تیسیر و تکمیل شرح ابن عقیل علی الفیة ابن مالک المجلد 5

اشارة

سرشناسه : ابن عقیل، عبدالله بن عبدالرحمن 698 - 769ق.

عنوان و نام پدیدآور : تیسیر و تکمیل شرح ابن عقیل علی الفیة ابن مالک/ بهاء الدین عبدالله بن عقیل العقیلی الهمدانی المصری ، قدّم له الاستاذ الدکتور محمد علی سلطانی

مشخصات نشر : دمشق : دارالعصماء،1428ق.

مشخصات ظاهری : 5 ج.

یادداشت : عربی.

موضوع : زبان عربی -- نحو

توضیح : «تیسیر و تکمیل شرح ابن عقیل علی الفیة ابن مالک» کاری است که توسط محمدعلی سلطانی در پنج جلد انجام گرفته است. در واقع این اثر، تکمله ای است بر کتاب شرح ابن عقیل که بر الفیه ابن مالک نوشته شده است.

محقق در پاورقی کتاب، توضیحات و تکمله هایی را بر عبارات شارح الفیة، که ابن عقیل باشد، آورده و با ذکر شماره ای که ارجاعِ آن به متن ابن عقیل داده شده، به تکمیل و شرح آن عبارات پرداخته است.وی در پایان هر بخش از کتاب، سؤالات و تمرین هایی را برای طلاب طرح نموده است.

همچنین علاوه بر این که بر مطالب ابن عقیل، تکمله ای افزوده و مطالب را توضیح داده، بر اشعار ابن مالک نیز در موارد ضرورت، شرح و توضیحاتی داده است. مثلا به تجزیه و ترکیب ابیات ابن مالک پرداخته تا فهم معنای آن واضح تر گردد. علاوه بر این، حتی در بعضی از موارد، شاهد مثال هایی آورده که ممکن است ابن عقیل از آن غفلت ورزیده باشد.

ص: 1

اشارة

ص: 2

تقدیم

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله رب العالمین ، والصلاة والسّلام علی المعلم الأمین ، نبینا محمد وعلی آله وأصحابه الطیبین الطاهرین. وبعد فهذه بحوث الصرف لشرح ابن عقیل علی ألفیة ابن مالک ، تم جمعها فی جزء مستقل لتکون مرجعا میسّرا لطالبیه.

فمن المعلوم لدارسی الألفیة أن ابن مالک رحمه الله - عمد إلی إدخال بعض بحوث الصرف فی أثناء بحوث النحو ، فجعل أبنیة المصادر وأبنیة أسماء الفاعلین والمفعولین والصفة المشبهة بین عمل اسم الفاعل والمفعول وعمل الصفة المشبهة ، کأنما یرید بذلک أن یربط الصیغ بعملها ...

غیر أن هذا وإن بدا متّشحا ببعض التصنیف المنطقی غیر أنه یبقی بحثا فی الصرف الخالص ، إذ یتناول صوغ هذه الأبنیة وأوزانها وقواعد ذلک ...

کما جعل بحث توکید الأفعال بالنون بین الممنوع من الصرف وأسماء الأفعال والأصوات بلا حجة منطقیة واضحة ... وجعل بحث التصریف - وهو أول ما ینبغی تقدیمه للمتعلم بوصفه یعرّف بأوّلیات علم التصریف - أواخر بحوث الصرف ، وهو أمر لا یمکن الدفاع عنه.

وما فعلناه فی هذا الجزء - من هذه الناحیة - هو نقل بحوث الصرف إلی أماکنها المناسبة ، وتقدیم بحث التصریف لیکون فاتحتها ... مع الإشارة إلی أن هذا الجزء الخاص بالصرف ، قد نال من العنایة والمزایا ما نالته بحوث النحو فی الأجزاء الأربعة السابقة ؛ من تقدیم البحث علی شکل

ص: 3

مقاطع متکاملة ، تشیر إلیها عناوین موضّحة ، وإغناء الحواشی باعتدال واف لتوضیح الغامض ، وتخریج الشواهد وإعرابها ، مع الإسهام فی إنارة الغوامض بإلقاء الضوء علی بعض الخلافات النحویة ... ثم تذییل کل بحث بما یحقق الانتقاع به ؛ من الأسئلة الدقیقة الشاملة ، والنصوص المختارة للتدریبات المعینة علی الإتقان والتثبیت ..

سائلا المولی سبحانه أن یکون فی هذا العمل تمام النفع ، وحسن القبول.

إنه تعالی ولی المتقین

ص: 4

التصریف

اشارة

بسم الله الرحمن الرحیم

حرف وشبهه من الصرف بری

وما سواهما بتصریف حری

* * *

التصریف عبارة عن : علم یبحث فیه عن أحکام بنیة الکلمة العربیة (1) ، وما لحروفها من أصالة وزیادة ، وصحة وإعلال ، وشبه ذلک (2).

ولا یتعلق إلا بالأسماء المتمکنة والأفعال (3) ، فأما الحروف وشبهها (4) فلا تعلّق لعلم الصرف بها.

* * *

ص: 5


1- بنیة الکلمة أی صیغتها وما یطرأ علیها من تغییر وهی مفردة ، أما تغییر أواخر الکلمة وهی مرکبة مع غیرها فهو من بحث علم النحو.
2- قیل : کالإخفاء والإدغام والإظهار.
3- الأفعال المتصرفة والصرف فیها بطریق الأصالة لکثرة ما یطرأ علیها من تغییر وظهور الاشتقاق فیها بخلاف الأسماء.
4- أی الأسماء المبنیة والأفعال الجامدة کعسی ولیس ونعم فإنها تشبه الحرف فی الجمود.

ولیس أدنی من ثلاثی یری

قابل تصریف سوی ما غیّرا (1)

* * *

یعنی أنه لا یقبل التصریف من الأسماء والأفعال ما کان علی حرف واحد أو علی حرفین ، إلا إن کان محذوفا منه ، فأقلّ ما تبنی علیه الأسماء المتمکنة والأفعال ثلاثة أحرف ، ثم قد یعرض لبعضها نقص ک «ید» و «قل» و «م الله» (2) و «ق زیدا».

* * *

ومنتهی اسم خمس ان تجرّدا

وإن یزد فیه فما سبعا عدا

* * *

المجرد والمزید من الأسماء

الاسم قسمان : مزید فیه ، ومجرد عن الزیادة.

فالمزید فیه هو : ما بعض حروفه ساقط وضعا ، وأکثر ما یبلغ الاسم بالزیادة سبعة أحرف نحو «احرنجام ، واشهیباب» (3).

ص: 6


1- لیس : فعل ناقص ، أدنی : اسم لیس ، من ثلاثی : جار ومجرور متعلق بأدنی ، یری : فعل مضارع مبنی للمجهول ، نائب فاعله هو وهو المفعول الأول والجملة مضاف ، تصریف : مضاف إلیه ، سوی : اسم منصوب علی الاستثناء بفتحة مقدرة علی الألف وهو مضاف ، ما اسم موصول مضاف إلیه ، غیّر : فعل ماض مبنی للمجهول ، ونائب فاعله هو والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
2- عند من یجعله مختصرا من «أیمن الله» فی القسم.
3- احرنجام : مصدر احر نجمت الإبل إذا اجتمعت ومجرده «حرجم» زیدت فیه الألفان والنون ، واشهیباب : مصدر اشهابّ الفرس أی فیه شهبة وشهب وهو بیاض یصحبه سواد خلاله. ومجرده شهب ثلاثی زیدت فیه الألفان والیاء وإحدی الباءین.

والمجرد عن الزیادة هو : ما بعض حروفه لیس ساقطا فی أصل الوضع ، وهو : إما ثلاثی کفلس ، أو رباعی کجعفر ، وإما خماسی - وهو غایته - کسفرجل.

* * *

وغیر آخر الثلاثی افتح وضمّ

واکسر وزد تسکین ثانیه تعمّ

* * *

العبرة فی وزن الکلمة بما عدا الحرف الأخیر منها ، وحینئذ فالاسم الثلاثی : إما أن یکون مضموم الأول ، أو مکسوره ، أو مفتوحه ، وعلی کل من هذه التقادیر : إما أن یکون مضموم الثانی ، أو مکسوره ، أو مفتوحه ، أو ساکنه.

فتخرج من هذا اثنا عشر بناء حاصلة من ضرب ثلاثة فی أربعة ، وذلک نحو «قفل وعنق ، ودئل ، وصرد» (1) ، ونحو «علم ، وحبک (2) ، وإبل ، وعنب» ، ونحو «فلس ، وفرس ، وعضد ، وکبد».

* * *

وفعل اهمل والعکس یقل

لقصدهم تخصیص فعل بفعل

ص: 7


1- دئل : دویبة کابن عرس سمیت به قبیلة من کنانة منها أبو الأسود الدؤلی. صرد : طائر أبقع - فیه بقع من سواد وبیاض - أبیض البطن.
2- حبک لغة فی حبک یقال : «للریح فی الماء والرمل حبک» أی طرائق الواحد حبیکة وحباک وتطلق علی طرائق النجوم کقوله تعالی : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُکِ).

یعنی أن من الأبنیة الاثنی عشر بناءین أحدهما مهمل والآخر قلیل.

فالأول : ما کان علی وزن فعل - بکسر الأول وضم الثانی - وهذا بناء من المصنف علی عدم إثبات «حبک».

والثانی : ما کان علی وزن فعل - بضم الأول وکسر الثانی - ک «دئل» ، وإنما قل ذلک فی الأسماء ؛ لأنهم قصدوا تخصیص هذا الوزن بفعل ما لم یسمّ فاعله ، ک «ضرب ، وقتل».

* * *

وافتح وضمّ واکسر الثانی من

فعل ثلاثی وزد نحو ضمن

ومنتهاه أربع إن جرّدا

وإن یزد فیه فما ستا عدا

* * *

المجرد والمزید من الأفعال

الفعل ینقسم إلی مجرد ، وإلی مزید فیه کما انقسم الاسم إلی ذلک ، وأکثر ما یکون علیه المجرد أربعة أحرف ، وأکثر ما ینتهی فی الزیادة إلی ستة.

وللثلاثیّ المجرد أربعة أوزان (1) : ثلاثة لفعل الفاعل ، وواحد لفعل المفعول.

فالتی لفعل الفاعل : فعل (2) - بفتح العین ک «ضرب» ، وفعل (3)

ص: 8


1- هذا مذهب الکوفیین والمبرد من أن صیغة المبنی للمجهول أصل ، وأما مذهب البصریین فإن صیغة المبنی للمجهول فرع عن صیغة المبنی للمعلوم وهو الأظهر ، ولذلک فلیس للثلاثی المجرد إلا ثلاثة أوزان أصول.
2- وقیاس مضارعه أن یکون مضموم العین نحو «نصر ینصر» أو مکسور العین نحو «ضرب بضرب» أو مفتوح العین نحو «منع یمنع» ویعین الضم فی واویّ العین أو اللام مثل «قال یقول» و «دعا یدعو» ویتعین الکسر فی یائی أحدهما مثل «باع یبیع» ورمی یرمی».
3- وقیاس مضارعه أن یکون مفتوح العین نحو «شرب یشرب» وجاء الکسر فی ألفاظ قلیلة مثل «ورث یرث» ، ومق یمق».

بکسرها - ک «شرب» وفعل (1) - بضمها - ک «شرف» والذی لفعل المفعول : فعل - بضم الفاء وکسر العین - ک «ضمن).

ولا تکون الفاء فی المبنی للفاعل إلا مفتوحة ، ولهذا قال المصنف «وافتح وضمّ واکسر الثانی» فجعل الثانی مثلّثا ، وسکت عن الأول ، فعلم أنه یکون علی حالة واحدة ، وتلک الحالة هی الفتح (2).

وللرّباعی المجرد ثلاثة أوزان : واحد لفعل الفاعل ، ک : «دحرج» ، وواحد لفعل المفعول ک «دحرج» وواحد لفعل الأمر ک «دحرج».

أما المزید فیه ، فإن کان ثلاثیا صار بالزیادة علی أربعة أحرف ، ک «ضارب» ، أو علی خمسة ، ک «انطلق» ، أو علی ستة ، ک «استخرج» وإن کان رباعیا صار بالزیادة علی خمسة ، ک «تدحرج» ، أو علی ستة ، ک «احرنجم».

* * *

لاسم مجرّد رباع فعلل

وفعلل وفعلل وفعلل

ومع فعلّ فعلل وإن علا

فمع فعلّل حوی فعلللا

کذا فعلّل وفعللّ وما

غایر للزیّد أو النّقص انتمی

* * *

أوزان الاسم المجرد

الاسم الرباعی المجرد له ستة أوزان :

الأول : فعلل - بفتح أوله وثالثه ، وسکون ثانیه - نحو «جعفر» (3)

ص: 9


1- ولا یکون مضارعه إلا مضموم العین ، نحو «ظرف یظرف».
2- وسکت عن لام الفعل لأنها مفتوحة دائما لبناء الفعل الماضی علی الفتح.
3- الجعفر : النهر الصغیر.

الثانی : فعلل - بکسر أوله وثالثه ، وسکون ثانیه - نحو «زبرج» (1).

الثالث : فعلل - بکسر أوله ، وسکون ثانیة ، وفتح ثالثة - نحو «درهم» ، و «هجرع» (2).

الرابع : فعللّ - بضم أوله وثالثه ، وسکون ثانیه - نحو «برثن» (3).

الخامس : فعلّ - بکسر أوله ، وفتح ثانیه ، وسکون ثالثه - نحو «هزبر» (4).

السادس : فعلل - بضم أوله ، وفتح ثالثه ، وسکون ثانیه - نحو «جخدب» (5) وأشار بقوله : «فإن علا - إلخ» إلی أبنیة الخماسی وهی أربعة :

الأول : فعلّل - بفتح أوله وثانیه ، وسکون ثالثه ، وفتح رابعه - نحو «سفرجل» (6).

الثانی : فعللل - بفتح أوله ، وسکون ثانیه ، وفتح ثالثه ، وکسر رابعه - نحو «جحمرش» (7).

الثالث : فعلّل - بضم أوله ، وفتح ثانیه ، وسکون ثالثه ، وکسر رابعه - نحو «قذعمل» (8).

ص: 10


1- الزبرج : السحاب الرقیق أو الأحمر ، وهو من أسماء الذهب.
2- الهجرع : الطویل الممشوق أو الطویل الأعرج.
3- البرئن : بثاء مثلثة - واحد البراثن وهی من السباع والطیر کالأصابع من الإنسان والمخلب : ظفر البرثن.
4- الهزبر : الأسد القوی.
5- الجخدب : الجراد الأخضر الطویل الرجلین وقیل ذکر الجراد.
6- السفرجل : فاکهة من فصیلة التفاح ولکن حجمه أکبر.
7- الجحمرش : العجوز المسنة ، والعظیمة من الأفاعی.
8- القذعمل : هو الضخم من الإبل ، والقذعملة من النساء القصیرة.

الرابع : فعللّ - بکسر أوله ، وسکون ثانیه ، وفتح ثالثه ، وسکون رابعه - نحو «قرطعب» (1)».

وأشار بقوله : «وما غایر - إلخ» إلی أنه إذا جاء شیء علی خلاف ما ذکر ، فهو إما ناقص ، وإما مزید فیه ، فالأول ک «ید ودم» (2) ، والثانی ک «استخراج واقتدار».

* * *

والحرف إن یلزم فأصل ، والذی

لا یلزم الزائد مثل تا احتذی

* * *

الحرف الذی یلزم تصاریف الکلمة هو الحرف الأصلیّ ، والذی یسقط فی بعض تصاریف الکلمة هو الزائد نحو «ضارب ، ومضروب».

* * *

بضمن فعل قابل الأصول فی

وزن ، وزائد بلفظه اکتفی

وضاعف اللام إذا أصل بقی

کراء جعفر وقاف فستق (3)

ص: 11


1- القرطعب : هو الشیء الحقیر.
2- أصل ید ، یدی ، ودم ، دمو.
3- وضاعف : فعل أمر ، والفاعل ضمیر مستتر وجوبا تقدیره أنت ، اللام : مفعول به. إذا ظرف متضمن معنی الشرط مبنی علی السکون فی محل نصب مفعول فیه وهو متعلق بجواب محذوف التقدیر : إذا بقی أصل فضاعف اللام أصل : فاعل لفعل محذوف یفسره المذکور تقدیره : بقی أصل والجملة فی محل جر بإضافة إذا إلیها. بقی : فعل ماض مبنی علی الفتح والفاعل هو والجملة تفسیریة لا محل لها من الإعراب کراء جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف تقدیره وذلک کائن راء مضاف وجعفر : مضاف إلیه ، وقاف : معطوف علی راء وهو مضاف فستق : مضاف إلیه.

إذا أرید وزن الکلمة قوبلت أصولها بالفاء والعین واللام ، فیقابل أولها بالفاء ، وثانیها بالعین ، وثالثها باللام ، فإن بقی بعد هذه الثلاثة أصل عبّر عنه باللام.

فإن قیل : ما وزن ضرب؟ فقل : فعل ، وما وزن زید؟ فقل : فعل ، وما وزن جعفر؟ فقل : فعلل ، وما وزن فستق؟ فقل : فعلل ، وتکرّر اللام علی حسب الأصول.

وإن کان فی الکلمة زائد عبّر عنه بلفظه ، فإذا قیل : ما وزن ضارب؟

فقل : فاعل ، وما وزن جوهر؟ فقل : فوعل ، وما وزن مستخرج؟

فقل : مستفعل.

هذا إذا لم یکن الزائد ضعف حرف أصلی ، فإن کان ضعفه عبر عنه بما عبّر به عن ذلک الأصلی ، وهو المراد بقوله :

وإن یک الزائد ضعف أصل

فاجعل له فی الوزن ما للأصل (1)

* * *

فتقول فی وزن اغدودن (2) : افعوعل ، فتعبّر عن الدال الثانیة بالعین کما عبرت بها عن الدال الأولی ؛ لأن الثانیة ضعفها ، وتقول فی وزن قتّل : فعّل ، ووزن کرّم : فعّل فتعبر عن الثانی بما عبرت به عن

ص: 12


1- وإن : حرف شرط جازم ، یک : فعل مضارع ناقص فعل الشرط مجزوم بالسکون المقدر علی النون المحذوفة للتخفیف الزائد ، اسم یک : ضعف : خبرها منصوب ، ضعف مضاف ، أصل : مضاف إلیه ، فاجعل : الفاء واقعة فی جواب الشرط ، والفاعل ضمیر مستتر وجوبا تقدیره أنت والجملة فی محل جزم جواب الشرط. له ، فی الوزن : جار ومجرور متعلقان بمفعول ثان لا جعل ، ما : اسم موصول مفعول به أول لا جعل للأصل : جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول.
2- اغدودن الشعر إذا طال ، والنبت إذا اخضر حتی یضرب للسواد.

الأول ، ولا یجوز أن تعبر عن هذا الزائد بلفظه (1) ، فلا تقول فی وزن اغدودن : افعودل ، ولا فی وزن قتّل : فعتل ، ولا فی وزن کرّم فعول.

واحکم بتأصیل حروف سمسم

ونحوه ، والخلف فی کلملم

* * *

المراد بسمسم الرباعی الذی تکررت فاؤه وعینه ، ولم یکن أحد المکررین صالحا للسقوط ، فهذا النوع یحکم علی حروفه کلها بأنها أصول ، فإذا صلح أحد المکررین للسقوط ففی الحکم علیه بالزیادة خلاف - وذلک نحو «لملم» أمر من لملم ، و «کفکف» أمر من کفکف فاللام الثانیة والکاف الثانیة صالحان للسقوط ، بدلیل صحة لمّ وکفّ ، فاختلف الناس فی ذلک ، فقیل (2) : هما مادتان ، ولیس کفکف من کفّ ولا لملم من لمّ ، فلا تکون اللام والکاف زائدتین ، وقیل (3) : اللام زائدة وکذا الکاف ، وقیل (4) : هما بدلان من حرف مضاعف ، والأصل لمّم ، وکفّف ، ثم أبدل من أحد المضاعفین لام فی لملم ، وکاف فی کفکف.

ص: 13


1- والخلاصة أن الزائد مطلقا یعبر عنه بلفظه إلا المبدل من تاء الافتعال فیعبر عنه بأصله وهو التاء فوزن اصطبر افتعل ولا ینطق بالطاء ومثله ازدهر فوزنه افتعل ، إلا المکرر فإنه یکرر ما یقابله فی المیزان کما ذکر فی الأمثلة.
2- هذا مذهب البصریین إلا الزجاج ، لأن الکاف واللام من کفکف ولملم لیستا زائدتین بل هما أصلیتان فوزنهما فعلل.
3- ومذهب الزجاج أن اللام الثانیة والکاف زائدة فوزنهما فعفل بتکریر الفاء.
4- وهذا مذهب الکوفیین وهو أن الحرف الثالث زائد مبدل من حرف مماثل للثانی فقولک کفکف ولملم أصله کفّف ولمّم فاستثقل ثلاثة أمثال فأبدل من أحدهما حرف یماثل فاء الکلمة فأصبحت کفکف ولملم فوزنهما فعّل.

فألف أکثر من أصلین

صاحب - زائد بغیر مین (1)

* * *

حروف الزیادة

إذا صحبت الألف ثلاثة أحرف أصول حکم بزیادتها (2) ، نحو «ضارب ، وغضبی» ، فإن صحبت أصلین فقط فلیست زائدة ، بل هی إما أصل ک «إلی» (3) وإما بدل من أصل ک «قال وباع».

والیا کذا والواو إن لم یقعا

کما هما فی یؤیؤ ووعوعا

* * *

أی : کذلک إذا صحبت الیاء أو الواو ثلاثة أحرف أصول ، فإنه یحکم بزیادتهما إلا فی الثنائی المکرر.

فالأول : کصیرف (4) ، ویعمل (5) ، وجوهر ، وعجوز.

ص: 14


1- فألف : مبتدأ ، أکثر : مفعول به مقدم لصاحب. من أصلین : جار ومجرور وعلامة جر أصلین الیاء لأنه مثنی والنون عوض عن التنوین فی الاسم المفرد والجار والمجرور متعلق بأکثر. صاحب : فعل ماض وفاعله ضمیر مستتر جوازا تقدیره هو یعود إلی ألف والجملة فی محل رفع صفة لألف. زائد : خبر المبتدأ مرفوع ، بغیر : جار ومجرور متعلق بزائد ، غیر مضاف ، ومین : مضاف إلیه.
2- أما فی المبنیات والحروف فلا یحکم بزیادتها مع أکثر من أصلین کمهما وحتی ولا بإبدالها من غیرها علی الأقل کمتی وإلی بل تکون أصلیة غیر منقلبة وکذلک فی الأسماء الأعجمیة کإبراهیم لأن زیادة الحرف أو أصالته إنما تعرف بالاشتقاق.
3- إلیّ بوزن رضی «النعمة» وهو واحد الآلاء.
4- الصیرف : المحتال المتصرف فی الأمور ؛ لأن الصّرف : الحیلة ومنه قولهم : «إنه لیتصرف فی الأمور» أو الصیرف : هو الصرّاف والصیرفیّ ، یقال : صرفت الدراهم بالدنانیر ، وقوم صیارفة.
5- یعمل : الجمل القوی الجید السیر ، والناقة یعملة.

والثانی : کیؤیؤ ، - لطائر ذی مخلب - ووعوعة - مصدر وعوع إذا صوّت.

فالیاء والواو فی الأول زائدتان وفی الثانی أصلیتان.

* * *

وهکذا همز ومیم سبقا

ثلاثة تأصیلها تحقّقا

* * *

أی : کذلک یحکم علی الهمزة والمیم بالزیادة إذا تقدّمتا علی ثلاثة أحرف أصول ، کأحمد ومکرم ، فإن سبقا أصلین حکم بأصالتهما کإبل ومهد.

* * *

کذاک همز آخر بعد ألف

أکثر من حرفین لفظها ردف

* * *

أی : کذلک یحکم علی الهمزة بالزیادة إذا وقعت آخرا بعد ألف تقدّمها أکثر من حرفین نحو «حمراء» ، وعاشوراء ، وقاصعاء» (1).

فإن تقدم الألف حرفان فالهمزة غیر زائدة ، نحو «کساء ، ورداء» ، فالهمزة فی الأول بدل من واو ، وفی الثانی بدل من یاء ، وکذلک إذا تقدم علی الألف حرف واحد ، کماء ، وداء.

* * *

والنون فی الآخر کالهمز ، وفی

نحو «غضنفر» أصالة کفی

* * *

النون إذا وقعت آخرا بعد ألف ، تقدّمها أکثر من حرفین (2) ، حکم

ص: 15


1- قاصعاء : جحر الیربوع.
2- أی أکثر من حرفین أصلیین لیخرج نحو «مهوان» فإن نونه أصلیة ؛ لأنه من الهوان مع أن قبلها أکثر من حرفین ؛ لأن بعضهما زائد وهو المیم.

علیها بالزیادة ، کما حکم علی الهمزة حین وقعت کذلک ، وذلک نحو «زعفران ، وسکران».

فإن لم یسبقها ثلاثة فهی أصلیة ، نحو «مکان ، وزمان».

ویحکم أیضا علی النون بالزیادة إذا وقعت بعد حرفین (1) ، وبعدها حرفان ک «غضنفر» (2).

* * *

والتاء فی التأنیث والمضارعة

ونحو الاستفعال والمطاوعه

* * *

تزاد التاء إذا کانت للتأنیث (3) ، کقائمة ، وللمضارعة ، نحو «أنت تفعل» ، أو مع السین فی الاستفعال وفروعه ، نحو «استخراج ومستخرج واستخرج» أو مطاوعة فعّل نحو «علّمته فتعلّم» ، أو فعلل کتدحرج.

والهاء وقفا ک : «لمه» ولم تره

واللام فی الإشارة المشتهره

* * *

تزاد الهاء فی الوقف ، نحو «لمه ولم تره» (4) وقد سبق فی باب

ص: 16


1- أما الواقعة أولا نحو «نهشل» للذئب ، أو ثانیا نحو «قنطار» فإنها أصلیة.
2- الغضنفر : الأسد. کما أن النون تزاد فی أول المضارع والمطاوع نحو «انکسر» وباب «الافعنلال» مثل الاحرنجام.
3- سواء أکانت فی مفرد کقائمة أو جمع مؤنث سالم کقائمات.
4- لمه : جار ومجرور ، اللام حرف جر : م اسم استفهام مبنی علی السکون المقدر علی الألف المحذوفة للتخفیف ، والهاء للسکت أو الوقف ، حرف لا محل له من الإعراب لم یره : لم حرف نفی وجزم وقلب یره : یر فعل مضارع مجزوم یلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الألف ، والفاعل أنت والهاء للسکت أو للوقف حرف لا محل له من الإعراب.

الوقف بیان ما تزاد فیه ، وهو «ما» الاستفهامیة المجرورة ، والفعل المحذوف اللام للوقف ، نحو «ره» (1) ، أو المجزوم نحو «لم تره» وکل مبنی علی حرکة نحو «کیفه» إلّا ما قطع عن الإضافة کقبل ، وبعد ، واسم «لا» التی لنفی الجنس نحو «لا رجل» والمنادی نحو «یا زید» والفعل الماضی نحو «ضرب» واطّرد أیضا زیادة اللام فی أسماء الإشارة ، نحو «ذلک ، وتلک ، وهنالک» (2).

* * *

وامنع زیادة بلا قید ثبت

إن لم تبیّن حجّة کحظلت (3)

* * *

إذا وقع شیء من حروف الزیادة العشرة التی یجمعها قولک :

ص: 17


1- (ره) ر فعل أمر مبنی علی حذف حرف العلة من آخره والفاعل ضمیر مستتر وجوبا تقدیره أنت والهاء للسکت.
2- ویقال فیها : اللام للبعد والکاف حرف خطاب.
3- وامنع : فعل أمر مبنی علی السکون ، والفاعل ضمیر مستتر وجوبا تقدیره أنت زیادة : مفعول به منصوب. بلا قید : الباء حرف جر ولا نافیة وقید : مجرور بالباء والجار والمجرور متعلق بزیادة. ثبت : فعل ماض والفاعل ضمیر مستتر جوازا تقدیره هو والجملة فی محل جر صفة لقید. إن لم تبّن : إن حرف شرط جازم ، لم حرف نفی وجزم وقلب تبین : مضارع مجزوم بلم فی محل جزم فعل الشرط ، حجة : فاعل مرفوع کحظلت : الکاف حرف جر : حظلت : قصد لفظه مجرور بالکاف ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبرا لمبتدأ محذوف التقدیر وذلک کائن کحظلت وجواب الشرط محذوف دل علیه الکلام السابق.

«سألتمونیها» (1) خالیا عما قیّدت به زیادته فاحکم بأصالته ، إلا إن قام علی زیادته حجة بینه : کسقوط همزة «شمأل» فی قولهم : «شملت الریح شمولا» إذا هبت شمالا ، وکسقوط نون «حنظل» فی قولهم : «حظلت الإبل» إذا آذاها أکل الحنظل ، وکسقوط تاء «ملکوت» فی «الملک».

ص: 18


1- وقد جمعها ابن مالک فی بیت أربع مرات : هناء وتسلیم ، تلا أنس یومه نهایة مسؤول ، أمان وتسهیل

فی زیادة همزة الوصل

للوصل همز سابق لا یثبت

إلا إذا ابتدی به ک : «استثبتوا»

* * *

لا یبتدأ بساکن ، کما لا یوقف علی متحرّک ، فإذا کان أول الکلمة ساکنا وجب الإتیان بهمزة متحرکة توصلا للنطق بالساکن ، وتسمی هذه الهمزة همزة وصل (1) ، وشأنها أنها تثبت فی الابتداء وتسقط فی الدرج ، نحو «استثبتوا» أمر للجماعة بالاستثبات.

* * *

وهو لفعل ماض احتوی علی

أکثر من أربعة نحو «انجلی»

والأمر والمصدر منه وکذا

أمر الثلاثی ک «اخش وامض وانفذا»

* * *

لما کان الفعل أصلا فی التصریف اختصّ بکثرة مجیء أوله ساکنا ، فأحتاج إلی همزة الوصل ، فکلّ فعل ماض احتوی علی أکثر من أربعة (2)

ص: 19


1- سمیت بذلک لوصل ما بعدها بما قبلها عند سقوطها ، قال البصریون : لوصول المتکلم بها إلی النطق بالساکن ، وسماها الخلیل : سلّم اللسان :
2- إن بعض الخماسی لا تتصل به همزة الوصل وهو المبدوء بالتاء مثل : تعلم ، تقاتل تدحرج :

أحرف یجب الإتیان فی أوله بهمزة الوصل ، نحو «استخرج وانطلق» ، وکذلک الأمر منه ، نحو «استخرج ، وانطلق» ، والمصدر نحو «استخراج وانطلاق» ، وکذلک تجب الهمزة فی أمر الثلاثی (1) ، نحو «اخش ، وامض وانفذ» من خشی ومضی ونفذ.

وفی اسم است ابن ابنم سمع

واثنین وامریء وتأنیث تبع

وایمن ، همز أل کذا ، ویبدل

مدا فی الاستفهام أو یسهّل

* * *

لم تحفظ همزة الوصل فی الأسماء التی لیست مصادر لفعل زائد ، علی أربعة إلا فی عشرة أسماء : اسم (2) ، واست (3) ، وابن (4) ، وابنم (5) واثنین ، وامرئ ، وامرأة ، وابنة ، واثنتین ، وایمن - فی القسم.

ص: 20


1- أی الذی یسکن ثانی مضارعه لفظا ، فإن تحرک ثانی مضارعه لفظا لم یحتج إلی الهمزة لأن الأمر هو المضارع بعد أن یحذف منه حرف المضارعة مثل «قم ، عده ، ردّ» : ویستثنی من أمر الثلاثی «خذ ، وکل ، ومر» فإنها یسکّن ثانی مضارعها لفظا کیأخذ ، ویأکل ، ویأمر ، مع أن الأکثر فیها الاستغناء عن همزة الوصل بحذف فائها الساکنة والأصل «أأخذ» حذفت الثانیة لکثرة الاستعمال فحذفت الأولی للاستغناء عنها.
2- اسم : أصله عند البصریین «سمو» من السمو وهو العلو حذفت لامه تخفیفا وسکن أوله وعوض عنها همزة وصل ، قیل : أصله «وسم» من السمة وهی العلامة حذفت الواو وعوض عنها الهمزة.
3- است : أصله سته یقال سته ستها إذا کبرت عجیزته ثم سموا العجیزة بالمصدر ، ونقصوه بعد التسمیة فحذفوا العین تارة وقالوا «سه» واللام أخری وقالوا «ست» وتظهر حرکات الإعراب علی الهاء والتاء ، ثم سکنوا سین «ست» واجتلبوا همزة الوصل کأنها عوض عن اللام فقالوا : «است».
4- ابن : أصله : بنو : حذفت الواو وعوض عنها بالهمزة.
5- ابنم : هو ابن بزیادة المیم للتوکید والمبالغة.

ولم تحفظ فی الحروف إلا فی «أل» ولما کانت الهمزة مع «أل» مفتوحة ، وکانت همزة الاستفهام مفتوحة ، لم یجز حذف همزة الاستفهام ، لئلا یلتبس الاستفهام بالخبر ، بل وجب إبدال همزة الوصل ألفا ، نحو «آلأمیر قائم؟» أو تسهیلها ، ومنه قوله :

84- أألحقّ - إن دار الرّباب تباعدت ***أو انبتّ حبل - أنّ قلبک طائر (1)

ص: 21


1- البیت لعمر بن أبی ربیعة ، الرباب : اسم امرأة ، انبتّ : انقطع ، الحبل : الوصال والعهد أخبرنی إذا تباعدت دار الرباب عنک أو انقطعت الصلة بینک وبینها ، هل الحق أن قلبک یضطرب فیتبعها ولا یستقر فی مکانه. الإعراب : أألحق : الهمزة الأولی : حرف استفهام ، الحق مبتدأ مرفوع ، إن : حرف شرط جازم دار : فاعل لفعل محذوف یفسره المذکور والتقدیر إن تباعدت دار ، دار مضاف ، الرباب مضاف إلیه ، تباعدت فعل ماض والتاء للتأنیث والفاعل ضمیر مستتر جوازا تقدیره هی والجملة تفسیریة لا محل لها من الإعراب ، أو : حرف عطف ، انبتّ : فعل ماض ، حبل : فاعل : والجملة معطوفة علی إن تباعدت دار ، وجواب الشرط محذوف لدلالة الکلام علیه ، وجملة الشرط وجوابه اعتراضیة لا محل لها من الإعراب ، أن : حرف مشبه بالفعل ینصب الاسم ویرفع الخبر ، قلبک : قلب اسم أن ، والکاف مضاف إلیه ، طائر خبر أن ، وأن واسمها وخبرها فی تأویل مصدر خبر المبتدأ الحق ، أی هل الحق طیران قلبک ، الشاهد : «أألحق» فإنه سهّل همزة الوصل الواقعة بعد همزة الاستفهام.

أسئلة ومناقشات

1 - عرف التصریف وبیّن ما یتناوله من الکلام وما لا یتناوله ... ثم افرق بینه وبین النحو فی الجملة ممثلا لکل ما تقول.

2 - ما الأسماء والأفعال التی تقبل التصریف؟ مثل لذلک بالأمثلة المختلفة.

3 - ما المجرد من الأسماء؟ وما المزید؟ عدّد أوزان الثلاثی المجرد مع التمثیل وبیّن المهمل من ذلک والقلیل ..

4 - اذکر أوزان الثلاثی والرباعی المجردین من الأفعال ... ومثل لما تقول

5 - ما الأوزان الخاصة بالرباعی والخماسی المجردین من الأسماء؟ مثل لکل وزن بمثال.

6 - ما المیزان الصرفی؟ اشرح کیف تزن الکلمة؟ مع ذکر أمثلة مختلفة.

7 - کیف تعرف الحرف الأصلی والحرف الزائد فی الکلمة؟ مثل لما تقول

8 - وضح کیف تزن المکرر أحد أصوله؟ وما فیه حذف أو قلب؟ ثّل.

9 - ما شرط زیادة الألف والنون والتاء هات أمثلة موضّحة ... ودقّق فی إخراج المحترزات ...

10 - متی تحکم بزیادة الألف والواو والیاء فی الکلمة أو بأصالتها؟ مثل لذلک.

11 - متی تکون الهمزة والمیم زائدتین فی الکلمة؟ ومتی تکونان أصلیتین؟ مثّل.

12 - هات کلمات فی جمل تشتمل علی النون والتاء والهاء الزائدة ثم الأصلیة مع ذکر السبب.

ص: 22

13 - اذکر مواضع همزة الوصل القیاسیة؟ ومتی یجب ضم هذه الهمزة؟ أو فتحها؟ مثل.

14 - ما الأسماء التی تبدأ بهمزة الوصل؟ وما الأفعال؟ مثل لما تقول.

15 - افرق بین همزتی الوصل والقطع فی أمثلة تذکرها ثم بیّن متی یجب إبدال همزة الوصل ألفا؟.

16 - متی تثبت همزة الوصل؟ ومتی تسقط؟ مثل.

ص: 23

تمرینات

1 - قال تعالی :

فاستقم کما أمرت ومن تاب معک ولا تطغوا إنه بما تعملون بصیر - ولا ترکنوا إلی الذین ظلموا فتمسکم النار وما لکم من دون الله من أولیاء ثم لا تنصرون وأقم الصلاة طرفی النهار وزلفا من اللیل إن الحسنات یذهبن السیئات ذلک ذکری للذاکرین واصبر فإن الله لا یضیع أجر المحسنین (1).

اقرأ النص القرآنی ثم أجب عما یأتی : -

1 - عیّن من النص کلمتین لا یدخلهما التصریف واذکر السبب.

2 - الفعل (استقم) فی النص ما نوعه؟ اذکر ماضیه ومضارعه وعین الحروف الزائدة والأصلیة ... ثم زن الأمر صرفیا ...

3 - عیّن ثلاثة أفعال مجردة من النص ثم زنها صرفیا ...

4 - ما نوع همزة «استقم»؟ هات المصدر وبین نوع همزته أیضا.

5 - الفعل (أقم) ما نوعه؟ أمزید أم مجرد؟ اذکر مضارعه وماضیه ثم زن الجمیع ...

6 - ما نوع همزة (أقم)؟ هات مصدره وبین نوع همزته.

7 - زن الکلمات : «تطغوا - یذهبن - حسنات - سیّئات - یضیع.

8 - زن کلمتی (ذکری - زلفیّ) وبیّن الحرف الأصلی منهما والزائد.

9 - ما نوع همزة (اصبر)؟ وهمزة (أضاع)؟ زن الفعلین میزانا صرفیا.

10 - أعرب ما تحته خط من النص القرآنی.

ص: 24


1- من الآیة 112 - 115 سورة هود :

2 - اذکر أوزان ما یأتی وبیّن الحروف الزوائد فیما فیه زوائد ... زلزل - سمسم - وعوع - سفرجل - مصطفی - میراث - زن بالعدل ، ق نفسک من عذاب الله - جوهر - صیرف - متّزن - مسترشد - مستشفی - مرض - ملوم - معوق - مئذنه - تقف - قف.

3 - زن ما تحته خط فی الجملتین الآتیتین : - الشّعر مشیط ، الطعام مشیط (الأولی من مشط والثانیة من شاط).

4 - زن الکلمتین اللتین تحتهما خط من الجملتین الآتیتین : - إن ذلک علی الله یسیر ، علیّ یسیر إلی غایته.

5 - بین النونات والیاءات والواوات الزوائد والأصول فی المفردات الآتیة : مصباح - مسیل الماء - سنام - قضیب - شرود - سوار - عماد - ماء - مهد - عصام - معین - ملکوت - بیت - حصید - ظمآن - رمّان - شیطان - حیّان - تبّان - عجان - أمیر ، نؤوم - إمام - انتصار - استقلال - نشاط - مستفهم - معتکف - عاکف ...

6 - قال شوقی : -

لا تحذ حذو عصابة مفتونة

یجدون کلّ قدیم أمر منکرا

ولو استطاعوا فی المجامع أنکروا

من مات من آبائهم أو عمّرا

من کل ماض فی القدیم وهدمه

وإذا تقدم للبنایة قصّرا

ص: 25

اقرأ النص .. ثم اشرحه شرحا مختصرا .. وأجب عن ما یأتی : -

(أ) ما وزن الکلمات التی تحتها خط .. بین الحروف الأصلیة منها والزائدة ولماذا؟

(ب) الأفعال «استطاع - أنکر» ما نوع همزتیها؟ هات مصدریهما ثم اذکر نوع الهمزة فیهما.

(ج) هات من النص کلمتین تشتملان علی یاء زائدة وأصلیة مع ذکر السبب.

(د) هات کلمات ثلاث تشتمل علی ألفات زائدة. وأخری علی میمات ونونات وواوات.

(ه) أعرب الشطر الأول من البیت الأول.

(و) ما أصل الکلمات (تحذ - یجدون - ماض) وما المحذوف من کل واحدة؟ زنها صرفیا ...

7 - کوّن ست جمل ، ثلاثا منها تشتمل علی کلمات مبدوءة بهمزة وصل ، وثلاثا تشتمل علی کلمات مبدوءة بهمزة قطع.

8 - أدخل همزة الاستفهام علی الکلمات الآتیة .. ثم علّل لبقاء همزة الوصل فیها أو حذفها. وضعها فی جمل تامة من عندک : استشهد - الحسین - امرؤ - اجتهد - انکسر - الآن - ابنه - ایمن - الاجتهاد - استثمر.

9 - هات أفعالا ستة مبدوء بهمزة قطع وأخری مبدوءة بهمزة وصل وضعها فی جمل مفیدة ..

ص: 26

أبنیة المصادر

مصادر الثلاثی

«فعل» قیاس مصدر المعدّی

من ذی ثلاثة ک : «ردّ ردّا» (1)

الفعل الثلاثی المتعدی یجیء مصدره علی «فعل» قیاسا مطردا ، (2) نصّ علی ذلک سیبویه فی مواضع ، فنقول : «ردّ ردّا ، وضرب ضربا ، وفهم فهما» (3) ، وزعم بعضهم أنه لا ینقاس ، وهو غیر سدید.

و «فعل» اللازم بابه «فعل»

ک : «فرح» ، وک : «جوی» وک : شلل»

أی یجیء مصدر «فعل» اللازم علی «فعل» «قیاسا» ک : «فرح فرحا ، وجوی جوی (4) ، وشلّت یده شللا».

ص: 27


1- فعل : مبتدأ ، قیاس : خبر ، من : حرف جر متعلق بمحذوف حال من المعدّی ، ذی : مجرور بمن وعلامة جره الیاء.
2- المدار فی معرفة مصادر الثلاثی الکثیرة علی السماع ، والضوابط المذکورة فیها حصر تقریبی لغیر المسموع.
3- إلا إن دلّ علی صناعة أو حرفة فقیاس مصدره علی «فعالة» مثل حیاکة وتجارة وحدادة. والمراد بالقیاس عند سیبویه والجمهور أنه إذا ورد فعل لم نعلم کیف تکلموا بمصدره قسناه علی هذه الضوابط ، ولا نقیس مع وجود السماع.
4- جوی : أصابته حرقة من شدة وجد أو حزن ، وجوی الشیء : کرهه.

و «فعل» اللازم مثل «قعدا»

له «فعول» باطّراد ک : «غدا» (1)

ما لم یکن مستوجبا : «فعالا»

أو «فعلانا» - فادر - أو «فعالا»

فأوّل لذی امتناع ک : «أبی»

والثّان للذی اقتضی تقلّبا

للدّا : «فعال» أو لصوت ، وشمل

سیرا وصوتا «الفعیل» ک : «صهل»

یأتی مصدر «فعل» اللازم علی «فعول» قیاسا ، فتقول : «قعد قعودا ، وغدا غدوّا ، وبکر بکورا».

وأشار بقوله : «ما لم یکن مستوجبا فعالا .. إلی آخره» إلی أنه إنما یأتی مصدره علی «فعول» إذا لم یستحق أن یکون مصدره علی «فعال ، أو فعلان ، أو فعال».

فالذی استحق أن یکون مصدره علی «فعال» هو : کل فعل دلّ علی امتناع ک : «أبی إباء ، ونفر نفارا ، وشرد شرادا» (2) ، وهذا هو المراد بقوله : «فأول لذی امتناع».

والذی استحق أن یکون مصدره علی «فعلان» هو : کل فعل دلّ علی تقلب نحو : «طاف طوفانا ، وجال جولانا ، ونزا نزوانا» (3) ، وهذا معنی قوله : «والثان للذی اقتضی تقلبا».

ص: 28


1- فعل : (قصد لفظه) : مبتدأ ، اللازم : صفة ، مثل : حال ، له فعول : مبتدأ وخبر والجملة فی محل رفع خبر المبتدأ الأوّل.
2- نفر وشرد : بمعنی أبی وتباعد.
3- نزا ینزو : وثب.

والذی استحقّ أن یکون مصدره علی «فعال» هو : کل فعل دلّ علی داء ، أو صوت ، فمثال الأول : «سعل سعالا ، وزکم زکاما ، ومشی بطنه مشاء». ومثال الثانی : «نعب الغراب نعابا ، ونعق الراعی نعاقا (1) ، وأزّت القدر أزازا» ، وهذا هو المراد بقوله : «للدا فعال أو لصوت».

وأشار بقوله : «وشمل سیرا وصوتا الفعیل» إلی أنّ فعیلا یأتی لما دلّ علی سیر ولما دلّ علی صوت ، فمثال الأول : «ذمل ذمیلا (2) ، ورحل رحیلا» ، ومثال الثانی : «نعب نعیبا ، ونعق نعیقا ، وأزّت القدر أزیزا ، وصهلت الخیل صهیلا» (3).

* * *

«فعولة ، فعالة» ل : «فعلا»

ک : «سهل» الأمر ، وزید «جزلا»

إذا کان الفعل علی «فعل» - ولا یکون إلا لازما - یکون مصدره علی «فعولة» أو علی «فعالة» ، فمثال الأول : «سهل سهولة ، وصعب صعوبة ، وعذب عذوبة» ، ومثال الثانی : «جزل جزالة ، وفصح فصاحة ، وضخم ضخامة».

* * *

وما أتی مخالفا لما مضی

فبابه النقل ک : «سخط ، ورضی»

ص: 29


1- نعق الراعی بغنمه : صاح بها وزجرها ، وأزّت القدر : غلت وصوّتت.
2- ذمل البعیر یذمل (بضم المیم وکسرها) : سار سیرا لینا.
3- وإذا کان الفعل معتل العین فمصدره غالبا علی «فعل» کسار سیرا ، أو علی «فعال» کقیام وصیام ، أو علی «فعالة» : کنیاحة.

یعنی أن ما سبق ذکره فی هذا الباب هو القیاس الثابت فی مصدر الفعل الثلاثی ، وما ورد علی خلاف ذلک فلیس بمقیس ، بل یقتصر فیه علی السماع نحو : «سخط سخطا ، ورضی رضی ، وذهب ذهابا ، وشکر شکرا ، وعظم عظمة».

* * *

مصادر غیر الثلاثی

وغیر ذی ثلاثة مقیس

مصدره ک : «قدّس التّقدیس»

و «زکّه تزکیة وأجملا

إجمال من تجمّلا تجمّلا»

و «استعذ استعاذة ، ثمّ أقم

إقامة» وغالبا ذا التالزم

وما یلی الآخر مدّ وافتحا

مع کسر تلو الثّان مما افتتحا

بهمز وصل ک : «اصطفی» وضمّ ما

یربع فی أمثال قد «تلملما»

ذکر فی هذه الأبیات مصادر غیر الثلاثی (1) وهی مقیسة کلها.

ص: 30


1- مصادر غیر الثلاثی تشمل : (ا) مزید الثلاثی بحرف واحد وله ثلاثة أوزان : فعّل کقدّم ، وفاعل کجاهد ، وأفعل کأکرم. (ب) مزید الثلاثی بحرفین وله خمسة أوزان : تفعّل کتکرّم ، وتفاعل کتقاتل ، وانفعل کانصرف ، وافتعل کاجتمع ، وافعلّ : کافترّ واحمرّ. (ج) مزید الثلاثی بثلاثة أحرف وله ثلاثة أوزان : استفعل کاستغفر ، وافعوعل کاحدودب ، وافعوّل کاجلوّذ. (د) مجرد الرباعی وله وزن واحد : فعلل کحصحص ودحرج. (ه) مزید الرباعی بحرف واحد ووزنه : تفعلل کتدحرج وتبعثر. (و) مزید الرباعی بحرفین وله وزنان : افعنلل کاحرنجم ، وافعللّ کاطمأن.

فما کان علی وزن «فعّل» ، فإما أن یکون صحیحا أو معتلا ، فإن کان صحیحا فمصدره علی «تفعیل» نحو : «قدّس تقدیسا» ، ومنه قوله تعالی : (وَکَلَّمَ اللهُ مُوسی تَکْلِیماً)(1) ، «ویأتی أیضا علی وزن «فعّال» کقوله تعالی : (وَکَذَّبُوا بِآیاتِنا کِذَّاباً)(2) ، ویأتی علی «فعال» - بتخفیف العین - وقد قریء : (وَکَذَّبُوا بِآیاتِنا کِذَّاباً) بتخفیف الذال».

وإن کان معتلا فمصدره کذلک ، لکن تحذف یاء التفعیل ، ویعوض عنها التاء ، فیصیر مصدره علی «تفعلة» نحو : «زکّی تزکیة» ، وندر مجیئه علی «تفعیل» کقوله :

143- باتت تنزّی دلوها تنزیّا***کما تنزّی شهلة صبیّا (3)

ص: 31


1- من قوله تعالی : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَیْکَ مِنْ قَبْلُ ، وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَیْکَ ، وَکَلَّمَ اللهُ مُوسی تَکْلِیماً) النساء (163).
2- سورة النبأ (28).
3- لا یعلم قائل هذا البیت. نزّی : حرک ، شهلة : عجوز. المعنی : لقد ضعفت هذه المرأة وذهبت الأیام بقوتها فغدت تسحب دلوها بفتور وضعف کما تحرک عجوز صغیرا تداعبه. الإعراب : باتت : بات : فعل ماض ناقص ، والتاء : للتأنیث ، واسمه : ضمیر مستتر جوازا تقدیره : هی : تنزّی : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة علی الیاء للثقل ، والفاعل : هی ، والجملة فی محل نصب خبر بات ، دلوها : دلو : مفعول به لتنزی ، وها : فی محل جر بالإضافة ، تنزیا : مفعول مطلق منصوب ، کما : الکاف : حرف جر متعلق بتنزیا ، ما : مصدریة ، تنزی : فعل مضارع ، شهلة : فاعل ، صبیا : مفعول به ، وما مع صلتها فی تأویل مصدر مجرور بالکاف. الشاهد فیه : قوله : «تنزیا» فقد جاء مصدر نزّی علی وزن «تفعیل» وهو نادر ، وقیاس مصدر معتل اللام «تفعلة». ومن النادر أیضا مجیء مصدر صحیح اللام علی تفعلة کتجربة وتفرقة وتکملة.

وإن کان مهموزا - ولم یذکره المصنف هنا - کان مصدره علی «تفعیل» وعلی «تفعلة» (1) نحو : «خطّأ تخطیئا وتخطئة ، وجزّأ تجزیئا وتجزئة ، ونبّأ تنبیئا وتنبئة».

وإن کان علی «أفعل» فقیاس مصدره علی «إفعال» نحو : «أکرم إکراما ، وأجمل إجمالا ، وأعطی إعطاء» ، هذا إذا لم یکن معتل العین ، فإن کان معتل العین نقلت حرکة عینه إلی فاء الکلمة ، وحذفت ، وعوّض عنها تاء التأنیث غالبا نحو : «أقام إقامة» الأصل : إقواما ، فنقلت حرکة الواو إلی القاف ، وحذفت ، وعوّض عنها تاء التأنیث ، فصار «إقامة» وهذا هو المراد بقوله : «ثم أقم إقامة» ، وقوله : «وغالبا ذا التا لزم» إشارة إلی ما ذکرناه من أن التاء تعوّض غالبا ، وقد جاء حذفها کقوله تعالی : (وَإِقامَ الصَّلاةِ)(2).

وإن کان علی وزن «تفعّل» فقیاس مصدره «تفعّل» (3) - بضم العین - نحو : «تجمّل تجمّلا ، وتعلّم تعلّما. وتکرّم تکرّما».

وإن کان فی أوّله همزة وصل کسر ثالثه وزید ألف قبل آخره سواء کان علی وزن : «انفعل. أو افتعل. أو استفعل» : نحو «انطلق انطلاقا ،

ص: 32


1- الکثیر مجیء المصدر علی «تفعلة».
2- وردت فی آیتین کریمتین ، الأولی : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا ، وَأَوْحَیْنا إِلَیْهِمْ فِعْلَ الْخَیْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ ، وَإِیتاءَ الزَّکاةِ ...) الآیة الأنبیاء (73) ، والثانیة : (رِجالٌ لا تُلْهِیهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَیْعٌ عَنْ ذِکْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِیتاءِ الزَّکاةِ یَخافُونَ یَوْماً تَتَقَلَّبُ فِیهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) النور (37). والشاهد حذف التاء إن کان المصدر مضافا لأن الإضافة کالتعویض عن التاء. ولذا کان حذفها دون إضافة غیر فصیح.
3- أی قیاس مصدر ما بدیء بتاء زائدة أن یضم رابعه کتکرّم تکرّما ، وتدحرج تدحرجا وتناصر تناصرا ، إلا إذا کانت لامه یاء فیکسر الحرف المضموم لیناسب الیاء نحو : توانی توانیا.

واصطفی اصطفاء ، واستخرج استخراجا» ، وهذا معنی قوله : «وما یلی الآخر مدّ وافتحا».

فإن کان «استفعل» معتل العین نقلت حرکة عینه إلی فاء الکلمة ، وحذفت ، وعوّض عنها تاء التأنیث لزوما نحو : «استعاذ استعاذة» والأصل : استعواذا ، فنقلت حرکة الواو إلی العین - وهی فاء الکلمة - وحذفت ، وعوض عنها التاء فصار «استعاذة» ، وهذا معنی قوله : و «واستعذ استعاذة».

ومعنی قوله : «وضم ما یربع فی أمثال قد تلملما» أنه إن کان الفعل علی وزن «تفعلل» یکون مصدره علی «تفعلل» - بضم رابعه - نحو : «تلملم تلملما ، وتدحرج تدحرجا».

* * *

«فعلال أو فعللة» ل : «فعللا»

واجعل مقیسا ثانیا لا أوّلا

یأتی مصدر «فعلل» علی «فعلال» ک : «دحرج دحراجا ، وسرهف سرهافا» (1) ، وعلی «فعللة» وهو المقیس فیه نحو «دحرج دحرجة ، وبهرج بهرجة ، وسرهف سرهفه».

* * *

ل : «فاعل» : «الفعال والمفاعله»

وغیر ما مرّ : السماع عادله

کل فعل علی وزن «فاعل» فمصدره «الفعال والمفاعلة» نحو : «ضارب ضرابا ومضاربة ، وقاتل قتالا ومقاتلة ، وخاصم خصاما ومخاصمة» (2).

ص: 33


1- سرهف الصبی : إذا أحسن غذاءه ، ووزن «فعلال» قیاسی فی المضعف کزلزل زلزالا ، ووسوس وسواسا ، سماعی فی غیره.
2- ما کانت فاؤه یاء من هذا الوزن یمتنع فیه «الفعال» کیاسره میاسرة ویامن میامنه.

وأشار بقوله «وغیر ما مرّ ... الخ» إلی أن ما ورد من مصادر غیر الثلاثی علی خلاف ما مرّ یحفظ ولا یقاس علیه.

ومعنی قوله «عادله» : کان السماع له عدیلا. فلا یقدم علیه إلا بتثبت ، کقولهم فی مصدر فعّل المعتلّ «تفعیلا» نحو : «باتت تنزّی دلوها تنزیّا» والقیاس : «تنزیة» ، وقولهم فی مصدر حوقل «حیقالا» وقیاسه «حوقلة» نحو : «دحرج دحرجة» ، ومن ورود «حیقال» قوله :

144- یا قوم قد حوقلت أو دنوت ***وشرّ حیقال الرجال الموت (1)

وقولهم فی مصدر تفعّل : «تفعّالا» نحو : «تملّق تملّاقا» والقیاس «تفعل تفعّلا» نحو : «تملّق تملّقا».

* * *

مصدر المرة والهیئة

و «فعلة» لمرّة ک : «جلسة»

و «فعلة» لهیئة ک «جلسه»

إذا أرید بیان المرة من مصدر الفعل الثلاثی قیل «فعلة» - بفتح الفاء - نحو : «ضربته ضربة ، وقتلته قتلة» ، هذا إذا لم یبن المصدر علی

ص: 34


1- لا یعرف قائل البیت. حوقلت : کبرت وضعفت. المعنی : یتحسر الشاعر علی ما سلف من أیام الشباب فیقول : لقد کبرت حتی عجزت عن کل شیء أو کدت ، وشر أحوال الإنسان ضعفا أن یکون علی حافة الموت. الإعراب : یا : أداة نداء ، قوم : منادی مضاف منصوب بالفتحة المقدرة علی ما قبل یاء المتکلم المحذوفة تخفیفا ، والیاء : مضاف إلیه ، قد : حرف تحقیق ، حوقلت : فعل وفاعل ، أو : عاطفة ، دنوت : فعل وفاعل ، وشر : الواو : استئنافیة ، شر : مبتدأ ، حیقال : مضاف إلیه ، الرجال : مضاف إلیه ، الموت : خبر المبتدأ مرفوع. الشاهد فیه : قوله : «حیقال» بوزن «فعلال» وقیاسه «حوقلة» بوزن «فعللة».

تاء التأنیث ، فإن بنی علیها وصف بما یدل علی الوحدة نحو «نعمة ورحمة» فإذا أرید المرة وصف ب : «واحدة».

وإن أرید بیان الهیئة منه قیل «فعلة» - بکسر الفاء نحو : «جلس جلسة حسنة ، وقعد قعدة ، ومات میتة» (1).

فی غیر ذی الثلاث ب : «التا» المرّه

وشذّ فیه هیئة «کالخمرة»

إذا أرید بیان المرة من مصدر المزید علی ثلاثة أحرف زید علی المصدر تاء التأنیث نحو : «أکرمته إکرامة ، ودحرجته دحراجة» (2).

وشذّ بناء «فعلة» للهیئة (3) من غیر الثلاثی کقولهم : «هی حسنة الخمرة» فبنوا «فعلة» من «اختمر» و «هو حسن العمّة» فبنوا «فعلة» من «تعمّم».

ص: 35


1- إذا کانت التاء فی مصدره الأصلی دل علی الهیئة بالوصف نحو : نشد الضالة نشدة عظیمة.
2- إن کانت التاء فی مصدره دل علی المرة بالوصف : کأقام إقامة واحدة.
3- لا یبنی من غیر الثلاثی مصدر للهیئة وما ورد فهو شاذ.

أسئلة

1 - اذکر القاعدة العامة لصوغ مصادر الثلاثی ومثل لما تقول.

2 - کیف تأتی بالمصادر القیاسیة لکل من المتعدی الثلاثی و (فعل) اللازم؟ مثّل لکل ما تقول فی جمل تامة.

3 - متی یأتی المصدر علی الأوزان الآتیة مع التمثیل بجمل تامة :

(ا) فعول. (ب) فعالة. (ج) فعلان.

(د) فعال. (ه) فعولة. (و) فعالة.

(ز) فعلة. (ح) إفعال.

4 - بیّن بالتفصیل مصادر المزید علی الثلاثی بحرف أو بحرفین أو بثلاثة أحرف مع التمثیل لکل منها فی جمل تامة من عندک.

5 - اشرح بالتفصیل مصادر الرباعی مع التمثیل لکل منها.

6 - اذکر مصادر المزید علی الرباعی بحرف أو بحرفین مع التمثیل فی جمل تامة.

7 - کیف تصوغ مصدری المرة والهیئة؟ وعلام یدل کل منهما؟ مثل لما تقول.

ص: 36

تمرینات

1 - بیّن فیما یأتی المصادر الشاذة والقیاسیة مع ذکر السبب.

سباب ، فسوق ، سجود ، زئیر ، طواف ، رحیل ، رکوب ، بلاغة ، تمجید ، إشارة ، استقامة ، تأخّر ، نموّ.

2 - جاء فی رسالة عبد الحمید الکاتب إلی الکتاب ما یلی : «أما بعد : حفظکم الله یا أهل صناعة الکتابة وحاطکم ، ووفقکم ، وأرشدکم ، فإن الله عزوجل جعل الناس بعد الأنبیاء والمرسلین صلوات الله وسلامه علیهم أجمعین ، ومن بعد الملوک المکرمین أصنافا ، وإن کانوا فی الخلقة سواء ، وصرّفهم فی صنوف الصناعات وضروب المحاولات إلی أسباب معاشهم ، وأبواب رزقهم ، فجعلکم معشر الکتاب - فی أشرف الجهات - أهل الأدب والمروءات ، والعلم والرزانة ، بکم تنتظم للخلافة محاسنها ، وتستقیم أمورها ، وبنصائحکم یصلح الله للخلق سلطانهم ، وتعمر بلدانهم».

أجب عما یأتی بعد تفهم النص السابق :.

(1) ما نظرة عبد الحمید الکاتب إلی الکتاب وأصحاب الأقلام؟

(2) ما رسالة الکتّاب فی الحیاة من خلال النص؟

(3) صف أثر الکتابة الراشدة فی صلاح المجتمع.

(4) هات مصادر الأفعال التی تحتها خط موضحا القیاسیّ منها.

(5) عیّن من النص أربعة مصادر ووضح أهی قیاسیة أم سماعیة؟

ص: 37

(6) صغ اسم الهیئة مما یأتی مع وضعها فی جمل مفیدة : - «حاط ، رشد ، حفظ ، نشد ، بعث».

(7) صغ اسم المرة مما یأتی مع وضعه فی جمل تامة : «استنار - انتظم - وفّق - أرشد - حاط - زان».

3 - هات مصادر الأفعال الآتیة ثم صغ منها مصدر المرة وضع الجمیع فی جمل تامه : - «عاش ، مرّ ، رحم ، تحمّل ، اختار ، انتهی ، اعتذر ، وزن سلم ، صاغ ؛ أنعم ، یسّر ، انقرض».

4 - صف معهدک فی سطرین بحیث یشتمل الوصف علی ثلاثة مصادر للفعل الثلاثی.

5 - صف یوما مطیرا بحیث یشتمل الوصف علی مصادر للرباعی المجرد والمزید.

6 - تحدث عن ثمرة العلم فی سطور ثلاثة بحیث یشتمل ذلک علی ثلاثة مصادر للمرة والهیئة مع ضبط کل منها ووضع خط تحته.

7 - هات مصادر الأفعال الآتیة ثم ضعها فی جمل تامة وبیّن القیاسی منها والسماعی : «استراح ، کرم ، رکع ، غرب ، أراد ، تطوّع ، اقتصر ، سما ، ران ، ناح ، ناجی ، اخضرّ».

8 - بیّن أفعال المصادر الآتیة واذکر وزنها وسبب مجیئها علی هذا الوزن : «صبر ، صحبة ، أنین ، خریر ، إقدام ، اندفاع ، طیران ، استفتاء ، زحام ، دوار ، سیطرة ، منافسة».

9 - بین مصادر الأفعال فی النصوص الآتیة ، ثم أفعال المصادر فیها کذلک مع إعراب ما تحته خط منها :

ص: 38

قال البحتری :

فالخیل تصهل والفوارس تدّعی

والبیض تلمع والأسنة تزهر

والأرض خاشعة تمید بثقلها

والجوّ معتکر الجوانب أغبر

وقالت الخنساء :

یؤرقنی التذکر حین أمسی

فأصبح قد بلیت بفرط نکس

علی صخر وأیّ فتی کصخر

لیوم کریهة وطعان خلس

وضیف طارق أو مستجیر

یروّع قلبه من کل جرس

فیالهفی علیه ولهف أمّی

أیصبح فی الضریح وفیه یمسی

ص: 39

أبنیة أسماء الفاعلین والمفعولین والصفات المشبهات بها

صیاغة اسم الفاعل من الثلاثی

ک : «فاعل» صغ اسم فاعل إذا

من ذی ثلاثة یکون ک : «غذا»

إذا أرید بناء اسم الفاعل من الفعل الثلاثی جیء به علی مثال : «فاعل» ، وذلک مقیس فی کل فعل کان علی وزن «فعل» - بفتح العین - متعدیا کان أو لازما نحو : «ضرب فهو ضارب ، وذهب فهو ذاهب ، وغذا فهو غاذ».

فإن کان الفعل علی وزن «فعل» - بکسر العین - فإما أن یکون متعدیا أو لازما ، فإن کان متعدیا فقیاسه أیضا أن یأتی اسم فاعله علی «فاعل» نحو : «رکب فهو راکب ، وعلم فهو عالم». وإن کان لازما ، أو کان الثلاثیّ علی «فعل» ب - بضم العین - فلا یقال فی اسم الفاعل منهما «فاعل» إلا سماعا ، وهذا هو المراد بقوله :

وهو قلیل فی «فعلت وفعل»

غیر معدّی ، بل قیاسه : فعل

وأفعل ، فعلان نحو : «أشر»

ونحو «صدیان» ونحو : «الأجهر» (1)

أی : إتیان اسم الفاعل علی وزن «فاعل» قلیل فی «فعل» - بضم العین - کقولهم : «حمض فهو حامض» ، وفی «فعل» - بکسر

ص: 40


1- الصدیان : العطشان. الأجهر : الذی لا یبصر فی الشمس ، والأجهر أیضا : الجمیل الهیئة.

العین - غیر متعدّ نحو : «أمن فهو آمن ، وسلم فهو سالم ، وعقرت المرأة فهی عاقر». بل قیاس اسم الفاعل من «فعل» المکسور العین إذا کان لازما أن یکون علی «فعل» - بکسر العین - نحو : «نضر فهو نضر ، وبطر فهو بطر ، وأشر فهو أشر» ، أو علی «فعلان» نحو : عطش فهو عطشان ، وصدی فهو صدیان». أو علی «أفعل» نحو «سود فهو أسود ، وجهر فهو أجهر».

و «فعل» اولی و «فعیل» ب «فعل»

ک : «الضّخم والجمیل» والفعل «جمل»

و «أفعل» فیه قلیل و «فعل»

وبسوی الفاعل قد یغنی «فعل»

إذا کان الفعل علی وزن «فعل» - بضم العین - کثر مجیء اسم الفاعل منه علی وزن : «فعل» ک : «ضخم فهو ضخم ، وشهم فهو شهم» ، وعلی «فعیل» نحو : «جمل فهو جمیل ، وشرف فهو شریف». ویقل مجیء اسم فاعله علی «أفعل» نحو «خضب فهو أخضب» (1) وعلی «فعل» نحو «بطل فهو بطل».

وتقدم أن قیاس اسم الفاعل من «فعل» المفتوح العین أن یکون علی «فاعل». وقد یأتی اسم الفاعل منه علی غیر «فاعل» قلیلا نحو «طاب فهو طیّب ، وشاخ فهو شیخ ، وشاب فهو أشیب» ، وهذا معنی قوله : «وبسوی الفاعل قد یغنی فعل» (2).

ص: 41


1- خضب : احمرّ إلی کدرة. وقد ورد فی بعض النسخ : خطب ، ولم أعثر فی المعاجم علی خضب أو خطب بوزن فعل یفعل.
2- یغنی : بمعنی یستغنی ، و «فعل» : (قصد لفظه) فاعل یغنی. (فائدة) جمیع ما تقدم مما لیس علی وزن «فاعل» صفات مشبهة إن أرید بها الثبوت وإن لم تضف لمرفوعها ، وإطلاق اسم الفاعل علیها حینئذ مجاز فی الاصطلاح الشائع ، فإن قصد بها الحدوث کانت أسماء فاعلین. أما موازن «فاعل» فاسم فاعل إلا إن قصد به الثبوت وأضیف لمرفوعه فیکون صفة مشبهة أو ملحقا بها نحو : زید مشرق النفس باش الوجه.

صیاغة اسم الفاعل من غیر الثلاثی

وزنة المضارع اسم فاعل

من غیر ذی الثّلات ک : «المواصل» (1)

مع کسر متلوّ الأخیر مطلقا

وضمّ میم زائد قد سبقا (2)

وإن فتحت منه ما کان انکسر

صار اسم مفعول کمثل : «المنتظر» (3)

یقول : زنة اسم الفاعل من الفعل الزائد علی ثلاثة أحرف زنة المضارع منه بعد زیادة المیم فی أوّله مضمومة ، ویکسر ما قبل آخره مطلقا (4) ، أی سواء کان مکسورا من المضارع أو مفتوحا ، فتقول : «قاتل یقاتل فهو مقاتل ، ودحرج یدحرج فهو مدحرج ، وواصل یواصل فهو مواصل ، وتدحرج یتدحرج فهو متدحرج ، وتعلّم یتعلّم فهو متعلّم».

اسم المفعول من غیر الثلاثی :

فإن أردت بناء اسم المفعول من الفعل الزائد علی ثلاثة أحرف أتیت به علی وزن اسم الفاعل ، ولکن تفتح منه ما کان مکسورا - وهو ما قبل

ص: 42


1- زنة : خبر مقدم ، اسم : مبتدأ مؤخر. ذی : مضاف إلیه مجرور بالیاء.
2- مع : ظرف متعلق بحال محذوفة من المضارع ، مطلقا : حال من الأخیر.
3- فتحت : فتح. فعل ماض مبنی علی السکون فی محل جزم فعل الشرط ، والتاء : فاعل ، صار : فعل ناقص مبنی علی الفتح فی محل جزم جواب الشرط ، واسمه : هو ، اسم : خبر صار منصوب. والجملة : لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط لم تقترن بالفاء.
4- ولو کان الکسر مقدرا غیر ظاهر کاعتلّ فهو معتلّ ، وانقاد واختار فهو منقاد ومختار ، والأصل : معتلل ، ومنقود ، ومختیر. ثم أدغمت اللامان فی «معتلل» وقلبت الواو والیاء فی «منقود ومختیر» ألفین لمناسبة الفتحة.

الآخر - نحو : «مضارب ، ومقاتل ، ومنتظر» (1).

اسم المفعول من الثلاثی

وفی اسم مفعول الثلاثیّ اطّرد

زنة «مفعول» کآت من «قصد»

إذا أرید بناء اسم المفعول من الفعل الثلاثی جیء به علی زنة «مفعول» قیاسا مطّردا نحو : «قصدته فهو مقصود ، وضربته فهو مضروب ، ومررت به فهو ممرور به» (2).

وناب نقلا عنه ذو «فعیل»

نحو فتاة أو فتی «کحیل»

ینوب «فعیل» عن «مفعول» فی الدلالة علی معناه نحو : «مررت برجل جریح ، وامرأة جریح ، وفتاة کحیل ، وفتی کحیل ، وامرأة قتیل ، ورجل قتیل» ، فناب ، جریح ، وکحیل ، وقتیل عن مجروح ، ومکحول ، ومقتول.

ولا ینقاس ذلک فی کل شیء ، بل یقتصر فیه علی السماع ، وهذا معنی قوله : «وناب نقلا عنه ذو فعیل» ، وزعم ابن المصنف أن نیابة «فعیل» عن «مفعول» کثیرة ولیست مقیسة بالإجماع ، وفی دعواه الإجماع علی ذلک نظر ، فقد قال والده فی «التسهیل» فی باب «اسم الفاعل» عند ذکره نیابة «فعیل» عن «مفعول» : «ولیس مقیسا خلافا لبعضهم» ، وقال فی

ص: 43


1- ولو تقدیرا کمختار اسم مفعول.
2- ومن هذا الباب : مبیع ، مقول ، مرمیّ فإن أصلها قبل إعلالها : مبیوع مقوول ، مرموی. تحرکت الیاء فی الأول والواو فی الثانی بعد حرف صحیح ساکن فنقلت حرکتها إلی الصحیح الساکن قبلهما لأنه أولی بتحمل الحرکة ، ثم حذفت الواو لالتقاء الساکنین ، وقلبت الضمة کسرة فی مبیع لتسلم الیاء. أما مرموی : فقد اجتمعت فیه الواو والیاء وسبقت إحداهما بالسکون فقلبت الواو یاء وأدغمت فی الثانیة ، کما قلبت ضمة المیم الثانیة کسرة لتناسب الیاء.

شرحه : (وزعم بعضهم أنه مقیس فی کل فعل لیس له «فعیل» بمعنی «فاعل» کجریح ، فإن کان للفعل «فعیل» بمعنی «فاعل» لم ینب قیاسا ک : (علیم). وقال فی باب «التذکیر والتأنیث» : وصوغ «فعیل» بمعنی «مفعول» مع کثرته غیر مقیس). فجزم بأصح القولین کما جزم به هنا ، وهذا لا یقتضی نفی الخلاف ، وقد یعتذر عن ابن المصنف بأنه ادّعی الإجماع علی أن «فعیلا» لا ینوب عن «مفعول» یعنی نیابة مطلقة ، أی : من کل فعل ، وهو کذلک بناء علی ما ذکره والده فی شرح التسهیل من أن القائل بقیاسه یخصّه بالفعل الذی لیس له «فعیل» بمعنی «فاعل».

ونبه المصنف بقوله : «نحو فتاة أو فتی کحیل» علی أنّ «فعیلا» بمعنی «مفعول» یستوی فیه المذکر والمؤنث ، وستأتی هذه المسألة مبینة فی باب التأنیث إن شاء الله تعالی.

وزعم المصنف فی التسهیل أن «فعیلا» ینوب عن «مفعول» فی الدلالة علی معناه لا فی العمل ، فعلی هذا لا تقول : «مررت برجل جریح عبده» فترفع «عبده» «بجریح». وقد صرّح غیره بجواز هذه المسألة.

الصفة المشبهة باسم الفاعل

صفة استحسن جرّ فاعل

معنی بها المشبهة اسم الفاعل (1)

قد سبق أن المراد بالصفة ما دلّ علی معنی وذات ، وهذا یشمل : اسم الفاعل ، واسم المفعول ، وأفعل التفضیل ، والصفة المشبهة.

ص: 44


1- صفة : خبر مقدم ، وجملة : استحسن جر فاعل : فی محل رفع نعت «صفة» ، معنی : تمییز أو اسم منصوب بنزع الخافض ، المشبهة : مبتدأ مؤخر ، وفیه ضمیر تقدیره : هی فاعل اسم الفاعل المشبهة ، اسم : مفعول به منصوب. وهی تشبه اسم الفاعل فی دلالتها علی الحدث ومن قام به.

وذکر المصنف أن علامة الصفة المشبهة استحسان جرّ فاعلها بها نحو : «حسن الوجه ، ومنطلق اللسان ، وطاهر القلب» والأصل : «حسن وجهه ، ومنطلق لسانه ، وطاهر قلبه» ، فوجهه : مرفوع بحسن علی الفاعلیة ولسانه : مرفوع بمنطلق وقلبه مرفوع بطاهر وهذا لا یجوز فی غیرها من الصفات فلا تقول : «زید ضارب الأب عمرا» ترید : ضارب أبوه عمرا ، ولا «زید قائم الأب غدا» ترید : زید قائم أبوه غدا (1) ، وقد تقدم أن اسم المفعول یجوز إضافته إلی مرفوعه ، فتقول : «زید مضروب الأب» ، وهو حینئذ جار مجری الصفة المشبهة.

صوغ الصفة المشبهة

وصوغها من لازم لحاضر

ک : «طاهر القلب جمیل الظاهر».

یعنی أن الصفة المشبهة لا تصاغ من فعل متعد ، فلا تقول : «زید قاتل الأب بکرا» ترید : قاتل أبوه بکرا ، بل لا تصاغ إلا من فعل لازم نحو «طاهر القلب ، وجمیل الظاهر» ، ولا تکون إلا للحال ، وهو المراد بقوله : «لحاضر» ، فلا تقول : «زید حسن الوجه غدا ، أو أو أمس». ونبّه بقوله : «کطاهر القلب جمیل الظاهر» علی أن الصفة إذا کانت من فعل ثلاثی تکون علی نوعین :

أحدهما : ما وازن المضارع نحو «طاهر القلب» (2) ، وهذا قلیل فیها.

والثانی : ما لم یوازنه ، وهو الکثیر نحو «جمیل المنظر ، وحسن الوجه ، وکریم الأب».

وإن کانت من غیر ثلاثی وجب موازنتها المضارع نحو : «منطلق اللسان».

ص: 45


1- اسم الفاعل المتعدی لواحد تمتنع إضافته لفاعله عند الجمهور.
2- ویراد به ما جاء علی وزن اسم الفاعل وأرید به الثبوت فهو موازن للمضارع لفظا بالحرکات والسکنات وتمییز الأصول والزوائد.

أسئلة

1 - اشرح بالتفصیل کیفیة صیاغة اسم الفاعل من الفعل الثلاثی الصحیح والأجوف والناقص مع التمثیل فی جمل تامه.

2 - ما طریقة صیاغة اسم الفاعل من غیر الثلاثی؟ مثل لذلک بالتفصیل.

3 - کیف یصاغ اسم المفعول من الثلاثی؟ مثل له بالتفصیل.

4 - اذکر قاعدة صیاغة اسم المفعول من غیر الثلاثی الصحیح منه والمعتل مع التمثیل.

ص: 46

تمرینات

1 - عیّن أسماء الفاعلین فی القطعة التالیة واذکر أفعالها ، وصغ اسم الفاعل من مصادر أفعال النص ، ثم أسماء المفعولین ثم اذکر وزنهما وسبب ورودهما علی هذا الوزن ... قالت الدکتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطیء) تتحدث عن الکعبة المشرفة : - «لبیک اللهم لبیک».

هو الهتاف الخالد رددت صداه الآفاق المکیة منذ ما لا یحصی من السنین ، فإذا الملایین تنثال إلی البیت العتیق ، ملبیة أذان الخلیل فی الناس بالحج ، مستجیبة من بعده لدعاء النبی العربی الیتیم.

فیا أذن الزمان الواعیة ، ویا عین الدهر الباصرة ، أیّ ألسنة للعابدین سمعت؟ وأیّ ألوان من البشر شهدت؟ وأیّ ألویة خفقت بین یدیک؟ وأیّ هامات انثنت وسط هذا الوادی الأجرد الذی تحف به الصخور السود ، والجبال الشّمّ.

2 - اقرأ العبارة الآتیة وبیّن ما فیها من أسماء المفعولین واذکر ماضی کل منها ومضارعه واسم فاعله وبیّن إلی جانب کلّ وزنه : - (العرب لم تفتخر بذهب مجموع ، ولا وفر مدّخر ، ولا قصر مشید ، وإنما فخرها بعدو مغلوب ، وثناء مجلوب ، ونوق منحورة ، وأحادیث مذکورة).

3 - صغ اسم الفاعل - ثم اسم المفعول من مصادر هذه الأفعال ثم زنها صرفیا.

ص: 47

«استطار - سلا ، سلّ ، سال ، مشط ، شاط ، ردّ ، قال - راع - رعا - ملّ - انقاد - دعّ»

4 - قال أبو تمام الطائی یذکر قیمة الأسفار :

ولکننی لم أحو وفرا مجمّعا

ففزت به إلا بشمل مبدّد

ولم تعطنی الأیام نوما مسکّنا

ألذّ به إلا بنوم مشرّد

وطول مقام المرء فی الحی مخلق (1)

لدیباجتیه (2) فاغترب تتجدد

فإنی رأیت الشمس زیدت محبّة

إلی الناس أن لیست علیهم بسرمد (3)

(ا) عبّر عن المعانی التی أرادها أبو تمام من هذه الأبیات بأسلوب أدبی مختصر.

(ب) عیّن ما فی النص من أسماء فاعلین ثم اذکر أفعالها وأوزانها.

(ج) عیّن ما فی النص من أسماء مفعولین ثم اذکر أفعالها وأوزانها :

(د) أعرب ما تحته خط.

ص: 48


1- مخلق : مبل.
2- دیباجتیه : تثنیة دیباجه وهی صفحة الوجه.
3- سرمد : دائم.

نونا التوکید

للفعل توکید بنونین هما

کنونی : «اذهبنّ ، واقصدنهما»

أی : یلحق الفعل للتوکید نونان : إحداهما ثقیلة ک : «اذهبنّ» ، والأخری خفیفة ک : «اقصدنهما» ، وقد اجتمعا فی قوله تعالی : (لَیُسْجَنَنَّ وَلَیَکُوناً مِنَ الصَّاغِرِینَ)(1).

ما یؤکّد من الأفعال

یؤکّدان «افعل ویفعل» آتیا

ذا طلب أو شرطا «إمّا» تالیا (2)

ص: 49


1- من قوله تعالی : (قالَتْ : فَذلِکُنَّ الَّذِی لُمْتُنَّنِی فِیهِ ، وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ، وَلَئِنْ لَمْ یَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَیُسْجَنَنَّ وَلَیَکُوناً مِنَ الصَّاغِرِینَ) یوسف (32) لیسجنن : اللام : واقعة فی جواب القسم ، یسجن : فعل مضارع مبنی للمجهول مبنی علی الفتح لاتصاله بنون التوکید الثقیلة ، ونائب الفاعل : هو ، ونون التوکید : حرف لا محل له من الإعراب ، والجملة : لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم ، وجواب الشرط محذوف أغنی عنه جواب القسم ، یکونن : الإعراب نفسه غیر أن نون التوکید فیه خفیفة لا ثقیلة ، والفعل ناقص.
2- یؤکدان : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وألف الاثنین (عائدة إلی نونی التوکید) : فاعل ، افعل : قصد لفظه : مفعول به ، ویفعل : معطوف علی المفعول به ، آتیا : حال من «یفعل» ، ذا : حال من فاعل «آتیا» المستتر منصوب بالألف شرطا : معطوف علی المفعول به «افعل» بأو ، إما (قصد لفظه) : مفعول به مقدم لاسم الفاعل : تالیا ، تالیا نعت لشرطا.

أو مثبتا فی قسم مستقبلا

وقلّ بعد «ما ، ولم» وبعد «لا»

وغیر «إمّا» من طوالب الجزا

وآخر المؤکّد افتح ک : «ابرزا» (1)

أی : تلحق نونا التوکید :

(ا) فعل الأمر نحو : «اضربنّ زیدا» (2).

(ب) والفعل المضارع المستقبل ، الدالّ عل طلب نحو : «لتضربنّ زیدا ، ولا تضربنّ زیدا ، وهل تضربنّ زیدا» والواقع شرطا بعد «إن» المؤکدة ب «ما» نحو : «إمّا تضربنّ زیدا أضربه» ومنه قوله تعالی : (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِی الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ)(3). أو الواقع جواب قسم مثبتا مستقبلا نحو : «والله لتضربنّ زیدا» (4).

ص: 50


1- آخر : مفعول به مقدم لا فتح ، ابرزا : فعل أمر مبنیّ علی الفتح لاتصاله بنون التوکید الخفیفة المنقلبة ألفا للوقف. والفاعل : أنت ، والنون المنقلبة ألفا : حرف للتوکید لا محل لها من الإعراب.
2- اضربن : فعل أمر مبنی علی الفتح لاتصاله بنون التوکید الثقیلة ، والفاعل : أنت.
3- من قوله تعالی : (الَّذِینَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ یَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِی کُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا یَتَّقُونَ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِی الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ یَذَّکَّرُونَ) الأنفال (57 و 58). إما : إن : حرف شرط جازم ، ما : زائدة مؤکدة لإن ، تثقفنّهم : تثقف : فعل مضارع مبنی علی الفتح لاتصاله بنون التوکید فی محل جزم بإن فعل الشرط ، والفاعل : أنت ، والنون : للتوکید ، والهاء : فی محل نصب مفعول به ، والمیم : للجمع ، فی الحرب : جار ومجرور متعلق بتثقف ، فشرد : الفاء : رابطة للجواب : شرد : فعل أمر مبنی علی السکون ، والفاعل : أنت ، والجملة فی محل جزم جواب الشرط.
4- والله : الواو حرف جر وقسم متعلق بفعل القسم المحذوف ، الله : اسم مجرور بالواو لتضربن : اللام : واقعة فی جواب القسم ، تضرب : فعل مضارع مبنیّ علی الفتح ، والنون : للتوکید ، زیدا : مفعول به ، والجملة : جواب القسم لا محل لها من الإعراب.

فإن لم یکن مثبتا لم یؤکد بالنون نحو : «والله لا تفعل کذا» ، وکذا إن کان حالا نحو : «والله لیقوم زید الآن».

وقلّ دخول النون فی الفعل المضارع الواقع بعد «ما» الزائدة التی لا تصحب «إن» نحو : «بعین ما أرینّک ههنا» (1) ، والواقع بعد «لم» کقوله :

145- یحسبه الجاهل ما لم یعلما***شیخا علی کرسیّه معمّما (2)

والواقع بعد «لا» النافیة کقوله تعالی : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِیبَنَ

ص: 51


1- بعین : جار ومجرور متعلق بأری ، ما : زائدة ، أرینک : أری : فعل مضارع مبنیّ علی الفتح ، والنون للتوکید ، والفاعل : أنا ، والکاف : فی محل نصب مفعول به ههنا ، الهاء : للتنبیه ، هنا : اسم إشارة للمکان فی محل نصب علی الظرفیة المکانیة متعلق بأری. ویقال هذا القول لمن یخفی عنک أمرا أنت بصیر به.
2- البیت لأبی حیّان الفقعسی یصف قعب لبن قد امتلأ وعلت علیه رغوته حتی بدا من بعید کأنه شیخ قد تربع علی کرسیّه وجللت عمامته هامته. الإعراب : یحسبه : یحسب : فعل مضارع ، والهاء : فی محل نصب مفعول به أول ، الجاهل فاعل مرفوع ، ما : مصدریة ظرفیة ، لم : حرف جازم ، یعلما : فعل مضارع مبنی علی الفتح لاتصاله بنون التوکید الخفیفة المنقلبة ألفا للوقف فی محل جزم بلم ، والفاعل : هو یعود إلی الجاهل ، والنون المنقلبة ألفا : للتوکید لا محل لها من الإعراب ، شیخا : مفعول به ثان لیحسب ، علی کرسیه : علی کرسی : جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لشیخا ، والهاء : فی محل جر بالإضافة ، معمما صفة ثانیة ، جملة : یحسبه الجاهل ، ابتدائیة لا محل لها من الإعراب ، جملة : لم یعلما : صلة الموصول الحرفی «ما» لا محل لها من الإعراب ، و «ما» المصدریة مع صلتها فی تأویل مصدر منصوب علی الظرفیة متعلق بیحسب ، والتقدیر : یحسبه : مدة عدم علمه ، ثم حذف المضاف وناب عنه المضاف إلیه. الشاهد فیه : قوله : «لم یعلما» فقد أکّد الفعل المضارع بعد «لم» بنون التوکید الخفیفة التی قلیت ألفا للوقف وذلک قلیل جدا.

الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْکُمْ خَاصَّةً)(1). والواقع بعد غیر «إمّا» من أدوات الشرط کقوله :

146- *من تثقفن منهم فلیس بآیب* (2)

ص: 52


1- سورة الأنفال (25) وتمام الآیة(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِیدُ الْعِقابِ) والشاهد فی الآیة الکریمة توکید المضارع بعد لا النافیة وهو قلیل ، وإعراب تصیبنّ : فعل مضارع مبنیّ علی الفتح لاتصاله بنون التوکید الثقیلة ، والفاعل : هی یعود إلی فتنة ، فی محل نصب نعت لفتنة.
2- هذا صدر بیت ینسب إلی بنت أو ابنة مرة بن ماهان الحارثی من قول لها فی رثاء أبیها الذی قتله بنو باهلة من الیمن ، وعجز البیت : أبدا وقتل بنی قتیبة شافی ویروی : من «تثقفن» للمخاطب ، و ««من یثقفن» بجعله مبنیا للمجهول ومسندا للغائب ، تثقف : تدرک ، آیب : عائد ، بنو قتیبة : من باهلة. المعنی : من ندرکه من هؤلاء القوم فلن یعود إلی أهله أبدا ، وقتلنا إیاهم یشفی نفوسنا مما نجد من الحسرة والغیظ. الإعراب : من : اسم شرط جازم فی محل نصب مفعول به مقدم لتثقفن ، تثقفن : فعل مضارع فعل الشرط مبنی علی الفتح فی محل جزم ، والفاعل. نحن ، والنون : للتوکید لا محل لها ، منهم : من : حرف جر متعلق بتثقف ، والهاء : فی محل جر بمن ، والمیم للجمع ، فلیس : الفاء : واقعة فی جواب الشرط ، لیس : فعل ماض ناقص واسمه : ضمیر مستتر تقدیره : هو بآیب : الباء : حرف جر زائد ، آیب : خبر لیس مجرور لفظا منصوب تقدیرا ، أبدا : مفعول فیه ظرف زمان متعلق بآیب ، وقتل : الواو : استئنافیة ، قتل : مبتدأ ، بنی : مضاف إلیه مجرور بالیاء لأنه ملحق بجمع المذکر السالم ، قتیبة : مضاف إلیه مجرور بالفتحة نیابة عن الکسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمیة والتأنیث ، شافی : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة علی الیاء المحذوفة لالتقاء الساکنین ، والیاء الموجودة إشباع لکسرة الفاء. جملة : من تثقفن : ابتدائیة لا محل لها من الإعراب ، جملة : فلیس بآیب : فی محل جزم جواب الشرط ، وجملة المبتدأ والخبر : استئنافیة لا محل لها من الإعراب. الشاهد فیه قوله : «من تثقفن» فقد أکّد المضارع بعد أداة شرط غیر «إمّا» وهو قلیل وجعله سیبویه ضرورة شعریة. تنبیه : یمکن تلخیص ما سبق بقولنا : إن للمضارع مع نونی التوکید ست حالات : (الأولی) : وجوب توکیده وقد ذکرها بقوله : أو مثبتا فی قسم مستقبلا. (الثانیة) : قرب توکیده من الواجب وقد ذکرها بقوله : «أو شرطا إما تالیا». (الثالثة) : توکیده کثیر إن وقع بعد أداة طلب وقد ذکره بقوله : «ویفعل آتیا ذا طلب» والطلب یشمل : الأمر والنهی والدعاء والعرض والتمنی والاستفهام. (الرابعة) : توکیده قلیل بعد «لا» النافیة ، أو «ما» الزائدة التی لم تسبق بإن الشرطیة. (الخامسة) : توکیده أقل : إن وقع بعد «لم» أو أداة جزاء غیر «إن» الشرطیة المدغمة ب «ما» الزائدة. (السادسة) : امتناع توکیده وذلک إذا انتفت شروط الواجب ولم یکن من الأحوال السابقة ، کأن یکون فی جواب قسم منفیّ ، أو فصل من اللام.

وأشار المصنف بقوله : «وآخر المؤکد افتح» إلی أن الفعل المؤکّد بالنون یبنی علی الفتح إن لم تله ألف الضمیر أو یاؤه أو واوه (1) نحو : «اضربنّ زیدا ، واقتلنّ عمرا».

أحوال الفعل مع نونی التوکید

واشکله قبل مضمر لین بما

جانس من تحرّک قد علما (2)

والمضمر احذفنّه إلّا الألف

وإن یکن فی آخر الفعل ألف (3)

ص: 53


1- یشترط فی بناء المضارع أن تباشره نون التوکید ، فإن فصلت بینهما ألف الاثنین أو واو الجماعة أو یاء المخاطبة بقی علی إعرابه ولم یبن.
2- لین : صفة لمضمر ، جملة : جانس مع الفاعل المستتر : صلة الموصول «ما» لا محل لها من الإعراب ، وجملة : قد علما مع نائب الفاعل المستتر : فی محل جر صفة لتحرک.
3- المضمر : مفعول به لفعل محذوف وجوبا یفسره المذکور ، وجملة : احذفنه : تفسیریة لا محل لها من الإعراب ، الألف : مستثنی بإلا منصوب ، یکن : فعل مضارع تام فعل الشرط مجزوم ، ألف : فاعل یکن مرفوع.

فاجعله منه رافعا غیر الیا

والواو ، یاء ، کاسعینّ سعیا (1)

واحذفه من رافع هاتین ، وفی

واو ویا ، شکل مجانس قفی (2)

نحو : «اخشین یا هند» بالکسر و «یا

قوم اخشون» واضمم ، وقس مسویّا

الفعل المؤکد بالنون

(ا) إن اتصل به ألف اثنین ، أو واو جمع ، أو یاء مخاطبة ، حرّک ما قبل الألف بالفتح ، وما قبل الواو بالضم ، وما قبل الیاء بالکسر ، ویحذف الضمیر إن کان واوا أو یاء. ویبقی إن کان ألفا ، فتقول : «یا زیدان هل تضربانّ ، ویا زیدون هل تضربنّ ، (3) ویا هند هل تضربنّ». والأصل : «هل تضرباننّ ، وهل تضربوننّ.

ص: 54


1- فاجعله : الفاء رابطة لجواب الشرط ، اجعل : فعل أمر ، وفاعله : أنت ، والهاء : مفعوله الأول فی محل نصب ، یاء : مفعوله الثانی ، والجملة : فی محل جزم جواب الشرط. منه : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الهاء فی اجعله ، رافعا : حال من الهاء فی منه ، غیر : مفعول به لرافع والتقدیر : اجعل الألف الذی فی آخر الفعل یاء حال کون الألف من الفعل ، حال کون الفعل رافعا غیر الیاء وغیر الواو.
2- احذفه : أی احذف حرف الألف من رافع الواو والیاء.
3- بنوا الفعل إن اتصلت به نون التوکید دون فاصل لترکیبه معها ترکیب خمسة عشر ، فإن فصل بینهما الألف أو الواو أو الیاء أعربوا المضارع لأن العرب لا ترکب من ثلاث کلمات. ویکون إعرابها کما یلی : تضربانّ : فعل مضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالی الأمثال ، والألف ضمیر متصل فی محل رفع فاعل. تضربنّ : مضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالی الأمثال ، والواو المحذوفة لالتقاء الساکنین : فاعل. تضربنّ : کإعراب تضربنّ ، ویاء المخاطبة المحذوفة لالتقاء الساکنین : فاعل.

وهل تضربیننّ». فحذفت النون لتوالی الأمثال. (1) ثم حذفت الواو والیاء لالتقاء الساکنین (2) فصار : «هل تضربنّ ، وهل تضربنّ» ، ولم تحذف الألف لخفتها فصار «هل تضربانّ» ، وبقیت الضمة دالة علی الواو ، والکسرة دالة علی الیاء.

هذا کله إذا کان الفعل صحیحا. فإن کان معتلا : فإما أن یکون آخره ألفا أو واوا أو یاء : فإن کان آخره ووا أو یاء حذفت (3) لأجل واو الضمیر أو یائه ، وضم ما بقی قبل واو الضمیر ، وکسر ما بقی قبل یاء الضمیر ، فتقول : «یا زیدون هل تغزون (4) ، وهل ترمون. ویا هند هل تغزین ، وهل ترمین» ، فإذا ألحقته نون التوکید فعلت به ما فعلت بالصحیح ، فتحذف نون الرفع وواو الضمیر أو یاءه فتقول : «یا زیدون هل تغزنّ ، وهل ترمنّ ، ویا هند هل تغزنّ ، وهل ترمنّ» ، هذا إذا أسند إلی الواو والیاء.

وإن أسند إلی الألف لم یحذف آخره ، وبقیت الألف ، وشکل ما قبلها بحرکة تجانس الألف - وهی الفتحة - فتقول : «هل تغزوانّ ، وهل ترمیانّ» (5).

وإن کان آخر الفعل ألفا فإن رفع الفعل غیر الواو والیاء - کالألف والضمیر المستتر - انقلبت الألف التی فی آخر الفعل یاء وفتحت

ص: 55


1- أی النون التی هی علامة الرفع ، والأمثال هی نون الرفع ونون التوکید الثقیلة التی تعدّ بنونین.
2- الساکنان هما : الضمیر والنون الأولی من نونی التوکید الثقیلة.
3- أی حذفت الواو أو الیاء من آخر الکلمة زیادة علی حذف نون الرفع لتوالی الأمثال. وواو الجماعة أو یاء المخاطبة لالتقاء الساکنین.
4- الأصل : تغزوون بوزن تفعلون ، استثقلت الضمة علی الواو فحذفت فاجتمع ساکنان فحذف الأول الذی هو لام الکلمة فصارت تغزون بوزن تفعون.
5- تغزوان : فعل مضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالی الأمثال ، والألف : فاعل.

نحو : «اسعیانّ ، وهل تسعیانّ (1) ، واسعینّ (2) یا زید» وإن رفع واوا أو یاء حذفت الألف وبقیت الفتحة التی کانت قبلها ، وضمت الواو وکسرت الیاء ، فتقول : «یا زیدون اخشونّ ، ویا هند اخشینّ» (3).

هذا إن لحقته نون التوکید ، وإن لم تلحقه لم تضمّ الواو ولم تکسر الیاء ، بل تسکنهما فتقول : «یا زیدون هل تخشون ، ویا هند هل تخشین ، ویا زیدون اخشوا ، ویا هند اخشی» (4).

ولم تقع خفیفة بعد الألف

لکن شدیدة وکسرها ألف (5)

لا تقع نون التوکید الخفیفة بعد الألف ، فلا تقول : «اضربان» بنون مخففة ، بل یجب التشدید فتقول «اضربانّ» بنون مشدّدة مکسورة خلافا لیونس ، فإنه أجاز وقوع النون الخفیفة بعد الألف ، ویجب عنده کسرها.

وألفا زد قبلها موکّدا

فعلا إلی نون الإناث أسندا

(ب) إذا أکد الفعل المسند إلی نون الإناث بنون التوکید ، وجب أن یفصل بین نون الإناث ونون التوکید بألف کراهیة توالی الأمثال ، فتقول :

ص: 56


1- اسعیان : فعل أمر مبنیّ علی حذف النون لاتصاله بألف الاثنین ، والألف فاعل. تسعیانّ : کإعراب تغزوانّ السابق.
2- اسعینّ : فعل أمر مبنی علی الفتح لاتصاله بنون التوکید ، والفاعل أنت.
3- حذفت من الفعل لامه فأصبح وزن : «اخشونّ : افعونّ ، واخشینّ : افعین ویعربان : فعل أمر مبنیّ علی حذف النون ، وواو الجماعة ویاء المخاطبة : فاعل.
4- زیدون : منادی مفرد علم مبنی علی الواو فی محل نصب ، تخشون ، تخشین : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو والیاء : فاعل ، اخشوا ، اخشی : فعل أمر مبنیّ علی حذف النون ، والضمیر : فاعل.
5- خفیفة : إما فاعل لتقع ، وإما الفاعل مستتر وخفیفة حال منصوبة ، لکن : حرف عطف ، شدیدة : معطوف علی خفیفة یحرک بحرکتها.

«اضربنانّ» بنون مشدّدة مکسورة قبلها ألف (1).

أحکام خاصة بنون التوکید الخفیفة

واحذف خفیفة لساکن ردف

وبعد غیر فتحة إذا تقف

واردد إذا حذفتها فی الوقف ما

من أجلها فی الوصل کان عدما

وأبدلنها بعد فتح ألفا

وقفا کما تقول فی قفن : «قفا»

إذا ولی الفعل المؤکد بالنون الخفیفة ساکن وجب حذف النون لالتقاء الساکنین فتقول : «اضرب الرجل» (2) بفتح الباء ، والأصل : «اضربن» فحذفت نون التوکید لملاقاة الساکن - وهو لام التعریف - ومنه قوله :

147- لا تهین الفقیر علّک أن ***ترکع یوما والدهر قد رفعه (3)

ص: 57


1- أی لا یحذف من الفعل شیء ویعرب اضربنانّ : فعل أمر مبنیّ علی السکون لاتصاله بنون النسوة ، والنون الأولی : ضمیر متصل فی محل رفع فاعل والألف : زائدة فارقة والنون : للتوکید لا محل لها من الإعراب. ومثال المضارع : لتنصرفنانّ یا نساء ، ولتسعینانّ ، ولتغزونانّ ، ولترمینانّ وکلها أفعال مضارعة مبنیة علی السکون لاتصالها بنون النسوة ، والنون : الأولی فاعل ، والألف : زائدة فارقة ، والنون الأخیرة : للتوکید لا محل لها من الإعراب.
2- اضرب (بالفتح) : فعل أمر مبنی علی الفتح لاتصاله بنون التوکید الخفیفة المحذوفة لالتقاء الساکنین ، والفاعل : أنت.
3- البیت للأضبط بن قریع السعدیّ ، علّک : لغة فی لعلک ، ترکع : تنحط حالک. المعنی : لا تزدر الفقیر فقد ینقلب الحال فترفعه الأیام وتخفضک. الإعراب : لا : ناهیة ، تهین : فعل مضارع مبنیّ علی الفتح لاتصاله بنون التوکید الخفیفة المحذوفة لالتقاء الساکنین فی محل جزم بلا ، والفاعل : أنت ، الفقیر : مفعول به ، علک : عل : حرف مشبه بالفعل ، والکاف : فی محل نصب اسم عل ، أن : حرف مصدری ونصب ، ترکع : فعل مضارع منصوب بأن ، والفاعل أنت ، والجملة فی محل رفع خبر علک علی تأویلها باسم الفاعل والتقدیر : علک راکع ، یوما : ظرف زمان منصوب متعلق بترکع ، والدهر الواو ، حالیة ، الدهر : مبتدأ ، قد : حرف تحقیق ، رفعه : رفع : فعل ماض ، والفاعل : هو یعود إلی الدهر ، والهاء : فی محل نصب مفعول به ، والجملة فی محل رفع خبر المبتدأ الدهر ، وجملة المبتدأ والخبر : حالیة فی محل نصب. الشاهد فیه قوله : «لا تهین الفقیر» فقد حذف نون التوکید الخفیفة للتخلص من التقاء الساکنین ، ولو لا التوکید لجزم الفعل بلا ولحذفت الیاء.

وکذلک تحذف نون التوکید الخفیفة فی الوقف إذا وقعت بعد غیر فتحة - أی بعد ضمة أو کسرة - ویردّ حینئذ ما کان حذف لأجل نون التوکید ، فتقول فی «اضربن یا زیدون» إذا وقفت علی الفعل : «اضربوا» وفی «اضربن یا هند : اضربی» ، فتحذف نون التوکید الخفیفة للوقف ، وتردّ الواو التی حذفت لأجل نون التوکید. وکذلک الیاء.

فإن وقعت نون التوکید الخفیفة بعد فتحة أبدلت النون فی الوقف ألفا فتقول فی «اضربن یا زید : اضربا» (1).

ص: 58


1- اضربا : فعل أمر مبنی علی الفتح لاتصاله بنون التوکید الخفیفة المنقلبة ألفا للوقف ، والفاعل : أنت.

أسئلة

1 - بیّن بالتفصیل ما الذی یؤکد من الأفعال بإحدی نونی التأکید ... وما الذی لا یؤکد؟ ولماذا؟ مثّل لما تقول بمثال واحد ...

2 - ما حکم تأکید فعل الأمر بإحدی النونین؟ وعلام یبنی؟

3 - للمضارع المؤکد بإحدی النونین أحکام مختلفة : وضّح هذه الأحکام مبینا متی یجب تأکیده؟ ومتی یمتنع؟ ومتی یجوز؟ مثل لذلک.

4 - بیّن متی یبنی المضارع إذا أکد بإجدی النونین؟ ومتی یعرب؟ وما علة ذلک؟ مثل لکل ما تقول.

5 - ماذا یحدث للفعل المضارع أو الأمر عند ما یکونان معتلین (بالألف أو الواو أو الیاء) وأکّدا بإحدی نونی التأکید ... (اذکر الخطوات مفصلة) مع التمثیل.

6 - ما المواضع التی تمتنع فیها نون التأکید الخفیفة؟ ولماذا؟ مثل لما تقول.

ص: 59

تمرینات

1 - (لا تؤجّل عمل الیوم إلی الغد). خاطب بالعبارة السابقة غیر الواحد مؤکدا الفعل بنون التوکید الثقیلة مع الضبط بالشکل ...

2 - (ادع إلی سبیل ربک ، واسع فی إنصاف المظلوم ، واقض بین الناس بالحق). خاطب بالعبارة السابقة غیر الواحد ... مع التأکید بالنون الثقیلة والضبط بالشکل.

3 - کوّن جملا تشتمل علی ما یأتی : -

(ا) مضارع یترجح تأکیده.

(ب) مضارع یمتنع تأکیده.

(ج) أمر مسند إلی نون النسوة ثم أکده ...

(د) مضارع معتل الآخر بالألف مسندا إلی یاء المخاطبة ثم أکده بالنون الثقیلة.

(ه) أمر یمتنع تأکیده بالنون الخفیفة وتجب معه الثقیلة.

4 - اشرح البیتین الآتیین ثم أعرب ما تحته خط منهما : -

لا تیأسنّ وإن طالت مطالبة

إذا استعنت بصبر أن تری فرجا

إنّ الأمور إذا انسدّت مسالکها

فالصبر یفتق منها کلّ ما ارتتجا

5 - أعرب ما تحته خط من الآیة الکریمة الآتیة :

(لَتُبْلَوُنَّ فِی أَمْوالِکُمْ وَأَنْفُسِکُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ مِنْ قَبْلِکُمْ وَمِنَ الَّذِینَ أَشْرَکُوا أَذیً کَثِیراً)(1).

ص: 60


1- آیة 185 سورة آل عمران.

التأنیث

تأنیث

علامة التأنیث «تاء» أو «ألف»

وفی أسام قدّروا «التا» ک : «الکتف»

ویعرف التقدیر : بالضّمیر

ونحوه ک : «الرّدّ فی التصغیر»

أصل الاسم أن یکون مذکّرا. والتأنیث فرع عن التذکیر ، ولکون التذکیر هو الأصل استغنی الاسم المذکر عن علامة تدلّ علی التذکیر ، ولکون التأنیث فرعا عن التذکیر افتقر إلی علامة تدلّ علیه وهی : «التاء» و «الألف المقصورة» أو «الممدودة» (1).

و «التاء» أکثر فی الاستعمال من الألف ولذلک قدّرت فی بعض الأسماء ک : «عین وکتف». ویستدلّ علی تأنیث ما لا علامة فیه ظاهرة من الأسماء المؤنثة بعود الضمیر إلیه مؤنثا نحو : «الکتف نهشتها ، والعین کحلتها» (2) وبما أشبه ذلک : کوصفه بالمؤنث نحو «أکلت کتفا مشویّة» ، وکرد التاء إلیه فی التصغیر (3) ک : «کتیفة ویدیّة».

ص: 61


1- هذا فی الأسماء المعربة ، أما فی المبنیّ فیدلّ علی التأنیث بغیر التاء والألف کالکسرة فی أنت ، والنّون فی هنّ.
2- الکتف والعین بالرفع : مبتدأ ، والجملتان بعدهما فی محل رفع خبران لهما ، وبالنصب : مفعول به لفعل محذوف وجوبا یفسره المذکور ، وجملة : نهشتها ، کحلتها : تفسیریة لا محل لها من الإعراب.
3- لأن التصغیر یردّ الأشیاء إلی أصولها.

ما یستوی فیه المذکر والمؤنث

ولا تلی فارقة : «فعولا»

أصلا ، ولا : «المفعال والمفعیلا» (1)

کذاک «مفعل» ، وما تلیه

«تا» الفرق من ذی فشذوذ فیه

ومن : «فعیل ک : قتیل» إن تبع

موصوفه غالبا «التا» تمتنع

قد سبق أنّ هذه التاء إنما زیدت فی الأسماء لتمییز المؤنث عن المذکر ، وأکثر ما یکون ذلک فی الصفات ک : «قائم وقائمة ، وقاعد وقاعدة» ، ویقلّ ذلک فی الأسماء التی لیست بصفات ک : «رجل ورجلة ، وإنسان وإنسانة ، وامریء وامرأة».

وأشار بقوله : «ولا تلی فارقة فعولا ... الأبیات» إلی أنّ من الصفات ما لا تلحقه هذه التاء ، وهو ما کان من الصفات علی «فعول» وکان بمعنی «فاعل» وإلیه أشار بقوله : «أصلا» ، واحترز بذلک من الذی بمعنی «مفعول» ، وإنما جعل الأوّل «أصلا» لأنه أکثر من الثانی ، وذلک نحو : شکور وصبور» بمعنی «شاکر وصابر» ، فیقال للمذکر والمؤنث «صبور وشکور» بلا تاء نحو : : «هذا رجل شکور وامرأة صبور».

فإذا کان «فعول» بمعنی «مفعول» فقد تلحقه التاء فی التأنیث نحو : «رکوبة» بمعنی «مرکوبة». وکذلک لا تلحق التاء وصفا علی «مفعال» کامرأة «مهذار». وهی الکثیرة الهذر وهو الهذیان - ، أو علی «مفعیل» کامرأة «معطیر» - من عطرت المرأة : إذا استعملت الطیب - ، أو علی «مفعل» ک : «مغشم» - وهو الذی لا یثنیه شیء عما یریده ویهواه من شجاعته -.

ص: 62


1- تلی : فعل مضارع ، وفاعله : هی یعود إلی تاء التأنیث ، فارقة : أی فارقة بین المذکر والمؤنث.

وما لحقته التاء من هذه الصفات للفرق بین المذکر والمؤنث فشاذ لا یقاس علیه نحو : : «عدو وعدوة ، ومیقان (1) ومیقانة ، ومسکین ومسکینة».

وأمّا «فعیل» فإما أن یکون بمعنی «فاعل» أو بمعنی «مفعول» ، فإن کان بمعنی «فاعل» لحقته التاء فی التأنیث نحو : «رجل کریم ، وامرأة کریمة» ، وقد حذفت منه قلیلا ، قال الله تعالی : (مَنْ یُحْیِ الْعِظامَ وَهِیَ رَمِیمٌ)(2). وقال الله تعالی : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ)(3) وإن کان بمعنی «مفعول» - وإلیه أشار بقوله : «کقتیل» - فإما أن یستعمل استعمال الأسماء أو لا ، فإن استعمل استعمال الأسماء - أی : لم یتبع موصوفه - لحقته التاء نحو : «هذه ذبیحة ، ونطیحة ، وأکیلة ، أی : مذبوحة ، ومنطوحة ، ومأکولة السبع» (4). وإن لم یستعمل استعمال الأسماء أی بأن یتبع موصوفه ، حذفت منه التاء غالبا نحو : «مررت بامرأة جریح ، وبعین کحیل» أی : مجروحة ومکحولة ، وقد تلحقه التاء قلیلا نحو : «خصلة ذمیمة» أی : مذمومة ، و «فعلة حمیدة» أی : محمودة.

ص: 63


1- میقان : من الیقین : أی لا یسمع شیئا إلا أیقنه وتحقق منه.
2- من قوله تعالی : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِیَ خَلْقَهُ ، قالَ : مَنْ یُحْیِ الْعِظامَ وَهِیَ رَمِیمٌ). یس (78)
3- من قوله تعالی : (وَلا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ، وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ، إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ) الأعراف (55) والشاهد فی الآیتین الکریمتین استعمال «فعیل : رمیم ، قریب» بمعنی فاعل دون أن تلحقها التاء وذلک قلیل ، وقیل : إنهما بمعنی : مفعول أی مرمومة ومقربة فهی لیست من القلیل.
4- إن استعمل استعمال الأسماء فلم یتبع موصوفه لحقته التاء تمییزا للمذکر من المؤنث ، أما إن تبع موصوفه ، فالموصوف یحدد نوعه فلا حاجة للتاء.

أوزان ألف التأنیث المقصورة

وألف التأنیث : ذات قصر

وذات مدّ نحو : أنثی الغرّ (1)

والاشتهار فی مبانی الأولی

یبدیه وزن : «أربی والطّولی (2)

ومرطی» ووزن «فعلی» جمعا

أو مصدرا ، أو صفة ک : «شبعی» (3)

وک : «حباری ، سمّهی ، سبطری

ذکری ، وحثّیثی مع الکفرّی»

کذاک «خلّیطی» مع «الشّقّاری»

واعز لغیر هذه استندارا

قد سبق أن ألف التأنیث علی ضربین : أحدهما المقصورة ک : «حبلی وسکری» ، والثانی الممدودة ک : «حمراء وغرّاء» ، ولکل منهما أوزارن تعرف بها.

فأما المقصورة فلها أوزان مشهورة وأوزان نادرة. فمن المشهورة : «فعلی» نحو «أربی» للداهیة و «شعبی» لموضع.

ومنها «فعلی» اسما ک : «بهمی» لنبت ، أو صفة ک : «حبلی والطّولی» ، أو مصدرا : ک : «رجعی».

ص: 64


1- أی ألف التأنیث الممدودة التی فی الاسم المؤنث من الغرّ وهو «الغراء». وألف التأنیث قلبت همزة لاجتماعها مع الألف الزائدة قبلها ولکیلا تحذف تخلصا من التقاء الساکنین.
2- الاشتهار : مبتدأ ، یبدیه وزن : الجملة فی محل رفع خبر المبتدأ ، وأراد بالأولی : ألف التأنیث المقصورة ، والطّولی : مؤنث أطول أفعل التفضیل.
3- شبعی : مؤنث شبعان وقد أتی مثالا للصفة.

ومنها : «فعلی» اسما ک : «بردی» لنهر بدمشق ، أو مصدرا ک : «مرطی» لضرب من العدو ، أو صفة ک : «حیدی» یقال : حمار حیدی أی : یحید عن ظله لنشاطه ، قال الجوهریّ : «ولم یجئ فی نعوت المذکر شیء علی فعلی غیره».

ومنها : «فعلی» جمعا ک : «صرعی» جمع صریع ، أو مصدرا ک : «دعوی» ، أو صفة ک : «شبعی ، وکسلی».

ومنها : «فعالی» ک : «حباری» لطائر ، ویقع علی الذکر والأنثی.

ومنها : «فعّلی» ک : «سمّهی» للباطل.

ومنها : «فعلیّ» ک : «سبطری» لضرب من المشی.

ومنها : «فعلی» مصدرا ک : «ذکری» ، أو جمعا ک : «ظربی» جمع ظربان (1) وهی دویبة کالهرة منتنة الریح ، تزعم العرب أنها تفسو فی ثوب أحدهم إذا صادها ، فلا تذهب رائحته حتی یبلی الثوب. وک : «حجلی» جمع حجل ، ولیس فی الجموع ما هو علی وزن «فعلی» غیرهما.

ومنها : «فعیّلی» ک : «حثّیثی» بمعی الحث.

ومنها : «فعلیّ» نحو «کفرّی» لوعاء الطلع.

ومنها : «فعیّلی» نحو «خلیّطی» للاختلاط ، ویقال : «وقعوا فی خلیّطی أی : اختلط علیهم أمرهم».

ومنها : «فعّالی» نحو «شقّاری» لنبت.

ص: 65


1- الظربان : بفتح فکسر ، أو بکسر وسکون ، ویسمونه : مفرّق الإبل لنفارها من نتن رائحته.

أوزان ألف التأنیث الممدودة

لمدّها : «فعلاء ، أفعلاء»

مثلّث العین و «فعللاء»

ثمّ : «فعالا ، فعللا ، فاعولا

وفاعلاء ، فعلیا ، مفعولا»

ومطلق العین : «فعالا» وکذا

مطلق فاء «فعلاء» أخذا

لألف التأنیث الممدودة أوزان کثیرة نبه المصنف علی بعضها :

فمنها : «فعلاء» اسما ک : «صحراء» أو صفة مذکرها علی «أفعل» ک : «حمراء» ، وعلی غیر «أفعل» ک : «دیمة هطلاء» (1) ، ولا یقال : «سحاب أهطل» بل «سحاب هطل» (2) ، وکقولهم : «فرس أو ناقة روغاء» أی : حدیدة القیاد ، ولا یوصف به المذکر منهما ، فلا یقال : «جمل أروغ» وک : «امرأة حسناء» ولا یقال : «رجل أحسن».

والهطل : تتابع المطر والدمع وسیلانه ، یقال : هطلت السماء تهطل هطلا وهطلانا وتهطالا.

ومنها : «أفعلاء» - مثلث العین - نحو قولهم للیوم الرابع من أیام الأسبوع : «أربعاء» بضم الباء وفتحها وکسرها.

ومنها : «فعللاء» نحو : «عقرباء» لأنثی العقارب.

ومنها : «فعللاء» نحو : «قصاصاء» للقصاص.

ومنها : «فعللاء» ک : «قرفصاء».

ومنها : «فاعولاء» ک : «عاشوراء».

ومنها : «فاعلاء» ک : «قاصعاء» جحر من جحرة الیربوع (3).

ص: 66


1- الدیمة : سحابة ممطرة دون برق أو رعد.
2- بفتح الهاء وکسر الطّاء.
3- الجحر (بضم الجیم وفتح الحاء) : مکان یحفره الهوام والسباع لتأوی إلیه وجمعه : أجحار وأجحرة ، وجحرة بوزن عنبة.

ومنها : «فعلیاء» نحو : «کبریاء» وهی العظمة.

ومنها : «مفعولاء» نحو : «مشیوخاء» جمع شیخ.

ومنها : «فعالاء» - مطلق العین ، أی : مضمومها ومفتوحها ومکسورها - نحو : «دبوقاء» للعذرة ، و «براساء» لغة فی البرنساء وهم الناس ، قال ابن السّکّیت : یقال : ما أدری أیّ البرنساء هو ، أی : أیّ الناس هو. و «کثیراء».

ومنها : «فعلاء» - مطلق الفاء ، أی : مضمومها ومفتوحها ومکسورها - نحو : «خیلاء» للتکبر ، و «جنفاء» اسم مکان ، و «سیراء» لبرد فیه خطوط صفر.

ص: 67

أسئلة

1 - لم افتقر الاسم المؤنث إلی علامة تمیزه دون المذکر؟ مثل لما تقول.

2 - ما علامتا التأنیث فی الأسماء؟ وأیتهما أکثر استعمالا؟ مثّل.

3 - بم یستدل علی تأنیث الأسماء المؤنثة التی لا علامة فیها ظاهرة؟ وضح ذلک مع التمثیل ...

4 - قال ابن مالک : -

ولا تل فارقة (فعولا)

أصلا ولا (المفعال والمفعیلا)

اشرح البیت بالتفصیل ... مبینا متی تلحق التاء صیغة (فعول)؟

ومتی لا تلحق؟ ولماذا؟.

5 - متی تلحق التاء صیغة (فعیل)؟ ومتی لا تلحق؟ ولماذا؟

وازن بین صیغتی (فعول) و (فعیل) فی لحاق التاء وعدمها مع ذکر الأمثلة.

6 - لماذا ترکت التاء فی کلمة (قریب) من قوله تعالی : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ)؟ هات أوزانا من عندک علی غرارها ...

7 - اذکر صیغا أخری یستوی فیها المذکر والمؤنث غیر (فعیل) ، و (فعول) مع التمثیل ...

8 - اکتب میزان الکلمات الآتیة وبین معناها ... (حثّیثی. کفرّی - مشیوخاء - قصاصاء - براساء).

9 - هات کلمات علی الأوزان التالیة وضعها فی جمل : - «فعلی - فعلی - فعلیاء - فعللاء»

ص: 68

تمرینات

1 - بیّن القیاسی والشاذ من الأسماء المؤنثة التالیة مع ذکر السبب. «صبور - بغیّ - حنون - ملولة - عدوة - قتیل - جدیدة - مسکینة - رمیم».

2 - ضع کلمتین علی (فعلی) فی جملتین من عندک تکون إحداهما جمعا - والأخری صفة.

3 - هات ثلاث کلمات علی وزن (فعلی) إحداهما اسم والثانیة مصدر والثالثة صفة وضعها فی جمل مفیدة.

4 - مثّل لما یأتی فی جمل تامة :

(ا) کلمة علی وزن (فعیل) لا تصحبها تاء التأنیث - وأخری تصحبها

(ب) کلمة علی وزن (فعول) لا تصحبها التاء وأخری تصحبها.

(ج) کلمة علی وزن (فعلی) تکون مصدرا.

5 - ضع کلمتی (جریح وقتیل) فی جمل من عندک بحیث تصحبها تاء التأنیث فی بعضها وتترک فی الباقی مع ذکر السبب.

6 - هات کلمات علی الأوزن التالیة فی جمل تامة : (فعللاء - فعالی ، أفعلاء).

7 - هات کلمتین علی وزن (فعول) واحدة تلزمها التاء والأخری لا تلحقها مع ذکر السبب.

ص: 69

8 - قال امرؤ القیس :

قفا نبک من ذکری حبیب ومنزل

بسقط اللّوی بین الدخول فحومل

(ا) أعرب ما تحته خط.

(ب) عیّن من البیت اسما مؤنثا واذکر وزنه وعلامة تأنیثه ونوعه.

(ج) لماذا لم تلحق التاء کلمة (حبیب) فی البیت؟ مع أنه علی وزن (فعیل)؟

ص: 70

المقصور والممدود

الاسم المقصور القیاسی

إذا اسم استوجب من قبل الطرف

فتحا ، وکان ذا نظیر ک : «الأسف» (1)

فلنظیره المعلّ الآخر

ثبوت قصر بقیاس ظاهر (2)

ک : «فعل ، وفعل» فی جمع ما

ک : «فعلة ، وفعلة» نحو : «الدّمی»

لمقصور : هو الاسم الذی حرف إعرابه ألف لازمة. فخرج بالاسم : الفعل نحو : «یرضی» ، وبحرف إعرابه : المبنیّ نحو : «إذا» ، وبلازمة : المثنی نحو : «الزیدان» ، فإن ألفه تنقلب یاء فی الجرّ والنصب.

والمقصور علی قسمین : (ا) قیاسی. (ب) وسماعی (3).

فالقیاسیّ : کل اسم معتل له نظیر من الصحیح ملتزم فتح ما قبل آخره ، وذلک کمصدر الفعل اللازم الذی علی وزن «فعل» فإنه یکون «فعلا»

ص: 71


1- اسم : فاعل لفعل محذوف والجملة فی محل جر بإضافة إذا إلیها ، جملة استوجب مع الفاعل المستتر : تفسیریة لا محل لها من الإعراب ، کان : فعل ماض ناقص ، واسمه : هو ، ذا : خبر کان منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة.
2- فلنظیره : الفاء : واقعة فی جواب إذا ، لنظیر : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ ثبوت ، والهاء : فی محل جر بالإضافة ، والجملة : جواب شرط غیر جازم لا محل لها من الإعراب.
3- القیاسی : وظیفة النحویین ، والسماعی : وظیفة اللغویین.

- بفتح الفاء والعین - نحو : «أسف أسفا» ، فإذا کان معتلا وجب قصره نحو «جوی جوی» (1) لأن نظیره (2) من الصحیح الآخر ملتزم فتح ما قبل آخره. ونحو «فعل» فی جمع «فعلة» - بکسر الفاء - و «فعل» فی جمع «فعلة» - بضم الفاء - نحو : «مری جمع مریة (3) ، ومدی جمع مدیة» فإن نظیرهما من الصحیح : «قرب وقرب جمع قربة وقربة» ، لأن جمع «فعلة» - بکسر الفاء - یکون علی «فعل» - بکسر الأوّل وفتح الثانی - ، وجمع «فعلة» - بضم الفاء - یکون علی «فعل» - بضم الأول وفتح الثانی - ، والدّمی : جمع دمیة ، وهی الصورة من العاج ونحوه.

الاسم الممدود القیاسی

وما استحقّ قبل آخر ألف

فالمدّ فی نظیره حتما عرف (4)

کمصدر الفعل الذی قد بدئا

بهمز وصل ک : «ارعوی» وک : «ارتأی»

لما فرغ من المقصور ، شرع فی الممدود وهو : الاسم الذی فی آخره همزة تلی ألفا زائدة نحو : «حمراء ، وکساء ، ورداء». فخرج بالاسم : الفعل نحو : «یشاء» ، ، وبقوله : «تلی ألفا زائدة» : ما کان فی آخره همزة تلی ألفا غیر زائدة : ک : «ماء ، وآء» جمع آءة ، وهو شجر.

والممدود أیضا کما لمقصور : (ا) قیاسی. (ب) وسماعیّ

ص: 72


1- جوی جوی بوزن فرح فرحا : أصابته حرقة من حزن أو عشق.
2- المقصود بالنظیر : المناظر له فی وزنه ونوعه کالمصدریة والاسمیة والوصفیة.
3- المریة : الجدال. والمدیة : السکین.
4- قوله : وما استحق : أی من الصحیح.

فالقیاسیّ : کلّ معتل له نظیر من الصحیح الآخر ، ملتزم زیادة ألف قبل آخره ، وذلک کمصدر ما أوّله همزة وصل نحو : «ارعوی ارعواء ، وارتأی ارتئاء ، واستقصی استقصاء ، فإن نظیرها من الصحیح : «انطلق انطلاقا ، واقتدر اقتدارا ، واستخرج استخراجا» ، وکذا مصدر کل فعل معتل یکون علی وزن «أفعل» نحو : «أعطی إعطاء» فإن نظیره من الصحیح : «أکرم إکراما».

المقصور والممدود السماعیان

والعادم النظیر ذا قصر وذا

مدّ بنقل : ک : «الحجا» وک : «الحذا» (1)

هذا هو القسم الثانی : وهو : المقصور السماعی والممدود السماعیّ ، وضابطهما : أنّ ما لیس له نظیر اطّرد فتح ما قبل آخره فقصره موقوف علی السماع ، وما لیس له نظیر اطّرد زیادة ألف قبل آخره فمده مقصور علی السماع.

فمن المقصور السماعی : «الفتی» واحد الفتیان ، و «الحجا» العقل ، و «الثّری» التراب ، و «السّنا» الضوء.

ومن الممدود السماعی : «الفتاء» حداثة السنّ ، و «السّناء» الشرف ، و «الثراء» کثرة المال ، و «الحذاء» النعل.

قصر الممدود ومد المقصور

وقصر ذی المدّ اضطرارا مجمع

علیه ، والعکس بخلف یقع

لا خلاف بین البصریین والکوفیین فی جواز قصر الممدود للضرورة (2)

ص: 73


1- العادم : مبتدأ وخبره متعلق الجار والمجرور بنقل والتقدیر : والعادم النظیر مأخوذ بنقل ، ذا : حال من ضمیر الخبر منصوب بالألف ...
2- لأنه رجوع إلی الأصل الذی هو القصر کقوله : لا بد من صنعا وإن طال السفر.

واختلف فی جواز مدّ المقصور ، فذهب البصریّون إلی المنع ، وذهب الکوفیّون إلی الجواز ، واستدلوا بقوله :

148- یا لک من تمر ومن شیشاء***ینشب فی المسعل واللهاء (1)

فمدّ «اللهاء» للضرورة وهو مقصور.

تثنیة المقصور

کیفیة تثنیة المقصور والممدود وجمعهما تصحیحا

آخر مقصور تثنّی اجعله «یا»

إن کان عن ثلاثة مرتقیا

کذا الذی الیا أصله ، نحو «الفتی»

والجامد الذی أمیل ک : «متی»

فی غیر ذا تقلب واوا الألف

وأولها ما کان قبل قد ألف

ص: 74


1- نسب البیت لأبی المقدام الراجز ، وقیل : لأعرابی من أهل البادیة. والششاء : التمر الذی لم یشتد نواه وهو من أردأ التمر ، ینشب : یعلق ، المسعل : مکان السعال ، واللها : جمع لهاة کحصی وحصاة : قطعة من اللحم فی أقصی سقف الفم المعنی : عجبا لهذا التمر الردیء الذی ینشب فی الحلق فلا یسیغه الإنسان. الإعراب : یا أداة : نداء وتعجب ، لک : اللام : حرف جر ، والکاف : منادی متعجب منه مبنی علی الفتح فی محل جر باللام ، متعلق بفعل التعجب المحذوف ، أو بیا المتضمنة معنی الفعل ، من : حرف جر متعلق بما تعلق به الأول ، تمر : مجرور بمن ، وفیه إعرابات أخری. ومن شیشاء : الواو : عاطفة ، من شیشاء : جار ومجرور متعلق بما تعلق به الأول ، ینشب : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل هو ، فی المسعل : جار ومجرور متعلق بینشب ، واللهاء : معطوف علی المسعل بالواو ، والجملة فی محل جر صفة لشیشاء. الشاهد فیه : قوله : «واللهاء» فقد مد المقصور للضرورة وأصله (اللها) بالقصر.

الاسم المتمکن (1) إن کان صحیح الآخر ، أو کان منقوصا لحقته علامة التثنیة من غیر تغییر (2) ، فتقول فی : «رجل ، وجاریة ، وقاض : رجلان ، وجاریتان ، وقاضیان». وإن کان مقصورا فلا بد من تغییره علی ما نذکره الآن. وإن کان ممدودا فسیأتی حکمه.

فإن کانت ألف المقصور رابعة فصاعدا قلبت «یاء» (3) ، فتقول فی : «ملهی : ملهیان» وفی : «مستقصی : مستقصیان».

وإن کانت ثالثة (4) : فإن کانت بدلا من الیاء ک : «فتی ، ورحی» قلبت أیضا «یاء» فتقول : «فتیان ، ورحیان» ، وکذا إذا کانت ثالثة مجهولة الأصل وأمیلت ، فتقول فی «متی» علما «متیان» (5).

وإن کانت ثالثة بدلا من واو ک : «عصا ، وقفا» قلبت واوا فتقول : «عصوان ، وقفوان» ، وکذا إن کانت ثالثة مجهولة الأصل ولم تمل ک : «إلی» علما فتقول : «إلوان».

فالحاصل أن ألف المقصور تقلب یاء فی ثلاثة مواضع :

الأوّل : إذا کانت رابعة فصاعدا.

الثانی : إذا کانت ثالثة بدلا من یاء.

الثالث : إذا کانت ثالثة مجهولة الأصل وأمیلت.

ص: 75


1- المتمکن أی : المعرب.
2- وکذلک إذا نزل منزلة الصحیح ، وهو ما انتهی بیاء أو واو قبلهما ساکن نحو : ظبی ودلو ، وإن کانت یاء المنقوص محذوفة ردت إلیه فی التثنیة.
3- سواء أکان أصلها واوا کملهی ، أو یاء کمسعی : مسعیان.
4- ألف الثلاثی المقصور المعرب لا بد لها من أصل واویّ أو یائی ، فهی لا تکون أصلیة وإنما منقلبة دائما.
5- لأن الإمالة إنحاء الألف إلی الیاء فردت الیها فی التثنیة.

وتقلب واوا فی موضعین :

الأوّل : إذا کانت ثالثة بدلا من الواو.

الثانی : إذا کانت ثالثة مجهولة الأضل ولم تمل.

وأشار بقوله : «وأولها ما کان قبل قد ألف» إلی أنه إذا عمل هذا العمل المذکور فی المقصور - أعنی قلب الألف یاء أو واوا - لحقتها علامة التثنیة التی سبق ذکرها أوّل الکتاب ، وهی الألف والنون المکسورة رفعا ، والیاء المفتوح ما قبلها والنون المکسورة جرا ونصبا.

تثنیة الممدود

وما ک : «صحراء» بواو ثنّیا

ونحو «علباء ، کساء وحیا» (1)

بواو او همز ، وغیر ما ذکر

صحّح ، وما شذّ علی نقل قصر (2)

لما فرغ من الکلام علی کیفیة تثنیة المقصور ، شرع فی ذکر کیفیة تثنیة الممدود.

والممدود : إما أن تکون همزته بدلا من ألف التأنیث ، أو للإلحاق ، أو بدلا من أصل ، أو أصلا.

ص: 76


1- ما : اسم موصول فی محل رفع مبتدأ ، کصحراء : الکاف : حرف جر متعلق بمحذوف صلة الموصول ، صحراء : اسم مجرور بالکاف بالفتحة نیابة عن الکسرة لأنه ممنوع من الصرف لألف التأنیث الممدودة ، وجملة : ثنیا مع نائب الفاعل المستتر : فی محل رفع خبر المبتدأ ، نحو : مبتدأ ، وخبره : متعلق الجار والمجرور : بواو فی البیت الثانی.
2- غیر : مفعول به مقدم لصحح ، ما : اسم موصول فی محل جر بالإضافة ، وجملة : ذکر : صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، ما : اسم موصول مبتدأ وخبره جملة قصر علی نقل ، وجملة شذ ، صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

فإن کانت بدلا من ألف التأنیث فالمشهور قلبها واوا ، فتقول فی : «صحراء وحمراء : صحراوان وحمراوان».

وإن کانت للإلحاق ک : «علباء» (1) ، أو بدلا من أصل نحو «کساء ، وحیاء» جاز فیها وجهان :

أحدهما : قلبها واوا ، فتقول : «علباوان ، وکساوان ، وحیاوان».

والثانی : إبقاء الهمزة من غیر تغییر فتقول : «علباءان ، وکساءان ، وحیاءان».

والقلب فی الملحقة أولی من إبقاء الهمزة (2) ، وإبقاء الهمزة المبدلة من أصل أولی من قلبها واوا (3).

وإن کانت الهمزة الممدودة أصلا وجب إبقاؤها ، فتقول فی «قرّاء ، ووضّاء (4) : قرّاءان ووضاءان».

وأشار بقوله : «وما شذّ علی نقل قصر» إلی أنّ ما جاء من تثنیة المقصور أو الممدود علی خلاف ما ذکر ، اقتصر فیه علی السماع کقولهم فی : «الخوزلی : الخوزلان» (5) والقیاس : «الخوزلیان» ، وقولهم فی «حمراء : حمرایان» والقیاس : «حمراوان».

ص: 77


1- علباء (بکسر العین) : عصبة العنق ، وأصلها : علبای بزیادة الیاء لإلحاقها بوزن قرطاس.
2- ترجح قلبها لشبهها بهمزة حمراء وصحراء فی أنها بدل عن حرف زائد.
3- ترجح إبقاؤها علی حالها لأنها منقلبة عن حرف أصلی هو لام الکلمة فأشبهت الأصلیة.
4- قراء ، ووضّاء بوزن رمّان والقراء : الناسک المتعبّد ، والوضاء : المضیء الوجه.
5- الخوزلی : ضرب من المشی فیه تبختر وتثاقل.

جمع المقصور والممدود تصحیحا

واحذف من المقصور فی جمع علی

حدّ المثنّی ما به تکمّلا

والفتح أبق مشعرا بما حذف

وإن جمعته بتاء وألف

فالألف اقلب قلبها فی التّثنیه

وتاء ذی التا ألزمنّ تنحیه

إذا جمع صحیح الآخر علی حدّ المثنی - وهو الجمع بالواو والنون (1) لحقته العلامة من غیر تغییر ، فتقول فی : «زید : زیدون».

وإن جمع المنقوص هذا الجمع حذفت یاؤه ، وضمّ ما قبل الواو ، وکسر ما قبل الیاء ، فتقول فی «قاض : قاضون (2) - رفعا - وقاضین - جرا ونصبا».

وإن جمع الممدود هذا الجمع عومل معاملته فی التثنیة ، فإن کانت الهمزة بدلا من أصل ، أو للإلحاق جاز فیه وجهان : إبقاء الهمزة : وإبدالها واوا ، فیقال فی : «کساء» علما : «کساؤون وکساوون» ، وکذلک : «علباء». وإن کانت الهمزة أصلیة وجب إبقاؤها فتقول فی «قرّاء : قرّاؤون».

وأمّا المقصور - وهو الذی ذکره المصنف - فتحذف ألفه إذا جمع بالواو والنون ، وتبقی الفتحة دالة علیها ، فتقول فی «مصطفی : مصطفون

ص: 78


1- وسلامة صورة مفرده وحذف نونه للإضافة.
2- لم یبق الکسر لیدلّ علی الیاء المحذوفة لثقله ، ولئلا یلزم قلب الواو یاء لوقوعها بعد کسرة والأصل : قاضیون ، استثقلت الضمة علی الیاء فحذفت ثم حذفت الیاء للتخلص من التقاء الساکنین وضمت الضاد لمناسبة الواو.

رفعا - ومصطفین (1) - جرا ونصبا -» بفتح الفاء مع الواو والیاء.

وإن جمع بألف وتاء قلبت ألفه کما تقلب فی التثنیة ، فتقول فی «حبلی : حبلیات» (2) ، وفی «فتی ، وعصا» علما لمؤنث : «فتیات وعصوات» (3).

وإن کان بعد ألف المقصور تاء وجب حینئذ حذفها ، فتقول فی : «فتاة : فتیات» وفی : «قناة : قنوات» (4).

* * *

حرکة العین فی جمع المؤنث السالم

والسالم العین الثلاثی اسما أنل

إتباع عین فاءه بما شکل (5)

إن ساکن العین مؤنّثا بدا

مختتما بالتاء أو مجرّدا (6)

ص: 79


1- أصله مصطفوون ومصطفوین ، فالواو الأولی لام الکلمة والواو الثانیة والیاء علامة الإعراب فی الجمع ، وقد تحرکت الواو فیهما بعد فتحة فقلبت ألفا : مصطفاون ، مصطفاین ، ثم حذفت الألف لالتقاء الساکنین وبقیت الفتحة دلیلا علیا.
2- قلبت یاء لأنها رابعة.
3- ردت إلی أصلها لأنها ثالثة.
4- أی تحذف التاء ثم تجری علیه بعد الحذف ما یستحقه من التغییر لو کانت الألف التی قبل التاء آخرا فی أصل الوضع.
5- السالم : مفعول أوّل مقدم لفعل : أنل ، الثلاثی : نعت له ، اسما : حال منه ، إتباع : مفعول أنل الثانی ، فاءه : فاء : مفعول به لإتباع ، والهاء : فی محل جر بالإضافة ، أی : أعط الاسم الثلاثی السالم العین إتباع عینه لفائه فی حرکة الفاء المشکولة بها.
6- ساکن ، مؤنثا ، مختتما : أحوال من فاعل بدا الذی هو فعل الشرط ، وجواب الشرط محذوف دلت علیه جملة «أنل ...» السابقة.

وسکّن التالی غیر الفتح أو

خفّفه بالفتح فکلّا قد رووا (1)

ذا جمع الاسم الثلاثی ، الصحیح العین (2) ، الساکنها ، المؤنث ، المختوم بالتاء أو المجرد عنها ، بألف وتاء ، أتبعت عینه فاءه فی الحرکة مطلقا (3) ، فتقول فی دعد : «دعدات» وفی جفنة : «جفنات» وفی جمل - وبسرة : «جملات وبسرات» (4) بضم الفاء والعین ، وفی هند وکسرة : «هندات وکسرات» بکسر الفاء والعین.

ویجوز فی العین بعد الضمة والکسرة التسکین والفتح فتقول : «جملات وجملات ، وبسرات وبسرات ، وهندات ، وهندات ، وکسرات ، وکسرات» ، ولا یجوز ذلک بعد الفتحة ، بل یجب الإتباع.

واحترز بالثلاثی من غیره ک : «جعفر» - علم مؤنث - ، وبالاسم عن الصفة ک : «ضخمة» ، وبالصحیح العین من معتلها ک : «جوزة» ، وبالساکن العین من محرکها ک : «شجرة» ، فإنّه لا إتباع فی هذه کلها (5) ،

ص: 80


1- التالی : أی العین التالی ، غیر : مفعول به للتالی ، کلا : مفعول به مقدم ، رووا : فعل ماض مبنی علی الضم المقدر علی الألف المحذوفة لالتقاء الساکنین ، والواو : فاعل.
2- أی الذی سلمت عینه من العلة ومن التضعیف کحجة وجنة (بتثلیث الفاء فیهما).
3- الإتباع واجب فی مفتوح الفاء ، وجائز غیر واجب فی مکسور الفاء أو مضمومها.
4- جفنة کقصعة وزنا ومعنی ، و «جمل» : اسم امرأة ، والبسرة جمعها بسر وهو التمر الذی تغیر لونه ولم ینضج.
5- وکذلک إن کانت العین مضعفة کجنّات وحجّات فلو حرّک انفک إدغامه وفاتت فائدة الإدغام فی التخفیف.

بل یجب إبقاء العین علی ما کانت علیه قبل الجمع فتقول : «جعفرات ، وضخمات ، وجوزات ، وشجرات».

واحترز بالمؤنث من المذکر ک : «بدر» فإنه لا یجمع بالألف والتاء.

ومنعوا إتباع نحو «ذروه

وزبیة» وشذّ کسر «جروه»

یعنی أنه إذا کان المؤنث المذکور مکسور الفاء وکانت لامه واوا فإنه یمتنع فیه إتباع العین للفاء ، فلا یقال فی ذروة : «ذروات» - بکسر الفاء والعین - استثقالا للکسرة قبل الواو ، بل یجب فتح العین أو تسکینها.

فتقول : «ذروات أو ذروات» ، وشذّ قولهم : «جروات» بکسر الفاء والعین.

وکذلک لا یجوز الإتباع إذا کانت الفاء مضمومة واللام یاء نحو : «زبیة» (1) ، فلا تقول : «زبیات» - بضم الفاء والعین - استثقالا للضمة قبل الیاء ، بل یجب الفتح أو التسکین فنقول : «زبیات أو زبیات».

* * *

ونادر أو ذو اضطرار غیر ما

قدّمته ، أو لأناس. انتمی (2)

یعنی أنّه إذا جاء جمع هذا المؤنث علی خلاف ما ذکر عدّ نادرا ، أو ضرورة ، أو لغة لقوم.

فالأول کقولهم فی جروة : «جروات» بکسر الفاء والعین.

والثانی کقوله :

ص: 81


1- الزبیة : الرابیة ، والحفرة لصید السباع.
2- نادر : خبر مقدم للمبتدأ : غیر ، ذو : معطوف علی الخبر نادر مرفوع بالواو ، وجملة قدمته : صلة للموصول «ما» لا محل لها من الإعراب ، وجملة : انتمی : فی محل رفع معطوفة علی : نادر بأو.

149- وحمّلت زفرات الضّحی فأطقتها***وما لی بزفرات العشیّ یدان (1)

فسکّن عین «زفرات» ضرورة ، والقیاس فتحها إتباعا.

والثالث کقول هذیل فی جوزة وبیضة ونحوهما : «جوزات وبیضات» بفتح العین ، والمشهور فی لسان العرب تسکین العین إذا کانت غیر صحیحة.

ص: 82


1- البیت للشاعر العذری عروة بن حزام الذی اشتهر بحب ابنة عمه عفراء. زفرات جمع زفرة وهی خروج النفس بأنین ، أطاق : احتمل ، الضحی والعشیّ : یشتد فیهما هیام المحب المحروم ، یدان : تثنیة ید : وهی القوة أو القدرة. المعنی : أرید لی أن أحمل الوجد والهوی والحرمان فاحتملت زفرات الضحی ولکن وهی صبری فلم تعد لی قدرة علی احتمال زفرات الأمسیات. الإعراب : حملت : فعل ماض ونائب فاعل ، زفرات : مفعول به ثان منصوب بالکسرة لأنه جمع مؤنث سالم ، الضحی : مضاف إلیه مجرور بالکسرة المقدرة علی آخره للتعذر ، فأطقتها : الفاء : حرف عطف ، أطقتها : فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة معطوفة علی جملة : حملت الابتدائیة لا محل لها من الإعراب. وما : الواو : استئنافیة ، ما : نافیة ، لی : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، بزفرات : جار ومجرور متعلق بما تعلّق به الأوّل ، العشی : مضاف إلیه مجرور بالکسرة الظاهرة ، یدان : مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف لأنه مثنی ، والنون : عوض عن التنوین فی الاسم المفرد. الشاهد فیه : قوله : «زفرات» فقد سکّن عین الکلمة لضرورة الوزن ، والقیاس فیها الفتح إتباعا لفتح الفاء أی (زفرات).

أسئله

1 - ما المقصور من الأسماء؟ وما القیاسیّ منه والسماعیّ؟ مثل لما تقول.

2 - عرف الممدود من الأسماء ... وبیّن متی یکون قیاسیّا؟ ومتی یکون سماعیا؟ مع التمثیل لکل ما تقول.

3 - اذکر آراء النحاة فی قصر الممدود ومدّ المقصور مستشهدا لما تقول.

4 - وضح بالتفصیل طریقة تثنیة المقصور مبینا متی تقلب ألفه واوا أو یاء؟ مع التمثیل لما تقول.

5 - ما طریقة تثنیة الممدود؟ مثّل لذلک.

6 - کیف تجمع کلّا من المنقوص والممدود بالألف والتاء؟ مثل.

7 - ما طریقة جمع المنقوص والممدود بالواو والنون؟ مثّل.

8 - اشرح بالتفصیل کیف تحرک عین المجموع بالألف والتاء من الأسماء ممثلا لما تقول؟

ص: 83

تمرینات

1 - اقرأ النصّ التالی ثم أجب عمّا یلیه من الأسئلة : (قصد أعرابیّ إلی دار حاتم الطائیّ یبتغی منه عطاء. وکان قد سمع بکرمه الواسع ونفسه الشّماء. فقابله حاتم مقابلة سیئة ورده بلا جدوی. فرجع الأعرابی مستاء. ثم تنکر حاتم برداء لا یلبسه إلا سوقة العرب وقابله فی الصحراء من طریق أخری وقال له : من أین أقبلت یا أخا العرب؟ قال : من دار حاتم ، قال ما فعل بک؟ قال : ردّنی بخیر واف وعطاء کاف. قال : أنا حاتم ، وکیف تنکر ما فعل معک من الأذی؟ قال : إن قلت غیر هذا - وقد عرفه القاصی والدانی بالمروءة والسخاء لم یصدقنی أحد ، فاعتذر إلیه وأحسن مثواه).

(أ) استخرج من النص الأسماء المقصورة والمنقوصة والممدودة.

(ب) ثنّ الأسماء السابقة وبیّن ما یطرأ علیها من تغییر.

(ج) خذ کلمتی (واف) و (فتی) واجمعهما جمع مذکر سالما وبیّن ما حدث فیهما من تغییر.

(د) خذ الکلمات (قاصیة - دانیة - شماء) واجمعها جمع مؤنث سالما وبین ما حدث فیها من تغییر.

(ه) خذ کلمتی (مستاء. صحراء) وثنهما واجمعهما بالألف والتاء واذکر ما حدث فیهما.

(و) أعرب ما تحته خط من النص السابق.

ص: 84

2 - ثنّ واجمع الکلمتین الآتیتین ... جمع مذکر سالما ... مع بیان ما حدث فیهما ... (مرتضی - مرتضی) بفتح الضاد وکسرها.

3 - کیف تحرک عین الکلمات الآتیة حین تجمعها بالألف والتاء مع التعلیل؟ (عروه - غدرة - إمرة - غزوة - لیلة).

4 - اجعل العبارة الآتیة للمثنی ثم لجماعة الذکور ثم لجماعة الإناث واذکر ما حدث ... (الإنسان مجزیّ بعمله - ساع إلی ربه - محاسب علی ما قدّم).

5 - اجمع ما یلی بالألف والتاء وضعه فی جمل مبینا ما حدث : (لیلی - حوراء - روضة - مصطفاة - حصاة).

6 - خاطب بالعبارة الآتیة المثنی والجمع بنوعیه والواحدة مع الضبط بالشکل : (دع ما یشینک ، وامض لشأنک ، واسع فی مرضاة ربک).

7 - قال تعالی : «وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ (1) - وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَکُمْ (2) - وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَیْنَ الْأَخْیارِ (3)».

(ا) اذکر مفرد کل جمع مما تحته خط ... ونوع ذلک المفرد وما حدث له عند جمعه.

(ب) أعرب هذه الجموع ... ثم زن کل جمع منها صرفیا.

ص: 85


1- آیة 70 سورة البقرة.
2- آیة 35 سورة محمد.
3- آیة 47 سورة ص.

8 - قال رجل لرسول الله صلی الله علیه وسلم : (أنا رجل صاحب غدرات وفجرات).

اضبط هذین الجمعین - وبیّن هل یجوز فیهما أکثر من وجه؟ واذکر مفردهما.

9 - الکلمتان : (جملة ... ضخمة) اجمعهما بالألف والتاء وبیّن ما یجوز فی عینهما ...

10 - قال الشاعر ...

المستجیر بعمرو عند کربته

کالمستجیر من الرمضاء بالنار

(ا) خذ من البیت الکلمتین (کربة - رمضاء) واجمعهما بالألف والتاء مبینا ما یجوز فی عینهما.

(ب) کلمة «نار» فی البیت مؤنثة کیف تستدل علی تأنیثها؟

(ج) أعرب البیت کله ...

ص: 86

جمع التکسیر

جموع القلة

أفعلة ، أفعل ، ثم فعله

ثمّت أفعال جموع قلّه (1)

جمع التکسیر هو : ما دلّ علی أکثر من اثنین ، بتغییر ظاهر (2) کرجل ورجال ، أو مقدّر ک «فلک» للمفرد والجمع ، والضمة التی فی المفرد کضمة قفل ، والضمة التی فی الجمع کضمة أسد (3) ، وهو علی قسمین :

(أ) جمع قلّة.

(ب) وجمع کثرة.

فجمع القلة یدلّ حقیقة علی ثلاثة فما فوقها إلی العشرة ، وجمع

ص: 87


1- أفعلة : مبتدأ مرفوع. أفعل : معطوف علی أفعلة بعاطف مقدر مرفوع. ثم فعله : ثم حرف عطف فعلة معطوف علی أفعلة ومرفوع. ثمت : حرف عطف والتاء للتأنیث وهی مفتوحة فی لغة وأصلها السکون. أفعال : معطوفة علی أفعلة ومرفوع. جموع : خبر المبتدأ وما عطف علیه مرفوع. قلة : مضاف إلیه.
2- التغییر لصیغة المفرد ، سواء کان بتغییر الشکل نحو أسد وأسد. أو بالزیادة نحو صنو وصنوان ، أو بنقص نحو غرفة وغرف أو بزیادة وتبدیل شکل نحو رجل ورجال ، أو بنقص وتبدیل شکل نحو رسول ورسل.
3- هذا مذهب سیبویه أن فلک إذا کانت للمفرد فضمتها مثل ضمة قفل المفرد. أما إذا کانت «فلک» للجمع کقوله تعالی «وتری الفلک مواخر فیه» فإن ضمتها مثل ضمة أسد وهی جمع ، فتغیر الضمة لیس ظاهرا وإنما هو مقدر تقدیرا لدی المتکلم ، ومن استعمال «فلک» للمفرد قوله تعالی : (فَأَنْجَیْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِی الْفُلْکِ الْمَشْحُونِ).

الکثرة یدل علی ما فوق العشرة إلی غیر نهایة (1) ویستعمل کل منهما فی موضع الآخر مجازا.

وأمثلة جمع القلة : أفعلة کأسلحة ، وأفعل کأفلس ، وفعلة کفتیة ، وأفعال کأفراس ، وما عدا هذه الأربعة من جموع التکسیر فجموع کثرة.

وبعض ذی بکثرة وضعا یفی

کأرجل ، والعکس جاء کالصفی (2)

قد یستغنی ببعض أبنیة القلة عن بعض أبنیة الکثرة : کرجل وأرجل ، وعنق وأعناق ، وفؤاد وأفئدة (3) وقد یستغنی ببعض أبنیة الکثرة عن بعض أبنیة القلة کرجل ورجال ، وقلب وقلوب (4).

«أفعل» :

لفعل اسما صحّ عینا أفعل

وللرّباعی اسما أیضا یجعل

ص: 88


1- جمع القلة یبدأ بثلاثة وینتهی بعشرة وجمع الکثرة یبدأ بأحد عشر فصاعدا. فهما مختلفان بدءا ونهایة. ویری بعض العلماء أن بدء کل منهما ثلاثة وانتهاء القلة عشرة ولا نهایة للکثرة فیتحدان بدءا لا انتهاء.
2- ذی : اسم إشارة إلی جموع القلة فی البیت السابق. الصّفّی : جمع صفاة وهی الصخرة الملساء ، وأصله : صفوی کفلوس قلبت الواو یاء وأدغمت فی الیاء وکسرت الفاء لمناسبتها. فهذا الجمع «صفی» هو من أبنیة جمع الکثرة ولکنه ینوب عن جمع القلة بالوضع أو الاستعمال.
3- أرجل وأعناق وأفئدة هی من أبنیة القلة ولکنها مستعملة فی القلة أصالة وفی الکثرة بالنیابة وضعا لأن العرب لم یضعوا أبنیة کثرة لمفرداتها.
4- رجال وقلوب من أبنیة الکثرة ویستعملان فی القلة بالنیابة وضعا لأن العرب لم یضعوا أبنیة قلة لرجل وقلب.

إن کان کالعناق والذرّاع : فی

مدّ وتأنیث ، وعدّ الأحرف

«أفعل» : جمع لکل اسم علی «فعل» صحیح العین ، نحو کلب وأکلب وظبی وأظب ، وأصله أظبی فقلبت الضمة کسرة لتصح الیاء ، فصار أظبی ، فعومل معاملة قاض (1).

وخرج بالاسم الصفة ؛ فلا یجوز ؛ ضخم وأضخم ، وجاء عبد وأعبد ؛ لاستعمال هذه الصفة استعمال الأسماء ؛ وخرج بصحیح العین المعتلّ العین ، نحو : ثوب وعین ، وشذ : عین وأعین (2). وثوب وأثوب. «أفعل» - أیضا - جمع لکل اسم ، مؤنث (3) ، رباعی ، قبل آخره مدّة ، کعناق (4) وأعنق ، ویمین وأیمن وشذ من المذکر : شهاب وأشهب ، وغراب وأغرب.

«أفعال» :

وغیر ما «أفعل» فیه مطّرد

من الثلاثی اسما - ب «أفعال» یرد

وغالبا أغناهم «فعلان»

فی «فعل» کقولهم : صردان

قد سبق أن «أفعل» جمع لکل اسم ثلاثی صحیح العین. وذکر هنا أن ما لم یطرد فیه من الثلاثی «أفعل» یجمع علی «أفعال» وذلک

ص: 89


1- أی «أظب» عومل معاملة الاسم المنقوص کقاض - عند تجرده من الألف واللام ، فإن یاءه تحذف فی حالتی الرفع والجر لالتقائها ساکنة مع التنوین وتثبت یاؤه فی حالة النصب وتظهر الفتحة علیها ، بینما تقدر الضمة والکسرة علیها للثقل.
2- شذ «أعین» فی قیاس النحاة مع کثرته فی الاستعمال کقوله تعالی : (وَأَعْیُنُهُمْ تَفِیضُ مِنَ الدَّمْعِ) وقوله : (وَفِیها ما تَشْتَهِیهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْیُنُ).
3- مؤنث بغیر علامة تأنیث. أما «سحابة» فلا تجمع علی «أفعل».
4- العناق : الأنثی من ولد المعز.

کثوب وأثواب ، وجمل وأجمال ، وعضد وأعضاد ، وحمل وأحمال ، وعنب وأعناب ، وإبل وآبال ، وقفل وأقفال.

وأما جمع «فعل» الصحیح العین علی «أفعال» فشاذ : کفرخ وأفراخ.

وأما «فعل» فجاء بعضه علی أفعال کرطب وأرطاب ، والغالب مجیئه علی «فعلان» کصرد (1) وصردان ونغر (2) ونغران.

«أفعلة» :

فی اسم مذکر رباعیّ بمدّ

ثالث أفعلة عنهم اطّرد

والزمه فی فعال أو فعال

مصاحبی تضعیف أو إعلال (3)

«أفعلة» جمع لکل اسم ، مذکر ، رباعیّ ، ثالثه مدة ، نحو : قذال (4) وأقذلة ، ورغیف وأرغفة ، وعمود وأعمدة ، والتزم أفعلة فی جمع المضاعف أو المعتل اللام من «فعال أو فعال» کبتات وأبتّة (5) ، وزمام وأزمّة ، وقباء (6) وأقبیة وفناء وأفنیة.

ص: 90


1- الصّرد : طائر ضخم الرأس یصطاد صغار الطیر. ویصفه السیوطی بأنه : طائر فوق العصفور نصفه أبیض ونصفه أسود.
2- النّغر : طیر کالعصفور أحمر المنقار وأهل المدینة یسمونه : البلبل.
3- الهاء من «الزمه» تعود علی وزن «أفعله» فی البیت السابق. مصاحبی : حال من فعال وفعال منصوب بالیاء لأنه مثنی وحذفت نونه للإضافة - تضعیف : مضاف إلیه مجرور بالکسرة.
4- قذال : بوزن سحاب : هو مجمع مؤخّر الرأس.
5- بتات : بفتح الباء والتاء : الزاد ومتاع البیت. وأبتّة - أصله «أبتتة» - وزن أفعلة - اجتمع مثلان فنقلت کسرة أولهما إلی الباء قبله ثم أدغم ، ومثله أزمّة.
6- قباء : ثوب یلبس فوق الثیاب.

«فعل» و «فعلة» :

فعل لنحو أحمر وحمرا

و «فعلة» جمعا بنقل یدری

من أمثلة جمع الکثرة «فعل» وهو مطرد فی کل وصف یکون المذکر منه علی «أفعل» والمؤنث منه «فعلاء» نحو : أحمر ، وحمر ، وحمراء وحمر (1).

ومن أمثلة جمع القلة «فعلة» ولم یطّرد فی شیء من الأبنیة ، وإنما هو محفوظ ، ومن الذی حفظ منه : فتی وفتیة وشیخ وشیخة ، وغلام وغلمة وصبیّ وصبیة.

جموع الکثرة

«فعل» و «فعل» و «فعل» :

وفعل لاسم رباعیّ بمدّ

قد زید قبل لام إعلالا فقد (2)

ما لم یضاعف فی الأعمّ ذو الألف

و «فعل» جمعا لفعلة عرف

ونحو کبری ، ولفعلة فعل

وقد یجیء جمعه علی فعل

ص: 91


1- یجب کسر فائه فی جمع ما عینه یاء مثل : بیضاء وأبیض فجمعهما «بیض» والأصل «بیض» وإنما کسرت فاؤه لئلا تقلب الیاء الساکنة بعد ضم إلی واو إبقاء علی أصل العین فی الجمع مثل المفرد.
2- فعل : مبتدأ مرفوع. لاسم : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر فعل : بمد : جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة ثانیة لاسم. وجملة : قد زید فی محل جر صفة لمد. إعلالا : مفعول به مقدم لفقد. فقد : فعل ماض مبنی علی الفتح فاعله ضمیر مستتر یعود إلی اللام. وجملة فقد فی محل جر صفة لام.

من أمثلة جمع الکثرة «فعل» وهو مطرد فی کل اسم ، رباعی ، قد زید قبل آخره مدة ؛ بشرط کونه صحیح الآخر ، وغیر مضاعف إن کانت المدة ألفا ، ولا فرق فی ذلک بین المذکر والمؤنث ، نحو : قذال وقذل ، وحمار وحمر ، وکراع وکرع (1) وذراع وذرع ، وقضیب وقضب ، وعمود وعمد. وأما المضاعف : فإن کانت مدته ألفا فجمعه علی «فعل» غیر مطرد ، نحو عنان وعنن (2) ، وحجاج وحجج (3) ، فإن کانت مدته غیر ألف فجمعه علی فعل مطرد ، نحو سریر وسرر ، وذلول وذلل.

ومن أمثلة جمع الکثرة «فعل» وهو جمع لاسم علی فعلة أو علی فعلی - أنثی الأفعل - فالأول : کقربة وقرب ، وغرفة وغرف ؛ والثانی ککبری وکبر ، وصغری وصغر.

ومن أمثلة جمع الکثرة «فعل» وهو جمع لاسم علی «فعلة» نحو کسرة وکسر ، وحجّة وحجج ، ومریة ومری وقد یجیء جمع «فعلة» علی «فعل» نحو : لحیة ولحی ، وحلیة وحلی ...

«فعلة» و «فعلة» :

فی نحو رام ذو اطّراد فعله

وشاع نحو کامل وکمله (4)

ومن أمثلة جمع الکثرة «فعلة» وهو مطرد فی وصف علی فاعل ،

ص: 92


1- الکراع : بضم الکاف - مستدقّ الساق من الغنم والبقر یذکر ویؤنث.
2- عنان : بکسر العین : ما تقاد به الدابة ، وبفتح العین : السحاب.
3- حجاج : بفتح الحاء وکسرها : العظم الذی ینبت علیه الحاجب.
4- فی نحو : جار ومجرور متعلق باطراد : ونحو مضاف. رام : مضاف إلیه مجرور بکسرة مقدرة علی الیاء المحذوفة. ذو اطراد : ذو خبر مقدّم مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف ، اطراد : مضاف إلیه مجرور. فعله : مبتدأ مؤخر مرفوع ، تقدیر الشطر «فعلة ذو اطراد فی نحو رام».

معتل اللام ، لمذکر عاقل ، کرام ورماة ، وقاض وقضاة (1).

ومنها «فعلة» وهو مطرد فی وصف ، علی فاعل ، صحیح اللام ، لمذکر عاقل ، نحو : کامل وکمله ، وساحر وسحرة ، واستغنی المصنف عن ذکر القیود المذکورة بالتمثیل بما اشتمل علیها ، وهو رام وکامل.

«فعلی» :

فعلی لوصف کقتیل وزمن

وهالک ، ومیّت به قمن

ن أمثلة جمع الکثرة «فعلی» وهو جمع لوصف «فعیل» بمعنی مفعول ، دال علی هلاک أو توجّع (2) ، کقتیل وقتلی ، وجریح وجرحی وأسیر وأسری ، ویحمل علیه ما أشبهه فی المعنی (3) ، من فعیل بمعنی فاعل کمریض ومرضی ومن فعل : کزمن وزمنی ، ومن فاعل ، کهالک وهلکی : ومن فیعل ؛ کمیّت وموتی ، وأفعل ، نحو : أحمق وحمقی.

«فعلة» :

لفعل اسما صحّ لاما فعلة

والوضع فی فعل وفعل قلّله (4)

ص: 93


1- رماة وقضاة - الأصل فیهما «رمیة وقضیة» - بوزن فعلة - تحرکت فیهما الیاء وفتح ما قبلها فقلبت ألفا.
2- أو دال علی تشتّت لیدخل : أسیر وأسری.
3- الأوزان التی أشبهت «فعیل» فی الدلالة علی الهلاک أو التوجع أو علی آفة هی ستة : ذکر منها فی الشرح خمسة : 1 - فعیل بمعنی فاعل 2 - فعل 3 - فاعل 4 - فعل 5 - أفعل. والسادس هو «فعلان» مثل سکران وسکری.
4- لفعل : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ل «فعله». اسما : حال من فعل منصوب. صح : فعل ماض مبنی علی الفتح فاعله ضمیر مستتر جوازا تقدیره هو والجملة فی محل نصب صفة «اسما» لاما : تمییز نسبة منصوب. فعله : مبتدأ مؤخر مرفوع التقدیر «فعلة جمع لاسم علی فعل صحت لامه».

من أمثلة جمع الکثرة «فعلة» وهو جمع لفعل اسما ، صحیح اللام ، نحو قرط (1) وقرطة ، ودرج ودرجة ، وکوز وکوزة ویحفظ فی اسم علی فعل نحو قرد وقردة ، أو علی فعل نحو غرد (2) وغردة.

«فعّل» و «فعّال» :

وفعّل لفاعل وفاعله

وصفین ، نحو عاذل وعاذلة (3)

ومثله الفعّال فیما ذکّرا

وذان فی المعلّ لاما ندرا (4)

من أمثلة جمع الکثرة «فعّل» وهو مقیس فی وصف صحیح اللام علی فاعل أو فاعلة ، نحو : ضارب وضرّب وصائم وصوّم ، وضاربة وضرّب وصائمة وصوّم.

ومنها «فعّال» وهو مقیس فی وصف صحیح علی فاعل لمذکر ، نحو صائم وصوّام ، وقائم وقوّام ، وندر «فعّل وفعّال» فی المعتل اللام نحو : غاز وغزّی ، وسار وسری ، وعاف وعفّی ، وقالوا غزّاء فی جمع غاز ، وسرّاء فی جمع سار ، وندر أیضا فی جمع فاعله کقول الشاعر :

ص: 94


1- القرط : ما یعلق فی شحمة الأذن.
2- غرد : بفتح الغین وسکون الراء : نوع من الکمأة.
3- فعّل : مبتدأ مرفوع. لفاعل : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر فعّل. وفاعله : معطوف بالواو علی فاعل ومجرور مثله. وصفین : حال من فاعل وفاعله منصوب بالیاء لأنه مثنی.
4- ذان : إشارة إلی «فعّل» فی البیت السابق و «الفعّال» فی صدر البیت. ذان : اسم إشارة مبنی علی الألف فی محل رفع مبتدأ. فی المعل : جار ومجرور متعلق بندرا. لاما : تمییز منصوب. ندرا : فعل ماض مبنی علی الفتح والألف فاعل والجملة خبر المبتدأ ذان.

125- أبصارهنّ إلی الشبّان مائلة***وقد أراهنّ عنی غیر صدّاد (1)

یعنی جمع صادّة.

«فعال» :

فعل وفعلة فعال لهما

وقلّ فیما عینه الیا منهما (2)

من أمثلة جمع الکثرة «فعال» وهو مطرد فی «فعل وفعلة» اسمین ، نحو «کعب وکعاب ، وثوب وثیاب ، وقصعة وقصاع» ، أو وصفین : نحو «صعب وصعاب ، وصعبة وصعاب» وقلّ فیما عینه یاء ، نحو : «ضیف وضیاف ، وضیعة وضیاع».

ص: 95


1- قائله : القطامی. الشبان جمع شاب. صدّاد : جمع صادّة : معرضة. المعنی : «إن النساء من طبعهن حب الشبان فأبصارهن دائما مائلة إلیهم ، وأنا أعلم هذا من میلهن إلی فی شبابی المنصرم» : الإعراب : أبصارهن : مبتدأ مرفوع بالضمة ومضاف. والهاء مضاف إلیه. والنون للنسوة. إلی الشبان : جار ومجرور متعلق بمائلة. مائلة : خبر المبتدأ مرفوع : وقد الواو عاطفة. قد : حرف تحقیق. أراهن : أری مضارع - رأی القلبیة - مرفوع بضمة مقدرة. والهاء مفعوله الأول والنون للنسوة. عنی : جار ومجرور متعلق بصداد : غیر : مفعول به ثان لأری منصوب وهو مضاف. صداد : مضاف إلیه مجرور. الشاهد : فی قوله : «صداد» حیث جاء «فعّال» جمعا «لفاعله» وهو نادر «لأن فعّال» مقیس فی جمع «فاعل» المذکر.
2- قلّ : فعل ماض مبنی علی الفتح. وفاعله ضمیر مستتر جوازا تقدیره «هو» یعود علی وزن «فعال» فیما : جار ومجرور متعلق بقلّ ما : اسم موصول فی محل جر بفی. عینه : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف والهاء مضاف إلیه. الیا : خبر عینه مرفوع بالضمة وقصر للضرورة. منهما : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من ما الموصولة تقدیره «کائنا منهما» وجملة «عینه الیا» صلة الموصول لا محل لها.

وفعل أیضا له فعال

ما لم یکن فی لامه اعتلال (1)

أو یک مضعفا ، ومثل فعل

ذو التا ، وفعل مع فعل ، فاقبل (2)

أی : اطرد أیضا «فعال» فی فعل وفعلة ، ما لم یکن لامهما معتلا أو مضاعفا ، نحو : جبل وجبال : وجمل وجمال ، ورقبة ورقاب وثمرة وثمار.

واطرد أیضا «فعال» فی «فعل وفعل» نحو : ذئب وذئاب ، ورمح ورماح.

واحترز من المعتل اللام ؛ کفتی ، ومن المضعّف کطلل.

وفی فعیل وصف فاعل ورد

کذاک فی أنثاه أیضا اطّرد (3)

واطرد أیضا «فعال» فی کل صفة علی «فعیل» بمعنی فاعل ، مقترنة بالتاء ، أو مجردة عنها ککریم وکرام وکریمة وکرام ، ومریضة ومراض.

وشاع فی وصف علی فعلانا

أو أنثییه ، أو علی فعلانا (4)

ص: 96


1- فعل : مبتدأ مرفوع. خبره جملة «له فعال» والهاء من «لامه» تعود علی «فعل».
2- ومثل فعل ذو التا ، أی ما کان منتهیا بتاء من «فعل» المذکور له حکم المجرد من التاء. فالحکم واحد ل «فعله وفعل».
3- الضمیر المستتر فی «ورد» یعود علی وزن «فعال» المذکور قبل هذا البیت. ومثله ضمیر «اطرد».
4- الضمیر المستتر فی «شاع» یعود علی وزن «فعال» أیضا. وقوله «أو أنثییه» أی مؤنثی «فعلان» وهما «فعلی» مثل عطشی و «فعلانة» مثل ندمانة.

ومثله فعلانة ، والزمه فی

نحو طویل ، وطویلة تفی (1)

أی واطّرد أیضا مجیء «فعال» جمعا لوصف علی فعلان ، أو علی فعلانة ، أو علی فعلی ، نحو : عطشان وعطاش وعطشی وعطاش ، وندمانة وندام.

وکذلک اطّرد «فعال» فی وصف علی «فعلان» أو علی «فعلانة» نحو : خمصان (2) ، وخماص ، وخمصانة وخماص. والتزم «فعال» (3) فی کل وصف علی فعیل أو فعیلة معتلّ العین ، نحو «طویل وطوال ، وطویلة وطوال».

ص: 97


1- الهاء من «الزمه» تعود علی «فعال» أیضا. وقوله «تفی» فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب «الزمه» وهو یجزم بحذف حرف العلة وهو الیاء ، والفاعل ضمیر المخاطب مستتر وجوبا تقدیره أنت. فالیاء الموجودة فی «تفی» لإشباع کسرة الفاء من المضارع المجزوم «تف».
2- خمصان : بضم الخاء : ضامر البطن.
3- خلاصة القول فی وزن «فعال» من جموع الکثرة : أنه مطرد فی ثمانیة أوزان من المفرد : 1 - وزن «فعل وفعلة» اسمین أو وصفین نحو : کعب وصعب وقصعة وصعبة 2 - وزن «فعل وفعلة» ما لم یکن لامهما معتلا أو مضاعفا نحو : جبل وثمرة 3 - وزن «فعل» رمح 4 - وزن «فعل» نحو ذئب : 5 - صفة علی «فعیل» بمعنی فاعل مجردة عن التاء أو مقترنة بها نحو : کریم ومریض وکریمة ومریضة 6 - فی وصف علی «فعلان» أو فعلانة أو فعل «نحو عطشان» ندمانة ، عطشی 7 - فی وصف علی «فعلان أو فعلانة» نحو خمصان وخمصانة. 8 - هو ملتزم فی کل وصف علی «فعیل» أو «فعیلة» معتل العین نحو : طویل وطویلة.

أسئلة ومناقشات

1 - ماذا یقصد الصرفیون بجمع التکسیر؟ وما الفرق بین التکسیر والتصحیح؟ مثّل بأمثلة مختلفة توضّح الفرق بینهما.

2 - ما مدلول جمع القلة؟ وما مدلول جمع الکثرة؟ ومتی یقع أحدهما مکان الآخر مثل لذلک.

3 - اذکر أوزان جموع القلة ... ومثّل لکل وزن بمثال واحد.

4 - فیم یطرد جمع «أفعل»؟ ومتی یکون «فعل» مفردا له؟ مثل لذلک فی جمل تامة.

5 - متی یجمع «فعل» علی «أفعال»؟ ومتی لا یجمع؟ مثل لذلک بأمثلة من عندک.

6 - مثّل لکل مفرد یجمع علی «أفعال» بمثال واحد.

7 - (أفعلة) من أوزان القلة ... ففیم یطرد؟ مثل لذلک فی جمل تامة.

8 - مثل لأربعة مفردات تجمع علی (فعلة) وضعها فی جمل تامة.

9 - هات مفردات ثلاثة تجمع علی (فعل) ثم ضعها فی جمل من عندک.

10 - یأتی (فعل) جمعا لوصف علی وزن (أفعل فعلاء). مثل لذلک بأمثلة من عندک وضعها فی جمل تامة.

11 - مثل بأمثلة مختلفة لجموع علی الأوزان الآتیة : -

ص: 98

(أ)

فعل.

(ب)

فعل.

(ج)

فعل.

وضع کل جمع فی جملة تامة.

12 - إیت بمفردات تجمع علی (فعلة - فعّل - فعّال).

وضع کل جمع فی ترکیب من عندک.

13 - هات ثلاثة مفردات تجمع علی (فعال) وضعها فی جمل من عندک.

ص: 99

تمرینات

1 - اجمع المفردات الآتیة جموع تکسیر وضعها فی جمل من عندک : دلو - ظبی - خمصان - قربه - قربة - مریض - ساحر - بحث - عاف - صائم - درج - کوز - ضیف - فذّ - رقبة - قاض - طویلة - حوراء.

2 - بین فیما یلی نوع الجمع (قلة أو کثرة) ووزنه ومفرده : قال تعالی :

(أ) (وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ یَضَعْنَ حَمْلَهُنَ)(1).

(ب) (ما کانَ لِنَبِیٍّ أَنْ یَکُونَ لَهُ أَسْری حَتَّی یُثْخِنَ فِی الْأَرْضِ)(2).

(ج) (کَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ)(3).

(د) (حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِی الْخِیامِ)(4).

(ه) (عالِیَهُمْ ثِیابُ سُندُسٍ خُضْرٌ)(5).

(و) (وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِیضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِیبُ سُودٌ)(6).

(ز) (وَجِفانٍ کَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِیاتٍ)(7).

ص: 100


1- آیة 4 سورة الطلاق.
2- آیة 67 سورة الأنفال.
3- آیة 33 سورة المرسلات.
4- آیة 72 سورة الرحمن.
5- آیة 21 سورة الإنسان.
6- آیة 27 سورة فاطر.
7- آیة 13 سورة سبأ.

(ح) (إِنَّا بُرَآؤُا مِنْکُمْ)(1).

(ط) (أَوْ کانُوا غُزًّی لَوْ کانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا)(2).

3 - اشرح البیت الآتی. وبیّن ما فیه من جموع تکسیر واذکر مفرداتها (وهو للحطیئة).

ماذا تقول لأفراخ بذی مرخ

زغب الحواصل لا ماء ولا شجر

ص: 101


1- آیة 4 سورة الممتحنة.
2- آیة 156 سورة آل عمران.

تتمة جموع الکثرة

«فعول» و «فعلان»

وبفعول فعل نحو کبد

یخصّ غالبا ، کذاک یطّرد (1)

فی فعل اسما مطلق الفا ، وفعل

له ، وللفعال فعلان حصل (2)

وشاع فی حوت وقاع مع ما

ضاهاهما ، وقلّ فی غیرهما (3)

ومن أمثلة جمع «فعول» وهو مطرد فی اسم ثلاثی علی فعل نحو «کبد وکبود ، ووعل ووعول» وهو ملتزم فیه غالبا واطرد فعول أیضا فی اسم علی فعل - بفتح الفاء - نحو «کعب وکعوب ، وفلس وفلوس» أو علی فعل - بکسر الفاء - نحو «حمل وحمول ، وضرس وضروس» أو علی فعل - بضم الفاء - نحو «جند وجنود ، وبرد وبرود».

ویحفظ فعول فی فعل ، نحو «أسد وأسود» ویفهم کونه غیر مطرد من قوله : «وفعل له» ولم یقیده باطراد. وأشار بقوله : «وللفعال

ص: 102


1- فعل : مبتدأ. خبره جملة «یخصّ» و «بفعول» متعلق بیخص. والضمیر المستتر فی «یطرد» یعود علی وزن «فعول» من جموع الکثرة.
2- وفعل له : جملة معطوفة علی ما قبلها. فعل : مبتدأ. له جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لفعل. والضمیر المجرور باللام یعود علی «فعول» المذکور فی البیت السابق. وقوله «وللفعال فعلان حصل» کلام مستأنف. فعلان : مبتدأ ، وجملة حصل خبره ، وللفعال : جار ومجرور متعلق بحصل.
3- الضمیر المستتر فی «شاع» و «قلّ» یعود علی «فعلان» المذکور فی الشطر الأخیر من البیت السابق.

فعلان حصل» إلی أن من أمثلة جمع الکثرة «فعلانا» وهو مطرد فی اسم علی فعال نحو غلام وغلمان ، وغراب وغربان». وقد سبق أنه مطرد فی فعل کصرد وصردان. واطرد فعلان - أیضا - فی جمع ما عینه واو ، من فعل ، أو فعل ، نحو «عود وعیدان ، وحوت وحیتان. وقاع وقیعان ، وتاج وتیجان» (1) وقلّ فعلان فی غیر ما ذکر نحو «أخ وإخوان ، وغزال وغزلان».

«فعلان» :

وفعلا اسما ، وفعیلا ، وفعل

غیر معلّ العین - فعلان شمل (2)

من أبنیة جمع الکثرة «فعلان» وهو مقیس فی اسم صحیح العین ، علی فعل نحو «ظهر وظهران ، وبطن وبطنان» أو علی فعیل ، نحو «قضیب وقضبان ورغیف ورغفان» أو علی فعل نحو «ذکر وذکران وحمل وحملان».

«فعلاء» و «أفعلاء» :

ولکریم وبخیل فعلا

کذا لما ضاهاهما قد جعلا (3)

ص: 103


1- قاع وتاج هما ما عینه واو من «فعل» ومثلهما : دار وجار فأصلهما قوع وتوج ودور وجور.
2- فعلان : مبتدأ مرفوع بالضمة. شمل : فعل ماض مبنی علی الفتح سکن للروی وفاعله ضمیر مستتر جوازا تقدیره هو والجملة خبر فعلان «وفعلا» فی صدر البیت : مفعول به مقدم لشمل وعطف علیه «فعیلا» و «فعل». تقدیر البیت : «وفعلان شمل فعلا اسما وفعیلا وفعلا غیر معل العین».
3- لکریم : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ل «فعلا». والضمیر المستتر فی «جعل» یعود إلی وزن «فعلا» والألف للإطلاق. تقدیر البیت : وزن «فعلاء» من جموع الکثرة لکریم وبخیل ، وقد جعل لما شابههما أیضا.

وناب عنه أفعلاء فی المعلّ

لاما ، ومضعف ، وغیر ذاک قلّ (1)

من أمثلة جمع الکثرة «فعلاء» وهو مقیس فی فعیل - بمعنی فاعل - صفة لمذکر عاقل ، غیر مضاعف ، ولا معتل ، نحو : «ظریف وظرفاء ، وکریم وکرماء ، وبخیل وبخلاء». وأشار بقوله : «کذا لما ضاهاهما» إلی أن ما شابه فعیلا - فی کونه دالا علی معنی هو کالغریزة - (2) یجمع علی فعلاء ، نحو «عاقل وعقلاء ، وصالح وصلحاء ، وشاعر وشعراء».

وینوب عن فعلاء فی المضاعف والمعتل «أفعلاء» نحو «شدید وأشداء ، وولیّ وأولیاء».

وقد یجیء «أفعلاء» جمعا لغیر ما ذکر ، نحو «نصیب وأنصباء ، وهیّن وأهوناء».

«فواعل» :

فواعل لفوعل وفاعل

وفاعلاء مع نحو کاهل

وحائض ، وصاهل ، وفاعله

وشذّ فی الفارس مع ما ماثله

من أمثلة جمع الکثرة «فواعل» وهو لاسم علی فوعل ، نحو «جوهر وجواهر» أو علی فاعل ، نحو «طابع وطوابع» أو علی فاعلاء ، نحو «قاصعاء (3) وقواصع» أو علی فاعل ، نحو «کاهل وکواهل».

ص: 104


1- الهاء فی «عنه» تعود إلی وزن «فعلاء» فی البیت السابق. لاما : تمییز منصوب ومضعف : معطوف بالواو علی المعل ومجرور وغیر ذلک قلّ : جملة مستأنفة. غیر مبتدأ مرفوع. ذا : اسم إشارة مضاف إلیه والکاف للخطاب. قلّ فعل ماض فاعله مستتر یعود إلی غیر وجملة قل فی محل رفع خبر غیر.
2- المراد المشابهة فی المعنی بأن یدل علی مذکر. أما المشابهة فی اللفظ فغیر مقصودة فقد یخالفه فی الوزن کعاقل وصالح وشاعر ، وکشجاع وشجعاء ، وقد یشابهه أحیانا کخبیث ولئیم - وخبثاء ولؤماء.
3- قاصعاء : هو جحر الیربوع الذی یقصع فیه - أی یدخل.

وفواعل - أیضا - جمع لوصف علی فاعل إن کان لمؤنث عاقل ، نحو «حائض وحوائض» أو لمذکر ما لا یعقل ، نحو «صاهل وصواهل».

فإن کان الوصف الذی علی فاعل لمذکر عاقل ، لم یجمع علی فواعل ، وشذ «فارس وفوارس ، وسابق وسوابق» وفواعل - أیضا - جمع لفاعله (1) ، نحو «صاحبة وصواحب ، وفاطمة وفواطم».

«فعائل» :

وبفعائل اجمعن فعاله

وشبهه ذا تاء أو مزالة (2)

من أمثلة جمع الکثرة «فعائل» وهو لکل رباعی ، بمدة قبل آخره ، مؤنثا بالتاء ، نحو «سحابة وسحائب ، ورسالة ورسائل ، وکناسة وکنائس وصحیفة وصحائف ، وحلوبة وحلائب» أو مجرّدا منها ، نحو : «شمال (3) وشمائل ، وعقاب وعقائب ، وعجوز وعجائز».

ص: 105


1- فاعله تجمع علی فواعل ، سواء کانت صفة کصاحبة ، أو علما کفاطمة ، أو اسما غیر علم کناصیة ونواصی.
2- بفعائل : الباء حرف جر. فعائل مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف لمجیئه علی صیغة منتهی الجموع. والجار والمجرور متعلق باجمعن. اجمعن : فعل أمر مبنی علی الفتح لاتصاله بنون التوکید الخفیفة ، والنون للتوکید ، والفاعل ضمیر - المخاطب مستتر فیه وجوبا تقدیره أنت. ذا تاء : ذا : حال من شبهه منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف. تاء : مضاف إلیه مجرور. أو : حرف عطف. مزاله : معطوف علی ذا ومنصوب مثله بالفتحة الظاهرة علی اللام ، وهو مضاف والهاء : ضمیر یعود علی «تاء» لتأویلها بالحرف. ضمیر فی محل جر مضاف إلیه. تقدیر الکلام «ذا تاء أو مزال حرف التاء».
3- شمال : بفتح الشین : الریح التی تهب من ناحیة القطب الشمالی. والید الشمّال : بالکسر خلاف الیمین.

«فعالی» و «فعالی» :

وبالفعالی والفعالی جمعا

صحراء والعذراء ، والقیس اتبعا (1)

من أمثلة جمع الکثرة «فعالی» و «فعالی» ویشترکان فیما کان علی «فعلاء» اسما کصحراء وصحاری وصحاری أو صفة کعذراء (2). وعذاری وعذاری.

«فعالیّ» :

واجعل فعالیّ لغیر ذی نسب

جدّد کالکرسیّ تتبع العرب (3)

من أمثلة جمع الکثرة «فعالیّ» وهو جمع لکل اسم ثلاثی ، آخره یاء مشدّدة غیر متجدّدة للنّسب ، نحو : «کرسیّ ، وکراسیّ وبردیّ (4) وبرادیّ» ولا یقال : «بصریّ وبصاریّ».

ص: 106


1- القیس : مصدر قاس الشیء علی غیره أو بغیره : قدّره علی مثاله. وهو مفعول به مقدم لا تبع منصوب بالفتحة ، اتبعا فعل أمر مبنی علی الفتح لاتصاله بنون التوکید الخفیفة المنقلبة ألفا. فاعله ضمیر مستتر فیه وجوبا تقدیره أنت.
2- یشترط فیما کان صفة علی «فعلاء» أن لا یکون له مذکر کمثال الشارح «عذراء»
3- ذی نسب : ذی مضاف إلی غیر مجرور بالیاء لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف ، نسب مضاف إلیه مجرور : جدد : فعل ماض مبنی للمجهول مبنی علی الفتح ، ونائب الفاعل ضمیر مستتر جوازا یعود علی «نسب» تقدیره هو وجملة «جدد» فی محل جر صفة لنسب. تتبع : مضارع مجزوم بجواب الطلب «اجعل» وهو مجزوم بالسکون وحرک بالکسر تخلصا من التقاء الساکنین. فاعله ضمیر مستتر وجوبا تقدیره أنت. العرب : مفعوله به.
4- البردیّ : نبات کالقصب کان قدماء المصریین یستخدمون قشره للکتابة.

«فعالل» وشبهه :

وبفعالل وشبهه انطقا

فی جمع ما فوق الثلاثة ارتقی (1)

من غیر ما مضی ، ومن خماسی

جرّد ، الآخر انف بالقیاس (2)

والرابع الشّبیه بالمزید قد

یحذف دون ما به تمّ العدد (3)

وزائد العادی الرّباعی احذفه ما

لم یک لینا إثره اللّذ ختما (4)

ص: 107


1- بفعالل : جار ومجرور متعلق بانطق. وشبهه : معطوف بالواو علی فعالل ومجرور مثله. وهو مضاف. والهاء ضمیر فعالل مضاف إلیه انطقا : فعل أمر مبنی علی الفتح لاتصاله بنون التوکید الخفیفة المنقلبة ألفا ، وفاعله ضمیر مستتر فیه وجوبا تقدیره أنت. ما : اسم موصول - مضاف إلیه «ارتقی» صلته.
2- من غیر : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من «ما» الموصولة فی البیت السابق تقدیره «کائنا من غیر ...» ما : اسم موصول فی محل جر مضاف إلیه. مضی : فعل ماض مبنی علی الفتح فاعله ضمیر مستتر جوازا والجملة صلة الموصول. ومن خماسی : الواو استئنافیة. من خماسی ؛ جار ومجرور متعلق بانف. جرد : فعل ماض مبنی للمجهول ونائب الفاعل ضمیر مستتر جوازا ، تقدیره هو والجملة فی محل جر صفة خماسی. الآخر : مفعول به مقدم لانف. انف : فعل أمر مبنی علی حذف الیاء وفاعله ضمیر المخاطب مستتر وجوبا تقدیره أنت. بالقیاس : جار ومجرور متعلق بانف ، تقدیر الجملة المستأنفة «وانف الحرف الآخر من خماسی جرّد بالقیاس».
3- ما به تم العدد : أی الحرف الخامس الذی کمل حروف الکلمة خمسة.
4- ما : مصدریة ظرفیة. لم یک : لم حرف نفی وجزم وقلب. یک مضارع ناقص مجزوم بلم بسکون مقدر علی النون المحذوفة. واسمه ضمیر مستتر فیه جوازا یعود إلی «زائد العادی الرباعی» لینا : خبره منصوب. إثره : أثر ظرف مکان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف خبر مقدم لاسم الموصول وهو مضاف والهاء مضاف إلیه اللذ : اسم موصول فی محل رفع مبتدأ مؤخر : فعل ماض مبنی علی الفتح وفاعله مستتر والجملة صلة الموصول لا محل لها وجملة «إثره اللذ ختما» فی محل نصب صفة «لینا».

من أمثلة جمع الکثرة «فعالل» وشبهه (1) ، وهو کل جمع ثالثه ألف بعدها حرفان ، فیجمع بفعالل : کل اسم رباعیّ ، غیر مزید فیه ، نحو : «جعفر وجعافر وزبرج وزبارج ، وبرثن وبراثن» ، ویجمع بشبهه : کلّ اسم ، رباعی (2) ، مزید فیه ، ک «جوهر وجواهر ، وصیرف وصیارف ، ومسجد ومساجد» (3).

واحترز بقوله : «من غیر ما مضی» من الرباعیّ الذی سبق ذکر جمعه : کأحمر وحمراء ونحوهما مما سبق ذکره.

وأشار بقوله : «ومن خماسی جرّد الآخر انف بالقیاس» إلی أن الخماسیّ المجرّد عن الزیادة یجمع علی فعالل قیاسا ویحذف خامسه نحو «سفارج» فی سفرجل ، وفرازد فی فرزدق و «خوارن» فی «خورنق».

وأشار بقوله : «والرابع الشبیه بالمزید - البیت» إلی أنه یجوز حذف رابع الخماسیّ ، المجرد عن الزیادة ، وإبقاء خامسه ، إذا کان رابعه مشبها للحروف الزائد - بأن کان من حروف الزیادة (4) ، کنون «خورنق» أو کان من مخرج حروف الزیادة ، کدال (5) «فرزدق» - فیجوز أن یقال : «خوارق وفرازق» والکثیر الأول ، وهو حذف الخامس وإبقاء الرابع نحو! «خوارن ، وفرازد».

ص: 108


1- المراد شبه فعالل فی عدد الأحرف والهیئة وإن خالفه فی الوزن التصریفی.
2- مراد الشارح ما صار رباعیا بالزیادة ، ولیس المراد رباعی الأصول المزید فیه ، لأن شبه فعالل ینقاس فی مزید الثلاثی غیر ما مرّ ، سواء کان مزیدا بحرف کمسجد أو حرفین کمنطلق أو ثلاثة کمستخرج ، وسواء کانت زیادته للإلحاق کجوهر وصیرف أم لا.
3- جواهر وزنها فواعل ، صیارف وزنها فیاعل ، مساجد وزنها مفاعل.
4- حروف الزیادة عشرة مجموعة فی «أمان وتسهیل».
5- دال فرزدق من مخرج التاء - والتاء من حروف الزیادة.

فإن کان الرابع غیر مشبه للزائد لم یجز حذفه ، بل یتعیّن حذف الخامس فتقول فی «سفرجل» : «سفارج» ولا یجوز «سفارل».

وأشار بقوله : «وزائد العادی الرباعی (1). البیت «إلی أنه إذا کان الخماسیّ (2) مزیدا فیه حرف حذف ذلک الحرف إن لم یکن حرف مدّ قبل الآخر ؛ فتقول فی «سبطری» (3) : «سباطر» وفی «فدوکس» (4) «فداکس» : وفی «مدحرج» : «دحارج» ، فإن کان الحرف الزائد حرف مدّ قبل الآخر لم یحذف ، بل یجمع الاسم علی «فعالیل» نحو «قرطاس وقراطیس. وقندیل وقنادیل ، وعصفور وعصافیر».

والسّین والتامن ک «مستدع» أزل

إذ ببنا الجمع بقاهما مخل (5)

والمیم أولی من سواه بالبقا

والهمز والیا مثله إن سبقا (6)

ص: 109


1- العادی : اسم فاعل من عداه یعدوه عدوا : جاوزه. والعادی مضاف إلی الرباعی من إضافة اسم الفاعل إلی مفعوله فمعنی قوله : «وزائد العادی الرباعی احذفه» : «احذف الحرف الزائد علی أربعة حروف أصلیة».
2- المقصود ما صار خماسیا بالزیادة لا أنه خماسی الأصول فکل : من سبطری وفدوکس ومدحرج رباعی مزید بحرف.
3- سبطری : بکسر السین : مشیة بتبختر.
4- فدوکس : بفتح الفاء والدال وسکون الواو وفتح الکاف : الأسد ، والرجل الشدید ، والعدد الکثیر.
5- السین : مفعول به مقدم لأزل. والتا : معطوف علی السین ومنصوب مثله ، تقدیر الکلام «وأزل السین والتاء من نحو مستدع ...».
6- الألف فی «سبقا» تعود علی الهمز والیاء ومعنی «سبقا» تصدرا ووقعت کل منهما فی أول الکلمة.

إذا اشتمل الاسم علی زیادة ، لو أبقیت لاختلّ بناء الجمع ، الذی هو نهایة ما ترتقی إلیه الجموع - وهو فعالل وفعالیل - حذفت الزیادة ، فإن أمکن جمعه علی إحدی الصیغتین ، بحذف بعض الزائد وإبقاء البعض ، فله حالتان :

إحداهما : أن یکون للبعض مزیّة علی الآخر.

والثانیة : أن لا یکون کذلک. والأولی هی المرادة هنا ، والثانیة ستأتی فی البیت الذی فی آخر الباب. مثال الأولی «مستدع» فتقول فی جمعه : «مداع» فتحذف السین والتاء. وتبقی المیم ، لأنها مصدّرة ومجرّدة للدلالة علی معنی (1) ، وتقول فی «ألندد» و «یلندد» : «ألادّ» و «یلادّ» فتحذف النون ، وتبقی الهمزة من «ألندد» والیاء من «یلندد» لتصدّرهما ولأنهما فی موضع یقعان فیه دالّین علی معنی ، نحو «أقوم ، ویقوم» (2) بخلاف النون فإنّها فی موضع لا تدل علی معنی أصلا.

والألندد ، والیلندد : الخصم ، یقال : رجل ألندد ، ویلندد أی : خصم ، مثل الألدّ.

والیاء لا الواو احذف ان جمعت ما

ک «حیزبون» فهو حکم حتما (3)

ص: 110


1- المعنی الذی تدل علیه المیم هو الوصف ، أی اسم الفاعل من کل فعل جاوز ثلاثة أحرف نحو : منطلق ، مدحرج ، مستغفر.
2- المعنی الذی تدل علیه کل من الهمزة والیاء هو المضارعة فإنهما من حروف «أنیت» التی تلزم أول المضارع. فالهمزة تدل علی المتکلم المفرد ، والیاء تدل علی الغائب المفرد.
3- الیاء : مفعول به مقدم للفعل «احذف» منصوب بالفتحة. لا الواو : لا حرف عطف. الواو : معطوف علی الیاء منصوب مثله بالفتحة. احذف : فعل أمر مبنی علی السکون فاعله ضمیر مستتر وجوبا تقدیره أنت. إن : حرف شرط جازم یجزم فعلین. جمعت : فعل ماض مبنی علی السکون لاتصاله بالتاء فی محل جزم فعل الشرط والتاء فاعل. ما : اسم موصول فی محل نصب مفعول به لجمعت. کحیزبون : جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول «ما» تقدیرها «استقر» فهو : الفاء تعلیلیة. هو : ضمیر منفصل مبنی علی الفتح فی محل رفع مبتدأ. حکم : خبر الضمیر مرفوع. حتما. فعل ماض مبنی للمجهول مبنی علی الفتح والألف للإطلاق ، ونائب الفاعل ضمیر مستتر جوازا تقدیره «هو» وجملة «حتم» فی محل رفع صفة ل «حکم». وجواب إن محذوف دل علیه الکلام السابق تقدیره «إن جمعت ... فاحذف».

إذا اشتمل الاسم علی زیادتین ، وکان حذف إحداهما یتأتی معه صیغة الجمع ، وحذف الأخری لا یتأتّی معه ذلک - حذف ما یتأتی معه صیغة الجمع ، وأبقی الآخر ، فتقول فی «حیزبون» : «حزابین» فتحذف الیاء ، وتبقی الواو فتقلب یاء لسکونها وانکسار ما قبلها ، وأوثرت الواو بالبقاء لأنها لو حذفت لم یغن حذفها عن حذف الیاء ؛ لأن بقاء الیاء مفوّت لصیغة منتهی الجموع (1). والحیزبون : العجوز.

وخیّروا فی زائدی سرندی

وکلّ ما ضاهاه ک «العلندی» (2)

یعنی أنه إذا لم یکن لأحد الزائدین مزیّة علی الآخر. کنت بالخیار :

ص: 111


1- لأنه لا یقع بعد ألف التکسیر ثلاثة أحرف إلا وأوسطها ساکن معتل کمصابیح ، فلو بقیت الیاء وحذفت الواو لبقی بعد ألف الجمع ثلاثة أحرف صحیحة هی الزای والباء والنون : أی «حیاز بن» وهذا غیر موجود فی صیغة منتهی الجموع.
2- خیروا : فعل ماض مبنی علی الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو فاعل. فی زائدی : فی حرف جر. زائدی مجرور بفی بالیاء لأنه مثنی وحذفت نونه للإضافة. سرندی : مضاف إلیه مجرور. وکل : معطوف بالواو علی سرندی ومجرور مثله بالکسرة ما : اسم موصول فی محل جر بالإضافة ضاهاه : ضاهی : فعل ماض مبنی علی الفتح المقدر علی الألف. وفاعله ضمیر مستتر جوازا تقدیره هو. والهاء : مفعول به. وجملة «ضاهاه» لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.

فتقول فی «سرندی» : «سراند» بحذف الألف ، وإبقاء النون ، و «سراد» بحذف النون وإبقاء الألف ، وکذلک «علندی» فتقول : «علاند» «علاد» ومثلها «حبنطی» ؛ فتقول «حبانط» و «حباط» لأنها زیادتان ، زیدتا معا للإلحاق بسفرجل ، ولا مزیة لإحداهما علی الأخری ، وهذا شأن کل زیادتین زیدتا للإلحاق.

والسّرندی : الشدید ، والأنثی : سرنداة ، والعلندی - بالفتح - الغلیظ فی کل شیء ، وربما قیل : جمل علندی - بالضم - والحبنطی القصیر البطین ، یقال : رجل حبنطی - بالتنوین - وامرأة حبنطاة.

ص: 112

أسئلة ومناقشات

1 - مثّل للجموع التی علی وزن : -

(أفعل - فعول - فعلان).

بأمثلة مختلفة ... وبین مفرداتها ... وضع الجموع فی تراکیب مفیدة.

2 - هات مفردات تجمع علی :

(فعلان - فعلاء) ثم اجمع تلک المفردات وضع الجمع فی جملة تامة

3 - هات جموعا علی وزن (أفعلاء) وضعها فی جمل تامة.

4 - یطرد الجمع الذی علی وزن (فواعل) فی مفردات عدة.

(أ) اذکر أربعة مختلفة ... واجمعها وضع الجموع فی جمل تامة.

(ب) لماذا کان جمع «فارس» علی «فوارس» شاذا؟

5 - فیم یطرد جمع «فعائل» اذکر قاعدته ومفرداته تفصیلا - ثم اجمعها وضع الجموع فی جمل تامة.

6 - هات لکلّ وزن من أوزان الجموع الآتیة مفردات ثم اجمعها وضع الجموع فی جمل تامة وهی : -

(أ) (فعالی - فعالی - فعالیّ).

(ب) وضح فیم یطرد بالتفصیل جمع (فعالیّ) المشدد الیاء مع التمثیل.

ص: 113

7 - ما ضابط «فعالل وشبهه»؟ وبم تسمّی هذه الصیغة؟ ولم تمنع من الصرف؟ وفیم تطرد؟.

8 - بین متی یجب حذف خامس المفرد للتوصل إلی صیغة (فعالل)؟

ومتی یجوز؟ وما حکم زائدی الرباعی والخماسیّ؟ وضح ذلک مع التمثیل.

ص: 114

تمرینات

1 - هات جموعا علی الأوزان الآتیة وضعها فی جمل من عندک : - (فعل - فعالی - فعلة - فعلاء - أفعلاء - مفاعیل - فعالیّ - فعلان - فعول - فعلان).

2 - اذکر وزن الجموع الآتیة ... ومفرداتها : - «عصاة - رکّع - بیض - شمائل - عمائم - أمعاء - ظماء - شهداء - شهود - قیعان - سجود - قادة - أمراء».

3 - اجمع المفردات الآتیة جموع تکسیر وضعها فی جمل من عندک : - «سحابة - زرقاء - فضیلة - راع - دعجاء - غراب - ملساء - مستخرج - مرتقی - سرندی - بخیل - أمّة - أمة - سفرجل - حلوبة - ظهر - عذراء - هیفاء - أعزل».

4 - کیف تجمع «ألندد - حیزبون - فرزدق - حبنطی - علندی» علی (فعالل) وشبهها؟. اکتب الجموع وبیّن ما حذف من المفردات ولماذا؟.

5 - بیّن أوزان الجموع فی البیت الآتی وهات مفرداتها :

وأبقی رجالا سادة غیر عزّل

مصالیت أمثال الأسود الضّراغم

6 - (أ) بیّن الجموع فی البیت الآتی ومفرداتها واذکر لماذا خطّؤوا الشاعر فی قوله (نواکس)؟ : -

ص: 115

قال الفرزدق :

وإذا الرجال رأوا یزید رأیتهم

خضع الرّقاب نواکس الأبصار

(ب) ما وزن کل جمع من هذه الجموع؟ وهل هو قیاسی؟ وما القلة والکثرة من هذه الجموع؟

(ج) اذکر مفرد کل جمع من هذه الجموع.

(د) أعرب ما تحته خط من البیت.

7 - اجمع کلمتی (ظبی - ودلو) علی (أفعال - فعال - أفعل) ثم ضع الجموع فی جمل تامّة مضبوطة بالشکل.

ص: 116

التصغیر

کیفیة تصغیر الاسم - أوزان التصغیر

(1)

«فعیلا» اجعل الثلاثیّ إذا

صغّرته ، نحو «قذیّ» فی «قذی» (2)

«فعیعل» مع «فعیعیل» لما

فاق کجعل درهم دریهما (3)

إذا صغّر الاسم المتمکن (4) ضمّ أوله ، وفتح ثانیة ، وزید بعد ثانیة

ص: 117


1- فوائد التصغیر أربع : 1 - تصغیر ما یتوهم کبره نحو «جبیل». 2 - تحقیر ما یتوهم عظمه نحو «سبیع». 3 - تقلیل ما یتوهم کثرته نحو «دریهمات». 4 - تقریب ما یتوهم بعد زمنه نحو «قبیل العصر» ، أو بعد محله نحو «فویق هذا» أو بعد رتبته نحو «أصیغر منک». وزاد الکوفیون فائدة خامسة وهی التعظیم کقول لبید : وکل أناس سوف تدخل بینهم دویهیّة تصفرّ منهما الأنامل
2- فعیلا : مفعول ثان لاجعل مقدم منصوب اجعل : فعل أمر مبنی علی السکون فاعله ضمیر المخاطب. الثلاثی : مفعول أول لاجعل منصوب.
3- فعیعل : مبتدأ مرفوع. مع : ظرف مکان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف حال من فعیعل وهو مضاف. فعیعیل : مضاف إلیه مجرور. لما : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. فاق : فعل ماض مبنی علی الفتح ، فاعله ضمیر الغائب مستتر یعود إلی الموصول تقدیره هو. وجملة فاق صلة الموصول لا محل لها.
4- لا یصغر غیر الاسم. وشذ تصغیر فعل التعجب ، ولا یصغر غیر المتمکن - أی المعرب - وشذ تصغیر بعض أسماء الإشارة والموصولات. ویشترط أیضا قبول الاسم للتصغیر ، وخلوه من صیغته ، فالأسماء المعظمة شرعا مرادا بها مسمیاتها الأصلیة لا تصغر. ولا یصغر نحو کمیت ومبیطر.

یاء ساکنة ، ویقتصر علی ذلک إن کان الاسم ثلاثیا ؛ فتقول فی «فلس» : «فلیس» وفی «قذی» : «قذیّ» (1).

وإن کان رباعیا فأکثر فعل به ذلک ، وکسر ما بعد الیاء ؛ فتقول فی «درهم» «دریهم» وفی «عصفور» «عصیفیر» فأمثلة التصغیر (2) ثلاثة : (أ) «فعیل» (ب) و «فعیعل» (ج) و «فعیعیل».

وما به لمنتهی الجمع وصل

به إلی أمثلة التصغیر صل

أی إذا کان الاسم مما یصغّر علی «فعیعل» أو علی «فعیعیل» توصّل إلی تصغیره بما سبق أنه یتوصل به إلی تکسیره علی «فعالل أو فعالیل» : من حذف حرف أصلی أو زائد ؛ فتقول فی «سفرجل» : - «سفیرج» ، کما تقول : «سفارج» وفی «مستدع» : «مدیع» ، کما تقول : «مداع» فتحذف فی التصغیر ما حذفت فی الجمع. وتقول فی «علندی» : «علیند» وإن شئت قلت : «علید» کما تقول فی الجمع «علاند» و «علاد».

جواز تعویض یاء قبل الآخر عن الحرف المحذوف :

وجائز تعویض یا قبل الطّرف

إن کان بعض الاسم فیهما انحذف (3)

ص: 118


1- قلبت ألفه یاء وأدغمت یاء التصغیر فیها لأن التصغیر یرد الأشیاء إلی أصولها
2- أی أوزان التصغیر ، وتخصیصه بها اصطلاح خاص بهذا الباب اعتبر فیه مجرد اللفظ ولیس جاریا علی مصطلح الصرفیین لأن وزن «أحیمر ، ومکیرم ، وسفیرج» فی التصغیر «فعیعل» ووزنها فی التصریف «أفیعل ، ومفیعل ، وفعیلل».
3- جائز : خبر مقدم لتعویض مرفوع بالضمة. تعویض : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة وهو مضاف. یا : مضاف إلیه من إضافة المصدر لمفعوله. قبل : ظرف مکان منصوب بالفتحة متعلق بتعویض وهو مضاف. الطرف : مضاف إلیه مجرور وسکن للروی. والضمیر المجرور فی «فیهما» یعود إلی منتهی الجمع والتصغیر فی البیت السابق.

أی : یجوز أن یعوّض مما حذف فی التصغیر أو التکسیر یاء قبل الآخر ، فنقول فی «سفرجل» : «سفیریج» و «سفاریج» وفی «حبنطی» :

«حبینیط» و «حبانیط».

وحائد عن القیاس کلّ ما

خالف فی البابین حکما رسما (1)

أی : قد یجیء کل من التصغیر والتکسیر علی غیر لفظ واحده ، فیحفظ ولا یقاس علیه ، کقولهم فی تصغیر مغرب «مغیربان» وفی عشیّة «عشیشیة» (2) ، وقولهم فی جمع رهط «أراهط» وفی باطل «أباطیل» (3).

المواضع التی یجب فیها فتح ما بعد یاء التصغیر :

لتلویا التصغیر من قبل علم

تأنیث ، أو مدّته - الفتح انحتم (4)

ص: 119


1- حائد خبر مقدم لکلّ مرفوع. ما : اسم موصول مضاف إلیه فی محل جر. خالف فعل ماض مبنی علی الفتح فاعله ضمیر الغائب مستتر تقدیره هو وهو عائد الموصول فی البابین جار ومجرور متعلق بخالف - البابین مثنی مجرور بالیاء - وهما باب الجمع وباب التصغیر - حکما : مفعول به لخالف منصوب. رسما : فعل ماض مبنی للمجهول ونائب الفاعل ضمیر الغائب مستتر جوازا تقدیره هو. وجملة «خالف حکما» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة «رسما» فی محل نصب صفة حکما.
2- القیاس : مغیرب ، وعشیّة - بحذف إحدی الیاءین اللتین فی المکبر لتوالی الأمثال وإدغام یاء التصغیر فی الأخری.
3- القیاس فی جمع رهط : رهوط وزن «فعول» أو أرهط - وزن «أفعل» أو رهاط وزن «فعال» أو رهطان - وزن «فعلان» کما علم مما مرّ فی التکسیر ، وقیاس باطل بواطل وزن «فواعل» مثل کاهل وکواهل.
4- المراد ب «علم تأنیث» تاء التأنیث ، والألف المقصورة ، وب «مدته» الألف التی قبل همزة التأنیث فی الألف الممدودة. لتلو : جار ومجرور متعلق بقوله «انحتم» تقدیر البیت : الفتح انحتم لتلو یاء التصغیر من قبل علامة التأنیث.

کذاک ما مدّة أفعال سبق

أو مدّ سکران وما به التحق (1)

أی یجب فتح ما ولی یاء التصغیر ، إن ولیته تاء التأنیث (2) ، أو ألفه المقصورة ، أو الممدودة ، أو ألف أفعال جمعا ، أو ألف فعلان الذی مؤنّثه فعلی ؛ فتقول فی «تمرة» : «تمیرة» وفی «حبلی» : «حبیلی» وفی «حمراء» : «حمیراء» وفی «أجمال» : «أجیمال» وفی «سکران» «سکیران».

فإن کان فعلان من غیر باب سکران ، لم یفتح ما قبل ألفه ، بل یکسر فتقلب الألف یاء ، فتقول فی «سرحان» : «سریحین» کما تقول فی الجمع : «سراحین». ویکسر ما بعد یاء التصغیر فی غیر ما ذکر ، إن لم یکن حرف إعراب ، فتقول فی «درهم» «دریهم» وفی «عصفور».

«عصیفیر» فإن کان حرف إعراب حرک بحرکة الإعراب ، نحو «هذا فلیس ، ورأیت فلیسا ، ومررت بفلیس».

ص: 120


1- کذاک : کذا : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. والکاف حرف خطاب ما : اسم موصول فی محل رفع مبتدأ. مدة : مفعول به مقدم لسبق ، وهو مضاف أفعال : مضاف إلیه مجرور. سبق : فعل ماض مبنی علی الفتح وفاعله ضمیر مستتر جوازا هو عائد الموصول ، وجملة «سبق» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. أو مد : أو عاطفة. مد : معطوف علی مدة ومنصوب مثله.
2- أی مع اتصال تاء التأنیث به ؛ ومثلها الألف الممدودة والألف والنون کالأمثلة : تمرة ، حمراء ، سکران. فإن فصل ما بعد یاء التصغیر من تاء التأنیث أو ألفه أو الألف والنون وجب کسره علی الأصل کما سیأتی فی : حنظلة وجخد باء ، وزعفران. وعجز المرکب بمنزلة التاء فیفتح ما قبله فی «بعیلبکّ» لعدم فصله.

أشیاء لا یعتد بها فی التصغیر

وألف التأنیث حیث مدّا

وتاؤه منفصلین عدّا (1)

کذا المزید آخرا للنّسب

وعجز المضاف والمرکّب

وهکذا زیادتا فعلانا

من بعد أربع کزعفرانا

وقدّر انفصال ما دلّ علی

تثنیة أو جمع تصحیح جلا (2)

لا یعتدّ فی التصغیر بألف التأنیث الممدودة ، ولا بتاء التأنیث ، ولا بزیادة یاء النّسب ، ولا بعجز المضاف ، ولا بعجز المرکّب ، ولا بالألف والنون المزیدتین بعد أربعة أحرف فصاعدا (3) ، ولا بعلامة التثنیة ، ولا بعلامة جمع التصحیح. ومعنی کون هذه لا یعتدّ بها : أنه

ص: 121


1- ألف : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. التأنیث : مضاف إلیه مجرور. وتاؤه : الواو عاطفة. تاؤه معطوف علی المبتدأ ومرفوع مثله وهو مضاف والهاء - ضمیر التأنیث السابق - فی محل جر بالإضافة. منفصلین مفعول به ثان مقدم لعدّا منصوب بالیاء لأنه مثنی. عدا : فعل ماض مبنی للمجهول مبنی علی الفتح ، والألف فی محل رفع نائب فاعل وهی المفعول الأول. وجملة «عدا منفصلین» فی محل رفع خبر المبتدأ «ألف التأنیث» وما عطف علیه.
2- جلا : بمعنی أظهر ، فعل ماض مبنی علی فتح مقدر ، فاعله ضمیر مستتر فیه جوازا یعود علی اسم الموصول «ما» وجمع تصحیح «مفعوله مقدم منصوب ومضاف إلی تصحیح». والجملة : معطوفة علی جملة صلة الموصول «دل علی التثنیة» فهی مثلها لا محل لها من الإعراب.
3- هذا القید وهو وقوع الألف والنون بعد أربعة أحرف فصاعدا ملتزم فی ألف التأنیث الممدودة وتاء التأنیث ، لیکون الفاصل بینها وبین یاء التصغیر حرفان ، أما نحو «سکران وحمراء وتمرة» فإن الألف والنون وألف التأنیث وتاءه لم یتقدمها أربعة أحرف ولذلک فإن الفاصل بینها وبین یاء التصغیر حرف واحد یبقی مفتوحا بعد یاء التصغیر کما سبق.

لا یضرّ بقاؤها (1) مفصولة عن یاء التصغیر بحرفین أصلیین ، فیقال فی جخدباء (2) : «جخیدباء» وفی «حنظلة» : «حنیظلة» وفی «عبقریّ» (3) : «عبیقری» وفی «بعلبک» : «بعیلبک» وفی «عبد الله» : «عبید الله» وفی «زعفران» «زعیفران» وفی «مسلمین» : «مسیلمین» وفی «مسلمین» : «مسیلمین» وفی «مسلمات» : «مسیلمات».

تصغیر المختوم بألف تأنیث مقصورة

وألف التأنیث ذو القصر متی

زاد علی أربعة لن یثبتا (4)

وعند تصغیر حباری خیّر

بین الحبیری فادر والحبیّر

ص: 122


1- لکونها فی نیة الانفصال فتنزل منزلة کلمة مستقلة ویصغر ما قبلها کأنه غیر متمم بها فلم تخرج معها أبنیة التصغیر عن صیغها الأصلیة بل هی موجودة تقدیرا وهذه الزیادة کالعدم.
2- جخدباء : بضم الجیم والداء وسکون الخاء بینهما : ضرب من الجنادیب هو الأخضر الطویل الرجلین.
3- عبقریّ - نسبة إلی «عبقر» اسم موضع الجن - کما تزعم العرب - ینسبون إلیه کل شیء تعجبوا من حسن صنعته.
4- ألف التأنیث ، ألف مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. التأنیث : مضاف إلیه مجرور ذو القصر ذو صفة لألف مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف القصر مضاف إلیه مجرور. متی : اسم شرط جازم یجزم فعلین مبنی علی السکون فی محل نصب علی الظرفیة متعلق بفعل الشرط زاد : فعل ماض مبنی علی الفتح فی محل جزم فعل الشرط وفاعله ضمیر مستتر فیه جوازا تقدیره هو. علی أربعة : جار ومجرور متعلق بزاد. لن یثبتا : لن : حرف نفی ونصب واستقبال. یثبت : مضارع منصوب بلن بفتحة ظاهرة والألف للإطلاق وفاعله ضمیر مستتر جوازا تقدیره هو. وجملة «لن یثبتا» فی محل جزم جواب الشرط وکان الواجب أن تقترن بالفاء لأنها مصدرة بلن ، وقد سقطت الفاء للضرورة. وجملتا الشرط والجواب «متی زاد. لن یثبتا» فی محل رفع خبر المبتدأ «ألف التأنیث».

أی : إذا کانت ألف التأنیث المقصورة خامسة فصاعدا وجب حذفها فی التصغیر (1) ، لأن بقاءها یخرج البناء عن مثال «فعیعل» أو «فعیعیل» فتقول فی «قرقری» (2) : «قریقر» وفی «لغیّزی» (3) : «لغیغیز».

فإن کانت خامسة وقبلها مدة زائدة جاز حذف المدة المزیدة وإبقاء ألف التأنیث : فتقول فی «حباری» : «حبیری» ، وجاز أیضا حذف ألف التأنیث وإبقاء المدة ؛ فتقول : «حبیّر».

إذا کان الحرف الثانی من المصغر لینا رد إلی أصله :

واردد لأصل ثانیا لینا قلب

فقیمة صیّر قویمة تصب (4)

وشذّ فی عید عیید ، وحتم

للجمع من ذا ما لتصغیر علم

والألف الثانی المزید یجعل

واوا کذا ما الأصل فیه یجهل

ما کان ثانیه حرف لین

أی : إذا کان ثانی الاسم المصغّر من حروف اللین ، وجب ردّه إلی أصله (5).

ص: 123


1- لم تعتبر منفصلة کالممدودة لأنها لا تستقل فی النطق.
2- قرقری : موضع.
3- لغّیزی : من الکلام ما یعمّی به وهو فی الأصل : جحر الیربوع لأنه یحفره أولا مستقیما ثم یعدل عن یمینه وشماله لیخفی مکانه.
4- اردد : فعل أمر مبنی علی السکون ، فاعله ضمیر المخاطب مستتر وجوبا لأصل : جار ومجرور متعلق باردد وهو فی محل المفعول الثانی لاردد. ثانیا : مفعول أول لاردد منصوب بالفتحة. لینا : صفة ثانیا منصوب بالفتحة. قلب : فعل ماض مبنی علی الفتح وهو مبنی للمجهول ونائب الفاعل ضمیر مستتر فیه جوازا ، وجملة «قلب» فی محل نصب صفة ثانیة ل «لینا».
5- قد یکون أصله حرفا صحیحا مثل «دینار وقیراط» أصلهما «دنّار وقرّاط» بتشدید النون والراء ، أبدل من أول المثلین یاء ساکنة فتقول فی تصغیرهما : دنیییر وقریریط.

فإن کان أصله الواو قلب واوا ؛ فتقول فی «قیمة» : «قویمة» وفی «باب» : «بویب».

وإن کان أصله الیاء قلب یاء ؛ فتقول فی «موقن» : «مییقن» وفی «ناب» : «نییب». وشذّ قولهم فی «عید» : «عیید» ، والقیاس «عوید» بقلب الیاء واوا ؛ لأنها أصله ، لأنه من عاد یعود.

فإن کان ثانی الاسم المصغر ألفا مزیدة أو مجهولة الأصل (1) وجب قلبها واوا ؛ فتقول فی «ضارب» : «ضویرب» وفی «عاج» : «عویج» والتکسیر - فیما ذکرناه - کالتصغیر ؛ «فتقول فی «باب» : «أبواب» وفی «ناب» «أنیاب» ، وفی «ضاربة» : «ضوارب».

تصغیر ما حذف منه شیء

وکمّل المنقوص فی التصغیر ما

لم یحو غیر التاء ثالثا کما (2)

المراد بالمنقوص - هنا - ما نقص منه حرف ، فإذا صغّر هذا النوع من الأسماء ؛ فلا یخلو : إما أن یکون ثنائیا مجردا عن التاء ، أو ثنائیا ملتبسا بها ، أو ثلاثیا مجردا عنها.

فإن کان ثنائیا مجردا عن التاء أو ملتبسا بها - ردّ إلیه فی التصغیر ما نقص منه. فیقال فی «دم» : «دمیّ» وفی «شفة» : «شفیهة» ،

ص: 124


1- مثلهما الألف المنقلبة عن الهمزة تلی همزة مثل ألف «آدم» فیقال فی تصغیره أویدم».
2- غیر حال من ثالثا وهو فی الأصل صفة له تقدم علی موصوفه. التقدیر : ما لم یحو حرفا ثالثا غیر التاء بأن لم یحو ثالثا أصلا مثل «ید» أو یحو ثالثا هو تاء مثل «سنة» أما ما فیه ثالث غیر التاء فلا یرد إلیه المحذوف مثل «شاک» المذکور فی الشرح.

وفی «عدّه» : «وعیدة» وفی «ما» (1) مسمّی به : «مویّ».

وإن کان علی ثلاثة أحرف وثالثه غیر تاء التأنیث صغّر علی لفظه ، ولم یردّ إلیه شیء ؛ فتقول فی «شاک السلاح» : «شویک».

تصغیر الترخیم

ومن بترخیم یصغّر اکتفی

بالأصل کالعطیف یعنی المعطفا (2)

من التصغیر نوع یسمّی تصغیر الترخیم ، وهو عبارة عن تصغیر الاسم بعد تجریده من الزوائد التی هی فیه. فإن کانت أصوله ثلاثة صغّر علی «فعیل» ، ثم إن کان المسمّی به مذکرا جرّد عن التاء ، وإن کان مؤنثا ألحق تاء التأنیث فیقال فی «المعطف» : «عطیف» وفی «حامد» (3) :

ص: 125


1- «ما» جری الشارح علی اعتباره اسما موصولا ، فهو من ثنائی الوضع ، والمراد. بالمنقوص فی کلامه مطلق ناقص عن الثلاثة وتکمیله واجب لیصغر علی وزن «فعیل» یضعف ثانیه أولا ثم یصغر فیقال «مویّ» والأصل «مویء» بالهمزة لأن تضعیف «ما» یکون بزیادة ألف تقلب همزة فتصبح «ماء» ثم تقلب همزة «مویء» یاء لأجل التصغیر وتدغم فی یاء التصغیر. ویمکن اعتبار «ما» بمعنی الماء المشروب ، ویکون قصره للضرورة ، فیقال فی تصغیره «مویه» برد الهاء المنقلبة همزة. ویکون المراد بالمنقوص حینئذ ما حذف منه حرف أصلی ولو مع إبداله بآخر.
2- من : اسم موصول مبنی علی السکون فی محل رفع مبتدأ. بترخیم : جار ومجرور متعلق ب یصغر : مضارع مرفوع بضمة ظاهرة وفاعلة ضمیر مستتر فیه جواز یعود علی الموصول ، وجملة «یصغر» لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. اکتفی : فعل ماض مبنی علی فتح مقدر علی الألف وفاعله ضمیر مستتر فیه جوازا تقدیره هو. وجملة «اکتفی» فی محل رفع خبر المبتدأ «من» بالأصل : جار ومجرور متعلق باکتفی.
3- مثل حامد : أحمد ، ومحمود ، وحمدون ، وحمدان - کلها تصغر علی «حمید» لأن أصلها جمیعا واحد هو «الحمد».

«حمید» وفی «حبلی» : «حبیلة» وفی «سوداء» : «سویدة» وإن کانت أصوله أربعة صغّر علی «فعیعل» فتقول فی «قرطاس» : - «قریطس» وفی «عصفور» : «عصیفر».

تصغیر الثلاثی المؤنث المجرد عن التاء

واختم بتا التأنیث ما صغرت من

مؤنّث عار ثلاثیّ کسن (1)

ما لم یکن بالتّا یری ذا لبس

کشجر وبقر وخمس (2)

وشذّ ترک دون لبس ، وندر

لحاق تا فیما ثلاثیّا کثر (3)

إذا صغّر الثلاثیّ ، المؤنث ، الخالی من علامة التأنیث - لحقته التاء عند أمن اللبس ، وشذّ حذفها حینئذ ، فتقول فی «سنّ» : «سنینة» وفی «دار» : «دویرة» وفی «ید» : «یدیّة».

ص: 126


1- اختم : فعل أمر مبنی علی السکون ، فاعله ضمیر المخاطب مستتر وجوبا تقدیره أنت. بتا : جار ومجرور متعلق باختم ، وقصرت «تاء» ضرورة وهو مضاف التأنیث : مضاف إلیه مجرور. ما : اسم موصول مبنی علی السکون فی محل نصب مفعول به لا ختم. صغرت : فعل ماض مبنی علی السکون والتاء فاعله ، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، والعائد محذوف وهو ضمیر منصوب تقدیره «صغرته» من مؤنث : جار ومجرور متعلق بصغرت.
2- ما لم یکن : ما مصدریة ظرفیة. لم : حرف نفی جزم وقلب. یکن : مضارع ناقص مجزوم بلم بالسکون ، واسمه ضمیر مستتر فیه جوازا تقدیره هو یعود إلی «مؤنث عار» فی البیت السابق. یری : مضارع مبنی للمجهول مرفوع بضمه مقدرة. ونائب الفاعل ضمیر مستتر فیه جوازا یعود لاسم یکن تقدیره هو ذا لبس : ذا مفعول به ثان لیری منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف لیس مضاف إلیه. وجملة «یری ذا لبس» فی محل نصب خبر یکن.
3- کثر : بفتح الثاء : زاد علی الثلاثی من قولهم : کاثرته فکثرته : أی غلبته وزدت علیه. وثلاثیا مفعوله مقدم علیه التقدیر «وندر لحاق تاء فیما کثر ثلاثیا - أی زاد علی ثلاثة أحرف».

فإن خیف اللّبس لم تلحقه التاء ؛ فتقول فی «شجر ، وبقر ، وخمس» : «شجیر ، وبقیر ، وخمیس» - بلا تاء إذ لو قلت : «شجیرة ، وبقیرة وخمیسة» لالتبس بتصغیر «شجرة ، وبقرة ، وخمسة» المعدود به مذکر. ومما شذّ فیه الحذف عند أمن اللبس قولهم فی «ذود (1) ، وحرب ، وقوس ، ونعل» : «ذوید ، وحریب ، وقویس ، ونعیل».

وشذّ أیضا لحاق التاء فیما زاد علی ثلاثة أحرف کقولهم فی «قدّام» : «قدیدیمة» (2).

تصغیر بعض المبنیات

شذوذا :

وصغروا شذوذا «الّذی ، التی

وذا» مع الفروع منها «تاوتی» (3)

التصغیر من خواصّ الأسماء المتمکنة ؛ فلا تصغّر المبنیّات ، وشذ تصغیر «الذی» وفروعه و «ذا» وفروعه (4) ، قالوا فی «الذی» :

ص: 127


1- الذّود : من ثلاثة أبعرة إلی عشرة.
2- بفک إدغام الدال وجعل یاء التصغیر بینهما وقلب الألف یاء لأنها مدة قبل الآخر ، والقیاس حذف التاء «قدیدیم».
3- صغروا : فعل ماض مبنی علی الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو فاعل. شذوذا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة. الذی : اسم موصول فی محل نصب مفعول به لصغروا. التی : معطوف علی الذی بعاطف محذوف فی محل نصب مثله. وذا : الواو عاطفة. ذا اسم إشارة معطوف علی الذی فی محل نصب.
4- سوّغ التصغیر أن فی «الذی» و «ذا» وفروعهما شبها بالأسماء المتمکنة بکونها توصف ویوصف بها ، وتذکر وتؤنث ، وتثنی وتجمع ، فاستبیح تصغیرها لکن علی وجه خولف به تصغیر المتمکن. فترک أولها علی حاله من فتح أو ضم وعوض من الضم المجتلب للتصغیر ألف مزیدة فی آخر غیر المثنی ، ووافقت المتمکن فی زیادة یاء ثالثة ساکنة بعد فتحة فقیل : «اللّذیّا» «واللّتیّا» بفتح اللام وإدغام یاء التصغیر فی یائهما ثم ألف التعویض.

«اللّذیّا» وفی «التی» : «اللّتیّا» وفی «ذا ، وتا» : «ذیّا وتیّا» (1).

ص: 128


1- ذیّا وتیّا - بفتح الذال وشد الیاء وأصله «ذییّا» و «تییّا» بثلاث یاءات ، الأولی عین الکلمة والثالثة لامها والوسطی یاء التصغیر فخفف بحذف الأولی ، وقالوا فی تثنیته «ذیّان وتیّان» وفی «أولی» «ألیّا» بضم الهمزة علی أصلها وفتح اللام وإدغام یاء التصغیر فی یاء المنقلبة عن الألف ، والألف الأخیرة عوض عن ضم التصغیر وقالوا فی «أولاء» بالمدّ «ألیّاء». وقد عقب ابن هشام فی أوضح المسالک علی ذکر ابن مالک «تی» من فروع ذا فقال : ولا یصغّر «ذی» اتفاقا للإلباس ، ولا «تی» للاستغناء بتصغیر «تا» خلافا لابن مالک.

أسئلة ومناقشات

1 - ما المقصود بالتصغیر عند الصرفیین؟ وما الأوزان التصغیریة؟ مثل لکل وزن بمثال مضبوط بالشکل.

2 - بم یختصّ کل وزن من الأوزان التصغیریة؟ وضّح ذلک مع التمثیل.

3 - قالوا فی تصغیر (مغرب) (مغیربان) وفی تصغیر (عشیّة) (عشیشیة) وفی تصغیر (سفرجل) (سفیریج) فما وجه ذلک؟

4 - ما المواضع التی یجب فیها فتح ما بعد یاء التصغیر؟ وضّح ذلک مع التمثیل.

5 - قال الصرفیون : «هناک أشیاء لا یعتدّ بها فی التصغیر ... بحیث یعتبر التصغیر واردا علی ما قبلها ... وکأنها مفصولة عن یاء التصغیر». اشرح هذا القول. معدّدا هذه المسائل ممثلا لکل منها بمثال.

6 - کیف تصغر الاسم المختوم بألف التأنیث المقصورة والممدودة مع التمثیل؟

7 - وضّح کیف تصغّر من الأسماء ما ثانیه حرف لین؟ ... مثّل لما تقول.

8 - قال الصرفیون : «التصغیر یردّ الأشیاء إلی أصولها».

طبّق هذا القول علی تصغیر ما حذف منه حرف ... مبینا متی یردّ المحذوف ومتی لا یرد؟ ثم طبّقه باختصار علی تصغیر ما ثانیة حرف لین مع ذکر الأمثلة.

ص: 129

9 - ما المقصود بتصغیر الترخیم؟ وما الفرق بینه وبین التصغیر العادی؟ وما ذا یحذف لهذا النوع من التصغیر صغّر (محمود) تصغیر ترخیم ... ثم صغرها تصغیرا عادیا ... مع بیان الفارق ...

10 - متی تلحق تاء التأنیث الاسم المصغّر؟ ومتی لا تلحق؟ بیّن لماذا شذت المصغّرات الآتیة : «قدیدیمه تصغیر قدّام» (قویس ونعیل تصغیر قوس ونعل)؟ وما القیاس فیها؟

ولماذا شذ (ذیّا وتیّا) تصغیر (ذاوتا)؟

ص: 130

تمرینات

1 - قال المتنبی : -

أذم إلی هذا الزمان أهیله

فأعلمهم فدم (1) وأحزمهم وغد

أفی کل یوم تحت ضبنی (2)

شویعر

ضعیف یقاوینی قصیر یطاول

وقال أبو فراس :

وقال أصیحابی الفرار أو الردی؟

فقلت هما أمران أحلاهما مرّ

(أ) بیّن المصغر فیما یلی واذکر مکبّره.

(ب) خذ من الأبیات الکلمات : -

«الردی - قصیر - زمان - أحزم» ثم صغرها واضعا إیاها فی جمل تامة.

2 - اذکر مصغر الکلمات الآتیة فی جمل تامة ... ثم صغر منها ما یحتمل تصغیر الترخیم :

«منقار - کوکب - أجمال - عقرباء - سلمی - أمجد - عندلیب - مستشفی - مصطفی - مختار - منشار - زنه».

3 - قال تعالی (3) : «یا بُنَیَّ أَقِمِ الصَّلاةَ».

(أ) اذکر مکبّر (بنیّ) والغرض من تصغیرها؟

ص: 131


1- الفدم والوغد الغلیظ اللئیم.
2- الضبن : الإبط.
3- علی لسان لقمان ینصح ابنه آیة 17 سورة لقمان.

(ب) أعرب الآیة الکریمة.

4 - صغ اسم الفاعل من مصادر الأفعال الآتیة ثم صغرها واضبط المصغر وضعها فی جمل : (أیقن - درس - أذن - أنقذ - اعتذر).

5 - صغر ما تحته خط مما یلی : -

«قیمة کل امریء ما یحسنه - عدة المرء وفاؤها واجب - العمل باب النجاح - دار الإسلام عامرة بالخیر - کتابی صدیقی - سماء البادیة صافیة - العصا لمن عصی».

6 - اذکر مکبّر الکلمات الآتیة : -

دویرة - قنیدیل - عجیّز - قویمة - نییب - قنیطیر - وزینه - أمیمة - دحیرج - حمیراء - أحیمال.

7 - مثّل فی جمل من إنشائک لثلاثة مصغرات علی وزن (فعیعیل) ولثلاثة علی وزن (فعیعل) وضعها فی جمل تامة.

8 - قال ابن أبی ربیعة : -

وغاب قمیر کنت أرجو غیوبه

وروّح رعیان ونوّم سمّر

(أ) بین الاسم المصغر فی البیت ووضح الغرض من تصغیره.

(ب) ما جموع التکسیر فی البیت؟

(ج) صغر ما تحته خط من کلمات البیت.

9 - صغر الکلمات : «أقمار - میعاد - کروان - بیضاء - حیاة - کرة - میزان - سعداء - قرفصاء - محمدان (مثنی) - سحابة - رمّانة - مستوصف - صعلوک - إنسان».

10 - قال المتنبی یهجو کافورا :

أخذت بمدحه فرأیت لهوا

مقالی للأحیمق یا حلیم

ص: 132

وقال : -

وفارقت مصرا والأسیود عینه

حذار مسیری تستهلّ بأدمع

(أ) عیّن الکلمات المصغرة فی البیتین؟ وبین الغرض من تصغیرها - ثم اذکر مکبرها.

(ب) خذ الکلمات (لهو - عین - أدمع - مقال) من البیتین ثم صغرها مضبوطة بالشکل.

(ج) أعرب ما تحته خط من البیتین.

11 - أعرب البیت الآتی. ثم بین الاسم المصغر فیه واذکر مکبره.

قال الشاعر : -

یا ابن أمّی ویا شقیّق نفسی

أنت خلّفتنی لدهر شدید

ص: 133

النسب

یاء النسب

یاء کیا الکرسیّ زادوا للنّسب

وکلّ ما تلیه کسره وجب (1)

إذا أرید إضافة شیء إلی بلد ، أو قبیلة ، أو نحو ذلک - جعل آخره یاء مشددة ، مکسورا ما قبلها فیقال فی النسب إلی «دمشق» : «دمشقی» وإلی «تمیم» : «تمیمی» ، وإلی «أحمد» : «أحمدیّ».

ما یحذف من المنسوب إلیه

ومثله مما حواه احذف ، وتا

تأنیث أو مدّته لا تثبتا (2)

ص: 134


1- یاء : مفعول به مقدم لزادوا منصوب بالفتحة. کیا : جار ومجرور وقصرت «یاء» للضرورة والجار متعلق بمحذوف صفة «یاء» ویا مضاف الکرسی : مضاف إلیه مجرور. زادوا : فعل ماضی مبنی علی الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو فاعل وکل الواو استئنافیة کل : مبتدأ مرفوع وهو مضاف ما : اسم موصول فی محل جر بالإضافة. تلیه : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة علی الیاء ، وفاعله ضمیر مستتر جوازا یعود علی «یاء» تقدیره هی والهاء مفعول به ، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. کسره : مبتدأ مرفوع بالضمة ومضاف للهاء. وجب : فعل ماضی مبنی علی الفتح وسکن للروی ، وفاعله ضمیر مستتر فیه جوازا تقدیره هو وجملة «وجب» فی محل رفع خبر المبتدأ الثانی وجملة «کسره وجب» فی محل رفع خبر المبتدأ الأول «کلّ».
2- مثله : مفعول به مقدم لا حذف منصوب بالفتحة وهو مضاف. والهاء ضمیر «یاء» فی البیت السابق فی محل جر بالإضافة. مما : جار ومجرور متعلق باحذف. من حرف جر. ما : اسم موصول فی محل جر. أدغمت نونه بمیم ما. حواه : فعل ماض مبنی علی فتح مقدر علی الألف للتعذر ، وفاعله ضمیر مستتر فیه جوازا یعود علی الموصول تقدیره هو ، والهاء - ضمیر الیاء السابق. فی محل نصب مفعول به وجملة حواه صلة الموصول. احذف : فعل أمر مبنی علی السکون فاعله ضمیر مستتر فیه وجوبا تقدیره أنت وتا : الواو عاطفة ، تا : مفعول به مقدم منصوب بالفتحة وقصر للضرورة ، وهو مضاف لتأنیث. أو : حرف عطف. مدته : معطوف علی تا ومنصوب مثله بالفتحة وهو مضاف للهاء. لا تثبتا : لا ناهیة. تثبت : مضارع مبنی علی الفتح لاتصاله بنون التوکید الخفیفة المنقلبة ألفا. وفاعله ضمیر مستتر فیه وجوبا تقدیره أنت ، والألف بدل نون التوکید الخفیفة. تقدیر کلامه «ولا تثبتن تاء تأنیث أو مدته».

وإن تکن تربع ذا ثان سکن

فقلبها واوا وحذفها حسن (1)

یعنی أنه إذ کان فی آخر الاسم یاء کیا الکرسیّ - فی کونها مشدّدة واقعة بعد ثلاثة أحرف فصاعدا - وجب حذفها ، وجعل یاء النسب موضعها فیقال فی النسب إلی «الشافعیّ» : «شافعیّ» وفی النسب إلی «مرمیّ» : «مرمیّ».

ص: 135


1- إن : حرف شرط جازم یجزم فعلین. تکن : مضارع ناقص مجزوم بإن - فعل الشرط - وعلامة جزمه السکون ، واسمه ضمیر مستتر یعود علی مدة التأنیث فی البیت السابق تقدیره هی. تربع : - مضارع ربعت القوم : صیرتهم أربعة. مرفوع بالضمة وفاعله ضمیر مستتر جوازا یعود علی مدة التأنیث تقدیره هی. ذا مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف. ثان : مضاف إلیه مجرور بکسرة مقدرة علی الیاء المحذوفة لالتقائها ساکنة مع التنوین. سکن : فعل ماض مبنی علی الفتح وسکن للروی. وفاعله ضمیر مستتر جوازا یعود إلی «ثان» تقدیره هو وجملة «سکن» فی محل جر صفة «ثان» وجملة «تربع ذا ثان» فی محل نصب خبر تکن. فقلبها : الفاء واقعة فی جواب إن : قلب مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. ها ضمیر مدة التأنیث مضاف إلیه من إضافة المصدر لمفعوله. واوا : مفعول به ثان للمصدر «قلب». وخبر المبتدأ «قلبها» محذوف تقدیره «جائز» وحذفها الواو عاطفة. حذفها مبتدأ مرفوع وهو مضاف وها مضاف إلیه من إضافة المصدر لمفعوله. حس : خبر حذفها مرفوع بالضمة. وسکن للروی. وجملة «قلبها واوا جائز» فی محل جزم جواب الشرط وجملة «حذفها حسن» معطوفة علیها فهی مثلها فی محل جزم.

وکذلک إذا کان آخر الاسم تاء التأنیث وجب حذفها للنسب ، فیقال فی النسب إلی «مکة» : «مکّیّ». ومثل تاء التأنیث - فی وجوب الحذف للنسب - ألف التأنیث المقصورة إذا کانت خامسة فصاعدا ، کحباری وحباریّ أو رابعة متحرکا ثانی ما هی فیه کجمزی (1) وجمزیّ ، وإن کانت رابعة ساکنا ثانی ما هی فیه - کحبلی - جاز فیه وجهان : أحدهما الحذف - وهو المختار - فتقول ؛ «حبلیّ» والثانی قلبها واوا : فتقول : «حبلویّ».

تفاصیل فی النسب

النسب إلی ما آخره ألف ، النسب إلی المنقوص :

لشبهها الملحق ، والأصلیّ ما

لها ، وللأصلیّ قلب یعتمی (2)

والألف الجائز أربعا أزل

کذاک یا المنقوص خامسا عزل

والحذف فی الیا رابعا أحقّ من

قلب ، وحتم قلب ثالث یعنّ

یعنی أن ألف الإلحاق المقصورة کألف التأنیث : فی وجوب الحذف إن کانت خامسة کحبرکی (3) وحبرکیّ ، وجواز الحذف والقلب إن کانت رابعة : کعلقی وعلقیّ وعلقویّ ، ولکن المختار هنا القلب ،

ص: 136


1- جمزی : وصف معناه «سریع» یقال : حمار جمزی.
2- لشبهها : الضمیر المتصل عائد علی «مدة التأنیث فی البیتین السابقین» والمراد فی کونها رابعة فیما ثانیه ساکن. وقوله : الملحق : اسم فاعل من ألحق. أی کلمة بأخری. وقوله «مالها» أی ما لألف التأنیث الرابعة فیما ثانیه ساکن. وقوله «وللأصلی قلب یعتمی» أی وللأصلی وللملحق معا - لأن القلب مختار فی کلیهما لا فی الأصلی فقط کما توهم عبارة ابن مالک.
3- الحبرکی : هو القراد وألفه للإلحاق بسفرجل.

عکس ألف التأنیث ، وأما الألف الأصلیة ، فإن کانت ثالثة قلبت واوا (1) کعصا وعصویّ ، وفتی وفتویّ ، وإن کانت رابعة قلبت أیضا واوا : کملهویّ (2) ، وربما حذفت کملهیّ ، والأول هو المختار ، وإلیه أشار بقوله : «وللأصلی قلب یعتمی» أی : یختار ، یقال : اعتمیت الشیء - : أی اخترته - وإن کانت خامسة فصاعدا وجب الحذف کمصطفیّ فی مصطفی ، وإلی ذلک أشار بقوله : «والألف الجائز أربعا أزل».

وأشار بقوله : «کذاک یا المنقوص - إلی آخره» إلی أنه إذا نسب إلی المنقوص فإن کانت یاؤه ثالثة قلبت واوا وفتح ما قبلها : نحو «شّجویّ» فی شج ، وإن کانت رابعة حذفت ، نحو «قاضیّ» فی قاض ، وقد تقلب واوا ، نحو «قاضویّ» وإن کانت خامسة فصاعدا وجب حذفها «کمعتدیّ» فی «معتد» «مستعلیّ» فی «مستعل». والحبرکی : القراد ، والأنثی حبرکاة ، والعلقی : نبت واحده علقاة.

فتح العین من الثلاثی المکسور العین عند النسب إلیه :

وأول ذا القلب انفتاحا ، وفعل

وفعل عینهما افتح وفعل (3)

یعنی أنه إذا قلبت یاء المنقوص واوا وجب فتح ما قبلها نحو : شجویّ وقاضویّ.

ص: 137


1- سواء کان أصلها واوا کعصا ، أو یاء کألف «فتی».
2- ألف «ملهی» أصلها واو لأنه اسم کان من لها یلهو والمصدر «لهو».
3- أول : فعل أمر مبنی علی حذف الیاء ، فاعله ضمیر المخاطب مستتر وجوبا تقدیره أنت. ذا القلب : ذا مفعول به منصوب بالألف من الأسماء الستة ومضاف للقلب. انفتاحا : مفعول ثان لأول منصوب. وفعل : الواو استئنافیة فعل : مبتدأ مرفوع سکن للروی. وفعل : معطوف بالواو علی المبتدأ. وجملة «افتح عینها» خبر المبتدأ وما عطف علیه. وفعل : الواو عاطفة «فعل» مبتدأ مرفوع سکن للروی خبره محذوف لدلالة ما قبله أی «افتح عینه مثلهما».

وأشار بقوله : «وفعل - إلی آخره» إلی أنه إذا نسب إلی ما قبل آخره کسرة ، وکانت الکسرة مسبوقة بحرف واحد وجب التخفیف بجعل الکسرة فتحة ، فیقال فی «نمر» : «نمریّ» وفی «دئل» : «دؤلیّ» وفی إبل «إبلیّ».

وقیل فی المرمیّ مرمویّ

واختیر فی استعمالهم مرمیّ

قد سبق أنّه إذا کان آخر الاسم یاء مشدّدة مسبوقة بأکثر من حرفین ، وجب حذفها فی النسب ، فیقال فی «الشافعی» «شافعیّ» وفی «مرمی» : «مرمیّ».

وأشار هنا إلی أنّه إذا کانت إحدی الیائین أصلا. والأخری زائدة (1) فمن العرب من یکتفی بحذف الزائدة منهما ، ویبقی الأصلیة ، ویقلبها واوا ، فیقول فی «المرمیّ» : «مرمویّ» ، وهی لغة قلیلة ، والمختار اللغة الأولی - وهی الحذف - سواء کانتا زائدتین أم لا ؛ فتقول فی «الشافعی» : «شافعیّ» وفی «مرمیّ» : «مرمیّ».

النسب الی ما آخره یاء مشددة مسبوقة بحرف واحد :

ونحو حیّ فتح ثانیه یجب

واردده واوا إن یکن عنه قلب (2)

قد سبق حکم الیاء المشددة المسبوقة بأکثر من حرفین : وأشار هنا إلی أنها إذا کانت مسبوقة بحرف واحد لم یحذف من الاسم فی

ص: 138


1- مرمیّ : یاؤه الأولی بدل من واو مفعول - وهو زائد - والیاء الثانیه أصلیة لام الکلمة ، الأصل «مرمویّ». اجتمعت الواو والیاء والأول منهما ساکن فقلبت الواو یاء
2- نحو : مبتدأ مرفوع وهو مضاف إلی حی. فتح : مبتدأ ثان مرفوع وهو مضاف إلی ثانیه. یجب : مضارع مرفوع بالضمة فاعله ضمیر مستتر جوازا تقدیره هو وجملة «یجب» فی محل رفع خبر «فتح» وجملة «فتح ثانیه یجب» فی محل رفع خبر «نحو».

النسب شیء ، بل یفتح ثانیه ، ویقلب ثالثه واوا ثم إن کان ثانیه لیس بدلا من واو لم یغیّر ، وإن کان بدلا من واو قلب واوا ، فتقول فی «حیّ» «حیوی» لأنه من حییت ، وفی «طیّ» : «طوویّ» لأنه من طویت (1)

النسب إلی ما آخره علامة تثنیة أو جمع :

وعلم التثنیة احذف للنّسب

ومثل ذا فی جمع تصحیح وجب (2)

یحذف من المنسوب إلیه ما فیه من علامة تثنیة ، أو جمع تصحیح ، فإذا سمیت رجلا «زیدان» - وأعربته بالألف رفعا ، وبالیاء جرا ونصبا - قلت : «زیدیّ» وثقول فیمن اسمه «زیدون» - إذا أعربته بالحروف - : «زیدی» وفیمن اسمه «هندات» : «هندی».

النسب إلی نحو طیب :

وثالث من نحو طیّب حذف

وشذّ طائیّ مقولا بالألف (3)

ص: 139


1- أصل «طیّ» طوی : اجتمعت الواو والیاء والأول منهما ساکن فقلبت الواو یاء وأدغمت فی الیاء.
2- علم التثنیة - أی علامة التثنیة - مفعول به مقدم لاحذف وعلم مضاف للتثنیة ، ومثل : الواو عاطفة. مثل : مبتدأ مرفوع وهو مضاف. ذا : اسم إشارة فی محل جر بالإضافة - والإشارة إلی حذف علامة التثنیة - وجب : فعل ماض مبنی علی الفتح فاعله ضمیر مستتر جوازا تقدیره هو وجملة «وجب» فی محل رفع خبر المبتدأ «مثل» والجار والمجرور «فی جمع» متعلق بوجب. ومعنی الشطر الثانی : «وحذف علامة الجمع السالم من المنسوب إلیه واجب مثل وجوب حذف علامة التثنیة من المثنی عند النسبة إلیه».
3- ثالث مبتدأ مرفوع بالضمة. من نحو : جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لثالث ونحو مضاف إلی طیب. حذف : فعل ماضی مبنی للمجهول مبنیّ علی الفتح وسکن للروی ، ونائب الفاعل ضمیر مستتر جوازا یعود علی الثالث تقدیره هو وجملة «حذف» فی محل رفع خبر المبتدأ.

قد سبق أنه یجب کسر ما قبل یاء النسب ؛ فإذا وقع قبل الحرف الذی یجب کسره فی النسب یاء مکسورة مدغم فیها یاء - وجب حذف الیاء المکسورة (1) ، فتقول : فی «طیّب» : «طیبیّ» : وقیاس النسب فی «طیّء» : «طیئیّ» لکن ترکوا القیاس ، وقالوا : «طائیّ» بإبدال الیاء ألفا.

فلو کانت الیاء المدغم فیها مفتوحة لم تحذف ، نحو «هبیّخیّ» فی «هبیّخ» والهبیّخ : الغلام الممتلیء ؛ والأنثی : هبیّخة.

النسب إلی نحو «فعیلة» و «فعیلة»

وفعلیّ فی «فعیلة» التزم

وفعلیّ فی «فعیلة» حتم (2)

یقال فی النسب إلی «فعیلة» : «فعلیّ» بفتح عینه وحذف یائه (3) - إن لم یکن معتل العین ولا مضاعفا ، کما یأتی ؛ فتقول فی «حنیفة» : «حنفیّ» ویقال فی النسب إلی «فعیلة» : «فعلیّ» - بحذف الیاء - إن لم یکن مضاعفا ، فتقول فی «جهینة» : «جهنی».

ص: 140


1- أصلیة کانت کطیّب ، أو منقلبة عن واو کمیّت - أصلها میوت - أو زائدة کغزیّل - تصغیر غزال فتقول : میتی ، وغزیلیّ بسکون الیاء وکسر ما بعدها لکراهة اجتماع الیاءات والکسرتین ، وبهذا یظهر أن قول المصنف «وثالث من نحو طیب حذف» هو بیان للواقع فی طیّب لا قید لأن الرابعة فأکثر کذلک.
2- فعلیّ : مبتدأ خبره «التزم» وفعلیّ : مبتدأ خبره جملة «حتم» وفعیلة ممنوع من الصرف للعلمیة والتأنیث وقد نون للضرورة.
3- حذفت الیاء فرقا بین المذکر والمؤنث ، لأنک تنسب إلی ، «حنیف وشریف» بدون حذف فتقول : «حنیفیّ وشریفیّ» وفتحت العین من فعیلة بعد حذف الیاء لئلا یتوالی کسرتان ؛ کسرة العین الأصلیة وکسرة ما قبل یاء النسب ، کما سبق فی «نمر» ، وقد شذ إبقاء الیاء من «فعیلة» فی ألفاظ نبهوا بها علی الأصل المرفوض ، کقوله : ولست بنحویّ یلوک لسانه ولکن سلیقیّ أقول فأعرب قال سلیقی - نسبة إلی «سلیقه» وهی الطبیعة وحقه الحذف «سلقیّ».

وألحقوا معلّ لام عریا

من المثالین بما التا أولیا (1)

یعنی أن ما کان علی «فعیل» أو «فعیل» بلا تاء - وکان معتل اللام - فحکمه حکم ما فیه التاء فی وجوب حذف یائه (2) وفتح عینه ، فتقول فی «عدیّ» : «عدویّ» وفی «قصیّ» : «قصویّ» کما تقول فی «أمیّة» «أمویّ».

فإن کان «فعیل» و «وفعیل» صحیحی اللام ، لم یحذف شیء منهما (3) فتقول فی «عقیل» : «عقیلیّ».

وتمّموا ما کان کالطویله

وهکذا ما کان کالجلیله

ص: 141


1- ألحقوا : فعل ماض مبنی علی الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو فاعل. معلّ لام : معلّ : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف إلی لام من إضافة اسم المفعول إلی مرفوعه. عری : فعل ماض مبنی علی الفتح وفاعله ضمیر مستتر فیه جوازا یعود إلی «معل لام» تقدیره هو والألف للإطلاق. ومعمول «عری» محذوف وهو جار ومجرور تقدیره «من التاء» بقرینة ما بعده «بما التاء أولیا» وجملة «عری» فی محل نصب صفة ل «معلّ لام» ، من المثالین : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من ضمیر «عری» المثالین مجرور بالیاء لأنه مثنی. بما : جار ومجرور متعلق بألحقوا ، الباء حرف جر ، ما اسم موصول مبنی علی السکون فی محل جر. التا : مفعول به ثان مقدم منصوب بالفتحة الظاهرة وقصر للضرورة أولی : فعل ماض مبنی للمجهول مبنی علی الفتح ، ونائب الفاعل ضمیر مستتر فیه جوازا صلة الموصول «ما». ومعنی البیت ألحقوا ما کان معتل اللام وهو مجرد من التاء من الوزنین السابقین بما کان مقترنا بالتاء - فوزنا «فعیل وفعیل» معتلی اللام مثل فعیلة وفعیلة فی الحکم.
2- الیاء المحذوفة هی الزائدة قبل لام الکلمة کراهة توالی الیاءات.
3- عدم الحذف هو القیاس عند سیبویه وما ورد منها محذوف الیاء یقتصر فیه علی السماع ، ومذهب المبرد أنّ الحذف قیاسی لکثرته فی کلام العرب مثل : ثقفی وقرشی وهذلی فی النسبة إلی : ثقیف وقریش وهذیل.

یعنی أن ما کان علی «فعیلة» ، وکان معتل العین ، أو مضاعفا - لا : تحذف یاؤه فی النسب ؛ فتقول فی «طویلة» «طویلیّ» ، وفی «جلیلة» «جلیلیّ» وکذلک أیضا ما کان علی «فعیلة» وکان مضاعفا. فتقول فی «قلیلة» (1) : «قلیلیّ».

النسب إلی الممدود والمرکب ومحذوف اللام

النسب إلی الممدود :

وهمز ذی مدّ ینال فی النّسب

ما کان فی تثنیة له انتسب (2)

حکم همزة الممدود فی النسب کحکمها فی التثنیة : فإن کانت زائدة للتأنیث قلبت واوا نحو «حمراویّ» فی «حمراء» أو زائدة للإلحاق کعلباء ، أو بدلا من أصل نحو کساء فوجهان : (3) التصحیح نحو «علبائیّ وکسائی» والقلب نحو «علباویّ وکساویّ» أو أصلا فالتصحیح لا غیر نحو «قرائی» فی «قرّاء».

ص: 142


1- قلیلة : بضم القاف - تصغیر قلّة : وهی تطلق علی إناء کالجرة ، وعلی أعلی الشیء کقلة الجبل ، وقلّة الإنسان : رأسه.
2- همز : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. ذی مد : مضاف إلیه مجرور بالیاء لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف إلی مد. ینال : مضارع مبنی للمجهول مرفوع بالضمة ، ونائب الفاعل ضمیر مستتر فیه جوازا تقدیره هو : وهو المفعول الأول - فی النسب : جار ومجرور متعلق بینال. ما : اسم موصول فی محل نصب مفعول ثان لینال. کان : فعل ماض ناقص مبنی علی الفتح ، واسمها ضمیر مستتر جوازا تقدیره «هو» فی تثنیة ، له : جاران ومجروران متعلقان بانتسب. انتسب : فعل ماض مبنی علی الفتح. فاعله ضمیر مستتر فیه جوازا تقدیره هو وجملة «انتسب» فی محل نصب خبر کان ، وجملة «کان انتسب» لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. وجملة «ینال ما کان انتسب له» فی محل رفع خبر المبتدأ «همز».
3- والأحسن فی ألف الالحاق القلب ، وفی المنقلبة عن أصل التصحیح.

النسب إلی المرکب :

وانسب لصدر جملة وصدر ما

رکّب مزجا ، ولثان تمّما (1)

إضافة مبدوءة بابن أو اب

أو ماله التعریف بالثانی وجب (2)

فیما سوی هذا انسبن للأول

ما لم یخف لبس ک «عبد الأشهل»

إذا نسب إلی الاسم المرکب ، فإن کان مرکبا ترکیب جملة ، أو ترکیب مزج ، حذف عجزه ، وألحق صدره یاء النسب. فتقول فی «تأبط شرا» : «تأبّطیّ» وفی «بعلبک» : «بعلیّ» ، وإن کان مرکبا ترکیب إضافة ، فإن کان صدره ابنا أو أبا وکان معروفا بعجزه - حذف صدره ، وألحق عجزه یاء النسب ؛ فتقول فی «ابن الزبیر» : «زبیریّ» وفی «أبی بکر» : «بکریّ» وفی «غلام زید» : «زیدیّ» فإن لم یکن کذلک ؛ فإن لم یخف لبس عند حذف عجزه حذف عجزه ونسب إلی صدره ؛ فتقول فی «امریء القیس» : «امرئی» وإن خیف لبس حذف صدره ونسب إلی عجزه ؛ فتقول فی «عبد الأشهل» و «عبد القیس» : «أشهلیّ وقیسیّ».

النسب إلی محذوف اللام :

واجبر بردّ اللام ما منه حذف

جوازا إن لم یک ردّه ألف (3)

فی جمعی التصحیح ، أو فی التثنیة

وحقّ مجبور بهذی توفیه

ص: 143


1- المراد ب «جملة» من قوله «صدر جملة» المرکب الإسنادی مثل «تأبط شرا ، وشاب قرناها».
2- أوما : أو عاطفة. ما موصول معطوف علی ابن فهو فی محل جر والتقدیر أو مبدوءة بما له التعریف بالثانی وجب.
3- ما : اسم موصول - بمعنی «اسم» - فی محل نصب مفعول به لاجبر. منه : جار ومجرور متعلق بحذف. حذف : فعل ماض مبنی للمجهول مبنی علی الفتح ، وسکن للروی ، ونائب الفاعل ضمیر مستتر جوازا یعود إلی «اللام» تقدیره هو فالجملة صلة الموصول جرت علی غیر صاحبها - والرابط فیها هاء «منه» وتقدیر الجملة «اجبر الاسم الذی حذفت لامه بردّها إلیه» «جوازا» مفعول مطلق منصوب وهو فی الأصل صفة لمحذوف أی : اجبره جبرا ذا جواز.

إذا کان المنسوب إلیه محذوف اللام. فلا یخلو : إما أن تکون لامه مستحقّة للرد فی جمعی التصحیح أو فی التثنیة أو لا ، فإن لم تکن مستحقة للرد فیما ذکر جاز لک فی النسب الردّ وترکه (1). فتقول فی «ید وابن» : «یدویّ وبنویّ ، وابنیّ ویدیّ» کقولهم فی التثنیة : «یدان وابنان» وفی «ید» علما لمذکر : «یدون».

وإن کانت مستحقة للرد فی جمعی التصحیح أو فی التثنیة وجب ردّها فی النسب ؛ فتقول فی «أب وأخ وأخت» : «أبویّ وأخویّ» کقولهم : «أبوان وأخوان وأخوات».

وبأخ أختا ، وبابن بنتا

ألحق ، ویونس أبی حذف التا

مذهب الخلیل وسیبویه - رحمهما الله تعالی - إلحاق أخت وبنت فی النسب بأخ وابن ، فتحذف منهما تاء التأنیث ، ویردّ إلیهما المحذوف ، فیقال : «أخویّ وبنویّ» (2) کما یفعل بأخ وابن ، ومذهب یونس أنه ینسب إلیهما علی لفظیهما ؛ فنقول : «أختیّ ، وبنتیّ».

النسب إلی ما وضع علی حرفین ومحذوف الفاء وإلی الجمع

النسب إلی ما وضع علی حرفین :

وضاعف الثانی من ثنائی

ثانیه ذو لین ک «لا» و «لائی» (3)

ص: 144


1- الجواز مقید بشرط صحة العین فیما حذفت لامه ، أما إذا کانت العین معلّة فإن الجبر واجب وإن لم یجبر فی التثنیة نحو «شاة» فإن أصلها «شوهة» وجمعها «شیاه» فالنسبة إلیها عند سیبویه والجمهور «شاهیّ» لأن المجبور عندهم تفتح عینه وإن سکنت فی الأصل فتقلب الواو ألفا لتحرکها وانفتاح ما قبلها.
2- بفتح أولهما وثانیهما لأنه أصلهما ، ولا یضرّ التباسهما بالمنسوب إلی أخ وابن لأنهم لا یبالون به فی النسب.
3- ثانیه : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة علی الیاء وهو مضاف للهاء. ذولین : خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف إلی لین والجملة فی محل جر صفة «ثنائی».

إذا نسب إلی ثنائی لا ثالث له ، فلا یخلو الثانی : إما أن یکون حرفا صحیحا ، أو حرفا معتلا. فإن کان حرفا صحیحا جاز فیه التضعیف وعدمه ؛ فتقول فی «کم» : «کمیّ» و «کمّیّ» ، وإن کان حرفا معتلا وجب تضعیفه ، فتقول فی «لو» : «لوّیّ». وإن کان الحرف الثانی ألفا ضوعفت وأبدلت الثانیة همزة : فتقول فی رجل اسمه «لا» : «لائی» ویجوز قلب الهمزة واوا فتقول «لاویّ».

النسب إلی محذوف الفاء :

وإن یکن کشیة ما الفا عدم

فجبره وفتح عینه التزم (1)

إذا نسب إلی اسم محذوف الفاء ، فلا یخلو : إما أن یکون صحیح اللام ، أو معتلّها. فإن کان صحیحها لم یردّ إلیه المحذوف فتقول فی «عدة وصفة» «عدیّ وصفیّ» وإن کان معتلّها وجب الردّ ، ویجب أیضا - عند سیبویه - رحمه الله فتح عینه ، فتقول فی «شیة» : «وشویّ» (2).

ص: 145


1- إن : حرف شرط جازم : یکن : مضارع ناقص مجزوم بإن - فعل الشرط - بالسکون الظاهر. کشیة : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ل «یکن» ما : اسم موصول فی محل رفع اسم یکن مؤخر. الفا : مفعول به مقدم علی الناصب له. وقصر للضرورة. عدم : فعل ماض مبنی علی الفتح وسکن للروی. وفاعله ضمیر مستتر فیه جوازا یعود علی الموصول تقدیره هو وجملة «عدم الفاء» لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، تقدیر الشطر : «إن یکن الذی عدم الفاء - کشیة - أی معتل اللام».
2- شیة : هی لون یخالف لون سائر البدن من الفرس وغیره وأصلها «وشی» بکسر الواو وسکون الشین. نقلت کسرة الواو للشین وحذفت الواو وعوض عنها التاء. والنسبة إلی شیة «وشویّ» بفتح الشین عند سیبویه ، والواو الأولی فی الکلمة هی فاء الکلمة مکسورة علی أصلها والواو الثانیة منقلبة عن اللام - أی عن الیاء. - لأنه لما ردّت فاؤه فتحت عینه فقلبت لامه وهی الیاء - ألفا ، ثم قلبت واوا من أجل النسب کما فی قلب ألف «فتی» وقد تقدم الکلام علی قلب الألف الثالثة واوا عند قول ابن مالک «وحتم قلب ثالث یعنّ».

النسب إلی الجمع :

والواحد اذکر ناسبا للجمع

إن لم یشابه واحدا بالوضع

إذا نسب إلی جمع باق علی جمعیتّه جیء بواحده (1) ونسب إلیه.

کقولک فی النسب إلی الفرائض : «فرضیّ» (2) هذا إن لم یکن جاریا مجری العلم ، فإن جری مجراه - کأنصار - نسب إلیه علی لفظه ؛ فتقول فی «أنصار» : «أنصاریّ» وکذا إن کان علما ؛ فتقول فی «أنمار» : «أنماریّ».

الاستغناء عن یاء النسب

ومع فاعل وفعّال فعل

فی نسب أغنی عن الیا فقبل (3)

یستغنی غالبا فی النسب عن یائه ببناء الاسم علی «فاعل» - بمعنی صاحب کذا - نحو «تامر ، ولابن» أی ، صاحب تمر وصاحب لبن ، وببنائه علی «فعّال» فی الحرف غالبا ، ک «بقّال ، وبزّار» (4) وقد

ص: 146


1- إنما ینسب للواحد إذا لم یتغیر المعنی ، فإن تغیر المعنی نسب إلی الجمع نفسه ، فالنسبة للأعراب «أعرابیّ» بدون إرجاع الجمع إلی مفرده «عرب» لئلا یتوهم السامع أن القصد النسبة إلی عموم العرب لأن «عربیّ». عام بنسبته لعموم العرب. وأعرابی خاص بنسبته إلی الأعراب سکان البوادی.
2- مفرد الفرائض : فریضة بوزن فعیلة والنسب إلی فریضة «فرضی» بفتح الفاء والراء ، کما تقدم فی حنیفة وحنفیّ.
3- مع : ظرف مکان منصوب متعلق بمحذوف حال من ضمیر «أغنی» فعل «مبتدأ» خبره جملة «أغنی عن الیاء».
4- هذه الصیغ «فاعل ، وفعّال ، وفعل» غیر مقیسة عند سیبویه وإن کثر بعضها فلا یقال : دقّاق لبائع الدقیق ، ولا فکّاه لبائع الفاکهة ولا برّار لبائع البرّ - قیاسا علی ما سمع من نحو «عطّار وبقّال». ومذهب المبرد جواز القیاس علی ما سمع عن العرب فی هذه الصیغ.

یکون «فعّال» بمعنی صاحب کذا. وجعل منه قوله تعالی : (وَما رَبُّکَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ)(1) أی : بذی ظلم.

وقد یستغنی - عن یاء النسب أیضا - ب «فعل» بمعنی صاحب کذا ، نحو «رجل طعم ولبس» أی : صاحب طعام ولباس ، وأنشد سیبویه رحمه الله تعالی :

126- لست بلیلیّ ولکنّی نهر***لا أدلج اللّیل ولکن أبتکر (2)

ص: 147


1- الآیة 46 من سورة «فصلت أو السجدة» وهی «مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَیْها وَما رَبُّکَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ». وإنما جعل قوله تعالی : «بظلام» بمعنی «فعّال» الدال علی النسبة ، لأن جعله صیغة مبالغة - علی المعنی الأصلی - یوهم ثبوت أصل الظلم لربنا ، تعالی الله عن ذلک علوا کبیرا.
2- قائله : غیر معروف. لیلیّ : نسبة إلی اللیل أی صاحب عمل فی اللیل. نهر : بمعنی نهاری أی صاحب عمل فی النهار. أدلج : من الإدلاج وهو السیر لیلا. أبتکر : أسیر فی أول النهار. المعنی : «لست ممن یعملون فی الظلام بعیدا من أعین الناس کاللصوص ... وإنما أعمل ما یشرفنی فی وضح النهار وأوله». الإعراب : لست : لیس فعل ماض ناقص مبنی علی السکون لاتصاله بالتاء ، والتاء اسمها. بلیلی : الباء حرف جر زائد ، لیلی : خبر لیس منصوب بفتحة مقدرة علی آخره منع ظهورها اشتغال المحل بحرکة حرف الجر الزائد. ولکنی : الواو استئنافیة : لکن حرف استدراک ونصب ویاء المتکلم اسمها فی محل نصب. نهر خبر لکن مرفوع بالضمة وسکن للروی. لا أدلج : لا نافیة. أدلج : مضارع مرفوع بالضمة وفاعله ضمیر مستتر فیه وجوبا تقدیره أنا. اللیل : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأدلج. ولکن : الواو استئنافیة ، لکن حرف استدراک. أبتکر : مضارع مرفوع بالضمة وسکن للروی : فاعله ضمیر مستتر فیه وجوبا تقدیره أنا. الشاهد : فی قوله «نهر» حیث دلّ علی أن صیغة «فعل» تستعمل للنسب ویستغنی بها عن یائه.

أی : ولکنی نهاریّ ، أی عامل بالنهار.

وغیر ما أسلفته مقرّرا

علی الذی ینقل منه اقتصرا (1)

أی : ما جاء من المنسوب مخالفا لما سبق تقریره فهو من شواذّ النسب ، یحفظ ولا یقاس علیه ، کقولهم فی النسب إلی البصرة : «بصریّ» (2) وإلی «الدّهر» : «دهریّ» (3) وإلی «مرو» : «مروزیّ».

ص: 148


1- غیر : مبتدأ مرفوع. ما : اسم موصول فی محل جر بالإضافة إلی غیر. أسلفته : فعل وفاعل ومفعول به والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. مقررا : حال من الهاء فی أسلفته منصوب بالفتحة. علی الذی : جار ومجرور متعلق بقوله «اقتصر» ینقل : مضارع مبنی للمجهول مرفوع ، ونائب الفاعل ضمیر مستتر جوازا یعود علی الموصول «الذی» تقدیره هو. منه. جار ومجرور متعلق بینقل. وجملة «ینقل منه» لا محل لها من الإعراب صلة «الذی» اقتصر. فعل ماض مبنی للمجهول مبنی علی الفتح والألف للإطلاق ، ونائب الفاعل ضمیر مستتر فیه جوازا یعود إلی المبتدأ «غیر» تقدیره هو وجملة «اقتصر» فی محل رفع خبر المبتدأ.
2- بصری : بکسر الباء. شاذ لأن القیاس «بصریّ» بفتح الباء. وقد سمع فی کلامهم فتح الباء.
3- دهریّ : بضم الدال : الشیخ الکبیر ، و «دهری» بفتح الدال الملحد ، وکلاهما منسوب إلی الدهر ، فالشذوذ فی مضموم الدال.

أسئلة ومناقشات

1 - ماذا یطرأ علی الاسم المنسوب من تغییر؟ اذکر مثالین یتّضح منهما ذلک.

2 - متی تحذف ألف التأنیث المقصورة للنسب؟ ومتی یجوز فیها الوجهان الحذف أو القلب واوا؟ مثل لذلک فی جمل تامة - وما الفرق بینهما وبین ألف الإلحاق المقصورة فی ذلک؟ مثّل.

3 - وضّح ما یحذف بالتفصیل من أجل یاء النسب ومثل لکل موضع بمثال فی جملة تامة.

4 - اشرح بالتفصیل متی تحذف یاء المنقوص للنسب؟ ومتی تقلب واوا؟ ومتی یجوز الأمران؟ مثل لما تقول فی جمل تامة.

5 - (أ) متی تحذف الیاء المشددة من آخر المنسوب؟ وما الحکم لو کانت إحدی الیاءین أصلا؟ وضّح ذلک بالأمثلة ... ثم اذکر کیف ینسب إلی ما ثانیه یاء مشددة؟

(ب) متی تفتح کسرة الاسم المنسوب التی قبل آخره تخفیفا؟ ومتی لا یجوز ذلک مثل لما تقول.

6 - کیف تصغر ما فیه علامة تثنیة أو جمع تصحیح؟ مثل لما تقول.

7 - وضح کیف تنسب إلی المحذوف أحد أصوله؟ وإلی المقصور من الأسماء؟ مثّل.

8 - کیف تنسب إلی الاسم الممدود؟ وإلی المرکب وضح ومثّل.

9 - متی تحذف یاء (فعیلة وفعیلة) فی النسب؟ ومتی لا تحذفان؟ اذکر ذلک بالتفصیل مع التمثیل.

ص: 149

10 - کیف تنسب إلی نحو (طیّب وهیّن)؟ وما شرط حذف الیاء فی هذا المقام؟ فصّل ومثّل.

11 - اشرح طریقة النسب إلی الاسم الموضوع علی حرفین مع التمثیل.

12 - اشرح قول ابن مالک :

والواحد اذکر ناسبا للجمع

إن لم یشابه واحدا بالوضع

وبیّن ما ینطوی علیه من قاعدة ومثّل لما تقول.

13 - ما الصّیغ التی یستغنی بها عن یاء النسب؟ اذکرها ممثلا لها فی جمل تامة.

ص: 150

تمرینات

1 - انسب إلی الکلمات الآتیة واضعا إیاها فی جمل : - «حیّ - غریزة - نبیّ - مقضیّ - کساء - سماء - مرتضی - أبها - بردی - شجی - رحی - قفا - عیینة».

2 - قال أحمد بن منیر الطرابلسی یمدح صدیقا :

لا یعشق الدهر إلا ذکر معرکة

أو خوض مهلکة أو ضرب هندیّ

فلو بصرت به (یصغی) وأنشده

قلت النّواسیّ یشجی قلب عذریّ

(أ) بیّن الأسماء المنسوبة فی البیتین.

(ب) خذ الکلمات (دهر - قلب - مهلکة - ضرب) وانسب إلیها.

(ج) الکلمات : (معرکة - عذریّ - مصغ - شاج - شج) صغّرها ... ثم انسب إلی (شاج - شج).

(د) أعرب ما تحته خط.

3 - انسب إلی : (صحیفة - عقائد - عویصة - ذمیمة - جریرة - جزیرة - رفیعة - بثینة - قریظة).

4 - قال المتنبی یمدح ابن العمید : -

عربی لسانه فلسفی

رأیه فارسیة أعیاده

اشرح البیت ... ثم بین المنسوب إلیه فیه وأعرب ما تحته خط.

ص: 151

5 - هات مصادر الأفعال الآتیة ثم انسب إلیها فی جمل تامة : هوی - بنی - دعا - عوی - انتقی - اصطفی.

6 - هات أسماء الفاعلین من الأفعال الآتیة ثم انسب إلیها فی جمل تامة : - سقی - سال - اقتضی - ارتضی.

7 - هات اسم المفعول من الأفعال الماضیة فی التمرین (6) ثم انسب إلیها فی جمل تامة.

8 - قال تعالی : «وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِیًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آیاتُهُءَ أَعْجَمِیٌ (1) وَعَرَبِیٌّ».

(أ) ما المنسوب من الأسماء فی الآیة؟ وما الغرض من هذه النسة؟

(ب) أعرب الکلمات المنسوبة فی الآیة وما تحته خط.

9 - ما رأیک فی الأسماء المنسوبة الآتیة من جهة السماع والقیاس ولماذا؟

«دهریّ - مروزیّ - صنعانیّ - فوقانیّ - تحتانیّ - علمانیّ - بصریّ».

10 - بیّن المنسوب إلیه لکل منسوب فیما یأتی : -

حضرمیّ - سخاویّ - الدارقطنیّ - الأبیوردیّ - البخاریّ - البحتری - النّواسیّ - حضری - یدویّ - نوویّ - نبوی - منطقیّ.

11 - انسب إلی : -

عبد الوهاب - عیون موسی - مدائن صالح - نور الدین - شط العرب - عرعر - نجران - جازان - طهران - سلیمان.

12 - هات أسماء مختومة بتاء التأنیث وألف التأنیث المقصورة والممدودة ثم انسب إلیها ...

ص: 152


1- الآیة 44 سورة فصلت.

13 - هات ثلاثة مرکبات إضافیة ینسب إلی عجزها وثلاثة ینسب إلی صدرها مع ذکر السبب.

14 - قال البحتری یصف قصر الجعفریّ أحد قصور الخلافة : -

قد تم حسن الجعفریّ ولم یکن

لیتم إلا للخلیفة جعفر

اشرح البیت وبین الاسم المنسوب فیه ثم أعرب ما تحته خط.

ص: 153

الوقف

الوقف علی الاسم المنون ، وهاء الضمیر ، والمنقوص

الوقف علی الاسم المنون :

تنوینا اثر فتح اجعل ألفا

وقفا ، وتلو غیر فتح احذفا (1)

أی إذا وقف علی الاسم المنوّن ، فإن کان التنوین واقعا بعد فتحة أبدل ألفا (2) ، ویشمل ذلک ما فتحته للإعراب نحو «رأیت زیدا» وما فتحته لغیر الإعراب ، کقولک فی «إیها وویها» : «إیها وویها».

وإن کان التنوین واقعا بعد ضمة أو کسرة حذف وسکن ما قبله ، کقولک فی «جاء زید» و «مررت بزید» : «جاء زید» و «مررت بزید».

الوقف علی هاء الضمیر :

واحذف لوقف فی سوی اضطرار

صلة غیر الفتح فی الإضمار

ص: 154


1- تنوینا : مفعول به أول للفعل «اجعل» مقدم علیه. إثر : ظرف مکان منصوب متعلق بمحذوف صفة لتنوینا ، وإثر مضاف إلی فتح. اجعل : فعل أمر مبنی علی السکون وفاعله ضمیر مستتر فیه وجوبا تقدیره أنت. ألفا : مفعول به ثان لا جعل. وقفا : منصوب بنزع الخافض أو مفعول لأجله أو حال. احذفا : فعل أمر مبنی علی الفتح لاتصاله بنون التوکید الخفیفة المنقلبة ألفا. وفاعله مستتر فیه وجوبا تقدیره أنت. وحذف مفعوله لدلالة الکلام علیه ، أی احذف تنوینا تلو غیر فتح.
2- إبداله ألفا واجب فی غیر لغة ربیعة ، ولکنه جائز فی لغتها کما نقله الصبّان.

وأشبهت «إذا» منونا نصب

فألفا فی الوقف نونها قلب (1)

إذا وقف علی هاء الضمیر : فإن کانت مضمومة نحو «رأیته» أو مکسورة نحو «مررت به» حذفت صلتها (2). ووقف علی الهاء ساکنة إلا فی الضرورة (3). وإن کانت مفتوحة نحو «هند رأیتها» وقف علی الألف ولم تحذف. وشبّهوا «إذا» بالمنصوب المنون ، فأبدلوا نونها ألفا فی الوقف (4).

الوقف علی المنقوص :

وحذف یا المنقوص ذی التنوین ما

لم ینصب - أولی من ثبوت فاعلما (5)

وغیر ذی التنوین بالعکس وفی

نحو «مر» لزوم ردّ الیا اقتفی

ص: 155


1- إذا : فاعل أشبهت - بقصد لفظها - فألفا : الفاء عاطفة. ألفا : مفعول به ثان للفعل «قلب» تقدم علیه. نونها : مبتدأ مرفوع وهو مضاف إلی «ها» ضمیر «إذا» قلب : فعل ماض مبنی للمجهول مبنی علی الفتح وسکن للروی ونائب الفاعل ضمیر مستتر جوازا یعود إلی «نونها» تقدیره هو وهو المفعول الأول وجملة «قلب» خبر المبتدأ.
2- صلتها هی حرف العلة المتصل بها من جنس حرکتها وهو فی حالة الضم واو وفی حالة الکسر یاء.
3- تثبت صلة الفتح وغیره للضرورة فی آخر العروض أو الضرب کقوله : ومهمه مغبّرة أرجاؤه کأن لون أرضه سماؤه بإثبات الواو بعد الهاء «ارجاؤهو - سماؤهو».
4- إبدال نون «إذا» ألفا هو مذهب الجمهور ، وغیرهم یقف بالنون کما یقف علی «إن ، ولن».
5- حذف : مبتدأ مرفوع وهو مضاف. یا المنقوص : یا مضاف إلیه قصر للضرورة وهو مضاف للمنقوص. ذی التنوین : ذی صفة للمنقوص مجرور بالیاء لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف التنوین مضاف إلیه. أولی : خبر المبتدأ «حذف» مرفوع بضمة مقدرة.

إذا وقف علی المنقوص المنوّن ؛ فإن کان منصوبا أبدل من تنوینه ألف. نحو «رأیت قاضیا» ، فإن لم یکن منصوبا فالمختار الوقف علیه بالحذف ، إلا أن یکون محذوف العین أو الفاء ، کما سیأتی ؛ فتقول : «هذا قاض ، ومررت بقاض» ویجوز الوقف علیه بإثبات الیاء کقراءة ابن کثیر :

(وَلِکُلِّ قَوْمٍ هادٍ)(1).

فإن کان المنقوص محذوف العین : کمر (2) - اسم فاعل من أری - أو الفاء : کیفی (3) - علما - لم یوقف علیه إلا بإثبات الیاء ؛ فتقول : «هذا مری ، وهذا یفی» وإلیه أشار بقوله : «وفی نحو مر لزوم ردّ الیا اقتفی».

فإن کان المنقوص غیر منوّن ، فإن کان منصوبا ثبتت یاؤه ساکنة.

نحو «رأیت القاضی» وإن کان مرفوعا أو مجرورا جاز إثبات الیاء وحذفها.

والإثبات أجود ، نحو «هذا القاضی ، ومررت بالقاضی».

الوقف علی محرک الآخر

وغیرها التأنیث من محرّک

سکّنه ، أوقف رائم التحرک (4)

أو أشمم الضمة ، أوقف مضعفا

ما لیس همزا أو علیلا ، إن قفا (5)

ص: 156


1- الآیة 7 من سورة الرعد وهی : «وَیَقُولُ الَّذِینَ کَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَیْهِ آیَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِکُلِّ قَوْمٍ هادٍ».
2- أصله «مرئی» بهمزة بعد الراء بوزن «معطی» نقلت کسرة الهمزة إلی الراء وحذفت الهمزة وهی عین الکلمة ، فأصبحت «مری».
3- یفی : مضارع «وفی» أصله «یوفی» حذفت الواو لوقوعها بین عدوتیها الیاء والکسرة فأصبحت «یفی».
4- غیر : منصوب بفعل محذوف وجوبا - علی الاشتغال - تقدیره «سکّن» وهو مضاف. ها : مضاف إلیه. رائم : حال من ضمیر قف منصوب.
5- ما لیس همزا : ما اسم موصول فی محل نصب مفعول به لاسم الفاعل مضعفا. لیس فعل ماض ناقص ، اسمها ضمیر مستتر یعود علی الموصول تقدیره هو. همزا : خبرها.

محرّکا ، وحرکات انقلا

لساکن تحریکه لن یحظلا (1)

إذا أرید الوقف علی الاسم المحرک الآخر ، فلا یخلو آخره من أن یکون هاء التأنیث أو غیرها.

فإن کان آخره هاء التأنیث وجب الوقف علیها بالسکون ، کقولک فی «هذه فاطمة أقبلت» : «هذه فاطمه» وإن کان آخره غیر هاء التأنیث ففی الوقف علیه خمسة أوجه : (أ) التسکین (2). (ب) والرّوم ، (ج) والإشمام ، (د) والتضعیف ، (ه) والنّقل.

فالرّوم : عبارة عن الإشارة إلی الحرکة بصوت خفیّ.

والإشمام : عبارة عن ضم الشفتین بعد تسکین الحرف الأخیر ، ولا یکون إلا فیما حرکته ضمة (3).

وشرط الوقف بالتضعیف أن لا یکون الأخیر همزة کخطأ (4) ، ولا معتلا کفتی (5) ، وأن یلی حرکة (6) ، کالجمل ، فتقول فی الوقف

ص: 157


1- محرکا : مفعول به للفعل «قفا» فی آخر البیت السابق. حرکات : مفعول به مقدم ل «انقلا». انقلا : فعل أمر مبنی علی الفتح لاتصاله بنون التوکید الخفیفة المنقلبة الفا ، وفاعله مستتر فیه وجوبا تقدیره أنت. تحریکه : مبتدأ مضاف للضمیر. وجملة «لن یحظلا» خبره.
2- هو الأصل لأن الغرض من الوقف الاستراحة وهی بالسکون أبلغ.
3- سواء کانت الضمة إعرابیة نحو (وَإِیَّاکَ نَسْتَعِینُ) أو بنائیة نحو «من قبل» والغرض به الفرق بین الساکن أصالة والمسکن للوقف.
4- لثقل الهمزة کالمعتلّ فلا تزاد بالتضعیف ثقلا.
5- فتی : لیس محرک الآخر ، وموضوع الکلام فیما کان محرک الآخر ، فلو مثل ب «رأیت القاضی» أو «قضی الأمر» لکان أولی.
6- لئلا یجتمع ثلاثة حروف ساکنة : المدغم وهو المزید للتضعیف ، وما قبله ، وما بعده. والغرض من التضعیف بیان أن الآخر محرک فی الأصل.

علیه : «الجملّ» - بتشدید اللام - فإن کان ما قبل الأخیر ساکنا امتنع التضعیف. کالحمل.

والوقف بالنقل : عبارة عن تسکین الحرف الأخیر ، ونقل حرکته (1) إلی الحرف الذی قبله ، وشرطه : أن یکون ما قبل الأخیر ساکنا قابلا للحرکة ، نحو «هذا الضرب ، ورأیت الضرب ، ومررت بالضرب» ، فإن کان ما قبل الآخر محرکا لم یوقف علیه بالنقل (2) کجعفر ، وکذا إن کان ساکنا لا یقبل الحرکة کالألف (3) ، نحو «باب ، وإنسان».

ونقل فتح من سوی المهموز لا

یراه بصریّ ، وکوف نقلا

مذهب الکوفیین أنه یجوز الوقف بالنقل : سواء کانت الحرکة فتحة ، أو ضمة أو کسرة ، وسواء کان الأخیر مهموزا أو غیر مهموز ، فتقول عندهم : «هذا الضّرب. ورأیت الضّرب ، ومررت بالضّرب» فی الوقف علی «الضرب» و «هذا الرّدء ، ورأیت الرّدء ومررت بالرّدء» فی الوقف علی «الرّدء».

ومذهب البصریین أنه لا یجوز النقل إذا کانت الحرکة فتحة (4) إلا إذا

ص: 158


1- الحرکة التی تنقل هی حرکة الإعراب ، أما حرکة البناء فلا تنقل نحو «من قبل وأمس» لأن الغرض من النقل بیان الحرکة أو التخلص من السکونین.
2- لأن المحرّک لا یقبل حرکة غیره.
3- مثل الألف اختاها الیاء والواو کقندیل وعصفور ، وزید وثوب ، وکذلک المدغم مثل جدّ فلا نقل فی ذلک کله لتعذر الحرکة فی الألف والمدغم وتعسرها فی الباقی. ویشترط أیضا صحة المنقول منه فلا نقل فی «دلو وظبی».
4- لما یلزم علی النقل من حذف ألف التنوین فی المنون وحمل علی المنون غیره ، مثال المنون «رأیت ضربا» وإنما اغتفر ذلک فی الهمزة لثقلها وإذا سکنت مع سکون ما فیها زادت ثقلا فتخلص منه بالنقل وإن لزم علیه حذف ألف التنوین تسهیلا للنطق نحو «رأیت ردأ ورأیت الردّء» - والشارح لم یمثل للمنون.

کان الآخر مهموزا ، فیجوز عندهم «رأیت الرّدء» ویمتنع «رأیت الضّرب» ... ومذهب الکوفیین أولی ؛ لأنهم نقلوه عن العرب.

والنّقل إن یعدم نظیر ممتنع

وذاک فی المهموز لیس یمتنع

یعنی أنه متی أدّی النقل إلی أن تصیر الکلمة علی بناء غیر موجود فی کلامهم امتنع ذلک ، إلا إن کان الآخر همزة فیجوز ، فعلی هذا یمتنع «هذا العلم» فی الوقف علی «العلم» لأن «فعلا» مفقود فی کلامهم ، ویجوز «هذا الرّدء» (1) لأن الآخر همزة.

الوقف علی ما آخره تاء التأنیث

فی الوقف تا تأنیث الاسم ها جعل

إن لم یکن بساکن صحّ وصل (2)

وقل ذا فی جمع تصحیح ، وما

ضاهی ، وغیر ذین بالعکس انتمی

إذا وقف علی ما فیه تاء التأنیث ، فإن کان فعلا وقف علیه بالتاء ، نحو «هند قامت» وإن کان اسما فإن کان مفردا فلا یخلو : إما أن یکون ما قبلها ساکنا صحیحا ، أولا ؛ فإن کان ما قبلها ساکنا صحیحا وقف علیه بالتاء ، نحو «بنت» ، «وأخت» ، وإن کان غیر ذلک (3) وقف

ص: 159


1- أی بنقل ضمة الهمزة إلی الدال وإن أدی إلی عدم النظیر لثقل الهمزة.
2- تا. مبتدأ مرفوع قصر للضرورة وهو مضاف إلی تأنیث ، وتأنیث مضاف إلی الاسم. ها : مفعول به ثان مقدم وهو مقصور ضرورة جعل : فعل ماض مبنی للمجهول مبنی علی الفتح ، ونائب الفاعل ضمیر مستتر یعود إلی «تاء تأنیث» تقدیره هو وهو المفعول الأول. وجملة «جعل هاء» فی محل رفع خبر المبتدأ.
3- بأن کان متحرکا کفاطمة أو ساکنا معتلا وهو خصوص الألف کفتاة.

علیه بالهاء ، نحو «فاطمه ، وحمزه ، وفتاه» وإن کان جمعا أو شبهه وقف علیه بالتاء ، نحو «هندات ، وهیهات» وقلّ الوقف علی المفرد نحو «فاطمت» وعلی جمع التصحیح وشبهه بالهاء ، نحو «هنداه ، وهیهاه».

الوقف بهاء السکت علی الفعل المحذوف الآخر

وقف بها السّکت علی الفعل المعلّ

بحذف آخر کأعط من سأل (1)

ولیس حتما فی سوی ما کع أو

ک : یع مجزوما ؛ فراع ما رعوا (2)

یجوز الوقف بهاء السکت (3) علی کل فعل حذف آخره : للجزم ، أو الوقف (4) کقولک فی «لم یعط» : «لم یعطه» وفی «أعط» : «أعطه» ، ولا یلزم ذلک إلا إذا کان الفعل الذی حذف آخره قد بقی

ص: 160


1- أعط : فعل أمر مبنی علی حذف حرف العلة وهو الیاء ، وفاعله ضمیر المخاطب مستتر وجوبا تقدیره أنت. من : اسم موصول مفعول به لأعط وجملة «سأل» صلة الموصول.
2- ولیس حتما : لیس فعل ماض ناقص ، واسمه ضمیر مستتر فیه جوازا - وهو ضمیر المصدر المأخوذ من قوله «قف بهاء السکت» أی ولیس الوقوف بهاء السکت حتما.
3- الغرض من الوقف بهاء السکت هو التوصل إلی بقاء الحرکة وقفا کما توصل بهمزة الوصل إلی بقاء السکون ابتداء. وسمیت هاء السکت لأنه یسکت علیها ومواضع اطرادها ثلاثة : (أ) الفعل المعتل المحذوف الآخر. (ب) ما الاستفهامیة. (ج) المبنیّ علی حرکة لازمة.
4- المراد بالوقف هنا البناء فی فعل الأمر ولو عبر به الشارح لکان أولی.

علی حرف واحد ، أو علی حرفین أحدهما زائد (1) فالأول کقولک فی «ع وق» : «عه وقه». والثانی کقولک فی «لم یع ولم یق» : «لم یعه ولم یقه».

الوقف بهاء السکت علی ما الاستفهامیة المجرورة

وما فی الاستفهام إن جرّت حذف

ألفها ، وأولها الها إن تقف (2)

ولیس حتما فی سوی ما انخفضا

باسم ، کقولک : «اقتضاء م اقتضی» (3)

إذا دخل علی «ما» الاستفهامیة جار وجب حذف ألفها (4) ، نحو «عمّ تسأل؟» «وبم جئت؟» و «اقتضاء م اقتضی زید؟» وإذا وقف علیها بعد دخول الجار ؛ فإما أن یکون الجار لها حرفا ، أو اسما ؛ فإن کان حرفا جاز إلحاق هاء السکت ، نحو «عمّه» و «فیمه» وإن کان اسما

ص: 161


1- أی فتجب فیه الهاء لبقائه علی أصل واحد. هذا ما قاله ابن مالک ، وقد ردّ علیه ابن هشام فی أوضح المسالک بقوله : «وهذا مردود بإجماع المسلمین علی وجوب الوقف علی نحو «ولم أک» «ومن تق» بترک الهاء ، انتهی کلامه. لأن القراءة الصحیحة وإن کانت سنة متبعة لا تخالف العربیة ولا تأتی علی ما تمنعه.
2- ما. مبتدأ. فی الاستفهام : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من «ما» وجملتا الشرط «إن جرت حذف ألفها» خبر ما.
3- اسم لیس ضمیر المصدر المأخوذ من قوله «أولها الها» فی البیت السابق التقدیر «ولیس إیلاؤها الهاء حتما».
4- إنما وجب حذف ألف «ما» الاستفهامیة - هنا - للتفریق بینها وبین ما الشرطیة والموصولة ، وشرط الحذف أن لا ترکب مع «ذا» فإن رکبت امتنع الحذف نحو «لماذا تلومنی؟» لأن «ما» فی هذا الترکیب أصبحت جزءا من کلمة لا کلمة تامة.

وجب إلحاقها ، نحو «اقتضاء مه» و «مجیء مه؟» (1).

ووصل ذی الهاء أجز بکلّ ما

حرّک تحریک بناء لزما (2)

ووصلها بغیر تحریک بنا

أدیم شذّ ، فی المدام استحسنا (3)

یجوز الوقف بهاء السکت علی کل متحرک بحرکة بناء ، لازمة ، لا تشبه حرکة إعراب (4) ، کقولک فی «کیف» : «کیفه» ولا یوقف بها علی ما

ص: 162


1- إذا جرها حرف جار الوقف علیها بدون الهاء لأن الحرف کالجزء منها فکأنها علی الحرفین ، وجاز إلحاقها الهاء وإن کان إثبات الهاء أکثر استعمالا وأجود قیاسا لتکون الهاء عوضا عن ألفها المحذوفة. وإذا جرّها اسم وجب إلحاقها الهاء لأن المضاف مستقل بمعناه فهی معه فی تقدیر الانفصال منه ، وقد بقیت علی حرف واحد لا یمکن الوقف علیه.
2- وصل : مفعول به مقدم للفعل «أجز» وهو مضاف. ذی الهاء : ذی مضاف إلیه وهو اسم إشارة مبنی علی السکون فی محل جر بالإضافة الهاء : بدل من ذی أو عطف بیان وبدل المجرور مثله مجرور. أجز : فعل أمر مبنی علی السکون ، فاعله ضمیر المخاطب مستتر وجوبا تقدیره أنت. لزما : فعل ماض مبنی علی الفتح ، والألف للإطلاق ، والفاعل ضمیر مستتر فیه وجوبا یعود إلی بناء ، وجملة «لزم» فی محل جر صفة «بناء» تقدیر البیت : «أجز وصل هذه الهاء - هاء السکت - بکل ما حرّک تحریک بناء لازم».
3- وصلها : مبتدأ مرفوع مضاف إلی ضمیر هاء السکت. أدیم. فعل ماض مبنی للمجهول مبنی علی الفتح ونائب الفاعل ضمیر مستتر فیه جوازا تقدیره «هو» یعود إلی «بناء» وجملة «أدیم» فی محل جر صفة لبناء. شذ : فعل ماض مبنی علی الفتح فاعله ضمیر مستتر فیه جوازا یعود إلی «وصلها» تقدیره هو وجملة «شذ» فی محل رفع خبر المبتدأ «وصلها» وجملة «استحسن» معطوفة بعاطف مقدر علی جملة «شذ» فهی فی محل رفع.
4- وذلک کیاء المتکلم ، وکهی وهو فیمن فتحهنّ ، وفی التنزیل «ما هیه» و «مالیه» و «سلطانیه» وقال الشاعر : فما إن یقال له من هوه ، کما ذکر ابن هشام فی أوضح المسالک.

حرکته إعرابیة ، نحو «جاء زید» ولا علی ما حرکته مشبهة للحرکة الإعرابیة کحرکة الفعل الماضی ، ولا علی ما حرکته البنائیة غیر لازمة ، نحو «قبل» و «بعد» والمنادی المفرد نحو : «یا زید ، ویا رجل» واسم لا التی لنفی الجنس ، نحو «لا رجل» وشذّ وصلها بما حرکته البنائیة غیر لازمة کقولهم فی «من عل» : «من عله» (1) واستحسن إلحاقها بما حرکته دائمة لازمة.

إعطاء الوصل حکم الوقف

وربّما أعطی لفظ الوصل ما

للوقف نثرا ، وفشا منتظما (2)

قد یعطی الوصل حکم الوقف ، وذلک کثیر فی النظم ، قلیل فی النثر ، ومنه فی النثر قوله تعالی : (لَمْ یَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ)(3) ومن النظم قوله :

ص: 163


1- هذا من قول الشاعر : یا ربّ یوم لی لا أظلله أرمض من تحت وأضحی من عله
2- ربما : رب : حرف تقلیل وجرّ شبیه بالزائد ، ما : زائدة کافة لرب عن العمل. نثرا : حال من لفظ النثر. بتأویله ب «منتثرا أو منثورا» وفشا : الواو عاطفة. فشا. فعل ماض مبنی علی فتح مقدر علی الألف ، وفاعله ضمیر مستتر مصدر مأخوذ من «أعطی لفظ الوصل ما للوقف» وتقدیره وفشا إعطاء الوصل ما للوقف منتظما. منتظما : حال من ضمیر فشا منصوب.
3- من الآیة 259 من سورة البقرة منها «أَوْ کَالَّذِی مَرَّ عَلی قَرْیَةٍ وَهِیَ خاوِیَةٌ عَلی عُرُوشِها قالَ أَنَّی یُحْیِی هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ کَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ یَوْماً أَوْ بَعْضَ یَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلی طَعامِکَ وَشَرابِکَ لَمْ یَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلی حِمارِکَ ...». والاستشهاد بقوله تعالی : «یتسنّه» مبنی علی اعتبار الفعل مشتقا من «السنة» واحدة السنین وأن لامها واو ، فیکون أصل الفعل «یتسنّو» قلبت الواو ألفا وحذفت للجازم فلحقته الهاء وقفا وأجری الوصل مجراه. أما علی قول الحجازیین : إن لام السنة هاء فإن «یتسنّه» مجزوم بسکون الهاء ولا شاهد فیه لأن الهاء لام الکلمة ولیست زائدة.

146- *مثل الحریق وافق القصبّا* (1)

فضعّف الباء ، وهی موصولة بحرف الإطلاق وهو الألف.

ص: 164


1- قائله : رؤبة بن العجاج ، الحریق : النار أو لهبها ، القصب : کل نبات یکون ساقه أنابیب وکعوبا. والشاهد : شطر بیت من الرجز وقبله «وقد خشیت أن أری جدبا». المعنی : إنی أخاف أن أبصر الجدب یعم الأرض وینتشر فیها کانتشار النار إذا صادفت القصب. الإعراب : مثل : خبر لمبتدأ محذوف یدل علیه الکلام السابق تقدیره «هو» مرفوع بالضمة وهو مضاف. الحریق : مضاف إلیه مجرور بالکسرة. وافق : فعل ماض مبنی علی الفتح وفاعله ضمیر مستتر فیه جوازا تقدیره «هو» یعود إلی الحریق. القصبا مفعول به منصوب بالفتحة. وجملة «وافق القصبا» فی محل نصب حال من الحریق. الشاهد : فی قوله : «القصبّا» حیث ضعّف الباء مع وصلها بألف الإطلاق والتضعیف لا یکون إلا فی الوقف فیکون قد أعطی الوصل حکم الوقف وهو کثیر فی النظم.

أسئلة ومناقشات

1 - اشرح مع التمثیل کیفیّة الوقف علی الاسم المفتوح الآخر والمضموم والمکسور مع التمثیل.

2 - کیف تقف علی هاء الضمیر؟ وتاء التأنیث؟ وضّح بالمثال.

3 - کیف تقف علی الاسم المنقوص منونا وغیر منون. مثل لما تقول.

4 - اذکر کیفیة الوقف علی آخر الاسم المقصور؟ ومثل لما تقول.

5 - ما معنی الوقف بالنقل؟ وما شروطه؟ مثل لذلک.

6 - ما شروط الوقف بالتضعیف. وضح الفرق بین الروم والإشمام مع التمثیل.

7 - اشرح المواضع التی یطرد فیها الوقف بهاء السکت. ومتی تجب؟ وضح بالأمثلة.

8 - اشرح قول ابن مالک :

ونقل فتح من سوی المهموز لا

یراه بصری وکوف نقلا

واذکر ما ینطوی علیه من قاعدة .. وما فیه من خلاف مع التمثیل.

ص: 165

تمرینات

1 - بم یستشهد بالآتی فی باب الوقف؟

قال تعالی : «قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً (1) - ما أَغْنی (2) عَنِّی مالِیَهْ هَلَکَ عَنِّی سُلْطانِیَهْ - وَلِکُلِّ قَوْمٍ هادٍ (3) - وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ (4) مِنْ والٍ».

وقال الشاعر :

والله أنجانی بکفی مسلمت

من بعد ما وبعد ما وبعدمت

کانت نفوس القوم عند الغلصمت

وکادت الحرّة أن تدعی أمت

عجبت والدهر کثیرا عجبه

من عنزیّ سبّنی لم أضربه

تجاوزت هندا رغبة عن قتاله

إلی ملک أعشو إلی ضوء ناره

2 - أعرب ما تحته خط وبین حکم الوقف وسببه فی آخر الأبیات الآتیة وهی لعبد الله بن قیس الرقیّات :

بکر العواذل فی الصّبا

ح یلمننی وألومهنه

ویقلن شیب قد علا

ک - وقد کبرت فقلت إنّه

ص: 166


1- آیة 24 سورة الشوری.
2- آیتا 28 ، 29 سورة الحاقة.
3- آیة 7 سورة الرعد.
4- آیة 11 سورة الرعد.

لا بد من شیب فدع

ن ولا تطلنّ ملامکنّه

3 - قف علی الکلمات الآتیة :

(هندات - حمزة - لم یق - فاطمة - رقیه - بنت).

4 - بیّن طریقة الوقف علی ما تحته خط مما یأتی معللا ذلک :

(أ) إذا منحک الله أذنا صاغیة ، وقلبا واعیا ، ولسانا ذاکرا فأنت من المخلصین.

(ب) الواجب أدیته - وفرحت بأدائه - والرذیلة اجتنبتها - وسعدت بترکها.

5 - کیف تقف علی الأسماء الأخیرة فی العبارات الآتیة : -

(أ) ما أفسد القلب القاسی!

(ب) تدور الدوائر علی الباغی.

(ج) أمعن القوم فی السّری.

(د) إنّ القوان لا تعلّم الخمرة.

(ه) تسمع بالمعیدی خیر من أن تراه.

(و) ربّ أخ لک لم تلده أمک.

6 - مثل (لما) الاستفهامیة المجرورة وقد لحقت بها هاء السکت عند الوقف فی ثلاثة أمثلة تامة من عندک.

7 - قال المتنبی :

إن هذا الشعر فی الناس ملک

سار فهو الأرض والدنیا فلک

عدل الرحمن فیه بیننا

فقضی باللفظ لی والدّرّ لک

اشرح البیتین .. وبیّن کیف تقف علی الکلمتین الأخیرتین من البیتین؟

ثم أعرب ما تحته خط ..

ص: 167

الإمالة

إمالة الألف المتطرفة

(1)الألف المبدل من «یا» فی طرف

أمل ، کذا الواقع منه الیا خلف (2)

دون مزید ، أو شذوذ ، ولما

تلیه ها التأنیث ما الهاعد ما

الإمالة : عبارة عن أن ینحی بالفتحة نحو الکسرة ، وبالألف نحو الیاء.

وتمال الألف إذا کانت طرفا : بدلا من یاء ، أو صائرة إلی الیاء ، دون زیادة أو شذوذ ، فالأول کألف «رمی ومرمی» (3) والثانی کألف

ص: 168


1- الغرض الأصلی منها تناسب الأصوات وتقاربها لأن النطق بالیاء والکسرة مستعل منحدر ، وبالفتحة والألف متصعّد مستعل وبالإمالة تصیر من نمط واحد فی التسفّل والانحدار. وحکمها الجواز فکل ممال یجوز ترک إمالته ، وأصحابها تمیم ومن جاورهم وأما الحجازیون فلا یمیلون إلا فی مواضع قلیلة ، وأسبابها ترجع إلی الیاء والکسرة الظاهرین أو المقدّرین.
2- الألف : مفعول به مقدم للفعل «أمل» فی طرف : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الألف. کذا : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. الواقع مبتدأ مؤخر مرفوع. منه : جار ومجرور متعلق بخلف. الیاء : فاعل لاسم الفاعل «الواقع» قصر للضرورة مرفوع بالضمة. خلف : حال من الیاء منصوب ، وقف علیه بالسکون.
3- ألف «رمی ومرمی» بدل من یاء لأنهما من «الرّمی» تحرکت فیهما الیاء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا.

«ملهی» (1) فإنها تصیر یاء فی التثنیة نحو «ملهیان».

واحترز بقوله : «دون مزید أو شذوذ» مما یصیر یاء بسبب زیادة یاء التصغیر ، نحو «قفیّ» (2) أو فی لغة شاذّة کقول هذیل فی «قفا» إذا أضیف إلی یاء المتکلم «قفیّ».

وأشار بقوله : «ولما تلیه ها التأنیث ما الها عدما» إلی أن الألف التی وجد فیها سبب الإمالة تمال ، وإن ولیها هاء التأنیث کفتاة (3).

إمالة الألف

الواقعة بدلا من عین الفعل

وهکذا بدل عین الفعل إن

یؤل إلی «فلت» کماضی «خف ودن» (4)

أی : کما تمال المتطرفة کما سبق ، تمال الألف الواقعة بدلا من عین فعل یصیر عند إسناده إلی تاء الضمیر علی وزن «فلت» بکسر الفاء : سواء کانت العین ووا کخاف أو یاء کباع ودان ، فیجوز إمالتها کقولک «خفت ، ودنت ، وبعت» ، فإن کان الفعل یصیر عند إسناده إلی التاء علی وزن «فلت» - بضمّ الفاء - امتنعت الإمالة ، نحو قال ، وجال ، فلا تملها کقولک : «قلت ، وجلت».

ص: 169


1- ألف «ملهی» بدل من واو لأنه من «اللهو».
2- أصله «قفیو» اجتمعت الیاء والواو والأول منهما ساکن فقلبت الواو یاء وأدغمت فی الیاء.
3- الألف فیها بدل من یاء لأن جمع فتی فتیان وفتیه ، والفعل منه فتی.
4- هکذا : الهاء للتنبیه. کذا : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. بدل : مبتدأ مؤخر ، أی «الألف المبدلة من عین الفعل ... مثل الألف المبدلة من یاء فی طرف».

إمالة الألف الواقعة بعد الیاء

کذاک تالی الیاء ، والفصل اغتفر

بحرف أو مع ها ک «جیبها أدر» (1)

کذاک تمال الألف الواقعة بعد الیاء (2) : متصلة بها نحو «بیان» أو منفصلة بحرف نحو «یسار» أو بحرفین أحدهما هاء نحو «أدرجیبها» فإن لم یکن أحدهما هاء امتنعت الإمالة لبعد الألف عن الیاء ، نحو «بیننا» والله أعلم.

کذاک ما یلیه کسر ، أو یلی

تالی کسر أو سکون قد ولی (3)

کسرا ، وفصل الها کلا فصل یعدّ

ف «درهماک» من یمله لم یصدّ

أی : کذلک تمال الألف إذا ولیتها کسرة ، نحو «عالم» أو وقعت بعد حرف یلی کسرة (4) نحو «کتاب» أو بعد حرفین ولیا کسرة أوّلهما ساکن ، نحو «شملال» (5) أو کلاهما متحرک ولکن أحدهما

ص: 170


1- کذاک : کذا جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، الکاف حرف خطاب. تالی : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة علی الیاء وهو مضاف للیاء. والمعنی «الألف التالیة یاء تمال کإمالة الألف السابقة ...».
2- وکذلک تمال الألف الواقعة قبل الیاء متصلة بها نحو «بایعته» أو مفصولة بحرف فقط نحو «شاهین».
3- أی : الألف التی یلیها کسر أو تلی هی حرفا تلا کسرا کالسابق فی جواز الإمالة والضمیر فی «یلیه» و «یلی» راجع لما الموصولة وأما ضمیر «ولی» فی آخر البیت فیعود للسکون وجملة «قد ولی» فی محل جر صفة «سکون».
4- لا یمکن أن تلی الألف نفسها کسرة لأنها تطلب فتح ما قبلها أبدا.
5- شملال : الناقة الخفیفة.

إمالة الألف الواقعة قبل کسرة أو بعد کسرة

هاء ، نحو «یرید أن یضربها» ، وکذلک یمال ما فصل فیه الهاء بین الحرفین اللذین وقعا بعد الکسرة أولهما ساکن نحو «هذان درهماک» والله أعلم.

موانع الإمالة :

وحرف الاستعلا یکفّ مظهرا

من کسر أو یا ، وکذا تکفّ را (1)

إن کان ما یکفّ بعد متّصل

أو بعد حرف أو بحرفین فصل (2)

کذا إذا قدّم ما لم ینکسر

أو یسکن اثر الکسر کالمطواع مر

حروف الاستعلاء سبعة ، وهی ، الخاء ، والصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء ، والغین ، والقاف ، وکل واحد منها یمنع الإمالة إذا کان سببها کسرة ظاهرة ، أو یاء موجودة ، ووقع بعد الألف متصلا بها ک «ساخط وحاصل» أو مفصولا بحرف ک «نافخ وناعق» أو حرفین ک «مناشیط ومواثیق».

ص: 171


1- فی قوله : «یکف مظهرا من کسر أو یا» حذف مضاف وموصوف والتقدیر «حرف الاستعلاء یکف تأثیر سبب مظهر من أسباب الإمالة مثل الکسر والیاء» حرف : مبتدأ مرفوع وهو مضاف للاستعلاء. یکف : مضارع مرفوع فاعله ضمیر حرف الاستعلاء. وجملة «یکف» فی محل رفع خبر المبتدأ. مظهرا : مفعول به منصوب. من کسر : جار ومجرور بیان لمظهرا ، أو یا : أو عاطفة یا معطوف علی کسر وکذا : الواو عاطفة. کذا : جار ومجرور متعلق بتکف. تکف : مضارع مرفوع بالضمة. را : فاعل تکف مرفوع - قصر للضرورة.
2- ما : اسم موصول فی محل رفع اسم کان. یکف مضارع مرفوع وفاعله ضمیر مستتر یعود إلی الموصول تقدیره هو والجملة صلة الموصول. بعد : ظرف مکان مبنی علی الضم فی محل نصب متعلق بمحذوف حال من اسم الموصول. متصل : خبر کان منصوب وسکن للوقف فی لغة ربیعة - لأن حقه «متصلا» فی لغة الجمهور تقدیر الشطر «إن کان الذی یکف الإمالة متصلا بالألف بعدها».

وحکم حرف الاستعلاء فی منع الإمالة یعطی للراء (1) التی هی غیر مکسورة - وهی المضمومة ، نحو «هذا عذار» والمفتوحة ، نحو «هذان عذاران» بخلاف المکسورة علی ما سیأتی ، إن شاء الله تعالی.

وأشار بقوله : «کذا إذا قدّم - البیت» إلی أن حرف الاستعلاء المتقدّم یکف سبب الإمالة ما لم یکن مکسورا أو ساکنا إثر کسرة ؛ فلا یمال نحو «صالح ، وظالم. وقاتل» (2) ویمال نحو : «طلاب وغلاب ، وإصلاح» (3).

مانعة الموانع

وکف مستعل ورا ینکفّ

بکسر را کغارما لا أجفو (4)

یعنی أنه إذا اجتمع حرف الاستعلاء ، أو الراء التی لیست مکسورة ،

ص: 172


1- لأن الراء حرف تکریر فأشبهت الحروف المستعلیة فی استعلاء النطق بها إلی الحنک فمنعت إمالة الألف للمناسبة.
2- امتنعت إمالة الألف فیها لتقدم حرف الاستعلاء فی کل منها وهو غیر مکسور ولا ساکن بعد کسر ، بل هو مفتوح فی الجمیع فسبب الإمالة فیها وهو الکسرة بعد الألف قد امتنع بحرف الاستعلاء.
3- تمال هذه الکلمات مع وجود حروف الاستعلاء لأن حرف الاستعلاء جاء مکسورا فی طلاب وغلاب وساکنا بعد کسر فی إصلاح.
4- کف : مبتدأ مرفوع وهو مضاف. مستعمل : مضاف إلیه مجرور بکسرة مقدرة علی الیاء المحذوفة. ورا : الواو عاطفة. را : قصر للضرورة معطوف علی مستعل ومجرور مثله. ینکف : مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمیر مستتر فیه جوازا تقدیره هو یعود إلی «کفّ» والجملة خبر المبتدأ «کفّ» بکسر : جار ومجرور متعلق بینکف وهو مضاف. را : مضاف إلیه قصر للضرورة. معنی البیت : أن موانع الإمالة وهی حروف الاستعلاء والراء غیر المکسورة تمنع ویبطل عملها بالراء المکسورة ، فالراء المکسورة هی مانعة الموانع. فألف «غارم» تمال رغم وجود حرف الاستعلاء قبلها بسبب وقوع الراء المکسورة بعدها ، فقد أبطلت عمل حرف الاستعلاء ورجعت الإمالة.

مع المکسورة غلبتها المکسورة وأمیلت الألف لأجلها فیمال نحو (وَعَلی أَبْصارِهِمْ)(1)(دارُ الْقَرارِ)(2). وفهم منه جواز إمالة نحو «حمارک» (3) لأنه إذا کانت الألف تمال لأجل الراء المکسورة مع وجود المقتضی لترک الإمالة - وهو حرف الاستعلاء ، أو الراء التی لیست مکسورة - فإمالتها مع عدم المقتضی لترکها أولی وأحری.

ولا تمل لسبب لم یتّصل

والکفّ قد یوجبه ما ینفصل

إذا انفصل سبب الإمالة لم یؤثّر ، بخلاف سبب المنع ، فإنه قد یؤثّر منفصلا ، فلا یمال «أتی قاسم» (4) بخلاف «أتی أحمد».

الإمالة لأجل التناسب

وقد أمالوا لتناسب بلا

داع سواه کعمادا ، وتلا

قد تمال الألف الخالیة من سبب الإمالة ، لمناسبة ألف قبلها (5) ،

ص: 173


1- من الآیة 7 من سورة البقرة : «خَتَمَ اللهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَعَلی سَمْعِهِمْ وَعَلی أَبْصارِهِمْ».
2- من الآیة 39 من سورة المؤمن أو غافر : «یا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَیاةُ الدُّنْیا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِیَ دارُ الْقَرارِ».
3- من الآیة 259 من سورة البقرة ، «وَانْظُرْ إِلی حِمارِکَ».
4- اعترض ابن هشام علی هذا المثال لأن سبب الإمالة فیه خفی وهو انقلاب ألف أتی عن الیاء فلا یؤثر فیه المانع ولو مع اتصاله والمثال الجیّد «کتاب قاسم» تمتنع إمالة الألف بسبب الکسرة قبلها لوقوع حرف الاستعلاء وهو القاف بعدها مع انفصاله.
5- الأولی أن یقول : «لمجاورة ألف ممالة» لتشمل المتقدمة فی «عمادا» والمتأخرة فی «یتامی» فإن ألفه الأولی أمیلت لمناسبة الثانیة الراجعة إلی الیاء فی التثنیة ، ولأن ألف «تلا» من قوله تعالی : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها* وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها* وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها* وَاللَّیْلِ إِذا یَغْشاها) - ألف «تلا» هذه لم تمل إلا لمناسبة ما بعدها وهو «جلاها ویغشاها» لانقلابهما عن الیاء لا لما قبلهما وهو «ضحاها» لأن أصل الألف فیه واو.

مشتملة علی سبب الإمالة ، کإمالة الألف الثانیة من نحو «عمادا» لمناسبة الألف الممالة قبلها ، وکإمالة ألف «تلا» (1) کذلک.

ولا تمل ما لم ینل تمکّنا

دون سماع غیر «ها» وغیر «نا»

الإمالة من خواصّ الأسماء المتمکنة ، فلا یمال غیر المتکمن إلا سماعا ، إلا «ها» (2) و «نا» فإنهما یمالان قیاسا مطردا ، نحو «یرید أن یضربها» و «مرّ بنا».

إمالة الفتحة

والفتح قبل کسر راء فی طرف

أمل ک «للایسر مل تکف الکلف» (3)

کذا الذی تلیه «ها» التأنیث فی

وقف إذا ما کان غیر ألف (4)

ص: 174


1- من الآیة 2 من سورة الشمس مع ما قبلها وما بعدها ، والآیات مذکورة : فی حاشیة الصفحة السابقة.
2- «ها» المقصودة هی ضمیر الغائبة لا التی للتنبیه.
3- الفتح : مفعول به مقدم للفعل «أمل» منصوب. قبل : ظرف مکان منصوب متعلق بمحذوف حال من الفتح وهو مضاف. کسر مضاف إلیه مجرور وهو مضاف راء : مضاف إلیه مجرور. فی طرف : جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة ل «راء» أمل : فعل أمر مبنی علی السکون فاعله ضمیر المخاطب مستتر وجوبا ، تقدیره أنت.
4- کذا : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. الذی : اسم موصول فی محل رفع مبتدأ مؤخر - والذی عائد علی الفتح المذکور فی البیت السابق - تلیه : مضارع مرفوع بضمة مقدرة علی الیاء. والهاء مفعوله : ها : فاعل تلی مرفوع بالضمة وقصر للضرورة وهو مضاف للتأنیث. فی وقف : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من «الذی» تقدیر کلامه : «الفتح الدی تلیه هاء التأنیث یمال فی الوقف کإمالة الفتح قبل الراء المکسورة فی طرف».

أی : تمال الفتحة قبل الراء المکسورة : وصلا ، ووقفا ، نحو «بشرر» و «للأیسر مل».

وکذلک یمال ما ولیه هاء التأنیث (1) من نحو «قیّمه» (2) و «نعمه» (3).

ص: 175


1- أی الفتح الذی ولیه هاء التأنیث ، وإمالته مقیدة وخاصة بالوقف. أما ما قبله وهو الفتح قبل الراء المکسورة فإمالته عامة فی الوصل والوقف.
2- الآیة 3 من سورة البینة وهی «فِیها کُتُبٌ قَیِّمَةٌ».
3- من الآیة 8 من سورة الحجرات : «فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِیمٌ حَکِیمٌ».

أسئلة ومناقشات

1 - عرّف الإمالة ... ووضح الغرض منها وحکمها وفیم تکون؟

2 - بیّن شروط إمالة الألف المتطرفة مع التمثیل.

3 - اذکر إمالة الألف بسبب الیاء - وبسبب الکسرة مع الأمثلة.

4 - متی تمال الفتحة؟ وما شرط إمالتها قبل الراء. مثل لما تقول.

5 - وضّح منع الإمالة الحاصل من حروف الاستعلاء. مع التمثیل.

6 - اذکر ثلاثة من أسباب الإمالة ... واذکر ثلاثة من موانعها ، ومثل لما تقول.

7 - اشرح قول ابن مالک :

ولا تمل لسبب لم یتصل

والکف قد یوجبه ما ینفصل

مع التمثیل لما تذکر ...

ص: 176

تمرینات

1 - بیّن ما تجوز إمالته وما لا تجوز مع ذکر السبب والمانع فیما یأتی :

قال تعالی : «إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَیْنا (1) - یَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَیُرْبِی (2) الصَّدَقاتِ - قُلْ إِنَّ الْهُدی هُدَی (3) اللهِ» - إن من البیان لسحرا - أنعم بجوار الصالحین - وبمن ینأون عن الإضرار بالناس ویأخذونهم بالأیسر فی کل شیء - بارک الله فیمن باع واشتری برفق وابتعد عن الضرر ونأی عن المساومة ما استطاع إلی ذلک سبیلا.

2 - ما حکم إمالة نحو : «باع - دان - خاف - قال - جال»؟ ولماذا؟.

3 - هل تمال ألف نحو (بان - یسار - أدرجیبها - بیننا) ولماذا؟

4 - ما حکم إمالة ألف (عالم - مصطفی - کتاب - شملال - هذان درهماک) ولماذا؟

5 - لماذا لا یمال نحو : (ساخط - حاصل - نافخ - ناعق - مواثیق)؟

ونحو : (هذا عذار ، وهذان عذاران ، صالح ، ظالم ، قاتل)؟

6 - لماذا یمال نحو : (طلاب - غلاب - إصلاح)؟

ص: 177


1- آیة 70 سورة البقرة.
2- آیة 376 سورة البقرة.
3- آیة 73 سورة آل عمران.

7 - قال البارودی : -

علیّ طلاب العزّ من مستقره

ولا ذنب لی إن حاربتنی المقادو

اشرح البیت السابق وبین حکم إمالة (طلاب - مقادر - مقادیر)؟

والله أعلم.

* * *

ص: 178

الإبدال والإعلال

حروف الابدال

أحرف الابدال «هدأت موطیا»

فأبدل الهمزة من واو ویا

آخرا اثر ألف زید ، وفی

فاعل ما أعلّ عینا ذا اقتفی

* * *

هذا الباب عقده المصنف لبیان الحروف التی تبدل من غیرها إبدالا شائعا وهی تسعة أحرف جمعها المصنف رحمه الله تعالی فی قوله «هدأت موطیا» ، ومعنی «هدأت» سکنت ، و «موطیا» اسم فاعل من «أوطأت الرّحل» إذا جعلته وطیئا ، لکنه خفّف همزته بإبدالها یاء لانفتاحها وکسر ما قبلها.

وأما غیر هذه الحروف فإبدالها من غیرها شاذ ، أو قلیل ، فلم یتعرض المصنف له ، وذلک کقولهم فی اضطجع : «الطجع» وفی أصیلان : «أصیلال» (1).

ص: 179


1- وقولهم فی «أبو علیّ» «أبو علجّ» «وفی «العشی» «العشج» وتسمی هذه اللغة عجعجة قضاعة.

قلب الواو والیاء همزة

1 - فتبدل الهمزة من کل واو أو یاء ، تطرفتا ، ووقعتا بعد ألف زائدة ، نحو «دعاء ، وبناء» والأصل دعاو وبنای ، فإن کانت الألف التی قبل الیاء أو الواو غیر زائدة لم تبدل ، نحو «آیة ورایة» (1) وکذلک إن لم تتطرف الیاء أو الواو ک «تباین ، وتعاون» (2).

2 - وأشار بقوله : «وفی فاعل ما أعلّ عینا ذا اقتفی» إلی أن الهمزة تبدل من الیاء والواو قیاسا متبعا إذا وقعت کل منهما عین اسم فاعل وأعلّت فی فعله ، نحو «قائل ، وبائع» وأصلهما قاول وبایع ، ولکن أعلّوا حملا علی الفعل ، فکما قالوا : قال ، وباع «فقلبوا العین ألفا قالوا : «قائل ، وبائع» فقلبوا عین اسم الفاعل همزة ، فإن لم تعلّ العین فی الفعل صحت فی اسم الفاعل ، نحو «عور فهو عاور» ، و «عین فهو عاین» (3).

والمدّ زید ثالثا فی الواحد

همزا یری فی مثل کالقلائد

* * *

3 - تبدل الهمزة - أیضا - مما ولی ألف الجمع الذی علی مثال مفاعل إن کان مدّة مزیدة فی الواحد ، نحو «قلادة وقلائد ، وصحیفة وصحائف ، وعجوز وعجائز» (4) ، فلو کان غیر مدّة لم تبدل ،

ص: 180


1- أصل «آیة ورایة» عند الخلیل «أییة ورییة» قلبت الیاء الأولی ألفا علی غیر قیاس ،
2- وکذلک إن تطرفت الواو والیاء ولم یسبقها ألف مثل «دلو» ، وظی».
3- لأن عین الفعل لما صحت فی «عین ، وعور» خوف الإلباس بعان ، وعار صحت فی اسم الفاعل تبعا للفعل.
4- أصلها «قلااد» و «صحایف» و «عجاوز» وقعت الألف والیاء والواو زائدة فی مفرد مؤنث بعد ألف مفاعل فقلبت إلی همزة فأصبحت قلائد وصحائف وعجائز.

نحو «قسورة وقساور» (1) ، وهکذا إن کان مدّة غیر زائدة نحو «مفازة ومفاوز ، ومعیشة ومعایش» ، ، إلا فیما سمع فیحفظ ولا یقاس علیه ، نحو «مصیبة ومصائب» (2).

کذاک ثانی لیّنین اکتنفا

مدّ مفاعل کجمع نیّفا

* * *

4 - أی : کذلک تبدل الهمزة من ثانی حرفین لیّنین توسط بینهما مدّة مفاعل ، کما لو سمیت رجلا ب «نیّف» ثم کسّرته فإنک تقول : «نیائف» بإبدال الیاء الواقعة بعد ألف الجمع همزة - ومثله أوّل وأوائل (3) ، فلو توسّط بینهما مدّة مفاعیل امتنع قلب الثانی منهما همزة ، ک «طواویس» ؛ ولهذا قیّد المصنف - رحمه الله تعالی - ذلک بمدّة مفاعل (4).

ص: 181


1- القسورة : الأسد.
2- أصل مصیبة «مصوبة» بکسر الواو نقلت حرکة الواو إلی الحرف الصحیح الساکن قبلها وهو الصاد ثم قلبت الواو یاء لسکونها إثر کسرة فحق المدفی ذلک تصحیحه فی الجمع فیقال مصاوب کما صح فی مفاوز ولکنّ قلب الواو همزة شاذ فقیل مصائب.
3- أصل أوائل «أواول» أبدلت الواو الثانیة همزة وأصله الأصیل «وواول» أبدلت الواو الأولی همزة لأنها تصدرت قبل واو متحرکة فأصبحت «أواول» ثم أبدلت الثانیة همزة فأصبحت «أوائل».
4- ومثل نیف وأول ، «سیّد» فجمعه «سیائد» أصله «سیاود» فوقعت الیاء والواو وبینهما ألف مفاعل فقلبت الواو همزة فأصبحت «سیائد». فحرفا اللین قد یکونان متفقین : سواء أکانا یاءین أم واوین ، وقد یکونان مختلفین أی أحدهما واو والآخر یاء ، مثل سیّد.

وافتح وردّ الهمز یا فیما أعلّ

لاما وفی مثل هراوة جعل

واوا وهمزا اوّل الواوین ردّ

فی بدء غیر شبه ووفی الأشد

* * *

قلب الهمزة یاء

قد سبق أنه یجب إبدال المدّة الزائدة فی الواحد همزة إذا وقعت بعد ألف الجمع نحو «صحیفة وصحائف» ، ، وأنه إذا توسط ألف مفاعل بین حرفین لیّنین قلب الثانی منهما همزة ، نحو «نیّف ونیائف».

وذکر هنا أنه إذا اعتلّ لام أحد هذین النوعین فإنه یخفف بإبدال کسرة الهمزة فتحة ثم إبدالها یاء.

فمثال الأول : قضیّة وقضایا (1) - وأصله قضائی ، بإبدال مدّة الواحد همزة ، کما فعل فی صحیفة وصحائف ، فأبدلوا کسرة الهمزة فتحة ، فحینئذ : تحرکت الیاء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصارت قضاءا ، فأبدلت الهمزة یاء ، فصار «قضایا».

ص: 182


1- قضایا أصلها قضایی بیاءین. 1 - ثم أبدلت الیاء الأولی همزة فأصبحت «قضائی». کما فعل بصحائف. 2 - ثم قلبت کسرة الهمزة فتحة للتخفیف فأصبحت «قضاءی». 3 - ثم قلبت الیاء ألفا لتحرکها وانفتاح ما قبلها فصارت «قضاءا». 4 - ثم قلبت الهمزة یاء لاجتماع شبه ثلاث ألفات فصارت «قضایا». الهمزة تشبه الألف فاجتمع شبه ثلاث ألفات وذلک مستکره فأبدلت الهمزة یاء فصارت «قضایا».

ومثال الثانی : زاویة وزوایا (1) - وأصله ؛ زوائی ، بإبدال الواو الواقعة بعد ألف الجمع همزة کنیّف ونیائف ، فقلبوا کسرة الهمزة فتحة ، فحینئذ قلبت الیاء ألفا لتحرکها وانفتاح ما قبلها فصارت زواءا ، ثم قلبوا الهمزة یاء ، فصار زوایا.

قلب الهمزة واوا

وأشار بقوله : «وفی مثل هراوة جعل واوا» إلی أنه إنما تبدل الهمزة یاء إذا لم تکن اللام واوا سلمت فی المفرد کما مثل ، فإن کانت اللام واوا سلمت فی المفرد لم تقلب الهمزة یاء ، بل تقلب واوا ؛ لیشاکل الجمع واحده ، وذلک حیث وقعت الواو رابعة بعد ألف ، وذلک نحو قولهم : «هراوة وهراوی» (2) وأصلها هرائو کصحائف ، فقلبت کسرة الهمزة فتحة ، وقلبت الواو ألفا لتحرکها وانفتاح ما قبلها ، فصار هراءا ، ثم قلبوا الهمزة واوا ، فصار «هراوی».

ص: 183


1- زوایا أصلها زواوی. 1 - ثم أبدلت الواو التی بعد الألف همزة فأصبحت «زوائی» کما فعل بأوائل. 2 - ثم قلبت الکسرة فتحة للتخفیف فأصبحت «زواءی». 3 - ثم قلبت الیاء ألفا لتحرکها وانفتاح ما قبلها فصارت «زواءا». 4 - ثم قلبت الهمزة یاء لاجتماع شبه ثلاث ألفات فصارت «زوایا».
2- هراوی أصلها هرا او بألفین الألف الأولی ألف الجمع مفاعل والألف الثانیة ألف المفرد هراوة. 1 - ثم قلبت ألف المفرد همزة فی الجمع فصارت «هرائو» کما فعل بقلائد. 2 - ثم قلبت الواو یاء لتطرفها إثر کسرة فصارت «هرائی». 3 - ثم قلبت الکسرة فتحة للتخفیف فأصبحت «هراءی». 4 - ثم قلبت الیاء ألفا لتحرکها وانفتاح ما قبلها فأصبحت «هراءا». 5 - ثم قلبت الهمزة واوا لیتشاکل الجمع بالمفرد فأصبحت «هراوی».

قلب الواو همزة

وأشار بقوله : «وهمزا اوّل الواوین ردّ» إلی أنه یجب ردّ أول الواوین (1) المصدّرتین همزة ما لم تکن بدلا من ألف فاعل ، نحو «أواصل» فی جمع واصلة ، والأصل «وواصل» بواوین : الأولی فاء الکلمة ، والثانیة بدل من ألف فاعلة.

فإن کانت الثانیة بدلا من ألف فاعل لم یجب (2) الإبدال ، نحو «ووفی ، ووری» أصله وافی ، وواری ، فلما بنی للمفعول احتیج إلی ضمّ ما قبل الألف فأبدلت الألف واوا.

الهمزتان کلمة واحدة

ومدّا ابدل ثانی الهمزین من

کلمة ان یسکن کآثر وائتمن

إن یفتح اثر ضم او فتح قلب

واوا ویاء إثر کسر ینقلب

ذو الکسر مطلقا کذا وما یضمّ

واوا أصر ما لم یکن لفظا أتمّ

فذاک یاء مطلقا جا ، وأؤمّ

ونحوه وجهین فی ثانیه أمّ

ص: 184


1- تختص الواو بقلبها همزة إذا تصدرت قبل واو متحرکة مطلقا نحو «أواصل وأواق» أصلهما وواصل ، وواق ، أو تصدرت قبل واو ساکنة متأصلة الواویة ، مثل «أولی وأول» أصلهما «وولی» و «ووّل».
2- لم یجب الإبدال بل یجوز أن تقول فی «ووفی ، ووری» «أوفی ، أوری» بخلاف هووی ونوووی ، یجب عدم القلب لأن الواو غیر مصدرة.

إذا اجتمع فی کلمة همزتان وجب التخفیف إن لم یکونا فی موضع العین ، نحو «سأّل ، ورأّس (1)».

1 - ثم إن تحرکت أولاهما وسکنت ثانیتهما وجب إبدال الثانیة مدّة تجانس حرکة الأولی :

فإن کانت حرکتها فتحة أبدلت الثانیة ألفا ، نحو «آثرت».

وإن کانت ضمة أبدلت واوا ، نحو «أوثر».

وإن کانت کسرة أبدلت یاء ، نحو «إیثار».

وهذا هو المراد بقوله : «ومدا ابدل - البیت» (2).

2 - وإن تحرکت ثانیتهما :

(أ) فإن کانت حرکتها فتحة وحرکة ما قبلها فتحة أو ضمة قلبت واوا :

الأول : نحو «أوادم» جمع آدم ، وأصله أآدم.

والثانی : نحو «أویدم» تصغیر آدم.

وهذا هو المراد بقوله : «إن یفتح اثر ضم أو فتح قلب واوا» ، (ب) وإن کانت حرکة ما قبلها کسرة قلبت یاء نحو «إیمّ» - وهو مثال - إصبع من أمّ ، وأصله إئمم فنقلت حرکة المیم الأولی إلی الهمزة التی قبلها ، وأدغمت المیم فی المیم فصار إثمّ ، ثم قلبت الهمزة الثانیة یاء ، فصار إیمّ ،

ص: 185


1- اجتمعت همزتان الأولی ساکنة والثانیة متحرکة فی موضع العین فأدغمت الأولی فی الثانیة. فسأّل صیغة مبالغة من السؤال ، ورأّس : نسبة لبائع الرؤوس.
2- أصلها علی الترتیب «أأثر ، أأثر ، إئثار». اجتمعت همزتان فی أول الکلمة الأولی متحرکة والثانیة ساکنة فقلبت الهمزة الثانیة مدّا من جنس حرکة الهمزة الأولی فأصبحت «آثر ، أوثر ، إیتار».

وهذا هو المراد من قوله : «ویاء اثر کسر ینقلب».

(ج) وأشار بقوله : «ذو الکسر مطلقا کذا» إلی أن الهمزة الثانیة إذا کانت مکسورة تقلب یاء مطلقا - أی : سواء کانت التی قبلها مفتوحة أو مکسورة ، أو مضمومة -.

فالأول : نحو «أینّ - مضارع أنّ - وأصلها أئنّ ، فخففت بإبدال الثانیة من جنس حرکتها فصار أینّ وقد یحقّق ، نحو «أئنّ» - بهمزتین» ولم تعامل بهذه المعاملة فی غیر الفعل إلا فی «أئمّة» (1) فإنها جاءت بالإبدال والتصحیح.

والثانی : نحو «إیمّ» مثال إصبع من أمّ ، وأصله «إئمم» نقلت حرکة المیم الأولی إلی الهمزة الثانیة ، وأدغمت المیم فی المیم فصار «إئمّ» ، فخففت الهمزة الثانیة بإبدالها من جنس حرکتها ، فصار «إیمّ».

والثالث : نحو «أینّ» أصله «أئنّ» والأصل «أؤنن» لأنه مضارع «أأننته» : جعلته یئنّ - فدخله النقل والإدغام ثم خفف بإبدال ثانی همزتیه من جنس حرکتها فصار «أینّ».

(د) وأشار بقوله : «وما یضم واوا أصر» إلی أنه إذا کانت الهمزة الثانیة مضمومة ، قلبت واوا سواء انفتحت الأولی ، أو انکسرت ، أو انضمت ،

فالأول : نحو «أوبّ» - جمع أبّ ، وهو المرعی - أصله «أأبب» : لأنه أفعل ، فنقلت حرکة عینه إلی فائه ، ثم أدغمت فصار «أؤبّ» ، ثم خففت ثانیة الهمزتین بإبدالها من جنس حرکتها ، فصار أوبّ ،

ص: 186


1- أئمّة جمع إمام أصلها أأممة : نقلت کسرة المیم إلی الهمزة الساکنة توصلا للإدغام فاصبحت أئمّة ، وقد تبدل الهمزة المکسورة یاء فتصبح أیمّة. بناء علی أن الهمزة الثانیة المکسورة تقلب یاء مطلقا.

والثانی : نحو «إومّ» مثال إصبع من أمّ (1).

والثالث : نحو «أومّ» مثال أبلم من أمّ (2).

(ه) وأشار بقوله : «ما لم یکن لفظا أتم ، فذاک یاء مطلقا جا» إلی أن الهمزة الثانیة المضمومة إنما تصیر واوا إذا لم تکن طرفا ، فإن کانت طرفا صیّرت یاء مطلقا ، سواء انضمت الأولی ، أو انکسرت أو انفتحت ، أو سکنت.

فتقول فی مثال جعفر من قرأ «قرأأ» ثم تقلب الهمزة یاء فتصیر «قرأیا» ، فتحرکت الیاء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصار «قرأی» وتقول فی مثال زبرج (3) من قرأ «قرئیء» ثم تقلب الهمزة یاء فتصیر «قرئیا» کالمنقوص ، وتقول فی مثال برثن (4) من قرأ «قرؤؤ» ثم تقلب الضمة التی علی الهمزة الأولی کسرة فتصیر «قرئیا» مثل القاضی.

وأشار بقوله : «وأؤمّ ونحوه وجهین من ثانیة أم» إلی أنه إذا انضمت الهمزة الثانیة وانفتح ما قبلها وکانت الهمزة الأولی للمتکلم جاز لک فی الثانیة وجهان : «الإبدال والتحقیق ، وذلک نحو «أومّ» - مضارع أمّ ، فإن شئت أبدلت ، فقلت : «أومّ» ، وإن شئت حققت ، فقلت : «أؤمّ» -

ص: 187


1- إومّ أصلها «إئمم» نقلت حرکة المیم للهمزة الثانیة توصلا للأدغام فأصبحت «إؤمّ» ثم أبدلت الهمزة المضمومة واوا فأصبحت «إومّ».
2- أوم أصلها «أؤمم» نقلت ضمة المیم للهمزة الساکنة توصلا للإدغام فأصبحت «أؤمّ» ثم أبدلت الهمزة الثانیة واوا فأصبحت «أومّ».
3- الزبرج : الذهب. والزینة.
4- البرثن : واحد البراثن وهی من السباع والطیر کالأصابع من الإنسان.

وکذا ما کان نحو «أؤم» فی کون أولی همزتیه للمتکلم ، وکسرت ثانیتهما ، یجوز فی الثانیة منهما : الإبدال ، والتحقیق ، نحو «أینّ» مضارع أنّ ، فإن شئت أبدلت فقلت : «أینّ» ، وإن شئت حققت فقلت «أئنّ».

* * *

ویاء اقلب ألفا کسرا تلا

أو یاء تصغیر بواو ذا افعلا (1)

فی آخر أو قبل تا التأنیث أو

زیادتی فعلان ذا أیضا رأوا

فی مصدر المعتل عینا والفعل

منه صحیح غالبا نحو الحول

* * *

قلب الألف یاء

إذا وقعت الألف بعد کسرة وجب قلبها یاء :

(ا) کقولک فی جمع مصباح ودینار : «مصابیح ، ودنانیر».

(ب) وکذلک إذا وقعت قبلها یاء التصغیر ، کقولک فی غزال : «غزیّل» وفی قذال : «قذیّل».

ص: 188


1- یاء : مفعول به ثان مقدم لا قلب ، اقلب : فعل أمر ، والفاعل ضمیر مستتر وجوبا تقدیره أنت. ألفا : مفعول به أول لا قلب ، کسرا : مفعول به مقدم لتلا : تلا : فعل ماض مبنی علی الفتحة المقدرة علی الألف للتعذر ، والفاعل ضمیر مستتر جوازا تقدیره هو یعود إلی ألفا والجملة فی محل نصب صفة لألفا ، أو یاء ، أو : حرف عطف ، یاء : معطوف علی کسرا منصوب بالفتحة ، یاء مضاف ، تصغیر مضاف إلیه ، بواو : جار ومجرور متعلق بافعلن ، ذا : اسم إشارة مبنی علی السکون فی محل نصب مفعول به لافعلا ، افعلا : فعل أمر مبنی علی الفتح لاتصاله بنون التوکید الخفیفة المنقلبة ألفا للوقف ، والفاعل ضمیر مستتر وجوبا تقدیره أنت.

قلب الواو یاء

وأشار بقوله : «بواو ذا افعلا فی آخر - إلی آخر البیت».

1 - إلی أن الواو تقلب أیضا یاء : إذا تطرفت بعد کسرة ، أو بعد یاء التصغیر ، أو وقعت قبل تاء التأنیث ، أو قبل زیادتی فعلان (1) ، مکسورا ما قبلها.

فالأول : نحو «رضی ، وقوی» أصلهما رضو ؛ لأنهما من الرضوان والقوة ، فقلبت الواو یاء.

والثانی : نحو «جریّ» تصغیر جرو وأصله «جریو ، فاجتمعت الواو والیاء وسبقت إحداهما بالسکون ، فقلبت الواو یاء وأدغمت الیاء فی الیاء.

والثالث : نحو «شجیة» وهی اسم فاعل للمؤنث ، وکذا شجیّة مصغرا وأصله شجیوة - من الشجو.

والرابع : نحو «غزیان» وهو مثال ظربان (2) من الغزو.

أشار بقوله : «ذا أیضا رأوا فی مصدر المعتل عینا».

2 - إلی أن الواو تقلب بعد الکسرة یاء فی مصدر کل فعل اعتلت عینه (3)

ص: 189


1- إن کلا من تاء التأنیث والألف والنون الزائدتین کلمة تامة ، فالواقع قبلهما آخر تقدیرا لأنهما فی نیة الانفصال ، ولیس المراد بفعلان خصوص هذه الهیئة فإن الواو لا تقلب یاء فی فعلان ساکن العین کقولک «غزوان» بل فی مکسور العین لتقع الواو إثر کسرة نحو «غزیان».
2- یقال فی الشتم یا ظربان ، وتقول فی الثقیلین : هذان الظربان ؛ وهی تثنیة الظرب : للجبیل.
3- ولا بد أن یکون بعد الواو ألف. فلم تعل فی سوار وسواک لانتفاء المصدریة ولم تعل فی حال حولا وعاد المریض عودا لعدم وجود الألف. ولم تعل فی راح رواحا وعور عورا لعدم الکسر قبل الواو. وشذ التصحیح مع وجود الشروط فی نارت الظبیة نوارا : نفرت ، وشار الدابة شوارا : راضها.

نحو «صام صیاما ، وقام قیاما» والأصل : صوام قوام ، فأعلت الواو فی المصدر حملا له علی فعله.

فلو صحت الواو فی الفعل لم تعل فی المصدر ، نحو «لاوذ لواذا ، وجاور جوارا» وکذلک تصح إذا لم یکن بعدها ألف وإن اعتلت فی الفعل ، نحو «حال حولا».

وجمع ذی عین أعلّ أو سکن

فاحکم بذا الإعلال فیه حیث عنّ

3 - أی : متی وقعت الواو عین جمع ، وأعلّت فی واحده أو سکنت وجب قلبها یاء إن انکسر ما قبلها ووقع بعدها ألف ، نحو «دیار ، وثیاب» أصلهما دوار وثواب فقلبت الواو یاء فی الجمع لانکسار ما قبلها ومجیء الألف بعدها ، مع کونها فی الواحد إما معتلة کدار ، أو شبیهة بالمعتل فی کونها حرف لین ساکنا کثوب (1).

* * *

وصحّحوا فعلة ، وفی فعل

وجهان ، والإعلال أولی کالحیل

* * *

إذا وقعت الواو عین جمع مکسورا ما قبلها واعتلت فی واحده أو سکنت ، ولم یقع بعدها ألف ، وکان علی فعلة وجب تصحیحها ، نحو «عود وعودة ، وکوز وکوزة» ، وشذ ثور وثیرة.

ص: 190


1- فإن فقدت الألف صحت الواو مثل «کوز ، کوزة» و «ثور ثورة» وشذ ثیرة وکذلک إن تحرکت الواو فی المفرد مثل «طویل ، طوال» وشذ طیال. وتصح الواو أیضا إن أعلت لام المفرد کجمع ریان وجوّ فیقال فیهما رواء وجواء لئلا یتوالی إعلالان فی الجمع قلب العین یاء وقلب اللام همزة فأصلهما روای وجواو.

ومن هنا یعلم أنه إنما تعتل فی الجمع إذا وقع بعدها ألف کما سبق تقریره ؛ لأنه حکم علی فعلة بوجوب التصحیحح ، وعلی فعل بجواز التصحیح والإعلال. فالتصحیح نحو «حاجة وحوج» (1) والإعلال نحو «قامة وقیم ، ودیمة ودیم» والتصحیح فیها قلیل ، والإعلال غالب.

والواو لاما بعد فتح یا انقلب

کالمعطیان یرضیان ووجب

إبدال واو بعد ضم من ألف

ویا کموقن ، بذا لها اعترف (2)

* * *

4 - إذا وقعت الواو طرفا ، رابعة فصاعدا. بعد فتحة ، قلبت یاء ، نحو «أعطیت» أصله «أعطوت» ؛ لأنه من «عطا یعطو» إذا تناول فقلبت الواو فی الماضی یاء حملا علی المضارع نحو «یعطی» کما حمل اسم المفعول نحو «معطیان» علی اسم الفاعل «معطیان» ، وکذلک «یرضیان» أصله «یرضوان» ؛ لأنه من الرضوان ، فقلبت واوه بعد الفتحة یاء ، حملا لبناء المفعول علی بناء الفاعل نحو «یرضیان».

ص: 191


1- القیاس أن یقال «حیج» لإعلالها فی المفرد وجمعها علی حوج شاذ لا قلیل.
2- إبدال : فاعل مرفوع لوجب فی البیت السابق ، إبدال مضاف ، واو مضاف إلیه ، بعد : ظرف زمان مفعول فیه منصوب متعلق بإبدال ، بعد : مضاف ، ضم : مضاف إلیه ، من ألف : جار ومجرور متعلق بإبدال ، ویا : مبتدأ ، کموقن : جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لیا التقدیر : ویا کائنة کیا موقن ، بذا ، ولها : جاران ومجروران متعلقان باعترف ، اعترف : فعل ماض مبنی للمجهول ونائب فاعله ضمیر مستتر جوازا مقدرا بجار ومجرور أی اعترف لها بذا الحکم. أی قلبها یاء والجملة فی محل رفع خبر المبتدأ «یا».

قلب الألف واوا

وقوله «ووجب إبدال واو بعد ضم من ألف» معناه أنه یجب أن یبدل من الألف واو إذا وقعت بعد ضمة کقولک فی «بایع» : «بویع» وفی «ضارب» : «ضورب».

قلب الیاء واوا

1 - وقوله «ویا کموقن بذا لها اعترف» معناه أن الیاء إذا سکنت فی مفرد بعد ضمّة وجب إبدالها واوا ، نحو «موقن ، وموسر» ، أصلها «میقن ، ومیسر» ، لأنهما من أیقن وأیسر ، فلو تحرکت الیاء لم تعلّ ، نحو «هیام» (1).

ویکسر المضموم فی جمع کما

یقال «هیم» عند جمع «أهیما»

* * *

یجمع فعلاء وأفعل علی فعل ، بضم الفاء ، وسکون العین - کما سبق فی التکسیر ، کحمراء وحمر ، وأحمر وحمر ، فإذا اعتلّت عین هذا النوع من الجمع بالیاء قلبت الضمّة کسرة لیصحّ الیاء ، نحو «هیماء وهیم ، وبیضاء وبیض ، ولم تقلب الیاء واوا کما فعلوا فی المفرد - کموقن - استثقالا لذلک فی الجمع».

ص: 192


1- وکذلک إذا کانت الیاء مدغمة مثل «حیّض» أو کانت الیاء فی جمع مثل «بیص ، هیم» جمع أبیض بیضاء ، وأهیم هیماء ، ویجب فی هذه الحالة قلب الضمة کسرة وسیذکره فی البیت الآتی.

وواوا اثر الضمّ ردّ الیا متی

ألفی لام فعل أو من قبل تا (1)

کتاءبان من رمی کمقدره

کذا إذا کسبعان صیّره

* * *

2 - إذا وقعت الیاء لام فعل ، أو من قبل تاء التأنیث ، أو زیادتی فعلان ، وانضم ما قبلها فی الأصول الثلاثة ، وجب قلبها واوا.

فالأول : نحو «قضو الرجل».

والثانی : کما إذا بنیت من رمی اسما علی وزن مقدرة ، فإنک تقول : «مرموة».

والثالث : کما إذا بنیت من رمی اسما علی وزن سبعان ، فإنک تقول : «رموان» فتقلب الیاء واوا فی هذه المواضع الثلاثة لانضمام ما قبلها.

وإن تکن عینا لفعلی وصفا

فذاک بالوجهین عنهم یلفی

ص: 193


1- واوا : مفعول به ثان مقدم لردّ ، إثر : مفعول فیه ظرف مکان منصوب متعلق بردّ ، إثر : مضاف ، الضم : مضاف إلیه ، ردّ : فعل أمر ، والفاعل ضمیر مستتر وجوبا تقدیره أنت ، والیا : مفعول به أول ، متی : اسم شرط جازم مبنی علی السکون فی محل نصب مفعول فیه وهو متعلق بألفی. ألفی : فعل ماض مبنی للمجهول مبنی علی الفتح فی محل جزم فعل الشرط ونائب فاعله ضمیر مستتر جوازا تقدیره هو یعود إلی الیاء - وهو المفعول الأول فی الأصل - لام : مفعول به ثان منصوب بالفتحة ، لام مضاف ، فعل مضاف إلیه. أو : حرف عطف ، من قبل : جار ومجرور متعلق بمحذوف دل علیه الکلام السابق أی ألفی لام اسم من قبل تا - قبل مضاف وتا : مضاف إلیه.

3 - إذا وقعت الیاء عینا لصفة ، علی وزن فعلی جاز فیها وجهان (1) :

أحدهما : قلب الضمة کسرة لتصح الیاء.

والثانی : إبقاء الضمة ، فتقلب الیاء واوا.

نحو «الضیقی ، والکیسی ، والضوقی ، والکوسی» ، وهما تأنیث الأضیق والأکیس.

قلب الیاء واوا

من لام فعلی اسما أتی الواو بدل

یاء ، کتقوی ، غالبا جا ذا البدل

* * *

تبدل الواو من الیاء الواقعة لام اسم علی وزن فعلی ، نحو «تقوی» وأصله «تقیا» ؛ لأنه من تقیت - فإن کانت فعلی صفة لم تبدل الیاء واوا ، نحو «صدیا ، وخزیا» ، ومثل «تقوی» : «فتوی» - بمعنی «الفتیا ، و «بقوی» بمعنی البقیا.

واحترز بقوله «غالبا» مما لم تبدل الیاء فیه واوا وهی لام اسم علی فعلی کقولهم للرائحة «ریّا» (2).

ص: 194


1- خالف فی ذلک ابن مالک النحویین لأنهم ذکروا : أن فعلی إذا کانت صفة محضة وجب تصحیح الیاء وقلب الضمة کسرة ولم یسمع منه إلا قسمة ضیزی أی جائرة ومشیة حیکی أی یتحرک فیها المنکبان. وإن کانت فعلی اسما کطوبی - مصدرا لطاب أو اسما للجنة - أو صفة جاریة مجری الأسماء أو کانت مؤنث أفعل ، کطوبی وکوسی. وخوری. مؤنثات أطیب وأکیس وأخیر وجب قلب الیاء فیها واوا للضمة قبلها. فأصلها : طیبی. کیسی. خیری.
2- وإذا کانت لام فعلی واوا تسلم مطلقا سواء أکانت کدعوی أم صفة کنشوی.

بالعکس جاء لام فعلی وصفا

وکون قصوی نادرا لا یخفی

أی : تبدل الواو الواقعة لاما لفعلی وصفا یاء ، نحو الدنیا ، والعلیا ، وشذّ قول أهل الحجاز : القصوی (1) ، فإن کان فعلی اسما سلمت الواو ، کحزوی.

ص: 195


1- فهو شاذ قیاسا فصیح استعمالا نبّه به علی أن الأصل الواو ، وبنو تمیم یقولون القصیا علی القیاس.

أسئلة ومناقشات

1 - ما الإبدال عند الصرفیین؟ وما الحروف التی تبدل من غیرها إبدالا مطردا مثل بأمثلة مختلفة.

2 - بیّن بالتفصیل مواضع قلب الواو والیاء همزة؟ ومثل لجمیع ما تذکر.

3 - لماذا لم تقلب الیاء والواو همزة فیما یأتی؟.

بنایة - دعایة - آیة - رایة - عاین - عاور ، قساور - مسایل الماء - معایش - معاول - مفاوز - مشایخ.

4 - اذکر متی تبدل الهمزة یاء؟ ثم اجمع کلمتی (زاویة ، مطیة) علی (مفاعل) ثم اذکر الخطوات التی تتبعها حتی تصل إلی المطلوب.

5 - کیف تجمع «هراوة» وأمثالها علی فعائل؟ اذکر الخطوات التی تمر بها حتی تصل إلی المطلوب ... وعلل لماذا سلمت الواو فی الجمع هنا ...؟

6 - متی تقلب أولی الواوین المصدرتین همزة؟ ومتی لا تبدل؟ مثل لذلک فی جمل تامة.

7 - ما الحکم إذا ما التقت همزتان أول الکلمة وکانت الأولی متحرکة والثانیة ساکنة؟ مثل لذلک فی أحواله المختلفة.

8 - متی تقلب الألف یاء؟ مثل لذلک بأمثلة مختلفة.

9 - ما المواضع التی تقلب فیها الواو یاء؟ اذکر ذلک بالتفصیل ثم علّل لم لم تقلب فی نحو «لاوذ لواذا وجاور جوارا»؟ ولماذا حکموا بالشذوذ علی نحو (ثور وثیره) بقلب الواو یاء فی الجمع؟

10 - لماذا صحت الواو فی (کوزه) جمع (کوز)» وفی (حوج) جمع (حاجة) وأعلّت فی (قامة وقیم ودیمة ودیم)؟

ص: 196

11 - ما وجه قلب الواو یاء فی (أعطیت) وفی (معطیان) بصیغة اسم المفعول؟ هات أمثلة أخری لذلک ...

12 - اذکر بالتفصیل والشرح مواضع قلب الیاء واوا - وعلل لم لم تقلب فی (هیم) و (بیض) جمع هیماء وبیضاء؟ وما وجه قولهم : «الضّیقی والضّوقی والکیسی والکوسی»؟

13 - ما وجه إبدال الواو من الیاء فی (تقوی وفتوی وبقوی)؟ وما وجه عدم الإبدال فی : (صدیا وخزیا)؟

14 - ما نوع الإبدال الحاصل فی لام (فعلی) وصفا؟ وفی لام (فعلی صفة؟ اذکر ذلک بالأمثلة - - وما ذا تری فی کلمتی (قصوی وریّا)؟.

ص: 197

تمرینات

1 - قال تعالی : -

(أ) «إِنْ تَجْتَنِبُوا کَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُکَفِّرْ عَنْکُمْ (1) سَیِّئاتِکُمْ».

(ب) «قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ (2) إِنِّی کانَ لِی قَرِینٌ».

(ج) «إِنَّ رَبِّی لَسَمِیعُ (3) الدُّعاءِ».

(د) «یُحَلَّوْنَ فِیها مِنْ أَساوِرَ مِنْ (4) ذَهَبٍ» - «وَجَعَلْنَا لَکُمْ فِیهَا مَعَ-ٰیِشَ» (5).

(ه) «فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِیماناً (6) وَهُمْ یَسْتَبْشِرُونَ».

(و) «ذَٰلِکُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِیَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ کَفَرْتُمْ» (7).

(ز) «وَزَیَّنَّا السَّماءَ الدُّنْیا بِمَصابِیحَ وَحِفْظاً ذلِکَ تَقْدِیرُ الْعَزِیزِ الْعَلِیمِ» (8)

(ح) «إِذْ أَنتُم بِٱلْعُدْوَةِ ٱلدُّنْیَا وَهُم بِٱلْعُدْوَةِ ٱلْقُصْوَیٰ وَٱلرَّکْبُ أَسْفَلَ مِنکُمْ» (9).

ص: 198


1- آیة 31 سورة النساء.
2- آیة 51 سورة الصافات.
3- آیة 39 سورة إبراهیم.
4- آیة 23 سورة الحج.
5- آیة 20 سورة الحجر.
6- آیة 124 سورة براءة.
7- آیة 12 سورة غافر.
8- آیة 12 سورة فصلت.
9- آیة 42 سورة الأنفال.

(ط) «رَضِیَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِکَ لِمَنْ خَشِیَ (1) رَبَّهُ».

(ی) «وَأَوْرَثَکُمْ أَرْضَهُمْ وَدِیَ-ٰرَهُمْ وَأَمْوَٰلَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَ-ُٔوهَا» (2).

(ک) «فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَ-ٰلِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ» (3).

(ل) «فَلَمَّا جاءَها نُودِیَ أَنْ بُورِکَ مَنْ فِی النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللهِ (4) رَبِّ الْعالَمِینَ».

(م) «وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوی (5) - وَکَلِمَةُ اللهِ هِیَ الْعُلْیا (6)».

اقرأ النصوص القرآنیة السابقة ثم أجب عما یلی : -

(أ) بیّن الحرف المبدل والمبدل منه فیما تحته خط مما سبق من کلمات ..

(ب) لم لم تبدل الواو والیاء همزتین فی «أساور ومعایش» فی النص (د).

(ج) اذکر سبب الإبدال فیما مر کله.

(ه) وضح القواعد التی تستند إلیها فی معرفة هذا الإبدال.

2 - اجمع الکلمات «دعوة - رزیّة - قضیة» جموع تکسیر ثم بیّن ما حدث فیها من إبدال أو إعلال.

3 - قال حافظ إبراهیم :

والعلم إن لم تکتنفه شمائل

تعلیه کان مطیة الإخفاق

ص: 199


1- آخر سورة البیّنة آیة 8.
2- آیة 27 سورة الأحزاب.
3- آیة 12 سورة السجدة.
4- آیة 8 سورة النمل.
5- آیة 132 سورة طه.
6- آیة 40 سورة التوبة.

(أ) عن أی حرف أبدلت الهمزة فی (شمائل) وما مفرد هذه الکلمة؟ هات کلمتین نظیرتین لها فی جمل من عندک.

(ب) ما الإعلال الحاصل فی الفعل : (تعلیه)؟ وما قاعدته؟

وما الحرف المبدل وما المبدل منه؟

(ج) اجمع کلمة (مطیة) علی مفاعل واشرح الخطوات الموصلة.

(د) ما نوع همزة (إخفاق) هات علی أوزانها ثلاث کلمات.

(ه) أعرب البیت کله مفردات وجملا ..

ص: 200

قلب الواو یاء

إن یسکن السابق من واو ویا

واتّصلا ومن عروض عریا

فیاء الواو اقلبنّ مدغما

وشذّ معطی غیر ما قد رسما

* * *

إذا اجتمعت الواو والیاء فی کلمة ، وسبقت إحداهما بالسکون ، - وکان سکونها أصلیا - أبدلت الواو یاء ، وأدغمت الیاء فی الیاء ، وذلک نحو «سیّد ، ومیّت» ، والأصل سیود ، ومیوت ، فاجتمعت الواو والیاء وسبقت إحداهما بالسکون ، فقلبت الواو یاء ، وأدغمت الیاء فی الیاء ، فصار سیّد ومیّت.

فإن کانت الیاء والواو فی کلمتین لم یؤثر ذلک ، نحو «یعطی واقد» ، وکذا إن عرضت الیاء أو الواو للسکون کقولک فی رؤیة : «رویة» وفی «قوی» : «قوی» (1) وشذ التصحیح فی قولهم : «یوم أیوم» (2) وشذّ - أیضا - إبدال الیاء واوا فی قولهم : «عوی الکلب عوّة» (3).

ص: 201


1- وکذلک إن کان السابق منهما متحرکا مثل «طویل ، غیور» أو کان السابق غیر متأصل أی عارض الذات ، مثل «دیوان» أصله دوّان ، وبویع أصل الواو ألف «بایع».
2- یوم أیوم أی حصلت فیه شدة ، ومثله رجاء بن حیوة ، وعوی الکلب عویة.
3- اطرد الإعلال والتصحیح فی تصغیر ما یکسر علی مفاعل من محرک الواو مثل «جدول ، وأسود» فتقول «جدیول وأسیود ، أو جدیّل وأسیّد».

قلب الواو والیاء ألفا

من یاء أو واو بتحریک أصل

ألفا ابدل بعد فتح متصل

إن حرّک التالی وإن سکّن کفّ

إعلال غیر اللام وهی لا یکفّ

إعلالها بساکن غیر ألف

أو یاء التشدید فیها قد ألف

* * *

إذا وقعت الواو والیاء متحرکة بعد فتحة قلبت ألفا ، نحو «قال ، وباع» أصلهما «قول وبیع» فقلبت الواو والیاء ألفا ؛ لتحرکها وانفتاح ما قبلها ، هذا إن کانت حرکتها أصلیة ، فإن کانت عارضة لم یعتدّ بها ، کجیل ، وتوم (1) ، أصلهما جیأل ، وتوأم ، نقلت حرکة الهمزة إلی الیاء والواو فصار ، جیلا وتوما (2).

فلو سکن ما بعد الیاء أو الواو ولم تکن لاما وجب التصحیح ، نحو «بیان ، وطویل». فإن کانتا لاما وجب الإعلال ، ما لم یکن الساکن بعدهما ألفا ، أو یاء مشدّدة ، کرمیا وعلویّ ، وذلک نحو «یخشون ، أصله یخشیون ، فقلبت الیاء ألفا ، لتحرکها وانفتاح ما قبلها ، ثم حذفت ؛ لالتقائها ساکنة مع الواو الساکنة.

* * *

وصحّ عین فعل وفعلا

ذا أفعل کأغید وأحولا

ص: 202


1- الجیل : من أسماء الضبع ، والتوم : أحد التوأمین.
2- إن کان ما قبل الواو غیر مفتوح صحتا مثل «العوض ، والحیل ، والسّور».

کل فعل (1) کان اسم الفاعل منه علی وزن أفعل فإنه یلزم عینه التصحیح ، نحو «عور فهو أعور ، وهیف فهو أهیف ، وغید فهو - أغید ، وحول فهو أحول» ، وحمل المصدر علی فعله ، نحو «هیف - وغید (2) ، وعور ، وحول».

وإن یبن تفاعل من افتعل

والعین واو سلمت ولم تعلّ

* * *

إذا کان افتعل معتلّ العین فحقّه أن تبدل عینه ألفا ، نحو «اعتاد ، وارتاد» لتحرکها وانفتاح ما قبلها ، فإن أبان افتعل معنی «تفاعل» - وهو الاشتراک فی الفاعلیة والمفعولیة - حمل علیه فی التصحیح إن کان واویّا نحو «اشتوروا» (3) ، فإن کانت العین یاء (4) وجب إعلالها نحو «ابتاعوا ، واستافوا» أی : تضاربوا بالسیوف.

* * *

وإن لحرفین ذا الاعلال استحقّ

صحّح أوّل ، وعکس قد یحقّ

ص: 203


1- أی کل فعل کان علی وزن فعل اللازم الدال علی لون أو خلقة أو وصف ظاهر فی البدن مثل «سود وعور وغید» وإنما صحت عین هذا الفعل حملا علی ما هو بمعناه وهو أفعلّ کاعورّ لأن عینه صحت لسکون ما قبلها وما بعدها فحمل هذا علیه وحمل علی هذا مصدره.
2- الهیف : ضمور البطن والخاصرة ، والغید : نعومة البدن.
3- فإن لم یدل علی التفاعل فإنه یجب إعلاله مثل «اختان ، واجتاز» بمعنی خان وجاز.
4- لم یشترط فی الیاء أن تکون عین فعل دال علی التفاعل لقربها من الألف فکانت أحق بالإعلال من الواو.

إذا کان فی کلمة حرفا علّة (1) ، کل واحد متحرک مفتوح ما قبله لم یجز إعلالهما معا ؛ لئلا یتوالی فی کلمة واحدة إعلالان ، فیجب إعلال أحدهما وتصحیح الآخر ، والأحق منهما بالإعلال الثانی ، نحو «الحیا ، والهوی» ، والأصل حیی وهوی ، فوجد فی کل من العین واللام سبب الإعلال ، فعمل به فی اللام وحدها لکونها طرفا ، والأطراف محلّ التغییر ، وشذّ إعلال العین وتصحیح اللام نحو «غایة» (2).

* * *

وعین ما آخره قد زید ما

یخصّ الاسم واجب أن یسلما

* * *

إذا کان عین الکلمة واوا متحرکة مفتوحا ما قبلها ، أو یاء متحرکة مفتوحا ما قبلها ، وکان فی آخرها زیادة تخص الاسم لم یجز قلبها ألفا ، بل یجب تصحیحها ، وذلک نحو «جولان ، وهیمان» وشذّ «ماهان ، وداران» (3).

قلب النون میما

وقبل «با» اقلب میما النّون إذا

کان مسکّنا کمن بتّ انبذا

لما کان النّطق بالنون الساکنة قبل الباء عسرا وجب قلب النون میما ، ولا فرق فی ذلک بین المتصلة والمنفصلة ، ویجمعهما قوله : «من بتّ

ص: 204


1- فاجتماع الواوین مثل «الحوی» والیائین مثل «الحیا» والواو والیاء مثل «الهوی» الأصل فیهن «الحوو ، والحیی ، والهوی».
2- غایة ومثلها رایة وکذا آیة عند الخلیل فأصلها «غییة ، ورییة وأییة» قلبت الیاء الأولی ألفا شذوذا فصارت «غایة ورایة وآیة» وهذا أسهل الأقوال فی آیة.
3- الأصل فیهما موهان ودوران وقیل إنهما اسمان أعجمیان لا یردان علی القاعدة.

انبذا». أی : من قطعک فألقه عن بالک واطرحه ، وألف «انبذا» مبدلة من نون التوکید الخفیفة (1).

الإعلال بالنقل

لساکن صحّ انقل التحریک من

ذی لین آت عین فعل کأبن (2)

* * *

إذا کانت عین الفعل یاء أو واوا متحرکة ، وکان ما قبلها ساکنا صحیحا وجب نقل حرکة العین إلی الساکن قبلها ، نحو «یبین ویقوم» والأصل یبین ویقوم - بکسر الیاء وضم الواو - فنقلت حرکتهما إلی الساکن قبلهما - وهو الباء والقاف - وکذلک فی أبن» (3).

ص: 205


1- وأبدلت المیم من النون شذوذا کقولهم فی البنان : «البنام» وجاء العکس کقولهم «أسود قاتن» وأصله قاتم.
2- لساکن : جار ومجرور متعلق بانقل ، صح : فعل ماض وفاعله ضمیر مستتر جوازا تقدیره هو والجملة فی محل جر لصفة لساکن. انقل : فعل أمر ، والفاعل ضمیر مستتر وجوبا تقدیره أنت. التحریک : مفعول به ، من : حرف جر ، ذی مجرور بمن وعلامة جره الباء لأنه من الأسماء الستة والجار والمجرور متعلق بانقل ، ذی : مضاف لین : مضاف إلیه ، آت : صفة لذی أو للین مجرور بکسرة مقدرة علی الیاء المحذوفة للتخلص من التقاء الساکنین ، عین : حال من الضمیر المستتر فی آت ، عین : مضاف فعل : مضاف إلیه ، کأبن : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف والتقدیر وذلک کائن کأبن.
3- أبن : أصلها ، أبین کأکرم : نقلت حرکة الیاء إلی الباء فالتقی ساکنان فحذفت الیاء للتخلص من التقاء الساکنین فأصبحت أبن.

فإن کان الساکن غیر صحیح لم تنقل الحرکة نحو «بایع ، وبیّن ، وعوّق».

* * *

ما لم یکن فعل تعجّب ولا

کابیضّ أو أهوی بلام علّلا

* * *

أی : إنما تنقل حرکة العین إلی الساکن الصحیح قبلها إذا لم یکن الفعل للتعجب ، أو مضاعفا ، أو معتلّ اللام ، فإن کان کذلک فلا نقل ، نحو «ما أبین الشیء ، وأبین به ، وما أقومه ، وأقوم به» ، ونحو «ابیضّ واسودّ» ، ونحو «أهوی».

ومثل فعل فی ذا الاعلال اسم

ضاهی مضارعا وفیه وسم (1)

* * *

یعنی أنه یثبت للاسم الذی یشبه الفعل المضارع - فی زیادته فقط أو فی وزنه فقط - من الإعلال بالنقل ما یثبت للفعل.

فالذی أشبه المضارع فی زیادته فقط «تبیع» ، وهو مثال تحلیء (2) من البیع ، الأصل تبیع - بکسر التاء وسکون الیاء - فنقلت حرکة الباء إلی الباء فصار تبیع.

ص: 206


1- ومثل : مبتدأ ، وهو مضاف ، فعل : مضاف إلیه ، فی : حرف جر ، ذا : اسم إشارة مبنی علی السکون فی محل جر بفی والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لمثل. الإعلال : بدل من اسم الإشارة مجرور ، اسم : خبر المبتدأ ، ضاهی : فعل ماض مبنی علی الفتحة المقدرة علی الألف للتعذر والفاعل ضمیر مستتر جوازا تقدیره هو والجملة فی محل رفع صفة لاسم. مضارعا : مفعول به لضاهی ، وفیه : الواو حالیة ، فیه : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، وسم : مبتدأ مؤخر والجملة فی محل نصب حال.
2- تحلیء : قشر الأدیم والجلد مما یلی منبت الشعر أو یطلق علی وسخه وشعره.

والذی أشبه المضارع فی وزنه فقط «مقام» والأصل مقوم ، فنقلت حرکة الواو إلی القاف ، ثم قلبت الواو ألفا لمجانسة الفتحة.

فإن أشبهه فی الزیادة والزّنة ، فإما أن یکون منقولا من فعل ، أو لا ، فإن کان منقولا منه أعلّ کیزید ، وإلّا صحّ کأبیض وأسود.

* * *

ومفعل صحّح کالمفعال

وألف الافعال واستفعال

أزل لذا الإعلال والتا الزم عوض

وحذفها بالنقل ربّما عرض

* * *

لما کان مفعال غیر مشبه للفعل استحق التصحیح کمسواک ، وحمل مفعل علیه ؛ لمشابهته له فی المعنی فصحح کما صحّح مفعال کمقول ومقوال.

وأشار بقوله : «وألف الإفعال واستفعال أزل - إلی آخره» إلی أن المصدر إذا کان علی وزن إفعال أو استفعال ، وکان معتلّ العین ، فإن ألفه تحذف لالتقائها ساکنة مع الألف المبدلة من عین المصدر ، وذلک نحو «إقامة واستقامة» ، وأصله «إقوام واستقوام» ، فنقلت حرکة العین إلی الفاء ، وقلبت الواو ألفا لمجانسة الفتحة قبلها ، فالتقی ألفان ، فحذفت الثانیة منهما ، ثم عوّض منها تاء التأنیث ، فصار إقامة واستقامة ، وقد تحذف هذه التاء کقولهم : «أجاب إجابا» ومنه قوله تعالی : (وَإِقامِ الصَّلاةِ)(1).

ص: 207


1- آیة 37 من سورة النور «رِجالٌ لا تُلْهِیهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَیْعٌ عَنْ ذِکْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِیتاءِ الزَّکاةِ ...». ورد تصحیح إفعال واستفعال وفروعهما فی ألفاظ منها أعول إعوالا واستحوذ استحواذا وهو سماعی ، وقیل لغة فصیحة یقاس علیها.

وما لإفعال من الحذف ومن

نقل فمفعول به أیضا قمن (1)

نحو «مبیع ، ومصون» ، وندر

تصحیح ذی الواو وفی ذی الیا اشتهر

* * *

إذا بنی مفعول من الفعل المعتل العین - بالیاء أو الواو - وجب فیه ما وجب فی إفعال واستفعال من النقل والحذف ، فتقول فی مفعول من باع وقال : «مبیع ، ومقول» والأصل «مبیوع ، ومقوول» ، فنقلت حرکة العین إلی الساکن قبلها ، فالتقی ساکنان ، العین وواو مفعول ، فحذفت واو مفعول ، فصار مبیع ومقول ، وکان حقّ مبیع أن یقال فیه : «مبوع» لکن قلبوا الضمة کسرة لتصح الیاء.

وندر التصحیح فیما عینه واو ، قالوا : «ثوب مصوون» ، والقیاس مصون.

ولغة تمیم تصحیح ما عینه یاء ، فیقولون : «مبیوع ، ومخیوط» ، ولهذا قال المصنف رحمه الله تعالی : ««وندر تصحیح ذی الواو ، وفی ذی الیا اشتهر».

* * *

وصحّح المفعول من نحو عدا

وأعلل إن لم تتحرّ الأجودا

ص: 208


1- وما : اسم موصول مبتدأ ، لإفعال : ومن الحذف : جاران ومجروران متعلقان بمحذوف صلة ، ومن نقل : الواو عاطفة ، من نقل : جار ومجرور معطوف علی من الحذف ، فمفعول : الفاء زائدة ، مفعول : مبتدأ ثان ، به : جار ومجرور متعلق بقمن ، أیضا : مفعول مطلق منصوب ، قمن : خبر المبتدأ الثانی مفعول وجملة المبتدأ الثانی وخبره خبر المبتدأ الأول الذی هو اسم الموصول.

إذا بنی مفعول من فعل معتلّ اللام ، فلا یخلو : إما أن یکون معتلا بالیاء أو الواو ، فإن کان معتلا بالیاء وجب إعلاله بقلب واو مفعول یاء وإدغامها فی لام الکلمة ، نحو مرمیّ ، والأصل مرموی ، فاجتمعت الواو والیاء ، وسبقت إحداهما بالسکون ، فقلبت الواو یاء ، وأدغمت الیاء فی الیاء ، وإنما لم یذکر المصنف رحمه الله تعالی هذا هنا لأنه قد تقدّم ذکره.

وإن کان معتلا بالواو فالأجود التصحیح إن لم یکن الفعل علی فعل نحو «معدوّ» من عدا ، ولهذا قال المصنف : «من نحو عدا» ، ومنهم من یعل فیقول : «معدیّ» (1) ، فإن کان الواوی علی فعل ، فالفصیح الإعلال ، نحو «مرضیّ» (2) من رضی ، قال الله تعالی : (ارْجِعِی إِلی رَبِّکِ راضِیَةً مَرْضِیَّةً)(3) والتصحیح قلیل ، نحو «مرضو».

کذاک ذا وجهین جا الفعول من

ذی الواو لام جمع او فرد یعنّ

* * *

إذا بنی اسم علی فعول ، فإن کان جمعا ، وکانت لامه واوا جاز فیه

ص: 209


1- معدیّ : أصله «معدوو» قلبت الواو الثانیة یاء حملا علی فعل المفعول لأن واوه تقلب یاء لتطرفها إثر کسرة. فصارت «معدوی» ثم قلبت الواو الأولی یاء لاجتماعها مع الیاء ثم أدغمت الیاء فی الیاء وکسرت الضمة لمناسبة الیاء فصارت «معدی».
2- مرضیّ : أصله «مرضوو» قلبت الثانیة یاء حملا علی الفعل ثم قلبت الأولی یاء لاجتماعهما وإنما کان الإعلال فی ذلک هو الفصیح الوارد فی القرآن الکریم لأن موافقة المفعول لفعله أولی من مخالفته. وشذ قراءة بعضهم «راضیة مرضوة».
3- آیة 28 سورة الفجر.

وجهان : التصحیح والإعلال ، نحو «عصیّ ، ودلیّ ، (1) فی جمع عصا ، ودلو ، و «أبوّ ونجوّ» جمع أب ونجو (2) ، والإعلال أجود من التصحیح فی الجمع.

وإن کان مفردا جاز فیه وجهان : الإعلال والتصحیح ، والتصحیح أجود ، نحو «علا علوّا ، وعتا عتوّا» ، ویقل الإعلال نحو «قسا قسیّا» - أی : قسوة -.

* * *

وشاع نحو نیّم فی نوّم

ونحو نیّام شذوذه نمی

* * *

إذا کان فعّل جمعا لما عینه واو جاز تصحیحه وإعلاله ، إن لم یکن قبل لامه ألف ، کقولک فی جمع صائم : «صوّم وصیّم» ، وفی جمیع نائم ««نوّم ونیّم» (3).

فإن کان قبل اللام ألف وجب التصحیح ، والإعلال شاذ ، نحو «صوّام» ، و «نوّام» ومن الإعلال قوله :

ص: 210


1- «عصیّ ، دلیّ» أصلهما «عصوو ، دلوو» قلبت الواو الثانیة یاء لثقل الواوین مع الضمة فی الجمع ثم قلبت الواو الأولی لاجتماعها مع الیاء ، ثم أدغمت الیاء فی الیاء وکسرت عین الکلمة لمناسبة الیاء ، ثم کسرت فاء الکلمة اتباعا لها وقد تبقی فاء الکلمة مضمومة علی الأصل.
2- النجو : السحاب الذی هراق ماءه.
3- لا بد لهذا الجمع أن یکون صحیح اللام ، فإن أعلت اللام وجب التصحیح لئلا یتوالی إعلالان مثل «شوّی» غوّی» جمعی شاو ، غاو.

85 ........

فما أرّق النّیّام إلا کلامها (1)

ذو اللین فا تا فی افتعال أبدلا

وشذّ فی ذی الهمز نحو ائتکلا

* * *

إبدال الواو والیاء تاء

إذا بنی افتعال وفروعه من کلمة فاؤها حرف لین وجب إبدال حرف اللین تاء نحو : «اتصال ، واتصل ، ومتّصل ، والأصل فیه «او تصال» واوتصل ، وموتصل» (2).

فإن کان حرف اللین بدلا من همزة لم یجز إبداله تاء. فتقول فی

ص: 211


1- هذا عجز بیت لأبی النجم الکلابی وصدره : ألا طرقتنا میّة بنة منذر طرقتنا : أتتنا لیلا ، أرق : أسهر ، إن هذه المرأة قد جاءتهم لیلا فأطار حدیثها النوم من أعین هؤلاء الناس وأمضوا لیلتهم مسهرین. الإعراب : ألا : أداة استفتاح ، طرقتنا : طرق : فعل ماض. والتاء للتأنیث ونا : مفعول به ضمیر متصل مبنی علی السکون فی محل نصب. میّة : فاعل مرفوع ، بنة : صفة لمیة مرفوع بالضمة الظاهرة ، بنة : مضاف ، منذر : مضاف إلیه ، فما : الفاء عاطفة ، وما نافیة ، أرّق : فعل ماض مبنی علی الفتح ، النیامّ : مفعول به مقدم ، إلا : أداة حصر ، کلامها : کلام : فاعل مرفوع وهو مضاف وها : ضمیر متصل مبنی علی السکون فی محل جر مضاف إلیه. الشاهد : «نیام» حیث أعل بقلب الواو یاء مع أنه قبل لامه ألف وهو شاذ والقیاس التصحیح «نوّام».
2- ومثال الیائی «اتسار ، اتسر ، متسر» أصلها «ایتسار ، ایتسر ، میتسر». أتت الیاء قبل تاء الافتعال فأبدلت تاء وأدغمت التاء بالتاء فأصبحت اتّسار وکذا الباقی.

افتعل من الأکل : «ائتکل ، ثم تبدل الهمزة یاء ، فتقول : «ایتکل» ولا یجوز إبدال الیاء تاء ، وشذ قولهم : «اتّزر» بإبدال الیاء تاء (1).

* * *

طا تا افتعال ردّ إثر مطبق

فی ادّان وازدد وادّکر دالا بقی

* * *

إبدال تاء الافتعال طاء أو دالا

إذا وقعت تاء افتعال بعد حرف من حروف الإطباق - وهی الصاد والضاد والطاء والظاء - وجب إبداله طاء کقولک : «اصطبر ، واضطجع ، واظطعنوا ، واظطلموا» (2).

والأصل : اصتبر ، واضتجع ، واطتعنوا ، واظتلموا ، فأبدلت من تاء الافتعال طاء.

وإن وقعت تاء الافتعال بعد الدال والزای والذال قلبت دالا ، نحو «ادّان ، وازدد ، وادّکر».

والأصل : ادتان ، وازتد ، واذتکر ، فاستثقلت التاء بعد هذه الأحرف فأبدلت دالا ، وأدغمت الدال فی الدال (3).

ص: 212


1- اتزر : أصلها ائتزر : بهمزة مکسورة للوصل وهمزة ساکنة لأنه من الإزار قلبت الهمزة الثانیة الساکنة یاء من جنس حرکة ما قبلها فأصبحت ایتزر : ثم أبدلت الیاء تاء وأدغمت التاء بالتاء فأصبحت اتّزر وهذا الإبدال الثانی یقتصر فیه علی السماع.
2- ولک فی اظطلم ثلاثة أوجه : (أ) إظهار کل منهما علی الأصل فتقول : «اظطلم». (ب) إبدال الظاء طاء مع الإدغام فتقول : «اطلم». (ج) إبدال الطاء ظاء مع الإدغام فتقول : «اظلم».
3- ولک فی اذدکر الأوجه الثلاثة المتقدمة فی اظطلم فتقول : «ادّکر ، واذّکر ، واذدکر» وقد قریء شاذا قوله تعالی : «فهل من مذکر»

الاعلال بالحذف

فا أمر أو مضارع من کوعد

احذف ، وفی کعدة ذاک اطّرد

وحذف همز أفعل استمرّ فی

مضارع وبنیتی متّصف

* * *

إذا کان الفعل الماضی (1) معتل الفاء کوعد وجب حذف الفاء فی الأمر ، والمضارع ، والمصدر إذا کان بالتاء ، وذلک نحو «عد ، ویعد ، وعدة». فإن لم یکن المصدر بالتاء لم یجز حذف الفاء کوعد.

وکذلک یجب حذف الهمزة الثانیة فی الماضی مع المضارع ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ، نحو قولک فی أکرم : «یکرم» والأصل «یؤکرم» ، ونحو «مکرم ، ومکرم» والأصل «مؤکرم ومؤکرم» فحذفت الهمزة فی اسم الفاعل واسم المفعول (2).

* * *

ظلت وظلت فی ظللت استعملا

وقرن فی اقررن ، وقرن نقلا

* * *

إذا أسند الفعل الماضی ، المضاعف ، المکسور العین ، إلی تاء الضمیر أو نونه جاز فیه ثلاثة أوجه :

أحدها : إتمامه ، «نحو ظللت أفعل کذا» ، إذا عملته بالنهار.

ص: 213


1- إذا کان الماضی ثلاثیا واویّ الفاء مفتوح العین فإن فاءه یجب حذفها فی المضارع والأمر مثل «وزن یزن زن» ویجوز حذف الواو فی المصدر والتعویض عنها تاء فی آخره فتقول «وعدا أو عدة ، وزنا أو زنة».
2- فلو أبدلت همزة «أفعل» هاء مثل «هراق» فی أراق ، أو عینا مثل «عنهل» الإبل لغة فی أنهلها أی سقاها نهلا لم تحذف وتفتح الهاء والعین فتقول : هراق ، یهریق ، مهریق ، مهراق ، بفتح الهاء فی الجمیع.

والثانی : حذف لامه ، ونقل حرکة العین إلی الفاء ، نحو «ظلت» (1).

والثالث : حذف لامه ، وإبقاء فائه علی حرکتها ، نحو «ظلت».

وأشار بقوله : «وقرن فی اقررن» إلی أن الفعل المضارع ، المضاعف ، الذی علی وزن یفعلن إذا اتصل بنون الإناث جاز تخفیفه بحذف عینه بعد نقل حرکتها إلی الفاء ، وکذا الأمر منه ، وذلک نحو قولک فی یقررن (2) : «یقرن» وفی اقررن : «قرن».

وأشار بقوله «وقرن نقلا» إلی قراءة نافع وعاصم : «وقرن فی بیوتکن» (3) - بفتح القاف - وأصله اقررن ، من قولهم : «قرّ بالمکان یقرّ» (4) ، بمعنی یقرّ ، حکاه ابن القطّاع ، ثم خفف بالحذف بعد نقل الحرکة ، وهو نادر ؛ لأن هذا التخفیف إنما هو للمکسور العین (5).

ص: 214


1- ذهب بعض العلماء إلی أن المحذوف العین وهذا أفضل من القول بحذف اللام وسیذهب ابن عقیل بعد قلیل إلی أن المحذوف فی «یقرن ، قرن» العین.
2- من قرر بالمکان یقرر - کضرب یضرب - قرارا وقرورا.
3- من آیة 23 سورة الأحزاب وهی «وَقَرْنَ فِی بُیُوتِکُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِیَّةِ الْأُولی ، وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِینَ الزَّکاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ ، إِنَّما یُرِیدُ اللهُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَیُطَهِّرَکُمْ تَطْهِیراً».
4- من قرر بالمکان یقرر - کعلم یعلم - قرارا.
5- جاء فی لسان العرب «قال الفراء : «قرن فی بیوتکن» هو من الوقار ، وقرأ عاصم وأهل المدینة «وقرن فی بیوتکن» قال : ولا یکون ذلک من الوقار ولکن یری أنهم إنما أرادوا «واقررن فی بیوتکن» فحذف الراء الأولی وحوّلت فتحتها فی القاف ، قال : ومن العرب من یقول : «واقررن فی بیوتکن» ، فإن قال قائل وقرن یرید واقررن فتحوّل کسرة الراء إذا سقطت إلی القاف کان وجها ، وقال أبو الهیثم «وقرن فی بیوتکن» عندی من القرار وکذلک من قرأ «وقرن» فهو من القرار وقال قررت بالمکان أقرّ ، وقررت أقرّ.

أسئلة ومناقشات

1 - ما الإعلال الذی یحدث إذا اجتمعت الواو والیاء فی کلمة والسابقة ساکنة؟ وما شرط ذلک القلب؟ ولم شذ قولهم. (یوم أیوم) وقولهم (عوی الکلب عوّة)؟

2 - افرق بین الإعلال والإبدال وبیّن أیهما أشمل من الآخر مع التمثیل لما تقول.

3 - ما شرط قلب الواو والیاء ألفا؟ وضح ذلک بالتفصیل مع التمثیل ...

4 - لم لم تعل الکلمات الآتیة : (هیف - استحوذ - اشتوروا - دوران - الحیا - الهوی - عاین - هیمان - بیان)؟

5 - ما الإعلال بالنقل؟ ومتی تنقل حرکة الحرف المعتل إلی الصحیح الساکن قبله؟ مثل ...

6 - ما الإعلال بالحذف؟ مثل له موضحا سبب الحذف.

7 - بیّن الإعلال فی الکلمات الآتیة : -

(مقال - استنارة - مبیع - مصون - یقول)

8 - مثل لما یأتی فی جمل تامة :

کلمة فیها إعلال بالنقل - کلمة فیها إعلال بالقلب - کلمة فیها إعلال بالنقل ثم القلب - کلمة فیها إبدال لا یکون إعلالا - وأخری فیها إبدال یوصف بأنه إعلال کذلک ... کلمة أبدلت فیها الواو من الیاء وأخری بالعکس.

ص: 215

9 - اجمع کلمتی (ظبی ونضو) علی (أفعال) وبین ما حدث فیهما من تغییر.

10 - قال تعالی :

(الَّذِینَ یُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلا یَنْقُضُونَ الْمِیثاقَ)(1) - (أَلَّا تَطْغَوْا فِی ٱلْمِیزَانِ) (2).

زن الکلمتین اللتین تحتهما خط - ثم بیّن ما فیهما من حروف أصلیة وزائدة - ثم ما فیهما من إعلال کذلک موضحا القاعدة ..

11 - متی تبدل تاء الافتعال طاء؟ عدّد حروف الإطباق. ثم مثل بکلمات مختلفة لهذا الإبدال بحیث تستوعب حروف الإطباق ...

12 - متی تبدل تاء الافتعال دالا؟ مثل بأمثلة مختلفة تستوعب القاعدة ...

13 - اشرح متی یجب حذف فاء المثال؟ وعین الأجوف؟ مثل لذلک. وبم یسمی هذا النوع من الإعلال؟ ...

14 - متی یجب حذف الهمزة فی المضارع والمشتقات المختلفة؟ مثل.

15 - ما الأوجه الجائزة فی الماضی الثلاثی المکسور العین الذی عینه ولامه من جنس واحد عند إسناده إلی ضمیر الرفع المتحرک؟ مثل لذلک.

ص: 216


1- آیة 30 من سورة الرعد.
2- آیة 8 من سورة الرحمن.

تمرینات

1 - اشرح ما فی الکلمات الآتیة من إبدال أو إعلال : (متّصل - اتّعد - اظطلم - ادّکر - ازدجر - مضطجع متّسر - ازدان - ازدهر - اصطبار - متّعد - موسر - قوتل - غزیّل - سیّد - قصیّ).

2 - قال الشاعر :

أدارا بحزوی هجت للعین عبرة

فماء الهوی یرفضّ أو یترقرق

(أ) زن ما تحته خط من الکلمات میزانا صرفیا.

(ب) لماذا لم تعلّ کلمتا (حزوی - الهوی) فی البیت؟

3 - أسند الفعل (ملّ) إلی ضمائر الرفع المتحرکة وبیّن ما یجوز فیه من وجوه مع الضبط بالشکل.

4 - یقال (قرّ فی البیت یقرّ قرّ).

أسند المضارع والأمر من العبارة السابقة إلی نون النسوة مبینا ما یجوز من وجوه - مع الضبط بالشکل.

5 - صغ ما یأتی وبین ما حدث فیه من إعلال.

(أ) اسم مفعول من (رأی - نسی ، أبقی).

(ب) اسم فاعل من (أتی - رضی - اتزن).

(ج) صیغة (افتعل) من (زجر - دان - زهر - طلع).

ص: 217

6 - وضح السبب فی عدم نقل حرکة العلة إلی ما قبلها من ساکن صحیح فیما یأتی : - «مقود الجمل - جدول الحصص - أحور العین ، أثوب یمنیّة - قسورة الصحراء».

7 - هات المضارع والأمر والمصدر من (وعد) وضعها فی جمل تامة مبینا ما فیها من حذف وسببه.

8 - اجمع الکلمات (واعده - واقیة - واصلة) علی (أفاعل) وبیّن ما حدث فیها من تغییر.

9 - «إن للمتقین مفازا حدائق (1)» - «أیهم أشد علی الرحمن (2) عتیّا - «یا لیتنی مت قبل هذا وکنت نسیا منسیا (3)» ، «قیّما لینذر (4) بأسا شدیدا من لدنه» - «وما کانت أمک بغیا (5)» «وسیّدا وحصورا ونبیا (6) من الصالحین».

بیّن ما حدث فی الکلمات التی تحتها خط من تغییر واشرح السبب.

فیما سبق من نصوص قرآنیة.

10 - قال ابن الرومی :

حیّتک عنّا شمال طاف طائفها

بجنة نفحت روحا وریحانا

هبت سحیرا فناجی الغصن صاحبه

موسوسا وتنادی الطیر إعلانا

اشرح البیتین ... مبیّنا ما راقک من أسرار الجمال فیها - ثم بین ما فی «طائفها - ناجی» من إبدال.

ص: 218


1- آیة 31 سورة سبأ.
2- آیة 69 سورة مریم.
3- آیة 19 سورة مریم.
4- آیة 2 سورة الکهف.
5- آیة 28 سورة مریم.
6- آیة 38 سوة آل عمران.

الإدغام

الإدغام

أوّل مثلین محرکّین فی

کلمة ادغم لا کمثل صفف

وذلل وکلل ولبب

ولا کجسّس ولا کاخصص ابی

ولا کهیلل ، وشذ فی ألل

ونحوه فکّ بنقل فقبل

* * *

إذا تحرک المثلان فی کلمة أدغم أولهما فی ثانیهما ، إن لم یتصدرا ، ولم یکن ما هما فیه اسما علی وزن فعل ، أو علی وزن فعل ، أو فعل ، أو فعل ، ولم یتصل أول المثلین بمدغم ، ولم تکن حرکة الثانی منهما عارضة ، ولا ما هما فیه ملحقا بغیره. فإن تصدّرا فلا إدغام کددن (1) ، وکذا إن وجد واحد مما سبق ذکره.

فالأول : کصفف ، ودرر (2).

والثانی : کذلل ، وجدد (3).

والثالث : ککلل ، ولمم (4).

ص: 219


1- ددن : هو اللهو.
2- صفف : جمع صفة ، وهو موضع مظلل من الدار وأهل الصفة کانوا أضیاف الإسلام یبیتون فی صفة مسجده صلی الله علیه وسلم وهو موضع مظلل من المسجد درر : جمع درّة اللؤلؤة.
3- ذلل : جمع ذلول أی سهلة ضد الصعب ، جدد : جمع جدید ضد القدیم.
4- کلل : جمع کلّه : الستر الرقیق یخاط کالبیت (أی الناموسیّة) لمم جمع لمة وهی الشعر المجاوز شحمة الأذن.

والرابع : کطلل ، ولبب (1).

والخامس : کجسّس - جمع جاس - (2).

والسادس : کاخصص ابی ، وأصله اخصص أبی ، فنقلت حرکة الهمزة إلی الصاد.

والسابع : کهیلل (3) ، أی : أکثر من قول «لا إله إلا الله» ونحوه (4) «قردد ، ومهدد».

فإن لم یکن شیء من ذلک وجب الإدغام ، نحو «رد ، وضنّ ، أی : بخل ، ولبّ» ، والأصل : ردد ، وضنن ، ولبب.

وأشار بقوله : «وشذّ فی ألل ونحوه فکّ بنقل فقبل» إلی أنه قد جاء الفک فی ألفاظ قیاسها وجوب الإدغام ، فجعل شاذا یحفظ ولا یقاس علیه ، نحو «ألل السقا» إذا تغیرت رائحته ، و «لححت عینه» إذ التصقت بالرّمص (5).

ص: 220


1- طلل : هو ما بقی من آثار الدیار. لبب : موضع القلادة من الصدر.
2- جسّس : جمع جاس : إمّا من جسّ الشیء بیده أی مسه ، وإما من جس الأخبار تفحص عنها ومنه الجاسوس.
3- هیلل : فعل ماض زیدت فیه الیاء لإلحاقه بدحرج ومصدره هیللة کدحرجة.
4- ونحوه أی ومثله فی أنه لا إدغام فیه لأنه فی وزن ملحق : مثل «قردد ومهدد» فإنه ملحق بجعفر ، وقردد : ارتفاع إلی جنب وهدة. ومهدد : علم امرأة.
5- الرمص : وسخ یجتمع فی موق العین إن کان جامدا ، فإن سال فهو غمص وفی المثل «من ساءه الرمص سرّه الغمص» وهناک ألفاظ وردت غیر مدغمة وهی : ضببت الأرض إذا کثر ضبابها جمع ضب ، وقطط الشعر إذا اشتدت جعودته ، ومشت الدابة إذا برز فی ساقها أو ذراعها شیء ذو صلابة العظم ، وهذه الأفعال الثلاثة من باب فرح. وصکک الفرس : إذا اصطک عرقوباه من باب دخل. دبب الانسان : إذا نبت الشعر فی جبهنه من باب ضرب أو فرح. - عززت الناقة : إذا ضاق مجری لبنها من باب کرم. هذه الألفاظ شذ فیها الفک فلا یقاس علیها وما ورد فی الشعر مفکوکا عد من الضرورات کقول الفضل بن قدامة : الحمد لله العلیّ الأجلل الواسع الفضل الوهوب المجزل

وحیی افکک وادّغم دون حذر

کذاک نحو تتجلّی واستتر

* * *

أشار فی هذا البیت إلی ما یجوز فیه الإدغام والفکّ.

وفهم منه : أن ما ذکره قبل ذلک واجب الإدغام.

والمراد بحیی : ما کان المثلان فیه یاءین لازما تحریکهما ، نحو «حیی ، وعیی» ، فیجوز الإدغام ، نحو «حیّ ، وعیّ» ، فلو کانت حرکة أحد المثلین عارضة بسبب العامل لم یجز الإدغام اتفاقا نحو «لن یحیی».

وأشار بقوله : «کذاک نحو تتجلّی واستتر» إلی أن الفعل المبتدأ بتاءین مثل «تتجلّی» یجوز فیه الفک والإدغام ، فمن فکّ - وهو القیاس - نظر إلی أنّ المثلین مصدّران ، ومن أدغم أراد التخفیف ، فیقول : «اتّجلّی» فیدغم أحد المثلین فی الآخر ، فتسکن إحدی التاءین ، فیؤتی بهمزة الوصل توصلا للنطق بالساکن.

وکذلک قیاس تاء «استتر» الفکّ لسکون ما قبل المثلین ، ویجوز الإدغام فیه بعد نقل حرکة أول المثلین إلی الساکن ، نحو «ستّر ، یستّر ، ستّارا» (1).

ص: 221


1- ستّر : أصله : استتر ، نقلت حرکة التاء إلی السین الساکنة قبلها وأسقطت همزة الوصل للاغتناء عنها باعتبار أن السین أصبحت متحرکة بالفتحة وأدغمت التاء بالتاء فصارت ستّر. یستّر : أصله : یستتر علی وزن یفتعل : نقلت حرکة التاء الأولی إلی السین وأدغمت بالتاء الثانیة المکسورة فأصبحت یستّر. ستّار : أصله : استتار علی وزن افتعال ، نقلت کسر التاء الأولی إلی السین ثم أدغمت فی التاء الثانیة وسقطت همزة الوصل فأصبحت ستّار. وأما ستّر علی وزن فعّل فمضارعها یستّر ومصدرها تستیر.

وما بتاءین ابتدی قد یقتصر

فیه علی تا کتبیّن العبر

* * *

یقال فی تتعلّم ، وتتنزل ، وتتبین ، ونحوها : «تعلّم ، وتنزّل ، وتبیّن» بحذف إحدی التاءین وإبقاء الأخری ، وهو کثیر جدا ، ومنه قوله : (تَنَزَّلُ الْمَلائِکَةُ وَالرُّوحُ فِیها)(1).

* * *

وفکّ حیث مدغم فیه سکن

لکونه بمضمر الرفع اقترن

نحو حللت ما حللته وفی

جزم وشبه الجزم تخییر قفی

* * *

إذا اتصل بالفعل المدغم عینه فی لامه ضمیر رفع سکّن آخره ، فیجب حینئذ الفک ، نحو «حللت ، وحللنا ، والهندات حللن».

فإذا دخل علیه جازم جاز الفک ، نحو «لم یحلل» ، ومنه قوله تعالی : (وَمَنْ یَحْلِلْ عَلَیْهِ غَضَبِی)(2) ، وقوله : (وَمَنْ یَرْتَدِدْ مِنْکُمْ عَنْ دِینِهِ)(3) ، والفک لغة أهل الحجاز.

وجاز الإدغام ، نحو «لم یحلّ» ، ومنه قوله تعالی : (وَمَنْ یُشَاقِّ اللهَ)(4) - فی سورة الحشر - وهی لغة تمیم.

ص: 222


1- من الآیة الرابعة سورة القدر وهی : «تَنَزَّلُ الْمَلائِکَةُ وَالرُّوحُ فِیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ کُلِّ أَمْرٍ».
2- من آیة 81 سورة طه وهی : «کُلُوا مِنْ طَیِّباتِ ما رَزَقْناکُمْ وَلا تَطْغَوْا فِیهِ فَیَحِلَّ عَلَیْکُمْ غَضَبِی ، وَمَنْ یَحْلِلْ عَلَیْهِ غَضَبِی فَقَدْ هَوی».
3- من آیة 217 سورة البقرة «وَمَنْ یَرْتَدِدْ مِنْکُمْ عَنْ دِینِهِ فَیَمُتْ وَهُوَ کافِرٌ فَأُولئِکَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِی الدُّنْیا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِکَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ».
4- من الآیة الرابعة سورة الحشر «ذلِکَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ ، وَمَنْ یُشَاقِّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِیدُ الْعِقابِ». وقد وردت فی شرح ابن عقیل «ومن یشاق الله ورسوله» بزیادة رسوله.

والمراد بشبه الجزم سکون الآخر فی الأمر ، نحو «احلل» ، وإن شئت قلت «حلّ» ؛ لأن حکم الآمر کحکم المضارع المجزوم (1).

* * *

وفکّ أفعل فی التعجب التزم

والتزم الإدغام أیضا فی هلمّ

* * *

ولما ذکر أن فعل الأمر یجوز فیه وجهان - نحو «احلل ، وحلّ - استثنی من ذلک شیئین :

أحدها : أفعل فی التعجب فإنه یجب فکّه ، نحو «أحبب بزید» ، وأشدد ببیاض وجهه».

الثانی : هلمّ فإنهم التزموا إدغامه.

والله سبحانه وتعالی أعلم.

وما بجمعه عنیت قد کمل

نظما علی جلّ المهمات اشتمل (2)

ص: 223


1- إذا اتصل بالمدغم فیه واو جمع نحو «ردوا» أو یاء مخاطبة نحو «ردی» أو ألف اثنین نحو «ردا» أو نون توکید نحو «ردّن» فلا بد من الإدغام عند الحجازیین وغیرهم من العرب. وإذا اتصل بالمدغم فیه هاء الغائب وجب ضمه نحو «ردّه ولم یردّه» أو هاء الغائبة وجب فتحه نحو «ردّها ولم یردها» وحکی الکوفیون التثلیث قبل کل منهما والتزم أکثرهم الکسر قبل ساکن نحو «رد القوم» بالکسر لأنه حرکة التقاء الساکنین. فإن لم یتصل الفعل بشیء ففیه ثلاث لغات الفتح للخفة مطلقا وهو لغة أسد والکسر مطلقا علی أصل التخلص من الساکنین وهو لغة کعب ونمیر ، والإتباع لحرکة الفاء نحو «ردّ بالضم وفر بالکسر وعضّ بالفتح».
2- وما : ما : اسم موصول مبتدأ ، بجمعه : بجمع : جار ومجرور متعلق بعنیت ، جمع : مضاف والهاء مضاف إلیه ، وجملة عنیت : صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. قد : حرف تحقیق ، کمل : فعل ماض والفاعل هو والجملة فی محل رفع خبر المبتدأ ما. نظما : حال مؤول بالمشتق أی منظوما ، أو تمییز محول. عن فاعل أی کمل نظمه علی جل : جار ومجرور متعلق باشتمل ، جل مضاف ، المهمات مضاف إلیه ، اشتمل فعل ماض والفاعل هو والجملة فی محل نصب صفة لنظما.

أحصی من الکافیة الخلاصه

کما اقتضی غنی بلا خصاصه (1)

فأحمد الله مصلیا علی

محمد خیر نبی أرسلا (2)

وآله الغرّ الکرام البرره

وصحبه المنتخبین الخیره (3)

ص: 224


1- أحصی : فعل ماض والفاعل هو یعود إلی نظما. من الکافیة : جار ومجرور متعلق بأحصی ، الخلاصة : مفعول به لأحصی ، کما : الکاف حرف جر ، وما مصدریة ، اقتضی : فعل ماض مبنی علی الفتح المقدر والفاعل هو ، وما المصدریة وما بعدها فی تأویل مصدر مجرور بالکاف أی کاقتضائه والجار والمجرور متعلق بأحصی ، غنی : مفعول به لاقتضی منصوب بالفتحة المقدرة علی الألف للتعذر. بلا خصاصة : الباء حرف جر ، ولا نافیة ، وخصاصة مجرور بالباء والجار والمجرور متعلق بغنیّ.
2- فأحمد : الفاء عاطفة تفید معنی السببیة أحمد : فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمیر مستتر وجوبا تقدیره أنا الله : لفظ الجلالة مفعول به ، مصلیا : حال منصوب علی محمد : جار ومجرور متعلق بمصلیا ، خیر : بدّل من محمد مجرور بالکسرة ، خیر مضاف ، نبی : مضاف إلیه ، أرسل : فعل ماض مبنی للمجهول ونائب الفاعل ضمیر مستتر جوازا تقدیره هو یعود إلی نبی والجملة فی محل جر صفة لنبی.
3- وآله : الواو عاطفة ، آل : معطوف علی محمد ، آل مضاف والهاء مضاف إلیه ، الغر والکرام والبررة ثلاثة نعوت للآل مجرورة ، وصحبه : الواو عاطفة ، صحب معطوف علی آله ، صحب مضاف ، والهاء مضاف إلیه ، المنتخبین : صفة للصحب مجرور بالیاء لأنه جمع مذکر سالم ، الخیرة : صفة ثانیة للصحب.

أسئلة ومناقشات

1 - ما الإدغام؟ وما الشروط اللازمة له؟ وضح ذلک بالشرح والتمثیل.

2 - وضح متی یجب الإدغام؟ ومتی یجوز؟ ومتی یمتنع؟ مع التمثیل لکل ما تذکر.

3 - متی یغتفر التقاء الساکنین؟ ومتی یتعین الحذف للتخلص من التقائهما؟ مثل لما تقول ...

4 - ماذا یعنی ابن مالک بقوله؟

وفکّ أفعل فی التعجب التزم

والتزم الإدغام أیضا فی هلم

وضح ذلک مع التمثیل.

5 - بیّن حکم التاءین الواقعتین أول المضارع من حیث الإدغام أو الحذف. أو غیرهما مع التمثیل ..

ص: 225

تمرینات

1 - بیّن مواضع الاستشهاد بما یأتی فی هذا الباب :

«وَیَحْیی مَنْ حَیَّ عَنْ (1) بَیِّنَةٍ» - «وَلَقَدْ کُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ (2) الْمَوْتَ» - «وَمَن یَرْتَدِدْ مِنکُمْ عَن دِینِهِ» (3) - «قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُ (4) عَلی نَفْسِی» - «وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی فَضَّلَنا عَلی کَثِیرٍ مِنْ عِبادِهِ (5) الْمُؤْمِنِینَ».

2 - ما حکم الفک فی قولهم؟

ألل السقاء - لححت عینه - لبب الرجل - حیی الغلام - تتجلی أخلاق الناس فی الشدة - أحبب بعلیّ ...

وضح السبب فیما تقول ...

3 - قال تعالی : «ذَٰلِکَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّوا ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن یُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلْعِقَابِ» (6).

«ذلِکَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ یُشَاقِ (7) اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِیدُ الْعِقابِ» - «کُلُوا مِنْ طَیِّباتِ ما رَزَقْناکُمْ وَلا تَطْغَوْا فِیهِ فَیَحِلَّ

ص: 226


1- آیة 42 سورة الأنفال.
2- آیة 143 سورة آل عمران.
3- آیة 217 سورة البقرة.
4- آیة 50 سورة سبأ.
5- آیة 15 سورة النمل.
6- آیة 13 سورة الأنفال.
7- آیة 4 سورة الحشر.

عَلَیْکُمْ غَضَبِی وَمَنْ یَحْلِلْ عَلَیْهِ غَضَبِی فَقَدْ هَوی (1)».

بیّن فیما مر المدغم وغیره ... وسبب الإدغام وحکمه وکذلک الفک ثم رجح الأولی منها ... مع ذکر القاعدة.

4 - تتلظی جهنم بالکافرین - تتزین الجنة بالمتقین.

وضح ما یجوز فی الفعلین السابقین من وجوه مع التعلیل (إدغام - حذف).

5 - هات المضارع والأمر مما یأتی ثم بین حکم الإدغام والفک فیهما :

حلّ اللغز - ملّ المقام - دلّ المسترشد -

6 - ضع المضارع من الأفعال السابقة بعد أداة جزم ثم اکتبه بما یجوز فیه من فک أو إدغام.

7 - لماذا یجوز فی قولهم : (عیی فلان بالأمر) الإدغام والفک؟

ویمتنع الإدغام فی (أقلل بالمال) وفی (لن یحیی الموات)؟

8 - قال جریر :

فغضّ الطرف إنک من نمیر

فلا کعبا بلغت ولا کلابا

(أ) ما حکم الإدغام فی الفعل (غضّ)؟ وهل یجوز (اغضض) وأیهما أولی؟

(ب) اشرح البیت ثم أعرب ما تحته خط.

والحمد الله الذی بفضله تتم الصالحات وصلّی الله وسلم علی سیدنا ونبینا محمد وعلی آله وصحبه وسلم.

ص: 227


1- آیة 81 سورة طه.

ص: 228

فهرس الموضوعات

التصریف

تقدیم.................................................................... 3 - 4

التصریف................................................................. 5 - 6

المجرد والمزید من الأسماء..................................................... 6 - 8

المجرد والمزید من الأفعال.................................................... 8 - 9

أوزان الاسم المجرد........................................................ 9 - 14

حروف الزیادة......................................................... 14 - 18

فی زیادة همزة الوصل.................................................... 19 - 21

أسئلة ومناقشات...................................................... 22 - 23

تمرینات............................................................... 24 - 26

أبنیة المصادر

مصادر الثلاثی........................................................ 27 - 30

مصادر غیر الثلاثی.................................................... 30 - 34

مصدر المرة والهیئة...................................................... 34 - 35

أسئلة وتمرینات......................................................... 36 - 39

أبنیة أسماء الفاعلین والمفعولین

والصفات المشبهة بها

صیاغة اسم الفاعل من الثلاثی.......................................... 40 - 41

صیاغة اسم الفاعل من غیر الثلاثی............................................ 42

صیاغة اسم المفعول من غیر الثلاثی........................................... 42

صیاغة اسم المفعول من الثلاثی.......................................... 43 - 44

الصفة المشبهة باسم الفاعل............................................. 44 - 45

صوغ الصفة المشبهة......................................................... 45

أسئلة وتمرینات......................................................... 46 - 48

نونا التوکید

ما یؤکد من الأفعال.................................................... 49 - 53

أحوال الفعل مع نونی التوکید............................................ 53 - 54

الفعل المؤکد بالنون..................................................... 54 - 57

أحکام خاصة بنون التوکید الخفیفة....................................... 57 - 58

أسئلة وتمرینات......................................................... 59 - 60

التأنیث

التأنیث.................................................................... 61

ما یستوی فیه المذکر والمؤنث............................................ 62 - 63

أوزان ألف التأنیث المقصورة............................................. 64 - 65

أوزان ألف التأنیث الممدودة............................................. 66 - 67

أسئلة وتمرینات......................................................... 68 - 70

المقصور والممدود

الاسم المقصور القیاسی................................................. 71 - 72

الاسم الممدود القیاسی................................................. 72 - 73

المقصور والممدود السماعیان.................................................. 73

قصر الممدود ومد المقصور.............................................. 73 - 74

تثنیة المقصور.......................................................... 74 - 76

تثنیة الممدود.......................................................... 76 - 77

جمع المقصور والممدود تصحیحا......................................... 78 - 79

حرکة العین فی جمع المؤنث السالم........................................ 79 - 82

أسئلة وتمرینات......................................................... 83 - 86

جمع التکسیر

جموع القلة............................................................ 87 - 91

جموع الکثرة........................................................... 91 - 97

أسئلة وتمرینات....................................................... 98 - 101

تتمة جموع الکثرة................................................... 102 - 112

أسئلة وتمرینات..................................................... 113 - 116

التصغیر

کیفیة التصغیر وأوزانه............................................... 117 - 120

أشیاء لا یعتد بها فی التصغیر........................................ 121 - 122

تصغیر المختوم بألف تأنیث مقصورة.................................. 122 - 123

ما کان ثانیه حرف لین............................................. 123 - 124

تصغیر ما حذف منه شیء.......................................... 124 - 125

تصغیر المرخّم...................................................... 125 - 126

تصغیر الثلاثی المؤنث المجرد من التاء.................................. 126 - 127

تصغیر بعض المبنیات............................................... 127 - 128

أسئلة وتمرینات..................................................... 129 - 133

النسب

یاء النسب............................................................... 134

ما یحذف من المنسوب إلیه.......................................... 134 - 136

تفاصیل فی النسب................................................. 136 - 140

النسب إلی فعیلة وفعیلة............................................. 140 - 142

النسب إلی الممدود والمرکب ومحذوف اللام............................ 142 - 144

النسب إلی ما وضع علی حرفین ومحذوف الفاء وإلی الجمع.............. 144 - 146

الاستغناء عن یاء النسب............................................ 146 - 148

أسئلة وتمرینات..................................................... 149 - 153

الوقف

الوقف علی الاسم المنون ، وهاء الضمیر ، والمنقوص................... 154 - 156

الوقف علی محرک الآخر............................................. 156 - 159

الوقف علی ما آخره تاء التأنیث..................................... 159 - 160

الوقف بهاء السکت................................................ 160 - 163

إعطاء الوصل حکم الوقف.......................................... 163 - 164

أسئلة وتمرینات..................................................... 165 - 167

الإمالة

إمالة الألف المتطرفة................................................ 168 - 169

إمالة الألف....................................................... 169 - 171

موانع الإمالة....................................................... 171 - 173

الإمالة لأجل التناسب.............................................. 173 - 174

إمالة الفتحة....................................................... 174 - 175

أسئلة وتمرینات..................................................... 176 - 178

الإبدال والإعلال

حروف الإبدال............................................................ 179

قلب الواو والیاء همزة............................................... 180 - 182

قلب الهمزة یاء..................................................... 182 - 183

قلب الهمزة واوا............................................................ 183

قلب الواو همزة............................................................ 184

الهمزتان فی کلمة واحدة............................................. 184 - 188

قلب الألف یاء........................................................... 188

قلب الواو یاء...................................................... 189 - 191

قلب الألف والیاء واوا.............................................. 192 - 194

قلب الیاء واوا..................................................... 194 - 195

أسئلة وتمرینات..................................................... 196 - 200

قلب الواو یاء............................................................. 201

قلب الواو والیاء ألفا................................................ 202 - 204

قلب النون میما.................................................... 204 - 205

الإعلال بالنقل..................................................... 205 - 211

إبدال الواو والیاء تاء................................................ 211 - 212

إبدال تاء الافتعال طاء أو دالا.............................................. 212

الإعلال بالحذف................................................... 213 - 214

أسئلة وتمرینات..................................................... 215 - 218

الإدغام

الإدغام........................................................... 219 - 224

أسئلة وتمرینات..................................................... 225 - 227

فهرس الموضوعات 228 - 235

ص: 229

أبنیة أسماء الفاعلین والمفعولین

والصفات المشبهة بها

صیاغة اسم الفاعل من الثلاثی.......................................... 40 - 41

صیاغة اسم الفاعل من غیر الثلاثی............................................ 42

صیاغة اسم المفعول من غیر الثلاثی........................................... 42

صیاغة اسم المفعول من الثلاثی.......................................... 43 - 44

الصفة المشبهة باسم الفاعل............................................. 44 - 45

صوغ الصفة المشبهة......................................................... 45

أسئلة وتمرینات......................................................... 46 - 48

ص: 230

نونا التوکید

ما یؤکد من الأفعال.................................................... 49 - 53

أحوال الفعل مع نونی التوکید............................................ 53 - 54

الفعل المؤکد بالنون..................................................... 54 - 57

أحکام خاصة بنون التوکید الخفیفة....................................... 57 - 58

أسئلة وتمرینات......................................................... 59 - 60

التأنیث

التأنیث.................................................................... 61

ما یستوی فیه المذکر والمؤنث............................................ 62 - 63

أوزان ألف التأنیث المقصورة............................................. 64 - 65

أوزان ألف التأنیث الممدودة............................................. 66 - 67

أسئلة وتمرینات......................................................... 68 - 70

المقصور والممدود

الاسم المقصور القیاسی................................................. 71 - 72

الاسم الممدود القیاسی................................................. 72 - 73

المقصور والممدود السماعیان.................................................. 73

ص: 231

قصر الممدود ومد المقصور.............................................. 73 - 74

تثنیة المقصور.......................................................... 74 - 76

تثنیة الممدود.......................................................... 76 - 77

جمع المقصور والممدود تصحیحا......................................... 78 - 79

حرکة العین فی جمع المؤنث السالم........................................ 79 - 82

أسئلة وتمرینات......................................................... 83 - 86

جمع التکسیر

جموع القلة............................................................ 87 - 91

جموع الکثرة........................................................... 91 - 97

أسئلة وتمرینات....................................................... 98 - 101

تتمة جموع الکثرة................................................... 102 - 112

أسئلة وتمرینات..................................................... 113 - 116

التصغیر

کیفیة التصغیر وأوزانه............................................... 117 - 120

أشیاء لا یعتد بها فی التصغیر........................................ 121 - 122

تصغیر المختوم بألف تأنیث مقصورة.................................. 122 - 123

ص: 232

ما کان ثانیه حرف لین............................................. 123 - 124

تصغیر ما حذف منه شیء.......................................... 124 - 125

تصغیر المرخّم...................................................... 125 - 126

تصغیر الثلاثی المؤنث المجرد من التاء.................................. 126 - 127

تصغیر بعض المبنیات............................................... 127 - 128

أسئلة وتمرینات..................................................... 129 - 133

النسب

یاء النسب............................................................... 134

ما یحذف من المنسوب إلیه.......................................... 134 - 136

تفاصیل فی النسب................................................. 136 - 140

النسب إلی فعیلة وفعیلة............................................. 140 - 142

النسب إلی الممدود والمرکب ومحذوف اللام............................ 142 - 144

النسب إلی ما وضع علی حرفین ومحذوف الفاء وإلی الجمع.............. 144 - 146

الاستغناء عن یاء النسب............................................ 146 - 148

أسئلة وتمرینات..................................................... 149 - 153

ص: 233

الوقف

الوقف علی الاسم المنون ، وهاء الضمیر ، والمنقوص................... 154 - 156

الوقف علی محرک الآخر............................................. 156 - 159

الوقف علی ما آخره تاء التأنیث..................................... 159 - 160

الوقف بهاء السکت................................................ 160 - 163

إعطاء الوصل حکم الوقف.......................................... 163 - 164

أسئلة وتمرینات..................................................... 165 - 167

الإمالة

إمالة الألف المتطرفة................................................ 168 - 169

إمالة الألف....................................................... 169 - 171

موانع الإمالة....................................................... 171 - 173

الإمالة لأجل التناسب.............................................. 173 - 174

إمالة الفتحة....................................................... 174 - 175

أسئلة وتمرینات..................................................... 176 - 178

الإبدال والإعلال

حروف الإبدال............................................................ 179

ص: 234

قلب الواو والیاء همزة............................................... 180 - 182

قلب الهمزة یاء..................................................... 182 - 183

قلب الهمزة واوا............................................................ 183

قلب الواو همزة............................................................ 184

الهمزتان فی کلمة واحدة............................................. 184 - 188

قلب الألف یاء........................................................... 188

قلب الواو یاء...................................................... 189 - 191

قلب الألف والیاء واوا.............................................. 192 - 194

قلب الیاء واوا..................................................... 194 - 195

أسئلة وتمرینات..................................................... 196 - 200

قلب الواو یاء............................................................. 201

قلب الواو والیاء ألفا................................................ 202 - 204

قلب النون میما.................................................... 204 - 205

الإعلال بالنقل..................................................... 205 - 211

إبدال الواو والیاء تاء................................................ 211 - 212

إبدال تاء الافتعال طاء أو دالا.............................................. 212

الإعلال بالحذف................................................... 213 - 214

ص: 235

التصریف

تقدیم.................................................................... 3 - 4

التصریف................................................................. 5 - 6

المجرد والمزید من الأسماء..................................................... 6 - 8

المجرد والمزید من الأفعال.................................................... 8 - 9

أوزان الاسم المجرد........................................................ 9 - 14

حروف الزیادة......................................................... 14 - 18

فی زیادة همزة الوصل.................................................... 19 - 21

أسئلة ومناقشات...................................................... 22 - 23

تمرینات............................................................... 24 - 26

أبنیة المصادر

مصادر الثلاثی........................................................ 27 - 30

مصادر غیر الثلاثی.................................................... 30 - 34

مصدر المرة والهیئة...................................................... 34 - 35

أسئلة وتمرینات......................................................... 36 - 39

أبنیة أسماء الفاعلین والمفعولین

والصفات المشبهة بها

صیاغة اسم الفاعل من الثلاثی.......................................... 40 - 41

صیاغة اسم الفاعل من غیر الثلاثی............................................ 42

صیاغة اسم المفعول من غیر الثلاثی........................................... 42

صیاغة اسم المفعول من الثلاثی.......................................... 43 - 44

الصفة المشبهة باسم الفاعل............................................. 44 - 45

صوغ الصفة المشبهة......................................................... 45

أسئلة وتمرینات......................................................... 46 - 48

نونا التوکید

ما یؤکد من الأفعال.................................................... 49 - 53

أحوال الفعل مع نونی التوکید............................................ 53 - 54

الفعل المؤکد بالنون..................................................... 54 - 57

أحکام خاصة بنون التوکید الخفیفة....................................... 57 - 58

أسئلة وتمرینات......................................................... 59 - 60

التأنیث

التأنیث.................................................................... 61

ما یستوی فیه المذکر والمؤنث............................................ 62 - 63

أوزان ألف التأنیث المقصورة............................................. 64 - 65

أوزان ألف التأنیث الممدودة............................................. 66 - 67

أسئلة وتمرینات......................................................... 68 - 70

المقصور والممدود

الاسم المقصور القیاسی................................................. 71 - 72

الاسم الممدود القیاسی................................................. 72 - 73

المقصور والممدود السماعیان.................................................. 73

قصر الممدود ومد المقصور.............................................. 73 - 74

تثنیة المقصور.......................................................... 74 - 76

تثنیة الممدود.......................................................... 76 - 77

جمع المقصور والممدود تصحیحا......................................... 78 - 79

حرکة العین فی جمع المؤنث السالم........................................ 79 - 82

أسئلة وتمرینات......................................................... 83 - 86

جمع التکسیر

جموع القلة............................................................ 87 - 91

جموع الکثرة........................................................... 91 - 97

أسئلة وتمرینات....................................................... 98 - 101

تتمة جموع الکثرة................................................... 102 - 112

أسئلة وتمرینات..................................................... 113 - 116

التصغیر

کیفیة التصغیر وأوزانه............................................... 117 - 120

أشیاء لا یعتد بها فی التصغیر........................................ 121 - 122

تصغیر المختوم بألف تأنیث مقصورة.................................. 122 - 123

ما کان ثانیه حرف لین............................................. 123 - 124

تصغیر ما حذف منه شیء.......................................... 124 - 125

تصغیر المرخّم...................................................... 125 - 126

تصغیر الثلاثی المؤنث المجرد من التاء.................................. 126 - 127

تصغیر بعض المبنیات............................................... 127 - 128

أسئلة وتمرینات..................................................... 129 - 133

النسب

یاء النسب............................................................... 134

ما یحذف من المنسوب إلیه.......................................... 134 - 136

تفاصیل فی النسب................................................. 136 - 140

النسب إلی فعیلة وفعیلة............................................. 140 - 142

النسب إلی الممدود والمرکب ومحذوف اللام............................ 142 - 144

النسب إلی ما وضع علی حرفین ومحذوف الفاء وإلی الجمع.............. 144 - 146

الاستغناء عن یاء النسب............................................ 146 - 148

أسئلة وتمرینات..................................................... 149 - 153

الوقف

الوقف علی الاسم المنون ، وهاء الضمیر ، والمنقوص................... 154 - 156

الوقف علی محرک الآخر............................................. 156 - 159

الوقف علی ما آخره تاء التأنیث..................................... 159 - 160

الوقف بهاء السکت................................................ 160 - 163

إعطاء الوصل حکم الوقف.......................................... 163 - 164

أسئلة وتمرینات..................................................... 165 - 167

الإمالة

إمالة الألف المتطرفة................................................ 168 - 169

إمالة الألف....................................................... 169 - 171

موانع الإمالة....................................................... 171 - 173

الإمالة لأجل التناسب.............................................. 173 - 174

إمالة الفتحة....................................................... 174 - 175

أسئلة وتمرینات..................................................... 176 - 178

الإبدال والإعلال

حروف الإبدال............................................................ 179

قلب الواو والیاء همزة............................................... 180 - 182

قلب الهمزة یاء..................................................... 182 - 183

قلب الهمزة واوا............................................................ 183

قلب الواو همزة............................................................ 184

الهمزتان فی کلمة واحدة............................................. 184 - 188

قلب الألف یاء........................................................... 188

قلب الواو یاء...................................................... 189 - 191

قلب الألف والیاء واوا.............................................. 192 - 194

قلب الیاء واوا..................................................... 194 - 195

أسئلة وتمرینات..................................................... 196 - 200

قلب الواو یاء............................................................. 201

قلب الواو والیاء ألفا................................................ 202 - 204

قلب النون میما.................................................... 204 - 205

الإعلال بالنقل..................................................... 205 - 211

إبدال الواو والیاء تاء................................................ 211 - 212

إبدال تاء الافتعال طاء أو دالا.............................................. 212

الإعلال بالحذف................................................... 213 - 214

أسئلة وتمرینات..................................................... 215 - 218

الإدغام

الإدغام........................................................... 219 - 224

أسئلة وتمرینات..................................................... 225 - 227

فهرس الموضوعات 228 - 235

ص: 236

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.