بن علي، ورقيّة الكبرى، وهما توأم، واُمّهما الصهباء، ويقال: اسمها امّ حبيب بنت ربيعة، من بني تغلب، من سبي خالد بن الوليد.

والعبّاس الأكبر بن علي، واُمّ العبّاس وإخوته هؤلاء [عثمان وجعفر وعبدالله هي] امّ البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كلاب بن ربيعة.

وعبيدالله وأبابكر ابني علي، لا بقيّة لهما، كان عبيدالله بن علي قدم على المختار [فلم يلتفت إليه]، فقتل عبيدالله مع مصعب بن الزبير، كان مصعب ضمّه إليه ولم ير عند المختار ما يحبّه.

واُمّ عبيدالله وأبي بكر ابني علي عليهم السلام ليلى ابنة مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلم بن جندل بن نهشل بن دارم.

وإخوة عبيدالله وأبي بكر ابني علي لاُمّهما صالح واُمّ أبيها واُمّ محمّد بنو عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، خلّف عليها عبدالله بن جعفر بعد علي، جمع بين ابنته وزوجته.

ويحيى بن علي، لا عقب له، توفّي صغيراً قبل أبيه، واُمّ يحيى أسماء ابنة عميس الخثعميّة، وإخوته لاُمّه عبدالله ومحمّد وعون بنو جعفر بن أبي طالب؛ ومحمّد بن أبي بكر الصدّيق -رضوان الله عليهم-.

ومحمّد الأصغر بن علي درج، [وهو] لاُمّ ولد.

واُمّ الحسين، ورملة ابنتا علي، واُمّهما امّ سعيد بنت عروة بن مسعود بن معتب الثقفي.

وزينب الصغرى، واُمّ هانئ، واُمّ الكرام، واُمّ جعفر - واسمها الجمانة -، واُمّ سلمة، وميمونة، وخديجة، وفاطمة، واُمامة، بنات علي لاُمّهات أولاد.

ص:484

وكانت رقيّة الكبرى بنت علي عند مسلم بن عقيل، فولدت له عبدالله، قتل بالطّف، وعلي ومحمّد ابني مسلم بن عقيل، وقد انقرض ولد مسلم بن عقيل.

وكانت زينب الصغرى بنت علي عند محمّد بن عقيل بن أبي طالب، فولدت له عبدالله -الّذي يحدّث عنه- وفيه العقب من ولد عقيل.

و [أيضاً ولدت لمحمّد بن عقيل] عبدالرحمان والقاسم ابني محمّد.

ثمّ خلّف عليها كثير بن العبّاس، فولدت له كلثم، تزوّجها جعفر بن تمّام بن العبّاس، وقد ولد كثير وتمّام ابني العبّاس بن عبدالمطّلب.... (1)

5907. ابن سعد : كان له من الولد الحسن، والحسين، وزينب الكبرى، واُمّ كلثوم الكبرى، واُمّهم فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

ومحمّد بن علي الأكبر، وهو ابن الحنفيّة، واُمّه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.

وعبيدالله بن علي، قتله المختار ابن أبي عبيد بالمذار.

وأبوبكر بن علي، قتل مع الحسين، ولا عقب لهما، واُمّهما ليلى بنت مسعود بن خالد بن ثابت بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.

والعبّاس الأكبر بن علي، وعثمان، وجعفر الأكبر، وعبدالله، قتلوا مع الحسين بن علي، ولا بقيّة لهم، واُمّهم امّ البنين بنت حزام بن خالد بن جعفر بن ربيعة بن الوحيد بن عامر بن كعب بن كلاب.

ومحمّد الأصغر بن علي، قتل مع الحسين، واُمّه امّ ولد.

ويحيى، وعون ابنا علي، واُمّهما أسماء بنت عميس الخثعميّة.

ص:485


1- (1) . عنه ابن أبي الدنيا في مقتل أميرالمؤمنين ص 115 - 116 (109) و [1]ص 119 - 123 (119).

وعمر الأكبر بن علي، ورقيّة بنت علي، واُمّهما الصهباء، وهي امّ حبيب بنت ربيعة بن بجير بن العبد بن علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل، وكانت سبيّة، أصابها خالد بن الوليد حين أغار على بني تغلب بناحية عين التمر.

ومحمّد الأوسط بن علي، واُمّه امامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبدالعزّى بن عبدشمس بن عبدمناف....

واُمّ هانئ بنت علي، وميمونة، وزينب الصغرى، ورملة الصغرى، واُمّ كلثوم الصغرى، وفاطمة، واُمامة، وخديجة، واُمّ الكرام، واُمّ سلمة، واُمّ جعفر، وجمانة، ونفيسة، بنات علي، وهنّ لاُمّهات أولاد شتّى.

وابنة لعلي لم تسمّ لنا، هلكت وهي جارية لم تبرز، واُمّها محيّاة بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم، من كلب، وكانت تخرج إلى المسجد وهي جارية، فيقال لها: من أخوالك ؟ فتقول: وه وه. تعني كلباً.

فجميع ولد علي بن أبي طالب لصلبه أربعة عشر ذكراً وتسع عشرة امرأة.

وكان النسل من ولده لخمسة: الحسن، والحسين، ومحمّد ابن الحنفيّة، والعبّاس ابن الكلابيّة، وعمر ابن التغلبيّة.

[و] لم يصحّ لنا من ولد علي رضي الله عنه غير هؤلاء. (1)

5908. ابن قتيبة : ولد علي رضي الله عنه : فولد علي الحسن، والحسين، ومحسّناً، واُمّ كلثوم الكبرى، وزينب الكبرى،اُمّهم فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

ومحمّداً،اُمّه خولة بنت إياس بن جعفر، جار الصفا، وهي الحنفيّة، ويقال: هي خولة بنت جعفر بن قيس، ويقال: بل كانت امّه من سبي اليمامة، فصارت إلى علي، وأنّها

ص:486


1- (1) . الطبقات الكبرى 14/3 - 15، ترجمة علي بن أبي طالب [1] رضي الله عنه (3).

كانت أمة لبني حنيفة سنديّة سوداء، ولم تكن من أنفسهم، وإنّما صالحهم خالد بن الوليد على الرقيق، ولم يصالحهم على أنفسهم.

وعبيدالله، وأبابكر، امّهما ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلي.

وعمر، ورقيّة، امّهما تغلبيّة، وكان خالد بن الوليد سباها في الردّة، فاشتراها علي.

ويحيى، امّه أسماء بنت عميس.

وجعفراً، والعبّاس، وعبدالله، امّهم امّ البنين بنت حزام الوحيديّة.

ورملة، واُمّ الحسن، امّهما امّ سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي.

واُمّ كلثوم الصغرى، وزينب الصغرى،وجمانة، وميمونة، وخديجة، وفاطمة، واُمّ الكرام، ونفيسة، واُمّ سلمة، واُمامة، واُمّ ابيها، لاُمّهات أولاد شتّى.

بنات علي رضي الله عنه : فأمّا زينب الكبرى بنت فاطمة؛ فكانت عند عبدالله بن جعفر، فولدت له أولاداً....

وأمّا امّ كلثوم الكبرى وهي بنت فاطمة؛ فكانت عند عمر بن الخطّاب، وولدت له أولاداً... (1)فلمّا قتل عمر تزوّجها [ابن] جعفر بن أبي طالب، فماتت عنده.

وكانت سائر بنات علي عند ولد عقيل وولد العبّاس، خلا امّ الحسن، فإنّها كانت عند جعدة بن هبيرة المخزومي، وخلا فاطمة، فإنّها كانت عند سعيد بن الأسود، من بني الحارث بن أسد.

وأمّا محسّن بن علي فهلك وهو صغير. (2)

5909. ابن فندق :... يحيى بن علي بن أبي طالب عليه السلام، امّه أسماء بنت عميس، وكانت تحت أخيه جعفر، فلمّا قتل جعفر تزوّجها علي بن أبي طالب عليه السلام، فولدت له يحيى، ومات يحيى في حياة علي عليه السلام، ولأ سماء من جعفر: عبدالله ومحمّد وعون.

ص:487


1- (1) . وفي هذا كلام وبحث ذكرناه في موضعه.
2- (2) . المعارف ص 210 - 211، [1] ولد علي رضي الله عنه.

امّ الحسن (1)، ورملة، امّهما امّ سعيد بنت عروة بن مسعود، وكانت امّ الحسن بنت علي بن أبي طالب عليه السلام فلم يلد له.

ورملة بنت علي عليه السلام، كانت عند أبي الهياج عبدالله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطّلب.

امّ كلثوم الصغرى، زينب الصغرى، امّ هانئ، امّ الكرام، امّ جعفر الجمانة، امّ سلمة، ميمونة، خديجة، فاطمة، امامة، هنّ بنات أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

وكانت رقيّة عند مسلم بن عقيل، ولها منه عبدالله وعلي ومحمّد بني مسلم بن عقيل.

وكانت زينب الصغرى عند محمّد بن عقيل، فولدت له عبدالله، وفيه العقب.

وكانت امّ هانئ بنت علي عليه السلام عند عبدالله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب، فولدت له محمّد، وقتل بكربلاء.

وكانت ميمونة بنت علي عليه السلام عند عبدالله بن عقيل، فولدت له عقيلاً.

وكانت امّ كلثوم الصغرى - اسمها نفيسة - عند عبدالله بن عقيل، فولدت له امّ عقيل، ثمّ تزوّجها كثير بن العبّاس، فولدت له نفيسة، وتزوّجها عبدالله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

وكانت خديجة بنت علي بن أبي طالب عليه السلام عند عبدالرحمان بن عقيل بن أبي طالب، فولدت له حميدة، ثمّ تزوّجها عبدالرحمان بن عبدالله بن غامر بن كريز.

وكانت فاطمة بنت علي عليه السلام عند أبي سعد بن عقيل بن أبي طالب، فولدت له حميدة، ثمّ تزوّجها سعد بن الأسود بن البختري، فولدت له برّة، ثمّ تزوّجها المنذر بن عبيدة، ثمّ الزبير، فولدت له عثمان وكثيراً، فدرجا.

وكانت امامة بنت علي عليه السلام عند الصلت بن عبدالله بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب، فولدت له نفيسه، وتوفّيت عنده، والسلام.

ص:488


1- (1) . كذا في الأصل، والصحيح: « امّ الحسين»، كما سيأتي.

المعقبون من بنيه عليه السلام :

أ. الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، ويقال لأولاده: الحسنيّون.

ب. والحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، ويقال لأولاده: الحسينيّون.

ج. ومحمّد بن علي بن أبي طالب عليه السلام، ويقال لأولاده: المحمّديّون والحنفيّون.

د. والعبّاس الأكبر، ويقال لعقبه: العبّاسيّون.

ه. وعمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام، ويقال لأولاده: الأطرف العمريّون.

و. وقال قوم: من عثمان بن علي عليه السلام عقب، وقال قوم: لا عقب له.

بناته المعقبات:

أ. زينب الكبرى، عقبها في جعفر الطيّار.

ب. وزينب الصغرى، عقبها في بني عقيل.

ج. وفاطمة امّ أبيها، عقبها في بني أسد.

د. امّ الحسين، عقبها في بني جعدة بن هبيرة. وقيل: فاطمة.

ه. واُمّ الكرام، امّ سعد بن الأسود بن البختري.

و. وقيل: كانت رقيّة بنت علي عليه السلام عند مسلم بن عقيل، ولها منه عبدالله وعلي ومحمّد، قتلوا بكربلاء.

تفاصيل أولاده من أزواجه:

من سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء: الحسن بن علي، والحسين بن علي، والمحسّن بن علي عليهم السلام، هلك صغيراً.

أنساب البنات:

امّ كلثوم، كانت في حبالة عمر بن الخطّاب (1)؛ زينب الكبرى، في حبالة عبدالله بن جعفر؛ رقيّة الكبرى مع عمر الأكبر توأمان.

ص:489


1- (1) . وفي هذا كلام وبحث ذكرناه في موضعه.

من ليلى بنت مسعود النهشلي: عبدالله بن علي بن أبي طالب، وأبوبكر بن علي بن أبي طالب عليه السلام.

من خولة بنت جعفر الحنفي: محمّد بن علي بن أبي طالب عليه السلام الّذي يقال: ابن الحنفيّة.

من امّ الحبيب: عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام.

من امّ البنين بنت حزام: جعفر الأكبر، عبّاس الأكبر، عبّاس الأصغر، جعفر، عثمان، عبدالله، مسلمة.

ومن امّ سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي، أكثر البنات المذكورات.

ومن تغلبيّة: رقيّة.

ومن أسماء بنت عميس: يحيى ومسلمة. (1)

5910. البلاذري: ولد علي بن أبي طالب الحسن والحسين، ومحسّن - درج صغيراً-، وزينب الكبرى - تزوّجها عبدالله بن جعفر بن أبي طالب فولدت له -، واُمّ كلثوم الكبرى - تزوّجها عمر بن الخطّاب -، واُمّهم فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

وسمّى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم كلّ واحد من الحسن والحسين يوم سابعه، ووزنت فاطمة عليها السلام شعرهما فتصدّقت بوزنه فضّة.

وعبيدالله بن علي، قتله المختار في الوقعة يوم المذار.

وأبابكرة، واُمّهما ليلى بنت مسعود النهشليّة من بني تميم، ولا بقيّة لهما.

والعبّاس الأكبر؛ وهو السقّاء، كان حمل قربة ماء للحسين بكربلاء، ويكنّى أباقربة.

وعثمان، وجعفر الأكبر، وعبدالله، قتلوا مع الحسين -رضي الله تعالى عنهم-، ولا بقية لهم إلاّ العبّاس، فإنّ له بقيّة.

واُمّهم امّ البنين بنت حزام بن ربيعة أخي لبيد بن ربيعة الشاعر، وأخوها مالك بن حزام الّذي قتل مع المختار بالكوفة.

ص:490


1- (1) . لباب الأنساب 333/1 - 338، فصل في معاني الأسماء المذكورة في نسب بني هاشم. [1]

ومحمّد الأصغر بن علي، قتل مع الحسين، واُمّه ورقاء امّ ولد.

ويحيى وعون ابني علي، امّهما أسماء بنت عميس الخثعميّة، وكان علي خلّف عليها بعد أبي بكر -رضي الله تعالى عنهما-.

وعمر الأكبر، وكان له عقل ونبل، وكان يشبه أباه فيما يقال، وولد له محمّد، واُمّ موسى، من أسماء بنت عقيل، وكان محمّد بن عمر نهى زيداً (1)عمّا فعل، فلمّا أبى عليه تركه وخرج إلى المدينة.

وكان عمر بن الخطّاب سمّى عمر بن علي باسمه، ووهب له غلاماً يسمّى مورقاً.

ورقيّة، امّها الصهباء،وهي امّ حبيب بنت حبيب بن بجير التغلبي سبيت من ناحية عين التمر، تزوّجها مسلم بن عقيل بن أبي طالب.

ومحمّد الأوسط ، واُمّه امامه بنت أبي العاص بن الربيع، واُمّها زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم....

واُمّ الحسين بنت علي، كانت عند جعدة بن هبيرة المخزومي، ثمّ خلّف عليها جعفر بن عقيل، فقتل مع الحسين، فخلّف عليها عبدالله بن الزبير.

ورملة الكبرى، واُمّهما امّ سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي.

وعمر الأصغر، واُمّه امّ سعيد هذه، ويقال: إن امّه امّ ولد، وكان صاحب نبيذ.

وميمونة، تزوّجها عبدالله بن عقيل.

واُمّ هانئ، وزينب الصغرى، تزوّجها محمّد بن عقيل، ثمّ خلّف عليها كثير بن العبّاس.

ورملة الصغرى، واُمّ كلثوم الصغرى، تزوّجها كثير بن العبّاس قبل اختها أو بعدها.

وفاطمة، تزوّجها سعيد بن الأسود بن أبي البختري، من ولد الحارث بن أسد بن عبدالعزّى.

ورملة، واُمامة، وخديجة، تزوّجها عبدالرحمان بن عقيل.

ص:491


1- (1) . يعني زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

و امّ الكرام، واُمّ سلمة، واُمّ جعفر، وجمانة، وتقيّة، ونفيسة، تزوّجها تمّام بن العبّاس بن عبدالمطّلب، وهنّ لاُمّهات أولاد شتّى.

واُمّ يعلى، هلكت وهي جارية لم تبرز، واُمّها كلبيّة، وكان يقال لها: من أخوالك يا امّ يعلى ؟ فتقول: أو أو. أي كلب. (1)

5911. ياقوت : كان له من البنين أحد عشر: الحسن، والحسين، ومحمّد ابن الحنفيّة -واُمّه خولة بنت جعفر سبيّة-، وعمر -اُمّه امّ حبيب الصهباء بنت ربيعة تغلبيّة...-، والعبّاس -اُمّه امّ البنين بنت حزام بن خالد من بني عامر بن صعصعة-، وعبدالله -يكنّى أبابكر -، وعثمان، وجعفر، ومحمّد الأصغر - وقيل: هو الّذي يكنّى أبابكر -، وعبيدالله، ويحيى.

المعقبون منهم خمسة: الحسن، والحسين، ومحمّد ابن الحنفيّة، وعمر، والعبّاس عليهم السلام.

وله من البنات ستّ عشرة: منهنّ زينب، واُمّ كلثوم الّتي تزوّجها عمر بن الخطّاب، واُمّهما فاطمة بنت رسول الله -صلّى الله عليهما وسلّم-. (2)

5912. ابن الجوزي: كان له من الولد أربعة عشر ذكراً وتسع عشرة انثى:

الحسن والحسين، وزينب الكبرى، واُمّ كلثوم الكبرى، امّهم فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

ومحمّد الأكبر، وهو ابن الحنفيّة، واُمّه خولة بنت جعفر.

وعبيدالله، قتله المختار، وأبوبكر، قتل مع الحسين، امّهما ليلى بنت مسعود.

والعبّاس الأكبر، وعثمان، وجعفر، وعبدالله، قتلوا مع الحسين، امّهم امّ البنين بنت حزام بن خالد.

ومحمّد الأصغر، قتل مع الحسين، امّه امّ ولد.

ويحيى، وعون، امّهما أسماء بنت عميس.

ص:492


1- (1) . أنساب الأشراف 411/2 - 416، [1] ولد علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- (2) . معجم الاُدباء 46/14 - 47 , ترجمة علي بن أبي طالب [2]أميرالمؤمنين (10).

وعمر الأكبر، ورقيّة، امّهما الصهباء سبيّة.

ومحمّد الأوسط ، امّه امامة بنت أبي العاص.

واُمّ الحسن، ورملة الكبرى، امّهما امّ سعيد بنت عروة.

واُمّ هانئ، وميمونة، وزينب الصغرى، ورملة الصغرى، واُمّ كلثوم الصغرى، وفاطمة، واُمامة، وخديجة، واُمّ الكرام، واُمّ جعفر، وجمانة، ونفيسة، واُمّ سلمة، وهنّ لاُمّهات شتّى، وابنة اخرى لم يذكر اسمها ماتت صغيرة.

فهؤلاء الّذين عرفنا من أولاد علي عليه السلام. (1)

5913. سبط ابن الجوزي: اتّفق علماء السير على أنّه كان له عليه السلام من الولد ثلاثة وثلاثون، منهم أربعة عشر ذكراً، وتسع عشرة انثى:

الحسن، والحسين، وزينب الكبرى، واُمّ كلثوم الكبرى، امّهم فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، وعلى هذا عامّة المؤرّخين.

وذكر الزبير بن بكّار ولداً آخر من فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، واسمه محسّن، مات طفلاً.

وفاطمة عليها السلام أوّل زوجاته، لم يتزوّج عليها حتّى توفّيت.

ومحمّد الأكبر، وهو ابن الحنفيّة، واُمّه خولة بنت جعفر من سبي بني حنيفة، وقيل: كانت امّ ولد....

وعبيدالله، قتله المختار بن أبي عبيد، واُمّه ليلى بنت مسعود من بني تميم.

وأبوبكر، قتل مع الحسين عليه السلام، واُمّه ليلى بنت مسعود أيضاً.

والعبّاس الأكبر، وعثمان، وجعفر، وعبدالله، قتلوا مع الحسين أيضاً، واُمّهم امّ البنين بنت حزام - وقيل: بنت خالد - كلابيّة، تزوّجها بعد وفاة فاطمة عليها السلام.

ص:493


1- (1) . صفة الصفوة 162/1 - 163، ترجمة أبي الحسن علي بن أبي طالب [1] رضي الله عنه (5)؛ المنتظم 69/5، [2] حوادث سنة خمس وثلاثين، باب خلافة علي - رضوان الله عليه - , ذكر أولاده.

ومحمّد الأصغر، قتل مع الحسين عليه السلام أيضاً، امّه امّ ولد.

ويحيى وعون، امّهما أسماء بنت عميس، وكان جعفر بن أبي طالب قد تزوّج أسماء ثمّ قتل عنها، فتزوّجها أبوبكر الصدّيق رضي الله عنه فمات عنها، فتزوّجها علي عليه السلام بعد امّ البنين فأولدها.

وعمر الأكبر ورقيّة، واُمّهما الصهباء، سبيّة تزوّجها بعد أسماء بنت عميس، والصهباء يقال لها امّ حبيب بنت ربيعة من بني وائل، أصابها خالد بن وليد لمّا أغار على بني تغلب بناحية عين التمر....

ومحمّد الأوسط بن علي عليه السلام، واُمّه امامة بنت أبي العاص بن الربيع، واُمّها زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، تزوّجها بعد الصهباء، واُمامة هذه كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يحملها في الصلاة، فإذا أراد أن يسجد وضعها.

واُمّ الحسن، واُمّ الحسين، ورملة الكبرى، واُمّهن امّ سعيد بنت عروة، تزوّجها أخيراً.

واُمّ هانئ، وميمونة، وزينب الصغرى، ورملة الصغرى، واُمّ كلثوم الصغرى، وفاطمة، واُمامة، وخديجة، واُمّ الكرام، واُمّ جعفر، وجمانة، ونفيسة، وهنّ لاُمّهات أولاد شتّى.

قالوا: وابنة اخرى صغيرة توفيّت ولم يضبط اسمها....

والنسل من أولاده الخمسة: الحسن، والحسين، ومحمّد ابن الحنفيّة، وعمر الأكبر، والعبّاس الأكبر.... (1)

5914. ابن طلحة : اعلم - أيّدك الله بروح منه - أنّ أقوال الناس اختلفت في عدد أولاده عليه السلام ذكوراً وإناثاً، فمنهم من أكثر فعدّ فيهم السقط ولم يسقط ذكر نسبه، ومنهم من أسقطه ولم ير أن يحتسب في العدّة، فجاء قول كلّ واحد بمقتضى ما اعتمده في ذلك ويحسبه، والّذي نقل من تآليف الأئمّة المعتبرين أنّ أولاده عليه السلام الذكور أربعة عشر ذكراً، والإناث تسع عشرة انثى، وهذا تفصيل أسمائهم:

ص:494


1- (1) . تذكرة الخواصّ 661/1 - 666، الباب السابع، في ذكر أولاده وأزواجه.

الذكور: الحسن، والحسين، محمّد الأكبر، عبيدالله، أبوبكر، العبّاس، عثمان، جعفر، عبدالله، محمّد الأصغر، يحيى، عون، عمر، محمّد الأوسط .

أمّا الإناث: زينب الكبرى، امّ كلثوم الكبرى، امّ الحسن، رملة الكبرى، امّ هانئ، ميمونة، زينب الصغرى، رملة الصغرى، امّ كلثوم الصغرى، رقيّة، فاطمة، امامة، خديجة، امّ الكرام، امّ سلمة، امّ جعفر، جمانة، نفيسة، وبنت اخرى لم يذكر اسمها ماتت صغيرة.

فهذه عدد أولاده ذكوراً وإناثاً، وذكر قوم آخرون زيادة على ذلك، وذكروا (1)فيهم محسّناً شقيقاً للحسن والحسين عليهم السلام كان سقطاً، فالحسن والحسين وزينب الكبرى واُمّ كلثوم الكبرى هؤلاء الأربعة من الطهر البتول فاطمة بنت الرسول صلّى الله عليه و سلّم.

ومحمّد الأكبر، هو ابن الحنفيّة، واسمها خولة بنت جعفر بن قيس الحنفيّة، وقيل غير ذلك.

وعبيدالله وأبوبكر، امّهما ليلى بنت مسعود.

والعبّاس وعثمان وجعفر وعبدالله، امّهم امّ البنين بنت حزام ابن خالد.

ويحيى وعون، امّهما بنت عميس.

ومحمّد الأوسط ، امّه امامة بنت أبي العاص، وهذه امامة هي بنت زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم المحمولة في الصلاة.

واُمّ الحسن ورملة الكبرى، امّهما امّ سعيد بنت عروة.

فهؤلاء من المعقود عليهنّ نكاحه، وبقيّة الأولاد من امّهات شتّى امّهات أولاد. (2)

5915. المحبّ الطبري: كان له من الولد أربعة عشر ذكراً وثمان عشرة انثى.

ذكر الذكور: الحسن والحسين... ولهما عقب، ومحسّن، مات صغيراً، امّهم فاطمة بنت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم وعليها -.

ص:495


1- (1) . الظاهر أنّ هذا هو الصواب، كما عنه الإربلي في كشف الغمّة، وفي الأصل: «ذكوراً».
2- (2) . مطالب السؤول 261/1 - 262، الباب الأوّل, الفصل الحادي عشر، [1] في أولاده عليه السلام، وعنه الإربلي في كشف الغمّة 131/2 - 132، ذكر أولاده عليه السلام.

و محمّد الأكبر، امّه خولة بنت إياس بن جعفر الحنفيّة، ذكره الدارقطني وغيره، وقال: واُخته لاُمّه عوانة بنت أبي مكمل الغفاريّة.

وقيل: بل كانت امّه من سبي اليمامة فصارت إلى علي، وأنّها كانت أمة لبني حنيفة سنديّة سوداء، ولم تكن من أنفسهم.

وقيل: إنّ أبابكر أعطى عليّاً الحنفيّة امّ محمّد من سبي بني حنيفة. أخرجه ابن السمّان.

وعبدالله (1)، قتله المختار، وأبوبكر، قتل مع الحسين، امّهما ليلى بنت مسعود (2)بن خالد النهشلي، وهي الّتي تزوّجها عبدالله بن جعفر، خلّف عليها بعد عمّه، جمع بين زوجة علي وابنته، فولدت له صالحاً واُمّ أبيها واُمّ محمّد بني عبدالله بن جعفر، فهم إخوة عبدالله (3)وأبي بكر ابني علي لاُمّهما. ذكره الدارقطني.

والعبّاس الأكبر، وعثمان، وجعفر، وعبدالله، قتلوا مع الحسين أيضاً، امّهم امّ البنين بنت حزام بن خالد الوحيديّة ثمّ الكلابيّة.

ومحمّد الأصغر، قتل مع الحسين أيضاً، امّه امّ ولد.

ويحيى وعون، امّهما أسماء بنت عميس، فهما أخوا بني جعفر بن أبي طالب، وأخوا محمّد بن أبي بكر لاُمّهم.

وعمر الأكبر، امّه امّ حبيب الصهباء التغلبيّة، سبيّة سباها خالد في الردّة فاشتراها علي.

ومحمّد الأوسط ، امّه بنت أبي العاص.

ذكر الإناث: امّ كلثوم الكبرى، وزينب الكبرى، شقيقتا الحسن والحسين، ورقيّة، شقيقة عمر الأكبر، واُمّ الحسن، ورملة الكبرى، امّهما امّ سعد بنت عروة بن مسعود الثقفي، واُمّ هانئ، وميمونة، ورملة الصغرى، وزينب الصغرى، واُمّ كلثوم الصغرى،

ص:496


1- (1) . في ذخائر العقبى: « [1]عبيدالله».
2- (2) . هذا هو الصحيح، وفي الأصل: «معوذ».
3- (3) . في ذخائر العقبى: « [2]صالحاً وغيره، فهم إخوة عبيدالله».

و فاطمة، واُمامة، وخديجة، واُمّ الكرم، واُمّ سلمة، واُمّ جعفر، وجمانة، ونفيسة (1)لاُمّهات أولاد شتّى، ذكرها ابن قتيبة وصاحب الصفوة.

وعقبه من الحسن والحسين ومحمّد ابن الحنفيّة وعمر والعبّاس.

وتزوّج بنات علي بنو عقيل وبنوالعبّاس، ما خلا زينب بنت فاطمة، كانت تحت عبدالله بن جعفر، واُمّ كلثوم بنت فاطمة، كانت تحت عمر بن الخطّاب؛ فمات عنها، فتزوّجها بعده محمّد بن جعفر بن أبي طالب، فمات عنها، فتزوّجها بعده عون بن جعفر بن أبي طالب، فماتت عنده.

واُمّ الحسن؛ تزوّجها جعفر بن هبيرة المخزومي.

وفاطمة؛ تزوّجها سعد (2)بن الأسود من بني الحارث، والله أعلم. (3)

5916. أبونعيم : قبض رضي الله عنه عن تسع وعشرين ولداً، أربعة عشر ذكراً وخمس عشرة انثى.

الحسن، والحسين، وزينب، واُمّ كلثوم، امّهم فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

ومحمّد الأكبر، وعبّاس الأكبر، وعمر، وأبوبكر، وعبدالله، وعثمان، وجعفر، ومحمّد الأصغر، وعبّاس الأصغر، ويحيى، وزينب الصغرى، واُمّ كلثوم الصغرى، ورقيّة الكبرى، ورقيّة الصغرى، واُمّ الكرام، وخديجة، وجمانة، واُمّ هانئ، وميمونة، واُمّ سلمة، واُمامة، ونفيسة، ورملة.

امّ محمّد الأكبر خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن الحنفيّة أصابها سباء.

واُمّ عبيدالله وأبي بكر ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي.

ص:497


1- (1) . في الرياض النضرة: «تقية»، والمثبت هو الصواب.
2- (2) . في ذخائر العقبى: « [1]سعيد».
3- (3) . الرياض النضرة 333/2 - 334، الباب الرابع، الفصل الثاني عشر، [2] في ذكر ولده؛ ذخائر العقبى ص 116 - 117، باب فضائل علي عليه السلام، [3] ذكر ولده.

و عبّاس الأكبر وعثمان وجعفر وعبدالله، امّهم امّ البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

وعمر ورقيّة، امّهما امّ حبيبة بنت ربيعة بن بجير بن عتبة أصابها سباء، سباها خالد بن الوليد من بني جشم.

وعبّاس الأصغر ومحمّد الأصغر، امّهما امّ ولد.

ويحيى، امّه أسماء بنت عميس الخثعميّة.

واُمّ الحسن ورملة، امّهما امّ سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي.

وسائر أولاد علي لاُمّهات أولاد شتّى، وكانت الجمانة تكنّى باُمّ جعفر، ويحيى بن علي توفّى صغيراً قبل أبيه علي لا عقب له. (1)

5917. الخوارزمي: ذكر أصحاب التواريخ أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام قبض عن تسعة وعشرين ولد لصلبه، أربعة عشر ذكراً، وخمس عشرة انثى، خمسة منهم لفاطمة بنت رسول الله: الحسن والحسين ومحسّن وزينب الكبرى واُمّ كلثوم الكبرى، وسائرهم من امّهات شتّى -رضي الله عنهم أجمعين-. (2)

5918. ابن حبّان : كان لعلي بن أبي طالب خمسة وعشرون ولداً، من الولد: الحسن، والحسين، ومحسّن، واُمّ كلثوم الكبرى، وزينب الكبرى، وهؤلاء الخمسة من فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

وكان له من غيرها محمّد بن علي، وعبيدالله، وعمر، وأبوبكر، ويحيى، وجعفر، والعبّاس، وعبدالله، ورقيّة، ورملة، واُمّ الحسن، واُمّ كلثوم الصغرى، وزينب الصغرى، وجمانة، وميمونة، وخديجة، وفاطمة، واُمّ الكرام، واُمّ سلمة -رضي الله عنهم أجمعين-. (3)

ص:498


1- (1) . معرفة الصحابة 106/1 , ذيل الحديث 347. [1]
2- (2) . المناقب ص 397، ذيل الحديث 416.
3- (3) . الثقات 304/2، حوادث سنة أربعين، أولاد علي.

5919. ابن حبّان : كانت امّ الحسين بن علي بن أبي طالب فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، واُمّ العبّاس بن علي بن أبي طالب امّ البنين بنت [حزام بن] خالد بن ربيعة....

وكانت والدة جعفر بن علي بن أبي طالب وعبدالله بن علي بن أبي طالب الأكبر ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود بن معتب....

وقد قيل: إنّ أبابكر بن علي بن أبي طالب قتل في ذلك اليوم [أي يوم عاشوراء]، واُمّه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي. (1)

5920. البرّي: ولد علي من غير فاطمة بنت رسول الله -صلّى الله عليه وسلم ورضي عنهما- محمّداً، وهو ابن الحنفيّة، وأبابكر، وعثمان، والعبّاس، وجعفراً، وعبدالله، وإبراهيم، وقتل هؤلاء الستّة مع الحسين -رضي الله عنه وعنهم-، وعبيدالله قتله المختار، ولا عقب له.

ويحيى، واُمّه أسماء بنت عميس، وعمر، واُمّه تغلبيّة، وكان خالد بن الوليد سباها في الردّة، فاشتراها علي، وحمل عنه الحديث، روى عن عمر بن الخطّاب، وكان له عقب بالمدينة، ومن ولده محمّد، واُمّه أسماء بنت عقيل بن أبي طالب. (2)

5921. البرّي: بنات علي رضي الله عنه من غير فاطمة كنّ عند ولد عقيل وولد العبّاس، وعند جعدة بن هبيرة المخزومي، وعند سعيد بن الأسود بن أبي البختري القرشي الأسدي، واسم أبي البختري: العاصي بن هشام بن الحارث بن أسد، وهو قتيل المجذّر بن ذياد يوم بدر. (3)

5922. المخزومي: كان لعلي رضي الله عنه خمسة وثلاثون ولداً، منهم ثمانية عشر ذكوراً، المعقبون منهم خمسة بلاخلاف، الحسن والحسين ابنا الزهراء، سبطا رسول الله، ومحمّد

ص:499


1- (1) . الثقات 310/2 - 311، حوادث سنة أربعين، ترجمة يزيد بن معاوية.
2- (2) . الجوهرة ص 57، [1] ذيل ترجمة الحسين بن علي عليهما السلام.
3- (3) . الجوهرة ص 60، [2] ذيل ترجمة الحسين بن علي عليهما السلام.

الأكبر، واُمّه الحنفيّة خولة بنت قيس بن سلمة بن عبدالله بن ثعلبة الوائلي، وحكى الكلبي أنّها خولة بنت قيس بن جعفر بن قيس بن سلمة.

ورابع أولاد علي أميرالمؤمنين العبّاس شهيد الطفّ ، واُمّه امّ البنين الكلابيّة.

قال عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه : ليس في العرب أفرس من آبائها، ولدت لأميرالمؤمنين علي: العبّاس وعثمان وجعفر وعبدالله، وكلّهم شهداء الطفّ مع أخيهم الحسين -عليهم سلام الله ورحمته-.

والخامس من بني الإمام علي: عمر الأصغر، ويقال له الأطرف (1)، واُمّه الصهباء امّ حبيب بنت عباد بن ربيعة العلقمي، اشتراها أميرالمؤمنين -كرّم الله وجهه- من سبي خالد بن الوليد رضي الله عنه ثمّ أعتقها وتزوّجها وولدها أحد المعقبين من بني الإمام البطين رضي الله عنه.

فمحمّد الأكبر ابن الإمام علي وهو المشهور بابن الحنفيّة وكنيته أبوالقاسم ولد أربعة وعشرين ولداً، منهم أربعة عشر ذكور، والعقب في ولده من رجلين: علي وجعفر؛ قتيل الحرّة، وبقيّة عقبه دون هذين الاثنين فمنقرض، ومن ولده بمصر والصعيد وشيراز وأصبهان وقزوين جماعة كثيرة، ومنهم بنو الصيّاد بالكوفة، وهم من أولاد الحسن بن الحسين بن العبّاس بن جعفر.

وأمّا العبّاس بن علي أميرالمؤمنين شهيد الطفّ فإنّه أعقب من ابنه عبدالله وحده، وأنّ عقبه ينتهي إلى ابنه الحسن، فإنّه أعقب من خمسة رجال: عبيدالله أمير مكّة والمدينة وقاضيهما، والعبّاس الخطيب، وحمزة الأكبر، وإبراهيم الفقيه، والفضل.

ولهم ذرّيّة في الينبع ومصر، ومنهم عبدالله بن عبّاس بن القاسم بن حمزة بن الحسن بن محمّد بن علي أميرالمؤمنين، كان شاعراً مقدّماً وجيهاً خطيباً، وله حظوة عند المأمون العبّاسي، ولمّا مات عبدالله هذا مشى المأمون في جنازته، وقال: استوى الناس بعدك يا ابن عبّاس، ولآل محمّد الأكبر فروع بطبرستان وبغداد والبصرة ودمياط واليمن ولهم ذيل طويل.

ص:500


1- (1) . كذا، والصحيح: «عمر الأكبر يقال له الأطرف».

و أمّا عمر الأطرف ابن علي أميرالمؤمنين المكنّى بأبي القاسم آخر من مات من بني الإمام علي، أعقب من رجل واحد، وهو ولده محمّد، فأعقب محمّد هذا من أربعة: عبدالله وعبيدالله وعمر بني خديجة بنت الإمام زين العابدين.

وجعفر ابن المخزوميّة، وقيل: امّه امّ ولد، وهو الملقّب بالأبله، ويقال لولده بنو الأبله، منهم الشريف نقيب البطائح، أبوالحسن علي بن محمّد بن جعفر بن إبراهيم بن علي الطيّب بن محمّد بن عمر الأطرف، كان فقيهاً نجيباً، وسيّداً أديباً، وله بقيّة بسواد البصرة.

ومنهم أبوأحمد محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي الطيّب، كان شيخ آل أبي طالب ورئيسهم بمصر، ورجلهم في الحلّ والعقد، وله ذيل طويل بمصر.

ولعمر الأطرف هذا ذيل ببلخ وحرّان وواسط واليمن وطبرستان والهند وملتان والسند، وغيرها.

وأمّا الإمام الهمام الغطريف المقدام سيّدنا الحسن السبط عليه السلام أعقب تسعة عشر ولداً، ذكورهم سبعة عشر، وعقبه من رجلين، الأوّل زيد، والثاني الحسن المثنّى....

وسنأتي الآن إن شاء الله بذكر عقب سيّدنا الإمام أبي الأئمّة الأعلام، قرّة عين الزهراء، شهيد كربلاء، الصابر على البلاء، وارث مآثر الأنبياء، أحد الريحانتين العطرتين، سبط سيّد الكونين، تاج رؤوسنا الإمام أبي عبدالله الحسين -عليه السلام والرضوان،ما كرّ الجديدان واختلف الملوان -.

قال النقيب أبوالنظام مؤيّدالدين عبيدالله الحسيني الواسطي في كتابه: «الثبت المصان» عند ذكر الإمام الحسين عليه السلام : قتل يوم عاشوراء لعشر مضين من المحرّم - روي أنّه كان يوم الاثنين - عند الزوال سنة إحدى وستّين بكربلاء.

ثمّ قال: وجميع أصحاب الحسين عليه السلام كانوا اثنين وسبعين نفساً من بني عبدالمطّلب ومن سائر الناس.

وقال: وعدّة من قتل معه من أهل بيته وعشيرته ثمانية عشر نفساً، فمن أولاد أميرالمؤمنين عليه السلام : العبّاس وعبدالله وجعفر وعثمان وأبوبكر، ومن أولاد الحسين: علي

ص:501

وعبدالله، ومن بني الحسن: القاسم وأبوبكر وعبدالله، ومن أولاد عبدالله بن جعفر الطيّار: محمّد وعون، ومن أولاد عقيل بن أبي طالب: عبدالله وجعفر وعقيل وعبدالرحمان ومحمّد بن سعيد بن عقيل بن أبي طالب -رضي الله عنهم أجمعين-.

وقال: كان له ستّة أولاد: علي الأكبر، وعلي الأصغر، وجعفر، وعبدالله، وسكينة، وفاطمة.

أقول: وليس على وجه الأرض من حسيني إلاّ وينتهي عقبه للإمام زين العابدين علي الأصغر، وهو أعقب من ستّة رجال: محمّد الباقر، وعبدالله الباهر، وزيد الشهيد، وعمر الأشرف، والحسين الأصغر، وعلي الأصغر، فعلي الأصغر أعقب من ابنه الحسن الأفطس، مات أبوه وهو حمل، وقد تكلّم فيه بعض النسّابين كلاماً يقارب الطعن ولكن لا يعتدّ به. (1)

5923. ابن الصبّاغ : أولاد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام سبعة وعشرون ولداً ما بين ذكور وإناث، وهم:

الحسن والحسين وزينب الكبرى وزينب الصغرى المكنّاة امّ كلثوم، واُمّهم فاطمة البتول سيّدة نساء العالمين.

ومحمّد المكنّى بأبي القاسم، امّه خولة بنت جعفر بن قيس الحنفيّة.

وعمر ورقيّة، كانا توأمين، واُمّهما امّ حبيب بنت ربيعة.

والعبّاس وجعفر وعثمان وعبدالله، الشهداء مع أخيهم الحسين عليه السلام بطفّ كربلاء، امّهم امّ البنين بنت حزام بن خالد بن دارم.

ومحمّد الأصغر - المكنّى أبابكر - وعبدالله، الشهيدان أيضاً مع أخيهما الحسين بكربلاء، امّهما ليلى بنت مسعود الدارميّة.

ويحيى وعون، امّهما أسماء بنت عميس الخثعميّة.

ص:502


1- (1) . صحاح الأخبار ص 9 - 11 و 30 - 31.

و امّ الحسن و رملة، امّهما امّ مسعود بنت عروة الثقفي.

ونفيسة وزينب الصغرى ورقيّة الصغرى واُمّ هانئ واُمّ الكرام وجمانة - المكنّاة باُمّ جعفر - واُمامة واُمّ سلمة وميمونة وخديجة وفاطمة، كلّهنّ لاُمّهات شتّى.

واعلم أنّ الناس قد اختلفوا في عدد أولاده ذكوراً وإناثاً، فمنهم من أكثر ومنهم من اختصر، والّذي نقله صاحب كتاب «الصفوة» أنّ أولاده الذكور أربعة عشر ذكراً، وأولاده الإناث تسعة عشر إناثاً، وهذا تفصيل أسمائهم -رضوان الله عليهم أجمعين-.

الذكور: الحسن، والحسين، ومحمّد الأكبر، وعبيدالله، وأبوبكر، والعبّاس، وعثمان، وجعفر، وعبدالله، ومحمّد الأصغر، ويحيى، وعون، وعمر، ومحمّد الأوسط .

الإناث: زينب الكبرى، واُمّ كلثوم الكبرى، واُمّ الحسن، ورملة الكبرى، واُمّ هانئ، وميمونة، وزينب الصغرى، واُمّ كلثوم الصغرى، ورقيّة، وفاطمة، واُمامة، وخديجة، واُمّ الكرام، واُمّ سلمة، واُمّ جعفر، وجمانة.

وعدّ بنتاً اخرى لم يذكر اسمها ماتت صغيرة.

وذكروا أنّ فيهم محسّناً شقيقاً للحسن والحسين عليهما السلام ذكرته الشيعة وأنّه كان سقطاً، فهؤلاء أولاده -عليه وعليهم السلام-.

والنسل منهم للحسن والحسين ومحمّد ابن الحنفيّة والعبّاس ابن الكلابيّة وعمر ابن التغلبيّة، وهي الصهباء بنت ربيعة من السبي الّذين أغار عليهم خالد بن الوليد بعين التمر.

وعمّر عمر هذا حتّى بلغ خمساً وثمانين فحاز نصف ميراث علي عليه السلام، وذلك أنّ جميع إخوته وأشقّائه -وهم عبدالله وجعفر وعثمان- قتلوا جميعهم قبله مع الحسين عليه السلام بالطفّ فورثهم.

وكان عند علي عليه السلام يوم قتل أربع زوجات حرائر في عقد نكاحه، وهنّ : امامة بنت أبي العاص بنت زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله، تزوّجها بعد موت خالتها فاطمة البتول، وليلى بنت مسعود التميميّة، وأسماء بنت عميس الخثعميّة، واُمّ البنين الكلابيّة، واُمّهات أولاد عشر إماء....

ص:503

فأبناء علي عليه السلام لهم شرف ظاهر على بني الأنام، ومناقب يرثوها كابر عن كابر، وسجايا يهديها أوّل إلى آخر... ولبني فاطمة على إخوتهم من بني علي شرف إذا عدّت مراتب أهل الشرف، ومكانة حصلوا منها في الرأس وإخوتهم في الطرف، وجلالة ادرعوا برودها، ودرّة كرم ارتضعوا زودها، ومجد بلغ السماء ذات البروج، ومحلّ علا توطّدوه، فلم يطمع غيرهم في الارتقاء إليه ولا العروج، إذ هم شاركوا بني أبيهم في شرف الآباء، وانفردوا بشرف الاُمّهات، وقد أوضح الله تعالى ذلك بقوله: ( وَ رَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ ) (1)، فجمعوا بين مجدين تالد وطريف، وضمّوا إلى علامة تعريفهم علامة تشريف، و عدّوا النبيّ صلّى الله عليه و آله أباً و جدّاً، و ارتدوا من نسب أبيهم برداً ومن قبل امّهم برداً، فأصبح كلّ منهم معلّم الطرفين، ظاهر الشرفين، برد أبويهم الشريفين، كانا لذويهما ظريفين. (2)

5924. المزّي: كان له من الولد الذكور أحد وعشرون: الحسن، والحسين، ومحمّد الأكبر، وهو ابن الحنفيّة، وعمر الأطرف، وهو الأكبر، والعبّاس الأكبر أبوالفضل، قتل بالطفّ ، ويقال له السقّاء أبوقربة، أعقبوا.

والّذين لم يعقبوا: محسّن، درج سقطاً، ومحمّد الأصغر، قتل بالطفّ ، والعبّاس الأصغر، يقال: إنّه قتل بالطفّ ، وعمر الأصغر، درج، وعثمان الأكبر، قتل بالطفّ ، وعثمان الأصغر، درج، وجعفر الأكبر، قتل بالطفّ ، وجعفر الأصغر، درج، وعبدالله الأكبر يكنّى أبامحمّد، قتل بالطفّ ، وعبدالله الأصغر، درج، وعبيدالله يكنّى أباعلي، يقال: إنّه قتل بكربلاء، وعبدالرحمان، درج، وحمزة، درج، وأبوبكر عتيق، يقال: إنّه قتل بالطفّ ، وعون، درج، ويحيى يكنّى أباالحسن، توفّي صغيراً في حياة أبيه.

وكان له من الولد الإناث ثماني عشرة: زينب الكبرى، وزينب الصغرى، واُمّ كلثوم

ص:504


1- (1) . الأنعام/165. [1]
2- (2) . الفصول المهمّة 641/1 - 648، [2] في ذكر أولاده - عليه وعليهم السلام -.

الكبرى، واُمّ كلثوم الصغرى، ورقيّة الكبرى، ورقيّة الصغرى، وفاطمة الكبرى، وفاطمة الصغرى، وفاختة، وأمة الله، وجمانة تكنّى امّ جعفر، ورملة، واُمّ سلمة، واُمّ الحسن، واُمّ الكرام، وهي نفيسة، وميمونة، وخديجة، واُمامة، على خلاف في بعض ذلك. (1)

5925. الكنجي: كان له من سيّدة نساء العالمين فاطمة بنت محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم - امّها سيّدة نساء العالمين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزّى -الحسن والحسين وزينب الكبرى، واُمّ كلثوم الكبرى.

ومن غيرها: محمّد الأكبر ابن الحنفيّة، واسمها خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنفيّة بن لجيم بن مصعب بن علي بن بكر بن وائل.

وعبيدالله بن علي وأبوبكر بن علي، واُمّهما ليلى بنت مسعود بن خالد بن ثابت بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم.

والعبّاس الأكبر، وعثمان، وجعفر، وعبدالله، واُمّهم امّ البنين بنت حزام بن خالد بن جعفر بن عامر بن كعب بن كلاب.

ومحمّد الأصغر، واُمّه امّ ولد.

ويحيى وعون، واُمّهما أسماء بنت عميس الخثعميّة.

وعمر الأكبر، ورقيّة، واُمّهما الصهباء، وهي امّ حبيب بنت ربيعة بن بجير بن عبد بن علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل، وكانت سبية أصابها خالد بن الوليد حيث أغار على بني تغلب بناحية عين التمر.

ومحمّد الأوسط ، واُمّه امامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبدالعزّى بن عبدشمس بن عبدمناف، واُمّها زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم من خديجة.

واُمّ حسن، ورملة الكبرى، واُمّهما امّ سعيد بنت عروة بن مسعود بن معتب بن مالك الثقفي.

ص:505


1- (1) . تهذيب الكمال 479/20، ترجمة علي بن أبي طالب (4089).

واُمّ هانئ، وميمونة، وزينب الصغرى، واُمّ كلثوم الصغرى، وفاطمة، واُمامة، وخديجة، واُمّ الكرام، واُمّ سلمة، واُمّ جعفر، وجمانة، ونفيسة، وهنّ لاُمّهات شتّى.

وابنة لعلي تسمّ لنا هلكت، وهي جارية لم تبرز،واُمّها محيّاة بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن كلب، وكانت تخرج إلى المسجد وهي جارية، فيمازحها علي عليه السلام ويقول لها: من أخوالك ؟ فتقول: وه وه، تعني كلباً.

فجمع ولد علي عليه السلام لصلبه في هذه الرواية أربعة عشر ولداً، وعشرون امرأة.

هكذا ذكره غير واحد من أهل السير، وأسقط أبوعبدالله المفيد العون من الخثعميّة، وجعل أبابكر كنية لمحمّد الأصغر، ولم يذكر محمّد الأوسط .

وذكر أبوالفرج علي الأموي الأصبهاني في «مقاتل آل أبي طالب» الّذين قتلوا مع أميرالمؤمنين أبي عبدالله الحسين عليه السلام جعفراً، وعليّاً، وعثمان، والعبّاس، ومحمّد الأصغر، وأسقط عبيدالله، وما ذكره المفيد أشبه عندي بالصواب.

وأسقط المفيد من البنات أربعاً، وهنّ : رملة الصغرى، واُمّ كلثوم الصغرى، واُمّ جعفر، جعلها كنية لجمانة، وهذا قريب، ولم يذكر الابنة الّتي هلكت وهي جارية.

وزاد على الجمهور، وقال: إنّ فاطمة عليها السلام أسقطت بعد النبيّ ذكراً، كان سمّاه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم محسّناً، وهذا شيء لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلاّ عند ابن قتيبة (1). (2)

5926. المقريزي: ولد له من الأولاد الذكور الحسن، والحسين،اُمّهما فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

ومحمّد الأكبر المعروف بابن الحنفيّة،اُمّه خولة بنت قيس بن جعفرالحنفي.

[والعبّاس الأكبر]، وعبدالله، وعثمان الأكبر، وجعفر الأكبر،اُمّهم امّ البنين بنت المحل بن الديّان بن حزام الكلابي، وقتل هؤلاء الأربعة مع الحسين بن علي عليه السلام بالطفّ .

ص:506


1- (1) . ولاحظ ما سيأتي في بابه.
2- (2) . كفاية الطالب ص 411 - 412، الباب الثامن، [1] في ذكر نسبه عليه السلام.

وعمر الأصغر، امّه الصهباء امّ حبيبة بنت ربيعة التغلبي.

وعبدالرحمان -الّذي يكنّى أبابكر- وعبيدالله، امّهما ليلى بنت مسعود بن خالد التميمي.

ويحيى [و] عون، امّهما أسماء بنت عميس الخثعميّة.

ومحمّد الأصغر، امّه امامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبدالعزّى بن عبدشمس، واُمّها زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

وجعفر الأصغر، من امّ ولد.

[و] محمّد الأوسط ، وعبّاس الأصغر، امّهما امّ ولد.

وعمر الأصغر [و] عثمان الأصغر.

فهؤلاء [هم] الذكور من ولد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، منهم من مات في حياة أبيه وهو طفل صغير، ومنهم من قتل ولا عقب له.

وولد له أيضاً إناث.

[و] لم يعقب من أولاده الذكور سوى خمسة، هم: الحسن، والحسين، ومحمّد ابن الحنفيّة، والعبّاس، وعمر، وسائرهم لم يعقب. (1)

5927. السمعاني: «العلوي»: بفتح العين المهملة واللام المخفّفة وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى أربعة ممّن اسمهم علي، أوّلهم أبوالريحانين، والحيدر الكرّار، والعميم الحدّار، والهزبر الغيّار أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفي أولاده كثرة، استغنينا عن تعدادهم، لشهرة بطونهم وعشائرهم ونجبائهم. (2)

ص:507


1- (1) . إتّعاظ الحنفاء 5/1 - 8، [1] في ذكر أولاد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب - كرّم الله وجهه -.
2- (2) . الأنساب 356/9 - 357 « [2]العلوي» (2800). و انظر: البداية والنهاية 331/7 - 332، حوادث سنة أربعين، فصل في ذكر زوجاته وبنيه وبناته؛ الجمهرة 37/1 - 38 و 271/2 ؛ نهاية الإرب 221/20 - 223، ذكر أزواج علي رضي الله عنه ؛ تاريخ الخميس 283/2 - 286 , ذكر خلافة علي رضي الله عنه , ذكر أولاده؛ أئمّة الاثنا عشر لابن طولون ص 58 - 60 ؛ تاريخ الطبري 153/5 - 155، [3] حوادث سنة أربعين، ذكر الخبر عن أزواجه و أولاده؛ الكامل لابن الأثير

الثاني: في ذكر أولاده عليه السلام بشيء من التفصيل والترتيب

1. الحسن بن علي عليهما السلام

الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، يكنّى بأبي محمّد، ويوصف بالزكي التقي، والسبط الأكبر، وكريم أهل البيت عليهم السلام، وهو وصيّ أبيه وخليفته وإمام المسلمين بعد أبيه عليه السلام، ويأتي الكلام في حياته وإمامته وفضائله مستقلاّ ومفصّلاً إن شاء الله تعالى.

2. الحسين بن علي عليهما السلام

الإمام الحسين الشهيد عليه السلام، يكنّى بأبي عبدالله، ويوصف بالمقتول المظلوم بأرض الطفّ ، والسبط الأصغر، وسيّد الشهداء بعد عمّه حمزة بن عبدالمطّلب، وهو وصيّ أخيه المجتبى وخليفته وإمام المسلمين بعده، ويأتي الكلام في حياته وإمامته وفضائله ومقتله في فصل جامع إن شاء الله تعالى.

3. زينب الكبرى

برواية:

1. عبدالرحمان بن مهران---3. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

2. محمّد بن شهاب الزهري---4. المراسيل والأقوال

1. عبدالرحمان بن مهران

5928. ابن الجعد : أخبرنا ابن أبي ذئب، عن عبدالرحمان بن مهران:

أنّ عبدالله بن جعفر جمع بين زينب بنت علي، وامرأة علي ليلى بنت مسعود التميمي. (1)

ص:508


1- (1) . مسند ابن الجعد ص 413 (2822).

5929. ابن سعد : أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك عن ابن أبي ذئب، قال: حدّثني عبدالرحمان بن مهران:

أنّ عبدالله بن جعفر بن أبي طالب تزوّج زينب بنت علي، وتزوّج معها امرأة علي ليلى بنت مسعود، فكانتا تحته جميعاً. (1)

2. محمّد بن شهاب الزهري

5930. الدولابي: حدّثنا عبدالله بن محمّد -أبواُسامة الحلبي -، حدّثنا حجّاج بن أبي منيع، حدّثني جدّي، عن [محمّد] بن شهاب الزهري، قال:

وأمّا زينب ابنة علي فتزوّجها عبدالله بن جعفر بن أبي طالب فماتت عنده، وقد ولدت له علي بن عبدالله، وأخاً له آخريقال له عون. (2)

3. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

5931. ابن بكير : عن ثابت بن دينار، عن أبي جعفر [محمّد بن علي الباقر عليهما السلام ]، قال:

خطب معاوية بن أبي سفيان إلى عبدالله بن جعفر ابنته من زينب ابنة علي واُمّها فاطمة، وقال له معاوية: أقضي عنك دينك، فوعده، فقال عبدالله: إنّ عليّ أميراً، لست أستطيع أن ازوّجها حتّى أستأمره. فقال له معاوية: فاستأمره.

وأتى حسين بن علي، وقال: إنّ معاوية خطب إليّ ابنتي، ووعدني قضاء ديني، وإنّما أنا والد (3)وأنت خالها، فما ترى ؟ قال له: احبّ أن تجعل أمرها بيدي. قال: هو بيدك.

قال: فدخل حسين بن علي على الجارية، فقال: إنّ أباك قد جعل أمرك بيدي فاجعلي أمرك بيدي. فقالت: هو بيدك.

ص:509


1- (1) . الطبقات الكبرى 340/8، [1] ترجمة زينب بنت علي (4635)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 176/69، [2] ترجمة زينب الكبرى (9353).
2- (2) . الذرّيّة الطاهرة ص 166 (222).
3- (3) . في الأصل: «أنت والد».

فخرج حسين، فقال: اللهمّ أقدر لها خير من تعلم. فلقي شابّاً منهم، فقال: يا فلان، اجعل أمرك بيدي، فقال: هو بيدك.

وكتب معاوية إلى مروان بن الحكم، وهو أمير المدينة: إنّني خطبت إلى عبدالله بن جعفر (1)ابنته، فاشترط رضى حسين، فادعه إليك حتّى يسلّم.

فجمع مروان الناس، وجاء بالدف والسكر، ودعا حسيناً، فقال: إنّ أميرالمؤمنين كتب إليّ أنّه خطب إلى عبدالله بن جعفر، واشترط رضاك، فسلّم له.

فحمد الله حسين وأثنى عليه، ثمّ قال: اشهدكم أنّي قد زوّجتها فلاناً، يعني الشابّ الّذي لقيه.

فقال مروان: أبيتم يا بني هاشم إلاّ غدراً. فقال له حسين: نشدتك بالله، هل تعلم أنّ الحسن بن علي خطب ابنة عثمان بن عفّان فاجتمع الناس مثل اجتماعهم الآن، وحضر الحسن لذلك، فجئت أنت فخطبت، ثمّ زوّجتها غيره ؟ فقال: نعم. قال الحسين: فمن الغادر؟ نحن أم أنتم ؟

ثمّ أعطى حسين عبدالله بن جعفر أرضاً له يقال لها البغيبغة، فباعها من معاوية بألفي ألف، وأعطى الشابّ الّذي زوّج أرضاً له اخرى، قوّمت ألفي ألف، وأعطى من صلب ماله قيمة أربعة آلاف ألف. (2)

4. المراسيل والأقوال

5932. ابن إسحاق : كانت زينب ابنة علي تحت عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، فولدت له علي بن عبدالله بن جعفر، واُمّ أبيها، فتزوّج امّ أبيها عبدالملك بن مروان، وطلّقها، فتزوّجها علي بن عبدالله بن عبّاس. (3)

ص:510


1- (1) . في الأصل: «إلى أبي جعفر».
2- (2) . السير والمغازي لابن إسحاق ص 251 - 252 من زيادة ابن بكير، تزويج زينب بنت علي واُمّها فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.
3- (3) . السير و المغازي ص 251، تزويج زينب بنت علي واُمّها فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه [1] و سلّم، وعنه الدولابي

5933. ابن بكّار : فولد عبدالله بن جعفر بن أبي طالب جعفر الأكبر، به كان يكنّى، انقرض، وعوناً الأكبر انقرض، قتل بالطائف - قال ذلك إبراهيم بن موسى بن صديق، وكان يجد به وجداً شديداً، وحزن عليه حزناً عرف فيه حتّى أبصر بعد ورجع -، وعلي بن عبدالله، وفيه البقيّة من ولده، واُمّهم زينب بنت علي بن أبي طالب، واُمّها فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، واُمّها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزّى بن قصي، والعقب من ولد عبدالله بن جعفر لعلي، ومعاوية، وإسحاق، وإسماعيل بني عبدالله بن جعفر. (1)

5934. ابن بكّار : في تسمية ولد علي: وزينب بنت علي الكبرى، ولدت لعبدالله بن جعفر بن أبي طالب، وذكر غيرها، ثمّ قال: واُمّهم فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم. (2)

5935. الدولابي: أخبرني أبوموسى، عن يحيى بن الحسن.

حيلولة: وأخبرني طاهر بن يحيى بن الحسن، عن أبيه، قال:

زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب، امّها فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، لها علي، وجعفر، وعون، وعبّاس، واُمّ كلثوم، بنو عبدالله بن جعفر.

وقد روت زينب عن امّها فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم غير شيء. 3

5936. البسوي: وأمّا فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فتزوّجها علي بن أبي طالب، فولدت له الحسن بن علي الأكبر، وحسين بن علي، وهو المقتول بالعراق بالطفّ ، وزينب، واُمّ كلثوم، فأمّا زينب فتزوّجها عبدالله بن جعفر، فماتت عنده، وقد ولدت له علي بن عبدالله، وأخاً له آخر يقال له عون. 4

ص:511


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 14/43، [1]ترجمة علي بن عبدالله بن جع [2]فر (4947).
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 175/69، ترجمة زينب الكبرى (9353).

5937. ابن سعد : زينب بنت علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي، واُمّها فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، تزوّجها عبدالله بن جعفر بن أبي طالب بن عبدالمطّلب، فولدت له عليّاً وعوناً الأكبر وعبّاساً ومحمّداً واُمّ كلثوم. (1)

5938. ابن عساكر : زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف، امرأة جزلة، كانت مع أخيها الحسين بن علي حين قتل، وقدم بها على يزيد بن معاوية مع أهلها.

وحدّثت عن امّها فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وأسماء ابنة عميس، ومولى للنبيّ صلّى الله عليه و سلّم اسمه طهمان، أو ذكوان.

روى عنها محمّد بن عمرو، وعطاء بن السائب، وبنت أخيها فاطمة بنت الحسين بن علي. (2)

5939. ابن الأثير : زينب بنت علي بن أبي طالب - واسمه عبدمناف - بن عبدالمطّلب بن هاشم، القرشيّة الهاشميّة، واُمّها فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، أدركت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وولدت في حياته، ولم تلد فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بعد وفاته شيئاً.

وكانت زينب امرأة عاقلة لبيبة جزلة، زوّجها أبوها علي -رضي الله عنهما- من عبدالله ابن أخيه جعفر، فولدت له عليّاً وعوناً الأكبر وعبّاساً ومحمّداً واُمّ كلثوم.

وكانت مع أخيها الحسين رضي الله عنه لمّا قتل، وحملت إلى دمشق، وحضرت عند يزيد بن معاوية، وكلامها ليزيد حين طلب الشامي اختها فاطمة بنت علي من يزيد مشهور مذكور في التواريخ، وهو يدلّ على عقل وقوّة جنان. (3)

5940. ابن طيفور : لمّا كان من أمر أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الّذي كان

ص:512


1- (1) . الطبقات الكبرى 340/8، [1] ترجمة زينب بنت علي (4635)، [2] وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 176/69، [3]ترجمة زينب الكبرى (9353). [4]
2- (2) . تاريخ مدينة دمشق 174/69، [5] ترجمة زينب الكبرى (9353).
3- (3) . اسد الغابة 469/5، [6] ترجمة زينب بنت علي.

وانصرف عمر بن سعد (1)- لعنه الله - بالنسوة والبقيّة من آل محمّد صلّى الله عليه و سلّم، ووجّههنّ إلى ابن زياد - لعنه الله -، فوجّههنّ هذا إلى يزيد - لعنه الله - وغضب عليه، فلمّا مثلوا بين يديه أمر برأس الحسين عليه السلام، فأبرز في طست، فجعل ينكت ثناياه بقضيب في يده، وهو يقول:

يا غراب البين اسمعت فقل إنّما تذكر شيئاً قد فعل

ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل

حين حكّت بقباء بركها واستحرّ القتل في عبدالأشل

لأهلّوا واستهلّوا فرحاً ثمّ قالوا يا يزيد لا تشل

فجزيناهم ببدر مثلها وأقمنا ميل بدر فاعتدل

لست للشيخين إن لم أثأر من بني أحمد ما كان فعل

فقالت زينب بنت علي عليهما السلام : صدق الله و رسوله يا يزيد: ( ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللّهِ وَ كانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ ) (2).

أظننت يا يزيد أنّه حين اخذ علينا بأطراف الأرض وأكناف السماء، فأصبحنا نساق كما يساق الاُسارى أنّ بنا هواناً على الله وبك عليه كرامة، وإنّ هذا لعظيم خطرك فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفيك جذلان فرحاً، حين رأيت الدنيا مستوسقة لك، والاُمور متّسقة عليك، وقد أمهلت ونفست، وهو قول الله -تبارك وتعالى- : ( وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ ) (3).

أ من العدل يا ابن الطلقاء تخديرك نساؤك وإماؤك وسوقك بنات رسول الله صلّى الله عليه و سلّم !؟ قد هتكت ستورهنّ ، وأصحلت صوتهنّ ، مكتئبات تخدى بهنّ الأباعر، ويحدو بهنّ الأعادي، من

ص:513


1- (1) . هذا هو الصواب، وفي الأصل: «عمرو بن سعيد».
2- (2) . الروم/10. [1]
3- (3) . آل عمران/178. [2]

بلد إلى بلد، لا يراقبن ولا يؤوين، ويتشوفهنّ القريب والبعيد، ليس معهنّ وليّ من رجالهنّ !

وكيف يستبطأ في بغضتنا من نظر إلينا بالشنق والشنآن والإحن والأضغان ؟ أتقول: ليت أشياخي ببدر شهدوا، غير متأثّم ولا مستعظم، وأنت تنكت ثنايا أبي عبدالله بمخصرتك!؟ ولم لا تكون كذلك ؟ وقد نكأت القرحة، واستأصلت الشافة، بإهراقك دماء ذرّيّة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ونجوم الأرض من آل عبدالمطّلب، ولتردنّ على الله وشيكاً موردهم، ولتودنّ أنّك عميت وبكمت، وأنّك لم تقل: فاستهلّوا وأهلّوا فرحاً.

اللهمّ خذ بحقّنا، وانتقم لنا ممّن ظلمنا، والله ما فريت إلاّ في جلدك، ولا حززت إلاّ في لحمك، وسترد على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم برغمك، وعترته ولحمته في حظيرة القدس، يوم يجمع الله شملهم، ملمومين من الشعث، وهو قول الله -تبارك وتعالى- : ( وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) (1).

وسيعلم من بوّأك ومكّنك من رقاب المؤمنين، إذا كان الحكم الله، والخصم محمّد صلّى الله عليه و سلّم، وجوارحك شاهدة عليك، فبئس للظالمين بدلاً، أيّكم شرّ مكاناً، وأضعف جنداً.

مع أنّي والله يا عدوّ الله وابن عدوّه أستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك، غير أنّ العيون عبرى، والصدور حرّى، وما يجزي ذلك أو يغني عنّا وقد قتل الحسين عليه السلام، وحزب الشيطان يقربنا إلى حزب السفهاء، ليعطوهم أموال الله على انتهاك محارم الله.

فهذه الأيدي تنطف من دمائنا، وهذه الأفواه تتحلّب من لحومنا، وتلك الجثث الزواكي يعتامها عسلان الفلوات، فلئن اتّخذتنا مغنماً لتتّخذنّ مغرماً، حين لا تجد إلاّ ما قدّمت يداك، تستصرخ بابن مرجانة ويستصرخ بك، وتتعاوى وأتباعك عند الميزان، وقد وجدت أفضل زاد زوّدك معاوية قتلك ذرّيّة محمّد صلّى الله عليه و سلّم !

فوالله ما اتّقيت غير الله، ولا شكواي إلاّ إلى الله، فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا يرحض عنك عار ما أتيت إلينا أبداً، والحمد لله الّذي ختم بالسعادة

ص:514


1- (1) . آل عمران/169. [1]

والمغفرة لسادات شبّان الجنان، فأوجب لهم الجنّة، أسأل الله أن يرفع لهم الدرجات، وأن يوجب لهم المزيد من فضله، فإنّه وليّ قدير. (1)

4. امّ كلثوم
أ. ولادتها

على قول:

1. الذهبي---2. ابن عبدالبرّ

1. الذهبي

5941. الذهبي: امّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم، الهاشميّة، شقيقة الحسن والحسين، ولدت في حدود سنة ستّ من الهجرة، ورأت النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، ولم ترو عنه شيئاً. (2)

2. ابن عبدالبرّ

5942. ابن عبدالبرّ : امّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب، ولدت قبل وفاة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم،

ص:515


1- (1) . بلاغات النساء ص 34، [1] كلام زينب بنت علي بن أبي طالب - عليه وعليها السلام -. وراجع: نسب قريش للزبيري ص 83، ولد جعفر بن أبي طالب؛ المحبّر لابن حبيب البغدادي ص 55 - 56، في ذكر أصهار علي بن أبي طالب؛ لسان الميزان لابن حجر 457/8، ترجمة عبدالله بن محمّد (13236)؛ تهذيب التهذيب لابن حجر 363/8، [2] ترجمة قثم بن لؤلؤة مولى العبّاس بن عبدالمطّلب (642)؛ الإصابة لابن حجر 166/8، [3] ترجمة زينب بنت علي (11267)؛ [4] معجم البلدان لياقوت 555/1 « بغيبغة» (2029)، ويأتي الكلام عنها -رضي الله عنها- أيضاً في مقتل أخيها الحسين عليه السلام بتفصيل إن شاء الله تعالى.
2- (2) . سير أعلام النبلاء 500/3، ترجمة امّ كلثوم (114). وانظر: المحبّر لابن حبيب ص 53 - 54 و 56، باب بنات رسول الله -صلّى الله عليه- وأصهاره وأصهار الخلفاء، و ص 101 - 102، باب أسلاف رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ؛تاريخ مدينة دمشق 555/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [5]4933)؛ الإصابة 464/8 - 466، [6] ترجمة امّ كلثوم بنت علي (12237). [7]

امّها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم. (1)

ب. زواجها وأولادها

برواية:

1. أسلم مولى عمر بن الخطّاب---8. علي بن الحسين عليهما السلام

2. جابر بن عبدالله---9. قثم مولى آل العبّاس

3. حسن بن حسن---10. محمّد بن شهاب الزهري

4. عاصم بن عمر---11. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

5. عامر الشعبي---12. واقد بن محمّد، عن بعض أهله

6. عبدالله بن عبّاس---13. ما ورد مرسلاً

7.عطاء الخراساني

1. أسلم مولى عمر بن الخطّاب

5943. ابن وهب : عن عبدالرحمان بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جدّه:

أنّ عمر بن الخطّاب تزوّج امّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب على مهر أربعين ألفاً.

ولدت امّ كلثوم بنت علي لعمر بن الخطّاب زيد بن عمر الأكبر، ورقيّة بنت عمر، وتوفّيت امّ كلثوم وابنها زيد في وقت واحد، وقد كان زيد اصيب في حرب كانت بين بني عدي ليلاً، كان قد خرج ليصلح بينهم، فضربه رجل منهم في الظلمة فشجّه وصرعه، فعاش أيّاماً، ثمّ مات هو واُمّه في وقت واحد، وصلّى عليهما ابن عمر، قدّمه الحسن بن علي، وكانت فيهما سنّتان فيما ذكروا لم يورث واحد منهما من صاحبه؛ لأنّه لم يعرف أوّلهما موتاً، وقدّم زيد قبل امّه ممّا يلي الإمام. (2)

ص:516


1- (1) . الاستيعاب 1954/4، [1] ترجمة امّ كلثوم (4204).
2- (2) . عنه ابن عبدالبرّ في الاستيعاب 1955/4 - 1956، [2] ترجمة امّ كلثوم بنت علي (4204).

5944. الدولابي: ذكر عبدالرحمان بن خالد بن نجيح، حدّثنا حبيب -كاتب مالك بن أنس-، حدّثنا عبدالعزيز الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه -مولى عمر بن الخطّاب- , قال:

خطب عمر إلى علي بن أبي طالب امّ كلثوم، فاستشار علي العبّاس وعقيلاً والحسن، فغضب عقيل و قال لعلي: ما تزيد الأيّام و الشهور إلاّ العمى في أمرك، والله لئن فعلت ليكوننّ و ليكوننّ .

فقال علي للعبّاس: والله ما ذاك منه نصيحة، ولكن درّة عمر أحوجته إلى ما ترى، أم والله ما ذاك لرغبة فيك يا عقيل، ولكن أخبرني عمر بن الخطّاب أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: كلّ سبب و نسب ينقطع يوم القيامة إلاّ سببي و نسبي. (1)

5945. ابن عدي: حدّثنا محمّد بن داوود بن دينار، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا عبدالله بن زيد بن أسلم -مولى عمر بن الخطّاب-، عن أبيه زيد بن أسلم، عن أبيه:

أنّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أصدق امّ كلثوم بنت علي رضي الله عنه أربعين ألف درهم. (2)

5946. الدولابي: حدّثني عبدالعزيز بن منيب أبوالدرداء المروزي، حدّثنا خالد بن خداس.

حيلولة: وحدّثني إسحاق بن إبراهيم بن محمّد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء الأنصاري أبويعقوب، حدّثنا أبوالجماهير محمّد بن عثمان، قالا: حدّثنا عبدالله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جدّه:

أنّ عمر بن الخطّاب تزوّج امّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب على أربعين ألف درهم. (3)

ص:517


1- (1) . الذرّيّة الطاهرة ص 160 (210). كذا في الأصل ونحن نعتقد بأنّه موضوع ومجعول ومختلق؛ لأنّه مخالف نصّ القرآن الحكيم، حيث قال: ( فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ [1]بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ ) [المؤمنون/101]. [2]
2- (2) . عنه البيهقي بإسناده إليه في السنن الكبرى 233/7، كتاب الصداق، باب لا وقت في الصداق كثر أو قلّ . [3]
3- (3) . الذرّيّة الطاهرة ص 160 (211).

5947. الذهبي: روى عبدالله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جدّه:

أنّ عمر تزوّجها، فأصدقها أربعين ألفاً. (1)

2. جابر بن عبدالله

5948. أبوبكر الشافعي: حدّثني جعفر بن محمّد بن كزال، قال: حدّثنا إسحاق بن المنذر، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالملك الأنصاري، قال: حدّثنا محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال:

تزوّج عمر بن الخطّاب امّ كلثوم بنت فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم على أربعين ألف درهم. (2)

3. حسن بن حسن

5949. ابن إسحاق : حدّثني والدي إسحاق بن يسار، عن حسن بن حسن بن (3)علي بن أبي طالب أنّه قال:

لمّا أيمت امّ كلثوم ابنة علي من عمر بن الخطّاب دخل عليها حسن وحسين أخواها، فقالا لها: إنّك قد عرفت بسيّدة (4)نساء المسلمين وابنة سيّدتهنّ ، وإنّك والله لئن أمكنت عليّاً من زمتك لينكحنّك بعض أيتامه، ولئن أردت أن تصيبنّ بنفسك مالاً عظيماً لتصيبنّه.

فوالله ما قاما حتّى طلع علي متوكّئاً على عصاه، فجلس فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ ذكر منزلتهم من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وقال: قد عرفتم منزلتكم يا بني فاطمة، وآثرتكم على سائر ولدي، لمكانكم من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وقرابتكم منه. فقالوا: صدقت، رحمك الله وجزاك عنّا خيراً.

ص:518


1- (1) . سير أعلام النبلاء 501/3، ترجمة امّ كلثوم (114).
2- (2) . الغيلانيّات 115/1 (114), وعنه ابن الجوزي بإسناده إليه في المنتظم 237/4، [1] حوادث سنة سبع عشرة.
3- (3) . في الأصل: «عن» بدل «بن», والتصويب حسب السياق ونقل الدولابي عنه.
4- (4) . الظاهر أنّ هذا هو الصواب، وفي الأصل: «سيّدة».

فقال: أي بنيّة، إنّ الله -عزّ وجلّ - قد جعل أمرك بيدك، فأنا احبّ أن تجعليه بيدي. فقالت: أي أبة، والله إنّي لامرأة أرغب فيما يرغب فيه النساء، واُحبّ أن اصيب ما تصيبه النساء من الدنيا، فأنا اريد أن أنظر في أمر نفسي.

فقال: لا والله يا بنيّة، ما هذا من رأيك، ما هو إلاّ من رأي هذين. ثمّ قام فقال: والله لا اكلّم رجلاً منهما أو تفعلين.

فأخذا بثيابه فقالا: اجلس يا أبة، فوالله ما على هجرتك من صبر، اجعلي أمرك بيده. فقالت: قد فعلت.

قال: فإنّي قد زوّجتك عون بن جعفر، وإنّه لغلام، ثمّ رجع إلى بيته، فبعث إليها بأربعة آلاف، وبعث إلى ابن أخيه فأدخله عليها.

قال حسن: فوالله ما سمعت بمثل عشق منها له منذ خلقك الله، فما نشب عون أن هلك، فرجع إليها علي، فقال: أي بنيّة، اجعلي أمرك بيدي، ففعلت، فزوّجها محمّد بن جعفر، ثمّ خرج، فبعث إليها بأربعة آلاف درهم، ثمّ أدخله عليها. (1)

5950. ابن بشران : أنبأ دعلج بن أحمد، حدّثنا موسى بن هارون، حدّثنا سفيان بن وكيع بن الجرّاح، أنبأ روح بن عبادة، حدّثنا ابن جريج، أخبرني ابن أبي مليكة، أخبرني حسن بن حسن، عن أبيه:

أنّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه خطب إلى علي رضي الله عنه امّ كلثوم، فقال له علي رضي الله عنه : إنّها تصغر عن ذلك. فقال عمر: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي، فأحببت أن يكون لي من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم سبب ونسب.

ص:519


1- (1) . السير والمغازي ص 250، تزويج امّ كلثوم عون بن جعفر بن أبي طالب، وعنه الدولابي بإسناده إليه في الذرّيّة الطاهرة ص 162 - 163 (216), و رواه السخاوي في استجلاب ارتقاء الغرف 253/1 - 256، المقدّمة فيمن حضرني من أقرباء رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وأضاف: «فمات عنها، فتزوّجها عبدالله بن جعفر -الأخ الثالث للأوّلين-، وماتت معه، ولم يصب منها ولداً».

فقال علي رضي الله عنه لحسن وحسين: زوّجا عمّكما. فقالا: هي امرأة من النساء تختار لنفسها. فقام علي رضي الله عنه مغضباً، فأمسك الحسن رضي الله عنه بثوبه وقال: لا صبر على هجرانك يا أبتاه. قال: فزوّجاه. (1)

4. عاصم بن عمر

5951. ابن إسحاق : حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة، قال:

خطب عمر بن الخطّاب إلى علي بن أبي طالب ابنته امّ كلثوم، وكان لفاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فاعتلّ علي عليه وقال: هي صغيرة. فقال عمر: لا والله، ما ذاك بك، ولكن أردت منعي، فإن كان كما تقول فابعثها إلي.

فرجع علي فدعاها، فأعطاها حلّة، فقال: انطلقي بهذه إلى أميرالمؤمنين فقولي: يقول لك أبي: كيف ترى هذه الحلّة ؟ فأتته بها، فقالت له ذلك، فأخذ عمر بدرعها، فاجتبذتها منه، وقالت: أرسل. فأرسلها وقال: حصان كريم، انطلقي فقولي له: ما أحسنها وأجملها، ليست والله كما قلت. فزوّجها إيّاه. (2)

5. عامر الشعبي

5952. البيهقي: أخبرنا أبوسعيد بن أبي عمرو، حدّثنا أبوالعبّاس الأصمّ ، أنبأ الربيع بن سليمان، قال: قال الشافعي حكاية عن محمّد بن عبيد، عن إسماعيل، عن الشعبي:

أنّ عليّاً رضي الله عنه كان يرحل المتوفّى عنها لا ينتظر بها.

وعن ابن مهدي، عن سفيان، عن فراس، عن [عامر] الشعبي، قال:

نقل علي رضي الله عنه امّ كلثوم بعد قتل عمر رضي الله عنه بسبع ليال.

ص:520


1- (1) . عنه البيهقي في السنن الكبرى 64/7، كتاب النكاح، باب الأنساب كلّها منقطعة يوم القيامة إلاّ نسبه، و ص 114، باب ما جاء في إنكاح الآباء الأبكار، و ص 139، باب الوكالة في النكاح.
2- (2) . السير والمغازي ص 248، تزويج عمر بن الخطّاب امّ كلثوم بنت علي، وعنه الدولابي بإسناده إليه في الذرّيّة الطاهرة ص 157 - 158 (208).

و رواه سفيان الثوري في جامعه وقال: لأنّها كانت في دار الإمارة. (1)

6. عبدالله بن عبّاس

5953. ابن سعد : حدّثنا مالك بن إسماعيل النهدي، حدّثنا سيف بن هارون، عن فضل بن كثير، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال:

لمّا ابتنى عمر باُمّ كلثوم دخل على مشيخة المهاجرين، وكانت تحفته إيّاهم أن صفر لحاهم بملاب. (2)

7. عطاء الخراساني

5954. وكيع : عن هشام بن سعد، عن عطاء الخراساني:

أنّ عمر أمهر امّ كلثوم بنت علي أربعين ألفاً. (3)

5955. ابن بكير : عن هشام بن سعد القرشي، عن عطاء الخراساني:

... ثمّ إنّ عمر بن الخطّاب بعد خطب امّ كلثوم ابنة علي بن أبي طالب، فأصدقها أربعين ألفاً. (4)

ص:521


1- (1) . السنن الكبرى 436/7، كتاب العدد، باب من قال: [1] لا سكنى للمتوفّى عنها زوجها. وراجع: البداية والنهاية لابن كثير 131/7 و 133 و 136، حوادث سنة ثلاث وعشرين، و ص 331، حوادث سنة أربعين، فصل في ذكر زوجاته وبنيه وبناته؛ مطالب السؤول لابن طلحة ص 41 , مقدّمة المؤلّف؛ الرياض النضرة للمحبّ الطبري 334/2، الباب الرابع، الفصل الثاني عشر، في ذكر ولده؛ العقد الفريد لابن عبد ربّه 113/5، كتاب العسجدة الثانية، أخبار معاوية، و97/7، كتاب المرجانة الثانية، علي وعمر في امّ كلثوم؛ الإمتاع والمؤانسة لأبي حيّان 81/2، الليلة العشرون.
2- (2) . عنه البلاذري في أنساب الأشراف 412/2، [2] ولد علي بن أبي طالب. والملاب: قيل: هو الزعفران، وقيل: نوع من العطر.
3- (3) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 339/8، [3] ترجمة امّ كلثوم بنت علي (4634). [4]
4- (4) . السير والمغازي لابن إسحاق ص 249 من زيادة ابن بكير، تزويج عمر بن الخطّاب امّ كلثوم بنت علي.

8. علي بن الحسين عليهما السلام

5956. ابن إسحاق : حدّثني أبوجعفر، عن أبيه علي بن الحسين، قال:

لمّا تزوّج عمر بن الخطّاب امّ كلثوم ابنة علي أتى مجلساً في مسجد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بين القبر والمنبر للمهاجرين، لم يكن يجلس فيه غيرهم، فدعوا له بالبركة، فقال: أما والله ما دعاني إلى تزويجها إلاّ أنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ ما كان من نسبي وسببي. (1)

5957. الحاكم : حدّثنا الحسن بن يعقوب وإبراهيم بن عصمة، قالا: حدّثنا السري بن خزيمة، حدّثنا معلّى بن أسد، حدّثنا وهيب بن خالد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، قال:

لمّا تزوّج عمر بن الخطّاب رضي الله عنه امّ كلثوم بنت علي رضي الله عنهم أتى مجلساً في مسجد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بين القبر والمنبر للمهاجرين، لم يكن يجلس فيه غيرهم، فدعوا له بالبركة، فقال: أما والله ما دعاني إلى تزويجها إلاّ أنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ ما كان من سببي ونسبي. (2)

9. قثم مولى آل العبّاس

5958. سعيد بن منصور : حدّثنا جرير بن عبدالحميد، عن مغيرة، عن قثم مولى آل العبّاس، قال:

جمع عبدالله بن جعفر بين ليلى بنت مسعود النهشليّة وكانت امرأة علي رضي الله عنه وبين امّ كلثوم بنت علي لفاطمة -رضي الله عنها- فكانتا امرأتيه. (3)

ص:522


1- (1) . السير والمغازي ص 249، تزويج عمر بن الخطّاب امّ كلثوم بنت علي، وعنه البيهقي بإسناده إليه في السنن الكبرى 64/7، كتاب النكاح، باب الأنساب كلّها منقطعة يوم القيامة إلاّ نسبه, من طريق الحاكم.
2- (2) . عنه البيهقي في السنن الكبرى 64/7، كتاب النكاح، باب الأنساب كلّها منقطعة يوم القيامة إلاّ نسبه.
3- (3) . عنه البيهقي بإسناده إليه في السنن الكبرى 167/7، كتاب النكاح، باب من يحلّ الجمع بين امرأة الرجل وبنته.

10. محمّد بن شهاب الزهري

5959. الدولابي: حدّثنا عبدالله بن محمّد أبواُسامة، حدّثنا حجّاج بن أبي منيع، حدّثنا جدّي، عن [محمّد بن شهاب] الزهري، قال:

امّ كلثوم بنت علي من فاطمة، تزوّجها عمر بن الخطّاب، فولدت له زيد بن عمر بن الخطّاب. (1)

5960. الدولابي: حدّثنا عبدالله بن محمّد أبواُسامة الحلبي، حدّثنا حجّاج بن أبي منيع، حدّثنا جدّي، عن الزهري، قال:

ثمّ خلّف على امّ كلثوم بعد عمر بن الخطّاب عون بن جعفر بن أبي طالب، فلم تلد له شيئاً حتّى مات. (2)

5961. الدولابي: حدّثنا عبدالله بن محمّد أبواُسامة، حدّثنا حجّاج بن أبي منيع، حدّثنا جدّي، عن ابن شهاب، قال:

ثمّ خلّف على امّ كلثوم بعد عون بن جعفر محمّد بن جعفر، فولدت له جارية يقال لها نبتة، نعشت من مكّة إلى المدينة على سرير، فلمّا قدمت المدينة توفّيت.

ثمّ خلّف على امّ كلثوم بعد عمر وعون بن جعفر ومحمّد بن جعفر؛ عبدالله بن جعفر، فلم تلد له شيئاً حتّى ماتت عنده. (3)

5962. البيهقي: أخبرنا أبوسعيد بن أبي عمرو، حدّثنا أبوالعبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا الحسن بن مكرّم، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا يونس، عن الزهري، قال:

أخبرني غير واحد أنّ عبدالله بن جعفر جمع بين بنت علي وامرأة علي، ثمّ ماتت بنت علي فتزوّج عليها بنتاً لعلي اخرى.

ص:523


1- (1) . الذرّيّة الطاهرة ص 161 (212).
2- (2) . الذرّيّة الطاهرة ص 161 (214).
3- (3) . الذرّيّة الطاهرة ص 163 - 164 (218).

وقد رواه ابن أبي ذئب، عن عبدالرحمان بن مهران، عن عبدالله بن جعفر، بنحوه. (1)

11. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

5963. ابن سعد : أخبرنا أنس بن عياض الليثي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه [محمّد بن علي الباقر عليهما السلام ]:

أنّ عمر بن الخطّاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته امّ كلثوم، فقال علي: إنّما حبست بناتي على بني جعفر. فقال عمر: أنكحنيها يا علي، فوالله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما أرصد.

فقال علي: قد فعلت. (2)

5964. سعيد بن منصور : حدّثنا عبدالعزيز بن محمّد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه:

أنّ عمر خطب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابنته امّ كلثوم، فقال علي: إنّما حبست بناتي على بني جعفر. فقال: أنكحنيها، فوالله ما على الأرض رجل أرصد من حسن عشرتها ما أرصدت.

فقال علي رضي الله عنه قد أنكحتكها. (3)

5965. سعيد بن منصور : حدّثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر، قال:

خطب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ابنة علي رضي الله عنه، فذكر منها صغراً، فقالوا له: إنّما أدرك (4)، فعاوده فقال: نرسل بها إليك تنظر إليها، فرضيها، فكشف عن ساقها، فقالت: أرسل، لولا أنّك أميرالمؤمنين للطمت عينيك. (5)

5966. العدني: حدّثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن محمّد بن علي:

ص:524


1- (1) . السنن الكبرى 167/7، كتاب النكاح، باب ما يحلّ الجمع بين امرأة الرجل وبنته.
2- (2) . الطبقات الكبرى 338/8 - 339، [1] ترجمة امّ كلثوم بنت علي (4634).
3- (3) . سنن سعيد بن منصور 146/1 - 147 (520).
4- (4) . كذا في الأصل، والصواب: «ردّك»، كما في الحديث التالي.
5- (5) . سنن سعيد بن منصور 147/1 (521).

أنّ عمر بن الخطّاب خطب إلى علي ابنته امّ كلثوم، فذكر له صغرها، فقيل له: إنّه ردّك. فعاوده، فقال له علي: أبعث بها إليك، فإن رضيت فهي امرأتك. فأرسل بها إليه، فكشف عن ساقها، فقالت: مه، والله لولا أنّك أميرالمؤمنين للطمت عينك. (1)

12. واقد بن محمّد عن بعض أهله

5967. ابن بكير : عن خالد بن صالح، عن واقد بن محمّد بن عبدالله بن عمر، عن بعض أهله، قال:

خطب عمر بن الخطّاب إلى علي بن أبي طالب ابنته امّ كلثوم، واُمّها فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فقال له علي: إنّ عليّ فيها امراء حتّى أستأذنهم.

فأتى ولد فاطمة، فذكر ذلك لهم، فقالوا: زوّجه، فدعا امّ كلثوم، وهي يومئذ صبيّة، فقال: انطلقي إلى أميرالمؤمنين فقولي: إنّ أبي يقرئك السلام ويقول لك: إنّا قد قضينا حاجتك الّتي طلبتها.

فأخذها عمر فضمّها إليه وقال: إنّي خطبتها إلى أبيها فزوّجنيها، فقيل: يا أميرالمؤمنين، ما كنت تريد إليها وهي صبيّ صغيرة ؟

قال: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: كلّ سبب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي، فأردت أن يكون بيني وبين رسول الله صلّى الله عليه و سلّم سبب صهر. (2)

13. ما ورد مرسلاً

5968. ابن إسحاق : تزوّج امّ كلثوم ابنة علي من فاطمة ابنة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عمر بن الخطّاب (3)، فولدت له زيد بن عمر، وامرأة معه، فمات عمر عنها... فلمّا مات عمر بن

ص:525


1- (1) . عنه ابن عبدالبرّ في الاستيعاب 1955/4، [1] ترجمة امّ كلثوم بنت علي (4204).
2- (2) . السير والمغازي لابن إسحاق ص 248 - 249 من زيادة ابن بكير، تزويج عمر بن الخطّاب امّ كلثوم بنت علي، وعنه الدولابي بإسناده إليه في الذرّيّة الطاهرة ص 159 (209).
3- (3) . هذا ما يقول به جماعة من المسلمين و رووا فيه أحاديث قد نقلناها لموضع الحاجة، و لجماعة آخر

الخطّاب عن امّ كلثوم ابنة علي تزوّجت عون بن جعفر، فهلك عنها عون، ولم يصب منها ولداً. 1

5969. ابن إسحاق : توفّي عنها عمر، فتزوّجها عون بن جعفر بن أبي طالب، فحدّثني أبي، قال: دخل الحسن والحسين عليها لمّا مات عمر، فقالا: إن مكّنت أباك من رمّتك أنكحك بعض أيتامه، وإن أردت أن تصيبي بنفسك مالاً عظيماً لتصيبنّه.

فلم يزل بها علي حتّى زوّجها بعون، فأحبّته، ثمّ مات عنها، فزوّجها أبوها بمحمّد بن جعفر فمات، ثمّ زوّجها أبوها بعبدالله بن جعفر، فماتت عنده. 2

5970. ابن بكّار : كان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه خطب امّ كلثوم إلى علي بن أبي طالب، فقال له [علي]: إنّها صغيرة. فقال له عمر: زوّجنيها يا أباالحسن؛ فإنّي أرصد من كرامتها ما لا يرصد أحد. فقال له علي: أنا أبعثها إليك، فإن رضيتها زوّجتكها.

فبعثها إليه ببرد، وقال لها: قولي له: هذا البرد الّذي قلت لك. فقالت ذلك لعمر. فقال: قولي: قد رضيته رضي الله عنك. ووضع يده على ساقها وكشفها، فقالت له:

ص:526

أ تفعل هذا؟ لولا أنّك أميرالمؤمنين لكسرت أنفك!

ثمّ خرجت حتّى جاءت أباها، فأخبرته الخبر، وقالت: بعثتني إلى شيخ سوء! فقال: مهلاً يا بنيّة، فإنّه زوجك.

فجاء عمر بن الخطّاب إلى مجلس المهاجرين في الروضة، وكان يجلس فيه المهاجرون الأوّلون، فجلس إليهم، فقال لهم: رفّئوني، فقالوا: لماذا يا أميرالمؤمنين ؟ قال: تزوّجت امّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: كلّ نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلاّ نسبي وسببي وصهري، فكان لي به السبب والنسب، وأردت أن أجمع إليه الصهر. فرفّأوه رضي الله عنهم. (1)

5971. الواقدي: لمّا خطب عمر بن الخطّاب إلى علي ابنته امّ كلثوم قال: يا أميرالمؤمنين، إنّها صبيّة. فقال: إنّك والله ما بك ذلك ولكن قد علمنا ما بك.

فأمر علي بها فصنّعت ثمّ أمر ببرد فطواه وقال: انطلقي بهذا إلى أميرالمؤمنين فقولي: أرسلني أبي يقرئك السلام ويقول: إن رضيت البرد فأمسكه، وإن سخطته فردّه.

فلمّا أتت عمر قال: بارك الله فيك وفي أبيك، قد رضينا.

فرجعت إلى أبيها، فقالت: ما نشر البرد ولا نظر إلاّ إلي. فزوّجها إيّاه، فولدت له غلاماً يقال له زيد. (2)

5972. الدولابي: أخبرني أبوموسى العبّاسي، عن يحيى بن الحسن.

حيلولة: وأخبرني طاهر بن يحيى بن الحسن، عن أبيه، قال:

واُمّ كلثوم الكبرى ابنة علي من فاطمة ولدت لعمر بن الخطّاب زيداً ورقيّة، وقد انقرضا، فلم يبق لعمر ولد من امّ كلثوم. (3)

ص:527


1- (1) . عنه ابن الجوزي بإسناده إليه في المنتظم 237/4 - 238، [1] حوادث سنة سبع عشرة.
2- (2) . عنه وعن غيره ابن سعد في الطبقات الكبرى 339/8، [2] ترجمة امّ كلثوم بنت علي (4634)، ومثله في المنتظم لابن الجوزي 237/4، [3] حوادث سنة سبع عشرة.
3- (3) . الذرّيّة الطاهرة ص 164 (219).

5973. ابن حبيب : تزوّجت امّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عمر بن الخطّاب، ثمّ خلّف عليها عون بن جعفر بن أبي طالب، ثمّ محمّد بن جعفر، [ثمّ ] عبدالله بن جعفر. (1)

5974. البيهقي: وأمّا فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فتزوّجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فولدت له حسن بن علي الأكبر، وحسين بن علي، وهو المقتول بالعراق بالطفّ ، وزينب، واُمّ كلثوم....

وأمّا امّ كلثوم، فتزوّجها عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، فولدت له زيد بن عمر، ضرب ليالي قتال ابن مطيع ضرباً لم يزل ينهم له حتّى توفّي، ثمّ خلّف على امّ كلثوم بعد عمر عون بن جعفر، فلم تلد له شيئاً حتّى مات، ثمّ خلّف على امّ كلثوم بعد عون بن جعفر محمّد بن جعفر، فولدت له جارية يقال لها بشة، نعشت من مكّة إلى المدينة على سرير، فلمّا قدمت المدينة ثمّ توفيّت، ثمّ خلّف على امّ كلثوم بعد عمر بن الخطّاب وعون بن جعفر ومحمّد بن جعفر؛ عبدالله بن جعفر، فلم تلد له شيئاً حتّى ماتت عنده. (2)

5975. الطبري وابن الجوزي والواقدي: وفيها [أي في سنة 17ه] تزوّج عمر بن الخطّاب امّ كلثوم ابنة علي بن أبي طالب، وهي ابنة فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ودخل بها في ذي القعدة. (3)

5976. البلاذري: قال ابن الكلبي: ولدت امّ كلثوم بنت علي لعمر زيد بن عمر، ورقيّة بنت عمر، فمات زيد واُمّه في يوم واحد، وكان موته من شجّة أصابته، وخلّف على امّ كلثوم بعد عمر عون بن جعفر بن أبي طالب، ثمّ محمّد بن جعفر، ثمّ عبدالله بن جعفر. (4)

ص:528


1- (1) . المحبّر ص 437، أسماء من تزوّج ثلاثة أزواج فصاعداً من النساء.
2- (2) . السنن الكبرى 70/7 - 71، كتاب النكاح، باب تسمية أزواج النبيّ صلّى الله عليه و سلّم.
3- (3) . تاريخ الطبري 69/4، [1] حوادث سنة سبع عشرة، وانظر: ص 179 و 187، حوادث سنة ثلاث وعشرين؛ المنتظم 237/4، [2] حوادث سنة سبع عشرة, و رواه ابن كثير في البداية والنهاية 81/7، [3] حوادث سنة سبع عشرة، عن الواقدي.
4- (4) . أنساب الأشراف 412/2، [4] ولد علي بن أبي طالب.

5977. الطبري: وتزوّج [عمر بن الخطّاب] امّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب، واُمّها فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وأصدقها -فيما قيل- أربعين ألفاً، فولدت له زيداً ورقيّة. (1)

5978. المدائني: خطب [عمر] امّ كلثوم بنت أبي بكر وهي صغيرة، وأرسل فيها إلى عائشة، فقالت: الأمر إليك. فقالت امّ كلثوم: لا حاجة لي فيه.

فقالت لها عائشة: ترغبين عن أميرالمؤمنين! قالت: نعم؛ إنّه خشن العيش، شديد على النساء.

فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته، فقال... وأدلّك على خير منها، امّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب، تعلّق منها بسبب من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم. (2)

5979. المحبّ الطبري: عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- , قال:

قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه : فتزوّجت امّ كلثوم لمّا سمعت من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يومئذ وأحببت أن يكون بيني وبينه نسب وسبب. (3)

5980. ابن سعد : امّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي، واُمّها فاطمة بنت رسول الله، واُمّها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزّى بن قصي، تزوّجها عمر بن الخطّاب وهي جارية لم تبلغ، فلم تزل عنده إلى أن قتل، وولد له زيد بن عمر ورقيّة بنت عمر.

ثمّ خلّف على امّ كلثوم بعد عمر عون بن جعفر بن أبي طالب بن عبدالمطّلب فتوفّي

ص:529


1- (1) . تاريخ الطبري 199/4 - 200، [1] حوادث سنة ثلاث وعشرين.
2- (2) . عنه الطبري في تاريخه 199/4 - 200، [2] حوادث سنة ثلاث وعشرين، ومن طريقه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 221/12 - 222، [3] شرح الخطبة 223 مع تفاوت، وابن كثير في البداية والنهاية 139/7، [4] حوادث سنة ثلاث وعشرين، وأضاف: «فخطبها من علي، فزوّجه إيّاها، فأصدقها عمر أربعين ألفاً، فولدت له زيداً ورقيّة».
3- (3) . ذخائر العقبى ص 6، باب في فضل قرابة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم. [5]

عنها، ثمّ خلّف عليها أخوه محمّد بن جعفر بن أبي طالب بن عبدالمطّلب فتوفّي عنها، فخلّف عليها أخوه عبدالله بن جعفر بن أبي طالب بعد اختها زينب بنت علي بن أبي طالب، فقالت امّ كلثوم: إنّي لأستحيي من أسماء بنت عميس، إنّ ابنيها ماتا عندي، وإنّي لأتخوّف على هذا الثالث، فهلكت عنده ولم تلد لأحد منهم شيئاً. (1)

5981. سبط ابن الجوزي: ذكر أولادها [أي أولاد فاطمة] عليها السلام : كان لها من الولد: الحسن والحسين وزينب واُمّ كلثوم، ولدت حسناً أوّلاً، ثمّ حسيناً، ثمّ زينب، ثمّ امّ كلثوم.

فتزوّج زينب عبدالله بن جعفر، فولدت له عوناً وعبدالله، وماتت عنده.

وأمّا امّ كلثوم، فخطبها عمر بن الخطّاب في خلافته، فامتنع علي عليه السلام من تزويجها منه؛ وقال: هي صغيرة، وأنّي أرصدها لأبن أخي جعفر. فشقّ ذلك على عمر، فقال العبّاس لعلي: زوّجها منه، فقد بلغني عنه كلام! فزوّجه إيّاها، فقال عمر: ما أردت إلاّ الجمع بين السبب والنسب عن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

وذكر جدّي في كتاب «المنتظم» أنّ عليّاً عليه السلام بعثها إلى عمر لينظرها وأنّ عمر كشف ساقها ولمسها بيده....

والّذي روي لنا أنّ عليّاً عليه السلام لمّا قال لعمر: إنّها صغيرة، قال: ابعث بها إلي، فبعثها، وبعث معها بثوب، وقال لها: قولي له: أبي يقول لك: أيصلح لك هذا الثوب ؟

فلمّا جاءت إلى عمر صوّب النظر إليها وقال: قولي له: نعم، فلمّا عادت إلى علي قالت له: يا أبة، لقد أرسلتني إلى شيخ سوء، لقد صوّب النظر فيّ حتّى كدت أضرب بالثوب أنفه.

ثمّ ولدت امّ كلثوم من عمر زيداً.

فلمّا قتل عمر تزوّجها عون بن جعفر، فلم تلد له، وتوفّي عنها، فتزوّجها بعده أخوه محمّد بن جعفر، ثمّ تزوّجها بعده أخوه عبدالله بن جعفر، فماتت عنده.

ص:530


1- (1) . الطبقات الكبرى 338/8، [1] ترجمة اُمّ كلثوم بنت علي (4634).

وقد زاد ابن إسحاق في أولاد فاطمة من علي عليه السلام محسّناً، مات صغيراً.

وزاد الليث بن سعد رقيّة، ماتت صغيرة أيضاً. (1)

5982. السخاوي: لمّا خطبها عمر من علي -رضي الله عنهما- قال له علي: إنّ عليّ فيها امراء حتّى أستأذنهم، فأتى ولد فاطمة، فذكر ذلك لهم، فقالوا: زوّجه. فدعا امّ كلثوم -وهي يومئذ صبيّة-، فقال: انطلقي إلى أميرالمؤمنين، فقولي له: إنّ أبي يقرئك السلام ويقول لك: إنّا قد قضينا حاجتك الّتي طلبت.

فأخذها عمر فضمّها إليه، وقال: إنّي خطبتها إلى أبيها فزوّجنيها.

فقيل: يا أميرالمؤمنين، ما كنت تريد؟ إنّها صغيرة!

فقال: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : [ كلّ سبب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي، فأردت أن يكون بيني وبين رسول الله صلّى الله عليه و سلّم سبب صهره]. (2)

ولدت له زيداً، ورقيّة.

فأمّا زيد، فقتله خالد بن أسلم مولى عمر بن الخطّاب خطأ، ولم يترك ولداً، وكان موته - في ما قيل - هو واُمّه في ساعة واحدة! فلم يدر أيّهما قبض قبل صاحبه ليرثه الآخر!

وأمّا رقيّة، فتزوّج بها إبراهيم بن نعيم النحّام، فماتت عنده، ولم تترك أيضاً ولداً، فليس لعمر بن الخطّاب رضي الله عنه ذرّيّة من امّ كلثوم ابنة فاطمة....

والحاصل؛ أنّه تزوّج امّ كلثوم بعد عمر ابن عمّها عون بن جعفر بن أبي طالب، ثمّ بعد موته أخوه محمّد بن جعفر، ثمّ تزوّجها بعد موته أخوه عبدالله بن جعفر، فماتت عنده، ولم تلد لواحد من الإخوة الثلاثة سوى للثاني، ولدت له ابنة توفّيت صغيرة، فليس لها عقب. (3)

5983. ابن عبدالبرّ : امّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب، ولدت قبل وفاة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم،

ص:531


1- (1) . تذكرة الخواصّ 369/2 - 372، الباب الحادي عشر، [1] في ذكر خديجة وفاطمة عليهما السلام.
2- (2) . ما بين المعقوفين بدله في الأصل: «وذكر الحديث الآتي».
3- (3) . استجلاب ارتقاء الغرف 253/1 - 256، المقدّمة فيمن حضرني من أقرباء رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

امّها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، خطبها عمر بن الخطّاب إلى علي بن أبي طالب، فقال له: إنّها صغيرة.

فقال له عمر: زوّجنيها يا أباالحسن، فإنّي أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد. فقال له علي: أنا أبعثها إليك فإن رضيتها فقد زوّجتكها.

فبعثها إليه ببرد، وقال لها: قولي له: هذا البرد الّذي قلت لك. فقالت ذلك لعمر، فقال: قولي له: قد رضيت،رضي الله عنك. ووضع يده على ساقها، فقالت: أتفعل هذا؟ لولا أنّك أميرالمؤمنين لكسرت أنفك، ثمّ خرجت حتّى جاءت أباها، فأخبرته الخبر، وقالت: بعثتني إلى شيخ سوء. فقال: يا بنيّة، إنّه زوجك.

فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين في الروضة، وكان يجلس فيها المهاجرون الأوّلون، فجلس إليهم، فقال لهم: رفّئوني (1). فقالوا: بماذا يا أميرالمؤمنين ؟ قال: تزوّجت امّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: كلّ نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلاّ نسبي وسببي وصهري، فكان لي به عليه السلام النسب والسبب، فأردت أن أجمع إليه الصهر، فرفّؤوه. (2)

ج. حضورها في مقتل الحسين عليه السلام في كربلاء

برواية:

1. جعفر بن محمّد الصادق عن آبائه عليهم السلام ---2. حذام - أو حذيم - الأسدي

1. جعفر بن محمّد الصادق عن آبائه عليهم السلام

5984. ابن طيفور : أخبر هارون بن مسلم بن سعدان، قال: أخبرنا يحيى بن حمّاد البصري، عن يحيى بن الحجّاج، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه عليهم السلام , قال:

ص:532


1- (1) . من قولهم عند التهنئة: بالرفاء والبنين.
2- (2) . الاستيعاب 1954/4 - 1955، [1] ترجمة امّ كلثوم بنت علي (4204). [2]

لمّا ادخل بالنسوة من كربلاء إلى الكوفة كان علي بن الحسين عليهما السلام ضئيلاً قد نهكته العلّة، ورأيت نساء أهل الكوفة مشقّقات الجيوب على الحسين بن علي عليه السلام، فرفع علي بن الحسين بن علي عليهم السلام رأسه فقال: ألا إنّ هؤلاء يبكين فمن قتلنا!؟

ورأيت امّ كلثوم عليها السلام ولم أر خفرة والله أنطق منها كأنّما تنطق وتفرغ على لسان أميرالمؤمنين عليه السلام، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا، فلمّا سكنت الأنفاس وهدأت الأجراس قالت:

أبدأ بحمد الله والصلاة والسلام على نبيّه، أمّا بعد، يا أهل الكوفة، يا أهل الختر والخذل، ألا فلا رقأت العبرة، ولا هدأت الرنّة، إنّما مثلكم كمثل الّتي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً، تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم، ألا وهل فيكم إلاّ الصلف والشنف وملق الإماء وغمز الأعداء؟ وهل أنتم إلاّ كمرعى على دمنة ؟ وكفضّة على ملحودة ؟ ألا ساء ما قدّمت أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون.

أ تبكون ؟ إي والله فابكوا وإنّكم والله أحرياء بالبكاء، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً، فلقد فزتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً.

وأنّى ترحضون ؟ قتل سليل خاتم النبوّة، ومعدن الرسالة، وسيّد شبّان أهل الجنّة، ومنار محجّتكم، ومدره حجّتكم، ومفرح نازلتكم، فتعساً ونكساً، لقد خاب السعي، وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضب من الله، وضربت عليكم الذلّة والمسكنة، لقد جئتم شيئاً إدّاً، تكاد السماوات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدّاً.

أ تدرون أيّ كبد لرسول الله فريتم ؟ وأيّ كريمة له أبرزتم ؟ وأيّ دم له سفكتم ؟ لقد جئتم بها شوهاء خرقاء، شرّها طلاع الأرض والسماء، أفعجبتم إن قطرت السماء دماً!؟ ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينظرون، فلا يستخفنّكم المهل، فإنّه لا تحفزه المبادرة، ولا يخاف عليه فوت الثار، كلاّ إنّ ربّك لنا ولهم لبالمرصاد. ثمّ ولّت عنهم.

قال: فرأيت الناس حيارى وقد ردّوا أيديهم إلى أفواههم، ورأيت شيخاً كبيراً من بني جعفي وقد اخضلّت لحيته من دموع عينيه وهو يقول:

ص:533

كهولهم خير الكهول ونسلهم إذا عدّ نسل لا يبور ولا يخزى (1)

2. حذام - أو حذيم - الأسدي

5985. ابن طيفور : عن سعيد بن محمّد الحميري أبي معاذ، عن عبدالله بن عبدالرحمان - رجل من أهل الشام -، عن شعبة، عن حذام الأسدي - وقال مرّة اخرى: حذيم -، قال:

قدمت الكوفة سنة إحدى وستّين، وهي السنة الّتي قتل فيها الحسين عليه السلام، فرأيت نساء أهل الكوفة يومئذ يلتدمن مهتكات الجيوب، ورأيت علي بن الحسين عليهما السلام وهو يقول بصوت ضئيل وقد نحل من المرض: يا أهل الكوفة، إنّكم تبكون علينا فمن قتلنا غيركم!؟ ثمّ ذكر الحديث، وهو على لفظ هارون بن مسلم. (2)

5986. ابن طيفور : حدّثني عبدالله بن عمرو، قال: حدّثني إبراهيم بن عبد ربّه بن القاسم بن يحيى بن مقدم المقدمي، قال: أخبرني سعيد بن محمّد أبومعاذ الحميري، عن عبدالله بن عبدالرحمان - رجل من أهل الشام -، عن حذام الأسدي، قال:

قدمت الكوفة سنة إحدى وستّين، وهي السنة الّتي قتل فيها الحسين بن علي عليهما السلام، فرأيت نساء أهل الكوفة يومئذ قياماً يلتدمن مهتكات الجيوب، ورأيت علي بن الحسين عليهما السلام وهو يقول بصوت ضئيل قد نحل من المرض: يا أهل الكوفة، إنّكم تبكون علينا فمن قتلنا غيركم ؟ وسمعت امّ كلثوم بنت علي عليهما السلام وهي تقول فلم أر خفرة والله أنطق منها كأنّما تنزع عن لسان أميرالمؤمنين علي عليه السلام وأشارت إلى الناس أن أمسكوا، فسكنت الأنفاس وهدأت، فقالت: الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة على جدّي سيّد المرسلين، أمّا بعد، يا أهل الكوفة، والحديث على لفظ ابن سعدان. (3)

ص:534


1- (1) . بلاغات النساء ص 37 - 39، [1] كلام امّ كلثوم عليها السلام.
2- (2) . بلاغات النساء ص 37، [2] كلام امّ كلثوم عليها السلام، وقد تقدّم رواية هارون بن مسلم آنفاً.
3- (3) . بلاغات النساء ص 37 - 39، [3] كلام امّ كلثوم عليها السلام، وقد تقدّم رواية هارون بن مسلم بن سعدان آنفاً. وراجع: المحبّر لابن حبيب البغدادي ص 53 - 54 و 56 و 101 - 102، باب بنات رسول الله
د. وفاتها

برواية:

1. عامر الشعبي---5. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

2. عبدالله البهي---6. نافع مولى ابن عمر

3. عبدالله بن عمر---7. ما ورد مرسلاً

4. عمّار بن أبي عمّار

1. عامر الشعبي

5987. وكيع : عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، قال:

مات زيد بن عمر واُمّ كلثوم بنت علي، فصلّى عليهما ابن عمر، فجعل زيداً ممّا يليه واُمّ كلثوم ممّا يلي القبلة، وكبّر عليهما أربعاً. (1)

5988. عبدالرزّاق : الثوري، عن أبي حصين وإسماعيل، عن [عامر] الشعبي:

أنّ ابن عمر صلّى على امّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب وزيد بن عمر، فجعل زيداً يليه، والمرأة أمام ذلك. (2)

5989. ابن سعد : أخبرنا عبدالله بن نمير، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، قال:

صلّى ابن عمر على أخيه زيد واُمّ كلثوم بنت علي، وكان سريرهما سواء، وكان الرجل ممّا يلي الإمام. (3)

ص:535


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقا [1]ت الكبرى 339/8، ترجمة امّ كلثوم بنت علي (4634).
2- (2) . المصنّف 465/3 (6336). [2]
3- (3) . الطبقات الكبرى 340/8، ترجمة امّ كلثوم بنت علي (4634).

5990. أبوإسحاق الجوزجاني: حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، قال:

تذاكرنا عند عامر جنائز الرجال والنساء، فقال عامر: جئت وقد صلّى عبدالله بن عمر على أخيه زيد بن عمر واُمّه امّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه. (1)

5991. الذهبي: روى ابن أبي خالد عن الشعبي، قال مثله. (2)

5992. ابن سعد : أخبرنا عبيدالله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن عامر:

عن ابن عمر أنّه صلّى على امّ كلثوم بنت علي وابنها زيد، وجعله ممّا يليه، وكبّر عليهما أربعاً. (3)

5993. البسوي: حدّثنا أبونعيم، حدّثنا رزين بيّاع الرمّان، عن الشعبي، قال:

صلّى ابن عمر على زيد بن عمر واُمّه امّ كلثوم بنت علي، فجعل الرجل ممّا يلي الإمام والمرأة من خلفه، فصلّى عليهما أربعاً، وخلفه ابن الحنفيّة والحسين بن علي وابن عبّاس -رضي الله عنهما-. (4)

2. عبدالله البهي

5994. ابن سعد : أخبرنا عبيدالله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن السدّي، عن عبدالله البهي، قال:

شهدت ابن عمر صلّى على امّ كلثوم وزيد بن عمر بن الخطّاب، فجعل زيداً فيما يلي

ص:536


1- (1) . عنه الدولابي في الذرّيّة الطاهرة ص 164 (221).
2- (2) . سير أعلام النبلاء 502/3، ترجمة امّ كلثوم (114), مرسلاً.
3- (3) . الطبقات الكبرى 339/8، [1] ترجمة امّ كلثوم بنت علي (4634).
4- (4) . عنه البيهقي بإسناده إليه في السنن الكبرى 38/4، كتاب الجنائز، باب ما يستدلّ به على أنّ أكثر الصحابة اجتمعوا على أربع. [2]

الإمام، وشهد ذلك حسن وحسين. (1)

3. عبدالله بن عمر

5995. البيهقي: [أخبرنا] أبوزكريّا بن أبي إسحاق، أنبأ أبوعبدالله الشيباني، حدّثنا محمّد بن عبدالوهّاب، أنبأ جعفر.

حيلولة: وأخبرنا أبوعبدالله الحافظ ، حدّثنا أبوالعبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري، حدّثنا جعفر - يعني ابن عون -، عن ابن جريج، عن نافع:

عن ابن عمر أنّه صلّى على تسع جنائز رجال ونساء فجعل الرجال ممّا يلي الإمام والنساء ممّا يلي القبلة، وصفّهم صفّاً واحداً.

قال: ووضعت جنازة امّ كلثوم بنت علي امرأة عمر بن الخطّاب رضي الله عنهم وابن لها يقال له زيد بن عمر، والإمام يومئذ سعيد بن العاص....

وفي رواية ابن زكريّا أنّ ابن عمر صلّى على تسع جنائز جميعاً، وقال في امّ كلثوم وابنها: فوضعا جميعاً، والباقي سواء. (2)

4. عمّار بن أبي عمّار

5996. أبوإسحاق الجوزجاني: حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حمّاد بن سلمة، عن عمّار بن أبي عمّار:

أنّ امّ كلثوم بنت علي وزيد بن عمر ماتا، فكفّنا، وصلّى عليهما سعيد بن العاص، وخلفه الحسن والحسين وأبوهريرة. (3)

5997. الذهبي: روى حمّاد بن سلمة عن عمّار بن أبي عمّار:

ص:537


1- (1) . الطبقات الكبرى 339/8، [1] ترجمة امّ كلثوم بنت علي (4634).
2- (2) . السنن الكبرى 33/4، كتاب الجنائز، باب جنائز الرجال والنساء إذا اجتمعت. [2]
3- (3) . عنه الدولابي في الذرّيّة الطاهرة ص 164 (220).

أنّ امّ كلثوم وزيد بن عمر ماتا، فكفّنا، وصلّى عليهما سعيد بن العاص. يعني أمير المدينة.

وكان ابنها زيد من سادة أشراف قريش، توفّي شابّاً، ولم يعقب. (1)

5. محمّد بن علي الباقر عليهما السلام

5998. الحاكم : أخبرنا أبوعبدالله محمّد بن يعقوب وأبويحيى أحمد بن محمّد السمرقندي، قالا: حدّثنا محمّد بن نصر الإمام، حدّثنا يحيى بن يحيى، أنبأ عبدالعزيز بن محمّد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه [محمّد بن علي الباقر عليهما السلام ]:

أنّ امّ كلثوم بنت علي -رضي الله عنهما- توفّيت هي وابنها زيد بن عمر بن الخطّاب في يوم، فلم يدر أيّهما مات قبل، فلم ترثه ولم يرثها، وإنّ أهل صفّين لم يتوارثوا، وإنّ أهل الحرّة لم يتوارثوا. (2)

6. نافع مولى ابن عمر

5999. عبدالرزّاق : عن ابن جريج، قال:

سمعت نافعاً يزعم أنّ ابن عمر صلّى على تسع جنائز جميعاً، فجعل الرجال يلون الإمام والنساء يلون القبلة، فصفّهنّ صفّاً، ووضعت جنازة امّ كلثوم ابنة علي امرأة عمر بن الخطّاب وابن لها يقال له زيد، وضعا جميعاً، والإمام يومئذ سعيد بن العاص.... (3)

6000. ابن سعد : أخبرنا جعفر بن عون، [عن] ابن جريج، عن نافع، قال:

وضعت جنازة امّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب امرأة عمر بن الخطّاب وابن لها يقال له زيد، والإمام يومئذ سعيد بن العاص. (4)

ص:538


1- (1) . سير أعلام النبلاء 502/3، ترجمة امّ كلثوم (114), مرسلاً.
2- (2) . المستدرك 345/3 (8009). [1]
3- (3) . المصنّف 465/3 (6337). [2]
4- (4) . الطبقات الكبرى 340/8، [3] ترجمة امّ كلثوم بنت علي (4634). [4]

7. ما ورد مرسلاً

6001. ابن أبي حاتم : زيد بن عمر بن الخطّاب من امّ كلثوم بنت علي، سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: توفّي هو واُمّه امّ كلثوم في ساعة واحدة [وهو صغير]، لا يدرى أيّهما مات أوّل. (1)

5. مُحَسِّن بن علي

برواية:

1. علي بن أبي طالب عليه السلام ---2. المراسيل والأقوال

1. علي بن أبي طالب عليه السلام

6002. يحيى بن آدم : حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي، قال:

لمّا ولد الحسن سمّيته حرباً، فجاء رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فقال: أروني ابني، ما سمّيتموه ؟ قال: قلت: حرباً. قال: بل هو حسن.

فلمّا ولد الحسين سمّيته حرباً، فجاء رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فقال: أروني ابني، ما سمّيتموه ؟ قال: قلت: حرباً. قال: بل هو حسين.

فلمّا ولد الثالث سمّيته حرباً، فجاء النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فقال: أروني ابني، ما سمّيتموه ؟ قلت: حرباً. قال: بل هو مُحَسِّن.

ثمّ قال: سمّيتهم بأسماء ولد هارون: شبر وشبير ومشبّر. (2)

ص:539


1- (1) . الجرح والتعديل 568/3، ترجمة زيد بن عمر (2576).
2- (2) . عنه أحمد في مسنده 98/1 (769), و [1]ص 118 (953), وفضائل الصحابة 773/2 - 774 (1365)، [2] ومن طريقه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 170/13 - 171، ترجمة الحسن بن [3]علي (1383) و 118/14، ترجمة الحسين بن علي (1566). و سيأتي هذا الحديث بالتفصيل في

2. المراسيل والأقوال

6003. الذهبي: قال محمّد بن حمّاد الحافظ :

كان [أحمد بن محمّد بن السري ابن أبي دارم] مستقيم الأمر عامّة دهره، ثمّ في آخر أيّامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب، حضرته ورجل يقرأ عليه أنّ عمر رفس فاطمة حتّى أسقطت محسّناً. (1)

6004. ابن أبي الحديد : قلت: وهذا الخبر أيضاً قرأته على النقيب أبي جعفر، فقال: إذا كان رسول الله صلّى الله عليه و آله أباح دم هبّار بن الأسود؛ لأنّه روّع زينب فألقت ذا بطنها، فظهر الحال أنّه لو كان حيّاً لأباح دم من روّع فاطمة حتّى ألقت ذا بطنها.

فقلت: أروي عنك ما يقوله قوم: إنّ فاطمة روّعت فألقت المحسّن، فقال: لا تروه عنّي، ولا ترو عنّي بطلانه، فإنّي متوقّف في هذا الموضع، لتعارض الأخبار عندي فيه. (2)

6005. ابن قتيبة : وأمّا محسّن بن علي فهلك وهو صغير. (3)

ص:540


1- (1) . سير أعلام النبلاء 578/15، ترجمة ابن أبي دارم (349)؛ ميزان الاعتدال 283/1، نفس الترجمة (551)، ومثله في لسان الميزان 406/1 , نفس الترجمة (833).
2- (2) . شرح نهج البلاغ [1]ة 193/14، شرح الكتاب 9.
3- (3) . المعارف ص 211، بنات علي رضي الله عنه.

6006. ابن قتيبة : إنّ محسّناً فسد من زخم قنفذ العدوي. (1)

6007. ابن حجر : المحسّن - بتشديد السين المهملة - ابن علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب الهاشمي، سبط النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم، استدركه ابن فتحون على ابن عبدالبرّ، وقال: أراه مات صغيراً، واستدركه أبوموسى على ابن مندة. (2)

ص:541


1- (1) . عنه ابن شهرآشوب في المناقب 358/3، باب مناقب فاطمة الزهراء، فصل في حليتها وتواريخها عليها السلام. [1]
2- (2) . الإصابة 191/6، ترجمة المحسّن بن [2]علي (8308). [3] وقال النظّام: إنّ عمر ضرب بطن فاطمة عليها السلام يوم البيعة حتّى ألقت المحسّن, وكان يصيح: أحرقوا الدار بمن فيها! وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين. حكاه عنه الشهرستاني في الملل والنحل 77/1 , [4] النظّاميّة, ومثله قال الصفدي في الوافي بالوفيات 17/6, [5] ترجمة النظّام (2444). وانظر: السير والمغازي لابن إسحاق ص 247، تزويج فاطمة - رضي الله عنها - ؛ الذرّيّة الطاهرة ص 157 (207)؛ أنساب الأشراف 411/2، [6] ولد علي بن أبي طالب عليه السلام ؛ مطالب السؤول 261/1 , الباب الأوّل، الفصل الحادي عشر، في أولاده عليه السلام ؛ الرياض النضرة 333/2، الباب الرابع، الفصل الثاني عشر، [7] في ذكر ولده؛ المناقب للخوارزمي ص 397، ذيل الحديث 416؛ تهذيب الكمال 191/1، فصل في ذكر أولاده صلّى الله عليه و سلّم، و479/20، ترجمة علي بن أبي طالب (4089)؛ الثقات لابن حبّان 144/2، حوادث سنة العاشرة؛ الجوهرة ص 19، ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ؛ استجلاب ارتقاء الغرف 247/1، المقدّمة فيمن حضرني من أقرباء رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ؛ تاريخ الطبري 153/5، [8] حوادث سنة أربعين، ذكر الخبر عن أزواجه وأولاده؛ تذكرة الخواصّ 661/1، الباب السابع، [9] في ذكر أزواجه وأولاده، و372/2، الباب الحادي عشر، في ذكر خديجة وفاطمة عليهما السلام ؛ البدء والتاريخ 20/5 - 21، الفصل السابع عشر، في صفة خلق رسول الله، و ص 73 و 75، الفصل الثامن عشر، في ذكر أفاضل الصحابة؛ سير أعلام النبلاء 119/2، ترجمة فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم (18) ؛ جواهر المطالب 121/2، الباب الواحد والستّون, [10] في ذكر أزواجه عليه السلام ؛ البداية والنهاية 346/3، [11] حوادث سنة الاُولى؛ عيون الأثر 380/2، في ذكر أولاده صلّى الله عليه و سلّم ؛ الكامل لابن الأثير 199/3، [12] حوادث سنة أربعين، ذكر نسبه وصفته؛ صفة الصفوة 5/2، ترجمة فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم (126)؛ مواليد الأئمّة عليهم السلام للذارع - المطبوع في مجموعة نفيسة - ص 128، [13] ذكر أميرالمؤمنين عليه السلام ؛ مقدّمة فتح الباري ص 409، في بيان الأسماء المهملة الّتي يكثر اشتراكها؛ فتح الباري 502/3 , شرح الحديث 1290 ؛ لسان العرب 17/7 ؛ [14] قاموس اللغة 79/2 ؛ تاج العروس 127/12 «شبّر».
6. محمّد ابن الحنفيّة، ويقال له محمّد الأكبر وفيه أبحاث:
أ. اسمه وكنيته

برواية:

1. إبراهيم النخعي---5. محمّد ابن الحنفيّة

2. سالم بن أبي الجعد---6. منذر الثوري

3. عبدالأعلى بن عامر---7. ما ورد مرسلاً

4. علي بن أبي طالب عليه السلام

1. إبراهيم النخعي

6008. ابن أبي شيبة : حدّثنا محمّد بن الحسن، قال: حدّثنا أبوعوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم:

أنّ ابن الحنفيّة كان يكنّى أباالقاسم. (1)

6009. ابن أبي الدنيا : حدّثنا إبراهيم بن عبدالله، قال: أخبرنا هشيم [بن بشير]، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم، قال:

كان محمّد ابن الحنفيّة يكنّى أباالقاسم.... (2)

ص:542


1- (1) . المصنّف 264/5 (25903), ونحوه في الطبقات الكبرى لابن سعد 68/5، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680)، عن محمّد بن عمر بن هشيم، عن مغيرة.
2- (2) . مقتل أميرالمؤمنين ص 117 - 118 (111), [2] ونحوه في الكنى والأسماء للدولابي 12/1 (31), عن محمّد بن يعقوب الفرجي، عن إبراهيم بن عبدالله الهروي, ومثله في رواية ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 318/54 و320 و325، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [3]6797)، عن أبي خيثمة وابن عيّاش وأبي نعيم الفضل بن دكين وأبي أحمد الحاكم والنسائي و أبي عبدالله المقدمي، و الطبقات

2. سالم بن أبي الجعد

6010. البخاري: قال لي إسحاق: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا أبومالك الأشجعي، قال: حدّثنا سالم بن أبي الجعد:

أنّه كان مع محمّد ابن الحنفيّة في الشعب، فقلت له ذات يوم: يا أباعبدالله. 1

6011. السرّاج : حدّثنا محمّد بن رافع، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا أبومالك الأشجعي، حدّثنا سالم بن أبي الجعد، قال:

قلت لمحمّد ابن الحنفيّة: يا أباعبدالله.

قال أبوأحمد: وهو بأبي القاسم أشهر منه بأبي عبدالله، ولم أسمع بأبي عبدالله في كنيته إلاّ من هذا الطريق، وهو مخرج حسن محتمل أن يكون كنّاه سالم بن أبي الجعد بابنه عبدالله. 2

3. عبدالأعلى بن عامر

6012. ابن سعد : أخبرنا عبيدالله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن عبدالأعلى:

أنّ محمّد بن علي كان يكنّى أباالقاسم، وكان كثير العلم ورعاً، فولد محمّد ابن الحنفيّة عبدالله - وهو أبوهاشم - وحمزة وعليّاً وجعفراً الأكبر، واُمّهم امّ ولد، والحسن بن محمّد، وكان من ظرفاء بني هاشم وأهل العقل منهم، وهو أوّل من تكلّم في الإرجاء، ولا عقب له، امّه جمال ابنة قيس بن مخرمة بن المطّلب بن عبدمناف بن قصي، وإبراهيم بن محمّد، امّه مسرعة ابنة عبّاد بن شيبان بن جابر بن اهيب بن نسيب بن زيد بن مالك بن عوف بن الحارث بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر حليف بني هاشم، والقاسم بن محمّد، وعبدالرحمان، لا بقيّة له، واُمّ أبيها، واُمّهم

ص:543

امّ عبد الرحمان، واسمها برّة بنت عبدالرحمان بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب بن هاشم، وجعفراً الأصغر، وعوناً، وعبدالله الأصغر، واُمّهم امّ جعفر بنت محمّد بن جعفر بن أبي طالب بن عبدالمطّلب، وعبدالله بن محمّد، ورقيّة، واُمّهما امّ ولد. (1)

4. علي بن أبي طالب عليه السلام

6013. القطيعي: حدّثنا عمر بن سيف بن الضحّاك المخرمي - في سنة خمس وثمانين ومئتين -، قال: حدّثنا الحسين بن شداد المخرمي، حدّثنا الحسن بن بشر، حدّثنا قيس، عن ليث، عن محمّد بن الأشعث، عن ابن الحنفيّة، عن علي بن أبي طالب، قال:

قال لي رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : يولد لك ابن قد نحلته اسمي وكنيتي. (2)

6014. ابن عساكر : أخبرنا أبوالحسن الفرضي، أنبأنا أبوالقاسم علي بن محمّد الشافعي، قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن عمر بن سليمان الحربي النصيبي بها، قيل له: حدّثكم أبوبكر أحمد بن يوسف بن خلاّد.

حيلولة: وأخبرنا أبوالمعالي الحلواني، أنبأنا أبوعلي الحدّاد، وأجازه لي أبوعلي وأبوسعد محمّد بن محمّد وأبوالقاسم غانم بن محمّد بن عبدالله البرجي، قالوا: أنبأنا أبو[نعيم] أحمد بن عبدالله الحافظ ، حدّثنا أبوبكر بن خلاّد، حدّثنا محمّد بن يونس، حدّثنا عبدالعزيز بن الخطّاب، حدّثنا قيس.

حيلولة: وأخبرنا أبوالفتح نصر بن القاسم المقدسي، أنبأنا الحسن بن علي [بن عبدالواحد.

ص:544


1- (1) . الطبقات الكبرى 68/5، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680), و رواه الدولابي في الكنى والأسماء 12/1 (29), بإسناده عن عبدالأعلى بن عامر، وذكر اسمه وكنيته فقط .
2- (2) . فضائل الصحابة لأحمد 677/2 (1155), [2] وعنه الخطيب في تاريخ بغداد 218/11، ترجمة عمر بن يوسف ( [3]5934)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 327/54 - 328، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [4]6797).

حيلولة: وأخبرنا أبوالقاسم بن السوسي، أخبرنا أبومحمّد الحسن بن علي] بن البرّي وأبوالفضل بن الفرات.

حيلولة: وأخبرنا أبوالحسين أحمد بن سلامة بن يحيى وأبونصر غالب بن أحمد بن المسلم، قالا: أنبأنا أبوالفضل بن الفرات، قالا: أنبأنا أبومحمّد بن أبي نصر، أنبأنا علي بن أحمد بن المقابري، حدّثنا محمّد بن يونس، حدّثنا عبدالعزيز بن الخطّاب، حدّثنا قيس بن الربيع، عن ثابت، عن محمّد بن نشر، عن محمّد ابن الحنفيّة، عن علي، قال:

قال لي رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : سيولد لك ولد وقد [نحلته] اسمي وكنيتي.

وفي حديث أبي نعيم: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : يا علي، سيولد. (1)

6015. الحاكم : أخبرنا أبوالحسين علي بن عبدالرحمان بن عيسى الدهقان -بالكوفة -، قال: حدّثنا الحسين بن الحكم الحبري، قال: حدّثنا عبدالعزيز بن الخطّاب، قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن ليث، عن محمّد بن نشر الهمداني، عن محمّد ابن الحنفيّة، عن علي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

يولد لك غلام نحلته اسمي وكنيتي. فولد له محمّد. (2)

6016. البزّار : حدّثنا الحسين بن علي بن جعفر الأحمر، قال: حدّثنا عمرو بن طلحة القنّاد، قال: حدّثنا قيس، عن ليث - يعني ابن أبي سليم -، عن محمّد بن نشر، عن ابن الحنفيّة، عن علي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :

إن ولد لك ولد فأنحله اسمي وكنيتي. (3)

6017. البيهقي: أخبرنا أبوعبدالله الحافظ ومحمّد بن موسى، قالا: حدّثنا أبوالعبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا أبواُسامة الكلبي، حدّثنا عون بن سلام، حدّثنا قيس، عن ليث،

ص:545


1- (1) . تاريخ مدينة دمشق 326/54 - 327، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [1]6797).
2- (2) . معرفة علوم الحديث ص 189، ذكر النوع الحادي والأربعين.
3- (3) . البحر الزخّار 246/2 (648).

عن محمّد بن نشر، عن محمّد ابن الحنفيّة، عن علي رضي الله عنه , قال: قال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم :

سيولد لك بعدي غلام قد نحلته اسمي وكنيتي. (1)

6018. ابن سعد : أخبرنا خالد بن مخلد, حدّثنا الربيع بن المنذر الثوري, عن أبيه.... (2)

ستأتي روايته قريباً مع رواية محمّد بن الصلت عن الربيع....

6019. الحاكم : أخبرنا أبومحمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن العلوي، قال: حدّثنا جدّي ابن الحسن، قال: حدّثنا أحمد بن سلام، قال: حدّثني جعفر بن هذيل، قال: حدّثنا محمّد بن الصلت الأسدي، قال: حدّثنا ربيع بن منذر الثوري، عن أبيه، أظنّه عن ابن الحنفيّة، قال:

وقع بين طلحة وبين علي -رضي الله عنهما- كلام، قال: فقال لعلي: إنّك تسمّي باسمه وتكنّي بكنيته وقد نهى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عن ذلك أن يجمعا لأحد من امّته!

فقال علي: إنّ الجريء من اجترى على الله وعلى رسوله، يا فلان، ادع لي فلاناً وفلاناً. فجاء نفر من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه و سلّم من قريش فشهدوا أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم رخّص لعلي أن يجمعهما، وحرّمهما على امّته من بعده. (3)

6020. ابن سعد : أخبرنا محمّد بن الصلت وخالد بن مخلد، قالا: حدّثنا الربيع بن المنذر الثوري، عن أبيه، قال:

وقع بين علي وطلحة، فقال له طلحة: لا كجرأتك على رسول الله، سمّيت باسمه وكنّيت بكنيته، وقد نهى رسول الله أن يجمعهما أحد من امّته بعده.

فقال علي: إنّ الجريء من اجترى على الله وعلى رسوله، اذهب يا فلان فادع لي فلاناً وفلاناً، لنفر من قريش.

ص:546


1- (1) . دلائل النبوّة 380/6، باب ما جاء في إخباره [ صلّى الله عليه و سلّم ] [1] بولادة غلام بعده لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعنه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 327/54، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [2]6797).
2- (2) . الطبقات الكبرى 67/5 , ترجمة محمّد [3]ابن الحنفيّة (680).
3- (3) . معرفة علوم الحديث ص 190، ذكر النوع الحادي والأربعين.

قال: فجاؤوا، فقال: بم تشهدون ؟ قالوا: نشهد أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال: إنّه سيولد لك بعدي غلام فقد نحلته اسمي وكنيتي، ولا تحلّ لأحد من امّتي بعده. (1)

6021. وكيع : حدّثنا فطر، عن منذر، عن ابن الحنفيّه، قال:

قال علي: يا رسول الله، أ رأيت إن ولد لي بعدك ولد اسمّيه باسمك، واُكنّيه بكنيتك ؟ قال: نعم. فكانت رخصة من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لعلي. (2)

6022. ابن أبي شيبة : حدّثنا أبواُسامة، عن فطر، عن منذر، عن محمّد ابن الحنفيّة، قال:

قال علي للنبي: إن ولد لي غلام بعدك اسمّيه باسمك واُكنّيه بكنيتك ؟ قال: نعم. (3)

6023. ابن أبي شيبة وعثمان بن أبي شيبة : حدّثنا أبواُسامة، عن فطر، عن منذر، عن محمّد ابن الحنفيّة، قال: قال علي :

قلت: يا رسول الله، إن ولد لي من بعدك ولد اسمّيه باسمك واُكنّيه بكنيتك ؟ قال: نعم.

ولم يقل أبوبكر: قلت: قال: قال علي عليه السلام للنبيّ صلّى الله عليه و سلّم. (4)

6024. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين وإسحاق بن يوسف الأزرق، قالا: حدّثنا فطر بن خليفة، عن منذر الثوري، قال:

سمعت محمّد ابن الحنفيّة قال: كانت رخصة لعلي، قال [علي عليه السلام ] : يا رسول الله، إن ولد لي ولد بعدك اسمّيه باسمك واُكنّيه بكنيتك ؟ قال: نعم. (5)

6025. أبوطاهر المخلّص : حدّثنا يحيى بن محمّد، حدّثنا إبراهيم بن مروان، حدّثنا روح بن أسلم، حدّثنا أيّوب بن واقد، حدّثنا فطر، عن منذر الثوري، عن محمّد ابن

ص:547


1- (1) . الطبقات الكبرى 67/5 - 68، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).
2- (2) . عنه أحمد في مسنده 95/1 (730). [2]
3- (3) . المصنّف 264/5 (25905).
4- (4) . عنهما أبوداوود في سننه 400/4 - 401 (4967).
5- (5) . الطبقات الكبرى 67/5، ترجمة محمّد [3]ابن الحنفيّة (680).

الحنفيّة، عن أبيه علي، قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : إن ولد [لك] غلام فسمّ باسمي، وكنّه بكنيتي، وهو رخصة لك دون الناس. (1)

6026. الطرسوسي: حدّثنا علي بن قادم، قال: حدّثنا فطر بن خليفة، عن منذر الثوري، عن محمّد ابن الحنفيّة، عن أبيه علي بن أبي طالب، قال:

قلت: يا رسول الله، إن ولد لي ولد بعدك اسمّيه باسمك واُكنّيه بكنيتك ؟ قال: نعم.

قال: فكانت رخصة من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لعلي بن أبي طالب. (2)

6027. الشاشي: حدّثنا عبدالرحمان بن محمّد بن منصور الحارثي، حدّثنا علي بن قادم، حدّثنا فطر، عن منذر الثوري، عن ابن الحنفيّة، عن علي بن أبي طالب، قال:

قلت: يا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، إن ولد لي بعدك [ولد] اسمّيه باسمك واُكنّيه بكنيتك ؟ قال: نعم.

قال محمّد: فكانت رخصة من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لي. (3)

6028. الحاكم : حدّثنا محمّد بن صالح بن هانئ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن نصر، حدّثنا أبونعيم وأبوغسّان، قالا: حدّثنا فطر بن خليفة، حدّثني منذر الثوري، قال:

سمعت محمّد ابن الحنفيّة يقول: سمعت أبي يقول: قلت: يا رسول الله، أ رأيت إن ولد لي بعدك ولد اسمّيه باسمك واُكنّيه بكنيتك ؟ قال: نعم.

قال علي رضي الله عنه : فكانت هذه رخصة لي. (4)

6029. البخاري: حدّثنا أبونعيم [فضل بن دكين]، قال: حدّثنا فطر، عن منذر، قال:

سمعت ابن الحنفيّة يقول: كانت رخصة لعلي، قال: يا رسول الله، إن ولد لي بعدك

ص:548


1- (1) . عنه ابن عساكر بسنديه إليه في تاريخ مدينة دمشق 328/54، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [1]6797).
2- (2) . عنه الدولابي في الكنى والأسماء 12/1 (28).
3- (3) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 329/54، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [2]6797).
4- (4) . المستدرك 278/4 (7737). [3]

[ولد] اسمّيه باسمك واُكنّيه بكنيتك ؟ قال نعم. (1)

6030. الحاكم : أنبأنا أبوبكر أحمد بن محمّد بن السري التميمي الحافظ - بالكوفة -، [أنبأنا أبومحمّد] الحسن بن علي بن جعفر الصيرفي، حدّثنا أبونعيم [الفضل بن دكين]، حدّثنا فطر - هو ابن خليفة -، عن منذر الثوري، قال:

سمعت [ابن] الحنفيّة يقول: كانت رخصة لعلي، قال: يا رسول الله، إن ولد لي بعدك اسمّيه باسمك واُكنّيه بكنيتك ؟ قال: نعم. (2)

6031. ابن أبي الدنيا : حدّثنا إبراهيم بن عبدالله الهروي، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن فطر، عن منذر، عن محمّد بن علي، عن علي عليه السلام , قال:

قال رسول الله -صلّى الله عليه- :

لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي. فقلت: يا رسول الله، إن ولد لي بعدك ولد اسمّيه باسمك واُكنّيه بكنيتك ؟ قال: نعم. فولد له [ابن الحنفيّة] فسمّاه محمّداً، وكنّاه أباالقاسم. (3)

6032. مسدّد : [حدّثنا يحيى، عن فطر بن خليفة]، عن أبي يعلى منذر، قال:

قالوا لمحمّد بن علي في اسمه وكنيته، فقال: إنّ عليّاً استأذن [النبيّ صلّى الله عليه و سلّم ] إن ولد له ولد بعده أن يسمّيه باسمه ويكنّيه بكنيته ؟ فقال: نعم. فكان رخصة من [رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لي]. (4)

6033. أبويعلى : حدّثنا عبيدالله بن عمر، حدّثنا يحيى، عن فطر، عن منذر أبي يعلى، عن محمّد ابن الحنفيّة:

ص:549


1- (1) . الأدب المفرد ص 293 - 294 (843)؛ [1] التاريخ الكبير 182/1، ترجمة محمّد بن علي (561).
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 329/54، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [2]6797)، من طريق البيهقي.
3- (3) . مقتل أميرالمؤمنين ص 117 (110). [3]
4- (4) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 328/54 - 329، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [4]6797).

عن علي أنّه استأذن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في أن ولد له بعده ولد أ يسمّيه باسمه، ويكنّيه بكنيته ؟ قال: فكانت رخصة من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

قال: وكان اسمه محمّد، وكنيته أبوالقاسم. (1)

6034. الدولابي: حدّثنا عمرو بن علي أبوحفص، قال: حدّثنا يحيى بن سعيد، قال: حدّثنا فطر بن خليفة، قال: حدّثني منذر الثوري، عن محمّد ابن الحنفيّة، قال: قال علي:

قلت: يا رسول الله، إن ولد لي بعدك ولد اسمّيه باسمك واُكنّيه بكنيتك ؟ قال: نعم. فسمّاني محمّداً، وكنّاني بأبي القاسم، وكانت رخصة من رسول الله [ صلّى الله عليه و سلّم ] لعلي. (2)

6035. البزّار : حدّثنا عمرو بن علي، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن فطر، عن منذر الثوري، عن ابن الحنفيّة، عن علي، قال:

قلت: يا رسول الله، إن ولد لي ولد بعدك، قال: انحله اسمي، وكنّه كنيتي. (3)

6036. الترمذي: حدّثنا محمّد بن بشّار، قال: حدّثنا يحيى بن سعيد القطّان، قال: حدّثنا فطر بن خليفة، قال: حدّثني منذر - وهو الثوري -، عن محمّد ابن الحنفيّة، عن علي بن أبي طالب أنّه قال:

يا رسول الله، أ رأيت إن ولد لي بعدك اسمّيه محمّداً واُكنّيه بكنيتك ؟ قال: نعم. (4)

6037. البغوي: روي عن منذر الثوري، عن محمّد ابن الحنفيّة، عن علي أنّه قال:

يا رسول الله، أ رأيت إن ولد لي بعدك ولد اسمّيه محمّداً واُكنّيه بكنيتك ؟ قال: نعم. وكانت رخصة لي. (5)

ص:550


1- (1) . مسند أبي يعلى 259/1 (303).
2- (2) . الكنى والأسماء 12/1 (30).
3- (3) . البحر الزخّار 247/2 (649).
4- (4) . الجامع الكبير 526/4 (2843).
5- (5) . شرح السنّة 332/12، ذيل الحديث 3365.

5. محمّد ابن الحنفيّة

6038. ابن سعد : حدّثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبوعوانة، عن أبي حمزة، قال:

كانوا يسلّمون على محمّد بن علي: سلام عليك يا مهدي. فقال: أجل، أنا مهدي، أهدي إلى الرشد والخير، اسمي اسم نبيّ الله، وكنيتي كنية نبيّ الله، فإذا سلّم أحدكم فليقل: سلام عليك يا محمّد، السلام عليك يا أباالقاسم. (1)

6. منذر الثوري

6039. الحاكم : أخبرنا أبوعبدالله محمّد بن يعقوب الحافظ ، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالوهّاب الفرّاء، قال: أخبرنا جعفر بن عون، عن فطر بن خليفة، عن منذر الثوري، قال:

كانت رخصة من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لعلي رضي الله عنه أن قال له: يا رسول الله، أرأيت إن ولد لي بعدك ولد ذكرما اسمّيه واُكنّيه ؟ اسمّيه باسمك ؟ اكنّيه بكنيتك ؟ قال: نعم.

قال: فولد له محمّد بن علي، فسمّاه محمّداً، وكنّاه بأبي القاسم. (2)

7. ما ورد مرسلاً

6040. البخاري: محمّد بن علي ابن الحنفيّة، والحنفيّة امّه،وهو ابن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبوالقاسم. (3)

6041. سبط ابن الجوزي: الباب العاشر في ذكر محمّد ابن الحنفيّة، وكنيته أبوالقاسم، وقيل أبوعبدالله، وهو من الطبقة الاُولى من التابعين، ولد بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم. (4)

6042. ابن حبّان : محمّد بن علي بن أبي طالب الّذي يقال له ابن الحنفيّة، والحنفيّة

ص:551


1- (1) . الطبقات الكبرى 70/5، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).
2- (2) . معرفة علوم الحديث ص 189، ذكر النوع الحادي والأربعين.
3- (3) . التاريخ الكبير 182/1، ترجمة محمّد بن علي (561).
4- (4) . تذكرة الخواصّ 283/2، الباب العاشر، [2] في ذكر محمّد ابن الحنفيّة.

امّه، كنيته أبوالقاسم، ويقال: أبوعبدالله.... (1)

ب. امّه

برواية:

1. أسماء بنت أبي بكر---3. ما ورد مرسلاً

2. عبدالله بن الحسن

1. أسماء بنت أبي بكر

6043. الواقدي: أخبرنا عبدالرحمان بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء ابنة أبي بكر، قالت:

رأيت امّ محمّد ابن الحنفيّة سنديّة سوداء، وكانت أمة لبني حنيفة ولم تكن منهم، وإنّما صالحهم خالد بن الوليد على الرقيق، ولم يصالحهم على أنفسهم. (2)

2. عبدالله بن الحسن

6044. ابن سعد : محمّد ابن الحنفيّة، وهو محمّد الأكبر ابن علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي، واُمّه الحنفيّة خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، ويقال: بل كانت امّه من سبي اليمامة فصارت إلى علي بن أبي طالب.

أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا الحسن بن صالح، قال:

سمعت عبدالله بن الحسن يذكر أنّ أبابكر أعطى عليّاً امّ محمّد ابن الحنفيّة. (3)

ص:552


1- (1) . الثقات 347/5، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب؛ مشاهير علماء الأمصار ص 103، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب (419).
2- (2) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 67/5، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).
3- (3) . الطبقات الكبرى 67/5، ترجمة محمّد [2]ابن الحنفيّة (680).

3. ما ورد مرسلاً

6045. ابن حبيب : قال هشام: محمّد بن علي ابن الحنفيّة -رضي الله عنهما-، وزعم خراش بن إسماعيل العجلي أنّها من بني حنيفة، كانوا مجاورين في بني أسد، فأغار عليهم قوم من العرب في سلطان أبي بكر رضي الله عنه، فأخذوا خولة، فقدموا بها المدينة، فاشتراها اسامة بن زيد، ثمّ اشتراها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وولد علي رضي الله عنه، يقولون: أقبل بنو أبيها فقالوا: هذه امرأة منّا فأمهرها مهور نسائنا، ثمّ تزوّجها، فأولدها محمّداً وحده. (1)

6046. ابن الجوزي: محمّد بن علي بن أبي طالب، وهو ابن الحنفيّة، ويكنّى أباالقاسم، امّه الحنفيّة خولة بنت جعفر بن قيس، ويقال: بل كانت أمة من سبي اليمامة فصارت إلى علي، قالت أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- : رأيت امّ محمّد ابن الحنفيّة سنديّة سوداء، وكانت أمة لبني حنيفة.... (2)

6047. ابن أبي حاتم : محمّد بن علي بن أبي طالب أبوالقاسم، وهو ابن الحنفيّة، واسم امّه خولة من سبي بني حنيفة، وهبها أبوبكر الصدّيق لعلي -رضي الله عنهما-. (3)

6048. ابن حبّان : محمّد بن علي بن أبي طالب الّذي يقال له ابن الحنفيّة... والحنفيّة امّه، وهي خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن ثعلبة بن عبيد بن يربوع بن الدول ابن حنيفة. (4)

6049. سبط ابن الجوزي: واُمّ محمّد: خوله بنت جعفر بن قيس الحنفي، وكانت امّ ولد من سبي اليمامة. (5)

ص:553


1- (1) . المنمّق ص 401، [1] في ذكر أبناء السنديّات.
2- (2) . صفة الصفوة 55/2 - 56، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [2]158).
3- (3) . الجرح والتعديل 26/8، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب (116).
4- (4) . الثقات 347/5 - 348، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب؛ مشاهير علماء الأمصار ص 103، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب (419).
5- (5) . تذكرة الخواصّ 285/2، الباب العاشر، [3] في ذكر محمّد ابن الحنفيّة. وراجع ما تقدّم في ترجمة خولة في عنوان: «أزواجه عليه السلام ».
ج. ولادته ومبلغ عمره ووفاته

برواية:

1. عبدالله بن محمّد ابن الحنفيّة---3. يزيد بن أبي زياد

2. عبدالله بن محمّد بن عقيل---4. ما ورد مرسلاً

1. عبدالله بن محمّد ابن الحنفيّة

6050. الواقدي: حدّثنا زيد بن السائب، قال:

سألت أباهاشم عبدالله بن محمّد ابن الحنفيّة: أين دفن أبوك ؟ فقال: بالبقيع.

قلت: أيّ سنة ؟ قال: سنة إحدى وثمانين في أوّلها، وهو يومئذ ابن خمس وستّين سنة لا يستكملها. (1)

6051. الواقدي: حدّثني زيد بن السائب، قال:

سمعت أباهاشم عبدالله بن محمّد ابن الحنفيّة يقول وأشار إلى ناحية من البقيع فقال: هذا قبر أبي القاسم، يعني أباه، مات في المحرّم في سنة إحدى وثمانين، وهي سنة الجحاف، سيل أصاب أهل مكّة جحف الحاجّ .

قال: فلمّا وضعناه في البقيع جاء أبان بن عثمان بن عفّان وهو الوالي يومئذ على المدينة لعبدالملك بن مروان ليصلّي عليه فقال أخي: ما ترى ؟ فقلت: لا يصلّي عليه أبان إلاّ أن يطلب ذلك إلينا. فقال أبان: أنتم أولى بجنازتكم، من شئتم فقدّموا من يصلّي عليه. فقلنا: تقدّم فصلّ . فتقدّم، فصلّى عليه.

فحدّثت زيد بن السائب فقلت: إنّ عبدالملك بن وهب أخبرني عن سليمان بن عبدالله، عن عويمر الأسلمي أنّ أباهاشم قال يومئذ: نحن نعلم أنّ الإمام أولى بالصلاة ولولا ذلك ما قدمّناك.

ص:554


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 87/5، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).

فقال زيد بن السائب: هكذا سمعت أباهاشم يقول، فتقدّم فصلّى عليه. (1)

2. عبدالله بن محمّد بن عقيل

6052. الواقدي: أخبرنا علي بن عمر وأبوبكر بن أبي سبرة، عن عبدالله بن محمّد بن عقيل، قال:

سمعت محمّد ابن الحنفيّة يقول: سنة الجحاف حين دخلت إحدى وثمانون هذه لي خمس وستّون سنة، وقد جاوزت سنّ أبي، قلت: وكم كانت سنّه يوم قتل - يرحمه الله- ؟ قال: ثلاثاً وستّين سنة.

وهو الثبت عندنا. (2)

6053. الواقدي: حدّثنا علي بن عمر بن علي بن حسين، عن عبدالله بن محمّد بن عقيل، قال:

سمعت ابن الحنفيّة سنة إحدى وثمانين يقول: هذه لي خمس وستّون سنة، قد جاوزت سنّ أبي، توفّي وهو ابن ثلاث وستّين سنة. ومات ابن الحنفيّة في تلك السنة، سنة إحدى وثمانين. (3)

3. يزيد بن أبي زياد

6054. ابن أبي الدنيا : حدّثنا داوود بن عمرو، حدّثنا إسماعيل بن زكريّا، عن يزيد -يعني ابن أبي زياد-، قال:

قلت لمحمّد ابن الحنفيّة: متى ولدت ؟ قال: لثلاث سنين بقين من خلافة عمر رضي الله عنه. (4)

ص:555


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 87/5، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).
2- (2) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 27/3، ترجمة علي بن أبي طالب ( [2]3)، و رواه ابن أبي الدنيا في مقتل أميرالمؤمنين ص 118 (113)، [3] والخطيب في تاريخ بغداد 146/1، [4] ترجمة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (1)، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 571/42 - 572، ترجمة علي بن أبي طالب ( [5]4933)، كلّهم من طريق ابن سعد.
3- (3) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 87/5، ترجمة محمّد [6]ابن الحنفيّة (680).
4- (4) . مقتل أميرالمؤمنين ص 118 (112). [7]

4. ما ورد مرسلاً

6055. المزّي: قيل: إنّه ولد في خلافة أبي بكر، وقيل: في خلافة عمر، ومات برضوى سنة ثلاث وسبعين، ودفن بالبقيع، وقيل: مات سنة ثمانين، وقيل: سنة إحدى وثمانين، وقيل: سنة اثنتين وثمانين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين، وهو ابن خمس وستّين، وقيل غير ذلك في تاريخ وفاته ومبلغ سنّه. (1)

6056. سبط ابن الجوزي: ذكر وفاته، اختلفوا في أيّ مكان توفّي على ثلاثة أقوال، أحدها بأيلة، والثاني بالمدينة، وصلّى عليه أبان بن عثمان بإذن ابنه أبي هاشم، ودفن بالبقيع، والثالث بالطائف.

وذلك في سنة إحدى وثمانين؛ في أيّام عبدالملك بن مروان، وعمره خمس وستّون سنة. (2)

6057. ابن حبّان : كان [محمّد ابن الحنفيّة] من أفاضل أهل بيته، مات برضوى، سنة ثلاث وسبعين، ويقال: سنة ثمانين، وقد قيل: سنة إحدى وثمانين، وهو ابن خمس وستّين سنة، ودفن بالبقيع، شهد يوم الجمل... وكان مولده لثلاث سنين بقين من خلافة عمر بن الخطّاب. (3)

د. موقفه من أبيه وأخويه الحسن والحسين عليهم السلام بالإجمال والإشارة

برواية:

1. عبدالله بن زرير---4. محمّد بن شهاب الزهري

2. علي بن الحسين عليهما السلام ---5. محمّد بن كعب

3. محمّد ابن الحنفيّة---6. ما ورد مرسلاً

ص:556


1- (1) . تهذيب الكمال 152/26، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب (5484).
2- (2) . تذكرة الخواصّ 297/2 - 298، الباب العاشر، [1] في ذكر محمّد ابن الحنفيّة.
3- (3) . الثقات 347/5 - 348، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب؛ مشاهير علماء الأمصار ص 103، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب (419).

1. عبدالله بن زرير

6058. الواقدي: حدّثني أحمد بن خازم، عن عمرو بن شراحيل، عن حنش بن عبدالله الصنعاني، عن عبدالله بن زرير الغافقي - وقد كان شهد صفّين مع علي -، قال:

لقد رأيتنا يوماً والتقينا نحن وأهل الشام فاقتتلنا حتّى ظننت أنّه لا يبقى أحد، فأسمع صائحاً يصيح: يا معشر المسلمين، الله الله، من للنساء والولدان ؟ من للروم ؟ من للترك ؟ من للديلم ؟ الله الله والبقيا. فأسمع حركة من خلفي فالتفت فإذا علي يعدو بالراية يهرول بها حتّى أقامها، ولحقه ابنه محمّد، فأسمعه يقول: يا بني، الزم رايتك فإنّي متقدّم في القوم. فأنظر إليه يضرب بالسيف حتّى يفرج له ثمّ يرجع فيهم. (1)

2. علي بن الحسين عليهما السلام

6059. ابن المبارك : حدّثنا الحسن بن عمرو الفُقَيمي، عن [منذر] الثوري، عن علي بن الحسين، قال:

قال الأشتر النخعي لمحمّد ابن الحنفيّة يوماً من أيّام صفّين: قم بين الصفّين وامدح أميرالمؤمنين؛ واذكر بعض مناقبه.

فبرز محمّد بين الصفّين وأومأ إلى عسكر معاوية وقال: يا أهل الشام، اخسأوا، يا ذرّيّة النفاق؛ وحشو النار؛ وحصب جهنّم، عن البدر الزاهر، والقمر الباهر، والنجم الثاقب، والسنان النافذ، والشهاب المنير، والحسام المبير، والصراط المستقيم، والبحر الخضم (2)العليم، ( مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَ كانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً ) (3).

أو ما ترون أيّ عقبة تقتحمون ؟ و أيّ هضبة تتسنّمون ؟ و أنّى تؤفكون ؟ بل ( يَنْظُرُونَ

ص:557


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 69/5، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).
2- (2) . الخضم: البحر [2]الواسع.
3- (3) . النساء/47. [3]

إِلَيْكَ وَ هُمْ لا يُبْصِرُونَ ). (1)

أ صنو رسول الله تستهدفون ؟! ويعسوب دين الله تلمزون ؟ فأيّ سبيل رشاد بعد ذلك تسلكون ؟ وأيّ خرق بعد ذلك ترقعون ؟

هيهات، هيهات! برز والله في السبق، وفاز بالخصل، واستولى على الغاية، وأحرز الفصل والخطاب، فانحسرت عنه الأبصار، وانقطعت دونه الرقاب، وفرّع الذروة العليا، وبلغ الغاية القصوى، فعجز من رام سعيه وعنّاه الطلب وفاته المأمول والأرب، ووقف عند شجاعته الشجاع الهمام، وبطل سعي البطل الضرغام، ( وَ أَنّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ) (2).

فخفضاً خفضاً، ومهلاً مهلاً، أ فلصديق رسول الله تثلبون ؟ أم لأخيه تسبّون ؟ وهو شقيق نسبه إذا نسبوا، ونديد هارون إذا مثّلوا، وذو قوى كبرها إذا امتحنوا، والمصلّي إلى القبلتين إذا انحرفوا، والمشهود له بالإيمان إذا كفروا، والمدعوّ بخيبر إذ نكلوا، والمندوب لنبذ عهد المشركين إذ نكثوا، و المخلوف على الفراش ليلة الهجرة إذ جبنوا، والثابت يوم احد إذ هربوا، والمستودع للأسرار ساعة الوداع إذ حجبوا.

هذي المكارم لا قعبان من لبن شيباً بماء فعادا بعد أبوالا

وكيف يكون بعيداً من كلّ سناء وسموّ، وثناء وعلوّ، وقد نحلته و رسول الله ابوّة ؟ وأنجبت بينهما جدود، ورضعا بلبان، ودرجا في سنن، وتفيّئا بشجرة، وتفرّعا من أكرم أصل، فرسول الله للرسالة وأميرالمؤمنين للخلافة، رتق الله به فتق الإسلام حتّى انجابت طخية الريب، وقمع نخوة النفاق حتّى ارفأنّ جيشانه، وطمس رسم الجاهليّة، وخلع ربقة الصغار والذلّة، وكفت الملّة العوجاء، ورنق شربها، وجلاها عن وردها، واطئاً كواهلها، آخذاً بأكظامها، يقرع هاماتها، ويرحضها عن مال الله حتّى كلمها الخشاش، وعضّها الثقاف، ونالها فرض الكتاب، فجرجرت جرجرة العود الموقع، فزادها وقراً،

ص:558


1- (1) . الأعراف/198. [1]
2- (2) . سبأ/52. [2]

فلفظته أفواهها، وأزلقته بأبصارها، ونبت عن ذكره أسماعها، فكان لها كالسمّ المقرّ، والذعاف المذعف.

لا يأخذه في الله لومة لائم، ولا يزيله عن الحقّ تهيّب متهدّد، ولا يحيله عن الصدق ترهّب متوعّد، فلم يزل كذلك حتّى أقشعت غيابة الشرك، وأخنع طيخ الإفك، وزالت قحم الإشراك، فبه تنسّمتم روح النصفة، وقطعتم قسم السوء بعد أن كنتم لوكة الآكل، ومذقة الشارب، وقبسة العجلان، بسياسة مأمون الخرقة، مكتهل الحنكة، طبّ بأدوائكم، قمن بدوائكم، مثقّفاً لأودكم، كالئاً لحوزتكم، حامياً لقاصيكم ودانيكم، يقتات الجنبة، ويردّ الخميس، ويلبس الهدم.

ثمّ إذا سبرت الرجال، وطاح الوشيظ ، واستسلم المشيح، وغمغمت الأصوات، وقلّصت الشفاة، وقامت الحرب على ساق، وخطر فنيقها، وهدرت شقاشقها، وجمعت قطريها، وسالت بإبراق، الفي أميرالمؤمنين هنالك مثبتاً لقطبها، مديراً لرحاها، قادحاً بزندها، مورياً لهبها، مذكياً جمرها، دلاّفاً إلى البهم، ضرّاباً للقلل، غصّاباً للمهج، ترّاكاً للسلب، خوّاضاً لغمرات الموت، مثكّل امّهات، [مؤيّم أزواج]، مؤتّم أطفال، مشتّت ألاّف، قطّاع أقران، طافياً عن الجولة، راكداً في الغمرة، يهتف بأولاها، فتنكف أخراها، فتارة يطويها طيّ الصحيفة، وآونة يفرّقها تفرّق الوفرة، فبأيّ آلاء أميرالمؤمنين تمترون ؟ وعن أيّ أمر مثل حديثه تأثرون ؟ وَ رَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ .

فلم يبق في الفريقين إلاّ من اعترف بفضل محمّد. (1)

3. محمّد ابن الحنفيّة

6060. الواقدي: أخبرنا عبدالرحمان بن أبي الموال، عن عبدالله بن محمّد بن عقيل، قال:

سمعت محمّد ابن الحنفيّة يقول: كان أبي يريد أن يغزو معاوية وأهل الشام، فجعل يعقد

ص:559


1- (1) . عنه سبط ابن الجوزي بإسناده إليه في تذكرة الخواصّ 292/2 - 296، الباب العاشر، [1] في ذكر محمّد ابن الحنفيّة، و رواه الخوارزمي في المناقب ص 210، ذيل الحديث 240.

لواءه، ثمّ يحلف لا يحلّه حتّى يسير، فيأبى عليه الناس وينتشر رايهم ويجبنون فيحلّه ويكفّر عن يمينه، حتّى فعل ذلك أربع مرّات، وكنت أرى حاله، فأرى ما لا يسرّني، فكلّمت المسور بن مخرمة يومئذ وقلت له: ألا تكلّمه أين يسير؟ يقول: لا والله ما أرى عندهم طائلاً؟ فقال المسور: يا أباالقاسم، يسير لأمر قد حمّ ، قد كلّمته فرأيته يأبى إلاّ المسير.

قال محمّد ابن الحنفيّة: فلمّا رأى منهم ما رأى قال: اللهمّ إنّي قد مللتهم وملّوني، وأبغضتهم وأبغضوني، فأبدلني بهم خيراً منهم، وأبدلهم بي شرّاً منّي. (1)

6061. محمّد بن فضيل : حدّثنا سالم -يعني ابن أبي حفصة -، عن منذر، قال:

سمعت ابن الحنفيّة يقول: حسن وحسين خير منّي، ولقد علما أنّه كان يستخليني دونهما، وإنّي صاحب البغلة الشهباء. (2)

6062. محمّد بن فضيل : حدّثنا سالم بن أبي حفصة، عن منذر، قال:

قال محمّد ابن الحنفيّة: الحسن والحسين خير منّي، وأنا أعلم بحديث أبي منهما (3). (4)

6063. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا فطر بن خليفة، عن منذر الثوري، قال:

سمعت محمّد ابن الحنفيّة يقول، وذكر يوم الجمل قال: لمّا تصاففنا أعطاني علي الراية فرأى منّي نكوصاً لمّا دنا الناس بعضهم إلى بعض فأخذها منّي فقاتل بها.

ص:560


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 69/5، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 331/54، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [2]6797), من طريق أحمد.
3- (3) . ولا يخفى أنّ هذا مخالف لما ثبت من أنّ الحسن والحسين عليهما السلام أعلم أهل زمانهم، وسيأتي الكلام في محلّه بالتفصيل في ترجمتهما عليهما السلام فراجع.
4- (4) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 331/54، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [3]6797), من طريق ابن أبي خيثمة.

قال: فحملت يومئذ على رجل من أهل البصرة، فلمّا غشيته قال: أنا على دين أبي طالب، فلمّا عرفت الّذي أراد كففت عنه، فلمّا هزموا قال علي: لا تجهزوا على جريح، ولا تتّبعوا مدبراً. وقسّم فيؤهم بينهم ما قوتل به من سلاح أو كراع، وأخذنا منهم ما أجلبوا به علينا من كراع أو سلاح. (1)

4. محمّد بن شهاب الزهري

6064. المزّي: روي (2)عن سفيان بن عيينة، قال:

سمعت الزهري يقول: قال رجل لمحمّد بن علي ابن الحنفيّة: ما بال أبيك كان يرمي بك في مرام لا يرمي فيها الحسن والحسين ؟ قال: لأنّهما كانا خدّيه وكنت يده، فكان يتوقّى بيده عن خدّيه. (3)

6065. أبويعلى الفرّاء : أنبأنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، أنبأنا أبوعلي الحسين بن القاسم بن جعفر، حدّثنا أبوالعيناء، حدّثنا إبراهيم بن بشّار الرمادي، قال:

سمعت سفيان بن عيينة يقول: سمعت الزهري يقول: قال رجل لمحمّد ابن الحنفيّة: ما بال أبيك كان يرمي بك في مرام لا يرمي فيها الحسن والحسين ؟ قال: لأنّهما كانا خدّيه وكنت يده، فكان يتوقّى بيده عن خدّيه. (4)

5. محمّد بن كعب

6066. الواقدي: حدّثني عبدالله بن الحارث بن الفضيل، عن أبيه، عن محمّد بن كعب القرظي، قال:

ص:561


1- (1) . الطبقات الكبرى 68/5، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).
2- (2) . رواه إبراهيم بن بشّار عن سفيان.
3- (3) . تهذيب الكمال 152/26، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب (5484).
4- (4) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 333/54 - 334، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [2]6797).

كان على رجالة علي يوم صفّين عمّار بن ياسر، وكان محمّد ابن الحنفيّة يحمل رايته. (1)

6. ما ورد مرسلاً

6067. خليفة : قال أبوعبيدة:

سار علي من ذي قار فأمّر على مقدّمته عبدالله بن عبّاس، ثمّ أمّر الاُمراء وعقد الألوية، [و] دفع اللواء إلى ابنه محمّد بن علي.

قال أبواليقظان: كان راية علي مع ابنه محمّد بن علي. (2)

ه . موقفه من المختار وابن الزبير

برواية:

1. إسحاق بن يحيى---7. أبي عون

2. ثُوير بن أبي فاختة---8. محمّد بن جبير

3. سعيد بن جبير---9. مخرمة بن سليمان

4. عروة---10. نافع

5. عطيّة العوفي---11. وردان

6. علي بن محمّد ابن الحنفيّة---12. ما ورد مرسلاً

1. إسحاق بن يحيى

6068. الواقدي: حدّثني جعفر بن محمّد بن خالد بن الزبير، عن عثمان بن عروة، عن أبيه.

وحدّثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة وغيرهما، قالوا:

ص:562


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 69/5، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).
2- (2) . تاريخ خليفة بن خيّاط ص 184، حوادث سنة ستّ وثلاثين، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 333/54، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [2]6797).

كان المختار لمّا قدم الكوفة كان أشدّ الناس على ابن الزبير وأعيبه له، وجعل يلقي إلى الناس أنّ ابن الزبير كان يطلب هذا الأمر لأبي القاسم، يعني ابن الحنفيّة، ثمّ ظلمه إيّاه، وجعل يذكر ابن الحنفيّة وحاله وورعه وأنّه بعثه إلى الكوفة يدعو له، وأنّه كتب له كتاباً فهو لا يعدوه إلى غيره، ويقرأ ذلك الكتاب على من يثق به، وجعل يدعو الناس إلى البيعة لمحمّد ابن الحنفيّة، فيبايعونه له سرّاً، فشكّ قوم ممّن بايعه في أمره وقالوا: أعطينا هذا الرجل عهودنا أن زعم أنّه رسول ابن الحنفيّة، وابن الحنفيّة بمكّة ليس منّا ببعيد ولا مستتر، فلو شخص منّا قوم إليه فسألوه عمّا جاء به هذا الرجل عنه، فإن كان صادقاً نصرناه وأعنّاه على أمره.

فشخص منهم قوم فلقوا ابن الحنفيّة بمكّة، فأعلموه أمر المختار وما دعاهم إليه، فقال: نحن حيث ترون محتسبون، وما احبّ أنّ لي سلطان الدنيا بقتل مؤمن بغير حقّ ، ولوددت أنّ الله انتصر لنا بمن شاء من خلقه، فاحذروا الكذّابين وانظروا لأنفسكم ودينكم. فانصرفوا على هذا.

وكتب المختار كتاباً على لسان محمّد ابن الحنفيّة إلى إبراهيم بن الأشتر، وجاء فاستأذن عليه، وقيل: المختار أمين آل محمّد و رسوله، فأذن له وحيّاه ورحّب به وأجلسه معه على فراشه، فتكلّم المختار، وكان مفوّهاً، فحمدالله وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ صلّى الله عليه و سلّم، ثمّ قال: إنّكم أهل بيت قد أكرمكم الله بنصرة آل محمّد، وقد ركب منهم ما قد علمت، وحرموا ومنعوا حقّهم وصاروا إلى ما رأيت، وقد كتب إليك المهدي كتاباً، وهؤلاء الشهود عليه.

فقال يزيد بن أنس الأسدي وأحمر بن شميط البجلي وعبدالله بن كامل الشاكري وأبوعمرة كيسان مولى بجيلة: نشهد أنّ هذا كتابه قد شهدناه حين دفعه إليه. فقبضه إبراهيم وقرأه ثمّ قال: أنا أوّل من يجيب، وقد امرنا بطاعتك ومؤازرتك، فقل ما بدا لك، وادع إلى ما شئت.

ثمّ كان إبراهيم يركب إليه في كلّ يوم، فزرع ذلك في صدور الناس، وورد الخبر على

ص:563

ابن الزبير فتنكّر لمحمّد ابن الحنفيّة، وجعل أمر المختار يغلظ في كلّ يوم ويكثر تبعه، وجعل يتتّبع قتلة الحسين ومن أعان عليه فيقتلهم، ثمّ بعث إبراهيم بن الأشتر في عشرين ألفاً إلى عبيدالله بن زياد، فقتله وبعث برأسه إلى المختار، فعمد إليه المختار فجعله في جُونة، ثمّ بعث به إلى محمّد ابن الحنفيّة وعلي بن الحسين وسائر بني هاشم.

فلمّا رأى علي بن حسين رأس عبيدالله ترحّم على الحسين وقال: اتي عبيدالله بن زياد برأس الحسين وهو يتغذّى، واُتينا برأس عبيدالله ونحن نتغدّى، ولم يبق من بني هاشم أحد إلاّ قام بخطبة في الثناء على المختار والدعاء له جميل القول فيه.

وكان ابن الحنفيّة يكره أمر المختار وما يبلغه عنه، ولا يحبّ كثيراً ممّا يأتي به، وكان ابن عبّاس يقول: أصاب بثأرنا، وأدرك وَغْمنا، وآثرنا ووصلنا. فكان يظهر الجميل فيه للعامّة.

فلمّا اتّسق الأمر للمختار كتب لمحمّد بن علي المهدي: من المختار بن أبي عبيد الطالب بثأر آل محمّد، أمّا بعد، فإنّ الله -تبارك وتعالى- لم ينتقم من قوم حتّى يُعذِر إليهم، وإنّ الله قد أهلك الفسقة وأشياع الفسقة وقد بقيت بقايا أرجو أن يلحق الله آخرهم بأوّلهم. (1)

2. ثوير بن أبي فاختة

6069. الواقدي: حدّثني إسرائيل، عن ثُوير، قال:

رأيت ابن الحنفيّة في الشعب الأيسر من منى في أصحابه. (2)

3. سعيد بن جبير

6070. ابن شبّة : عن سعيد بن جبير، قال:

خطب عبدالله بن الزبير، فنال من علي عليه السلام، فبلغ ذلك محمّد ابن الحنفيّة، فجاء إليه وهو يخطب، فوضع له كرسي، فقطع عليه خطبته، وقال: يا معشر العرب، شاهت

ص:564


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 73/5 - 74، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).
2- (2) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 77/5، ترجمة محمّد [2]ابن الحنفيّة (680).

الوجوه! أ ينتقص علي وأنتم حضور! إنّ عليّاً كان يدالله على أعداء الله، وصاعقة من أمره أرسله على الكافرين والجاحدين لحقّه، فقتلهم بكفرهم فشنئوه وأبغضوه، وأضمروا له الشنف (1)والحسد، وابن عمّه صلّى الله عليه و سلّم حيّ بعد لم يمت، فلمّا نقله الله إلى جواره وأحبّ له ما عنده أظهرت له رجال أحقادها، وشفت أضغانها، فمنهم من ابتزّ حقّه، ومنهم من ائتمر به ليقتله، ومنهم من شتمه وقذفه بالأباطيل، فإن يكن لذرّيّته وناصري دعوته دولة تنشر عظامهم، وتحفر على أجسادهم والأبدان منهم يومئذ بالية، بعد أن تقتل الأحياء منهم، وتذلّ رقابهم، فيكون الله - عزّ اسمه - قد عذّبهم بأيدينا وأخزاهم، ونصرنا عليهم، وشفا صدورنا منهم، إنّه والله ما يشتم عليّاً إلاّ كافر يسرّ شتم رسول الله صلّى الله عليه و آله ويخاف أن يبوح به، فيكنّى بشتم علي عليه السلام عنه.

أما إنّه قد تخطّت المنية منكم من امتدّ عمره، وسمع قول رسول الله صلّى الله عليه و آله فيه: لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق، ( وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) (2).

فعاد ابن الزبير إلى خطبته وقال: عذرت بني الفواطم يتكلّمون، فمال بال ابن امّ حنيفة!؟ فقال محمّد: يا ابن امّ رومان، ومالي لا أتكلّم!؟ وهل فاتني من الفواطم إلاّ واحدة! ولم يفتني فخرها؛ لأنّها امّ أخوي.

أنا ابن فاطمة بنت عمران بن عائذ بن مخزوم، جدّة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وأنا ابن فاطمة بنت أسد بن هاشم، كافلة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، والقائمة مقام امّه، أما والله لولا خديجة بنت خويلد ما تركت في بني أسد بن عبدالعزّى عظماً إلاّ هشمته! ثمّ قام فانصرف. (3)

4. عروة

6071. الواقدي: حدّثني جعفر بن محمّد بن خالد بن الزبير، عن عثمان بن عروة،

ص:565


1- (1) . الشنف: البغض.
2- (2) . الشعراء/227. [1]
3- (3) . عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 62/4 - 63، [2] شرح الخطبة 56.

عن أبيه. وحدّثنا.... (1)

تقدّمت روايته مع رواية إسحاق بن يحيى.

5. عطيّة العوفي

6072. الواقدي: حدّثنا ربيعة بن عثمان ومحمّد بن عبدالله بن عبيد بن عمير وإسحاق بن يحيى بن طلحة وهشام بن عمارة، عن سعيد بن محمّد بن جبير بن مطعم والحسين بن الحسن بن عطيّة العوفي، عن أبيه، عن جدّه، وغيرهم أيضاً قد حدّثني، قالوا:

لمّا جاء نعي معاوية بن أبي سفيان إلى المدينة كان بها يومئذ الحسين بن علي ومحمّد ابن الحنفيّة وابن الزبير، وكان ابن عبّاس بمكّة، فخرج الحسين وابن الزبير إلى مكّة، وأقام ابن الحنفيّة بالمدينة حتّى سمع بدنوّ جيش مسرف وأيّام الحرّة فرحل إلى مكّة، فأقام مع ابن عبّاس، فلمّا جاء نعي يزيد بن معاوية وبايع ابن الزبير لنفسه ودعا الناس إليه دعا ابن عبّاس ومحمّد ابن الحنفيّة إلى البيعة له، فأبيا يبايعان له وقالا: حتّى يجتمع لك البلاد ويتّسق لك الناس، فأقاما على ذلك ما أقاما، فمرّة يكاشرهما، ومرّة يلين لهما، ومرّة يباديهما، ثمّ غلظ عليهما، فوقع بينهم كلام وشرّ، فلم يزل الأمر يغلظ حتّى خافا منه خوفاً شديداً، ومعهما النساء والذرّيّة، فأساء جوارهم وحصرهم وآذاهم، وقصد لمحمّد ابن الحنفيّة، فأظهر شتمه وعيّبه، وأمره وبني هاشم أن يلزموا شعبهم بمكّة، وجعل عليهم الرقباء، وقال لهم فيما يقول: والله لتبايعنّ أو لأحرقنّكم بالنار. فخافوا على أنفسهم.

قال سليم أبوعامر: فرأيت محمّد ابن الحنفيّة محبوساً في زمزم والناس يمنعون من الدخول عليه، فقلت: والله لأدخلنّ عليه، فدخلت فقلت: ما بالك وهذا الرجل ؟ فقال: دعاني إلى البيعة فقلت: إنّما أنا من المسلمين فإذا اجتمعوا عليك فأنا كأحدهم، فلم يرض

ص:566


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 73/5، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).

بهذا منّي، فاذهب إلى ابن عبّاس فاقرأه منّي السلام وقل: يقول لك ابن عمّك ما ترى ؟

قال سليم: فدخلت على ابن عبّاس وهو ذاهب البصر، فقال: من أنت ؟ فقلت: أنصاري، فقال: ربّ أنصاري هو أشدّ علينا من عدوّنا. فقلت: لا تخف، أنا ممّن لك كلّه. قال: هات. فأخبرته بقول ابن الحنفيّة، فقال: قل له: لا تطعه ولا نعمة عين إلاّ ما قلت، لا تزده عليه.

فرجعت إلى ابن الحنفيّة فأبلغته ما قال ابن عبّاس، فهمّ ابن الحنفيّة أن يقدم إلى الكوفة، وبلغ ذلك المختار، فثقل عليه قدومه، فقال: إنّ في المهدي علامة يقدم بلدكم هذا فيضربه رجل في السوق بالسيف لا تضرّه ولا تحيك فيه.

فبلغ ذلك ابن الحنفيّة، فأقام، فقيل له: لو بعثت إلى شيعتك بالكوفة فأعلمتهم ما أنتم فيه. فبعث أباالطفيل عامر بن واثلة إلى شيعتهم بالكوفة، فقدم عليهم، فقال: إنّا لا نأمن ابن الزبير على هؤلاء القوم. وأخبرهم بما هم فيه من الخوف، فقطع المختار بعثاً إلى مكّة، فانتدب منهم أربعة آلاف، فعقد لأبي عبدالله الجدلي عليهم وقال له: سر فإن وجدت بني هاشم الحياة فكن لهم أنت ومن معك عضداً، وانفذ لما أمروك به، وإن وجدت ابن الزبير قد قتلهم فاعترض أهل مكّة حتّى تصل إلى ابن الزبير، ثمّ لا تدع من آل الزبير شفراً ولا ظفراً، وقال: يا شرطة الله، لقد أكرمكم الله بهذا المسير ولكم بهذا الوجه عشر حجج وعشر عمر.

وسار القوم ومعهم السلاح حتّى أشرفوا على مكّة فجاء المستغيث: اعجلوا فما أراكم تدركونهم. فقال الناس: لو أنّ أهل القوّة عجّلوا. فانتدب منهم ثمانمئة رأسهم عطيّة بن سعد بن جنادة العوفي حتّى دخلوا مكّة فكّبروا تكبيرة سمعها ابن الزبير فانطلق هارباً حتّى دخل دار الندوة، ويقال: بل تعلّق بأستار الكعبة، وقال: أنا عائذ الله.

قال عطيّة: ثمّ ملنا إلى ابن عبّاس وابن الحنفيّة وأصحابهما في دور قدجمع لهم الحطب فاُحيط بهم حتّى بلغ رؤوس الجدر لو أنّ ناراً تقع فيه ما رثي منهم أحد حتّى تقوم الساعة، فأخّرناه عن الأبواب، وعجّل علي بن عبدالله بن عبّاس - وهو يومئذ رجل -، فأسرع في الحطب يريد الخروج فأدمى ساقيه، وأقبل أصحاب ابن الزبير فكنّا

ص:567

صفّين نحن وهم في المسجد نهارنا ونهاره لا ننصرف إلاّ إلى صلاة حتّى أصبحنا.

وقدم أبوعبدالله الجدلي في الناس، فقلنا لابن عبّاس وابن الحنفيّة: ذرونا نريح الناس من ابن الزبير، فقالا: هذا بلد حرّمه الله، ما أحلّه لأحد إلاّ للنبيّ صلّى الله عليه و سلّم ساعة ما أحلّه لأحد قبله ولا يحلّه لأحد بعده، فامنعونا وأجيرونا.

قال: فتحمّلوا وإنّ منادياً لينادي في الجبل: ما غنمت سريّة بعد نبيّها ما غنمت هذه السريّة، إنّ السرايا تغنم الذهب والفضّة، وإنّما غنمتم دماءنا. فخرجوا بهم حتّى أنزلوهم منى، فأقاموا بها ما شاء الله أن يقيموا، ثمّ خرجوا إلى الطائف، فأقاموا ما أقاموا.

وتوفّي عبدالله بن عبّاس بالطائف سنة ثمان وستّين، وصلّى عليه محمّد ابن الحنفيّة، وبقينا مع ابن الحنفيّة.

فلمّا كان الحجّ وحجّ ابن الزبير من مكّة فوافى عرفة في أصحابه، ووافى محمّد ابن الحنفيّة من الطائف في أصحابه، فوقف بعرفة، ووافى نجدة بن عامر الحنفي تلك السنة في أصحابه من الخوارج فوقف ناحية، وحجّت بنواُميّة على لواء فوقفوا بعرفة فيمن معهم. (1)

6. علي بن محمّد ابن الحنفيّة

6073. الواقدي: عبدالرحمان بن أبي الموال، عن الحسن بن علي بن محمّد ابن الحنفيّة، عن أبيه، قال:

لمّا صار محمّد بن علي إلى الشعب سنة اثنتين وسبعين وابن الزبير لم يقتل والحجّاج محاصره أرسل إليه أن يبايع لعبدالملك، فقال ابن الحنفيّة: قد عرفت مقامي بمكّة وشخوصي إلى الطائف وإلى الشام، كلّ هذا إباء منّي أن ابايع ابن الزبير أو عبدالملك حتّى يجتمع الناس على أحدهما، وأنا رجل ليس عندي خلاف، لمّا رأيت الناس اختلفوا اعتزلتهم حتّى يجتمعوا، فأويت إلى أعظم بلاد الله حرمة يأمن فيه الطير فأساء ابن الزبير جواري، فتحوّلت إلى الشام فكره عبدالملك قربي، فتحوّلت إلى الحرم، فإن

ص:568


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 74/5 - 76، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).

يقتل ابن الزبير ويجتمع الناس على عبدالملك ابايعك. فأبى الحجّاج أن يرضى بذلك منه حتّى يبايع لعبدالملك، فأبى ذلك ابن الحنفيّة، وأبى الحجّاج أن يقرّه على ذلك، فلم يزل محمّد يدافعه حتّى قتل ابن الزبير. (1)

7. أبوعون

6074. الواقدي: حدّثنا شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه، قال:

وقفت في هذه السنة أربعة ألوية بعرفة، محمّد ابن الحنفيّة في أصحابه على لواء قام عند حبل المشاة، وحجّ ابن الزبير في أصحابه معه لواء فقام مقام الإمام اليوم، ثمّ تقدّم محمّد ابن الحنفيّة بأصحابه حتّى وقف حذاء ابن الزبير، ووافى نجدة الحروري في أصحابه ومعه لواء فوقف خلفهما، ووافت بنواُميّة ومعهم لواء فوقفوا عن يسارهما، فكان أوّل لواء أنغض لواء محمّد ابن الحنفيّة، ثمّ تبعه نجدة، ثمّ لواء بني اُميّة، ثمّ لواء ابن الزبير واتّبعه الناس. (2)

6075. الواقدي: حدّثنا شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه، قال:

رأيت أصحاب ابن الحنفيّة يلبّون بعرفة، ورمقت ابن الزبير وأصحابه فإذا هم يلبّون حتّى زاغت الشمس، ثمّ قطع، وكذلك فعلت بنواُميّة، وأمّا نجدة فلبّى حتّى رمى جمرة العقبة. (3)

8. محمّد بن جبير

6076. الواقدي: حدّثني هشام بن عمارة، عن سعيد بن محمّد بن جبير، عن أبيه، قال:

أقام الحجّ تلك السنة ابن الزبير، وحجّ عامئذ محمّد ابن الحنفيّة في الخشبيّة معه، وهم أربعة آلاف نزلوا في الشعب الأيسر من منى. (4)

ص:569


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 82/5، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).
2- (2) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 76/5، ترجمة محمّد [2]ابن الحنفيّة (680).
3- (3) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 78/5، ترجمة محمّد [3]ابن الحنفيّة (680).
4- (4) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 77/5، ترجمة محمّد [4]ابن الحنفيّة (680).

6077. الواقدي: حدّثني هشام بن عمارة، عن سعيد بن محمّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال:

خفت الفتنة فمشيت إليهم جميعاً فجئت محمّد بن علي في الشعب، فقلت: يا أباالقاسم، اتّق الله، فإنّا في مشعر حرام وبلد حرام، والناس وفد الله إلى هذا البيت، فلا تفسد عليهم حجّهم.

فقال: والله ما اريد ذلك، وما أحول بين أحد وبين هذا البيت، ولا يؤتى أحد من الحجّاج من قبلي ولكنّي رجل أدفع عن نفسي من ابن الزبير وما يريد منّي، وما أطلب هذا الأمر إلاّ أن لا يختلف عليّ فيه اثنان، ولكن ائت ابن الزبير فكلّمه، وعليك بنجدة فكلّمه.

قال محمّد بن جبير: فجئت ابن الزبير فكلّمته بنحو ممّا كلّمت به ابن الحنفيّة، فقال: أنا رجل قد اجتمع عليّ وبايعني الناس، وهؤلاء أهل خلاف.

فقلت: إنّ خيراً لك الكفّ ، فقال: أفعل. ثمّ جئت نجدة الحروري، فأجده في أصحابه، وأجد عكرمة غلام ابن عبّاس عنده، فقلت: استأذن لي على صاحبك.

قال: فدخل، فلم ينشب أن أذن لي، فدخلت فعظّمت عليه وكلّمته بما كلّمت به الرجلين، فقال: أمّا أن أبتدئ أحداً بقتال فلا، ولكن من بدأنا بقتال قاتلناه. قلت: فإنّي رأيت الرجلين لا يريدان قتالك.

ثمّ جئت شيعة بني اُميّة، فكلّمتهم بنحو ممّا كلّمت به القوم، فقالوا: نحن على لوائنا لا نقاتل أحداً إلاّ أن يقاتلنا. فلم أر في تلك الألوية أسكن ولا أسلم دفعة من أصحاب ابن الحنفيّة.

قال محمّد بن جبير: وقفت تلك العشيّة إلى جنب محمّد ابن الحنفيّة، فلمّا غابت الشمس التفت إليّ فقال: يا أباسعيد، ادفع، فدفع ودفعت معه، فكان أوّل من دفع. (1)

ص:570


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 77/5 - 78، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).

9. مخرمة بن سليمان

6078. الواقدي: حدّثني الضحّاك بن عثمان، عن مخرمة بن سليمان، قال:

سمعت ابن الحنفيّة يقول: دفعت من عرفة حين وجبت الشمس وتلك السنّة فبلغني أنّ ابن الزبير يقول: عجّل محمّد، عجّل محمّد، فعن من أخذ ابن الزبير الإغساق ؟ (1)

10. نافع

6079. الواقدي: حدّثني عبدالله بن نافع، عن أبيه، قال:

لم يدفع ابن الزبير تلك العشيّة إلاّ بدفعة ابن عمر، فلمّا أبطأ ابن الزبير وقد مضى ابن الحنفيّة ونجدة وبنواُميّة قال ابن عمر: أ ينتظر ابن الزبير أمر الجاهليّة ؟ ثمّ دفع، فدفع ابن الزبير على أثره. (2)

11. وردان

6080. ابن سعد : أخبرنا هوذة بن خليفة، قال: حدّثنا عوف، عن ميمون، عن وردان، قال:

كنت في العصابة الّذين انتدبوا إلى محمّد بن علي، قال: وكان ابن الزبير قد منعه أن يدخل مكّة حتّى يبايعه، فأبى أن يبايعه، قال: فانتهينا إليه فأراد أهل الشام، فمنعه عبدالملك أن يدخلها حتّى يبايعه، فأبى عليه، قال: فسرنا معه ما سرنا ولو أمرنا بالقتال لقاتلنا معه، فجمعنا يوماً فقسّم فينا شيئاً وهو يسير، ثمّ حمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: الحقوا برحالكم واتّقوا الله، وعليكم بما تعرفون، ودعوا ما تنكرون، وعليكم بخاصّة أنفسكم، ودعوا أمر العامّة، واستقرّوا عن أمرنا كما استقرّت السماء والأرض، فإنّ أمرنا إذا جاء كان كالشمس الضاحية.

ص:571


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 77/5، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).
2- (2) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 76/5 - 77، ترجمة محمّد [2]ابن الحنفيّة (680).

قالوا: وقتل المختار بن أبي عبيد في سنة ثمان وستّين، فلمّا دخلت سنة تسع وستّين أرسل عبدالله بن الزبير عروة بن الزبير إلى محمّد ابن الحنفيّة: إنّ أميرالمؤمنين يقول لك: إنّي تاركك أبداً حتّى تبايعني أو اعيدك في الحبس وقد قتل الله الكذّاب الّذي كنت تدّعي نصرته، وأجمع عليّ أهل العراقين، فبايع لي وإلاّ فهي الحرب بيني وبينك إن امتنعت.

فقال ابن الحنفيّة لعروة: ما أسرع أخاك إلى قطع الرحم والاستخفاف بالحقّ ! وأغفله عن تعجيل عقوبة الله، ما يشكّ أخوك في الخلود وإلاّ فقد كان أحمد للمختار ولهديه منّي، والله ما بعثت المختار داعياً ولا ناصراً، وللمختار كان إليه أشدّ انقطاعاً منه إلينا، فإن كان كذّاباً فطال ما قرّبه على كذبه، وإن كان على غير ذلك فهو أعلم به، وما عندي خلاف، ولو كان خلاف ما أقمت في جواره ولخرجت إلى من يدعوني فأبيت ذلك عليه، ولكن هاهنا والله لأخيك قريناً يطلب مثل ما يطلب أخوك، كلاهما يقاتلان على الدنيا عبدالملك بن مروان، والله لكأنّك بجيوشه قد أحاطت برقبة أخيك وإنّي لأحسب أنّ جوار عبدالملك خير لي من جوار أخيك، ولقد كتب إليّ يعرض عليّ ما قبله ويدعوني إليه.

قال عروة: فما يمنعك من ذلك ؟ قال: أستخير الله وذلك أحبّ إلى صاحبك. قال: أذكر ذلك له.

فقال بعض أصحاب محمّد ابن الحنفيّة: والله لو أطعتنا لضربنا عنقه. فقال ابن الحنفيّة: وعلام أضرب عنقه ؟ جاءنا برسالة من أخيه وجاورنا فجرى بيننا وبينه كلام فرددناه إلى أخيه، والّذي قلتم غدر، وليس في الغدر خير، لو فعلت الّذي تقولون لكان القتال بمكّة، وأنتم تعلمون أنّ رأيي لو اجتمع الناس عليّ كلّهم إلاّ إنسان واحد لما قاتلته.

فانصرف عروة، فأخبر ابن الزبير بما قال له محمّد ابن الحنفيّة، قال: والله ما أرى أن تعرض له، دعه فليخرج عنك ويغيّب وجهه فعبدالملك أمامه لا يتركه يحلّ بالشام حتّى يبايعه، وابن الحنفيّة لا يبايعه أبداً حتّى يجتمع الناس عليه، فإن صار إليه كفاكه إمّا

ص:572

حبسه وإمّا قتله فتكون أنت قد برئت من ذلك. فأفثأ ابن الزبير عنه.

فقال أبوالطفيل: وجاء كتاب من عبدالملك بن مروان و رسول حتّى دخل الشعب، فقرأ محمّد ابن الحنفيّة الكتاب، فقرأ كتاباً لو كتب به عبدالملك إلى بعض إخوته أو ولده ما زاد علي ألطافه، وكان فيه: إنّه قد بلغني أنّ ابن الزبير قد ضيّق عليك، وقطع رحمك، واستخفّ بحقّك، حتّي تبايعه، فقد نظرت لنفسك ودينك وأنت أعرف به حيث فعلت ما فعلت، وهذا الشام فانزل منه حيث شئت، فنحن مكرموك، وواصلوا رحمك، وعارفوا حقّك.

فقال ابن الحنفيّة لأصحابه: هذا وجه نخرج إليه.

قال: فخرج وخرجنا معه، ومعه كثيّر عزّة ينشد شعراً:

أنت إمام الحقّ لسنا نمتري أنت الّذي نرضي به ونرتجي

أنت ابن خير الناس من بعد النبي يا ابن علي سر ومن مثل علي

حتّي تحلّ أرض كلب وبلي

قال أبوالطفيل: فسرنا حتّي نزلنا إيلة فجاورونا بأحسن جوار وجاورناهم بأحسن ذلك، وأحبّوا أباالقاسم حبّاً شديداً، وعظّموه وأصحابه، وأمرنا بالمعروف، ونهينا عن المنكر، ولا يظلم أحد من الناس قربنا ولا بحضرتنا، فبلغ ذلك عبدالملك، فشقّ ذلك عليه و ذكره لقبيصة بن ذؤيب و روح بن زنباع، وكانا خاصّته، فقالا: ما نري أن ندعه يقيم في قربه منك وسيرته سيرته حتّي يبايع لك أو تصرفه إلي الحجاز.

فكتب إليه عبدالملك: إنّك قدمت بلادي فنزلت في طرف منها، وهذه الحرب بيني وبين ابن الزبير كما تعلم، وأنت لك ذكر ومكان، وقد رأيت أن لا تقيم في سلطاني إلاّ أن تبايع لي، فإن بايعتني فخذ السفن الّتي قدمت علينا من القلزم وهي مئة مركب فهي لك وما فيها، ولك ألفا ألف درهم اعجّل لك منها خمسمئة ألف وألف ألف، وخمسمئة ألف آتيتك مع ما أردت من فريضة لك ولولدك ولقرابتك ومواليك ومن معك، وإن أبيت فتحوّل عن بلدي إلى موضع لا يكون لي فيه سلطان.

ص:573

قال: فكتب إليه محمّد بن علي: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد بن علي إلى عبدالملك بن مروان، سلام عليك، فإنّي أحمد إليك الله الّذي لا إله إلاّ هو، أمّا بعد، فقد عرفت رأيي في هذا الأمر قديماً، وإنّي لست أسفهه على أحد، والله لو اجتمعت هذه الاُمّة عليّ إلاّ أهل الزرقاء ما قاتلتهم أبداً ولا اعتزلتهم حتّى يجتمعوا، نزلت مكّة فراراً ممّا كان بالمدينة، فجاورت ابن الزبير، فأساء جواري، وأراد منّي أن ابايعه، فأبيت ذلك حتّى يجتمع الناس عليك أو عليه، ثمّ أدخل فيما دخل فيه الناس فأكون كرجل منهم، ثمّ كتبت إليّ تدعوني إلى ما قبلك فأقبلت سائراً فنزلت في طرف من أطرافك، والله ما عندي خلاف ومعي أصحابي فقلنا: بلاد رخيصة الأسعار وندنو من جوارك ونتعرّض صلتك، فكتبت بما كتبت به ونحن منصرفون عنك إن شاء الله. (1)

6081. السرّاج : حدّثنا حاتم بن اللبيب، حدّثنا هوذة بن خليفة، حدّثنا عوف الأعرابي، عن ميمون، عن وردان، قال:

كنت في العصابة الّذين ابتدروا إلى محمّد بن علي ابن الحنفيّة، وكان ابن الزبير منعه أن يدخل مكّة حتّى يبايعه فأبى أن يبايعه، وأراد الشام أن يدخلها فمنعه عبدالملك بن مروان أن يدخلها حتّى يبايعه فأبى، فسرنا معه، ولو أمرنا بالقتال لقاتلنا معه، فجمعنا يوماً فقسّم لنا فيئاً يسيراً، ثمّ حمد الله تعالى فأثنى عليه، وقال: الحقوا برحالكم واتّقوا الله، وعليكم بما تعرفون، ودعوا ما تنكرون، وعليكم أنفسكم ودعوا أمر العامّة، واستقرّوا على أمرنا كما استقرّت السماء والأرض، فإنّ أمرنا إذا جاء كان كالشمس الضاحية. (2)

12. ما ورد مرسلاً

6082. الأصمعي: أراد محمّد ابن الحنفيّة أن يقدم الكوفة أيّام المختار، وكان المختار

ص:574


1- (1) . الطبقات الكبرى 78/5 - 80، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).
2- (2) . عنه أبونعيم بإسناده إليه في حلية الأولياء 174/3، ترجمة محمّد ابن الحنفيّة (234)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 343/54 - 344، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [2]6797).

يدعو إليه ويزعم أنّه أمره، فبلغ المختار ذلك فقال: إنّ في المهدي علامة؛ أن يضربه رجل في السوق ضربة بالسيف فلا يضرّه، فلمّا بلغ ذلك محمّداً أقام، وإنّما قال ذلك لعلمه أنّ محمّداً إذا ورد الكوفة لم يكن فيها للمختار معه أمر. (1)

6083. المبرّد : كان عبدالله بن الزبير يظهر البغض لابن الحنفيّة إلى بعض أهله، وكان يحسده على أيّده، ويقال: إنّ عليّاً استطال درعاً فقال: لينقص منها كذا وكذا حلقة، فقبض محمّد ابن الحنفيّة بإحدى يديه على ذيلها وبالاُخرى على فضلها ثمّ جذبها فقطعها من الموضع الّذي حدّه أبوه، فكان ابن الزبير إذا حدّث بهذا الحديث غضب واعتراه له أفكل. (2)

و. موقفه من بني اُميّة

برواية:

1. الحسن بن محمّد ابن الحنفيّة---5. محمّد ابن الحنفيّة

2. أبي حمزة القصّاب---6. مسلم الطائي

3. سهل بن عبيد---7. المنهال بن عمرو

4. علي بن الحسين عليهما السلام ---8. ما ورد مرسلاً

1. الحسن بن محمّد ابن الحنفيّة

6084. الواقدي: حدّثني عبدالله بن جعفر، عن صالح بن كيسان، عن الحسن بن محمّد بن علي، قال:

لم يبايع أبي الحجّاج، لمّا قتل ابن الزبير بعث الحجّاج إليه فجاء فقال: قد قتل الله عدوّ الله.

ص:575


1- (1) . عنه أبوهلال بإسناده إليه في الأوائل 53/2، الباب السادس، [1] أوّل من ادّعى نصرة أهل البيت, واللفظ له, وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 343/54، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [2]6797).
2- (2) . الكامل 266/3، [3] المختار بن عبيد وبعض أخباره.

فقال ابن الحنفيّة: إذا بايع الناس بايعت. قال: والله لأقتلنّك! قال: أولا ندري أن لله في كلّ يوم ثلاثمئة وستّون لحظة في كلّ لحظة ثلاثمئة وستّون قضيّة ؟ فلعلّه يكفيناك في قضيّة من قضاياه.

قال: فكتب بذلك الحجّاج إلى عبدالملك، فأتاه كتابه فأعجبه، وكتب به إلى صاحب الروم، وذلك أنّ صاحب الروم كتب إليه يهددّه أنّه قد جمع له جموعاً كثيرة، فكتب عبدالملك بذلك الكلام إلى صاحب الروم، وكتب: قد عرفنا أنّ محمّداً ليس عنده خلاف وهو يأتيك ويبايعك فارفق به.

فلمّا اجتمع الناس على عبدالملك وبايع ابن عمر قال ابن عمر لابن الحنفيّة: ما بقي شيء فبايع.

فكتب ابن الحنفيّة إلى عبدالملك: بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الله عبدالملك أميرالمؤمنين من محمّد بن علي، أمّا بعد، فإنّي لمّا رأيت الاُمّة قد اختلفت اعتزلتهم، فلمّا أفضى هذا الأمر إليك وبايعك الناس كنت كرجل منهم أدخل في صالح ما دخلوا فيه، فقد بايعتك وبايعت الحجّاج لك وبعثت إليك ببيعتي، ورأيت الناس قد اجتمعوا عليك، ونحن نحبّ أن تؤمننا وتعطينا ميثاقاً على الوفاء فإنّ الغدر لا خير فيه، فإن أبيت فإنّ أرض الله واسعة.

فلمّا قرأ عبدالملك الكتاب قال قبيصة بن ذؤيب و روح بن زنباع: مالك عليه سبيل، ولو أراد فتقاً لقدر عليه، ولقد سلّم وبايع فنرى أن تكتب إليه بالعهد والميثاق بالأمان له والعهد لأصحابه. ففعل.

فكتب إليه عبدالملك: إنّك عندنا محمود، أنت أحبّ وأقرب بنا رحماً من ابن الزبير، فلك العهد والميثاق وذمّة رسوله أن لا تهاج ولا أحد من أصحابك بشيء تكرهه، ارجع إلى بلدك واذهب حيث شئت، ولست أدع صلتك وعونك ما حييت. وكتب إلى الحجّاج يأمره بحسن جواره وإكرامه، فرجع ابن الحنفيّة إلى المدينة. (1)

ص:576


1- (1) . عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 82/5 - 83، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).

2. أبوحمزة القصّاب

6085. ابن سعد : أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبوعوانة، عن أبي حمزة [القصّاب]، قال:

كنت مع محمّد بن علي فسرنا من الطائف إلى أيلة بعد موت ابن عبّاس بزيادة على أربعين ليلة.

قال: وكان عبدالملك قد كتب لمحمّد عهداً على أن يدخل في أرضه هو وأصحابه حتّى يصطلح الناس على رجل، فإذا اصطلحوا على رجل بعهد من الله وميثاق كتبه عبدالملك.

فلمّا قدم محمّد الشام بعث إليه عبدالملك: إمّا أن تبايعني وإمّا أن تخرج من أرضي، ونحن يومئذ سبعة آلاف. فبعث إليه محمّد بن علي: على أن تؤمن أصحابي، ففعل، فقام محمّد، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: الله وليّ الاُمور كلّها وحاكمها، ما شاء الله كان، وما لا يشاء لم يكن، كلّ ما هو آت قريب، عجّلتم بالأمر قبل نزوله، والّذي نفسي بيده إنّ في إصلابكم لمن يقاتل مع آل محمّد ما يخفى على أهل الشرك أمر آل محمّد وأمر آل محمّد مستأخر، والّذي نفس محمّد بيده ليعودنّ فيكم كما بدأ، الحمد لله الّذي حقن دماءكم وأحرز دينكم، من أحبّ منكم أن يأتي إلى بلده آمناً محفوظاً فليفعل.

فبقي معه تسعمئة رجل، فأحرم بعمرة، وقلّد هدياً، فعمدنا إلى البيت، فلمّا أردنا أن ندخل الحرم تلقّتنا خيل ابن الزبير فمنعتنا أن ندخل، فأرسل إليه محمّد: لقد خرجت وما اريد أن اقاتلك، دعنا فلندخل ولنقض نسكنا ثمّ لنخرج عنك. فأبى، ومعنا البدن قد قلّدناها، فرجعنا إلى المدينة فكنّا بها حتّى قدم الحجّاج فقتل ابن الزبير ثمّ سار إلى البصرة والكوفة، فلمّا سار مضينا فقضينا نسكنا. وقد رأيت القمل يتناثر من محمّد بن علي، فلمّا قضينا نسكنا رجعنا إلى المدينة فمكث ثلاثة أشهر ثمّ توفّي. (1)

ص:577


1- (1) . الطبقات الكبرى 80/5 - 81، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).

3. سهل بن عبيد

6086. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين ومحمّد بن عبدالله الأسدي، قالا: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، قال: حدّثني سهل بن عبيد بن عمرو الحارثي، قال:

لمّا بعث عبدالملك الحجّاج إلى مكّة والمدينة قال له: إنّه ليس لك على محمّد ابن الحنفيّة سلطان.

قال: فلمّا قدم الحجّاج أرسل إليه الحجّاج يتوعّده ثمّ قال: إنّي لأرجو أن يمكّن الله منك يوماً من الدهر ويجعل لي عليك سلطاناً فافعل وأفعل.

قال: كذبت يا عدوّ نفسه، هل شعرت أنّ لله في كلّ يوم ستّون وثلاثمئة لحظة - أو نفحة - ؟ فأرجو أن يرزقني الله بعض لحظاته - أو نفحاته - فلا يجعل لك عليّ سلطاناً.

قال: فكتب بها الحجّاج إلى عبدالملك، فكتب بها عبدالملك إلى صاحب الروم، فكتب إليه صاحب الروم: إنّ هذه والله ما هي من كنزك ولا كنز أهل بيتك ولكنّها من كنز أهل بيت نبوّة. (1)

4. علي بن الحسين عليهما السلام

6087. السرّاج : حدّثنا عمر بن الحسين، حدّثنا أبي، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن علي بن الحسين، قال:

كتب ملك الروم إلى عبدالملك بن مروان يتهدّده ويتوعّده ويحلف له ليحملنّ له مئة ألف في البرّ ومئة ألف في البحر أو يؤدّي إليه الجزية، فسقط في ذرعه، وكتب إلى الحجّاج أن اكتب إلى ابن الحنفيّة فتهدّده وتواعده ثمّ أعلمني ما يردّ عليك، فكتب الحجّاج إلى ابن الحنفيّة بكتاب شديد يتهدّده ويتواعده فيه بالقتل.

قال: فكتب إليه ابن الحنفيّة: إنّ لله تعالى ثلاثمئة وستّين لحظة إلى خلقه، وأنا أرجو أن ينظر الله -عزّ وجلّ - إليّ نظرة يمنعني بها منك.

قال: فبعث الحجّاج بكتابه إلى عبدالملك بن مروان، فكتب عبدالملك بن مروان إلى

ص:578


1- (1) . الطبقات الكبرى 82/5، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).

ملك الروم نسخته، فقال ملك الروم: ما هذا خرج منك، ولا أنت كتبت به، ما خرج إلاّ من بيت نبوّة. (1)

5. محمّد ابن الحنفيّة

6088. ابن سعد : أخبرنا أحمد بن عبدالله بن يونس، قال: حدّثنا أبوشهاب، عن ليث، عن محمّد الأزدي، عن ابن الحنفيّة، قال:

أهل بيتين من العرب يتّخذهما الناس أنداداً من دون الله، نحن وبنو عمّنا هؤلاء. يعني بني اُميّة. (2)

6089. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا عبثر أبوزبيد، عن سالم بن أبي حفصة، عن منذر أبي يعلى، عن محمّد ابن الحنفيّة، قال:

نحن أهل بيتين من قريش نتّخذ من دون الله أنداداً، نحن وبنواُميّة. (3)

6. مسلم الطائي

6090. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا إسماعيل بن مسلم الطائي، عن أبيه، قال:

كتب عبدالملك بن مروان: من عبدالملك أميرالمؤمنين إلى محمّد بن علي. فلمّا نظر إلى عنوان الصحيفة قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، الطلقاء ولعناء رسول الله صلّى الله عليه و سلّم على منابر الناس، والّذي نفسي بيده إنّها لاُمور لم يقرّ قرارها.

قال أبوالطفيل: فانصرفنا راجعين فأذن للموالي ولمن كان معه من أهل الكوفة والبصرة فرجعوا من مدين، ومضينا إلى مكّة حتّى نزلنا معه الشعب بمنى، فما مكثنا إلاّ

ص:579


1- (1) . عنه أبونعيم بإسناده إليه في حلية الأولياء 176/3 , ترجمة محمّد ابن الحنفيّة (234)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 332/54، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [1]6797).
2- (2) . الطبقات الكبرى 70/5، ترجمة محمّد [2]ابن الحنفيّة (680).
3- (3) . الطبقات الكبرى 70/5، ترجمة محمّد [3]ابن الحنفيّة (680).

ليلتين أو ثلاثاً حتّى أرسل إليه ابن الزبير أن أشخص من هذا المنزل ولا تجاورنا فيه.

قال ابن الحنفيّة: اصبر وما صبرك إلاّ بالله وما هو بعظيم من لا يصبر على ما لا يجد من الصبر عليه بدّاً حتّى يجعل الله له منه مخرجاً، والله ما أردت السيف، ولو كنت اريده ما تعبّث بي ابن الزبير ولو كنت أنا وحدي ومعه جموعه الّتي معه، ولكن والله ما أردت هذا وأرى ابن الزبير غير مقصّر عن سوء جواري فسأتحوّل عنه.

ثمّ خرج إلى الطائف، فلم يزل بها مقيماً حتّى قدم الحجّاج لقتال ابن الزبير لهلال ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين، فحاصر ابن الزبير حتّى قتله يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادى الآخرة، وحجّ ابن الحنفيّة تلك السنة من الطائف ثمّ رجع إلى شعبه فنزله. (1)

7. المنهال بن عمرو

6091. ابن سعد : أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا أبوالعلاء الخفّاف، عن المنهال بن عمرو، قال:

جاء رجل إلى ابن الحنفيّة فسلّم عليه، فردّ عليه السلام، فقال: كيف أنت ؟ فحرّك يده فقال: كيف أنتم ؟ أما آن لكم أن تعرفوا كيف نحن ؟ إنّما مثلنا في هذه الاُمّة مثل بني إسرائيل في آل فرعون، كان يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم، وإنّ هؤلاء يذبّحون أبناءنا وينكحون نساءنا بغير أمرنا، فزعمت العرب أنّ لها فضلاً على العجم، فقالت العجم: وما ذاك ؟ قالوا: كان محمّد عربيّاً، قالوا: صدقتم. قالوا: وزعمت قريش أنّ لها فضلاً على العرب، فقالت العرب: وبم ذا؟ قالوا: قد كان محمّد قرشيّاً، فإن كان القوم صدقوا فلنا فضل على الناس. (2)

8. ما ورد مرسلاً

6092. أبوالعرب : حدّثني عبدالله بن الوليد، قال:

ص:580


1- (1) . الطبقات الكبرى 81/5 - 82، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).
2- (2) . الطبقات الكبرى 70/5، ترجمة محمّد [2]ابن الحنفيّة (680). ونحو هذا الكلام روي عن زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام، ونحو ذيله روي عن علي أميرالمؤمنين عليه السلام.

كان الحجّاج بن يوسف قد أخاف محمّد ابن الحنفيّة، وأخذ في تعرّضه بما يكره، فكتب إليه محمّد ابن الحنفيّة: أمّا بعد، فإنّ لله تعالى في كلّ يوم وليلة ثلاثمئة لحظة وستّين لحظة يلحظها عباده، فأرجو أن يكفينيك في بعض لحظاته.

فبلغ ذلك عبدالملك بن مروان فقال للحجّاج: اعطي الله عهداً لأن تعرّضت محمّد ابن الحنفيّة بما يكره لأضربنّ عنقك. فما عاد الحجّاج إلى شيء يكرهه محمّد ابن الحنفيّة بعدها.

قال محمّد بن أحمد بن تميم: قرأت في بعض الكتب أنّ عبدالله بن الزبير حبس محمّد ابن الحنفيّة في خمسة عشر من بني هاشم، وقال: لتبايعنني، فأبوا من بيعته، وكان السجن الّذي حبسوا فيه يدعى عارم، ففي ذلك يقول كثيّر:

تخبّر من لاقيت أنّك عائذ بل العائذ المحبوس في حبس عارم

ومن يلق هذا الشيخ بالخيف من منى من الناس يعلم أنّه غير ظالم

سميّ النبيّ المصطفى وابن عمّه وفكّاك أغلال وقاضي مغارم

وكان عبدالله بن الزبير يدعى العائذ، لأنّه عاذ بالبيت.

قال: فوجّه المختار بن [أبي] عبيد جماعة تسير الليل وتكمن النهار، حتّى كسروا سجن عارم فاستخرجوا منه بني هاشم، ثمّ ساروا بهم إلى مأمنهم. (1)

6093. المبرّد : حدّثت أنّ ملك الروم... وجّه إلى معاوية أنّ الملوك قبلك كانت تراسل الملوك منّا، ويجهد بعضهم في أن يغرب على بعض، أ فتأذن في ذلك ؟ فأذن له، فوجّه إليه برجلين: أحدهما طويل جسم، والآخر أيّد، فقال معاوية لعمرو: أمّا الطويل فقد أصبنا كفأه -وهو قيس بن سعد بن عبادة-، وأمّا الآخر الأيّد فقد احتجنا إلى رأيك فيه، فقال: هاهنا رجلان، كلاهما إليك بغيض: محمّد ابن الحنفيّة وعبدالله بن الزبير، فقال معاوية: من هو أقرب إلينا على حال.

ص:581


1- (1) . المحن ص 335 - 336، ذكر ما امتحن به محمّد ابن الحنفيّة.

فلمّا دخل الرجلان وجّه إلى قيس بن سعد بن عبادة يعلمه، فدخل قيس، فلمّا مثل بين يدي معاوية نزع سراويله فرمى بها إلى العلج، فلبسها فنالت ثندوته، فأطرق مغلوباً، فحدّثت أنّ قيساً ليم في ذلك، فقيل له: لم تبذّلت هذا التبذّل بحضرة معاوية، هلاّ وجّهت إلى غيرها! فقال:

أردت لكيما يعلم الناس أنّها سراويل قيس والوفود شهود

وألاّ يقولوا غاب قيس وهذه سراويل عاديّ نمته ثمود

وإنّي من القوم اليمانين سيّد وما الناس إلاّ سيّد ومسود

وبذّ جميع الخلق أصلي ومنصبي وجسم به أعلو الرجال مديد

وكان قيس سناطاً، فكانت الأنصار تقول: لوددنا أنّا اشترينا له لحية بأنصاف أموالنا.

ثمّ وجّه إلى محمّد ابن الحنفيّة فدخل، فخبّر بما دعي له، فقال: فقولوا له: إن شاء فليجلس وليعطني يده حتّى اقيمه أو يقعدني، وإن شاء فيكن القائم وأنا القاعد. فاختار الرومي الجلوس، فأقامه محمّد وعجز هو عن إقعاده، ثمّ اختار أن يكون محمّد هو القاعد، فجذبه فأقعده، وعجز الرومي عن إقامته، فانصرفا مغلوبين. (1)

ز. من روى عنهم ومن رووا عنه

على قول:

1. البخاري---4. ابن عساكر

2. ابن أبي حاتم---5. المزّي

3. ابن حبّان---6. أبي نصر البخاري

1. البخاري

6094. البخاري: سمع [محمّد ابن الحنفيّة] أباه، وقد دخل على عمر وهو غلام، روى

ص:582


1- (1) . الكامل 114/2 - 115، [1] رسولا ملك الروم عند معاوية.

عنه الحسن وعبدالله ابنا محمّد. (1)

2. ابن أبي حاتم

6095. ابن أبي حاتم : محمّد بن علي بن أبي طالب أبوالقاسم، وهو ابن الحنفيّة، واسم امّه خولة من سبي بني حنيفة، وهبها أبوبكر الصدّيق لعلي -رضي الله عنهما-، ولد لثلاث بقين من خلافة عمر، روى عن عمر [بن الخطّاب] مرسل، وأبيه علي بن أبي طالب، روى عنه بنوه إبراهيم وعون وعبدالله والحسن، وعبدالله بن محمّد بن عقيل، ومنذر أبويعلى الثوري، وعبدالأعلى بن عامر الثعلبي، سمعت أبي يقول ذلك. (2)

3. ابن حبّان

6096. ابن حبّان : محمّد بن علي بن أبي طالب الّذي يقال له ابن الحنفيّة، والحنفيّة امّه، كنيته أبوالقاسم، ويقال: أبوعبدالله، يروي عن علي وجماعة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، روى عنه عبدالله والحسن ابنا محمّد بن علي. (3)

4. ابن عساكر

6097. ابن عساكر : محمّد بن علي بن أبي طالب عبدمناف بن هاشم بن عبدمناف أبوالقاسم -ويقال: أبوعبدالله- الهاشمي، المعروف بابن الحنفيّة، روى عن عثمان بن عفّان، وأبيه علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبي هريرة، ورأى عمر بن الخطّاب.

روى عنه بنوه الحسن، وعبدالله، وإبراهيم، وعون بنو محمّد، ومنذر بن يعلى أبويعلى الثوري، وسالم بن أبي الجعد، وعبدالله بن محمّد بن عقيل، وعبدالأعلى بن عامر التغلبي، وعمرو بن دينار، ومحمّد بن قيس بن مخرمة، وأبوجعفر محمّد بن علي بن الحسين بن علي. (4)

ص:583


1- (1) . التاريخ الكبير 182/1، ترجمة محمّد بن علي (561).
2- (2) . الجرح والتعديل 26/8، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب (116).
3- (3) . الثقات 347/5 - 348، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب.
4- (4) . تاريخ مدينة دمشق 318/54، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [1]6797).

5. المزّي

6098. المزّي: محمّد بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبوالقاسم - ويقال: أبوعبدالله - المدني، المعروف بابن الحنفيّة، واسمها خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة، وكانت من سبي اليمامة الّذين سباهم أبوبكر الصدّيق، وقيل: كانت أمة لبني حنيفة، ولم تكن من أنفسهم.

دخل على عمر بن الخطّاب، و روى عن عبدالله بن عبّاس، وعثمان بن عفّان، وأبيه علي بن أبي طالب، وعمّار بن ياسر، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبي هريرة.

روى عنه ابناه إبراهيم بن محمّد ابن الحنفيّة، والحسن بن محمّد ابن الحنفيّة، وسالم بن أبي الجعد، وابنه عبدالله بن محمّد ابن الحنفيّة، وعبدالله بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب، وعبدالأعلى بن عامر الثعلبي، وعطاء بن أبي رباح، وابنه عمر بن محمّد ابن الحنفيّة، وعمرو بن دينار، وابنه عون بن محمّد ابن الحنفيّة، وأبوجعفر محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وابن أخيه محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، ومحمّد بن قيس بن مخرمة، ومحمّد بن نشر الهمداني وكان مؤذّنه، ومنذر أبويعلى الثوري، والمنهال بن عمرو، ونبيه بن وهب، وهشام بن أبي يعلى إن كان محفوظاً، والوليد بن صالح، وأبوعمر البزّار. (1)

6. أبونصر البخاري

6099. أبونصر البخاري: محمّد بن علي بن أبي طالب أبوالقاسم -ويقال: أبوعبدالله- الهاشمي المدني، والد أبي هاشم عبدالله والحسن، وهو ابن الحنفيّة، وهي امّه، وكانت من سبي اليمامة، سمع أباه عليّاً، وعثمان بن عفّان، روى عنه عمرو بن دينار، وابناه عبدالله والحسن، ومنذر الثوري في الذبائح والكفالة والنكاح. (2)

ص:584


1- (1) . تهذيب الكمال 147/26 - 148، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب (5484).
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 325/54، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [1]6797).
ح. علمه وفضله وأحواله

برواية:

1. إبراهيم بن الجنيد---4. عبدالواحد بن أيمن

2. أبي إدريس---5. المنذر الثوري

3. الأسود بن قيس---6. المراسيل والأقوال

1. إبراهيم بن الجنيد

6100. ابن عساكر : أخبرنا أبوالبركات الأنماطي، أنبأنا أبوالحسن علي بن الحسين، أنبأنا محمّد بن عمر بن محمّد، حدّثنا محمّد بن عبدالله بن محمّد بن إسماعيل، قال: قرأت على محمّد بن أحمد بن هارون، قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد الختلي، قال:

لا نعلم أحداً أسند عن علي عن النبيّ صلّى الله عليه و سلّم أكثر ولا أصحّ ممّا أسند به محمّد ابن الحنفيّة. (1)

2. أبوإدريس

6101. ابن سعد : أخبرنا عبيدالله بن موسى والفضل بن دكين، قالا: حدّثنا إسرائيل، عن عبدالعزيز بن حكيم، عن أبي إدريس، قال:

رأيت ابن الحنفيّة يخضب بالحنّاء والكتم فقلت له: أ كان علي يخضب ؟ قال: لا. قلت: فما لك ؟ قال: أتشبّب به للنساء. (2)

3. الأسود بن قيس

6102. ابن سعد : أخبرنا مالك بن إسماعيل أبوغسّان النهدي، قال: أخبرنا عمر بن زياد الهذلي، عن الأسود بن قيس حدّثه, قال:

ص:585


1- (1) . تاريخ مدينة دمشق 331/54، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [1]6797), ومثله في تهذيب الكمال 149/26، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب (5484).
2- (2) . الطبقات الكبرى 86/5، ترجمة محمّد [2]ابن الحنفيّة (680).

لقيت بخراسان رجلاً من عزّة، قال: قلت للأسود: ما اسمه ؟ قال: لا أدري، قال: ألا أعرض عليك خطبة ابن الحنفيّة ؟ قال: قلت: بلى، قال: انتهيت إليه وهو في رهط يحدّثهم فقلت: السلام عليك يا مهدي، قال: وعليك السلام، قال: قلت: إنّ لي إليك حاجة، قال: أ سرّ هي أم علانية ؟ قال: قلت: بل سرّ، قال: اجلس، فجلست وحدّث القوم ساعة ثمّ قام فقمت معه، فلمّا أن دخل دخلت معه بيته، قال: قل بحاجتك.

قال: فحمدت الله وأثنيت عليه، وشهدت أن لا إله إلاّ الله، وشهدت أنّ محمّداً عبدالله و رسوله، ثمّ قلت: أمّا بعد، فوالله ما كنتم أقرب قريش إلينا قرابة فنحبّكم على قرابتكم ولكن كنتم أقرب قريش إلى نبيّنا قرابة فلذلك أحببناكم على قرابتكم من نبيّنا، فما زال بنا الشين في حبّكم حتّى ضربت عليه الأعناق واُبطلت الشهادات وشرّدنا في البلاد واُوذينا حتّى لقد هممت أن أذهب في الأرض قفراً فأعبد الله حتّى ألقاه لولا أن يخفى عليّ أمر آل محمّد، وحتّى هممت أن أخرج مع أقوام شهادتنا وشهادتهم واحدة على امرائنا فيخرجون فيقاتلون ونقيم - فقال عمر: يعني الخوارج -، وقد كانت تبلغنا عنك أحاديث من وراء فأحببت أن اشافهك للكلام فلا أسأل عنك أحداً، وكنت أوثق الناس في نفسي وأحبّه إليّ أن أقتدي به، فأرى برأيك وكيف ترى المخرج ؟ أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم.

قال: فحمد الله محمّد بن علي وأثنى عليه، وشهد أن لا إله إلاّ الله، وشهد أنّ محمّداً عبده و رسوله، ثمّ قال: أمّا بعد، فإيّاكم وهذه الأحاديث فإنّها عيب عليكم، وعليكم بكتاب الله - تبارك وتعالى - فإنّه به هدي أوّلكم وبه يُهدى آخركم، ولعمري لئن اوذيتم لقد اوذي من كان خيراً منكم، أمّا قيلك: لقد هممت أن أذهب في الأرض قفراً فأعبدالله حتّى ألقاه وأجتنب امور الناس لولا أن يخفى عليّ امور آل محمّد، فلا تفعل، فإنّك تلك البدعة الرهبانيّة، ولعمري لأمر آل محمّد أبين من طلوع هذه الشمس، وأمّا قيلك: لقد هممت أن أخرج مع أقوام شهادتنا وشهادتهم واحدة على امرائنا فيخرجون فيقاتلون ونقيم، فلا تفعل، لا تفارق الاُمّة، اتّق هؤلاء القوم بتقيّتهم - قال عمر: يعني بني اميّة -، ولا تقاتل معهم.

قال: قلت: وما تقيّتهم ؟ قال: تحضرهم وجهك عند عودتهم فيدفع الله بذلك عنك عن

ص:586

دمك ودينك وتصيب من مال الله الّذي أنت أحقّ به منهم.

قال: قلت: أ رأيت إن أطاف بي قتال ليس لي منه بدّ ؟ قال: تبايع بإحدى يديك الاُخرى لله، وتقاتل لله، فإنّ الله سيدخل أقواماً بسرائرهم الجنّة، وسيدخل أقواماً بسرائرهم النار، وإني اذكّرك الله أن تبلّغ عنّي ما لم تسمع منّي، أو أن تقول عليّ ما لم أقل، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. (1)

4. عبدالواحد بن أيمن

6103. العدني: حدّثنا سفيان، قال: حدّثنا عبدالواحد بن أيمن، قال:

... بعثني أبي إلى محمّد بن علي فرأيته مكحول العينين، فجئت فقلت لأبي: بعثتني إلى رجل كذا وكذا -وقعت فيه-، فقال: يا بني، ذاك خير الناس. (2)

5. المنذر الثوري

6104. ابن سعد : أخبرنا محمّد بن الصلت، قال: حدّثنا ربيع بن المنذر، عن أبيه، قال:

كنّا مع ابن الحنفيّة فأراد أن يتوضّأ وعليه خفّان فنزع خفّيه ومسح على قدميه. (3)

6. المراسيل والأقوال

6105. العجلي: وسأل رجل ابن عمر عن مسألة، فقال له: سل محمّد ابن الحنفيّة ثمّ أخبرني ما يقول. فسأله عنها فأخبره. فقال ابن عمر: أهل بيت مفهمون. (4)

6106. البرّي: أمّا أبوالقاسم محمّد بن علي ابن الحنفيّة فاُمّه من سبي بني حنيفة، اشتراها علي، واتّخذها امّ ولد، فولدت له محمّداً فأنجبت، واسمها خولة بنت إياس بن

ص:587


1- (1) . الطبقات الكبرى 70/5 - 71، ترجمة محمّد [1]ابن الحنفيّة (680).
2- (2) . عنه البسوي في المعرفة والتاريخ 544/1، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب. [2]
3- (3) . الطبقات الكبرى 86/5، ترجمة محمّد [3]ابن الحنفيّة (680).
4- (4) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 332/54، ترجمة محمّد بن علي بن أبي طالب ( [4]6797).

جعفر جانّ الصفا، ويقال: بل كانت أمة لبني حنيفة، سنديّة سوداء، ولم تكن من أنفسهم، وإنّما صالحهم خالد بن الوليد على الرقيق، ولم يصالحهم على أنفسهم.

وكان شجاعاً أيّداً فصيحاً عالماً بالكتاب والسنّة... وكان ابن الزبير قد حبس محمّد ابن الحنفيّة في خمسة عشر رجلاً من بني هاشم، فقال: لتبايعنّ أو لأحرقنّكم. فأبوا البيعة، وكان السجن الّذي حبسهم فيه يدعى سجن عارم... وكان عبدالله بن الزبير يظهر البغض لابن الحنفيّة إلى بعض أهله، وكان يحسده على أيّده.

ويقال: إنّ عليّاً استطال درعاً فقال: لينقض منها كذا وكذا حلقة، فقبض محمّد ابن الحنفيّة على ذيلها بإحدى يديه وبالاُخرى على فضلها ثمّ جذبها فقطعها من الموضع الّذي حدّ أبوه، فكان ابن الزبير إذا حدّث بهذا غضب واعتراه له أفكل.

ومات محمّد ابن الحنفيّة بالطائف سنة إحدى وثمانين، وهو يومئذ ابن خمس وستّين سنة.

و روي عنه أنّه قال: الحسن والحسين خير منّي، وأنا أعلم بحديث أبي منهما.

وولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر... وأشهر ولد محمّد ابن الحنفيّة: عبدالله أبوهاشم، والحسن أبومحمّد، و روي عنهما الحديث.... (1)

6107. الفخر الرازي: نسب أولاد أبي القاسم محمّد الأكبر ابن علي بن أبي طالب عليه السلام المعروف بابن الحنفيّة، وكان من أشبه الناس بأميرالمؤمنين عليه السلام ويقال له صاحب الشعب.

وكان له من الأبناء ثلاثة عشر: جعفر الأكبر، وبه كان يكنّى، وأبوهاشم عبدالله، كان عالماً شجاعاً صاحب المعتزلة، وجعفر الأصغر المقتول بالحرّة، وعون وعلي الأكبر وإبراهيم يعرف بشعره، والقاسم، وعبدالرحمان، وحمزة، والحسن صاحب المرجئة، وعلي الأصغر، وعبدالله، وعبيدالله.

والمعقب منهم واحد، وهو جعفر الأصغر، ومن الناس من يثبت عقب علي الأكبر، ومنهم جماعة بمصر وواسط والموصل، وفيهم خلاف. (2)

ص:588


1- (1) . الجوهرة ص 58 - 60، ترجمة حسين بن علي. [1]
2- (2) . الشجرة المباركة ص 180 - 181. [2]
7. محمّد الأوسط

محمّد الأوسط بن علي بن أبي طالب، امّه امامة بنت أبي العاص بن الربيع، واُمّها زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم. (1)

8. محمّد الأصغر

محمّد الأصغر بن علي بن أبي طالب، امّه امّ ولد تسمّى ورقاء 2، قتل مع أخيه الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء. 3

ص:589


1- (1) . أنساب الأشراف للبلاذري 414/2، [1] ولد علي بن أبي طالب؛ تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي 664/1 الباب السابع، في ذكر أزواجه وأولاده؛ مطالب السؤول لابن طلحة 261/1، الباب الأوّل, الفصل الحادي عشر، في أولاده عليه السلام ؛ كفاية الطالب للكنجي ص 412، الباب الثامن، في ذكر نسبه عليه السلام ؛ ذخائر العقبى للمحبّ الطبري ص 117، باب فضائل علي عليه السلام، ذكر ولده. وقيل: امّه خولة, راجع: لباب الأنساب 336/1 - 337 , أسامي زوجات أميرالمؤمنين.
9. محمّد بن علي واُمّه أسماء

برواية:

1. قتادة---2. محمّد بن سيرين

1. قتادة

6108. ابن أبي الدنيا : حدّثنا محمّد بن سلام الجمحي، قال: سمعت عبّاد بن مسلم يحدّث عن قتادة، قال:

استبق بنو أسماء الثلاثة ابن جعفر وابن أبي بكر وابن علي، فسبق الأكبران ابن جعفر وابن أبي بكر ابن علي، فقالت أسماء: لئن سبقاك ما سبق آباؤهما أباك. 1

2. محمّد بن سيرين

6109. ابن أبي الدنيا : حدّثنا خالد بن خداش، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن أيّوب، عن محمّد، [قال:]

إنّ أسماء ولدت لجعفر محمّداً، ولأبي بكر محمّداً، ولعلي محمّداً. 2

ص:590

10 - 13. العبّاس بن علي وإخوته من امّ البنين

على قول:

1. البرّي---5. الزبيري

2. ابن حبّان---6. الفخر الرازي

3. ابن حبيب---7. ابن فندق

4. الخوارزمي

1. البرّي

6110. البرّي: وأعقب العبّاس بن علي، ترك ولدين: عبيدالله، امّه لبابة بنت عبيدالله بن العبّاس، وحسناً لاُمّ ولد، واُمّ العبّاس وأخويه جعفر وعبدالله امّ البنين بنت حزام الوحيديّة، وليس لجعفر عقب. (1)

2. ابن حبّان

6111. ابن حبّان : امّ العبّاس بن علي بن أبي طالب امّ البنين بنت [حزام بن] خالد بن ربيعة، والعبّاس يقال له السقّاء؛ لأنّ الحسين طلب الماء في عطشه وهو يقاتل، فخرج العبّاس وأخوه، واحتال حمل إداوة ماء ودفعها إلى الحسين، فلمّا أراد الحسين أن يشرب من تلك الإداوة جاء سهم فدخل حلقه، فحال بينه وبين ما أراد من الشرب فاحترشته السيوف حتّى قتل، فسمّي العبّاس بن علي السقّاء لهذا السبب. (2)

3. ابن حبيب

6112. ابن حبيب : قالت امّ البنين الوحيديّة، تزفّن ابنها العبّاس بن علي بن أبي طالب عليهما السلام :

ص:591


1- (1) . الجوهرة ص 57 - 58، ترجمة الحسين بن [1]علي.
2- (2) . الثقات 310/2، ترجمة يزيد بن معاوية.

اُعيذه بالواحد من عين كلّ حاسد

قائم [ه]م والقاعد مسلمهم والجاحد

صادرهم والوارد مولدهم والوالد (1)

4. الخوارزمي

6113. الخوارزمي: قيل: كان العبّاس الّذي يسمّى السقّاء يوم كربلاء وزينب ولدا علي عليه السلام صغيرين، وكانا عند أبيهما، العبّاس عن يمينه، وزينب عن شماله، فالتفت إلى العبّاس وقال: قل: واحد، فقالها، فقال: قل: اثنين، فقال: إنّي أستحي أن أقول اثنين باللسان الّذي قلت به واحد، فقبّل علي عينيه، والتفت إلى زينب، فقالت له زينب: يا أبتاه، أ تحبّنا؟ قال: نعم، أولادنا أكبادنا، فقالت: يا أبتاه، حبّان لا يجتمعان في قلب مؤمن، حبّ الله وحبّ الأولاد، فإن كان لابدّ فالشفقة لنا والحبّ لله خالصاً، فازداد لهما حبّاً. (2)

6114. الخوارزمي: دعا معاوية الأحمر في هذا اليوم [أي يوم صفّين] مولى أبي سفيان، وكان شجاعاً بطلاً، وحثّه على قتل الأشتر أو عبدالله بن بديل، فقال الأحمر: إنّ عليّاً لا يقتله غيري. فقال معاوية: مهلاً يا أحمر، لا تبارز عليّاً.

وبرز الأحمر ونادى: أين ابن أبي طالب ؟ فصاح عليه صعصعة بن صوحان وقال: لعن الله ابن آكلة الأكباد، حيث أمرك بمناجزة خير العباد، فقال الأحمر: إنّما تقولون هذا جبناً، فبرز إليه شقران مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله، فقال له الأحمر: من أنت ؟ فإنّي لا اقاتل إلاّ أشجعكم! فعرفه شقران نفسه، فحمل عليه الأحمر فضربه فقتله، وثبت مكانه، وقال: ليبرز إليّ علي لينظر حملتي وضربتي، فصاح عليه القوم وقالوا: تنحّ أيّها الكلب؛ فما أنت بكفو علي أميرالمؤمنين، فقال الأحمر: والله لا أنصرف إلاّ مع رأس علي أو أموت دونه.

ص:592


1- (1) . المنمّق ص 351، [1] في تزفين قريش أولادهم.
2- (2) . مقتل الحسين 122/1، الفصل السادس، [2] في فضائل الحسن والحسين عليهما السلام.

فبرز إليه أميرالمؤمنين وحمل عليه، فأخذ بعضده وجذبه ثمّ رمى به من يده على الأرض فحطمه حطماً، وتولول الناس وشتموا أهل الشام، فقال أميرالمؤمنين في أهل الشام: من فيهم خير وما كلّهم يرضى بفعل معاوية، فعوّدوا ألسنتكم ذكر الله، واستكثروا من قول لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.

ثمّ خرج من عسكر معاوية كريب بن أبرهة من آل ابن ذي يزن، وكان مهيباً قويّاً يأخذ الدرهم فيغمزه بإبهامه فيذهب بكتابته، فقال له معاوية: إنّ عليّاً يبرز بنفسه وكلّ أحد لا يتجاسر على مبارزته وقتاله، قال كريب: أنا أبرز إليه، فخرج إلى صفّ أهل العراق ونادى: ليبرز إليّ علي، فبرز إليه مرتفع بن وضّاح الزبيدي، فسأله: من أنت ؟ فعرّفه نفسه، فقال: كفو كريم. وتكافحا، فسبقه كريب فقتله ونادى: ليبرز إليّ أشجعكم أو علي، فبرز إليه شرحبيل بن بكر، وقال لكريب: يا شقي، ألا تتفكّر في لقاء الله و رسوله يوم الحساب عن سفك الدم الحرام، قال كريب: إنّ صاحب الباطل من آوى قتلة عثمان، ثمّ تكافحا، فقتله كريب، ثمّ برز إليه الحارث بن الجلاح الشيباني، وكان زاهداً صوّاماً قوّاماً، وهو يقول:

هذا علي والهدى حقّاً معه نحن نصرناه على من نازعه

ثمّ تكافحا، فقتله كريب، فدعا علي عليه السلام ابنه العبّاس -وكان تامّاً كاملاً من الرجال-، فأمره بأن ينزل عن فرسه وينزع ثيابه، ففعل، فلبس علي عليه السلام ثيابه وركب فرسه، وألبس ابنه العبّاس ثيابه، وأركبه فرسه، لئلاّ يجبن كريب عن مبارزته، فلمّا همّ علي بذلك جاءه عبدالله بن عدي الحارثي وقال: يا أميرالمؤمنين، بحقّ إمامتك فأذن لي ابارزه، فإن قتلته وإلاّ قتلت شهيداً بين يديك، فأذن له علي، فتقدّم إلى كريب وهو يقول:

هذا علي والهدى يقوده من خير عيدان قريش عوده

لا يسأم الدهر ولا يؤوده وعلمه معاجز وجوده

فتصارعا ساعة، ثمّ صرعه كريب.

ثمّ برز إليه علي عليه السلام متنكّراً وحذّره بأس الله وسخطه، فقال له كريب: أ ترى سيفي هذا؟ لقد قتلت به كثيراً مثلك! ثمّ حمل على علي بسيفه، فأتقاه بحجفته، ثمّ ضربه علي عليه السلام

ص:593

على رأسه فشقّه حتّى سقط نصفين....

ثمّ انصرف أميرالمؤمنين عليه السلام وقال لابنه محمّد: قف مكاني فإن طالب وتره يأتيك، فوقف محمّد عند مصرع كريب فأتاه أحد بني عمّه وقال: أين الفارس الّذي قتل ابن عمّي ؟ قال محمّد: وما سؤالك عنه، فأنا أنوب عنه، فغضب الشامي وحمل على محمّد، وحمل عليه محمّد فصرعه، فبرز إليه آخر فقتله حتّى قتل من الشاميّين سبعة، فأتاه شابّ وقال لمحمّد: أنت قتلت عمّي وإخوتي، فبرزت إليك لأشفي صدري منك أو ألحق بهم ؟ وقال:

ومن للصباح ومن للرواح ومن للسلاح ومن للخطب

ومن للسعاة ومن للكماة إذا ما الكماة جثت بالركب

ثمّ تكافحا مليّاً، فضربه محمّد فصرعه. (1)

5. الزبيري

6115. الزبيري: العبّاس بن علي، ولده يسمّونه السقّاء، ويكنّونه أباقربة، شهد مع الحسين كربلاء، فعطش الحسين، فأخذ قربة، واتّبعه إخوته لأبيه واُمّه بنو علي، وهم: عثمان، وجعفر، وعبدالله، فقتل إخوته قبله، وجاء بالقربة يحملها إلى الحسين مملوءة؛ فشرب منها الحسين، ثمّ قتل العبّاس بن علي بعد إخوته مع الحسين، فورث العبّاس إخوته، ولم يكن لهم ولد، وورث العبّاس ابنه عبيدالله بن العبّاس، وكان محمّد ابن الحنفيّة وعمر حيّين؛ فسلّم محمّد لعبيد الله ميراث عمومته، وامتنع عمر حتّى صولح وأرضى من حقّه.

واُمّ العبّاس وإخوته هؤلاء: امّ البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب بن ربيعة. (2)

ص:594


1- (1) . المناقب ص 226 - 228، ذيل الحديث 240.
2- (2) . نسب قريش ص 43، [1] ولد علي بن أبي طالب، وعنه ابن أبي الدنيا بإسناده إليه في مقتل

6116. الزبيري: وولد العبّاس بن علي بن أبي طالب عبيدالله، واُمّه لبابة بنت عبيدالله بن العبّاس بن عبدالمطّلب، وأخواه لاُمّه القاسم بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن اميّة، ونفيسة بنت زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب. (1)

6. الفخر الرازي

6117. الفخر الرازي: نسب أبي الفضل العبّاس السقّاء ابن علي بن أبي طالب عليه السلام، وعقبه من رجل واحد: عبيدالله أبومحمّد الأمير بالمدينة أيّام بني العبّاس، وكان ورعاً ديّناً شجاعاً، امّه بنت عبيدالله بن العبّاس بن عبدالمطّلب. 2

7. ابن فندق

6118. ابن فندق : أمّا العبّاسيّة العلويّة فهم من أولاد عبّاس بن علي بن أبي طالب عليه السلام، الملقّب بعبّاس السقّاء، وأولاد العبّاس [من] عبيدالله، واُمّه لبابة بنت عبيدالله بن العبّاس بن عبدالمطّلب، وتوفّي عبيدالله بن العبّاس بن علي عليه السلام، وهو ابن خمس وخمسين سنة، ومنه العقب، فكلّ من انتمى إلى العبّاس بن علي عليه السلام من غير عبيدالله بن العبّاس فهو كاذب. 3

ص:595


1- (1) . نسب قريش ص 79، ولد الع [1]بّاس بن علي بن أبي طالب.
14 و15. عبيدالله وأبوبكر

على قول:

1. البرّي---3. ابن سعد

2. ابن بكّار

1. البرّي

6119. البرّي: واُمّ عبيدالله وأبي بكر ابني علي ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلي. (1)

2. ابن بكّار

6120. ابن بكّار : في تسمية ولد علي بن أبي طالب... وعبيدالله وأبابكر ابني علي، لا بقيّة لهما، كان عبيدالله بن علي قدم على المختار بن أبي عبيد الثقفي حين غلب المختار على الكوفة، فلم ير عند المختار ما يحبّ ، زعموا أنّ المختار قال: إنّ صاحب أمرنا هذا منكم رجل لا يحيك فيه السلاح، [فإن شئت جرّبت فيك السلاح]، فإن كنت صاحبنا لم يضرّك السلاح، وبايعناك، فخرج من عنده، فقدم البصرة، فجمع جماعة، فبعث إليه مصعب بن الزبير من فرّق جماعته وأعطاه الأمان، فأتاه عبيد الله، فأكرمه مصعب، فلم يزل عبيدالله مقيماً عنده حتّى خرج مصعب بن الزبير إلى المختار، فقدّم بين يديه محمّد بن الأشعث، واُمّ محمّد بن الأشعث امّ فروة بنت أبي قحافة اخت أبي بكر الصدّيق لأبيه، فضمّ عبيدالله إليه، فكان مع محمّد في مقدّمة مصعب، فبيّته أصحاب المختار، فقتلوا محمّداً، وقتلوا عبيدالله تحت الليل.

فلمّا قتل المختار قال مصعب للأحنف بن قيس: يا أبابحر، إنّه ليتنغّص عليّ هذا الفتح إن لم يكن عبيدالله بن علي ومحمّد بن الأشعث حيّين فيسرّا به، أما إنّه قتل عبيدالله شيعة أبيه وهم يعرفونه.

ص:596


1- (1) . الجوهرة ص 58، ترجمة الحسين بن [1]علي.

واُمّ عبيدالله وأبي بكر ابني علي ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم، ولسلمى بن جندل يقول الشاعر:

يسود أقوام وليسوا بسادة بل السيّد الميمون سلم بن جندل

وكان قتلهما في سنة سبع وستّين. (1)

3. ابن سعد

6121. ابن سعد : عبيدالله بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي، واُمّه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم.

وكان عبيدالله بن علي قدم من الحجاز على المختار بالكوفة وسأله فلم يعطه، وقال: أ قدمت بكتاب من المهدي ؟ قال: لا، فحبسه أيّاماً ثمّ خلّى سبيله وقال: اخرج عنّا.

فخرج إلى مصعب بن الزبير بالبصرة هارباً من المختار، فنزل على خاله نعيم بن مسعود التميمي ثمّ النهشلي، وأمر له مصعب بمئة ألف درهم، ثمّ أمر مصعب بن الزبير الناس بالتهيّؤ لعدوّهم، ووقّت للمسير وقتاً، ثمّ عسكر ثمّ انقلع من معسكره ذلك، واستخلف على البصرة عبيدالله بن عمر بن عبيدالله بن معمر، فلمّا سار مصعب تخلّف عبيدالله بن علي بن أبي طالب في أخواله، وسار خاله نعيم بن مسعود مع مصعب.

فلمّا فصل مصعب من البصرة جاءت بنوسعد بن زيد مناة بن تميم إلى عبيدالله بن علي فقالوا: نحن أيضاً أخوالك ولنا فيك نصيب فتحوّل إلينا فإنّا نحبّ كرامتك. قال: نعم.

فتحوّل إليهم، فأنزلوه وسطهم، وبايعوا له بالخلافة وهو كاره يقول: يا قوم، لا تعجلوا ولا تفعلوا هذا الأمر. فأبوا، فبلغ ذلك مصعباً، فكتب إلى عبيدالله بن عمر بن عبيدالله بن معمر يعجّزه ويخبره غفلته عن عبيدالله بن علي وعمّا أحدثوا من البيعة له.

ثمّ دعا مصعب خاله نعيم بن مسعود فقال: لقد كنت مكرماً لك محسناً فيما بيني

ص:597


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 131/52، ترجمة محمّد بن [1]الأشعث بن قيس (6112).

وبينك فما حملك على ما فعلت في ابن اختك وتخلّفه بالبصرة يؤلّب الناس ويخدعهم ؟ فحلف بالله: ما فعل, وما علم من قصّته هذه بحرف واحد. فقبل منه مصعب وصدّقه، وقال مصعب: قد كتبت إلى عبيدالله ألومه في غفلته عن هذا. فقال نعيم بن مسعود: فلا يهيّجه أحد أنا أكفيك أمره وأقدم به عليك.

فسار نعيم حتّى أتى البصرة، فاجتمعت بنوحنظلة وبنوعمرو بن تميم فسار بهم حتّى أتى بني سعد فقال: والله ما كان لكم في هذا الأمر الّذي صنعتم خير؛ وما أردتم إلاّ هلاك تميم كلّها فادفعوا إليّ ابن اختي. فتلاوموا ساعة ثمّ دفعوه إليه، فخرج حتّى قدم به على مصعب، فقال: يا أخي، ما حملك على الّذي صنعت ؟ فحلف عبيدالله بالله ما أراد ذلك ولا كان له به علم حتّى فعلوه، ولقد كرهت ذلك وأبيته. فصدّقه مصعب وقبل منه.

وأمر مصعب بن الزبير صاحب مقدّمته عبّاداً الحبطي أن يسير إلى جمع المختار فسار فتقدّم وتقدّم معه عبيدالله بن علي بن أبي طالب فنزلوا المذار، وتقدّم جيش المختار فنزلوا بإزائهم، فبيّتهم أصحاب مصعب بن الزبير فقتلوا ذلك الجيش فلم يفلت منهم إلاّ الشريد، وقتل عبيدالله بن علي بن أبي طالب تلك الليلة. (1)

16. إبراهيم بن علي

ذكروه في عداد من قتل مع أخيه الحسين عليه السلام يوم عاشوراء, واُمّه امّ ولد (2).

ص:598


1- (1) . الطبقات الكبرى 88/5 - 89، ترجمة عبيدالله بن علي ( [1]682). وراجع: المنمّق لابن حبيب ص 317، [2] حروب بني عدي بن كعب بن لؤي في الإسلام؛ أنساب الأشراف للبلاذري 412/2 - 413، [3] ولد علي بن أبي طالب؛ تاريخ مدينة دمشق 237/58، [4] ترجمة مصعب بن الزبير (7447)؛ تاريخ ابن خلدون 30/3 - 31، [5] مسير مصعب إلى المختار وقتله إيّاه؛ الإصابة لابن حجر 236/6، ترجمة مسعود بن [6]خالد (8430), إلاّ أنّ فيها: «عبدالله» بدلاً من «عبيدالله».
2- (2) . انظر: مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي 47/2 , الفصل الحادي عشر, في خروج الحسين من مكّة إلى العراق... ؛ الإمامة والسياسة 7/2، [7] قتال عمرو بن سعيد الحسين وقتله؛ العقد الفريد 134/5، كتاب العسجدة الثانية، [8] تسمية من قتل مع الحسين بن علي -رضي الله عنهما-.

6122. ابن فندق : إبراهيم بن علي بن أبي طالب عليه السلام، ذكره محمّد بن علي بن حمزة ولم يذكر غيره، قتله زيد بن دفاف بكربلاء [و] هو ابن عشرين سنة، قبره بكربلاء في مقابر الشهداء، صلّى عليه جابر بن عبدالله الأنصاري [حينما زار قبر الحسين عليه السلام بكربلاء]. (1)

17. عتيق بن علي

وهو ممّن استشهد مع أخيه الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء، وهذا يستفاد ممّا كتبه الذهبي فقط . (2)

18. عمر بن علي

برواية:

1. أبي سعيد---3. ما ورد مرسلاً

2. عمر بن علي عليه السلام

1. أبوسعيد

6123. أبوبكر الشافعي: حدّثنا عبدالله بن ناجية، حدّثنا عبّاد بن أحمد العرزمي، حدّثنا عمّي، عن أبيه، عن عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد، قال:

مررت بغلام له ذؤابة وجمة إلى جنب علي بن أبي طالب فقلت: ما هذا الصبيّ إلى جانبك ؟ قال: هذا عثمان بن علي، سمّيته بعثمان بن عفّان، وقد سمّيت بعمر بن الخطّاب.... (3)

ص:599


1- (1) . لباب الأنساب 400/1، [1] جدول مقاتل الطالبيّين.
2- (2) . انظر: تاريخ الإسلام 21/5، حوادث سنة إحدى وستّين، باب مقتل الحسين؛ سير أعلام النبلاء 320/3، ترجمة الحسين الشهيد عليه السلام (48).
3- (3) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 303/45 - 304، ترجمة عمر بن علي [2]بن أبي طالب (5254), من طريق الدارقطني.

2. عمر بن علي عليه السلام

6124. ابن سلام : قلت لعيسى بن عبدالله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب: كيف سمّى علي جدّك عمر؟ قال: سألت عن ذلك أبي فأخبرني، عن أبيه، عن عمر بن علي، قال: ولدت لأبي بعد ما استخلف عمر بن الخطّاب رضي الله عنه فقال له: يا أميرالمؤمنين، ولد لي الليلة غلام.

قال: هبه لي. قال: فقلت: هو لك. قال: قد سمّيته عمر، ونحلته غلامي مورق.

قال [الزبير]: فله الآن ولد كثير بينبع. (1)

3. ما ورد مرسلاً

6125. الزبيري: عمر بن علي، ورقيّة، وهما توأم، امّهما: الصهباء، يقال: اسمها امّ حبيب بنت ربيعة من بني تغلب، من سبي خالد بن الوليد، وكان عمر آخر ولد علي بن أبي طالب، وقدم مع أبان بن عثمان على الوليد بن عبدالملك، يسأله أن يولّيه صدقة أبيه علي بن أبي طالب، وكان يليها يومئذ ابن أخيه الحسن بن الحسن بن علي، فعرض عليه الوليد الصلة وقضاء الدين؛ وقال: لا حاجة لي بذلك؛ إنّما جئت في صدقة أبي، أنا أولى بها؛ فاكتب لي في ولايتها.

فكتب له الوليد رقعة فيها أبيات ربيع بن أبي الحقيق النضري:

إنّا إذا مالت دواعي الهوى وأنصت السامع للقائل

واصطرع الناس بألبابهم نقضي بحكم عادل فاضل

لا نجعل الباطل حقّاً ولا نلطّ دون الحقّ بالباطل

نخاف أن تسفه أحلامنا فنخمل الدهر مع الخامل

ص:600


1- (1) . عنه ابن أبي الدنيا من طريق ابن بكّار في مقتل أميرالمؤمنين ص 120 (115)، [1] ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 304/45، ترجمة عمر بن علي [2]بن أبي طالب (5254)، إلاّ أنّ فيه: «فله الآن ولد كبير»، وزاد ابن عساكر وقال: قال الزبير: فلقيت عيسى بن عبدالله فسألته، فخبّرني بمثل ما قال محمّد بن سلام.

ثمّ دفع الرقعة إلى أبان، وقال: ادفعها إليه، وأعلمه أنّي لا ادخل على ولد فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم غيرهم. فانصرف عمر غضبان، ولم يقبل منه صلة. (1)

6126. ابن حبّان : عمر بن علي بن أبي طالب، يروي عن أبيه، روى عنه ابنه محمّد بن عمر بن علي، قتل سنة سبع وستّين، امّه امّ النجوم بنت جندب بن عمرو. (2)

6127. ابن أبي حاتم : عمر بن علي بن أبي طالب، سمع أباه، روى عنه ابنه محمّد، سمعت أبي يقول ذلك. (3)

6128. البلاذري: عمر الأكبر، وكان له عقل ونبل وكان يشبه أباه فيما يقال، وولد له محمّد، واُمّ موسى من أسماء بنت عقيل، وكان محمّد بن عمر نهى زيداً (4)عمّا فعل، فلمّا أبى عليه تركه وخرج إلى المدينة.

وكان عمر بن الخطّاب سمّى عمر بن علي باسمه، ووهب له غلاماً يسمّى مورقاً. (5)

6129. العجلي: عمر بن علي بن أبي طالب، تابعي ثقة. (6)

6130. خليفة : عمر بن علي بن أبي طالب، امّه الصهباء بنت عبّاد من بني تغلب، سباها خالد بن الوليد في الردّة، توفّي سنة سبع وستّين، قتل مع مصعب أيّام المختار. (7)

ص:601


1- (1) . نسب قريش ص 42 - 43، [1] ولد علي بن أبي طالب، وعنه ابن أبي الدنيا في مقتل أميرالمؤمنين ص 119 - 120 (114)، [2] وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 305/45 - 306، ترجمة عمر بن علي [3]بن أبي طالب (5254).
2- (2) . الثقات 146/5، ترجمته.
3- (3) . الجرح والتعديل 124/6، ترجمته (676).
4- (4) . ثار زيد بن علي بن الحسين في الكوفة سنة 122ه أيّام هشام بن عبدالملك وقتل.
5- (5) . أنساب الأشراف 413/2، [4] ولد علي بن أبي طالب عليه السلام.
6- (6) . معرفة الثقات 170/2، ترجمته (1359)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 307/45، ترجمة عمر بن علي [5]بن أبي طالب (5254).
7- (7) . الطبقات ص 404، ترجمته (1970)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق [6]

6131. ابن قتيبة : وأمّا عمر بن علي بن أبي طالب فقد حمل عنه الحديث، وكان يروي عن عمر بن الخطّاب، وولد محمّداً، واُمّ موسى، امّهما أسماء بنت عقيل بن أبي طالب.

فأمّا محمّد؛ فولد عمر، وعبدالله، وعبيدالله، امّهم خديجة بنت علي بن الحسين،وجعفراً،اُمّه: امّ هاشم بنت جعفر بن جعدة بن هبيرة المخزومي.

ولعمر، عقب بالمدينة. 1

6132. ابن سعد : عمر الأكبر ابن علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي، واُمّه الصهباء، وهي امّ حبيب بنت ربيعة بن بجير بن العبد بن علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل، وكانت سبيّة أصابها خالد بن الوليد حيث أغار على بني تغلب بناحية عين التمر، فولد عمر بن علي محمّداً واُمّ موسى واُمّ حبيب، واُمّهم أسماء بنت عقيل بن أبي طالب، وقد روى عمر الحديث، وكان في ولده عدّة يحدّث عنهم فذكرناهم في مواضعهم وطبقتهم. 2

6133. البرّي: وولد علي من غير فاطمة بنت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم ورضي عنهما-... عمر: واُمّه تغلبيّة، وكان خالد بن الوليد سباها في الردّة، فاشتراها علي، وحمل عنه الحديث، روى عن عمر بن الخطّاب، وكان له عقب بالمدينة.

ومن ولده محمّد، واُمّه أسماء بنت عقيل بن أبي طالب.

ومن ولد محمّد بن عمر أبوالطاهر أحمد بن عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب. 3

ص:602

6134. ابن عساكر : عمر بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي الهاشمي العلوي، يعدّ في أهل المدينة، حدّث عن أبيه، و روى عنه ابنه محمّد بن عمر، ووفد على الوليد بن عبدالملك يسأله أن يولّيه صدقة أبيه علي. (1)

6135. المزّي: عمر بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، وهو عمر بن علي الأكبر، امّه الصهباء بنت ربيعة، ويقال: بنت عباد من بني تغلب، سباها خالد بن الوليد في الردّة.

روى عن أبيه علي بن أبي طالب، روى عنه ابناه عبيدالله بن عمر بن علي، وعلي بن عمر بن علي، وأبوزرعة عمرو بن جابر الحضرمي، وابنه محمّد بن عمر بن علي. (2)

6136. الذهبي: عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي، يروي عن أبيه، وعنه ابنه محمّد، بقي حتّى وفد على الوليد ليولّيه صدقة أبيه، ومولده في أيّام عمر، فعمر سمّاه باسمه، ونحله غلاماً اسمه مورّق... ويقال: قتل عمر مع مصعب بن الزبير، ولا يصحّ ، بل ذاك أخوه عبيدالله بن علي. (3)

19. فاطمة بنت علي

برواية:

1. جويرة---5. عيسى بن عثمان

2. عبدالرحمان بن أبي الزناد---6. فاطمة بنت علي عليه السلام

3. عروة بن عبدالله---7. ما ورد مرسلاً

4. عطاء بن السائب

ص:603


1- (1) . تاريخ مدينة دمشق 302/45 - 303، ترجمة عمر بن علي [1]بن أبي طالب (5254).
2- (2) . تهذيب الكمال 468/21، ترجمة عمر بن علي بن أبي طالب (4289).
3- (3) . سير أعلام النبلاء 134/4، ترجمة عمر بن علي (41). وراجع: التاريخ الكبير للبخاري 179/6، ترجمة عمر بن علي بن أبي طالب (2096)؛ المعارف لابن قتيبة ص 210، [2] ولد علي رضي الله عنه ؛ تاريخ الإسلام للذهبي 55/5، [3] حوادث سنة سبع وستّين.

1. جويرة

6137. البخاري: قال أحمد بن إبراهيم: حدّثنا سعيد بن عامر، حدّثنا جويرة، قال:

دخلنا على فاطمة بنت علي بن أبي طالب، فأثنت على عمر بن عبدالعزيز وقالت: فلو كان بقي لنا ما احتجنا بعده إلى أحد. (1)

2. عبدالرحمان بن أبي الزناد

6138. ابن بكّار : حدّثني إبراهيم بن حمزة، عن محمّد بن عثمان بن أبي حرملة الّذي كان يقال له المبهوت، وكان من جلساء عبدالرحمان بن أبي الزناد، عن عبدالرحمان بن أبي الزناد، قال:

لمّا جاء نعي الزبير إلى علي صاحت فاطمة بنت علي عليه، فقيل لعلي: يا أباالحسن، هذه فاطمة تبكي على الزبير، قال: فعلى من بعد الزبير إذا لم تبك عليه. (2)

3. عروة بن عبدالله

6139. ابن سعد : أخبرنا أحمد بن عبدالله بن يونس، حدّثنا زهير:

حدّثنا عروة بن عبدالله بن قشير أنّه دخل على فاطمة بنت علي بن أبي طالب، قال: فرأيت في يديها مسكاً غلاظاً في كلّ يد اثنين اثنين، قال: ورأيت في يدها خاتماً، وفي عنقها خيطاً فيه خرز، قال: فسألتها عنه، فقالت: إنّ المرأة لا تشبه بالرجال. (3)

6140. ابن عساكر : أخبرنا أبومحمّد بن طاووس، أخبرنا عاصم بن الحسن، أخبرنا أبوعمر بن مهدي، أخبرنا أبوالعبّاس بن عقدة، حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي، حدّثنا

ص:604


1- (1) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 196/45، ترجمة عمر بن عبدالعزيز ( [1]5242).
2- (2) . عنه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 422/18 - 423، ترجمة الزبير بن [2]العوّام (2239)، والمزّي في تهذيب الكمال 328/9، ترجمة الزبير (1971).
3- (3) . الطبقات الكبرى 340/8 - 341، [3] ترجمة فاطمة بنت علي بن أبي طالب (4636).

عبدالرحمان بن شريك، حدّثني أبي، عن عروة بن عبدالله بن قشير، قال:

دخلت على فاطمة بنت علي، فرأيت في عنقها خرزة، ورأيت في يديها مسكتين غليظتين وهي عجوز كبيرة، فقلت لها: ما هذا؟ فقالت: إنّه يكره للمرأة أن تتشبّه بالرجال. (1)

4. عطاء بن السائب

6141. ابن سعد : حدّثني ابن عائشة، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، قال:

أوصى إليّ رجل بتركته وزعم أنّه مولى لآل علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: فدخلت على أبي جعفر محمّد بن علي -صلوات الله عليه- وإذا هو محموم، وإذا جارية قد ألقت عليه ثوباً مبلولاً، فإذا جفّ ألقتة عنه وألقت عليه ثوباً آخر مبلولاً.

قال: فقلت: يرحمك الله إنّ من قبلنا من الأطبّاء يزعمون أنّ هذا يهيج الحمّى، قال: فقالت: إنّما ألتمس به بركة قول رسول الله -صلّى الله عليه- إنّ الحمّى فيح من الحميم - أو قال: من السعير، أو قال: من النار - فاطفئوها بالماء البارد. ما حاجتك ؟

قال: فقلت: إنّ رجلاً من أهل الكوفة أوصى إليّ بتركته وزعم أنّه مولى لكم. قال: ما أعرفه، وإنّ لنا شباباً فلا تدفعه إليهم.

قال: ثمّ دلّني على بنت لعلي. قال: فدخلت على عجوز على سرير في بيت رثّ وإذا سقاء معلّق.

قال: فقالت: أي بني، ما يهديك ؟ فأنا بخير ما حاجتك ؟

قال: قلت: إنّ رجلاً من أهل الكوفة أوصى إليّ بتركته وزعم أنّه مولى لكم. قالت: ما أعرفه، وإنّ مولى لنا يقال له هرمز - أو كيسان - أخبرني أنّ رسول الله -صلّى الله عليه- قال: يا هرمز - أو يا كيسان -، إنّ آل محمّد -صلّى الله عليه- لا يأكلون الصدقة، وإنّ مولى القوم من أنفسهم وأنت فلا تأكلها.

ص:605


1- (1) . تاريخ مدينة دمشق 314/42، ترجمة علي بن أبي طالب ( [1]4933).

قال: قلت: فما أصنع بتركته ؟ قالت: ارجع إلى البلد الّذي كنت به فاقسمه بينهم. (1)

6142. أبوالقاسم البغوي: أنبأنا منجاب بن الحارث وغيره، عن شريك، عن عطاء بن السائب، قال:

أوصى أبي بشيء لبني هاشم، فأتيت أباجعفر بالمدينة، فبعثني إلى امرأة عجوز كبيرة ابنة لعلي، فقالت: حدّثني مولى لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقال له طهمان - أو ذكوان-، قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : يا طهمان -أو يا ذكوان-، إنّ الصدقة لا تحلّ لي ولا لأهل بيتي، وإنّ مولى القوم من أنفسهم. (2)

6143. ابن قانع : حدّث منجاب بن الحارث، عن شريك، عن عطاء بن السائب، قال:

اوصي إليّ بشيء لبني هاشم، فأتيت أباجعفر بالمدينة، فبعثني إلى امرأة عجوز ابنة علي، فقالت: حدّثني مولى لنا يقال له طهمان أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال: لا تحلّ الصدقة لي ولا لأهل بيتي، وإنّ مولى القوم منهم. (3)

5. عيسى بن عثمان

6144. ابن سعد وابن أبي خيثمة : أخبرنا عبدالله بن جعفر الرقّي، حدّثنا عبيدالله بن عمرو، عن عبدالكريم، عن عيسى بن عثمان، قال:

كنت عند فاطمة بنت علي، فجاء رجل يثني على أبيها عندها، فأخذت رماداً فسفّت في وجهه. (4)

ص:606


1- (1) . عنه ابن طيفور في بلاغات النساء ص 204 - 205، [1] من أخبار ذوات الرأي والظرف.
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 273/4، باب معرفة عبيده وإمائه (16)، [2] وابن كثير في البداية والنهاية 318/5، [3] حوادث سنة إحدى عشرة، ذكر عبيده وإمائه, باختصار.
3- (3) . معجم الصحابة 54/2 , [4] ترجمة طهمان (494), وعنه الطبراني بإسناده إليه في المعجم الكبير 232/4 (4217)، والدولابي بإسناده إليه في الكنى والأسماء 264/1 (464). وراجع: مسند الصحابة للروياني 270/1 (680).
4- (4) . الطبقات الكبرى 341/8، [5] ترجمتها (4636)، و رواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 38/70 - 39، [6] ترجمتها (9409), عنه وعن ابن أبي خيثمة.

6. فاطمة بنت علي عليه السلام

6145. الطبري: قال أبومخنف، عن الحارث بن كعب، عن فاطمة بنت علي، قالت:

لمّا أجلسنا بين يدي يزيد بن معاوية رقّ لنا، وأمر لنا بشيء، وألطفنا؛ قالت: ثمّ إنّ رجلاً من أهل الشام أحمر قام إلى يزيد فقال: يا أميرالمؤمنين، هب لي هذه -يعنيني، وكنت جارية وضيئة- فأرعدت وفرقت، وظننت أنّ ذلك جائز لهم، وأخذت بثياب اختي زينب، قالت: وكانت اختي زينب أكبر منّي وأعقل، وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون، فقالت: كذبت والله ولؤمت، ما ذلك لك وله!

فغضب يزيد، فقال: كذبت والله، إنّ ذلك لي، ولو شئت أن أفعله لفعلت. قالت: كلاّ والله، ما جعل الله ذلك لك إلاّ أن تخرج من ملّتنا، وتدين بغير ديننا.

قالت: فغضب يزيد واستطار، ثمّ قال: إيّاي تستقبلين بهذا! إنّما خرج من الدين أبوك وأخوك. فقالت زينب: بدين الله ودين أبي ودين أخي وجدّي اهتديت أنت وأبوك وجدّك.

قال: كذبت يا عدوّة الله. قالت: أنت أمير مسلّط ، تشتم ظالماً، وتقهر بسلطانك، قالت: فوالله لكأنّه استحيا؛ فسكت، ثمّ عاد الشامي فقال: يا أميرالمؤمنين، هب لي هذه الجارية. قال: اعزب؛ وهب الله لك حتفاً قاضياً!

قالت: ثمّ قال يزيد بن معاوية: يا نعمان بن بشير، جهّزهم بما يصلحهم، وابعث معهم رجلاً من أهل الشام أميناً صالحاً، وابعث معه خيلاً وأعواناً فيسير بهم إلى المدينة، ثمّ أمر بالنسوة أن ينزلنّ في دار على حدة، معهنّ ما يصلحهنّ ، وأخوهنّ معهنّ علي بن الحسين، في الدار الّتي هنّ فيها.

قال: فخرجن حتّى دخلن دار يزيد، فلم تبق من آل معاوية امرأة إلاّ استقبلتهنّ تبكي وتنوح على الحسين، فأقاموا عليه المناحة ثلاثاً، وكان يزيد لا يتغدّى ولا يتعشّى إلاّ دعا علي بن الحسين إليه.

قال: فدعاه ذات يوم، ودعا عمر بن الحسن بن علي وهو غلام صغير، فقال لعمر بن الحسن: أتقاتل هذا الفتى ؟ يعني خالداً ابنه، قال: لا، ولكن أعطني سكيّناً وأعطه سكّيناً، ثمّ اقاتله،

ص:607

فقال له يزيد، وأخذه فضمّه إليه ثمّ قال: شنشنة أعرفها من أخزم؛ هل تلد الحيّة إلاّ حيّة ؟

قال: ولمّا أرادوا أن يخرجوا دعا يزيد علي بن الحسين ثمّ قال: لعن الله ابن مرجانة، أما والله لو أنّي صاحبه ما سألني خصلة أبداً إلاّ أعطيتها إيّاه، ولدفعت الحتف عنه بكلّ ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي، ولكنّ الله قضى ما رأيت، كاتبني وأنّه كلّ حاجة تكون لك.

قال: وكساهم وأوصى بهم ذلك الرسول، قال: فخرج بهم وكان يسايرهم بالليل، فيكونون أمامه حيث لا يفوتون طرفه، فإذا نزلوا تنحّى عنهم وتفرّق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم، وينزل منهم بحيث إذا أراد إنسان منهم وضوء أو قضاء حاجة لم يحتشم، فلم يزل ينازلهم في الطريق هكذا، ويسألهم عن حوائجهم، ويلطفهم حتّى دخلوا المدينة.

وقال الحارث بن كعب: فقالت لي فاطمة بنت علي: قلت لاُختي زينب: يا اخيّة، لقد أحسن هذا الرجل الشامي إلينا في صحبتنا، فهل لك أن نصله ؟ فقالت: والله ما معنا شيء نصله به إلاّ حليّنا، قالت لها: فنعطيه حليّنا.

قالت: فأخذت سواري ودملجي، وأخذت اختي سوارها ودملجها، فبعثنا بذلك إليه، واعتذرنا إليه، وقلنا له: هذا جزاؤك بصحبتك إيّانا بالحسن من الفعل.

قال: فقال: لو كان الّذي صنعت إنّما هو للدنيا كان في حليّكنّ ما يرضيني ودونه، ولكن والله ما فعلته إلاّ لله، ولقرابتكم من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم. (1)

6146. ابن أبي الدنيا : حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثنا إسماعيل بن أبان الورّاق، عن حبّان بن علي، عن رزين بيّاع الأنماط ، عن فاطمة بنت علي بن أبي طالب، قالت:

شكوت إلى محمّد بن علي كثرة السهر والفكر، فقال: اجعلي سهرك وفكرك في ذكر الموت.

قالت: ففعلت، فذهب عنّي السهر والفكر. (2)

ص:608


1- (1) . تاريخ الطبري 461/5 - 463، [1] حوادث سنة إحدى وستّين، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 176/69 - 177، [2]ترجمة زينب الكبرى (9353). [3]
2- (2) . عنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 37/70 - 38، [4] ترجمة فاطمة بنت علي بن أبي طالب (9409).

7. ما ورد مرسلاً

6147. الزبيري: كانت فاطمة بنت علي عند محمّد بن أبي سعيد بن عقيل؛ فولدت له حميدة، ثمّ خلّف عليها سعيد بن الأسود بن أبي البختري؛ فولدت له برّة، وخالدة، ثمّ خلّف عليها المنذر بن عبيدة بن الزبير بن العوّام، فولدت له عثمان، وكندة، درجا. (1)

6148. ابن سعد : فاطمة بنت علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف، واُمّها امّ ولد، تزوّجها محمّد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب، فولدت له حميدة بنت محمّد، ثمّ خلّف عليها سعيد بن الأسود بن أبي البختري بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبدالعزّى بن قصي، فولدت له برزة وخالداً ابني سعيد، ثمّ خلّف عليها المنذر بن عبيدة بن الزبير بن العوّام، فولدت له عثمان وكبرة ابني المنذر، وقد بقيت فاطمة بنت علي و روي عنها. (2)

6149. ابن حبّان : فاطمة بنت علي بن أبي طالب، تروي عن أبيها، روي عنها أهل المدينة وأهل الكوفة. (3)

6150. ابن حجر : فاطمة بنت علي بن أبي طالب، وهي فاطمة الصغرى، امّها امّ ولد.

روت عن أبيها، وقيل: لم تسمع منه، وعن أخيها ابن الحنفيّة، وأسماء بنت عميس.

وعنها الحارث بن كعب الكوفي، والحكم بن عبدالرحمان بن أبي نعم، ورزين بيّاع الأنماط ، وعروة بن عبيدالله بن قشير، وعيسى بن عثمان، وموسى الجهني، ونافع بن أبي نعيم القارئ.

ص:609


1- (1) . نسب قريش ص 46، [1] ولد علي بن أبي طالب، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 36/70 - 37، [2] ترجمتها (9409).
2- (2) . الطبقات الكبرى 340/8 , [3] ترجمة فاطمة بنت علي (4636)، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 37/70، [4] ترجمتها (9409)، وقال في ذيله: «كان في أصل ابن حيّويه: خالدة فغيّره وجعله [يعني ابن سعد] خالداً، والصواب الأوّل», كما نقلناه من نسب قريش. [5]
3- (3) . الثقات 301/5، ترجمتها.

قال الزبير: كانت عند أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب ثمّ تزوّجها سعيد بن الأسود بن أبي البختري.

وقال موسى الجهني: دخلت على فاطمة بنت علي وهي ابنة ستّ وثمانين سنة فقلت لها: تحفظين عن أبيك شيئاً؟ قالت: لا. (1)

6151. المزّي: فاطمة بنت علي بن أبي طالب القرشيّة الهاشميّة، وهي فاطمة الصغرى، امّها امّ ولد.

روت عن أبيها علي بن أبي طالب، وقيل: لم تسمع منه، وعن أخيها محمّد بن علي ابن الحنفيّة، وأسماء بنت عميس.

روى عنها الحارث بن كعب الكوفي، والحكم بن عبدالرحمان بن أبي نعم البجلي، ورزين بيّاع الأنماط ، وعروة بن عبدالله بن قشير، وعيسى بن عثمان، وموسى الجهني، ونافع ابن أبي نعم القارئ.

قال الزبير بن بكّار: كانت عند أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب فولدت له حميدة، ثمّ خلف عليها سعيد بن الأسود بن أبي البختري فولدت له برّة وخالدة، ثمّ خلف عليها المنذر بن عبيدة بن الزبير بن العوّام فولدت له عثمان وكثرة، درجا. (2)

6152. ابن عساكر : امّها امّ ولد.

روت عن أسماء بنت عميس، وأخيها محمّد ابن الحنفيّة.

روى عنها الحارث بن كعب الكوفي، ورزين بيّاع الأنماط ، وأبومهل عروة بن عبدالله بن قشير، والحكم بن عبدالرحمان بن أبي نعيم، وعيسى بن عثمان، وموسى الجهني.

وقدم بها دمشق في عيال الحسين بعد قتله على يزيد. (3)

ص:610


1- (1) . تهذيب التهذيب 443/12، [1] ترجمتها (2865).
2- (2) . تهذيب الكمال 261/35، ترجمتها (7903).
3- (3) . تاريخ مدينة دمشق 35/70، [2] ترجمة فاطمة بنت علي بن أبي طالب (9409).

6153. الطبري: فيها [أي في سنة 117] توفّيت فاطمة بنت علي وسكينة ابنة الحسين بن علي. (1)

20 و21. امّ الحسن أو امّ الحسين واُختها رملة

على قول:

1. البلاذري---4. الزبيري

2. ابن حبيب---5. ابن سعد

3. الذارع---6. ياقوت

1. البلاذري

6154. البلاذري: امّ الحسين بنت علي، كانت عند جعدة بن هبيرة المخزومي، ثمّ خلّف عليها جعفر بن عقيل، فقتل مع الحسين، فخلّف عليها عبدالله بن الزبير.

ورملة الكبرى، واُمّهما امّ سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي. (2)

2. ابن حبيب

6155. ابن حبيب : تزوّجت امّ الحسن بنت علي بن أبي طالب جعدة بن هبيرة بن

ص:611


1- (1) . تاريخ الطبري 107/7، [1] حوادث سنة سبع عشرة ومئة، وعنه ابن عساكر بإسناده إليه في تاريخ مدينة دمشق 39/70، [2] ترجمة فاطمة بنت علي بن أبي طالب (9409)، وابن حجر في تهذيب التهذيب 443/12، [3] ترجمتها (2865). وراجع: مسند أحمد 369/6 (27081)، و ص 438 (27467)؛ فضائل الصحابة لأحمد 598/2 (1020)؛ مجمع الزوائد للهيثمي 19/3، كتاب الجنائز، باب ما جاء في البكاء، و 231/7، كتاب الفتن، باب فيما كان بين أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، و 109/9، كتاب المناقب, مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، باب منزلته؛ السنن الكبرى للنسائي 430/7 - 431 (8393 - 8395)؛ كنز العمّال للمتّقي 697/6 (17460)؛ المحبّر لابن حبيب ص 56، أصهار علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
2- (2) . أنساب الأشراف 414/2، [4] ولد علي بن أبي طالب عليه السلام.

أبي وهب المخزومي، ثمّ خلّف عليها جعفر بن عقيل بن أبي طالب، فقتل مع الحسين، ثمّ عبدالله بن الزبير بن العوّام. (1)

3. الذارع

6156. الذارع : وكان له [أي لعلي عليه السلام ] امّ الحسين، ورملة، من امّ شعيب المخزوميّة. (2)

4. الزبيري

6157. الزبيري: جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وكانت امّه امّ هانئ بنت أبي طالب، نكحها هبيرة بن أبي وهب، ولها يقول هبيرة حين أسلمت:

أشاقتك هند إن أتاك سؤالها كذاك النوى أسبابها وانفتالها

فإن كنت قد تابعت دين محمّد وقطّعت الأرحام منك حبالها

وقد أرقت في رأس حصن ممرّد بنجران كسرى بعد يوم خيالها

فكوني على أعلى سحيق بهضبة ممنّعة لا يستطاع تلاها

وجعدة الّذي يقول:

ومن ذا الّذي يأبى علي بخاله وخالي علي ذوالندى وعقيل

ومات هبيرة بنجران مشركاً، وأمّا جعدة فإنّه تزوّج ابنة خاله امّ الحسن بنت علي، وولدت له عبدالله بن جعدة بن هبيرة الّذي قيل فيه بخراسان:

لولا ابن جعدة لم يفتح قهندزكم (3) ولا خراسان حتّى ينفخ الصور

واستعمل علي على خراسان جعدة بن هبيرة المخزومي وانصرف إلى العراق ثمّ حجّ

ص:612


1- (1) . المحبّر ص 437، أسماء من تزوّج ثلاثة أزواج فصاعداً من النساء، و ص 56، أصهار علي بن أبي طالب.
2- (2) . مواليد الأئمّة - المطبوع في ضمن مجموعة نفيسة - ص 129، [1] ذكر أميرالمؤمنين عليه السلام.
3- (3) . في الأصل: «هنبركم»، والتصويب من سائر المصادر.

و توفّي بالمدينة، وقد روى عن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حديثاً بصحّة ما ذكر مصعب. (1)

6158. الزبيري: امّ الحسين ورملة ابنتي علي، امّهما امّ سعيد بنت عروة بن مسعود بن معتّب الثقفي، وإخوتهما لاُمّهما بنو يزيد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن اميّة... كانت امّ الحسين بنت علي عند جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم، فولدت له، ثمّ خلّف عليها جعفر بن عقيل بن أبي طالب، فلم تلد له.

وكانت رملة بنت علي عند أبي الهيّاج، واسمه عبدالله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطّلب، ولدت له، وقد انقرض ولد أبي سفيان بن الحارث، ثمّ خلّف عليها معاوية بن مروان بن الحكم بن العاصي. (2)

5. ابن سعد

6159. ابن سعد : امّ الحسن بنت علي ورملة الكبرى، واُمّهما امّ سعيد بنت عروة بن مسعود بن معتّب بن مالك الثقفي. (3)

6. ياقوت

6160. ياقوت : وفي قبلي الباب الصغير قبر... سلمان بن علي بن عبدالله بن العبّاس، وزوجته امّ الحسن بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه. (4)

ص:613


1- (1) . عنه الحاكم بإسناده إليه في المستدرك 190/3 - 191 (4870).
2- (2) . نسب قريش ص 44 - 45، [1] ولد علي بن أبي طالب، وعنه ابن أبي الدنيا في مقتل أميرالمؤمنين ص 121 - 122 (119). [2]
3- (3) . الطبقات الكبرى 14/3، ترجمة علي بن أبي طالب [3] (3).
4- (4) . معجم البلدان 533/2 [4] «دمشق الشام»؛ (4866). وراجع: المستدرك 191/3 (4872)؛ المعارف لابن قتيبة ص 211، [5] ولد علي رضي الله عنه ؛ تهذيب الكمال للمزّي 479/20، ترجمة علي بن أبي طالب (4089)؛ الجوهرة للبرّي ص 60، ترجمة الحسين بن [6]
22. امّ يعلى

6161. البلاذري: امّ يعلى هلكت وهي جارية لم تبرز، واُمّها كلبيّة، وكان يقال لها: من أخوالك يا امّ يعلى ؟ فتقول: أو أو. أي كلب.

حدّثني عبّاس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عبدالله بن حسن بن حسن، عن عبدالجبّار بن منظور بن ريّان الفزاري، عن عوف بن خارجة 1المري، قال:

بينا نحن عند عمر إذ أقبل امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن جناب الكلبي، فإذا رجل أمغر أجلى، فوقف على عمر فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي أحببت الإسلام فاشرحه لي، قال: ومن أنت ؟ قال: أنا امرئ القيس بن عدي بن أوس العليمي من كلب.

فقال عمر: أ تعرفونه ؟ قالوا: هذا الّذي أغار على بكر بن وائل، وهو أسر الدعاء بن عمرو، أخا معروف بن عمرو، فشرح له عمر الإسلام، فأسلم وعقد له على جنود قضاعة، فلم ير رجل قبله لم يصل قطّ عقد له على مسلمين،فخرج يهتزّ لواؤه بين يديه، فأدركه علي فأخذ بمنكبيه وقال: يا عمّ ، أنا علي بن أبي طالب ابن عمّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم وهذان ابناي الحسن والحسين امّهما فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وقد أحببت مصاهرتك لنفسي ولهما فزوّجنا، قال: نعم ونعمة عين وكرامة، قد زوّجتك يا أباالحسن المحيّاة بنت امرئ القيس، وزوّجت حسناً زينب، وزوّجت حسيناً الرباب بنت امرئ القيس.

قال: فولدت المحيّاة لعلي امّ يعلى، وكانت تخرج إلى المسجد في إزار فيقال لها: من أخوالك ؟ فتقول: أو أو. 2

ص:614

خاتمة في أصهاره عليه السلام

6162. ابن حبيب : أصهار علي بن أبي طالب رضي الله عنه عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، كانت عنده زينب بنت علي.

و عمر بن الخطّاب، كانت عنده امّ كلثوم بنت علي، ثمّ خلّف عليها عون، ثمّ محمّد، ثمّ عبدالله بنو جعفر بن أبي طالب. (1)

و مسلم بن عقيل بن أبي طالب، كانت عنده رقيّة بنت علي.

و جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي، كانت عنده امّ الحسن بنت علي، ثمّ خلّف عليها جعفر بن عقيل، ثمّ خلّف عليها عبدالله بن الزبير بن العوّام.

و أبوالهيّاج، وهو عبدالله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطّلب، كانت عنده رملة بنت علي.

و عبدالله بن عقيل بن أبي طالب، كانت عنده امّ هانئ بنت علي، وتزوّج عبدالله أيضاً ميمونة بنت علي.

و تمّام بن العبّاس بن عبدالمطّلب خلّف على ميمونة بعد عبدالله بن عقيل.

و فراس بن جعدة بن هبيرة، كانت عنده زينب الصغرى بنت علي.

و صاهره مسلم بن عقيل مرّة اخرى، تزوّج رقيّة الصغرى بنت علي.

و محمّد بن عقيل خلّف على رقيّة الصغرى.

و كثير بن العبّاس بن عبدالمطّلب، كانت عنده زينب الكبرى بنت علي، و تزوّج أيضاً

ص:615


1- (1) . وفي هذا كلام وبحث ذكرناه في موضعه.

كثير اختها امّ كلثوم الصغرى بنت علي.

و محمّد بن أبي سعيد بن عقيل كانت عنده فاطمة بنت علي.

و سعيد بن الأسود بن أبي البختري، كانت عنده فاطمة بنت علي بعد محمّد بن أبي سعيد.

و المنذر بن عبيد بن الزبير بن العوّام خلّف على فاطمة بنت علي بعد سعيد بن الأسود.

و الصلت بن عبدالله بن نوفل, كانت عنده امامة بنت علي.

و عبدالرحمان بن عقيل، كانت عنده خديجة بنت علي.

و أبوالسنابل عبدالله بن عامر بن كريز خلّف على خديجة هذه. (1)

ص:616


1- (1) . المحبّر ص 55 - 57، أصهار علي بن أبي طالب رضي الله عنه. و لاحظ ما تقدّم عند ذكر أزواجه و أولاده.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.