عنوان و نام پدیدآور : فوائد الصمدیه (جامع المقدمات) همراه با صوت استاد مدرس افغانی / محمد بن حسین،شیخ بهائی عاملی
مشخصات نشر : دیجیتالی،مرکز تحقیقات رایانه ای قائمیه (عجّل الله تعالی فرجه الشریف) اصفهان،1398.
زبان : عربی.
مشخصات ظاهری : 40 صفحه.
موضوع : زبان عربی -- نحو
توضیح : کتاب «الصمدیة» یا «الفوائد الصمدیة فی علم العربیة» اثر شیخ بهایی رحمة الله علیه، یکی از مهم ترین و دقیق ترین کتاب های مختصر و موجز در علم نحو است که در سال 1030 ق، تألیف شده است.این کتاب، بسیار فشرده، ولی دارای مطالب با ارزش و سودمندی است که در یک مقدمه و پنج حدیقه تنظیم شده است.مؤلف، این کتاب را به برادر کوچکش، عبدالصمد دیکته کرده و سپس در اختیار اهل فضل قرار داده است.
این کتاب در ضمن مجموعه «جامع المقدمات» می باشد.
ص :1
صوت
بسم الله الرحمن الرحیم
أحسن کلمة یبتدأُ بها الکلام ، وَخیرُ خَبَرٍ یُختتم به المرام ، حمدک اللّهمّ علی جزیل الإنعام ، والصلاة والسلام علی سیّد الأنام محمّد وآله البررة الکرام ، سیّما ابن عمّه علیّ ( علیه السلام ) ، الّذی نَصَبَهُ عَلَماً للإسلام ، ورفعه لکسر الأصنام ، جازم أعناق النواصب اللئام ، وواضع علم النحو ، لحفظ الکلام.
وبعد : فهذه الفوائد الصمدیّة ، فی علم العربیّة. حوت من هذا الفنّ ما نفعه أعمّ ، ومعرفته للمبتدئین أهمّ ، وتضمّنت فوائد جلیلة فی قوانین الإعراب ، وفرائد لم یطّلع علیها إلّا اُولو الألباب. ووضعتها للأخ الأعزّ عبد الصمد ؛ جعله الله من العلماءِ العاملین ، ونفعه بها وجمیع المؤمنین. وتشتمل علی خمس حدائق :
النحو : علم بقوانین ألفاظ العَرب ، من حیث الإعراب والبناء ،
وفائدته : حفظ اللسان عن الخطأ فی المقال ،
وموضوعه : الکلمة والکلام.
فالکلمة : لفظ موضوع مفرد ، وهی اسم ، وفعل ، وحرف.
ص: 1
والکلام : لفظ مفید بالإسناد ، ولا یأتی إلّا فی اسمین ، أو فعل واسم.
صوت
إیضاح :
الاسم : کلمة معناها مستقلّ ، غیر مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة ، ویختصّ ب-الجرّ والنداءِ ، واللام ، والتنوین ، والتثنیة ، والجمع.
والفعل : کلمة معناها مستقلّ ، مقترن بأحدها ، ویختصّ بقد ، ولم ، وتاءِ التأنیث ، ونون التأکید.
والحرف : کلمة معناها غیر مستقلّ ، ولا مقترن بأحدها ، ویعرف بعدم قبول شیء من خواصّ أخویه.
تقسیم :
الاسم : إن وضع لذات ، فاسم عین ، کزید. أو لحدث : فاسم معنی ، کَضرْب. أو لمنسوب إلیه حدث فمشتق ، کضارب.
أیضاً : إن وضع لشیء بعینه ، فمعرفة کزید ، والرجل ، وذا ، والّذی ، وهو ، والمضاف إلی أحدها معنی ، والمعرّف بالنداءِ ، وإلّا فنکرة.
أیضاً : إن وُجِدَ فیه علامة التأنیث ، ولو تقدیراً ، کناقة ونار ، فمؤنّث. وإلّا فمذکّر. والمؤنّث إن کان له فرج فحقیقیّ ، وإلّا فلفظیّ.
تقسیم آخر : الفعل إن اقترن بزمان سابق وضعاً فماضٍ. ویختصّ بِلحوق إحدی التاءات الأربع ، أو بزمان مستقبل ، أو حال وضعاً فمضارع. ویختصّ بالسین ، وسوف ، ولم ، وإحدی زوائد أنَیْتَ ، أو بالحال فقط وضعاً ، فأمر. ویعرف بفهم الأمر منه مع قبوله نونی التأکید.
ص: 2
تبصرة :
الماضی مبنیّ علی الفتح ، إلّا إذا کان آخره ألفاً أو اتّصل به ضمیر رفع متحرّک أو واو.
والمضارع إن اتّصل به نون اناث کیضربْن ، بنی علی السکون ، أو نون التأکید مباشرة کیضربَنَّ ، فعلی الفتح ، وإلّا فمرفوع إن تجرّد عن ناصب وجازم ، وإلّا فمنصوب أو مجزوم.
وفعل الأمر یبنی علی ما یجزم به مضارعه.
صوت
فائدة :
الإعراب : أثر یجلبه العامل فی آخر الکلمة لفظاً أو تقدیراً.
وأنواعه : رفع ، ونصب ، وجرّ ، وجزم ، فالأوّلان : یوجدان فی الاسم والفعل ، والثالث : یختصّ بالاسم ، والرابع : بالفعل.
والبناء : کیفیّة فی آخر الکلمة ، لا یجلبها عامل.
وأنواعه : ضمّ ، وکسر ، وفتح ، وسکون ، فالأوّلان : یوجدان فی الاسم والحرف ، نحو : حیثُ ، وأمْسِ ، ومنذُ ، ولام الجرّ ، والأخیران : یوجدان فی الکلم الثلاث : نحو : أیْنَ ، وقامَ ، وسَوْفَ ، وکَمْ ، وقُمْ ، وَهَلْ.
توضیح :
علائم الرفع أربع : الضمّة ، والألف ، والواو ، والنون.
فالضمّة : فی الاسم المفرد ، والجمع المکسّر ، والجمع المؤنّث السالم ، والمضارع.
والألف : فی المثنّی ، وهو ما دلّ علی اثنین ، وأغنی عن متعاطفین وملحقاته ، وهی : کلا ، وکلتا مضافین إلی مضمر ، واثنان وفرعاه.
والواو : فی الجمع المذکّر السالم وملحقاته ، وهی : اُولوا ، وعشرون وبابه ، والأسماء الستة ، وهی : أبوه ، وأخوه ، وحموها ، وفوه ، وهنوه ،
ص: 3
وذو مال ، مفردة مکبّرة ، مضافة إلی غیر الیاءِ.
والنون : فی المضارع المتّصل به ضمیر رفع لمثنّی ، أو جمع ، أو مخاطبة ، نحو : یفعلان وتفعلان ویفعلون وتفعلون وتفعلین.
إکمال :
علائم النصب خمس : الفتحة ، والألف ، والیاءِ ، والکسرة ، وحذف النون.
فالفتحة : فی الاسم المفرد والجمع المکسّر والمضارع.
والألف : فی الأسماءِ الستّة.
والیاء : فی المثنّی والجمع وملحقاتهما.
والکسرة : فی الجمع المؤنّث السالم.
وحذف النون : فی الأفعال الخمسة.
توضیح :
علائم الجرّ ثلاث : الکسرة ، والیاءِ ، والفتحة.
فالکسرة : فی الاسم المفرد ، والجمع المکسّر المنصرفین ، والجمع المؤنّث السالم.
والیاءِ : فی الأسماءِ الستّة ، والمثنّی ، والجمع.
والفتحة : فی غیر المنصرف.
وعلامتا الجزم : السکون ، والحذف.
فالسکون : فی المضارع صحیحاً ، والحذف فیه معتّلاً ، وفی الأفعال الخمسة.
صوت
فائدة : یُقدّر الإعراب فی خمسة مواضع کما هو المشهور.
فمطلقاً فی الاسم المقصور ، کموسی ، والمضاف إلی الیاءِ ، کغلامی.
ص: 4
والمضارع المتّصل به نون التأکید غیر مباشرة کیضربانّ.
ورفعاً وجرَّاً فی المنقوص ، کقاضٍ.
ورفعاً ونصباً فی المضارع المعتلّ بالألف ، کیحیی.
ورفعاً فی المضارع المعتلّ بالواو والیاءِ ، ک : یدعو ویرمی ، والجمع المذکّر السالم المضاف إلی یاءِ المتکلّم کمُسْلِمِیّ.
الاسم : إنْ أشبه الحرف فمبنیٌّ ، وإلّا فمعربٌ.
والمعربات أنواع :
وهو أربعة :
وهو ما اُسند إلیه العامل فیه قائماً به ، وهو ظاهر ومضمر ، فالظاهر : ظاهر ، والمضمر : بارز أو مستتر.
والاستتار یجب فی الفعل فی ستّة مواضع : فعل الأمر للواحد المذکّر ، والمضارع المبدوء بتاء الخطاب ، للواحد أو بالهمزة أو بالنون ، وفعل الاستثناءِ ، وفعل التعجّب ، واُلحق بذلک : زید قام أو یقوم ، وما یظهر فی بعض هذه المواضع ، کأقومُ أنا ، فتأکید للفاعل کقمتُ أنَا.
صوت
وتلازم الفعل علامة التأنیث إن کان فاعله ظاهراً حقیقیّ التأنیث ، کقامت هندٌ ، أو ضمیراً متّصلاً مطلقاً ، کهندٌ قامت ، والشمس طَلَعَتْ. ولک الخیار مع الظاهر اللفظیّ ، کطلعت أو طلع الشمس ، ویترجّح ذکرها مع الفصل بغیر إلّا نحو : دخلت أو دخل الدار هند ، وترکها مع الفصل بها نحو : ما قام إلّا امرأة ، وکذا فی باب نِعْمَ وبئسَ ، نحو : نِعْمَ المرأةُ هندٌ.
ص: 5
مسألة : والأصل فی الفاعل تقدّمه علی المفعول ، ویجب ذلک إذا خیف اللبس ، أو کان ضمیراً متّصلاً ، والمفعول متأخّراً عن الفعل ، ویمتنع إذا اتّصل به ضمیر المفعول ، أو اتّصل ضمیر المفعول بالفعل وهو غیر متّصل ، وما وقع منهما بعد إلّا أو معناها وجب تأخیره.
وهو المفعول القائم مقامه ، وصیغة فعله : فُعِلَ أو یُفعَلُ ، ولا یقع ثانی باب علمت ، ولا ثالث باب أعلمت ، ولا مفعول له ولا معه ، ویتعیّن المفعول به له ، فإن لم یکن فالجمیع سواء.
فالمبتدأ : هو المجرّد عن العوامل اللفظیّة ، مسنداً إلیه ، أو الصفة الواقعة بعد نفی أو استفهام رافعة لظاهر أو حکمه ، فإن طابقت مفرداً فوجهان ، نحو : زیدٌ قائمٌ ، وأقائم وما قائم الزیدان ،
صوت
أو زیدٌ وقد یذکر المبتدأ بدون الخبر ، نحو : کُلُّ رجل وضیعته ، وضربی زیداً قائماً ، وأکثرُ شربی السویقَ مَلْتُوتاً ، ولَوْلا عَلیّ ( علیه السلام ) لَهَلَکَ عُمَر ، ولَعَمْرک لأقومَنّ ، ولا یکون نکرة إلّا مع الفائدة.
والخبر : هو المجرّد المسند به ، وهو مشتق ، وجامد.
فالمشتق الغیر الرافع لظاهر متحمّل لضمیره فیطابقه دائماً بخلاف غیره ، نحو : الکلمةُ لفظٌ ، وهندٌ قائمٌ أبوها.
المجهول ثبوته لشیء عند السامع فی اعتقاد المتکلّم یجعل خبراً ، ویؤخّر ، وذلک الشیء المعلوم یجعل مبتدأ ، ویقدّم ، ولا یُعْدل عن ذلک فی الغالب. فیقال لمن عرف زیداً باسمه وشخصه ولم یعرف أنّه أخوه : زیدٌ
ص: 6
أخوک ، ولمن عرف أنّ له أخاً ولم یعرف اسمه : أخوک زیدٌ ، فالمبتدأ هو المقدّم فی الصورتین.
فصل : تدخل علی المبتدأ والخبر أفعال وحروف ، فتجعل المبتدأ اسماً لها والخبر خبراً لها ، وتسمّی النواسخ ، وهی [ ستّة ] أنواع :
والمشهور منها : کانَ ، وصارَ ، وأصْبَحَ ، وأضحی ، وأمْسی ، وظَلَّ ، وباتَ ، ولَیْس ، وما زالَ ، وما بَرَحَ ، وما انفَکَّ ، وما فتئَ ، وما دامَ.
وحُکمها رفع الاسم ونصب الخبر ، ویجوز فی الکلّ توسّط الخبر ، وفیما سوی الخمسة الأواخر تقدّمه علیها ، وفیما عدا فَتئ ولیْسَ وزال أن تکون تامّة ، وما تصرّف منها یعمل عملها.
صوت
مسألتان : یختصّ کان بجواز حذف نون مضارعها المجزوم بالسکون ، نحو : «وَلَمْ أَکُ بَغِیًّا» (1) بشرط عدم اتّصاله بضمیر نصب ولا ساکن ، ومن ثمّ لم یجز ، فی نحو : لَمْ یَکُنْهُ ، و «لَّمْ یَکُنِ اللَّ-هُ لِیَغْفِرَ لَهُمْ» (2) ، وکذلک فی نحو : ( الناسُ مَجزِیُّونَ بأعمالِهِم ، إنْ خَیْراً فَخَیرٌ ، وإنْ شرّاً فَشَرٌّ ) أربعة أوجه : نصب الأوّل ورفع الثانی ، ورفعهما ، ونصبهما ، وعکس الأوّل ، فالأوّل أقوی والأخیر أضعف ، والمتوسّطان متوسّطان.
وهی : إنَّ ، وأنَّ ، وکَأنَّ ، ولَیَتَ ،
ص: 7
ولکِنَّ ، ولَعَلَّ ، وعملها عکس عمل کانَ ، ولا یتقدّم أحد معمولیها علیها مطلقاً ، ولا خبرها علی اسمها ، إلّا إذا کان ظرفاً أو جارّاً ومجروراً ، نحو : «إِنَّ فِی ذَلِکَ لَعِبْرَةً» (1). وتلحقها ما فتکفّها عن العمل ، نحو : إنّما زیدٌ قائمٌ ، والمصدر إن حلّ محلّ إنَّ ، فتحت همزتها ، وإلّا کسرت ، وإن جاز الأمران ، جاز الأمران. نحو : «أَوَلَمْ یَکْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا» (2) ، و «قَالَ إِنِّی عَبْدُ اللَّ-هِ» (3) ، وأوّل قولی إنّی أحْمد الله. والمعطوف علی أسماءِ هذه الحروف منصوب ، ویختصّ إنَّ وأنَّ ولکنّ بجواز رفعه بشرط مضیّ الخبر.
وتعملان عملها ، بشرط بقاءِ النفی وتأخّر الخبر ، ویشترط فی «ما» ، عدم زیادة إن معها ، وفی «لا» تنکیر معمولیها. فإن لحقتها التاء اختصّت بالأحیان ، وکثر حذف اسمها ، نحو : «وَّلَاتَ حِینَ مَنَاصٍ» (4).
صوت
وتعمل عمل إنَّ ، بشرط عدم دخول جارّ علیها ، واسمها إن کانَ مضافاً أو شبیهاً به ، نصب ، وإلّا بُنی علی ما ینصب به ، نحو : لا رَجُلَ ، ولا رَجُلین فی الدار ، ویشترط تنکیره ومباشرته لها ، فإن عُرّفَ أو فصّل اُهملت وکرّرت ، نحو : لا زیدٌ فی الدار ولا عمروٌ ، ولا فی الدار رجلٌ ولا امرأةٌ.
تبصرة : ولک فی نحو : لا حَوْلَ ولا قُوّةَ إلّا بالله ، خمسة أوجه :
ص: 8
الأوّل : فتحهما علی الأصل.
الثانی : رفعهما علی الابتداءِ ، أو عَلی الإعمال ، کلیس.
الثالث : فتح الأوّل ورفع الثانی بالعطف علی المحلّ ، أو بإعمال الثانیة ، کلیس.
الرابع : عکس الثالث علی إعمال الاُولی ، کَلَیس ، أوْ إلغائها.
الخامس : فتح الأوّل ونصب الثانی بالعطف علی لفظه ، لمشابهة الفتح النصب.
وهی : کاد ، وکَربَ ، وَأوْشَکَ (لِدُنُوّ الخبر) ، وعَسی ( لِرجائه ) ، وأنشأَ وطَفِقَ ( للشروع فیه ).
وتعمل عمل کان ، وأخبارها جمل مبدوءة بمضارع ، ویغلب فی الأوّلین تجرّده عن أنْ ، نحو : «وَمَا کَادُوا یَفْعَلُونَ» (1) ، وفی الأوسطین اقترانه بها ، نحو : «عَسَی رَبُّکُمْ أَن یَرْحَمَکُمْ» (2) ، وهِیَ فی الأخیرتین مُمتنعة ، نحو : طَفِقَ زَیْدٌ یکتُبُ.
وعَسی وأنشأ وکَرَبَ ملازمة للمضیّ ، وجاء یکادُ ویُوشِکُ ویَطْفَقُ.
تتمّة :
یختصّ عسی وأوشک باستغنائهما عن الخبر ، فی نحو : عَسی أنْ یقوم زَیدٌ ، وإذا قلت : زیدٌ عَسی أنْ یقوم ؛ فلک وجهان : إعمالها فی ضمیر زید فَما بعدها خبرها. وتفریقها عنه فما بعدها اسم مغن عن الخبر ، ویظهر أثر ذلک فی التأنیث والتثنیة والجمع ، فعلی الأوّل تقول : هند عَسَتْ أنْ تَقُومَ ، والزیدان عَسیا أنْ یَقُوما ، والزیدُونَ عَسَوْا أنْ یقُومُوا وعلی الثانی : عَسی فی الجمیع.
ص: 9
صوت
وهو ثمانیة :
وهو الفضلة الواقع علیه الفعل ، والأصل فیه تأخّره عنه ، وقد یَتقدّم جوازاً لإفادة الحصر ، نحو : زیداً ضَرَبْتُ ، ووجوباً للزومه الصدر ، نحو : مَنْ رَاَیْتَ ؟
وهو مصدر یؤکّد عامله أو یبیّن نوعه أو عدده ، نحو : ضربتُ ضرباً ، أو ضَرْبَ الأمیر ، أو ضربتین. والمؤکّد مفرد دائماً ، وفی النوع خلاف. ویجب حذف عامله سماعاً ، فی نحو : سقیاً ، ورعیاً ، وقیاساً ، فی نحو : «فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً» (1) ، وَلَهُ عَلیَّ ألفُ دِرْهَمٍ اعترافاً ،
صوت
وزَیْدٌ قائِم حقّاً ، وما أنْتَ إلّا سَیْراً ، وإنّما أنتَ سَیْراً ، وزَیْدٌ سَیْراً سَیْراً ، ومَرَرْتُ بِهِ فَإذا لَهُ صوتٌ صَوتَ حِمارٍ ، ولَبیّک وسَعْدَیْکَ.
وهو المنصوب بفعل فُعِلَ لتحصیله أو حصوله ، نحو : ضربته تأدیباً ، وَقَعدْتُ عَنِ الحَرْبِ جُبناً. ویشترط کونه مصدراً متّحداً بعامله وقتاً وفاعلاً ، ومن ثمَّ جیء باللام ، فی نحو : «وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ» (2) ، وَتَهَیَّأتُ لِلسَّفَر ، وجئتک لمجیئک إیّای.
وهو المذکور بعد واو المعیّة لمصاحبة معمول عامله ، ولا یتقدّم علی عامله ، نحو : سِرْتُ وزیداً ، ومالَکَ وزیداً ، وجئتُ أنا وزیداً والعطف فی الأوّلین قبیح ، وفی الأخیر سائغ ، وفی نحو : ضربتُ
ص: 10
زیداً وعمراً واجب.
وهو اسم زمان أو مکان مبهم ، أو بمنزلة أحدهما منصوب بفعل فُعِلَ فیه ، نحو : جئت یَوْمَ الجُمُعةِ ، وَصَلّیتُ خَلْفَ زَیْدٍ ، وسِرْتُ عشرینَ یوماً ، وعشرین فرسخاً ، وأمّا نحو : دخلت الدارَ ، فمفعول به علی الأصحّ.
وهو الاسم الصریح أو المؤوّل المنصوب بفعل لازم ، بتقدیر حرف الجرّ. وهو قیاسیّ مع أنْ وأنَّ ، نحو : «أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَاءَکُمْ ذِکْرٌ مِّن رَّبِّکُمْ» (1) ، وعَجِبتُ أنَّ زَیداً قائمٌ وسماعیّ فی غیر ذلک ، نحو : ذَهَبْتُ الشامَ.
وهی الصفة المبیّنة للهیئة ، غیر نعت ، ویشترط تنکیرها ، والأغلب کونها منتقلة مشتقّة مقارنة لعاملها.
وقد تکون ثابتة وجامدة ، ومقدّرة.
والأصل تأخّرها عن صاحبها ، ویجب إن کان مجروراً ، ویمتنع إن کانت نکرة محضة ، وهو قلیل. ویجب تقدّمها علی العامل إن کان لها الصدر ، نحو : کیف جاءَ زَیْدٌ ؟ ولا تجیء عن المضاف إلیه إلّا إذا صَحَّ قیامه مقام المضاف ، نحو : «بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِیمَ حَنِیفًا» (2). أوْ کانَ المضاف بعضه ، نحو : أعجبنی وَجْهُ هندٍ راکبةً ، أو کان عامِلاً فی الحال ، نحو : أعجبنی ذهابُک مُسْرعاً.
ص: 11
وهو النکرة الرافعة للإبهام ، المستقرّ عن ذات أو نسبة ، ویفترق عن الحال بأغلبیّة جموده ، وعدم مجیئه جملة ، وعدم جواز تقدّمه علی عامله علی الأصحّ ، فَإنْ کانَ مشتقّاً احتمل الحال.
فالأوّل : عن مقدار غالباً والخفض قلیل ، وعن غیره قلیلاً ، والخفض کثیر.
والثانی : عن نسبة فی جملة أو نحوها ، أو إضافة ، نحو : رطلٌ زیتاً ، وخاتمٌ فضّةً ، «وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَیْبًا» (1) ولله دَرّهُ فارِساً ، والناصب لمبیّن الذات هی ، ولمبیّن النسبة هو المُسند من فعل أو شبهه.
صوت
وهو اثنان :
وهو ما نسب إلیه شیء بواسطة حرف جرٍّ مقدّر مراداً ، وتمتنع إضافة المضمرات ، وأسماء الإشارة ، وأسماء الاستفهام ، وأسماء الشرط ، والموصولات ، سوی «أیّ» فی الثلاثة وبعض الأسماء یجب إضافتها : إمّا إلی الجمل ، وهو : إذ ، وحیث ، وإذا. أو إلی المفرد ظاهراً أو مضمراً ، وهو : کلا وکلتا ، وعند ، وَلَدی ، وسِوی. أو ظاهراً فقط ، وهو : اُولوا ، وذُو ، وفروعهما. أو مضمراً فقط ، وهو : وَحْدَه وَلبَّیک وَأخواته.
تکمیل : یجب تجرّد المضاف عن التنوین ، ونونی المثنّی ، والجمع ، وملحقاتهما ، فإن کانت إضافة صفة إلی معمولها فلفظیّة ، ولا تفید إلّا تخفیفاً ، وإلّا فمعنویّة وتفید تعریفاً مع المعرفة ، وتخصیصاً مع النکرة.
والمضاف إلیه فیها إن کان جنساً للمضاف فهی بمعنی «مِنْ» أو ظرفاً
ص: 12
له فبمعنی «فی» أو غیرهما فبمعنی ال- «لام» ، وقد یکتسب المضاف المذکّر من المضاف إلیه المؤنّث تأنیثه وبالعکس ، بشرط جواز الاستغناء عنه بالمضاف إلیه ، کقوله :
[ وتشرُقُ بالقول الَّذی قد أذَعتَهُ ]***کَما شَرَقَتْ صَدْرُ القَناةِ مِنَ الدَّمِ (1)
وقوله :
إنارَةُ العقلِ مکسوف بِطَوْعِ هَوی***وعقلُ عاصی الهَوی یزدادُ تنویراً ]
ومن ثمَّ امتنع : قامَتْ غلامُ هند.
وهو ما نسب إلیه شیء بواسطة حرف جرّ ملفوظ ، والمشهور من حروف الجرّ أربعة عشر : سبعة منها تجرّ الظاهر والمضمر ، وهی : مِنْ ، وإلی ، وعن ، وعلی ، وفی والباء ، واللام.
وسبعة منها تجرّ الظاهر فقط وهی : مُنذُ ، ومُذْ وتختصّان بالزمان ، ورُبَّ تختصّ بالنکرة ، والتاء تختصّ باسم الله تعالی ، وحتّی والکاف والواو لا تختصّ بالظاهر المعیّن.
صوت
وهو أربعة.
وهو المذکور بعد إلّا وأخواته ، للدلالة علی عَدَمِ اتّصافه بِما نسب إلی
ص: 13
سابقه ولو حکماً.
فإن کان مخرجاً فمتّصل ، وإلّا فمنقطع.
فالمستثنی بإلّا إن لم یذکر مَعَه المستثنی منه اُعرب بحسب العوامل ، وسمّی مفرّغاً. والکلام معه غیر موجب غالباً.
وإنْ ذکر ، فإن کان الکلام مُوجباً نصب ، وإلّا فإن کان متّصلاً فالأحسن إتباعه علی اللفظ ، نحو : «مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِیلٌ» (1) ، وإن تعذّر فعلی المحلّ ، نحو : «لَا إِلَ-هَ إِلَّا اللَّ-هُ». وإن کانَ منقطعاً ، فالحجازیّون یوجبون النصب ، والتمیمیّون یجوّزون الإتباع ، نحو : ما جاءنی القومُ إلّا حِماراً ، أوْ حِمارٌ.
والمستثنی بخَلا وعدا وحاشا ینصب مع فعلیّتها ، ویجرّ مع حرفیّتها ، وبلیس ولا یکون منصوب علی الخبریّة ، واسمهما مستتر وجوباً وبما خَلا وبما عدا منصوب ، وبغیر ، وسوی مجرور بالإضافة ، ویعرب غیر بما یستحقّه المستثنی بإلّا ، وسِوی کغیر عند قوم ، وظرف عند آخرین.
إذا اشتغل عامل عن اسم مقدّم بنصب ضمیره أو متعلّقه کان لذلک الاسم خمس حالات.
1-فیجب نصبه بعامل مقدّر ، یفسّره المشتغل إذا تلی ما لا یتلوه إلّا فعل ، کأداة التحضیض ، نحو : هَلّا زَیْداً أکرَمْتَه ، وکَأداة الشرط ، نحو : إذا زیداً لقیته فأکرِمْهُ.
2-و رفعه بالابتداء ، إذا تلی ما لا یتلوه إلّا اسم : کإذا الفجائیّة ، نحو :
ص: 14
خرجتُ فإذا زید یضرِبُهُ عمروٌ ، أو فصل بینه وبین المشتغل ماله الصدر ، نحو : زیدٌ هل رأیتَهُ.
3-و یترجّح نصبه إذا تلی مظانَّ الفعل ، نحو : أزیداً ضرَبتُه ، أو حصل بنصبه تناسب الجملتین فی العطف ، نحو : قام زیدٌ ، وعمراً أکرمتُهُ ، أوْ کانَ المشتغل فعل طلب ، نحو : زیداً اضربه.
4-و یتساوی الأمران إذا لَمْ تفت المناسبة فی العطف علی التقدیرین ، نحو : زید قام وعمراً أکرمتُهُ. فإن رفعت فالعطف علی الاسمیّة ، أو نصبت فعلی الفعلیّة.
5-و یترجّح الرفع فیما عَدا ذلک لأولویّة عدم التقدیر ، نحو : زیدٌ ضربتُهُ.
صوت
وهو المدعوّ بأیا ، أوْ هَیا ، أوْ أیْ ، أوْ وا مَعَ البعد ، وبالهمزة مَعَ القرب ، وبیا مطلقاً ، ویشترط کونه مظهراً ، ویا أنْتَ ضعیف ، وخلّوه عن اللام إلّا فی لفظة الجَلالة ، ویا الّتی شاذ.
وقد یحذف حرف النداءِ إلّا مَعَ اسم الجنس ، والمندوب ، والمستغاث ، واسم الإشارة ، ولفظ الجَلالة ، مَعَ عَدَم المیم فی الأغلب ، فإن وجدت لزم الحذف.
المفرد المعرفة ، والنکرة المقصودة ، یبنیان علی ما یرفعان به ، نحو : یا زَیدُ ، ویا رجلان ، والمضاف وشبهه ، وغیر المقصودة ، ینصب ، مثل : یا عبدَ الله ، ویا طالعاً جَبَلاً ، ویا رجلاً. والمستغاث یخفض بلامها ، ویفتح لِألفها ولا لام فیه ، نحو یا لَزَیدٍ ، ویا زیداه. والعلم المفرد الموصوف بابن أوْ ابنة ، مضافاً الی علم آخر ، یختار فتحه ، نحو یا زید بن عمرو.
والمنوّن ضرورة ؛ یجوز ضمّه ونصبه ، نحو :
ص: 15
سَلامُ اللهِ یا مَطَرٌ علیها***وَلَیسَ عَلَیْکَ یا مَطَرُ السَّلام (1)
والمکرّر المضاف یجوز ضمّه ونصبه ، کتَیْم الأوّل ، فی نحو :
یا تیمُ تیمَ عَدیٍّ [ لا أباً لَکُمْ ***لا یُلقِیَنّکُم فی سَوْءة عُمَر ] (2)
وتوابعه المضافة تنصب مطلقاً ، أمّا المفردة ، فتوابع المعرب ، تعرب بإعرابه ، وتوابع المبنیّ ، عَلی ما یرفع به من التأکید. والصفة وعطف البیان ، ترفع حملاً علی لفظه ، وتنصب علی محلّه. والبدل ، کالمستقلّ مطلقاً.
أمّا المعطوف ، فإن کان مَعَ ألْ ، فالخلیل یختار رفعه ، ویونس نصبه ، والمبرّد ، إن کانَ کالخلیل فکالخلیل ، وإلّا فکیونس ، وإلّا فکالبَدَل ، وتوابع ما یقدّر ضمّه کالمعتلّ والمبنیّ قبل النداءِ ، کتوابع المضموم لفظاً ، فترفع للبناءِ المقدّر علی اللفظ ، وتنصبُ للنصب المقدّر علی المحلّ.
صوت
فَممیّز الثلاثة إلی العشرة ، مجرور ومجموع ، وممیّز
ص: 16
ما بین العشرة والمائة منصوب مفرد ، وممیّز المائة والألف ومثنّاهما وجمعه ، مجرور مفرد ، ورفضوا جمع المائة.
واُصول العدد اثنتا عشرة کلمة : واحد إلی عشرة ومائة وألف ، فالواحد والاثنان یذکّران مع المذکّر ویؤنّثان مع المؤنّث ، ولا یجامعهما المعدود ، بل یقال : رجل ورجلان. والثلاثة إلی العشرة بالعکس ، نحو قوله تعالی : «سَخَّرَهَا عَلَیْهِمْ سَبْعَ لَیَالٍ وَثَمَانِیَةَ أَیَّامٍ» (1).
وتقول : أحَدَ عَشَرَ رجلاً ، واثنا عشر رجلاً فی المذکّر ، إحدی عشرة امرأة ، واثنتا عشرة امرأة ، فی المؤنّث ، وثلاثة عَشَرَ رَجُلاً إلی تسعة عشر رجلاً فی المذکّر ، وثلاث عشرة امرأة إلی تسع عشرة امرأة فی المؤنّث ، ویستویان فی عشرین وأخواتها ، ثُمَّ تعطفه فتقول : أحد وعشرون رجلاً ، وإحدی وعشرون امرأة ، واثنان وعشرون رجُلاً ، واثنتان وعشرون امرأة ، وثلاثة وعشرون رَجُلاً ، وثلاث وعشرون امرأة ، وهکذا إلی تسع وتسعین امرأة.
منها : المضمر. وهو ما وُضِعَ لمتکلّم أو مخاطب ، أو غائب سبق ذکره ولو حکماً ، فإن استقلَّ فمنفصل وإلّا فمتّصل. والمتّصل مرفوع ومنصوب ومجرور ، والمنفصل غیر مجرور ، فهذه خمسة. ولا یسوّغ المنفصل إلّا لتعذّر المتّصل ، وأنت فی هاءِ سَلْنیه وشبهه بالخیار.
وقد یتقدّم علی الجملة ضمیر غائب مفسّر بها ، یسمّی : ضمیر
ص: 17
الشأن والقصّة ، ویحسن تأنیثه إن کان المؤنّث فیها عمدة ، وقد یستتر ولا یعمل فیه إلّا الابتداء أو نواسخه ، ولا یثنّی ولا یجمع ، ولا یفسّر بمفرد ، ولا یتبع ، نحو : هو الأمیرُ راکبٌ ، وهی هندٌ کریمةٌ ، وإنّه الأمیر راکبٌ ، وکانَ الناسُ صنفان.
ذکر بعض المحقّقین عود الضمیر علی المتأخّر لفظاً ورتبةً فی خمسة مواضع :
1-إذا کانَ مرفوعاً بأوّل المتنازعین وأعملنا الثانی ، نحو : أکرمانی وأکرمتُ الزیدین.
2-أو فاعِلاً فی باب نِعْمَ مفسّراً بتمییز ، نحو : نِعْمَ رَجُلاً زَیْدٌ.
3-أو مبدلاً منه ظاهر ، نحو : ضربتُهُ زیداً.
4-أو مجروراً بِرُبَّ علی ضعف ، نحو : رُبَّهُ رَجُلاً.
5-أوْ کانَ للشأن أو القصّة ، کما مرَّ.
صوت
ومنها : أسماء الإشارة. وهی ما وضع للمشار إلیه المحسوس ، فللمفرد المذکّر «ذا» ولمثنّاه «ذان» مرفوع المحلّ ، و «ذین» منصُوبُه ومجروره ، و «إِنْ هَ-ذَانِ لَسَاحِرَانِ» (1) ، متأوّل.
والمؤنّث «تا» و «ذی» و «ذه» و «تی» و «تِه». ولمثنّاه «تانِ» رفعاً و «تَین» نَصْباً وجرّاً ، ولِجمعهما «اُولاءِ» مدّاً وقصراً.
وتدخله «هاء» التنبیه وتلحقها «کاف» الخطاب بلا لام للمتوسّط ، ومعه للبعید ، إلّا فی المثنّی والجمع عند من مَدَّه ، وفیما دخله حرف التنبیه.
ص: 18
ومنها : الموصول. وهو حرفیّ ، أو اسمیّ.
فالحرفیّ : کلّ حرف اُوِّل مع صلته بالمصدر ، والمشهور خمسة : «أنّ» و «أنْ» و «ما» و «کَیْ» و «لَو» ، نحو : «أَوَلَمْ یَکْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا» (1) ، «وَأَن تَصُومُوا خَیْرٌ لَّکُمْ» (2) «بِمَا نَسُوا یَوْمَ الْحِسَابِ» (3) ، «لِکَیْ لَا یَکُونَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ حَرَجٌ» (4) ، «یَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ یُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ» (5).
تکمیل : والموصول الاسمیّ ما افتقر إلی صلة وعائد ، وهو «الّذی» للمذکّر ، «والّتی» للمؤنّث ، و «اللذان» و «اللتان» لمثنّاهما ، ب- ( الألف ) إن کانا مرفوعی المحلّ وب- ( الیاءِ ) إن کانا منصوبیه أو مجرورَیه ، و «الاُولی» و «الّذین» مطلقاً لجمع المذکّر ، و «اللائی ، و «اللاتی» و «اللواتی» لجمع المؤنّث ، و «مَنْ» و «ما» و «ألْ» و «أیّ» و «ذو» و «ذا» بعد (ما أو من الاستفهامیّتین) للمُؤنّث والمذکّر.
صوت
مسألة : إذا قلت : ماذا صَنَعْتَ ؟ وَمَنْ ذا رَأَیْتَ ؟ فذا موصولة ، ومَنْ وما مبتدءان ، والجواب رفع ، ولک إلغاؤها فهما مفعولان ، وترکیبها معهما ، بمعنی أیّ شیء أو أیّ شخص فالکلّ مفعول ، والجواب علی التقدیرین نصب ، وقس علیه ، نحو : ماذا عَرَضَ ؟ ومَنْ ذا قامَ ؟ إلّا أنَّ الجواب رفع مطلقاً.
ومنها : المرکّب. وهو ما رکّب من لفظین لیس بینهما نسبة ، فإن تضمَّن
ص: 19
الثانی حرفاً ، بنیا ، کخمسة عشر ، وحادی عشر وأخواتهما ، إلّا اثنا عشر وفرعیه ، إذ الأوّل منها معرب علی المختار ،
صوت
وإلّا أعرب الثانی کبعلبکّ ، إن لم یکن قبل الترکیب مبنیّاً ، کسیبویه.
کلّ فرع أعرب بإعراب سابقه ؛ وهی خمسة :
وهو ما دَلَّ علی معنی فی متبوعه مطلقاً ، والأغلب اشتقاقه ، وهو : إمّا بحال موصوفه ویتبعه إعراباً ، وتعریفاً وتنکیراً ، وإفْراداً وتثنیة وجمعاً ، وتذکیراً وتأنیثاً. أو بحال متعلّقه ویتبعه فی الثلاثة الاُوَل.
وأمّا فی البواقی : فإن رفع ضمیر الموصوف فموافق أیضاً ، نحو : جاءنی امرأة کریمة الأب ، ورجلان کریما الأب ، ورجال کرام الأب ، وإلّا فکالفعل ، نحو : جاءنی رجلٌ حَسَنَةٌ جاریَتُهُ ، أو عالیةٌ ، أو عال دارُهُ ، ولقیتُ امرأتین حَسَناً عبداهُما ، أو قائماً ، أو قائمةً فی الدار جاریَتُهُما.
صوت
وهو تابع بواسطة الواو والفاءِ ، أو ثمّ أو حتّی أو أم أو إمّا ، أو أوْ أو بل أو لا أو لکنْ ، نحو : جاءنی زیدٌ وعمروٌ ، «جَمَعْنَاکُمْ وَالْأَوَّلِینَ» (1). وقد یعطف الفعل علی اسم مشابه له وبالعکس ، ولا یحسن العطف علی المرفوع المتّصل ، بارزاً أو مستتراً ، إلّا مع الفصل بالمنفصل ، أو فاصل مّا ، أو توسّط «لا» بین العاطف والمعطوف ، نحو : جئتُ أنا وزیدٌ ، و «یَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ» (2) ، و «مَا أَشْرَکْنَا وَلَا آبَاؤُنَا» (3).
ص: 20
تتمّة :
ویعاد الخافض علی المعطوف علی ضمیر مجرور ، نحو : مَرَرتُ بک وبزیدٍ ، ولا یعطف علی معمولی عاملین مختلفین ، علی المشهور ، إلّا فی نحو : فی الدارِ زیدٌ والحجرةِ عمروٌ.
وهو تابع یفید تقریر متبوعه ، أو شمول الحکم لأفراده ، وهو : إمّا لفظیّ ، وهو اللفظ المکرّر ، أو معنویّ ، وألفاظه : «النفس» و «العین» ، ویطابقان المؤکّد فی غیر التثنیة ، وهما فیها کالجمع ، تقول : جاءنی زیدٌ نفسُهُ ، والزیدان أنفُسُهما ، والزیدون أنفُسُهُم. و «کلا» و «کلتا» للمثنّی ، و «کلّ» و «جمیع» و «عامّة» : لغیره من ذی أجزاء یصحّ افتراقها ، ولو حکماً ، نحو : اشتریتُ العبدَ کُلَّه ، ویتّصل بضمیر مطابق للمؤکّد ، وقد یتبع «کلّ» بأجمع وأخواته.
صوت
مسألتان : لا یؤکّد النکرة إلّا مع الفائدة ومن ثمّ امتنع : رأیتُ رجلاً نفسَه ، وجاز : اشتریت عبداً کلَّه ، واذا أکّد المرفوع المتّصل بارزاً أو مستتراً بالنفس والعین فبعد المنفصل ، نحو : قوموا أنتم أنفُسُکُم ، وقُم أنت نفسُکَ.
وهو التابع المقصود ، أصالة بما نسب إلی متبوعه ، وهو بدل الکلّ من الکلّ ، والبعض من الکلّ.
والاشتمال : وهو الذی اشتمل علیه المبدل منه ، بحیث یتشوّق السامع إلی ذکره ، نحو : «یَسْأَلُونَکَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِیهِ» (1).
ص: 21
والبدل المباین : وهو إن ذکر للمبالغة ، سمّی بدل البداءِ ، کقولک : حبیبی قَمَرٌ شَمْسٌ ، ویقع من الفصحاءِ ، أو لتدارک الغلط ، فبدل الغلط نحو : جاءنی زَیْدٌ الَفرسُ ، ولا یقع من فصیح.
هِدایة : لا یبدل الظاهر عن المضمر فی بدل الکلّ إلّا من الغائب ، نحو : ضَربتُهُ زیداً.
وقال بعض المحقّقین : لا یبدل المضمر من مثله ، ولا من الظاهر و ما مثّل به لذلک مصوغ علی العرب ، ونحو : قُمتُ أنَا ، وَلَقیتُ زَیْداً إیّاه ، تأکید لفظیّ.
صوت
وهو تابع یشبه الصفة فی توضیح متبوعه ، نحو : جاءَ زیدٌ أخوک ، ویتبعه فی أربعة من عشرة ، کالنعت ، ویفترق عن البدل فی نحو : هندٌ قامَ أبوها زیدٌ ، لِأنَّ المبدل منه مستغنی عنه ، وهنا لا بُدَّ منه. وفی نحو : یا زیدُ الحارثُ ، وجاءَ الضاربُ الرجلِ زیدٍ لأنّ البدل فی نیّة تکرار العامل ، ویا الحارثُ والضارب زیدٍ ، ممتنعان.
وهی خمسة أیضاً :
وهو اسم للحدث الّذی اشتقّ منه الفعل ، ویعمل عمل فعله مطلقاً ، إلّا إذا کانَ مفعولاً مطلقاً ، إلّا إذا کانَ بدلاً عن الفعل فوجهان ، والأکثر أن یضاف إلی فاعله ، ولا یتقدَّم معموله علیه ، وإعماله مَعَ اللام ضعیف ، کقوله :
ص: 22
ضعیفُ النِکایَةِ أعْداءَه***[ یَخالُ الفرارَ یُراخی الأجَل ] (1)
صوت
فاسم الفاعل ما دَلَّ علی حدث وفاعله علی معنی الحدوث ، فإن کان صلة لِألْ عمل مطلقاً ، وإلّا فیشترط کونه للحال والاستقبال ، واعتماده بنفی أو استفهام أو مخبر عنه أو موصوف أو ذی حال ، ولا یعمل بمعنی الماضی خلافاً للکسائی ، «وَکَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَیْهِ بِالْوَصِیدِ» (2) حکایة حال ماضیة. واسم المفعول : ما دَلّ علی حدث ومفعوله ، وهو فی العمل والشرط ؛ کأخیه.
وهی ما دَلّ علی حدث ، وفاعله علی معنی الثبوت ، وتفترق عن اسم الفاعل بصوغها عن اللازم دون المتعدّی کحسنٍ وصعبٍ. وبعدم جواز کونها صلة لِألْ ، وبعملها من غیر شرط زمان ، وبمخالفة فعلها فی العمل ، وبعدم جریانها علی المضارع.
تبصرة : ولمعمولها ثلاث حالات : الرفع بالفاعلیّة. والنصب علی التشبیه بالمفعول ، إن کان معرفة ، والتمییز إن کان نکرة. والجرّ بالإضافة. وهی مَعَ کلّ من هذه الثلاثة : إمّا باللام ، أو لا ، والمعمول مع کلّ من هذه الستّة إمّا مضاف أو باللام أو مجرّد ، صارت ثمانیة عشر ، فالممتنع : الحَسَنُ وجهه ، والحَسَن وجهٍ ، واختلف فی : حَسَنُ وجهِهِ.
ص: 23
أمّا البواقی : فالْأحسن ذو الضمیر (1) الواحد ، وهو تسعة. والحسن ذو الضمیرین وهو اثنان. والقبیح الخالی من الضمیر ، وهو أربعة.
صوت
وهو ما دَلّ علی موصوف بزیادة علی غیره ، وهو : أفعَل للمذکّر ، وفُعْلی للمُؤنّث. ولا یبنی إلّا من ثلاثیّ تامّ متصرّف ، قابل للتفاضل ، غیر مصوغ منه أفعل لغیر التفضیل ، فلا یبنی من نحو : دَحْرَجَ ، ونِعْمَ ، وصارَ ، وماتَ ، ولا من : عَورَ ، وخَضِرَ ، وَحمِقَ ، لمجیء أعْوَر ، وأخْضَر ، وأحْمَق لغیره ، فإن فقد الشرط توصّل بأشدّ ونحوه ، وَ «أحْمَقُ مِن هَبَنَّقَه» شاذّ ، و «أبْیَضُ مِنَ اللبنِ» نادر.
تتمّة : ویستعمل إمّا بمِنْ ، أوْ بِألْ ، أوْ مضافاً.
فالأوّل : مفرد مذکر دائماً ، نحو : هندٌ والزیدان أفضلُ من عمروٍ ، وقد یحذف مِنْ ، نحو : اَللهُ أکْبَر.
والثانی : یطابق موصوفه ولا یجامع مع مِنْ ، نحو : هندٌ الفضلی ، والزیدان الأفضلان.
ص: 24
صوت
والثالث : إن قصد تفضیله علی من اُضیف إلیه ، وجب کونه منهم ، وجازت المطابقة وعدمها ، نحو : الزیدان أعْلَما الناسِ ، أو أعْلَمُهُمْ ، وعلی هذا یمتنع یُوسُفُ أحْسَنُ إخوته ، وإن قصد تفضیله مطلقاً ، فمفرد مذکّر مطلقاً ، نحو : یُوسُفُ أحسَنُ أخواته. والزیدان أحسن إخوتهما ، أی : أحسن الناس من بینهم.
تبصرة : ویرفع الضمیر المستتر اتّفاقاً ، ولا ینصب المفعول به إجماعاً ،ورفعه للظاهر قلیل ، نحو : رأیتُ رجلاً أحسَنَ منه أبوه ، ویکثر ذلک فی نحو : ما رأیتُ رَجُلاً أحسنَ فی عَیْنِهِ الکُحْلُ منه فی عین زیدٍ ، لأنَّهُ بمعنی الفعل.
صوت
مَوانِعُ صَرْفِ الاسم تِسعٌ : فَعُجمةٌ ***وجمعٌ ، وتأنیثٌ ، وعدلٌ ، ومعرفة
وزائدتا فعلان ، ثُمَّ ترکَّبُ ***کذلک وزن الفعلِ ، والتاسِعُ الصفة
بِثنتینِ مِنها یُمْنَعُ الصَّرْفُ***هکذا بواحِدَة نابَتْ فقالوا مُضَعَّفَة
والعجمة تمنع صرف العلم العجمیّ العلمیّة ، بشرط زیادته علی الثلاثة کإبراهیم ، ولا أثَرَ لتحرّک الأوسط عند الأکثر.
والجمع یمنع صرف وزنِ مفاعل ومفاعیل ، کدراهم ودنانیر ، بالنیابة عن علّتین ، واُلحقَ به حضاجر للأصل ، وسراویل للشبه.
والتأنیث إن کان بألفی حُبلی وحمراءِ ، ناب عن علّتین ، وإلّا منع صرف العلم حتماً ، إن کان بالتاءِ کطلحة ، أو زائداً علی الثلاثة ، کزینب ، أو متحرّک الأوسط کسَقَر ، أو أعجمیّاً ، کجور ، فَلا یتحتّم منع صرف هند،خلافاً للزجّاج.
والعدل یمنع صرف الصفة المعدولة عن أصلها ، کرباع ومَرْبَع وکاُخَر ،
ص: 25
فی : مَرَرْتُ بنسوة اُخَر. إذ القیاس بنسوةٍ آخر ، لِأنَّ اسم التفضیل المجرّد عن اللام ، والإضافة مفرد مذکّر دائماً ،
صوت
ویقدّر العدل فیما سُمِعَ غیر منصرف ، ولیس فیه سوی العَلَمِیّة ؛ کَزُحَل وعُمر،بتقدیر زاحل وعامر.
والتعریف شرط تأثیره فی منع الصرف العَلَمِیّة.
والألف والنون یمنع صرف العلم کعِمران ، والوصف الغیر القابل للتاءِ کسَکران ، فعریان منصرف ، ورحمان ممتنع.
والترکیب المزجیّ یمنع صرف العلم کبعلبک.
ووزن الفعل شرطه الاختصاص بالفعل ، أو تصدیره بزائد من زوائده.
ویمنع صرف العلم : کشمّر ، والوصف الغیر القابل للتاءِ کأحمر ، فیعمل منصرف لوجود یعملة.
والصفة تمنع صرف الموازن للفعل ، بشرط کونها الأصل فیه ، وعدم قبوله التاءِ ، فأربع ، فی مررت بنسوة أربعٍ ، منصرف لوجهین. وجمیع الباب یکسر مع اللام والإضافة والضرورة.
صوت
یختصّ المضارع بالإعراب فیرتفع بالتجرّد عن الناصب والجازم.
وینصب بأربعة أحرف : «لن» : وهی لتأکید نفی المستقبل.
و «کی» : ومعناها السببیة.
و «أنْ» : وهی حرف مصدریّ ، والّتی بعد العلم غیر ناصبة ، وفی «أنْ» الّتی بعد الظنّ وجهان.
ص: 26
و «إذَنْ» : وهی للجواب والجزاءِ ، وتنصبه مصدّرة مباشرة مقصوداً به للاستقبال ، نحو : إذَنْ أکْرمَک ، لمن قال : أزُورُک. ویجوز الفصل بالقسم ، وبعد التالیه للواو والفاء ، وجهان.
تکمیلٌ : وینصب بأن مضمرة جَوازاً بعد الحروف العاطفة له علی اسم صریح ، نحو : لَلبْسُ عَبائةٍ وتقرّ عینی ، وبعد لام کی إذا لم یقترن بلا ، نحو : أسْلَمْتُ لأدْخُلَ الْجنّةَ. ووجوباً بعد خمسة أحرف : «لام الجحود» : وهی المسبوقة بکون منفیّ ، نحو : «وَمَا کَانَ اللَّ-هُ لِیُعَذِّبَهُمْ» (1) و «أو» بمعنی إلی أو إلّا ، نحو : لألزمنّک أو تعطینی حقّی ، و «فاء السببیّة وواو المعیّة» ، المسبوقین بنفی أو طلب ، نحو : زُرنی فاکرمَک ، ولا تأکل السمکَ وتشربَ اللبنَ ، و «حتّی» بمعنی إلی أو کی ، إذا اُرید به الاستقبال ، نحو : أسیرُ حتّی تَغرُبَ الشَّمْسُ ، وأسلمتُ حتّی أدخلَ الجنّة. فإن أردت الحال کانت حرف ابتداءِ.
فالأوّل : ما یجزم فعلاً واحداً. وهو أربعة أحرف : «اللام» و «لا» الطلبیّتان ، نحو : لیقمْ زیدٌ ، ولا تُشرِکْ باللهِ ، و «لَمْ» و «لَمّا» یشترکان فی النفی والقلب إلی الماضی ، ویختصّ «لم» بمصاحبة أداة الشرط ، نحو : إنْ لَمْ تَقمْ أقمْ ، وبجواز انقطاع نفیها ، نحو : لم یکن ثُمَّ کانَ ، ویختصّ «لمّا» بجواز حذف مجزومها ، نحو : قَارَبْتُ المَدینة ولَمّا. وبکونه متوقّعاً غالباً ، کقولک : لمّا یرکب الأمیر ، للمتوقّع رکوبه.
الثانی : ما یجزم فعلین وهو : «إنْ» و «إذْما» و «مَنْ» و «ما» و «متی»
ص: 27
و «أیّ» و «أیّانَ» و «أیْن» و «أنّی» و «حیثُما» و «مَهْما» : فالأوّلان حرفان ، والبواقی أسماء علی الأشهر ، وکلّ واحد منها یقتضی شرطاً وجزاءً ماضیین أو مضارعین ، أو مختلفین ، فإن کانا مضارعین أو الأوّل ، فالجزم ، وإن کان الثانی وحده ، فوجهان ، وکلّ جزاء یمتنع جعله شرطاً ، «فالفاء» لازمة له ، کأن یکون جملة اسمیّة أو إنشائیّة أو فعلاً جامداً أو ماضیاً مقروناً بقَدْ ، نحو : إنْ تقمْ فأنا أقومُ أو فأکرِمْنی ، أو فعسی أن أقومَ ، أو فقد قمتُ.
صوت
مسألة : وینجزم بعد الطلب «بإنْ» مقدّرة مع قصد السببیّة ، نحو : زُرْنی أکرِمْکَ ولا تکفرْ تدخل الجنّةَ. ومن ثَمَّ امتنع لا تکْفُر تدخل النارَ. - بالجزم - ، لفساد المعنی.
أفعال وضعت لإنشاءِ مدح أو ذم ، فمنها : «نِعْمَ» و «بئْسَ» و «ساءَ» ، وکلّ منها یرفع فاعلاً معرّفاً باللام ، أو مضافاً إلی معرّف بها ، أو ضمیراً مستتراً مفسّراً بتمییز ، ثم یذکر المخصوص مطابقاً للفاعل ، ویجعل مبتدأ مقدّم الخبر ، أو خبراً محذوف المبتدأ نحو : نِعْمَ المرأةُ هندٌ ، وبِئسَ نساء الرجلِ الهنداتُ ، وساءَ رجلاً زیدٌ ، ومنها : «حَبَّ» و «لا حَبَّ» وهما کنعم وبئس ، والفاعل«ذا» مطلقاً ، وبعده المخصوص ، ولک أن تأتی قبل أو بعده بتمییز أو حال علی وفقه ، نحو : حَبَّذا الزیدانِ ، وحَبَّذا زیدٌ راکباً ، وحَبَّذا امرأةً هندٌ.
فعلان وضعا لإنشاءِ التعجّب ، وهما : ما أفعله ، وأفعِل به ، ولا یبنیان إلّا ممّا یبنی منه اسم التفضیل ، ویتوصّل إلی الفاقد بأشدّ وأشدد به ، ولا یتصرّف فیهما ، وما مبتدأ اتّفاقاً ، وهل هی بمعنی شیء ، وما
ص: 28
بعدها خبرها ، أو موصولة ، وما بعدهما صلتها ، والخبر محذوف ؟ خلاف. وما بعد الباءِ فاعل عند سیبویه ، وهی زائدة ، ومفعول عند الأخفش ؛ وهی للتعدیة أو زائدة.
صوت
أفعال تدخل علی الاسمیّة لبیان ما نشأت منه من ظنّ أو یقین ، وتنصب المبتدأ والخبر ، مفعولین ، ولا یجوز حذف أحدهما وحده وهی : «وَجَدَ» و «ألفی» لتیقّن الخبر ، نحو : «إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّینَ» (1) ، و «جَعَلَ» و «زَعَمَ» لظَنّه ، نحو : «زَعَمَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَن لَّن یُبْعَثُوا» (2) ، و «عَلِمَ» و «رأی» للأمرین ، والغالب للیقین ، نحو : «إِنَّهُمْ یَرَوْنَهُ بَعِیدًا وَنَرَاهُ قَرِیبًا» (3) ، و «ظَنَّ» و «خالَ» و «حَسِبَ» لهما ، والغالب فیها الظنّ ، نحو : حَسبتُ زیداً قائماً.
مسألة : وإذا توسّطت بین المبتدأ والخبر ، أو تأخّرت ، جاز إبطال عملها لفظاً ومحلّاً ، ویسمّی «الإلغاء» ، نحو : زیدٌ علِمتُ قائمٌ ، وزیدٌ قائمٌ علمتُ ، وإذا دخلت علی الاستفهام أو النفی أو اللام أو القسم ، وجب إبطال عملها لفظاً فقط ، ویسمّی «التعلیق» ، نحو : «لِنَعْلَمَ أَیُّ الْحِزْبَیْنِ أَحْصَی» (4) ، وَعَلِمْتُ لَزیْدٌ قائمٌ.
إذا تنازع عاملان ظاهراً بعدهما ، فلک إعمال أیّهما شئت ، إلّا أنَّ
ص: 29
البصریّین یختارون الثانی لقربه ، وعدم استلزام إعماله الفصل بالأجنبیّ ، والعطف علی الجملة قبل تمامها ، والکوفیّین الأوّل لسبقه وعدم استلزامه الإضمار قبل الذکر وأیّهما أعملتَ أضمرت الفاعل فی المهمل موافقاً للظاهر.
أمّا المفعول فالمهمل إن کان الأوّل حذف ، أو الثانی اُضمر ، إلّا أن یمنع مانع ولیس منه ، نحو : حَسِبَنی وحَسِبْتُهُما مُنْطَلِقَیْنِ الزیدان مُنْطَلِقاً ، کما قاله بعض المحقّقین.
الجملة : قول تضمّن کلمتین بإسناد ، فهی أعمّ من الکلام عند الأکثر ،
صوت
فَإنْ بدأت : باسم ، فاسمیّة. نحو : زیدٌ قائمٌ ، «وَأَن تَصُومُوا خَیْرٌ لَّکُمْ» (1). وإنَّ زیداً قائمٌ ، إذ لا عبرة بالحرف.
أو بفعل ، ففعلیّة : کقامَ زیدٌ ، وهل قامَ زیدٌ ؟ وَهَلّا زَیْداً ضَربْتَهُ ؟ ویا عَبْدَ اللهِ ، «وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِکِینَ اسْتَجَارَکَ» (2) لأنَّ المقدّر کالمذکور.
ثمّ إن وقعت خبراً فصغری ، أو کان خبر المبتدأ فیها جملة فکبری ، نحو : زیدٌ قامَ أبوه ، فقام أبوه صغری ، والجمیع کبری. وقد تکون صغری وکبری باعتبارین نحو : زید أبوهُ غلامهُ منطلِقٌ ، وقد لا تکون صغری ولا کبری کقامَ زیدٌ.
إجمال :
الجمل الّتی لها محلّ سبع : الخبریّة ، والحالیّة ، والمفعول بها ،
ص: 30
والمضاف إلیها ، والواقعة جواباً لشرط جازم ، والتابعة لمفرد ، والتابعة لجملة لها محلّ. والّتی لا محلَّ لها سبع أیضاً : المستأنفة ، والمعترضة ، والتفسیریّة ، والصلة والمجاب بها القسم ، والمجاب بِها شرط غیر جازم ، والتابعة لما لا محَلَّ له.
وهی الواقعة خبراً لمبتدأ ، أوْ لأحد النواسخ ، ومحلّها الرفع أو النصب ، ولا بُدَّ فیها من ضمیر مطابق له ، مذکور أو مقدّر ، إلّا إذا اشتملت علی المبتدأ ، أو علی جنس شامل له ، أو إشارة إلیه ، أو کانت نفس المبتدأ.
وشرطها أنْ تکونَ خبریّة ، غیر مصدّرة بحرف الاستقبال ، ولا بدّ من رابط ؛ فالاسمیّة ، بالواو والضمیر أو أحدهما ، والفعلیّة إن کانت مبدوؤة بمضارع مثبت بدون قد ، فبالضمیر وحده ، نحو : جاءنی زید یَسْرع ، أوْ معها فمَعَ الواو ، نحو : «لِمَ تُؤْذُونَنِی وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّی رَسُولُ اللَّ-هِ» (1) ، وإلّا فکالاسمیّة ، ولا بُدَّ مع الماضی المثبت من قد ولو تقدیراً.
ویختصّ ذلک بباب القول ، نحو : یقال زیدٌ عالمٌ.
وتقع بعد ظروف الزمان ، نحو : «وَالسَّلَامُ عَلَیَّ یَوْمَ وُلِدتُّ» (1) ، «وَاذْکُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِیلٌ» (2) ، وبعد حیث ، ولا یضاف إلی الجمل من ظروف المکان سواها ، والأکثر إضافتها إلی الفعلیّة.
مقرونة بالفاءِ أو إذا الفجائیّة ، ومحلّها الجزم ، نحو : «مَن یُضْلِلِ اللَّ-هُ فَلَا هَادِیَ لَهُ» (3) و «إِن تُصِبْهُمْ سَیِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَیْدِیهِمْ إِذَا هُمْ یَقْنَطُونَ» (4)وأمّا نحو : إنْ تقمْ أقمْ ، وإنْ قمتَ قمتُ ، فالجزم فیه للفعل وحده.
ومحلّها بحسبه ، نحو : «وَاتَّقُوا یَوْمًا تُرْجَعُونَ فِیهِ إِلَی اللَّ-هِ» (5). ونحو : «أَوَلَمْ یَرَوْا إِلَی الطَّیْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَیَقْبِضْنَ» (6).
ومحلّها بحسبها ، نحو : زَیدٌ قامَ وَقَعَدَ أبُوُه ، بالعطف علی الصغری ، وتقع بَدَلاً بشرط کونها أوْفی بتأدیة المراد ، نحو : أقُولُ لَهُ ارحَلْ لاتُقیمَنَّ عِنْدَنا وإلّا فکُنْ فی السِّرِّ والجَهْرِ مُسْلِماً
وهی المفتتح بها الکلام
ص: 32
أو المنقطعة عمّا قبلها ، نحو : «وَلَا یَحْزُنکَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّ-هِ جَمِیعًا» (1) ، وکذلِکَ جملة العامل الملغی لتأخّره ، أمّا الملغی لتوسّطه فجملة معترضة.
وهی المتوسطة بین شیئین ، من شأنهما عدم توسّط أجنبیّ بینهما ، وتقع غالباً بین الفعل ومعموله ، والمبتدأ وخبره ، والموصول وصلته ، والقسم وجوابه ، والموصوف وصفته.
وهی الفضلة الکاشفة لِما تلیه ، نحو : «إِنَّ مَثَلَ عِیسَی عِندَ اللَّ-هِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ» (2). والأصحّ أنّه لا محلّ لها ، وقیل : هی بحسب ما تفسّره.
ویشترط کونها خبریّة معلومة للمخاطب ، مشتملة علی ضمیر مطابق للموصول.
نحو : «یس*وَالْقُرْآنِ الْحَکِیمِ إِنَّکَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ» (3) ، ومتی اجتمع شرط وقسم اکتفی بجواب المتقدّم مِنهما ، إلّا إذا تقدّمها ما یفتقر إلی خبر ، فیکتفی بجواب الشرط مطلقاً.
نحو : إذا جئتنی اکرمتُک وفی حکمها المجاب بها شرط جازم و لم یقترن بالفاءِ ولا بإذا الفجائیّة ، نحو : إنْ تقمْ أقُمْ.
ص: 33
نحو : جاءنی زیدٌ فأکرمتهُ ، جاءنی الّذی زارنی و أکرمته ، إذا لَمْ یجعل الواو لِلْحال بتقدیر «قد».
صوت
إذا وَقَعَ أحدهما بعد المعرفة المحضة فحال ، أو النکرة المحضة فصفة ، أو غیر المحضة فمحتمل لهما ، ولا بُدَّ من تعلّقهما بالفعل أو بما فیه رائحته ، ویجب حذف المتعلّق إذا کانَ أحدهما صفة أو صلة أو خبراً أو حَالاً ، وإذا کانَ کذلک أو اعتمد علی نفی أو استفهام جازَ أنْ یَرْفَعَ الفاعل ، نحو : جاءَ الّذی فی الدارِ أبُوهُ ، وما عندی أحَدٌ ، و «أَفِی اللَّ-هِ شَکٌّ» (1).
حرف ترد لنداءِ القریب والمتوسّط ، وللمضارعة وللتسویة ، وهی الداخلة علی جملة فی محلّ المصدر ، نحو : «سَوَاءٌ عَلَیْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا یُؤْمِنُونَ» (2)وللاستفهام ، فیطلب بها التصوّر والتصدیق ، نحو : أزید فی الدار أمْ عمرو ؟ وأفی الدار زید أمْ فی السوق ؟ بخلاف «هَلْ» لاِختصاصها بالتصدیق.
بالفتح والتخفیف ، ترد اسمیّة وحرفیّة.
فالاسمیّة : هی ضمیر المخاطب ، کَأَنْتِ ، وأنْتُما ، إذ ما بعدها حرف الخطاب اتّفاقاً.
والحرفیّة : ترد ناصبة للمضارع ، ومخفّفة من المثقّلة ، ومفسّرة ، وشرطها
ص: 34
التوسّط بین جملتین ، أوّلهما بمعنی القول وعدم دخول جارّ عَلیها ، وزائدة ، وتقع غالباً بعد لمّا وبین القسم ولو.
بالکسر والتخفیف ، ترد شرطیّة ونافیة ، نحو : «إِنِ الْکَافِرُونَ إِلَّا فِی غُرُورٍ» (1) ومخفّفة من المثقّلة ، نحو : «وَإِن کُلٌّ لَّمَّا جَمِیعٌ لَّدَیْنَا مُحْضَرُونَ» (2) ، فی قراءة التخفیف.
وَمَتی اجتمعت «إنْ» و «ما» فالمتأخّرة منهما زائدة.
( بالفتح والتشدید ) ، حرف تأکید ، وتأوّل مع معمولَیها بمصدر ، من لفظ خبرها إن کانَ مشتقّاً ، وبالکون إن کانَ جامِداً نحو : بَلَغَنی أنَّک مُنطَلِقٌ ، وَأنَّ هذا زید.
( بالکسرِ والتشدید ) ، ترد حرف تأکید ، تنصب الاسم وترفع الخبر ، ونصبهما لغة ، وقَدْ تنصَب ضمیر شأن مقدّراً فالجملة خبرها. وحرف جواب ، کنعم ، وعَدَّ المبرّد من ذلِکَ قوله تعالی «إِنْ هَ-ذَانِ لَسَاحِرَانِ» (3) ورَدَّ بامتناع اللام فی خبر المبتدأ.
ترد ظَرفاً للماضی ، فتدخل علی الجملتین وقد یضاف إلیها اسم زمان ، نحو : حینئذٍ ویَوْمئذٍ. وللمفاجأة بعد بینما أو بیننا ، وهل هی حینئذٍ حرف أو ظرف ؟ خلاف.
ص: 35
ترد ظرفاً للمستقبل ، فتضاف إلی شرطها وتنصب بجوابها. وتختصّ بالفعلیّة ، ونحو : «إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ» (1) مِثل : «وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِکِینَ اسْتَجَارَکَ» (2). وللمفاجأة ، فتختصّ بالاسمیّة ، نحو : خَرَجْتُ فَإذا السَّبُعُ واقِفٌ ، والخلاف فیها کاختها.
ترد للعطف متّصلة ومنقطعة. فالمتّصلة : المرتبط ما بعدها بِما قبلها ، وتقع بعد همزة التسویة والاستفهام. والمنقطعة : کبل ، وحرف تعریف ، وهی لغة حِمْیَرٍ.
صوت
( بالفتح والتشدید ) ، حرف تفصیل غالباً ، وفیها معنی الشرط للزوم الفاءِ ، والتزم حذف شرطها ، وعوّض بینهما عن فعلها جزء ممّا فی حیّزها ، وفیه أقوال. وقد تفارق التفصیل ، کالواقعة فی أوائل الکتب.
( بالکسر والتشدید ) ، حرف عطف علی المشهور ، وترد للتفصیل ، نحو : «إِمَّا شَاکِرًا وَإِمَّا کَفُورًا» (3). وللإبهام والشکّ وللتخییر والإباحة ، وإمّا لازمة قبل المعطوف علیه بها ، ولا تنفَکّ عن الواو غالباً.
( بالفتح والتشدید ) ، ترد اسم شرط نحو : «أَیًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی» (4). واسم استفهام ، نحو : أیُّ الرَّجُلَیْن قامَ ؟ ودالّة علی معنی الکمال ، نحو : مررت برَجلٍ أیّ رجلٍ. ووصلة لنداءِ ذی
ص: 36
اللام ؛ نحو : یا أیّها الرجل. وموصُولة ، ولا یعْرب من الموصولات سِواها ، نحو : أکرِم أیّا أکرَمَکَ.
حرف عطف ، وتفید بعد الإثبات ، صرف الحکم عن المعطوف علیه إلی المعطوف ، وبعد النهی والنفی ، تقریر حکم الأوّل وإثبات ضدّه للثانی ، أو نقل حکمه إلیه عند بعض.
ترد للاستثناء حرفاً جارّاً ، أوْ فعلاً جامداً ، وفاعلها مستتر عائد إلی مصدر مصاغ مِمّا قبلها ، أو اسم فاعل ، أو بعض مفهوم ضمناً منه. وللتنزیه ، نحو : حاشا لِلّهِ. وهَلْ هی اسم بمعنی براءة ، أو فعل بمعنی برأت ، أو اسم فعل بمعنی اُبَرِّئُ ؟ خلاف.
ترد عاطِفة بجزءِ أقوی أو أضعف ، بمهلة ذهنیّة ، وتختصّ بالظاهر عند بعض. وحرف ابتداءٍ فتدخل علی الجمل ، وترد جارّة ، فتختصّ بالظاهر ، خلافاً للمبرّد ، وقد ینصب بعدها المضارع بأن مضمرة لا بِها ، خلافاً للکوفیّین.
ترد رابطة للجواب الممتنع جعله شرطاً ، وحُصر فی ستّة مواضع.
ولربط شبه الجواب ، نحو : الّذی یأتینی فَلَهُ دِرْهمٌ.
صوت
وعاطِفة ، فتفید التعقیب والترتیب بنوعیه ، فالحقیقی ، نحو : قامَ زیدٌ فعمروٌ. والذکری ، نحو : «وَنَادَی نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ» (1).
ص: 37
وقد تفید ترتّب لا حقَها علی سابقها ، فتسمّی فاء السببیّة ، نحو : «فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً» (1). وقد تختصّ حینئذ باسم النتیجة والتفریع.
وقد تنبئ عن محذوف ، فتسمّی فصیحة ، عند بعض ، نحو : «اضْرِب بِّعَصَاکَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ» (2).
ترد اسماً بمعنی یکفی أوْ حَسب ، نحو : قَدْنی ، وقدی درهم.
وحرف تقلیل مع المضارع ، وتحقیق مع الماضی غالباً ، قیل : وقَدْ تقرّبه من الحال ؛ ومن ثمَّ التزمت فی الحالیّة المصدّرة به ، وفیه بحث مشهور.
ترد اسم فعل بمعنی انْتَهِ ، وکثیراً ما تحلّی بالفاءِ ، نحو : قامَ زَیْدٌ فَقَطُّ. وظرفاً لاستغراق الماضی منفیّاً ، وفیه خمس لغات ، ولا تجامع مستقبلاً.
ترد خبریّة واستفهامیّة ، وتشترکان فی البناءِ والافتقار إلی التمییز ولزوم الصدر ، وتَختَصّ الخبریّة بِجرّ التمییز مفرداً أو مجموعاً ، والاستفهامیة بنصبه ولزوم إفراده.
ترد شرطیّة : فتجزم الفعلین عند الکوفیّین ، واستفهامیّة : فتقع خبراً ، فی نحو کَیفَ زَید ؟ وکیف أنْتَ ؟ ومفعولاً ، فی نحو : کیف ظننت زیداً ؟ وحالاً ، فی نحو : کیف جاءَ زَید ؟
ص: 38
ترد شرطیّة ، فتقتضی امتناع شرطها واستلزامه لِجَوابها ، وتختَّص بالماضی ولو مؤوّلاً ، وبمعنی إن الشرطیّة وَلَیْسَتْ جازمة ، خلافاً لبعضهم. وبمعنی لیت ، نحو : «لَوْ أَنَّ لَنَا کَرَّةً» (1). ومصدریّة ، وقد مضت.
حرف ترد لربط امتناع جوابه بوجود شرطه ، وتختصّ بالاسمیّة ، ویغلب معها حذف الخبر إن کانَ کوناً مطلقاً. وللتّوبیخ ، وتختصّ بالماضی. وللتحضیض والعرض ؛ فتختصّ بالمضارع ولو تأویلا.
ترد لربط مضمون جملة بوجود مضمون اُخری ، نحو : لمّا قمتَ قُمتُ. وهل هی حرف أو ظرف ؟ خلاف. وحرف استثناء ، نحو : «إِن کُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَیْهَا حَافِظٌ» (2) وجازمة للمضارع ک «لم» وتفترقان فی خمسة اُمور.
ترد اسمیّة وحرفیّة ، فالاسمیّة ترد موصولة ونکرة موصوفة ، نحو : مَرَرت بِما مُعْجِب لَکَ ، وصفة لنکرة ، نحو : لِأمْرٍ ما جَذَع قصیرٌ أنفه ، وشرطیة زمانیّة وغیر زمانیّة ، واستفهامیّة. والحرفیّة ؛ ترد مشبّهة بلیس ومصدریّة زمانیّة وغیر زمانیّة ، وصلة وکافّة.
حرف استفهام. وتفترق عن الهمزة بطلب التصدیق وحده ، وعدم الدخول علی العاطف والشرط ، واسم بعده فعل ، والاختصاص بالإیجاب ، ولا یقال هَلْ لَمْ یَقُمْ ؟ بخلاف الهمزة ، نحو : «أَلَمْ نَشْرَحْ لَکَ
ص: 39
صَدْرَکَ» (1).
اللهُمَّ اشرح صدورنا بأنوار المعارف ، ونوّر قلوبنا بحقائق اللطائف ، واجعل ما أوردناه فی هذه الورقات خالصاً لوجهک الکریم ، وتَقَبّله مِنّا إنّکَ أنْتَ السمیع العلیم. فَإنّا نتوسّل إلَیکَ بحبیبکَ محمّد سیّد المرسلین ، وآله الأئمّة المعصومین ، صلوات الله وسَلامَهُ علیهم أجمعین.
ص: 40