ص :2

المحبه فی الکتاب و السنه

نویسنده: محمد محمدی ری شهری

ص :3

ص :4

فهرس الموضوعات

ص :5

فهرس الموضوعات

ص :6

فهرس الموضوعات

ص :7

فهرس الموضوعات

ص :8

فهرس الموضوعات

ص :9

فهرس الموضوعات

ص :10

فهرس الموضوعات

ص :11

فهرس الموضوعات

ص :12

فهرس الموضوعات

ص :13

فهرس الموضوعات

ص :14

فهرس الموضوعات

ص :15

فهرس الموضوعات

ص :16

فهرس الموضوعات

ص :17

فهرس الموضوعات

ص :18

3.حاولنا اجتناب تکرار الروایات،إلّافی الحالات التالیة:

أ-عند وجود نکتة مهمّة کامنة فی تفاوت الألفاظ والمصطلحات.

ب-إذا کان هناک اختلاف فی الألفاظ بین النصوص الحدیثیة الشیعیة والسنّیة.

ج-إذا کان نصّ الروایة متعلقاً ببابین،بشرط ألّا یزید علی سطر واحد.

4.فی حال تعدّد النصوص علی النحو الّذی بعضها عن النَّبی صلی الله علیه و آله وبعضها عن الأئمّة علیهم السلام،یأخذ حدیث النَّبی صلی الله علیه و آله موقعه فی المتن،ثُمَّ نحیل إلی عناوین روایات أهل بیته ونوثّق لها فی الهامش،ما عدا إذا انطوت الروایة علی عنصر جدید فحینئذٍ تأخذ موقعها فی المتن أیضاً.

5.بعد ذکر آیات الباب وما یرتبط بکلّ موضوع،نذکر الروایات الواردة عن أهل البیت علیهم السلام علی التوالی،ابتداءً من النَّبی صلی الله علیه و آله وانتهاءً بالإمام المهدی علیه السلام،إلّاإذا وُجِدَت هناک روایة مفسّرة لآیات الباب،فهی تقدَّم علی سائر الروایات،أو أن یستلزم التناسب الموضوعی بین النصوص الروائیة ترتیباً آخر.

6.نثبّت فی مطلع کلّ روایة اسم النَّبی صلی الله علیه و آله،أو الإمام الّذی ننقل عنه وحسب،ما خلا الحالات الّتی ینقل فیها الراوی فعل أهل البیت علیهم السلام،أو هناک سؤال وجواب،أو الراوی قد أورد فی المتن قولاً لا یدخل ضمن کلام المروی عنه.

7.بسبب تعدّد ألقاب أهل البیت علیهم السلام والأسماء الّتی تستعمل فی الدلالة علیهم، بادرنا إلی انتخاب اسم واحد یعبر عن صیغة ثابتة فی الدلالة علی المرویّ عنه، یجیء فی أول الروایة.

8.تمَّ تثبیت مصادر الروایات والتوثیق لها فی الهوامش،تبعاً لترتیب یقدَّم المصدر الأکثر اعتباراً،ثُمَّ الّذی یلیه بدرجة الاعتبار وهکذا،ولکن ربّما لم نراعِ هذا الترتیب بعد ذکر المصدر الأوّل لمقتضیات لا تخفی علی أهل التحقیق؛منها احتراز عدم تکرار ذکر اختلاف المصادر،ولعدم تکرار الراوی أو المروی عنه أیضاً.

9.عند توفّر المصادر الأوّلیة ینقل الحدیث منها مباشرةً،ثُمَّ یضاف إلیها فی الهامش«بحار الأنوار»فی أحادیث الشیعة و«کنز العمّال»فی أحادیث أهل السنّة،بوصفهما مصدرین حدیثیین جامعین.

10.بعد ذکر المصادر قد تأتی أحیاناً إحالة علی مصادر اخری اشیر إلیها بکلمة:«انظر»؛ممّا یعنی فی نسق هذه المنهجیة وجود اختلاف کبیر بین النصّ المنقول،والنصّ المُحال علیه،وإن کان للنصّ الأخیر صلة بموضوع البحث.

ص:20

11.تأتی الإحالات إلی أبواب اخری من هذا الکتاب،تبعاً لوجود الارتباط بینها،وبما یتناسب مع اشتراک المحتوی بین روایاتها.

12.تهدف المداخل المخصَّصة للفصول أو الإیضاحات والاستنتاجات الّتی تعقبها،إلی إعطاء رؤیة شاملة للروایات الّتی تنتظم ذلک الفصل أو الباب،وقد تنهض أحیاناً بتذلیل ما قد یکتنف بعض الأحادیث من صعوبات وما یعتورها من غموض.

13.علی أنَّ النقطة الأهمّ فی هذه المنهجیة،هی المساعی الّتی بذلناها بقدر ما نستطیع،لتوفیر ضرب من التوثیق الباعث للاطمئنان بصدور أحادیث کلّ فصل عن المعصوم،ولو من حیث المجموع،عن طریق دعم مضمون أحادیث کلّ فصل أو باب،بالقرائن العقلیة والنقلیة.

وفی الختام أری لزاماً علیَّ أن أتقدّم بالشکر الجزیل لجمیع الإخوة الأعزّاء فی «مرکز بحوث دار الحدیث»الذین ساعدونی فی تألیف هذه المجموعة الثمینة،ولا سیّما الأخ الفاضل الکریم سماحة الشیخ محمّد التقدیری الذی اضطلع بالمهمّة الأساسیّة فی هذا المجال،جزاهم اللّه عن الإسلام خیر الجزاء فی الدارین.

محمّد الری شهری

19 صفر 1420 للهجرة القمریة

1378/3/14 للهجرة الشمسیة

ص:21

ص:22

المحبّة،والعلاقة،والهوی،والصبوة،والصبابة،والشغف،والمقة،والوجد، والکلف،والتَقَیُّم،والعشق،والجوی،والدنف،والشجو،والشوق،والخلابة، والبلابل،والتباریح،والسدم،والغمرات،والو هل،والشجن،واللاعج،والاکتئاب، والوصب،والحُزن،والکمد،واللذع،والحُرَق،والسُهد،والأَرَق،واللهف،والحنین، والاستکانة،والتبالة،واللوعة،والفتون،والجنون،واللمم،والخبل،والرسیس، والداء المخامر،والودّ،والخلّة،والخِلم،والغرام،والهیام،والتدلیه،والوله،والتعبّد.

وقد ذُکرت له أسماء غیر هذه ولیست من أسمائه،وإنّما هی من موجباته وأحکامه فترکنا ذکرها» (1).

بل إنّ الکثیر ممّا أورده ابن القیّم من أسماء للمحبّة هی فی الحقیقة من موجباتها أو من أحکامها،کما صرّح هو فی بیانه لها.

ولقد ورد حول جذور هذه الأسماء وتعریف کلّ واحد منها کلام کثیر (2)لا أری ضرورة لذکره فی هذه المجموعة،إلّاأنّ ما یحظی بالأهمیّة فی هذا المضمار هو تسلیط الأضواء علی النظرة الإسلامیّة للمحبّة من خلال رؤیة عمیقة لما أتت به هذه الشریعة الإلهیّة حول هذه الخصلة القیّمة؛لتکون بمثابة مدخل ومقدّمة للتأمّل والدقّة اللازمة فی الآیات والأحادیث التی ستأتی فی مختلف أبواب الکتاب.

تربط بین أبنائه؛فالإسلام یطمح إلی بناء مجتمع یتآخی فیه الناس ویحبّ بعضهم بعضاً إلی درجة الإیثار علی النفس،إذ ما مِن عنصر یُؤثّر کتأثیر المحبّة فی تنظیم شؤون المجتمع الإنسانی المنشود.

إنّ المحبّة هی أشدّ العوامل تأثیراً فی تربیة الناس الصالحین،وأفضل وسیلة لتحقیق التطلّعات الثقافیّة والاجتماعیّة والاقتصادیّة والسیاسیّة،فقد روی عن النبیّ سلیمان علیه السلام أنّه قال:

«ما مِن شَیءٍ أحلی مِنَ المَحَبَّةِ» (1).

إنّ حلاوة المحبّة علی درجة یمکن أن یجعل بها مرارات الحیاة کلّها حلوة شیّقة،ویمکن أن یجبربها کثیراً من نقاط الضعف والخلل والمعضلات الفردیّة والاجتماعیّة،وقد عبّر رسول اللّه صلی الله علیه و آله تعبیراً جمیلاً عن أحد جوانبها بقوله:

«ما ضاقَ مَجلِسٌ بِمُتَحابَّینِ» (2).

سبحانه (1)،و جعل القاعدة الأساسیّة للحکومة الإسلامیّة محبّة الناس للقادة الدینیّین والزعماء السیاسیّین للاُمّة الإسلامیّة (2).

إنّ أئمّة الإسلام العظام من أجل إضفاء حلاوة المحبّة علی حیاتهم،والتنعّم ببرکات هذه النعمة الإلهیّة الکبری،وصفوا المحبّة بتعابیر جمیلة بلیغة تعلق فی الأذهان،مثل«رأس العقل» (3)،و«أوّل العقل» (4)،و«نصف العقل» (5)،داعین إیّاهم إلی التحابب والتآلف والإکثار من«قربات المحبّة»لأنّهم أکثر فائدة فی الحیاة من أقارب النسب والسبب (6).

ویبغضونه (1).

إلی محبّة کلّ جمیل،وبغض کلّ قبیح،والإسلام أیضاً لا یقول فی باب المحبّة والبغضاء سوی ذلک،وبالقدر نفسه تُصبح محبّة الجمائل بناءةً وتقود إلی تکامل الفرد والمجتمع،تُصبح محبّة الرذائل والقبائح خطرة مدمّرة.

وانطلاقاً من هذه الرؤیة فإنّ الإسلام یصف اللّه لبنی الإنسان بأنّه جمیل یحبّ الجمال،ویبغض کلّ ما هو رذیل قبیح،ومنطق الموحّدین الحقیقیّین الذی یمثّل منطق العقل والفطرة یقضی بأن یحبّ الإنسان الجمیل ویبغض القبیح.

لا ریب فی أنّ مصادقة المصابین بأمراض عقائدیّة وأخلاقیّة وعملیّة تفضی إلی سرایة تلک الأمراض إلی غیرهم،وهذه حالة لا یبیحها أیّ منطق،فانطلاقاً من هذا التصوّر إنّ قیام المجتمع المثالی فی الإسلام علی مبدأ المحبّة لا یعنی أنّ الإسلام یجیز-خلافاً لما یقتضیه منطق العقل والفطرة-استشراء الرذائل والأمراض الثقافیّة والاجتماعیّة،بل تماماً علی العکس من ذلک،یروم الإسلام من خلال مکافحته لهذه الأمراض،بناء مجتمع لا یسوده سوی عنصر المحبّة.وما لم یتحقّق مثل هذا المجتمع،لا یجد الإنسان أمامه من سبیل سوی سبیل الاختیار السلیم فی معاشرة الآخرین.

ص:30

«فَإِنْ تابُوا وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّکاةَ فَإِخْوانُکُمْ فِی الدِّینِ وَ نُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ».(1)

الحدیث

1.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَزالُ امَّتی بِخَیرٍ ما تَحابّوا وتَهادَوا وأدَّوُا الأَمانَةَ. (2)

2.عنه صلی الله علیه و آله: لا یَجتَمِعُ أربَعَةٌ فِی المُؤمِنِ إلّاأوجَبَ اللّهُ لَهُ بِهِنَّ الجَنَّةَ:الصِّدقُ فِی اللِّسانِ،وَالسَّخاءُ فِی المالِ،وَالمَوَدَّةُ فِی القَلبِ،وَالنَّصیحَةُ فِی المَشهَدِ وَالمَغیبِ. (3)

3.عنه صلی الله علیه و آله: ما تَحابَّا الرَّجُلانِ إلّاکانَ أفضَلُهُما أشَدَّهُما حُبّاً لِصاحِبِهِ. (4)

4.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَ الإِسلامَ صِراطاً مُنیرَ الأَعلامِ،مُشرِقَ المَنارِ،فیهِ تَأتَلِفُ القُلوبُ،وعَلَیهِ تَأَخَّی الإِخوانُ. (5)

5.الإمام الباقر علیه السلام: اعلَم أنَّ الإِلفَ مِنَ اللّهِ وَالفِرکَ مِنَ الشَّیطانِ. (6)

6.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ روحَ الإیمانِ واحِدَةٌ،خَرَجَت مِن عِندِ واحِدٍ،وتَتَفَرَّقُ فی أبدانٍ شَتّی،فَعَلَیهِ ائتَلَفَت،وبِهِ تَحابَّت. (7)

ص:32

7.عنه علیه السلام: المُؤمِنونَ یَألَفونَ ویُؤلَفونَ ویُغشی رَحلُهُم. (1)

8.عنه علیه السلام: مَا التَقی مُؤمِنانِ قَطُّ إلّاکانَ أفضَلُهُما أشَدَّهُما حُبّاً لِأَخیهِ. (2)

9.مسائل علیّ بن جعفر عن علیّ بن جعفر: قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ علیه السلام:أیُّنا أشَدُّ حُبّاً لِدینِهِ؟

قالَ:أشَدُّکُم حُبّاً لِصاحِبِهِ. (3)

13.عنه صلی الله علیه و آله: التَّوَدُّدُ إلَی النّاسِ نِصفُ العَقلِ. (1)

14.الإمام علیّ علیه السلام: رَأسُ العَقلِ التَّوَدُّدُ إلَی النّاسِ. (2)

15.عنه علیه السلام: أوَّلُ العَقلِ التَّوَدُّدُ. (3)

21.عنه علیه السلام: الوَفاءُ کَرَمٌ،المَوَدَّةُ رَحِمٌ. (1)

29.عنه علیه السلام: الصَّدیقُ أقرَبُ الأَقارِبِ. (1)

42.عنه صلی الله علیه و آله: المَرءُ یَکثُرُ بِإِخوانِهِ المُسلِمینَ. (1)

43.عنه صلی الله علیه و آله: عَلَیکَ بِإِخوانِ الصِّدقِ تَعِش فی أکنافِهِم؛فَإِنَّهُم زینَةٌ فِی الرَّخاءِ، وعُدَّةٌ فِی البَلاءِ. (2)

44.الإمام علیّ علیه السلام: الصَّدیقُ إنسانٌ،هُوَ أنتَ إلّاأنَّهُ غَیرُکَ. (3)

45.عنه علیه السلام: الأَصدِقاءُ نَفسٌ واحِدَةٌ فی جُسومٍ مُتَفَرِّقَةٍ. (4)

46.عنه علیه السلام: مِنَ النِّعَمِ الصَّدیقُ الصَّدوقُ. (5)

47.عنه علیه السلام: الإِخوانُ زینَةٌ فِی الرَّخاءِ،وعُدَّةٌ فِی البَلاءِ. (6)

48.عنه علیه السلام: عَلَیکَ بِإِخوانِ الصَّفا؛فَإِنَّهُم زینَةٌ فِی الرَّخاءِ،وعَونٌ فِی البَلاءِ. (7)

49.عنه علیه السلام: إخوانُ الصِّدقِ زینَةٌ فِی السَّرّاءِ،وعُدَّةٌ فِی الضَّرّاءِ. (8)

50.عنه علیه السلام: عَلَیکَ بِإِخوانِ الصِّدقِ فَأَکثِر مِنِ اکتِسابِهِم؛فَإِنَّهُم عُدَّةٌ عِندَ الرَّخاءِ، وجُنَّةٌ عِندَ البَلاءِ. (9)

51.عنه علیه السلام: إخوانُ الصِّدقِ فِی النّاسِ خَیرٌ مِنَ المالِ یَأکُلُهُ ویُوَرِّثُهُ.لا یَزدادَنَّ أحَدُکُم فی أخیهِ زُهداً،ولا یَجعَل مِنهُ بَدیلاً إذا لَم یَرَ مِنهُ مَرفَقاً أو یَکونُ مَقفوراً مِنَ المالِ.لا یَغفُلَنَّ أحَدُکُم عَنِ القَرابَةِ یَری بِهِ الخَصاصَةَ أن یَسُدَّها مِمّا

ص:38

لا یَضُرُّهُ إن أنفَقَهُ ولا یَنفَعُهُ إن أمسَکَهُ. (1)

52.عنه علیه السلام: أعجَزُ النّاسِ مَن عَجَزَ عَنِ اکتِسابِ الإِخوانِ،وأعجَزُ مِنهُ مَن ضَیَّعَ مَن ظَفِرَ بِهِ مِنهُم. (2)

53.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:أعجَزُ النّاسِ مَن قَصَّرَ فی طَلَبِ الصَّدیقِ، وأعجَزُ مِنهُ مَن وَجَدَهُ فَضَیَّعَهُ. (3)

54.عنه علیه السلام -أیضاً-:لِیَکُن أصدِقاؤُکَ کَثیراً،وَاجعَل سِرَّکَ مِنهُم إلی واحِدٍ. (4)

55.عنه علیه السلام: مَن لا صَدیقَ لَهُ لا ذُخرَ لَهُ. (5)

56.عنه علیه السلام: الصَّدیقُ أفضَلُ الذُّخرَینِ. (6)

57.عنه علیه السلام: مَن لا أخا لَهُ لا خَیرَ فیهِ. (7)

58.عنه علیه السلام: مَن لا إخوانَ لَهُ لا أهلَ لَهُ. (8)

59.عنه علیه السلام: الإِخوانُ جَلاءُ الهُمومِ وَالأَحزانِ. (9)

60.عنه علیه السلام: الإِخوانُ أفضَلُ العُدَدِ. (10)

61.عنه علیه السلام: إخوانُ (11)الصِّدقِ أفضَلُ عُدَّةٍ. (12)

62.عنه علیه السلام: أفضَلُ العُدَدِ أخٌ وَفِیٌّ،وشَقیقٌ زَکِیٌّ. (13)

63.عنه علیه السلام: الصَّدیقُ أفضَلُ العُدَّتَینِ. (14)

64.عنه علیه السلام: أفضَلُ العُدَدِ ثِقاتُ الإِخوانِ. (15)

ص:39

65.عنه علیه السلام: عَلَیکُم بِالإِخوانِ؛فَإِنَّهُم عُدَّةٌ لِلدُّنیا،وعُدَّةٌ لِلآخِرَةِ؛ألا تَسمَعُ إلی قَولِ أهلِ النّارِ: «فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ * وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ» 1. 2

66.الإمام الصادق علیه السلام: أکثِروا مِنَ الأَصدِقاءِ فِی الدُّنیا؛فَإِنَّهُم یَنفَعونَ فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ،أمَّا الدُّنیا فَحَوائِجُ یَقومونَ بِها،وأمَّا الآخِرَةُ فَإِنَّ أهلَ جَهَنَّمَ قالوا:

«فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ * وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ». 3

67.الإمام زین العابدین علیه السلام: لا تُعادِیَنَّ أحَداً وإن ظَنَنتَ أنَّهُ لا یَضُرُّکَ،ولا تَزهَدَنَّ فی صَداقَةِ أحَدٍ وإن ظَنَنتَ أنَّهُ لا یَنفَعُکَ؛فَإِنَّکَ لا تَدری مَتی تَرجو صَدیقَکَ، ولا تَدری مَتی تَخافُ عَدُوَّکَ.ولا یَعتَذِرُ إلَیکَ أحَدٌ إلّاقَبِلتَ عُذرَهُ وإن عَلِمتَ أنَّهُ کاذِبٌ. (1)

68.الإمام الصادق علیه السلام: استَکثِروا مِنَ الإِخوانِ؛فَإِنَّ لِکُلِّ مُؤمِنٍ دَعوَةً مُستَجابَةً. (2)

69.عنه علیه السلام: مَن لَم یَرغَب فِی الاِستِکثارِ مِنَ الإِخوانِ ابتُلِیَ بِالخُسرانِ. (3)

70.عنه علیه السلام: أکثِروا مُؤاخاةَ المُؤمِنینَ؛فَإِنَّ لَهُم عِندَ اللّهِ تَعالی یَداً یُکافِئُهُم بِها یَومَ القِیامَةِ. (4)

71.الکافی عن سَعیدٍ عَن غَیرِ واحِدٍ: إنَّ أبَا الحَسَنِ علیه السلام سُئِلَ عَن فَضلِ عَیشِ الدُّنیا، قالَ:سَعَةُ المَنزِلِ،وکَثرَةُ المُحِبّینَ. (5)

ص:40

72.الإمام الرضا علیه السلام: الاِستِکثارُ مِنَ الأَصدِقاءِ فِی الحَیاةِ یُکثِرُ الباکینَ بَعدَ الوَفاةِ. (1)

73.لقمان علیه السلام -لِابنِهِ-:یا بُنَیَّ اتَّخِذ ألفَ صَدیقٍ،وَالأَلفُ قَلیلٌ.ولا تَتَّخِذ عَدُوّاً واحِداً،وَالواحِدُ کَثیرٌ. (2)

74.عنه علیه السلام -أیضاً-:یا بُنَیَّ استَکثِر مِنَ الأَصدِقاءِ،ولا تَأمَن مِنَ الأَعداءِ؛فَإِنَّ الغِلَّ فی صُدورِهِم مِثلُ الماءِ تَحتَ الرَّمادِ. (3)

75.الإمام علیّ علیه السلام:

تَکَثَّر مِنَ الإِخوانِ مَااسطَعتَ إنَّهُم

79.عنه علیه السلام: فَقدُ الأَحِبَّةِ غُربَةٌ. (1)

80.عنه علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِلإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام-:الغَریبُ مَن لَم یَکُن لَهُ حَبیبٌ. (2)

81.عنه علیه السلام: مَن فَقَدَ أخاً فِی اللّهِ فَکَأَنَّما فَقَدَ أشرَفَ أعضائِهِ. (3)

82.عنه علیه السلام: الفَقدُ المُمرِضُ فَقدُ الأَحبابِ. (4)

83.الإمام الصادق علیه السلام: خَمسَةٌ لا یَنامونَ:الهامُّ بِدَمٍ یَسفِکُهُ،وذُو المالِ الکَثیرِ لا أمینَ لَهُ،وَالقائِلُ فِی النّاسِ الزّورَ وَالبُهتانَ عَن عَرَضٍ مِنَ الدُّنیا یَنالُهُ، وَالمَأخوذُ بِالمالِ الکَثیرِ ولا مالَ لَهُ،وَالمُحِبُّ حَبیباً یَتَوَقَّعُ فِراقَهُ. (5)

84.الإمام علیّ علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:الأَشرافُ یُعاقَبونَ بِالهِجرانِ لا بِالحِرمانِ. (6)

85.عنه علیه السلام -فِی الدّیوانِ المَنسوبِ إلَیهِ-:

اُحِبُّ لَیالِیَ الهَجرِ لا فَرَحاً (7)بِها

ص:42

وَاستُروا عَنهُم ما یُنکِرونَ. (1)

ص:44

فَإِنَّها هِیَ الحالِقَةُ. (1)

97.عنه صلی الله علیه و آله: ألا إنَّ فِی التَّباغُضِ الحالِقَةَ،لا أعنی حالِقَةَ الشَّعرِ ولکِن حالِقَةَ الدّینِ. (2)

98.عنه صلی الله علیه و آله: دَبَّ إلَیکُم داءُ الاُمَمِ؛الحَسَدُ وَالبَغضاءُ هِیَ الحالِقَةُ،لا أقولُ تَحلِقُ الشَّعرَ،ولکِن تَحلِقُ الدّینَ. (3)

99.المستدرک علی الصحیحین عن أبی هریرة: سَمعِتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:

سَیُصیبُ امَّتی داءُ الاُمَمِ.

فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ،وما داءُ الاُمَمِ؟

قالَ:الأَشَرُ وَالبَطَرُ،وَالتَّکاثُرُ وَالتَّناجُشُ فِی الدُّنیا،وَالتَّباغُضُ وَالتَّحاسُدُ حَتّی یَکونَ البَغیُ. (4)

100.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إیّاکُم وَالبِغضَةَ لِذَوی أرحامِکُمُ المُؤمِنینَ؛فَإِنَّهَا الحالِقَةُ لِلدّینِ. (5)

101.عنه صلی الله علیه و آله: کونوا عِبادَ اللّهِ إخواناً؛لا تَعادَوا ولا تَباغَضوا،سَدِّدوا وقارِبوا وأبشِروا. (6)

102.عنه صلی الله علیه و آله: لا تَقاطَعوا،ولا تَدابَروا،ولا تَباغَضوا،ولا تَحاسَدوا،وکونوا

ص:46

إخواناً. (1)

103.المعجم الکبیر عن ابن عبّاس: قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله عَلَی المِنبَرِ:ألا انَبِّئُکُم بِشِرارِکُم؟

قالوا:بَلی،إن شِئتَ یا رَسولَ اللّهِ.

قالَ:فَإِنَّ شِرارَکُمُ الَّذی یَنزِلُ وَحدَهُ،ویَجلِدُ عَبدَهُ،ویَمنَعُ رِفدَهُ.

قالَ:أفَلا انَبِّئُکُم بِشَرٍّ مِن ذلِکُم؟

قالوا:بَلی،إن شِئتَ یا رَسولَ اللّهِ.

قالَ:مَن یُبغِضُ النّاسَ ویُبغِضونَهُ. (2)

104.تحف العقول: مِن کَلامِهِ صلی الله علیه و آله...قالَ:ألا انَبِّئُکُم بِشِرارِ النّاسِ؟

قالوا:بَلی یا رَسولَ اللّهِ.

قالَ:مَن نَزَلَ وَحدَهُ،ومَنَعَ رِفدَهُ،وجَلَدَ عَبدَهُ.ألا انَبِّئُکُم بِشَرٍّ مِن ذلِکَ؟

قالوا:بَلی یا رَسولَ اللّهِ.

قالَ:مَن لا یُقیلُ عَثرَةً،ولا یَقبَلُ مَعذِرَةً.

ثُمَّ قالَ:ألا انَبِّئُکُم بِشَرٍّ مِن ذلِکَ؟

قالوا:بَلی یا رَسولَ اللّهِ.

قالَ:مَن لا یُرجی خَیرُهُ،ولا یُؤمَنُ شَرُّهُ.ثُمَّ قالَ:ألا انَبِّئُکُم بِشَرٍّ مِن ذلِکَ؟

قالوا:بَلی یا رَسولَ اللّهِ.

قالَ:مَن یُبغِضُ النّاسَ ویُبغِضونَهُ. (3)

105.الإمام علیّ علیه السلام: لا تَباغَضوا؛فَإِنَّها الحالِقَةُ. (4)

106.عنه علیه السلام: ضاقَتِ الدُّنیا عَلَی المُتَباغِضینَ. (5)

ص:47

113.عنه علیه السلام: إذا أبغَضتَ فَلا تَهجُر. (1)

114.عنه علیه السلام: ما أقبَحَ القَطیعَةَ بَعدَ الصِّلَةِ ! وَالجَفاءَ بَعدَ الإِخاءِ ! وَالعَداوَةَ بَعدَ الصَّفاءِ ! وزَوالَ الاُلفَةِ بَعدَ استِحکامِها ! (2)

115.عنه علیه السلام -فی کِتابٍ لَهُ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:اِحمِل نَفسَکَ مِن أخیکَ عِندَ صَرمِهِ عَلَی الصِّلَةِ،وعِندَ صُدودِهِ عَلَی اللَّطَفِ وَالمُقارَبَةِ،وعِندَ جُمودِهِ عَلَی البَذلِ، وعِندَ تَباعُدِهِ عَلَی الدُّنُوِّ،وعِندَ شِدَّتِهِ عَلَی اللّینِ،وعِندَ جُرمِهِ عَلَی العُذرِ، حَتّی کَأَنَّکَ لَهُ عَبدٌ وکَأَنَّهُ ذو نِعمَةٍ عَلَیکَ.وإیّاکَ أن تَضَعَ ذلِکَ فی غَیرِ مَوضِعِهِ، أو أن تَفعَلَهُ بِغَیرِ أهلِهِ. (3)

116.عنه علیه السلام: احمِل نَفسَکَ عِندَ شِدَّةِ أخیکَ عَلَی اللّینَ،وعِندَ قَطیعَتِهِ عَلَی الوَصلِ، وعِندَ جُمودِهِ عَلَی البَذلِ،وکُن لِلَّذی یَبدو مِنهُ حَمولاً،ولَهُ وَصولاً. (4)

117.عنه علیه السلام -فی کِتابِهِ لابنِهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِیَّةِ-:لا یَکونَنَّ أخوکَ عَلی قَطیعَتِکَ أقوی مِنکَ علَی صِلَتِهِ،ولا عَلَی الإِساءَةِ إلَیکَ أقوی مِنکَ عَلَی الإِحسانِ إلَیهِ. (5)

ص:49

118.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:لا تَقطَع أخاکَ إلّابَعدَ عَجزِ الحیلَةِ عَنِ استِصلاحِهِ،ولا تُتبِعهُ بَعدَ القَطیعَةِ وَقیعَةً فیهِ فَتَسُدَّ طَریقَهُ عَنِ الرُّجوعِ إلَیکَ، ولَعَلَّ التَّجارِبَ أن تَرُدَّهُ عَلَیکَ وتُصلِحَهُ لَکَ. (1)

119.عنه علیه السلام: إن أرَدتَ قَطیعَةَ أخیکَ فَاستَبقِ لَهُ مِن نَفسِکَ بَقِیَّةً یَرجِعُ إلَیها إن بَدا لَهُ ذلِکَ یَوماً ما. (2)

120.الإمام الصادق علیه السلام: لا یَزالُ إبلیسُ فَرِحاً مَا اهتَجَرَ المُسلِمانِ،فَإِذَا التَقَیَا اصطَکَّت رُکبَتاهُ،وتَخَلَّعَت أوصالُهُ،ونادی:یا وَیلَهُ،ما لَقِیَ مِنَ الثُّبورِ؟! (3)

121.عنه علیه السلام: قامَ رَجُلٌ یُقالُ لَهُ هَمّامٌ-وکانَ عابِداً ناسِکاً مُجتَهِداً-إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام وهُوَ یَخطُبُ،فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،صِف لَنا صِفَةَ المُؤمِنِ کَأَنَّنا نَنظُرُ إلَیهِ.فَقالَ:یا هَمّامُ،المُؤمنُ...لا یَهجُرُ أخاهُ،ولا یَغتابُهُ،ولا یَمکُرُ بِهِ. (4)

122.الکافی عن مرازم بن حکیم: کانَ عِندَ أبی عَبدِاللّهِ علیه السلام رَجُلٌ مِن أصحابِنا یُلَقَّبُ شَلقانَ،وکانَ قَد صَیَّرَهُ فی نَفَقَتِهِ،وکانَ سَیِّئَ الخُلُقِ،فَهَجَرَهُ.فَقالَ لی یَوماً:

یا

ص:50

مُرازِمُ،(و) تُکَلِّمُ عیسی؟

فَقُلتُ:نَعَم.

فَقالَ:أصَبتَ،لا خَیرَ فِی المُهاجَرَةِ. (1)

123.الکافی عن المفضّل: سَمِعتُ أبا عَبدِاللّهِ علیه السلام یَقولُ:لا یَفتَرِقُ رَجُلانِ عَلَی الهِجرانِ إلَّااستَوجَبَ أحَدُهُمَا البَراءَةَ وَاللَّعنَةَ،ورُبَّمَا استَحَقَّ ذلِکَ کِلاهُما.

فَقالَ لَهُ مُعَتِّبٌ:جَعَلَنِی اللّهُ فِداکَ،هذَا الظّالِمُ،فَما بالُ المَظلومِ؟

قالَ:لِأَنَّهُ لا یَدعو أخاهُ إلی صِلَتِهِ،ولا یَتَغامَسُ لَهُ عَن کَلامِهِ؛سَمِعتُ أبی یَقولُ:إذا تَنازَعَ اثنانِ فَعازَّ أحَدُهُمَا الآخَرَ فَلیَرجِعِ المَظلومُ إلی صاحِبِهِ حَتّی یَقولَ لِصاحِبِهِ:أی أخی،أنَا الظّالِمُ؛حَتّی یَقطَعَ الهِجرانَ بَینَهُ وبَینَ صاحِبِهِ،فَإِنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی حَکَمٌ عَدلٌ یَأخُذُ لِلمَظلومِ مِنَ الظّالِمِ. (2)

126.عنه صلی الله علیه و آله: لا یَحِلُّ لِمُسلِمٍ أن یَهجُرَ أخاهُ فَوقَ ثَلاثَةِ أیّامٍ،وَالسّابِقُ یَسبِقُ إلَی الجَنَّةِ. (1)

127.عنه صلی الله علیه و آله: لا یَحِلُّ لِمُسلِمٍ أن یَهجُرَ أخاهُ فَوقَ ثَلاثٍ،فَمَن هَجَرَ فَوقَ ثَلاثٍ فَماتَ دَخَلَ النّارَ. (2)

128.عنه صلی الله علیه و آله: مَن هَجَرَ أخاهُ فَوقَ ثَلاثٍ فَهُوَ فِی النّارِ،إلّاأن یَتَدارَکَهُ اللّهُ بِکَرَمِهِ. (3)

129.عنه صلی الله علیه و آله: لا یَحِلُّ لِرَجُلٍ أن یَهجُرَ مُؤمِناً فَوقَ ثَلاثَةِ أیّامٍ.فَإِذا مَرَّت ثَلاثَةُ أیّامٍ فَلیَلقَهُ فَلیُسَلِّم عَلَیهِ،فَإِن رَدَّ عَلیهِ السَّلامَ فَقَدِ اشتَرَکا فِی الأَجرِ،وإن لَم یَرُدَّ عَلَیهِ فَقَد بَرِئَ المُسَلِّمُ مِنَ الهِجرَةِ. (4)

130.عنه صلی الله علیه و آله: أیُّما مُسلِمَینِ تَهاجَرا فَمَکَثا ثَلاثاً لا یَصطَلِحانِ إلّاکانا خارِجَینِ مِنَ الإِسلامِ،ولَم یَکُن بَینَهُما وِلایَةٌ،فَأَیُّهُما سَبَقَ إلی کَلامِ أَخیهِ کانَ السّابِقَ إلَی الجَنَّةِ یَومَ الحِسابِ. (5)

ص:52

131.عنه صلی الله علیه و آله: لا تَباغَضوا،ولا تَحاسَدوا،ولا تَدابَروا،وکونوا عِبادَ اللّهِ إخواناً.

ولا یَحِلُّ لِمُسلِمٍ أن یَهجُرَ أخاهُ فَوقَ ثَلاثَةِ أیّامٍ. (1)

132.مسند ابن حنبل عن ابن عمر: إنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله...نَهی عَن هِجرَةِ المُسلِمِ أخاهُ فَوقَ ثَلاثٍ. (2)

133.الإمام علیّ علیه السلام: نَهی [رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله ] عَنِ الهِجرانِ.فَمَن کانَ لابُدَّ فاعِلاً فَلا یَهجُر أخاهُ أکثَرَ مِن ثَلاثَةِ أیّامٍ؛فَمَن کانَ مُهاجِراً لِأَخیهِ أکثَرَ مِن ذلِکَ کانَتِ النّارُ أولی بِهِ. (3)

134.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تَهجُروا،فَإِن کُنتُم مُهتَجِرینَ لا مَحالَةَ فَلا تَهتَجِروا فَوقَ ثَلاثَةِ أیّامٍ.وأیُّما مُسلِمَینِ ماتا وهُما مُهتَجِرانِ لا یَجتَمِعانِ فِی الجَنَّةِ. (4)

135.عنه صلی الله علیه و آله: لا یَحِلُّ لِرَجُلٍ أن یَهجُرَ أخاهُ فَوقَ ثَلاثِ لَیالٍ،یَلتَقِیانِ فَیُعرِضُ هذا ویُعرِضُ هذا.وخَیرُهُمَا الَّذی یَبدَأُ بِالسَّلامِ. (5)

ص:53

أحَدُهُما عَلَی الآخَرِ فَرَدَّ عَلَیهِ الآخَرُ السَّلامَ اشتَرَکا فِی الأَجرِ،وإن أبَی الآخَرُ أن یَرُدَّ السَّلامَ بَرِئَ هذا مِنَ الإِثمِ،وباءَ بِهِ الآخَرُ.

-وأحسِبُهُ قالَ:-وإن ماتا وهُما مُتَهاجِرانِ،لا یَجتَمِعانِ فِی الجَنِّةِ. (1)

141.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: تُعرَضُ الأَعمالُ یَومَ الاِثنَینِ وَالخَمیسِ؛فَمِن مُستَغفِرٍ فَیُغفَرُ لَهُ، ومِن تائِبٍ فَیُتابُ عَلَیهِ،ویُرَدُّ أهلُ الضَّغائِنِ لِضَغائِنِهِم حَتّی یَتوبوا. (2)

142.عنه صلی الله علیه و آله: یا أبا ذَرٍّ،تُعرَضُ أعمالُ أهلِ الدُّنیا عَلَی اللّهِ مِنَ الجُمُعَةِ إلَی الجُمُعَةِ فی یَومِ الاِثنَینِ وَالخَمیسِ،فَیُغفَرُ لِکُلِّ عَبدٍ مُؤمِنٍ إلّاعَبداً کانَت بَینَهُ وبَینَ أخیهِ شَحناءُ،فَیُقالُ:اُترُکوا عَمَلَ هذَینَ حَتّی یَصطَلِحا. (3)

143.عنه صلی الله علیه و آله: تُفتَحُ أبوابُ الجَنَّةِ یَومَ الاِثنَینِ ویَومَ الخَمیسِ،فَیُغفَرُ لِکُلِّ عَبدٍ لا یُشرِکُ بِاللّهِ شَیئاً إلّارَجُلاً کانَت بَینَهُ وبَینَ أخیهِ شَحناءُ،فَیُقالُ:أنظِروا هذَینِ حَتّی یَصطَلِحا،أنظِروا هذَینِ حَتّی یَصطَلِحا،أنظِروا هذَینِ حَتّی یَصطَلِحا. (4)

144.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ لَیَطَّلِعُ فی لَیلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ،فَیَغفِرُ لِجَمیعِ خَلقِهِ إلّالِمُشرِکٍ أو مُشاحِنٍ. (5)

ص:55

145.عنه صلی الله علیه و آله: فی أوَّلِ لَیلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ تُغَلُّ المَرَدَةُ مِنَ الشَّیاطینِ،ویُغفَرُ فی کُلِّ لَیلَةٍ سَبعینَ ألفاً،فَإِذا کانَ فی لَیلَةِ القَدرِ غَفَرَ اللّهُ بِمِثلِ ما غَفَرَ فی رَجَبٍ وشَعبانَ وشَهرِ رَمَضانَ إلی ذلِکَ الیَومِ إلّارَجُلٌ بَینَهُ وبَینَ أخیهِ شَحناءُ،فَیَقولُ اللّهُ عز و جل:أنظِروا هؤُلاءِ حَتّی یَصطَلِحوا. (1)

146.شُعب الإیمان عن عبداللّه بن عبّاس أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:...إذا کانَت لَیلَةُ القَدرِ یَأمُرُ اللّهُ عز و جل جِبریلَ علیه السلام فَیَهبِطُ فی کُبکُبَةٍ مِنَ المَلائِکَةِ...فَإذا طَلَعَ الفَجرُ یُنادی جَبریلُ:مَعاشِرَ المَلائِکَةِ الرَّحیلَ الرَّحیلَ.

فَیَقولونَ:یا جِبریلُ فَما صَنَعَ اللّهُ فی حَوائِجِ المُومِنینَ مِن امَّةِ أحمَدَ صلی الله علیه و آله؟

فَیَقولُ جِبریلُ:نَظَرَ اللّهُ إلَیهِم فی هذِهِ اللَّیلَةِ فَعَفا عَنهُم وغَفَرَ لَهُم إلّاأربَعَةً.

فَقُلنا:یا رَسولَ اللّهِ،مَن هُم؟

قالَ:رَجُلٌ مُدمِنُ خَمرٍ،وعاقٌّ لِوالِدَیهِ،وقاطِعُ رَحِمٍ،ومُشاحِنٌ.

قُلنا:یا رَسولَ اللّهِ،مَا المُشاحِنُ؟

قالَ:هُوَ المُصارِمُ. (2)

عَنْ ذِکْرِ اللّهِ وَ عَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ». 1

«یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا یَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسی أَنْ یَکُونُوا خَیْراً مِنْهُمْ وَ لا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسی أَنْ یَکُنَّ خَیْراً مِنْهُنَّ وَ لا تَلْمِزُوا أَنْفُسَکُمْ وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِیمانِ وَ مَنْ لَمْ یَتُبْ فَأُولئِکَ هُمُ الظّالِمُونَ». 2

«یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا کَثِیراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَ لا تَجَسَّسُوا وَ لا یَغْتَبْ بَعْضُکُمْ بَعْضاً أَ یُحِبُّ أَحَدُکُمْ أَنْ یَأْکُلَ لَحْمَ أَخِیهِ مَیْتاً فَکَرِهْتُمُوهُ وَ اتَّقُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ تَوّابٌ رَحِیمٌ». 3

الحدیث

147.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إنَّ الشَّیطانَ قَد أیِسَ أن یَعبُدَهُ المُصَلّونَ فی جَزیرَةِ العَرَبِ، ولکِن فِی التَّحریشِ بَینَهُم. (1)

148.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ الشَّیطانَ یُغری بَینَ المُؤمِنینَ ما لَم یَرجِع أحَدُهُم عَن دینِهِ، فَإِذا فَعَلوا ذلِکَ استَلقی عَلی قَفاهُ وتَمَدَّدَ،ثُمَّ قالَ:فُزتُ.فَرَحِمَ اللّهُ امرَأً ألَّفَ بَینَ وَلِیَّینِ لَنا،یا مَعشَرَ المُؤمِنینَ،تَأَلَّفوا وتَعاطَفوا. (2)

149.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تُفتَحُ الدُّنیا عَلی أحَدٍ إلّاألقَی اللّهُ عز و جل بَینَهُمُ العَداوَةَ وَالبَغضاءَ إلی یَومِ القِیامَةِ. (3)

150.حلیة الأولیاء: الحسن قال:جاءَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله إلی أهلِ الصُّفَّةِ فَقالَ:کَیفَ أصبَحتُم؟

قالوا:بِخَیرٍ.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أنتُمُ الیَومَ خَیرٌ،وإذا غُدِیَ عَلی أحَدِکُم بِجَفنَةٍ وریحَ بِاُخری،وسَتَرَ أحَدُکُم بَیتَهُ کَما تُستَرُ الکَعبَةُ.

فَقالوا:یا رَسولَ اللّهِ،نُصیبُ ذلِکَ ونَحنُ عَلی دینِنا؟

قالَ:نَعَم.

قالوا:فَنَحنُ یَومَئِذٍ خَیرٌ؛نَتَصَدَّقُ ونُعتِقُ.

ص:57

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:لا،بَل أنتُمُ الیَومَ خَیرٌ؛إنَّکُم إذا أصَبتُموها تَحاسَدتُم وتَقاطَعتُم وتَباغَضتُم. (1)

151.الإمام علیّ علیه السلام: لا تُکثِرَنَّ العِتابَ؛فَإِنَّهُ یُورِثُ الضَّغینَةَ،ویَجُرُّ إلَی البَغیضَةِ، وکَثرَتُهُ مِن سوءِ الأَدَبِ. (2)

152.عنه علیه السلام -مِن وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام-:المِزاحُ یورِثُ الضَّغائِنَ. (3)

153.عنه علیه السلام: أوَّلُ القَطیعَةِ السَّجا. (4)

154.عنه علیه السلام: التَّجَنّی رَسولُ القَطیعَةِ. (5)

155.الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثَةٌ مَکسَبَةٌ لِلبَغضاءِ:النِّفاقُ،وَالظُّلمُ،وَالعُجبُ. (6)

ص:58

عِبادی. (1)

158.الإمام علیٌّ علیه السلام -لِیَهودِیٍّ قالَ لَهُ:فَلَقَد ألقَی اللّهُ عز و جل عَلی موسَی بنِ عِمرانَ مَحَبَّةً مِنهُ-:لَقَد کانَ کَذلِکَ،ولَقَد اعطِیَ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله ما هُوَ أفضَلُ مِن هذا،لَقَد ألقَی اللّهُ عز و جل عَلَیهِ مَحَبَّةً مِنهُ،فَمَن هذَا الَّذی یُشرِکُهُ فی هذَا الاسمِ إذ تَمَّ مِنَ اللّهِ عز و جل بِهِ الشَّهادَةُ،فَلا تَتِمُّ الشَّهادَةُ إلّاأن یُقالَ:«أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ،وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ»!؟یُنادی بِهِ عَلَی المَنابِرِ،فَلا یُرفَعُ صَوتٌ بِذِکرِ اللّهِ إلّا رُفِعَ بِذِکرِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله مَعَهُ. (2)

159.الإمام الصادق علیه السلام -فی حدیث یذکر فیه فضل العبادة فی السّرّ مع الإمام المستتر فی دولة الباطل-:أما تُحِبّونَ أن یُظهِرَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالَی الحَقَّ وَالعَدلَ فِی البِلادِ،ویَجمَعَ اللّهُ الکَلِمَةَ،ویُؤَلِّفَ اللّهُ بَینَ قُلوبٍ مُختَلِفَةٍ؟! (3)

161.الإمام علیّ علیه السلام: النُّفوسُ أشکالٌ،فَما تَشاکَلَ مِنهَا اتَّفَقَ،وَالنّاسُ إلی أشکالِهِم أمیَلُ. (1)

162.عنه علیه السلام: إنَّ النُّفوسَ إذا تَناسَبَتِ ایتَلَفَت. (2)

163.عنه علیه السلام: إنَّ طِباعَکَ تَدعوکَ إلی ما ألِفتَهُ. (3)

164.عنه علیه السلام: المَوَدَّةُ تَعاطُفُ القُلوبِ فِی ایتِلافِ الأَرواحِ. (4)

165.عنه علیه السلام: کُلُّ امرِیً یَمیلُ إلی مِثلِهِ. (5)

166.عنه علیه السلام: کُلُّ شَیءٍ یَمیلُ إلی جِنسِهِ. (6)

167.عنه علیه السلام: کُلُّ طَیرٍ یَأوی إلی شَکلِهِ. (7)

168.عنه علیه السلام: العاقِلُ یَألَفُ مِثلَهُ. (8)

169.عنه علیه السلام: اللَّئیمُ لا یَتَّبِعُ إلّاشَکلَهُ،ولا یَمیلُ إلّاإلی مِثلِهِ. (9)

170.عنه علیه السلام: لا یُوادُّ الأَشرارَ إلّاأشباهُهُم. (10)

171.عنه علیه السلام: إزالَةُ الرَّواسی أسهَلُ مِن تَألیفِ القُلوبِ المُتَنافِرَةِ. (11)

172.عنه علیه السلام -فی وَصِیَّتِهِ لِبَنیهِ-:یا بَنِیَّ،إنَّ القُلوبَ جُنودٌ مُجَنَّدَةٌ،تَتَلاحَظُ بِالمَوَدَّةِ وتَتَناجی بِها،وکَذلِکَ هِیَ فِی البُغضِ؛فَإِذا أحبَبتُمُ الرَّجُلَ مِن غَیرِ سَبقٍ مِنهُ إلَیکُم فَارجوهُ،وإذا أبغَضتُمُ الرَّجُلَ مِن غَیرِ سوءٍ سَبَقَ مِنهُ إلَیکُم فَاحذَروهُ. (12)

ص:61

173.الاختصاص عن الأصبغ بن نباتة: کُنتُ مَعَ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فَأَتاهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَیهِ،ثُمَّ قالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنّی وَاللّهِ لَاُحِبُّکَ فِی اللّهِ،واُحِبُّکَ فِی السِّرِّ کَما احِبُّکَ فِی العَلانِیَةِ،وأدینُ اللّهَ بِوِلایَتِکَ فِی السِّرِّ کَما أدینُ بِها فِی العَلانِیَةِ.

وبِیَدِ أمیرِ المُؤمِنینَ عودٌ،طَأطَأَ رَأسَهُ،ثُمَّ نَکَتَ بِالعودِ ساعَةً فِی الأَرضِ،ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ إلَیهِ فَقالَ:إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله حَدَّثَنی بِأَلفِ حَدیثٍ،لِکُلِّ حَدیثٍ ألفُ بابٍ،وإنَّ أرواحَ المُؤمِنینَ تَلتَقی فِی الهَواءِ فَتَشَمُّ (1)وتَتَعارفُ،فَما تَعارَفَ مِنهَا ائتَلَفَ،وما تَناکَرَ مِنهَا اختَلَفَ،وبِحَقِّ اللّهِ لَقَد کَذِبتَ؛فَما أعرِفُ وَجهَکَ فِی الوُجوهِ،ولَا اسمَکَ فِی الأَسماءِ. (2)

174.الإمام الباقر علیه السلام: ألا وإنَّ الأَرواحَ جُنودٌ مُجَنَّدَةٌ،فَما تَعارَفَ مِنهَا ائتَلَفَ،وما تَناکَرَ مِنهَا اختَلَفَ.فَإِذا کانَتِ الرّوحُ فِی السَّماءِ تَعارَفَت وتَباغَضَت،فَإِذا تَعارَفَت فِی السَّماءِ تَعارَفَت فِی الأَرضِ،وإذا تَباغَضَت فِی السَّماءِ تَباغَضَت فِی الأَرضِ. (3)

175.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ الأَرواحَ جُنودٌ مُجَنَّدَةٌ،فَما تَعارَفَ مِنها فِی المیثاقِ ائتَلَفَ هاهُنا،وما تَناکَرَ مِنها فِی المیثاقِ (اختَلَفَ هاهُنا) (4). (5)

176.عنه علیه السلام: الأَرواحُ جُنودٌ مُجَنَّدَةٌ،تَلتَقی فَتَتَشامُّ کَما تَتَشامُّ الخَیلُ،فَما تَعارَفَ مِنهَا ائتَلَفَ،وما تَناکَرَ مِنها اختَلَفَ،ولَو أنَّ مُؤمِناً جاءَ إلی مَسجِدٍ فیهِ اناسٌ کَثیرٌ

ص:62

لَیسَ فیهِم إلّامُؤمِنٌ واحِدٌ لَمالَت روحُهُ إلی ذلِکَ المُؤمِنِ حَتّی یَجلِسَ إلَیهِ. (1)

177.الأمالی للطوسی عن سدیر: قُلتُ لِأَبی عَبدِاللّهِ علیه السلام:إنّی لَأَلقَی الرَّجُلَ لَم أرَهُ ولَم یَرَنی فیما مَضی قَبلَ یَومِهِ ذلِکَ فَاُحِبُّهُ حُبّاً شَدیداً،فَإِذا کَلَّمتُهُ وَجَدتُهُ لی عَلی مِثلِ ما أنَا عَلَیهِ لَهُ،ویُخبِرُنی أنَّهُ یَجِدُ لی مِثلَ الَّذی أجِدُ لَهُ !

فَقالَ:صَدَقتَ یا سَدیرُ،إنَّ ائتِلافَ (2)قُلوبِ الأَبرارِ إذَا التَقَوا وإن لَم یُظهِرُوا التَّوَدُّدَ بِأَلسِنَتِهِم کَسُرعَةِ اختِلاطِ قَطرِ السَّماءِ عَلی مِیاهِ الأَنهارِ،وإنَّ بُعدَ ائتِلافِ قُلوبِ الفُجّارِ إذَا التَقَوا وإن أظهَرُوا التَّوَدُّدَ بِأَلسِنَتِهِم کَبُعدِ البَهائِمِ مِنَ التَّعاطُفِ وإن طالَ اعتِلافُها عَلی مِذوَدٍ واحِدٍ. (3)

178.الإمام الصادق علیه السلام -لِعُمَرَ بنِ یَزید-:لِکُلِّ شَیءٍ شَیءٌ یَستَریحُ إلَیهِ،وإنَّ المُؤمِنَ یَستَریحُ إلی أخیهِ المُؤمِنِ کَما یَستَریحُ الطّائِرُ إلی شَکلِهِ،أوَما رَأَیتَ ذاکَ؟ (4)

فَیَقولُ اللّهُ:یا جِبریلُ،إنَّ عَبدی فُلاناً یَلتَمِسُ أن یُرضِیَنی، فَرِضائی عَلَیهِ.

فَیَقولُ جِبریلُ علیه السلام:«رَحمَةُ اللّهِ عَلی فُلانٍ»وتَقولُ حَمَلَةُ العَرشِ،ویَقولُ الَّذینَ یَلونَهُم،حَتّی یَقولَهُ أهلُ السَّماواتِ السَّبعِ.ثُمَّ یَهبِطُ إلَی الأَرضِ.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:وهِیَ الآیَةُ الَّتی أنزَلَ اللّهُ عَلَیکُم فی کِتابِهِ: «إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا» .

وإنَّ العَبدَ لَیَلتَمِسُ سَخَطَ اللّهِ،فَیَقولُ اللّهُ عز و جل:یا جِبریلُ،إنَّ فُلاناً یُسخِطُنی، ألا وإنَّ غَضَبی عَلَیهِ.

فَیَقولُ جِبریلُ:غَضِبَ اللّهُ عَلی فُلانٍ،ویَقولُ حَمَلَةُ العَرشِ،ویَقولُ مَن دونَهُم،حَتّی یَقولَهُ أهلُ السَّماواتِ السَّبعِ.ثُمَّ یَهبِطُ إلَی الأَرضِ. (1)

180.سنن الترمذی عن أبی هریرة: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قال:إذا أحَبَّ اللّهُ عَبداً نادی جِبریلَ:إنّی قَد أحبَبتُ فُلاناً فَأَحِبَّهُ.-قالَ:-فَیُنادی فِی السَّماءِ،ثُمَّ تَنزِلُ لَهُ المَحَبَّةُ فی أهلِ الأَرضِ،فَذلِکَ قَولُ اللّهِ: «إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا» .وإذا أبغَضَ اللّهُ عَبداً نادی جِبریلَ:

إنّی أبغَضتُ فُلاناً.فَیُنادی فِی السَّماءِ،ثُمَّ تَنزِلُ لَهُ البَغضاءُ فِی الأَرضِ. (2)

181.الإمام علیّ علیه السلام: قُلتُ:یا رَسولَ اللّهِ أخبِرنی عَن قَولِ اللّهِ تَبارَکَ وتَعالی:

«سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا» ؟قالَ:یا عَلِیُّ،المَحَبَّةُ عِندَ اللّهِ وَالمَلائِکَةِ وفی قُلوبِ المُؤمِنینَ.یا عَلِیُّ،إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالی أعطَی المُؤمِنینَ ثَلاثَةً:المِقَةَ، وَالمَحَبَّةَ،وَالمَهابَةَ فی صُدورِ المُؤمِنینَ. (3)

ص:64

182.عنه علیه السلام: سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله عَن قَولِهِ تَعالی: «سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا» ما هُوَ یا رَسولَ اللّهِ؟قالَ:المَحَبَّةُ-یا عَلِیُّ-فی صُدورِ المُؤمِنینَ وَالمَلائِکَةِ المُقَرَّبینَ.یا عَلِیُّ،إنَّ اللّهَ تَعالی أعطَی المُؤمِنَ ثَلاثاً:المِقَةَ.والمَحَبَّةَ، وَالمَلاحَةَ،وَالمَهابَةَ فی صُدورِ الصّالِحینَ.فَمَنِ اصطَنَعَهُ لِنَفسِهِ قَبِلَ نَفسَهُ؛ فَوُجِدَ لَهُ حَلاوَةٌ ومَلاحَةٌ.ومَن دَعاهُ فَأَجابَهُ وصَدَقَهُ فِی الإِجابَةِ قَرَّبَهُ،فَقَبِلَ قَلبَهُ،فَوُجِدَ لَهُ فِی القُلوبِ وُدُّهُ وهُوَ المَحَبَّةُ. (1)

183.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ سَبَبُ نُزولِ هذِهِ الآیَةِ أنَّ أمیرَ المُؤمِنینَ علیه السلام کانَ جالِساً بَینَ یَدَی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ لَهُ:«قُل یا عَلِیُّ:اللّهُمَّ اجعَل لی فی قُلوبِ المُؤمِنینَ وُدّاً»،فَأنزَلَ اللّهُ: «إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا». 2

184.الدرّ المنثور عن کعب: أجِدُ فِی التَّوراةِ:إنَّهُ لَم تَکُن مَحَبَّةٌ لِأَحَدٍ مِن أهلِ الأَرضِ حَتّی تَکونَ بَدؤُها مِنَ اللّهِ تَعالی یُنزِلُها عَلی أهلِ الأَرضِ.ثُمَّ قَرَأتُ القُرآنَ فَوَجَدتُ فیهِ: «إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا». 3

185.سنن ابن ماجة عن أبی ذرّ عَن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله: قُلتُ لَهُ:الرَّجُلُ یَعمَلُ العَمَلَ للّهِ ِ فَیُحِبُّهُ النّاسُ عَلَیهِ؟!

ص:65

قالَ:ذلِکَ عاجِلُ بُشرَی المُؤمِنِ. (1)

192.الإمام الصادق علیه السلام: طَلَبتُ صُحبَةَ النّاسِ فَوَجَدتُها فی حُسنِ الخُلُقِ. (1)

193.عنه علیه السلام: حُسنُ الخُلُقِ مَجلَبَةٌ لِلمَوَدَّةِ. (2)

204.عنه علیه السلام: سَبَبُ المَحَبَّةِ البِشرُ. (1)

205.عنه علیه السلام: البَشاشَةُ فَخُّ المَوَدَّةِ. (2)

206.الکافی عن فضیل: قالَ:صَنائِعُ المَعروفِ وحُسنُ البِشرِ یَکسِبانِ المَحَبَّةَ، ویُدخِلانِ الجَنَّةَ.وَالبُخلُ وعَبوسُ الوَجهِ یُبعِدانِ مِنَ اللّهِ،ویُدخِلانِ النّارَ. (3)

مِمّا أوصاهُ:تَحَبَّب إلَی النّاسِ یُحِبّوکَ. (1)

237.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ صاحِبَ الدّینِ...اِطَّرَحَ الحَسَدَ فَظَهَرَتِ المَحَبَّةُ. (1)

245.عنه صلی الله علیه و آله: جُبِلَتِ القُلوبُ عَلی حُبِّ مَن أحسَنَ إلَیها،وبُغضِ مَن أساءَ إلَیها. (1)

246.عنه صلی الله علیه و آله: ومَن بَسَطَ کَفَّهُ لَهُم بِالمَعروفِ رُزِقَ المَحَبَّةَ مِنهُم. (2)

247.عنه صلی الله علیه و آله: اللّهُمَّ لا تَجعَل لِفاجِرٍ عَلَیَّ یَداً؛فَیُحِبَّهُ قَلبی. (3)

248.الإمام علیّ علیه السلام: الإِحسانُ مَحَبَّةٌ. (4)

249.عنه علیه السلام: سَبَبُ المَحَبَّةِ الإِحسانُ. (5)

250.عنه علیه السلام: مَن کَثُرَ إحسانُهُ أحَبَّهُ إخوانُهُ. (6)

251.الإمام العسکریّ علیه السلام: أولَی النّاسِ بِالمَحَبَّةِ مِنهُم مَن أمَّلوهُ. (7)

256.عنه علیه السلام: مَن بَذَلَ النَّوالَ قَبلَ السُّؤالِ فَهُوَ الکَریمُ المَحبوبُ. (1)

257.الأمالی للطوسی عن صفوان الجمّال: دَخَلَ المُعَلَّی بنُ خُنَیسٍ عَلی أبی عَبدِاللّهِ علیه السلام یُوَدِّعُهُ-وقَد أرادَ سَفَراً-.فَلَمّا وَدَّعَهُ قالَ:یا مُعَلّی،اِعزِز بِاللّهِ یُعزِزکَ.

قالَ:بِماذا یَابنَ رَسولِ اللّهِ؟

قالَ:یا مُعَلّی،خَفِ اللّهَ تَعالی یَخَف مِنکَ کُلُّ شَیءٍ.یا مُعَلّی،تَحَبَّب إلی إخوانِکَ بِصِلَتِهِم؛فَإِنَّ اللّهَ جَعَلَ العَطاءَ مَحَبَّةً وَالمَنعَ مَبغَضَةً،فَأَنتُم وَاللّهِ إن تَسأَلونی واُعطِیَکُم فَتُحِبّونی أحَبُّ إلَیَّ مِن ألّا تَسأَلونی فَلا اعطِیَکُم فَتُبغِضونی.ومَهما أجرَی اللّهُ عز و جل لَکُم مِن شَیءٍ عَلی یَدی فَالمَحمودُ اللّهُ تَعالی، ولا تَبعُدونَ مِن شُکرِ ما أجرَی اللّهُ لَکُم عَلی یَدی. (2)

یُحِبَّکَ اللّهُ،وَازهَد فی ما فی أیدِی النّاسِ یُحِبّوکَ. (1)

261.تاریخ بغداد عن ربعیّ بن خراش: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله وقالَ:یا رَسولَ اللّهِ دُلَّنی عَلی عَمَلٍ یُحِبُّنِیَ اللّهُ عَلَیهِ ویُحِبُّنِیَ النّاسُ.

فَقالَ صلی الله علیه و آله:إذا أرَدتَ أن یُحِبَّکَ اللّهُ فَأَبغِضِ الدُّنیا،وإذا أرَدتَ أن یُحِبَّکَ النّاسُ فَما کانَ عِندَکَ مِن فُضولِها فَانبِذهُ إلَیهِم. (2)

السَّخیمَةَ،وَالزِّیارَةَ تُثبِتُ المَوَدَّةَ. (1)

266.عنه صلی الله علیه و آله: یا أهلَ القَرابَةِ تَزاوَروا،ولا تَتَجاوَروا،وتَهادَوا؛فَإِنَّ الزِّیارَةَ تَزیدُ فِی المَوَدَّةِ،وَالتَّجاوُرَ یُحدِثُ القَطیعَةَ،وَالهَدِیَّةَ تَسُلُّ الشَّحناءَ. (2)

271.المستدرک علی الصحیحین عن أبو موسی الأشعری: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قال:

لَن تُؤمِنوا حَتّی تَحابّوا.أفَلا أدُلُّکُم عَلی ما تَحابّوا عَلَیهِ؟

قالوا:بَلی یا رَسولَ اللّهِ.

قالَ:أفشُوا السَّلامَ بَینَکُم تَحابّوا،وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ،لا تَدخُلُوا الجَنَّةَ حَتّی تَراحَموا.

قالوا:یا رَسولَ اللّهِ،کُلُّنا رَحیمٌ.

قالَ:إنَّهُ لَیسَ بِرَحمَةِ أحَدِکُم،ولکِن رَحمَةِ العامَّةِ،رحمَةِ العامَّةِ! (1)

283 . عنه صلی الله علیه و آله: تَصافَحوا یَذهَبِ الغِلُّ مِن قُلوبِکُم. (1)

وجَلالی لَأَجعَلَنَّ مَحَبَّتَهُ فی قُلوبِ عِبادِیَ المُؤمِنینَ،وهَیبَتَهُ فی قُلوبِ المُنافِقینَ. (1)

304.عنه علیه السلام: بِالرِّفقِ تَدومُ الصُّحبَةُ. (1)

305.عنه علیه السلام: ألِن کَنَفَکَ؛فَإِنَّ مَن یُلِن کَنَفَهُ یَستَدِم مِن قَومِهِ المَحَبَّةَ. (2)

306.عنه علیه السلام: مَن تَلِن حاشِیَتُهُ یَستَدِم مِن قَومِهِ المَوَدَّةَ. (3)

307.عنه علیه السلام: تَحتاجُ الإِخوَةُ فیما بَینَهُم إلی ثَلاثَةِ أشیاءَ،فَإِنِ استَعمَلوها وإلّا تَبایَنوا وتَباغَضوا،وهِیَ:التَّناصُفُ،وَالتَّراحُمُ،ونَفیُ الحَسَدِ. (4)

309.عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ یُصفینَ لَکَ وُدَّ أخیکَ:تُسَلِّمُ عَلَیهِ إذا لَقیتَهُ،وتُوَسِّعُ لَهُ فِی المَجلِسِ،وتَدعوهُ بِأَحَبِّ أسمائِهِ إلَیهِ. (1)

310.عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ یُصفینَ لَکَ وُدَّ أخیکَ:تُوَسِّعُ لَهُ فِی المَجلِسِ،وتَدعوهُ بِأَحَبِّ الأَسماءِ إلَیهِ،وتَعودُهُ إذا مَرِضَ. (2)

311.عنه صلی الله علیه و آله: ثَلاثٌ یُصفینَ وُدَّ المَرءِ لِأَخیهِ المُسلِمِ:یَلقاهُ بِالبِشرِ إذا لَقِیَهُ،ویُوَسِّعُ لَهُ فِی المَجلِسِ إذا جَلَسَ إلَیهِ،ویَدعوهُ بِأحَبِّ الأَسماءِ إلَیهِ. (3)

312.عنه صلی الله علیه و آله: ما یُصفی لَکَ وُدَّ أخیکَ المُسلِمِ أن تَکونَ لَهُ فی غَیبَتِهِ أفضَلَ مِمّا تَکونُ لَهُ فی مَحضَرِهِ. (4)

313.الإمام علیّ علیه السلام: لا تَصفُو الخُلَّةُ مَعَ غَیرِ أدیبٍ. (5)

314.الإمام الصادق علیه السلام: إن أرَدتَ أن یَصفُوَ لَکَ وُدُّ أخیکَ فَلا تُمازِحَنَّهُ،ولا تُمارِیَنَّهُ، ولا تُباهِیَنَّهُ،ولا تُشارَنَّهُ. (6)

قُلوبِ أعدائِهِم حُسنُ البِشرِ عِندَ لِقائِهِم،وَالتَّفَقُّدُ فی غَیبَتِهِم،وَالبَشاشَةُ بِهِم عِندَ حُضورِهِم. (1)

316.عنه علیه السلام: العَقلُ غِطاءٌ سَتیرٌ،وَالفَضلُ جَمالٌ ظاهِرٌ،فَاستُر خَلَلَ خُلقِکَ بِفَضلِکَ، وقاتِل هَواکَ بِعَقلِکَ،تَسلَم لَکَ المَوَدَّةُ،وتَظهَر لَکَ المَحَبَّةُ. (2)

317.عنه علیه السلام: طَلاقَةُ الوَجهِ بِالبِشرِ،وَالعَطِیَّةِ،وفِعلِ البِرِّ،وبَذلِ التَّحِیَّةِ،داعٍ إلی مَحَبَّةِ البَرِیَّةِ. (3)

318.عنه علیه السلام: مَا استُجلِبَتِ المَحَبَّةُ بِمِثلِ السَّخاءِ،وَالرِّفقِ،وحُسنِ الخُلُقِ. (4)

319.عنه علیه السلام: ثَلاثٌ یوجِبنَ المَحَبَّةَ:حُسنُ الخُلُقِ،وحُسنُ الرِّفقِ،وَالتَّواضُعُ. (5)

320.الإمام الباقر علیه السلام: دَخَلَ مُحَمَّدُ بنُ شِهابٍ الزُّهرِیُّ عَلی عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ زَینِ العابِدینَ علیه السلام و هُوَ کَئیبٌ حَزینٌ،فَقالَ لَهُ زَینُ العابِدینَ علیه السلام:ما بالُکَ مَغموماً مَهموماً؟

قالَ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،غُمومٌ وهُمومٌ تَتَوالی عَلَیَّ؛لِمَا امتُحِنتُ بِهِ مِن حُسّادِ نِعَمی وَ الطّامِعینَ فِیَّ و مِمَّن أرجوهُ ومِمَّن أحسَنتُ إلَیهِ،فَتَخَلَّفَ ظَنّی.

فَقالَ لَهُ عَلِیُّ بنُ الحُسیَنِ علیه السلام:اِحفَظ عَلَیکَ لِسانَکَ؛تَملِک بِهِ إخوانَکَ.

قالَ الزُّهرِیُّ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ،إنّی احسِنُ إلَیهِم بِما یُبذَرُ مِن کَلامی.

قالَ عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ علیه السلام:هَیهاتَ،إیّاکَ أن تُعجَبَ مِن نَفسِکَ بِذلِکَ،و إیّاکَ أن تَتَکَلَّمَ بِما یَسبِقُ إلَی القُلوبِ إنکارُهُ و إن کانَ عِندَکَ اعتِذارُهُ؛فَلَیسَ کُلُّ مَن تُسمِعُهُ نُکراً یُمکِنُکَ أن توسِعَهُ عُذراً.

ثُمَّ قالَ:یا زُهرِیُّ،مَن لَم یَکُن عَقلُهُ مِن أکمَلِ ما فیهِ کانَ هَلاکُهُ مِن أیسَرِ ما فیهِ.

ثُمَّ قالَ:یا زُهرِیُّ،أما عَلَیکَ أن تَجعَلَ المُسلِمینَ مِنکَ بِمَنزِلَةِ أهلِ بَیتِکَ؛

ص:85

فَتَجعَلَ کَبیرَهُم بِمَنزِلَةِ والِدِکَ،و تَجعَلَ صَغیرَهُم بِمَنزِلَةِ وَلَدِکَ،و تَجعَلَ تِربَکَ مِنهُم بِمَنزِلَةِ أخیکَ ! فَأَیُّ هؤُلاءِ تُحِبُّ أن تَظلِمَ؟! وأیُّ هؤُلاءِ تُحِبُّ أن تَدعُوَ عَلَیهِ؟! وأیُّ هؤُلاءِ تُحِبُّ أن تَهتِکَ سِترَهُ؟! فَإِن عَرَضَ لَکَ إبلیسُ لَعَنَهُ اللّهُ بِأَنَّ لَکَ فَضلاً عَلی أحَدٍ مِن أهلِ القِبلَةِ،فَانظُر؛إن کانَ أکبَرَ مِنکَ فَقُل:قَد سَبَقَنی إلَی الإیمانِ وَ العَمَلِ الصّالِحِ فَهُوَ خَیرٌ مِنّی،و إن کانَ أصغَرَ مِنکَ فَقُل:سَبَقتُهُ إلَی المَعاصی وَ الذُّنوبِ فَهُوَ خَیرٌ مِنّی،و إن کانَ تِربَکَ فَقُل:أنَا عَلی یَقینٍ مِن ذَنبی و فی شَکٍّ مِن أمرِهِ فَما لی أدَعُ یَقینی لِشَکّی،وإن رَأَیتَ المُسلِمینَ یُعَظِّمونَکَ و یُوَقِّرونَکَ و یُبَجِّلونَکَ فَقُل:هذا فَضلٌ أخَذوا بِهِ،و إن رَأَیتَ مِنهُم جَفاءً وَانقِباضاً عَنکَ فَقُل:هذا ذَنبٌ أحدَثتُهُ؛فَإِنَّکَ إذا فَعَلتَ ذلِکَ سَهُلَ عَلَیکَ عَیشُکَ،و کَثُرَ أصدِقاؤُکَ،و قَلَّ أعداؤُکَ،و فَرِحتَ بِما یَکونُ مِن بِرِّهِم،و لَم تَأسَف علی ما یَکونُ مِن جَفائِهِم.

وَ اعلَم أنَّ أکرَمَ النّاسِ عَلَی النّاسِ مَن کانَ خَیرُهُ عَلَیهِم فائِضاً،و کانَ عَنهُم مُستَغنِیاً مُتَعَفِّفاً.و أکرَمَ النّاسِ بَعدَهُ عَلَیهِم مَن کانَ مُتَعَفِّفاً و إن کانَ إلَیهِم مُحتاجاً؛فَإِنَّما أهلُ الدُّنیا یَتَعَقَّبونَ الأَموالَ،فَمَن لَم یَزدَحِمهُم فیما یَتَعَقَّبونَهُ کَرُمَ عَلَیهِم،و مَن لَم یَزدَحِمهُم فیها و مَکَّنَهُم مِن بَعضِها کانَ أعَزَّ و أکرَمَ. (1)

321.الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثَةٌ تورِثُ المَحَبَّةَ:الدّینُ،وَالتَّواضُعُ،وَالبَذلُ. (2)

322.الإمام العسکریّ علیه السلام: مَن کانَ الوَرَعُ سَجِیَّتَهُ وَالکَرَمُ طَبیعَتَهُ وَالحِلمُ خَلَّتَهُ،کَثُرَ صَدیقُهُ وَالثَّناءُ عَلَیهِ،وَانتَصَرَ مِن أعدائِهِ بِحُسنِ الثَّناءِ عَلَیهِ. (3)

ص:86

336.عنه علیه السلام: لا مَحَبَّةَ مَعَ کَثرَةِ مِراءٍ. (1)

هذِهِ الخِصالِ الثَّلاثِ صاحِبٌ،و لا یَزالُ لَکَ عَلَیها مِنَ النّاسِ مُجانِبٌ. (1)

374.الإمام الصادق علیه السلام: إذا قالَ الرَّجُلُ لِأَخیهِ:اُفٍّ،اِنقَطَعَ ما بَینَهُما مِنَ الوِلایَةِ،و إذا قالَ:أنتَ عَدُوّی،کَفَرَ أحَدُهُما،فَإِذَا اتَّهَمَهُ انماثَ الإِیمانُ فی قَلبِهِ کَما یَنماثُ المِلحُ فِی الماءِ. (2)

ص:94

377.عنه صلی الله علیه و آله: اعتَبِرُوا الأَرضَ بِأَسمائِها،وَ اعتَبِرُوا الصَّاحِبَ بِالصّاحِبِ. (1)

378.عنه صلی الله علیه و آله: اختَبِرُوا النّاسَ بِأَخدانِهِم؛فَإِنَّما یُخادِنُ الرَّجُلَ مَن یُعجِبُهُ نَحوُهُ. (2)

379.عنه صلی الله علیه و آله: اختَبِرُوا النّاسَ؛فَإِنَّ الرَّجُلَ یُجاذِبُ مَن یُعجِبُهُ. (3)

380.الإمام علیّ علیه السلام: مُجالَسَةُ الأَشرارِ تورِثُ سوءَ الظَّنِّ بِالأَخیارِ،و مُجالَسَةُ الأَخیارِ تُلحِقُ الأَشرارَ بِالأَخیارِ،و مُجالَسَةُ الفُجّارِ لِلأَبرارِ تُلحِقُ الفُجّارَ بِالأَبرارِ،فَمَنِ اشتَبَهَ عَلَیکُم أمرُهُ و لَم تَعرِفوا دینَهُ فَانظُروا إلی خُلَطائِهِ؛فَإِن کانوا أهلَ دینِ اللّهِ فَهُوَ عَلی دینِ اللّهِ،و إن کانوا عَلی غَیرِ دینِ اللّهِ فَلا حَظَّ لَهُ مِن دینِ اللّهِ. (4)

381.عنه علیه السلام: قَرینُ المَرءِ دَلیلُ دینِهِ. (5)

382.عنه علیه السلام: رَفیقُ المَرءِ دَلیلُ عَقلِهِ. (6)

383.عنه علیه السلام: خَلیلُ المَرءِ دَلیلُ عَقلِهِ. (7)

384.کنزالفوائد: رُوِیَ أنَّ سُلَیمانَ علیه السلام قالَ:لا تَحکُموا عَلی رَجُلٍ بِشَیءٍ حَتّی تَنظُروا مَن یُصاحِبُ؛فَإِنَّما یُعرَفُ الرَّجُلُ بِأَشکالِهِ و أقرانِهِ،و یُنسَبُ إلی أصحابِهِ وإخوانِهِ. (8)

ص:96

396.الإمام الجواد علیه السلام: مَنِ انقادَ إلَی الطُمَأنینَةِ قَبلَ الخُبرَةِ فَقَد عَرَّضَ نَفسَهُ لِلهَلَکَةِ، ولِلعاقِبَةِ المُتعِبَةِ. (1)

و إلّافَدَعهُ. (1)

405.الإمام الصادق علیه السلام: لا تَعتَدَّ بِمَوَدَّةِ أحَدٍ حَتّی تُغضِبَهُ ثَلاثَ مَرّاتٍ. (2)

406.عنه علیه السلام: لا تَسِمِ الرَّجُلَ صَدیقاً-سِمَةَ مَعرِفَةٍ-حَتّی تَختَبِرَهُ بِثَلاثٍ:تُغضِبَهُ فَتَنظُرَ غَضَبُهُ یُخرِجُهُ مِنَ الحَقِّ إلَی الباطِلِ،و عِندَ الدّینارِ و الدِّرهَمِ،و حَتّی تُسافِرَ مَعَهُ. (3)

407.عنه علیه السلام: مَن غَضِبَ عَلَیکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ فَلَم یَقُل فیکَ سوءاً فَاتَّخِذهُ لَکَ خِلّاً. (4)

408.عنه علیه السلام: إذا کانَ لَکَ صَدیقٌ فَوُلِّیَ وِلایَةً فَأَصَبتَهُ عَلَی العُشرِ مِمّا کانَ لَکَ عَلَیهِ قَبلَ وِلایَتِهِ فَلَیسَ بِصَدیقِ سوءٍ. (5)

409.عنه علیه السلام: یُمتَحَنُ الصَّدیقُ بِثَلاثِ خِصالٍ،فَإِن کانَ مُؤاتِیاً فیها فَهُوَ الصَّدیقُ المُصافی،و إلّاکانَ صَدیقَ رَخاءٍ لا صَدیقَ شِدَّةٍ:تَبتَغی مِنهُ مالاً،أو تَأمَنُهُ عَلی مالٍ،أو تُشارِکُهُ فِی مَکروهٍ. (6)

ص:99

414.الإمام علیّ علیه السلام: ما أقَلَّ الثِّقَةَ المُؤتَمَنَ،وأکثَرَ الخَوّانَ ! (1)

415.عنه علیه السلام: مَن طَلَبَ صَدیقَ صِدقٍ وَفِیّاً طَلَبَ ما لا یوجَدُ. (2)

416.عنه علیه السلام: ما أکثَرَ الإِخوانَ عِندَ الجِفانِ،وأقَلَّهُم عِندَ حادِثاتِ الزَّمانِ! (3)

417.عنه علیه السلام: أبعَدُ النّاسِ سَفَراً مَن کانَ سَفَرُهُ فِی ابتِغاءِ أخٍ صالِحٍ. (4)

418.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:أبعَدُ النّاسِ سَفَراً مَن کانَ فی طَلَبِ صَدیقٍ یَرضاهُ. (5)

419.عنه علیه السلام: ثَلاثَةُ أشیاءَ فی کُلِّ زَمانٍ عَزیزَةٌ،وهِیَ:الإِخاءُ فِی اللّهِ،وَالزَّوجَةُ الصّالِحَةُ الأَلیفَةُ فی دینِ اللّهِ،وَالوَلَدُ الرَّشیدُ.ومَن أصابَ إحدَی الثَّلاثَةِ فَقَد أصابَ خَیرَ الدّارَینِ،وَالحَظَّ الأَوفَرَ مِنَ الدُّنیا. (6)

420.الإمام الصادق علیه السلام: یَأتی عَلَی النّاسِ زَمانٌ لَیسَ فیهِ شَیءٌ أعَزُّ مِن أخٍ أنیسٍ، وکَسبِ دِرهَمٍ حَلالٍ. (7)

421.الأمان عن محمّد بن هارون الجلّاب عَنِ الإِمامِ الهادی علیه السلام: قُلتُ لَهُ:رُوّینا عَن آبائِکَ أنَّهُ:یَأتی عَلَی النّاسِ زَمانٌ لا یَکونُ شَیءٌ أعَزُّ مِن أخٍ أنیسٍ،أو کَسبِ دِرهَمٍ مِن حَلالٍ.

فَقالَ لی:یا أبا مُحَمَّدٍ،إنَّ العَزیزَ مَوجودٌ،ولکِنَّکَ فی زَمانٍ لَیسَ شَیءٌ أعسَرَ مِن دِرهَمٍ حَلالٍ،وأخٍ فِی اللّهِ عز و جل. (8)

422.الإمام علیّ علیه السلام -فِی الدّیوانِ المَنسوبِ إلَیهِ-:

عِلمی غَزیرٌ وأخلاقی مُهَذَّبَةٌ ومَن تَهَذَّبَ یُشقی فی مُهَذَّبِهِ

ص:101

لَو رُمتُ ألفَ عَدُوٍّ کُنتُ واجِدَهُم ولَو طَلَبتُ صَدیقاً ما ظَفِرتُ بِهِ (1)

423.عنه علیه السلام -أیضاً-:

کُلُّ خَلیلٍ لِیَ خالَلتُهُ

424.عنه علیه السلام -أیضاً-:

تَغَرَّبتُ أسأَلُ مَن عَنَّ لی

425.عنه علیه السلام -أیضاً-:

هُمومُ رِجالٍ فی امورٍ کَثیرَةٍ

لِأَنَّهُ إذا تَمَّ الإِخاءُ طابَت حَیاتُهُما جَمیعاً،وإذا دَخَلَ الإِخاءُ فی حالِ التَّناقُضِ بَطَلَ جَمیعاً.

وَالأَخُ الَّذی هُوَ لَکَ:فَهُوَ الأَخُ الَّذی قَد خَرَجَ بِنَفسِهِ عَن حالِ الطَّمَعِ إلی حالِ الرَّغبَةِ،فَلَم یَطمَع فِی الدُّنیا إذا رَغِبَ فِی الإِخاءِ،فَهذا موفِرٌ عَلَیکَ بِکُلِّیَّتِهِ.

وَالأَخُ الَّذی هُوَ عَلَیکَ:فَهُوَ الأَخُ الَّذی یَتَرَبَّصُ بِکَ الدَّوائِرَ،ویُغشِی السَّرائِرَ،ویَکذِبُ عَلَیکَ بَینَ العَشائِرِ،ویَنظُرُ فی وَجهِکَ نَظَرَ الحاسِدِ،فَعَلَیهِ لَعنَةُ الواحِدِ.

وَالأَخُ الَّذی لا لَکَ ولا لَهُ:فَهُوَ الَّذی قَد مَلَأَهُ اللّهُ حُمقاً فَأَبعَدَهُ سُحقاً،فَتَراهُ یُؤثِرُ نَفسَهُ عَلَیکَ،ویَطلُبُ شُحّاً ما لَدَیکَ. (1)

428.الإمام الباقر علیه السلام: قامَ رَجُلٌ بِالبَصرَةِ إلی أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام فَقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،أخبِرنا عَنِ الإِخوانِ؟

فَقالَ:الإِخوانُ صِنفانِ:إخوانُ الثِّقَةِ،وإخوانُ المُکاشَرَةِ.فَأَمّا إخوانُ الثِّقَةِ فَهُمُ الکَفُّ،وَالجَناحُ،وَالأَهلُ،وَالمالُ.فَإِذا کُنتَ مِن أخیکَ عَلی حَدِّ الثِّقَةِ فَابذِل لَهُ مالَکَ وبَدَنَکَ،وصافِ مَن صافاهُ،وعادِ مَن عاداهُ،وَاکتُم سِرَّهُ وعَیبَهُ، وأظهِر مِنهُ الحُسنَ.وَاعلَم أیُّهَا السّائِلُ أنَّهُم أقَلُّ مِنَ الکِبریتِ الأَحمَرِ.

وأمّا إخوانُ المُکاشَرَةِ فَإِنَّکَ تُصیبُ لَذَّتَکَ مِنهُم،فَلا تَقطَعَنَّ ذلِکَ مِنهُم،ولا

ص:103

تَطلُبَنَّ ما وَراءَ ذلِکَ مِن ضَمیرِهِم،وَابذِل لَهُم ما بَذَلوا لَکَ مِن طَلاقَةِ الوَجهِ وحَلاوَةِ اللِّسانِ. (1)

429.الإمام الصادق علیه السلام: الإِخوانُ ثَلاثَةٌ:فَواحِدٌ کَالغِذاءِ الَّذی یُحتاجُ إلَیهِ کُلَّ وَقتٍ فَهُوَ العاقِلُ،وَالثّانی فی مَعنَی الدّاءِ وهُوَ الأَحمَقُ،وَالثّالِثُ فی مَعنَی الدَّواءِ فَهُوَ اللَّبیبُ. (2)

430.عنه علیه السلام: الإِخوانُ ثَلاثَةٌ:مُواسٍ بِنَفسِهِ،وآخَرُ مُواسٍ بِمالِهِ-وهُمَا الصّادِقانِ فِی الإِخاءِ-وآخَرُ یَأخُذُ مِنکَ البُلغَةَ،ویُریدُکَ لِبَعضِ اللَّذَّةِ،فَلا تَعُدَّهُ مِن أهلِ الثِّقَةِ. (3)

431.عنه علیه السلام: إنَّ الَّذینَ تَراهُم لَکَ أصدِقاءَ إذا بَلَوتَهُم وَجَدتَهُم عَلی طَبَقاتٍ شَتّی؛ فَمِنهُم کَالأَسَدِ فی عِظَمِ الأَکلِ وشِدَّةِ الصَّولَةِ،ومِنهُم کَالذِّئبِ فِی المَضَرَّةِ، ومِنهُم کَالکَلبِ فِی البَصبَصَةِ،ومِنهُم کَالثَّعلَبِ فِی الرَّوَغانِ وَالسَّرِقَةِ،صُوَرُهُم مُختَلِفَةٌ وَالحِرفَةٌ واحِدَةٌ.ما تَصنَعُ غَداً إذا تُرِکتَ فَرداً وَحیداً لا أهلَ لَکَ ولا وَلَدَ إلَّااللّهَ رَبَّ العالَمینَ؟! (4)

ص:104

الحدیث

432.موسی علیه السلام :مَن قَطَعَ قَرینَ السَّوءِ فَکَأَنَّما عَمِلَ بِالتَّوراةِ. (1)

433.الکافی عن علیّ بن أسباط عَنهُم علیهم السلام: فیما وَعَظَ اللّهُ عز و جل بِهِ عیسی علیه السلام:یا عیسی،اِعلَم أنَّ صاحِبَ السَّوءِ یُعدی،وقَرینَ السَّوءِ یُردی،وَاعلَم مَن تُقارِنُ،وَاختَر لِنَفسِکَ إخواناً مِنَ المُؤمِنینَ. (2)

434.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: أوحَشُ الوَحشَةِ قَرینُ السَّوءِ. (3)

435.عنه صلی الله علیه و آله: إیّاکَ وقَرینَ السَّوءِ؛فَإِنَّکَ بِهِ تُعرَفُ. (4)

436.عنه صلی الله علیه و آله: إیّاکَ وصاحِبَ السَّوءِ؛فَإِنَّهُ قِطعَةٌ مِنَ النّارِ،لا یَنفَعُکَ وُدُّهُ،ولا یَفی لَکَ بِعَهدِهِ. (5)

437.عنه صلی الله علیه و آله -کانَ یَقولُ-:اللّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن صاحِبِ غَفلَةٍ،وقَرینِ سَوءٍ. (6)

438.عنه صلی الله علیه و آله: الوَحدَةُ خَیرٌ مَن جَلیسِ السَّوءِ،وَالجَلیسُ الصّالِحُ خَیرٌ مِنَ الوَحدَةِ. (7)

ص:106

439.الإمام علیّ علیه السلام: کُن بِالوَحدَةِ آنَسُ مِنکَ بِقُرَناءِ السَّوءِ. (1)

440.عنه علیه السلام: صاحِبُ السَّوءِ قِطعَةٌ مِنَ النّارِ. (2)

441.عنه علیه السلام: احذَر مُجالَسَةَ قَرینِ السَّوءِ؛فَإِنَّهُ یُهلِکُ مُقارِنَهُ،ویُردی مُصاحِبَهُ. (3)

442.عنه علیه السلام: ما سَعِدَ مَن شَقِیَ إخوانُهُ. (4)

443.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:الوَحدَةُ خَیرٌ مِن رَفیقِ السَّوءِ. (5)

444.عنه علیه السلام -أیضاً-:إیّاکَ وصاحِبَ السَّوءِ؛فَإِنَّهُ کَالسَّیفِ المَسلولِ یَروقُ مَنظَرُهُ، ویَقبُحُ أثَرُهُ. (6)

445.عنه علیه السلام -أیضاً-:تَوَحَّشتُ فِی القَفرِ البَلقَعِ،فَلَم أرَ وَحشَةً أشَدَّ مِن قَرینِ السَّوءِ ! (7)

446.عنه علیه السلام -أیضاً-:إخوانُ السَّوءِ کَشَجَرَةِ النّارِ یُحرِقُ بَعضُها بَعضاً. (8)

447.الخصال عن سفیان الثوری: لَقیتُ الصّادِقَ ابنَ الصّادِقِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقُلتُ لَهُ:یَابنَ رَسولِ اللّهِ أوصِنی.

فَقالَ لی:...یا سُفیانُ،أمَرَنی والِدی علیه السلام بِثَلاثٍ،ونَهانی عَن ثَلاثٍ.

فَکانَ فیما قالَ لی:یا بُنَیَّ،مَن یَصحَب صاحِبَ السَّوءِ لا یَسلَم. (9)

ص:107

448.الکافی عن لقمان الحکیم -لِابنِهِ-:مَن یُقارِن قَرینَ السَّوءِ لا یَسلَم. (1)

449.عنه علیه السلام -لِابنِهِ-:یا بُنَیَّ !...مَن یَدخُل مَداخِلَ السَّوءِ یُتَّهَم،ومَن یَصحَب صاحِبَ السَّوءِ لا یَسلَم،ومَن یَصحَبِ الصّاحِبَ الصّالِحَ یَغنَم. (2)

471 . عنه علیه السلام: خَیرُ إخوانِکَ مَن کَثُرَ إغضابُهُ لَکَ فِی الحَقِّ. (1)

472.عنه علیه السلام: خَیرُ الإِخوانِ مَن لا یُحوِجُ إخوانَهُ إلی سِواهُ. (2)

473.عنه علیه السلام: خَیرُ إخوانِکَ مَن واساکَ بِخَیرِهِ،وخَیرٌ مِنهُ مَن أغناکَ عَن غَیرِهِ. (3)

474.عنه علیه السلام: خَیرُ إخوانِکَ مَن واساکَ،وخَیرٌ مِنهُ مَن کَفاکَ،وإنِ احتاجَ إلَیکَ أعفاکَ. (4)

475.عنه علیه السلام: خَیرُ إخوانِکَ مَن دَعاکَ إلی صِدقِ المَقالِ بِصِدقِ مَقالِهِ،ونَدَبَکَ إلی أفضَلِ الأَعمالِ بِحُسنِ أعمالِهِ. (5)

476.عنه علیه السلام: خَیرُ الإِخوانِ أعوَنُهُم عَلَی الخَیرِ،وأعمَلُهُم بِالبِرِّ،وأرفَقُهُم بِالمُصاحِبِ. (6)

477.عنه علیه السلام: خَیرُ إخوانِکَ مَن سارَعَ إلَی الخَیرِ وجَذَبَکَ إلَیهِ،وأمَرَکَ بِالبِرِّ وأعانَکَ عَلَیهِ. (7)

478.الإمام العسکریّ علیه السلام: خَیرُ إخوانِکَ مَن نَسِیَ ذَنبَکَ،وذَکَرَ إحسانَکَ إلَیهِ. (8)

480.عنه علیه السلام: الصَّدیقُ مِن صَدَقَ غَیبُهُ. (1)

481.عنه علیه السلام: حَسبُ المَرءِ...مِن صَداقَتِه،کَثرَةُ مُوافَقَتِهِ. (2)

482.عنه علیه السلام: مَن دَعاکَ إلَی الدّارِ الباقِیَةِ وأعانَکَ عَلَی العَمَلِ لَها فَهُوَ الصَّدیقُ الشَّفیقُ. (3)

483.عنه علیه السلام: الصَّدیقُ الصَّدوقُ مَن نَصَحَکَ فی عَیبِکَ،وحَفِظَکَ فی غَیبِکَ،وآثَرَکَ عَلی نَفسِهِ. (4)

484.عنه علیه السلام: لا یَحولُ الصَّدیقُ الصَّدوقُ عَنِ المَوَدَّةِ وإن جُفِیَ. (5)

485.عنه علیه السلام: مَن بَصَّرَکَ عَیبَکَ وحَفِظَکَ فی غَیبِکَ فَهُوَ الصَّدیقُ،فَاحفَظهُ. (6)

486.عنه علیه السلام: الصَّدیقُ مَن کانَ ناهِیاً عَنِ الظُّلمِ وَالعُدوانِ،مُعیناً عَلَی البِرِّ وَالإِحسانِ. (7)

487.عنه علیه السلام: أخوکَ الصَّدیقُ مَن وَقاکَ بِنَفسِهِ،وآثَرَکَ عَلی مالِهِ ووَلَدِهِ وعِرسِهِ. (8)

488.عنه علیه السلام: صَدیقُکَ مَن نَهاکَ،وعَدُوُّکَ مَن أغراکَ. (9)

489.عنه علیه السلام: مَنِ اهتَمَّ بِکَ فَهُوَ صَدیقُکَ. (10)

490.عنه علیه السلام: إنَّ أخاکَ حَقّاً مَن غَفَرَ زَلَّتَکَ،وسَدَّ خَلَّتَکَ،وقَبِلَ عُذرَکَ،وسَتَرَ عَورَتَکَ،ونَفی وَجَلَکَ،وحَقَّقَ أمَلَکَ. (11)

491.عنه علیه السلام:

أخوکَ الَّذی إن أحرَضَتکَ مُلِمَّةٌ

ص:111

492.عنه علیه السلام -فِی الدّیوانِ المَنسوبِ إلَیهِ-:

إنَّ أخاکَ الصِّدقَ مَن یَسعی مَعَک

493.کنزالفوائد: رُوِیَ أنَّ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الصّادِقَ علیهما السلام کانَ یَتَمَثَّلُ کَثیراً بِهذَینِ البَیتَینِ:

أخوکَ الَّذی لَو جِئتَ بِالسَّیفِ عامِداً

مِثلِهِ حَتّی یَسمَعَ اعتِذارَهُ.وکانَ لا یَشکو وَجَعاً إلّاعِندَ بُرئِهِ.وکانَ یَقولُ ما یَفعَلُ، ولا یَقولُ ما لا یَفعَلُ.وکانَ إذا غُلِبَ عَلَی الکَلامِ لَم یُغلَب عَلَی السُّکوتِ.

وکانَ عَلی ما یَسمَعُ أحرَصَ مِنهُ عَلی أن یَتَکَلَّمَ.وکانَ إذا بَدَهَهُ أمرانِ یَنظُرُ أیُّهُما أقرَبُ إلَی الهَوی؛فَیُخالِفُهُ.

فَعَلَیکُم بِهذِهِ الخَلائِقِ فَالزَموها،وتَنافَسوا فیها،فَإِن لَم تَستَطیعوها فَاعلَموا أنَّ أخذَ القَلیلِ خَیرٌ مِن تَرکِ الکَثیرِ. (1)

495.الکافی عن أحمد بن محمّد بن خالد عَن بَعضِ أصحابِهِ مِنَ العِراقِیِّینَ رَفَعَهُ، قالَ:خَطَبَ النّاسَ الحَسَنُ بنُ عَلِیٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِما فَقالَ:أیُّهَا النّاسُ، أنَا اخبِرُکُم عَن أخٍ لی کانَ مِن أعظَمِ النّاسِ فی عَینی،وکانَ رَأسُ ما عَظُمَ بِهِ فی عَینی صِغَرَ الدُّنیا فی عَینِهِ.

کانَ خارِجاً مِن سُلطانِ بَطنِهِ؛فَلا یَشتَهی ما لا یَجِدُ،ولا یُکثِرُ إذا وَجَدَ.

کانَ خارِجاً مِن سُلطانِ فَرجِهِ؛فَلا یَستَخِفُّ لَهُ عَقلَهُ ولا رَأیَهُ.

کانَ خارِجاً مِن سُلطانِ الجَهالَةِ؛فَلا یَمُدُّ یَدَهُ إلّاعَلی ثِقَةٍ لِمَنفَعَةٍ.

کانَ لا یَتَشَهّی،ولا یَتَسَخَّطُ،ولا یَتَبَرَّمُ.کانَ أکثَرَ دَهرِهِ صَمّاتاً،فَإِذا قالَ بَذَّ القائِلینَ،کانَ لا یَدخُلُ فی مِراءٍ،ولا یُشارِکُ فی دَعوی،ولا یُدلی بِحُجَّةٍ حَتّی یَری قاضِیاً.وکانَ لا یَغفُلُ عَن إخوانِهِ،ولا یَخُصُّ نَفسَهُ بِشَیءٍ

ص:113

دونَهُم.

کانَ ضَعیفاً مُستَضعَفاً،فَإِذا جاءَ الجِدُّ کانَ لَیثاً عادِیاً.

کانَ لا یَلومُ أحَداً فیما یَقَعُ العُذرُ فی مِثلِهِ حَتّی یَرَی اعتِذاراً.کانَ یَفعَلُ ما یَقولُ،ویَفعَلُ ما لا یَقولُ.کانَ إذَا ابتَزَّهُ أمرانِ لا یَدری أیُّهُما أفضَلُ نَظَرَ إلی أقرَبِهِما إلَی الهَوی فَخالَفَهُ.کانَ لا یَشکو وَجَعاً إلّاعِندَ مَن یَرجو عِندَهُ البُرءَ، ولا یَستَشیرُ إلّامَن یَرجو عِندَهُ النَّصیحَةَ.کانَ لا یَتَبَرَّمُ،ولا یَتَسَخَّطُ،ولا یَتَشَکّی،ولا یَتَشَهّی،ولا یَنتَقِمُ،ولا یَغفُلُ عَن العَدُوِّ.

فَعَلَیکُم بِمِثلِ هذِهِ الأَخلاقِ الکَریمَةِ إن أطَقتُموها،فَإِن لَم تُطیقوها کُلَّها فَأَخذُ القَلیلِ خَیرٌ مِن تَرکِ الکَثیرِ،ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِاللّه. (1)

496.الإمام الباقر علیه السلام: کانَ لی أخٌ فی عَینی عَظیمٌ،وکانَ الَّذی عَظَّمَهُ فی عَینی صِغَرَ الدُّنیا فی عَینِهِ. (2)

497.الإمام الرضا علیه السلام -فی صِفَةِ الإِمامِ-:الإِمامُ الأَنیسُ الرَّفیقُ،وَالوالِدُ الشَّفیقُ، وَالأَخُ الشَّقیقُ،وَالاُمُّ البَرَّةُ بِالوَلَدِ الصَّغیرِ. (3)

ص:114

500.عنه صلی الله علیه و آله: إذا آخی أحَدُکُم رَجُلاً فَلیَسأَلهُ عَنِ اسمِهِ وَاسمِ أبیهِ وقَبیلَتِهِ ومَنزِلِهِ؛ فَإِنَّهُ مِن و اجِبِ الحَقِّ و صافِی الإِخاءِ،و إلّافَهُوَ مَوَدَّةٌ حَمقاءُ. (1)

501.شعب الإیمان عن ابن عمر: رَآنِی النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله و أنَا ألتَفِتُ،فَقالَ:ما لَکَ تَلتَفِتُ؟

قُلتُ:آخَیتُ رَجُلاً.

قالَ:إذا أحبَبتَ رَجُلاً فَاسأَلهُ عَنِ اسمِهِ وَ اسمِ أبیهِ،فَإِن کانَ غائِباً حَفِظتَهُ،و إن کانَ مَریضاً فَعُدتَهُ (2)،و إن ماتَ شَهِدتَهُ. (3)

502.حلیة الأولیاء عن سالم عن أبیه: کُنتُ عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله إذ مَرَّ عَلَیهِ رَجُلٌ فَقالَ رَجُلٌ:یا رَسولَ اللّهِ،إنّی لَاُحِبُّ هذا فِی اللّهِ عز و جل.

فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:هَل تَدرِی مَا اسمُهُ؟

قالَ:لا.

فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:فَاسأَلهُ عَنِ اسمِهِ.فَسَأَلهُ و أعلَمَهُ ذلِکَ.

فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ:أحَبَّکَ اللّهُ الَّذی أحبَبتَنی فیهِ.فَرَجَعَ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله، فَأَخبَرَهُ بِالَّذی قالَ لَهُ وَ الَّذی رَدَّ عَلَیهِ.

فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:وَجَبَت. (4)

504.عنه صلی الله علیه و آله: إذا أحَبَّ الرَّجُلُ أخاهُ فَلیُخبِرهُ أنَّهُ یُحِبُّهُ. (1)

505.عنه صلی الله علیه و آله: إذا أحَبَّ أحَدُکُم أخاهُ فَلیُعلِمهُ؛فَإِنَّهُ أصلَحُ لِذاتِ البَینِ. (2)

506.عنه صلی الله علیه و آله: إذا أحَبَّ أحَدُکُم أخاهُ فَلیُعلِمهُ؛فَإِنَّهُ یَجِدُ لَهُ مِثلَ الَّذی عِندَهُ. (3)

507.عنه صلی الله علیه و آله: إذا أحَبَّ أحَدُکُم أخاهُ فَلیُعلِمهُ ذلِکَ،ثُمَّ لِیَزُرهُ،و لا یَکون أوَّلَ قاطِعٍ. (4)

508.عنه صلی الله علیه و آله: إذا أحَبَّ أحَدُکُم أخاهُ فَلیُخبِرهُ؛لِیَقُل:إنّی احِبُّکَ فِی اللّهِ،إنّی أوَدُّکَ فِی اللّهِ. (5)

509.عنه صلی الله علیه و آله: أبدِ المَوَدَّةَ لِمَن وادَّکَ تَکُن أثبَتَ. (6)

510.عنه صلی الله علیه و آله: إذا أحَبَّ أحَدُکُم أخاهُ فِی اللّهِ فَلیُعلِمهُ؛فَإِنَّهُ أبقی فِی الاُلفَةِ،و أثبَتُ فِی المَوَدَّةِ. (7)

511.عنه صلی الله علیه و آله: مَن کانَ فی قَلبِهِ مَوَدَّةٌ لِأَخیهِ ثُمَّ لَم یُطلِعهُ عَلَیهِ فَقَد خانَهُ. (8)

512.سنن أبی داود عن أنس: إنَّ رَجُلاً کانَ عِندَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ،فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،إنّی لَاُحِبُّ هذا.فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:أعلَمتَهُ؟قالَ:لا.قالَ:أعلِمهُ.

قالَ:فَلَحِقَهُ فَقالَ:إنّی احِبُّکَ فِی اللّهِ.فَقالَ:أحَبَّکَ الَّذی أحبَبتَنی لَهُ. (9)

ص:117

513.المحاسن عن مجاهد: لَقِیَنی رَجُلٌ مِن أصحابِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَأَخَذَ بِمَنکِبی مِن وَرائی،قالَ:أما إنّی احِبُّکَ.

قالَ:أحَبَّکَ الَّذی أحبَبتَنی لَهُ.

فَقالَ:لَولا أنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله قالَ:«إذا أحَبَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَلیُخبِرهُ أنَّهُ أحَبَّهُ»ما أخبَرتُکَ. (1)

514.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: إذا أحَبَّ أحَدُکُم صاحِبَهُ،فَلیَأتِهِ فی مَنزِلِهِ فَلیُخبِرهُ أنَّهُ یُحِبُّهُ للّهِ ِ. (2)

515.المحاسن عن أبو البلاد: مَرَّ رَجُلٌ فِی المَسجِدِ وأبو جَعفَرٍ علیه السلام جالِسٌ وأبو عَبدِاللّهِ علیه السلام،فَقالَ لَهُ بَعضُ جُلَسائِهِ:وَ اللّهِ،إنّی لَاُحِبُّ هذَا الرَّجُلَ.

قالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:ألا فَأَعلِمهُ؛فَإِنَّهُ أبقی لِلمَوَدَّةِ،وخَیرٌ فِی الاُلفَةِ. (3)

516.الإمام الصادق علیه السلام :إذا أحبَبتَ رَجُلاً فَأَخبِرهُ بِذلِکَ؛فَإِنَّهُ أثبَتُ لِلمَوَدَّةِ بَینَکُما. (4)

517.عنه علیه السلام: إذا أحبَبتَ أحَداً مِن إخوانِکَ فَأَعلِمهُ ذلِکَ؛فَإِنَّ إبراهیمَ علیه السلام قالَ: «رَبِّ أَرِنِی کَیْفَ تُحْیِ الْمَوْتی قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلی وَ لکِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی» 5. 6

ص:118

وحِفظُهُ قَدیمَ إخوانِهِ. (1)

526.عنه علیه السلام: إذا طالَتِ الصُّحبَةُ تَأَکَّدَتِ الحُرمَةُ. (2)

527.الإمام الصادق علیه السلام: عَلَیکَ بِالتِّلادِ،و إیّاکَ و کُلَّ مُحدَثٍ لا عَهدَ لَهُ و لا أمانَةَ و لا ذِمَّةَ و لا میثاقَ،و کُن عَلی حَذَرٍ مِن أوثَقِ النّاسِ فی نَفسِکَ؛فَإِنَّ النّاسَ أعداءُ النِّعَمِ. (3)

528.عنه علیه السلام: مَوَدَّةُ یَومٍ صِلَةٌ،و مَوَدَّةُ شَهرٍ قَرابَةٌ،و مَوَدَّةُ سَنَةٍ رَحِمٌ ثابِتَةٌ،مَن قَطَعَها قَطَعَهُ اللّهُ. (4)

529.عنه علیه السلام: صُحبَةُ عِشرینَ سَنَةً قَرابَةٌ. (5)

531.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: لا تُحَقِّرَنَّ مِنَ المَعروفِ شَیئاً و لَو أن تَلقی أخاکَ بِوَجهٍ طَلِقٍ. (1)

532.عنه صلی الله علیه و آله: کُلُّ مَعروفٍ صَدَقَةٌ،و مِنَ المَعروفِ أن تَلقی أخاکَ بِوَجهٍ طَلِقٍ،و أن تُفرِغَ مِن دَلوِکَ فی إنائِهِ. (2)

533.الإمام الباقر علیه السلام: تَبَسُّمُ الرَّجُلِ فی وَجهِ أخیهِ حَسَنَةٌ،و صَرفُ القَذی عَنهُ حَسَنَةٌ.وما عُبِدَ اللّهُ بِشَیءٍ أحَبَّ إلَی اللّهِ مِن إدخالِ السُّرورِ عَلَی المُؤمِنِ. (3)

534.الإمام الصادق علیه السلام: مَن تَبَسَّمَ فی وَجهِ أخیهِ کانَت لَهُ حَسَنَةٌ. (4)

535.الإمام الرضا علیه السلام: مَن تَبَسَّمَ فی وَجهِ أخیهِ المُؤمِنِ کَتَبَ اللّهُ لَهُ حَسَنَةً،و مَن کَتَبَ اللّهُ لَهُ حَسَنَةً لَم یُعَذِّبهُ. (5)

536.الکافی عن ابن محبوب عَن بَعضِ أصحابِهِ عَن أبی عَبدِاللّهِ علیه السلام: قُلتُ لَهُ:ما حَدُّ حُسنِ الخُلُقِ؟

قالَ:تُلینُ جَناحَکَ،و تُطیبُ کَلامَکَ،و تَلقی أخاکَ بِبِشرٍ حَسَنٍ. (6)

542.الإمام علیّ علیه السلام: رُبَّ مُتَوَدِّدٍ مُتَصَنِّعٍ. (1)

543.عنه علیه السلام -فی فِتنَةِ بَنی امَیَّةَ-:کانَ أهلُ ذلِکَ الزَّمانِ ذِئاباً،و سَلاطینُهُ سِباعاً، وأوساطُهُ اکّالاً،و فُقَراؤُهُ أمواتاً،و غارَ الصِّدقُ،و فاضَ الکَذِبُ،وَ استُعمِلَتِ المَوَدَّةُ بِاللِّسانِ،و تَشاجَرَ النّاسُ بِالقُلوبِ. (2)

544.عنه علیه السلام -فی فِتنَةِ بَنی امَیَّةَ-:هَدَرَ فَنیقُ الباطِلِ بَعدَ کُظومٍ،و تَواخَی النّاسُ عَلَی الفُجورِ،و تَهاجَروا عَلَی الدّینِ،و تَحابّوا عَلَی الکَذِبِ،و تَباغَضوا عَلَی الصِّدقِ. (3)

548.الإمام علیّ علیه السلام: غِشُّ الصَّدیقِ وَ الغَدرُ بِالمَواثیقِ مِن خِیانَةِ العَهدِ. (1)

549.عنه علیه السلام: مِن عَلامَةِ الشَّقاءِ غِشُّ الصَّدیقِ. (2)

550.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:إذا غَشَّکَ صَدیقُکَ فَاجعَلهُ مَعَ عَدُوِّکَ. (3)

551.الإمام الصادق علیه السلام: قالَ سَلمانُ فی خُطبَتِهِ:أیُّهَا النّاسُ،لا تَکِلَّ أظفارُکُم عَن عَدُوِّکُم،و لا تَستَغِشّوا صَدیقَکُم؛فَیَستَحوِذَ الشَّیطانُ عَلَیکُم. (4)

552.عنه علیه السلام: لا تُغَشِّشِ النّاسَ فَتَبقی بِغَیرِ صَدیقٍ. (5)

553.عنه علیه السلام: لا یَطمَعَنَّ ذُو الکِبرِ فِی الثَّناءِ الحَسَنِ،و لَاالخَبُّ فی کَثرَةِ الصَّدیقِ. (6)

557.عنه علیه السلام: إیّاکَ وَ التَّحَلِّیَ بِالبُخلِ؛فَإِنَّهُ یُزری بِکَ عِندَ القَریبِ،و یُمَقِّتُکَ إلَی النَّسیبِ. (1)

558.عنه علیه السلام: البُخلُ یُذِلُّ مُصاحِبَهُ،و یُعِزُّ مُجانِبَهُ. (2)

559.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:صَدیقُ البَخیلِ مَن لَم یُجَرِّبهُ. (3)

560.عنه علیه السلام: إیّاکُم وَ البُخلَ؛فَإِنَّ البَخیلَ یَمقُتُهُ الغَریبُ،و یَنفُرُ مِنهُ القَریبُ. (4)

الهَزاهِزِ،وصَبرٌ عِندَ البَلاءِ،و شُکرٌ عِندَ الرَّخاءِ،و قُنوعٌ بِما رَزَقَهُ اللّهُ عز و جل، لا یَظلِمُ الأَعداءَ،ولا یَتَحامَلُ عَلَی الأَصدِقاءِ،بَدَنُهُ مِنهُ فی تَعَبٍ،وَ النّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ. (1)

574.عنه صلی الله علیه و آله -فی ذِکرِ صِفاتِ المُؤمِنِ-:لا یَقبَلُ الباطِلَ مِن صَدیقِهِ،و لا یَرُدُّ الحَقَّ مِن عَدُوِّهِ. (2)

575.عنه صلی الله علیه و آله: إذا آخی أحَدُکُم أخاً فِی اللّهِ فَلا یُخادَّهُ،ولا یُدارَّهُ،ولا یُمازَّهُ؛یَعنی لا یُخالِفهُ. (3)

576.عنه صلی الله علیه و آله: لا تُمارِ أخاکَ،ولا تُمازِحهُ،ولا تَعِدهُ مَوعِدَةً فَتُخلِفَهُ. (4)

577.عنه صلی الله علیه و آله: المُسلِمُ أخُو المُسلِمِ؛لا یَخونُهُ،و لا یَخذُلُهُ،و لا یَعیبُهُ،و لا یَحرِمُهُ، ولا یَغتابُهُ. (5)

578.عنه صلی الله علیه و آله: المُؤمِنُ حَرامٌ عَلَی المُؤمِنِ أن یَظلِمَهُ،أو یَخذُلَهُ،أو یَغتابَهُ،أو یَدفَعَهُ دَفعَةً. (6)

ص:128

579.عنه صلی الله علیه و آله: المُسلِمُ أخُو المُسلِمِ؛لا یَظلِمُهُ،و لا یُسلِمُهُ. (1)

580.الإمام علیّ علیه السلام: السَّیِّدُ مَن تَحَمَّلَ أثقالَ إخوانِهِ،وأحسَنَ مُجاوَرَةَ جیرانِهِ. (2)

581.عنه علیه السلام: ارفَق بِإِخوانِکَ،وَاکفِهِم غَربَ لِسانِکَ،وأجرِ عَلَیهِم سَیبَ إحسانِکَ. (3)

582.عنه علیه السلام: لا تُنابِذ عَدُوَّکَ،و لا تُقَرِّع صَدیقَکَ،وَ اقبَلِ العُذرَ و إن کانَ کِذباً،ودَعِ الجَوابَ عَن قُدرَةٍ و إن کانَ لَکَ. (4)

583.عنه علیه السلام: إنَّ المُسلِمَ أخُو المُسلِمِ؛فَلا تَنابَزوا،و لا تَخاذَلوا؛فَإِنَّ شَرائِعَ الدّینِ واحِدَةٌ،وسُبُلَهُ قاصِدَةٌ،مَن أخَذَ بِها لَحِقَ،ومَن تَرَکَها مَرَقَ،ومَن فارَقَها مَحَقَ. (5)

584.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ أخُو المُؤمِنِ؛لا یَشتِمُهُ،و لا یَحرِمُهُ،و لا یُسیءُ بِهِ الظَّنَّ. (6)

ص:129

585.عنه علیه السلام: إنَّ نَفَراً مِنَ المُسلِمینَ خَرَجوا إلی سَفَرٍ لَهُم فَضَلُّوا الطَّریقَ،فَأَصابَهُم عَطَشٌ شَدیدٌ،فَتَکَفَّنوا ولَزِموا اصولَ الشَّجَرِ،فَجاءَهُم شَیخٌ و عَلَیهِ ثِیابٌ بیضٌ،فَقالَ:قوموا فَلا بَأسَ عَلَیکُم فَهذَا الماءُ.فَقاموا و شَرِبوا وَ ارتَوَوا، فَقالوا:مَن أنتَ یَرحَمُکَ اللّهُ؟فَقالَ:أنَا مِنَ الجِنِّ الَّذینَ بایَعوا رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله، إنّی سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:«المُؤمِنُ أخُو المُؤمِنِ،عَینُهُ و دَلیلُهُ»،فَلَم تَکونوا تَضَیَّعوا بِحَضرَتی. (1)

586.الإمام الصادق علیه السلام: المُسلِمُ أخُو المُسلِمِ؛لا یَظلِمُهُ،و لا یَخذُلُهُ،و لا یَغتابُهُ، و لا یَخونُهُ،و لا یَحرِمُهُ. (2)

587.عنه علیه السلام: المُؤمِنُ أخُو المُؤمِنِ،عَینُهُ و دَلیلُهُ؛لا یَخونُهُ،و لا یَظلِمُهُ،و لا یَغُشُّهُ، و لا یَعِدُهُ عِدَةً فَیُخلِفَهُ. (3)

588.عنه علیه السلام: المُسلِمُ أخُو المُسلِمِ؛لا یَظلِمُهُ؛ولا یَخذُلُهُ،ولا یَخونُهُ.ویَحِقُّ عَلَی المُسلِمینَ الاِجتِهادُ فِی التَّواصُلِ،وَالتَّعاوُنُ عَلَی التَّعاطُفِ،وَالمُواساةُ لِأهلِ الحاجَةِ،وتَعاطُفُ بَعضِهِم عَلی بَعضٍ،حَتّی تَکونوا کَما أمَرَکُمُ اللّهُ عز و جل رُحَماءَ بَینَکُم مُتَراحِمینَ،مَغتَمّینَ لِما غابَ عَنکُم مِن أمرِهِم،عَلی ما مَضی عَلَیهِ مَعشَرُ الأَنصارِ عَلی عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله. (4)

589.عنه علیه السلام: قالَ الحارِثُ الأَعوَرُ لِأَمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،أنَا وَاللّهِ

ص:130

احِبُّکَ.

فَقالَ لَهُ:یا حارِثُ،أما إذا أحبَبتَنی فَلا تُخاصِمُنی،ولا تُلاعِبُنی،ولا تُجارینی،ولا تُمازِحُنی،ولا تُواضِعُنی،ولا تُرافِعُنی. (1)

598.عنه علیه السلام: إیّاکَ أن توحِشَ مُوادَّکَ وَحشَةً تُفضی بِهِ إلَی اختِیارِهِ البُعدَ عَنکَ، وإیثارِ الفُرقَةِ. (1)

599.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:إذا أحسَنَ أحَدٌ مِن أصحابِکَ فَلا تَخرُج إلَیهِ بِغایَةِ بِرِّکَ،و لکِنِ اترُک مِنهُ شَیئاً تَزیدُهُ إیّاهُ عِندَ تَبَیُّنِکَ مِنهُ الزِّیادَةَ فی نَصیحَتِهِ. (2)

600.عنه علیه السلام -أیضاً-:إذا کانَ لَکَ صَدیقٌ و لَم تَحمَد إخاءَهُ ومَوَدَّتَهُ فَلا تُظهِر ذلِکَ لِلنّاسِ؛فَإِنَّما هُوَ بِمَنزِلَةِ السَّیفِ الکَلیلِ فی مَنزِلِ الرَّجُلِ؛یُرهِبُ بِهِ عَدُوَّهُ، و لا یَعلَمُ العَدُوُّ أصارِمٌ هُوَ أم کَلیلٌ. (3)

601.عنه علیه السلام -أیضاً-:إذا صادَقتَ إنساناً وَجَبَ عَلَیکَ أن تَکونَ صَدیقَ صَدیقِهِ، و لَیسَ یَجِبُ عَلَیکَ أن تَکونَ عَدُوَّ عَدُوِّهِ؛لِأَنَّ هذا إنَّما یَجِبُ عَلی خادِمِهِ، و لَیسَ یَجِبُ عَلی مُماثِلٍ لَهُ. (4)

602.عنه علیه السلام -أیضاً-:لَیسَ یَضُرُّکَ أن تَری صَدیقَکَ عِندَ عَدُوِّکَ؛فَإِنَّهُ إن لَم یَنفَعکَ لَم یَضُرَّکَ. (5)

603.المعجم الکبیر عن الحارث: إنَّ عَلِیّاً علیه السلام سَأَلَ ابنَهُ الحَسَنَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام عَن أشیاءَ مِن أمرِ المُروءَةِ...قالَ:فَمَا الجُبنُ؟

قالَ:الجُرأَةُ عَلَی الصَّدیقِ،وَ النُّکولُ عَنِ العَدُوِّ. (6)

604.داود علیه السلام: لا تَشتَرِ عَداوَةَ واحِدٍ بِصَداقَةِ ألفٍ. (7)

ص:132

605.الإمام الصادق علیه السلام: مَن لَم یَرضَ مِن صَدیقِهِ إلَّاالإِیثارَ عَلی نَفسِهِ دامَ سَخَطُهُ. (1)

606.الإمام علیّ علیه السلام -فِی الدّیوانِ المَنسوبِ إلَیهِ-:

ما وَدَّنی أحَدٌ إلّابَذَلتُ لَهُ

607.عنه علیه السلام -أیضاً-:

وَاخفِض جَناحَکَ لِلصَّدیقِ و کُن لَهُ

ص:133

ص:134

أعَزَّ مِن عِترَتِهِ،و یکَونَ أهلی أحَبَّ إلَیهِ منِ أهلِهِ،و تَکونَ ذاتی أحَبَّ إلَیهِ مِن ذاتِهِ. (1)

609.عنه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ أحَدُکُم حَتّی أکونَ أحَبَّ إلَیهِ مِن والِدِهِ و وَلدِهِ وَ النّاسِ أجمَعینَ. (2)

610.عنه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ أحَدُکُم حَتّی یَکونَ اللّهُ و رَسولُهُ أحَبَّ إلَیهِ مِمّا سِواهُما، وحَتّی یُقذَفَ فِی النّارِ أحَبُّ إلَیهِ مِن أن یَعودَ فِی الکُفرِ بَعدَ أن نَجّاهُ اللّهُ مِنهُ.

و لا یُؤمِنُ أحَدُکُم حَتّی أکونَ أحَبَّ إلَیهِ مِن وَلَدِهِ و والِدِهِ وَ النّاسِ أجمَعینَ. (3)

611.عنه صلی الله علیه و آله: لا یُؤمِنُ عَبدٌ حَتّی أکونَ أحَبَّ إلَیهِ مِن نَفسِهِ،و أهلی أحَبَّ إلَیهِ مِن أهلِهِ،و ذاتی أحَبَّ إلَیهِ مِن ذاتِهِ. (4)

612.عنه صلی الله علیه و آله: لا تَزولُ قَدَما عَبدٍ یَومَ القِیامَةِ حَتّی یُسأَلَ عَن أربَعٍ:عَن عُمُرِهِ فیما أفناهُ،و عَن جَسَدِهِ فیما أبلاهُ،و عَن مالِهِ فیما أنفَقَهُ و مِن أینَ کَسَبَهُ، و عَن حُبِّنا أهلَ البَیتِ. (5)

ص:136

613.عنه صلی الله علیه و آله: مَا اختَلَطَ حُبّی بِقَلبِ عَبدٍ إلّاحَرَّمَ اللّهُ جَسَدَهُ عَلَی النّارِ. (1)

614.عنه صلی الله علیه و آله: عاهَدَنی رَبّی أن لا یَقبَلَ إیمانَ عَبدٍ إلّابِمَحَبَّةِ أهلِ بَیتی. (2)

615.عنه صلی الله علیه و آله: أوَّلُ ما یُسأَلُ عَنهُ العَبدُ حُبُّنا أهلَ البَیتِ. (3)

616.عنه صلی الله علیه و آله: لا یَتِمُّ الإِیمانُ إلّابِمَحَبَّتِنا أهلَ البَیتِ. (4)

617.عنه صلی الله علیه و آله: لِکُلِّ شَیءٍ أساسٌ،و أساسُ الدّینِ حُبُّنا أهلَ البَیتِ. (5)

618.عنه صلی الله علیه و آله: أساسُ الإِسلامِ حُبّی و حُبُّ أهلِ بَیتی. (6)

619.الإمام الباقر علیه السلام: حُبُّنا أهلَ البَیتِ نِظامُ الدّینِ. (7)

620.الإمام الصادق علیه السلام: لَولا أنَّ اللّهَ تَعالی فَرَضَ وِلایَتَنا وأمَرَ بِمَوَدَّتِنا ما وَقَفناکُم عَلی أبوابِنا،ولا أدخَلناکُم بُیوتَنا. (8)

ص:137

الخامِسَ فَتَهلِکَ. (1)

625.الإمام الصادق علیه السلام: اغدُ عالِماً،أو مُتَعَلِّماً،أو أحِبَّ أهلَ العِلمِ،ولا تَکُن رابِعاً فَتَهلِکَ بِبُغضِهِم (2)

626.الإمام علیّ علیه السلام: یَنبَغی لِلعاقِلِ أن یُکثِرَ مِن صُحبَةِ العُلَماءِ وَ الأَبرارِ،و یَجتَنِبَ مُقارَنَةَ الأَشرارِ وَ الفُجّارِ. (3)

627.الإمام الباقر علیه السلام: العِلمُ خَزائِنُ،وَ المَفاتیحُ السُّؤالُ،فَاسأَلوا یَرحَمکُمُ اللّهُ؛فَإِنَّهُ یُؤجَرُ فِی العِلمِ أربَعَةٌ:السّائِلُ،وَ المُتَکَلِّمُ،وَ المُستَمِعُ،وَ المُحِبُّ لَهُم. (4)

635.الإمام علیّ علیه السلام: خَیرُ الاِختِیارِ مُوادَّةُ الأَخیارِ. (1)

636.عنه علیه السلام: یا طالِبَ العِلمِ،إنَّ العِلمَ ذو فَضائِلَ کَثیرَةٍ؛فَرَأسُهُ التَّواضُعُ...ودَلیلُهُ الهُدی،و رَفیقُهُ مَحَبَّةُ الأَخیارِ. (2)

642 . عنه صلی الله علیه و آله: لِکُلِّ شَیءٍ مِفتاحٌ،و مِفتاحُ الجَنَّةِ حُبُّ المَساکین وَ الفُقَراءِ. (1)

643.عنه صلی الله علیه و آله: أحِبُّوا الفُقَراءَ و جالِسوهُم. (2)

644.عنه صلی الله علیه و آله: أمَرَنی رَبّی بِسَبعِ خِصالٍ:حُبِّ المَساکینِ وَ الدُّنُوِّ مِنهُم،و أن اکثِرَ مِن «لا حَولَ و لا قُوَّةَ إلّابِاللّهِ»،و أن أصِلَ بِرَحِمی و إن قَطَعَنی،و أن أنظُرَ إلی مَن أسفَلُ مِنّی ولا أنظُرَ إلی مَن هُوَ فَوقی،و أن لا یَأخُذَنی فِی اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ، و أن أقولَ الحَقَّ و إن کانَ مُرّاً،و أن لا أسأَلَ أحَداً شَیئاً. (3)

645.إرشاد القلوب :رُوِیَ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام أنَّ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله سَأَلَ رَبَّهُ سُبحانَهُ لَیلَةَ المِعراجِ فَقالَ:یا رَبِّ،أیُّ الأَعمالِ أفضَلُ؟

فَقالَ اللّهُ تَعالی:لَیسَ شَیءٌ أفضَلَ عِندی مِنَ التَّوَکُّلِ عَلَیَّ،وَ الرِّضا بِما قَسَمتُ.یا مُحَمَّدُ،وَجَبَت مَحَبَّتی لِلمُتَحابّینَ فِیَّ...یا أحمَدُ،مَحَبَّتی مَحَبَّةُ الفُقَراءِ؛فَأَدنِ الفُقَراءَ،و قَرِّب مَجلِسَهُم مِنکَ،و أبعِدِ الأَغنِیاءَ،و أبعِد مَجلِسَهُم عَنکَ؛فَإِنَّ الفُقَراءَ أحِبّائی. (4)

646- الکافی عن علیّ بن أسباط عنهم علیهم السلام: فیما وَعَظَ اللّهُ عز و جل بِهِ عیسی علیه السلام:...یا عیسی،تَزَیَّن بِالدّینِ،و حُبِّ المَساکینِ،وَ امشِ عَلَی الأَرضِ هَوناً. (5)

ص:142

647.الإمام الصادق علیه السلام: عَلَیکُم بِحُبِّ المَساکینِ المُسلِمینَ؛فَإِنَّهُ مَن حَقَّرَهُم و تَکَبَّرَ عَلَیهِم فَقَد زَلَّ عَن دینِ اللّهِ،وَ اللّهُ لَهُ حاقِرٌ ماقِتٌ،و قَد قالَ أبونا رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:

«أمَرَنی رَبّی بِحُبِّ المَساکینِ المُسلِمینَ (مِنهُم)».وَ اعلَموا أنَّ مَن حَقَّرَ أحَداً مِنَ المُسلِمینَ ألقَی اللّهُ عَلَیهِ المَقتَ مِنهُ وَ المَحقَرَةَ حَتّی یَمقُتَهُ النّاسُ،وَ اللّهُ لَهُ أشَدُّ مَقتاً.فَاتَّقُوا اللّهَ فی إخوانِکُمُ المُسلِمینَ المَساکینِ؛فَإِنَّ لَهُم عَلَیکُم حَقّاً أن تُحِبّوهُم؛فَإِنَّ اللّهَ أمَرَ رَسولَهُ صلی الله علیه و آله بِحُبِّهِم،فَمَن لَم یُحِبَّ مَن أمَرَ اللّهُ بِحُبِّهِ فَقَد عَصَی اللّهَ و رَسولَهُ،و مَن عَصَی اللّهَ و رَسولَهُ وماتَ عَلی ذلِکَ ماتَ و هُوَ مِنَ الغاوینَ. (1)

648.الکافی عن حسین بن نعیم الصحّاف: قالَ أبو عَبدِاللّهِ علیه السلام:أتُحِبُّ إخوانَکَ یا حُسَینُ؟

قُلتُ:نَعَم.

قالَ:تَنفَعُ فُقَراءَهُم؟

قُلتُ:نَعَم.

قالَ:أما إنَّهُ یَحِقُّ عَلَیکَ أن تُحِبَّ مَن یُحِبُّ اللّه،أما وَ اللّهِ لا تَنفَعُ مِنهُم أحَداً حَتّی تُحِبَّهُ. (2)

651.عنه علیه السلام: مِن أخلاقِ الأَنبیاءِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِم حُبُّ النِّساءِ. (1)

652.عنه علیه السلام: کُلُّ مَنِ اشتَدَّ لَنا حُبّاً اشتَدَّ لِلنِّساءِ حُبّاً. (2)

658.عنه علیه السلام: جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:ما قَبَّلتُ صَبِیّاً قَطُّ.فَلَمّا وَلّی قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:هذا رَجُلٌ عِندی إنَّهُ مِن أهلِ النّارِ. (1)

659.مسند أبی یعلی عن أنس بن مالک: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله أرحَمَ بِالصِّبیانِ.وکانَ لَهُ ابنٌ مُستَرضِعاً فی ناحِیَةِ المَدینَةِ،وکانَ ظِئرُهُ قَیناً،فَکانَ یَأتیهِ ونَحنُ مَعَهُ وقَد دَخَّنَ البَیتَ بِما دَخَّنَ،فَیَشُمُّهُ ویُقَبِّلُهُ،ثُمَّ یَرجِعُ. (2)

عُیَینَةُ-وفی روایة غیره الأقرع بن حابس-إنَّ لی عَشرَةً ما قَبَّلتُ واحِداً مِنهُم قَطُّ.فَقالَ علیه السلام:مَن لا یَرحَم لا یُرحَم-وفی روایة حفص الفرّاء-فَغَضِبَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله حَتَّی التَمَعَ لَونُهُ،وقالَ لِلرَّجُلِ:إن کانَ اللّهُ قَد نَزَعَ الرَّحمَةَ مِن قَلبِکَ فَما أصنَعُ بِکَ؟! مَن لَم یَرحَم صَغیرَنا ولَم یُعَزِّز کَبیرَنا فَلَیسَ مِنّا. (1)

أبغَضَنی،ومَن أبغَضَنی فَقَد أبغَضَ اللّهَ،ألا هَل بَلَّغتُ؟ (1)

673.عنه صلی الله علیه و آله: أدِّبوا أولادَکُم عَلی ثَلاثِ خِصالٍ:حُبِّ نَبِیِّکُم،و حُبِّ أهلِ بَیتِهِ، وقِراءَةِ القُرآنِ؛فَإِنَّ حَمَلَةَ القُرآنِ فی ظِلِّ اللّهِ-یَومَ لا ظِلَّ إلّاظِلُّهُ-مَعَ أنبِیائِهِ وأصفِیائِهِ. (2)

674.عنه صلی الله علیه و آله: أربَعَةٌ أنَا شَفیعٌ لَهُم یَومَ القِیامَةِ:المُکرِمُ لِذُرِّیَّتی،وَالقاضی لَهُم حَوائِجَهُم،وَالسّاعی لَهُم فی امورِهِم عِندَ مَا اضطُرّوا إلَیهِ،وَالمُحِبُّ لَهُم بِقَلبِهِ ولِسانِهِ. (3)

675.الإمام علیّ علیه السلام: الصّاحِبُ کَالرُّقعَةِ؛فَاتَّخِذهُ مُشاکِلاً. (4)

676.عنه علیه السلام: الرَّفیقُ کَالصَّدیقِ؛فَاختَرهُ مُوافِقاً. (5)

677.عنه علیه السلام: مُواصَلَةُ الأَفاضِلِ توجِبُ السُّمُوَّ. (6)

678.عنه علیه السلام: تَمَسَّک بِکُلِّ صَدیقٍ أفادَتکَهُ الشِّدَّةُ. (7)

679.عنه علیه السلام: أشعِر قَلبَکَ الرَّحمَةَ لِلرَّعِیَّةِ،وَ المَحَبَّةَ لَهُم،وَ اللُّطفَ بِهِم. (8)

680.عنه علیه السلام: خَیرُ مَن صَحِبتَ مَن وَلَّهَکَ بِالاُخری،و زَهَّدَکَ فِی الدُّنیا،و أعانَکَ عَلی طاعَةِ المَولی. (9)

ص:148

681.عنه علیه السلام: اصحَب مَن لا تَراهُ إلّاو کَأَنَّهُ لا غِناءَ بِهِ عَنکَ،و إن أسَأتَ إلَیهِ أحسَنَ إلَیکَ و کَأَنَّهُ المُسیءُ. (1)

682.عنه علیه السلام: خَیرُ مَن صَحِبتَهُ مَن لا یُحوِجُکَ إلی حاکِمٍ بَینَکَ و بَینَهُ. (2)

683.عنه علیه السلام: أخٌ تَستَفیدُهُ خَیرٌ مِن أخٍ تَستَزیدُهُ. (3)

684.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:عَلَیکَ بِمُجالَسَةِ أصحابِ التَّجارِبِ؛فَإِنَّها تُقَوَّمُ عَلَیهِم بِأَغلَی الغَلاءِ،و تَأخُذُها مِنهُم بِأَرخَصِ الرُّخصِ. (4)

685.عنه علیه السلام -أیضاً-:لَیسَ تَکمُلُ فَضیلَةُ الرَّجُلِ حَتّی یَکونَ صَدیقاً لِمُتَعادِیَینِ. (5)

686.عنه علیه السلام -أیضاً-:أحَبُّ النّاسِ إلَیکَ مَن کَثُرَت أیادیهِ عِندَکَ،فَإِن لَم یَکُن فَمَن کَثُرَت أیادیکَ عِندَهُ. (6)

687.عنه علیه السلام -أیضاً-:اِصحَبوا مَن یَذکُرُ إحسانَکُم إلَیهِ،ویَنسی أیادِیَهُ عِندَکُم. (7)

688.الإمام الصادق علیه السلام -کانَ یَقولُ-:اِصحَب مَن تَتَزَیَّنُ بِهِ،و لا تَصحَب مَن یَتَزَیَّنُ بِکَ. (8)

689.لقمان علیه السلام -لِابنِهِ-:أی بُنَیَّ،واصِل أقرِباءَکَ،و أکرِم إخوانَکَ،وَ لیَکُن أخدانُکَ مَن إذا فارَقتَهُم و فارَقوکَ لَم تُعَب بِهِم. (9)

690.تاریخ دمشق عن الربیع بن الفضل: مِن قَولِ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام:

أبُنَیَّ کَم صاحَبتَ مِن ذی غَدرَةٍ فَإِذا صَحِبتَ فَانظُرَنَّ مَن تَصحَبُ

ص:149

وَاجعَل صَدیقَکَ مَن إذا أحبَبتَهُ

691.الإمام علیّ علیه السلام -فِی الدّیوانِ المَنسوبِ إلَیهِ-:

إذا مَا المَرءُ لَم یَحفَظ ثَلاثاً

«لا یَنْهاکُمُ اللّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَ لَمْ یُخْرِجُوکُمْ مِنْ دِیارِکُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ * إِنَّما یَنْهاکُمُ اللّهُ عَنِ الَّذِینَ قاتَلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَ أَخْرَجُوکُمْ مِنْ دِیارِکُمْ وَ ظاهَرُوا عَلی إِخْراجِکُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِکَ هُمُ الظّالِمُونَ». 1

«یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِکُمْ لا یَأْلُونَکُمْ خَبالاً وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَ ما تُخْفِی صُدُورُهُمْ أَکْبَرُ قَدْ بَیَّنّا لَکُمُ الْآیاتِ إِنْ کُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَ لا یُحِبُّونَکُمْ وَ تُؤْمِنُونَ بِالْکِتابِ کُلِّهِ وَ إِذا لَقُوکُمْ قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَیْکُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَیْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَیْظِکُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ». 2

«وَ مِنَ النّاسِ مَنْ یَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللّهِ أَنْداداً یُحِبُّونَهُمْ کَحُبِّ اللّهِ وَ الَّذِینَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلّهِ وَ لَوْ یَرَی الَّذِینَ ظَلَمُوا إِذْ یَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِیعاً وَ أَنَّ اللّهَ شَدِیدُ الْعَذابِ». 3

«لا یَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْکافِرِینَ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِکَ فَلَیْسَ مِنَ اللّهِ فِی شَیْءٍ إِلاّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَ یُحَذِّرُکُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَ إِلَی اللّهِ الْمَصِیرُ». 4

الحدیث

692.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: مَن کانَ یُؤمِنُ بِاللّهِ وَ الیَومِ الآخِرِ فَلا یُؤاخِیَنَّ کافِراً،و لا یُخالِطَنَّ فاجِراً.و مَن آخی کافِراً أو خالَطَ فاجِراً کانَ کافِراً فاجِراً. (1)

693.الإمام علیّ علیه السلام: إیّاکَ أن تُحِبَّ أعداءَ اللّهِ،أو تُصفِیَ وُدَّکَ لِغَیرِ أولِیاءِ اللّهِ؛فَإِنَّ مَن

ص:151

أحَبَّ قَوماً حُشِرَ مَعَهُم. (1)

694.عنه علیه السلام: لا تُوادُّوا الکافِرَ،و لا تُصاحِبُوا الجاهِلَ. (2)

695.الأمالی للصدوق عن العلاء بن الفضیل عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام: مَن أحَبَّ کافِراً فَقَد أبغَضَ اللّهَ،ومَن أبغَضَ کافِراً فَقَد أحَبَّ اللّهَ.ثُمَّ قالَ علیه السلام:صَدیقُ عَدُوِّ اللّهِ عَدُوُّ اللّهِ. (3)

اکریهِ لِهذَا الطَّریقِ؛یَعنی طَریقَ مَکَّةَ،ولا أتَوَلّاهُ بِنَفسی ولکِن أنصِبُ غِلمانی.

فَقالَ لی:یا صَفوانُ،أیَقَعُ کِراؤُکَ عَلَیهِم؟

قُلتُ:نَعَم جُعِلتُ فِداکَ.

قالَ:فَقالَ لی:أتُحِبُّ بَقاءَهُم حَتّی یَخرُجَ کِراؤُکَ؟

قُلتُ:نَعَم.

قالَ:فَمَن أحَبَّ بَقاءَهُم فَهُوَ مِنهُم،ومَن کانَ مِنهُم کانَ وَرَدَ النّارَ.

قالَ صَفوانُ:فَذَهَبتُ وبِعتُ جِمالی عَن آخِرِها.

فَبَلَغَ ذلِکَ إلی هارونَ،فَدَعانی،فَقالَ لی:یا صَفوانُ،بَلَغَنی أنَّکَ بِعتَ جِمالَکَ؟

قُلتُ:نَعَم.

فَقالَ:لِمَ؟

قُلتُ:أنَا شَیخٌ کَبیرٌ،وإنَّ الغِلمانَ لا یَفونَ بِالأَعمالِ.

فَقالَ:هَیهاتَ أیهاتَ،إنّی لَأَعلَمُ مَن أشارَ عَلَیکَ بِهذا؛موسَی بنُ جَعفَرٍ.

قُلتُ:ما لی ولِموسَی بنِ جَعفَرٍ!

فَقالَ:دَع هذا عَنکَ،فَوَاللّهِ لَولا حُسنُ صُحبَتِکَ لَقَتَلتُکَ. (1)

خَلَقتُ. (1)

700.الإمام علیّ علیه السلام: أسرَعُ المَوَدّاتِ انقِطاعاً مَوَدّاتُ الأَشرارِ. (2)

701.عنه علیه السلام: صُحبَةُ الأَشرارِ تَکسِبُ الشَّرَّ،کَالرّیحِ إذا مَرَّت بِالنَّتِنِ حَمَلَت نَتِناً. (3)

702.عنه علیه السلام: مُصاحَبَةُ الأَشرارِ رُکوبُ البَحرِ. (4)

703.عنه علیه السلام: مُصاحِبُ الأَشرارِ کَراکِبِ البَحرِ؛إن سَلِمَ مِنَ الغَرَقِ لَم یَسلَم مِنَ الفَرَقِ. (5)

704.الإمام الجواد علیه السلام: إیّاکَ و مُصاحَبَةَ الشِّرّیرِ؛فَإِنَّهُ کَالسَّیفِ المَسلولِ؛یَحسُنُ مَنظَرُهُ،ویقَبُحُ أثَرُهُ. (6)

709.الإمام زین العابدین علیه السلام: إیّاکُم و صُحبَةَ العاصینَ،و مَعونَةَ الظّالِمینَ،و مُجاوَرَةَ الفاسِقینَ،اِحذَروا فِتنَتَهُم،و تَباعَدوا مِن ساحَتِهِم. (1)

717.عنه علیه السلام -لِرَجُلٍ و کَرِهَ لَهُ صُحبَةَ رَجُلٍ رَهِقٍ-:

[فَ] لا تَصحَب أخَا الجَه

722.عنه علیه السلام: لا تَطمَعَنَّ فی مَوَدَّةِ المُلوکِ؛فَإِنَّهُم یوحِشونَکَ آنَسَ ما تَکونُ بِهِم، ویَقطَعونَکَ أقرَبَ ما تَکونُ إلَیهِم. (1)

729.عنه علیه السلام: لا وَجَدتُ ذُلّاً مِثلَ اشتِغالِ قَلبی بِفارِغِ القَلبِ مِنّی. (1)

738.الإمام زین العابدین علیه السلام: لا یَقولُ رَجُلٌ فی رَجُلٍ مِنَ الخَیرِ ما لا یَعلَمُ إلّا أوشَکَ أن یَقولَ فیهِ مِنَ الشَّرِّ ما لا یَعلَمُ،و لَااصطَحَبَ اثنانِ عَلی غَیرِ طاعَةِ اللّهِ إلّاأوشَکَ أن یَتَفَرَّقا عَلی غَیرِ طاعَةِ اللّهِ. (1)

739.الإمام الصادق علیه السلام: ألا کُلُّ خُلَّةٍ کانَت فِی الدُّنیا فی غَیرِ اللّهِ فَإِنَّها تَصیرُ عَداوَةً یَومَ القِیامَةِ. (2)

740.عنه علیه السلام: انظُر إلی کُلِّ مَن لا یُفیدُکَ مَنفَعَةً فی دینِکَ فَلا تَعتَدَّنَّ بِهِ،و لا تَرغَبَنَّ فی صُحبَتِهِ؛فَإِنَّ کُلَّ ما سِوَی اللّهِ تَبارَکَ و تَعالی مُضمَحِلٌّ وَخیمٌ عاقِبَتُهُ. (3)

741.الإمام علیّ علیه السلام -فِی الدّیوانِ المَنسوبِ إلَیهِ-:

وکُلُّ صَدیقٍ لَیسَ للّهِ ِ وُدُّهُ فَنادِ عَلَیهِ هَل بِهِ مِن مُزایِدِ (4)

742.الإمام الصادق علیه السلام -فیما یُنسَبُ إلَیهِ فی مِصباحِ الشَّریعَةِ-:اِحذَر أن تُؤاخِیَ مَن أرادَکَ لِطَمَعٍ أو خَوفٍ أو أکلٍ أو شُربٍ،وَاطلُب مُؤاخاةَ الأَتقِیاءِ-ولَو فی ظُلُماتِ الأَرضِ-وإن أفنَیتَ عُمُرَکَ لِطَلَبِهِم؛فَإِنَّ اللّهَ عز و جل لَم یَخلُق عَلی وَجهِ الأَرضِ أفضَلَ مِنهُم بَعدَ النَّبِیِّینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم وَالأَولِیاءِ،وما أنعَمَ اللّهُ عَلَی العَبدِ بِمِثلِ ما أنعَمَ بِهِ مِنَ التَّوفیقِ لِصُحبَتِهِم؛قالَ اللّهُ عز و جل: «اَلْأَخِلاّءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِینَ» 5. 6

ص:159

أَرْحامَکُمْ * أُولئِکَ الَّذِینَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمی أَبْصارَهُمْ» 1 و قالَ: «اَلَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ وَ یَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ أُولئِکَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدّارِ» 2 و قالَ فِی البَقَرَةِ:

«اَلَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ وَ یَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ أُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ» 3. 4

747.الإمام الصادق علیه السلام: کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام إذا صَعِدَ المِنبَرَ قالَ:یَنبَغی لِلمُسلِمِ أن یَتَجَنَّبَ مُؤاخاةَ ثَلاثَةٍ:الماجِنِ الفاجِرِ،وَ الأَحمَقِ،وَ الکَذّابِ.

فَأَمَّا الماجِنُ الفاجِرُ فَیُزَیِّنُ لَکَ فِعلَهُ،و یُحِبُّ أنَّکَ مِثلُهُ،و لا یُعینُکَ عَلی أمرِ دینِکَ و مَعادِکَ،و مُقارَبَتُهُ جَفاءٌ و قَسوَةٌ،و مَدخَلُهُ و مَخرَجُهُ عارٌ عَلَیکَ.

و أمَّا الأَحمَقُ فَإِنَّهُ لا یُشیرُ عَلَیکَ بِخَیرٍ،و لا یُرجی لِصَرفِ السّوءِ عَنکَ و لَو أجهَدَ نَفسَهُ،و رُبَّما أرادَ مَنفَعَتَکَ فَضَرَّکَ،فَمَوتُهُ خَیرٌ مِن حَیاتِهِ،و سُکوتُهُ خَیرٌ مِن نُطقِهِ،و بُعدُهُ خَیرٌ مِن قُربِهِ.

وأمَّا الکَذّابُ فَإِنَّهُ لا یَهنَؤُکَ مَعَهُ عَیشٌ،یَنقُلُ حَدیثَکَ،و یَنقُلُ إلَیکَ الحَدیثَ،کُلَّما أفنی احدوثَةً مَطَرَها بِاُخری مِثلِها،حَتّی أنَّهُ یُحَدِّثُ بِالصِّدقِ فَما یُصَدَّقُ،و یُفَرِّقُ بَینَ النّاسِ بِالعَداوَةِ فَیُنبِتُ السَّخائِمَ فِی الصُّدورِ.فَاتَّقُوا اللّهَ عز و جل وَ انظُروا لِأَنفُسِکُم. (1)

ص:161

751.عنه علیه السلام: مِن دَلائِلِ الخِذلانِ الاِستِهانَةُ بِحُقوقِ الإِخوانِ. (1)

752.عنه علیه السلام: أشرَفُ الشِّیَمِ رِعایَةُ الوُدِّ،وأحسَنُ الهِمَمِ إنجازُ الوَعدِ. (2)

753.عنه علیه السلام: کُن لِلوُدِّ حافِظاً وإن لَم تَجِد مُحافِظاً. (3)

754.عنه علیه السلام: أکرِم وُدَّکَ،وَاحفَظ عَهدَکَ. (4)

755.عنه علیه السلام: أحسَنُ المُروءَةِ حِفظُ الوُدِّ. (5)

756.الإمام الصادق علیه السلام: إنَّما سُمّوا إخواناً لِنَزاهَتِهِم عَنِ الخِیانَةِ،وسُمّوا أصدِقاءَ لِأَنَّهُم تَصادَقوا حُقوقَ المَوَدَّةِ. (6)

757.عنه علیه السلام: إنَّ اللّهَ جَلَّ ذِکرُهُ لَیَحفَظُ مَن یَحفَظُ صَدیقَهُ. (7)

758.عنه علیه السلام: ما أقبَحَ بِالرَّجُلِ أن یَعرِفَ أخوهُ حَقَّهُ،ولا یَعرِفَ حَقَّ أخیهِ! (8)

766.صحیح مسلم عن جابر: اقتَتَلَ غُلامانِ؛غُلامٌ مِنَ المُهاجِرینَ وغُلامٌ مِنَ الأَنصارِ،فَنادَی المُهاجِرُ أوِ المُهاجِرونَ:یا لَلمُهاجِرینَ.ونادَی الأَنصارِیُّ:یا لَلأَنصارِ.فَخَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله،فَقالَ:ما هذا،دَعوی أهلِ الجاهِلِیَّةِ؟!

قالوا:لا یا رَسولَ اللّهِ،إلّاأنَّ غُلامَینِ اقتَتَلا،فَکَسَعَ أحَدُهُمَا الآخَرَ.

قالَ:فَلا بَأسَ.وَلیَنصُرِ الرَّجُلُ أخاهُ ظالِماً أو مَظلوماً،إن کانَ ظالِماً فَلیَنهَهُ؛فَإِنَّهُ لَهُ نَصرٌ،وإن کانَ مَظلوماً فَلیَنصُرهُ. (1)

مَن یَأثَمُ عَلَیهِ ولا یُؤجَرُ. (1)

فَقالَ أبو عَبدِاللّهِ علیه السلام:ما صَنَعتَ فی حاجَةِ أخیکَ؟

فَقُلتُ:قَضاهَا اللّهُ بِأَبی أنتَ واُمّی.

فَقالَ:أما إنَّکَ أن تُعینَ أخاکَ المُسلِمَ أحَبُّ إلَیَّ مِن طَوافِ اسبوعٍ بِالبَیتِ مُبتَدِئاً. (1)

779.المستدرک علی الصحیحین عن سلمان الفارسیّ: دَخَلتُ عَلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله وهُوَ مُتَّکِئٌ عَلی وِسادَةٍ،فَأَلقاها إلَیَّ،ثُمَّ قالَ لی:یا سَلمانُ،ما مِن مُسلِمٍ یَدخُلُ عَلی أخیهِ المُسلِمِ فَیُلقی لَهُ وِسادَةً إکراماً لَهُ إلّاغَفَرَ اللّهُ لَهُ. (1)

780.الإمام علیّ علیه السلام: أکرِم مَن وَدَّکَ،وَاصفَح عَن عَدُوِّکَ،یَتِمَّ لَکَ الفَضلُ. (2)

781.الإمام الصادق علیه السلام: مَن عَظَّمَ دینَهُ عَظَّمَ إخوانَهُ،ومَنِ استَخَفَّ بِدینِهِ استَخَفَّ بِإِخوانِهِ. (3)

782.عنه علیه السلام: مَن قالَ لِأَخیهِ المُؤمِنِ:«مَرحَباً»،کَتَبَ اللّهُ تَعالی لَهُ مَرحَباً إلی یَومِ القِیامَةِ. (4)

بِشرَکَ ومَحَبَّتَکَ،ولِعَدُوِّکَ عَدلَکَ وإنصافَکَ.وَاضنِن بِدینِکَ وعِرضِکَ عَن کُلِّ أحَدٍ. (1)

787.الکافی عن سعید بن الحسن: قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:أیَجیءُ أحَدُکُم إلی أخیهِ فَیُدخِلُ یَدَهُ فی کیسِهِ فَیَأخُذُ حاجَتَهُ فَلا یَدفَعُهُ؟

فَقُلتُ:ما أعرِفُ ذلِکَ فینا.

فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:فَلا شَیءَ إذاً.

قُلتُ:فَالهَلاکُ إذاً !

فَقالَ:إنَّ القَومَ لَم یُعطَوا أحلامَهُم بَعدُ. (2)

788.حلیة الأولیاء عن إسحاق بن کثیر عن عبیداللّه بن الولید: قالَ لَنا أبو جَعفَرٍ مُحمَّدُ بنُ عَلِیٍّ علیهما السلام:یُدخِلُ أحَدُکُم یَدَهُ فی کُمِّ صاحِبِهِ فَیَأخُذُ ما یُریدُ؟

قالَ:قُلنا:لا.

قالَ:فَلَستُم بِإِخوانٍ کَما تَزعُمونَ. (3)

ذلِکَ فَاستَنِم إلَیهِ؛فَإِنَّهُ الصَّدیقُ. (1)

800.عنه علیه السلام: ثَمَرَةُ الاُخُوَّةِ حِفظُ الغَیبِ،وإهداءُ العَیبِ. (2)

801.عنه علیه السلام: مَن أبانَ لَکَ عَیبَکَ فَهُوَ وَدودُکَ. (3)

802.عنه علیه السلام: ما أخلَصَ المَوَدَّةَ مَن لَم یَنصَح. (4)

803.عنه علیه السلام: مَن أحَبَّکَ نَهاکَ،ومَن أبغَضَکَ أغراکَ. (5)

804.الإمام الصادق علیه السلام: أحَبُّ إخوانی إلَیَّ مَن أهدی إلَیَّ عُیوبی. (6)

بِعَبدِهِ مِنکَ. (1)

806.الکافی عن إبراهیم بن هاشم: رَأَیتُ عَبدَاللّهِ بنَ جُندَبٍ فِی المَوقِفِ،فَلَم أرَ مَوقِفاً کانَ أحسَنَ مِن مَوقِفِهِ؛ما زالَ مادّاً یَدَیهِ إلَی السَّماءِ ودُموعُهُ تَسیلُ عَلی خَدَّیهِ حَتّی تَبلُغَ الأَرضَ،فَلَمّا صَدَرَ النّاسُ قُلتُ لَهُ:یا أبا مُحَمَّدٍ،ما رَأَیتُ مَوقِفاً قَطُّ أحسَنَ مِن مَوقِفِکَ.قالَ:وَاللّهِ ما دَعَوتُ إلّالِإِخوانی؛وذلِکَ أنَّ أبَا الحَسَنِ موسی علیه السلام أخبَرَنی أنَّ مَن دَعا لِأَخیهِ بِظَهرِ الغَیبِ نودِیَ مِنَ العَرشِ:

«ولَکَ مِائَةُ ألفِ ضِعفٍ»،فَکَرِهتُ أن أدَعَ مِائَةَ ألفٍ مَضمونَةً لِواحِدَةٍ لا أدری تُستَجابُ أم لا. (2)

809.الإمام علیّ علیه السلام: عَلَیکَ بِمُداراةِ النّاسِ،وإکرامِ العُلَماءِ،وَالصَّفحِ عَن زَلّاتِ الإِخوانِ؛فَقَد أدَّبَکَ سَیِّدُ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ بِقَولِهِ صلی الله علیه و آله:اُعفُ عَمَّن ظَلَمَکَ، وصِل مَن قَطَعَکَ،وأعطِ مَن حَرَمَکَ. (1)

810.عنه علیه السلام :اِحتَمِل زَلَّةَ وَلِیِّکَ لِوَقتِ وَثبَةِ عَدُوِّکَ. (2)

811.الإمام الصادق علیه السلام: التَمِسوا لِإِخوانِکُمُ العُذرَ فی زَلّاتِهِم وهَفَواتِ تَقصیراتِهِم، فَإِن لَم تَجِدوا لَهُمُ العُذرَ فی ذلِکَ فَاعتَقِدوا أنَّ ذلِکَ عَنکُم؛لِقُصورِکُم عَن مَعرِفَةِ وُجوهِ العُذرِ. (3)

812.عیون أخبار الرضا علیه السلام عن الحسین کاتب أبی الفیّاض: حَضَرنا مَجلِسَ عَلِیِّ بنِ موسی علیه السلام،فَشَکا رَجُلٌ أخاهُ،فَأَنشَأَ یَقولُ:

اِعذِر أخاکَ عَلی ذُنوبِه

814.الأمالی للطوسی عن المفضّل بن عمر الجعفی: دَخَلتُ عَلی أبی عَبدِاللّهِ علیه السلام، فَقالَ لی:مَن صَحِبَکَ؟

فَقُلتُ لَهُ:رَجُلٌ مِن إخوانی.

قالَ:فَما فَعَلَ؟

فَقُلتُ:مُنذُ دَخَلتُ لَم أعرِف مَکانَهُ.

فَقالَ لی:أما عَلِمتَ أنَّ مَن صَحِبَ مُؤمِناً أربَعینَ خُطوَةً سَأَلَهُ اللّهُ عَنهُ یَومَ القِیامَةِ؟! (1)

819.عنه علیه السلام: أمّا حَقُّ الصّاحِبِ فَأَن تَصحَبَهُ بِالفَضلِ ما وَجَدتَ إلَیهِ سَبیلاً،وإلّا فَلا أقَلَّ مِنَ الإِنصافِ.و أن تُکرِمَهُ کَما یُکرِمُکَ،وتَحفَظَهُ کَما یَحفَظُکَ.ولا یَسبِقَکَ فیما بَینَکَ وبَینَهُ إلی مَکرُمَةٍ،فَإِن سَبَقَکَ کافَأتَهُ.ولا تُقَصِّرَ بِهِ عَمّا یَستَحِقُّ مِنَ المَوَدَّةِ.تُلزِمُ نَفسَکَ نَصیحَتَهُ،وحِیاطَتَهُ،ومُعاضَدَتَهُ عَلی طاعَةِ رَبِّهِ،ومَعونَتِهِ عَلی نَفسِهِ فیما لا یَهُمُّ بِهِ مِن مَعصِیَةِ رَبِّهِ.ثُمَّ تَکونُ (عَلَیهِ) رَحمَةً،ولا تَکونُ عَلَیهِ عَذاباً. (1)

820.الإمام الصادق علیه السلام: حَقُّ المُسلِمِ عَلَی المُسلِمِ أن لا یَشبَعَ ویَجوعُ أخوهُ،ولا یَروی ویَعطَشُ أخوهُ،ولا یَکتَسِیَ ویَعری أخوهُ.فَما أعظَمَ حَقَّ المُسلِمَ عَلی أخیهِ المُسلِمِ ! أحِبَّ لِأَخیکَ المُسلِمِ ما تُحِبُّ لِنَفسِکَ.وإذَا احتَجتَ فَسَلهُ، وإن سَأَلَکَ فَأَعطِهِ،لا تُملِهِ خَیراً ولا یُملِهِ لَکَ.کُن لَهُ ظَهراً؛فَإِنَّهُ لَکَ ظَهرٌ.إذا غابَ فَاحفَظهُ فی غَیبَتِهِ،وإذا شَهِدَ فَزُرهُ وأجِلَّهُ وأکرِمهُ؛فَإِنَّهُ مِنکَ وأنتَ مِنهُ.

فَإِن کانَ عَلَیکَ عاتِباً فَلا تُفارِقهُ حَتّی تَسأَلَ سَمیحَتَهُ.وإن أصابَهُ خَیرٌ فَاحمَدِ اللّهَ،وإنِ ابتُلِیَ فَاعضُدهُ،وإن تُمُحِّلَ لَهُ فَأَعِنهُ. (2)

821.الإمام الصادق علیه السلام :لا تَکونُ الصَّداقَةُ إلّابِحُدودِها،فَمَن کانَت فیهِ هذِهِ الحُدودُ أو شَیءٌ مِنها فَانسِبهُ إلَی الصَّداقَةِ،ومَن لَم یَکُن فیهِ شَیءٌ مِنها فَلا تَنسِبهُ إلی

ص:176

شَیءٍ مِنَ الصَّداقَةِ؛فَأَوَّلُها:أن تَکونَ سَریرَتُهُ وعَلانِیَتُهُ لَکَ واحِدَةً.وَالثّانی:

أن یَری زَینَکَ زَینَهُ،وشَینَکَ شَینَهُ.وَالثّالِثَةُ:أن لا تُغَیِّرَهُ عَلَیکَ وِلایَةٌ ولا مالٌ.

وَالرّابِعَةُ:أن لا یَمنَعَکَ شَیئاً تَنالُهُ مَقدُرَتُهُ.وَالخامِسَةُ-وهِیَ تَجمَعُ هذِهِ الخِصالَ-:أن لا یُسَلِّمَکَ عِندَ النَّکَباتِ. (1)

822.الإمام الصادق علیه السلام: لا تَطعَنوا فی عُیوبِ مَن أقبَلَ إلَیکُم بِمَوَدَّتِهِ،ولا توقِفوهُ عَلی سَیِّئَةٍ یَخضَعُ لَها؛فَإِنَّها لَیسَت مِن أخلاقِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله ومِن أخلاقِ أولِیائِهِ. (2)

ص:177

ص:178

826.الکافی عن صالح بن الحکم: سَمِعتُ رَجُلاً یَسأَلُ أبا عَبدِاللّهِ علیه السلام،فَقالَ:الرَّجُلُ یَقولُ أوَدُّکَ،فَکَیفَ أعلَمُ أَنَّهُ یَوَدُّنی؟

فَقالَ:اِمتَحِن قَلبَکَ،فَإِن کُنتَ تَوَدُّهُ فَإِنَّهُ یَوَدُّکَ. (1)

827.الإمام الصادق علیه السلام: انظُر قَلبَکَ،فَإِذا أنکَرَ صاحِبَکَ فَإِنَّ أحَدَکُما قَد أحدَثَ. (2)

828.الکافی عن مسعدة بن الیسع: قُلتُ لِأَبی عَبدِاللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام:إنّی وَاللّهِ لَاُحِبُّکَ،فَأَطرَقَ ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ.

فَقالَ:صَدَقتَ یا أبا بِشرٍ،سَل قَلبَکَ عَمّا لَکَ فی قَلبی مِن حُبِّکَ،فَقَد أعلَمَنی قَلبی عَمّا لی فی قَلبِکَ. (3)

829.المحاسن عن عبیداللّه بن إسحاق المدائنیّ: قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ موسَی بنِ جَعفَرٍ علیهما السلام:إنَّ الرَّجُلَ مِن عُرضِ النّاسِ یَلقانی،فَیَحلِفُ بِاللّهِ أنَّهُ یُحِبُّنی، أفَأَحلِفُ بِاللّهِ أنَّهُ لَصادِقٌ؟

فَقالَ:اِمتَحِن قَلبَکَ،فَإِن کُنتَ تُحِبُّهُ فَاحلِف وإلّا فَلا. (4)

830.عیون أخبار الرضا علیه السلام عن الحسن بن الجهم: سَأَلتُ الرِّضا علیه السلام فَقُلتُ لَهُ:...

جُعِلتُ فِداکَ،أشتَهی أن أعلَمَ کَیفَ أنَا عِندَکَ؟

قالَ:اُنظُر کَیفَ أنَا عِندَکَ. (5)

ص:180

831.الکافی عن الحسن بن الجهم: قُلتُ لِأَبِی الحَسَنِ علیه السلام:لا تَنسَنی مِنَ الدُّعاءِ.

قالَ:(أ)وَتَعلَمُ أنّی أنساکَ؟

فَتَفَکَّرتُ فی نَفسی وقُلتُ:هُوَ یَدعو لِشیعَتِهِ وأنَا مِن شیعَتِهِ،قُلتُ:لا،لا تَنسانی.

قالَ:وکَیفَ عَلِمتَ ذلِکَ؟

قُلتُ:إنّی مِن شیعَتِکَ،وإنَّکَ لَتَدعو لَهُم.

فَقالَ:هَل عَلِمتَ بِشَیءٍ غَیرِ هذا؟

قُلتُ:لا.

قالَ:إذا أرَدتَ أن تَعلَمَ ما لَکَ عِندی فَانظُر (إلی) ما لی عِندَکَ. (1)

832.الإمام الهادی علیه السلام -لِلمُتَوَکِّلِ-:لا تَطلُبِ الصَّفاءَ مِمَّن کَدَرتَ عَلَیهِ،ولَا الوَفاءَ مِمَّن غَدَرتَ بِهِ،ولَا النُّصحَ مِمَّن صَرَفتَ سوءَ ظَنِّکَ إلَیهِ؛فَإِنَّما قَلبُ غَیرِکَ (لَکَ) کَقَلبِکَ لَهُ. (2)

836.الإمام الحسن علیه السلام -لَمّا سُئلَ عَنِ الإِخاءِ-:الإِخاءُ فِی الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ. (1)

842.عنه صلی الله علیه و آله: العَبدُ عِندَ ظَنِّهِ بِاللّهِ عز و جل،وهُوَ مَعَ أحبابِهِ یَومَ القِیامَةِ. (1)

843.عنه صلی الله علیه و آله: یَابنَ مَسعودٍ،أحِبَّ الصّالِحینَ؛فَإِنَّ المَرءَ مَعَ مَن أحَبَّ،فَإِن لَم تَقدِر عَلی أعمالِ البِرِّ فَأحِبَّ العُلَماءَ،فَإِنَّهُ یَقولُ: «وَ مَنْ یُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِکَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِکَ رَفِیقاً» 2. 3

844.صحیح البخاری عن عبداللّه بن مسعود: جاءَ رَجُلٌ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،کَیفَ تَقولُ فی رَجُلٍ أحَبَّ قَوماً ولَم یَلحَق بِهِم؟

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:المَرءُ مَعَ مَن أحَبَّ. (2)

845.مسند ابن حنبل عن ثابت البنانیّ عن أنس: جاءَ رَجُلٌ إلی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَقالَ:

یا رَسولَ اللّهِ،الرَّجُلُ یُحِبُّ الرَّجُلَ ولا یَستَطیعُ أن یَعمَلَ کَعَمَلِهِ؟

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:المَرءُ مَعَ مَن أحَبَّ.

فَقالَ أنَسٌ:فَما رَأَیتُ أصحابَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله فَرِحوا بِشَیءٍ قَطُّ إلّاأن یَکونَ الإِسلامَ ما فَرِحوا بِهذا مِن قَولِ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله. (3)

ص:183

846.صحیح البخاری عن أنس: بَینَما أنَا وَالنَّبِیُّ صلی الله علیه و آله خارِجانِ مِنَ المَسجِدِ،فَلَقِیَنا رَجُلٌ عِندَ سُدَّةِ المَسجِدِ.

فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،مَتَی السّاعَةُ؟

قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:ما أعدَدتَ لَها؟

فَکَأَنَّ الرَّجُلَ استَکانَ،ثُمَّ قالَ:یا رَسولَ اللّهِ،ما أعدَدتُ لَها کَبیرَ صِیامٍ ولاصَلاةٍ ولا صَدَقَةٍ،ولکِنّی احِبُّ اللّهَ ورَسولَهُ.

قالَ:أنتَ مَعَ مَن أحبَبتَ. (1)

847.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ رَجُلاً أتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،اُحِبُّ المُصَلّینَ ولا اصَلّی،واُحِبُّ الصَّوّامینَ ولا أصومُ؟

فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أنتَ مَعَ مَن أحبَبتَ،ولَکَ مَا اکتَسَبتَ. (2)

848.الأمالی للطوسی عن عبداللّه بن الحسن عن آبائه: أتی رَجُلٌ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،رَجُلٌ یُحِبُّ مَن یُصَلّی ولا یُصَلّی إلَّاالفَریضَةَ،ویُحِبُّ مَن یَتَصَدَّقُ ولا یَتَصَدَّقُ إلّابِالواجِبِ،ویُحِبُّ مَن یَصومُ ولا یَصومُ إلّاشَهرَ رَمَضانَ؟

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:المَرءُ مَعَ مَن أحَبَّ. (3)

ص:184

849.الإمام علیّ علیه السلام: لَو صُمتَ الدَّهرَ کُلَّهُ،وقُمتَ اللَّیلَ کُلَّهُ،وقُتِلتَ بَینَ الرُّکنِ وَالمَقامِ،بَعَثَکَ اللّهُ مَعَ هَواکَ بالِغاً ما بَلَغَ؛إن فی جَنَّةٍ فَفی جَنَّةٍ وإن فی نارٍ فَفی نارٍ. (1)

850.عنه علیه السلام: خُذ مِن صالِحِ العَمَلِ،وخالِل خَیرَ خَلیلٍ؛فَإِنَّ لِلمَرءِ مَا اکتَسَبَ وهُوَ فِی الآخِرَةِ مَعَ مَن أحَبَّ. (2)

851.الإمام الباقر علیه السلام: إذا أرَدتَ أن تَعلَمَ أنَّ فیکَ خَیراً فَانظُر إلی قَلبِکَ؛فَإِن کانَ یُحِبُّ أهلَ طاعَةِ اللّهِ ویُبغِضُ أهلَ مَعصِیَتِهِ فَفیکَ خَیرٌ وَاللّهُ یُحِبُّکَ،وإن کانَ یُبغِضُ أهلَ طاعَةِ اللّهِ ویُحِبُّ أهلَ مَعصِیَتِهِ فَلَیسَ فیکَ خَیرٌ وَاللّهُ یُبغِضُکَ، وَالمَرءُ مَعَ مَن أحَبَّ. (3)

852.الإمام الصادق علیه السلام: حَقٌّ عَلَی اللّهِ عز و جل أن تَصیروا مَعَ مَن عِشتُم مَعَهُ فی دُنیاهُ. (4)

853.الإمام الجواد علیه السلام: أمّا هذِهِ الدُّنیا فَإِنّا فیها مُغتَرِفونَ،ولکِن مَن کانَ هَواهُ هَوی صاحِبِهِ ودانَ بِدینِهِ فَهُوَ مَعَهُ حَیثُ کانَ،والآخِرَةُ هِیَ دارُ القَرارِ. (5)

855.عنه صلی الله علیه و آله: مَن أحَبَّنا کانَ مَعَنا یَومَ القِیامَةِ،ولَو أنَّ رَجُلاً أحَبَّ حَجَراً لَحَشَرَهُ اللّهُ مَعَهُ. (1)

856.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: یا أبا دُجانَةَ،أما عَلِمتَ أنَّ مَن أحَبَّنا وَامتُحِنَ فی مَحَبَّتِنا أسکَنَهُ اللّهُ مَعَنا؟! ثُمَّ تَلا هذِهِ الآیَةَ: «فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیکٍ مُقْتَدِرٍ» 2. 3

857.سنن أبی داود عن أبی ذرّ: یا رَسولَ اللّهِ،الرَّجُلُ یُحِبُّ القَومَ ولا یَستَطیعُ أن یَعمَلَ کَعَمَلِهِم.

قالَ:أنتَ یا أبا ذَرٍّ مَعَ مَن أحبَبتَ.

قالَ:فَإِنّی احِبُّ اللّهَ ورَسولَهُ.

قالَ:فَإِنَّکَ مَعَ مَن أحبَبتَ.

قالَ:فَأَعادَها أبو ذَرٍّ فَأَعادَها رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله. (2)

858.الأمالی للطوسی عن عبداللّه بن الصّامت: حَدَّثَنی أبو ذَرٍّ-وکانَ صَغوُهُ وَانقِطاعُهُ إلی عَلِیٍّ وأهلِ هذا البَیتِ علیهم السلام،قال:قلت:یا نَبِیَّ اللّهِ،إنّی احِبُّ أقواماً ما أبلُغُ أعمالَهُم.

قالَ:فَقالَ:یا أبا ذَرٍّ،المَرءُ مَعَ مَن أحَبَّ،ولَهُ مَا اکتَسَبَ.

قُلتُ:فَإِنّی احِبُّ اللّهَ ورَسولَهُ وأهلَ بَیتِ نَبِیِّهِ.

قالَ:فَإِنَّکَ مَعَ مَن أحبَبتَ. (3)

859.اُسد الغابة عن عبدالرحمن بن صفوان: هاجَرَ أبی صَفوانُ إلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وهُوَ بِالمَدینَةِ،فَبایَعَهُ عَلَی الإِسلامِ،فَمَدَّ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله یَدَهُ،فَمَسَحَ عَلَیها،فَقالَ صَفوانُ:إنّی احِبُّکَ یا رَسولَ اللّهِ.

فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله:المَرءُ مَعَ مَن أحَبَّ. (4)

ص:186

860.بشارة المصطفی عن جابر بن عبداللّه الأنصاریّ -لِعَطِیَّةَ العَوفِیِّ-:یا عَطِیَّةُ، سَمِعتُ حَبیبی رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ:مَن أحَبَّ قَوماً حُشِرَ مَعَهُم،ومَن أحَبَّ عَمَلَ قَومٍ اشرِکَ فی عَمَلِهِم...أحبِب مُحِبَّ آلِ مُحَمِّدٍ صلی الله علیه و آله ما أحَبَّهُم،وأبغِض مُبغِضَ آلِ مُحَمَّدٍ ما أبغَضَهُم وإن کانَ صَوّاماً قَوّاماً،وَارفَق بِمُحِبِّ مُحَمِّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ؛فَإِنَّهُ إن تَزِلَّ لَهُ قَدَمٌ بِکَثرَةِ ذُنوبِهِ ثَبَتَت لَهُ اخری بِمَحَبَّتِهِم،فَإِنَّ مُحِبَّهُم یَعودُ إلَی الجَنَّةِ ومُبغِضَهُم یَعودُ إلَی النّارِ. (1)

861.دعائم الإسلام: عن أبی جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ علیهما السلام:أنَّ قَوماً أتَوهُ مِن خُراسانَ، فَنَظَرَ إلی رَجُلٍ مِنهُم قَد تَشَقَّقَتا رِجلاهُ،فَقالَ لَهُ:ما هذا؟

فَقالَ:بُعدُ المَسافَةِ یَابنَ رَسولِ اللّهِ،ووَاللّهِ ما جاءَ بی مِن حَیثُ جِئتُ إلّا مَحَبَّتُکُم أهلَ البَیتِ.

قالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ علیه السلام:أبشِر،فَأَنتَ وَاللّهِ مَعَنا تُحشَرُ.

قالَ:مَعَکُم یَابنَ رَسولِ اللّهِ؟

قالَ:نَعَم،ما أحَبَّنا عَبدٌ إلّاحَشَرَهُ اللّهُ مَعَنا،وهَلِ الدّینُ إلَّاالحُبُّ،قالَ اللّهُ عز و جل: «قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللّهُ» 2. 3

862.مجمع البیان -فی قَولِهِ تَعالی: «وَ مَنْ یُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِکَ...» 4 -:قیلَ:

نَزَلَت فی ثَوبانَ مَولی رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،وکانَ شَدیدَ الحُبِّ لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله،قَلیلَ الصَّبرِ عَنهُ،فَأَتاهُ ذاتَ یَومٍ وقَد تَغَیَّرَ لَونُهُ ونَحَلَ جِسمُهُ.

فَقالَ صلی الله علیه و آله:یا ثَوبانُ،ما غَیَّرَ لَونَکَ؟

فَقالَ:یا رَسولَ اللّهِ،ما بی مِن مَرَضٍ ولا وَجَعٍ غَیرَ أنّی إذا لَم أرَکَ اشتَقتُ إلَیکَ حَتّی ألقاکَ،ثُمَّ ذَکَرتُ الآخرَ (2)فَأَخافُ أنّی لا أراکَ هُناکَ؛لِأَنّی عَرَفتُ أنَّکَ تُرفَعُ مَعَ النَّبِیِّینَ،وإنّی إن ادخِلتُ الجَنَّةَ کُنتُ فی مَنزِلَةٍ

ص:187

أدنی مِن مَنزِلَتِکَ، وإن لَم أدخُلِ الجَنَّةَ فَذاکَ حَتّی لا أراکَ أبَداً.فَنَزَلَتِ الآیَةُ.

ثُمَّ قالَ صلی الله علیه و آله:وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ،لا یُؤمِنَنَّ عَبدٌ حَتّی أکونَ أحَبَّ إلَیهِ مِن نَفسِهِ وأبَوَیهِ وأهلِهِ ووُلدِهِ وَالنّاسِ أجمَعینَ. (1)

863.الأمالی للمفید عن عبد الرزّاق بن قیس الرحبیّ: کُنتُ جالِساً مَعَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام عَلی بابِ القَصرِ حَتّی ألجَأَتهُ الشَّمسُ إلی حائِطِ القَصرِ،فَوَثَبَ لِیَدخُلَ،فَقامَ رَجُلٌ مِن هَمدانَ فَتَعَلَّقَ بِثَوبِهِ وقالَ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،حَدِّثنی حَدیثاً جامِعاً یَنفَعُنِی اللّهُ بِهِ.

قالَ:أوَلَم یَکُن فی حَدیثٍ کَثیرٍ؟

قالَ:بَلی،ولکِن حَدِّثنی حَدیثاً جامِعاً (یَنفَعُنِی اللّهُ بِهِ).

قالَ:حَدَّثَنی خَلیلی رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله:أنّی أرِدُ أنَا وشیعَتِی الحَوضَ رِواءً مَروِیِّینَ،مُبیَضَّةً وُجوهُهُم،ویَرِدُ عَدُوُّنا ظِماءً مُظمَئینَ،مُسوَدَّةً وُجوهُهُم.

خُذها إلَیکَ قَصیرَةٌ مِن طَویلَةٍ؛أنتَ مَعَ مَن أحبَبتَ،ولَکَ مَا اکتَسَبتَ،أرسِلنی یا أخا هَمدانَ.ثُمَّ دَخَلَ القَصرَ. (2)

مَساویهِ. (1)

866.الإمام الرضا علیه السلام: الحُبُّ داعِی المَکارِهِ. (2)

867.عنه علیه السلام: قالَ السَّجّانُ لِیوسُفَ:إنّی لَاُحِبُّکَ،فَقالَ یوسُفُ:ما أصابَنی بَلاءٌ إلّامِنَ الحُبِّ؛إن کانَت عَمَّتی أحَبَّتنی فَسَرَّقَتنی،وإن کانَ أبی أحَبَّنی فَحَسَدونی إخوَتی،وإن کانَتِ امرَأَةُ العَزیزِ أحَبَّتنی فَحَبَسَتنی. (3)

868.تفسیر الطبریّ -فی قِصَّةِ یوسُفَ علیه السلام وتَفسیرِ رُؤیَا الفَتَیانِ-:لَمّا رَأَی الفَتَیان یوسُفَ قالا:وَاللّهِ یا فَتی،لَقَد أحبَبناکَ حینَ رَأَیناکَ،فَقالَ لَهُما:اُنشِدُکُمَا اللّهَ أن لاتُحِبّانی،فَوَاللّهِ ما أحَبَّنی أحَدٌ قَطُّ إلّادَخَلَ عَلَیَّ مِن حُبِّهِ بَلاءٌ؛لَقَد أحَبَّتنی عَمَّتی فَدَخَلَ عَلَیَّ مِن حُبِّها بَلاءٌ،ثُمَّ لَقَد أحَبَّنی أبی فَدَخَلَ عَلَیَّ بِحُبِّهِ بَلاءٌ،ثُمَّ لَقَد أحَبَّتنی زَوجَةُ صاحِبی هذا فَدَخَلَ عَلَیَّ بِحُبِّها إیّایَ بَلاءٌ،فَلا تُحِبّانی بارَکَ اللّهُ فیکُما. (4)

ص:189

ص:190

871.عنه علیه السلام: الهِجرانُ عُقوبَةُ العِشقِ. (1)

872.عنه علیه السلام: رُبَّ صَبابَةٍ غُرِسَت مِن لَحظَةٍ. (2)

873.علل الشرایع عن المفضّل بن عمر: سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الصّادِقَ علیهما السلام عَنِ العِشقِ.

فَقالَ:قُلوبٌ خَلَت مِن ذِکرِ اللّهِ،فَأَذاقَهَا اللّهُ حُبَّ غَیرِهِ. (3)

وفِکَرَهُم مُتَواصِلَةٌ،وعُقولَهُم سالِبَةٌ. (1)

876.الإمام علیّ علیه السلام: مَن عَشِقَ شَیئاً أعشی (أعمی) بَصَرَهُ،وأمرَضَ قَلبَهُ،فَهُوَ یَنظُرُ بِعَینٍ غَیرِ صَحیحَةٍ،ویَسمَعُ بِاُذُنٍ غَیرِ سَمیعَةٍ،قَد خَرَقَتِ الشَّهَواتُ عَقلَهُ، وأماتَتِ الدُّنیا قَلبَهُ،ووَلِهَت عَلَیها نَفسُهُ،فَهُوَ عَبدٌ لَها ولِمَن فی یَدَیهِ شَیءٌ مِنها،حَیثُما زالَت زالَ إلَیها،وحَیثُما أقبَلَت أقبَلَ عَلَیها،لا یَنزَجِرُ مِنَ اللّهِ بِزاجِرٍ،ولا یَتَّعِظُ مِنهُ بِواعِظٍ،وهُوَ یَرَی المَأخوذینَ عَلَی الغِرَّةِ. (2)

877.عنه علیه السلام -فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-:ثَلاثَةُ أشیاءَ لا دَوامَ لَها:المالُ فی یَدِ المُبَذِّرِ،وسَحابَةُ الصَّیفِ،وغَضَبُ العاشِقِ. (3)

881.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: العِشقُ مِن غَیرِ ریبَةٍ کَفّارَةٌ لِلذُّنوبِ. (1)

القُوّةُ الحَیَوانِیَّةُ (والخامِسُ) فی ذِکرِ عِشقِ الظُّرَفاءِ والفِتیانِ للأوجُهِ الحِسانِ (والسادِسُ) فی ذِکرِ عِشقِ النُّفوسِ الإلهِیّة (والسّابِعُ) فی خاتِمَةِ الفُصولِ.

ص:196

ص:198

888.عنه صلی الله علیه و آله: مَن آثَرَ مَحَبَّةَ اللّهِ عَلی مَحَبَّةِ نَفسِهِ کَفاهُ اللّهُ مُؤنَةَ النّاسِ. (1)

889.عنه صلی الله علیه و آله: ناجی داودُ رَبَّهُ فَقالَ:إلهی،لِکُلِّ مَلِکٍ خِزانَةٌ فَأَینَ خِزانَتُکَ؟قالَ جَلَّ جَلالُهُ:لی خِزانَةٌ أعظَمُ مِنَ العَرشِ،وأوسَعُ مِنَ الکُرسِیِّ،وأطیَبُ مِنَ الجَنَّةِ، وأزیَنُ مِنَ المَلَکوتِ؛أرضُهَا المَعرِفَةُ،وسَماؤُهَا الإِیمانُ،وشَمسُهَا الشَّوقُ، وقَمَرُهَا المَحَبَّةُ،ونُجومُهَا الخَواطِرُ،وسَحابُهَا العَقلُ،ومَطَرُهَا الرَّحمَةُ، وأشجارُهَا الطّاعَةُ،وثَمَرُهَا الحِکمَةُ.ولَها أربَعَةُ أبوابٍ:العِلمُ وَالحِلمُ وَالصَّبرُ وَالرِّضا،ألا وهِیَ القَلبُ. (2)

890.عنه صلی الله علیه و آله: الإِیمانُ فی قَلبِ الرَّجُلِ أن یُحِبَّ اللّهَ عز و جل. (3)

891.المحجّة البیضاء: سئل عیسی علیه السلام:ما أفضَلُ الأَعمالِ؟فَقالَ:الرِّضا عَنِ اللّهِ، وَالحُبُّ لَهُ. (4)

892.المحجّة البیضاء: قال أبو الدرداء لکعب الأحبار:أخبِرنی عَن أخَصِّ آیَةٍ فِی التَّوراةِ؟فَقالَ:یَقولُ اللّهُ عز و جل:طالَ شَوقُ الأَبرارِ إلی لِقائی وأنَا إلی لِقائِهِم لَأَشَدُّ شَوقاً.قالَ:ومَکتوبٌ إلی جانِبِها:مَن طَلَبَنی وَجَدَنی،ومَن طَلَبَ غَیری لَم یَجِدنی.فَقالَ أبُو الدَّرداءِ:إنّی سَمِعتُ مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و آله یَقولُ هذا. (5)

893.شرح الأسماء الحسنی: فِی الحَدیثِ القُدسِیِّ:یَابنَ آدَمَ،خَلَقتُ الأَشیاءَ لِأَجلِکَ وخَلَقتُکَ لِأَجلی. (6)

ص:200

894.اُسد الغابة عن عبداللّه بن عمرو: إنَّ أبا رَزینٍ قالَ:ما الإِیمانُ یا رَسولَ اللّهِ؟

قالَ:لا یَکونُ شَیءٌ أحَبَّ إلَیکَ مِنَ اللّهِ ومِن رَسولِهِ،ولَأَن تُؤخَذَ فَتُحرَقَ بِالنّارِ أحَبُّ إلَیکَ مِن أن تُشرِکَ بِاللّهِ عز و جل،وتُحِبُّ غَیرَ ذی نَسَبٍ لا تُحِبُّهُ إلّاللّهِ ِ. (1)

895.إرشاد القلوب: رُوِیَ أنَّهُ صلی الله علیه و آله سَلَّمَ عَلَیهِ غُلامٌ دونَ البُلوغِ وبَشَّ لَهُ و تَبَسَّمَ فَرَحاً بِالنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله،فَقالَ لَهُ:أتُحِبُّنی یا فَتی؟

فَقالَ:إی وَ اللّهِ یا رَسولَ اللّهِ.

فَقالَ لَهُ:مِثلَ عَینَیکَ؟

فَقالَ:أکثَرَ.

فَقالَ:مِثلَ أبیکَ؟

فَقالَ:أکثَرَ.

فَقالَ:مِثلَ امِّکَ؟

فَقالَ:أکثَرَ.

فَقالَ:مِثلَ نَفسِکَ؟

فَقالَ:أکثَرَ وَ اللّهِ یا رَسولَ اللّهِ.

فَقالَ:أمِثلَ رَبِّکَ؟

فَقالَ:اللّهَ اللّهَ اللّهَ یا رَسولَ اللّهِ،لَیسَ هذا لَکَ و لا لِأَحَدٍ فَإِنَّما أحبَبتُکَ لِحُبِّ اللّهِ.

فَالتَفَتَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إلی مَن کانَ مَعَهُ و قالَ:هکَذا کونوا،أحِبُّوا اللّهَ لِإِحسانِهِ إلَیکُم و إنعامِهِ عَلَیکُم،و أحِبّونی لِحُبِّ اللّهِ. (2)

896.الإمام زین العابدین علیه السلام -فی مُناجاتِه-:سَیِّدی،أنتَ أنقَذتَ أولِیاءَکَ مِن حَیرَةِ الشُّکوکِ،وأوصَلتَ إلی نُفوسِهِم حَبرَةَ المُلوکِ...وعَقَدتَ عَزائِمَهُم بِحَبلِ مَحَبَّتِکَ. (3)

897.عنه علیه السلام -فی الدعاء-:إنَّهُ لا یَنبَغی لِمَن حَمَّلتَهُ مِن نِعَمِکَ ما حَمَّلتَنا أن یَغفُلَ عَن شُکرِکَ،و أن یَتَشاغَلَ بِشَیءٍ غَیرَکَ،یا مَن هُوَ عِوَضٌ عَن کُلِّ شَیءٍ ولَیسَ مِنهُ عِوَضٌ. (4)

898.الإمام علیّ علیه السلام: إنّ اللّهَ أوحی إلی موسی:...یاموسی،ذِکری لِلذّاکِرینَ، وزِیارَتی

ص:201

لِلمُشتاقینَ،وجَنَّتی لِلمُطیعینَ،وأنَا خاصَّةٌ لِلمُحِبّینَ. (1)

899.الإمام الصادق علیه السلام: ما أنعَمَ اللّهُ عز و جل عَلی عَبدٍ أجَلَّ مِن أن لا یَکونَ فی قَلبِهِ مَعَ اللّهِ تَعالی غَیرُهُ. (2)

900.عنه علیه السلام: الحُبُّ أفضَلُ مِنَ الخَوفِ. (3)

901.عنه علیه السلام: أوحَی اللّهُ عز و جل إلی داودَ علیه السلام:یا داودُ،بی فَافرَح،وبِذِکری فَتَلَذَّذ، وبِمُناجاتی فَتَنَعَّم،فَعَن قَریبٍ اخلِی الدّارَ مِنَ الفاسِقینَ،وأجعَلُ لَعنَتی عَلَی الظّالِمینَ. (4)

902.عنه علیه السلام: القَلبُ حَرَمُ اللّهِ،فَلا تُسکِن حَرَمَ اللّهِ غَیرَ اللّهِ. (5)

903.مسکّن الفؤاد: أوحَی اللّهُ تَعالی إلی بَعضِ الصِّدّیقینَ:إنَّ لی عِباداً مِن عِبادی یُحِبّونّی واُحِبُّهُم،ویَشتاقونَ إلَیَّ وأشتاقُ إلَیهِم،ویَذکُرونّی وأذکُرُهُم،فَإِن أخَذتَ طَریقَتَهُم أحبَبتُکَ،وإن عَدَلتَ عَنهُم مَقَتُّکَ. (6)

904.الإمام الصادق علیه السلام -فی دعائه-:إلهی فَتَدارَکنی بِرَحمَتِکَ الَّتی بِها تَجمَعُ الخَیراتِ لِأَولِیائِکَ،وبِها تَصرِفُ السَّیِّئاتِ عَن أحِبّائِکَ. (7)

ص:202

905.عنه علیه السلام: لا یَمحَضُ رَجُلٌ الإِیمانَ بِاللّهِ حَتّی یَکونَ اللّهُ أحَبَّ إلَیهِ (1)مِن نَفسِهِ وأبیهِ واُمِّهِ ووُلدِهِ وأهلِهِ ومالِهِ و (2)مِنَ النّاسِ کُلِّهِم. (3)

الماءَ رَوِیَ،وأنَا لا أشبَعُ مِنَ الصَّلاةِ. (1)

910.عنه صلی الله علیه و آله: الشَّریعَةُ أقوالی،وَالطَّریقَةُ أفعالی،وَالحَقیقَةُ أحوالی (2)،وَالمَعرِفَةُ رَأسُ مالی،وَالعَقلُ أصلُ دینی،وَالحُبُّ أساسی،وَالشَّوقُ مَرکَبی. (3)

911.الإمام علیّ علیه السلام -فی مناجاته-:إلهی،وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ لَقَد أحبَبتُکَ مَحَبَّةً استَقَرَّت حَلاوَتُها فی قَلبی،وما تَنعَقِدُ ضَمائِرُ مُوَحِّدیکَ عَلی أنَّکَ تُبغِضُ مُحِبِّیکَ. (4)

912.عنه علیه السلام -فی دعائه-:یا إلهی ورَبّی وسَیِّدی ومَولایَ،لِأَیِّ الاُمورِ إلَیکَ أشکو؟! ولِما مِنها أضِجُّ وأبکی؟! لِأَلیمِ العَذابِ وشِدَّتِهِ؟! أم لِطولِ البَلاءِ ومُدَّتِهِ؟! فَلَئِن صَیَّرتَنی لِلعُقوباتِ مَعَ أعدائِکَ،وجَمَعتَ بَینی وبَینَ أهلِ بَلائِکَ،وفَرَّقتَ بَینی وبَینَ أحِبّائِکَ وأولِیائِکَ،فَهَبنی-یا إلهی وسَیِّدی ومَولایَ ورَبّی-صَبَرتُ عَلی عَذابِکَ فَکَیفَ أصبِرُ عَلی فِراقِکَ؟! (5)

913.الإمام الحسین علیه السلام -فی دُعائِهِ-:أنتَ الَّذی أزَلتَ الأَغیارَ عَن قُلوبِ أحِبّائِکَ حَتّی لَم یُحِبّوا سِواکَ...ماذا وَجَدَ مَن فَقَدَکَ؟! ومَا الَّذی فَقَدَ مَن وَجَدَکَ؟! لَقَد خابَ مَن رَضِیَ دونَکَ بَدَلاً. (6)

ص:204

914.عنه علیه السلام -أیضاً-:عَمِیَت عَینٌ لا تَراکَ عَلَیها رَقیباً،وخَسِرَت صَفقَةُ عَبدٍ لَم تَجعَل لَهُ مِن حُبِّکَ نَصیباً. (1)

915.الإمام زین العابدین علیه السلام -فی دُعائِهِ-:إلهی وسَیِّدی،هَدَأَتِ العُیونُ،وغارَتِ النُّجومُ،وسَکَنَتِ الحَرَکاتُ مِنَ الطَّیرِ فِی الوُکورِ وَالحیتانِ فِی البُحورِ،وأنتَ العَدلُ الَّذی لا یَجورُ،وَالقِسطُ الَّذی لا تَمیلُ،وَالدّائِمُ الَّذی لا یَزولُ،أغلَقَتِ المُلوکُ أبوابَها،ودارَت عَلَیها حُرّاسُها،وبابُکَ مَفتوحٌ لِمَن دَعاکَ یا سَیِّدی، وخَلا کُلُّ حَبیبٍ بِحَبیبِهِ،وأنتَ المَحبوبُ إلَیَّ. (2)

916.عنه علیه السلام -أیضاً-:إلهی،لَو قَرَنتَنی بِالأَصفادِ،ومَنَعتَنی سَیبَکَ مِن بَینِ الأَشهادِ...

ماقَطَعتُ رَجائی مِنکَ،ولا صَرَفتُ وَجهَ تَأمیلی لِلعَفوِ عَنکَ،ولا خَرَجَ حُبُّکَ مِن قَلبی. (3)

917.عنه علیه السلام -فی زِیارَةِ أمینِ اللّهِ-:اللّهُمَّ إنَّ قُلوبَ المُخبِتینَ إلَیکَ والِهَةٌ،وسُبُلَ الرّاغِبینَ إلَیکَ شارِعَةٌ. (4)

918.عنه علیه السلام -فی مُناجاتِهِ-:سَیِّدی،أنتَ دَلیلُ مَنِ انقَطَعَ دَلیلُهُ،وأمَلُ مَنِ امتَنَعَ تَأمیلُهُ،فَإِن کانَت ذُنوبی حالَت بَینَ دُعائی وإجابَتِکَ فَلَم یَحُل کَرَمُکَ بَینی وبَینَ مَغفِرَتِکَ،وإنَّکَ لا تُضِلُّ مَن هَدَیتَ،ولا تُذِلُّ مَن والَیتَ،ولا یَفتَقِرُ مَن أغنَیتَ،ولا یَسعَدُ مَن أشقَیتَ،وعِزَّتِکَ لَقَد أحبَبتُکَ مَحَبَّةً استَقَرَّت فی قَلبی

ص:205

حَلاوَتُها،وأنِسَت نَفسی بِبِشارَتِها،ومُحالٌ فی عَدلِ أقضِیَتِکَ أن تَسُدَّ أسبابَ رَحمَتِکَ عَن مُعتَقِدی مَحَبَّتِکَ. (1)

919.عنه علیه السلام -أیضاً-:إلهی،کَسری لا یَجبُرُهُ إلّالُطفُکَ وحَنانُکَ،..ولَوعَتی لا یُطفِئُها إلّالِقاؤُکَ،وشَوقی إلَیکَ لا یَبُلُّهُ إلَّاالنَّظَر إلی وَجهِکَ. (2)

920.عنه علیه السلام -فی دُعائِهِ-:إلهی وسَیِّدی،وعِزَّتِکَ وجَلالِکَ لَئِن طالَبتَنی بِذُنوبی لَاُطالِبَنَّکَ بِعَفوِکَ،ولَئِن طالَبتَنی بِلُؤمی لَاُطالِبَنَّکَ بِکَرَمِکَ،ولَئِن أدخَلتَنِی النّارَ لَاُخبِرَنَّ أهلَ النّارِ بِحُبّی لَکَ. (3)

921.الکافی عن محمّد بن أبی حمزة عن أبیه: رَأَیتُ عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیهما السلام فی فِناءِ الکَعبَةِ فِی اللَّیلِ وهُوَ یُصَلّی،فَأَطالَ القِیامَ؛حَتّی جَعَلَ مَرَّةً یَتَوَکَّأُ عَلی رِجلِهِ الیُمنی،ومَرَّةً عَلی رِجلِهِ الیُسری،ثُمَّ سَمِعتُهُ یَقولُ بِصَوتٍ کَأَنَّهُ باکٍ:یا سَیِّدی،تُعَذِّبُنی وحُبُّکَ فی قَلبی؟! أما وعِزَّتِکَ لَئِن فَعَلتَ لَتَجمَعَنَّ بَینی وبَینَ قَومٍ طالَما عادَیتُهُم فیکَ. (4)

922.الإمام الصادق علیه السلام -فی دُعائِهِ-:اللّهُمَّ هَدَأَتِ الأَصواتُ،وسَکَنَتِ الحَرَکاتُ، وخَلا کُلُّ حَبیبٍ بِحَبیبِهِ وخَلَوتُ بِکَ،أنتَ المَحبوبُ إلَیَّ،فَاجعَل خَلوَتی مِنکَ اللَّیلَةَ العِتقَ مِنَ النّارِ. (5)

ص:206

923.عنه علیه السلام -أیضاً-:اللّهُمَّ املَأ قَلبی حُبّاً لَکَ،وخَشیَةً مِنکَ،وتَصدیقاً وإیماناً بِکَ،وفَرَقاً مِنکَ،وشَوقاً إلَیکَ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ.اللّهُمَّ حَبِّب إلَیَّ لِقاءَکَ، وَاجعَل لی فی لِقائِکَ خَیرَ الرَّحمَةِ وَالبَرَکَةِ. (1)

924.عنه علیه السلام -أیضاً-:سَیِّدی،أنَا مِن حُبِّکَ جائِعٌ لا أشبَعُ،أنَا مِن حُبِّکَ ظَمآنُ لا أروی،وا شَوقاهُ إلی مَن یَرانی ولا أراهُ ! یا حَبیبَ مَن تَحَبَّبَ إلَیهِ،یا قُرَّةَ عَینِ مَن لاذَ بِهِ وَانقَطَعَ إلَیهِ،قَد تَری وَحدَتی مِنَ الآدَمِیّینَ ووَحشَتی فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاغفِر لی وآنِس وَحشَتی وَارحَم وَحدَتی وغُربَتی. (2)

925.الإمام الهادی علیه السلام -فِی الزِّیارَةِ الجامِعَةِ-:السَّلامُ عَلَی الدُّعاةِ إلَی اللّهِ،وَالأَدِلّاءِ عَلی مَرضاةِ اللّهِ،المُستَقِرّینَ فی أمرِ اللّهِ،وَالتّامّینَ فی مَحَبَّةِ اللّهِ (3). (4)

وقَومٌ عَبَدُوا اللّهَ عز و جل حُبّاً لَهُ فَتِلکَ عِبادَةُ الأَحرارِ،وهِیَ أفضَلُ العِبادَةِ. (1)

927.عنه علیه السلام: إنَّ النّاسَ یَعبُدونَ اللّهَ عز و جل عَلی ثَلاثَةِ أوجُهٍ:فَطَبَقَةٌ یَعبُدونَهُ رَغبَةً فی ثَوابِهِ فَتِلکَ عِبادَةُ الحُرَصاءِ وهُوَ الطَّمَعُ،وآخَرونَ یَعبُدونَهُ فَرَقاً مِنَ النّارِ فَتِلکَ عِبادَةُ العَبیدِ وهِیَ الرَّهبَةُ،ولکِنّی أعبُدُهُ حُبّاً لَهُ عز و جل فَتِلکَ عِبادَةُ الکِرامِ وهُوَ الأَمنُ؛لِقَولِهِ عز و جل: «وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ» 2 ،ولِقَولِهِ عز و جل: «قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللّهُ وَ یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ» 3 ،فَمَن أحَبَّ اللّهَ أحَبَّهُ اللّهُ عز و جل،ومَن أحَبَّهُ اللّهُ عز و جل کانَ مِنَ الآمِنینَ. (2)

928.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: بَکی شُعَیبٌ علیه السلام مِن حُبِّ اللّهِ عز و جل حَتّی عَمِیَ،فَرَدَّ اللّهُ عز و جل عَلَیهِ بَصَرَهُ،ثُمَّ بَکی حَتّی عَمِیَ،فَرَدَّ اللّهُ عَلَیهِ بَصَرَهُ،ثُمَّ بَکی حَتّی عَمِیَ،فَرَدَّ اللّهُ عَلَیهِ بَصَرَهُ،فَلَمّا کانَتِ الرّابِعَةُ أوحَی اللّهُ إلَیهِ:یا شُعَیبُ،إلی مَتی یَکونُ هذا أبَداً مِنکَ؟! إن یَکُن هذا خَوفاً مِنَ النّارِ فَقَد أجَرتُکَ،وإن یَکُن شَوقاً إلَی الجَنَّةِ فَقَد أبَحتُکَ.

قالَ:إلهی وسَیِّدی،أنتَ تَعلَمُ أنّی ما بَکَیتُ خَوفاً مِن نارِکَ،ولا شَوقاً إلی جَنَّتِکَ،ولکِن عَقَدَ حُبُّکَ عَلی قَلبی،فَلَستُ أصبِرُ أو أراکَ.فَأَوحَی اللّهُ

ص:208

جَلَّ جَلالُهُ إلَیهِ:أما إذا کانَ هذا هکَذا فَمِن أجلِ هذا ساُخدِمُکَ کَلیمی موسَی بنَ عِمرانَ. (1)

929.المحجة البیضاء: یُروی:أنَّ عیسی علیه السلام مَرَّ بِثَلاثَةِ نَفَرٍ قَد نَحَلَت أبدانُهُم وتَغَیَّرَت ألوانُهُم،فَقالَ لَهُم:مَا الَّذی بَلَغَ بِکُم ما أری؟

فَقالوا:الخَوفُ مِنَ النّارِ.

فَقالَ:حَقٌّ عَلَی اللّهِ أن یُؤمِنَ الخائِفَ.

ثُمَّ جاوَزَهُم إلی ثَلاثَةٍ اخری،فَإِذا هُم أشَدُّ نُحولاً وتَغَیُّراً،فَقالَ:مَا الَّذی بَلَغَ بِکُم ما أری؟

قالوا:الشَّوقُ إلَی الجَنَّةِ.

قالَ:حَقٌّ عَلَی اللّهِ أن یُعطِیَکُم ما تَرجونَ.

ثُمَّ جاوَزَهُم إلی ثَلاثَةٍ اخری،فَإِذا هُم أشَدُّ نُحولاً وتَغَیُّراً،کَأَنَّ عَلی وُجوهِهِمُ المَرایا مِنَ النّورِ،فَقالَ:مَا الَّذی بَلَغَ بِکُم ما أری؟

قالوا:حُبُّ اللّهِ عز و جل.

فَقالَ:أنتُم المُقَرَّبونَ،أنتُم المُقَرَّبونَ. (2)

930.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: الدُّنیا حَرامٌ عَلی أهلِ الآخِرَةِ،وَالآخِرَةُ حَرامٌ عَلی أهلِ الدُّنیا، وَالدُّنیا وَالآخِرَةُ حَرامانِ عَلی أهلِ اللّهِ عز و جل. (3)

بِأَحَدٍ ما وَجَدتَنی،فَمَتی أرَدتَنی مَملُوَّةً،وخَزائِنی مَملُوَّةً أبَداً.الثّالِثَةُ:یَابنَ آدَمَ،لا تَأنَس بِأَحَدٍ ما وَجَدتَنی،فَمَتی أرَدتَنی وَجَدتَنی بارّاً قَریباً.الرّابِعَةُ:

یَابنَ آدَمَ،إنّی احِبُّکَ فَأَنتَ أیضاً أحبِبنی...العاشِرَةُ:یَابنَ آدَم کُلٌّ یُریدُکَ لِأَجْلِهِ وَأَنَا أُرِیدُکَ لِأَجْلِکَ فَلا تَفِرَّ مِنّی !.... (1)

932.مسکِّن الفؤاد: فی أخبارِ داودَ علیه السلام:یا داودُ،أبلِغ أهلَ أرضی أنّی حَبیبُ مَن أحَبَّنی،وجَلیسُ مَن جالَسَنی،ومُؤنِسٌ لِمَن أنِسَ بِذِکری،وصاحِبٌ لِمَن صاحَبَنی،ومُختارٌ لِمَنِ اختارَنی،ومُطیعٌ لِمَن أطاعَنی.

ما أحَبَّنی أحَدٌ أعلَمُ ذلِکَ یَقیناً مِن قَلبِهِ إلّاقَبِلتُهُ لِنَفسی،وأحبَبتُهُ حُبّاً لا یَتَقَدَّمُهُ أحَدٌ مِن خَلقی.مَن طَلَبَنی بِالحَقِّ وَجَدَنی،ومَن طَلَبَ غَیری لَم یَجِدنی.

فَارفُضوا-یا أهلَ الأَرضِ-ما أنتُم عَلَیهِ مِن غُرورِها،وهَلُمّوا إلی کَرامَتی ومُصاحَبَتی ومُجالَسَتی ومُؤانَسَتی،وأنَسوا بی اُؤانِسکُم واُسارِع إلی مَحَبَّتِکُم. (2)

933.المحجّة البیضاء: أوحَی اللّهُ إلی داودَ علیه السلام:یا داودُ،لَو یَعلَمُ المُدبِرونَ عَنّی کَیفَ انتِظاری لَهُم ورِفقی بِهِم وشَوقی إلی تَرکِ مَعاصیهِم لَماتوا شَوقاً إلَیَّ،وتَقَطَّعَت أوصالُهُم مِن مَحَبَّتی،یا داودُ،هذِهِ إرادَتی فِی المُدبِرینَ عَنّی،فَکَیفَ إرادَتی فِی المُقبِلینَ عَلَیَّ؟! یا داودُ،أحوَجُ ما یَکونُ العَبدُ إلَیَّ إذَا استَغنی عَنّی، وأرحَمُ ما أکونُ بِعَبدی إذا أدبَرَ عَنّی،وأجَلُّ مایَکونُ عَبدی إذا رَجَعَ إلَیَّ. (3)

ص:210

934.روضة المحبّین ونزهة المشتاقین: قیلَ أوحَی اللّهُ تَعالی إلی داودَ علیه السلام:قُل لِشُبّانِ بَنی إسرائیلَ:لِمَ تَشغَلونَ نُفوسَکُم بِغَیری وأنَا مُشتاقٌ إلَیکُم؟ما هذَا الجَفاءُ؟! ولَو یَعلَمُ المُدبِرونَ عَنّی کَیفَ انتِظاری لَهُم ورِفقی بِهِم ومَحَبَّتی لِتَرکِ مَعاصیهِم لَماتوا شَوقاً إلَیَّ،وَانقَطَعَت أوصالُهُم مِن مَحَبَّتی،هذِهِ إرادَتی لِلمُدبِرینَ عَنّی،فَکَیفَ إرادَتی لِلمُقبِلینَ عَلَیَّ؟!. (1)

935.إرشاد القلوب: إنَّ اللّهَ تَعالی أنزَلَ فی بَعضِ کُتُبِهِ:عَبدی،أنَا وحَقّی لَکَ مُحِبٌّ، فَبِحَقّی عَلَیکَ کُن لی مُحِبّاً. (2)

938.عنه صلی الله علیه و آله: حَبِّبُوا اللّهَ إلی عِبادِهِ یُحِبَّکُمُ اللّهُ. (1)

939.عنه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ عز و جل لِداودَ علیه السلام:أحبِبنی،وحَبِّبنی إلی خَلقی.

قالَ:یا رَبِّ،نَعَم أنَا احِبُّکَ،فَکَیفَ احَبِّبُکَ إلی خَلقِکَ؟

قالَ:اُذکُر أیادِیَّ عِندَهُم؛فَإِنَّکَ إذا ذَکَرتَ لَهُم ذلِکَ أحَبّونی (2). (3)

940.عنه صلی الله علیه و آله: إنَّ داودَ علیه السلام قالَ فیما یُخاطِبُ رَبَّهُ عز و جل:یا رَبِّ،أیُّ عِبادِکَ أحَبُّ إلَیکَ، احِبُّهُ بِحُبِّکَ؟

قالَ:یا داودُ،أحَبُّ عِبادی إلَیَّ نَقِیُّ القَلبِ،نَقِیُّ الکَفَّینِ،لا یَأتی إلی أحَدٍ سوءاً،ولا یَمشی بِالنَّمیمَةِ،تَزولُ الجِبالُ ولا یَزولُ،وأحَبَّنی،وأحَبَّ مَن یُحِبُّنی،وحَبَّبَنی إلی عِبادی.

قالَ:یا رَبّ،إنَّکَ لَتَعلَمُ أنّی احِبُّکَ،واُحِبُّ مَن یُحِبَّکُ،فَکَیفَ احَبِّبُکَ إلی عِبادِکَ؟

قالَ:ذَکِّرهُم بِآیاتی وبَلائی ونَعمائی. (4)

941.الإمامُ الباقرُ علیه السلام: أوْحی اللّهُ تعالی إلی موسی علیه السلام:أحبِبنی وحَبِّبنی إلی خَلقی.

قالَ موسی:یا رَبِّ،إنّک لَتَعلَمُ أنّهُ لَیس أحَدٌ أحَبَّ إلَیَّ مِنکَ،فکیفَ لِی رَبّی بقُلوبِ العِبادِ؟فأوحی اللّهُ تعالی إلَیهِ:فَذَکِّرهُم نِعمَتی وآلائی،فإنَّهُم لا یَذْکرونَ مِنّی

ص:212

إلّاخَیراً (1).

942.الإمام زین العابدین علیه السلام: أوحَی اللّهُ عز و جل إلی موسی علیه السلام:حَبِّبنی إلی خَلقی، وحَبِّبِ الخَلقَ إلَیَّ.

قالَ:یا رَبِّ کَیفَ أفعَلُ؟

قالَ:ذَکِّرهُم آلائی ونَعمائی لِیُحِبّونی،فَلَئِن تَرُدَّ آبِقاً عَن بابی أو ضالّاً عَن فِنائی أفضَلُ لَکَ مِن عِبادَةِ مِائَةِ سَنَةٍ بِصِیامِ نَهارِها وقِیامِ لَیلِها. (2)

943.إرشاد القلوب: أوحَی اللّهُ إلی موسی:ذَکِّر خَلقی نَعمائی،وأحسِن إلَیهِم، وحَبِّبنی إلَیهم؛فَإِنَّهُم لا یُحِبّونَ إلّامَن أحسَنَ إلَیهِم. (3)

944.شُعب الإیمان عن أنس عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله: ألا اخبِرُکُم عَن أقوامٍ لَیسوا بِأَنبِیاءَ ولا شُهَداءَ،یَغبِطُهُم یَومَ القِیامَةِ الأَنبِیاءُ وَالشُّهَداءُ بِمَنازِلِهِم مِنَ اللّهِ عز و جل،عَلی مَنابِرَ مِن نورٍ یَکونونَ عَلَیها؟

قالوا:مَن هُم؟

قال:الَّذینَ یُحَبِّبونَ عِبادَ اللّهِ إلَی اللّهِ،ویُحَبِّبونَ اللّهَ إلی عِبادِهِ،وهُم یَمشونَ عَلَی الأَرضِ نُصَحاءَ.

قالَ:قُلنا:یُحَبِّبونَ اللّهَ إلی عِبادِ اللّهِ،فَکَیفَ یُحَبِّبونَ عِبادَ اللّهِ إلَی اللّهِ؟!

قالَ:یَأمُرونَهُم بِحُبِّ اللّهِ،ویَنهَونَهُم (یَعنی عَمّا کَرِهَ اللّهُ)،فَإِذا أطاعوهُم أحَبَّهُمُ اللّهُ. (4)

ص:213

وَ رِضْوانٌ مِنَ اللّهِ أَکْبَرُ ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ» 1. 2

ص:216

953.عنه علیه السلام: إذا أکرَمَ اللّهُ عَبداً شَغَلَهُ بِمَحَبَّتِهِ. (1)

954.عنه علیه السلام: إنَّ للّهِ ِ تَعالی شَراباً لِأَولِیائِهِ،إذا شَرِبوا سَکِروا،وإذا سَکِروا طَرِبوا،وإذا طَرِبوا طابوا،وإذا طابوا ذابوا،وإذا ذابوا خَلَصوا،وإذا خَلَصوا طَلَبوا،وإذا طَلَبوا وَجَدوا،وإذا وَجَدوا وَصَلوا،وإذا وَصَلُوا اتَّصَلوا،وإذَا اتَّصَلوا لا فَرقَ بَینَهُم وبَینَ حَبیبِهِم. (2)

955.الإمام زین العابدین علیه السلام -مِن دُعائِهِ فِی التَّحمیدِ للّهِ ِ عز و جل-:اِبتَدَعَ بِقُدرَتِهِ الخَلقَ ابتِداعاً،وَاختَرَعَهُم عَلی مَشِیَّتِهِ اختِراعاً،ثُمَّ سَلَکَ بِهِم طَریقَ إرادَتِهِ،وبَعَثَهُم فی سَبیلِ مَحَبَّتِهِ. (3)

الوَلَهِ إلَیهِ،ولَم تُجاوِز رَغَباتُهُم ما عِندَهُ إلی ما عِندَ غَیرِهِ،قَد ذاقوا حَلاوَةَ مَعرِفَتِهِ،وشَرِبوا بِالکَأسِ الرَّوِیَّةِ مِن مَحَبَّتِهِ. (1)

958.عنه علیه السلام: الشَّوقُ خُلصانُ العارِفینَ. (2)

959.عنه علیه السلام: الشَّوقُ شیمَةُ الموقِنینَ. (3)

960.عنه علیه السلام -فی دُعائِهِ-:یا غایَةَ آمالِ العارِفینَ،یا غِیاثَ المُستَغیثینَ،یا حَبیبَ قُلوبِ الصّادِقینَ. (4)

961.عنه علیه السلام: سَهَرُ العُیونِ بِذِکرِ اللّهِ خُلصانُ العارِفینَ،وحُلوانُ المُقَرَّبینَ. (5)

962.بحار الأنوار عن نوف البکالیّ: رَأَیتُ أمیرَ المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ مُوَلِّیاً مُبادِراً،فَقُلتُ:أینَ تُریدُ یا مَولایَ؟

فَقالَ:دَعنی یا نَوفُ،إنَّ آمالی تُقَدِّمُنی فِی المَحبوبِ.

فَقُلتُ:یا مَولایَ،وما آمالُکَ؟

قالَ:قَد عَلِمَهَا المَأمولُ،وَاستَغنَیتُ عَن تَبیینِها لِغَیرِهِ،وکَفی بِالعَبدِ أدَباً أن لا یُشرِکَ فی نِعَمِهِ وأرَبِهِ غَیرَ رَبِّهِ.

فَقُلتُ:یا أمیرَ المُؤمِنینَ،إنّی خائِفٌ عَلی نَفسی مِنَ الشَّرَهِ وَالتَّطَلُّعِ إلی طَمَعٍ مِن أطماعِ الدُّنیا.

فَقالَ لی:وأینَ أنتَ عَن عِصمَةِ الخائِفینَ وکَهفِ العارِفینَ؟!

فَقُلتُ:دُلَّنی عَلَیهِ؟

قالَ:اللّهُ العَلِیُّ العَظیمُ،تَصِلُ أمَلَکَ بِحُسنِ تَفَضُّلِهِ،وتُقبِلُ عَلَیهِ بِهَمِّکَ، وأعرِض عَنِ النّازِلَةِ فی قَلبِکَ،فَإِن أجَّلَکَ بِها فَأَنَا الضّامِنُ مِن مَورِدِها، وَانقَطِع إلَی اللّهِ سُبحانَهُ فَإِنَّهُ یَقولُ:

ص:219

«وَعِزَّتی و جَلالی لَاُقَطِّعَنَّ أمَلَ کُلِّ مَن یُؤَمِّلُ غَیری بِالیَأسِ،ولَأَکسُوَنَّهُ ثَوبَ المَذَلَّةِ فِی النّاسِ،ولَاُبَعِّدَنَّهُ مِن قُربی،ولاُقَطِّعَنَّهُ عَن وَصلی،ولَاُخمِلَنَّ ذِکرَهُ حینَ یَرعی غَیری،أیُؤَمِّلُ-وَیلَهُ-لِشَدائِدِهِ غَیری وکَشفُ الشَّدائِدِ بِیَدی؟! ویَرجو سِوایَ وأنَا الحَیُّ الباقی؟! ویَطرُقُ أبوابَ عِبادی وهِیَ مُغلَقَةٌ ویَترُکُ بابی وَهُوَ مَفتوحٌ؟! فَمَن ذَا الَّذی رَجانی لِکَثیرِ جُرمِهِ فَخَیَّبتُ رَجاءَهُ؟!

جَعَلتُ آمالَ عِبادی مُتَّصِلَةً بی،وجَعَلتُ رَجاءَهُم مَذخوراً لَهُم عِندی، ومَلَأتُ سَماواتی مِمَّن لا یَمِلُّ تَسبیحی،وأمَرتُ مَلائِکَتی أن لا یُغلِقُوا الأَبوابَ بَینی وبَینَ عِبادی.ألَم یَعلَم مَن فَدَحَتهُ نائِبَةٌ مِن نَوائِبی أن لا یَملِکَ أحَدٌ کَشفَها إلّابِإِذنی؟! فَلِمَ یُعرِضُ العَبدُ بِأَمَلِهِ عَنّی وقَد أعطَیتُهُ ما لَم یَسأَلَنی؟! فَلَم یَسأَلنی وسَأَلَ غَیری،أفَتَرانی أبتَدِئُ خَلقی مِن غَیرِ مَسأَلَةٍ ثُمَّ اسأَلُ فَلا أُجیبُ سائِلی؟أبَخیلٌ أنَا فَیُبَخِّلُنی عَبدی؟! أوَلیسَ الدُّنیا وَالآخِرَةُ لی؟! أوَلَیسَ الکَرَمُ وَالجودُ صِفَتی؟! أوَلَیسَ الفَضلُ وَالرَّحمَةُ بِیَدی؟! أوَلَیسَ الآمالُ لایَنتَهی إلّاإلَیَّ؟! فَمَن یَقطَعُها دونی،وما عَسی أن یُؤَمِّلَ المُؤَمِّلونَ مَن سِوایَ !

وعِزَّتی وجَلالی،لَو جَمَعتُ آمالَ أهلِ الأَرضِ وَالسَّماءِ ثُمَّ أعطَیتُ کُلَّ واحِدٍ مِنهُم،ما نَقَصَ مِن مِلکی بَعضُ عُضوِ الذَّرَّةِ،وکَیفَ یَنقُصُ نائِلٌ أنَا أفَضتُهُ؟! یا بُؤساً لِلقانِطینَ مِن رَحمَتی ! یا بُؤساً لِمَن عَصانی! تَوَثَّبَ عَلی مَحارِمی ولَم یُراقِبنی،وَاجتَرَأَ عَلَیَّ».

ص:220

ثُمَّ قالَ-عَلَیهِ وعَلی آلِهِ السَّلامُ-لی:یا نَوفُ ادعُ بِهذَا الدُّعاءِ:

«إلهی،إن حَمِدتُکَ فَبِمَواهِبِکَ،وإن مَجَّدتُکَ فَبِمُرادِکَ،وإن قَدَّستُکَ فَبِقُوَّتِکَ،وإن هَلَّلتُکَ فَبِقُدرَتِکَ،وإن نَظَرتُ فَإِلی رَحمَتِکَ،وإن عَضَضتُ فَعَلی نِعمَتِکَ.

إلهی،إنَّهُ مَن لَم یَشغَلهُ الوُلوعُ بِذِکرِکَ ولَم یَزوِهِ السَّفَرُ بِقُربِکَ کانَت حَیاتُهُ عَلَیهِ میتَةً،ومیتَتُهُ عَلَیهِ حَسرَةً.

إلهی تَناهَت أبصارُ النّاظِرینَ إلَیکَ بِسَرائِرِ القُلوبِ،وطالَعَت أصغَی السّامِعینَ لَکَ نَجِیّاتِ الصُّدورِ،فَلَم یَلقَ أبصارَهُم رَدٌّ دونَ ما یُریدونَ،هَتَکتَ بَینَکَ وبَینَهُم حُجُبَ الغَفلَةِ،فَسَکَنوا فی نورِکَ،وتَنَفَّسوا بِرَوحِکَ،فَصارَت قُلوبُهُم مغارِساً لِهَیبَتِکَ،وأبصارُهُم ماکِفاً لِقُدرَتِکَ،وقَرُبَت أرواحُهُم مِن قُدسِکَ،فَجالَسُوا اسمَکَ بِوَقارِ المُجالَسةِ،وخُضوعِ المُخاطَبَةِ،فَأَقبَلتَ إلَیهِم إقبالَ الشَّفیقِ،وأنصَتَّ لَهمُ إنصاتَ الرَّفیقِ،وأجَبتَهُم إجاباتِ الأَحِبّاءِ، وناجَیتَهُم مُناجاةَ الأَخِلّاءِ،فَبَلِّغ بِیَ المَحَلَّ الَّذی إلَیهِ وَصَلوا،وَانقُلنی مِن ذِکری إلی ذِکرِکَ،ولا تَترُک بَینی وَبَینَ مَلَکوتِ عِزِّکَ باباً إلّافَتَحتَهُ،ولا حِجاباً مِن حُجُبِ الغَفلَةِ إلّاهَتَکتَهُ،حَتّی تُقیمَ روحی بَینَ ضِیاءِ عَرشِکَ، وتَجعَلَ لَها مَقاماً نُصبَ نورِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

إلهی ما أوحَشَ طَریقاً لا یَکونُ رَفیقی فیهِ أمَلی فیکَ ! وأبعَدَ سَفَراً لا یَکونُ رَجائی مِنهُ دَلیلی مِنکَ ! خابَ مَنِ اعتَصَمَ بِحَبلِ غَیرِکَ،وضَعُفَ رُکنُ مَنِ استَنَدَ إلی غَیرِ رُکنِکَ.فَیا مُعَلِّمَ مُؤَمِّلیهِ الأَمَلَ فَیُذهِبُ عَنهُم کَآبَةَ الوَجَلِ لا تَحرِمنی صالِحَ العَمَلِ،وَاکلَأنی کِلاءَةَ مَن فارَقَتهُ الحِیَلُ،فَکَیفَ

ص:221

یَلحَقُ مُؤَمِّلیکَ ذُلُّ الفَقرِ وأنتَ الغَنِیُّ عَن مَضارِّ المُذنِبینَ؟!

إلهی،وإنَّ کُلَّ حَلاوَةٍ مُنقَطِعَةٌ وحَلاوَةَ الإِیمانِ تَزدادُ حَلاوَتُهَا اتِّصالاً بِکَ.

إلهی،وإنَّ قَلبی قَد بَسَطَ أمَلَهُ فیکَ،فَأَذِقهُ مِن حَلاوَةِ بَسطِکَ إیّاهُ البُلوغَ لِما أمَّلَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

إلهی،أسأَلُکَ مَسأَلَةَ مَن یَعرِفُکَ کُنهَ مَعرِفَتِکَ مِن کُلِّ خَیرٍ یَنبَغی لِلمُؤمِنِ أن یَسلُکَهُ،وأعوذُ بِکَ مِن کُلِّ شَرٍّ وفِتنَةٍ أعَذتَ بِها أحِبّاءَکَ مِن خَلقِکَ،إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

إلهی،أسأَلُکَ مَسأَلَةَ المِسکینِ الَّذی قَد تَحَیَّرَ فی رَجاهُ فَلا یَجِدُ مَلجَأً ولا مَسنَداً یَصِلُ بِهِ إلَیکَ ولا یَستَدِلُّ بِهِ عَلَیکَ إلّابِکَ،وبِأَرکانِکَ ومَقاماتِکَ الَّتی لا تَعطیلَ لَها مِنکَ،فَأَسأَلُکَ بِاسمِکَ الَّذی ظَهَرتَ بِهِ لِخاصَّةِ أولِیائِکَ فَوَحَّدوکَ،وعَرَفوکَ فَعَبَدوکَ بِحَقیقَتِکَ،أن تُعَرِّفَنی نَفسَکَ؛لِاُقِرَّ لَکَ بِرُبوبِیَّتِکَ عَلی حَقیقَةِ الإِیمانِ بِکَ ولا تَجعَلنی یا إلهی مِمَّن یَعبُدُ الاِسمَ دونَ المَعنی.

وَالحَظنی بِلَحظَةٍ مِن لَحَظاتِکَ تُنَوِّرُ بِها قَلبی بِمَعرِفَتِکَ خاصَّةً ومَعرِفَةِ أولِیائِکَ، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ». (1)

963.الإمام الحسن علیه السلام: مَن عَرَفَ اللّهَ أحَبَّهُ. (2)

964.الإمام زین العابدین علیه السلام -فی مُناجاتِهِ-:یا مَن آنَسَ العارِفینَ بِطولِ مُناجاتِهِ، وألبَسَ الخائِفینَ ثَوبَ مُوالاتِهِ. (3)

965.الإمام الصادق علیه السلام: لَو یَعلَمُ النّاسُ ما فی فَضلِ مَعرِفةِ اللّهِ عز و جل ما مَدّوا أعیُنَهُم إلی ما مَتَّعَ اللّهُ بِهِ الأعداءَ مِن زَهرَةِ الحَیاةِ الدُّنیا ونَعیمِها،وکانَت دُنیاهُم أقَلَّ

ص:222

عِندَهُم مِمّا یَطَؤونَهُ بِأرجُلِهِم،ولَنَعِموا بِمَعرِفَةِ اللّهِ جَلَّ وعَزَّ،وتَلَذَّذوا بِها تَلَذُّذَ مَن لَم یَزَل فی رَوضاتِ الجِنانِ مَعَ أولِیاءِ اللّهِ.

إنَّ مَعرِفَةَ اللّهِ عز و جل آنِسٌ مِن کُلِّ وَحشَةٍ،وصاحِبٌ مِن کُلِّ وَحدَةٍ،ونورٌ مِن کُلِّ ظُلمَةٍ،وقُوَّةٌ مِن کُلِّ ضَعفٍ،وشِفاءٌ مِن کُلِّ سُقمٍ. (1)

966.مصباح الشریعة: العارِفُ شَخصُهُ مَعَ الخَلقِ وقَلبُهُ مَعَ اللّهِ تَعالی،ولَو سَها قَلبُهُ عَنِ اللّهِ تَعالی طَرفَةَ عَینٍ لَماتَ شَوقاً إلَیهِ.وَالعارِفُ أمینُ وَدائِعِ اللّهِ تَعالی، وکَنزُ أسرارِه،ومَعدِنُ نورِهِ،ودَلیلُ رَحمَتِهِ عَلی خَلقِهِ،ومَطِیَّةُ عُلومِهِ،ومیزانُ فَضلِهِ وعَدلِهِ،وقَد غَنِیَ عَنِ الخَلقِ وَالمُرادِ وَالدُّنیا فَلا مونِسَ لَهُ سِوَی اللّهِ،ولا نُطقَ ولا إشارَةَ ولا نَفَسَ إلّابِاللّهِ تَعالی،وللّهِ ِ،ومِنَ اللّهِ،ومَعَ اللّهِ،فَهُوَ فی رِیاضِ قُدسِهِ مُتَرَدِّدٌ،ومِن لَطائِفِ فَضلِهِ مُتَزَوِّدٌ.وَالمَعرِفَةُ أصلٌ فَرعُهُ الإِیمانُ. (2)

969.عنه صلی الله علیه و آله: قالَ اللّهُ عز و جل لی:یا مُحَمَّدُ،لَو أنَّ الخَلائِقَ نَظَروا إلی عَجائِبِ صُنعی ما عَبَدوا غَیری،ولَو أنَّهُم وَجَدوا حَلاوَةَ ذِکری فی قُلوبِهِم لَزِموا بابی،ولَو أنَّهُم نَظَروا إلی لَطائِفِ بِرّی مَا اشتَغَلوا بِشَیءٍ سِوایَ. (1)

970.عنه صلی الله علیه و آله: یَقولُ اللّهُ عز و جل:إذا کانَ الغالِبُ عَلَی العَبدِ الاشتِغالَ بی جَعَلتُ بُغیَتَهُ ولَذَّتَهُ فی ذِکری،فَإِذا جَعَلتُ بُغیَتَهُ ولَذَّتَهُ فی ذِکری عَشِقَنی وعَشِقتُهُ،فَإِذا عَشِقَنی وعَشِقتُهُ رَفَعتُ الحِجابَ فیما بَینی وبَینَهُ،وصَیَّرتُ ذلِکَ تَغالُباً عَلَیهِ،لا یَسهو إذا سَهَا النّاسُ،اُولئِکَ کَلامُهُم کَلامُ الأَنبِیاءِ،اُولئِکَ الأبطالُ حَقّاً. (2)

971.المواعظ العددیّة: أوحَی اللّهُ تَعالی إلی داودَ علیه السلام:یا داودُ،مَن عَرَفَنی ذَکَرَنی، ومَن ذَکَرَنی قَصَدَنی،ومَن قَصَدَنی طَلَبَنی،ومَن طَلَبَنی وَجَدَنی،ومَن وَجَدَنی حَفِظَنی،ومَن حَفِظَنی لا یَختارُ عَلَیَّ غَیری. (3)

972.الإمام علیّ علیه السلام: الذِّکرُ مِفتاحُ الاُنسِ. (4)

973.عنه علیه السلام: ذِکرُ اللّهِ قُوتُ النُّفُوسِ وَمُجالَسَةُ الْمَحبُوبِ. (5)

974.الإمام زین العابدین علیه السلام -فی دُعائِهِ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،ونَبِّهنی لِذِکرِکَ فی أوقاتِ الغَفلَةِ،وَاستَعمِلنی بِطاعَتِکَ فی أیّامِ المُهلَةِ،وَانهَج لی إلی مَحَبَّتِکَ سَبیلاً سَهلَةً،أکمِل لی بِها خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ. (6)

ص:224

لِلرّاحِلِ إلَیکَ عَزمُ إرادَةٍ یَختارُکَ بِها وَقَد ناجَاک بِعَزمِ الإرادَةِ قَلبِی. (1)

وَالعَمَلَ الَّذی یُبَلِّغُنی حُبَّکَ.اللّهُمَّ اجعَل حُبَّکَ أحَبَّ إلَیَّ مِن نَفسی وأهلی ومِنَ الماءِ البارِدِ. (1)

984.عنه صلی الله علیه و آله -فی دُعائِهِ-:اللّهُمَّ اجعَلنا مَشغولینَ بِأَمرِکَ،آمِنینَ بِوَعدِکَ،آیِسینَ مِن خَلقِکَ،آنِسینَ بِکَ،مُستَوحِشینَ مِن غَیرِکَ،راضینَ بِقَضائِکَ،صابِرینَ عَلی بَلائِکَ،شاکِرینَ عَلی نَعمائِکَ،مُتَلَذِّذینَ بِذِکرِکَ،فَرِحینَ بِکِتابِکَ،مُناجینَ إیّاکَ آناءَ اللَّیلِ وأطرافَ النَّهارِ،مُستَعِدّینَ لِلمَوتِ،مُشتاقینَ إلی لِقائِکَ. (2)

985.فاطمة علیها السلام -أیضاً-:اللّهُمَّ...أسأَلُکَ النَّظَرَ إلی وَجهِکَ،وَالشَّوقَ إلی لِقائِکَ. (3)

986.الإمام زین العابدین علیه السلام -أیضاً-:اللّهُمَّ صَلَّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وفَرِّغ قَلبی لِمَحَبَّتِکَ،وَاشغَلهُ بِذِکرِکَ. (4)

987.عنه علیه السلام -أیضاً-:اللّهُمَّ وإنّی أتوبُ إلَیکَ مِن کُلِّ ما خالَفَ إرادَتَکَ،أو زالَ عَن مَحَبَّتِکَ؛مِن خَطَراتِ قَلبی،ولَحَظاتِ عَینی،وحِکایاتِ لِسانی. (5)

988.عنه علیه السلام -فی مُناجاتِهِ-:اللّهُمَّ اجعَلنی مِنَ الَّذینَ جَدّوا فی قَصدِکَ فَلَم یَنکِلوا، و سَلَکُوا الطَّریقَ إلَیکَ فَلَم یَعدِلوا،وَاعتَمَدوا عَلَیکَ فِی الوُصولِ حَتّی وَصَلوا، فَرَوِیَت قُلوبُهُم مِن مَحَبَّتِکَ،وأنِسَت نُفوسُهُم بِمَعرِفَتِکَ. (6)

ص:227

989.عنه علیه السلام -فی دُعائِهِ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاحفَظنا مِن بَینِ أیدینا، ومِن خَلفِنا،وعَن أیمانِنا،وعَن شَمائِلِنا،ومِن جَمیعِ نَواحینا،حِفظاً عاصِماً مِن مَعصِیَتِکَ،هادِیاً إلی طاعَتِکَ،مُستَعمِلاً لِمَحَبَّتِکَ. (1)

990.عنه علیه السلام -أیضاً-:اللّهُمَّ...وَاعمِ أبصارَ قُلوبِنا عَمّا خالَفَ مَحَبَّتَکَ. (2)

991.عنه علیه السلام -أیضاً-:اللّهُمَّ...لا تَبتَلِیَنّی بِالکَسَلِ عَن عِبادَتِکَ،ولَا العَمی عَن سَبیلِکَ،ولا بِالتَّعَرُّضِ لِخِلافِ مَحَبَّتِکَ. (3)

992.عنه علیه السلام -مُناجاتِهِ-:إلهی،فَاجعَلنا مِنَ الَّذینَ تَوَشَّحَت أشجارُ الشَّوقِ إلَیکَ فی حَدائِقِ صُدورِهِم،وأخَذَت لَوعَةُ مَحَبَّتِکَ بِمَجامِعِ قُلوبِهِم،فَهُم إلی أَوکارِ الأَفکارِ یَأوونَ،وفی رِیاضِ القُربِ وَالمُکاشَفَةِ یَرتَعُونَ،ومِن حِیاضِ المَحَبَّةِ بِکأسِ المُلاطَفَةِ یَکرَعُونَ،وشَرائِعَ المُصافاةِ یَرِدونَ. (4)

993.عنه علیه السلام -فی دُعائِهِ-:اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ،وَاجعَلنی لَهُم قَریناً، وَاجعَلنی لَهُم نَصیراً،وَامنُن عَلَیَّ بِشَوقٍ إلَیکَ،وبِالعَمَلِ لَکَ بِما تُحِبُّ وتَرضی، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ،وذلِکَ عَلَیکَ یَسیرٌ. (5)

ص:228

994.الإمام الصادق علیه السلام -مِن دُعائِهِ عِندَ حُضورِ شَهرِ رَمَضانَ-:صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ،وَاشغَل قَلبی بِعَظیمِ شَأنِکَ،وأرسِل مَحَبَّتَکَ إلَیهِ حَتّی ألقاکَ وأوداجی تَشخَبُ دَماً. (1)

995.عنه علیه السلام -کانَ یَقولُ-:اللّهُمَّ املَأ قَلبی حُبّاً لَکَ،وخَشیَةً مِنکَ،وتَصدیقاً وإیماناً بِکَ،وفَرَقاً مِنکَ،وشَوقاً إلَیکَ،یا ذَا الجَلالِ وَالإِکرامِ. (2)

996.عنه علیه السلام: تَدعو بِهذَا الدُّعاءِ فی دُبُرِ رَکَعَتی طَوافِ الفَریضَةِ،تَقولُ بَعدَ التَّشَهُّدِ:

اللّهُمَّ ارحَمنی بِطَواعِیَتی إیّاکَ وطَواعِیَتی رَسولَکَ صلی الله علیه و آله،اللّهُمَّ جَنِّبنی أن أتَعَدّی حُدودَکَ،وَاجعَلنی مِمَّن یُحِبُّکَ ویُحِبُّ رَسولَکَ ومَلائِکَتَکَ وعِبادَکَ الصّالِحینَ. (3)

ص:229

ص:230

مَحَبَّةِ اللّهِ ».

وقد افرد الفصل الأوّل من القسم الثانی لذکر الآیات والأحادیث التی تتضمّن دعاء أهل الإیمان بأسالیب مختلفة من البیان لنیل کیمیاء محبّة اللّه.

احَبِّبُک إلی خَلقِکَ؟»قال:

«أُذکُر أَیادِیَّ عِنْدَهُم،فَإِنَّکَ إذا ذَکَرتَ لَهُم ذلِکَ أَحَبّونی». (1)

ولکن لا شکّ فی أنّ المعرفة التامّة الکاملة-والتی یُعبَّر عنها بالعشق-لا تُنال إلّا عن طریق المعرفة الشهودیّة،وهو ما عبّر عنه بعض أهل المعرفة بقوله:

«وخلاصة القول هی أنّ الإنسان لا یصیر عاشقاً للّه ما لم یعرفه معرفة شهودیّة.وإذا أصبح عارفاً عن هذا الطریق فحینئذٍ یری کلّ المحاسن فی اللّه «آللّهُ خَیْرٌ أَمّا یُشْرِکُونَ» 2 ،وفی مثل هذه الحالة من المستحیل أن یلتفت الإنسان إلی غیر اللّه».

الحَیاةِ الدُّنیا و نَعیمِها،و کانَت دُنیاهُم أقَلَّ عِندَهُم مِمّا یَطَؤونَهُ بِأَرجُلِهِم ولَنَعِموا بِمَعرِفَةِ اللّهِ-جَلَّ وعَزَّ-وتَلَذَّذوا بِها تَلَذُّذَ مَن لَم یَزَل فی رَوضاتِ الجِنانِ مَعَ أولِیاءِ اللّهِ...». (1)

الباقر علیه السلام بقوله:

«...قَطَعوا مَحَبَّتَهُم بِمَحَبَّةِ رَبِّهِم...ونَظَروا إلَی اللّهِ عز و جل و إلَی مَحَبَّتِهِ بِقُلوبِهِم». (1)

ثالثاً:إنّ بعض العناوین التی وردت فی«مبادئ محبّة اللّه» (2)أو«مبادئ التحبّب إلی اللّه»کالتقوی والتوبة،هی أسباب لتجلیة القلب،ویُعتبر أکثرها من أسباب تحلیته.أمّا الأسباب الکامنة وراء الفصل بین«مبادئ المحبّة»و«مبادئ التحبّب» فهی أنّ المجموعة الاُولی تمثّل عناصر محبّة العبد لربّه،فی حین تعکس المجموعة الثانیة عناصر محبّة اللّه لعبده.ولکن لا مانع من استخدام مبادئ أیّ منهما لتحقیق الأغراض المتوخّاة من مبادئ المجموعة الثانیة،فقد ورد فی نصّ القرآن الکریم والأحادیث الشریفة أنّ التوبة سبب لمحبّة اللّه لعبده،ولکنّها من الممکن أیضاً-فی ضوء التوضیحات السالفة-أن تکون من أسباب محبّة العبد لربّه،وقد ورد ذکر امور اخری،کمعرفة اللّه والتقوی والدعاء،باعتبارها من جملة اسباب محبّة العبد لربّه، فی حین آنهاتعتبر-من غیر شک-من موجبات محبّة اللّه للعبد أیضاً.

وورد بشأن بعض المبادئ کمبدأ«ذکر اللّه» (3)تصریحات تؤکّد أنّ ذکر اللّه سب لمحبّة اللّه للعبد،وهی فی الوقت ذاته سبب لمحبّة العبد للّه.

علی الإطلاق مع حبّ الدنیا،ولا یتیسّر للإنسان معرفة اللّه وحبّه طالما کانت هناک ذرّة واحدة من غبار حبّ الدنیا جاثیة علی مرآة قلبه.

وهنا یتبادر إلی الأذهان سؤال مفاده:ما حبّ الدنیا؟ولماذا یتعذّر اجتماعه مع حبّ اللّه؟

إنّ الدنیا فی الرؤیة الإسلامیّة عبارة عن اتّخاذ الإمکانات واللذائذ المادّیّة والدنیویّة هدفاً،أمّا إذا کان التمتّع باللذائذ المادّیّة والدنیویّة مقدّمة للسموّ المعنوی والاُخروی،ومدعاة للقرب الإلهی،فهذا لا یعتبر فی الرؤیة الإسلامیة میلاً نحو الدنیا،ولا یشکّل عائقاً یحول دون محبّة اللّه،بل علی العکس هو بمثابة مقدّمة تمهّد الأجواء لحبّ اللّه.

ولکن إذا اتّخذت اللذائذ المادّیّة کهدف،ففی ذلک خطورة جمّة تهدّد القیم المعنویّة ورکائز المحبّة: «ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ فِی جَوْفِهِ» 1 .کیف یتسنّی لقلب امتلأ بحبّ الدنیا وغمرته الظلمات،أن یکون للرحمن عرشاً ویتجلّی فیه نور السموات و الأرض ! وانطلاقاً من هذه الرؤیة قال إمام العارفین:

«کَما أنَّ الشَّمسَ وَاللَّیلَ لا یَجتَمِعانِ کَذلِکَ حُبُّ اللّهِ وحُبُّ الدُّنیا لا یَجتَمِعانِ». (1)

ولا یبدو هنا فارق ما بین اللذائذ المحلّلة والمحرّمة؛لأنّ اللذائذ المحلّلة أیضاً إذا اتّخذت کهدف فهی تؤدّی بالمرء إلی الانغماس فی الظلمات،وتحول بینه وبین الحبّ الحقیقی للنور المطلق.وفی هذا المعنی قال رسول اللّه صلی الله علیه و آله لأبی ذرّ:

«لِیَکُن لَکَ فِی کُلِّ شَیءٍ نِیَّةٌ صالِحَةٌ حَتَّی الأَکلَ وَالنَّومَ». (2)

ومن الطبیعیّ أنّ اللذائذ المحرّمة تغمس صاحبها فی ظلمات أکثر،وتحجبه بحجب وحواجز أکبر.

ص:236

إنّ الاجتناب عن مطلق حبّ الدنیا هو أسمی مراتب التقوی،وإذا ناله الإنسان نال کیمیاء المحبّة،وبلغ أرفع درجات النعیم المعنوی،وعن هذا الصنف من المتّقین قال الإمام محمّد الباقر علیه السلام:

«قَطَعوا مَحَبَّتَهُم بِمَحَبَّةِ رَبِّهِم...ونَظَروا إلَی اللّهِ...». (1)

أعماق قلوب النّاس،حیث یجب علی کلّ امرئٍ أن یجاهد من أجل إزالة الفتنة من داخل نفسه ومن خارجها،و هذا هو الجهاد الذی إن انتصر فیه الإنسان،یصلح کلّ الناس وکلّ شیء» (1).

المجموعة الاُولی:الروایات التی أشارت إلی دور ذکر اللّه فی مکافحة أمراض القلب وصیانته،کالروایات التالیة المنقولة عن أمیر المؤمنین علیه السلام:

«ذِکرُ اللّهِ،مَطرَدَةُ الشَّیطانِ». (1)

«ذِکرُ اللّهِ،رَأسُ مَالِ کُلِّ مُؤمِنٍ ورِبحُهُ السَّلامَةُ مِن الشَّیطانِ». (2)

«ذِکرُ اللّهِ،دَواء أَعلالِ النُّفُوسِ». (3)

«یا مَنِ اسمُهُ دَواءٌ و ذِکرُهُ شِفاءٌ». (4)

المجموعة الثانیة:النصوص التی تبیّن دور ذکر اللّه فی طمأنینة القلب وشرح الصدر،وإنارة القلب والفکر،وتنمیة الحیاة والمشاعر الباطنیّة،والتکامل المعنوی، من قبیل قوله تعالی: «أَلا بِذِکْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» 5 .

وما روی عن أمیر المؤمنین علیه السلام:

«الذِّکرُ،یَشرَحُ الصَّدرَ». (5)

«دَوامُ الذِّکر ِ،یُنیرُ القَلبَ وَالفِکرَ». (6)

«مَن ذَکَرَ اللّهَ،أحیا قَلبَهُ و نَوَّرَ عَقلَهُ و لُبَّهُ». (7)

«إنَّ اللّهَ سُبحانَهُ جَعَلَ الذِّکرَ جِلاءً لِلقُلوبِ،تَسْمَعُ بِهِ بَعدَ الوَقرَة،وتُبصِرُ بِهِ بَعدَ العَشوَةَ وتَنقادُ بِهِ بَعدَ المُعَانَدَةِ». (8)

«مُداوَمَةُ الذِّکرِ،قوتُ الأَرواحِ ومِفتاحُ الفَلاحِ». (9)

ص:239

المجموعة الثالثة:النصوص التی اعتبرت الاُنس باللّه ومجالسته ومحبّته کثمرة لذکره،نظیر ما نقل عن رسول اللّه صلی الله علیه و آله فی قوله:

«مَن أکثَرَ ذِکرَ اللّهِ،أحَبَّهُ». (1)

وما روی عن أمیر المؤمنین علیه السلام قوله:

«الذِّکرُ مِفتاحُ الاُنسِ». (2)

«ذِکرُ اللّهِ قوتُ النُّفوسِ ومُجالَسَةُ المَحبوبِ». (3)

یُستدلّ من هذه النصوص علی أنّ ذکر اللّه یُجلی فی الخطوة الاُولی من السلوک إلیه مرآة القلب من صدأ الرذائل والقبائح،ویقوّی فی الخطوة الثانیة قدرته علی اکتساب المعارف الشهودیّة،ویقدّم فی الخطوة الثالثة اکسیر محبّة الواحد الأحد لسالکی هذا السبیل.

ونظراً لأهمّیّة دور ذکر اللّه فی بناء الإنسان المؤمن والمجتمع الموحّد،فقد حثّت الآیات الکریمة والأحادیث الشریفة علی وجوب الإکثار منه،بل ودیمومته.قال سبحانه وتعالی:

«یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْکُرُوا اللّهَ ذِکْراً کَثِیراً * وَ سَبِّحُوهُ بُکْرَةً وَ أَصِیلاً» 4.

«فَإِذا قَضَیْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْکُرُوا اللّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِکُمْ» 5 .

وقال الصادق علیه السلام:

«ما مِن شَیءٍ إلّاولَهُ حَدٌّ یَنتَهی إلَیهِ إلّاالذِّکرَ فَلَیسَ لَهُ حَدٌّ یَنتَهی إلَیهِ...

ثمّ تلا هذه الآیة:

«یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْکُرُوا اللّهَ ذِکْراً کَثِیراً»» 6.

ص:240

القوی للإنسان من أجل ترک معصیة اللّه» (1).

الثانیة: إنّ حقیقة الذکر هی استشعار المثول بین یدی اللّه تعالی،وهو شعور یدفع الإنسان إلی تحمّل المسؤولیّات الفردیّة والاجتماعیّة.وکلّما ازداد هذا الشعور لدی الإنسان قوّة یتّخذ الذکر لدیه طابعاً واقعیّاً أعمق،وتتمخّض عنه آثار وبرکات أکثر.والدوام علی الذکر بهذا المعنی هو أمر عسیر جدّاً،قال الإمام الصادق علیه السلام لأحد أصحابه فی هذا المعنی:

«ألا اخبِرُکَ بِأَشَدِّ مَا فَرَضَ اللّهُ عز و جل عَلی خَلقِهِ [ثَلاثٌ]؟»،قُلتُ:«بَلی»؛ قَالَ:«إنصافُ النّاسِ مِن نَفسِکَ،و مُواساتُکَ أخاکَ،و ذِکرُ اللّهِ فی کُلِّ مَوطِنٍ.أما إنّی لا أقُولُ:سُبحَانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ِ،ولا إِلهَ إلَّااللّهُ،وَاللّهُ أکبَرُ، وإن کانَ هَذا مِن ذاکَ،ولکِن ذِکرُ اللّهِ جَلَّ وَعَزَّ فی کُلِّ مَوطِنٍ إذا هَجَمتَ عَلی طاعَةٍ أو عَلَی مَعصِیَةٍ». (2)

کُلِّ تَقِیٍّ». (1)

وعلی هذا الأساس؛فالصلاة أفضل وسیلة لبناء الذات وبناء مجتمع التوحید القائم علی محبّة اللّه،وانطلاقاً من هذه الرؤیة وصفها رسول اللّه صلی الله علیه و آله بأنّها:«

خَیرُ مَوضُوع» (2).وقال الإمام الصادق علیه السلام فی وصفه لقیمة الصلاة ودورها فی بناء الإنسان:

«ما مِن شَیءٍ بَعدَ المَعرِفَةِ تَعدِلُ هَذِهِ الصَّلاةَ». (3)

فانطلاقاً من هذه الرؤیة إنّنا نجد الإمام الخمینی رحمه الله فی وصیّته الأخلاقیّة بعد أن اعتبر الأنانیّة والعجب مصدراً لکلّ الفتن والمصائب التی تحلّ ببنی آدم،والجهاد من أجل اجتثاث هذه الجذور الخبیثة جهاداً أکبَر،ووصف الانتصار فی هذا الجهاد بأنّه مدعاة لإصلاح کلّ شیء وکلّ شخص،قد أکّد أنّ الصّلاة-من بعد الاستعانة باللّه سبحانه-هی سبیل تحقیق هذا الانتصار.وکان نصّ وصیّة السیّد الإمام إلی نجله کالآتی:

«علیک أن تسعی یابنیّ لبلوغ هذا الانتصار،أو بلوغ بعض مراحله،شمّر لهذه المهمّة عن ذراعیک،وقلّل من الأهواء النفسیّة التی لا تحصی ولا تعدّ،واستعن باللّه تعالی؛لأنّ المرء لا یحقّق بدون معونته أیّ إنجاز.والصلاة-باعتبارها معراج العارفین،وسفر العاشقین-تقود إلی هذه الغایة.وإذا وُفّقتَ ووُفّقنا لأداء رکعة واحدة منها ومُشاهدة الأنوار المکنونة فیها والأسرار الخفیّة المودعة فیها ولو علی قدر طاقتنا،نکون قد أدرکنا نفحة واحدة من مقصد أولیاء اللّه ومقصودهم،وشاهدنا لوحةً لصلاة معراج سیّد الأنبیاء العارفین-علیه وعلیهم وعلی آله

ص:243