عنوان کتاب:کنز الدعاء المجلد 1 / نویسنده:محمد محمدی ری شهری - همکاری:رسول افقی
ناشر:سازمان چاپ و نشر دار الحدیث
زبان: عربی
قطع:وزیری
جلد:3
نوبت چاپ:اول
تاریخ انتشار:1392
موضوع: ادعیه و زیارت
ص :1
ص :2
کنز الدعاء المجلد 1
نویسنده:محمد محمدی ری شهری
همکاری:رسول افقی
ص :3
ص :4
بسم اللّه الرحمن الرحیم،الحمد للّه الذی فتح لنا أبواب خزائن رحمته بمفاتیح الدعاء، وصلّی اللّه علی عبده المصطفی محمّد وآله الذین أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهیراً.
الدعاء هو مخّ العبادة،وهو مفتاح الرحمة الإلهیّة،بل هو حیاة الروح والسلامة من وساوس الشیطان،والقرب من اللّه وبلوغ الآمال.
إنّ الدعاء لا یعین الإنسان علی الخلاص من بلایا الحیاة وآلامها وحسب،بل إنّ من شأنه أن یغیّر مصیر الحیاة ویَحول دون البلاءات المختلفة.
ومن خلال التأمّل فی الآیات والأحادیث التی بیّنت أهمیّة الدعاء فی حیاة الإنسان (1)،یتّضح أنّ من بین أکبر النعم التی مَنّ اللّه بها علی البشر،هو أنّه وضع تحت تصرّفهم مفتاح خزائن رحمته،وأذن لعباده بأن یدعوه وینهلوا من خزائن رحمته علی قدر استعدادهم،کما روی عن الإمام زین العابدین علیه السلام فی مناجاته للّه سبحانه،حیث یقول:
ومِن أعظَمِ النِّعَمِ عَلَینا جَرَیانُ ذِکرِکَ عَلی ألسِنَتِنا وإذنُکَ لَنا بِدُعائِکَ. (2)
وأعظم مِن نعمةِ الدعاء نعمةُ إجابته،حیث ضَمِنَها اللّه تعالی وقال:
اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ . (3)
ص:5
إنّ التمتّع الکامل بالنعمتین الکبریین:«الدعاء»و«إجابة الدعاء»،بحاجة إلی التعرّف علی مقدّمتین:
الأمر الأوّل الذی یجب أن یحظی بالاهتمام قبل الدعاء،هو التعرّف علی اسلوب الدعاء وکیفیة مناجاة اللّه سبحانه والطلب منه.
وإذا لم یعرف الداعی شروط إجابة الدعاء وموانعها والاُمور المتعلّقة بها،ولم یکن علی علم بآداب مناجاة اللّه تعالی،فلیس له أن یتوقّع استجابة دعائه.
ومن أجل تلبیة هذه الحاجة تمّ تألیف کتاب«نهج الدعاء» (1)بالاستناد إلی إرشادات القرآن وأحادیث أهل البیت علیهم السلام،وجُعل فی معرض الراغبین.
للتعرّف علی نصوص الأدعیة ومحتواها دور مهّم أیضاً فی استغلال هذه النعمة الإلهیة الکبری،والمعرفة هی سبیل الوصول إلی هذه المقدّمة،وکلّما کانت معرفة الإنسان بربّه تعالی أکثر،وکانت معرفته بخزائن رحمته أوسع،فإنّ أدعیته ستتمتّع بالمزید من الغنی والکمال فی المحتوی.
ومن أجل بلوغ هذه المقدّمة،فإنّ من الواجب أیضاً الانتفاع بإرشادات أهل بیت الرسالة ووصایاهم،کما هو الحال بالنسبة إلی المقدّمة الاُولی؛ذلک لأنّهم یقفون علی قمّة المعرفة الإلهیة،ولذلک فإنّ أدعیتهم تتمتّع بعمق ومضمون لا یمکن تصوّرهما، ولذلک یَعتبر الإمامُ الخمینیُّ بعضَ أدعیة أهلِ البیت علیهم السلام معجزةً ودلیلاً علی أحقّیتهم، ویُسمّی أدعیةَ أهلِ البیت علیهم السلام ب«القرآن الصاعد»نقلاً عن استاذه فی العرفان.
ص:6
یقول الإمام الخمینی رحمه الله فی کلمةٍ له علی أعتاب شهر رمضان المبارک (1)،ردّاً علی الأشخاص الذین لا یُعیرون أهمّیةً للدعاء،بسبب فهمهم الخاطئ والمنحرف:
هنالک انحرافات فی الفهم لدی البعض تزداد أحیاناً إلی حدٍّ کبیر،فهُم یتصوّرون أنّ علینا أن نلزم القرآن ونترک الدعاء.إنّهم لا یفهمون معنی الدعاء أصلاً،ولو لم یکن فی الأدعیة سوی المناجاة الشعبانیة لکانت کافیةً لإثبات أنّ أئمّتنا هم أئمّة حقّ.إنّ هذه الأدعیة وحسب تعبیر بعض مشایخنا (2):القرآن،هو القرآن النازل؛ حیث نزل من العلو،والدعاء یصعد من الأسفل إلی الأعلی،وهو القرآن الصاعد (3).
والمراد من«القرآن الصاعد»أنّ حقائق هذا الکتاب السماوی (القرآن) والتی جاءت فیه علی شکل رمز وإشارة،قد بیّنها أهل البیت علیهم السلام فی قالب الدعاء (4).
ولذلک،فإنّ من طرق معرفة عمق معارف أهل البیت علیهم السلام التأمّل فی الأدعیة التی صدرت عنهم؛ذلک لأنّهم عندما کانوا یتحدّثون مع الناس،فقد کانوا یأخذون بنظر الاعتبار مدی عقل الناس وفهمهم؛إلّاأنّهم کانوا یتحدّثون مع اللّه سبحانه فی أدعیتهم علی أساس عقلهم ومعرفتهم (5)هم أنفسهم.
وبناء علی ذلک،فإنّ الأدعیة التی وصلتنا عن أهل البیت علیهم السلام هی کنز من المعارف الإسلامیة لا بدیل له ولا ینضب،فضلاً عن أنّها تضع تحت تصرّف الداعی المحتوی
ص:7
المناسب للطلب من اللّه سبحانه،ولذلک،فقد اختیر عنوان«کنز الدعاء»لهذه المجموعة.
إنّ کتابَ«کنز الدعاء»هو فی الحقیقةِ المکمّلُ لکتاب«نهج الدعاء»،ویعتبر من أوسع الآثار فی هذا المجال،حیث اشتمل علی الأدعیة القرآنیة وأدعیة الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله وأهل بیته علیهم السلام،وقد رُتّبت-بنظام جدید یسهل معه تناولها-فی أربعین فصلاً:
الفصل الأوّل:أدعیة الأنبیاء العظام من آدم علیه السلام وحتّی خاتم الأنبیاء صلی الله علیه و آله.
الفصل الثانی:نماذج من أدعیة أهل البیت علیهم السلام.
الفصل الثالث:أدعیة بعض الأبرار.
الفصل الرابع:بعض أدعیة الصالحین تحت عنوان«أفضل الأدعیة».
الفصل الخامس:أجمل المناجاة المأثورة عن أهل البیت علیهم السلام فی المجالات المختلفة تحت عنوان«أدعیة المناجاة».
الفصل السادس:أدعیة اللجوء إلی اللّه سبحانه من أنواع الشرور تحت عنوان «أدعیة الاستعاذة».
الفصل السابع:أدعیة الاستغفار وطلب العفو والمغفرة من اللّه سبحانه.
الفصل الثامن:أدعیة حول طلب خمسة وعشرین نوعاً من الحاجات تحت عنوان «دعوات لحوائج خاصّة».
الفصل التاسع:أدعیة لدفع الهموم والشدائد.
الفصل العاشر:أدعیة لمطلق الحوائج وطلبها من اللّه تعالی.
الفصل الحادی عشر:أدعیة الاستخارة. (1)
الفصل الثانی عشر:أدعیة الحالات الخاصّة التی تحدث للإنسان.
ص:8
الفصل الثالث عشر:أدعیة الأکل والشرب.
الفصل الرابع عشر:أدعیة الزواج وما یتعلّق به.
الفصل الخامس عشر:أدعیة السفر والحالات المختلفة المتعلّقة به.
الفصل السادس عشر:أدعیة الوضوء.
الفصل السابع عشر:أدعیة الأذان والإقامة.
الفصل الثامن عشر:أدعیة الحالات المختلفة للصلاة.
الفصل التاسع عشر:الأدعیة التی وردت فی تعقیبات الصلاة.
الفصل العشرون:الأدعیة المتعلّقة بإحیاء اللیل ونافلة اللیل. (1)
الفصل الحادی والعشرون:أدعیة السجود.
الفصل الثانی والعشرون:أدعیة الصباح والمساء.
الفصل الثالث والعشرون:أدعیة ما قبل النوم وبعد الیقظة.
الفصل الرابع والعشرون:أدعیة أیّام الاُسبوع.
الفصل الخامس والعشرون:أدعیة شهر رمضان المبارک.
الفصل السادس والعشرون:أدعیة عیدی الفطر والأضحی.
الفصل السابع والعشرون:أدعیة شهر ذی الحجّة.
الفصل الثامن والعشرون:أدعیة الحجّ وما یتعلّق به.
الفصل التاسع والعشرون:أدعیة الشهور الاُخری.
الفصل الثلاثون:أدعیة عصر غیبة الإمام المهدیّ علیه السلام.
الفصل الحادی والثلاثون:الأدعیة المتعلّقة بتلاوة القرآن وحفظه.
الفصل الثانی والثلاثون:أدعیة الجهاد.
الفصل الثالث والثلاثون:الأدعیة المتعلّقة بالموت والانتقال إلی عالم البقاء.
الفصل الرابع والثلاثون:صلوات أهل البیت علیهم السلام والأدعیة المتعلّقة بها.
ص:9
الفصل الخامس والثلاثون:صلاة جعفر بن أبی طالب علیه السلام والدعاء المأثور فیها.
الفصل السادس والثلاثون:الأدعیة المأثورة للآخرین.
الفصل السابع والثلاثون:الأدعیة المأثورة علی الظالمین.
الفصل الثامن والثلاثون:أدعیة الفرج.
الفصل التاسع والثلاثون:الأدعیة السریعة الإجابة. (1)
الفصل الأربعون:الأدعیة التی وردت بصورة الشعر.
إنّ منهجنا فی دراسة الأدعیة-بحثها،والتنقیب عنها،ونقلها،وتوثیقها فی هذه المجموعة-یستند إلی العناصر التالیة:
1.إنّ أهل بیت النبی علیهم السلام-واستناداً إلی حدیث«الثقلین»المعتبر والمتواتر-هم عِدل القرآن،وأکمل مفسّری حقائق هذا الکتاب السماوی،وکما سبقت الإشارة،فإنّ الأدعیة التی صدرت عنهم هی«القرآن الصاعد»،وإنّها مفعمة بالمعارف القرآنیة السامیة والعمیقة؛ولذلک فقد وُضعت الأدعیة المأثورة عنهم فی الکتاب الحاضر إلی جانب الأدعیة المأثورة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله.
2.سعینا قدر الإمکان أن نستخرج ونجمع کلّ الأدعیة المتعلّقة بکلّ موضوع من المصادر الرئیسة للشیعة وأهل السنّة بشکل مباشر،وأن نهیّئ أرضیة اختیار أکثرها توثیقاً وأقدمها عبر استخدام البرامج الکومبیوتریة.
کما أنّنا لم نعتمد شیئاً من الأدعیة غیر المسندة إلی النبیّ صلی الله علیه و آله وأهل البیت علیهم السلام (2)إلّا فی مواضع قلیلة للغایة توفّرت فیها قرینة صدورها عنهم علیهم السلام.
ص:10
3.حاولنا تجنّب ذکر الأدعیة المکرّرة،إلّافی هذه المواضع:
أ إذا کانت هناک ملاحظة مهمّة کامنة فی اختلاف ألفاظها.
ب-إذا کان نصّ الدعاء قصیراً ومرتبطاً بموضوعین.
ج-فی المواضع التی کان فیها نصّ الدعاء مختلفاً فی نصوص الشیعة وأهل السنّة.
4.فی المواضع التی کانت فیها النصوص المرویّة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله والأئمّة علیهم السلام متعدّدة،ذکر دعاء النبیّ صلی الله علیه و آله فی المتن،ومصادر أدعیة الأئمّة الآخرین علیهم السلام فی الهوامش مع ذکر العنوان والمصدر،إلّاإذا کانت أدعیتهم تشتمل علی ملاحظة جدیدة،حیث ادرجت فی المتن.
5.اُدرجت أدعیة المعصومین فی کلّ موضوع بعد ذکر الآیات المتعلّقة بها،حسب التسلسل الزمنی (من رسول اللّه صلی الله علیه و آله وحتّی الإمام المهدی علیه السلام )،إلّاإذا اقتضی التناسب الموضوعی بین الأدعیة تسلسلاً آخر.
6.حذفنا من مجموعة کنز الدعاء فی الاختیار النهائی بعض الأدعیة الطویلة التی قد تکون مملّة بالنسبة إلی القارئ والتی تکرّرت مضامینها فی الأدعیة الاُخری، وکذلک الأدعیة التی لا تتمتّع بفصاحة وبلاغة کبیرتین والتی یعدّ احتمال صدورها عن أهل البیت علیهم السلام ضعیفاً،وکذلک بعض الأدعیة الواردة فی کتب أهل السنّة والتی لم تکن منسجمة مع أدعیة أهل بیت الرسالة (1).
7.لم نذکر فی بدایة کلّ دعاء سوی اسم النبیّ صلی الله علیه و آله أو الإمام الذی نقل الدعاء عنه، إلّا إذا نقل الراوی فعلهم،أو کان هنالک سؤال وجواب،أو ذکر الراوی کلاماً مّا فی نصّ الدعاء لا یمثّل کلام النبیّ صلی الله علیه و آله أو ذلک الإمام.
8.نظراً إلی تعدّد أسماء النبیّ صلی الله علیه و آله والأئمّة علیهم السلام وألقابهم،فقد اخترنا اسماً واحداً لکلّ
ص:11
منهم یذکر بشکل ثابت فی بدایات کلّ الأدعیة.
9.تمّ تنظیم مصادر الأدعیة فی الهوامش،حسب اعتبارها؛إلّاأنّنا لم نلتزم بهذا التسلسل أحیاناً بعد المصدر الأوّل،لأسباب لا تخفی علی الباحثین،ومن جملتها:
تجنّب التکرار،واختلاف المصادر أو الراوی أو الشخص الذی روی عنه.
10.سعینا لأن ننقل الأدعیة من المصادر الأصلیة بشکل مباشر،ثمّ أضفنا إلیها بیانات بحار الأنوار (فی أدعیة الشیعة)،وکنز العمّال ( فی أدعیة أهل السنّة) باعتبارهما المصدرین الرئیسین والجامعین لأحادیث الشیعة وأهل السنّة (1).وبالطبع فقد نقلنا الدعاء فی بعض الأحیان من المصادر التی تعدّ من مصادر الواسطة عندما لم نتمکّن من الوصول إلی المصادر الأصلیة.علی أنّها مواضع قلیلة.
11.بعد ذکر المصادر أحلنا-أحیاناً-إلی المصادر الاُخری،بذکر کلمة (راجع)؛ ذلک لاختلاف النصّ المحال إلیه عن النصّ المنقول؛إلّاأنّه مرتبط فی نفس الوقت بالنصّ الأصلی وموضوع البحث.وأمّا الإحالة إلی أبواب هذا الکتاب الاُخری،فقد کانت بسبب التناسب والاشتراک الموضوعی بین أدعیتها.
12.الملاحظة الأهمّ فی منهجنا هو أنّنا سعینا قدر الإمکان لتحقیق التأیید الباعث علی الاطمئنان من صدور أدعیة کلّ باب عن أهل البیت علیهم السلام،حیث تمّ ذلک من خلال الاستناد إلی القرائن العقلیة والنقلیة علی إحراز مضامین أدعیة هذا الکتاب.
من الآداب المهمّة لنقل الحدیث کیفیّة نسبته إلی النبیّ صلی الله علیه و آله وأهل البیت علیهم السلام.فقد روی الکلینی عن الإمام علیّ علیه السلام:
إذا حَدَّثتُم بِحَدیثٍ فَأَسنِدوهُ إلَی الَّذی حَدَّثَکُم؛فَإن کانَ حَقّاً فَلَکُم وإن کانَ کَذِباً فَعَلَیهِ. (2)
ص:12
وبناء علی ذلک فإنّنا ومن باب رعایة الاحتیاط نشدّد علی توصیة الأشخاص الذین یریدون نقل دعاء من هذا الکتاب أو الکتب الروائیة الاُخری،بأن لا ینسبوه بشکل مباشر إلی النبیّ صلی الله علیه و آله وأهل البیت علیهم السلام؛بل أن ینسبوا الدعاء إلیهم عن طریق المصدر الذی رواه.
وعلی سبیل المثال:فإنّ علیهم أن لا یقولوا:«قال النبیّ صلی الله علیه و آله کذا»أو«قال الإمام علیه السلام کذا»،بل علیهم أن یقولوا:«رُوی فی الکتاب الفلانی عن النبیّ صلی الله علیه و آله کذا...»أو أن یقولوا:«رُوی کذا عن النبیّ صلی الله علیه و آله».
اقدّم شکری الخالص إلی کلّ زملائی الأعزّاء والأفاضل الذین کان لهم دور فی نقد هذا الکنز من معارف أهل البیت علیهم السلام وتقییمه،تحقیقه،تنقیحه ونشره،خاصّة الفاضل المحترم الشیخ رسول افقی الذی أسهم فی إعداد هذه المجموعة،وأسأل اللّه سبحانه فی هذه اللیلة المفعمة بالبرکة،لیلة نزول القرآن ولیلة نزول الملائکة علی إمام العصر روحی فداه الأجر المضاعف والجدیر بفضله،لهم کلّهم.
«ربّنا تقبّل منّا إنّک أنت السمیع العلیم،یا مبدّل السیّئات بأضعافها من الحسنات! یا أرحم الراحمین!».
لیلة الثالث والعشرین من شهر رمضان المبارک 1433 ه
الموافق للحادی والعشرین من شهر مرداد 1391 ش.
محمّد الرَّیشهری
ص:13
ص:14
الکتاب
فَتَلَقّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِماتٍ فَتابَ عَلَیْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحِیمُ . (1)
قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَکُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِینَ . (2)
الحدیث
1.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ آدَمَ علیه السلام لَمّا أصابَ الخَطیئَةَ کانَت تَوبَتُهُ أن قالَ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لَمّا غَفَرتَ لی»،فَغَفَرَهَا اللّهُ لَهُ. (3)
2.عنه صلی الله علیه و آله: لَمّا نَزَلَتِ الخَطیئَةُ بِآدَمَ واُخرِجَ مِنَ الجَنَّةِ،أتاهُ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:یا آدَمُ ادعُ رَبَّکَ،قالَ:حَبیبی جَبرَئیلُ ! ما أدعو؟قالَ:قُل:«رَبِّ أسأَ لُکَ بِحَقِّ الخَمسَةِ الَّذینَ تُخرِجُهُم مِن صُلبی آخِرَ الزَّمانِ إلّاتُبتَ عَلَیَّ ورَحِمتَنی».
ص:15
فَقالَ لَهُ آدَمُ علیه السلام:یا جَبرَئیلُ ! سَمِّهِم لی.قالَ:قُل:«رَبِّ أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ، وبِحَقِّ عَلِیٍّ وَصِیِّ نَبِیِّکَ،وبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنتِ نَبِیِّکَ،وبِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَینِ سِبطَی نَبِیِّکَ؛ إلّا تُبتَ عَلَیَّ ورَحِمتَنی».
فَدَعا بِهِنَّ آدَمُ،فَتابَ اللّهُ عَلَیهِ.وذلِکَ قَولُ اللّهِ تَعالی: فَتَلَقّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِماتٍ فَتابَ عَلَیْهِ ،وما مِن عَبدٍ مَکروبٍ یُخلِصُ النِّیَّةَ ویَدعو بِهِنَّ إلَّااستَجابَ اللّهُ لَهُ. (1)
3.عنه صلی الله علیه و آله: لَمّا أهبَطَ اللّهُ آدَمَ إلَی الأَرضِ،قامَ وُجاهَ الکَعبَةِ فَصَلّی رَکعَتَینِ،فَأَلهَمَهُ اللّهُ هذَا الدُّعاءَ:
اللّهُمَّ إنَّکَ تَعلَمُ سَریرَتی وعَلانِیَتی فَاقبَل مَعذِرَتی،وتَعلَمُ حاجَتی فَأَعطِنی سُؤلی، وتَعلَمُ ما فی نَفسی فَاغفِر لی ذَنبی،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً یُباشِرُ قَلبی،ویَقیناً صادِقاً حَتّی أعلَمَ أنَّهُ لا یُصیبُنی إلّاما کَتَبتَ لی،ورِضاً بِما قَسَمتَ لی.
فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:یا آدَمُ ! إنّی قَد قَبِلتُ تَوبَتَکَ،وغَفَرتُ لَکَ ذَنبَکَ،ولَن یَدعُوَنی أحَدٌ بِهذَا الدُّعاءِ إلّاغَفَرتُ لَهُ ذَنبَهُ،وکَفَیتُهُ المُهِمَّ مِن أمرِهِ،وزَجَرتُ عَنهُ الشَّیطانَ،وَاتَّجَرتُ لَهُ مِن وَراءِ کُلِّ تاجِرٍ،وأَقبَلَت إلَیهِ الدُّنیا راغِمَةً وإن لَم یُرِدها. (2)
4.الإمام الباقر علیه السلام: الکَلِماتُ الَّتی تَلَقّاهُنَّ آدَمُ مِن رَبِّهِ فَتابَ عَلَیهِ وهَدی قالَ:
سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ،إنّی عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی فَاغفِر لی،إنَّکَ خَیرُ الغافِرینَ.اللّهُمَّ إنَّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ،إنّی عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی فَاغفِر لی،إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (3)
ص:16
5.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ آدَمَ علیه السلام بَقِیَ عَلَی الصَّفا أربَعینَ صَباحاً ساجِداً یَبکی عَلَی الجَنَّةِ وعَلی خُروجِهِ مِنَ الجَنَّةِ مِن جِوارِ اللّهِ عز و جل،فَنَزَلَ عَلَیهِ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:یا آدَمُ ما لَکَ تَبکی؟فَقالَ:یا جَبرَئیلُ ما لی لا أبکی وقَد أخرَجَنِیَ اللّهُ مِنَ الجَنَّةِ مِن جِوارِهِ، وأَهبَطَنی إلَی الدُّنیا ! فَقالَ:یا آدَمُ تُب إلَیهِ...فَلَمّا صَلَّی العَصرَ أوقَفَهُ بِعَرَفاتٍ،وعَلَّمَهُ الکَلِماتِ الَّتی تَلَقّاها مِن رَبِّهِ وهِیَ:
سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ لا إلهَ إلّاأنتَ عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی وَاعتَرَفتُ بِذَنبی، فَاغفِر لی إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ.سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ لا إلهَ إلّاأنتَ عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی وَاعتَرَفتُ بِذَنبی،فَاغفِر لی إنَّکَ أنتَ خَیرُ الغافِرینَ.سُبحانَکَ اللّهُمَّ وبِحَمدِکَ لا إلهَ إلّاأنتَ،عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی وَاعتَرَفتُ بِذَنبی،فَاغفِر لی إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ. (1)
6.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ آدَمَ علیه السلام بِرِوایَةٍ اخری لَمّا تَلَقّی مِن رَبِّهِ کَلِماتٍ،ولَعَلَّهُ علیه السلام دَعا بِها وهُوَ:
یا رَبّاه یا رَبّاه یا رَبّاه،لا یَرُدُّ غَضَبَکَ إلّاحِلمُکَ،ولا یُنجی مِن عُقوبَتِکَ إلَّاالتَّضَرُّعُ إلَیکَ،حاجَتِیَ الَّتی إن أعطَیتَنیها لَم یَضُرَّنی ما حَرَمتَنی،وإن حَرَمتَنیها لَم یَنفَعنی ما أعطَیتَنی،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الفَوزَ بِالجَنَّةِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ النّارِ،یا ذَا العَرشِ الشّامِخِ المُنیفِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ الباذِخِ العَظیمِ،یا ذَا المُلکِ الفاخِرِ القَدیمِ،یا إلهَ العالَمینَ، یا صَریخَ المُستَصرِخینَ،ویا مَنزولاً بِهِ کُلُّ حاجَةٍ،إن کُنتَ قَد رَضیتَ عَنّی فَازدَد عَنّی رِضاً مِنکَ،وقَرِّبنی مِنکَ زُلفی (2)،وإلّا تَکُن رَضیتَ عَنّی فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وبِفَضلِکَ
ص:17
عَلَیهِم لَمّا رَضیتَ عَنّی،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ.
قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:هذَا الدُّعاءُ الَّذی تَلَقّی آدَمُ مِن رَبِّهِ فَتابَ عَلَیهِ،فَقالَ:یا آدَمُ سَأَلتَنی بِمُحَمَّدٍ ولَم تَرَهُ؟فَقالَ:رَأَیتُ عَلی عَرشِکَ مَکتوباً:«لا إلهَ إلَّااللّهُ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ».
فَقالَ راوِی الحَدیثِ:فَوَ اللّهِ ما دَعَوتُ بِهِنَّ فی سِرٍّ ولا عَلانِیَةٍ،فی شِدَّةٍ ولا رَخاءٍ، إلَّا استَجابَ اللّهُ لی. (1)
7.الکافی عن الفضل بن أبی قُرَّة عن الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثٌ تَناسَخَهَا (2)الأَنبِیاءُ مِن آدَمَ علیه السلام حَتّی وَصَلنَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،کانَ إذا أصبَحَ یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً تُباشِرُ بِهِ قَلبی،ویَقیناً حَتّی أعلَمَ أنَّهُ لا یُصیبُنی إلّاما کَتَبتَ لی،ورَضِّنی بِما قَسَمتَ لی.
ورَواهُ بَعضُ أصحابِنا وزادَ فیهِ:
حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ،یا حَیُّ یا قَیّومُ بِرَحمَتِکَ أستَغیثُ،أصلِح لی شَأنی کُلَّهُ،ولا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ أبَداً،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ. (3)
8.الإمام الصادق علیه السلام: لَقَد طافَ آدَمُ علیه السلام بِالبَیتِ مِئَةَ عامٍ ما یَنظُرُ إلی حَوّاءَ،ولَقَد بَکی عَلَی الجَنَّةِ...ولَقَد قامَ عَلی بابِ الکَعبَةِ وثِیابُهُ جُلودُ الإِبِلِ وَالبَقَرِ،فَقالَ:
اللّهُمَّ أقِلنی عَثرَتی،وَاغفِر لی ذَنبی،وأَعِدنی إلَی الدَّارِ الَّتی أخرَجتَنی مِنها.
فَقالَ اللّهُ عز و جل:قَد أقَلتُکَ عَثرَتَکَ،وغَفَرتُ لَکَ ذَنبَکَ،وسَاُعیدُکَ إلَی الدّارِ الَّتی
ص:18
أخرَجتُکَ مِنها. (1)
9.عنه علیه السلام: لَمّا هُبِطَ بِآدَمَ إلَی الأَرضِ احتاجَ إلَی الطَّعامِ وَالشَّرابِ،فَشَکا ذلِکَ إلی جَبرَئیلَ علیه السلام،فَقالَ لَهُ جَبرَئیلُ:یا آدَمُ کُن حَرّاثاً،قالَ:فَعَلِّمنی دُعاءً قالَ:قُل:
اللّهُمَّ اکفِنی مَؤونَةَ الدُّنیا وکُلَّ هَولٍ دونَ الجَنَّةِ،وأَلبِسنِی العافِیَةَ حَتّی تُهَنِّئَنِی المَعیشَةَ. (2)
10.عنه علیه السلام -فی بَیانِ هُبوطِ آدَمَ علیه السلام وتَوبَتِهِ-لَمّا أرادَ اللّهُ عز و جل أن یَتوبَ عَلَیهِما،جاءَهُما جَبرَئیلُ فَقالَ لَهُما:إنَّکُما إنَّما ظَلَمتُما أنفُسَکُما...فَسَلا رَبَّکُما بِحَقِّ الأَسماءِ الَّتی رَأَیتُموها عَلی ساقِ العَرشِ حَتّی یَتوبَ عَلَیکُما.
فَقالا:«اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ بِحَقِّ الأَکرَمینَ عَلَیکَ:مُحَمَّدٍ و عَلِیٍّ و فاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ وَالأَئِمَّةِ علیهم السلام إلّاتُبتَ عَلَینا ورَحِمتَنا»،فَتابَ اللّهُ عَلَیهِما إنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحیمُ. (3)
11.الإمام العسکری علیه السلام -فِی التَّفسیرِ المَنسوبِ إلَیهِ-:فَلَمّا زَلَّت مِن آدَمَ الخَطیئَةُ وَاعتَذَرَ إلی رَبِّهِ عز و جل،قالَ:یا رَبِّ،تُب عَلَیَّ،وَاقبَل مَعذِرَتی،وأَعِدنی إلی مَرتَبَتی،وَارفَع لَدَیکَ دَرَجَتی،فَلَقَد تَبَیَّنَ نَقصُ الخَطیئَةِ وذُلُّها فی أعضائی وسائِرِ بَدَنی.
قالَ اللّهُ تَعالی:یا آدَمُ ! أما تَذکُرُ أمری إیّاکَ أن تَدعُوَنی بِمُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ عِندَ شَدائِدِکَ ودَواهیکَ وفِی النَّوازِلِ الَّتی تَبهَظُکَ (4)؟قالَ آدَمُ:یا رَبِّ بَلی.
قالَ اللّهُ عز و جل لَهُ:فَتَوَسَّل بِمُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم خُصوصاً،فَادعُنی اجِبکَ إلی مُلتَمَسِکَ،وأَزدِکَ فَوقَ مُرادِکَ...
ص:19
فَعِندَ ذلِکَ قالَ آدَمُ:«اللّهُمَّ بِجاهِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ،بِجاهِ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ وَالطَّیِّبینَ مِن آلِهِم،لَمّا تَفَضَّلتَ عَلَیَّ بِقَبولِ تَوبَتی وغُفرانِ زَلَّتی، وإعادَتی مِن کَراماتِکَ إلی مَرتَبَتی».
فَقالَ اللّهُ عز و جل:قَد قَبِلتُ تَوبَتَکَ،وأَقبَلتُ بِرِضوانی عَلَیکَ،وصَرَفتُ آلائی ونَعمائی إلَیکَ،وأَعَدتُکَ إلی مَرتَبَتِکَ مِن کَراماتی،ووَفَّرتُ نَصیبَکَ مِن رَحَماتی.فَذلِکَ قَولُهُ عز و جل:
فَتَلَقّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِماتٍ فَتابَ عَلَیْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحِیمُ . (1)
12.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ إدریسَ علیه السلام (2)وَجَدناهُ عَنِ الحَسَنِ البَصرِیِّ قالَ:لَمّا بَعَثَ اللّهُ إدریسَ علیه السلام إلی قَومِهِ عَلَّمَهُ هذِهِ الأَسماءَ وأَوحی إلَیهِ أن قُلهُنَّ سِرّاً فی نَفسِکَ،ولا تُبدِهِنَّ لِلقَومِ،فَیَدعونی بِهِنَّ.قالَ:وبِهِنَّ دَعا فَرَفَعَهُ اللّهُ مَکاناً عَلِیّاً،ثُمَّ عَلَّمَهُنَّ اللّهُ تَعالی موسی،ثُمَّ عَلَّمَهُنَّ اللّهُ تَعالی مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله،وبِهِنَّ دَعا فی غَزوَةِ الأَحزابِ...وهِیَ:
سُبحانَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا رَبَّ کُلِّ شَیءٍ ووارِثَهُ،یا إلهَ الآلِهَةِ،الرَّفیعَ جَلالُهُ،یا اللّهُ المَحمودُ فی کُلِّ فِعالِهِ،یا رَحمنَ کُلِّ شَیءٍ وراحِمَهُ،یا حَیُّ حینَ لا حَیَّ فی دَیمومِیَّةِ مُلکِهِ وبَقائِهِ،یا قَیّومُ فَلا شَیءَ یَفوتُ (3)عِلمَهُ ولا یَؤودُهُ (4)،یا واحِدُ الباقی أوَّلَ کُلِّ شَیءٍ وآخِرَهُ،یا دائِمُ بِلا فَناءٍ ولا زَوالٍ لِمُلکِهِ،یا صَمَدُ مِن غَیرِ شَبیهٍ،ولا شَیءَ کَمِثلِهِ، یا بارِئُ فَلا شَیءَ کُفوُهُ ولا مَکانَ (5)لِوَصفِهِ،یا کَبیرُ أنتَ الَّذی لا تَهتَدِی القُلوبُ لِوَصفِ
ص:20
عَظَمَتِهِ،یا بارِئَ النُّفوسِ بِلا مِثالٍ خَلا مِن غَیرِهِ،یا زاکِی الطّاهِرُ مِن کُلِّ آفَةٍ بِقُدسِهِ، یا کافِی الموسِعُ لِما خَلَقَ مِن عَطایا فَضلِهِ،یا نَقِیُّ مِن کُلِّ جَورٍ لَم یَرضَهُ ولَم یُخالِطهُ فِعالُهُ،یا حَنّانُ أنتَ الَّذی وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ رَحمَتُهُ،یا مَنّانُ ذَا الإِحسانِ قَد عَمَّ الخَلائِقَ مَنُّهُ.
یا دَیّانَ العِبادِ کُلٌّ یَقومُ خاضِعاً لِرَهبَتِهِ،یا خالِقَ مَن فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ وکُلٌّ إلَیهِ مَعادُهُ،یا رَحیمَ کُلِّ صَریخٍ ومَکروبٍ و غِیاثَهُ ومَعاذَهُ،یا تامُّ فَلا تَصِفُ الأَلسُنُ کُنهَ جَلالِهِ ومُلکِهِ وعِزِّهِ،یا مُبدِعَ البَدائِعِ لَم یَبغِ فی إنشائِها عَوناً مِن خَلقِهِ،یا عَلّامَ الغُیوبِ فَلا یَؤودُهُ شَیءٌ مِن حِفظِهِ،یا حَلیمُ ذَا الأَناةِ فَلا یَعدِلُهُ شَیءٌ مِن خَلقِهِ،یا مُعیدُ ما أفناهُ إذا بَرَزَ الخَلائِقُ لِدَعوَتِهِ مِن مَخافَتِهِ.
یا حَمیدَ الفِعالِ ذَا المَنِّ عَلی جَمیعِ خَلقِهِ بِلُطفِهِ،یا عَزیزُ المَنیعُ الغالِبُ عَلی أمرِهِ فَلا شَیءَ یُعادِلُهُ،یا قاهِرُ ذَا البَطشِ الشَّدیدِ أنتَ الَّذی لا یُطاقُ انتِقامُهُ،یا قَریبُ المُتَعالی فَوقَ کُلِّ شَیءٍ عُلُوُّ ارتِفاعِهِ،یا مُذِلَّ کُلِّ جَبّارٍ بِقَهرِ عَزیزِ سُلطانِهِ،یا نورَ کُلِّ شَیءٍ وهُداهُ،أنتَ الَّذی فَلَقَ الظُّلُماتِ نورُهُ.
یا قُدّوسُ الطّاهِرُ مِن کُلِّ سوءٍ فَلا شَیءَ یُعازُّهُ (1)مِن خَلقِهِ،یا عالِی الشّامِخُ فَوقَ کُلِّ شَیءٍ عُلُوُّ ارتِفاعِهِ،یا مُبدِئَ البَدایا ومُعیدَها بَعدَ فَنائِها بِقُدرَتِهِ،یا جَلیلُ المُتَکَبِّرُ عَلی کُلِّ شَیءٍ،فَالعَدلُ أمرُهُ،وَالصِّدقُ [قَولُهُ و] (2)وَعدُهُ،یا مَحمودُ فَلا تَستَطیعُ الأَوهامُ کُلَّ شَأنِهِ ومَجدِهِ،یا کَریمَ العَفوِ ذَا العَدلِ أنتَ الَّذی مَلَأَ کُلَّ شَیءٍ عَدلُهُ،یا عَظیمُ ذَا الثَّناءِ الفاخِرِ وذَا العِزِّ وَالمَجدِ وَالکِبرِیاءِ فَلا یَذِلُّ عِزُّهُ،یا عَجیبُ (3)فَلا تَنطِقُ الأَلسِنَةُ بِکُلِّ آلائِهِ وثَنائِهِ.
ص:21
یا غِیاثی عِندَ کُلِّ کُربَةٍ،ویا مُجیبی عِندَ کُلِّ دَعوَةٍ (1)،أسأَ لُکَ اللّهُمَّ یا رَبِّ الصَّلاةَ عَلی نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَماناً مِن عُقوباتِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،أن تَحبِسَ عَنّی أبصارَ الظَّلَمَةِ المُریدینَ بِیَ السّوءَ،وأَن تَصرِفَ قُلوبَهُم عَن شَرِّ ما یُضمِرونَ إلی خَیرِ ما لا یَملِکُهُ غَیرُکَ.
اللّهُمَّ هذَا الدُّعاءُ ومِنکَ الإِجابَةُ،وهذَا الجُهدُ وعَلَیکَ التُّکلانُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (2)
13.تاریخ دمشق عن عبد اللّه بن مسعود: کانَ إدریسُ النَّبِیُّ علیه السلام یَدعو بِدَعوَةٍ کانَ یَأمُرُ ألّا یُعَلِّموهَا السُّفَهاءَ فَیَدعونَ بِها،فَکانَ یَقولُ:
یا ذَا الجَلالِ واَلإِکرامِ،یا ذَا الطَّولِ،لا إلهَ إلّاأنتَ ظَهرُ اللّاجِئینَ،وجارُ المُستَجیرینَ،وأَنیسُ الخائِفینَ،إنّی أسأَ لُکَ إن کُنتُ فی امِّ الکِتابِ شَقِیّاً أن تَمحُوَ مِن امِّ الکِتابِ شَقاوَتی وتُثَبِّتَنی عِندَکَ سَعیداً،وإن کُنتُ فی امِّ الکِتابِ مَحروماً مُقتَراً عَلَیَّ فی رِزقی،أن تَمحُوَ مِن امِّ الکِتابِ حِرمانی وإقتارَ رِزقی وتُثَبِّتَنی عِندَکَ سَعیداً مُوَفَّقاً لِلخَیرِ کُلِّهِ. (3)
الکتاب
وَ نادی نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِی مِنْ أَهْلِی وَ إِنَّ وَعْدَکَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْکَمُ الْحاکِمِینَ * قالَ یا نُوحُ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَهْلِکَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَیْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّی أَعِظُکَ أَنْ تَکُونَ مِنَ الْجاهِلِینَ * قالَ رَبِّ إِنِّی أَعُوذُ بِکَ أَنْ أَسْئَلَکَ ما لَیْسَ لِی بِهِ عِلْمٌ وَ إِلاّ تَغْفِرْ لِی وَ تَرْحَمْنِی أَکُنْ مِنَ
ص:22
اَلْخاسِرِینَ . (1)
قالَ رَبِّ انْصُرْنِی بِما کَذَّبُونِ * فَأَوْحَیْنا إِلَیْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْکَ بِأَعْیُنِنا وَ وَحْیِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ فَاسْلُکْ فِیها مِنْ کُلٍّ زَوْجَیْنِ اثْنَیْنِ وَ أَهْلَکَ إِلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَیْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَ لا تُخاطِبْنِی فِی الَّذِینَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ * فَإِذَا اسْتَوَیْتَ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَکَ عَلَی الْفُلْکِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی نَجّانا مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ * وَ قُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِی مُنْزَلاً مُبارَکاً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلِینَ * إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ وَ إِنْ کُنّا لَمُبْتَلِینَ . (2)
قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِی کَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ فَتْحاً وَ نَجِّنِی وَ مَنْ مَعِیَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ * فَأَنْجَیْناهُ وَ مَنْ مَعَهُ فِی الْفُلْکِ الْمَشْحُونِ * ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِینَ . (3)
قالَ رَبِّ إِنِّی دَعَوْتُ قَوْمِی لَیْلاً وَ نَهاراً * فَلَمْ یَزِدْهُمْ دُعائِی إِلاّ فِراراً * وَ إِنِّی کُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِی آذانِهِمْ وَ اسْتَغْشَوْا ثِیابَهُمْ وَ أَصَرُّوا وَ اسْتَکْبَرُوا اسْتِکْباراً * ثُمَّ إِنِّی دَعَوْتُهُمْ جِهاراً * ثُمَّ إِنِّی أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَ أَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفّاراً * یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً * وَ یُمْدِدْکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ جَنّاتٍ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ أَنْهاراً ما لَکُمْ لا تَرْجُونَ لِلّهِ وَقاراً * وَ قَدْ خَلَقَکُمْ أَطْواراً * أَ لَمْ تَرَوْا کَیْفَ خَلَقَ اللّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً * وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِیهِنَّ نُوراً وَ جَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً * وَ اللّهُ أَنْبَتَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً * ثُمَّ یُعِیدُکُمْ فِیها وَ یُخْرِجُکُمْ إِخْراجاً * وَ اللّهُ جَعَلَ لَکُمُ الْأَرْضَ بِساطاً * لِتَسْلُکُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً * قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِی وَ اتَّبَعُوا مَنْ لَمْ یَزِدْهُ مالُهُ وَ وَلَدُهُ إِلاّ خَساراً * وَ مَکَرُوا مَکْراً کُبّاراً *وَ قالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَکُمْ وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُواعاً وَ لا یَغُوثَ وَ یَعُوقَ وَ نَسْراً * وَ قَدْ أَضَلُّوا کَثِیراً وَ لا تَزِدِ الظّالِمِینَ إِلاّ ضَلالاً * مِمّا خَطِیئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ یَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ أَنْصاراً * وَ قالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَی الْأَرْضِ مِنَ الْکافِرِینَ دَیّاراً * إِنَّکَ إِنْ تَذَرْهُمْ یُضِلُّوا عِبادَکَ وَ لا یَلِدُوا إِلاّ فاجِراً کَفّاراً * رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِ الظّالِمِینَ إِلاّ تَباراً . (4)
ص:23
کَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَکَذَّبُوا عَبْدَنا وَ قالُوا مَجْنُونٌ وَ ازْدُجِرَ * فَدَعا رَبَّهُ أَنِّی مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ * وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُیُوناً فَالْتَقَی الْماءُ عَلی أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَ حَمَلْناهُ عَلی ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ * تَجْرِی بِأَعْیُنِنا جَزاءً لِمَنْ کانَ کُفِرَ . (1)
وَ آتَیْنا مُوسَی الْکِتابَ وَ جَعَلْناهُ هُدیً لِبَنِی إِسْرائِیلَ أَلاّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِی وَکِیلاً * ذُرِّیَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراً . (2)
الحدیث
14.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ نوحاً لَمّا رَکِبَ فِی السَّفینَةِ وخافَ الغَرَقَ،قالَ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لَمّا أنجَیتَنی مِنَ الغَرَقِ»،فَنَجّاهُ اللّهُ عز و جل مِنهُ. (3)
15.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ نوحاً علیه السلام لَم یَقُم مِن خَلاءٍ قَطُّ إلّاقالَ:
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أذاقَنی لَذَّتَهُ،وأَبقی مَنفَعَتَهُ فی جَسَدی،وأَخرَجَ عَنّی أذاهُ. (4)
16.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ نوحٌ إذا أمسی وأَصبَحَ یَقولُ:«أمسَیتُ أشهَدُ أنَّهُ ما أمسی بی مِن نِعمَةٍ فی دینٍ أو دُنیا فَإِنَّها مِنَ اللّهِ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ الحَمدُ عَلَیَّ بِها کَثیراً وَالشَّکرُ کَثیراً»،فَأَنزَلَ اللّهُ: إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراً ،فَهذا کانَ شُکرُهُ. (5)
17.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ نوحٍ علیه السلام،وَجَدتُ فِی الجُزءِ الرّابِعِ مِن کِتابِ دَفعِ الهُمومِ وَالأَحزانِ،تَألیفِ أحمَدَ بنِ داوودَ النُّعمانِیِّ قالَ:
ص:24
ولَمّا نَظَرَ نوحٌ علیه السلام إلی هَولِ الماءِ وَالأَمواجِ دَخَلَهُ الرُّعبُ،فَأَوحَی اللّهُ جَلَّ وعَزَّ إلَیهِ:
قُل:لا إلهَ إلَّااللّهُ ألفَ مَرَّةٍ ا نَجِّکَ،قالَ:فَدَخَلَتِ الرّیحُ فِی الشِّراعِ،فَقالَ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ ألفاً ألفاً»،فَنَجّاهُ اللّهُ بِما قالَها. (1)
راجع:ص 245 ح 303 و ج 2 ص 378 ح 1666.
الکتاب
قالَ رَبِّ انْصُرْنِی بِما کَذَّبُونِ * قالَ عَمّا قَلِیلٍ لَیُصْبِحُنَّ نادِمِینَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّیْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظّالِمِینَ (2). (3)
الحدیث
18 . الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله دَخَلَ المَسجِدَ فَرَأی رَجُلاً ساجِداً وهُوَ یَقولُ:
ما عَلَیکَ یا رَبِّ لَو أرضَیتَ کُلَّ مَن لَهُ قِبَلی تَبِعَةٌ،وغَفَرتَ لی ما بَینی وبَینَکَ وأَدخَلتَنِی الجَنَّةَ،فَإِنَّ مَغفِرَتَکَ لِلظّالِمینَ وأَ نَا مِنَ الظّالِمینَ.
فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:اِرفَع رَأسَکَ فَقَدِ استَجابَ اللّهُ لَکَ،فَهذِهِ دَعوَةٌ ما دَعا بِها عَبدٌ مُؤمِنٌ إلَّااستَجابَ اللّهُ تَعالی لَهُ،وهِیَ دَعوَةُ أخی هودٍ علیه السلام. (4)
الکتاب
وَ أَعْتَزِلُکُمْ وَ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ وَ أَدْعُوا رَبِّی عَسی أَلاّ أَکُونَ بِدُعاءِ رَبِّی شَقِیًّا . (5)
ص:25
وَ إِذِ ابْتَلی إِبْراهِیمَ رَبُّهُ بِکَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّی جاعِلُکَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی قالَ لا یَنالُ عَهْدِی الظّالِمِینَ . (1)
وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ أَرِنِی کَیْفَ تُحْیِ الْمَوْتی قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلی وَ لکِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّیْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَیْکَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلی کُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ یَأْتِینَکَ سَعْیاً وَ اعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِیزٌ حَکِیمٌ . (2)
وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَ مَنْ کَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِیلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلی عَذابِ النّارِ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ * وَ إِذْ یَرْفَعُ إِبْراهِیمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَیْتِ وَ إِسْماعِیلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَیْنِ لَکَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَکَ وَ أَرِنا مَناسِکَنا وَ تُبْ عَلَیْنا إِنَّکَ أَنْتَ التَّوّابُ الرَّحِیمُ * رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِکَ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ یُزَکِّیهِمْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ . (3)
وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ کَثِیراً مِنَ النّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی وَ مَنْ عَصانِی فَإِنَّکَ غَفُورٌ رَحِیمٌ * رَبَّنا إِنِّی أَسْکَنْتُ مِنْ ذُرِّیَّتِی بِوادٍ غَیْرِ ذِی زَرْعٍ عِنْدَ بَیْتِکَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِیُقِیمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ یَشْکُرُونَ * رَبَّنا إِنَّکَ تَعْلَمُ ما نُخْفِی وَ ما نُعْلِنُ وَ ما یَخْفی عَلَی اللّهِ مِنْ شَیْءٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ * اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی وَهَبَ لِی عَلَی الْکِبَرِ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ إِنَّ رَبِّی لَسَمِیعُ الدُّعاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِی مُقِیمَ الصَّلاةِ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی رَبَّنا وَ تَقَبَّلْ دُعاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ یَقُومُ الْحِسابُ . (4)
رَبِّ هَبْ لِی حُکْماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصّالِحِینَ * وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ * وَ اجْعَلْنِی مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِیمِ * وَ اغْفِرْ لِأَبِی إِنَّهُ کانَ مِنَ الضّالِّینَ * وَ لا تُخْزِنِی یَوْمَ یُبْعَثُونَ * یَوْمَ لا یَنْفَعُ
ص:26
مالٌ وَ لا بَنُونَ * إِلاّ مَنْ أَتَی اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ * وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ * وَ بُرِّزَتِ الْجَحِیمُ لِلْغاوِینَ * وَ قِیلَ لَهُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ تَعْبُدُونَ . (1)
رَبِّ هَبْ لِی مِنَ الصّالِحِینَ * فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِیمٍ . (2)
قَدْ کانَتْ لَکُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِی إِبْراهِیمَ وَ الَّذِینَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنّا بُرَآؤُا مِنْکُمْ وَ مِمّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ کَفَرْنا بِکُمْ وَ بَدا بَیْنَنا وَ بَیْنَکُمُ الْعَداوَةُ وَ الْبَغْضاءُ أَبَداً حَتّی تُؤْمِنُوا بِاللّهِ وَحْدَهُ إِلاّ قَوْلَ إِبْراهِیمَ لِأَبِیهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَکَ وَ ما أَمْلِکُ لَکَ مِنَ اللّهِ مِنْ شَیْءٍ رَبَّنا عَلَیْکَ تَوَکَّلْنا وَ إِلَیْکَ أَنَبْنا وَ إِلَیْکَ الْمَصِیرُ * رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِینَ کَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ . (3)
الحدیث
19.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -عَن جَبرَئیلَ عَلَیهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-:قالَ:لَمّا أخَذَ نُمرودُ إبراهیمَ علیه السلام لِیُلقِیَهُ فِی النّارِ،قُلتُ:یا رَبِّ،عَبدُکَ وخَلیلُکَ لَیسَ فی أرضِکَ أحَدٌ یَعبُدُکَ غَیرُهُ ! قالَ اللّهُ تَعالی:هُوَ عَبدی آخُذُهُ إذا شِئتُ.
ولَمّا القِیَ إبراهیمُ علیه السلام فِی النّارِ تَلَقّاهُ جَبرَئیلُ علیه السلام فِی الهَواءِ وهُوَ یَهوی إلَی النّارِ، فَقالَ:یا إبراهیمُ،ألَکَ حاجَةٌ؟فَقالَ:أمّا إلَیکَ فَلا ! وقالَ:«یا اللّهُ،یا واحِدُ،یا أحَدُ،یا صَمَدُ،ویا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،نَجِّنی مِنَ النّارِ بِرَحمَتِکَ»، فَأَوحَی اللّهُ إلَی النّارِ: کُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ (4). (5)
20.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ إبراهیمَ علیه السلام لَمّا القِیَ فِی النّارِ قالَ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لَمّا أنجَیتَنی مِنها»،فَجَعَلَهَا اللّهُ عَلَیهِ بَرداً و سَلاماً. (6)
ص:27
21.عنه صلی الله علیه و آله: لَمّا القِیَ إبراهیمُ فِی النّارِ،قالَ:
اللّهُمَّ إنَّکَ فِی السَّماءِ واحِدٌ،وأَ نَا فِی الأَرضِ واحِدٌ أعبُدُکَ. (1)
22.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ دُعاءَ ابراهیمَ علیه السلام یَومَئِذٍ کانَ:«یا أحَدُ،یا صَمَدُ،یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد،ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ»،ثُمَّ قالَ:«تَوَکَّلتُ عَلَی اللّهِ»،فَقالَ الرَّبُّ تَبارَکَ وتَعالی:
کُفیتَ. (2)
23.الإمام الرضا علیه السلام: لَمّا رُمِیَ إبراهیمُ فِی النّارِ دَعَا اللّهَ بِحَقِّنا،فَجَعَلَ النّارَ عَلَیهِ بَرداً وسَلاماً. (3)
24.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ إبراهیمَ علیه السلام وقَد قَدَّمنا بِهِ رِوایَةً عِندَ دُعاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله یَومَ احُدٍ،ورَأَیتُ رِوایَةً اخری فی دُعاءِ إبراهیمَ علیه السلام لَمّا دُحِیَ (4)بِهِ إلَی النّارِ فَنَجّاهُ اللّهُ بِهِ، وذَکَرَ رُواتُهُ أنَّهُ مِنَ السَّرائِرِ العَظیمَةِ،وَالقَدرِ الکَبیرِ عِندَ اللّهِ سُبحانَهُ وتَعالی،فَقالَ:ما هذا لَفظُهُ:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،أنتَ المَرهوبُ یَرهَبُ مِنکَ جَمیعُ خَلقِکَ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،أنتَ الرَّفیعُ عَرشُکَ مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتِکَ،وأَنتَ المُظِلُّ عَلی کُلِّ شَیءٍ لا یُظِلُّ شَیءٌ عَلَیکَ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،أنتَ أعظَمُ مِن کُلِّ شَیءٍ فَلا یَصِلُ أحَدٌ عَظَمَتَکَ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،یا نورَ النّورِ قَدِ استَضاءَ بِنورِکَ أهلُ سَماواتِکَ وأَرضِکَ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،لا إلهَ إلّاأنتَ تَعالَیتَ أن یَکونَ لَکَ شَریکٌ،وتَکَبَّرتَ أن یَکونَ لَکَ ضِدٌّ،
ص:28
یا نورَ النّورِ،یا نورَ کُلِّ نورٍ،لا خامِدَ لِنورِکَ،یا مَلیکَ کُلِّ مَلیکٍ تَبقی ویَفنی غَیرُکَ، یا نورَ النّورِ،یا مَن مَلَأَ أرکانَ السَّماواتِ وَالأَرضِ بِعَظَمَتِهِ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،یا هُوَ یا هُوَ یا مَن لَیسَ کَهُوَ [إلّا هُوَ] (1)،یا مَن لا هُوَ إلّاهُوَ أغِثنی أغِثنِی السّاعَةَ السّاعَةَ،یا مَن أمرُهُ کَلَمحِ البَصَرِ أو هُوَ أقرَبُ،یا آهِیّاً شَراهِیّاً آذونی أصباؤُثَ آلِ شَدایَ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،یا رَبّاه یا رَبّاه یا رَبّاه یا رَبّاه یا رَبّاه، یا غایَةَ رَغبَتاهُ ومُنتَهاهُ.
فَلَمّا دَعا إبراهیمُ علیه السلام عَجِبَتِ (2)الأَملاکُ مِن صَوتِهِ،وإذَا النِّداءُ مِنَ العَلِیِّ الأَعلی:
یا نارُ کُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ ،فَخَمَدَت أسرَعَ مِن طَرفَةِ عَینٍ. (3)
راجع:ص 315 ح 364.
رَبِّ نَجِّنِی وَ أَهْلِی مِمّا یَعْمَلُونَ * فَنَجَّیْناهُ وَ أَهْلَهُ أَجْمَعِینَ * إِلاّ عَجُوزاً فِی الْغابِرِینَ . (4)
أَ إِنَّکُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَ تَقْطَعُونَ السَّبِیلَ وَ تَأْتُونَ فِی نادِیکُمُ الْمُنْکَرَ فَما کانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاّ أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللّهِ إِنْ کُنْتَ مِنَ الصّادِقِینَ * قالَ رَبِّ انْصُرْنِی عَلَی الْقَوْمِ الْمُفْسِدِینَ . (5)
الکتاب
قالَ إِنَّما أَشْکُوا بَثِّی وَ حُزْنِی إِلَی اللّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ . (6)
ص:29
فَلَمّا أَنْ جاءَ الْبَشِیرُ أَلْقاهُ عَلی وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِیراً قالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَکُمْ إِنِّی أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ * قالُوا یا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنّا کُنّا خاطِئِینَ * قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَکُمْ رَبِّی إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ . (1)
الحدیث
25.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ یَعقوبَ علیه السلام کانَ اشتَدَّ بِهِ الحُزنُ ورَفَعَ یَدَهُ إلَی السَّماءِ،و قالَ:«یا حَسَنَ الصُّحبَةِ،یا کَریمَ المَعونَةِ،یا خَیراً کُلُّهُ،ائتِنی بِرَوحٍ (2)مِنکَ و فَرَجٍ مِن عِندِکَ»، فَهَبَطَ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:یا یَعقوبُ،ألا اعَلِّمُکَ دَعَواتٍ یَرُدُّ اللّهُ عَلَیکَ بِها بَصَرَکَ ووَلَدَیکَ؟قالَ:نَعَم،قالَ:قُل:
«یا مَن لا یَعلَمُ أحَدٌ کَیفَ هُوَ وحَیثُ هُوَ وقُدرَتَهُ إلّاهُوَ،یا مَن سَدَّ الهَواءَ بِالسَّماءِ، وکَبَسَ الأَرضَ عَلَی الماءِ،وَاختارَ لِنَفسِهِ أحسَنَ الأَسماءِ،ائتِنی بِرَوحٍ مِنکَ و فَرَجٍ مِن عِندِکَ».
قالَ:فَمَا انفَجَرَ عَمودُ الصُّبحِ،حَتّی اتِیَ بِالقَمیصِ فَطُرِحَ عَلَیهِ،ورَدَّ اللّهُ عَلَیهِ بَصَرَهُ ووَلَدَهُ. (3)
26.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کانَ لِیَعقوبَ علیه السلام أخٌ مُؤاخٍ،فَقالَ لَهُ:یا یَعقوبُ،مَا الَّذی أذهَبَ بَصَرَکَ، وقَوَّسَ ظَهرَکَ؟
قالَ:أمَّا الَّذی أذهَبَ بَصَری فَالبُکاءُ عَلی یوسُفَ،وأَمَّا الَّذی قَوَّسَ ظَهری فَالحُزنُ عَلی بِنیامینَ.
فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:یا یَعقوبُ،أما تَستَحی تَشکونی إلی غَیری؟!
ص:30
فَقالَ: إِنَّما أَشْکُوا بَثِّی وَ حُزْنِی إِلَی اللّهِ ،ثُمَّ قالَ:
یا رَبِّ ارحَمِ الشَّیخَ الکَبیرَ،أذهَبتَ بَصَری،وقَوَّستَ ظَهری،اُردُد عَلَیَّ رَیحانَتی یوسُفَ أشُمُّهُ،ثُمَّ افعَل بی ما أرَدتَ.
فَأَتاهُ جِبریلُ علیه السلام فَقالَ:إنَّ اللّهَ یُقرِئُکَ السَّلامَ ویَقولُ:أبشِر وَلیَفرَح قَلبُکَ،فَوَعِزَّتی لَو کانَ مَیتاً نَشَرتُهُ لَکَ. (1)
27.الأمالی للصدوق عن ابن عبّاس: هَبَطَ جَبرَئیلُ علیه السلام عَلی یَعقوبَ علیه السلام فَقالَ:یا یَعقوبُ،ألا اعَلِّمُکَ دُعاءً یَرُدُّ اللّهُ عَلَیکَ بِهِ بَصَرَکَ،ویَرُدُّ عَلَیکَ ابنَیکَ؟قالَ:بَلی،قالَ:قُل ما قالَهُ أبوکَ آدَمُ فَتابَ اللّهُ عَلَیهِ،وما قالَهُ نوحٌ فَاستَوَت بِهِ سَفینَتُهُ عَلَی الجودِیِّ (2)و نَجا مِنَ الغَرَقِ،وما قالَهُ أبوکَ إبراهیمُ خَلیلُ الرَّحمنِ حینَ القِیَ فِی النّارِ فَجَعَلَهَا اللّهُ عَلَیهِ بَرداً و سَلاماً.
فَقالَ یَعقوبُ علیه السلام:وما ذاکَ یا جَبرَئیلُ؟فَقالَ:قُل:«یا رَبِّ ! أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ،أن تَأتِیَنی بِیوسُفَ وَابنِ یامینَ جَمیعاً،وتَرُدَّ عَلَیَّ عَینَیَّ».
فَمَا استَتَمَّ یَعقوبُ علیه السلام هذَا الدُّعاءَ،حَتّی جاءَ البَشیرُ فَأَلقی قَمیصَ یوسُفَ عَلَیهِ فَارتَدَّ بَصیراً،فَقالَ لَهُم: أَ لَمْ أَقُلْ لَکُمْ إِنِّی أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ * قالُوا یا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنّا کُنّا خاطِئِینَ * قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَکُمْ رَبِّی إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ . (3)
28.المصباح للکفعمی: رُوِیَ أنَّ مَلَکَ المَوتِ علیه السلام عَلَّمَهُ [یَعقوبَ] علیه السلام هذَا الدُّعاءَ فَدَعا بِهِ
ص:31
فَلَم یَطلُعِ الفَجرُ حَتّی اتِیَ بِقَمیصِ یوسُفَ علیه السلام وهُوَ:
یا ذَا المَعروفِ الَّذی لا یَنقَطِعُ أبَداً ولا یُحصیهِ غَیرُهُ،یا کَثیرَ الخَیرِ،یا قَدیمَ الإِحسانِ،یا دائِمَ المَعروفِ،یا مَعروفاً بِالمَعروفِ،یا مَن هُوَ بِالخَیرِ مَوصوفٌ اکفِنا شَرَّ ما یَعمَلُ الظّالِمونَ. (1)
29.المصباح للکفعمی: دُعاءٌ آخَرُ لِیَعقوبَ علیه السلام دَعا بِهِ لِوُلدِهِ فَتابَ اللّهُ عَلَیهِم وهُوَ:
یا رَجاءَ المُؤمِنینَ لا تَقطَع رَجائی،یا غِیاثَ المُؤمِنینَ أغِثنی،یا مانِعَ المُؤمِنینَ امنَعنی،یا مُجیبَ (یا مُحِبَّ خ ل) التَّوّابینَ تُب عَلَینا. (2)
30.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ یَعقوبَ علیه السلام لَمّا رَدَّ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ عَلَیهِ یوسُفَ علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا مَن خَلَقَ الخَلقَ بِغَیرِ مِثالٍ،ویا مَن بَسَطَ الأَرضَ بِغَیرِ أعوانٍ،ویا مَن دَبَّرَ الاُمورَ بِغَیرِ وَزیرٍ،ویا مَن یَرزُقُ الخَلقَ بِغَیرِ مُشیرٍ،ویا مَن یُخَرِّبُ الدُّنیا بِغَیرِ استیمارٍ.
ثُمَّ تَدعو بِما شِئتَ تُستَجابُ. (3)
الکتاب
قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَیَّ مِمّا یَدْعُونَنِی إِلَیْهِ وَ إِلاّ تَصْرِفْ عَنِّی کَیْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَیْهِنَّ وَ أَکُنْ مِنَ الْجاهِلِینَ * فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ کَیْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ . (4)
رَبِّ قَدْ آتَیْتَنِی مِنَ الْمُلْکِ وَ عَلَّمْتَنِی مِنْ تَأْوِیلِ الْأَحادِیثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَنْتَ وَلِیِّی فِی
ص:32
اَلدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ تَوَفَّنِی مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصّالِحِینَ . (1)
الحدیث
31.الإمام الصادق علیه السلام: جاءَ جَبرَئیلُ علیه السلام إلی یوسُفَ وهُوَ فِی السِّجنِ،فَقالَ لَهُ:یا یوسُفُ، قُل فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ [ فَریضَةٍ ] (2):
اللّهُمَّ اجعَل لی فَرَجاً ومَخرَجاً،وَارزُقنی مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ. (3)
32.الکافی عن مسمع عن الإمام الصادق علیه السلام: لَمّا طَرَحَ إخوَةُ یوسُفَ یوسُفَ فِی الجُبِّ،أتاهُ جَبرَئیلُ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیهِ فَقالَ:یا غُلامُ،ما تَصنَعُ هاهُنا؟فَقالَ:إنَّ إخوَتی ألقَونی فِی الجُبِّ،قالَ:فَتُحِبُّ أن تَخرُجَ مِنهُ؟قالَ:ذاکَ إلَی اللّهِ عز و جل،إن شاءَ أخرَجَنی.قالَ:فَقالَ لَهُ:إنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ لَکَ:اُدعُنی بِهذَا الدُّعاءِ حَتّی اخرِجَکَ مِنَ الجُبِّ.فَقالَ لَهُ:ومَا الدُّعاءُ؟فَقالَ:قُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّ لَکَ الحَمدَ،لا إلهَ إلّاأنتَ المَنّانُ،بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ لی مِمّا أنَا فیهِ فَرَجاً ومَخرَجاً.
قالَ:ثُمَّ کانَ مِن قِصَّتِهِ ما ذَکَرَ اللّهُ فی کِتابِهِ. (4)
ص:33
33.تفسیر العیاشی عن إسحاق بن یسار عن الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ بَعَثَ إلی یوسُفَ وهُوَ فِی السِّجنِ:یَابنَ یَعقوبَ ما أسکَنَکَ مَعَ الخَطّائینَ؟قالَ:جُرمی.قالَ:فَاعتَرَفَ بِجُرمِهِ فَاُخرِجَ،فَاعتَرَفَ بِمَجلِسِهِ مِنها مَجلِسَ الرَّجُلِ مِن أهلِهِ،فَقالَ لَهُ:اُدعُ بِهذَا الدُّعاءِ:
یا کَبیرَ کُلِّ کَبیرٍ،یا مَن لا شَریکَ لَهُ ولا وَزیرَ،یا خالِقَ الشَّمسِ وَالقَمَرِ المُنیرِ،یا عِصمَةَ المُضطَرِّ الضَّریرِ،یا قاصِمَ کُلِّ جَبّارٍ مُبیرٍ (1)،یا مُغنِیَ البائِسِ الفَقیرِ،یا جابِرَ العَظمِ الکَسیرِ،یا مُطلِقَ المُکَبَّلِ الأَسیرِ،أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،أن تَجعَلَ لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً وتَرزُقَنی مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ.
قالَ:فَلَمّا أصبَحَ دَعاهُ المَلِکُ فَخَلّی سَبیلَهُ،وذلِکَ قَولُهُ: وَ قَدْ أَحْسَنَ بِی إِذْ أَخْرَجَنِی مِنَ السِّجْنِ (2). (3)
34.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَمّا القِیَ یوسُفُ فِی الجُبِّ،أتاهُ جِبریلُ علیه السلام فَقالَ لَهُ:یا غُلامُ مَن ألقاکَ فی هذَا الجُبِّ؟قالَ:إخوَتی،قالَ:ولِمَ؟قالَ:لِمَوَدَّةِ أبی إیّایَ حَسَدونی.قالَ:تُریدُ الخُروجَ مِن هاهُنا؟قالَ:ذاکَ إلی إلهِ یَعقوبَ.قالَ:قُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ المَخزونِ المَکنونِ،یا بَدیعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،أن تَغفِرَ لی ذَنبی وتَرحَمَنی،وأَن تَجعَلَ لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً، وأَن تَرزُقَنی مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ.
فَقالَها،فَجَعَلَ اللّهُ لَهُ مِن أمرِهِ فَرَجاً ومَخرَجاً،ورَزَقَهُ مُلکَ مِصرَ مِن حَیثُ لا یَحتَسِبُ.
فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:ألِظّوا (4)بِهؤُلاءِ الکَلِماتِ فَإِنَّهُنَّ دُعاءُ المُصطَفَینَ الأَخیارِ. (5)
ص:34
35.الأمالی للطوسی عن أبی بصیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن دُعاءِ یوسُفَ علیه السلام ما کانَ؟ فَقالَ:إنَّ دُعاءَ یوسُفَ علیه السلام کانَ کَثیراً،لکِن لَمَّا اشتَدَّ عَلَیهِ الحَبسُ خَرَّ للّهِ ِ ساجِداً وقالَ:
اللّهُمَّ إن کانَتِ الذُّنوبُ قَد أخلَقَت وَجهی عِندَکَ فَلَن تَرفَعَ لی إلَیکَ صَوتاً،فَأَنَا أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِوَجهِ الشَّیخِ یَعقوبَ.
قالَ:ثُمَّ بَکی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام وقالَ:صَلَّی اللّهُ عَلی یَعقوبَ وعَلی یوسُفَ،وأَ نَا أقولُ:
اللّهُمَّ بِاللّهِ وبِرَسولِهِ صلی الله علیه و آله. (1)
36.الأمالی للصدوق عن أبی بصیر: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ علیه السلام:ما کانَ دُعاءُ یوسُفَ علیه السلام فِی الجُبِّ،فَإِنّا قَدِ اختَلَفنا فیهِ؟فَقالَ:إنَّ یوسُفَ علیه السلام لَمّا صارَ فِی الجُبِّ وأَیِسَ مِنَ الحَیاةِ،قالَ:«اللّهُمَّ إن کانَتِ الخَطایا وَالذُّنوبُ قَد أخلَقَت وَجهی عِندَکَ،فَلَن تَرفَعَ لی إلَیکَ صَوتاً ولَن تَستَجیبَ لی دَعوَةً،فَإِنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ الشَّیخِ یَعقوبَ،فَارحَم ضَعفَهُ وَاجمَع بَینی وبَینَهُ،فَقَد عَلِمتَ رِقَّتَهُ عَلَیَّ وشَوقی إلَیهِ».
ثُمَّ بَکی أبو عَبدِ اللّهِ الصّادِقُ علیه السلام ثُمَّ قالَ:وأَ نَا أقولُ:
اللّهُمَّ إن کانَتِ الخَطایا وَالذُّنوبُ قَد أخلَقَت وَجهی عِندَکَ فَلَن تَرفَعَ لی إلَیکَ صَوتاً، فَإِنّی أسأَ لُکَ بِکَ فَلَیسَ کَمِثلِکَ شَیءٌ،وأَتَوَجَّهُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحمَةِ،یا اللّهُ،یا اللّهُ،یا اللّهُ،یا اللّهُ،یا اللّهُ.
ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:قولوا هذا وأَکثِروا مِنهُ،فَإِنّی کَثیراً ما أقولُهُ عِندَ الکُرَبِ العِظامِ. (2)
37.فلاح السائل عن ابن خارجة: شَکَوتُ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام تَغَیُّرَ حالی،فَقالَ لی:فَأَینَ أنتَ عَن دُعاءِ یوسُفَ؟فَقُلتُ:وما دُعاءُ یوسُفَ؟فَقالَ:کانَ یَقولُ:
ص:35
سَکَنَ (1)جِسمی مِنَ البَلوی،وسَبَقَنی لِسانی بِالخَطیئَةِ،فَإِن یَکُن وَجهی خَلُقَ عِندَکَ، وحَجَبَتِ الذُّنوبُ صَوتی عَنکَ،فَإِنّی أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِوَجهِ الشَّیخِ یَعقوبَ.
قالَ:قُلتُ:فَإِنَّ یوسُفَ یَقولُ بِوَجهِ الشَّیخِ یَعقوبَ،فَما أقولُ أنَا؟قالَ:تَقولُ:بِوَجهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلی أهلِ بَیتِهِ. (2)
38.قصص الأنبیاء للراوندی عن هشام بن سالم: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:ما بَلَغَ مِن حُزنِ یَعقوبَ عَلی یوسُفَ؟قالَ:حُزنُ سَبعینَ ثَکلی،قالَ:ولَمّا کانَ یوسُفُ علیه السلام فِی السِّجنِ دَخَلَ عَلَیهِ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:إنَّ اللّهَ تَعالَی ابتَلاکَ وَابتَلی أباکَ،وإنَّ اللّهَ یُنَجّیکَ مِن هذَا السِّجنِ،فَاسأَلِ اللّهَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،أن یُخَلِّصَکَ مِمّا أنتَ فیهِ،فَقالَ یوسُفُ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،إلّاعَجَّلتَ فَرَجی وأَرَحتَنی مِمّا أنَا فیهِ. (3)
39.الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا عن أبی سعید مؤذّن الطائف: إنَّ جِبریلَ أتی یوسُفَ علیه السلام فَقالَ:یا یوسُفُ،اشتَدَّ عَلَیکَ الحَبسُ؟قالَ:نَعَم،قالَ:قُل:
اللّهُمَّ اجعَل لی فی کُلِّ ما أهَمَّنی وکَرَبَنی مِن أمرِ دُنیایَ وآخِرَتی فَرَجاً ومَخرَجاً، وَارزُقنی مِن حَیثُ لا أحتَسِبُ،وَاغفِر لی ذُنوبی،وثَبِّت رَجاکَ فی قَلبی،وَاقطَعهُ عَمَّن سِواکَ،حَتّی لا أرجُوَ أحَداً غَیرَکَ. (4)
40.الفرج بعد الشدّة لابن أبی الدنیا عن محمود بن عمر عن رجل من أهل الکوفة: إنَّ جِبریلَ دَخَلَ عَلی یوسُفَ السِّجنَ،فَقالَ:یا طَبیبُ،ما أدخَلَکَ عَلَیَّ هاهُنا؟قالَ:أنتَ أدخَلتَنی ! قالَ:قُل:
ص:36
اللّهُمَّ یا شاهِداً غَیرَ غائِبٍ،ویا قَریباً غَیرَ بَعیدٍ،ویا غالِباً غَیرَ مَغلوبٍ،اجعَل لی فی أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،وَارزُقنی مِن حَیثُ لا أحتَسِبُ. (1)
41.المجتنی: مِن دُعاءِ یَعقوبَ ویوسُفَ،عَلَّمَهُ جَبرَئیلُ علیه السلام وهُوَ فِی الجُبِّ:
اللّهُمَّ یا لَطیفاً فَوقَ کُلِّ لَطیفٍ،الطُف بی فی جَمیعِ أحوالی کَما احِبُّ وأَرضی فی دُنیایَ وآخِرَتی. (2)
42.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ رِوایَةٌ اخری وَجَدناها بِدُعاءِ یوسُفَ علیه السلام فِی الجُبِّ ولَعَلَّهُ دَعا بِها،وهِیَ:
یا صَریخَ المُستَصرِخینَ،ویا غَوثَ المُستَغیثینَ،ویا مُفَرِّجَ کَربِ المَکروبینَ،قَد تَری مَکانی،وتَعرِفُ حالی،ولا یَخفی عَلَیکَ شَیءٌ مِن أمری. (3)
43.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ یوسُفَ علیه السلام لَمَّا اتَّهَمَهُ العَزیزُ بِزُلیخا،وهُوَ أنَّهُ صَلّی رَکعَتَینِ ثُمَّ دَعا وهُوَ مَرفوعٌ رَأسُهُ إلَی السَّماءِ فَقالَ:
اللّهُمَّ ارحَم صِغَرَ سِنّی،وضَعفَ رُکنی (4)،وقِلَّةَ حیلَتی؛فَإِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ، فَاذکُرنی بِصَلاحِ یَعقوبَ،وصَبرِ إسحاقَ،ویَقینِ إسماعیلَ،وشَیبَةِ إبراهیمَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
فَبَکَت لِبُکائِهِ المَلائِکَةُ فِی السَّماواتِ. (5)
44.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ یوسُفَ علیه السلام فی بَعضِ أوقاتِ بَلواهُ:
یا راحِمَ المَساکینِ،ویا رازِقَ المُتَکَلِّمینَ،ویا رَبَّ العالَمینَ،ویا مالِکَ یَومِ الدّینِ،
ص:37
ویا غِیاثَ المَکروبینَ،ویا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ،ویا أحکَمَ الحاکِمینَ،ویا أسرَعَ الحاسِبینَ،ویا خَیرَ المَسؤولینَ،ویا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا کَبیرَ کُلِّ کَبیرٍ،ویا مَن لا شَریکَ لَهُ ولا وَزیرَ،یا مَن هُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،یا مَن هُوَ عَلیمٌ خَبیرٌ،یا مَن هُوَ بِکُلِّ شَیءٍ بَصیرٌ،یا خالِقَ الشَّمسِ وَالقَمَرِ المُنیرِ،یا جابِرَ العَظمِ الکَسیرِ،یا مُغنِیَ البائِسِ الفَقیرِ،یا مُطلِقَ المُکَبَّلِ الأَسیرِ،یا مُدَبِّرَ الأَمرِ ثُمَّ إلَیهِ المَصیرُ.
یا مَن لا یُجارُ عَلَیهِ وهُوَ یُجیرُ،یا مَن یُحیِی المَوتی وهُوَ عَلَیهِ یَسیرٌ،یا عِصمَةَ الخائِفِ المُستَجیرِ،یا مُغنِیَ الفَقیرِ الضَّریرِ،یا حافِظَ الطِّفلِ الصَّغیرِ،یا راحِمَ الشَّیخِ الکَبیرِ،یا مَن لا یَخفی عَلَیهِ خافِیَةٌ فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ،یا غافِرَ الذُّنوبِ،یا عَلّامَ الغُیوبِ،یا ساتِرَ العُیوبِ،أسأَ لُکَ (1)أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَغفِرَ لی ولِوالِدَیَّ وتَجاوَزَ عَنّا فیما تَعلَمُ،فَإِنَّکَ الأَعَزُّ الأَکرَمُ. (2)
راجع:ج 3 ص 584 ح 2459.
قالَ الْمَلَأُ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّکَ یا شُعَیْبُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا مَعَکَ مِنْ قَرْیَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِی مِلَّتِنا قالَ أَ وَ لَوْ کُنّا کارِهِینَ * قَدِ افْتَرَیْنا عَلَی اللّهِ کَذِباً إِنْ عُدْنا فِی مِلَّتِکُمْ بَعْدَ إِذْ نَجّانَا اللّهُ مِنْها وَ ما یَکُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِیها إِلاّ أَنْ یَشاءَ اللّهُ رَبُّنا وَسِعَ رَبُّنا کُلَّ شَیْءٍ عِلْماً عَلَی اللّهِ تَوَکَّلْنا رَبَّنَا افْتَحْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ . (3)
ص:38
الکتاب
قالُوا یا مُوسی إِنّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِیها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّکَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَ * قالَ رَبِّ إِنِّی لا أَمْلِکُ إِلاّ نَفْسِی وَ أَخِی فَافْرُقْ بَیْنَنا وَ بَیْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِینَ * قالَ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَیْهِمْ أَرْبَعِینَ سَنَةً یَتِیهُونَ فِی الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَی الْقَوْمِ الْفاسِقِینَ . (1)
وَ لَمّا جاءَ مُوسی لِمِیقاتِنا وَ کَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْکَ قالَ لَنْ تَرانِی وَ لکِنِ انْظُرْ إِلَی الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَکانَهُ فَسَوْفَ تَرانِی فَلَمّا تَجَلّی رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَکًّا وَ خَرَّ مُوسی صَعِقاً فَلَمّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَکَ تُبْتُ إِلَیْکَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ . (2)
قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ لِأَخِی وَ أَدْخِلْنا فِی رَحْمَتِکَ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ . (3)
وَ اخْتارَ مُوسی قَوْمَهُ سَبْعِینَ رَجُلاً لِمِیقاتِنا فَلَمّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَکْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَ إِیّایَ أَ تُهْلِکُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنّا إِنْ هِیَ إِلاّ فِتْنَتُکَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَ تَهْدِی مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِیُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا وَ أَنْتَ خَیْرُ الْغافِرِینَ * وَ اکْتُبْ لَنا فِی هذِهِ الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ إِنّا هُدْنا إِلَیْکَ قالَ عَذابِی أُصِیبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَ یُؤْتُونَ الزَّکاةَ وَ الَّذِینَ هُمْ بِآیاتِنا یُؤْمِنُونَ . (4)
وَ قالَ مُوسی رَبَّنا إِنَّکَ آتَیْتَ فِرْعَوْنَ وَ مَلَأَهُ زِینَةً وَ أَمْوالاً فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا رَبَّنا لِیُضِلُّوا عَنْ سَبِیلِکَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلی أَمْوالِهِمْ وَ اشْدُدْ عَلی قُلُوبِهِمْ فَلا یُؤْمِنُوا حَتّی یَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِیمَ . (5)
اذْهَبْ إِلی فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغی * قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِی صَدْرِی * وَ یَسِّرْ لِی أَمْرِی * وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِی * یَفْقَهُوا قَوْلِی * وَ اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی * هارُونَ أَخِی * اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِی * وَ أَشْرِکْهُ
ص:39
فِی أَمْرِی * کَیْ نُسَبِّحَکَ کَثِیراً * وَ نَذْکُرَکَ کَثِیراً * إِنَّکَ کُنْتَ بِنا بَصِیراً * قالَ قَدْ أُوتِیتَ سُؤْلَکَ یا مُوسی . (1)
اذْهَبا إِلی فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغی * فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَیِّناً لَعَلَّهُ یَتَذَکَّرُ أَوْ یَخْشی * قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ یَفْرُطَ عَلَیْنا أَوْ أَنْ یَطْغی * قالَ لا تَخافا إِنَّنِی مَعَکُما أَسْمَعُ وَ أَری * فَأْتِیاهُ فَقُولا إِنّا رَسُولا رَبِّکَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِی إِسْرائِیلَ وَ لا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْناکَ بِآیَةٍ مِنْ رَبِّکَ وَ السَّلامُ عَلی مَنِ اتَّبَعَ الْهُدی * إِنّا قَدْ أُوحِیَ إِلَیْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلی مَنْ کَذَّبَ وَ تَوَلّی . (2)
وَ إِذْ نادی رَبُّکَ مُوسی أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظّالِمِینَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَ لا یَتَّقُونَ * قالَ رَبِّ إِنِّی أَخافُ أَنْ یُکَذِّبُونِ * وَ یَضِیقُ صَدْرِی وَ لا یَنْطَلِقُ لِسانِی فَأَرْسِلْ إِلی هارُونَ * وَ لَهُمْ عَلَیَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ یَقْتُلُونِ . (3)
قالَ رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی فَاغْفِرْ لِی فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ * قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَیَّ فَلَنْ أَکُونَ ظَهِیراً لِلْمُجْرِمِینَ . (4)
وَ جاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَی الْمَدِینَةِ یَسْعی قالَ یا مُوسی إِنَّ الْمَلَأَ یَأْتَمِرُونَ بِکَ لِیَقْتُلُوکَ فَاخْرُجْ إِنِّی لَکَ مِنَ النّاصِحِینَ * فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً یَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِی مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ * وَ لَمّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْیَنَ قالَ عَسی رَبِّی أَنْ یَهْدِیَنِی سَواءَ السَّبِیلِ * وَ لَمّا وَرَدَ ماءَ مَدْیَنَ وَجَدَ عَلَیْهِ أُمَّةً مِنَ النّاسِ یَسْقُونَ وَ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَیْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُکُما قالَتا لا نَسْقِی حَتّی یُصْدِرَ الرِّعاءُ وَ أَبُونا شَیْخٌ کَبِیرٌ * فَسَقی لَهُما ثُمَّ تَوَلّی إِلَی الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّی لِما أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ * فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِی عَلَی اسْتِحْیاءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِی یَدْعُوکَ لِیَجْزِیَکَ أَجْرَ ما سَقَیْتَ لَنا فَلَمّا جاءَهُ وَ قَصَّ عَلَیْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ * قالَتْ إِحْداهُما یا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَیْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِیُّ الْأَمِینُ * قالَ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أُنْکِحَکَ إِحْدَی ابْنَتَیَّ هاتَیْنِ عَلی أَنْ تَأْجُرَنِی ثَمانِیَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِکَ وَ ما أُرِیدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَیْکَ سَتَجِدُنِی إِنْ
ص:40
شاءَ اللّهُ مِنَ الصّالِحِینَ * قالَ ذلِکَ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ أَیَّمَا الْأَجَلَیْنِ قَضَیْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَیَّ وَ اللّهُ عَلی ما نَقُولُ وَکِیلٌ * فَلَمّا قَضی مُوسَی الْأَجَلَ وَ سارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْکُثُوا إِنِّی آنَسْتُ ناراً لَعَلِّی آتِیکُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النّارِ لَعَلَّکُمْ تَصْطَلُونَ * فَلَمّا أَتاها نُودِیَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَیْمَنِ فِی الْبُقْعَةِ الْمُبارَکَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ یا مُوسی إِنِّی أَنَا اللّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ * وَ أَنْ أَلْقِ عَصاکَ فَلَمّا رَآها تَهْتَزُّ کَأَنَّها جَانٌّ وَلّی مُدْبِراً وَ لَمْ یُعَقِّبْ یا مُوسی أَقْبِلْ وَ لا تَخَفْ إِنَّکَ مِنَ الْآمِنِینَ * اسْلُکْ یَدَکَ فِی جَیْبِکَ تَخْرُجْ بَیْضاءَ مِنْ غَیْرِ سُوءٍ وَ اضْمُمْ إِلَیْکَ جَناحَکَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِکَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّکَ إِلی فِرْعَوْنَ وَ مَلاَئِهِ إِنَّهُمْ کانُوا قَوْماً فاسِقِینَ * قالَ رَبِّ إِنِّی قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ یَقْتُلُونِ * وَ أَخِی هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّی لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِی رِدْءاً یُصَدِّقُنِی إِنِّی أَخافُ أَنْ یُکَذِّبُونِ * قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَکَ بِأَخِیکَ وَ نَجْعَلُ لَکُما سُلْطاناً فَلا یَصِلُونَ إِلَیْکُما بِآیاتِنا أَنْتُما وَ مَنِ اتَّبَعَکُمَا الْغالِبُونَ . (1)
فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ * فَأَسْرِ بِعِبادِی لَیْلاً إِنَّکُمْ مُتَّبَعُونَ * وَ اتْرُکِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ . (2)
الحدیث
45.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ موسی علیه السلام لَمّا ألقی عَصاهُ وأَوجَسَ فی نَفسِهِ خیفَةً،قالَ:«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لَمّا آمَنتَنی»،فَقالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ: لا تَخَفْ إِنَّکَ أَنْتَ الْأَعْلی (3). (4)
46.عنه صلی الله علیه و آله: قالَ لی جَبرَئیلُ علیه السلام:ألا اعَلِّمُکَ الکَلِماتِ الَّتی قالَهُنَّ موسی علیه السلام حینَ انفَلَقَ لَهُ البَحرُ؟قالَ:قُلتُ:بَلی.قالَ:قُل:
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ وإلَیکَ المُشتَکی،وبِکَ المُستَغاثُ وأَنتَ المُستَعانُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ
ص:41
إلّا بِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (1)
47.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ موسی سَأَلَ رَبَّهُ عز و جل أن یُعَلِّمَهُ دَعَواتٍ یَبلُغُ بِهِنَّ رِضاهُ،فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:یا عَبدی موسی قُل:
اللّهُمَّ أعِنّی عَلی ذِکرِکَ وشُکرِکَ وحُسنِ عِبادَتِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ مُؤذٍ،وصاحِبِ غَفلَةٍ،إن ذَکَرتُ لَم یُعِنّی،وإن نَسیتُ لَم یُذَکِّرنی. (2)
48.علل الشرائع عن إسحاق بن عمّار: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ،إنَّ موسَی علیه السلام احتُبِسَ عَنهُ الوَحیُ أربَعینَ أو ثَلاثینَ صَباحاً قالَ:فَصَعِدَ عَلی جَبَلٍ بِالشّامِ یُقالُ لَهُ:أریحا، فَقالَ:
یا رَبِّ ! إن کُنتَ حَبَستَ عَنّی وَحیَکَ وکَلامَکَ لِذُنوبِ بَنی إسرائیلَ،فَغُفرانَکَ القَدیمَ. (3)
49.الإمام الکاظم علیه السلام: کانَ مِن قَولِ موسی علیه السلام حینَ دَخَلَ عَلی فِرعَونَ:«اللّهُمَّ إنّی أدرَأُ إلَیکَ فی نَحرِهِ،وأَستَجیرُ بِکَ مِن شَرِّهِ،وأَستَعینُ بِکَ»،فَحَوَّلَ اللّهُ ما کانَ فی قَلبِ فِرعَونَ مِنَ الأَمنِ خَوفاً. (4)
50.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ موسی علیه السلام لَمّا وَقَفَ عَلی فِرعونَ:
اللّهُمَّ بَدیعَ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ،ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،الَّذی نَواصِی العِبادِ بِیَدِکَ،فَإِنَّ فِرعَونَ وجَمیعَ أهلِ السَّماواتِ وأَهلِ الأَرضِ وما بَینَهُما عَبیدُکَ نَواصیهِم بِیَدِکَ،وأَنتَ تَصرِفُ القُلوبَ حَیثُ شِئتَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِخَیرِکَ مِن شَرِّهِ،وأَسأَ لُکَ بِخَیرِکَ مِن
ص:42
خَیرِهِ،عَزَّ جارُکَ وجَلَّ ثَناؤُکَ ولا إلهَ غَیرُکَ،کُن لَنا جاراً مِن فِرعَونَ وجُنودِهِ. (1)
51.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءٌ آخَرُ لِموسی علیه السلام:
لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ،ورَبِّ الأَرَضینَ السَّبعِ،ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،اللّهُمَّ إنّی أدرَأُ بِکَ فی نَحرِهِ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّهِ،وأَستَعینُکَ عَلَیهِ،فَاکفِنیهِ بِما شِئتَ. (2)
52.قصص الأنبیاء للثعلبی عن عبد اللّه بن سلام: إنَّ موسی علیه السلام لَمَّا انتَهی إلَی البَحرِ قالَ:«یا مَن کانَ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،وَالمُکَوِّنُ لِکُلِّ شَیءٍ،وَالکائِنُ بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،اجعَل لَنا فَرَجاً ومَخرَجاً»،فَأَوحَی اللّهُ تَعالی إلَیهِ: أَنِ اضْرِبْ بِعَصاکَ الْبَحْرَ فَضَرَبَ بِعَصاهُ البَحرَ فَانْفَلَقَ فَکانَ کُلُّ فِرْقٍ کَالطَّوْدِ الْعَظِیمِ (3). (4)
53.الأسماء والصفات للبیهقی عن الضحّاک: دُعاءُ موسی حینَ تَوَجَّهَ إلی فِرعَونَ،ودُعاءُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَومَ حُنَینٍ،ودُعاءٌ لِکُلِّ مَکروبٍ:
کُنتَ وتَکونُ،وأَنتَ حَیٌّ لا تَموتُ،تَنامُ العُیونُ،وتَنکَدِرُ (5)النُّجومُ،وأَنتَ حَیٌّ قَیّومٌ،ولا تَأخُذُکَ سِنَةٌ ولا نَومٌ،یا حَیُّ یا قَیّومُ. (6)
الکتاب
وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ
ص:43
سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ کَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ . (1)
الحدیث
54.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: هذِهِ الآیَةُ مَفزَعُ الأَنبِیاءِ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ ؛ نادی بِها یونُسُ فِی ظُلمَةِ بَطنِ الحوتِ. (2)
55.عنه صلی الله علیه و آله: لَقَد کانَ دُعاءُ أخی یونُسَ عَجَباً؛أوَّلُهُ تَهلیلٌ،وأَوسَطُهُ تَسبیحٌ،وآخِرُهُ إقرارٌ بِالذَّنبِ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ ،ما دَعا بِهِ مَهمومٌ ولا مَغمومٌ ولا مَکروبٌ ولا مَدیونٌ فی یَومٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ،إلَّااستُجیبَ لَهُ. (3)
56.عنه صلی الله علیه و آله: دَعوَةُ ذِی النّونِ إذ دَعا بِها وهُوَ فی بَطنِ الحوتِ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ فَإِنَّهُ لَن یَدعُوَ بِها مُسلِمٌ فی شَیءٍ قَطُّ إلَّااستَجابَ اللّهُ لَهُ. (4)
57.السنن الکبری للنسائی عن سعد بن أبی وقّاص: کُنّا جُلوساً عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:ألا اخبِرُکُم-أو احَدِّثُکُم-بِشَیءٍ إذا نَزَلَ بِرَجُلٍ مِنکُم کَربٌ أو بَلاءٌ مِن بَلاءِ الدُّنیا دَعا بِهِ فُرِّجَ عَنهُ؟
فَقیلَ لَهُ:بَلی.
قالَ:دُعاءُ ذِی النّونِ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ . (5)
58.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ یونُسَ بنِ مَتّی علیه السلام وهُوَ:«یا رَبِّ مِنَ الجِبالِ أنزَلتَنی،
ص:44
ومِنَ المَسکَنِ أخرَجتَنی،وفِی البِحارِ صَیَّرتَنی،وفی بَطنِ الحوتِ حَبَستَنی،فَلا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ»،فَأَنجاهُ اللّهُ مِنَ الغَمِّ. (1)
59.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءٌ آخَرُ لِیونُسَ بنِ مَتّی علیه السلام وهُوَ:
یا رَبِّ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ الحُسنی،وآلائِکَ العُلیا،وأَسأَ لُکَ یا اللّهُ یا اللّهُ، یا کَبیرُ یا جَلیلُ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا فَردُ یا دائِمُ،و یا وَترُ یا أحَدُ،یا صَمَدُ یا اللّهُ،لا إلهَ إلّاأنتَ،أسأَ لُکَ بِلا إلهَ إلّاأنتَ؛أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَغفِرَ لی ذُنوبی،وأَن تُحَرِّمَ جَسَدی عَلَی النّارِ.
اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ المُنزَلِ عَلی موسی ألّا تَرُدُّوا السّائِلینَ عَن أبوابِکُم،ونَحنُ عَلی بابِکَ فَلا تَرُدَّنا.
اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ المُنزَلِ عَلی نَبِیِّکَ موسی أنِ اغفِروا لِلظّالِمینَ،ونَحنُ الظّالِمونَ عَلی بابِکَ،فَاغفِر لَنا.
اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ المُنزَلِ عَلی موسَی بنِ عِمرانَ أن أعتِقُوا الأَرقابَ (2)،ونَحنُ عَبیدُکَ فَأَعتِقنا مِنَ النّارِ. (3)
الکتاب
وَ لَقَدْ آتَیْنا داوُدَ وَ سُلَیْمانَ عِلْماً وَ قالاَ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی فَضَّلَنا عَلی کَثِیرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِینَ . (4)
ص:45
الحدیث
60.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: کانَ مِن دُعاءِ داوودَ یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ حُبَّکَ وحُبَّ مَن یُحِبُّکَ،وَالعَمَلَ الَّذی یُبَلِّغُنی حُبَّکَ،اللّهُمَّ اجعَل حُبَّکَ أحَبَّ إلَیَّ مِن نَفسی وأَهلی،ومِنَ الماءِ البارِدِ. (1)
61.سنن النسائی عن عطاء بن أبی مروان عن أبیه: إنَّ کَعباً حَلَفَ لَهُ بِاللّهِ الَّذی فَلَقَ البَحرَ لِموسی،إنّا لَنَجِدُ فِی التَّوراةِ أنَّ داوودَ نَبِیَّ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وسَلَّمَ،کانَ إذَا انصَرَفَ مِن صَلاتِهِ قالَ:
اللّهُمَّ أصلِح لی دینِیَ الَّذی جَعَلتَهُ لی عِصمَةً،وأَصلِح لی دُنیایَ الَّتی جَعَلتَ فیها مَعاشی،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِرِضاکَ مِن سَخَطِکَ،وأَعوذُ بِعَفوِکَ مِن نَقِمَتِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِنکَ، لا مانِعَ لِما أعطَیتَ ولا مُعطِیَ لِما مَنَعتَ،ولا یَنفَعُ ذَا الجَدِّ مِنکَ الجَدُّ.
قالَ:وحَدَّثَنی کَعبٌ أنَّ صُهَیباً حَدَّثَهُ أنَّ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُهُنَّ عِندَ انصرافِهِ مِن صَلاتِهِ. (2)
62.الفرج بعد الشدّة للتنوخی: دُعاءٌ لِداوودَ علیه السلام:
سُبحانَ مُستَخرِجِ الدُّعاءِ بِالبَلاءِ،سُبحانَ مُستَخرِجِ الشُّکرِ بِالرَّخاءِ. (3)
63.الزهد لابن حنبل عن الحسن: کانَ داوودُ النَّبِیُّ علیه السلام یَقولُ:
ص:46
اللّهُمَّ لا مَرَضٌ یُضنینی (1)،ولا صِحَّةٌ تُنسینی،ولکِن بَینَ ذلِکَ. (2)
64.المصنّف لابن أبی شیبة عن ابن بریدة: إنَّ داوودَ النَّبِیَّ علیه السلام کانَ یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن عَمَلٍ یُخزینی،وهَویً یُردینی،وفَقرٍ یُنسینی،وغِنیً یُطغینی. (3)
65.المعجم الأوسط،عن ابن عبّاس: کانَ مِن دُعاءِ داوودَ النَّبِیِّ علیه السلام:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن مالٍ یَکونُ عَلَیَّ فِتنَةً،ومِن وَلَدٍ یَکونُ عَلَیَّ وَبالاً،ومِنِ امرَأَةِ السَّوءِ تُقَرِّبُ الشَّیبَ قَبلَ المَشیبِ،وأَعوذُ بِکَ مِن جارِ سَوءٍ تَرعانی عَیناهُ وتَسمَعُنی اذُناهُ؛إن رَأی حَسَنَةً دَفَنَها،وإن رَأی سَیِّئَةً أذاعَها. (4)
66.الدر المنثور: أخرَجَ أحمَدُ عَن سَعیدِ بنِ أبی هِلالٍ:کانَ داوودُ علیه السلام إذا قامَ مِنَ اللَّیلِ یَقولُ:
اللّهُمَّ نامَتِ العُیونُ،وغارَتِ النُّجومُ،وأَنتَ الحَیُّ القَیّومُ الَّذی لا تَأخُذُکَ سِنَةٌ ولا نَومٌ. (5)
67.الدعاء للطبرانی عن کعب الحبر: إنَّ نَبِیَّ اللّهِ داوودَ علیه السلام کانَ یَقولُ إذا أصبَحَ:«اللّهُمَّ عالِمَ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،اعصِمنی فی هذَا الیَومِ مِن شَرِّ کُلِّ مُصیبَةٍ نَزَلَت مِنَ السَّماءِ،وَاجعَلنی فی کُلِّ خَیرٍ یَنزِلُ مِنَ السَّماءِ»،یُرَدِّدُها ثَلاثَ مَرّاتٍ،وإذا أمسی قالَ مِثلَ ذلِکَ،غَیرَ أنَّهُ
ص:47
یَقولُ:«فی هذِهِ اللَّیلَةِ». (1)
راجع:ص 67 ح 110.
الکتاب
وَ حُشِرَ لِسُلَیْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الطَّیْرِ فَهُمْ یُوزَعُونَ * حَتّی إِذا أَتَوْا عَلی وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ یا أَیُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساکِنَکُمْ لا یَحْطِمَنَّکُمْ سُلَیْمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لا یَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضاحِکاً مِنْ قَوْلِها وَ قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْکُرَ نِعْمَتَکَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَ عَلی والِدَیَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَدْخِلْنِی بِرَحْمَتِکَ فِی عِبادِکَ الصّالِحِینَ . (2)
وَ لَقَدْ فَتَنّا سُلَیْمانَ وَ أَلْقَیْنا عَلی کُرْسِیِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ * قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ هَبْ لِی مُلْکاً لا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِی إِنَّکَ أَنْتَ الْوَهّابُ . (3)
الحدیث
68.المصباح للکفعمی: رُوِیَ أنَّهُ [سُلَیمانَ علیه السلام ] دَعا بِهذَا الدُّعاءِ عَلی قُفلٍ فَانفَتَحَ:
اللّهُمَّ بِنورِکَ اهتَدَیتُ،وبِفَضلِکَ استَغنَیتُ،وبِنِعمَتِکَ أصبَحتُ وأَمسَیتُ،هذِهِ ذُنوبی بَینَ یَدَیکَ،أستَغفِرُکَ مِنها وأَتوبُ إلَیکَ. (4)
الکتاب
وَ أَیُّوبَ إِذْ نادی رَبَّهُ أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَکَشَفْنا ما بِهِ مِنْ
ص:48
ضُرٍّ وَ آتَیْناهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَ ذِکْری لِلْعابِدِینَ . (1)
وَ اذْکُرْ عَبْدَنا أَیُّوبَ إِذْ نادی رَبَّهُ أَنِّی مَسَّنِیَ الشَّیْطانُ بِنُصْبٍ وَ عَذابٍ * اُرْکُضْ بِرِجْلِکَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ * وَ وَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنّا وَ ذِکْری لِأُولِی الْأَلْبابِ . (2)
الحدیث
69.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ أیّوبَ علیه السلام:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ الیَومَ فَأَعِذنی،وأَستَجیرُ بِکَ الیَومَ مِن جَهدِ البَلاءِ فَأَجِرنی، وأَستَغیثُ بِکَ الیَومَ فَأَغِثنی،وأَستَصرِخُکَ الیَومَ عَلی عَدُوِّکَ وعَدُوّی فَأَصرِخنی، وأَستَنصِرُکَ الیَومَ فَانصُرنی،وأَستَعینُ بِکَ الیَومَ عَلی أمری فَأَعِنّی،وأَتَوَکَّلُ عَلَیکَ فَاکفِنی،وأَعتَصِمُ بِکَ فَاعصِمنی،وآمَنُ بِکَ فَآمِنّی،وأَسأَ لُکَ فَأَعطِنی،وأَستَرزِقُکَ فَارزُقنی،وأَستَغفِرُکَ فَاغفِر لی،وأَدعوکَ فَاذکُرنی،وأَستَرحِمُکَ فَارحَمنی. (3)
70.تفسیر ابن کثیر عن نوف البکالی: کانَتِ امرَأَةُ أیّوبَ تَقولُ:اُدعُ اللّهَ فَیَشفِیَکَ،فَجَعَلَ لا یَدعو حَتّی مَرَّ بِهِ نَفَرٌ مِن بَنی إسرائیلَ،فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ:ما أصابَهُ؟ما أصابَهُ إلّا بِذَنبٍ عَظیمٍ أصابَهُ ! فَعِندَ ذلِکَ قالَ:رَبِّ أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ . (4)
هُنالِکَ دَعا زَکَرِیّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً إِنَّکَ سَمِیعُ الدُّعاءِ * فَنادَتْهُ الْمَلائِکَةُ وَ هُوَ قائِمٌ یُصَلِّی فِی الْمِحْرابِ أَنَّ اللّهَ یُبَشِّرُکَ بِیَحْیی مُصَدِّقاً بِکَلِمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ سَیِّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِیًّا مِنَ الصّالِحِینَ * قالَ رَبِّ أَنّی یَکُونُ لِی غُلامٌ وَ قَدْ بَلَغَنِیَ الْکِبَرُ وَ امْرَأَتِی عاقِرٌ قالَ کَذلِکَ
ص:49
اَللّهُ یَفْعَلُ ما یَشاءُ * قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِی آیَةً قالَ آیَتُکَ أَلاّ تُکَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَیّامٍ إِلاّ رَمْزاً وَ اذْکُرْ رَبَّکَ کَثِیراً وَ سَبِّحْ بِالْعَشِیِّ وَ الْإِبْکارِ . (1)
کهیعص * ذِکْرُ رَحْمَتِ رَبِّکَ عَبْدَهُ زَکَرِیّا * إِذْ نادی رَبَّهُ نِداءً خَفِیًّا * قالَ رَبِّ إِنِّی وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّی وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَیْباً وَ لَمْ أَکُنْ بِدُعائِکَ رَبِّ شَقِیًّا * وَ إِنِّی خِفْتُ الْمَوالِیَ مِنْ وَرائِی وَ کانَتِ امْرَأَتِی عاقِراً فَهَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ وَلِیًّا * یَرِثُنِی وَ یَرِثُ مِنْ آلِ یَعْقُوبَ وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِیًّا * یا زَکَرِیّا إِنّا نُبَشِّرُکَ بِغُلامٍ اسْمُهُ یَحْیی لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِیًّا * قالَ رَبِّ أَنّی یَکُونُ لِی غُلامٌ وَ کانَتِ امْرَأَتِی عاقِراً وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْکِبَرِ عِتِیًّا * قالَ کَذلِکَ قالَ رَبُّکَ هُوَ عَلَیَّ هَیِّنٌ وَ قَدْ خَلَقْتُکَ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ تَکُ شَیْئاً * قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِی آیَةً قالَ آیَتُکَ أَلاّ تُکَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَ لَیالٍ سَوِیًّا * فَخَرَجَ عَلی قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحی إِلَیْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُکْرَةً وَ عَشِیًّا . (2)
وَ زَکَرِیّا إِذْ نادی رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ وَهَبْنا لَهُ یَحْیی وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ کانُوا یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ یَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً وَ کانُوا لَنا خاشِعِینَ . (3)
الکتاب
قالَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ اللّهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَیْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَکُونُ لَنا عِیداً لِأَوَّلِنا وَ آخِرِنا وَ آیَةً مِنْکَ وَ ارْزُقْنا وَ أَنْتَ خَیْرُ الرّازِقِینَ * قالَ اللّهُ إِنِّی مُنَزِّلُها عَلَیْکُمْ فَمَنْ یَکْفُرْ بَعْدُ مِنْکُمْ فَإِنِّی أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِینَ . (4)
الحدیث
71.الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لَمَّا اجتَمَعَتِ الیَهودُ إلی عیسی علیه السلام لِیَقتُلوهُ
ص:50
بِزَعمِهِم،أتاهُ جَبرَئیلُ علیه السلام فَغَشّاهُ بِجَناحِهِ،فَطَمَحَ (1)عیسی علیه السلام بِبَصَرِهِ،فَإِذا هُوَ بِکِتابٍ فی باطِنِ جَناحِ جَبرَئیلَ علیه السلام وهُوَ:
اللّهُمَّ إنّی أدعوکَ بِاسمِکَ الواحِدِ الأَعَزِّ،وأَدعوکَ اللّهُمَّ بِاسمِکَ الصَّمَدِ،وأَدعوکَ اللّهُمَّ بِاسمِکَ العَظیمِ الوَترِ،وأَدعوکَ اللّهُمَّ بِاسمِکَ الکَبیرِ المُتَعالِ الَّذی ثَبَتَت بِهِ أرکانُکَ کُلُّها، أن تَکشِفَ عَنّی ما أصبَحتُ وأَمسَیتُ فیهِ.
فَلَمّا دَعا بِهِ عیسی علیه السلام أوحَی اللّهُ تَعالی إلی جَبرَئیلَ علیه السلام أنِ ارفَعهُ إلی عِندی.
ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا بَنی عَبدِ المُطَّلِبِ،سَلوا رَبَّکُم بِهذِهِ الکَلِماتِ،فَوَ الَّذی نَفسی بِیَدِهِ ما دَعا بِهِنَّ عَبدٌ بِإِخلاصِ نِیَّةٍ إلَّااهتَزَّ [لَهُنَّ] (2)العَرشُ،وإلّا قالَ اللّهُ لِلمَلائِکَةِ:اِشهَدوا قَدِ استَجَبتُ لَهُ بِهِنَّ،وأَعطَیتُهُ سُؤلَهُ فی عاجِلِ دُنیاهُ وآجِلِ آخِرَتِهِ.
ثُمَّ قالَ لِأَصحابِهِ:سَلوا بِها ولا تَستَبطِئُوا الإِجابَةَ. (3)
72.المستدرک علی الصحیحین عن عائشة: دَخَلَ عَلَیَّ أبو بَکرٍ فَقالَ:هَل سَمِعتِ مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله دُعاءً عَلَّمَنیهِ؟قُلتُ:ما هُوَ؟قالَ:کانَ عیسَی بنُ مَریَمَ یُعَلِّمُهُ أصحابَهُ، قالَ:لَو کانَ عَلی أحَدِکُم جَبَلُ ذَهَبٍ دَیناً فَدَعَا اللّهَ بِذلِکَ لَقَضاهُ اللّهُ عَنهُ:
اللّهُمَّ فارِجَ الهَمِّ،کاشِفَ الغَمِّ،مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،رَحمنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،أنتَ تَرحَمُنی فَارحَمنی بِرَحمَةٍ تُغنینی بِها عَن رَحمَةِ مَن سِواکَ. (4)
73.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَعالی أهدی إلی عیسَی بنِ مَریَمَ علیه السلام خَمسَ دَعَواتٍ جاءَ بِها
ص:51
جَبرَئیلُ علیه السلام فی أیّامِ العَشرِ،فَقالَ:یا عیسَی ادعُ بِهذِهِ الخَمسِ الدَّعَواتِ،فَإِنَّهُ لَیسَت عِبادَةٌ أحَبَّ إلَی اللّهِ مِن عِبادَتِهِ فی أیّامِ العَشرِ-یَعنی عَشرَ ذِی الحِجَّةِ-:
أوَّلُهُنَّ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ».
وَالثّانِیَةُ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،أحَداً صَمَداً لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً».
وَالثّالِثَةُ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،أحَداً صَمَداً لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ».
وَالرّابِعَةُ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،بِیَدِهِ الخَیرُ وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ».
وَالخامِسَةُ:«حَسبِیَ اللّهُ وکَفی،سَمِعَ اللّهُ لِمَن دَعا،لَیسَ وَراءَ اللّهِ مُنتَهی،أشهَدُ للّهِ ِ بِما دَعا،وأَنَّهُ بَریءٌ مِمَّن تَبَرّی،وأَنَّ للّهِ ِ الآخِرَةَ وَالاُولی». (1)
74.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءٌ لِعیسَی بنِ مَریَمَ علیه السلام بِرِوایَةٍ اخری وهُوَ:
اللّهُمَّ خالِقَ النَّفسِ مِنَ النَّفسِ،ومُخرِجَ النَّفسِ مِنَ النَّفسِ،ومُخَلِّصَ النَّفسِ مِنَ النَّفسِ، فَرِّج عَنّا وخَلِّصنا مِن شِدَّتِنا. (2)
75.الإمام علیّ علیه السلام: رَأَیتُ الخِضرَ علیه السلام فِی المَنامِ قَبلَ بَدرٍ بِلَیلَةٍ،فَقُلتُ لَهُ:عَلِّمنی شَیئاً انصَرُ
ص:52
بِهِ عَلَی الأَعداءِ،فَقالَ:
قُل:«یا هُوَ یا مَن لا هُوَ إلّاهُوَ»،فَلَمّا أصبَحتُ قَصَصتُها عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ لی:«یا عَلِیُّ،عُلِّمتَ الاِسمَ الأَعظَمَ»،فَکانَ عَلی لِسانی یَومَ بَدرٍ. (1)
76.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِزَیدِ بنِ أرقَمَ-:إذا أرَدتَ أن یُؤمِنَکَ بَعدَ ذلِکَ مِنَ الغَرَقِ وَالحَرَقِ وَالسَّرَقِ،فَقُل إذا أصبَحتَ:
بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،لا یَصرِفُ السّوءَ إلَّااللّهُ،بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،لا یَسوقُ الخَیرَ إلَّا اللّهُ،بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،ما یَکونُ مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللّهِ،بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،صَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ.
فَإِنَّ مَن قالَها ثَلاثاً إذا أصبَحَ،أمِنَ مِنَ الحَرَقِ وَالغَرَقِ وَالسَّرَقِ حَتّی یُمسِیَ،ومَن قالَها ثَلاثاً إذا أمسی،أمِنَ مِنَ الحَرَقِ وَالغَرَقِ وَالسَّرَقِ حَتّی یُصبِحَ.وإنَّ الخِضرَ وإلیاسَ علیهما السلام یَلتَقِیانِ فی کُلِّ مَوسِمٍ،فَإِذا تَفَرَّقا تَفَرَّقا عَن هذِهِ الکَلِماتِ. (2)
77.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ الخِضرِ وإلیاسَ علیهما السلام:رُوِیَ أنَّ الخِضرَ وإلیاسَ یَجتَمِعانِ فی کُلِّ مَوسِمٍ،فَیَفتَرِقانِ عَن هذَا الدُّعاءِ،وهُوَ:
بِسمِ اللّهِ ما شاءَ اللّهُ،لا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ ما شاءَ اللّهُ،کُلُّ نِعمَةٍ مِنَ اللّهِ،ما شاءَ اللّهُ،الخَیرُ کُلُّهُ بِیَدِ اللّهِ عز و جل،ما شاءَ اللّهُ،لا یَصرِفُ السّوءَ إلَّااللّهُ.
قالَ:فَمَن قالَها حینَ یُصبِحُ ثَلاثَ مَرّاتٍ أمِنَ مِنَ الحَرَقِ وَالسَّرَقِ وَالغَرَقِ. (3)
ص:53
78.کنز العمّال عن ابن عمر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله کَثیراً ما یَقولُ لَنا:مَعاشِرَ أصحابی،ما یَمنَعُکُم أن تُکَفِّروا ذُنوبَکُم بِکَلِماتٍ یَسیرَةٍ؟قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،وما هِیَ؟قالَ:
تَقولونَ مَقالَةَ أخِیَ الخِضرِ،قُلنا:یا رَسولَ اللّهِ،ما کانَ یَقولُ؟قالَ:کانَ یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ لِما تُبتُ إلَیکَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فیهِ،وأَستَغفِرُکَ لِما أعطَیتُکَ مِن نَفسی ثُمَّ لَم اوفِ لَکَ بِهِ،وأَستَغفِرُکَ لِلنِّعَمِ الَّتی أنعَمتَ بِها عَلَیَّ فَتَقَوَّیتُ بِها عَلی مَعاصیکَ، وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ خَیرٍ أرَدتُ بِهِ وَجهَکَ فَخالَطَنی فیهِ ما لَیسَ لَکَ،اللّهُمَّ لا تُخزِنی فَإِنَّکَ بی عالِمٌ،ولا تُعَذِّبنی فَإِنَّکَ عَلَیَّ قادِرٌ. (1)
79.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءٌ آخَرُ لِلخِضرِ علیه السلام:
یا شامِخاً فی عُلُوِّهِ،یا قَریباً فی دُنُوِّهِ،یا مُدانِیاً فی بُعدِهِ،یا رَؤوفاً فی رَحمَتِهِ،یا مُخرِجَ النَّباتِ،یا دائِمَ الثَّباتِ،یا مُحیِیَ الأَمواتِ،یا ظَهرَ اللّاجینَ،یا جارَ المُستَجیرینَ،یا أسمَعَ السّامِعینَ،یا أبصَرَ النّاظِرینَ،یا صَریخَ المُستَصرِخینَ،یا عِمادَ مَن لا عِمادَ لَهُ،یا سَنَدَ مَن لا سَنَدَ لَهُ،یا ذُخرَ مَن لا ذُخرَ لَهُ،یا حِرزَ (2)مَن لا حِرزَ لَهُ،یا کَنزَ الضُّعَفاءِ،یا عَظیمَ الرَّجاءِ،یا مُنقِذَ الغَرقی،یا مُنجِیَ الهَلکی،یا مُحیِیَ المَوتی،یا أمانَ الخائِفینَ،یا إلهَ العالَمینَ،یا صانِعَ کُلِّ مَصنوعٍ،یا جابِرَ کُلِّ کَسیرٍ،یا صاحِبَ کُلِّ غَریبٍ،یا مونِسَ کُلِّ وَحیدٍ،یا قَریباً غَیرَ بَعیدٍ،یا شاهِداً غَیرَ غائِبٍ،یا غالِباً غَیرَ مَغلوبٍ،یا حَیُّ حینَ لا حَیَّ،یا مُحیِیَ المَوتی،یا حَیُّ لا إلهَ إلّاأنتَ.
مَن قالَهُ قَولاً أو سَمِعَهُ سَمعاً أمِنَ مِنَ الوَسوَسَةِ أربَعینَ سَنَةً. (3)
80.الکافی عن مفضّل بن عمر: أتَینا بابَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام ونَحنُ نُریدُ الإِذنَ عَلَیهِ،فَسَمِعناهُ
ص:54
یَتَکَلَّمُ بِکَلامٍ لَیسَ بِالعَرَبِیَّةِ،فَتَوَهَّمنا أنَّهُ بِالسُّریانِیَّةِ،ثُمَّ بَکی فَبَکَینا لِبُکائِهِ،ثُمَّ خَرَجَ إلَینَا الغُلامُ فَأَذِنَ لَنا،فَدَخَلنا عَلَیهِ.
فَقُلتُ:أصلَحَکَ اللّهُ،أتَیناکَ نُریدُ الإِذنَ عَلَیکَ فَسَمِعناکَ تَتَکَلَّمُ بِکَلامٍ لَیسَ بِالعَرَبِیَّةِ، فَتَوَهَّمنا أنَّهُ بِالسُّریانِیَّةِ،ثُمَّ بَکَیتَ فَبَکَینا لِبُکائِکَ !
فَقالَ:نَعَم،ذَکَرتُ إلیاسَ النَّبِیَّ،وکانَ مِن عُبّادِ أنبِیاءِ بَنی إسرائیلَ،فَقُلتُ کَما کانَ یَقولُ فی سُجودِهِ.ثُمَّ اندَفَعَ فیهِ بِالسُّریانِیَّةِ،فَلا وَاللّهِ ما رَأَینا قَسّاً ولا جاثَلیقاً أفصَحَ لَهجَةً مِنهُ بِهِ ! ثُمَّ فَسَّرَهُ لَنا بِالعَرَبِیَّةِ فَقالَ:کانَ یَقولُ فی سُجودِهِ:
أتُراکَ مُعَذِّبی وقَد أظمَأتُ لَکَ هَواجِری (1)؟أتُراکَ مُعَذِّبی وقَد عَفَّرتُ لَکَ فِی التُّرابِ وَجهی؟أتُراکَ مُعَذِّبی وقَدِ اجتَنَبتُ لَکَ المَعاصِیَ؟أتُراکَ مُعَذِّبی وقَد أسهَرتُ لَکَ لَیلی؟
قالَ:فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:أنِ ارفَع رَأسَکَ فَإِنّی غَیرُ مُعَذِّبِکَ.
قالَ:فَقالَ:إن قُلتَ:لا اعَذِّبُکَ ثُمَّ عَذَّبتَنی ماذا؟ألَستُ عَبدَکَ وأَنتَ رَبّی؟
فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:أنِ ارفَع رَأسَکَ فَإِنّی غَیرُ مُعَذِّبِکَ،إنّی إذا وَعَدتُ وَعداً وَفَیتُ بِهِ. (2)
81.قصص الأنبیاء للراوندی عن ابن عبّاس: إنَّ یوشَعَ بنَ نونٍ بَوَّأَ (3)بَنی إسرائیلَ الشّامَ بَعدَ موسی علیه السلام وقَسَّمَها بَینَهُم،فَصارَ مِنهُم سِبطٌ بِبَعلَبَکَّ بِأَرضِها،وهُوَ السِّبطُ الَّذی مِنهُ إلیاسُ النَّبِیِّ علیه السلام،فَبَعَثَهُ اللّهُ إلَیهِم وعَلَیهِم یَومَئِذٍ مَلِکٌ فَتَنَهُم بِعِبادَةِ صَنَمٍ یُقالُ لَهُ بَعلٌ....
فَنَدَبَ [المَلِکُ] خَمسینَ مِن قَومِهِ مِن ذَوِی البَطشِ وأَوصاهُم بِالاِحتِیالِ لَهُ وإطماعِهِ فی أنَّهُم آمَنوا بِهِ لِیَغتَرَّ (4)بِهِم فَیُمَکِّنَهُم مِن نَفسِهِ.فَانطَلَقوا حَتَّی ارتَقَوا ذلِکَ الجَبَلَ الَّذی
ص:55
فیهِ إلیاسُ علیه السلام،ثُمَّ تَفَرَّقوا فیهِ وهُم یُنادونَهُ بِأَعلی صَوتِهِم ویَقولونَ:یا نَبِیَّ اللّهِ ابرُز لَنا؛ فَإِنّا آمَنّا بِکَ.
فَلَمّا سَمِعَ إلیاسُ مَقالَتَهُم طَمِعَ فی إیمانِهِم،وکانَ فی مَغارٍ فَقالَ:
اللّهُمَّ إن کانوا صادِقینَ فیما یَقولونَ فَائذَن لی فِی النُّزولِ إلَیهِم،وإن کانوا کاذِبینَ فَاکفِنیهِم وَارمِهِم بِنارٍ تُحرِقُهُم.
فَمَا استَتَمَّ قَولَهُ حَتّی حُصِبوا بِالنّارِ مِن فَوقِهِم فَاحتَرَقوا. (1)
82.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ یوشَعَ بنِ نونٍ وَصِیِّ موسی علیه السلام رَوَیناهُ بِإِسنادِنا إلی سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ مِن کِتابِ فَضلِ الدُّعاءِ،بِإِسنادِهِ إلَی الرِّضا علیه السلام،قالَ:وَجَدَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحابَةِ صَحیفَةً فَأَتی بِها رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَنادَی:الصَّلاةَ جامِعَةً.فَما تَخَلَّفَ أحَدٌ ذَکَرٌ ولا انثی، فَرَقَا المِنبَرَ فَقَرَأَها فَإِذا کِتابُ یوشَعَ بنِ نونٍ وَصِیِّ موسی،وإذا فیها:
«وإنَّ رَبَّکُم لَرَؤوفٌ رَحیمٌ،ألا إنَّ خَیرَ عِبادِ اللّهِ التَّقِیُّ الخَفِیُّ،وإنَّ شَرَّ عِبادِ اللّهِ المُشارُ إلَیهِ بِالأَصابِعِ،فَمَن أحَبَّ أن یَکتالَ بِالمِکیالِ الأَوفی وأَن یُؤَدِّیَ الحُقوقَ الَّتی أنعَمَ اللّهُ بِها عَلَیهِ فَلیَقُل فی کُلِّ یَومٍ:
سُبحانَ اللّهِ کَما یَنبَغی للّهِ ِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ کَما یَنبَغی للّهِ ِ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ کَما یَنبَغی للّهِ ِ، (وَاللّهُ أکبَرُ کَما یَنبَغی للّهِ ِ) (2)،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی أهلِ بَیتِ النَّبِیِّ الاُمِّیِّ،وعَلی جَمیعِ المُرسَلینَ وَالنَّبِیّینَ حَتّی یَرضَی اللّهُ».
ونَزَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وقَد ألَحّوا فِی الدُّعاءِ،فَصَبَرَ هُنَیئَةً ثُمّ رَقَا المِنبَرَ فَقالَ:
ص:56
مَن أحَبَّ أن یَعلُوَ ثَناؤُهُ عَلی ثَناءِ المُجاهِدینَ فَلیَقُل هذَا القَولَ فی کُلِّ یَومٍ،وإن کانَت لَهُ حاجَةٌ قُضِیَت،أو عَدُوٌّ کُبِتَ،أو دَینٌ قُضِیَ،أو کَربٌ کُشِفَ،وخَرَقَ کَلامُهُ السَّماواتِ حَتّی یُکتَبَ فِی اللَّوحِ المَحفوظِ. (1)
83.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ دُعاءُ آصَفَ وَصِیِّ سُلَیمانَ بنِ داوودَ:رُوِیَ أنَّهُ الدُّعاءُ الَّذی أتی بِهِ عَرشَ بِلقیسَ،وأَنَّهُ الدُّعاءُ الَّذی کانَ عیسی علیه السلام یُحیی بِهِ المَوتی،وهُوَ:
«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،الحَیُّ القَیّومُ،الطّاهِرُ المُطَهَّرُ،نورُ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ-وفی رِوایَةٍ اخری:رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ-،عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ الکَبیرُ المُتعالُ،الحَنّانُ المَنّانُ ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا (2)»،فَإِنَّهُ یُستَجابُ لَکَ إن شاءَ اللّهُ. (3)
84.الإمام علیّ علیه السلام: اتِیَ بُختُ نَصَّرَ بِدانیالَ النَّبِیِّ علیه السلام،فَأَمَرَ بِهِ فَحُبِسَ،وأَضری (4)أسَدَینِ، فَأَلقاهُما فی جُبٍّ (5)مَعَهُ وطُیِّنَ عَلَیهِ وعَلَی الأَسَدَینِ،ثُمَّ حَبَسَهُ خَمسَةَ أیّامٍ فِی الجُبِّ مَعَ الأَسَدَینِ،ثُمَّ فَتَحَ عَلَیهِ بَعدَ خَمسَةِ أیّامٍ،فَوَجَدَ دانیالَ قائِماً یُصَلّی وَالأَسَدانِ فی ناحِیَةِ الجُبِّ لَم یَعرِضا لَهُ.فَقالَ بُختُ نَصَّرَ:أخبِرنی ما قُلتَ فَدُفِعَ عَنکَ.قالَ:قُلتُ:
ص:57
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یَنسی مَن ذَکَرَهُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یُخَیِّبُ مَن رَجاهُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یَکِلُ مَن تَوَکَّلَ عَلَیهِ إلی غَیرِهِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هُوَ ثِقَتُنا حینَ تَنقَطِعُ الحِیَلُ، الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی هُوَ رَجاؤُنا یَومَ یَسوءُ ظَنُّنا بِأَعمالِنا،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَکشِفُ ضُرَّنا عِندَ کَربِنا،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَجزی بِالإِحسانِ إحساناً،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَجزی بِالصَّبرِ نَجاةً. (1)
85.الأمالی للطوسی عن إبراهیم بن عبد الصمد عن أبیه عن جدّه: قالَ سَیِّدُنَا الصَّادِقُ علیه السلام:
مَنِ اهتَمَّ لِرِزقِهِ کُتِبَ عَلَیهِ خَطیئَةٌ،إنَّ دانِیالَ کانَ فی زَمَنِ مَلِکٍ جَبّارٍ عاتٍ،أخَذَهُ فَطَرَحَهُ فی جُبٍّ وطَرَحَ مَعَهُ السِّباعَ،فَلَم تَدنُ مِنهُ،ولَم تَجرَحهُ،فَأَوحَی اللّهُ إلی نَبِیٍّ مِن أنبِیائِهِ أنِ ائتِ دانِیالَ بِطَعامٍ.قالَ:یا رَبِّ،وأَینَ دانِیالُ؟قالَ:تَخرُجُ مِنَ القَریَةِ فَیَستَقبِلُکَ ضَبُعٌ فَاتَّبِعهُ فَإِنَّهُ یَدُلُّکَ عَلَیهِ،فَأَتَت بِهِ الضَّبُعُ إلی ذلِکَ الجُبِّ،فَإِذا فیهِ دانِیالُ، فَأَدلی إلَیهِ الطَّعامَ،فَقالَ دانِیالُ:
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یَنسی مَن ذَکَرَهُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یُخَیِّبُ مَن دَعاهُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَن تَوَکَّلَ عَلَیهِ کَفاهُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَن وَثِقَ بِهِ لَم یَکِلهُ إلی غَیرِهِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی یَجزی بِالإِحسانِ إحساناً،وبِالصَّبرِ نَجاةً. (2)
فَتَعالَی اللّهُ الْمَلِکُ الْحَقُّ وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یُقْضی إِلَیْکَ وَحْیُهُ وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِی
ص:58
عِلْماً . (1)
وَ قُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِی مِنْ لَدُنْکَ سُلْطاناً نَصِیراً * وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ کانَ زَهُوقاً . (2)
قُلْ إِنَّ صَلاتِی وَ نُسُکِی وَ مَحْیایَ وَ مَماتِی لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ . (3)
قُلِ اللّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْکُمُ بَیْنَ عِبادِکَ فِی ما کانُوا فِیهِ یَخْتَلِفُونَ . (4)
قُلْ رَبِّ إِمّا تُرِیَنِّی ما یُوعَدُونَ * رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِی فِی الْقَوْمِ الظّالِمِینَ . (5)
وَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِکَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیاطِینِ * وَ أَعُوذُ بِکَ رَبِّ أَنْ یَحْضُرُونِ . (6)
وَ قُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ أَنْتَ خَیْرُ الرّاحِمِینَ . (7)
وَ إِنْ أَدْرِی لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَکُمْ وَ مَتاعٌ إِلی حِینٍ * قالَ رَبِّ احْکُمْ بِالْحَقِّ وَ رَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلی ما تَصِفُونَ . (8)
قالَ رَبِّ انْصُرْنِی بِما کَذَّبُونِ * قالَ عَمّا قَلِیلٍ لَیُصْبِحُنَّ نادِمِینَ . (9)
وَ قالَ الرَّسُولُ یا رَبِّ إِنَّ قَوْمِی اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً . (10)
قُلِ اللّهُمَّ مالِکَ الْمُلْکِ تُؤْتِی الْمُلْکَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْکَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِکَ الْخَیْرُ إِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ * تُولِجُ اللَّیْلَ فِی النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِی اللَّیْلِ
ص:59
وَ تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ . (1)
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ * وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ * وَ مِنْ شَرِّ النَّفّاثاتِ فِی الْعُقَدِ * وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ . (2)
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ * مَلِکِ النّاسِ * إِلهِ النّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنّاسِ * اَلَّذِی یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَ النّاسِ . (3)
86.صحیح مسلم عن عبد العزیز بن صهیب: سَأَلَ قَتادَةُ أنَساً:أیُّ دَعوَةٍ کانَ یَدعو بِهَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله أکثَرُ؟
قالَ:کانَ أکثَرُ دَعوَةٍ یَدعو بِها یَقولُ:
اللّهُمَّ آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ . (4)
87.سنن الترمذی عن شهر بن حوشب: قُلتُ لِاُمِّ سَلَمَةَ:یا امَّ المُؤمِنینَ،ما کانَ أکثَرُ دُعاءِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا کانَ عِندَکِ؟قالَت:کانَ أکثَرُ دُعائِهِ:
یا مُقَلِّبَ القُلوبِ،ثَبِّت قَلبی عَلی دینِکَ. (5)
88.صحیح مسلم عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُکثِرُ مِن قَولِ:
ص:60
سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ،أستَغفِرُ اللّهَ وأَتوبُ إلَیهِ. (1)
89.إحیاء العلوم عن ابن عمر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُکثِرُ الدُّعاءَ فَیَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الصِّحَّةَ وَالعافِیَةَ وحُسنَ الخُلُقِ. (2)
90.الأدب المفرد عن عبد اللّه بن عمرو: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یُکثِرُ أن یَدعُوَ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الصِّحَّةَ،وَالعِفَّةَ،وَالأَمانَةَ،وحُسنَ الخُلُقِ،وَالرِّضا بِالقَدَرِ. (3)
91.المعجم الأوسط عن أبی هریرة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یُکثِرُ أن یَدعُوَ بِهذَا الدُّعاءِ:
اللّهُمَّ اجعَلنی أخشاکَ حَتّی کَأَنّی أراکَ أبَداً حَتّی ألقاکَ (4)،وأَسعِدنی بِتَقواکَ،ولا تُشقِنی بِمَعصِیَتِکَ (5)،وخِر لی فی قَضائِکَ،وبارِک لی فی قَدَرِکَ،حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ،ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ،وَاجعَل غِنایَ فی نَفسی،وأَمتِعنی بِسَمعی وبَصَری وَاجعَلهُمَا الوارِثَ مِنّی،وَانصُرنی عَلی مَن ظَلَمَنی،وأَرِنی فیهِ ثَأری (6)،وأَقِرَّ بِذلِکَ عَینی. (7)
ص:61
92.مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن مسعود: لَمّا انزِلَ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله إِذا جاءَ نَصْرُ اللّهِ وَ الْفَتْحُ کانَ یُکثِرُ إذا قَرَأَها ورَکَعَ أن یَقولَ:
سُبحانَکَ اللّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمدِکَ،اللّهُمَّ اغفِر لی إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ-ثَلاثاً-. (1)
93.عوالی اللآلی: وفیهِ [أی فِی الحَدیثِ]:إنَّهُ صلی الله علیه و آله کانَ یَدعو دائِماً بِهذَا الدُّعاءِ:
اللّهُمَّ اقسِم لَنا مِن خَشیَتِکَ ما یَحولُ بَینَنا وبَینَ مَعاصیکَ،ومِن طاعَتِکَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ جَنَّتَکَ،ومِنَ الیَقینِ ما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَینا مُصیباتِ الدُّنیا،ومَتِّعنا بِأَسماعِنا وأَبصارِنا وقُوَّتِنا ما أحیَیتَنا،وَاجعَلهُ الوارِثَ مِنّا،وَاجعَل ثَأرَنا عَلی مَن ظَلَمَنا،وَانصُرنا عَلی مَن عادانا، ولا تَجعَل مُصیبَتَنا فی دیننِا،ولا تَجعَلِ الدُّنیا أکبَرَ هَمِّنا،ولا مَبلَغَ عِلمِنا،ولا تُسَلِّط عَلَینا مَن لا یَرحَمُنا. (2)
94.إرشاد القلوب: کانَ [رَسولُ اللّهِ] صلی الله علیه و آله یَدعو فَیقولُ:
اللّهُمَّ اقسِم لَنا مِن خَشیَتِکَ ما یَحولُ بَینَنا وبَینَ مَعصِیَتِکَ،ومِن طاعَتِکَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ جَنَّتَکَ،ومِنَ الیَقینِ ما یُهَوِّنُ عَلَینا مِن مَصائِبِ الدُّنیا،ومَتِّعنا بِأَسماعِنا وأَبصارِنا عَلی مَن عادانا،ولا تَجعَلِ الدُّنیا أکبَرَ هَمِّنا،ولا تُسَلِّط عَلَینا مَن لا یَرحَمُنا.
اللّهُمَّ إلَیکَ الحَمدُ،وإلَیکَ المُشتَکی،وأَنتَ المُستَعانُ،وفیما عِندَکَ الرَّغبَةُ،ولَدَیکَ غایَةُ الطَّلِبَةِ.اللّهُمَّ آمِن رَوعَتی،وَاستُر عَورَتی.اللّهُمَّ أصلِح دینَنَا الَّذی هُوَ عِصمَةُ أمرِنا، وأَصلِح لَنا دُنیانَا الَّتی فیها مَعاشُنا،وأَصلِح آخِرَتَنَا الَّتی إلَیها مُنقَلَبُنا،وَاجعَلِ الحَیاةَ زِیادَةً لَنا فی کُلِّ خَیرٍ،وَالوَفاةَ راحَةً لَنا مِن کُلِّ سوءٍ.
ص:62
اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ موجِباتِ رَحمَتِکَ وعَزائِمَ مَغفِرَتِکَ،وَالغَنیمَةَ مِن کُلِّ بِرٍّ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ،یا مَوضِعَ کُلِّ شَکوی،وشاهِدَ کُلِّ نَجوی،وکاشِفَ کُلِّ بَلوی،فَإِنَّکَ تَری ولا تُری،وأَنتَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،أسأَ لُکَ الجَنَّةَ وما یُقَرِّبُ إلَیها مِن قَولٍ وفِعلٍ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ النّارِ وما یُقَرِّبُ إلَیها مِن قَولٍ أو فِعلٍ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ الخَیرِ؛رِضوانَکَ وَالجَنَّةَ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ الشَّرِّ؛سَخَطِکَ وَالنّارِ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ ما تَعلَمُ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما تَعلَمُ،فَإِنَّکَ أنتَ عَلّامُ الغُیوبِ. (1)
95.مسند ابن حنبل عن ابن مسعود: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:
اللّهُمَّ أحسَنتَ خَلقی فَأَحسِن خُلُقی. (2)
96.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -إنَّهُ کانَ یَقولُ-:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الهُدی وَالتُّقی،وَالعَفافَ وَالغِنی. (3)
97.سنن ابن ماجة عن عائشة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:
اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ الَّذینَ إذا أحسَنُوا استَبشَروا،وإذا أساؤُوا استَغفَروا. (4)
ص:63
98.المستدرک علی الصحیحین عن ابن عمر: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدعو:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ عیشَةً نَقِیَّةً،ومیتَةً سَوِیَّةً،ومَرَدّاً غَیرَ مُخزٍ ولا فاضِحٍ. (1)
99.حلیة الأولیاء عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً دائِماً،وهَدیاً قَیِّماً،وعِلماً نافِعاً. (2)
100.المعجم الکبیر عن أبی امامة: ما دَنَوتُ مِن نَبِیِّکُم صلی الله علیه و آله فی صَلاةٍ مَکتوبَةٍ أو تَطَوُّعٍ إلّا سَمِعتُهُ یَدعو بِهؤُلاءِ الکَلِماتِ الدَّعَواتِ،لا یَزیدُ فیهِنَّ ولا یَنقُصُ مِنهُنَّ:
اللّهُمَّ اغفِر لی ذُنوبی وخَطایایَ،اللّهُمَّ أنعِشنی (3)وَاجبُرنی وَاهدِنی لِصالِحِ الأَعمالِ وَالأَخلاقِ،فَإِنَّهُ لا یَهدی لِصالِحِها ولا یَصرِفُ سَیِّئَها إلّاأنتَ. (4)
101.سنن بن ماجة عن ابن عبّاس: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی دُعائِهِ:
رَبِّ أعِنّی ولا تُعِن عَلَیَّ،وَانصُرنی ولا تَنصُر عَلَیَّ،وَامکُر لی ولا تَمکُر عَلَیَّ،وَاهدِنی ویَسِّرِ الهُدی لی،وَانصُرنی عَلی مَن بَغی عَلَیَّ.
رَبِّ اجعَلنی لَکَ شَکّاراً،لَکَ ذَکّاراً،لَکَ رَهّاباً،لَکَ مُطیعاً،إلَیکَ مُخبِتاً،إلَیکَ أوّاهاً مُنیباً.
رَبِّ تَقَبَّل تَوبَتی،وَاغسِل حَوبَتی (5)،وأَجِب دَعوَتی،وَاهدِ قَلبی،وسَدِّد لِسانی،
ص:64
وثَبِّت حُجَّتی،وَاسلُل سَخیمَةَ (1)قَلبی. (2)
102.المستدرک علی الصحیحین عن امّ سلمة: إنَّهُ [رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] کانَ یَدعو بِهؤُلاءِ الکَلِماتِ:
اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فلا شَیءَ قَبلَکَ،وأَنتَ الآخِرُ فَلا شَیءَ بَعدَکَ،أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ ناصِیَتُها بِیَدِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الإِثمِ وَالکَسَلِ،ومِن عَذابِ القَبرِ،ومِن فِتنَةِ الغِنی، ومِن فِتنَةِ القَبرِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ المَأثَمِ والمَغرَمِ.اللّهُمَّ نَقِّ قَلبی مِنَ الخَطایا کَما نَقَّیتَ الثَّوبَ الأَبیَضَ مِنَ الدَّنَسِ.اللّهُمَّ بَعِّد بَینی وبَینَ خَطیئَتی کَما بَعَّدتَ بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ (3). (4)
103.المصنّف لعبد الرزاق عن معمّر: سَمِعتُ رَجُلاً یُحَدِّثُ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:
اللّهُمَّ زَیِّنّا بِزینَةِ الإِیمانِ،وَاجعَلنا هُداةً مُهتَدینَ.اللّهُمَّ اهدِنا وَاهدِ بِنا،وَانصُرنا وَانصُر بِنا.اللّهُمَّ یا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّت قُلوبَنا عَلی دینِکَ.اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ نَعیماً لا یَنفَدُ، وقُرَّةَ عَینٍ لا تَنقَطِعُ،وأَسأَ لُکَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلی وَجهِکَ،وشَوقاً إلی لِقائِکَ فی غَیرِ ضَرّاءَ مُضِرَّةٍ،ولا فِتنَةٍ مُضِلَّةٍ.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الرِّضا بَعدَ القَضاءِ،وبَردَ العَیشِ بَعدَ المَوتِ. (5)
104.صحیح مسلم عن أبی هریرة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:
اللّهُمَّ أصلِح لی دینِیَ الَّذی هُوَ عِصمَةُ أمری،وأَصلِح لی دُنیایَ الَّتی فیها مَعاشی،
ص:65
وأَصلِح لی آخِرَتِیَ الَّتی فیها مَعادی،وَاجعَلِ الحَیاةَ زِیادَةً لی فی کُلِّ خَیرٍ،وَاجعَلِ المَوتَ راحَةً لی مِن کُلِّ شَرٍّ. (1)
105.المستدرک علی الصحیحین عن ابن عبّاس: کانَ النِّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَدعو،یَقولُ:
اللّهُمَّ قَنِّعنی بِما رَزَقتَنی وبارِک لی فیهِ،وَاخلُف عَلی کُلِّ غائِبَةٍ لی بِخَیرٍ. (2)
106.المستدرک علی الصحیحین عن قطبة بن مالک: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَقولُ:
اللّهُمَّ جَنِّبنی مُنکَراتِ الأَخلاقِ وَالأَهواءِ وَالأَعمالِ وَالأَدواءِ. (3)
107.الدعاء للطبرانی عن سمرة بن جندب: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:
اللّهُمَّ باعِدنی مِن ذُنوبی کَما باعَدتَ بَینَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ،ونَقِّنی مِن خَطیئَتی کَما نَقَّیتَ الثَّوبَ الأَبیَضَ مِنَ الدَّنَسِ. (4)
108.السنن الکبری للنسائی عن أنس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَدعو،یَقولُ:
اللّهُمَّ انفَعنی بِما عَلَّمتَنی،وعَلِّمنی ما یَنفَعُنی،وَارزقُنی عِلماً تَنفَعُنی بِهِ. (5)
109.الدعاء للطبرانی عن جابر بن عبد اللّه: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:
اللّهُمَّ أعِنّی عَلی دینی بِدُنیا،وعَلی آخِرَتی بِتَقوی.اللّهُمَّ أوسِع عَلَیَّ مِنَ الدُّنیا وأَزهِدنی
ص:66
فیها،ولا تَزوِها عَنّی فَتُرَغِّبَنی فیها.اللّهُمَّ إنَّکَ سَأَلتَنی مِن نَفسی ما لا أملِکُهُ إلّابِکَ، فَأَعطِنی مِنها ما یُرضیکَ مِنها.اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتی حینَ یَنقَطِعُ أمَلی مِن عَمَلی،وأَنتَ رَجائی حینَ یَسوءُ ظَنّی بِنَفسی.اللّهُمَّ لا تُخَیِّب طَمَعی،ولا تُحَقِّق حَذَری.اللّهُمَّ إنَّکَ أخَذَت بِقَلبی وناصِیَتی فَلَم تُمَلِّکنی شَیئاً مِنهُما،فَکَما فَعَلتَ ذلِکَ بِهِما فَاهدِنی إلی سَواءِ السَّبیلِ.اللّهُمَّ إنَّ عَزیمَتَکَ عَزیمَةٌ لا تُرَدُّ،وقَولَکَ قَولٌ لا یُکَذَّبُ فَأمُر طاعَتَکَ فَلتَحُلَّ فی کُلِّ شَیءٍ مِنّی أبَداً ما بَقیتُ.اللّهُمَّ إنَّ عَزیمَتَکَ عَزیمَةٌ لا تُرَدُّ،وقَولَکَ قَولٌ لا یُکَذَّبُ فَأمُر مَعاصِیَکَ فَلتَخرُج مِن کُلِّ شَیءٍ مِنّی،ثُمَّ حَرِّم عَلَیهَا الدُّخولَ فی کُلِّ شَیءٍ مِنّی أبَداً ما أبقَیتَنی،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)
110.الدعاء للطبرانی عن صهیب بن سنان: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدعو:
اللّهُمَّ إنَّکَ لَستَ بِإِلهٍ استَحدَثناهُ،ولا بِرَبٍّ ابتَدَعناهُ،ولا کانَ لَنا قَبلَکَ مِن إلهٍ نَلجَأُ إلَیهِ ونَذَرُکَ،ولا أعانَکَ عَلی خَلقِنا أحَدٌ فَنُشرِکَهُ فیکَ،تَبارَکتَ وتَعالَیتَ.
قالَ کَعبٌ:وهکَذا کان نَبِیُّ اللّهِ داوودُ علیه السلام یَدعو. (2)
111.السنن الکبری للنسائی عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدعو:
یا حَیُّ یا قَیّومُ. (3)
112.الدعاء للطبرانی عن عبد اللّه بن جعفر: لَمّا تُوُفِّیَ أبو طالِبٍ خَرَجَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إلَی الطّائِفِ ماشِیاً عَلی قَدَمَیهِ،فَدَعاهُم إلَی الإِسلامِ فَلَم یُجیبوهُ،فَانصَرَفَ،فَأَتی ظِلَّ شَجَرَةٍ،
ص:67
فَصَلّی رَکعَتَینِ،ثُمَّ قالَ:
اللّهُمَّ إلَیکَ أشکو ضَعفَ قُوَّتی،وقِلَّةَ حیلَتی،وهَوانی عَلَی النّاسِ،أرحَمَ الرّاحِمینَ أنتَ،أرحَمُ الرّاحِمینَ،إلی مَن تَکِلُنی؟! إلی عَدُوٍّ یَتَجَهَّمُنی (1)،أو إلی قَریبٍ مَلَّکتَهُ أمری؟! إن لَم تَکُن غَضبانَ عَلَیَّ فَلا ابالی،غَیرَ أنَّ عافِیَتَکَ أوسَعُ لی،أعوذُ بِنورِ وَجهِکَ الَّذی أشرَقَت لَهُ الظُّلُماتُ وصَلَحَ عَلَیهِ أمرُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ أن تُنزِلَ بی غَضَبَکَ أو تُحِلَّ عَلَیَّ سَخَطَکَ،لَکَ العُتبی (2)حَتّی تَرضی،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (3)
113.الدعاء للطبرانی عن ابن عمر: کانَت دَعَواتٌ یُحِبُّهُنَّ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،یَقولُ:
اللّهُمَّ وَفِّقنی لِما تُحِبُّ وتَرضی مِنَ القَولِ وَالعَمَلِ وَالنِّیَّةِ وَالهُدی،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (4)
114.التهجُّد لابن أبی الدنیا عن أنس: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَقولُ فی جَوفِ اللَّیلِ:
نامَتِ العُیونُ وغارَتِ النُّجومُ وأَنتَ الحَیُّ القَیّومُ،لا یُواری مِنکَ لَیلٌ ساجٍ،ولا سَماءٌ ذاتُ أبراجٍ،ولا أرضٌ ذاتُ مِهادٍ،ولا بَحرٌ لُجِّیٌّ،ولا ظُلُماتٌ بَعضُها فَوقَ بَعضٍ،تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ،وما تُخفِی الصُّدورُ،اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ بِما شَهِدتَ بِهِ عَلی نَفسِکَ وشَهِدَت
ص:68
بِهِ مَعَکَ مَلائِکَتُکَ وأَنبِیاؤُکَ واُولُو العِلمِ،ومَن لَم یَشهَد بِما شَهِدتُ بِهِ کانَت شَهادَتی مَکانَ شَهادَتِهِ أنتَ السَّلامُ ومِنکَ السَّلامُ تَبارَکتَ ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ. (1)
115.الدعاء للطبرانی عن نافع أبی هرمز: دَخَلنا عَلی أنَسِ بنِ مالِکٍ،فَقُلنا:یا أبا حَمزَةَ،ادعُ لَنا بِدَعَواتٍ سَمِعتَها مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فقال:وَاللّهِ إنّی لَشاکٍ وما بُدٌّ مِن أن أدعُوَ بِدَعَواتٍ سَمِعتُها مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،دَعا بِهِنَّ لِأَهلِ قُباءَ،فَقالَ عِندَ ذلِکَ:
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فی بَلائِکَ وصَنیعِکَ إلی خَلقِکَ.اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فی بَلائِکَ وصَنیعِکَ إلی أهلِ بُیوتِنا.اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فی بَلائِکَ وصَنیعِکَ إلی أنفُسِنا خاصَّةً.اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ بِما هَدَیتَنا،ولَکَ الحَمدُ بِما أکرَمتَنا،ولَکَ الحَمدُ بِما سَتَرتَنا،ولَکَ الحَمدُ بِالقُرآنِ،ولَکَ الحَمدُ بِالأَهلِ وَالمالِ،ولَکَ الحَمدُ بِالمُعافاةِ،ولَکَ الحَمدُ حَتّی تَرضی،ولَکَ الحَمدُ إذا رَضیتَ یا أهلَ التَّقوی ویا أهلَ المَغفِرَةِ.
اللّهُمَّ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ-ثَلاثَ مَرّاتٍ- اللّهُمَّ وَاجعَل صَلَواتِکَ وبَرَکاتِکَ ومَغفِرَتَکَ ورِضوانَکَ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ. (2)
116.الکافی عن أحمد بن محمّد بن خالد رفعه: أتی جَبرَئیلُ علیه السلام إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ لَهُ:إنَّ رَبَّکَ یَقولُ لَکَ:إذا أرَدتَ أن تَعبُدَنی یَوماً ولَیلَةً حَقَّ عِبادَتی فَارفَع یَدَیکَ إلَیَّ وقُل:
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً خالِداً مَعَ خُلودِکَ،ولَکَ الحَمدُ حَمداً لا مُنتَهی لَهُ دونَ عِلمِکَ،
ص:69
ولَکَ الحَمدُ حَمداً لا أمَدَ لَهُ دُونَ مَشیئَتِکَ،ولَکَ الحَمدُ حَمداً لا جَزاءَ لِقائِلِهِ إلّارِضاکَ.
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ کُلُّهُ،ولَکَ المَنُّ کُلُّهُ،ولَکَ الفَخرُ کُلُّهُ،ولَکَ البَهاءُ کُلُّهُ،ولَکَ النّورُ کُلُّهُ،ولَکَ العِزَّةُ کُلُّها،ولَکَ الجَبَروتُ کُلُّها،ولَکَ العَظَمَةُ کُلُّها،ولَکَ الدُّنیا کُلُّها،ولَکَ الآخِرَةُ کُلُّها،ولَکَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ کُلُّهُ،ولَکَ الخَلقُ کُلُّهُ،وبِیَدِکَ الخَیرُ کُلُّهُ،وإلَیکَ یَرجِعُ الأَمرُ کُلُّهُ،عَلانِیَتُهُ وسِرُّهُ.
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً أبَداً،أنتَ حَسَنُ البَلاءِ،جَلیلُ الثَّناءِ،سابِغُ النَّعماءِ،عَدلُ القَضاءِ،جَزیلُ العَطاءِ،حَسَنُ الآلاءِ،إلهُ مَن فِی الأَرضِ وإلهُ مَن فِی السَّماءِ.
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فِی السَّبعِ الشِّدادِ،ولَکَ الحَمدُ فِی الأَرضِ المِهادِ،ولَکَ الحَمدُ طاقَةَ العِبادِ،ولَکَ الحَمدُ سَعَةَ البِلادِ،ولَکَ الحَمدُ فِی الجِبالِ الأَوتادِ،ولَکَ الحَمدُ فِی اللَّیلِ إذا یَغشی،ولَکَ الحَمدُ فِی النَّهارِ إذا تَجلّی،ولَکَ الحَمدُ فِی الآخِرَةِ وَالاُولی،ولَکَ الحَمدُ فِی المَثانی وَالقُرآنِ العَظیمِ،وسُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ، وَ الْأَرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِیّاتٌ بِیَمِینِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمّا یُشْرِکُونَ (1).
سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ،کُلُّ شَیءٍ هالِکٌ إلّاوَجهَهُ،سُبحانَکَ رَبَّنا وتَعالَیتَ،وتَبارَکتَ وتَقَدَّستَ،خَلَقتَ کُلَّ شَیءٍ بِقُدرَتِکَ،وقَهَرتَ کُلَّ شَیءٍ بِعِزَّتِکَ،وعَلَوتَ فَوقَ کُلِّ شَیءٍ بِارتِفاعِکَ،وغَلَبتَ کُلَّ شَیءٍ بِقُوَّتِکَ،وَابتَدَعتَ کُلَّ شَیءٍ بِحِکمَتِکَ وعِلمِکَ،وبَعَثتَ الرُّسُلَ بِکُتُبِکَ،وهَدَیتَ الصّالِحینَ بِإِذنِکَ،وأَیَّدتَ المُؤمِنینَ بِنَصرِکَ،وقَهَرتَ الخَلقَ بِسُلطانِکَ.
لا إلهَ إلّاأنتَ،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،لا نَعبُدُ غَیرَکَ،ولا نَسأَلُ إلّاإیّاکَ،ولا نَرغَبُ إلّا إلَیکَ،أنتَ مَوضِعُ شَکوانا،ومُنتَهی رَغبَتِنا،وإلهُنا ومَلیکُنا. (2)
ص:70
117.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ أغنِنی بِالعِلمِ،وزَیِّنی بِالحِلمِ،وأَکرِمنی بِالتَّقوی،وجَمِّلنی بِالعافِیَةِ. (1)
118.عنه صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ اجعَلنی اعَظِّمُ شُکرَکَ،واُکثِرُ ذِکرَکَ،وأَتَّبِعُ نَصیحَتَکَ،وأَحفَظُ وَصِیَّتَکَ. (2)
119.عنه صلی الله علیه و آله: قُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ نَفساً بِکَ مُطمَئِنَّةً،تُؤمِنُ بِلِقائِکَ،وتَرضی بِقَضائِکَ،وتَقنَعُ بِعَطائِکَ. (3)
120.عنه صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ لا تَنزِع مِنّی صالِحَ ما أعطَیتَنی أبَداً،اللّهُمَّ ولا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ أبَداً، اللّهُمَّ لا تُشمِت (4)بی عَدُوّاً ولا حاسِداً أبَداً،اللّهُمَّ لا تَرُدَّنی فی سوءٍ استَنقَذتَنی مِنهُ أبَداً. (5)
121.عنه صلی الله علیه و آله:
ص:71
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فِعلَ الخَیراتِ وتَرکَ المُنکَراتِ وحُبَّ المَساکینِ،وأَن تَغفِرَ لی وتَرحَمَنی،وإذا أرَدتَ فِتنَةَ (1)قَومٍ فَتَوَفَّنی غَیرَ مَفتونٍ،أسأَ لُکَ حُبَّکَ وحُبَّ مَن یُحِبُّکَ، وحُبَّ عَمَلٍ یُقَرِّبُ إلی حُبِّکَ. (2)
122.عنه صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ التَّوفیقَ لِمَحابِّکَ مِنَ الأَعمالِ،وصِدقَ التَّوَکُّلِ عَلَیکَ،وحُسنَ الظَّنِّ بِکَ. (3)
123.الدعوات: مِن دُعاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله (4):
یا مَن أظهَرَ الجَمیلَ،وسَتَرَ عَلَیَّ القَبیحَ،یا مَن لَم یَهتِکِ السِّترَ،ولَم یُؤاخِذ بِالجَریرَةِ (5)،یا عَظیمَ العَفوِ،ویا حَسَنَ التَّجاوُزِ،یا واسِعَ المَغفِرَةِ،یا باسِطَ الیَدَینِ بِالرَّحمَةِ.
یا صاحِبَ کُلِّ نَجوی،ومُنتَهی کُلِّ شَکوی،یا مُقیلَ العَثَراتِ،یا کَریمَ الصَّفحِ،یا عَظیمَ المَنِّ،یا مُبتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبلَ استِحقاقِها،یا رَبّاه یا سَیِّداه یا أمَلاه،یا غایَةَ رَغبَتاه،
ص:72
أسأَ لُکَ بِکَ یا اللّهُ أن لا تُشَوِّهَ خَلقی بِالنّارِ،وأَن تَقضِیَ لی حَوائِجَ آخِرَتی ودُنیایَ،وتَفعَلَ بی کَذا وکَذا.
وتُصَلّی عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَدعو بِما بَدا لَکَ. (1)
124.المستدرک علی الصحیحین عن امّ سلمة عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: هذا ما سَأَلَ مُحَمَّدٌ رَبَّهُ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ المَسأَلَةِ،وخَیرَ الدُّعاءِ،وخَیرَ النَّجاحِ،وخَیرَ العَمَلِ،وخَیرَ الثَّوابِ،وخَیرَ الحَیاةِ،وخَیرَ المَماتِ،وثَبِّتنی وثَقِّل مَوازینی،وحَقِّق إیمانی،وَارفَع دَرَجاتی،وتَقَبَّل صَلاتی،وَاغفِر خَطیئَتی،وأَسأَ لُکَ الدَّرَجاتِ العُلی مِنَ الجَنَّةِ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فَواتِحَ الخَیرِ وخَواتِمَهُ وجَوامِعَهُ،وأَوَّلَهُ [وآخِرَهُ] وظاهِرَهُ وباطِنَهُ، وَالدَّرَجاتِ العُلی مِنَ الجَنَّةِ،آمینَ.
(اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ ما آتی،وخَیرَ ما أفعَلُ،وخَیرَ ما أعمَلُ،وخَیرَ ما بَطَنَ، وخَیرَ ما ظَهَرَ،وَالدَّرَجاتِ العُلی مِنَ الجَنَّةِ،آمینَ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تَرفَعَ ذِکری،وتَضَعَ وِزری (2)،وتُصلِحَ أمری،وتُطَهِّرَ قَلبی، وتُحَصِّنَ فَرجی،وتُنَوِّرَ قَلبی،وتَغفِرَ لی ذَنبی،وأَسأَ لُکَ الدَّرَجاتِ العُلی مِنَ الجَنَّةِ آمینَ) (3).
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن تُبارِکَ لی فی نَفسی،وفی سَمعی وفی بَصَری،وفی روحی وفی خَلقی،وفی خُلُقی،وفی أهلی،وفی مَحیایَ وفی مَماتی،وفی عَمَلی،فَتَقَبَّل حَسَناتی،
ص:73
وأَسأَ لُکَ الدَّرَجاتِ العُلی مِنَ الجَنَّةِ،آمینَ. (1)
125.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ بِعِلمِکَ الغَیبَ وقُدرَتِکَ عَلَی الخَلقِ،أحیِنی ما عَلِمتَ الحَیاةَ خَیراً لی،وتَوَفَّنی إذا کانَتِ الوَفاةُ خَیراً لی،اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ خَشیَتَکَ فِی الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،وأَسأَ لُکَ کَلِمَةَ الحَقِّ فِی الرِّضا وَالغَضَبِ،وأَسأَ لُکَ القَصدَ فِی الفَقرِ وَالغِنی،وأَسأَ لُکَ نَعیماً لا یَنفَدُ، وأَسأَ لُکَ قُرَّةَ عَینٍ لا تَنقَطِعُ،وأَسأَ لُکَ الرِّضا بَعدَ القَضاءِ،وأَسأَ لُکَ بَردَ العَیشِ بَعدَ المَوتِ،وأَسأَ لُکَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلی وَجهِکَ الکَریمِ،وأَسأَ لُکَ الشَّوقَ إلی لِقائِکَ،فی غَیرِ ضَرّاءَ مُضِرَّةٍ ولا فِتنَةٍ مُضِلَّةٍ،اللّهُمَّ زَیِّنّا بِزینَةِ الإِیمانِ،وَاجعَلنا هُداةً مُهتَدینَ (2). (3)
126.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما جاءَنی جِبریلُ إلّاأمَرَنی بِهاتَینِ [ الدَّعوَتَینِ ] (4):
اللّهُمَّ ارزُقنی طَیِّباً،وَاستَعمِلنی صالِحاً 5. 6
127.عنه صلی الله علیه و آله -فی دُعائِهِ-:
اللّهُمَّ طَهِّر قَلبی مِنَ النِّفاقِ،وعَمَلی مِنَ الرِّیاءِ،ولِسانی مِنَ الکَذِبِ،وعَینی مِنَ
ص:74
الخِیانَةِ؛فَإِنَّکَ تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ. (1)
128.عنه صلی الله علیه و آله:
اًاللّهُمَّ انفَعنی بِما عَلَّمتَنی،وعَلِّمنی ما یَنفَعُنی،وزِدنی عِلماً. (2)
129.الإمام الصادق علیه السلام: بَینا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَمشی ذاتَ یَومٍ مَعَ أصحابِهِ إذ قالَ لَهُم عَلی رِسلِکُم حَتّی اثنِیَ عَلی رَبّی،ثُمَّ قالَ:
اللّهُمَّ إنَّهُ لا مانِعَ لِما أعطَیتَ،ولا مُعطِیَ لِما مَنَعتَ،ولا قابِضَ لِما بَسَطتَ،ولا باسِطَ لِما قَبَضتَ،ولا هادِیَ لِمَن أضلَلتَ،ولا مُضِلَّ لِمَن هَدَیتَ،اللّهُمَّ أنتَ الحَلیمُ فَلا تَجهَلُ، وأَنتَ الجَوادُ فَلا تَبخَلُ،وأَنتَ العَزیزُ فَلا تُستَذَلُّ،وأَنتَ المَنیعُ فَلا تُرامُ. (3)
راجع:ص 171 ح 222 و 223 و ص 178-179 ح 233 و 235-242 وص 315-316 ح 364-367 وص 318-322 ح 369-386 و ص332 ح399 وص333-334 ح 401-406 و غیرها... .
ص:75
ص:76
130.الإقبال عن ابن خالویه: إنَّها مُناجاةُ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ وَالأَئِمَّةِ مِن وُلدِهِ علیهم السلام،کانوا یَدعونَ بِها فی شَهرِ شَعبانَ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاسمَع دُعائی إذا دَعَوتُکَ،وَاسمَع نِدائی إذا نادَیتُکَ، وأَقبِل عَلَیَّ إذا ناجَیتُکَ،فَقَد هَرَبتُ إلَیکَ،ووَقَفتُ بَینَ یَدَیکُ،مُستَکیناً لَکَ مُتَضَرِّعاً إلَیکَ،راجِیاً لِما لَدَیکَ،تَرانی (1)وتَعلَمُ ما فی نَفسی،وتُخبِرُ حاجَتی وتَعرِفُ ضَمیری، ولا یَخفی عَلَیکَ أمرُ مُنقَلَبی ومَثوایَ،وما اریدُ أن ابدِئَ بِهِ مِن مَنطِقی،وأَتَفَوَّهُ بِهِ مِن طَلِبَتی،وأَرجوهُ لِعافِیَتی،وقَد جَرَت مَقادیرُکَ عَلَیَّ یا سَیِّدی فیما یَکونُ مِنّی إلی آخِرِ عُمُری،مِن سَریرَتی وعَلانِیَتی،وبِیَدِکَ لا بِیَدِ غَیرِکَ زِیادَتی ونَقصی،ونَفعی وضَرّی.
إلهی ! إن حَرَمتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَرزُقُنی؟! وإن خَذَلتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَنصُرُنی؟!
إلهی ! أعوذُ بِکَ مِن غَضَبِکَ وحُلولِ سَخَطِکَ.
ص:77
إلهی ! إن کُنتُ غَیرَ مُستَأهِلٍ لِرَحمَتِکَ فَأَنتَ أهلٌ أن تَجودَ عَلَیَّ بِفَضلِ سَعَتِکَ.
إلهی ! کَأَ نّی بِنَفسی واقِفَةٌ بَینَ یَدَیکَ،وقَد أظَلَّها حُسنُ تَوَکُّلی عَلَیکَ،فَفَعَلتَ (1)ما أنتَ أهلُهُ،وتَغَمَّدتَنی بِعَفوِکَ.
إلهی ! إن عَفَوتَ فَمَن أولی مِنکَ بِذلِکَ؟! وإن کانَ قَد دَنا أجَلی ولَم یُدنِنی مِنکَ عَمَلی، فَقَد جَعَلتُ الإِقرارَ بِالذَّنبِ إلَیکَ وَسیلَتی.
إلهی ! قَد جُرتُ عَلی نَفسی فِی النَّظَرِ لَها،فَلَهَا الوَیلُ إن لَم تَغفِر لَها !
إلهی ! لَم یَزَل بِرُّکَ عَلَیَّ أیّامَ حَیاتی،فَلا تَقطَع بِرَّکَ عَنّی فی مَماتی.
إلهی ! کَیفَ آیَسُ مِن حُسنِ نَظَرِکَ لی بَعدَ مَماتی،وأَنتَ لَم تُوَلِّنی إلَّاالجَمیلَ فی حَیاتی؟! إلهی تَوَلَّ مِن أمری ما أنتَ أهلُهُ،وعُد عَلَیَّ بِفَضلِکَ عَلی مُذنِبٍ قَد غَمَرَهُ جَهلُهُ.
إلهی ! قَد سَتَرتَ عَلَیَّ ذُنوباً فِی الدُّنیا،وأَ نَا أحوَجُ إلی سَترِها عَلَیَّ مِنکَ فِی الاُخری.
إلهی قَد أحسَنتَ إلَیَّ إذ لَم تُظهِرها لِأَحَدٍ مِن عِبادِکَ الصّالِحینَ،فَلا تَفضَحنی یَومَ القِیامَةِ عَلی رُؤوسِ الأَشهادِ.
إلهی ! جودُکَ بَسَطَ أمَلی،وعَفوُکَ أفضَلُ مِن عَمَلی.إلهی فَسُرَّنی بِلِقائِکَ یَومَ تَقضی فیهِ بَینَ عِبادِکَ.
إلهِی ! اعتِذاری إلَیکَ اعتِذارُ مَن لَم یَستَغنِ عَن قَبولِ عُذرِهِ،فَاقبَل عُذری یا أکرَمَ مَنِ اعتَذَرَ إلَیهِ المُسیؤونَ.
إلهی ! لا تَرُدَّ حاجَتی،ولا تُخَیِّب طَمَعی،ولا تَقطَعَ مِنکَ رَجائی وأَمَلی.
إلهی ! لَو أرَدتَ هَوانی لَم تَهدِنی،ولَو أرَدتَ فَضیحَتی لَم تُعافِنی.
إلهی ! ما أظُنُّکَ تَرُدُّنی فی حاجَةٍ قَد أفنَیتُ عُمُری فی طَلَبِها مِنکَ.إلهی فَلَکَ الحَمدُ
ص:78
أبَداً أبَداً دائِماً سَرمَداً،یَزیدُ ولا یَبیدُ کَما تُحِبُّ وتَرضی.
إلهی ! إن أخَذتَنی بِجُرمی أخَذتُکَ بِعَفوِکَ،وإن أخَذتَنی بِذُنوبی أخَذتُکَ بِمَغفِرَتِکَ، وإن أدخَلتَنِی النّارَ أعلَمتُ أهلَها أ نّی احِبُّکَ.
إلهی ! إن کانَ صَغُرَ فی جَنبِ طاعَتِکَ عَمَلی فَقَد کَبُرَ فی جَنبِ رَجائِکَ أمَلی.
إلهی ! کَیفَ أنقَلِبُ مِن عِندِکَ بِالخَیبَةِ مَحروماً،وقَد کانَ حُسنُ ظَنّی بِجودِکَ أن تَقلِبَنی بِالنَّجاةِ مَرحوماً؟!
إلهی ! وقَد أفنَیتُ عُمُری فی شِرَّةِ (1)السَّهوِ عَنکَ،وأَبلَیتُ شَبابی فی سَکرَةِ التَّباعُدِ مِنکَ.
إلهی ! فَلَم أستَیقِظ أیّامَ اغتِراری بِکَ،ورُکونی إلی سَبیلِ سَخَطِکَ.
إلهی ! وأَ نَا عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ،قائِمٌ بَینَ یَدَیکَ،مُتَوَسِّلٌ بِکَرَمِکَ إلَیکَ.
إلهی ! أنَا عَبدٌ أتَنَصَّلُ (2)إلَیکَ مِمّا کُنتُ اواجِهُکَ بِهِ مِن قِلَّةِ استِحیائی مِن نَظَرِکَ، وأَطلُبُ العَفوَ مِنکَ إذِ العَفوُ نَعتٌ لِکَرَمِکَ.
إلهی ! لَم یَکُن لی حَولٌ فَأَنتَقِلَ بِهِ عَن مَعصِیَتِکَ إلّافی وَقتٍ أیقَظتَنی لِمَحَبَّتِکَ،وکَما أرَدتَ أن أکونَ کُنتُ،فَشَکَرتُکَ بِإِدخالی فی کَرَمِکَ،ولِتَطهیرِ قَلبی مِن أوساخِ الغَفلَةِ عَنکَ.
إلهِی ! انظُر إلَیَّ نَظَرَ مَن نادَیتَهُ فَأَجابَکَ،وَاستَعمَلتَهُ بِمَعونَتِکَ فَأَطاعَکَ،یا قَریباً لا یَبعُدُ عَنِ المُغتَرِّ بِهِ،ویا جَواداً لا یَبخَلُ عَمَّن رَجا ثَوابَهُ.
إلهی ! هَب لی قَلباً یُدنیهِ مِنکَ شَوقُهُ،ولِساناً یُرفَعُ إلَیکَ صِدقُهُ،ونَظَراً یُقَرِّبُهُ مِنکَ حَقُّهُ.
ص:79
إلهی ! إنَّ مَن تَعَرَّفَ بِکَ غَیرُ مَجهولٍ،ومَن لاذَ بِکَ غَیرُ مَخذولٍ،ومَن أقبَلتَ عَلَیهِ غَیرُ مَملولٍ.
إلهی ! إنَّ مَنِ انتَهَجَ بِکَ لَمُستَنیرٌ،وإنَّ مَنِ اعتَصَمَ بِکَ لَمُستَجیرٌ،وقَد لُذتُ بِکَ یا إلهی فَلا تُخَیِّب ظَنّی مِن رَحمَتِکَ،ولا تَحجُبنی عَن رَأفَتِکَ.
إلهی ! أقِمنی فی أهلِ وِلایَتِکَ مُقامَ رَجاءِ الزِّیادَةِ مِن مَحَبَّتِکَ.
إلهی ! وأَلهِمنی وَلَهاً بِذِکرِکَ إلی ذِکرِکَ،وَاجعَل هِمَّتی فی رَوحِ نَجاحِ أسمائِکَ ومَحَلِّ قُدسِکَ.
إلهی ! بِکَ عَلَیکَ إلّاألحَقتَنی بِمَحَلِّ أهلِ طاعَتِکَ،وَالمَثوَی الصّالِحِ مِن مَرضاتِکَ،فَإِنّی لا أقدِرُ لِنَفسی دَفعاً،ولا أملِکُ لَها نَفعاً.
إلهی ! أنَا عَبدُکَ الضَّعیفُ المُذنِبُ،ومَملوکُکَ المَعیبُ،فَلا تَجعَلنی مِمَّن صَرَفتَ عَنهُ وَجهَکَ،وحَجَبَهُ سَهوُهُ عَن عَفوِکَ.
إلهی ! هَب لی کَمالَ الاِنقِطاعِ إلَیکَ،وأَنِر أبصارَ قُلوبِنا بِضِیاءِ نَظَرِها إلَیکَ،حَتّی تَخرِقَ أبصارُ القُلوبِ حُجُبَ النّورِ،فَتَصِلَ إلی مَعدِنِ العَظَمَةِ،وتَصیرَ أرواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدسِکَ.
إلهی ! وَاجعَلنی مِمَّن نادَیتَهُ فَأَجابَکَ،ولاحَظتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِکَ،فَناجَیتَهُ سِرّاً وعَمِلَ لَکَ جَهراً.
إلهی ! لَم اسَلِّط عَلی حُسنِ ظَنّی قُنوطَ الإِیاسِ،ولَا انقَطَعَ رَجائی مِن جَمیلِ کَرَمِکَ.
إلهی ! إن کانَتِ الخَطایا قَد أسقَطَتنی لَدَیکَ فَاصفَح عَنّی بِحُسنِ تَوَکُّلی عَلَیکَ.
إلهی ! إن حَطَّتنِی الذُّنوبُ مِن مَکارِمِ لُطفِکَ،فَقَد نَبَّهَنِی الیَقینُ إلی کَرَمِ عَطفِکَ.
إلهی ! إن أنامَتنِی الغَفلَةُ عَنِ الاِستِعدادِ لِلِقائِکَ،فَقَد نَبَّهَتنِی المَعرِفَةُ بِکَرَمِ آلائِکَ.
إلهی ! إن دَعانی إلَی النّارِ عَظیمُ عِقابِکَ،فَقَد دَعانی إلَی الجَنَّةِ جَزیلُ ثَوابِکَ.
ص:80
إلهی ! فَلَکَ أسأَلُ،وإلَیکَ أبتَهِلُ وأَرغَبُ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأن تَجعَلَنی مِمَّن یُدیمُ ذِکرَکَ،ولا یَنقُضُ عَهدَکَ،ولا یَغفُلُ عَن شُکرِکَ،ولا یَستَخِفُّ بِأَمرِکَ.
إلهی ! وأَلحِقنی (1)بِنورِ عِزِّکَ الأَبهَجِ،فَأَکونَ لَکَ عارِفاً،وعَن سِواکَ مُنحَرِفاً،ومِنکَ خائِفاً مُراقِباً،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ رَسولِهِ وآلِهِ الطّاهِرینَ وسَلَّمَ تَسلیماً کَثیراً. (2)
131.الإمام علیّ علیه السلام: عَلَّمَنی رَسولُ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلی أهلِ بَیتِهِ هذَا الدُّعاءَ،وأَمَرَنی أن أحتَفِظَ بِهِ فی کُلِّ ساعَةٍ لِکُلِّ شِدَّةٍ ورَخاءٍ،وأَن اعَلِّمَهُ خَلیفَتی مِن بَعدی،وأَمَرَنی أن لا افارِقَهُ طولَ عُمُری حَتّی ألقَی اللّهَ عز و جل بِهذَا الدُّعاءِ،وقالَ لی:قُل حینَ تُصبِحُ وتُمسی هذَا الدُّعاءَ فَإِنَّهُ کَنزٌ مِن کُنوزِ العَرشِ:...وهُوَ هذَا الدُّعَاءُ،تَقولُ:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ (3)المَلِکُ [الحَقُّ] (4)المُبینُ،المُدَبِّرُ بِلا وَزیرٍ ولا خَلقٍ مِن عِبادِهِ یَستَشیرُ،الأَوَّلُ غَیرُ مَوصوفٍ (5)،وَالباقی بَعدَ فَناءِ الخَلقِ، العَظیمُ الرُّبوبِیَّةِ،نورُ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ وفاطِرُهُما (6)ومُبتَدِعُهُما،بِغَیرِ عَمَدٍ خَلَقَهُما وفَتَقَهُما فَتقاً،فَقامَتِ السَّماواتُ طائِعاتٍ بِأَمرِهِ،وَاستَقَرَّتِ الأَرَضونَ بِأَوتادِها فَوقَ الماءِ،ثُمَّ عَلا رَبُّنا فِی السَّماواتِ العُلی اَلرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی * لَهُ ما فِی السَّماواتِ
ص:81
وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّری . (1)
فَأَنَا أشهَدُ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ،لا رافِعَ لِما وَضَعتَ ولا واضِعَ لِما رَفَعتَ،ولا مُعِزَّ لِمَن أذلَلتَ ولا مُذِلَّ لِمَن أعزَزتَ،ولا مانِعَ لِما أعطَیتَ ولا مُعطِیَ لِما مَنَعتَ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ،کُنتَ إذ لَم تَکُن سَماءٌ مَبنِیَّةٌ،ولا أرضٌ مَدحِیَّةٌ (2)،ولا شَمسٌ مُضیئَةٌ،ولا لَیلٌ مُظلِمٌ،ولا نَهارٌ مُضیءٌ،ولا بَحرٌ لُجِّیٌّ،ولا جَبَلٌ راسٍ،ولا نَجمٌ سارٍ،ولا قَمَرٌ مُنیرٌ، ولا ریحٌ تَهُبُّ،ولا سَحابٌ یَسکُبُ،ولا بَرقٌ یَلمَعُ،ولا رَعدٌ یُسَبِّحُ،ولا روحٌ تَنَفَّسُ، ولا طائِرٌ یَطیرُ،ولا نارٌ تَتَوَقَّدُ،ولا ماءٌ یَطَّرِدُ،کُنتَ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،وکَوَّنتَ کُلَّ شَیءٍ، وقَدَرتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ،وَابتَدَعتَ کُلَّ شَیءٍ،وأَغنَیتَ وأَفقَرتَ،وأَمَتَّ وأَحیَیتَ، وأَضحَکتَ وأَبکَیتَ،وعَلَی العَرشِ استَوَیتَ،فَتَبارَکتَ یا اللّهُ وتَعالَیتَ.
أنتَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ إلّاأنتَ الخَلّاقُ المُعینُ (3)،أمرُکَ غالِبٌ،وعِلمُکَ نافِذٌ،وکَیدُکَ غَریبٌ،ووَعدُکَ صادِقٌ،وقَولُکَ حَقٌّ،وحُکمُکَ عَدلٌ،وکَلامُکَ هُدیً،ووَحیُکَ نورٌ، ورَحمَتُکَ واسِعَةٌ،وعَفوُکَ عَظیمٌ،وفَضلُکَ کَثیرٌ،وعَطاؤُکَ جَزیلٌ،وحَبلُکَ مَتینٌ، وإمکانُکَ عَتیدٌ،وجارُکَ عَزیزٌ،وبَأسُکَ شَدیدٌ،ومَکرُکَ مَکیدٌ،أنتَ یا رَبِّ مَوضِعُ کُلِّ شَکوی،حاضِرُ کُلِّ مَلَأٍ،وشاهِدُ کُلِّ نَجوی،مُنتَهی کُلِّ حاجَةٍ،مُفَرِّجُ کُلِّ حُزنٍ،غِنی کُلِّ مِسکینٍ،حِصنُ کُلِّ هارِبٍ،أمانُ کُلِّ خائِفٍ،حِرزُ الضُّعَفاءِ،کَنزُ الفُقَراءِ،مُفَرِّجُ الغَمّاءِ،مُعینُ الصّالِحینَ،ذلِکَ اللّهُ رَبُّنا لا إلهَ إلّاهُوَ،تَکفی مِن عِبادِکَ مَن تَوَکَّلَ عَلَیکَ، وأَنتَ جارُ مَن لاذَ بِکَ وتَضَرَّعَ إلَیکَ،عِصمَةُ مَنِ اعتَصَمَ بِکَ،ناصِرُ مَنِ انتَصَرَ بِکَ،تَغفِرُ الذُّنوبَ لِمَنِ استَغفَرَکَ،جَبّارُ الجَبابِرَةِ،عَظیمُ العُظَماءِ،کَبیرُ الکُبَراءِ،سَیِّدُ السّاداتِ، مَولَی المَوالی،صَریخُ المُستَصرِخینَ،مُنَفِّسٌ عَنِ المَکروبینَ،مُجیبُ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،
ص:82
أسمَعُ السّامِعینَ،أبصَرُ النّاظِرینَ،أحکَمُ الحاکِمینَ،أسرَعُ الحاسِبینَ،أرحَمُ الرّاحِمینَ، خَیرُ الغافِرینَ،قاضی حَوائِجِ المُؤمِنینَ،مُغیثُ الصّالِحینَ.
أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ رَبُّ العالَمینَ،أنتَ الخالِقُ وأَ نَا المَخلوقُ،وأَنتَ المالِکُ وأَ نَا المَملوکُ،وأَنتَ الرَّبُّ وأَ نَا العَبدُ،وأَنتَ الرّازِقُ وأَ نَا المَرزوقُ،وأَنتَ المُعطی وأَ نَا السّائِلُ،وأَنتَ الجَوادُ وأَ نَا البَخیلُ،وأَنتَ القَوِیُّ وأَ نَا الضَّعیفُ،وأَنتَ العَزیزُ وأَ نَا الذَّلیلُ،وأَنتَ الغَنِیُّ وأَ نَا الفَقیرُ،وأَنتَ السَّیِّدُ وأَ نَا العَبدُ،وأَنتَ الغافِرُ وأَ نَا المُسیءُ، وأَنتَ العالِمُ وأَ نَا الجاهِلُ،وأَنتَ الحَلیمُ وأَ نَا العَجولُ،وأَنتَ الرَّحمنُ وأَ نَا المَرحومُ، وأَنتَ المُعافی وأَ نَا المُبتَلی،وأَنتَ المُجیبُ وأَ نَا المُضطَرُّ.
وأَ نَا أشهَدُ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،المُعطی عِبادَکَ بِلا سُؤالٍ،وأَشهَدُ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ الواحِدُ الأَحَدُ المُتَفَرِّدُ الصَّمَدُ الفَردُ وإلَیکَ المَصیرُ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ،وَاغفِر لی ذُنوبی وَاستُر عَلَیَّ عُیوبی،وَافتَح لی مِن لَدُنکَ رَحمَةً ورِزقاً واسِعاً یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وحَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (1)
132.مهج الدعوات: ومِن ذلِکَ الدُّعاءُ المُفَضَّلُ عَلی کُلِّ دُعاءٍ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ وسَلامُهُ عَلَیهِ،وکانَ یَدعو بِهِ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام وَالباقِرُ وَالصّادِقُ علیهما السلام،وعُرِضَ هذَا الدُّعاءُ عَلی أبی جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ قَدَّسَ اللّهُ نَفسَهُ فَقالَ:ما مِثلُ هذَا الدُّعاءِ،وقالَ:
قِراءَةُ هذَا الدُّعاءِ مِن أفضَلِ العِباداتِ،وهُوَ هذا:
اللّهُمَّ أنتَ رَبّی وأَ نَا عَبدُکَ،آمَنتُ بِکَ مُخلِصاً لَکَ عَلی عَهدِکَ ووَعدِکَ مَا استَطَعتُ،
ص:83
أتوبُ إلَیکَ مِن سوءِ عَمَلی،وأَستَغفِرُکَ لِذُنوبِیَ الَّتی لا یَغفِرُها غَیرُکَ،أصبَحَ ذُلّی مُستَجیراً بِعِزَّتِکَ،وأَصبَحَ فَقری مُستَجیراً بِغِناکَ،وأَصبَحَ جَهلی مُستَجیراً بِحِلمِکَ، وأَصبَحَت قِلَّةُ حیلَتی مُستَجیرَةً (1)بِقُدرَتِکَ،وأَصبَحَ خَوفی مُستَجیراً بِأَمانِکَ،وأَصبَحَ دائی مُستَجیراً بِدَوائِکَ،وأَصبَحَ سُقمی مُستَجیراً بِشِفائِکَ،وأَصبَحَ حینی مُستَجیراً بِقَضائِکَ،وأَصبَحَ ضَعفی مُستَجیراً بِقُوَّتِکَ،وأَصبَحَ ذَنبی مُستَجیراً بِمَغفِرَتِکَ،وأَصبَحَ وَجهِیَ الفانِی البالی مُستَجیراً بِوَجهِکَ الباقِی الدّائِمِ الَّذی لا یَبلی ولا یَفنی.
یا مَن لا یُواریهِ لَیلٌ داجٍ (2)،ولا سَماءٌ ذاتُ أبراجٍ،ولا حُجُبٌ ذاتُ إرتاجٍ (3)،ولا ماءٌ ثَجّاجٌ فی قَعرِ بَحرٍ عَجّاجٍ،یا دافِعَ السَّطَواتِ،یا کاشِفَ الکُرُباتِ،یا مُنزِلَ البَرَکاتِ مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتٍ،أسأَ لُکَ یا فَتّاحُ یا نَفّاحُ یا مُرتاحُ،یا مَن بِیَدِهِ خَزائِنُ کُلِّ مِفتاحٍ، أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الطّاهِرینَ الطَّیِّبینَ،وأَن تَفتَحَ لی مِن خَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وأَن تَحجُبَ عَنّی فِتنَةَ المُوَکَّلِ بی،ولا تُسَلِّطهُ عَلَیَّ فَیُهلِکَنی،ولا تَکِلنی إلی أحَدٍ طَرفَةَ عَینٍ فَیَعجُزَ عَنّی،ولا تَحرِمنِی الجَنَّةَ،وَارحَمنی وتَوَفَّنی مُسلِماً وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ،وَاکفِنی بِالحَلالِ عَنِ الحَرامِ،وَالطَّیِّبِ عَنِ الخَبیثِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
اللّهُمَّ خَلَقتَ القُلوبَ عَلی إرادَتِکَ،وفَطَرتَ العُقولَ عَلی مَعرِفَتِکَ،فَتَمَلمَلَتِ الأَفئِدَةُ مِن مَخافَتِکَ،وصَرَخَتِ القُلوبُ بِالوَلَهِ [إلَیکَ] (4)،وتَقاصَرَ وُسعُ قَدرِ العُقولِ عَنِ الثَّناءِ عَلَیکَ،وَانقَطَعَتِ الأَلفاظُ عَن مِقدارِ مَحاسِنِکَ،وکَلَّتِ الأَلسُنُ عَن إحصاءِ نِعَمِکَ،فَإِذا وَلَجَت بِطُرُقِ البَحثِ عَن نَعتِکَ بَهَرَتها حَیرَةُ العَجزِ عَن إدراکِ وَصفِکَ،فَهِیَ تَرَدَّدُ فِی التَّقصیرِ عَن مُجاوَزَةِ ما حَدَّدتَ لَها،إذ لَیسَ لَها أن تَتَجاوَزَ ما أمَرتَها،فَهِیَ بِالاِقتِدارِ عَلی
ص:84
ما مَکَّنتَها تَحمَدُکَ بِما أنهَیتَ إلَیها،وَالأَلسُنُ مُنبَسِطَةٌ بِما تُملی عَلَیها،ولَکَ عَلی کُلِّ مَنِ استَعبَدتَ مِن خَلقِکَ ألّا یَمَلّوا مِن حَمدِکَ،وإن قَصُرَتِ المَحامِدُ عَن شُکرِکَ عَلی ما أسدَیتَ إلَیها مِن نِعَمِکَ.
فَحَمِدَکَ بِمَبلَغِ طاقَةِ جُهدِهِمُ الحامِدونَ،وَاعتَصَمَ بِرَجاءِ عَفوِکَ المُقَصِّرونَ،وأَوجَسَ بِالرُّبوبِیَّةِ لَکَ الخائِفونَ،وقَصَدَ بِالرَّغبَةِ إلَیکَ الطّالِبونَ،وَانتَسَبَ إلی فَضلِکَ المُحسِنونَ، وکُلٌّ یَتَفَیَّأُ فی ظِلالِ تَأمیلِ عَفوِکَ،ویَتَضاءَلُ بِالذُّلِّ لِخَوفِکَ،ویَعتَرِفُ بِالتَّقصیرِ فی شُکرِکَ،فَلَم یَمنَعکَ صُدوفُ مَن صَدَفَ (1)عَن طاعَتِکَ،ولا عُکوفُ مَن عَکَفَ عَلی مَعصِیَتِکَ،أن أسبَغتَ عَلَیهِمُ النِّعَمَ،وأَجزَلتَ لَهُمَ القِسَمَ،وصَرَفتَ عَنهُمُ النِّقَمَ،وخَوَّفتَهُم عَواقِبَ النَّدَمِ،وضاعَفتَ لِمَن أحسَنَ،وأَوجَبتَ عَلَی المُحسِنینَ شُکرَ تَوفیقِکَ لِلإِحسانِ، وعَلَی المُسیءِ شُکرَ تَعَطُّفِکَ بِالاِمتِنانِ،ووَعَدتَ مُحسِنَهُم بِالزِّیادَةِ فِی الإِحسانِ مِنکَ.
فَسُبحانَکَ تُثیبُ عَلی ما بَدؤُهُ مِنکَ،وَانتِسابُهُ إلَیکَ،وَالقُوَّةُ عَلَیهِ بِکَ،وَالإِحسانُ فیهِ مِنکَ،وَالتَّوَکُّلُ فِی التَّوفیقِ لَهُ عَلَیکَ،فَلَکَ الحَمدُ حَمدَ مَن عَلِمَ أنَّ الحَمدَ لَکَ،وأَنَّ بَدأَهُ مِنکَ ومَعادَهُ إلَیکَ،حَمداً لا یَقصُرُ عَن بُلوغِ الرِّضا مِنکَ،حَمدَ مَن قَصَدَکَ بِحَمدِهِ، وَاستَحَقَّ المَزیدَ لَهُ مِنکَ فی نِعَمِهِ،ولَکَ مُؤَیِّداتٌ مِن عَونِکَ،ورَحمَةٌ تَخُصُّ بِها مَن أحبَبتَ مِن خَلقِکَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاخصُصنا مِن رَحمَتِکَ ومُؤَیِّداتِ لُطفِکَ، بِأَوجَبِها لِلإِقالاتِ،وأَعصَمِها مِنَ الإِضاعاتِ،وأَنجاها مِنَ الهَلَکاتِ،وأَرشَدِها إلَی الهِدایاتِ،وأَوقاها مِنَ الآفاتِ،وأَوفَرِها مِنَ الحَسَناتِ،وأَنزَلِها بِالبَرَکاتِ،وأَزیَدِها فِی القِسَمِ،وأَسبَغِها لِلنِّعَمِ،وأَستَرِها لِلعُیوبِ،وأَغفَرِها لِلذُّنوبِ،إنَّکَ قَریبٌ مُجیبٌ.
فَصَلِّ عَلی خِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،وصَفوَتِکَ مِن بَرِیَّتِکَ،وأَمینِکَ عَلی وَحیِکَ،بِأَفضَلِ الصَّلَواتِ،وبارِک عَلَیهِ بِأَفضَلِ البَرَکاتِ،بِما بَلَّغَ عَنکَ مِنَ الرِّسالاتِ،وصَدَعَ بِأَمرِکَ،
ص:85
ودَعا إلَیکَ،وأَفصَحَ بِالدَّلائِلِ عَلَیکَ بِالحَقِّ المُبینِ حَتّی أتاهُ الیَقینُ،وصَلَّی اللّهُ عَلَیهِ فِی الأَوَّلینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلَیهِ فِی الآخِرینَ،وعَلی آلِهِ وأَهلِ بَیتِهِ الطّاهِرینَ،وَاخلُفهُ فیهِم بِأَحسَنِ ما خَلَّفتَ بِهِ أحَداً مِنَ المُرسَلینَ بِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
اللّهُمَّ لَکَ إراداتٌ لا تُعارَضُ دونَ بُلوغِهَا الغایاتُ،قَدِ انقَطَعَ مُعارَضَتُها بِعَجزِ الاِستِطاعاتِ عَنِ الرَّدِّ لَها دونَ النِّهایاتِ،فَأَیَّةُ إرادَةٍ جَعَلتَها إرادَةً لِعَفوِکَ،وسَبَباً لِنَیلِ فَضلِکَ،وَاستِنزالاً لِخَیرِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِ مُحَمَّدٍ،وصِلهَا اللّهُمَّ بِدَوامٍ، وَابدَأها بِتَمامٍ،إنَّکَ واسِعُ الحِباءِ (1)،کَریمُ العَطاءِ،مُجیبُ النِّداءِ،سَمیعُ الدُّعاءِ. (2)
133.مهج الدعوات عن محمّد بن جعفر بن هشام الأصبغی عن الیَسع بن حمزة القمّیّ: أخبَرَنی عَمرُو بنُ مَسعَدَةَ وَزیرُ المُعتَصِمِ الخَلیفَةِ أنَّهُ جاءَ عَلَیَّ بِالمَکروهِ الفَظیعِ حَتّی تَخَوَّفتُهُ عَلی إراقَةِ دَمی وفَقرِ عَقِبی،فَکَتَبتُ إلی سَیِّدی أبِی الحَسَنِ العَسکَرِیِّ علیه السلام أشکو إلَیهِ ما حَلَّ بی،فَکَتَبَ إلَیَّ:
لا رَوعَ عَلَیکَ ولا بَأسَ،فَادعُ اللّهَ بِهذِهِ الکَلِماتِ یُخَلِّصکَ اللّهُ وَشیکاً مِمّا وَقَعتَ فیهِ ویَجعَل لَکَ فَرَجاً،فَإِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ یَدعونَ بِها عِندَ إشرافِ البَلاءِ وظُهورِ الأَعداءِ وعِندَ تَخَوُّفِ الفَقرِ وضیقِ الصَّدرِ.
قالَ الیَسَعُ بنُ حَمزَةَ:فَدَعَوتُ اللّهَ بِالکَلِماتِ الَّتی کَتَبَ إلَیَّ سَیِّدی بِها فی صَدرِ النَّهارِ،فَوَ اللّهِ ما مَضی شَطرُهُ حَتّی جاءَنی رَسولُ عَمرِو بنِ مَسعَدَةَ فَقالَ لی:أجِبِ الوَزیرَ فَنَهَضتُ (3)ودَخَلتُ عَلَیهِ،فَلَمّا بَصُرَ بی تَبَسَّمَ إلَیَّ وأَمَرَ بِالحَدیدِ فَفُکَّ عَنّی
ص:86
وبِالأَغلالِ فَحُلَّت مِنّی،وأَمَرَنی بِخَلعَةٍ مِن فاخِرِ ثِیابِهِ،وأَتحَفَنی بِطیبٍ،ثُمَّ أدنانی وقَرَّبَنی وجَعَلَ یُحَدِّثُنی ویَعتَذِرُ إلَیَّ،ورَدَّ عَلَیَّ جَمیعَ ما کانَ استَخرَجَهُ مِنّی،وأَحسَنَ رِفدی ورَدَّنی إلَی النّاحِیَةِ الَّتی کُنتُ أتَقَلَّدُها،وأَضافَ إلَیهَا الکورَةَ الَّتی تَلیها.
قالَ:وکانَ الدُّعاءُ:
یا مَن تُحَلُّ بِأَسمائِهِ عُقَدُ المَکارِهِ،ویا مَن یُفَلُّ بِذِکرِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ،ویا مَن یُدعی بِأَسمائِهِ العِظامِ مِن ضیقِ المَخرَجِ إلی مَحَلِّ الفَرَجِ،ذَلَّت لِقُدرَتِکَ الصِّعابُ،وتَسَبَّبَت بِلُطفِکَ الأَسبابُ،وجَری بِطاعَتِکَ القَضاءُ،ومَضَت عَلی ذِکرِکَ الأَشیاءُ فَهِیَ بِمَشِیَّتِکَ دونَ قَولِکَ مُؤتَمِرَةٌ،وبِإِرادَتِکَ دونَ وَحیِکَ مُنزَجِرَةٌ،وأَنتَ المَرجُوُّ لِلمُهِمّاتِ،وأَنتَ المَفزَعُ لِلمُلِمّاتِ،لا یَندَفِعُ مِنها إلّاما دَفَعتَ،ولا یَنکَشِفُ مِنها إلّاما کَشَفتَ،وقَد نَزَلَ بی مِنَ الأَمرِ ما فَدَحَنی ثِقلُهُ،وحَلَّ بی مِنهُ ما بَهَظَنی حَملُهُ،وبِقُدرَتِکَ أورَدتَ عَلَیَّ ذلِکَ، وبِسُلطانِکَ وَجَّهتَهُ إلَیَّ،فَلا مُصدِرَ لِما أورَدتَ،ولا مُیَسِّرَ لِما عَسَّرتَ،ولا صارِفَ لِما وَجَّهتَ،ولا فاتِحَ لِما أغلَقتَ،ولا مُغلِقَ لِما فَتَحتَ،ولا ناصِرَ لِمَن خَذَلتَ،إلّاأنتَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافتَح لی بابَ الفَرَجِ بِطَولِکَ،وَاصرِف عَنّی سُلطانَ الهَمِّ بِحَولِکَ،وأَنِلنی حُسنَ النَّظَرِ فیما شَکَوتُ،وَارزُقنی حَلاوَةَ الصُّنعِ فیما سَأَلتُکَ،وهَب لی مِن لَدُنکَ فَرَجاً وَحِیّاً (1)،وَاجعَل لی مِن عِندِکَ مَخرَجاً هَنیئاً،ولا تَشغَلنی بِالاِهتِمامِ عَن تَعاهُدِ فَرائِضِکَ،وَاستِعمالِ سُنَّتِکَ،فَقَد ضِقتُ بِما نَزَلَ بی ذَرعاً،وَامتَلَأتُ بِحَملِ ما حَدَثَ عَلَیَّ جَزَعاً،وأَنتَ القادِرُ عَلی کَشفِ ما بُلیتُ بِهِ،ودَفعِ ما وَقَعتُ فیهِ،فَافعَل ذلِکَ بی وإِن کُنتُ غَیرَ مُستَوجِبِهِ مِنکَ،یا ذَا العَرشِ العَظیمِ،وذَا المَنِّ الکَریمِ،فَأَنتَ قادِرٌ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (2)
ص:87
134.الکافی عن عبد اللّه بن عبد الرحمن عن الإمام الباقر علیه السلام،قالَ: قالَ لی:ألا اعَلِّمُکَ دُعاءً تَدعو بِهِ؟! إنّا أهلَ البَیتِ إذا کَرَبَنا أمرٌ وتَخَوَّفنا مِنَ السُّلطانِ أمراً لا قِبَلَ لَنا بِهِ نَدعو بِهِ.
قُلتُ:بَلی بِأَبی أنتَ واُمّی یَابنَ رَسولِ اللّهِ،قالَ:قُل:
یا کائِناً قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،ویا مُکَوِّنَ کُلِّ شَیءٍ،ویا باقِیَ بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافعَل بی کَذا وکَذا. (1)
135.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عَلَّمَ عَلِیّاً علیه السلام دَعوَةً یَدعو بِها عِندَ ما أهَمَّهُ،فَکانَ عَلِیٌّ علیه السلام یُعَلِّمُها وُلدَهُ:
یا کائِناً قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،ویا مُکَوِّنَ کُلِّ شَیءٍ،ویا کائِناً بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،افعَل بی کَذا وکَذا. (2)
136.الدعوات: فی دُعائِهِم علیهم السلام:
اللّهُمَّ إنّی أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَتَقَرَّبُ بِهِم إلَیکَ،واُقَدِّمُهُم بَینَ یَدَی حَوائِجی،اللّهُمَّ إنّی أبرَأُ إلَیکَ مِن أعداءِ آلِ مُحَمَّدٍ،وأَتَقَرَّبُ إلَیکَ بِاللَّعنَةِ عَلَیهِم. (3)
137.الدعوات: فی دُعائِهِم علیهم السلام:
اللّهُمَّ إن کانَت ذُنوبی قَد أخلَقَت وَجهی عِندَکَ وحَجَبَت دُعائی عَنکَ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاستَجِب لی یا رَبِّ بِهِم دُعائی. (4)
راجع:ص 490 ح 665.
ص:88
138.الإمام علیّ علیه السلام -فی مُناجاتِهِ-:
اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ ووَلِیُّکَ،اِختَرتَنی وَارتَضَیتَنی ورَفَعتَنی وکَرَّمتَنی بِما أورَثتَنی مِن مَقامِ أصفِیائِکَ وخِلافَةِ أولِیائِکَ،وأَغنَیتَنی وأَفقَرتَ النّاسَ فی دینِهِم ودُنیاهُم إلَیَّ،وأَعزَزتَنی وأَذلَلتَ العِبادَ إلَیَّ،وأَسکَنتَ قَلبی نورَکَ ولَم تُحوِجنی إلی غَیرِکَ،وأَنعَمتَ عَلَیَّ وأَنعَمتَ بی ولَم تَجعَل مِنَّةً عَلَیَّ لِأَحَدٍ سِواکَ،وأَقمتَنی لِإِحیاءِ حَقِّکَ وَالشَّهادَةِ عَلی خَلقِکَ،وأَن لا أرضی ولا أسخَطَ إلّالِرِضاکَ وسَخَطِکَ،ولا أقولَ إلّاحَقّاً،ولا أنطِقَ إلّاصِدقاً. (1)
139.الإمام زین العابدین علیه السلام: کانَ أمیرُالمُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ یَقولُ:
اللّهُمَّ مُنَّ عَلَیَّ بِالتَّوَکُّلِ عَلَیکَ،وَالتَّفویضِ إلَیکَ،وَالرِّضا بِقَدَرِکَ،وَالتَّسلیمِ لِأَمرِکَ، حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ،ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ یا رَبَّ العالَمینَ. (2)
140.الإمام علیّ علیه السلام -مِن دُعاءٍ کانَ یَدعو بِهِ کَثیراً-:
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یُصبِح بی مَیِّتاً،ولا سَقیماً،ولا مَضروباً عَلی عُروقی بِسوءٍ،ولا مَأخوذاً بِأَسوَإِ عَمَلی،ولا مَقطوعاً دابِری،ولا مُرتَدّاً عَن دینی،ولا مُنکِراً لِرَبّی،ولا مُستَوحِشاً مِن إیمانی،ولا مُلتَبِساً عَقلی،ولا مُعَذَّباً بِعَذابِ الاُمَمِ مِن قَبلی،أصبَحتُ عَبداً مَملوکاً ظالِماً لِنَفسی،لَکَ الحُجَّةُ عَلَیَّ ولا حُجَّةَ لی،ولا أستَطیعُ أن آخُذَ إلّاما
ص:89
أعطَیتَنی،ولا أتَّقِیَ إلّاما وَقَیتَنی.
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أفتَقِرَ فی غِناکَ،أو أضِلَّ فی هُداکَ،أو اضامَ (1)فی سُلطانِکَ،أو اضطَهَدَ وَالأَمرُ لَکَ.
اللّهُمَّ اجعَل نَفسی أوَّلَ کَریمَةٍ تَنتَزِعُها مِن کَرائِمی،وأَوَّلَ وَدیعَةٍ تَرتَجِعُها مِن وَدائِعِ نِعَمِکَ عِندی.
اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِکَ أن نَذهَبَ عَن قَولِکَ،أو أن نُفتَتَنَ عَن دینِکَ،أو تَتابَعَ بِنا أهواؤُنا دونَ الهُدَی الَّذی جاءَ مِن عِندِکَ. (2)
141.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ مِن دُعاءِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام:
اللّهُمَّ کَتَبتَ الآثارَ،وعَلِمتَ الأَخبارَ،وَاطَّلَعتَ عَلَی الأَسرارِ،فَحُلتَ بَینَنا وبَینَ القُلوبِ،فَالسِّرُّ عِندَکَ عَلانِیَةٌ،وَالقُلوبُ إلَیکَ مُفضاةٌ،وإِنَّما أمرُکَ لِشَیءٍ إذا أرَدتَهُ أن تَقولَ لَهُ کُن فَیَکونُ،فَقُل بِرَحمَتِکَ لِطاعَتِکَ أن تَدخُلَ فی کُلِّ عُضوٍ مِن أعضائی،ولا تُفارِقَنی حَتّی ألقاکَ،وقُل بِرَحمَتِکَ لِمَعصِیَتِکَ أن تَخرُجَ مِن کُلِّ عُضوٍ مِن أعضائی،فَلا تَقرَبَنی حَتّی ألقاکَ،وَارزُقنی مِنَ الدُّنیا،وزَهِّدنی فیها،ولا تَزوِها عَنّی ورَغبَتی فیها،یا رَحمانُ. (3)
142.المزار الکبیر عن میثم: أصحَرَ بی مَولایَ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام لَیلَةً مِنَ اللَّیالی حَتّی خَرَجَ مِنَ الکوفَةِ وَانتَهی إلی مَسجِدِ جُعفِیٍّ،تَوَجَّهَ إلَی القِبلَةِ وصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ،فَلَمّا سَلَّمَ وسَبَّحَ بَسَطَ کَفَّیهِ وقالَ:
ص:90
إلهی ! کَیفَ أدعوکَ وقَد عَصَیتُکَ؟وکَیفَ لا أدعوکَ وقَد عَرَفتُکَ؟وحُبُّکَ فی قَلبی مَکینٌ،مَدَدتُ إلَیکَ یَداً بِالذُّنوبِ مَملوءَةً،وعَیناً بِالرَّجاءِ مَمدودَةً.
إلهی ! أنتَ مالِکُ العَطایا،وأَ نَا أسیرُ الخَطایا،ومِن کَرَمِ العُظَماءِ الرِّفقُ بِالاُسَراءِ،وأَ نَا أسیرٌ بِجُرمی،مُرتَهَنٌ بِعَمَلی.
إلهی ! ما أضیَقَ الطَّریقَ عَلی مَن لَم تَکُن دَلیلَهُ،وأَوحَشَ المَسلَکَ عَلی مَن لَم تَکُن أنیسَهُ.
إلهی ! لَئِن طالَبتَنی بِذُنوبی لَاُطالِبَنَّکَ بِعَفوِکَ،وإن طالَبتَنی بِسَریرَتی لَاُطالِبَنَّکَ بِکَرَمِکَ،وإن طالَبتَنی بِشَرّی لَاُطالِبَنَّکَ بِخَیرِکَ،وإن جَمَعتَ بَینی وبَینَ أعدائِکَ فِی النّارِ لَاُخبِرَنَّهُم أنّی کُنتُ لَکَ مُحِبّاً،وأَنَّنی کُنتُ أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ.
إلهی ! هذا سُروری بِکَ خائِفاً،فَکَیفَ سُروری بِکَ آمِناً.
إلهِی ! الطّاعَةُ تَسُرُّکَ،وَالمَعصِیَةُ لا تَضُرُّکَ،فَهَب لی ما یَسُرُّکَ،وَاغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ، وتُب عَلَیَّ،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارحَمنی إذَا انقَطَعَ مِنَ الدُّنیا أثَری،وَامتَحی مِنَ المَخلوقینَ ذِکری،وصِرتُ مِنَ المَنسِیّینَ کَمَن قَد نُسِیَ.
إلهی ! کَبِرَ سِنّی،ودَقَّ عَظمی،ونالَ الدَّهرُ مِنّی،وَاقتَرَبَ أجَلی ونَفِدَت أیّامی، وذَهَبَت مَحاسِنی،ومَضَت شَهوَتی،وبَقِیَت تَبِعَتی،وبَلِیَ جِسمی،وتَقَطَّعَت أوصالی، وتَفَرَّقَت أعضائی،وبَقیتُ مُرتَهَناً بِعَمَلی.
إلهی ! أفحَمَتنی ذُنوبی،وَانقَطَعَت مَقالَتی،ولا حُجَّةَ لی.
إلهی ! أنَا المُقِرُّ بِذَنبی،المُعتَرِفُ بِجُرمی،الأَسیرُ بِإِساءَتی،المُرتَهَنُ بِعَمَلی،المُتَهَوِّرُ فی خَطیئَتی،المُتَحَیِّرُ عَن قَصدِی،المُنقَطَعُ بی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وتَفَضَّل عَلَیَّ،وتَجاوَز عَنّی.
ص:91
إلهی ! إن کانَ صَغُرَ فی جَنبِ طاعَتِکَ عَمَلی فَقَد کَبُرَ فی جَنبِ رَجائِکَ أمَلی.
إلهی ! کَیفَ أنقَلِبُ بِالخَیبَةِ مِن عِندِکَ مَحروماً،وکُلُّ ظَنّی بِجودِکَ أن تَقلِبَنی بِالنَّجاةِ مَرحوماً؟
إلهی ! لَم اسَلِّط عَلی حُسنِ ظَنّی بِکَ قُنوطَ الآیِسینَ،فَلا تُبطِل صِدقَ رَجائی مِن بَینِ الآمِلینَ.
إلهی ! عَظُمَ جُرمی إذ کُنتَ المُطالِبَ بِهِ،وکَبُرَ ذَنبی إذ کُنتَ المُبارَزَ بِهِ،إلّاأنّی إذا ذَکَرتُ کِبَرَ ذَنبی،وعِظَمَ عَفوِکَ وغُفرانِکَ،وَجَدتُ الحاصِلَ بَینَهُما لی أقرَبَهُما إلی رَحمَتِکَ ورِضوانِکَ.
إلهی ! إن دَعانی إلَی النّارِ مَخشِیُّ عِقابِکَ،فَقَد نادانی إلَی الجَنَّةِ بِالرَّجاءِ حُسنُ ثَوابِکَ.
إلهی ! إن أوحَشَتنِی الخَطایا عَن مَحاسِنِ لُطفِکَ،فَقَد آنَسَتنی بِالیَقینِ مَکارِمُ عَفوِکَ.
إلهی ! إن أنامَتنِی الغَفلَةُ عَنِ الاِستِعدادِ لِلِقائِکَ،فَقَد أنبَهَتنِی المَعرِفَةُ یا سَیِّدی بِکَرَمِ آلائِکَ.
إلهی ! إن عَزَبَ (1)لُبّی (2)،عَن تَقویمِ ما یُصلِحُنی،فَما عَزَبَ إیقانی بِنَظَرِکَ إلَیَّ فیما یَنفَعُنی.
إلهی ! إنِ انقَرَضَت بِغَیرِ ما أحبَبتَ مِنَ السَّعیِ أیّامی فَبِالإِیمانِ أمضَیتُ السّالِفاتِ مِن أعوامی.
إلهی ! جِئتُکَ مَلهوفاً (3)،وقَد البِستُ عُدمَ فاقَتی،وأَقامَنی مَعَ الأَذِلّاءِ بَینَ یَدَیکَ ضُرُّ حاجَتی.
ص:92
إلهی ! کَرُمتَ فَأَکرِمنی إذ کُنتُ مِن سُؤّالِکَ،وجُدتَ بِالمَعروفِ فَاخلِطنی بِأَهلِ نَوالِکَ.
إلهی ! أصبَحتُ عَلی بابٍ مِن أبوابِ مِنَحِکَ سائِلاً،وعَنِ التَّعَرُّضِ لِسِواکَ بِالمَسأَلَةِ عادِلاً،ولَیسَ مِن شَأنِکَ رَدُّ سائِلٍ مَلهوفٍ،ومُضطَرٍّ لِاِنتِظارِ خَیرٍ مِنکَ مَألوفٍ.
إلهی ! أقَمتُ عَلی قَنطَرَةِ الأَخطارِ مَبلُوّاً بِالأَعمالِ وَالاِختِبارِ،إن لَم تُعِن عَلَیها بِتَخفیفِ الأَثقالِ وَالآصارِ (1).
إلهی ! أمِن أهلِ الشَّقاءِ خَلَقتَنی فَاُطیلَ بُکائی،أم مِن أهلِ السَّعادَةِ خَلَقتَنی فَاُبَشِّرَ رَجائی؟
إلهی ! إن حَرَمتَنی رُؤیَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وصَرَفتَ وَجهَ تَأمیلی بِالخَیبَةِ فی ذلِکَ المَقامِ،فَغَیرَ ذلِکَ مَنَّتنی نَفسی،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ وَالطَّولِ وَالإِنعامِ.
إلهی ! لَو لَم تَهدِنی إلَی الإِسلامِ مَا اهتَدَیتُ،ولَو لَم تَرزُقنِی الإِیمانَ بِکَ ما آمَنتُ،ولَو لَم تُطلِق لِسانی بِدُعائِکَ ما دَعَوتُ،ولَو لَم تُعَرِّفنی حَلاوَةَ مَعرِفَتِکَ ما عَرَفتُ.
إلهی ! إن أقعَدَنِی التَّخَلُّفُ عَنِ السَّبقِ مَعَ الأَبرارِ فَقَد أقامَتنِی الثِّقَةُ بِکَ عَلی مَدارِجِ الأَخیارِ.
إلهی ! قَلبٌ حَشَوتَهُ مِن مَحَبَّتِکَ فی دارِ الدُّنیا،کَیفَ تُسَلِّطُ عَلیهِ ناراً تُحرِقُهُ فی لَظی.
إلهی ! کُلُّ مَکروبٍ إلَیکَ یَلتَجی وکُلُّ مَحرومٍ لَکَ یَرتَجی.
إلهی ! سَمِعَ العابِدونَ بِجَزیلِ ثَوابِکَ فَخَشَعوا،وسَمِعَ المُزِلّونَ عَنِ القَصدِ بِجودِکَ فَرَجَعوا،وسَمِعَ المُذنِبونَ بِسَعَةِ رَحمَتِکَ فَتَمَتَّعوا،وسَمِعَ المُجرِمونَ بِکَرَمِ عَفوِکَ فَطَمِعوا،حَتَّی ازدَحَمَت عَصائِبُ (2)العُصاةِ مِن عِبادِکَ،وعَجَّ إلَیکَ کُلٌّ مِنهُم عَجیجَ الضَّجیجِ بِالدُّعاءِ فی بِلادِکَ،ولِکُلٍّ أمَلٌ ساقَ صاحِبَهُ إلَیکَ وحاجَةٌ،وأَنتَ المَسؤولُ الَّذی لا تَسوَدُّ
ص:93
عِندَهُ وُجوهُ المَطالِبِ.صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ وآلِهِ،وَافعَل بی ما أنتَ أهلُهُ إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ.
وأَخفَتَ دُعاءَهُ،وسَجَدَ وعَفَّرَ،وقالَ:العَفوَ العَفوَ-مِئَةَ مَرَّةٍ-. (1)
143.الإمام علیّ علیه السلام -فی دُعائِهِ لِلنَّبیِّ صلی الله علیه و آله-:
اللّهُمَّ اقسِم لَهُ مَقسَماً مِن عَدلِکَ،وَاجزِهِ مُضَعَّفاتِ الخَیرِ مِن فَضلِکَ.اللّهُمَّ أعلِ عَلی بِناءِ البانینَ بِناءَهُ،وأَکرِم لَدَیکَ نُزُلَهُ،وشَرِّف عِندَکَ مَنزِلَهُ،وآتِهِ الوَسیلَةَ وأَعطِهِ السَّناءَ وَالفَضیلَةَ،وَاحشُرنا فی زُمرَتِهِ غَیرَ خَزایا ولا نادِمینَ،ولا ناکِبینَ (2)ولا ناکِثینَ (3)،ولا ضالّینَ ولا مُضِلّینَ ولا مَفتونینَ. (4)
144.عنه علیه السلام:
اللّهُمَّ داحِیَ المَدحُوّاتِ (5)،وداعِمَ المَسموکاتِ (6)،وجابِلَ (7)القُلوبِ عَلی فِطرَتِها؛شَقِیِّها وسَعیدِها،اِجعَل شَرائِفَ صَلَواتِکَ ونَوامِیَ بَرَکاتِکَ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ،الخاتِمِ لِما سَبَقَ،وَالفاتِحِ لِمَا انغَلَقَ (8)،وَالمُعلِنِ الحَقَّ بِالحَقِّ،وَالدّافِعِ جَیشاتِ (9)الأَباطیلِ،وَالدّامِغِ
ص:94
صَولاتِ الأَضالیلِ کَما حُمِّلَ،فَاضطَلَعَ قائِماً بِأَمرِکَ،مُستَوفِزاً (1)فی مَرضاتِکَ،غَیرَ ناکِلٍ عَن قُدُمٍ،ولا واهٍ فی عَزمٍ،واعِیاً لِوَحیِکَ،حافِظاً لِعَهدِکَ،ماضِیاً عَلی نَفاذِ أمرِکَ،حَتّی أوری قَبَسَ القابِسِ (2)،وأَضاءَ الطَّریقَ لِلخابِطِ (3)،وهُدِیَت بِهِ القُلوبُ بَعدَ خَوضاتِ الفِتَنِ وَالآثامِ،وأَقامَ بِموضِحاتِ الأَعلامِ ونَیِّراتِ الأَحکامِ.
فَهُوَ أمینُکَ المَأمونُ،وخازِنُ عِلمِکَ المَخزونِ،وشَهیدُکَ (4)یَومَ الدّینِ،وبَعیثُکَ (5)بِالحَقِّ،ورَسولُکَ إلَی الخَلقِ.
اللّهُمَّ افسَح لَهُ مَفسَحاً فی ظِلِّکَ،وَاجزِهِ مُضاعَفاتِ الخَیرِ مِن فَضلِکَ،اللّهُمَّ وأَعلِ عَلی بِناءِ البانینَ بِناءَهُ،وأَکرِم لَدَیکَ مَنزِلَتَهُ،وأَتمِم لَهُ نورَهُ،وَاجزِهِ مِنِ ابتِعاثِکَ لَهُ مَقبولَ الشَّهادَةِ،ومَرضِیَّ المَقالَةِ،ذا مَنطقٍ عَدلٍ،وخُطبَةٍ فَصلٍ.
اللّهُمَّ اجمَع بَینَنا وبَینَهُ فی بَردِ العَیشِ (6)،وقَرارِ النِّعمَةِ،ومُنَی الشَّهَواتِ،وأَهواءِ اللَّذّاتِ،ورَخاءِ الدَّعَةِ،ومُنتَهَی الطُّمَأنینَةِ،وتُحَفِ الکَرامَةِ. (7)
145.عنه علیه السلام:
الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی طَیِّبِ المُرسَلینَ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ،المُنتَجَبِ الفاتِقِ الرّاتِقِ. (8)
ص:95
اللّهُمَّ فَخُصَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ بِالذِّکرِ المَحمودِ وَالحَوضِ المَورودِ،اللّهُمَّ آتِ مُحَمَّداً صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ الوَسیلَةَ وَالرِّفعَةَ والفَضیلَةَ،وَاجعَل فِی المُصطَفَینَ مَحَبَّتَهُ، وفِی العِلِّیّینَ دَرَجَتَهُ،وفِی المُقَرَّبینَ کَرامَتَهُ.
اللّهُمَّ أعطِ مُحَمَّداً صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ مِن کُلِّ کَرامَةٍ أفضَلَ تِلکَ الکَرامَةِ،ومِن کُلِّ نَعیمٍ أوسَعَ ذلِکَ النَّعیمِ،ومِن کُلِّ عَطاءٍ أجزَلَ ذلِکَ العَطاءِ،ومِن کُلِّ یُسرٍ أنضَرَ (1)ذلِکَ الیُسرِ،ومِن کُلِّ قِسمٍ أوفَرَ ذلِکَ القِسمِ،حَتّی لا یَکونَ أحَدٌ مِن خَلقِکَ أقرَبَ مِنهُ مَجلِساً،ولا أرفَعَ مِنهُ عِندَک ذِکراً ومَنزِلَةً،ولا أعظَمَ عَلَیکَ حَقّاً،ولا أقرَبَ وَسیلَةً مِن مُحَمَّدٍ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ،إمامِ الخَیرِ وقائِدِهِ وَالدّاعی إلَیهِ،وَالبَرَکَةِ عَلی جَمیعِ العِبادِ وَالبِلادِ،ورَحمَةٍ لِلعالَمینَ.
اللّهُمَّ اجمَع بَینَنا وبَینَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ فی بَردِ العَیشِ،وتَرَوُّحِ (2)الرَّوحِ (3)، وقَرارِ النِّعمَةِ،وشَهوَةِ الأَنفُسِ،ومُنَی الشَّهَواتِ،ونِعَمِ اللَّذّاتِ،ورَجاءِ الفَضیلَةِ،وشُهودِ الطُّمَأنینَةِ،وسُؤدَدِ (4)الکَرامَةِ،وقُرَّةِ العَینِ،ونَضرَةِ النَّعیمِ،وبَهجَةٍ لا تُشبِهُ بَهَجاتِ الدُّنیا، نَشهَدُ أنَّهُ قَد بَلَّغَ الرِّسالَةَ،وأَدَّی النَّصیحَةَ،وَاجتَهَدَ لِلاُمَّةِ،واُوذِیَ فی جَنبِکَ،وجاهَدَ فی سَبیلِکَ،وعَبَدَکَ حَتّی أتاهُ الیَقینُ،فَصَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ الطَّیِّبینَ.
اللّهُمَّ رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ،ورَبَّ الرُّکنِ وَالمَقامِ،ورَبَّ المَشعَرِ الحَرامِ،ورَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ،بَلِّغ روحَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ عَنَّا السَّلامَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ،وعَلی أنبِیائِکَ ورُسُلِکَ أجمَعینَ،وصَلِّ اللّهُمَّ عَلَی
ص:96
الحَفَظَةِ الکِرامِ الکاتِبینَ،وعَلی أهلِ طاعَتِکَ مِن أهلِ السَّماواتِ السَّبعِ وأَهلِ الأَرَضینَ السَّبعِ مِنَ المُؤمِنینَ أجمَعینَ. (1)
146.المناقب عن إبراهیم: إنَّ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السلام جَمَعَ الدُّنیا وَالآخِرَةَ فی خَمسِ کَلِماتٍ، کانَ یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِنَ الدُّنیا وما فیها ما أسُدُّ بِهِ لِسانی،واُحصِنُ بِهِ فَرجی،واُؤَدّی بِهِ أمانَتی،وأَصِلُ بِهِ رَحِمی،وأَتَّجِرُ بِهِ لِآخِرَتی. (2)
147.الإمام علیّ علیه السلام:
إلهی کَفی لی عِزّاً أن أکونَ لَکَ عَبداً،وکَفی بی فَخراً أن تَکونَ لی رَبّاً،[إلهی] (3)أنتَ کَما احِبُّ فَاجعَلنی کَما تُحِبُّ (4). (5)
148.عنه علیه السلام:
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی ما تَأخُذُ وتُعطی،وعَلی ما تُعافی وتَبتَلی؛حَمداً یَکونُ أرضَی الحَمدِ لَکَ،وأَحَبَّ الحَمدِ إلَیکَ،وأَفضَلَ الحَمدِ عِندَکَ؛حَمداً یَملَأُ ما خَلَقتَ،ویَبلُغُ ما
ص:97
أرَدتَ؛حَمداً لا یُحجَبُ عَنکَ،ولا یُقصَرُ دُونَکَ؛حَمداً لا یَنقَطِعُ عَدَدُهُ،ولا یَفنی مَدَدُهُ.
فَلَسنا نَعلَمُ کُنهَ عَظَمَتِکَ،إلّاأنّا نَعلَمُ أنَّکَ حَیٌّ قَیّومٌ،لا تَأخُذُکَ سِنَةٌ ولا نَومٌ.لَم یَنتَهِ إلَیکَ نَظَرٌ،ولم یُدرِککَ بَصَرٌ.أدرَکتَ الأَبصارَ،وأَحصَیتَ الأعمالَ (1)،وأَخَذتَ بِالنَّواصی وَالأَقدامِ.
ومَا الَّذی نَری مِن خَلقِکَ،ونَعجَبُ لَهُ مِن قُدرَتِکَ،ونَصِفُهُ مِن عَظیمِ سُلطانِکَ ! وما تَغَیَّبَ عَنّا مِنهُ،وقَصُرَت أبصارُنا عَنهُ،وَانتَهَت عُقولُنا دونَهُ،وحالَت سُتورُ الغُیوبِ بَینَنا وبَینَهُ أعظَمُ.
فَمَن فَرَّغَ قَلبَهُ وأَعمَلَ فِکرَهُ؛لِیَعلَمَ کَیفَ أقَمتَ عَرشَکَ،وکَیفَ ذَرَأتَ خَلقَکَ،وکَیفَ عَلَّقتَ فِی الهَواءِ سَماواتِکَ،وکَیفَ مَدَدتَ عَلی مَورِ (2)الماءِ أرضَکَ،رَجَعَ طَرفُهُ حَسیراً (3)، وعَقلُه مَبهوراً،وسَمعُهُ والِهاً،وفِکرُهُ حائِراً. (4)
149.عنه علیه السلام:
الحَمدُ للّهِ ِ أوَّلَ مَحمودٍ،وآخِرَ مَعبودٍ،وأَقرَبَ مَوجودٍ،البَدیءِ (5)بِلا مَعلومٍ لِأَزَلِیَّتِهِ، ولا آخِرٍ لِأَوَّلِیَّتِهِ،وَالکائِنِ قَبلَ الکَونِ بِغَیرِ کِیانٍ،وَالمَوجودِ فی کُلِّ مَکانٍ بِغَیرِ عَیانٍ، وَالقَریبِ مِن کُلِّ نَجوی بِغَیرِ تَدانٍ،عَلَنَت عِندَهُ الغُیوبُ،وضَلَّت فی عَظَمَتِهِ القُلوبُ،فَلَا الأَبصارُ تُدرِکُ عَظَمَتَهُ،ولَا القُلوبُ-عَلَی احتِجابِهِ-تُنکِرُ مَعرِفَتَهُ،تَمَثَّلَ فِی القُلوبِ بِغَیرِ مِثالٍ تَحُدُّهُ الأَوهامُ،أو تُدرِکُهُ الأَحلامُ،ثُمَّ جَعَلَ مِن نَفسِهِ دَلیلاً عَلی تَکَبُّرِهِ عَنِ الضِّدِّ وَالنِّدِّ وَالشِّکلِ وَالمِثلِ،فَالوَحدانِیَّةُ آیَةُ الرُّبوبِیَّةِ،وَالمَوتُ الآتی عَلی خَلقِهِ مُخبِرٌ عَن
ص:98
خَلقِهِ وقُدرَتِهِ،ثُمَّ خَلقُهُم مِن نُطفَةٍ-ولَم یَکونوا شَیئاً-دَلیلٌ عَلی إعادَتِهِم خَلقاً جَدیداً بَعدَ فَنائِهِم کَما خَلَقَهُم أوَّلَ مَرَّةٍ.
وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،الَّذی لَم یَضُرَّهُ بِالمَعصِیَةِ المُتَکَبِّرونَ،ولَم یَنفَعهُ بِالطّاعَةِ المُتَعَبِّدونَ،الحَلیمِ عَنِ (1)الجَبابِرَةِ المُدَّعینَ،وَالمُمهِلِ الزّاعِمینَ لَهُ شَریکاً فی مَلَکوتِهِ، الدّائِمِ فی سُلطانِهِ بِغَیرِ أمَدٍ،وَالباقی فی مُلکِهِ بَعدَ انقِضاءِ الأَبَدِ،وَالفَردِ الواحِدِ الصَّمَدِ، وَالمُتَکَبِّرِ عَنِ الصّاحِبَةِ وَالوَلَدِ،رافِعِ السَّماءِ بِغَیرِ عَمَدٍ،ومُجرِی السَّحابِ بِغَیرِ صَفَدٍ (2)، قاهِرِ الخَلقِ بِغَیرِ عَدَدٍ،لکِنِ اللّهُ الأَحَدُ الفَردُ الصَّمَدُ،الَّذی لَم یَلِد ولَم یولَد،ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ.
وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَخلُ مِن فَضلِهِ المُقیمونَ عَلی مَعصِیَتِهِ،ولَم یُجازِهِ-لِأَصغَرِ نِعَمِهِ-المُجتَهِدونَ فی طاعَتِهِ،الغَنِیِّ الَّذی لا یَضِنُّ بِرِزقِهِ عَلی جاحِدِهِ،ولا یَنقُصُ عَطایاهُ أرزاقُ خَلقِهِ،خالِقِ الخَلقِ ومُفنیهِ،ومُعیدِهِ ومُبدیهِ ومُعافیهِ،عالِمِ ما أکَنَّتهُ (3)السَّرائِرُ وأَخبَتهُ الضَّمائِرُ،وَاختَلَفَت بِهِ الأَلسُنُ،وأَنسَتهُ الأَزمُنُ،الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،وَالقَیّومِ الَّذی لا یَنامُ،وَالدّائِمِ الَّذی لا یَزولُ،وَالعَدلِ الَّذی لا یَجورُ،وَالصّافِحِ عَنِ الکَبائِرِ بِفَضلِهِ، وَالمُعَذِّبِ مَن عَذَّبَ بِعَدلِهِ،لَم یَخَفِ الفَوتَ فَحَلُمَ،وعَلِمَ الفَقرَ فَرَحِمَ،وقالَ فی مُحکَمِ کِتابِهِ: وَ لَوْ یُؤاخِذُ اللّهُ النّاسَ بِما کَسَبُوا ما تَرَکَ عَلی ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ (4).
أحمَدُهُ حَمداً أستَزیدُهُ فی نِعمَتِهِ،وأَستَجیرُ بِهِ مِن نَقِمَتِهِ،وأَتَقَرَّبُ إلَیهِ بِالتَّصدیقِ لِنَبِیِّهِ،المُصطَفی لِوَحیهِ،المُتَخَیِّرِ لِرِسالَتِهِ،المُختَصِّ بِشَفاعَتِهِ،القائِمِ بِحَقِّهِ،مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وعَلی أصحابِهِ وعَلَی النَّبِیّینَ وَالمُرسَلینَ وَالمَلائِکَةِ أجمَعینَ وسَلَّمَ تَسلیماً.
ص:99
إلهی ! دَرَسَتِ (1)الآمالُ،وتَغَیَّرَتِ الأَحوالُ،وکَذَبَتِ الأَلسُنُ،واُخلِفَتِ العِداةُ (2)إلّا عِدَتُکَ،فَإِنَّک وَعَدتَ مَغفِرَةً وفَضلاً،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَعطِنی مِن فَضلِکَ،وأَعِذنی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ،ما أعظَمَکَ وأَحلَمَکَ وأَکرَمَکَ ! وَسِعَ بِفَضلِکَ حِلمُکَ تَمَرُّدَ المُستَکبِرینَ،وَاستَغرَقَت نِعمَتُکَ شُکرَ الشّاکِرینَ، وعَظُمَ حِلمُکَ عَن إحصاءِ المُحصینَ،وجَلَّ طَولُکَ (3)عَن وَصفِ الواصِفینَ،کَیفَ-لَولا فَضلُکَ-حَلُمتَ عَمَّن خَلَقتَهُ مِن نُطفَةٍ ولَم یَکُ شَیئاً،فَرَبَّیتَهُ بِطیبِ رِزقِکَ،وأَنشَأتَهُ فی تَواتُرِ نِعمَتِکَ،ومَکَّنتَ لَهُ فی مِهادِ أرضِکَ،ودَعَوتَهُ إلی طاعَتِکَ،فَاستَنجَدَ عَلی عِصیانِکَ بِإِحسانِکَ،وجَحَدَکَ وعَبَدَ غَیرَکَ فی سُلطانِکَ.
کَیف-لَولا حِلمُکَ-أمهَلتَنی وقَد شَمَلتَنی بِسِترِکَ،وأَکرَمتَنی بِمَعرِفَتِکَ،وأَطلَقتَ لِسانی بِشُکرِکَ،وهَدَیتَنِی السَّبیلَ إلی طاعَتِکَ،وسَهَّلتَنِی المَسلَکَ إلی کَرامَتِکَ، وأَحضَرتَنی سَبیلَ قُربَتِکَ،فَکانَ جَزاؤُکَ مِنّی أن کافَأتُکَ عَنِ الإِحسانِ بِالإِساءَةِ،حَریصاً عَلی ما أسخَطَکَ،مُتَنَقِّلاً فیما أستَحِقُّ بِهِ المَزیدَ مِن نَقِمَتِکَ،سَریعاً إلی ما أبعَدَ مِن رِضاکَ،مُغتَبِطاً بِغِرَّةِ (4)الأَمَلِ،مُعرِضاً عَن زَواجِرِ الأَجَلِ،لَم یَقنَعنی (5)حِلمُکَ عَنّی،وقَد أتانی تَوَعُّدُکَ بِأَخذِ القُوَّةِ مِنّی،حَتّی دَعَوتُکَ عَلی عَظیمِ الخَطیئَةِ أستَزیدُکَ فِی نِعمَتِکَ، غَیرَ مُتَأَهِّبٍ لِما قَد أشرَفتُ عَلَیهِ مِن نَقِمَتِکَ،مُستَبطِئاً لِمَزیدِکَ،ومُتَسَخِّطاً لِمَیسورِ رِزقِکَ،مُقتَضِیاً جَوائِزَکَ بِعَمَلِ الفُجّارِ،کَالمُراصِدِ رَحمَتَکَ بِعَمَلِ الأَبرارِ مُجتَهِداً،أتَمَنّی عَلَیکَ العَظائِمَ کَالمُدِلِّ الآمِنِ مِن قِصاصِ الجَرائِمِ،فَإِنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،مُصیبَةٌ عَظُمَ
ص:100
رُزؤُها (1)،وجَلَّ عِقابُها.
بَل کَیفَ-لَو لا أمَلی،ووَعدُکَ الصَّفحَ عَن زَلَلی-أرجو إقالَتَکَ وقَد جاهَرتُکَ بِالکَبائِرِ،مُستَخفِیاً عَن أصاغِرِ خَلقِکَ،فَلا أنَا راقَبتُکَ وأَنتَ مَعی،ولا راعَیتُ حُرمَةَ سَترِکَ عَلَیَّ،بِأَیِّ وَجهٍ ألقاکَ؟وبِأَیِّ لِسانٍ اناجیکَ وقَد نَقَضتُ العُهودَ وَالأَیمانَ بَعدَ تَوکیدِها،وجَعَلتُکَ عَلَیَّ کَفیلاً،ثُمَّ دَعَوتُکَ مُقتَحِماً فِی الخَطیئَةِ فَأَجَبتَنی ودَعَوتَنی، وإلَیکَ فَقری فَلَم اجِب؟!
فَوا سَوأَتاه،وقُبحَ صَنیعاه،أیَّةَ جُرأَةٍ تَجَرَّأتُ؟! وأَیَّ تَغریرٍ غَرَّرتُ (2)نَفسی؟! سُبحانَکَ ! فَبِکَ أتَقَرَّبُ إلَیکَ،وبِحَقِّکَ اقسِمُ عَلَیکَ،ومِنکَ أهرُبُ إلَیکَ،بِنَفسِی استَخفَفتُ عِندَ مَعصِیَتی لا بِنَفسِکَ،وبِجَهلِی اغتَرَرتُ لا بِحِلمِکَ،وحَقّی أضَعتُ لا عَظیمَ حَقِّکَ،ونَفسی ظَلَمتُ ولِرَحمَتِکَ الآنَ رَجَوتُ،وبِکَ آمَنتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،وإلَیکَ أنَبتُ وتَضَرَّعتُ،فَارحَم إلَیکَ فَقری وفاقَتی،وکَبوَتی لِحُرِّ وَجهی،وحَیرَتی فی سَوأَةِ ذُنوبی،إنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ.
یا أسمَعَ مَدعُوٍّ،وخَیرَ مَرجُوٍّ،وأَحلَمَ مُغضٍ،وأَقرَبَ مُستَغاثٍ،أدعوکَ مُستَغیثاً بِکَ استِغاثَةَ المُتَحَیِّرِ المُستَیئِسِ مِن إغاثَةِ خَلقِکَ،فَعُد بِلُطفِکَ عَلی ضَعفی،وَاغفِر بِسَعَةِ رَحمَتِکَ کَبائِرَ ذُنوبی،وهَب لی عاجِلَ صُنعِکَ،إنَّکَ أوسَعُ الواهِبینَ،لا إلهَ إلّاأنتَ، سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ.
یا اللّهُ یا أحَدُ،یا اللّهُ یا صَمَدُ،یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،اللّهُمَّ أعیَتنِی المَطالِبُ،وضاقَت عَلَیَّ المَذاهِبُ وأَقصانِی الأَباعِدُ،ومَلَّنِی الأَقارِبُ،وأَنتَ الرَّجاءُ إذَا انقَطَعَ الرَّجاءُ،وَالمُستَعانُ إذا عَظُمَ البَلاءُ،وَاللَّجَأُ فِی الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ،فَنَفِّس
ص:101
کُربَةَ نَفسٍ إذا ذَکَّرَهَا القُنوطُ مَساوِیَها أیِسَت مِن رَحمَتِکَ،لا تُؤیِسنی مِن رَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)
150.الإمام علیّ علیه السلام -فی ذَیلِ خُطبَتِهِ المَعروفَةِ بِخُطبَةِ الأَشباحِ-:
اللّهُمَّ أنتَ أهلُ الوَصفِ الجَمیلِ،وَالتَّعدادِ الکَثیرِ،إن تُؤَمَّل فَخَیرُ مَأمولٍ،وإن تُرجَ فَخَیرُ مَرجُوٍّ،اللّهُمَّ وقَد بَسَطتَ لی فیما لا أمدَحُ بِهِ غَیرَکَ،ولا اثنی بِهِ عَلی أحَدٍ سِواکَ، ولا اوَجِّهُهُ إلی مَعادِنِ الخَیبَةِ ومَواضِعِ الرِّیبَةِ،وعَدَلتَ بِلِسانی عَن مَدائِحِ الآدَمِیِّینَ وَالثَّناءِ عَلَی المَربوبینَ المَخلوقینَ،اللّهُمَّ ولِکُلِّ مُثنٍ عَلی مَن أثنی عَلَیهِ مَثوبَةٌ مِن جَزاءٍ أو عارِفَةٌ مِن عَطاءٍ،وقَد رَجَوتُکَ دَلیلاً عَلی ذَخائِرِ الرَّحمَةِ وکُنوزِ المَغفِرَةِ،اللّهُمَّ وهذا مَقامُ مَن أفرَدَکَ بِالتَّوحیدِ الَّذی هُوَ لَکَ،ولَم یَرَ مُستَحِقّاً لِهذِهِ المَحامِدِ وَالمَمادِحِ غَیرَکَ،وبی فاقَةٌ إلَیکَ لا یَجبُرُ مَسکَنَتَها إلّافَضلُکَ،ولا یَنعَشُ مِن خَلَّتِها إلّامَنُّکَ وجودُکَ،فَهَب لَنا فی هذَا المَقامِ رِضاکَ،وأَغنِنا عَن مَدِّ الأَیدی إلی سِواکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)
151.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إخباتَ (3)المُخبِتینَ،وإخلاصَ الموقِنینَ،ومُرافَقَةَ الأَبرارِ،وَالعَزیمَةَ فی کُلِّ بِرٍّ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ،وَالفَوزَ بِالجَنَّةِ،وَالنَّجاةَ مِنَ النّارِ. (4)
152.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:
إلهی ! کَیفَ لا یَحسُنُ مِنِّی الظَّنُّ وقَد حَسُنَ مِنکَ المَنُّ؟إلهی ! إن عامَلتَنا بِعَدلِکَ لَم یَبقَ لَنا حَسَنَةٌ،وإن أنَلتَنا فَضلَکَ لَم یَبقَ لَنا سَیِّئَةٌ. (5)
ص:102
153.عنه علیه السلام -فی مُناجاتِهِ للّهِ ِ عَزَّ وجَلَّ-:
إلهی ! أنتَ دَلَلتَنی عَلی سُؤالِ الجَنَّةِ قَبلَ مَعرِفَتِها،فَأَقبَلَتِ النَّفسُ بَعدَ العِرفانِ عَلی مَسأَلَتِها،أفَتَدُلُّ عَلی خَیرِکَ السُّؤّالَ،ثُمَّ تَمنَعُهُمُ النَّوالَ (1)،وأَنتَ الکَریمُ المَحمودُ فی کُلِّ ما تَصنَعُهُ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.
إلهی ! إن کُنتُ غَیرَ مُستَوجِبٍ لِما أرجو مِن رَحمَتِکَ فَأَنتَ أهلُ التَّفَضُّلِ عَلَیَّ بِکَرَمِکَ،فَالکَریمُ لَیسَ یَصنَعُ کُلَّ مَعروفٍ عِندَ مَن یَستَوجِبُهُ. (2)
154.بحار الأنوار: رُوِیَ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام أنَّهُ رَأی رَجُلاً یَدعو-مِن دَفتَرٍ-دُعاءً طَویلاً، فَقالَ لَهُ:یا هذَا الرَّجُلُ،إنَّ الَّذی یَسمَعُ الکَثیرَ هُوَ یُجیبُ عَنِ القَلیلِ.فَقالَ الرَّجُلُ:یا مَولایَ فَما أصنَعُ؟قالَ:قُل:
الحَمدُ للّهِ ِ عَلی کُلِّ نِعمَةٍ،وأَسأَلُ اللّهَ مِن کُلِّ خَیرٍ،وأَعوذُ بِاللّهِ مِن کُلِّ شَرٍّ،وأَستَغفِرُ اللّهَ مِن کُلِّ ذَنبٍ. (3)
155.الإمام علی علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:
أسأَ لُکَ بِعِزَّةِ الوَحدانِیَّةِ،وکَرَمِ الإِلهِیَّةِ،ألّا تَقطَعَ عَنّی بِرَّکَ بَعدَ ممَاتی،کَما لَم تَزَل تَرانی أیّامَ حَیاتی،أنتَ الَّذی تُجیبُ مَن دَعاکَ،ولا تُخَیِّبُ مَن رَجاکَ،ضَلَّ مَن یَدعو إلّا إیّاکَ،فَإِنَّکَ لا تَحجُبُ مَن أتاکَ،وتُفضِلُ عَلی مَن عَصاکَ،ولا یَفوتُکَ مَن ناواکَ،ولا یُعجِزُکَ مَن عاداکَ،کُلٌّ فی قُدرَتِکَ،وکُلٌّ یَأکُلُ رِزقَکَ. (4)
راجع:النماذج التالیة من أدعیته علیه السلام:ص77-88 ح 130-135 وص209-219 ح 273-276 وص 278 ح 357 وص 335-348 ح 409-412 وغیرها... .
ص:103
156.مهج الدعوات: دُعاءٌ لِمَولانَا الحَسَنِ بن عَلِیٍّ علیه السلام:
یا مَن إلَیهِ یَفِرُّ الهارِبونَ،وبِهِ یَستَأنِسُ المُستَوحِشونَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل انسی بِکَ،فَقَد ضاقَت عَنّی بِلادُکَ،وَاجعَل تَوَکُّلی عَلَیکَ،فَقَد مالَ عَلَیَّ أعداؤُکَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی بِکَ أصولُ (1)وبِکَ أجولُ،وعَلَیکَ أتَوَکَّلُ وإلَیکَ انیبُ.
اللّهُمَّ وما وَصَفتُکَ مِن صِفَةٍ أو دَعَوتُکَ مِن دُعاءٍ یُوافِقُ ذلِکَ مَحَبَّتَکَ ورِضوانَکَ ومَرضاتَکَ فَأَحیِنی عَلی ذلِکَ وأَمِتنی عَلَیهِ،وما کَرِهتَ مِن ذلِکَ فَخُذ بِناصِیَتی إلی ما تُحِبُّ وتَرضی،بُؤتُ (2)إلَیکَ رَبّی مِن ذُنوبی،وأَستَغفِرُکَ مِن جُرمی،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ،لا إلهَ إلّاهُوَ الحَلیمُ الکَریمُ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاکفِنا مُهِمَّ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،فی عافِیَةٍ یا رَبَّ العالَمینَ. (3)
157.الإمام الحسن علیه السلام:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن کُلِّ أمرٍ ضَعُفَت عَنهُ حیلَتی،أن تُعطِیَنی مِنهُ ما لَم تَنتَهِ إلَیهِ رَغبَتی،ولَم یَخطُر بِبالی،ولَم یَجرِ عَلی لِسانی،وأَن تُعطِیَنی مِنَ الیَقینِ ما یَحجُزُنی عَن أن أسأَلَ أحَداً مِنَ العالَمینَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (4)
ص:104
158.عنه علیه السلام:
اللّهُمَّ إنَّکَ الخَلَفُ مِن جَمیعِ خَلقِکَ،ولَیسَ فی خَلقِکَ خَلَفٌ مِنکَ،إلهی ! مَن أحسَنَ فَبِرَحمَتِکَ،ومَن أساءَ فَبِخَطیئَتِهِ،فَلَا الَّذی أحسَنَ استَغنی عَن رِفدِکَ (1)ومَعونَتِکَ،ولَا الَّذی أساءَ استَبدَلَ بِکَ وخَرَجَ مِن قُدرَتِکَ،إلهی ! بِکَ عَرَفتُکَ،وبِکَ اهتَدَیتُ إلی أمرِکَ، ولَولا أنتَ لَم أدرِ ما أنتَ،فَیا مَن هُوَ هکَذا ولا هکَذا غَیرُهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارزُقنِی الإِخلاصَ فی عَمَلی،وَالسَّعَةَ فی رِزقی.
اللّهُمَّ اجعَل خَیرَ عُمُری آخِرَهُ،وخَیرَ عَمَلی خَواتِمَهُ،وخَیرَ أیّامی یَومَ ألقاکَ،إلهی ! أطَعتُکَ-ولَکَ المِنَّةُ عَلَیَّ-فی أحَبِّ الأَشیاءِ إلَیکَ،الإِیمانِ بِکَ،وَالتَّصدیقِ بِرَسولِکَ،ولَم أعصِکَ فی أبغضِ الأَشیاءِ إلَیکَ،الشِّرکِ بِکَ وَالتَّکذیبِ بِرَسولِکَ،فَاغفِر لی ما بَینَهُما،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)
159.عنه علیه السلام: عَلَّمَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله کَلِماتٍ أقولُهُنَّ فِی الوَترِ:
اللّهُمَّ اهدِنی فیمَن هَدَیتَ،وعافِنی فیمَن عافَیتَ،وتَوَلَّنی فیمَن تَوَلَّیتَ،وبارِک لی فیما أعطَیتَ،وقِنی شَرَّ ما قَضَیتَ،إنَّکَ تَقضی ولا یُقضی عَلَیکَ،وإنَّهُ لا یَذِلُّ مَن والَیتَ، تَبارَکتَ رَبَّنا وتَعالَیتَ. (3)
160.مهج الدعوات: حِرزٌ لِلإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِمَکانِکَ ومَعاقِدِ عِزِّکَ وسُکّانِ سَماواتِکَ وأَنبِیائِکَ ورُسُلِکَ أن تَستَجیبَ لی فَقَد رَهِقَنی مِن أمری عُسرٌ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أن
ص:105
تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ لی مِن عُسری یُسراً. (1)
161.مُهج الدعوات: دَعَا [الإِمامُ الحَسَنُ] علیه السلام فی قُنوتِهِ:
اللّهُمَّ إنَّکَ الرَّبُّ الرَّؤُوفُ،المَلِکُ العَطوفُ،المُتَحَنِّنُ المَألوفُ،وأَنتَ غِیاثُ الحَیرانِ المَلهوفِ،ومُرشِدُ الضّالِّ المَکفوفِ،تَشهَدُ خَواطِرَ أسرارِ المُسِرّینَ کَمُشاهَدَتِکَ أقوالَ النّاطِقینَ،أسأَ لُکَ بِمُغَیَّباتِ عِلمِکَ فی بَواطِنِ أسرارِ سَرائِرِ المُسِرّینَ إلَیکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلاةً یَسبِقُ (2)بِها مَنِ اجتَهَدَ مِنَ المُتَقَدِّمینَ،ویَتَجاوَزُ (3)فیها مَن یَجتَهِدُ مِنَ المُتَأَخِّرینَ،وأَن تَصِلَ الَّذی بَینَنا وبَینَکَ صِلَةَ مَن صَنَعتَهُ لِنَفسِکَ،وَاصطَنَعتَهُ لِغَیبِکَ (4)، فَلَم تَتَخَطَّفهُ خاطِفاتُ الظِّنَنِ،ولا وارِداتُ الفِتَنِ،حَتّی نَکونَ لَکَ فِی الدُّنیا مُطیعینَ،وفِی الآخِرَةِ فی جِوارِکَ خالِدینَ. (5)
162.مهج الدعوات: حِجابُ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام:
اللّهُمَّ یا مَن جَعَلَ بَینَ البَحرَینِ حاجِزاً وبَرزَخاً وحِجراً مَحجوراً،یا ذَا القُوَّةِ وَالسُّلطانِ،یا عَلِیَّ المَکانِ،کَیفَ أخافُ وأَنتَ أمَلی،وکَیفَ اضامُ وعَلَیکَ مُتَّکَلی، فَغَطِّنی (6)مِن أعدائِکَ بِسِترِکَ (7)،وأَظهِرنی عَلی أعدائی بِأَمرِکَ،وأَیِّدنی بِنَصرِکَ،إلَیکَ اللَّجَأُ،ونَحوَکَ المُلتَجَأُ،فَاجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،یا کافِیَ أهلِ الحَرَمِ مِن أصحابِ الفیلِ،وَالمُرسِلَ عَلَیهِم طَیراً أبابیلَ تَرمیهِم بِحِجارَةٍ مِن سِجّیلٍ،ارمِ مَن عادانی بِالتَّنکیلِ.
ص:106
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الشِّفاءَ مِن کُلِّ داءٍ،وَالنَّصرَ عَلَی الأَعداءِ،وَالتَّوفیقَ لِما تُحِبُّ وتَرضی،یا إلهَ مَن فِی السَّماءِ وَالأَرضِ وما بَینَهُما وما تَحتَ الثَّری،بِکَ أستَشفی وبِکَ أستَعفی،وعَلَیکَ أتَوَکَّلُ فَسَیَکْفِیکَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (1). (2)
وراجع:ص77 ح 130 وص81 ح 131 وص 410 ح 556 وج2 ص77 ح980 وص307 ح 1521 وج3 ص136 ح 1914 وص280 ح 2016 وص 496 ح 2329.
163.مهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السلام:
اللّهُمَّ مِنکَ البَدءُ ولَکَ المَشِیَّةُ،ولَکَ الحَولُ ولَکَ القُوَّةُ،وأَنتَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ إلّاأنتَ، جَعَلتَ قُلوبَ أولِیائِکَ مَسکَناً لِمَشِیَّتِکَ،ومَکمَناً لِإِرادَتِکَ،وجَعَلتَ عُقولَهُم مَناصِبَ أوامِرِکَ ونَواهیکَ،فَأَنتَ إذا شِئتَ ما تَشاءُ حَرَّکتَ مِن أسرارِهِم کَوامِنَ ما أبطَنتَ فیهِم، وأَبدَأتَ مِن إرادَتِکَ عَلی ألسِنَتِهِم ما أفهَمتَهُم بِهِ عَنکَ فی عُقودِهِم (3)،بِعُقولٍ تَدعوکَ وتَدعو إلَیکَ بِحَقائِقِ ما مَنَحتَهُم بِهِ،وإنّی لَأَعلَمُ مِمّا عَلَّمتَنی مِمّا أنتَ المَشکورُ عَلی ما مِنهُ أرَیتَنی،وإلَیهِ آوَیتَنی.
اللّهُمَّ وإنّی مَعَ ذلِکَ کُلِّهِ عائِذٌ بِکَ،لائِذٌ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،راضٍ بِحُکمِکَ الَّذی سُقتَهُ إلَیَّ فی عِلمِکَ،جارٍ بِحَیثُ أجرَیتَنی،قاصِدٌ ما أمَّمتَنی،غَیرُ ضَنینٍ بِنَفسی فیما یُرضیکَ عَنّی إذ بِهِ قَد رَضَّیتَنی،ولا قاصِرٍ بِجُهدی عَمّا إلَیهِ نَدَبتَنی،مُسارِعٌ لِما عَرَّفتَنی،شارِعٌ فیما أشرَعتَنی،مُستَبصِرٌ فیما بَصَّرتَنی،مُراعٍ ما أرعَیتَنی،فَلا تُخلِنی مِن رِعایَتِکَ،ولا
ص:107
تُخرِجنی مِن عِنایَتِکَ،ولا تُقعِدنی عَن حَولِکَ،ولا تُخرِجنی (1)عَن مَقصَدٍ أنالُ بِهِ إرادَتَکَ، وَاجعَل عَلَی البَصیرَةِ مَدرَجَتی (2)،وعَلَی الهِدایَةِ مَحَجَّتی (3)،وعَلَی الرَّشادِ مَسلَکی،حَتّی تُنیلَنی وتُنیلَ بی امنِیَّتی،وتُحِلَّ بی عَلی ما بِهِ أرَدتَنی،ولَهُ خَلَقتَنی،وإلَیهِ آوَیتَ بی (4)، وأَعِذ أولِیاءَکَ مِنَ الاِفتِتانِ بی،وفَتِّنهُم بِرَحمَتِکَ لِرَحمَتِکَ فی نِعمَتِکَ تَفتینَ الاِجتِباءِ وَالاِستِخلاصِ بِسُلوکِ طَریقَتی،وَاتِّباعِ مَنهَجی،وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ مِن آبائی وذَوی رَحِمی. (5)
164.مهج الدعوات: ودَعا علیه السلام فی قُنوتِهِ:
اللّهُمَّ مَن أوی إلی مأویً فَأَنتَ مَأوایَ،ومَن لَجَأَ إلی مَلجَأٍ فَأَنتَ مَلجَئی،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاسمَع نِدائی،وأَجِب دُعائی،وَاجعَل مَآبی عِندَکَ ومَثوایَ (6)، وَاحرُسنی فی بَلوایَ مِنِ افتِنانِ الاِمتِحانِ،ولَمَّةِ (7)الشَّیطانِ،بِعَظَمَتِکَ الَّتی لا یَشوبُها وَلَعُ نَفسٍ بِتَفتینٍ،ولا وارِدُ طَیفٍ بِتَظنینٍ،ولا یَلُمُّ بِها فَرَحٌ (8)،حَتّی تَقلِبَنی إلَیکَ بِإِرادَتِکَ غَیرَ ظَنینٍ ولا مَظنونٍ،ولا مُرابٍ ولا مُرتابٍ،إنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ. (9)
165.المصنف لابن أبی شیبة عن أبی محمّد: إنَّ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام کانَ یَقولُ فی
ص:108
قُنوتِ الوَترِ:
اللّهُمَّ إنَّکَ تَری ولا تُری،وأَنتَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،وإنَّ إلَیکَ الرُّجعی،وإنَّ لَکَ الآخِرَةَ وَالاُولی،اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِکَ مِن أن نَذِلَّ ونَخزی. (1)
166.الإمام الحسین علیه السلام: عَلَّمَنی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله کَلِماتٍ أقولُهُنَّ فی قُنوتِ الوَترِ:
رَبِّ اهدِنی فیمَن هَدَیتَ،وعافِنی فیمَن عافَیتَ،وتَوَلَّنی فیمَن تَوَلَّیتَ،وبارِک لی فیما أعطَیتَ،وقِنی شَرَّ ما قَضَیتَ،فَإِنَّکَ تَقضی ولا یُقضی عَلَیکَ،وإنَّکَ لا تُذِلُّ مَن والَیتَ، تَبارَکتَ رَبَّنا وتَعالَیتَ. (2)
167.ربیع الأبرار: رُؤِیَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السلام یَطوفُ بِالبَیتِ،ثُمَّ صارَ إلَی المَقامِ (3)فَصَلّی،ثُمَّ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی المَقامِ فَجَعَلَ یَبکی ویَقولُ:
«عُبَیدُکَ بِبابِکَ،سائِلُکَ بِبابِکَ،مِسکینُکَ بِبابِکَ»یُرَدِّدُ ذلِکَ مِراراً.ثُمَّ انصَرَفَ. (4)
168.مقتل الحسین علیه السلام: رُوِیَ فِی المَراسیلِ أنَّ شُرَیحاً قالَ:دَخَلتُ مَسجِدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَإِذَا الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السلام فیهِ ساجِدٌ یُعَفِّرُ خَدَّهُ عَلَی التُّرابِ،وهُوَ یَقولُ:
سَیِّدی ومَولایَ،ألِمَقامِعِ الحَدیدِ خَلَقتَ أعضائی؟أم لِشُربِ الحَمیمِ خَلَقتَ أمعائی (5)؟
ص:109
إلهی لَئِن طالَبتَنی بِذُنوبی لَاُطالِبَنَّکَ بِکَرَمِکَ،ولَئِن حَبَستَنی مَعَ الخاطِئینَ لَاُخبِرَنَّهُم بِحُبّی لَکَ،سَیِّدی إنَّ طاعَتَکَ لا تَنفَعُکَ،ومَعصِیَتی لا تَضُرُّکَ،فَهَب لی ما لا یَنفَعُکَ،وَاغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ،فَإِنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ. (1)
169.الإمام الحسین علیه السلام: کَلِماتٌ إذا قُلتُهُنَّ ما ابالی مِمَّنِ اجتَمَعَ عَلَیَّ الجِنُّ وَالإِنسُ:
بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ وإلَی اللّهِ وفی سَبیلِ اللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ، اللّهُمَّ اکفِنی بِقُوَّتِکَ وحَولِکَ وقُدرَتِکَ شَرَّ کُلِّ مُغتالٍ (2)وکَیدَ الفُجّارِ،فَإِنّی احِبُّ الأَبرارَ واُوالِی الأَخیارَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وآلِهِ وسَلَّمَ. (3)
170.مهج الدعوات: حِجابُ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام:
یا مَن شَأنُهُ الکِفایَةُ،وسُرادِقُهُ (4)الرِّعایَةُ،یا مَن هُوَ الغایَةُ وَالنِّهایَةُ،یا صارِفَ السّوءِ وَالسَّوایَةِ وَالضُرِّ،اصرِف عَنّی أذِیَّةَ العالَمینَ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ أجمَعینَ،بِالأَشباحِ النّورانِیَّةِ،وبِالأَسماءِ السُّریانِیَّةِ،وبِالأَقلامِ الیونانِیَّةِ،وبِالکَلِماتِ العِبرانِیَّةِ،وبما نَزَلَ فِی الأَلواحِ مِن یَقینِ الإِیضاحِ.
اجعَلنِی اللّهُمَّ فی حِرزِکَ وفی حِزبِکَ،وفی عِیاذِکَ وفی سِترِکَ وفی کَنَفِکَ،مِن کُلِّ شَیطانٍ مارِدٍ،وَعدُوٍّ راصِدٍ،ولَئیمٍ مُعانِدٍ،وضِدٍّ کَنودٍ (5)،ومِن کُلِّ حاسِدٍ،بِبِسمِ اللّهِ
ص:110
استَشفَیتُ،وبِسمِ اللّهِ استَکفَیتُ،وعَلَی اللّهِ تَوَکَّلتُ،وبِهِ استَعَنتُ،وإلَیهِ استَعدَیتُ عَلی کُلِّ ظالِمٍ ظَلَمَ،وغاشِمٍ غَشَمَ،وطارِقٍ طَرَقَ،وزاجِرٍ زَجَرَ،فَاللّهُ خَیرٌ حافِظاً وهُوَ أرحَمُ الرّاحِمینَ. (1)
171.الإرشاد عن حمید بن مسلم: جَمَعَ الحُسَینُ علیه السلام أصحابَهُ عِندَ قُربِ المَساءِ.قالَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ زَینُ العابِدینَ علیه السلام:فَدَنَوتُ مِنهُ لِأَسمَعَ ما یَقولُ لَهُم وأَنَا إذ ذاکَ مَریضٌ، فَسَمِعتُ أبی یَقولُ لِأَصحابِهِ:
اثنی عَلَی اللّهِ أحسَنَ الثَّناءِ،وأَحمَدُهُ عَلَی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ،اللّهُمّ إنّی أحمَدُکَ عَلی أن أکرَمتَنا بِالنُّبُوَّةِ،وعَلَّمتَنَا القُرآنَ،وفَقَّهتَنا فِی الدّینِ،وجَعَلتَ لَنا أسماعاً وأَبصاراً وأَفئِدَةً،فَاجعَلنا مِنَ الشّاکِرینَ. (2)
عَریضُ الکِبریاءِ،قادِرٌ عَلی ما تَشاءُ،قَریبُ الرَّحمَةِ،صادِقُ الوَعدِ،سابِغُ النِّعمَةِ،حَسَنُ البَلاءِ،قَریبٌ إذا دُعیتَ،مُحیطٌ بِما خَلَقتَ،قابِلُ التَّوبَةِ لِمَن تابَ إلَیکَ،قادِرٌ عَلی ما أرَدتَ،ومُدرِکٌ ما طَلَبتَ،وشَکورٌ إذا شُکِرتَ،وذَکورٌ إذا ذُکِرتَ،أدعوکَ مُحتاجاً، وأَرغَبُ إلَیکَ فَقیراً،وأَفزَعُ إلَیکَ خائِفاً،وأَبکی إلَیکَ مَکروباً،وأَستَعینُ بِکَ ضَعیفاً، وأَتَوَکَّلُ عَلَیکَ کافِیاً؛اُحکُم بَینَنا وبَینَ قَومِنا،فَإِنَّهُم غَرّونا وخَدَعونا وخَذَلونا،وغَدَروا بِنا وقَتَلونا،ونَحنُ عِترَةُ نَبِیِّکَ،ووُلدُ حَبیبِکَ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ الَّذِی اصطَفَیتَهُ بِالرِّسالَةِ،وَائتَمَنتَهُ عَلی وَحیِکَ،فَاجعَل لَنا مِن أمرِنا فَرَجاً ومَخرَجاً، بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)
173.الإمام الحسین علیه السلام:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ تَوفیقَ أهلِ الهُدی،وأَعمالَ أهلِ التَّقوی،ومُناصَحَةَ أهلِ التَّوبَةِ، وعَزمَ أهلِ الصَّبرِ،وحَذَرَ أهلِ الخَشیَةِ،وطَلَبَ أهلِ العِلمِ،وزینَةَ أهلِ الوَرَعِ،وخَوفَ أهلِ الجَزَعِ،حَتّی أخافَکَ اللّهُمَّ مَخافَةً تَحجُزُنی عَن مَعاصیکَ،وحَتّی أعمَلَ بِطاعَتِکَ عَمَلاً أستَحِقُّ بِهِ کَرامَتَکَ،وحَتّی اناصِحَکَ فِی التَّوبَةِ خَوفاً لَکَ،وحَتّی اخلِص لَکَ فِی النَّصیحَةِ حُبّاً لَکَ،وحَتّی أتَوَکَّلَ عَلَیکَ فی الاُمورِ حُسنَ ظَنٍّ بِکَ،سُبحانَ خالِقِ النّورِ، سُبحانَ اللّهِ العَظیمِ وبِحَمدِهِ. (2)
174.عنه علیه السلام:
ص:112
اللّهُمَّ لا تَستَدرِجنی بِالإِحسانِ،ولا تُؤَدِّبنی بِالبَلاءِ. (1)
وراجع:ص 77 ح 130 وص 81 ح 131 و ص 236 ح 292 وص 274 ح 348 و ص 499-500 ح 677-679 وغیرها....
175.الإمام زین العابدین علیه السلام -کانَ مِن دُعائِهِ إذَا ابتَدَأَ بِالدُّعاءِ بَدَأَ بِالتَّحمیدِ للّهِ ِ عز و جل وَالثَّناءِ عَلَیهِ، فَقالَ-:
الحَمدُ للّهِ ِ الأَوَّلِ بِلا أوَّلٍ کانَ قَبلَهُ،وَالآخِرِ بِلا آخِرٍ یَکونُ بَعدَهُ،الَّذی قَصُرَت عَن رُؤیَتِهِ أبصارُ النّاظِرینَ،وعَجَزَت عَن نَعتِهِ أوهامُ الواصِفینَ.
ابتَدَعَ بِقُدرَتِهِ الخَلقَ ابتِداعاً،وَاختَرَعَهُم عَلی مَشیَّتِهِ اختِراعاً،ثُمَّ سَلَکَ بِهِم طَریقَ إرادَتِهِ،وبَعَثَهُم فی سَبیلِ مَحَبَّتِهِ،لا یَملِکونَ تَأخیراً عَمّا قَدَّمَهُم إلَیهِ،ولا یَستَطیعونَ تَقَدُّماً إلی ما أخَّرَهُم عَنهُ.وجَعَلَ لِکُلِّ روحٍ مِنهُم قوتاً مَعلوماً مَقسوماً مِن رِزقِهِ،لا یَنقُصُ مَن زادَهُ ناقِصٌ،ولا یَزیدُ مَن نَقَصَ مِنهُم زائِدُ.
ثُمَّ ضَرَبَ لَهُ فِی الحَیاةِ أجَلاً مَوقوتاً،ونَصَبَ لَهُ أمَداً مَحدوداً یَتَخَطَّأُ (2)إلَیهِ بِأَیّامِ عُمُرِهِ،ویَرهَقُهُ بِأَعوامِ دَهرِهِ،حَتّی إذا بَلَغَ أقصی أثَرِهِ وَاستَوعَبَ حِسابَ عُمُرِهِ،قَبَضَهُ إلی ما نَدَبَهُ إلَیهِ مِن مَوفورِ ثَوابِهِ أو مَحذورِ عِقابِهِ لِیَجْزِیَ الَّذِینَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ یَجْزِیَ
ص:113
اَلَّذِینَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَی (1)عَدلاً مِنهُ تَقَدَّسَت أسماؤُهُ وتَظاهَرَت آلاؤُهُ لا یُسْئَلُ عَمّا یَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْئَلُونَ (2).
وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَو حَبَسَ عَن عِبادِهِ مَعرِفَةَ حَمدِهِ عَلی ما أبلاهُم مِن مِنَنِهِ المُتَتابِعَةِ، وأَسبَغَ عَلیهِم مِن نِعَمِهِ المُتَظاهِرَةِ؛لَتَصَرَّفوا فی مِنَنِهِ فَلَم یَحمَدوهُ،وتَوَسَّعوا فی رِزقِهِ فَلَم یَشکُروهُ،ولَو کَانوا کَذلِکَ لَخَرَجوا مِن حُدودِ الإِنسانِیَّةِ إلی حَدِّ البَهیمِیَّةِ (3)،فَکانوا کَما وَصَفَ فی مُحکَمِ کِتابِهِ: إِنْ هُمْ إِلاّ کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلاً (4).
وَالحَمدُ للّهِ ِ عَلی ما عَرَّفَنا مِن نَفسِهِ،وأَلهَمَنا مِن شُکرِهِ،وفَتَحَ لَنا مِن أبوابِ العِلمِ بِرُبوبِیَّتِهِ،ودَلَّنا عَلَیهِ مِنَ الإِخلاصِ لَهُ فی تَوحیدِهِ،وجَنَّبَنا مِنَ الإِلحادِ وَالشَّکِّ فی أمرِهِ، حَمداً نُعَمَّرُ بِهِ فیمَن حَمِدَهُ مِن خَلقِهِ،ونَسبِقُ بِهِ مَن سَبَقَ إلی رِضاهُ وعَفوِهِ،حَمداً یُضیءُ لَنا بِهِ ظُلُماتِ البَرزَخِ (5)،ویُسَهِّلُ عَلَینا بِهِ سَبیلَ المَبعَثِ،ویُشَرِّفُ بِهِ مَنازِلَنا عِندَ مَواقِفِ الأَشهادِ،یَومَ تُجزی کُلُّ نَفسٍ بِما کَسَبَت وهُم لا یُظلَمون (6)، یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ (7).
حَمداً یَرتَفِعُ مِنّا إلی أعلی عِلِّیّینَ،فی کِتابٍ مَرقومٍ یَشهَدُهُ المُقَرَّبونَ.
حَمداً تَقَرُّ بِهِ عُیونُنا إذا بَرِقَتِ الأَبصارُ،وتَبیَضُّ بِهِ وُجوهُنا إذَا اسوَدَّتِ الأَبشارُ.
حَمداً نُعتَقُ بِهِ مِن ألیمِ نارِ اللّهِ إلی کَریمِ جِوارِ اللّهِ.
ص:114
حَمداً نُزاحِمُ بِهِ مَلائِکَتَهُ المُقَرَّبینَ،ونُضامُّ (1)بِهِ أنبِیاءَهُ المُرسَلینَ فی دارِ المُقامَةِ الَّتی لا تَزولُ،ومَحَلِّ کَرامَتِهِ الَّتی لا تَحولُ. (2)
وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذِی اختارَ لَنا مَحاسِنَ الخَلقِ،وأَجری عَلَینا طَیِّباتِ الرِّزقِ،وجَعَلَ لَنَا الفَضیلَةَ بِالمَلَکَةِ عَلی جَمیعِ الخَلقِ،فَکُلُّ خَلیقَتِهِ مُنقادَةٌ لَنا بِقُدرَتِهِ،وصائِرَةٌ إلی طاعَتِنا بِعِزَّتِهِ.
وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أغلَقَ عَنّا بابَ الحاجَةِ إلّاإلَیهِ،فَکَیفَ نُطیقُ حَمدَهُ؟أم مَتی نُؤَدّی شُکرَهُ؟لا،مَتی؟
وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی رَکَّبَ فینا آلاتِ البَسطِ،وجَعَلَ لَنا أدَواتِ القَبضِ،ومَتَّعَنا بِأَرواحِ الحَیاةِ،وأَثبَتَ فینا جَوارِحَ الأَعمالِ،وغَذّانا بِطَیِّباتِ الرِّزقِ،وأَغنانا بِفَضلِهِ،وأَقنانا (3)بِمَنِّهِ،ثُمَّ أمَرَنا لِیَختَبِرَ طاعَتَنا،ونَهانا لِیَبتَلِیَ شُکرَنا،فَخالَفنا عَن طَریقِ أمرِهِ،ورَکِبنا مُتونَ زَجرِهِ،فَلَم یَبتَدِرنا (4)بِعُقوبَتِهِ،ولَم یُعاجِلنا بِنِقمَتِهِ،بَل تَأَنّانا (5)بِرَحمَتِهِ تَکَرُّماً، وَانتَظَرَ مُراجَعَتَنا بِرَأفَتِهِ حِلماً.
وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی دَلَّنا عَلَی التَّوبَةِ الَّتی لَم نُفِدها إلّامِن فَضلِهِ،فَلَو لَم نَعتَدِد مِن فَضلِهِ إلّا بِها،لَقَد حَسُنَ بَلاؤُهُ عِندَنا،وجَلَّ إحسانُهُ إلَینا،وجَسُمَ فَضلُهُ عَلَینا،فَما هکَذا کانَت سُنَّتُهُ فِی التَّوبَةِ لِمَن کانَ قَبلَنا،لَقَد وَضَعَ عَنّا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ،ولَم یُکَلِّفنا إلّاوُسعاً،ولَم یُجَشِّمنا (6)إلّایُسراً،ولَم یَدَع لِأَحَدٍ مِنّا حُجَّةً ولا عُذراً،فَالهالِکُ مِنّا مَن هَلَکَ عَلَیهِ،
ص:115
وَالسَّعیدُ مِنّا مَن رَغِبَ إلَیهِ.
وَالحَمدُ للّهِ ِ بکُلِّ ما حَمِدَهُ بِهِ أدنی مَلائِکَتِهِ إلَیهِ،وأَکرَمُ خَلیقَتِهِ عَلَیهِ،وأَرضی حامِدیهِ لَدَیهِ،حَمداً یَفضُلُ سائِرَ الحَمدِ،کَفَضلِ رَبِّنا عَلی جَمیعِ خَلقِهِ.
ثُمَّ لَهُ الحَمدُ مَکانَ کُلِّ نِعمَةٍ لَهُ عَلَینا وعَلی جَمیعِ عِبادِهِ الماضینَ وَالباقینَ،عَدَدَ ما أحاطَ بِهِ عِلمُهُ مِن جَمیعِ الأَشیاءِ،ومَکانَ کُلِّ واحِدَةٍ مِنها عَدَدُها أضعافاً مُضاعَفَةً أبَداً سَرمَداً إلی یَومِ القِیامَةِ.
حَمداً لا مُنتَهی لِحَدِّهِ،ولا حِسابَ لِعَدَدِهِ،ولا مَبلَغَ لِغایَتِهِ،ولَا انقِطاعَ لِأَمَدِهِ.
حَمداً یَکونُ وُصلَةً إلی طاعَتِهِ وعَفوِهِ،وسَبَباً إلی رِضوانِهِ،وذَریعَةً إلی مَغفِرَتِهِ، وطَریقاً إلی جَنَّتِهِ،وخَفیراً (1)مِن نِقمَتِهِ،وأَمناً مِن غَضَبِهِ،وظَهیراً عَلی طاعَتِهِ،وحاجِزاً عَن مَعصِیَتِهِ،وعَوناً عَلی تَأدِیَةِ حَقَّهِ ووَظائِفِهِ.
حَمداً نَسعَدُ بِهِ فِی السُّعَداءِ مِن أولِیائِهِ،ونَصیرُ بِهِ فی نَظمِ الشُّهَداءِ بِسُیوفِ أعدائِهِ، إنَّهُ وَلِیٌّ حَمیدٌ. (2)
176.الإمام زین العابدین علیه السلام -وکانَ مِن دُعائِهِ بَعدَ هذَا التَّحمیدِ فِی الصَّلاةِ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله-:
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی مَنَّ عَلَینا بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ دونَ الاُمَمِ الماضِیَةِ وَالقُرونِ السّالِفَةِ،بِقُدرَتِهِ الَّتی لا تَعجِزُ عَن شیءٍ وإن عَظُمَ،ولا یَفوتُها شَیءٌ وإن لَطُفَ (3)،فَخَتَمَ بِنا
ص:116
عَلی جَمیعِ مَن ذَرَأَ،وجَعَلَنا شُهداءَ عَلی مَن جَحَدَ،وکَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلی مَن قَلَّ.
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ أمینِکَ عَلی وَحیِکَ،ونَجیبِکَ مِن خَلقِکَ،وصَفِیِّکَ مِن عِبادِکَ، إمامِ الرَّحمَةِ،وقائِدِ الخَیرِ،ومِفتاحِ البَرَکَةِ،کَما نَصَبَ لِأَمرِکَ نَفسَهُ،وعَرَّضَ فیکَ لِلمَکروهِ بَدَنَهُ،وکاشَفَ فِی الدُّعاءِ إلَیکَ حامَّتَهُ (1)،وحارَبَ فی رِضاکَ اسرَتَهُ،وقَطَعَ فی إحیاءِ دینِکَ رَحِمَهُ،وأَقصَی الأَدنَینَ عَلی جُحودِهِم،وقَرَّبَ الأَقصَینَ عَلَی استِجابَتِهِم لَکَ، ووالی فیکَ الأَبعَدینَ،وعادی فیکَ الأَقرَبینَ،وأَدأَبَ (2)نَفسَهُ فی تَبلیغِ رِسالَتِکَ،وأَتعَبَها بِالدُّعاءِ إلی مِلَّتِکَ،وشَغَلَها بِالنُّصحِ لِأَهلِ دَعوَتِکَ،وهاجَرَ إلی بِلادِ الغُربَةِ ومَحَلِّ النَّأیِ (3)عَن مَوطِنِ رَحلِهِ ومَوضِعِ رِجلِهِ،ومَسقَطِ رَأسِهِ ومَأنَسِ نَفسِهِ،إرادةً مِنهُ لِإِعزازِ دینِکَ، وَاستِنصاراً عَلی أهلِ الکُفرِ بِکَ،حَتَّی استَتَبَّ لَهُ ما حاوَلَ فی أعدائِکَ،وَاستَتَمَّ لَهُ ما دَبَّرَ فی أولِیائِکَ،فَنَهَدَ (4)إلَیهِم مُستَفتِحاً بِعَونِکَ،ومُتَقَوِّیاً عَلی ضَعفِهِ بِنَصرِکَ،فَغَزاهُم فی عُقرِ دِیارِهِم،وهَجَمَ عَلَیهِم فی بُحبوحَةِ (5)قَرارِهِم،حَتّی ظَهَرَ أمرُکَ وعَلَت کَلِمَتُکَ ولَو کَرِهَ المُشرِکونَ.
اللّهُمَّ فَارفَعهُ بِما کَدَحَ فیکَ إلَی الدَّرَجَةِ العُلیا مِن جَنَّتِکَ،حَتّی لا یُساوی فی مَنزِلَةٍ ولا یُکافَأَ فی مَرتَبَةٍ،ولا یُوازِیَهُ لَدَیکَ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِیٌّ مُرسَلٌ،وعَرِّفهُ فی أهلِهِ الطّاهِرینَ واُمَّتِهِ المُؤمِنینَ مِن حُسنِ الشَّفاعَةِ أجَلَّ ما وَعَدتَهُ،یا نافِذَ العِدَةِ،یا وافِیَ القَولِ،یا مُبَدِّلَ السَّیِّئاتِ بِأَضعافِها مِنَ الحَسَناتِ،إنَّکَ ذُو الفَضلِ العَظیمِ. (6)
ص:117
177.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی اللُّجوءِ إلَی اللّهِ تَعالی-:
اللّهُمَّ إن تَشَأ تَعفُ عَنّا فَبِفَضلِکَ،وإن تَشَأ تُعَذِّبنا فَبِعَدلِکَ،فَسَهِّل لَنا عَفوَکَ بِمَنِّکَ، وأَجِرنا مِن عَذابِکَ بِتَجاوُزِکَ،فَإِنَّهُ لا طاقَةَ لَنا بِعَدلِکَ،ولا نَجاةَ لِأَحَدٍ مِنّا دونَ عَفوِکَ.
یا غَنِیَّ الأَغنِیاءِ،ها نَحنُ عِبادُکَ بَینَ یَدَیکَ،وأَ نَا أفقَرُ الفُقَراءِ إلَیکَ،فَاجبُر فاقَتَنا بِوُسعِکَ،ولا تَقطَع رَجاءَنا بِمَنعِکَ،فَتَکونَ قَد أشقَیتَ مَنِ استَسعَدَ بِکَ،وحَرَمتَ مَنِ استَرفَدَ (1)فَضلَکَ،فَإِلی مَن حَینَئِذٍ مُنقَلَبُنا عَنکَ؟وإلی أینَ مَذهَبُنا عَن بابِکَ؟
سُبحانَکَ ! نَحنُ المُضطَرّونَ الَّذینَ أوجَبتَ إجابَتَهُم،وأَهلُ السّوءِ الَّذینَ وَعَدتَ الکَشفَ عَنهُم،وأَشبَهُ الأَشیاءِ بِمَشِیَّتِکَ،وأَولَی الاُمورِ بِکَ فی عَظَمَتِکَ،رَحمَةُ مَنِ استَرحَمَکَ،وغَوثُ مَنِ استَغاثَ بِکَ،فَارحَم تَضَرُّعَنا إلَیکَ،وأَغنِنا إذ طَرَحنا أنفُسَنا بَینَ یَدَیکَ.
اللّهُمَّ إنَّ الشَّیطانَ قَد شَمِتَ بِنا إذ شایَعناهُ عَلی مَعصِیَتِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تُشمِتهُ بِنا بَعدَ تَرکِنا إیّاهُ لَکَ،ورَغبَتِنا عَنهُ إلَیکَ. (2)
178.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی الزِّیارَةِ المَعروفَةِ بِزِیارَةِ أمینِ اللّهِ-:
اللّهُمَّ فَاجعَل نَفسی مُطمَئِنَّةً بِقَدَرِکَ،راضِیَةً بِقَضائِکَ،مولَعَةً بِذِکرِکَ ودُعائِکَ،مُحِبَّةً لِصَفوَةِ أولیائِکَ،مَحبوبَةً فی أرضِکَ وسَمائِکَ،صابِرَةً عَلی نُزولِ بَلائِکَ،شاکِرَةً لِفَواضِلِ نَعمائِکَ،ذاکِرَةً لِسَوابِغِ آلائِکَ،مُشتاقَةً إلی فَرحَةِ لِقائِکَ،مُتَزَوِّدَةً التَّقوی لِیَومِ جَزائِکَ، مُستَنَّةً بِسُنَنِ أولیائِکَ،مُفارِقَةً لِأَخلاقِ أعدائِکَ،مَشغولَةً عَنِ الدُّنیا بِحَمدِکَ وثَنائِکَ....
ص:118
اللّهُمَّ إنَّ قُلوبَ المُخبِتینَ (1)إلَیکَ والِهَةٌ (2)،وسُبُلَ الرّاغِبینَ إلَیکَ شارِعَةٌ،وأَعلامَ القاصِدینَ إلَیکَ واضِحَةٌ،وأَفئِدَةَ العارِفینَ مِنکَ فازِعَةٌ،وأَصواتَ الدّاعینَ إلَیکَ صاعِدَةٌ، وأَبوابَ الإِجابَةِ لَهُم مُفَتَّحَةٌ،ودَعوَةَ مَن ناجاکَ مُستَجابَةٌ،وتَوبَةَ مَن أنابَ (3)إلَیکَ مَقبولَةٌ، وعَبرَةَ مَن بَکی مِن خَوفِکَ مَرحومَةٌ،وَالإِعانَةَ لِمَنِ استَعانَ بِکَ مَوجودَةٌ،وَالإِغاثَةَ لِمَنِ استَغاثَ بِکَ مَبذولَةٌ،وعِداتِکَ لِعِبادِکَ مُنَجَّزَةٌ،وزَلَلَ (4)مَنِ استَقالَکَ مُقالَةٌ،وأَعمالَ العامِلینَ لَدَیکَ مَحفوظَةٌ،وأَرزاقَکَ إلَی الخَلائِقِ مِن لَدُنکَ نازِلَةٌ،وعَوائِدَ المَزیدِ لَهُم مُتَواتِرَةٌ،وذُنوبَ المُستَغفِرینَ مَغفورَةٌ،وحَوائِجَ خَلقِکَ عِندَکَ مَقضِیَّةٌ،وجَوائِزَ السّائِلینَ عِندَکَ مُوَفَّرَةٌ،وعَوائِدَ المَزیدِ إلَیهِم واصِلَةٌ،ومَوائِدَ المُستَطعِمینَ مُعَدَّةٌ،ومَناهِلَ (5)الظَّماءِ لَدَیکَ مُترَعَةٌ (6).
اللّهُمَّ فَاستَجِب دُعائی،وَاقبَل ثَنائی،وأَعطِنی جَزائی،وَاجمَع بَینی وبَینَ أولِیائی، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ،إنَّکَ وَلِیُّ نَعمائی،ومُنتَهی رَجائی،وغایَةُ مُنایَ فی مُنقَلَبی ومَثوایَ. (7)
179.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی مَکارِمِ الأَخلاقِ ومَرضِیِّ الأَفعالِ-:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وبَلِّغ بِإِیمانی أکمَلَ الإِیمانِ،وَاجعَل یَقینی أفضَلَ الیَقینِ،
ص:119
وَانتَهِ بِنِیَّتی إلی أحسَنِ النِّیاتِ،وبِعَمَلی إلی أحسَنِ الأَعمالِ.
اللّهُمَّ وَفِّر بِلُطفِکَ نِیَّتی،وصَحِّح بِما عِندَکَ یَقینی،وَاستَصلِح بِقُدرَتِکَ ما فَسَدَ مِنّی.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاکفِنی ما یَشغَلُنِی الاِهتِمامُ بِهِ،وَاستَعمِلنی بِما تَسأَ لُنی غَداً عَنهُ،وَاستَفرِغ أیّامی فیما خَلَقتَنی لَهُ،وأَغنِنی وأَوسِع عَلَیَّ فی رِزقِکَ، ولا تَفتِنّی بِالنَّظَرِ،وأَعِزَّنی ولا تَبتَلِیَنّی بِالکِبرِ،وعَبِّدنی لَکَ ولا تُفسِد عِبادَتی بِالعُجبِ، وأَجرِ لِلنّاسِ عَلی یَدَیَّ الخَیرَ،ولا تَمحَقهُ (1)بِالمَنِّ،وهَب لی مَعالِیَ الأَخلاقِ،وَاعصِمنی مِنَ الفَخرِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تَرفَعنی فِی النّاسِ دَرَجَةً إلّاحَطَطتَنی عِندَ نَفسی مِثلَها،ولا تُحدِث لی عِزّاً ظاهِراً إلّاأحدَثتَ لی ذِلَّةً باطِنَةً عِندَ نَفسی بِقَدَرِها.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ومَتِّعنی بِهُدیً صالِحٍ لا أستَبدِلُ بِهِ،وطَریقَةِ حَقٍّ لا أزیغُ عَنها،ونِیَّةِ رُشدٍ لا أشُکُّ فیها،وعَمِّرنی ما کانَ عُمُری بِذلَةً فی طاعَتِکَ،فَإِذا کانَ عُمُری مَرتَعاً لِلشَّیطانِ فَاقبِضنی إلیکَ قَبلَ أن یَسبِقَ مَقتُکَ إلَیَّ،أو یَستَحکِمَ غَضَبُکَ عَلیَّ.
اللّهُمَّ لا تَدَع خَصلَةً تُعابُ مِنّی إلّاأصلَحتَها،ولا عائِبَةً اؤَنَّبُ بِها إلّاحَسَّنتَها،ولا اکرومَةً فِیَّ ناقِصَةً إلّاأتمَمتَها.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَبدِلنی مِن بِغضَةِ أهلِ الشَّنَآنِ المَحَبَّةَ،ومِن حَسَدِ أهلِ البَغیِ المَوَدَّةَ،ومِن ظِنَّةِ أهلِ الصَّلاحِ الثِّقَةَ،ومِن عَداوَةِ الأَدنَینَ الوِلایَةَ،ومِن عُقوقِ ذَوِی الأَرحامِ المَبَرَّةَ،ومِن خِذلانِ الأَقرَبینَ النُّصرَةَ،ومِن حُبِّ المُدارینَ تَصحیحَ المِقَةِ، ومِن رَدِّ المُلابِسینَ کَرَمَ العِشرَةِ،ومِن مَرارَةِ خَوفِ الظّالِمینَ حَلاوَةَ الأَمَنَةِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل لی یَداً عَلی مَن ظَلَمَنی،ولِساناً عَلی مَن خاصَمَنی،وظَفَراً بِمَن عانَدَنی،وهَب لی مَکراً عَلی مَن کایَدَنی،وقُدرَةً عَلی مَنِ
ص:120
اضطَهَدَنی،وتَکذیباً لِمَن قَصَبَنی (1)،وسَلامَةً مِمَّن تَوَعَّدَنی،ووَفِّقنی لِطاعَةِ مَن سَدَّدَنی، ومُتابَعَةِ مَن أرشَدَنی.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وسَدِّدنی لأَِن اعارِضَ مَن غَشَّنی بِالنُّصحِ،وأَجزِیَ مَن هَجَرَنی بِالبِرِّ،واُثیبَ مَن حَرَمَنی بِالبَذلِ،واُکافِیَ مَن قَطَعَنی بِالصِّلَةِ،واُخالِفَ مَنِ اغتابَنی إلی حُسنِ الذِّکرِ،وأَن أشکُرَ الحَسَنَةَ،واُغضِیَ (2)عَنِ السَّیِّئَةِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وحَلِّنی بِحِلیَةِ الصّالِحینَ،وأَلبِسنی زینَةَ المُتَّقینَ فی بَسطِ العَدلِ،وکَظمِ الغَیظِ،وإطفاءِ النّائِرَةِ (3)،وضَمِّ أهلِ الفُرقَةِ،وإصلاحِ ذاتِ البَینِ،وإفشاءِ العارِفَةِ،وسَترِ العائِبَةِ،ولینِ العَریکَةِ (4)،وخَفضِ الجَناحِ،وحُسنِ السّیرَةِ،وسُکونِ الرّیحِ،وطیبِ المُخالَقَةِ،وَالسَّبقِ إلَی الفَضیلَةِ،وإیثارِ التَّفَضُّلِ،وتَرکِ التَّعییرِ،وَالإِفضالِ عَلی غَیرِ المُستَحِقِّ،وَالقَولِ بِالحَقِّ وإن عَزَّ،وَاستِقلالِ الخَیرِ وإن کَثُرَ مِن قَولی وفِعلی، وَاستِکثارِ الشَّرِّ وإن قَلَّ مِن قَولی وفِعلی،وأَکمِل ذلِکَ لی بِدَوامِ الطّاعَةِ،ولُزومِ الجَماعَةِ، ورَفضِ أهلِ البِدَعِ،ومُستَعمِلِی الرَّأیِ المُختَرَعِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل أوسَعَ رِزقِکَ عَلَیَّ إذا کَبِرتُ،وأَقوی قُوَّتِکَ فِیَّ إذا نَصِبتُ (5)،ولا تَبتَلِیَنّی بِالکَسَلِ عَن عِبادَتِکَ،ولَا العَمی عَن سَبیلِکَ،ولا بِالتَّعَرُّضِ لِخِلافِ مَحَبَّتِکَ،ولا مُجامَعَةِ مَن تَفَرَّقَ عَنکَ،ولا مُفارَقَةِ مَنِ اجتَمَعَ إلَیکَ.
اللّهُمَّ اجعَلنی أصولُ (6)بِکَ عِندَ الضَّرورَةِ،وأَسأَ لُکَ عِندَ الحاجَةِ،وأَتَضَرَّعُ إلَیکَ عِندَ المَسکَنَةِ،ولا تَفتِنّی بِالاِستِعانَةِ بِغَیرِکَ إذَا اضطُرِرتُ،ولا بِالخُضوعِ لِسُؤالِ غَیرِکَ إذَا
ص:121
افتَقَرتُ،ولا بِالتَّضَرُّعِ إلی مَن دونَکَ إذا رَهِبتُ،فَأَستَحِقَّ بِذلِکَ خِذلانَکَ ومَنعَکَ وإعراضَکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
اللّهُمَّ اجعَل ما یُلقِی الشَّیطانُ فی رُوعی (1)-مِنَ التَّمَنّی وَالتَّظَنّی وَالحَسَدِ-ذِکراً لِعَظَمَتِکَ،وتَفَکُّراً فی قُدرَتِکَ،وتَدبیراً عَلی عَدُوِّکَ،وما أجری عَلی لِسانی-مِن لَفظَةِ فُحشٍ أو هُجرٍ،أو شَتمِ عِرضٍ،أو شَهادَةِ باطِلٍ،أوِ اغتِیابِ مُؤمِنٍ غائِبٍ،أو سَبِّ حاضِرٍ،وما أشبَهَ ذلِکَ-نُطقاً بِالحَمدِ لَکَ،وإغراقاً فِی الثَّناءِ عَلَیکَ،وذَهاباً فی تَمجیدِکَ،وشُکراً لِنِعمَتِکَ،وَاعتِرافاً بِإِحسانِکَ،وإحصاءً لِمِنَنِکَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا اظلَمَنَّ وأَنتَ مُطیقٌ لِلدَّفعِ عَنّی،ولا أظلِمَنَّ وأَنتَ القادِرُ عَلَی القَبضِ مِنّی،ولا أضِلَّنَّ وقَد أمکَنَتکَ هِدایَتی،ولا أفتَقِرَنَّ ومِن عِندِکَ وُسعی، ولا أطغَیَنَّ ومِن عِندِکَ وُجدی (2).
اللّهُمَّ إلی مَغفِرَتِکَ وَفَدتُ،وإلی عَفوِکَ قَصَدتُ،وإلی تَجاوُزِکَ اشتَقتُ،وبِفَضلِکَ وَثِقتُ،ولَیسَ عِندی ما یوجِبُ لی مَغفِرَتَکَ،ولا فی عَمَلی ما أستَحِقُّ بِهِ عَفوَکَ،وما لی بَعدَ أن حَکَمتُ عَلی نَفسی إلّافَضلُکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وتَفَضَّل عَلَیَّ.
اللّهُمَّ وأَنطِقنی بِالهُدی،وأَلهِمنِی التَّقوی،ووَفِّقنی لِلَّتی هِیَ أزکی،وَاستَعمِلنی بِما هُوَ أرضی.
اللّهُمَّ اسلُک بِیَ الطَّریقَةَ المُثلی،وَاجعَلنی عَلی مِلَّتِکَ أموتُ وأَحیا.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ومَتِّعنی بِالاِقتِصادِ،وَاجعَلنی مِن أهلِ السَّدادِ،ومِن أدِلَّةِ الرَّشادِ،ومِن صالِحِی العِبادِ،وَارزُقنی فَوزَ المَعادِ وسَلامَةَ المِرصادِ. (3)
اللّهُمَّ خُذ لِنَفسِکَ مِن نَفسی ما یُخَلِّصُها،وأَبقِ لِنَفسی مِن نَفسی ما یُصلِحُها،فَإِنَّ
ص:122
نَفسی هالِکَةٌ أو تَعصِمَها.
اللّهُمَّ أنتَ عُدَّتی إن حَزِنتُ،وأَنتَ مُنتَجَعی (1)إن حُرِمتُ،وبِکَ استِغاثَتی إن کَرِثتُ (2)وعِندَکَ مِمّا فاتَ خَلَفٌ،ولِما فَسَدَ صَلاحٌ،وفیما أنکَرتَ تَغییرٌ،فَامنُن عَلَیَّ قَبلَ البَلاءِ بِالعافِیَةِ،وقَبلَ الطَّلَبِ بِالجِدَةِ،وقَبلَ الضَّلالِ بِالرَّشادِ،وَاکفِنی مَؤُونَةَ مَعَرَّةِ (3)العِبادِ، وَهَب لی أمنَ یَومِ المَعادِ،وَامنَحنی حُسنَ الإِرشادِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَادرَأْ عَنّی بِلُطفِکَ،وَاغذُنی بِنِعمَتِکَ،وأَصلِحنی بِکَرَمِکَ،وداوِنی بِصُنعِکَ،وأَظِلَّنی فی ذَراکَ (4)،وجَلِّلنی رِضاکَ،ووَفِّقنی إذَا اشتَکَلَت عَلَیَّ الاُمورُ لأَِهداها،وإذا تَشابَهَتِ الأَعمالُ لِأَزکاها،وإذا تَناقَضَتِ المِلَلُ لِأَرضاها.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وتَوِّجنی بِالکِفایَةِ،وسُمنی حُسنَ الوِلایَةِ،وهَب لی صِدقَ الهِدایَةِ،ولا تَفتِنّی بِالسَّعَةِ،وَامنَحنی حُسنَ الدَّعَةِ،ولا تَجعَل عَیشی کَدّاً کَدّاً،ولا تَرُدَّ دُعائی عَلَیَّ رَدّاً،فَإِنّی لا أجعَلُ لَکَ ضِدّاً،ولا أدعو مَعَکَ نِدّاً.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَامنَعنی مِنَ السَّرَفِ،وحَصِّن رِزقی مِنَ التَّلَفِ،ووَفِّر مَلَکَتی بِالبَرَکَةِ فیهِ،وأَصِب بی سَبیلَ الهِدایَةِ لِلبِرِّ فیما انفِقُ مِنهُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاکفِنی مَؤُونَةَ الِاکتِسابِ،وَارزُقنی مِن غَیرِ احتِسابٍ، فَلا أشتَغِلَ عَن عِبادَتِکَ بِالطَّلَبِ،ولا أحتَمِلَ إصرَ (5)تَبِعاتِ المَکسَبِ.
اللّهُمَّ فَأَطلِبنی بِقُدرَتِکَ ما أطلُبُ،وأَجِرنی بِعِزَّتِکَ مِمّا أرهَبُ.
ص:123
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وصُن وَجهی بِالیَسارِ (1)،ولا تَبتَذِل جاهی بِالإِقتارِ، فَأَستَرزِقَ أهلَ رِزقِکَ،وأَستَعطِیَ شِرارَ خَلقِکَ،فَأَفتَتِنَ بِحَمدِ مَن أعطانی،واُبتَلی بِذَمِّ مَن مَنَعَنی،وأَنتَ مِن دونِهِم وَلِیُّ الإِعطاءِ وَالمَنعِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَارزُقنی صِحَّةً فی عِبادَةٍ،وفَراغاً فی زَهادَةٍ،وعِلماً فِی استِعمالٍ،ووَرَعاً فی إجمالٍ.
اللّهُمَّ اختِم بِعَفوِکَ أجَلی،وحَقِّق فی رَجاءِ رَحمَتِکَ أمَلی،وسَهِّل إلی بُلوغِ رِضاکَ سُبُلی،وحَسِّن فی جَمیعِ أحوالی عَمَلی.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ونَبِّهنی لِذِکرِکَ فی أوقاتِ الغَفلَةِ،وَاستَعمِلنی بِطاعَتِکَ فی أیّامِ المُهلَةِ،وَانهَج لی إلی مَحَبَّتِکَ سَبیلاً سَهلَةً،أکمِل لی بِها خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
اللّهُمَّ وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،کَأَفضَلِ ما صَلَّیتَ عَلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ قَبلَهُ،وأَنتَ مُصَلٍّ عَلی أحَدٍ بَعدَهُ،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً،وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً،وقِنی بِرَحمَتِکَ عَذابَ النّارِ. (2)
180.کشف الغمّة عن جابر وابن الحنفیّة: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام یَقولُ فی دُعائِهِ:
اللّهُمَّ مَن أنا حَتّی تَغضَبَ عَلَیَّ،فَوَعِزَّتِکَ ما یُزَیِّنُ مُلکَکَ إحسانی،ولا یُقَبِّحُهُ إساءَتی،ولا یَنقُصُ مِن خِزانَتِکَ غِنایَ،ولا یَزیدُ فیها فَقری. (3)
181.الإمام زین العابدین علیه السلام:
اللّهُمَّ إنَّ استِغفاری إیّاکَ مَعَ الإِصرارِ عَلَی الذَّنبِ لُؤمٌ،وتَرکی لِلاِستِغفارِ مَعَ سَعَةِ
ص:124
رَحمَتِکَ عَجزٌ،إلهی کَم تَتَحَبَّبُ إلَیَّ بِالنِّعَمِ وأَنتَ عَنّی غَنِیٌّ،وأَتَبَغَّضُ إلَیکَ بِالمَعاصی وأَ نَا إلَیکَ مُحتاجٌ،فَیا مَن إذا وَعَدَ وَفی،وإذا تَواعَدَ عَفا،صَلِّ اللّهُمَّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَافعَل بی أولَی الأَمرَینِ بِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)
وراجع:ص 197-207 ح 264-270 وص 221-228 ح 277-284 وغیرها....
182.الإمام الصادق علیه السلام: لا تَدَع أن تَدعُوَ بِهذَا الدُّعاءِ ثَلاثَ مَرّاتٍ إذا أصبَحتَ وثَلاثَ مَرّاتٍ إذا أمسَیتَ:«اللّهُمَّ اجعَلنی فی دِرعِکَ الحَصینَةِ الَّتی تَجعَلُ فیها مَن تُریدُ»؛فَإِنَّ أبی علیه السلام کانَ یَقولُ:هذا مِنَ الدُّعاءِ المَخزونِ. (2)
183.عنه علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام یَخزُنُ هذَا الدُّعاءَ ویَخبَؤُهُ ولا یُطلِعُ عَلَیهِ أحَداً:«أعوذُ بِدِرعِ اللّهِ الحَصینَةِ الَّتی لا تُرامُ،وأَعوذُ بِجَمعِ اللّهِ مِن کَذا وکَذا»،وقولوا کَلِماتِ الفَرَجِ. (3)
185.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ مِن دُعاءِ أبی علیه السلام فِی الأَمرِ یَحدُثُ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لی وَارحَمنی،وزَکِّ عَمَلی ویَسِّر مُنقَلَبی، وَاهدِ قَلبی وآمِن خَوفی،وعافِنی فی عُمُری کُلِّهِ،وثَبِّت حُجَّتی،وَاغفِر خَطایایَ،وبَیِّض وَجهی،وَاعصِمنی فی دینی،وسَهِّل مَطلَبی،ووَسِّع عَلَیَّ فی رِزقی فَإِنّی ضَعیفٌ،وتَجاوَز عَن سَیِّئِ ما عِندی بِحُسنِ ما عِندَکَ،ولا تَفجَعنی بِنَفسی ولا تَفجَع لی حَمیماً (1)،وهَب لی یا إلهی لَحظَةً مِن لَحَظاتِکَ تَکشِفُ بِها عَنّی جَمیعَ ما بِهِ ابتَلَیتَنی،وتَرُدُّ بِها عَلَیَّ ما هُوَ أحسَنُ عاداتِکَ عِندی،فَقَد ضَعُفَت قُوَّتی،وقَلَّت حیلَتی،وَانقَطَعَ مِن خَلقِکَ رَجائی،ولَم یَبقَ إلّارَجاؤُکَ وتَوَکُّلی عَلَیکَ،وقُدرَتُکَ عَلَیَّ یا رَبِّ إن تَرحَمنی وتُعافِنی کَقُدرَتِکَ عَلَیَّ إن تُعَذِّبنی وتَبتَلِنی.
إلهی ذِکرُ عَوائِدِکَ یُؤنِسُنی،وَالرَّجاءُ لِإِنعامِکَ یُقَوّینی،ولَم أخلُ مِن نِعَمِکَ مُنذُ خَلَقتَنی،وأَنتَ رَبّی وسَیِّدی ومَفزَعی ومَلجَئی وَالحافظُ لی وَالذّابُّ عَنّی،وَالرَّحیمُ بی وَالمُتَکَفِّلُ بِرِزقی،وفی قَضائِکَ وقُدرَتِکَ کُلُّ ما أنَا فیهِ،فَلیَکُن یا سَیِّدی ومَولایَ فی ما قَضَیتَ وقَدَّرتَ وحَتَمتَ تَعجیلُ خَلاصی مِمّا أنَا فیهِ جَمیعِهِ وَالعافِیَةُ لی،فَإِنّی لا أجِدُ لِدَفعِ ذلِکَ أحَداً غَیرَکَ،ولا أعتَمِدُ فیهِ إلّاعَلَیکَ،فَکُن یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ عِندَ أحسنِ ظَنّی بِکَ ورَجائی لَکَ،وَارحَم تَضَرُّعی وَاستِکانَتی وضَعفَ رُکنی،وَامنُن بِذلِکَ عَلَیَّ وعَلی کُلِّ داعٍ دَعاکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ. (2)
186.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ مِمّا یَدعو بِهِ أبی:
ص:126
اللّهُمَّ هَب لی حَقَّکَ،وأَرضِ عَنّی خَلقَکَ،وَاغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ،وعافِنی مِمّا لا یَنفَعُکَ،فَإِنَّ شَقائی لا یَضُرُّکَ،وعَذابی لا یَنفَعُکَ،فَإِنَّکَ تُعطی مَن یَسأَ لُکَ،وتَغضَبُ عَلی مَن لا یَسأَ لُکَ،ولَن یَفعَلَ ذلِکَ أحَدٌ غَیرُکَ،سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ. (1)
187.عنه علیه السلام: کانَ أبی رَضِیَ اللّهُ عَنهُ یَقولُ فی دُعائِهِ:
رَبِّ أصلِح لی نَفسی فَإِنَّها أهَمُّ الأَنفُسِ إلَیَّ،رَبِّ أصلِح لی ذُرِّیَّتی فَإِنَّهُم یَدی وعَضُدی، رَبِّ وأَصلِح لی أهلَ بَیتی فَإِنَّهُم لَحمی ودَمی،رَبِّ أصلِح لی جَماعَةَ إخوَتی وأَخَواتی ومُحِبِّیَّ،فَإِنَّ صَلاحَهُم صَلاحی. (2)
188.نثر الدر: کانَ [الإِمامُ الباقِرُ علیه السلام ] یَقولُ:
اللّهُمَّ أعِنّی عَلَی الدُّنیا بِالغِنی،وعَلَی الآخِرَةِ بِالتَّقوی (3). (4)
189.مهج الدعوات عن محمد بن الحسن الصفّار بإسناده عن الإمام الباقر علیه السلام: أنَّهُ کانَ یَقولُ:
اللّهُمَّ مَن کانَت لَهُ حاجَةٌ هاهُنا وهاهُنا وهاهُنا فَإِنَّ حاجَتی إلَیکَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ. (5)
وراجع:ص83 ح 132 وص 88 ح 134 وص185 ح248 وص 327 ح 393 وغیرها....
190.الکافی عن إبراهیم بن میمون: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ:
ص:127
اللّهُمَّ أعِنّی عَلی هَولِ (1)یَومِ القِیامَةِ،وأَخرِجنی مِنَ الدُّنیا سالِماً،وزَوِّجنی مِنَ الحورِ العینِ،وَاکفِنی مَؤونَتی ومَؤونَةَ عِیالی ومَؤونَةَ النّاسِ،وأَدخِلنی بِرَحمَتِکَ فی عِبادِکَ الصّالِحینَ. (2)
191.الإمام الصادق علیه السلام:
یا عُدَّتی فی کُربَتی،ویا صاحِبی فی شِدَّتی،ویا وَلِیّی فی نِعمَتی،ویا غِیاثی فی رَغبَتی. (3)
192.المصباح للکفعمی: دُعاءٌ مَروِیٌّ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام (4):
بِسمَ اللّهَ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ أمناً وإیماناً وسَلامَةً وإسلاماً ورِزقاً وغِنیً ومَغفِرَةً لا تُغادِرُ ذَنباً،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الهُدی وَالتُّقی وَالعِفَّةَ وَالغِنی،یا خَیرَ مَن نودِیَ فَأَجابَ،ویا خَیرَ مَن دُعِیَ فَاستَجابَ،ویا خَیرَ مَن عُبِدَ فَأَثابَ،یا جَلیسَ کُلِّ مُتَوَحِّدٍ مَعَکَ،ویا أنیسَ کُلِّ مُتَقَرِّبٍ یَخلو بِکَ (5)،یا مَنِ الکَرَمُ مِن صِفَةِ أفعالِهِ،وَالکَریمُ مِن أجَلِّ أسمائِهِ،أعِذنی وأَجِرنی یا کَریمُ.
اللّهُمَّ أجِرنی مِنَ النّارِ،وَارزُقنی صُحبَةَ الأَخیارِ،وَاجعَلنی یَومَ القِیامَةِ مِنَ الأَبرارِ، إنَّکَ واحِدٌ قَهّارُ،مَلِکٌ جَبّارٌ،عَزیزٌ غَفّارٌ.
اللّهُمَّ إنّی مُستَجیرُکَ فَأَجِرنی،ومُستَعیذُکَ فَأَعِذنی،ومُستَغیثُکَ فَأَغِثنی،ومُستَعینُکَ فَأَعِنّی،ومُستَنقِذُکَ فَأَنقِذنی،ومُستَنصِرُکَ فَانصُرنی،ومُستَرزِقُکَ فَارزُقنی، ومُستَرشِدُکَ فَأَرشِدنی،ومُستَعصِمُکَ فَاعصِمنی،ومُستَهدیکَ فَاهدِنی،ومُستَکفیکَ
ص:128
فَاکفِنی،ومُستَرحِمُکَ فَارحَمنی،ومُستَتیبُکَ فَتُب عَلَیَّ،ومُستَغفِرُکَ فَاغفِر لی ذُنوبی، إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ.یا مَن لا تَضُرُّکَ المَعصِیَةُ،ولا تَنقُصُکَ المَغفِرَةُ،اغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ وهَب لی ما لا یَنقُصُکَ».
ثُمَّ بَسمِل وحَولِق ثَلاثاً. (1)
193.الکافی عن ابن أبی یعفور عن الإمام الصادق علیه السلام -أنَّهُ کانَ یَقولُ-:
اللّهُمَّ املَأ قَلبی حُبّاً لَکَ وخَشیَةً مِنکَ،وتَصدیقاً وإیماناً بِکَ،وفَرَقاً مِنکَ وشَوقاً إلَیکَ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.
اللّهُمَّ حَبِّب إلَیَّ لِقاءَکَ،وَاجعَل لی فی لِقائِکَ خَیرَ الرَّحمَةِ وَالبَرَکَةِ،وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ ولا تُؤَخِّرنی مَعَ الأَشرارِ،وأَلحِقنی بِصالِحِ مَن مَضی وَاجعَلنی مَعَ صالِحِ مَن بَقِیَ،وخُذ بی سَبیلَ الصّالِحینَ،وأَعِنّی عَلی نَفسی بِما تُعینُ بِهِ الصّالِحینَ عَلی أنفُسِهِم، ولا تَرُدَّنی فی سوءٍ استَنقَذتَنی مِنهُ یا رَبَّ العالَمینَ،أسأَ لُکَ إیماناً لا أجَلَ لَهُ دونَ لِقائِکَ، تُحیینی وتُمیتُنی عَلَیهِ،وتَبعَثُنی عَلَیهِ إذا بَعَثتَنی،وَابرَأ قَلبی مِنَ الرِّیاءِ وَالسُّمعَةِ وَالشَّکِّ فی دینِکَ.
اللّهُمَّ أعطِنی نَصراً فی دینِکَ،وقُوَّةً فی عِبادَتِکَ،وفَهماً فی خَلقِکَ،وکِفلَینِ مِن رَحمَتِکَ،وبَیِّض وَجهی بِنورِکَ،وَاجعَل رَغبَتی فیما عِندَکَ،وتَوَفَّنی فی سَبیلِکَ عَلی مِلَّتِکَ ومِلَّةِ رَسولِکَ.
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الکَسَلِ وَالهَرَمِ وَالجُبنِ وَالبُخلِ وَالغَفلَةِ وَالقَسوَةِ وَالفَترَةِ وَالمَسکَنَةِ،وأَعوذُ بِکَ یا رَبِّ مِن نَفسٍ لا تَشبَعُ،ومِن قَلبٍ لا یَخشَعُ،ومِن دُعاءٍ لا یُسمَعُ،ومِن صَلاةٍ لا تَنفَعُ،واُعیذُ بِکَ نَفسی وأَهلی وذُرِّیَّتی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ.
اللّهُمَّ إنَّهُ لا یُجیرُنی مِنکَ أحَدٌ،ولا أجِدُ مِن دونِکَ مُلتَحَداً،فَلا تَخذُلنی ولا تُردِنی
ص:129
فی هَلَکَةٍ ولا تُرِدنی بِعَذابٍ.أسأَ لُکَ الثَّباتَ عَلی دینِکَ،وَالتَّصدیقَ بِکِتابِکَ،وَاتِّباعَ رَسولِکَ.
اللّهُمَّ اذکُرنی بِرَحمَتِکَ ولا تَذکُرنی بِخَطیئَتی،وتَقَبَّل مِنّی،وزِدنی مِن فَضلِکَ،إنّی إلَیکَ راغِبٌ.
اللّهُمَّ اجعَل ثَوابَ مَنطِقی وثَوابَ مَجلِسی رِضاکَ عَنّی،وَاجعَل عَمَلی ودُعائی خالِصاً لَکَ،وَاجعَل ثَوابِیَ الجَنَّةَ بِرَحمَتِکَ،وَاجمَع لی جَمیعَ ما سَأَلتُکَ وزِدنی مِن فَضلِکَ،إنّی إلَیکَ راغِبٌ.
اللّهُمَّ غارَتِ النُّجومُ،ونامَتِ العُیونُ،وأَنتَ الحَیُّ القَیّومُ،لا یُواری مِنکَ لَیلٌ ساجٍ، ولا سَماءٌ ذاتُ أبراجٍ،ولا أرضٌ ذاتُ مِهادٍ،ولا بَحرٌ لُجِّیٌّ،ولا ظُلُماتٌ بَعضُها فَوقَ بَعضٍ، تُدلِجُ الرَّحمَةَ عَلی مَن تَشاءُ مِن خَلقِکَ،تَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفی الصُّدورُ.
أشهَدُ بِما شَهِدتَ بِهِ عَلی نَفسِکَ وشَهِدَت مَلائِکَتُکَ واُولُو العِلمِ،لا إلهَ إلّاأنتَ العَزیزُ الحَکیمُ،ومَن لَم یَشهَد بِما شَهِدتَ بِهِ عَلی نَفسِکَ وشَهِدَت مَلائِکَتُکَ واُولُو العِلمِ فَاکتُب شَهادَتی مَکانَ شَهادَتِهِم.
اللّهُمَّ أنتَ السَّلامُ،ومِنکَ السَّلامُ،أسأَ لُکَ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ أن تَفُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ. (1)
194.الأمالی للصدوق عن المفضل: کانَ الصّادِقُ علیه السلام یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ:
إلهی ! کَیفَ أدعوکَ وقَد عَصَیتُکَ،وکَیفَ لا أدعوکَ وقَد عَرَفتُ حُبَّکَ فی قَلبی ! وإن کُنتُ عاصِیاً مَدَدتُ إلَیکَ یَداً بِالذُّنوبِ مَملوءَةً،وعَیناً بِالرَّجاءِ مَمدودَةً.مَولایَ ! أنتَ عَظیمُ العُظَماءِ وأَ نَا أسیرُ الاُسَراءِ،أنَا أسیرٌ بِذَنبی،مُرتَهَنٌ بِجُرمی.
إلهی لَئِن طالَبتَنی بِذَنبی لَاُطالِبَنَّکَ بِکَرَمِکَ،ولَئِن طالَبتَنی بِجَریرَتی لَاُطالِبَنَّکَ بِعَفوِکَ،
ص:130
ولَئِن أمَرتَ بی إلَی النّارِ لَاُخبِرَنَّ أهلَها أنّی کُنتُ أقولُ:لا إلهَ إلَّااللّهُ،مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ.
اللّهُمَّ إنَّ الطّاعَةَ تَسُرُّکَ وَالمَعصِیَةَ لا تَضُرُّکَ،فَهَب لی ما یَسُرُّکَ وَاغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ، یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)
195.الکافی عن ابن أبی یعفور: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ وهُوَ رافِعٌ یَدَهُ إلَی السَّماءِ:«رَبِّ لا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ أبَداً لا أقَلَّ مِن ذلِکَ ولا أکثَرَ»،قالَ:فَما کانَ بِأَسرَعَ مِن أن تَحَدَّرَ الدُّموعُ مِن جَوانِبِ لِحیَتِهِ،ثُمَّ أقبَلَ عَلَیَّ فَقالَ:یَابنَ أبی یَعفورٍ ! إنَّ یونُسَ بنَ مَتّی وَکَلَهُ اللّهُ عز و جل إلی نَفسِهِ أقَلَّ مِن طَرفَةِ عَینٍ فَأَحدَثَ ذلِکَ الذَّنبَ.
قُلتُ:فَبَلَغَ بِهِ کُفراً أصلَحَکَ اللّهُ؟قالَ:لا،ولکِنَّ المَوتَ عَلی تِلکَ الحالِ هَلاکٌ. (2)
196.مُهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ جَعفَرٍ الصّادِقِ علیه السلام:
یا مَن سَبَقَ عِلمُهُ،ونَفَذَ حُکمُهُ،وشَمِلَ حِلمُهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَزِل حِلمَکَ عَن ظالِمِیَّ،وبادِرهُ بِالنَّقِمَةِ،وعاجِلهُ بِالاِستیصالِ،وکُبَّهُ لِمَنخِرِهِ،وَاغصُصهُ بِریقِهِ،وَاردُد کَیدَهُ فی نَحرِهِ،وحُل بَینی وبَینَهُ بِشُغُلٍ شاغِلٍ مُؤلِمٍ،وسُقمٍ دائِمٍ،وَامنَعهُ التَّوبَةَ،وحُل بَینَهُ وبَینَ الإِنابَةِ،وَاسلُبهُ رَوحَ الرّاحَةِ،وَاشدُد عَلَیهِ الوَطأَةَ،وخُذ مِنهُ بِالمُخَنَّقِ،وحَشرِجهُ فی صَدرِهِ،ولا تُثَبِّت لَهُ قَدَماً،وأَثکِلهُ ونَکِّلهُ (3)،وَاجتَثَّهُ وَاجتَثَّ راحَتَهُ،وَاستَأصِلهُ وجُثَّهُ،وجُثَّ نِعمَتَکَ عَنهُ،وأَلبِسهُ الصِّغارَ (4)،وَاجعَل عُقباهُ النّارَ بَعدَ مَحوِ آثارِهِ وسَلبِ قَرارِهِ وإجهارِ قَبیحِ آصارِهِ،وأَسکِنهُ دارَ بَوارِهِ،ولا تُبقِ لَهُ ذِکراً،ولا تُعَقِّبهُ مِن مُستَخلَفٍ أجراً.
اللّهُمَّ بادِرهُ-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ عاجِلهُ-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ لا تُؤَجِّلهُ-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ خُذهُ
ص:131
-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ اسلُبهُ التَّوفیقَ-ثَلاثاً-،اللّهُمَّ لا تُنهِضهُ،اللّهُمَّ لا تَرِثهُ،اللّهُمَّ لا تُؤَخِّرهُ، اللّهُمَّ عَلَیکَ بِهِ،اللّهُمَّ اشدُد قَبضَتَکَ عَلَیهِ،اللّهُمَّ بِکَ اعتَصَمتُ عَلَیهِ،وبِکَ استَجَرتُ مِنهُ، وبِکَ تَوارَیتُ عَنهُ،وبِکَ استَکفَفتُ دونَهُ،وبِکَ استَتَرتُ مِن ضَرّائِهِ.
اللّهُمَّ احرُسنی بِحَراسَتِکَ مِنهُ ومِن عَذابِکَ،وَاکفِنی بِکِفایَتِکَ کَیدَهُ وکَیدَ بُغاتِکَ،اللّهُمَّ احفَظنی بِحِفظِ الإِیمانِ،وأَسبِل عَلَیَّ سَترَکَ الَّذی سَتَرتَ بِهِ رُسُلَکَ عَنِ الطَّواغیتِ، وحَصِّنّی بِحِصنِکَ الَّذی وَقَیتَهُم بِهِ مِنَ الجَوابیتِ.
اللّهُمَّ أیِّدنی مِنکَ بِنَصرٍ لا یَنفَکُّ،وعَزیمَةِ صِدقٍ لا تُختَلُّ (1)،وجَلِّلنی بِنورِکَ، وَاجعَلنی مُتَدَرِّعاً بِدِرعِکَ الحَصینَةِ الواقِیَةِ،وَاکلَأنی (2)بِکِلاءَتِکَ الکافِیَةِ،إنَّکَ واسِعٌ لِما تَشاءُ،ووَلِیٌّ لِمَن لَکَ تَوالی،وناصِرٌ لِمَن إلَیکَ أوی،وعَونُ مَن بِکَ استَعدی،وکافی مَن بِکَ استَکفی،وَالعَزیزُ الَّذی لا یُمانَعُ عَمّا یَشاءُ،ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ وهُوَ حَسبی،عَلَیهِ تَوَکَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ. (3)
197.مُهج الدعوات: ودَعا علیه السلام فی قُنوتِهِ:
یا مَأمَنَ الخائِفِ وکَهفَ اللّاهِفِ،وجُنَّةَ العائِذِ وغَوثَ اللّائِذِ،خابَ مَنِ اعتَمَدَ سِواکَ، وخَسِرَ مَن لَجَأَ إلی دونِکَ،وذَلَّ مَنِ اعتَزَّ بِغَیرِکَ،وَافتَقَرَ مَنِ استَغنی عَنکَ،إلَیکَ اللّهُمَّ المَهرَبُ،ومِنکَ اللّهُمَّ المَطلَبُ.
اللّهُمَّ قَد تَعلَمُ عَقدَ ضَمیری عِندَ مُناجاتِکَ،وحَقیقَةَ سَریرَتی عِندَ دُعائِکَ،وصِدقَ خالِصَتی بِاللَّجَإِ إلَیکَ،فَأَفزِعنی (4)إذا فَزِعتُ إلَیکَ،ولا تَخذُلنی إذَا اعتَمَدتُ عَلَیکَ،
ص:132
وبادِرنی بِکِفایَتِکَ،ولا تَسلُبنی رِفقَ عِنایَتِکَ،وخُذ ظالِمِی السّاعَةَ السّاعَةَ أخذَ عَزیزٍ مُقتَدِرٍ عَلَیهِ،مُستَأصِلٍ شَأفَتَهُ،مُجتَثٍّ قائِمَتَهُ،حاطٍّ دِعامَتَهُ،مُتَبِّرٍ لَهُ،مُدَمِّرٍ عَلَیهِ.
اللّهُمَّ بادِرهُ قَبلَ أذِیَّتی،وَاسبِقهُ بِکِفایَتی کَیدَهُ وشَرَّهُ ومَکروهَهُ وغَمزَهُ وسوءَ عَقدِهِ وقَصدِهِ.
اللّهُمَّ إنّی إلَیکَ فَوَّضتُ أمری،وبِکَ تَحَصَّنتُ مِنهُ ومِن کُلِّ مَن یَتَعَمَّدُنی بِمَکروهِهِ، ویَتَرَصَّدُنی بِأَذِیَّتِهِ،ویُصلِتُ لی بِطانَتَهُ،ویَسعی عَلَیَّ بِمَکائِدِهِ.
اللّهُمَّ کِد لی ولا تَکِد عَلَیَّ،وَامکُر لی ولا تَمکُر بی،وأَرِنِی الثَّأرَ مِن کُلِّ عَدُوٍّ أو مَکّارٍ،ولا یَضُرُّنی ضارٌّ وأَنتَ وَلِیّی،ولا یَغلِبُنی مُغالِبٌ وأَنتَ عَضُدی،ولا تَجری عَلَیَّ مَساءَةٌ وأَنتَ کَنَفی.
اللّهُمَّ بِکَ استَدرَعتُ وَاعتَصَمتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (1)
198.نثر الدرّ: اشتَکی علیه السلام مَرَّةً فَقالَ:اللّهُمَّ اجعَلهُ أدَباً لا غَضَباً. (2)
راجع:ص83 ح132 وص189 ح255 وص246 ح304 و 305 وص512 ح691 وغیرها....
199.الکافی عن أبی جریر الروّاسیّ: سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ موسی علیه السلام وهُوَ یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الرّاحَةَ عِندَ المَوتِ وَالعَفوَ عِندَ الحِسابِ-یُرَدِّدُها-. (3)
ص:133
200.مهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام:
یا مَفزَعَ الفازِعِ،ومَأمَنَ الهالِعِ (1)،ومَطمَعَ الطّامِعِ،ومَلجَأَ الضّارِعِ (2)،یا غَوثَ اللَّهفانِ، ومَأوَی الحَیرانِ،ومُروِیَ الظَّمآنِ،ومُشبِعَ الجَوعانِ،وکاسِیَ العُریانِ،وحاضِرَ کُلِّ مَکانٍ،بِلا دَرکٍ ولا عَیانٍ،ولا صِفَةٍ ولا بِطانٍ (3).عَجَزَتِ الأَفهامُ،وضَلَّتِ الأَوهامُ عَن مُوافَقَةِ صِفَةِ دابَّةٍ مِنَ الهَوامِّ،فَضلاً عَنِ الأَجرامِ العِظامِ،مِمّا أنشَأتَ حِجاباً لِعَظَمَتِکَ، وأَنّی یَتَغَلغَلُ إلی ما وَراءَ ذلِکَ بِما لا یُرامُ.
تَقَدَّستَ یا قُدّوسُ عَنِ الظُّنونِ وَالحُدوسِ (4)،وأَنتَ المَلِکُ القُدّوسُ،بارِئُ الأَجسامِ وَالنُّفوسِ،ومُنَخِّرُ العِظامِ،ومُمیتُ الأَنامِ ومُعیدُها بَعدَ الفَناءِ وَالتَّطمیسِ،أسأَ لُکَ یا ذَا القُدرَةِ وَالعُلا،وَالعِزِّ وَالثَّناءِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،اُولِی النُّهی،وَالمَحَلِّ الأَوفی، وَالمَقامِ الأَعلی،وأَن تُعَجِّلَ ما قَد تَأَجَّلَ وتُقَدِّمَ ما قَد تَأَخَّرَ،وتَأتِیَ بِما قَد أوجَبتَ إثباتَهُ (5)،وتُقَرِّبَ ما قَد تَأَخَّرَ فِی النُّفوسِ الحَصِرَةِ أوانُهُ،وتَکشِفَ البَأسَ،وسوءَ اللِّباسِ، وعَوارِضَ الوَسواسِ الخَنّاسِ فی صُدورِ النّاسِ،وتَکفِیَنا ما قَد رَهِقَنا،وتَصرِفَ عَنّا ما قَد رَکِبَنا،وتُبادِرَ اصطِلامَ (6)الظّالِمینَ،ونَصرَ المُؤمِنینَ،وَالإِدالَةَ (7)مِنَ المُعانِدینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (8)
ص:134
201.مُهج الدعوات: ودَعا علیه السلام فی قُنوتِهِ:
اللّهُمَّ إنّی وفُلانُ بنُ فُلانٍ عَبدانِ مِن عَبیدِکَ،نَواصینا بِیَدِکَ،تَعلَمُ مُستَقَرَّنا ومُستَودَعَنا،ومُنقَلَبَنا ومَثوانا،وسِرَّنا وعَلانِیَتَنا،تَطَّلِعُ عَلی نِیّاتِنا،وتُحِیطُ بِضَمائِرِنا، عِلمُکَ بِما نُبدیهِ کَعِلمِکَ بِما نُخفیهِ،ومَعرِفَتُکَ بِما نُبطِنُهُ کَمَعرِفَتِکَ بِما نُظهِرُهُ،ولا یَنطَوی عِندَکَ شَیءٌ مِن امورِنا،ولا یَستَتِرُ دونَکَ حالٌ مِن أحوالِنا،ولا مِنکَ مَعقِلٌ یُحصِنُنا،ولا حِرزٌ یُحرِزُنا،ولا مَهرَبٌ لَنا نَفوتُکَ بِهِ،ولا یَمنَعُ الظّالِمَ مِنکَ حُصونُهُ،ولا یُجاهِدُکَ عَنهُ جُنودُهُ،ولا یُغالِبُکَ مُغالِبٌ بِمَنَعَةٍ (1)،ولا یُعازُّکَ (2)مُعازٌّ بِکَثرَةٍ،أنتَ مُدرِکُهُ أینَما سَلَکَ،وقادِرٌ عَلَیهِ أینَما لَجَأَ،فَمَعاذُ المَظلومِ مِنّا بِکَ،وتَوَکُّلُ المَقهورِ مِنّا عَلَیکَ، ورُجوعُهُ إلَیکَ،ویَستَغیثُ بِکَ إذا خَذَلَهُ المُغیثُ،ویَستَصرِخُکَ إذا قَعَدَ عَنهُ النَّصیرُ، ویَلوذُ بِکَ إذا نَفَتهُ الأَفنِیَةُ،ویَطرُقُ بابَکَ (3)إذا اغلِقَت عَنهُ الأَبوابُ المُرتَجَةُ،ویَصِلُ إلَیکَ إذَا احتَجَبَ عَنهُ المُلوکُ الغافِلَةُ،تَعلَمُ ما حَلَّ بِهِ قَبلَ أن یَشکُوَهُ إلَیکَ،وتَعلَمُ ما یُصلِحُهُ قَبلَ أن یَدعُوَکَ لَهُ،فَلَکَ الحَمدُ سَمیعاً بَصیراً لَطیفاً عَلیماً خَبیراً قَدیراً.
وأَنَّهُ قَد کانَ فی سابِقِ عِلمِکَ،ومُحکَمِ قَضائِکَ،وجاری قَدَرِکَ،ونافِذِ أمرِکَ،وقاضی حُکمِکَ،وماضی مَشِیَّتِکَ فی خَلقِکَ أجمَعینَ؛شَقِیِّهِم وسَعیدِهِم وبَرِّهِم وفاجِرِهِم،أن جَعَلتَ لِفُلانِ بنِ فُلانٍ عَلَیَّ قُدرَةً فَظَلَمَنی بِها،وبَغی عَلَیَّ بِمَکانِها،وَاستَطالَ وتَعَزَّزَ بِسُلطانِهِ الَّذی خَوَّلتَهُ إیّاهُ،وتَجَبَّرَ وَافتَخَرَ بِعُلُوِّ حالِهِ الَّذی نَوَّلتَهُ،وغَرَّهُ إملاؤُکَ لَهُ، وأَطغاهُ حِلمُکَ عَنهُ،فَقَصَدَنی بِمَکروهٍ عَجَزتُ عَنِ الصَّبرِ عَلَیهِ،وتَعَمَّدَنی بِشَرٍّ ضَعُفتُ عَنِ احتِمالِهِ،ولَم أقدِر عَلَی الاِستِنصافِ مِنهُ لِضَعفی،ولا عَلَی الاِنتِصارِ لِقِلَّتی وذُلّی،فَوَکَلتُ
ص:135
أمرَهُ إلَیکَ،وتَوَکَّلتُ فی شَأنِهِ عَلَیکَ،وتَوَعَّدتُهُ بِعُقوبَتِکَ،وحَذَّرتُهُ بِبَطشِکَ،وخَوَّفتُهُ نَقِمَتَکَ،فَظَنَّ أنَّ حِلمَکَ عَنهُ مِن ضَعفٍ،وحَسِبَ أنَّ إملاءَکَ لَهُ مِن عَجزٍ،ولَم تَنهَهُ واحِدَةٌ عَن اخری،ولَا انزَجَرَ عَن ثانِیَةٍ بِاُولی،لکِنَّهُ تَمادی فی غَیِّهِ،وتَتابَعَ فی ظُلمِهِ،ولَجَّ فی عُدوانِهِ،وَاستَثری فی طُغیانِهِ؛جُرأَةً عَلَیکَ یا سَیِّدی ومَولایَ،وتَعَرُّضاً لِسَخَطِکَ الَّذی لا تَرُدُّهُ عَنِ الظّالِمینَ،وقِلَّةَ اکتِراثٍ بِبَأسِکَ الَّذی لا تَحبِسُهُ عَنِ الباغینَ.
فَها أنَا ذا یا سَیِّدی مُستَضعَفٌ فی یَدِهِ،مُستَضامٌ تَحتَ سُلطانِهِ،مُستَذَلٌّ بِفِنائِهِ، مَغصوبٌ مَغلوبٌ مَبغِیٌّ عَلَیَّ،مَرعوبٌ وَجِلٌ خائِفٌ مُرَوَّعٌ مَقهورٌ،قَد قَلَّ صَبری، وضاقَت حیلَتی،وَانغَلَقَت عَلَیَّ المَذاهِبُ إلّاإلَیکَ،وَانسَدَّت عَنِّی الجِهاتُ إلّاجِهَتُکَ، وَالتَبَسَت عَلَیَّ اموری فی دَفعِ مَکروهِهِ عَنّی،وَاشتَبَهَت عَلَیَّ الآراءُ فی إزالَةِ ظُلمِهِ، وخَذَلَنی مَنِ استَنصَرتُهُ مِن خَلقِکَ،وأَسلَمَنی مَن تَعَلَّقتُ بِهِ مِن عِبادِکَ،فَاستَشَرتُ نَصیحی فَأَشارَ عَلَیَّ بِالرَّغبَةِ إلَیکَ،وَاستَرشَدتُ دَلیلی فَلَم یَدُلَّنی إلّاإلَیکَ،فَرَجَعتُ إلَیکَ یا مَولایَ صاغِراً راغِماً مُستَکیناً،عالِماً أنَّهُ لا فَرَجَ لی إلّاعِندَکَ،ولا خَلاصَ لی إلّابِکَ، أنتَجِزُ وَعدَکَ فی نُصرَتی وإجابَةِ دُعائی؛لِأَنَّ قَولَکَ الحَقُّ الَّذی لا یُرَدُّ ولا یُبَدَّلُ،وقَد قُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ:«ومَن بُغِیَ عَلَیهِ لَیَنصُرَنَّهُ اللّهُ» (1)،وقُلتَ جَلَّ ثَناؤُکَ وتَقَدَّسَت أسماؤُکَ:
ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ (2)،فَها أنَا ذا فاعِلٌ ما أمَرتَنی بِهِ،لا مَنّاً عَلَیکَ،وکَیفَ أمُنُّ بِهِ وأَنتَ عَلَیهِ دَلَلتَنی ! فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی،یا مَن لا یُخلِفُ المیعادَ.
وإنّی لَأَعلَمُ یا سَیِّدی أنَّ لَکَ یَوماً تَنتَقِمُ فیهِ مِنَ الظّالِمِ لِلمَظلومِ،وأَتَیَقَّنُ أنَّ لَکَ وَقتاً تَأخُذُ فیهِ مِنَ الغَاصِبِ لِلمَغصوبِ،لِأَنَّکَ لا یَسبِقُکَ مُعانِدٌ،ولا یَخرُجُ مِن قَبضَتِکَ مُنابِذٌ، ولا تَخافُ فَوتَ فائِتٍ،ولکِنَّ جَزَعی وهَلَعی لا یَبلُغانِ الصَّبرَ عَلی أناتِکَ وَانتِظارَ حِلمِکَ،
ص:136
فَقُدرَتُکَ یا سَیِّدی فَوقَ کُلِّ قُدرَةٍ،وسُلطانُکَ غالِبٌ کُلَّ سُلطانٍ،ومَعادُ کُلِّ أحَدٍ إلَیکَ وإن أمهَلتَهُ،ورُجوعُ کُلِّ ظالِمٍ إلَیکَ وإن أنظَرتَهُ،وقَد أضَرَّنی یا سَیِّدی حِلمُکَ عَن فُلانٍ وطولُ أناتِکَ لَهُ وإمهالُکَ إیّاهُ،فَکادَ القُنوطُ یَستَولی عَلَیَّ لَولَا الثِّقَةُ بِکَ وَالیَقینُ بِوَعدِکَ.
وإن کانَ فی قَضائِکَ النّافِذِ وقُدرَتِکَ الماضِیَةِ أنَّهُ یُنیبُ أو یَتوبُ،أو یَرجِعُ عَن ظُلمی ویَکُفُّ عَن مَکروهی،ویَنتَقِلُ عَن عَظیمِ ما رَکِبَ مِنّی؛فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَوقِع ذلِکَ فی قَلبِهِ السّاعَةَ السّاعَةَ،قَبلَ إزالَةِ نِعمَتِکَ الَّتی أنعَمتَ بِها عَلَیَّ،وتَکدیرِ مَعروفِکَ الَّذی صَنَعتَهُ عِندی.
وإن کانَ عِلمُکَ بِهِ غَیرَ ذلِکَ مِن مُقامِهِ عَلی ظُلمی؛فَإِنّی أسأَ لُکَ یا ناصِرَ المَظلومینَ المَبغِیِّ عَلَیهِم إجابَةَ دَعوَتی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وخُذهُ مِن مَأمَنِهِ أخذَ عَزیزٍ مُقتَدِرٍ،وَافجَأهُ فی غَفلَتِهِ مُفاجَأَةَ مَلیکٍ مُنتَصِرٍ،وَاسلُبهُ نِعمَتَهُ وسُلطانَهُ،وَافضُض عَنهُ جُموعَهُ وأَعوانَهُ،ومَزِّق مُلکَهُ کُلَّ مُمَزَّقٍ،وفَرِّق أنصارَهُ کُلَّ مُفَرَّقٍ،وأَعرِهِ مِن نِعمَتِکَ الَّتی لا یُقابِلُها بِالشُّکرِ،وَانزِع عَنهُ سِربالَ عِزِّکَ الَّذی لَم یُجازِهِ بِإِحسانٍ،وَاقصِمهُ یا قاصِمَ الجَبابِرَةِ،وأَهلِکهُ یا مُهلِکَ القُرونِ الخالِیَةِ،وأَبِرهُ یا مُبِیرَ الاُمَمِ الظّالِمَةِ،وَاخذُلهُ یا خاذِلَ الفِرَقِ الباغِیَةِ،وَابتُر عُمُرَهُ،وَابتَزَّ مُلکَهُ،وعِفَّ أثَرَهُ،وَاقطَع خَبَرَهُ،وأَطفِ نارَهُ،وأَظلِم نَهارَهُ،وکَوِّر شَمسَهُ،وأَزهِق نَفسَهُ،وَاهشِم سوقَهُ،وجُبَّ سَنامَهُ،وأَرغِم أنفَهُ،وعَجِّل حَتفَهُ،ولا تَدَع لَهُ جُنَّةً إلّاهَتَکتَها،ولا دِعامَةً إلّاقَصَمتَها،ولا کَلِمَةً مُجتَمِعَةً إلّافَرَّقتَها،ولا قائِمَةَ عُلُوٍّ إلّاوَضَعتَها،ولا رُکناً إلّاوَهَنتَهُ،ولا سَبَباً إلّاقَطَعتَهُ، وأَرِنا أنصارَهُ عَبادیدَ بَعدَ الاُلفَةِ (1)،وشَتّی بَعدَ اجتِماعِ الکَلِمَةِ،ومُقنِعِی الرُّؤوسِ بَعدَ
ص:137
الظُّهورِ عَلَی الاُمَّةِ،وَاشفِ بِزَوالِ أمرِهِ القُلوبَ الوَجِلَةَ،وَالأَفئِدَةَ اللَّهِفَةَ،وَالاُمَّةَ المُتَحَیِّرَةَ، وَالبَرِّیَّةَ الضّائِعَةَ،وأَدِل بِبَوارِهِ الحُدودَ المُعَطَّلَةَ،وَالسُّنَنَ الدّاثِرَةَ،وَالأَحکامَ المُهمَلَةَ، وَالمَعالِمَ المُغبَرَّةَ (1)،وَالآیاتِ المُحَرَّفَةَ،وَالمَدارِسَ المَهجورَةَ،وَالمَحاریبَ المَجفُوَّةَ، وَالمَشاهِدَ المَهدومَةَ،وأَشبِع بِهِ الخِماصَ السّاغِبَةَ،وَاروِ بِهِ اللَّهَواتِ اللّاغِبَةَ (2)،وَالأَکبادَ الظّامِئَةَ وأَرِح بِهِ الأَقدامَ المُتعَبَةَ،وَاطرُقهُ بِلَیلَةٍ لا اختَ لَها،وبِساعَةٍ لا مَثوی فیها، وبِنَکبَةٍ لَاانتِعاشَ مَعَها،وبِعَثرَةٍ لا إقالَةَ مِنها،وأَبِح حَریمَهُ،ونَغِّص نَعیمَهُ،وأَرِهِ بَطشَتَکَ الکُبری،ونَقِمَتَکَ المُثلی،وقُدرَتَکَ الَّتی فَوقَ قُدرَتِهِ،وسُلطانَکَ الَّذی هُوَ أعَزُّ مِن سُلطانِهِ،وَاغلِبهُ لی بِقُوَّتِکَ القَوِیَّةِ،ومِحالِکَ الشَّدیدِ،وَامنَعنی مِنهُ بِمَنعِکَ الَّذی کُلُّ خَلقٍ فیهِ ذَلیلٌ،وَابتَلِهِ بِفَقرٍ لا تَجبُرُهُ،وبِسوءٍ لا تَستُرُهُ،وکِلهُ إلی نَفسِهِ فیما یُریدُ،إنَّکَ فَعّالٌ لِما تُریدُ،وأَبرِئهُ مِن حَولِکَ وقُوَّتِکَ،وکِلهُ إلی حَولِهِ وقُوَّتِهِ،وأَزِل مَکرَهُ بِمَکرِکَ،وَادفَع مَشِیَّتَهُ بِمَشِیَّتِکَ،وأَسقِم جَسَدَهُ،وأَیتِم وُلدَهُ،وَاقضِ أجَلَهُ،وخَیِّب أمَلَهُ،وأَدِل دَولَتَهُ، وأَطِل عَولَتَهُ،وَاجعَل شُغُلَهُ فی بَدَنِهِ،ولا تَفُکَّهُ مِن حُزنِهِ،وصَیِّر کَیدَهُ فی ضَلالٍ،وأَمرَهُ إلی زَوالٍ،ونِعمَتَهُ إلَی انتِقالٍ،وجِدَّهُ فی سَفالٍ،وسُلطانَهُ فِی اضمِحلالٍ،وعاقِبَتَهُ إلی شَرِّ مَآلٍ،وأَمِتهُ بِغَیظِهِ إن أمَتَّهُ،وأَبقِهِ بِحَسرَتِهِ إن أبقَیتَهُ،وقِنی شَرَّهُ وهَمزَهُ ولَمزَهُ وسَطوَتَهُ وعَداوَتَهُ،وَالمَحهُ لَمحَةً تُدَمِّرُ بِها عَلَیهِ،فَإِنَّکَ أشَدُّ بَأساً وأَشَدُّ تَنکیلاً. (3)
202.مهج الدعوات عن علیّ بن مهزیار: سَمِعتُ مَولایَ موسَی بنَ جَعفَرٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ،وهُوَ دُعاءُ الاِعتِقادِ:
ص:138
إلهی ! إنَّ ذُنوبی وکَثرَتَها قَد غَبَّرَت وَجهی عِندَکَ،وحَجَبَتنی عَنِ استیهالِ رَحمَتِکَ، وباعَدَتنی عَنِ استِنجازِ مَغفِرَتِکَ،ولَولا تَعَلُّقی بِآلائِکَ،وتَمَسُّکی بِالرَّجاءِ،لِما وَعَدتَ أمثالی مِنَ المُسرِفینَ،وأَشباهی مِنَ الخاطِئینَ،بِقَولِکَ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (1)، وحَذَّرتَ القانِطینَ مِن رَحمَتِکَ،فَقُلتَ: وَ مَنْ یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضّالُّونَ (2)،ثُمَّ نَدَبتَنا بِرَحمَتِکَ إلی دُعائِکَ،فَقُلتَ: ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَکْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ (3).
إلهی ! لَقَد کانَ ذُلُّ الإِیاسِ عَلَیَّ مُشتَمِلاً،وَالقُنوطِ مِن رَحمَتِکَ بی مُلتَحِفاً.إلهی ! قَد وَعَدتَ المُحسِنَ ظَنَّهُ بِکَ ثَواباً،وأَوعَدتَ المُسیءَ ظَنَّهُ بِکَ عِقاباً،اللّهُمَّ وقد أسبَلَ دَمعی حُسنُ ظَنّی بِکَ فی عِتقِ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وتَغَمُّدِ زَلَلی،وإقالَةِ عَثرَتی،وقُلتَ وقَولُکَ الحَقُّ لا خُلفَ لَهُ ولا تَبدیلَ: یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (4)،ذلِکَ یَومُ النُّشورِ إذا نُفِخَ فِی الصّورِ،وبُعثِرَ ما فِی القُبورِ.
اللّهُمَّ إنّی اقِرُّ وأَشهَدُ وأَعتَرِفُ ولا أجحَدُ،واُسِرُّ واُظهِرُ،واُعلِنُ واُبطِنُ،بِأَنَّک أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکَ،وأَنَّ عَلِیّاً أمیرُ المُؤمِنینَ،وسَیِّدُ الوَصِیّینَ،ووارِثُ عِلمِ النَّبِیّینَ،وقاتِلُ المُشرِکینَ وإمامُ المُتَّقینَ، ومُبیرُ المُنافِقینَ،ومُجاهِدُ النّاکِثینَ وَالقاسِطینَ وَالمارقینَ،إمامی ومَحَجَّتی،ومَن لا أثِقُ بِالأَعمالِ وإن زَکَت،ولا أراها مُنجِیَةً لی وإن صَلَحَت،إلّابِوِلایَتِهِ،وَالائِتِمامِ بِهِ، وَالإِقرارِ بِفَضائِلِهِ،وَالقَبولِ مِن حَمَلَتِها،وَالتَّسلیمِ لِرُواتِها.
ص:139
اللّهُمَّ واُقِرُّ بِأَوصِیائِهِ مِن أبنائِهِ أئِمَّةً وحُجَجاً،وأَدِلَّةً وسُرُجاً،وأَعلاماً ومَناراً، وسادَةً وأَبراراً،وأَدینُ بِسِرِّهِم وجَهرِهِم،وباطِنِهِم وظاهِرِهِم،وحَیِّهِم ومَیِّتِهِم، وشاهِدِهِم وغائِبِهِم،لا شَکَّ فی ذلِکَ ولَا ارتِیابَ،ولا تَحَوُّلَ عَنهُ ولَا انقِلابَ.
اللّهُمَّ فَادُعنی یَومَ حَشری وحینَ نَشری بِإِمامَتِهِم،وَاحشُرنی فی زُمرَتِهِم،وَاکتُبنی فی أصحابِهِم،وَاجعَلنی مِن إخوانِهِم،وأَنقِذنی بِهِم یا مَولایَ مِن حَرِّ النّیرانِ،فَإِنَّکَ إن أعفَیتَنی مِنها کُنتُ مِنَ الفائِزینَ.
اللّهُمَّ وقَد أصبَحتُ فی یَومی هذا لا ثِقَةَ لی ولا مَلجَأَ ولا مُلتَجَأَ،غَیرَ مَن تَوَسَّلتُ بِهِم إلَیکَ مِن آلِ رَسولِکَ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلی أمیرِ المُؤمِنینَ،وعَلی سَیِّدَتی فاطِمَةَ الزَّهراءِ، وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ،وَالأَئِمَّةِ مِن وُلدِهِم،وَالحُجَّةِ المَستورَةِ مِن ذُرِّیَّتِهِم،وَالمَرجُوِّ لِلاُمَّةِ مِن بَعدِهِم وخِیَرَتِکَ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ.
اللّهُمَّ فَاجعَلهُم حِصنی مِنَ المَکارِهِ،ومَعقلِی مِنَ المَخاوِفِ،ونَجِّنی بِهِم مِن کُلِّ عَدُوٍّ وطاغٍ،وفاسِقٍ وباغٍ،ومِن شَرِّ ما أعرِفُ وما انکِرُ،ومَا استَتَرَ عَلَیَّ وما ابصِرُ،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ رَبّی آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّ رَبّی عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ.
اللّهُمَّ بِوَسیلَتی إلَیکَ بِهِم،وتَقَرُّبی بِمَحَبَّتِهِم،افتَح عَلَیَّ أبوابَ رَحمَتِکَ ومَغفِرَتِکَ، وحَبِّبنی إلی خَلقِکَ،وجَنِّبنی عَداوَتَهُم وبُغضَهُم،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
اللّهُمَّ ولِکُلِّ مُتَوَسِّلٍ ثَوابٌ،ولِکُلِّ ذی شَفاعَةٍ حَقٌّ،فَأَسأَ لُکَ بِمَن جَعَلتُهُ إلَیک سَبَبی، وقَدَّمتُهُ أمامَ طَلِبَتی،أن تُعَرِّفَنی بَرَکَةَ یَومی هذا،وعامی هذا،وشَهری هذا.اللّهُمَّ فَهُم مُعَوَّلی فی شِدَّتی ورَخائی،وعافِیَتی وبَلائی،ونَومی ویَقَظَتی،وظَعنی وإقامَتی،وعُسری ویُسری،وصَباحی ومَسائی،ومُنقَلَبی ومَثوایَ.اللّهُمَّ فَلا تُخلِنی بِهم مِن نِعمَتِکَ،ولا تَقطَع رَجائی مِن رَحمَتِکَ،ولا تَفتِنّی بِإِغلاقِ أبوابِ الأرزاقِ وَانسِدادِ مَسالِکِها،وَافتَح لی مِن لَدُنکَ فَتحاً یَسیراً،وَاجعَل لی مِن کُلِّ ضَنکٍ مَخرَجاً،وإلی کُلِّ سَعَةٍ مَنهَجاً، بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
ص:140
اللّهُمَّ وَاجعَلِ اللَّیلَ وَالنَّهارَ مُختَلِفَینِ عَلَیَّ بِرَحمَتِکَ ومُعافاتِکَ،ومَنِّکَ وفَضلِکَ،ولا تُفقِرنی إلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،إنَکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ، وبِکُلِّ شَیءٍ مُحیطٌ،وحَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ. (1)
203.الإمام الکاظم علیه السلام: مِن سِرِّ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الصَّلاةِ عَلَی النَّبیِّ وآلِهِ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی الأَوَّلینَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی الآخِرینَ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی المَلَأِ الأَعلی،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِی المُرسَلینَ.
اللّهُمَّ أعطِ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ الوَسیلَةَ وَالشَّرَفَ وَالفَضیلَةَ وَالدَّرَجَةَ الکَبیرَةَ،اللّهُمَّ إنّی آمَنتُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ ولَم أرَهُ،فَلا تَحرِمنی یَومَ القِیامَةِ رُؤیَتَهُ،وَارزُقنی صُحبَتَهُ،وتَوَفَّنی عَلی مِلَّتِهِ،وَاسقِنی مِن حَوضِهِ مَشرَباً رَوِیّاً سائِغاً هَنیئاً لا أظمَأُ بَعدَهُ أبَداً،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
اللّهُمَّ کَما آمَنتُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ ولَم أرَهُ فَعَرِّفنی فِی الجِنانِ وَجهَهُ،اللّهُمَّ بَلِّغ روحَ مُحَمَّدٍ عَنّی تَحِیَّةً کَثیرَةً وسَلاماً.
فَإِنَّ مَن صَلّی عَلَی النَّبیِّ صلی الله علیه و آله بِهذِهِ الصَّلَواتِ هُدِمَت ذُنوبُهُ،ومُحِیَت خَطایاهُ،ودامَ سُرورُهُ،وَاستُجیبَ دُعاؤُهُ،واُعطِیَ أمَلَهُ،وبُسِطَ لَهُ فی رِزقِهِ،واُعینَ عَلی عَدُوِّهِ،وهُیِّئَ لَهُ سَبَبُ أنواعِ الخَیرِ،ویُجعَلُ مِن رُفَقاءِ نَبِیِّهِ فِی الجِنانِ الأَعلی.یَقولُهُنَّ ثَلاثَ مَرّاتٍ غُدوَةً،وثَلاثَ مَرّاتٍ عَشِیَّةً. (2)
وراجع:ص397 ح529 وص423-435 ح571-576 وغیرها....
ص:141
204.مُهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ عَلِیِّ بنِ موسَی الرِّضا علیه السلام:
الفَزَعَ الفَزَعَ إلَیکَ یا ذَا المُحاضَرَةِ (1)،وَالرَّغبَةَ الرَّغبَةَ إلَیکَ یا مَن بِهِ المُفاخَرَةُ،وأَنتَ اللّهُمَّ مُشاهِدُ هَواجِسِ (2)النُّفوسِ،ومُراصِدُ حَرَکاتِ القُلوبِ،ومُطالِعُ مَسَرّاتِ السَّرائِرِ، مِن غَیرِ تَکَلُّفٍ ولا تَعَسُّفٍ،وقَد تَرَی اللّهُمَّ ما لَیسَ عَنکَ بِمُنطَویً،ولکِن حِلمُکَ آمَنَ أهلَهُ عَلَیهِ جُرأَةً وتَمَرُّداً وعُتُوّاً وعِناداً،وما یُعانیهِ أولِیاؤُکَ مِن تَعفِیَةِ آثارِ الحَقِّ ودُروسِ مَعالِمِهِ،وتَزَیُّدِ الفَواحِشِ وَاستِمرارِ أهلِها عَلَیها،وظُهورِ الباطِلِ وعُمومِ التَّغاشُمِ وَالتَّراضی بِذلِکَ فِی المُعامَلاتِ وَالمُتَصَرَّفاتِ مُذ جَرَت بِهِ العاداتُ،وصارَ کَالمَفروضاتِ وَالمَسنوناتِ.
اللّهُمَّ فَبادِر[نا مِنکَ بِالعَونِ] (3)الَّذِی مَن أعَنتَهُ بِهِ فازَ،ومَن أیَّدتَهُ لَم یَخَف لَمزَ لَمّازٍ، وخُذِ الظّالِمَ أخذاً عَنیفاً،ولا تَکُن لَهُ راحِماً ولا بِهِ رَؤوفاً.
اللّهُمَّ اللّهُمَّ اللّهُمَّ بادِرهُم،اللّهُمَّ عاجِلهُم،اللّهُمَّ لا تُمهِلهُم،اللّهُمَّ غادِرهُم بُکرَةً
ص:142
وهَجیرَةً وسُحرَةً وبَیاتاً وهُم نائِمونَ،وضُحیً وهُم یَلعَبونَ،ومَکراً وهُم یَمکُرونَ، وفَجأَةً وهُم آمِنونَ،اللّهُمَّ بَدِّدهُم وبَدِّد أعوانَهُم،وَافلُل أعضادَهُم،وَاهزِم جُنودَهُم، وَافلُل حَدَّهُم،وَاجتَثَّ سَنامَهُم،وأَضعِف عَزائِمَهُم،اللّهُمَّ امنَحنا أکتافَهُم،ومَلِّکنا أکنافَهُم،وبَدِّلهُم بِالنِّعَمِ النِّقَمَ،وبَدِّلنا مِن مُحاذَرَتِهِم وبَغیِهِمُ السَّلامَةَ،وأَغنِمناهُم أکمَلَ المَغنَمِ،اللّهُمَّ لا تَرُدَّ عَنهُم بَأسَکَ الَّذی إذا حَلَّ بِقَومٍ فَساءَ صَباحُ المُنذَرینَ. (1)
205.بحارالأنوار (2): دُعاءٌ لِمَولانَا الرِّضا صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ:
إلهی بَدَت قُدرَتُکَ ولَم تَبدُ هَیئَةٌ لَکَ،فَجَهِلوکَ وقَدَّروکَ،وَالتَّقدیرُ عَلی غَیرِ ما بِهِ شَبَّهوکَ،فَأَنَا بَریءٌ یا إلهی مِنَ الَّذینَ بِالتَّشبیهِ طَلَبوکَ،لَیسَ کَمِثلِکَ شَیءٌ ولَن یُدرِکوکَ، ظاهِرُ ما بِهِم مِن نِعمَتِکَ دَلَّهُم عَلَیکَ لَو عَرَفوکَ،وفی خَلقِکَ یا إلهی مَندوحَةٌ أن یَتَناوَلوکَ،بَل شَبَّهوکَ بِخَلقِکَ فَمِن ثَمَّ لَم یَعرِفوکَ،وَاتَّخَذوا بَعضَ آیاتِکَ رَبّاً فَبِذلِکَ وَصَفوکَ،فَتَعالَیتَ یا إلهی وتَقَدَّستَ عَمّا بِهِ المُشَبِّهونَ نَعَتوکَ.
یا سامِعَ کُلِّ صَوتٍ،ویا سابِقَ کُلِّ فَوتٍ،یا مُحیِیَ العِظامِ وهِیَ رَمیمٌ،ومُنشِئَها بَعدَ المَوتِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل لی مِن کُلِّ هَمٍّ فَرَجاً ومَخرَجاً وجَمیعِ المُؤمِنینَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (3)
206.الکافی عن یونس: قُلتُ لِلرِّضا علیه السلام:عَلِّمنی دُعاءً وأَوجِز،فَقالَ:قُل:
ص:143
یا مَن دَلَّنی عَلی نَفسِهِ،وذَلَّلَ قَلبی بِتَصدیقِهِ،أسأَ لُکَ الأَمنَ وَالإِیمانَ. (1)
راجع:ص173 ح227 وص367 ح447 وغیرها....
207.الإمام الجواد علیه السلام -فی حِرزِهِ-:
یا نورُ یا بُرهانُ،یا مُبین یا مُنیرُ،یا رَبِّ اکفِنِی الشُّرورَ وآفاتِ الدُّهورِ،وأَسأَلُکَ النَّجاةَ یَومَ یُنفَخُ فِی الصّورِ. (2)
208.مهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ مُحَمَّدِ بنِ علیِّ بنِ موسی علیه السلام:
[اللّهُمَّ] (3)مَنائِحُکَ مُتَتابِعَةٌ،وأَیادیکَ مُتَوالِیَةٌ،ونِعَمُکَ سابِغَةٌ،وشُکرُنا قَصیرٌ، وحَمدُنا یَسیرٌ،وأَنتَ بِالتَّعَطُّفِ عَلی مَنِ اعتَرَفَ جَدیرٌ.
اللّهُمَّ وقَد غَصَّ أهلُ الحَقِّ بِالرِّیقِ،وَارتَبَکَ أهلُ الصِّدقِ فِی المَضیقِ،وأَنتَ اللّهُمَّ بِعِبادِکَ وذَوِی الرَّغبَةِ إلَیکَ شَفیقٌ،وبِإِجابَةِ دُعائِهِم وتَعجیلِ الفَرَجِ عَنهُم حَقیقٌ،اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وبادِرنا مِنکَ بِالعَونِ الَّذی لا خِذلانَ بَعدَهُ،وَالنَّصرِ الَّذی لا باطِلَ یَتَکَأَّدُهُ،وأَتِح لَنا مِن لَدُنکَ مَتاحاً فَیّاحاً،یَأمَنُ فیهِ وَلِیُّکَ،ویَخیبُ فیهِ عَدُوُّکَ، ویُقامُ فیهِ مَعالِمُکَ،ویَظهَرُ فیهِ أوامِرُکَ،وتَنکَفُّ فیهِ عَوادی عِداتِکَ.
اللّهُمَّ بادِرنا مِنکَ بِدارَ الرَّحمَةِ،وبادِر أعداءَکَ مِن بَأسِکَ بِدارَ النَّقِمَةِ.اللّهُمَّ أعِنّا وأَغِثنا،وَارفَع نَقِمَتَکَ عَنّا وأَحِلَّها بِالقَومِ الظّالِمینَ. (4)
ص:144
209.مهج الدعوات: ودَعا فی قُنوتِهِ:
اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ بِلا أوَّلِیَّةٍ مَعدودَةٍ،وَالآخِرُ بِلا آخِرِیَّةٍ مَحدودَةٍ،أنشَأتَنا لا لِعِلَّةٍ اقتِساراً،وَاختَرَعتَنا لا لِحاجَةٍ اقتِداراً،وَابتَدَعتَنا بِحِکمَتِکَ اختِیاراً،وبَلَوتَنا بِأَمرِکَ ونَهیِکَ اختِباراً،وأَیَّدتَنا بِالآلاتِ،ومَنَحتَنا بِالأَدَواتِ،وکَلَّفتَنَا الطّاقَةَ،وجَشَّمتَنَا (1)الطّاعَةَ،فَأَمَرتَ تَخییراً،ونَهَیتَ تَحذیراً،وخَوَّلتَ کَثیراً،وسَأَلتَ یَسیراً،فَعُصِیَ أمرُکَ فَحَلُمتَ،وجُهِلَ قَدرُکَ فَتَکَرَّمتَ،فَأَنتَ رَبُّ العِزَّةِ وَالبَهاءِ،وَالعَظَمَةِ وَالکِبرِیاءِ، وَالإِحسانِ وَالنَّعماءِ،وَالمَنِّ وَالآلاءِ،وَالمِنَحِ وَالعَطاءِ،وَالإِنجازِ وَالوَفاءِ،ولا تُحیطُ القُلوبُ لَکَ بِکُنهٍ،ولا تُدرِکُ الأَوهامُ لَکَ صِفَةً،ولا یُشبِهُکَ شَیءٌ مِن خَلقِکَ،ولا یُمَثَّلُ بِکَ شَیءٌ مِن صَنعَتِکَ،تَبارَکتَ أن تُحَسَّ أو تُمَسَّ،أو تُدرِکَکَ الحَواسُّ الخَمسُ،وأَ نّی یُدرِکُ مَخلوقٌ خالِقَهُ ! وتَعالَیتَ یا إلهی عَمّا یَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّاً کَبیراً.
اللّهُمَّ أدِل لِأَولِیائِکَ مِن أعدائِکِ الظّالِمینَ الباغینَ النّاکِثینَ القاسِطینَ المارِقینَ،الَّذینَ أضَلّوا عِبادَکَ؛وحَرَّفوا کِتابَکَ،وبَدَّلوا أحکامَکَ،وجَحَدوا حَقَّکَ،وجَلَسوا مَجالِسَ أولِیائِکَ،جُرأَةً مِنهُم عَلَیکَ،وظُلماً مِنهُم لِأَهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ عَلَیهِم سَلامُکَ وصَلَواتُکَ ورَحمَتُکَ وبَرَکاتُکَ،فَضَلّوا وأَضَلّوا خَلقَکَ،وهَتَکوا حِجابَ سِترِکَ عَن عِبادِکَ،وَاتَّخَذُوا اللّهُمَّ مالَکَ دُوَلاً (2)،وعِبادَکَ خَوَلاً (3)،وتَرَکُوا اللّهُمَّ عالِمَ أرضِکَ فی بَکماءَ عَمیاءَ ظَلماءَ مُدلَهِمَّةٍ،فَأَعیُنُهُم مَفتوحَةٌ وقُلوبُهُم عَمِیَّةٌ،ولَم تَبقَ لَهُمُ اللّهُمَّ عَلَیکَ مِن حُجَّةٍ،لَقَد حَذَّرتَ اللّهُمَّ عَذابَکَ،وبَیَّنتَ نَکالَکَ،ووَعَدتَ المُطیعینَ إحسانَکَ،وقَدَّمتَ إلَیهِم بِالنُّذُرِ،فَآمَنَت طائِفَةٌ،فَأَیِّدِ اللّهُمَّ الَّذینَ آمَنوا عَلی عَدُوِّکَ وعَدُوِّ أولِیائِکَ فَأَصبَحوا
ص:145
ظاهِرینَ،وإلَی الحَقِّ داعینَ،ولِلإِمامِ المُنتَظَرِ القائِمِ بِالقِسطِ تابِعینَ،وجَدِّدِ اللّهُمَّ عَلی أعدائِکَ وأَعدائِهِم نارَکَ وعَذابَکَ الَّذی لا تَدفَعُهُ عَنِ القَومِ الظّالِمینَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وقَوِّ ضَعفَ المُخلَصینَ لَکَ بِالمَحَبَّةِ،المُشایِعینَ لَنا بِالمُوالاةِ،المُتَّبِعینَ لَنا بِالتَّصدیقِ وَالعَمَلِ،المُؤازِرینَ لَنا بِالمُواساةِ فینا،المُحِبّینَ (1)ذِکرَنا عِندَ اجتِماعِهِم،وشُدَّ اللّهُمَّ رُکنَهُم،وسَدِّد لَهُمُ اللّهُمَّ دینَهُمُ الَّذِی ارتَضَیتَهُ لَهُم،وأَتمِم عَلَیهِم نِعمَتَکَ،وخَلِّصهُم وَاستَخلِصهُم،وسُدَّ اللّهُمَّ فَقرَهُم،وَالمُمِ اللّهُمَّ شَعَثَ فاقَتِهِم، وَاغفِرِ اللّهُمَّ ذُنوبَهُم وخَطایاهُم،ولا تُزِغ قُلوبَهُم بَعدَ إذ هَدَیتَهُم،ولا تُخلِهِم-أی رَبِّ- بِمَعصِیَتِهِم،وَاحفَظ لَهُم ما مَنَحتَهُم بِهِ مِنَ الطَّهارَةِ بِوِلایَةِ أولِیائِکَ وَالبَراءَةِ مِن أعدائِکَ، إنَّکَ سَمیعٌ مُجیبٌ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ. (2)
راجع:ج3 ص502 ح 2336.
210.الإمام الهادی علیه السلام: هذَا الدُّعاءُ کَثیراً ما أدعُو اللّهَ بِهِ،وقَد سَأَلتُ اللّهَ عز و جل ألّا یُخَیِّبَ مَن دَعا بِهِ فی مَشهَدی بَعدی،وهُوَ:
یا عُدَّتی عِندَ العُدَدِ،ویا رَجائی وَالمُعتَمَدُ،ویا کَهفی وَالسَّنَدُ،ویا واحِدُ یا أحَدُ،ویا قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ (3)،أسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِحَقِّ مَن خَلَقتَهُ مِن خَلقِکَ،ولَم تَجعَل فی خَلقِکَ مِثلَهُم أحَداً،أن تُصَلِّیَ عَلَیهِم وتَفعَلَ بی کَیتَ وکَیتَ. (4)
ص:146
211.مُهج الدعوات: قُنوتُ الإِمامِ مَولانَا الزَّکِیِّ عَلِیِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ الرِّضا علیه السلام:
مَناهِلُ (1)کَراماتِکَ بِجَزیلِ عَطِیّاتِکَ مُترَعَةٌ (2)،وأَبوابُ مُناجاتِکَ لِمَن أمَّکَ مُشرَعَةٌ (3)، وعَطوفُ لَحَظاتِکَ لِمَن ضَرَعَ إلَیکَ غَیرُ مُنقَطِعَةٍ،وقَد الجِمَ الحِذارُ،وَاشتَدَّ الاِضطِرارُ، وعَجَزَ عَنِ الاِصطِبارِ أهلُ الاِنتِظارِ،وأَنتَ اللّهُمَّ بِالمَرصَدِ مِنَ المَکّارِ،اللّهُمَّ وغَیرُ مُهمِلٍ مَعَ الإِمهالِ،وَاللّائِذُ بِکَ آمِنٌ،وَالرّاغِبُ إلَیکَ غانِمٌ،وَالقاصِدُ اللّهُمَّ لِبابِکَ سالِمٌ.
اللّهُمَّ فَعاجِل مَن قَدِ امتَزَّ (4)فی طُغیانِهِ،وَاستَمَرَّ عَلی جَهالَتِهِ لِعُقباهُ فی کُفرانِهِ، وأَطمَعَهُ حِلمُکَ عَنهُ فی نَیلِ إرادَتِهِ،فَهُوَ یَتَسَرَّعُ إلی أولِیائِکَ بِمَکارِهِهِ،ویُواصِلُهُم بِقَبائِحِ مَراصِدِهِ،ویَقصِدُهُم فی مَظانِّهِم بِأَذِیَّتِهِ.
اللّهُمَّ اکشِفِ العَذابَ عَنِ المُؤمِنینَ،وَابعَثهُ جَهرَةً عَلَی الظّالِمینَ.اللّهُمَّ اکفُفِ العَذابَ عَنِ المُستَجیرینَ،وَاصبُبهُ عَلَی المُغَیِّرینَ (5).اللّهُمَّ بادِر عُصبَةَ الحَقِّ بِالعَونِ،وبادِر أعوانَ الظُّلمِ بِالقَصمِ.اللّهُمَّ أسعِدنا بِالشُّکرِ،وَامنَحنَا النَّصرَ،وأَعِذنا مِن سوءِ البِدارِ (6)وَالعاقِبَةِ وَالخَترِ (7). (8)
ص:147
212.مُهج الدعوات: ودَعا فی قُنوتِهِ:
یا مَن تَفَرَّدَ بِالرُّبوبِیَّةِ وتَوَحَّدَ بِالوَحدانِیَّةِ،یا مَن أضاءَ بِاسمِهِ النَّهارُ،وأَشرَقَت بِهِ الأَنوارُ،وأَظلَمَ بِأَمرِهِ حِندِسُ اللَّیلِ،وهَطَلَ بِغَیثِهِ وابِلُ السَّیلِ،یا مَن دَعاهُ المُضطَرّونَ فَأَجابَهُم،ولَجَأَ إلَیهِ الخائِفونَ فَآمَنَهُم،وعَبَدَهُ الطّائِعونَ فَشَکَرَهُم،وحَمِدَهُ الشّاکِرونَ فَأَثابَهُم،ما أجَلَّ شَأنَکَ،وأَعلی سُلطانَکَ،وأَنفَذَ أحکامَکَ ! أنتَ الخالِقُ بِغَیرِ تَکَلُّفٍ، وَالقاضی بِغَیرِ تَحَیُّفٍ،حُجَّتُکَ البالِغَةُ،وکَلِمَتُکَ الدّامِغَةُ.
بِکَ اعتَصَمتُ وتَعَوَّذتُ مِن نَفَثاتِ العَنَدَةِ،ورَصَداتِ المُلحِدَةِ،الَّذینَ ألحَدوا فی أسمائِکَ،ورَصَدوا بِالمَکارِهِ لِأَولِیائِکَ،وأَعانوا عَلی قَتلِ أنبِیائِکَ وأَصفِیائِکَ،وقَصَدوا لِإِطفاءِ نورِکَ بِإِذاعَةِ سِرِّکَ،وکَذَّبوا رُسُلَکَ،وصَدّوا عَن آیاتِکَ،وَاتَّخَذوا مِن دونِکَ ودونِ رَسولِکَ ودونِ المُؤمِنینَ وَلیجَةً رَغبَةً عَنکَ،وعَبَدوا طَواغیتَهُم وجَوابیتَهُم بَدَلاً مِنکَ، فَمَنَنتَ عَلی أولِیائِکَ بِعَظیمِ نَعمائِکَ،وجُدتَ عَلَیهِم بِکَریمِ آلائِکَ،وأَتمَمتَ لَهُم ما أولَیتَهُم بِحُسنِ جَزائِکَ،حِفظاً لَهُم مِن مُعانَدَةِ الرُّسُلِ وضَلالِ السُّبُلِ،وصَدَقَت لَهُم بِالعُهودِ ألسِنَةُ الإِجابَةِ،وخَشَعَت لَکَ بِالعُقودِ قُلوبُ الإِنابَةِ.
أسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِاسمِکَ الَّذی خَشَعَت لَهُ السَّماواتُ وَالأَرضُ،وأَحیَیتَ بِهِ مَواتَ الأَشیاءِ،وأَمَتَّ بِهِ جَمیعَ الأَحیاءِ،وجَمَعتَ بِهِ کُلَّ مُتَفَرِّقٍ،وفَرَّقتَ بِهِ کُلَّ مُجتَمِعٍ، وأَتمَمتَ بِهِ الکَلِماتِ،وأَرَیتَ بِهِ کُبرَی الآیاتِ،وتُبتَ بِهِ عَلَی التَّوّابینَ،وأَخسَرتَ بِهِ عَمَلَ المُفسِدینَ فَجَعَلتَ عَمَلَهُم هَباءً مَنثوراً،وتَبَّرتَهُم تَتبیراً،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ شیعَتی مِنَ الَّذینَ حُمِّلوا فَصَدَّقوا،وَاستُنطِقوا فَنَطَقوا،آمِنینَ مَأمونینَ.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ لَهُم تَوفیقَ أهلِ الهُدی،وأَعمالَ أهلِ الیَقینِ،ومُناصَحَةَ أهلِ التَّوبَةِ،وعَزمَ أهلِ الصَّبرِ،وتَقِیَّةَ أهلِ الوَرَعِ،وکِتمانَ الصِّدّیقینَ،حَتّی یَخافوکَ اللّهُمَّ مَخافَةً تَحجُزُهُم عَن مَعاصیکَ،وحَتّی یَعمَلوا بِطاعَتِکَ لِیَنالوا کَرامَتَکَ،وحَتّی یُناصِحوا لَکَ وفیکَ خَوفاً مِنکَ،وحَتّی یُخلِصوا لَکَ النَّصیحَةَ فِی التَّوبَةِ حُبّاً لَکَ،فَتوجِبَ لَهُم
ص:148
مَحَبَّتَکَ الَّتی أوجَبتَها لِلتَّوّابینَ،وحَتّی یَتَوَکَّلوا عَلَیکَ فی امورِهِم کُلِّها حُسنَ ظَنٍّ بِکَ، وحَتّی یُفَوِّضوا إلَیکَ امورَهُم ثِقَةً بِکَ.
اللّهُمَّ لا تُنالُ طاعَتُکَ إلّابِتَوفیقِکَ،ولا تُنالُ دَرَجَةٌ مِن دَرَجاتِ الخَیرِ إلّابِکَ.
اللّهُمَّ یا مالِکَ یَومِ الدّینِ،العالِمَ بِخَفایا صُدورِ العالَمینَ،طَهِّرِ الأَرضَ مِن نَجَسِ أهلِ الشِّرکِ،وأَخرِسِ (1)الخَرّاصینَ عَن تَقَوُّلِهِم عَلی رَسولِکَ الإِفکَ.
اللّهُمَّ اقصِمِ الجَبّارینَ،وأَبِرِ المُفتَرینَ،وأَبِدِ الأَفّاکینَ الَّذینَ إذا تُتلی عَلَیهِم آیاتُ الرَّحمنِ قالوا أساطیرُ الأَوَّلینَ،وأَنجِز لی وَعدَکَ إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ،وعَجِّل فَرَجَ کُلِّ طالِبٍ مُرتادٍ،إنَّکَ لَبِالمِرصادِ لِلعِبادِ،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ لَبسٍ مَلبوسٍ،ومِن کُلِّ قَلبٍ عَن مَعرِفَتِکَ مَحبوسٍ،ومِن کُلِّ نَفسٍ تَکفُرُ إذا أصابَها بُؤسٌ،ومِن واصِفِ عَدلٍ عَمَلُهُ عَنِ العَدلِ مَعکوسٌ،ومِن طالِبٍ لِلحَقِّ وهُوَ عَن صِفاتِ الحَقِّ مَنکوسٌ،ومِن مُکتَسِبِ إثمٍ بِإِثمِهِ مَرکوسٌ،ومِن وَجهٍ عِندَ تَتابُعِ النِّعَمِ عَلَیهِ عَبوسٌ،أعوذُ بِکَ مِن ذلِکَ کُلِّهِ ومِن نَظیرِهِ وأَشکالِهِ وأَشباهِهِ وأَمثالِهِ،إنَّکَ عَلِیٌّ عَلیمٌ حَکیمٌ. (2)
راجع:ج3 ص 349 ح 2119 وص 502 ح 2337.
213.مُهج الدعوات: قُنوتُ مَولانَا الوَفِیِّ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ العَسکَرِیِّ علیه السلام:
یا مَن غَشِیَ نورُهُ الظُّلُماتِ،یا مَن أضاءَت بِقُدسِهِ الفِجاجُ (3)المُتَوَعِّراتُ،یا مَن خَشَعَ لَهُ أهلُ الأَرضِ وَالسَّماواتِ،یا مَن بَخَعَ (4)لَهُ بِالطّاعَةِ کُلُّ مُتَجَبِّرٍ عاتٍ،یا عالِمَ الضَّمائِرِ
ص:149
المُستَخفِیاتِ،وَسِعتَ کُلَّ شَیءٍ رَحمَةً وعِلماً،فَاغفِر لِلَّذینَ تابوا وَاتَّبَعوا سَبیلَکَ وقِهِم عَذابَ الجَحیمِ،وعاجِلهُم بِنَصرِکَ الَّذی وَعَدتَهُم،إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ،وعَجِّلِ اللّهُمَّ اجتِیاحَ أهلِ الکَیدِ،وآوِهِم إلی شَرِّ دارٍ فی أعظَمِ نَکالٍ وأَقبَحِ مَثابٍ. (1)
اللّهُمَّ إنَّکَ حاضِرُ أسرارِ خَلقِکَ،وعالِمٌ بِضَمائِرِهِم،ومُستَغنٍ،لَولَا النَّدبُ بِاللَّجَإِ إلی تَنَجُّزِ ما وَعَدتَهُ اللّاجِیَ عَن کَشفِ مَکامِنِهِم،وقَد تَعلَمُ یا رَبِّ ما اسِرُّهُ واُبدیهِ،وأَنشُرُهُ وأَطویهِ،واُظهِرُهُ واُخفیهِ،عَلی مُتَصَرِّفاتِ أوقاتی وأَصنافِ حَرَکاتی فی جَمیعِ حاجاتِی، وقَد تَری یا رَبِّ ما قَد تَراطَمَ فیهِ أهلُ وِلایَتِکَ،وَاستَمَرَّ عَلَیهِم مِن أعدائِکَ،غَیرَ ظَنینٍ فی کَرَمٍ،ولا ضَنینٍ بِنِعَمٍ،ولکِنَّ الجُهدَ یَبعَثُ عَلَی الاِستِزادَةِ،وما أمَرتَ بِهِ مِنَ الدُّعاءِ إذا اخلِصُ لَکَ اللَّجَأَ یَقتَضی إحسانُکَ شَرطَ الزِّیادَةِ،وهذِهِ النَّواصی وَالأَعنَاقُ خاضِعَةٌ لَکَ بِذُلِّ العُبودِیَّةِ،وَالاِعتِرافِ بِمَلَکَةِ الرُّبوبِیَّةِ،داعِیَةٌ بِقُلوبِها،ومُحَصَّناتٌ (2)إلَیکَ فی تَعجیلِ الإِنالَةِ،وما شِئتَ کانَ وما تَشاءُ کائِنٌ.
أنتَ المَدعُوُّ المَرجُوُّ المَأمولُ المَسؤولُ،لا یَنقُصُکَ نائِلٌ وإنِ اتَّسَعَ،ولا یُلحِفُکَ سائِلٌ وإن ألَحَّ وضَرَعَ،مُلکُکَ لا یَلحَقُهُ التَّنفیدُ،وعِزُّکَ الباقی عَلَی التَّأبیدِ،وما فِی الأَعصارِ مِن مَشِیَّتِکَ بِمِقدارٍ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الرَّؤوفُ الجَبّارُ.
اللّهُمَّ أیِّدنا بِعَونِکَ،وَاکنُفنا بِصَونِکَ،وأَنِلنا مَنالَ المُعتَصِمینَ بِحَبلِکَ،المُستَظِلِّینَ بِظِلِّکَ. (3)
214.مهج الدعوات: ودَعا علیه السلام فی قُنوتِهِ وأَمَرَ أهلَ قُمَّ بِذلِکَ لَمّا شَکَوا مِن موسَی بنِ بَغا-:
الحَمدُ للّهِ ِ شُکراً لِنَعمائِهِ،وَاستِدعاءً لِمَزیدِهِ،وَاستِخلاصاً لَهُ وبِهِ دونَ غَیرِهِ،وعِیاذاً بِهِ مِن کُفرانِهِ وَالإِلحادِ فی عَظَمَتِهِ وکِبرِیائِهِ،حَمدَ مَن یَعلَمُ أنَّ ما بِهِ مِن نَعمائِهِ فَمِن عِندِ
ص:150
رَبِّهِ،وما مَسَّهُ مِن عُقوبَتِهِ فَبِسوءِ جِنایَةِ یَدِهِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِهِ ورَسولِهِ وخِیَرَتِهِ مِن خَلقِهِ وذَریعَةِ المُؤمِنینَ إلی رَحمَتِهِ،وآلِهِ الطّاهِرینَ وُلاةِ أمرِهِ.
اللّهُمَّ إنَّکَ نَدَبتَ إلی فَضلِکَ،وأَمَرتَ بِدُعائِکَ،وضَمِنتَ الإِجابَةَ لِعِبادِکَ،ولَم تُخَیِّب مَن فَزِعَ إلَیکَ بِرَغبَتِهِ،وقَصَدَ إلَیکَ بِحاجَتِهِ،ولَم تَرجِع یَدٌ طالِبَةٌ صِفراً مِن عَطائِکَ،ولا خائِبَةً مِن نِحَلِ هِباتِکَ،وأَیُّ راحِلٍ رَحَلَ إلَیکَ فَلَم یَجِدکَ قَریباً،أو أیُّ وافِدٍ وَفَدَ عَلَیکَ فَاقتَطَعَتهُ عَوائِدُ الرَّدِّ دونَکَ،بَل أیُّ مُحتَفِرٍ (1)مِن فَضلِکَ لَم یُمِههُ (2)فَیضُ جودِکَ،وأَیُّ مُستَنبِطٍ (3)لِمَزیدِکَ أکدَی (4)دونَ استِماحَةِ (5)سِجالِ (6)عَطِیَّتِکَ !
اللّهُمَّ وقَد قَصَدتُ إلَیکَ بِرَغبَتی،وقَرَعَت بابَ فَضلِکَ یَدُ مَسأَلَتی،وناجاکَ بِخُشوعِ الاِستِکانَةِ قَلبی،ووَجَدتُکَ خَیرَ شَفیعٍ لی إلَیکَ،وقَد عَلِمتَ ما یَحدُثُ مِن طَلِبَتی قَبلَ أن یَخطُرَ بِفِکری أو یَقَعَ فی خَلَدی (7)،فَصِلِ اللّهُمَّ دُعائی إیّاکَ بِإِجابَتی،وَاشفَع مَسأَلَتی بِنُجحِ طَلِبَتی.
اللّهُمَّ وقَد شَمِلَنا زَیغُ الفِتَنِ (8)،وَاستَولَت عَلَینا غَشوَةُ (9)الحَیرَةِ،وقارَعَنَا الذُّلُّ وَالصَّغارُ، وحُکِّمَ عَلَینا غَیرُ المَأمونینَ فی دینِکَ،وَابتَزَّ امورَنا مَعادِنُ الاُبَنِ (10)مِمَّن عَطَّلَ حُکمَکَ،
ص:151
وسَعی فی إتلافِ عِبادِکَ وإفسادِ بِلادِکَ.
اللّهُمَّ وقَد عادَ فَیئُنا دولَةً بَعدَ القِسمَةِ،وإمارَتُنا غَلَبَةً بَعدَ المَشورَةِ،وعُدنا میراثاً بَعدَ الاِختِیارِ لِلاُمَّةِ،فَاشتُرِیَتِ المَلاهی وَالمَعازِفُ بِسَهمِ الیَتیمِ وَالأَرمَلَةِ،وحَکَمَ فی أبشارِ المُؤمِنینَ (1)أهلُ الذِّمَّةِ،ووَلِیَ القِیامَ بِاُمورِهِم فاسِقُ کُلِّ قَبیلَةٍ،فَلا ذائِدٌ (2)یَذودُهُم عَن هَلَکَةٍ،ولا راعٍ یَنظُرُ إلَیهِم بِعَینِ الرَّحمَةِ،ولا ذو شَفَقَةٍ یُشبِعُ الکَبِدَ الحَرّی (3)مِن مَسغَبَةٍ (4)،فَهُم اولو ضَرَعٍ (5)بِدارٍ مَضیعَةٍ،واُسَراءُ مَسکَنَةٍ وحُلَفاءُ (6)کَآبَةٍ وذِلَّةٍ.
اللّهُمَّ وقَدِ استَحصَدَ زَرعُ الباطِلِ وبَلَغَ نِهایَتَهُ،وَاستَحکَمَ عَمودُهُ،وَاستَجمَعَ طَریدُهُ، وخَذرَفَ (7)وَلیدُهُ،وبَسَقَ فَرعُهُ (8)،وضَرَبَ بِجِرانِهِ (9)،اللّهُمَّ فَأَتِح لَهُ مِنَ الحَقِّ یَداً حاصِدَةً تَصرَعُ قائِمَهُ،وتَهشِمُ سوقَهُ (10)،وتَجُبُّ سَنامَهُ،وتَجدَعُ مَراغِمَهُ (11)،لِیَستَخفِیَ
ص:152
الباطِلُ بِقُبحِ صورَتِهِ،ویَظهَرَ الحَقُّ بِحُسنِ حِلیَتِهِ.
اللّهُمَّ ولا تَدَع لِلجَورِ دِعامَةً إلّاقَصَمتَها،ولا جُنَّةً إلّاهَتَکتَها،ولا کَلِمَةً مُجتَمِعَةً إلّا فَرَّقتَها،ولا سَرِیَّةَ ثِقلٍ إلّاخَفَّفتَها،ولا قائِمَةَ عُلُوٍّ إلّاحَطَطتَها،ولا رافِعَةَ عَلَمٍ إلّا نَکَّستَها،ولا خَضراءَ (1)إلّاأبَرتَها.
اللّهُمَّ فَکَوِّر شَمسَهُ،وحُطَّ نورَهُ،وَاطمِس ذِکرَهُ،وَارمِ بِالحَقِّ رَأسَهُ،وفُضَّ جُیوشَهُ، وأَرعِب قُلوبَ أهلِهِ.اللّهُمَّ ولا تَدَع مِنهُ بَقِیَّةً إلّاأفنَیتَ،ولا بِنیَةً إلّاسَوَّیتَ،ولا حَلقَةً إلّا قَصَمتَ،ولا سِلاحاً إلّاأکلَلتَ،ولا حَدّاً إلّافَلَلتَ (2)،ولا کُراعاً (3)إلَّااجتَحتَ،ولا حامِلَةَ عَلَمٍ إلّانَکَّستَ.
اللّهُمَّ وأَرِنا أنصارَهُ عَبادیدَ (4)بَعدَ الاُلفَةِ،وشَتّی بَعدَ اجتِماعِ الکَلِمَةِ،ومُقنِعی الرُّؤوسِ بَعدَ الظُّهورِ عَلَی الاُمَّةِ،وأَسفِر لَنا عَن نَهارِ العَدلِ،وأَرِناهُ سَرمَداً لا ظُلمَةَ فیهِ،ونوراً لا شَوبَ مَعَهُ،وأَهطِل عَلَینا ناشِئَتَهُ (5)،وأَنزِل عَلَینا بَرَکَتَهُ،وأَدِل لَهُ مِمَّن ناواهُ،وَانصُرهُ عَلی مَن عاداهُ.
اللّهُمَّ وأَظهِر [بِهِ] (6)الحَقَّ،وأَصبِح بِهِ فی غَسَقِ الظُّلَمِ وبُهَمِ الحَیرَةِ،اللّهُمَّ وأَحیِ بِهِ القُلوبَ المَیِّتَةَ،وَاجمَع بِهِ الأَهواءَ المُتَفَرِّقَةَ وَالآراءَ المُختَلِفَةَ،وأَقِم بِهِ الحُدودَ المُعَطَّلَةَ
ص:153
وَالأَحکامَ المُهمَلَةَ،وأَشبِع بِهِ الخِماصَ (1)السّاغِبَةَ (2)،وأَرِح بِهِ الأَبدانَ اللاغِبَةَ المُتعَبَةَ،کَما ألهَجتَنا بِذِکرِهِ،وأَخطَرتَ بِبالِنا دُعاءَکَ لَهُ،ووَفَّقتَنا لِلدُّعاءِ إلَیهِ وحِیاشَةِ (3)أهلِ الغَفلَةِ عنه،وأَسکَنتَ فی قُلوبِنا مَحَبَّتَهُ وَالطَّمَعَ فیهِ،وحُسنَ الظَّنِّ بِکَ لِإِقامَةِ مَراسِمِهِ،اللّهُمَّ فَآتِ لَنا مِنهُ (4)عَلی أحسَنِ یَقینٍ،یا مُحَقِّقَ الظُّنونِ الحَسَنَةِ،ویا مُصَدِّقَ الآمالِ المُبطنَةِ اللّهُمَّ وأَکذِب بِهِ المُتَأَ لِّینَ (5)عَلَیکَ فیهِ،وأَخلِف بِهِ ظُنونَ القانِطینَ مِن رَحمَتِکَ وَالآیِسینَ مِنهُ.
اللّهُمَّ اجعَلنا سَبَباً مِن أسبابِهِ،وعَلَماً مِن أعلامِهِ،ومَعقِلاً مِن مَعاقِلِهِ،ونَضِّر وُجوهَنا بِتَحلِیَتِهِ،وأَکرِمنا بِنُصرَتِهِ،وَاجعَل فینا خَیراً تُظهِرُنا لَهُ بِهِ،ولا تُشمِت بِنا حاسِدی النِّعَمِ،وَالمُتَرَبِّصینَ بِنا حُلولَ النَّدَمِ ونُزولَ المُثَلِ،فَقَد تَری یا رَبِّ بَراءَةَ ساحَتِنا،وخُلُوَّ ذَرعِنا (6)مِنَ الإِضمارِ لَهُم عَلی إحنَةٍ (7)،وَالتَّمَنّی لَهُم وُقوعَ جائِحَةٍ (8)،وما تَنازَلَ مِن تَحصینِهِم بِالعافِیَةِ،وما أضبَئوا (9)لَنا مِنِ انتِهازِ الفُرصَةِ وطَلَبِ الوُثوبِ بِنا عِندَ الغَفلَةِ.
اللّهُمَّ وقَد عَرَّفتَنا مِن أنفُسِنا وبَصَّرتَنا مِن عُیوبِنا خِلالاً نَخشی أن تَقعُدَ بِنا عَنِ اشتِهارِ إجابَتِکَ،وأَنتَ المُتَفَضِّلُ عَلی غَیرِ المُستَحِقِّینَ،وَالمُبتَدِئُ بِالإِحسانِ غَیرَ السّائِلینَ،فَآتِ
ص:154
لَنا مِن أمرِنا عَلی حَسَبِ کَرَمِکَ وجودِکَ وفَضلِکَ وَامتِنانِکَ،إنَّکَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وتَحکُمُ ما تُریدُ،إنّا إلَیکَ راغِبونَ ومِن جَمیعِ ذُنوبِنا تائِبونَ.
اللّهُمَّ وَالدّاعی إلَیکَ وَالقائِمُ بِالقِسطِ مِن عِبادِکَ،الفَقیرُ إلی رَحمَتِکَ،المُحتاجُ إلی مَعونَتِکَ عَلی طاعَتِکَ،إذِ ابتَدَأتَهُ بِنِعمَتِکَ وأَلبَستَهُ أثوابَ کَرامَتِکَ،وأَلقَیتَ عَلَیهِ مَحَبَّةَ طاعَتِکَ،وثَبَّتَّ وَطأَتَهُ فِی القُلوبِ مِن مَحَبَّتِکَ،ووَفَّقتَهُ لِلقِیامِ بِما أغمَضَ فیهِ أهلُ زَمانِهِ مِن أمرِکَ،وجَعَلتَهُ مَفزَعاً لِمَظلومی (1)عِبادِکَ،وناصِراً لِمَن لا یَجِدُ ناصِراً غَیرَکَ،ومُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِن أحکامِ کِتابِکَ،ومُشَیِّداً لِما رُدَّ (2)مِن أعلامِ دینِکَ وسُنَنِ نَبِیِّکَ عَلَیهِ وآلِهِ سَلامُکَ وصَلَواتُکَ ورَحمَتُکَ وبَرَکاتُکَ،فَاجعَلهُ اللّهُمَّ فی حَصانَةٍ مِن بَأسِ المُعتَدینَ، وأَشرِق بِهِ القُلوبَ المُختَلِفَةَ مِن بُغاةِ الدّینِ،وبَلِّغ بِهِ أفضَلَ ما بَلَّغتَ بِهِ القائِمینَ بِقِسطِکَ مِن أتباعِ النَّبِیِّینَ.
اللّهُمَّ وأَذلِل بِهِ مَن لَم تُسهِم لَهُ فِی الرُّجوعِ إلی مَحَبَّتِکَ،ومَن نَصَبَ لَهُ العَداوَةَ،وَارمِ بِحَجَرِکَ الدّامِغِ مَن أرادَ التَّألیبَ عَلی دینِکَ بِإِذلالِهِ وتَشتیتِ أمرِهِ،وَاغضَب لِمَن لا تِرَةَ لَهُ ولا طائِلَةَ (3)،وعادَی الأَقرَبینَ وَالأَبعَدینَ فیکَ،مَنّاً مِنکَ عَلَیهِ لا مَنّاً مِنهُ عَلَیکَ.اللّهُمَّ فَکَما نَصَبَ نَفسَهُ غَرَضاً فیکَ لِلأَبعَدینَ،وجادَ بِبَذلِ مُهجَتِهِ لَکَ فِی الذَّبِّ عَن حَریمِ المُؤمِنینَ، ورَدَّ شَرَّ بُغاةِ المُرتَدِّینَ المُریبینَ،حَتّی اخفِیَ ما کانَ جُهِرَ بِهِ مِنَ المَعاصی،واُبدِیَ ما کانَ نَبَذَهُ العُلَماءُ وَراءَ ظُهورِهِم مِمّا أخَذتَ میثاقَهُم عَلی أن یُبَیِّنوهُ لِلنّاسِ ولا یَکتُموهُ،ودَعا إلی إفرادِکَ بِالطّاعَةِ،وأَلّا یَجعَلَ لَکَ شَریکاً مِن خَلقِکَ یَعلو أمرُهُ عَلی أمرِکَ،مَعَ
ص:155
ما یَتَجَرَّعُهُ فیکَ مِن مَراراتِ الغَیظِ الجارِحَةِ بِحَواسِّ (1)القُلوبِ،وما یَعتَوِرُهُ (2)مِنَ الغُمومِ، ویَفزَغُ (3)عَلَیهِ مِن أحداثِ الخُطوبِ،ویَشرَقُ بِهِ مِنَ الغُصَصِ الَّتی لا تَبتَلِعُهَا الحُلوقُ ولا تَحنو عَلَیهَا الضُّلوعُ (4)مِن نَظرَةٍ إلی أمرٍ مِن أمرِکَ،ولا تَنالُهُ یَدُهُ بِتَغییرِهِ ورَدِّهِ إلی مَحَبَّتِکَ، فَاشدُدِ اللّهُمَّ أزرَهُ بِنَصرِکَ،وأَطِل باعَهُ فیما قَصُرَ عَنهُ مِن إطرادِ الرّاتِعینَ فی حُماکَ،وزِدهُ فی قُوَّتِهِ بَسطَةً مِن تَأییدِکَ،ولا توحِشنا مِن انسِهِ،ولا تَختَرِمهُ (5)دونَ أمَلِهِ مِنَ الصَّلاحِ الفاشی فی أهلِ مِلَّتِهِ،وَالعَدلِ الظّاهِرِ فی امَّتِهِ.
اللّهُمَّ وشَرِّف بِمَا استَقبَلَ بِهِ مِنَ القیامِ بِأَمرِکَ لَدی مَوقِفِ الحِسابِ مُقامَهُ،وسُرَّ نَبِیَّکَ مُحَمَّداً-صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ-بِرُؤیَتِهِ ومَن تَبِعَهُ عَلی دَعوَتِهِ،وأَجزِل لَهُ عَلی ما رَأیتَهُ قائِماً بِهِ مِن أمرِکَ ثَوابَهُ،وأَبِنْ قُربَ دُنُوِّهِ مِنکَ فی حَیاتِهِ (6)،وَارحَمِ استِکانَتَنا مِن بَعدِهِ، وَاستِخذاءَنا (7)لِمَن کُنّا نَقمَعُهُ بِهِ،إذ أفقَدتَنا وَجهَهُ،وبَسَطتَ أیدِیَ مَن کُنّا نَبسُطُ أیدِیَنا عَلَیهِ لِنَرُدَّهُ عَن مَعصِیَتِهِ،وَافتَرَقنا بَعدَ الاُلفَةِ وَالاِجتِماعِ تَحتَ ظِلِّ کَنَفِهِ،وتَلَهَّفنا عِندَ الفَوتِ عَلی ما أقعَدتَنا عَنهُ مِن نُصرَتِهِ وطَلَبنا مِنَ القِیامِ بِحَقِّ ما لا سَبیلَ لَنا إلی رَجعَتِهِ.
وَاجعَلهُ اللّهُمَّ فی أمنٍ مِمّا یُشفَقُ عَلَیهِ مِنهُ،ورُدَّ عَنهُ مِن سِهامِ المَکایِدِ ما یُوَجِّهُهُ أهلُ الشَّنَآنِ (8)إلَیهِ وإلی شُرَکائِهِ فی أمرِهِ ومُعاوِنیهِ عَلی طاعَةِ رَبِّهِ،الَّذینَ جَعَلتَهُم سِلاحَهُ
ص:156
وحِصنَهُ ومَفزَعَهُ واُنسَهُ،الَّذینَ سَلَوا (1)عَنِ الأَهلِ والأَولادِ،وجَفَوُا الوَطَنَ،وعَطَّلوا الوَثیرَ (2)مِنَ المِهادِ،ورَفَضوا تِجاراتِهِم وأَضَرّوا بِمَعایِشِهِم،وفُقِدوا فی أندِیَتِهِم بِغَیرِ غَیبَةٍ عَن مِصرِهِم،وخالَلُوا (3)البَعیدَ مِمَّن عاضَدَهُم عَلی أمرِهِم،وقَلَوُا (4)القَریبَ مِمَّن صَدَّ عَن وِجِهَتِهِم،فَائتَلَفوا بَعدَ التَّدابُرِ وَالتَّقاطُعِ فی دَهرِهِم،وقَطَعُوا الأَسبابَ المُتَّصِلَةَ بِعاجِلِ حُطامِ الدُّنیا.فَاجعَلهُمُ اللّهُمَّ فی أمنِ حِرزِکَ وظِلِّ کَنَفِکَ،ورُدَّ عَنهُم بَأسَ مَن قَصَدَ إلَیهِم بِالعَداوَةِ مِن عِبادِکَ.وأَجزِل لَهُم عَلی دَعوَتِهِم مِن کِفایَتِکَ ومَعونَتِکَ،وأَمِدَّهُم بِتَأییدِکَ ونَصرِکَ،وأَزهِق بِحَقِّهِم باطِلَ مَن أرادَ إطفاءَ نورِکَ،اللّهُمَّ وَاملَأ بِهِم کُلَّ افُقٍ مِنَ الآفاقِ وقُطرٍ مِنَ الأَقطارِ قِسطاً وعَدلاً ومَرحَمَةً وفَضلاً،وَاشکُرهُم عَلی حَسَبِ کَرَمِکَ وجودِکَ وما مَنَنتَ بِهِ عَلَی القائِمینَ بِالقِسطِ مِن عِبادِکَ وَادَّخَرتَ لَهُم مِن ثَوابِکَ ما تَرفَعُ لَهُم بِهِ الدَّرَجاتِ،إنَّکَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وتَحکُمُ ما تُریدُ. (5)
راجع:ص441-442 ح 577 و 578 وج 3 ص 398 ح 2149 وص 503 ح 2338.
215.الإمام المهدیّ علیه السلام -مِن دُعائِهِ-:
یا مَن إذا تَضایَقَتِ الاُمورُ فَتَحَ لَنا [لها] (6)باباً لَم تَذهَب إلَیهِ الأَوهامُ،فَصَلِّ [صَلِّ] عَلی
ص:157
مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافتَح لِاُمورِیَ المُتَضایِقَةِ باباً لَم یَذهَب إلَیهِ وَهمٌ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)
216.الإمام المهدی علیه السلام:
اللّهُمَّ ارزُقنا تَوفیقَ الطّاعَةِ وبُعدَ المَعصِیَةِ،وصِدقَ النِّیَّةِ وعِرفانَ الحُرمَةِ،وأَکرِمنا بِالهُدی وَالاِستِقامَةِ،وسَدِّد ألسِنَتَنا بِالصَّوابِ وَالحِکمَةِ،وَاملَأ قُلوبَنا بِالعِلمِ وَالمَعرِفَةِ، وطَهِّر بُطونَنا مِنَ الحَرامِ وَالشُّبهَةِ،وَاکفُف أیدِیَنا عَنِ الظُّلمِ وَالسَّرِقَةِ،وَاغضُض (2)أبصارَنا عَنِ الفُجورِ وَالخِیانَةِ،وَاسدُد أسماعَنا عَنِ اللَّغوِ وَالغیبَةِ،وتَفَضَّل عَلی عُلَمائِنا بِالزُّهدِ وَالنَّصیحَةِ،وعَلَی المُتَعَلِّمینَ بِالجَهدِ وَالرَّغبَةِ،وعَلَی المُستَمِعینَ بِالاِتِّباعِ وَالمَوعِظَةِ،وعَلی مَرضَی المُسلِمینَ بِالشِّفاءِ وَالرّاحَةِ،وعَلی مَوتاهُم بِالرَّأفَةِ وَالرَّحمَةِ،وعَلی مَشایِخِنا بِالوَقارِ وَالسَّکینَةِ،وعَلَی الشَّبابِ بِالإِنابَةِ (3)وَالتَّوبَةِ،وعَلَی النِّساءِ بِالحَیاءِ وَالعِفَّةِ،وعَلَی الأَغنِیاءِ بِالتَّواضُعِ وَالسَّعَةِ،وعَلَی الفُقَراءِ بِالصَّبرِ وَالقَناعَةِ،وعَلَی الغُزاةِ بِالنَّصرِ وَالغَلَبَةِ،وعَلَی الاُسَراءِ بِالخَلاصِ وَالرّاحَةِ،وعَلَی الاُمَراءِ بِالعَدلِ وَالشَّفَقَةِ،وعَلَی الرَّعِیَّةِ بِالإِنصافِ وحُسنِ السِّیرَةِ،وبارِک لِلحُجّاجِ وَالزُّوّارِ فِی الزّادِ وَالنَّفَقَةِ،وَاقضِ ما أوجَبتَ عَلَیهِم مِنَ الحَجِّ وَالعُمرَةِ،بِفَضلِکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)
217.مهج الدعوات: قُنوتُ مَولانَا الحُجَّةِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسنِ علیه السلام:
ص:158
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَکرِم أولِیاءَکَ بِإِنجازِ وَعدِکَ،وبَلِّغهُم دَرکَ ما یَأمُلونَهُ مِن نَصرِکَ،وَاکفُف عَنهُم بَأسَ مَن نَصَبَ الخِلافَ عَلَیکَ،وتَمَرَّدَ بِمَنعِکَ عَلی رُکوبِ مُخالَفَتِکَ،وَاستَعانَ بِرِفدِکَ (1)عَلی فَلِّ حَدِّکَ،وقَصَدَ لِکَیدِکَ بِأَیدِکَ (2)،ووَسِعتَهُ حِلماً لِتَأخُذَهُ عَلی جَهرَةٍ،وتَستَأصِلَهُ عَلی غِرَّةٍ،فَإِنَّکَ اللّهُمَّ قُلتَ-وقَولُکَ الحَقُّ-:
حَتّی إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّیَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَیْها أَتاها أَمْرُنا لَیْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِیداً کَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ کَذلِکَ نُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ (3)،وقُلتَ:
فَلَمّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ (4).
وإنَّ الغایَةَ عِندَنا قَد تَناهَت،وإنّا لِغَضَبِکَ غاضِبونَ،وإنّا عَلی نَصرِ الحَقِّ مُتَعاصِبونَ (5)، وإلی وُرودِ أمرِکَ مُشتاقونَ،ولِإِنجازِ وَعدِکَ مُرتَقِبونَ،ولِحُلولِ وَعیدِکَ بِأَعدائِکَ مُتَوَقِّعونَ.
اللّهُمَّ فَأذَن بِذلِکَ وَافتَح طُرُقاتِهِ،وسَهِّل خُروجَهُ،ووَطِّئ مَسالِکَهُ،واشرَع شَرائِعَهُ، وأَیِّد جُنودَهُ وأَعوانَهُ،وبادِر بَأسَکَ القَومَ الظّالِمینَ،وَابسُط سَیفَ نَقِمَتِکَ عَلی أعدائِکَ المُعانِدینَ،وخُذ بِالثَّأرِ إنَّکَ جَوادٌ مَکّارٌ. (6)
218.مهج الدعوات: ودَعا علیه السلام فِی القُنوتِ بِهذَا الدُّعاءِ:
اللّهُمَّ مالِکَ الْمُلْکِ تُؤْتِی الْمُلْکَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْکَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِیَدِکَ الْخَیْرُ إِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ (7).
ص:159
یا ماجِدُ یا جَوادُ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا بَطّاشُ یا ذَا البَطشِ الشَّدیدِ،یا فَعّالاً لِما یُریدُ،یا ذَا القُوَّةِ المَتینِ،یا رَؤوفُ یا رَحیمُ یا لَطیفُ،یا حَیُّ حینَ لا حَیَّ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ المَخزونِ المَکنونِ،الحَیِّ القَیّومِ،الَّذِی استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،لَم یَطَّلِع عَلَیهِ أحَدٌ مِن خَلقِکَ.
وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی تُصَوِّرُ بِهِ خَلقَکَ فِی الأَرحامِ کَیفَ تَشاءُ،وبِهِ تَسوقُ إلَیهِم أرزاقَهُم فی أطباقِ الظُّلُماتِ مِن بَینِ العُروقِ وَالعِظامِ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی ألَّفتَ بِهِ بَینَ قُلوبِ أولِیائِکَ،وأَلَّفتَ بَینَ الثَّلجِ وَالنّارِ،لا هذا یُذیبُ هذا،ولا هذا یُطفِئُ هذا، وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی کَوَّنتَ بِهِ طَعمَ المِیاهِ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی أجرَیتَ بِهِ الماءَ فی عُروقِ النَّباتِ بَینَ أطباقِ الثَّری،وسُقتَ الماءَ إلی عُروقِ الأَشجارِ بَینَ الصَّخرَةِ الصَّمّاءِ.
وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی کَوَّنتَ بِهِ طَعمَ الثِّمارِ وأَلوانَها،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی بِهِ تُبدِئُ وتُعیدُ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الفَردِ الواحِدِ المُتَفَرِّدِ بِالوَحدانِیَّةِ،المُتَوَحِّدِ بِالصَّمَدانِیَّةِ، وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی فَجَّرتَ بِهِ الماءَ مِنَ الصَّخرَةِ الصَّمّاءِ،وسُقتَهُ مِن حَیثُ شِئتَ، وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی خَلَقتَ بِهِ خَلقَکَ،ورَزَقتَهُم کَیفَ شِئتَ وکَیفَ شاؤوا.
یا مَن لا یُغَیِّرُهُ الأَیّامُ وَاللَّیالی،أدعوکَ بِما دَعاکَ بِهِ نوحٌ حینَ ناداکَ،فَأَنجَیتَهُ ومَن مَعَهُ وأَهلَکتَ قَومَهُ،وأَدعوکَ بِما دَعاکَ بِهِ إبراهیمُ خَلیلُکَ حینَ ناداکَ،فَأَنجَیتَهُ وجَعَلتَ النّارَ عَلَیهِ بَرداً وسَلاماً،وأَدعوکَ بِما دَعاکَ بِهِ موسی کَلیمُکَ حینَ ناداکَ،فَفَلَقتَ لَهُ البَحرَ فَأَنجَیتَهُ وبَنی إسرائیلَ،وأَغرَقتَ فِرعَونَ وقَومَهُ فِی الیَمِّ،وأَدعوکَ بِما دَعاکَ بِهِ عیسی روحُکَ حینَ ناداکَ،فَنَجَّیتَهُ مِن أعدائِهِ،وإلَیکَ رَفَعتَهُ،وأَدعوکَ بِما دَعاکَ بِهِ حَبیبُکَ وصَفِیُّکَ ونَبِیُّکَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ فَاستَجَبتَ لَهُ،ومِنَ الأَحزابِ نَجَّیتَهُ، وعَلی أعدائِکَ نَصَرتَهُ.
وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی إذا دُعیتَ بِهِ أجَبتَ،یا مَن لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ،یا مَن أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلماً،یا مَن أحصی کُلَّ شَیءٍ عَدَداً،یا مَن لا تُغَیِّرُهُ الأَیّامُ وَاللَّیالی،ولا تَتَشابَهُ
ص:160
عَلَیهِ الأَصواتُ،ولا تَخفی عَلَیهِ اللُّغاتُ،ولا یُبرِمُهُ (1)إلحاحُ المُلِحّینَ.
أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،خِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،فَصَلِّ عَلَیهِم بِأَفضَلِ صَلَواتِکَ،وصَلِّ عَلی جَمیعِ النَّبِیّینَ وَالمُرسَلینَ الَّذینَ بَلَّغوا عَنکَ الهُدی،وعَقَدوا لَکَ المَواثیقَ بِالطّاعَةِ،وصَلِّ عَلی عِبادِکَ الصّالِحینَ.
یا مَن لا یُخلِفُ المیعادَ،أنجِز لی ما وَعَدتَنی،وَاجمَع لی أصحابی،وصَبِّرهُم، وَانصُرنی عَلی أعدائِکَ وأَعداءِ رَسولِکَ،ولا تُخَیِّب دَعوَتی،فَإِنّی عَبدُکَ،ابنُ عَبدِکَ،ابنُ أمَتِکَ،أسیرٌ بَینَ یَدَیکَ.
سَیِّدی أنتَ الَّذی مَنَنتَ عَلَیَّ بِهذَا المَقامِ،وتَفَضَّلتَ بِهِ عَلَیَّ دونَ کَثیرٍ مِن خَلقِکَ، أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُنجِزَ لی ما وَعَدتَنی،إنَّکَ أنتَ الصّادِقُ ولا تُخلِفُ المیعادَ،وأَنتَ عَلی کُلَّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)
219.الغیبة للطوسی عن أبی نعیم محمّد بن أحمد الأنصاریّ: کُنتُ حاضِراً عِندَ المُستَجارِ (3)بِمَکَّةَ وجَماعَةٌ زُهاءُ ثَلاثینَ رَجُلاً،لَم یَکُن مِنهُم مُخلِصٌ غَیرُ مُحَمَّدِ بنِ القاسِمِ العَلَوِیِّ، فَبَینا نَحنُ کَذلِکَ فِی الیَومِ السّادِسِ مِن ذِی الحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وتِسعینَ ومِئَتَینِ،إذ خَرَجَ عَلَینا شابٌّ مِنَ الطَّوافِ،عَلَیهِ إزارانِ مُحرِمٌ بِهِما،وفی یَدِهِ نَعلانِ.
فَلَمّا رَأَیناهُ قُمنا جَمیعاً هَیبَةً لَهُ،ولَم یَبقَ مِنّا أحَدٌ إلّاقامَ،فَسَلَّمَ عَلَینا وجَلَسَ مُتَوَسِّطاً ونَحنُ حَولَهُ،ثُمَّ التَفَتَ یَمیناً وشِمالاً ثُمَّ قالَ:أتَدرونَ ما کانَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ فی دُعاءِ الإِلحاحِ؟قُلنا:وما کانَ یَقولُ؟قالَ:کانَ یَقولُ:
ص:161
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی بِهِ تَقومُ السَّماءُ،وبِهِ تَقومُ الأَرضُ،وبِهِ تُفَرِّقُ بَینَ الحَقِّ وَالباطِلِ،وبِهِ تَجمَعُ بَینَ المُتَفَرِّقِ،وبِهِ تُفَرِّقُ بَینَ المُجتَمِعِ،وبِهِ أحصَیتَ عَدَدَ الرِّمالِ، وزِنَةَ الجِبالِ،وکَیلَ البِحارِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ لی مِن أمری فَرَجاً.
ثُمَّ نَهَضَ ودَخَلَ الطَّوافَ فَقُمنا لِقِیامِهِ حَتَّی انصَرَفَ،واُنسینا أن نَذکُرَ أمرَهُ،وأَن نَقولَ مَن هُوَ؟وأَیُّ شَیءٍ هُوَ؟إلَی الغَدِ فی ذلِکَ الوَقتِ،فَخَرَجَ عَلَینا مِنَ الطَّوافِ،فَقُمنا لَهُ کَقِیامِنا بِالأَمسِ،وجَلَسَ فی مَجلِسِهِ مُتَوَسِّطاً،فَنَظَرَ یَمیناً وشِمالاً وقالَ:أتَدرونَ ما کانَ یَقولُ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام بَعدَ صَلاةِ الفَریضَةِ؟فَقُلنا:وما کانَ یَقولُ؟قالَ:کانَ یَقولُ:
إلَیکَ رُفِعَتِ الأَصواتُ ودُعِیَتِ الدَّعَواتُ،ولَکَ عَنَتِ الوُجوهُ،ولَکَ خَضَعَتِ (1)الرِّقابُ، وإلَیکَ التَّحاکُمُ فِی الأَعمالِ،یا خَیرَ مَن سُئِلَ،ویا خَیرَ مَن أعطی،یا صادِقُ یا بارِئُ،یا مَن لا یُخلِفُ المیعادَ،یا مَن أمَرَ بِالدُّعاءِ ووَعَدَ بِالإِجابَةِ،یا مَن قَالَ: اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ (2)،یا مَن قَالَ: وَ إِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَلْیَسْتَجِیبُوا لِی وَ لْیُؤْمِنُوا بِی لَعَلَّهُمْ یَرْشُدُونَ (3)،ویا مَن قَالَ: یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (4)لَبَّیکَ وسَعدَیکَ،ها أنَا ذا بَینَ یَدَیکَ المُسرِفُ،وأَنتَ القائِلُ: لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً .
ثُمَّ نَظَرَ یَمیناً وشِمالاً بَعدَ هذَا الدُّعاءِ،فَقالَ:أتَدرونَ ما کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ فی سَجدَةِ الشُّکرِ؟فَقُلنا:وما کانَ یَقولُ؟قالَ:کانَ یَقولُ:
ص:162
یا مَن لا یَزیدُهُ کَثرَةُ الدُّعاءِ (1)إلّاسَعَةً وعَطاءً،یا مَن لا تَنفَدُ خَزائِنُهُ،یا مَن لَهُ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،یا مَن لَهُ خَزائِنُ ما دَقَّ وجَلَّ،لا تَمنَعُکَ إساءَتی مِن إحسانِکَ أن (2)تَفعَلُ بِیَ الَّذی أنتَ أهلُهُ،فَإِنَّکَ أنتَ أهلُ الکَرَمِ وَالجودِ،وَالعَفوِ وَالتَّجاوُزِ،یا رَبِّ یا اللّهُ لا تَفعَل بِیَ الَّذی أنَا أهلُهُ،فَإِنّی أهلُ العُقوبَةِ وقَدِ استَحقَقتُها،لا حُجَّةَ لی ولا عُذرَ لی عِندَکَ،أبوءُ لَکَ بِذُنوبی کُلِّها وأَعتَرِفُ بِها کَی تَعفُوَ عَنّی،وأَنتَ أعلَمُ بِها مِنّی،أبوءُ لَکَ بِکُلِّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ،وکُلِّ خَطیئَةٍ احتَمَلتُها،وکُلِّ سَیِّئَةٍ عَمِلتُها،رَبِّ اغفِر وَارحَم، وتَجاوَز عَمّا تَعلَمُ،إنَّکَ أنتَ الأَعَزُّ الأَکرَمُ.
وقامَ ودَخَلَ الطَّوافَ،فَقُمنا لِقِیامِهِ،وعادَ مِنَ الغَدِ فی ذلِکَ الوَقتِ،فَقُمنا لِإِقبالِهِ کَفِعلِنا فیما مَضی،فَجَلَسَ مُتَوَسِّطاً ونَظَرَ یَمیناً وشِمالاً،فَقالَ:کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ سَیِّدُ العابِدینَ علیه السلام یَقولُ فی سُجودِهِ،فی هذَا المَوضِعِ-وأَشارَ بِیَدِهِ إلَی الحِجرِ تَحتَ المیزابِ-:
عُبَیدُکَ بِفِنائِکَ،مِسکینُکَ بِفِنائِکَ،فَقیرُکَ بِفِنائِکَ،سائِلُکَ بِفِنائِکَ،یَسأَ لُکَ ما لا یَقدِرُ عَلَیهِ غَیرُکَ.
ثُمَّ نَظَرَ یَمیناً وشِمالاً،ونَظَرَ إلی مُحَمَّدِ بنِ القاسِمِ مِن بَینِنا،فَقالَ:یا مُحَمَّدَ بنَ القاسِمِ،أنتَ عَلی خَیرٍ إن شاءَ اللّهُ تَعالی-وکانَ مُحَمَّدُ بنُ القاسِمِ یَقولُ بِهذَا الأَمرِ-ثُمَّ قامَ ودَخَلَ الطَّوافَ،فَما بَقِیَ مِنّا أحَدٌ إلّاوقَد الهِمَ ما ذَکَرَهُ مِنَ الدُّعاءِ واُنسینا أن نَتَذاکَرَ أمرَهُ إلّافی آخِرِ یَومٍ.
فَقالَ لَنا أبو عَلِیٍّ المَحمودِیُّ:یا قَومِ،أتَعرِفونَ هذا؟هذا وَاللّهِ صاحِبُ زَمانِکُم، فَقُلنا:وکَیفَ عَلِمتَ یا أبا عَلِیٍّ؟فَذَکَرَ أنَّهُ مَکَثَ سَبعَ سِنینَ یَدعو رَبَّهُ ویَسأَ لُهُ مُعایَنَةَ
ص:163
صاحِبِ الزَّمانِ علیه السلام.
قالَ:فَبَینا نَحنُ یَوماً عَشِیَّةَ عَرَفَةَ وإذا بِالرَّجُلِ بِعَینِهِ یَدعو بِدُعاءٍ وَعَیتُهُ،فَسَأَلتُهُ مِمَّن هُوَ؟فَقالَ:مِنَ النّاسِ،قُلتُ:مِن أیِّ النّاسِ؟قالَ:مِن عَرَبِها،قُلتُ:مِن أیِّ عَرَبِها؟قالَ:مِن أشرَفِها،قُلتُ:ومَن هُم؟قالَ:بَنو هاشِمٍ،قُلتُ:ومِن أیِّ بَنی هاشِمٍ؟ فَقالَ:مِن أعلاها ذِروَةً وأَسناها،قُلتُ:مِمَّن؟قالَ:مِمَّن فَلَقَ الهامَ وأَطعَمَ الطَّعامَ وصَلّی وَالنّاسُ نِیامٌ.
قالَ:فَعَلِمتُ أنَّهُ عَلَوِیٌّ فَأَحبَبتُهُ عَلَی العَلَوِیَّةِ.ثُمَّ افتَقَدتُهُ مِن بَینِ یَدَیَّ فَلَم أدرِ کَیفَ مَضی،فَسَأَلتُ القَومَ الَّذینَ کانوا حَولَهُ:تَعرِفونَ هذَا العَلَوِیَّ؟قالوا:نَعَم،یَحُجُّ مَعَنا فی کُلِّ سَنَةٍ ماشِیاً،فَقُلتُ:سُبحانَ اللّهِ ! وَاللّهِ ما أری بِهِ أثَرَ مَشیٍ.
قالَ:فَانصَرَفتُ إلَی المُزدَلِفَةِ کَئیباً حَزیناً عَلی فِراقِهِ،ونِمتُ مِن لَیلَتی تِلکَ،فَإِذا أنَا بِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا أحمَدُ،رَأَیتَ طَلِبَتَکَ؟فَقُلتُ:ومَن ذاکَ یا سَیِّدی؟فَقالَ:الَّذی رَأَیتَهُ فی عَشِیَّتِکَ هُوَ صاحِبُ زَمانِکَ.
قالَ:فَلَمّا سَمِعنا ذلِکَ مِنهُ عاتَبناهُ عَلی أن لا یَکونَ أعلَمَنا ذلِکَ،فَذَکَرَ أنَّهُ کانَ یَنسی أمرَهُ إلی وَقتِ ما حَدَّثَنا بِهِ. (1)
راجع:ص442-443 ح579 و 580 وج3 ص 403 ح 2151.
ص:164
الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ کُلَّ شَیْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِینَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِیلَکَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِیمِ * رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنّاتِ عَدْنٍ الَّتِی وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّیّاتِهِمْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ * وَ قِهِمُ السَّیِّئاتِ وَ مَنْ تَقِ السَّیِّئاتِ یَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَ ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ . (1)
قالُوا إِنّا إِلی رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ * وَ ما تَنْقِمُ مِنّا إِلاّ أَنْ آمَنّا بِآیاتِ رَبِّنا لَمّا جاءَتْنا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ تَوَفَّنا مُسْلِمِینَ . (2)
وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً لِلَّذِینَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِی عِنْدَکَ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِی
ص:165
مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِی مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِینَ . (1)
إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّی نَذَرْتُ لَکَ ما فِی بَطْنِی مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّی إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ * فَلَمّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّی وَضَعْتُها أُنْثی وَ اللّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَیْسَ الذَّکَرُ کَالْأُنْثی وَ إِنِّی سَمَّیْتُها مَرْیَمَ وَ إِنِّی أُعِیذُها بِکَ وَ ذُرِّیَّتَها مِنَ الشَّیْطانِ الرَّجِیمِ * فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَ أَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَ کَفَّلَها زَکَرِیّا کُلَّما دَخَلَ عَلَیْها زَکَرِیَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ یا مَرْیَمُ أَنّی لَکِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ . (2)
قالَتْ رَبِّ أَنّی یَکُونُ لِی وَلَدٌ وَ لَمْ یَمْسَسْنِی بَشَرٌ قالَ کَذلِکِ اللّهُ یَخْلُقُ ما یَشاءُ إِذا قَضی أَمْراً فَإِنَّما یَقُولُ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ . (3)
فَلَمّا أَحَسَّ عِیسی مِنْهُمُ الْکُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِی إِلَی اللّهِ قالَ الْحَوارِیُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللّهِ آمَنّا بِاللّهِ وَ اشْهَدْ بِأَنّا مُسْلِمُونَ * رَبَّنا آمَنّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِینَ . (1)
وَ لَمّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ . (2)
220.الإمام الباقر علیه السلام: حَجَّ ذُو القَرنَینِ فی سِتِّمِئَةِ ألفِ فارِسٍ،فَلَمّا دَخَلَ الحَرَمَ شَیَّعَهُ بَعضُ أصحابِهِ إلَی البَیتِ،فَلَمَّا انصَرَفَ قالَ:رَأَیتُ رَجُلاً ما رَأَیتُ رَجُلاً أکثَرَ نوراً و[أحسَنَ] (3)وَجهاً مِنهُ ! قالوا:ذاکَ إبراهیمُ خَلیلُ الرَّحمنِ علیه السلام،قالَ:أسرِجوا،فَأَسرَجوا سِتَّمِئَةِ (4)دابَّةٍ فی مِقدارِ ما یُسرَجُ دابَّةٌ واحِدَةٌ،قالَ:ثُمَّ قالَ ذُو القَرنَینِ:لا،بَل نَمشی إلی خَلیلِ الرَّحمنِ،فَمَشی و مَشی مَعَهُ بَعدَهُ أصحابُهُ حَتَّی التَقَیا (5).
قالَ إبراهیمُ علیه السلام:بِمَ قَطَعتَ الدَّهرَ؟قالَ:بِإِحدی عَشرَةَ کَلِمَةً وهِیَ:
سُبحانَ مَن هُوَ باقٍ لا یَفنی،سُبحانَ مَن هُوَ عالِمٌ لا یَنسی،سُبحانَ مَن هُوَ حافِظٌ لا
ص:167
یَسقُطُ،سُبحانَ مَن هُوَ بَصیرٌ لا یَرتابُ،سُبحانَ مَن هُوَ قَیّومٌ لا یَنامُ،سُبحانَ مَن هُوَ مَلِکٌ لا یُرامُ،سُبحانَ مَن هُوَ عَزیزٌ لا یُضامُ،سُبحانَ مَن هُوَ مُحتَجِبٌ لا یُری،سُبحانَ مَن هُوَ واسِعٌ لا یَتَکَلَّفُ،سُبحانَ مَن هُوَ قائِمٌ لا یَلهو،سُبحانَ مَن هُوَ دائِمٌ لا یَسهو. (1)
إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لَآیاتٍ لِأُولِی الْأَلْبابِ * اَلَّذِینَ یَذْکُرُونَ اللّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِهِمْ وَ یَتَفَکَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَکَ فَقِنا عَذابَ النّارِ * رَبَّنا إِنَّکَ مَنْ تُدْخِلِ النّارَ فَقَدْ أَخْزَیْتَهُ وَ ما لِلظّالِمِینَ مِنْ أَنْصارٍ * رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّکُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ کَفِّرْ عَنّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ * رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِکَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ * فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّی لا أُضِیعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْکُمْ مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثی بَعْضُکُمْ مِنْ بَعْضٍ . (2)
وَ ما لَکُمْ لا تُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْیَةِ الظّالِمِ أَهْلُها وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ وَلِیًّا وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ نَصِیراً . (3)
221.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ أبا ذَرٍّ أتی رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله ومَعَهُ (4)جَبرَئیلُ علیه السلام فی صورَةِ دِحیَةَ الکَلِبیِّ
ص:168
وقَدِ استَخلاهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَلَمّا رَآهُمَا انصَرَفَ عَنهُما ولَم یَقطَع کَلامَهُما،فَقالَ جَبرَئیلُ علیه السلام:یا مُحَمَّدُ،هذا أبو ذَرٍّ قَد مَرَّ بِنا ولَم یُسَلِّم عَلَینا،أما لَو سَلَّمَ لَرَدَدنا عَلَیهِ،یا مُحَمَّدُ،إنَّ لَهُ دُعاءً یَدعو بِهِ مَعروفاً عِندَ أهلِ السَّماءِ،فَسَلهُ عَنهُ إذا عَرَجتُ إلَی السَّماءِ.
فَلَمَّا ارتَفَعَ جَبرَئیلُ،جاءَ أبو ذَرٍّ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما مَنَعَکَ یا أبا ذَرٍّ أن تَکونَ سَلَّمتَ عَلَینا حینَ مَرَرتَ بِنا؟
فَقالَ:ظَنَنتُ یا رَسولَ اللّهِ أنَّ الَّذی کانَ مَعَکَ دِحیَةُ الکَلِبیُّ قَدِ استَخلَیتَهُ لِبَعضِ شَأنِکَ.
فَقالَ:ذاکَ جَبرَئیلُ علیه السلام یا أبا ذَرٍّ،وقَد قالَ:أما لَو سَلَّمَ عَلَینا لَرَدَدنا عَلَیهِ.
فَلَمّا عَلِمَ أبو ذَرٍّ أنَّهُ کانَ جَبرَئیلُ علیه السلام دَخَلَهُ مِنَ النَّدامَةِ-حَیثُ لَم یُسَلِّم عَلَیهِ-ما شاءَ اللّهُ.
فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما هذَا الدُّعاءُ الَّذی تَدعو بِهِ؟فَقَد أخبَرَنی جَبرَئیلُ علیه السلام أنَّ لَکَ دُعاءً تَدعو بِهِ،مَعروفاً فِی السَّماءِ.
فَقالَ:نَعَم یا رَسولَ اللّهِ،أقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الأَمنَ وَالإِیمانَ بِکَ،وَالتَّصدیقَ بِنَبِیِّکَ،وَالعافِیَةَ مِن جَمیعِ البَلاءِ، وَالشُّکرَ عَلَی العافِیَةِ،وَالغِنی عَن شِرارِ النّاسِ. (1)
ص:169
ص:170
الکتاب
فَإِذا قَضَیْتُمْ مَناسِکَکُمْ فَاذْکُرُوا اللّهَ کَذِکْرِکُمْ آباءَکُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِکْراً فَمِنَ النّاسِ مَنْ یَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا وَ ما لَهُ فِی الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ * وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ * أُولئِکَ لَهُمْ نَصِیبٌ مِمّا کَسَبُوا وَ اللّهُ سَرِیعُ الْحِسابِ . (1)
وَ اکْتُبْ لَنا فِی هذِهِ الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ إِنّا هُدْنا إِلَیْکَ . (2)
الحدیث
222.کنز العمّال عن أنس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَو دَعا بِمِئَةِ دَعوَةٍ،افتَتَحَها وخَتَمَها وتَوَسَّطَها بِ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ . (3)
223.صحیح البخاری عن أنس: کانَ أکثَرُ دُعاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:اللّهُمَّ رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ . (4)
ص:171
224.الإمام الصادق علیه السلام -فی قَولِ اللّهِ عز و جل: رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً (1)-:
رِضوانُ اللّهِ وَالجَنَّةُ فِی الآخِرَةِ،[وَالسَّعَةُ فِی الرِّزقِ] (2)وَالمَعاشِ،وحُسنُ الخُلُقِ فِی الدُّنیا. (3)
225.السنن الکبری عن أبی هریرة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله دَعا سَلمانَ الخَیرَ فَقالَ:إنَّ نَبِیَّ اللّهِ یُریدُ أن یَمنَحَکَ کَلِماتٍ تَسأَ لُهُنَّ الرَّحمنَ،وتَرغَبُ إلَیهِ فیهِنَّ،وتَدعو بِهِنَّ فِی اللَّیلِ وَالنَّهارِ، قُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ صِحَّةً فی إیمانٍ،وإیماناً فی خُلُقٍ حَسَنٍ،ونَجاحاً یَتبَعُهُ فَلاحٌ، ورَحمَةً مِنکَ وعافِیَةً،ومَغفِرَةً مِنکَ ورِضواناً. (4)
226.الإمام الباقر علیه السلام: أتی رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله یُقالَ لَهُ شَیبَةُ الهُذَیلِ (5)،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،إنّی شَیخٌ قَد کَبِرَ سِنّی وضَعُفَت قُوَّتی عَن عَمَلٍ کُنتُ قَد عَوَّدتُهُ نَفسی مِن صَلاةٍ وصِیامٍ وحَجٍّ وجِهادٍ،فَعَلِّمنی یا رَسولَ اللّهِ کَلاماً یَنفَعُنِی اللّهُ بِهِ،وخَفِّف عَلَیَّ یا رَسولَ اللّهِ، فَقالَ:أعِد،فَأَعادَ ثَلاثَ مَرّاتٍ.فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما حَولَکَ شَجَرَةٌ ولا مَدَرَةٌ (6)إلّا وقَد بَکَت مِن رَحمَتِکَ،فَإِذا صَلَّیتَ الصُّبحَ فَقُل عَشرَ مَرّاتٍ:«سُبحانَ اللّهِ العَظیمِ وبِحَمدِهِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ»؛فَإِنَّ اللّهَ یُعافیکَ بِذلِکَ مِنَ العَمی
ص:172
وَالجُنونِ وَالجُذامِ وَالفَقرِ وَالهَرَمِ.
فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،هذا لِلدُّنیا فَما لِلآخِرَةِ؟
فَقالَ:تَقولُ فی دُبُرِ کُلِّ صَلاةٍ:«اللّهُمَّ اهدِنی مِن عِندِکَ،وأَفِض عَلَیَّ مِن فَضلِکَ، وَانشُر عَلَیَّ مِن رَحمَتِکَ،وأَنزِل عَلَیَّ مِن بَرَکاتِکَ».
قالَ:فَقَبَضَ عَلَیهِنَّ بِیَدِهِ ثُمَّ مَضی،فَقالَ رَجُلٌ لِابنِ عَبّاسٍ:شَدَّ ما (1)قَبَضَ عَلَیها خالُکَ.
قالَ:فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:أما أنَّهُ إن وافی بِها یَومَ القِیامَةِ لَم یَدَعها مُتَعَمِّداً،فَتَحَ اللّهُ لَهُ ثَمانِیَةَ أبوابٍ مِن أبوابِ الجَنَّةِ،یَدخُلُ مِن أیِّها شاءَ. (2)
227.الإمام الرضا علیه السلام:
یا مَن دَلَّنی عَلی نَفسِهِ،وذَلَّلَ قَلبی بِتَصدیقِهِ،أسأَ لُکَ الأَمنَ وَالإِیمانَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (3)
228.کشف الغمة عن أبی هاشم الجعفریّ: کَتَبَ إلَیهِ [أی إلی أبی مُحَمَّدٍ العَسکَرِیِّ علیه السلام ] بَعضُ مَوالیهِ یَسأَ لُهُ أن یُعَلِّمَهُ دُعاءً فَکَتَبَ إلَیهِ أنِ ادعُ بِهذَا الدُّعاءِ:
یا أسمَعَ السّامِعینَ،ویا أبصَرَ المُبصِرینَ،ویا عِزَّ النّاظِرینَ،ویا أسرَعَ الحاسِبینَ، ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ،ویا أحکَمَ الحاکِمینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَوسِع لی فی رِزقی،ومُدَّ لی فی عُمُری،وَامنُن عَلَیَّ بِرَحمَتِکَ،وَاجعَلنی مِمَّن تَنتَصِرُ بِهِ لِدینِکَ ولا تَستَبدِل بی غَیری.
قالَ أبو هاشِمٍ:فَقُلتُ فی نَفسی:اللّهُمَّ اجعَلنی فی حِزبِکَ وفی زُمرَتِکَ.
ص:173
فَأَقبَلَ عَلَیَّ أبو مُحَمَّدٍ فَقالَ:أنتَ فی حِزبِهِ وفی زُمرَتِهِ إذ کُنتَ بِاللّهِ مُؤمِناً،ولِرَسولِهِ مُصَدِّقاً،ولِأَولِیائِهِ عارِفاً،ولَهُم تابِعاً،فَأَبشِر ثُمَّ أبشِر. (1)
رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً . (2)
رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ . (3)
230.الکافی عن الفضل بن یونس،عن أبی الحسن علیه السلام،قال: قالَ لی:أکثِر مِن أن تَقولَ:«اللّهُمَّ لا تَجعَلنی مِنَ المُعارینَ (1)ولا تُخرِجنی مِنَ التَّقصیرِ».
قالَ:قُلتُ:أمَّا المُعارونَ فَقَد عَرَفتُ أنَّ الرَّجُلَ یُعارُ الدّینَ،ثُمَّ یَخرُجُ مِنهُ،فَما مَعنی:لا تُخرِجنی مِنَ التَّقصیرِ؟
فَقالَ:کُلُّ عَمَلٍ تُریدُ بِهِ اللّهَ عز و جل فَکُن فیهِ مُقَصِّراً عِندَ نَفسِکَ،فَإِنَّ النّاسَ کُلَّهُم فی أعمالِهِم فیما بَینَهُم وبَینَ اللّهِ مُقَصِّرونَ إلّامَن عَصَمَهُ اللّهُ عز و جل. (2)
الکتاب
رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ . (3)
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ إِسْرافَنا فِی أَمْرِنا وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ . (4)
رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ تَوَفَّنا مُسْلِمِینَ . (5)
الحدیث
231.سنن النسائی عن شدّاد بن أوس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی صَلاتِهِ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الثَّباتَ فِی الأَمرِ،وَالعَزیمَةَ عَلَی الرُّشدِ،وأَسأَ لُکَ شُکرَ نِعمَتِکَ، وحُسنَ عِبادَتِکَ،وأَسأَ لُکَ قَلباً سَلیماً،ولِساناً صادِقاً،وأَسأَ لُکَ مِن خَیرِ ما تَعلَمُ،
ص:175
وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما تَعلَمُ،وأَستَغفِرُکَ لِما تَعلَمُ. (1)
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ * صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَ لاَ الضّالِّینَ . (2)
رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً إِنَّکَ أَنْتَ الْوَهّابُ . (3)
راجع:ص394 (طلب الهدایة ودوامها).
رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً وَ هَیِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً . (4)
رَبَّنا آمَنّا فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِینَ . (1)
رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِیاً یُنادِی لِلْإِیمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّکُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ کَفِّرْ عَنّا سَیِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ . (2)
رَبِّ قَدْ آتَیْتَنِی مِنَ الْمُلْکِ وَ عَلَّمْتَنِی مِنْ تَأْوِیلِ الْأَحادِیثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَنْتَ وَلِیِّی فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ تَوَفَّنِی مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصّالِحِینَ . (3)
رَبَّنَا اصْرِفْ عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها کانَ غَراماً . (4)
رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَکَ فَقِنا عَذابَ النّارِ * رَبَّنا إِنَّکَ مَنْ تُدْخِلِ النّارَ فَقَدْ أَخْزَیْتَهُ وَ ما لِلظّالِمِینَ مِنْ أَنْصارٍ . (5)
رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِکَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ . (6)
الکتاب
رَبِّ هَبْ لِی حُکْماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصّالِحِینَ * وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ . (7)
ص:177
الحدیث
232.الإمام الباقر علیه السلام: ثَلاثٌ لَم یُسأَلِ اللّهُ عز و جل بِمِثلِهِنَّ،أن تَقولَ:
اللّهُمَّ فَقِّهنی فِی الدّینِ،وحَبِّبنی إلَی المُسلِمینَ،وَاجعَل لی لِسانَ صِدقٍ فِی الآخِرینَ. (1)
233.سنن أبی داوود عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَستَحِبُّ الجَوامِعَ مِنَ الدُّعاءِ،ویَدَعُ ما سِوی ذلِکَ. (2)
234.صحیح مسلم عن أبی مالک عن أبیه: إنَّهُ سَمِعَ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله وأَتاهُ رَجُلٌ فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ، کَیفَ أقولُ حینَ أسأَلُ رَبّی؟
قالَ:قُل:«اللّهُمَّ اغفِر لی وَارحَمنی وعافِنی وَارزُقنی»،ویَجمَعُ أصابِعَهُ إلَّاالإِبهامَ؛ فَإِنَّ هؤُلاءِ تَجمَعُ لَکَ دُنیاکَ وآخِرَتَکَ. (3)
235.مسند ابن حنبل عن أبی امامة: خَرَجَ عَلَینا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُوَ مُتَوَکِّئٌ عَلی عَصا...فَکَأَنَّا اشتَهَینا أن یَدعُوَ اللّهَ لَنا فَقالَ:
اللّهُمَّ اغفِر لَنا وَارحَمنا،وَارضَ عَنّا وتَقَبَّل مِنّا،وأَدخِلنَا الجَنَّةَ ونَجِّنا مِنَ النّارِ،
ص:178
وأَصلِح لَنا شَأنَنا کُلَّهُ.
فَکَأَنَّا اشتَهَینا أن یَزیدَنا فَقالَ[ صلی الله علیه و آله ]:قَد جَمَعتُ لَکُمُ الأَمرَ. (1)
236.سنن الترمذی عن أبی امامة: دَعا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِدُعاءٍ کَثیرٍ لَم نَحفَظ مِنهُ شَیئاً.قُلنا:یا رَسولَ اللّهِ،دَعَوتَ بِدُعاءٍ کَثیرٍ لَم نَحفَظ مِنهُ شَیئاً !
فَقالَ:ألا أدُلُّکُم عَلی ما یَجمَعُ ذلِکَ کُلَّهُ؟نَقولُ:
اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ مِن خَیرِ ما سَأَلَکَ مِنهُ نَبِیُّکَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،ونَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ مَا استَعاذَ مِنهُ نَبِیُّکَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَنتَ المُستَعانُ وعَلَیکَ البَلاغُ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ. (2)
237.المعجم الأوسط عن أبی هریرة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قامَ فَدَعا بِدُعاءٍ لَم یَسمَعِ النّاسُ مِثلَهُ، وَاستَعاذَ استِعاذَةً لَم یَسمَعِ النّاسُ مِثلَها،فَقالَ لَهُ بَعضُ النّاسِ:کَیفَ لَنا یا رَسولَ اللّهِ أن نَدعُوَ بِمِثلِ ما دَعَوتَ،وأَن نَستَعیذَ کَمَا استَعَذتَ؟فَقال:قولوا:
اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ مِمّا سَأَلَکَ مُحَمَّدٌ عَبدُکَ ورَسولُکَ،ونَستَعیذُ مِمَّا استَعاذَ مِنهُ مُحَمَّدٌ عَبدُکَ ورَسولُکَ. (3)
238.الدعاء للطبرانی عن أنس: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَدعو:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِنَ الخَیرِ کُلِّهِ؛ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الشَّرِّ کُلِّهِ؛ ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم. (4)
ص:179
239.مسند إسحاق بن راهویه عن جَبر بن حبیب: سَمِعتُ امَّ کُلثومٍ بِنتَ عَلِیٍّ علیه السلام تُحَدِّثُ عَن عائِشَةَ،أنَّ أبا بَکرٍ دَخَلَ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِیُکَلِّمَهُ-وعائِشَةُ تُصَلّی-فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا عائِشَةُ ! عَلَیکِ بِالجَوامِعِ وَالکَوامِلِ،قولی:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِنَ الخَیرِ کُلِّهِ؛عاجِلِهِ وآجِلِهِ،ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الشَّرِّ کُلِّهِ؛عاجِلِهِ وآجِلِهِ،ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الجَنَّةَ وما قَرَّبَ إلَیها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ النّارِ وما قَرَّبَ إلَیها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِمّا سَأَلَکَ مِنهُ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَعوذُ بِکَ مِمَّا استَعاذَکَ مِنهُ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.اللّهُمَّ ما قَضَیتَ لی مِن قَضاءٍ فَاجعَل عاقِبَتَهُ لی رُشداً (1). (2)
240.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ موجِباتِ رَحمَتِکَ،وعَزائِمَ مَغفِرَتِکَ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ، وَالغَنیمَةَ مِن کُلِّ بِرٍّ،وَالفَوزَ بِالجَنَّةِ،وَالنَّجاةَ بِعَونِکَ مِنَ النّارِ. (3)
241.عنه صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ اجعَلنی مِمَّن تَوَکَّلَ عَلَیکَ فَکَفَیتَهُ،وَاستَهداکَ فَهَدَیتَهُ،وَاستَنصَرَکَ فَنَصَرتَهُ. (4)
242.سنن الترمذی عن شدّاد بن أوس -لِرَجُلٍ مِن بَنی حَنظَلَةَ-:ألا اعَلِّمُکَ ما کانَ رَسولُ
ص:180
اللّهِ صلی الله علیه و آله یُعَلِّمُنا أن نَقولَ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الثَّباتَ فِی الأَمرِ،وأَسأَ لُکَ عَزیمَةَ الرُّشدِ،وأَسأَ لُکَ شُکرَ نِعمَتِکَ وحُسنَ عِبادَتِکَ،وأَسأَ لُکَ لِساناً صادِقاً وقَلباً سَلیماً،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما تَعلَمُ، وأَسأَ لُکَ مِن خَیرِ ما تَعلَمُ،وأَستَغفِرُکَ مِمّا تَعلَمُ،إنَّکَ أنتَ عَلّامُ الغُیوبِ. (1)
243.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِشَدّادِ بنِ أوسٍ-:یا شَدّادَ بنَ أوسٍ،إذا کَنَزَ النّاسُ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ فَاکنِز هؤُلاءِ الکَلِماتِ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الثَّباتَ فِی الأَمرِ،وَالعَزیمَةَ عَلَی الرُّشدِ،وأَسأَ لُکَ شُکرَ نِعمَتِکَ، وحُسنَ عِبادَتِکَ،وأَسأَ لُکَ الغَنیمَةَ مِن کُلِّ بِرٍّ،وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ إثمٍ،وأَسأَ لُکَ قَلباً سَلیماً،ولِساناً صادِقاً،وأَسأَ لُکَ مِن خَیرِ ما تَعلَمُ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما تَعلَمُ، وأَستَغفِرُکَ لِما تَعلَمُ،إنَّکَ أنتَ عَلّامُ الغُیوبِ.
اللّهُمَّ لا تَدَع لی ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ،ولا هَمّاً إلّافَرَّجتَهُ،ولا کَرباً إلّانَفَّستَهُ،ولا ضُرّاً إلّا کَشَفتَهُ،ولا دَیناً إلّاقَضَیتَهُ،ولا عَدُوّاً إلّاأهلَکتَهُ،ولا حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ إلّا قَضَیتَها یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)
244.المستدرک علی الصحیحین عن عبد اللّه بن مسعود: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُعَلِّمُنا کَلِماتٍ کَما یُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ:
اللّهُمَّ ألِّف بَینَ قُلوبِنا،وأَصلِح ذاتَ بَینِنا،وَاهدِنا سُبُلَ السَّلامِ،ونَجِّنا مِنَ الظُّلُماتِ إلَی النّورِ،وجَنِّبنَا الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ،وبارِک لَنا فی أسماعِنا وأَبصارِنا
ص:181
وقُلوبِنا وأَزواجِنا وذُرِّیّاتِنا،وتُب عَلَینا إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ،وَاجعَلنا شاکِرینَ لِنِعَمِکَ،مُثنینَ بِها عَلیکَ قابِلینَ لَها،وأَتِمَّها عَلَینا. (1)
245.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أتُحِبّونَ أن تَجتَهِدوا فِی الدُّعاءِ؟قولوا:
اللّهُمَّ أعِنّا عَلی شُکرِکَ وذِکرِکَ،وحُسنِ عِبادَتِکَ. (2)
246.المستدرک علی الصحیحین عن عمران بن حصین عن أبیه: أنَّهُ أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله قَبلَ أن یُسلِمَ،فَلَمّا أرادَ أن یَنصَرِفَ قالَ:ما أقولُ؟قالَ:قُل:«اللّهُمَّ قِنی شَرَّ نَفسی،وَاعزِم لی عَلی أرشَدِ أمری»،فَقالَها،ثُمَّ انصَرَفَ ولَم یُسلِم.
ثُمَّ أسلَمَ فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،فَما أقولُ الآنَ وقَد أسلَمتُ؟قالَ:قُل:
اللّهُمَّ قِنی شَرَّ نَفسی،وَاعزِم لی عَلی أرشَدِ أمری،اللّهُمَّ اغفِر لی ما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،وما أخطَأتُ وما عَمَدتُ،وما عَلِمتُ وما جَهِلتُ. (3)
247.البلد الأمین (4): دُعاءٌ عَظیمٌ (5)مَروِیٌّ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:
ص:182
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ،وَدودٌ شَکورٌ کَریمٌ،وَفِیٌّ مَلِیٌّ.
اللّهُمَّ إنَّکَ تَوّابٌ وَهّابٌ سَریعُ الحِسابِ،جَلیلٌ عَزیزٌ مُتَکَبِّرٌ،خالِقٌ بارِئٌ مُصَوِّرٌ،واحِدٌ أحَدٌ،قادِرٌ قاهِرٌ.
اللّهُمَّ لا یَنفَدُ ما وَهَبتَ،ولا یُرَدُّ ما مَنَعتَ،فَلَکَ الحَمدُ کَما خَلَقتَ وصَوَّرتَ وقَضَیتَ،وأَضلَلتَ وهَدَیتَ،وأَضحَکتَ وأَبکَیتَ،وأَمَتَّ وأَحیَیتَ،وأَفقَرتَ وأَغنَیتَ،وأَمرَضتَ وشَفَیتَ،وأَطعَمتَ وسَقَیتَ،لَکَ الحَمدُ فی کُلِّ ما قَضَیتَ،ولا مَلجَأَ مِنکَ إلّاإلَیکَ.یا واسِعَ النَّعماءِ،یا کَریمَ الآلاءِ،یا جَزیلَ العَطاءِ،یا قاضِیَ القَضاءِ، یا باسِطَ الخَیراتِ،یا کاشِفَ الکُرُباتِ،یا مُجیبَ الدَّعَواتِ،یا وَلِیَّ الحَسَناتِ،یا رافِعَ الدَّرَجاتِ،یا مُنزِلَ البَرَکاتِ وَالآیاتِ.
اللّهُمَّ إنَّکَ تَری ولا تُری،وأَنتَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،یا فالِقَ الحَبِّ وَالنَّوی،ولَکَ الحَمدُ فِی الآخِرَةِ وَالاُولی.
اللّهُمَّ إنَّکَ غافِرُ الذَّنبِ وقابِلُ التَّوبِ،شَدیدُ العِقابِ ذُو الطَّولِ،لا إلهَ إلّاأنتَ إلَیکَ المَصیرُ،وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ رَحمَتُکَ،ولا رادَّ لِأَمرِکَ،ولا مُعَقِّبَ لِحُکمِکَ،بَلَغَت حُجَّتُکَ ونَفَذَ أمرُکَ،وبَقیتَ أنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ فی أمرِکَ،ولا تُخَیِّبُ سائِلَکَ إذا سَأَلَکَ، أسأَ لُکَ بِحَقِّ السّائِلینَ إلَیکَ الطّالِبینَ ما عِندَکَ،أسأَ لُکَ یا رَبِّ بِأَحَبِّ السّائِلینَ إلَیکَ، وبِأَسمائِکَ الَّتی إذا دُعیتَ بِها أجَبتَ،وإذا سُئِلتَ بِها أعطَیتَ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ العَظیمِ الأَعظَمِ الَّذی إذا سُئِلتَ بِهِ أعطَیتَ،وإذا اقسِمَ عَلَیکَ بِهِ کَفَیتَ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَکفِیَنا ما أهَمَّنا وما لَم یُهِمَّنا مِن أمرِ دینِنا ودُنیانا وآخِرَتِنا،وتَعفُوَ عَنّا وتَغفِرَ لَنا وتَقضِیَ حَوائِجَنا.
اللّهُمَّ اجعَلنا مِنَ الَّذینَ إذا حَدَّثوا صَدَقوا،وإذا أساؤُوا استَغفَروا،وإذا سُئِلوا أعطَوا،
ص:183
وإذا سُلِبوا صَبَروا،وإذا عاهَدوا وافَوا،وإذا غَضِبوا غَفَروا،وإذا جَهِلوا رَجَعوا،وإذا ظُلِموا لَم یَظلِموا، وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً * وَ الَّذِینَ یَبِیتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِیاماً * وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها کانَ غَراماً * إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً . (1)
اللّهُمَّ اجعَلنا مِنَ الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیْهِ راجِعُونَ (2).اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن عِلمِکَ لِجَهلِنا،ومِن قُوَّتِکَ لِضَعفِنا،ومِن غِناکَ لِفَقرِنا.اللّهُمَّ لا تَکِلنا إلی أنفُسِنا طَرفَةَ عَینٍ ولا أقَلَّ مِن ذلِکَ،ولا تَرُدَّنا إلی أعقابِنا،ولا تُزِلَّ أقدامَنا ولا تُزِغ قُلوبَنا،ولا تُدحِض حُجَّتَنا،ولا تَمحُ مَعذِرَتَنا،ولا تُعَسِّر عَلَینا سَعیَنا،ولا تُشمِت بِنا أعداءَنا،ولا تُسَلِّط عَلَینا سُلطاناً مُخیفاً،وهَب لَنا مِن لَدُنکَ رَحمَةً إنَّکَ أنتَ الوَهّابُ.
رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً . (3)
اللّهُمَّ لا تُؤمِنّا مَکرَکَ،ولا تَکشِف عَنّا سِترَکَ،ولا تَصرِف عَنّا وَجهَکَ،ولا تُحلِل عَلَینا غَضَبَکَ،ولا تُنَحِّ عَنّا کَرَمَکَ،وَاجعَلنَا اللّهُمَّ مِنَ الصّالِحینَ الأَخیارِ،وَارزُقنا ثَوابَ دارِ القَرارِ،وَاجعَلنا مِنَ الأَتقِیاءِ الأَبرارِ،ووَفِّقنا فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَاجعَل لَنا مَوَدَّةً فی قُلوبِ المُؤمِنینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.
اللّهُمَّ کَمَا اجتَبَیتَ آدَمَ وتُبتَ عَلَیهِ تُب عَلَینا،وکَما رَضیتَ عَن إسحاقَ فَارضَ عَنّا، وکَما صَبَّرتَ إسماعیلَ عَلَی البَلاءِ فَصَبِّرنا،وکَما کَشَفتَ الضُّرَّ عَن أیّوبَ فَاکشِف ضُرَّنا، وکَما جَعَلتَ لِسُلَیمانَ زُلفی وحُسنَ مَآبٍ فَاجعَل لَنا،وکَما أعطَیتَ موسی وهارونَ سُؤلَهُما فَأَعطِنا،وکَما رَفَعتَ إدریسَ مَکاناً عَلِیّاً فَارفَعنا،وکَما أدخَلتَ إلیاسَ وَالیَسَعَ وذَا الکِفلِ وذَا القَرنَینِ فِی الصّالِحینَ فَأَدخِلنا،وکَما رَبَطتَ عَلی قُلوبِ أهلِ الکَهفِ إِذْ
ص:184
قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً (1)،ونَحنُ نَقولُ کَذلِکَ فَاربِط عَلی قُلوبِنا،وکَما دَعاکَ زَکَرِیّا فَاستَجَبتَ لَهُ فَاستَجِب لَنا،وکَما أیَّدتَ عیسی بِروحِ القُدُسِ فَأَیِّدنا بِما تُحِبُّ وتَرضی،وکَما غَفَرتَ لِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله فَاغفِر لَنا ذُنوبَنا وکَفِّر عَنّا سَیِّئاتِنا ما قَدَّمنا وما أخَّرنا وما أسرَرنا وما أعلَنّا،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وَاجعَلنَا اللّهُمَّ وجَمیعَ المُؤمِنینَ مِن عِبادِکَ العالِمینَ العامِلینَ الخاشِعینَ المُتَّقینَ المُخلِصینَ الَّذینَ لا خَوفٌ عَلَیهِم ولا هُم یَحزَنونَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسلیماً کَثیراً. (2)
248.الکافی عن أبی حمزة: أخَذتُ هذَا الدُّعاءَ عن أبی جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام،قالَ:وکانَ أبو جَعفَرٍ یُسَمّیهِ الجامِعَ:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ.أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ،آمَنتُ بِاللّهِ وبِجَمیعِ رُسُلِهِ،وبِجَمیعِ ما أنزَلَ بِهِ عَلی جَمیعِ الرُّسُلِ (3)،وأَنَّ وَعدَ اللّهِ حَقٌّ،ولِقاءَهُ حَقٌّ،وصَدَقَ اللّهُ،وبَلَّغَ المُرسَلونَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،وسُبحانَ اللّهِ کُلَّما سَبَّحَ اللّهَ شَیءٌ وکَما یُحِبُّ اللّهُ أن یُسَبَّحَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ کُلَّما حَمِدَ اللّهَ شَیءٌ وکَما یُحِبُّ اللّهُ أن یُحمَدَ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ کُلَّما هَلَّلَ اللّهَ شَیءٌ وکَما یُحِبُّ اللّهُ أن یُهَلَّلَ،وَاللّهُ أکبَرُ کُلَّما کَبَّرَ اللّهَ شَیءٌ وکَما یُحِبُّ اللّهُ أن یُکَبَّرَ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مَفاتیحَ الخَیرِ وخَواتیمَهُ وسَوابِغَهُ،وفَوائِدَهُ وبَرَکاتِهِ،وما بَلَغَ عِلمَهُ عِلمی وما قَصُرَ عَن إحصائِهِ حِفظی.
اللّهُمَّ انهَج إلَیَّ أسبابَ مَعرِفَتِهِ،وَافتَح لی أبوابَهُ،وغَشِّنی بِبَرَکاتِ رَحمَتِکَ،ومُنَّ عَلَیَّ
ص:185
بِعِصمَةٍ عَنِ الإِزالَةِ عَن دینِکَ،وطَهِّر قَلبی مِنَ الشَّکِّ،ولا تَشغَل قَلبی بِدُنیایَ وعاجِلِ مَعاشی عَن آجِلِ ثَوابِ آخِرَتی،وَاشغَل قَلبی بِحِفظِ ما لا تَقبَلُ مِنّی جَهلَهُ،وذَلِّل لِکُلِّ خَیرٍ لِسانی،وطَهِّر قَلبی مِنَ الرِّیاءِ،ولا تُجرِهِ فی مَفاصِلی،وَاجعَل عَمَلی خالِصاً لَکَ.
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الشَّرِّ وأَنواعِ الفَواحِشِ کُلِّها،ظاهِرِها وباطِنِها،وغَفَلاتِها وجَمیعِ ما یُریدُنی بِهِ الشَّیطانُ الرَّجیمُ،وما یُریدُنی بِهِ السُّلطانُ العَنیدُ،مِمّا أحَطتَ بِعِلمِهِ وأَنتَ القادِرُ عَلی صَرفِهِ عَنّی.
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن طَوارِقِ الجِنِّ وَالإِنسِ وزَوابِعِهِم وبَوائِقِهِم (1)ومَکائِدِهِم،ومَشاهِدِ الفَسَقَةِ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ،وأَن استَزَلَّ (2)عَن دینی فَتَفسُدَ عَلَیَّ آخِرَتی،وأَن یَکونَ ذلِکَ مِنهُم ضَرَراً عَلَیَّ فی مَعاشی،أو یَعرِضُ بَلاءٌ یُصیبُنی مِنهُم لا قُوَّةَ لی بِهِ،ولا صَبرَ لی عَلَی احتِمالِهِ،فَلا تَبتَلِنی یا إلهی بِمُقاساتِهِ فَیَمنَعَنی ذلِکَ عَن ذِکرِکَ،ویَشغَلَنی عَن عِبادَتِکَ، أنتَ العاصِمُ المانِعُ وَالدّافِعُ الواقی مِن ذلِکَ کُلِّهِ.
أسأَ لُکَ اللّهُمَّ الرَّفاهِیَةَ فی مَعیشَتی ما أبقَیتَنی،مَعیشَةً أقوی بِها عَلی طاعَتِکَ وأَبلُغُ بِها رِضوانَکَ،وأَصیرُ بِها إلی دارِ الحَیَوانِ غَداً،ولا تَرزُقنی رِزقاً یُطغینی،ولا تَبتَلِنی بِفَقرٍ أشقی بِهِ مُضَیَّقاً عَلَیَّ،أعطِنی حَظّاً وافِراً فی آخِرَتی،ومَعاشاً واسِعاً هَنیئاً مَریئاً فی دُنیایَ،ولا تَجعَلِ الدُّنیا عَلَیَّ سِجناً،ولا تَجعَل فِراقَها عَلَیَّ حُزناً،أجِرنی مِن فِتنَتِها، وَاجعَل عَمَلی فیها مَقبولاً،وسَعیی فیها مَشکوراً.
اللّهُمَّ ومَن أرادَنی بِسوءٍ فَأَرِدهُ بِمِثلِهِ،ومَن کادَنی فیها فَکِدهُ،وَاصرِف عَنّی هَمَّ مَن أدخَلَ عَلَیَّ هَمَّهُ،وَامکُر بِمَن مَکَر بی،فَإِنَّکَ خَیرُ الماکِرینَ،وَافقَأ عَنّی عُیونَ الکَفَرَةِ الظَّلَمَةِ،وَالطُّغاةِ وَالحَسَدَةِ،اللّهُمَّ وأَنزِل عَلَیَّ مِنکَ السَّکینَةَ،وأَلبِسنی دِرعَکَ الحَصینَةَ،
ص:186
وَاحفَظنی بِسِترکِ الواقی،وجَلِّلنی عافِیَتَکَ النّافِعَةَ،وصَدِّق قَولی وفَعالی،وبارِک لی فی وَلَدی وأَهلی ومالی،اللّهُمَّ ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ،وما أغفَلتُ وما تَعَمَّدتُ وما تَوانَیتُ، وما أعلَنتُ وما أسرَرتُ،فَاغفِرهُ لی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)
249.الإمام الباقر علیه السلام: قُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن کُلِّ خَیرٍ أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ سوءٍ أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ عافِیَتَکَ فی اموری کُلِّها،وأَعوذُ بِکَ مِن خِزیِ الدُّنیا وعَذابِ الآخِرَةِ. (2)
250.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ مِن أجمَعِ الدُّعاءِ أن یَقولَ العَبدُ الاِستِغفارَ. (3)
251.عنه علیه السلام: إنَّ مِن أوجَزِ الدُّعاءِ وأَبلَغِهِ أن یَقولَ:
یا اللّهُ الَّذی لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،وَافعَل بی کَذا وکَذا. (4)
252.عنه علیه السلام:
اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فَلَیسَ قَبلَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الآخِرُ فَلَیسَ بَعدَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الظّاهِرُ فَلَیسَ فَوقَکَ شَیءٌ،وأَنتَ الباطِنُ فَلَیسَ دونَکَ شَیءٌ،وأَنتَ العَزیزُ الحَکیمُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَدخِلنی فی کُلِّ خَیرٍ أدخَلتَ فیهِ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،وأَخرِجنی مِن کُلِّ سوءٍ أخرَجتَ مِنهُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ،وَالسَّلامُ (5)عَلَیهِم
ص:187
ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ. (1)
253.الإقبال عن یونس بن ظبیان: کُنتُ عِندَ مَولایَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام إذ دَخَلَ عَلَینَا المُعَلَّی بنُ خُنَیسٍ فی رَجَبٍ،فَتَذاکَرُوا الدُّعاءَ فیهِ،فَقالَ المُعَلّی:یا سَیِّدی عَلِّمنی دُعاءً یَجمَعُ کُلَّ ما أودَعَتهُ الشّیعَةُ فی کُتُبِها،فَقالَ:قُل یا مُعَلّی:
«اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ صَبرَ الشّاکِرینَ لَکَ،وعَمَلَ الخائِفینَ مِنکَ،ویَقینَ العابِدینَ لَکَ، اللّهُمَّ أنتَ العَلِیُّ العَظیمُ،وأَ نَا عَبدُکَ البائِسُ الفَقیرُ،وأَنتَ الغَنِیُّ الحَمیدُ،وأَ نَا العَبدُ الذَّلیلُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَامنُن بِغِناکَ عَلی فَقری،وبِحِلمِکَ عَلی جَهلی، وبِقُوَّتِکَ عَلی ضَعفی،یا قَوِیُّ یا عَزیزُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،الأَوصِیاءِ المَرضِیّینَ،وَاکفِنی ما أهَمَّنی مِن أمرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ».
ثُمَّ قالَ:یا مُعَلّی،وَاللّهِ،لَقَد جَمَعَ لَکَ هذَا الدُّعاءُ ما کانَ مِن لَدُن إبراهیمَ الخَلیلِ إلی مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله. (2)
254.الکافی عن علیّ بن زیاد: کَتَبَ عَلِیُّ بنُ بَصیرٍ یَسأَ لُهُ (3)أن یَکتُبَ لَهُ فی أسفَلِ کِتابِهِ دُعاءً یُعَلِّمُهُ إیّاهُ یَدعو بِهِ فَیُعصَمُ بِهِ مِنَ الذُّنوبِ جامِعاً لِلدُّنیا وَالآخِرَةِ.
فَکَتَبَ علیه السلام بِخَطِّهِ:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا مَن أظهَرَ الجَمیلَ،وسَتَرَ القَبیحَ،ولَم یَهتِکِ السِّترَ عَنّی، یا کَریمَ العَفوِ،یا حَسَنَ التَّجاوُزِ،یا واسِعَ المَغفِرَةِ،یا باسِطَ الیَدَینِ بِالرَّحمَةِ،یا
ص:188
صاحِبَ کُلِّ نَجوی،ویا مُنتَهی کُلِّ شَکوی،یا کَریمَ الصَّفحِ،یا عَظیمَ المَنِّ،یا مُبتَدِئَ کُلِّ نِعمَةٍ قَبلَ استِحقاقِها،یا رَبّاه یا سَیِّداه یا مَولاه یا غِیاثاه،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَسأَ لُکَ أن لا تَجعَلَنی فِی النّارِ.
ثُمَّ تَسأَلُ ما بَدا لَکَ. (1)
255.الکافی عن عمرو بن أبی المقدام: أملی عَلَیَّ هذَا الدُّعاءَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام وهُوَ جامِعٌ لِلدُّنیا وَالآخِرَةِ:تَقولُ بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَالثَّناءِ عَلَیهِ:
اللّهُمَّ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الحَلیمُ الکَریمُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ العَزیزُ الحَکیمُ، وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الواحِدُ القَهّارُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ المَلِکُ الجَبّارُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الرَّحیمُ الغَفّارُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ شَدیدُ المِحالِ (2)،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الکَبیرُ المُتعالُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ السَّمیعُ البَصیرُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ المَنیعُ القَدیرُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الغَفورُ الشَّکورُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الحَمیدُ المَجیدُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الغَفورُ الوَدودُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الحَنّانُ المَنّانُ، وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الحَلیمُ الدَّیّانُ (3)،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الجَوادُ الماجِدُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الواحِدُ الأَحَدُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ الغائِبُ الشّاهِدُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الظّاهِرُ الباطِنُ،وأَنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ بِکُلِّ شَیءٍ عَلیمٌ.
تَمَّ نورُکَ فَهَدَیتَ،وبَسَطتَ یَدَکَ فَأَعطَیتَ،رَبَّنا وَجهُکَ أکرَمُ الوُجوهِ،وجَهَتُکَ خَیرُ الجِهاتِ،وعَطِیَّتُکَ أفضَلُ العَطایا وأَهنَؤُها،تُطاعُ رَبَّنا فَتَشکُرُ،وتُعصی رَبَّنا فَتَغفِرُ لِمَن شِئتَ،تُجیبُ المُضطَرَّ،وتَکشِفُ السّوءَ،وتَقبَلُ التَّوبَةَ،وتَعفو عَنِ الذُّنوبِ،لا تُجازی
ص:189
أیادیکَ،ولا تُحصی نِعَمُکَ،ولا یَبلُغُ مِدحَتَکَ قَولُ قائِلٍ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وعَجِّل فَرَجَهُم وروحَهُم وراحَتَهُم وسُرورَهُم، وأَذِقنی طَعمَ فَرَجِهِم،وأَهلِک أعداءَهُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ،وآتِنا فِی الدُّنیا حَسَنَةً وفِی الآخِرَةِ حَسَنَةً،وقِنا عَذابَ النّارِ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ لا خَوفٌ عَلَیهِم ولا هُم یَحزَنونَ، وَاجعَلنی مِنَ الَّذین صَبَروا وعَلی رَبِّهِم یَتَوَکَّلونَ،وثَبِّتنی بِالقَولِ الثّابِتِ فِی الحَیاةِ الدُّنیا وفِی الآخِرَةِ،وبارِک لی فِی المَحیا وَالمَماتِ،وَالمَوقِفِ وَالنُّشورِ،وَالحِسابِ وَالمیزانِ، وأَهوالِ یَومِ القِیامَةِ،وسَلِّمنی عَلَی الصِّراطِ،وأَجِزنی عَلَیهِ،وَارزُقنی عِلماً نافِعاً، ویَقیناً صادِقاً،وتُقیً وبِرّاً ووَرَعاً وخَوفاً مِنکَ،وفَرَقاً یُبَلِّغُنی مِنکَ زُلفی،ولا یُباعِدُنی عَنکَ،وأَحبِبنی ولا تُبغِضنی،وتَوَلَّنی ولا تَخذُلنی،وأَعطِنی من جَمیعِ خَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم،وأَجِرنی مِنَ السُّوءِ کُلِّهِ بِحَذافیرِهِ (1)،ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم. (2)
256.الکافی عن هلقام بن أبی هلقام: أتَیتُ أبا إبراهیمَ علیه السلام فَقُلتُ لَهُ:جُعِلتُ فِداکَ عَلِّمنی دُعاءً جامِعاً لِلدُّنیا وَالآخِرَةِ وأَوجِز.فَقالَ:قُل فی دُبُرِ الفَجرِ إلی أن تَطلُعَ الشَّمسُ:
سُبحانَ اللّهِ العَظیمِ وبِحَمدِهِ،أستَغفِرُ اللّهَ وأَسأَ لُهُ مِن فَضلِهِ. (3)
257.الکافی عن علیّ بن مهزیار: کَتَبَ مُحَمَّدُ بنُ إبراهیمَ إلی أبِی الحَسَنِ علیه السلام:إن رَأَیتَ یا سَیِّدی أن تُعَلِّمَنی دُعاءً أدعو بِهِ فی دُبُرِ صَلَواتی یَجمَعُ اللّهُ لی بِهِ خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
فَکَتَبَ علیه السلام:تَقولُ:
ص:190
أعوذُ بِوَجهِکَ الکَریمِ،وعِزَّتِکَ الَّتی لا تُرامُ،وقُدرَتِکَ الَّتی لا یَمتَنِعُ مِنها شَیءٌ،مِن شَرِّ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،ومِن شَرِّ الأَوجاعِ کُلِّها. (1)
258.الکافی عن الحسین: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ علیه السلام دُعاءً وأَ نَا خَلفَهُ،فَقالَ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِوَجهِکَ الکَریمِ،وَاسمِکَ العَظیمِ،وبِعِزَّتِکَ الَّتی لا تُرامُ،وبِقُدرَتِکَ الَّتی لا یَمتَنِعُ مِنها شَیءٌ،أن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا.
قالَ:وکَتَبَ إلَیَّ رُقعَةً بِخَطِّهِ،قُل:
یا مَن عَلا فَقَهَرَ،وبَطَنَ فَخَبَرَ،یا مَن مَلَکَ فَقَدَرَ،ویا مَن یُحیِی المَوتی وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافعَل بی کَذا وکَذا.
ثُمَّ قُل:
یا لا إلهَ إلَّااللّهُ ارحَمنی،بِحَقِّ لا إلهَ إلَّااللّهُ ارحَمنی.
وکَتَبَ إلَیَّ فی رُقعَةٍ اخری یَأمُرُنی أن أقولَ:
اللّهُمَّ ادفَع عَنّی بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فی یَومی هذا وشَهری هذا وعامی هذا بَرَکاتِکَ فیها،وما یَنزِلُ فیها مِن عُقوبَةٍ أو مَکروهٍ أو بَلاءٍ،فَاصرِفهُ عَنّی وعَن وَلَدی بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن زَوالِ نِعمَتِکَ وتَحویلِ عافِیَتِکَ،ومِن فَجأَةِ نَقِمَتِکَ،ومِن شَرِّ کِتابٍ قَد سَبَقَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ نَفسی، ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وإنَّ اللّهَ قَد أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلماً،وأَحصی کُلَّ شَیءٍ عَدَداً. (2)
ص:191
ص:192
259.الإمام الجواد علیه السلام -مِمّا رَواهُ عَن آبائِهِ علیهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن جَبرَئیلَ علیه السلام عَنِ اللّهِ تَعالی فِی المُناجاةِ لِطَلَبِ التَّوبَةِ-:
اللّهُمَّ إنّی قَصَدتُ إلَیکَ بِإِخلاصِ تَوبَةٍ نَصوحٍ،وتَثبیتِ عَقدٍ صَحیحٍ،ودُعاءِ قَلبٍ قَریحٍ،وإعلانِ قَولٍ صَریحٍ،اللّهُمَّ فَتَقَبَّل مِنّی مُخلَصَ التَّوبَةِ (1)،وإقبالَ سَریعِ الأَوبَةِ (2)، ومَصارِعَ تَخَشُّعِ الحَوبَةِ (3)،وقابِل رَبِّ تَوبَتی بِجَزیلِ الثَّوابِ،وکَریمِ المَآبِ،وحَطِّ العِقابِ،وصَرفِ العَذابِ،وغُنمِ الإِیابِ،وسَترِ الحِجابِ.
وَامحُ اللّهُمَّ [بِالتَّوبَةِ] (4)ما ثَبَتَ مِن ذُنوبی،وَاغسِل بِقَبولِها جَمیعَ عُیوبی،وَاجعَلها
ص:193
جالِیَةً لِقَلبی،شاخِصَةً (1)لِبَصیرَةِ لُبّی،غاسِلَةً لِدَرَنی (2)،مُطَهِّرَةً لِنَجاسَةِ بَدَنی،مُصَحِّحَةً فیها ضَمیری،عاجِلَةً إلَی الوَفاءِ بِها بَصیرَتی (3).
وَاقبَل یا رَبِّ تَوبَتی،فَإِنَّها تَصدُرُ (4)مِن إخلاصِ نِیَّتی،ومَحضٍ مِن تَصحیحِ بَصیرَتی، وَاحتِفالاً (5)فی طَوِیَّتی،وَاجتِهاداً فی نَقاءِ سَریرَتی،وتَثبیتاً لِإِنابَتی (6)،مُسارَعَةً إلی أمرِکَ بِطاعَتی،وَاجلُ اللّهُمَّ بِالتَّوبَةِ عَنّی ظُلمَةَ الإِصرارِ،وَامحُ بِها ما قَدَّمتُهُ مِنَ الأَوزارِ،وَاکسُنی لِباسَ التَّقوی وجَلابیبَ الهُدی.
فَقَد خَلَعتُ رِبقَ (7)المَعاصی عَن جِلدی،ونَزَعتُ سِربالَ (8)الذُّنوبِ عَن جَسَدی، مُستَمسِکاً رَبِّ بِقُدرَتِکَ،مُستَعیناً عَلی نَفسی بِعِزَّتِکَ،مُستَودِعاً تَوبَتی مِنَ النَّکثِ بِخُفرَتِکَ،مُعتَصِماً مِنَ الخِذلانِ بِعِصمَتِکَ،مُقارِناً بِهِ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (9)
260.عنه علیه السلام -مِمّا رَواهُ عَن آبائِهِ علیهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن جَبرَئیلَ علیه السلام عَنِ اللّهِ تَعالی فِی المُناجاةِ لِلاِستِقالَةِ-:
اللّهُمَّ إنَّ الرَّجاءَ لِسَعَةِ رَحمَتِکَ أنطَقَنی بِاستِقالَتِکَ،وَالأَمَلَ لِأَناتِکَ ورِفقِکَ شَجَّعَنی عَلی طَلَبِ أمانِکَ وعَفوِکَ،ولی یا رَبِّ ذُنوبٌ قَد واجَهَتها أوجُهُ الاِنتِقامِ،وخَطایا قَد لاحَظَتها أعیُنُ الاِصطِلامِ (10)،وَاستَوجَبتُ بِها عَلی عَدلِکَ ألیمَ العَذابِ،وَاستَحقَقتُ
ص:194
بِاجتِراحِها (1)مُبیرَ العِقابِ،وخِفتُ تَعویقَها لِإِجابَتی،ورَدَّها إیّایَ عَن قَضاءِ حاجَتی، بِإِبطالِها لِطَلِبَتی وقَطعِها لِأَسبابِ رَغبَتی،مِن أجلِ ما قَد أنقَضَ ظَهری مِن ثِقلِها، وبَهَظَنی (2)مِنَ الاِستِقلالِ بِحَملِها.
ثُمَّ تَراجَعتُ رَبِّ إلی حِلمِکَ عَنِ الخاطِئینَ،وعَفوِکَ عَنِ المُذنِبینَ،ورَحمَتِکَ لِلعاصینَ (3).فَأَقبَلتُ بِثِقَتی مُتَوَکِّلاً عَلَیکَ،طارِحاً نَفسی بَینَ یَدَیکَ،شاکِیاً بَثّی إلَیکَ، سائِلاً ما لا أستَوجِبُهُ مِن تَفریجِ الهَمِّ،ولا أستَحِقُّهُ مِن تَنفیسِ الغَمِّ،مُستَقیلاً لَکَ إیّایَ، واثِقاً مَولایَ بِکَ.
اللّهُمَّ فَامنُن عَلَیَّ بِالفَرَجِ،وتَطَوَّل بِسُهولَةِ المَخرَجِ (4)،وَادلُلنی بِرَأفَتِکَ عَلی سَمتِ المَنهَجِ،وأَزلِقنی (5)بِقُدرَتِکَ عَنِ الطَّریقِ الأَعوَجِ،وخَلِّصنی مِن سِجنِ الکَربِ بِإِقالَتِکَ، وأَطلِق أسری بِرَحمَتِکَ،وطُل عَلَیَّ بِرِضوانِکَ،وجُد عَلَیَّ بِإِحسانِکَ،وأَقِلنی عَثرَتی، وفَرِّج کُربَتی،وَارحَم عَبرَتی،ولا تَحجُب دَعوَتی،وَاشدُد بِالإِقالَةِ أزری (6)،وقَوِّ بِها ظَهری،وأَصلِح بِها أمری،وأَطِل بِها عُمُری،وَارحَمنی یَومَ حَشری ووَقتَ نَشری،إنَّکَ جَوادٌ کَریمٌ،غَفورٌ رَحیمٌ. (7)
261.الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:
ص:195
إلهی ! ما قَدرُ ذُنوبٍ اقابِلُ بِها کَرَمَکَ؟وما قَدرُ عِبادَةٍ اقابِلُ بِها نِعَمَکَ؟وإنّی لَأَرجو أن تَستَغرِقَ ذُنوبی فی کَرَمِکَ،کَمَا استَغرَقَت أعمالی فی نِعَمِکَ. (1)
262.عنه علیه السلام:
اللّهُمَّ تَمَّ نورُکَ فَهَدَیتَ فَلَکَ الحَمدُ،وعَظُمَ حِلمُکَ فَعَفَوتَ فَلَکَ الحَمدُ،وبَسَطتَ یَدَکَ فَأَعطَیتَ فَلَکَ الحَمدُ،رَبَّنا،وَجهُکَ أکرَمُ الوُجوهِ،وجاهُکَ خَیرُ الجاهِ،وعَطِیَّتُکَ أفضَلُ العَطِیَّةِ وأَهنَؤُها،تُطاعُ رَبَّنا فَتَشکُرُ،وتُعصی رَبَّنا فَتَغفِرُ،تُجیبُ المُضطَرَّ وتَکشِفُ الضُّرَّ،وتَشفِی السَّقیمَ وتُنجی مِنَ الکَربِ،وتَقبَلُ التَّوبَةَ وتَغفِرُ الذَّنبَ لِمَن شِئتَ،لا یَجزی آلاءَکَ أحَدٌ،ولا یُحصی نَعماءَکَ قَولُ قائِلٍ. (2)
263.عنه علیه السلام -فی مُناجاةِ اللّهِ عز و جل-:
إلهی ! صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ،وَارحَمنی إذَا انقَطَعَ مِنَ الدُّنیا أثَری،وَامتَحی مِنَ المَخلوقینَ ذِکری،وصِرتُ فِی المَنسِیّینَ،کَمَن قَد نُسِیَ.
إلهی ! کَبِرَت سِنّی،ورَقَّ جِلدی،ودَقَّ عَظمی،ونالَ الدَّهرُ مِنّی،وَاقتَرَبَ أجَلی، ونَفِدَت أیّامی،وذَهَبَت شَهَواتی،وبَقِیَت تَبِعاتی.
إلهِی ! ارحَمنی إذا تَغَیَّرَت صورَتی،وَامتَحَت مَحاسِنی،وبَلِیَ جِسمی وتَقَطَّعَت أوصالی،وتَفَرَّقَت أعضائی.
إلهی ! أفحَمَتنی (3)ذُنوبی،وقَطَعَت مَقالَتی،فَلا حُجَّةَ لی ولا عُذرَ،فَأَنَا المُقِرُّ بِجُرمی، المُعتَرِفُ بِإِساءَتی،الأَسیرُ بِذَنبی،المُرتَهَنُ بِعَمَلی،المُتَهَوِّرُ فی بُحورِ خَطیئَتی،المُتَحَیِّرُ
ص:196
عَن قَصدی،المُنقَطَعُ بی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ،وتَجاوَز عَنّی یا کَریمُ بِفَضلِکَ. (1)
264.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ مِن دُعاءِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام:
اللّهُمَّ إن کُنتُ عَصَیتُکَ بِارتِکابِ شَیءٍ مِمّا نَهَیتَنی،فَإنّی قَد أطَعتُکَ فی أحَبِّ الأَشیاءِ إلَیکَ،الإِیمانِ بِکَ،مَنّاً مِنکَ بِهِ عَلَیَّ لا مَنّاً مِنّی بِهِ عَلَیکَ،وتَرَکتُ مَعصِیَتَکَ فی أبغَضِ الأَشیاءِ إلَیکَ،أن أجعَلَ لَکَ شَریکاً أو أجعَلَ لَکَ وَلَداً أو نِدّاً،وعَصَیتُکَ عَلی غَیرِ مُکابَرَةٍ ولا مُعانَدَةٍ،ولَا استِخفافٍ مِنّی بِرُبوبِیَّتِکَ ولا جُحودٍ لِحَقِّکَ،ولکِنِ استَزَلَّنِی الشَّیطانُ بَعدَ الحُجَّةِ عَلَیَّ وَالبَیانِ،فَإِن تُعَذِّبنی فَبِذُنوبی غَیرَ ظالِمٍ لی،وإن تَغفِر لی فَبِجودِکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)
265.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعاءٍ لَهُ فِی الاِعتِرافِ وطَلَبِ التَّوبَةِ إلَی اللّهِ تَعالی-:
اللّهُمَّ إنَّهُ یَحجُبُنی عَن مَسأَلَتِکَ خِلالٌ ثَلاثٌ،وتَحدونی عَلَیها خَلَّةٌ واحِدَةٌ:یَحجُبُنی أمرٌ أمَرتَ بِهِ فَأَبطَأتُ عَنهُ،ونَهیٌ نَهَیتَنی عَنهُ فَأَسرَعتُ إلَیهِ،ونِعمَةٌ أنعَمتَ بِها عَلَیَّ فَقَصَّرتُ فی شُکرِها.ویَحدونی عَلی مَسأَلَتِکَ تَفَضُّلُکَ عَلی مَن أقبَلَ بِوَجهِهِ إلَیکَ،ووَفَدَ بِحُسنِ ظَنِّهِ إلَیکَ،إذ جَمیعُ إحسانِکَ تَفَضُّلٌ،وإذ کُلُّ نِعَمِکَ ابتِداءٌ.
فَها أنَا ذا یا إلهی،واقِفٌ بِبابِ عِزِّکَ وُقوفَ المُستَسلِمِ الذَّلیلِ،وسائِلُکَ عَلَی الحَیاءِ مِنّی سُؤالَ البائِسِ المُعیلِ.مُقِرٌّ لَکَ بِأَنّی لَم أستَسلِم وَقتَ إحسانِکَ إلّابِالإِقلاعِ عَن عِصیانِکَ،ولَم أخلُ فِی الحالاتِ کُلِّها مِنِ امتِنانِکَ.فَهَل یَنفَعُنی-یا إلهی-إقراری عِندَکَ
ص:197
بِسوءِ مَا اکتَسَبتُ،وهَل یُنجینی مِنکَ اعتِرافی لَکَ بِقَبیحِ مَا ارتَکَبتُ،أم أوجَبتَ لی فی مَقامی هذا سُخطَکَ،أم لَزِمَنی فی وَقتِ دُعایَ مَقتُکَ.سُبحانَکَ،لا أیأَسُ مِنکَ وقَد فَتحتَ لی بابَ التَّوبَةِ إلَیکَ،بَل أقولُ مَقالَ العَبدِ الذَّلیلِ،الظّالِمِ لِنَفسِهِ المُستَخِفِّ بِحُرمَةِ رَبِّهِ.
الَّذی عَظُمَت ذُنوبُهُ فَجَلَّت،وأَدبَرَت أیّامُهُ فَوَلَّت،حَتّی إذا رَأی مُدَّةَ العَمَلِ قَدِ انقَضَت،وغایَةَ العُمُرِ قَدِ انتَهَت،وأَیقَنَ أنَّهُ لا مَحیصَ لَهُ مِنکَ،ولا مَهرَبَ لَهُ عَنکَ، تَلَقّاکَ بِالإِنابَةِ،وأَخلَصَ لَکَ التَّوبَةَ،فَقامَ إلَیکَ بِقَلبٍ طاهِرٍ نَقِیٍّ،ثُمَّ دَعاکَ بِصَوتٍ حائِلٍ خَفِیٍّ.قَدتَطَأطَأَ لَکَ فَانحَنی،ونَکَّسَ رَأسَهُ فَانثَنی،قَد أرعَشَت خَشیَتُهُ رِجلَیهِ،وغَرَّقَت دُموعُهُ خَدَّیهِ.
یَدعوکَ بِیا أرحَمَ الرّاحِمینَ،ویا أرحَمَ مَنِ انتابَهُ المُستَرحِمونَ،ویا أعطَفَ مَن أطافَ بِهِ المُستَغفِرونَ،ویا مَن عَفوُهُ أکثَرُ مِن نَقِمَتِهِ،ویا مَن رِضاهُ أوفَرُ مِن سَخَطِهِ،ویا مَن تَحَمَّدَ إلی خَلقِهِ بِحُسنِ التَّجاوُزِ،ویا مَن عَوَّدَ عِبادَهُ قَبولَ الإِنابَةِ،ویا مَنِ استَصلَحَ فاسِدَهُم بِالتَّوبَةِ،ویا مَن رَضِیَ مِن فِعلِهِم بِالیَسیرِ،ویا مَن کافی قَلیلَهُم بِالکَثیرِ،ویا مَن ضَمِنَ لَهُم إجابَةَ الدُّعاءِ،ویا مَن وَعَدَهُم عَلی نَفسِهِ بِتَفَضُّلِهِ حُسنَ الجَزاءِ.
ما أنَا بِأَعصی مَن عَصاکَ فَغَفَرتَ لَهُ،وما أنَا بِأَلوَمِ مَنِ اعتَذَرَ إلَیکَ فَقَبِلتَ مِنهُ،وما أنَا بِأَظلَمِ مَن تابَ إلَیکَ فَعُدتَ عَلَیهِ.
أتوبُ إلَیکَ فی مَقامی هذا تَوبَةَ نادِمٍ عَلی ما فَرَطَ مِنهُ،مُشفِقٍ مِمَّا اجتَمَعَ عَلَیهِ،خالِصِ الحَیاءِ مِمّا وَقَعَ فیهِ،عالِمٍ بِأَنَّ العَفوَ عَنِ الذَّنبِ العَظیمِ لا یَتَعاظَمُکَ،وأَنَّ التَّجاوُزَ عَنِ الإِثمِ الجَلیلِ لا یَستَصعِبُکَ،وأَنَّ احتِمالَ الجِنایاتِ الفاحِشَةِ لا یَتَکَأَّدُکَ (1)،وأَنَّ أحَبَّ عِبادِکَ إلَیکَ مَن تَرَکَ الاِستِکبارَ عَلَیکَ،وجانَبَ الإِصرارَ،ولَزِمَ الاِستِغفارَ،وأَ نَا أبرَأُ إلَیکَ مِن
ص:198
أن أستَکبِرَ،وأَعوذُ بِکَ مِن أن اصِرَّ،وأَستَغفِرُکَ لِما قَصَّرتُ فیهِ،وأَستَعینُ بِکَ عَلی ما عَجَزتُ عَنهُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وهَب لی ما یَجِبُ عَلَیَّ لَکَ،وعافِنی مِمّا أستَوجِبُهُ مِنکَ، وأَجِرنی مِمّا یَخافُهُ أهلُ الإِساءَةِ،فَإِنَّکَ مَلِیءٌ بِالعَفوِ،مَرجُوٌّ لِلمَغفِرَةِ،مَعروفٌ بِالتَّجاوُزِ،لَیسَ لِحاجَتی مَطلَبٌ سِواکَ،ولا لِذَنبی غافِرٌ غَیرُکَ،حاشاکَ،ولا أخافُ عَلی نَفسی إلّاإیّاکَ،إنَّکَ أهلُ التَّقوی وأَهلُ المَغفِرَةِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاقضِ حاجَتی،وأَنجِح طَلِبَتی،وَاغفِر ذَنبی،وآمِن خَوفَ نَفسی،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ، وذلِکَ عَلَیکَ یَسیرٌ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (1)
266.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعاءٍ لَهُ إذَا استَقالَ مِن ذُنوبِهِ،أو تَضَرَّعَ فی طَلَبِ العَفوِ عَن عُیوبِهِ-:
اللّهُمَّ یا مَن بِرَحمَتِهِ یَستَغیثُ المُذنِبونَ،ویا مَن إلی ذِکرِ إحسانِهِ یَفزَعُ المُضطَرُّونَ، ویا مَن لِخِیفَتِهِ یَنتَحِبُ الخاطِئونَ،یا انسَ کُلِّ مُستَوحِشٍ غَریبٍ،ویا فَرَجَ کُلِّ مَکروبٍ کَئیبٍ،ویا غَوثَ کُلِّ مَخذولٍ فَریدٍ،ویا عَضُدَ کُلِّ مُحتاجٍ طَریدٍ.
أنتَ الَّذی وَسِعتَ کُلَّ شَیءٍ رَحمَةً وعِلماً،وأَنتَ الَّذی جَعَلتَ لِکُلِّ مَخلوقٍ فی نِعَمِکَ سَهماً،وأَنتَ الَّذی عَفوُهُ أعلی مِن عِقابِهِ،وأَنتَ الَّذی تَسعی رَحمَتُهُ أمامَ غَضَبِهِ،وأَنتَ الَّذی عَطاؤُهُ أکثَرُ مِن مَنعِهِ،وأَنتَ الَّذِی اتَّسَعَ الخَلائِقُ کُلُّهُم فی وُسعِهِ،وأَنتَ الَّذی لا یَرغَبُ فی جَزاءِ مَن أعطاهُ،وأَنتَ الَّذی لا یُفرِطُ فی عِقابِ مَن عَصاهُ.
وأَ نَا-یا إلهی-عَبدُکَ الَّذی أمَرتَهُ بِالدُّعاءِ فَقالَ:لَبَّیکَ وسَعدَیکَ،ها أنَا ذا،یا رَبِّ، مَطروحٌ بَینَ یَدَیکَ،أنَا الَّذی أوقَرَتِ (2)الخَطایا ظَهرَهُ،وأَ نَا الَّذی أفنَتِ الذُّنوبُ عُمُرَهُ،
ص:199
وأَ نَا الَّذی بِجَهلِهِ عَصاکَ،ولَم تَکُن أهلاً مِنهُ لِذاکَ.
هَل أنتَ-یا إلهی-راحِمٌ مَن دَعاکَ فَاُبلِغَ فِی الدُّعَاءِ،أم أنتَ غافِرٌ لِمَن بَکاکَ فَاُسرِعَ فِی البُکاءِ،أم أنتَ مُتَجاوِزٌ عَمَّن عَفَّرَ لَکَ وَجهَهُ تَذَلُّلاً،أم أنتَ مُغنٍ مَن شَکا إلَیکَ فَقرَهُ تَوَکُّلاً.
إلهی،لا تُخَیِّب مَن لا یَجِدُ مُعطِیاً غَیرَکَ،ولا تَخذُل مَن لا یَستَغنی عَنکَ بِأَحَدٍ دونَکَ.
إلهی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تُعرِض عَنّی وقَد أقبَلتُ عَلَیکَ،ولا تَحرِمنی وقَد رَغِبتُ إلَیکَ،ولا تَجبَهنی بِالرَّدِّ وقَدِ انتَصَبتُ بَینَ یَدَیکَ.
أنتَ الَّذی وَصَفتَ نَفسَکَ بِالرَّحمَةِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَارحَمنی،وأَنتَ الَّذی سَمَّیتَ نَفسَکَ بِالعَفوِ فَاعفُ عَنّی.
قَد تَری-یا إلهی-فَیضَ دَمعی مِن خِیفَتِکَ،ووَجیبَ قَلبی مِن خَشیَتِکَ،وَانتِفاضَ جَوارِحی مِن هَیبَتِکَ،کُلُّ ذلِکَ حَیاءٌ مِنکَ لِسوءِ عَمَلی،ولِذاکَ خَمَدَ صَوتی عَنِ الجَأرِ (1)إلَیکَ،وکَلَّ لِسانی عَن مُناجاتِکَ.یا إلهی فَلَکَ الحَمدُ،فَکَم مِن عائِبَةٍ سَتَرتَها عَلَیَّ فَلَم تَفضَحنی،وکَم مِن ذَنبٍ غَطَّیتَهُ عَلَیَّ فَلَم تَشهَرنی،وکَم مِن شائِبَةٍ (2)ألمَمتُ بِها فَلَم تَهتِک عَنّی سِترَها،ولَم تُقَلِّدنی مَکروهَ شَنارِها (3)،ولَم تُبدِ سَوءاتِها لِمَن یَلتَمِسُ مَعایِبی مِن جِیرَتی،وحَسَدَةِ نِعمَتِکَ عِندی،ثُمَّ لَم یَنهَنی ذلِکَ عَن أن جَرَیتُ إلی سوءِ ما عَهِدتَ مِنّی.
فَمَن أجهَلُ مِنّی-یا إلهی-بِرُشدِهِ،ومَن أغفَلُ مِنّی عَن حَظِّهِ،ومَن أبعَدُ مِنّی مِنِ استِصلاحِ نَفسِهِ حینَ انفِقُ ما أجرَیتَ عَلَیَّ مِن رِزقِکَ فیما نَهَیتَنی عَنهُ مِن مَعصِیَتِکَ،ومَن أبعَدُ غَوراً فِی الباطِلِ،وأَشَدُّ إقداماً عَلَی السُّوءِ مِنّی حینَ أقِفُ بَینَ دَعوَتِکَ ودَعوَةِ الشَّیطانِ،فَأَتَّبِعُ دَعوَتَهُ عَلی غَیرِ عَمیً مِنّی فی مَعرِفَةٍ بِهِ ولا نِسیانٍ مِن حِفظی لَهُ،وأَ نَا
ص:200
حینَئِذٍ موقِنٌ بِأَنَّ مُنتَهی دَعوَتِکَ إلَی الجَنَّةِ،ومُنتَهی دَعوَتِهِ إلَی النّارِ.
سُبحانَکَ،ما أعجَبَ ما أشهَدُ بِهِ عَلی نَفسی،واُعَدِّدُهُ مِن مَکتومِ أمری،وأَعجَبُ مِن ذلِکَ أناتُکَ عَنّی،وإبطاؤُکَ عَن مُعاجَلَتی،ولَیسَ ذلِکَ مِن کَرَمی عَلَیکَ،بَل تَأَنِّیاً مِنکَ لی، وتَفَضُّلاً مِنکَ عَلَیَّ لِأَن أرتَدِعَ عَن مَعصِیَتِکَ المُسخِطَةِ،واُقلِعَ عَن سَیِّئاتِیَ المُخلِقَةِ،ولِأَنَّ عَفوَکَ عَنّی أحَبُّ إلَیکَ مِن عُقوبَتی.بَل أنَا-یا إلهی-أکثَرُ ذُنوباً،وأَقبَحُ آثاراً،وأَشنَعُ أفعالاً،وأَشَدُّ فِی الباطِلِ تَهَوُّراً،وأَضعَفُ عِندَ طاعَتِکَ تَیَقُّظاً،وأَقَلُّ لِوَعیدِکَ انتِباهاً وَارتِقاباً مِن أن احصِیَ لَکَ عُیوبی،أو أقدِرَ عَلی ذِکرِ ذُنوبی.
وإنَّما اوَبِّخُ بِهذا نَفسی طَمَعاً فی رَأفَتِکَ الَّتی بِها صَلاحُ أمرِ المُذنِبینَ،ورَجاءً لِرَحمَتِکَ الَّتی بِها فَکاکُ رِقابِ الخاطِئینَ.
اللّهُمَّ وهذِهِ رَقَبَتی قَد أرَقَّتهَا الذُّنوبُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَعتِقها بِعَفوِکَ،وهذا ظَهری قَد أثقَلَتهُ الخَطایا،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وخَفِّف عَنهُ بِمَنِّکَ.
یا إلهی،لَو بَکَیتُ إلَیکَ حَتّی تَسقُطَ أشفارُ عَینَیَّ،وَانتَحَبتُ حَتّی یَنقَطِعَ صَوتی، وقُمتُ لَکَ حَتّی تَتَنَشَّرَ قَدَمایَ،ورَکَعتُ لَکَ حَتّی یَنخَلِعَ صُلبی،وسَجَدتُ لَکَ حَتّی تَتَفَقَّأَ (1)حَدَقَتایَ،وأَکَلتُ تُرابَ الأَرضِ طولَ عُمُری،وشَرِبتُ ماءَ الرَّمادِ آخِرَ دَهری، وذَکَرتُکَ فی خِلالِ ذلِکَ حَتّی یَکِلَّ لِسانی،ثُمَّ لَم أرفَع طَرفی إلی آفاقِ السَّماءِ استِحیاءً مِنکَ،مَا استَوجَبتُ بِذلِکَ مَحوَ سَیِّئَةٍ واحِدَةٍ مِن سَیِّئاتی.
وإن کُنتَ تَغفِرُ لی حینَ أستَوجِبُ مَغفِرَتَکَ،وتَعفو عَنّی حینَ أستَحِقُّ عَفوَکَ،فَإِنَّ ذلِکَ غَیرُ واجِبٍ لی بِاستِحقاقٍ،ولا أنَا أهلٌ لَهُ بِاستیجابٍ،إذ کانَ جَزائی مِنکَ فی أوَّلِ ما عَصَیتُکَ النّارَ،فَإِن تُعَذِّبنی فَأَنتَ غَیرُ ظالِمٍ لی.
إلهی،فَإِذ قَد تَغَمَّدتَنی بِسِترِکَ فَلَم تَفضَحنی،وتَأَ نَّیتَنی بِکَرَمِکَ فَلَم تُعاجِلنی،
ص:201
وحَلُمتَ عَنّی بِتَفَضُّلِکَ فَلَم تُغَیِّر نِعمَتَکَ عَلَیَّ،ولَم تُکَدِّر مَعروفَکَ عِندی،فَارحَم طولَ تَضَرُّعی وشِدَّةَ مَسکَنَتی،وسوءَ مَوقِفی.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وقِنی مِنَ المَعاصی،وَاستَعمِلنی بِالطّاعَةِ،وَارزُقنی حُسنَ الإِنابَةِ،وطَهِّرنی بِالتَّوبَةِ،وأَیِّدنی بِالعِصمَةِ،وَاستَصلِحنی بِالعافِیَةِ،وأَذِقنی حَلاوَةَ المَغفِرَةِ،وَاجعَلنی طَلیقَ عَفوِکَ،وعَتیقَ رَحمَتِکَ،وَاکتُب لی أماناً مِن سُخطِکَ،وبَشِّرنی بِذلِکَ فِی العاجِلِ دونَ الآجِلِ،بُشری أعرِفُها،وعَرِّفنی فیهِ عَلامَةً أتَبَیَّنُها،إنَّ ذلِکَ لا یَضیقُ عَلَیکَ فی وُسعِکَ،ولا یَتَکَأَّدُکَ فی قُدرَتِکَ،ولا یَتَصَعَّدُکَ فی أنَاتِکَ،ولا یَؤُودُکَ (1)فی جَزیلِ هِباتِکَ الَّتی دَلَّت عَلَیها آیاتُکَ،إنَّکَ تَفعَلُ ما تَشاءُ،وتَحکُمُ ما تُریدُ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)
267.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعاءٍ لَهُ فی ذِکرِ التَّوبَةِ وطَلَبِها:
اللّهُمَّ یا مَن لا یَصِفُهُ نَعتُ الواصِفینَ،ویا مَن لا یُجاوِزُهُ رَجاءُ الرّاجینَ،ویا مَن لا یَضیعُ لَدَیهِ أجرُ المُحسِنینَ،ویا مَن هُوَ مُنتَهی خَوفِ العابِدینَ،ویا مَن هُوَ غایَةُ خَشیَةِ المُتَّقینَ،هذا مَقامُ مَن تَداوَلَتهُ أیدِی الذُّنوبِ،وقادَتهُ أزِمَّةُ الخَطایا،وَاستَحوَذَ عَلَیهِ الشَّیطانُ،فَقَصَّرَ عَمّا أمَرتَ بِهِ تَفریطاً،وتَعاطی ما نَهَیتَ عَنهُ تَغریراً،کَالجاهِلِ بِقُدرَتِکَ عَلَیهِ،أو کَالمُنکِرِ فَضلَ إحسانِکَ إلَیهِ،حَتّی إذَا انفَتَحَ لَهُ بَصَرُ الهُدی،وتَقَشَّعَت عَنهُ سَحائِبُ العَمی،أحصَی ما ظَلَمَ بِهِ نَفسَهُ،وفَکَّرَ فیما خالَفَ بِهِ رَبَّهُ،فَرَأی کَبیرَ عِصیانِهِ کَبیراً،وجَلیلَ مُخالَفَتِهِ جَلیلاً،فَأَقبَلَ نَحوَکَ مُؤَمِّلاً لَکَ مُستَحیِیاً مِنکَ،ووَجَّهَ رَغبَتَهُ إلَیکَ ثِقَةً بِکَ،فَأَمَّکَ بِطَمَعِهِ یَقیناً،وقَصَدَکَ بِخَوفِهِ إخلاصاً،قَد خَلا طَمَعُهُ مِن کُلِّ مَطموعٍ فیهِ غَیرِکَ،وأَفرَخَ رَوعُهُ مِن کُلِّ مَحذورٍ مِنهُ سِواکَ،فَمَثَلَ بَینَ یَدَیکَ مُتَضَرِّعاً، وغَمَّضَ بَصَرَهُ إلَی الأَرضِ مُتَخَشِّعاً،وطَأطَأَ رَأسَهُ لِعِزَّتِکَ مُتَذَلِّلاً،وأَبَثَّکَ مِن سِرِّهِ ما أنتَ
ص:202
أعلَمُ بِهِ مِنهُ خُضوعاً،وعَدَّدَ مِن ذُنوبِهِ ما أنتَ أحصی لَها خُشوعاً،وَاستَغاثَ بِکَ مِن عَظیمِ ما وَقَعَ بِهِ فی عِلمِکَ،وقَبیحِ ما فَضَحَهُ فی حُکمِکَ،مِن ذُنوبٍ أدبَرَت لَذّاتُها فَذَهَبَت،وأَقامَت تَبِعاتُها فَلَزِمَت.
لا یُنکِرُ-یا إلهی-عَدلَکَ إن عاقَبتَهُ،ولا یَستَعظِمُ عَفوَکَ إن عَفَوتَ عَنهُ ورَحِمتَهُ، لِأَ نَّکَ الرَّبُّ الکَریمُ الَّذی لا یَتَعاظَمُهُ غُفرانُ الذَّنبِ العَظیمِ.
اللّهُمَّ فَها أنَا ذا قَد جِئتُکَ مُطیعاً لِأَمرِکَ فیما أمَرتَ بِهِ مِنَ الدُّعاءِ،مُتَنَجِّزاً وَعدَکَ فیما وَعَدتَ بِهِ مِنَ الإِجابَةِ،إذ تَقولُ: ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ (1).
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَالقَنی بِمَغفِرَتِکَ کَما لَقیتُکَ بِإِقراری،وَارفَعنی عَن مَصارِعِ الذُّنوبِ کَما وَضَعتُ لَکَ نَفسی،وَاستُرنی بِسِترِکَ کَما تَأَ نَّیتَنی عَنِ الانتِقامِ مِنّی.
اللّهُمَّ وثَبِّت فی طاعَتِکَ نِیَّتی،وأَحکِم فی عِبادَتِکَ بَصیرَتی،ووَفِّقنی مِنَ الأَعمالِ لِما تَغسِلُ بِهِ دَنَسَ الخَطایا عَنّی،وتَوَفَّنی عَلی مِلَّتِکَ ومِلَّةِ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ عَلَیهِ السَّلامُ إذا تَوَفَّیتَنی.
اللّهُمَّ إنّی أتوبُ إلَیکَ فی مَقامی هذا مِن کَبائِرِ ذُنوبی وصَغائِرِها،وبَواطِنِ سَیِّئاتی وظَواهِرِها،وسَوالِفِ زَلّاتی وحَوادِثِها،تَوبَةَ مَن لا یُحَدِّثُ نَفسَهُ بِمَعصِیَةٍ،وَ لا یُضمِرُ أن یَعودَ فی خَطیئَةٍ.
وقَد قُلتَ یا إلهی فی مُحکَمِ کِتابِکَ:إنَّکَ تَقبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبادِکَ،وتَعفو عَنِ السَّیِّئاتِ، وتُحِبُّ التَّوّابینَ،فَاقبَل تَوبَتی کَما وَعَدتَ،وَاعفُ عَن سَیِّئاتی کَما ضَمِنتَ،وأَوجِب لی مَحَبَّتَکَ کَما شَرَطتَ.
ولَکَ یا رَبِّ شَرطی ألّا أعودَ فی مَکروهِکَ،وضَمانی أن لا أرجِعَ فی مَذمومِکَ، وعَهدی أن أهجُرَ جَمیعَ مَعاصیکَ.
ص:203
اللّهُمَّ إنَّکَ أعلَمُ بِما عَمِلتُ فَاغفِر لی ما عَلِمتَ،وَاصرِفنی بِقُدرَتِکَ إلی ما أحبَبتَ.
اللّهُمَّ وعَلَیَّ تَبِعاتٌ قَد حَفِظتُهُنَّ،وتَبِعاتٌ قَد نَسیتُهُنَّ،وکُلُّهُنَّ بِعَینِکَ الَّتی لا تَنامُ، وعِلمِکَ الَّذِی لا یَنسی،فَعَوِّض مِنها أهلَها،وَاحطُط عَنّی وِزرَها،وخَفِّف عَنّی ثِقلَها، وَاعصِمنی مِن أن اقارِفَ مِثلَها.
اللّهُمَّ وإنَّهُ لا وَفاءَ لی بِالتَّوبَةِ إلّابِعِصمَتِکَ،ولَا استِمساکَ بی عَنِ الخَطایا إلّاعَن قُوَّتِکَ، فَقَوِّنی بِقُوَّةٍ کافِیَةٍ،وتَوَلَّنی بِعِصمَةٍ مانِعَةٍ.
اللّهُمَّ أیُّما عَبدٍ تابَ إلَیکَ وهُوَ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ فاسِخٌ لِتَوبَتِهِ،وعائِدٌ فی ذَنبِهِ وخَطیئَتِهِ،فَإِنّی أعوذُ بِکَ أن أکونَ کَذلِکَ،فَاجعَل تَوبَتی هذِهِ تَوبَةً لا أحتاجُ بَعدَها إلی تَوبَةٍ،تَوبَةً موجِبَةً لِمَحوِ ما سَلَفَ،وَالسَّلامَةِ فیما بَقِیَ.
اللّهُمَّ إنّی أعتَذِرُ إلَیکَ مِن جَهلی،وأَستَوهِبُکَ سوءَ فِعلی،فَاضمُمنی إلی کَنَفِ رَحمَتِکَ تَطَوُّلاً،وَاستُرنی بِسِترِ عافِیَتِکَ تَفَضُّلاً.
اللّهُمَّ وإنّی أتوبُ إلَیکَ مِن کُلِّ ما خالَفَ إرادَتَکَ،أو زالَ عَن مَحَبَّتِکَ مِن خَطَراتِ قَلبی،ولَحَظاتِ عَینی،وحِکایاتِ لِسانی،تَوبَةً تَسلَمُ بِها کُلُّ جارِحَةٍ عَلی حِیالِها مِن تَبِعاتِکَ،وتَأمَنُ مِمّا یَخافُ المُعتَدونَ مِن ألیمِ سَطَواتِکَ.
اللّهُمَّ فَارحَم وَحدَتی بَینَ یَدَیکَ،ووَجیبَ قَلبی مِن خَشیَتِکَ،وَاضطِرابَ أرکانی مِن هَیبَتِکَ،فَقَد أقامَتنی یا رَبِّ ذُنوبی مَقامَ الخِزیِ بِفِنائِکَ،فَإِن سَکَتُّ لَم یَنطِق عَنّی أحَدٌ،وإن شَفَعتُ فَلَستُ بِأَهلِ الشَّفاعَةِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وشَفِّع فی خَطایایَ کَرَمَکَ،وعُد عَلی سَیِّئاتی بِعَفوِکَ،ولا تَجزِنی جَزائی مِن عُقوبَتِکَ،وَابسُط عَلَیَّ طَولَکَ،وجَلِّلنی بِسِترِکَ،وَافعَل بی فِعلَ عَزیزٍ تَضَرَّعَ إلَیهِ عَبدٌ ذَلیلٌ فَرَحِمَهُ،أو غَنِیٍّ تَعَرَّضَ لَهُ عَبدٌ فَقیرٌ فَنَعَشَهُ.
اللّهُمَّ لا خَفیرَ لِی مِنکَ فَلیَخفُرنی عِزُّکَ،ولا شَفیعَ لی إلَیکَ فَلیَشفَع لی فَضلُکَ،وقَد
ص:204
أوجَلَتنی خَطایایَ فَلیُؤمِنّی عَفوُکَ.
فَما کُلُّ ما نَطَقتُ بِهِ عَن جَهلٍ مِنّی بِسوءِ أثَری،ولا نِسیانٍ لِما سَبَقَ مِن ذَمیمِ فِعلی، لکِن لِتَسمَعَ سَماؤُکَ ومَن فیها وأَرضُکَ ومَن عَلَیها ما أظهَرتُ لَکَ مِنَ النَّدَمِ،وَ لَجَأتُ إلَیکَ فیهِ مِنَ التَّوبَةِ.
فَلَعَلَّ بَعضَهُم بِرَحمَتِکَ یَرحَمُنی لِسوءِ مَوقِفی،أو تُدرِکُهُ الرِّقَّةُ عَلَیَّ لِسوءِ حالی، فَیَنالَنی مِنهُ بِدَعوَةٍ هِیَ أسمَعُ لَدَیکَ مِن دُعائی،أو شَفاعَةٍ أوکَدُ عِندَکَ مِن شَفاعَتی،تَکونُ بِها نَجاتی مِن غَضَبِکَ وفَوزَتی بِرِضاکَ.
اللّهُمَّ إن یَکُنِ النَّدَمُ تَوبَةً إلَیکَ فَأَنَا أندَمُ النّادِمینَ،وإن یَکُنِ التَّرکُ لِمَعصِیَتِکَ إنابَةً فَأَنَا أوَّلُ المُنیبینَ،وإن یَکُنِ الاستِغفارُ حِطَّةً لِلذُّنوبِ فَإِنّی لَکَ مِنَ المُستَغفِرینَ.
اللّهُمَّ فَکَما أمَرتَ بِالتَّوبَةِ،وضَمِنتَ القَبولَ،وحَثَثتَ عَلَی الدُّعاءِ،ووَعَدتَ الإِجابَةَ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاقبَل تَوبَتی،ولا تَرجِعنی مَرجِعَ الخَیبَةِ مِن رَحمَتِکَ،إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ عَلَی المُذنِبینَ،وَالرَّحیمُ لِلخاطِئینَ المُنیبینَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،کَما هَدَیتَنا بِهِ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،کَمَا استَنقَذتَنا بِهِ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،صَلاةً تَشفَعُ لَنا یَومَ القیامَةِ ویَومَ الفاقَةِ إلَیکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وهُوَ عَلَیکَ یَسیرٌ. (1)
268.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الاِعتِذارِ مِن تَبِعاتِ العِبادِ ومِنَ التَّقصیرِ فی حُقوقِهِم وفی فَکاکِ رَقَبَتِهِ مِنَ النّارِ-:
اللّهُمَّ إنّی أعتَذِرُ إلَیکَ مِن مَظلومٍ ظُلِمَ بِحَضرَتی فَلَم أنصُرهُ،ومِن مَعرُوفٍ اسدِیَ إلَیَّ فَلَم أشکُرهُ،ومِن مُسیءٍ اعتَذَرَ إلَیَّ فَلَم أعذِرهُ،ومِن ذِی فاقَةٍ سَأَلَنی فَلَم اوثِرهُ،ومِن حَقِّ ذِی حَقٍّ لَزِمَنی لِمُؤمِنٍ فَلَم اوَفِّرهُ،ومِن عَیبِ مُؤمِنٍ ظَهَرَ لی فَلَم أستُرهُ،ومِن کُلِّ إثمٍ عَرَضَ
ص:205
لی فَلَم أهجُرهُ.
أعتَذِرُ إلَیکَ یا إلهی مِنهُنَّ ومِن نَظائِرِهِنَّ اعتِذارَ نَدامَةٍ یَکونُ واعِظاً لِما بَینَ یَدَیَّ مِن أشباهِهِنَّ.
فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل نَدامَتی عَلی ما وَقَعتُ فیهِ مِنَ الزَّلّاتِ،وعَزمی عَلی تَرکِ ما یَعرِضُ لی مِنَ السَّیِّئاتِ،تَوبَةً توجِبُ لی مَحَبَّتَکَ،یا مُحِبَّ التَّوَّابینَ. (1)
269.عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ التّائِبینَ-:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! ألبَسَتنِی الخَطایا ثَوبَ مَذَلَّتی،وجَلَّلَنِی التَّباعُدُ مِنکَ لِباسَ مَسکَنَتی،وأَماتَ قَلبی عَظیمُ جِنایَتی،فَأَحیِهِ بِتَوبَةٍ مِنکَ یا أمَلی وبُغیَتی،ویا سُؤلی ومُنیَتی،فَوَعِزَّتِکَ ما أجِدُ لِذُنوبی سِواکَ غافِراً،ولا أری لِکَسری غَیرَکَ جابِراً، وقَد خَضَعتُ بِالإِنابَةِ إلَیکَ،وعَنَوتُ بِالاِستِکانَةِ (2)لَدَیکَ،فَإِن طَرَدتَنی مِن بابِکَ فَبِمَن ألوذُ؟وإن رَدَدتَنی عَن جَنابِکَ فَبِمَن أعوذُ؟فَوا أسَفا مِن خَجلَتی وَافتِضاحی،ووا لَهفا مِن سوءِ عَمَلی وَاجتِراحی.
أسأَ لُکَ یا غافِرَ الذَّنبِ الکَبیرِ،ویا جابِرَ العَظمِ الکَسیرِ،أن تَهَبَ لی موبِقاتِ الجَرائِرِ،وتَستُرَ عَلَیَّ فاضِحاتِ السَّرائِرِ،ولا تُخلِنی فی مَشهَدِ القِیامَةِ مِن بَردِ عَفوِکَ وغَفرِکَ،ولا تُعرِنی مِن جَمیلِ صَفحِکَ وسَترِکَ.
إلهی ! ظَلِّل عَلی ذُنوبی غَمامَ رَحمَتِکَ،وأَرسِل عَلی عُیوبی سَحابَ رَأفَتِکَ.
إلهی ! هَل یَرجِعُ العَبدُ الآبِقُ (3)إلّاإلی مَولاهُ،أم هَل یُجیرُهُ مِن سَخَطِهِ أحَدٌ سِواهُ.
إلهی ! إن کانَ النَّدَمُ عَلَی الذَّنبِ تَوبَةً،فَإِنّی وعِزَّتِکَ مِنَ النّادِمینَ،وإن کانَ الاِستِغفارُ
ص:206
مِنَ الخَطیئَةِ حِطَّةً فَإِنّی لَکَ مِنَ المُستَغفِرینَ،لَکَ العُتبی حَتّی تَرضی.
إلهی ! بِقُدرَتِکَ عَلَیَّ تُب عَلَیَّ،وبِحِلمِکَ عَنِّی اعفُ عَنّی،وبِعِلمِکَ بی ارفُق بی.
إلهی ! أنتَ الَّذی فَتَحتَ لِعِبادِکَ باباً إلی عَفوِکَ سَمَّیتَهُ التَّوبَةَ،فَقُلتَ: تُوبُوا إِلَی اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً (1)فَما عُذرُ مَن أغفَلَ دُخولَ البابِ بَعدَ فَتحِهِ؟
إلهی ! إن کانَ قَبُحَ الذَّنبُ مِن عَبدِکَ،فَلیَحسُنِ العَفوُ مِن عِندِکَ.
إلهی ! ما أنَا بِأَوَّلِ مَن عَصاکَ فَتُبتَ عَلَیهِ،وتَعَرَّضَ لِمَعروفِکَ فَجُدتَ عَلَیهِ،یا مُجیبَ المُضطَرِّ،یا کاشِفَ الضُّرِّ،یا عَظیمَ البِرِّ،یا عَلیماً بِما فِی السِّرِّ،یا جَمیلَ السَّترِ، استَشفَعتُ بِجودِکَ وکَرَمِکَ إلَیکَ،وتَوَسَّلتُ بِحَنانِکَ وتَرَحُّمِکَ لَدَیکَ،فَاستَجِب دُعائی، ولا تُخَیِّب فیکَ رَجائی،وتَقَبَّل تَوبَتی،وکَفِّر خَطیئَتی،بِمَنِّکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)
راجع:ص237 ح 293 وص 331 (دعوات الاستغفار) وص 384 (طلب عفو اللّه).
270.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ الشّاکینَ-:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! إلَیکَ أشکو نَفساً بِالسّوءِ أمّارَةً،وإلَی الخَطیئَةِ مُبادِرَةً،وبِمَعاصیکَ مُولَعَةً،وبِسَخَطِکَ مُتَعَرِّضَةً،تَسلُکُ بی مَسالِکَ المَهالِکِ،تَجعَلُنی عِندَکَ أهوَنَ هالِکٍ،کَثیرَةَ العِلَلِ،طَویلَةَ الأَمَلِ،إن مَسَّهَا الشَّرُّ تَجزَعُ،وإن مَسَّهَا الخَیرُ تَمنَعُ،مَیّالَةً إلَی اللَّعِبِ وَاللَّهوِ،مَملُوَّةً بِالغَفلَةِ وَالسَّهوِ،تُسرِعُ بی إلَی الحَوبَةِ (3)،وتُسَوِّفُنی
ص:207
بِالتَّوبَةِ.
إلهی ! أشکو إلَیکَ عَدُوّاً یُضِلُّنی،وشَیطاناً یُغوینی،قَد مَلَأَ بِالوَسواسِ صَدری، وأَحاطَت هَواجِسُهُ بِقَلبی،یُعاضِدُ لِیَ الهَوی،ویُزَیِّنُ لی حُبَّ الدُّنیا،ویَحولُ بَینی وبَینَ الطّاعَةِ وَالزُّلفی. (1)
إلهی ! إلَیکَ أشکو قَلباً قاسِیاً،مَعَ الوَسواسِ مُتَقَلِّباً،وبِالرَّینِ (2)وَالطَّبعِ مُتَلَبِّساً،وعَیناً عَنِ البُکاءِ مِنَ خَوفِکَ جامِدَةً،وإلی ما یَسُرُّها طامِحَةً.
إلهی ! لا حَولَ لی ولا قُوَّةَ إلّابِقُدرَتِکَ،ولا نَجاةَ لی مِن مَکارِهِ الدُّنیا إلّابِعِصمَتِکَ، فَأَسأَ لُکَ بِبَلاغَةِ حِکمَتِکَ،ونَفاذِ مَشِیَّتِکَ،أن لا تَجعَلَنی لِغَیرِ جودِکَ مُتَعَرِّضاً،ولا تُصَیِّرَنی لِلفِتَنِ غَرَضاً،وکُن لی عَلَی الأَعداءِ ناصِراً،وعَلَی المَخازی وَالعُیوبِ ساتِراً،ومِنَ البَلایا واقِیاً،وعَنِ المَعاصی عاصِماً،بِرَأفَتِکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)
271.الزهد لابن حنبل عن سالم بن عبد اللّه: کانَ مِن دُعاءِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ ارزُقنی عَینَینِ هَطّالَتَینِ یَبکِیانِ بِذُروفِ الدُّموعِ،ویَشفِیانِ مِن خَشیَتِکَ،قَبلَ أن تَکونَ الدُّموعُ دَماً،وَالأَضراسُ جَمراً. (4)
ص:208
272.الإمام علیّ علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی مَسجِدِ جُعفِیٍّ-:
إلهی ! لَو لَم تَهدِنی إلَی الإِسلامِ مَا اهتَدَیتُ،ولَو لَم تَرزُقنِی الإِیمانَ بِکَ ما آمَنتُ،ولَو لَم تُطلِق لِسانی بِدُعائِکَ ما دَعَوتُ،ولَو لَم تُعَرِّفنی حَلاوَةَ مَعرِفَتِکَ ما عَرَفتُ،إلهی إن أقعَدَنِی التَّخَلُّفُ عَنِ السَّبقِ مَعَ الأَبرارِ،فَقَد أقامَتنِی الثِّقَةُ بِکَ عَلی مَدارِجِ الأَخیارِ.
إلهی ! قَلبٌ حَشَوتَهُ مِن مَحَبَّتِکَ فی دارِ الدُّنیا،کَیفَ تُسَلِّطُ عَلَیهِ ناراً تُحرِقُهُ فی لَظی (1)،إلهی ! کُلُّ مَکروبٍ (2)إلَیکَ یَلتَجی،وکُلُّ مَحرومٍ لَکَ یَرتَجی. (3)
273.الإمام علیّ علیه السلام:
اللّهُمَّ إنَّکَ ابتَدَأتَنی بِالنِّعَمِ ولَم أستَوجِبها مِنکَ بِعَمَلٍ ولا شُکرٍ،وخَلَقتَنی ولَم أکُ شَیئاً،سَوَّیتَ خَلقی،وصَوَّرتَنی فَأَحسَنتَ صورَتی،وغَذَوتَنی بِرِزقِکَ جَنیناً،وغَذَوتَنی طِفلاً،وغَذَوتَنی بِهِ کَبیراً،ونَقَلتَنی مِن حالِ ضُعفٍ إلی حالِ قُوَّةٍ،ومِن حالِ جَهلٍ إلی حالِ عِلمٍ،ومِن حالِ فَقرٍ إلی حالِ غِنیً،وکُنتَ فی ذلِکَ رَحیماً رَفیقاً بی،تُبَدِّلُنی صِحَّةً بِسَقَمٍ،وجِدَةً (4)بِعُدمٍ،ونُطقاً بِبَکَمٍ،وسَمعاً بِصَمَمٍ،وراحَةً بِتَعَبٍ،وفَهماً بِعِیٍّ (5)،وعِلماً بِجَهلٍ ونُعمی بِبُؤسٍ.
حَتّی إذا أطلَقتَنی مِن عِقالٍ،وهَدَیتَنی مِن ضَلالٍ،فَاهتَدَیتُ لِدینِکَ إذ هَدَیتَنی،
ص:209
وحَفِظتَنی وکَنَفتَنی وکَفَیتَنی،ودافَعتَ عَنّی وقَوَّیتَ،فَتَظاهَرَت نِعَمُکَ عَلَیَّ،وتَمَّ إحسانُکَ إلَیَّ،وکَمُلَ مَعروفُکَ لَدَیَّ،بَلَوتَ خَبَری،فَظَهَرَ لَکَ قِلَّةُ شُکری،وَالجُرأَةُ عَلَیکَ مِنّی،مَعَ العِصیانِ لَکَ،فَحَلُمتَ عَنّی،ولَم تُؤاخِذنی بِجَریرَتی،ولَم تَهتِک سِتری،ولَم تُبدِ لِلمَخلوقینَ عَورَتی،بَل أخَّرتَنی ومَهَّلتَنی وأَنقَذتَنی،فَأَنَا أتَقَلَّبُ فی نَعمائِکَ،مُقیمٌ عَلی مَعاصیکَ،اُکاتِمُ بِها مِنَ العاصینَ وأَنتَ مُطَّلِعٌ عَلَیها مِنّی،کَأَنَّکَ أهوَنُ المُطَّلِعینَ عَلی قَبیحِ عَمَلی،وکَأَنَّهُم مُحاسِبونَ عَلَیها دونَکَ.
یا إلهی ! فَأَیَّ نِعَمِکَ أشکُرُ؟مَا ابتَدَأتَنی مِنها بِلَا استِحقاقٍ،أو حِلمَکَ عَنّی بِإِدامَةِ النِّعَمِ،وزِیادَتَکَ إیّایَ کَأَنّی مِنَ المُحسِنینَ الشّاکِرینَ،ولَستُ مِنهُم !
إلهی ! فَلَم یَنقَضِ عَجَبی مِن نَفسی،ومِن أیِّ اموری کُلِّها لا أعجَبُ؟مِن رَغبَتی عَن طاعَتِکَ عَمداً،أو مِن تَوَجُّهی إلی مَعصِیَتِکَ قَصداً،أو مِن عُکوفی عَلَی الحَرامِ بِما لَو کانَ حَلالاً لَما أقنَعَنی ! فَسُبحانَکَ ما أظهَرَ حُجَّتَکَ عَلَیَّ،وأَقدَمَ صَفحَکَ عَنّی،وأَکرَمَ عَفوَکَ عَمَّنِ استَعانَ بِنِعمَتِکَ عَلی مَعصِیَتِکَ،وتَعَرَّضَ لَکَ عَلی مَعرِفَتِهِ بِشِدَّةِ بَطشِکَ،وصَولَةِ سُلطانِکَ،وسَطوَةِ غَضَبِکَ.
إلهی ! ما أشَدَّ استِحقاقی لِعَذابِکَ إذ بالَغتُ فی إسخاطِکَ،وأَطَعتُ الشَّیطانَ،وأَمکَنتُ هَوایَ مِن عِنانی،وسَلِسَ لَهُ قِیادی،فَلَم أعصِ الشَّیطانَ ولا هَوایَ رَغبَةً فی رِضاکَ،ولا رَهبَةً مِن سَخَطِکَ،فَالوَیلُ لی مِنکَ ثُمَّ الوَیلُ،اُکثِرُ ذِکرَکَ فِی الضَّرّاءِ وأَغفُلُ عَنهُ فِی السَّرّاءِ،وأَخِفُّ فی مَعصِیَتِکَ،وأَثّاقَلُ عَن طاعَتِکَ،مَعَ سُبوغِ نِعمَتِکَ عَلَیَّ،وحُسنِ بَلائِکَ لَدَیَّ،وقِلَّةِ شُکری،بَل لا صَبرَ لی عَلی بَلاءٍ،ولا شُکرَ لی عَلی نَعماءٍ.
إلهی ! فَهذا ثَنائی عَلی نَفسی،وعِلمُکَ بِما حَفِظتَ ونَسیتُ،ومَا استَکَنَّ فی ضَمیری مِمّا قَدُمَ بِهِ عَهدی وحَدَثَ،مِن کَبائِرِ الذُّنوبِ وعَظائِمِ الفَواحِشِ الَّتی جَنَیتُها،أکثَرُ مِمّا نَطَقَ بِهِ لِسانی،وأَتَیتُ بِهِ عَلی نَفسی.
إلهی ! وها أنَا ذا بَینَ یَدَیکَ،مُعتَرِفٌ لَکَ بِخَطایایَ،وهاتانِ یَدایَ سِلمٌ لَکَ،وهذِهِ
ص:210
رَقَبَتی خاضِعَةٌ بَینَ یَدَیکَ لِما جَنَیتُ عَلی نَفسی،أیا حُبَّةَ قَلبی تَقَطَّعَت مِنّی أسبابُ الخَدائِعِ،وَاضمَحَلَّ عَنّی کُلُّ باطِلٍ،وأَسلَمَنِی الخَلقُ،وأَفرَدَنِی الدَّهرُ،فَقُمتُ هذَا المَقامَ، ولَولا ما مَنَنتَ بِهِ عَلَیَّ یا سَیِّدی،ما قَدَرتُ عَلی ذلِکَ.
اللّهُمَّ فَکُن غافِراً لِذَنبی،وراحِماً لِضَعفی،وعافِیاً عَنّی،فَما أولاکَ بِحُسنِ النَّظَرِ لی، وبِعِتقی إذ مَلَکتَ رِقّی،وبِالعَفوِ عَنّی إذ قَدَرتَ عَلَی الاِنتِقامِ مِنّی.
إلهی وسَیِّدی ! أتُراکَ راحِماً تَضَرُّعی،وناظِراً ذُلَّ مَوقِفی بَینَ یَدَیکَ،ووَحشَتی مِنَ النّاسِ،واُنسی بِکَ یا کَریمُ؟لَیتَ شِعری أفی غَفَلاتی مُعرِضٌ أنتَ عَنّی،أم ناظِرٌ إلَیَّ؟بَل لَیتَ شِعری کَیفَ أنتَ صانِعٌ بی ولا أشعُرُ،أتَقولُ-یا مَولایَ-لِدُعائی:نَعَم،أم تَقولُ:
لا؟
فَإِن قُلتَ:نَعَم،فَذلِکَ ظَنّی بِکَ،فَطوبی لی أنَا السَّعیدُ،طوبی لی أنَا المَغبوطُ،طوبی لی أنَا الغَنِیُّ،طوبی لی أنَا المَرحومُ،طوبی لی أنَا المَقبولُ.
وإن قُلتَ یا مَولایَ-وأَعوذُ بِکَ-:لا،فَبِغَیرِ ذلِکَ مَنَّتنی نَفسی،فَیا وَیلی ویا عَویلی، ویا شِقوَتی ویا ذُلّی،ویا خَیبَةَ أمَلی،ویا انقِطاعَ أجَلی ! لَیتَ شِعری،ألِلشَّقاءِ وَلَدَتنی امّی؟فَلَیتَها لَم تَلِدنی،بَل لَیتَ شِعری،ألِلنّارِ رَبَّتنی؟فَلَیتَها لَم تُرَبِّنی.
إلهی ! ما أعظَمَ مَا ابتَلَیتَنی بِهِ،وأَجَلَّ مُصیبَتی،وأَخیَبَ دُعائی،وأَقطَعَ رَجائی، وأَدوَمَ شَقائی إن لَم تَرحَمنی.
إلهی ! لَئِن لَم تَرحَم عَبدَکَ،ومِسکینَکَ وفَقیرَکَ،وسائِلَکَ وراجِیَکَ،فَإِلی مَن،أو کَیفَ،أو ماذا،أو مَن أرجو أن یَعودَ عَلَیَّ حینَ تَرفُضُنی؟یا واسِعَ المَغفِرَةِ،إلهی ! فَلا تَمنَعُکَ کَثرَةُ ذُنوبی،وخَطایای ومَعاصِیَّ،وإسرافی عَلی نَفسی،وَاجتِرائی عَلَیکَ، ودُخولی فیما حَرَّمتَ عَلَیَّ أن تَعودَ بِرَحمَتِکَ عَلی مَسکَنَتی،وبِصَفحِکَ الجَمیلِ عَلی إساءَتی،وبِغُفرانِکَ القَدیمِ عَلی عَظیمِ جُرمی،فَإِنَّکَ تَعفو عَنِ المُسیءِ،وأَ نَا-یا سَیِّدِی-
ص:211
المُسیءُ،وتَغفِرُ لِلمُذنِبِ،وأَ نَا-یا سَیِّدِی-المُذنِبُ،وتَتَجاوَزُ عَنِ المُخطِئِ،وأَ نَا-یا سَیِّدی-مُخطِئٌ،وتَرحَمُ المُسرِفَ،وأَ نَا-یا سَیِّدی-مُسرِفٌ.
أی سَیِّدی،أی سَیِّدی،أی مَولایَ،أی رَجائی،أی مُتَرَحِّمُ،أی مُتَرَئِّفُ،أی مُتَعَطِّفُ،أی مُتَحَنِّنُ،أی مُتَمَلِّکُ،أی مُتَجَبِّرُ،أی مُتَسَلِّطُ،لا عَمَلَ لی أرجو بِهِ نَجاحَ حاجَتی،فَأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ المَخزونِ المَکنونِ،الطُّهرِ الطّاهِرِ المُطَهَّرِ،الَّذی جَعَلتَهُ فی ذلِکَ فَاستَقَرَّ فی عِلمِکَ وغَیبِکَ فَلا یَخرُجُ مِنهُما أبَداً،فَبِکَ یا رَبِّ أسأَ لُکَ،وبِهِ وبِنَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وبِأَخی نَبِیِّکَ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،وبِفاطِمَةَ الطّاهِرَةِ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ سَیِّدَی شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،وبِالأَئِمَّةِ الصّادِقینَ الطّاهِرینَ،الَّذینَ أوجَبتَ حُقوقَهُم،وَافتَرَضتَ طاعَتَهُم وقَرَنتَها بِطاعَتِکَ عَلَی الخَلقِ أجمَعینَ،فَلا شَیءَ لی غَیرُ هذا،ولا أجِدُ أمنَعَ لی مِنهُ.
اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتُ فی مُحکَمِ کِتابِکَ النّاطِقِ،عَلی لِسانِ نَبِیِّکَ الصّادِقِ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ:
فَمَا اسْتَکانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما یَتَضَرَّعُونَ (1)فَها أنَا یا رَبِّ مُستَکینٌ مُتَضَرِّعٌ إلَیکَ،عائِذٌ بِکَ، مُتَوَکِّلٌ عَلَیکَ.
وقُلتَ یا سَیِّدی ومَولایَ: وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُکَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوّاباً رَحِیماً (2)وأَ نَا یا سَیِّدی أستَغفِرُکَ وأَتوبُ وأَبوءُ بِذَنبی، وأَعتَرِفُ بِخَطیئَتی،وأَستَقیلُکَ عَثرَتی،فَهَب لی ما أنتَ بِهِ خَبیرٌ.
وقُلتٌ جَلَّ ثَناؤُکَ وتَقَدَّسَت أسماؤُکَ: یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (3)فَلَبَّیکَ اللّهُمَّ لَبَّیکَ
ص:212
وسَعدَیکَ،وَالخَیرُ فی یَدَیکَ،أنَا یا سَیِّدِی المُسرِفُ عَلی نَفسی،قَد وَقَفتُ مَوقِفَ الأَذِلّاءِ المُذنِبینَ العاصینَ المُتَجَرِّئینَ عَلَیکَ،المُستَخِفّینَ بِوَعدِکَ ووَعیدِکَ،اللّاهینَ عَن طاعَتِکَ وطاعَةِ رَسولِکَ،فَأَیَّ جُرأَةٍ اجتَرَأتُ عَلَیکَ ! وأَیَّ تَغَرُّرٍ غَرَّرتُ بِنَفسی ! فَأَنَا المُقِرُّ بِذَنبِی، المُرتَهَنُ بِعَمَلِی،المُتَحَیِّرُ عَن قَصدِی،المُتَهَوِّرُ فی خَطیئَتِی،الغَریقُ فی بُحورِ ذُنوبِی، المُنقَطَعُ بی،لا أجِدُ لِذُنوبی غافِراً،ولا لِتَوبَتی قابِلاً،ولا لِنِدائی سامِعاً،ولا لِعَثرَتی مُقیلاً،ولا لِعَورَتی ساتِراً،ولا لِدُعائی مُجیباً غَیرَکَ.
یا سَیِّدی،فَلا تَحرِمنی ما جُدتَ بِهِ عَلی مَن أسرَفَ عَلی نَفسِهِ وعَصاکَ ثُمَّ تَرَضّاکَ، ولا تُهلِکنی إن عُذتُ بِکَ ولُذتُ،وأَنَختُ بِفِنائِکَ وَاستَجَرتُ بِکَ.إن دَعوَتُکَ یا مَولایَ فَبِذلِکَ أمَرتَنی وأَنتَ ضَمِنتَ لی،وإن سَأَلتُکَ فَأَعطِنی،وإن طَلَبتُ مِنکَ فَلا تَحرِمنی.
إلهِی ! اغفِر لی وتُب عَلَیَّ وَارضَ عَنّی،وإن لَم تَرضَ عَنّی فَاعفُ عَنّی،فَقَد لا یَرضَی المَولی عَن عَبدِهِ ثُمَّ یَعفو عَنهُ.لَیسَ تُشبِهُ مَسأَلَتی مَسأَلَةَ السُّؤّالِ،لِأَنَّ السّائِلَ إذا سَأَلَ ورُدَّ ومُنِعَ امتَنَعَ ورَجَعَ،وأَ نَا أسأَ لُکَ واُلِحُّ عَلَیکَ بِکَرَمِکَ وجودِکَ وجَنابِکَ،مِن رَدِّ سائِلٍ مُستَعطٍ یَتَعَرَّضُ لِمَعروفِکَ،ویَلتَمِسُ صَدَقَتَکَ،ویُنیخُ بِفِنائِکَ،ویَطرُقُ بابَکَ.
وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ-یا سَیِّدی-لَو طَبَّقَت ذُنوبی بَینَ السَّماءِ وَالأَرضِ،وخَرَقَتِ النُّجومَ، وبَلَغَت أسفَلَ الثَّری،وجاوَزَتِ الأَرَضینَ السّابِعَةَ السُّفلی،وأَوفَت عَلَی الرَّملِ وَالحَصی، ما رَدَّنِی الیَأسُ عَن تَوَقُّعِ غُفرانِکَ،ولا صَرَفَنِی القُنوطُ (1)عَنِ انتِظارِ رِضوانِکَ.
إلهی وسَیِّدی ! دَلَلتَنی عَلی سُؤالِ الجَنَّةِ،وعَرَّفتَنی فیهَا الوَسیلَةَ إلَیکَ،وأَ نَا أتَوَسَّلُ إلَیکَ بِتِلکَ الوَسیلَةِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِم أجمَعینَ،أفَتَدُلُّ عَلی خَیرِکَ ونَوالِکَ السُّؤّالَ،ثُمَّ تَمنَعُهُم وأَنتَ الکَریمُ المَحمودُ فی کُلِّ الأَفعالِ،کَلّا وعِزَّتِکَ یا مَولایَ،إنَّکَ أکرَمُ مِن ذلِکَ وأَوسَعُ فَضلاً.
ص:213
اللّهُمَّ اغفِر لی وَارحَمنی،وَارضَ عَنّی وتُب عَلَیَّ،وَاعصِمنی وَاعفُ عَنّی،وسَدِّدنی ووَفِّق لی،وخِر لی،وَاجعَل لی ذِمَّتَکَ،ولا تُعَذِّبنی.اللّهُمَّ وَاجعَل لی إلی کُلِّ خَیرٍ سَبیلاً، وفی کُلِّ خَیرٍ نَصیباً،ولا تُؤمِنّی مَکرَکَ،ولا تُقَنِّطنی مِن رَحمَتِکَ،ولا تُؤیِسنی مِن رَوحِکَ،فَإِنَّهُ لا یَأمَنُ مَکرَکَ إلَّاالقَومُ الخاسِرونَ،ولا یَقنُطُ مِن رَحمَتِکَ إلَّاالقَومُ الضّالُّونَ،ولا یَیأَسُ مِن روحِکَ إلَّاالقَومُ الکافِرونَ،آمَنتُ بِکَ اللّهُمَّ فَآمِنّی،وَاستَجَرتُ بِکَ فَأَجِرنی،وَاستَعَنتُ بِکَ فَأَعِنّی.
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَومَ یُنفَخُ فِی الصّورِ فَیَصعَقُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ إِلاّ مَنْ شاءَ اللّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِیهِ أُخْری فَإِذا هُمْ قِیامٌ یَنْظُرُونَ * وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الْکِتابُ وَ جِیءَ بِالنَّبِیِّینَ وَ الشُّهَداءِ وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ (1).
وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِکَةُ صَفًّا لا یَتَکَلَّمُونَ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً (2).
وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ یَکُونُ النّاسُ کَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ * وَ تَکُونُ الْجِبالُ کَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (3).
وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ تَجِدُ کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَها وَ بَیْنَهُ أَمَداً بَعِیداً (4).
وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَومَ تَذْهَلُ کُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ کُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَی النّاسَ سُکاری وَ ما هُمْ بِسُکاری وَ لکِنَّ عَذابَ اللّهِ شَدِیدٌ (5).
ص:214
وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ * وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ * وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ * لِکُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ . (1)
وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ تَأْتِی کُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها وَ تُوَفّی کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ (2).
وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ تَشْهَدُ عَلَیْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَیْدِیهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما کانُوا یَعْمَلُونَ * یَوْمَئِذٍ یُوَفِّیهِمُ اللّهُ دِینَهُمُ الْحَقَّ وَ یَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ . (3)
وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَی الْحَناجِرِ کاظِمِینَ ما لِلظّالِمِینَ مِنْ حَمِیمٍ وَ لا شَفِیعٍ یُطاعُ (4).
وأَسأَ لُکَ الأَمانَ الأَمانَ یا کَریمُ یَومَ لا تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَیْئاً وَ لا یُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَ لا یُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ . (5)
اللّهُمَّ فَقَدِ استَأمَنتُ إلَیکَ فَاقبَلنی،وَاستَجَرتُ بِکَ فَأَجِرنی،یا أکرَمَ مَنِ استَجارَ بِهِ المُستَجیرونَ،ولا تَرُدَّنی خائِباً مِن رَحمَتِکَ،وهَب لی مِن لَدُنکَ الرِّضا إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (6)
274.الإمام علیّ علیه السلام:
اللّهُمَّ إنی أسأَ لُکَ الأَمانَ یَوْمَ لا یَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ * إِلاّ مَنْ أَتَی اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ . (7)
ص:215
وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَوْمَ یَعَضُّ الظّالِمُ عَلی یَدَیْهِ یَقُولُ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلاً . (1)
وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَومَ یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ . (2)
وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَومَ لا یَجْزِی والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَیْئاً إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ . (3)
وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَوْمَ لا یَنْفَعُ الظّالِمِینَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدّارِ . (4)
وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَوْمَ لا تَمْلِکُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَیْئاً وَ الْأَمْرُ یَوْمَئِذٍ لِلّهِ . (5)
وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ * وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ * وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ * لِکُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ . (6)
وأَسأَ لُکَ الأَمانَ یَومَ یَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ یَفْتَدِی مِنْ عَذابِ یَوْمِئِذٍ بِبَنِیهِ * وَ صاحِبَتِهِ وَ أَخِیهِ * وَ فَصِیلَتِهِ الَّتِی تُؤْوِیهِ * وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً ثُمَّ یُنْجِیهِ * کَلاّ إِنَّها لَظی * نَزّاعَةً لِلشَّوی . (7)
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ المَولی وأَ نَا العَبدُ،وهَل یَرحَمُ العَبدَ إلَّاالمَولی؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ المالِکُ وأَ نَا المَملوکُ،وهَل یَرحَمُ المَملوکَ إلَّاالمالِکُ؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ العَزیزُ وأَ نَا الذَّلیلُ،وهَل یَرحَمُ الذَّلیلَ إلَّاالعَزیزُ؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الخالِقُ وأَ نَا المَخلوقُ،وهَل یَرحَمُ المَخلوقَ إلَّاالخالِقُ؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ العَظیمُ وأَ نَا الحَقیرُ،وهَل یَرحَمُ الحَقیرَ إلَّاالعَظیمُ؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ القَوِیُّ وأَ نَا الضَّعیفُ،وهَل یَرحَمُ الضَّعیفَ إلَّاالقَوِیُّ؟
ص:216
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الغَنِیُّ وأَ نَا الفَقیرُ،وهَل یَرحَمُ الفَقیرَ إلَّاالغَنِیُّ؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ المُعطی وأَ نَا السّائِلُ،وهَل یَرحَمُ السّائِلَ إلَّاالمُعطی؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الحَیُّ وأَ نَا المَیِّتُ،وهَل یَرحَمُ المَیِّتَ إلَّاالحَیُّ؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الباقی وأَ نَا الفانی،وهَل یَرحَمُ الفانِیَ إلَّاالباقی؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الدّائِمُ وأَ نَا الزّائِلُ،وهَل یَرحَمُ الزّائِلَ إلَّاالدّائِمُ؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الرّازِقُ وأَ نَا المَرزوقُ،وهَل یَرحَمُ المَرزوقَ إلَّاالرّازِقُ؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الجَوادُ وأَ نَا البَخیلُ،وهَل یَرحَمُ البَخیلَ إلَّاالجَوادُ؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ المُعافی وأَ نَا المُبتَلی،وهَل یَرحَمُ المُبتَلی إلَّاالمُعافی؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الکَبیرُ وأَ نَا الصَّغیرُ،وهَل یَرحَمُ الصَّغیرَ إلَّاالکَبیرُ؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الهادی وأَ نَا الضّالُّ،وهَل یَرحَمُ الضّالَّ إلَّاالهادی؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الرَّحمنُ وأَ نَا المَرحومُ،وهَل یَرحَمُ المَرحومَ إلَّاالرَّحمنُ؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ السُّلطانُ وأَ نَا المُمتَحَنُ،وهَل یَرحَمُ المُمتَحَنَ إلَّاالسُّلطانُ؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الدَّلیلُ وأَ نَا المُتَحَیِّرُ،وهَل یَرحَمُ المُتَحَیِّرَ إلَّاالدَّلیلُ؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الغَفورُ وأَ نَا المُذنِبُ،وهَل یَرحَمُ المُذنِبَ إلَّاالغَفورُ؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الغالِبُ وأَ نَا المَغلوبُ،وهَل یَرحَمُ المَغلوبَ إلّاالغالِبُ؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ الرَّبُّ وأَ نَا المَربوبُ،وهَل یَرحَمُ المَربوبَ إلَّاالرَّبُّ؟
مَولایَ یا مَولایَ،أنتَ المُتَکَبِّرُ وأَ نَا الخاشِعُ،وهَل یَرحَمُ الخاشِعَ إلَّاالمُتَکَبِّرُ؟
مَولایَ یا مَولایَ،ارحَمنی بِرَحمَتِکَ،وَارضَ عَنّی بِجودِکَ وکَرَمِکَ،یا ذَا الجودِ وَالإِحسانِ وَالطّولِ وَالاِمتِنانِ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)
ص:217
275.الأمالی للصدوق عن أبی الدرداء: شَهِدتُ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ بِشُوَیحِطاتِ النَّجّارِ،وقَدِ اعتَزَلَ عَن مَوالیهِ وَاختَفی مِمَّن یَلیهِ،وَاستَتَرَ بِمُغَیِّلاتِ (1)النَّخلِ،فَافتَقَدتُهُ وبَعُدَ عَلَیَّ مَکانُهُ،فَقُلتُ:لَحِقَ بِمَنزِلِهِ،فَإِذا أنَا بِصَوتٍ حَزینٍ ونَغمَةٍ شَجِیٍّ،وهُوَ یَقولُ:
«إلهی ! کَم مِن موبِقَةٍ حَلُمتَ عَن مُقابَلَتِها بِنَقِمَتِکَ (2)؟! وکَم مِن جَریرَةٍ (3)تَکَرَّمتَ عَن کَشفِها بِکَرَمِکَ؟! إلهی ! إن طالَ فی عِصیانِکَ عُمُری،وعَظُمَ فِی الصُّحُفِ ذَنبی،فَما أنَا مُؤَمِّلٌ غَیرَ غُفرانِکَ،ولا أنَا بِراجٍ غَیرَ رِضوانِکَ».
فَشَغَلَنِی الصَّوتُ،وَاقتَفَیتُ الأَثَرَ،فَإِذا هُوَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام بِعَینِهِ،فَاستَتَرتُ لَهُ وأَخمَلتُ الحَرَکَةَ،فَرَکَعَ رَکَعاتٍ فی جَوفِ اللَّیلِ الغابِرِ،ثُمَّ فَزَعَ إلَی الدُّعاءِ وَالبُکاءِ وَالبَثِّ وَالشَّکوی،فَکانَ مِمّا ناجی بِهِ اللّهَ أن قالَ:
«إلهی ! افَکِّرُ فی عَفوِکَ فَتَهونُ عَلَیَّ خَطیئَتی،ثُمَّ أذکُرُ العَظیمَ مِن أخذِکَ فَتَعظُمُ عَلَیَّ بَلِیَّتی».
ثُمَّ قالَ:«آهِ إن أنَا قَرَأتُ فِی الصُّحُفِ سَیِّئَةً أنَا ناسیها وأَنتَ مُحصیها،فَتَقولُ:
خُذوهُ،فَیا لَهُ مِن مَأخوذٍ لا تُنجیهِ عَشیرَتُهُ،ولا تَنفَعُهُ قَبیلَتُهُ،یَرحَمُهُ المَلَأُ إذا اذِنَ فیهِ بِالنِّداءِ».
ثُمَّ قالَ:«آهِ مِن نارٍ تُنضِجُ الأَکبادَ وَالکُلی ! آهِ مِن نارٍ نَزّاعَةٍ لِلشَّوی (4)! آهِ مِن غَمرَةٍ (5)مِن
ص:218
276.الإمام علیّ علیه السلام:
إلهی ! کَیفَ اسکِتُ بِالإِفحامِ (3)لِسانَ ضَراعَتی،وقَد أقلَقَنی (4)ما ابهِمَ عَلَیَّ مِن مَصیرِ عاقِبَتی.
إلهی ! قَد عَلِمتَ حاجَةَ نَفسی إلی ما تَکَفَّلتَ لَها بِهِ مِنَ الرِّزقِ فی حَیاتی،وعَرَفتَ قِلَّةَ استِغنائی عَنهُ مِنَ الجَنَّةِ بَعدَ وَفاتی،فَیا مَن سَمَحَ لی بِهِ مُتَفَضِّلاً فِی العاجِلِ، لا تَمنَعنیهِ یَومَ فاقَتی إلَیهِ (5)فِی الآجِلِ،فَمِن شَواهِدِ نَعماءِ الکَریمِ استِتمامُ نَعمائِهِ،ومِن مَحاسِنِ آلاءِ الجَوادِ استِکمالُ آلائِهِ.
إلهی ! لَولا ما جَهِلتُ مِن أمری ما شَکَوتُ عَثَراتی،ولَولا ما ذَکَرتُ مِنَ التَّفریطِ (6)ما سَفَحتُ عَبَراتی.
إلهی ! صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَامحُ مُثبَتاتِ العَثَراتِ بِمُرسَلاتِ العَبَراتِ، وهَب کَثیرَ السَّیِّئاتِ لِقَلیلِ الحَسَناتِ.
إلهی ! إن کُنتَ لا تَرحَمُ إلَّاالمُجِدّینَ فی طاعَتِکَ فَإِلی مَن یَفزَعُ المُقَصِّرونَ؟وإن کُنتَ لا تَقبَلُ إلّامِنَ المُجتَهِدینَ فَإِلی مَن یَلتَجِئُ المُفَرِّطونَ؟وإِن کُنتَ لا تُکرِمُ إلّاأهلَ
ص:219
الإِحسانِ فَکَیفَ یَصنَعُ المُسیؤُونَ؟وإن کانَ لا یَفوزُ یَومَ الحَشرِ إلَّاالمُتَّقونَ فَبِمَن یَستَغیثُ المُجرِمونَ؟
إلهی ! إن کانَ لا یَجوزُ عَلَی الصِّراطِ إلّامَن أجازَتهُ بَراءَةُ عَمَلِهِ،فَأَ نّی بِالجَوازِ لِمَن لَم یَتُب إلَیکَ قَبلَ انقِضاءِ أجَلِهِ؟
إلهی ! إن لَم تَجُد إلّاعَلی مَن عَمَّرَ بِالزُّهدِ مَکنونَ سَریرَتِهِ،فَمَن لِلمُضطَرِّ الَّذی یُرضیهِ (1)بَینَ العالَمینَ سَعیُ نَقیبَتِهِ؟
إلهی ! إن حَجَبتَ عَن مُوَحِّدیکَ نَظَرَ تَغَمُّدِکَ لِجِنایاتِهِم،أوقَعَهُم غَضَبُکَ بَینَ المُشرِکینَ فی کُرُباتِهِم.
إلهی ! إن لَم تَنَلنا یَدُ إحسانِکَ یَومَ الوُرودِ،اختَلَطنا فِی الجَزاءِ بِذَوِی الجُحودِ.
إلهی ! فَأَوجِب لَنا بِالإِسلامِ مَذخورَ هِباتِکَ،وَاستَصفِ ما کَدَّرَتهُ الجَرائِرُ مِنها بِصَفوِ صِلاتِکَ.
إلهِی ! ارحَمنا غُرَباءَ إذا تَضَمَّنَتنا (2)بُطونُ لُحودِنا،وغُمَّت (3)بِاللِّبنِ سُقوفُ بُیوتِنا، واُضجِعنا مَساکینَ عَلَی الأَیمانِ فی قُبورِنا،وخُلِّفنا فُرادی فی أضیَقِ المَضاجِعِ،وصَرَعَتنَا المَنایا فی أعجَبِ المَصارِعِ،وصِرنا فی دارِ قَومٍ کَأَ نَّها مَأهولَةٌ،وهِیَ مِنهُم بَلاقِعُ (4).
إلهی ! إذا جِئناکَ عُراةً حُفاةً،مُغبَرَّةً مِن ثَرَی الأَجداثِ رُؤُوسُنا،وشاحِبَةً مِن تُرابِ المَلاحیدِ وُجوهُنا،وخاشِعَةً مِن أفزاعِ القِیامَةِ أبصارُنا،وذابِلَةً مِن شِدَّةِ العَطَشِ شِفاهُنا، وجائِعَةً لِطولِ المُقامِ بُطونُنا،وبارِزَةً (5)هُنالِکَ لِلعُیونِ سَوآتُنا،ومُوَقَّرَةً مِن ثِقلِ الأَوزارِ
ص:220
ظُهورُنا،ومَشغولینَ بِما قَد دَهانا عَن أهالِینا وأَولادِنا،فَلا تُضَعِّفِ المَصائِبَ عَلَینا بِإِعراضِ وَجهِکَ الکَریمِ عَنّا،وسَلبِ عائِدَةِ ما مَثَّلَهُ الرَّجاءُ مِنّا.
إلهی ! ما حَنَّت هذِهِ العُیونُ إلی بُکائِها،ولا جادَت مُتَسَرِّبَةً بِمائِها،ولا أسهَدَها (1)بِنَحیبِ الثّاکِلاتِ فَقدُ عَزائِها،إلّالِما أسلَفَتهُ مِن عَمدِها وخَطائِها،وما دَعاها إلَیهِ عَواقِبُ بَلائِها،وأَنتَ القادِرُ یا عَزیزُ عَلی کَشفِ غَمّائِها.
إلهی ! إن کُنّا مُجرِمینَ فَإِنّا نَبکی عَلی إضاعَتِنا مِن حُرمَتِکَ ما نَستَوجِبُهُ،وإن کُنّا مَحرومینَ فَإِنّا نَبکی إذ فاتَنا مِن جودِکَ ما نَطلُبُهُ...
إلهی ! أنتَظِرُ عَفوَکَ کَما یَنتَظِرُهُ المُذنِبونَ،ولَستُ أیأَسُ مِن رَحمَتِکَ الَّتی یَتَوَقَّعُهَا المُحسِنونَ (2).
إلهی ! لا تَغضَب عَلَیَّ فَلَستُ أقوی لِغَضَبِکَ،ولا تَسخَط عَلَیَّ فَلَستُ أقومُ لِسَخَطِکَ.
إلهی ! ألِلنّارِ رَبَّتنی امّی فَلَیتَها لَم تُرَبِّنی،أم لِلشَّقاءِ وَلَدَتنی فَلَیتَها لَم تَلِدنی.
إلهِی ! انهَمَلَت عَبَراتی حینَ ذَکَرتُ عَثَراتی،وما لَها لا تَنهَمِلُ ولا أدری إلی ما یَکونُ مَصیری،وعَلی ماذا یَهجُمُ عِندَ البَلاغِ مَسیرِی،وأَری نَفسی تُخاتِلُنی،وأَیّامی تُخادِعُنی، وقَد خَفَقَت فَوقَ رَأسی أجنِحَةُ المَوتِ،ورَمَقَتنی مِن قَریبٍ أعیُنُ الفَوتِ،فَما عُذری وقَد حَشا مَسامِعی رافِعُ الصَّوتِ. (3)
277.العدد القویّة عن ابراهیم بن محمّد: سَمِعتُ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السلام یَقولُ لَیلَةً فی مُناجاتِهِ:
ص:221
إلهَنا وسَیِّدَنا ومَولانا،لَو بَکَینا حَتّی تَسقُطَ أشفارُنا (1)،وَانتَحَبنا (2)حَتّی تَنقَطِعَ أصواتُنا، وقُمنا حَتّی تَیبَسَ أقدامُنا،ورَکَعنا حَتّی تَنخَلِعَ أوصالُنا،وسَجَدنا حَتّی تَتَفَقَّأَ (3)أحداقُنا، وأَکَلنا تُرابَ الأَرضِ طولَ أعمارِنا،وذَکَرناکَ حَتّی تَکِلَّ ألسِنَتُنا،مَا استَوجَبنا بِذلِکَ مَحوَ سَیِّئَةٍ مِن سَیِّئاتِنا. (4)
278.مصباح المتهجّد: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ فی جَوفِ اللَّیلِ،إذا هَدَأَتِ العُیونُ:
إلهی ! غارَت نُجومُ سَمائِکَ،ونامَت عُیونُ أنامِکَ،وهَدَأَت أصواتُ عِبادِکَ وأَنعامِکَ، غَلَّقَتِ المُلوکُ عَلَیها أبوابَها،وطافَ عَلَیها حُرّاسُها،وَاحتَجَبوا عَمَّن یَسأَ لُهُم حاجَةً،أو یَنتَجِعُ (5)مِنهُم فائِدَةً.
وأَنتَ إلهی حَیٌّ قَیّومٌ،لا تَأخُذُکَ سِنَةٌ و لا نَومٌ،ولا یَشغَلُکَ شَیءٌ عَن شَیءٍ،أبوابُ سَمائِکَ لِمَن دَعاکَ مُفَتَّحاتٌ،وخَزائِنُکَ غَیرُ مُغَلَّقاتٍ،وأَبوابُ رَحمَتِکَ غَیرُ مَحجوباتٍ، وفَوائِدُکَ لِمَن سَأَلَکَها غَیرُ مَحظوراتٍ،بَل هِیَ مَبذولاتٌ.
وأَنتَ إلهِی الکَریمُ الَّذی لا تَرُدُّ سائِلاً مِنَ المُؤمِنینَ سَأَلَکَ،و لا تَحتَجِبُ عَن أحَدٍ مِنهُم أرادَکَ،لا وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ،لا تَختَزِلُ (6)حَوائِجَهُم دونَکَ،ولا یَقضیها أحَدٌ غَیرُکَ.
إلهی ! وقَد تَرانی ووُقوفی وذُلَّ مَقامی بَینَ یَدَیکَ،وتَعلَمُ سَریرَتی وتَطَّلِعُ عَلی ما فی قَلبی،وما یَصلُحُ بِهِ أمرُ آخِرَتی ودُنیایَ.
ص:222
إلهی ! إن ذَکَرتُ المَوتَ وهَولَ المُطَّلَعِ (1)،وَالوُقوفَ بَینَ یَدَیکَ،نَغَّصَنی مَطعَمی ومَشرَبی،وأَغَصَّنی بِریقی،وأَقلَقَنی عَن وِسادَتی،ومَنَعَنی رُقادی،وکَیفَ یَنامُ مَن یَخافُ بَیاتَ مَلَکِ المَوتِ فی طَوارِقِ (2)اللَّیلِ وطَوارِقِ النَّهارِ؟! بَل [کَیفَ] (3)یَنامُ العاقِلُ ومَلَکُ المَوتِ لا یَنامُ،لا بِاللَّیلِ ولا بِالنَّهارِ،ویَطلُبُ قَبضَ روحِهِ (4)بِالبَیاتِ أو فی آناءِ السّاعاتِ؟!.
ثُمَّ یَسجُدُ،ویُلصِقُ خَدَّهُ بِالتُّرابِ وهُوَ یَقولُ:
أسأَلُکَ الرَّوحَ وَالرّاحَةَ عِندَ المَوتِ،وَالعَفوَ عَنّی حینَ ألقاکَ. (5)
279.أعلام الدین عن طاووس الیمانی: رَأَیتُ فی جَوفِ اللَّیلِ رَجُلاً مُتَعَلِّقاً بِأستارِ الکَعبَةِ وهُوَ یَقولُ:
ألا أیُّهَا المَأمولُ فی کُلِّ حاجَةٍ
قالَ:فَتَأَمَّلتُهُ فَإِذا هُوَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام،فَقُلتُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،ما هذَا الجَزَعُ
ص:223
وأَنتَ ابنُ رَسولِ اللّهِ،ولَکَ أربَعُ خِصالٍ:رَحمَةُ اللّهِ،وشَفاعَةُ جَدِّکَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وأَنتَ ابنُهُ،وأَنتَ طِفلٌ صَغیرٌ؟!
فَقالَ لَهُ:یا طاووسُ،إنَّنی نَظَرتُ فی کِتابِ اللّهِ فَلَم أرَ لی مِن ذلِکَ شَیئاً،فَإِنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ: وَ لا یَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضی وَ هُمْ مِنْ خَشْیَتِهِ مُشْفِقُونَ (1)،وأَمّا کَونِی ابنَ رَسولِ اللّهِ،فَإِنَّ اللّهَ تَعالی یَقولُ: فَإِذا نُفِخَ فِی الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ وَ لا یَتَساءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ فَأُولئِکَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِی جَهَنَّمَ خالِدُونَ (2)،وأَمّا کَونی طِفلاً فَإِنّی رَأَیتُ الحَطَبَ الکِبارَ لا یَشتَعِلُ إلّا بِالصِّغارِ.ثُمَّ بَکی علیه السلام حَتّی غُشِیَ عَلَیهِ. (3)
280.الأمالی للصدوق عن طاووس الیمانی: مَرَرتُ بِالحِجرِ (4)فَإِذا أنَا بِشَخصٍ راکِعٍ وساجِدٍ، فَتَأَمَّلتُهُ فَإِذا هُوَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیهما السلام،فَقُلتُ:یا نَفسُ،رَجُلٌ صالِحٌ مِن أهلِ بَیتِ النُّبُوُّةِ، وَاللّهِ،لَأَغتَنِمَنَّ دُعاءَهُ،فَجَعَلتُ أرقُبُهُ حَتّی فَرَغَ مِن صَلاتِهِ ورَفَعَ باطِنَ کَفَّیهِ إلَی السَّماءِ وجَعَلَ یَقولُ:
سَیِّدی،سَیِّدی،هذِهِ یَدایَ قَد مَدَدتُهُما إلَیکَ بِالذُّنوبِ مَملوءَةً،وعَینایَ بِالرَّجاءِ مَمدودَةً،وحَقٌّ لِمَن دَعاکَ بِالنَّدَمِ تَذَلُّلاً أن تُجیبَهُ بِالکَرَمِ تَفَضُّلاً.
سَیِّدی،أمِن أهلِ الشَّقاءِ خَلَقتَنی فَاُطیلَ بُکائی،أم مِن أهلِ السَّعادَةِ خَلَقتَنی فَاُبَشِّرَ رَجائی؟
ص:224
سَیِّدی،ألِضَربِ المَقامِعِ خَلَقتَ أعضائی،أم لِشُربِ الحَمیمِ خَلَقتَ أمعائی؟
سَیِّدی،لَو أنَّ عَبداً استَطاعَ الهَرَبَ مِن مَولاهُ لَکُنتُ أوَّلَ الهارِبینَ مِنکَ،لکِنّی أعلَمُ أنّی لا أفوتُکَ.
سَیِّدی،لَو أنَّ عَذابی مِمّا یَزیدُ فی مُلکِکَ لَسَأَلتُکَ الصَّبرَ عَلَیهِ،غَیرَ أنّی أعلَمُ أنَّهُ لا یَزیدُ فی مُلکِکَ طاعَةُ المُطیعینَ،ولا یَنقُصُ مِنهُ مَعصِیَةُ العاصینَ.
سَیِّدی،ما أنَا وما خَطَری،هَب لی بِفَضلِکَ،وجَلِّلنی بِسِترِکَ،وَاعفُ عَن تَوبیخی بِکَرَمِ وَجهِکَ.
إلهی وسَیِّدِی ! ارحَمنی مَصروعاً عَلَی الفِراشِ،تُقَلِّبُنی أیدی أحِبَّتی،وَارحَمنی مَطروحاً عَلَی المُغتَسَلِ یُغَسِّلُنی صالِحُ جیرَتی،وَارحَمنی مَحمولاً قَد تَناوَلَ الأَقرِباءُ أطرافَ جِنازَتی،وَارحَم فی ذلِکَ البَیتِ المُظلِمِ وَحشَتی وغُربَتی ووَحدَتی. (1)
281.المناقب لابن شهر آشوب عن طاووس الیمانی -فی ذِکرِ أحوالِ الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام-:رَأَیتُهُ یَطوفُ مِنَ العِشاءِ إلَی السَّحَرِ ویَتَعَبَّدُ،فَلَمّا لَم یَرَ أحَداً رَمَقَ السَّماءَ بِطَرفِهِ وقالَ:
«إلهی ! غارَت نُجومُ سَماواتِکَ،وهَجَعَت عُیونُ أنامِکَ،وأَبوابُکَ مُفَتَّحاتٌ لِلسّائِلینَ، جِئتُکَ لِتَغفِرَ لی وتَرحَمَنی وتُرِیَنی وَجهَ جَدّی مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله فی عَرَصاتِ (2)القِیامَةِ».
ثُمَّ بَکی وقالَ:
«وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ،ما أرَدتُ بِمَعصِیَتی مُخالَفَتَکَ،وما عَصَیتُکَ إذ عَصَیتُکَ وأَنَا بِکَ
ص:225
شاکٌّ،ولا بِنَکالِکَ (1)جاهِلٌ،ولا لِعُقوبَتِکَ مُتَعَرِّضٌ،ولکِن سَوَّلَت لی نَفسی،وأَعانَنی عَلی ذلِکَ سَترُکَ المُرخی بِهِ عَلَیَّ،فَأَنَا الآنَ مِن عَذابِکَ مَن یَستَنقِذُنی؟وبِحَبلِ مَن أعتَصِمُ إن قَطَعتَ حَبلَکَ عَنّی؟فَوا سَوأَتاه غَداً مِنَ الوُقوفِ بَینَ یَدَیکَ إذا قیلَ لِلمُخِفّینَ:جوزوا، ولِلمُثقِلینَ:حُطّوا،أمَعَ المُخِفّینَ أجوزُ،أم مَعَ المُثقِلینَ أحُطُّ؟! وَیلی کُلَّما طالَ عُمُری کَثُرَت خَطایایَ ولَم أتُب،أما آنَ لی أن أستَحِیَ مِن رَبّی؟!».
ثُمَّ بَکی،ثُمَّ أنشَأَ یَقولُ: «أتُحرِقُنی بِالنّارِ یا غایَةَ المُنی
ثُمَّ بَکی وقالَ:«سُبحانَکَ ! تُعصی کَأَ نَّکَ لا تَری،وتَحلُمُ کَأَنَّکَ لَم تُعصَ،تَتَوَدَّدُ إلی خَلقِکَ بِحُسنِ الصَّنیعِ کَأَنَّ بِکَ الحاجَةَ إلَیهِم،وأَنتَ یا سَیِّدِی الغَنِیُّ عَنهُم».ثُمَّ خَرَّ إلَی الأَرضِ ساجِداً. (2)
282.الإمام زین العابدین علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! أتَراکَ بَعدَ الإِیمانِ بِکَ تُعَذِّبُنی؟أم بَعدَ حُبّی إیّاکَ تُبَعِّدُنی؟أم مَعَ رَجائی لِرَحمَتِکَ وصَفحِکَ تَحرِمُنی؟أم مَعَ استِجارَتی بِعَفوِکَ تُسلِمُنی؟ حاشا لِوَجهِکَ الکَریمِ أن تُخَیِّبَنی،لَیتَ شِعری،ألِلشَّقاءِ وَلَدَتنی امّی أم لِلعَناءِ رَبَّتنی؟! فَلَیتَها لَم تَلِدنی ولَم تُرَبِّنی،ولَیتَنی عَلِمتُ أمِن أهلِ السَّعادَةِ جَعَلتَنی؟وبِقُربِکَ وجِوارِکَ خَصَصتَنی؟فَتَقِرَّ بِذلِکَ عَینی،وتَطمَئِنَّ لَهُ نَفسی.
إلهی ! هَل تُسَوِّدُ وُجوهاً خَرَّت ساجِدَةً لِعَظَمَتِکَ؟أو تُخرِسُ ألسِنَةً نَطَقَت بِالثَّناءِ عَلی
ص:226
مَجدِکَ وجَلالَتِکَ؟أو تَطبَعُ عَلی قُلوبٍ انطَوَت عَلی مَحَبَّتِکَ؟أو تُصِمُّ أسماعاً تَلَذَّذَتِ بِسَماعِ ذِکرِکَ فی إرادَتِکَ؟أو تَغُلُّ أکُفّاً رَفَعَتهَا الآمالُ إلَیکَ رَجاءَ رَأفَتِکَ؟أو تُعاقِبُ أبداناً عَمِلَت بِطاعَتِکَ حَتّی نَحِلَت فی مُجاهَدَتِکَ؟أو تُعَذِّبُ أرجُلاً سَعَت فی عِبادَتِکَ؟
إلهی ! لا تُغلِق عَلی مُوَحِّدیکَ أبوابَ رَحمَتِکَ،ولا تَحجُب مُشتاقیکَ عَنِ النَّظَرِ إلی جَمیلِ رُؤیَتِکَ.
إلهی ! نَفسٌ أعزَزتَها بِتَوحیدِکَ،کَیفَ تُذِلُّها بِمَهانَةِ هِجرانِکَ؟وضَمیرٌ انعَقَدَ عَلی مَوَدَّتِکَ،کَیفَ تُحرِقُهُ بِحَرارَةِ نیرانِکَ؟
إلهی ! أجِرنی مِن ألیمِ غَضَبِکَ،وعَظیمِ سَخَطِکَ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا رَحیمُ یا رَحمنُ،یا جَبّارُ یا قَهّارُ،یا غَفّارُ یا سَتّارُ،نَجِّنی بِرَحمَتِکَ مِن عَذابِ النّارِ،وفَضیحَةِ العارِ،إذَا امتازَ الأَخیارُ مِنَ الأَشرارِ،وهالَتِ الأَهوالُ،وقَرُبَ المُحسِنونَ،وبَعُدَ المُسیؤونَ،ووُفِّیَت کُلُّ نَفسٍ ما کَسَبَت وهُم لا یُظلَمونَ. (1)
283.الإمام زین العابدین علیه السلام:
اللّهُمَّ إنَّکَ خَلَقتَنی سَوِیّاً،ورَبَّیتَنی صَغیراً،ورَزَقتَنی مَکفِیّاً.اللّهُمَّ إنّی وَجَدتُ فیما أنزَلتَ مِن کِتابِکَ،وبَشَّرتَ بِهِ عِبادَکَ،أن قُلتَ: یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً (2)،وقَد تَقَدَّمَ مِنّی ما قَد عَلِمتَ، وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی،فَیا سَوأَتا مِمّا أحصاهُ عَلَیَّ کِتابُکَ،فَلَولَا المَواقِفُ الَّتی اؤَمِّلُ مِن عَفوِکَ الَّذی شَمِلَ کُلَّ شَیءٍ لَأَلقَیتُ بِیَدی،ولَو أنَّ أحَداً استَطاعَ الهَرَبَ مِن رَبِّهِ،لَکُنتُ أنَا أحَقُّ بِالهَرَبِ مِنکَ،وأَنتَ لا تَخفی عَلَیکَ خافِیَةٌ فِی الأَرضِ ولا فِی السَّماءِ إلّاأتَیتَ بِها،
ص:227
وکَفی بِکَ جازِیاً،وکَفی بِکَ حَسیباً.
اللّهُمَّ إنَّکَ طالِبی إن أنَا هَرَبتُ،ومُدرِکی إن أنَا فَرَرتُ،فَها أنَا ذا بَینَ یَدَیکَ خاضِعٌ ذَلیلٌ راغِمٌ،إن تُعَذِّبنی فَإِنّی لِذلِکَ أهلٌ،وهُوَ یا رَبِّ مِنکَ عَدلٌ،وإن تَعفُ عَنّی فَقَدیماً شَمَلَنی عَفوُکَ،وأَلبَستَنی عافِیَتَکَ.
فَأَسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِالمَخزونِ مِن أسمائِکَ،وبِما وارَتهُ الحُجُبُ مِن بَهائِکَ،إلّارَحِمتَ هذِهِ النَّفسَ الجَزوعَةَ،وهذِهِ الرِّمَّةَ (1)الهَلوعَةَ (2)،الَّتی لا تَستَطیعُ حَرَّ شَمسِکَ،فَکَیفَ تَستَطیعُ حَرَّ نارِکَ؟! وَالَّتی لا تَستَطیعُ صَوتَ رَعدِکَ،فَکَیفَ تَستَطیعُ صَوتَ غَضَبِکَ؟! فَارحَمنِی اللّهُمَّ فَإِنِّی امرُؤٌ حَقیرٌ،وخَطَری یَسیرٌ،ولَیسَ عَذابی مِمّا یَزیدُ فی مُلکِکَ مِثقالَ ذَرَّةٍ،ولَو أنَّ عَذابی مِمّا یَزیدُ فی مُلکِکَ لَسَأَلتُکَ الصَّبرَ عَلَیهِ،وأَحبَبتُ أن یَکونَ ذلِکَ لَکَ،ولکِن سُلطانُکَ اللّهُمَّ أعظَمُ،ومُلکُکَ أدوَمُ مِن أن تَزیدَ فیهِ طاعَةُ المُطیعینَ،أو تَنقُصَ مِنهُ مَعصِیَةُ المُذنِبینَ.
فَارحَمنی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وتَجاوَز عَنّی یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،وتُب عَلَیَّ إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ. (3)
284.الإمام زین العابدین علیه السلام:
إلهی ! حَرَمَنی کُلُّ مَسؤولٍ رِفدَهُ،ومَنَعَنی کُلُّ مَأمولٍ ما عِندَهُ،وأَخلَفَنی مَن کُنتُ أرجوهُ لِرَغبَةٍ وأَقصِدُهُ لِرَهبَةٍ،وحالَ الشَّکُّ فی ذلِکَ یَقیناً وَالظَّنُّ عِرفاناً،وَاستَحالَ الرَّجاءُ یَأساً،ورَدَّتنِی الضَّرورَةُ إلَیکَ حینَ خابَت آمالی،وَانقَطَعَت أسبابی،وأَیقَنتُ أنَّ
ص:228
سَعیی لا یُفلِحُ،وَاجتِهادی لا یُنجِحُ إلّابِمَعونَتِکَ،وأَنَّ مُریدی بِالخَیرِ لا یَقدِرُ عَلی إنالَتی إیّاهُ إلّابِإِذنِکَ.
فَأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَغنِنی یا رَبِّ بِکَرَمِکَ عَن لُؤمِ المَسؤولینَ،وبِإِسعافِکَ عَن خَیبَةِ المَرجُوّینَ،وأَبدِلنی مَخافَتَکَ مِن مَخافَةِ المَخلوقینَ، وَاجعَلنی أشَدَّ ما أکونُهُ لَکَ خَوفاً،وأَکثَرَ ما أکونُهُ لَکَ ذِکراً،وأَعظَمَ ما أکونُ مِنکَ حِرزاً،إذا زالَت عَنِّی المَخاوِفُ،وَانزاحَتِ المَکارِهُ،وَانصَرَفَت عَنِّی المَخاوِفُ،حینَ یَأمَنُ المَغرورونَ مَکرَکَ،ویَنسَی الجاهِلونَ ذِکرَکَ.
ولا تَجعَلنی مِمَّن یُبطِرُهُ الرَّخاءُ ویَصرَعُهُ البَلاءُ،فَلا یَدعوکَ إلّاعِندَ حُلولِ نازِلَةٍ،ولا یَذکُرُکَ إلّاعِندَ وُقوعِ جائِحَةٍ (1)،فَیَصرَعُ لَکَ خَدَّهُ،وتَرفَعَ بِالمَسأَلَةِ إلَیکَ یَدَهُ،ولا تَجعَلنی مِمَّن عِبادَتُهُ لَکَ خَطَراتٌ تَعرِضُ دونَ دَوامِهَا الفَتَراتُ،فَیَعمَلُ (2)بِشَیءٍ مِنَ الطّاعَةِ مِن یَومِهِ، ویَمَلُّ العَمَلَ فی غَدِهِ،لکِن صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل کُلَّ یَومٍ مِن أیّامی مُوفِیاً عَلی أمسِهِ،مُقَصِّراً عَن غَدِهِ،حَتّی تَتَوَفّانی وقَد أعدَدتُ لِیَومِ المَعادِ تَوفِرَةَ الزّادِ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)
285.المستدرک علی الصحیحین عن جابر بن عبد اللّه: جاءَ رَجُلٌ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:وا ذُنوباه ! وا ذُنوباه ! فَقالَ هذَا القَولَ مَرَّتَینِ أو ثَلاثاً،فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:
ص:229
قُل:«اللّهُمَّ مَغفِرَتُکَ أوسَعُ مِن ذُنوبی،ورَحمَتُکَ أرجی عِندی مِن عَمَلی»،فَقالَها،ثُمَّ قالَ:عُد،فَعادَ،ثُمَّ قالَ:عُد،فَعادَ،فَقالَ:قُم،فَقَد غَفَرَ اللّهُ لَکَ. (1)
286.الإمام علیّ علیه السلام -فِی المُناجاةِ للّهِ ِ تَعالی-:
إلهی ! إن کانَ صَغُرَ فی جَنبِ طاعَتِکَ عَمَلی،فَقَد کَبُرَ فی جَنبِ رَجائِکَ أمَلی.
إلهی ! کَیفَ أنقَلِبُ بِالخَیبَةِ مِن عِندِکَ مَحروماً،وکانَ ظَنّی بِکَ وبِجودِکَ أن تَقلِبَنی بِالنَّجاةِ مَرحوماً؟!
إلهی ! لَم اسَلِّط عَلی حُسنِ ظَنّی بِکَ قُنوطَ الآیِسینَ،فَلا تُبطِل صِدقَ رَجائی لَکَ بَینَ الآمِلینَ.
إلهی ! عَظُمَ جُرمی إذ کُنتَ المُبارِزَ بِهِ،وکَبُرَ ذَنبی إذ کُنتَ المُطالِبَ بِهِ،إلّاأنّی إذا ذَکَرتُ کَبیرَ جُرمی وعَظیمَ غُفرانِکَ،وَجَدتُ الحاصِلَ لی مِن بَینِهِما عَفوَ رِضوانِکَ.
إلهی ! إن دَعانی إلَی النّارِ بِذَنبی مَخشِیُّ عِقابِکَ،فَقَد نادانی إلَی الجَنَّةِ بِالرَّجاءِ حُسنُ ثَوابِکَ.
إلهی ! إن أوحَشَتنِی الخَطایا عَن مَحاسِنِ لُطفِکَ،فَقَد آنَسَتنی بِالیَقینِ مَکارِمُ عَطفِکَ.
إلهی ! إن أنامَتنِی الغَفلَةُ عَنِ الاِستِعدادِ لِلِقائِکَ،فَقَد أنبَهَتنِی المَعرِفَةُ یا سَیِّدی بِکَریمِ آلائِکَ.
إلهی ! إن عَزُبَ (2)لُبّی عَن تَقویمِ ما یُصلِحُنی،فَما عَزُبَ إیقانی بِنَظَرِکَ لی فیما یَنفَعُنی.
إلهی ! إنِ انقَرَضَت بِغَیرِ ما أحبَبتَ مِنَ السَّعیِ أیّامی،فَبِالإِیمانِ أمضَتهَا الماضِیاتُ مِن
ص:230
أعوامی...
إلهی ! مَسکَنَتی لا یَجبُرُها إلّاعَطاؤُکَ،واُمنِیَّتی لا یُغنیها إلّاجَزاؤُکَ.
إلهی ! أصبَحتُ عَلی بابٍ مِن أبوابِ مِنَحِکَ سائِلاً،وعَنِ التَّعَرُّضِ لِسِواکَ بِالمَسأَلَةِ عادِلاً،ولَیسَ مِن جَمیلِ امتِنانِکَ رَدُّ سائِلٍ مَلهوفٍ،ومُضطَرٍّ لِانتِظارِ خَیرِکَ المَألوفِ.
إلهی ! أقَمتُ [نَفسی] عَلی قَنطَرَةٍ مِن قَناطِرِ الأَخطارِ،مَملُوّاً (1)بِالأَعمالِ وَالاِعتِبارِ،فَأَنَا الهالِکُ إن لَم تُعِن عَلَیها بِتَخفیفِ الأَثقالِ.
إلهی ! أ مِن أهلِ الشَّقاءِ خَلَقتَنی فَاُطیلَ بُکائی؟أم مِن أهلِ السَّعادَةِ خَلَقتَنی فَاُ بَشِّرَ رَجائی؟
إلهی ! إن حَرَمتَنی رُؤیَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ فی دارِ السَّلامِ،وأَعدَمتَنی تَطوافَ الوُصَفاءِ مِنَ الخُدّامِ،وصَرَفتَ وَجهَ تَأمیلی بِالخَیبَةِ فی دارِ المُقامِ،فَغَیرَ ذلِکَ مَنَّتنی نَفسی مِنکَ یا ذَا الفَضلِ وَالإِنعامِ.
إلهی ! وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ،لَو قَرَنتَنی فِی الأَصفادِ طُولَ الأَیّامِ،ومَنَعتَنی سَیبَکَ (2)مِن بَینِ الأَنامِ،وحُلتَ بَینی وبَینَ الکِرامِ،ما قَطَعتُ رَجائی مِنکَ،ولا صَرَفتُ وَجهَ انتِظاری لِلعَفوِ عَنکَ...
إلهی ! إن أقعَدَنِی التَّخَلُّفُ عَنِ السَّبقِ مَعَ الأَبرارِ،فَقَد أقامَتنِی الثِّقَةُ بِکَ عَلی مَدارِجِ الأَخیارِ.
إلهی ! قَلبٌ حَشَوتَهُ مِن مَحَبَّتِکَ فی دارِ الدُّنیا،کَیفَ تَطَّلِعُ عَلَیهِ نارٌ مُحرِقَةٌ فی لَظی.
إلهی ! نَفسٌ أعزَزتَها بِتَأییدِ إیمانِکَ،کَیفَ تُذِلُّها بَینَ أطباقِ نیرانِکَ.
إلهی ! لِسانٌ کَسَوتَهُ مِن تَماجیدِکَ أنیَقَ أثوابِها،کَیفَ تَهوی إلَیهِ مِنَ النّارِ مُشتَعِلاتُ
ص:231
التِهابِها.
إلهی ! کُلُّ مَکروبٍ إلَیکَ یَلتَجی،وکُلُّ مَحزونٍ إیّاکَ یَرتَجی.
إلهی ! سَمِعَ العابِدونَ بِجَزیلِ ثَوابِکَ فَخَشَعوا،وسَمِعَ الزّاهِدونَ بِسَعَةِ رَحمَتِکَ فَقَنِعوا، وسَمِعَ المُوَلُّونَ عَنِ القَصدِ بِجودِکَ فَرَجَعوا،وسَمِعَ المُجرِمونَ بِسَعَةِ غُفرانِکَ فَطَمِعوا، وسَمِعَ المُؤمِنونَ بِکَرَمِ عَفوِکَ وفَضلِ عَوارِفِکَ فَرَغِبوا،حَتَّی ازدَحَمَت مَولایَ بِبابِکَ عَصائِبُ العُصاةِ مِن عِبادِکَ،وعَجَّت إلَیکَ مِنهُم عَجیجَ الضَّجیجِ بِالدُّعاءِ فی بِلادِکَ،ولِکُلٍّ أمَلٌ قَد ساقَ صاحِبَهُ إلَیکَ مُحتاجاً،وقَلبٌ تَرَکَهُ وَجیبُ خَوفِ المَنعِ مِنکَ مُهتاجاً، وأَنتَ المَسؤولُ الَّذی لا تَسوَدُّ لَدَیهِ وُجوهُ المَطالِبِ،ولَم تَرزَأْ بِنَزیلِهِ قَطیعاتُ المَعاطِبِ.
إلهی ! إن أخطَأتُ طَریقَ النَّظَرِ لِنَفسی بِما فیهِ کَرامَتُها،فَقَد أصَبتُ طَریقَ الفَزَعِ إلَیکَ بِما فیهِ سَلامَتُها.
إلهی ! إن کانَت نَفسِی استَسعَدَتنی مُتَمَرِّدَةً عَلی ما یُردیها،فَقَدِ استَسعَدتُهَا الآنَ بِدُعائِکَ عَلی ما یُنجیها.
إلهی ! إن عَدانِی (1)الاِجتِهادُ فِی ابتِغاءِ مَنفَعَتی،فَلَم یَعدُنی بِرُّکَ بِما فیهِ مَصلَحَتی.
إلهی ! إن قَسَطتُ فِی الحُکمِ عَلی نَفسی بِما فیهِ حَسرَتُها،فَقَد أقسَطتُ الآنَ بِتَعریفی إیّاها مِن رَحمَتِکَ إشفاقَ رَأفَتِها.
إلهی ! إن اجحِفَ (2)بی قِلَّةُ الزّادِ فِی المَسیرِ إلَیکَ،فَقَد وَصَلتُهُ الآنَ بِذَخائِرِ ما أعدَدتُهُ مِن فَضلِ تَعویلی عَلَیکَ.
إلهی ! إذا ذَکَرتُ رَحمَتَکَ ضَحِکَت إلَیها وُجوهُ وَسائِلی،وإذا ذَکَرتُ سَخطَتَکَ (3)بَکَت
ص:232
عَلَیها عُیونُ مَسائِلی.
إلهی ! فَأَفِض بِسَجلٍ مِن سِجالِکَ عَلی عَبدٍ بائِسٍ قَد أتلَفَهُ الظَّمَأُ،وأَحاطَ بِخَیطِ جِیدِهِ کَلالُ الوَنی (1).
إلهی ! أدعوکَ دُعاءَ مَن لَم یَرجُ غَیرَکَ بِدُعائِهِ،وأَرجوکَ رَجاءَ مَن لَم یَقصِد غَیرَکَ بِرَجائِهِ.
إلهی ! کَیفَ أرُدُّ عارِضَ تَطَلُّعی إلی نَوالِکَ،وإنَّما أنا فِی استِرزاقی لِهذَا البَدَنِ أحَدُ عِیالِکَ...
إلهی ! کَیفَ یَنقُلُ بِنَا الیَأسُ إلَی الإِمساکِ عَمّا لَهِجنا بِطِلابِهِ،وقَدِ ادَّرَعنا مِن تَأمیلِنا إیّاکَ أسبَغَ أثوابِهِ.
إلهی ! إذا هَزَّتِ الرَّهبَةُ أفنانَ مَخافَتِنَا انقَلَعَت مِنَ الاُصولِ أشجارُها،وإذا تَنَسَّمَت (2)أرواحُ الرَّغبَةِ مِنّا أغصانَ رَجائِنا أینَعَت بِتَلقیحِ البِشارَةِ أثمارُها.
إلهی ! إذا تَلَونا مِن صِفاتِکَ شَدیدَ العِقابِ أسِفنا،وإذا تَلَونا مِنهَا الغَفورَ الرَّحیمَ فَرِحنا (3)،فَنَحنُ بَینَ أمرَینِ:فَلا سَخطَتُکَ تُؤمِنُنا،ولا رَحمَتُکَ تُؤیِسُنا...
إلهی ! إنَّکَ لَم تَزَل بی بارّاً أیّامَ حَیاتی،فَلا تَقطَع بِرَّکَ عَنّی بَعدَ وَفاتی.
إلهی ! کَیفَ أیأَسُ مِن حُسنِ نَظَرِکَ لی بَعدَ مَماتی،وأَنتَ لَم تُوَلِّنی إلَّاالجَمیلَ فی أیّامِ حَیاتی.
إلهی ! إنَّ ذُنوبی قَد أخافَتنی،ومَحَبَّتی لَکَ قَد أجارَتنی،فَتَوَلَّ مِن أمری ما أنتَ أهلُهُ، وعُد بِفَضلِکَ عَلی مَن غَمَرَهُ جَهلُهُ.یا مَن لا تَخفی عَلَیهِ خافِیَةٌ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ
ص:233
مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لی ما قَد خَفِیَ عَلَی النّاسِ مِن أمری...
إلهی ! کَأَنّی بِنَفسی وقَد اضجِعَت فی حُفرَتِها،وَانصَرَفَ عَنهَا المُشَیِّعونَ مِن جِیرَتِها، وبَکَی الغَریبُ عَلَیها لِغُربَتِها،وجادَ بِالدُّموعِ عَلَیهَا المُشفِقونَ مِن عَشیرَتِها،وناداها مِن شَفیرِ (1)القَبرِ ذَوُو مَوَدَّتِها،ورَحِمَهَا المُعادی لَها فِی الحَیاةِ عِندَ صَرعَتِها،ولَم یَخفَ عَلَی النّاظِرینَ إلَیها عِندَ ذلِکَ ضُرُّ فاقَتِها،ولا عَلی مَن رَآها قَد تَوَسَّدَتِ الثَّری عَجزُ حیلَتِها، فَقُلتَ:مَلائِکَتی،فَریدٌ نَأی (2)عَنهُ الأَقرَبونَ،ووَحیدٌ جَفاهُ الأَهلونَ،نَزَلَ بی قَریباً، وأَصبَحَ فِی اللَّحدِ غَریباً،وقَد کانَ لی فی دارِ الدُّنیا داعِیاً،ولِنَظَری إلَیهِ فی هذَا الیَومِ راجِیاً،فَتُحسِنُ عِندَ ذلِکَ ضِیافَتی،وتَکونُ أرحَمَ بی مِن أهلی وقَرابَتی...
إلهی ! لَقَد رَجَوتُ مِمَّن ألبَسَنی بَینَ الأَحیاءِ ثَوبَ عافِیَتِهِ،أن لا یُعرِیَنی مِنهُ بَینَ الأَمواتِ بِجودِ رَأفَتِهِ،ولَقَد رَجَوتُ مِمَّن تَوَلّانی فی حَیاتی بِإِحسانِهِ أن یَشفَعَهُ لِی عِندَ وَفاتی بِغُفرانِهِ.
یا أنیسَ کُلِّ غَریبٍ آنِس فِی القَبرِ غُربَتی،ویا ثانِیَ کُلِّ وَحیدٍ،ارحَم فِی القَبرِ وَحدَتی،ویا عالِمَ السِّرِّ وَالنَّجوی،ویا کاشِفَ الضُّرِّ وَالبَلوی،کَیفَ نَظَرُکَ لی بَینَ سُکّانِ الثَّری،وکَیفَ صَنیعُکَ إلَیَّ فی دارِ الوَحشَةِ وَالبِلی،فَقَد کُنتَ بی لَطیفاً أیّامَ حَیاةِ الدُّنیا. (3)
287.الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:
اللّهُمَّ إنّی أری لَدَیَّ مِن فَضلِکَ ما لَم أسأَلکَ،فَعَلِمتُ أنَّ لَدَیکَ مِنَ الرَّحمَةِ ما لا أعلَمُ، فَصَغُرَت قیمَةُ مَطلَبی فیما عایَنتُ،وقَصُرَت غایَةُ أمَلی عِندَما رَجَوتُ،فَإِن ألحَفتُ (4)فی
ص:234
سُؤالی فَلِفاقَتی إلی ما عِندَکَ،وإن قَصَّرتُ فی دُعائی فَبِما عَوَّدتَ مِنِ ابتِدائِکَ. (1)
288.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ الرّاجینَ-:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا مَن إذا سَأَلَهُ عَبدٌ أعطاهُ،وإذا أمَّلَ ما عِندَهُ بَلَّغَهُ مُناهُ، وإذا أقبَلَ عَلَیهِ قَرَّبَهُ وأَدناهُ،وإذا جاهَرَهُ بِالعِصیانِ سَتَرَ عَلَیهِ وغَطّاهُ،وإذا تَوَکَّلَ عَلَیهِ أحسَبَهُ وکَفاهُ.
إلهی ! مَنِ الَّذی نَزَلَ بِکَ مُلتَمِساً قِراکَ (2)فَما قَرَیتَهُ؟ومَنِ الَّذی أناخَ بِبابِکَ مُرتَجِیاً نَداکَ فَما أولَیتَهُ؟أیَحسُنُ أن أرجِعَ عَن بابِکَ بِالخَیبَةِ مَصروفاً،ولَستُ أعرِفُ سِواکَ مَولیً بِالإِحسانِ مَوصوفاً؟! کَیفَ أرجو غَیرَکَ وَالخَیرُ کُلُّهُ بِیَدِکَ؟وکَیفَ اؤَمِّلُ سِواکَ وَالخَلقُ وَالأَمرُ لَکَ؟أأَقطَعُ رَجائی مِنکَ وقَد أولَیتَنی ما لَم أسأَلهُ مِن فَضلِکَ؟أم تُفقِرُنی إلی مِثلی وأَنَا أعتَصِمُ بِحَبلِکَ؟! یا مَن سَعِدَ بِرَحمَتِهِ القاصِدونَ،ولَم یَشقَ بِنَقِمَتِهِ المُستَغفِرونَ، کَیفَ أنساکَ ولَم تَزَل ذاکِری؟وکَیفَ ألهو عَنکَ وأَنتَ مُراقِبی؟!
إلهی ! بِذَیلِ کَرَمِکَ أعلَقتُ یَدی،ولِنَیلِ عَطایاکَ بَسَطتُ أمَلی،فَأَخلِصنی بِخالِصَةِ تَوحیدِکَ،وَاجعَلنی مِن صَفوَةِ عَبیدِکَ.
یا مَن کُلُّ هارِبٍ إلَیهِ یَلتَجِئُ،وکُلُّ طالِبٍ إیّاهُ یَرتَجی،یا خَیرَ مَرجُوٍّ،ویا أکرَمَ مَدعُوٍّ،ویا مَن لا یَرُدُّ سائِلَهُ،ولا یُخَیِّبُ آمِلَهُ،یا مَن بابُهُ مَفتوحٌ لِداعیهِ،وحِجابُهُ مَرفوعٌ لِراجیهِ،أسأَ لُکَ بِکَرَمِکَ أن تَمُنَّ عَلَیَّ مِن عَطائِکَ بِما تَقَرُّ بِهِ عَینی،ومِن رَجائِکَ بِما تَطمَئِنُّ بِهِ نَفسی،ومِنَ الیَقینِ بِما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَیَّ مُصیباتِ الدُّنیا،وتَجلو بِهِ عَن بَصیرَتی غَشَواتِ العَمی،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)
ص:235
289.المصباح للکفعمی: دُعاءٌ عَظیمُ الشَّأنِ مَروِیٌّ عَن عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام:
إلهی کَیفَ أدعوکَ وأَ نَا أنَا،وکَیفَ أقطَعُ رَجائی مِنکَ وأَنتَ أنتَ؟! إلهی إذا لَم أسأَلکَ فَتُعطِیَنی فَمَن ذَا الَّذی أسأَ لُهُ فَیُعطِیَنی؟! إلهی إذا لَم أدعُکَ فَتَستَجیبَ لی فَمَن ذَا الَّذی أدعوهُ فَیَستَجیبَ لی؟! إلهی إذا لَم أتَضَرَّع إلَیکَ فَتَرحَمَنی فَمَن ذَا الَّذی أتَضَرَّعُ إلَیهِ فَیَرحَمَنی؟! إلهی فَکَما فَلَقتَ البَحرَ لِموسی علیه السلام ونَجَّیتَهُ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَن تُنَجِّیَنی مِمّا أنَا فیهِ،وتُفَرِّجَ عَنّی فَرَجاً عاجِلاً غَیرَ آجِلٍ،بِفَضلِکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)
290.الإمام الصادق علیه السلام: تُصَلّی رَکعَتَینِ کَیفَ شِئتَ ثُمَّ تَقولُ:
اللّهُمَّ أثبِت رَجاءَکَ فی قَلبی،وَاقطَع رَجاءَ مَن سِواکَ عَنّی،حَتّی لا أرجُوَ إلّاإیّاکَ،ولا أثِقَ إلّابِکَ. (2)
291.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام فِی المُناجاةِ-:
اللّهُمَّ إن کانَتِ الذُّنوبُ تَکُفُّ أیدِیَنا عَنِ انبِساطِها إلَیکَ بِالسُّؤالِ،وَالمُداوَمَةُ عَلَی المَعاصی تَمنَعُنا عَنِ التَّضَرُّعِ وَالاِبتِهالِ،فَالرَّجاءُ یَحُثُّنا إلی سُؤالِکَ یا ذَا الجَلالِ،فَإِن لَم یَعطِفِ السَّیِّدُ عَلی عَبدِهِ فَمِمَّن یَبتَغِی النَّوالَ؟! إلهی؟! فَلا تَرُدَّ أکُفَّنَا المُتَضَرِّعَةَ إلّابِبُلوغِ الآمالِ. (3)
292.کشف الغمّة عن راشد بن أبی روح الأنصاری: کانَ مِن دُعاءِ الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام:
ص:236
اللّهُمَّ ارزُقنِی الرَّغبَةَ فِی الآخِرَةِ حَتّی أعرِفَ صِدقَ ذلِکَ فی قَلبی بِالزَّهادَةِ مِنّی فی دُنیایَ،اللّهُمَّ ارزُقنی بَصَراً فی أمرِ الآخِرَةِ حَتّی أطلُبَ الحَسَناتِ شَوقاً،وأَفِرَّ (1)مِنَ السَّیِّئاتِ خَوفاً یا رَبِّ. (2)
293.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الاِشتِیاقِ إلی طَلَبِ المَغفِرَةِ مِنَ اللّهِ جَلَّ جَلالُهُ-:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وصَیِّرنا إلی مَحبوبِکَ مِنَ التَّوبَةِ،وأَزِلنا عَن مَکروهِکَ مِنَ الإِصرارِ.
اللّهُمَّ ومَتی وَقَفنا بَینَ نَقصَینِ فی دینٍ أو دُنیا،فَأَوقِعِ النَّقصَ بِأَسرَعِهِما فَناءً،وَاجعَلِ التَّوبَةَ فی أطوَلِهِما بَقاءً.
وإذا هَمَمنا (3)بِهَمَّینِ یُرضیکَ أحَدُهُما عَنّا،ویُسخِطُکَ الآخَرُ عَلَینا،فَمِل بِنا إلی ما یُرضیکَ عَنّا،وأَوهِن (4)قُوَّتَنا عَمّا یُسخِطُکَ عَلَینا،ولا تُخَلِّ فی ذلِکَ بَینَ نُفوسِنا وَاختِیارِها،فَإِنَّها مخُتارَةٌ لِلباطِلِ إلّاما وَفَّقتَ،أمّارَةٌ بِالسّوءِ إلّاما رَحِمتَ.
اللّهُمَّ وإنَّکَ مِنَ الضُّعفِ خَلَقتَنا،وعَلَی الوَهنِ بَنَیتَنا،ومِن ماءٍ مَهینٍ (5)ابتَدَأتَنا،فَلا حَولَ لَنا إلّابِقُوَّتِکَ،و لا قُوَّةَ لَنا إلّابِعَونِکَ،فَأَیِّدنا بِتَوفیقِکَ،وسَدِّدنا بِتَسدیدِکَ،وأَعمِ أبصارَ قُلوبِنا عَمّا خالَفَ مَحَبَّتَکَ،ولا تَجعَل لِشَیءٍ مِن جَوارِحِنا نُفوذاً فی مَعصِیَتِکَ.
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل هَمَساتِ قُلوبِنا،وحَرَکاتِ أعضائِنا،ولَمَحاتِ أعیُنِنا،ولَهَجاتِ ألسِنَتِنا،فی موجِباتِ ثَوابِکَ،حَتّی لا تَفوتَنا حَسَنَةٌ نَستَحِقُّ بِها
ص:237
جَزاءَکَ،ولا تَبقی لَنا سَیِّئَةٌ نَستَوجِبُ بِها عِقابَکَ. (1)
294.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ مُتَفَزِّعاً إلَی اللّهِ عز و جل-:
اللّهُمَّ إنّی أخلَصتُ بِانقِطاعی إلَیکَ،وأَقبَلتُ بِکُلّی عَلَیکَ،وصَرَفتُ وَجهی عَمَّن یَحتاجُ إلی رِفدِکَ (2)،وقَلَبتُ مَسأَلَتی عَمَّن لَم یَستَغنِ عَن فَضلِکَ،ورَأَیتُ أنَّ طَلَبَ المُحتاجِ إلَی المُحتاجِ سَفَهٌ (3)مِن رَأیِهِ،وضَلَّةٌ مِن عَقلِهِ.
فَکَم قَد رَأَیتُ یا إلهی مِن اناسٍ طَلَبُوا العِزَّ بِغَیرِکَ فَذَلّوا،ورامُوا الثَّروَةَ مِن سِواکَ فَافتَقَروا،و حاوَلُوا الاِرتِفاعَ فَاتَّضَعوا؟! فَصَحَّ بِمُعایَنَةِ أمثالِهِم حازِمٌ وَفَّقَهُ اعتِبارُهُ، وأَرشَدَهُ إلی طَریقِ صَوابِهِ اختِیارُهَ.
فَأَنتَ یا مَولایَ دونَ کُلِّ مَسؤولٍ مَوضِعُ مَسأَلَتی،ودونَ کُلِّ مَطلوبٍ إلَیهِ وَلِیُّ حاجَتی، أنتَ المَخصوصُ قَبلَ کُلِّ مَدعُوٍّ بِدَعوَتی،لا یَشرَکُکَ أحَدٌ فی رَجائی،ولا یَتَّفِقُ أحَدٌ مَعَکَ فی دُعائی،ولا یَنظِمُهُ وإیّاکَ نِدائی.
لَکَ یا إلهی وَحدانِیَّةُ العَدَدِ،ومَلَکَةُ القُدرَةِ الصَّمَدِ (4)،وفَضیلَةُ الحَولِ وَالقُوَّةِ،ودَرَجَةُ العُلُوِّ وَالرِّفعَةِ،ومَن سِواکَ مَرحومٌ فی عُمُرِهِ،مَغلوبٌ عَلی أمرِهِ،مَقهورٌ عَلی شَأنِهِ، مُختَلِفُ الحالاتِ،مُتَنَقِّلٌ فِی الصِّفاتِ،فَتَعالَیتَ عَنِ الأَشباهِ وَالأَضدادِ،وتَکَبَّرتَ عَنِ الأَمثالِ وَالأَندادِ،فَسُبحانَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ. (5)
295.عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ الرّاغِبینَ-:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! إن کانَ قَلَّ زادی فِی المَسیرِ إلَیکَ،فَلَقَد حَسُنَ ظَنّی
ص:238
بِالتَّوَکُّلِ عَلَیکَ،وإن کانَ جُرمی قَد أخافَنی مِن عُقوبَتِکَ،فَإِنَّ رَجائی قَد أشعَرَنی بِالأَمنِ مِن نَقِمَتِکَ،وإن کانَ ذَنبی قَد عَرَّضَنی لِعِقابِکَ،فَقَد آذَنَنی حُسنُ ثِقَتی بِثَوابِکَ،وإن أنامَتنِی الغَفلَةُ عَنِ الاِستِعدادِ لِلِقائِکَ،فَقَد نَبَّهَتنِی المَعرِفَةُ بِکَرَمِکَ وآلائِکَ،وإن أوحَشَ ما بَینی وبَینَکَ فَرطُ العِصیانِ وَالطُّغیانِ،فَقَد آنَسَنی بُشرَی الغُفرانِ وَالرِّضوانِ.
أسأَ لُکَ بِسُبُحاتِ (1)وَجهِکَ وبِأَنوارِ قُدسِکَ،وأَبتَهِلُ إلَیکَ بِعَواطِفِ رَحمَتِکَ ولَطائِفِ بِرِّکَ،أن تُحَقِّقَ ظَنّی بِما اؤَمِّلُهُ مِن جَزیلِ إکرامِکَ وجَمیلِ إنعامِکَ،فِی القُربی مِنکَ وَالزُّلفی لَدَیکَ،وَالتَّمَتُّعِ بِالنَّظَرِ إلَیکَ،وها أنَا مُتَعَرِّضٌ لِنَفَحاتِ (2)رَوحِکَ وعَطفِکَ، ومُنتَجِعٌ (3)غَیثَ جودِکَ ولُطفِکَ،فارٌّ مِن سَخَطِکَ إلی رِضاکَ،هارِبٌ مِنکَ إلَیکَ،راجٍ أحسَنَ ما لَدَیکَ،مُعَوِّلٌ عَلی مَواهِبِکَ،مُفتَقِرٌ إلی رِعایَتِکَ.
إلهی ! ما بَدَأتَ بِهِ مِن فَضلِکَ فَتَمِّمهُ،وما وَهَبتَ لی مِن کَرَمِکَ فَلا تَسلُبهُ،وما سَتَرتَهُ عَلَیَّ بِحِلمِکَ فَلا تَهتِکهُ،وما عَلِمتَهُ مِن قَبیحِ فِعلی فَاغفِرهُ.
إلهِی ! استَشفَعتُ بِکَ إلَیکَ،وَاستَجَرتُ بِکَ مِنکَ،أتَیتُکَ طامِعاً فی إحسانِکَ،راغِباً فِی امتِنانِکَ،مُستَسقِیاً وابِلَ طَولِکَ،مُستَمطِراً غَمامَ فَضلِکَ،طالِباً مَرضاتَکَ،قاصِداً جَنابَکَ،وارِداً شَریعَةَ رِفدِکَ،مُلتَمِساً سَنِیَّ الخَیراتِ مِن عِندِکَ،وافِداً إلی حَضرَةِ جَمالِکَ،مُریداً وَجهَکَ،طارِقاً بابَکَ،مُستَکیناً لِعَظَمَتِکَ وجَلالِکَ،فَافعَل بی ما أنتَ أهلُهُ مِنَ المَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ،ولا تَفعَل بی ما أنَا أهلُهُ مِنَ العَذابِ وَالنَّقِمَةِ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)
ص:239
296.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: دَفَعَ إلَیَّ جَبرَئیلُ علیه السلام عَنِ اللّهِ تَعالی هذِهِ المُناجاةَ فِی الشُّکرِ للّهِ ِ:
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی مَرَدِّ نَوازِلِ البَلاءِ،ومُلِمّاتِ الضَّرّاءِ،وکَشفِ نَوائِبِ اللَّأْواءِ (1)، وتَوالی سُبوغِ النَّعماءِ،ولَکَ الحَمدُ عَلی هَنیءِ عَطائِکَ،ومَحمودِ بَلائِکَ،وجَلیلِ آلائِکَ، ولَکَ الحَمدُ علی إحسانِکَ الکَثیرِ،وخَیرِکَ الغَزیرِ،وتَکلیفِکَ الیَسیرِ،ودَفعِکَ العَسیرِ، ولَکَ الحَمدُ عَلی تَثمیرِکَ قَلیلَ الشُّکرِ،وإعطائِکَ وافِرَ الأَجرِ،وحَطِّکَ مُثقِلَ الوِزرِ، وقَبولِکَ ضیقَ العُذرِ،ووَضعِکَ فادِحَ الإِصرِ (2)،وتَسهیلِکَ مَوضِعَ الوَعرِ،ومَنعِکَ مُفظِعَ الأَمرِ.
ولَکَ الحَمدُ رَبِّ عَلَی البَلاءِ المَصروفِ،ووافِرِ المَعروفِ،ودَفعِ المَخوفِ،وإذلالِ العَسوفِ (3)،ولَکَ الحَمدُ عَلی قِلَّةِ التَّکلیفِ،وکَثرَةِ التَّخویفِ،وتَقوِیَةِ الضَّعیفِ،وإغاثَةِ اللَّهیفِ (4).
ولَکَ الحَمدُ رَبِّ عَلی سَعَةِ إمهالِکَ،ودَوامِ إفضالِکَ،وصَرفِ مِحالِکَ (5)،وحَمیدِ فِعالِکَ، وتَوالی نَوالِکَ،ولَکَ الحَمدُ رَبِّ عَلی تَأخیرِ مُعاجَلَةِ العِقابِ،وتَرکِ مُغافَصَةِ (6)العَذابِ، وتَسهیلِ طُرُقِ المَآبِ،وإنزالِ غَیثِ السَّحابِ. (7)
ص:240
297.الإمام علیّ علیه السلام -فی شُکرِ نِعَمِ اللّهِ عَلَیهِ-:
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أنعَمَ عَلَیَّ بِالإِسلامِ،وعَلَّمَنِی القُرآنَ،وحَبَّبَنی إلی خَیرِ البَرِیَّةِ خاتَمِ النَّبِیّینَ وسَیِّدِ المُرسَلینَ؛إحساناً مِنهُ [إلَیَّ] (1)،وفَضلاً مِنهُ عَلَیَّ. (2)
298.عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ للّهِ ِ تَعالی-:
یا أفضَلَ المُنعِمینَ فی آلائِهِ،وأَنعَمَ المُفضِلینَ فی نَعمائِهِ،کَثُرَت أیادیکَ عِندی فَعَجَزتُ عَن إحصائِها،وضِقتُ ذَرعاً فی شُکری لَکَ بِجَزائِها،فَلَکَ الحَمدُ عَلی ما أولَیتَ، ولَکَ الشُّکرُ عَلی ما أبلَیتَ،یا خَیرَ مَن دَعاهُ داعٍ،وأَفضَلَ مَن رَجاهُ راجٍ.
بِذِمَّةِ الإِسلامِ أتَوَسَّلُ إلَیکَ،وبِحُرمَةِ القُرآنِ أعتَمِدُ عَلَیکَ،وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أتَقَرَّبُ إلَیکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاعرِف ذِمَّتِیَ الَّتی رَجَوتُ بِها قَضاءَ حاجَتی، بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)
299.تحف العقول: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام إذا قَرَأَ هذِهِ الآیَةَ: وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّهِ لا تُحْصُوها (4)یَقولُ:
سُبحانَ مَن لَم یَجعَل فی أحَدٍ مِن مَعرِفَةِ نِعَمِهِ إلَّاالمَعرِفَةَ بِالتَّقصیرِ عَن مَعرِفَتِها،کَما
ص:241
لَم یَجعَل فی أحَدٍ مِن مَعرِفَةِ إدراکِهِ أکثَرَ مِنَ العِلمِ بِأَ نَّهُ لا یُدرِکُهُ،فَشَکَرَ عَزَّ وجَلَّ مَعرِفَةَ العارِفینَ بِالتَّقصیرِ عَن مَعرِفَتِهِ،وجَعَلَ مَعرِفَتَهُم بِالتَّقصیرِ شُکراً،کَما جَعَلَ عِلمَ العالِمینَ أنَّهُم لا یُدرِکونَهُ إیماناً،عِلماً مِنهُ أنَّهُ قَدرُ وُسعِ العِبادِ،فَلا یُجاوِزونَ ذلِکَ.
وقالَ علیه السلام:
سُبحانَ مَن جَعَلَ الاِعتِرافَ بِالنِّعمَةِ لَهُ حَمداً،سُبحانَ مَن جَعَلَ الاِعتِرافَ بِالعَجزِ عَنِ الشُّکرِ شُکراً. (1)
300.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذَا اعتَرَفَ بِالتَّقصیرِ عَن تَأدِیَةِ الشُّکرِ-:
اللّهُمَّ إنَّ أحَداً لا یَبلُغُ مِن شُکرِکَ غایَةً إلّاحَصَلَ عَلَیهِ مِن إحسانِکَ ما یُلزِمُهُ شُکراً، ولا یَبلُغُ مَبلَغاً مِن طاعَتِکَ وإنِ اجتَهَدَ إلّاکانَ مُقَصِّراً دونَ استِحقاقِکَ بِفَضلِکَ،فَأَشکَرُ عِبادِکَ عاجِزٌ عَن شُکرِکَ،وأَعبَدُهُم مُقَصِّرٌ عَن طاعَتِکَ.
لا یَجِبُ لِأَحَدٍ أن تَغفِرَ لَهُ بِاستِحقاقِهِ،ولا أن تَرضی عَنهُ بِاستیجابِهِ،فَمَن غَفَرتَ لَهُ فَبِطَولِکَ،ومَن رَضیتَ عَنهُ فَبِفَضلِکَ،تَشکُرُ یَسیرَ ما شَکَرتَهُ (2)،وتُثیبُ عَلی قَلیلِ ما تُطاعُ فیهِ،حَتّی کَأَنَّ شُکرَ عِبادِکَ الَّذی أوجَبتَ عَلَیهِ ثَوابَهُم،وأَعظَمتَ عَنهُ جَزاءَهُم، أمرٌ مَلَکُوا استِطاعَةَ الاِمتِناعِ مِنهُ دونَکَ فَکافَیتَهُم،أو لَم یَکُن سَبَبُهُ بِیَدِکَ فَجازَیتَهُم؟! بَل مَلَکتَ یا إلهی أمرَهُم قَبلَ أن یَملِکوا عِبادَتَکَ،وأَعدَدتَ ثَوابَهُم قَبلَ أن یُفیضوا فی طاعَتِکَ؛وذلِکَ أنَّ سُنَّتَکَ الإِفضالُ،وعادَتَکَ الإِحسانُ،وسَبیلَکَ العَفوُ.
فَکُلُّ البَرِیَّةِ مُعتَرِفَةٌ بِأَنَّکَ غَیرُ ظالِمٍ لِمَن عاقَبتَ،وشاهِدَةٌ بِأَ نَّکَ مُتَفَضِّلٌ عَلی مَن عافَیتَ،وکُلٌّ مُقِرٌّ عَلی نَفسِهِ بِالتَّقصیرِ عَمَّا استَوجَبتَ؛فَلَولا أنَّ الشَّیطانَ یَختَدِعُهُم عَن
ص:242
طاعَتِکَ ما عَصاکَ عاصٍ،ولَولا أنَّهُ صَوَّرَ لَهُمُ الباطِلَ فِی مِثالِ الحَقِّ ما ضَلَّ عَن طَریقِکَ ضالٌّ.
فَسُبحانَکَ ! ما أبیَنَ کَرَمَکَ فی مُعامَلَةِ مَن أطاعَکَ أو عَصاکَ،تَشکُرُ لِلمُطیعِ ما أنتَ تَوَلَّیتَهُ لَهُ،وتُملی لِلعاصی فیما تَمِلکُ مُعاجَلَتَهُ فیهِ،أعطَیتَ کُلّاً مِنهُما ما لَم یَجِب لَهُ، وتَفَضَّلتَ عَلی کُلٍّ مِنهُما بِما یَقصُرُ عَمَلُهُ عَنهُ.
ولَو کافَأتَ المُطیعَ عَلی ما أنتَ تَوَلَّیتَهُ لَأَوشَکَ أن یَفقِدَ ثَوابَکَ،وأَن تَزولَ عَنهُ نِعمَتُکَ،ولکِنَّکَ بِکَرَمِکَ جازَیتَهُ عَلَی المُدَّةِ القَصیرَةِ الفانِیَةِ بِالمُدَّةِ الطَّویلَةِ الخالِدَةِ، وعَلَی الغایَةِ القَریبَةِ الزّائِلَةِ بِالغایَةِ المَدیدَةِ الباقِیَةِ،ثُمَّ لَم تَسُمهُ القِصاصَ (1)فیما أکَلَ مِن رِزقِکَ الَّذی یَقوی بِهِ عَلی طاعَتِکَ،ولَم تَحمِلهُ عَلَی المُناقَشاتِ فِی الآلاتِ الَّتی تَسَبَّبَ بِاستِعمالِها إلی مَغفِرَتِکَ،ولَو فَعَلتَ ذلِکَ بِهِ لَذَهَبَ بِجَمیعِ ما کَدَحَ لَهُ،وجُملَةِ ما سَعی فیهِ،جَزاءً لِلصُّغری مِن أیادیکَ ومِنَنِکَ،ولَبَقِیَ رَهیناً بَینَ یَدَیکَ بِسائِرِ نِعَمِکَ،فَمَتی کانَ یَستَحِقُّ شَیئاً مِن ثَوابِکَ؟! لا ! مَتی؟!
هذا یا إلهی حالُ مَن أطاعَکَ،وسَبیلُ مَن تَعَبَّدَ لَکَ،فَأَمَّا العاصی أمرَکَ وَالمُواقِعُ نَهیَکَ،فَلَم تُعاجِلهُ بِنَقِمَتِکَ،لِکَی یَستَبدِلَ بِحالِهِ فی مَعصِیَتِکَ حالَ الإِنابَةِ إلی طاعَتِکَ، ولَقَد کانَ یَستَحِقُّ فی أوَّلِ ما هَمَّ بِعِصیانِکَ کُلَّ ما أعدَدتَ لِجَمیعِ خَلقِکَ مِن عُقوبَتِکَ، فَجَمیعُ ما أخَّرتَ عَنهُ مِنَ العَذابِ،وأَبطَأتَ بِهِ عَلَیهِ مِن سَطَواتِ النَّقِمَةِ وَالعِقابِ،تَرکٌ مِن حَقِّکَ،ورِضیً بِدونِ واجِبِکَ.
فَمَن أکرَمُ یا إلهی مِنکَ؟! ومَن أشقی مِمَّن هَلَکَ عَلَیکَ؟لا ! مَن؟فَتَبارَکتَ أن توصَفَ إلّا بِالإِحسانِ،وکَرُمتَ أن یُخافَ مِنکَ إلَّاالعَدلُ،لا یُخشی جَورُکَ عَلی مَن عَصاکَ،ولا
ص:243
یُخافُ إغفالُکَ ثَوابَ مَن أرضاکَ.
فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وهَب لی أمَلی،وزِدنی مِن هُداکَ ما أصِلُ بِهِ إلَی التَّوفیقِ فی عَمَلی،إنَّکَ مَنّانٌ کَریمٌ. (1)
301.عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ الشّاکِرینَ-:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! أذهَلَنی عَن إقامَةِ شُکرِکَ تَتابُعُ طَولِکَ (2)،وأَعجَزَنی عَن إحصاءِ ثَنائِکَ فَیضُ فَضلِکَ،وشَغَلَنی عَن ذِکرِ مَحامِدِکَ تَرادُفُ عَوائِدِکَ،وأَعیانی عَن نَشرِ عَوارِفِکَ تَوالی أیادیکَ،وهذا مَقامُ مَنِ اعتَرَفَ بِسُبوغِ النَّعماءِ،وقابَلَها بِالتَّقصیرِ،وشَهِدَ عَلی نَفسِهِ بِالإِهمالِ وَالتَّضییعِ،وأَنتَ الرَّؤوفُ الرَّحیمُ،البَرُّ الکَریمُ،الَّذی لا یُخَیِّبُ قاصِدیهِ،ولا یَطرُدُ عَن فِنائِهِ آمِلیهِ،بِساحَتِکَ تَحُطُّ رِحالُ الرّاجینَ،وبِعَرصَتِکَ تَقِفُ آمالُ المُستَرفِدینَ،فَلا تُقابِل آمالَنا بِالتَّخییبِ وَالإِیاسِ،ولا تُلبِسنا سِربالَ القُنوطِ وَالإِبلاسِ (3).
إلهی ! تَصاغَرَ عِندَ تَعاظُمِ آلائِکَ شُکری،وتَضاءَلَ فی جَنبِ إکرامِکَ إیّایَ ثَنائی ونَشری،جَلَّلَتنی نِعَمُکَ مِن أنوارِ الإِیمانِ حُلَلاً،وضَرَبَت عَلَیَّ لَطائِفُ بِرِّکَ مِنَ العِزِّ کِلَلاً (4)،وقَلَّدَتنی مِنَنُکَ قَلائِدَ لا تُحَلُّ،وطَوَّقَتنی أطواقاً لا تُفَلُّ،فَآلاؤُکَ جَمَّةٌ ضَعُفَ لِسانی عَن إحصائِها،ونَعماؤُکَ کَثیرَةٌ قَصُرَ فَهمی عَن إدراکِها فَضلاً عَنِ استِقصائِها.فَکَیفَ لی بِتَحصیلِ الشُّکرِ وشُکری إیّاکَ یَفتَقِرُ إلی شُکرٍ؟! فَکُلَّما قُلتُ:لَکَ الحَمدُ وَجَبَ عَلَیَّ لِذلِکَ أن أقولَ:لَکَ الحَمدُ.
إلهی ! فَکَما غَذَّیتَنا بِلُطفِکَ،ورَبَّیتَنا بِصُنعِکَ،فَتَمِّم عَلَینا سَوابِغَ النِّعَمِ،وَادفَع عَنّا
ص:244
مَکارِهَ النِّقَمِ،وآتِنا مِن حُظوظِ الدّارَینِ أرفَعَها وأَجَلَّها عاجِلاً وآجِلاً،ولَکَ الحَمدُ عَلی حُسنِ بَلائِکَ،وسُبوغِ نَعمائِکَ،حَمداً یُوافِقُ رِضاکَ،ویَمتَرِی (1)العَظیمَ مِن بِرِّکَ ونَداکَ، یا عَظیمُ یا کَریمُ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)
302.الأمالی للصدوق عن طاووس الیمانی: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ سَیِّدُ العابِدینَ علیه السلام یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ:
إلهی ! وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ وعَظَمَتِکَ،لَو أنّی مُنذُ بَدَعتَ فِطرَتی مِن أوَّلِ الدَّهرِ عَبَدتُکَ دَوامَ خُلودِ رُبوبِیَّتِکَ،بِکُلِّ شَعرَةٍ فی کُلِّ طَرفَةِ عَینٍ سَرمَدَ الأَبَدِ،بِحَمدِ الخَلائِقِ وشُکرِهِم أجمَعینَ،لَکُنتُ مُقَصِّراً فی بُلوغِ أداءِ شُکرِ أخفی نِعمَةٍ مِن نِعَمِکَ عَلَیَّ.
ولَو أنّی کَرَبتُ مَعادِنَ حَدیدِ الدُّنیا بِأَنیابی،وحَرَثتُ أرضَها بِأَشفارِ عَینی،وبَکَیتُ مِن خَشیَتِکَ مِثلَ بُحورِ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ دَماً وصَدیداً،لَکانَ ذلِکَ قَلیلاً فی کَثیرِ ما یَجِبُ مِن حَقِّکَ عَلَیَّ.
ولَو أنَّکَ إلهی عَذَّبتَنی بَعدَ ذلِکَ بِعَذابِ الخَلائِقِ أجمَعینَ،وعَظَّمتَ لِلنّارِ خَلقی وجِسمی،ومَلَأتَ جَهَنَّمَ وأَطباقَها مِنّی حَتّی لا یَکونَ فِی النّارِ مُعَذَّبٌ غَیری،ولا یَکونَ لِجَهَنَّمَ حَطَبٌ سِوایَ،لَکانَ ذلِکَ بِعَدلِکَ عَلَیَّ قَلیلاً فی کَثیرِ مَا استَوجَبتُهُ مِن عُقوبَتِکَ. (3)
303.تفسیر العیّاشی عن أبی حمزة الثمالی عن الإمام الباقر علیه السلام،قال: قُلتُ لَهُ:ما عَنَی اللّهُ بِقَولِهِ لِنوحٍ: إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراً (4)؟فَقالَ:کَلِماتٌ بالَغَ فیهِنَّ.وقالَ:کانَ إذا أصبَحَ
ص:245
وأَمسی قالَ:«اللّهُمَّ أصبَحتُ اشهِدُکَ أنَّهُ ما أصبَحَ بی مِن نِعمَةٍ فی دینٍ أو دُنیا فَإِنَّهُ مِنکَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،ولَکَ الشُّکرُ بِها عَلَیَّ یا رَبِّ حَتّی تَرضی وبَعدَ الرِّضا»،فَسُمِّیَ بِذلِکَ عَبداً شَکوراً. (1)
304.قرب الإسناد عن مسعدة بن صدقة: هذا مِن مَحامِدِ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام عِندَ الشَّیءِ مِنَ الرِّزقِ إذا کانَ تَجَدَّدَ لَهُ:
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی نِعَمُهُ تَغدو عَلَینا وتَروحُ،ونَظَلُّ بِها نَهاراً ونَبیتُ فیها لَیلاً،فَنُصبِحُ فیها بِرَحمَتِهِ مُسلِمینَ،ونُمسی فیها بِمِنَّتِهِ مُؤمِنینَ،مِنَ البَلوی مُعافینَ.الحَمدُ للّهِ ِ المُنعِمِ المُفضِلِ،المُحسِنِ المُجمِلِ،ذِی الجَلالِ وَالإِکرامِ،ذِی الفَواضِلِ وَالنِّعَمِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَخذُلنا عِندَ شِدَّةٍ،ولَم یَفضَحنا عِندَ سَریرَةٍ (2)،ولَم یُسلِمنا عِندَ جَریرَةٍ (3). (4)
305.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی شُکرِ اللّهِ تَعالی-:
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أدعوهُ فَیُجیبُنی وإن کُنتُ بَطیئاً حینَ یَدعونی،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أسأَ لُهُ فَیُعطینی وإن کُنتُ بَخیلاً حینَ یَستَقرِضُنی،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذِی استَوجَبَ الشُّکرَ عَلَیَّ بِفَضلِهِ وإن کُنتُ قَلیلاً شُکری،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی وَکَلَنِیَ النّاسُ إلَیهِ فَأَکرَمَنی ولَم یَکِلنی إلَیهِم فَیُهینونی،فَرَضیتُ بِلُطفِکَ یا رَبِّ لُطفاً،وبِکِفایَتِکَ خَلَفاً.
اللّهُمَّ یا رَبِّ،ما أعطَیتَنی مِمّا احِبُّ فَاجعَلهُ قُوَّةً لی فیما تُحِبُّ،اللّهُمَّ وما زَوَیتَ عَنّی مِمّا احِبُّ فَاجعَلهُ قِواماً (5)لی فیما تُحِبُّ،اللّهُمَّ أعطِنی ما احِبُّ وَاجعَلهُ خَیراً لی،
ص:246
وَاصرِف عَنّی ما أکرَهُ،وَاجعَلهُ خَیراً لی.
اللّهُمَّ ما غَیَّبتَ عَنّی مِنَ الاُمورِ فَلا تُغَیِّبنی عَن حِفظِکَ،وما فَقَدتُ فَلا أفقِدُ عَونَکَ، وما نَسیتُ فَلا أنسی ذِکرَکَ،وما مَلِلتُ فَلا أمَلُّ شُکرَکَ،عَلَیکَ تَوَکَّلتُ،حَسبِیَ اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ. (1)
306.الکافی عن عبد الرحمن بن سیابة: أعطانی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام هذَا الدُّعاءَ:
الحَمدُ للّهِ ِ وَلِیِّ الحَمدِ وأَهلِهِ ومُنتَهاهُ ومَحَلِّهِ،أخلَصَ مَن وَحَّدَهُ،وَاهتَدی مَن عَبَدَهُ، وفازَ مَن أطاعَهُ،وأَمِنَ المُعتَصِمُ بِهِ.
اللّهُمَّ یا ذَا الجودِ وَالمَجدِ،وَالثَّناءِ الجَمیلِ وَالحَمدِ،أسأَ لُکَ مَسأَلَةَ مَن خَضَعَ لَکَ بِرَقَبَتِهِ،ورَغِمَ (2)لَکَ أنفَهُ،وعَفَّرَ لَکَ وَجهَهُ،وذَلَّلَ لَکَ نَفسَهُ،وفاضَت مِن خَوفِکَ دُموعُهُ، وتَرَدَّدَت عَبرَتُهُ،وَاعتَرَفَ لَکَ بِذُنوبِهِ،وفَضَحَتهُ عِندَکَ خَطیئَتُهُ،وشانَتهُ عِندَکَ جَریرَتُهُ، وضَعُفَت عِندَ ذلِکَ قُوَّتُهُ،وقَلَّت حیلَتُهُ،وَانقَطَعَت عَنهُ أسبابُ خَدائِعِهِ،وَاضمَحَلَّ عَنهُ کُلُّ باطِلٍ،وأَلجَأَتهُ ذُنوبُهُ إلی ذُلِّ مُقامِهِ بَینَ یَدَیکَ،وخُضوعِهِ لَدَیکَ،وَابتِهالِهِ إلَیکَ.
أسأَ لُکَ اللّهُمَّ سُؤالَ مَن هُوَ بِمَنزِلَتِهِ،أرغَبُ إلَیکَ کَرَغبَتِهِ،وأَتَضَرَّعُ إلَیکَ کَتَضَرُّعِهِ، وأَبتَهِلُ إلَیکَ کَأَشَدِّ ابتِهالِهِ.
اللّهُمَّ فَارحَمِ استِکانَةَ مَنطِقی،وذُلَّ مُقامی ومَجلِسی،وخُضوعی إلَیکَ بِرَقَبَتی.
أسأَ لُکَ اللّهُمَّ الهُدی مِنَ الضَّلالَةِ،وَالبَصیرَةَ مِنَ العَمی،وَالرُّشدَ مِنَ الغَوایَةِ.
وأَسأَ لُکَ اللّهُمَّ أکثَرَ الحَمدِ عِندَ الرَّخاءِ،وأَجمَلَ الصَّبرِ عِندَ المُصیبَةِ،وأَفضَلَ الشُّکرِ عِندَ مَوضِعِ الشُّکرِ،وَالتَّسلیمَ عِندَ الشُّبُهاتِ.
وأَسأَ لُکَ القُوَّةَ فی طاعَتِکَ،وَالضَّعفَ عَن مَعصِیَتِکَ،وَالهَرَبَ إلَیکَ مِنکَ،وَالتَّقَرُّبَ
ص:247
إلَیکَ رَبِّ لِتَرضی،وَالتَّحَرِّیَ لِکُلِّ ما یُرضیکَ عَنّی فی إسخاطِ خَلقِکَ التِماساً لِرِضاکَ.
رَبِّ مَن أرجوهُ إن لَم تَرحَمنی؟أو مَن یَعودُ عَلَیَّ إن أقصَیتَنی؟! أو مَن یَنفَعُنی عَفوُهُ إن عاقَبتَنی؟! أو مَن آمُلُ عَطایاهُ إن حَرَمتَنی؟! أو مَن یَملِکُ کَرامَتی إن أهَنتَنی؟! أو مَن یَضُرُّنی هَوانُهُ إن أکرَمتَنی؟!
رَبِّ ما أسوَأَ فِعلی،وأَقبَحَ عَمَلی،وأَقسی قَلبی،وأَطوَلَ أمَلی،وأَقصَرَ أجَلی، وأَجرَأَنی عَلی عِصیانِ مَن خَلَقَنی !
رَبِّ وما أحسَنَ بَلاءَکَ (1)عِندی،وأَظهَرَ نَعماءَکَ عَلَیَّ ! کَثُرَت عَلَیَّ مِنکَ النِّعَمُ فَما احصیها،وقَلَّ مِنِّی الشُّکرُ فیما أولَیتَنیهِ فَبَطِرتُ بِالنِّعَمِ،وتَعَرَّضتُ لِلنِّقَمِ،وسَهَوتُ عَنِ الذِّکرِ،ورَکِبتُ الجَهلَ بَعدَ العِلمِ،وجُزتُ مِنَ العَدلِ إلَی الظُّلمِ،وجاوَزتُ البِرَّ إلَی الإِثمِ، وصِرتُ إلَی الهَرَبِ مِنَ الخَوفِ وَالحُزنِ،فَما أصغَرَ حَسَناتی وأَقَلَّها فی کَثرَةِ ذُنوبی،وما أکثَرَ ذُنوبی وأَعظَمَها عَلی قَدرِ صِغَرِ خَلقی وضَعفِ رُکنی !
رَبِّ وما أطوَلَ أمَلی فی قِصَرِ أجَلی،وأَقصَرَ أجَلی فی بُعدِ أمَلی ! وما أقبَحَ سَریرَتی وعَلانِیَتی !
رَبِّ لا حُجَّةَ لی إنِ احتَجَجتُ،ولا عُذرَ لی إنِ اعتَذَرتُ،ولا شُکرَ عِندی إنِ ابتُلیتُ واُولیتُ (2)إن لَم تُعِنّی عَلی شُکرِ ما اولیتُ.
رَبِّ ما أخَفَّ میزانی غَداً إن لَم تُرَجِّحهُ ! وأَزَلَّ لِسانی إن لَم تُثَبِّتهُ ! وأَسوَدَ وَجهی إن لَم تُبَیِّضهُ !
رَبِّ کَیفَ لی بِذُنوبِیَ الَّتی سَلَفَت مِنّی قَد هُدَّت لَها أرکانی !
رَبِّ کَیفَ أطلُبُ شَهَواتِ الدُّنیا وأَبکی عَلی خَیبَتی فیها،ولا أبکی وتَشتَدُّ حَسَراتی
ص:248
عَلی عِصیانی وتَفریطی !
رَبِّ دَعَتنی دَواعِی الدُّنیا فَأَجَبتُها سَریعاً،ورَکَنتُ إلَیها طائِعاً،ودَعَتنی دَواعِی الآخِرَةِ فَتَثَبَّطتُ عَنها،وأَبطَأتُ فِی الإِجابَةِ وَالمُسارَعَةِ إلَیها،کَما سارَعتُ إلی دَواعِی الدُّنیا وحُطامِهَا الهامِدِ وهَشیمِهَا البائِدِ وسَرابِهَا الذّاهِبِ.
رَبِّ خَوَّفتَنی وشَوَّقتَنی،وَاحتَجَجتَ عَلَیَّ بِرِقّی،وکَفَّلتَ لی بِرِزقی،فَآمَنتُ مِن خَوفِکَ،وتَثَبَّطتُ عَن تَشویقِکَ،ولَم أتَّکِل عَلی ضَمانِکَ،وتَهاوَنتُ بِاحتِجاجِکَ.
اللّهُمَّ فَاجعَل أمنی مِنکَ فی هذِهِ الدُّنیا خَوفاً،وحَوِّل تَثَبُّطی شَوقاً،وتَهاوُنی بِحُجَّتِکَ فَرَقاً (1)مِنکَ،ثُمَّ رَضِّنی بِما قَسَمتَ لی مِن رِزقِکَ یا کَریمُ یا کَریمُ.
أسأَ لُکَ بِاسمِکَ العَظیمِ رِضاکَ عِندَ السُّخطَةِ،وَالفُرجَةَ عِندَ الکُربَةِ،وَالنّورَ عِندَ الظُّلمَةِ،وَالبَصیرَةَ عِندَ تَشَبُّهِ الفِتنَةِ.
رَبِّ اجعَل جُنَّتی (2)مِن خَطایایَ حَصینَةً،ودَرَجاتی فِی الجِنانِ رَفیعَةً،وأَعمالی کُلَّها مُتَقَبَّلَةً،وحَسَناتی مُضاعَفَةً زاکِیَةً،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الفِتَنِ کُلِّها ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ،ومِن رَفیعِ المَطعَمِ وَالمَشرَبِ،ومِن شَرِّ ما أعلَمُ،ومِن شَرِّ ما لا أعلَمُ،وأَعوذُ بِکَ مِن أن أشتَرِیَ الجَهلَ بِالعِلمِ،وَالجَفاءَ بِالحِلمِ،وَالجَورَ بِالعَدلِ،وَالقَطیعَةَ بِالبِرِّ،وَالجَزَعَ بِالصَّبرِ، وَالهُدی بِالضَّلالَةِ،وَالکُفرَ بِالإِیمانِ (3). (4)
307.الإمام الصادق علیه السلام -فی صَلاةِ الشُّکرِ (5)-:إذا أنعَمَ اللّهُ عَلَیکَ بِنِعمَةٍ فَصَلِّ رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فِی
ص:249
الاُولی بِفاتِحَةِ الکِتابِ و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،وتَقرَأُ فِی الثّانِیَةِ بِفاتِحَةِ الکِتابِ و«قُل یا أیُّهَا الکافِرونَ»،وتَقولُ فِی الرَّکعَةِ الاُولی فی رُکوعِکَ وسُجودِکَ:«الحَمدُ للّهِ ِ شُکراً شُکراً وحَمداً» (1)،وتَقولُ فِی الرَّکعَةِ الثّانِیَةِ فی رُکوعِکَ وسُجودِکَ:«الحَمدُ للّهِ ِ الَّذِی استَجابَ دُعائی وأَعطانی مَسأَلَتی». (2)
308.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی التَّذَلُّلِ للّهِ ِ عز و جل-:
رَبِّ أفحَمَتنی (3)ذُنوبی،وَانقَطَعَت مَقالَتی فَلا حُجَّةَ لی،فَأَنَا الأَسیرُ بِبَلِیَّتی،المُرتَهَنُ بِعَمَلی،المُتَرَدِّدُ فی خَطیئَتی،المُتَحَیِّرُ عَن قَصدی،المُنقَطِعُ بی.
قَد أوقَفتُ نَفسی مَوقِفَ الأَذِلّاءِ المُذنِبینَ،مَوقِفَ الأَشقِیاءِ المُتَجَرّینَ عَلَیکَ، المُستَخِفّینَ بِوَعدِکَ،سُبحانَکَ أیَّ جُرأَةٍ اجتَرَأتُ عَلَیکَ،وأَیَّ تَغریرٍ غَرَّرتُ بِنَفسی؟!
مَولایَ ! ارحَم کَبوَتی (4)لِحُرِّ (5)وَجهی وزَلَّةَ قَدمی،وعُد بِحِلمِکَ عَلی جَهلی،وبِإِحسانِکَ عَلی إساءَتی،فَأَنَا المُقِرُّ بِذَنبی،المُعتَرِفُ بِخَطیئَتی،وهذِهِ یَدی وناصِیَتی أستَکینُ بِالقَوَدِ مِن نَفسی،اِرحَم شَیبَتی ونَفادَ أیّامی،وَاقتِرابَ أجَلی،وضَعفی ومَسکَنَتی،وقِلَّةَ حیلَتی.
ص:250
مَولایَ ! وَارحَمنی إذَا انقَطَعَ مِنَ الدُّنیا أثَری،وَامَّحی مِنَ المَخلوقینَ ذِکری،وکُنتُ فِی المَنسِیّینَ کَمَن قَد نُسِیَ.
مَولایَ ! وَارحَمنی عِندَ تَغَیُّرِ صورَتی وحالی،إذا بَلِیَ جِسمی وتَفَرَّقَت أعضائی، وتَقَطَّعَت أوصالی،یا غَفلَتی عَمّا یُرادُ بی !
مَولایَ ! وَارحَمنی فی حَشری ونَشری،وَاجعَل فی ذلِکَ الیَومِ مَعَ أولِیائِکَ مَوقِفی،وفی أحِبّائِکَ مَصدَری،وفی جِوارِکَ مَسکَنی،یا رَبَّ العالَمینَ. (1)
309.عنه علیه السلام -فِی التَّذَلُّلِ وَالمَسکَنَةِ-:
یا عَزیزُ ارحَم ذُلّی،یا غَنِیُّ ارحَم فَقری،ویا قَوِیُّ ارحَم ضَعفی.
بِمَن یَستَغیثُ العَبدُ إلّابِمَولاهُ؟! وإلی مَن یَطلُبُ العَبدُ إلّاإلی سَیِّدِهِ؟! إلی مَن یَتَضَرَّعُ العَبدُ إلّاإلی خالِقِهِ؟! بِمَن یَلوذُ العَبدُ إلّابِرَبِّهِ؟! إلی مَن یَشکُو العَبدُ إلّاإلی رازِقِهِ؟!
اللّهُمَّ ما عَمِلتُ مِن خَیرٍ فَهُوَ مِنکَ لا حَمدَ لی عَلَیهِ،وما عَمِلتُ مِن سوءٍ،فَقَد حَذَّرتَنیهِ، فَلا عُذرَ لی فیهِ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ سُؤالَ الخاضِعِ الذَّلیلِ،وأَسأَ لُکَ سُؤالَ العائِذِ المُستَقیلِ،وأَسأَ لُکَ سُؤالَ مَن یَبوءُ بِذَنبِهِ،ویَعتَرِفُ بِخَطیئَتِهِ.
وأَسأَ لُکَ سُؤالَ مَن لا یَجِدُ لِعَثرَتِهِ مُقیلاً،ولا لِضُرِّهِ کاشِفاً،ولا لِکُربَتِهِ مُفَرِّجاً،ولا لِغَمِّهِ مُرَوِّحاً،ولا لِفاقَتِهِ سادّاً،ولا لِضَعفِهِ مُقَوِّیاً،إلّاأنتَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)
310.الإمام علیّ علیه السلام -فِی المُناجاةِ للّهِ ِ تَعالی-:
ص:251
إلهی ! لا سَبیلَ إلَی الاِحتِراسِ (1)مِنَ الذَّنبِ إلّابِعِصمَتِکَ،ولا وُصولَ إلی عَمَلِ الخَیراتِ إلّا بِمَشیئَتِکَ،فَکَیفَ لی بِإِفادَةِ ما أسلَفَتنی فیهِ مَشیئَتُکَ؟وکَیفَ لی بِالاِحتِراسِ مِنَ الذَّنبِ ما (2)لَم تُدرِکنی فیهِ عِصمَتُکَ؟ (3)
311.عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ للّهِ ِ تَعالی-:
إلهی خَلَقتَ لی جِسماً،وجَعَلتَ لی فیهِ آلاتٍ اطیعُکَ بِها وأَعصیکَ،واُغضِبُکَ بِها واُرضیکَ،وجَعَلتَ لی مِن نَفسی داعِیَةً إلَی الشَّهَواتِ،وأَسکَنتَنی داراً قَد مُلِئَت مِنَ الآفاتِ،ثُمَّ قُلتَ لی:اِنزَجِر،فَبِکَ أنزَجِرُ،وبِکَ أعتَصِمُ،وبِکَ أستَجیرُ،وبِکَ أحتَرِزُ، وأَستَوفِقُکَ لِما یُرضیکَ،وأَسأَ لُکَ یا مَولایَ،فَإِنَّ سُؤالی لا یُحفیکَ (4). (5)
312.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:
اللّهُمَّ إنَّ الآمالَ مَنوطَةٌ بِکَرَمِکَ فَلا تَقطَع عَلائِقَها بِسَخَطِکَ،اللّهُمَّ إنّی أبرَأُ مِنَ الحَولِ (6)وَالقُوَّةِ إلّابِکَ،وأَدرَأُ بِنَفسی عَنِ التَّوَکُّلِ عَلی غَیرِکَ. (7)
313.عنه علیه السلام:
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الباعِثُ الوارِثُ.
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،القائِمُ عَلی کُلِّ نَفسٍ بِما کَسَبتَ.
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الَّذی قالَ لِلسَّماواتِ وَالأَرضِ:اِئتِیا طَوعاً أو کَرهاً
ص:252
قالَتا:أتَینا طائِعینَ.
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ.
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الرَّحمنُ عَلَی العَرشِ استَوی،یَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ.
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،لَهُ ما فِی السَّماواتِ وما فِی الأَرضِ وما بَینَهُما وما تَحتَ الثَّری.
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،یَری ولا یُری،وهُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلی،رَبُّ الآخِرَةِ وَالاُولی.
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الَّذی ذَلَّ کُلُّ شَیءٍ لِمُلکِهِ.
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الَّذی خَضَعَ کُلُّ شَیءٍ لِعِزَّتِهِ.
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الَّذی هُوَ فی عُلُوِّهِ دانٍ،وفی دُنُوِّهِ عالٍ،وفی سُلطانِهِ قَوِیٌّ.
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،البَدیعُ الرَّفیعُ الحَیُّ الدّائِمُ الباقِی الَّذی لا یَزولُ.
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الَّذی لا تَصِفُ الأَلسُنُ قُدرَتَهُ.
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ القَیّومُ لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ.
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الحَنّانُ (1)المَنّانُ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ.
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذی لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ.
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،أکرَمُ الأَکرَمینَ،الکَبیرُ الأَکبَرُ العَلِیُّ الأَعلی.
ص:253
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،بِیَدِهِ الخَیرُ کُلُّهُ،وهُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
اعتَصَمتُ باللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،یُسَبِّحُ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَالأَرضِ کُلٌّ لَهُ قانِتونَ.
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،الحَیُّ الحَکیمُ السَّمیعُ العَلیمُ الرَّحمنُ الرَّحیمُ.
اعتَصَمتُ بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،عَلَیهِ تَوَکَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ.
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ وأَنتَ أعلَمُ بِمَسأَلَتی،وأَطلُبُ إلَیکَ وأَنتَ العالِمُ بِحاجَتی،وأَرغَبُ إلَیکَ وأَنتَ مُنتَهی رَغبَتی،فَیا عالِمَ الخَفِیّاتِ،وسامِکَ (1)السَّماواتِ،ودافِعَ البَلِیّاتِ،ومَطلَبَ الحاجاتِ،ومُعطِیَ السُّؤُلاتِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ وعَلی آلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ.
اللّهُمَّ اغفِر لی خَطیئَتی وإسرافی فی أمری کُلِّهِ،وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی.
اللّهُمَّ اغفِر لی خَطایایَ وعَمدی وجَهلی وهَزلی وجِدّی فَکُلُّ ذلِکَ عِندی،وَاغفِر لی ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ،وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،أنتَ المُقَدِّمُ،وأَنتَ المُؤَخِّرُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. إن تَغفِرِ اللّهُمَّ تَغفِر جَمّاً وأَیُّ عَبدٍ لَکَ لا ألَمّا (2). (3)
315.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ المُعتَصِمینَ-:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ یا مَلاذَ اللّائِذینَ،ویا مَعاذَ العائِذینَ،ویا مُنجِیَ الهالِکینَ،ویا عاصِمَ البائِسینَ،ویا راحِمَ المَساکینِ،ویا مُجیبَ المُضطَرّینَ،ویا کَنزَ المُفتَقِرینَ،ویا جابِرَ المُنکَسِرینَ،ویا مَأوَی المُنقَطِعینَ،ویا ناصِرَ المُستَضعَفینَ،ویا مُجیرَ الخائِفینَ،ویا مُغیثَ المَکروبینَ،ویا حِصنَ اللّاجینَ،إن لَم أعُذ بِعِزَّتِکَ فَبِمَن أعوذُ،وإن لَم ألُذ بِقُدرَتِکَ فَبِمَن ألوذُ،وقَد ألجَأَتنِی الذُّنوبُ إلَی التَّشَبُّثِ بِأَذیالِ عَفوِکَ، وأَحوَجَتنِی الخَطایا إلَی استِفتاحِ أبوابِ صَفحِکَ،ودَعَتنِی الإِساءَةُ إلَی الإِناخَةِ بِفِناءِ عِزِّکَ،وحَمَلَتنِی المَخافَةُ مِن نَقِمَتِکَ عَلَی التَّمَسُّکِ بِعُروَةِ عَطفِکَ،وما حَقُّ مَنِ اعتَصَمَ بِحَبلِکَ أن یُخذَلَ،ولا یَلیقُ بِمَنِ استَجارَ بِعِزِّکَ أن یُسلَمَ أو یُهمَلَ.
إلهی ! فَلا تُخلِنا مِن حِمایَتِکَ،ولا تُعرِنا مِن رِعایَتِکَ،وذُدنا عَن مَواردِ الهَلَکَةِ،فَإِنّا بِعَینِکَ وفی کَنَفِکَ ولَکَ،أسأَ لُکَ بِأَهلِ خاصَّتِکَ مِن مَلائِکَتِکَ،وَالصّالِحینَ مِن بَرِیَّتِکَ، أن تَجعَلَ عَلَینا واقِیَةً تُنَجّینا مِنَ الهَلَکاتِ،وتُجِنُّنا مِنَ الآفاتِ،وتُکِنُّنا مِن دَواهِی المُصیباتِ،وأَن تُنزِلَ عَلَینا مِن سَکینَتِکَ،وأَن تُغَشِّیَ وُجوهَنا بِأَنوارِ مَحَبَّتِکَ،وأَن تُؤوِیَنا إلی شَدیدِ رُکنِکَ،وأَن تَحوِیَنا فی أکنافِ عِصمَتِکَ،بِرَأفَتِکَ ورَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)
316.الإمام الهادی علیه السلام -فی قُنوتِهِ-:
یا مَن تَفَرَّدَ بِالرُّبوبِیَّةِ،وتَوَحَّدَ بِالوَحدانِیَّةِ،یا مَن أضاءَ بِاسمِهِ النَّهارُ،وأَشرَقَت بِهِ الأَنوارُ،وأَظلَمَ بِأَمرِهِ حِندِسُ (2)اللَّیلِ،وهَطَلَ بِغَیثِهِ وابِلُ السَّیلِ،یا مَن دَعاهُ المُضطَرّونَ
ص:255
فَأَجابَهُم،ولَجَأَ إلَیهِ الخائِفونَ فَآمَنَهُم،وعَبَدَهُ الطّائِعونَ فَشَکَرَهُم،وحَمِدَهُ الشّاکِرونَ فَأَثابَهُم.
ما أجَلَّ شَأنَکَ،وأَعلی سُلطانَکَ،وأَنفَذَ أحکامَکَ ! أنتَ الخالِقُ بِغَیرِ تَکَلُّفٍ،وَالقاضی بِغَیرِ تَحَیُّفٍ (1)،حُجَّتُکَ البالِغَةُ،وکَلِمَتُکَ الدّامِغَةُ.
بِکَ اعتَصَمتُ،وتَعَوَّذتُ مِن نَفَثاتِ (2)العَنَدَةِ،ورَصَداتِ المُلحِدَةِ،الَّذینَ ألحَدوا فی أسمائِکَ،ورَصَدوا بِالمَکارِهِ لِأَولِیائِکَ،وأَعانوا عَلی قَتلِ أنبِیائِکَ وأَصفِیائِکَ،وقَصَدوا لِإِطفاءِ نورِکَ بِإِذاعَةِ سِرِّکَ،وکَذَّبوا رُسُلَکَ،وصَدّوا عَن آیاتِکَ،وَاتَّخَذوا مِن دونِکَ ودونِ رَسولِکَ ودونِ المُؤمِنینَ وَلیجَةً (3)رَغبَةً عَنکَ،وعَبَدوا طَواغیتَهُم وجَوابیتَهُم (4)بَدَلاً مِنکَ.
فَمَنَنتَ عَلی أولِیائِکَ بِعَظیمِ نَعمائِکَ،وجُدتَ عَلَیهِم بِکَریمِ آلائِکَ،وأَتمَمتَ لَهُم ما أولَیتَهُم بِحُسنِ جَزائِکَ،حِفظاً لَهُم مِن مُعانَدَةِ الرُّسُلِ وضَلالِ السُّبُلِ،وصَدَقَت لَهُم بِالعُهودِ ألسِنَةُ الإِجابَةِ،وخَشَعَت لَکَ بِالعُقودِ قُلوبُ الإِنابَةِ.
أسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِاسمِکَ الَّذی خَشَعَت لَهُ السَّماواتُ وَالأَرضُ،وأَحیَیتَ بِهِ مَواتَ الأَشیاءِ، وأَمَتَّ بِهِ جَمیعَ الأَحیاءِ،وجَمَعتَ بِهِ کُلَّ مُتَفَرِّقٍ،وفَرَّقتَ بِهِ کُلَّ مُجتَمِعٍ،وأَتمَمتَ بِهِ الکَلِماتِ،وأَرَیتَ بِهِ کُبرَی الآیاتِ،وتُبتَ بِهِ عَلَی التَّوّابینَ،وأَخسَرتَ بِهِ عَمَلَ المُفسِدینَ، فَجَعَلتَ عَمَلَهُم هَباءً مَنثوراً،وتَبَّرتَهُم تَتبیراً،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ شیعَتی مِنَ الَّذینَ حُمِّلوا فَصَدَّقوا،وَاستُنطِقوا فَنَطَقوا،آمِنینَ مَأمونینَ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ لَهُم تَوفیقَ أهلِ الهُدی،وأَعمالَ أهلِ الیَقینِ،ومُناصَحَةَ أهلِ التَّوبَةِ، وعَزمَ أهلِ الصَّبرِ،وتَقِیَّةَ أهلِ الوَرَعِ،وکِتمانَ الصِّدّیقینَ حَتّی یَخافوکَ-اللّهُمَّ-مَخافَةً تَحجُزُهُم عَن مَعاصیکَ،وحَتّی یَعمَلوا بِطاعَتِکَ لِیَنالوا کَرامَتَکَ،وحَتّی یُناصِحوا لَکَ وفیکَ
ص:256
خَوفاً مِنکَ،وحَتّی یُخلِصوا لَکَ النَّصیحَةَ فِی التَّوبَةِ حُبّاً لَکَ،فَتوجِبَ لَهُم مَحَبَّتَکَ الَّتی أوجَبتَها لِلتَّوّابینَ،وحَتّی یَتَوَکَّلوا عَلَیکَ فی امورِهِم کُلِّها حُسنَ ظَنٍّ بِکَ،وحَتّی یُفَوِّضوا إلَیکَ امورَهُم ثِقَةً بِکَ.
اللّهُمَّ لا تُنالُ طاعَتُکَ إلّابِتَوفیقِکَ،ولا تُنالُ دَرَجَةٌ مِن دَرَجاتِ الخَیرِ إلّابِکَ،اللّهُمَّ یا مالِکَ یَومِ الدّینِ،العالِمَ بِخَفایا صُدورِ العالَمینَ.
طَهِّرِ الأَرضَ مِن نَجَسِ أهلِ الشِّرکِ،وأَخرِصِ (1)الخَرّاصینَ (2)عَن تَقَوُّلِهِم عَلی رَسولِکَ الإِفکَ،اللّهُمَّ اقصِمِ الجَبّارینَ،وأَبِرِ المُفتَرینَ،وأَبِدِ الأَفّاکینَ؛الَّذینَ إذا تُتلی عَلَیهِم آیاتُ الرَّحمنِ قالوا:أساطیرُ الأَوَّلینَ،وأَنجِز لی وَعدَکَ،إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ،وعَجِّل فَرَجَ کُلِّ طالِبٍ مُرتادٍ،إنَّکَ لَبِالمِرصادِ لِلعِبادِ.
أعوذُ بِکَ مِن کُلِّ لَبسٍ مَلبوسٍ،ومِن کُلِّ قَلبٍ عَن مَعرِفَتِکَ مَحبوسٍ،ومِن کُلِّ نَفسٍ تَکفُرُ إذا أصابَها بُؤسٌ،ومِن واصِفِ عَدلٍ عَمَلُهُ عَنِ العَدلِ مَعکوسٌ،ومِن طالِبٍ لِلحَقِّ وهُوَ عَن صِفاتِ الحَقِّ مَنکوسٌ،ومِن مُکتَسِبِ إثمٍ بِإِثمِهِ مَرکوسٌ،ومِن وَجهٍ عِندَ تَتابُعِ النِّعَمِ عَلَیهِ عَبوسٌ،أعوذُ بِکَ مِن ذلِکَ کُلِّهِ،ومِن نَظیرِهِ وأَشکالِهِ وأَشباهِهِ وأمثالِهِ،إنَّکَ عَلِیٌّ عَلیمٌ حَکیمٌ. (3)
317.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام فِی الإِلحاحِ عَلَی اللّهِ تَعالی-:
یا اللّهُ الَّذی لا یَخفی عَلَیهِ شَیءٌ فِی الأَرضِ ولا فِی السَّماءِ،وکَیفَ یَخفی عَلَیکَ-یا
ص:257
إلهی-ما أنتَ خَلَقتَهُ،وکَیفَ لا تُحصی ما أنتَ صَنَعتَهُ،أو کَیفَ یَغیبُ عَنکَ ما أنتَ تُدَبِّرُهُ،أو کَیفَ یَستَطیعُ أن یَهرُبَ مِنکَ مَن لا حَیاةَ لَهُ إلّابِرِزقِکَ،أو کَیفَ یَنجو مِنکَ مَن لا مَذهَبَ لَهُ فی غَیرِ مُلکِکَ؟! سُبحانَکَ ! أخشی خَلقِکَ لَکَ أعلَمُهُم بِکَ،وأَخضَعُهُم لَکَ أعمَلُهُم بِطاعَتِکَ،وأَهوَنُهُم عَلَیکَ مَن أنتَ تَرزُقُهُ وهُوَ یَعبُدُ غَیرَکَ.
سُبحانَکَ ! لا یَنقُصُ سُلطانَکَ مَن أشرَکَ بِکَ،وکَذَّبَ رُسُلَکَ،ولَیسَ یَستَطیعُ مَن کَرِهَ قَضاءَکَ أن یَرُدَّ أمرَکَ،ولا یَمتَنِعُ مِنکَ مَن کَذَّبَ بِقُدرَتِکَ،ولا یَفوتُکَ مَن عَبَدَ غَیرَکَ،ولا یُعَمَّرُ فِی الدُّنیا مَن کَرِهَ لِقاءَکَ،سُبحانَکَ ! ما أعظَمَ شَأنَکَ،وأَقهَرَ سُلطانَکَ،وأَشَدَّ قُوَّتَکَ،وأَنفَذَ أمرَکَ،سُبحانَکَ ! قَضَیتَ عَلی جَمیعِ خَلقِکَ المَوتَ،مَن وَحَّدَکَ ومَن کَفَرَ بِکَ،وکُلٌّ ذائِقُ المَوتِ،وکُلٌّ صائِرٌ إلَیکَ.
فَتَبارَکتَ وتَعالَیتَ لا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،آمَنتُ بِکَ،وصَدَّقتُ رُسُلَکَ، وقَبِلتُ کِتابَکَ،وکَفَرتُ بِکُلِّ مَعبودٍ غَیرِکَ،وبَرِئتُ مِمَّن عَبَدَ سِواکَ.
اللّهُمَّ إنّی اصبِحُ واُمسی مُستَقِلاًّ لِعَمَلی،مُعتَرِفاً بِذَنبی،مُقِرّاً بِخَطایایَ،أنَا بِإِسرافی عَلی نَفسی ذَلیلٌ،عَمَلی أهلَکَنی،وهَوایَ أردانی (1)وشَهَواتی حَرَمَتنی.
فَأَسأَ لُکَ یا مَولایَ سُؤالَ مَن نَفسُهُ لاهِیَةٌ لِطولِ أمَلِهِ،وبَدَنُهُ غافِلٌ لِسُکونِ عُروقِهِ، وقَلبُهُ مَفتونٌ بِکَثرَةِ النِّعَمِ عَلَیهِ،وفِکرُهُ قَلیلٌ لِما هُوَ صائِرٌ إلَیهِ،سُؤالَ مَن قَد غَلَبَ عَلَیهِ الأَمَلُ،وفَتَنَهُ الهَوی،وَاستَمکَنَت مِنهُ الدُّنیا وأَظَلَّهُ الأَجَلُ،سُؤالَ مَنِ استَکثَرَ ذُنوبَهُ، وَاعتَرَفَ بِخَطیئَتِهِ،سُؤالَ مَن لا رَبَّ لَهُ غَیرُکَ،ولا وَلِیَّ لَهُ دونَکَ،ولا مُنقِذَ لَهُ مِنکَ،ولا مَلجَأَ لَهُ مِنکَ إلّاإلَیکَ.
إلهی ! أسأَ لُکَ بِحَقِّکَ الواجِبِ عَلی جَمیعِ خَلقِکَ،وبِاسمِکَ العَظیمِ الَّذی أمَرتَ رَسولَکَ أن یُسَبِّحَکَ بِهِ،وبِجَلالِ وَجهِکَ الکَریمِ،الَّذی لا یَبلی ولا یَتَغَیَّرُ،ولا یَحولُ ولا
ص:258
یَفنی،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُغنِیَنی عَن کُلِّ شَیءٍ بِعِبادَتِکَ،وأَن تُسَلِّیَ نَفسی عَنِ الدُّنیا بِمَخافَتِکَ،وأَن تُثنِیَنی بِالکَثیرِ مِن کَرامَتِکَ بِرَحمَتِکَ،فَإِلَیکَ أفِرُّ، ومِنکَ أخافُ،وبِکَ أستَغیثُ وإیّاکَ أرجو،ولَکَ أدعو وإلَیکَ ألجَأُ،وبِکَ أثِقُ،وإیّاکَ أستَعینُ،وبِکَ اومِنُ،وعَلَیکَ أتَوَکَّلُ وعَلی جودِکَ وکَرَمِکَ أتَّکِلُ. (1)
318.الکافی عن محمد بن مسلم: قُلتُ لَهُ عَلِّمنی دُعاءً،فَقالَ:فَأَینَ أنتَ عَن دُعاءِ الإِلحاحِ؟ قالَ:قُلتُ:وما دُعاءُ الإِلحاحِ؟فَقالَ:
«اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما بَینَهُنَّ،ورَبَّ العَرشِ العَظیمِ،ورَبَّ جَبرَئیلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ،ورَبَّ القُرآنِ العَظیمِ،ورَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیِّینَ،إنّی أسأَ لُکَ بِالَّذی تَقومُ بِهِ السَّماءُ،وبِهِ تَقومُ الأَرضُ،وبِهِ تُفَرِّقُ بَینَ الجَمعِ،وبِهِ تَجمَعُ بَینَ المُتَفَرِّقِ، وبِهِ تَرزُقُ الأَحیاءَ،وبِهِ أحصَیتَ عَدَدَ الرِّمالِ،ووَزنَ الجِبالِ،وکَیلَ البُحورِ».
ثُمَّ تُصَلّی عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ثُمَّ تَسأَ لُهُ حَاجَتَکَ،وأَلِحَّ فِی الطَّلَبِ. (2)
319.الإمام الهادی علیه السلام -فی قُنوتِهِ-:
[ اللّهُمَّ ] (3)مَناهِلُ کَراماتِکَ بِجَزیلِ عَطِیّاتِکَ مُترَعَةٌ،وأَبوابُ مُناجاتِکَ لِمَن أمَّکَ مُشرَعَةٌ،وعَطوفُ لَحَظاتِکَ لِمَن ضَرَعَ إلَیکَ غَیرُ مُنقَطِعَةٍ،وقَد الجِمَ الحِذارُ،وَاشتَدَّ الاِضطِرارُ،وعَجَزَ عَنِ الاِصطِبارِ أهلُ الاِنتِظارِ.
ص:259
وأَنتَ اللّهُمّ بِالمَرصَدِ مِنَ المَکّارِ،اللّهُمَّ وغَیرُ مُهمِلٍ مَعَ الإِمهالِ،وَاللّائِذُ بِکَ آمِنٌ، وَالرّاغِبُ إلَیکَ غانِمٌ،وَالقاصِدُ اللّهُمَّ لِبابِکَ سالِمٌ.
اللّهُمَّ فَعاجِل مَن قَدِ امتَزَّ (1)فی طُغیانِهِ،وَاستَمَرَّ عَلی جَهالَتِهِ لِعُقباهُ فی کُفرانِهِ، وأَطمَعَهُ حِلمُکَ عَنهُ فی نَیلِ إرادَتِهِ،وهُوَ یَتَسَرَّعُ إلی أولِیائِکَ بِمَکارِهِهِ،ویُواصِلُهُم بِقَبائِحِ مَراصِدِهِ،ویَقصِدُهُم فی مَظانِّهِم بِأَذِیَّتِهِ.
اللّهُمَّ اکشِفِ العَذابَ عَنِ المُؤمِنینَ،وَابعَثهُ جَهرَةً عَلَی الظّالِمینَ.
اللّهُمَّ اکفُفِ العَذابَ عَنِ المُستَجیرینَ،وَاصبُبهُ عَلَی المُغَیِّرینَ.
اللّهُمَّ بادِر عُصبَةَ الحَقِّ بِالعَونِ،وبادِر أعوانَ الظُّلمِ بِالقَصمِ.
اللّهُمَّ أسعِدنا بِالشُّکرِ،وَامنَحنَا النَّصرَ،وأَعِذنا مِن سوءِ البَداءِ وَالعاقِبَةِ وَالخَترِ (2). (3)
321.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ موسی سَأَلَ رَبَّهُ عز و جل أن یُعَلِّمَهُ دَعَواتٍ یَبلُغُ بِهِنَّ رِضاهُ،فَأَوحَی اللّهُ إلَیهِ:یا عَبدی موسی قُل:
اللّهُمَّ أعِنّی عَلی ذِکرِکَ وشُکرِکَ وحُسنِ عِبادَتِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ مُؤذٍ،وصاحِبِ غَفلَةٍ،إن ذَکَرتُ لَم یُعِنّی،وإن نَسیتُ لَم یُذَکِّرنی. (1)
322.عنه صلی الله علیه و آله -فی دُعائِهِ یَومَ الأَحزابِ-:
اللّهُمَّ إنّی...أعوذُ بِکَ مِن خِزیِکَ،ومِن کَشفِ سِترِکَ،ومِن نِسیانِ ذِکرِکَ،وَالاِنصرافِ عَن شُکرِکَ،أنَا فی حِرزِکَ (2)فی لَیلی ونَهاری،وظَعنی وأَسفاری،ونَومی وقَراری،ذِکرُکَ شِعاری (3)،وثَناؤُکَ دِثاری،لا إلهَ إلّاأنتَ تَعظیماً لِوَجهِکَ،وتَکریماً لِسُبُحاتِ نورِکَ. (4)
323.الدعاء للطبرانی عن الحارث الأعور: دَخَلتُ عَلی عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام بَعدَ العِشاءِ.
فَقالَ:ما جاءَ بِکَ هذِهِ السّاعَةَ؟قُلتُ:إنّی احِبُّکَ.قالَ:آللّهَ إنَّکَ تُحِبُّنی؟قُلتُ:آللّهَ إنّی احِبُّکَ.قالَ:ألا اعَلِّمُکَ دُعاءً عَلَّمَنیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله؟قُلتُ:بَلی.قالَ:قُل:
اللّهُمَّ افتَح مَسامِعَ قَلبی لِذِکرِکَ،وَارزُقنی طاعَتَکَ وطاعَةَ رَسولِکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ، وعَمَلاً بِکِتابِکَ. (5)
324.الإمام علیّ علیه السلام -فِی المُناجاةِ الشَّعبانِیَّةِ-:
ص:261
إلهی ! فَلَکَ أسأَلُ وإلَیکَ أبتَهِلُ (1)وأَرغَبُ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَنی مِمَّن یُدیمُ ذِکرَکَ،ولا یَنقُضُ عَهدَکَ. (2)
325.عنه علیه السلام -فی دُعاءٍ عَلَّمَهُ لِنَوفٍ البِکالِیِّ-:اُنقُلنی مِن ذِکری إلی ذِکرِکَ. (3)
326.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ بِخَواتِمِ الخَیرِ-:
یا مَن ذِکرُهُ شَرَفٌ لِلذّاکِرینَ،ویا مَن شُکرُهُ فَوزٌ لِلشّاکِرینَ،ویا مَن طاعَتُهُ نَجاةٌ لِلمُطیعینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاشغَل قُلوبَنا بِذِکرِکَ عَن کُلِّ ذِکرٍ. (4)
327.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی مَکارِمِ الأَخلاقِ-:
اللّهُمَّ اجعَل ما یُلقِی الشَّیطانُ فی رَوعی (5)مِنَ التَّمَنّی وَالتَّظَنّی وَالحَسَدِ،ذِکراً لِعَظَمَتِکَ، وتَفَکُّراً فی قُدرَتِکَ،وتَدبیراً عَلی عَدُوِّکَ. (6)
328.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذا أحزَنَهُ أمرٌ-:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وفَرِّغ قَلبی لِمَحَبَّتِکَ،وَاشغَلهُ بِذِکرِکَ. (7)
329.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذا أحزَنَهُ أمرٌ-:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تَجعَلنی ناسِیاً لِذِکرِکَ فیما أولَیتَنی،ولا غافِلاً
ص:262
لِإِحسانِکَ فیما أبلَیتَنی،ولا آیِساً مِن إجابَتِکَ لی وإن أبطَأَت عَنّی،فی سَرّاءَ کُنتُ أو ضَرّاءَ،أو شِدَّةٍ أو رَخاءٍ،أو عافِیَةٍ أو بَلاءٍ،أو بُؤسٍ أو نَعماءَ،أو جِدَةٍ أو لَأواءَ (1)،أو فَقرٍ أو غِنیً. (2)
330.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی یَومِ عَرَفَةَ-:
لا تُنسِنی ذِکرَکَ،ولا تُذهِب عَنّی شُکرَکَ،بَل ألزِمنیهِ فی أحوالِ السَّهوِ عِندَ غَفَلاتِ الجاهِلینَ لِآلائِکَ،وأَوزِعنی أن اثنِیَ بِما أولَیتَنیهِ،وأَعتَرِفَ بِما أسدَیتَهُ إلَیَّ. (3)
331.عنه علیه السلام -فِی الدُّعاءِ المُسَمّی بِمُناجاةِ الذّاکِرینَ-:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! لَولَا الواجِبُ مِن قَبولِ أمرِکَ لَنَزَّهتُکَ مِن ذِکری إیّاکَ، عَلی أنَّ ذِکری لَکَ بِقَدری لا بِقَدرِکَ،وما عَسی أن یَبلُغَ مِقداری حَتّی اجعَلَ مَحَلّاً لِتَقدیسِکَ؟! ومِن أعظَمِ النِّعَمِ عَلَینا جَرَیانُ ذِکرِکَ عَلی ألسِنَتِنا،وإذنُکَ لَنا بِدُعائِکَ وتَنزیهِکَ وتَسبیحِکَ.إلهی ! فَأَلهِمنا ذِکرَکَ فِی الخَلَأِ وَالمَلَأِ وَاللَّیلِ وَالنَّهارِ،وَالإِعلانِ وَالإِسرارِ،وفِی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ،وآنِسنا بِالذِّکرِ الخَفِیِّ،وَاستَعمِلنا بِالعَمَلِ الزَّکِیِّ، وَالسَّعیِ المَرضِیِّ،وجازِنا بِالمیزانِ الوَفِیِّ.
إلهی ! بِکَ هامَتِ القُلوبُ الوالِهَةُ (4)،وعَلی مَعرِفَتِکَ جُمِعَتِ العُقولُ المُتَبایِنَةُ،فَلا تَطمَئِنُّ القُلوبُ إلّابِذکراکَ،ولا تَسکُنُ النُّفوسُ إلّاعِندَ رُؤیاکَ،أنتَ المُسَبَّحُ فی کُلِّ مَکانٍ،وَالمَعبودُ فی کُلِّ زَمانٍ،وَالمَوجودُ فی کُلِّ أوانٍ،وَالمَدعُوُّ بِکُلِّ لِسانٍ،وَالمُعَظَّمُ فی کُلِّ جَنانٍ،وأَستَغفِرُکَ مِن کُلِّ لَذَّةٍ بِغَیرِ ذِکرِکَ،ومِن کُلِّ راحَةٍ بِغَیرِ انسِکَ،ومِن کُلِّ
ص:263
سُرورٍ بِغَیرِ قُربِکَ،ومِن کُلِّ شُغُلٍ بِغَیرِ طاعَتِکَ.
إلهی ! أنتَ قُلتَ وقَولُکَ الحَقُّ: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْکُرُوا اللّهَ ذِکْراً کَثِیراً * وَ سَبِّحُوهُ بُکْرَةً وَ أَصِیلاً (1)،وقُلتَ وقَولُکَ الحَقُّ: فَاذْکُرُونِی أَذْکُرْکُمْ (2)،فَأَمَرتَنا بِذِکرِکَ،ووَعَدتَنا عَلَیهِ أن تَذکُرَنا تَشریفاً لَنا وتَفخیماً وإعظاماً؛وها نَحنُ ذاکِروکَ کَما أمَرتَنا،فَأَنجِز لَنا ما وَعَدتَنا،یا ذاکِرَ الذّاکِرینَ،ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)
332.الإمام الصادق علیه السلام:
اللّهُمَّ اسدُد فَقری بِفَضلِکَ،وتَغَمَّد ظُلمی بِعَفوِکَ،وفَرِّغ قَلبی لِذِکرِکَ. (4)
333.عنه علیه السلام:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ...وَاجعَل قُلوبَنا تَذکُرُکَ ولا تَنساکَ،وتَخشاکَ کَأَنَّها تَراکَ حَتّی نَلقاکَ. (5)
334.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی التَّضَرُّعِ وَالاِستِکانَةِ-:
إلهی ! أحمَدُکَ-وأَنتَ لِلحَمدِ أهلٌ-عَلی حُسنِ صَنیعِکَ إلَیَّ،وسُبوغِ (6)نَعمائِکَ عَلَیَّ،
ص:264
وجَزیلِ عَطائِکَ عِندی،وعَلی ما فَضَّلتَنی بِهِ مِن رَحمَتِکَ،وأَسبَغتَ عَلَیَّ مِن نِعمَتِکَ،فَقَدِ اصطَنَعتَ عِندی ما یَعجِزُ عَنهُ شُکری.
ولَولا إحسانُکَ إلَیَّ،وسُبوغُ نَعمائِکَ عَلَیَّ،ما بَلَغتُ إحرازَ حَظّی،ولا إصلاحَ نَفسی، ولکِنَّکَ ابتَدَأتَنی بِالإِحسانِ،ورَزَقتَنی فی اموری کُلِّهَا الکِفایَةَ،وصَرَفتَ عَنّی جَهدَ البَلاءِ،ومَنَعتَ مِنّی مَحذورَ القَضاءِ.
إلهی ! فَکَم مِن بَلاءٍ جاهِدٍ قَد صَرَفتَ عَنّی،وکَم مِن نِعمَةٍ سابِغَةٍ أقرَرتَ بِها عَینی، وکَم مِن صَنیعَةٍ کَریمَةٍ لَکَ عِندی.
أنتَ الَّذی أجَبتَ عِندَ الاِضطِرارِ دَعوَتی،وأَقَلتَ عِندَ العِثارِ زَلَّتی،وأَخَذتَ لی مِنَ الأَعداءِ بِظُلامَتی.
إلهی ! ما وَجَدتُکَ بَخیلاً حینَ سَأَلتُکَ،ولا مُنقَبِضاً حینَ أرَدتُکَ،بَل وَجَدتُکَ لِدُعائی سامِعاً،ولِمَطالِبی مُعطِیاً،ووَجَدتُ نُعماکَ عَلَیَّ سابِغَةً فی کُلِّ شَأنٍ مِن شَأنی،وکُلِّ زَمانٍ مِن زَمانی.
فَأَنتَ عِندی مَحمودٌ،وصَنیعُکَ لَدَیَّ مَبرورٌ،تَحمَدُکَ نَفسی ولِسانی وعَقلی حَمداً یَبلُغُ الوَفاءَ وحَقیقَةَ الشُّکرِ،حَمداً یَکونُ مَبلَغَ رِضاکَ عَنّی،فَنَجِّنی مِن سُخطِکَ.
یا کَهفی حینَ تُعیینِی المَذاهِبُ،ویا مُقیلی عَثرَتی،فَلَولا سَترُکَ عَورَتی لَکُنتُ مِنَ المَفضوحینَ،ویا مُؤَیِّدی بِالنَّصرِ،فَلَولا نَصرُکَ إیّایَ لَکُنتُ مِنَ المَغلوبینَ،ویا مَن وَضَعَت لَهُ المُلوکُ نیرَ (1)المَذَلَّةِ عَلی أعناقِها،فَهُم مِن سَطَواتِهِ خائِفونَ،ویا أهلَ التَّقوی، ویا مَن لَهُ الأَسماءُ الحُسنی.
أسأَ لُکَ أن تَعفُوَ عَنّی،وتَغفِرَ لی،فَلَستُ بَریئاً فَأَعتَذِرَ،ولا بِذی قُوَّةٍ فَأَنتَصِرَ،ولا
ص:265
مَفَرَّ لی فَأَفِرَّ،وأَستَقیلُکَ عَثَراتی،وأَتَنَصَّلُ إلَیکَ مِن ذُنوبِیَ الَّتی قَد أوبَقَتنی (1)،وأَحاطَت بی فَأَهلَکَتنی،مِنها فَرَرتُ إلَیکَ رَبِّ تائِباً فَتُب عَلَیَّ،مُتَعَوِّذاً فَأَعِذنی،مُستَجیراً فَلا تَخذُلنی،سائِلاً فَلا تَحرِمنی،مُعتَصِماً فَلا تُسلِمنی،داعِیاً فَلا تَرُدَّنی خائِباً.
دَعَوتُکَ یا رَبِّ مِسکیناً مُستَکیناً،مُشفِقاً خائِفاً،وَجِلاً فَقیراً مُضطَرّاً إلَیکَ،أشکو إلَیکَ یا إلهی ضَعفَ نَفسی عَنِ المُسارَعَةِ فیما وَعَدتَهُ أولِیاءَکَ،وَالمُجانَبَةِ عَمّا حَذَّرتَهُ أعداءَکَ،وکَثرَةَ هُمومی ووَسوسَةَ نَفسی.
إلهی ! لَم تَفضَحنی بِسَریرَتی،ولَم تُهلِکنی بِجَریرَتی (2)؛أدعوکَ فَتُجیبُنی وإن کُنتُ بَطیئاً حینَ تَدعونی،وأَسأَ لُکَ کُلَّما شِئتُ مِن حَوائِجی،وحَیثُ ما کُنتُ وَضَعتُ عِندَکَ سِرّی،فَلا أدعو سِواکَ،ولا أرجو غَیرَکَ،لَبَّیکَ لَبَّیکَ،تَسمَعُ مَن شَکا إلَیکَ،وتَلقی مَن تَوَکَّلَ عَلَیکَ،وتُخَلِّصُ مَنِ اعتَصَمَ بِکَ،وتُفَرِّجُ عَمَّن لاذَ بِکَ.
إلهی ! فَلا تَحرِمنی خَیرَ الآخِرَةِ وَالاُولی لِقِلَّةِ شُکری،وَاغفِر لی ما تَعلَمُ مِن ذُنوبی،إن تُعَذِّب فَأَنَا الظّالِمُ المُفَرِّطُ،المُضَیِّعُ الآثِمُ،المُقَصِّرُ المُضَجِّعُ،المُغفِلُ حَظَّ نَفسی،وإن تَغفِر فَأَنتَ أرحَمُ الرّاحِمینَ. (3)
راجع:ص512 ح 691.
335.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ المُریدینَ-:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،سُبحانَکَ ما أضیَقَ الطُّرُقَ عَلی مَن لَم تَکُن دَلیلَهُ،
ص:266
وما أوضَحَ الحَقَّ عِندَ مَن هَدَیتَهُ سَبیلَهُ،إلهی ! فَاسلُک بِنا سُبُلَ الوُصولِ إلَیکَ،وسَیِّرنا فی أقرَبِ الطُّرُقِ لِلوُفودِ عَلَیکَ،قَرِّب عَلَینَا البَعیدَ،وسَهِّل عَلَینَا العَسیرَ الشَّدیدَ،وأَلحِقنا بِالعِبادِ الَّذینَ هُم بِالبِدارِ (1)إلَیکَ یُسارِعونَ،وبابَکَ عَلَی الدَّوامِ یَطرُقونَ،وإیّاکَ فِی اللَّیلِ یَعبُدونَ،وهُم مِن هَیبَتِکَ مُشفِقونَ.
الَّذینَ صَفَّیتَ لَهُمُ المَشارِبَ،وبَلَّغتَهُمُ الرَّغائِبَ،وأَنجَحتَ لَهُمُ المَطالِبَ،وقَضَیتَ لَهُم مِن وَصلِکَ (2)المَآرِبَ (3)،ومَلَأتَ لَهُم ضَمائِرَهُم مِن حُبِّکَ،ورَوَّیتَهُم مِن صافی شِربِکَ،فَبِکَ إلی لَذیذِ مُناجاتِکَ وَصَلوا،ومِنکَ أقصی مَقاصِدِهِم حَصَّلوا،فَیا مَن هُوَ عَلَی المُقبِلینَ عَلَیهِ مُقبِلٌ،وبِالعَطفِ عَلَیهِم عائِدٌ مُفضِلٌ،وبِالغافِلینَ عَن ذِکرِهِ رَحیمٌ رَؤُوفٌ،وبِجَذبِهِم إلی بابِهِ وَدودٌ عَطوفٌ،أسأَ لُکَ أن تَجعَلَنی مِن أوفَرِهِم مِنکَ حَظّاً،وأَعلاهُم عِندَکَ مَنزِلاً، وأَجزَلِهِم مِن وُدِّکَ قِسماً،وأَفضَلِهِم فی مَعرِفَتِکَ نَصیباً،فَقَدِ انقَطَعَت إلَیکَ هِمَّتی، وَانصَرَفَت نَحوَکَ رَغبَتی.
فَأَنتَ لا غَیرُکَ مُرادی،ولَکَ لا لِسِواکَ سَهَری وسُهادی،ولِقاؤُکَ قُرَّةُ عَینی،ووَصلُکَ مُنی نَفسی،وإلَیکَ شَوقی،وفی مَحَبَّتِکَ وَلَهی،وإلی هَواکَ صَبابَتی (4)،ورِضاکَ بُغیَتی، ورُؤیَتُکَ حاجَتی،وجِوارُکَ طَلِبَتی،وقُربُکَ غایَةُ سُؤلی،وفی مُناجاتِکَ انسی وراحَتی، وعِندَکَ دَواءُ عِلَّتی وشِفاءُ غُلَّتی،وبَردُ لَوعَتی وکَشفُ کُربَتی،فَکُن أنیسی فی وَحشَتی، ومُقیلَ عَثرَتی،وغافِرَ زَلَّتی،وقابِلَ تَوبَتی،ومُجیبَ دَعوَتی،ووَلِیَّ عِصمَتی،ومُغنِیَ فاقَتی،ولا تَقطَعنی عَنکَ،ولا تُبعِدنی مِنکَ،یا نَعیمی وجَنَّتی،ویا دُنیایَ وآخِرَتی. (5)
ص:267
336.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ المُفتَقِرینَ-:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! کَسری لا یَجبُرُهُ إلّالُطفُکَ وحَنانُکَ،وفَقری لا یُغنیهِ إلّا عَطفُکَ وإحسانُکَ،ورَوعَتی لا یُسَکِّنُها إلّاأمانُکَ،وذِلَّتی لا یُعِزُّها إلّاسُلطانُکَ، واُمنِیَّتی لا یُبَلِّغُنیها إلّافَضلُکَ،وخَلَّتی لا یَسُدُّها إلّاطَولُکَ،وحاجَتی لا یَقضیها غَیرُکَ، وکُرَبی لا یُفَرِّجُها سِوی رَحمَتِکَ،وضُرّی لا یَکشِفُهُ غَیرُ رَأفَتِکَ،وغُلَّتی لا یُبرِدُها إلّا وَصلُکَ،ولَوعَتی لا یُطفِئُها إلّالِقاؤُکَ،وشَوقی إلَیکَ لا یَبُلُّهُ إلَّاالنَّظَرُ إلی وَجهِکَ،وقَراری لا یَقِرُّ دونَ دُنُوّی مِنکَ،ولَهفَتی لا یَرُدُّها إلّارَوحُکَ،وسُقمی لا یَشفیهِ إلّاطِبُّکَ،وغَمّی لا یُزیلُهُ إلّاقُربُکَ،وجُرحی لا یُبرِئُهُ إلّاصَفحُکَ،ورَینُ (1)قَلبی لا یَجلوهُ إلّاعَفوُکَ، ووَسواسُ صَدری لا یُزیحُهُ إلّاأمرُکَ.
فَیا مُنتَهی أمَلِ الآمِلینَ،ویا غایَةَ سُؤلِ السّائِلینَ،ویا أقصی طَلِبَةِ الطّالِبینَ،ویا أعلی رَغبَةِ الرّاغِبینَ،ویا وَلِیَّ الصّالِحینَ،ویا أمانَ الخائِفینَ،ویا مُجیبَ المُضطَرّینَ،ویا ذُخرَ المُعدِمینَ،ویا کَنزَ البائِسینَ،ویا غِیاثَ المُستَغیثینَ،ویا قاضِیَ حَوائِجِ الفُقَراءِ وَالمَساکینِ،ویا أکرَمَ الأَکرَمینَ،ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ،لَکَ تَخَضُّعی وسُؤالی،وإلَیکَ تَضَرُّعی وَابتِهالی،أسأَ لُکَ أن تُنیلَنی مِن رَوحِ رِضوانِکَ،وتُدیمَ عَلَیَّ نِعَمَ امتِنانِکَ،وها أنَا بِبابِ کَرَمِکَ واقِفٌ،ولِنَفَحاتِ بِرِّکَ مُتَعَرِّضٌ،وبِحَبلِکَ الشَّدیدِ مُعتَصِمٌ،وبِعُروَتِکَ الوُثقی مُتَمَسِّکٌ.
إلهِی ! ارحَم عَبدَکَ الذَّلیلَ ذَا اللِّسانِ الکَلیلِ،وَالعَمَلِ القَلیلِ،وَامنُن عَلَیهِ بِطَولِکَ الجَزیلِ،وَاکنُفهُ تَحتَ ظِلِّکَ الظَّلیلِ،یا کَریمُ یا جَمیلُ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)
ص:268
337.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ المُطیعینَ للّهِ ِ-:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ألهِمنا طاعَتَکَ،وجَنِّبنا مَعاصِیَکَ،ویَسِّر لَنا بُلوغَ ما نَتَمَنّی مِنِ ابتِغاءِ رِضوانِکَ،وأَحلِلنا بُحبوبَةَ (1)جِنانِکَ،وَاقشَع عَن بَصائِرِنا سَحابَ الاِرتِیابِ،وَاکشِف عَن قُلوبِنا أغشِیَةَ المِریَةِ (2)وَالحِجابِ،وأَزهِقِ الباطِلَ عَن ضَمائِرِنا، وأَثبِتِ الحَقَّ فی سَرائِرِنا،فَإِنَّ الشُّکوکَ وَالظُّنونَ لَواقِحُ الفِتَنِ،ومُکَدِّرَةٌ لِصَفوِ المَنائِحِ وَالمِنَنِ.
اللّهُمَّ احمِلنا فی سُفُنِ نَجاتِکَ،ومَتِّعنا بِلَذیذِ مُناجاتِکَ،وأَورِدنا حِیاضَ حُبِّکَ، وأَذِقنا حَلاوَةَ وُدِّکَ وقُربِکَ،وَاجعَل جِهادَنا فیکَ،وهَمَّنا فی طاعَتِکَ،وأَخلِص نِیّاتِنا فی مُعامَلَتِکَ،فَإِنّا بِکَ ولَکَ،ولا وَسیلَةَ لَنا إلَیکَ إلّابِکَ.
إلهِی ! اجعَلنی مِنَ المُصطَفَینَ الأَخیارِ،وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ الأَبرارِ،السّابِقینَ إلَی المَکرُماتِ،المُسارِعینَ إلَی الخَیراتِ،العامِلینَ لِلباقِیاتِ الصّالِحاتِ،السّاعِینَ إلی رَفیعِ الدَّرَجاتِ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وبِالإِجابَةِ جَدیرٌ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)
338.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ المُتَوَسِّلینَ-:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی لَیسَ لی وَسیلَةٌ إلَیکَ إلّاعَواطِفُ رَأفَتِکَ،ولا لی
ص:269
ذَریعَةٌ إلَیکَ إلّاعَواطِفُ رَحمَتِکَ،وشَفاعَةُ نَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحمَةِ،ومُنقِذِ الاُمَّةِ مِنَ الغُمَّةِ، فَاجعَلهُما لی سَبَباً إلی نَیلِ غُفرانِکَ،وصَیِّرهُما لی وُصلَةً إلَی الفَوزِ بِرِضوانِکَ،وقَد حَلَّ رَجائی بِحَرَمِ کَرَمِکَ،وحَطَّ طَمَعی بِفِناءِ جودِکَ،فَحَقِّق فیکَ أمَلی،وَاختِم بِالخَیرِ عَمَلی،وَاجعَلنی مِن صَفوَتِکَ الَّذینَ أحلَلتَهُم بُحبوحَةَ (1)جَنَّتِکَ،وبَوَّأتَهُم دارَ کَرامَتِکَ، وأَقرَرتَ أعیُنَهُم بِالنَّظَرِ إلَیکَ یَومَ لِقائِکَ،وأَورَثتَهُم مَنازِلَ الصِّدقِ فی جِوارِکَ.
یا مَن لا یَفِدُ الوافِدونَ عَلی أکرَمَ مِنهُ،ولا یَجِدُ القاصِدونَ أرحَمَ مِنهُ،یا خَیرَ مَن خَلا بِهِ وَحیدٌ،ویا أعطَفَ مَن أوی إلَیهِ طَریدٌ،إلی سَعَةِ عَفوِکَ مَدَدتُ یَدی،وبِذَیلِ کَرَمِکَ أعلَقتُ کَفّی،فَلا تُولِنِی الحِرمانَ،ولا تَبتَلِنی بِالخَیبَةِ وَالخُسرانِ،یا سَمیعَ الدُّعاءِ. (2)
339.بحارالأنوار: ولَهُ [الإِمامِ زَینِ العابِدینَ] صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ دُعاءُ الشُّکرِ:
یا مَن فَضُلَ إنعامُهُ إنعامَ المُنعِمینَ،وعَجَزَ عَن شُکرِهِ شُکرُ الشّاکِرینَ،وقَد جَرَّبتُ غَیرَکَ مِنَ المَأمولینَ بِغَیری مِنَ السّائِلینَ،فَإِذا کُلُّ قاصِدٍ لِغَیرِکَ مَردودٌ،وکُلُّ طَریقٍ سِواکَ مَسدودٌ،إذ کُلُّ خَیرٍ عِندَکَ مَوجودٌ،وکُلُّ خَیرٍ عِندَ سِواکَ مَفقودٌ،یا مَن إلَیهِ بِهِ تَوَسَّلتُ، وإلَیهِ بِهِ تَسَبَّبتُ وتَوَصَّلتُ،وعَلَیهِ فِی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ عَوَّلتُ وتَوَکَّلتُ،ما کُنتُ عَبداً لِغَیرِکَ فَیَکونَ غَیرُکَ لی مَولیً،ولا کُنتُ مَرزوقاً مِن سِواکَ فَأَستَدیمَهُ عادَةَ الحُسنی، وما قَصَدتُ باباً إلّابابَکَ،فَلا تَطرُدنی مِن بابِکَ الأَدنی،یا قَدیراً لا یَؤودُهُ المَطالِبُ،ویا مَولیً یَبغیهِ کُلُّ راغِبٍ،حاجاتی مَصروفَةٌ إلَیکَ،وآمالی مَوقوفَةٌ لَدَیکَ،کُلَّما وَفَّقتَنی لَهُ مِن خَیرٍ أحمِلُهُ واُطیقُهُ،فَأَنتَ دَلیلی عَلَیهِ وطَریقُهُ.
یا مَن جَعَلَ الصَّبرَ عَوناً عَلی بَلائِهِ،وجَعَلَ الشُّکرَ مادَّةً لِنَعمائِهِ،قَد جَلَّت نِعمَتُکَ عَن شُکری،فَتَفَضَّل عَلی إقراری بِعَجزی،بِعَفوٍ أنتَ أقدَرُ عَلَیهِ،وأَوسَعُ لَهُ مِنّی،وإن لَم یَکُن لِذَنبی عِندَکَ عُذرٌ تَقبَلُهُ فَاجعَلهُ ذَنباً تَغفِرُهُ.
ص:270
وفِی الرِّوایَةِ:یَقولُ علیه السلام:وصَلِّ اللّهُمَّ عَلی جَدّی مُحَمَّدٍ رَسولِهِ وآلِهِ الطَّیِّبینَ. (1)
340.الإمام الصادق علیه السلام: إذا کانَت لِأَحَدِکُمُ استِغاثَةٌ إلَی اللّهِ تَعالی،فَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ ثُمَّ یَسجُدُ ویَقولُ:«یا مُحَمَّدُ یا رَسولَ اللّهِ،یا عَلِیُّ یا سَیِّدَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،بِکُما أستَغیثُ إلَی اللّهِ تَعالی،یا مُحَمَّدُ یا عَلِیُّ أستَغیثُ بِکُما،یا غَوثاهُ بِاللّهِ وبِمُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ -وتَعُدُّ الأَئِمَّةَ علیهم السلام-بِکُم أتَوَسَّلُ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ»فَإِنَّکَ تُغاثُ مِن ساعَتِکَ بِإِذنِ اللّهِ تَعالی. (2)
راجع:ص34 ح33 وص35 ح35 و36 و37 وص36 ح38 وص37 ح43.
341.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ اجعَلنا مَشغولینَ بِأَمرِکَ،آمِنینَ بِوَعدِکَ،آیِسینَ مِن خَلقِکَ،آنِسینَ بِکَ، مُستَوحِشینَ مِن غَیرِکَ،راضینَ بِقَضائِکَ،صابِرینَ عَلی بَلائِکَ،شاکِرینَ عَلی نَعمائِکَ، مُتَلَذِّذینَ بِذِکرِکَ،فَرِحینَ بِکِتابِکَ،مُناجینَ إیّاکَ آناءَ اللَّیلِ وأَطرافَ النَّهارِ،مُستَعِدّینَ لِلمَوتِ،مُشتاقینَ إلی لِقائِکَ،مُبغِضینَ لِلدُّنیا،مُحِبّینَ لِلآخِرَةِ، وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلی رُسُلِکَ وَ لا تُخْزِنا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ (3). (4)
342.الإمام علیّ علیه السلام:
اللّهُمَّ إنَّکَ آنَسُ الآنِسینَ لِأَولِیائِکَ،وأَحضَرُهُم بِالکِفایَةِ لِلمُتَوَکِّلینَ عَلَیکَ،تُشاهِدُهُم فی سَرائِرِهِم،وتَطَّلِعُ عَلَیهِم فی ضَمائِرِهِم،وتَعلَمُ مَبلَغَ بَصائِرِهِم.فَأَسرارُهُم لَکَ
ص:271
مَکشوفَةٌ،وقُلوبُهُم إلَیکَ مَلهوفَةٌ.إن أوحَشَتهُمُ الغُربَةُ آنَسَهُم ذِکرُکَ،وإن صُبَّت عَلَیهِمُ المَصائِبُ لَجَؤوا إلَی الاِستِجارَةِ بِکَ،عِلماً بِأَنَّ أزِمَّةَ الاُمورِ بِیَدِکَ،ومَصادِرَها عَن قَضائِکَ.
اللّهُمَّ إن فَهِهتُ (1)عَن مَسأَلَتی أو عَمیتُ عَن طَلِبَتی فَدُلَّنی عَلی مَصالِحی،وخُذ بِقَلبی إلی مَراشِدی،فَلَیسَ ذلِکَ بِنُکرٍ مِن هِدایاتِکَ،ولا بِبِدعٍ مِن کِفایاتِکَ،اللّهُمَّ احمِلنی عَلی عَفوِکَ ولا تَحمِلنی عَلی عَدلِکَ. (2)
343.سنن الترمذی عن عبد اللّه بن یزید الخطمی عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله،قال: إنَّهُ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی دُعائِهِ:
اللّهُمَّ ارزُقنی حُبَّکَ وحُبَّ مَن یَنفَعُنی حُبُّهُ عِندَکَ،اللّهُمَّ ما رَزَقتَنی مِمّا احِبُّ فَاجعَلهُ قُوَّةً لی فیما تُحِبُّ،اللّهُمَّ وما زَوَیتَ (3)عَنّی مِمّا احِبُّ فَاجعَلهُ فَراغاً لی (4)فیما تُحِبُّ. (5)
344.المستدرک علی الصحیحین عن ثوبان مولی رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:قیل لَی:
یا مُحَمَّدُ،قُل تُسمَع،وسَل تُعطَ.قالَ:فَقُلتُ:
ص:272
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ فِعلَ الخَیراتِ وتَرکَ المُنکَراتِ،وحُبَّ المَساکینِ،وأَن تَغفِرَ لی وتَرحَمَنی،وإذا أرَدتَ بِقَومٍ فِتنَةً فَتَوَفَّنی إلَیکَ وأَ نَا غَیرُ مَفتونٍ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ حُبَّکَ وحُبَّ مَن یُحِبُّکَ وحُبّاً یُبَلِّغُنی حُبَّکَ. (1)
345.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ اجعَل حُبَّکَ أحَبَّ الأَشیاءِ إلَیَّ،وَاجعَل خَوفَکَ أخوَفَ الأَشیاءِ إلَیَّ،وَاقطَع عَنّی حاجاتِ الدُّنیا بِالشَّوقِ إلی لِقائِکَ،وإذا أقرَرتَ أعیُنَ أهلِ الدُّنیا مِن دُنیاهُم،فَأَقِرَّ عَینی مِن عِبادَتِکَ. (2)
راجع:ص46 ح60.
346.الإمام علیّ علیه السلام -فِی المُناجاةِ للّهِ ِ تَعالی-:
إلهی ! وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ،لَقَد أحبَبتُکَ مَحَبَّةً استَقَرَّت حَلاوَتُها فی قَلبی،وما تَنعَقِدُ ضَمائِرُ مُوَحِّدیکَ عَلی أنَّکَ تُبغِضُ مُحِبّیکَ. (3)
347.عنه علیه السلام -فِی الدّیوانِ المَنسوبِ إلَیهِ-:
لَبَّیکَ لَبَّیکَ أنتَ مَولاهُ
ص:273
طوبی لِمن کانَ نادِماً أرِقاً
348.المناقب لابن شهرآشوب: إنَّهُ [الإِمامَ الحُسَینَ علیه السلام ] سایَرَ أنَسَ بنَ مالِکٍ،فَأَتی قَبرَ خَدیجَةَ فَبَکی،ثُمَّ قالَ:اِذهَب عَنّی.
قالَ أنَسٌ:فَاستَخفَیتُ عَنهُ،فَلَمّا طالَ وُقوفُهُ فِی الصَّلاةِ سَمِعتُهُ قائِلاً: یا رَبِّ یا رَبِّ أنتَ مَولاهُ
وما بِهِ عِلَّةٌ ولا سَقَمٌ
فَنودِیَ:
ص:274
لَبَّیکَ لَبَّیکَ أنتَ فی کَنَفی
349.الکافی عن محمّد بن أبی حمزة عن أبیه: رَأَیتُ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السلام فی فِناءِ الکَعبَةِ فِی اللَّیلِ وهُوَ یُصَلّی،فَأَطالَ القِیامَ حَتّی جَعَلَ مَرَّةً یَتَوَکَّأُ عَلی رِجلِهِ الیُمنی،ومَرَّةً عَلی رِجلِهِ الیُسری،ثُمَّ سَمِعتُهُ یَقولُ بِصَوتٍ کَأَنَّهُ باکٍ:یا سَیِّدی تُعَذِّبُنی وحُبُّکَ فی قَلبی؟أما وعِزَّتِکَ لَئِن فَعَلتَ لَتَجمَعَنَّ بَینی وبَینَ قَومٍ طالَما عادَیتُهُم فیکَ. (1)
350.الإمام زین العابدین علیه السلام:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ونَبِّهنی لِذِکرِکَ فی أوقاتِ الغَفلَةِ،وَاستَعمِلنی بِطاعَتِکَ فی أیّامِ المُهلَةِ،وَانهَج لی إلی مَحَبَّتِکَ سَبیلاً سَهلَةً،أکمِل لی بِها خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (2)
351.عنه علیه السلام:
إلهی ! فَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ تَوَشَّحَت (3)أشجارُ الشَّوقِ إلَیکَ فی حَدائِقِ صُدورِهِم،وأَخَذَت لَوعَةُ مَحَبَّتِکَ بِمَجامِعِ قُلوبِهِم،فَهُم إلی أوکارِ الأَفکارِ یَأوونَ،وفی رِیاضِ القُربِ
ص:275
وَالمُکاشَفَةِ یَرتَعونَ،ومِن حِیاضِ المَحَبَّةِ بِکَأسِ المُلاطَفَةِ یَکرَعونَ،وشَرایِعَ المُصافاةِ یَرِدونَ. (1)
352.عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ المُحِبّینَ-:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! مَن ذَا الَّذی ذاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِکَ فَرامَ مِنکَ بَدَلاً،ومَن ذَا الَّذی أنِسَ بِقُربِکَ فَابتَغی عَنکَ حِوَلاً،إلهی فَاجعَلنا مِمَّنِ اصطَفَیتَهُ لِقُربِکَ ووِلایَتِکَ، وأَخلَصتَهُ لِوُدِّکَ ومَحَبَّتِکَ،وشَوَّقتَهُ إلی لِقائِکَ،ورَضَّیتَهُ بِقَضائِکَ،ومَنَحتَهُ بِالنَّظَرِ إلی وَجهِکَ،وحَبَوتَهُ بِرِضاکَ،وأَعَذتَهُ مِن هَجرِکَ وقِلاکَ (2)،وبَوَّأتَهُ مَقعَدَ الصِّدقِ فی جِوارِکَ، وخَصَصتَهُ بِمَعرِفَتِکَ،وأَهَّلتَهُ لِعِبادَتِکَ،وهَیَّمتَهُ (3)لِإِرادَتِکَ،وَاجتَبَیتَهُ لِمُشاهَدَتِکَ، وأَخلَیتَ وَجهَهُ لَکَ،وفَرَّغتَ فُؤادَهُ لِحُبِّکَ،ورَغَّبتَهُ فیما عِندَکَ،وأَلهَمتَهُ ذِکرَکَ، وأَوزَعتَهُ شُکرَکَ،وشَغَلتَهُ بِطاعَتِکَ،وصَیَّرتَهُ مِن صالِحی بَرِیَّتِکَ،وَاختَرتَهُ لِمُناجاتِکَ، وقَطَعتَ عَنهُ کُلَّ شَیءٍ یَقطَعُهُ عَنکَ.
اللّهُمَّ اجعَلنا مِمَّن دَأبُهُمُ الاِرتِیاحُ إلَیکَ وَالحَنینُ،ودَهرُهُمُ الزَّفرَةُ (4)وَالأَنینُ،جِباهُهُم ساجِدَةٌ لِعَظَمَتِکَ،وعُیونُهُم ساهِرَةٌ فی خِدمَتِکَ،ودُموعُهُم سائِلَةٌ مِن خَشیَتِکَ،وقُلوبُهُم مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحَبَّتِکَ،وأَفئِدَتُهُم مُنخَلِعَةٌ مِن مَهابَتِکَ،یا مَن أنوارُ قُدسِهِ لِأَبصارِ مُحِبّیهِ رائِقَةٌ،وسُبُحاتُ وَجهِهِ لِقُلوبِ عارِفیهِ شائِقَةٌ،یا مُنی قُلوبِ المُشتاقینَ،ویا غایَةَ آمالِ المُحِبّینَ،أسأَ لُکَ حُبَّکَ وحُبَّ مَن یُحِبُّکَ وحُبَّ کُلِّ عَمَلٍ یوصِلُنی إلی قُربِکَ،وأَن تَجعَلَکَ أحَبَّ إلَیَّ مِمّا سِواکَ،وأَن تَجعَلَ حُبّی إیّاکَ قائِداً إلی رِضوانِکَ،وشَوقی إلَیکَ ذائِداً عَن عِصیانِکَ،وَامنُن بِالنَّظَرِ إلَیکَ عَلَیَّ،وَانظُر بِعَینِ الوُدِّ وَالعَطفِ إلَیَّ،ولا تَصرِف
ص:276
عَنّی وَجهَکَ،وَاجعَلنی مِن أهلِ الإِسعادِ وَالحُظوَةِ عِندَکَ،یا مُجیبُ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)
353.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ عِندَ دُخولِ شَهرِ رَمَضانَ-:
سَیِّدی أنَا مِن حُبِّکَ جائِعٌ لا أشبَعُ،أنَا مِن حُبِّکَ ظَمآنُ لا أروی،وا شَوقاه إلی مَن یَرانی ولا أراهُ،یا حَبیبَ مَن تَحَبَّبَ إلَیهِ،یا قُرَّةَ عَینِ مَن لاذَ بِهِ وَانقَطَعَ إلَیهِ،قَد تَری وَحدَتی مِنَ الآدَمِیّینَ ووَحشَتی. (2)
354.عنه علیه السلام:
اللّهُمَّ هَدَأَتِ الأَصواتُ وسَکَنَتِ الحَرَکاتُ،وخَلا کُلُّ حَبیبٍ بِحَبیبِهِ،وخَلَوتُ بِکَ، أنتَ المَحبوبُ إلَیَّ،فَاجعَل خَلوَتی مِنکَ اللَّیلَةَ العِتقَ مِنَ النّارِ. (3)
اللّهُمَّ بِعِلمِکَ الغَیبَ،وقُدرَتِکَ عَلَی الخَلقِ،أحیِنی ما عَلِمتَ الحَیاةَ خَیراً لی،وتَوَفَّنی إذا عَلِمتَ الوَفاةَ خَیراً لی،اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ خَشیَتَکَ (1)،وأَسأَ لُکَ کَلِمَةَ الحُکمِ فِی الرِّضا وَالغَضَبِ،وأَسأَ لُکَ القَصدَ فِی الفَقرِ وَالغِنی،وأَسأَ لُکَ نَعیماً لا یَبیدُ،وأَسأَ لُکَ قُرَّةَ عَینٍ لا تَنقَطِعُ،وأَسأَ لُکَ الرِّضا بَعدَ القَضاءِ،وأَسأَ لُکَ بَردَ العَیشِ بَعدَ المَوتِ،وأَسأَ لُکَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلی وَجهِکَ،وَالشَّوقَ إلی لِقائِکَ،فی غَیرِ ضَرّاءَ مُضِرَّةٍ،ولا فِتنَةٍ مُضِلَّةٍ،اللّهُمَّ زَیِّنّا بِزینَةِ الإِیمانِ،وَاجعَلنا هُداةً مُهتَدینَ. (2)
357.بحار الأنوار عن نوف البکالی: رَأَیتُ أمیرَ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ مُوَلِّیاً مُبادِراً، فَقُلتُ:أینَ تُریدُ یا مَولایَ؟
فَقالَ:دَعنی یا نَوفُ،إنَّ آمالی تُقَدِّمُنی فِی المَحبوبِ.فَقُلتُ:یا مَولایَ وما آمالُکَ؟
قالَ:قَد عَلِمَهَا المَأمولُ،وَاستَغنَیتُ عَن تَبیینِها لِغَیرِهِ،وکَفی بِالعَبدِ أدَباً ألّا یُشرِکَ فی نِعَمِهِ وإرَبِهِ (3)غَیرَ رَبِّهِ،فَقُلتُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ إنّی خائِفٌ عَلی نَفسی مِنَ الشَّرَهِ (4)، وَالتَّطَلُّعِ إلی طَمَعٍ مِن أطماعِ الدُّنیا.
فَقالَ لی:وأَینَ أنتَ عَن عِصمَةِ الخائِفینَ،وکَهفِ العارِفینَ؟! فَقُلتُ:دُلَّنی عَلَیهِ.
قالَ:اللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ؛تَصِلُ أمَلَکَ بِحُسنِ تَفَضُّلِهِ،وتُقبِلُ عَلَیهِ بِهَمِّکَ،وأَعرِض عَنِ النّازِلَةِ فی قَلبِکَ،فَإِن أجَّلَکَ بِها فَأَنَا الضّامِنُ مِن مَورِدِها،وَانقَطِع إلَی اللّهِ
ص:278
سُبحانَهُ فَإِنَّهُ یَقولُ:وعِزَّتی وجَلالی،لَاُقَطِّعَنَّ أمَلَ کُلِّ مَن یُؤَمِّلُ غَیری بِالیَأسِ، ولَأَکسُوَنَّهُ ثَوبَ المَذَلَّةِ فی النّاسِ،ولَاُ بَعِّدَنَّهُ مِن قُربی،ولَاُقَطِّعَنَّهُ عَن وَصلی،ولَاُخمِلَنَّ ذِکرَهُ حینَ یَرعی غَیری.
أیُؤَمِّلُ-وَیلَهُ-لِشَدائِدِهِ غَیری،وکَشفُ الشَّدائِدِ بِیَدی،ویَرجو سِوایَ وأَ نَا الحَیُّ الباقی،ویَطرُقُ أبوابَ عِبادی وهِیَ مُغلَقَةٌ ویَترُکُ بابی وهُوَ مَفتوحٌ؟! فَمَن ذَا الَّذی رَجانی لِکَثیرِ جُرمِهِ فَخَیَّبتُ رَجاءَهُ؟جَعَلتُ آمالَ عِبادی مُتَّصِلَةً بی،وجَعَلتُ رَجاءَهُم مَذخوراً لَهُم عِندی،ومَلَأتُ سَماواتی مِمَّن لا یَمَلُّ تَسبیحی،وأَمَرتُ مَلائِکَتی ألّا یُغلِقُوا الأَبوابَ بَینی وبَینَ عِبادی.
ألَم یَعلَم مَن فَدَحَتهُ نائِبَةٌ مِن نَوائِبی أن لا یَملِکُ أحَدٌ کَشفَها إلّابِإِذنی،فَلِمَ یُعرِضُ العَبدُ بِأَمَلِهِ عَنّی،وقَد أعطَیتُهُ ما لَم یَسأَلنی،فَلَم یَسأَلنی وسَأَلَ غَیری؟أفتَرَانی أبتَدِئُ خَلقی مِن غَیرِ مَسأَلَةٍ،ثُمَّ اسأَلُ فَلا اجیبُ سائِلی؟أبَخیلٌ أنَا فَیُبَخِّلُنی عَبدی؟أوَ لَیسَ الدُّنیا وَالآخِرَةُ لی؟أوَ لَیسَ الکَرَمُ وَالجودُ صِفَتی؟أوَ لَیسَ الفَضلُ وَالرَّحمَةُ بِیَدی؟أوَ لَیسَ الآمالُ لا تَنتَهی إلّاإلَیَّ،فَمَن یَقطَعُها دونی؟وما عَسی أن یُؤَمِّلَ المُؤَمِّلونَ مَن سِوایَ؟! وعِزَّتی وجَلالی،لَو جَمَعتُ آمالَ أهلِ الأَرضِ وَالسَّماءِ ثُمَّ أعطَیتُ کُلَّ واحِدٍ مِنهُم،ما نَقَصَ مِن مُلکی بَعضُ عُضوِ الذَّرَّةِ (1)،وکَیفَ یَنقُصُ نائِلٌ أنَا أفَضتُهُ؟یا بُؤساً لِلقانِطینَ (2)مِن رَحمَتی،یا بُؤساً لِمَن عَصانی وتَوَثَّبَ عَلی مَحارمی،ولَم یُراقِبنی، وَاجتَرَأَ عَلَیَّ.
ثُمَّ قالَ عَلَیهِ وعَلی آلِهِ السَّلامُ لی:یا نَوفُ،اُدعُ بِهذَا الدُّعاءِ:
إلهی ! إن حَمِدتُکَ فَبِمَواهِبِکَ،وإن مَجَّدتُکَ فَبِمُرادِکَ،وإن قَدَّستُکَ فَبِقُوَّتِکَ،وإن هَلَّلتُکَ فَبِقُدرَتِکَ،وإن نَظَرتُ فَإِلی رَحمَتِکَ،وإن عَضَضتُ فَعَلی نِعمَتِکَ.
ص:279
إلهی ! إنَّهُ مَن لَم یَشغَلهُ الوُلوعُ بِذِکرِکَ،ولَم یَزوِهِ (1)السَّفَرُ بِقُربِکَ،کانَت حَیاتُهُ عَلَیهِ میتَةً،ومیتَتُهُ عَلَیهِ حَسرَةً.
إلهی ! تَناهَت أبصارُ النّاظِرینَ إلَیکَ بِسَرائِرِ القُلوبِ،وطالَعَت أصغَی السّامِعینَ لَکَ نَجِیّاتِ الصُّدورِ،فَلَم یَلقَ أبصارَهُم رَدٌّ دونَ ما یُریدونُ،هَتَکتَ بَینَکَ وبَینَهُم حُجُبَ الغَفلَةِ،فَسَکَنوا فی نورِکَ،وتَنَفَّسوا بِرَوحِکَ،فَصارَت قُلوبُهُم مَغارِسَ لِهَیبَتِکَ (2)، وأَبصارُهُم مَآکِفَ لِقُدرَتِکَ،وقَرَّبتَ أرواحَهُم مِن قُدسِکَ،فَجالَسُوا اسمَکَ بِوَقارِ المُجالَسَةِ وخُضوعِ المُخاطَبَةِ،فَأَقبَلتَ إلَیهِم إقبالَ الشَّفیقِ،وأَنصَتَّ لَهُم إنصاتَ الرَّفیقِ، وأَجَبتَهُم إجاباتِ الأَحِبّاءِ،وناجَیتَهُم مُناجاةَ الأَخِلّاءِ.
فَبَلِّغ بِیَ المَحَلَّ الَّذی إلَیهِ وَصَلوا،وَانقُلنی مِن ذِکری إلی ذِکرِکَ،ولا تَترُک بَینی وبَینَ مَلَکوتِ عِزِّکَ باباً إلّافَتَحتَهُ،ولا حِجاباً مِن حُجُبِ الغَفلَةِ إلّاهَتَکتَهُ،حَتّی تُقیمَ روحی بَینَ ضِیاءِ عَرشِکَ،وتَجعَلَ لَها مَقاماً نُصبَ نورِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
إلهی ! ما أوحَشَ طَریقاً لا یَکونُ رَفیقی فیهِ أمَلی فیکَ ! وأَبعَدَ سَفَراً لا یَکونُ رَجائی مِنهُ دَلیلی مِنکَ ! خابَ مَنِ اعتَصَمَ بِحَبلِ غَیرِکَ،وضَعُفَ رُکنُ مَنِ استَنَدَ إلی غَیرِ رُکنِکَ.
فَیا مُعَلِّمَ مُؤَمِّلیهِ الأَمَلَ فَیُذهِبُ عَنهُم کَآبَةَ الوَجَلِ،لا تَحرِمنی صالِحَ العَمَلِ،وَاکلَأنی (3)کِلاءَةَ مَن فارَقَتهُ الحِیَلُ،فَکَیفَ یَلحَقُ مُؤَمِّلیکَ ذُلُّ الفَقرِ،وأَنتَ الغَنِیُّ عَن مَضارِّ المُذنِبینَ.
إلهی ! وإنَّ کُلَّ حَلاوَةٍ مُنقَطِعَةٌ،وحَلاوَةَ الإِیمانِ تَزدادُ حَلاوَتُهَا اتِّصالاً بِکَ.
إلهی ! وإنَّ قَلبی قَد بَسَطَ أمَلَهُ فیکَ،فَأَذِقهُ مِن حَلاوَةِ بَسطِکَ إیّاهُ البُلوغَ لِما أمَّلَ،إنَّکَ
ص:280
عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
إلهی ! أسأَ لُکَ-مَسأَلَةَ مَن یَعرِفُکَ کُنهَ مَعرِفَتِکَ-مِن کُلِّ خَیرٍ یَنبَغی لِلمُؤمِنِ أن یَسلُکَهُ،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ شَرٍّ وفِتنَةٍ أعَذتَ بِها أحِبّاءَکَ مِن خَلقِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
إلهی ! أسأَ لُکَ مَسأَلَةَ المِسکینِ الَّذی قَد تَحَیَّرَ فی رَجاهُ،فَلا یَجِدُ مَلجَأً ولا مَسنَداً یَصِلُ بِهِ إلَیکَ،ولا یَستَدِلُّ بِهِ عَلَیکَ إلّابِکَ،وبِأَرکانِکَ ومَقاماتِکَ الَّتی لا تَعطیلَ لَها مِنکَ،فَأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی ظَهَرتَ بِهِ لِخاصَّةِ أولِیائِکَ،فَوَحَّدوکَ وعَرَفوکَ فَعَبَدوکَ بِحَقیقَتِکَ،أن تُعَرِّفَنی نَفسَکَ،لِاُقِرَّ لَکَ بِرُبوبِیَّتِکَ عَلی حَقیقَةِ الإِیمانِ بِکَ،ولا تَجعَلنی یا إلهی ! مِمَّن یَعبُدُ الاِسمَ دونَ المَعنی.
وَالحَظنی بِلَحظَةٍ مِن لَحَظاتِکَ،تُنَوِّرُ بِها قَلبی بِمَعرِفَتِکَ خاصَّةً،ومَعرِفَةِ أولِیائِکَ، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)
358.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ العارِفینَ-:
بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحیمِ،إلهی ! قَصُرَتِ الأَلسُنُ عَن بُلوغِ ثَنائِکَ کَما یَلیقُ بِجَلالِکَ، وعَجَزَتِ العُقولُ عَن إدراکِ کُنهِ (2)جَمالِکَ،وَانحَسَرَتِ الأَبصارُ دونَ النَّظَرِ إلی سُبُحاتِ وَجهِکَ،ولَم تَجعَل لِلخَلقِ طَریقاً إلی مَعرِفَتِکَ إلّابِالعَجزِ عَن مَعرِفَتِکَ.
إلهی ! فَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ تَوَشَّحَت (3)أشجارُ الشَّوقِ إلَیکَ فی حَدائِقِ صُدورِهِم،وأَخَذَت لَوعَةُ مَحَبَّتِکَ بِمَجامِعِ قُلوبِهِم،فَهُم إلی أوکارِ الأَفکارِ یَأوونَ،وفی رِیاضِ القُربِ
ص:281
وَالمُکاشَفَةِ یَرتَعونَ،ومِن حِیاضِ المَحَبَّةِ بِکَأسِ المُلاطَفَةِ یَکرَعونَ (1)،وشَرایِعَ المُصافاةِ یَرِدونَ،قَد کُشِفَ الغِطاءُ عَن أبصارِهِم،وَانجَلَت ظُلمَةُ الرَّیبِ عَن عَقائِدِهِم مِن ضَمائِرِهِم (2)،وَانتَفَت مُخالَجَةُ الشَّکِّ عَن قُلوبِهِم وسَرائِرِهِم،وَانشَرَحَت بِتَحقیقِ المَعرِفَةِ صُدورُهُم،وعَلَت لِسَبقِ السَّعادَةِ فِی الزَّهادَةِ هِمَمُهُم،وعَذُبَ فی مَعینِ المُعامَلَةِ شِربُهُم، وطابَ فی مَجلِسِ الاُنسِ سِرُّهُم،وأَمِنَ فی مَوطِنِ المَخافَةِ سِربُهُم (3)،وَاطمَأَنَّت بِالرُّجوعِ إلی رَبِّ الأَربابِ أنفُسُهُم،وتَیَقَّنَت بِالفَوزِ وَالفَلاحِ أرواحُهُم،وقَرَّت بِالنَّظَرِ إلی مَحبوبِهِم أعیُنُهُم،وَاستَقَرَّ بِإِدراکِ السُّؤلِ ونَیلِ المَأمولِ قَرارُهُم،ورَبِحَت فی بَیعِ الدُّنیا بِالآخِرَةِ تِجارَتُهُم.
إلهی ! ما ألَذَّ خَواطِرَ الإِلهامِ بِذِکرِکَ عَلَی القُلوبِ،وما أحلَی المَسیرَ إلَیکَ بِالأَوهامِ فی مَسالِکِ الغُیوبِ،وما أطیَبَ طَعمَ حُبِّکَ،وما أعذَبَ شِربَ قُربِکَ ! فَأَعِذنا مِن طَردِکَ وإبعادِکَ،وَاجعَلنا مِن أخَصِّ عارِفیکَ،وأَصلَحِ عِبادِکَ،وأَصدَقِ طائِعیکَ،وأَخلَصِ عُبّادِکَ،یا عَظیمُ یا جَلیلُ،یا کَریمُ یا مُنیلُ،بِرَحمَتِکَ ومَنِّکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)
359.الإمام علیّ علیه السلام -فی طَلَبِ الزُّهدِ عَنِ الدُّنیا-:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ سَلواً (5)عَنِ الدُّنیا ومَقتاً لَها،فَإِنَّ خَیرَها زَهیدٌ وشَرَّها
ص:282
عَتیدٌ (1)،وصَفوَها یَتَکَدَّرُ،وجَدیدَها یَخلُقُ،وما فاتَ فیها لَم یَرجِع،وما نیلَ فیها فِتنَةٌ إلّا مَن أصابَتهُ مِنکَ عِصمَةٌ وشَمِلَتهُ مِنکَ رَحمَةٌ.
فَلا تَجعَلنی مِمَّن رَضِیَ بِها،وَاطمَأَنَّ إلَیها،ووَثِقَ بِها،فَإِنَّ مَنِ اطمَأَنَّ إلَیها خانَتهُ،ومَن وَثِقَ بِها غَرَّتهُ. (2)
360.عنه علیه السلام -فِی المُناجاةِ للّهِ ِ تَعالی-:
إلهی ! کَیفَ تَفرَحُ بِصُحبَةِ الدُّنیا صُدورُنا،وکَیفَ تَلتَئِمُ فی غَمَراتِها امورُنا،وکَیفَ یَخلُصُ لَنا فیها سُرورُنا،وَکَیفَ یَملِکُنا بِاللَّهوِ وَاللَّعِبِ غُرورُنا،وقَد دَعَتنا بِاقتِرابِ الآجالِ قُبورُنا؟!
إلهی ! کَیفَ نَبتَهِجُ فی دارٍ قَد حُفِرَت لَنا فیها حَفائِرُ صَرعَتِها،وفُتِلَت بِأَیدِی المَنایا حَبائِلُ غَدرَتِها،وجَرَّعَتنا مُکرَهینَ جُرَعَ مَرارَتِها،ودَلَّتنَا النَّفسُ (3)عَلَی انقِطاعِ عَیشَتِها، لَولا ما أصغَت إلَیهِ هذِهِ النُّفوسُ مِن رَفائِعِ لَذَّتِها،وَافتِتانِها بِالفانیاتِ مِن فَواحِشِ زینَتِها؟!
إلهی ! فَإِلَیکَ نَلتَجِئُ مِن مَکائِدِ خُدعَتِها،وبِکَ نَستَعینُ عَلی عُبورِ قَنطَرَتِها،وبِکَ نَستَفطِمُ الجَوارِحَ عَن أخلافِ شَهوَتِها،وبِکَ نَستَکشِفُ جَلابیبَ حَیرَتِها،وبِکَ نُقَوِّمُ مِنَ القُلوبِ استِصعابَ جَهالَتِها.
إلهی ! کَیفَ لِلدُّورِ أن تَمنَعَ مَن فیها مِن طَوارِقِ (4)الرَّزایا،وقَد اصیبَ فی کُلِّ دارٍ سَهمٌ مِن أسهُمِ المَنایا؟!
ص:283
إِلهی ! ما تَتَفَجَّعُ أنفُسُنا مِنَ النُّقلَةِ عَنِ الدّیارِ،إن لَم تُوحِشنا هُنالِکَ مِن مُرافَقَةِ الأَبرارِ.
إلهی ! ما تَضُرُّنا فُرقَةُ الإِخوانِ وَالقَراباتِ،إن قَرَّبتَنا مِنکَ یا ذَا العَطِیّاتِ.
إلهی ! ما تَجُفُّ مِن ماءِ الرَّجاءِ مَجارِی لَهَواتِنا (1)،إن لَم تَحُم طَیرُ الأَشائِمِ (2)بِحِیاضِ رَغَباتِنا.
إلهی ! إن عَذَّبتَنی فَعَبدٌ خَلَقتَهُ لِما أرَدتَهُ فَعَذَّبتَهُ،وإن رَحِمتَنی فَعَبدٌ وَجَدتَهُ مُسِیئاً فَأَنجَیتَهُ. (3)
361.الإمام زین العابدین علیه السلام -فِی المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ الزّاهِدینَ-:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ.إلهی ! أسکَنتَنا داراً حَفَرَت لَنا حُفَرَ مَکرِها،وعَلَّقتَنا بِأَیدِی المَنایا فی حَبائِلِ غَدرِها،فَإِلَیکَ نَلتَجِئُ مِن مَکائِدِ خُدَعِها،وبِکَ نَعتَصِمُ مِنَ الاِغتِرارِ بِزَخارِفِ زینَتِها،فَإِنَّهَا المُهلِکَةُ طُلّا بَهَا،المُتلِفَةُ حُلّالَها،المَحشُوَّةُ بِالآفاتِ، المَشحونَةُ بِالنَّکَباتِ.
إلهی ! فَزَهِّدنا فیها،وسَلِّمنا مِنها بِتَوفیقِکَ وعِصمَتِکَ،وَانزَع عَنّا جَلابیبَ مُخالَفَتِکَ، وتَوَلَّ امورَنا بِحُسنِ کِفایَتِکَ،وأَوفِر مَزیدَنا مِن سَعَةِ رَحمَتِکَ،وأَجمِل صِلاتِنا مِن فَیضِ مَواهِبِکَ،وأَغرِس فی أفئِدَتِنا أشجارَ مَحَبَّتِکَ،وأَتمِم لَنا أنوارَ مَعرِفَتِکَ،وأَذِقنا حَلاوَةَ عَفوِکَ ولَذَّةَ مَغفِرَتِکَ،وأَقرِر أعیُنَنا یَومَ لِقائِکَ بِرُؤیَتِکَ،وأَخرِج حُبَّ الدُّنیا مِن قُلوبِنا، کَما فَعَلتَ بِالصّالِحینَ مِن صَفوَتِکَ وَالأَبرارِ مِن خاصَّتِکَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،
ص:284
ویا أکرَمَ الأعَکرَمینَ. (1)
362.بحار الأنوار: المُناجاةُ الإِنجیلِیَّةُ لِمَولانا عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام وقَد وَجَدتُها فی بَعضِ مَروِیّاتِ أصحابِنا-رَضِیَ اللّهُ عَنهُ-فی کِتابِ أنیسِ العابِدینَ مِن مُؤَلَّفاتِ بَعضِ قُدَمائِنا عَنهُ علیه السلام وهِیَ:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ بِذِکرِکَ أستَفتِحُ مَقالی،وبِشُکرِکَ أستَنجِحُ سُؤالی، وعَلَیکَ تَوَکُّلی فی کُلِّ أحوالی،وإیّاکَ أمَلی فَلا تُخَیِّب آمالی،اللّهُمَّ بِذِکرِکَ أستَعیذُ وأَعتَصِمُ،وبِرُکنِکَ ألوذُ وأَتَحَزَّمُ،وبِقُوَّتِکَ أستَجیرُ وأَستَنصِرُ،وبِنورِکَ أهتَدی وأَستَبصِرُ،وإیّاکَ أستَعینُ وأَعبُدُ،وإلَیکَ أقصِدُ وأَعمِدُ،وبِکَ اخاصِمُ واُحاوِلُ،ومِنکَ أطلُبُ ما احاوِلُ،فَأَعِنّی یا خَیرَ المُعینینَ،وقِنِی المَکارِهَ کُلَّها یا رَجاءَ المُؤمِنینَ.
الحَمدُ للّهِ ِ المَذکورِ بِکُلِّ لِسانٍ،المَشکورِ عَلی کُلِّ إحسانٍ،المَعبودِ فی کُلِّ مَکانٍ، مُدَبِّرِ الاُمورِ،ومُقَدِّرِ الدُّهورِ،وَالعالِمِ بِما تُجِنُّهُ البُحورُ وتُکِنُّهُ الصُّدورُ ویُخفیهِ الظَّلامُ، ویُبدیهِ النّورُ،الَّذی حارَ فی عِلمِهِ العُلَماءُ،وسَلَّمَ لِحُکمِهِ الحُکَماءُ،وتَواضَعَ لِعِزَّتِهِ العُظَماءُ،وفاقَ بِسَعَةِ فَضلِهِ الکُرَماءُ،وسادَ بِعَظیمِ حِلمِهِ الحُلَماءُ.
وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لا یُخفَرُ مَنِ انتَصَرَ بِذِمَّتِهِ،ولا یُقهَرُ مَنِ استَتَرَ بِعَظَمَتِهِ،ولا یُکدی (2)مَن أذاعَ شُکرَ نِعمَتِهِ،ولا یَهلِکُ مَن تَغَمَّدَهُ بِرَحمَتِهِ،ذِی المِنَنِ الَّتی لا یُحصیهَا العادّونَ، وَالنِّعَمِ الَّتی لا یُجازیهَا المُجتَهِدونَ،وَالصَّنائِعِ الَّتی لا یَستَطیعُ دَفعَهَا الجاحِدونُ،وَالدَّلائِلِ الَّتی یَستَبصِرُ بِنورِهَا المَوجودونَ،أحمَدُهُ جاهِراً بِحَمدِهِ،شاکِراً لِرِفدِهِ،حَمدَ مُوَفَّقٍ
ص:285
لِرُشدِهِ،واثِقٍ بِعَدلِهِ،لَهُ الشُّکرُ الدّائِمُ،وَالأَمرُ اللّازِمُ.
اللّهُمَّ إیّاکَ أسأَلُ،وبِکَ أتَوَسَّلُ،وعَلَیکَ أتَوَکَّلُ،وبِفَضلِکَ أغتَنِمُ،وبِحَبلِکُ أعتَصِمُ، وفی رَحمَتِکَ أرغَبُ،ومِن نَقِمَتِکَ أرهَبُ،وبِقُوَّتِکَ أستَعینُ،وبِعَظَمَتِکَ أستَکینُ (1).
اللّهُمَّ أنتَ الوَلِیُّ المُرشِدُ،وَالغَنِیُّ المُرفِدُ،وَالعَونُ المُؤَیِّدُ،الرّاحِمُ الغَفورُ،وَالعاصِمُ المُجیرُ،وَالقاصِمُ المُبیرُ (2)،وَالخالِقُ الحَلیمُ،وَالرّازِقُ الکَریمُ،وَالسّابِقُ القَدیمُ.
عَلِمتَ فَخَبَرتَ،وحَلُمتَ فَسَتَرتَ،ورَحِمتَ فَغَفَرتَ،وعَظُمتَ فَقَهَرتَ،ومَلَکتَ فَاستَأثَرتَ،وأَدرَکتَ فَاقتَدَرتَ،وحَکَمتَ فَعَدَلتَ،وأَنعَمتَ فَأَفضَلتَ،وأَبدَعتَ فَأَحسَنتَ،وصَنَعتَ فَأَتقَنتَ،وجُدتَ فَأَغنَیتَ،وأَیَّدتَ فَکَفَیتَ،وخَلَقتَ فَسَوَّیتَ، ووَفَّقتَ فَهَدَیتَ.
بَطَنتَ الغُیوبَ،فَخَبَرتَ مَکنونَ أسرارِها،وحُلتَ بَینَ القُلوبِ وبَینَ تَصَرُّفِها عَلَی اختِیارِها،فَأَیقَنَتِ البَرایا أنَّکَ مُدَبِّرُها وخالِقُها،وأَذعَنَت أنَّکَ مُقَدِّرُها ورازِقُها،لا إلهَ إلّا أنتَ،تَعالَیتَ عَمّا یَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّاً کَبیراً.
اللّهُمَّ إنّی اشهِدُکَ وأَنتَ أقرَبُ الشّاهِدینَ،واُشهِدُ مَن حَضَرَنی مِن مَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ، وعِبادِکَ الصّالِحینَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنّاسِ أجمَعینَ،أنّی أشهَدُ بِسَریرَةٍ زَکِیَّةٍ،وبَصیرَةٍ مِنَ الشَّکِّ بَریئَةٍ،شَهادَةً أعتَقِدُها بِإِخلاصٍ وإیقانٍ،واُعِدُّها طَمَعاً فِی الخَلاصِ وَالأَمانِ، اسِرُّها تَصدیقاً بِرُبوبِیَّتِکَ،واُظهِرُها تَحقیقاً لِوَحدانِیَّتِکَ،ولا أصُدُّ عَن سَبیلِها،ولا الحِدُ فی تَأویلِها،أنَّکَ أنتَ اللّهُ رَبّی لا اشرِکُ بِکَ أحَداً،ولا أجِدُ مِن دونِکَ مُلتَحَداً.
لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،الواحِدُ الَّذی لا یَدخُلُ فی عَدَدٍ،وَالفَردُ الَّذی لا یُقاسُ بِأَحَدٍ،عَلا عَنِ المُشاکَلَةِ وَالمُناسَبَةِ،وخَلا مِنَ الأَولادِ وَالصّاحِبَةِ،سُبحانَهُ مِن خالِقٍ ما
ص:286
أصنَعَهُ،ورازِقٍ ما أوسَعَهُ،و قَریبٍ ما أرفَعَهُ،ومُجیبٍ ما أسمَعَهُ،وعَزیزٍ ما أمنَعَهُ، لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلی فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ (1).
وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً نَبِیُّهُ المُرسَلُ،ووَلِیُّهُ المُفَضَّلُ،وشَهیدُهُ المُستَعدَلُ،المُؤَیَّدُ بِالنّورِ المُضیءِ،وَالمُسَدَّدُ بِالأَمرِ المَرضِیِّ،بَعَثَهُ بِالأَوامِرِ الشّافِیَةِ،وَالزَّواجِرِ النّاهِیَةِ،وَالدَّلائِلِ الهادِیَةِ،الَّتی أوضَحَ بُرهانَها،وشَرَحَ بُنیانَها،فی کِتابٍ مُهَیمِنٍ عَلی کُلِّ کِتابٍ،جامِعٍ لِکُلِّ رُشدٍ وصَوابٍ،فیهِ نَبَأُ القُرونِ،وتَفصیلُ الشُّؤونِ،وفَرضُ الصَّلاةِ وَالصِّیامِ،وَالفَرقُ بَینَ الحَلالِ وَالحَرامِ،فَدَعا إلی خَیرِ سَبیلٍ،وشَفی مِن هُیامِ الغَلیلِ،حَتّی عَلَا الحَقُّ وظَهَرَ، وزَهَقَ الباطِلُ وَانحَسَرَ،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ صَلاةً دائِمَةً مُمَهَّدَةً،لا تَنقَضی لَها مُدَّةٌ،ولا یَنحَصِرُ لَها عِدَّةٌ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ما جَرَتِ النُّجومُ فِی الأَبراجِ،وتَلاطَمَتِ (2)البُحورُ بِالأَمواجِ،ومَا ادلَهَمَّ (3)لَیلٌ داجٍ،وأَشرَقَ نَهارٌ ذُو ابتِلاجٍ،وصَلِّ عَلَیهِ وآلِهِ ما تَعاقَبَتِ الأَیّامُ،وتَناوَبَتِ الأَعوامُ،وما خَطَرَتِ الأَوهامُ،وتَدَبَّرَتِ الأَفهامُ،وما بَقِیَ الأَنامُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ خاتَمِ الأَنبِیاءِ وآلِهِ البَرَرَةِ الأَتقِیاءِ،وعَلی عِترَتِهِ النُّجَباءِ،صَلاةً مَعروفَةً بِالتَّمامِ وَالنَّماءِ،وباقِیَةً بِلا فَناءٍ وَانقِضاءٍ.
اللّهُمَّ رَبَّ العالَمینَ،وأَحکَمَ الحاکِمینَ،وأَرحَمَ الرّاحِمینَ،أسأَ لُکَ مِنَ الشَّهادَةِ أقسَطَها،ومِنَ العِبادَةِ أنشَطَها،ومِنَ الزِّیادَةِ أبسَطَها،ومِنَ الکَرامَةِ أغبَطَها،ومِنَ السَّلامَةِ أحوَطَها،ومِنَ الأَعمالِ أقسَطَها،ومِنَ الآمالِ أوفَقَها،ومِنَ الأَقوالِ أصدَقَها،ومِنَ المَحالِّ أشرَفَها،ومِنَ المَنازِلِ ألطَفَها،ومِنَ الحِیاطَةِ أکنَفَها،ومِنَ الرِّعایَةِ أعطَفَها،ومِنَ العِصمَةِ أکفاها،ومِنَ الرّاحَةِ أشفاها،ومِنَ النِّعمَةِ أوفاها،ومِنَ الهِمَمِ أعلاها،ومِنَ القِسَمِ
ص:287
أسناها،ومِنَ الأَرزاقِ أغزَرَها،ومِنَ الأَخلاقِ أطهَرَها،ومِنَ المَذاهِبِ أقصَدَها،ومِنَ العَواقِبِ أحمَدَها،ومِنَ الاُمورِ أرشَدَها،ومِنَ التَّدابیرِ أوکَدَها،ومِنَ الجُدودِ أسعَدَها، ومِنَ الشُّؤونِ أعوَدَها،ومِنَ الفَوائِدِ أرجَحَها،ومِنَ العَوائِلِ أنجَحَها،ومِنَ الزِّیاداتِ أتَمَّها، ومِنَ البَرَکاتِ أعَمَّها،ومِنَ الصّالِحاتِ أعظَمَها.
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ قَلباً خاشِعاً زَکِیّاً،ولِساناً صادِقاً عَلِیّاً،ورِزقاً واسِعاً هَنیئاً، وعَیشاً رَغَداً مَرِیّاً،وأَعوذُ بِکَ مِن ضَنکِ المَعاشِ،ومِن شَرِّ کُلِّ ساعٍ وواشٍ،وغَلَبَةِ الأَضدادِ وَالأَوباشِ،وکُلِّ قَبیحٍ باطِنٍ أو فاشٍ،وأَعوذُ بِکَ مِن دُعاءٍ مَحجوبٍ،ورَجاءٍ مَکذوبٍ،وَحیاءٍ مَسلوبٍ،وَاحتِجاجٍ مَغلوبٍ،ورَأیٍ غَیرِ مُصیبٍ.
اللّهُمَّ أنتَ المُستَعانُ وَالمُستَعاذُ،وعَلَیکَ المُعَوَّلُ وبِکَ المَلاذُ،فَأَنِلنی لَطائِفَ مِنَنِکَ، فَإِنَّکَ لَطیفٌ فَلا تَبتَلِیَنّی بِمِحَنِکَ،فَإِنّی ضَعیفٌ،وتَوَلَّنی بِعَطفِ تَحَنُّنِکَ،یا رَؤُوفُ یا مَن آوَی المُنقَطِعینَ إلَیهِ،وأَغنَی المُتَوَکِّلینَ عَلَیهِ،جُد بِغِناکَ عَن فاقَتی،ولا تُحَمِّلنی فَوقَ طاقَتی.
اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ الَّذینَ جَدّوا فی قَصدِکَ فَلَم یَنکِلوا،وسَلَکُوا الطّریقَ إلَیکَ فَلَم یَعدِلوا،وَاعتَمَدوا عَلَیکَ فِی الوُصولِ حَتّی وَصَلوا،فَرَوَّیتَ قُلوبَهُم مِن مَحَبَّتِکَ،وآنَستَ نُفوسَهُم بِمَعرِفَتِکَ،فَلَم یَقطَعهُم عَنکَ قاطِعٌ،ولا مَنَعَهُم عَن بُلوغِ ما أمَّلوهُ لَدَیکَ مانِعٌ، فَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ * لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَکْبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ الْمَلائِکَةُ هذا یَوْمُکُمُ الَّذِی کُنْتُمْ تُوعَدُونَ (1).
اللّهُمَّ لَکَ قَلبی ولِسانی،وبِکَ نَجاتی وأَمانی،وأَنتَ العالِمُ بِسِرّی وإعلانی،فَأَمِت قَلبی عَنِ البَغضاءِ،وأَصمِت لِسانی عَنِ الفَحشاءِ،وأَخلِص سَریرَتی عَن عَلائِقِ الأَهواءِ، وَاکفِنی بِأَمانِکَ عَن عَوائِقِ الضَّرّاءِ،وَاجعَل سِرّی مَعقوداً عَلی مُراقَبَتِکَ،وإعلانی مُوافِقاً
ص:288
لِطاعَتِکَ،وهَب لی جِسماً رَوحانِیّاً،وقَلباً سَماوِیّاً،وهِمَّةً مُتَّصِلَةً بِکَ،ویَقیناً صادِقاً فی حُبِّکَ،وأَلهِمنی مِن مَحامِدِکَ أمدَحَها،وهَب لی مِن فَوائِدِکَ أسمَحَها،إنَّکَ وَلِیُّ الحَمدِ،وَالمُستَولی عَلَی المَجدِ.
یا مَن لا یَنقُصُ مَلکوتَهُ عِصیانُ المُتَمَرِّدینَ،ولا یَزیدُ جَبَروتَهُ إیمانُ المُوَحِّدینَ،إلَیکَ أستَشفِعُ بِقَدیمِ کَرَمِکَ،أن لا تَسلُبَنی ما مَنَحتَنی مِن جَسیمِ نِعَمِکَ،وَاصرِفنی بِحُسنِ نَظَرِکَ لی عَن وَرطَةِ (1)المَهالِکَ،وعَرِّفنی بِجَمیلِ اختِیارِکَ لی مُنجِیاتِ المَسالِکِ،یا مَن قَرُبَت رَحمَتُهُ مِنَ المُحسِنینَ،وأَوجَبَ عَفوَهُ لِلأَوّابینَ،بَلِّغنا بِرَحمَتِکَ غَنائِمَ البِرِّ وَالإِحسانِ،وجَلِّلنا بِنِعمَتِکَ مَلابِسَ العَفوِ وَالغُفرانِ،وأَصحِب رَغَباتِنا بِحَیاءٍ یَقطَعُها عَنِ الشَّهَواتِ،وَاحشُ قُلوبَنا نوراً یَمنَعُها مِنَ الشُّبُهاتِ،وأَودِع نُفوسَنا خَوفَ المُشفِقینَ مِن سوءِ الحِسابِ،ورَجاءَ الواثِقینَ بِتَوفیرِ الثَّوابِ،فَلا نَغتَرَّ بِالإِمهالِ،ولا نُقَصِّرَ فی صالِحِ الأَعمالِ،ولا نَفتُرَ مِنَ التَّسبیحِ بِحَمدِکَ فِی الغُدُوِّ وَالآصالِ.
یا مَن آنَسَ العارِفینَ بِطیبِ مُناجاتِهِ،وأَلبَسَ الخاطِئینَ ثَوبَ مُوالاتِهِ،مَتی فَرِحَ مَن قَصَدَت سِواکَ هِمَّتُهُ،ومَتَی استَراحَ مَن أرادَت غَیرَکَ عَزیمَتُهُ،ومَن ذَا الَّذی قَصَدَکَ بِصِدقِ الإِرادَةِ فَلَم تُشَفِّعهُ فی مُرادِهِ،أم مَن ذَا الَّذِی اعتَمَدَ عَلَیکَ فی أمرِهِ فَلَم تَجُد بِإِسعادِهِ،أم مَن ذَا الَّذِی استَرشَدَکَ فَلَم تَمنُن بِإِرشادِهِ.
اللّهُمَّ عَبدُکَ الضَّعیفُ الفَقیرُ،ومِسکینُکَ اللَّهیفُ المُستَجیرُ،عالِمٌ أنَّ فی قَبضَتِکَ أزِمَّةَ التَّدبیرِ،ومَصادِرَ المَقادیرِ عَن إرادَتِکَ،وأَنَّکَ أقَمتَ بِقُدسِکَ حَیاةَ کُلِّ شَیءٍ،وجَعَلتَهُ نَجاةً لِکُلِّ حَیٍّ،فَارزُقهُ مِن حَلاوَةِ مُصافاتِکَ ما یَصیرُ بِهِ إلی مَرضاتِکَ،وهَب لَهُ مِن خُشوعِ التَّذَلُّلِ وخُضوعِ التَّقَلُّلِ فی رَهبَةِ الإِخباتِ (2)،وسَلامَةِ المَحیا وَالمَماتِ،ما تُحضِرُهُ
ص:289
کِفایَةَ المُتَوَکِّلینَ،وتُمیرُهُ (1)بِهِ رِعایَةَ المَکفولینَ،وتُعیرُهُ (2)وِلایَةَ المُتَّصِلینَ المَقبولینَ.
یا مَن هُوَ أبَرُّ بی مِنَ الوالِدِ الشَّفیقِ،وأَقرَبُ إلَیَّ مِنَ الصّاحِبِ اللَّزیقِ (3)،أنتَ مَوضِعُ انسی فِی الخَلوَةِ إذا أوحَشَنِی المَکانُ،ولَفَظَتنِی (4)الأَوطانُ،وفارَقَتنِی الاُلّافُ وَالجیرانُ، وَانفَرَدتُ فی مَحَلٍّ ضَنکٍ،قَصیرِ السَّمکِ،ضَیِّقِ الضَّریحِ،مُطبَقِ الصَّفیحِ،مَهولٍ مَنظَرُهُ، ثَقیلٍ مَدَرُهُ،مُخَلّاةٍ بِالوَحشَةِ عَرصَتُهُ،مُغَشّاةٍ بِالظُّلمَةِ ساحَتُهُ،عَلی غَیرِ مِهادٍ ولا وِسادٍ، ولا تَقِدمَةِ زادٍ ولَا اعتِدادٍ،فَتَدارَکْنی بِرَحمَتِکَ الَّتی وَسِعَتِ الأَشیاءَ أکنافُها،وجَمَعَتِ الأَحیاءَ أطرافُها،وعَمَّتِ البَرایا ألطافُها،وعُد عَلَیَّ بِعَفوِکَ یا کَریمُ،ولا تُؤاخِذنی بِجَهلی یا رَحیمُ.
اللّهُمَّ ارحَم مَنِ اکتَنَفَتهُ سَیِّئاتُهُ،وأَحاطَت بِهِ خَطیئاتُهُ،وحَفَّت بِهِ جِنایاتُهُ،بِعَفوِکَ ارحَم مَن لَیسَ لَهُ مِن عَمَلِهِ شافِعٌ،ولا یَمنَعُهُ مِن عَذابِکَ مانِعٌ،اِرحَمِ الغافِلَ عَمّا أظَلَّهُ (5)، وَالذّاهِلَ عَنِ الأَمرِ الَّذی خُلِقَ لَهُ،اِرحَم مَن نَقَضَ العَهدَ وعَذَرَ (6)،وعَلی مَعصِیَتِکَ انطَوی وأَصَرَّ،وجاهَرَکَ بِجَهلِهِ ومَا استَتَرَ،اِرحَم مَن ألقی عَن رَأسِهِ قِناعَ الحَیاءِ،وحَسَرَ عَن ذِراعَیهِ جِلبابَ الأَتقِیاءِ،وَاجتَرَأَ عَلی سَخَطِکَ بِارتِکابِ الفَحشاءِ،فیَا مَن لَم یَزَل عَفُوّاً غَفّاراً،ارحَم مَن لَم یَزَل مُسقَطاً عَثّاراً.
اللّهُمَّ اغفِر لی ما مَضی مِنّی،وَاختِم لی بِما تَرضی بِهِ عَنّی،وَاعقِد عَزائِمی عَلی تَوبَةٍ بِکَ مُتَّصِلَةٍ،ولَدَیکَ مُتَقَبَّلَةٍ،تُقیلُنی بِها عَثَراتی،وتَستُرُ بِها عَوراتی،وتَرحَمُ بِها عَبَراتی،
ص:290
وتُجیرُنی بِها إجارَةً مِن مَعاطِبِ انتِقامِکَ،وتُنیلُنی بِهَا المَسَرَّةَ بِمَواهِبِ إنعامِکَ،یَومَ تَبرُزُ الأَخبارُ،وتَعظُمُ الأَخطارُ،وتُبلَی الأَسرارُ،وتُهتَکُ الأَستارُ،وتَشخَصُ القُلوبُ وَالأَبصارُ، یَوْمَ لا یَنْفَعُ الظّالِمِینَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدّارِ (1)،إنَّکَ مَعدِنُ الآلاءِ وَالکَرَمِ،وصارِفُ اللَّأواءِ (2)وَالنِّقَمِ،لا إلهَ إلّاأنتَ،عَلَیکَ أعتَمِدُ،وبِکَ أستَعینُ،وأَنتَ حَسبی،وکَفی بِکَ وَکیلاً.
یا مالِکَ خَزائِنِ الأَقواتِ،وفاطِرَ أصنافِ البَرِیّاتِ،وخالِقَ سَبعِ طَرائِقَ مَسلوکاتٍ مِن فَوقِ سَبعِ أرَضینَ مُذَلَّلاتٍ،العالی فی وَقارِ العِزِّ وَالمَنَعَةِ،وَالدّائِمُ فی کِبرِیاءِ الهَیبَةِ وَالرِّفعَةِ،وَالجَوادُ بِنَیلِهِ عَلی خَلقِهِ مِن سَعَةٍ،لَیسَ لَهُ حَدٌّ ولا أمَدٌ،ولا یُدرِکُهُ تَحصیلٌ ولا عَدَدٌ،ولا یُحیطُ بِوَصفِهِ أحَدٌ.
الحَمدُ للّهِ ِ خالِقِ أمشاجِ (3)النَّسَمِ،ومولِجِ الأَنوارِ فِی الظُّلَمِ،ومُخرِجِ المَوجودِ مِنَ العَدَمِ، وَالسّابِقِ الأَزَلِیَّةِ بِالقِدَمِ،وَالجَوادِ عَلَی الخَلقِ بِسَوابِغِ (4)النِّعَمِ،وَالعَوّادِ عَلَیهِم بِالفَضلِ وَالکَرَمِ،الَّذی لا یُعجِزُهُ کَثرَةُ الإِنفاقِ،ولا یُمسِکُ خَشیَةَ الإِملاقِ،ولا یَنقُصُهُ إدرارُ الأَرزاقِ،ولا یُدرَکُ بِأَناسِیِّ الأَحداقِ،ولا یوصَفُ بِمُضامَّةٍ ولَا افتِراقٍ.
أحمَدُهُ عَلی جَزیلِ إحسانِهِ،وأَعوذُ بِهِ مِن حُلولِ خِذلانِهِ،وأَستَهدیهِ بِنورِ بُرهانِهِ، واُؤمِنُ بِهِ حَقَّ إیمانِهِ.
وأَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،الَّذی عَمَّ الخَلائِقَ جَدواهُ (5)،وتَمَّ حُکمُهُ فیمَن أضَلَّ مِنهُم وهَداهُ،وأَحاطَ عِلماً بِمَن أطاعَهُ وعَصاهُ،وَاستَولی عَلَی المُلکِ بِعِزٍّ أبَدٍ
ص:291
فَحَواهُ،فَسَبَّحَت لَهُ السَّماواتُ وأَکنافُها،وَالأَرضُ وأَطرافُها،وَالجِبالُ وأَعرافُها (1)، وَالشَّجَرُ وأَغصانُها،وَالبِحارُ وحیتانُها،وَالنُّجومُ فی مَطالِعِها،وَالأَمطارُ فی مَواقِعِها، ووُحوشُ الأَرضِ وسِباعُها،ومَدَدُ الأَنهارِ وأَمواجُها،وعَذبُ المِیاهِ واُجاجُها (2)،وهُبوبُ الرّیحِ وعَجاجُها،وکُلُّ ما وَقَعَ عَلَیهِ وَصفٌ وتَسمِیَةٌ،أو یُدرِکُهُ حَدٌّ یَحویهِ،مِمّا یُتَصَوَّرُ فِی الفِکرِ،أو یُتَمَثَّلُ بِجِسمٍ أو قَدَرٍ،أو یُنسَبُ إلی عَرَضٍ أو جَوهَرٍ،مِن صَغیرٍ حَقیرٍ، أو خَطیرٍ کَبیرٍ،مُقِرّاً لَهُ بِالعُبودِیَّةِ خاشِعاً،مُعتَرِفاً لَهُ بِالوَاحدانِیَّةِ طائِعاً،مُستَجیباً لِدَعوَتِهِ خاضِعاً،مُتَضَرِّعاً لِمَشِیَّتِهِ مُتَواضِعاً،لَهُ المُلکُ الَّذی لا نَفادَ لِدَیمومِیَّتِهِ،ولَا انقِضاءَ لِعِدَّتِهِ.
وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ الکَریمُ،ورَسولُهُ الطّاهِرُ المَعصومُ،بَعَثَهُ وَالنّاسُ فی غَمرَةِ الضَّلالَةِ ساهونَ،وفی غِرَّةِ الجَهالَةِ لاهونَ،لا یَقولونَ صِدقاً،ولا یَستَعمِلونَ حَقّاً،قَدِ اکتَنَفَتهُمُ القَسوَةُ،وحَقَّت عَلَیهِمُ الشِّقوَةُ،إلّامَن أحَبَّ اللّهُ إنقاذَهُ،ورَحِمَهُ وأَعانَهُ،فَقامَ مُحَمَّدٌ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وآلِهِ فیهِم مُجِدّاً فی إنذارِهِ،مُرشِداً لِأَنوارِهِ،بِعَزمٍ ثاقِبٍ،وحُکمٍ واجِبٍ،حَتّی تَأَلَّقَ شِهابُ الإِیمانِ،وتَفَرَّقَ حِزبُ الشَّیطانِ،وأَعَزَّ اللّهُ جُندَهُ،وعُبِدَ وَحدَهُ.
ثُمَّ اختارَهُ اللّهُ فَرَفَعَهُ إلی رَوحِ جَنَّتِهِ،وفَسیحِ کَرامَتِهِ،فَقَبَضَهُ تَقِیّاً زَکِیّاً راضِیاً مَرضِیّاً طاهِراً نَقِیّاً، وَ تَمَّتْ کَلِمَةُ رَبِّکَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِکَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (3)،صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ و عَلی آلِهِ وأَقرَبیهِ،وذَوی رَحمِهِ ومَوالیهِ،صَلاةً جَلیلَةً جَزیلَةً،مَوصولَةً مَقبولَةً،لَاانقِطاعَ لِمَزیدِها،ولَا اتِّضاعَ لِمَشیدِها،ولَا امتِناعَ لِصُعودِها،تَنتَهی إلی مَقَرِّ
ص:292
أرواحِهِم،ومَقامِ فَلاحِهِم،فَیُضاعِفُ اللّهُ لَهُم تَحِیّاتِها،ویُشَرِّفُ لَدَیهِم صَلَواتِها،فَتَتَلَقّاهُم مَقرونَةً بِالرَّوحِ وَالسُّرورِ،مَحفوفَةً بِالنَّضارَةِ وَالنّورِ،دائِمَةً بِلا فَناءٍ ولا فُتورٍ.
اللّهُمَّ اجعَل أکمَلَ صَلَواتِکَ وأَشرَفَها،وأَجمَلَ تَحِیّاتِکَ وأَلطَفَها،وأَشمَلَ بَرَکاتِکَ وأَعطَفَها،وأَجَلَّ هِباتِکَ وأرأَفَها،عَلی مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ وأَکرَمِ الاُمِّیّینَ (1)،وعَلی أهلِ بَیتِهِ الأَصفِیاءِ الطّاهِرینَ،وعِترَتِهِ النُّجَباءِ المُختارینَ،وشیعَتِهِ الأَوفِیاءِ المُوازِرینَ،مِن أنصارِهِ وَالمُهاجِرینَ،وأَدخِلنا فی شَفاعَتِهِ یَومَ الدّینِ،مَعَ مَن دَخَلَ فی زُمرَتِهِ مِنَ المُوَحِّدینَ،یا أکرَمَ الأَکرَمینَ،ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
اللّهُمَّ أنتَ المَلِکُ الَّذی لا یُمَلَّکُ،وَالواحِدُ الَّذی لا شَریکَ لَکُ،یا سامِعَ السِّرِّ وَالنَّجوی،ویا دافِعَ الضُّرِّ وَالبَلوی،ویا کاشِفَ العُسرِ وَالبُؤسی،وقابِلَ العُذرِ وَالعُتبی، ومُسبِلَ السِّترِ عَلَی الوَری،جَلِّلنی مِن رَأفَتِکَ بِأَمرٍ واقٍ،وسَمِّنی (2)مِن رِعایَتِکَ بِرُکنٍ باقٍ، وأَوصِلنی بِعِنایَتِکَ إلی غایَةِ السِّباقِ،وَاجعَلنی بِرَحمَتِکَ مِن أهلِ الرِّعایَةِ لِلمیثاقِ،وَاعمُر قَلبی بِخَشیَةِ ذَوِی الإِشفاقِ،یا مَن لَم یَزَل فِعلُهُ بی حَسَناً جَمیلاً،ولَم یَکُن بِسَترِهِ عَلَیَّ بَخیلاً،ولا بِعُقوبَتِهِ عَلَیَّ عَجولاً،أتمِم عَلَیَّ ما ظاهَرتَ مِن تَفَضُّلِکَ،ولا تُؤاخِذنی بِما سَتَرتَ عَلَیَّ عِندَ نَظَرِکَ.
سَیِّدی،کَم مِن نِعمَةٍ ظَلَلتُ لِأَنیقِ بَهجَتِها لابِساً،وکَم أسدَیتَ عِندی مِن یَدٍ قَد طَفِقتَ (3)بِهدایَتِها مُنافِساً،وکَم قَلَّدتَنی مِن مِنَّةٍ ضَعُفَت قُوایَ عَن حَملِها،وذَهِلَت فِطنَتی عَن ذِکرِ فَضلِها،وعَجَزَ شُکری عَن جَزائِها،وضِقتُ ذَرعاً بِإِحصائِها،قابَلتُکَ فیها بِالعِصیانِ،ونَسیتُ شُکرَ ما أولَیتَنی فیها مِنَ الإِحسانِ،فَمَن أسوَأُ حالاً مِنّی إن لَم تَتَدارَکنی بِالغُفرانِ،وتوزِعنی شُکرَ مَا اصطَنَعتَ عِندی مِن فَوائِدِ الاِمتِنانِ،فَلَستُ
ص:293
مُستَطیعاً لِقَضاءِ حُقوقِکَ إن لَم تُؤَیِّدنی بِصُحبَةِ تَوفیقِکَ.
سَیِّدی،لَولا نورُکَ عَمیتُ عَنِ الدَّلیلِ،ولَولا تَبصیرُکَ ضَلَلتُ عَنِ السَّبیلِ،ولَولا تَعریفُکَ لَم ارشَد لِلقَبولِ،ولَولا تَوفیقُکَ لَم أهتَدِ إلی مَعرِفَةِ التَّأویلِ.
فَیا مَن أکرَمَنی بِتَوحیدِهِ،وعَصَمَنی عَنِ الضَّلالِ بِتَسدیدِهِ،وأَلزَمَنی إقامَةَ حُدودِهِ،لا تَسلُبنی ما وَهَبتَ لی مِن تَحقیقِ مَعرِفَتِکَ،وأَحیِنی بِیَقینٍ أسلَمُ بِهِ مِنَ الإِلحادِ فی صِفَتِکَ،یا خَیرَ مَن رَجاهُ الرّاجونَ،وأَرأَفَ مَن لَجَأَ إلَیهِ اللّاجونَ،وأَکرَمَ مَن قَصَدَهُ المُحتاجونَ،ارحَمنی إذَا انقَطَعَ مَعلومُ عُمُری،ودَرَسَ ذِکری وَامتَحی أثَری،وبُوِّئتُ فِی الضَّریحِ مُرتَهَناً بِعَمَلی،مَسؤولاً عَمّا أسلَفتُهُ مِن فارِطِ زَلَلی،مَنسِیّاً کَمَن نُسِیَ فِی الأَمواتِ مِمَّن کانَ قَبلی.
رَبِّ،سَهِّل لی تَوبَةً إلَیکَ،وأَعِنّی عَلَیها،وَاحمِلنی عَلی مَحَجَّةِ الإِخباتِ لَکَ، وأَرشِدنی إلَیها،فَإِنَّ الحَولَ وَالقُوَّةَ بِمَعونَتِکَ،وَالثَّباتَ وَالاِنتِقالَ بِقُدرَتِکَ.
یا مَن هُوَ أرحَمُ لی مِنَ الوالِدِ الشَّفیقِ،وأَبَرُّ بی مِنَ الوَلَدِ الرَّفیقِ،وأَقرَبُ إلَیَّ مِنَ الجارِ اللَّصیقِ،قَرِّبِ الخَیرَ مِن مُتَناوَلی،وَاجعَلِ الخِیَرَةَ العامَّةَ فیما قَضَیتَ لی،وَاختِم لی بِالبِرِّ وَالتَّقوی عَمَلی،وأَجِرنی مِن کُلِّ عائِقٍ یَقطَعُنی عَنکَ،وکُلِّ قَولٍ وفِعلٍ یُباعِدُنی مِنکَ، وَارحَمنی رَحمَةً تَشفی بِها قَلبی مِن کُلِّ شُبهَةٍ مُعتَرِضَةٍ،وبِدعَةٍ مُمرِضَةٍ.
سَیِّدی،خابَ رَجاءُ مَن رَجا سِواکَ،وظَفِرَت یَدُ مَن بِحاجَتِهِ ناجاکَ،وضَلَّ مَن یَدعُو العِبادَ لِکَشفِ ضُرِّهِم إلّاإیّاکَ،أنتَ المُؤَمَّلُ فِی الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ،وَالمَفزَعُ فی کُلِّ کُربَةٍ وضَرّاءَ،وَالمُستَجارُ بِهِ مِن کُلِّ فادِحَةٍ ولَأواءٍ،لا یَقنَطُ مِن رَحمَتِکَ إلّامَن تَوَلّی وکَفَرَ، ولا یَیأَسُ مِن رَوحِکَ إلّامَن عَصی وأَصَرَّ،أنتَ وَلِیّی فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،تَوَفَّنی مُسلِماً وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ.
یا مَن لا یَحرِمُ زُوّارَهُ عَطایاهُ،ولا یُسلِمُ مَنِ استَجارَهُ وَاستَکفاهُ،أمَلی واقِفٌ عَلی
ص:294
جَدواکَ،ووَجهُ طَلِبَتی مُنصَرِفٌ عَمَّن سِواکَ،وأَنتَ المَلیءُ بِتَیسیرِ الطَّلِباتِ،وَالوَفِیُّ بِتَکثیرِ الرَّغَباتِ،فَأَنجِح لِیَ المَطلوبَ مِن فَضلِکَ بِرَحمَتِکَ،وَاسمَح لی بِالمَرغوبِ فیهِ مِن بَذلِکَ بِنِعمَتِکَ.
سَیِّدی،ضَعُفَ جِسمی،ودَقَّ عَظمی،وکَبُرَ سِنّی،ونالَ الدَّهرُ مِنّی،ونَفَدَت مُدَّتی، وذَهَبَت شَهوَتی،وبَقِیَت تَبِعَتی،فَجُد بِحِلمِکَ عَلی جَهلی،وبِعَفوِکَ عَلی قَبیحِ فِعلی،ولا تُؤاخِذنی بِما کَسَبتُ مِنَ الذُّنوبِ العِظامِ فی سالِفِ الأَیّامِ.
سَیِّدی،أنَا المُعتَرِفُ بِإِساءَتی،المُقِرُّ بِخَطائی،المَأسورُ بِإِجرامی،المُرتَهَنُ بِآثامی، المُتَهَوِّرُ بِإِساءَتی،المُتَحَیِّرُ عَن قَصدِ طَریقِی،انقَطَعَت مَقالَتی،وضَلَّ عُمُری،وبَطَلَت حُجَّتی فی عَظیمِ وِزری،فَامنُن عَلَیَّ بِکَریمِ غُفرانِکَ،وَاسمَح لی بِعَظیمِ إحسانِکَ،فَإِنَّکَ ذو مَغفِرَةٍ لِلطّالِبینَ،شَدیدُ العِقابِ لِلمُجرِمینَ.
سَیِّدی،إن کانَ صَغُرَ فی جَنبِ طاعَتِکَ عَمَلی،فَقَد کَبُرَ فی جَنبِ رَجائِکَ أمَلی،سَیِّدی، کَیفَ أنقَلِبُ مِن عِندِکَ بِالخَیبَةِ مَحروماً،وظَنّی بِکَ أنَّکَ تَقلِبُنی بِالنَّجاةِ مَرحوماً؟!
سَیِّدی،لَم اسَلِّط عَلی حُسنِ ظَنّی بِکَ قُنوطَ الآیِسینَ،فَلا تُبطِل لی صِدقَ رَجائی لَکَ فِی الآمِلینَ.
سَیِّدی،عَظُمَ جُرمی إذ بارَزتُکَ بِاکتِسابِهِ،وکَبُرَ ذَنبی إذ جاهَرتُکَ بِارتِکابِهِ،إلّاأنَّ عَظیمَ عَفوِکَ یَسَعُ المُعتَرِفینَ،وجَسیمَ غُفرانِکَ یَعُمُّ التَّوّابینَ.
سَیِّدی،إن دَعانی إلَی النّارِ مَخشِیُّ عِقابِکَ،فَقَد دَعانی إلَی الجَنَّةِ مَرجُوُّ ثَوابِکَ.
سَیِّدی،إن أوحَشَتنِی الخَطایا مِن مَحاسِنِ لُطفِکَ،فَقَد آنَسَنِی الیَقینُ بِمَکارِمِ عَطفِکَ، وإن أنامَتنِی الغَفلَةُ عَنِ الاِستِعدادِ لِلِقائِکَ،فَقَد أیقَظَتنِی المَعرِفَةُ بِقَدیمِ آلائِکَ،وإن عَزَبَ عَنّی تَقدیمٌ لِما یُصلِحُنی (1)،فَلَم یَعزُب إیقانی بِنَظَرِکَ إلَیَّ فیما یَنفَعُنی،وإنِ انقَرَضَت بِغَیرِ ما أحبَبتَ مِنَ السَّعیِ أیّامی،فَبِالإِیمانِ أمضَیتُ السّالِفاتِ مِن أعوامی.
ص:295
سَیِّدی،جِئتُ مَلهوفاً قَد لَبِستُ عُدمَ فاقَتی،وأَقامَنی مُقامَ الأَذِلّاءِ بَینَ یَدَیکَ ضُرُّ حاجَتی.
سَیِّدی،کَرُمتَ فَأَکرِمنی إذ کُنتُ مِن سُؤّالِکَ،وجُدتَ بِمَعروفِکَ فَاخلُطنی بِأَهلِ نَوالِکَ.
اللّهُمَّ ارحَم مِسکیناً لا یُجیرهُ إلّاعَطاؤُکَ،وفَقیراً لا یُغنیهِ إلّاجَدواکَ.
سَیِّدی،أصبَحتُ عَلی بابٍ مِن أبوابِ مِنَحِکَ سائِلاً،وعَنِ التَّعَرُّضِ بِسِواکَ عادِلاً، ولَیسَ مِن جَمیلِ امتِنانِکَ رَدُّ سائِلٍ مَلهوفٍ،ومُضطَرٍّ لِانتِظارِ فَضلِکَ المَألوفِ.
سَیِّدی،إن حَرَمتَنی رُؤیَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ فِی دارِ السَّلامِ،وأَعدَمتَنی طَوفَ الوَصائِفِ وَالخُدّامِ،وصَرَفتَ وَجهَ تَأمیلی بِالخَیبَةِ فی دارِ المُقامِ،فَغَیرَ ذلِکَ مَنَّتنی نَفسی مِنکَ،یا ذَا الطَّولِ وَالإِنعامِ.
سَیِّدی،وعِزَّتِکَ لَو قَرَنتَنی فِی الأَصفادِ،ومَنَعتَنی سَیبَکَ مِن بَینِ العِبادِ،ما قَطَعتُ رَجائی عَنکَ،ولا صَرَفتُ انتِظاری لِلعَفوِ مِنکَ.
سَیِّدی،لَو لَم تَهدِنی إلَی الإِسلامِ لَضَلَلتُ،ولَو لَم تُثَبِّتنی إذاً لَزَلَلتُ،ولَو لَم تُشعِر قَلبِیَ الإِیمانَ بِکَ ما آمَنتُ ولا صَدَّقتُ،ولَو لَم تُطلِق لِسانی بِدُعائِکَ ما دَعَوتُ،ولَو لَم تُعَرِّفنی حَقیقَةَ مَعرِفَتِکَ ما عَرَفتُ،ولَو لَم تَدُلَّنی عَلی کَریمِ ثَوابِکَ ما رَغِبتُ،ولَو لَم تُبَیِّن لی ألیمَ عِقابِکَ ما رَهِبتُ،فَأَسأَ لُکَ تَوفیقی لِما یوجِبُ ثَوابَکَ،وتَخلیصی مِمّا یَکسِبُ عِقابَکَ.
سَیِّدی،إن أقعَدَنِی التَّخَلُّفُ عَنِ السَّبقِ مَعَ الأَبرارِ،فَقَد أقامَتنِی الثِّقَةُ بِکَ عَلی مَدارِجِ الأَخیارِ.
سَیِّدی،کُلُّ مَکروبٍ إلَیکَ یَلتَجِئُ،وکُلُّ مَحزونٍ إیّاکَ یَرتَجی،سَمِعَ العابِدونَ بِجَزیلِ ثَوابِکَ فَخَشَعوا،وسَمِعَ المُوَلّونَ عَنِ القَصدِ بِجودِکَ فَرَجعوا،وسَمِعَ المَحرومونَ بِسَعَةِ فَضلِکَ فَطَمِعوا،حَتَّی ازدَحَمَت عَصائِبُ العُصاةِ مِن عِبادِکَ بِبابِکَ،وعَجَّت إلَیکَ الأَلسُنُ
ص:296
بِأَصنافِ الدُّعاءِ فی بِلادِکَ،فَکُلُّ أمَلٍ ساقَ صاحِبَهُ إلَیکَ مُحتاجاً،وکُلُّ قَلبٍ تَرَکَهُ وَجیبُ الخَوفِ إلَیکَ مُهتاجاً.
سَیِّدی،وأَنتَ المَسؤولُ الَّذی لا تَسوَدُّ لَدَیهِ وُجوهُ المَطالِبِ،ولَم یَردُد راجیهِ فَیُزیلَهُ عَنِ الحَقِّ إلَی المَعاطِبِ.
سَیِّدی،إن أخطَأتُ طَریقَ النَّظَرِ لِنَفسی بِما فیهِ کَرامَتُها،فَقَد أصَبتُ طَریقَ الفَرَجِ بِما فیهِ سَلامَتُها.
سَیِّدی،إن کانَت نَفسِی استَعبَدَتنی مُتَمَرِّدَةً عَلَیَّ بِما یُرجیها،فَقَدِ استَعبَدتُهَا الآنَ عَلی ما یُنجیها.
سَیِّدی،إن أجحَفَ بی زادُ الطَّریقِ فِی المَسیرِ إلَیکَ،فَقَد أوصَلتُهُ بِذَخائِرِ ما أعدَدتُهُ مِن فَضلِ تَعویلی عَلَیکَ.
سَیِّدی،إذا ذَکَرتُ رَحمَتَکَ ضَحِکَت لَها عُیونُ مَسائلی،وإذا ذَکَرتُ عُقوبَتَکَ بَکَت لَها جُفونُ وَسائِلی.
سَیِّدی،أدعوکَ دُعاءَ مَن لَم یَدعُ غَیرَکَ فی دُعائِهِ،وأَرجوکَ رَجاءَ مَن لَم یَقصِد غَیرَکَ بِرَجائِهِ.
سَیِّدی،وکَیفَ أرُدُّ عارِضَ تَطَلُّعی إلی نَوالِکَ،وإنَّما أنَا فی هذَا الخَلقِ أحَدُ عِیالِکَ؟!
سَیِّدی،کَیفَ اسکِتُ بِالإِفحامِ لِسانَ ضَراعَتی وقَد أقلَقَنی ما ابهِمَ عَلَیَّ مِن تَقدیرِ عاقِبَتی.
سَیِّدی،قَد عَلِمتَ حاجَةَ جِسمی إلی ما قَد تَکَفَّلتَ لی مِنَ الرِّزقِ أیّامَ حَیاتی،وعَرَفتَ قِلَّةَ استِغنائی عَنهُ بَعدَ وَفاتی،فَیا مَن سَمَحَ لی بِهِ مُتَفَضِّلاً فِی العاجِلِ،لا تَمنَعنیهِ یَومَ حاجَتی إلَیهِ فِی الآجِلِ،فَمِن شَواهِدِ نَعماءِ الکَریمِ إتمامُ نَعمائِهِ،ومِن مَحاسِنِ آلاءِ الجَوادِ إکمالُ آلائِهِ.
ص:297
إلهی ! لَولا ما جَهِلتُ مِن أمری لَم أستَقِلکَ عَثَراتی،ولَولا ما ذَکَرتُ مِن شِدَّةِ التَّفریطِ لَم أسکُب عَبَراتی،سَیِّدی،فَامحُ مُثبَتاتِ العَثَراتِ لِمُسبَلاتِ العَبَراتِ،وهَب کَثیرَ السَّیِّئاتِ بِقَلیلِ الحَسَناتِ.
سَیِّدی،إن کُنتَ لا تَرحَمُ إلَّاالمُجِدّینَ فی طاعَتِکَ فَإِلی مَن یَفزَعُ المُقَصِّرونَ؟وإن کُنتَ لا تَقبَلُ إلّامِنَ المُجتَهِدینَ فَإِلی مَن یَلجَأُ الخاطِئونَ؟وإن کُنتَ لا تُکرِمُ إلّاأهلَ الإِحسانِ فَکَیفَ یَصنَعُ المُسیئونَ؟وإن کانَ لا یَفوزُ یَومَ الحَشرِ إلَّاالمُتَّقونَ فَبِمَن یَستَغیثُ المُذنِبونَ؟
سَیِّدی،إن کانَ لا یَجوزُ عَلَی الصِّراطِ إلّامَن أجازَتهُ بَراءَةُ عَمَلِهِ،فَأَنّی بِالجَوازِ لِمَن لَم یَتُب إلَیکَ قَبلَ دُنُوِّ أجَلِهِ؟وإن لَم تَجُد إلّاعَلی مَن عَمَّرَ بِالزُّهدِ مَکنونَ سَریرَتِهِ،فَمَن لِلمُضطَرِّ الَّذی لَم یُرضِهِ بَینَ العالَمینَ سَعیُ نَقِیَّتِهِ؟
سَیِّدی،إن حَجَبتَ عَن أهلِ تَوحیدِکَ نَظَرَ تَغَمُّدِکَ بِخَطیئاتِهِم،أوبَقَهُم (1)غَضَبُکَ بَینَ المُشرِکینَ بِکُرُباتِهِم.
سَیِّدی،إن لَم تَشمَلنا یَدُ إحسانِکَ یَومَ الوُرودِ،اختَلَطنا فِی الخِزیِ یَومَ الحَشرِ بِذَوِی الجُحودِ،فَأَوجِب لَنا بِالإِسلامِ مَذخورَ هِباتِکَ،وأَصفِ ما کَدَّرَتهُ الجَرائِمُ بِصَفحِ صِلاتِکَ.
سَیِّدی،لَیسَ لی عِندَکَ عَهدٌ اتَّخَذتُهُ،ولا کَبیرُ عَمَلٍ أخلَصتُهُ،إلّاأنّی واثِقٌ بِکَریمِ أفعالِکَ،راجٍ لِجَسیمِ إفضالِکَ،عَوَّدتَنی مِن جَمیلِ تَطَوُّلِکَ عادَةً أنتَ أولی بِإِتمامِها، ووَهَبتَ لی مِن خُلوصِ مَعرِفَتِکَ حَقیقَةً أنتَ المَشکورُ عَلی إلهامِها.
سَیِّدی،ما جَفَّت هذِهِ العُیونُ لِفَرطِ بُکائِها،ولا جادَت هذِهِ الجُفونُ بِفَیضِ مائِها،ولا أسعَدَها نَحیبُ الباکِیاتِ الثّاکِلاتِ لِفَقدِ عَزائِها،إلّالِما أسلَفَتهُ مِن عَمدِها وخَطائِها،
ص:298
وأَنتَ القادِرُ سَیِّدی عَلی کَشفِ غَماها.
سَیِّدی،أمَرتَ بِالمَعروفِ وأَنتَ أولی بِهِ مِنَ المَأمورینَ،وحَضَضتَ عَلی إعطاءِ السّائِلینَ وأَنتَ خَیرُ المَسؤولینَ،ونَدَبتَ إلی عِتقِ (1)الرِّقابِ وأَنتَ خَیرُ المُعتِقینَ، وَحَثثتَ عَلَی الصَّفحِ عَنِ المُذنِبینَ وأَنتَ أکرَمُ الصّافِحینَ.
سَیِّدی،إن تَلَونا مِن کِتابِکَ سَعَةَ رَحمَتِکَ أشفَقنا من مُخالَفَتِکَ،وفَرِحنا بِبَذلِ رَحمَتِکَ،وإذا تَلَونا ذِکرَ عُقوبَتِکَ جَدَدنا فی طاعَتِکَ،وفَرِقنا مِن ألیمِ نَقِمَتِکَ،فَلا رَحمَتُکَ تُؤمِنُنا،ولا سَخَطُکَ یُؤیِسُنا.
سَیِّدی،کَیفَ یَتَمَنَّعُ مَن فیها مِن طَوارِقِ الرَّزایا،وقَد رُشِقَ فی کُلِّ دارٍ مِنها سَهمٌ مِن سِهامِ المَنایا؟
سَیِّدی،إن کانَ ذَنبی مِنکَ قَد أخافَنی فَإِنَّ حُسنَ ظَنّی بِکَ قَد أجارَنی،وإن کانَ خَوفُکَ قَد أربَقَنی (2)فَإِنَّ حُسنَ نَظَرِکَ لی قَد أطلَقَنی.
سَیِّدی،إن کانَ قَد دَنا مِنّی أجَلی ولَم یُقَرِّبنی مِنکَ عَمَلی،فَقَد جَعَلتُ الاِعتِرافَ بِالذَّنبِ أوجَهَ وَسائِلِ عِلَلی.
سَیِّدی،مَن أولی بِالرَّحمَةِ مِنکَ إن رَحِمتَ،ومَن أعدَلُ فِی الحُکمِ مِنکَ إن عَذَّبتَ.
سَیِّدی،لَم تَزل بَرّاً بی أیّامَ حَیاتی،فَلا تَقطَع لَطیفَ بِرِّکَ بی بَعدَ وَفاتی.
سَیِّدی،کَیفَ آیَسُ مِن حُسنِ نَظَرِکَ بی بَعدَ مَماتی،وأَنتَ لَم تُوَلِّنی إلّاجَمیلاً فی حَیاتی.
سَیِّدی،عَفوُکَ أعظَمُ مِن کُلِّ جُرمٍ،ونِعمَتُکَ مَمحاةٌ لِکُلِّ إثمٍ.
ص:299
سَیِّدی،إن کانَت ذُنوبی قَد أخافَتنی،فَإِنَّ مَحَبَّتی لَکَ قَد آمَنَتنی،فَتَوَلَّ مِن أمری ما أنتَ أهلُهُ،وعُد بِفَضلِکَ عَلی مَن قَد غَمَرَهُ جَهلُهُ،یا مَنِ السِّرُّ عِندَهُ عَلانِیَةُ،ولا تَخفی عَلَیهِ مِنَ الغَوامِضِ خافِیَةٌ،فَاغفِر لی ما خَفِیَ عَلَی النّاسِ مِن أمری،وخَفِّف بِرَحمَتِکَ مِن ثِقلِ الأَوزارِ ظَهری.
سَیِّدی،سَتَرتَ عَلَیَّ ذُنوبی فِی الدُّنیا ولَم تُظهِرها،فَلا تَفضَحنی بِها فِی القِیامَةِ وَاستُرها،فَمَن أحَقُّ بِالسَّترِ مِنکَ یا سَتّارُ،ومَن أولی مِنکَ بِالعَفوِ عَنِ المُذنِبینَ یا غَفّارُ.
إلهی ! جودُکَ بَسَطَ أمَلی،وسَترُکَ قَبِلَ عَمَلی،فَسُرَّنی بِلِقائِکَ عِندَ اقتِرابِ أجَلی.
سَیِّدی،لَیسَ اعتِذاری إلَیکَ اعتِذارَ مَن یَستَغنی عَن قَبولِ عُذرِهِ،ولا تَضَرُّعی تَضَرُّعَ مَن یَستَنکِفُ عَن مَسأَلَتِکَ لِکَشفِ ضُرِّهِ،فَاقبَل عُذری یا خَیرَ مَنِ اعتَذَرَ إلَیهِ المُسیؤونَ، وأَکرَمَ مَنِ استَغفَرَهُ الخاطِئونَ.
سَیِّدی،لا تَرُدَّنی فی حاجَةٍ قَد أفنَیتُ عُمُری فی طَلَبِها مِنکَ،ولا أجِدُ غَیرَکَ مَعدِلاً بِهاَ عَنکَ.
سَیِّدی،لَو أرَدتَ إهانَتی لَم تَهدِنی،ولَو أرَدتَ فَضیحَتی لَم تَستُرنی،فَأَدِم إمتاعی بِما لَهُ هَدَیتَنی،ولا تَهتِک عَمّا بِهِ سَتَرتَنی.
سَیِّدی،لَولا مَا اقتَرَفتُ مِنَ الذُّنوبِ ما خِفتُ عِقابَکَ،ولَولا ما عَرَفتُ مِن کَرَمِکَ ما رَجَوتُ ثَوابَکَ،وأَنتَ أکرَمُ الأَکرَمینَ بِتَحقیقِ آمالِ الآمِلینَ،وأَرحَمُ مَنِ استُرحِمَ فِی التَّجاوُزِ عَنِ المُذنِبینَ.
سَیِّدی،ألقَتنِی الحَسَناتُ بَینَ جودِکَ وإحسانِکَ،وأَلقَتنِی السَّیِّئاتُ بَینَ عَفوِکَ وغُفرانِکَ،وقَد رَجَوتُ أن لا یُضَیَّعَ بَینَ ذَینَ وذَینَ مُسیءٌ مُرتَهَنٌ بِجَریرَتِهِ (1)،ومُحسِنٌ مُخلِصٌ فی بَصیرَتِهِ.
ص:300
سَیِّدی،إنّی شَهِدَ لِیَ الإِیمانُ بِتَوحیدِکَ،ونَطَقَ لِسانی بِتَمجیدِکَ،ودَلَّنِی القُرآنُ عَلی فَواضِلِ جودِکَ،فَکَیفَ لا یَبتَهِجُ رَجائی بِتَحقیقِ مَوعودِکَ،ولا تَفرَحُ امنِیَّتی بِحُسنِ مَزیدِکَ.
سَیِّدی،إن غَفَرتَ فَبِفَضلِکَ،وإن عَذَّبتَ فَبِعَدلِکَ،فَیا مَن لا یُرجی إلّافَضلُهُ،ولا یُخشی إلّاعَدلُهُ،اُمنُن عَلَیَّ بِفَضلِکَ،ولا تَستَقصِ عَلَیَّ فی عَدلِکَ.
سَیِّدی،أدعوکَ دُعاءَ مُلِحٍّ لا یَمَلُّ مَولاهُ،وأَتَضَرَّعُ إلَیکَ تَضَرُّعَ مَن أقَرَّ عَلی نَفسِهِ بِالحُجَّةِ فی دَعواهُ،وخَضَعَ لَکَ خُضوعَ مَن یُؤَمِّلُکَ لِآخِرَتِهِ ودُنیاهُ،فَلا تَقطَع عِصمَةَ رَجائی،وَاسمَع تَضَرُّعی،وَاقبَل دُعائی،وثَبِّت حُجَّتی عَلی ما اثبِتُ مِن دَعوایَ.
سَیِّدی،لَو عَرَفتُ اعتِذاراً مِنَ الذَّنبِ لَأَتَیتُهُ،فَأَنَا المُقِرُّ بِما أحصَیتَهُ وجَنَیتُهُ، وخالَفتُ أمرَکَ فیهِ فَتَعَدَّیتُهُ،فَهَب لی ذَنبی بِالاِعتِرافِ،ولا تَرُدَّنی فی طَلِبَتی عِندَ الاِنصِرافِ.
سَیِّدی،قَد أصَبتُ مِنَ الذُّنوبِ ما قَد عَرَفتَ،وأَسرَفتُ عَلی نَفسی بِما قَد عَلِمتَ، فَاجعَلنی عَبداً إمّا طائِعاً فَأَکرَمتَهُ،وإمّا عاصِیاً فَرَحِمتَهُ.
سَیِّدی،کَأَنّی بِنَفسی قَد اضجِعَت بِقَعرِ حُفرَتِها،وَانصَرَفَ عَنهَا المُشَیِّعونَ مِن جیرَتِها،وبَکی عَلَیهَا الغَریبُ لِطولِ غُربَتِها،وجادَ عَلَیها بِالدُّموعِ المُشفِقُ مِن عَشیرَتِها، وناداها مِن شَفیرِ القَبرِ ذو مَوَدَّتِها،ورَحِمَهَا المُعادی لَها فِی الحَیاةِ عِندَ صَرعَتِها،ولَم یَخفَ عَلَی النّاظِرینَ إلَیها فَرطُ فاقَتِها،ولا عَلی مَن قَد رَآها تَوَسَّدَتِ الثّری عَجزُ حیلَتِها، فَقُلتَ:مَلائِکَتی،فَریدٌ نَأی عَنهُ الأَقرَبونَ،وبَعیدٌ جَفاهُ الأَهلونَ،ووَحیدٌ فارَقَهُ المالُ وَالبَنونَ،نَزَلَ بی قَریباً،وسَکَنَ اللَّحدَ غَریباً،وکانَ لی فی دارِ الدُّنیا داعِیاً،ولِنَظَری لَهُ فی هذَا الیَومِ راجِیاً،فَتُحسِنُ عِندَ ذلِکَ ضِیافَتی،وتَکونُ أشفَقَ عَلَیَّ مِن أهلی وقَرابَتی.
إلهی وسَیِّدی ! لَو أطبَقَت ذُنوبی ما بَینَ ثَرَی الأَرضِ إلی أعنانِ السَّماءِ،وخَرَقَتِ
ص:301
النُّجومَ إلی حَدِّ الاِنتِهاءِ،ما رَدَّنِیَ الیَأسُ عَن تَوَقُّعِ غُفرانِکَ،ولا صَرَفَنِیَ القُنوطُ عَنِ انتِظارِ رِضوانِکَ.
سَیِّدی،قَد ذَکَرتُکَ بِالذِّکرِ الَّذی ألهَمتَنیهِ،ووَحَّدتُکَ بِالتَّوحیدِ الَّذی أکرَمتَنیهِ، ودَعَوتُکَ بِالدُّعاءِ الَّذی عَلَّمتَنیهِ،فَلا تَحرِمنی بِرَحمَتِکَ الجَزاءَ الَّذی وَعَدتَنیهِ،فَمِنَ النِّعمَةِ لَکَ عَلَیَّ أن هَدَیتَنی بِحُسنِ دُعائِکَ،ومِن إتمامِها أن توجِبَ لی مَحمودَةَ جَزائِکَ.
سَیِّدی،أنتَظِرُ عَفوَکَ کَما یَنتَظِرُهُ المُذنِبونَ،ولَستُ أیأَسُ مِن رَحمَتِکَ الَّتی یَتَوَقَّعُهَا المُحسِنونَ.إلهی وسَیِّدِی ! انهَمَلَت بِالسَّکبِ عَبَراتی،حینَ ذَکَرتُ خَطایایَ وعَثَراتی،وما لَها لا تَنهَمِلُ وتَجری وتَفیضُ ماؤُها وتَذری ولَستُ أدری إلی ما یَکونُ مَصیری،وعَلی ما یَتَهَجَّمُ عِندَ البَلاغِ مَسیری،یا انسَ کُلِّ غَریبٍ مُفرَدٍ آنِس فِی القَبرِ وَحشَتی،ویا ثانِیَ کُلِّ وَحیدٍ ارحَم فِی الثَّری طولَ وَحدَتی.
سَیِّدی،کَیفَ نَظَرُکَ لی بَینَ سُکّانِ الثَّری؟وکَیفَ صَنیعُکَ بی فی دارِ الوَحشَةِ وَالبِلی؟ فَقَد کُنتَ بی لَطیفاً أیّامَ حَیاةِ الدُّنیا،یا أفضَلَ المُنعِمینَ فی آلائِهِ،وأَنعَمَ المُفضِلینَ فی نَعمائِهِ،کَثُرَت أیادیکَ فَعَجَزتُ عَن إحصائِها،وضِقتُ ذَرعاً فی شُکری لَکَ بِجَزائِها،فَلَکَ الحَمدُ عَلی ما أولَیتَ مِنَ التَّفَضُّلِ،ولَکَ الشُّکرُ عَلی ما أبلَیتَ مِنَ التَّطَوُّلِ.
یا خَیرَ مَن دَعاهُ الدّاعونَ،وأَفضَلَ مَن رَجاهُ الرّاجونَ،بِذِمَّةِ الإِسلامِ أتَوَسَّلُ إلَیکَ، وبِحُرمَةِ القُرآنِ أعتَمِدُ عَلَیکَ،وبِمُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ أستَشفِعُ وأَتَقَرَّبُ وأُقَدِّمُهُم أمامَ حاجَتی إلَیکَ فِی الرَّغَبِ وَالرَّهَبِ.
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ الطّاهِرینَ،وَاجعَلنی بِحُبِّهِم یَومَ العَرضِ عَلَیکَ نَبیهاً،ومِنَ الأَنجاسِ وَالأَرجاسِ نَزیهاً،وبِالتَّوَسُّلِ بِهِم إلَیکَ مُقَرَّباً وَجیهاً یا کَریمَ الصَّفحِ وَالتَّجاوُزِ،ومَعدِنَ العَوارِفِ وَالجَوائِزِ،کُن عَن ذُنوبی صافِحاً مُتَجاوِزاً،وهَب لی مِن مُراقَبَتِکَ ما یَکونُ بَینی و بَینَ مَعاصیکَ حاجِزاً.
ص:302
سَیِّدی،إنَّ مَن تَقَرَّبَ مِنکَ لَمَکینٌ مِن مُوالاتِکَ،وإن مَن تَحَبَّبَ إلَیکَ لَقَمینٌ بِمَرضاتِکَ،وإنَّ مَن تَعَرَّفَ بِکَ لَغَیرُ مَجهولٍ،وإنَّ مَنِ استَجارَ بِکَ لَغَیرُ مَخذولٍ.
سَیِّدی،أتُراکَ تُحرِقُ بِالنّارِ وَجهاً طالَما خَرَّ ساجِداً بَینَ یَدَیکَ،أم تُراکَ تَغُلُّ إلَی الأَعناقِ أکُفّاً طالَما تَضَرَّعَت فی دُعائِها إلَیکَ،أم تُراکَ تُقَیِّدُ بِأَنکالِ (1)الجَحیمِ أقداماً طالَما خَرَجَت مِن مَنازِلِها طَمَعاً فیما لَدَیکَ،مَنّاً مِنکَ عَلَیها لامَنّاً مِنها عَلَیکَ؟!
سَیِّدی،کَم مِن نِعمَةٍ لَکَ عَلَیَّ قَلَّ لَکَ عِندَها شُکری،وکَم مِن بَلِیَّةٍ ابتَلَیتَنی بِها عَجَزَ عَنها صَبری،فَیا مَن قَلَّ شُکری عِندَ نِعَمِهِ فَلَم یَحرِمنی،وعَجَزَ صَبری عِندَ بَلِیَّتی فَلَم یَخذُلنی،جَمیلُ فَضلِکَ عَلَیَّ أبطَرَنی،وجَلیلُ حِلمِکَ عَنّی غَرَّنی.
سَیِّدی،قَویتُ بِعافِیَتِکَ عَلی مَعصِیَتِکَ،وأَنفَقتُ نِعمَتَکَ فی سَبیلِ مُخالَفَتِکَ،وأَفنَیتُ عُمُری فی غَیرِ طاعَتِکَ،فَلَم یَمنَعکَ جُرأَتی عَلی ما عَنهُ نَهَیتَنی،ولَا انتِهاکی ما مِنهُ حَذَّرتَنی أن سَتَرتَنی بِحِلمِکَ السّاتِرِ،وحَجَبتَنی عَن عَینِ کُلِّ ناظِرٍ،وعُدتَ بِکَریمِ أیادیکَ حینَ عُدتُ بِارتِکابِ مَعاصیکَ،فَأَنتَ العَوّادُ بِالإِحسانِ،وأَ نَا العَوّادُ بِالعِصیانِ.
سَیِّدی،أتَیتُکَ مُعتَرِفاً لَکَ بِسوءِ فِعلی،خاضِعاً لَکَ بِاستِکانَةِ ذُلّی،راجِیاً مِنکَ جَمیلَ ما عَرَّفتَنیهِ مِنَ الفَضلِ الَّذی عَوَّدتَنیهِ،فَلا تَصرِف رَجائی مِن فَضلِکَ خائِباً،ولا تَجعَل ظَنّی بِتَطَوُّلِکَ کاذِباً.سَیِّدی،إنَّ آمالی فیکَ یَتَجاوَزُ آمالَ الآمِلینَ،وسُؤالی إیّاکَ لا یُشبِهُ سُؤالَ السّائِلینَ؛لِأَنَّ السّائِلَ إذا مُنِعَ امتَنَعَ عَنِ السُّؤالِ،وأَ نَا فَلا غَناءَ بی عَنکَ فی کُلِّ حالٍ.
سَیِّدی،غَرَّنی بِکَ حِلمُکَ عَنّی إذ حَلُمتَ،وعَفوُکَ عَن ذَنبی إذ رَحِمتَ،وقَد عَلِمتُ أنَّکَ قادِرٌ أن تَقولَ لِلأَرضِ خُذیهِ فَتَأخُذَنی،ولِلسَّماءِ أمطِریهِ حِجارَةً فَتُمطِرَنی،ولَو أمَرتَ بَعضی أن یَأخُذَ بَعضاً لَما أمهَلَنی،فَامنُن عَلَیَّ بِعَفوِکَ عَن ذَنبی،وتُب عَلَیَّ تَوبَةً
ص:303
نَصوحاً تُطَهِّرُ بِها قَلبی.
سَیِّدی،أنتَ نوری فی کُلِّ ظُلمَةٍ،وذُخری لِکُلِّ مُلِمَّةٍ،وعِمادی عِندَ کُلِّ شِدَّةٍ، وأَنیسی فی کُلِّ خَلوَةٍ ووَحدَةٍ،فَأَعِذنی من سوءِ مَواقِفِ الخائِنینَ،وَاستَنقِذنی مِن ذُلِّ مَقامِ الکاذِبینَ.
سَیِّدی،أنتَ دَلیلُ مَنِ انقَطَعَ دَلیلُهُ،وأَمَلُ مَنِ امتَنَعَ تَأمیلُهُ،فَإِن کانَ ذُنوبی حالَت بَینَ دُعائی وإجابَتِکَ،فَلَم یَحُل کَرَمُکَ بَینی وبَینَ مَغفِرَتِکَ،وإنَّکَ لا تُضِلُّ مَن هَدَیتَ،ولا تُذِلُّ مَن والَیتَ،ولا یَفتَقِرُ مَن أغنَیتَ،ولا یُسعَدُ مَن أشقَیتَ،وعِزَّتِکَ لَقَد أحبَبتُکَ مَحَبَّةً استَقَرَّت فی قَلبی حَلاوَتُها،وأَنِسَت نَفسی بِبِشارَتِها،ومُحالٌ فی عَدلِ أقضِیَتِکَ أن تَسُدَّ أسبابَ رَحمَتِکَ عَن مُعتَقِدی مَحَبَّتِکَ.
سَیِّدی،لَولا تَوفیقُکَ ضَلَّ الحائِرونَ،ولَولا تَسدیدُکَ لَم یَنجُ المُستَبصِرونَ،أنتَ سَهَّلتَ لَهُمُ السَّبیلَ حَتّی وَصَلوا،وأَنتَ أیَّدتَهُم بِالتَّقوی حَتّی عَمِلوا،فَالنِّعمَةُ عَلَیهِم مِنکَ جَزیلَةٌ،وَالمِنَّةُ مِنکَ لَدَیهِم مَوصولَةٌ.
سَیِّدی،أسأَ لُکَ مَسأَلَةَ مِسکینٍ ضارِعٍ (1)،مُستَکینٍ خاضِعٍ،أن تَجعَلَنی مِنَ الموقِنینَ خُبراً وفَهماً،وَالمُحیطینَ مَعرِفَةً وعِلماً،إنَّکَ لَم تُنزِل کُتُبَکَ إلّابِالحَقِّ،ولَم تُرسِل رُسُلَکَ إلّا بِالصِّدقِ،ولَم تَترُک عِبادَکَ هَمَلاً ولا سُدیً،ولَم تَدَعهُم بِغَیرِ بَیانٍ ولا هُدیً،ولَم تَرضَ مِنهُم بِالجَهالَةِ وَالإِضاعَةِ،بَل خَلَقتَهُم لِیَعبُدوکَ،ورَزَقتَهُم لِیَحمَدوکَ،ودَلَلتَهُم عَلی وَحدانِیَّتِکَ لِیُوَحِّدوکَ،ولَم تُکَلِّفهُم مِنَ الأَمرِ ما لا یُطیقونَ،ولَم تُخاطِبهُم بِما یَجهَلونَ، بَل هُم بِمَنهَجِکَ عالِمونَ،وبِحُجَّتِکَ مَخصوصونَ،أمرُکَ فیهِم نافِذٌ،وقَهرُکَ بِنَواصیهِم آخِذٌ،تَجتَبی مَن تَشاءُ فَتُدنیهِ،وتَهدی مَن أنابَ إلَیکَ مِن مَعاصیکَ فَتُنجیهِ،تَفَضُّلاً مِنکَ بِجَسیمِ نِعمَتِکَ،عَلی مَن أدخَلتَهُ فی سَعَةِ رَحمَتِکَ،یا أکرَمَ الأَکرَمینَ،وأَرأَفَ
ص:304
الرّاحِمینَ.
سَیِّدی،خَلَقتَنی فَأَکمَلتَ تَقدیری،وصَوَّرتَنی فَأَحسَنتَ تَصویری،فَصِرتُ بَعدَ العَدَمِ مَوجوداً،وبَعدَ المَغیبِ شَهیداً،وجَعَلتَنی بِتَحَنُّنِ رَأفَتِکَ تامّاً سَوِیّاً،وحَفِظتَنی فِی المَهدِ طِفلاً صَبِیّاً،ورَزَقتَنی مِنَ الغِذاءِ سائِغاً هَنیئاً،ثُمَّ وَهَبتَ لی رَحمَةَ الآباءِ وَالاُمَّهاتِ، وعَطَفتَ عَلَیَّ قُلوبَ الحَواضِنِ وَالمُرَبِّیاتِ،کافِیاً لی شُرورَ الإِنسِ وَالجانِّ،مُسَلِّماً لی مِنَ الزِّیادَةِ وَالنُّقصانِ،حَتّی أفصَحتُ ناطِقاً بِالکَلامِ،ثُمَّ أنبَتَّنی زائِدَةً فی کُلِّ عامٍ،وقَد أسبَغتَ عَلَیَّ مَلابِسَ الإِنعامِ.
ثُمَّ رَزَقتَنی مِن ألطافِ المَعاشِ،وأَصنافِ الرِّیاشِ،وکَنَفتَنی بِالرِّعایَةِ فی جَمیعِ مَذاهِبی،وبَلَّغتَنی ما احاوِلُ مِن سائِرِ مَطالِبی إتماماً لِنِعمَتِکَ لَدَیَّ،وإیجاباً لِحُجَّتِکَ عَلَیَّ،وذلِکَ أکثَرُ مِن أن یُحصِیَهُ القائِلونَ،أو یُثنِیَ بِشُکرِهِ العامِلونَ،فَخالَفتُ ما یُقَرِّبُنی مِنکَ،وَاقتَرَفتُ ما یُباعِدُنی عَنکَ،فَظاهَرتَ عَلَیَّ جَمیلَ سِترِکَ،وأَدنَیتَنی بِحُسنِ نَظَرِکَ وبِرِّکَ،ولَم یُباعِدنی عَن إحسانِکَ تَعَرُّضی لِعِصیانِکَ،بَل تابَعتَ عَلَیَّ فی نِعَمِکَ،وعُدتَ بِفَضلِکَ وکَرَمِکَ،فَإِن دَعَوتُکَ أجَبتَنی،وإن سَأَلتُکَ أعطَیتَنی،وإن شَکَرتُکَ زِدتَنی،وإن أمسَکتُ عَن مَسأَلَتِکَ ابتَدَأتَنی،فَلَکَ الحَمدُ عَلی بَوادی أیادیکَ وتَوالیها،حَمداً یُضاهی آلاءَکَ ویُکافیها.
سَیِّدی،سَتَرتَ عَلَیَّ فِی الدُّنیا ذُنوباً ضاقَ عَلَیَّ مِنهَا المَخرَجُ،وأَ نَا إلی سَترِها عَلَیَّ فِی القِیامَةِ أحوَجُ،فَیا مَن جَلَّلَنی بِسِترِهِ عَن لَواحِظِ المُتَوَسِّمینَ،لا تُزِل سِترَکَ عَنّی عَلی رُؤوسِ العالَمینَ.
سَیِّدی،أعطَیتَنی فَأَسنَیتَ (1)حَظّی،وحَفِظتَنی فَأَحسَنتَ حِفظی،وغَذَّیتَنی فَأَنعَمتَ غِذائی،وحَبَوتَنی فَأَکرَمتَ مَثوایَ،وتَوَلَّیتَنی بِفَوائِدِ البِرِّ وَالإِکرامِ،وخَصَصتَنی بِنَوافِلِ
ص:305
الفَضلِ وَالإِنعامِ،فَلَکَ الحَمدُ عَلی جَزیلِ جودِکَ،ونَوافِلِ مَزیدِکَ،حَمداً جامِعاً لِشُکرِکَ الواجِبِ،مانِعاً مِن عَذابِکَ الواصِبِ (1)،مُکافِئاً لِما بَذَلتَهُ مِن أقسامِ المَواهِبِ.
سَیِّدی،عَوَّدتَنی إسعافی بِکُلِّ ما أسأَ لُکَ،وإجابَتی إلی تَسهیلِ کُلِّ ما احاوِلُهُ،وأَ نَا أعتَمِدُکَ فی کُلِّ ما یَعرِضُ لی مِنَ الحاجاتِ،واُنزِلُ بِکَ کُلَّ ما یَخطُرُ بِبالی مِنَ الطَّلِباتِ، واثِقاً بِقَدیمِ طَولِکَ،ومُدِلاًّ بِکَریمِ تَفَضُّلِکَ،وأَطلُبُ الخَیرَ مِن حَیثُ تَعَوَّدتُهُ،وأَلتَمِسُ النُّجحَ مِن مَعدِنِهِ الَّذی تَعَرَّفتُهُ،وأَعلَمُ أنَّکَ لا تَکِلُ اللّاجینَ إلَیکَ إلی غَیرِکَ،ولا تُخلِی الرّاجینَ لِحُسنِ تَطَوُّلِکَ مِن نَوافِلِ بِرِّکَ.
سَیِّدی،تَتابَعَ مِنکَ البِرُّ وَالعَطاءُ،فَلَزِمَنِی الشُّکرُ وَالثَّناءُ،فَما مِن شَیءٍ أنشُرُهُ وأَطویهِ مِن شُکرِکَ،ولا قَولٍ اعیدُهُ واُبدیهِ فی ذِکرِکَ،إلّاکُنتَ لَهُ أهلاً ومَحَلاًّ،وکانَ فی جَنبِ مَعروفِکَ مُستَصغَراً مُستَقَلاًّ.
سَیِّدی،أستَزیدُکَ مِن فَوائِدِ النِّعَمِ،غَیرَ مُستَبطِئٍ مِنکَ فیهِ سَنِیَّ الکَرَمِ،وأَستَعیذُ بِکَ مِن بَوادِرِ النِّقَمِ،غَیرَ مُخَیِّلٍ (2)فی عَدلِکَ خَواطِرَ التُّهَمِ.
سَیِّدی،عَظُمَ قَدرُ مَن أسعَدتَهُ بِاصطِفائِکَ،وعَدِمَ النَّصرَ مَن أبعَدتَهُ مِن فِنائِکَ.
سَیِّدی،ما أعظَمَ رَوحَ قُلوبِ المُتَوَکِّلینَ عَلَیکَ،وأَنجَحَ سَعیَ الآمِلینَ لِما لَدَیکَ.
سَیِّدی،أنتَ أنقَذتَ أولِیاءَکَ مِن حَیرَةِ الشُّکوکِ،وأَوصَلتَ إلی نُفوسِهِم حَبَرَةَ (3)المُلوکِ،وزَیَّنتَهُم بِحِلیَةِ الوَقارِ وَالهَیبَةِ،وأَسبَلتَ عَلَیهِم سُتورَ العِصمَةِ وَالتَّوبَةِ،وسَیَّرتَ هِمَمَهُم فی مَلَکوتِ السَّماءِ،وحَبَوتَهُم بِخَصائِصِ الفَوائِدِ وَالحِباءِ،وعَقَدتَ عَزائِمَهُم بِحَبلِ مَحَبَّتِکَ،وآثَرتَ خَواطِرَهُم بِتَحصیلِ مَعرِفَتِکَ،فَهُم فی خِدمَتِکَ مُتَصَرِّفونَ،وعِندَ نَهیِکَ وأَمرِکَ واقِفونَ،وبِمُناجاتِکَ آنِسونَ،ولَکَ بِصِدقِ الإِرادَةِ مُجالِسونَ،وذلِکَ بِرَأفَةِ تَحَنُّنِکَ
ص:306
عَلَیهِم،وما أسدَیتَ مِن جَمیلِ مَنِّکَ إلَیهِم.
سَیِّدی،بِکَ وَصَلوا إلی مَرضاتِکَ،وبِکَرَمِکَ استَشعَروا مَلابِسَ مُوالاتِکَ.
سَیِّدی،فَاجعَلنی مِمَّن ناسَبَهُم مِن أهلِ طاعَتِکَ،ولا تُدخِلنی فیمَن جانَبَهُم مِن أهلِ مَعصِیَتِکَ،وَاجعَل مَا اعتَقَدتُهُ مِن ذِکرِکَ خالِصاً مِن شُبَهِ الفِتَنِ،سالِماً مِن تَمویهِ الأَسرارِ وَالعَلَنِ،مَشوباً بِخَشیَتِکَ فی کُلِّ أوانٍ،مُقَرَّباً مِن طاعَتِکَ فِی الإِظهارِ وَالإِبطانِ،داخِلاً فیما یُؤَیِّدُهُ الدّینُ ویَعصِمُهُ،خارِجاً مِمّا تَبنیهِ الدُّنیا وتَهدِمُهُ،مُنَزَّهاً عَن قَصدِ أحَدٍ سِواکَ،وَجیهاً عِندَکَ یَومَ أقومُ لَکَ وأَلقاکَ،مُحَصَّناً مِن لَواحِقِ الرِّئاءِ،مُبَرَّءاً مِن بَوائِقِ (1)الأَهواءِ،عارِجاً إلَیکَ مَعَ صالِحِ الأَعمالِ بِالغُدُوِّ وَالآصالِ،مُتَّصِلاً لا یَنقَطِعُ بَوادِرُهُ،ولا یُدرَکُ آخِرُهُ،مُثبَتاً عِندَکَ فِی الکُتُبِ المَرفوعَةِ فِی عِلِّیّینَ،مَخزوناً فِی الدّیوانِ المَکنونِ الَّذی یَشهَدُهُ المُقَرَّبونَ،ولا یَمَسُّهُ إلَّاالمُطَهَّرونَ.
اللّهُمَّ أنتَ وَلِیُّ الأَصفِیاءِ وَالأَخیارِ،ولَکَ الخَلقُ وَالاِختِیارُ،وقَد ألبَستَنی فِی الدُّنیا ثَوبَ عافِیَتِکَ،وأَودَعتَ قَلبی صَوابَ مَعرِفَتِکَ،فَلا تُخلِنی فِی الآخِرَةِ عَن عَواطِفِ رَأفَتِکَ،وَاجعَلنی مِمَّن شَمِلَهُ عَفوُکَ،ولَم یَنَلهُ سَطوَتُکَ،یا مَن یَعلَمُ عِلَلَ الحَرَکاتِ وحَوادِثَ السُّکونِ،ولا تَخفی عَلَیهِ عَوارِضُ الخَطَراتِ فی مَحالِّ الظُّنونِ،اجعَلنا مِنَ الَّذینَ أوضَحتَ لَهُمُ الدَّلیلَ عَلَیکَ،وفَسَحتَ لَهُمُ السَّبیلَ إلَیکَ،فَاستَشعَروا مَدارِعَ الحِکمَةِ، وَاستَطرَقوا سُبُلَ التَّوبَةِ،حَتّی أناخوا فی رِیاضِ الرَّحمَةِ،وسَلِموا مِنَ الاِعتِراضِ بِالعِصمَةِ،إنَّکَ وَلِیُّ مَنِ اعتَصَمَ بِنَصرِکَ،ومُجازی مَن أذعَنَ بِوُجوبِ شُکرِکَ،لا تَبخَلُ بِفَضلِکَ،ولا تُسأَلُ عَن فِعلِکَ،جَلَّ ثَناؤُکَ،وفَضُلَ عَطاؤُکَ،وتَظاهَرَت نَعماؤُکَ، وتَقَدَّسَت أسماؤُکَ،فَبِتَسییرِکَ یَجری سَدادُ الاُمورِ،وبِتَقدیرِکَ یَمضِی انقِیادُ التَّدبیرِ، تُجیرُ ولا یُجارُ مِنکَ،ولا لِراغِبٍ مَندوحَةٌ عَنکَ.
ص:307
سُبحانَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ،عَلَیکَ تَوَکُّلی،وإلَیکَ یَفِدُ أمَلی،وبِکَ ثِقَتی،وعَلَیکَ مُعَوَّلی، ولا حَولَ لی عَن مَعصِیَتِکَ إلّابِتَسدیدِکَ،ولا قُوَّةَ لی عَلی طاعَتِکَ إلّابِتَأییدِکَ،لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وخَیرَ الغافِرینَ.
وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ،وعَلی أهلِ بَیتِهِ الطّاهِرینَ،وأَصحابِهِ المُنتَجَبینَ وسَلَّمَ تَسلیماً (کَثیراً)،وحَسُبنَا اللّهُ وَحدَهُ،ونِعمَ المُعینُ.
یا خَیرَ مَدعُوٍّ ویا خَیرَ مَسؤولٍ،ویا أوسَعَ مَن أعطی،وخَیرَ مُرتَجیً،اُرزُقنی وأَوسِع عَلَیَّ مِن واسِعِ رِزقِکَ رِزقاً واسِعاً مُبارَکاً طَیِّباً حَلالاً لا تُعَذِّبُنی عَلَیهِ،وسَبِّب لی ذلِکَ مِن فَضلِکَ إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)
363.بحار الأنوار: مُناجاةٌ لَهُ [الإِمامِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام ] اخری صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ تُعرَفُ بِالصُّغری:
سُبحانَکَ یا إلهی ما أحلَمَکَ وأَعظَمَکَ،وأَعَزَّکَ وأَکرَمَکَ،وأَعلاکَ وأَقدَمَکَ، وأَحکَمَکَ وأَعلَمَکَ،وَسِعَ عِلمُکَ تَهَدُّدَ المُتَکَبِّرینَ،وَاستَغرَقَت نِعمَتُکَ شُکرَ الشّاکِرینَ، وعَظُمَ فَضلُکَ عَن إحصاءِ المُحصینَ،وجَلَّ طَولُکَ عَن وَصفِ الواصِفینَ.
خَلَقتَنا بِقُدرَتِکَ ولَم نَکُ شَیئاً،وصَوَّرتَنا فِی الظَّلماءِ بِکُنهِ (2)لُطفِکَ،وأَنهَضتَنا إلی نَسیمِ رَوحِکَ،وغَذَوتَنا بِطیبِ رِزقِکَ،ومَکَّنتَ لَنا فی مِهادِ أرضِکَ،ودَعَوتَنا إلی طاعَتِکَ،فَاستَنجَدنا بِإِحسانِکَ عَلی عِصیانِکَ،ولَولا حِلمُکَ ما أمهَلتَنا؛إذ کُنتَ قَد سَدَلتَنا بِسِترِکَ،وأَکرَمتَنا بِمَعرِفَتِکَ،وأَظهَرتَ عَلَینا حُجَّتَکَ،وأَسبَغتَ عَلَینا نِعمَتَکَ، وهَدَیتَنا إلی تَوحیدِکَ،وسَهَّلتَ لَنَا المَسلَکَ إلَی النَّجاةِ،وحَذَّرتَنا سَبیلَ المَهلَکَةِ،فَکانَ جَزاؤُکَ مِنّا أن کافَأناکَ عَلَی الإِحسانِ بِالإِساءَةِ؛اجتِراءً مِنّا عَلی ما أسخَطَ،ومُسارَعَةً
ص:308
إلی ما باعَدَ مِن رِضاکَ،وَاغتِباطاً بِغُرورِ آمالِنا،وإعراضاً عَلی زَواجِرِ (1)آجالِنا،فَلَم یَردَعنا ذلِکَ حَتّی أتانا وَعدُکَ،لِیَأخُذَ القُوَّةَ مِنّا،فَدَعَوناکَ مُستَحِطّینَ لِمَیسورِ رِزقِکَ، مُنتَقِصینَ لِجَوائِزِکَ،فَنَعمَلُ بِأَعمالِ الفُجّارِ،کَالمُراصِدینَ لِمَثوبَتِکَ بِوَسائِلِ الأَبرارِ، نَتَمَنّی عَلَیکَ العَظائِمَ.
فَإِنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ مِن مُصیبَةٍ عَظُمَت رَزِیَّتُها،وساءَ ثَوابُها،وظَلَّ عِقابُها،وطالَ عَذابُها،وإن لَم تَتَفَضَّل بِعَفوِکَ رَبَّنا فَتُبسَطَ آمالُنا،وفی وَعدِکَ العَفوُ عَن زَلَلِنا،رَجَونا إقالَتَکَ وقَد جاهَرناکَ بِالکَبائِرِ،وَاستَخفَینا فیها مِن أصاغِرِ خَلقِکَ،ولا نَحنُ راقَبناکَ خَوفاً مِنکَ وأَنتَ مَعَنا،ولَا استَحیَینا مِنکَ وأَنتَ تَرانا،ولا رَعَینا حَقَّ حُرمَتِکَ.
أی رَبِّ،فَبِأَیِّ وَجهٍ-عَزَّ وَجهُکَ-نَلقاکَ،أو بِأَیِّ لِسانٍ نُناجیکَ،وقَد نَقَضنَا العُهودَ بَعدَ تَوکیدِها وجَعَلناکَ عَلَینا کَفیلاً،ثُمَّ دَعَوناکَ عِندَ البَلِیَّةِ،ونَحنُ مُقتَحِمونَ فِی الخَطیئَةِ،فَأَجَبتَ دَعوَتَنا،وکَشَفتَ کُربَتَنا،ورَحِمتَ فَقرَنا وفاقَتَنا؟! فَیا سَوأَتاه ویا سوءَ صَنیعاه،بِأَیِّ حالَةٍ عَلَیکَ اجتَرَأنا؟! وأَیِّ تَغریرٍ بِمُهَجِنا غَرَّرنا؟!
أی رَبِّ،بِأَنفُسِنَا استَخفَفنا عِندَ مَعصِیَتِکَ لا بِعَظَمَتِکَ،وبِجَهلِنَا اغتَرَرنا لا بِحِلمِکَ، وحَقَّنا أضَعنا لا کَبیرَ حَقِّکَ،وأَنفُسَنا ظَلَمنا،ورَحمَتَکَ رَجَونا،فَارحَم تَضَرُّعَنا، وکَبَونا لِوَجهِکَ وُجوهَنَا المُسوَدَّةَ مِن ذُنوبِنا،فَنَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَن تَصِلَ خَوفَنا بِأَمنِکَ،ووَحشَتَنا بِاُنسِکَ،ووَحدَتَنا بِصُحبَتِکَ،وفَناءَنا بِبَقائِکَ،وذُلَّنا بِعِزِّکَ،وضَعفَنا بِقُوَّتِکَ،فَإِنَّهُ لا ضَیعَةَ عَلی مَن حَفِظتَ،ولا ضَعفَ عَلی مَن قَوَّیتَ،ولا وَهنَ عَلی مَن أعَنتَ.نَسأَ لُکَ یا واسِعَ البَرَکاتِ،ویا قاضِیَ الحاجاتِ،ویا مُنجِحَ الطَّلِباتِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَرزُقَنا خَوفاً و حُزناً تَشغَلُنا بِهِما عَن لَذّاتِ الدُّنیا وشَهَواتِها،وما یَعتَرِضُ لَنا فیها عَنِ العَمَلِ بِطاعَتِکَ،إنَّهُ لا یَنبَغی لِمَن حَمَّلتَهُ
ص:309
مِن نِعَمِکَ ما حَمَّلتَنا،أن یَغفُلَ عَن شُکرِکَ،وأَن یَتَشاغَلَ بِشَیءٍ غَیرِکَ،یا مَن هُوَ عِوَضٌ مِن کُلِّ شَیءٍ،ولَیسَ مِنهُ عِوَضٌ.
رَبَّنا فَداوِنا قَبلَ التَّعَلُّلِ،وَاستَعمِلنا بِطاعَتِکَ قَبلَ انصِرامِ الأَجَلِ،وَارحَمنا قَبلَ أن یُحجَبَ دُعاؤُنا فیما نَسأَلُ،وَامنُن عَلَینا بِالنَّشاطِ،وأَعِذنا مِنَ الفَشَلِ وَالکَسَلِ،وَالعَجزِ وَالعِلَلِ،وَالضَّرَرِ وَالضَّجَرِ وَالمَلَلِ،وَالرِّیاءِ وَالسُّمعَةِ،وَالهَوی وَالشَّهوَةِ،وَالأَشَرِ (1)وَالبَطَرِ، وَالمَرَحِ وَالخُیَلاءِ،وَالجِدالِ وَالمِراءِ،وَالسَّفَهِ وَالعُجبِ،وَالطَّیشِ وسوءِ الخُلُقِ وَالغَدرِ، وکَثرَةِ الکَلامِ فیما لا تُحِبُّ،وَالتَّشاغُلِ بِما لا یَعودُ عَلَینا نَفعُهُ،وطَهِّرنا مِنِ اتِّباعِ الهَوی، ومُخالَطَةِ السُّفَهاءِ وعِصیانِ العُلَماءِ،وَالرَّغبَةِ عَن القُرّاءِ،ومُجالَسَةِ الدُّناةِ،وَاجعَلنا مِمَّن یُجالِسُ أولِیاءَکَ،ولا تَجعَلنا مِنَ المُقارِنینَ لِأَعدائِکَ،وأَحیِنا حَیاةَ الصّالِحینَ،وَارزُقنا قُلوبَ الخائِفینَ،وصَبرَ الزّاهِدینَ،وقَناعَةَ المُتَّقینَ،ویَقینَ السّائِرینَ،وأَعمالَ العابِدینَ، وحِرصَ المُشتاقینَ،حَتّی تورِدَنا جَنَّتَکَ غَیرَ مُعَذَّبینَ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العَمَلَ بِفَرائِضِکَ،وَالتَّمَسُّکَ بِسُنَّتِکَ،وَالوُقوفَ عِندَ نَهیِکَ،وَالطّاعَةَ لِأَهلِ طاعَتِکَ،وَالاِنتِهاءَ عَن مَحارِمِکَ.
اللّهُمَّ ارزُقنا مَعروفاً فی غَیرِ أذیً ولا مِنَّةٍ،وعِزّاً بِکَ فی غَیرِ ضَلالَةٍ،وتَثبیتاً ویَقیناً وتَذَکُّراً،وقَناعَةً وتَعَفُّفاً،وغِنیً عَنِ الحاجَةِ إلَی المَخلوقینَ،ولا تَجعَل وُجوهَنا مَبذولَةً لِأَحَدٍ مِنَ العالَمینَ،فَإِنَّهُ مَن حَمَلَ فَضلَ غَیرِهِ مِنَ الآدَمِیّینَ خَضَعَ لَهُ،فَلَم یَنهَهُ عَن باطِلٍ، ولَم یُبغِضهُ عَلی مَعصِیَةٍ،بَلِ اجعَل أرزاقَنا مِن عِندِکَ دارَّةً،وأَعمالَنا مَبرورَةً،وأَعِذنا مِنَ المَیلِ إلی أهلِ الدُّنیا،وَالتَّصَنُّعِ لَهُم بِشَیءٍ مِنَ الأَشیاءِ.
اللّهُمَّ وما أجرَیتَ عَلی ألسِنَتِنا مِن نورِ البَیانِ،وإیضاحِ البُرهانِ،فَاجعَلهُ نوراً لَنا فی قُبورِنا ومَبعَثِنا،ومَحیانا ومَماتِنا،وعِزّاً لَنا لا ذُلاًّ عَلَینا،وأَمناً لَنا مِن مَحذورِ الدُّنیا
ص:310
وَالآخِرَةِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ أسرَعَت أرواحُهُم فِی العُلی، وخَطَطَت (1)هِمَمُهُم فی عِزِّ الوَری،فَلَم تَزَل قُلوبُهُم والِهَةً (2)طائِرَةً،حَتّی أناخوا فی رِیاضِ النَّعیمِ،وجَنَوا مِن ثِمارِ النَّسیمِ،وشَرِبوا بِکَأسِ العَیشِ،وخاضوا لُجَّةَ السُّرورِ،وغاصوا فی بَحرِ الحَیاةِ،وَاستَظَلّوا فی ظِلِّ الکَرامَةِ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِمَّن جاسوا خِلالَ دِیارِ الظّالِمینَ، وَاستَوحَشوا مِن مُؤانَسَةِ الجاهِلینَ،وسَمَوا إلَی العُلُوِّ بِنورِ الإِخلاصِ،ورَکِبوا فی سَفینَةِ النَّجاةِ،وأَقلَعوا بِریحِ الیَقینِ،وأَرسَوا بِشَطِّ بِحارِ الرِّضا،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ غَلَقوا بابَ الشَّهوَةِ مِن قُلوبِهِم، وَاستَنقَذوا مِنَ الغَفلَةِ أنفُسَهُم،وَاستَعذَبوا مَرارَةَ العَیشِ،وَاستَلانُوا البَسطَ،وظَفِروا بِحَبلِ النَّجاةِ،وعُروَةِ السَّلامَةِ،وَالمُقامِ فی دارِ الکَرامَةِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ تَمَسَّکوا بِعُروَةِ العِلمِ،وأَدَّبوا أنفُسَهُم بِالفَهمِ وقَرَؤوا صحیفَةَ السَّیِّئاتِ،ونَشَروا دیوانَ الخَطیئاتِ،وتَجَرَّعوا مَرارَةَ الکَمَدِ (3)،حَتّی سَلِموا مِنَ الآفاتِ،ووَجَدُوا الرّاحَةَ فِی المُنقَلَبِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ غَرَسوا أشجارَ الخَطایا نُصبَ رَوامِقِ القُلوبِ،وسَقَوها مِن ماءِ التَّوبَةِ حَتّی أثمَرَت لَهُم ثَمَرَ النَّدامَةِ،فَأَطلَعتَهُم عَلی سُتورِ خَفِیّاتِ العُلی،وآمَنتَهُمُ (4)المَخاوِفَ وَالأَحزانَ وَالغُمومَ وَالأَشجانَ،ونَظَروا فی مِرآةِ الفِکرِ،فَأَبصَروا جَسیمَ الفِطنَةِ،ولَبِسوا ثَوبَ الخِدمَةِ.
ص:311
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ شَرِبوا بِکَأسِ الصَّفاءِ فَأَورَثَهُمُ الصَّبرَ عَلی طولِ البَلاءِ،فَقَرَّت أعیُنُهُم بِما وَجَدوا مِنَ العَینِ،حَتّی تَوَلَّهَت قُلوبُهُم فِی المَلَکوتِ،وجالَت بَینَ سَرائِرِ حُجُبِ الجَبَروتِ،ومالَت أرواحُهُم إلی ظِلِّ بَردِ المُشتاقینَ،فی رِیاضِ الرّاحَةِ،ومَعدِنِ العِزِّ،وعَرَصاتِ المُخَلَّدینَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ رَتَعوا فی زَهرَةِ رَبیعِ الفَهمِ، حَتّی تَسامی بِهِمُ السُّمُوُّ إلی أعلی عِلِّیّینَ،فَرَسَموا ذِکرَ هَیبَتِکَ فی قُلوبِهِم،حَتّی ناجَتکَ ألسِنَةُ القُلوبِ الخَفِیَّةِ بِطولِ استِغفارِ الوَحدَةِ،فی مَحاریبِ قُدسِ رَهبانِیَّةِ الخاشِعینَ، وحَتّی لاذَت أبصارُ القُلوبِ نَحوَ السَّماءِ،وعَبَرَت أینَمَةُ (1)النّوّاحینَ بَینَ مَصافِّ الکَروبِیّینَ (2)،ومُجالَسَةِ الرّوحانِیّینَ،لَهُم زَفَراتٌ أحرَقَتِ القُلوبَ عِندَ إرسالِ الفِکرِ فی مَراتِعِ الإِحسانِ بَینَ یَدَیکَ،وأَنضَجَت نارُ الخَشیَةِ مَنابِتَ الشَّهَواتِ مِن قُلوبِهِم،وسَکَنَت بَینَ خَوافی طابِقِ الغَفَلاتِ مِن صُدورِهِم،فَأَنبَهَ [ال] (3)ذِّکرُ رُقادَ قُلوبِهِم.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ اشتَغَلوا بِالذِّکرِ عَنِ الشَّهَواتِ، وخالَفوا دَواعِیَ العِزَّةِ بِواضِحاتِ المَعرِفَةِ،وقَطَعوا أستارَ نارِ الشَّهَواتِ بِنَضحِ ماءِ التَّوبَةِ، وغَسَلوا أوعِیَةَ الجَهلِ بِصَفوِ ماءِ الحَیاةِ،حَتّی جالَت فی مَجالِسِ الذِّکرِ رُطوبَةُ ألسِنَةِ الذّاکِرینَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِمَّن سَهَّلتَ لَهُ طَریقَ الطّاعَةِ بِالتَّوفیقِ فی مَنازِلِ الأَبرارِ،فَحُیُّوا وقُرِّبوا واُکرِموا وزُیِّنوا بِخِدمَتِکَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ أرسَلتَ عَلَیهِم سُتورَ عِصمَةِ
ص:312
الأَولِیاءِ،وخَصَصتَ قُلوبَهُم بِطَهارَةِ الصَّفاءِ،وزَیَّنتَها بِالفَهمِ وَالحَیاءِ فی مَنزِلِ الأَصفِیاءِ، وسَیَّرتَ هُمومَهُم فی مَلَکوتِ سَماواتِکَ،حُجُباً حُجُباً حَتّی یَنتَهِیَ إلَیکَ وارِدُها،ومَتِّع أبصارَنا بِالجَوَلانِ فی جَلالِکَ،لِتُسهِرَنا عَمّا نامَت قُلوبُ الغافِلینَ،وَاجعَل قُلوبَنا مَعقودَةً بِسَلاسِلِ النّورِ،وعَلِّقها مِن أرکانِ عَرشِکَ بِأَطنابِ (1)الذِّکرِ،وَاشغَلها بِالنَّظَرِ إلَیکَ عَن شَرِّ مَواقِفِ المُختانینَ،وأَطلِقها مِنَ الأَسرِ لِتَجولَ فی خِدمَتِکَ مَعَ الجَوّالینَ،وَاجعَلنا بِخِدمَتِکَ لِلعُبّادِ وَالأَبدالِ فی أقطارِها طُلّاباً،ولِلخاصَّةِ مِن أصفِیائِکَ أصحاباً، ولِلمُریدینَ المُتَعَلِّقینَ بِبابِکَ أحباباً.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ عَرَفوا أنفُسَهُم،وأَیقَنوا بِمُستَقَرِّهِم،فَکانَت أعمارُهُم فی طاعَتِکَ تَفنی،وقَد نَحِلَت أجسادُهُم بِالحُزنِ وإن لَم تَبلَ،وهَدَیتَ إلی ذِکرِکَ وإن لَم تَبلُغ إلی مُستَراحِ الهُدی.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ فَتَقتَ لَهُم رَتقَ عَظیمِ غَواشی جُفونِ حَدَقِ عُیونِ القُلوبِ،حَتّی نَظَروا إلی تَدبیرِ حِکمَتِکَ وشَواهِدِ حُجَجِ بَیِّناتِکَ، فَعَرَفوکَ بِمَحصولِ فِطَنِ القُلوبِ،وأَنتَ فی غَوامِضِ سُتُراتِ حُجُبِ القُلوبِ،فَسُبحانَکَ أیُّ عَینٍ تَقومُ بِها نُصبَ نورِکَ،أم تَرقَأُ (2)إلی نورِ ضِیاءِ قُدسِکَ،أو أیُّ فَهمٍ یَفهَمُ ما دونَ ذلِکَ،إلَّاالأَبصارُ الَّتی کَشَفتَ عَنها حُجُبَ العَمِیَّةِ،فَرَقَت أرواحُهُم عَلی أجنِحَةِ المَلائِکَةِ،فَسَمّاهُم أهلُ المَلَکوتِ زُوّاراً،وأَسماهُم أهلُ الجَبَروتِ عُمّاراً،فَتَرَدَّدوا فی مَصافِّ المُسَبِّحینَ،وتَعَلَّقوا بِحِجابِ القُدرَةِ،وناجوا رَبَّهُم عِندَ کُلِّ شَهوَةٍ،فَخَرَّقَت قُلوبُهُم حُجُبَ النّورِ،حَتّی نَظَروا بِعَینِ القُلوبِ إلی عِزِّ الجَلالِ فی عِظَمِ المَلَکوتِ (3)، فَرَجَعَتِ القُلوبُ إلَی الصُّدورِ عَلَی النِّیِّاتِ بِمَعرِفَةِ تَوحیدِکَ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا
ص:313
شَریکَ لَکَ،تَعالَیتَ عَمّا یَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّاً کَبیراً.
إلهی ! فی هذِهِ الدُّنیا هُمومٌ وأَحزانٌ وغُمومٌ وبَلاءٌ،وفِی الآخِرَةِ حِسابٌ وعِقابٌ،فَأَینَ الرّاحَةُ وَالفَرَجُ؟
إلهی ! خَلَقتَنی بِغَیرِ أمری،وتُمیتُنی بِغَیرِ إذنی،ووَکَّلتَ فِیَّ عَدُوّاً لی،لَهُ عَلَیَّ سُلطانٌ، یَسلُکُ بِیَ البَلایا مَغروراً (1)،وقُلتَ لی:اِستَمسِک (2)،فَکَیفَ أستَمسِکُ إن لَم تُمسِکنی؟!
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وثَبِّتنی بِالقَولِ الثّابِتِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وثَبِّتنی بِالعُروَةِ الوُثقَی الَّتی لَاانفِصامَ لَها یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،یا مَن قالَ: ادْعُونِی (3) فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ (4)،وقَد دَعَوتُکَ یا إلهی کَما أمَرتَنی فَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی، إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لی ولِوالِدَیَّ وما وَلَدا،ومَن وَلَدتُ وما تَوالَدوا،ولِأَهلی ووَلَدی،وأَقارِبی وإخوانی فیکَ،وجیرانی مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ، الأَحیاءِ مِنهُمُ وَالأَمواتِ، وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونا بِالْإِیمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِی قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّکَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ (5). (6)
ص:314
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ * وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ * وَ مِنْ شَرِّ النَّفّاثاتِ فِی الْعُقَدِ* وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ . (1)
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ * مَلِکِ النّاسِ * إِلهِ النّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنّاسِ * اَلَّذِی یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَ النّاسِ . (2)
وَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِکَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیاطِینِ * وَ أَعُوذُ بِکَ رَبِّ أَنْ یَحْضُرُونِ . (3)
إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّی نَذَرْتُ لَکَ ما فِی بَطْنِی مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّی إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ * فَلَمّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّی وَضَعْتُها أُنْثی وَ اللّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَیْسَ الذَّکَرُ کَالْأُنْثی وَ إِنِّی سَمَّیْتُها مَرْیَمَ وَ إِنِّی أُعِیذُها بِکَ وَ ذُرِّیَّتَها مِنَ الشَّیْطانِ الرَّجِیمِ . (4)
364.الإمام علیّ علیه السلام: رَقَی النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله حَسَناً وحُسَیناً فَقالَ:
ص:315
اعیذُکُما بِکَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ،وأَسمائِهِ الحُسنی کُلِّها عامَّةً،مِن شَرِّ السّامَّةِ (1)وَالهامَّةِ، ومِن شَرِّ کُلِّ عَینٍ لامَّةٍ،ومِن شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ.
ثُمَّ التَفَتَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إلَینا فَقالَ:هکَذا کانَ یُعَوِّذُ إبراهیمُ إسماعیلَ وإسحاقَ علیهم السلام. (2)
365.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَقولُ فی دُعائِهِ:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن وَلَدٍ یَکونُ عَلَیَّ رَبّاً (3)،ومِن مالٍ یَکونُ عَلَیَّ ضَیاعاً،ومِن زَوجَةٍ تُشیبُنی قَبلَ أوانِ مَشیبی،ومِن خَلیلٍ ماکِرٍ عَیناهُ تَرانی وقَلبُهُ یَرعانی،إن رَأی خَیراً دَفَنَهُ وإن رَأی شَرّاً أذاعَهُ،وأَعوذُ بِکَ مِن وَجَعِ البَطنِ. (4)
366.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أفتَقِرَ فی غِناکَ،أو أضِلَّ فی هُداکَ،أو اذَلَّ فی عِزِّکَ،أو اضامَ (5)فی سُلطانِکَ أو اضطَهَدَ وَالأَمرُ إلَیکَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أقولَ زوراً (6)،أو أغشی فُجوراً،أو أکونَ بِکَ مَغروراً. (7)
367.عنه صلی الله علیه و آله -کانَ مِن دُعائِهِ-:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِنورِ قُدسِکَ،وعَظَمَةِ طَهارَتِکَ،وبَرَکَةِ جَلالِکَ،مِن کُلِّ آفَةٍ وعاهَةٍ، ومِن طَوارِقِ اللَّیلِ وَالنَّهارِ،إلّاطارِقاً یَطرُقُ بِخَیرٍ.
ص:316
اللّهُمَّ أنتَ غِیاثی فَبِکَ أستَغیثُ،وأَنتَ مَلاذی فَبِکَ ألوذُ،وأَنتَ مَعاذی فَبِکَ أعوذُ، یا مَن ذَلَّت لَهُ رِقابُ الجَبابِرَةِ،وخَضَعَت لَهُ مَقالیدُ الفَراعِنَةِ،أعوذُ بِکَ مِن خِزیِکَ،ومِن کَشفِ سِترِکَ،ومِن نِسیانِ ذِکرِکَ،وَالاِنصِرافِ عَن شُکرِکَ.
أنَا فی حِرزِکَ (1)فی لَیلی ونَهاری،وظَعنی (2)وأَسفاری،ونَومی وقَراری،ذِکرُکَ شِعاری وثَناؤُکَ دِثاری،لا إلهَ إلّاأنتَ،تَعظیماً لِوَجهِکَ وتَکریماً لِسُبُحاتِ نورِکَ وأَجِرنی مِن خِزیِکَ ومِن کَشفِ سِترِکَ وسوءِ عِقابِکَ وَاضرِب عَلَیَّ سُرادِقاتِ حِفظِکَ وأَدخِلنی فی حِفظِ عِنایَتِکَ وعِدنی بِخَیرٍ مِنکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)
368.الإمام الجواد علیه السلام -مِمّا رَواهُ عَن آبائِهِ علیهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن جَبرَئیلَ علیه السلام عَنِ اللّهِ تَعالی فِی المُناجاةِ لِلاِستِعاذَةِ-:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن مُلِمّاتِ نَوازِلِ البَلاءِ،وأَهوالِ عظائِمِ الضَّرّاءِ،فَأَعِذنی رَبِّ مِن صَرعَةِ البَأساءِ،وَاحجُبنی عَن سَطَواتِ البَلاءِ،ونَجِّنی مِن مُفاجَآتِ النِّقَمِ،وَاحرُسنی مِن زَوالِ النِّعَمِ،ومِن زَلَلِ القَدَمِ،وَاجعَلنِی اللّهُمَّ رَبِّ فی حِمی عِزِّکَ،وحِیاطَةِ حِرزِکَ،مِن مُباغَتَةِ الدَّوائِرِ (4)،ومُعاجَلَةِ البَوائِرِ. (5)
اللّهُمَّ رَبِّ وأَرضُ البَلاءِ فَاخسِفها،وجِبالُ السَّوءِ فَانسِفها،وکُرَبُ الدَّهرِ فَاکشِفها، وعَوائِقُ الاُمورِ فَاصرِفها،وأَورِدنی حِیاضَ السَّلامَةِ،وَاحمِلنی عَلی مَطایَا الکَرامَةِ، وَاصحَبنی إقالَةَ العَثرَةِ،وَاشمُلنی سَترَ العَورَةِ،وجُد عَلَیَّ رَبِّ بِآلائِکَ،وکَشفِ بَلائِکَ،
ص:317
ودَفعِ ضَرّائِکَ،وَادفَع عَنّی کَلاکِلَ عَذابِکَ،وَاصرِف عَنّی ألیمَ عِقابِکَ،وأَعِذنی مِن بَوائِقِ (1)الدُّهورِ،وأَنقِذنی مِن سوءِ عَواقِبِ الاُمورِ،وَاحرُسنی مِن جَمیعِ المَحذورِ،وَاصدَع صَفاةَ البَلاءِ عَن أمری،وأَشلِل یَدَهُ عَنّی مَدی عُمُری،إنَّکَ الرَّبُّ المَجیدُ،المُبدِئُ المُعیدُ،الفَعّالُ لِما یُریدُ. (2)
369.صحیح مسلم عن ابن عمر: کانَ مِن دُعاءِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن زَوالِ نِعمَتِکَ،وَتَحَوُّلِ عافِیَتِکَ،وفُجاءَةِ نَقِمَتِکَ،وجَمیعِ سَخَطِکَ. (3)
370.صحیح البخاری عن أنس: کُنتُ أسمَعُهُ [رَسولَ اللّهِ] صلی الله علیه و آله یُکثِرُ یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الهَمِّ،وَالحَزَنِ،وَالعَجزِ،وَالکَسَلِ،وَالبُخلِ،وَالجُبنِ،وضَلَعِ الدَّینِ (4)،وغَلَبَةِ الرِّجالِ. (5)
371.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ البُخلِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الجُبنِ،وأَعوذُ بِکَ أن ارَدَّ إلی أرذَلِ (6)
ص:318
العُمُرِ،وأَعوذُ بِکَ مِن فِتنَةِ الدُّنیا،وأَعوذُ بِکَ مِن عَذابِ القَبرِ. (1)
372.صحیح البخاری عن أنس: کانَ نَبِیُّ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ العَجزِ،وَالکَسَلِ،وَالجُبنِ،وَالهَرَمِ،وأَعوذُ بِکَ مِن عَذابِ القَبرِ،وأَعوذُ بِکَ مِن فِتنَةِ المَحیا وَالمَماتِ. (2)
373.صحیح البخاری عن عائشة: إنَّ نَبِیَّ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الکَسَلِ وَالهَرَمِ،وَالمَأثَمِ وَالمَغرَمِ،ومِن فِتنَةِ القَبرِ وعَذابِ القَبرِ،ومِن فِتنَةِ النّارِ وعَذابِ النّارِ،ومِن شَرِّ فِتنَةِ الغِنی،وأَعوذُ بِکَ مِن فِتنَةِ الفَقرِ، وأَعوذُ بِکَ مِن فِتنَةِ المَسیحِ الدَّجّالِ. (3)
374.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -أنَّهُ کانَ یَقولُ-:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ العَجزِ،وَالکَسَلِ،وَالجُبنِ،وَالبُخلِ،وَالهَرَمِ،وعَذابِ القَبرِ، اللّهُمَّ آتِ نَفسی تَقواها،وزَکِّها أنتَ خَیرُ مَن زَکّاها،أنتَ وَلِیُّها ومَولاها،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن عِلمٍ لا یَنفَعُ،ومِن قَلبٍ لا یَخشَعُ،ومِن نَفسٍ لا تَشبَعُ،ومِن دَعوَةٍ لا یُستَجابُ لَها. (4)
ص:319
375.عنه صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن کُلِّ عَمَلٍ یُخزینی،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ صاحِبٍ یُردینی، وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ أمَلٍ یُلهینی،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ فَقرٍ یُنسینی،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ غِنیً یُطغینی. (1)
376.تنبیه الخواطر: کانَ [رَسولُ اللّهِ] صلی الله علیه و آله یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن دُنیا تَمنَعُ خَیرَ الآخِرَةَ،ومِن حَیاةٍ تَمنَعُ خَیرَ المَماتِ،وأَعوذُ بِکَ مِن أمَلٍ یَمنَعُ خَیرَ العَمَلِ. (2)
377.الزهد لابن المبارک عن یحیی بن أبی کثیر: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن صاحِبِ غَفلَةٍ،وقَرینِ سَوءٍ،وزَوجٍ آذی (3). (4)
378.سنن النسائی عن عبد اللّه بن عمرو: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَدعو بِهؤُلاءِ الکَلِماتِ:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن غَلَبَةِ الدَّینِ،وغَلَبَةِ العَدُوِّ،وشَماتَةِ (5)الأَعداءِ. (6)
379.الدعاء للطبرانی عن أنس: کانَ مِن دُعاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:
ص:320
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتی تَمنَعُ إجابَتَکَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتی تَمنَعُ رِزقَکَ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتی تُحِلُّ النِّقَمَ. (1)
380.مسند ابن حنبل عن عائشة -وقَد سُئِلَت عَن دُعاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:کانَ یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما عَمِلَتهُ نَفسی. (2)
381.سنن الترمذی عن قطبة بن مالک: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن مُنکَراتِ الأَخلاقِ وَالأَعمالِ وَالأَهواءِ. (3)
382.سنن أبی داوود عن أبی هریرة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَدعو یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وسوءِ الأَخلاقِ. (4)
383.سنن أبی داوود عن أبی الیسر السّلمی: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَدعو:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الهَدمِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ التَّرَدّی (5)،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الغَرَقِ وَالحَرَقِ وَالهَرَمِ،وأَعوذُ بِکَ أن یَتَخَبَّطَنِی الشَّیطانُ عِندَ المَوتِ،وأَعوذُ بِکَ أن أموتَ فی سَبیلِکَ مُدبِراً،وأَعوذُ بِکَ أن أموتَ لَدیغاً. (6)
384.مسند ابن حنبل عن أبی امامة الباهلی: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا دَخَلَ فِی الصَّلاةِ مِنَ اللَّیلِ کَبَّرَ ثَلاثاً،وسَبَّحَ ثَلاثاً،وهَلَّلَ ثَلاثاً،ثُمَّ یَقولُ:
ص:321
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،مِن هَمزِهِ ونَفخِهِ وشَرَکِهِ. (1)
385.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی وَترِهِ:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِرِضاکَ مِن سَخَطِکَ،وأَعوذُ بِمُعافاتِکَ مِن عُقوبَتِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِنکَ، لا احصی ثَناءً عَلَیکَ،أنتَ کَما أثنَیتَ عَلی نَفسِکَ. (2)
386.سنن النسائی عن امِّ سلمة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا خَرَجَ مِن بَیتِهِ قالَ:
بِاسمِ اللّهِ،رَبِّ أعوذُ بِکَ مِن أن أزِلَّ،أو أضِلَّ،أو أظلِمَ أو اظلَمَ،أو أجهَلَ أو یُجهَلَ عَلَیَّ. (3)
راجع:ص 180 ح 239 و ج 2 ص 217 ح 1378.
387.الدعوات: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام إذا أعطی ما فی بَیتِ المالِ أمَرَ بِهِ فَکُنِسَ،ثُمَّ صَلّی فیهِ، ثُمَّ یَدعو فَیَقولُ فی دُعائِهِ:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن ذَنبٍ یُحبِطُ العَمَلَ،وأَعوذُ بِکَ مِن ذَنبٍ یُعَجِّلُ النِّقَمَ،وأَعوذُ بِکَ مِن ذَنبٍ یُغَیِّرُ النِّعَمَ،وأَعوذُ بِکَ مِن ذَنبٍ یَمنَعُ الرِّزقَ،وأَعوذُ بِکَ مِن ذَنبٍ یَمنَعُ الدُّعاءَ،وأَعوذُ بِکَ مِن ذَنبٍ یَمنَعُ التَّوبَةَ،وأَعوذُ بِکَ مِن ذَنبٍ یَهتِکُ العِصمَةَ (4)،وأَعوذُ بِکَ
ص:322
مِن ذَنبٍ یورِثُ النَّدَمَ،وأَعوذُ بِکَ مِن ذَنبٍ یَحبِسُ القِسَمَ. (1)
388.الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:
اللّهُمَّ لا تَجعَلِ الدُّنیا لی سِجناً،ولا فِراقَها عَلَیَّ حُزناً؛أعوذُ بِکَ مِن دُنیا تَحرِمُنِی الآخِرَةَ،ومِن أمَلٍ یَحرِمُنِی العَمَلَ،ومِن حَیاةٍ تَحرِمُنی خَیرَ المَماتِ. (2)
389.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ أن أقولَ حَقّاً لَیسَ فیهِ رِضاکَ،ألتَمِسُ بِهِ أحَداً سِواکَ،وأَعوذُ بِکَ أن أتَزَیَّنَ لِلنّاسِ بِشَیءٍ یَشینُنی عِندَکَ،وأَعوذُ بِکَ أن أکونَ عِبرَةً لِأَحَدٍ مِن خَلقِکَ،وأَعوذُ بِکَ أن یَکونَ أحَدٌ مِن خَلقِکَ أسعَدَ بِما عَلَّمتَنی مِنّی. (3)
راجع:ج3 ص438 ح 2216 وص443 ح 2217.
نهج الدعاء :ص212 (إرشادات فی تصحیح الأدعیة/اللّهمّ إنّی أعوذ بک من الفتنة).
390.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الاِستِعاذَةِ مِنَ المَکارِهِ وسَیِّئِ الأَخلاقِ ومَذامِّ الأَفعالِ-:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن هَیَجانِ الحِرصِ،وسَورَةِ الغَضَبِ،وغَلَبَةِ الحَسَدِ،وضَعفِ الصَّبرِ،وقِلَّةِ القَناعَةِ،وشَکاسَةِ الخُلُقِ،وإلحاحِ الشَّهوَةِ،ومَلَکَةِ الحَمِیَّةِ،ومُتابَعَةِ الهَوی، ومُخالَفَةِ الهُدی،وسِنَةِ الغَفلَةِ،وتَعاطِی الکُلفَةِ،وإیثارِ الباطِلِ عَلَی الحَقِّ،وَالإِصرارِ عَلَی المَأثَمِ،وَاستِصغارِ المَعصِیَةِ،وَاستِکبارِ الطّاعَةِ ومُباهاةِ المُکثِرینَ وَالإِزراءِ بِالمُقِلِّینَ،
ص:323
وسوءِ الوِلایَةِ لِمَن تَحتَ أیدینا،وتَرکِ الشُّکرِ لِمَنِ اصطَنَعَ العارِفَةَ (1)عِندَنا،أو أن نَعضُدَ ظالِماً،أو نَخذُلَ مَلهوفاً (2)،أو نَرومَ ما لَیسَ لَنا بِحَقٍّ،أو نَقولَ فِی العِلمِ بِغَیرِ عِلمٍ.
ونَعوذُ بِکَ أن نَنطَوِیَ عَلی غِشِّ أحَدٍ،وأَن نُعجَبَ بِأَعمالِنا،ونُمَدَّ فی آمالِنا،ونَعوذُ بِکَ مِن سوءِ السَّریرَةِ،وَاحتِقارِ الصَّغیرَةِ،وأَن یَستَحوِذَ عَلَینَا الشَّیطانُ،أو یَنکُبَنَا الزَّمانُ،أو یَتَهَضَّمَنَا (3)السُّلطانُ.
ونَعوذُ بِکَ مِن تَناوُلِ الإِسرافِ،ومِن فِقدانِ الکَفافِ،ونَعوذُ بِکَ مِن شَماتَةِ الأَعداءِ، ومِنَ الفَقرِ إلَی الأَکفاءِ،ومِن مَعیشَةٍ فی شِدَّةٍ،ومیتَةٍ عَلی غَیرِ عُدَّةٍ،ونَعوذُ بِکَ مِنَ الحَسرَةِ العُظمی،وَالمُصیبَةِ الکُبری،وأَشقَی الشَّقاءِ،وسوءِ المَآبِ،وحِرمانِ الثَّوابِ، وحُلولِ العِقابِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَعِذنی مِن کُلِّ ذلِکَ بِرَحمَتِکَ،وجَمیعَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (4)
391.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذا ذُکِرَ الشَّیطانُ فَاستَعاذَ مِنهُ ومِن عَداوَتِهِ وکَیدِهِ-:
اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِکَ مِن نَزَغاتِ (5)الشَّیطانِ الرَّجیمِ،وکَیدِهِ ومَکائِدِهِ،ومِنَ الثِّقَةِ بِأَمانِیِّهِ ومَواعیدِهِ،وغُرورِهِ ومَصائِدِهِ،وأَن یُطمِعَ نَفسَهُ فی إضلالِنا عَن طاعَتِکَ،وَامتِهانِنا بِمَعصِیَتِکَ،أو أن یَحسُنَ عِندَنا ما حَسَّنَ لَنا،أو أن یَثقُلَ عَلَینا ما کَرَّهَ إلَینا،اللّهُمَّ اخسَأهُ (6)عَنّا بِعِبادَتِکَ،وَاکبِتهُ بِدُؤوبِنا فی مَحَبَّتِکَ،وَاجعَل بَینَنا وبَینَهُ سِتراً لا یَهتِکُهُ، ورَدماً مُصمِتاً لا یَفتُقُهُ.
ص:324
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاشغَلهُ عَنا بِبَعضِ أعدَائِکَ،وَ اعصِمنَا مِنهُ بِحُسنِ رِعَایَتِکَ،وَاکفِنَا خَترَهُ،ووَلِّنا ظَهرَهُ،وَاقطَع عَنا إثرَهُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَمتِعنا مِنَ الهُدی بِمِثلِ ضَلالَتِهِ،وزَوِّدنَا مِنَ التَّقوی ضِدَّ غَوایَتِهِ،وَاسلُک بِنا مِنَ التُّقی خِلافَ سَبیلِهِ مِنَ الرَّدی.
اللّهُمَّ لا تَجعَل لَهُ فی قُلوبِنا مَدخَلاً ولا توطِنَنَّ لَهُ فیما لَدَینا مَنزِلاً.
اللّهُمَّ وما سَوَّلَ لَنا مِن باطِلٍ فَعَرِّفناهُ،وإِذا عَرَّفتَناهُ فَقِناهُ،وبَصِّرنا ما نُکایِدُهُ بِهِ، وأَلهِمنا ما نُعِدُّهُ لَهُ،وأَیقِظنا عَن سِنَةِ الغَفلَةِ بِالرُّکونِ إلَیهِ،وأَحسِن بِتَوفیقِکَ عَونَنا عَلَیهِ.
اللّهُمَّ وأَشرِب قُلوبَنا إنکارَ عَمَلِهِ،وَالطُف لَنا فی نَقضِ حِیَلِهِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وحَوِّل سُلطانَهُ عَنّا،وَاقطَع رَجاءَهُ مِنّا،وَادرَأهُ عَنِ الوُلوعِ بِنا.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل آبَاءَنا واُمَّهاتِنا وأَولادَنا وأَهالِیَنا وذَوِی أرحَامِنا وَ قَراباتِنا وجیرانَنا مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ مِنهُ فی حِرزٍ حارِزٍ،وحِصنٍ حافِظٍ،وکَهفٍ مانِعٍ،وأَلبِسهُم مِنهُ جُنَناً واقِیَةً،وأَعطِهِم عَلَیهِ أسلِحَةً ماضِیَةً.
اللّهُمَّ وَاعمُم بِذلِکَ مَن شَهِدَ لَکَ بِالرُّبوبِیَّةِ،وأَخلَصَ لَکَ بِالوَحدانِیَّةِ،وعاداهُ لَکَ بِحَقِیقَةِ العُبودِیَّةِ،وَاستَظهَرَ بِکَ عَلَیهِ فی مَعرِفَةِ العُلومِ الرَّبّانِیَّةِ.
اللّهُمَّ احلُل ما عَقَدَ،وَافتُق ما رَتَقَ،وَافسَخ ما دَبَّرَ،وثَبِّطهُ إذا عَزَمَ،وَانقُض ما أبرَمَ.
اللّهُمَّ وَاهزِم جُندَهُ،وأَبطِل کَیدَهُ وَاهدِم کَهفَهُ،وأَرغِم أنفَهُ.
اللّهُمَّ اجعَلنَا فی نَظمِ أعدائِهِ،وَاعزِلنا عَن عِدادِ أولِیائِهِ،لا نُطیعُ لَهُ إذَا استَهوانا،ولا نَستَجیبُ لَهُ إذا دَعانا،نَأمُرُ بِمُناوأَتِهِ،مَن أطاعَ أمرَنا،ونَعِظُ عَن مُتابَعَتِهِ مَنِ اتَّبَعَ زَجرَنا.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیِّینَ وسَیِّدِ المُرسَلینَ وعَلی أهلِ بَیتِهِ الطَّیِّبینَ
ص:325
الطّاهِرینَ،وأَعِذنا وأَهالِیَنا وإخوانَنا وجَمیعَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ مِمَّا استَعَذنا مِنهُ، وأَجِرنا مِمَّا استَجَرنا بِکَ مِن خَوفِهِ،وَاسمَع لَنا ما دَعَونا بِهِ،وأَعطِنا ما أغفَلناهُ،وَاحفَظ لَنا ما نَسیناهُ،وصَیِّرنا بِذلِکَ فی دَرَجاتِ الصّالِحینَ ومَراتِبِ المُؤمِنینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (1)
392.عنه علیه السلام:
إلهی ومَولایَ وغایَةَ رَجائی،أشرَقتَ مِن عَرشِکَ عَلی أرَضیکَ ومَلائِکَتِکَ وسُکّانِ سَماواتِکَ،وقَدِ انقَطَعَتِ الأَصواتُ وسَکَنَتِ الحَرَکاتُ،وَالأَحیاءُ فِی المَضاجِعِ کَالأَمواتِ، فَوَجَدتَ عِبادَکَ فی شَتَّی الحالاتِ:فَمِنهُ (2)خائِفٌ لَجَأَ إلَیکَ فَآمَنتَهُ،ومُذنِبٌ دَعاکَ لِلمَغفِرَةِ فَأَجَبتَهُ،وراقِدٌ استَودَعَکَ نَفسَهُ فَحَفِظتَهُ،وضالٌّ استَرشَدَکَ فَأَرشَدتَهُ،ومُسافِرٌ لاذَ بِکَنَفِکَ فَآوَیتَهُ،وذو (3)حاجَةٍ ناداکَ لَها فَلَبَّیتَهُ،وناسِکٌ (4)أفنی بِذِکرِکَ لَیلَهُ فَأَحظَیتَهُ (5)وبِالفَوزِ جازَیتَهُ،وجاهِلٌ ضَلَّ عَنِ الرُّشدِ وعَوَّلَ عَلَی الجَلَدِ (6)مِن نَفسِهِ فَخَلَّیتَهُ.
إلهی فَبِحَقِّ الاِسمِ الَّذی إذا دُعیتَ بِهِ أجَبتَ وَالحَقِّ الَّذی إذا اقسِمتَ بِهِ أوجَبتَ وبِصَلَواتِ العِترَةِ الهادِیَةِ وَالمَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاجعَلنی مِمَّن خافَ فَآمَنتَهُ ودَعاکَ لِلمَغفِرَةِ فَأَجَبتَهُ وَاستَودَعَکَ نَفسَهُ فَحَفِظتَهُ وَاستَرشَدَکَ فَأَرشَدتَهُ ولاذَ بِکَنَفِکَ فَآوَیتَهُ وناداکَ لِلحَوائِجِ فَلَبَّیتَهُ وأَفنی بِذِکرِکَ لَیلَهُ فَأَحظَیتَهُ وبِالفَوزِ جازَیتَهُ ولا تَجعَلنی مِمَّن ضَلَّ عَنِ الرُّشدِ وعَوَّلَ عَلَی الجَلَدِ مِن نَفسِهِ فَخَلَّیتَهُ.
إلهی غَلَّقَتِ المُلوکُ أبوابَها ووَکَّلَت بِها حُجّابَها وبابُکَ مَفتوحٌ لِقاصِدیهِ وجودُکَ
ص:326
مَوجودٌ لِطالِبیهِ وغُفرانُکَ مَبذولٌ لِمُؤَمِّلیهِ وسُلطانُکَ دامِغٌ لِمُستَحِقِّیهِ.
إلهی خَلَت نَفسی بِأَعمالِها بَینَ یَدَیکَ وَانتَصَبَت بِالرَّغبَةِ خاضِعَةً لَدَیکَ ومُستَشفِعَةً بِکَرَمِکَ إلَیکَ فَبِصَلَواتِ العِترَةِ الهادِیَةِ وَالمَلائِکَةِ المُسَبِّحینَ صَلِّ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ وَاقضِ حاجاتِها وتَغَمَّد هَفَواتِها وتَجاوَز فَرَطاتِها فَالوَیلُ لَها إن صادَفَت نَقِمَتَکَ وَالفَوزُ لَها إن أدرَکَت رَحمَتَکَ فَیا مَن یُخافُ عَدلُهُ ویُرجی فَضلُهُ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاجعَل دُعائی مَنوطاً بِالإِجابَةِ وتَسبیحی مَوصولاً بِالإِثابَةِ ولَیلی مَقروناً بِعَظیمِ صَباحٍ سَلَفَ مِن عُمُری بَرَکَةً وإِیماناً وأَوفاهُ سَعادَةً وأَمناً إنَّکَ خَیرُ مَسؤُولٍ وأَکرَمُ مَأمولٍ وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)
393.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی علیه السلام یَقولُ:
نَعوذُ بِاللّهِ مِنَ الذُّنوبِ الَّتی تُعَجِّلُ الفَناءَ،وتُقَرِّبُ الآجالَ،وتُخلِی الدِّیارَ؛وهِیَ قَطیعَةُ الرَّحِمِ،وَالعُقوقُ،وتَرکُ البِرِّ. (2)
394.الإمام الباقر علیه السلام: مَن قالَ إذا أصبَحَ:
«اللّهُمَّ إنّی أصبَحتُ فی ذِمَّتِکَ وجِوارِکَ،اللّهُمَّ إنّی أستَودِعُکَ دینی ونَفسی ودُنیایَ وآخِرَتی وأَهلی ومالی،وأَعوذُ بِکَ یا عَظیمُ مِن شَرِّ خَلقِکَ جَمیعاً،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما یُبلِسُ (3)بِهِ إبلیسُ وجُنودُهُ».
إذا قالَ هذَا الکَلامَ،لَم یَضُرَّهُ یَومَهُ ذلِکَ شَیءٌ،وإذا أمسی فَقالَهُ،لَم یَضُرَّهُ تِلکَ اللَّیلَةَ
ص:327
شَیءٌ إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (1)
395.الإمام الصادق علیه السلام: حَصِّنوا أموالَکُم وأَهلیکُم وأَحرِزوهُم بِهذِهِ،وقولوها بَعدَ صَلاةِ العِشاءِ الآخِرَةِ:«اُعیذُ نَفسی وذُرِّیَّتی وأَهلَ بَیتی ومالی بِکَلِماتِ اللّهِ التّامَّةِ،مِن کُلِّ شَیطانٍ وهامَّةٍ،ومِن کُلِّ عَینٍ لامَّةٍ»،وهِیَ العوذَةُ الَّتی عَوَّذَ بِها (2)جَبرَئیلُ علیه السلام الحَسَنَ وَالحُسَینَ علیهما السلام. (3)
396.الکافی عن مفضّل بن عمر: قالَ لی أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنِ استَطَعتَ ألّا تَبیتَ لَیلَةً حَتّی تَعَوَّذَ بِأَحَدَ عَشَرَ حَرفاً.قُلتُ:أخبِرنی بِها؟قالَ:قُل:
«أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِقُدرَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِجَلالِ اللّهِ،وأَعوذُ بِسُلطانِ اللّهِ،وأَعوذُ بِجَمالِ اللّهِ،وأَعوذُ بِدَفعِ اللّهِ،وأَعوذُ بِمَنعِ اللّهِ،وأَعوذُ بِجَمعِ اللّهِ،وأَعوذُ بِمُلکِ اللّهِ،وأَعوذُ بِوَجهِ اللّهِ،وأَعوذُ بِرَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،مِن شَرِّ ما خَلَقَ وبَرَأَ وذَرَأَ».
وتَعَوَّذ بِهِ کُلَّما شِئتَ. (4)
397.الإمام الصادق علیه السلام -لِأَبی بَصیرٍ-:
قُل أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِقُدرَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِجَلالِ اللّهِ،وأَعوذُ بِعَظَمَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِعَفوِ اللّهِ،وأَعوذُ بِمَغفِرَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِرَحمَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِسُلطانِ اللّهِ الَّذی هُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وأَعوذُ بِکَرَمِ اللّهِ،وأَعوذُ بِجَمعِ اللّهِ،مِن شَرِّ کُلِّ جَبّارٍ عَنیدٍ،وکُلِّ شَیطانٍ
ص:328
مَریدٍ،وشَرِّ کُلِّ قَریبٍ أو بَعیدٍ أو ضَعیفٍ أو شَدیدٍ،ومِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ وَالعامَّةِ، ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ صَغیرَةٍ أو کَبیرَةٍ،بِلَیلٍ أو نَهارٍ،ومِن شَرِّ فُسّاقِ العَرَبِ وَالعَجَمِ،ومِن شَرِّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنسِ. (1)
398.عنه علیه السلام:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ حُسنَ الظَّنِّ بِکَ،وَالصِّدقَ فِی التَّوَکُّلِ عَلَیکَ.وأَعوذُ بِکَ أن تَبتَلِیَنی بِبَلِیَّةٍ تَحمِلُنی ضَرورَتُها عَلَی التَّعَوُّذِ بِشَیءٍ مِن مَعاصیکَ،وأَعوذُ بِکَ أن تُدخِلَنی فی حالٍ- کُنتُ أو أکونُ فیها فی عُسرٍ أو یُسرٍ-أظُنُّ أنَّ مَعاصِیَکَ أنجَحُ لی مِن طاعَتِکَ،وأَعوذُ بِکَ أن أقولَ قَولاً حَقّاً مِن طاعَتِکَ ألتَمِسُ بِهِ سِواکَ،وأَعوذُ بِکَ أن تَجعَلَنی عِظَةً لِغَیری، وأَعوذُ بِکَ أن یَکونَ أحَدٌ أسعَدَ بِما آتَیتَنی بِهِ مِنّی.
وأَعوذُ بِکَ أن أتَکَلَّفَ طَلَبَ ما لَم تَقسِم لی،وما قَسَمتَ لی مِن قِسمٍ،أو رَزَقتَنی مِن رِزقٍ،فَائتِنی بِهِ فی یُسرٍ مِنکَ وعافِیَةٍ،حَلالاً طَیِّباً.
وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ شَیءٍ زَحزَحَ بَینی وبَینَکَ،وباعَدَ بَینی وبَینَکَ،أو نَقَصَ بِهِ حَظَّی عِندَکَ،أو صَرَفَ بِوَجهِکَ الکَریمِ عَنّی.
وأَعوذُ بِکَ أن تَحولَ خَطیئَتی أو ظُلمی،أو جُرمی وإسرافی عَلی نَفسی،وَاتِّباعُ هَوایَ وَاستِعجالُ شَهوَتی،دونَ مَغفِرَتِکَ ورِضوانِکَ،وثَوابِکَ ونائِلِکَ،وبَرَکاتِکَ ومَوعودِکَ الحَسَنِ الجَمیلِ عَلی نَفسِکَ. (2)
راجع:نهج الذکر:ج 2 ص 111-316 (القسم الثامن:الاستعاذة).
ص:329
ص:330
رَبَّنا إِنَّنا آمَنّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ قِنا عَذابَ النّارِ . (1)
رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَکُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِینَ . (2)
أَنْتَ وَلِیُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا وَ أَنْتَ خَیْرُ الْغافِرِینَ . (3)
رَبَّنا آمَنّا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا وَ أَنْتَ خَیْرُ الرّاحِمِینَ . (4)
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونا بِالْإِیمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِی قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّکَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ . (5)
رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ لِوالِدَیَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِ الظّالِمِینَ إِلاّ تَباراً . (6)
آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ کُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِکَتِهِ وَ کُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ
ص:331
بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَکَ رَبَّنا وَ إِلَیْکَ الْمَصِیرُ * لا یُکَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها لَها ما کَسَبَتْ وَ عَلَیْها مَا اکْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً کَما حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ . (1)
399.سنن الترمذی عن ابن عمر: کانَ یُعَدُّ لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فِی المَجلِسِ الواحِدِ مِئَةَ مَرَّةٍ مِن قَبلِ أن یَقومَ:
رَبِّ اغفِر لی وتُب عَلَیَّ إنَّکَ أنتَ التَّوّابُ الغَفورُ. (2)
400.صحیح البخاری عن شدّاد بن أوس عن النبیّ صلی الله علیه و آله: سَیِّدُ الاِستِغفارِ أن تَقولَ:
اللّهُمَّ أنتَ رَبّی لا إلهَ إلّاأنتَ،خَلَقتَنی وأَنَا عَبدُکَ وأَنَا عَلی عَهدِکَ ووَعدِکَ مَا استَطَعتُ،أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما صَنَعتُ،أبوءُ لَکَ بِنِعمَتِکَ عَلَیَّ،وأَبوءُ لَکَ بِذَنبی،فَاغفِر لی فَإِنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ.
قالَ:ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ موقِناً بِها فَماتَ مِن یَومِهِ قَبلَ أن یُمسِیَ فَهُوَ مِن أهلِ الجَنَّةِ،ومَن قالَها مِنَ اللَّیلِ وهُوَ موقِنٌ بِها فَماتَ قَبلَ أن یُصبِحَ فَهُوَ مِن أهلِ الجَنَّةِ. (3)
ص:332
401.الإمام علیّ علیه السلام: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذَا استَفتَحَ الصَّلاةَ قالَ:
لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ،ظَلَمتُ نَفسی وعَمِلتُ سوءً،فَاغفِر لی،إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ. (1)
402.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ إذا وَضَعَ وَجهَهُ لِلسُّجودِ:
اللّهُمَّ مَغفِرَتُکَ أوسَعُ مِن ذُنوبی،ورَحمَتُکَ أرجی عِندی مِن عَمَلی،فَاغفِر لی ذُنوبی، یا حَیّاً لا یَموتُ. (2)
403.صحیح مسلم عن أبی هریرة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی سُجودِهِ:
اللّهُمَّ اغفِر لی ذَنبی کُلَّهُ،دِقَّهُ وجِلَّهُ (3)،وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ،وعَلانِیَتَهُ وسِرَّهُ. (4)
404.مسند ابن حنبل عن عمران بن حصین: کانَ عامَّةُ دُعاءِ نَبِیِّ اللّهِ صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ اغفِر لی ما أخطَأتُ وما تَعَمَّدتُ،وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،وما جَهِلتُ وما عَلِمتُ (5). (6)
405.صحیح البخاری عن أبی موسی الأشعریّ عن النبیّ صلی الله علیه و آله -أنَّهُ کانَ یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ-:
رَبِّ اغفِر لی خَطیئَتی وجَهلی،وإسرافی فی أمری کُلِّهِ،وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی.
اللّهُمَّ اغفِر لی خَطایایَ وعَمدی وجَهلی،وهَزلی (7)،وکُلُّ ذلِکَ عِندی.
ص:333
اللّهُمَّ اغفِر لی ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ،وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،أنتَ المُقَدِّمُ وأَنتَ المُؤَخِّرُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)
406.مسند ابن حنبل عن أبی موسی الأشعری: سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ لِما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ،وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ،إنَّکَ أنتَ المُقَدِّمُ وأَنتَ المُؤَخِّرُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)
407.صحیح مسلم عن مصعب بن سعد عن أبیه: جاءَ أعرابِیٌّ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:
عَلِّمنی کَلاماً أقولُهُ.
قالَ:قُل:«لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،اللّهُ أکبَرُ کَبیراً،وَالحَمدُ للّهِ ِ کَثیراً، وسُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمینَ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَزیزِ الحَکیمِ».
قالَ:فَهؤُلاءِ لِرَبّی فَما لی؟
قالَ:قُل:«اللّهُمَّ اغفِر لی وَارحَمنی وَاهدِنی وَارزُقنی». (3)
408.الإمام الصادق علیه السلام: مَرَّ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِرَجُلٍ وهُوَ ساجِدٌ ویَقولُ:
یا رَبِّ،ماذا عَلَیکَ أن تُرضِیَ عَنّی کُلَّ مَن کانَ لَهُ عِندی تَبِعَةٌ،وأَن تَغفِرَ لی ذُنوبی، وأَن تُدخِلَنِی الجَنَّةَ بِرَحمَتِکَ،فَإِنَّما عَفوُکَ عَنِ الظّالِمینَ،وأَ نَا مِنَ الظّالِمینَ،فَلتَسَعنی
ص:334
رَحمَتُکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:اِرفَع رَأسَکَ فَقَدِ استُجیبَ لَکَ،إنَّکَ دَعَوتَ بِدُعاءِ نَبِیٍّ کانَ عَلی عَهدِ عادٍ. (1)
راجع:ص54 ح 78 وج3 ص 109 (دعاءُ اللّیلة العشرین).
409.الإمام علیّ علیه السلام -مِن کَلِماتٍ کانَ یَدعو بِها-:
اللّهُمَّ اغفِر لی ما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّی،فَإِن عُدتُ فَعُد عَلَیَّ بِالمَغفِرَةِ.اللّهُمَّ اغفِر لی ما وَأَیتُ (2)مِن نَفسی ولَم تَجِد لَهُ وَفاءً عِندی.اللّهُمَّ اغفِر لی ما تَقَرَّبتُ بِهِ إلَیکَ بِلِسانی ثُمَّ خالَفَهُ قَلبی.اللّهُمَّ اغفِر لی رَمَزاتِ (3)الأَلحاظِ،وسَقَطاتِ الأَلفاظِ،وشَهَواتِ الجَنانِ، وهَفَواتِ اللِّسانِ. (4)
410.عنه علیه السلام -کانَ یَقولُ-:
اللّهُمَّ إنَّ ذُنوبی لا تَضُرُّکَ،وإنَّ رَحمَتَکَ إیّایَ لا تَنقُصُکَ،فَاغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ، وأَعطِنی ما لا یَنقُصُکَ. (5)
411.البلد الأمین: کانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَستَغفِرُ سَبعینَ مَرَّةً فی سَحَرِ کُلِّ لَیلَةٍ بِعَقِبِ رَکعَتَیِ الفَجرِ:
ص:335
[ 1.] اللّهُمَّ إنّی اثنی عَلَیکَ بِمَعونَتِکَ عَلی ما نِلتُ بِهِ الثَّناءَ عَلَیکَ،واُقِرُّ لَکَ عَلی نَفسی بِما أنتَ أهلُهُ،وَالمُستَوجِبُ لَهُ فی قَدرِ فَسادِ نِیَّتی وضَعفِ یَقینی.
اللّهُمَّ نِعمَ الإِلهُ أنتَ،ونِعمَ الرَّبُّ أنتَ وبِئسَ المَربوبُ أنَا،ونِعمَ المَولی أنتَ وبِئسَ العَبدُ أنَا،ونِعمَ المالِکُ أنتَ وبِئسَ المَملوکُ أنَا،فَکَم قَد أذنَبتُ فَعَفَوتَ عَن ذَنبی،وکَم قَد أجرَمتُ فَصَفَحتَ عَن جُرمی،وکَم قَد أخطَأتُ فَلَم تُؤاخِذنی،وکَم قَد تَعَمَّدتُ فَتَجاوَزتَ عَنّی،وکَم قَد عَثَرتُ فَأَقَلتَنی عَثرَتی ولَم تَأخُذنی عَلی غِرَّتی،فَأَنَا الظّالِمُ لِنَفسی،المُقِرُّ بِذَنبی،المُعتَرِفُ بِخَطیئَتی،فَیا غافِرَ الذُّنوبِ أستَغفِرُکَ لِذَنبی،وأَستَقیلُکَ لِعَثرَتی،فَأَحسِن إجابَتی،فَإِنَّکَ أهلُ الإِجابَةِ،وأَهلُ التَّقوی،وأَهلُ المَغفِرَةِ.
[ 2.] اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ قَوِیَ بَدَنی عَلَیهِ بِعافِیَتِکَ،أو نالَتهُ قُدرَتی بِفَضلِ نِعمَتِکَ،أو بَسَطتُ إلَیهِ یَدی بِتَوسِعَةِ رِزقِکَ،أوِ احتَجَبتُ فیهِ مِنَ النّاسِ بِسِترِکَ،أوِ اتَّکَلتُ فیهِ عِندَ خَوفی مِنهُ عَلی أناتِکَ،ووَثِقتُ مِن سَطوَتِکَ عَلَیَّ فیهِ بِحِلمِکَ،وعَوَّلتُ فیهِ عَلی کَرَمِ عَفوِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 3.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یَدعو إلی غَضَبِکَ،أو یُدنی مِن سَخَطِکَ،أو یَمیلُ بی إلی ما نَهَیتَنی عَنهُ،أو یَنآنی (1)عَمّا دَعَوتَنی إلَیهِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 4.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ استَمَلتُ إلَیهِ أحَداً مِن خَلقِکَ بِغَوایَتی،أو خَدَعتُهُ بِحیلَتی،فَعَلَّمتُهُ مِنهُ ما جَهِلَ،وعَمَّیتُ عَلَیهِ مِنهُ ما عَلِمَ،ولَقیتُکَ غَداً بِأَوزاری وأَوزارٍ مَعَ أوزاری،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 5.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یَدعو إلَی الغَیِّ (2)،ویُضِلُّ عَنِ الرُّشدِ،ویُقِلُّ الرِّزقَ،
ص:336
ویَمحَقُ التَّلدَ (1)،ویُخمِلُ الذِّکرَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 6.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ أتعَبتُ فیهِ جَوارِحی فی لَیلی ونَهاری،وقَدِ استَتَرتُ مِن عِبادِکَ بِسِتری،ولا سِترَ إلّاما سَتَرتَنی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 7.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ رَصَدَنی فیهِ أعدائی لِهَتکی،فَصَرَفتَ کَیدَهُم عَنّی، ولَم تُعِنهُم عَلی فَضیحَتی،کَأَنّی لَکَ وَلِیٌّ،فَنَصَرتَنی،وإلی مَتی یا رَبِّ أعصی فَتُمهِلُنی، وطالَما عَصَیتُکَ فَلَم تُؤاخِذنی،وسَأَلتُکَ عَلی سوءِ فِعلی فَأَعطَیتَنی،فَأَیُّ شُکرٍ یَقومُ عِندَکَ بِنِعمَةٍ مِن نِعَمِکَ عَلَیَّ؟! فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 8.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ قَدَّمتُ إلَیکَ فیهِ تَوبَتی،ثُمَّ واجَهتُ بِتَکَرُّمِ قَسَمی بِکَ (2)،وأَشهَدتُ عَلی نَفسی بِذلِکَ أولِیاءَکَ مِن عِبادِکَ أنّی غَیرُ عائِدٍ إلی مَعصِیَتِکَ،فَلَمّا قَصَدَنی بِکَیدِهِ الشَّیطانُ،ومالَ بی إلَیهِ (3)الخِذلانُ،ودَعَتنی نَفسی إلَی العِصیانِ،استَتَرتُ حَیاءً مِن عِبادِکَ،جُرأَةً مِنّی عَلَیکَ،وأَ نَا أعلَمُ أنَّهُ لا یَکُنُّنی مِنکَ سِترٌ ولا بابٌ،ولا یَحجُبُ نَظَرَکَ إلَیَّ حِجابٌ،فَخالَفتُکَ فِی المَعصِیَةِ إلی ما نَهَیتَنی عَنهُ،ثُمَّ کَشَفتَ السِّترَ عَنّی،وساوَیتُ أولِیاءَکَ کَأَنّی لَم أزَل لَکَ طائِعاً،وإلی أمرِکَ مُسارِعاً،ومِن وَعیدِکَ فازِعاً،فَلَبَّستُ عَلی عِبادِکَ،ولا یَعرِفُ بِسیرَتی غَیرُکَ،فَلَم تَسِمنی بِغَیرِ سِمَتِهِم،بَل
ص:337
أسبَغتَ عَلَیَّ مِثلَ نِعَمِهِم،ثُمَّ فَضَّلتَنی فی ذلِکَ عَلَیهِم،کَأَنّی عِندَکَ فی دَرَجَتِهِم،وما ذلِکَ إلّا بِحِلمِکَ وفَضلِ نِعمَتِکَ،فَلَکَ الحَمدُ مَولایَ،فَأَسأَ لُکَ یا اللّهُ کَما سَتَرتَهُ عَلَیَّ فِی الدُّنیا، ألّا تَفضَحَنی بِهِ فِی القِیامَةِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
[ 9.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ سَهِرتُ لَهُ لَیلی فِی التَّأَنّی لِإِتیانِهِ،وَالتَّخَلُّصِ إلی وُجودِهِ،حَتّی إذا أصبَحتُ تَخَطَّأتُ إلَیکَ بِحِلیَةِ الصّالِحینَ،وأَ نَا مُضمِرٌ خِلافَ رِضاکَ یا رَبَّ العالَمینَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 10.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ ظَلَمتُ بِسَبَبِهِ وَلِیّاً مِن أولِیائِکَ،أو نَصَرتُ بِهِ عَدُوّاً مِن أعدائِکَ،أو تَکَلَّمتُ فیهِ بِغَیرِ مَحَبَّتِکَ،أو نَهَضتُ فیهِ إلی غَیرِ طاعَتِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 11.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ نَهَیتَنی عَنهُ فَخالَفتُکَ إلَیهِ،أو حَذَّرتَنی إیّاهُ فَأَقَمتُ عَلَیهِ،أو قَبَّحتَهُ لی فَزَیَّنتُهُ لِنَفسی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 12.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ نَسیتُهُ فَأَحصَیتَهُ،وتَهاوَنتُ بِهِ فَأَثبَتَّهُ، وجاهَرتُکَ (1)فیهِ فَسَتَرتَهُ عَلَیَّ،ولَو تُبتُ إلَیکَ مِنهُ لَغَفَرتَهُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 13.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ تَوَقَّعتُ فیهِ قَبلَ انقِضائِهِ تَعجیلَ العُقوبَةِ،فَأَمهَلتَنی وأَدلَیتَ عَلَیَّ سِتراً،فَلَم آلُ (2)فی هَتکِهِ عَنّی جَهداً،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 14.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یَصرِفُ عَنّی رَحمَتَکَ،أو یُحِلُّ بی نَقِمَتَکَ،أو
ص:338
یَحرِمُنی کَرامَتَکَ،أو یُزیلُ عَنّی نِعمَتَکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 15.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یورِثُ الفَناءَ،أو یُحِلُّ البَلاءَ،أو یُشمِتُ الأَعداءَ، أو یَکشِفُ الغِطاءَ،أو یَحبِسُ قَطرَ السَّماءِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 16.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ عَیَّرتُ بِهِ أحَداً مِن خَلقِکَ،أو قَبَّحتُهُ مِن فِعلِ أحَدٍ مِن بَرِیَّتِکَ،ثُمَّ تَقَحَّمتُ عَلَیهِ وَانتَهَکتُهُ،جُرأَةً مِنّی عَلی مَعصِیَتِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 17.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ تُبتُ إلَیکَ مِنهُ،وأَقدَمتُ عَلی فِعلِهِ،فَاستَحیَیتُ مِنکَ وأَنَا عَلَیهِ،ورَهِبتُکَ وأَ نَا فیهِ،ثُمَّ استَقَلتُکَ مِنهُ وعُدتُ إلَیهِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 18.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ ثَوَّرَکَ عَلَیَّ (1)،ووَجَبَ فی فِعلی بِسَبَبِ عَهدٍ عاهَدتُکَ عَلَیهِ،أو عَقدٍ عَقَدتُهُ لَکَ،أو ذِمَّةٍ آلَیتُ بِها مِن أجلِکَ لِأَحَدٍ مِن خَلقِکَ،ثُمَّ نَقَضتُ ذلِکَ مِن غَیرِ ضَرورَةٍ لِرَغبَتی فیهِ،بَلِ استَزَلَّنی عَنِ الوَفاءِ بِهِ البَطَرُ (2)،وَاستَحَطَّنی عَن رِعایَتِهِ الأَشَرُ (3)،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 19.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ لَحِقَنی بِسَبَبِ نِعمَةٍ أنعَمتَ بِها عَلَیَّ،فَقَویتُ بِها عَلی مَعصِیَتِکَ،وخالَفتُ بِها أمرَکَ،وقَدِمتُ بِها عَلی وَعیدِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
ص:339
[ 20.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ قَدَّمتُ فیهِ شَهوَتی عَلی طاعَتِکَ،وآثَرتُ فیهِ مَحَبَّتی عَلی أمرِکَ،وأَرضَیتُ نَفسی فیهِ بِسَخَطِکَ؛إذ رَهَّبتَنی مِنهُ بِنَهیِکَ،وقَدَّمتَ إلَیَّ فیهِ بِإِعذارِکَ،وَاحتَجَجتَ عَلَیَّ فیهِ بِوَعیدِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 21.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ عَلِمتُهُ مِن نَفسی،أو نَسیتُهُ أو ذَکَرتُهُ،أو تَعَمَّدتُهُ أو أخطَأتُ،فیما لا أشُکُّ أنَّکَ سائِلی عَنهُ،وأَنَّ نَفسی بِهِ مُرتَهَنَةٌ لَدَیکَ،وإن کُنتُ قَد نَسیتُهُ وغَفَلتُ عَنهُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 22.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ واجَهتُکَ بِهِ،وقَد أیقَنتُ أنَّکَ تَرانی عَلَیهِ، واُغفِلتُ أن أتوبَ إلَیکَ مِنهُ،واُنسیتُ أن أستَغفِرَکَ لَهُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 23.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ دَخَلتُ فیهِ بِحُسنِ ظَنّی بِکَ ألّا تُعَذِّبَنی عَلَیهِ، ورَجَوتُکَ لِمَغفِرَتِهِ فَأَقدَمتُ عَلَیهِ،وقَد عَوَّلَت نَفسی عَلی مَعرِفَتی بِکَرَمِکَ،ألّا تَفضَحَنی بَعدَ أن سَتَرتَهُ عَلَیَّ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 24.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ استَوجَبتُ مِنکَ بِهِ رَدَّ الدُّعاءِ،وحِرمانَ الإِجابَةِ، وخَیبَةَ الطَّمَعِ،وَانفِساخَ الرَّجاءِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 25.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یُعقِبُ الحَسرَةَ،ویورِثُ النَّدامَةَ،ویَحبِسُ الرِّزقَ، ویَرُدُّ الدُّعاءَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 26.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یورِثُ الأَسقامَ وَالفَناءَ،ویوجِبُ النِّقَمَ وَالبَلاءَ، ویَکونُ فِی القِیامَةِ حَسرَةً ونَدامَةً،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
ص:340
[ 27.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ مَدَحتُهُ بِلِسانی،أو أضمَرَهُ جَنانی،أو هَشَّت (1)إلَیهِ نَفسی،أو أتَیتُهُ بِفَعالی،أو کَتَبتُهُ بِیَدی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 28.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ خَلَوتُ بِهِ فی لَیلٍ أو نَهارٍ،وأَرخَیتَ عَلَیَّ فیهِ الأَستارَ،حَیثُ لا یَرانی إلّاأنتَ یا جَبّارُ،فَارتابَت فیهِ نَفسی،ومَیَّزتُ بَینَ تَرکِهِ لِخَوفِکَ وَانتِهاکِهِ لِحُسنِ الظَّنِّ بِکَ،فَسَوَّلَت لی نَفسِیَ الإِقدامَ عَلَیهِ،فَواقَعتُهُ وأَ نَا عارِفٌ بِمَعصِیَتی فیهِ لَکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 29.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ استَقلَلتُهُ أوِ استَکثَرتُهُ،أوِ استَعظَمتُهُ أوِ استَصغَرتُهُ،أو وَرَّطَنی جَهلی فیهِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 30.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ مالَأتُ (2)فیهِ عَلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ،أو أسَأتُ بِسَبَبِهِ إلی أحَدٍ مِن بَرِیَّتِکَ،أو زَیَّنَتهُ لی نَفسی،أو أشَرتُ بِهِ إلی غَیری،أو دَلَلتُ عَلَیهِ سِوایَ، أو أصرَرتُ عَلَیهِ بِعَمدی،أو أقَمتُ عَلَیهِ بِجَهلی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 31.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ خُنتُ فیهِ أمانَتی،أو بَخَستُ بِفِعلِهِ نَفسی،أو أخطَأتُ بِهِ عَلی بَدَنی،أو آثَرتُ فیهِ شَهَواتی،أو قَدَّمتُ فیهِ لَذّاتی،أو سَعَیتُ فیهِ لِغَیری،أوِ استَغوَیتُ إلَیهِ مَن تابَعَنی،أو کاثَرتُ فیهِ مَن مَنَعَنی،أو قَهَرتُ عَلَیهِ مَن غالَبَنی،أو غَلَبتُ عَلَیهِ بِحیلَتی،أوِ استَزَلَّنی إلَیهِ مَیلی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
ص:341
[ 32.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ استَعَنتُ عَلَیهِ بِحیلَةٍ تُدنی مِن غَضَبِکَ،أوِ استَظهَرتُ بِنَیلِهِ عَلی أهلِ طاعَتِکَ،أوِ استَمَلتُ بِهِ أحَداً إلی مَعصِیَتِکَ،أو راءَیتُ فیهِ عِبادَکَ،أو لَبَّستُ عَلَیهِم بِفِعالی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 33.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ کَتَبتَهُ عَلَیَّ بِسَبَبِ عُجبٍ کانَ مِنّی بِنَفسی،أو رِیاءٍ،أو سُمعَةٍ،أو خُیَلاءَ،أو فَرَحٍ،أو حِقدٍ،أو مَرَحٍ،أو أشَرٍ،أو بَطَرٍ،أو حَمِیَّةٍ،أو عَصَبِیَّةٍ،أو رِضاً،أو سَخَطٍ،أو سَخاءٍ،أو شُحٍّ،أو ظُلمٍ،أو خِیانَةٍ،أو سَرِقَةٍ،أو کَذِبٍ،أو نَمیمَةٍ،أو لَهوٍ،أو لَعِبٍ،أو نَوعٍ مِمّا یُکتَسَبُ بِمِثلِهِ الذُّنوبُ،ویَکونُ فِی اجتِراحِهِ العَطَبُ (1)،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 34.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ سَبَقَ فی عِلمِکَ أنّی فاعِلُهُ بِقُدرَتِکَ الَّتی قَدَرتَ بِها عَلی کُلِّ شَیءٍ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 35.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ رَهِبتُ فیهِ سِواکَ،أو عادَیتُ فیهِ أولِیاءَکَ،أو والَیتُ فیهِ أعداءَکَ،أو خَذَلتُ فیهِ أحِبّاءَکَ،أو تَعَرَّضتُ فیهِ لِشَیءٍ مِن غَضَبِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 36.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ تُبتُ إلَیکَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فیهِ،ونَقَضتُ العَهدَ فیما بَینی وبَینَکَ جُرأَةً مِنّی عَلَیکَ،لِمَعرِفَتی بِکَرَمِکَ وعَفوِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 37.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ أدنانی مِن عَذابِکَ،أو نَآنی (2)عَن ثَوابِکَ،أو حَجَبَ عَنّی رَحمَتَکَ،أو کَدَّرَ عَلَیَّ نِعمَتَکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
ص:342
[ 38.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ حَلَلتُ بِهِ عَقداً شَدَدتَهُ،أو حَرَمتُ بِهِ نَفسی خَیراً وَعَدتَنی بِهِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 39.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ ارتَکَبتُهُ بِشُمولِ عافِیَتِکَ،أو تَمَکَّنتُ مِنهُ بِفَضلِ نِعمَتِکَ،أو قَویتُ عَلَیهِ بِسابِغِ رِزقِکَ،أو خَیرٍ أرَدتُ بِهِ وَجهَکَ،فَخالَطَنی فیهِ وشارَکَ فِعلی ما لا یَخلُصُ لَکَ،أو وَجَبَ عَلَیَّ ما أرَدتُ بِهِ سِواکَ،فَکَثیرٌ مّا یَکونُ کَذلِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 40.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ دَعَتنِی الرُّخصَةُ فَحَلَّلتُهُ لِنَفسی،وهُوَ فیما عِندَکَ مُحَرَّمٌ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 41.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ خَفِیَ عَن خَلقِکَ،ولَم یَعزُب (1)عَنکَ،فَاستَقَلتُکَ مِنهُ فَأَقَلتَنی،ثُمَّ عُدتُ فیهِ فَسَتَرتَهُ عَلَیَّ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 42.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ خَطَوتُ إلَیهِ بِرِجلی،أو مَدَدتُ إلَیهِ یَدی،أو تَأَمَّلَهُ بَصری،أو أصغَیتُ إلَیهِ بِسَمعی،أو نَطَقَ بِهِ لِسانی،أو أنفَقتُ فیهِ ما رَزَقتَنی،ثُمَّ استَرزَقتُکَ عَلی عِصیانی فَرَزَقتَنی،ثُمَّ استَعَنتُ بِرِزقِکَ عَلی مَعصِیَتِکَ فَسَتَرتَ عَلَیَّ،ثُمَّ سَأَلتُکَ الزِّیادَةَ فَلَم تُخَیِّبنی،وجاهَرتُکَ فیهِ فَلَم تَفضَحنی،فَلا أزالُ مُصِرّاً عَلی مَعصِیَتِکَ،ولا تَزالُ عائِداً عَلَیَّ بِحِلمِکَ ومَغفِرَتِکَ،یا أکرَمَ الأَکرَمینَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 43.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یوجِبُ عَلَیَّ صَغیرُهُ ألیمَ عَذابِکَ،ویُحِلُّ بی کَبیرُهُ شَدیدَ عِقابِکَ،وفی إتیانِهِ تَعجیلُ نَقِمَتِکَ،وفِی الإِصرارِ عَلَیهِ زَوالُ نِعمَتِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
ص:343
[ 44.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ لَم یَطَّلِع عَلَیهِ أحَدٌ سِواکَ،ولا عَلِمَهُ أحَدٌ غَیرُکَ، ولا یُنجینی مِنهُ إلّاحِلمُکَ،ولا یَسَعُهُ إلّاعَفوُکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 45.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یُزیلُ النِّعَمَ،أو یُحِلُّ النِّقَمَ،أو یُعَجِّلُ العَدَمَ،أو یُکثِرُ النَّدَمَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 46.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یَمحَقُ الحَسَناتِ،ویُضاعِفُ السَّیِّئاتِ،ویُعَجِّلُ النَّقِماتِ،ویُغضِبُکَ یا رَبَّ السَّماواتِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 47.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ أنتَ أحَقُّ بِمَعرِفَتِهِ؛إذ کُنتَ أولی بِسُترَتِهِ،فَإِنَّکَ أهلُ التَّقوی وأَهلُ المَغفِرَةِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 48.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ تَجَهَّمتُ (1)فیهِ وَلِیّاً مِن أولِیائِکَ،مُساعَدَةً فیهِ لِأَعدائِکَ،أو مَیلاً مَعَ أهلِ مَعصِیَتِکَ عَلی أهلِ طاعَتِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 49.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ ألبَسَنی کِبرَةً (2)،وَانهِماکی فیهِ ذِلَّةً،أو آیَسَنی مِن وُجودِ رَحمَتِکَ،أو قَصَّرَ بِیَ الیَأسُ عَنِ الرُّجوعِ إلی طاعَتِکَ؛لِمَعرِفَتی بِعَظیمِ جُرمی وسوءِ ظَنّی بِنَفسی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 50.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ أورَدَنِی الهَلَکَةَ لَولا رَحمَتُکَ،وأَحَلَّنی دارَ البَوارِ لَولا تَغَمُّدُکَ،وسَلَکَ بی سَبیلَ الغَیِّ لَولا رُشدُکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
ص:344
[ 51.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ ألهانی عَمّا هَدَیتَنی إلَیهِ،أو أمَرتَنی بِهِ أو نَهَیتَنی عَنهُ أو دَلَلتَنی عَلَیهِ،فیما فیهِ الحَظُّ لی لِبُلوغِ رِضاکَ،وإیثارِ مَحَبَّتِکَ،وَالقُربِ مِنکَ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 52.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یَرُدُّ عَنکَ دُعائی،أو یَقطَعُ مِنکَ رَجائی،أو یُطیلُ فی سَخَطِکَ عَنائی،أو یُقَصِّرُ عِندَکَ أمَلی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 53.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یُمیتُ القَلبَ،ویُشعِلُ الکَربَ (1)،ویُرضِی الشَّیطانَ،ویُسخِطُ الرَّحمنَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 54.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یُعقِبُ الیَأسَ مِن رَحمَتِکَ،وَالقُنوطَ مِن مَغفِرَتِکَ، وَالحِرمانَ مِن سَعَةِ ما عِندَکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 55.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ مَقَتُّ نَفسی عَلَیهِ إجلالاً لَکَ،فَأَظهَرتُ لَکَ التَّوبَةَ فَقَبِلتَ،وسَأَلتُکَ العَفوَ فَعَفَوتَ،ثُمَّ مالَ بِیَ الهَوی إلی مُعاوَدَتِهِ طَمَعاً فی سَعَةِ رَحمَتِکَ وکَریمِ عَفوِکَ،ناسِیاً لِوَعیدِکَ،راجِیاً لِجَمیلِ وَعدِکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 56.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یورِثُ سَوادَ الوُجوهِ،یَومَ تَبیَضُّ وُجوهُ أولِیائِکَ وتَسوَدُّ وُجوهُ أعدائِکَ؛إذ أقبَلَ بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ یَتَلاوَمُونَ (2)،فَقیلَ لَهُم: لا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَیْکُمْ بِالْوَعِیدِ (3)،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 57.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یَدعو إلَی الکُفرِ،ویُطیلُ الفِکرَ،ویورِثَ الفَقرَ،
ص:345
ویَجلِبُ العُسرَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 58.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یُدنِی الآجالَ،ویَقطَعُ الآمالَ،ویَبتُرُ الأَعمارَ،فُهتُ بِهِ أو صَمَتُّ عَنهُ؛حَیاءً مِنکَ عِندَ ذِکرِهِ،أو أکنَنتُهُ فی صَدری،أو عَلِمتَهُ مِنّی،فَإِنَّکَ تَعلَمُ السِّرَّ وأَخفی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 59.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یَکونُ فِی اجتِراحِهِ قَطعُ الرِّزقِ،ورَدُّ الدُّعاءِ، وتَواتُرُ البَلاءِ،ووُرودُ الهُمومِ،وتَضاعُفُ الغُمومِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 60.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یُبَغِّضُنی إلی عِبادِکَ،ویُنَفِّرُ عَنّی أولِیاءَکَ،أو یوحِشُ مِنّی أهلَ طاعَتِکَ؛لِوَحشَةِ المَعاصی،ورُکوبِ الحَوبِ (1)،وکَآبَةِ الذُّنوبِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 61.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ دَلَّستُ بِهِ مِنّی ما أظهَرتَهُ،أو کَشَفتُ عَنّی بِهِ ما سَتَرتَهُ،أو قَبَّحتُ بِهِ مِنّی ما زَیَّنتَهُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 62.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ لا یُنالُ بِهِ عَهدُکَ،ولا یُؤمَنُ مَعَهُ غَضَبُکَ،ولا تَنزِلُ مَعَهُ رَحمَتُکَ،ولا تَدومُ مَعَهُ نِعمَتُکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 63.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ استَخفَیتُ لَهُ ضَوءَ النَّهارِ مِن عِبادِکَ،وبارَزتُ بِهِ فی ظُلمَةِ اللَّیلِ؛جُرأَةً مِنّی عَلَیکَ،عَلی أنّی أعلَمُ أنَّ السِّرَّ عِندَکَ عَلانِیَةٌ،وأَنَّ الخَفِیَّةَ عِندَکَ بارِزَةٌ،وأَنَّهُ لَن یَمنَعَنی مِنکَ مانِعٌ،ولا یَنفَعُنی (2)عِندَکَ نافِعٌ،مِن مالٍ
ص:346
وبَنینَ،إلّاأن أتَیتُکَ بِقَلبٍ سَلیمٍ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 64.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ یورِثُ النِّسیانَ لِذِکرِکَ،ویُعقِبُ الغَفلَةَ عَن تَحذیرِکَ،أو یُمادی فِی الأَمنِ مِن مَکرِکَ،أو یُطمِعُ فی طَلَبِ الرِّزقِ مِن عِندِ غَیرِکَ،أو یُؤیِسُ مِن خَیرِ ما عِندَکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 65.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ لَحِقَنی بِسَبَبِ عَتبی عَلَیکَ فِی احتِباسِ الرِّزقِ عَنّی، وإعراضی عَنکَ ومَیلی إلی عِبادِکَ،بِالاِستِکانَةِ (1)لَهُم وَالتَّضَرُّعِ إلَیهِم،وقَد أسمَعتَنی قَولَکَ فی مُحکَمِ کِتابِکَ فَمَا اسْتَکانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما یَتَضَرَّعُونَ (2)،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 66.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ لَزِمَنی بِسَبَبِ کُربَةٍ استَعَنتُ عِندَها بِغَیرِکَ،أوِ استَبدَدتُ بِأَحَدٍ فیها دونَکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 67.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ حَمَلَنی عَلَی الخَوفِ مِن غَیرِکَ،أو دَعانی إلَی التَّواضُعِ لِأَحَدٍ مِن خَلقِکَ،أوِ استَمالَنی إلَیهِ الطَّمَعُ فیما عِندَهُ،أو زَیَّنَ لی طاعَتَهُ فی مَعصِیَتِکَ؛استِجراراً لِما فی یَدِهِ،وأَ نَا أعلَمُ بِحاجَتی إلَیکَ،لا غِنی لی عَنکَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 68.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ مَدَحتُهُ بِلِسانی،أو هَشَّت إلَیهِ نَفسی،أو حَسَّنتُهُ بِفَعالی،أو حَثَثتُ عَلَیهِ بِمَقالی،وهُوَ عِندَکَ قَبیحٌ تُعَذِّبُنی عَلَیهِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 69.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ مَثَّلَتهُ فِیَّ نَفسِی؛استِقلالاً لَهُ،وصَوَّرَت لِی
ص:347
استِصغارَهُ،وهَوَّنَت عَلَیَّ الاِستِخفافَ بِهِ حَتّی أورَطَتنی (1)فیهِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِرهُ لی یا خَیرَ الغافِرینَ.
[ 70.] اللّهُمَّ وأَستَغفِرُکَ لِکُلِّ ذَنبٍ جَری بِهِ عِلمُکَ،فِیَّ وعَلَیَّ إلی آخِرِ عُمُری بِجَمیعِ ذُنوبی،لِأَوَّلِها وآخِرِها،وعَمدِها وخَطَئِها،وقَلیلِها وکَثیرِها،ودَقیقِها وجَلیلِها، وقَدیمِها وحَدیثِها،وسِرِّها وعَلانِیَتِها،وجَمیعِ ما أنَا مُذنِبُهُ،وأَتوبُ إلَیکَ،وأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَغفِرَ لی جَمیعَ ما أحصَیتَ مِن مَظالِمِ العِبادِ قِبَلی،فَإِنَّ لِعِبادِکَ عَلَیَّ حُقوقاً أنَا مُرتَهَنٌ بِها،تَغفِرُها لی کَیفَ شِئتَ وأَنّی شِئتَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)
412.بحار الأنوار عن المصباح للکفعمی والبلد الأمین (3)والاختیار لابن باقی: یُستَحَبُّ أن یَقولَ فی قُنوتِ الوَترِ ما کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَقولُ فِی الاِستِغفارِ:
اللّهُمَّ إنَّکَ قُلتَ فی کِتابِکَ المُحکَمِ المُنزَلِ عَلی نَبِیِّکَ المُرسَلِ،وقَولُکَ الحَقُّ: کانُوا قَلِیلاً مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ * وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (4)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: ثُمَّ أَفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أَفاضَ النّاسُ وَ اسْتَغْفِرُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (5)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: اَلصّابِرِینَ وَ الصّادِقِینَ وَ الْقانِتِینَ وَ الْمُنْفِقِینَ وَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحارِ (6)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
ص:348
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ الَّذِینَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَکَرُوا اللّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَ مَنْ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَ لَمْ یُصِرُّوا عَلی ما فَعَلُوا وَ هُمْ یَعْلَمُونَ (1)،وأَنَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِی الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَکَّلْ عَلَی اللّهِ إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَکِّلِینَ (2)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُکَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوّاباً رَحِیماً (3)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ مَنْ یَعْمَلْ سُوءاً أَوْ یَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ یَسْتَغْفِرِ اللّهَ یَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَحِیماً (4)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: أَ فَلا یَتُوبُونَ إِلَی اللّهِ وَ یَسْتَغْفِرُونَهُ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ (5)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ ما کانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (6)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: اِسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِینَ مَرَّةً فَلَنْ یَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ (7)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: ما کانَ لِلنَّبِیِّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا أَنْ یَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِکِینَ وَ لَوْ
ص:349
کانُوا أُولِی قُرْبی مِنْ بَعْدِ ما تَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِیمِ (1)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ ما کانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِیمَ لِأَبِیهِ إِلاّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِیّاهُ (2)، وأَنَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ یُمَتِّعْکُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی وَ یُؤْتِ کُلَّ ذِی فَضْلٍ فَضْلَهُ (3)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: هُوَ أَنْشَأَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَکُمْ فِیها فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ إِنَّ رَبِّی قَرِیبٌ مُجِیبٌ (4)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ إِنَّ رَبِّی رَحِیمٌ وَدُودٌ (5)، وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: اِسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً وَ یَزِدْکُمْ قُوَّةً إِلی قُوَّتِکُمْ وَ لا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِینَ (6)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ اسْتَغْفِرِی لِذَنْبِکِ إِنَّکِ کُنْتِ مِنَ الْخاطِئِینَ (7)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: یا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنّا کُنّا خاطِئِینَ (8)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
ص:350
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَکُمْ رَبِّی إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (1)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ ما مَنَعَ النّاسَ أَنْ یُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدی وَ یَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ (2)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: سَلامٌ عَلَیْکَ سَأَسْتَغْفِرُ لَکَ رَبِّی إِنَّهُ کانَ بِی حَفِیًّا (3)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (4)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: یا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّیِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللّهَ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ (5)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ ظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَ خَرَّ راکِعاً وَ أَنابَ (6)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: اَلَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا (7)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِکَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ
ص:351
بِالْعَشِیِّ وَ الْإِبْکارِ (1)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: فَاسْتَقِیمُوا إِلَیْهِ وَ اسْتَغْفِرُوهُ (2)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ الْمَلائِکَةُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِی الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (3)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِکَ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ اللّهُ یَعْلَمُ مُتَقَلَّبَکُمْ وَ مَثْواکُمْ (4)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: سَیَقُولُ لَکَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَ أَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا (5)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: حَتّی تُؤْمِنُوا بِاللّهِ وَحْدَهُ إِلاّ قَوْلَ إِبْراهِیمَ لِأَبِیهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَکَ وَ ما أَمْلِکُ لَکَ مِنَ اللّهِ مِنْ شَیْءٍ رَبَّنا عَلَیْکَ تَوَکَّلْنا وَ إِلَیْکَ أَنَبْنا وَ إِلَیْکَ الْمَصِیرُ (6)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ لا یَعْصِینَکَ فِی مَعْرُوفٍ فَبایِعْهُنَّ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (7)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ تَعالَوْا یَسْتَغْفِرْ لَکُمْ رَسُولُ اللّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَ رَأَیْتَهُمْ یَصُدُّونَ وَ هُمْ مُسْتَکْبِرُونَ (8)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ یَغْفِرَ اللّهُ
ص:352
لَهُمْ (1)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: اِسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفّاراً (2)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِکُمْ مِنْ خَیْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللّهِ هُوَ خَیْراً وَ أَعْظَمَ أَجْراً وَ اسْتَغْفِرُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (3)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ.
وقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ کانَ تَوّاباً (4)،وأَ نَا أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ. (5)
413.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ رَجُلاً أتی أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،کانَ لی مالٌ وَرِثتُهُ ولَم انفِق مِنهُ دِرهَماً فی طاعَةِ اللّهِ عز و جل،ثُمَّ اکتَسَبتُ مِنهُ مالاً فَلَم انفِق مِنهُ دِرهَماً فی طاعَةِ اللّهِ،فَعَلِّمنی دُعاءً یُخلِفُ عَلَیَّ ما مَضی ویَغفِرُ لی ما عَمِلتُ،أو عَمَلاً أعمَلُهُ، قالَ:قُل.قالَ:وأَیَّ شَیءٍ أقولُ یا أمیرَ المُؤمِنینَ؟قالَ:قُل کَما أقولُ:
یا نوری فی کُلِّ ظُلمَةٍ،ویا انسی فی کُلِّ وَحشَةٍ،ویا رَجائی فی کُلِّ کُربَةٍ،ویا ثِقَتی فی کُلِّ شِدَّةٍ،ویا دَلیلی فِی الضَّلالَةِ،أنتَ دَلیلی إذَا انقَطَعَت دَلالَةُ الأَدِلّاءِ،فَإِنَّ دَلالَتَکَ لا تَنقَطِعُ،ولا یَضِلُّ مَن هَدَیتَ،أنعَمتَ عَلَیَّ فَأَسبَغتَ،ورَزَقتَنی فَوَفَّرتَ،وغَذَّیتَنی فَأَحسَنتَ غِذائی،وأَعطَیتَنی فَأَجزَلتَ بِلَا استِحقاقٍ لِذلِکَ بِفِعلٍ مِنّی ولکِنِ ابتِداءً مِنکَ؛ لِکَرَمِکَ وجودِکَ،فَتَقَوَّیتُ بِکَرَمِکَ عَلی مَعاصیکَ،وتَقَوَّیتُ بِرِزقِکَ عَلی سَخَطِکَ، وأَفنَیتُ عُمُری فیما لا تُحِبُّ،فَلَم یَمنَعکَ جُرأَتی عَلَیکَ ورُکوبی لِما نَهَیتَنی عَنهُ ودُخولی
ص:353
فیما حَرَّمتَ عَلَیَّ أن عُدتَ عَلَیَّ بِفَضلِکَ،ولَم یَمنَعنی حِلمُکَ عَنّی وعَودُکَ عَلَیَّ بِفَضلِکَ وأَن عُدتُ فی مَعاصیکَ،فَأَنتَ العَوّادُ بِالفَضلِ وأَ نَا العَوّادُ بِالمَعاصی،فَیا أکرَمَ مَن اقِرَّ لَهُ بِذَنبٍ،وأَعَزَّ مَن خُضِعَ لَهُ بِذُلٍّ،لِکَرَمِکَ أقرَرتُ بِذَنبی،ولِعِزِّکَ خَضَعتُ بِذُلّی،فَما أنتَ صانِعٌ بی فی کَرَمِکَ وإقراری بِذَنبی ! وعِزِّکَ وخُضوعی بِذُلِّی افعَل بی ما أنتَ أهلُهُ ولا تَفعَل بی ما أنَا أهلُهُ. (1)
راجع:ص 493 ح 673 وج2 ص 219 ح 1382 و 2245 وص 254 ح 1417.
414.الإمام الباقر أو الإمام الصادق علیهما السلام:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّ لَکَ الحَمدَ لا إلهَ إلّاأنتَ،المَنّانُ بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،إنّی سائِلٌ فَقیرٌ،وخائِفٌ مُستَجیرٌ،وتائِبٌ مُستَغفِرٌ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاغفِر لی ذُنوبی کُلَّها،قَدیمَها وحَدیثَها،وکُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ،اللّهُمَّ لا تُجهِد بَلائی،ولا تُشمِت بی أعدائی،فَإِنَّهُ لا دافِعَ ولا مانِعَ إلّاأنتَ. (2)
415.الکافی عن یعقوب بن شعیب عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: کانَ مِن دُعائِهِ یَقولُ:
یا نورُ یا قُدّوسُ،یا أوَّلَ الأَوَّلینَ ویا آخِرَ الآخِرینَ،یا رَحمنُ یا رَحیمُ،اغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُغَیِّرُ النِّعَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُحِلُّ النِّقَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَهتِکُ العِصَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُنزِلُ البَلاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُدیلُ (3)الأَعداءَ،وَاغفِر
ص:354
لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُعَجِّلُ الفَناءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَقطَعُ الرَّجاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُظلِمُ الهَواءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَکشِفُ الغِطاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَرُدُّ الدُّعاءَ، وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَرُدُّ غَیثَ السَّماءِ. (1)
راجع:ص 193 (أدعیة المناجاة/مناجاة التائبین)
وص 384 (دعوات لحوائج خاصّة/طلب عفو اللّه)
ونهج الذکر:ج 2 ص 317-478 (القسم التاسع:الاستغفار).
ص:355
ص:356
416.المستدرک علی الصحیحین عن ابن عبّاس: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله قالَ لِعَمِّهِ:أکثِرِ الدُّعاءَ بِالعافِیَةِ. (1)
417.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ ابنَ آدَمَ لَم یُعطَ شَیئاً أفضَلَ مِنَ العافِیَةِ،فَاسأَ لُوا اللّهَ العافِیَةَ. (2)
418.عنه صلی الله علیه و آله: ما سُئِلَ اللّهُ شَیئاً یُعطی أحَبَّ إلَیهِ مِن أن یُسأَلَ العافِیَةَ. (3)
419.سنن الترمذی عن أنس: إنَّ رَجُلاً جاءَ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،أیُّ الدُّعاءِ أفضَلُ؟قالَ:
سَل رَبَّکَ العافِیَةَ وَالمُعافاةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
ص:357
ثُمَّ أتاهُ فِی الیَومِ الثّانی فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ أیُّ الدُّعاءِ أفضَلُ؟فَقالَ لَهُ مِثلَ ذلِکَ،ثُمَّ أتاهُ فِی الیَومِ الثّالِثِ فَقالَ لَهُ مِثلَ ذلِکَ.قالَ:
فَإِذا اعطیتَ العافِیَةَ فِی الدُّنیا واُعطیتَها فِی الآخِرَةِ فَقَد أفلَحتَ. (1)
420.سنن الترمذی عن العبّاس بن عبدالمطّلب: قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،عَلِّمنی شَیئاً أسأَ لُهُ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ،قالَ:سَلِ اللّهَ العافِیَةَ،فَمَکَثتُ أیّاماً ثُمَّ جِئتُ فَقُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،عَلِّمنی شَیئاً أسأَ لُهُ اللّهَ،فَقالَ لی:
یا عَبّاسُ یا عَمَّ رَسولِ اللّهِ،سَلُوا اللّهَ العافِیَةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (2)
421.المعجم الأوسط عن عبد اللّه بن یزید عن عائشة -أنَّها قالَت-:یا رَسولَ اللّهِ،إن وافَقتُ لَیلَةَ القَدرِ ما أسأَلُ اللّهَ؟
قالَ [ صلی الله علیه و آله ]:سَلیهِ العافِیَةَ. (3)
راجع: نهج الدعاء :ص 211 (إرشادات فی تصحیح الأدعیة/اللّهُمَّ اجعَل عُقوبَتی فِی الدُّنیا) و معانی الأخبار :ص 230 ح 1 و الدعوات :ص 114 ح 261.
الکتاب
وَ أَیُّوبَ إِذْ نادی رَبَّهُ أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَکَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَ آتَیْناهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَ ذِکْری لِلْعابِدِینَ . (4)
ص:358
الحدیث
422.مکارم الأخلاق: کانَ مِن دُعاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ إنی أسأَ لُکَ العافِیَةَ،وشُکرَ العافِیَةِ،وتَمامَ العافِیَةِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (1)
423.الدعوات: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَدعو ویَقولُ:«أسأَ لُکَ تَمامَ العافِیَةَ».ثُمَّ قالَ:تَمامُ العافِیَةِ الفَوزُ بِالجَنَّةِ وَالنَّجاةُ مِنَ النّارِ. (2)
424.المعجم الکبیر عن معاذ بن جبل: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما مِن دَعوَةٍ أحَبُّ إلَی اللّهِ أن یَدعُوَهُ بِها عَبدٌ مِن أن یَقولَ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ المُعافاةَ-قالَ:أو قالَ:العافِیَةَ-فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (3)
425.الدعاء للطبرانی عن ابن عباس: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ فی دینی ودُنیایَ وأَهلی ومالی. (4)
426.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن عَبدٍ یَخافُ زَوالَ نِعمَةٍ أو فَجاءَةَ نَقِمَةٍ أو تَغَیُّرَ عافِیَةٍ ویَقولُ:«یا حَیُّ یا قَیّومُ،یا واحِدُ یا مَجیدُ،یا بَرُّ یا کَریمُ،یا رَحیمُ یا غَنِیُّ،تَمِّم عَلَینا نِعمَتَکَ،وهَب لَنا کَرامَتَکَ،وأَلبِسنا عافِیَتَکَ»إلّاأعطاهُ اللّهُ تَعالی خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (5)
427.سنن الترمذی عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:
ص:359
اللّهُمَّ عافِنی فی جَسَدی،وعافِنی فی بَصَری،وَاجعَلهُ الوارِثَ مِنّی،لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العَرشِ العَظیمِ،الحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ. (1)
428.الإمام علیّ علیه السلام: کانَ مِن دُعاءِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ مَتِّعنی بِسَمعی وبَصَری حَتّی تَجعَلَهُمَا الوارِثَ مِنّی،وعافِنی فی دینی وجَسَدی، وَانصُرنی مِمَّن ظَلَمَنی حَتّی تُرِیَنی فیهِ ثَأری،اللّهُمَّ إنّی أسلَمتُ نَفسی إلَیکَ،وفَوَّضتُ أمری إلَیکَ،وأَلجَأتُ ظَهری إلَیکَ،وخَلَّیتُ وَجهی إلَیکَ،لا مَلجَأَ مِنکَ إلّاإلَیکَ،آمَنتُ بِرَسولِکَ الَّذی أرسَلتَ،وبِکِتابِکَ الَّذی أنزَلتَ. (2)
429.سنن ابن ماجة عن عثمان بن حنیف: إنَّ رَجُلاً ضَریرَ البَصَرِ أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:اُدعُ اللّهَ لی أن یُعافِیَنی،فَقالَ:إن شِئتَ أخَّرتُ لَکَ وهُوَ خَیرٌ،وإن شِئتَ دَعَوتُ،فَقالَ:اُدعُهُ، فَأَمَرَهُ أن یَتَوَضَّأَ فَیُحسِنَ وُضوءَهُ،ویُصَلِّیَ رَکعَتَینِ،ویَدعُوَ بِهذَا الدُّعاءِ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ وأَتَوَجَّهُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ نَبِیِّ الرَّحمَةِ،یا مُحَمَّدُ إنّی قَد تَوَجَّهتُ بِکَ إلی رَبّی فی حاجَتی هذِهِ لِتُقضی،اللّهُمَّ فَشَفِّعهُ فِیَّ. (3)
430.الإمام علیّ علیه السلام: نَحمَدُهُ عَلی ما کانَ،ونَستَعینُهُ مِن أمرِنا عَلی ما یَکونُ،ونَسأَ لُهُ المُعافاةَ فِی الأَدیانِ،کَما نَسأَ لُهُ المُعافاةَ فِی الأَبدانِ. (4)
431.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام إذا سَأَلَ اللّهَ العافِیَهَ وشُکرَها-:
ص:360
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَلبِسنی عافِیَتَکَ،وجَلِّلنی عافِیَتَکَ،وحَصِّنّی بِعافِیَتِکَ، وأَکرِمنی بِعافِیَتِکَ،وأَغنِنی بِعافِیَتِکَ،وتَصَدَّق عَلَیَّ بِعافِیَتِکَ،وهَب لی عافِیَتَکَ، وأَفرِشنی عافِیَتَکَ،وأَصلِح لی عافِیَتَکَ،ولا تُفَرِّق بَینی وبَینَ عافِیَتِکَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وعافِنی عافِیَةً کافِیَةً شافِیَةً عالِیَةً نامِیَةً،عافِیَةً تُوَلِّدُ فی بَدَنِی العافِیَةَ،عافِیَةَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَامنُن عَلَیَّ بِالصِّحَّةِ وَالأَمنِ وَالسَّلامَةِ فی دینی وبَدَنی،وَالبَصیرَةِ فی قَلبی،وَالنَّفاذِ فی اموری،وَالخَشیَةِ لَکَ،وَالخَوفِ مِنکَ،وَالقُوَّةِ عَلی ما أمَرتَنی بِهِ مِن طاعَتِکَ،وَالاِجتِنابِ لِما نَهَیتَنی عَنهُ مِن مَعصِیَتِکَ.
اللّهُمَّ وَامنُن عَلَیَّ بِالحَجِّ وَالعُمرَةِ،وزِیارَةِ قَبرِ رَسولِکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ ورَحمَتُکَ وبَرَکاتُکَ عَلَیهِ وعَلی آلِهِ وآلِ رَسولِکَ عَلَیهِمُ السَّلامُ أبَداً ما أبقَیتَنی،فی عامی هذا وفی کُلِّ عامٍ،وَاجعَل ذلِکَ مَقبولاً مَشکوراً،مَذکوراً لَدَیکَ،مَذخوراً عِندَکَ،وأَنطِق بِحَمدِکَ وشُکرِکَ وذِکرِکَ وحُسنِ الثَّناءِ عَلَیکَ لِسانی،وَاشرَح لِمَراشِدِ دینِکَ قَلبی،وأَعِذنی وذُرِّیَّتی مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ،ومِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ (1)وَالعامَّةِ وَاللّامَّةِ (2)،ومِن شَرِّ کُلِّ شَیطانٍ مَریدٍ،ومِن شَرِّ کُلِّ سُلطانٍ عَنیدٍ،ومِن شَرِّ کُلِّ مُترَفٍ حَفیدٍ (3)،ومِن شَرِّ کُلِّ ضَعیفٍ وشَدیدٍ،ومِن شَرِّ کُلِّ شَریفٍ ووَضیعٍ،ومِن شَرِّ کُلِّ صَغیرٍ وکَبیرٍ،ومِن شَرِّ کُلِّ قَریبٍ وبَعیدٍ،ومِن شَرِّ کُلِّ مَن نَصَبَ لِرَسولِکَ ولِأَهلِ بَیتِهِ حَرباً مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّکَ عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ومَن أرادَنی بِسوءٍ فَاصرِفهُ عَنّی،وَادحَر عَنّی مَکرَهُ، وَادرَأ عَنّی شَرَّهُ،ورُدَّ کَیدَهُ فی نَحرِهِ،وَاجعَل بَینَ یَدَیهِ سَدّاً حَتّی تُعمِیَ عَنّی بَصَرَهُ، وتُصِمَّ عَن ذِکری سَمعَهُ،وتُقفِلَ دونَ إخطاری قَلبَهُ،وتُخرِسَ عَنّی لِسانَهُ،وتَقمَعَ رَأسَهُ،
ص:361
وتُذِلَّ عِزَّهُ،وتَکسِرَ جَبَروتَهُ،وتُذِلَّ رَقَبَتَهُ،وتَفسَخَ کِبرَهُ،وتُؤمِنَنی مِن جَمیعِ ضَرِّهِ وشَرِّهِ وغَمزِهِ وهَمزِهِ ولَمزِهِ وحَسَدِهِ وعَداوَتِهِ وحَبائِلِهِ ومَصائِدِهِ ورَجِلِهِ وخَیلِهِ (1)،إنَّکَ عَزیزٌ قَدیرٌ. (2)
432.عنه علیه السلام -فِی الاِعتِرافِ وطَلَبِ مَزیدِ العافِیَةِ-:
رَبِّ إنَّکَ قَد حَسَّنتَ خَلقی،وعَظَّمتَ عافِیَتی،ووَسَّعتَ عَلَیَّ فی رِزقِکَ،ولَم تَزَل تَنقُلُنی مِن نِعمَةٍ إلی کَرامَةٍ،ومِن کَرامَةٍ إلی رِضاً تُجَدِّدُ لی ذلِکَ فی لَیلی ونَهاری،لا أعرِفُ غَیرَ ما أنَا فیهِ مِن عافِیَتِکَ یا مَولایَ،حَتّی ظَنَنتُ أنَّ ذلِکَ واجِبٌ عَلَیکَ لی،وأَنَّهُ لا یَنبَغی لی أن أکونَ فی غَیرِ مَرتَبَتی،لِأَنّی لَم أذُق طَعمَ البَلاءِ فَأَجِدَ لَذَّةَ الرِّضا،ولَم یُذلِلنِی الفَقرُ فَأَعرِفَ لَذَّةَ الغِنی،ولَم یُلهِنِی الخَوفُ فَأَعرِفَ فَضلَ الأَمنِ.
یا إلهی ! فَأَصبَحتُ وأَمسَیتُ فی غَفلَةٍ مِمّا فیهِ غَیری مِمَّن هُوَ دونی،نَکِرتُ آلاءَکَ ولَم أشکُر نَعماءَکَ،ولَم أشُکَّ فی أنَّ الَّذی أنَا فیهِ دائِمٌ غَیرُ زائِلٍ عَنّی،ولا احَدِّثُ نَفسی بِانتِقالِ عافِیَةٍ،ولا حُلولِ فَقرٍ ولا خَوفٍ ولا حُزنٍ فی عاجِلِ دُنیایَ وفی آجِلِ آخِرَتی.
فَحالَ ذلِکَ بَینی وبَینَ التَّضَرُّعِ إلَیکَ فی دَوامِ ذلِکَ لی مَعَ ما أمَرتَنی بِهِ مِن شُکرِکَ، ووَعَدتَنی عَلَیهِ مِنَ المَزیدِ مِن لَدُنکَ،فَسَهَوتُ ولَهَوتُ وغَفَلتُ وأَشِرتُ (3)وبَطِرتُ وتَهاوَنتُ،حَتّی جاءَ التَّغَیُّرِ مَکانَ العافِیَةِ بِحُلولِ البَلاءِ،ونَزَلَ الضُّرُّ مَنزِلَ الصِّحَّةِ بِأَنواعِ الأَذی،وأَقبَلَ الفَقرُ بِإِزالَةِ الغِنی،فَعَرَفتُ ما کُنتُ فیهِ لِلَّذی صِرتُ إلَیهِ،فَسَأَلتُکَ مَسأَلَةَ مَن لا یَستَوجِبُ أن تَسمَعَ لَهُ دَعوَةً لِعَظیمِ ما کُنتُ فیهِ مِنَ الغَفلَةِ،وطَلَبتُ طَلِبَةَ مَن لا یَستَحِقُّ نَجاحَ الطَّلِبَةِ لِلَّذی کُنتُ فیهِ مِنَ اللَّهوِ وَالغِرَّةِ،وتَضَرَّعتُ تَضَرُّعَ مَن لا یَستَوجِبُ الرَّحمَةَ لِلَّذی کُنتُ فیهِ مِنَ الزَّهوِ وَالاِستِطالَةِ،فَرَکَنتُ إلی ما إلَیهِ صَیَّرتَنی،وإن کانَ الضُّرُّ
ص:362
قَد مَسَّنی،وَالفَقرُ قَد أذَلَّنی،وَالبَلاءُ قَد جاءَنی.
فَإِن یَکُ ذلِکَ یا إلهی مِن سَخَطِکَ عَلَیَّ،فَأَعوذُ بِحِلمِکَ مِن سَخَطِکَ یا مَولایَ،وإن کُنتَ أرَدتَ أن تَبلُوَنی فَقَد عَرَفتَ ضَعفی وقِلَّةَ حیلَتی،إذ قُلتَ: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً . (1)
وقُلتَ: فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَکْرَمَهُ وَ نَعَّمَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أَکْرَمَنِ * وَ أَمّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ فَیَقُولُ رَبِّی أَهانَنِ (2).
وقُلتَ: إِنَّ الْإِنْسانَ لَیَطْغی * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنی (3).
وقُلتَ: وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمّا کَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ کَأَنْ لَمْ یَدْعُنا إِلی ضُرٍّ مَسَّهُ (4).
وقُلتَ: وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِیباً إِلَیْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِیَ ما کانَ یَدْعُوا إِلَیْهِ مِنْ قَبْلُ (5).
وقُلتَ: وَ یَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَیْرِ وَ کانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً (6).
وقُلتَ: إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها (7).
صَدَقتَ وبَرَرتَ یا مَولایَ،فَهذِهِ صِفاتِی الَّتی أعرِفُها مِن نَفسی،قَد مَضَت بِقُدرَتِکَ فِیَّ،غَیرَ أن وَعَدتَنی مِنکَ وَعداً حَسَناً أن أدعُوَکَ فَتَستَجیبَ لی.
فَأَنَا أدعوکَ کَما أمَرتَنی،فَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی،وَاردُد عَلَیَّ نِعمَتَکَ،وَانقُلنی مِمّا
ص:363
أنَا فیهِ إلی ما هُوَ أکبَرُ مِنهُ،حَتّی أبلُغَ مِنهُ رِضاکَ،وأَنالَ بِهِ ما عِندَکَ فیما أعدَدتَهُ لِأَولِیائِکَ الصّالِحینَ،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ،قَریبٌ مُجیبٌ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ الأَخیارِ. (1)
433.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ یَومَ عَرَفَةَ-:
اللّهُمَّ...وسَربِلنی (2)بِسِربالِ عافِیَتِکَ،ورَدِّنی رِداءَ مُعافاتِکَ،وجَلِّلنی سَوابِغَ نَعمائِکَ، وظاهِر لَدَیَّ فَضلَکَ وطَولَکَ. (3)
434.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ عِندَ المَرَضِ-:
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ...وأَوجِدنی حَلاوَةَ العافِیَةِ،وأَذِقنی بَردَ السَّلامَةِ. (4)
435.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الاِستِقالَةِ-:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ...وَاستَصلِحنی بِالعافِیَةِ،وأَذِقنی حَلاوَةَ المَغفِرَةِ. (5)
436.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی مَکارِمِ الأَخلاقِ-:
اللّهُمَّ أنتَ عُدَّتی إن حَزِنتُ...فَامنُن عَلَیَّ قَبلَ البَلاءِ بِالعافِیَةِ. (6)
437.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ یَومَ الأَضحی وَالجُمُعَةِ-:
اللّهُمَّ...وأَذِقنی طَعمَ العافِیَةِ إلی مُنتَهی أجَلی،ولا تُشمِت بی عَدُوّی،ولا تُمَکِّنهُ مِن عُنُقی،ولا تُسَلِّطهُ عَلَیَّ. (7)
ص:364
438.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ لِوُلدِهِ علیهم السلام-:
اللّهُمَّ ومُنَّ عَلَیَّ بِبَقاءِ وُلدی...،وأَصِحَّ لی أبدانَهُم وأَدیانَهُم وأَخلاقَهُم،وعافِهِم فی أنفُسِهِم،وفی جَوارِحِهِم،وفی کُلِّ ما عُنیتُ بِهِ مِن أمرِهِم. (1)
439.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ یَومَ الأَحَدِ-:
إیّاکَ أرغَبُ فی لِباسِ العافِیَةِ وتَمامِها،وشُمولِ السَّلامَةِ ودَوامِها. (2)
440.عنه علیه السلام:
اللّهُمَّ کَرِّمنی بِالتَّقوی،وجَمِّلنی بِالنِّعَمِ،وَاغمُرنی بِالعافِیَةِ،وَارزُقنی شُکرَ العافِیَةِ. (3)
441.الإقبال: کانَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام یَقولُ فی دُعائِهِ:
اللّهُمَّ إنِ ابتَلَیتَنی فَصَبِّرنی،وَالعافِیَةُ أحَبُّ إلَیَّ. (4)
442.الإمام الباقر علیه السلام:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَلبِسنی عافِیَتَکَ الحَصینَةَ،فَإِنِ ابتَلَیتَنی فَصَبِّرنی، وَالعافِیَةُ أحَبُّ إلَیَّ. (5)
443.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذا أصبَحَ-:
ص:365
نَسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ مِن کُلِّ سوءٍ وشَرٍّ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (1)
444.الإمام الصادق علیه السلام:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العافِیَةَ مِن جَهدِ البَلاءِ،وشَماتَةِ الأَعداءِ،وسوءِ القَضاءِ،ودَرکِ الشَّقاءِ،ومِنَ الضَّرَرِ فِی المَعیشَةِ،وأَن تَبتَلِیَنی بِبَلاءٍ لا طاقَةَ لی بِهِ،أو تُسَلِّطَ عَلَیَّ طاغِیاً،أو تَهتِکَ لی سِتراً،أو تُبدِیَ لی عَورَةً،أو تُحاسِبَنی یَومَ القِیامَةِ مُناقِشاً،أحوَجَ ما أکونُ إلی عَفوِکَ وتَجاوُزِکَ عَنّی فیما سَلَفَ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الکَریمِ وکَلِماتِکَ التّامَّةِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَن تَجعَلَنی مِن عُتَقائِکَ وطُلَقائِکَ مِنَ النّارِ. (2)
445.عنه علیه السلام: أدنی ما یُجزیکَ مِنَ الدُّعاءِ بَعدَ المَکتوبَةِ أن تَقولَ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ مِن کُلِّ خَیرٍ أحاطَ بِهِ عِلمُکَ، ونَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ شَرٍّ أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ عافِیَتَکَ فی جَمیعِ امورِنا کُلِّها، ونَعوذُ بِکَ مِن خِزیِ الدُّنیا وعَذابِ الآخِرَةِ. (3)
446.الإمام الکاظم علیه السلام -مِن دُعائِهِ عِندَ دُخولِ شَهرِ رَمَضانَ-:
اللّهُمَّ...وبَلِّغنی بِرَحمَتِکَ کَمالَ العافِیَةِ بِتَمامِ دَوامِ العافِیَةِ،وَالنِّعمَةِ عِندی إلی مُنتَهی أجَلی. (4)
ص:366
447.الإمام الرضا علیه السلام: هذا دُعاءُ العافِیَةِ:
یا اللّهُ یا وَلِیَّ العافِیَةِ،وَالمَنّانَ بِالعافِیَةِ،ورازِقَ العافِیَةِ،وَالمُنعِمَ بِالعافِیَةِ،وَالمُتَفَضِّلَ بِالعافِیَةِ عَلَیَّ وعَلی جَمیعِ خَلقِهِ،ورَحمنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وعَجِّل لَنا فَرَجاً ومَخرَجاً،وَارزُقنِی العافِیَةَ ودَوامَ العافِیَةِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)
448.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ بَعدَ صَلاةِ الظُّهرِ-:
أسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ وَالمُعافاةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،عافِیَةَ الدُّنیا مِنَ البَلاءِ،وعافِیَةَ الآخِرَةِ مِنَ الشَّقاءِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العافِیَةَ،وتَمامَ العافِیَةِ،[ودَوامَ العافِیَةِ] (2)،وَالشُّکرَ عَلَی العافِیَةِ،یا وَلِیَّ العافِیَةِ. (3)
449.کتاب من لا یحضره الفقیه: رُوِیَ عَن مِسمَعٍ کِردینٍ أنَّهُ قالَ:صَلَّیتُ مَعَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام أربَعینَ صَباحاً،فَکانَ إذَا انفَتَلَ رَفَعَ یَدَیهِ إلَی السَّماءِ،وقالَ:
أصبَحنا وأَصبَحَ المُلکُ للّهِ ِ،اللّهمّ إنّا عَبیدُکَ وأَبناءُ عَبیدِکَ،اللّهُمَّ احفَظنا مِن حَیثُ نَحتَفِظُ ومِن حَیثُ لا نَحتَفِظُ،اللّهُمَّ احرُسنا مِن حَیثُ نَحتَرِسُ ومِن حَیثُ لا نَحتَرِسُ، اللّهُمَّ استُرنا مِن حَیثُ نَستَتِرُ ومِن حَیثُ لا نَستَتِرُ،اللّهُمَّ استُرنا بِالغِنی وَالعافِیَةِ،اللّهُمَّ ارزُقنَا العافِیَةَ ودَوامَ العافِیَةِ،وَارزُقنَا الشُّکرَ عَلَی العافِیَةِ. (4)
ص:367
450.الإمام الکاظم علیه السلام:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العافِیَةَ،وأَسأَ لُکَ جَمیلَ العافِیَةِ،وأَسأَ لُکَ شُکرَ العافِیَةِ،وأَسأَ لُکَ شُکرَ شُکرِ العافِیَةِ. (1)
راجع:ص 168 (دعوات الأبرار/دعاء أبی ذرّ).
451.الإمام الباقر علیه السلام: مَرِضَ عَلِیٌّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ،فَأَتاهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ لَهُ:قُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ تَعجیلَ عافِیَتِکَ،وصَبراً عَلی بَلِیَّتِکَ،وخُروجاً إلی رَحمَتِکَ. (2)
452.الکافی عن إسماعیل بن عبد الخالق: أبطَأَ رَجُلٌ مِن أصحابِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله عَنهُ،ثُمَّ أتاهُ فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما أبطَأَ بِکَ عَنّا؟فَقالَ:السُّقمُ وَالفَقرُ.
فَقالَ لَهُ:أفَلا اعَلِّمُکَ دُعاءً یَذهَبُ اللّهُ عَنکَ بِالسُّقمِ وَالفَقرِ؟قالَ:بَلی یا رَسولَ اللّهِ.
فَقالَ:قُل:
لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،تَوَکَّلتُ عَلَی الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً،ولَم یَکُن لَهُ شَریکٌ فِی المُلکِ،ولَم یَکُن لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وکَبِّرهُ تَکبیراً.
قالَ:فَما لَبِثَ أن عادَ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،قَد أذهَبَ اللّهُ عَنِّی السُّقمَ وَالفَقرَ. (3)
ص:368
453.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أصابَکَ مَرَضٌ،فَقُل:
لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،لَهُ المُلکُ ولَهُ الحَمدُ،یُحیی ویُمیتُ وهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ،وسُبحانَ رَبِّ العِبادِ،ورَبِّ البِلادِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ کَثیراً طَیِّباً مُبارَکاً فیهِ عَلی کُلِّ حالٍ،اللّهُ أکبَرُ کَبیراً،إجلالاً للّهِ ِ وکِبرِیائِهِ،وقُدرَتِهِ وعَظَمَتِهِ بِکُلِّ حالٍ،اللّهُمَّ إن کُنتَ کَتَبتَ عَلَیَّ فیهِ المَوتَ فَاغفِر لی،وأَخرِجنی مِن ذُنوبی،وأَسکِنّی جَنَّةَ عَدنٍ. (1)
454.عنه صلی الله علیه و آله: إذَا اشتَکی أحَدُکُم،فَلیَضَع یَدَهُ عَلی ذلِکَ الوَجَعِ،ثُمَّ لیَقُل:
بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ وقُدرَتِهِ،مِن شَرِّ وَجَعی هذا. (2)
455.سنن ابن ماجة عن عثمان بن أبی العاص: قَدِمتُ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وبی وَجَعٌ قَد کادَ یُبطِلُنی، فَقالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:اِجعَل یَدَکَ الیُمنی عَلَیهِ،وقُل:
«بِسمِ اللّهِ،أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ وقُدرَتِهِ،مِن شَرِّ ما أجِدُ واُحاذِرُ»سَبعَ مَرّاتٍ.
فَقُلتُ ذلِکَ،فَشَفانِیَ اللّهُ عز و جل. (3)
456.الإمام علیّ علیه السلام: دَخَلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَلی رَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ مَریضٍ یَعودُهُ،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،اُدعُ اللّهَ لی.فَقالَ صلی الله علیه و آله:قُل:
أسأَلُ اللّهَ العَظیمَ رَبَّ العَرشِ العَظیمِ،وأَسأَلُ اللّهَ الکَبیرَ.
ص:369
فَقالَها ثَلاثَ مَرّاتٍ،فَقامَ کَأَنَّما نَشِطَ (1)مِن عِقالٍ. (2)
457.السنن الکبری عن عبد اللّه بن حسن: إنَّ عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرٍ دَخَلَ عَلَی ابنٍ لَهُ مَریضٍ یُقالُ لَهُ صالِحٌ،فَقال:قُل:
لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العَرشِ العَظیمِ،اللّهُمَّ اغفِر لی،اللّهُمَّ ارحَمنی،اللّهُمَّ تَجاوَز عَنّی،اللّهُمَّ اعفُ عَنّی فَإِنَّکَ عَفُوٌّ غَفورٌ.
ثُمَّ قالَ:هؤُلاءِ الکَلِماتُ عَلَّمَنیهِنَّ عَمّی [عَلِیٌّ علیه السلام ] (3)،وذَکَرَ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عَلَّمَهُنَّ إیّاهُ. (4)
458.مهج الدعوات: دَخَلَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله عَلی فاطِمَةَ الزَّهراءِ علیها السلام فَوَجَدَ الحَسَنَ علیه السلام مَوعوکاً (5)،فَشَقَّ ذلِکَ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَنَزَلَ جَبرَئیلُ علیه السلام فَقالَ:یا مُحَمَّدُ،ألا اعَلِّمُکَ مَعاذَةً تَدعو بِها فَیَنجَلی بِها عَنهُ ما یَجِدُهُ؟قالَ:بَلی،قالَ:قُل:
اللّهُمَّ لا إلهَ إلّاأنتَ العَلِیُّ العَظیمُ،ذُو السُّلطانِ القَدیمِ،وَالمَنِّ العَظیمِ،وَالوَجهِ الکَریمِ، لا إلهَ إلّاأنتَ العَلِیُّ العَظیمُ،وَلِیُّ الکَلِماتِ التّامّاتِ وَالدَّعَواتِ المُستَجاباتِ،حُلَّ ما أصبَحَ بِفُلانٍ.
فَدَعَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلی جَبهَتِهِ،فَإِذا هُوَ بِعَونِ اللّهِ قَد أفاقَ. (6)
459.مهج الدعوات عن ابن عبّاس: کُنتُ عِندَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام جالِساً،فَدَخَلَ عَلَیهِ رَجُلٌ
ص:370
مُتَغَیِّرُ اللَّونِ،فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنّی رَجُلٌ مِسقامٌ کَثیرُ الأَوجاعِ،فَعَلِّمنی دُعاءً أستَعینُ بِهِ عَلی ذلِکَ،فَقالَ:اُعَلِّمُکَ دُعاءً عَلَّمَهُ جَبرَئیلُ علیه السلام لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی مَرَضِ الحَسَنِ وَالحُسَینِ،وهُوَ هذَا الدُّعاءُ:
إلهی کُلَّما أنعَمتَ عَلَیَّ بِنِعمَةٍ قَلَّ لَکَ عِندَها شُکری،وکُلَّمَا ابتَلَیتَنی بِبَلِیَّةٍ قَلَّ لَکَ عِندَها صَبری،فَیا مَن قَلَّ شُکری عِندَ نِعَمِهِ فَلَم یَحرِمنی،ویا مَن قَلَّ صَبری عِندَ بَلائِهِ فَلَم یَخذُلنی،ویا مَن رَآنی عَلَی المَعاصی فَلَم یَفضَحنی،و یا مَن رَآنی عَلَی الخَطایا فَلَم یُعاقِبنی عَلَیها،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاغفِر لی ذَنبی،وَاشفِنی مِن مَرَضی،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)
460.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام إذا مَرِضَ أو نَزَلَ بِهِ کَربٌ أو بَلِیَّةٌ-:
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی ما لَم أزَل أتَصَرَّفُ فیهِ مِن سَلامَةِ بَدَنی،ولَکَ الحَمدُ عَلی ما أحدَثتَ بی مِن عِلَّةٍ فی جَسَدی،فَما أدری یا إلهی أیُّ الحالَینِ أحَقُّ بِالشُّکرِ لَکَ؟وأَیُّ الوَقتَینِ أولی بِالحَمدِ لَکَ؟أوَقتُ الصِّحَّةِ الَّتی هَنَّأتَنی فیها طَیِّباتِ رِزقِکَ،ونَشَّطتَنی بِها لِابتِغاءِ مَرضاتِکَ وفَضلِکَ،وقَوَّیتَنی مَعَها عَلی ما وَفَّقتَنی لَهُ مِن طاعَتِکَ؟أم وَقتُ العِلَّةِ الَّتی مَحَّصتَنی بِها،وَالنِّعَمِ الَّتی أتحَفتَنی بِها تَخفیفاً لِما ثَقُلَ بِهِ عَلَیَّ ظَهری مِنَ الخَطیئاتِ، وتَطهیراً لِمَا انغَمَستُ فیهِ مِنَ السَّیِّئاتِ،وتَنبیهاً لِتَناوُلِ التَّوبَةِ،وتَذکیراً لِمَحوِ الحَوبَةِ (2)بِقَدیمِ النِّعمَةِ؟وفی خِلالِ ذلِکَ ما کَتَبَ لِیَ الکاتِبانِ مِن زَکِیِّ الأَعمالِ،ما لا قَلبٌ فَکَّرَ فیهِ، ولا لِسانٌ نَطَقَ بِهِ،ولا جارِحَةٌ تَکَلَّفَتهُ،بَل إفضالاً مِنکَ عَلَیَّ،وإحساناً مِن صَنیعِکَ إلَیَّ.
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وحَبِّب إلَیَّ ما رَضیتَ لی،ویَسِّر لی ما أحلَلتَ بی، وطَهِّرنی مِن دَنَسِ ما أسلَفتُ،وَامحُ عَنّی شَرَّ ما قَدَّمتُ،وأَوجِدنی حَلاوَةَ العافِیَةِ،وأَذِقنی بَردَ السَّلامَةِ،وَاجعَل مَخرَجی عَن عِلَّتی إلی عَفوِکَ،ومُتَحَوَّلی عَن صَرعَتی إلی تَجاوُزِکَ،
ص:371
وخَلاصی مِن کَربی إلی رَوحِکَ،وسَلامَتی مِن هذِهِ الشِّدَّةِ إلی فَرَجِکَ،إنَّکَ المُتَفَضِّلُ بِالإِحسانِ،المُتَطَوِّلُ بِالاِمتِنانِ،الوَهّابُ الکَریمُ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ. (1)
461.الإمام الباقر علیه السلام: إذَا اشتَکَی الإِنسانُ فَلیَقُل:
بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،ومُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِقُدرَةِ اللّهِ عَلی ما یَشاءُ مِن شَرِّ ما أجِدُ. (2)
462.الکافی عن أبی حمزة: عَرَضَ بی وَجَعٌ فی رُکبَتی،فَشَکَوتُ ذلِکَ إلی أبی جَعفَرٍ علیه السلام، فَقالَ:إذا أنتَ صَلَّیتَ فَقُل:
یا أجوَدَ مَن أعطی،ویا خَیرَ مَن سُئِلَ،ویا أرحَمَ مَنِ استُرحِمَ،ارحَم ضَعفی،وقِلَّةَ حیلَتی،وعافِنی مِن وَجَعی.
قالَ:فَفَعَلتُهُ،فَعوفیتُ. (3)
463.الإمام الصادق علیه السلام: دُعاءُ المَکروبِ فِی اللَّیلِ:
یا مُنزِلَ الشِّفاءِ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ،ومُذهِبَ الدّاءِ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ،أنزِل عَلَیَّ مِن شِفائِکَ شِفاءً لِکُلِّ ما بی مِنَ الدّاءِ. (4)
464.الکافی عن الحسین بن نعیم عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: اشتَکی بَعضُ وُلدِهِ:فَقالَ:یا بُنَیَّ،قُل:
اللّهُمَّ اشفِنی بِشِفائِکَ،وداوِنی بِدَوائِکَ،وعافِنی مِن بَلائِکَ،فَإِنّی عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ. (5)
ص:372
465.الإمام الصادق علیه السلام -أنَّهُ کانَ یَقولُ عِندَ العِلَّةِ-:
اللّهُمَّ إنَّکَ عَیَّرتَ أقواماً فَقُلتَ: قُلِ ادْعُوا الَّذِینَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا یَمْلِکُونَ کَشْفَ الضُّرِّ عَنْکُمْ وَ لا تَحْوِیلاً (1)فَیا مَن لا یَملِکُ کَشفَ ضُرّی ولا تَحویلَهُ عَنّی أحَدٌ غَیرُهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاکشِف ضُرّی،وحَوِّلهُ إلی مَن یَدعو مَعَکَ إلهاً آخَرَ،لا إلهَ غَیرُکَ. (2)
466.الکافی عن داوود بن رزین: مَرِضتُ بِالمَدینَةِ مَرَضاً شَدیداً،فَبَلَغَ ذلِکَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَکَتَبَ إلَیَّ:قَد بَلَغَنی عِلَّتُکَ،فَاشتَرِ صاعاً مِن بُرٍّ،ثُمَّ استَلقِ عَلی قَفاکَ وَانثُرهُ عَلی صَدرِکَ کَیفَمَا انتَثَرَ،وقُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی إذا سَأَلَکَ بِهِ المُضطَرُّ کَشَفتَ ما بِهِ مِن ضُرٍّ،ومَکَّنتَ لَهُ فِی الأَرضِ،وجَعَلتَهُ خَلیفَتَکَ عَلی خَلقِکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُعافِیَنی مِن عِلَّتی.
ثُمَّ استَوِ جالِساً،وَاجمَعِ البُرَّ مِن حَولِکَ وقُل مِثلَ ذلِکَ،وَاقسِمهُ مُدّاً مُدّاً لِکُلِّ مِسکینٍ،وقُل مِثلَ ذلِکَ. (3)
467.مکارم الأخلاق: صَلاةُ المَریضِ عَن إسماعیلَ بنِ مُحَمَّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام قالَ:مَرِضتُ مَرَضاً شَدیداً حَتّی یَئِسوا مِنّی،فَدَخَلَ عَلَیَّ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَرَأی جَزَعَ امّی عَلَیَّ،فَقالَ لَها:تَوَضَّئی وصَلّی رَکعَتَینِ وقولی فی سُجودِکِ:
اللّهُمَّ أنتَ وَهَبتَهُ لی ولَم یَکُ شَیئاً،فَهَبهُ لی هِبَةً جَدیدَةً.
فَفَعَلَت،فَأَصبَحتُ وقَد صَنَعَت هَریسَةً،فَأَکَلتُ مِنها مَعَ القَومِ. (4)
ص:373
468.الإمام الصادق علیه السلام: تَضَعُ یَدَکَ عَلی مَوضِعِ الوَجَعِ وتَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ القُرآنِ العَظیمِ الّذی نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمینُ،وهُوَ عِندَکَ فی امِّ الکِتابِ عَلِیٌّ حَکیمٌ،أن تَشفِیَنی بِشِفائِکَ،وتُداوِیَنی بِدَوائِکَ،وتُعافِیَنی مِن بَلائِکَ.
ثَلاثَ مَرّاتٍ،وتُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ. (1)
469.المقنعة: رُوِیَ أنَّ رَجُلاً شَکا إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام سِلعَةً (2)کانَت لَهُ،فَقالَ لَهُ:اِیتِ أهلَکَ، فَصُم ثَلاثَةَ أیّامٍ،ثُمَّ اغتَسِل فِی الیَومِ الثّالِثِ عِندَ زَوالِ الشَّمسِ،وَابرُز لِرَبِّکَ وَلیَکُن مَعَکَ خِرقَةٌ نَظیفَةٌ،فَصَلِّ أربَعَ رَکَعاتٍ تَقرَأُ فیها ما تَیَسَّرَ مِنَ القُرآنِ،وَاخضَع بِجَهدِکَ،فَإِذا فَرَغتَ مِن صَلاتِکَ فَأَلقِ ثِیابَکَ وَاتَّزِر بِالخِرقَةِ،وأَلصِق خَدَّکَ الأَیمَنَ بِالأَرضِ،ثُمَّ قُل:
یا واحِدُ یا ماجِدُ،یا کَریمُ یا حَنّانُ،یا قَریبُ یا مُجیبُ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاکشِف ما بی مِن ضُرٍّ ومَعَرَّةٍ (3)،وأَلبِسنِی العافِیَةَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَامنُن عَلَیَّ بِتَمامِ النِّعمَةِ،وأَذهِب ما بی؛فَإِنَّهُ قَد آذانی وغَمَّنی.
ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّهُ لا یَنفَعُکَ حَتّی تَیَقَّنَ أنَّهُ یَنفَعُکَ فَتَبرَأُ مِنهُ إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (4)
470.الدعوات: دُعاءُ العَلیلِ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام:
اللّهُمَّ إنّی أدعوکَ دُعاءَ العَلیلِ الذَّلیلِ الفَقیرِ،دُعاءَ مَنِ اشتَدَّت فاقَتُهُ،وقَلَّت حیلَتُهُ، وضَعُفَ عَمَلُهُ،وأَلَحَّ البَلاءُ عَلَیهِ،دُعاءَ مَکروبٍ إن لَم تُدرِکهُ هَلَکَ،وإن لَم تُسعِدهُ فَلا
ص:374
حیلَةَ لَهُ،فَلا تُحِط بی مَکرَکَ،ولا تُثبِت عَلَیَّ غَضَبَکَ،ولا تَضطَرَّنی إلَی الیَأسِ مِن رَوحِکَ وَالقُنوطِ مِن رَحمَتِکَ.
اللّهُمَّ إنَّهُ لا طاقَةَ لی بِبَلائِکَ،ولا غِنیً بی عَن رَحمَتِکَ،وهذا أمیرُ المُؤمِنینَ أخو نَبِیِّکَ ووَصِیُّ نَبِیِّکَ أتَوَجَّهُ بِهِ إلَیکَ،فَإِنَّکَ جَعَلتَهُ مَفزَعاً لِخَلقِکَ،وَاستَودَعتَهُ عِلمَ ما سَبَقَ وما هُوَ کائِنٌ،فَاکشِف بِهِ ضُرّی،وخَلِّصنی مِن هذِهِ البَلِیَّةِ إلی ما عَوَّدتَنی مِن رَحمَتِکَ،یا هُوَ یا هُوَ یا هُوَ،انقَطَعَ الرَّجاءُ إلّامِنکَ. (1)
471.الإمام الصادق علیه السلام: تَضَعُ یَدَکَ عَلَی المَوضِعِ الَّذی فیهِ الوَجَعُ،وتَقولُ ثلاثَ مَرّاتٍ:
اللّهُ اللّهُ رَبّی حَقّاً،لا اشرِکُ بِهِ شَیئاً،اللّهُمَّ أنتَ لَها ولِکُلِّ عَظیمَةٍ،فَفَرِّجها عَنّی. (2)
472.الکافی عن إبراهیم بن عبد الحمید عن رجل: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،فَشَکَوتُ إلَیهِ وَجَعاً بی،فَقالَ:قُل:«بِاسمِ اللّهِ»،ثُمَّ امسَح یَدَکَ عَلَیهِ،وقُل:
أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِقُدرَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِجَلالِ اللّهِ،وأَعوذُ بِعَظَمَةِ اللّهِ،وأَعوذُ بِجَمعِ اللّهِ،وأَعوذُ بِرَسولِ اللّهِ،وأَعوذُ بِأَسماءِ اللّهِ،مِن شَرِّ ما أحذَرُ،ومِن شَرِّ ما أخافُ عَلی نَفسی.
تَقولُها سَبعَ مَرّاتٍ.
قالَ:فَفَعَلتُ فَأَذهَبَ اللّهُ عز و جل بِهَا الوَجَعَ عَنّی. (3)
473.الإمام الصادق علیه السلام: تَضَعُ یَدَکَ عَلی مَوضِعِ الوَجَعِ،ثُمَّ تَقولُ:
ص:375
بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ،ومُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ، اللّهُمَّ امسَح عَنّی ما أجِدُ.
وتَمسَحُ الوَجَعَ ثَلاثَ مَرّات. (1)
474.الکافی عن علی بن عیسی عن عمّه: قُلتُ لَهُ [الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام ]:عَلِّمنی دُعاءً أدعو بِهِ لِوَجَعٍ أصابَنی،قالَ:قُل وأَنتَ ساجِدٌ:
یا اللّهُ،یا رَحمانُ،یا رَحیمُ،یا رَبَّ الأَربابِ وإلهَ الآلِهَةِ،ویا مَلِکَ المُلوکِ،ویا سَیِّدَ السّادَةِ،اشفِنی بِشِفائِکَ مِن کُلِّ داءٍ وسُقمٍ،فَإِنّی عَبدُکَ أتَقَلَّبُ فی قَبضَتِکَ. (2)
475.الإمام الصادق علیه السلام: یا مُنزِلَ الشِّفاءِ ومُذهِبَ الدّاءِ أنزِل عَلی ما بی مِن داءٍ شِفاءً. (3)
476.الإمام علیّ علیه السلام -مِن دُعائِهِ یَومَ الهَریرِ بِصِفّینَ-:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ یَومٍ أوَّلُهُ فَزَعٌ (4)،وآخِرُهُ جَزَعٌ،تَسوَدُّ فیهِ الوُجوهُ،وتَجِفُّ فیهِ الأَکبادُ.وأَعوذُ بِکَ أن أعمَلَ ذَنباً مُحبِطاً لا تَغفِرُهُ أبَداً،ومِن ذَنبٍ یَمنَعُ خَیرَ الآخِرَةِ،ومِن أمَلٍ یَمنَعُ خَیرَ العَمَلِ،ومِن حَیاةٍ تَمنَعُ خَیرَ المَماتِ.وأَعوذُ بِکَ مِنَ الجَهلِ وَالهَزلِ،ومِن شَرِّ القَولِ وَالفِعلِ،ومِن سُقمٍ یَشغَلُنی،ومِن صِحَّةٍ تُلهینی. (5)
راجع:ص 46 ح 63.
ص:376
الکتاب
وَ قالَ إِنِّی ذاهِبٌ إِلی رَبِّی سَیَهْدِینِ * رَبِّ هَبْ لِی مِنَ الصّالِحِینَ * فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِیمٍ . (1)
هُنالِکَ دَعا زَکَرِیّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً إِنَّکَ سَمِیعُ الدُّعاءِ . (2)
وَ زَکَرِیّا إِذْ نادی رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ وَهَبْنا لَهُ یَحْیی وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ کانُوا یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ یَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً وَ کانُوا لَنا خاشِعِینَ . (3)
هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِیَسْکُنَ إِلَیْها فَلَمّا تَغَشّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِیفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللّهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَیْتَنا صالِحاً لَنَکُونَنَّ مِنَ الشّاکِرِینَ . (4)
الحدیث
477.الإمام علیّ علیه السلام: إذا أرَدتَ الوَلَدَ فَتَوَضَّأ وُضوءاً سابِغاً،وصَلِّ رَکعَتَینِ وحَسِّنهُما،وَاسجُد بَعدَهُما سَجدَةً،وقُل:«أستَغفِرُ اللّهَ»إحدی وسَبعینَ مَرَّةً،ثُمَّ تَغشَی (5)امرَأَتَکَ،وقُل:
اللّهُمَّ إن تَرزُقنی وَلَداً لَاُسَمِّیَنَّهُ بِاسمِ نَبِیِّکَ صلی الله علیه و آله.
فَإِنَّ اللّهَ یَفعَلُ ذلِکَ؛فَإِنّی أمَرتُکَ بِالطَّهورِ،وقَد قالَ اللّهُ تَعالی: وَ یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِینَ (6)، وأَمَرتُکَ بِالصَّلاةِ،وقَد سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:«أقرَبُ ما یَکونُ العَبدُ مِن رَبِّهِ إذا رَآهُ ساجِداً وراکِعاً»،وأَمَرتُکَ بِالاِستِغفارِ،وقَد قالَ اللّهُ تَعالی: اِسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ
ص:377
کانَ غَفّاراً * یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً * وَ یُمْدِدْکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ (1)،وقالَ تَعالی لِنَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله:
إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِینَ مَرَّةً فَلَنْ یَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ (2)فَأَمَرتُکَ أن تَزیدَ عَلَی السَّبعینَ. (3)
478.کتاب من لا یحضره الفقیه: قالَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام لِبَعضِ أصحابِهِ:قُل فی طَلَبِ الوَلَدِ:
«رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ (4)وَاجعَل لی مِن لَدُنکَ وَلِیّاً یَرِثُنی فی حَیاتی، ویَستَغفِرُ لی بَعدَ مَوتی،وَاجعَلهُ لی خَلقاً سَوِیّاً،ولا تَجعَل لِلشَّیطانِ فیهِ نَصیباً،اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ وأَتوبُ إلَیکَ إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ»سَبعینَ مَرَّةً،فَإِنَّهُ مَن أکثَرَ مِن هذَا القَولِ رَزَقَهُ اللّهُ تَعالی ما تَمَنّی مِن مالٍ ووَلَدٍ ومِن خَیرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ؛فَإِنَّهُ یَقولُ:
اِسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفّاراً * یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً * وَ یُمْدِدْکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ جَنّاتٍ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ أَنْهاراً . (5)
479.الإمام الباقر علیه السلام: إذا أرَدتَ الوَلَدَ فَقُل عِندَ الجِماعِ:
اللّهُمَّ ارزُقنی وَلَداً،وَاجعَلهُ تَقِیّاً،لَیسَ فی خَلقِهِ زِیادَةٌ ولا نُقصانٌ،وَاجعَل عاقِبَتَهُ إلی خَیرٍ. (6)
480.الکافی عن ابن أبی عمیر عن بعض أصحابه: شَکَا الأَبرَشُ الکَلبِیُّ إلی أبی جَعفَرٍ علیه السلام أنَّهُ لا یولَدُ لَهُ،فَقالَ لَهُ:عَلِّمنی شَیئاً.
قالَ:اِستَغفِرِ اللّهَ فی کُلِّ یَومٍ (أ)و فی کُلِّ لَیلَةٍ مِئَةَ مَرَّةٍ؛فَإِنَّ اللّهَ یَقولُ: اِسْتَغْفِرُوا
ص:378
رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفّاراً إلی قَولِهِ: وَ یُمْدِدْکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ . (1)
481.الکافی عن سعید بن یسار: قالَ رَجُلٌ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:لا یولَدُ لی ! فَقالَ:اِستَغفِر رَبَّکَ فِی السَّحَرِ مِئَةَ مَرَّةٍ،فَإِن نَسیتَهُ فَاقضِهِ. (2)
482.الکافی عن أبی جمیلة عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: قالَ لَهُ رَجُلٌ مِن أهلِ خُراسانَ بِالرَّبَذَةِ (3):جُعِلتُ فِداکَ لَم ارزَق وَلَداً ! فَقالَ لَهُ:إذا رَجَعتَ إلی بِلادِکَ وأَرَدتَ أن تَأتِیَ أهلَکَ فَاقرَأ إذا أرَدتَ ذلِکَ: وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ (4)إلی ثَلاثِ آیاتٍ،فَإِنَّکَ سَتُرزَقُ وَلَداً إن شاءَ اللّهُ. (5)
483.الإمام الصادق علیه السلام: إذا أبطَأَ عَلی أحَدِکُمُ الوَلَدُ فَلیَقُل:
اللّهُمَّ لا تَذَرنی فَرداً وأَنتَ خَیرُ الوارِثینَ،وَحیداً وَحشاً فَیَقصُرَ شُکری عَن تَفَکُّری، بَل هَب لی عاقِبَةَ صِدقٍ ذُکوراً وإناثاً،آنَسُ بِهِم مِنَ الوَحشَةِ،وأَسکُنُ إلَیهِم مِنَ الوَحدَةِ، وأَشکُرُکَ عِندَ تَمامِ النِّعمَةِ،یا وَهّابُ یا عَظیمُ یا مُعَظَّمُ،ثُمَّ أعطِنی فی کُلِّ عافِیَةٍ شُکراً، حَتّی تُبَلِّغَنی مِنها رِضوانَکَ،فی صِدقِ الحَدیثِ وأَداءِ الأَمانَةِ ووَفاءٍ بِالعَهدِ. (6)
484.الکافی عن الحارث النصری: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنّی مِن أهلِ بَیتٍ قَدِ انقَرَضوا ولَیسَ لی وَلَدٌ ! قالَ:اُدعُ وأَنتَ ساجِدٌ:
رَبِّ هَب لی مِن لَدُنکَ وَلِیّاً یَرِثُنی، رَبِّ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً إِنَّکَ سَمِیعُ الدُّعاءِ ، رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ .
ص:379
قالَ:فَفَعَلتُ،فَوُلِدَ لی عَلِیٌّ وَالحُسَینُ. (1)
485.الإمام الصادق علیه السلام: مَن أرادَ أن یُحبَلَ لَهُ فَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ بَعدَ الجُمُعَةِ،یُطیلُ فیهِمَا الرُّکوعَ وَالسُّجودَ،ثُمَّ یَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِما سَأَلَکَ بِهِ زَکَرِیّا علیه السلام،یا رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ (2)، اللّهُمَّ هَب لی مِن لَدُنکَ ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً،إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ.اللّهُمَّ بِاسمِکَ استَحلَلتُها،وفی أمانَتِکَ أخَذتُها،فَإِن قَضَیتَ لی فی رَحِمِها وَلَداً فَاجعَلهُ غُلاماً مُبارَکاً زَکِیّاً،ولا تَجعَل لِلشَّیطانِ فیهِ شِرکاً ولا نَصیباً. (3)
486.عنه علیه السلام -لِرَجُلٍ شَکا إلَیهِ أنَّهُ لا یولَدُ لَهُ-:إذا جامَعتَ فَقُل:
اللّهُمَّ إنَّکَ إن رَزَقتَنی ذَکَراً سَمَّیتُهُ مُحَمَّداً. (4)
487.عنه علیه السلام: إذا کانَ بِامرَأَةِ أحَدِکُم حَبَلٌ فَأَتی عَلَیها أربَعَةُ أشهُرٍ،فَلیَستَقبِل بِهَا القِبلَةَ وَلیَقرَأ آیَةَ الکُرسِیِّ،وَلیَضرِب عَلی جَنبِها وَلیَقُل:«اللّهُمَّ إنّی قَد سَمَّیتُهُ مُحَمَّداً»؛فَإِنَّهُ یَجعَلُهُ غُلاماً،فَإِن وَفی بِالاِسمِ بارَکَ اللّهُ لَهُ فیهِ،وإن رَجَعَ عَنِ الاِسمِ کانَ للّهِ ِ فیهِ الخِیارُ؛إن شاءَ أخَذَهُ وإن شاءَ تَرَکَهُ. (5)
ص:380
الکتاب
وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها وَ مَساکِنَ طَیِّبَةً فِی جَنّاتِ عَدْنٍ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللّهِ أَکْبَرُ ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ . (1)
الحدیث
488 . رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ:«رَضیتُ بِاللّهِ رَبّاً،وبِالإِسلامِ دیناً،وبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ رَسولاً،وبِأَهلِ بَیتِهِ أولِیاءَ»،کانَ حَقّاً عَلَی اللّهِ أن یُرضِیَهُ یَومَ القِیامَةِ. (2)
489.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ:«رَضیتُ بِاللّهِ رَبّاً،وبِالإِسلامِ دیناً،وبِالقُرآنِ کِتاباً،وبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ نَبِیّاً،وبِعَلِیٍّ وَلِیّاً وإماماً،وبِوُلدِهِ الأَئِمَّةِ أئِمَّةً وسادَةً وهُداةً»،کانَ حَقّاً عَلَی اللّهِ أن یُرضِیَهُ یَومَ القِیامَةِ. (3)
490.الإمام علیّ علیه السلام: ما مِن عَبدٍ یَقولُ حینَ یُمسی ویُصبِحُ:«رَضیتُ بِاللّهِ رَبّاً،وبِالإِسلامِ دیناً،وبِمُحَمَّدٍ نَبِیّاً،وبِالقُرآنِ بَلاغاً،وبِعَلِیٍّ إماماً»ثَلاثاً إلّاکانَ حَقّاً عَلَی اللّهِ العَزیزِ الجَبّارِ أن یُرضِیَهُ یَومَ القِیامَةِ. (4)
491.الإمام علیّ علیه السلام: أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله رَجُلٌ (5)فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،إنَّ نَفسی لا تَشبَعُ ولا تَقنَعُ،
ص:381
فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:قُل:
اللّهُمَّ رَضِّنی بِقَضائِکَ،وصَبِّرنی عَلی بَلائِکَ،وبارِک لی فی أقدارِکَ،حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ شَیءٍ أخَّرتَهُ،ولا احِبَّ تَأخیرَ شَیءٍ عَجَّلتَهُ. (1)
492.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: قُل کُلَّ یَومٍ حینَ تُصبِحُ:
...أسأَ لُکَ اللّهُمَّ الرِّضا بَعدَ القَضاءِ،وبَردَ (2)العَیشِ بَعدَ المَماتِ،ولَذَّةَ النَّظَرِ إلی وَجهِکَ،وشَوقاً إلی لِقائِکَ. (3)
493.الإمام زین العابدین علیه السلام -وکانَ مِن دُعائِهِ علیه السلام فِی الرِّضا إذا نَظَرَ إلی أصحابِ الدُّنیا-:
الحَمدُ للّهِ ِ رِضاً بِحُکمِ اللّهِ،شَهِدتُ أنَّ اللّهَ قَسَمَ مَعایِشَ عِبادِهِ بِالعَدلِ،وأَخَذَ عَلی جَمیعِ خَلقِهِ بِالفَضلِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تَفتِنّی بِما أعطَیتَهُم،ولا تَفتِنهُم بِما مَنَعتَنی فَأَحسُدَ خَلقَکَ،وأَغمَطَ (4)حُکمَکَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وطَیِّب بِقَضائِکَ نَفسی،ووَسِّع بِمَواقِعِ حُکمِکَ صَدری، وهَب لِیَ الثِّقَةَ لِاُقِرَّ مَعَها بِأَنَّ قَضاءَکَ لَم یَجرِ إلّابِالخِیَرَةِ،وَاجعَل شُکری لَکَ عَلی ما زَوَیتَ (5)عَنّی أوفَرَ مِن شُکری إیّاکَ عَلی ما خَوَّلتَنی،وَاعصِمنی مِن أن أظُنَّ بِذی عَدَمٍ خَساسَةً (6)،أو أظُنَّ بِصاحِبِ ثَروَةٍ فَضلاً،فَإِنَّ الشَّریفَ مَن شَرَّفَتهُ طاعَتُکَ،وَالعَزیزَ مَن
ص:382
أعَزَّتهُ عِبادَتُکَ.
فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ومَتِّعنا بِثَروَةٍ لا تَنفَدُ،وأَیِّدنا بِعِزٍّ لا یُفقَدُ،وَاسرَحنا فی مُلکِ الأَبَدِ،إنَّکَ الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذی لَم تَلِد ولَم تولَد،ولَم یَکُن لَکَ کُفُواً أحَدٌ. (1)
راجع:ص 18 ح 7.
494.تاریخ أصبهان عن أبی هریرة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدعو فَیَقولُ:
اللّهُمَّ إنَّکَ سَأَلتَنا مِن أنفُسِنا ما لا نَملِکُهُ إلّابِکَ،اللّهُمَّ فَأَعطِنا مِنها ما یُرضیکَ عَنّا. (2)
راجع:ص 17 ح 6.
495.الإمام علیّ علیه السلام -فی خُطبَةٍ لَهُ-:
نَسأَلُ اللّهَ مَنازِلَ الشُّهَداءِ،ومُعایَشَةَ السُّعَداءِ،ومُرافَقَةَ الأَنبِیاءِ. (3)
496.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دعائِهِ فی طَلَبِ السِّترِ وَالوِقایَةِ-:
ص:383
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَفرِشنی مِهادَ کَرامَتِکَ،وأَورِدنی مَشارِعَ رَحمَتِکَ، وأَحلِلنی بُحبوحَةَ (1)جَنَّتِکَ.
ولا تَسُمنی بِالرَّدِّ عَنکَ،ولا تَحرِمنی بِالخَیبَةِ مِنکَ،ولا تُقاصَّنی بِمَا اجتَرَحتُ،ولا تُناقِشنی بِمَا اکتَسَبتُ،ولا تُبرِز مَکتومی،ولا تَکشِف مَستوری،ولا تَحمِل عَلی میزانِ الإِنصافِ عَمَلی،ولا تُعلِن عَلی عُیونِ المَلَأِ خَبَری.
أخفِ عَنهُم ما یَکونُ نَشرُهُ عَلَیَّ عاراً،وَاطوِ عَنهُم ما یُلحِقُنی عِندَکَ شَناراً (2).
شَرِّف دَرَجَتی بِرِضوانِکَ،وأَکمِل کَرامَتی بِغُفرانِکَ،وأَنظِمنی فی أصحابِ الیَمینِ، ووَجِّهنی فی مَسالِکِ الآمِنینَ،وَاجعَلنی فی فَوجِ الفائِزینَ،وَاعمُر بی مَجالِسَ الصّالِحینَ، آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (3)
497.الإمام علیّ علیه السلام -فِی المُناجاةِ للّهِ ِ تَعالی-:
إلهی ! إن کُنتُ غَیرَ مُستَأهِلٍ لِما أرجو مِن رَحمَتِکَ،فَأَنتَ أهلٌ أن تَجودَ عَلَی المُذنِبینَ بِسَعَةِ رَحمَتِکَ.
إلهی ! إن کانَ ذَنبی قَد أخافَنی،فَإِنَّ حُسنَ ظَنّی بِکَ قَد أجارَنی.
إلهی ! لَیسَ تُشبِهُ مَسأَلَتی مَسأَلَةَ السّائِلینَ؛لِأَنَّ السّائِلَ إذا مُنِعَ امتَنَعَ عَنِ السُّؤالِ،وأَ نَا لا غِنی بی عَمّا سَأَلتُکَ عَلی کُلِّ حالٍ.
إلهِی ! ارضَ عنّی،فَإِن لَم تَرضَ عَنّی فَاعفُ عَنّی،فَقَد یَعفُو السَّیِّدُ عَن عَبدِهِ وهُوَ عَنهُ
ص:384
غَیرُ راضٍ.
إلهی ! کَیفَ أدعوکَ وأَ نَا أنَا؟! أم کَیفَ أیأَسُ مِنکَ وأَنتَ أنتَ؟!
إلهی ! إنَّ نَفسی قائِمَةٌ بَینَ یَدَیکَ،وقَد أظَلَّها حُسنُ تَوَکُّلی عَلَیکَ،فَصَنَعتَ بِها ما یُشبِهُکَ،وتَغَمَّدتَنی بِعَفوِکَ...
إلهی ! جودُکَ بَسَطَ أمَلی،وشُکرُکَ قَبِلَ عَمَلی،فَسُرَّنی بِلِقائِکَ عِندَ اقتِرابِ أجَلی.
إلهی ! لَیسَ اعتِذاری إلَیکَ اعتِذارَ مَن یَستَغنی عَن قَبولِ عُذرِهِ،فَاقبَل عُذری،یا خَیرَ مَنِ اعتَذَرَ إلَیهِ المُسیؤونَ.
إلهی ! لا تَرُدَّنی فی حاجَةٍ قَد أفنَیتُ عُمُری فی طَلَبِها مِنکَ،وهِیَ المَغفِرَةُ.
إلهی ! لَو أرَدتَ إهانَتی لَم تَهدِنی،ولَو أرَدتَ فَضیحَتی لَم تَستُرنی،فَمَتِّعنی بِما لَهُ قَد هَدَیتَنی،وأَدِم لی ما بِهِ سَتَرتَنی.
إلهی ! ما وَصَفتُ مِن بَلاءٍ ابتَلَیتَنیهِ،أو إحسانٍ أولَیتَنیهِ،فَکُلُّ ذلِکَ بِمَنِّکَ فَعَلتَهُ، وعَفوُکَ تَمامُ ذلِکَ إن أتمَمتَهُ.
إلهی ! لَولا ما قَرَفتُ مِنَ الذُّنوبِ،ما فَرِقتُ (1)عِقابَکَ،ولَولا ما عَرَفتُ مِن کَرَمِکَ،ما رَجَوتُ ثَوابَکَ،وأَنتَ أولَی الأَکرَمینَ بِتَحقیقِ أمَلِ الآمِلینَ،وأَرحَمُ مَنِ استُرحِمَ فی تَجاوُزِهِ عَنِ المُذنِبینَ.
إلهی ! نَفسی تُمَنّینی بِأَ نَّکَ تَغفِرُ لی،فَأَکرِم بِها امنِیَّةً بَشَّرَت بِعَفوِکَ ! وصَدِّق بِکَرَمِکَ مُبَشِّراتِ تَمَنّیها،وهَب لی بِجودِکَ مُدَمِّراتِ تَجَنّیها.
إلهی ! ألقَتنِی الحَسَناتُ بَینَ جودِکَ وکَرَمِکَ،وأَلقَتنِی السَّیِّئاتُ بَینَ عَفوِکَ ومَغفِرَتِکَ، وقَد رَجَوتُ أن لا یَضیعَ بَینَ ذَینِ وذَینِ مُسیءٌ ومُحسِنٌ.
ص:385
إلهی ! إذا شَهِدَ لِیَ الإِیمانُ بِتَوحیدِکَ،وَانطَلَقَ لِسانی بِتَمجیدِکَ،ودَلَّنِی القُرآنُ عَلی فَواضِلِ جودِکَ،فَکَیفَ لایَبتَهِجُ رَجائی بِحُسنِ مَوعودِکَ؟!
إلهی ! تَتابُعُ إحسانِکَ إلَیَّ یَدُلُّنی عَلی حُسنِ نَظَرِکَ لی،فَکَیفَ یَشقَی امرُؤٌ حَسُنَ لَهُ مِنکَ النَّظَرُ؟!
إلهی ! إن نَظَرَت إلَیَّ بِالهَلکَةِ عُیونُ سَخطَتِکَ،فَما نامَت عَنِ استِنقاذی مِنها عُیونُ رَحمَتِکَ.
إلهی ! إن عَرَّضَنی ذَنبی لِعِقابِکَ،فَقَد أدنانی رَجائی مِن ثَوابِکَ.
إلهی ! إن عَفَوتَ فَبِفَضلِکَ،وإن عَذَّبتَ فَبِعَدلِکَ،فَیا مَن لا یُرجی إلّافَضلُهُ،ولا یُخافُ إلّا عَدلُهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَامنُن عَلَینا بِفَضلِکَ،ولا تَستَقصِ عَلَینا فی عَدلِکَ...
إلهی ! أدعوکَ دُعاءَ مُلِحٍّ لا یَمَلُّ دُعاءَهُ مَولاهُ،وأَتَضَرَّعُ إلَیکَ تَضَرُّعَ مَن قَد أقَرَّ عَلی نَفسِهِ بِالحُجَّةِ فی دَعواهُ.
إلهی ! لَو عَرَفتُ اعتِذاراً مِنَ الذَّنبِ فی التَّنَصُّلِ (1)أبلَغَ مِنَ الاِعتِرافِ بِهِ لَأَتَیتُهُ،فَهَب لی ذَنبی بِالاِعتِرافِ،ولا تَرُدَّنی بِالخَیبَةِ عِندَ الاِنصِرافِ.
إلهی ! سَعَت نَفسی إلَیکَ لِنَفسی تَستَوهِبُها،وفَتَحَت أفواهَها نَحوَ نَظرَةٍ مِنکَ لا تَستَوجِبُها،فَهَب لَها ما سَأَلَت،وجُد عَلَیها بِما طَلَبَت،فَإِنَّکَ أکرَمُ الأَکرَمینَ بِتَحقیقِ أمَلِ الآمِلینَ.
إلهی ! قَد أصَبتُ مِنَ الذُّنوبِ ما قَد عَرَفتَ،وأَسرَفتُ عَلی نَفسی بِما قَد عَلِمتَ، فَاجعَلنی عَبداً إمّا طائِعاً فَأَکرَمتَهُ،وإمّا عاصِیاً فَرَحِمتَهُ. (2)
ص:386
498.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دعائِهِ فی طَلَبِ العَفوِ وَالرَّحمَةِ-:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاکسِر شَهوَتی عَن کُلِّ مَحرَمٍ،وَازوِ حِرصی عَن کُلِّ مَأثَمٍ، وَامنَعنی عَن أذی کُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ،ومُسلِمٍ ومُسلِمَةٍ.
اللّهُمَّ وأَیُّما عَبدٍ نالَ مِنّی ما حَظَرتَ عَلَیهِ،وَانتَهَکَ مِنّی ما حَجَزتَ عَلَیهِ،فَمَضی بِظُلامَتی مَیِّتاً،أو حَصَلَت لی قِبَلَهُ حَیّاً فَاغفِر لَهُ ما ألَمَّ بِهِ مِنّی،وَاعفُ لَهُ عَمّا أدبَرَ بِهِ عَنّی،ولا تَقِفهُ عَلی مَا ارتَکَبَ فِیَّ،ولا تَکشِفهُ عَمَّا اکتَسَبَ بی.
وَاجعَل ما سَمَحتُ بِهِ مِنَ العَفوِ عَنهُم،وتَبَرَّعتُ بِهِ مِنَ الصَّدَقَةِ عَلَیهِم أزکی صَدَقاتِ المُتَصَدِّقینَ،وأَعلی صِلاتِ المُتَقَرِّبینَ،وعَوِّضنی مِن عَفوی عَنهُم عَفوَکَ،ومِن دُعائی لَهُم رَحمَتَکَ،حَتّی یَسعَدَ کُلُّ واحِدٍ مِنّا بِفَضلِکَ،ویَنجُوَ کُلٌّ مِنّا بِمَنِّکَ.
اللّهُمَّ وأَیُّما عَبدٍ مِن عَبیدِکَ أدرَکَهُ مِنّی دَرَکٌ،أو مَسَّهُ مِن ناحِیَتی أذیً،أو لَحِقَهُ بی أو بِسَبَبی ظُلمٌ فَفُتُّهُ بِحَقِّهِ،أو سَبَقتُهُ بِمَظلِمَتِهِ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَرضِهِ عَنّی مِن وُجدِکَ،وأَوفِهِ حَقَّهُ مِن عِندِکَ،ثُمَّ قِنی ما یوجِبُ لَهُ حُکمُکَ،وخَلِّصنی مِمّا یَحکُمُ بِهِ عَدلُکَ،فَإِنَّ قُوَّتی لا تَستَقِلُّ بِنَقِمَتِکَ،وإنَّ طاقَتی لا تَنهَضُ بِسُخطِکَ،فَإِنَّکَ إن تُکافِنی بِالحَقِّ تُهلِکنی،وإلّا تَغَمَّدنی بِرَحمَتِکَ توبِقنی.
اللّهُمَّ إنّی أستَوهِبُکَ یا إلهی ما لا یُنقِصُکَ بَذلُهُ،وأَستَحمِلُکَ ما لا یَبهَظُکَ حَملُهُ.
أستَوهِبُکَ یا إلهی نَفسِیَ الَّتی لَم تَخلُقها لِتَمتَنِعَ بِها مِن سوءٍ،أو لِتَطَرَّقَ بِها إلی نَفعٍ،ولکِن أنشَأتَها إثباتاً لِقُدرَتِکَ عَلی مِثلِها،وَاحتِجاجاً بِها عَلی شَکلِها.
وأَستَحمِلُکَ مِن ذُنوبی ما قَد بَهَظَنی حَملُهُ،وأَستَعینُ بِکَ عَلی ما قَد فَدَحَنی ثِقلُهُ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وهَب لِنَفسی عَلی ظُلمِها نَفسی،ووَکِّل رَحمَتَکَ بِاحتِمالِ إصرِی، فَکَم قَد لَحِقَت رَحمَتُکَ بِالمُسیئینَ،وکَم قَد شَمِلَ عَفوُکَ الظّالِمینَ.
ص:387
فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلنی اسوَةَ مَن قَد أنهَضتَهُ بِتَجاوُزِکَ عَن مَصارِعِ الخاطِئینَ،وخَلَّصتَهُ بِتَوفیقِکَ مِن وَرَطاتِ المُجرِمینَ،فَأَصبَحَ طَلیقَ عَفوِکَ مِن إسارِ سُخطِکَ،وعَتیقَ صُنعِکَ مِن وَثاقِ عَدلِکَ،إنَّکَ إن تَفعَل ذلِکَ یا إلهی تَفعَلهُ بِمَن لا یَجحَدُ استِحقاقَ عُقوبَتِکَ،ولا یُبَرِّئُ نَفسَهُ مِنِ استیجابِ نَقِمَتِکَ،تَفعَل ذلِکَ یا إلهی بِمَن خَوفُهُ مِنکَ أکثَرُ مِن طَمَعِهِ فیکَ،وبِمَن یَأسُهُ مِنَ النَّجاةِ أوکَدُ مِن رَجائِهِ لِلخَلاصِ،لا أن یَکونَ یَأسُهُ قُنوطاً،أو أن یَکونَ طَمَعُهُ اغتِراراً،بَل لِقِلَّةِ حَسَناتِهِ بَینَ سَیِّئاتِهِ،وضَعفِ حُجَجِهِ فی جَمیعِ تَبِعاتِهِ.
فَأَمّا أنتَ یا إلهی فَأَهلٌ أن لا یَغتَرَّ بِکَ الصِّدّیقونَ،ولا یَیأَسَ مِنکَ المُجرِمونَ،لِأَنَّکَ الرَّبُّ العَظیمُ الَّذی لا یَمنَعُ أحَداً فَضلَهُ،ولا یَستَقصی مِن أحَدٍ حَقَّهُ.
تَعالی ذِکرُکَ عَنِ المَذکورینَ،وتَقَدَّسَت أسماؤُکَ عَنِ المَنسوبینَ،وفَشَت نِعمَتُکَ فی جَمیعِ المَخلوقینَ،فَلَکَ الحَمدُ عَلی ذلِکَ یا رَبَّ العالَمینَ. (1)
499.عنه علیه السلام:
اللّهُمَّ عَفوُکَ عَن ذُنوبی،وتَجاوُزُکَ عَن خَطایایَ،وسَترُکَ عَلی قَبیحِ عَمَلی،أطمَعَنی فی أن أسأَلَکَ ما لا أستَحِقُّهُ،بِما أذَقتَنی مِن رَحمَتِکَ،وأَولَیتَنی مِن إحسانِکَ،فَصِرتُ أدعوکَ آمِنا،وأَسأَ لُکَ مُستَأنِساً لا خائِفاً ولا وَجِلاً،مُدِلّاً عَلَیکَ بِإِحسانِکَ إلَیَّ،عاتِباً عَلَیکَ إذا أبطَأَ عَلَیَّ ما قَصَدتُ فیهِ إلَیکَ،ولَعَلَّ الَّذی أبطَأَ عَلَیَّ هُوَ خَیرٌ لی لِعِلمِکَ بِعَواقِبِ الاُمورِ،فَلَم أرَ مَولیً کَریماً أصبَرَ عَلی عَبدٍ لَئیمٍ مِنکَ عَلَیَّ،لِأَ نَّکَ تُحسِنُ فیما بَینی وبَینَکَ واُسیءُ،وتَتَوَدَّدُ إلَیَّ وأَتَبَغَّضُ إلَیکَ،کَأَنَّ لِیَ التَّطَوُّلَ عَلَیکَ،ثُمَّ لَم یَمنَعکَ ذلِکَ مِنَ الرَّأفَةِ بی،وَالإِحسانِ إلَیَّ،وإنّی لَأَعلَمُ أنَّ واحِداً مِن ذنوبی یوجِبُ لی ألیمَ عَذابِکَ، ویُحِلُّ بی شَدیدَ عِقابِکَ،ولکِنَّ المَعرِفَةَ بِکَ وَالثِّقَةَ بِکَرَمِکَ،دَعانی إلَی التَّعَرُّضِ لِذلِکَ
ص:388
-وتَدعو بِما أحبَبتَ-. (1)
راجع:ص 331 (دعوات الاستغفار).
الکتاب
رَبِّ قَدْ آتَیْتَنِی مِنَ الْمُلْکِ وَ عَلَّمْتَنِی مِنْ تَأْوِیلِ الْأَحادِیثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أَنْتَ وَلِیِّی فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ تَوَفَّنِی مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصّالِحِینَ . (2)
رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً وَ تَوَفَّنا مُسْلِمِینَ . (3)
وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها کانَ غَراماً * إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً . (4)
رَبِّ هَبْ لِی حُکْماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصّالِحِینَ * وَ اجْعَلْ لِی لِسانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ * وَ اجْعَلْنِی مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِیمِ . (5)
الحدیث
500 . رسول اللّه صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ أحسِن عاقِبَتَنا فِی الاُمورِ کُلِّها،وأَجِرنا مِن خِزیِ الدُّنیا وعَذابِ الآخِرَةِ. (6)
ص:389
501.عنه صلی الله علیه و آله: دَفَعَ إلَیَّ جَبرَئیلُ عَنِ اللّه تَبارَکَ وتَعالی هذِهِ المُناجاةَ فِی الاِستِعاذَةِ:
اللّهُمَّ...وأَعِذنی مِن بَوائِقِ (1)الدُّهورِ،وأَنقِذنی مِن سوءِ عَواقِبِ الاُمورِ،وَاحرُسنی مِن جَمیعِ المَحذورِ. (2)
502.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ إذَا استُودِعَ شَیئاً أدّاهُ،وإنَّ لُقمانَ علیه السلام قالَ لِابنِهِ:
أستَودِعُ اللّهَ دینَکَ وأَمانَتَکَ وخَواتیمَ عَمَلِکَ. (3)
503.مسند ابن حنبل عن أبی هریرة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا وَدَّعَ أحَداً قالَ:
أستَودِعُ اللّهَ دینَکَ وأَمانَتَکَ وخَواتیمَ عَمَلِکَ. (4)
504.کنزالعمّال عن عمر بن الخطّاب: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا وَدَّعَهُ الرَّجُلُ قالَ لَهُ:
جَعَلَ اللّهُ زادَکَ التَّقوی،ولَقّاکَ الخَیرَ حَیثُ کُنتَ،ورَزَقَکَ حُسنَ المَآبِ. (5)
505.المعجم الأوسط عن أنس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله مَرَّ بِأَعرابِیٍّ وهُوَ یَدعو فی صَلاتِهِ وهُوَ یَقولُ:
یا مَن لا تَراهُ العُیونُ،ولا تُخالِطُهُ الظُّنونُ،ولا یَصِفُهُ الواصِفونَ،ولا تُغَیِّرُهُ الحَوادِثُ، ولا یَخشَی الدَّوائِرَ،یَعلَمُ مَثاقیلَ الجِبالِ،ومَکاییلَ البِحارِ،وعَدَدَ قَطَرِ الأَمطارِ،وعَدَدَ وَرَقِ الأَشجارِ،وعَدَدَ ما أظلَمَ عَلَیهِ اللَّیلُ وأَشرَقَ عَلَیهِ النَّهارُ،ولا تُواری مِنهُ سَماءٌ سَماءً،ولا أرضٌ أرضاً،ولا بَحرٌ ما فی قَعرِهِ،ولا جَبَلٌ ما فی وَعرِهِ،اجعَل خَیرَ عُمُری آخِرَهُ،وخَیرَ عَمَلی خَواتِمَهُ،وخَیرَ أیّامی یَومَ ألقاکَ فیهِ.
ص:390
فَوَکَّلَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِالأَعرابِیِّ رَجُلاً فَقالَ:إذا صَلّی فَائِتنی بِهِ،فَلَمّا صَلّی أتاهُ،وقَد کانَ اهدِیَ لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ذَهَبٌ مِن بَعضِ المَعادِنِ،فَلَمّا أتَی الأَعرابِیُّ وَهَبَ لَهُ الذَّهَبَ وقالَ:مِمَّن أنتَ یا أعرابِیُّ؟قالَ:مِن بَنی عامِرِ بنِ صَعصَعَةَ یا رَسولَ اللّهِ.
قالَ:هَل تَدری لِمَ وَهَبتُ لَکَ الذَّهَبَ؟قالَ:لِلرَّحِمِ بَینَنا وبَینَکَ یا رَسولَ اللّهِ.
فَقالَ:إنَّ لِلرَّحِمِ حَقّاً،ولکِن وَهَبتُ لَکَ الذَّهَبَ لِحُسنِ ثَنائِکَ عَلَی اللّهِ عز و جل. (1)
506.فاطمة علیها السلام -مِن دُعائِها بَعدَ صَلاةِ العِشاءِ الآخِرَةِ-:
...اللّهم ألحِقنی بِصالِحِ مَن مَضی،وَاجعَلنی مِن صالِحِ مَن بَقِیَ،وَاختِم لی عَمَلی بِأَحسَنِهِ إنَّکَ غَفورٌ رَحیمٌ.
اللّهُمَّ إذا فَنِیَ عُمُری وتَصَرَّمَت أیّامُ حَیاتی وکانَ لا بُدَّ لی مِن لِقائِکَ،فَأَسأَ لُکَ یا لَطیفُ أن توجِبَ لِیَ مِنَ الجَنَّةِ مَنزِلاً یَغبِطُنی بِهِ الأَوَّلونَ وَالآخِرونَ. (2)
507.الإمام الحسن علیه السلام -فی دُعائِهِ-:
اللّهُمَّ اجعَل خَیرَ عُمُری آخِرَهُ،وخَیرَ عَمَلی خَواتِمَهُ،وخَیرَ أیّامی یَومَ ألقاکَ. (3)
508.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ بِخَواتِمِ الخَیرِ-:
یا مَن ذِکرُهُ شَرَفٌ لِلذّاکِرینَ،ویا مَن شُکرُهُ فَوزٌ لِلشّاکِرینَ،ویا مَن طاعَتُهُ نَجاةٌ لِلمُطیعینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاشغَل قُلوبَنا بِذِکرِکَ عَن کُلِّ ذِکرٍ،وأَلسِنَتَنا بِشُکرِکَ عَن کُلِّ شُکرٍ،وجَوارِحَنا بِطاعَتِکَ عَن کُلِّ طاعَةٍ،فَإِن قَدَّرتَ لَنا فَراغاً مِن شُغُلٍ فَاجعَلهُ فَراغَ سَلامَةٍ لا تُدرِکُنا فیهِ تَبِعَةٌ،ولا تَلحَقُنا فیهِ سَأمَةٌ،حَتّی یَنصَرِفَ عَنّا کُتّابُ السَّیِّئاتِ
ص:391
بِصَحیفَةٍ خالِیَةٍ مِن ذِکرِ سَیِّئاتِنا،ویَتَوَلّی کُتّابُ الحَسَناتِ عَنّا مَسرورینَ بِما کَتَبوا مِن حَسَناتِنا.
وإذَا انقَضَت أیّامُ حَیاتِنا،وتَصَرَّمَت (1)مُدَدُ أعمارِنا،وَاستَحضَرَتنا دَعوَتُکَ الَّتی لا بُدَّ مِنها ومِن إجابَتِها،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل خِتامَ ما تُحصی عَلَینا کَتَبَةُ أعمالِنا تَوبَةً مَقبولَةً،لا توقِفُنا بَعدَها عَلی ذَنبٍ اجتَرَحناهُ،ولا مَعصِیَةٍ اقتَرَفناها،ولا تَکشِف عَنّا سِتراً سَتَرتَهُ عَلی رُؤوسِ الأَشهادِ،یَومَ تَبلو أخبارَ عِبادِکَ،إنَّکَ رَحیمٌ بِمَن دَعاکَ، ومُستَجیبٌ لِمَن ناداکَ. (2)
509.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذا دُفِعَ عَنهُ ما یَحذَرُ،أو عُجِّلَ لَهُ مَطلَبُهُ-:
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ عَلی حُسنِ قَضائِکَ،وبِما صَرَفتَ عَنّی مِن بَلائِکَ،فَلا تَجعَل حَظّی مِن رَحمَتِکَ ما عَجَّلتَ لی مِن عافِیَتِکَ،فَأَکونَ قَد شَقیتُ بِما أحبَبتُ وسَعِدَ غَیری بِما کَرِهتُ،وإن یَکُن ما ظَلِلتُ فیهِ،أو بِتُّ فیهِ مِن هذِهِ العافِیَةِ بَینَ یَدَی بَلاءٍ لا یَنقَطِعُ، ووِزرٍ لا یَرتَفِعُ،فَقَدِّم لی ما أخَّرتَ،وأَخِّر عَنّی ما قَدَّمتَ،فَغَیرُ کَثیرٍ ما عاقِبَتُهُ الفَناءُ، وغَیرُ قَلیلٍ ما عاقِبَتُهُ البَقاءُ،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ. (3)
510.عنه علیه السلام -مِن دُعاءِ یَومِ الأَحَدِ-:
اللّهُمَّ...وَاختِم بِالاِنقِطاعِ إلَیکَ أمری،وبِالمَغفِرَةِ عُمُری،إنَّکَ أنتَ الغَفورُ الرَّحیمُ. (4)
511.عنه علیه السلام -فی دُعاءِ مَکارِمِ الأَخلاقِ-:
اللّهُمَّ اختِمِ بِعَفوِکَ أجَلی،وحَقِّق فی رَجاءِ رَحمَتِکَ أمَلی،وسَهِّل إلی بُلوغِ رِضاکَ
ص:392
سُبُلی،وحَسِّن فی جَمیعِ أحوالی عَمَلی. (1)
512.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الاِستِخارَةِ-:
اللّهُمَّ...اختِم لَنا بِالَّتی هِیَ أحمَدُ عاقِبَةً،وأَکرَمُ مَصیراً،إنَّکَ تُفیدُ الکَریمَةَ،وتُعطِی الجَسیمَةَ،وتَفعَلُ ما تُریدُ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)
513.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ لِلعیدَینِ وَالجُمُعَةِ-:
فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاسمَع نَجوایَ،وَاستَجِب دُعائی،ولا تَختِم یَومی بِخَیبَتی. (3)
514.الإمام الباقر علیه السلام -مِن دُعائِهِ المُسَمّی بِالجامِعِ-:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مَفاتیحَ الخَیرِ وخَواتیمَهُ وسَوابِغَهُ وفَوائِدَهُ وبَرَکاتِهِ. (4)
515.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی الصَّباحِ وَالمَساءِ-:
اللّهُمَّ اختِم لی بِالأَمنِ وَالإِیمانِ کُلَّما طَلَعَت شَمسٌ أو غَرَبَت. (5)
516.عنه علیه السلام: إذا فَرَغتَ مِن صَلاتِکَ فَقُل:
...وأَسأَ لُکَ أن تَعصِمَنی بِطاعَتِکَ حَتّی تَتَوَفّانی عَلَیها وأَنتَ عَنّی راضٍ،وأَن تَختِمَ لی بِالسَّعادَةِ ولا تُحَوِّلَنی عَنها أبَداً،ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (6)
ص:393
517.عنه علیه السلام -مِن دُعاءٍ کان یَدعو بِهِ عِندَ خُروجِهِ مِن مَنزِلِهِ-:
اللّهُمَّ افتَح لی فی وَجهی هذا بِخَیرٍ،وَاختِم لی بِخَیرٍ. (1)
518.الإمام الکاظم علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی شَهرِ رَمَضانَ-:
اللّهُمَّ...وَامنَعنی مِن کُلِّ عَمَلٍ أو فِعلٍ أو قَولٍ یَکونُ مِنّی أخافُ ضَرَرَ عاقِبَتِهِ. (2)
راجع:ص 509 ح 689 وج2 ص 167 ح 1233.
الکتاب
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ * صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَ لاَ الضّالِّینَ . (3)
إِذْ أَوَی الْفِتْیَةُ إِلَی الْکَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً وَ هَیِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً . (4)
رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً إِنَّکَ أَنْتَ الْوَهّابُ . (5)
وَ نَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما کُنّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَ نُودُوا أَنْ تِلْکُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ . (6)
الحدیث
ص:394
519.الإمام علیّ علیه السلام: قالَ لی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:قُل:
اللّهُمَّ اهدِنی وسَدِّدنی. (1)
520.اُسد الغابة عن عبد اللّه بن الهاد: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ فی دُعائِهِ:
اللّهُمَّ ثَبِّتنی أن أزِلَّ،وَاهدِنی أن أضِلَّ،اللّهُمَّ کَما حُلتَ بَینی وبَینَ قَلبی،فَحُل بَینی وبَینَ الشَّیطانِ وعَمَلِهِ. (2)
521.الأذکار المنتخبة عن عمران بن الحصین: أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عَلَّمَ أباهُ حُصَیناً کَلِمَتَینِ یَدعو بِهِما:
اللّهُمَّ ألهِمنی رُشدی،وأَعِذنی مِن شَرِّ نَفسی. (3)
522.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ أستَهدیکَ لِأَرشَدِ أمری،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ نَفسی. (4)
523.صحیح مسلم عن ابن عبّاس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ:
اللّهُمَّ لَکَ أسلَمتُ،وبِکَ آمَنتُ،وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ وإلَیکَ أنَبتُ،وبِکَ خاصَمتُ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِعِزَّتِکَ لا إلهَ إلّاأنتَ أن تُضِلَّنی،أنتَ الحَیُّ الَّذی لا یَموتُ وَالجِنُّ
ص:395
وَالإِنسُ یَموتونَ. (1)
524.الإمام الکاظم علیه السلام -فی حِرزِهِ (2)-:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ أعطِنِی الهُدی وثَبِّتنی عَلَیهِ،وَاحشُرنی عَلَیهِ آمِناً أمنَ مَن لا خَوفَ عَلَیهِ ولا حُزنَ ولا جَزَعَ،إنَّکَ أهلُ التَّقوی وأَهلُ المَغفِرَةِ. (3)
525.عنه علیه السلام:
اللّهُمَّ إنَّکَ أخَذتَ بِناصِیَتی وقَلبی فَلَم تُمَلِّکنی مِنهُما شَیئاً،فَإِذا فَعَلتَ ذلِکَ بِهِما فَأَنتَ وَلِیُّهُما فَاهدِهِما إلی سَواءِ السَّبیلِ،یا رَبِّ یا رَبِّ یا رَبِّ،ما أقدَرَکَ،ما أقدَرَکَ،ما أقدَرَکَ عَلی تَعویضِ کُلِّ مَن کانَت لَهُ قِبَلی تَبِعَةٌ،وتَغفِرُ لی فَإِنَّ مَغفِرَتَکَ لِلظّالِمینَ. (4)
راجع:ج3 ص 376 (الدعاء لثبات الدین).
526.الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:
اللّهُمَّ أنتَ خَلَقتَنی کَما شِئتَ،فَارحَمنی کَیفَ شِئتَ،ووَفِّقنی لِطاعَتِکَ،حَتّی تَکونَ ثِقَتی کُلُّها بِکَ،وخَوفی کُلُّهُ مِنکَ. (5)
راجع:ص158 (طلب التوفیق).
ص:396
527.الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:
اللّهُمَّ فَرِّغنی لِما خَلَقتَنی لَهُ،ولا تَشغَلنی بِما تَکَفَّلتَ لی بِهِ،ولا تَحرِمنی وأَ نَا أسأَ لُکَ،ولا تُعَذِّبنی وأَ نَا أستَغفِرُکَ. (1)
528.فاطمة علیها السلام:
اللّهُمَّ قَنِّعنی بِما رَزَقتَنی،وَاستُرنی وعافِنی أبَداً ما أبقَیتَنی،وَاغفِر لی وَارحَمنی إذا تَوَفَّیتَنی.
اللّهُمَّ لا تُعیِنی فی طَلَبِ ما لَم (2)تُقَدِّر لی،وما قَدَّرتَهُ عَلَیَّ فَاجعَلهُ مُیَسَّراً سَهلاً.
اللّهُمَّ کافِ عَنّی والِدَیَّ وکُلَّ مَن لَهُ نِعمَةٌ عَلَیَّ خَیرَ مُکافاةٍ.
اللّهُمَّ فَرِّغنی لِما خَلَقتَنی لَهُ ولا تَشغَلنی بِما تَکَفَّلتَ لی بِهِ،ولا تُعَذِّبنی وأَ نَا أستَغفِرُکَ،ولا تَحرِمنی وأَ نَا أسأَ لُکَ.
اللّهُمَّ ذَلِّل نَفسی فی نَفسی،وعَظِّم شَأنَکَ فی نَفسی،وأَلهِمنی طاعَتَکَ وَالعَمَلَ بِما یُرضیکَ،وَالتَّجَنُّبَ لِما یُسخِطُکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)
529.الإمام الکاظم علیه السلام -مِمّا کانَ یَدعو بِهِ کَثیراً وهُوَ فی سِجنِ الرَّشیدِ-:
اللّهُمَّ إنَّکَ تَعلَمُ أنّی کُنتُ أسأَ لُکَ أن تُفَرِّغَنی لِعِبادَتِکَ،اللّهُمَّ وقَد فَعَلتَ فَلَکَ الحَمدُ. (4)
ص:397
530.الکافی عن الأصبغ بن نباتة،عن أمیر المؤمنین علیه السلام: وَالَّذی بَعَثَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله بِالحَقِّ وأَکرَمَ أهلَ بَیتِهِ،ما مِن شَیءٍ تَطلُبونَهُ...إلّاوهُوَ فِی القُرآنِ،فَمَن أرادَ ذلِکَ فَلیَسأَلنی عَنهُ...
ثُمَّ قامَ إلَیهِ آخَرُ فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،أخبِرنی عَنِ الضّالَّةِ.
فَقالَ:اِقرَأ یس فی رَکعَتَینِ،وقُل:«یا هادِیَ الضّالَّةِ،رُدَّ عَلَیَّ ضالَّتی»،فَفَعَلَ فَرَدَّ اللّهُ عز و جل عَلَیهِ ضالَّتَهُ. (1)
531.الإمام علیّ علیه السلام -فِی ذِکرِ صَلاةٍ لِرَدِّ الضّالَّةِ-:تُصَلّی رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فیهِما«یس»وتَقولُ بَعدَ فَراغِکَ مِنهُما رافِعاً یَدَکَ إلَی السَّماءِ:
اللّهُمَّ رادَّ الضّالَّةِ،وَالهادِیَ مِنَ الضَّلالَةِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاحفَظ عَلَیَّ ضالَّتی،وَاردُدها إلَیَّ سالِمَةً،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،فَإِنَّها مِن فَضلِکَ وعَطائِکَ،یا عِبادَ اللّهِ فِی الأَرضِ،ویا سَیّارَةَ اللّهِ فِی الأَرضِ،رُدُّوا عَلَیَّ ضالَّتی،فَإِنَّها مِن فَضلِ اللّهِ وعَطائِهِ. (2)
532.المحاسن عن أبی عبیدة الحذّاء: کُنتُ مَعَ أبی جَعفَرٍ علیه السلام فَضَلَّ بَعیری،فَقالَ:صَلِّ رَکعَتَینِ، ثُمَّ قُل کَما أقولُ:
اللّهُمَّ رادَّ الضّالَّةِ،هادِیاً مِنَ الضَّلالَةِ،رُدَّ عَلَیَّ ضالَّتی،فَإِنَّها مِن فَضلِ اللّهِ وعَطائِهِ (3). (4)
533.الإمام الصادق علیه السلام: تَدعو لِلضّالَّةِ:
ص:398
اللّهُمَّ إنَّکَ إلهُ مَن فِی السَّماءِ وإلهُ مَن فِی الأَرضِ،وعَدلٌ فیهِما،وأَنتَ الهادی مِنَ الضَّلالَةِ،وتَرُدُّ الضّالَّةَ،رُدَّ عَلَیَّ ضالَّتی،فَإِنَّها مِن رِزقِکَ وعَطِیَّتِکَ،اللّهُمَّ لا تَفتِن بِها مُؤمِناً،ولا تُغنِ بِها کافِراً،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبدِکَ ورَسولِکَ وعَلی أهلِ بَیتِهِ. (1)
534.الإمام الرضا علیه السلام: إذا ذَهَبَ لَکَ ضالَّةٌ أو مَتاعٌ فَقُل: وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَیْبِ إلی قَولِهِ: فِی کِتابٍ مُبِینٍ (2)ثُمَّ تَقولُ:
اللّهُمَّ إنَّکَ تَهدی مِنَ الضَّلالَةِ وتُنجی مِنَ العَمی وتَرُدُّ الضّالَّةَ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاغفِر لی ورُدَّ ضالَّتی،وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ. (3)
535.مکارم الأخلاق -صَلاةُ الضّالَّةِ ودُعاؤُها-:رَوی جابِرٌ الأَنصارِیُّ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عَلَّمَ عَلِیّاً علیه السلام وفاطِمَةَ علیها السلام هذَا الدُّعاءَ،وقالَ لَهُما:إن نَزَلَت بِکُما مُصیبَةٌ أو خِفتُما جَورَ سُلطانٍ أو ضَلَّت لَکُما ضالَّةٌ،فَأَحسِنَا الوُضوءَ وصَلِّیا رَکعَتَینِ،وَارفَعا أیدِیَکُما إلَی السَّماءِ وقولا:
یا عالِمَ الغَیبِ وَالسَّرائِرِ،یا مُطاعُ یا عَلیمُ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،یا هازِمَ الأَحزابِ لِمُحَمَّدٍ،یا کائِدَ فِرعَونَ لِموسی،یا مُنجِیَ عیسی مِن أیدِی الظَّلَمَةِ،یا مُخَلِّصَ قَومِ نوحٍ مِنَ الغَرَقِ،یا راحِمَ عَبدِهِ یَعقوبَ،یا کاشِفَ ضُرِّ أیّوبَ،یا مُنجِیَ ذِی النّونِ مِنَ الظُّلُماتِ، یا فاعِلَ کُلِّ خَیرٍ،یا هادِیاً إلی کُلِّ خَیرٍ،یا دالاًّ عَلی کُلِّ خَیرٍ،یا آمِراً بِکُلِّ خَیرٍ،یا خالِقَ الخَیرِ،ویا أهلَ الخَیرِ،أنتَ اللّهُ رَغِبتُ إلَیکَ فیما قَد عَلِمتَ،وأَنتَ عَلّامُ الغُیوبِ، أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ.
ثُمَّ اسأَلَا الحاجَةَ تُجابا إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (4)
ص:399
536.مسند ابن حنبل عن امّ سلمة: قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ،ألّا تُعَلِّمُنی دَعوَةً أدعو بِها لِنَفسی؟
قالَ:بَلی (1)،قولی:
اللّهُمَّ رَبَّ مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ،اغفِر لی ذَنبی،وأَذهِب غَیظَ قَلبی،وأَجِرنی مِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ ما أحیَیتَنا. (2)
537.المستدرک علی الصحیحین عن معاذ بن جبل: أبطَأَ عَنّا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِصَلاةِ الفَجرِ حَتّی کادَت أن تُدرِکَنَا الشَّمسُ،ثُمَّ خَرَجَ فَصَلّی بِنا فَخَفَّفَ فی صَلاتِهِ،ثُمَّ انصَرَفَ،فَأَقبَلَ عَلَینا بِوَجهِهِ فَقالَ:
عَلی مَکانِکُم،اُخبِرُکُم ما أبطَأَنی عَنکُمُ الیَومَ فی هذِهِ الصَّلاةِ،إنّی صَلَّیتُ فی لَیلَتی هذِهِ ما شاءَ اللّهُ،ثُمَّ مَلَکَتنی عَینی فَنِمتُ،فَرَأَیتُ رَبّی تَبارَکَ وتَعالی،فَأَلهَمَنی أن قُلتُ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ الطَّیِّباتِ،وتَرکَ المُنکَراتِ،وحُبَّ المَساکینِ،وأَن تَتوبَ عَلَیَّ، وتَغفِرَ لی وتَرحَمَنی،وإذا أرَدتَ فی خَلقِکَ فِتنَةً فَنَجِّنی إلَیکَ مِنها غَیرَ مَفتونٍ،اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ حُبَّکَ،وحُبَّ مَن یُحِبُّکَ،وحُبَّ عَمَلٍ یُقَرِّبُنی إلی حُبِّکَ.
ثُمَّ أقبَلَ عَلَینا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:تَعَلَّموهُنَّ وَادرُسوهُنَّ؛فَإِنَّهُنَّ حَقٌّ. (3)
راجع: نهج الدعاء ص 212 (إرشادات فی تصحیح الأدعیة/اللّهمّ إنّی أعوذ بک من الفتنة) و نهج البلاغة :الحکمة 93.
ص:400
538.الإمام الکاظم علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام وهُوَ فی سِجنِ الرَّشیدِ فَاُطلِقَ-:
یا سامِعَ کُلِّ صَوتٍ،یا مُحیِیَ النُّفوسِ مِن بَعدِ المَوتِ،ما لی إلهٌ غَیرُکَ فَأَدعُوَهُ،ولا شَریکٌ لَکَ فَأَرجُوَهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وخَلِّصنی یا رَبِّ مِمّا أنَا فیهِ ومِمّا أخافُ وأَحذَرُ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ،کَما تُخَلِّصُ الوَلَدَ مِن ضیقِ المَشیمَةِ (1)وَاللَّحمِ بِرَحمَتِکَ.
وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وخَلِّصنی یا رَبِّ مِمّا أنَا فیهِ ومِمّا أخافُ وأَحذَرُ بِمَشِیَّتِکَ وإرادَتِکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،کَما تُخَلِّصُ الثَّمَرَةَ مِن بَینِ ماءٍ وطینٍ ورَملٍ بِقُدرَتِکَ وجَلالِکَ.
وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ،وخَلِّصنی یا رَبِّ مِمّا أنَا فیهِ وممّا أخافُ وأَحذَرُ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ،کَما تُخَلِّصُ البَیضَةَ مِن جَوفِ الطّائِرِ بِعَفوِکَ.
وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وخَلِّصنی یا رَبِّ مِمّا أنَا فیهِ ومِمّا أخافُ وأَحذَرُ بِنِعمَتِکَ وتَکَبُّرِکَ.
وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وخَلِّصنی مِمّا أنَا فیهِ ومِمّا أخافُ وأَحذَرُ بِقُوَّتِکَ وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،کَما تُخَلِّصُ الطّائِرَ مِن جَوفِ البَیضَةِ بِعِزَّتِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)
539.الکافی عن زیاد القندی: کَتَبتُ إلی أبِی الحَسَنِ الأَوَّلِ علیه السلام:عَلِّمنی دُعاءً فَإِنّی قَد بُلیتُ بِشَیءٍ-وکانَ قَد حُبِسَ بِبَغدادَ حَیثُ اتُّهِمَ بِأَموالِهِم-فَکَتَبَ إلَیهِ:
ص:401
إذا صَلَّیتَ فَأَطِلِ السُّجودَ،ثُمَّ قُل:«یا أحَدَ مَن لا أحَدَ لَهُ»حَتّی تَنقَطِعَ النَّفَسُ،ثُمَّ قُل:«یا مَن لا یَزیدُهُ کَثرَةُ الدُّعاءِ إلّاجوداً وکَرَماً»حَتّی تَنقَطِعَ نَفَسُکَ،ثُمَّ قُل:«یا رَبَّ الأَربابِ أنتَ أنتَ أنتَ الَّذِی انقَطَعَ الرَّجاءُ إلّامِنکَ،یا عَلِیُّ یا عَظیمُ».
قالَ زِیادٌ:فَدَعَوتُ بِهِ،فَفَرَّجَ اللّهُ عَنّی وخُلِّیَ سَبیلی. (1)
540.مهج الدعوات عن عبد اللّه بن مالک الخزاعی -حینَ أمَرَهُ الرَّشیدُ بِإِطلاقِ الإِمامِ الکاظِمِ علیه السلام مِنَ الحَبسِ،لِأَنَّهُ رَأی فی مَنامِهِ قائِلاً یَتَهَدَّدُهُ ویَقولُ لَهُ:أطلِق موسَی بنَ جَعفرٍ،قالَ-:
فَرَجَعتُ إلی مَنزِلی،وفَتَحتُ الحُجرَةَ،ودَخَلتُ عَلی موسَی بنِ جَعفَرٍ فَوَجَدتُهُ قَد نامَ فی سُجودِهِ،فَجَلَستُ حَتَّی استَیقَظَ ورَفَعَ رَأسَهُ،وقالَ:یا عَبدَ اللّهِ افعَل (2)ما امِرتَ بِهِ.
فَقُلتُ لَهُ:یا مَولایَ سَأَلتُکَ بِاللّهِ وبِحَقِّ جَدِّکَ رَسولِ اللّهِ هَل دَعَوتَ اللّهَ عز و جل فی یَومِکَ هذا بِالفَرَجِ؟
فَقالَ:أجَل،إنّی صَلَّیتُ المَفروضَةَ وسَجَدتُ وغَفَوتُ فی سُجودی،فَرَأَیتُ رَسولَ اللّه صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا موسی،أتُحِبُّ أن تُطلَقَ؟فَقُلتُ:نَعَم یا رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:اُدعُ بِهذَا الدُّعاءِ:
یا سابِغَ النِّعَمِ،یا دافِعَ النِّقَمِ،یا بارِئَ النَّسَمِ،یا مُجَلِّیَ الهِمَمِ،یا مُغَشِّیَ الظُّلَمِ،یا کاشِفَ الضُّرِّ وَالأَلَمِ،یا ذَا الجودِ وَالکَرَمِ،ویا سامِعَ کُلِّ صَوتٍ،یا مُدرِکَ کُلِّ فَوتٍ،یا مُحیِیَ العِظامِ وهِیَ رَمیمٌ،ومُنشِئَها بَعدَ المَوتِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.
فَلَقَد دَعَوتُ بِهِ ورَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یُلَقِّنّیهِ حَتّی سَمِعتُهُ یَقولُ:قَدِ استَجابَ اللّهُ فیکَ.
ثُمَّ قُلتُ لَهُ ما أمَرَنی بِهِ الرَّشیدُ وأَعطَیتُهُ ذلِکَ. (3)
ص:402
541.المصباح للکفعمی: دُعاءٌ عَلَّمَهُ صاحِبُ الأمرِ علیه السلام لِرَجُلٍ مَحبوسٍ فَخُلِّصَ:
اللّهُمَّ عَظُمَ البَلاءُ،وبَرِحَ (1)الخَفاءُ،وَانکَشَفَ الغِطاءُ،وَانقَطَعَ الرَّجاءُ،وضاقَتِ الأَرضُ ومُنِعَتِ السَّماءُ،وأَنتَ المُستَعانَ وإلَیکَ المُشتَکی،وعَلَیکَ المُعَوَّلُ فِی الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،اُولِی الأَمرِ الَّذینَ فَرَضتَ عَلَینا طاعَتَهُم،وعَرَّفتَنا مَنزِلَتَهُم،فَفَرِّج عَنّا بِحَقِّهِم فَرَجاً عاجِلاً قَریباً،کَلَمحِ البَصَرِ،أو هُوَ أقرَبُ.
یا مُحَمَّدُ یا عَلِیُّ،یا عَلِیُّ یا مُحَمَّدُ،اِکفِیانی فَإِنَّکُما کافِیایَ،وَانصُرانی فَإِنَّکُما ناصِرایَ،یا مَولانا یا صاحِبَ الزَّمانِ،الأَمانَ،الأَمانَ،الأَمانَ،الغَوثَ،الغَوثَ،الغَوثَ، أدرِکنی،أدرِکنی،أدرِکنی،السّاعَةَ،السّاعَةَ،السّاعَةَ،العَجَلَ،العَجَلَ،العَجَلَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،بِمُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ. (2)
راجع:ص 32 (دعوات الأنبیاء/دعوات یوسف علیه السلام ) وص485 (دعوات لدفع الهموم والشدائد)
و ج 3 ص 574 ح 2453 وص 586 ح 2461.
542.سنن أبی داوود عن عبد اللّه بن قیس: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذا خافَ قَوماً قالَ:
اللّهُمَّ إنّا نَجعَلُکَ فی نُحورِهِم،ونَعوذُ بِکَ مِن شُرورِهِم. (1)
543.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ عِندَ دُخولِهِ عَلَی المَنصورِ،ورَواهُ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أنَّهُ عَلَّمَهُ عَلِیّاً عِندَ النّائِبَةِ-:
اللّهُمَّ إنّی أدرَأُ بِکَ فی نَحرِهِ،وأَستَعیذُ بِکَ مِن شَرِّهِ،وأَستَعینُ بِکَ عَلَیهِ،یا کافی،یا شافی،یا مُعافی،اکفِنی کُلَّ شَیءٍ حَتّی لا أخافَ مَعَکَ شَیئاً. (2)
544.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا تَخَوَّفتَ مِن أحَدٍ شَیئاً فَقُل:
اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ ومَن فیهِنَّ،ورَبَّ العَرشِ العَظیمِ،ورَبَّ جِبریلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ،کُن لی جاراً مِن فُلانٍ وأَشیاعِهِ وأَتباعِهِ،أن یَفرُطوا عَلَیَّ أو أن یَطغَوا عَلَیَّ أبَداً،عَزَّ جارُکَ وجَلَّ ثَناؤُکَ،ولا إلهَ إلّاأنتَ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (3)
545.المستدرک علی الصحیحین عن ابن مسعود عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله،قال: إنَّهُ کانَ یَدعو:
اللّهُمَّ احفَظنی بِالإِسلامِ قائِماً،وَاحفَظنی بِالإِسلام قاعِداً،وَاحفَظنی بِالإِسلامِ راقِداً، ولا تُشمِت بی عَدُوّاً حاسِداً.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن کُلِّ خَیرٍ خَزائِنُهُ بِیَدِکَ،وأَعوذُ بِکَ مِن کُلِّ شَرٍّ خَزائِنُهُ بِیَدِکَ. (4)
ص:404
546.الإمام الصادق علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِعَلِیٍّ:...یا عَلِیُّ،أمانٌ لَکَ مِن کُلِّ سوءٍ تَخافُهُ أن تَقولَ:
ما شاءَ اللّهُ کانَ،وما لَم یَشَأ لَم یَکُن،أشهَدُ أنَّ اللّهَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وأَنَّ اللّهَ قَد أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلماً،وأَحصی کُلَّ شَیءٍ عَدَداً،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ. (1)
547.عنه علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:مَن أرادَهُ إنسانٌ بِسوءٍ فَأَرادَ أن یَحجُزَ اللّهُ بَینَهُ وبَینَهُ،فَلیَقُل حینَ یَراهُ:
أعوذُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ مِن حَولِ خَلقِهِ وقُوَّتِهِم،وأَعوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ.
ثُمَّ یَقولُ ما قالَ اللّهُ عز و جل لِنَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله:
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ (2)،صَرَفَ اللّهُ عَنهُ کَیدَ کُلِّ کائِدٍ،ومَکرَ کُلِّ ماکِرٍ،وحَسَدَ کُلِّ حاسِدٍ.
ولا یَقولَنَّ هذِهِ الکَلِماتِ إلّافی وَجهِهِ،فَإِنَّ اللّهَ یَکفیهِ بِحَولِهِ. (3)
548.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام فی دَخلَةٍ اخری عَلَی المَنصورِ رَواهُ عَن جَدِّهِ صلی الله علیه و آله-:
اللّهُمَّ یا کافِیَ کُلِّ شَیءٍ،ولا یَکفی مِنهُ شَیءٌ،یا رَبَّ کُلِّ شَیءٍ،اِکفِنا کُلَّ شَیءٍ،حَتّی لا یَضُرَّ مَعَ اسمِکَ شَیءٌ. (4)
549.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:
أمسَینا وأَمسی المُلکُ للّهِ ِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ،أعوذُ بِاللّهِ الَّذی یُمسِکُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَی الأَرضِ إلّابِإِذنِهِ،مِن شَرِّ ما خَلَقَ وذَرَأَ وبَرَأَ.
ص:405
مَن قالَهُنَّ عُصِمَ مِن کُلِّ ساحِرٍ وکاهِنٍ وشَیطانٍ وحاسِدٍ. (1)
550.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام فی دَخلَةٍ اخری عَلَی المَنصورِ،رُوِیَ أنَّهُ عَلَّمَهُ إیّاهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فی مَنامِهِ-:
اللّهُمَّ قَد أکدَی (2)الطَّلَبُ وأَعیَتِ الحیلَةُ إلّاإلَیکَ،ودَرَسَتِ الآمالُ وَانقَطَعَ الرَّجاءُ إلّا مِنکَ،وخابَتِ الثِّقَةُ وأَخلَفَ الظَّنُّ إلّابِکَ،وکَذَبَتِ الأَلسُنُ واُخلِفَتِ العِداتُ (3)إلّاعِدَتُکَ.
اللّهُمَّ إنّی أجِدُ سُبُلَ المَطالِبِ إلَیکَ مُشرَعَةً،ومَناهِلَ (4)الدُّعاءِ لَکَ مُفَتَّحَةً،وأَجِدُکَ لِدُعاتِکَ بِمَوضِعِ إجابَةٍ،ولِلصّارِخِ إلَیکَ بِمَرصَدِ إغاثَةٍ،وأَنَّ فِی اللَّهفِ إلی جودِکَ مِنَ الرِّضا بِضَمانِکَ عِوَضاً مِن مَنعِ الباخِلینَ،ومَندوحَةً (5)عَمّا فی أیدِی المُستَأثِرینَ.
وأَعلَمُ أنَّکَ لا تَحجُبُ عَن خَلقِکَ،إلّاأن تَحجُبَهُمُ الأَعمالُ دونَکَ،فَأَعلَمُ أنَّ أفضَلَ زادِ الرّاحِلِ إلَیکَ عَزمُ الإِرادَةِ،وخُضوعُ الاِستِغاثَةِ،وقَد ناجاکَ بِعَزمِ الإِرادَةِ وخُضوعِ الاِستِکانَةِ قَلبی.
فَأَسأَ لُکَ اللّهُمَّ بِکُلِّ دَعوَةٍ دَعاکَ بِها راجٍ بَلَّغتَهُ بِها أمَلَهُ،أو صارِخٌ أغَثتَ صَرخَتَهُ،أو مَلهوفٌ مَکروبٌ فَرَّجتَ عَنهُ،ولِتِلکَ الدَّعوَةِ عَلَیکَ حَقٌّ،وعِندَکَ مَنزِلَةٌ،إلّاصَلَّیتَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وخَلَّصتَنی مِن کُلِّ مَکروهٍ،وفَعَلتَ بی کَذا وکَذا. (6)
551.عنه علیه السلام: حَدَّثَنی أبی عَن جَدّی أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله لَمّا ألَّبَت عَلَیهِ الیَهودُ وفَزارَةُ وغَطَفانُ،
ص:406
وهُوَ قَولُهُ تَعالی: إِذْ جاؤُکُمْ مِنْ فَوْقِکُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْکُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللّهِ الظُّنُونَا (1)،وکانَ ذلِکَ الیَومُ مِن أغلَظِ یَومٍ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله، فَجَعَلَ یَدخُلُ ویَخرُجُ ویَنظُرُ إلَی السَّماءِ،ویَقولُ:ضَیِّقی تَتَّسِعی،ثُمَّ خَرَجَ فی بَعضِ اللَّیلِ فَرَأی شَخصاً،فَقالَ لِحُذَیفَةَ:اُنظُر مَن هذا؟فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،هذا عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ.
فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا أبَا الحَسَنِ،أما خَشیتَ أن تَقَعَ عَلَیکَ عَینٌ؟
قالَ:إنّی وَهَبتُ نَفسی للّهِ ِ ولِرَسولِهِ،وخَرَجتُ حارِساً لِلمُسلِمینَ فی هذِهِ اللَّیلَةِ،فَمَا انقَضی کَلامُهُما حَتّی نَزَلَ جَبرَئیلُ علیه السلام وقالَ:یا مُحَمَّدُ،إنَّ اللّهَ یُقرِئُکَ السَّلامَ،ویَقولُ لَکَ:قَد رَأَیتُ مَوقِفَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام مُنذُ اللَّیلَةِ،وأَهدَیتُ لَهُ مِن مَکنونِ عِلمی کَلِماتٍ لا یَتَعَوَّذُ بِها عِندَ شَیطانٍ مارِدٍ،ولا سُلطانٍ جائِرٍ،ولا حَرَقٍ ولا غَرَقٍ،ولا هَدمٍ ولا رَدمٍ،ولا سَبُعٍ ضارٍ،ولا لُصٍّ قاطِعٍ،إلّاآمَنَهُ اللّهُ مِن ذلِکَ،وهُوَ أن یَقولَ:
اللّهُمَّ احرُسنا بِعَینِکَ الّتی لا تَنامُ،وَاکنُفنا بِرُکنِکَ الَّذی لا یُرامُ،وأَعِزَّنا بِسُلطانِکَ الَّذی لا یُضامُ،وَارحَمنا بِقُدرَتِکَ عَلَینا،ولا تُهلِکنا وأَنتَ الرَّجاءُ،رَبِّ کَم مِن نِعمَةٍ أنعَمتَ بِها عَلَیَّ قَلَّ لَکَ عِندَها شُکری،وکَم مِن بَلِیَّةٍ ابتَلَیتَنی بِها قَلَّ لَکَ عِندَها صَبری، فَیا مَن قَلَّ عِندَ نِعمَتِهِ شُکری فَلَم یَحرِمنی،ویا مَن قَلَّ عِندَ بَلِیَّتِهِ صَبری فَلَم یَخذُلنی،یا ذَا المَعروفِ الدّائِمِ الَّذی لا یَنقَضی أبَداً،ویا ذَا النَّعماءِ الَّتی لا تُحصی عَدَداً،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطّاهِرینَ،وأَدرَأُ بِکَ فی نُحورِ الأَعداءِ وَالجَبّارینَ.
اللّهُمَّ أعِنّی عَلی دینی بِدُنیایَ،وعَلی آخِرَتی بِتَقوایَ،وَاحفَظنی فیما غِبتُ عَنهُ،ولا تَکِلنی إلی نَفسی فیما حَضَرتُهُ،یا مَن لا تَنقُصُهُ المَغفِرَةُ،ولا تَضُرُّهُ المَعصِیَةُ،أسأَ لُکَ فَرَجاً عاجِلاً،وصَبراً جَمیلاً،ورِزقاً واسِعاً،وَالعافِیَةَ مِن جَمیعِ البَلاءِ،وَالشُّکرَ عَلَی
ص:407
العافِیَةِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)
552.مهج الدعوات: حِرزٌ آخَرُ عَنِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله بِرِوایَةٍ اخری:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِاسمِکَ وکَلِمَتِکَ التّامَّةِ،مِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ،وأَعوذُ بِاسمِکَ وکَلِمَتِکَ التّامَّةِ،مِن شَرِّ عِداتِکَ (عَذابِکَ خ ل) وشَرِّ عِبادِکَ، وأَعوذُ بِاسمِکَ وکَلِمَتِکَ التّامَّةِ مِن شَرِّ الشَّیطانِ الرَّجیمِ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ وکَلِمَتِکَ التّامَّةِ مِن خَیرِ ما تُعطی وما تُسأَلُ،وخَیرِ ما تُخفی وما تُبدی.
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِاسمِکَ وکَلِمَتِکَ التّامَّةِ مِن شَرِّ ما یَجری بِهِ اللَّیلُ وَالنَّهارُ،إنَّ رَبِّیَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،عَلَیهِ تَوَکَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ.ما شاءَ اللّهُ کانَ،أنتَ رَبّی لا إلهَ إلّا أنتَ،عَلَیکَ تَوَکَّلتُ وأَنتَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ.لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ، ما شاءَ اللّهُ کانَ،وما لَم یَشَأ لَم یَکُن،أعلَمُ أنَّ اللّهَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وأَنَّ اللّهَ قَد أحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ علماً،وأَحصی کُلَّ شَیءٍ عَدَداً.
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ نَفسی ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (2)، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ (3). (4)
553.مهج الدعوات: دُعاءٌ رُوِیَ أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عَلَّمَهُ لِبَعضِ أصحابِهِ،فَأَرادَ الحَجّاجُ قَتلَهُ،فَلَمّا قَرَأَهُ لَم یَستَطِع صاحِبُ سَیفِهِ أن یَقتُلَهُ،وهُوَ هذَا الدُّعاءُ:
ص:408
یا سامِعَ کُلِّ صَوتٍ،یا مُحیِیَ النُّفوسِ بَعدَ المَوتِ،یا مَن لا یَعجَلُ لِأَ نَّهُ لا یَخافُ الفَوتَ،یا دائِمَ الثَّباتِ،یا مُخرِجَ النَّباتِ،یا مُحیِیَ العِظامِ الرَّمیمِ الدّارِساتِ،بِاسمِ اللّهِ، اعتَصَمتُ بِاللّهِ،وتَوَکَّلتُ عَلَی الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،ورَمَیتُ کُلَّ مَن یُؤذینی بِلا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (1)
554.مسند ابن حنبل عن جعفر بن سلیمان عن أبی التیاج: سَأَلَ رَجُلٌ عَبدَ الرَّحمنِ بنَ خنبش:
کَیفَ صَنَعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله حینَ کادَتهُ الشَّیاطینُ؟
قالَ:جاءَتِ الشَّیاطینُ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِنَ الأَودِیَةِ،وتَحَدَّرَت عَلَیهِ مِنَ الجِبالِ، وفیهِم شَیطانٌ مَعَهُ شُعلَةٌ مِن نارٍ،یُریدُ أن یُحرِقَ بِها رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله،قالَ:فَرُعِبَ،قالَ جَعفَرٌ:أحسَبُهُ قالَ:جَعَلَ یَتَأَخَّرُ.
قالَ:وجاءَ جِبریلُ علیه السلام:فَقالَ یا مُحَمَّدُ،قُل ! قالَ:ما أقولُ؟قالَ:قُل:
أعوذُ بِکَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ،الَّتی لا یُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجِرٌ،مِن شَرِّ ما خَلَقَ وذَرَأَ وبَرَأَ (2)،ومِن شَرِّ ما یَنزِلُ مِنَ السَّماءِ ومِن شَرِّ ما یَعرُجُ فیها،ومِن شَرِّ ما ذَرَأَ فِی الأَرضِ ومِن شَرِّ ما یَخرُجُ مِنها،ومِن شَرِّ فِتَنِ اللَّیلِ وَالنَّهارِ،ومِن شَرِّ کُلِّ طارِقٍ إلّاطارِقاً یَطرُقُ بِخَیرٍ،یا رَحمنُ. (3)
555.الإمام علیّ علیه السلام: [کُلُّ مَنِ استَصعَبَ عَلَیهِ شَیءٌ مِن مالٍ أو أهلٍ أو وَلَدٍ أو أمرِ فِرعَونٍ مِنَ
ص:409
الفَراعِنَةِ فَلیَبتَهِل بِهذَا الدُّعاءِ؛فَإِنَّهُ یَکفی مِمّا یَخافُ إن شاءَ اللّهُ تَعالی وبِهِ القُوَّةُ] (1)،قُل:
اللّهُمَّ إنّی أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِنَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحمَةِ،وأَهلِ بَیتِهِ الَّذینَ اختَرتَهُم عَلی عِلمٍ عَلَی العالَمینَ،اللّهُمَّ فَذَلِّل لی صُعوبَتَها وحُزانَتَها،وَاکفِنی شَرَّها؛فَإِنَّکَ الکافِی المُعافی وَالغالِبُ القاهِرُ. (2)
556.الإمام الحسن علیه السلام -لَمّا أرادَ الدُّخولَ عَلی مُعاوِیَةَ وعِندَهُ جَماعَةٌ مِن أصحابِهِ أرادُوا استِنقاصَهُ-:
اللّهُمَّ إنّی أدرَأُ بِکَ فی نُحورِهِم،وأَعوذُ بِکَ مِن شُرورِهِم،وأَستَعینُ بِکَ عَلَیهِم، فَاکفِنیهِم بِما شِئتَ،وأَنّی شِئتَ،مِن حَولِکَ وقُوَّتِکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)
557.الإرشاد عن داوود بن القاسم: حَدَّثَنَا الحُسَینُ بنُ زَیدٍ،عَن عَمِّهِ عُمَرَ بنِ عَلِیٍّ،عَن أبیهِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیهما السلام،أنّهُ کانَ یَقولُ:«لَم أرَ مِثلَ التَّقَدُّمِ فِی الدُّعاءِ،فَإِنَّ العَبدَ لَیسَ تَحضُرُهُ الإِجابَةُ فی کُلِّ وَقتٍ».
وکانَ مِمّا حُفِظَ عَنهُ علیه السلام مِنَ الدُّعاءِ حینَ بَلَغَهُ تَوَجُّهُ مُسرِفِ بنِ عُقبَةَ (4)إلَی المَدینَةِ:
رَبِّ کَم مِن نِعمَةٍ أنعَمتَ بِها عَلَیَّ قَلَّ لَکَ عِندَها شُکری؟وکَم مِن بَلِیَّةٍ ابتَلَیتَنی بِها قَلَّ لَکَ عِندَها صَبری؟فَیا مَن قَلَّ عِندَ نِعمَتِهِ شُکری فَلَم یَحرِمنی،وقَلَّ عِندَ بَلائِهِ صَبری فَلَم
ص:410
یَخذُلنی،یا ذَا المَعروفِ الَّذی لا یَنقَطِعُ أبَداً،ویا ذَا النَّعماءِ الَّتی لا تُحصی عَدَداً،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَادفَع عَنّی شَرَّهُ،فَإِنّی أدرَأُ بِکَ فی نَحرِهِ،وأَستَعیذُ بِکَ مِن شَرِّهِ.
فَقَدِمَ مُسرِفُ بنُ عُقبَةَ المَدینَةَ،وکانَ یُقالُ:لا یُریدُ غَیرَ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام،فَسَلِمَ مِنهُ،وأَکرَمَهُ وحَباهُ ووَصَلَهُ. (1)
558.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام یَقولُ:ما ابالی إذا قُلتُ هذِهِ الکَلِماتِ لَوِ اجتَمَعَ عَلَیَّ الإِنسُ وَالجِنُّ:
بِاسمِ اللّه وبِاللّهِ،ومِنَ اللّهِ وإلَی اللّهِ،وفی سَبیلِ اللّهِ،وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،اللّهُمَّ إلَیکَ أسلَمتُ نَفسی،وإلَیکَ وَجَّهتُ وَجهی،وإلَیکَ ألجَأتُ ظَهری، وإلَیکَ فَوَّضتُ أمری،اللّهُمَّ احفَظنی بِحِفظِ الإِیمانِ،مِن بَینِ یَدَیَّ ومِن خَلفی،وعَن یَمینی وعَن شِمالی،ومِن فَوقی ومِن تَحتی ومِن قِبَلی (2)،وَادفَع عَنّی بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،فَإِنَّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ. (3)
559.مروج الذهب: نَظَرَ النّاسُ إلی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ السَّجّادِ علیه السلام وقَد لاذَ بِالقَبرِ،وهُوَ یَدعو، فَاُتِیَ بِهِ إلی مُسرِفٍ وهُوَ مُغتاظٌ عَلَیهِ فَتَبَرَّأَ مِنهُ ومِن آبائِهِ،فَلَمّا رَآهُ وقَد أشرَفَ عَلَیهِ ارتَعَدَ وقامَ لَهُ،وأَقعَدَهُ إلی جانِبِهِ،وقالَ لَهُ:سَلنی حَوائِجَکَ،فَلَم یَسأَلهُ فی أحَدٍ مِمَّن قُدِّمَ إلَی السَّیفِ إلّاشَفَّعَهُ فیهِ،ثُمَّ انصَرَفَ عَنهُ.فَقیلَ لِعَلِیٍّ علیه السلام:رَأَیناکَ تُحَرِّکُ شَفَتَیکَ، فَمَا الَّذی قُلتَ؟قالَ:قُلتُ:
اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما أظلَلنَ،وَالأَرَضینَ السَّبعِ وما أقلَلنَ،رَبَّ العَرشِ
ص:411
العَظیمِ،رَبَّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ،أعوذُ بِکَ مِن شَرِّهِ،وأَدرَأُ بِکَ فی نَحرِهِ،أسأَ لُکَ أن تُؤتِیَنی خَیرَهُ وتَکفِیَنی شَرَّهُ.
وقیلَ لِمُسلِمٍ:رَأَیناکَ تَسُبُّ هذَا الغُلامَ وسَلَفَهُ،فَلَمّا اتِیَ بِهِ إلَیکَ رَفَعتَ مَنزِلَتَهُ؟! فَقالَ:ما کانَ ذلِکَ لِرَأیٍ مِنّی،لَقَد مُلِئَ قَلبی مِنهُ رُعباً ! (1)
560.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی دَفعِ کَیدِ الأَعداءِ ورَدِّ بَأسِهِم-:
إلهی ! هَدَیتَنی فَلَهَوتُ،ووَعَظتَ فَقَسَوتُ،وأَبلَیتَ الجَمیلَ فَعَصَیتُ،ثُمَّ عَرَفتُ ما أصدَرتَ إذ عَرَّفتَنیهِ،فَاستَغفَرتُ فَأَقَلتَ،فَعُدتُ فَسَتَرتَ،فَلَکَ-إلهِی-الحَمدُ،تَقَحَّمتُ أودِیَةَ الهَلاکِ،وحَلَلتُ شِعابَ تَلَفٍ تَعَرَّضتُ فیها لِسَطَواتِکَ،وبِحُلولِها عُقوباتِکَ، ووَسیلَتی إلَیکَ التَّوحیدُ،وذَریعَتی أنّی لَم اشرِک بِکَ شَیئاً،ولَم أتَّخِذ مَعَکَ إلهاً،وقَد فَرَرتُ إلَیکَ بِنَفسی،وإلَیکَ مَفَرُّ المُسیءِ،ومَفزَعُ المُضَیِّعِ لِحَظِّ نَفسِهِ المُلتَجِئِ.
فَکَم مِن عَدُوٍّ انتَضی (2)عَلَیَّ سَیفَ عَداوَتِهِ،وشَحَذَ لی ظُبَةَ (3)مُدیَتِهِ (4)،وأَرهَفَ لی شَبا (5)حَدِّهِ،ودافَ (6)لی قَواتِلَ سُمومِهِ،وسَدَّدَ نَحوی صَوائِبَ سِهامِهِ،ولَم تَنَم عَنّی عَینُ حِراسَتِهِ،وأَضمَرَ أن یَسومَنِی المَکروهَ،ویُجَرِّعَنی زُعاقَ (7)مَرارَتِهِ،فَنظَرتَ یا إلهی إلی ضَعفی عَنِ احتِمالِ الفَوادِحِ،وعَجزی عَنِ الانتِصارِ مِمَّن قَصَدَنی بِمُحارَبَتِهِ،ووَحدَتی فی کَثیرِ عَدَدِ مَن ناوانی،وأَرصَدَ لی بِالبَلاءِ فیما لَم اعمِل فیهِ فِکری،فَابتَدَأتَنی بِنَصرِکَ، وشَدَدتَ أزری بِقُوَّتِکَ،ثُمَّ فَلَلتَ لی حَدَّهُ،وصَیَّرتَهُ مِن بَعدِ جَمعٍ عَدیدٍ وَحدَهُ،وأَعلَیتَ
ص:412
کَعبی عَلَیهِ،وجَعَلتَ ما سَدَّدَهُ مَردوداً عَلَیهِ،فَرَدَدتَهُ لَم یَشفِ غَیظَهُ،ولَم یَسکُن غَلیلُهُ، قَد عَضَّ عَلی شَواهُ (1)،وأَدبَرَ مُوَلِّیاً قَد أخلَفَت سَرایاهُ.
وکَم مِن باغٍ بَغانی بِمَکائِدِهِ،ونَصَبَ لی شَرَکَ مَصائِدِهِ،ووَکَّلَ بی تَفَقُّدَ رِعایَتِهِ، وأَضبَأَ إلَیَّ إضباءَ السَّبُعِ لِطَریدَتِهِ؛انتِظاراً لِانتِهازِ الفُرصَةِ لِفَریسَتِهِ،وهُوَ یُظهِرُ لی بَشاشَةَ المَلَقِ،ویَنظُرُنی عَلی شِدَّةِ الحَنَقِ (2).
فَلَمّا رَأَیتَ-یا إلهی تَبارَکتَ وتَعالَیتَ-دَغَلَ سَریرَتِهِ،وقُبحَ مَا انطَوی عَلَیهِ، أرکَستَهُ لِاُمِّ رَأسِهِ فی زُبیَتِهِ (3)،ورَدَدتَهُ فی مَهوی حُفرَتِهِ،فَانقَمَعَ بَعدَ استِطالَتِهِ ذَلیلاً فی رِبَقِ (4)حِبالَتِهِ الَّتی کانَ یُقَدِّرُ أن یَرانی فیها،وقَد کادَ أن یَحُلَّ بی-لَولا رَحمَتُکَ-ما حَلَّ بِساحَتِهِ.
وکَم مِن حاسِدٍ قَد شَرِقَ بی بِغُصَّتِهِ،وشَجِیَ مِنّی بِغَیظِهِ،وسَلَقَنی بِحَدِّ لِسانِهِ، ووَحَرَنی (5)بِقَرفِ عُیوبِهِ،وجَعَلَ عِرضی غَرَضاً لِمَرامیهِ،وقَلَّدَنی خِلالاً لَم تَزَل فیهِ، ووَحَرَنی بِکَیدِهِ،وقَصَدَنی بِمَکیدَتِهِ،فَنادَیتُکَ یا إلهی مُستَغیثاً بِکَ،واثِقاً بِسُرعَةِ إجابَتِکَ،عالِماً أنّهُ لا یُضطَهَدُ مَن أوی إلی ظِلِّ کَنَفِکَ،ولا یَفزَعُ مَن لَجَأَ إلی مَعقِلِ انتِصارِکَ،فَحَصَّنتَنی مِن بَأسِهِ بِقُدرَتِکَ.
وکَم مِن سَحائِبِ مَکروهٍ جَلَّیتَها عَنّی،وسَحائِبِ نِعَمٍ أمطَرتَها عَلَیَّ،وجَداوِلِ رَحمَةٍ نَشَرتَها،وعافِیَةٍ ألبَستَها،وأَعیُنِ أحداثٍ طَمَستَها،وغَواشی کُرُباتٍ کَشَفتَها.
وکَم مِن ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقتَ،وعَدَمٍ جَبَرتَ،وصَرعَةٍ أنعَشتَ،ومَسکَنَةٍ حَوَّلتَ،کُلُّ
ص:413
ذلِکَ إنعاماً وتَطَوُّلاً مِنکَ،وفی جَمیعِهِ انهِماکاً مِنّی عَلی مَعاصیکَ،لَم تَمنَعکَ إساءَتی عَن إتمامِ إحسانِکَ،ولا حَجَرَنی ذلِکَ عَنِ ارتِکابِ مَساخِطِکَ،لا تُسأَلُ عَمّا تَفعَلُ،ولَقَد سُئِلتَ فَأَعطَیتَ،ولَم تُسأَل فَابتَدَأتَ،وَاستُمیحَ فَضلُکَ فَما أکدَیتَ (1)،أبَیتَ یا مَولایَ إلّا إحساناً وَامتِناناً،وتَطَوُّلاً وإنعاماً،وأَبَیتُ إلّاتَقَحُّماً لِحُرُماتِکَ،وتَعَدِّیاً لِحُدودِکَ، وغَفلَةً عَن وَعیدِکَ !
فَلَکَ الحَمدُ إلهی مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،هذا مَقامُ مَنِ اعتَرَفَ بِسُبوغِ النِّعَمِ،وقابَلَها بِالتَّقصیرِ،وشَهِدَ عَلی نَفسِهِ بِالتَّضییعِ.
اللّهُمَّ فَإِنّی أتَقَرَّبُ إلَیکَ بِالمُحَمَّدِیَّةِ الرَّفیعَةِ،وَالعَلَوِیَّةِ البَیضاءِ،وأَتَوَجَّهُ إلَیکَ بِهِما أن تُعیذَنی مِن شَرِّ کَذا وکَذا،فَإِنَّ ذلِکَ لا یَضیقُ عَلَیکَ فی وُجدِکَ،ولا یَتَکَأَّدُکَ (2)فی قُدرَتِکَ، وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
فَهَب لی یا إلهی مِن رَحمَتِکَ ودَوامِ تَوفیقِکَ ما أتَّخِذُهُ سُلَّماً أعرُجُ بِهِ إلی رِضوانِکَ، وآمَنُ بِهِ مِن عِقابِکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)
561.مصباح المتهجّد عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر علیه السلام: ما یَمنَعُ أحَدَکُم إذا أصابَهُ شَیءٌ مِن غَمِّ الدُّنیا أن یُصَلِّیَ یَومَ الجُمُعَةِ رَکعَتَینِ ویَحمَدَ اللّهَ تَعالی ویُثنِیَ عَلَیهِ ویُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ عَلَیهِمُ السَّلامُ،ویَمُدَّ یَدَهُ ویَقولَ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّکَ مَلِکٌ وأَنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ مُقتَدِرٌ،وأَنَّکَ ما تَشاءُ مِن أمرٍ
ص:414
یَکونُ وما شاءَ اللّهُ مِن شَیءٍ یَکونُ،وأَتَوَجَّهُ إلَیکَ بِنَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحمَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،یا رَسولَ اللّهِ ! إنّی أتَوَجَّهُ بِکَ إلَی اللّهِ رَبّی ورَبِّکَ لِیُنجِحَ بِکَ طَلِبَتی ویَقضِیَ بِکَ حاجَتی،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وأَنجِح طَلِبَتی،وَاقضِ حاجَتی بِتَوَجُّهی إلَیکَ بِنَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ.
اللّهُمَّ مَن أرادَنی مِن خَلقِکَ بِبَغیٍ أو عَنَتٍ أو سوءٍ أو مَساءَةٍ أو کَیدٍ،مِن جِنِّیٍّ أو إنسِیٍّ،مِن قَریبٍ أو بَعیدٍ،صَغیرٍ أو کَبیرٍ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَحرِج صَدرَهُ،وأَفحِم لِسانَهُ،وقَصِّر یَدَهُ،وَاسدُد بَصَرَهُ،وَادفَع فی نَحرِهِ،وَاقمَع رَأسَهُ،وأَوهِن کَیدَهُ،وأَمِتهُ بِدائِهِ وغَیظِهِ،وَاجعَل لَهُ شاغِلاً مِن نَفسِهِ،وَاکفِنیهِ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ وعِزَّتِکَ وعَظَمَتِکَ وقُدرَتِکَ وسُلطانِکَ ومَنعَتِکَ،عَزَّ جارُکَ،وجَلَّ ثَناؤُکَ،ولا إلهَ غَیرُکَ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ یا اللّهُ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَالمَح مَن أرادَنی بِسوءٍ مِنکَ لَمحَةً توهِنُ بِها کَیدَهُ، وتَقلِبُ بِها مَکرَهُ،وتُضَعِّفُ بِها قُوَّتَهُ،وتَکسِرُ بِها حِدَّتَهُ،وتَرُدُّ بِها کَیدَهُ فی نَحرِهِ،یا رَبّی ورَبَّ کُلِّ شَیءٍ.
ویَقولُ ثَلاثَ مَرّاتٍ:
اللّهُمَّ إنّی أستَکفیکَ ظُلمَ مَن لَم تَعِظهُ المَواعِظُ،ولَم تَمنَعهُ مِنِّی المَصائِبُ ولَا الغِیَرُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاشغَلهُ عَنّی بِشُغُلٍ شاغِلٍ فی نَفسِهِ وجَمیعِ ما یُعانیهِ، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.اللّهُمَّ إنّی بِکَ أعوذُ،وبِکَ ألوذُ،وبِکَ أستَجیرُ مِن شَرِّ فُلانٍ.
وتُسَمِّیهِ،فَإِنَّکَ تُکفاهُ إن شاءَ اللّهُ وبِهِ الثِّقَةُ. (1)
562.الکافی عن معاویة بن عمار والعلاء بن سَیابة وظریف بن ناصح قال: لَمّا بَعَثَ
ص:415
أبُو الدَّوانیقِ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام رَفَعَ یَدَهُ إلَی السَّماءِ،ثُمَّ قالَ:
اللّهُمَّ إنَّکَ حَفِظتَ الغُلامَینِ بِصَلاحِ أبَوَیهِما،فَاحفَظنی بِصَلاحِ آبائی مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ وعَلِیِّ بنِ الحُسَینِ ومُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ؛اللّهُمَّ إنّی أدرَأُ بِکَ فی نَحرِهِ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّهِ. (1)
563.الإمام الصادق علیه السلام: مَن دَخَلَ عَلی سُلطانٍ یَهابُهُ فَلیَقُل:
بِاللّهِ أستَفتِحُ،وبِاللّهِ أستَنجِحُ،وبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ أتَوَجَّهُ،اللّهُمَّ ذَلِّل لی صُعوبَتَهُ،وسَهِّل لی حُزونَتَهُ،فَإِنَّکَ تَمحو مَا تَشاءُ وتُثبِتُ وعِندَکَ امُّ الکِتابِ.
وتَقولُ أیضاً:حَسبِیَ اللّهُ لا إلهَ إلّاهُوَ،عَلَیهِ تَوَکَّلتُ،وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ،وأَمتَنِعُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ مِن حَولِهِم وقُوَّتِهِم،وأَمتَنِعُ بِرَبِّ الفَلَقِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ. (2)
564.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی دَفعِ کَیدِ الأَعداءِ-:
حَسبِیَ الرَّبُّ مِنَ المَربوبینَ،وحَسبِیَ الخالِقُ مِنَ المَخلوقینَ،وحَسبِیَ الرّازِقُ مِنَ المَرزوقینَ،وحَسبِیَ اللّهُ رَبُّ العالَمینَ،حَسبی مَن هُوَ حَسبی،حَسبی مَن لَم یَزَلَ حَسبی، حَسْبِیَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ (3). (4)
565.عنه علیه السلام: قالَ لی رَجُلٌ:أیَّ شَیءٍ قُلتَ حینَ دَخَلتَ عَلی أبی جَعفَرٍ بِالرَّبَذَةِ؟قالَ:
قُلتُ:
اللّهُمَّ إنَّکَ تَکفی مِن کُلِّ شَیءٍ ولا یَکفی مِنکَ شَیءٌ؛فَاکفِنی بِما شِئتَ،وکَیفَ شِئتَ،
ص:416
ومِن حَیثُ شِئتَ،وأَنّی شِئتَ. (1)
566.الکافی عن علی بن میسّر: لَمّا قَدِمَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَلی أبی جَعفَرٍ [ المَنصورِ ]،أقامَ أبو جَعفَرٍ مَولیً لَهُ عَلی رَأسِهِ وقالَ لَهُ:إذا دَخَلَ عَلَیَّ فَاضرِب عُنُقَهُ،فَلَمّا دَخَلَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام نَظَرَ إلی أبی جَعفَرٍ وأَسَرَّ شَیئاً فیما بَینَهُ وبَینَ نَفسِهِ،لا یُدری ما هُوَ،ثُمَّ أظهَرَ:«یا مَن یَکفی خَلقَهُ کُلَّهُم ولا یَکفیهِ أحَدٌ،اِکفِنی شَرَّ عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِیٍّ (2)»،قالَ:
فَصارَ أبو جَعفَرٍ لا یُبصِرُ مَولاهُ وصارَ مَولاهُ لا یُبصِرُهُ.فَقالَ أبو جَعفَرٍ:یا جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ،لَقَد عَیَّیتُکَ (3)فی هذَا الحَرِّ فَانصَرِف،فَخَرَجَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام مِن عِندِهِ.
فَقالَ أبو جَعفَرٍ لِمَولاهُ:ما مَنَعَکَ أن تَفعَلَ ما أمَرتُکَ بِهِ؟! فَقالَ:لا وَاللّهِ،ما أبصَرتُهُ، ولَقَد جاءَ شَیءٌ فَحالَ بَینی وبَینَهُ ! فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ:وَاللّهِ،لَئِن حَدَّثتَ بِهذَا الحَدیثِ أحَداً لَأَقتُلَنَّکَ. (4)
567.مهج الدعوات: رَأَیتُ فی کِتابٍ عَتیقٍ مِن وَقفِ امِّ الخَلیفَةِ النّاصِرِ،أوَّلُهُ أخبارُ وَقعَةِ الحَرَّةِ،بِإسنادِهِ عَن أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،قالَ:«قَرَأتُ إِنّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ حینَ دَخَلتُ عَلی أبی جَعفَرٍ [ المَنصورِ ] وهُوَ یُریدُ قَتلی،فَحالَ اللّهُ بَینَهُ وبَینَ ذلِکَ».
فَلَمّا قَرَأَها حینَ نَظَرَ إلَیهِ لَم یَخرُج إلَیهِ حَتّی ألطَفَهُ،وقیلَ لَهُ:بِمَا احتَرَستَ؟قالَ:
«بِاللّهِ،وبِقِراءَةِ إِنّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ ،فَقُلتُ:یا اللّهُ یا اللّهُ-سَبعاً-إنّی أتَشَفَّعُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَن تَغلِبَهُ لی (5)،فَمَنِ ابتُلِیَ بِمِثلِ ذلِکَ فَلیَصنَع مِثلَ صُنعی،ولَولا أنَّنا نَقرَأُها ونَأمُرُ بِقِراءَتِها شیعَتَنا لَتَخَطَّفَهُمُ النّاسُ،ولکِن هِیَ
ص:417
-وَاللّهِ-لَهُم کَهفٌ». (1)
568.بحار الأنوار -فی أدعِیَةٍ ذَکَرَها لِلإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام عِندَ دُخولِهِ عَلَی المَنصورِ العَبّاسِیِّ-:
دُعاؤُهُ علیه السلام فی دُخولٍ آخَرَ عَلَیهِ،وکانَ قَد أمَرَ بِقَتلِهِ،فَلَقِیَهُ وأَمَرَ لَهُ بِثَلاثینَ بَدرَةً (2)بَعدَ أن قامَ لَهُ وجَلَسَ بَینَ یَدَیهِ،أهداهُ جَبرَئیلُ إلی رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِما وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا سابِغَ النِّعَمِ،یا دافِعَ النِّقَمِ،یا بارِئَ النَّسَمِ،وعالِماً غَیرَ مُعَلَّمٍ، وعالِماً بِجَمیعِ الاُمَمِ،ویا مونِسَ المُستَوحِشینَ فِی الظُّلَمِ،ادفَع عَنّی کُلَّ بَأسٍ وأَلَمٍ، وعافِنی مِن کُلِّ عاهَةٍ وسُقمٍ،ومِن شَرِّ مَن لا یَخشاکَ مِن جَمیعِ العَرَبِ وَالعَجَمِ، فَسَیَکْفِیکَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (3). (4)
569.مهج الدعوات: دُعاءُ الصّادِقِ علیه السلام لَمَّا استَدعاهُ المَنصورُ مَرَّةً ثالِثَةً بِالرَّبَذَةِ،رَوَیناهُ بِإِسنادنا إلی مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ الصَّفّارِ،بِإِسنادِهِ فی کِتاب فَضلِ الدُّعاءِ،عَن إبراهیمَ بنِ جَبَلَةَ، عَن مَخرَمَةَ الکِندِیِّ،قالَ:
لَمّا نَزَلَ أبو جَعفَرٍ المَنصورُ الرَّبَذَةَ وجَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ یَومَئِذٍ بِها،قالَ:مَن یَعذِرُنی مِن جَعفَرٍ هذا؟قَدَّمَ رِجلاً وأَخَّرَ اخری یَقولُ:«أتَنَحّی (5)عَن مُحَمَّدٍ ( أقولُ:یَعنی مُحَمَّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ ) فَإِن یَظفَر فَإِنَّمَا الأَمرُ لی،وإن تَکُنِ الاُخری فَکُنتُ قَد أحرَزتُ نَفسی»! أما وَاللّهِ،لَأَقتُلَنَّهُ.ثُمَّ التَفَتَ إلی إبراهیمَ بنِ جَبَلَةَ فَقالَ:یَابنَ جَبَلَةَ،قُم إلَیهِ فَضَع فی عُنُقِهِ ثِباتَهُ (6)،ثُمَّ ائتِنی بِهِ سَحباً.
ص:418
قالَ إبراهیمُ:فَخَرَجتُ حَتّی أتَیتُ مَنزِلَهُ،فَلَم اصِبهُ،فَطَلَبتُهُ فی مَسجِدِ أبی ذَرٍّ، فَوَجَدتُهُ فی بابِ المَسجِدِ،قالَ:فَاستَحیَیتُ أن أفعَلَ ما امِرتُ [ بِهِ ] (1)،فَأَخَذتُ بِکُمِّهِ فَقُلتُ لَهُ:أجِب أمیرَ المُؤمِنینَ،فَقالَ:إنّا للّهِ ِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ،دَعنی حَتّی اصَلِّیَ رَکعَتَینِ،ثُمَّ بَکی بُکاءً شَدیداً،وأَ نَا خَلفَهُ،ثُمَّ قالَ:
اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتی فی کُلِّ کَربٍ،ورَجائی فی کُلِّ شِدَّةٍ،وأَنتَ لی فی کُلِّ أمرٍ نَزَلَ بی ثِقَةٌ وعُدَّةٌ،فَکَم مِن کَربٍ یَضعُفُ عَنهُ الفُؤادُ،وتَقِلُّ فیهِ الحیلَةُ،ویَخذُلُ فیهِ القَریبُ، ویَشمَتُ بِهِ العَدُوُّ،وتُعیینی فیهِ الاُمورُ،أنزَلتُهُ بِکَ،وشَکَوتُهُ إلَیکَ،راغِباً فیهِ إلَیکَ عَمَّن سِواکَ،فَفَرَّجتَهُ وکَشَفتَهُ وکَفَیتَنیهِ،فَأَنتَ وَلِیُّ کُلِّ نِعمَةٍ،وصاحِبُ کُلِّ حَسَنَةٍ،ومُنتَهی کُلِّ حاجَةٍ،فَلَکَ الحَمدُ کَثیراً،ولَکَ المَنُّ فاضِلاً. (2)
ثُمَّ قالَ:اِصنَع ما امِرتَ بِهِ.فَقُلتُ:وَاللّهِ لا أفعَلُ،ولَو ظَنَنتُ أنّی اقتَلُ.فَأَخَذتُ بِیَدِهِ فَذَهَبتُ بِهِ،لا وَاللّهِ،ما أشُکُّ إلّاأنَّهُ یَقتُلُهُ،قالَ:فَلَمَّا انتَهَیتُ إلی بابِ السِّترِ قالَ:«یا إلهَ جَبرَئیلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ،وإلهَ إبراهیمَ وإسماعیلَ وإسحاقَ ویَعقوبَ ومُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،تَوَلَّ عافِیَتی،ولا تُسَلِّط عَلَیَّ فی هذِهِ الغَداةِ أحَداً مِن خَلقِکَ بِشَیءٍ لا طاقَةَ لی بِهِ».
ثُمَّ قالَ إبراهیمُ:ثُمَّ أدخَلتُهُ عَلَیهِ،فَاستَوی جالِساً،ثُمَّ أعادَ عَلَیهِ الکَلامَ،فَقالَ:
قَدَّمتَ رِجلاً وأَخَّرتَ اخری،أما وَاللّهِ،لَأَقتُلَنَّکَ،فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،ما فَعَلتُ فَارفُق بی،فَوَاللّهِ،لَقَلَّ ما أصحَبُکَ.
فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ:اِنصَرِف،ثُمَّ قالَ (3):اِلتَفَتَ إلی عیسَی بنِ عَلِیٍّ فَقالَ لَهُ:یا
ص:419
أبَا العَبّاسِ،الحَقهُ فَسَلهُ،أبی أم بِهِ؟قالَ:فَخَرَجَ یَشتَدُّ حَتّی لَحِقَهُ،فَقالَ:یا أبا عَبدِ اللّهِ، إنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ یَقولُ لَکَ:أبِکَ أم بِهِ؟فَقالَ:لا بَل بی،فَقالَ أبو جَعفَرٍ:صَدَقَ.
قالَ إبراهیمُ:ثُمَّ خَرَجتُ فَوَجَدتُهُ قاعِداً یَنتَظِرُنی یَتَشَکَّرُ (1)لی صُنعی بِهِ،وإذا بِهِ یَحمَدُ اللّهَ ویَقولُ:
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أدعوهُ فَیُجیبُنی وإن کُنتُ بَطیئاً حینَ یَدعونی،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی أسأَ لُهُ فَیُعطینی وإن کُنتُ بَخیلاً حینَ یَستَقرِضُنی،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذِی استَوجَبَ الشُّکرَ عَلَیَّ بِفَضلِهِ وإن کُنتُ قَلیلاً شُکری،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی وَکَلَنِیَ النّاسُ إلَیهِ فَأَکرَمَنی،ولَم یَکِلنی إلَیهم فَیُهینونی،فَرَضیتُ بِلُطفِکَ یا رَبِّ لُطفاً،وبِکِفایَتِکَ خَلَفاً.
اللّهُمَّ یا رَبِّ،ما أعطَیتَنی مِمّا احِبُّ فَاجعَلهُ قُوَّةً لی فیما تُحِبُّ،اللّهُمَّ وما زَوَیتَ عَنّی مِمّا احِبُّ فَاجعَلهُ قَواماً لی فیما تُحِبُّ،اللّهُمَّ أعطِنی ما احِبُّ،وَاجعَلهُ خَیراً لی، وَاصرِف عَنّی ما أکرَهُ،وَاجعَلهُ خَیراً لی،اللّهُمَّ ما غَیَّبتَ عَنّی مِنَ الاُمورِ فَلا تُغَیِّبنی عَن حِفظِکَ،وما فَقَدتُ فَلا أفقُدُ عَونَکَ،وما نَسیتُ فَلا أنسی ذِکرَکَ،وما مَلِلتُ فَلا أمَلُّ شُکرَکَ،عَلَیکَ تَوَکَّلتُ،حَسبِیَ اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ. (2)
570.مهج الدعوات عن صفوان بن مِهران الجمّال (3): رَفَعَ رَجُلٌ مِن قُرَیشِ المَدینَةِ مِن بَنی مَخزومٍ إلی أبی جَعفَرٍ المَنصورِ-وذلِکَ بَعدَ قَتلِهِ لِمُحَمَّدٍ وإبراهیمَ ابنَی عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ-أنَّ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ بَعَثَ مَولاهُ المُعَلَّی بنَ خُنَیسٍ لِجِبایَةِ الأَموالِ مِن شیعَتِهِ، وأَنَّهُ کانَ یُمِدُّ بِها مُحَمَّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ،فَکادَ المَنصورُ أن یَأکُلَ کَفَّهُ عَلی جَعفَرٍ غَیظاً،
ص:420
وکَتَبَ إلی عَمِّهِ داوودَ بنِ عَلِیٍّ-وداوودُ إذ ذاکَ أمیرُ المَدینَةِ-أن یُسَیِّرَ إلَیهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ ولا یُرَخِّصَ لَهُ فِی التَّلَوُّمِ وَالمُقامِ،فَبَعَثَ إلَیهِ داوودُ بِکِتابِ المَنصورِ وقالَ:اِعمَد عَلَی المَسیرِ إلی أمیرِ المُؤمِنینَ فی غَدٍ ولا تَتَأَخَّر.قالَ صَفوانُ:وکُنتُ بِالمَدینَةِ یَومَئِذٍ، فَأَنفَذَ إلَیَّ جَعفَرٌ علیه السلام فَصِرتُ إلَیهِ،فَقالَ لی:تَعَهَّد راحِلَتَنا فَإِنّا غادونَ فی غَدٍ إن شاءَ اللّهُ العِراقَ.ونَهَضَ مِن وَقتِهِ وأَ نَا مَعَهُ إلی مَسجِدِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،وکانَ ذلِکَ بَینَ الاُولی وَالعَصرِ، فَرَکَعَ فیهِ رَکَعاتٍ ثُمَّ رَفَعَ یَدَیهِ،فَحَفِظتُ یَومَئِذٍ مِن دُعائِهِ:
یا مَن لَیسَ لَهُ ابتِداءٌ ولَا انقِضاءٌ،یا مَن لَیسَ لَهُ أمَدٌ ولا نِهایَةٌ ولا میقاتٌ ولا غایَةٌ،یا ذَا العَرشِ المَجیدِ وَالبَطشِ الشَّدیدِ،یا مَن هُوَ فَعّالٌ لِما یُریدُ،یا مَن لا یَخفی عَلَیهِ اللُّغاتُ ولا تَشتَبِهُ عَلَیهِ الأَصواتُ،یا مَن قامَت بِجَبَروتِهِ الأَرضُ وَالسَّماواتُ،یا حَسَنَ الصُّحبَةِ، یا واسِعَ المَغفِرَةِ،یا کَریمَ العَفوِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاحرُسنی فی سَفَری ومُقامی وفی حَرَکَتی وَانتِقالی بِعَینِکَ الَّتی لا تَنامُ،وَاکنُفنی بِرُکنِکَ الَّذی لا یُضامُ.
اللّهُمَّ إنّی أتَوَجَّهُ فی سَفَری هذا بِلا ثِقَةٍ مِنّی لِغَیرِکَ،ولا رَجاءٍ یَأوی بی إلّاإلَیکَ،ولا قُوَّةَ لی أتَّکِلُ عَلَیها،ولا حیلَةَ ألجَأُ إلَیها إلَّاابتِغاءَ فَضلِکَ،وَالتِماسَ عافِیَتِکَ،وطَلَبَ فَضلِکَ،وإجرائِکَ لی عَلی أفضَلِ عَوائِدِکَ عِندی.
اللّهُمَّ وأَنتَ أعلَمُ بِما سَبَقَ لی فی سَفَری هذا مِمّا احِبُّ وأَکرَهُ،فَمَهما أوقَعتَ عَلَیهِ قَدَرَکَ فَمَحمودٌ فیهِ بَلاؤُکَ،مُنتَصِحٌ فیهِ قَضاؤُکَ،وأَنتَ تَمحو ما تَشاءُ وتُثبِتُ وعِندَکَ امُّ الکِتابِ.
اللّهُمَّ فَاصرِف عَنّی فیهِ مَقادیرَ کُلِّ بَلاءٍ،ومَقضِیَّ کُلِّ لَأواءٍ،وَابسُط عَلَیَّ کَنَفاً مِن رَحمَتِکَ،ولُطفاً مِن عَفوِکَ،وتَماماً مِن نِعمَتِکَ،حَتّی تَحفَظَنی فیهِ بِأَحسَنِ ما حَفِظتَ بِهِ غائِباً مِنَ المُؤمِنینَ وخَلَفتَهُ (1)؛فی سَترِ کُلِّ عَورَةٍ،وکِفایَةِ کُلِّ مَضَرَّةٍ،وصَرفِ کُلِّ
ص:421
مَحذورٍ،وهَب لی فیهِ أمناً وإیماناً وعافِیَةً ویُسراً وصَبراً وشُکراً،وَارجِعنی فیهِ سالِماً إلی سالِمینَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
قالَ صَفوانُ:سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ الصّادِقَ علیه السلام بِأَن یُعیدَ الدُّعاءَ عَلَیَّ،فَأَعادَهُ وکَتَبتُهُ.
فَلَمّا أصبَحَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام رَحَلتُ لَهُ النّاقَةَ (1)،وسارَ مُتَوَجِّهاً إلَی العِراقِ حَتّی قَدِمَ مَدینَةَ أبی جَعفَرٍ،وأَقبَلَ حَتَّی استَأذَنَ فَأَذِنَ لَهُ.
قالَ صَفوانُ:فَأَخبَرَنی بَعضُ مَن شَهِدَهُ عِندَ أبی جَعفَرٍ قالَ:فَلَمّا رَآهُ أبو جَعفَرٍ قَرَّبَهُ وأَدناهُ،ثُمَّ استَدعی قِصَّةَ الرّافِعِ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،یَقولُ فی قِصَّتِهِ:إنَّ مُعَلَّی بنَ خُنَیسٍ مَولی جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ یَجبی لَهُ الأَموالَ مِن جَمیعِ الآفاقِ،وأَنَّهُ مَدَّ بِها مُحَمَّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ.فَدَفَعَ إلَیهِ القِصَّةَ فَقَرَأَها أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام،فَأَقبَلَ عَلَیهِ المَنصورُ فَقالَ:یا جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ،ما هذِهِ الأَموالُ الَّتی یَجبیها لَکَ مُعَلَّی بنُ خُنَیسٍ؟فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:مَعاذَ اللّهِ مِن ذلِکَ یا أمیرَ المُؤمِنینَ !
قالَ لَهُ:تَحلِفُ عَلی بَراءَتِکَ مِن ذلِکَ؟قالَ:نَعَم أحلِفُ بِاللّهِ أنَّهُ ما کانَ مِن ذلِکَ شَیءٌ.
قالَ أبو جَعفَرٍ:لا،بَل تَحلِفُ بِالطَّلاقِ وَالعَتاقِ.
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:أما تَرضی یَمینی بِاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ؟قالَ أبو جَعفَرٍ:فَلا تَتَفَقَّه عَلَیَّ.فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:فَأَینَ تَذهَبُ بِالفِقهِ مِنّی یا أمیرَ المُؤمِنینَ؟
قالَ لَهُ:دَع عَنکَ هذا،فَإِنّی أجمَعُ السّاعَةَ بَینَکَ وبَینَ الرَّجُلِ الَّذی رَفَعَ عَنکَ حَتّی یُواجِهَکَ.فَأَتَوا بِالرَّجُلِ وسَأَلوهُ بِحَضرَةِ جَعفَرٍ،فَقالَ:نَعَم،هذا صَحیحٌ،وهذا جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ،وَالَّذی قُلتُ فیهِ کَما قُلتُ.
ص:422
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:تَحلِفُ أیُّهَا الرَّجُلُ أنَّ هذَا الَّذی رَفَعتَهُ صَحیحٌ؟
قالَ:نَعَم.ثُمَّ ابتَدَأَ الرَّجُلُ بِالیَمینِ فَقالَ:وَاللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الطّالِبُ الغالِبُ الحَیُّ القَیُّومُ.
فَقالَ لَهُ جَعفَرٌ علیه السلام:لا تَعجَل فی یَمینِکَ فَإِنّی أنَا أستَحلِفُ.
قالَ المَنصورُ:وما أنکَرتَ مِن هذِهِ الیَمینِ؟قالَ علیه السلام:إنَّ اللّهَ حَیِیٌّ کَریمٌ یَستَحیی مِن عَبدِهِ إذا أثنی عَلَیهِ أن یُعاجِلَهُ بِالعُقوبَةِ لِمَدحِهِ لَهُ،ولکِن قُل یا أیُّهَا الرَّجُلُ:أبرَأُ إلَی اللّهِ مِن حَولِهِ وقُوَّتِهِ وأَلجَأُ إلی حَولی وقُوَّتی إنّی لَصَادِقٌ بَرٌّ فیما أقولُ.
فَقالَ المَنصورُ لِلقُرَشِیِّ:اِحلِف بِمَا استَحلَفَکَ بِهِ أبو عَبدِ اللّهِ.فَحَلَفَ الرَّجُلُ بِهذِهِ الیَمینِ،فَلَم یَستَتِمَّ الکَلامَ حَتّی أجذَمَ وخَرَّ مَیِّتاً.فَراعَ أبا جَعفَرٍ ذلِکَ وَارتَعَدَت فَرائِصُهُ، فَقالَ:یا أبا عَبدِ اللّهِ،سِر مِن غَدٍ إلی حَرَمِ جَدِّکَ إنِ اختَرتَ ذلِکَ،وإنِ اختَرتَ المُقامَ عِندَنا لَم نَألُ فی إکرامِکَ وبِرِّکَ،فَوَ اللّهِ لا قَبِلتُ عَلَیکَ قَولَ أحَدٍ بَعدَها أبَداً. (1)
571.عیون أخبار الرضا علیه السلام عن الفضل بن الربیع عن الإمام الکاظم علیه السلام -فی جَوابِ الفَضلِ حینَ قالَ لَهُ:مَا الَّذی قُلتَ حَتّی کُفیتَ أمرَ هارونَ الرَّشیدِ؟-:دُعاءُ جَدّی عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ،کانَ إذا دَعا بِهِ ما بَرَزَ إلی عَسکَرٍ إلّاهَزَمَهُ،ولا إلی فارِسٍ إلّاقَهَرَهُ،وهُوَ دُعاءُ کِفایَةِ البَلاءِ.قُلتُ:وما هُوَ؟قالَ:قُلتُ:
اللّهُمَّ بِکَ اساوِرُ،وبِکَ احاوِلُ،وبِکَ اجاوِرُ (2)،وبِکَ أصولُ،وبِکَ أنتَصِرُ،وبِکَ أموتُ وبِکَ أحیا،أسلَمتُ نَفسی إلَیکَ،وفَوَّضتُ أمری إلَیکَ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ.
ص:423
اللّهُمَّ إنَّکَ خَلَقتَنی ورَزَقتَنی وسَتَرتَنی عَنِ العِبادِ بِلُطفِ ما خَوَّلتَنی وأَغنَیتَنی،إذا هَویتُ رَدَدتَنی،وإذا عَثَرتُ قَوَّمتَنی،وإذا مَرِضتُ شَفَیتَنی،وإذا دَعَوتُ أجَبتَنی،یا سَیِّدِی،ارضَ عَنّی فَقَد أرضَیتَنی. (1)
572.مهج الدعوات: حِجابُ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام:
تَوَکَّلتُ عَلَی الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،وتَحَصَّنتُ بِذِی العِزَّةِ وَالجَبروتِ،وَاستَعَنتُ بِذِی الکِبرِیاءِ وَالمَلَکوتِ،مَولایَ استَسلَمتُ إلَیکَ فَلا تُسلِمنی،وتَوَکَّلتُ عَلَیکَ فَلا تَخذُلنی، ولَجَأتُ إلی ظِلِّکَ البَسیطِ فَلا تَطرَحنی،أنتَ المَطلَبُ،وإلَیکَ المَهرَبُ،تَعلَمُ ما اخفی وما اعلِنُ،وتَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ،فَأَمسِک عَنِّی اللّهُمَّ أیدِیَ الظّالِمینَ،مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ أجمَعینَ،وَاشفِنی وعافِنی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (2)
573.مهج الدعوات عن علیّ بن یقطین: انمِیَ الخَبَرُ إلی أبِی الحَسَنِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام وعِندَهُ جَماعَةٌ مِن أهلِ بَیتِهِ بِما عَزَمَ عَلَیهِ موسَی بنُ المَهدِیِّ فی أمرِهِ.
فَقالَ لِأَهلِ بَیتِهِ:ما تَرَونَ؟قالوا:نَری أن تَتَباعَدَ مِنهُ،وأَن تُغَیِّبَ شَخصَکَ عَنهُ،فَإِنَّهُ لا یُؤمَنُ شَرُّهُ ! فَتَبَسَّمَ أبُو الحَسَنِ علیه السلام ثُمَّ قالَ: زَعَمَت سَخینَةُ أن سَتَغلِبُ رَبَّها فَلَیُغلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلّابِ
ثُمَّ رَفَعَ یَدَهُ إلَی السَّماءِ وقالَ:
إلهی ! کَم مِن عَدُوٍّ شَحَذَ لی ظُبَةَ مُدیَتِهِ،وأَرهَفَ لی شَبا حَدِّهِ،ودافَ لی قَواتِلَ سُمومِهِ،ولَم تَنَم عَنّی عَینُ حِراسَتِهِ،فَلَمّا رَأَیتَ ضَعفی عَنِ احتِمالِ الفَوادِحِ،وعَجزی عَن مُلِمّاتِ الجَوائِحِ (3)،صَرَفتَ ذلِکَ عَنّی بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،لا بِحَولٍ مِنّی ولا قُوَّةٍ،فَأَلقَیتَهُ فِی
ص:424
الحَفیرِ الَّذِی احتَفَرَهُ لی،خائِباً مِمّا أمَّلَهُ فِی الدُّنیا،مُتَباعِداً مِمّا رَجاهُ فِی الآخِرَةِ،فَلَکَ الحَمدُ عَلی ذلِکَ قَدرَ استِحقاقِکَ سَیِّدی.
اللّهُمَّ فَخُذهُ بِعِزَّتِکَ،وَافلُل حَدَّهُ عَنّی بِقُدرَتِکَ،وَاجعَل لَهُ شُغُلاً فیما یَلیهِ،وعَجزاً عَمّا یُناویهِ،اللّهُمَّ وأَعدِنی عَلَیهِ عَدوی حاضِرَةً،تَکونُ مِن غَیظی شِفاءً،ومِن حَنَقی عَلَیهِ وَفاءً،وصِلِ اللّهُمَّ دُعائی بِالإِجابَةِ،وَانظِم شِکایَتی بِالتَّغییرِ،وعَرِّفهُ عَمّا قَلیلٍ ما أوعَدتَ الظّالِمینَ،وعَرِّفنی ما وَعَدتَ فی إجابَةِ المُضطَرّینَ،إنَّکَ ذُو الفَضلِ العَظیمِ،وَالمَنِّ الکَریمِ.
قالَ:ثُمَّ تَفَرَّقَ القَومُ،فَمَا اجتَمَعوا إلّالِقِراءَةِ الکِتابِ بِمَوتِ موسَی بنِ المَهدِیِّ. (1)
574.مهج الدعوات عن علیّ بن یقطین: کُنتُ واقِفاً عَلی رَأسِ هارونَ الرَّشیدِ إذ دَعا موسَی بنَ جَعفَرٍ وهُوَ یَتَلَظّی عَلَیهِ،فَلَمّا دَخَلَ حَرَّکَ شَفَتَیهِ بِشَیءٍ،فَأَقبَلَ هارونُ عَلَیهِ ولاطَفَهُ وبَرَّهُ،وأَذِنَ لَهُ فی الرُّجوعِ.
فَقُلتُ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،جَعَلَنِیَ اللّهُ فِدَاکَ،إنَّکَ دَخَلتَ عَلی هارونَ وهُوَ یَتَلَظّی عَلَیکَ،فَلَم أشُکَّ إلّاأنَّهُ یَأمُرُ بِقَتلِکَ،فَسَلَّمَکَ اللّهُ مِنهُ،فَمَا الَّذی کُنتَ تُحَرِّکُ (2)بِهِ شَفَتَیکَ؟
فَقالَ علیه السلام:إنّی دَعَوتُ بِدُعاءَینِ:أحَدُهُما خاصٌّ،وَالآخَرُ عامٌّ،فَصَرَفَ اللّهُ شَرَّهُ عَنّی.
فَقُلتُ:ما هُما یَابنَ رَسولِ اللّهِ؟فَقالَ:أمَّا الخاصُّ:«اللّهُمَّ إنَّکَ حَفِظتَ الغُلامَینِ لِصَلاحِ أبَوَیهِما،فَاحفَظنی لِصَلاحِ آبائی».وأَمَّا العامُّ:«اللّهُمَّ إنَّکَ تَکفی مِن کُلِّ أحَدٍ ولا یَکفی مِنکَ أحَدٌ،فَاکفِنیهِ بِما شِئتَ،وکَیفَ شِئتَ،وأَنّی شِئتَ».فَکَفانِیَ اللّهُ شَرَّهُ. (3)
ص:425
575.مهج الدعوات عن أبی الوَضّاح عن أبیه عبد اللّه النَّهشَلی: لَمّا قُتِلَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ صَاحِبُ فَخٍّ-وهُوَ الحُسَینُ بنُ عَلِیِّ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ-بِفَخٍّ وتَفَرَّقَ النّاسُ عَنهُ، حُمِلَ رَأسُهُ وَالأَسری مِن أصحابِهِ إلی موسَی بنِ المَهدِیِّ....
ثُمَّ أمَرَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَسری فَوَبَّخَهُ،ثُمَّ قَتَلَهُ،ثُمَّ صَنَعَ مِثلَ ذلِکَ بِجَماعَةٍ مِن وُلدِ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام،وأَخَذَ مِنَ الطّالِبِیِّینَ وجَعَلَ یَنالُ (1)مِنهُم،إلی أن ذَکَرَ موسَی بنَ جَعفَرٍ علیه السلام فَنالَ مِنهُ،ثُمَّ قالَ:وَاللّهِ،ما خَرَجَ حُسَینٌ إلّاعَن أمرِهِ،ولَا اتَّبَعَ إلّامَحَبَّتَهُ؛لِأَ نَّهُ صاحِبُ الوَصِیَّةِ فی أهلِ هذَا البَیتِ،قَتَلَنِیَ اللّهُ إن أبقَیتُ عَلَیهِ...
قالَ:وکَتَبَ عَلِیُّ بنُ یَقطینٍ إلی أبِی الحَسَنِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام بِصورَةِ الأَمرِ،فَوَرَدَ الکِتابُ،فَلَمّا أصبَحَ أحضَرَ أهلَ بَیتِهِ وشیعَتَهُ،فَأَطلَعَهُم أبُو الحَسَنِ علیه السلام عَلی ما وَرَدَ عَلَیهِ مِنَ الخَبَرِ،وقالَ لَهُم:ما تُشیرونَ فی هذا؟فَقالوا:نُشیرُ عَلَیکَ-أصلَحَکَ اللّهُ وعَلَینا مَعَکَ-أن تُباعِدَ شَخصَکَ عَن هذَا الجَبّارِ وتُغَیِّبَ شَخصَکَ دونَهُ،فَإِنَّهُ لا یُؤمَنُ شَرُّهُ وعادِیَتُهُ وغَشمُهُ،سِیَّما وقَد تَوَعَّدَکَ وإیّانا مَعَکَ،فَتَبَسَّمَ موسی علیه السلام ثُمَّ تَمَثَّلَ بِبَیتِ کَعبِ بنِ مالِکٍ أخی بَنی سَلَمَةَ،وهُوَ: زَعَمَت سَخینَةُ أن سَتَغلِبُ رَبَّها فَلَیُغلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلّابِ
ثُمَّ أقبَلَ عَلی مَن حَضَرَهُ مِن مَوالیهِ وأَهلِ بَیتِهِ فَقالَ:لِیَفرَح رَوعُکُم،إنَّهُ لا یَرِدُ أوَّلُ کِتابٍ مِنَ العِراقِ إلّابِمَوتِ موسَی بنِ المَهدِیِّ وهَلاکِهِ.
فَقالوا:وما ذاکَ أصلَحَکَ اللّهُ؟
فَقالَ:قَد-وحُرمَةِ هذَا القَبرِ-ماتَ فی یَومِهِ هذَا،وَاللّهِ، إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّکُمْ تَنْطِقُونَ (2)سَاُخبِرُکُم بِذلِکَ:
ص:426
بَینَما أنَا جالِسٌ فی مُصَلّایَ بَعدَ فَراغی مِن وِردی،وقَد تَنَوَّمَت (1)عَینایَ،إذ سَنَحَ لی جَدّی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله فی مَنامی،فَشَکَوتُ إلَیهِ موسَی بنَ المَهدِیِّ،وذَکَرتُ ما جَری مِنهُ فی أهلِ بَیتِهِ،وأَ نَا مُشفِقٌ مِن غَوائِلِهِ،فَقالَ لی:لِتَطِب نَفسُکَ یا موسی،فَما جَعَلَ اللّهُ لِموسی عَلَیکَ سَبیلاً،فَبَینَما هُوَ یُحَدِّثُنی إذ أخَذَ بِیَدی وقالَ لی:قَد أهلَکَ اللّهُ آنِفاً عَدُوَّکَ فَلتُحسِن للّهِ ِ شُکرَکَ.
قالَ:ثُمَّ استَقبَلَ أبُو الحَسَنِ القِبلَةَ ورَفَعَ یَدَیهِ إلَی السَّماءِ یَدعو (2)...قالَ:فَسَمِعناهُ وهُوَ یَقولُ فی دُعائِهِ:«شُکراً للّهِ ِ،جَلَّت عَظَمَتُهُ».الدُّعاءُ (3):
«إلهی ! کَم مِن عَدُوٍّ انتَضی عَلَیَّ سَیفَ عَداوَتِهِ،وشَحَذَ لی ظُبَةَ مُدیَتِهِ،وأَرهَفَ لی شَبا حَدِّهِ،ودافَ لی قَواتِلَ سُمومِهِ،وسَدَّدَ نَحوی صَوائِبَ سِهامِهِ،ولَم تَنَم عَنّی عَینُ حِراسَتِهِ، وأَضمَرَ أن یَسومَنِی المَکروهَ،ویُجَرِّعَنی ذُعافَ مَرارَتِهِ،فَنَظَرتَ إلی ضَعفی عَنِ احتِمالِ الفَوادِحِ،وعَجزی عَنِ الانتِصارِ مِمَّن قَصَدَنی بِمُحارَبَتِهِ،ووَحدَتی فی کَثیرِ مَن ناوانی، وإرصادِهِم لی فیما لَم اعمِل فیهِ فِکری فِی الإِرصادِ لَهُم بِمِثلِهِ،فَأَیَّدتَنی بِقُوَّتِکَ،وشَدَدتَ أزری بِنَصرِکَ،وفَلَلتَ لی شَبا حَدِّهِ،وخَذَلتَهُ بَعدَ جَمعِ عَدیدِهِ وحَشدِهِ،وأَعلَیتَ کَعبی عَلَیهِ،ووَجَّهتَ ما سَدَّدَ إلَیَّ مِن مَکائِدِهِ إلَیهِ،ورَدَدتَهُ،ولَم یَشفِ غَلیلَهُ،ولَم تَبرُد حَراراتُ (4)غَیظِهِ،وقَد عَضَّ عَلَیَّ أنامِلَهُ،وأَدبَرَ مُوَلِّیاً قَد أخفَقَت سَرایاهُ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی
ص:427
لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.
إلهی ! وکَم مِن باغٍ بَغانی بِمَکائِدِهِ،ونَصَبَ لی أشراکَ مَصائِدِهِ،ووَکَّلَ بی تَفَقُّدَ رِعایَتِهِ،وأَضبَأَ إلَیَّ إضباءَ السَّبُعِ لِطَریدَتِهِ؛انتِظاراً لِانتِهازِ فُرصَتِهِ (1)،وهُوَ یُظهِرُ لی بَشاشَةَ المَلَقِ (2)،ویَبسُطُ لی وَجهاً غَیرَ طَلقٍ،فَلَمّا رَأَیتَ دَغَلَ سَریرَتِهِ (3)،وقُبحَ مَا انطَوی عَلَیهِ لِشَریکِهِ فی مُلَبِّهِ،وأَصبَحَ مُجلِباً إلَیَّ فی بَغیِهِ،أرکَستَهُ لِاُمِّ رَأسِهِ، وأَتَیتَ بُنیانَهُ مِن أساسِهِ،فَصَرَعتَهُ فی زُبیَتِهِ (4)،وأَردَیتَهُ فی مَهوی حُفرَتِهِ (5)،ورَمَیتَهُ بِحَجَرِهِ،وخَنَقتَهُ بِوَتَرِهِ،وذَکَّیتَهُ بِمَشاقِصِهِ (6)،وکَبَبتَهُ لِمَنخِرِهِ،ورَدَدتَ کَیدَهُ فی نَحرِهِ، ووَبِقتَهُ (7)بِنَدامَتِهِ،وفَتَنتَهُ (8)بِحَسرَتِهِ،فَاستُخذِلَ وَاستَخذَأَ (9)،وتَضاءَلَ بَعدَ نَخوَتِهِ،وَانقَمَعَ بَعدَ استِطالَتِهِ ذَلیلاً مَأسوراً فی رِبقِ حَبائِلِهِ،الَّتی کانَ یُؤَمِّلُ أن یَرانِیَ فیها یَومَ سَطوَتِهِ، وقَد کِدتُ لَولاَ رَحمَتُکَ یَحِلُّ بی ما حَلَّ بِساحَتِهِ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.
إلهی ! وکَم مِن حاسِدٍ شَرِقَ بِحَسَدِهِ،وشَجِیَ بِغَیظِهِ،وسَلَقَنی بِحَدِّ لِسانِهِ،ووَخَزَنی
ص:428
بِمُؤقِ (1)عَینِهِ،وجَعَلَ عِرضی غَرَضاً لِمَرامیهِ،وقَلَّدَنی خِلالاً لَم یَزَل فیهِ،فَنادَیتُکَ یا رَبِّ مُستَجیراً بِکَ،واثِقاً بِسُرعَةِ إجابَتِکَ،مُتَوَکِّلاً عَلی ما لَم أزَل أعرِفُهُ مِن حُسنِ دِفاعِکَ، عالِماً أنَّهُ لَم یُضطَهَد مَن أوی إلی ظِلِّ کَنَفِکَ،وأَن لا تَقرَعَ الفَوادِحُ مَن لَجَأَ إلی مَعقِلِ الاِنتِصارِ بِکَ،فَحَصَّنتَنی مِن بَأسِهِ بِقُدرَتِکَ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.
إلهی ! وکَم مِن سَحائِبِ مَکروهٍ قَد جَلَّیتَها،وسَماءِ نِعمَةٍ أمطَرتَها،وجَداوِلِ کَرامَةٍ أجرَیتَها،وأَعیُنِ أحداثٍ طَمَستَها،وناشِئَةِ رَحمَةٍ نَشَرتَها،وجُنَّةِ عافِیَةٍ ألبَستَها، وغَوامِرِ کُرُباتٍ کَشَفتَها،واُمورٍ جارِیَةٍ قَدَّرتَها،لَم تُعجِزکَ إذ طَلَبتَها،ولَم تَمتَنِع عَلَیکَ إذ أرَدتَها،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لاَِنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.
إلهی ! وکَم مِن ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقتَ،ومِن عُدمِ إملاقٍ جَبَرتَ،ومِن مَسکَنَةٍ فادِحَةٍ حَوَّلتَ،ومِن صَرعَةٍ مُهلِکَةٍ أنعَشتَ،ومِن مَشَقَّةٍ أزَحتَ،لا تُسأَلُ یا سَیِّدی عَمّا تَفعَلُ وهُم یُسأَلونَ،ولا یَنقُصُکَ ما أنفَقتَ ولَقَد سُئِلتَ فَأَعطَیتَ،ولَم تُسأَل فَابتَدَأتَ، وَاستُمیحَ بابُ فَضلِکَ فَما أکدَیتَ،أبَیتَ إلّاإنعاماً وَامتِناناً،وإلّا تَطَوُّلاً یا رَبِّ وإحساناً، وأَبَیتُ یا رَبِّ إلَّاانتِهاکاً لِحُرُماتِکَ،وَاجتِراءً عَلی مَعاصیکَ،وتَعَدِّیاً لِحُدودِکَ،وغَفلَةً عَن وَعیدِکَ،وطاعَةً لِعَدُوّی وعَدُوِّکَ،لَم یَمنَعکَ یا إلهی وناصِری إخلالی بِالشُّکرِ عَن إتمامِ إحسانِکَ،ولا حَجَزَنی ذلِکَ عَنِ ارتِکابِ مَساخِطِکَ.
اللّهُمَّ فَهذا مَقامُ عَبدٍ ذَلیلٍ اعتَرَفَ لَکَ بِالتَّوحیدِ،وأَقَرَّ عَلی نَفسِهِ بِالتَّقصیرِ فی أداءِ حَقِّکَ،وشَهِدَ لَکَ بِسُبوغِ نِعمَتِکَ عَلَیهِ،وجَمیلِ عاداتِکَ عِندَهُ،وإحسانِکَ إلَیهِ،فَهَب لی
ص:429
یا إلهی وسَیِّدی مِن فَضلِکَ ما اریدُهُ سَبَباً إلی رَحمَتِکَ،وأَتَّخِذُهُ سُلَّماً أعرُجُ فیهِ إلی مَرضاتِکَ،وآمَنُ بِهِ مِن سَخَطِکَ بِعِزَّتِکَ وطَولِکَ،وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ وَالأَئِمَّةِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وعَلَیهِم أجمَعینَ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.
إلهی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ فی کَربِ المَوتِ،وحَشرَجَةِ الصَّدرِ،وَالنَّظَرِ إلی ما تَقشَعِرُّ مِنهُ الجُلودُ،وتَفزَعُ إلَیهِ القُلوبُ،وأَ نَا فی عافِیَةٍ مِن ذلِکَ کُلِّهِ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.
إلهی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ سَقیماً موجَعاً مُدنَفاً فی أنینٍ وعَویلٍ،یَتَقَلَّبُ فی غَمِّهِ،ولا یَجِدُ مَحیصاً،ولا یُسیغُ طَعاماً،ولا یَستَعذِبُ شَراباً،ولا یَستَطیعُ ضَرّاً ولا نَفعاً،وهُوَ فی حَسرَةٍ ونَدامَةٍ،وأَ نَا فی صِحَّةٍ مِنَ البَدَنِ،وسَلامَةٍ مِنَ العَیشِ،کُلُّ ذلِکَ مِنکَ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.
إلهی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ خائِفاً مَرعوباً مُسَهَّداً،مُشفِقاً وَحیداً وَجِلاً (1)، هارباً طَریداً أو مُنحَجِزاً فی مَضیقٍ،أو مَخبَأَةٍ مِنَ المَخابی،قَد ضاقَت عَلَیهِ الأَرضُ بِرُحبِها،ولا یَجِدُ حیلَةً ولا مَنجی،ولا مَأوی ولا مَهرباً،وأَ نَا فی أمنٍ وأَمانٍ، وطُمَأنینَةٍ وعافِیَةٍ مِن ذلِکَ کُلِّهِ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لاَِنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.
إلهی وسَیِّدی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ مَغلولاً مُکَبَّلاً بِالحَدیدِ بِأَیدِی العُداةِ،
ص:430
لا یَرحَمونَهُ،فَقیداً مِن أهلِهِ ووَلَدِهِ،مُنقَطِعاً عَن إخوانِهِ وبَلَدِهِ،یَتَوَقَّعُ کُلَّ ساعَةٍ بِأَیَّةِ قِتلَةٍ یُقتَلُ،وبِأَیِّ مُثلَةٍ یُمثَلُ،وأَ نَا فی عافِیَةٍ مِن ذلِکَ کُلِّهِ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لاَِنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.
إلهی وسَیِّدی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ یُقاسِی الحَربَ ومُباشَرَةَ القِتالِ بِنَفسِهِ،قَد غَشِیَتهُ الأعداءُ مِن کُلِّ جانِبٍ،وَالسُّیوفُ وَالرِّماحُ وآلَةُ الحَربِ،یَتَقَعقَعُ (1)فِی الحَدیدِ مَبلَغَ مَجهودِهِ،ولا یَعرِفُ حیلَةً،ولا یَهتدی سَبیلاً،ولا یَجِدُ مَهرَباً،قَد ادنِفَ بِالجَراحاتِ، أو مُتَشَحِّطاً بِدَمِهِ تَحتَ السَّنابِکِ وَالأَرجُلِ،یَتَمَنّی شَربَةً مِن ماءٍ أو نَظرَةً إلی أهلِهِ ووَلَدِهِ،ولا یَقدِرُ عَلَیها،وأَ نَا فی عافِیَةٍ مِن ذلِکَ کُلِّهِ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.
إلهی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ فی ظُلُماتِ البِحارِ،وعَواصِفِ الرِّیاحِ وَالأَهوالِ وَالأَمواجِ،یَتَوَقَّعُ الغَرَقَ وَالهَلاکَ،لا یَقدِرُ عَلی حیلَةٍ،أو مُبتَلیً بِصاعِقَةٍ،أو هَدمٍ أو غَرَقٍ،أو حَرَقٍ أو شَرَقٍ،أو خسفٍ أو مَسخٍ أو قَذفٍ،وأَ نَا فی عافِیَةٍ مِن ذلِکَ کُلِّهِ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.
إلهی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ مُسافِراً شاحِطاً (2)عَن أهلِهِ ووَطَنِهِ ووَلَدِهِ،مُتَحَیِّراً فِی المَفاوِزِ،تائِهاً مَعَ الوُحوشِ وَالبَهائِمِ وَالهَوامِّ،وَحیداً فَریداً،لا یَعرِفُ حیلَةً،ولا یَهتدی سَبیلاً،أو مُتَأَذِّیاً بِبَردٍ أو حَرٍّ،أو جوعٍ أو عُریٍ،أو غَیرِهِ مِنَ الشَّدائِدِ،مِمّا أنَا مِنهُ خِلوٌ،وأَنَا فی عافِیَةٍ مِن ذلِکَ کُلِّهِ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ
ص:431
لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.
إلهی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ فَقیراً عائِلاً عارِیاً،مُملِقاً مُخفِقاً مَهجوراً،جائِعاً خائِفاً ظَمآنَ،یَنتَظِرُ مَن یَعودُ عَلَیهِ بِفَضلٍ،أو عَبدٍ وَجیهٍ هُوَ أوجَهُ مِنّی عِندَکَ،وأَشَدُّ عِبادَةً لَکَ،مَغلولاً مَقهوراً،قَد حُمِّلَ ثِقلاً مِن تَعَبِ العَناءِ،وشِدَّةِ العُبودِیَّةِ وکُلفَةِ الرِّقِّ، وثِقلِ الضَّریبَةِ،أو مُبتَلیً بِبَلاءٍ شَدیدٍ لا قِبَلَ لَهُ بِهِ،إلّابِمَنِّکَ عَلَیهِ،وأَ نَا المَخدومُ المُنَعَّمُ المُعافَی المُکَرَّمُ فی عافِیَةٍ مِمّا هُوَ فیهِ،فَلَکَ الحَمدُ یا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ.
إلهی ومَولایَ وسَیِّدی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ شَریداً طَریداً،حَیرانَ مُتَحَیِّراً، جائِعاً خائِفاً،حاسِراً فِی الصَّحاری وَالبَراری،أحرَقَهُ الحَرُّ وَالبَردُ،وهُوَ فی ضُرٍّ مِنَ العَیشِ،وضَنکٍ مِنَ الحَیاةِ،وذُلٍّ مِنَ المَقامِ،یَنظُرُ إلی نَفسِهِ حَسرَةً،لا یَقدِرُ عَلی ضَرٍّ ولا نَفعٍ،وأَ نَا خِلوٌ مِن ذلِکَ کُلِّهِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ مِن مُقتَدرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،( یا مالِکَ الرّاحِمینَ ) (1).
مَولایَ وسَیِّدی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ عَلیلاً مَریضاً،سَقیماً مُدنِفاً عَلی فُرُشِ العِلَّةِ،وفی لِباسِها یَنقَلِبُ یَمیناً وشِمالاً،لا یَعرِفُ شَیئاً مِن لَذَّةِ الطَّعامِ،ولا مِن لَذَّةِ الشَّرابِ،یَنظُرُ إلی نَفسِهِ حَسرَةً،لا یَستَطیعُ لَها ضَرّاً ولا نَفعاً،وأَ نَا خِلوٌ مِن ذلِکَ کُلِّهِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،
ص:432
صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لَکَ مِنَ العابِدینَ،ولِأَنعُمِکَ مِنَ الشّاکِرینَ، ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ یا مالِکَ الرّاحِمینَ.
مَولایَ وسَیِّدی ! کَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ قَد دَنا یَومُهُ مِن حَتفِهِ،وقَد أحدَقَ بِهِ مَلَکُ المَوتِ فی أعوانِهِ،یُعالِجُ سَکَراتِ المَوتِ وحِیاضَهُ،تَدورُ عَیناهُ یَمیناً وشِمالاً،یَنظُرُ إلی أحِبّائِهِ وأَوِدّائِهِ وأَخِلّائِهِ،قَد مُنِعَ عَنِ الکَلامِ،وحُجِبَ عَنِ الخِطابِ،یَنظُرُ إلی نَفسِهِ حَسرَةً،فَلَا یَستَطیعُ لَها نَفعاً ولا ضَرّاً،وأَ نَا خِلوٌ مِن ذلِکَ کُلِّهِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،فَلا إلهَ إلّا أنتَ،سُبحانَکَ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجعَلنی لَکَ مِنَ العابِدینَ،ولِنَعمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ یا مالِکَ الرّاحِمینَ.
مَولایَ وسَیِّدی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ فی مَضائِقِ الحُبوسِ وَالسُّجونِ،وکَربِها وذُلِّها وحَدیدِها،یَتَداوَلُهُ أعوانُها وزَبانِیَتُها،فَلا یَدری أیَّ حالٍ یُفعَلُ بِهِ،وأَیَّ مُثلَةٍ یُمثَلُ بِهِ،فَهُوَ فی ضُرٍّ مِنَ العَیشِ،وضَنکٍ مِنَ الحَیاةِ،یَنظُرُ إلی نَفسِهِ حَسرَةً،لا یَستَطیعُ لَها ضَرّاً ولا نَفعاً،وأَ نَا خِلوٌ مِن ذلِکَ کُلِّهِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لَکَ مِنَ العابِدینَ،ولِنَعمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
مَولایَ وسَیِّدی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ قَدِ استَمَرَّ عَلَیهِ القَضاءُ،وأَحدَقَ بِهِ البَلاءُ،وفارَقَ أوِدّاءَهُ وأَحِبّاءَهُ وأَخِلّاءَهُ،وأَمسی حَقیراً أسیراً،ذَلیلاً فی أیدِی الکُفّارِ وَالأعداءِ،یَتَداوَلونَهُ یَمیناً وشِمالاً،قَد حُمِّلَ فِی المَطامیرِ،وثُقِّلَ بِالحَدیدِ،لا یَری شَیئاً مِن ضِیاءِ الدُّنیا ولا مِن رَوحِها،یَنظُرُ إلی نَفسِهِ حَسرَةً،لا یَستَطیعُ لَها ضَرّاً ولا نَفعاً، وأَ نَا خِلوٌ مِن ذلِکَ کُلِّهِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ مِن مُقتَدرٍ لا یُغلَبُ، وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لَکَ مِنَ العابِدینَ،ولِنَعمائِکَ
ص:433
مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ یا مالِکَ الرّاحِمینَ.
مَولایَ وسَیِّدی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ قَدِ اشتاقَ إلَی الدُّنیا؛لِلرَّغبَةِ فیها إلی أن خاطَرَ بِنَفسِهِ ومالِهِ؛حِرصاً مِنهُ عَلَیها،قَد رَکِبَ الفُلکَ،وکُسِرَت بِهِ،وهُوَ فی آفاقِ البِحارِ وظُلَمِها،یَنظُرُ إلی نَفسِهِ حَسرَةً،لا یَقدِرُ لَها عَلی ضَرٍّ ولا نَفعٍ،وأَ نَا خِلوٌ مِن ذلِکَ کُلِّهِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لَکَ مِنَ العابِدینَ،ولِنَعمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ، ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ یا مالِکَ الرّاحِمینَ.
مَولایَ وسَیِّدی ! وکَم مِن عَبدٍ أمسی وأَصبَحَ قَدِ استَمَرَّ عَلَیهِ القَضاءُ،وأَحدَقَ بِهِ البَلاءُ وَالکُفّارُ وَالأَعداءُ،وأَخَذَتهُ الرِّماحُ وَالسُّیوفُ وَالسِّهامُ،وجُدِّلَ صَریعاً،وقَد شَرِبَتِ الأَرضُ مِن دَمِهِ،وأَکَلَتِ السِّباعُ وَالطُّیورُ مِن لَحمِهِ،وأَ نَا خِلوٌ مِن ذلِکَ کُلِّهِ بِجودِکَ وکَرَمِکَ،لا بِاستِحقاقٍ مِنّی،یا لا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ مِن مُقتَدِرٍ لا یُغلَبُ،وذی أناةٍ لا یَعجَلُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِنَعمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ یا مالِکَ الرّاحِمینَ.
وعِزَّتِکَ یا کَریمُ،لَأَطلُبَنَّ مِمّا لَدَیکَ،ولَاُلِحَّنَّ عَلَیکَ،ولَأَلجَأَنَّ إلَیکَ،ولَأَمُدَّنَّ یَدَیَّ نَحوَکَ مَعَ جُرمِها إلَیکَ،فَبِمَن أعوذُ یا رَبِّ وبِمَن ألوذُ؟لا أحَدَ لی إلّاأنتَ،أفَتَرُدُّنی وأَنتَ مُعَوَّلی،وعَلَیکَ مُعتَمَدی (1)؟
وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی وَضَعتَهُ عَلَی السَّماءِ فَاستَقَلَّت،وعَلَی الجِبالِ فَرَسَت،وعَلَی الأَرضِ فَاستَقَرَّت،وعَلَی اللَّیلِ فَأَظلَمَ،وعَلَی النَّهارِ فَاستَنارَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَقضِیَ لی جَمیعَ حَوائِجی،وتَغفِرَ لی ذُنوبی کُلَّها،صَغیرَها وکَبیرَها،وتُوَسِّعَ عَلَیَّ مِنَ الرِّزقِ ما تُبَلِّغُنی بِهِ شَرَفَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
ص:434
مَولایَ ! بِکَ استَعَنتُ (1)فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَعِنّی (2)،وبِکَ استَجَرتُ [فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَجِرنی] (3)،وأَغنِنی بِطاعَتِکَ عَن طاعَةِ عبِادِکَ،وبِمَسأَلَتِکَ عَن مَسأَلَةِ خَلقِکَ،وَانقُلنی مِن ذُلِّ الفَقرِ إلی عِزِّ الغِنی،ومِن ذُلِّ المَعاصی إلی عِزِّ الطّاعَةِ،فَقَد فَضَّلتَنی عَلی کَثیرٍ مِن خَلقِکَ جوداً وکَرَماً،لا بِاستِحقاقٍ مِنّی،إلهی ! فَلَکَ الحَمدُ عَلی ذلِکَ کُلِّهِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی لِنَعمائِکَ مِنَ الشّاکِرینَ،ولِآلائِکَ مِنَ الذّاکِرینَ،وَارحَمنی بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
قالَ:ثُمَّ أقبَلَ عَلَینا مَولانا أبُو الحَسَنِ علیه السلام وقالَ:سَمِعتُ مِن أبی،جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ یُحَدِّثُ عَن أبیهِ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ،عَن أبیهِ،عَن جَدِّهِ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:«اِعتَرِفوا بِنِعمَةِ اللّهِ رَبِّکُم عز و جل،وتوبوا إلَیهِ مِن جَمیعِ ذُنوبِکُم،فَإِنَّ اللّهَ یُحِبُّ الشّاکِرینَ مِن عِبادِهِ».
قالَ:ثُمَّ قُمنا إلَی الصَّلاةِ،وتَفَرَّقَ القَومُ،فَمَا اجتَمَعوا إلّالِقِراءَةِ الکِتابِ الوارِدِ بِمَوتِ موسَی المَهدِیِّ،وَالبَیعَةِ لِهارونَ الرَّشیدِ (4). (5)
576.مهج الدعوات: حِرزٌ لِمَولانا موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام،قالَ الشَّیخُ عَلِیُّ بنُ عَبدِ الصَّمَدِ رَحِمَهُ اللّهُ:وَجَدتُ فی کُتُبِ أصحابِنا مَروِیّاً عَنِ المَشایِخِ رَحِمَهُمُ اللّهُ:أنَّهُ لَمّا هَمَّ هارونُ
ص:435
الرَّشیدُ بِقَتلِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیه السلام دَعَا الفَضلَ بنَ الرَّبیعِ،وقالَ لَهُ:قَد وَقَعَت لی إلَیکَ حاجَةٌ،أسأَ لُکَ أن تَقضِیَها ولَکَ مِئَةُ ألفِ دِرهَمٍ.
قالَ:فَخَرَّ الفَضلُ عِندَ ذلِکَ ساجِداً،وقالَ:أمرٌ (1)أم مَسأَلَةٌ؟
قالَ:بَل مَسأَلَةٌ،ثُمَّ قالَ:أمَرتُ بِأَن تَحمِلَ إلی دارِکَ فی هذِهِ السّاعَةِ مِئَةَ ألفِ دِرهَمٍ،وأَسأَ لُکَ أن تَصیرَ إلی دارِ موسَی بنِ جَعفَرٍ وتَأتِیَنی بِرَأسِهِ.
قالَ الفَضلُ:فَذَهَبتُ إلی ذلِکَ البَیتِ،فَرَأیتُ فیهِ موسَی بنَ جَعفَرٍ وهُوَ قائِمٌ یُصَلّی، فَجَلَستُ حَتّی قَضی صَلاتَهُ وأَقبَلَ إلَیَّ وتَبَسَّمَ،وقالَ:عَرَفتُ لِماذا حَضَرتَ،أمهِلنی حَتّی اصَلِّیَ رَکعَتَینِ.
قالَ:فَأَمهَلتُهُ،فَقامَ وتَوَضَّأَ،فَأَسبَغَ الوُضوءَ،وصَلّی رَکعَتَینِ،وأَتَمَّ الصَّلاةَ بِحُسنِ رُکوعِها وسُجودِها،وقَرَأَ خَلفَ صَلاتِهِ بِهذَا الحِرزِ....
ورُوِیَ عَنهُ علیه السلام أنَّهُ قالَ:مَن قَرَأَهُ کُلَّ یَومٍ بِنِیَّةٍ خالِصَةٍ وطَوِیَّةٍ صادِقَةٍ،صانَهُ اللّهُ عَن کُلِّ مَحذورٍ وآفَةٍ،وإن کانَت بِهِ مِحنَةٌ خَلَّصَهُ اللّهُ مِنها،وکَفاهُ شَرَّها،ومَن لَم یُحسِنِ القِراءَةَ فَلیُمسِکهُ مَعَ نَفسِهِ مُتَبَرِّکاً بِهِ حَتّی یَنفَعَهُ اللّهُ بِهِ،ویَکفیهِ المَحذورَ وَالمَخوفَ،إنَّهُ وَلِیُّ ذلِکَ وَالقادِرُ عَلَیهِ.الدُّعاءُ:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُ أکبَرُ،اللّهُ أکبَرُ،اللّه أکبَرُ،أعلی وأَجَلُّ مِمّا أخافُ وأَحذَرُ،وأَستَجیرُ بِاللّهِ-یَقولُها ثَلاثَ مَرّاتٍ-عَزّ جارُ اللّهِ،وجَلَّ ثَناءُ اللّهِ،ولا إلهَ إلَّا اللّهُ،وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ.
اللّهُمَّ احرُسنی بِعَینِکَ الَّتی لا تَنامُ،وَاکنُفنی بِرُکنِکَ الَّذی لا یُرامُ،وَاغفِر لی بِقُدرَتِکَ، فَأَنتَ رَجائی،رَبِّ کَم مِن نِعمَةٍ أنعَمتَ بِها عَلَیَّ قَلَّ لَکَ عِندَها شُکری،وکَم مِن بَلِیَّةٍ ابتَلَیتَنی بِها قَلَّ لَکَ عِندَها صَبری،فَیا مَن قَلَّ عِندَ نِعَمِهِ شُکری فَلَم یَحرِمنی،ویا مَن قَلَّ
ص:436
عِندَ بَلِیَّتِهِ صَبری فَلَم یَخذُلنی،ویا مَن رَآنی عَلَی الخَطایا فَلَم یَفضَحنی،یا ذَا المَعروفِ الَّذی لا یَنقَضی أبَداً،یا ذَا النِّعَمِ الَّتی لا تُحصی عَدَداً،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ.اللّهُمَّ بِکَ أدفَعُ وأَدرَأُ فی نَحرِهِ،وأَستَعیذُ بِکَ مِن شَرِّهِ.
اللّهُمَّ أعِنّی عَلی دینی بِدُنیای،وعَلی آخِرَتی بِتَقوایَ،وَاحفَظنی فیما غِبتُ عَنهُ،ولا تَکِلنی إلی نَفسی فیما حَضَرتُهُ،یا مَن لا تَضُرُّهُ الذُّنوبُ،ولا تَنفَعُهُ (1)المَغفِرَةُ،اغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ،وأَعطِنی ما لا یَنفَعُکَ (2)،إنَّکَ أنتَ وَهّابٌ،أسأَ لُکَ فَرَجاً قَریباً،ومَخرَجاً رَحیباً،ورِزقاً واسِعاً،وصَبراً جَمیلاً،وعافِیَةً مِن جَمیعِ البَلایا،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ،وَالأَمنَ وَالصِّحَّةَ وَالصَّبرَ،ودَوامَ العافِیَةِ،وَالشُّکرَ عَلَی العافِیَةِ،وأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُلبِسَنی عافِیَتَکَ فی دینی ونَفسی،وأَهلی ومالی،وإخوانی مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُؤمِناتِ،وجَمیعِ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَیَّ، وأَستَودِعُکَ ذلِکَ کُلَّهُ یا رَبِّ،وأَسأَ لُکَ أن تَجعَلَنی فی کَنَفِکَ وفی جِوارِکَ،وفی حِفظِکَ وحِرزِکَ وعِیاذِکَ،عَزَّ جارُکَ،وجَلَّ ثَناؤُکَ،ولا إلهَ غَیرُکَ.
اللّهُمَّ فَرِّغ قَلبی لِمَحَبَّتِکَ وذِکرِکَ،وأَنعِشهُ لِخَوفِکَ أیّامَ حَیاتی کُلَّها،وَاجعَل زادی مِنَ الدُّنیا تَقواکَ،وهَب لی قُوَّةً أحتَمِلُ بِها جَمیعَ طاعَتِکَ،وأَعمَلُ بِها جَمیعَ مَرضاتِکَ، وَاجعَل فِراری إلَیکَ،ورَغبَتی فیما عِندَکَ،وأَلبِس قَلبِیَ الوَحشَةَ مِن شِرارِ خَلقِکَ، وَالاُنسَ بِأَولِیائِکَ،وأَهلِ طاعَتِکَ،ولا تَجعَل لِفاجِرٍ ولا لِکافرٍ عَلَیَّ مِنَّةً،ولا لَهُ عِندی یَداً،ولا لی إلَیهِ حاجَةً.
إلهی ! قَد تَری مَکانی،وتَسمَعُ کَلامی،وتَعلَمُ سِرّی وعَلانِیَتی،لا یَخفی عَلَیکَ شَیءٌ
ص:437
مِن أمری،یا مَن لا یَصِفُهُ نَعتُ النّاعِتینَ،ویا مَن لا یُجاوِزُهُ رَجاءُ الرّاجینَ،یا مَن لا یَضیعُ لَدَیهِ أجرُ المُحسِنینَ،یا مَن قَرُبَت نُصرَتُهُ مِنَ المَظلومینَ،یا مَن بَعُدَ عَونُهُ عَنِ الظّالِمینَ،قَد عَلِمتَ ما نالَنی مِن فُلانٍ مِمّا حَظَرتَ،وَانتَهَکَ مِنّی ما حَجَرتَ؛بَطَراً فی نِعمَتِکَ عِندَهُ،وَاغتِراراً بِسَترِکَ عَلَیهِ.
اللّهُمَّ فَخُذهُ عَن ظُلمی بِعِزَّتِکَ،وَافلُل حَدَّهُ عَنّی بِقُدرَتِکَ،وَاجعَل لَهُ شُغُلاً فیما یَلیهِ، وعَجزاً عَمّا یَنویهِ،اللّهُمَّ لا تُسَوِّغهُ ظُلمی،وأَحسِن عَلَیه عَونی،وَاعصِمنی مِن مِثلِ فِعالِهِ،ولا تَجعَلنی بِمِثلِ حالِهِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
اللّهُمَّ إنِّی استَجَرتُ بِکَ،وتَوَکَّلتُ عَلَیکَ،وفَوَّضتُ أمری إلَیکَ،وأَلجَأتُ ظَهری إلَیکَ، وضَعفَ رُکنی إلی قُوَّتِکَ،مُستَجیراً بِکَ مِن ذِی التَّعَزُّزِ عَلَیَّ،وَالقُوَّةِ عَلی ضَیمی،فَإِنّی فی جِوارِکَ،فَلا ضَیمَ عَلی جارِکَ،رَبِّ،فَاقهَر عَنّی قاهِری،وأَوهِن عَنّی مُستَوهِنی بِعِزَّتِکَ، وَاقبِض عَنّی ضائِمی بِقِسطِکَ،وخُذ لی مِمَّن ظَلَمَنی بِعَدلِکَ.
رَبِّ،فَأَعِذنی بِعِیاذِکَ،فَبِعِیاذِکَ امتَنَعَ عائِذُکَ،وأَدخِلنی فی جِوارِکَ،عَزَّ جارُکَ، وجَلَّ ثَناؤُکَ،ولا إلهَ غَیرُکَ،وأَسبِل عَلَیَّ سِترَکَ،فَمَن تَستُرُهُ فَهُوَ الآمِنُ المُحَصَّنُ الَّذی لا یُراعُ.
رَبِّ،وَاضمُمنی فی ذلِکَ إلی کَنَفِکَ،فَمَن تَکنُفُهُ فَهُوَ الآمِنُ المَحفوظُ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ ولا حیلَةَ إلّابِاللّهِ الَّذی لَم یَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ شَرِیکٌ فِی الْمُلْکِ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ کَبِّرْهُ تَکْبِیراً . (1)
مَن یَکُن ذا حیلَةٍ فی نَفسِهِ أو حَولٍ بِتَقَلُّبِهِ أو قُوَّةٍ فی أمرِهِ بِشَیءٍ سِوَی اللّهِ،فَإِنَّ حَولی وقُوَّتی وکُلَّ حیلَتی بِاللّهِ الواحِدِ الأحَدِ الصَّمَدِ،الَّذی لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،وکُلُّ ذی مُلکٍ فَمَملوکٌ للّهِ ِ،وکُلُّ قَوِیٍّ ضَعیفٌ عِندَ قُوَّةِ اللّهِ،وکُلُّ ذی عِزٍّ فَغالِبُهُ اللّهُ،
ص:438
وکُلُّ شَیءٍ فی قَبضَةِ اللّهِ.
ذَلَّ کُلُّ عَزیزٍ لِبَطشِ اللّهِ،صَغُرَ کُلُّ عَظیمٍ عِندَ عَظَمَةِ اللّهِ،خَضَعَ کُلُّ جَبّارٍ عِندَ سُلطانِ اللّهِ،وَاستَظهَرتُ وَاستَطَلتُ عَلی کُلِّ عَدُوٍّ لی بِتَوَلِّی اللّهِ،دَرَأتُ فی نَحرِ کُلِّ عادٍ عَلَیَّ بِاللّهِ.
ضَرَبتَ بِإِذنِ اللّهِ بَینی وبَینَ کُلِّ مُترَفٍ ذی سَورَةٍ (1)،وجَبّارٍ ذی نَخوَةٍ،ومُتَسَلِّطٍ ذی قُدرَةٍ،ووالٍ ذی إمرَةٍ،ومُستَعِدٍّ ذی ابَّهَةٍ،وعَنیدٍ ذی ضَغینَةٍ،وعَدُوٍّ ذی غیلَةٍ،وحاسِدٍ ذی قُوَّةٍ،وماکِرٍ ذی مَکیدَةٍ،وکُلُّ مُعینٍ أو مُعانٍ عَلَیَّ بِمَقالَةٍ مُغوِیَةٍ،أو سِعایَةٍ مُسلِبَةٍ،أو حیلة مُؤذِیَةٍ،أو غائِلَةٍ مُردِیَةٍ،أو کُلِّ طاغٍ ذی کِبرِیاءَ،أو مُعجَبٍ ذی خُیَلاءَ،عَلی کُلِّ سَبَبٍ وبِکُلِّ مَذهَبٍ،فَأَخَذتُ لِنَفسی ومالی حِجاباً دونَهُم بِما أنزَلتَ مِن کِتابِکَ، وأَحکَمتَ مِن وَحیِکَ الَّذی لا یُؤتی مِن سورَةٍ بِمِثلِهِ،وهُوَ الحَکَمُ العَدلُ،وَالکِتابُ الَّذی لا یَأْتِیهِ الْباطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِیلٌ مِنْ حَکِیمٍ حَمِیدٍ . (2)
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعل حَمدی لَکَ،وثَنائی عَلَیکَ،فِی العافِیَةِ وَالبَلاءِ،وَالشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ،دائِماً لا یَنقَضی ولا یَبیدُ،تَوَکَّلتُ عَلَی الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ.
اللّهُمَّ بِکَ أعوذُ،وبِکَ أصولُ،وإیّاکَ أعبُدُ،وإیّاکَ أستَعینُ،وعَلَیکَ أتَوَکَّلُ،وأَدرَأُ بِکَ فی نَحرِ أعدائی،وأَستَعینُ بِکَ عَلَیهِم،وأَستَکفیکَهُم،فَاکفِنیهِم بِما شِئتَ،وکَیفَ شِئتَ،ومِمّا شِئتَ،بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ فَسَیَکْفِیکَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (3).
قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَکَ بِأَخِیکَ وَ نَجْعَلُ لَکُما سُلْطاناً فَلا یَصِلُونَ إِلَیْکُما بِآیاتِنا أَنْتُما وَ مَنِ اتَّبَعَکُمَا الْغالِبُونَ (4) لا تَخافا إِنَّنِی مَعَکُما أَسْمَعُ وَ أَری (5)، قالَ اخْسَؤُا فِیها
ص:439
وَ لا تُکَلِّمُونِ 1، أخَذتُ بِسَمعِ مَن یُطالِبُنی بِالسّوءِ بِسَمعِ اللّهِ وبَصَرِهِ،وقُوَّتِهِ بِقُوَّةِ اللّهِ وحَبلِهِ المَتینِ، وسُلطانِهِ المُبینِ،فَلَیسَ لَهُم عَلَینا سُلطانٌ ولا سَبیلٌ إن شاءَ اللّهُ وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ (1).
اللّهُمَّ یَدُکَ فَوقَ کُلِّ ذی یَدٍ،وقُوَّتُکَ أعَزُّ مِن کُلِّ قُوَّةٍ،وسُلطانُکَ أجَلُّ مِن کُلِّ سُلطانٍ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وکُن عِندَ ظَنّی فیما لَم أجِد فیهِ مَفزَعاً غَیرَکَ،ولا مَلجَأً سِواکَ،فَإِنَّنی أعلَمُ أنَّ عَدلَکَ أوسَعُ مِن جَورِ الجَبّارینَ،وأَنَّ إنصافَکَ مِن وَراءِ ظُلمِ الظّالِمینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أجمَعینَ،وأَجِرنی مِنهُم یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
اعیذُ نَفسی ودینی،وأَهلی ومالی ووَلَدی،ومَن یَلحَقُهُ عِنایَتی،وجَمیعَ نِعَمِ اللّهِ عِندی،بِبِاسمِ اللّهِ الَّذی خَضَعَت لَهُ الرِّقابُ،وبِاسمِ اللّهِ الَّذی خافَتهُ الصُّدورُ،ووَجِلَت مِنهُ النُّفوسُ،وبِالاِسمِ الَّذی نَفَّسَ عَن داوودَ کُربَتَهُ،وبِالاِسمِ الَّذی قالَ لِلنّارِ: کُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ * وَ أَرادُوا بِهِ کَیْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِینَ (2)،وبِعَزیمَةِ اللّهِ الَّتی لا تُحصی وبِقُدرَةِ اللّهِ المُستَطیلَةِ عَلی جَمیعِ خَلقِهِ،مِن شَرِّ فُلانِ،ومِن شَرِّ ما خَلَقَهُ الرَّحمنُ،ومِن شَرِّ مَکرِهِم وکَیدِهِم،وحَولِهِم وقُوَّتِهِم وحیلَتِهِم،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
اللّهُمَّ بِکَ أستَعینُ،وبِکَ أستَغیثُ،وعَلَیکَ أتَوَکَّلُ،وأَنتَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وخَلِّصنی مِن کُلِّ مُصیبَةٍ نَزَلَت فی هذَا الیَومِ،وفی هذِهِ اللَّیلَةِ،وفی جَمیعِ الأیّامِ وَاللَّیالی،مِنَ السَّماءِ إلَی الأَرضِ إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وَاجعَل لی سَهماً فی کُلِّ حَسَنَةٍ نَزَلَت فی هذَا الیَومِ،وفی هذِهِ اللَّیلَةِ وفی جَمیعِ اللَّیالی وَالأَیّامِ مِنَ السَّماءِ إلَی الأَرضِ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
ص:440
اللّهُمَّ بِکَ أستَفتِحُ،وبِکَ أستَنجِحُ،وبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ إلَیکَ أتَوَجَّهُ، وبِکِتابِکَ أتَوَسَّلُ،أن تَلطُفَ لی بِلُطفِکَ الخَفِیِّ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
جَبرَئیلُ عَن یَمینی،ومیکائیلُ عَن شِمالی،وإسرافیلُ أمامی،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ خَلفی،وبَینَ یَدَیَّ لا إلهَ إلّاأنتَ،سُبحانَکَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ، وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ،وسَلَّمَ کَثیراً. (1)
راجع:ص 138 (دعاء الاعتقاد).
577.مهج الدعوات: حِرزُ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ العَسکَرِیِّ علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،احتَجَبتُ بِحِجابِ اللّهِ النّورِ الَّذِی احتَجَبَ بِهِ عَنِ العُیونِ، وَاحتَطتُ عَلی نَفسی وأَهلی ووَلَدی ومَالی،وما اشتَمَلَت عَلَیهِ عِنایَتی بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،وأَحرَزتُ نَفسی وذلِکَ کُلَّهُ مِن کُلِّ ما أخافُ وأَحذَرُ،بِاللّهِ الَّذی: لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِشَیْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِما شاءَ وَسِعَ کُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ (2)، وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُکِّرَ بِآیاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَ نَسِیَ ما قَدَّمَتْ یَداهُ إِنّا جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَکِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِنْ تَدْعُهُمْ إِلَی الْهُدی فَلَنْ یَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً (3)، أَ فَرَأَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللّهُ عَلی عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلی سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلی بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ یَهْدِیهِ مِنْ بَعْدِ اللّهِ أَ فَلا تَذَکَّرُونَ (4)، أُولئِکَ الَّذِینَ طَبَعَ اللّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِکَ هُمُ
ص:441
اَلْغافِلُونَ (1)، وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَیْنَکَ وَ بَیْنَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً * وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَکِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَکَرْتَ رَبَّکَ فِی الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلی أَدْبارِهِمْ نُفُوراً (2)،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ. (3)
578.مهج الدعوات: حِرزٌ آخَرُ لِلعَسکَرِیِّ علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا عُدَّتی عِندَ شِدَّتی،ویا غَوثی عِندَ کُربَتی،یا مُؤنِسی عِندَ وَحدَتی،اُحرُسنی بِعَینِکَ الَّتی لا تَنامُ،وَاکنُفنی بِرُکنِکَ الَّذی لا یُرامُ. (4)
راجع:ص 150 ح 214.
579.مهج الدعوات: حِجابُ مَولانا صاحِبِ الزَّمانِ علیه السلام:
اللّهُمَّ احجُبنی عَن عُیونِ أعدائی،وَاجمَع بَینی وبَینَ أولِیائی،وأَنجِز لی ما وَعَدتَنی، وَاحفَظنی فی غَیبَتی إلی أن تَأذَنَ لی فی ظُهوری،وأَحیِ بی ما دَرَسَ مِن فُروضِکَ وسُنَنِکَ، وعَجِّل فَرَجی،وسَهِّل مَخرَجی،وَاجعَل لی مِن لَدُنکَ سُلطاناً نَصیراً،وَافتَح لی فَتحاً مُبیناً،وَاهدِنی صِراطاً مُستَقیماً،وقِنی جَمیعَ ما احاذِرُهُ مِنَ الظّالِمینَ،وَاحجُبنی عَن أعیُنِ الباغِضینَ،النّاصِبینَ العَداوَةَ لِأَهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ،ولا یَصِلُ مِنهُم إلَیَّ أحَدٌ بِسوءٍ،فَإِذا أذِنتَ فی ظُهوری فَأَیِّدنی بِجُنودِکَ،وَاجعَل مَن یَتبَعُنی لِنُصرَةِ دینِکَ مُؤَیَّدینَ،وفی سَبیلِکَ مُجاهِدینَ،وعَلی مَن أرادَنی وأَرادَهُم بِسوءٍ مَنصورینَ،ووَفِّقنی لِإِقامَةِ حُدودِکَ، وَانصُرنی عَلی مَن تَعَدّی مَحدودَکَ،وَانصُرِ الحَقَّ،وأَزهِقِ الباطِلَ،إنَّ الباطِلَ کانَ زَهوقاً، وأَورِد عَلَیَّ مِن شیعَتی وأَنصاری مَن تَقَرُّ بِهِمُ العَینُ،ویُشَدُّ بِهِمُ الأَزرُ،وَاجعَلهُم فی
ص:442
حِرزِکَ وأَمنِکَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)
580.مهج الدعوات: حِرزٌ لِمَولانَا القائِمِ علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا مالِکَ الرِّقابِ،ویا هازِمَ الأَحزابِ،یا مُفَتِّحَ الأَبوابِ،یا مُسَبِّبَ الأَسبابِ،سَبِّب لَنا سَبَباً لا نَستَطیعُ لَهُ طَلَباً،بِحَقِّ لا إلهَ إلَّااللّهُ،مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلی آلِهِ أجمَعینَ. (2)
راجع:ج 3 ص 586 (دعوات الفرج/الدعاء المأثور عن الإمام المهدی علیه السلام ).
581.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذَا استَسقی قالَ:
اللّهُمَّ اسقِ عِبادَکَ وبَهائِمَکَ،وَانشُر رَحمَتَکَ،وأَحیِ بِلادَکَ المَیتَةَ.
یُرَدِّدُها ثَلاثَ مَرّاتٍ. (3)
582.الأمالی للمفید عن مسلم الغلابی: جاءَ أعرابِیٌّ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:وَاللّهِ یا رَسولَ اللّهِ،لَقَد أتَیناکَ وما لَنا بَعیرٌ یَئِطُّ (4)،ولا غَنَمٌ یَغِطُّ (5)،ثُمَّ أنشَأَ یَقولُ:
أتَیناکَ یا خَیرَ البَرِیَّةِ کُلِّها لِتَرحَمَنا مِمّا لَقینا مِنَ الأَزَلِ (6)...
ص:443
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله لِأَصحابِهِ:إنَّ هذَا الأَعرابِیَّ یَشکو قِلَّةَ المَطَرِ وقَحطاً شَدیداً،ثُمَّ قامَ یَجُرُّ رِداءَهُ حَتّی صَعِدَ المِنبَرَ،فَحَمِدَ اللّهَ وأَثنی علَیهِ،وکانَ مِمّا حَمِدَ رَبَّهُ أن قالَ:
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عَلا فِی السَّماءِ فَکانَ عالِیاً،وفِی الأَرضِ قَریباً دانِیاً أقرَبُ إلَینا مِن حَبلِ الوَریدِ.
ورَفَعَ یَدَیهِ إلَی السَّماءِ وقالَ:
اللّهُمَّ اسقِنا غَیثاً مُغیثاً،مَریئاً مَریعاً،غَدَقاً (1)طَبَقاً،عاجِلاً غَیرَ رائِثٍ (2)،نافِعاً غَیرَ ضائِرٍ (3)،تَملَأُ بِهِ الضَّرعَ،وتُنبِتُ بِهِ الزَّرعَ،وتُحیی بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها.
فَما رَدَّ یَدَیهِ إلی نَحرِهِ،حَتّی أحدَقَ السَّحابُ بِالمَدینَةِ کَالإِکلیلِ،وَالتَقَتِ السَّماءُ بِأَردافِها (4)،وجاءَ أهلُ البِطاحِ (5)یَضِجّونَ:یا رَسولَ اللّهِ،الغَرَقَ الغَرَقَ،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ حَوالَینا ولا عَلَینا (6).
فَانجابَ السَّحابُ (7)عَنِ السَّماءِ،فَضَحِکَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وقالَ:للّهِ ِ دَرُّ أبی طالِبٍ،لَو کانَ حَیّاً لَقَرَّت عَیناهُ،مَن یُنشِدُنا قَولَهُ؟...فَقامَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام فَقالَ:کَأَنَّکَ أرَدتَ یا رَسولَ اللّهِ قَولَهُ:
ص:444
وأَبیَضُ یُستَسقَی الغَمامُ بِوَجهِهِ
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أجَل. (1)
583.المعجم الکبیر عن سمرة: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذَا استَسقی قالَ:
اللّهُمَّ أنزِل فی أرضِنا زینَتَها،وأَنزِل فی أرضِنا سَکَنَها،وَارزُقنا وأَنتَ خَیرُ الرّازِقینَ. (2)
584.السنن الکبری عن عبد للّه بن جراد: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ إذَا استَسقی قالَ:
اللّهُمَّ اسقِنا غَیثاً مُغیثاً مَرِیّاً،تُوَسِّعُ بِهِ لِعِبادِکَ،تَغرِزُ (3)بِهِ الضَّرعَ،وتُحیی بِهِ الزَّرعَ. (4)
585.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فی دُعاءِ الاِستِسقاءِ-:
اللّهُمَّ اسقِ بِلادَکَ وبَهائِمَکَ،وَانشُر رَحمَتَکَ،وأَحیِ بَلَدَک المَیِّتَ،اللّهُمَّ اسقِنا غَیثاً
ص:445
مُغیثاً مَریئاً مَریعاً (1)مُطبِقاً واسِعاً،عاجِلاً غَیرَ آجِلٍ،نافِعاً غَیرَ ضارٍّ،اللّهُمَّ اسقِنا سُقیا رَحمَةٍ لا سُقیا عَذابٍ،ولا هَدمٍ ولا غَرَقٍ ولا مَحقٍ،اللّهُمَّ اسقِنَا الغَیثَ وَانصُرنا عَلَی الأَعداءِ. (2)
586.عنه صلی الله علیه و آله -أیضاً-:
اللّهُمَّ إنَّکَ أنتَ الغَنِیُّ ونَحنُ الفُقَراءُ،فَأَنزِل عَلَینَا الغَیثَ،ولا تَجعَلنا مِنَ القانِطینَ، اللّهُمَّ اجعَل ما تُنزِلُهُ عَلَینا قُوَّةً لَنا وبَلاغاً إلی حینٍ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)
587.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله دَعا بِهذَا الدُّعاءِ فِی الاِستِسقاءِ:
اللّهُمَّ انشُر عَلَینا رَحمَتَکَ بِالغَیثِ العَمیقِ وَالسَّحابِ الفَتیقِ (4)،ومُنَّ عَلی عِبادِکَ بِبُلوغِ القَطرِ (5)،وأَحیِ عِبادَکَ (6)بِبُلوغِ الزَّهرَةِ،وأَشهِد مَلائِکَتَکَ الکِرامَ السَّفَرَةَ سُقیا مِنکَ نافِعَةً دائِمَةً غُزرُهُ،واسِعَةً دَرُّهُ،وابِلاً سَریعاً وَحِیّاً مَریعاً،تُحیی بِهِ ما قَد ماتَ،وتَرُدُّ بِهِ ما قَد فاتَ،وتُخرِجُ بِهِ ما هُوَ آتٍ،وتُوَسِّعُ لَنا فِی الأَقواتِ،سَحاباً مُتَراکِماً هَنیئاً مَریئاً طَبَقاً دَفِقاً،غَیرَ مُضِرٍّ وَدقُهُ (7)،ولا خُلَّبٍ (8)بَرقُهُ.
اللّهُمَّ اسقِنا غَیثاً مُغیثاً سَریعاً مُمرِعاً عَریضاً واسِعاً غَزیراً،تَرُدُّ بِهِ النَّهیضَ،وتَجبُرُ
ص:446
بِهِ المَریضِ.
اللّهُمَّ اسقِنا سُقیا تُسیلُ مِنهُ الرِّحابَ (1)،وتَملَأُ بِهِ الجِبابَ (2)،وتُفَجِّرُ بِهِ الأَنهارَ، وتُنبِتُ بِهِ الأَشجارَ،وتُرخِصُ بِهِ الأَسعارَ فی جَمیعِ الأَمصارِ،وتُنعِشُ بِهِ البَهائِمَ وَالخَلقَ، وتُنبِتُ بِهِ الزَّرعَ،وتُدِرُّ بِهِ الضَّرعَ،وتَزیدُنا بِهِ قُوَّةً إلی قُوَّتِنا،اللّهُمَّ لا تَجعَل ظِلَّهُ سَموماً، ولا تَجعَل بَردَهُ عَلَینا حُسوماً (3)،ولا تَجعَل صَعقَهُ عَلَینا رُجوماً،ولا تَجعَل ماءَهُ بَینَنا اجاجاً،اللّهُمَّ ارزُقنا مِن بَرَکاتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ. (4)
588.المعجم الأوسط عن أنس: مَحَلَ النّاسُ عَلی عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَأَتاهُ المُسلِمونَ فَقالوا:
یا رَسولَ اللّهِ،قَحَطَ المَطَرُ،ویَبِسَ الشَّجَرُ،وهَلَکَتِ المَواشی،وأَسنَتَ (5)النّاسُ، فَاستَسقِ لَنا رَبَّکَ.فَقالَ:إذا کانَ یَومُ کَذا وکَذا فَاخرُجوا وأَخرِجوا مَعَکُم بِصَدَقاتٍ، فَلَمّا کانَ ذلِکَ الیَومُ،خَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله وَالنّاسُ،یَمشی ویَمشونَ،عَلَیهِمُ السَّکینَةُ وَالوَقارُ،حَتّی أتَوُا المُصَلّی.
فَتَقَدَّمَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فَصَلّی بِهِم رَکعَتَینِ یَجهَرُ فیهِما بِالقِراءَةِ وکانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقرَأُ فِی العیدَینِ وَالاِستِسقاءِ،فِی الرَّکعَةِ الاُولی بِفاتِحَةِ الکِتابِ و«سَبِّح اسمَ رَبِّکَ الأَعلی»،وفِی الرَّکعَةِ الثّانِیَةِ بِفاتِحَةِ الکِتابِ و«هَل أتاکَ حَدیثُ الغاشِیَةِ»،فَلَمّا قَضی صَلاتَهُ استَقبَلَ القَومَ بِوَجهِهِ،وقَلَبَ رِداءَهُ،ثُمَّ جَثی عَلی رُکبَتَیهِ،ورَفَعَ یَدَیهِ وکَبَّرَ تَکبیرَةً قَبلَ أن یَستَسقِیَ،ثُمَّ قالَ:
ص:447
اللّهُمَّ اسقِنا وأَغِثنا،اللّهُمَّ اسقِنا غَیثاً مُغیثاً رَحباً رَبیعاً،وَجداً (1)غَدَقاً،طَبَقاً (2)مُغدِقاً،هَنیئاً مَریئاً،مَریعاً مُرتِعاً،وابِلاً شامِلاً،مُسبِلاً مُجَلِّلاً،دائِماً دِرَراً،نافِعاً غَیرَ ضارٍّ،عاجِلاً غَیرَ رائِثٍ،غَیثاً اللّهُمَّ تُحیِی بِهِ البِلادَ،وتُغیثُ بِهِ العِبادَ،وتَجعَلُهُ بَلاغاً لِلحاضِرِ مِنّا وَالبادِ،اللّهُمَّ أنزِل عَلَینا فی أرضِنا زینَتَها،وأَنزِل فی أرضِنا سَکَنَها، اللّهُمَّ أنزِل عَلَینا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهوراً،فَأَحیِ بِهِ بَلدَةً مَیِّتَةً،وَاسقِهِ مِمّا خَلقتَ لَنا أنعاماً وأَناسِیَّ کَثیراً. (3)
589.البلد الأمین: أفضَلُ القُنوتِ-فی صَلاةِ الاِستِسقاءِ-ما رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وهُوَ:
أستَغفِرُ اللّهَ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ القَیّومُ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ، وأَسأَ لُهُ أن یَتوبَ عَلَیَّ تَوبَةَ عَبدٍ ذَلیلٍ،خاضِعٍ فَقیرٍ،بائِسٍ مِسکینٍ مُستَکینٍ،لا یَملِکُ لِنَفسِهِ نَفعاً ولا ضَرّاً،ولا مَوتاً ولا حَیاةً ولا نُشوراً.
اللّهُمَّ مُعتِقَ الرِّقابِ،ورَبَّ الأَربابِ،ومُنشِئَ السَّحابِ،ومُنزِلَ القَطرِ مِنَ السَّماءِ إلَی الأَرضِ بَعدَ مَوتِها،فالِقَ الحَبِّ وَالنَّوی،ومُخرِجَ النَّباتِ،وجامِعَ الشَّتاتِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاسقِنا غَیثاً مُغیثاً،غَدَقاً مُغدَودِقاً،هَنیئاً مَریئاً تُنبِتُ بِهِ الزَّرعَ، وتُدِرُّ بِهِ الضَّرعَ،وتُحیی بِهِ مِمّا خَلَقتَ أنعاماً وأَناسِیَّ کَثیراً،اللّهُمَّ اسقِ عِبادَکَ وبَهائِمَکَ،وَانشُر رَحمَتَکَ وأَحیِ بِلادَکَ المَیتَةَ. (4)
590.صحیح مسلم عن عبد اللّه بن زید الأنصاری: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله خَرَجَ إلَی المُصَلّی
ص:448
یَستَسقی،وإنَّهُ لَمّا أرادَ أن یَدعُوَ استَقبَلَ القِبلَةَ وحَوَّلَ رِداءَهُ. (1)
راجع: نهج الدعاء :ص 469 (من دعا له النبیّ صلی الله علیه و آله/دعاء النبیّ صلی الله علیه و آله فی الاستسقاء).
591.الإمام علیّ علیه السلام -فی دُعاءٍ استَسقی بِهِ-:اللّهُمَّ اسقِنا ذُلُلَ السَّحابِ دونَ صِعابِها (2). (3)
592.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ عَلِیّاً علیه السلام کانَ إذَا استَسقی یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ:
اللّهُمَّ انشُر عَلَینا رَحمَتَکَ بِالغَیثِ العَمیقِ (4)،وَالسَّحابِ الفَتیقِ،ومُنَّ عَلی عِبادِکَ بِبُلوغِ (5)الثَّمَرَةِ،وأَحیِ بِلادَکَ بِبُلوغِ الزَّهَرَةِ،وأَشهِد مَلائِکَتَکَ الکِرامَ السَّفَرَةَ سَقیاً مِنکَ نافِعاً دائِماً غَزرُهُ (6)،واسِعاً دَرُّهُ (7)،وابِلاً سَریعاً وَحِیّاً (8)،تُحیی بِهِ ما قَد ماتَ،وتَرُدُّ بِهِ ما قَد فاتَ، وتُخرِجُ بِهِ ما هُوَ آتٍ،وتُوَسِّعُ لَنا بِهِ فِی الأَقواتِ،سَحاباً مُتَراکِماً،هَنیئاً مَریئاً،طَبَقاً مُجَلِّلاً،غَیرَ مُضِرٍّ (9)وَدْقُهُ (10)،ولا خُلَّبٍ (11)بَرقُهُ.
ص:449
اللّهُمَّ اسقِنا غَیثاً مَریعاً،مُمرِعاً عَریضاً (1)،واسِعاً غَزیراً،تَرُدُّ بِهِ النَّهیضَ (2)،وتَجبُرُ بِهِ المَهیضَ (3).
[اللّهُمَّ] (4)اسقِنا سَقیاً تُسیلُ مِنهُ الرُّضابَ،وتَملَأُ بِهِ الحِبابَ (5)،وتُفَجِّرُ مِنهُ الأَنهارَ، وتُنبِتُ بِهِ الأَشجارَ،وتُرخِصُ بِهِ الأَسعارَ فی جَمیعِ الأَمصارِ،وتَنعَشُ بِهِ البَهائِمَ وَالخَلقَ، وتُنبِتُ بِهِ الزَّرعَ،وتُدِرُّ بِهِ الضَّرعَ،وتَز[ی]دُنا بِهِ قُوَّةً إلی قُوَّتِنا (6).
اللّهُمَّ لا تَجعَل ظِلَّهُ عَلَینا سَموماً،ولا تَجعَل بَردَهُ عَلَینا حُسوماً (7)،ولا تَجعَل ضَرَّهُ عَلَینا رُجوماً (8)،ولا ماءَهُ عَلَینا اجاجاً (9).اللّهُمَّ ارزُقنا مِن بَرَکاتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ. (10)
593.تهذیب الأحکام: رُوِیَ أنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام خَطَبَ بِهذِهِ الخُطبَةِ فی صَلاةِ الاِستِسقاءِ فَقالَ:
الحَمدُ للّهِ ِ سابِغِ النِّعَمِ،ومُفَرِّجِ الهَمِّ،وبارِئِ النَّسَمِ،الَّذِی جَعَلَ السَّماواتِ لِکُرسِیِّهِ عِماداً،وَالجِبالَ أوتاداً،وَالأَرضَ لِلعِبادِ مِهاداً،ومَلائِکَتَهُ عَلی أرجائِها،وحَمَلَةَ عَرشِهِ عَلی أمطائِها،وأَقامَ بِعِزَّتِهِ أرکانَ العَرشِ،وأَشرَقَ بِضَوئِهِ شُعاعَ الشَّمسِ،وأَطفَأَ بِشُعاعِهِ
ص:450
ظُلمَةَ الغَطشِ (1)،وفَجَّرَ الأَرضَ عُیوناً،وَالقَمَرَ نوراً،وَالنُّجومَ بُهوراً،ثُمَّ عَلا فَتَمَکَّنَ، وخَلَقَ فَأَتقَنَ،وأَقامَ فَتَهَیمَنَ،فَخَضَعَت لَهُ نَخوَةُ المُستَکبِرِ،وطَلَبَت إلَیهِ خَلَّةُ المُتَمَسکِنِ.
اللّهُمَّ فَبِدَرَجَتِکَ الرَّفیعَةِ،ومَحَلَّتِکَ المَنیعَةِ،وفَضلِکَ البالِغِ،وسَبیلِکَ الواسِعِ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،کَما دانَ لَکَ،ودَعا إلی عِبادَتِکَ،وأَوفی بِعُهودِکَ،وأَنفَذَ أحکامَکَ،وَاتَّبَعَ أعلامَکَ،عَبدِکَ ونَبِیِّکَ وأَمینِکَ عَلی عَهدِکَ إلی عِبادِکَ،القائِمِ بِأَحکامِکَ،ومُؤَیِّدِ مَن أطاعَکَ،وقاطِعِ عُذرِ مَن عَصاکَ.
اللّهُمَّ فَاجعَل مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ أجزَلَ مَن جَعَلتَ لَهُ نَصیباً مِن رَحمَتِکَ، وأَنضَرَ مَن أشرَقَ وَجهُهُ بِسِجالِ عَطِیَّتِکَ،وأَقرَبَ الأَنبِیاءِ زُلفَةً (2)یَومَ القِیامَةِ عِندَکَ، وأَوفَرَهُم حَظّاً مِن رِضوانِکَ،وأَکثَرَهُم صُفوفَ امَّةٍ فی جِنانِکَ،کَما لَم یَسجُد لِلأَحجارِ، ولَم یَعتَکِف لِلأَشجارِ،ولَم یَستَحِلَّ السِّباءَ (3)،ولَم یَشرَبِ الدِّماءَ.
اللّهُمَّ خَرَجنا إلَیکَ حینَ فاجَأَتنَا المَضایِقُ الوَعرَةُ،وأَلجَأَتنَا المَحابِسُ العَسِرَةُ، وعَضَّتنا عَلائِقُ الشَّینِ،وتَأَثَّلَت عَلَینا لَواحِقُ المَینِ (4)،وَاعتَکَرَت عَلَینا حَدابیرُ (5)السِّنینَ، وأَخلَقَتنا مَخایِلُ الجودِ،وَاستَظمَأنا لِصَوارِخِ القَودِ،فَکُنتَ رَجاءَ المُبتَئِسِ،وَالثِّقَةَ لِلمُلتَمِسِ،نَدعوکَ حینَ قَنَطَ الأَنامُ،ومُنِعَ الغَمامُ،وهَلَکَ السَّوامُ،یا حَیُّ یا قَیّومُ عَدَدَ الشَّجَرِ وَالنُّجومِ،وَالمَلائِکَةِ الصُّفوفِ،وَالعَنانِ المَکفوفِ،وأَن لا تَرُدَّنا خائِبینَ،ولا تُؤاخِذَنا بِأَعمالِنا،ولا تُحاصَّنا بِذُنوبِنا،وَانشُر عَلَینا رَحمَتَکَ بِالسَّحابِ المُنساقِ،
ص:451
وَالنَّباتِ المونِقِ،وَامنُن عَلی عِبادِکَ بِتَنویعِ الثَّمَرَةِ،وأَحیِ بِلادَکَ بِبُلوغِ الزَّهرَةِ،وأَشهِد مَلائِکَتَکَ الکِرامَ السَّفَرَةَ،سُقیا مِنکَ نافِعَةً دائِمَةً غُزرُها،واسِعاً دَرُّها،سَحاباً وابِلاً سَریعاً عاجِلاً،تُحیی بِهِ ما قَد ماتَ،وتَرُدُّ بِهِ ما قَد فاتَ،وتُخرِجُ بِهِ ما هُوَ آتٍ.
اللّهُمَّ اسقِنا غَیثاً مُمرِعاً (1)،طَبَقاً مُجَلجِلاً،مُتَتابِعاً خُفوقُهُ،مُنبَجِسَةً بُروقُهُ،مُرتَجِسَةً هُموعُهُ،وسَیبُهُ مُستَدِرٌّ،وصَوبُهُ مُستَبطِرٌ،لا تَجعَل ظِلَّهُ عَلَینا سَموماً،وبَردَهُ عَلَینا حُسوماً،وضَوءَهُ عَلَینا رُجوماً،وماءَهُ اجاجاً،ونَباتَهُ رَماداً رِمدِداً (2).
اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِکَ مِنَ الشِّرکِ وهَوادیهِ،وَالظُّلمِ ودَواهیهِ،وَالفَقرِ ودَواعیهِ،یا مُعطِیَ الخَیراتِ مِن أماثِلِها (3)،ومُرسِلَ البَرَکاتِ مِن مَعادِنِها،مِنکَ الغَیثُ المُغیثُ،وأَنتَ الغِیاثُ المُستَغاثُ،ونَحنُ الخاطِئونَ وأَهلُ الذُّنوبِ،وأَنتَ المُستَغفَرُ الغَفّارُ،نَستَغفِرُکَ لِلجَهالاتِ مِن ذُنوبِنا،ونَتوبُ إلَیکَ مِن عَوامِّ خَطایانا.
اللّهُمَّ فَأَرسِل عَلَینا دِیمَةً مِدراراً،وَاسقِنَا الغَیثَ واکِفاً (4)مِغزاراً،غَیثاً واسِعاً،وبَرَکَةً مِنَ الوابِلِ نافِعَةً،تُدافِعُ الوَدقَ بِالوَدقِ دِفاعاً،ویَتلُو القَطرُ مِنهُ القَطرَ،غَیرَ خُلَّبٍ بَرقُهُ،ولا مُکَذَّبٍ رَعدُهُ،ولا عاصِفَةٍ جَنائِبُهُ،بَل رِیّاً یَغُصُّ بِالرِّیِّ رَبابُهُ،وفاضَ فَانصاعَ بِهِ سَحابُهُ، وجَری آثارُ هَیدَبِهِ (5)جَنابَهُ،سُقیا مِنکَ مُحیِیَةً مُروِیَةً،مُحفِلَةً مُفضِلَةً،زاکِیاً نَبتُها، نامِیاً زَرعُها،ناضِراً عودُها،مُمرِعَةً آثارُها،جارِیَةً بِالخِصبِ وَالخَیرِ عَلی أهلِها،تُنعِشُ بِهَا الضَّعیفَ مِن عِبادِکَ،وتُحیی بِهَا المَیتَ مِن بِلادِکَ،وتُنعِمُ بِهَا المَبسوطَ مِن رِزقِکَ، وتُخرِجُ بِهَا المَخزونَ مِن رَحمَتِکَ،وتَعُمُّ بِها مَن نَأی مِن خَلقِکَ،حَتّی یُخصِبَ لِإِمراعِهَا
ص:452
المُجدِبونَ،ویَحیا بِبَرَکَتِهَا المُسنِتونَ (1)،وتَترَعَ بِالقِیعانِ غُدرانُها،وتورِقَ ذُرَی الآکامِ زَهَراتُها،ویَدهامَّ (2)بِذُرَی الآکامِ شَجَرُها،وتَستَحِقَّ بَعدَ الیَأسِ شُکراً مِنَّةً مِن مِنَنِکَ مُجَلِّلَةً،ونِعمَةً مِن نِعَمِکَ مُفضَلَةً،عَلی بَرِیَّتِکَ المُؤَمِّلَةِ،وبِلادِکَ المُغرِبَةِ،وبَهائِمِکَ المُعمَلَةِ،ووَحشِکَ المُهمَلَةِ.
اللّهُمَّ مِنکَ ارتِجاؤُنا،وإلَیکَ مَآبُنا،فَلا تَحبِسهُ عَنّا لِتَبَطُّنِکَ سَرائِرَنا،ولا تُؤاخِذنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنّا،فَإِنَّکَ تُنزِلُ الغَیثَ مِن بَعدِ ما قَنَطوا،وتَنشُرُ رَحمَتَکَ،وأَنتَ الوَلِیُّ الحَمیدُ.
ثُمَّ بَکی علیه السلام فَقالَ:
سَیِّدی صاخَت (3)جِبالُنا،وَاغبَرَّت أرضُنا،وهامَت دَوابُّنا،وقَنَطَ ناسٌ مِنّا أو مَن قَنَطَ مِنهُم،وتاهَتِ البَهائِمُ،وتَحَیَّرَت فی مَراتِعِها،وعَجَّت عَجیجَ الثَّکلی عَلی أولادِها،ومَلَّتِ الدَّوَرانَ فی مَراتِعِها حینَ حَبَستَ عَنها قَطرَ السَّماءِ،فَرَقَّ لِذلِکَ عَظمُها،وذَهَبَ لَحمُها، وذابَ شَحمُها،وَانقَطَعَ دَرُّها،اللّهُمَّ ارحَم أنینَ الآ نَّةِ،وحَنینَ الحانَّةِ،ارحَم تَحَیُّرَها فی مَراتِعِها،وأَنینَها فی مَرابِضِها. (4)
594.الإمام علیّ علیه السلام -فِی دُعاءٍ استَسقی بِهِ-:
اللّهُمَّ قَدِ انصاحَت (5)جِبالُنا،وَاغبَرَّت أرضُنا،وهامَت دَوابُّنا،وتَحَیَّرَت فی مَرابِضِها، وعَجَّت عَجیجَ الثَّکالی عَلی أولادِها،ومَلَّتِ التَّرَدُّدَ فی مَراتِعِها،وَالحَنینَ إلی مَوارِدِها.
ص:453
اللّهُمَّ فَارحَم أنینَ الآ نَّةِ،وحَنینَ الحانَّةِ.اللّهُمَّ فَارحَم حَیرَتَها فی مَذاهِبِها،وأَنینَها فی مَوالِجِها.
اللّهُمَّ خَرَجنا إلَیکَ حینَ اعتَکَرَت (1)عَلَینا حَدابیرُ (2)السِّنینَ،وأَخلَفَتنا مَخایِلُ (3)الجودِ، فَکُنتَ الرَّجاءَ لِلمُبتَئِسِ،وَالبَلاغَ لِلمُلتَمِسِ.نَدعوکَ حینَ قَنَطَ الأَنامُ،ومُنِعَ الغَمامُ، وهَلَکَ السَّوامُ،ألّا تُؤاخِذَنا بِأَعمالِنا،ولا تَأخُذَنا بِذُنوبِنا.وَانشُر عَلَینا رَحمَتَکَ بِالسَّحابِ المُنبَعِقِ (4)،وَالرَّبیعِ المُغدِقِ،وَالنَّباتِ المونِقِ،سَحّاً وابِلاً تُحیی بِهِ ما قَد ماتَ، وتَرُدُّ بِهِ ما قَد فاتَ.
اللّهُمَّ سُقیا مِنکَ مُحیِیَةً مُرْوِیَةً،تامَّةً عامَّةً،طَیِّبَةً مُبارَکَةً،هَنیئَةً مَریعَةً (5)،زاکِیاً نَبتُها،ثامِراً فَرعُها،ناضِراً وَرَقُها،تُنعِشُ بِهَا الضَّعیفَ مِن عِبادِکَ،وتُحیی بِهَا المَیِّتَ مِن بِلادِکَ.
اللّهُمَّ سُقیا مِنکَ تُعشِبُ بِها نِجادُنا (6)،وتَجری بِها وِهادُنا (7)،ویُخصِبُ بِها جَنابُنا (8)، وتُقبِلُ بِها ثِمارُنا،وتَعیشُ بِها مَواشینا،وتَندی بِها أقاصینا،وتَستَعینُ بِها ضَواحینا مِن بَرَکاتِکَ الواسِعَةِ،وعَطایاکَ الجَزیلَةِ عَلی بَرِیَّتِکَ المُرمِلَةِ (9)،ووَحشِکَ المُهمَلَةِ،وأَنزِل
ص:454
عَلَینا سَماءً مُخضِلَةً،مِدراراً هاطِلَةً،یُدافِعُ الوَدقُ مِنهَا الوَدقَ،ویَحفِزُ القَطرُ مِنهَا القَطرَ، غَیرَ خُلَّبٍ بَرقُها،ولا جَهامٍ (1)عارِضُها،ولا قَزَعٍ (2)رَبابُها،ولا شَفّانٍ (3)ذِهابُها،حَتّی یُخصِبَ لِإِمراعِهَا المُجدِبونَ،ویَحیی بِبَرَکَتِهَا المُسنِتونَ،فَإِنَّکَ تُنزِلُ الغَیثَ مِن بَعدِما قَنَطوا،وتَنشُرُ رَحمَتَکَ وأَنتَ الوَلِیُّ الحَمیدُ. (4)
595.عنه علیه السلام -مِن خُطبَةٍ لَهُ فِی الاِستِسقاءِ وفیهِ تَنبیهُ العِبادِ وُجوبَ استِغاثَةِ رَحمَةِ اللّهِ إذا حُبِسَ عَنهُم رَحمَةُ المَطَرِ:ألا وإنَّ الأَرضَ الَّتی تُقِلُّکُم،وَالسَّماءَ الَّتی تُظِلُّکُم مُطیعَتانِ لِرَبِّکُم،وما أصبَحَتا تَجودانِ لَکُم بِبَرَکَتِهِما تَوَجُّعاً لَکُم،ولا زُلفَةً إلَیکُم،ولا لِخَیرٍ تَرجُوانِهِ مِنکُم،ولکِن امِرَتا بِمَنافِعِکُم فَأَطاعَتا،واُقیمَتا عَلی حُدودِ مَصالِحِکُم فَقامَتا.
إنَّ اللّهَ یَبتَلی عِبادَهُ عِندَ الأَعمالِ السَّیِّئَةِ بِنَقصِ الثَّمَراتِ،وحَبسِ البَرَکاتِ،وإغلاقِ خَزائِنِ الخَیراتِ،لِیَتوبَ تائِبٌ،ویُقلِعَ مُقلِعٌ،ویَتَذَکَّرَ مُتَذَکِّرٌ،ویَزدَجِرَ مُزدَجِرٌ،وقَد جَعَلَ اللّهُ سُبحانَهُ الاِستِغفارَ سَبَباً لِدُرورِ الرِّزقِ،ورَحمَةَ الخَلقِ،فَقالَ سُبحانَهُ:
اِسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفّاراً * یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً * وَ یُمْدِدْکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ جَنّاتٍ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ أَنْهاراً (5)،فَرَحِمَ اللّهُ امرَأً استَقبَلَ تَوبَتَهُ،وَاستَقالَ خَطیئَتَهُ، وبادَرَ مَنِیَّتَهُ.
اللّهُمَّ إنّا خَرَجنا إلَیکَ مِن تَحتِ الأَستارِ وَالأَکنانِ،وبَعدَ عَجیجِ البَهائِمِ وَالوِلدانِ، راغِبینَ فی رَحمَتِکَ،وراجینَ فَضلَ نِعمَتِکَ،وخائِفینَ مِن عَذابِکَ ونِقمَتِکَ.
ص:455
اللّهُمَّ فَاسقِنا غَیثَکَ،ولا تَجعَلنا مِنَ القانِطینَ،ولا تُهلِکنا بِالسِّنینَ (1)،ولا تُؤاخِذنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنّا،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
اللّهُمَّ إنّا خَرَجنا إلَیکَ نَشکو إلَیکَ ما لا یَخفی عَلَیکَ حینَ ألجَأَتنَا المَضائِقُ الوَعرَةُ، وأَجاءَتنَا المَقاحِطُ المُجدِبَةُ،وأَعیَتنَا المَطالِبُ المُتَعَسِّرَةُ،وتَلاحَمَت عَلَینَا الفِتَنُ المُستَصعِبَةُ.
اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُکَ أن لا تَرُدَّنا خائِبینَ ولا تَقلِبَنا واجِمینَ (2)،ولا تُخاطِبَنا بِذُنوبِنا (3)، ولا تُقایِسَنا بِأَعمالِنا.
اللّهُمَّ انشُر عَلَینا غَیثَکَ وبَرَکَتَکَ،ورِزقَکَ ورَحمَتَکَ،وَاسقِنا سُقیا ناقِعَةً (4)،مُروِیَةً مُعشِبَةً،تُنبِتُ بِها ما قَد فاتَ،وتُحیی بِها ما قَد ماتَ،نافِعَةَ الحَیا،کَثیرَةَ المُجتَنی، تُروی بِهَا القیعانَ (5)،وتُسیلُ البُطنانَ (6)،وتَستَورِقُ الأَشجارَ،وتُرخِصُ الأَسعارَ،إنَّکَ عَلی ما تَشاءُ قَدیرٌ. (7)
596.فقه الرضا: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام یَدعو عِندَ الاِستِسقاءِ بِهذَا الدُّعاءِ یَقولُ:
یا مُغیثَنا ومُعینَنا عَلی دینِنا ودُنیانا،بِالَّذی تَنشُرُ عَلَینا مِنَ الرِّزقِ،نَزَلَ بِنا نَبَأٌ
ص:456
عَظیمٌ،لا یَقدِرُ عَلی تَفریجِهِ غَیرُ مُنزِلِهِ،عَجِّل عَلَی العِبادِ فَرَجَهُ،فَقَد أشرَفَتِ الأَبدانُ عَلَی الهَلاکِ،فَإِذا هَلَکَتِ الأَبدانُ هَلَکَ الدّینُ !
یا دَیّانَ العِبادِ،ومُقَدِّرَ امورِهِم بِمَقادیرِ أرزاقِهِم،لا تَحُل بَینَنا وبَینَ رِزقِکَ،وهَبنا ما أصبَحنا فیهِ مِن کَرامَتِکَ مُعتَرِفینَ،قَد اصیبَ مَن لا ذَنبَ لَهُ مِن خَلقِکَ بِذُنوبِنَا،ارحَمنا بِمَن جَعَلتَهُ أهلاً بِاستِجابَةِ دُعائِهِ حینَ نَسأَ لُکَ.
یا رَحیمُ،لا تَحبِس عَنّا ما فِی السَّماءِ،وَانشُر عَلَینا کَنَفَکَ (1)،وعُد عَلَینا رَحمَتَکَ، وَابسُط عَلَینا کَنَفَکَ،وعُد عَلَینا بِقَبولِکَ،وَاسقِنَا الغَیثَ ولا تَجعَلنا مِنَ القانِطینَ، ولا تُهلِکنا بِالسِّنینَ،ولا تُؤاخِذنا بِما فَعَلَ المُبطِلونَ،وعافِنا یا رَبِّ مِنَ النَّقِمَةِ فِی الدّینِ، وشَماتَةِ القَومِ الکافِرینَ،یا ذَا النَّفعِ وَالنَّصرِ (2)،إنَّکَ إن أجَبتَنا فَبِجودِکَ وکَرَمِکَ،ولِإِتمامِ ما بِنا مِن نَعمائِکَ،وإن رَدَدتَنا فَبِلا ذَنبٍ مِنکَ لَنا،ولکِن بِجِنایَتِنا عَلی أنفُسِنا،فَاعفُ عَنّا قَبلَ أن تَصرِفَنا،وأَقِلنا وَاقلِبنا (3)بِإِنجاحِ الحاجَةِ،یا اللّهُ. (4)
597.دستور معالم الحکم عن حَوثَرَة بن الهِرماس عن الإمام علیّ علیه السلام -فی حَدیثِ الاِستِسقاءِ وقَد جاءَهُ بَنو دارِمٍ یَشکونَ إلَیهِ البَلاءَ،فَقالَ-:الحَمدُ للّهِ ِ،وَالصَّلاةُ عَلی خَیرِ خَلقِ اللّهِ، وسَلامٌ عَلَی المُصطَفَینَ مِن عِبادِ اللّهِ.یا قَنبَرُ ! نادِ:الصَّلاةَ جامِعَةً.
ثُمَّ نَهَضَ مُضجِراً بِنَصیفٍ مُزَبرَقٍ (5)کَأَنَّما غُرَّتُهُ البَدرُ لِتِمِّهِ (6)یَکادُ یُعشِی النّاظِرینَ، یَؤُمُّ المَسجِدَ،فَصَلّی،ثُمَّ دَنا مِنَ القَبرِ فَهَینَمَ (7)بِکَلِماتٍ لَم اوجِسهُنَّ،ثُمَّ قامَ قانِتاً،فَقالَ
ص:457
أمیرُ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وسَلامُهُ:
اللّهُمَّ رَبَّ السَّبعِ الطِّباقِ،وَالرُّقَعِ (1)الوِثاقِ،خالِقَ الخَلقِ،وباسِطَ الرِّزقِ،عالِمَ الخَفِیّاتِ، وکاشِفَ الکُرُباتِ،ومُجیبَ الدَّعَواتِ،وقابِلَ الحَسَناتِ،وغافِرَ السَّیِّئاتِ،ومُقیلَ العَثَراتِ،ومُنزِلَ البَرَکاتِ مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتٍ بِعِلمِکَ،مِن خَزائِنِ رَحمَتِکَ،وأَکنافِ کَرامَتِکَ،عَلی شاکِری آلائِکَ،وکافِری نَعمائِکَ مِن عِبادِکَ.وقُطّانِ بِلادِکَ رَأفَةً مِنکَ لَهُم ونِعمَةً عَلَیهِم،أنتَ غایَةُ الطّالِبینَ،ومَلاذُ الهارِبینَ،أتاکَ مَلَأٌ مِن عَبیدِکَ بِإِزاءِ قَبرِ نَبِیِّکَ، تَزدَلِفُ إلَیکَ بِعَبدِکَ وتَشکوا ما أنتَ أعلَمُ بِهِ.
اللّهُمَّ فَإِنّا نَسأَ لُکَ بِکَ فَلا شَیءَ أعظَمُ مِنکَ،وبِمَا استَقَلَّ بِهِ عَرشُکَ مِن عَظَمَتِکَ الَّتی وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ،السَّماءَ وَالأَرضَ،ومَلَأَتِ البَرَّ وَالبَحرَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ وسَیِّدِ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ.
اللّهُمَّ کاشِفَ الضُّرِّ ومُزیلَ الأَزلِ،أزِل عَن عِبادِکَ ما قَد غَشِیَهُم مِن آیاتِکَ،وبَرَّحَ بِهِم مِن عِقابِکَ،إنَّهُ لا یَکشِفُ السّوءَ إلّاأنتَ،إنَّکَ رَؤوفٌ رَحیمٌ. (2)
598.الإمام زین العابدین علیه السلام: اجتَمَعَ عِندَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام قَومٌ،فَشَکَوا إلَیهِ قِلَّةَ المَطَرِ، وقالوا:یا أبَا الحَسَنِ،اُدعُ لَنا بِدَعَواتٍ فِی الاِستِسقاءِ.
قالَ:فَدَعا عَلِیٌّ علیه السلام الحَسَنَ وَالحُسَینَ علیهما السلام،ثُمَّ قالَ لِلحَسَنِ:اُدعُ لَنا بِدَعَواتٍ فِی الاِستِسقاءِ.فَقالَ الحَسَنُ علیه السلام:
اللّهُمَّ هَیِّج لَنَا السَّحابَ،بِفَتحِ الأَبوابِ،بِماءٍ عُبابٍ (3)،ورَبابٍ (4)بِانصِبابٍ وَانسِکابٍ،یا
ص:458
وَهّابُ،اسقِنا مُغدِقَةً مُطبِقَةً مونِقَةً (1)،فَتِّح إغلاقَها،ویَسِّر إطباقَها،وسَهِّل إطلاقَها،وعَجِّل سِیاقَها بِالأَندِیَةِ فی بُطونِ الأَودِیَةِ بِصَوبِ (2)الماءِ،یا فَعّالُ،اسقِنا مَطَراً قَطرا طَلّاً مُطِلّاً، مُطبِقاً طَبَقاً،عامّاً مِعَمّاً،دَهماً (3)بُهماً (4)رُحماً (5)،رَشّاً مُرِشّاً،واسِعاً کافِیاً،عاجِلاً طَیِّباً مَریئاً مُبارَکاً،سُلاطِحاً بُلاطِحاً (6)یُناطِحُ الأَباطِحَ،مُغدَودِقاً مُطبَوبِقاً مُغرَورِقاً،اِسقِ سَهلَنا وجَبَلَنا،وبَدوَنا وحَضَرَنا،حَتّی تُرَخِّصَ بِهِ أسعارَنا،وتُبارِکَ لَنا فی صاعِنا ومُدِّنا،أرِنَا الرِّزقَ مَوجوداً وَالغَلاءَ مَفقوداً،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.
ثُمَّ قالَ لِلحُسَینِ علیه السلام:اُدعُ.
فَقالَ الحُسَینُ:
اللّهُمَّ یا مُعطِیَ الخَیراتِ مِن مَناهِلِها،ومُنزِلَ الرَّحَماتِ مِن مَعادِنِها،ومُجرِیَ البَرَکاتِ عَلی أهلِهِا،مِنکَ الغَیثُ المُغیثُ،وأَنتَ الغِیاثُ المُستَغاثُ،ونَحنُ الخاطِئونَ وأَهلُ الذُّنوبِ،وأَنتَ المُستَغفَرُ الغَفّارُ،لا إله إلاّ أنتَ.
اللّهُمَّ أرسِلِ السَّماءَ عَلَینا لِحینِها (7)مِدراراً،وَاسقِنَا الغَیثَ واکِفاً (8)مِغزاراً،غَیثاً مُغیثاً،واسِعاً مُتَّسِعاً،مُهطِلاً مَریئاً مُمرِعاً،غَدَقاً (9)مُغدِقاً عُباباً،مُجَلجِلاً (10)سَحّاً
ص:459
سَحساحاً (1)،ثَجّاً ثَجّاجاً (2)،سائِلاً مُسیلاً،عامّاً ودَقاً (3)مِطفاحاً (4)،یَدفَعُ الوَدقَ بِالوَدقِ دِفاعاً،ویَتلُو القَطرُ مِنهُ قَطراً،غَیرَ خُلَّبٍ بَرقُهُ،ولا مُکَذَّبٍ وَعدُهُ،تُنعِشُ بِهِ الضَّعیفَ مِن عِبادِکَ،وتُحیی بِهِ المَیِّتَ مِن بِلادِکَ،وتونِقُ بِهِ ذُرَی الآکامِ (5)مِن بِلادِکَ،وتَسخو بِهِ عَلَینا مِن مِنَنِکَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.
فَما فَرَغا مِن دُعائِهِما حَتّی صَبَّ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالی عَلَیهِمُ السَّماءَ صَبّاً.
قالَ:فَقیلَ لِسَلمانَ،یا أبا عَبدِ اللّهِ،أعُلِّما هذَا الدُّعاءَ؟قالَ:وَیحَکُم! أینَ أنتُم عَن حَدیثِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله حَیثُ یَقولُ:«إنَّ اللّهَ قَد أجری عَلی ألسُنِ أهلِ بَیتی مَصابیحَ الحِکمَةِ»؟! (6)
599.الإمام زین العابدین علیه السلام: جاءَ أهلُ الکوفَةِ إلی عَلِیٍّ علیه السلام فَشَکَوا إلَیهِ إمساکَ المَطَرِ،وقالوا لَهُ:اِستَسقِ لَنا.فَقالَ لِلحُسَینِ علیه السلام:قُم وَاستَسقِ.
فَقامَ،وحَمِدَ اللّهَ وأَثنی عَلَیهِ وصَلّی عَلَی النَّبِیِّ،وقالَ:
اللّهُمَّ مُعطِیَ الخَیراتِ ومُنزِلَ البَرَکاتِ،أرسِلِ السَّماءَ عَلَینا مِدراراً،وَاسقِنا غَیثاً مِغزاراً،واسِعاً غَدَقاً مُجَلِّلاً،سَحّاً سَفوحاً فَجاجاً،تُنَفِّسُ بِهِ الضَّعفَ مِن عِبادِکَ، وتُحیی بِهِ المَیتَ مِن بِلادِکَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ.
فَما فَرَغَ علیه السلام مِن دُعائِهِ حَتّی غاثَ اللّهُ تَعالی غَیثاً بَغتَةً،وأَقبَلَ أعرابِیٌ مِن بَعضِ
ص:460
نَواحِی الکوفَةِ،فَقالَ:تَرَکتُ الأَودِیَةَ وَالآکامَ یَموجُ بَعضُها فی بَعضٍ. (1)
600.الإمام الحسین علیه السلام -أنَّهُ کانَ إذَا استَسقی قالَ-:
اللّهُمَّ اسقِنا سُقیا واسِعَةً وادِعَةً عامَّةً،نافِعَةً غَیرَ ضارَّةٍ،تَعُمُّ بِها حاضِرَنا وبادِیَنا، وتَزیدُ بِها فی رِزقِنا وشُکرِنا.اللّهُمَّ اجعَلهُ رِزقَ إیمانٍ،وعَطاءَ إیمانٍ،إنَّ عَطاءَکَ لَم یَکُن مَحظوراً.اللّهُمَّ أنزِل عَلَینا فی أرضِنا سَکَنَها (2)،وأَنبِت فیها زینَتَها ومَرعاها. (3)
601.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام عِندَ الاِستِسقاءِ بَعدَ الجَدبِ-:
اللّهُمَّ اسقِنَا الغَیثَ،وَانشُر عَلَینا رَحمَتَکَ بِغَیثِکَ المُغدِقِ،مِنَ السَّحابِ المُنساقِ لِنَباتِ أرضِکَ المونِقِ فی جَمیعِ الآفاقِ.
وَامنُن عَلی عِبادِکَ بِإِیناعِ الثَّمَرَةِ،وأَحیِ بِلادَکَ بِبُلوغِ الزَّهَرَةِ،وأَشهِد مَلائِکَتَکَ الکِرامَ السَّفَرَةَ بِسَقیٍ مِنکَ نافِعٍ،دَائِمٍ غُزرُهُ،واسِعٍ دِرَرُهُ،وابِلٍ سَریعٍ عاجِلٍ،تُحیی بِهِ ما قَد ماتَ،وتَرُدُّ بِهِ ما قَد فاتَ،وتُخرِجُ بِهِ ما هُوَ آتٍ،وتُوَسِّعُ بِهِ فِی الأَقواتِ،سَحاباً مُتَراکِماً هَنیئاً مَریئاً طَبَقاً مُجَلجَلاً،غَیرَ مُلِثٍّ وَدقُهُ،ولا خُلَّبٍ بَرقُهُ.
اللّهُمَّ اسقِنا غَیثاً مُغیثاً مَریعاً مُمرِعاً عَریضاً واسِعاً غَزیراً،تَرُدُّ بِهِ النَّهیضَ (4)،وتَجبُرُ بِهِ المَهیضَ (5).
ص:461
اللّهُمَّ اسقِنا سُقیا تُسیلُ مِنهُ الظِّرابَ (1)،وتَملَأُ مِنهُ الجِبابَ،وتُفَجِّرُ بِهِ الأَنهارَ،وتُنبِتُ بِهِ الأَشجَارَ،وتُرخِصُ بِهِ الأَسعارَ فی جَمیعِ الأَمصارِ،وتَنعَشُ بِهِ البَهائِمَ وَالخَلقَ،وتُکمِلُ لَنا بِهِ طَیِّباتِ الرِّزقِ،وتُنبِتُ لَنا بِهِ الزَّرعَ،وتُدِرُّ بِهِ الضَّرعَ،وتَزیدُنا بِهِ قُوَّةً إلی قُوَّتِنا.
اللّهُمَّ لا تَجعَل ظِلَّهُ عَلَینا سَموماً،ولا تَجعَل بَردَهُ عَلَینا حُسوماً،ولا تَجعَل صَوبَهُ عَلَینا رُجوماً،ولا تَجعَل ماءَهُ عَلَینا اجاجاً.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارزُقنا مِن بَرَکاتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)
602.الاحتجاج عن ثابت البنانی: کُنتُ حاجّاً وجَماعَةً مِن عُبّادِ البَصرَةِ مِثلَ:أیّوبَ السِّجِستانِیِّ وصالِحٍ المَروِیِّ وعُتبَةَ الغُلامِ وحَبیبٍ الفارِسِیِّ ومالِکِ بنِ دینارٍ،فَلَمّا أن دَخَلنا مَکَّةَ رَأَینَا الماءَ ضَیقاً،وقَدِ اشتَدَّ بِالنّاسِ العَطَشُ لِقِلَّةِ الغَیثِ فَفَزِعَ إلَینا أهلُ مَکَّةَ وَالحُجّاجُ یَسأَلونَنا أن نَستَسقِیَ لَهُم،فَأَتَینَا الکَعبَةَ وطُفنا بِها،ثُمَّ سَأَلنَا اللّهَ خاضِعینَ مُتَضَرِّعینَ بِها،فَمُنِعنَا الإِجابَةَ،فَبَینَما نَحنُ کَذلِکَ إذا نَحنُ بِفَتیً قَد أقبَلَ وقَد أکرَبَتهُ أحزانُهُ،وأَقلَقَتهُ أشجانُهُ،فَطافَ بِالکَعبَةِ أشواطاً،ثُمَّ أقبَلَ عَلَینا فَقالَ:یا مالِکَ بنَ دینارٍ، ویا ثابِتُ البُنانِیُّ،ویا أیّوبُ السِّجِستانِیُّ،ویا صالِحُ المَروِیُّ،ویا عُتبَةُ الغُلامُ،ویا حَبیبُ الفارِسِیُّ،ویا سَعدُ،ویا عُمَرُ،ویا صالِحُ الأَعمی،ویا زابِعَةُ،ویا سَعدانَةُ،ویا جَعفَرَ بنَ سُلَیمانَ،فَقُلنا:لَبَّیکَ وسَعدَیکَ یا فَتی،فَقالَ:أما فیکُم أحَدٌ یُحِبُّهُ الرَّحمنُ؟ فَقُلنا:یا فَتی،عَلَینَا الدُّعاءُ وعَلَیهِ الإِجابَةُ،فَقالَ:اُبعُدوا عَنِ الکَعبَةِ،فَلَو کانَ فیکُم أحَدٌ یُحِبُّهُ الرَّحمنُ لَأَجابَهُ.
ثُمَّ أتَی الکَعبَةَ فَخَرَّ ساجِداً،فَسَمِعتُهُ یَقولُ فی سُجودِهِ:
ص:462
سَیِّدی،بِحُبِّکَ لی إلّاسَقَیتَهُمُ الغَیثَ.
قالَ:فَمَا استَتَمَّ الکَلامَ حَتّی أتاهُمُ الغَیثُ کَأَفواهِ القِرَبِ.
فَقُلتُ:یا فَتی،مِن أینَ عَلِمتَ أنَّهُ یُحِبُّکَ؟قالَ:لَو لَم یُحِبَّنی لَم یَستَزِرنی،فَلَمَّا استَزارَنی عَلِمتُ أنَّهُ یُحِبُّنی،فَسَأَلتُهُ بِحُبِّهِ لی فَأَجابَنی،ثُمَّ وَلّی عَنّا وأَنشَأَ یَقولُ: مَن عَرَفَ الرَّبَّ فَلَم تُغنِهِ
فَقُلتُ:یا أهلَ مَکَّةَ،مَن هذَا الفَتی؟قالُوا:عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ بنِ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیهم السلام. (1)
603.الإمام الصادق علیه السلام -فی حَدیثِ استِسقِاءِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله-:...فَجاءَ اولئِکَ النَّفَرُ بِأَعیانِهِم إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ،ادعُ اللّهَ أن یَکُفَّ السَّماءَ عَنّا،فَإنّا کِدنا أن نَغرَقَ، فَاجتَمَعَ النّاسُ ودَعَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله وأَمَرَ النّاسَ أن یُؤَمِّنوا عَلی دُعائِهِ،فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ النّاسِ:یا رَسولَ اللّهِ أسمِعنا،فَإِنَّ کُلَّ ما تَقولُ لَیسَ نَسمَعُ،فَقالَ:قولوا:
اللّهُمَّ حَوالَینا ولا عَلَینا،اللّهُمَّ صُبَّها فی بُطونِ الأَودِیَةِ،وفی نَباتِ الشَّجَرِ،وحَیثُ یَرعی أهلُ الوَبَرِ،اللّهُمَّ اجعَلها رَحمَةً ولا تَجعَلها عَذاباً. (2)
604.صحیح البخاری عن أنس: جاءَ رَجُلٌ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،هَلَکَتِ المَواشی وَانقَطَعَتِ السُّبُلُ،فَادعُ اللّهَ.فَدَعا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَمُطِروا مِن جُمُعَةٍ إلی جُمُعَةٍ.
ص:463
فَجاءَ رَجُلٌ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،تَهَدَّمَتِ البُیوتُ،وتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وهَلَکَتِ المَواشی،فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ عَلی رُؤوسِ الجِبالِ وَالآکامِ،وبُطونِ الأَودِیَةِ،ومَنابِتِ الشَّجَرِ،فَانجابَت (1)عَنِ المَدینَةِ انجِیابَ الثَّوبِ. (2)
605.صحیح البخاری عن أنس بن مالک: إنَّ رَجُلاً دَخَلَ المَسجِدَ یَومَ جُمُعَةٍ مِن بابٍ کانَ نَحوَ دارِ القَضاءِ،ورَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله قائِمٌ یَخطُبُ،فَاستَقبَلَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قائِماً،ثُمَّ قالَ:یا رَسولَ اللّهِ،هَلَکَتِ الأَموالُ وَانقَطَعَتِ السُّبُلُ،فَادعُ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ یُغِثنا،فَرَفَعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدَیهِ ثُمَّ قالَ:
اللّهُمَّ أغِثنا،اللّهُمَّ أغِثنا،اللّهُمَّ أغِثنا.
قالَ أنَسٌ:...ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِن ذلِکَ البابِ فِی الجُمُعَةِ-یَعنِی الثّانِیَةَ-،ورَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله قائِمٌ یَخطُبُ،فَاستَقبَلَهُ قائِماً،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،هَلَکَتِ الأَموالُ وَانقَطَعَتِ السُّبُلُ،فَادعُ اللّهَ عز و جل یُمسِکها عَنّا،قالَ:فَرَفَعَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَدَیهِ،ثُمَّ قالَ:
اللّهُمَّ حَوالَینا ولا عَلَینا،اللّهُمَّ عَلَی الآکامِ وَالظِّرابِ،وبُطونِ الأَودِیَةِ ومَنابِتِ الشَّجَرِ.
قالَ:فَأَقلَعَت،وخَرَجنا نَمشی فِی الشَّمسِ. (3)
606.السنن الکبری للنسائی عن عائشة: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذا رَأَی المَطَرَ قالَ:
اللّهُمَّ اجعَلهُ صَیِّباً هَنِیّاً. (4)
ص:464
607.السنن الکبری عن المُطَّلِب بن حنطب: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ عِندَ المَطَرِ:
اللّهُمَّ سُقیا رَحمَةٍ ولا سُقیا عَذابٍ،ولا بَلاءٍ ولا هَدمٍ ولا غَرَقٍ،اللّهُمَّ عَلَی الظِّرابِ (1)ومَنابِتِ الشَّجَرِ،اللّهُمَّ حَوالَینا ولا عَلَینا. (2)
راجع: نهج الدعاء :ص469 (من دعا له النبی صلی الله علیه و آله/دعاء النبی صلی الله علیه و آله فی الاستسقاء).
608.الإمام الباقر علیه السلام: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،إنّی ذو عِیالٍ وعَلَیَّ دَینٌ وقَدِ اشتَدَّت حالی،فَعَلِّمنی دُعاءً أدعوُ اللّهَ عز و جل بِهِ لِیَرزُقَنی ما أقضی بِهِ دَینی،وأَستَعینُ بِهِ عَلی عِیالی.
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:یا عَبدَ اللّهِ،تَوَضَّأ وأَسبِغ وُضوءَکَ،ثُمَّ صَلِّ رَکعَتَینِ تُتِمُّ الرُّکوعَ وَالسُّجودَ،ثُمَّ قُل:
یا ماجِدُ یا واحِدُ،یا کَریمُ یا دائِمُ،أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ نَبِیِّ الرَّحمَةِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،یا مُحَمَّدُ یا رَسولَ اللّهِ،إنّی أتَوَجَّهُ بِکَ إلَی اللّهِ رَبِّکَ ورَبّی ورَبِّ کُلِّ شَیءٍ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،وأَسأَ لُکَ نَفحَةً (3)کَریمَةً مِن نَفَحاتِکَ،وفَتحاً یَسیراً ورِزقاً واسِعاً،ألُمُّ بِهِ شَعَثی،وأَقضی بِهِ دَینی،وأَستَعینُ بِهِ عَلی عِیالی. (4)
609.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما یَمنَعُ أحَدَکُم إذا عَسُرَ عَلَیهِ أمرُ مَعیشَتِهِ أن یَقولَ إذا خَرَجَ مِن بَیتِهِ:
ص:465
بِسمِ اللّهِ عَلی نَفسی ومالی ودینی،اللّهُمَّ رَضِّنی بِقَضائِکَ،وبارِک لی فی قَدَرِکَ،حَتّی لا احِبَّ تَعجیلَ ما أخَّرتَ ولا تَأخیرَ ما عَجَّلتَ. (1)
610.عنه صلی الله علیه و آله -أنَّهُ کانَ یَقولُ-:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الجوعِ؛فَإِنَّهُ بِئسَ الضَّجیعُ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الخِیانَةِ؛فَإِنَّها بِئسَتِ البِطانَةُ. (2)
611.عنه صلی الله علیه و آله -لِرَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ-:أفَلا اعَلِّمُکَ کَلاماً إذا أنتَ قُلتَهُ أذهَبَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ هَمَّکَ، وقَضی عَنکَ دَینَکَ؟...قُل إذا أصبَحتَ وإذا أمسَیتَ:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ العَجزِ وَالکَسَلِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الجُبنِ وَالبُخلِ،وأَعوذُ بِکَ مِن غَلَبَةِ الدَّینِ وقَهرِ الرِّجالِ. (3)
612.الفرج بعد الشدّة: حَدَّثَنی أیّوبُ بنُ العَبّاسِ بنِ الحَسَنِ بِإِسنادٍ کَثیرٍ،أنَّ أعرابِیّاً شَکا إلی أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیٍّ علیه السلام شَکوی لَحِقَتهُ،وضیقاً فِی الحالِ،وکَثرَةً مِنَ العِیالِ،فَقالَ لَهُ:
عَلَیکَ بِالاِستِغفارِ،فَإِنَّ اللّهَ عز و جل یَقولُ: اِسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفّاراً (4)الآیاتِ.
فَمَضَی الرَّجُلُ وعادَ إلَیهِ،فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنّی قَدِ استَغفَرتُ اللّهَ کَثیراً ولَم أرَ فَرَجاً مِمّا أنَا فیهِ !
فَقالَ لَهُ:لَعَلَّکَ لا تُحسِنُ الاِستِغفارَ.قالَ:عَلِّمنی.
ص:466
فَقالَ:أخلِص نِیَّتَکَ،وأَطِع رَبَّکَ،وقُل:
اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ مِن کُلِّ ذَنبٍ قَوِیَ عَلَیهِ بَدَنی بِعافِیَتِکَ،أو نالَتهُ قُدرَتی بِفَضلِ نِعمَتِکَ،أو بَسَطتُ إلَیهِ یَدی بِسابِغِ رِزقِکَ،وَاتَّکَلتُ فیهِ عِندَ خَوفی مِنهُ عَلی أمانِکَ، ووَثِقتُ فیهِ بِحِلمِکَ،وعَوَّلتُ فیهِ عَلی کَریمِ عَفوِکَ،اللّهُمَّ إنّی أستَغفِرُکَ مِن کُلِّ ذَنبٍ خُنتُ (1)فیهِ أمانَتی،أو بَخَستُ فیهِ نَفسی،أو قَدَّمتُ فیهِ لَذَّتی،أو آثَرتُ فیهِ شَهوَتی،أو سَعَیتُ فیهِ لِغَیری،أوِ استَغوَیتُ إلَیهِ مَن تَبِعَنی،أو غَلَبتُ فیهِ بِفَضلِ حیلَتی،أو أحَلتُ فیهِ عَلی مَولایَ فَلَم یُعاجِلنی عَلی فِعلی؛إذ کُنتَ سُبحانَکَ کارِهاً لِمَعصِیَتی،غَیرَ مُریدِها مِنّی،لکِن سَبَقَ عِلمُکَ فِیَّ بِاختِیاری وَاستِعمالِ مُرادی وإیثاری،فَحَلُمتَ عَنّی،ولَم تُدخِلنی فیهِ جَبراً،ولَم تَحمِلنی عَلَیهِ قَهراً،ولَم تَظلِمنی عَلَیهِ شَیئاً،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
یا صاحِبی فی شِدَّتی،یا مونِسی فی وَحدَتی،یا حافِظی فی غُربَتی،یا وَلِیّی فی نِعمَتی،یا کاشِفَ کُربَتی،یا مُستَمِعَ دَعوَتی،یا راحِمَ عَبرَتی،یا مُقیلَ عَثرَتی،یا إلهی بِالتَّحقیقِ،یا رُکنِیَ الوَثیقَ،یا رَجائی لِلضّیقِ (2)،یا مَولایَ الشَّفیقَ،یا رَبَّ البَیتِ العَتیقِ، أخرِجنی مِن حَلَقِ المَضیقِ إلی سَعَةِ الطَّریقِ،بِفَرَجٍ مِن عِندِکَ قَریبٍ وَثیقٍ،وَاکشِف عَنّی کُلَّ شِدَّةٍ وضیقٍ،وَاکفِنی ما اطیقُ وما لا اطیقُ.
اللّهُمَّ فَرِّج عَنّی کُلَّ هَمٍّ وغَمٍّ،وأَخرِجنی مِن کُلِّ حُزنٍ وکَربٍ،یا فارِجَ الهَمِّ،ویا کاشِفَ الغَمِّ،ویا مُنزِلَ القَطرِ،ویا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرِّ،یا رَحمنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ خِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،وعَلی آلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ،وفَرِّج عَنّی ما ضاقَ بِهِ صَدری،وعیلَ مَعَهُ صَبری،وقَلَّت فیهِ حیلَتی،وضَعُفَت لَهُ قُوَّتی،یا کاشِفَ کُلِّ ضُرٍّ وبَلِیَّةٍ،یا عالِمَ کُلِّ سِرٍّ وخَفِیَّةٍ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ، وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللّهِ إِنَّ
ص:467
اَللّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ (1)،وما تَوفیقی إلّابِاللّهِ،عَلَیهِ تَوَکَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ.
قالَ الأَعرابِیُّ:فَاستَغفَرتُ بِذلِکَ مِراراً فَکَشَفَ اللّهُ عَنِّی الغَمَّ وَالضِّیقَ،ووَسَّعَ عَلَیَّ فِی الرِّزقِ،وأَزالَ المِحنَةَ. (2)
613.الإمام زین العابدین علیه السلام: مَن قالَ إذا أوی إلی فِراشِهِ:
اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فَلا شَیءَ قَبلَکَ،وأَنتَ الظّاهِرُ فَلا شَیءَ فَوقَکَ،وأَنتَ الباطِنُ فَلا شَیءَ دونَکَ،وأَنتَ الآخِرُ فَلا شَیءَ بَعدَکَ،اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبَّ الأَرَضینَ السَّبعِ،ورَبَّ التَّورَاةِ وَالإِنجیلِ وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ الحَکیمِ،أعوذُ بِکَ مِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّکَ عَلی صِراطٍ مُستَقیمٍ.
نَفَی اللّهُ عَنهُ الفَقرَ،وصَرَفَ عَنهُ شَرَّ کُلِّ دابَّةٍ. (3)
614.الإمام الصادق علیه السلام -فِی الدُّعاءِ-:
یا حَلیمُ یا کَریمُ،یا عالِمُ یا عَلیمُ،یا قادِرُ یا قاهِرُ،یا خَبیرُ یا لَطیفُ،یا اللّهُ یا رَبّاه،یا سَیِّداه یا مَولاه،یا رَجاءاه،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَسأَ لُکَ نَفحَةً مِن نَفَحاتِکَ کَریمَةً رَحیمَةً،تَلُمُّ بِها شَعَثی (4)وتُصلِحُ بِها شَأنی،وتَقضی بِها دَینی، وتَنعَشُنی بِها وعِیالی،وتُغنینی بِها عَمَّن سِواکَ.
یا مَن هُوَ خَیرٌ لی مِن أبی واُمّی ومِنَ النّاسِ أجمَعینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَافعَل ذلِکَ بِیَ السّاعَةَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (5)
ص:468
615.عنه علیه السلام: مَن جاعَ فَلیَتَوَضَّأ وَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ،ثُمَّ یَقولُ:«یا رَبِّ،إنّی جائِعٌ فَأَطعِمنی»فَإِنَّهُ یُطعَمُ مِن ساعَتِهِ. (1)
616.مصباح المتهجّد عن مبشّر بن عبد العزیز: کُنتُ عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَدَخَلَ بَعضُ أصحابِنا فَقالَ:جُعِلتُ فِداکَ،إنّی فَقیرٌ.فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:اِستَقبِل یَومَ الأَربِعاءِ فَصُمهُ وَاتلُهُ بِالخَمیسِ وَالجُمُعَةِ ثَلاثَةَ أیّامٍ،فَإِذا کانَ فی ضُحی یَومِ الجُمُعَةِ فَزُر رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله مِن أعلی سَطحِکَ أو فی فَلاةٍ مِنَ الأَرضِ حَیثُ لا یَراکَ أحَدٌ،ثُمَّ صَلِّ مَکانَکَ رَکعَتَینِ،ثُمَّ اجثُ عَلی رُکبَتَیکَ وأَفضِ بِهِما إلَی الأَرضِ وأَنتَ مُتَوَجِّهٌ إلَی القِبلَةِ بِیَدِکَ الیُمنی فَوقَ الیُسری،وقُل:
اللّهُمَّ أنتَ أنتَ انقَطَعَ الرَّجاءُ إلّامِنکَ،وخابَتِ الآمالُ إلّافیکَ،یا ثِقَةَ مَن لا ثِقَةَ لَهُ، لا ثِقَةَ لی غَیرُکَ،اجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،وَارزُقنی مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ.
ثُمُّ اسجُد عَلَی الأَرضِ وقُل:
یا مُغیثُ اجعَل لی رِزقاً مِن فَضلِکَ.
فَلَن یَطلُعَ عَلَیکَ نَهارُ السَّبتِ إلّابِرِزقٍ جَدیدٍ. (2)
617.الإمام الجواد علیه السلام -مِمّا رَواهُ عَن آبائِهِ علیهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن جَبرَئیلَ علیه السلام عَنِ اللّهِ تَعالی
ص:469
فِی المُناجاةِ لِطَلَبِ الرِّزقِ-:
اللّهُمَّ أرسِل عَلَیَّ سِجالَ (1)رِزقِکَ مِدراراً،وأَمطِر عَلَیَّ سَحائِبَ إفضالِکَ غِزاراً،وأَدِم غَیثَ نَیلِکَ إلَیَّ سِجالاً،وأَسبِل (2)مَزیدَ نِعَمِکَ عَلی خَلَّتی إسبالاً،وأَفقِرنی بِجودِکَ إلَیکَ، وأَغنِنی عَمَّن یَطلُبُ ما لَدَیکَ،وداوِ داءَ فَقری بِدَواءِ فَضلِکَ،وَانعَش صَرعَةَ عَیلَتی بِطَولِکَ.
وتَصَدَّق عَلی إقلالی بِکَثرَةِ عَطائِکَ،وعَلَی اختِلالی بِکَریمِ حِبائِکَ،وسَهِّل رَبِّ سَبیلَ الرِّزقِ إلَیَّ،وثَبِّت قَواعِدَهُ لَدَیَّ،وبَجِّس (3)لی عُیونَ سَعَتِهِ بِرَحمَتِکَ،وفَجِّر أنهارَ رَغَدِ العَیشِ قِبَلی بِرَأفَتِکَ،وأَجدِب أرضَ فَقری،وأَخصِب جَدبَ ضُرّی،وَاصرِف عَنّی فِی الرِّزقِ العَوائِقَ،وَاقطَع عَنّی مِنَ الضّیقِ العَلائِقَ.
وَارمِنی مِن سَعَةِ الرِّزقِ اللّهُمَّ بِأَخصَبِ سِهامِهِ،وَاحبُنی مِن رَغَدِ العَیشِ بِأَکثَرِ دَوامِهِ، وَاکسُنِی اللّهُمَّ سَرابیلَ السَّعَةِ،وجَلابیبَ الدَّعَةِ،فَإِنّی یا رَبِّ مُنتَظِرٌ لِإِنعامِکَ بِحَذفِ المَضیقِ،ولِتَطَوُّلِکَ بِقَطعِ التَّعویقِ،ولِتَفَضُّلِکَ بِإِزالَةِ التَّقتیرِ،ولِوُصولِ حَبلی بِکَرَمِکَ بِالتَّیسیرِ.
وأَمطِرِ اللّهُمَّ عَلَیَّ سَماءَ رِزقِکَ بِسِجالِ الدِّیَمِ،وأَغنِنی عَن خَلقِکَ بِعَوائِدِ النِّعَمِ،وَارمِ مَقاتِلَ الإِقتارِ مِنّی،وَاحمِل کَشفَ (4)الضُّرِّ عَنّی عَلی مَطایَا الإِعجالِ،وَاضرِب عَنِّی الضّیقَ بِسَیفِ الاِستیصالِ،وأَتحِفنی رَبِّ مِنکَ بِسَعَةِ الإِفضالِ،وَامدُدنی بِنُمُوِّ الأَموالِ، وَاحرُسنی مِن ضیقِ الإِقلالِ،وَاقبِض عَنّی سوءَ الجَدبِ،وَابسُط لی بِساطَ الخِصبِ.
وَاسقِنی مِن ماءِ رِزقِکَ غَدَقاً (5)،وَانهَج لی مِن عَمیمِ بَذلِکَ طُرُقاً،وفاجِئنی بِالثَّروَةِ
ص:470
وَالمالِ،وَانعَشنی بِهِ مِنَ الإِقلالِ،وصَبِّحنی بِالاِستِظهارِ،ومَسِّنی بِالتَّمَکُّنِ مِنَ الیَسارِ، إنَّکَ ذُو الطَّولِ العَظیمِ وَالفَضلِ العَمیمِ،وَالمَنِّ الجَسیمِ،وأَنتَ الجَوادُ الکَریمُ. (1)
618.الإمام الصادق علیه السلام: عَلَّمَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله هذَا الدُّعاءَ:
یا رازِقَ المُقِلّینَ،یا راحِمَ المَساکینِ،یا وَلِیَّ المُؤمِنینَ،یا ذَا القُوَّةِ المَتینِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ وَارزُقنی،وعافِنی،وَاکفِنی ما أهَمَّنی. (2)
619.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ کانَ یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ:
اللّهُمَّ إلهَ جَبرَئیلَ وإلهَ میکائیلَ وإلهَ إسرافیلَ،اجعَلِ الیَقینَ فی قَلبی،وَالنّورَ فی بَصَری،وَالنَّصیحَةَ (3)فی صَدری،وذِکرَکَ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ عَلی لِسانی،ورِزقاً غَیرَ مَمنونٍ ولا مَحظورٍ فَارزُقنی. (4)
620.رسول اللّه صلی الله علیه و آله:
اللّهُمَّ بارِک لَنا فِی الخُبزِ ولا تُفَرِّق بَینَنا وبَینَهُ،فَلَولَا الخُبزُ ما صُمنا ولا صَلَّینا،ولا أدَّینا فَرائِضَ رَبِّنا عَزَّ وجَلَّ. (5)
621.المستدرک علی الصحیحین عن عائشة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَدعو:
ص:471
اللّهُمَّ اجعَل أوسَعَ رِزقِکَ عَلَیَّ عِندَ کِبَرِ سِنّی وَانقِطاعِ عُمُری. (1)
622.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -لِبُرَیدَةَ الأَسلَمِیِّ-:قُل:
اللّهُمَّ إنّی ضَعیفٌ فَقَوِّنی،وإنّی ذَلیلٌ فَأَعِزَّنی،وإنّی فَقیرٌ فَارزُقنی. (2)
623.الإمام علیّ علیه السلام -یَلتَجِئُ إلَی اللّهِ أن یُغنِیَهُ-:
اللّهُمَّ صُن وَجهی بِالیَسارِ،ولا تَبذُل جاهی بِالإِقتارِ فَأَستَرزِقَ طالِبی رِزقِکَ، وأَستَعطِفَ شِرارَ خَلقِکَ،واُبتَلی بِحَمدِ مَن أعطانی،واُفتَتَنَ بِذَمِّ مَن مَنَعَنی،وأَنتَ مِن وَراءِ ذلِکَ کُلِّهِ وَلِیُّ الإِعطاءِ وَالمَنعِ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (3)
624.عنه علیه السلام -فی طَلَبِ الرِّزقِ لِمَن قُتِّرَ عَلَیهِ-:
اللّهُمَّ لا طاقَةَ لِ«فُلانِ بنِ فُلانٍ»بِالجُهدِ،ولا صَبرَ لَهُ عَلَی البَلاءِ،ولا قُوَّةَ لَهُ عَلَی الفَقرِ وَالفاقَةِ.
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ولا تَحظُر (4)عَلی«فُلانِ بنِ فُلانٍ»رِزقَکَ،ولا تَقتُر عَلَیهِ سَعَةَ ما عِندَکَ،ولا تَحرِمهُ فَضلَکَ،ولا تَحسِمهُ مِن جَزیلِ قِسَمِکَ،ولا تَکِلهُ إلی خَلقِکَ ولا إلی نَفسِهِ فَیَعجِزَ عَنها،ویَضعُفَ عَنِ القِیامِ فیما یُصلِحُهُ،ویُصلِحُ ما قِبَلَهُ،بَل تَفَرَّد بِلَمِّ شَعَثِهِ،وتَوَلَّ کِفایَتَهُ،وَانظُر إلَیهِ فی جَمیعِ امورِهِ،إنَّکَ إن وَکَلتَهُ إلی خَلقِکَ لَم
ص:472
یَنفَعوهُ،وإن ألجَأتَهُ إلی أقرِبائِهِ حَرَموهُ،وإن أعطَوهُ أعطَوهُ قَلیلاً نَکِداً (1)،وإن مَنَعوهُ مَنَعوهُ کَثیراً،وإن بَخِلوا بَخِلوا وهُم لِلبُخلِ أهلٌ.
اللّهُمَّ أغنِ«فُلانَ بنَ فُلانٍ»مِن فَضلِکَ ولا تُخلِهِ مِنهُ،فَإِنَّهُ مُضطَرٌّ إلَیکَ فَقیرٌ إلی ما فی یَدَیکَ،وأَنتَ غَنِیٌّ عَنهُ،وأَنتَ بِهِ خَبیرٌ عَلیمٌ، وَ مَنْ یَتَوَکَّلْ عَلَی اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّهُ لِکُلِّ شَیْءٍ قَدْراً (2)، فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً (3)، وَ مَنْ یَتَّقِ اللّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ (4). (5)
625.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:
اللّهُمَّ کُما صُنتَ وَجهی عَنِ السُّجودِ لِغَیرِکَ،فَصُن وَجهی عَن مَسأَلَةِ غَیرِکَ. (6)
626.عنه علیه السلام: مَن أصبَحَ ولَم یَقُل هذِهِ الکَلِماتِ خیفَ عَلَیهِ فَواتُ الرِّزقِ؛وهِیَ:
الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی عَرَّفَنی نَفسَهُ،ولَم یَترُکنی عُمیانَ القَلبِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَنی مِن امَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی جَعَلَ رِزقی فی یَدِهِ ولَم یَجعَلهُ فی أیدِی النّاسِ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی سَتَرَ عَورَتی ولَم یَفضَحنی بَینَ النّاسِ. (7)
627.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیهما السلام یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ حُسنَ المَعیشَةِ،مَعیشَةً أتَقَوّی بِها عَلی جَمیعِ حَوائِجی،وأَتَوَصَّلُ
ص:473
بِها فِی الحَیاةِ إلی آخِرَتی مِن غَیرِ أن تُترِفَنی فیها فَأَطغی،أو تَقتُرَ بِها عَلَیَّ فَأَشقی.
أوسِع عَلَیَّ مِن حَلالِ رِزقِکَ،وأَفِض (1)عَلَیَّ مِن سَیبِ فَضلِکَ،نِعمَةً مِنکَ سابِغَةً وعَطاءً غَیرَ مَمنونٍ،ثُمَّ لا تَشغَلنی عَن شُکرِ نِعمَتِکَ بِإِکثارٍ مِنها تُلهینی بَهجَتُهُ،وتَفتِنّی زَهراتُ زَهوَتِهِ،ولا بِإِقلالٍ عَلَیَّ مِنها یَقصُرُ بِعَمَلی کَدُّهُ،ویَملَأُ صَدری هَمُّهُ.
أعطِنی مِن ذلِکَ-یا إلهی-غِنیً عَن شِرارِ خَلقِکَ،وبَلاغاً أنالُ بِهِ رِضوانَکَ،وأَعوذُ بِکَ-یا إلهی-مِن شَرِّ الدُّنیا،وشَرِّ ما فیها.
لا تَجعَلِ الدُّنیا عَلَیَّ سِجناً،ولا فِراقَها عَلَیَّ حُزناً،أخرِجنی مِن فِتنَتِها مَرضِیّاً عَنّی، مَقبولاً فیها عَمَلی إلی دارِ الحَیَوانِ ومَساکِنِ الأَخیارِ،وأَبدِلنی بِالدُّنیَا الفانِیَةِ نَعیمَ الدّارِ الباقِیَةِ.
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن أزلِها وزِلزالِها،وسَطَواتِ شَیاطینِها وسَلاطینِها ونَکالِها،ومِن بَغیِ مَن بَغی عَلَیَّ فیها.
اللّهُمَّ مَن کادَنی فَکِدهُ،ومَن أرادَنی فَأَرِدهُ،وفُلَّ عَنّی حَدَّ مَن نَصَبَ لی حَدَّهُ،وأَطفِ عَنّی نارَ مَن شَبَّ لی وَقودَهُ،وَاکفِنی مَکرَ المَکَرَةِ،وَافقَأ عَنّی عُیونَ الکَفَرَةِ،وَاکفِنی هَمَّ مَن أدخَلَ عَلَیَّ هَمَّهُ،وَادفَع عَنّی شَرَّ الحَسَدَةِ.
وَاعصِمنی مِن ذلِکَ بِالسَّکینَةِ،وأَلبِسنی دِرعَکَ الحَصینَةَ،وَاخبَأنی فی سِترِکَ الواقی، وأَصلِح لی حالی،وصَدِّق قَولی بِفِعالی،وبارِک لی فی أهلی ومالی. (2)
628.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذا قُتِّرَ عَلَیهِ الرِّزقُ-:
اللّهُمَّ إنَّکَ ابتَلَیتَنا فی أرزاقِنا بِسوءِ الظَّنِّ،وفی آجالِنا بِطولِ الأَمَلِ،حَتَّی التَمَسنا
ص:474
أرزاقَکَ مِن عِندِ المَرزوقینَ،وطَمِعنا بِآمالِنا فی أعمارِ المُعَمَّرینَ.
فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وهَب لَنا یَقیناً صادِقاً تَکفینا بِهِ مِن مَؤُونَةِ الطَّلَبِ،وأَلهِمنا ثِقَةً خالِصَةً تُعفینا بِها مِن شِدَّةِ النَّصَبِ،وَاجعَل ما صَرَّحتَ بِهِ مِن عِدَتِکَ فی وَحیِکَ، وأَتبَعتَهُ مِن قَسَمِکَ فی کِتابِکَ قاطِعاً لِاهتِمامِنا بِالرِّزقِ الَّذی تَکَفَّلتَ بِهِ،وحَسماً لِلاِشتِغالِ بِما ضَمِنتَ الکِفایَةَ لَهُ،فَقُلتَ وقَولُکَ الحَقُّ الأَصدَقُ،وأَقسَمتَ وقَسَمُکَ الأَبَرُّ الأوفی: وَ فِی السَّماءِ رِزْقُکُمْ وَ ما تُوعَدُونَ (1).
ثُمَّ قُلتَ: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّکُمْ تَنْطِقُونَ (2). (3)
629.بحارالأنوار: دُعاءُ الرِّزقِ،مَروِیٌّ عَن عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِما:
اللّهُمَّ سَأَلتَ عِبادَکَ قَرضاً مِمّا تَفَضَّلتَ بِهِ عَلَیهِم،وضَمِنتَ لَهُم مِنهُ خَلَفاً،ووَعَدتَهُم عَلَیهِ وَعداً حَسَناً،فَبَخِلوا عَنکَ،فَکَیفَ بِمَن هُوَ دونَکَ إذا سَأَ لَهُم؟! فَالوَیلُ لِمَن کانَت حاجَتُهُ إلَیهِم ! فَأَعوذُ بِکَ یا سَیِّدی أن تَکِلَنی إلی أحَدٍ مِنهُم،فَإِنَّهُم لَو یَملِکونَ خَزائِنَ رَحمَتِکَ لَأَمسَکوا خَشیَةَ الإِنفاقِ بِما وَصَفتَهُم: وَ کانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً (4).
اللّهُمَّ اقذِف فی قُلوبِ عِبادِکَ مَحَبَّتی،وضَمِّنِ السَّماواتِ وَالأَرضَ رِزقی،وأَلقِ الرُّعبَ فی قُلوبِ أعدائِکَ مِنّی،وآنِسنی بِرَحمَتِکَ،وأَتمِم عَلَیَّ نِعمَتَکَ وَاجعَلها مَوصولَةً بِکَرامَتِکَ إیّایَ،وأَوزِعنی شُکرَکَ،وأَوجِب لِیَ المَزیدَ مِن لَدُنکَ،ولا تُنسِنی،ولا تَجعَلنی مِنَ الغافِلینَ،أحِبَّنی وحَبِّبنی،وحَبِّب إلَیَّ ما تُحِبُّ مِنَ القَولِ وَالعَمَلِ،حَتّی أدخُلَ فیهِ بِلَذَّةٍ وأَخرُجَ مِنهُ بِنَشاطٍ،وأَدعُوَکَ فیهِ بِنَظَرِکَ مِنّی إلَیهِ لِاُدرِکَ بِهِ ما عِندَکَ مِن فَضلِکَ الَّذی مَنَنتَ بِهِ عَلی أولِیائِکَ،وأَنالَ بِهِ طاعَتَکَ،إنَّکَ قَریبٌ مُجیبٌ.
ص:475
رَبِّ إنَّکَ عَوَّدتَنی عافِیَتَکَ،وغَذَوتَنی بِنِعمَتِکَ،وتَغَمَّدتَنی بِرَحمَتِکَ،تَغدو وتَروحُ بِفَضلِ ابتِدائِکَ لا أعرِفُ غَیرَها،ورَضیتَ مِنّی بِما أسدَیتَ إلَیَّ أن أحمَدَکَ بِها شُکراً مِنّی عَلَیها،فَضَعُفَ شُکری لِقِلَّةِ جُهدی،فَامنُن عَلَیَّ بِحَمدِکَ کَمَا ابتَدَأتَنی بِنِعمَتِکَ،فَبِها تَتِمُّ الصّالِحاتُ،فَلا تَنزِع مِنّی ما عَوَّدتَنی مِن رَحمَتِکَ فَأَکونَ مِنَ القانِطینَ،فَإِنَّهُ لا یَقنَطُ مِن رَحمَتِکَ إلَّاالضّالّونَ.
رَبِّ إنَّکَ قُلتَ: وَ فِی السَّماءِ رِزْقُکُمْ وَ ما تُوعَدُونَ (1)،وقَولُکَ الحَقُّ،وأَتبَعتَ ذلِکَ مِنکَ بِالیَمینِ لِأَکونَ مِنَ الموقِنینَ،فَقُلتَ: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّکُمْ تَنْطِقُونَ (2)،فَعَلِمتُ ذلِکَ عِلمَ مَن لَم یَنتَفِع بِعِلمِهِ حینَ أصبَحتُ وأَمسَیتُ وأَ نَا مُهتَمٌّ -بَعدَ ضَمانِکَ لی وحَلفِکَ لی عَلَیهِ-هَمّاً أنسانی ذِکرَکَ فی نَهاری،ونَفی عَنِّی النَّومَ فی لَیلی،فَصارَ الفَقرُ مُمَثَّلاً بَینَ عَینَیَّ ومَلَأَ قَلبی؛أقولُ:مِن أینَ؟وإلی أینَ؟وکَیفَ أحتالُ؟ ومَن لی؟وما أصنَعُ؟ومِن أینَ أطلُبُ؟وأَینَ أذهَبُ؟ومَن یَعودُ عَلَیَّ؟! أخافُ شَماتَةَ الأَعداءِ،وأَکرَهُ حُزنَ الأَصدِقاءِ،فَقَدِ استَحوَذَ الشَّیطانُ عَلَیَّ إن لَم تَدارَکنی مِنکَ بِرَحمَةٍ تُلقی بِها فی نَفسِیَ الغِنی وأَقوی بِها عَلی أمرِ الآخِرَةِ وَالدُّنیا،فَارضَنی یا مَولایَ بِوَعدِکَ کَی اوفِیَ بِعَهدِکَ،وأَوسِع عَلَیَّ مِن رِزقِکَ،وَاجعَلنی مِنَ العامِلینَ بِطاعَتِکَ،حَتّی ألقاکَ سَیِّدی وأَ نَا مِنَ المُتَّقینَ.
اللّهُمَّ اغفِر لی وأَنتَ خَیرُ الغافِرینَ،وَارحَمنی وأَنتَ خَیرُ الرّاحِمینَ،وَاعفُ عَنّی وأَنتَ خَیرُ العافینَ،وَارزُقنی وأَنتَ خَیرُ الرّازِقینَ،وأَفضِل عَلَیَّ وأَنتَ خَیرُ المُفضِلینَ، وتَوَفَّنی مُسلِماً وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ،ولا تُخزِنی یَومَ القِیامَةِ یَومَ یُبعَثونَ،یَومَ لا یَنفَعُ مالٌ ولا بَنونَ،یا وَلِیَّ المُؤمِنینَ.
اللّهُمَّ إنَّهُ لا عِلمَ لی بِمَوضِعِ رِزقی،وإنَّما أطلُبُهُ بِخَطَراتٍ تَخطُرُ عَلی قَلبی،فَأَجولُ فی
ص:476
طَلَبِهِ فِی البُلدانِ،وأَ نَا مِمّا احاوِلُ طالِبٌ کَالحَیرانِ؛لا أدری فی سَهلٍ أو فی جَبَلٍ،أو فی أرضٍ أو فی سَماءٍ،أو فی بَحرٍ أو فی بَرٍّ،وعَلی یَدَی مَن هُوَ ومِن قِبَلِ مَن،وقَد عَلِمتُ أنَّ عِلمَ ذلِکَ کُلِّهِ عِندَکَ،وأَنَّ أسبابَهُ بِیَدِکَ،وأَنتَ الَّذی تَقسِمُهُ بِلُطفِکَ وتُسَبِّبُهُ بِرَحمَتِکَ، فَاجعَل رِزقَکَ لی واسِعاً،ومَطلَبَهُ سَهلاً،ومَأخَذَهُ قَریباً،ولا تُعَنِّنی بِطَلَبِ ما لَم تُقَدِّر لی فیهِ رِزقاً،فَإِنَّکَ غَنِیٌّ عَن عَذابی وأَ نَا إلی رَحمَتِکَ فَقیرٌ،فَجُد عَلَیَّ بِفَضلِکَ یا مَولایَ إنَّکَ ذو فَضلٍ عَظیمٍ. (1)
630.الإمام الباقر علیه السلام: ادعُ فی طَلَبِ الرِّزقِ فِی المَکتوبَةِ وأَنتَ ساجِدٌ:
یا خَیرَ المَسؤولینَ،یا خَیرَ المُعطینَ،اُرزُقنی وَارزُق عِیالی مِن فَضلِکَ الواسِعِ،فَإِنَّکَ ذُو الفَضلِ العَظیمِ. (2)
631.عنه علیه السلام -کانَ یَقولُ-:
اللّهُمَّ أعِنّی عَلَی الدُّنیا بِالغِنی،وعَلَی الآخِرَةِ بِالتَّقوی. (3)
632.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی رَضِیَ اللّهُ عَنهُ یَقولُ فی دُعائِهِ:
اللّهُمَّ ألبِسنِی العافِیَةَ حَتّی تُهَنِّئَنِی المَعیشَةَ،وَارزُقنی مِن فَضلِکَ ما تُغنینی بِهِ عَن سائِرِ خَلقِکَ،ولا أشتَغِلَ عَن طاعَتِکَ بِبَشَرٍ سِواکَ. (4)
ص:477
633.الإمام الباقر علیه السلام -لِمُحَمَّدِ بنِ مُسلِمٍ-:قُل:
اللّهُمَّ أوسِع عَلَیَّ فی رِزقی،وَامدُد لی فی عُمُری،وَاغفِر لی ذَنبی،وَاجعَلنی مِمَّن تَنتَصِرُ بِهِ لِدینِکَ،ولا تَستَبدِل بی غَیری. (1)
634.الکافی عن أبی بصیر: شَکَوتُ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام الحاجَةَ وسَأَلتُهُ أن یُعَلِّمَنی دُعاءً فی طَلَبِ الرِّزقِ،فَعَلَّمَنی دُعاءً مَا احتَجتُ مُنذُ دَعَوتُ بِهِ،قالَ:قُل فی دُبُرِ صَلاةِ اللَّیلِ وأَنتَ ساجِدٌ:
یا خَیرَ مَدعُوِّ،ویا خَیرَ مَسؤولٍ،ویا أوسَعَ مَن أعطی،ویا خَیرَ مُرتَجیً،ارزُقنی وأَوسِع عَلَیَّ مِن رِزقِکَ،وسَبِّب لی رِزقاً مِن قِبَلِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (2)
635.الکافی عن معاویة بن عمّار: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام أن یُعَلِّمَنی دُعاءً لِلرِّزقِ،فَعَلَّمَنی دُعاءً ما رَأَیتُ أجلَبَ مِنهُ لِلرِّزقِ،قالَ:قُل:
اللّهُمَّ ارزُقنی مِن فَضلِکَ الواسِعِ الحَلالِ الطَّیِّبِ،رِزقاً واسِعاً حَلالاً طَیِّباً بَلاغاً لِلدُّنیا وَالآخِرَةِ،صَبّاً صَبّاً،هَنیئاً مَریئاً،مِن غَیرِ کَدٍّ ولا مَنٍّ مِن أحَدٍ مِن خَلقِکَ إلّاسَعَةً مِن فَضلِکَ الواسِعِ،فَإِنَّکَ قُلتَ: وَ سْئَلُوا اللّهَ مِنْ فَضْلِهِ (3)فَمِن فَضلِکَ أسأَلُ،ومِن عَطِیَّتِکَ أسأَلُ،ومِن یَدِکَ المَلأی أسأَلُ. (4)
ص:478
636.الکافی عن أبی بصیر: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:لَقَدِ استَبطَأتُ الرِّزقَ ! فَغَضِبَ،ثُمَّ قالَ لی:
قُل:
اللّهُمَّ إنَّکَ تَکَفَّلتَ بِرِزقی ورِزقِ کُلِّ دابَّةٍ،یا خَیرَ مَدعُوٍّ،ویا خَیرَ مَن أعطی،ویا خَیرَ مَن سُئِلَ،ویا أفضَلَ مُرتَجیً،افعَل بی کَذا وکَذا. (1)
637.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ فی طَلَبِ الرِّزقِ-:
اللّهُمَّ إن کانَ رِزقی فِی السَّماءِ فَأَنزِلهُ،وإن کانَ فِی الأَرضِ فَأَظهِرهُ،وإن کانَ بَعیداً فَقَرِّبهُ،وإن کانَ قَریباً فَأَعطِنیهِ،وإن کانَ قَد أعطَیتَنیهِ فَبارِک لی فیهِ وجَنِّبنی عَلَیهِ المَعاصِیَ وَالرَّدی. (2)
638.عنه علیه السلام: تَقولُ إذا طَلَعَ الفَجرُ:
الحَمدُ للّهِ ِ فالِقِ الإِصباحِ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ المَساءِ وَالصَّباحِ،اللّهُمَّ صَبِّح آلَ مُحَمَّدٍ بِبَرَکَةٍ وعافِیَةٍ وسُرورٍ وقُرَّةِ عَینٍ.اللّهُمَّ إنَّکَ تُنزِلُ بِاللَّیلِ وَالنَّهارِ ما تَشاءُ،فَأَنزِل عَلَیَّ وعَلی أهلِ بَیتی مِن بَرَکَةِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،رِزقاً حَلالاً طَیِّباً واسِعاً تُغنینی بِهِ عَن جَمیعِ خَلقِکَ. (3)
639.فلاح السائل عن عبید بن زرارة: حَضَرتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام،وشَکا إلَیهِ رَجُلٌ مِن شیعَتِهِ الفَقرَ وضیقَ المَعیشَةِ،وأَنَّهُ یَجولُ فی طَلَبِ الرِّزقِ البُلدانَ فَلا یَزدادُ إلّافَقراً،فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إذا صَلَّیتَ العِشاءَ الآخِرَةَ فَقُل وأَنتَ مُتَأَنٍّ:
ص:479
اللّهُمَّ إنَّهُ لَیسَ لی عِلمٌ بِمَوضِعِ رِزقی وإنَّما أطلُبُهُ بِخَطَراتٍ تَخطُرُ عَلی قَلبی،فَأَجولُ فی طَلَبِهِ البُلدانَ،فَأَنَا فیما أنَا طالِبٌ کَالحَیرانِ،لا أدری أفی سَهلٍ هُوَ أم فی جَبَلٍ،أم فی أرضٍ أم فی سَماءٍ،أم فی بَرٍّ أم فی بَحرٍ،وعَلی یَدَی مَن ومِن قِبَلِ مَن،وقَد عَلِمتُ أنَّ عِلمَهُ عِندَکَ وأَسبابَهُ بِیَدِکَ،وأَنتَ الَّذی تَقسِمُهُ بِلُطفِکَ وتُسَبِّبُهُ بِرَحمَتِکَ،اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل یا رَبِّ رِزقَکَ لی واسِعاً،ومَطلَبَهُ سَهلاً ومَأخَذَهُ قَریباً،ولا تُعَنِّنی بِطَلَبِ ما لَم تُقَدِّر لی فیهِ رِزقاً،فَإِنَّکَ غَنِیٌّ عَن عَذابی،وأَ نَا فَقیرٌ إلی رَحمَتِکَ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وجُد عَلی عَبدِکَ بِفَضلِکَ إنَّکَ ذو فَضلٍ عَظیمٍ.
قالَ عُبَیدُ بنُ زُرارَةَ:فَما مَضَت بِالرَّجُلِ مُدَیدَةٌ حَتّی زالَ عَنهُ الفَقرُ وحَسُنَت حالُهُ. (1)
640.قرب الإسناد عن مسعدة: سَمِعتُ جَعفَراً علیه السلام یُملی عَلی بَعضِ التُّجّارِ مِن أهلِ الکوفَةِ فی طَلَبِ الرِّزقِ،فَقالَ لَهُ:صَلِّ رَکعَتَینِ مَتی شِئتَ،فَإِذا فَرَغتَ مِنَ التَّشَهُّدِ فَقُل:
تَوَجَّهتُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ بِلا حَولٍ مِنّی ولا قُوَّةٍ ولکِن بِحَولِکَ یا رَبِّ وقُوَّتِکَ،أبرَأُ إلَیکَ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ إلّاما قَوَّیتَنی،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بَرَکَةَ هذَا الیَومِ،وأَسأَ لُکَ بَرَکَةَ أهلِهِ،وأَسأَ لُکَ أن تَرزُقَنی مِن فَضلِکَ رِزقاً واسِعاً،حَلالاً طَیِّباً مُبارَکاً،تَسوقُهُ إلَیَّ فی عافِیَةٍ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،وأَ نَا خافِضٌ (2)فی عافِیَةٍ.
تَقولُ ذلِکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ. (3)
641.الکافی عن محمّد بن علی الحلبی: شَکا رَجُلٌ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام الفاقَةَ وَالحُرفَةَ (4)فِی التِّجارَةِ بَعدَ یَسارٍ قَد کانَ فیهِ؛ما یَتَوَجَّهُ فی حاجَةٍ إلّاضاقَت عَلَیهِ المَعیشَةُ.
ص:480
فَأَمَرَهُ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام أن یَأتِیَ مَقامَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله بَینَ القَبرِ وَالمِنبَرِ،فَیُصَلِّیَ رَکعَتَینِ، ویَقولَ مِئَةَ مَرَّةٍ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِقُوَّتِکَ،وقُدرَتِکَ،وبِعِزَّتِکَ،وما أحاطَ بِهِ عِلمُکَ،أن تُیَسِّرَ لی مِنَ التِّجارَةِ أوسَعَها رِزقاً،وأَعَمَّها فَضلاً،وخَیرَها عاقِبَةً.
قالَ الرَّجُلُ:فَفَعَلتُ ما أمَرَنی بِهِ،فَما تَوَجَّهتُ بَعدَ ذلِکَ فی وَجهٍ إلّارَزَقَنِیَ اللّهُ. (1)
642.الکافی عن ابن الطیّار: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إنَّهُ کانَ فی یَدی شَیءٌ تَفَرَّقَ وضِقتُ ضیقاً شَدیداً ! فَقالَ لی:أ لَکَ حانوتٌ فِی السّوقِ؟قُلتُ:نَعَم،وقَد تَرَکتُهُ،فَقالَ:إذا رَجَعتَ إلَی الکوفَةِ فَاقعُد فی حانوتِکَ وَاکنُسهُ،فَإِذا أرَدتَ أن تَخرُجَ إلی سوقِکَ فَصَلِّ رَکعَتَینِ أو أربَعَ رَکَعاتٍ ثُمَّ قُل فی دُبُرِ صَلاتِکَ:
تَوَجَّهتُ بِلا حَولٍ مِنّی ولا قُوَّةٍ،ولکِن بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،أبرَأُ إلَیکَ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ إلّا بِکَ،فَأَنتَ حَولی ومِنکَ قُوَّتی.اللّهُمَّ فَارزُقنی مِن فَضلِکَ الواسِعِ رِزقاً کَثیراً طَیِّباً وأَ نَا خافِضٌ (2)فی عافِیَتِکَ،فَإِنَّهُ لا یَملِکُها أحَدٌ غَیرُکَ.
قالَ:فَفَعَلتُ ذلِکَ-إلی أن قالَ:-فَما زِلتُ آخُذُ عِدلاً عِدلاً فَأَبیعُهُ،وآخُذُ فَضلَهُ وأَرُدُّ عَلَیهِ مِن رَأسِ المالِ؛حَتّی رَکِبتُ الدَّوابَّ،وَاشتَرَیتُ الرَّقیقَ،وبَنَیتُ الدّورَ. (3)
643.الکافی عن الولید بن صبیح: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یا وَلیدُ،أینَ حانوتُکَ مِنَ المَسجِدِ؟ فَقُلتُ عَلی بابِهِ،فَقالَ:إذا أرَدتَ أن تَأتِیَ حانوتَکَ فَابدَأ بِالمَسجِدِ فَصَلِّ فیهِ رَکعَتَینِ أو أربَعاً،ثُمَّ قُل:
غَدَوتُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ،وغَدَوتُ بِلا حَولٍ مِنّی ولا قُوَّةٍ،بَل بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ یا رَبِّ،
ص:481
اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ ألتَمِسُ مِن فَضلِکَ کَما أمَرتَنی،فَیَسِّر لی ذلِکَ وأَ نَا خافِضٌ فی عافِیَتِکَ. (1)
644.الکافی عن محمّد بن الحسن العطّار،عن رجل من أصحابنا عن الإمام الصادق علیه السلام،قال: قالَ لی:یا فُلانُ،أما تَغدو فِی الحاجَةِ،أما تَمُرُّ بِالمَسجِدِ الأَعظَمِ عِندَکُم بِالکوفَةِ؟قُلتُ:
بَلی،قالَ:فَصَلِّ فیهِ أربَعَ رَکَعاتٍ،قُل فیهِنَّ:
غَدَوتُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ،غَدَوتُ بِغَیرِ حَولٍ مِنّی ولا قُوَّةٍ،ولکِن بِحَولِکَ یا رَبِّ وقُوَّتِکَ،أسأَ لُکَ بَرَکَةَ هذَا الیَومِ وبَرَکَةَ أهلِهِ،وأَسأَ لُکَ أن تَرزُقَنی مِن فَضلِکَ حَلالاً طَیِّباً تَسوقُهُ إلَیَّ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ وأَ نَا خافِضٌ فی عافِیَتِکَ. (2)
645.الإمام الصادق علیه السلام: إذا غَدَوتَ فی حاجَتِکَ بَعدَ أن تَجِبَ الصَّلاةُ،فَصَلِّ رَکعَتَینِ،فَإِذا فَرَغتَ مِنَ التَّشَهُّدِ قُلتَ:
اللّهُمَّ إنّی غَدَوتُ ألتَمِسُ مِن فَضلِکَ کَما أمَرتَنی،فَارزُقنی رِزقاً حَلالاً طَیِّباً،وأَعطِنی فیما رَزَقتَنِی العافِیَةَ.
تُعیدُها ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ اخراوَینِ،فَإِذا فَرَغتَ مِنَ التَّشَهُّدِ قُلتَ:
بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ غَدَوتُ بِغَیرِ حَولٍ مِنّی ولا قُوَّةٍ،ولکِن بِحَولِکَ یا رَبِّ وقُوَّتِکَ،وأَبرَأُ إلَیکَ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بَرَکَةَ هذَا الیَومِ وبَرَکَةَ أهلِهِ،وأَسأَ لُکَ أن تَرزُقَنی مِن فَضلِکَ رِزقاً واسِعاً طَیِّباً حَلالاً،تَسوقُهُ إلَیَّ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،وأَ نَا خافِضٌ فی عافِیَتِکَ.
تَقولُها ثَلاثاً. (3)
ص:482
646.فلاح السائل عن هاشم بن سالم عن الإمام الصادق علیه السلام: لا تَترُکوا رَکعَتَینِ بَعدَ عِشاءِ الآخِرَةِ فَإِنَّها مَجلَبَةٌ لِلرِّزقِ؛تَقرَأُ فِی الاُولی:الحَمدَ،وآیَةَ الکُرسِیِّ،و«قُل یا أیُّهَا الکافِرونَ»،وفِی الثّانِیَةِ:الحَمدَ وثَلاثَ عَشرَةَ مَرَّةً«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،فَإِذا سَلَّمتَ فَارفَع یَدَیکَ وقُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا مَن لا تَراهُ العُیونُ،ولا تُخالِطُهُ الظُّنونُ،ولا یَصِفُهُ الواصِفونَ،یا مَن لا تُغَیِّرُهُ الدُّهورُ،ولا تُبلیهِ الأَزمِنَةُ ولا تُحیلُهُ الاُمورُ،یا مَن لا یَذوقُ المَوتَ ولا یَخافُ الفَوتَ،یا مَن لا تَضُرُّهُ الذُّنوبُ ولا تَنقُصُهُ المَغفِرَةُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وهَب لی ما لا یَنقُصُکَ،وَاغفِر لی ما لا یَضُرُّکَ،وَافعَل بی کَذا وکَذا.
وتَسأَلُ حاجَتَکَ.وقالَ علیه السلام:مَن صَلّاها بَنَی اللّهُ لَه بَیتاً فِی الجَنَّةِ. (1)
647.الإمام الکاظم علیه السلام: دُعاءٌ فِی الرِّزقِ:
یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،أسأَ لُکَ بِحَقِّ مَن حَقُّهُ عَلَیکَ عَظیمٌ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَرزُقَنِی العَمَلَ بِما عَلَّمتَنی مِن مَعرِفَةِ حَقِّکَ،وأَن تَبسُطَ عَلَیَّ ما حَظَرتَ مِن رِزقِکَ. (2)
648.الکافی عن ابراهیم بن صالح عن رجل من الجعفریّین: کانَ بِالمَدینَةِ عِندَنا رَجُلٌ یُکَنّی أبَا القَمقامِ،وکانَ مُحارَفاً (3)،فَأَتی أبَا الحَسَنِ علیه السلام فَشَکا إلَیهِ حِرفَتَهُ،وأَخبَرَهُ أنَّهُ لا یَتَوَجَّهُ
ص:483
فی حاجَةٍ فَتُقضی (1)لَهُ !
فَقالَ لَهُ أبُو الحَسَنِ علیه السلام:قُل فی آخِرِ دُعائِکَ مِن صَلاةِ الفَجرِ:«سُبحانَ اللّهِ العَظیمِ، أستَغفِرُ اللّهَ وأَسأَ لُهُ مِن فَضلِهِ»عَشرَ مَرّاتٍ.
قالَ أبُو القَمقامِ:فَلَزِمتُ ذلِکَ،فَوَ اللّهِ ما لَبِثتُ إلّاقَلیلاً حَتّی وَرَدَ عَلَیَّ قَومٌ مِنَ البادِیَةِ،فَأَخبَرونی أنَّ رَجُلاً مِن قَومی ماتَ ولَم یُعرَف لَهُ وارِثٌ غَیری،فَانطَلَقتُ فَقَبَضتُ میراثَهُ وأَنَا مُستَغنٍ. (2)
ص:484
الکتاب
أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَکْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُکُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ قَلِیلاً ما تَذَکَّرُونَ . (1)
وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ کَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ . (2)
قالَ إِنَّما أَشْکُوا بَثِّی وَ حُزْنِی إِلَی اللّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ . (3)
الحدیث
649.السنن الکبری للنسائی عن سعد بن أبی وقاص: کُنّا جُلوساً عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:ألا اخبِرُکُم-أو احَدِّثُکُم-بِشَیءٍ إذا نَزَلَ بِرَجُلٍ مِنکُم کَربٌ أو بَلاءٌ مِن بَلاءِ الدُّنیا،دَعا بِهِ فُرِّجَ عَنهُ؟فَقیلَ لَهُ:بَلی.
ص:485
قالَ:دُعاءُ ذِی النّونِ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ . (1)
650.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: دَعوَةُ ذِی النّونِ الَّتی دَعا بِها فی بَطنِ الحوتِ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ ؛لَم یَدعُ بِها مُسلِمٌ فی کُربَةٍ،إلَّااستَجابَ اللّهُ لَهُ. (2)
651.عنه صلی الله علیه و آله: مَن أصابَهُ هَمٌّ أو غَمٌّ أو کَربٌ أو بَلاءٌ أو لَأواءٌ (3)فَلیَقُل:
اللّهُ رَبّی ولا اشرِکُ بِهِ شَیئاً،تَوَکَّلتُ عَلَی الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ. (4)
652.عنه صلی الله علیه و آله -مِمّا أوصی عَلِیّاً علیه السلام-:أمانٌ لِاُمَّتی مِنَ الهَمِّ:
لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،لا مَلجَأَ ولا مَنجی مِنَ اللّهِ إلّاإلَیهِ. (5)
653.سنن أبی داوود عن أسماء بنت عمیس: قالَ لی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ألا اعَلِّمُکِ کَلِماتٍ تَقولینَهُنَّ عِندَ الکَربِ-أو فِی الکَربِ-؟
اللّهُ اللّهُ رَبّی لا اشرِکُ بِهِ شَیئاً. (6)
654.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن قالَ:«لا إلهَ إلَّااللّهُ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،ولا إلهَ إلَّااللّهُ بَعدَ کُلِّ شَیءٍ»عوفِیَ
ص:486
مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ. (1)
655.عنه صلی الله علیه و آله: ما قالَ عَبدٌ:«اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبَّ العَرشِ العَظیمِ،اکفِنی کُلَّ مُهِمٍّ مِن حَیثُ شِئتَ،مِن أینَ شِئتَ»إلّاأذهَبَ اللّهُ تَعالی هَمَّهُ. (2)
656.عنه صلی الله علیه و آله: دَعَواتُ المَکروبِ:
اللّهُمَّ رَحمَتَکَ أرجو،فَلا تَکِلنی إلی نَفسی طَرفَةَ عَینٍ،وأَصلِح لی شَأنی کُلَّهُ،لا إلهَ إلّا أنتَ. (3)
657.صحیح البخاری عن ابن عبّاس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ یَقولُ عِندَ الکَربِ:
لا إلهَ إلَّااللّهُ العَظیمُ الحَلیمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ،لا إلهَ إلَّااللّهُ رَبُّ السَّماواتِ ورَبُّ الأَرضِ ورَبُّ العَرشِ الکَریمِ. (4)
658.السنن الکبری للنسائی عن ابن عبّاس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله کانَ إذا حَزَبَهُ أمرٌ (5)قالَ:
لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ العَظیمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ،لا إلهَ إلَّااللّهُ رَبُّ العَرشِ الکَریمِ،لا إلهَ إلَّااللّهُ رَبُّ السَّماواتِ ورَبُّ الأَرضِ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ.
ثُمَّ یَدعو. (6)
ص:487
659.رسول اللّه صلی الله علیه و آله -فیما عَلَّمَهُ (1)عَلیّاً علیه السلام وَالعَبّاسَ-:
اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ بِاسمِکَ الواحِدِ الأَحَدِ،وأَعوذُ بِاسمِکَ الأَحَدِ الصَّمَدِ،وأَعوذُ بِکَ بِاسمِکَ-اللّهُمَّ-العَظیمِ الوَترِ.
وأَعوذُ اللّهُمَّ بِاسمِکَ الکَبیرِ المُتَعالِ،الَّذی مَلَأَ الأَرکانَ کُلَّها،أن تَکشِفَ عَنّی غَمَّ ما أصبَحتُ فیهِ وأَمسَیتُ. (2)
660.مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن مسعود: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما قالَ عَبدٌ قَطُّ إذا أصابَهُ هَمٌّ وحُزنٌ:
اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ وَابنُ أمَتِکَ،ناصِیَتی بِیَدِکَ،ماضٍ فِیَّ حُکمُکَ،عَدلٌ فِیَّ قَضاؤُکَ،أسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ سَمَّیتَ بِهِ نَفسَکَ،أو أنزَلتَهُ فی کِتابِکَ،أو عَلَّمتَهُ أحَداً مِن خَلقِکَ،أوِ استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،أن تَجعَلَ القُرآنَ رَبیعَ قَلبی، ونورَ صَدری (3)،وجِلاءَ حُزنی،وذَهابَ هَمّی.
إلّا أذهَبَ اللّهُ عز و جل هَمَّهُ وأَبدَلَهُ مَکانَ حُزنِهِ فَرَحاً.
قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،یَنبَغی لَنا أن نَتَعَلَّمَ هؤُلاءِ الکَلِماتِ؟
قالَ:أجَل،یَنبَغی لِمَن سَمِعَهُنَّ أن یَتَعَلَّمَهُنَّ. (4)
ص:488
661.سنن الترمذی عن أنس: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا کَرَبَهُ (1)أمرٌ قالَ:
یا حَیُّ یا قَیّومُ،بِرَحمَتِکَ أستَغیثُ. (2)
662.الإمام علیّ علیه السلام: کانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إذا نَزَلَ بِهِ کَربٌ أو هَمٌّ دَعا:
یا حَیُّ یا قَیّومُ،یا حَیّاً لا یَموتُ،یا حَیُّ لا إلهَ إلّاأنتَ،کاشِفُ الغَمِّ،مُجیبُ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،أسأَ لُکَ بِأَنَّ لَکَ الحَمدُ،لا إلهَ إلّاأنتَ،بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،ورَحمانُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمُهُما،اِرحَمنی رَحمَةً تُغنینی بِها عَن رَحمَةِ مَن سِواکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:ما دَعا أحَدٌ مِنَ المُسلِمینَ بِهذِهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ إلّااُعطِیَ مَسأَلَتَهُ إلّا أن یَسأَلَ مَأثَماً أو قَطیعَةَ رَحِمٍ. (3)
663.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما کَرَبَنی أمرٌ إلّاتَمَثَّلَ لی جَبرَئیلُ علیه السلام:فَقالَ:یا مُحَمَّدُ،قُل:
تَوَکَّلتُ عَلَی الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،وَالحَمدُ للّهِ ِ الَّذی لَم یَتَّخِذ وَلَداً،ولَم یَکُن لَهُ شَریکٌ فِی المُلکِ،ولَم یَکُن لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ،وکَبِّرهُ تَکبیراً. (4)
664.عنه صلی الله علیه و آله -إذا أصابَهُ غَمٌّ أو کَربٌ-:
حَسبِیَ الرَّبُّ مِنَ العِبادِ،حَسبِیَ الخالِقُ مِنَ المَخلوقینَ،حَسبِیَ الرّازِقُ مِنَ المَرزوقینَ، حَسبِیَ الَّذی هُوَ حَسبی،حَسبِیَ اللّهُ ونِعمَ الوَکیلُ،حَسبِیَ اللّهُ لا إلهَ إلّاهُوَ،عَلَیهِ تَوَکَّلتُ
ص:489
وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظیمِ. (1)
665.الإمام الصادق علیه السلام: ما مِن نَبِیٍّ إلّاوقَد خَلَّفَ فی أهلِ بَیتِهِ دَعوَةً مُستَجابَةً،وقَد خَلَّفَ فینَا النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله دَعوَتَینِ مُجابَتَینِ،واحِدَةً لِشَدائِدِنا،وهِیَ:
یا دائِماً لَم یَزَل،یا إلهی وإلهَ آبائی،یا حَیُّ یا قَیّومُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَافعَل بی کَذا وکَذا.
وأَمّا (2)لِحَوائِجِنا وقَضاءِ دیونِنا فَهِیَ:
یا مَن یَکفی مِن کُلِّ شَیءٍ ولا یَکفی مِنهُ شَیءٌ یا اللّهُ یا رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَاقضِ عَنِّی الدَّینَ،وَافَعل بی کَذا وکَذا. (3)
666.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،إذا هالَکَ أمرٌ ونَزَلَت بِکَ شِدَّةٌ،فَقُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُنجِیَنی مِن هذَا الغَمِّ. (4)
667.الأمالی للطوسی عن الربیع -فیما جَری بَینَ المَنصورِ وَالإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام بِبَغدادَ-:...
فَشَیَّعتُ جَعفَراً علیه السلام وقُلتُ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،إنَّ المَنصورَ کانَ قَد هَمَّ بِأَمرٍ عَظیمٍ،فَلَمّا وَقَعَت عَینُکَ عَلَیهِ وعَینُهُ عَلَیکَ زالَ ذلِکَ !
فَقالَ:یا رَبیعُ،إنّی رَأَیتُ البارِحَةَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله فِی النَّومِ فَقالَ لی:یا جَعفَرُ خِفتَهُ؟ فَقُلتُ:نَعَم یا رَسولَ اللّهِ.فَقالَ لی:إذا وَقَعَت عَینُکَ عَلَیهِ فَقُل:
ص:490
بِبِسمِ اللّهِ أستَفتِحُ،وبِسمِ اللّهِ أستَنجِحُ،وبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ أتَوَجَّهُ،اللّهُمَّ ذَلِّل لی صُعوبَةَ أمری وکُلَّ صُعوبَةٍ،وسَهِّل لی حُزونَةَ (1)أمری وکُلَّ حُزونَةٍ،وَاکفِنی مَؤونَةَ أمری وکُلَّ مَؤونَةٍ. (2)
668.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا عَلِیُّ،إذا هالَکَ أمرٌ فَقُل:
اللّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ إلّافَرَّجتَ عَنّی. (3)
669.المجتنی: دُعاءٌ عَن مَولانَا الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ علیه السلام،أنَّهُ رَأَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله یُعَلِّمُهُ فِی النَّومِ،فَجاءَهُ ما طَلَبَهُ،وهُوَ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِن کُلِّ أمرٍ ضَعُفَت عَنهُ حیلَتی،أن تُعطِیَنی مِنهُ ما لَم تَنتَهِ إلَیهِ رَغبَتی،ولَم یَخطُر بِبالی،ولَم یَجرِ عَلی لِسانی،وأَن تُعطِیَنی مِنَ الیَقینِ ما یَحجُزُنی عَن أن أسأَلَ أحَداً مِنَ العالَمینَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (4)
670.رسول اللّه صلی الله علیه و آله (5):
اللّهُمَّ إنَّکَ حَیٌّ لا تَموتُ،وصادِقٌ لا تَکذِبُ،وقاهِرٌ لا تُقهَرُ،وبَدِیءٌ لا تَنفَدُ،وقَریبٌ لا تَبعُدُ،وقادِرٌ لا تُضادُّ،وغافِرٌ لا تُظلَمُ،وصَمَدٌ لا تُطعَمُ،وقَیّومٌ لا تَنامُ،ومُجیبٌ لا تَسأَمُ، وجَبّارٌ لا تُعانُ،وعَظیمٌ لا تُرامُ،وعالِمٌ لا تُعَلَّمُ،وقَوِیٌّ لا تَضعُفُ،وحَلیمٌ لا تَعجَلُ،وجَلیلٌ
ص:491
لا توصَفُ،ووَفِیٌّ لا تُخلِفُ،وغالِبٌ لا تُغلَبُ،وعادِلٌ لا تَحیفُ،وغَنِیٌّ لا تَفتَقِرُ،وکَبیرٌ لا تُغادَرُ،وحَکیمٌ لا تَجورُ،ووَکیلٌ لا تَحیفُ،وفَردٌ لا تَستَشیرُ،ووَهّابٌ لا تَمَلُّ،وعَزیزٌ لا تُستَذَلُّ،وسَمیعٌ لا تَذهَلُ،وجَوادٌ لا تَبخَلُ،وحافِظٌ لا تَغفَلُ،وقائِمٌ لا تَسهو،ودائِمٌ لا تَفنی،ومُحتَجِبٌ لا تُری،وباقٍ لا تَبلی،وواحِدٌ لا تُشَبَّهُ،ومُقتَدِرٌ لا تُنازَعُ.
یا کَریمُ الجَوادُ المُتَکَرِّمُ،یا ظاهِرُ یا قاهِرُ،أنتَ القادِرُ المُقتَدِرُ،یا عَزیزُ المُتَعَزِّزُ،یا مَن یُنادی مِن کُلِّ فَجٍّ عَمیقٍ بِأَلسِنَةٍ شَتّی ولُغاتٍ مُختَلِفَةٍ وحَوائِجَ مُتَتابِعَةٍ،لا یَشغَلُکَ شَیءٌ عَن شَیءٍ،أنتَ الَّذی لا تُفنیکَ الدُّهورُ،ولا تُحیطُ بِکَ الأَمکِنَةُ،ولا تَأخُذُکَ سِنَةٌ ولا نَومٌ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ویَسِّر لی ما أخافُ عُسرَهُ،وفَرِّج عَنّی ما أخافُ کَربَهُ،وسَهِّل لی ما أخافُ حُزونَتَهُ،سُبحانَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (1)
671.الإمام علی علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:ما مِن أحَدٍ مِن امَّتی قَضَی الصَّلاةَ ثُمَّ مَسَحَ وَجهَهُ بِیَدِهِ الیُمنی،ثُمَّ قالَ:
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ،لا إلهَ إلّاأنتَ،عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،اللّهُمَّ أذهِب عَنِّی الحَزَنَ وَالهَمَّ وَالفِتَنَ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ.
وقالَ صلی الله علیه و آله:ما مِن أحَدٍ مِن امَّتی فَعَلَ ذلِکَ إلّاأعطاهُ اللّهُ ما سَأَلَ. (2)
672.صحیح ابن حبّان عن أنس: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:
اللّهُمَّ لا سَهلَ إلّاما جَعَلتَهُ سَهلاً،وأَنتَ تَجعَلُ الحَزنَ سَهلاً إذا شِئتَ. (3)
راجع:ص 43 (دعوات یونس علیه السلام ) وص 406 ح 551 وج3 ص 572 ح 2452 وص 574 ح 2453.
ص:492
673.الإمام علی علیه السلام -إنَّهُ کانَ إذا حَزَنَهُ أمرٌ خَلا فی بَیتٍ ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ-:
یا کهیعص،یا نورُ یا قُدّوسُ،یا حَیُّ یا اللّهُ،یا رَحمنُ-ورَدَّدَها ثَلاثاً-اغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُحِلُّ النِّقَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُغَیِّرُ النِّعَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تورِثُ النَّدَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَحبِسُ القِسَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَهتِکُ العِصَمَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُنزِلُ البَلاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُعَجِّلُ الفَناءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُدیلُ (1)الأَعداءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَقطَعُ الرَّجاءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تَرُدُّ الدُّعاءَ، وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُمسِکُ غَیثَ السَّماءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوبَ الَّتی تُظلِمُ الهَواءَ،وَاغفِر لِیَ الذُّنوب الَّتی تَکشِفُ الغِطاءَ. (2)
674.عنه علیه السلام -فی دُعاءٍ عَلَّمَهُ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:
یا عُدَّتی عِندَ کُربَتی (3)،یا غِیاثی عِندَ شِدَّتی،ویا وَلِیّی فی نِعمَتی،ومُنجِحی فی حاجَتی،یا مَفزَعی فی وَرطَتی (4)،یا مُنقِذی مِن هَلَکَتی،یا کالِئی (5)فی وَحدَتی،اغفِر لی خَطیئَتی،ویَسِّر لی أمری،وَاجمَع لی شَملی،وأَنجِح لی طَلِبَتی،وأَصلِح لی شَأنی، وَاکفِنی ما أهَمَّنی،وَاجعَل لی مِن أمری فَرَجاً ومَخرَجاً،ولا تُفَرِّق بَینی وبَینَ العافِیَةِ أبَداً ما أبقَیتَنی،وفِی الآخِرَةِ إذا تَوَفَّیتَنی،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (6)
ص:493
675.بحار الأنوار عن عدیّ بن حاتم الطائیّ: دَخَلتُ عَلی أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام فَوَجَدتُهُ قائِماً یُصَلّی مُتَغَیِّراً لَونُهُ،فَلَم أرَ مُصَلِّیاً بَعدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله أتَمَّ رُکوعاً ولا سُجوداً مِنهُ،فَسَعَیتُ نَحوَهُ،فَلَمّا سَمِعَ بِحِسّی أشارَ بِیَدِهِ،فَوَقَفتُ حَتّی صَلّی رَکعَتَینِ أوجَزَهُما وأَکمَلَهُما ثُمَّ سَلَّمَ،ثُمَّ سَجَدَ سَجدَةً أطالَها،فَقُلتُ فی نَفسی:نامَ وَاللّهِ ! فَرَفَعَ رَأسَهُ،ثُمَّ قالَ:
لا إلهَ إلَّااللّهُ حَقّاً حَقّاً،لا إلهَ إلَّااللّهُ إیماناً وتَصدیقاً،لا إلهَ إلَّااللّهُ تَعَبُّداً ورِقّاً،یا مُعِزَّ المُؤمِنینَ بِسُلطانِهِ،یا مُذِلَّ الجَبّارینَ بِعَظَمَتِهِ،أنتَ کَهفی حینَ تُعیینِی المَذاهِبُ عِندَ حُلولِ النَّوائِبِ،فَتَضیقُ عَلَیَّ الأَرضُ بِرُحبِها،أنتَ خَلَقتَنی یا سَیِّدی رَحمَةً مِنکَ لی، ولَولا رَحمَتُکَ لَکُنتُ مِنَ الهالِکینَ،وأَنتَ مُؤَیِّدی بِالنَّصرِ مِن أعدائی،ولَولا نَصرُکَ لَکُنتُ مِنَ المَغلوبینَ،یا مُنشِئَ البَرَکاتِ مِن مَواضِعِها،ومُرسِلَ الرَّحمَةِ مِن مَعادِنِها،ویا مَن خَصَّ نَفسَهُ بِالعِزِّ وَالرِّفعَةِ فَأَولِیاؤُهُ بِعِزِّهِ یَعتَزّونَ،ویا مَن وَضَعَ لَهُ المُلوکُ نیرَ (1)المَذَلَّةِ عَلی أعنَاقِهِم فَهُم مِن سَطَواتِهِ خائِفونَ،أسأَ لُکَ بِکِبرِیائِکَ الَّتی شَقَقتَها مِن عَظَمَتِکَ، وبِعَظَمَتِکَ الَّتِی استَوَیتَ بِها عَلی عَرشِکَ،وعَلَوتَ بِها عَلی خَلقِکَ،وکُلُّهُم خاضِعٌ ذَلیلٌ لِعِزَّتِکَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَافعَل بی أولَی الأَمرَینِ،تَبارَکتَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
قالَ عَدِیُّ بنُ حاتِمٍ الطّائِیُّ:ثُمَّ التَفَتَ إلَیَّ أمیرُ المُؤمِنینَ بِکُلِّهِ فَقالَ:یا عَدِیُّ، أ سَمِعتَ ما قُلتُ أنَا؟قُلتُ:نَعَم یا أمیرَ المُؤمِنینَ.قالَ:وَالَّذی فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ! ما دَعا بِهِ مَکروبٌ،ولا تَوَسَّلَ إلَی اللّهِ بِهِ مَکروبٌ ولا مَسلوبٌ،إلّانَفَّسَ اللّهُ خِناقَهُ، وحَلَّ وَثاقَهُ،وفَرَّجَ هَمَّهُ،ویَسَّرَ غَمَّهُ،وحَقیقٌ عَلی مَن بَلَغَهُ أن یَتَحَفَّظَهُ.
قالَ عَدِیٌّ:فَما تَرَکتُ الدُّعاءَ مُنذُ سَمِعتُهُ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ حَتَّی الآنَ. (2)
ص:494
676.مُهَج الدعوات عن الإمام الحسین عن الإمام علیّ علیه السلام -فیما عَلَّمَهُ لِلشّابِّ المَشلولِ المَأخوذَ بِذَنبِهِ (1)-:ألا اعَلِّمُکَ دُعاءً عَلَّمَنیهِ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وفیهِ اسمُ اللّهِ الأَکبَرُ الأَعظَمُ،العَزیزُ الأَکرَمُ،الَّذی یُجیبُ بِهِ مَن دَعاهُ،ویُعطی بِهِ مَن سَأَلَهُ،ویُفَرِّجُ [بِهِ] (2)الهَمَّ،ویَکشِفُ بِهِ الکَربَ،ویُذهِبُ بِهِ الغَمَّ،ویُبرِئُ بِهِ السُّقمَ،ویَجبُرُ بِهِ الکَسیرَ،ویُغنی بِهِ الفَقیرَ،ویَقضی بِهِ الدَّینَ،ویَرُدُّ بِهِ العَینَ،ویَغفِرُ بِهِ الذُّنوبَ،ویَستُرُ بِهِ العُیوبَ،ویُؤمِنُ بِهِ کُلَّ خائِفٍ مِن شَیطانٍ مَریدٍ،وجَبّارٍ عَنیدٍ.ولَو دَعا بِهِ طائِعٌ للّهِ ِ عَلی جَبَلٍ لَزالَ مِن مَکانِهِ،أو عَلی مَیِّتٍ لَأَحیاهُ اللّهُ بَعدَ مَوتِهِ،ولَو دَعا بِهِ عَلَی الماءِ لَمَشی عَلَیهِ بَعدَ أن لا یَدخُلَهُ العُجبُ.
فَاتَّقِ اللّهَ أیُّهَا الرَّجُلُ،فَقَد أدرَکَتنِی الرَّحمَةُ لَکَ،وَلیَعلَمِ اللّهُ مِنکَ صِدقَ النِّیَّةِ إنَّکَ لا تَدعو بِهِ فی مَعصِیَتِهِ ولا تُفیدُهُ إلَّاالثِّقَةَ فی دینِکَ،فَإِن أخلَصتَ النِّیَّةَ استَجابَ اللّهُ لَکَ، ورَأَیتَ نَبِیَّکَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله فی مَنامِکَ،یُبَشِّرُکَ بِالجَنَّةِ وَالإِجابَةِ.
قالَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیهما السلام:فَکانَ سُروری بِفائِدَةِ الدُّعاءِ أشَدَّ مِن سُرورِ الرَّجُلِ بِعافِیَتِهِ وما نَزَلَ بِهِ؛لِأَ نَّنی لَم أکُن سَمِعتُهُ مِنهُ،ولا عَرَفتُ هذَا الدُّعاءَ قَبلَ ذلِکَ.
ثُمَّ قالَ:اِیتِنی بِدَواةٍ وبَیاضٍ،وَاکتُب ما املیهِ عَلَیکَ.فَفَعَلتُ،وهُوَ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ،بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا حَیُّ یا قَیّومُ،یا حَیُّ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا مَن لا یَعلَمُ ما هُوَ،ولا أینَ هُوَ،ولا حَیثُ هُوَ،ولا کَیفَ هُوَ،إلّاهُوَ،یا ذَا المُلکِ وَالمَلَکوتِ،یا ذَا العِزَّةِ وَالجَبَروتِ،یا مَلِکُ یا قُدّوسُ،یا سَلامُ یا مُؤمِنُ یا مُهَیمِنُ،یا عَزیزُ یا جَبّارُ یا مُتَکَبِّرُ،یا خالِقُ یا بارِئُ یا مُصَوِّرُ،یا مُفیدُ،[یا مُدَبِّرُ یا شَدیدُ،یا مُبدِئُ یا مُعیدُ یا مُبیدُ خ ل] یا وَدودُ یا مَحمودُ یا مَعبودُ،یا بَعیدُ یا قَریبُ یا مُجیبُ،یا رَقیبُ یا حَسیبُ،یا بَدیعُ یا رَفیعُ یا مَنیعُ،یا سَمیعُ یا عَلیمُ،یا
ص:495
حَکیمُ یا کَریمُ یا قَدیمُ.
یا عَلِیُّ یا عَظیمُ،یا حَنّانُ یا مَنّانُ،یا دَیّانُ یا مُستَعانُ،یا جَلیلُ یا جَمیلُ،یا وَکیلُ یا کَفیلُ،یا مُقیلُ یا مُنیلُ،یا نَبیلُ یا دَلیلُ،یا هادی یا بادی،یا أوَّلُ یا آخِرُ،یا ظاهِرُ یا باطِنُ،یا قائِمُ یا دائِمُ،یا عالِمُ یا حاکِمُ،یا قاضی یا عادِلُ،یا فاضِلُ یا واصِلُ،یا طاهِرُ یا مُطَهِّرُ،یا قادِرُ یا مُقتَدِرُ،یا کَبیرُ یا مُتَکَبِّرُ.
یا أحَدُ یا صَمَدُ،یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،ولَم یَکُن لَهُ صاحِبَةٌ ولا کانَ مَعَهُ وَزیرٌ،ولَا اتَّخَذَ مَعَهُ مُشیراً،ولَا احتاجَ إلی ظَهیرٍ،ولا کانَ مَعَهُ إلهٌ،لا إلهَ إلّا أنتَ فَتَعالَیتَ عَمّا یَقولُ الجاحِدونَ (1)عُلُوّاً کَبیراً.
یا علیّ یا عالِمُ،یا شامِخُ یا باذِخُ،یا فَتّاحُ [یا نَفّاحُ خ ل] یا مُرتاحُ یا مُفَرِّجُ،یا ناصِرُ یا مُنتَصِرُ،یا مُهلِکُ [مُدرِکُ خ ل] یا مُنتَقِمُ،یا باعِثُ یا وارِثُ،یا أوَّلُ (2)یا طالِبُ یا غالِبُ،یا مَن لا یَفوتُهُ هارِبٌ،یا تَوّابُ یا أوّابُ یا وَهّابُ،یا مُسَبِّبَ الأَسبابِ،یا مُفَتِّحَ الأَبوابِ،یا مَن حَیثُ ما دُعِیَ أجابَ،یا طَهورُ یا شَکورُ،یا عَفُوُّ یا غَفورُ،یا نورَ النّورِ، یا مُدَبِّرَ الاُمورِ،یا لَطیفُ یا خَبیرُ،یا مُتَجَبِّرُ یا مُنیرُ،یا بَصیرُ یا ظَهیرُ،یا کَبیرُ یا وَترُ،یا فَردُ یا صَمَدُ،یا سَنَدُ یا کافی،یا مُحسِنُ یا مُجمِلُ،یا شافی یا وافی یا مُعافی، یا مُنعِمُ یا مُتَفَضِّلُ،یا مُتَکَرِّمُ یا مُتَفَرِّدُ.
یا مَن عَلا فَقَهَرَ،یا مَن مَلَکَ فَقَدَرَ،یا مَن بَطَنَ فَخَبَرَ،یا مَن عُبِدَ فَشَکَرَ،یا مَن عُصِیَ فَغَفَرَ وسَتَرَ،یا مَن لا تَحویهِ الفِکَرُ،ولا یُدرِکُهُ بَصَرٌ،ولا یَخفی عَلَیهِ أثَرٌ،یا رازِقَ البَشَرِ،ویا مُقَدِّرَ کُلِّ قَدَرٍ.
یا عالِیَ المَکانِ،یا شَدیدَ الأَرکانِ،یا مُبَدِّلَ الزَّمانِ،یا قابِلَ القُربانِ،یا ذَا المَنِّ
ص:496
وَالإِحسانِ،یا ذَا العِزِّ وَالسُّلطانِ،یا رَحیمُ یا رَحمنُ،یا عَظیمَ الشَّأنِ،یا مَن هُوَ کُلَّ یَومٍ فی شَأنٍ،یا مَن لا یَشغَلُهُ شَأنٌ عَن شَأنٍ.
یا سامِعَ الأَصواتِ،یا مُجیبَ الدَّعَواتِ،یا مُنجِحَ الطَّلِباتِ،یا قاضِیَ الحاجاتِ،یا مُنزِلَ البَرَکاتِ،یا راحِمَ العَبَراتِ،یا مُقیلَ العَثَراتِ،یا کاشِفَ الکُرُباتِ،یا وَلِیَّ الحَسَناتِ،یا رَفیعَ الدَّرَجاتِ،یا مُعطِیَ المَسأَلاتِ،یا مُحیِیَ الأَمواتِ (یا جامِعَ الشَّتاتِ خ ل)،یا مُطَّلِعَ عَلَی النِّیاتِ،یا رادَّ ما قَد فاتَ،یا مَن لا تَشتَبِهُ عَلَیهِ الأَصواتُ،یا مَن لا تُضجِرُهُ المَسأَلاتُ،ولا تَغشاهُ الظُّلُماتُ،یا نورَ الأَرضِ وَالسَّماواتِ.
یا سابِغَ النِّعَمِ،یا دافِعَ النِّقَمِ،یا بارِئَ النَّسَمِ،یا جامِعَ الاُمَمِ،یا شافِیَ السَّقَمِ،یا خالِقَ النّورِ وَالظُّلَمِ،یا ذَا الجودِ وَالکَرَمِ،یا مَن لا یَطَأُ عَرشَهُ قَدَمٌ.
یا أجوَدَ الأَجوَدینَ،یا أکرَمَ الأَکرَمینَ،یا أسمَعَ السّامِعینَ،یا أبصَرَ النّاظِرینَ، یا جارَ المُستَجیرینَ،یا أمانَ الخائِفینَ،یا ظَهرَ اللّاجینَ،یا وَلِیَّ المُؤمِنینَ،یا غِیاثَ المُستَغیثینَ،یا غایَةَ الطّالِبینَ.
یا صاحِبَ کُلِّ غَریبٍ،یا مونِسَ کُلِّ وَحیدٍ،یا مَلجَأَ کُلِّ طَریدٍ،یا مَأوی کُلِّ شَریدٍ، یا حافِظَ کُلِّ ضالَّةٍ،یا راحِمَ الشَّیخِ الکَبیرِ،یا رازِقَ الطِّفلِ الصَّغیرِ،یا جابِرَ العَظمِ الکَسیرِ،یا فَکّاکَ کُلِّ أسیرٍ،یا مُغنِیَ البائِسِ الفَقیرِ،یا عِصمَةَ الخائِفِ المُستَجیرِ،یا مَن لَهُ التَّدبیرُ وَالتَّقدیرُ،یا مَنِ العَسیرُ عَلَیهِ سَهلٌ یَسیرٌ،یا مَن لا یَحتاجُ إلی تَفسیرٍ،یا مَن هُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،یا مَن هُوَ بِکُلِّ شَیءٍ خَبیرٌ،یا مَن هُوَ بِکُلِّ شَیءٍ بَصیرٌ.
یا مُرسِلَ الرِّیاحِ،یا فالِقَ الإِصباحِ،یا باعِثَ الأَرواحِ،یا ذَا الجودِ وَالسَّماحِ،یا مَن بِیَدِهِ کُلُّ مِفتاحٍ،یا سامِعَ کُلِّ صَوتٍ،یا سابِقَ کُلِّ فَوتٍ،یا مُحیِیَ کُلِّ نَفسٍ بَعدَ المَوتِ.
یا عُدَّتی فی شِدَّتی،یا حافِظی فی غُربَتی،یا مونِسی فی وَحدَتی،یا وَلِیّی فی نِعمَتی، یا کَنَفی حینَ تُعیینِی المَذاهِبُ،وتُسلِمُنِی الأَقارِبُ،ویَخذُلُنی کُلُّ صاحِبٍ.
ص:497
یا عِمادَ مَن لا عِمادَ لَهُ،یا سَنَدَ مَن لا سَنَدَ لَهُ،یا ذُخرَ مَن لا ذُخرَ لَهُ،یا کَهفَ مَن لا کَهفَ لَهُ،یا رُکنَ مَن لا رُکنَ لَهُ،یا غِیاثَ مَن لا غِیاثَ لَهُ،یا جارَ مَن لا جارَ لَهُ.
یا جارِیَ اللَّصیقَ،یا رُکنِیَ الوَثیقَ،یا إلهی بِالتَّحقیقِ،یا رَبَّ البَیتِ العَتیقِ،یا شَفیقُ یا رَفیقُ،فُکَّنی مِن حَلَقِ المَضیقِ،وَاصرِف عَنّی کُلَّ هَمٍّ وغَمٍّ وضیقٍ،وَاکفِنی شَرَّ ما لا اطیقُ،وأَعِنّی عَلی ما اطیقُ.
یا رادَّ یوسُفَ عَلی یَعقوبَ،یا کاشِفَ ضُرِّ أیّوبَ،یا غافِرَ ذَنبِ داوودَ،یا رافِعَ عیسَی بنِ مَریَمَ مِن أیدِی الیَهودِ،یا مُجیبَ نِداءِ یونُسَ فِی الظُّلُماتِ،یا مُصطَفِیَ موسی بِالکَلِماتِ،یا مَن غَفَرَ لِآدَمَ خَطیئَتَهُ،ورَفَعَ إدریسَ بِرَحمَتِهِ،یا مَن نَجّی نوحاً مِنَ الغَرَقِ،یا مَن أهلَکَ عاداً الاُولی وثَمودَ فَما أبقی،وقَومَ نوحٍ مِن قَبلُ،إنَّهُم کانوا هُم أظلَمَ وأَطغی،وَالمُؤتَفِکَةَ أهوی،یا مَن دَمَّرَ عَلی قَومِ لوطٍ،ودَمدَمَ عَلی قَومِ شُعَیبٍ.
یا مَنِ اتَّخَذَ إبراهیمَ خَلیلاً،یا مَنِ اتَّخَذَ موسی کَلیماً،وَاتَّخَذَ مُحَمَّداً صَلَّی اللّهُ عَلَیهِم أجمَعینَ حَبیباً،یا مُؤتِیَ لُقمانَ الحِکمَةَ،وَالواهِبَ لِسُلَیمانَ مُلکاً لا یَنبَغی لِأَحَدٍ مِن بَعدِهِ،یا مَن نَصَرَ ذَا القَرنَینِ عَلَی المُلوکِ الجَبابِرَةِ،یا مَن أعطَی الخِضرَ الحَیاةَ،ورَدَّ لِیوشَعَ بنِ نونٍ الشَّمسَ بَعدَ غُروبِها،یا مَن رَبَطَ عَلی قَلبِ امِّ موسی،وأَحصَنَ فَرجَ مَریَمَ بِنتِ عِمرانَ،یا مَن حَصَّنَ یَحیَی بنَ زَکَرِیّاءَ مِنَ الذَّنبِ،وسَکَّنَ عَن موسَی الغَضَبَ،یا مَن بَشَّرَ زَکَرِیّاءَ بِیَحیی،یا مَن فَدی إسماعیلَ مِنَ الذَّبحِ،یا مَن قَبِلَ قُربانَ هابیلَ وجَعَلَ اللَّعنَةَ عَلی قابیلَ،یا هازِمَ الأَحزابِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَلی جَمیعِ المُرسَلینَ ومَلائِکَتِکَ المُقَرَّبینَ،وأَهلِ طاعَتِکَ.
وأَسأَ لُکَ بِکُلِّ مَسأَلَةٍ سَأَلَکَ بِها أحَدٌ مِمَّن رَضیتَ عَنهُ فَحَتَمتَ لَهُ عَلَی الإِجابَةِ،یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِه بِهِ أسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ سَمَّیتَ بِهِ نَفسَکَ،أو أنزَلتَهُ فی شَیءٍ مِن کُتُبِکَ،أوِ استَأثَرتَ بِهِ فی
ص:498
عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،وبِمَعاقِدِ العِزِّ مِن عَرشِکَ،ومُنتَهَی الرَّحمَةِ مِن کِتابِکَ،وبِما لَو أنَّ ما فِی الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أقلامٌ وَالبَحرُ یَمُدُّهُ مِن بَعدِهِ سَبعَةُ أبحُرٍ ما نَفِدَت کَلِماتُ اللّهِ،إنَّ اللّهَ عَزیزٌ حَکیمٌ.
وأَسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ الحُسنَی الَّتی بَیَّنتَها فی کِتابِکَ فَقُلتَ: وَ لِلّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنی فَادْعُوهُ بِها (1)،وقُلتَ: اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ (2)،وقُلتَ: وَ إِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ (3)،وقُلتَ: یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ (4).
وأَنَا أسأَ لُکَ یا إلهی وأَطمَعُ فی إجابَتی یا مَولایَ کَما وَعَدتَنی،وقَد دَعَوتُکَ کَم أمَرتَنی،فَافعَل بی کَذا وکَذا.
وتَسأَلُ اللّهَ تَعالی ما أحبَبتَ،وتُسَمّی حاجَتَکَ،ولا تَدعُ بِهِ إلّاوأَنتَ طاهِرٌ.
ثُمَّ قالَ لِلفَتی:إذا کانَتِ اللَّیلَةُ فَادعُ بِهِ عَشرَ مَرّاتٍ،وَائتِنی مِن غَدٍ بِالخَبَرِ (5). (6)
راجع:ج 3 ص 577 ح 2254.
677.الإمام زین العابدین علیه السلام: لَمّا صَبَّحَتِ الخَیلُ الحُسَینَ علیه السلام رَفَعَ یَدَیهِ،وقالَ:
اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتی فی کُلِّ کَربٍ،ورَجائی فی کُلِّ شِدَّةٍ،وأَنتَ لی فی کُلِّ أمرٍ نَزَلَ بی ثِقَةٌ
ص:499
وعُدَّةٌ،کَم مِن هَمٍّ یَضعُفُ فیهِ الفُؤادُ،وتَقِلُّ فیهِ الحیلَةُ،ویَخذُلُ فیهِ الصَّدیقُ،ویَشمَتُ فیهِ العَدُوُّ،أنزَلتُهُ بِکَ وشَکَوتُهُ إلَیکَ،رَغبَةً مِنّی إلَیکَ عَمَّن سِواکَ،فَفَرَّجتَهُ وکَشَفتَهُ، وأَنتَ وَلِیُّ کُلِّ نِعمَةٍ،وصاحِبُ کُلِّ حَسَنَةٍ،ومُنتَهی کُلِّ رَغبَةٍ. (1)
678.عنه علیه السلام: ضَمَّنی والِدی علیه السلام إلی صَدرِهِ یَومَ قُتِلَ وَالدِّماءُ تَغلی،وهُوَ یَقولُ:یا بُنَیَّ،احفَظ عَنّی دُعاءً عَلَّمَتنیهِ فاطِمَةُ علیها السلام،وعَلَّمَها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وعَلَّمَهُ جَبرَئیلُ علیه السلام؛فِی الحاجَةِ وَالمُهِمِّ وَالغَمِّ،وَالنّازِلَةِ إذا نَزَلَت،وَالأَمرِ العَظیمِ الفادِحِ.قالَ:اُدعُ:
بِحَقِّ یس وَالقُرآنِ الحَکیمِ،وبِحَقِّ طه وَالقُرآنِ العَظیمِ،یا مَن یَقدِرُ عَلی حَوائِجِ السّائِلینَ،یا مَن یَعلَمُ ما فِی الضَّمیرِ،یا مُنَفِّسُ عَنِ المَکروبینَ،یا مُفَرِّجُ عَنِ المَغمومینَ، یا راحِمَ الشَّیخِ الکَبیرِ،یا رازِقَ الطِّفلِ الصَّغیرِ،یا مَن لا یَحتاجُ إلَی التَّفسیرِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَافعَل بی کَذا وکَذا. (2)
679.الإمام الحسین علیه السلام: دَخَلتُ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وعِندَهُ ابَیُّ بنُ کَعبٍ،فَقالَ لی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:مَرحَباً بِکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ،یا زَینَ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ،قالَ لَهُ ابَیٌّ:وکَیفَ یَکونُ یا رَسولَ اللّهِ زَینَ السَّماواتِ وَالأَرَضینَ أحَدٌ غَیرُکُ؟
قالَ:یا ابَیُّ،وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ نَبِیّاً ! إنَّ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ فِی السَّماءِ أکبَرُ مِنهُ فِی الأَرضِ،وإنَّهُ لَمَکتوبٌ عَن یَمینِ عَرشِ اللّهِ عز و جل:«مِصباحُ هُدیً،وسَفینَةُ نَجاةٍ،وإمامُ خَیرٍ ویُمنٍ،وعِزٍّ وفَخرٍ وعِلمٍ وذُخرٍ»،وإنَّ اللّهَ عز و جل رَکَّبَ فی صُلبِهِ نُطفَةً طَیِّبَةً مُبارَکَةً زَکِیَّةً،ولَقَد لُقِّنَ دَعَواتٍ ما یَدعو بِهِنَّ مَخلوقٌ إلّاحَشَرَهُ اللّهُ عز و جل مَعَهُ،وکانَ شَفیعَهُ فی آخِرَتِهِ،وفَرَّجَ اللّهُ عَنهُ کَربَهُ،وقَضی بِها دَینَهُ،ویَسَّرَ أمرَهُ،وأَوضَحَ سَبیلَهُ،وقَوّاهُ عَلی
ص:500
عَدُوِّهِ،ولَم یَهتِک سِترَهُ.
فَقالَ لَهُ ابَیُّ بنُ کَعبٍ:وما هذِهِ الدَّعَواتُ یا رَسولَ اللّهِ؟
قالَ:تَقولُ إذا فَرَغتَ مِن صَلاتِکَ وأَنتَ قاعِدٌ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِکَلِماتِکَ،ومَعاقِدِ عَرشِکَ،وسُکّانِ سَماواتِکَ،وأَنبِیائِکَ ورُسُلِکَ، أن تَستَجیبَ لی،فَقَد رَهِقَنی (1)مِن أمری عُسراً،فَأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ لی مِن أمری یُسراً.
فَإِنَّ اللّهَ عز و جل یُسَهِّلُ أمرَکَ،ویَشرَحُ صَدرَکَ،ویُلَقِّنُکَ شَهادَةَ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ عِندَ خُروجِ نَفسِکَ. (2)
680.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذا عَرَضَت لَهُ مُهِمَّةٌ أو نَزَلَت بِهِ مُلِمَّةٌ وعِندَ الکَربِ-:
یا مَن تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ المَکارِهِ،ویا مَن یُفثَأُ (3)بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ،ویا مَن یُلتَمَسُ مِنهُ المَخرَجُ إلی رَوحِ الفَرَجِ،ذَلَّت لِقُدرَتِکَ الصِّعابُ،وتَسَبَّبَت بِلُطفِکَ الأَسبابُ،وجَری بِقُدرَتِکَ القَضاءُ،ومَضَت عَلی إرادَتِکَ الأَشیاءُ،فَهِیَ بِمَشِیَّتِکَ دونَ قَولِکَ مُؤتَمِرَةٌ، وبِإِرادَتِکَ دونَ نَهیِکَ مُنزَجِرَةٌ.
أنتَ المَدعُوُّ لِلمُهِمّاتِ،وأَنتَ المَفزَعُ فِی المُلِمّاتِ،لا یَندَفِعُ مِنها إلّاما دَفَعتَ،ولا یَنکَشِفُ مِنها إلّاما کَشَفتَ،وقَد نَزَلَ بی یا رَبِّ ما قَد تَکَأَّدَنی (4)ثِقلُهُ،وأَلَمَّ بی ما قَد
ص:501
بَهَظَنی حَملُهُ،وبِقُدرَتِکَ أورَدتَهُ عَلَیَّ،وبِسُلطانِکَ وَجَّهتَهُ إلَیَّ.
فَلا مُصدِرَ لِما أورَدتَ،ولا صارِفَ لِما وَجَّهتَ،ولا فاتِحَ لِما أغلَقتَ،ولا مُغلِقَ لِما فَتَحتَ،ولا مُیَسِّرَ لِما عَسَّرتَ،ولا ناصِرَ لِمَن خَذَلتَ.
فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَافتَح لی یا رَبِّ بابَ الفَرَجِ بِطَولِکَ،وَاکسِر عَنّی سُلطانَ الهَمِّ بِحَولِکَ،وأَنِلنی حُسنَ النَّظَرِ فیما شَکَوتُ،وأَذِقنی حَلاوَةَ الصُّنعِ فیما سَأَلتُ،وهَب لی مِن لَدُنکَ رَحمَةً وفَرَجاً هَنیئاً،وَاجعَل لی مِن عِندِکَ مَخرَجاً وَحِیّاً (1).
ولا تَشغَلنی بِالاِهتِمامِ عَن تَعاهُدِ فُروضِکَ وَاستِعمالِ سُنَّتِکَ،فَقَد ضِقتُ لِما نَزَلَ بی یا رَبِّ ذَرعاً،وَامتَلَأتُ بِحَملِ ما حَدَثَ عَلَیَّ هَمّاً،وأَنتَ القادِرُ عَلی کَشفِ ما مُنیتُ بِهِ، ودَفعِ ما وَقَعتُ فیهِ.
فَافعَل بی ذلِکَ،وإن لَم أستَوجِبهُ مِنکَ یا ذَا العَرشِ العَظیمِ. (2)
681.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام إذا أحزَنَهُ أمرٌ وأَهَمَّتهُ الخَطایا-:
اللّهُمَّ یا کافِیَ الفَردِ الضَّعیفِ،وواقِیَ الأَمرِ المَخوفِ،أفرَدَتنِی الخَطایا فَلا صاحِبَ مَعی،وضَعُفتُ عَن غَضَبِکَ فَلا مُؤَیِّدَ لی،وأَشرَفتُ عَلی خَوفِ لِقائِکَ فَلا مُسَکِّنَ لِرَوعَتی، ومَن یُؤمِنُنی مِنکَ وأَنتَ أخَفتَنی،ومَن یُساعِدُنی وأَنتَ أفرَدتَنی،ومَن یُقَوّینی وأَنتَ أضعَفتَنی؟
لا یُجیرُ یا إلهی إلّارَبٌّ عَلی مَربوبٍ،ولا یُؤمِنُ إلّاغالِبٌ عَلی مَغلوبٍ،ولا یُعینُ إلّا طالِبٌ عَلی مَطلوبٍ،وبِیَدِکَ یا إلهی جَمیعُ ذلِکَ السَّبَبِ،وإلَیکَ المَفَرُّ وَالمَهرَبُ،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَجِر هَرَبی وأَنجِح مَطلَبی.
اللّهُمَّ إنَّکَ إن صَرَفتَ عَنّی وَجهَکَ الکَریمَ،أو مَنَعتَنی فَضلَکَ الجَسیمَ،أو حَظَرتَ (3)
ص:502
عَلَیَّ رِزقَکَ،أو قَطَعتَ عَنّی سَبَبَکَ،لَم أجِدِ السَّبیلَ إلی شَیءٍ مِن أمَلی غَیرَکَ،ولَم أقدِر عَلی ما عِندَکَ بِمَعونَةِ سِواکَ،فَإِنّی عَبدُکَ وفی قَبضَتِکَ،ناصِیَتی بِیَدِکَ،لا أمرَ لی مَعَ أمرِکَ،ماضٍ فِیَّ حُکمُکَ،عَدلٌ فِیَّ قَضاؤُکَ،ولا قُوَّةَ لی عَلَی الخُروجِ مِن سُلطانِکَ،ولا أستَطیعُ مُجاوَزَةَ قُدرَتِکَ،ولا أستَمیلُ هَواکَ،ولا أبلُغُ رِضاکَ،ولا أنالُ ما عِندَکَ إلّا بِطاعَتِکَ وبِفَضلِ رَحمَتِکَ.
إلهی أصبَحتُ وأَمسَیتُ عَبداً داخِراً (1)لَکَ،لا أملِکُ لِنَفسی نَفعاً ولا ضَرّاً إلّابِکَ، أشهَدُ بِذلِکَ عَلی نَفسی،وأَعتَرِفُ بِضَعفِ قُوَّتی،وقِلَّةِ حیلَتی،فَأَنجِز لی ما وَعَدتَنی، وتَمِّم لی ما آتَیتَنی،فَإِنّی عَبدُکَ المِسکینُ المُستَکینُ الضَّعیفُ الضَّریرُ،الحَقیرُ،المَهینُ الفَقیرُ،الخائِفُ المُستَجیرُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تَجعَلنی ناسِیاً لِذِکرِکَ فیما أولَیتَنی،ولا غافِلاً لِإِحسانِکَ فیما أبلَیتَنی،ولا آیِساً مِن إجابَتِکَ لی وإن أبطَأَت عَنّی،فی سَرّاءَ کُنتُ أو ضَرّاءَ أو شِدَّةٍ أو رَخاءٍ،أو عافِیَةٍ أو بَلاءٍ،أو بُؤسٍ أو نَعماءَ،أو جِدَةٍ (2)أو لَأواءَ،أو فَقرٍ أو غِنیً.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل ثَنائی عَلَیکَ،ومَدحی إیّاکَ،وحَمدی لَکَ فی کُلِّ حالاتی،حَتّی لا أفرَحَ بِما آتَیتَنی مِنَ الدُّنیا،ولا أحزَنَ عَلی ما مَنَعتَنی فیها،وأَشعِر قَلبی تَقواکَ،وَاستَعمِل بَدَنی فیما تَقبَلُهُ مِنّی،وَاشغَل بِطاعَتِکَ نَفسی عَن کُلِّ ما یَرِدُ عَلَیَّ، حَتّی لا احِبَّ شَیئاً مِن سُخطِکَ،ولا أسخَطَ شَیئاً مِن رِضاکَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وفَرِّغ قَلبی لِمَحَبَّتِکَ،وَاشغَلهُ بِذِکرِکَ،وَانعَشهُ بِخَوفِکَ وبِالوَجَلِ مِنکَ،وقَوِّهِ بِالرَّغبَةِ إلَیکَ،وأَمِلهُ إلی طاعَتِکَ،وأَجرِ بِهِ فی أحَبِّ السُّبُلِ إلَیکَ،
ص:503
وذَلِّلهُ بِالرَّغبَةِ فیما عِندَکَ أیّامَ حَیاتی کُلِّها،وَاجعَل تَقواکَ مِنَ الدُّنیا زادی،وإلی رَحمَتِکَ رِحلَتی،وفی مَرضاتِکَ مَدخَلی،وَاجعَل فی جَنَّتِکَ مَثوایَ،وهَب لی قُوَّةً أحتَمِلُ بِها جَمیعَ مَرضاتِکَ،وَاجعَل فِراری إلَیکَ،ورَغبَتی فیما عِندَکَ،وأَلبِس قَلبِیَ الوَحشَةَ مِن شِرارِ خَلقِکَ،وهَب لِیَ الاُنسَ بِکَ وبِأَولِیائِکَ وأَهلِ طاعَتِکَ،ولا تَجعَل لِفاجِرٍ ولا کافِرٍ عَلَیَّ مِنَّةً،ولا لَهُ عِندی یَداً،ولا بی إلَیهِم حاجَةً،بَلِ اجعَل سُکونَ قَلبی،واُنسَ نَفسی، وَاستِغنائی وکِفایَتی بِکَ وبِخِیارِ خَلقِکَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلنی لَهُم قَریناً،وَاجعَلنی لَهُم نَصیراً،وَامنُن عَلَیَّ بِشَوقٍ إلَیکَ،وبِالعَمَلِ لَکَ بِما تُحِبُّ وتَرضی،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وذلِکَ عَلَیکَ یَسیرٌ. (1)
682.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ عِندَ الشِّدَّةِ وَالجَهدِ وتَعَسُّرِ الاُمورِ-:
اللّهُمَّ إنَّکَ کَلَّفتَنی مِن نَفسی ما أنتَ أملَکُ بِه مِنّی،وقُدرَتُکَ عَلَیهِ وعَلَیَّ أغلَبُ مِن قُدرَتی،فَأَعطِنی مِن نَفسی ما یُرضیکَ عَنّی،وخُذ لِنَفسِکَ رِضاها مِن نَفسی فی عافِیَةٍ.
اللّهُمَّ لا طاقَةَ لی بِالجَهدِ،ولا صَبرَ لی عَلَی البَلاءِ،ولا قُوَّةَ لی عَلَی الفَقرِ،فَلا تَحظُر (2)عَلَیَّ رِزقی،ولا تَکِلنی إلی خَلقِکَ،بَل تَفَرَّد بِحاجتی،وتَوَلَّ کِفایَتی،وَانظُر إلَیَّ،وَانظُر لی فی جَمیعِ اموری،فَإِنَّکَ إن وَکَلتَنی إلی نَفسی عَجَزتُ عَنها ولَم اقِم ما فیهِ مَصلَحَتُها، وإن وَکَلتَنی إلی خَلقِکَ تَجَهَّمونی (3)،وإن ألجَأتَنی إلی قَرابَتی حَرَمونی،وإن أعطَوا أعطَوا قَلیلاً نَکِداً (4)ومَنّوا عَلَیَّ طَویلاً،وذَمّوا کَثیراً،فَبِفَضلِکَ اللّهُمَّ فَأَغنِنی،وبِعَظَمَتِکَ فَانعَشنی،وبِسَعَتِکَ فَابسُط یَدی،وبِما عِندَکَ فَاکفِنی.
ص:504
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وخَلِّصنی مِنَ الحَسَدِ،وَاحصُرنی عَنِ الذُّنوبِ،ووَرِّعنی عَنِ المَحارِمِ،ولا تُجَرِّئنی عَلَی المَعاصی،وَاجعَل هَوایَ عِندَکَ،ورِضایَ فیما یَرِدُ عَلَیَّ مِنکَ،وبارِک لی فیما رَزَقتَنی وفیما خَوَّلتَنی،وفیما أنعَمتَ بِهِ عَلَیَّ،وَاجعَلنی فی کُلِّ حالاتی مَحفوظاً،مَکلوءاً (1)مَستوراً مَمنوعاً مُعاذاً مُجاراً.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاقضِ عَنّی کُلَّ ما ألزَمتَنیهِ،وفَرَضتَهُ عَلَیَّ لَکَ فی وَجهٍ مِن وُجوهِ طاعَتِکَ،أو لِخَلقٍ مِن خَلقِکَ وإن ضَعُفَ عَن ذلِکَ بَدَنی،ووَهَنَت عَنهُ قُوَّتی،ولَم تَنَلهُ مَقدُرَتی،ولَم یَسَعهُ مالی ولا ذاتُ یَدی،ذَکَرتُهُ أو نَسیتُهُ هُوَ یا رَبِّ مِمّا قَد أحصَیتَهُ عَلَیَّ،وأَغفَلتُهُ أنَا مِن نَفسی،فَأَدِّهِ عَنّی مِن جَزیلِ عَطِیَّتِکَ وکَثیرِ ما عِندَکَ،فَإِنَّکَ واسِعٌ کَریمٌ،حَتّی لا یَبقی عَلَیَّ شَیءٌ مِنهُ،تُریدُ أن تُقاصَّنی (2)بِهِ مِن حَسَناتی،أو تُضاعِفَ بِهِ مِن سَیِّئاتی یَومَ ألقاکَ یا رَبِّ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَارزُقنِی الرَّغبَةَ فِی العَمَلِ لَکَ لِآخِرَتی،حَتّی أعرِفَ صِدقَ ذلِکَ مِن قَلبی،وحَتّی یَکونَ الغالِبُ عَلَیَّ الزُّهدَ فی دُنیایَ،وحَتّی أعمَلَ الحَسَناتِ شَوقاً، وآمَنَ مِنَ السَّیِّئاتِ فَرَقاً (3)وخَوفاً،وهَب لی نوراً أمشی بِهِ فِی النّاسِ،وأَهتَدی بِهِ فِی الظُّلُماتِ،وأَستَضیءُ بِهِ مِنَ الشَّکِّ وَالشُّبُهاتِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَارزُقنی خَوفَ غَمِّ الوَعیدِ،وشَوقَ ثَوابِ المَوعودِ،حَتّی أجِدَ لَذَّةَ ما أدعوکَ لَهُ،وکَآبَةَ ما أستَجیرُ بِکَ مِنهُ.
اللّهُمَّ قَد تَعلَمُ ما یُصلِحُنی مِن أمرِ دُنیایَ وآخِرَتی،فَکُن بِحَوائِجی حَفِیّاً. (4)
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارزُقنِی الحَقَّ عِندَ تَقصیری فِی الشُّکرِ لَکَ،بِما
ص:505
أنعَمتَ عَلَیَّ فِی الیُسرِ وَالعُسرِ،وَالصِّحَّةِ وَالسَّقَمِ،حَتّی أتَعَرَّفَ مِن نَفسی رَوحَ الرِّضا، وطُمَأنینَةَ النَّفسِ مِنّی بِما یَجِبُ لَکَ،فیما یَحدُثُ فی حالِ الخَوفِ وَالأَمنِ،وَالرِّضا وَالسُّخطِ،وَالضَّرِّ وَالنَّفعِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَارزُقنی سَلامَةَ الصَّدرِ مِنَ الحَسَدِ حَتّی لا أحسُدَ أحَداً مِن خَلقِکَ عَلی شَیءٍ مِن فَضلِکَ،وحَتّی لا أری نِعمَةً مِن نِعَمِکَ عَلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ فی دینٍ أو دُنیا،أو عافِیَةٍ أو تَقوی أو سَعَةٍ أو رَخاءٍ،إلّارَجَوتُ لِنَفسی أفضَلَ ذلِکَ بِکَ ومِنکَ،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَارزُقنِی التَّحَفُّظَ مِنَ الخَطایا،وَالاِحتِراسَ مِنَ الزَّلَلِ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ فی حالِ الرِّضا وَالغَضَبِ،حَتّی أکونَ بِما یَرِدُ عَلَیَّ مِنهُما بِمَنزِلَةٍ سَواءٍ، عامِلاً بِطاعَتِکَ،مُؤثِراً لِرِضاکَ عَلی ما سِواهُما فِی الأَولِیاءِ وَالأَعداءِ،حَتّی یَأمَنَ عَدُوّی مِن ظُلمی وجَوری،ویَیأَسَ وَلِیّی مِن مَیلی وَانحِطاطِ هَوایَ.
وَاجعَلنی مِمَّن یَدعوکَ مُخلِصاً فِی الرَّخاءِ،دُعاءَ المُخلِصینَ المُضطَرّینَ لَکَ فِی الدُّعاءِ، إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ. (1)
683.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام فِی استِکشافِ الهُمومِ-:
یا فارِجَ الهَمِّ،وکاشِفَ الغَمِّ،یا رَحمنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافرُج هَمّی،وَاکشِف غَمّی.یا واحِدُ یا أحَدُ یا صَمَدُ یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،اعصِمنی وطَهِّرنی وَاذهَب بِبَلِیَّتی.
-وَاقرَأ آیَةَ الکُرسِیِّ وَالمُعَوِّذَتَینِ وقُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ،وقُل-:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ سُؤالَ مَنِ اشتَدَّت فاقَتُهُ،وضَعُفَت قُوَّتُهُ وکَثُرَت ذُنوبُهُ،سُؤالَ مَن لا یَجِدُ لِفاقَتِهِ مُغیثاً،ولا لِضَعفِهِ مُقَوِّیاً،ولا لِذَنبِهِ غافِراً غَیرَکَ.یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،
ص:506
أسأَ لُکَ عَمَلاً تُحِبُّ بِهِ مَن عَمِلَ بِهِ،ویَقیناً تَنفَعُ بِهِ مَنِ استَیقَنَ بِهِ حَقَّ الیَقینِ فی نَفاذِ أمرِکَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاقبِض عَلَی الصِّدقِ نَفسی،وَاقطَع مِنَ الدُّنیا حاجَتی،وَاجعَل فیما عِندَکَ رَغبَتی شَوقاً إلی لِقائِکَ،وهَب لی صِدقَ التَّوَکُّلِ عَلَیکَ.
أسأَ لُکَ مِن خَیرِ کِتابٍ قَد خَلا،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ کِتابٍ قَد خَلا.أسأَ لُکَ خَوفَ العابِدینَ لَکَ،وعِبادَةَ الخاشِعینَ لَکَ،ویَقینَ المُتَوَکِّلینَ عَلَیکَ،وتَوَکُّلَ المُؤمِنینَ عَلَیکَ.
اللّهُمَّ اجعَل رَغبَتی فی مَسأَلَتی مِثلَ رَغبَةِ أولِیائِکَ فی مَسائِلِهِم،ورَهبَتی مِثلَ رَهبَةِ أولِیائِکَ،وَاستَعمِلنی فی مَرضاتِکَ عَمَلاً لا أترُکُ مَعَهُ شَیئاً مِن دینِکَ مَخافَةَ أحَدٍ مِن خَلقِکَ.
اللّهُمَّ هذِهِ حاجَتی فَأَعظِم فیها رَغبَتی،وأَظهِر فیها عُذری،ولَقِّنی فیها حُجَّتی،وعافِ فیها جَسَدی.
اللّهُمَّ مَن أصبَحَ لَهُ ثِقَةٌ أو رَجاءٌ غَیرُکَ،فَقَد أصبَحتُ وأَنتَ ثِقَتی ورَجائی فِی الاُمورِ کُلِّها،فَاقضِ لی بِخَیرِها عاقِبَةً،ونَجِّنی مِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ، وصَلَّی اللّهُ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ المُصطَفی وعَلی آلِهِ الطّاهِرینَ. (1)
684.نثر الدرّ: کَتَبَ الوَلیدُ بنُ عَبدِ المَلِکِ إلی صالِحِ بنِ عَبدِ اللّهِ المُرِّیِّ عامِلِهِ عَلَی المَدینَةِ:أبرِزِ الحَسَنَ بنَ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ-وکانَ مَحبوساً-فَاضرِبهُ فی مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله خَمسَمِئَةِ سَوطٍ.
فَأَخرَجَهُ إلَی المَسجِدِ،وَاجتَمَعَ النّاسُ،وصَعِدَ صالِحٌ لِیَقرَأَ عَلَیهِمُ الکِتابَ ثُمَّ یَنزِلَ فَیَأمُرَ بِضَربِهِ،فَبَینا هُوَ یَقرَأُ الکِتابَ إذ جاءَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام فَأَفرَجَ لَهُ النّاسُ حَتَّی انتَهی إلَی الحَسَنِ،فَقالَ:یَابنَ عَمِّ،ما لَکَ؟اُدعُ اللّهَ بِدُعاءِ الکَربِ یُفَرِّجِ اللّهُ عَنکَ،فَقالَ:
ص:507
ما هُوَ یَابنَ عَمِّ؟
قالَ:قُل:
لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،سُبحانَ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.
قالَ:وَانصَرَفَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ،وأَقبَلَ الحَسَنُ یُکَرِّرُها،فَلَمّا فَرَغَ صالِحٌ مِن قِراءَةِ الکِتابِ ونَزَلَ،قالَ:أری سِجنَهُ،رَجُلٌ مَظلومٌ،أخِّروا أمرَهُ وأَ نَا اراجِعُ أمیرَ المُؤمِنینَ فی أمرِهِ.فَأَخَّروهُ ثُمَّ اطلِقَ بَعدَ أیّامٍ. (1)
راجع:ج3 ص 546 (دعوات الفرج/الدعوات المأثورة عن الإمام زین العابدین علیه السلام ).
685.الإمام الصادق صلی الله علیه و آله: عَجِبتُ لِمَنِ اغتَمَّ کَیفَ لا یَفزَعُ إلی قَولِهِ تَعالی: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ فَإِنّی سَمِعتُ اللّهَ عز و جل یَقولُ بِعَقِبِها: فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ کَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ . (2)
686.عنه صلی الله علیه و آله: أربَعٌ لِأَربَعٍ....وَالرّابِعَةُ لِلغَمِّ وَالهَمِّ: لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ ،قالَ اللّهُ سُبحانَهُ: فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ کَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ . (3)
687.عنه علیه السلام -مِن دُعائِهِ إذا خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ لَمَّا استَدعاهُ المَنصورُ إلَی الکوفَةِ-:
ص:508
اللّهُمَّ بِکَ أستَفتِحُ،وبِکَ أستَنجِحُ،وبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ أتَوَجَّهُ،اللّهُمَّ ذَلِّل حُزونَتَهُ (1)وکُلَّ حُزونَةٍ،وسَهِّل لی صُعوبَتَهُ وکُلَّ صُعوبَةٍ،وَارزُقنی مِنَ الخَیرِ فَوقَ ما أرجو،وَاصرِف عَنّی مِنَ الشَّرِّ فَوقَ ما أحذَرُ،فَإِنَّکَ تَمحو ما تَشاءُ وتُثبِتُ وعِندَکَ امُّ الکِتابِ. (2)
688.عنه علیه السلام:
اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتی فی کُلِّ کُربَةٍ،وأَنتَ رَجائی فی کُلِّ شِدَّةٍ،وأَنتَ لی فی کُلِّ أمرٍ نَزَلَ بی ثِقَةٌ وعُدَّةٌ،کَم مِن کَربٍ یَضعُفُ عَنهُ الفُؤادُ،وتَقِلُّ فیهِ الحیلَةُ،ویَخذُلُ عَنهُ القَریبُ وَالبَعیدُ،ویَشمَتُ بِهِ العَدُوُّ،وتَعنینی (3)فیهِ الاُمورُ،أنزَلتُهُ بِکَ وشَکَوتُهُ إلَیکَ،راغِباً فیهِ عَمَّن سِواکَ،فَفَرَّجتَهُ وکَشَفتَهُ وکَفَیتَنیهِ،فَأَنتَ وَلِیُّ کُلِّ نِعمَةٍ،وصاحِبُ کُلِّ حاجَةٍ، ومُنتَهی کُلِّ رَغبَةٍ،فَلَکَ الحَمدُ کَثیراً،ولَکَ المَنُّ فاضِلاً. (4)
689.الکافی عن ابن محبوب: حَدَّثَنا نوحٌ أبُو الیَقظانِ عَن أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام قالَ:اُدعُ بِهذَا الدُّعاءِ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِرَحمَتِکَ (5)الَّتی لا تُنالُ مِنکَ إلّابِرِضاکَ،وَالخُروجَ مِن جَمیعِ مَعاصیکَ،وَالدُّخولَ فی کُلِّ ما یُرضیکَ،وَالنَّجاةَ مِن کُلِّ وَرطَةٍ،وَالمَخرَجَ مِن کُلِّ کَبیرَةٍ أتی بِها مِنّی عَمدٌ،أو زَلَّ بِها مِنّی خَطَأٌ،أو خَطَرَ بِها عَلَیَّ خَطَراتُ الشَّیطانِ،أسأَ لُکَ
ص:509
خَوفاً توقِفُنی بِهِ عَلی حُدودِ رِضاکَ،وتَشعَبُ (1)بِهِ عَنّی کُلَّ شَهوَةٍ خَطَرَ بِها هَوایَ،وَاستَزَلَّ بِها رَأیی لِیُجاوِزَ حَدَّ حَلالِکَ.
أسأَ لُکَ اللّهُمَّ الأَخذَ بِأَحسَنِ ما تَعلَمُ،وتَرکَ سَیِّئِ کُلِّ ما تَعلَمُ،أو أخطَأُ مِن حَیثُ لا أعلَمُ أو مِن حَیثُ أعلَمُ،أسأَ لُکَ السَّعَةَ فِی الرِّزقِ،وَالزُّهدَ فِی الکَفافِ،وَالمَخرَجَ بِالبَیانِ مِن کُلِّ شُبهَةٍ،وَالصَّوابَ فی کُلِّ حُجَّةٍ،وَالصِّدقَ فی جَمیعِ المَواطِنِ،وإنصافَ النّاسِ مِن نَفسی فیما عَلَیَّ ولی،وَالتَّذَلُّلَ فی إعطاءِ النَّصَفِ مِن جَمیعِ مَواطِنِ السُّخطِ وَالرِّضا،وتَرکَ قَلیلِ البَغیِ وکَثیرِهِ فِی القَولِ مِنّی وَالفِعلِ،وتَمامَ نِعمَتِکَ فی جَمیعِ الأَشیاءِ،وَالشُّکرَ لَکَ عَلَیها لِکَی تَرضی وبَعدَ الرِّضا،وأَسأَ لُکَ الخِیَرَةَ فی کُلِّ ما یَکونُ فیهِ الخِیَرَةُ بِمَیسورِ الاُمورِ کُلِّها لا بِمَعسورِها،یا کَریمُ یا کَریمُ یا کَریمُ.
وَافتَح لی بابَ الأَمرِ الَّذی فیهِ العافِیَةُ وَالفَرَجُ،وَافتَح لی بابَهُ ویَسِّر لی مَخرَجَهُ،ومَن قَدَّرتَ لَهُ عَلَیَّ مَقدُرَةً مِن خَلقِکَ،فَخُذ عَنّی بِسَمعِهِ وبَصَرِهِ،ولِسانِهِ ویَدِهِ،وخُذهُ عَن یَمینِهِ وعَن یَسارِهِ،ومِن خَلفِهِ ومِن قُدّامِهِ،وَامنَعهُ أن یَصِلَ إلَیَّ بِسوءٍ،عَزَّ جارُکَ وجَلَّ ثَناءُ وَجهِکَ،ولا إلهَ غَیرُکَ،أنتَ رَبّی وأَ نَا عَبدُکَ.
اللّهُمَّ أنتَ رَجائی فی کُلِّ کُربَةٍ،وأَنتَ ثِقَتی فی کُلِّ شِدَّةٍ،وأَنتَ لی فی کُلِّ أمرٍ نَزَلَ بی ثِقَةٌ وعُدَّةٌ،فَکَم مِن کَربٍ یَضعُفُ عَنهُ الفُؤادُ،وتَقِلُّ فیهِ الحیلَةُ،ویَشمَتُ فیهِ العَدُوُّ، وتُعیی فیهِ الاُمورُ،أنزَلتُهُ بِکَ وشَکَوتُهُ إلَیکَ،راغِباً إلَیکَ فیهِ عَمَّن سِواکَ،قَد فَرَّجتَهُ وکَفَیتَهُ،فَأَنتَ وَلِیُّ کُلِّ نِعمَةٍ،وصاحِبُ کُلِّ حاجَةٍ،ومُنتَهی کُلِّ رَغبَةٍ،فَلَکَ الحَمدُ کَثیراً،ولَکَ المَنُّ فاضِلاً. (2)
ص:510
690.مصباح المتهجّد: رُوِیَ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام أنَّهُ قالَ:مَن دَهِمَهُ أمرٌ مِن سُلطانٍ أو مِن عَدُوٍّ حاسِدٍ فَلیَصُم یَومَ الأَربِعاءِ وَالخَمیسِ وَالجُمُعَةِ،وَلیَدعُ عَشِیَّةَ الجُمُعَةِ لَیلَةَ السَّبتِ،وَلیَقُل فی دُعائِهِ:
أی رَبّاه،أی سَیِّداه،أی سَنَداه،أی أمَلاه،أی رَجایاه،أی عِماداه،أی کَهفاه،أی حِصناه،أی حِرزاه،أی فَخراه،بِکَ آمَنتُ ولَکَ أسلَمتُ وعَلَیکَ تَوَکَّلتُ،وبابَکَ قَرَعتُ وبِفِنائِکَ نَزَلتُ،وبِحَبلِکَ اعتَصَمتُ وبِکَ استَغَثتُ،وبِکَ أعوذُ وبِکَ ألوذُ،وعَلَیکَ أتَوَکَّلُ وإلَیکَ ألجَأُ وأَعتَصِمُ،وبِکَ أستَجیرُ فی جَمیعِ اموری،وأَنتَ غِیاثی وعِمادی وأَنتَ عِصمَتی ورَجائی.
وأَنتَ اللّهُ رَبّی لا إلهَ إلّاأنتَ سُبحانَکَ وبِحَمدِکَ عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی،فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاغفِر لی وَارحَمنی،وخُذ بِیَدی وأَنقِذنی وقِنی وَاکفِنی وَاکلَأنی وَارعَنی فی لَیلی ونَهاری،وإمسائی وإصباحی،ومُقامی وسَفَری،یا أجوَدَ الأَجوَدینَ،ویا أکرَمَ الأَکرَمینَ،ویا أعدَلَ الفاصِلینَ،ویا إلهَ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ،ویا مالِکَ یَومِ الدّینِ،ویا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
یا حَیُّ یا قَیّومُ،یا حَیُّ لا یَموتُ،یا حَیُّ لا إلهَ إلّاأنتَ،بِمُحَمَّدٍ یا اللّهُ،بِعَلِیٍّ یا اللّهُ، بِفاطِمَةَ یا اللّهُ،بِالحَسَنِ یا اللّهُ،بِالحُسَینِ یا اللّهُ،بِعَلِیٍّ یا اللّهُ،بِمُحَمَّدٍ یا اللّهُ.صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وعَلَیهِم أجمَعینَ.
قالَ الحَسَنُ بنُ مَحبوبٍ:فَعَرَضتُهُ عَلی أبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام فَزادنی فیهِ:
بِجَعفَرٍ یا اللّهُ،بِموسی یا اللّهُ،بِعَلِیٍّ یا اللّهُ،بِمُحَمَّدٍ یا اللّهُ،بِعَلِیٍّ یا اللّهُ،بِالحَسَنِ یا اللّهُ،بِحُجَّتِکَ ثُمَّ خَلیفَتِکَ فی بِلادِکَ یا اللّهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وخُذ بِناصِیَةِ مَن أخافُهُ-وتُسَمّیهِ بِاسمِهِ-وذَلِّل لی صَعبَهُ،وسَهِّل لی قِیادَهُ،ورُدَّ عَنّی نافِرَةَ قَلبِهِ،وَارزُقنی خَیرَهُ وَاصرِف عَنّی شَرَّهُ،فَإِنّی بِکَ اللّهُمَّ أعوذُ وأَلوذُ،وبِکَ أثِقُ وعَلَیکَ أعتَمِدُ وأَتَوَکَّلُ،
ص:511
فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاصرِفهُ عَنّی،فَإِنَّکَ غِیاثُ المُستَغیثینَ وجارُ المُستَجیرینَ،ولَجَأُ اللّاجِئینَ،وأَرحَمُ الرّاحِمینَ. (1)
691.مهج الدعوات: دُعاءُ التَّضَرُّعِ وکانَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَدعو بِهِ فِی الشَّدائِدِ،ویَکشِفُ عَن ذِراعَیهِ ویَرفَعُ بِهِ صَوتَهُ ویَنتَحِبُ ویُکثِرُ البُکاءَ:
اللّهُمَّ،لَولا أن القِیَ بِیَدی،واُعینَ عَلی نَفسی واُخالِفَ کِتابَکَ،وقَد قُلتَ: اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ (2)فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ (3)لَمَا انشَرَحَ قَلبی ولِسانی لِدُعائِکَ، وَالطَّلَبِ مِنکَ،وقَد عَلِمتُ مِن نَفسی،فیما بَینی وبَینَکَ ما عَرَفتَ،اللّهُمَّ مَن أعظَمُ جُرماً مِنّی،وقَد ساوَرتُ (4)مَعصِیَتَکَ،الَّتی زَجَرتَنی عَنها بِنَهیِکَ إیّایَ،وکاثَرتُ العَظیمَ مِنهَا الَّتی أوجَبتَ النّارَ لِمَن عَمِلَها مِن خَلقِکَ،وکُلَّ ذلِکَ عَلی نَفسی جَنَیتُ،وإیّاها أوبَقتُ (5)،إلهی ! فَتَدارَکنی بِرَحمَتِکَ،الَّتی بِها تَجمَعُ الخَیراتِ لِأَولِیائِکَ،وبِها تَصرِفُ السَّیِّئاتِ عَن أحِبّائِکَ.
اللّهُمَّ،إنّی أسأَ لُکَ التَّوبَةَ النَّصوحَ،فَاستَجِب دُعائی،وَارحَم عَبرَتی وأَقِلنی عَثرَتی.
اللّهُمَّ لَولا رَجائی لِعَفوِکَ لَصَمَتُّ عَنِ الدُّعاءِ،ولکِنَّکَ عَلی کُلِّ حالٍ،یا إلهی غایَةُ الطّالِبینَ،ومُنتَهی رَغبَةِ الرّاغِبینَ،وَاستِعاذَةِ العائِذینَ.
اللّهُمَّ فَأَنَا أستَعیذُکَ مِن غَضَبِکَ،وسوءِ سَخَطِکَ،وعِقابِکَ ونَقِمَتِکَ،ومِن شَرِّ نَفسی، وشَرِّ کُلِّ ذی شَرٍّ،وأَستَغفِرُکَ مِن جَمیعِ الذُّنوبِ،وأَسأَ لُکَ الغَنیمَةَ فیما بَقِیَ مِن عُمُری، بِالعافِیَةِ أبَداً ما أبقَیتَنی،وأَسأَ لُکَ الفَوزَ بِالجَنَّةِ وَالرَّحمَةَ إذا تَوَفَّیتَنی،فَإِنَّکَ لِذلِکَ لَطیفٌ، وعَلَیهِ قادِرٌ.
اللّهُمَّ إنّی أشکو إلَیکَ کُلَّ حاجَةٍ،لا یُجیرُنی مِنها إلّاأنتَ،یا مَن هُوَ عُدَّتی فی کُلِّ
ص:512
عُسرٍ ویُسرٍ،یا مَن هُوَ حَسَنُ البَلاءِ عِندی،یا قَدیمَ العَفوِ عَنّی،إنَّنی لا أرجو غَیرَکَ،ولا أدعو سِواکَ،إذا لَم تُجِبنی.اللّهُمَّ فَلا تَحرِمنی لِقِلَّةِ شُکری،ولا تُؤیِسنی لِکَثرَةِ ذُنوبی، فَإِنَّکَ أهلُ التَّقوی،وأَهلُ المَغفِرَةِ.
إلهی ! أنَا مَن قَد عَرَفتَ،بِئسَ العَبدُ أنَا،وخَیرُ المولی أنتَ،فَیا مَخشِیَّ الاِنتِقامِ،ویا مَرهوبَ البَطشِ،یا مَعروفاً بِالمَعروفِ،إنَّنی لَستُ أخافُ مِنکَ إلا عَدلَکَ،ولا أرجُو الفَضلَ وَالعَفوَ إلّامِن عِندِکَ،وأَ نَا عَبدُکَ،ولا عَبدَ لَکَ أحَقُّ بِاستیجابِ جَمیعِ العُقوبَةِ بِذُنوبِهِ مِنّی،ولکِنّی وَسِعَنی عَفوُکَ،وحِلمُکَ،وأَخَّرتَنی إلَی الیَومِ،فَلَیتَ شِعری،یا إلهی لِأَزدادَ إثماً أخَّرتَنی !!،أم لِیَتِمَّ لی رَجائی مِنکَ،ویَتَحَقَّقَ حُسنُ ظَنّی بِکَ،فَأَمّا بِعَمَلی،فَقَد أعلَمتُکَ یا إلهی أنَّنی مُستَحِقٌّ لِجَمیعِ عُقوبَتِکَ بِذُنوبی،غَیرَ أنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ،وأَنتَ بی أعلَمُ مِن نَفسی،وعِندَ أرحَمِ الرّاحِمینَ رَجاءُ الرَّحمَةِ.
فَیا أرحَمَ الرّاحِمینَ لا تُشَوِّه خَلقی بِالنّارِ،ولا تَقطَع عَصَبی بِالنّارِ یا اللّهُ،ولا تَفلِق قِحفَ (1)رَأسی بِالنّارِ یا رَحمنُ،ولا تُفَرِّق بَین أوصالی بِالنّارِ یا کَریمُ،ولا تَهشِم عِظامی بِالنّارِ یا عَفُوُّ،ولا تَصلِ شَیئاً مِن جَسَدی بِالنَّارِ یا رَحمنُ،عَفوَکَ عَفوَکَ،ثُمَّ عَفوَکَ عَفوَکَ، فَإِنَّهُ لا یَقدِرُ عَلی ذلِکَ غَیرُکَ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،یا مُحیطاً بِمَلَکوتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ،ومُدَبِّرَ امورِهِما،أوَّلِها وآخِرِها،أصلِح لی دُنیایَ وآخِرَتی،وأَصلِح لی نَفسی ومالی وما خَوَّلتَنی.
یا اللّهُ،خَلِّصنی مِنَ الخَطایا،یا اللّهُ،مُنَّ عَلَیَّ بِتَرکِ الخَطایا،یا رَحیمُ،تَحَنَّن عَلَیَّ بِفَضلِکَ،یا عَفُوُّ،تَفَضَّل عَلَیَّ بِفَضلِکَ،یا حَنّانُ،جُد عَلَیَّ بِسَعَةِ عافِیَتِکَ،یا مَنّانُ،امنُن عَلَیَّ بِالعِتقِ مِنَ النّارِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،أوجِب لِیَ الجَنَّةَ الَّتی حَشوُها رَحمَتُکَ وسُکّانُها مَلائِکَتُکَ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،أکرِمنی ولا تَجعَل لِأَحَدٍ مِن خَلقِکَ عَلَیَّ سَبیلاً أبَداً ما أبقَیتَنی،فَإِنَّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِکَ،وأَنتَ عَلی کُلِّ
ص:513
شَیءٍ قَدیرٌ،سُبحانَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ،رَبُّ العَرشِ العَظیمِ،لَکَ الأَسماءُ الحُسنی، وأَنتَ عَلیمٌ بِذاتِ الصُّدورِ.
وتُسَمّی حاجَتَکَ. (1)
692.الکافی عن سعید بن یسار: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:یَدخُلُنِی الغَمُّ،فَقالَ:أکثِر مِن أن تَقولَ:
اللّهُ اللّهُ رَبّی لا اشرِکُ بِهِ شَیئاً.
فَإِذا خِفتَ وَسوَسَةً أو حَدیثَ نَفسٍ،فَقُل:
اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ وَابنُ أمَتِکَ،ناصِیَتی بِیَدِکَ،عَدلٌ فِیَّ حُکمُکَ،ماضٍ فِیَّ قَضاؤُکَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ أنزَلتَهُ فی کِتابِکَ،أو عَلَّمتَهُ أحَداً مِن خَلقِکَ،أوِ استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَجعَلَ القُرآنَ نورَ بَصَری،ورَبیعَ قَلبی،وجِلاءَ حُزنی،وذَهابَ هَمّی،اللّهُ اللّهُ رَبّی لا اشرِکُ بِهِ شَیئاً. (2)
693.کتاب من لا یحضره الفقیه: فی رِوایَةِ إبراهیمَ بنِ عَبدِ الحَمیدِ:إنَّ الصّادِقَ علیه السلام قالَ لِرَجُلٍ:
إذا أصابَکَ هَمٌّ فَامسَح یَدَکَ عَلی مَوضِعِ سُجودِکَ،ثُمَّ امسَح یَدَکَ عَلی وَجهِکَ مِن جانِبِ خَدِّکَ الأَیسَرِ،وعَلی جَبهَتِکَ إلی جانِبِ خَدِّکَ الأَیمَنِ...ثُمَّ قُل:
بِسمِ اللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ،اللّهُمَّ أذهِب عَنِّی الغَمَّ وَالحَزَنَ.ثَلاثاً. (3)
راجع:ص 35 ح 36 وج3 ص 584 ح 2458.
ص:514
694.مهج الدعوات عن یونس بن بکیر: سَأَلتُ سَیِّدی [ الإِمامَ الرِّضا علیه السلام ] أن یُعَلِّمَنی دُعاءً أدعو بِهِ عِندَ الشَّدائِدِ،فَقالَ لی:یا یونُسُ،تَحَفَّظ ما أکتُبُهُ لَکَ،وَادعُ بِهِ فی کُلِّ شِدَّةٍ، تُجابُ وتُعطی ما تَتَمَنّاهُ،ثُمَّ کَتَبَ لی:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنَّ ذُنوبی وکَثرَتَها قَد أخلَقَت (1)وَجهی عِندَکَ، وحَجَبَتنی عَنِ استیهالِ رَحمَتِکَ،وباعَدَتنی عَنِ استیجابِ مَغفِرَتِکَ،ولَولا تَعَلُّقی بِآلائِکَ،وتَمَسُّکی بِالدُّعاءِ وما وَعَدتَ أمثالی مِنَ المُسرِفینَ وأَشباهی مِنَ الخاطِئینَ، ووَعَدتَ (2)القانِطینَ مِن رَحمَتِکَ بِقَولِکَ: یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (3)وحَذَّرتَ القانِطینَ مِن رَحمَتِکَ،فَقُلتَ: وَ مَنْ یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضّالُّونَ (4)ثُمَّ نَدَبتَنا بِرَأفَتِکَ إلی دُعائِکَ، فَقُلتَ: اُدْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَکْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ (5).
إلهی ! لَقَد کانَ ذلِکَ الإِیاسُ عَلَیَّ مُشتَمِلاً،وَالقُنوطُ مِن رَحمَتِکَ عَلَیَّ مُلتَحِفاً.إلهی ! لَقَد وَعَدتَ المُحسِنَ ظَنَّهُ بِکَ ثَواباً،وأَوعَدتَ المُسیءَ ظَنَّهُ بِکَ عِقاباً.اللّهُمَّ وقَد أمسَکَ رَمَقی (6)حُسنُ الظَّنِّ بِکَ فی عِتقِ رَقَبَتی مِنَ النّارِ،وتَغَمُّدِ زَلَّتی وإقالَةِ عَثرَتی.
اللّهُمَّ قُلتَ فی کِتابِکَ وقَولُکَ الَحقُّ الَّذی لا خُلفَ لَهُ ولا تَبدیلَ: یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُناسٍ
ص:515
بِإِمامِهِمْ (1)وذلِکَ یَومُ النُّشورِ،إذا نُفِخَ فِی الصُّورِ (2)و بُعْثِرَ ما فِی الْقُبُورِ (3)اللّهُمَّ فَإِنیّ اوفی وأَشهَدُ واُقِرُّ،ولا انکِرُ ولا أجحَدُ،واُسِرُّ واُعلِنُ واُظهِرُ واُبطِنُ،بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُکَ ورَسولُکَ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،وأَنَّ عَلِیّاً أمیرَ المُؤمِنینَ سَیِّدُ الأَوصِیاءِ،ووارِثُ عِلمِ الأَنبِیاءِ،عَلَمُ الدّینِ،ومُبیرُ المُشرِکینَ،ومُمَیِّزُ المُنافِقینَ،ومُجاهِدُ المارِقینَ (4)،وإمامی وحُجَّتی،وعُروَتی وصِراطی،ودَلیلی ومَحَجَّتی (5)، ومَن لا أثِقُ بِأَعمالی ولَو زَکَت،ولا أراها مُنجِیَةً لی ولَو صَلَحَت،إلّابِوِلایَتِهِ،وَالاِئتِمامِ بِهِ، وَالإِقرارِ بِفَضائِلِهِ،وَالقَبولِ مِن حَمَلَتِها،وَالتَّسلیمِ لِرُواتِها،واُقِرُّ بِأَوصِیائِهِ مِن أبنائِهِ،أئِمَّةً وحُجَجاً،وأَدِلَّةً وسُرُجاً،وأَعلاماً ومَناراً،وسادَةً وأَبراراً،واُومِنُ بِسِرِّهِم وجَهرِهِم، وظاهِرِهِم وباطِنِهِم،وشاهِدِهِم وغائِبِهِم،وحَیِّهِم ومَیِّتِهِم،لا شَکَّ فی ذلِکَ ولَا ارتِیابَ عِندَ تَحَوُّلِکَ،ولَا انقِلابَ.
اللّهُمَّ فَادعُنی یَومَ حَشری ونَشری بِإِمامَتِهِم،وأَنقِذنی بِهِم یا مَولای مِن حَرِّ النّیرانِ،وإن لَم تَرزُقنی رَوحَ الجِنانِ،فَإِنَّکَ إن أعتَقتَنی مِنَ النّارِ کُنتُ مِنَ الفائِزینَ.
اللّهُمَّ وقَد أصبَحتُ یَومی هذا لا ثِقَةَ لی ولا رَجاءَ،ولا لَجَأَ ولا مَفزَعَ ولا مَنجی غَیرُ مَن تَوَسَّلتُ بِهِم إلَیکَ،مُتَقَرِّباً إلی رَسولِکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،ثُمَّ عَلِیٍّ أمیرِ المُؤمِنینَ، وَالزَّهراءِ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ،وعَلِیٍّ ومُحَمَّدٍ،وجَعفَرٍ وموسی،وعَلِیٍّ ومُحَمَّدٍ،وعَلِیٍّ وَالحَسَنِ،ومَن بَعدَهُم یُقیمُ المَحَجَّةَ إلَی الحُجَّةِ المَستورَةِ (6)مِن وُلدِهِ، المَرجُوِّ لِلاُمَّةِ مِن بَعدِهِ.
اللّهُمَّ فَاجعَلهُم فی هذَا الیَومِ وما بَعدَهُ حِصنی مِنَ المَکارِهِ،ومَعقِلی مِنَ المَخاوِفِ،
ص:516
ونَجِّنی بِهِم مِن کُلِّ عَدُوٍّ وطاغٍ وباغٍ وفاسِقٍ،ومِن شَرِّ ما أعرِفُ وما انکِرُ،ومَا استَتَرَ عَنّی وما ابصِرُ،ومِن شَرِّ کُلِّ دابَّةٍ رَبّی آخِذٌ بِناصِیَتِها،إنَّکَ عَلی صَراطٍ مُستَقیمٍ.
اللّهُمَّ فَبِتَوَسُّلی بِهِم إلَیکَ،وتَقَرُّبی بِمَحَبَّتِهِم،وتَحَصُّنی بِإِمامَتِهِم،افتَح عَلَیَّ فی هذَا الیَومِ أبوابَ رِزقِکَ،وَانشُر عَلَیَّ رَحمَتَکَ،وحَبِّبنی إلی خَلقِکَ،وجَنِّبنی بُغضَهُم وعَداوَتَهُم،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
اللّهُمَّ ولِکُلِّ مُتَوَسِّلٍ ثَوابٌ،ولِکُلِّ ذی شَفاعَةٍ حَقٌّ،فَأَسأَ لُکَ بِمَن جَعَلتُهُ إلَیکَ سَبَبی، وقَدَّمتُهُ أمامَ طَلِبَتی،أن تُعَرِّفَنی بَرَکَةَ یَومی هذا،وشَهری هذا،وعامی هذا.
اللّهُمَّ وهُم مَفزَعی ومَعونَتی فی شِدَّتی ورَخائی،وعافِیَتی وبَلائی،ونَومی ویَقَظَتی، وظَعنی وإقامَتی،وعُسری ویُسری،وعَلانِیَتی وسِرّی،وإصباحی وإمسائی،وتَقَلُّبی ومَثوایَ،وسِرّی وجَهری.
اللّهُمَّ فَلا تُخَیِّبنی بِهِم مِن نائِلِکَ،ولا تَقطَع رَجائی مِن رَحمَتِکَ،ولا تُؤیِسنی مِن رَوحِکَ،ولا تَبتَلِنی بِانغِلاقِ أبوابِ الأَرزاقِ،وَانسِدادِ مَسالِکِها وَارتِیاحِ (1)مَذاهِبِها،وَافتَح لی مِن لَدُنکَ فَتحاً یَسیراً،وَاجعَل لی مِن کُلِّ ضَنکٍ مَخرَجاً،وإلی کُلِّ سَعَةٍ مَنهَجاً،إنَّکَ أرحَمُ الرّاحِمینَ،وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ،آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (2)
راجع:ج 3 ص 585 (دعوات الفرج/الدعاء المأثور عن الإمام الرضا علیه السلام ).
695.الکافی عن ابن أبی حمزة: سَمِعتُ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السلام یَقولُ لِابنِهِ:یا بُنَیَّ مَن أصابَهُ
ص:517
مِنکُم مُصیبَةٌ أو نَزَلَت بِهِ نازِلَةٌ،فَلیَتَوَضَّأ وَلیُسبِغِ الوُضوءَ،ثُمَّ یُصَلّی رَکعَتَینِ أو أربَعَ رَکَعاتٍ،ثُمَّ یَقولُ فی آخِرِهِنَّ:
یا مَوضِعَ کُلِّ شَکوی،ویا سامِعَ کُلِّ نَجوی،وشاهِدَ کُلِّ مَلَإٍ،وعالِمَ کُلِّ خَفِیَّةٍ،ویا دافِعَ ما یَشاءُ مِن بَلِیَّةٍ،ویا خَلیلَ إبراهیمَ،ویا نَجِیَّ موسی،ویا مُصطَفِیَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،أدعوکَ دُعاءَ مَنِ اشتَدَّت فاقَتُهُ،وقَلَّت حیلَتُهُ،وضَعُفَت قُوَّتُهُ،دُعاءَ الغَریقِ الغَریبِ المُضطَرِّ،الَّذی لا یَجِدُ لِکَشفِ ما هُوَ فیهِ إلّاأنتَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
فَإِنَّهُ لا یَدعو بِهِ أحَدٌ إلّاکَشَفَ اللّهُ عَنهُ إن شاءَ اللّهُ. (1)
696.کتاب من لا یحضره الفقیه: کانَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام إذا حَزَنَهُ أمرٌ لَبِسَ ثَوبَینِ مِن أغلَظِ ثِیابِهِ وأَخشَنِها،ثُمَّ رَکَعَ فی آخِرِ اللَّیلِ رَکعَتَینِ،حَتّی إذا کانَ فی آخِرِ سَجدَةٍ مِن سُجودِهِ،سَبَّحَ اللّهَ مِئَةَ تَسبیحَةٍ،وحَمِدَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ،وهَلَّلَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ،وکَبَّرَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ،ثُمَّ یَعتَرِفُ بِذُنوبِهِ کُلِّها،ما عَرَفَ مِنها أقَرَّ لَهُ تَبارَکَ وتَعالی بِهِ فی سُجودِهِ،وما لَم یَذکُر مِنهَا اعتَرَفَ بِهِ جُملَةً،ثُمَّ یَدعُو اللّهَ عز و جل ویُفضی (2)بِرُکبَتَیهِ إلَی الأَرضِ. (3)
697.مکارم الأخلاق: رُوِیَ أنَّ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیهما السلام کانَ إذا أحزَنَهُ أمرٌ لَبِسَ أنظَفَ ثِیابِهِ، وأَسبَغَ الوُضوءَ،وصَعِدَ أعلی سَطحِهِ،فَصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ یَقرَأُ فِی الاُولَی«الحَمدَ»و «إذا زُلزِلَت»،وفِی الثّانِیَةِ«الحَمدَ»و«إذا جاءَ نَصرُ اللّهِ»،وفِی الثّالِثَةِ«الحَمدَ»و«قُل یا أیُّهَا الکافِرونَ»،وفِی الرّابِعَةِ«الحَمدَ»و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،ثُمَّ یَرفَعُ یَدَیهِ إلَی السَّماءِ، ویَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ الَّتی إذا دُعیتَ بِها عَلی أبوابِ السَّماءِ لِلفَتحِ انفَتَحَت،وإذا
ص:518
دُعیتَ بِها عَلی مَضایِقِ الأَرَضینَ لِلفَرَجِ انفَرَجَت.وأَسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ الَّتی إذا دُعیتَ بِها عَلی أبوابِ العُسرِ لِلیُسرِ تَیَسَّرَت،وأَسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ الَّتی إذا دُعیتَ بِها عَلَی القُبورِ تَنَشَّرَت،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاقلِبنی بِقَضاءِ حاجَتی.
قالَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیهما السلام:إذاً-وَاللّهِ-لا یَزولُ قَدَمُهُ حَتّی تُقضی حاجَتُهُ إن شاءَ اللّهُ تَعالی. (1)
698.الإمام الصادق علیه السلام: یا مِسمَعُ،ما یَمنَعُ أحَدَکُم إذا دَخَلَ عَلَیهِ غَمٌّ مِن غُمومِ الدُّنیا أن یَتَوَضَّأَ،ثُمَّ یَدخُلَ مَسجِدَهُ ویَرکَعَ رَکعَتَینِ فَیَدعُوَ اللّهَ فیهِما،أما سَمِعتَ اللّهَ یَقولُ:
وَ اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ (2). (3)
699.عنه علیه السلام: صُم (4)یَومَ الأَربِعاءِ وَالخَمیسِ وَالجُمُعَةِ،فَإِذا کانَ یَومُ الجُمُعَةِ اغتَسِل وَالبَس ثَوباً جَدیداً،ثُمَّ اصعَد إلی أعلی مَوضِعٍ فی دارِکَ،وأَبرِز (5)مُصَلّاکَ فی زاوِیَةٍ مِن دارِکَ، وصَلِّ رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فِی الاُولَی«الحَمدَ»و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،وفِی الثّانِیَةِ«الحَمدَ»و«قُل یا أیُّهَا الکافِرونَ»،ثُمَّ ارفَع یَدَیکَ إلَی السَّماءِ،وَلیَکُن ذلِکَ قَبلَ الزَّوالِ بِنِصفِ ساعَةٍ، وقُل:
اللّهُمَّ إنّی ذَکَرتُ (6)تَوحیدی إیّاکَ،ومَعرِفَتی بِکَ،وإخلاصی لَکَ،وإقراری بِرُبوبِیَّتِکَ، وذَکَرتُ وِلایَةَ مَن أنعَمتَ عَلَیَّ بِمَعرِفَتِهِم مِن بَرِیَّتِکَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،لِیَومِ فَزَعی إلَیکَ عاجِلاً وآجِلاً،وقَد فَزِعتُ إلَیکَ وإلَیهِم یا مَولایَ ! فی هذَا الیَومِ وفی مَوقِفی
ص:519
هذا،وسَأَلتُکَ مادَّتی (1)مِن نِعمَتِکَ،وإزاحَةَ ما أخشاهُ مِن نَقِمَتِکَ،وَالبَرَکَةَ لی فی جَمیعِ ما رَزَقتَنیهِ،وتَحصینَ صَدری مِن کُلِّ هَمٍّ وجائِحَةٍ (2)ومُصیبَةٍ فی دینی ودُنیایَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (3)
700.الدعاء للطبرانی عن محمّد بن جعفر بن محمّد بن علیّ بن الحسین بن علیّ بن أبی طالب علیهم السلام: کانَ أبی [الإِمامُ الصّادِقُ علیه السلام ] إذا حَزَبَهُ (4)أمرٌ قامَ فَتَوَضَّأَ وصَلّی رَکعَتَینِ، ثُمَّ قالَ فی دُبُرِ صَلاتِهِ:
اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتی فی کُلِّ کَربٍ،وأَنتَ رَجائی فی کُلِّ شِدَّةٍ،وأَنتَ لی فی کُلِّ أمرٍ نَزَلَ بی ثِقَةٌ وعُدَّةٌ،فَکَم مِن کَربٍ قَد یَضعُفُ عَنهُ الفُؤادُ وتَقِلُّ فیهِ الحیلَةُ،ویَرغَبُ عَنهُ الصَّدیقُ،ویَشمَتُ بِهِ العَدُوُّ،أنزَلتُهُ بِکَ وشَکَوتُهُ إلَیکَ فَفَرَّجتَهُ وکَشَفتَهُ وکَفَیتَنیهِ،فَأَنتَ صاحِبُ کُلِّ حاجَةٍ ووَلِیُّ کُلِّ نِعمَةٍ،وأَنتَ الَّذی حَفِظتَ الغُلامَ بِصَلاحِ أبَوَیهِ،فَاحفَظنی بِما حَفِظتَهُ بِهِ ولا تَجعَلنی فِتنَةً لِلقَومِ الظّالِمینَ.
اللّهُمَّ وأَسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ سَمَّیتَهُ فی کِتابِکَ،أو عَلَّمتَهُ أحَداً مِن خَلقِکَ،أوِ استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،وأَسأَ لُکَ بِالاِسمِ الأَعظَمِ الأَعظَمِ الأَعظَمِ،الَّذی إذا سُئِلتَ بِهِ کانَ حَقّاً عَلَیکَ أن تُجیبَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ وأَن تَقضِیَ حاجَتی.
ویَسأَلُ حاجَتَهُ. (5)
ص:520
701.الکافی عن إسماعیل بن جابر عن الإمام الصادق علیه السلام -فِی الهَمِّ قالَ-:تَغتَسِلُ وتُصَلّی رَکعَتَینِ وتَقولُ:
یا فارِجَ الهَمِّ ویا کاشِفَ الغَمِّ،یا رَحمنَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،فَرِّج هَمّی وَاکشِف غَمّی،یا اللّهُ الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ،الَّذی لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،اعصِمنی وطَهِّرنی،وَاذهَب بِبَلِیَّتی.
وَاقرَأ آیَةَ الکُرسِیِّ وَالمُعَوِّذَتَینِ. (1)
702.الإمام الصادق علیه السلام: مَن نَزَلَ بِهِ کَربٌ فَلیَغتَسِل وَلیُصَلِّ رَکعَتَینِ،ثُمَّ یَضطَجِعُ ویَضَعُ خَدَّهُ الأَیمَنَ عَلی یَدِهِ الیُمنی،فَیَقولُ:
یا مُعِزَّ کُلِّ ذَلیلٍ،یا مُذِلَّ کُلِّ عَزیزٍ،وحَقِّکَ لَقَد شَقَّ عَلَیَّ کَذا وکَذا.
ویُسَمِّی الأَمرَ الَّذی نَزَلَ بِهِ (2). (3)
703.فلاح السائل عن عبد الرحمن بن کثیر: شَکَوتُ إلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام کَرباً أصابَنی،قالَ:یا عَبدَ الرَّحمنِ،إذا صَلَّیتَ العِشاءَ الآخِرَةَ فَصَلِّ رَکعَتَینِ ثُمَّ ضَع خَدَّکَ الأَیمَنَ عَلَی الأَرضِ ثُمَّ قُل:
یا مُذِلَّ کُلِّ جَبّارٍ ومُعِزَّ کُلِّ ذَلیلٍ،قَد وحَقِّکَ بَلَغَ بی مَجهودی.
قالَ:فَما قُلتُهُ إلّاثَلاثَ لَیالٍ حَتّی جاءَنِیَ الفَرَجُ. (4)
704.الکافی عن عبد الرحیم القصیر: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقُلتُ:جُعِلتُ فِداکَ إنِّی
ص:521
اختَرَعتُ دُعاءً،قالَ:دَعنی مِنِ اختِراعِکَ،إذا نَزَلَ بِکَ أمرٌ فَافزَع إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله، وصَلِّ رَکعَتَینِ تُهدیهِما إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله.قُلتُ:کَیفَ أصنَعُ؟
قالَ:تَغتَسِلُ وتُصَلّی رَکعَتَینِ تَستَفتِحُ بِهِمَا افتِتاحَ الفَریضَةِ وتَشَهَّدُ تَشَهُّدَ الفَریضَةِ، فَإِذا فَرَغتَ مِنَ التَّشَهُّدِ وسَلَّمتَ قُلتَ:
اللّهُمَّ أنتَ السَّلامُ ومِنکَ السَّلامُ وإلَیکَ یَرجِعُ السَّلامُ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وبَلِّغ روحَ مُحَمَّدٍ مِنِّی السَّلامَ وأَرواحَ الأَئِمَّةِ الصّادِقینَ سَلامی،وَاردُد عَلَیَّ مِنهُمُ السَّلامَ،وَالسَّلامُ عَلَیهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ.اللّهُمَّ إنَّ هاتَینِ الرَّکعَتَینِ هَدِیَّةٌ مِنّی إلی رَسولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ،فَأَثِبنی عَلَیهِما ما أمَّلتُ ورَجَوتُ فیکَ وفی رَسولِکَ یا وَلِیَّ المُؤمِنینَ.
ثُمَّ تَخِرُّ ساجِداً وتَقولُ:
یا حَیُّ یا قَیّومُ،یا حَیُّ لا یَموتُ،یا حَیُّ لا إلهَ إلّاأنتَ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
أربَعینَ مَرَّةً،ثُمَّ ضَع خَدَّکَ الأَیمَنَ فَتَقولُها أربَعینَ مَرَّةً،ثُمَّ ضَع خَدَّکَ الأَیسَرَ فَتَقولُها أربَعینَ مَرَّةً،ثُمَّ تَرفَعُ رَأسَکَ وتَمُدُّ یَدَکَ وتَقولُ أربَعینَ مَرَّةً،ثُمَّ تَرُدُّ یَدَکَ إلی رَقَبَتِکَ وتَلوذُ بِسَبّابَتِکَ وتَقولُ ذلِکَ أربَعینَ مَرَّةً.ثُمَّ خُذ لِحیَتَکَ بِیَدِکَ الیُسری وَابکِ أو تَباکِ وقُل:
یا مُحَمَّدُ یا رَسولَ اللّهِ،أشکو إلَی اللّهِ وإلَیکَ حاجَتی و [أشکو] (1)إلی أهلِ بَیتِکَ الرّاشِدینَ حاجَتی،وبِکُم أتَوَجَّهُ إلَی اللّهِ فی حاجَتی.
ثُمَّ تَسجُدُ وتَقولُ:
ص:522
یا اللّهُ یا اللّهُ-حَتّی یَنقَطِعَ نَفَسُکَ-صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافعَل بی کَذا وکَذا.
قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:فَأَنَا الضّامِنُ عَلَی اللّهِ عز و جل أن لا یَبرَحَ حَتّی تُقضی حاجَتُهُ. (1)
705.بحارالأنوار عن الإمام الصادق علیه السلام: مَن کانَت لَهُ حاجَةٌ إلَی اللّهِ تَعالی مُهِمَّةٌ یُریدُ قَضاءَها، فَلیَغتَسِل وَلیَلبَس أنظَفَ ثِیابِهِ،ویَصعَدُ إلی سَطحِهِ ویُصَلّی رَکعَتَینِ،ثُمَّ یَسجُدُ ویُثنی عَلَی اللّهِ،ویَقولُ:
یا جَبرَئیلُ یا مُحَمَّدُ،یا جَبرَئیلُ یا مُحَمَّدُ،أنتُما کافِیانِ فَاکفِیانی،وأَنتُما حافِظانِ فَاحفَظانی،وأَنتُما کالِئانِ فَاکلَآنی.
مِئَةَ مَرَّةٍ.ثُمَّ قالَ الصّادِقُ علیه السلام:حَقٌّ عَلَی اللّهِ تَعالی أن لا یَقولَ ذلِکَ أحَدٌ إلّاقَضَی اللّهُ حاجَتَهُ. (2)
706.الإمام الصادق علیه السلام: إذا حَضَرَت لَکَ حاجَةٌ مُهِمَّةٌ إلَی اللّهِ عز و جل فَصُم ثَلاثَةَ أیّامٍ مُتَوالِیَةً:
الأَربِعاءَ وَالخَمیسَ وَالجُمُعَةَ،فَإِذا کانَ یَومُ الجُمُعَةِ إن شاءَ اللّهُ فَاغتَسِل وَالبَس ثَوباً جَدیداً،ثُمَّ اصعَد إلی أعلی بَیتٍ فی دارِکَ،وصَلِّ فیهِ رَکعَتَینِ،وَارفَع یَدَیکَ إلَی السَّماءِ، ثُمَّ قُل:
«اللّهُمَّ إنّی حَلَلتُ بِساحَتِکَ لِمَعرِفَتی بِوَحدانِیَّتِکَ وصَمَدانِیَّتِکَ،وأَنَّهُ لا قادِرَ عَلی قَضاءِ حاجَتی غَیرُکَ،وقَد عَلِمتَ یا رَبِّ أنَّهُ کُلَّما تَظاهَرَت نِعَمُکَ عَلَیَّ اشتَدَّت فاقَتی إلَیکَ،وقَد طَرَقَنی هَمُّ کَذا وکَذا وأَنتَ بِکَشفِهِ عالِمٌ غَیرُ مُعَلَّمٍ،وَاسِعٌ غَیرُ مُتَکَلِّفٍ، فَأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی وَضَعتَهُ عَلَی الجِبالِ فَنُسِفَت،ووَضَعتَهُ عَلَی السَّماءِ فَانشَقَّت، وعَلَی النُّجومِ فَانتَشَرَت (3)،وعَلَی الأَرضِ فَسُطِحَت،وأَسأَ لُکَ بِالحَقِّ الَّذی جَعَلتَهُ عِندَ
ص:523
مُحَمَّدٍ وَالأَئِمَّةِ-وتُسَمّیهِم إلی آخِرِهِم-أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ وأَن تَقضِیَ حاجَتی،وأَن تُیَسِّرَ لی عُسرَها،وتَکفِیَنی مُهِمَّها،فَإِن فَعَلتَ فَلَکَ الحَمدُ،وإن لَم تَفعَل فَلَکَ الحَمدُ غَیرُ جائِرٍ فی حُکمِکَ،ولا مُتَّهَمٍ فی قَضائِکَ،ولا حائِفٍ (1)فی عَدلِکَ».
وتُلصِقُ خَدَّکَ بِالأَرضِ وتَقولُ:«اللّهُمَّ إنَّ یونُسَ بنَ مَتّی عَبدُکَ دَعاکَ فی بَطنِ الحوتِ وهُوَ عَبدُکَ فَاستَجَبتَ لَهُ،وأَ نَا عَبدُکَ أدعوکَ فَاستَجِب لی».
ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام:إذا کانَت لِیَ الحاجَةُ فَأَدعو بِهذَا الدُّعاءِ فَأَرجِعُ وقَد قُضِیَت. (2)
707.عنه علیه السلام: مَن کانَت لَهُ حاجَةٌ مُهِمَّةٌ فَلیَصُمِ الأَربِعاءَ وَالخَمیسَ وَالجُمُعَةَ،ثُمَّ یُصَلّی رَکعَتَینِ قَبلَ الرَّکعَتَینِ اللَّتَینِ یُصَلّیهِما قَبلَ الزَّوالِ،ثُمَّ یَدعو بِهذَا الدُّعاءِ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ،لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ الَّذی خَشَعَت لَهُ الأَصواتُ،وعَنَت لَهُ الوُجوهُ،وذَلَّت لَهُ النُّفوسُ،ووَجِلَت لَهُ القُلوبُ مِن خَشیَتِکَ،وأَسأَ لُکَ بِأَنَّکَ مَلیکٌ، وأَنَّکَ مُقتَدِرٌ،وأَنَّکَ ما تَشاءُ مِن أمرٍ یَکونُ،وأَنَّکَ اللّهُ الماجِدُ الواحِدُ الَّذی لا یُحفیکَ سائِلٌ،ولا یَنقُصُکَ نائِلٌ،ولا یَزیدُکَ کَثرَةُ الدُّعاءِ إلّاکَرَماً وجوداً،لا إلهَ إلّاأنتَ الحَیُّ القَیّومُ،ولا إلهَ إلّاأنتَ الخالِقُ الرّازِقُ،ولا إلهَ إلّاأنتَ المُحیِی المُمیتُ،ولا إلهَ إلّاأنتَ البَدیءُ البَدیعُ،لَکَ الفَخرُ،ولَکَ الکَرَمُ،ولَکَ المَجدُ،ولَکَ الحَمدُ،ولَکَ الأَمرُ،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،یا أحَدُ یا صَمَدُ یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَافعَل بی کَذا وکَذا».
ص:524
وهُوَ دُعاءُ الدَّینِ أیضاً. (1)
708.مصباح المتهجّد: رُوِیَ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام:أنَّهُ صامَ یَومَ الأَربِعاءِ وَالخَمیسِ وَالجُمُعَةِ، وصَلّی لَیلَةَ السَّبتِ ما شاءَ،ثُمَّ قالَ:«یا رَبِّ،یا رَبِّ»،ثَلاثَمِئَةِ مَرَّةٍ،ثُمَّ قالَ:
یا رَبِّ،إنَّهُ لَیسَ یَرُدُّ غَضَبَکَ إلّاحِلمُکَ،ولا یُنجی مِن عِقابِکَ إلّاعَفوُکَ،ولا یُخَلِّصُ مِنکَ إلّارَحمَتُکَ وَالتَّضَرُّعُ إلَیکَ،فَهَب لی یا إلهی ! فَرَجاً بِالقُدرَةِ الَّتی تُحیی بِها أمواتَ العِبادِ وبِها تَنشُرُ مَیتَ البِلادِ،ولا تُهلِکنی وعَرِّفنی یا رَبِّ إجابَتَکَ،وأَذِقنی طَعمَ العافِیَةِ إلی مُنتَهی أجَلی،یا رَبِّ ارفَعنی ولا تَضَعنی وَاحفَظنی وَانصُرنی ولا تَخذُلنی.
یا رَبِّ،إن رَفَعتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَضَعُنی،وإن وَضَعتَنی فَمَن ذَا الَّذی یَرفَعُنی،وقَد عَلِمتُ یا إلهی أن لَیسَ فی حُکمِکَ ظُلمٌ ولا فی نَقِمَتِکَ عَجَلَةٌ،وإنَّما یَعجَلُ مَن یَخافُ الفَوتَ،وإنَّما یَحتاجُ إلَی الظُّلمِ الضَّعیفُ،وقَد تَعالَیتَ عَن ذلِکَ سَیِّدی عُلُوّاً کَبیراً،فَلا تَجعَلنی لِلبَلاءِ غَرَضاً ولا لِنَقِمَتِکَ نَصَباً،ومَهِّلنی ونَفِّسنی وأَقِلنی عَثرَتی،ولا تُتبِعنی بِبَلاءٍ عَلی أثَرِ بَلاءٍ،فَقَد تَری ضَعفی وقِلَّةَ حیلَتی وتَمَرُّغی وتَضَرُّعی إلَیکَ.
یا رَبِّ،أعوذُ بِکَ فی هذِهِ اللَّیلَةِ وفی هذَا الیَومِ مِن کُلِّ سوءٍ فَأَعِذنی،وأَستَجیرُ بِکَ فَأَجِرنی،وأَستَتِرُ بِکَ مِن شَرِّ خَلقِکَ فَاستُرنی،وأَستَغفِرُکَ مِن ذُنوبی فَاغفِر لی،إنَّهُ لا یَغفِرُ العَظیمَ إلَّاالعَظیمُ،وأَنتَ العَظیمُ العَظیمُ العَظیمُ،أعظَمُ مِن کُلِّ عَظیمٍ. (2)
709.الأمالی للطوسی عن سلیمان الدیلمی: جاءَ رَجُلٌ إلی سَیِّدِنَا الصّادِقِ علیه السلام فَقالَ لَهُ:یا سَیِّدی،أشکو إلَیکَ دَیناً رَکِبَنی،وسُلطاناً غَشَمَنی واُریدُ أن تُعَلِّمَنی دُعاءً أغتَنِمُ بِهِ غَنیمَةً أقضی بِها دَینی وأَکفی بِها ظُلمَ سُلطانی.
ص:525
فَقالَ:إذا جَنَّکَ اللَّیلُ فَصَلِّ رَکعَتَینِ،اقرَأ فِی الاُولی مِنهُمَا«الحَمدَ»و«آیَةَ الکُرسِیِّ»،وفِی الرَّکعَةِ الثّانِیَةِ«الحَمدَ»وآخِرَ الحَشرِ: لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلی جَبَلٍ (1)إلی خاتِمَةِ السّورَةِ،ثُمَّ خُذِ المُصحَفَ فَدَعهُ عَلی رَأسِکَ وقُل:
بِهذَا القُرآنِ وبِحَقِّ مَن أرسَلتَهُ بِهِ،وبِحَقِّ کُلِّ مُؤمِنٍ مَدَحتَهُ فیهِ وبِحَقِّکَ عَلَیهِم فَلا أحَدَ أعرَفُ بِحَقِّکَ مِنکَ،بِکَ یا اللّهُ-عَشرَ مَرّاتٍ-.
ثُمَّ تَقولُ:«یا مُحَمَّدُ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا عَلِیُّ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا فاطِمَةُ»عَشرَ مَرّاتٍ، «یا حَسَنُ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا حُسَینُ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ»عَشرَ مَرّاتٍ، «یا مُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا موسَی بنَ جَعفَرٍ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا عَلِیَّ بنَ موسی»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا مُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ»عَشرَ مَرّاتٍ، «یا عَلِیَّ بنَ مُحَمَّدٍ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا حَسَنَ (2)بنَ عَلِیٍّ»عَشرَ مَرّاتٍ،«یا حُجَّةُ»عَشرَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تَسأَلُ اللّهَ تَعالی حاجَتَکَ.
قالَ:فَمَضَی الرَّجُلُ وعادَ إلَیهِ بَعدَ مُدَّةٍ وقَد قَضی دینَهُ وصَلَحَ لَهُ سُلطانُهُ وعَظُمَ یَسارُهُ. (3)
710.الإمام الکاظم علیه السلام -لِمُرازِمٍ-:إذا فَدَحَکَ أمرٌ عَظیمٌ فَتَصَدَّق فی نَهارِکَ عَلی سِتّینَ مِسکیناً،عَلی کُلِّ مِسکینٍ نِصفَ صاعٍ بِصاعِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله مِن تَمرٍ أو بُرٍّ أو شَعیرٍ،فَإِذا کانَ بِاللَّیلِ اغتَسَلتَ فی ثُلُثِ اللَّیلِ الأَخیرِ،ثُمَّ لَبِستَ أدنی ما یَلبَسُ مَن تَعولُ مِنَ الثِّیابِ، إلّا أنَّ عَلَیکَ فی تِلکَ الثِّیابِ إزاراً،ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ تَقرَأُ فیهِما بِالتَّوحیدِ و«قُل یا أیُّهَا
ص:526
الکافِرونَ»،فَإِذا وَضَعتَ جَبینَکَ فِی الرَّکعَةِ الأَخیرَةِ لِلسُّجودِ،هَلَّلتَ اللّهَ وقَدَّستَهُ وعَظَّمتَهُ ومَجَّدتَهُ،ثُمَّ ذَکَرتَ ذُنوبَکَ فَأَقرَرتَ بِما تَعرِفُ مِنها تُسَمّی،وما لَم تَعرِف أقرَرتَ بِهِ جُملَةً،ثُمَّ رَفَعتَ رَأسَکَ فَإِذا وَضَعتَ جَبینَکَ فِی السَّجدَةِ الثّانِیَةِ،استَخَرتَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ تَقولُ:«اللّهُمَّ إنّی أستَخیرُکَ بِعِلمِکَ».
ثُمَّ تَدعُو اللّهَ بِما شِئتَ مِن أسمائِهِ وتَقولُ:
یا کائِناً قَبلَ کُلِّ شَیءٍ،ویا مُکَوِّنَ کُلِّ شَیءٍ،ویا کائِناً بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،افعَل بی کَذا وکَذا.
وکُلَّما سَجَدتَ فَأَفضِ بِرُکبَتَیکَ إلَی الأَرضِ،وتَرفَعُ الإِزارَ حَتّی تَکشِفَ عَنهُما، وَاجعَلِ الإِزارَ مِن خَلفِکَ بَینَ ألیَتَیکَ وباطِنِ ساقَیکَ،فَإِنّی أرجو أن تُقضی حاجَتُکَ إن شاءَ اللّهُ تَعالی،وَابدَأ بِالصَّلاةِ عَلَی النَّبِیِّ وأَهلِ بَیتِهِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم أجمَعینَ. (1)
711.مکارم الأخلاق: صَلاةُ الشِّدَّةِ:قالَ الکاظِمُ علیه السلام:تُصَلّی ما بَدا لَکَ فَإِذا فَرَغتَ فَأَلصِق خَدَّکَ بِالأَرضِ وقُل:
یا قُوَّةَ کُلِّ ضَعیفٍ،یا مُذِلَّ کُلِّ جَبّارٍ قَد وحَقِّکَ بَلَغَ الخَوفُ مَجهودی فَفَرِّج عَنّی.
ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ ضَع خَدَّکَ الأَیمَنَ عَلَی الأَرضِ وقُل:
یا مُذِلَّ کُلِّ جَبّارٍ یا مُعِزَّ کُلِّ ذَلیلٍ قَد وحَقِّکَ أعیا صَبری فَفَرِّج عَنّی.
ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تُقَلِّبُ خَدَّکَ الأَیسَرَ وتَقولُ مِثلَ ذلِکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تَضَعُ جَبهَتَکَ عَلَی الأَرضِ وتَقولُ:
أشهَدُ أنَّ کُلَّ مَعبودٍ مِن دونِ عَرشِکَ إلی قَرارِ أرضِکَ باطِلٌ إلّاوَجهَکَ،تَعلَمُ کُربَتی فَفَرِّج عَنّی.
ص:527
ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ اجلِس وأَنتَ مُستَرسِلٌ وقُل:
اللّهُمَّ أنتَ الحَیُّ القَیّومُ،العَلِیُّ العَظیمُ،الخالِقُ البارِئُ،المُحیِی المُمیتُ،البَدیءُ البَدیعُ،لَکَ الکَرَمُ ولَکَ الحَمدُ،ولَکَ المَنُّ ولَکَ الجودُ،وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ،یا واحِدُ یا أحَدُ یا صَمَدُ یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،کَذلِکَ اللّهُ رَبّی-ثَلاثَ مَرّاتٍ-صَلِّ [اللّهُمَّ] عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الصّادِقینَ وَافعَل بی کَذا وکَذا. (1)
712.الإمام الرضا علیه السلام: إذا حَزَنَکَ أمرٌ شَدیدٌ فَصَلِّ رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فی إحداهُمَا«الفاتِحَةَ»و«آیَةَ الکُرسِیِّ»،وفِی الثّانِیَةِ«الفاتِحَةَ»و«إنّا أنزَلناهُ فی لَیلَةِ القَدرِ»،ثُمَّ خُذِ المُصحَفَ وَارفَعهُ فَوقَ رَأسِکَ،وقُل:«اللّهُمَّ بِحَقِّ مَن أرسَلتَهُ إلی خَلقِکَ،وبِحَقِّ کُلِّ آیَةٍ فیهِ،وبِحَقِّ کُلِّ مَن مَدَحتَهُ فیهِ عَلَیکَ،وبِحَقِّکَ عَلَیهِ ولا نَعرِفُ أحَداً أعرَفَ بِحَقِّکَ مِنکَ،یا سَیِّدی یا اللّهُ-عَشرَ مَرّاتٍ-بِحَقِّ مُحَمَّدٍ-عَشراً-بِحَقِّ عَلِیٍّ»-عَشراً-بِحَقِّ فاطِمَةَ-عَشراً-، بِحَقِّ إمامٍ بَعدَهُ-کُلَّ إمامٍ تَعُدُّهُ عَشراً-حَتّی تَنتَهِیَ إلی إمامٍ حَقٍّ الَّذی هُوَ إمامُ زَمانِکَ، فَإِنَّکَ لا تَقومُ مِن مَقامِکَ حَتّی یَقضِیَ اللّهُ حاجَتَکَ. (2)
713.مکارم الأخلاق: صَلاةٌ لِمَن أصابَهُ هَمٌّ أو غَمٌّ أو کانَت لَهُ إلَی اللّهِ حاجَةٌ،عَنِ الرِّضا علیه السلام قالَ:
یُصَلّی رَکعَتَینِ یَقرَأُ فی کُلِّ واحِدَةٍ مِنهُمَا«الحَمدَ»مَرَّةً و«إنّا أنزَلناهُ»ثَلاثَ عَشرَةَ مَرَّةً، فَإِذا فَرَغَ سَجَدَ وقالَ:
اللّهُمَّ یا فارِجَ الهَمِّ،ویا کاشِفَ الغَمِّ،ومُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرّینَ،یا رَحمانَ الدُّنیا ورَحیمَ الآخِرَةِ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَارحَمنی رَحمَةً تُطفِئُ بِها عَنّی غَضَبَکَ
ص:528
وسَخَطَکَ،وتُغنینی بِها عَن رَحمَةِ مَن سِواکَ.
ثُمَّ یُلصِقُ خَدَّهُ الأَیمَنَ بِالأَرضِ ویَقولُ:
یا مُذِلَّ کُلِّ جَبّارِ عَنیدٍ،ومُعِزَّ کُلِّ ذَلیلٍ،وحَقِّکَ قَد بَلَغَ المَجهودُ مِنّی فی أمرِ کَذا، فَفَرِّج عَنّی.
ثُمَّ یُلصِقُ خَدَّهُ الأَیسَرَ بِالأَرضِ ویَقولُ مِثلَ ذلِکَ،ثُمَّ یَعودُ إلی سُجودِهِ ویَقولُ مِثلَ ذلِکَ،فَإِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ یُفَرِّجُ غَمَّهُ ویَقضی حاجَتَهُ. (1)
714.المزار الکبیر: یُستَحَبُّ أن یَدعُوَ بِهذَا الدُّعاءِ بَعدَ صَلاةِ الزِّیارَةِ،فَهُوَ مَروِیٌّ عَنهُ [ الإِمامِ المَهدِیِّ ] علیه السلام:
اللّهُمَّ عَظُمَ البَلاءُ،وبَرِحَ الخَفاءُ،وَانکَشَفَ الغِطاءُ،وضاقَتِ الأَرضُ ومَنَعَتِ السَّماءُ، وإلَیکَ یا رَبِّ المُشتَکی،وعَلَیکَ المُعَوَّلُ فِی الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الَّذینَ فَرَضتَ عَلَینا طاعَتَهُم،وعَرَّفتَنا بِذلِکَ مَنزِلَتَهُم،فَفَرِّج عَنّا بِحَقِّهِم فَرَجاً عاجِلاً کَلَمحِ البَصَرِ أو هُوَ أقرَبُ مِن ذلِکَ.یا مُحَمَّدُ یا عَلِیُّ،یا عَلِیُّ یا مُحَمَّدُ،اُنصُرانی فَإِنَّکُما ناصِرایَ،وَاکفِیانی فَإِنَّکُما کافِیایَ،یا مَولایَ یا صاحِبَ الزَّمانِ،الغَوثَ الغَوثَ الغَوثَ، أدرِکنی أدرِکنی أدرِکنی. (2)
715.الدعوات: رُوِیَ عَنِ الأَئِمَّةِ علیهم السلام:إذا حَزَنَکَ أمرٌ فَصَلِّ رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فِی الرَّکعَةِ الاُولَی «الحَمدَ»و«آیَةَ الکُرسِیِّ»،وفِی الثّانِیَةِ«الحَمدَ»و«إنّا أنزَلناهُ»،ثُمَّ خُذِ المُصحَفَ وَارفَعهُ فَوقَ رَأسِکَ وقُل:
ص:529
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ ما أرسَلتَهُ إلی خَلقِکَ،وبِحَقِّ کُلِّ آیَةٍ هِیَ [لَکَ] (1)فِی القُرآنِ، وبِحَقِّ کُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ مَدَحتَهُما فِی القُرآنِ،وبِحَقِّکَ عَلَیکَ ولا أحَدَ أعرَفُ بِحَقِّکَ مِنکَ.
وتَقولُ:«یا سَیِّدی یا اللّهُ-عَشراً-،بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله-عَشراً-،وبِحَقِّ عَلِیٍّ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام-عَشراً-».
ثُمَّ تَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ نَبِیِّکَ المُصطَفی،وبِحَقِّ وَلِیِّکَ ووَصِیِّ رَسولِکَ المُرتَضی،وبِحَقِّ الزَّهراءِ مَریَمَ الکُبری سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ،وبِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَینِ سِبطَی نَبِیِّ الهُدی، ورَضیعَی ثَدیِ التُّقی،وبِحَقِّ زَینِ العابِدینَ وقُرَّةِ عَینِ النّاظِرینَ،وبِحَقِّ باقِرِ عِلمِ الأَوَّلینَ وَالخَلَفِ مِن آلِ یس،وبِحَقِّ الصّادِقِ مِنَ الصِّدّیقینَ،وبِحَقِّ الصّالِحِ مِنَ الصّالِحینَ،وبِحَقِّ الرّاضی مِنَ المَرضِیّینَ،وبِحَقِّ الخَیِّرِ مِنَ الخَیِّرینَ،وبِحَقِّ الصّابِرِ مِنَ الصّابِرینَ،وبِحَقِّ النَّقِیِّ وَالسَّجّادِ الأَصغَرِ،وبِبُکائِهِ لَیلَةَ المُقامِ بِالسَّهَرِ،وبِحَقِّ النَّفسِ الزَّکِیَّةِ وَالرّوحِ الطَّیِّبَةِ، سَمِیِّ نَبِیِّکَ وَالمُظهِرِ لِدینِکَ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّهِم وحُرمَتِهِم عَلَیکَ إلّاقَضَیتَ بِهِم حَوائِجی.
وتَذکُرُ ما شِئتَ. (2)
716.مکارم الأخلاق: صَلاةُ المَکروبِ،تُصَلّی رَکعَتَینِ،وتَأخُذُ المُصحَفَ فَتَرفَعُهُ إلَی اللّهِ تَعالی، وتَقولُ:
«اللّهُمَّ إنّی أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِما فیهِ وفیهِ اسمُکَ الأَکبَرُ وأَسماؤُکَ الحُسنی،وما بِهِ تُخافُ وتُرجی،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وتَقضِیَ حاجَتی»وتُسَمّیها. (3)
ص:530
717.الکافی عن إِسماعیل بن یسار عن بعض من رواه،قال: قالَ (1):إذا أحزَنَکَ أمرٌ فَقُل فی آخِرِ سُجودِکَ:
یا جَبرَئیلَ یا مُحَمَّدُ،یا جَبرَئیلُ یا مُحَمَّدُ-تُکَرِّرُ ذلِکَ-اِکفِیانی ما أنَا فیهِ،فَإِنَّکُما کافِیانِ،وَاحفَظانی بِإِذنِ اللّهِ فَإِنَّکُما حافِظانِ. (2)
راجع:ص 556 (دعوات لمطلق الحوائج/صلوات للحوائج ودعواتها) ونهج الدعاء:ص351 (صلوات قضاء الحوائج).
ص:531
ص:532
718.الإمام الجواد علیه السلام -مِمّا رَواهُ عَن آبائِهِ علیهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن جَبرَئیلَ علیه السلام عَنِ اللّهِ تَعالی فِی المُناجاةِ لِطَلَبِ الحَوائِجِ-:
[اللّهُمَّ] (1)جَدیرٌ مَن أمَرتَهُ بِالدُّعاءِ أن یَدعُوَکَ،ومَن وَعَدتَهُ بِالإِجابَةِ أن یَرجُوَکَ،ولِیَ اللّهُمَّ حاجَةٌ قَد عَجَزَت عَنها حیلَتی،وکَلَّت (2)فیها طاقَتی،وضَعُفَ عَن مَرامِها قُوَّتی، وسَوَّلَت (3)لی نَفسِیَ الأَمّارَةُ بِالسّوءِ،وعَدُوِّیَ الغَرورُ الَّذی أنَا مِنهُ مَبلُوٌّ (4)أن أرغَبَ إلَیکَ فیها.
اللّهُمَّ وأَنجِحها بِأَیمَنِ النَّجاحِ،وَاهدِها سَبیلَ الفَلاحِ،وَاشرَح بِالرَّجاءِ لِإِسعافِکَ صَدری،ویَسِّر فی أسبابِ الخَیرِ أمری،وصَوِّر إلَیَّ الفَوزَ بِبُلوغِ ما رَجَوتُهُ بِالوُصولِ إلی ما أمَّلتُهُ،ووَفِّقنِی اللّهُمَّ فی قَضاءِ حاجَتی بِبُلوغِ امنِیَّتی،وتَصدیقِ رَغبَتی.
ص:533
وأَعِذنِی اللّهُمَّ بِکَرَمِکَ مِنَ الخَیبَةِ وَالقُنوطِ (1)،وَالأَناةِ وَالتَّثبیطِ،اللّهُمَّ إنَّکَ مَلیءٌ بِالمَنائِحِ الجَزیلَةِ،وَفِیٌّ بِها،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،بِعِبادِکَ خَبیرٌ بَصیرٌ. (2)
719.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا طَلَبتَ حاجَةً فَأَحبَبتَ أن تُنجَحَ فَقُل:
لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ العَلِیُّ العَظیمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ الحَلیمُ الکَریمُ،بِسمِ اللّهِ الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ الحَلیمُ،سُبحانَ رَبِّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ: کَأَنَّهُمْ یَوْمَ یَرَوْنَ ما یُوعَدُونَ لَمْ یَلْبَثُوا إِلاّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ یُهْلَکُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ (3)، کَأَنَّهُمْ یَوْمَ یَرَوْنَها لَمْ یَلْبَثُوا إِلاّ عَشِیَّةً أَوْ ضُحاها (4).
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ موجِباتِ رَحمَتِکَ،وعَزائِمَ (5)مَغفِرَتِکَ،وَالغَنیمَةَ مِن کُلِّ بِرِّ، وَالسَّلامَةَ مِن کُلِّ ذَنبٍ،اللّهُمَّ لا تَدَع لَنا ذَنباً إلّاغَفَرتَهُ،ولا هَمّاً إلّافَرَّجتَهُ،ولا دَیناً إلّا قَضَیتَهُ،ولا حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ إلّاقَضَیتَها،بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ. (6)
720.عنه صلی الله علیه و آله -فی ذِکرِ الکَلِماتِ الَّتی عَلَّمَهُنَّ اللّهُ عز و جل إبراهیمَ علیه السلام یَومَ قُذِفَ فِی النّارِ-:
یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،أنتَ المَرهوبُ مِنکَ جَمیعُ خَلقِکَ.یا نورَ النّورِ،أنتَ الَّذِی احتَجَبتَ دونَ خَلقِکَ،فَلا یُدرِکُ نورَکَ نورٌ.
یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،أنتَ الرَّفیعُ الَّذِی ارتَفَعتَ فوقَ عَرشِکَ مِن فوقِ سَمائِکَ،فَلا یَصِفُ عَظَمَتَکَ أحَدٌ مِن خَلقِکَ.یا نورَ النّورِ،قَدِ استَنارَ بِنورِکَ أهلُ سَمائِکَ،وَاستَضاءَ بِضَوئِکَ أهلُ أرضِکَ.
ص:534
یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،أنتَ اللّهُ الَّذی لا إلهَ غَیرُکَ،تَعالَیتَ عَن أن یَکونَ لَکَ شَریکٌ، وتَعَظَّمتَ عَن أن یَکونَ لَکَ وَلَدٌ،وتَکَرَّمتَ عَن أن یَکونَ لَکَ شَبیهٌ،وتَجَبَّرتَ عَن أن یَکونَ لَکَ ضِدٌّ،فَأَنتَ اللّهُ المَحمودُ بِکُلِّ لِسانٍ،وأَنتَ المَعبودُ فی کُلِّ مَکانٍ،وأَنتَ المَذکورُ فی کُلِّ أوانٍ وزَمانٍ.یا نورَ النّورِ،کُلُّ نورٍ خامِدٌ لِنورِکَ،یا مَلیکُ،کُلُّ مَلیکٍ یَفنی غَیرَکَ،یا دائِمُ،کُلُّ حَیٍّ یَموتُ غَیرَکَ.
یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ،ارحَمنی رَحمَةً تُطفِئُ بِها غَضَبَکَ،وتَکُفُّ بِها عَذابَکَ،وتَرزُقُنی بِها سَعادَةً مِن عِندِکَ،وتُحِلُّنی بِها دارَکَ الَّتی تُسکِنُها خِیَرَتَکَ مِن خَلقِکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
یا مَن أظهَرَ الجَمیلَ،وسَتَرَ القَبیحَ،یا مَن لَم یُؤاخِذ بِالجَریرَةِ (1)،ولَم یَهتِکِ السِّترَ،یا عَظیمَ العَفوِ،یا حَسَنَ التَّجاوُزِ،یا واسِعَ المَغفِرَةِ،یا باسِطَ الیَدَینِ بِالرَّحمَةِ،یا صاحِبَ کُلِّ نَجوی،ویا مُنتَهی کُلِّ شَکوی،یا کَریمَ الصَّفحِ،یا عَظیمَ المَنِّ،یا مُبتَدِئَ النِّعَمِ قَبلَ استِحقاقِها،یا رَبّاه یا سَیِّداه ویا أمَلاه،ویا غایَةَ رَغبَتاه،أسأَ لُکَ یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ أن لا تُشَوِّهَ خَلقی فِی النّارِ. (2)
721.مهج الدعوات عن اویس القرنی عن الإمام علیّ علیه السلام: مَن دَعا بِهذِهِ الدَّعَواتِ استَجابَ اللّهُ لَهُ وقَضی جَمیعَ حَوائِجِهِ (3)،وقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ نَبِیّاً،إنَّ مَن بَلَغَ إلَیهِ
ص:535
الجوعُ وَالعَطَشُ،ثُمَّ قامَ ودَعا بِهذِهِ الأَسماءِ،أطعَمَهُ اللّهُ وسَقاهُ...الدُّعاءُ:
یا سَلامُ المُؤمِنُ المُهَیمِنُ (1)العَزیزُ الجَبّارُ المُتَکَبِّرُ الطّاهِرُ المُطَهِّرُ القاهِرُ القادِرُ المُقتَدِرُ،یا مَن یُنادی مِن کُلِّ فَجٍّ عَمیقٍ (2)بِأَلسِنَةٍ شَتّی ولُغاتٍ مُختَلِفَةٍ وحَوائِجَ اخری،یا مَن لا یَشغَلُهُ شَأنٌ عَن شَأنٍ.
أنتَ الَّذی لا تُغَیِّرُکَ الأَزمِنَةُ،ولا تُحیطُ بِکَ الأَمکِنَةُ،ولا تَأخُذُکَ نَومٌ ولا سِنَةٌ،یَسِّر لی [مِن أمری] (3)ما أخافُ عُسرَهُ،وفَرِّج لی مِن أمری ما أخافُ کَربَهُ،وسَهِّل لی مِن أمری ما أخافُ حَزنَهُ.
سُبحانَکَ لا إلهَ إلّاأنتَ إنّی کُنتُ مِنَ الظّالِمینَ،عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسی،فَاغفِر لی،إنَّهُ لا یَغفِرُ الذُّنوبَ إلّاأنتَ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ،وصَلَّی اللّهُ عَلی نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وسَلَّمَ تَسلیماً. (4)
722.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ما مِن عَبدٍ دَعا بِهذَا الدُّعاءِ إلَّااستَجابَ اللّهُ لَهُ (5)...الدُّعاءُ:
ص:536
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ ولا أسأَلُ غَیرَکَ،وأَرغَبُ إلَیکَ ولا أرغَبُ إلی غَیرِکَ،أسأَ لُکَ یا أمانَ الخائِفینَ،وجارَ المُستَجیرینَ،أنتَ الفَتّاحُ ذُو الخَیراتِ، مُقیلُ العَثَراتِ،ماحِی السَّیِّئاتِ،وکاتِبُ الحَسَناتِ،ورافِعُ الدَّرَجاتِ.
أسأَ لُکَ بِأَفضَلِ المَسائِلِ کُلِّها وأَنجَحِهَا الَّتی لا یَنبَغی لِلعِبادِ أن یَسأَلوکَ إلّابِها،یا اللّهُ یا رَحمنُ،وبِأَسمائِکَ الحُسنی،وأَمثالِکَ العُلیا،ونِعَمِکَ الَّتی لا تُحصی،وبِأَکرَمِ أسمائِکَ عَلَیکَ،وأَحَبِّها إلَیکَ،وأَشرَفِها عِندَکَ مَنزِلَةً،وأَقرَبِها مِنکَ وَسیلَةً،وأَجزَلِها مَبلَغاً، وأَسرَعِها مِنکَ إجابَةً،وبِاسمِکَ المَخزونِ الجَلیلِ الأَجَلِّ العَظیمِ الأَعظَمِ الَّذی تُحِبُّهُ وتَرضاهُ،وتَرضی عَمَّن دَعاکَ بِهِ،فَاستَجَبتَ دُعاءَهُ وحَقٌّ عَلَیکَ ألّا تَحرِمَ سائِلَکَ،وبِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ فِی التَّوراةِ وَالإِنجیلِ وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ،وبِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ،عَلَّمتَهُ أحَداً مِن خَلقِکَ،أو لَم تُعَلِّمهُ أحَداً،وبِکُلِّ اسمٍ دَعاکَ بِهِ حَمَلَةُ عَرشِکَ ومَلائِکَتُکَ وأَصفِیاؤُکَ مِن خَلقِکَ،وبِحَقِّ السّائِلینَ لَکَ،وَالرّاغِبینَ إلَیکَ،وَالمُتَعَوِّذینَ بِکَ،وَالمُتَضَرِّعینَ لَدَیکَ، وبِحَقِّ کُلِّ عَبدٍ مُتَعَبِّدٍ لَکَ فی بَرٍّ أو بَحرٍ،أو سَهلٍ أو جَبَلٍ.
أدعوکَ دُعاءَ مَن قَدِ اشتَدَّت فاقَتُهُ،وعَظُمَ جُرمُهُ،وأَشرَفَ عَلَی الهَلَکَةِ،وضَعُفَت قُوَّتُهُ،ومَن لا یَثِقُ بِشَیءٍ مِن عَمَلِهِ،ولا یَجِدُ لِذَنبِهِ غافِراً غَیرَکَ،ولا لِسَعیِهِ [شاکِراً] (1)سِواکَ،هَرَبتُ مِنکَ إلَیکَ،مُعتَرِفاً غَیرَ مُستَنکِفٍ ولا مُستَکبِرٍ عَن عِبادَتِکَ،یا انسَ کُلِّ فَقیرٍ مُستَجیرٍ،أسأَ لُکَ بِأَنَّکَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،الحَنّانُ المَنّانُ،بَدیعُ السَّماواتِ
ص:537
وَالأَرضِ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،عالِمُ الغَیبِ وَالشَّهادَةِ،الرَّحمنُ الرَّحیمُ.
أنتَ الرَّبُّ وأَ نَا العَبدُ،وأَنتَ المالِکُ وأَ نَا المَملوکُ،وأَنتَ العَزیزُ وأَ نَا الذَّلیلُ،وأَنتَ الغَنِیُّ وأَنَا الفَقیرُ،وأَنتَ الحَیُّ وأَ نَا المَیِّتُ،وأَنتَ الباقی وأَ نَا الفانی،وأَنتَ المُحسِنُ وأَ نَا المُسیءُ،وأَنتَ الغَفورُ وأَ نَا المُذنِبُ،وأَنتَ الرَّحیمُ وأَ نَا الخاطِئُ،وأَنتَ الخالِقُ وأَ نَا المَخلوقُ،وأَنتَ القَوِیُّ وأَ نَا الضَّعیفُ،وأَنتَ المُعطی وأَ نَا السّائِلُ،وأَنتَ الأَمینُ وأَ نَا الخائِفُ،وأَنتَ الرّازقُ وأَ نَا المَرزوقُ.
وأَنتَ أحَقُّ مَن شَکَوتُ إلَیهِ،وَاستَغَثتُ بِهِ ورَجَوتُهُ،لِأَ نَّکَ کَم مِن مُذنِبٍ قَد غَفَرتَ لَهُ،وکَم مِن مُسیءٍ قَد تَجاوَزتَ عَنهُ،فَاغفِر لی وتَجاوَز عَنّی وَارحَمنی،وعافِنی مِمّا نَزَلَ بی،ولا تَفضَحنی بِما جَنَیتُهُ عَلی نَفسی،وخُذ بِیَدی وبِیَدِ والِدَیَّ ووَلَدی،وَارحَمنا بِرَحمَتِکَ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ. (1)
723.عنه صلی الله علیه و آله -لِفاطِمَةَ علیها السلام-یا بُنَیَّةُ،ألا اعَلِّمُکِ دُعاءً لا یَدعو بِهِ أحَدٌ إلَّااستُجیبَ لَهُ (2)...
تَقولینَ:
یا أعَزَّ مَذکورٍ وأَقدَمَهُ قِدَماً فِی العِزِّ وَالجَبَروتِ،یا رَحیمَ کُلِّ مُستَرحِمٍ،ومَفزَعَ کُلِّ مَلهوفٍ إلَیهِ،یا راحِمَ کُلِّ حَزینٍ یَشکو بَثَّهُ وحُزنَهُ إلَیهِ،یا خَیرَ مَن سُئِلَ المَعروفُ مِنهُ وأَسرَعَهُ إعطاءً،یا مَن یَخافُ المَلائِکَةُ المُتَوَقِّدَةُ بِالنّورِ مِنهُ،أسأَ لُکَ بِالأَسماءِ الَّتی یَدعوکَ بِها حَمَلَةُ عَرشِکَ،ومَن حَولَ عَرشِکَ بِنورِکَ،یُسَبِّحونَ شَفَقَةً مِن خَوفِ عِقابِکَ،
ص:538
وبِالأَسماءِ الَّتی یَدعوکَ بِها جَبرَئیلُ ومیکائیلُ وإسرافیلُ إلّاأجَبتَنی وکَشَفتَ یا إلهی کُربَتی،وسَتَرتَ ذُنوبی.
یا مَن أمَرَ بِالصَّیحَةِ فی خَلقِهِ فَإِذا هُمْ بِالسّاهِرَةِ (1)یُحشَرونَ،وبِذلِکَ الاِسمِ الَّذی أحیَیتَ بِهِ العِظامَ وهِیَ رَمیمٌ،أحیِ قَلبی،وَاشرَح صَدری،وأَصلِح شَأنی،یا مَن خَصَّ نَفسَهُ بِالبَقاءِ،وخَلَقَ لِبَرِیَّتِهِ المَوتَ وَالحَیاةَ وَالفَناءَ،یا مَن فِعلُهُ قَولٌ،وقَولُهُ أمرٌ، وأَمرُهُ ماضٍ عَلی ما یَشاءُ،أسأَ لُکَ بِالاِسمِ الَّذی دَعاکَ بِهِ خَلیلُکَ حینَ القِیَ فِی النّارِ، فَدَعاکَ بِهِ فَاستَجَبتَ لَهُ وقُلتَ: یا نارُ کُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ (2)،وبِالاِسمِ الَّذی دَعاکَ بِهِ موسی مِن جانِبِ الطّورِ (3)الأَیمَنِ فَاستَجَبتَ لَهُ،وبِالاِسمِ الَّذی خَلَقتَ بِهِ عیسی مِن روحِ القُدُسِ،وبِالاِسمِ الَّذی تُبتَ بِهِ عَلی داوودَ،وبِالاِسمِ الَّذی وَهَبتَ بِهِ لِزَکَرِیّا یَحیی،وبِالاِسمِ الَّذی کَشَفتَ بِهِ عَن أیّوبَ الضُّرَّ،وتُبتَ بِهِ عَلی داوودَ،وسَخَّرتَ بِهِ لِسُلَیمانَ الرّیحَ تَجری بِأَمرِهِ وَالشَّیاطینَ وعَلَّمتَهُ مَنطِقَ الطَّیرِ،وبِالاِسمِ الَّذی خَلَقتَ بِهِ العَرشَ،وبِالاِسمِ الَّذی خَلَقتَ بِهِ الکُرسِیَّ،وبِالاِسمِ الَّذی خَلَقتَ بِهِ الرّوحانِیّینَ (4)، وبِالاِسمِ الَّذی خَلَقتَ بِهِ الجِنَّ وَالإِنسَ،وبِالاِسمِ الَّذی خَلَقتَ بِهِ جَمیعَ الخَلقِ،وبِالاِسمِ الَّذی خَلَقتَ بِهِ جَمیعَ ما أرَدتَ مِن شَیءٍ،وبِالاِسمِ الَّذی قَدَرتَ بِهِ عَلی کُلِّ شَیءٍ،أسأَ لُکَ بِحَقِّ هذِهِ الأَسماءِ إلّاما أعطَیتَنی سُؤلی،وقَضَیتَ حَوائِجی یا کَریمُ.
فَإِنَّهُ یُقالُ لَکِ:یا فاطِمَةُ،نَعَم نَعَم. (5)
ص:539
724.عنه صلی الله علیه و آله: مَن قَرَأَ یَومَ الجُمُعَةِ بَعدَ صَلاةِ الإِمامِ:«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»مِئَةَ مَرَّةٍ،وصَلّی عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله مِئَةَ مَرَّةٍ،وقالَ سَبعینَ مَرَّةً:«اللّهُمَّ اکفِنی بِحَلالِکَ عَن حَرامِکَ،وأَغنِنی بِفَضلِکَ عَمَّن سِواکَ»،قَضَی اللّهُ لَهُ مِئَةَ حاجَةٍ. (1)
راجع:ص 50 ح 71.
725.الدعاء للطبرانی عن ربعی بن حراش: قالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِعَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ:ألا اعَلِّمُکَ کَلِماتٍ ما عَلَّمتُهُنَّ حَسَناً ولا حُسَیناً؛إذا سَأَلتَ رَبَّکَ حاجَةً فَأَحبَبتَ أن تُنجَحَ،فَقُل:
لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ. (2)
726.المحاسن عن عبد اللّه بن جعفر: قالَ لی عَمّی عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام:ألا أحبوکَ (3)کَلِماتٍ، وَاللّهِ ما حَدَّثتُ بِها حَسَناً ولا حُسَیناً؛إذا کانَت لَکَ إلَی اللّهِ حاجَةٌ تُحِبُّ قَضاءَها فَقُل:
لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ،وما فیهِنَّ وما بَینَهُنَّ ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،وَالحَمدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمینَ.اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَ نَّکَ مَلِکٌ مُقتَدِرٌ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،ما تَشاءُ مِن کُلِّ شَیءٍ یَکونُ.
ثُمَّ تَسأَلُ حاجَتَکَ. (4)
ص:540
727.مکارم الأخلاق: مِن دُعاءِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فِی الحاجَةِ:
لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ العَلِیُّ العَظیمُ،الحَمدُ للّهِ ِ الَّذی بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ،یا هُوَ،یا مَن هُوَ هُوَ،یا مَن لَیسَ هُوَ إلّا هُوَ،یا هُوَ،یا مَن لا هُوَ إلّاهُوَ. (1)
728.الخصال عن ابن عبّاس: أقبَلَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَسَأَلَهُ شَیئاً،فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:یا عَلِیُّ وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ نَبِیّاً،ما عِندی قَلیلٌ ولا کَثیرٌ،ولکِنّی اعَلِّمُکَ شَیئاً أتانی بِهِ جَبرَئیلُ خَلیلی فَقالَ:یا مُحَمَّدُ،هذِهِ هَدِیَّةٌ لَکَ مِن عِندِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ، أکرَمَکَ اللّهُ بِها لَم یُعطِها أحَداً قَبلَکَ مِنَ الأَنبِیاءِ،وهِیَ تِسعَةَ عَشَرَ حَرفاً،لا یَدعو بِهِنَّ مَلهوفٌ ولا مَکروبٌ ولا مَحزونٌ ولا مَغمومٌ،ولا عِندَ سَرَقٍ ولا حَرَقٍ،ولا یَقولُهُنَّ عَبدٌ یَخافُ سُلطاناً إلّافَرَّجَ اللّهُ عَنهُ...قُل:
یا عِمادَ مَن لا عِمادَ لَهُ،ویا ذُخرَ مَن لا ذُخرَ لَهُ،ویا سَنَدَ مَن لا سَنَدَ لَهُ،ویا حِرزَ مَن لا حِرزَ لَهُ،ویا غِیاثَ مَن لا غِیاثَ لَهُ (2)،ویا کَریمَ العَفوِ،ویا حَسَنَ البَلاءِ،ویا عَظیمَ الرَّجاءِ،ویا عَونَ الضُّعَفاءِ،ویا مُنقِذَ الغَرقی،ویا مُنجِیَ الهَلکی،یا مُحسِنُ یا مُجمِلُ،یا مُنعِمُ یا مُفضِلُ،أنتَ الَّذی سَجَدَ لَکَ سَوادُ اللَّیلِ ونورُ النَّهارِ وضَوءُ القَمَرِ وشُعاعُ الشَّمسِ ودَوِیُّ الماءِ وحَفیفُ الشَّجَرِ،یا اللّهُ،یا اللّهُ،یا اللّهُ،أنتَ وَحدَکَ لا شَریکَ لَکَ.
ثُمَّ تَقولُ:
اللّهُمَّ افعَل بی کَذا وکَذا.
فَإِنَّکَ لا تَقومُ مِن مَجلِسِکَ حَتّی یُستَجاب لَکَ إن شاءَ اللّهُ. (3)
ص:541
729.الإمام علیّ علیه السلام -لِابنِهِ الإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام لَمّا حَضَرَتهُ الوَفاةُ-:اُعَلِّمُکَ شَیئاً أصلُهُ مِن کِتابِ اللّهِ عَلَّمَنیهِ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله،فَإِذا أرَدتَ أن تَدعُوَ اللّهَ بِهِ فَادعُ بِهِ بَعدَ صَلاةِ الغَداةِ أو بَعدَ صَلاةِ العَصرِ،ثُمَّ سَمِّ ما أرَدتَ مِن حَوائِجِکَ،وَاعلَم أنَّکَ إذَا ابتَدَأتَ بِهِ وَکَّلَ اللّهُ بِکَ ألفَ مَلَکٍ یَستَغفِرونَ لَکَ،وأَعطی کُلَّ مَلَکٍ قُوَّةَ ألفِ مَلَکٍ فی سُرعَةِ الاِستِغفارِ،ویَبنی لَکَ ألفَ قَصرٍ فِی الجَنَّةِ،وعِشتَ ما عِشتَ فِی الدُّنیا مُنَعَّماً،ولا یُصیبُکَ فیها قَتَرٌ (1)ولا خَلَّةٌ، ولا تَسأَلُ أحَداً مِنَ الدُّنیا کائِناً ما کانَ إلّاقَضی لَکَ،قُل:
سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ِ ولا إلهَ إلَّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ، فَسُبْحانَ اللّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ * وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ * یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ کَذلِکَ تُخْرَجُونَ (2)، سُبْحانَ رَبِّکَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا یَصِفُونَ * وَ سَلامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ * وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (3)،سُبحانَ اللّهِ ذِی المُلکِ وَالمَلَکوتِ،سُبحانَ اللّهِ ذِی العِزَّةِ وَالعَظَمَةِ وَالجَبَروتِ،سُبحانَ اللّهِ المَلِکِ الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ،سُبحانَ العَلِیِّ الأَعلی سُبحانَهُ وتَعالی،سُبحانَ المَلِکِ القُدّوسِ رَبِّ المَلائِکَةِ وَالرّوحِ.
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً یَصعَدُ ولا یَنفَدُ،ولَکَ الحَمدُ عَلَیَّ ومَعی وقُدّامی وخَلفی،یا اللّهُ -عَشراً-یا رَحمانُ-عَشراً-یا رَحیمُ-عَشراً-یا رَبِّ-مِثلَهُ-یا حَیُّ یا قَیّومُ -مِثلَهُ-یا بَدیعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ-مِثلَهُ-یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ-مِثلَهُ-یا حَنّانُ یا مَنّانُ-مِثلَهُ-اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ-عَشراً-وسَل حاجَتَکَ. (4)
730.مهج الدعوات: دُعاءٌ آخَرُ عَلَّمَهُ أمیرُ المُؤمِنینَ لِابنِهِ الحَسَنِ علیهما السلام:إذا قَصَدتَ إنساناً لِحاجَةٍ
ص:542
فَاکتُب ذلِکَ وأَمسِکهُ فی یَدِکَ الیُمنی وتَذهَبُ أینَ شِئتَ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ یا اللّهُ،یا واحِدُ یا أحَدُ،یا وَترُ یا نورُ یا صَمَدُ،یا مَن مَلَأَت أرکانُهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ،أن تُسَخِّرَ لی قَلبَ فُلانِ بنِ فُلانٍ کَما سَخَّرتَ الحَیَّةَ لِموسَی بنِ عِمرانَ عَلَیهِ السَّلامُ،وأَسأَ لُکَ أن تُسَخِّرَ لی قَلبَهُ کَما سَخَّرتَ لِسُلَیمانَ جُنودَهُ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّیرِ فَهُم یوزَعونَ،وأَسأَ لُکَ أن تُلَیِّنَ لی قَلبَهُ کَما لَیَّنتَ الحَدیدَ لِداوودَ عَلَیهِ السَّلامُ،وأَسأَ لُکَ أن تُذَلِّلَ لی قَلبَهُ کَما ذَلَّلتَ نورَ القَمَرِ لِنورِ الشَّمسِ.
یا اللّهُ هُوَ عَبدُکَ ابنُ أمَتِکَ،وأَ نَا عَبدُکَ ابنُ أمَتِکَ،أخَذتُ بِقَدَمَیهِ وبِناصِیَتِهِ فَسَخِّرهُ لی حَتّی یَقضِیَ حاجَتی هذِهِ و ما اریدُ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وهُوَ عَلی ما هُوَ فیما هُوَ،لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ القَیّومُ. (1)
راجع:ج3 ص 599 ح 2459.
731.الدعوات عن الثمالی: قُلتُ لَهُ علیه السلام (2):عَلِّمنی دُعاءً،فَقالَ:یا ثابِتُ قُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِأَنَّ لَکَ الحَمدَ،لا إلهَ إلّاأنتَ المَنّانُ بَدیعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ،ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ،أن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا.
ثُمَّ قالَ:قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:هُوَ الدُّعاءُ الَّذی إذا دُعِیَ بِهِ أجابَ،وإذا سُئِلَ بِهِ أعطی. (3)
732.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ علیه السلام فی طَلَبِ الحَوائِجِ إلَی اللّهِ تَعالی-:
ص:543
اللّهُمَّ یا مُنتَهی مَطلَبِ الحاجاتِ،ویا مَن عِندَهُ نَیلُ الطَّلِباتِ،ویا مَن لا یَبیعُ نِعَمَهُ بِالأَثمانِ،ویا مَن لا یُکَدِّرُ عَطایاهُ بِالاِمتِنانِ،ویا مَن یُستَغنی بِهِ ولا یُستَغنی عَنهُ،ویا مَن یُرغَبُ إلَیهِ ولا یُرغَبُ عَنهُ،ویا مَن لا تُفنی خَزائِنَهُ المَسائِلُ،ویا مَن لا تُبَدِّلُ حِکمَتَهُ الوَسائِلُ،ویا مَن لا تَنقَطِعُ عَنهُ حَوائِجُ المُحتاجینَ،ویا مَن لا یُعَنّیهِ (1)دُعاءُ الدّاعینَ.
تَمَدَّحتَ بِالغَناءِ عَن خَلقِکَ وأَنتَ أهلُ الغِنی عَنهُم،ونَسَبتَهُم إلَی الفَقرِ وهُم أهلُ الفَقرِ إلَیکَ،فَمَن حاوَلَ سَدَّ خَلَّتِهِ مِن عِندِکَ،ورامَ صَرفَ الفَقرِ عَن نَفسِهِ بِکَ،فَقَد طَلَبَ حاجَتَهُ فی مَظانِّها (2)،وأَتی طَلِبَتَهُ مِن وَجهِها،ومَن تَوَجَّهَ بِحاجَتِهِ إلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ،أو جَعَلَهُ سَبَبَ نُجحِها دونَکَ فَقَد تَعَرَّضَ لِلحِرمانِ،وَاستَحَقَّ مِن عِندِکَ فَوتَ الإِحسانِ.
اللّهُمَّ ولی إلَیکَ حاجَةٌ قَد قَصَّرَ عَنها جُهدی،وتَقَطَّعَت دونَها حِیَلی،وسَوَّلَت لی نَفسی رَفعَها إلی مَن یَرفَعُ حَوائِجَهُ إلَیکَ،ولا یَستَغنی فی طَلِباتِهِ عَنکَ،وهِیَ زَلَّةٌ مِن زَلَلِ الخاطِئینَ،وعَثرَةٌ مِن عَثَراتِ المُذنِبینَ،ثُمَّ انتَبَهتُ بِتَذکیرِکَ لی مِن غَفلَتی،ونَهَضتُ بِتَوفیقِکَ مِن زَلَّتی،ورَجَعتُ ونَکَصتُ (3)بِتَسدیدِکَ عَن عَثرَتی،وقُلتُ:سُبحانَ رَبّی کَیفَ یَسأَلُ مُحتاجٌ مُحتاجاً؟! وأَنّی یَرغَبُ مُعدِمٌ إلی مُعدِمٍ؟!
فَقَصَدتُکَ یا إلهی بِالرَّغبَةِ،وأَوفَدتُ عَلَیکَ رَجائی بِالثِّقَةِ بِکَ،وعَلِمتُ أنَّ کَثیرَ ما أسأَ لُکَ یَسیرٌ فی وُجدِکَ (4)،وأَنَّ خَطیرَ ما أستَوهِبُکَ حَقیرٌ فی وُسعِکَ،وأَنَّ کَرَمَکَ لایَضیقُ عَن سُؤالِ أحَدٍ،وأَنَّ یَدَکَ بِالعَطایا أعلی مِن کُلِّ یَدٍ.
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاحمِلنی بِکَرَمِکَ عَلَی التَّفَضُّلِ،ولا تَحمِلنی بِعَدلِکَ عَلَی الاِستِحقاقِ،فَما أنَا بِأَوَّلِ راغِبٍ رَغِبَ إلَیکَ فَأَعطَیتَهُ وهُوَ یَستَحِقُّ المَنعَ،ولا بِأَوَّلِ سائِلٍ
ص:544
سَأَلَکَ فَأَفضَلتَ عَلَیهِ وهُوَ یَستَوجِبُ الحِرمانَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وکُن لِدُعائی مُجیباً،ومِن نِدائی قَریباً،ولِتَضَرُّعی راحِماً،ولِصَوتی سامِعاً،ولا تَقطَع رَجائی عَنکَ،ولا تَبُتَّ (1)سَبَبی مِنکَ،ولا تُوَجِّهنی فی حاجَتی هذِهِ وغَیرِها إلی سِواکَ،وتَوَلَّنی بِنُجحِ طَلِبَتی وقَضاءِ حاجَتی،ونَیلِ سُؤلی قَبلَ زَوالی عَن مَوقِفی هذا،بِتَیسیرِکَ لِیَ العَسیرَ،وحُسنِ تَقدیرِکَ لی فی جَمیعِ الاُمورِ.
وصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،صَلاةً دائِمَةً نامِیَةً لَاانقِطاعَ لِأَبَدِها،ولا مُنتَهی لِأَمَدِها، وَاجعَل ذلِکَ عَوناً لی،وسَبَباً لِنَجاحِ طَلِبَتی،إنَّکَ واسِعٌ کَریمٌ،ومِن حاجَتی یا رَبِّ:کَذا وکَذا.
وتَذکُرُ حاجَتَکَ،ثُمَّ تَسجُدُ وتَقولُ فی سُجودِکَ:
فَضلُکَ آنَسَنی،وإحسانُکَ دَلَّنی،فَأَسأَ لُکَ بِکَ وبِمُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلَواتُکَ عَلَیهِم أن لا تَرُدَّنی خائِباً. (2)
733.عنه علیه السلام:
اللّهُمَّ إنَّکَ دَعَوتَنی إلَی النَجاةِ فَعَصَیتُکَ،ودَعانی عَدُوُّکَ إلَی الهَلَکَةِ فَأَجَبتُهُ،فَکَفی مَقتاً عِندَکَ أن أکونَ لِعَدُوِّکَ أحسَنَ طاعَةً مِنّی لَکَ،فَوا سَوأَتاه إذ خَلَقتَنی لِعِبادَتِکَ،ووَسَّعتَ عَلَیَّ مِن رِزقِکَ،فَاستَعَنتُ بِهِ عَلی مَعصِیَتِکَ،وأَنفَقتُهُ فی غَیرِ طاعَتِکَ،ثُمَّ سَأَلتُکَ الزِّیادَةَ مِن فَضلِکَ،فَلَم یَمنَعکَ ما کانَ مِنّی أن عُدتَ بِحِلمِکَ عَلَیَّ فَأَوسَعتَ عَلَیَّ مِن رِزقِکَ، وآتَیتَنی أکثَرَ ما سَأَلتُکَ،ولَم یَنهَنی حِلمُکَ عَنّی وعِلمُکَ بی،وقُدرَتُکَ عَلَیَّ،وعَفوُکَ عَنّی مِنَ التَّعَرُّضِ لِمَقتِکَ،وَالتَّمادی فِی الغَیِّ مِنّی،کَأَنَّ الَّذی تَفعَلُهُ بی أراهُ حَقّاً واجِباً عَلَیکَ، فَکَأَنَّ الَّذی نَهَیتَنی عَنهُ أمَرتَنی بِهِ،ولَو شِئتَ ما تَرَدَّدتَ إلَیَّ بِإِحسانِکَ،ولا شَکَرتَنی
ص:545
بِنِعمَتِکَ عَلَیَّ،ولا أخَّرتَ عِقابَکَ عَنّی بِما قَدَّمَت یَدایَ،ولکِنَّکَ شَکورٌ فَعّالٌ لِما تُریدُ.
فَیا مَن وَسِعَ کُلَّ شَیءٍ رَحمَةً،اِرحَم عَبدَکَ المُتَعَرِّضَ لِمَقتِکَ،الدّاخِلَ فی سَخَطِکَ، الجاهِلَ بِکَ،الجَرِیَّ عَلَیکَ،رَحمَةً مَنَنتَ بِها إلی مَن أحسنَ طاعَتَکَ،وأَفضَلَ (1)عِبادَتَکَ، إنَّکَ لَطیفٌ لِما تَشاءُ،عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
یا مَن یَحولُ بَینَ المَرءِ وقَلبِهِ،حُل بَینی وبَینَ التَّعَرُّضِ لِسَخَطِکَ،وأَقبِل بِقَلبی إلی طاعَتِکَ،وأَوزِعنی (2)شُکرَ نِعمَتِکَ،وأَلحِقنی بِالصّالِحینَ مِن عِبادِکَ.
اللّهُمَّ ارزُقنی مِن فَضلِکَ مالاً طَیِّباً کَثیراً فاضِلاً لا یُطغینی،وتِجارَةً نامِیَةً مُبارَکَةً لا تُلهینی،وقُدرَةً عَلی عِبادَتِکَ،وصَبراً عَلَی العَمَلِ بِطاعَتِکَ،وَالقَولَ بِالحَقِّ،وَالصِّدقَ فِی المَواطِنِ کُلِّها،وشَنَآنَ (3)الفاسِقینَ،وأَعِنّی عَلَی التَّهَجُّدِ لَکَ بِحُسنِ الخُشوعِ فِی الظُّلَمِ، وَالتَّضَرُّعِ إلَیکَ فِی الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ،وإقامِ الصَّلاةِ وإیتاءِ الزَّکاةِ،وَالصَّومِ فِی الهَواجِرِ (4)ابتِغاءَ وَجهِکَ،وقَرِّبنی إلَیکَ زُلفَةً،ولا تُعرِض عَنّی لِذَنبٍ رَکِبتُهُ،ولا لِسَیِّئَةٍ أتَیتُها،ولا لِفاحِشَةٍ أنَا مُقیمٌ عَلَیها راجٍ لِلتَّوبَةِ عَلَیَّ مِنکَ فیها،ولا لِخَطَأٍ وعَمدٍ کانَ مِنّی عَمِلتُهُ،أو أمَرتُ بِهِ،صَفَحتَ لی عَنهُ أو عاقَبتَنی عَلَیهِ،سَتَرتَهُ عَلَیَّ أو هَتَکتَهُ،وأَ نَا مُقیمٌ عَلَیهِ أو تائِبٌ إلَیکَ مِنهُ.
أسأَ لُکَ بِحَقِّکَ الواجِبِ عَلی جَمیعِ خَلقِکَ،لَمّا طَهَّرتَنی مِنَ الآفاتِ،وعافَیتَنی مِنِ اقتِرافِ الآثامِ،بِتَوبَةٍ مِنکَ عَلَیَّ،ونَظرَةٍ مِنکَ إلَیَّ تَرضی بِها عَنّی،وحُبابَتُکَ (5)لی بِنِعمَةٍ مَوصولَةٍ بِکَرامَةٍ تَبلُغُ بی شَرَفَ الجَنَّةِ،ومُرافَقَةَ مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وعَلَیهِم،
ص:546
آمینَ رَبَّ العالَمینَ. (1)
734.عنه علیه السلام -فی مُناجاةٍ له اخری-:
إلهی ومَولایَ وغایَةَ رَجائی ! أشرَقتَ مِن عَرشِکَ عَلی أرَضیکَ ومَلائِکَتِکَ وسُکّانِ سَماواتِکَ،وقَدِ انقَطَعَتِ الأَصواتُ،وسَکَنَتِ الحَرَکاتُ،وَالأَحیاءُ فِی المَضاجِعِ کَالأَمواتِ،فَوَجَدتَ عِبادَکَ فِی شَتَّی الحالاتِ:فَمِن (2)خائِفٍ لَجَأَ إلَیکَ فَآمَنتَهُ،ومُذنِبٍ دَعاکَ لِلمَغفِرَةِ فَأَجَبتَهُ،وراقِدٍ استَودَعَکَ نَفسَهُ فَحَفِظتَهُ،وضالٍّ استَرشَدَکَ فَأَرشَدتَهُ، ومُسافِرٍ لاذَ بِکَنَفِکَ فَآوَیتَهُ،وذی حاجَةٍ ناداکَ لَها فَلَبَّیتَهُ،وناسِکٍ أفنی بِذِکرِکَ لَیلَهُ فَأَحظَیتَهُ،وبِالفَوزِ جازَیتَهُ،وجاهِلٍ ضَلَّ عَنِ الرُّشدِ وعَوَّلَ عَلَی الجَلَدِ مِن نَفسِهِ فَخَلَّیتَهُ.
إلهی ! فَبِحَقِّ الاِسمِ الَّذی إذا دُعیتَ بِهِ أجَبتَ،وَالحَقِّ الَّذی إذا اقسِمتَ بِهِ أوجَبتَ، وبِصَلَواتِ العِترَةِ الهادِیَةِ،وَالمَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجعَلنی مِمَّن خافَ فَآمَنتَهُ،ودَعاکَ لِلمَغفِرَةِ فَأَجَبتَهُ،وَاستَودَعَکَ نَفسَهُ فَحَفِظتَهُ،وَاستَرشَدَکَ فَأَرشَدتَهُ،ولاذَ بِکَنَفِکَ فَآوَیتَهُ،وناداکَ لِلحَوائِجِ فَلَبَّیتَهُ،وأَفنی بِذِکرِکَ لَیلَهُ فَأَحظَیتَهُ، وبِالفَوزِ جازَیتَهُ،ولا تَجعَلنی مِمَّن ضَلَّ عَنِ الرُّشدِ،وعَوَّلَ عَلَی الجَلَدِ مِن نَفسِهِ فَخَلَّیتَهُ.
إلهی ! غَلَّقَتِ المُلوکُ أبوابَها،ووَکَّلَت بِها حُجّابَها،وبابُکُ مَفتوحٌ لِقاصِدیهِ،وجودُکَ مَوجودٌ لِطالِبیهِ،وغُفرانُکُ مَبذولٌ لِمُؤَمِّلیهِ،وسُلطانُکُ دامِغٌ (3)لِمُستَحِقّیهِ.
إلهی ! خَلَت نَفسی بِأَعمالِها بَینَ یَدَیکَ،وَانتَصَبَت بِالرَّغبَةِ خاضِعَةً لَدَیکَ، ومُستَشفِعَةً بِکَرَمِکَ إلَیکَ،فَبِصَلَواتِ العِترَةِ الهادِیَةِ وَالمَلائِکَةِ المُسَبِّحینَ،صَلِّ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرینَ،وَاقضِ حاجاتِها،وتَغَمَّد هَفَواتِها،وتَجاوَز فَرَطاتِها، فَالوَیلُ لَها إن صادَفَت نَقِمَتَکَ،وَالفَوزُ لَها إن أدرَکَت رَحمَتَکَ،فَیا مَن یُخافُ عَدلُهُ
ص:547
ویُرجی فَضلُهُ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَل دُعائی مَنوطاً بِالإِجابَةِ،وتَسبیحی مَوصولاً بِالإِثابَةِ،ولَیلی مَقروناً بِعَظیمِ صَباحٍ سَلَفَ مِن عُمُری بَرَکَةً وإیماناً،وأَوفاهُ سَعادَةً وأَمناً،إنَّکَ خَیرُ مَسؤولٍ،وأَکرَمُ مَأمولٍ،وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. (1)
735.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أبی إذا ألَحَّت بِهِ الحاجَةُ سَجَدَ مِن غَیرِ صَلاةٍ ولا رُکوعٍ،ثُمَّ یَقولُ:«یا أرحَمَ الرّاحِمینَ»سَبعَ مَرّاتٍ،ثُمَّ یَسأَلُ حاجَتَهُ.
ثُمَّ قالَ:ما قالَها أحَدٌ سَبعاً إلّاقالَ اللّهُ تَعالی:ها أنَا أرحَمُ الرّاحِمینَ،سَل حاجَتَکَ. (2)
736.الأمالی للطوسی عن یحیی بن العلاء عن الإمام الباقر علیه السلام،قال: قالَ لی:اُدعُ بِهذَا الدُّعاءِ، وأَ نَا ضامِنٌ لَکَ حاجَتَکَ عَلَی اللّهِ:
اللّهُمَّ أنتَ وَلِیُّ نِعمَتی،وأَنتَ القادِرُ عَلی طَلِبَتی،قَد تَعلَمُ حاجَتی،فَأَسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لَمّا قَضَیتَها. (3)
راجع:ص 126 (دَعَواتُ الإِمامِ الباقِرِ علیه السلام/دعاؤه فِی الأَمرِ یَحدُثُ)
737.الإمام الصادق علیه السلام: مَن قالَ:«یا اللّهُ یا اللّهُ»عَشرَ مَرّاتٍ،قیلَ لَهُ:لَبَّیکَ،ما حاجَتُکَ؟ (4)
ص:548
738.عنه علیه السلام: مَن قالَ عَشرَ مَرّاتٍ:«یا رَبِّ یا رَبِّ»،قیلَ لَهُ:لَبَّیکَ،ما حاجَتُکَ؟ (1)
739.عنه علیه السلام: مَن قالَ:«یا رَبِّ یا رَبِّ»حَتّی یَنقَطِعَ نَفَسُهُ،قیلَ لَهُ:لَبَّیکَ،ما حاجَتُکَ؟ (2)
740.عنه علیه السلام: مَن قالَ:«یا رَبِّ یا اللّهُ،یا رَبِّ یا اللّهُ» (3)حَتّی یَنقَطِعَ نَفَسُهُ،قیلَ لَهُ:لَبَّیکَ،ما حاجَتُکَ؟ (4)
741.عنه علیه السلام: إنَّ الرَّجُلَ مِنکُم لَیَقِفُ عِندَ ذِکرِ الجَنَّةِ وَالنّارِ،ثُمَّ یَقولُ:«أی رَبِّ،أی رَبِّ،أی رَبِّ»ثَلاثاً،فَإِذا قالَها نودِیَ مِن فَوقِ رَأسِهِ:سَل ما حاجَتُکَ؟ (5)
742.المحاسن عن أبی بصیر: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:قَولُ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ فی کِتابِهِ: وَ حَناناً مِنْ لَدُنّا (6)؟قالَ:إنَّهُ کانَ یَحیی إذا دَعا قالَ فی دُعائِهِ:«یا رَبِّ یا اللّهُ»،ناداهُ اللّهُ مِنَ السَّماءِ:
لَبَّیکَ یا یَحیی،سَل حاجَتَکَ. (7)
743.المجتنی: دُعاءٌ رَواهُ اللَّیثُ بنُ سَعدٍ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام،استُجیبَ لَهُ فِی الحالِ وهُوَ:
یا اللّهُ،یا اللّهُ،یا اللّهُ-حَتّی انقَطَعَ نَفَسُهُ-یا رَحمنُ،یا رَحمنُ،یا رَحمنُ-حَتَّی انقَطَعَ نَفَسُهُ-یا رَحیمُ،یا رَحیمُ،یا رَحیمُ-حَتَّی انقَطَعَ نَفَسُهُ-یا أرحَمَ الرّاحِمینَ
ص:549
-حَتَّی انقَطَعَ نَفَسُهُ-.
ثُمَّ سَأَلَ حاجَتَهُ فَحَضَرَت فِی الحالِ. (1)
744.الإمام الصادق علیه السلام: إذا دَعَا الرَّجُلُ فَقالَ بَعدَما دَعا:«ما شاءَ اللّهُ،لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ»،قالَ اللّهَ عز و جل:استَبسَلَ عَبدی،وَاستَسلَمَ لِأَمری،اِقضوا حاجَتَهُ. (2)
745.عنه علیه السلام: مَن أحَبَّ أن لا یُرَدَّ دُعاؤُهُ فَلیُقَدِّم هذَا الدُّعاءَ أمامَ دُعائِهِ،وهُوَ:
ما شاءَ اللّهُ تَوَجُّهاً إلَی اللّهِ،ما شاءَ اللّهُ تَعَبُّداً للّهِ ِ،ما شاءَ اللّهُ تَلَطُّفاً للّهِ ِ،ما شاءَ اللّهُ تَذَلُّلاً للّهِ ِ،ما شاءَ اللّهُ استِنصاراً بِاللّهِ،ما شاءَ اللّهُ استِکانَةً (3)للّهِ ِ،ما شاءَ اللّهُ تَضَرُّعاً إلَی اللّهِ،ما شاءَ اللّهُ استِغاثَةً بِاللّهِ،ما شاءَ اللّهُ استِعانَةً بِاللّهِ،ما شاءَ اللّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ. (4)
746.عنه علیه السلام -لِعیسَی بنِ عَبدِ اللّهِ القُمِّیِّ-:قُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِجَلالِکَ وجَمالِکَ وکَرَمِکَ،أن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا. (5)
747.الکافی عن محمّد بن مسلم: قُلتُ لَهُ (6):عَلِّمنی دُعاءً،فَقالَ:فَأَینَ أنتَ عَن دُعاءِ الإِلحاحِ؟ قالَ:قُلتُ:وما دُعاءُ الإِلحاحِ؟فَقالَ:
اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما بَینَهُنَّ،ورَبَّ العَرشِ العَظیمِ،ورَبَّ جَبرَئیلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ،ورَبَّ القُرآنِ العَظیمِ،ورَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ،إنّی أسأَ لُکَ بِالَّذی تَقومُ بِهِ السَّماءُ،وبِهِ تَقومُ الأَرضُ،وبِهِ تَفرُقُ بَینَ الجَمعِ،وبِهِ تَجمَعُ بَینَ المُتَفَرِّقِ،
ص:550
وبِهِ تَرزُقُ الأَحیاءَ،وبِهِ أحصَیتَ عَدَدَ الرِّمالِ ووَزنَ الجِبالِ وکَیلَ البُحورِ.
ثُمَّ تُصَلّی عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،ثُمَّ تَسأَ لُهُ حاجَتَکَ،وأَلِحَّ فِی الطَّلَبِ. (1)
748.قرب الإسناد عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام: وهذا مِنهُ [ أی مِن دُعاءِ الإِلحاحِ ]:
یا مَن لا تَحجُبُهُ سَماءٌ عَن سَماءٍ،ولا أرضٌ عَن أرضٍ،ولا جَنبٌ عن قَلبٍ،ولا سِترٌ عَن کِنٍّ (2)،ولا جَبَلٌ عَمّا فی أصلِهِ،ولا بَحرٌ عَمّا فی قَعرِهِ،یا مَن لا تَشتَبِهُ عَلَیهِ الأَصواتُ، ولا تَغلِبُهُ کَثرَةُ الحاجاتِ،ولا یُبرِمُهُ إلحاحُ المُلِحّینَ،صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ.
ثُمَّ سَل حاجَتَکَ. (3)
749.الکافی عن حسین بن أبی سعید المکاری وجهم بن أبی جهیمة،عن أبی جعفر -رَجُلٍ مِن أهلِ الکوفَةِ کانَ یُعرَفُ بِکُنیَتِهِ-،قالَ:قُلتُ:لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام:عَلِّمنی دُعاءً أدعو بِهِ، فَقالَ:نَعَم،قُل:
یا مَن أرجوهُ لِکُلِّ خَیرٍ،ویا مَن آمَنُ سَخَطَهُ عِندَ کُلِّ عَثرَةٍ،ویا مَن یُعطی بِالقَلیلِ الکَثیرَ،یا مَن أعطی مَن سَأَلَهُ تَحَنُّناً مِنهُ ورَحمَةً،یا مَن أعطی مَن لَم یَسأَلهُ ولَم یَعرِفهُ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَعطِنی بِمَسأَلَتی مِن جَمیعِ خَیرِ الدُّنیا وجَمیعِ خَیرِ الآخِرَةِ،فَإِنَّهُ غَیرُ مَنقوصٍ ما أعطَیتَنی،وزِدنی مِن سَعَةِ فَضلِکَ یا کَریمُ (4). (5)
ص:551
750.الإمام الصادق علیه السلام: إیتِ مَقامَ جَبرَئیلَ علیه السلام وهُوَ تَحتَ المیزابِ (1)،فَإِنَّهُ کانَ مَقامَهُ إذَا استَأذَنَ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وقُل:
أی جَوادُ،أی کَریمُ،أی قَریبُ،أی بَعیدُ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ، وأَسأَ لُکَ أن تَرُدَّ عَلَیَّ نِعمَتَکَ. (2)
751.الکافی عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام: قُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ قَولَ التَّوّابینَ وعَمَلَهُم،ونورَ الأَنبِیاءِ وصِدقَهُم،ونَجاةَ المُجاهِدینَ وثَوابَهُم،وشُکرَ المُصطَفَینَ ونَصیحَتَهُم،وعَمَلَ الذّاکِرینَ ویَقینَهُم،وإیمانَ العُلَماءِ وفِقهَهُم،وتَعَبُّدَ الخاشِعینَ وتَواضُعَهُم،وحُکمَ الفُقَهاءِ وسیرَتَهُم،وخَشیَةَ المُتَّقینَ ورَغبَتَهُم،وتَصدیقَ المُؤمِنینَ وتَوَکُّلَهُم،ورَجاءَ المُحسِنینَ وبِرَّهُم.
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ ثَوابَ الشّاکِرینَ،ومَنزِلَةَ المُقَرَّبینَ،ومُرافَقَةَ النَّبِیّینَ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَوفَ العامِلینَ لَکَ،وعَمَلَ الخائِفینَ مِنکَ،وخُشوعَ العابِدینَ لَکَ، ویَقینَ المُتَوَکِّلینَ عَلَیکَ،وتَوَکُّلَ المُؤمِنینَ بِکَ.
اللّهُمَّ إنَّکَ بِحاجَتی عالِمٌ غَیرُ مُعَلَّمٍ،وأَنتَ لَها واسِعٌ غَیرُ مُتَکَلِّفٍ،وأَنتَ الَّذی لا یُحفیکَ (3)سائِلٌ،ولا یَنقُصُکَ نائِلٌ،ولا یَبلُغُ مِدحَتَکَ قَولُ قائِلٍ،أنتَ کَما تَقولُ وفَوقَ ما نَقولُ.
اللّهُمَّ اجعَل لی فَرَجاً قَریباً،وأَجراً عَظیماً،وسِتراً جَمیلاً.
اللّهُمَّ إنَّکَ تَعلَمُ أنّی عَلی ظُلمی لِنَفسی وإسرافی عَلَیها لَم أتَّخِذ لَکَ ضِدّاً ولا نِدّاً ولا
ص:552
صاحِبَةً ولا وَلَداً،یا مَن لا تُغَلِّطُهُ المَسائِلُ،یا مَن لا یَشغَلُهُ شَیءٌ عَن شَیءٍ،ولا سَمعٌ عَن سَمعٍ،ولا بَصَرٌ عَن بَصَرٍ،ولا یُبرِمُهُ (1)إلحاحُ المُلِحّینَ،أسأَ لُکَ أن تُفَرِّجَ عَنّی فی ساعَتی هذِهِ مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ،إنَّکَ تُحیِی العِظامَ وهِیَ رَمیمٌ،وإنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.
یا مَن قَلَّ شُکری لَهُ فَلَم یَحرِمنی،وعَظُمَت خَطیئَتی فَلَم یَفضَحنی،ورَآنی عَلَی المَعاصی فَلَم یَجبَهنی (2)،وخَلَقَنی لِلَّذی خَلَقَنی لَهُ فَصَنَعتُ غَیرَ الَّذی خَلَقَنی لَهُ (3)،فَنِعمَ المَولی أنتَ یا سَیِّدی،وبِئسَ العَبدُ أنَا وَجَدتَنی،ونِعمَ الطّالِبُ أنتَ رَبّی،وبِئسَ المَطلوبُ أنَا ألفَیتَنی،عَبدُکَ وَابنُ عَبدِکَ وَابنُ أمَتِکَ بَینَ یَدَیکَ ما شِئتَ صَنَعتَ بی.
اللّهُمَّ هَدَأَتِ الأَصواتُ،وسَکَنَتِ الحَرَکاتُ،وخَلا کُلُّ حَبیبٍ بِحَبیبِهِ،وخَلَوتُ بِکَ، أنتَ المَحبوبُ إلَیَّ،فَاجعَل خَلوَتی مِنکَ اللَّیلَةَ العِتقَ مِنَ النّارِ.
یا مَن لَیسَت لِعالِمٍ فَوقَهُ صِفَةٌ (4)،یا مَن لَیسَ لِمَخلوقٍ دونَهُ مَنَعَةٌ (5)،یا أوَّلُ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ ویا آخِرُ بَعدَ کُلِّ شَیءٍ،یا مَن لَیسَ لَهُ عُنصُرٌ،ویا مَن لَیسَ لِآخِرِهِ فَناءٌ،ویا أکمَلَ مَنعوتٍ،ویا أسمَحَ المُعطینَ،ویا مَن یَفقَهُ بِکُلِّ لُغَةٍ یُدعی بِها،ویا مَن عَفوُهُ قَدیمٌ، وبَطشُهُ شَدیدٌ،ومُلکُهُ مُستَقیمٌ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی شافَهتَ بِهِ موسی،یا اللّهُ یا رَحمنُ یا رَحیمُ،یا لا إلهَ إلّاأنتَ،اللّهُمَّ أنتَ الصَّمَدُ،أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ
ص:553
مُحَمَّدٍ،وأَن تُدخِلَنِی الجَنَّةَ بِرَحمَتِکَ. (1)
752.الإمام الصادق علیه السلام: إذا کانَت لَکَ حاجَةٌ فَصُم ثَلاثَةَ أیّامٍ الأَربِعاءَ وَالخَمیسَ وَالجُمُعَةَ،فَإِذا صَلَّیتَ الجُمُعَةَ فَادعُ بِهذَا الدُّعاءِ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ الحَیِّ،الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ مِلءَ السَّماواتِ ومِلءَ الأَرضِ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ،الَّذی لا إلهَ إلّاهُوَ الحَیُّ القَیّومُ،الَّذی عَنَت لَهُ الوُجوهُ،وخَشَعَت لَهُ الأَبصارُ وأَذِنَت لَهُ النُّفوسُ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ.
ثُمَّ تَدعو بِما بَدا لَکَ،تُجابُ إن شاءَ اللّهُ. (2)
753.الإمام الصادق علیه السلام: مَن عَرَضَت لَهُ حاجَةٌ إلَی اللّهِ تَعالی صامَ الأَربِعاءَ وَالخَمیسَ وَالجُمُعَةَ، ولَم یُفطِر عَلی شَیءٍ فیهِ روحٌ،ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ قَضَی اللّهُ حاجَتَهُ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی بِهِ ابتَدَعتَ عَجائِبَ الخَلقِ فی غامِضِ العِلمِ بِجودِ جَمالِ وَجهِکَ مِن عِظَمِ (3)عَجیبِ خَلقِ أصنافِ غَریبِ أجناسِ الجَواهِرِ،فَخَرَّتِ المَلائِکَةُ سُجَّداً لِهَیبَتِکَ مِن مَخافَتِکَ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ.
وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی تَجَلَّیتَ بِهِ لِلکَلیمِ عَلَی الجَبَلِ العَظیمِ،فَلَمّا بَدا شُعاعُ نورِ الحُجُبِ العَظیمَةِ أثبَتَّ مَعرِفَتَکَ فی قُلوبِ العارِفینَ بِمَعرِفَةِ تَوحیدِکَ،فَلا إلهَ إلّا أنتَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی تَعلَمُ بِهِ خَواطِرَ رَجمِ الظُّنونِ بِحَقائِقِ الإِیمانِ،وغَیبَ عَزیماتِ الیَقینِ وکَسرَ الحَواجِبِ وإغماضَ الجُفونِ،ومَا استَقَلَّت بِهِ الأَعطافُ وإدارةَ لَحظِ العُیونِ وحَرَکاتِ السُّکونِ،فَکَوَّنتَهُ مِمّا شِئتَ أن یَکونَ مِمّا إذا لَم تُکَوِّنهُ فَکَیفَ یَکونُ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ.
ص:554
وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی فَتَقتَ بِهِ رَتقَ عَقیمِ غَواشی جُفونِ حَدَقِ عُیونِ قُلوبِ النّاظِرینَ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی خَلَقتَ بِهِ فِی الهَواءِ بَحراً مُعَلَّقاً عَجّاجاً مُغَطمِطاً،فَحَبَستَهُ فِی الهَواءِ عَلی صَمیمِ تَیّارِ الیَمِّ الزّاخِرِ فی مُستَعلی عَظیمِ تَیّارِ أمواجِهِ عَلی ضَحضاحِ (1)صَفاءِ الماءِ،فَعَذلَجَ المَوجُ فَسَبَّحَ ما فیهِ لِعَظَمَتِکَ فَلا إلهَ إلّاأنتَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی تَجَلَّیتَ بِهِ لِلجَبَلِ فَتَحَرَّکَ وتَزَعزَعَ وَاستَقَرَّ،ودَرَجَ اللَّیلَ الحَلَکَ،ودارَ بِلُطفِهِ الفَلَکَ فَهَمَّکَ،فَتَعالی رَبُّنا،فَلا إلهَ إلّاأنتَ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا نورَ النّورِ،یا مَن بَرِئَ الحورَ کَدُرٍّ مَنثورٍ،بِقَدَرٍ مَقدورٍ،لِعَرضِ النُّشورِ،لِنَقرَةِ النّاقورِ،فَلا إلهَ إلّاأنتَ، وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا واحِدُ یا مَولی کُلِّ أحَدٍ،یا مَن هُوَ عَلَی العَرشِ واحِدٌ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ یا مَن لا یَنامُ ولا یُرامُ ولا یُضامُ،ویا مَن بِهِ تَواصَلَتِ الأَرحامُ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ.
ثُمَّ تَسأَلُ حاجَتَکَ فَإِنَّها تُقضی إن شاءَ اللّهُ. (2)
754.الکافی عن سماعة: قالَ لی أبُو الحَسَنِ علیه السلام:إذا کانَ لَکَ یا سَماعَةُ إلَی اللّهِ عَزَّ وجَلَّ حاجَةٌ، فَقُل:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ،فَإِنَّ لَهُما عِندَکَ شَأناً مِنَ الشَّأنِ وقَدراً مِنَ القَدرِ، فَبِحَقِّ ذلِکَ الشَّأنِ وبِحَقِّ ذلِکَ القَدرِ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا.
فَإِنَّهُ إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ لَم یَبقَ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِیٌّ مُرسَلٌ ولا مُؤمِنٌ مُمتَحَنٌ إلّا
ص:555
وهُوَ یَحتاجُ إلَیهِما فی ذلِکَ الیَومِ. (1)
راجع:ص485 (دعوات لدفع الهموم والشدائد)
وج3 ص 571 (دعوات الفرج) وص591 (الدعوات السریعة الإجابة).
755.المزار الکبیر عن أبی حمزة الثمالی: بَینا أنَا قاعِدٌ یَوماً فِی المَسجِدِ عِندَ السّابِعَةِ إذا بِرَجُلٍ مِمّا یَلی أبوابَ کِندَةَ قَد دَخَلَ،فَنَظَرتُ إلی أحسَنِ النّاسِ وَجهاً،وأَطیَبِهِم ریحاً، وأَنظَفِهِم ثَوباً،مُعَمَّمٍ بِلا طَیلَسانٍ ولا إزارٍ،عَلَیهِ قَمیصٌ ودُرّاعَةٌ وعِمامَةٌ،وفی رِجلَیهِ نَعلانِ عَرَبِیّانِ،فَخَلَعَ نَعلَیهِ،ثُمَّ قامَ عِندَ السّابِعَةِ ورَفَعَ مُسَبِّحَتَیهِ حَتّی بَلَغَتا شَحمَتَی اذُنَیهِ،ثُمَّ أرسَلَهُما بِالتَّکبیرِ،فَلَم یَبقَ فی بَدَنی شَعرَةٌ إلّاقامَت،ثُمَّ صَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ أحسَنَ رُکوعَهُنَّ وسُجودَهُنَّ،وقالَ:
إلهی ! إن کُنتُ قَد عَصَیتُکَ فَقَد أطَعتُکَ فی أحَبِّ الأَشیاءِ إلَیکَ الإِیمانِ بِکَ،مَنّاً مِنکَ بِهِ عَلَیَّ لا مَنّاً مِنّی بِهِ عَلَیکَ،لَم أتَّخِذ لَکَ وَلَداً ولَم أدعُ لَکَ شَریکاً.
وقَد عَصَیتُکَ عَلی غَیرِ وَجهِ المُکابَرَةِ،ولَا الخُروجِ عَن عُبودِیَّتِکَ،ولَا الجُحودِ لِرُبوبِیَّتِکَ ولکِنِ اتَّبَعتُ هَوایَ،وأَزَلَّنِی الشَّیطانُ بَعدَ الحُجَّةِ عَلَیَّ وَالبَیانِ.
فَإِن تُعَذِّبنی فَبِذنوبی غَیرَ ظالمٍ لی،وإن تَعفُ عَنّی فَبِجودِکَ وکَرَمِکَ یا کَریمُ.
ثُمَّ خَرَّ ساجِداً یَقولُها حَتَّی انقَطَعَ نَفَسُهُ.
وقالَ أیضاً فی سُجودِهِ:
ص:556
یا مَن یَقدِرُ عَلی قَضاءِ حَوائِجِ السّائِلینَ،یا مَن یَعلَمُ ضَمیرَ الصّامِتینَ،یا مَن لا یَحتاجُ إلَی التَّفسیرِ،یا مَن یَعلَمُ خائِنَةَ الأَعیُنِ وما تُخفِی الصُّدورُ،یا مَن أنزَلَ العَذابَ عَلی قَومِ یونُسَ وهُوَ یُریدُ أن یُعَذِّبَهُم،فَدَعَوهُ وتَضَرَّعوا إلَیهِ،فَکَشَفَ عَنهُمُ العَذابَ،ومَتَّعَهُم إلی حینٍ،قَد تَری مَکانی،وتَسمَعُ کَلامی،وتَعلَمُ حاجَتی فَاکفِنی ما أهَمَّنی مِن أمرِ دینی ودُنیایَ وآخِرَتی،یا سَیِّدی یا سَیِّدی-سَبعینَ مَرَّةً-.
ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَتَأَمَّلتُهُ،فَإِذا هُوَ مَولایَ زَینُ العابِدینَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام،فَانکَبَبتُ عَلی یَدَیهِ اقَبِّلُهُما،فَنَزَعَ یَدَهُ مِنّی،وأَومَأَ إلَیَّ بِالسُّکوتِ،فَقُلتُ:یا مَولایَ أنَا مَن قَد عَرَفتَهُ فی وِلائِکُم،فَمَا الَّذی أقدَمَکَ إلی هاهُنا؟فَقالَ:هُوَ لِما رَأَیتَ. (1)
756.الإمام الصادق علیه السلام: مَن صَلّی بَینَ العِشاءَینِ رَکعَتَینِ (2)،قَرَأَ فِی الاُولَی«الحَمدَ»وقَولَهُ تَعالی: وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ کَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ ، وفِی الثّانِیَةِ«الحَمدَ»وقَولَهُ تَعالی: وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَیْبِ لا یَعْلَمُها إِلاّ هُوَ وَ یَعْلَمُ ما فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ یَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ فِی ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا یابِسٍ إِلاّ فِی کِتابٍ مُبِینٍ ،فَإِذا فَرَغَ مِنَ القِراءَةِ رَفَعَ یَدَیهِ وقالَ:
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ بِمَفاتِحِ الغَیبِ الَّتی لا یَعلَمُها إلّاأنتَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن تَفعَلَ بی کَذا وکَذا.
ثُمَّ تَقولُ:
اللّهُمَّ أنتَ وَلِیُّ نِعمَتی،وَالقادِرُ عَلی طَلِبَتی،تَعلَمُ حاجَتی فَأَسأَ لُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ
ص:557
مُحَمَّدٍ عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ لَمّا قَضَیتَها لی.
ویَسأَلُ اللّهَ جَلَّ جَلالَهُ حاجَتَهُ،أعطاهُ اللّهُ ما سَأَلَ. (1)
757.جمال الأسبوع عن المفضّل بن عمر: کُنتُ أنَا وإسحاقُ بنُ عَمّارٍ وداوودُ بنُ کَثیرٍ الرَّقِّیُّ وداوودُ بنُ أحیَلَ وسَیفٌ التَّمّارُ وَالمُعَلَّی بنُ خُنَیسٍ وحُمرانُ بنُ أعیَنَ عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،إذ دَخَلَ رَجُلٌ یُقالُ لَهُ:إسماعیلُ بنُ قَیسٍ المَوصِلِیُّ،ونَحنُ نَتَکَلَّمُ وَالصّادِقُ علیه السلام ساجِدٌ،فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ نَظَرَ إلَیهِ فَقالَ لَهُ:ما هذَا الغَمُّ وَالنَّفَسُ؟فَقالَ:یا مَولایَ جُعِلتُ فِداکَ،قَد وحَقِّکَ بَلَغَ مَجهودی وضاقَ صَدری،قالَ علیه السلام:أینَ أنتَ عَن صَلاةِ الحَوائِجِ؟ قالَ:وکَیفَ اصَلّیها جُعِلتُ فِداکَ؟
قالَ:إذا کانَ یَومُ الخَمیسِ بَعدَ الضُّحی فَاغتَسِل وَائتِ مُصَلّاکَ،وصَلِّ أربَعَ رَکَعاتٍ، تَقرَأُ فی کُلِّ رَکعَةٍ«فاتِحَةَ الکِتابِ»و«إِنّا أنزَلناهُ فی لَیلَةِ القَدرِ»عَشرَ مَرّاتٍ (2)،فَإِذا سَلَّمتَ فَقُل مِئَةَ مَرَّةٍ:«اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ»،ثُمَّ ارفَع یَدَیکَ نَحوَ السَّماءِ وقُل:«یا اللّهُ یا اللّهُ»عَشرَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تُحَرِّکُ سُبحَتَکَ وتَقولُ:«یا رَبِّ یا رَبِّ»حَتّی یَنقَطِعَ النَّفَسُ،ثُمَّ تَبسُطُ کَفَّیکَ وتَرفَعُهُما تِلقاءَ وَجهِکَ وتَقولُ:«یا اللّهُ یا اللّهُ»عَشرَ مَرّاتٍ،وقُل:
یا أفضَلَ مَن رُجِیَ،ویا خَیرَ مَن دُعِیَ،ویا أجوَدَ مَن سَمَحَ،وأَکرَمَ مَن سُئِلَ،یا مَن لا یَعزُبُ عَلَیهِ ما یَفعَلُهُ،یا مَن حَیثُ ما دُعِیَ أجابَ،أسأَ لُکَ بِموجِباتِ رَحمَتِکَ وعَزائِمِ مَغفِرَتِکَ،وأَسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ العِظامِ،وبِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ عَظیمٌ،وأَسأَ لُکَ بِوَجهِکَ الکَریمِ وبِفَضلِکَ العَظیمِ،وأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ العَظیمِ العَظیمِ دَیّانِ الدّینِ مُحیِی العِظامِ وهِیَ رَمیمٌ،وأَسأَ لُکَ بِأَنَّکَ اللّهُ لا إلهَ إلّاأنتَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تَقضِیَ لی
ص:558
حاجَتی،وتُیَسِّرَ لی مِن أمری فَلا تُعَسِّرَ عَلَیَّ،وتُسَهِّلَ لی مَطلَبَ رِزقی مِن فَضلِکَ الواسِعِ، یا قاضِیَ الحاجاتِ،یا قَدیراً عَلی ما لا یَقدِرُ عَلَیهِ غَیرُکَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ وأَکرَمَ الأَکرَمینَ.
قالَ الصّادِقُ علیه السلام:فَقُلها مَرّاتٍ.
فَلَمّا کانَ بَعدَ حَولٍ وکُنّا فی دارِ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام،إذ دَخَلَ عَلَینا داوودُ،ثُمَّ أخرَجَ مِن کُمِّهِ کیساً فَقالَ:جُعِلتُ فِداکَ ! هذِهِ خَمسُمِئَةِ دینارٍ وَجَبَت عَلَیَّ بِبَرَکَتِکَ،وبِما عَلَّمتَنی مِنَ الخَیرِ فَتَحَ اللّهُ عَلَیَّ.
وزادَ الطّوسِیُّ (1):حَتّی کانَ لی عَلی رَجُلٍ مالٌ وقَد حَبَسَهُ عَلَیَّ وحَلَفَ عَلَیهِ عِندَ بَعضِ الحُکّامِ،فَجاءَنی بَعدَ ذلِکَ وما صَلَّیتُ إلّاثَلاثَ مَرّاتٍ،وحَمَلَ إلَیَّ ما کانَ لی عَلَیهِ وسَأَ لَنی أن أجعَلَهُ فی حِلٍّ مِمّا دَفَعَنی،فَفَعَلتُ ذلِکَ.
فَقالَ الصّادِقُ علیه السلام:اِحمَد رَبَّکَ،ولا یَشغَلکَ عَن عِبادَةِ رَبِّکَ أحَدٌ،وتَفَقَّد إخوانَکَ. (2)
758.مصباح المتهجد: صَلاةٌ اخری لِلحاجَةِ،رُوِیَ عَنِ الصّادِقِ علیه السلام أنَّهُ قالَ:صُم (3)یَومَ الأَربِعاءِ وَالخَمیسِ وَالجُمُعَةِ،فَإِذا کانَ یَومُ الجُمُعَةِ اغتَسِل وَالبَس ثَوباً جَدیداً،ثُمَّ اصعَد إلی أعلی مَوضِعٍ فی دارِکَ أو (4)أبرِز مُصَلّاکَ فی زاوِیَةٍ مِن دارِکَ،وصَلِّ رَکعَتَینِ،تَقرَأُ فی الاُولی:«الحَمدَ»و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،وفِی الثّانِیَةِ:«الحَمدَ»و«قُل یا أیُّهَا الکافِرونَ»، ثُمَّ ارفَع یَدَیکَ إلَی السَّماء،وَلیَکُن ذلِکَ قَبلَ الزَّوالِ بِنِصفِ ساعَةٍ،وقُل:
اللّهُمَّ إنّی ذَخَرتُ (5)تَوحیدی إیّاکَ،ومَعرِفَتی بِکَ،وإخلاصی لَکَ،وإقراری بِرُبوبِیَّتِکَ،
ص:559
وذَخَرتُ وِلایَةَ مَن أنعَمتَ عَلَیَّ بِمَعرِفَتِهِم مِن بَرِیَّتِکَ،مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِم لِیَومِ فَزَعی إلَیکَ عاجِلاً وآجِلاً،وقَد فَزِعتُ إلَیکَ وإلَیهِم یا مَولایَ فی هذَا الیَومِ وفی مَوقِفی هذا،وسَأَلتُکَ مادَّتی مِن نِعمَتِکَ،وإزاحَةَ ما أخشاهُ مِن نَقِمَتِکَ،وَالبَرَکَةَ لی فی جَمیعِ ما رَزَقتَنیهِ،وتَحصینَ صَدری مِن کُلِّ هَمٍّ وجائِحَةٍ (1)ومُصیبَةٍ فی دینی ودُنیایَ،یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.
ثُمَّ تُصَلّی رَکعَتَینِ تَقرَأُ فِی الاُولی:«الحَمدَ»وخَمسینَ مَرَّةً«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،وفِی الثّانِیَةِ:«الحَمدَ»وسِتّینَ مَرَّةً«إنّا أنزَلناهُ»،ثُمَّ تَمُدُّ یَدَیکَ وتَقولُ:
اللّهُمَّ إنّی حَلَلتُ بِساحَتِکَ لِمَعرِفَتی بِوَحدانِیَّتِکَ وصَمَدانِیَّتِکَ،وأَنَّهُ لا یَقدِرُ عَلی قَضاءِ حَوائِجی غَیرُکَ،وقَد عَلِمتُ یا رَبِّ أنَّهُ کُلَّما تَظاهَرَت نِعَمُکَ عَلَیَّ اشتَدَّت فاقَتی إلَیکَ، وقَد طَرَقَنی هَمُّ کَذا وکَذا وأَنتَ تَکشِفُهُ،وأَنتَ عالِمٌ غَیرُ مُعَلَّمٍ،وواسِعٌ غَیرُ مُتَکَلِّفٍ، فَأَسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی وَضَعتَهُ عَلَی الجِبالِ فَاستَقَرَّت،ووَضَعتَهُ عَلَی السَّماءِ فَارتَفَعَت، وأَسأَ لُکَ بِالحَقِّ الَّذی جَعَلتَهُ عِندَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وعِندَ الأَئِمَّةِ عَلِیٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ وعَلِیٍّ ومُحَمَّدٍ وجَعفَرٍ وموسی وعَلِیٍّ ومُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وَالحَسَنِ وَالحُجَّةِ عَلَیهِمُ السَّلامُ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَیتِهِ،وأَن تَقضِیَ حاجَتی،وتُیَسِّرَ عَسیرَها، وتَکفِیَنی مُهِمّاتِها،فَإِن فَعَلتَ فَلَکَ الحَمدُ وَالمِنَّةُ،وإن لَم تَفعَل فَلَکَ الحَمدُ غَیرَ جائِرٍ فی حُکمِکَ،وغَیرَ مُتَّهَمٍ فی قَضائِکَ،ولا حائِفٍ (2)فی عَدلِکَ.
وتُلصِقُ خَدَّکَ الأَیمَنَ بِالأَرضِ وتُخرِجُ رُکبَتَیکَ حَتّی تُلصِقَهُما بِالمُصَلَّی الَّذی صَلَّیتَ عَلَیهِ،وتَقولُ:
اللّهُمَّ إنَّ یونُسَ بنَ مَتّی عَبدُکَ ونَبِیُّکَ،دَعاکَ فی بَطنِ الحوتِ وهُوَ عَبدُکَ،فَاستَجَبتَ لَهُ،وأَنَا عَبدُکَ فَاستَجِب لی کَمَا استَجَبتَ لَهُ،یا کَریمُ یا حَیُّ یا قَیّومُ لا إلهَ إلّاأنتَ،
ص:560
بِرَحمَتِکَ استَغَثتُ فَأَغِثنِی (1)،السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ،یا کَریمُ یا حَیُّ یا قَیّومُ.
ثُمَّ تَجعَلُ خَدَّکَ الأَیسَرَ عَلَی الأَرضِ وتَفعَلُ مِثلَ ذلِکَ،ثُمَّ تَرُدُّ جَبهَتَکَ وتَدعو بِما شِئتَ،ثُمَّ اجلِس مِن سُجودِکَ وَادعُ بِهذَا الدُّعاءِ:
اللّهُمَّ اسدُد فَقری بِفَضلِکَ،وتَغَمَّد ظُلمی بِعَفوِکَ،وفَرِّغ قَلبی لِذِکرِکَ،اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما بَینَهُنَّ،ورَبَّ الأَرَضینَ السَّبعِ وما فیهِنَّ،ورَبَّ السَّبعِ المَثانی وَالقُرآنِ العَظیمِ،ورَبَّ جَبرَئیلَ ومیکائیلَ وإسرافیلَ،ورَبَّ المَلائِکَةِ أجمَعینَ،ورَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیّینَ وَالمُرسَلینَ،ورَبَّ الخَلقِ أجمَعینَ،أسأَ لُکَ بِاسمِکَ الَّذی بِهِ تَقومُ السَّماواتُ وبِهِ تَقومُ الأَرَضونَ،وبِهِ تَرزُقُ الأَحیاءَ (2)،وبِهِ أحصَیتَ عَدَدَ الجِبالِ وکَیلَ البِحارِ،وبِهِ تُرسِلُ الرِّیاحَ،وبِهِ تَرزُقُ العِبادَ،وبِهِ أحصَیتَ عَدَدَ الرِّمالِ،وبِهِ تَفعَلُ ما تَشاءُ،وبِهِ تَقولُ لِکُلِّ شَیءٍ:کُن فَیَکونُ،أن تَستَجیبَ دُعائی،وأَن تُعطِیَنی سُؤلی،وأَن تُعَجِّلَ لِیَ الفَرَجَ مِن عِندِکَ بِرَحمَتِکَ فی عافِیَةٍ،وأَن تُؤمِنَ خَوفی فی أتَمِّ نِعمَةٍ وأَعظَمِ عافِیَةٍ،وأَفضَلِ الرِّزقِ وَالسَّعَةِ وَالدَّعَةِ ما لَم تَزَل تُعَوِّدُنیها،یا إلهی وتَرزُقَنِی الشُّکرَ عَلی ما أبلَیتَنی،وتَجعَلَ ذلِکَ تامّاً أبَداً ما أبقَیتَنی،حَتّی تَصِلَ ذلِکَ بِنَعیمِ الآخِرَةِ.
اللّهُمَّ بِیَدِکَ مَقادیرُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وبِیَدِکَ مَقادیرُ المَوتِ وَالحَیاةِ،وبِیَدِکَ مَقادیرُ اللَّیلِ وَالنَّهارِ،وبِیَدِکَ مَقادیرُ الخِذلانِ وَالنَّصرِ،وبِیَدِکَ مَقادیرُ الغِنی وَالفَقرِ،وبِیَدِکَ مَقادیرُ الخَیرِ وَالشَّرِّ،فَبارِک لی فی دینی ودُنیایَ وآخِرَتی،وبارِک لی فی جَمیعِ اموری کُلِّها.
اللّهُمَّ لا إلهَ إلّاأنتَ وَعدُکَ حَقٌّ،ولِقاؤُکَ حَقٌّ،وَالسّاعَةُ حَقٌّ،وَالجَنَّةُ حَقٌّ،وأَعوذُ بِکَ مِن نارِ جَهَنَّمَ،وأَعوذُ بِکَ مِن عَذابِ القَبرِ،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ المَحیا وَالمَماتِ،وأَعوذُ
ص:561
بِکَ مِن فِتنَةِ الدَّجّالِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ الکَسَلِ وَالعَجزِ،وأَعوذُ بِکَ مِنَ البُخلِ وَالهَرَمِ،وأَعوذُ بِکَ مِن مَکارِهِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
اللّهُمَّ قَد سَبَقَ مِنّی ما قَد سَبَقَ مِن زَلَلٍ قَدیمٍ،وما قَد جَنَیتُ عَلی نَفسی،وأَنتَ یا رَبِّ تَملِکُ مِنّی ما لا أملِکُ مِن نَفسی،وخَلَقتَنی یا رَبِّ وتَفَرَّدتَ بِخَلقی ولَم أکُ شَیئاً إلّابِکَ، ولَستُ أرجُو الخَیرَ إلّامِن عِندِکَ،ولَم أصرِف عَن نَفسی سوءاً قَطُّ إلّاما صَرَفتَهُ عَنّی، أنتَ عَلَّمتَنی یا رَبِّ ما لَم أعلَم،ورَزَقتَنی یا رَبِّ ما لَم أملِک ولم أحتَسِب،وبَلَغتَ بی یا رَبِّ ما لَم أکُن أرجو،وأَعطَیتَنی یا رَبِّ ما قَصُرَ عَنهُ أمَلی،فَلَکَ الحَمدُ کَثیراً،یا غافِرَ الذَّنبِ اغفِر لی،وأَعطِنی فی قَلبی مِنَ الرِّضا ما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَیَّ بَوائِقَ (1)الدُّنیا.
اللّهُمَّ افتَح لِیَ الیَومَ یا رَبِّ البابَ الَّذی فیهِ الفَرَجُ وَالعافِیَةُ وَالخَیرُ کُلُّهُ،اللّهُمَّ افتَح لی بابَهُ وهَیِّئ لی سَبیلَهُ،ولَیِّن لی مَخرَجَهُ،اللّهُمَّ وکُلُّ مَن قَدَرتَ لَهُ عَلَیَّ مَقدُرَةً مِن خَلقِکَ، فَخُذ عَنّی بِقُلوبِهِم وأَلسِنَتِهِم وأَسماعِهِم وأَبصارِهِم،ومِن فَوقِهِم ومِن تَحتِهِم ومِن بَینِ أیدیهِم ومِن خَلفِهِم،وعَن أیمانِهِم وعَن شَمائِلِهِم،ومِن حَیثُ شِئتَ ومِن أینَ شِئتَ وکَیفَ شِئتَ وأَنّی شِئتَ،حَتّی لا یَصِلَ إلَیَّ واحِدٌ مِنهُم بِسوءٍ،اللّهُمَّ وَاجعَلنی فِی حِفظِکَ وسِترِکَ وجِوارِکَ،عَزَّ جارُکَ وجَلَّ ثَناؤُکَ ولا إلهَ غَیرُکَ.
اللّهُمَّ أنتَ السَّلامُ ومِنکَ السَّلامُ،أسأَ لُکَ یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ فَکاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، وأَن تُسکِنَنی دارَ السَّلامِ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ مِنَ الخَیرِ کُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ،ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ خَیرَ ما أرجو،وأَعوذُ بِکَ مِن شَرِّ ما أحذَرُ،وأَسأَ لُکَ أن تَرزُقَنی مِن حَیثُ أحتَسِبُ ومِن حَیثُ لا أحتَسِبُ.
اللّهُمَّ إنّی عَبدُکَ ابنُ أمَتِکَ وفی قَبضَتِکَ،ناصِیَتی بِیَدِکَ،ماضٍ فِیَّ حُکمُکَ،عَدلٌ فِیَّ قَضاؤُکَ،أسأَ لُکَ بِکُلِّ اسمٍ هُوَ لَکَ سَمَّیتَ بِهِ نَفسَکَ،أو أنزَلتَهُ فی شَیءٍ مِن کُتُبِکَ،أو
ص:562
عَلَّمتَهُ أحَداً مِن خَلقِکَ،أوِ استَأثَرتَ بِهِ فی عِلمِ الغَیبِ عِندَکَ،أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ الاُمِّیِّ عَبدِکَ ورَسولِکَ وخِیَرَتِکَ مِن خَلقِکَ،وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ،وأَن تُبارِکَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،کَما صَلَّیتَ وتَرَحَّمتَ وبارَکتَ عَلی إبراهیمَ وآلِ إبراهیمَ،إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ.
وأَن تَجعَلَ القُرآنَ نورَ صَدری،ورَبیعَ قَلبی،وجِلاءَ حُزنی،وذَهابَ غَمّی،وَاشرَح بِهِ صَدری،ویَسِّر بِهِ أمری،وَاجعَلهُ نوراً فی بَصَری،ونوراً فی مُخّی،ونوراً فی عِظامی، ونوراً فی عَصَبی،ونوراً فی قَصَبی،ونوراً فی شَعری،ونوراً فی بَشَری،ونوراً مِن فَوقی ونوراً مِن تَحتی،ونوراً عَن یَمینی ونوراً عَن شِمالی،ونوراً فی مَطعَمی ونوراً فی مَشرَبی،ونوراً فی مَحشَری ونوراً فی قَبری،ونوراً فی حَیاتی ونوراً فی مَماتی،ونوراً فی کُلِّ شَیءٍ مِنّی حَتّی تُبَلِّغَنی بِهِ إلَی الجَنَّةِ.
یا نورُ یا نورُ یا نورَ السَّماواتِ وَالأَرضِ،أنتَ کَما وَصَفتَ نَفسَکَ فی کِتابِکَ وعَلی لِسانِ نَبِیِّکَ،وقَولُکَ الحَقُّ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ،وقُلتَ وقَولُکَ الحَقُّ: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ کَمِشْکاةٍ فِیها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِی زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ کَأَنَّها کَوْکَبٌ دُرِّیٌّ یُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَکَةٍ زَیْتُونَةٍ لا شَرْقِیَّةٍ وَ لا غَرْبِیَّةٍ یَکادُ زَیْتُها یُضِیءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلی نُورٍ یَهْدِی اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ وَ یَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ وَ اللّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ (1).
اللّهُمَّ فَاهدِنی لِنورِکَ،وَاهدِنی بِنورِکَ،وَاجعَل لی فِی القِیامَةِ نوراً مِن بَینِ یَدَیَّ ومِن خَلفی،وعَن یَمینی وعَن شِمالی،تَهدی بِهِ إلی دارِ السَّلامِ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.
اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ العَفوَ وَالعافِیَةَ،فی أهلی ومالی ووَلَدی وکُلِّ مَن احِبُّ،أن تُلبِسَنی فیهِ العَفوَ وَالعافِیَةَ،اللّهُمَّ أقِل عَثرَتی،وآمِن رَوعَتی،وَاحفَظنی مِن بَینِ یَدَیَّ ومِن خَلفی، وعَن یَمینی وعَن شِمالی،ومِن فَوقی ومِن تَحتی،وأَعوذُ بِکَ أن اغتالَ مِن تَحتی.
اَللّهُمَّ مالِکَ الْمُلْکِ تُؤْتِی الْمُلْکَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْکَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ
ص:563
تَشاءُ بِیَدِکَ الْخَیْرُ إِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ (1)،رَحمانَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ ورَحیمَهُما،اِرحَمنی وَاغفِر ذَنبی وَاقضِ لی جَمیعَ حَوائِجی،وأَسأَ لُکَ بِأَنَّکَ مَلِکٌ وأَنتَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ، وأَنَّکَ ما تَشاءُ مِن أمرٍ یَکونُ،اللّهُمَّ إنّی أسأَ لُکَ إیماناً صادِقاً،ویَقیناً لَیسَ بَعدَهُ کُفرٌ، ورَحمَةً أنالُ بِها شَرَفَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (2)
759.الإمام الهادی علیه السلام: إذا کانَت لَکَ حاجَةٌ مُهِمَّةٌ فَصُم یَومَ الأَربِعاءِ وَالخَمیسِ وَالجُمُعَةِ، وَاغتَسِل فِی الجُمُعَةِ فی أوَّلِ النَّهارِ،وتَصَدَّق عَلی مِسکینٍ بِما أمکَنَ،وَاجلِس فی مَوضِعٍ لا یَکونُ بَینَکَ وبَینَ السَّماءِ سَقفٌ ولا سِترٌ مِن صَحنِ دارٍ أو غَیرِها،تَجلِسُ تَحتَ السَّماءِ وتُصَلّی أربَعَ رَکَعاتٍ،تَقرَأُ فِی الاُولَی«الحَمدَ»و«یس»،وفِی الثّانِیَةِ «الحَمدَ»و«حم الدُّخانَ»،وفِی الثّالِثَةِ«الحَمدَ»و«إذا وَقَعَتِ الواقِعَةُ»،وفِی الرّابِعَةِ «الحَمدَ»و«تَبارَکَ الَّذی بِیَدِهِ المُلکُ»،وإن لَم تُحسِنها فَاقرَأِ«الحَمدَ»ونِسبَةَ الرَّبِّ تَعالی:«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»،فَإِذا فَرَغتَ بَسَطتَ راحَتَیکَ إلَی السَّماءِ وتَقولُ:
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً یَکونُ أحَقَّ الحَمدِ بِکَ وأَرضَی الحَمدِ لَکَ،وأَوجَبَ الحَمدِ بِکَ وأَحَبَّ الحَمدِ إلَیکَ،ولَکَ الحَمدُ کَما أنتَ أهلُهُ وکَما رَضیتَ لِنَفسِکَ وکَما حَمِدَکَ مَن رَضیتَ حَمدَهُ مِن جَمیعِ خَلقِکَ،ولَکَ الحَمدُ کَما حَمِدَکَ بِهِ جَمیعُ أنبِیائِکَ ورُسُلُکَ ومَلائِکَتُکَ وکَما یَنبَغی لِعِزِّکَ وکِبرِیائِکَ وعَظَمَتِکَ،ولَکَ الحَمدُ حَمداً تَکِلُّ الأَلسُنُ عَن صِفَتِهِ،ویَقِفُ القَولُ عَن مُنتَهاهُ،ولَکَ الحَمدُ حَمداً لا یَقصُرُ عَن رِضاکَ ولا یَفضُلُهُ شَیءٌ مِن مَحامِدِکَ.
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ فِی السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ،وَالشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ،وَالعافِیَةِ وَالبَلاءِ،وَالسِّنینَ
ص:564
وَالدُّهورِ،ولَکَ الحَمدُ عَلی آلائِکَ ونَعمائِکَ عَلَیَّ وعِندی،وعَلی ما أولَیتَنی وأَبلَیتَنی، وعافَیتَنی ورَزَقتَنی،وأَعطَیتَنی وفَضَّلتَنی،وشَرَّفتَنی وکَرَّمتَنی وهَدَیتَنی لِدینِکَ حَمداً لا یَبلُغُهُ وَصفُ واصِفٍ،ولا یُدرِکُهُ قَولُ قائِلٍ.
اللّهُمَّ لَکَ الحَمدُ حَمداً فیما آتَیتَ إلی أحَدٍ (1)مِن إحسانِکَ عِندی،وإفضالِکَ عَلَیَّ وتَفضیلِکَ إیّایَ عَلی غَیری،ولَکَ الحَمدُ عَلی ما سَوَّیتَ مِن خَلقی وأَدَّبتَنی فَأَحسَنتَ أدَبی مَنّاً مِنکَ عَلَیَّ لا لِسابِقَةٍ کانَت مِنّی،فَأَیَّ النِّعَمِ یا رَبِّ لَم تَتَّخِذ عِندی،وأَیَّ شُکرٍ لَم تَستَوجِب مِنّی،رَضیتُ بِلُطفِکَ لُطفاً،وبِکِفایَتِکَ مِن جَمیعِ الخَلقِ خَلَفاً.
یا رَبِّ أنتَ المُنعِمُ عَلَیَّ،المُحسِنُ المُتَفَضِّلُ المُجمِلُ ذُو الجَلالِ وَالإِکرامِ وَالفَواضِلِ وَالنِّعَمِ العِظامِ،فَلَکَ الحَمدُ عَلی ذلِکَ یا رَبِّ،لَم تَخذُلنی فی شَدیدَةٍ،ولَم تُسلِمنی بِجَریرَةٍ،ولَم تَفضَحنی بِسَریرَةٍ،لَم تَزَل نَعماؤُکَ عَلَیَّ عامَّةً عِندَ کُلِّ عُسرٍ ویُسرٍ،أنتَ حَسَنُ البَلاءِ عِندی،قَدیمُ العَفوِ عَنّی،أمتِعنی بِسَمعی وبَصَری وجَوارحی وما أقَلَّتِ الأَرضُ مِنّی.
اللّهُمَّ وإنَّ أوَّلَ ما أسأَ لُکَ مِن حاجَتی وأَطلُبُ إلَیکَ مِن رَغبَتی وأَتَوَسَّلُ إلَیکَ بِهِ بَینَ یَدَی مَسأَلَتی،وأَتَقَرَّبُ بِهِ إلَیکَ بَینَ یَدَی طَلِبَتی،الصَّلاةُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلَیهِ وعَلَیهِم کَأَفضَلِ ما أمَرتَ أن یُصَلّی عَلَیهِم وکَأَفضَلِ ما سَأَلَکَ أحَدٌ مِن خَلقِکَ،وکَما أنتَ مَسؤولٌ لَهُ ولَهُم إلی یَومِ القِیامَةِ.
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَیهِم بِعَدَدِ مَن صَلّی عَلَیهِم،وبِعَدَدِ مَن لَم یُصَلِّ عَلَیهِم،وبِعَدَدِ مَن لا یُصَلّی عَلَیهِم،صَلاةً دائِمَةً تَصِلُها بِالوَسیلَةِ وَالرِّفعَةِ وَالفَضیلَةِ،وصَلِّ عَلی جَمیعِ أنبِیائِکَ ورُسُلِکَ وعِبادِکَ الصّالِحینَ،وصَلِّ اللّهُمَّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلِّم عَلَیهِم تَسلیماً.
اللّهُمَّ ومِن جودِکَ وکَرَمِکَ أنَّکَ لا تُخَیِّبُ مَن طَلَبَ إلَیکَ وسَأَلَکَ ورَغِبَ فیما عِندَکَ،
ص:565
وتُبغِضُ مَن لَم یَسأَلکَ ولَیسَ أحَدٌ کَذلِکَ غَیرُکَ،وطَمَعی یا رَبِّ فی رَحمَتِکَ ومَغفِرَتِکَ، وثِقَتی بِإِحسانِکَ وفَضلِکَ،حَدانی عَلی دُعائِکَ وَالرَّغبَةِ إلَیکَ وإنزالِ حاجَتی بِکَ،وقَد قَدَّمتُ أمامَ مَسأَلَتِی التَّوَجُّهَ بِنَبِیِّکَ الَّذی جاءَ بِالحَقِّ وَالصِّدقِ مِن عِندِکَ ونورِکَ وصِراطِکَ المُستَقیمِ،الَّذی هَدَیتَ بِهِ العِبادَ وأَحیَیتَ بِنورِهِ البِلادَ،وخَصَصتَهُ بِالکَرامَةِ وأَکرَمتَهُ بِالشَّهادَةِ،وبَعَثتَهُ عَلی حینِ فَترَةٍ مِنَ الرُّسُلِ،اللّهُمَّ وإنّی مُؤمِنٌ بِسِرِّهِ وعَلانِیَتِهِ،وسِرِّ أهلِ بَیتِهِ الَّذینَ أذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهیراً،وعَلانِیَتِهِم.
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ولا تَقطَع بَینی وبَینَهُم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَاجعَل عَمَلی بِهِم مُتَقَبَّلاً،اللّهُمَّ دَلَلتَ عِبادَکَ عَلی نَفسِکَ،فَقُلتَ تَبارَکتَ وتَعالَیتَ: وَ إِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَلْیَسْتَجِیبُوا لِی وَ لْیُؤْمِنُوا بِی لَعَلَّهُمْ یَرْشُدُونَ ،وقُلتَ: یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ ،وقُلتَ: وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِیبُونَ .
أجَل یا رَبِّ،نِعمَ المَدعُوُّ أنتَ،ونِعمَ الرَّبُّ ونِعمَ المُجیبُ،وقُلتَ: قُلِ ادْعُوا اللّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَیًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنی ،وأَ نَا أدعوکَ اللّهُمَّ بِأَسمائِکَ الحُسنی کُلِّها،ما عَلِمتُ مِنها وما لَم أعلَم،أسأَ لُکَ بِأَسمائِکَ الَّتی إذا دُعیتَ بِها أجَبتَ،وإذا سُئِلتَ بِها أعطَیتَ،أدعوکَ مُتَضَرِّعاً إلَیکَ مِسکیناً دُعاءَ مَن أسلَمَتهُ الغَفلَةُ،وأَجهَدَتهُ الحاجَةُ،أدعوکَ دُعاءَ مَنِ استَکانَ وَاعتَرَفَ بِذَنبِهِ ورَجاکَ لِعَظیمِ مَغفِرَتِکَ وجَزیلِ مَثوبَتِکَ.اللّهُمَّ إن کُنتَ خَصَصتَ أحَداً بِرَحمَتِکَ طائِعاً لَکَ فیما أمَرتَهُ وعَمِلَ لَکَ فیما لَهُ خَلَقتَهُ،فَإِنَّهُ لَم یَبلُغ ذلِکَ إلّابِکَ وبِتَوفیقِکَ.
اللّهُمَّ مَن أعَدَّ وَاستَعَدَّ لِوِفادَةٍ إلی مَخلوقٍ رَجاءَ رِفدِهِ وجَوائِزِهِ،فَإِلیکَ یا سَیِّدی کانَ استِعدادی،رَجاءَ رِفدِکَ وجَوائِزِکَ،فَأَسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وأَن تُعطِیَنی مَسأَلَتی وحاجَتی.
ص:566
ثُمَّ تَسأَلُ ما شِئتَ مِن حَوائِجِکَ،ثُمَّ تَقولُ:
یا أکرَمَ المُنعِمینَ،وأَفضَلَ المُحسِنینَ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ومَن أرادَنی بِسوءٍ مِن خَلقِکَ فَأَحرِج صَدرَهُ،وأَفحِم لِسانَهُ وَاسدُد بَصَرَهُ،وَاقمَع رَأسَهُ وَاجعَل لَهُ شُغُلاً فی نَفسِهِ وَاکفِنیهِ بِحَولِکَ وقُوَّتِکَ،ولا تَجعَل مَجلسی هذا آخِرَ العَهدِ مِنَ المَجالِسِ الَّتی أدعوکَ بِها مُتَضَرِّعاً إلَیکَ،فَإِن جَعَلتَهُ فَاغفِر لی ذُنوبی کُلَّها مَغفِرَةً لا تُغادِرُ لی ذَنباً، وَاجعَل دُعائی فِی المُستَجابِ وعَمَلی فِی المَرفوعِ المُتَقَبَّلِ عِندَکَ،وکَلامی فیما یَصعَدُ إلَیکَ مِنَ العَمَلِ الطَّیِّبِ،وَاجعَلنی مَعَ نَبِیِّکَ وصَفِیِّکَ وَالأَئِمَّةِ صَلَواتُکَ عَلَیهِم،فَبِهِمُ اللّهُمَّ أتَوَسَّلُ وإلَیکَ بِهِم أرغَبُ،فَاستَجِب دُعائی یا أرحَمَ الرّاحِمینَ،وأَقِلنی مِنَ العَثَراتِ ومَصارِعِ العَبَراتِ».
ثُمَّ تَسأَلُ حاجَتَکَ وتَخِرُّ ساجِداً وتَقولُ:
لا إلهَ إلَّااللّهُ الحَلیمُ الکَریمُ،لا إلهَ إلَّااللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبِّ الأَرَضینَ السَّبعِ ورَبِّ العَرشِ العَظیمِ،اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِعَفوِکَ مِن عُقوبَتِکَ، وأَعوذُ بِرِضاکَ مِن سَخَطِکَ وأَعوذُ بِکَ مِنکَ،لا أبلُغُ مِدحَتَکَ ولَا الثَّناءَ عَلَیکَ،أنتَ کَما أثنَیتَ عَلی نَفسِکَ،اجعَل حَیاتی زِیادَةً لی مِن کُلِّ خَیرٍ،وَاجعَل وَفاتی راحَةً لی مِن کُلِّ سوءٍ،وَاجعَل قُرَّةَ عَینی فی طاعَتِکَ.
ثُمَّ تَقولُ:
یا ثِقَتی ورَجائی لا تُحرِق وَجهی بِالنّارِ بَعدَ سُجودی وتَعفیری لَکَ،یا سَیِّدی مِن غَیرِ مَنٍّ مِنّی عَلَیکَ،بَل لَکَ المَنُّ لِذلِکَ عَلَیَّ،فَارحَم ضَعفی ورِقَّةَ جِلدی،وَاکفِنی ما أهَمَّنی مِن أمرِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ،وَارزُقنی مُرافَقَةَ النَّبِیِّ وأَهلِ بَیتِهِ عَلَیهِ وعَلَیهِم السَّلامُ فِی الدَّرَجاتِ العُلی فِی الجَنَّةِ.
ثُمَّ تَقولُ:
یا نورَ النّورِ یا مُدَبِّرَ الاُمورِ،یا جَوادُ یا واحِدُ یا أحَدُ یا صَمَدُ یا مَن لَم یَلِد ولَم یولَد
ص:567
ولَم یَکُن لَهُ کُفُواً أحَدٌ،یا مَن هُوَ هکَذا ولا یَکونُ هکَذا غَیرُهُ،یا مَن لَیسَ فِی السَّماواتِ العُلی وَالأَرَضینَ السُّفلی إلهٌ سِواهُ،یا مُعِزَّ کُلِّ ذَلیلٍ ومُذِلَّ کُلِّ عَزیزٍ،قَد وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ عیلَ صَبری فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وفَرِّج عَنّی کَذا وکَذا،وَافعَل بی کَذا وکَذا.
وتُسَمِّی الحاجَةَ وذلِکَ الشَّیءَ بِعَینِهِ«السّاعَةَ السّاعَةَ یا أرحَمَ الرّاحِمینَ».
تَقولُ ذلِکَ وأَنتَ ساجِدٌ ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تَضَعُ خَدَّکَ الأَیمَنَ عَلَی الأَرضِ وتَقولُ الدُّعاءَ الأَخیرَ ثَلاثَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تَرفَعُ رَأسَکَ وتَخضَعُ وتَقولُ:«واغَوثاه بِاللّهِ وبِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله [وبآلِهِ] (1)»عَشرَ مَرّاتٍ،ثُمَّ تَضَعُ خَدَّکَ الأَیسَرَ عَلَی الأَرضِ وتَقولُ الدُّعاءَ الأَخیرَ،وتَتَضَرَّعُ إلَی اللّهِ تَعالی فی مَسائِلِکَ،فَإِنَّهُ أیسَرُ مَقامٍ لِلحاجَةِ إن شاءَ اللّهُ وبِهِ الثِّقَةُ. (2)
راجع:517 (صلوات لدفع الشدائد والهموم ودعواتها)
ونهج الدعاء:ص 351 (صلوات قضاء الحوائج).
ص:568