موسوعه الامام الصادق عليه السلام المجلد 14

اشارة

سرشناسه : قزويني، سيدمحمدكاظم، 1308 - 1373.

عنوان و نام پديدآور : موسوعه الامام الصادق عليه السلام/ تاليف محمدكاظم القزويني.

مشخصات نشر : قم: الرافد، 14ق.-= 13 -

مشخصات ظاهري : 60ج.

شابك : ج.1 : 978-600-6588-19-1 ؛ ج.42 978-600-6593-06-7 : ؛ ج.44 978-600-6593-15-9 : ؛ ج.47 978-600-6593-23-4 : ؛ ج.59 978-964-8485-92-9 : ؛ ج.60 978-964-2581-88-7 :

يادداشت : عربي.

يادداشت : فهرست نويسي بر اساس جلد سي و چهارم، 1431ق. = 1389.

يادداشت : ج.24 (چاپ اول: 1431ق. = 1389).

يادداشت : ج.47 (چاپ اول: 1437ق. = 1394).

يادداشت : ج.59 (چاپ اول: 1440ق. = 1397).

يادداشت : ج.60 (چاپ اول: 1440ق. = 1398) (فيپا).

يادداشت : ناشر جلد پنجاه و نهم ، انتشارات دارالغدير است .

يادداشت : ناشر جلد شصتم، انتشارات دار الموده است .

يادداشت : كتابنامه.

مندرجات : .- ج.34. التجاره.- ج.42. الحدود والتعزيرات

موضوع : جعفربن محمد (ع)، امام ششم، 83 - 148ق.

رده بندي كنگره : BP45/ق4م8 1300ي الف

رده بندي ديويي : 297/9553

شماره كتابشناسي ملي : 2105726

ص: 1

اشارة

موسوعه الامام الصادق عليه السلام

تاليف محمدكاظم القزويني

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحیم

«وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ یَعِظُهُ یَا بُنَیَّ لَا تُشْرِکْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ »(1).

«إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا »(2).

«يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ » .(3) «.... فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ »(4).

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ »(5) .

ص: 3


1- لقمان 13:31 .
2- النساء4 : 48.
3- آل عمران 3: 30.
4- الاعراف 7: 85.
5- الحجرات 49: 11.

«وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ »(1).

«.... إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا »(2).

«الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا » (3).

«إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا » (4).

«وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ »(5).

«وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ »(6) .

«إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ »(7).

ص: 4


1- الزمر 39: 60.
2- النساء4 : 36.
3- النساء4 : 37.
4- النساء 4 : 31.
5- لقمان 31: 14.
6- الرعد 13: 21.
7- النحل 16 : 90.

المقدمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله ربّ العالمین، والصَّلاة والسلام علی اشرف المخلوقات وسیّد الکائنات محمّد وآله الطیِّبین الطاهرین المعصومین، ولعنة الله علی أعدائهم اجمعین.

وبعد: فهذا هو الجزء الرابع عشر من موسوعة الإمام الصادق (علیه السّلام) ویحتوی علی المواضیع التالیة :

الأوّل : الأحادیث المرویَّة عنه (علیه السّلام) حول الکفر والشّرک والنفاق ودرجاتها واُصولها وما یتعلَّق بها.

الثانی : الاحادیث المرویَّة عنه (علیه السّلام) حول مساویء الأخلاق والتی یجب علی الانسان أن یتجنَّبها ویترفَّع عنها.

الثالث : الأحادیث المرویَّة حول المعاشرة مع الوالدین والأقرباء والأرحام والأصدقاء وغیرهم من سائر الناس.

ویجد الانسان فی هذه الأحادیث خیر الدروس التربیة النَّفس وتهذیبها وتوجیهها التوجیه الصحیح الذی أراده الله ورسولُه.

ص: 5

کما أنَّها تعطی الصُّورة الواضحة للمؤمن المثالی فی سلوکه الفردی والزّوجی والعائلی والاجتماعی وسائر جوانب حیاته .

وفی الوقت نفسه تحذِّر الانسان من الانحراف العقائدی والانزلاق فی متاهات الضلال والباطل، وتنهی عن الاخلاق السیّئة والخصال الذمیمة.

ونسال الله سبحانه أن یوفّقنا للتحلّی بمکارم الأخلاق والتجنّب عن مساوئها ورذائلها...

وأن یتفضَّل علینا بالقبول بلطفه وکرمه، أنَّه سمیع مجیب.

محمّد کاظم القزوینی قم المقدَّسة - إیران

ص: 6

کتاب الکفر ومساوئ الأخلاق

باب (1) أنواع الکفر

8299- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن داود بن کثیر الرقی قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : سنن رسول الله (صلّی الله علیه وآله) کفرائض الله (عزّوجلّ)؟(1) .

فقال : إنّ الله (عزّوجلّ) فرض فرائض موجبات علی العباد، فمن ترک فریضةً من الموجبات فلم یعمل بها وجحدها کان کافراً، وأمر [رسول] الله باُمور کلّها حسنة فلیس من ترک بعض ما أمر الله (عزّوجلّ) به عباده من الطاعة بکافرٍ، ولکنّه تارک للفضل(2)، منقوص

ص: 7


1- سنن رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : أی ما لم یظهر من ظاهر القرآن ، وبیّنه الرسول (صلّی الله علیه وآله) أعمّ من الواجب والندب. «کفرائض الله، أی فی الشرف والاحترام، أو فی لزوم الوفاء، او فی کفر التارک . (مرآة العقول).
2- الفضل: الزیادة . (مجمع البحرین) .

من الخیر(1) .

8300 الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن محمّد بن عیسی، عن یونس، عن عبدالله بن بکیر ، عن زرارة، عن حمران بن أعین قال :

سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قوله (عزّوجلّ): «إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا »؟(2).

قال : إمّا آخذ فهو شاکرٌ وإمّا تارک فهو کافر (3).

8301- معانی الأخبار: أبی (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن العباس بن معروف، عن صفوان بن یحیی، عن ابن مسکان، عن محمّد بن مسلم قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام): «عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ »(4) .

قال : العتلُّ العظیم الکفر، والزنیم المستهتَر بکفره(5) .

8302 الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن حسن بن عطیّة ، عن یزید الصائغ قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام): رجل علی هذا الأمر، إن حدَّث کذب، وإن وعد أخلف، وإن ائثُمن خان، ما منزلته؟

ص: 8


1- الکافی: ج2 ص 283 ح1.
2- الدهر 76: 3.
3- الکافی: ج 2 ص 384 ح4 .
4- القلم 68: 13.
5- معانی الأخبار : ص 149 ح1 . منه البحار: ج 72 ص97. یقال : استهتر فلان بکذا فهو مُستهتر : أی مولع به لا یتحدث بغیره. وقیل: المستهترین : أی المبطلین فی القول والمسقطین فی الکلام (النهایة).

قال : هی أدنی المنازل من الکفر ولیس بکافر(1) .

8303 الکافی : الحسین بن محمّد، عن معلّی بن محمّد، عن الحسن بن علیّ، عن حمّاد بن عثمان، عن عبید، عن زرارة قال :

سالت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ): «وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ»(2)؟ قال : ترک العمل الّذی أقر به(3) من ذلک أن یترک الصَّلاة من غیر سُقم ولا شُغل(4).

8304- تفسیر العیاشی: عن عبید بن زرارة قال: سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ): « وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ»؟ قال : ترک العمل الذی أقرَّ به، من ذلک أن یترک الصلاة من غیر سُقم ولا شُغل.

قال : قلت له : الکبائر أعظم الذنوب؟ قال : فقال : نعم .

ص: 9


1- الکافی: ج2 ص 290 ح5.
2- المائدة 5: 5.
3- قال الطبرسی: أی من یجحد ما أمر الله بالأقرار به والتصدیق له من توحید الله وعدله ونبوّة نبیّه (صلّی الله علیه وآله وسلّم) «فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ» الذی عمله واعتقده قربة الی الله تعالی: «وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ » أی الهالکین. وقیل : المعنی بقوله : ومن یکفر بالامان أهل الکتاب ویکون معناه ومن یمتنع عن الایمان ولم یؤمن. (مجمع البیان: ج2 ص163).
4- الکافی: ج2 ص384 ح5 .

قلت : هی أعظم من ترک الصلاة؟ قال: إذا ترک الصلاة ترکاً لیس من أمره کان داخلاً فی واحدة من السبعة(1).

أقول: لعلَّ المراد من السَّبعة هی الذّنوب الکبیرة التی أَوعد الله علیها النار .

8305- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن ابن بکیر، عن عبید بن زرارة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ): « وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ » ؟ فقال : من ترک العمل الّذی أقرّ به .

قلت : فما موضع(2) ترک العمل حتی یدعه أجمع؟ قال : منه الّذی یدع الصلاة متعمّداً لا من سکر ولا من علّة(3).

8306- تفسیر العیاشی: عن هارون بن خارجة قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله : « وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ » ؟ قال : فقال : من ذلک ما اشتقّ فیه زرارة وأبو حنیفة(4) .

8307- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) - وسُئل عن

ص: 10


1- تفسیر العیاشی: ج1 ص296 ح 41. منه البحار: ج 72 ص97.
2- الموضع بمعنی المرتبة (مرآة العقول).
3- الکافی: ج2 ص387 ح12.
4- تفسیر العیاشی: ج1 ص297 ح 45.

الکفر والشرک أیّهما أقدم؟ - فقال: الکفر أقدم وذلک أن إبلیس أوّل من کفر وکأن کفره غیر شرک(1) لانّه لم یدعُ إلی عبادة غیر الله وإنّما دعی إلی ذلک بعدُ فأشرک(2) قرب الاسناد: هارون بن مسلم مثله(3).

8308 الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن ابن بکیر، عن زرارة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لو أنّ العباد إذا جهلوا وقفوا ولم یجحدوا لم یکفروا(4) .

8309- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن بکر بن صالح، عن القاسم بن یزید، عن أبی عمرو الزبیری، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قلت له : أخبرنی عن وجوه الکفر فی کتاب الله (عزّوجلّ)؟ قال: الکفر فی کتاب الله علی خمسة أوجه :

فمنها کفر الجحود - والجحود علی وجهین - والکفر بترک ما أمر الله، وکفر البراءة، وکفر النعم.

فأما کفر الجحود: فهو الجحود بالربوبیّة وهو قول من یقول: لاربّ ولاجنّة ولانار، وهو قول صنفین من الزنادقة یقال لهم : الدهریّة وهم الّذین یقولون: « وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ »(5) وهو دین

ص: 11


1- وکان کفره من غیر شرک- قرب الاسناد .
2- الکافی: ج2 ص386 ح 8.
3- قرب الاسناد: ص23.
4- الکافی: ج2 ص 388 ح 19.
5- الجاثیة 45: 24.

وضعوه لأنفسهم بالاستحسان، علی غیر تثبّت منهم ولاتحقیق لشیء ممّا یقولون، قال الله (عزّوجلّ): «وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ »(1) أنّ ذلک کما یقولون وقال :«إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ »(2) یعنی بتوحید الله تعالی فهذا أحد وجوه الکفر.

وأمّا الوجه الآخر من الجحود علی معرفةٍ وهو أن یجحد الجاحد وهو یعلم أنّه حقٌّ قد استقرّ عنده، وقد قال الله (عزّوجلّ) : «وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا » (3) وقال الله (عزّوجلّ) : « وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ »(4)فهذا تفسیر وجهی الجحود.

والوجه الثالث من الکفر : کفر النعم وذلک قوله تعالی یحکی قول سلیمان (علیه السّلام) : « هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ »(5)وقال : « لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ »(6)وقال : «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ »(7).

ص: 12


1- البقرة 2: 78.
2- البقرة 2: 6.
3- النمل 27: 14.
4- البقرة 2: 89.
5- النمل 27: 40.
6- ابراهیم 14: 7.
7- البقرة 2: 152.

والوجه الرابع من الکفر: ترک ما أمر الله (عزّوجلّ) به وهو قول الله (عزّوجلّ): «وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ * ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ »(1) فکفرهم بترک ما أمر الله (عزّوجلّ) به، وَنَسبهم إلی الایمان ولم یقبله منهم ولم ینفعهم عنده فقال : « فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ »(2).

والوجه الخامس من الکفر : کفر البراءة وذلک قوله (عزّوجلّ) یحکی قول إبراهیم (علیه السّلام): «كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ»(3) یعنی تبرّأنا منکم، وقال - یذکر إبلیس وتبرئته من أولیائه من الانس یوم القیامة -: « إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ »(4)، وقال: « إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ

ص: 13


1- البقرة 2: 84 و 85.
2- البقرة 2: 84 و 85.
3- الممتحنة 60: 4.
4- ابراهیم 14: 22.

وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا »(1) یعنی یتبرّء بعضکم من بعض2(2).

8310- تفسیر القمی: حدثنی أبی، عن بکر بن صالح، عن أبی عمر الزبیدی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الکفر فی کتاب الله علی خمسة وجوه فمنه کفر بجحود وهو علی وجهین : جحود بعلم وجحود بغیر علم، فأما الذین جحدوا بغیر علم فهم الذین حکاه الله عنهم فی قوله : «وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ » وقوله:«إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ » فهؤلاء کفروا وجحدوا بغیر علم، وأما الّذین کفروا وجحدوا بعلم فهم الذین قال الله (تبارک وتعالی) :« وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ » فهؤلاء کفروا وجحدوا بعلم(3) .

باب (2) أدنی درجات الشرک

8311 الکافی : علی بن إبراهیم، عن عبدالله بن مسکان، عن أبی العباس قال: سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن أدنی ما یکون به الانسان مشرکاً؟

ص: 14


1- العنکبوت 29: 25.
2- الکافی: ج2 ص 389 ح 1.
3- تفسیر القمی: ج1 ص32.

قال : فقال : من ابتدع(1) رأیاً فأحبّ علیه أو أبغض علیه(2) و (3).

8312- معانی الأخبار : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن یعقوب بن یزید، عن محمد بن أبی عمیر، عن عبدالحمید بن أبی العلاء قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): إنّ الشرک أخفی من دبیب النمل، وقال : منه تحویل الخاتم لیذّکّر الحاجة وشبه هذا(4) .

اقول : قوله (علیه السّلام): «منه تحویل الخاتم..» الظَّاهر أنَّه إشارة إلی أنَّ الإنسان المؤمن یجب أن یکون متوکّلاً علی الله سبحانه فی جمیع حرکاته وسکناته، مستمدّاً منه کلَّ حول وقوَّة، فمن یحوّل خاتمه من إصبع الی غیرها، أو من یدٍ إلی اُخری فکأنّه یعتمد علی عمله هذا، ویرجو أن یتذکّر الحاجة، وهذا من الشِّرک الخفیّ، لکنّه مغفورٌ لصاحبه، ولیس من الشِرک الحرام .... والله العالِم.

8313 الخصال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن موسی الخشاب، عن یزید بن اسحاق شعر ، عن عباس بن یزید(5)، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت : إنّ هؤلاء العوامّ یزعمون

ص: 15


1- الرأی المبتدع ما لیس له مستند شرعی، وصاحبه مشرک لأنّه اتّخذ مع الربّ( سبحانه وتعالی) ربّاً آخر، وهو نفسه وهواه. (مرآة العقول).
2- «فاحَبَّ علیها أی مَن تابعه فیه، «وأبغَضَ علیه، أی مَن خالفه فیه . (مرآة العقول).
3- الکافی: ج2 ص397 ح 2.
4- معانی الأخبار : ص379 ح 1. منه البحار : ج 72 ص96.
5- عن العباس بن زید - البحار .

أنّ الشرک أخفی من دبیب النمل فی اللیلة الظلماء علی المسح الأسود(1) .

فقال : لا یکون العبد مشرکاً حتّی یصلّی لغیر الله، أو یذبح لغیر الله، أو یدعو لغیر الله (عزّوجلّ)(2).

8314- تفسیر القمی: حدثنی أبی، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: أنّه سُئل عن قول النبیِّ (صلّی الله علیه وآله): إنّ الشرک أخفی من دبیب النمل علی صفاة سوداء، فی لیلة ظلماء؟ فقال : کان المؤمنون یسبّون ما یعبد المشرکون من دون الله، وکان المشرکون یسبّون ما یعبد المؤمنون، فنهی الله المؤمنین عن سبِّ آلهتهم لکیلا یسبّ الکفّار إله المؤمنین، فیکون المؤمنون قد أشرکوا بالله من حیث لا یعلمون فقال : «وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ »(3).

8315- تفسیر العیاشی : عن مالک بن عطیة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) : فی قوله :«وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ »(4) .

ص: 16


1- المسح - بالکسر : البلاس یقعد علیه، والبلاس: نسیج من الشعر یُتَّخذ بساطاً . (أقرب الموارد).
2- الخصال : ص136 ح 151. منه البحار: ج 72 ص96.
3- تفسیر القمی: ج1 ص213، والآیة فی سورة الأنعام 6: 108. منه البحار : ج 72 ص93.
4- یوسف 12: 106.

قال : هو قول الرجل : لولا فلان لهلکت، ولولا فلان لأصبت کذا وکذا، ولولا فلان لضاع عیالی. ألا تری أنّه قد جعل لله شریکاً فی ملکه یرزقه ویدفع عنه؟ !! قال : قلت : فیقول: لولا أنّ الله منَّ علی بفلان لهلکت .

قال : نعم لا بأس بهذا(1) .

وسائل الشیعة : أحمد بن فهد فی (عدّة الداعی) قال : روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(2).

8316- مجمع البیان: روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه [قال : ] قول الرجل: لولا فلان لهلکت، ولولا فلان لضاع عیالی، جعل الله شریکاً فی ملکه یرزقه ویدفع عنه.

فقیل له : لو قال : لولا أن منَّ الله علی بفلان لهلکت؟ فقال : لاباس بهذا.

وفی روایة زرارة ومحمّد بن مسلم وحمران عنهما (علیهما السّلام) : إنّه شرک النعم(3).

8317 الکافی: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن یحیی بن المبارک، عن عبدالله بن جبلة، عن سماعة، عن أبی بصیر وإسحاق بن عمّار، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ): «وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ » .

ص: 17


1- تفسیر العیاشی: ج2 ص200 ح96. منه البحار: ج 71 ص 150.
2- وسائل الشیعة : ج 11 ص169 ح2.
3- مجمع البیان: ج3 ص268. منه البحار: ج9 ص106.

قال : یطیع الشیطان من حیث لایعلم فشرک(1) و (2).

مشکاة الأنوار : نقلاً عن (المحاسن)، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(3).

باب (3) أبغض الأعمال إلی الله سبحانه

8318 الکافی : محمد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زید، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّ رجلاً من خثعم(4) جاء إلی النبیّ (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فقال : أی الأعمال أبغض إلی الله (عزّوجلّ)؟ فقال : الشرکُ بالله .

قال : ثم ماذا؟ قال : قطیعة الرحم.

قال : ثمّ ماذا؟

ص: 18


1- لعلّ المراد أنّه یطیع الشیطان ویتوهّم أنّه یطیع الله سبحانه ، کاتّباع البدع والاستبداد بالآراء فی الأمور الشرعیّة، وسوء الفهم لها ونحو ذلک، إذا لم یتعمّد المعصیة، فإنّ ذلک کلّه إطاعة للشیطان من حیث لا یعلم، وهو شرک طاعة ولیس بشرک عبادة، لأنّه تعالی نسبهم الی الاعیان، ولذا قیّدناه بعدم التعمّد، فإنّه مع التعمّد کفرّ و خروج عن الایمان وشرک عبادة. (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص397 ح 3.
3- مشکاة الأنوار : ص39.
4- خثعم: إسم جبل. وإسم قبیلة ایضاً، وهو خثعم بن أنمار من الیمن، ویقال : هم من مَعَدٍ صاروا بالیمن (لسان العرب).

قال : الأمر بالمنکر والنهی عن المعروف(1) .

المحاسن: البرقی، عن أبیه ، عن عبدالله بن المغیرة، ومحمد بن سنان، عن طلحة بن زید، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(2).

باب (4) شِرک الطّاعة

8319 الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن محمّد بن عیسی، عن یونس، عن ابن بکیر ، عن ضریس، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ): «وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ » .

قال : شرک طاعةٍ ولیس شرک عبادةٍ(3).

وعن قوله (عزّوجلّ): «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ»(4) .

قال : إنّ الآیة تنزل فی الرجل ثمّ تکون فی أتباعه.

ثم قلت : کل من نصب دونکم شیئاً فهو ممّن یعبد الله علی حرف؟ فقال : نعم وقد یکون محضاً(5) و(6).

ص: 19


1- الکافی: ج2 ص 289 ح 4.
2- المحاسن : ص295 ح 460.
3- المراد بالشرک شرک طاعة لغیر الله لا شرک عبادة له، فمن أطاع غیر الله سواء کان شیطاناً أو نفساً أمارةً بالسوء أو إنساناً ضالاً مضلاً فقد اشرک بالله غیره و إن لم یسجد له . (مرآة العقول).
4- الحج 22: 11.
5- ای مشرکاً محضاً. (مرآة العقول).
6- الکافی: ج2 ص397 ح4.

باب (5) من خالف الائمّة الطاهرین فهو مشرک

8320 الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن محمّد بن عیسی، عن یونس، عن داود بن فرقد، عن حسان الجمال، عن عمیرة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول: اُمر الناس بمعرفتنا والردّ إلینا والتسلیم لنا، ثمّ قال : وإن صاموا وصلّوا وشهدوا أن لا إله إلّا الله وجعلوا فی أنفسهم أن لایردُّوا إلینا کانوا بذلک مشرکین(1).

باب (6) التسلیم الکامل لله ورسوله

8321 الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر، عن عبدالله بن یحیی الکاهلی قال: قال أبو عبدالله (علیه السّلام): لو أنّ قوماً عبدوا الله وحده لاشریک له وأقاموا الصلاة وآتوا الزکاة وحجّوا البیت وصاموا شهر رمضان ثمّ قالوا لشیء صنعه الله أو صنعه النبیّ (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : الّآ صنع خلاف الّذی صنع؟ أو وجدوا ذلک فی قلوبهم لکانوا بذلک مشرکین، ثمّ تلا هذه الآیة : «فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا » ثمّ قال أبو عبدالله (علیه السّلام): فعلیکم بالتسلیم(2) .

ص: 20


1- الکافی: ج2 ص398 ح5 و6، والآیة فی سورة النساء 4: 65.
2- الکافی: ج2 ص398 ح5 و6، والآیة فی سورة النساء 4: 65.

باب (7) الشِرک البَیِّن وغیره

8322- تفسیر العیاشی: عن زرارة قال: کتبت إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) مع بعض أصحابنا فیما یروی الناس عن النبیّ (صلّی الله علیه وآله): أنّه من أشرک بالله فقد وجبت له النار، ومن لم یشرک بالله فقد وجبت له الجنّة.

قال : أما من اشرک بالله فهذا الشرک البیّن، وهو قول الله : «إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ »(1) وأمّا قوله : من لم یشرک بالله فقد وجبت له الجنّة قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : هاهنا النظر ، هو من لم یعص الله(2).

باب (8) اصول الکفر وأرکانه

8323 الکافی : الحسین بن محمّد، عن أحمد بن إسحاق، عن بکر بن محمّد، عن أبی بصیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام):

أصول الکفر ثلاثة : الحرصُ، والإستکبارُ، والحسدُ، فأمّا الحرص فإنّ آدم (علیه السّلام) حین نُهی عن الشجرة، حمَله الحرص علی أن أکل منها، وأمّا الإستکبار فإبلیس حیث اُمر بالسجود لآدم فأبی،

ص: 21


1- المائدة 5: 72.
2- تفسیر العیاشی: ج1 ص335 ح 158. منه البحار : ج 72 ص98.

وأمّا الحسد فابنا آدم حیث قتل أحدهما صاحبه (1)و (2).

الخصال - أمالی الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال :

حدثنی العباس بن معروف، عن بکر بن محمّد [الأزدی]، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(3).

8324- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلی، عن السکونی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال النبیّ (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : أرکان الکفر أربعة : الرغبة والرهبة(4) والسخط

ص: 22


1- کأنّ المراد باصول الکفر ما یصیر سبباً للکفر أحیاناً، وللکفر أیضاً معان کثیرة منها: ما یتحقق بإنکار الربّ سبحانه والإلحاد فی صفاته ، ومنها: ما یکون بمعصیة الله ورسوله، ومنها ما یکون بکفران نعم الله تعالی إلی أن ینتهی إلی ترک الأولی، فالحرص یمکن أن یصیر داعیاً إلی ترک الأولی أو ارتکاب صغیرة أو کبیرة حتی ینتهی إلی جحود بوجب الشّرک والخلود. فما فی آدم (علیه السّلام) کان من الأول ثمّ تکامل فی اولاده حتی أنتهی الی الاخیر فصح أنّه اصل الکفر وکذا سایر الصفات. (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص 289 ح1.
3- الخصال : ص90 ح28 - أمالی الصدوق: ص 341 ح7 .
4- لعلّ المراد بالرّغبة : الرغبة فی الدُّنیا والحرص علیها، أو اتّباع الشهوات النّفسانیة ، وبالرهبّة: الخوف من فوات الدُّنیا واعتباراتها بمتابعة الحقّ أو الخوف من القتل عند الجهاد، ومن الفقر عند أداء الزکاة، ومن لوم اللّائمین عند ارتکاب الطاعات واجراء الاحکام، وقیل : الخوف من قوات الدُّنیا والهم من زوالها وهو یوجب صرف العمر فی حفظها والمنع من اداء حقوقها، وبالسخط : عدم الرضا بقضاء الله، وانقباض النفس فی احکامه وعدم الرّضا بقسمه، وبالغضب: ثوران النفس نحو الانتقام عند مشاهدة ما لا یلائمها من المکاره والآلام. (مرآة العقول).

والغضب(1).

أمالی الصدوق : حدثنا أبی قال: حدثنا علی بن ابراهیم، عن أبیه ابراهیم بن هاشم، عن الحسین بن یزید النوفلی، عن اسماعیل بن مسلم السکونی، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) عن رسول الله (صلّی الله علیه وآله) قال:.... وذکر مثله(2) .

باب (9) أول ما عُصی الله به ستة

8325- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن نوح بن شعیب، عن عبدالله الدهقان، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): إنّ أوّل ما عصی الله (عزّوجلّ) به ستّ: حب الدُّنیا، وحبّ الرّئاسة، وحبّ الطعام، وحبّ النوم، وحبّ الراحة، وحبّ النساء (3) و(4) .

ص: 23


1- الکافی: ج2 ص 289 ح 2.
2- أمالی الصدوق: ص341 ح 8.
3- أی الإفراط فی تلکم الصفات بحیث ینتهی إلی ارتکاب الحرام أو ترک السنن والاشتغال عن ذکر الله، أو حبّ الحیاة الدُّنیا المذمومة، وحبّ الرّئاسة بالجور والظلم، وحبّ الطعام بحیث لا یبالی حصل من حلال أو حصل من حرام، وحبّ النوم بحیث یصیر مانعاً عن الطّاعات الواجبة والمندوبة، وکذا حبّ الرّاحة وحبّ النساء. (مرآة العقول).
4- الکافی: ج2 ص 289 ح 3.

باب (10) الشَّک فی الدین

8326- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبیه، عن خلف بن حماد، عن أبی أیّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) جالساً عن یساره وزرارة عن یمینه، فدخل علیه أبو بصیر فقال: یا أبا عبدالله ما تقول فیمن شک فی الله؟ فقال : کافر یا أبا محمّد.

قال : فشک فی رسول الله؟ فقال : کافر.

قال : ثمّ التفت إلی زرارة فقال : إنّما یکفر إذا جحد(1) و(2).

8327- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن صفوان، عن منصور بن حازم قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام): من شکّ فی رسول الله (صلّی الله علیه وآله)؟ قال : کافر.

قلت: فمن شکّ فی کفر الشاکّ فهو کافر؟

ص: 24


1- «إنّما یکفر إذا جحد» یحتمل أن یکون المراد أنّ الشک فی أصول الدین مطلقاً، إنّما یصیر سبباً للکفر بعد البیان وإقامة الدلیل، ومَن لم تتم علیه الحجة لیس کذلک، فالمستضعف الذی لا یمکنه التمییز بین الحق والباطل ولم تتم علیه الحجة لیس بکافر .(مرآة العقول).
2- الکافی : ج2 ص 399 ح 3.

فامسک عنّی فرددت علیه ثلاث مرّات فاستبنت فی وجهه الغضب(1).

8328- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: من شکّ فی الله وفی رسوله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فهو کافرٌ(2).

المحاسن: البرقی، عن أحمد بن محمّد[ بن عیسی ]مثله (3).

-8329 الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن عثمان بن عیسی، عن رجل، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من شکّ فی الله بعد مولده علی الفطرة لم یفیء إلی خیر ابداً(4) .

8330- الکافی: فی وصیّة المفضّل قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: من شکّ أو ظنّ(5) فأقام علی أحدهما أحبط الله عمله(6) إنّ حجّة الله هی الحجّة الواضحة(7).

8331- الکافی : الحسین بن محمّد، عن أحمد بن إسحاق، عن بکر بن محمّد، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إنّ الشکّ

ص: 25


1- الکافی: ج2 ص387 ح 11 وص386ح10.
2- الکافی: ج2 ص387 ح 11 وص386ح10.
3- المحاسن : ص89 ح 33.
4- الکافی: ج2 ص 400 ح6.
5- أی ظنّ فی خلاف الحق او فی الحق، فإنّه لابدّ فی الأُصول من العلم والیقین. (مرآة العقول).
6- «أحبط الله عمله» أی اذا طرا أحدهما بعد الیقین، أو المراد بالاحباط : الرد وعدم القبول. (مرآة العقول).
7- الکافی: ج2 ص 400 ح8.

والمعصیة فی النار، لیسا منّا ولا إلینا(1).

من لایحضره الفقیه: روی بکر بن محمّد الأزدی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال : انَّ صاحب الشک .... وذکر مثله(2) .

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدثنی سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبی عبدالله، عن أبیه، عن بکر بن محمد الأزدی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : ان الشک .... وذکر مثله(3).

المحاسن: البرقی، عن أبیه، عن بکر بن محمد الازدی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال علی (علیه السّلام).... وذکر مثله(4).

8332- قرب الاسناد : حدثنا أحمد بن اسحاق بن سعد، قال :

حدثنا بکر بن محمد الأزدی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : إنّ الشکّ والمعصیة فی النار، لیسا منّا ولا إلینا، وإنّ قلوب المؤمنین لمطویّة بالإیمان طیّاً فاذا أراد الله إنارة ما فیها فتحها بالوحی فزرع فیها الحکمة زارعها وحاصدها(5).

8333- تفسیر العیاشی: عن أبی بصیر، عن أبی عبدالله (علیه

ص: 26


1- الکافی: ج2 ص 400 ح5 .
2- من لایحضره الفقیه : ج3 ص 573 ح 4959.
3- ثواب الأعمال: ص308.
4- المحاسن : ص 249 ح 259.
5- قرب الاسناد : ص 17. منه البحار : ج 72 ص 126.

السّلام) فی قوله :« كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ »(1) قال : هو الشکُّ(2).

8334- الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا أحمد ابن ادریس، عن محمد بن أحمد [الاشعری]، عن موسی بن جعفر البغدادی، عن علیّ بن معبد، عن إبراهیم بن إسحاق، عن عبدالله بن سنان، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: کان رسول الله (صلّی الله علیه وآله) یتعوَّذ فی کلِّ یوم من ستّ [خصال]: من الشک، والشرک والحمیّة والغضب والبغی، والحسد(3) و(4) .

8335- البحار : کتاب الامامة والتبصرة لعلی بن بابویه، عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن محمد بن الأشعث، عن موسی بن اسماعیل بن موسی بن جعفر، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام)، قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : الریب کفر(5).

8336- الکافی: علیّ بن محمّد، عن علیّ بن العباس، عن محمّد بن زیاد، عن أبی بصیر قال: سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ): «وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا »(6)؟

ص: 27


1- الانعام 6: 125.
2- تفسیر العیاشی: ج1 ص377 ح96. منه البحار: ج 72 ص128.
3- الحمیّة: الأنفة والغضب. والبغی : الفساد، وبغی علی النَّاس : ظلم واعندی . مجمع البحرین).
4- الخصال : ص329 ح 24. منه البحار : ج 72 ص 126.
5- البحار : ج 72 ص 103 ح 32.
6- الفرقان 25 : 73.

قال : مستبصرین لیسوا بشکّاک(1).

باب (11) یُبغض اللهُ مِن خَلقه المتلوِّن

8337- أمالی المفید: حدثنا الشیخ الجلیل أبو عبدالله محمد ابن محمد بن النعمان قال: أخبرنی أبو الحسن علی بن أحمد بن ابراهیم الکاتب قال : حدثنا أبو علی محمد بن همام الاسکافی قال : حدثنا عبدالله بن جعفر الحمیری، قال : حدثنی أحمد بن أبی عبدالله البرقی، قال: حدثنی القاسم بن یحیی، عن جدّه الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : اعلموا أنّ الله تعالی یبغض من خلقه المتلوِّن، فلاتزولوا عن الحقِّ وأهله، فانّ من استبدّ بالباطل وأهله هلک، وفاتته الدُّنیا، وخرج منها [صاغراً](2) .

باب (12) المستضعفون

8338- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن الحسین بن سعید، عن فضالة بن أیّوب، عن عمر بن أبان قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن المستضعفین؟

ص: 28


1- الکافی : ج8 ص 178 ح199.
2- أمالی المفید: ص137 ح6. منه البحار : ج 72 ص 126.

فقال : هم أهل الولایة(1) .

فقلت : أیّ ولایة؟ فقال : أما إنّها لیست بالولایة فی الدّین ولکنّها الولایة فی المناکحة والموارثة والمخالطة وهم لیسوا بالمؤمنین ولا بالکفّار ومنهم المرجون لأمر الله (عزّوجلّ)(2).

تفسیر العیاشی: عن حمران قال: سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله : «إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ » ؟ قال : .... وذکر مثله وفیه : وهم المرجون لأمر الله (3).

معانی الأخبار : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید قال :

حدثنا الحسین بن الحسن بن أبان، عن الحسین بن سعید، عن صفوان ابن یحیی، عن حجر بن زائدة، عن حمران قال: سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ):«إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ » ....

ص: 29


1- لمّا کانت الولایة مجملة، وکانت تحتمل ولایة أهل البیت (علیهم السّلام) قال السائل : أیُّ ولایة؟ فقال (علیه السّلام): أمّا أنّها لیست بالولایة فی الدین أی ولایة أئمّة الحقّ (علیهم السّلام)، ولو کانوا کذلک لکانوا مؤمنین، أو المراد بالولایة فی الدین الولایة التی تکون بین المؤمنین بسبب الاتحاد فی الدین کما قال سبحانه : «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ » التوبة 9 : 71. بل المراد أنهم لیسوا بمتعصِّبین فی مذهبهم، ولایبغضونکم بل یناکحونکم ویوارثونکم ویخالطونکم، أو المعنی: هم قوم یجوز لکم مناکحتهم ومعاشرتهم پرثون منکم وترثون منهم، فیکون السؤال عن حکمهم لا عن وصفهم وتعیینهم، أو بیّن (علیه السّلام) حکمهم ثم عرّفهم بأنهم لیسوا بالمؤمنین. (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص405. ح5.
3- تفسیر العیاشی: ج1 ص 269 ح 249.

وذکر نحوه(1) .

8339- معانی الأخبار : حدثنا أبی ومحمّد بن الحسن بن أحمد ابن الولید (رحمهما الله) قالا: حدثنا عبدالله بن جعفر الحمیری، عن محمّد بن الحسین بن أبی الخطاب قال : حدثنا نضر بن شعیب، عن عبدالغفار الجازیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) انه ذکر انّ المستضعفین ضروب یخالف بعضهم بعضاً، ومن لم یکن من أهل القبلة ناصباً فهو مستضعف(2) .

8340- معانی الأخبار : حدثنا ابی ومحمد بن الحسن بن احمد ابن الولید (رحمهما الله) قالا: حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عیسی، عن الحسن بن علی الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبی خدیجة سالم بن مکرم الجمّال ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله (عزّوجلّ):«إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا »(3) فقال : لایستطیعون حیلة إلی النصب فینصبون، ولایهتدون سبیل أهل الحقِّ فیدخلون فیه، وهؤلاء یدخلون الجنّة بأعمال حسنة ، وباجتناب المحارم الّتی نهی الله (عزّوجلّ) عنها ، ولا ینالون منازل الأبرار(4) .

تفسیر العیاشی: عن أبی خدیجة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(5).

ص: 30


1- معانی الأخبار: ص202 ح 8، والآیة فی سورة النساء 4: 98.
2- معانی الأخبار : ص200 ح1. منه البحار : ج 77 ص 159.
3- النساء4 : 98.
4- معانی الأخبار : ص201 ح5. منه البحار : ج 77 ص 160.
5- تفسیر العیاشی: ج1 ص268 ح 245. منه البحار: ج 72 ص 164.

8341- معانی الأخبار : حدثنا ابی (رحمه الله) قال : حدثنا أحمد بن ادریس، عن محمد بن أحمد بن یحیی بن عمران الأشعری قال : حدثنا إبراهیم بن إسحاق، عن عمرو بن إسحاق قال : سئل أبو عبدالله (علیه السّلام) ماحدُّ المستضعف الّذی ذکره الله (عزّوجلّ)؟ قال : من لا یحسن سورة من القرآن، وقد خلقه الله (عزّوجلّ) خلقة ما ینبغی له أن لا یحسن(1).

8342- معانی الأخبار : حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوی (رضی الله عنه) قال : حدثنا جعفر بن محمّد بن مسعود [العیاشیّ]، عن أبیه، عن علی بن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علیّ، عن عبدالکریم بن عمرو الخثعمی، عن سلیمان بن خالد قال: سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ): «إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ»؟ الآیة .

قال : یا سلیمان فی هؤلاء المستضعفین من هو أثخن رقبة منک(2)، المستضعفون قوم یصومون ویصلّون تعفُّ بطونهم وفروجهم لایرون أنّ الحقّ فی غیرنا آخذین بأغصان الشجرة «فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ »إذا کانوا آخذین بالأغصان وإن لم یعرفوا اُولئک، فان عفی عنهم فبرحمته وإن عذَّبهم فبضلالتهم عمّا عرَّفهم(3).

تفسیر العیاشی: عن سلیمان بن خالد قال : سألت أبا عبدالله

ص: 31


1- معانی الأخبار : ص202 ح 7. منه البحار: ج 72 ص160.
2- أی: لیس المقصود هو الضعف الجسمی، لانَّ فیهم من هو اضخم جُثةً ورقبةً منک .
3- معانی الأخبار : ص202 ح 9، والآیة الأخیرة فی سورة النساء4 : 99.

(علیه السّلام) ..... وذکر نحوه(1).

8343- تفسیر العیاشی: قال حمران : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن المستضعفین؟ قال: هم لیسوا بالمؤمنین ولا بالکفار، وهم المرجون لأمر الله(2) .

8344- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن علیّ بن الحکم، عن عبدالله بن جندب، عن سفیان بن السمط البجلیّ قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : ما تقول فی المستضعفین؟ فقال لی شبیهاً بالفزع: فترکتم أحداً یکون مستضعفاً وأین المستضعفون؟ فوالله لقد مشی بأمرکم هذا العواتق إلی العواتق فی خدورهنّ وتحدّث به السقایات فی طریق المدینة(3) و(4) .

ص: 32


1- تفسیر العیاشی: ج 1 ص 270 ح 250. منهما البحار: ج 72 ص 161.
2- تفسیر العیاشی: ج2 ص110 ذیل ح130. منه البحار : ج 72 ص165.
3- «شبیهاً بالفزع» بکسر الزای أی الخائف المضطرب، وکأن ذلک غیظاً وانکاراً علی أهل الاذاعة من الشیعة، فإنّهم - لترکهم التقیّة - أفشوا هذا الأمر حتی عرف الناس کلّهم مذهب الشیعة حتی الجواری الباکرات المخدَّرات مع عدم خروجهن من الخدور، والنساء السقایات اللواتی لیس شأنهن تفحص المذاهب، والسقایات بالیاء جمع سقاءة بالهمزة ، وهذه الاذاعة صارت سبباً للضرر علی الأئمّة وشیعتهم ولم ینفع لهدایة الخلق، وصارت سبباً لصیرورة المستضعفین نواصب غیر معذورین «وترکتم» إستفهام للانکار وکذا این. ثم اعلم أن المستضعف . عند أکثر الأصحاب ۔ من لایعرف الامام ولا ینکره، ولا یوالی أحداً بعینه، کما ذکره الشهید (قدِّس سره) فی الذکری، وحکی عن المفید فی الغریة أنَّه عرفه بأنّه الذی یعرف بالولاء ویتوقف عن البراءة، وقال ابن ادریس: هو من لا یعرف اختلاف النَّاس فی المذاهب، ولایبغض أهل الحقّ علی اعتقادهم، وهذا اوفق باخبار هذا الباب. (مرآة العقول).
4- الکافی: ج2 ص 404 ح4.

معانی الأخبار : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفّار قال : حدثنا أحمد بن محمّد بن عیسی قال : حدثنا علی بن الحکم، عن عبدالله بن جندب مثله إلّا أنّ فیه: بطرق المدینة(1).

8345- الکافی: علیّ بن إبراهیم، عن محمّد بن عیسی، عن یونس، عن ابن مسکان ، عن أبی بصیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : من عرف اختلاف الناس فلیس بمستضعف(2) و(3).

معانی الأخبار : حدثنا المظفر بن جعفر العلوی (رضی الله عنه) قال : حدثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبیه، عن حمدویه قال : حدثنا محمد بن عیسی، عن یونس بن عبدالرحمن مثله(4) .

الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر، عن أبی المغرا، عن أبی بصیر، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: من عرف .... وذکر مثله(5).

8346- معانی الأخبار : حدثنا أبی (رحمه الله) قال : حدثنا

ص: 33


1- معانی الأخبار : ص201 ح6.
2- إذ مَن عرف أختلاف الناس فی مذاهبهم مکلف بالایمان وطلب الحق فلایکون معذوراً ولامستضعفاً، لأنّ المستضعف مَن لیس له عقل یقتضی تکلیفه بالمعرفة . (شرح الکافی لملا صالح المازندرانی).
3- الکافی: ج2 ص405 ح7.
4- معانی الأخبار: ص201ح3.
5- الکافی: ج2 ص406 ح10.

سعد بن عبدالله قال : حدثنا محمد بن الحسین بن أبی الخطاب، عن الحسن بن علی بن فضّال، عن أبی المغرا حمید بن المثنی العجلی قال : حدثنی أبو حنیفة - رجل من أصحابنا - عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من عرف الاختلاف فلیس بمستضعف(1).

8347- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن ابن محبوب، عن جمیل بن درّاج قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام): إنّی ربّما ذکرت هؤلاء المستضعفین فاقول : نحن وهم فی منازل الجنّة(2)؟ فقال أبو عبدالله (علیه السّلام): لا یفعل الله ذلک بکم أبداً(3) .

8348- الکافی : محمّد بن یحیی، عن علی بن الحسن التیمیّ، عن أخویه محمّد وأحمد ابنی الحسن، عن علیّ بن یعقوب، عن مروان بن مسلم، عن أیّوب بن الحرّ قال : قال رجل لأبی عبدالله (علیه السّلام) ونحن عنده : جعلت فداک، إنّا نخاف أن ننزل بذنوبنا منازل المستضعفین.

قال : فقال : لا والله لا یفعل الله ذلک بکم أبداً .

علی بن ابراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر، عن رجل، عن

ص: 34


1- معانی الأخبار: ص 200ح 2. منه البحار: ج 72 ص 162.
2- کأنّه أراد به التساوی فی الدرجة، فانکره (علیه السّلام)، وأظهر التفاوت . وفی الحدیث الثانی أیضاً دلالة علی أن أرباب الذنوب من اهل الایمان لیست درجتهم ودرجة المستضعفین سواء. (شرح الکافی لملا صالح المازندرانی).
3- الکافی: ج2 ص406 ح8.

أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله(1) .

8349- الکافی: بعض أصحابنا، عن علی بن الحسن، عن علیّ ابن حبیب الخثعمیّ، عن أبی سارة إمام مسجد بنی هلال، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: لیس الیوم مستضعف(2)، أبلغ الرجال الرجال والنساء النساء(3).

باب (13) النَّاس علی ستّ فِرَق

8350- الخصال : حدثنا محمد بن علی ماجیلویه (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن یحیی العطار، عن محمّد بن أحمد، عن سهل بن زیاد، عن الحسین بن سعید الاهوازی، عن ابن أبی عمیر، عن حمّاد، عن الحلبیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: الناس علی ستّ فرق: مستضعف، ومؤلّف، ومرجیء، ومعترف بذنبه، وناصب ومؤمن(4).

8351- تفسیر العیاشی: عن ابن الطیّار قال : قال أبو عبدالله

ص: 35


1- الکافی: ج2 ص406 ح9.
2- المستضعف: من لم یعرف اختلاف الناس ولم یبلغه الحق ولم ترفع إلیه الحجّة، وأمّا من عرف الاختلاف وبلغه ذلک ولم یؤمن فهو کافر، ومن هاهنا ظهر أنّ «الیوم لیس بمستضعف» لشیوع الحق وبلوغه الی النَّاس فمن قبله فهو مؤمن ومن لم یقبله فهو کافر. (شرح الکانی لملأ صالح المازندرانی).
3- الکافی: ج2 ص 406ح12
4- الخصال: ص333 ح 34. منه البحار: ج 72 ص158.

(علیه السّلام) : الناس علی ستّ فرق یؤتون إلی ثلاث فرق: الایمان، والکفر، والضلال، وهم أهل الوعد من الّذین وعد الله الجنّة والنار، وهم المؤمنون والکافرون والمستضعفون والمرجون لأمر الله إمّا یعذَّبهم وإمّا یتوب علیهم، والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سیّئاً، وأهل الأعراف(1).

باب (14) الزَّواج من غیر المؤمنة

8352- تفسیر العیاشی: عن زرارة قال: قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أتزوّج المرجئة أو الحروریّة أو القدریة؟ قال: لا، علیک بالبله من النساء.

قال زرارة : فقلت : ما [هؤلاء ومن هو] إلّا مؤمنة أو کافرة؟ فقال أبو عبدالله (علیه السّلام): فأین أهل استثناء الله، قول الله أصدق من قولک : «إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ» » إلی قوله : «سَبِيلًا »(2).

باب (15) منازل بین الإیمان والکفر

8353- تفسیر العیاشی: عن الحارث، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: سألته بین الایمان والکفر منزلة؟

ص: 36


1- تفسیر العیاشی: ج2 ص110 ح 131. منه البحار : ج 72 ص165.
2- تفسیر العیاشی: ج1 ص269 ح 247. منه البحار: ج 72 ص 164.

فقال : نعم، ومنازل، لو یجحد شیئاً منها أکبّه الله فی النار، بینهما «وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ »(1) وبینهما «الْمُسْتَضْعَفِينَ » وبینهما «ءَآخَرُونَ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا »(2) وبینهما قوله : « وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ » (3).

باب (16) المرجَون لأمر الله

8354- تفسیر العیاشی: عن داود بن فرقد قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : المرجون قوم ذکر لهم فضل علیّ (علیه السّلام) فقالوا: ماندری لعلّه کذلک وما ندری لعلّه لیس کذلک؟ قال : أرجه قال تعالی : «وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ» الآیة(4) .

8355- تفسیر القمی: حدثنی أبی، عن یحیی بن أبی عمران، عن یونس، عن أبی الطیّار قال: قال أبو عبدالله (علیه السّلام):

المرجون لأمر الله قوم کانوا مشرکین قتلوا حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنین ثمَّ دخلوا بعد ذلک فی الاسلام، فوحّدوا الله وترکوا الشرک، ولم یعرفوا الایمان بقلوبهم فیکونوا من المؤمنین فتجب لهم الجنّة، ولم یکونوا علی جحودهم فتجب لهم النار، فهم علی تلک الحالة مرجون

ص: 37


1- التوبة 9: 106.
2- التوبة 9: 102.
3- تفسیر العیاشی: ج2 ص111 ح 133، والآیة الأخیرة فی سورة الأعراف7: 46. منه البحار: ج 72 ص166.
4- تفسیر العیاشی: ج2 ص111 ح 134. منه البحار: ج 72 ص166 .

لأمر الله، إمّا یعذِّبهم وإمّا یتوب علیهم(1).

8356- تفسیر العیاشی: عن زرارة، عن أبی جعفر (علیه السّلام) قال: المرجون لأمر الله قوم کانوا مشرکین، فقتلوا مثل قتل حمزة وجعفر وأشباههما، ثمّ دخلوا بعد فی الاسلام فوحّدوا الله وترکوا الشرک، ولم یعرفوا الایمان بقلوبهم فیکونوا من المؤمنین فیجب لهم الجنّة، ولم یکونوا علی جحودهم فیکفروا فتجب لهم النار، فهم علی تلک الحال إمّا یعذّبهم وإمّا یتوب علیهم.

قال أبو عبدالله (علیه السّلام): یری فیهم رأیه .

قال: قلت: جعلت فداک من این یرزقون؟ قال : من حیث شاء الله.

وقال أبو إبراهیم (علیه السّلام): هؤلاء قوم وقّفهم حتّی یری فیهم رأیه(2).

8357- معانی الأخبار: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسرور قال :

حدثنا الحسین بن محمد بن عامر، عن عمّه عبدالله بن عامر، عن الحسن بن علیّ بن فضّال، عن ثعلبة، عن عمر بن أبان الرفاعی، عن الصباح بن سیابة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إنّ الرجل لیحبّکم وما یدری ما تقولون فیدخله الله الجنّة، وإنّ الرجل لیبغضکم وما یدری ما تقولون فیدخله الله النار، وإنّ الرجل منکم لیملأ صحیفته من غیر عمل.

قلت : وکیف یکون ذاک؟

ص: 38


1- تفسیر القمی: ج1 ص 304. منه البحار: ج 72 ص157.
2- تفسیر العیاشی: ج2 ص111 ح 132. منه البحار: ج 72 ص 166.

قال: یمرّ بالقوم ینالون منّا فاذا رأوه قال بعضهم لبعض: أن هذا الرجل من شیعتهم، ویمرّ بهم الرجل من شیعتنا فینهزونه(1) ویقولون فیه فیکتب الله (عزّوجلّ) بذلک حسنات حتی تملأ صحیفته من غیر عملٍ(2).

8358- المحاسن: البرقی، عن أبیه، عن النضر، عن یحیی الحلبی، عن ابن مسکان، عن زرارة قال: سُئل أبو عبدالله (علیه السّلام) وأنا جالس عن قول الله (عزّوجلّ): «مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا »(3) یجری لهؤلاء ممّن لا یعرف منهم هذا الأمر؟ فقال : إنّما هذه للمؤمنین خاصّة.

قلت له : أصلحک الله، أرأیت من صام وصلّی واجتنب المحارم وحسن ورعه ممّن لا یعرف ولا بنصب؟ فقال : إنّ الله یدخل اُولئک الجنّة برحمته(4).

8359- تفسیر العیاشی: عن هشام بن سالم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله : «وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ »؟ قال: هم قوم من المشرکین أصابوا دماً من المسلمین ثمّ أسلموا فهم المرجون لأمر الله(5).

8360- تفسیر العیاشی: عن زرارة وحمران و محمّد بن مسلم،

ص: 39


1- نَهزَء نَهزاً: دفعه وضربه (أقرب الموارد).
2- معانی الاخبار : ص392 ح40. منه البحار: ج 72 ص 159.
3- الأنعام 6: 160.
4- المحاسن : ص158 ح94. منه البحار: ج 72 ص 162.
5- تفسیر العیاشی: ج2 ص110 ح128. منه البحار: ج 72 ص165.

عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) قالا : المرجون هم قوم قاتلوا یوم بدر واُحد ویوم حنین، وسلّموا(1) عن المشرکین ثمّ أسلموا بعد تأخّر، فامّا یعذِّبهم وإمّا یتوب علیهم(2) .

باب (17) مُبغض أهل البیت یُبعث یهودیّاً

8361- أمالی الصدوق: حدثنا محمد بن علی ماجیلویه قال : حدثنی عمّی محمّد بن أبی القاسم قال: حدثنی محمد بن علی الکوفی، عن المفضل بن صالح الأسدی، عن محمّد بن مروان، عن أبی عبدالله الصادق، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): من أبغضنا أهل البیت بعثه الله یوم القیامة یهودیّاً.

قیل : یا رسول الله وإن شهد الشهادتین؟ قال: فإنّما احتجز بهاتین الکلمتین عن سفک دمه أو یؤدّی الجزیة عن یدٍ وهم صاغر.

ثمّ قال : من أبغضنا أهل البیت بعثه الله یهودیّاً .

قیل : فکیف یا رسول الله؟ قال : إن أدرک الدّجال آمن به (3).

ثواب الأعمال : بهذا الإسناد، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)

ص: 40


1- وسلوا - البحار. سلأ عنه سلواً : هجره . (أقرب الموارد).
2- تفسیر العیاشی: ج2 ص110 ح 129. منه البحار: ج 72 ص 165.
3- أمالی الصدوق: ص468 ح2.

قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله).... وذکر نحوه(1) .

المحاسن: البرقی، عن محمّد بن علیّ، عن المفضّل بن صالح الأسدی، عن محمّد بن مروان، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): .... وذکر نحوه(2).

باب (18) مبغض أهل البیت یُبعث أجذم

8362- ثواب الأعمال : حدثنی محمد بن الحسن بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدثنی محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن المثّنی(3)، عن إسماعیل الجعفی قال : سمعت ابا عبدالله (علیه السّلام) یقول: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : لایبغضنا [أهل البیت] أحد إلّا بعثه الله یوم القیامة اجذم(4) .

المحاسن : البرقی، عن ابن فضّال مثله(5) .

ص: 41


1- ثواب الأعمال: ص242. منهما البحار: ج 27 ص218.
2- المحاسن: ص 90 ح39. منه البحار: ج 72 ص 134.
3- عن الهیثم - البحار.
4- ثواب الاعمال : ص243 ح2 .
5- المحاسن : ص91 ح42. منهما البحار: ج 27 ص 233. والأجذم : المقطوع الید، وقیل : الذَّاهب الأنامل (أقرب الموارد).

باب (19) ماء الفرات حرام علی مُبغض الإمام أمیر المؤمنین (علیه السّلام)

8363- الکافی : عدة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن یعقوب بن یزید، عن محمّد بن مرازم، ویزید بن حمّاد جمیعاً، عن عبدالله بن سنان فیما أظنُّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : لو أنّ غیر ولیِّ علیّ (علیه السّلام) أتی الفرات وقد أشرف ماؤه علی جنبیه وهو یزخّ زخیخاً فتناول بکفّه وقال : بسم الله فلمّا فرغ قال : الحمد لله، کان دماً مسفوحاً أو لحم خنزیر(1).

8364- أمالی الصدوق: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسرور قال :

حدثنا الحسین بن محمد بن عامر، عن عمّه عبدالله بن عامر، عن محمّد بن أبی عمیر، عن ابراهیم بن زیاد الکرخی قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد الصادق (علیه السّلام) یقول: لو أن عدوّ علیّ جاء إلی الفرات وهو یزخّ زخیخا(2) قد أشرف ماؤه علی جنبتیه فتناول منه شربة وقال : بسم الله ، وإذا شربها قال : الحمد لله ، ما کان ذلک إلّا میتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزیر(3).

البحار - بیان: الغرض بیان أنّ مثل هذا الماء مع وفوره وکثرته وعدم توهّم إسراف وغصب وتضییق علی الغیر إذا شرب منه مع رعایة

ص: 42


1- الکافی: ج8 ص 161 ح163.
2- زَخَّ زخّاً: برق شدیداً (أقرب الموارد). والمعنی: أی یبرق بریقاً لصفاء ماءه أو لوفوره وکثرته. وفی بعض النسخ - کما فی بیان البحار -: رجَّ رجَّ الشیء رجّاً: أی تحرک واهتزَّ (أقرب الموارد).
3- أمالی الصدوق: ص 523 ح8. منه البحار: ج 27 ص218.

الآداب المستحبّة کان علیه حراماً لکفره، وإنّما اُبیح نعم الدّنیا للمؤمنین .

باب (20) ثلاث هنَّ فخر للمؤمن وثلاثة هم شرار خلق الله

8365- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول:

ثلاث هنّ فخر المؤمن وزینه فی الدُّنیا والآخرة : الصلاة فی آخر اللّیل، ویأسه ممّا فی أیدی الناس، وولایته الإمام من آل محمّد (صلّی الله علیه وآله).

قال : وثلاثة هم شرار الخلق ابتُلی بهم خیار الخلق : أبو سفیان أحدهم قاتَلَ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) وعاداه، ومعاویة قاتل علیّاً (علیه السّلام) وعاداه، ویزید بن معاویة (لعنه الله) قاتَلَ الحسین بن علیّ (علیهما السّلام) وعاداه حتّی قتله(1).

باب (21) ولایة أعداء الله خروج من الإسلام

8366- معانی الأخبار : حدثنا محمد بن علی ماجیلویه (رحمه الله)، عن عمّه محمد بن أبی القاسم، عن أحمد بن أبی عبدالله، عن النهیکی باسناده رفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : من مثّل

ص: 43


1- الکافی: ج8 ص 234 ح 311.

مثالاً أو اقتنی کلباً فقد خرج من الاسلام.

فقیل له : هلک إذاً کثیر من الناس! فقال : لیس حیث ذهبتم(1) إنّما عنیت بقولی : «من مثّل مثالاً» من نصب دیناً غیر دین الله ودعا الناس إلیه، وبقولی: « من اقتنی کلباً » [عنیت] مبغضاً لنا أهل البیت اقتناه فأطعمه وسقاه ، من فعل ذلک فقد خرج من الاسلام(2).

باب (22) الشّفاعة لأتُدرک النواصب

8367- ثواب الأعمال : حدثنی محمد بن موسی بن المتوکل (رضی الله عنه) قال: حدثنی محمد بن جعفر قال : حدثنی موسی بن عمران، عن الحسین بن یزید [النوفلیّ]، عن علی بن أبی حمزة [البطائنیّ]، عن أبی بصیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : مدمن الخمر کعابد الوثن، والناصب لآل محمّد شرّ منه.

قلت: جعلت فداک ومن أشرّ من عابد الوثن؟! فقال : إنّ شارب الخمر تدرکه الشفاعة یوماً ما، وإنّ الناصب لو شفع فیه أهل السماوات والارض لم یشفّعوا(3).

ص: 44


1- لیس حیث ذهبت - البحار.
2- معانی الاخبار : ص181 ح1. منه البحار : ج 27 ص 232 .
3- ثواب الاعمال: ص246 ح 1. منه البحار : ج 27 ص 234.

باب (23) النواصب فی النَّار

8368- ثواب الأعمال : حدثنی محمد بن الحسن (رضی الله عنه) قال: حدثنی محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسین بن أبی الخطّاب، عن الحکم بن مسکین، عن أبی سعید المکاریّ، عن رجل، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال أمیر المؤمنین (صلوات الله علیه) : أصبح عدوّنا علی شفا حفرة من النار، وکأنّ شفا حفرته قد انهارت به فی نار جهنّم فتعساً(1) لأهل النار [وبئس] مثواهم، إنّ الله (عزّوجلّ) یقول: « فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ» وما من أحد یقصر(2) عن حبّنا بخیر جعله(3) الله عنده(4).

المحاسن: البرقی، عن محمد بن علیّ، عن الحکم بن مسکین مثله(5) .

8369- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد ، عن ابن فضّال، عن حنان، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : لایبالی

ص: 45


1- تعساً له : الزمه الله هلاکاً. (أقرب الموارد).
2- نقص - المحاسن.
3- لخیر یجعله - المحاسن .
4- ثواب الأعمال : ص 251 ح 20.
5- المحاسن: ص 90 ح41، والآیة فی سورة الزمر 39: 72 وغافر40: 76. منهما البحار : ج 27 ص 236.

الناصب صلّی أم زنا(1). وهذه الآیة نزلت فیهم «عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً » (2) و (3).

8370. ثواب الاعمال: قال الصادق (علیه السّلام): (إنّ) الناصب لنا أهل البیت لا یبالی صام أم صلّی، زنا أم سرق، إنّه فی النار، إنّه فی النار(4) .

8371- تفسیر فرات الکوفی: قال : حدثنا أبو القاسم العلوی قال: حدثنا فرات بن ابراهیم الکوفی معنعنا عن جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) قال: کلّ عدوّ لنا ناصب منسوب إلی هذه الآیة :

«وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ »(5)و(6).

8372. ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال: حدثنی أحمد ابن ادریس، عن محمّد بن أحمد قال: حدثنی أبو عبدالله الرازی(7)، عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر، عن صالح بن سعید، عن أبی سعید

ص: 46


1- إذ هو معاقب باعماله الباطلة لإخلاله بما هو من أعظم شروطها وهو الولایة فهو کمن صلّی بغیر وضوء. (مرآة العقول).
2- الظاهر انه (علیه السّلام) فسّر الناصیة بنصب العداوة لاهل البیت (علیهم السّلام) ویحتمل أن یکون (علیه السّلام) فسّر النصب بمعنی التعب أی یتعب فی مشاف الأعمال ولاینفعه. (مرآة العقول).
3- الکافی: ج8 ص 160ح 162. والآیتان فی سورة الغاشیة 88: 3 و4 .
4- ثواب الأعمال: ص251 ح 18. منه البحار: ج 27 ص235.
5- الغاشیة 88: 2. 5.
6- تفسیر فرات الکوفی : ص 549 ح704. منه البحار : ج 27 ص225.
7- الجامورانی - البحار.

القمّاط، عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : کلّ ناصب وإن تعبّد واجتهد یصیر إلی هذه الآیة : «عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً » (1).

مجمع البیان: قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : کل ناصب النا.... وذکر مثله(2).

8373- تفسیر القمی: حدثنا جعفر بن أحمد قال : حدثنا عبدالکریم بن عبدالرّحیم قال : حدثنا محمّد بن علیّ، عن محمّد بن الفضیل، عن أبی حمزة، قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : من خالفکم وإن تعبّد واجتهد منسوب إلی هذه الآیة : «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً » (3).

8374- الکافی : الحسین بن محمّد، عن معلّی بن محمّد، عن علیّ بن أسباط، عن علیّ بن أبی حمزة، عن أبی بصیر، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) : «فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ »(4) یا معشر المکذّبین حیث أنبأتکم رسالة ربّی فی ولایة

ص: 47


1- ثواب الاعمال: ص 247 ح 3. منه البحار: ج 27 ص 179 .
2- مجمع البیان: ج5 ص 479. منه البحار : ج 7 ص 169.
3- تفسیر القمی: ج2 ص 419. منه البحار: ج 27 ص168.
4- الملک 67 : 29. والمعنی فستعلمون - عند الموت أو بعده او الاعم یا معشر المکذبین لرسالتی من أجل أنّی أنبأتکم رسالة ربی فی ولایة علی والائمة من بعده -«مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ » نحن أم أنتم؟!! لأنهم کانوا ینسبون الضلالة إلیه (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فی محبة علی وتبلیغ امامته، وأنه إنما یقول ذلک من تلقاء نفسه، وکأنَّ ذکر الایمان فی صدر الآیة علی هذا التأویل للاشعار بأنَّ من لم یؤمن بالولایة فهو غیر مؤمن بالله. (مرآة العقول).

علیّ (علیه السّلام) والأئمّة (علیهم السّلام) من بعده «مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ » کذا اُنزلت وفی قوله تعالی : «إِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا » فقال : إن تلووا الأمر وتعرضوا عمّا اُمرتم به « فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا »(1) وفی قوله : «فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا » بترکهم ولایة أمیر المؤمنین (علیه السّلام) « عَذَابًا شَدِيدًا » فی الدنیا « وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ »(2).

ص: 48


1- النساء 4: 135. فی قوله تعالی : «إِنْ تَلْوُوا » الآیة هکذا: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا »قال المفسرون: فلاتتبعوا الهوی أن تعدلوا أی لأن تعدلوا عن الحق أو کراهة أن تعالوا من العدل، وان تلووا أی تلووا أنفسکم عن شهادة الحق أو حکومة العدل أو تعرضوا عن الشهادة بما عندکم وتمنعوها، وقرء أن تلورا او تعرضوا بمعنی کنمتم الشهادة او أعرضتم عن إقامتها وکأنه (علیه السّلام) فسّر الآیة هکذا: أن تلووا ای تصرفوا الخلافة عن موضعها وهو أمیر المؤمنین (علیه السّلام) او تعرضوا عما أمرتم به من ولایته «فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا » فیعاقبکم علیه. (مرآة العقول).
2- «فَلَنُذِيقَنَّ» الآیة فی حم السجدة 41: 27 «وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ *فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ »قال البیضاوی : «وَالْغَوْا فِيهِ » أی عارضوه بالخرافات وارفعوا أصواتکم بها لتشوشوه علی القاری « لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ » ای تغلبونه علی قراءته . وعلی تاویله (علیه السّلام) کأنّه قولهم ذلک فی الآیات النازلة فی الولایة، ولما کان اکثر الآیات فیها فکان کفرهم بالقرآن کفراً بها، فأوعدهم الله بقوله: «فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا» بترکهم ولایة أمیر المؤمنین «عَذَابًا شَدِيدًا »فی الدنیا بالمصائب والقتل والأسر سیّما فی زمان القائم (علیه السّلام) وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ » فی الآخرة «أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ » أی بأقبح الجزاء علی أقبح أعمالهم وهو ترک الولایة. ویؤیده أنه قال سبحانه بعد ذلک: «وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ »وفسّر فی الأخبار بأبی بکر وعمر، وبعد ذلک أیضاً: «إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا»أنها فیهم (علیهم السّلام). (مرآة العقول). الکافی: ج1 ص 421 ح45.

8375- وسائل الشیعة : فی الاعتقادات قال : قال الصادق (علیه السّلام): من شکّ فی کفر أعدائنا والظالمین لنا فهو کافر(1).

8376- المحاسن: البرقی ، عن أبیه، عن النضربن سوید ، عن یحیی ابن عمران الحلبیّ، عن عبدالله بن مسکان، عن أبی بصیر قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أرأیت الرادّ علی هذا الأمر کالرادّ علیکم؟ فقال : یا أبا محمّد من ردّ علیک هذا الأمر فهو کالرادّ علی رسول الله (صلّی الله علیه وآله)(2).

8377- تفسیر القمی: حدثنی أبی، عن النضر بن سوید، عن یحیی الحلبیّ، عن المعلّی بن خنیس، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قوله: «إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا » (3).

قال : فارق القومُ - والله - دینهم(4).

ص: 49


1- وسائل الشیعة : ج185 ص 561 ح20 .
2- المحاسن : ص185 ح194. منه البحار: ج 27 ص238.
3- الأنعام 6: 159.
4- تفسیر القمی: ج1 ص 222. منه البحار: ج 72 ص 131.

8378- تفسیر العیاشی: عن کلیب الصیداویّ قال : سألت أباعبدالله (علیه السّلام) عن قول الله :«إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا »؟ قال : کان علیّ (علیه السّلام) یقرؤها «فارقوا دینهم» ثم قال :

فارق - والله - القوم دینهم(1).

أقول: قال الطبرسی - فی تفسیر مجمع البیان -: قرأ حمزة والکسائی - هاهنا وفی [سورة ]الروم -: «فارقوا» بالألف، وهو المروی عن علی (علیه السّلام).

قال أبو علی:... ومَن قرأ: «فارقوا دینهم، فالمعنی: بایَنوه وخرجوا منه، وهو یؤول الی معنی: فرقوا، ألا تری انهم لمّا آمنوا ببعضه وکفروا ببعضه فارقوه کلَّه فخرجوا عنه ؟!.

8379- تفسیر العیاشی: عن عمّار، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: من طعن فی دینکم هذا فقد کفر، قال الله : « وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ » إلی قوله : « يَنْتَهُونَ »(2).

8380- الاختصاص : قال الصادق (علیه السّلام): إنّ الله (تبارک وتعالی) جعلنا حججه علی خلقه، واُمناء [علی] علمه ، فمن جحدنا کان بمنزلة إبلیس فی تعنّته علی الله، حین أمره بالسجود لآدم، ومن عرفنا واتّبعنا کان بمنزلة الملائکة الّذین أمرهم الله بالسجود لآدم فأطاعوه(3)

ص: 50


1- تفسیر العیاشی: ج1 ص385 ح 131. منه البحار: ج9ص208.
2- تفسیر العیاشی: ج2 ص 79 ح 26، والآیة فی سورة التوبة 9: 12، منه البحار : ج72 ص136.
3- الاختصاص: ص 334. منه البحار: ج 72 ص137.

باب (24) النَّواصب شرُّ من أولاد الزّنا

8381- ثواب الاعمال : ابی (رحمه الله) قال: حدثنی سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن محمّد بن خالد، عن حمزة بن عبدالله، عن هاشم بن أبی سعید، عن أبی بصیر لیث المرادی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إنّ نوحاً (علیه السّلام) حمل فی السفینة الکلب والخنزیر ولم یحمل فیها ولد الزنا، و[إن] الناصب شرّ من ولد الزنا(1) .

المحاسن: البرقی، عن أبیه، عن حمزة مثله(2) .

باب (25) قتل النواصب

8382- علل الشرایع : ابی (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد، عن علیّ بن الحکم، عن سیف بن عمیرة، عن داود بن فرقد قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام): ما تقول فی قتل الناصب؟ قال : حلال الدّم لکنّی أتّقی علیک فان قدرت أن تقلب علیه حائطاً او تغرقه فی ماء لکی لا یشهد به علیک فافعل .

ص: 51


1- ثواب الاعمال: ص251 ح 22.
2- المحاسن : ص185 ح196. منهما البحار: ج 27 ص236.

1 قلت: فما تری فی ماله؟ قال : توّه(1) ما قدرت علیه(2).

باب (26) مَن هو الناصبی؟

8383- معانی الأخبار : حدثنا محمد بن علی ماجیلویه (رضی الله عنه) قال : حدثنی عمّی محمّد بن أبی القاسم، عن محمّد بن علیّ الکوفیّ، عن ابن فضّال، عن المعلّی بن خنیس قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: لیس الناصب من نصب لنا أهل البیت لأنَّک لا تجد أحداً یقول : أنا ابغض محمداً وآل محمّد ولکن الناصب من نصب لکم وهو یعلم أنّکم تتولّونا وتتبرّؤون من أعدائنا.

وقال (علیه السّلام): من أشبع عدوّاً لنا فقد قتل ولیّاً لنا(3).

صفات الشیعة : حدثنا محمد بن علی ماجیلویه قال : حدثنی عمی، عن المعلی بن خنیس مثله، إلَّا أنَّ فیه : انّکم تتوالونا(4) .

8384- علل الشرایع : حدثنا محمد بن الحسن (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن یحیی العطار، عن محمّد بن أحمد، عن إبراهیم بن إسحاق، عن عبدالله بن حمّاد، عن عبدالله بن سنان، عن

ص: 52


1- تَوَّهَهُ: أهلکه (أقرب الموارد) وفی بعض النسخ - کما فی بیان البحار -: «أتوه» علی بناء الأفعال وهو أظهر.
2- علل الشرایع : ص601ح57. منه البحار: ج 27 ص 231.
3- معانی الأخبار : ص 365 ح 1. منه البحار : ج 27 ص 233.
4- صفات الشیعة: ص 51 ح 17 .

ابی عبدالله (علیه السّلام) قال: لیس الناصب من نصب لنا أهل البیت، لأنّک لاتجد رجلاً یقول: أنا اُبغض محمّداً وآل محمّد ولکنّ الناصب من نصب لکم وهو یعلم أنّکم تتولّونا وأنّکم من شیعتنا(1) .

ثواب الأعمال: أبی (رحمه الله) قال: حدثنی أحمد بن ادریس، عن محمّد بن أحمد مثله الّا ان فیه : لم تجد رجلاً یقول(2).

باب (27) من سبَّ أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فهو کافر

8385- علل الشرایع : ابی (رحمه الله) قال : حدثنا أحمد بن ادریس قال : حدثنا أحمد بن محمّد، عن علیّ بن الحکم، عن هشام ابن سالم قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام): ما تری فی رجل سبّاب(3) لعلیّ (علیه السّلام)؟ قال : هو والله حلال الدّم، لولا أن یعمّ به بریئاً.

قلت : أیّ شیء یعمّ به بریئاً؟ قال : یُقتل مؤمن بکافر(4).

ثواب الأعمال : ابی (رحمه الله) قال : حدثنی سعد بن عبدالله، عن احمد بن محمد بن عیسی، عن علیّ بن الحکم مثله(5).

ص: 53


1- علل الشرایع: ص 601ح60.
2- ثواب الاعمال: ص247 ح4 . منهما البحار : ج 72 ص 131 .
3- سبابة - ثواب الاعمال.
4- علل الشرایع: ص 601 ح 59.
5- ثواب الاعمال : ص 251 ح 19. منهما البحار: ج 27 ص232.

البحار - بیان: أی لولا أن یعمّ القاتل بسبب هذا القتل بریئاً أی یصل ضرره إلی غیر مستحقّ، یقال عمّهم بالعطیّة أی شملهم.

باب (28) مَن سبَّ ولیَّ الله فقد سبَّ الله

8386- تفسیر العیاشی: عن عمر الطیالسیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: سألته عن قول الله : «وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ »(1)؟ قال : فقال : یا عمر هل رأیت أحداً یسبّ الله؟ قال : فقلت: جعلنی الله فداک فکیف؟ قال : من سبّ ولیّ الله فقد سبّ الله(2).

باب (29) مُبغض الإمام أمیر المؤمنین (علیه السّلام) مُنافق

8387- المحاسن: البرقی، عن بعض أصحابه محمّد بن علی أو غیره رفعه قال: قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أکان حذیفة بن الیمان یعرف المنافقین؟ فقال : أجل(3) کان یعرف اثنی عشر رجلاً، وأنت تعرف اثنی عشر ألف رجل، إنّ الله (تبارک وتعالی) یقول: « فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ

ص: 54


1- الأنعام 6: 108.
2- تفسیر العیاشی: ج1 ص 373 ح 80 منه البحار: ج 27 ص 239 .
3- فقال رجل - البحار .

وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ »(1) فهل تدری ما لحن القول؟ قلت: لا والله .

قال : بغض علیّ بن أبی طالب (علیه السّلام) وربّ الکعبة(2) .

البحار - بیان : لحن القول: اسلوبه وإمالته الی جهة تعریض أو توریة ، ومنه قیل للمخطیء : اللاحن لأنّه یعدل الکلام عن الصواب، أی تعرف کفرهم ونفاقهم بما یترشَّح من کلامهم من بغض علی (علیه السّلام).

8388- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن عبدالرحمن بن الحجّاج، عن هاشم صاحب البرید قال : کنت أنا ومحمّد بن مسلم وأبو الخطّاب مجتمعین فقال لنا أبو الخطّاب : ما تقولون فیمن لم یعرف هذا الأمر؟ فقلت : من لم یعرف هذا الأمر فهو کافر.

فقال أبو الخطاب : لیس بکافر حتّی تقوم علیه الحجّة، فاذا قامت علیه الحجّة فلم یعرف فهو کافر.

فقال له محمّد بن مسلم : سبحان الله ماله إذا لم یعرف ولم یجحد یکفر ؟! لیس بکافر إذا لم یجحد.

قال: فلمّا حججت دخلت علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فأخبرته بذلک فقال : إنّک قد حضرت وغابا ولکنّ موعدکم اللیلة، الجمرة الوسطی بمنی.

فلمّا کانت اللّیلة اجتمعنا عنده وأبو الخطّاب ومحمّد بن مسلم

ص: 55


1- سورة محمّد (صلّی الله علیه وآله) 47: 30.
2- المحاسن: ص168ح 132. منه البحار: ج 27 ص237 .

فتناول وسادة فوضعها فی صدره ثمّ قال لنا: ما تقولون فی خدمکم ونسائکم وأهلیکم؟ الیس یشهدون أن لا إله إلّا الله؟ قلت : بلی.

قال : ألیس یشهدون أنّ محمّداً رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم)؟ قلت: بلی.

قال : الیس یصلّون ویصومون ویحجّون؟ قلت: بلی.

قال : فیعرفون ما أنتم علیه؟ قلت: لا.

قال : فما هم عندکم؟ قلت : من لم یعرف [هذا الأمر] فهو کافرٌ .

قال : سبحان الله اما رأیت أهل الطریق وأهل المیاه؟ قلت : بلی.

قال : ألیس یصلّون ویصومون ویحجّون؟ الیس یشهدون أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً رسول الله؟ قلت : بلی.

قال : فیعرفون ما أنتم علیه؟ قلت: لا.

قال : فما هم عندکم؟ قلت : من لم یعرف [هذا الأمر] فهو کافر .

قال : سبحان الله أما رأیت الکعبة والطواف وأهل الیمن

ص: 56

وتعلّقهم بأستار الکعبة؟ قلت: بلی .

قال : الیس یشهدون أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ویصلّون ویصومون ویحجّون؟ قلت: بلی.

قال : فیعرفون ما أنتم علیه؟ قلت : لا.

قال : فما تقولون فیهم؟ قلت : من لم یعرف فهو کافرٌ.

قال : سبحان الله هذا قول الخوارج.

ثمّ قال : إن شئتم أخبرتکم؟ فقلت أنا : لا.

فقال : أما إنّه شرٌّ علیکم أن تقولوا بشیء ما لم تسمعوه منّا .

قال : فظننت أنّه یدیرنا علی قول محمّد بن مسلم(1).

ص: 57


1- الکافی: ج2 ص401 ح1. وذکر العلامة المجلسی (رحمه الله) فی مرآة العقول فی شرحه لهذا الحدیث : قال فی النهایة : البرید کلمة فارسیة یراد بها فی الأصل البغل وأصلها «بریده دُم» أی محذوف الذنب، لان بغال البرید کانت کالعلامة لها. وکأنه لقّب بذلک لأنه کان موکلاً بتلک البغال أو الرجال. «فقال لنا» وفی بعض النسخ له فالضمیر لمحمد. «فقلت من لم یعرف» الفرق بین الأقوال الثلاثة أنه ذهب صاحب البرید الی ان غیر العارف کافر سواء قامت علیه الحجة أم لم تقم، وسواء جحد أم لم یجحد، وعلی هذا فلا واسطة بین المؤمن والکافر، وذهب أبو الخطاب إلی أنّه کافران قامت علیه الحجّة جحد أم لم یجحد، فبینهما واسطة وهی غیر العارف قبل قیام الحجة، وذهب محمد بن مسلم الی أنه کافر اذا جحد واذا لم یجحد فلیس بکافر، وعلی هذا أیضاً بینهما واسطة وهی من لم یعرف ولم یجحد ویسمی مستضعفاً وضالاً. وقیل: کأنّ المراد بالضال هو هذا المعنی وان کان یطلق کثیراً علی الأعم منه، وهو من لم یتمسک بالحق من فرق المسلمین، وکان المراد بالکافر هنا من یجری علیه أحکام الکفر فی الدُّنیا مثل النجاسة وعدم جواز المباشرة والمناکحة وغیرها کما هو مذهب بعض الاصحاب والا فلا خلاف فی استحقاق العقوبة وخلود بعضهم فی النار، ولو قیل بخلافه وتحقق القول به فهو نادر سخیف. «فانک قد حضرت وغابا» لعلَّ تأخیره (علیه السّلام) بیان الحکم لتبیین مرادهم أو لیعلموا ایضاً الحکم، قیل : ویدل علی أنه ینبغی للحاکم أن یترک الحکومة والتکلم فیها حتی یحضر الخصوم جمیعاً ومن ثم قال بعض الاکابر : اذا جائک الحکم وقد فقئت عینه فلا تحکم له، فلعلّه باتیک خصمه وقد فقئت عیناه. قوله : «و أبو الخطاب» عطف علی ضمیر أجتمعنا، وعدم الاتیان بالمنفصل للفاصلة . «وأهلیکم» أی أولادکم «هذا قول الخوارج» فانهم یقولون کل من فعل کبیرة أو صغیرة وأصر علیها فهو کافر خارج عن الاسلام، مستحق للقتل، ولذا حکموا بکفر أمیر المؤمنین (علیه السّلام) للتحکیم مع أنهم أجبروه (علیه السّلام) علی التحکیم وعلی [قبول] الحکم الجائر الاحمق الحائر البائر الذی کان من أعداء امیر المؤمنین (علیه السّلام) وأیضاً أنّه (علیه السّلام) لم یرض بحکمهما مطلقاً بل بحکمهما اذا حکماً بالکتاب والسنة، وهما (لعنة الله علیهما) حَکَما علی خلاف الکتاب والسنة، وما فعله (علیه السّلام) لم یکن معصیة. والحاصل أن للکفر معانٍ شتی، ولکل منها أحکام یترتب علیها کالایمان، والخوارج لما سمعوا اطلاق الکفر وسلب الأیمان علی أصحاب الکبائر بل الصغائر أیضاً ولم یفرقوا بین معانیه واحکامه اجروا جمیع أحکام الکفر فی الدنیا والآخرة علی الفساق وضیّقوا الأمر علی المسلمین وحکموا بأن أصحاب الکبائر بل الصغائر أیضاً کفار بالمعنی الّذی یطلق علی من لم یشهد الشهادتین، ولیس کذلک بل الکفر ببعض معانیه یجتمع مع الاسلام ببعض معانیه، ولیس کل من أطلق علیه الکفر فی الأخبار یستحق القتل وتحرم مناکحته ومعاشرته، ولیس کل من سلب عنه الایمان فی الآیات والأخبار یجب خلوده فی النار، فالکفر یطلق علی من أنکر شیئاً من ضروریات دین الاسلام ظاهراً وباطناً کالشهادتین أو المعاد، فهو یجری علیه أحکام الکفار فی الدنیا ویخلد فی النار فی الآخرة إلا أن أهل الکتاب اختلف الأصحاب فی نجاستهم وعدم جواز مناکحتهم. ویطلق علی من أخلَّ بشیء من العقائد الإیمانیَّة وإن لم یکن ضروریاً لدین الاسلام کالامامة، والمشهور أنهم فی الآخرة بحکم الکفار وهم مخلَّدون فی النار کالمخالفین و سایر فرق الشیعة سوی الأمامیَّة، وقد دلَّت علیه اخبار کثیرة، لکن قد عرفت أنه یظهر من کثیر من الأخبار أنه یمکن نجاة بعض المخالفین من النار کالمستضعفین والرجَون لأمر الله. وقد ذکر العلّامة وغیره قولاً بعدم خلود المخالفین فی النار، وهو فی غیر المستضعفین وأشباههم فی غایة الضعف لأن الامامة عند الشیعة من أصول الدین، وقد ورد متواتراً عن النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : «من مات ولم یعرف امام زمانه مات میتة جاهلیة»، والاخبار فی ذلک اکثر من أن تُحصی. وأما الأحکام الدنیویَّة أیضاً . کالطهارة والتناکح والتوارث . فالمشهور أنهم فی جمیع ذلک بحکم المسلمین.

ص: 58

باب (30) صفة النفاق والمنافق

8389- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبدالله بن عبدالرحمن، عن مسمع

ص: 59

ابن عبدالملک ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : مازاد خشوع الجسد علی ما فی القلب فهو عندنا نفاق(1) .

8390- الاختصاص: قال الصادق (علیه السّلام) : أربع من علامات النفاق: قساوة القلب، وجمود العین، والإصرار علی الذنب، والحرص علی الدُّنیا(2).

8391- الکافی : أبو علیّ الأشعریّ، عن الحسن بن علیّ الکوفیّ، عن عثمان بن عیسی، عن سعید بن یسار ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : مثل المنافق مثل جذع النخل أراد صاحبه أن ینتفع به فی بعض بنائه فلم یستقم له فی الموضع الّذی أراد، فحوّله فی موضع آخر فلم یستقم له فکان آخر ذلک أن أحرقه بالنار(3) و(4).

8392- قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زیاد قال : حدثنی جعفر بن محمّد، عن أبیه (علیهما السّلام) أن الله (تبارک وتعالی) أنزل کتاباً من کتبه علی نبی من أنبیائه وفیه أنّه سیکون خَلق من خلقی یلحسون الدّنیا بالدّین، ویلبسون مسوک الضأن(5) علی قلوب

ص: 60


1- الکافی: ج2 ص396 ح6.
2- الاختصاص : ص228. منه البحار : ج 72 ص 176.
3- وهو تشبیة حَسَن للمنافق، وأنه لعدم استقامته لایصلح لشیء إلّا للاحراق بالنار . (مرآة العقول).
4- الکافی: ج2 ص 396 ح5 .
5- المسک - بالفتح : الجلد والجمع مسوک. والفان: من ذوات الصوت من الغنم . (مجمع البحرین).

کقلوب الذئاب أشدّ مرارة من الصبر، وألسنتهم احلی من العسل، وأعمالهم الباطنة أنتن من الجیف، أبی یغترون؟! أم إیّای یخدعون؟! أم علیَّ یتجبّرون؟! فبعزّتی حلفت لابعثن لهم فتنةً تطأ فی خطامها(1) حتّی تبلغ أطراف الأرض یترک الحکیم فیها حیران(2).

8393- أمالی الطوسی: أخبرنا محمد بن محمد [الشیخ المفید] قال : أخبرنا أبو الحسن علی بن خالد المراغی قال : حدثنا أبو القاسم علی بن الحسن، عن جعفر بن محمّد بن مروان، عن أبیه قال : حدثنا أحمد بن عیسی قال : حدثنا محمّد بن جعفر، عن أبیه جعفر بن محمّد، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): خلّتان لاتجتمعان فی منافق : فقه فی الاسلام، وحُسن سمتٍ فی الوجه(3) و(4) .

أمالی المفید: حدثنا الشیخ الجلیل المفید ابو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرنی أبو الحسن علی بن خالد المراغی قال : حدثنا أبو القاسم الحسن بن علی، عن جعفر بن محمّد بن مروان مثله(5).

ص: 61


1- الخطم: أنف الإنسان، ومن الدَّابة : مقدم أنفها وفمها. (أقرب الموارد).
2- قرب الاسناد: ص15. منه الوسائل: ج11 ص286.
3- السمت: عبارة عن الحالة التی یکون علیها الانسان من السکینة والوقار وحسن السیرة والطریقة واستقامة المنظر والهیئة، ویقال : فلان حسن السمت والهدی : أی حسن المذهب فی الأُمور کلّها. (مجمع البحرین).
4- أمالی الطوسی: ص36ح37. منه البحار : ج 71 ص 343.
5- أمالی المفید: ص 273 ح5.

نوادر الراوندی : بأسناده عن موسی بن جعفر، عن آبائه (علیهم السّلام) مثله(1) .

8394- الخصال : حدثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رضی الله عنه) قال: حدثنا الحسین بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبدالله بن عامر ، عن الحسن بن محبوب، عن عبّاد بن صهیب، قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: لایجمع الله لمنافق ولافاسق حسن السَّمت والفقه(2) وحسن الخلق أبداً(3).

کتاب التمحیص : عن عباد بن صهیب مثله(4).

8395- قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زیاد قال : حدثنی جعفر بن محمّد، عن أبیه (علیهما السّلام) أنّ النبیّ (صلّی الله علیه وآله) قال: للمرائی ثلاث علامات : یکسل إذا کان وحده، وینشط إذا کان عنده أحد، ویحبُّ أن یُحمد فی جمیع اُموره .

وللظالم ثلاث علامات : یقهر من فوقه بالمعصیة، ومن هو دونه بالغلبة، ویظاهر الظلمة. وللکسلان(5) ثلاث علامات : یتوانی حتّی یفرِّط، ویفرِّط حتّی یضیّع، ویضیّع حتّی یأثم. وللمنافق ثلاث

ص: 62


1- نوادر الراوندی: ص18. منهما البحار: ج 72 ص 176.
2- والفقر - التمحیص.
3- الخصال: ص127ح 126. منه البحار : ج 71 ص388.
4- کتاب التمحیص: ص 66 حه 155. منه البحار: ج 72 ص 176.
5- الکَسَل : هو التثاقل عمّا لا ینبغی التثاقل عنه. ویکون ذلک لعدم انبعاث النفس للخیر مع ظهور الإستطاعة فلا یکون معذوراً، بخلاف العاجز فإنّه معذور لعدم القوَّة وفقد الإستطاعة. (مجمع البحرین).

علامات: إذا حدّث کذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان(1).

8396- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن علیّ بن فضال ، عن علیّ بن عقبة، عن عمرو، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال لنا ذات یوم: تجد الرّجل لایخطیء بلام ولا واو خطیباً مصقعاً(2) ولَقلبه أشدّ ظلمةً من اللّیل المظلم، وتجد الرجل لا یستطیع یعبّر عمّا فی قلبه بلسانه، وقلبه یزهر کما یزهر المصباح(3) و(4).

8397- معانی الاخبار - أمالی الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن (رضی الله عنه) قال: حدثنا أحمد بن ادریس، عن محمّد بن أحمد ابن یحیی بن عمران الأشعری قال: حدثنا موسی بن عمران(5) البغدادی، عن ابن سنان، عن عون بن معین بیّاع القلانس، عن عبدالله بن أبی یعفور قال : سمعت الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) یقول: من لقی الناس بوجه وغابهم(6) بوجه جاء یوم القیامة وله لسانان من نار(7) .

ص: 63


1- قرب الاسناد: ص15. منه البحار: ج72 ص205.
2- المصقع : البلیغ، وقیل : العالی الصوت، وقیل : مَن لایرتجَ علیه فی کلامه، ولا یتعتع . (أقرب الموارد).
3- یدلّ علی أن حسن الظاهر وطلاقة اللسان وفصاحة البیان لاعبرة بها بدون تنورّ القلب وصفائه واستقامته، وإنّما العبرة بصفاء الباطن ونورانیّته، وإن لم یکن معه صفاء الظاهر، واللهُ الناظر الرّقیب لا ینظر إلی صورکم وأجسادکم ولکن ینظر إلی قلوبکم ونیّاتکم. (مرآة العقول).
4- الکافی: ج2 ص 422 ح1.
5- عمر - أمالی الصدوق - الخصال.
6- وعابهم - أمالی الصدوق.
7- معانی الاخبار : ص 185 ح2 - أمالی الصدوق: ص277 ح 19.

الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا أحمد بن ادریس، عن محمد بن أحمد بن یحیی بن عمران الأشعری بهذا الاسناد نحوه(1) .

8398- الکافی: محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن محمّد بن سنان، عن عون القلانسیّ، عن ابن أبی یعفور، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: من لقی المسلمین بوجهین ولسانین جاء یوم القیامة وله لسانان من نار(2) .

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدثنی سعد بن عبدالله ، عن محمد بن الحسین بن أبی الخطاب ، عن محمد بن سنان مثله(3) .

باب (31) إنَّ الله یعذِّب ستة بستة

8399- الاختصاص : عن أبی عبدالله ، عن آبائه ، عن أمیرالمؤمنین (علیهم السّلام) [قال](4) : إنّ الله (عزّوجلّ) یعذَّب ستّة بستّة : العرب بالعصبیّة، والدهاقین(5) بالکبر، والاُمراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجّار بالخیانة، وأهل الرساتیق(6) بالجهل(7).

ص: 64


1- الخصال : ص38 ح 19. منها البحار: ج 75 ص 203 .
2- الکافی: ج2 ص343 ح 1.
3- ثواب الأعمال: ص319 ح 1.
4- مابین المعقوفتین من البحار.
5- والدهاقنة - البحار.
6- الرُستَاق : الرُزداق. والرُزداق : السَّواد والقری. (أقرب الموارد).
7- الاختصاص: ص 234. منه البحار: ج 72 ص 190.

البحار : الدرة الباهرة - قال الصادق (علیه السّلام): یهلک الله ستّاً بست.... وذکر نحوه(1) .

باب (32) إجتنبوا هذه الخصال

8400- قرب الاسناد : هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زیاد قال : وحدثنی جعفر، عن أبیه (علیهما السّلام) أنّ النبیّ (صلّی الله علیه وآله وسلّم) قال: ایّاکم والظنّ فإنَّ الظنّ أکذب الکذب، وکونوا اخواناً فی الله کما أمرکم الله، لاتتنافروا، ولاتتفاحشوا، ولاتتجسّسوا، ولا یغتب بعضکم بعضاً، ولاتتنازعوا ولاتتباغضوا ، ولاتتدابروا، ولاتتحاسدوا فإن الحسد یأکل الایمان کما تأکل النّار الحطب الیابس(2) .

8401- ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدثنی علی بن موسی، عن أحمد بن محمّد، عن بکر بن صالح، عن الحسن بن علی ابن فضّال، عن عبدالله بن إبراهیم، عن الحسین بن زید، [عن أبیه](3) عن جعفر، عن أبیه (علیهما السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): إنّ أسرع الخیر ثواباً البرُّ، وإنَّ أسرع الشرّ عقاباً البغی ، وکفی بالمرء عیباً أن ینظر من الناس إلی ما یعمی عنه من نفسه [أ]و

ص: 65


1- البحار: ج 72 ص198 ح 27 .
2- قرب الاسناد: ص15.
3- ما بین المعقوفتین من الخصال .

بعیّر الناس بما لا یستطیع تر که [أ]و یؤذی جلیسه بما لا یعنیه(1) .

الخصال : حدثنا أحمد بن محمد بن یحیی العطار (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبی عبدالله البرقی، عن بکر بن صالح مثله(2).

8402- الجعفریات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جدّه علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) انه قال : إنّ من الجهل : النوم من غیر سهر، والضحک من غیر عجب(3).

8403- المحاسن : البرقی، عن أبی الحسن یحیی الواسطیّ، عمّن ذکره، أنّه قیل لأبی عبدالله (علیه السّلام): أتری هذا الخلق کلّهم من الناس؟ فقال : الق منهم التارک للسواک، والمتربع فی الموضع الضیق، والداخل فیما لایعنیه ، والمماری فیما لاعلم له به، والمتمرّض من غیر علّة، والمتشعّث من غیر مصیبة، والمخالف علی أصحابه فی الحقّ وقد اتّفقوا علیه، والمفتخر بفخر آبائه وهو خلو من صالح أعمالهم، وهو بمنزلة الخلنج(4) یقشر لحاء عن لحاءٍ حتّی یوصل الی جوهره، وهو کما قال الله (عزّوجلّ) من قائل:« إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا »(5).

ص: 66


1- ثواب الاعمال : ص324 ح 1. منه البحار : ج 72 ص195.
2- الخصال، ص110 ح 81.
3- الجعفریات : ص237. منه المستدرک : ج 8 ص415.
4- الخَلَنج : شجر تُتَّخذ من خشبه الأوانی (لسان العرب).
5- المحاسن: ص 11 ح35، والآیة فی سورة الفرقان 25: 44. منه الوسائل: ج1 ص353.

8404- نوادر الراوندی : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): إنّ أبغض الناس إلی الله تعالی من یقتدی بسیّئة المؤمن ولا یقتدی بحسنته(1) .

باب (33) من لم تکن فیه ثلاث فلایرجیٰ خیرُه

8405 أمالی الصدوق: حدثنا محمد بن موسی بن المتوکل، قال : حدثنا محمد بن یحیی العطار، عن محمد بن الحسین بن أبی الخطّاب، عن علی بن أسباط، عن عمّه یعقوب بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمّد (علیه السّلام) قال: ثلاث من لم تکن فیه فلایرجی خیره أبداً: من لم یخش الله فی الغیب ، ولم یرعو(2) عند الشیب، ولم یستح من العیب(3).

من لایحضره الفقیه: قال الصادق (علیه السّلام) : ثلاث من تکن فیه(4) .... وذکر مثله(5) .

ص: 67


1- نوادر الراوندی : ص8. منه البحار: ج 72 ص208.
2- أرعوی الرجل عن القبیح والجهل ارعواءاً : کفّ عنه ورجع. (أقرب الموارد).
3- أمالی الصدوق: ص336 ح 8.
4- ولاتنافی بین التعبیرین لانَّ عبارة الأمالی ناظرة إلی المنفیّ أی الخشیة إلی آخره وعبارة الفقیه ناظرة الی النفی ای عدم الخشیة الی آخره .
5- من لایحضره الفقیه : ج3 ص558 ح4918.

باب (34) مَن کانت فیه هذه الثلاث فهو فی جهنم

8406- الخصال : حدثنا محمد بن الحسن [ابن الولید] (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن خالد [البرقی]، عن محمّد بن عیسی، عن محمّد بن سنان، عن العلاء بن فضیل، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: ثلاث إذا کنَّ فی الرجل فلاتحرج(1) أن تقول إنّه فی جهنّم : الجفاء، والجبن، والبخل، وثلاث إذا کنَّ فی المرأة فلاتحرج أن تقول إنّها فی جهنّم : البذاء والخیلاء والفجر (2) و(3).

باب (35) سبعة یفسدون أعمالهم

8407- الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا أحمد ابن ادریس، عن محمد بن أحمد [الأشعری] قال : حدثنی أبو عبدالله الرازی، عن الحسن بن علی بن أبی عثمان، عن أحمد بن عمر الحلال، عن یحیی بن عمران الحلبیّ قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول سبعة یفسدون أعمالهم : الرجل الحلیم ذو العلم الکثیر

ص: 68


1- «فلاتجرح» فی الموضعین - البحار. جرح فلاناً بلسانه : عابه وتنقَّصه (أقرب الموارد).
2- الفُجُر جمع الفَجُور : المنبعث فی المعاصی، والزَّانی والزّانیة . (أقرب الموارد).
3- الخصال : ص 158 ح204. منه البحار : ج 72 ص 193.

لایُعرف بذلک ولا یذکر به، والحکیم الّذی یدین(1) ماله کلَّ کاذب منکر لما یؤتی إلیه، والرجل الّذی یأمن ذا المکر والخیانة، والسیّد الفظُّ الّذی لا رحمة له، والاُمُّ الّتی لاتکتم عن الولد السرَّ وتفشی علیه، والسریع إلی لائمة إخوانه، والّذی لا یزال یجادل اخاه مخاصماً له(2).

باب (36) حرمة لعن من لایستحق اللعن

8408- الکافی : الحسن بن محمّد(3)، عن معلّی بن محمّد، عن الحسن بن علیّ الوشّاء، عن علیّ بن أبی حمزة، عن احدهما (علیهما السّلام) قال : سمعته یقول : إنّ اللّعنة إذا خرجت من فی صاحبها ترددت، فان وجدت مساغاً وإلّا رجعت علی صاحبها(4).

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدثنی سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد، عن الوشاء، عن علی بن أبی حمزة قال :

سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول:.... وذکر مثله(5).

8409-قرب الاسناد : حدثنی هارون بن مسلم قال : حدثنی مسعدة بن صدقة قال : حدثنی جعفر بن محمّد، عن أبیه : إنّ إبلیس

ص: 69


1- دَانَهُ یَدِینُهُ: أعطاه مالاً إلی أجلٍ وأقرضه (أقرب الموارد). وفی نسخة البحار : یدبّر ماله.
2- الخصال : ص348 ح 22. منه البحار: ج 72 ص 194.
3- والظاهر أنَّ الصحیح هو الحسین بن محمد.
4- الکافی: ج2 ص360 ح6.
5- ثواب الاعمال : ص 320 ح 1.

عدّو الله رَنَّ(1) اربع رنّات :

یوم لُعن.

ویوم أهبط إلی الأرض .

ویوم بُعث النبیّ (صلّی الله علیه وآله).

ویوم الغدیر .

ثمَّ قال أبو عبدالله (علیه السّلام): قال أبی (علیه السّلام): إنّ اللّعنة إذا خرجت من صاحبها تردَّدت بینها وبین الّذی یلعن، فان وجدت مساغاً وإلّا عادت إلی صاحبها، وکان أحقَّ بها، فاحذروا أن تلعنوا مؤمناً فیحلَّ بکم(2).

8410- الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه ، عن جدّه علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام)، أنه کان یقول: إیّاکم وسقط الکلام، وفصل بنی آدم کئب فعلیکم بالدعاء ما یعرف، وإیّاکم والدعاء باللعن والخزی، فإنّ الله (عزّوجلّ) قد أحکم فی کتابه (3)، فقال (عزّوجلّ): «ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ »(4) فمن تعدی بدعائه بلعن أو خزی فهو من المعتدین(5).

ص: 70


1- رَنّ الرجل: صاح ورفع صوته بالبکاء. (أقرب الموارد).
2- قرب الاسناد: ص 7. منه البحار: ج 72 ص208.
3- أحکم ذلک . مستدرک الوسائل.
4- الاعراف 7: 55.
5- الجعفریات: ص226. منه المستدرک : ج4 ص 141.

باب (37) ذمّ القنوط من رحمة الله

8411- نوادر الراوندی : باسناده عن موسی بن جعفر، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): یبعث الله المقنّطین یوم القیامة مغلبة وجوههم، یعنی غلبة السواد علی البیاض، فیقال لهم : هؤلاء المقنّطون من رحمة الله تعالی(1) .

باب (38) ذمُّ حبُّ الرّئاسة

8412- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد [بن محمد]، عن سعید بن جناح، عن اخیه أبی عامر، عن رجل، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: من طلب الرّئاسة هلک(2).

8413- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن منصور بن العباس، عن ابن میّاح، عن أبیه قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: من أراد الرّئاسة هلک(3).

8414- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد ابن خالد، عن أبیه، عن عبدالله بن المغیرة، عن عبدالله بن مسکان

ص: 71


1- نوادر الراوندی : ص18. منه البحار: ج 72 ص338.
2- الکافی: ج2 ص297 ح2 وص298 ح 7.
3- الکافی: ج2 ص297 ح2 وص298 ح 7.

قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إیّاکم وهؤلاء الرّؤساء الّذین یترأسون فوالله ما خفقت النعال(1) خلف رجل إلّا هلک وأهلک(2).

أقول: کانت العادة جاریة - ولا تزال عند البعض - أن الرّئیس الدینی او السیاسی - تحیط به جماعة من رجاله وأعوانه عندما ینتقل من مکان إلی مکان ... فتراه یخرج فی موکب من النَّاس، وهذا یؤدّی - بالطبع - إلی خفق النّعال خلفه، أی إرتفاع أصوات الأحذیة التی تطأ الأرض .. وقد نهی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) عن ذلک، وکان بنفسه یرفض ذلک أیضاً.

8415- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن إسماعیل بن بزیع وغیره رفعوه قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): ملعون من ترأَس، ملعون من همَّ بها، ملعون من حدّث بها نفسه(3).

8416- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن محمّد بن عیسی، عن یونس، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: أتری لا أعرف خیارکم من شرارکم؟ بلی والله وإنَّ شرارکم من أحبّ أن یوطأ عقبه، إنّه لابدّ من کذّاب أو عاجز

ص: 72


1- الخَفقُ: صوت النعل (مجمع البحرین).
2- الکافی: ج 2 ص 297 ح 3.
3- الکافی: ج2 ص298 ح4 .

الرّأی (1)و(2) .

8417- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن علیّ ابن أسباط ، عن العلاء بن رزین، عن محمّد بن مسلم قال : کتب أبو عبدالله (علیه السّلام) إلی الشیعة: لیعطفنَّ ذوو السنِّ منکم والنُهی علی ذوی الجهل(3) وطلّاب الرئاسة أو لتصیبنّکم لعنتی أجمعین(4).

8418- الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا علی ابن ابراهیم بن هاشم، عن أبیه، عن علی بن معبد، عن عبدالله بن القاسم، عن عبدالله بن سنان، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): أوّل ما عصی الله (تبارک وتعالی) بستّ خصال : حبُّ الدُّنیا، وحبُّ الرئاسة، وحبُّ الطعام،

ص: 73


1- «أتری» علی المعلوم أو المجهول استفهام انکار «انه لابدَّ» قیل: الضمیر اسم آن وراجع إلی أن یوطأ، ولابدَّ جملة معترضة و«من کذّاب» خبر إنّ ومن للابتداء أو الضمیر للشان ومن کذّاب ظرف لغو متعلّق بلابدّ بتقدیر لابدّ لنا من کذّاب، وقیل : أی لابدّ فی الأرض من کذّاب یطلب الرّئاسة ومن عاجز الرّأی یتبعه. أقول : ویحتمل أن یکون الضمیر راجعاً إلی الموصول، والتقدیر لابدّ من أن یکون کذاباً أو عاجز الرّأی، لأنَّ الناس یرجعون إلیه فی المسائل والأمور المشکلة، فإن أجابهم کان کذّاباً غالباً وان لم یجبهم کان ضعیف العقل عندهم او واقعاً لأنَّه لایتمّ ما أراد بذلک. (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص 299 ح 8.
3- «لیعطفن»، من العطف بمعنی المیل والشفقة أی لیترحَّموا ویعطفوا علی ذوی الجهل بان ینهوهم عما ارتکبوه من المنکرات وفی بعض النسخ [عن ذوی الجهل] فالمراد هجرانهم واعراضهم عنهم. (مرآة العقول). والنُّهی: العقل سُمّی به لأنه ینهی عن القبیح وعن کل ما ینافیه (أقرب الموارد).
4- الکافی: ج8 ص158 ح152.

وحبّ النساء، وحبُّ النوم، وحبُّ الراحة(1).

المحاسن: البرقی، [عن أبیه](2) عن نوح بن شعیب النیسابوری، عن عبید بن عبدالله الدهقان، عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): إنّ أول ما عصی الله به ست.... وذکر مثله(3).

8419- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن الحسن بن أیوب، عن أبی عقیلة الصیرفیّ(4) قال : حدثنا کرَّام، عن أبی حمزة الثمالی قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) :

إیّاک والرئاسة و إیّاک أن تطأ أعقاب الرجال .

[قال : ] قلت : (5) جعلت فداک أمّا الرئاسة فقد عرفتها، وأمّا أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا مافی یدی إلّا ممّا وطئت أعقاب الرجال(6)؟! فقال [لی : ] لیس حیث تذهب ، إیّاک أن تنصب رجلاً دون الحجّة، فتصدّقه فی کلّ ما قال(7).

ص: 74


1- الخصال : ص 330 ح27. منه البحار: ج 72 ص 153.
2- مابین المعقوفتین من البحار.
3- المحاسن : ص 295 ح 459. منه البحار: ج 72 ص 196.
4- فی أکثر النسخ [عن أبی عقیل] وفی بعضها [عن أبی عقیلة] والظاهر أنّه کان أیّوب بن أبی غفیلة، لأنّ الشیخ ذکر فی الفهرس الحسن بن أیوب بن أبی غفیلة، وقال النجاشی له کتاب أصل. وکون کتابه أصلاً عندی مدح عظیم. (مرآة العقول).
5- فقلت - معانی الأخبار .
6- أی مشیت خلفهم لأخذ الرّوایة عنهم، فأجاب (علیه السّلام) بأنّه لیس الغرض النهی عن ذلک بل الغرض النهی عن جعل غیر الامام المنصوب من قِبَل الله تعالی بحیث تصدِّقه فی کل ما یقول، وقیل : وطؤه العقب کنایة عن الاتّباع فی الفعال وتصدیق المقال، واکتفی فی تفسیره باحدهما لاستلزامه الأمر غالباً. (مرآة العقول) .
7- الکافی: ج2 ص298 ح5 .

معانی الأخبار: حدثنی محمد بن علی ماجیلویه (رضی الله عنه) عن عمّه، عن محمد بن علی الکوفی، عن حسین بن أیوب بن أبی عقیلة الصیرفی، عن کرام الخثعمی، عن أبی حمزة الثمالی، قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام).... وذکر مثله(1).

8420- معانی الأخبار: حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، قال: حدثنا محمد بن الحسین قال: حدثنی أبو حفص محمد بن خالد، عن اخیه سفیان بن خالد قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): یا سفیان إیّاک والریاسة، فما طلبها أحد إلّا هلک.

فقلت له : جعلت فداک قد هلکنا، إذ لیس أحد منّا إلّآ وهو یحبُّ أن یُذکر ویقصد ویؤخذ عنه.

فقال : لیس حیث تذهب إلیه إنّما ذلک أن تنصب رجلاً دون الحجّة فتصدِّقه فی کلِّ ما قال، وتدعو الناس إلی قوله(2) .

باب (39) ذمّ حبُّ الدُّنیا

8421- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن درست بن أبی منصور، عن رجل، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)، [وهشام، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)](3) قال: رأس کل

ص: 75


1- معانی الأخبار : ص169 ح1.
2- معانی الأخبار : ص179. منه البحار : ج 73 ص 153.
3- ما بین المعقوفتین لیس فی الخصال.

خطیئة حبُّ الدُّنیا(1) .

الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن یعقوب بن یزید، عن محمد بن أبی عمیر مثله بتقدیم وتأخیر(2).

أمالی الطوسی: حدثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علی بن الحسن الطوسی (رضی الله عنه) قال: أخبرنا أبو عبدالله الحسین بن ابراهیم القزوینی قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائی البصری قال : حدثنی أحمد بن ابراهیم بن أحمد قال : أخبرنی أبو محمد الحسن بن علی بن عبدالکریم الزعفرانی قال : حدثنی أحمد ابن محمّد بن خالد البرقی أبو جعفر قال : حدثنی أبی، عن محمّد بن أبی عمیر ، عن هشام، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله(3).

8422- مستدرک الوسائل: لبّ اللباب - عن الصادق (علیه السّلام)، فی قوله تعالی : «إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ »(4) .

قال : هو القلب الذی سلم من حبّ الدُّنیا.

وقال : حبُّ الدُّنیا یعمی ویصم(5).

8423-- الکافی : محمد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن علیّ بن النعمان، عن أبی اُسامة زید، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)

ص: 76


1- الکافی: ج2 ص315 ح 1.
2- الخصال: ص25 ح 87.
3- أمالی الطوسی: ص 662ح 1378.
4- الشعراء 26 : 89.
5- مستدرک الوسائل: ج12 ص40.

قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : من لم یتعزّ بعزاء الله تقطّعت نفسه حسرات علی الدُّنیا، ومن أتبع بصره ما فی أیدی الناس کثر همّه ولم یشف غیظه، ومن لم یر لله (عزّوجلّ) علیه نعمة إلّا فی مطعم أو مشرب أو ملبس فقد قصر عمله ودنا عذابه (1) و (2) .

8424- تفسیر القمی: أخبرنا أحمد بن إدریس ، قال : حدثنا أحمد بن محمّد(3)، عن محمّد بن سیّار (سنان)، عن المفضّل بن عمیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: لمّا نزلت هذه الآیة :«لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ »(4) ، قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): من لم یتعزَّ بعزاء الله تقطّعت نفسه علی الدُّنیا حسرات، ومن رمی بنظره إلی ما فی یدی غیره کثر همّه، ولم یشف غیظه، ومن لم یعلم أنّ الله علیه نعمة إلّا فی مطعم أو ملبس فقد قصر عمله، ودنا عذابه، ومن أصبح علی الدُّنیا حزیناً أصبح علی الله ساخطاً، ومن شکا مصیبة نزلت به ، فانّما یشکو ربّه، ومن دخل النار من هذه الأمّة ممّن قرأ القرآن فهو ممّن یتّخذ آیات الله هزواً، ومن أتی ذا میسرة فیخشع له طلبَ ما فی یدیه ، ذهب ثلثا دینه .

ثمّ قال : ولاتعجل ولیس یکون الرجل لیسأل من الرجل الرفق

ص: 77


1- قیل: أراد بالتعزّی التسلی والتصبّر عند المصیبة وأن یقول: إنّا لله وإنّا إلیه راجعون کما أمر الله تعالی، ومعنی قوله : بعزاء الله أی بتعزیة الله تعالی ایّاه. (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص315 ح5.
3- محمد بن ادریس، عن محمد بن أحمد - البحار
4- الحجر 15: 88.

فیجلّه ویوقّره فقد یجب ذلک له علیه، ولکن یراه أنّه یرید بتخشّعه ما عند الله، ویرید أن یحیله عمّا فی یدیه(1) .

8425- الکافی: علیّ، عن أبیه، عن ابن فضّال، عن ابن بکیر ، عن حمّاد بن بشیر قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: ما ذئبان ضاریان فی غنم قد فارقها رعاؤها، أحدهما فی أوَّلها والآخر فی آخرها بأفسد فیها من حبّ المال والشرف فی دین المسلم(2) و (3).

8426- الکافی: محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن أبی جمیلة، عن محمد الحلبیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ما ذنبان ضاریان فی غنم قد فارقها رعاؤها، واحد فی أوّلها وهذا فی آخرها بأفسد فیها من حبّ المال والشرف فی دین المسلم(4) .

8427- کتاب الزهد: فضالة بن ایوب، عن سیف بن عمیرة، عن علیّ بن المغیرة، عن أخ له قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : ما ذئبان جائعان فی غنم قد فرَّقها راعیها – أحدهما فی أوَّلها والآخر فی آخرها - بأفسد فیها من حبِّ المال والشرف فی دین المرء المسلم(5) .

8428- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن محمّد بن عیسی، عن

ص: 78


1- تفسیر القمی: ج1 ص 381. منه البحار: ج 73 ص89 باختلاف یسیر .
2- أی لیس ضرر الذئبین فی الغنم باشد فساداً من ضرر حب المال والشرف فی دین المسلم (مرآة العقول بتصرف).
3- الکافی: ج2 ص315 ح2 وص318 ح10.
4- الکافی: ج2 ص315 ح2 وص318 ح10.
5- کتاب الزهد: ص58 حه 155. منه البحار: ج 73 ص 144.

یونس، عن ابن سنان، عن حفص بن قرط، عن أبی عبدالله (علیهما السّلام) قال: من کثر اشتباکه بالدُّنیا کان أشدّ لحسرته عند فراقها(1) و(2) .

8429- الکافی: علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن محبوب، عن عبدالعزیز العبدیّ، عن ابن أبی یعفور قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: من تعلّق قلبه بالدُّنیا تعلّق قلبه بثلاث(3) خصال: همٍّ لایفنی، وأمل لایُدرک، ورجاء لاینال(4)و(5).

ص: 79


1- «من کثر اشتباکه بالدُّنیا» أی اشتغاله وتعلّق قلبه بها، یقال : اشتبکت النُّجوم إذا کثرت وانضمّت، وکل متداخلین مشتبکان، ومنه تشبیک الأصابع لدخول بعضها فی بعض، والغرض الترغیب فی رفض الدُّنیا وترک محبّتها لئلا یشتدّ الحزن والحسرة فی مفارقتها (مرآة العقول).
2- الکافی : ج2 ص320 ح16.
3- تعلق منها بثلاث - الخصال .
4- «همّ لایفنی» لأنَّه لایحصل له ما هو مقتضی حرصه وأمله فی الدُّنیا ولا یمکنه الإحتراز عن آفاتها ومصائبها فهو فی الدُّنیا دائماً فی الغمّ لما فات والهمّ لما لم یحصل، واذا مات فهو فی أحزان وحسرات من مفارقتها، ولم یقدم منها شیئاً ینفعه فهمّه لایفنی ابداً، والفرق بین الأمل والرّجاء آن متعلّق الأمل العمر، والبقاء فی الدُّنیا، ومتعلّق الرّجاء ما سواه، أو متعلّق الأمل بعید الحصول و متعلّق الرّجاء قریب الوصول، ومعلوم أن محبّ الدُّنیا وطالبها یأمل منها ما لا مطمع فی حصوله، لکنّ لشدّة حرصه بطلبه ویأمله ویرجو الإنتفاع بها، فیحول الأجل بینه وبینها او یرجو الآخرة وجمعها مع الدُّنیا، مع أنّه لایسعی لتحصیل الآخرة ویقصر همّه علی تحصیل الدُّنیا، ونعم ما قیل: یا طالب الرزق مجتهداً اقصر عنانک فإنّ الرّزق مقسوم لاتحرصنّ علی ما لست تدرکه إنّ الحریص علی الآمال محروم (مرآة العقول)
5- الکافی: ج2 ص320 ح 17.

الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن یحیی العطار، عن محمد بن أحمد [الأشعری]، عن أبی سعید [سهل بن زیاد] الآدمی، عن عبد العزیز العبدی مثله(1).

8430- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر، عن هشام بن سالم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ما فتح الله علی عبد باباً من أمر الدُّنیا إلّا فتح الله علیه من الحرص مثله(2).

8431- الاختصاص : قال الصادق (علیه السّلام) : من ازداد فی الله علماً، وازداد للدُّنیا حبّاً، ازداد من الله بعداً، وازداد الله علیه غضباً(3).

باب (40) طلبُ الدُّنیا للآخرة

8432- أمالی الطوسی: حدثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علی بن الحسن الطوسی (رضی الله عنه) قال: أخبرنا أبو عبدالله الحسین بن ابراهیم القزوینی قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائی البصری، قال: حدثنی أحمد بن ابراهیم بن أحمد قال : أخبرنی أبو محمد الحسن بن علی بن عبدالکریم الزعفرانی قال : حدثنی أحمد بن محمد بن خالد البرقی أبو جعفر قال : حدثنی أبی، عن محمد بن أبی عمیر، عن هشام، عن عبدالله بن أبی یعفور قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّا لنحبُّ الدُّنیا، وإلّا نعطاها خیر لنا، وما اُعطی احد منها شیئاً إلّا نقص حظّه فی الآخرة.

ص: 80


1- الخصال : ص88 ح 22.
2- الکافی: ج2 ص319 ح12.
3- الاختصاص: ص 243. منه البحار: ج 73 ص 124.

قال : فقال له رجل: إنّا والله لنطلب الدُّنیا .

فقال له ابو عبدالله (علیه السّلام): تصنع بها ماذا؟ قال: أعود بها علی نفسی، وعلی عبالی، وأتصدَّق منها، وأصل منها، وأحجُّ منها.

قال : فقال أبو عبدالله (علیه السّلام): لیس هذا طلب الدُّنیا، هذا طلب الآخرة(1).

8433- مستطرفات السرائر : ابان بن تغلب قال: أخبرنا محمد ابن عبدالله بن زرارة، عن محمد بن أبی عمیر، عن هشام بن سالم، عن عبدالله بن أبی یعفور قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: إنّا لنحب الدُّنیا، ولانعطاها خیر لنا، وما اُعطی أحد منها شیئاً إلّا کان انقص لحظّه فی الآخرة.

قال : قلت له : جعلت فداک إنّا لنحبّ الدنیا .

فقال : فقال لی: تصنع بها ماذا؟ قال: قلت: أتزوَّج منها وأحجُّ واُنفق علی عیالی واُنیل إخوانی وأتصدَّق.

قال لی: لیس هذا من الدُّنیا إنّما هذا من الآخرة(2).

باب (41) خیرات الدُّنیا تنقص خیرات الآخرة

8434- عدة الداعی : قال الصادق (علیه السّلام): إنّا لنحبُّ

ص: 81


1- أمالی الطوسی : ص662 ح 1381. منه البحار: ج 73 ص127.
2- مستطرفات السرائر : ص40 ح6. منه البحار: ج 73 ص106.

الدُّنیا وأن لانؤتاها خیر لنا من أن نؤتاها، وما اُوتی ابن آدم منها شیئاً إلّا نقص حظّه من الاخرة(1) .

8435- البحار : کتاب الزهد - النضر، عن درست، عن سلمة، عن ابن أبی یعفور، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إنّا لنحبُّ الدُّنیا ولأن لانؤتاها خیر من أن نؤتاها، وما من عبد بسط الله له من دنیاه إلّا نقص من حظّه فی آخرته(2) .

8436- کتاب الزهد: محمّد بن أبی عمیر ، عن هشام بن سالم، عن أبی یعقوب قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: إنا لنحبُّ الدُّنیا، وأن لانعطاها خیر لنا، وما اُعطی أحد منها شیئاً إلّا نقص من حظّه فی الآخرة(3).

باب (42) الشَّیطان یخدع الإنسان بالمال

8437- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن محمّد بن یحیی الحزّاز، عن غیاث بن إبراهیم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إنّ الشیطان یدیر ابن آدم(4) فی کلّ شیء

ص: 82


1- عدة الداعی: ص100. منه البحار : ج 73 ص81.
2- البحار: ج 73 ص 124 ح117.
3- کتاب الزهد : ص 51 ح138. منه البحار : ج 70 ص317.
4- «یدیر ابن آدم» إنّ الشیطان یدیر ابن آدم فی کلّ شیء أی یبعثه علی ارتکاب کل ضلالة ومعصیة أو یکون معه ویلازمه عند عروض کلّ شبهة او شهوة لعلّه یضلّه أو یزلّه «فإذا أعیاه» الضمیر المستتر راجع إلی ابن آدم، والبارز الی الشیطان، أی لم یقبل منه ولم یطعه حتی أعیاه نرصد له واختفی عند المال، فإذا أتی المال أخذ برقبته فاوقعه فی الحرام او الشبهة . (مرآة العقول).

فاذا أعیاه جثم(1) له عند المال فأخذ برقبته(2) .

باب (43) الإستغناء عن لئام الخَلق

8438- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن أبان بن عبدالملک قال: حدثنی بکر الأرقط، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أو عن شعیب، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه دخل علیه واحد فقال: أصلحک الله إنّی رجل منقطع إلیکم بمودّتی وقد أصابتنی حاجة شدیدة، وقد تقرّبت بذلک إلی أهل بیتی وقومی فلم یزدنی بذلک منهم إلّا بعداً.

قال : فما آتاک الله خیرٌ ممّا اُخذ منک .

قال : جعلت فداک ادع الله لی أن یغنینی عن خلقه .

قال : إن الله قسّم رزق من شاء علی یدی من شاء، ولکن سل الله أن یغنیک عن الحاجة التی تضطرّک إلی لثام خلقه(3).

باب (44) أبعد ما یکون العبد من الله سبحانه

8439- الکافی : علی بن إبراهیم، عن أبیه، عن محمّد بن عمرو - فیما أعلم - عن أبی علیّ الحذّاء، عن حریز، عن زرارة، ومحمّد بن مسلم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أبعد ما یکون

ص: 83


1- جثم : لزم مکانه فلم یبرح، أی تلبَّد بالارض (لسان العرب).
2- الکافی: ج2 ص315 ح4 .
3- الکافی: ج2 ص 266 ح 1.

العبد من الله (عزّوجلّ) إذا لم یهمّه إلّا بطنه وفرجه(1) .

باب (45) التجارة باسم الدِّین

8440- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن إسماعیل بن جابر ، عن یونس بن ظبیان قال :

سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : إنّ الله (عزّوجلّ) یقول : ویلٌ للّذین یختلون الدُّنیا بالدّین، وویلٌ للّذین یقتلون الّذین یأمرون بالقسط من الناس، وویل للّذین یسیر المؤمن فیهم بالتقیّة، أبی یخترّون؟!! أم علیّ یجترؤون؟ !! فی حلفت لاُتیحنّ لهم فتنةً تترک الحلیم منهم حیران(2) و (3).

باب (46) مؤونة الدُّنیا والآخرة

8441- الکافی : علی بن إبراهیم، عن أبیه وعلی بن محمد

ص: 84


1- الکافی: ج2 ص319 ح 14.
2- «ویلٌ للَّذین یختلون الدُّنیا بالدّین» أی العذاب والهلاک للّذین یطلبون الدُّنیا بعمل الآخرة بالخدیعة والمکر، قال فی النهایة : الویل: الحزن والهلاک والمشقة من العذاب. والختل : الخداع. «الذین یأمرون بالقسط» أی بالعدل وهم الأئمة (علیهم السّلام) و خواصّ أصحابهم «یسیر المؤمن» أن یعیش ویعمل مجازاً «أبی یغترون» أی بسبب إمهالی ونعمتی یغفلون عن بطشی وعذابی، من الاغترار بمعنی الغفلة، ویحتمل أن یکون من الاغترار بمعنی الوقوع فی الغرور والهلاک.. (مرآة العقول) .
3- الکافی: ج2 ص 299 ح 1.

جمیعاً، عن القاسم بن محمد، عن سلیمان بن داود المنقری، عن حفص، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال عیسی (علیه السّلام): أشتدّت مؤونة الدُّنیا ومؤونة الآخرة، أمّا مؤونة الدُّنیا فإنّک لا تمدُّ یدک إلی شیء منها إلّا وجدت فاجراً قد سبقک إلیها، وأما مؤونة الآخرة فإنّک لاتجد أعواناً یعینونک علیها(1) .

باب (47) الدنیا دار بلاء والجنة هی الماویٰ

8442- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن الولید بن صبیح، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال: دخلت علیه یوماً فألقی إلیَّ ثیاباً وقال : یاولید ردّها علی مطاریها فقمت بین یدیه ، فقال أبو عبدالله (علیه السّلام): رحم الله المعلّی بن خنیس ، فظننت أنّه شبّه قیامی بین یدیه بقیام المعلّی بین یدیه ، ثمّ قال: اُفّ للدّنیا، اُف للدّنیا، إنّما الدّنیا دار بلاء، یسلّط الله فیها عدوَّه علی ولیّه ، وإنّ بعدها داراً لیست هکذا.

فقلت: جعلت فداک واین تلک الدّار؟ فقال : هاهنا واشار بیده إلی الأرض(2) و(3).

8443- الخصال : حدثنا حمزة بن محمّد بن أحمد العلوی (رضی

ص: 85


1- الکافی: ج8 ص 144 ح 112.
2- أی القبر او جنّة الدُّنیا ونارها اللتان تکون فیهما أرواح المؤمنین والکفّار فی البرزخ أو الارض فی زمن القائم أو ارض القیامة ولایخفی بعد الأوّلین. (مرآة العقول).
3- الکافی: ج8 ص304 ح469 .

الله عنه) قال : أخبرنی علی بن إبراهیم بن هاشم، عن أبیه، عن عمرو بن عثمان، عن إبراهیم بن عبدالحمید، عن أبی الحسن الأول [الامام موسی بن جعفر]، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الدُّنیا سجن المؤمن، والقبر حصنه، والجنّة مأواه، والدُّنیا جنّة الکافر، والقبر سجنه، والنّار مأواه(1) .

باب (48) مطلوبات النَّاس فی الدُّنیا أربعة

8444- معانی الأخبار - علل الشرائع - الخصال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا الحسن بن علی بن الحسین السکری قال: حدثنا محمد بن زکریا الجوهری قال : حدثنا جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبیه قال : قال الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السّلام): مطلوبات الناس فی الدُّنیا الفانیة أربعة : الغنی، والدعة، وقلّة الاهتمام، والعزُّ، فامّا الغنی فموجود فی القناعة فمن طلبه فی کثرة المال لم یجده، وأمّا الدعة(2) فموجودة فی خفّة المحمل فمن طلبها فی ثقله لم یجدها، وأمّا قلّة الاهتمام فموجودة فی قلّة الشغل فمن طلبها مع کثرته لم یجدها، وأمّا العزُّ فموجود فی خدمة الخالق فمن طلبه فی خدمة المخلوق لم یجده (3).

ص: 86


1- الخصال : ص108 ح 74. منه البحار: ج 73 ص 91.
2- الدعة : اسم من الوداعة والرّاحة والخفض والسعة وخفض العیش والسکینة . (أقرب الموارد).
3- معانی الأخبار: ص 230 ح1 - علل الشرایع : ص468 ح29 - الخصال : ص198 ح7. منها البحار: ج 73 ص93.

باب (49) حقیقة الدُّنیا

8445- أمالی الطوسی: الحسین بن عبیدالله الغضائری، عن أبی محمد هارون بن موسی التلعکبری قال: حدثنا أبو العباس بن عقدة قال : حدثنا الحسن بن علی بن ابراهیم العلوی قال : حدثنا الحسین بن علی الخزاز(1) - وهو ابن بنت الیاس - قال : حدثنا ثعلبة بن میمون، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: کان أمیر المؤمنین (علیه السّلام) یقول : إنّما الدُّنیا فناء، وعناء، وغَیِر ، وعِبَر، فمن فَنائها أنّ الدّهر موتِّر قوسه، مفوِّق نبله(2) ، یرمی الصحیح بالسّقم، والحیَّ بالموت ، ومن عنائها أنّ المرء یجمع ما لایأکل، ویبنی ما لایسکن، ومن غَیِرها أنک تری المغبوط مرحوماً والمرحوم مغبوطاً، لیس منها إلّا نعیم زائل، أو بؤس نازل، ومن عِبَرِها أنّ المرء یشرف علی أمله فیختطفه من دونه أجله.

قال أبو عبدالله (علیه السّلام): وقال أمیر المؤمنین (صلوات الله علیه) : کم من مستدرَج (3) بالاحسان إلیه، مغرور بالستر علیه، ومفتون

ص: 87


1- عن الوشاء - البحار، وهو الحسن بن علی الوشاء.
2- وتَّر القوس: شدَّ وترها، رأوتر القوس : جعل لها وتراً. والنَبل: السهام العربیة ، أفاق السهم: وضع فُوقُه فی الوتر لیرمی به (أقرب الموارد).
3- استدرجه: خدعه وأدناه، واستدراج الله تعالی العبد: أنه کلما جدَّد خطیئة جدَّد له نعمة وأنساه الاستغفار او أن یاخذه قلیلاً قلیلاً ولایباغته - والمباغتة: المفاجأة - . القاموس).

بحسن القول فیه، وما ابتلی الله عبداً مثل الاملاء له(1).

8446- قرب الاسناد: الحسن بن ظریف، عن الحسین بن علوان، عن جعفر، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : قال علیُّ (علیه السّلام): ما ملیء بیت قطُّ خیره إلّآ أوشک أن یلا غیره، ولا ملیء بیت قطُّ غیره إلّا یوشک أن یملأ خیره(2).

أقول: لعلّ المعنی أنَّ الخیر لایدوم فی بیت قطّ دائماً وأبداً، کما وأنّ غیر الخیر لایدوم أیضاً، فحلاوة الدُّنیا ممزوجة بمرارتها، فتارةً تسبق الحلاوةُ المرارة واُخری العکس، فعلی الإنسان أن لا یرکن إلی الحلاوة وأن لا ییأس عند المرارة .... والله العالِم.

8447- المحاسن: البرقی، عن أبیه رفعه قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): المسجون من سجنته دنیاه عن آخرته(3).

8448- الکافی: علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن عبدالله بن المغیرة، عن غیاث بن إبراهیم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ فی کتاب علیّ (صلوات الله علیه) : إنّما مثل الدُّنیا کمثل الحیّة ما ألین مسّها وفی جوفها السمُ النافعُ(4) ، یحذرها الرجل العاقل، ویهوی إلیها الصبیٌ الجاهل(5) .

ص: 88


1- أمالی الطوسی: ص 443 ح992. منه البحار: ج 73 ص 99. والإملاء: الإمهال والتاخیر فی المدَّة (أقرب الموارد).
2- قرب الاسناد : ص57. منه البحار: ج 73 ص 103.
3- المحاسن: ص299 ح 3. منه البحار: ج73 ص105.
4- سم ناقع: أی بالغ قاتل ثابت . (أقرب الموارد).
5- الکافی: ج2 ص136 ح 22.

8449- کتاب الزهد: حدثنا الحسین بن سعید، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن طلحة بن زید، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول: إنّ مثل الدُّنیا مثل الحیّة، مسّها لیّن، وفی جوفها السمُّ القاتل، یحذرها الرجل العاقل، ویهوی إلیها الصبیان بأیدیهم(1) .

8450- الکافی: علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن عبدالله بن المغیرة وغیره ، عن طلحة بن زید، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : مثل الدُّنیا کمثل ماء البحر کلّما شرب منه العطشان ازداد عطشاً حتّی یقتله (2).

8451- کتاب الزهد: فضالة، عن داود بن فرقد قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام): ما یسرُّنی بحقّکم(3) الدُّنیا وما فیها.

فقال : اُفّ للدُّنیا وما فیها، وما هی یا داود؟ !! هل هی إلّا ثوبان وملء بطنک(4).

8452- مناقب آل أبی طالب: روی عن الصادق (علیه السّلام):

حتّی متی تعدنی الدُّنیا فتخلف، وأتمنها فتخون وأستنصحها فتغشُّ؟ !! لاتحدث جدیدة إلّا تخلق مثلها، ولا تجمع شملاً إلّا بتفریق بیّن حتّی کأنّها غیری(5)، أو محتجبة تغار علی الالاف(6) وتحسد أهل النعم(7).

ص: 89


1- کتاب الزهد: ص45 ح 121 منه البحار: ج 73 ص124.
2- الکافی: ج2 ص136 ح 24.
3- بحبّکم - البحار.
4- کتاب الزهد: ص46 ح123. منه البحار: ج 73 ص 124.
5- غار الرجل علی أمرأته من فلان وهی علیه من فلانة : أنف من الحمیّة و کره شرکة الغیر فی حقه بها فهو غیران، وهی غیری (أقرب الموارد).
6- علی اُلّاف - البحار. واُلّآف جمع آلف: العشیر المؤانس (أقرب الموارد).
7- مناقب آل ابی طالب : ج4 ص 152. منه البحار: ج46 ص83.

باب (50) الحرص علی الدُّنیا

8453- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن محمّد بن عیسی، عن یحیی بن عقبة الأزدیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام): مثل الحریص علی الدُّنیا مثل دودة القز، کلّما ازدادت من القزّ علی نفسها لفّاً کان أبعد لها من الخروج حتّی تموت غمّاً(1).

وقال أبو عبدالله (علیه السّلام) : أغنی الغنی من لم یکن للحرص أسیراً.

وقال : لاتشعروا قلوبکم(2) الاشتغال بما قد فات فتشغلوا أذهانکم عن الاستعداد لما لم یأت(3).

8454- الکافی: محمد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان وعبدالعزیز العبدیّ، عن عبدالله ابن أبی یعفور، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: من أصبح وأمسی

ص: 90


1- هذا من أحسن التمثیلات للدُّنیا، وقد أنشد بعضهم فیه: ألم تر أنّ المرء طولَ حیاته حریص علی ما لایزال یُناسجه کدودٌ، کدودِ القزّ ینسج دائماً فیهلک غمّاً وسط ما هو ناسجه مرآة العقول)
2- أی لاتلزموه إیّاها ولاتجعلوه شعارها. (مرآة العقول).
3- الکافی: ج2 ص316ح7.

والدنیا أکبر همّه جعل الله تعالی الفقر بین عینیه، وشتّت أمره، ولم ینل من الدُّنیا إلّا ما قسم الله له، ومن اصبح وأمسی والآخرة أکبر همّه جعل الله الغنی فی قلبه وجمع له أمره(1).

8455- ثواب الاعمال : أبی (رحمه الله) قال: حدثنی سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله ابن سنان وعبدالعزیز (معاً) عن ابن أبی یعفور، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): من أصبح وأمسی والآخرة اکبر همّه، جعل الله له الغنی فی قلبه، وجمع له أمره، ولم یخرج من الدُّنیا حتّی یستکمل رزقه، ومن أصبح وأمسی والدُّنیا أکبر همّه جعل الله الفقر بین عینیه، وشتّت علیه أمره، ولم ینل من الدُّنیا إلّا ما قسم له(2).

8456- کتاب الزهد: فضالة، عن أبان، عن زیاد بن أبی رجاء، عن أبی هاشم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: من أصبح والدُّنیا أکبر همّه شتّت [الله] علیه أمره، وکان فقره بین عینیه، ولم یأته من الدُّنیا إلّا ما قدِّر له، ومن کانت الآخرة أکبر همّه کشف الله عنه ضیقه، وجمع له أمره، وأتته الدُّنیا وهی راغمة(3).

8457- أمالی الصدوق : حدثنا جعفر بن محمّد بن مسرور، قال : حدثنا الحسین بن محمد بن عامر، عن عمّه عبدالله بن عامر، عن شریف بن سابق التفلیسی، عن الفضل بن أبی قرّة السمندی قال :

ص: 91


1- الکافی: ج2 ص319 ح 15.
2- ثواب الأعمال: ص201 ح1. منه البحار: ج 73 ص 104.
3- کتاب الزهد: ص49 ح132. منه البحار: ج 73 ص126.

سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: کان فی بنی إسرائیل مجاعة حتّی نبشوا الموتی فأکلوهم. فنبشوا قبراً فوجدوا فیه لوحاً فیه مکتوب: أنا فلان النبیُّ ینبش قبری حبشیُّ، ما قدَّمنا وجدناه ، وما أکلنا ربحناه ، وما خلّفنا خسرناه(1) .

8458- کتاب الزهد: النضر بن سوید، عن إبراهیم بن عبدالحمید، عن إسحاق بن غالب قال: قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام): یا إسحاق کم تری أصحاب هذه الآیة : «فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ »(2) ثمّ قال لی: هم أکثر من ثلثی الناس(3).

8459- کتاب الزهد: بهذا الاسناد قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول فی هذه الآیة : «وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ »(4) قال: لو فعل لکفر الناس جمیعاً(5) .

8460- أمالی الطوسی: أخبرنا جماعة، عن أبی المفضل قال :

حدثنا الفضل بن محمد البیهقی قال : حدثنا هارون بن عمرو المجاشعی قال : حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا أبی أبو عبدالله، قال المجاشعی: وحدثناه الرضا علی بن موسی، عن أبیه موسی، عن أبیه

ص: 92


1- أمالی الصدوق: ص486 ح 11. منه البحار: ج 73 ص137.
2- التوبة 9: 58.
3- کتاب الزهد: ص47 ح 126. منه البحار: ج 73 ص 124.
4- الزخرف 43: 33.
5- کتاب الزهد: ص47 ح127. منه البحار: ج 73 ص125.

أبی عبدالله جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): أیّکم مال وارثه أحبُّ إلیه من ماله؟ قالوا: ما فینا أحد یحبّ ذلک یانبیَّ الله.

قال : بحسبکم(1) بل کلّکم یحبُّ ذلک، ثمّ قال: یقول ابن آدم: مالی مالی، وهل لک من مالک إلّا ما أکلت فافنیت؟! أو لبست قابلیت؟! أو تصدَّقت فأمضیت؟! وما عدا ذلک فهو مال الوارث(2).

8461- الخصال : حدثنا أحمد بن هارون الفامی قال : حدثنا محمد بن جعفر بن بطة قال: حدثنا أحمد بن أبی عبدالله البرقی، عن أبیه یرفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: حرم الحریص خصلتین ولزمته خصلتان، حرم القناعة فافتقد الراحة، وحرم الرضا فافتقد الیقین(3).

8462- الخصال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوکل (رضی الله عنه) قال: حدثنا علی بن الحسین السعدآبادی، عن أحمد بن ابی عبدالله [البرقی]، عن النوفلی، عن السکونی، عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن آبائه، عن علی (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): من علامات الشفاء: جمود العین، وقسوة القلب، وشدّة الحرص فی طلب الرّزق، والإصرار علی الذَّنب(4) .

ص: 93


1- الحَسب: الکفایة . ومنه الحدیث: «بحسبک أن تصوم من کلّ شهر ثلاثة أیَّام» أی یکفیک (مجمع البحرین).
2- أمالی الطوسی: ص519 ح 1141. منه البحار: ج 73 ص138.
3- الخصال : ص69 ح 104. منه البحار: ج 73 ص161 .
4- الخصال : ص242 ح96. منه البحار: ج 73 ص162.

باب (51) حبُّ الدَّراهم والدَّنانیر

8463- أمالی الطوسی : أخبرنا جماعة، عن أبی المفضل، قال :

حدثنا الفضل بن محمد البیهقی قال : حدثنا هارون بن عمرو المجاشعی قال : حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا أبی أبو عبدالله . قال المجاشعی: وحدثناه الرضا علی بن موسی، عن أبیه موسی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)، عن أبیه ابی جعفر (علیه السّلام) أنّه سئل عن الدنانیر والدراهم، وما علی الناس فیها؟ فقال أبو جعفر (علیه السّلام): هی خواتیم الله فی أرضه جعلها الله مصلحة لخلقه، وبها تستقیم شؤونهم ومطالبهم، فمن أکثر له منها فقام بحقّ الله تعالی فیها، وأدَّی زکاتها فذاک الّذی طابت وخلصت له، ومن أکثر له منها فبخل بها، ولم یؤدِّ حقّ الله فیها واتّخذ منها الانیة، فذلک الّذی حقَّ علیه وعید الله (عزّوجلّ) فی کتابه ، قال الله تعالی:«يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ »(1).

8464- الخصال : حدثنا محمد بن علی ماجیلویه (رضی الله عنه) قال: حدثنی عمّی محمد بن أبی القاسم، عن أحمد بن أبی عبدالله البرقی، عن محمّد بن علیِّ الکوفیّ، عن محمّد بن سنان ، عن عمر بن عبدالعزیز، عن جمیل بن درّاج، عن أبی عبدالله (علیه

ص: 94


1- أمالی الطوسی: ص 520 ح1144، والآیة فی سورة التوبة 9 : 35. منه البحار : ج73 ص138.

السّلام) قال : ما بلی الله العباد بشیء أشدَّ علیهم من إخراج الدرهم(1).

8465- معانی الأخبار : ابی (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن یحیی العطار، عن محمد بن أحمد بن یحیی [الأشعری]، عن علیِّ ابن إسماعیل، عن صفوان، عن عبدالرّحمن بن الحجّاج عمّن سمعه - وقد سمّاه - عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: سألته عن الزکاة ما یأخذ منها الرجل؟ وقلت له: إنّه بلغنا أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) قال : أیّما رجل ترک دینارین فهما کیُّ بین عینیه(2).

قال : فقال : اُولئک قوم کانوا أضیافاً علی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فاذا أمسی قال : یا فلان اذهب فعشِّ هذا، وإذا أصبح قال : یا فلان اذهب فغدِّ هذا، فلم یکونوا یخافون أن یصبحوا بغیر غداء ، ولا بغیر عشاء فجمع الرجل منهم دینارین، فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فیه هذه المقالة، فإن الناس إنّما یعطون من السَنة إلی السَنة، فللرجل أن یأخذ ما یکفیه، ویکفی عیاله من السَنة إلی السنة(3).

8466- معانی الأخبار : حدثنا أبو محمد الحسن بن حمزة العلوی الحسینی (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد امیدوار، عن محمد بن الحسن الصفار، عن یعقوب بن یزید الانباری، عن ابن أبی عمیر، عن هارون بن خارجة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لعن الله الذَّهب والفضّة، لا یحبّهما إلّا من کان من جنسهما.

قلت: جعلت فداک الذهب والفضّة؟

ص: 95


1- الخصال : ص8 ح 27. منه البحار : ج 73 ص 139.
2- الکیّ: احراق الجلد بحدیدة ونحوها. (لسان العرب).
3- معانی الاخبار : ص152 ح1. منه البحار: ج 73 ص141.

قال (علیه السّلام) : لیس حیث تذهب إلیه إنّما الذهب الّذی ذهب بالدِّین والفضّة التی أفاضت الکفر(1).

أقول: ظاهرُ الحدیث أن الذّهب الملعون هو الذی یؤدّی الی التکبّر والطغیان والتمرُّد علی حکم الله سبحانه وبالتالی یؤدّی إلی زوال الدّین وذهابه ، وهکذا الفضّة الملعونة.

8467- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلیّ، عن السکونیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: أوحی الله (عزّوجلّ) إلی موسی (علیه السّلام): یا موسی لاتفرح بکثرة المال، ولاتَدَع ذکری علی کلّ حال، فانّ کثرة المال تنسی الذنوب، وإن ترک ذکری(2) یقسی القلوب(3).

قصص الانبیاء : (باسناده) عن ابن بابویه، عن أبیه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد، عن الحسین بن سعید، عن فضالة ، عن اسماعیل بن أبی زیاد، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: أوحی الله تعالی إلی موسی لاتفرح.... وذکر مثله(4).

علل الشرایع : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن یحیی العطار، عن المقری الخراسانی، عن علی بن جعفر، عن أخیه موسی بن جعفر، عن أبیه (علیهم السّلام) قال: أوحی الله .... وذکر مثله(5) .

ص: 96


1- معانی الأخبار : ص313 ح 1. منه البحار: ج 73 ص 141.
2- وترک ذکری - قصص الأنبیاء - الخصال .
3- الکافی: ج2 ص497 ح7.
4- قصص الأنبیاء: ص166 ح192.
5- علل الشرایع: ص 81 ح 2.

الخصال : حدثنا أحمد بن محمد بن یحیی العطار (رضی الله عنه) قال : حدثنی أبی، عن الحسین بن اسحاق التاجر، عن علیّ بن مهزیار ، عن فضالة، عن اسماعیل بن أبی زیاد، عن أبی عبدالله، عن أبیه (علیهما السّلام) قال: أوحی الله تعالی الی موسی لاتفرح.... وذکر مثله(1).

الجعفریات : بأسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علیّ ابن أبی طالب (علیهم السّلام) نحوه(2).

8468- تفسیر العیاشی: عن معاذ بن کثیر صاحب الأکسیة قال :

سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) قال: موسّع علی شیعتنا أن ینفقوا ممّا فی أیدیهم بالمعروف، فاذا قام قائمنا حرَّم علی کلَّ ذی کنز کنزه، حتّی یأتیه فیستعین به علی عدوِّه، وذلک قول الله : « َالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ »(3) .

8469- تفسیر العیاشی: عن الحسین بن علوان، عمّن ذکره، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: [إن] المؤمن إذا کان عنده من ذلک شیء ینفقه علی عیاله ما شاء، ثمّ إذا قام القائم فیحمل إلیه ما عنده ، فما بقی من ذلک یستعین به علی أمره، فقد أدَّی ما یجب علیه(4).

8470- أمالی المفید: حدثنا الشیخ الجلیل المفید أبو عبدالله

ص: 97


1- الخصال : ص39 ح 23 .
2- الجعفریات: ص235.
3- تفسیر العیاشی: ج2 ص87 ح 54، والآیة فی سورة التوبة 9: 34. منه البحار : ج 73 ص 143.
4- تفسیر العیاشی: ج2 ص87 ح 55. منه البحار: ج 73 ص 143 .

محمد بن محمد بن النعمان الحارثی قال : حدثنی أحمد بن محمّد، عن أبیه محمد بن الحسن بن الولید القمی، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علی بن مهزیار، عن القاسم بن عروة، عن رجل، عن أحدهما (علیهما السّلام) فی معنی قوله (عزّوجلّ) : «كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ » قال : الرجل یکسب مالاً فیُحرَم أن یعمل فیه خیراً فیموت، فیرثه غیره، فیعمل فیه عملاً صالحاً، فیری الرجل ما کسب حسنات فی میزان غیره(1) .

باب (52) الطمع

8471- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن علیّ بن حسان، عمّن حدّثه، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: ما أقبح بالمؤمن أن تکون له رغبة(2) تذلّه(3).

صفات الشیعة : باسناده عن حباب الواسطی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله(4).

8472- الکافی : محمّد بن یحیی، عن محمّد بن أحمد، عن

ص: 98


1- أمالی المفید: ص205 ح 35. والآیة فی سورة البقرة 2: 167 . منه البحار: ج 73 ص 143.
2- الی الناس بالسؤال منهم. (مرآة العقول).
3- الکافی: ج2 ص320 ح1.
4- صفات الشیعة: ص 74 ح45.

بعض أصحابنا، عن علیّ بن سلیمان بن رشید، عن موسی بن سلام، عن سعدان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قلت له: [ما] الّذی یثبت الایمان فی العبد؟ قال : الورع(1).

والّذی یخرجه منه؟ قال : الطمع(2).

8473- الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد ابن یحیی العطار، عن محمّد بن أحمد بن یحیی بن عمران الأشعری قال : حدثنی أبو عبدالله الرازی، عن علیّ بن سلیمان بن رشید، عن موسی بن سلّام، عن أبان بن سوید، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت : ما الّذی یثبت الأمان فی العبد؟ قال : الّذی یثبته فیه الورع والّذی یخرجه منه الطمع(3).

باب (53) طُولُ الأَمَل

8474- الخصال : حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن أبی همّام - اسماعیل بن همّام - عن محمّد بن سعید بن

ص: 99


1- الورع اجتناب المحرّمات والشُّبهات وفی المقابلة إشعار بأنّ الطمع یستلزم ارتکابها . (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص320 ح4.
3- الخصال: ص9ح 29. منه البحار: ج 73 ص168 .

غزوان، عن السکونی، عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن آبائه، عن علی (علیهم السّلام) قال: من أطال أمله ساء عمله(1).

8475- کتاب الزهد: فضالة، عن اسماعیل بن أبی زیاد [السکونیّ)، عن أبی عبدالله، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : قال علیُّ (علیه السّلام): ما انزل الموت حقَّ منزلته من عدَّ غداً من أجله .

وقال علیٌّ (علیه السّلام): ما أطال عبد الأمل إلّا أساء العمل، وکان (علیه السّلام) یقول: لو رأی العبد أجله وسرعته الیه لابغض الأمل، وطلب الدُّنیا(2) .

8476- أمالی المفید: حدثنا الشیخ الجلیل المفید أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان قال : حدثنا أبو حفص عمر بن محمد المعروف بابن الزیّات قال : حدثنا علی بن مهرویه القزوینی قال :

حدثنا داود بن سلیمان الغازی قال: حدثنا الرضا علی بن موسی (علیهما السّلام) قال : حدثنی أبی موسی بن جعفر قال : حدثنی أبی جعفر بن محمّد قال: حدثنی أبی محمّد بن علی قال : حدثنی أبی علی بن الحسین قال: حدثنی أبی الحسین بن علی (علیهم السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : لو رأی العبد أجله وسرعته إلیه، لأبغض الأمل، وترک طلب الدُّنیا(3).

أمالی الطوسی: أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثنا أبو

ص: 100


1- الخصال، ص15 ح 52. منه البحار: ج 73 ص163.
2- کتاب الزهد: ص81 ح 217. منه البحار: ج 73 ص 166 .
3- أمالی المفید: ص309 ح 8.

حفص عمر بن محمد المعروف بابن الزیات مثله(1) .

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام): بالأسانید الثلاثة(2)، عن الرضا، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال علی بن أبی طالب (علیه السّلام): أنه لو رأی .... وذکر مثله(3) .

صحیفة الامام الرضا (علیه السّلام) : باسناده عن الرضا، عن آبائه (علیهم السّلام) نحوه(4).

8477- کنز الفوائد : أخبرنی شیخنا المفید (رضی الله عنه)، عن جعفر بن محمّد بن قولویه، قال: حدثنی جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبیه، عن الحسین بن خالد، عن النوفلی، عن السکونی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: حدثنی أبی، عن آبائه ، عن أمیر المؤمنین (علیهم السّلام) قال : من أیقن أنّه یفارق الأحباب، ویسکن التراب ، ویواجه الحساب، ویستغنی عمّا خلف، ویفتقر إلی ما قدَّم، کان حریّاً بقصر الأمل، وطول العمل(5).

8478- الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جده علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام)، أنه قال: من یأمل أن یعیش غداً فإنَّه یأمل أن یعیش ابداً، ومن یأمل أن یعیش أبداً، یقسو قلبه، ویرغب فی دنیاه، ویزهد فیما

ص: 101


1- أمالی الطوسی: ص 78 ح115.
2- المذکورة فی العیون: ج 2 ص 24.
3- عیون أخبار الرضا: ج2 ص 39 ح 120.
4- صحیفة الامام الرضا: ص235 ح 137. منها البحار : ج 73 ص 164.
5- کنز الفوائد: ج 1 ص351. منه البحار: ج 73 ص167.

الذی(1) وعده ربّه (تبارک وتعالی)(2).

باب (54) الغفلة واللهو والاستخفاف بالدین

8479- ثواب الأعمال: أبی (رحمه الله) قال : حدثنی سعد بن عبدالله، عن جعفر بن محمّد بن عبید الله، عن عبدالله بن میمون، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال : إیّاکم والغفلة، فانّه(3) من غفل فإنّما یغفل علی نفسه، وإیّاکم والتهاون بأمر الله (عزّوجلّ)، فإنّه(4) من تهاون بأمر الله أهانه الله یوم القیامة(5).

المحاسن: البرقی، عن جعفر بن محمّد الأشعریّ، عن عبدالله ابن میمون القدّاح مثله(6).

8480- أمالی الطوسی: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنی علیّ بن محمّد بن علیّ أبو الحسن الحسینی قال :

حدثنا جعفر بن محمّد بن عیسی، قال : حدثنا عبدالله بن علیّ، قال : حدثنا علی بن موسی، عن أبیه، عن جده، عن آبائه ، عن علی أمیر المؤمنین (علیهم السّلام) قال : کلّما ألهی عن ذکر الله فهو من

ص: 102


1- فی الذی ۔ مستدرک الوسائل.
2- الجعفریات: ص240. منه المستدرک : ج2 ص106.
3- فإنّما - المحاسن.
4- فان - المحاسن.
5- ثواب الاعمال : ص242 ح1 .
6- المحاسن : ص96 ح58. منهما البحار: ج 72 ص227 .

المیسر(1).

8481- عیون أخبار الرضا (علیه السّلام): بالأسانید الثلاثة(2) ، عن الرضا، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : سمعت رسول الله (صلّی الله علیه وآله) یقول: إنّی أخاف علیکم استخفافاً بالدین، وبیع الحکم(3)، وقطیعة الرحم وان تتّخذوا القرآن مزامیر، وتقدِّمون أحدکم ولیس بافضلکم فی الدین (4).

8182- صحیفة الامام الرضا (علیه السّلام): باسناده ، عن الرضا، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال علی بن ابی طالب (علیه السّلام) : سمعت رسول الله (صلّی الله علیه وآله) یقول : إنّی أخاف علیکم استخفافاً بالدین، ومنع الحکم، وقطیعة الرّحم، وأن تتّخذوا القرآن من أمة یقدِّمون أحدهم ولیس بأفضلهم فی الدین(5) .

باب (55) ذمِّ العشق

8483- أمالی الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن [بن الولید]

ص: 103


1- أمالی الطوسی : ص 336 ح 681. منه البحار: ج 73 ص157. والمیسر: القمار، وقیل : کل شیء یکون منه فمار فهو المیسر حتی لعب الصبیان بالجوز الذی یتقامرون به ... ویقال : سمّی میسراً لتیسر أخذ مال الغیر فیه من غیر تعب ومشقة. (مجمع البحرین).
2- المذکورة فی العیون : ج2 ص24.
3- فی نسخة: ومنع الحکم «هامش البحار».
4- عیون اخبار الرضا: ج2 ص42ح140.
5- صحیفة الامام الرضا: ص248 ح162. منهما البحار : ج 74 ص92.

قال : حدثنا الحسن بن متیل الدقاق قال : حدثنا محمد بن الحسین بن أبی الخطاب، عن محمّد بن سنان، عن مفضل بن عمر قال : سألت أبا عبدالله (جعفر بن محمد الصادق] (علیه السّلام) عن العشق؟ قال: قلوب خلت من ذکر الله، فاذاقها الله حبَّ غیره(1) .

علل الشرایع : حدثنا محمد بن علی ماجیلویه (رضی الله عنه) قال : حدثنا عمّی محمد بن أبی القاسم، عن محمد بن علی الکوفی، عن محمد بن سنان مثله(2).

8484- عیون اخبار الرضا (علیه السّلام) : حدثنا محمد بن عمر ابن محمد بن سلم بن البراء الجعابی قال: حدثنی أبو محمد الحسن بن عبدالله بن محمّد بن العباس الرازی التمیمی قال: حدثنی سیدی علی این موسی الرضا (علیه السّلام) قال: حدثنی أبی موسی بن جعفر (قال : حدثنی أبی جعفر بن محمّد) قال : حدثنی أبی محمد بن علی قال : حدثنی أبی علی بن الحسین قال : حدثنی أبی الحسین بن علی، عن علی (علیهم السّلام) قال: قال النبیُّ (صلّی الله علیه وآله): تعوَّذوا بالله من حبِّ الحزن(3).

أقول: هکذا وجدنا فی الصدر والبحار، ولکن الظّاهر أنَّه تصحیف، والصحیح هو: جُبُّ الحزن، لما روی فی البحار: ج6 ص288 : أنَّ النبیَّ (صلّی الله علیه وآله وسلّم) قال : تعوَّذوا بالله من جُبّ الحزن، وهو إسم جُبٍّ فی جهنم .

ص: 104


1- أمالی الصدوق: ص531 ح 3.
2- علل الشرایع: ص140 ح1. منهما البحار: ج 73 ص158.
3- عیون اخبار الرضا: ج2 ص 61ح 242. منه البحار: ج 73 ص158.

أبواب البدعة

باب (1) عقاب أهل البدعة

8485- من لایحضره الفقیه : روی هشام بن الحکم و أبو بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان رجل فی الزمن الأول طلب الدُّنیا من حلال فلم یقدر علیها، وطلبها من جرام فلم یقدر علیها، فأتاه الشیطان فقال له: یا هذا إنّک قد طلبت الدُّنیا من حلال فلم تقدر علیها، فطلبتها من حرام فلم تقدر علیها، أفلا أدلّک علی شیء تکثر به دنیاک وتکثر به تبعک؟ فقال : بلی.

قال : تبتدع دیناً وتدعو إلیه الناس. ففعل فاستجاب له الناس فأطاعوه فأصاب من الدنیا.

ثمّ إنّه فکر فقال : ما صنعتُ؟!! ابتدعتُ دیناً ودعوتُ الناس الیه وما أری لی توبة إلّا أن آتی مَن دعوته فاردّه عنه، فجعل یأتی أصحابه الّذین أجابوه فیقول: إنّ الذی دعوتکم إلیه باطل وإنّما ابتدعته،

ص: 105

فجعلوا یقولون : کذبت، هو الحقّ ولکنّک شککت فی دینک فرجعت عنه، فلّما رأی ذلک عمد إلی سلسلة فوتّد لها وتداً ثمّ جعلها فی عنقه وقال : لا أحلّها حتّی یتوب الله (عزّوجلّ) علیَّ، فأوحی الله (عزّوجلّ) إلی نبیّ من الأنبیاء : قل لفلان : وعزّتی وجلالی لو دعوتنی حتّی تنقطع أوصالک ما استجبت لک حتّی تردّ من مات علی ما دعوته إلیه فیرجع عنه(1).

علل الشرایع : أبی (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : أیوب بن نوح قال : حدثنا محمد بن أبی عمیر، عن هشام بن الحکم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(2) .

المحاسن: البرقی، عن أبیه، عن محمد بن أبی عمیر، عن هشام بن الحکم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) ومحمد بن حمران، عن أبی بصیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(3).

ثواب الاعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدثنی سعد بن عبدالله، عن یعقوب بن یزید، عن محمد بن أبی عمیر، عن هشام بن الحکم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) وعن محمّد بن حمران، عن أبی بصیر، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(4).

ص: 106


1- من لایحضره الفقیه: ج3 ص 572 ح4958.
2- علل الشرایع: ص492 ح2.
3- المحاسن : ص207 ح 70.
4- ثواب الاعمال : ص306.

باب (2) النَّهی عن اتّباع أهل البدعة ولزوم الردِّ علیهم

8486- الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جدّه علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام)، قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : أن بین یدی الساعة لنیّفاً وسبعین رجلاً، وما من رجل یدعو الی بدعة فیتبعه رجل واحد، الّآ وجده یوم القیامة لازماً له لا یفارقه حتی یسأل عنه، ثم تلا رسول الله (صلّی الله علیه وآله): «وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ »(1) فالمسألة من الله أخذ، والأخذ من الله تعالی عذاب(2) .

8487- الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جده علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام)، قال: من ردّ علی صاحب بدعة بدعته، فهو فی سبیل الله تعالی (3).

باب (3) الشَّیطان یترائی لأهل البدعة

8488- اختیار معرفة الرجال : وجدت بخطّ جبرئیل بن أحمد:

ص: 107


1- الصافات 37: 24.
2- الجعفریات: ص 171. منه المستدرک: ج12 ص317.
3- الجعفریات: ص172. منه المستدرک : ج12 ص324.

حدثنی محمّد بن عیسی، عن علیّ بن الحکم، عن حمّاد بن عثمان، عن زرارة قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : أخبِرنی عن حمزة (1) أیزعم أنَّ أبی آتیه؟ قلت: نعم.

قال : کذب والله، ما یأتیه إلّا المتکوِّن، إنّ إبلیس سلّط شیطاناً یقال له : المتکوِّن یأتی الناس فی أیّ صورة شاء، إن شاء فی صورة صغیرة وإن شاء فی صورة کبیرة، ولا والله ما یستطیع أن یجیء فی صورة أبی (علیه السّلام)(2).

8489- اختیار معرفة الرجال : سعد، عن أحمد بن محمّد، عن أبیه ویعقوب بن یزید والحسین بن سعید، عن ابن أبی عمیر، عن إبراهیم بن عبدالحمید، عن حفص بن عمرو النخعی قال : کنت جالساً عند أبی عبدالله (علیه السّلام) فقال له رجل: جعلت فداک إنّ أبا منصور حدّثنی أنّه رفع إلی ربّه وتمسّح علی رأسه، وقال له بالفارسیّة : یا پسر؟ فقال له أبو عبدالله (علیه السّلام) : حدثنی أبی، عن جدّی أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) قال : إنّ إبلیس أتّخذ عرشاً فیما بین السماء والأرض واتّخذ زبانیة کعدد الملائکة فاذا دعا رجلاً فأجابه ووطیء عقبه وتخطّت إلیه الأقدام تراءی له ابلیس ورفع إلیه ، وإنّ أبا منصور کان رسول إبلیس . لعن الله أبا منصور ، لعن الله

ص: 108


1- هو حمزة بن عمارة البربری، الذی کان یدّعی أن أبا جعفر الامام الباقر - (علیه السّلام) یأتیه فی کل لیلة.
2- اختیار معرفة الرجال: ج2 ص 589 ح 537. منه البحار : ج 72 ص 214.

أبا منصور، لعن الله أبا منصور، ثلاثاً(1) .

باب (4) صاحب البدعة لایتوب

8490- نوادر الراوندی : باسناده عن موسی بن جعفر ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): من عمل فی بدعة خلّاه الشیطان والعبادة(2)، وألقی علیه الخشوع والبکاء.

أبی الله لصاحب البدعة بالتوبة، وأبی الله لصاحب الخلق السیّیء بالتوبة .

فقیل : یارسول الله وکیف ذلک؟ قال : أمّا صاحب البدعة فقد أشرب قلبه حبّها، وأمّا صاحب الخلق السیّیء فانّه إذا تاب من ذنب وقع فی ذنب أعظم من الذنب الّذی تاب منه(3) .

باب (5) عقاب من أضلَّ النَّاس عن الولایة

8491- الاحتجاج : حدثنی السید العالم العابد أبو جعفر مهدی ابن أبی حرب الحسینی المرعشی (رضی الله عنه) قال : حدثنی الشیخ

ص: 109


1- اختیار معرفة الرجال : ج2 ص592 ح546. منه البحار : ج25 ص282.
2- خلَّی الأمر : ترکه (أقرب الموارد). والمعنی : أنّ الشَّیطان یترکه وعبادته لأنَّها لغیر الله، لکونها بدعة.
3- نوادر الراوندی: ص18. منه البحار: ج 72 ص216.

الصدوق أبو عبدالله جعفر بن محمّد بن أحمد الدوریستی (رحمة الله علیه) قال: حدثنی أبی محمد بن أحمد قال: حدثنی الشیخ السعید أبو جعفر محمد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی (رحمه الله) قال : حدثنی أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر الاسترآبادی قال: حدثنی أبو یعقوب یوسف بن محمد بن زیاد و أبو الحسن علی بن محمد بن سیّار وکانا من الشیعة الامامیّة قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن علی العسکریّ، قال: حدثنی أبی، عن آبائه، عن علی بن الحسین (علیهم السّلام) فی تفسیر قوله تعالی: «وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ » الآیة ولکم یا أمة محمّد فی القصاص حیاة لان من همَّ بالقتل فعرف أنه یقتصَّ منه فکفَّ لذلک عن القتل کان حیاة للذی هم بقتله، وحیاة لهذا الجانی الذی أراد أن یقتل وحیاة لغیرهما من الناس، إذا علموا أنّ القصاص واجب لا یجسرون علی القتل مخافة القصاص « يَا أُولِي الْأَلْبَابِ» اُولی العقول «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ »(1) .

ثمّ قال (علیه السّلام) : عباد الله هذا قصاص قتلکم لمن تقتلونه فی الدُّنیا وتفنون روحه، أفلا اُنبئکم بأعظم من هذا القتل، وما یوجبه الله علی قاتله ممّا هو أعظم من هذا القصاص؟ قالوا: بلی یابن رسول الله.

قال: أعظم من هذا القتل أن یقتله قتلاً لایجبر ولا یحیی بعده أبداً.

قالوا: ما هو؟ قال : أن یضلّه عن نبوّة محمّد وعن ولایة علیّ بن أبی طالب

ص: 110


1- البقرة 2: 179.

(صلوات الله علیهما) ویسلک به غیر سبیل الله ویغریه باتّباع طرائق أعداء علیّ (علیه السّلام) والقول بامامتهم، ودفع علیّ عن حقّه وجحد فضله ، وألّا یبالی باعطائه واجب تعظیمه فهذا هو القتل الّذی هو تخلید المقتول فی نار جهنّم خالداً مخلّداً أبداً فجزاء هذا القتل مثل ذلک الخلود فی نار جهنّم(1) .

ص: 111


1- الاحتجاج: ص319. منه البحار : ج 72 ص 220 .

أبواب الکذب

باب (1) الکذب علی الله ورسوله

8492- الکافی : الحسین بن محمّد، عن معلّی بن محمّد، وعلیّ ابن محمّد، عن صالح بن أبی حماد جمیعاً، عن الوشّاء، عن أحمد ابن عائذ، عن أبی خدیجة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال :

الکذب علی الله وعلی رسوله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) من الکبائر(1).

8493- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن بعض أصحابه رفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ذُکر الحائک لابی عبدالله (علیه السّلام) أنّه ملعون.

فقال : إنّما ذاک الّذی یحوک الکذب علی الله وعلی رسوله (صلّی الله علیه وآله وسلّم)(2) .

ص: 112


1- الکافی: ج2 ص 339 ح 5 .
2- الکافی: ج2 ص 340 ح10.

باب (2) هلاک الکذّاب

8494- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن علیّ بن الحکم، [عن أبان]، عن عمر بن یزید قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: إنّ الکذّاب یهلک بالبیّنات ویُهلک أتباعه بالشُّبهات(1) و(2) .

باب (3) علامة الکذّاب

8495- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن ابن أبی نجران، عن معاویة بن وهب قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ آیة الکذّاب (3) بأن یخبرک خبر السَّماء والأرض والمشرق والمغرب فإذا سألته عن حرام الله وحلاله لم یکن عنده شیء(4).

ص: 113


1- اُرید بالکذّاب فی هذا الحدیث إمّا مدّعی الرئاسة بغیر حق، وسبب هلاکه بالبینات إفتاؤه بغیر علم مع علمه بجهله، وسبب هلاک أتباعه بالشبهات : تجویز کونه عالماً وعدم قطعهم بجهله، فهم فی شبهة من أمره، أو من یضع الحدیث ویبتدع فی الدین، فهو یهلک نفسه بأمرٍ یعلم کذبه، وأتباعه یهنکون بالشبهة والجهالة لحسن ظنّهم به واحتمالهم صدقه، والوجهان متقاربان. (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص 339 ح 7.
3- أی علامته.
4- الکافی: ج2 ص340ح8.

باب (4) مَن هو الکذّاب؟

8496- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن عبدالرحمن بن الحجّاج قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : الکذّاب هو الذی یکذب فی الشیء؟ قال: لا، ما من أحد إلا یکون ذلک منه ولکنّ المطبوع علی الکذب (1)و (2).

8497- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن ابن فضّال، عن إبراهیم بن محمّد الأشعری، عن عبید بن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: إنّ ممّا أعان الله [به] علی الکذّابین النسیان(3) و (4).

8498- المحاسن: فی روایة أبی بصیر قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: إنّ العبد لیکذب حتی یکتب من الکذَّابین فإذا کذب قال الله (عزّوجلّ): کذب وفجر(5).

ص: 114


1- والمطبوع علی الکذب: المجبول علیه بحیث صار عادة له ولا یتحرّز عنه ولا یُبالی به ولا یندم علیه، ومن لایکون کذلک لایصدق علیه الکذّاب مطلقاً فإنّه صیغة مبالغة . أو المراد الکذاب الذی یکتبه الله کذاباً. (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص 340 ح 12.
3- «إن ممّا أعان الله به علی الکذّابین» أی أضرّهم به وفضحهم، فإنّهم کثیراً ما یکذبون فی خبرهم ثم ینسون ویخبرون مما ینافبه ویکذّبه ، فیفتضحون بذلک. قال الجوهری : فی الدعاء «ربّ أعنّی ولاتعن علیَّ». (مرآة العقول).
4- الکافی: ج2 ص341 حه 15.
5- المحاسن : ص118 ضمن ح125. منه البحار: ج72 ص262.

باب (5) الفَرق بین الزّعم والقول

8499- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن علی بن الحکم، عن عبدالله بن یحیی الکاهلیّ، عن محمد بن مالک، عن عبدالأعلی مولی آل سامٍ قال : حدثنی أبو عبدالله (علیه السّلام) بحدیث، فقلت له : جعلت فداک ألیس زعمت لی الساعة کذا وکذا؟ فقال : لا.

فعظم ذلک علیّ، فقلت: بلی والله زعمت فقال : لا والله ما زعمته .

قال : فعظم علیّ فقلت : جعلت فداک بلی والله قد قلته .

قال : نعم قد قلته أما علمت أنّ کلّ زعم(1) فی القرآن کذب(2) .

باب (6) خمسة مساویء لخمس طوائف

8500- من لا یحضره الفقیه : قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام): خمس هن کما أقول: لیست لبخیل راحة، ولا

ص: 115


1- «الزعم» : القول الحقّ والباطل، وأکثر ما یقال فیما یشک فیه. لمّا عبّر عبد الأعلی عمّا قال له الإمام (علیه السّلام) بالزّعم أنکره الإمام (علیه السّلام)، ثمّ عبّر عبدالاعلی عنه بالقول صدّقه الإمام (علیه السّلام) ثمَّ ذکر أنّ الوجه فی ذلک أنّ کل زعم جاء فی القرآن جاء فی الکذب. (الوافی).
2- الکافی: ج2 ص342ح20 .

الحسود لذة، ولا للمملوک وفاء ، ولا لکذوب مروءة، ولا یسود سفیه(1) .

الخصال : حدثنا ابی (رضی الله عنه قال : حدثنا محمد بن یحیی العطار، عن محمّد بن احمد [الأشعری]، عن موسی بن عمر ، عن ابی علیّ بن راشد رفعه إلی الصادق (علیه السّلام) أنّه قال : خمس .... وذکر نحوه(2) .

باب (7) الکذّاب مُساعد الشیطان

8501- أمالی الطوسی: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولویه قال: حدثنا أبو علی محمد بن همام الاسکافی قال : حدثنا أحمد بن ادریس، عن أحمد بن محمد بن عیسی الأشعری، عن الحسین بن سعید، عن محمد بن أبی عمیر ، عن هشام بن سالم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ فیمن ینتحل هذا الأمر لمن یکذب حتّی یحتاج الشیطان إلی کذبه(3).

أقول: الإنتحال: ادّعاء قولٍ أو شعر یکون قائله غیره، وفلانٌ ینتحل مذهبَ کذا وقبیلة کذا: اذا انتسب الیها. (مجمع البحرین).

والظّاهر أنَّ معنی الحدیث : أنّ هناک بعض الأفراد الذین ینسبون أنفسهم إلی التشُّیع، وینتحلون هذا المذهب المقدّس لأهداف شیطانیة ومصالح دنیویَّة ، بحیث أنَّ الشیطان یحتاج إلی کذبهم، لإغواء الآخرین

ص: 116


1- من لایحضره الفقیه : ج4 ص 394ح 5838.
2- الخصال : ص 271ح10.
3- أمالی الطوسی: ص 414 ح933. منه البحار: ج 72 ص260.

بواسطتهم، فالرجل هو من حبائل الشیطان والشیطان یحتاج إلیه.

هذا إحتمال.

وإحتمال آخر: أنَّ الرجل المنتحلِ ثعلبٌ ماکر بحیث أنَّ الشّیطان یجب أن یتعلّم منه الخداع والحیلة. وهذا من باب المبالغة فی مکره ودهائه .... والله العالِم.

باب (8) الکذّاب یُحرَم من صلاة اللیل

8502- علل الشرایع: حدثنا محمد بن الحسن [ابن الولید] (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن هارون بن مسلم، عن علیّ بن الحکم، عن حسین بن الحسن الکندیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الرّجل لیکذب الکذبة فیحرم بها صلاة اللّیل، فاذا حرم صلاة اللیل حرم بها الرِّزق(1).

باب (9) تجنَّب مؤاخاة الکذّاب

8503- المحاسن: البرقی، عن عمر بن عثمان الخزّاز، عن محمد ابن سالم الکندی، عمّن حدّثه، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان علی (علیه السّلام) عندکم إذا صعد المنبر یقول: ینبغی للمسلم أن یجتنب مؤاخاة الکذّاب(2) فإنّه لایهنئُک معه عیش، ینقل حدیثک وینقل

ص: 117


1- علل الشرایع : ص 362 ح2 . منه البحار: ج72 ص 260.
2- آخاه مؤاخاة : صار له أخاً او صدیقاً (أقرب الموارد).

الأحادیث إلیک کلّما فنیت اُحدوثة مطّها باخری(1)، حتّی أنه لیحدّث بالصدق فما یصدَّق، فینقل الأحادیث من بعض الناس إلی بعض، یکسب بینهم العداوة وینبت الشحناء فی الصدور(2) .

باب (10) ثلاث آفات لثلاثة

8504- أمالی الصدوق: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسرور، قال : حدثنا الحسین بن محمد بن عامر، عن عمّه عبدالله بن عامر ، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زید، عن الصادق جعفر بن محمّد (علیه السّلام)، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : کثرة المزاح یذهب بماء الوجه، وکثرة الضحک یمحو الإیمان، وکثرة الکذب یذهب بالبهاء(3).

باب (11) متی یجوز الکذب؟

8505- الجعفریات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جدّه علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام)، قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): لایصلح

ص: 118


1- الأحدوثة: ما یتحدّث به النَّاس، مفرد الأحادیث. ومطها باُخری: أی مدّها بأخری (مجمع البحرین).
2- المحاسن : ص117 ح 125 . والشحناء: عداوة امتلات منها النفس (أقرب الموارد).
3- أمالی الصدوق: ص 223 ح4 . منه البحار: ج 72 ص 259.

الکذب إلّا فی ثلاثة مواطن : کذب الرجل لامرأته، وکذب الرجل تمشی بین الرجلین لیصلح بینهما، وکذب الإمام عدوه فإنَّ الحرب خدعة(1).

8506- الجعفریات : بهذا الإسناد، عن علی بن ابی طالب (علیه السّلام) أنّه قال لرجل : احلف بالله (تعالی)کاذباً، ونج(2) أباک من القتل(3).

8507- مشکاة الأنوار : عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کلّ کذب مسؤول عنه یوماً ما، إلّآ کذباً فی ثلاثة : رجل کائد فی حربه فهو موضوع عنه، ورجل أصلح بین اثنین یلقی هذا بغیر ما یلقی به هذا یرید الصلح ما بینهما، ورجل وعد أهله شیئاً ولا یرید أن یتمَّ لهم علیه ، یرید بذلک دفعها(4).

8508- الکافی: محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن أبی یحیی الواسطیّ، عن بعض اصحابنا، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الکلام ثلاثة : صدق، وکذب، وإصلاح بین الناس .

قال : قیل له : جعلت فداک ما الاصلاح بین الناس؟ قال : تسمع من الرجل کلاماً یبلغه فتخبث نفسه(5) فتلقاه فتقول :

ص: 119


1- الجعفریات: ص 171. منه المستدرک: ج9 ص 94.
2- وانخ - مستدرک الوسائل.
3- الجعفریات : ص242. منه المستدرک: ج6 ص94.
4- مشکاة الأنوار : ص176. منه المستدرک: ج9 ص 94.
5- یحتمل أن یکون تقدیر الکلام: تسمع من رجل کلاماً فی حق رجل آخر یذمّه به فیبلغ الرجل الثانی ذلک الکلام فتخبث نفسه عن الاوّل أی یتغیّر علیه ویبغضه، فتلقی الرّجل الثانی فتقول : سمعت من الرّجل الأوّل فیک کذا وکذا من مدحه خلاف ما سمعت منه من ذمّه. (مرآة العقول).

سمعت من فلان قال فیک من الخیر کذا وکذا، خلاف ما سمعت منه(1) .

8509- الکافی : علی بن إبراهیم، عن أبیه، عن صفوان، عن ابی مخلّد السرّاج، عن عیسی بن حسّان قال : سمعت ابا عبدالله (علیه السّلام) یقول: کلّ کذب مسؤول عنه صاحبه یوماً إلّا [کذباً] فی ثلاثة : رجلٌ کائد فی حربه فهو موضوع عنه(2). أو رجل أصلح بین اثنین یلقی هذا بغیر ما یلقی به هذا، یرید بذلک الاصلاح ما بینهما. أو رجل وعد أهله شیئاً وهو لا یرید أن یتمّ لهم(3).

8510- الخصال : حدثنا ابی (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد ابن عبدالله، عن أحمد بن الحسین بن سعید، عن أبی الحسین بن الحضرمیّ، عن موسی بن القاسم البجلیّ، عن جمیل بن درّاج، عن محمّد بن سعید، عن المحاربیّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن آبائه، عن علیّ (علیهم السّلام) قال : قال النبیّ (صلّی الله علیه وآله): ثلاث یحسن فیهنّ الکذب : المکیدة فی الحرب، وعدَتک زوجتک، والاصلاح بین الناس، وثلاث یقبح فیهنَّ الصدق : النمیمة، وإخبارک الرجل عن أهله بما یکرهه ، وتکذیبک الرجل عن الخبر .

قال : وثلاث مجالستهم تمیت القلب: مجالسة الأنذال(4) ، والحدیث مع النساء ، ومجالسة الأغنیاء(5) .

ص: 120


1- الکافی : ج2 ص 341 ح16.
2- أی إثمه مرفوع عنه. (مرآة العقول).
3- الکافی: ج2 ص342 ح 18.
4- النذل : الخمیس من النَّاس والساقط فی دین أو حسب، والمحتقر فی جمیع أحواله . (أقرب الموارد).
5- الخصال : ص87 ح 20. منه البحار : ج 71 ص8.

8511- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبیه، عن عبدالله بن المغیرة، عن معاویة بن عمّار، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : المصلح لیس بکذّاب(1).

8512 جامع الأخبار : قال الصادق (علیه السّلام) : الکذب مذموم إلّا فی أمرین: دفع شرِّ الظلمة، وإصلاح ذات البین(2).

8513- الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه، عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن الحسن الصیقل قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام): إنّا قد روینا عن أبی جعفر (علیه السّلام) فی قول یوسف (علیه السّلام) : « أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ »(3)؟ فقال : والله ما سرقوا وما کذب، وقال إبراهیم (علیه السّلام):

«قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ »(4)؟ فقال : والله ما فعلوا وما کذب.

قال : فقال أبو عبدالله (علیه السّلام): ما عندکم فیها یا صیقل؟ قال : فقلت: ما عندنا فیها إلّا التسلیم.

قال : فقال : إنّ الله أحبّ اثنین وأبغض اثنین، أحبّ الخطر(5) فیما بین الصّفین وأحبّ الکذب فی الإصلاح، وأبغض الخطر فی الطرقات

ص: 121


1- الکافی: ج2 ص342 ح 19.
2- جامع الأخبار: ص148. منه البحار: ج 72 ص 263.
3- یوسف 12: 70.
4- الانبیاء 21: 63.
5- خطران الرجل : اهتزازه فی المشی وتبختُرُه، ویخطر فی مشیته : أی یتمایل ویمشی مشیة المعجب بنفسه. (مجمع البحرین).

وأبغض الکذب فی غیر الاصلاح، إن ابراهیم (علیه السّلام) إنّما قال : « بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا » إرادة الاصلاح(1) ودلالة علی أنّهم لا یفعلون، وقال یوسف (علیه السّلام) إرادة الاصلاح(2).

8514- الکافی: أبو علیّ الأشعری، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن الحجّال ، عن ثعلبة ، عن معمر بن عمرو، عن عطاء ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم): لاکذب علی مصلح، ثمّ تلا: « أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ » ثمّ قال : والله ما سرقوا وما کذب، ثمّ تلا: « بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ » ثمّ قال : والله ما فعلوه وما کذب (3).

8515- الاختصاص: محمد بن علی (الصدوق) قال : حدثنا محمد بن الحسن [بن الولید] قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد ابن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن سهل الهمدانی قال : قال الصادق (علیه السّلام): أیّما مسلم سُئل عن مسلم فصدق فأدخل علی ذلک المسلم مضرَّة کُتب من الکاذبین، ومن سئل عن

ص: 122


1- لعلّ المراد: إرادة اصلاح قومه برجوعهم عن عبادة الأصنام، وجه الدلالة أنّ العاقل إذا تفکّر فی نسبة الکسر إلیها وعلم أنّه لایصحّ ذلک الّا من ذی شعور عاقل قادر ، وعلم أنّ هذه الأوصاف منتفیة فیها، وعلم أنّها لا تقدر علی دفع الاستخفاف والضرر عن أنفسها علم أنّها لیست بمستحقّة للالوهیّة والعبادة، ویکون ذلک داعیاً إلی الرجوع عنها ورفض العبادة لها. (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص 341 ح 17.
3- الکافی: ج2 ص343 ح 22.

مسلم فکذب فأدخل علی ذلک المسلم منفعة کُتب عند الله من الصادقین(1).

8516- مستطرفات السرائر : عن عبدالله بن بکیر بن أعین، عن ابی عبدالله (علیه السّلام) فی الرجل یستأذن علیه فیقول لجاریته : قولی: لیس هو هاهنا.

قال : لا بأس، لیس بکذب(2).

أقول: معنی الحدیث - والله العالم - أنَّ دخول المستاذِن فیه مَحذور ومضرَّة علی صاحب الدّار، فلکی یدفع عن نفسه تلک المضرَّة وذلک المحذور یأمر جاریته بأن تقول: لیس هاهنا.

هذا أولاً.

ثانیاً: یمکن أن یُشیر صاحب الدّار إلی مکانٍ معیَّنٍ لیس هو فیه ویقول لها: قولی : لیس هو هاهنا، مُشیراً إلی ذلک المکان الذی لیس هو فیه کالحجرة والغرفة. وهذا لیس من الکذب .

باب (12) الإستماع إلیٰ القصّاصین

8517- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن سالم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إنّ امیر

ص: 123


1- الاختصاص: ص 224. منه البحار : ج 71 ص 11.
2- مستطرفات السرائر : ص137 ح1. منه البحار : ج 71 ص17.

المؤمنین (علیه السّلام) رأی قاصّاً فی المسجد فضربه بالدُّرة وطرده(1) و(2) .

التهذیب : علی، عن أبیه مثله وفیه : فطرده(3).

8518- البحار: العقائد - ذُکر القصّاصون عند الصادق (علیه السّلام) فقال : لعنهم الله إنّهم یشیعون علینا.

وسُئل الصادق (علیه السّلام) عن القُصّاص أیحلُّ الاستماع لهم؟ فقال: لا.

وقال (علیه السّلام) : من أصغی إلی ناطق فقد عبده، فان کان الناطق عن الله فقد عبدالله وإن کان الناطق عن إبلیس فقد عبد إبلیس.

وسُئل الصادق (علیه السّلام) عن قول الله تعالی: «وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ »(4) ؟ قال : هم القُصاص(5) .

ص: 124


1- القاصّ: من یأتی بالقصة، والقصّاص: الذی یقرأ القصص فی مجتمعات الناس لیأخذ الجبایة منهم (أقرب الموارد). ویدلّ - هنا - علی أن للإمام أن یؤدِّب فی المکروهات، ویحتمل أن یکون محرّماً لاشتماله علی القصص الکاذبة، مع انّه لا إستبعاد فی حرمته فی المسجد مطلقاً إذا کان لغواً (مرآة العقول).
2- الکافی: ج 7 ص 263 ح 20.
3- التهذیب : ج 10 ص 149 ح 595.
4- الشعراء 26: 224.
5- البحار: ج 72 ص 264 ح 1 .

أبواب الکبر والتکبُّر

باب (1) الکبر أدنیٰ الالحاد

8519- الکافی : علی بن إبراهیم، عن محمّد بن عیسی، عن یونس، عن أبان، عن حکیم قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن أدنی الالحاد؟ فقال : إنّ الکبر أدناه(1).

باب (2) المرأة الجبّارة

8520- الکافی: محمد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن علیّ بن الحکم، عن الحسین بن أبی العلاء، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول: الکبر قد یکون فی شرار الناس من کل جنس، والکبر رداء الله، فمن نازع الله (عزّوجلّ) رداءه

ص: 125


1- الکافی: ج2 ص309 ح 1.

لم یزده الله إلّا سفالاً(1)، إنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) مرّ فی بعض طرق المدینة وسوداء تلقّط السرقین(2).

فقیل لها: تنحّی عن طریق رسول الله .

فقالت: إنّ الطریق لمعرَّض(3) فهمَّ بها بعض القوم أن یتناولها.

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : دعوها فانّها جبّارة(4) .

باب (3) الکبر رداء الله

8521- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبی عبدالله، عن عثمان بن عیسی، عن العلاء بن الفضیل، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام) : العزّ رداء الله، والکبر إزاره، فمن تناول شیئاً منه أکبّه الله فی جهنّم(5) .

8522- محمّد بن علیّ، عن أبی جمیلة، عن لیث المرادی، عن

ص: 126


1- السفل: نقیض العلوّ، وسفّله : أی انزله من أعلی إلی اسفل. (أقرب الموارد).
2- السِرجین والسرفین: الزبل، «تنحّی» أی أبعدی« فهمّ بها» أی قصدها «أن یتناولها» أی یاخذها فینحّیها قسراً عن طریقه (صلّی الله علیه وآله وسلّم). (مراة العقول).
3- أی: عریض.
4- الکافی: ج2 ص309 ح 2.
5- الکافی: ج2 ص309ح 3.

أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: الکبر رداء الله فمن نازع الله شیئاً من ذلک أکبّه الله فی النار(1) .

8523- کتاب الزهد: ابن أبی عمیر، عن محمد بن أبی حمزة، وحسین بن عثمان، عن اسحاق بن عمار، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: الکبر رداء الله، فمن نازع الله رداءه اکبه الله فی النار علی وجهه(2).

باب (4) الجنَّة حرام علی المتکبِّر

8524- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبیه، عن القاسم بن عروة، عن عبدالله بن بکیر، عن زرارة، عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) قالا: لایدخل الجنّة من فی قلبه مثقال ذرّة من کبر(3).

کتاب الزهد: ابن ابی عمیر، عن بعض أصحابنا، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله . وفیه : مثقال حبة(4).

8525- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن محمّد بن عیسی، عن یونس، عن أبی أیّوب، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (علیهما

ص: 127


1- الکافی: ج2 ص309 ح5.
2- کتاب الزهد: ص62 ح164. منه المستدرک : ج12 ص26.
3- الکافی: ج2 ص 310 ح6.
4- کتاب الزهد: ص61ح162.

السّلام) قال: لا یدخل الجنّة من کان فی قلبه مثقال حبّةٍ من خردلٍ من الکبر .

قال : فاسترجعت،.

فقال : مالک تسترجع؟ قلت: لما سمعت منک .

فقال: لیس حیث تذهب، إنّما أعنی الجحود، إنّما هو الجحود(1)و(2) .

8526- معانی الأخبار : حدثنا محمد بن موسی بن المتوکل (رضی الله عنه) قال : حدثنا علی بن الحسین السعدآبادی، عن أحمد ابن أبی عبدالله، عن ابن فضال، عن عبدالله بن مسکان، عن یزید بن فرقد، عمّن سمع أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: لایدخل الجنّة من فی قلبه مثقال حبّة من خردل من کبر، ولا یدخل النار من فی قلبه مثقال حبّة من خردل من إیمان .

قال : فاسترجعت.

فقال : مالک تسترجع؟ فقلت : لما اسمع منک.

فقال: لیس حیث تذهب، إنّما أعنی الجحود، إنّما هو

ص: 128


1- «فاسترجعت» یقال: استرجع فی المصیبة قال : إنّا لله وإنا الیه راجعون، إنّما قال ذلک لأنَّه استشعر بالهلاک واستحقاق دخول النَّار بحمل الکلام علی ظاهره. «إنّما هو الجحود» أی المراد بالکبر إنکار الله سبحانه او إنکار أنبیائه أو حججه (علیهم السّلام) والاستکبار عن اطاعتهم وقبول أوامرهم ونواهیهم. (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص310ح7.

الجحود(1).

8527- معانی الأخبار : حدثنا أبی (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبی عبدالله، عن محمّد بن علیّ الکوفیّ، عن علیّ بن النعمان، عن عبدالله بن طلحة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): لن یدخل الجنّة عبد فی قلبه مثقال حبّة من خردل من کبر ولایدخل النار عبد فی قلبه مثقال حبّة من خردل من إیمان.

قلت: جعلت فداک إنّ الرجل لیلبس الثوب، أو یرکب الدابّة ، فیکاد یُعرف منه الکبر.

قال : لیس بذاک، إنما الکبر: إنکار الحقّ، والایمان: الاقرار بالحقّ(2).

ثواب الاعمال : حدثنی محمد بن موسی بن المتوکل (رضی الله عنه) قال: حدثنی علی بن الحسین السعدآبادی، عن أحمد بن أبی عبدالله، عن محمّد بن علی الکوفی، عن علیّ بن النعمان، عن عبدالله بن طلحة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: لایدخل الجنّة .... وذکر نحوه(3).

8528- معانی الاخبار : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن

ص: 129


1- معانی الأخبار: ص 241 ح 3. منه البحار: ج 73 ص 235.
2- معانی الأخبار : ص 241 ح 1. منه البحار: ج 73 ص 234.
3- ثواب الاعمال: ص264 ح 5 .

ابراهیم بن هاشم، عن اسماعیل بن مرّار، عن یونس بن عبدالرحمن، عن أبی أیّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما یعنی أبا جعفر وأبا عبدالله (علیهما السّلام) - قال : لا یدخل الجنّة من کان فی قلبه مثقال حبّة من خردل من کبر.

قال: قلت: إنّا نلبس الثوب الحسن، فیدخلنا العُجب .

فقال : إنّما ذلک فیما بینه وبین الله (عزّوجلّ)(1) .

باب (5) التکبّر علی الولایة

8529- کتاب جعفر بن محمّد بن شریح : عن عبدالله بن طلحة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): لایدخل الجنَّة أحد فیه مثقال حبة من خردل من کبر، ولا یدخل النار عبد فیه مثقال حبة من خردل من إیمان .

فقلت له : جعلت فداک، فوالله إن الرجل منّا لیلبس الثوب الجدید، أو یرکب الدّابة ، فیکاد أن یدخله.

قال : لیس ذا بذلک، إنّما الکبر من تکبَّر عن ولایتنا، وأنکر معرفة ائمتنا، فمن کان فیه مثقال حبة من خردل من ذلک، لم یدخله الجنَّة، ومن أقرّ بمعرفة نبینا وأقر بحقنا، لم یدخله النار(2) .

ص: 130


1- معانی الأخبار : ص 241 ح2 ، منه البحار: ج 73 ص235.
2- الأصول الستة عشر: ص75. منه المستدرک : ج12 ص35.

باب (6) من مصادیق الکبر

8530- الکافی: أبو علی الأشعری، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن فضال، عن علیّ بن عقبة، عن أیّوب بن الحر، عن عبدالاعلی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: الکبر أن تغمص الناس وتسفه الحقّ(1) و(2).

معانی الأخبار : حدثنا محمد بن موسی بن المتوکل (رضی الله عنه) قال: حدثنا علی بن الحسین السعدآبادی، عن أحمد بن أبی عبدالله، عن ابن فضّال مثله (3).

8531- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن علیّ بن الحکم، عن سیف بن عمیرة، عن عبد الأعلی بن أعین قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم): إنّ أعظم الکبر غمص الخلق، وسفه الحقّ.

[قال : ] قلت : وما غمص الخلق وسفه الحقّ؟ قال : یجهل الحقّ ویطعن علی أهله، فمن(4) فعل ذلک فقد نازع

ص: 131


1- غمص النَّاس: أی احتقرهم ولم یرهم شیئاً. وسَفِه الحقّ: أی جهله، والسّفه فی الأصل: الخِفَّة والطَّیش (النهایة) وفی نسخة معانی الأخبار: أن یغمض النَّاس ویسفه الحق.
2- الکافی: ج2 ص 310 ح 8.
3- معانی الأخبار : ص242 ح4 .
4- ومَن - معانی الأخبار.

الله (عزّوجلّ) رداءه(1) .

معانی الأخبار : أبی (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا أحمد بن محمد، عن علی بن الحکم بهذا الإسناد قال : قال أبو عبدالله عن آبائه (علیهم السّلام) قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله).... وذکر مثله . وفیه : نازع الله فی ردائه(2) .

8532- الکافی: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن غیر واحد، عن علیّ بن أسباط، عن عمّه یعقوب بن سالم، عن عبدالأعلی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له :

ما الکبر؟ فقال : أعظم الکبر أن تسفه الحقّ وتغمص الناس.

قلت : وما سفه الحقّ؟ قال : یجهل الحقّ ویطعن علی أهله(3).

8533- معانی الاخبار : حدثنا محمد بن علی ماجیلویه (رضی الله عنه) عن عمّه محمّد بن أبی القاسم، عن محمّد بن علی الکوفی، عن ابن بقّاح، عن سیف بن عمیرة، عن عبدالملک(4) ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: من دخل مکة مبرّءاً عن الکبر غفر ذنبه .

قلت: وما الکبر؟ قال : غمص الخلق، وسفه الحقّ.

ص: 132


1- الکافی: ج2 ص310 ح 9.
2- معانی الأخبار: ص 242 ح5 .
3- الکافی: ج2 ص311 ح12.
4- عن عبد الأعلی - البحار.

قلت: وکیف ذاک؟ قال : یجهل الحقَّ ویطعن علی أهله(1) .

8534- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن یعقوب بن یزید، عن محمّد بن عمر بن یزید، عن أبیه قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : إنّنی آکل الطعام الطیّب وأشمّ الریح الطیّبة وأرکب الدابّة الفارهة ویتبعنی الغلام فتری فی هذا شیئاً من التجبّر فلا أفعله؟ فأطرق أبو عبدالله (علیه السّلام) ثمّ قال : إنّما الجبّار الملعون من غمص الناس وجهل الحقّ.

قال عمر: فقلت : أمّا الحقّ فلا أجهله والغمص لا أدری ما هو؟ قال : من حقّر الناس وتجبّر علیهم فذلک الجبّار(2) .

باب (7) عقاب المتکبِّرین یوم القیامة

8535- الکافی: محمد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن محمّد بن سنان، عن داود بن فرقد، عن أخیه قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: إنّ المتکبّرین یُجعلون فی صور الذّرّ، یتوطّأهم الناس حتی یفرغ الله من الحساب(3).

ص: 133


1- معانی الاخبار : ص242 ح6 . منه البحار: ج 73 ص236.
2- الکافی: ج2 ص311 ح 13.
3- الکافی: ج2 ص311 ح 11.

ثواب الاعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدثنی سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبی عبدالله، عن أبیه، عن محمّد بن سنان مثله وفیه : فی صورة الذر(1).

المحاسن: البرقی، عن أبیه باسناده رفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أن المتکبرین .... وذکر نحوه(2) .

باب (8) التکبّر یؤدّی إلی الضَّعة

8536- المحاسن: البرقی، عن أبیه، عن ابن فضّال، عن ابن بکیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: کانت لرسول الله (صلّی الله علیه وآله) ناقة لاتُسبق، فسابق أعرابیُّ بناقته فسبقتها فاکتأب لذلک المسلمون، فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : إنّها ترفّعت فحقٌّ علی الله أن لا یرتفع شیء إلّا وضعه الله(3).

8537- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن مروک بن عبید، عمّن حدثه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ یوسف (علیه السّلام) لمّا قدم علیه الشیخ یعقوب (علیه السّلام) دخله عز الملک ، فلم ینزل إلیه، فهبط جبرئیل (علیه السّلام) فقال : یا یوسف ابسط راحتک(4) فخرج منها نورٌ ساطعٌ، فصار فی جوّ السماء.

ص: 134


1- ثواب الأعمال : ص265ح10.
2- المحاسن : ص 123 ح137.
3- المحاسن : ص122 ح136. منه البحار: ج 73 ص236.
4- الراحة : بطن الکفّ. (مجمع البحرین).

فقال یوسف : یا جبرئیل ما هذا النور الّذی خرج من راحتی؟ فقال : نزعت النبوّة من عقبک عقوبة لما لم تنزل إلی الشیخ یعقوب فلا یکون من عقبک نبیٌّ(1) و(2).

8538- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: ما من عبد إلّآ وفی رأسه حکمة(3) وملک یمسکها، فاذا تکبّر قال له: اتّضع وضعک الله، فلایزال أعظم الناس فی نفسه وأصغرَ الناس فی أعین الناس ، وإذا تواضع رفعه الله (عزّوجلّ)، ثمّ قال له : انتعش نعشک(4) الله فلایزال أصغر الناس فی نفسه وأرفع الناس فی أعین الناس(5) .

8539- الکافی : محمّد بن یحیی، عن محمّد بن أحمد، عن بعض اصحابه، عن النهدی، عن یزید بن إسحاق شعر، عن عبدالله

ص: 135


1- النزول إمّا عن الدابة أو عن السریر، وکلاهما مرویّان، وینبغی حمله علی أنّ ما دخله لم یکن تکبّراً وتحقیراً لوالده لکون الأنبیاء منزَّهین عن أمثال ذلک، بل راعی فیه المصلحة لحفظ عزّته عند عامّة الناس لتمکّنه من سیاسة الخلق وترویج الدین، إذ کان نزول الَمِلک عندهم لغیره موجباً لذلّه، وکان رعایة الأدب للأب مع نبوَّته ومقاساة الشدائد لحبّه أهم وأولی من رعایة تلک المصلحة، فکان هذا منه (علیه السّلام) ترکاً للأولی، فلذا عوتب علیه وخرج نور النبوة من صلبه. (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص311ح15.
3- الحَکَمَة . محرکة .: اللجام، ما احاط بحنَکَی الفرس من لجامه وفیه العذاران . (أقرب الموارد).
4- ای ارتفع رفعک الله. (أقرب الموارد).
5- الکافی: ج2 ص312 ح16.

ابن المنذر ، عن عبدالله بن بکیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ما من أحد یتیه(1) إلّا من ذلّة یجدها فی نفسه .

وفی حدیث آخر: عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: ما من رجل تکبّر أو تجبّر إلّا لذلّة وجدها فی نفسه(2) .

باب (9) المجنون والمبتلیٰ

8540- الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد ابن عبدالله قال : حدثنی ابراهیم بن هاشم، عن الحسین بن الحسن الفارسی، عن سلیمان بن جعفر الجعفری، عن محمد بن الحسین بن زید بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب، عن أبیه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال: مرَّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) علی جماعة فقال : علی ما اجتمعتم؟ فقالوا: یا رسول الله هذا مجنون یصرع فاجتمعنا علیه.

فقال : لیس هذا مجنون، ولکنّه المبتلی . ثمّ قال : ألا اُخبرکم بالمجنون حقَّ المجنون؟ قالوا: بلی یا رسول الله.

قال : [المجنون حق المجنون] المتبختر فی مشیته(3) الناظر فی

ص: 136


1- تاه یتیه : إذا تحیَّر وضلَّ، وإذا تکبَّر (النهایة).
2- الکافی: ج2 ص312ح17.
3- فی مشیه - البحار.

عِطفیه(1) ، المحرِّک جنبیه منکبیه، یتمّنی علی الله جنّته وهو یعصیه، الّذی لایؤمن شرُّه، ولا یرجی خیره، فذلک المجنون، وهذا المبتلی(2).

باب (10) التکبُّر آفة

8541- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلیّ، عن السکونی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : آفة الحسب افتخار والعُجب(3).

8542- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلیّ، عن السکونیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : آفة الحسب الافتخار(4).

8543- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلیّ، عن السکونی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أتی رسولَ الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) رجلٌ فقال : یا رسول الله أنا فلان بن فلان ، حتی عدّ تسعة.

فقال له رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : أما إنّک

ص: 137


1- العطف : الجانب، یعنی معرضاً متکبراً. (مجمع البحرین) .
2- الخصال : ص332 ح 31. منه البحار: ج 73 ص 233.
3- الکافی: ج2 ص328 ح 2.
4- الکافی: ج2 ص 329 ح6 .

عاشرهم فی النار (1)و (2).

8544- علل الشرایع : أبی (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أیّوب بن نوح، عن محمّد بن أبی عمیر، عن غیر واحد، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)، عن أبیه، عن جدّه (علیهم السّلام) قال: قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام): عجبت لابن آدم أوَّله نطفة، وآخره جیفة، وهو قائم بینهما وعاء للغائط ، ثمّ یتکبّر(3).

باب (11) ثلاثة فی النّار

8545- المحاسن : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): ثلاث إذا کنَّ فی المرء(4) فلاتتحرَّج أن تقول إنّه(5) فی جهنم : البذاء والخیلاء والفخر(6).

8546- الاختصاص: قال الصادق (علیه السّلام): الجهل فی

ص: 138


1- تکبّر هذا الرجل وتفاخر بسموّ النسب وعلوّ الحب، فردّ علیه النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) بأنه وآباءه کلّهم فی النار، وکأنّ ذلک باعتبار أنّ آباءه کانوا أیضاً موصوفین بالتکبّر أو باعتبار أنّ کلّهم کانوا کفّاراً أو باعتبار أن هذا الرجل کان متکبّراً وآباءه کانوا کفّاراً وهو الأظهر . (شرح الکافی لملا صالح المازندرانی).
2- الکافی: ج2 ص 329 ح5.
3- علل الشرایع : ص 270 ح2. منه البحار : ج 73 ص 234 .
4- فی المراة - المصدر، وما أثبتناه من البحار، والظاهر أنه الصحیح .
5- إنّها - المصدر.
6- المحاسن : ص124 ضمن ح140. منه البحار: ج 73 ص292.

ثلاث : الکبر، وشدّة المراء، والجهل بالله ، فاُولئک هم الخاسرون(1) .

8547- ثواب الاعمال : حدثنی محمد بن موسی بن المتوکّل (رضی الله عنه) قال: حدثنی علی بن الحسین السعدآبادی، عن أحمد ابن أبی عبدالله، عن منصور بن العبّاس، عن سعید بن جناح، عن حسین بن المختار، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: ثلاثة لا ینظر الله (عزّوجلّ) إلیهم: ثانی عطفه، ومسبل إزاره خیلاء(2)، والمنفق سلعته بالأیمان، [والکبرّ] إنّ الکبریاء لله ربّ العالمین(3) .

باب (12) الحسد

8548- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، والحسین بن سعید، عن النضر بن سوید، عن القاسم ابن سلیمان، عن جرّاح المدائنیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الحسد یأکل الایمان کما تأکل النار الحطب(4).

8549- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلیّ، عن السکونیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی

ص: 139


1- الاختصاص : ص244. منه المستدرک : ج12 ص28.
2- ثانی عطفه : أی عادلا جانبه، والعِطف: الجانب یعنی معرضاً متکّبراً. وأسبل إزاره إذا أرخاه. (مجمع البحرین). والمعنی أن هاتین الصفتین من علائم الکبر ومن صفات المتکّبرین.
3- ثواب الأعمال: ص264 ح 3. منه الوسائل:ج11 ص301.
4- الکافی: ج2 ص306 ح2.

الله علیه وآله وسلّم): کاد الفقر أن یکون کفراً(1) وکاد الحسد أن یغلب

ص: 140


1- هذه الفقرة تحتمل وجوهاً : الأوّل : ما خطر بالبال أنّ المراد به الفقر إلی النَّاس وهذا هو الفقر المذموم، فإنّ سؤال الخَلق - وعدم التوجه إلی خالقه ومَن ضَمِنَ رزقه فی طلب الرِّزق وسائر الحوائج - نوع من الکفر والشّرک، لعدم الإعتماد علی الله سبحانه وضمانه، وظنّه أنَّ المخلوق العاجز قادر علی إنجاح حوائجه وسَوق الرِّزق إلیه بدون تقدیره وتیسیره وتسبیبه، فبعضها یقرب من الکفر، وبعضها من الشّرک. الثانی: أنَّ المراد به الفقر القاطع لعنان الاصطبار، وقد وقعت الاستعاذة منه، وأمَّا الفقر الممدوح فهو المقرون بالصِّبر، قال الغزالی: سبب ذلک أنَّ الفقیر إذا نظر إلی شدّة حاجته وحاجة عیاله، ورأی نعمة جزیلة مع الظَلَمة والفَسَقة وغیرهم، ربما یقول: ما هذا الانصاف من الله؟! وما هذه القسیمة التی لم تقع علی العدل؟ فإن لم یعلم شدَّة حاجتی ففی علمه نقص، وإن عَلم ومنع مع القدرة علی الاعطاء ففی جوده نقص، وان منع لثواب الآخرة فإن قدِر علی إعطاء الثواب بذون هذه المشقّة الشدیدة فَلِمَ مَنَع؟ وإن لم یقدر ففی قدرته نقص، ومع هذا یضعف اعتقاده بکونه عدلاً جواداً کریماً مالکاً لخزائن السَّماوات والأرض، وحینئذ یتسلّط علیه الشّیطان ویذکر له شبهات حتّی بسبَّ الفلک والدَّهر وغیرهما، وکلّ ذلک کفر أو قریب منه، وإنّما یتخلّص من هذه الاُمور مَن امتحن الله قلبه للإیمان، ورضی عن الله سبحانه فی المنع والاعطاء ، وعَلم أنّ کلّ ما فعله بالنّسبة إلیه فهو خیرٌ له، وقلیل ماهُم. الثالث: ما ذکره الرّاوندی (قدّس سرّه) حیث قال : معنی الحدیث - والله أعلم - أنّه إشارة إلی أنَّ الفقیر یُسف إلی المأکل الدنیّة والمطاعم الوبیّة، وإذا وجد اولاده یتضوّرون من الجوع والعری، ورأی نفسه لا یقدر علی تقویم أوَدِهم وإصلاح حالهم والتنفیس عنهم کان بالحری أن یسرق ویخون ویعصب وینهب ویستحلّ أموال النَّاس ویقطع الطَّریق ویقتل المسلم أو یخدم بعض الظَلمة فیأکل ما یغصبه ویظلمه، وهذا کلَّه من أفعال من لا یحاسِب نفسَه ولایؤمن بیوم الحساب، فهو قریب إلی أن یکون کافراً بحتاً، وفی الأثر: «عجبت لمن له عیال ولیس له مال کیف لایخرج علی النَّاس بالسَّیف؟» انتهی. وأقول: المعانی متقاربة والمآل واحد. (مرآة العقول).

القَدر(1) و(2).

أمالی الصدوق: حدثنا أحمد بن هارون الفامی قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر الحمیری، عن أبیه قال : حدثنا محمد بن عبدالجبّار قال : حدثنا محمد بن أبی عمیر، عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمّد (علیه السّلام) قال : کاد الفقر.... وذکر مثله(3).

الخصال : حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمّد ابن زید بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال: أخبرنی علی بن إبراهیم بن هاشم، عن أبیه، عن ابن المغیرة ، عن السکونی، عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن آبائه، عن علی (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) .... وذکر مثله(4) .

ص: 141


1- المراد إمّا ما ذکره الراوندی (رحمه الله) أنّ للحسد تأثیراً قویّاً فی النظر فی إزالة النّعمة عن المحسود او التمّنی لذلک، فإنّه ربّما یحمله حسده علی قتل المحسود وإهلاک ماله وإبطال معاشه فکأنّه سعی فی غلبة المقدور، لأنّ الله تعالی قد قدّر للمحسود الخیر والنّعمة، وهو یسعی فی إزالة ذلک منه. وإمّا أن یکون إشارة إلی تأثیر العین، فإن الباعث علیه الحسد کما فسّر جماعة من المفسرین قوله تعالی : «وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ » الفلق 113: 5. بإصابة العین، وروی العامّة عن النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) والخاصَّة عن الإمام الصادق علیه آلاف التحیة والثناء : «لو کان شیء یسبق القدر سبقه العین». (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص307 ح4 .
3- أمالی الصدوق: ص 243 ح6.
4- الخصال : ص 11 ح40.

البحار : کتاب الامامة والتبصرة - عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسی بن اسماعیل بن موسی بن جعفر، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) عن النبی (صلّی الله علیه وآله) مثله(1).

8550- عیون اخبار الرضا (علیه السّلام) : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسین بن یوسف البغدادی قال : حدثنا علی بن محمد بن عیینة قال : حدثنا الحسن بن سلیمان الملطی(2) قال : حدثنا علی بن موسی الرضا (علیه السّلام) قال : حدثنا أبی موسی بن جعفر، عن أبیه، عن آبائه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم): کاد الحسد أن یسبق القدر(3).

8551- عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) - معانی الأخبار : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال :

حدثنا الحسن بن محمد بن اسماعیل القرشی قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عیسی، عن الحسن بن علی بن فضّال، عن أبی الحسن علی ابن موسی الرضا (علیه السّلام) قال: حدثنی أبی، عن آبائه، عن علی (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): دبَّ الیکم داء الامم قبلکم: البغضاء، والحسد(4) .

ص: 142


1- البحار: ج 72 ص 30.
2- عن علی بن محمد بن عنبسة، عن الرضا - البحار .
3- عیون أخبار الرضا: ج2 ص132 ج16. منه البحار: ج 73 ص 252.
4- عیون أخبار الرضا: ج1 ص312ح 83 - معانی الاخبار : ص367. منهما البحار : ج73 ص 252.

8552- أمالی المفید: حدثنا محمد بن محمد بن النعمان (ایّد الله تمکینه) قال: أخبرنی أبو نصر محمد بن الحسین البصیر قال : حدثنا علی بن أحمد بن سیّابة(1) قال : حدثنا عمر بن عبدالجبار قال : حدثنا أبی قال : حدثنا علی بن جعفر بن محمّد، عن أخیه موسی بن جعفر ، عن أبیه جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جدّه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ذات یوم لاصحابه : ألا إنّه قد دبَّ إلیکم داء الاُمم من قبلکم، وهو الحسد، لیس بحالق الشعر، لکنّه حالق الدین، وینجی منه أن یکفَّ الانسان یده، ویخزن لسانه ، ولا یکون ذا غمز علی أخیه المؤمن(2).

أمالی الطوسی: أخبرنا محمد بن محمد بهذا الاسناد قال : حدثنا علی بن جعفر بن محمد، عن أخیه موسی بن جعفر ، عن أبیه ، عن جده (علیهم السّلام) مثله(3).

8553- الکافی : علی بن إبراهیم، عن محمد بن عیسی، عن یونس، عن داود الرقّی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : قال الله (عزّوجلّ) لموسی بن عمران (علیه السّلام): یابن عمران لا تحسدنّ الناس علی ما آتیتهم من فضلی ولا تمدّنّ عینیک إلی ذلک ولاتتبعه نفسک، فانّ الحاسد ساخط لنعمی، صاد لقسمی الّذی قسمت بین عبادی، ومن یک کذلک فلست

ص: 143


1- شبابة - أمالی الطوسی.
2- أمالی المفید: ص 344 ح 8.
3- أمالی الطوسی : ص117 ح 182. منهما البحار: ج 73 ص 253.

منه ولیس منّی(1).

8554- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن محمد بن سنان، عن علاء بن الفضیل، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان أبو جعفر (علیه السّلام) یقول : عظّموا أصحابکم ووقّروهم ولایتهجّم بعضکم علی بعض ولا تضارّوا ولا تحاسدوا وإیّاکم والبخل، کونوا عباد الله المخلصین [الصالحین](2).

8555- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن محمّد بن عیسی، عن یونس، عن معاویة بن وهب قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): آفة الدین الحسد والعُجب والفخر(3).

8556- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن القاسم بن محمّد، عن المنقری، عن الفضیل بن عیاض، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ المؤمن یغبط ولایحسد، والمنافق یحسد ولایغبط(4).

8557- الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه ، عن جدّه علی بن الحسین ، عن أبیه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : للحاسد ثلاث علامات : یتملَّق اذا شهد، ویغتاب اذا غاب ، ویشمت بالمصیبة(5).

8558- معانی الأخبار : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن

ص: 144


1- الکافی: ج2 ص307 ح6 .
2- الکافی: ج2 ص637 ح4.
3- الکافی: ج2 ص307 ح5 .
4- الکافی: ج2 ص307ح7.
5- الجعفریات: ص232. منه المستدرک : ج2 ص442.

الولید (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن أبی بصیر، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه سُئل عن الحسد؟ فقال : لحم ودم یدور فی النَّاس حتّی إذا انتهی إلینا یئس، وهو الشیطان(1) .

8559- الکافی : علیّ، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر، عن أبی مالک الحضرمیّ، عن حمزة بن حمران، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ثلاثة لم ینج منها نبیُّ فمن دونه : التفکّر فی الوسوسة فی الخلق(2) ، والطیرة، والحسد، إلا أن المؤمن لا یستعمل حسده(3) .

8560- الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا أحمد ابن ادریس ومحمد بن یحیی العطار، جمیعاً، عن محمّد بن أحمد بن یحیی بن عمران الأشعری باسناده یرفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ثلاث لم یعرَ منها نبیّ فمن دونه : الطیرة، والحسد، والتفکّر فی الوسوسة فی الخلق(4).

ص: 145


1- معانی الأخبار : ص 244. منه البحار: ج 73 ص 253.
2- الظاهر أنَّ المراد التفکر فیما یحصل فی نفس الانسان من الوساوس فی خالق الأشیاء وکیفیة خلقها وخلق أعمال العباد والتفکر فی الحکمة فی خلق بعض الشرور فی العالم من غیر استقرار فی النَّفس وحصول شک بسببها کما رواه المؤلف عن محمّد بن حمران قال : سالت ابا عبدالله عن الوسوسة ؟ فقال : لا شیء فیها تقول: لا إله إلّا الله. (مرآة العقول).
3- الکافی: ج8 ص108 ح86.
4- الخصال : ص89 ح 27 . منه البحار: ج 73 ص 254.

8561- تفسیر العیاشی: عن عبدالرحمن بن أبی نجران، قال :

سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله : «وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ»(1)؟ قال: لایتمنّی الرَّجل امرأة الرَّجل ولا ابنته، ولکن یتمنّی مثلهما(2).

ص: 146


1- النساء : 32.
2- تفسیر العیاشی: ج1 ص 239 ح 115. منه البحار : ج 73 ص255.

أبواب الغَضَب

باب (1) الغَضَب یُفسد الإیمان

8562- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلی، عن السکونیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلم) : الغضب یفسد الایمان کمایفسد الخل العسل(1)و(2) .

8563- نوادر الراوندی : باسناده عن موسی بن جعفر ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : الغضب یفسد الایمان کما یفسد الخلُّ العسل، أو کما یفسد الصبر العسل(3).

البحار: کتاب الامامة والتبصرة - عن أحمد بن علیّ، عن محمّد ابن الحسن الصفّار، عن إبراهیم بن هاشم، عن النوفلیّ، عن السکونیّ،

ص: 147


1- أی إذا اُدخل الخل العسل ذهبت حلاوته وخاصیته وصار المجموع شیئاً آخر (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص302 ح 1.
3- نوادر الراوندی: ص17. منه البحار: ج 73 ص 266. والصبر: عصارة شجر . (القاموس).

عن جعفر بن محمّد، عن أبیه مثله(1) .

8564- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن بعض أصحابه، رفعه قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام):

الغضب ممحقة لقلب الحکیم.

وقال : من لم یملک غضبه لم یملک عقله (2) و (3).

باب (2) الغضب مفتاح کلِّ شرّ

8565- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن محمّد بن عیسی، عن یونس، عن داود بن فرقد قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام):

الغضب مفتاح کلّ شرّ(4).

الخصال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوکل (رضی الله عنه) قال : حدثنی علی بن الحسین السعدآبادی، عن أحمد بن خالد (البرقی)، عن أبیه، عن یونس بن عبدالرحمن مثله(5).

ص: 148


1- البحار: ج 73 ص 266.
2- المحق: ذهاب الشیء کله حتی لایُری له أثر (مجمع البحرین). والنقص والمحو والابطال (النهایة). انما خصٌ قلب الحکیم بالذکر لان الحق الذی هو ازالة النور انما یتعلق بقلب له نور و قلب غیر الحکیم یعلم بالاولویة واذا عرفت ان الغضب یمحق قلب الحکیم یعنی عقله ظهر لک حقیقة قوله : من لم یملک غضبه لم یملک عقله . (مرآة العقول).
3- الکافی: ج2 ص305 ح13.
4- الکافی: ج2 ص303ح3.
5- الخصال : ص7 ح 22.

جامع الاخبار : قال الصادق (علیه السّلام) .... وذکر مثله(1) .

باب (3) وصیّة رسول الله : لاتغضب

8066- کتاب الزهد: فضالة بن أیوب، عن داود بن فرقد، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: جاء أعرابیّ إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فقال : یا رسول الله علّمنی شیئاً واحداً فانّی رجل اُسافر فأکون فی البادیة؟ قال [له رسول الله](2) : لاتغضب.

فاستیسرها الأعرابیّ فرجع إلی النبیّ (صلّی الله علیه وآله) فقال : یا رسول الله علّمنی شیئاً واحداً فانّی اُسافر وأکون فی البادیة؟ فقال له النبیّ (صلّی الله علیه وآله): لاتغضب.

فاستیسرها الأعرابیّ فرجع فأعاد السؤال فأجابه رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فرجع الرجل إلی نفسه وقال : [لا أسال عن شیء بعد هذا](3) إنّی وجدته قد نصحنی وحذَّرنی لئلّا أفتری حین أغضب، ولئلّا أقتل حین أغضب .

وقال أبو عبدالله (علیه السّلام): الغضب مفتاح کلٌ شر.

وقال: إنّ إبلیس کان مع الملائکة وکانت الملائکة تحسب أنّه منهم، وکان فی علم الله أنّه لیس منهم، فلمّا أمر بالسجود لآدم،

ص: 149


1- جامع الاخبار : ص 160.
2- ما بین المعقوفتین من البحار .
3- ما بین المعقوفتین من البحار .

حمی وغضب، فاخرج الله ما کان فی نفسه بالحمیّة والغضب(1).

8567- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبیه، عن النضر بن سوید، عن القاسم بن سلیمان، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: سمعت أبی (علیه السّلام) یقول : أتی رسولَ الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) رجل بدویّ فقال : إنّی أسکن البادیة فعلّمنی جوامع الکلام؟ فقال : آمرک أن لاتغضب.

فأعاد علیه الأعرابی المسالة ثلاث مرّات حتی رجع الرجل إلی نفسه، فقال : لا أسأل عن شیء بعد هذا، ما أمرنی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) إلّا بالخیر.

قال (علیه السّلام) : وکان أبی یقول: أیّ شیء أشدُّ من الغضب؟! إنّ الرجل لیغضب فیقتل النفس التی حرم الله ویقذف المحصنة(2).

8568- الاختصاص: قال الصادق (علیه السّلام): کان أبی محمّد (علیه السّلام) یقول: أیُّ شیء أشرُّ من الغضب؟ إنّ الرجل إذا غضب یقتل النفس، ویقذف المحصنة(3).

8569- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضّال، عن إبراهیم بن محمّد الأشعریّ، عن

ص: 150


1- کتاب الزهد: ص26 ح 61. منه البحار: ج 73 ص265.
2- الکافی: ج2 ص303 ح4.
3- الاختصاص: ص 243. منه البحار: ج 73 ص 265 .

عبدالأعلی قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : علّمنی ّعظة أتّعظ بها؟ فقال : إنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) أتاه رجل فقال له: یا رسول الله علّمنی عظة أتّعظ بها؟ فقال له : انطلق ولاتغضب. ثمّ أعاد إلیه(1) فقال له: انطلق ولاتغضب - ثلاث مرّات (2)-.

8570- الکافی : الحسین بن محمّد، عن معلّی بن محمّد، وعلیّ ابن محمّد، عن صالح بن أبی حماد جمیعاً، عن الوشاء، عن أحمد ابن عائذ، عن أبی خدیجة، عن معلّی بن خنیس، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رجل للنبیّ (صلّی الله علیه وآله وسلّم): یا رسول الله علّمنی؟ قال : إذهب ولاتغضب.

فقال الرجل: قد اکتفیت بذاک ، فمضی إلی أهله فاذا بین قومه حرب قد قاموا صفوفاً ولبسوا السلاح، فلمّا رأی ذلک لبس سلاحه ثمّ قام معهم، ثمّ ذکر قول رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم): «لاتغضب» فرمی السلاح، ثم جاء یمشی إلی القوم الّذین هم عدوّ قومه، فقال : یا هؤلاء ما کانت لکم من جراحةٍ أو قتل او ضرب لیس فیه أثر فعلیّ فی مالی أنا اُوفیکموه(3).

ص: 151


1- هکذا فی المصدر ولعلَّ الأصح: ثمَّ أعاد علیه .
2- الکافی: ج2 ص303 ح5.
3- «لیس فیه أثر» أی علامة جراحة لتصح مقابلته للجراحة، والاثر بالتحریک : بقیّة الشیء وعلامته، وبالضم وبضمتین : أثر الجراحة یبقی بعد البُرء. والایفاء والتوفیة : اعطاء الحق تامّاً. (مرآة العقول).

فقال القوم: فما کان فهو لکم، نحن أولی بذلک منکم، قال :

فاصطلح القوم وذهب الغضب(1).

8571- جامع الاخبار : عن جعفر بن محمّد (علیه السّلام) : من لم یغظ(2) فله الجنّة ، ومن لم یغضب فله الجنّة، ومن لم یحسد فله الجنّة (3).

باب (4) جزاء کفّ الغضب

8572- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعیل بن مهران، عن سیف بن عمیرة ، عمّن سمع أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: من کفّ غضبه ستر الله عورته(4).

ثواب الاعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدثنی محمد بن أحمد ، عن علی بن الصلت، عن أحمد بن محمد بن خالد مثله(5) .

8573- أمالی الصدوق : حدثنا الحسین بن إبراهیم بن ناتانه ، قال : حدثنا علی بن ابراهیم، عن أبیه، عن الحسن بن علی بن فضال ،

ص: 152


1- الکافی: ج2 ص 304 ح 11.
2- الغیظ : الغضب وقیل : أشدُّهُ وقیل : سورته واوَّله وقیل : هو غضب کامن للعاجز وقیل : هو الغضب المحیط بالکبد وهو أشدّ الخنق، قیل: ولا یکون الغیظ إلَّا بوصول مکروهِ إلی المغتاظ (أقرب الموارد). وفی نسخة البحار : من لم یغتب.
3- جامع الاخبار: ص 160. منه البحار: ج 73 ص265.
4- الکافی: ج2 ص303 ح6.
5- ثواب الاعمال: ص161 ح2.

عن غالب بن عثمان، عن شعیب العقرقوفیّ، عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) قال: من ملک نفسه إذا رغب، وإذا رهب، وإذا اشتهی، وإذا غضب [وإذا رضی)، حرّم الله جسده علی النار(1) .

ثواب الاعمال : حدثنی احمد بن محمد [العطار](رضی الله عنه)، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن عیسی، عن الحسن بن علی بن فضال، عن غالب بن عثمان، عن شعیب، عن رجل، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: من ملک.... وذکر مثله(2).

8574- ثواب الاعمال : ابی (رحمه الله) عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد، عن الحسین بن سیف، عن أخیه، عن أبیه، عن عاصم، عن أبی حمزة الثمالی، عن أبی جعفر(3) (علیه السّلام) قال : سمعته یقول: من کفَّ نفسه عن أعراض الناس کفَّ الله عنه عذاب یوم القیامة، ومن کفَّ غضبه عن الناس أقاله الله نفسه یوم القیامة(4).

8575- مکارم الاخلاق: قال أبو عبدالله (علیه السّلام): من کفّ غضبه عن الناس کفّ الله عنه غضبه یوم القیامة(5) .

ص: 153


1- أمالی الصدوق: ص270ح7.
2- ثواب الاعمال : ص192 ح 1. منهما البحار: ج 71 ص358 و 359.
3- عن أبی عبدالله (علیه السّلام) - البحار.
4- ثواب الأعمال: ص 161. منه البحار : ج 73 ص 264.
5- مکارم الأخلاق: ص350.

باب (5) کیف تقضی علی الغضب؟

8576- امالی الصدوق : حدثنا أبی قال: حدثنا سعد بن عبدالله، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عیسی، عن الحسن بن علی ابن فضال، عن علیّ بن عقبة، عن أبیه، عن أبی بصیر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن ابیه (علیهما السّلام) أنّه ذکر عنده الغضب فقال : إنّ الرجل لیغضب حتّی ما یرضی أبداً، ویدخل بذلک النار، فأیّما رجل غضب وهو قائم فلیجلس، فأنّه سیذهب عنه رجز الشیطان، وإن کان جالساً فلیقم، وأیّما رجل غضب علی ذی رحمه فلیقم إلیه، ولیدن منه ولیمسّه، فانّ الرحم إذا مسّت الرَّحم سکنت(1) .

8577- مکارم الأخلاق : عن الصادق (علیه السّلام) قال : أیّما رجل غضب وهو قائم فلیجلس فإنَّه یذهب عنه رجز الشیطان، ومن غضب علی ذی رحم ماسَّة فلیمسّه یسکن عنه غضبه(2) .

باب (6) ذِکر الله عند الغضب

8578- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن محمّد بن عبدالحمید، عن یحیی بن عمرو، عن عبدالله بن سنان قال :

ص: 154


1- أمالی الصدوق: ص279 ح 25. منه البحار: ج 73 ص 264.
2- مکارم الاخلاق: ص350.

قال أبو عبدالله (علیه السّلام): أوحی الله (عزّوجلّ) إلی بعض أنبیائه : یابن آدم اذکرنی فی غضبک أذکرک فی غضبی، لا أمحقک فیمن أمحق(1) وارض بی منتصراً فانّ انتصاری لک خیر من انتصارک لنفسک (2) و (3).

الکافی : أبو علیّ الأشعریّ، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن ابن فضّال، عن علی بن عقبة، عن عبدالله بن سنان، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله، وزاد فیه : وإذا ظُلمت مظلمةٍ فارض بانتصاری لک فانّ انتصاری لک خیر من انتصارک لنفسک(4).

8579- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن عمّار قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: إنّ فی التوراة مکتوباً: یابن آدم اذکرنی حین تغضب، أذکرک عند غضبی، فلاامحقک فیمن أمحق، وإذا ظُلمت بمظلمةٍ فارض بانتصاری لک، فانّ انتصاری لک خیر من انتصارک لنفسک(5).

8580۔ مستدرک الوسائل: الجعفریات - باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جده علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه

ص: 155


1- محق الشیء محقاً : أبطله ومحاه، ومحق فلاناً : أهلکه . (أقرب الموارد).
2- فی النهایة الانتصار: الانتقام، ولمّا کان الغرض من الغضب غالباً هو الانتقام من الظالم رغَب سبحانه وتعالی فی ترکه بأنّی منتقم من الظالم لک، وانتقامی خیر من انتقامک. (مرآة العقول).
3- الکافی: ج2 ص303 و 304 ح 8 - 10.
4- الکافی: ج2 ص303 و 304 ح 8 - 10.
5- الکافی: ج2 ص303 و 304 ح 8 - 10.

وآله) : إنّ الله (عزّوجلّ) یقول: ابن آدم، اذکرنی حین تغضب اذکرک حین أغضب، ولا امحقک حین امحق(1) .

مکارم الاخلاق : قال الصادق (علیه السّلام) : قال الله (تبارک وتعالی) : یابن آدم.... وذکر نحوه(2) .

باب (7) قولُ الحق فی الرضا والغَضَب

8581- الخصال : حدثنا محمد بن الحسن (رضی الله عنه) قال :

حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن خالد (البرقی)، عن أبیه، عن صفوان بن یحیی، عن عبدالله بن سنان قال : ذکر رجل المؤمن عند أبی عبدالله (علیه السّلام) فقال : إنّما المؤمن الّذی إذا سخط لم یخرجه سخطه من الحقّ، والمؤمن [الّذی] إذا رضی لم یدخله رضاه فی باطل، والمؤمن الّذی إذا قدر لم یتعاط ما لیس له [بنفسه ](3).

8582- الخصال : حدثنا محمد بن علی ماجیلویه (رضی الله عنه)، عن عمّه محمد بن أبی القاسم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) قال : قال أبی (علیه السّلام) : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): ما أنفق مؤمن

ص: 156


1- مستدرک الوسائل : ج12 ص15.
2- مکارم الاخلاق: ص350.
3- الخصال : ص106ح67. منه البحار : ج 71 ص 359.

من نفقة هی أحبّ إلی الله (عزّوجلّ) من قول الحقّ فی الرضا والغضب(1).

باب (8) الغضب المغفور

8583- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن علیّ بن عطیّة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: کنت عنده وسأله رجل عن رجل یجییء منه الشیء علی حدِّ الغضب یؤاخذه الله به؟ فقال : الله أکرم من أن یستغلق عبده(2) و (3).

باب (9) الدُّعاء عند الغضَب

8584- مکارم الاخلاق : عن الصادق (علیه السّلام)، قال : قل عند الغضب : اللهم اذهب عنی غیظ قلبی، واغفر لی ذنبی، واجرنی من مضلات الفتن، أسألک برضاک، وأعوذ بک من سخطک، أسألک جنتک، وأعوذ بک من نارک، أسألک الخیر کلّه، وأعوذ بک من الشرّ

ص: 157


1- الخصال : ص60 ح82. منه البحار : ج 71 ص358.
2- أی یکلِّفه ویجبره فیما لم یکن له فیه اختبار . (مرآة العقول) وفی (القاموس): استغلتنی فی بیعته : لم یجعل لی خیاراً فی رده .
3- الکافی: ج8 ص 254 ح 360.

کلّه، اللهم ثبتنی علی الهدی والصواب ، وأجعلنی راضیاً مرضیاً، غیر ضال ولا مضل(1) .

باب (10) ذمّ العصبیة

8585- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلی، عن السکونی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : من کان فی قلبه حبّة من خردل من عصبیةٍ بعثه الله یوم القیامة مع أعراب الجاهلیّة(2).

ثواب الاعمال: حدثنی محمد بن موسی بن المتوکل قال : حدثنی علی بن ابراهیم، عن أبیه، عن النوفلی، عن السکونی، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) قال :

قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): .... وذکر مثله. وفیه : مثقال حبة(3).

أمالی الصدوق: حدثنا جعفر بن علی بن الحسن بن علی بن عبدالله بن المغیرة الکوفی قال : حدثنا جدی الحسن بن علی، عن جده عبدالله بن المغیرة، عن اسماعیل بن أبی زیاد [السکونی]، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) قال :

ص: 158


1- مکارم الاخلاق: ص350. منه المستدرک: ج12 ص15.
2- الکافی: ج2 ص308 ح 3.
3- ثواب الاعمال : ص264 ح 5 .

قال النبی (صلّی الله علیه وآله): ... وذکر نحوه(1).

8586- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمد بن عیسی، عن علیّ بن الحکم، عن داود بن النعمان، عن منصور بن حازم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: من تعصَّب او تُعصب له(2) [فقد] خلع ربقة الایمان من عنقه(3) و(4).

ثواب الاعمال : حدثنی محمد بن الحسن [بن الولید] (رضی الله عنه) قال: حدثنی محمد بن الحسن الصفار، عن یعقوب بن یزید، عن صفوان، عن عبدالله بن الولید النخعی، عن عبدالله بن أبی یعفور، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله وفیه : ربقة الاسلام(5) .

8587- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن سالم، ودرست بن أبی منصور، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : من تعصّب أو تُعصّب له فقد خلع ربق الایمان من عنقه(6).

ص: 159


1- أمالی الصدوق: ص486 ح12.
2- التعصب: عدم قبول الحقّ عند ظهور الدلیل بناء علی میل إلی جانب (أقرب الموارد) وفی (مجمع البحرین) التعصب : من العصبیّة، وهی المحاماة والمدافعة عمّن یلزمک أمره او تلزمه لغرض - وکلاهما بمعنیً واحد تقریباً - .
3- «خلع ربقة الایمان» إمّا کنایة عن خروجه من الایمان رأساً للمبالغة، أو عن إطاعة الایمان للإخلال بشریعة عظیمة من شرائعه، أو المعنی خلع ربقة من ربق الایمان التی الزمها الایمان علیه من عنقه. (مرآة العقول).
4- الکافی: ج2 ص307 ح 1.
5- ثواب الأعمال: ص263 ح 2 .
6- الکافی: ج2 ص308 ح 2.

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدثنی علی بن ابراهیمی عن أبیه مثله وفیه : ربقة الاسلام(1) .

8588- الجعفریات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جده علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام)، قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): من کان فی قلبه مثقال خردلة(2) من عصبیة، جعله الله تعالی یوم القیامة مع أعراب الجاهلیة(3).

8589- الکافی : أبو علیّ الأشعریّ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن صفوان بن یحیی، عن خضر، عن محمّد بن مسلم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من تعصّب عَصبه الله بعصابة من نار (4).

ثواب الأعمال : حدثنی محمد بن الحسن (رضی الله عنه) قال :

حدثنی محمد بن الحسن الصفار، عن یعقوب بن یزید، عن صفوان، عن حفص(5)، عن محمد بن مسلم مثله(6).

8590- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبیه، عن فضالة، عن داود بن فرقد، عن أبی عبدالله

ص: 160


1- ثواب الاعمال: ص263 ح 1 .
2- خردل - المستدرک. والخردل : حب صغیر جداً أسود، الواحدة: خردلة. (أقرب الموارد).
3- الجعفریات: ص163. منه المستدرک : ج12 ص26.
4- الکافی: ج2 ص308 ح4 .
5- عن حضر - البحار.
6- ثواب الأعمال: ص263 ح 3. منه البحار: ج 73 ص 291.

(علیه السّلام) قال : إن الملائکة کانوا یحسبون أنّ إبلیس منهم وکان فی علم الله أنّه لیس منهم، فاستخرج ما فی نفسه بالحمیّة والغضب فقال : « خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ »(1) .

ص: 161


1- الکافی: ج2 ص308 ح6، والآیة فی سورة ص 38: 76.

أبواب سوء الخُلق

باب (1) سوء الخُلق عذاب

8591 - الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمّد بن إسماعیل بن بزیع، عن عبدالله بن عثمان، عن الحسین بن مهران، عن إسحاق بن غالب، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : من ساء(1) خُلقه عذّب نفسه(2).

أمالی الصدوق: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عیسی، عن محمد بن اسماعیل بن بزیع مثله(3).

8592- مستدرک الوسائل : نزهة الناظر- عن الصادق (علیه السّلام)

ص: 162


1- أساء - أمالی الصدوق.
2- الکافی: ج2 ص321 ح4 .
3- أمالی الصدوق: ص 171 ح 3.

أنّه قال : لو علم سیّء الخلق أنّه یعذّب نفسه لتسمح فی خلقه(1).

باب (2) سوء الخُلق یفسد الإیمان والعمل

8593- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر، عن عبدالله بن سنان، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إنّ سوء الخلق لیفسد العمل کما یفسد الخلُّ العسل(2).

8594- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعیل بن مهران، عن سیف بن عمیرة، عمّن ذکره، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إنّ سوء الخلق لیفسد الایمان کما یفسد الخلّ العسل(3).

8595- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن محمّد بن عبدالحمید، عن یحیی بن عمرو، عن عبدالله بن سنان قال :

قال أبو عبدالله (علیه السّلام): أوحی الله (عزّوجلّ) إلی بعض أنبیائه : الخلق السیّیء یفسد العمل کما یفسد الخلّ العسل(4).

عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : بالأسانید الثلاثة(5) عن الرضا، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله):

ص: 163


1- مستدرک الوسائل : ج12 ص75. وسمح: سار سیراً سهلاً وقیل : ساهل ولان . (أقرب الموارد) والمعنی: أنه حسّن خلقه حتی تستقر نفسه وتسکن .
2- الکافی: ج2 ص321 ح1 و 3.
3- الکافی: ج2 ص321 ح1 و 3.
4- الکافی: ج2 ص322 ح5.
5- المذکورة فی العیون : ج2 ص24.

الخلق السیّیء... وذکر مثله(1) .

صحیفة الامام الرضا (علیه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (علیهم السّلام) مثله(2).

باب (3) عدم قبول توبة سیّیء الخُلق

8596- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلیّ، عن السکونی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال النبیّ (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : أبی الله (عزّوجلّ) لصاحب الخلق السیّیء بالتوبة .

قیل : وکیف ذاک یا رسول الله؟ قال : لأنّه إذا تاب من ذنب وقع فی ذنب أعظم منه(3) .

8597- علل الشرایع : أبی (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن یحیی، عن محمد بن أحمد بن محمّد، عن أبیه، عن یونس بن عبدالرحمن، عمّن ذکره، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أبی الله تعالی لصاحب الخلق السیّیء بالتوبة .

قیل : وکیف ذاک؟ قال : لأنّه لایخرج من ذنب حتّی یقع فیما هو أعظم منه(4) .

ص: 164


1- عیون اخبار الرضا: ج2 ص37 ح96.
2- صحیفة الامام الرضا: ص226 ح 113.
3- الکافی: ج2 ص 321 ح2.
4- علل الشرایع: ص492. منه البحار: ج 73 ص298.

8598- قرب الاسناد : هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن أبیه (علیهما السّلام) قال: قال علیّ (علیه السّلام) لأبی أیّوب الأنصاری: یا أبا أیّوب ما بلغ من کریم(1) أخلاقک؟ قال : لا اُوذی جاراً فمن دونه، ولا أمنعه معروفاً أقدر علیه.

قال : ثمّ قال (علیه السّلام): ما من ذنب إلّا وله توبة، وما من تائب إلّا وقد تسلم له توبته، ما خلا سیّیء الخلق، لا یکاد یتوب من ذنب إلّا وقع فی غیره أشرّ منه (2) و (3).

باب (4) الأرض ترفض جسده

8599- کتاب الزهد: ابن أبی عمیر، عن هشام بن سالم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أتی النبیّ (صلّی الله علیه وآله) رجل فقال : إنّ فلاناً مات فحفرنا له فامتنعت الأرض.

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : إنّه کان سیّیء الخلق(4).

ص: 165


1- کرم - البحار.
2- أشد منه -خ ل.
3- قرب الاسناد : ص22. منه البحار: ج 73 ص296.
4- کتاب الزهد: ص30 ح 74. منه البحار : ج 71 ص395.

أبواب البخل

باب (1) البخیل مذموم

8600- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن عمرو بن عثمان، عن محمّد بن شعیب، عن أبی جعفر المدائنیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : شابّ سخیّ مرهق(1) فی الذنوب أحبّ إلی الله من شیخ عابد بخیل(2).

من لایحضره الفقیه: قال الصادق (علیه السّلام): شاب سخی ... وذکر مثله(3).

جامع الاخبار : عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لشاب سخی.... وذکر مثله(4) .

ص: 166


1- رهق الرّجل : رکب الشرَّ والظّلم، وغشی المحارم (أقرب الموارد).
2- الکافی : ج4 ص 41 ح 14.
3- من لا یحضره الفقیه : ج2 ص 61ح1708.
4- جامع الاخبار : ص112.

البحار : مکارم الاخلاق - عن الصادق (علیه السّلام) قال ....

وذکر مثله(1).

باب (2) «شرارُکم بُخلاؤکم»

8601- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عمّن حدّثه، عن جمیل بن درّاج قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: خیارکم سمحاؤکم، وشرارکم بخلاؤکم، ومن خالص الإیمان البرُّ بالإخوان، والسعی فی حوائجهم، وإنّ البارّ بالإخوان لیحبّه الرّحمن، وفی ذلک مرغمة للشیطان، وتزحزح عن النیران، ودخول الجنان.

یا جمیل(2) أخبر بهذا غرر أصحابک .

قلت: جعلت فداک مَن غرر أصحابی؟ قال : هم البارُّون بالإخوان فی العسر والیسر .

ثمّ قال: یا جمیل أما إنّ صاحب الکثیر یهون علیه ذلک وقد مدح الله (عزّوجلّ) فی ذلک صاحب القلیل فقال فی کتابه : « وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ »(3).

ص: 167


1- البحار: ج 73 ص307.
2- ثمَّ قال لجمیل: یا جمیل - الفقیه .
3- الکافی : ج4 ص 41 ح15، والآیة فی سورة الحشر 59: 6.

من لایحضره الفقیه: قال الصادق (علیه السّلام): خیارکم سمحاؤکم... وذکر مثله(1).

الخصال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوکل (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن یحیی العطار قال : حدثنی سهل بن زیاد الآدمی قال : حدثنی رجل، وعمر بن عبدالعزیز، عن جمیل بن درّاج قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): خیارکم... وذکر نحوه(2).

أمالی الطوسی: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد (رحمه الله) قال : حدثنا أبو علی محمد بن همام الاسکانی، قال : حدثنا عبدالله بن العلاء قال : حدثنا أبو سعید الآدمی قال : حدثنی عمر بن عبدالعزیز المعروف بزحل، عن جمیل بن درّاج، عن أبی عبدالله جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) قال : خیارکم... وذکر نحوه(3).

أصل زید الزرّاد: زید قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : خیارکم... وذکر نحوه إلی قوله : وتزحزح عن النیران(4).

البحار : مکارم الاخلاق - عن الصادق (علیه السّلام) مثله الی قوله : فی حوائجهم(5).

8602- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن هارون بن مسلم، عن

ص: 168


1- من لایحضره الفقیه : ج2 ص 61 ح 1707.
2- الخصال : ص96 ح 42.
3- أمالی الطوسی : ص68ح98.
4- الأصول الستة عشر : ص2.
5- البحار: ج 73 ص307 ح 34.

مسعدة بن صدقة ، عن جعفر، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) قال : السخیُّ محبّب فی السماوات ، محبّب فی الأرض، خلق من طینة عذبة وخلق ماء عینیه من ماء الکوثر، والبخیل مبغَّض فی السماوات، مبغّض فی الأرض، خلق من طینةٍ سبخة وخلق ماء عینیه من ماء العوسج (1)و(2).

8603- الاختصاص : قال الصادق (علیه السّلام): حسبُ البخیل من بخله سوء الظنّ بربّه، مَن أیقن بالخلف جاد بالعطیّة(3).

باب (3) حسرة البخیل

8604- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن عثمان بن عیسی، عمّن حدثه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ): «كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ »(4) .

قال : هو الرجل یدَع ماله لا ینفقه فی طاعة الله بخلاً، ثمّ یموت فیدَعه لمن یعمل فیه بطاعة الله أو فی معصیة(5) الله فإن عمل به فی طاعة(6) الله رآه فی میزان غیره فرآه حسرة وقد کان المال له، وإن کان

ص: 169


1- العوسج : شجر من شجر الشوک، وله ثمر احمر مدوّر کأنه خرز العقیق (لسان العرب).
2- الکافی: ج4 ص 39 ح 3.
3- الاختصاص: ص 234. منه البحار : ج 73 ص307.
4- البقرة 2: 167.
5- أو بمعصیة - الفقیه .
6- عمل فیه بطاعة - الفقیه .

عمل به فی معصیة(1) الله قوَّاه بذلک المال حتّی عمل به فی معصیة الله (عزّوجلّ)(2).

من لا یحضره الفقیه : قال الصادق (علیه السّلام): فی قول الله (عزّوجلّ) ... وذکر مثله(3).

تفسیر العیاشی: عن عثمان بن عیسی، عمّن حدثه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(4).

باب (4) البخل مذموم

8605- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن ابن أبی عمیر، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : إذا لم یکن لله فی عبد حاجة ابتلاه بالبخل(5).

8606- الخصال : حدثنا حمزة بن محمّد بن أحمد العلوی (رضی الله عنه) قال: أخبرنی علی بن ابراهیم بن هاشم، عن یعقوب ابن یزید، عن ابن أبی عمیر، عن الحسین بن عثمان، عن أبی عبدالله

ص: 170


1- عمل فیه بمعصیة - الفقیه.
2- الکافی: ج4 ص 42 ح 2.
3- من لایحضره الفقیه : ج2 ص62ح1713 .
4- تفسیر العیاشی: ج 1 ص 72 ح 144.
5- الکافی: ج4 ص 44 ح2.

(علیه السّلام) قال : إنّ الله (عزّوجلّ) یبغض الغنیّ الظلوم، والشیخ الفاجر، والصعلوک اختال. ثمّ قال : أتدری ما الصعلوک المختال؟ قال : فقلنا: القلیل المال؟ قال: لا، هو الّذی لا یتقرّب إلی الله (عزّوجلّ) بشیء من ماله(1) .

کتاب حسین بن عثمان بن شریک : عن الحسین بن مختار، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(2).

8607- کتاب حسین بن عثمان بن شریک : عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ما الصعلوک عندکم؟ قال : قیل : الذی لیس له شیء.

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام): [لا] ولکنّه الغنی الذی لا یتقرب الی الله بشیء من ماله(3) .

8608- الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جده علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی (علیهم السّلام)، قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): یا علی : إیّاک واللؤم فانّ اللؤم کفر، والکفر فی النار، وعلیک بالسر، فانّ السر والکرم(4) یذیب الخطایا کما تذیب الشمس الجلید، أن الله تعالی یقول: أنا الله لا إله

ص: 171


1- الخصال : ص87 ح 19. منه البحار: ج 72 ص65.
2- الأصول الستة عشر: ص109.
3- الأصول الستة عشر : ص112.
4- هکذا فی المصدر، وفی المستدرک : (وعلیک بالبرّ وبالسرّ والکرم، فإنَّ البرّ والسرّ والکرم).

إلّا أنا، وعزّتی وجلالی، لایدخل جنّتی لئیم(1).

8609- عیون اخبار الرضا (علیه السّلام) : حدثنا أبو العباس محمد بن ابراهیم بن اسحاق الطالقانی (رحمه الله) قال : حدثنا أبو سعید الحسین(2) بن علی العدوی قال: حدثنا الهیثم بن عبدالله الرمانی قال : حدثنا علی بن موسی الرضا (علیه السّلام)، عن أبیه موسی بن جعفر، عن أبیه جعفر بن محمّد، عن أبیه محمّد بن علی، عن علی بن الحسین، عن أبیه (علیهم السّلام) قال: کان أمیر المؤمنین (علیه السّلام) یقول :

خلقتَ الخلائق فی قدرة فمنهم سخیٌّ ومنهم بخیل فأمّا السخیُّ ففی راحة وأمّا البخیل فشوم طویل(3)

باب (5) الشحیح أشدُّ من البخیل

8610- الکافی : أحمد بن محمّد، عن شریف بن سابق، عن الفضل بن أبی قرّة قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : تدری ما الشحیح؟ قلت: هو البخیل.

قال : (4) الشحّ أشدُّ من البخل، إنّ البخیل یبخل بما فی یده،

ص: 172


1- الجعفریات : ص151. منه المستدرک : ج 7 ص28.
2- الحسن - البحار.
3- عیون اخبار الرضا: ج2 ص177 ح6. منه البحار: ج 73 ص 304.
4- فقال - الفقیه.

والشحیح یشحُّ علی ما فی(1) أیدی الناس وعلی ما فی یدیه(2) حتّی لایری [ممّا] فی أیدی الناس شیئاً إلّا تمنّی أن یکون له بالحلِّ والحرام ولا یقنع بما رزقه الله (عزّوجلّ)(3).

من لا یحضره الفقیه: روی عن الفضل بن أبی قرة السمندی أنه قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام): أتدری من الشحیح...

وذکر مثله(4) .

معانی الأخبار: أبی (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن القاسم بن محمّد الأصبهانی، عن سلیمان بن داود المنقری، عن الفضیل بن عیاض قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): .... وذکر نحوه(5).

باب (6) البخیل بعیدٌ من الله

8611- الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جدِّه علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن ابی طالب (علیهم السّلام) : قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : السخی قریب

ص: 173


1- یشح بما فی - الفقیه.
2- یده - الفقیه.
3- الکافی: ج4 ص 45 ح 7.
4- من لایحضره الفقیه: ج2 ص63 ح1715.
5- معانی الأخبار : ص245 ح 1.

من الله تعالی، قریب من الناس، قریب من الجنّة، بعید من النار ، والبخیل بعید من الله (تعالی)، بعید من الناس، بعید من الجنّة ، قریب من النار(1).

البحار : کتاب الامامة والتبصرة - عن أحمد بن علی، عن محمد ابن الحسن الصفار، عن ابراهیم بن هاشم، عن النوفلی ، عن السکونی، عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال ...... وذکر نحوه(2).

باب (7) تسعة قبیحةٌ من تسعة

8612- الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه ، عن جدّه علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن ابی طالب (علیهم السّلام) قال: تسعة أشیاء من تسعة، أنفسهن منهنّ أقبح منهنَّ من غیرهنّ: ضیق الذرع من الملوک، والبخل من الأغنیاء، وسرعة الغضب من العلماء، والصبا من الکهول، والقطیعة [من الرؤوس](3) والکذب من القضاة، والزمانة من الأطباء، والمراة(4) من النساء،

ص: 174


1- الجعفریات : ص 151. منه المستدرک : ج 7 ص 13.
2- البحار: ج 73 ص308ح37.
3- ما بین المعقوفتین من المستدرک.
4- هکذا فی المصدر ، وفی المستدرک : والبذاء، وهو الفحش فی القول. ویحتمل أن یکون: والمراء من النساء، وهو الجدال.

والبطش من ذوی السلطان(1) .

باب (8) البخیل یتمنّی فقر الناس

8613- أمالی الصدوق : حدثنا جعفر بن الحسین قال: حدثنا محمد بن جعفر بن بطّة قال : حدثنا أحمد بن محمّد بن خالد [البرقی]، عن أبیه، عن محمد بن سنان، عن عبدالله بن مسکان، عن أبی عبدالله الصادق (علیه السّلام) قال: إنّ أحقّ الناس بأن یتمنّی للناس الغنی البخلاء، لأنّ الناس إذا استغنوا کفّوا عن أموالهم، وإنّ أحقّ الناس بان یتمنّی للناس الصَّلاح أهل العیوب لأنّ النّاس إذا صلحوا کفّوا عن تتّبع عیوبهم، وإنّ أحقّ الناس بأن یتمنّی للناس الحلم أهل السنه الّذین یحتاجون أن یعفی عن سفههم، فأصبح أهل البخل یتمنّون فقر الناس، وأصبح أهل العیوب یتمّنون معایب الناس، وأصبح أهل السّفه یتمنّون سفه الناس، وفی الفقر الحاجة إلی البخیل، وفی الفساد طلب عورة أهل العیوب، وفی السفه المکافاة بالذنوب(2) .

الخصال : حدثنا ابی (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبیه، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسکان، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(3).

ص: 175


1- الجعفریات: ص234. منه المستدرک : ج 1 ص 369 .
2- أمالی الصدوق: ص316 ح 8.
3- الخصال: ص 152ح188. منهما البحار : ج 73 ص300.

باب (9) الوقایة من الشُّح

8614- تفسیر القمی: حدثنی أبی، عن الفضل بن أبی قرّة (مرّة) قال : رأیت أبا عبدالله (علیه السّلام) یطوف من أوّل اللیل إلی الصباح، وهو یقول: اللهمّ قنی شحّ نفسی.

فقلت: جعلت فداک ما سمعتک تدعو بغیر هذا الدعاء.

قال : وأیُّ شیء أشدُّ من شحِّ النفس، إنّ الله یقول: «وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ »(1).

8615- الخصال - معانی الأخبار : روی عن الصادق (علیه السّلام) انهُ قال : الشح المطاع سوء الظنّ بالله (عزّوجلّ)(2).

8616- عیون أخبار الرضا (علیه السّلام): بالأسانید الثلاثة(3) ، عن الرضا، عن آبائه، عن الحسین بن علیّ (علیهم السّلام) قال : خطبنا أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فقال : سیأتی علی الناس زمان عضوض یعضُّ المؤمن علی ما فی یده ولم یؤمر بذلک، قال الله تعالی : « وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ »(4) وسیأتی

ص: 176


1- تفسیر القمی: ج2 ص 372، والآیة فی سورة التغابن 64: 16. منه البحار: ج 73 ص301.
2- الخصال: ص 84 ذیل ح11 - معانی الأخبار: ص314ح1. منهما الوسائل : ج6 ص 24.
3- المذکورة فی العیون: ج2 ص24.
4- البقرة 2: 237.

زمان یُقَدَّم فیه الأشرار ویُنسیء فیه الأخبار، ویبایَع المضطر - وقد نهی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) عن بیع المضطرّ وعن بیع الغَرر - فاتّقوا الله یا أیّها الناس وأصلحوا ذات بینکم، واحفظونی فی أهلی(1) .

باب (10) الجنة حرام علی الشحیح

8617- قرب الاسناد: عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن أبیه (علیهما السّلام) أنّ علیاً (علیه السّلام) سمع رجلاً یقول: الشحیح اعذر من الظالم. .

فقال : کذبت إن الظالم یتوب ویستغفر الله ویردُّ الظلامة علی أهلها، والشحیح إذا شحّ منع الزکاة والصدقة وصلة الرّحم وإقراء الضیف والنفقة فی سبیل الله وأبواب البرّ، وحرام علی الجنّة أن یدخلها شحیح(2).

باب (11) مَن هو البخیل؟

8618- معانی الأخبار : ابی (رحمه الله) قال: حدثنا أحمد بن إدریس، عن أحمد بن محمد، عن أبیه، عن النضر بن سوید، عن عبدالأعلی الأرجانی، عن عبد الأعلی بن أعین، عن أبی عبدالله (علیه

ص: 177


1- عیون اخبار الرضا: ج2 ص45 ح168. منه البحار: ج 73 ص 304.
2- قرب الاسناد : ص35. منه البحار: ج 73 ص302.

السّلام) قال: إنّ البخیل من کسب مالاً من غیر حلّه، وأنفقه فی غیر حقّه(1).

8619- معانی الأخبار: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن أبیه، عن حمّاد بن عیسی، عن حریز، عن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّما الشحیح من منع حقّ الله، وأنفق فی غیر حقّ الله (عزّوجلّ)(2).

8620- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن أبیه (علیهما السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): ما محق الإسلام(3) محقُ الشحِّ شیء، ثمّ قال : إنّ لهذا الشحِّ دبیباً کدبیب النمل وشعباً کشعب الشرک - وفی نسخة اُخری الشوک (4).

الخصال : حدثنا محمد بن الحسن (رضی الله عنه) قال : حدثنا عبدالله بن جعفر الحمیری قال: حدثنی هارون بن مسلم، عن مسعدة أبن صدقة مثله(5) .

ص: 178


1- معانی الأخبار: ص 245 و 246 ح 2 و6. منه البحار: ج 73 ص305.
2- معانی الأخبار: ص 245 و 246 ح 2 و6. منه البحار: ج 73 ص305.
3- ما محق الیمان - الخصال .
4- الکافی: ج4 ص 45 ح5 .
5- الخصال : ص26ح93.

أبواب الذّنوب

باب (1) الذَّنب یُفسد القلب

8621- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمد بن عیسی، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زید، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان أبی (علیه السّلام) یقول: ما من شیء أفسد للقلب من خطیئةٍ، إن القلب لیواقع الخطیئة فما تزال به حتی تغلب علیه فیصیر أعلاه أسفله(1).

أمالی الصدوق: حدثنا محمد بن علی ماجیلویه، عن عمه محمد بن أبی القاسم، عن أحمد بن أبی عبدالله، عن أبیه، عن عبدالله بن المغیرة ومحمد بن سنان عن طلحة بن زید، عن أبی عبدالله الصادق (علیه السّلام) نحوه(2).

أمالی الطوسی: أخبرنا أبو عبدالله الحسین بن عبیدالله

ص: 179


1- الکافی: ج2 ص268 ح 1.
2- أمالی الصدوق: ص324 ح9 .

الغضائری قال: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی قال: حدثنا محمد بن علی ماجیلویه، عن عمّه محمد بن أبی القاسم، عن أحمد بن أبی عبدالله، عن عبدالله بن المغیرة ومحمد بن سنان، عن طلحة بن زید، عن أبی عبدالله الصادق (علیه السّلام) نحوه(1).

باب (2) لاتضحک وقد أذنبتَ

8622- الکافی : علیّ [بن إبراهیم]، عن أبیه، عن النوفلیّ، عن السکونی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان أمیر المؤمنین (علیه السّلام) یقول: لاتبدین عن واضحة(2)، وقد عملت الأعمال الفاضحة، ولا یأمن البیات من عمل السیّئات(3) و(4) .

ص: 180


1- أمالی الطوسی : ص438 ح 979.
2- أبدی الشیء : أظهره. والواضحة: الأسنان تبدو عند الضحک. (مجمع البحرین). ای لاتضحک ضحکاً تبدو به أسنانک ویکشف عن سرور قلبک وقد عملت أعمالاً قبیحة إفتضحتَ بها عند الله تعالی وعند ملائکته وعند الرّسول والأئمّة (صلوات الله وسلامه علیهم أجمعین). (مرآة العقول).
3- المراد بالبیات نزول الحوادث علیه لیلاً أو غفلة وإن کان بالنَّهار . (مرآة العقول).
4- الکافی: ج2 ص 269 ح 5 .

باب (3) الذنب یوجب نزول البلاء

8623- الکافی: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبیه، عن النضر بن سوید، عن هشام بن سالم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أما إنّه لیس من عرق یضرب ولانکبة ولاصداع ولا مرض إلّا بذنب، وذلک قول الله (عزّوجلّ) فی کتابه :

«وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ »(1).

قال : ثمّ قال : وما یعفو الله أکثر ممّا یؤاخذ به(2).

8624- قرب الاسناد : محمد بن الولید، عن عبدالله بن بکیر قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ): «وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ »؟ قال : فقال هو: «وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ » .

قال : قلت له : ما أصاب علیّاً وأشباهه من أهل بیته من ذلک؟ قال : فقال : إنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) کان یتوب إلی الله (عزّوجلّ) کلّ یوم سبعین مرّة من غیر ذنب(3) .

ص: 181


1- الشوری 42: 30.
2- الکافی: ج 2 ص 269 ح 3.
3- قرب الاسناد: ص79، ومعنی الحدیث - والله العالم - ان الراوی یسأل من الإمام عن المصائب التی جرت علی امیر المؤمنین علی بن ابی طالب (علیه السّلام) وأهل بیته من القتل والسمّ وهتک الحرمات وغیر ذلک، هل کانت بسبب أعمالهم؟ فیجیبه الامام (علیه السّلام) أن رسول الله (صلّی الله علیه وآله) کان معصوماً ومع ذلک کان یستغفر الله فی کل یوم سبعین مرّة. والمصائب والبلایا کانت تنزل علیه حتی روی عنه (صلّی الله علیه وآله): «ما اُوذیَ نبیٌ بمثل ما اُوذیت» فالبلایا والمحن تنزل علی انبیاء الله واُولیائه لیزدادوا علواً ورفعة فی درجاتهم عند الله تعالی کما رُوی عن النبی الاکرم (صلّی الله علیه وآله) أنه قال لولده الحسین (علیه السّلام):... وإن لک درجات - عند الله - لن تنالها الّا بالشهادة.

8625- الکافی : علی بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبدالحمید، عن أبی اُسامة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: سمعته یقول: تعوّذوا بالله من سطوات الله باللّیل(1) والنَّهار.

قال : قلت له : وما سطوات الله؟ قال : الأخذ علی المعاصی(2).

8626- أمالی المفید: حدثنا الشیخ الجلیل المفید أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان الحارثی (ادام الله حراسته) قال : حدثنی أحمد بن محمد، عن أبیه محمد بن الحسن بن الولید القمی، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علی بن مهزیار، عن النضر ، عن إبراهیم بن عبدالحمید، عن زید الشحّام قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) یقول : احذروا

ص: 182


1- السَّطوة : شدّة البطش. وسَطَا سَطواً : عاقب (لسان العرب).
2- الکافی: ج2 ص 269 ح6 .

سطوات الله باللیل والنّهار .

فقلت: وما سطوات الله؟ فقال : أخذه علی المعاصی(1).

کتاب الزهد: النضر، عن ابراهیم بن عبدالحمید مثله(2).

8627- امالی الطوسی: حدثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علی بن الحسن الطوسی (قدس الله روحه) قال: أخبرنا جماعة ، عن أبی المفضّل قال : حدثنا أبو الحسن علی بن الحسین بن حمزة بن الحسن بن عبیدالله بن العباس بن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال: حدثنا عمّی علی بن حمزة قال: حدثنا علی بن جعفر بن محمّد، عن أخیه موسی بن جعفر ، عن أبیه جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جدّه ، عن الحسین، عن علی (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): ما اختلج(3) عرق ولا عثرت قدم إلّا بما قدَّمت أیدیکم وما یعفو الله (عزّوجلّ) عنه أکثر(4) .

8628- علل الشرایع : حدثنا أبی (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن أبی القاسم ماجیلویه ، عن محمد بن علی الکوفی، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): یا مفضّل إیّاک والذنوب وحذّرها شیعتنا، فوالله ما هی إلی

ص: 183


1- أمالی المفید: ص 184ح8.
2- کتاب الزهد: ص18 ح39. منهما البحار: ج 73 ص 360.
3- اختلج : انتفض، واختلجت العین: إنتفضت أجفانها بحرکة إضطراریة (المنجد).
4- أمالی الطوسی: ص 570 ح 1180. منه البحار: ج 73 ص 363.

أحد أسرع منها الیکم، أن أحدکم لتصیبه المعرَّة(1) من السلطان وما ذاک الّا بذنوبه ، وانه لیصیبه السّقم وما ذاک الّآ بذنوبه، وانّه لیحبس عنه الرزق وما هو الّا بذنوبه، وانّه لیشدد علیه عند الموت وما هو الّا بذنوبه حتّی یقول من حضره: لقد غم بالموت.

فلمّا رأی ما قد دخلنی قال : أتدری لِمَ ذاک یا مفضل؟ قال: قلت: لا أدری جعلت فداک .

قال : ذاک والله انکم لاتؤاخذون بها فی الآخرة، وعجلت لکم فی الدُّنیا(2).

8629- الکافی : محمّد بن یحیی، عن علی بن الحسن بن علی، عن محمّد بن الولید، عن یونس بن یعقوب، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) [أنّه] قال : إنّ أحدکم لیکثر به الخوف من السلطان وما ذلک إلّا بالذنوب فتوقّوها ما استطعتم ولاتمادوا فیها(3).

8630- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن محبوب، عن عبّاد بن صهیب، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : یقول الله (عزّوجلّ) : إذا عصانی من عرفنی سلّطت علیه من لا یعرفنی(4).

8631- تفسیر القمی : قال الصادق (علیه السّلام) : حیاة دوابّ البحر بالمطر، فاذا کفّ المطر ظهر الفساد فی البرّ والبحر وذلک إذا

ص: 184


1- الَمعَرَّة : المساءة والاثم والاذی والشدة والمسبة والجنایة (أقرب الموارد) .
2- علل الشرایع: ص297 ح 1 . منه الوسائل: ج11 ص241.
3- الکافی : ج 2 ص 275ح27. تَمادَی فی غیّه: لجَّ ودام علی فعله (أقرب الم
4- الکافی: ج2 ص 276ح30.

کثرت الذنوب والمعاصی(1).

8632- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن إسماعیل بن إبراهیم، عن الحکم بن عتیبة قال: قال أبو عبدالله (علیه السّلام): إنّ العبد(2) إذا کثرت ذنوبه ولم یکن عنده من العمل ما یکفّرها ابتلاه بالحزن لیکفّرها(3) .

8633- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن جعفر بن محمّد الأشعری، عن ابن القدّاح، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : قال الله (عزّوجلّ) : وعزّتی وجلالی لا اُخرج عبداً من الدُّنیا وأنا اُرید أن ارحمه حتّی استوفی منه کلّ خطیئةٍ عملها، إمّا بسقمٍ فی جسده، وإمّا بضیقٍ فی رزقه، وإمّا بخوف فی دنیاه، فإن بقیت علیه بقیّة شدّدت علیه عند الموت، وعزّتی وجلالی لا اُخرج عبداً من الدُّنیا وأنا اُرید أن اُعذّبه حتّی اُوفیّه کلّ حسنة عملها إمّا بسعةٍ فی رزقه وإمّا بصحّةٍ فی جسمه وإمّا بأمنٍ فی دنیاه، فان بقیت علیه بقیّة هوّنت علیه بها الموت(4) .

8634- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبان بن تغلب قال :

ص: 185


1- تفسیر القمی: ج2 ص 160. منه البحار: ج 73 ص 348.
2- أی العبد المؤمن .
3- الکافی: ج2 ص 444 ح2 .
4- الکافی: ج 2 ص 444 ح 3.

قال أبو عبدالله (علیه السّلام): إنّ المؤمن لیهوّل علیه فی نومه فیغفر له ذنوبه وإنّه لیمتهن فی بدنه فیغفر له ذنوبه(1)و(2).

8635- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر، عن السریّ بن خالد، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا أراد الله (عزّوجلّ) بعبدٍ خیراً عجّل له عقوبته فی الدّنیا، وإذا أراد بعبدٍ سوءً أمسک علیه ذنوبه(3) حتی یوافی(4) بها یوم القیامة(5).

8636- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبدالله بن عبدالرحمن، عن مسمع ابن عبدالملک، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ): «وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ »(6) لیس من التواء عرقٍ، ولانکبة حجرٍ، ولا عثرة قدمٍ، ولاخدش عودٍ(7) إلّا بذنب ولما یعفو الله أکبر ،

ص: 186


1- هاله الأمر: أفزعه وعظم علیه . وأمهنه : استخدمه وأضعفه، والهین : الحقیر والضعیف (أقرب الموارد). والحاصل أنه یبتلیه فی بدنه بالبلایا والأمراض والأحزان والذّل کأنّه أستخدمه أو ابتذله واستعمله. (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص 444 ح4 .
3- أی لم یکفّرها بالعقوبة فی الدُّنیا . (مرآة العقول).
4- الموافاة : الاتیان. (مجمع البحرین).
5- الکافی: ج2 ص 445 ح5 .
6- الشوری 42: 30.
7- التوی القدح التواءَ: اعوجَّ، والتوی الشیء: انعطف. ونَکَبَت الحجارةٌ رجلَه: لثمتها أو اصابتها وخدشتها. والخدش: جرح لا یسیل دمه . (أقرب الموارد).

فمن عجّل الله عقوبة ذنبه فی الدُّنیا فانّ الله (عزّوجلّ) أجلّ وأکرم وأعظم من أن یعود فی عقوبته فی الآخرة(1).

8637- کتاب التمحیص: عن أبی بصیر، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام): توقّوا الذنوب، فما من بلیّة ولانقص رزق إلّا بذنب حتّی الخدش والنکبة والمصیبة، فانّ الله تعالی یقول : «وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ »(2).

8638- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، وعلیّ ابن إبراهیم، عن أبیه جمیعاً، عن ابن أبی عمیر، عن الحارث بن بهرام ، عن عمرو بن جمیع قال : سمعت أباعبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ العبد المؤمن لیهتمّ(3) فی الدُّنیا حتی یخرج منها ولاذنب علیه(4).

8639- الکافی: محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن علیّ بن الحکم، عن معاویة بن وهب، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : قال الله (عزّوجلّ) : ما من عبد اُرید أن أدخله الجنّة(5) إلّا ابتلیته فی جسده، فان

ص: 187


1- الکافی: ج2 ص 445 ح6.
2- کتاب التمحیص: ص37 ح 33. منه البحار: ج 73 ص362.
3- «لیهتمّ» أی یصیبه الهمّ والحزن کثیراً، فی القاموس: الهمّ: الحزن، وهَمَّهُ الأمر همّاً ومهمّة : حزنه، کأهمّه فاهتمّ، وفی بعض النسخ: [لیُهَمُّ] علی بناء المفعول. (مرآة العقول).
4- الکافی: ج2 ص 445 ح8.
5- أی لإیمانه و قد عمل بالمعاصی، ولیست له حسنة تکفّرها، ولم یعف عنها (مرآة العقول).

کان ذلک کفّارة لذنوبه(1) وإلّا شددت علیه عند موته حتّی یأتینی ولا ذنب له، ثمّ أدخله الجنّة. وما من عبدٍ اُرید أن أدخله النار إلّا صحّحت له جسمه فان کان ذلک تماماً(2) لطلبته(3) عندی والّا آمنت خوفه من سلطانه فان کان ذلک تماماً لطلبته عندی وإلّا وسعت علیه فی رزقه فان کان ذلک تماماً لطلبته عندی وإلّا هوّنت علیه موته حتّی یأتینی ولا حسنة له عندی ثمّ أدخله النار(4).

8640- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب ، عن أبی الصبّاح الکنانیّ قال : کنت عند أبی عبدالله (علیه السّلام) فدخل علیه شیخٌ فقال : یا أبا عبدالله أشکو إلیک ولدی وعقوقهم وإخوانی وجفاهم(5) عند کبر سنّی.

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام): یا هذا إنّ للحق دولةً وللباطل دولةً، وکلُّ واحدٍ منهما فی دولة صاحبه ذلیلٌ، وإنّ أدنی ما یصیب المؤمن فی دولة الباطل العقوق من ولده والجفاءُ من إخوانه، وما من مؤمنٍ یصیبه شیء من الرفاهیة(6) فی دولة الباطل إلّا ابتلی قبل موته إما

ص: 188


1- الجزاء مقدّر، أی فأکتفی به أو مثله. (مرآة العقول).
2- التمام مصدر تمَّ. تمَّ الشیء تمّاً و تماماً: تکمَّلت أجزاؤه، وتمَّمه: جعله تامّاً (أقرب الموارد).
3- الطَّلبَةُ: ما کان لک عند آخر من حق تطالبه به. (لسان العرب). والظاهر المراد ب« طلبته عندی» هو جزاء الأعمال الصالحة التی عملها فی دنیاه .
4- الکافی: ج 2 ص 446 ح10.
5- الجَفَاء - بالمدّ-: غلظ الطبع والبعد، والإعراض، یقال : «جفوتُ الرجل أجفو» إذا اعرضت عنه . (مجمع البحرین).
6- فلان فی رفاهیة من العیش: أی سعة ورفاهیة. (مجمع البحرین).

فی بدنه وإمّا فی ولده وإمّا فی ماله حتّی یخلّصه الله ممّا اکتسب فی دولة الباطل ویوفّر(1) له حظّه فی دولة الحقّ(2) فاصبر وأبشر(3).

باب (4) الذنب یُحرم الرزق

8641- الکافی : ابو علیّ الأشعریّ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة، عن سلیمان بن طریف، عن محمد بن مسلم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : إنّ الذنب یحرم العبد الرِّزق(4).

8642- أمالی الطوسی: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنی أبو القاسم جعفر بن محمّد [بن قولویه] (رحمه الله)، عن أبیه، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عیسی، عن أحمد بن اسحاق، عن بکر بن محمّد قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ الدعاء لیردُّ القضاء، وإنّ المؤمن لیذنب فیحرم بذنبه الرّزق(5).

قرب الاسناد : حدثنا أحمد بن اسحاق بن سعد قال : حدثنا بکر ابن محمد الازدی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(6) .

ص: 189


1- الوَفرُ من المال والمتاع : الکثیر الواسع. ووفّر علیه حقّه توفیراً واستوفره أی استوفاه . (لسان العرب).
2- ولو فی الرَّجعة. (مرآة العقول).
3- الکافی: ج2 ص447 ح12.
4- الکافی: ج 2 ص 271 ح 11.
5- أمالی الطوسی: ص 135 ح219. منه البحار: ج 73 ص 353.
6- قرب الاسناد: ص16. منه البحار: ج 73 ص 349.

8643- ثواب الأعمال : حدثنی محمد بن الحسن (رضی الله عنه) قال: حدثنی محمد بن الحسن الصفار ، عن جعفر بن محمّد بن عبیدالله، عن بکر بن محمد الأزدی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنَّ المؤمن لینوی الذَّنب فیحرم رزقه(1).

المحاسن: فی روایة بکر بن محمد الأزدی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله(2).

باب (5) الذنب یسلب التوفیق

8644- الکافی : أبو علیّ الأشعری، عن محمد بن عبدالجبّار ، عن ابن فضّال، عن ابن کثیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الرجل یذنب الذنب فیحرم صلاة اللیل، وإن العمل السیّیء أسرع فی صاحبه من السکّین فی اللّحم(3).

باب (6) العبد یُحبس فی الآخرة علی ذنبه

8645- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصمّ، عن

ص: 190


1- ثواب الاعمال: ص 288 ح 1.
2- المحاسن : ص116 ذیل ح119. منهما الوسائل : ج 1 ص 42.
3- الکافی: ج2 ص272 ح16.

مسمع بن عبدالملک ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): إنّ العبد لیحبس علی ذنب من ذنوبه مائة عامٍ وإنّه لینظر إلی أزواجه فی الجنّة یتنعّمن(1).

8646- أمالی الصدوق : حدثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمدانی، قال: حدثنا علی بن ابراهیم بن هاشم، عن عبدالله بن المغیرة، عن اسماعیل بن مسلم [السکونی] عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن آبائه، عن علی (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): إنّ العبد لیُحبَس علی ذنب من ذنوبه مائة عام، وإنّه لینظر إلی أزواجه وإخوانه فی الجنّة(2).

8647- نوادر الراوندی : باسناده عن موسی بن جعفر، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : إنّ الرجل لیحبس علی باب الجنّة مقدار عام بذنب واحد وإنّه لینظر إلی أکوابه(3) وأزواجه(4).

باب (7) ستر الله علی المؤمن

8648- نوادر الراوندی : بهذا الإسناد قال: قال رسول الله

ص: 191


1- الکافی: ج2 ص272 ح 19.
2- أمالی الصدوق: ص336 ح9 . منه البحار: ج 72 ص348.
3- الکوب: کوز مستدیر الرّأس لاعروة له أو لا خرطوم له ویقال : قدح لا عروة له . (أقرب الموارد).
4- نوادر الراوندی: ص4 . منه البحار: ج 73 ص362.

(صلّی الله علیه وآله): للمؤمن اثنان وسبعون ستراً فاذا أذنب ذنباً انهتک عنه ستر، فان تاب ردَّ الله إلیه وسبعة معه، وإن أبی إلّا قدماً قدماً فی المعاصی تهتک(1) عنه أستاره، فان تاب ردَّها الله إلیه ومع کلّ ستر منها سبعة أستار ، فان أبی إلّا قدماً قدماً فی المعاصی تهتک(2) عنه أستاره وبقی بلا ستر وأوحی الله تعالی إلی ملائکته أن استروا عبدی بأجنحتکم فانَّ بنی آدم یعیرون ولایغیّرون، وأنا أغیر ولا اُعیر، فان أبی إلّآ قدماً قدماً فی المعاصی شَکَت الملائکة إلی ربّها ورفعت أجنحتها وقالت : یاربّ إنّ عبدک هذا قد أقدمنا(3) ممّا یأتی [من](4) الفواحش ما ظهر منها وما بطن، قال: فیقول الله تعالی لهم : کفّوا [عنه](5) أجنحتکم، فلو عمل بخطیئة(6) فی سواد اللیل أو فی ضوء النهار أو فی مفازة أو قعر بحر لأجراه(7) الله تعالی علی ألسنة الناس فاسألوا الله تعالی أن لا یهتک أستارکم(8).

8649- الاختصاص : ابو جعفر [الصدوق)، عن أبیه، عن الحسین بن محمد بن عامر ، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمّد بن زیاد، عن سیف بن عمیرة قال: قال الصادق (علیه السّلام): إنّ لله (تبارک وتعالی) علی عبده المؤمن أربعین جُنّة(9)، فمتی أذنب ذنباً کبیراً

ص: 192


1- تهتّکت - البحار .
2- تهتّکت - البحار .
3- أقذرنا ۔ البحار .
4- ما بین المعقوفتین من البحار .
5- ما بین المعقوفتین من البحار .
6- الخطیئة - البحار.
7- لأجراها - البحار .
8- نوادر الراوندی : ص6 و7، منه البحار: ج 73 ص362.
9- الجُنَّة : السترة (أقرب الموارد).

رفع عنه جُنّة، فاذا اغتاب أخاه(1) المؤمن بشیء یعلمه منه انکشفت تلک الجنن عنه، ویبقی مهتوک الستر، فیفتضح فی السماء علی ألسنة الملائکة، وفی الأرض علی ألسنة النّاس، ولا یرتکب ذنباً إلّا ذکروه، ویقول الملائکة الموکّلون به : یا ربّنا قد بقی عبدک مهتوک الستر، وقد أمرتنا بحفظه فیقول (عزّوجلّ): ملائکتی لو أردت بهذا العبد خیراً ما فضحته، فارفعوا أجنحتکم عنه، فوعزَّتی لایؤول بعدها إلی خیر أبداً(2).

باب (8) الذنب نکتة سوداء فی القلب

8650- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال ، عن ابن بکیر ، عن أبی بصیر قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: إذا أذنب الرجل خرج فی قلبه نکتة سوداء، فإن تاب أنمحت وإن زاد زادت حتّی تغلب علی قلبه فلایفلح بعدها أبداً(3) .

باب (9) إیّاک والسیّئة

8651- الکافی : أبو علی الاشعری، عن محمّد بن عبدالجبار

ص: 193


1- فإذا عاب أخاه البحار .
2- الاختصاص: ص 220. منه البحار: ج 73 ص 361.
3- الکافی: ج2 ص271 ح 13.

عن ابن فضال، عن ابن بکیر، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال :

من همّ بسیّئةٍ فلایعملها(1)، فإنّه ربّما عمل العبد السیّئة فیراه الربّ (تبارک وتعالی) فیقول: وعزّتی وجلالی لا أغفر لک بعد ذلک أبداً(2).

المحاسن: البرقی، عن أبیه، عن الحسن بن علی بن فضال ، عن عبدالله بن بکیر ، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه (3).

ثواب الاعمال : أبی (رحمه الله) قال: حدثنی سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علی بن فضال ، عن عبدالله بن بکیر، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(4).

باب (10) الذنب یحوِّل النعمة نقمة

8652- الکافی : محمّد بن یحیی وأبو علیّ الأشعریّ، عن الحسین بن إسحاق، عن علیّ بن مهزیار ، عن حمّاد بن عیسی، عن أبی عمرو المدائنیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : کان أبی (علیه السّلام) یقول : إنّ الله قضی قضاء حتماً الّآ ینعم علی العبد بنعمةٍ فیسلبها إیّاه حتّی یحدث العبد ذنباً یستحقّ بذلک النقمة(5) .

ص: 194


1- «فلایعملها» نهی.
2- الکافی: ج2 ص272 ح 17 .
3- المحاسن : ص117 ح 124.
4- ثواب الاعمال : ص288 ح 1.
5- الکافی: ج 2 ص 273 ح 22.

8653- تفسیر العیاشی: عن أبی عمرو المدائنیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إنّ أبی کان یقول : إنّ الله قضی قضاء حتماً :

لاینعم علی عبده بنعمة فیسلبها إیّاه قبل أن یحدث العبد ذنباً یستوجب بذلک الذنب سلب تلک النعمة، وذلک قول الله : « إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ » (1)و (2).

8654- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن سماعة قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : ما أنعم الله علی عبدٍ نعمة فسلبها إیّاه حتی یذنب ذنباً یستحقّ بذلک السلب(3).

8655- ثواب الأعمال: حدثنی محمد بن موسی بن المتوکل (رضی الله عنه) قال: حدثنی عبدالله بن جعفر الحمیری، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن الهیثم بن واقد قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: إنّ الله (عزّوجلّ) بعث نبیّاً إلی قومه فأوحی الله إلیه [أن] قل لقومک : إنّه لیس من أهل قریة ولا أهل بیت کانوا علی طاعتی فاصابهم فیها شرٌّ فانتقلوا(4) عمّا اُحب إلی ما أکره، إلّا تحوَّلت لهم عمّا یحبّون إلی ما یکرهون(5).

ص: 195


1- الرعد 13: 11.
2- تفسیر العیاشی: ج2 ص206 ح 19. منه البحار: ج6 ص56.
3- الکافی: ج2 ص 274 ح 24.
4- فاصابهم فیهما سوء فانتقلوا - المحاسن .
5- ثواب الأعمال: ص302 ح6.

المحاسن: البرقی، عن ابن محبوب مثله(1).

8656- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن محبوب، عن جمیل بن صالح، عن سدیر قال : سأل رجل أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : «فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ...»(2) الآیة.

فقال : هؤلاء قوم کانت لهم قری متّصلة ینظر بعضهم إلی بعض وأنهار جاریة واموال ظاهرةٌ فکفروا نعم الله (عزّوجلّ) وغیروا ما بأنفسهم من عافیة الله فغیّر الله ما بهم من نعمةٍ « إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ »(3) فأرسل الله علیهم سیل العرم فغرّق قرأهم وخرّب دیارهم وأذهب أموالهم، وأبدلهم مکان جنّاتهم «جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ » ثُمَّ قال : «ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ »(4)و(5).

8657- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، وعلیّ ابن إبراهیم، عن أبیه جمیعاً، عن ابن محبوب، عن الهیثم بن واقد الجزری قال: سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: إنّ الله (عزّوجلّ) بعث نبیّاً من أنبیائه إلی قومه وأوحی إلیه أن قل لقومک : إنّه

ص: 196


1- المحاسن : ص117 ح 123. منهما البحار : ج 73 ص357.
2- سبأ 34: 19.
3- الرعد 13: 11.
4- سبأ 34: 16- 17.
5- الکافی: ج2 ص 274 ح 23.

لیس من أهل قریةٍ ولا [اُ]ناسٍ کانوا علی طاعتی فأصابهم فیها سرّاء فتحوّلوا عمّا اُحبّ إلی ما أکره إلّا تحوّلت لهم عمّا یحبّون إلی ما یکرهون، ولیس من أهل قریةٍ ولا اهل بیت کانوا علی معصیتی فأصابهم فیها ضرّاء فتحوّلوا عمّا اکره إلی ما اُحبّ إلّا تحوّلت لهم عمّا یکرهون إلی ما یحبّون، وقل لهم: إنّ رحمتی سبقت غضبی فلا تقنطوا من رحمتی فإنّه لایتعاظم عندی ذنب أغفره وقل لهم : لایتعرّضوا معاندین لسخطی ولا یستخفّوا بأولیائی فإنّ لی سطواتٍ عند غضبی، لا یقوم لها شیء من خلقی(1).

باب (11) الغفلة عن الذّنب

8658- مستطرفات السرائر : من کتاب أبی عبدالله السیّاری عن محمّد بن إسماعیل، عن بعض رجاله قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: إذا رأیتم العبد متفقدا لذنوب الناس ناسیاً لذنوبه فاعلموا انّه قد مُکر به(2).

8659- عیون أخبار الرضا (علیه السّلام): بالأسانید الثلاثة (3)، عن الرضا، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : یقول الله (تبارک وتعالی):

ص: 197


1- الکافی: ج2 ص 274 ح 25.
2- مستطرفات السرائر : ص48 ح7. منه الوسائل: ج 11 ص231.
3- المذکورة فی العیون : ج2 ص24.

یابن آدم ما تنصفنی : أّتحبّب إلیک بالنعم، وتتمقّت إلیَّ بالمعاصی؟!(1) خیری إلیک منزل وشرُّک إلی صاعد، ولا یزال ملک کریم یأتینی عنک فی کلِّ یوم ولیلة بعمل قبیح منک.

یابن آدم لو سمعت وصفَک من غیرک وأنت لا تعلم مَن الموصوف لسارعت الی مقته(2).

أمالی الطوسی: حدثنا ابو عبدالله محمد بن محمد قال : حدثنی أبو حفص عمر بن محمد الزیات الصیرفی قال : حدثنا علی بن مهرویه القزوینی قال : حدثنا داود بن سلیمان الغازی قال : حدثنا علی ابن موسی الرضا قال : حدثنی أبی موسی بن جعفر العبد الصالح قال : حدثنی أبی جعفر بن محمد الصادق قال : حدثنی أبی محمد بن علی الباقر قال : حدثنی أبی علی بن الحسین زین العابدین قال : حدثنی أبی الحسین بن علی الشهید قال: حدثنی أبی أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : حدثنی أخی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) قال : یقول الله (عزّوجلّ): یابن آدم.... وذکر نحوه(3).

کنز الفوائد: أخبرنی شیخنا المفید (رضی الله عنه) ونقلت من خطّه قال : حدثنی أبو حفص عمر بن محمد بن علی المعروف بابن الزیّات بهذا الإسناد نحوه(4).

ص: 198


1- مَقَتهُ مقتاً: أبغضه أشدّ البغض عن أمر قبیح (أقرب الموارد).
2- عیون اخبار الرضا: ج2 ص28ح18.
3- أمالی الطوسی: ص 125 ح197 .
4- کنز الفوائد: ج 1 ص350.

امالی الطوسی: حدثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علی بن الحسن الطوسی (قدّس الله روحه) قال: أخبرنا جماعة، عن ابی المفضل قال : حدثنا علی بن محمد بن مهرویه الصامغانی قال : حدثنا داود بن سلیمان الغازی القزوینی بهذا الإسناد نحوه(1).

أمالی الطوسی: أبو محمد الفحام قال : حدثنا أبو الحسن محمد ابن أحمد بن عبید الله المنصوری قال : حدثنا عم أبی أبو موسی عیسی ابن احمد بن عیسی بن المنصور قال : کنت خدناً(2) للامام علی بن محمّد (علیهما السّلام) وکان یروی عنه کثیراً من ذلک انه قال : حدثنا الامام علی بن محمد (علیهما السّلام) قال : حدثنی أبی محمد بن علی قال : حدثنا أبی علی بن موسی قال : حدثنا أبی موسی بن جعفر قال : حدثنی أبی جعفر بن محمّد قال: حدثنی أبی محمد بن علی قال : حدثنی أبی علی بن الحسین قال: حدثنی أبی الحسین بن علی، عن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال: قال النبی (صلّی الله علیه وآله): یقول الله (عزّوجلّ):.... وذکر نحوه. وزاد فی آخره: یابن آدم أذکرنی حین تغضب أذکرک حین أغضب ولا أمحقک فیمن امحق(3).

8660- صحیفة الامام الرضا (علیه السّلام) : باسناده عن الرضا، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : یقول الله (عزّوجلّ):

ص: 199


1- أمالی الطوسی: ص 570 ح 1181. منها البحار: ج 73 ص352 و365.
2- الخِدن : الصاحب - الحبیب - الرّفیق - الصدیق . (أقرب الموارد) .
3- أمالی الطوسی: ص278 ح 532. منه البحار : ج 73 ص352.

یابن آدم اما تنصفنی اتحبّب الیک بالنعم وتتمقّت الیّ بالمعاصی، خیری الیک منزل وشرک الیّ صاعد، ولا یزال ملک کریم یأتینی عنک فی کلّ یوم ولیلة بعمل قبیح.

[یابن آدم تفعل الکبائر وترتکب المحارم ثم تتوب الیَّ فأقبل اذا أخلصت بنیّتک، واصفح عمّا مضی من ذنوبک فادخلک جنتی، واجعلک فی جواری سوءة لاقامتک علی قبیح فعلک] .

یابن آدم لو سمعتَ وصفَکَ من غیرک وأنت لا تعلم مَن الموصوف السارعتَ الی مقته(1) .

8661- عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : بالأسانید الثلاثة عن الحسین بن علی (علیه السّلام): إنّ أعمال هذه الاُمّة ما من صباح إلّا [و] تعرض علی الله تعالی(2).

صحیفة الامام الرضا (علیه السّلام) : باسناده قال : حدثنی أبی الحسین بن علی (علیه السّلام) مثله(3).

8662- أمالی الصدوق : حدثنا أبی، قال : حدثنا عبدالله بن جعفر الحمیری، عن موسی بن جعفر بن وهب البغدادی، عن علیّ بن معبد، عن علیّ بن سلیمان النوفلی، عن فطر بن خلیفة ، عن الصادق جعفر بن محمّد (علیه السّلام) قال : لمّا نزلت هذه الآیة : «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ »(4) صعد

ص: 200


1- صحیفة الامام الرضا: ص81 ح4 . منه البحار : ج 73 ص352.
2- عیون أخبار الرضا: ج2 ص 44 ح156.
3- صحیفة الامام الرضا: ص 254 ح 179. منهما البحار: ج 73 ص 353.
4- آل عمران 3: 135.

إبلیس جبلاً بمکّة یقال له : ثور، فصرخ بأعلی صوته بعفاریته فاجتمعوا إلیه، فقالوا: یا سیّدنا لِمَ دعوتنا؟ قال : نزلت هذه الایة فمن لها؟ فقام عفریت من الشیاطین فقال : أنا لها بکذا وکذا .

قال : لست لها.

فقام آخر فقال مثل ذلک.

فقال : لست لها.

فقال الوسواس الخنّاس : أنا لها.

قال : بماذا؟ قال : أعدهم واُمنّیهم حتّی یواقعوا الخطیئة فاذا واقعوا الخطیئة أنسیتهم الاستغفار .

فقال : أنت لها، فوکّله بها إلی یوم القیامة(1).

باب (12) الذنب یُقرِّب الأجل

8663- عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : بالأسانید الثلاثة قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): یاعلیُّ من کرامة المؤمن علی الله أنّه لم یجعل لأجَلِه وقتاً حتّی یهم بیائقة(2)، فاذا همَّ ببائقة قبضه إلیه.

ص: 201


1- أمالی الصدوق: ص376ح5. منه البحار: ج 73 ص351.
2- البائقة : الداهیة والشرّ، والظلم. (أقرب الموارد).

قال : وقال جعفر بن محمّد (علیهما السّلام): تجنّبوا البوایق یمدّ لکم فی الأعمار(1) .

صحیفة الامام الرضا (علیه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (علیهم السّلام) نحوه(2) .

باب (13) الذّنب والنّار

8664- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عیسی، عن عبدالله بن مسکان، عمّن ذکره، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ):« فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ »(3).

فقال : ما أصبرهُم علی فعل ما یعلمون أنّه یصیّرهم إلی النار(4) .

8665- أمالی الصدوق : حدثنا جعفر بن علی بن الحسن بن علی ابن عبدالله بن المغیرة الکوفی قال : حدثنی جدّی الحسن بن علی، عن جدّه عبدالله بن المغیرة، عن اسماعیل بن مسلم [السکونی]، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): عجبت لمن یحتمی من الطعام

ص: 202


1- عیون أخبار الرضا: ج2 ص 36 ح 90.
2- صحیفة الامام الرضا: ص 113 ح 70، منهما البحار: ج 73 ص352.
3- البقرة 2: 175.
4- الکافی: ج2 ص268 ح 2.

مخافة الداء، کیف لا یحتمی من الذُّنوب مخافة النار؟!(1) .

باب (14) الإجتهاد فی ترک الذنب

8666- الخصال : حدثنا محمد بن علی ماجیلویه (رضی الله عنه)، عن عمّه محمد بن أبی القاسم، عن أحمد بن أبی عبدالله، عن العباس بن معروف، عن أبی شعیب یرفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أورع الناس من وقف عند الشبهة.

أعبد الناس من أقام الفرائض.

أزهد الناس من ترک الحرام.

أشدُّ الناس اجتهاداً من ترک الذنوب(2) .

باب (15) علامات الغَضَب الإلٰهی

8667- أمالی الطوسی: أخبرنا محمد بن محمد بن النعمان (رحمه الله) قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الولید قال : حدثنا أبی قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أیوب بن نوح، عن صفوان بن یحیی، عن ابراهیم بن زیاد، عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) قال: إنّ الله تعالی إذا

ص: 203


1- أمالی الصدوق: ص 152 ح 3. منه البحار: ج 73 ص347.
2- الخصال : ص16 ح56. منه البحار : ج 73 ص 349.

غضب علی اُمّة ثمَّ لم ینزل بها العذاب، أغلی أسعارها، وقصّر أعمارها، ولم یربح تجّارها، ولم تغزر أنهارها، ولم تزک ثمارها، وسلّط علیها شرارها، وحبس علیها أمطارها (1) و (2) .

باب (16) من عصی الله فهو من جنود إبلیس

8668- ثواب الأعمال : حدثنی محمد بن علی ماجیلویه (رضی الله عنه) عن عمّه محمّد بن أبی القاسم، عن محمد بن علی الکوفی، عن محمّد بن سنان، عن حمّاد بن عثمان، عن خلف بن حمّاد، عن ربعی، عن فضیل [بن یسار]، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إذا أخذ القوم فی معصیة الله (عزّوجلّ) فان کانوا رکباناً کانوا من خیل إبلیس، وإن کانوا رجالة کانوا من رجّالته(3).

المحاسن: البرقی، عن محمّد بن علی، عن محمّد بن سنان مثله(4) .

ص: 204


1- هکذا فی المصدر ولعلَّ الصحیح وحبس عنها أمطارها.
2- أمالی الطوسی: ص201 ح 343. منه البحار: ج 73 ص 353.
3- ثواب الاعمال: ص301 ح5. والرجّالة جمع الراجل وهم المشاة. (مجمع البحرین).
4- المحاسن : ص116 ح 121. منهما البحار: ج 73 ص357.

باب (17) المعصیة مع المعرفة کُفر

8669- تفسیر العیاشی: عن أبی بصیر قال : سمعته یقول: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا »(1) من زعم أن الخمر حرام ثمّ شربها، ومن زعم أنّ الزنا حرام ثمّ زنی، ومن زعم أنّ الزکاة حقٌّ ولم یؤدِّها(2).

باب (18) جزاء مَن اطعَم الأعراب

8670- کتاب التمحیص: عن معاویة بن عمّار قال : دخلت علی أبی عبدالله (علیه السّلام) وقد کانت الریح حملت العمامة عن رأسی فی البدو ، فقال : یا معاویة! فقلت: لبیّک جعلت فداک یابن رسول الله .

قال : حملت الریح العمامة عن رأسک؟ قلت: نعم .

قال : هذا جزاء من أطعم الأعراب (3).

أقول: الأعراب هم سکّان البادیة وقد جاء ذمّ الأعراب فی القرآن الکریم فی قوله تعالی :«الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا » والظاهر

ص: 205


1- النساء4 : 137.
2- تفسیر العیاشی: ج1 ص 281 ح 288. منه البحار: ج 73 ص 360.
3- کتاب التمحیص : ص37 ح 31. منه البحار : ج 73 ص362.

أنّ وجه ذمّهم هو بعدهم عن الأحکام والتعالیم الإسلامیة وقد عُبّر فی بعض الأحادیث عن أعداء اهل البیت ب (الأعراب)، فلعلَّ هذا الرَّاوی أطعم بعض اعداء أهل البیت فی البادیة فحملت الریح عمامته ... والله العالم.

باب (19) الذنوب وآثارها السیّئة

8671- الکافی : الحسین بن محمّد، عن معلّی بن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن العبّاس بن العلاء، عن مجاهد، عن أبیه، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : الذنوب التی تغیّر النعم: البغی(1) والذنوب التی تورث الندم القتل(2)، والّتی تنزل النقم الظلم(3)، والّتی تهتک الستر شرب الخمر(4)، والّتی تحبس الرّزق الزنا، والّتی تعجِّل

ص: 206


1- البغی فی اللغة : تجاوز الحدّ، ویطلق غالباً علی التکبّر والتطاول، وعلی الظلم، أو المراد به البغی علی الإمام (علیه السّلام)، أو الفساد فی الأرض. (مرآة العقول).
2- فإنّه یورث الندامة فی الدُّنیا والآخرة کما قال الله تعالی فی سورة المائدة 5: 31 فی قابیل حین قتل أخاه هابیل: «فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ » . (مرآة العقول).
3- کما یشاهد من أحوال الظالمین وخراب دیارهم واستئصال أولادهم وأموالهم، کما هو معلوم من أحوال فرعون وهامان وبنی امیَّة وبنی العباس وأضرابهم، وقد قال الله تعالی :«فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا »سورة النمل 27: 52 (مرآة العقول).
4- لأنَّ الله تعالی یکشف الغطاء عن الافعال القبیحة لشارب الخمر ویزیل الحیاء عنه ، فلایری قبح شیء من الأشیاء، ولا یبالی باقبح الأعمال، ومن کان بهذه الصفة فهو حریّ بان یهتک ستره. (شرح الکافی لملا صالح المازندرانی).

الفناء(1) قطیعة الرّحم، والّتی تردَّ الدعاء وتظلم الهواء(2) عقوق الوالدین(3).

8672- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ، عن ابن محبوب، عن اسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : کان أبی (علیه السّلام) یقول: نعوذ بالله من الذنوب التی تعجّل الفناء، وتقرّب الآجال، وتخلی الدیار، وهی قطیعة الرّحم والعقوق وترک البرّ(4).

8673- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أیوب بن نوح - أو بعض أصحابه ، عن أیّوب - عن صفوان بن یحیی قال : حدثنی بعض أصحابنا قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): إذا فشا(5) أربعة ظهرت أربعة : إذا فشا الزنا ظهرت الزّلزلة، وإذا فشا الجور فی الحکم(6) احتبس القطر(7)

ص: 207


1- أی الهلاک والاضمحلال. (مجمع البحرین).
2- إظلام الهواء إمّا کنایة عن التحیّر فی الأمور، أو شدّة البلیّة، أو ظهور آثار غضب الله تعالی فی الجو. (مرآة العقول).
3- الکافی: ج 2 ص 447 ح1 .
4- الکافی: ج2 ص448 ح2.
5- أی ظهر وانتشر بین الناس. (مجمع البحرین).
6- الجَور: هو المَیل عن القصد، ومنه «جَارَ عن الطریق» أی مال عنه، ومنه «الحاکم الجائر» أی المائل عن طریق الهدی. (مجمع البحرین).
7- القَطر: أی المَطَر، وفی الحدیث «یجزی عن الجنابة أن تقوم تحت القطر». (مجمع البحرین).

وإذا خفرت الذمّة(1) اُدیل لأهل الشرک من أهل الإسلام، وإذا منعت الزّکاة ظهرت الحاجة(2) .

8674- علل الشرایع: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه الله) قال : حدثنا الحسین بن محمد بن عامر، عن معلّی بن محمد، عن العباس بن العلاء، عن مجاهد، عن أبیه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: الذُّنوب الّتی تغیّر النعم البغی، والذُّنوب الّتی تورث الندم القتل، و[الذنوب] التی تنزل النقم الظلم، و[الذنوب] التی تهتک [العصم - وهی] الستور - شرب الخمر، والّتی تحبس الرزق الزنا، والّتی تعجّل الفناء قطیعة الرحم، والّتی تردُّ الدعاء وتُظلِم الهواء عقوق الوالدین (3).

معانی الاخبار : حدثنا أبی (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن معلّی بن محمّد قال : حدثنا العباس بن العلاء مثله(4) .

الاختصاص : عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(5).

ص: 208


1- الخفر والإخفار : الغدر ونقض العهد، والإدالةُ : الغَلَبَة، وفی الدعاء: «أدِل لنا، ولاتدل مِنّا»، وذلک لأنّهم ینقضون الأیمان ویخالفون الله فی ذلک للغلبة، فیورد الله علیهم نقض مقصودهم. (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص 448 ح3.
3- علل الشرایع: ص584 ح 27.
4- معانی الأخبار : ص269 ح1 .
5- الاختصاص : ص 238. منها البحار: ج 73 ص 374.

باب (20) أربعةٌ عقوبتها سریعة

8675- الخصال : حدثنا أحمد بن محمد بن یحیی العطار (رضی الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن الحسین بن سعید، عن سعید بن الحسن بن الحصین، عن موسی بن القاسم، عن صفوان بن یحیی، عن عبدالله بن بکیر ، عن أبیه، عن أبی جعفر (علیه السّلام) قال: أربعة أسرع شیء عقوبة : رجل أحسنت إلیه ویکافیک بالاحسان إلیه إساءة، ورجل لا تبغی علیه وهو یبغی علیک، ورجل عاهدته علی أمر، فمن أمرک الوفاء له و من أمره الغدر بک ، ورجل یصل قرابته ویقطعونه(1).

البحار : کتاب (الغایات) - عن أبی عبدالله، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : أربع هنَّ أسرع الأشیاء عقوبة .... وذکر مثله مع أدنی تغییر فی بعض ألفاظه(2) .

باب (21) الإصرار علی الذنب

8676- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن محمّد النهیکیّ، عن عمّار بن مروان القندیّ،

ص: 209


1- الخصال : ص 230 ح 71. منه البحار : ج 73 ص 373.
2- البحار: ج 73 ص 374.

عن عبدالله بن سنان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لا صغیرة مع الإصرار، ولا کبیرة مع الإستغفار(1) .

8677- الکافی: علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن منصور بن یونس، عن أبی بصیر قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: لا والله لایقبل الله شیئاً من طاعته علی الإصرار علی شیء من معاصیه(2).

8678- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن محمد بن سنان، عن معاویة بن عمّار قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّه والله ما خرج عبد من ذنب باصرار وما خرج عبد من ذنب إلّا باقرار (3).

أقول : الظاهر أن المعنی أن الله (عزّوجلّ) لایتوب علی العبد المذنب مع إصراره علی الذنب وعدم ندامته علی ما فعله ، ولا یخرج العبد من الذنب إلّا بعد أن یقرّ بذنبه ویعترف بخطیئته عند الله (عزّوجلّ) وقد رُوی فی ذلک احادیث مذکورة فی أبوابها .

8679- کنز الفوائد : قال الصادق (علیه السّلام) : تأخیر التوبة اغترار، وطول التسویف حیرة، والاعتلال علی الله هلکة، والاصرار علی الذنب أمن به لمکر الله « فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ »(4)

ص: 210


1- الکافی: ج2 ص 288 ح1.
2- الکافی: ج2 ص288 ح 3.
3- الکافی: ج2 ص 426 ح4.
4- کنز الفوائد: ج2 ص33، والآیة فی سورة الأعراف 7: 99. منه البحار: ج 73 ص365.

باب (22) أربعة من علامات الشقاء

8680- الجعفریات : بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه ، عن جده علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): أربعة من علامة الشقاء : جمود العینین(1)، وقسوة القلب، وشدَّة الحرص فی طلب الدُّنیا، والإصرار علی الذنب(2) .

باب (23) اتّقوا المحقَّرات من الذنوب

8681- الکافی : علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، ومحمّد بن إسماعیل، عن الفضل بن شاذان جمیعاً، عن ابن أبی عمیر، عن إبراهیم بن عبدالحمید، عن أبی اُسامة زید الشحّام قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): اتّقوا المحقّرات من الذنوب فإنّها لاتغفر .

قلت : وما المحقّرات؟ قال : الرجل یذنب الذنب فیقول : طوبی لی لو لم یکن لی غیر ذلک(3).

ص: 211


1- رجل جامد العین : أی قلیل الدَّمع أو منقطعه (أقرب الموارد).
2- الجعفریات: ص 168. منه المستدرک : ج 11 ص366.
3- الکافی: ج2 ص287 ح1.

8682- الکافی : أبو علیّ الأشعریّ، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن ابن فضّال والحجّال جمیعاً، عن ثعلبة، عن زیاد قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): إنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) نزل بأرضٍ قرعاء(1) فقال لأصحابه : أئتوا بحطب .

فقالوا: یا رسول الله نحن بأرضٍ قرعاء ما بها من حطب.

قال: فلیأت کل إنسان بما قدر علیه ، فجاؤوا به حتّی رموا بین یدیه ، بعضه علی بعض، فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : هکذا تجتمع الذنوب ، ثمّ قال : إیّاکم والمحقّرات من الذنوب، فإنّ لکلّ شیء طالباً، ألا وإنّ طالبها یکتب ما قدّموا وآثارهم وکلّ شیء أحصیناه فی إمامٍ مبین (2) و (3).

8683- کتاب جعفر بن محمد بن شریح الحضرمی: عن حمید ابن شعیب السبیعی، عن جابر الجعفی قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : اتقوا هذه المحقرات من الذنوب فإن لها طالباً، ولا یقول أحدکم: اُذنب واستغفر الله، والله یقول :« وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ »(4) وقال : « إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ

ص: 212


1- قرعاء : أی لا نبات فیها. (مجمع البحرین).
2- إشارة إلی قول الله (تبارک وتعالی) فی سورة یس آیة 12 «.... وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا .... » الی آخره.
3- الکافی: ج2 ص 288 ح 3.
4- یس 36: 12.

يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ »(1) الآیة(2).

8684- مجمع البیان: روی العیاشی بالاسناد عن ابن مسکان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : اتّقوا المحقّرات من الذنوب فإنّ لها طالباً، لا یقولنّ أحدکم أذنب واستغفر الله تعالی، إنّ الله تعالی یقول : « إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ » باستخراجها «خَبِيرٌ » بمستقرّها(3).

8685- الجعفریات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جدّه علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن ابی طالب (علیهم السّلام)، قال: إذا عظَّمت الذنب فقد عظَّمت الله، وإذا صغَّرته فقد صغَّرت [حق] الله (تعالی) لأن حقه فی الصغیر والکبیر، وما من ذنب عظیم عظّمته إلا صغر عند الله تعالی، ولا من صغیر صغَّرته إلّا عظم عند الله (عزّوجلّ)(4).

8686- المحاسن: البرقی، عن محمّد بن علیّ، عن عبدالرحمن ابن محمّد بن أبی هاشم، عن عنبسة العابد، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إنّ الله یحبُّ العبد أن یطلب إلیه فی الجُرم العظیم ویبغض العبد أن یستخفَّ بالجُرم الیسیر(5).

ص: 213


1- لقمان 31: 16.
2- الأصول الستة عشر: ص67. منه المستدرک : ج 11 ص348.
3- مجمع البیان : ج4 ص319. منه البحار : ج7 ص20.
4- الجعفریات : ص237. منه المستدرک : ج11 ص347.
5- المحاسن : ص293 ح 451. منه البحار: ج 73 ص 359.

8687- نوادر الراوندی : باسناده عن موسی بن جعفر ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): إنّ إبلیس رضی منکم بالمحقّرات، والذنب الّذی لا یغفر قول الرجل: لا اُواخذ بهذا الذنب، استصغاراً له(1) .

باب (24) معنی «اللَّمم»

8688- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن أبی أیّوب، عن محمّد بن مسلم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قلت له : أرأیت قول الله (عزّوجلّ) : «الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ »(2)؟ قال : هو الذنب یلم به الرجل فیمکث ماشاء الله ثمّ یلمُّ به بعد(3) .

8689- الکافی : أبو علیّ الاشعریّ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن صفوان، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما(علیهما السّلام) قال : قلت له : «الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ».

قال : الهَنة بعد الهنِة ، أی الذنبُ بعد الذنب یلم به العبد(4) .

ص: 214


1- نوادر الراوندی : ص17. منه البحار: ج 73 ص 263.
2- النجم 53 : 32. واللَّمم عند العرب أن یفعل الإنسان الشّیء فی الحین لا یکون له عادة، ویقال : اللمم هو ما یلمُّ به العبد من ذنوب صغار بجهالة ثمَّ یندم ویستغفر ویتوب نیغفر له (مجمع البحرین) .
3- الکافی: ج2 ص 441 ح 1 و2.
4- الکافی: ج2 ص 441 ح 1 و2.

8690- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن محمّد بن عیسی، عن یونس، عن إسحاق بن عمّار قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): ما من مؤمن إلّا وله ذنب یهجره زماناً ثمّ یلم به، وذلک قول الله (عزّوجلّ) : «إِلَّا اللَّمَمَ ». .

وسألته عن قول الله (عزّوجلّ) : «الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ »؟ قال : الفَواحِشُ الزّنا والسرقة، واللّمم: الرجل یلم بالذنب فیستغفر الله منه(1) .

8691- الکافی : علی بن إبراهیم، عن محمد بن عیسی، عن یونس، عن إسحاق بن عمّار، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ): «الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ».

قال : الفواحش الزّنا والسرقة، واللّمم: الرجل یلمّ بالذنب فیستغفر الله منه .

قلت : بین الضلال والکفر منزلة؟ فقال : ما أکثر عری الایمان(2) و (3).

ص: 215


1- الکافی: ج2 ص442 ح3.
2- أراد السائل : هل یوجد ضالّ لیس بکافر أو کل من کان ضالاً فهو کافر، فأشار (علیه السّلام) فی جوابه باختیار الشق الأوّل وبین ذلک بأن عری الإیمان کثیرة منها ما هو بحیث من یترکها یصیر کافراً ومنها ما هو بحیث من یترکها لا یصیر کافراً بل یصیر ضالاً. والمراد بعری الإیمان مراتبه تشبیهاً بعروة الکوز فی احتیاج حمله الی التمسک بها. (مرآة العقول).
3- الکافی: ج2 ص278 ح 7.

8692- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن حمّاد بن عیسی [عن حریز] عن إسحاق بن عمّار، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : ما من ذنبٍ إلّا وقد طبع علیه عبد مؤمن یهجره الزمان ثمّ یلم به وهو قول الله (عزّوجلّ) : «الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ». ، قال : اللمّام : العبد الّذی یلم الذنب بعد الذنب لیس من سلیقته، أی من طبیعته(1) .

باب (25) الکبائر

8693- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن أبی جمیلة، عن الحلبیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ): «إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا » (2).

قال : الکبائر : الّتی أوجب الله (عزّوجلّ) علیها النار (3).

8694- ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدثنی سعد بن عبدالله، عن موسی بن جعفر بن وهب البغدادی، عن الحسن بن علی الوشاء، عن أحمد بن عمر الحلبی قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ): «إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ

ص: 216


1- الکافی : ج2 ص442 ح5 .
2- النساء 4 : 31.
3- الکافی: ج2 ص 276 ح 1 .

نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ»؟ قال : من اجتنب ما وعد الله علیه النار إذا کان مؤمناً کفر الله عنه سیّئاته ویدخله مدخلاً کریماً.

والکبائر السبع الموجبات [النار]: قتل النَّفس الحرام، وعقوق الوالدین، وأکل الرِّبا، والتعرُّب بعد الهجرة(1) ، وقذف المحصنة، وأکل مال الیتیم، والفرار من الزَّحف(2) .

8695- من لا یحضره الفقیه : قال الصادق (علیه السّلام) : من اجتنب الکبائر کفّر الله عنه جمیع ذنوبه وذلک قوله (عزّوجلّ) : «إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا »(3).

8696- ثواب الاعمال : حدثنی علی بن أحمد قال : حدثنی محمد بن جعفر الأسدی قال: حدثنی موسی بن عمران النخعیّ قال :

حدثنی الحسین بن یزید النوفلی، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن

ص: 217


1- یعنی الإلتحاق ببلاد الکفر والإقامة بها بعد المهاجرة عنها إلی بلاد الإسلام، وکأنّ من رجع من الهجرة إلی موضعه من غیر عذر یعدّونه کالمرتد. وفی کلام بعض علمائنا : المتعرّب بعد الهجرة فی زماننا هذا أن یشتغل الإنسان بتحصیل العلم ثمّ یترکه ویصیر منه غریباً . وروی «المتعرّب بعد الهجرة التارک لهذا الأمر بعد معرفته » مجمع البحرین).
2- ثواب الأعمال : ص158 ح 1. منه البحار : ج 79 ص12.
3- من لا یحضره الفقیه: ج3 ص575 ح4967.

عمر قال: قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام): روی عن المغیرة(1) أنّه قال : إذا عرف الرجل ربّه لیس علیه وراء ذلک شیء؟ قال : ماله ؟! لعنه الله . الیس کلما ازداد بالله معرفة فهو أطوع له؟! أفیطیع الله (عزّوجلّ) من لایعرفه؟! إنّ الله (عزّوجلّ) أمر محمد (صلّی الله علیه وآله) بأمر، وأمر محمد (صلّی الله علیه وآله) المؤمنین بأمر، فهم عاملون به إلی أن یجیء نهیه، والأمر والنهی عند المؤمن سواء.

قال : ثمّ قال : لا ینظر الله (عزّوجلّ) إلی عبد ولا یزکّیه إذا ترک فریضة من فرائض الله وارتکب کبیرة من الکبائر .

قال: قلت: لاینظر الله إلیه؟ قال : نعم قد أشرک بالله.

قال: قلت: أشرک؟ قال : نعم إن الله (عزّوجلّ) أمر بأمر وامره ابلیس بامر فترک ما امر الله (عزّوجلّ) به وصار إلی ما أمر ابلیس به فهذا مع ابلیس فی الدّرک السابع من النار(2).

8697 الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن محمّد بن عیسی، عن یونس، عن عبدالله بن مسکان، عن محمّد بن مسلم، عن أبی

ص: 218


1- المغیرة بن سعید العجلی ورد ذمّه فی أحادیث کثیرة، وأنّه کان یکذب علی الإمام الباقر (علیه السّلام) وقد لعنه الامام الصادق (علیه السّلام) وقد أسَّس مذهباً باطلاً واتَّبعه جماعة سُمُّوا بالمغیریة وعندهم الکثیر من الآراء والعقائد الباطلة، وقد ذکرنا بعض ما یتعلّق به فی الجزء الثانی ص 472 من هذه الموسوعة .
2- ثواب الأعمال: ص 294 ح 1 . منه البحار : ج 71 ص207.

عبدالله (علیه السّلام) قال: سمعته یقول: الکبائر سبعٌ: قتل المؤمن متعمّداً، وقذف المحصنة، والفرار من الزحف، والتعرّب بعد الهجرة ، وأکل مال الیتیم ظلماً، وأکل الرّبا بعد البیّنة، وکلّ ما أوجب الله علیه النار(1).

8698- الکافی : الحسین بن محمّد، عن معلّی بن محمّد، عن الوشّاء، عن أبان، عن أبی بصیر، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول: الکبائر سبعة منها قتل النفس متعمّداً، والشرک بالله العظیم، وقذف المحصنة، وأکل الرّبا بعد البیّنة، والفرار من الزحف، والتعرّب بعد الهجرة، وعقوق الوالدین، وأکل مال الیتیم ظلماً.

قال : والتعرُّب والشرک واحد(2).

8699- الکافی : الحسین بن محمّد، عن معلّی بن محمّد، عن الوشّاء، عن أبان، عن زیاد الکناسی قال: قال أبو عبدالله (علیه السّلام): والّذی إذا دعاه أبوه لعن أباه، والّذی إذا اجابه أبنه یضربه(3) .

8700- دعائم الاسلام: روینا عن جعفر بن محمّد (علیه السّلام) عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) أن علیاً (علیه السّلام) قال : الکبائر : الشّرک بالله (تعالی)، وقتل المؤمن عمداً، والفرار عن الزحف الّآ متحرِّفاً لقتال أو متحیِّزاً إلی فئةٍ، وأکل الربا بعد البیّنة ، وأکل مال الیتیم ظلماً، والتعرُّب بعد الهجرة، ورمی المحصنات

ص: 219


1- الکافی: ج2 ص277ح3.
2- الکافی: ج2 ص281 ح 14 و 15 .
3- الکافی: ج2 ص281 ح 14 و 15 .

الغافلات المؤمنات(1).

8701- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن عبدالرحمن بن الحجاج، عن عبید بن زرارة قال: سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الکبائر؟ فقال : هن فی کتاب علیّ (علیه السّلام) سبع: الکفر بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدین، وأکل الرّبا بعد البیّنة، وأکل مال الیتیم ظلماً، والفرار من الزحف، والتعب بعد الهجرة .

قال : فقلت : فهذا أکبر المعاصی؟ قال : نعم .

قلت : فأکل درهم من مال الیتیم ظلماً أکبر أم ترک الصَّلاة؟ قال : ترک الصَّلاة.

قلت : فما عددت ترک الصَّلاة فی الکبائر؟ فقال : أیّ شیء أوّل ما قلت لک؟ قال : قلت : الکفر.

قال : فإنّ تارک الصلاة کافرٌ. یعنی من غیر علّةٍ(2) .

8702- الخصال - ثواب الاعمال - علل الشرایع : [حدثنا أبی] (رحمه الله) قال : حدثنا(3) سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب(4)، عن عبدالعزیز العبدیّ، عن عبید بن زرارة قال :

ص: 220


1- دعائم الاسلام: ج2 ص 457ح 1611. منه المستدرک : ج18 ص89. مختصراً.
2- الکافی: ج2 صر278 ح 8.
3- حدثنی - ثواب الاعمال.
4- عن الحسن بن علی - ثواب الاعمال، والظاهر أنَّ الصحیح ما فی الخصال و علل الشرایع .

قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أخبرنی عن الکبائر؟ فقال : هنّ خمس(1) وهنّ ممّا أوجب الله (عزّوجلّ) علیهنّ النار قال الله (عزّوجلّ)(2) : «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا »(3) وقال : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ » إلی آخر الآیة(4) [وقوله (عزّوجلّ): «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا »(5) إلی آخر الآیة](6) ورمی المحصنات الغافلات [المؤمنات] وقتل المؤمن متعمّداً علی دینه(7).

8703- علل الشرایع - الخصال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أیوب بن نوح و ابراهیم بن هاشم [جمیعاً]، عن محمد بن أبی عمیر، عن بعض أصحابه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال :

وجدنا فی کتاب علیّ (علیه السّلام) الکبائر خمسة : الشرک [بالله

ص: 221


1- قال : هی خمس - ثواب الاعمال .
2- قال الله (عزّوجلّ) : «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ » وقال - ثواب الاعمال .
3- النساء4 : 10.
4- الأنفال 8: 15.
5- البقرة 2: 278.
6- ما بین المعقوفتین لیس فی ثواب الأعمال .
7- الخصال : ص 273 ح 17 - ثواب الاعمال : ص277 ح1 - علل الشرایع : ص 475 ح 3. منها البحار: ج79 ص 4و5.

(عزّوجلّ)]، وعقوق الوالدین، وأکل الرِّبا بعد البیّنة، والفرار من الزَّحف، والتعرُّب بعد الهجرة(1).

8704- علل الشرایع: حدثنا محمد بن موسی ، عن علی بن الحسن السعدآبادی، عن أحمد بن أبی عبدالله، عن عبدالعظیم بن عبدالله الحسنی، عن محمد بن علی، عن أبیه، عن جده قال:

سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: عقوق الوالدین من الکبائر لانّ الله تعالی جعل العاقَّ عصیَّاً شقیَّاً(2).

8705- تفسیر العیاشی: عن معاذ بن کثیر، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: یا معاذ! الکبائر سبع، فینا اُنزلت، ومنّا أستُخفّت، وأکبر الکبائر : الشرک بالله، وقتل النفس الّتی حرَّم الله، وعقوق الوالدین، وقذف المحصنات، وأکل مال الیتیم، والفرار من الزحف، وإنکار حقّنا أهل البیت.

فأمّا الشرک بالله فانّ الله قال فینا ما قال، وقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ما قال، فکذّبوا الله وکذَّبوا رسوله.

وأمّا قتل النفس الّتی حرَّم الله، فقد قتلوا الحسین بن علیّ (علیه السّلام) وأصحابه .

وأمّا عقوق الوالدین فانَّ الله قال فی کتابه :«النَّبِيُّ أَوْلَى

ص: 222


1- علل الشرایع: ص 475 ح2 - الخصال: ص273 ح16. وفیه وفی البحار : أن الکبائر خمس، منهما البحار : ج 79 ص4 .
2- علل الشرایع: ص479 ح2. منه الوسائل : ج11 ص259.

بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ »(1) وهو أب لهم(2) فقد عقّوا رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فی ذرّیته وأهل بیته.

وأمّا قذف المحصنات فقد قذفوا فاطمة (علیها السّلام) علی منابرهم(3) .

وأمّا أکل مال الیتیم فقد ذهبوا بفیئنا فی کتاب الله (عزّوجلّ) .

وأمّا الفرار من الزحف فقد أعطوا أمیر المؤمنین (علیه السّلام) بیعتهم غیر کارهین، ثمّ فرُّوا عنه وخذلوه.

وأمّا إنکار حقنا، فهذا ممّا لایتعاجمون فیه(4).

وفی خبر آخر: والتعرُّب بعد الهجرة(5) .

8706- الخصال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا أحمد بن یحیی بن زکریا القطان قال : حدثنا بکر بن عبدالله بن حبیب قال : حدثنی محمد بن عبدالله قال: حدثنی علی بن حسان، عن عبدالرحمن بن کثیر، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إنّ الکبائر سبع، فینا [أ]نزلت، ومنّا أستحلّت، فأوَّلها الشّرک بالله العظیم، وقتل النفس الّتی حرَّم الله (عزّوجلّ)، وأکل مال الیتیم، وعقوق الوالدین،

ص: 223


1- الاحزاب 33: 6.
2- وهو أب لکریتهم - البحار .
3- القذف هنا بمعنی السب واللّعن فإنَّ بعض الظَّالمین والحکّام الجائرین لعنوا فاطمة بنت رسول الله (صلّی الله علیهما وآلهما) وسبُّوها کما لعنوا وسبُّوا زوجها أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السّلام).
4- تعاجم: تنکّر (أقرب الموارد).
5- تفسیر العیاشی: ج1 ص237 ح 105. منه البحار: ج 79 ص 14.

وقذف المحصنات(1) والفرار من الزحف، وإنکار حقّنا.

فأمّا الشرک بالله [العظیم] فقد أنزل الله فینا ما أنزل، وقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فینا ماقال، فکذَّبوا الله وکذَّبوا رسوله فأشرکوا بالله (عزّوجلّ).

وأمّا قتل النفس التی حرَّم الله فقد قتلوا الحسین بن علیّ (علیهما السّلام) وأصحابه .

وأمّا أکل مال الیتیم فقد ذهبوا بفیئنا(2) الذی جعله الله (عزّوجلّ) لنا، فأعطوه غیرنا.

وأمّا عقوق الوالدین فقد أنزل الله (عزّوجلّ) [ذلک] فی کتابه [فقال (عزّوجلّ): ] «النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ » فعقوا رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فی ذریّته، وعقّوا اُمّهم خدیجة فی ذرّیتها.

وأمّا قذف المحصنة فقد قذفوا فاطمة (علیها السّلام) علی منابرهم .

وأمّا الفرار من الزّحف فقد أعطوا أمیر المؤمنین (علیه السّلام) بیعتهم طائعین غیر مکرهین، ففرُّوا عنه وخذلوه.

وأمّا إنکار حقّنا فهذا ممّا لا یتنازعون فیه(3).

ص: 224


1- وقذف المحصنة - الفقیه.
2- إشارة إلی قول الله تعالی: «وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ ...» الحشر 59: 6 أفاء الله : أی ردّ الله ما کان للمشرکین علی رسوله بتملیک الله إیّاه .
3- الخصال : ص363 ح 56.

من لایحضره الفقیه: روی علی بن حسان الواسطی، عن عمّه عبدالرحمن بن کثیر مثله(1) .

علل الشرایع : حدثنا محمد بن الحسن قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن علی بن حسان الواسطی، عن عمّه عبدالرحمن ابن کثیر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(2).

8707- ثواب الأعمال : حدثنی محمد بن علی ماجیلویه (رضی الله عنه) قال : حدثنی عمّی، عن محمد بن علی القرشی [الکوفی] ، عن عبدالرحمن بن محمد الاسدی، عن أبی خدیجة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: الکذب علی الله (عزّوجلّ) وعلی رسوله وعلی الأوصیاء (علیهم السّلام) من الکبائر(3) .

تفسیر العیاشی: عن أبی خدیجة مثله(4).

من لایحضره الفقیه: فی روایة أبی خدیجة سالم بن مکرم الجمّال مثله(5) .

المحاسن: البرقی، عن محمد بن علی وعلی بن عبدالله، عن عبدالله بن عبدالرحمن الاسدی، عن أبی خدیجة مثله(6).

8708- تفسیر العیاشی: عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی روایة

ص: 225


1- من لایحضره الفقیه: ج3 ص 561 ح 4931.
2- علل الشرایع: ص 474 ح 1.
3- ثواب الأعمال: ص318 ح 1. منه البحار : ج 79 ص 13.
4- تفسیر العیاشی: ج1 ص238 ح106.
5- من لا یحضره الفقیه : ج3 ص568 ح 4941.
6- المحاسن : ص118 ح 127.

أخری عنه (علیه السّلام): وإنکار ما أنزل الله، أنکروا حقّنا، وجحدونا، وهذا لا یتعاجم فیه أحد(1) .

8709- الکافی: علیّ بن إبراهیم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول:

الکبائر : القنوط من رحمة الله، والیأس من روح الله، والأمن من مکر الله، وقتل النفس التی حرم الله، وعقوق الوالدین، وأکل مال الیتیم ظلماً، وأکل الرّبا بعد البیّنة، والتعرّب بعد الهجرة، وقذف المحصنة، والفرار من الزحف.

فقیل له: أرأیت المرتکب للکبیرة یموت علیها، أتخرجه من الایمان؟ وإن عذّب بها فیکون عذابه کعذاب المشرکین، أوله انقطاع؟ قال : یخرج من الإسلام إذا زعم أنّها حلال ولذلک یعذّب أشدّ العذاب، وإن کان معترفاً بأنّها کبیرة وهی علیه حرامٌ وأنّه یعذّب علیها وأنّها غیر حلال، فإنّه معذّب علیها، وهو أهون عذاباً من الأوّل ویخرجه من الایمان ولا یخرجه من الإسلام(2).

8710- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن محمّد بن عیسی، عن یونس، عن عبدالله بن سنان قال: سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن الرجل یرتکب الکبیرة من الکبائر فیموت، هل یخرجه ذلک من الإسلام؟ وإن عذّب کان عذابه کعذاب المشرکین أم له مدّة وانقطاع؟ فقال : من أرتکب کبیرةً من الکبائر فزعم أنّها حلال أخرجه ذلک

ص: 226


1- تفسیر العیاشی: ج1 ص238 ح 109. منه البحار: ج 79 ص15.
2- الکافی: ج2 ص280 ح10.

من الإسلام، وعذّب أشدّ العذاب، وإن کان معترفاً أنّه أذنب ومات علیه أخرجه من الایمان ولم یخرجه من الإسلام، وکان عذابه أهون من عذاب الأوّل(1).

8711- أمالی المفید: حدثنا الشیخ الجلیل المفید أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان (ادام الله تأییده) قال: أخبرنی أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولویه - (رحمه الله)، عن أبیه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عیسی ، عن محمد بن سنان، عن عبدالکریم بن عمرو، وإبراهیم بن راحة(2) البصریّ جمیعاً قالا: حدثنا میسّر قال : قال لی أبو عبدالله جعفر بن محمّد (علیهما السّلام): ما تقول فیمن لایعصی الله فی أمره ونهیه، إلّا أنّه یبرأ منک ومن أصحابک علی هذا الأمر؟ قال: قلت: وما عسیت أن أقول، وأنا بحضرتک؟ قال : قل فإنّی أنا الّذی أمرک أن تقول.

قال : قلت : هو فی النار .

قال: یا میسر! ما تقول فیمن یدین الله عما تدینه به، وفیه من الذُّنوب ما فی الناس، إلّا أنه مجتنب الکبائر؟ قال: قلت: وما عسیت أن أقول وأنا بحضرتک؟ قال : قل! فانّی أنا الّذی أمرک أن تقول .

قال: قلت: فی الجنّة .

ص: 227


1- الکافی: ج2 ص285 ح 23.
2- ابراهیم بن ناحة - البحار .

قال : فلعلّک تحرَّج(1) أن تقول هو فی الجنّة؟ قال: قلت: لا.

قال : فلاتحرَّج فانّه فی الجنّة، إنّ الله (عزّوجلّ) یقول: «إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا »(2).

8712- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عبدالعظیم بن عبدالله الحسنیّ قال: حدثنی أبو جعفر (صلوات الله علیه) قال : سمعت أبی یقول: سمعت أبی موسی بن جعفر (علیهما السّلام) یقول : دخل عمرو بن عبید [البصری] علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فلمّا سلّم وجلس تلا هذه الآیة : «الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ »(3) ثمّ أمسک فقال له أبو عبدالله (علیه السّلام): ما أسکتک؟ قال : أحبّ أن أعرف الکبائر من کتاب الله (عزّوجلّ).

فقال : نعم یا عمرو أکبر الکبائر الاشراک(4) بالله، یقول الله [(تبارک وتعالی): «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ » ویقول الله (عزّوجلّ)](5):

ص: 228


1- تتحرّج - البحار .
2- أمالی المفید: ص152ح4، والآیة فی سورة النساء 4: 31. منه البحار: ج79 ص 16.
3- النجم 53 : 32.
4- الشرک - الفقیه.
5- ما بین المعقوفتین من الفقیه . والآیة فی سورة النساء 4 : 48.

« إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ » (1) وبعده الإیاس(2) من روح الله، لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول:« إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ »(3) ثمّ الأمن لمکر الله(4)، لأن الله (عزّوجلّ) یقول: « فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ »(5)، ومنها عقوقُ الوالدین لأنّ الله سبحانه جعل العاقّ جبّاراً شقیّاً [فی قوله تعالی : «وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا»(6)وقتل النَّفس الّتی حرّم الله إلّا بالحقّ لأنّ الله (عزّوجلّ) یقولُ: « فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا ... »إلی آخر الآیة(7) وقذف المحصنة(8) لأنَّ الله (عزّوجلّ) یقول : « لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ »(9) وأکلُ مالِ الیتیم لأنّ الله (عزّوجلّ) یقولُ: (10) «إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا »(11) والفرار

ص: 229


1- المائدة 5 : 72.
2- الیأس - الفقیه.
3- یوسف 12 : 87.
4- من مکر الله - الفقیه .
5- الأعراف 7: 99.
6- مابین المعقوفتین من الفقیه، والآیة فی سورة مریم 19 : 32.
7- النساء 4 : 93.
8- وقذف المحصنات . الفقیه .
9- النور 24: 23.
10- وأکل مال الیتیم ظلماً لقول الله (عزّوجلّ) - الفقیه .
11- النساء 4 : 10.

من الزحف لأن الله (عزّوجلّ) یقول: «وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ »(1) وأکل الرّبا لأن الله (عزّوجلّ) یقول : «الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ »(2) والسحر، لأن الله (عزّوجلّ) یقول : « وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ »(3) والزنا، لأنَّ الله (عزّوجلّ) یقول : « وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا »(4) والیمین الغموس [الفاجرة) لأنَّ الله (عزّوجلّ) یقول : «إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ »(5) والغُلُولُ لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : (6)« وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»(7) ومنع الزَّکاة المفروضة، لأنَّ الله (عزّوجلّ) یقول :

ص: 230


1- الأنفال 8: 16.
2- البقرة 2: 275 وزاد فی الفقیه: ویقول الله (عزّوجلّ): «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ » البقرة 2: 278 و 279.
3- البقرة 2: 102.
4- الفرقان 25: 68 و 69.
5- آل عمران 3: 77.
6- والغلول قال الله تعالی- الفقیه .
7- آل عمران 3: 161.

« فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ »(1) وشهادة الزور وکتمان الشهادة لأن الله (عزّوجلّ) یقول :« وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ »(2) وشرب الخمر لأن الله (عزّوجلّ) نهی عنها کما نهی عن عبادة الأوثان(3)، وترک الصَّلاة متعمّداً أو شیئاً ممّا فرض الله، لأن رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) قال: من ترک الصلاة متعمداً فقد بریء من ذمة الله (عزّوجلّ) وذمّة رسول الله(4) (صلّی الله علیه وآله وسلّم)، ونقض العهد، وقطیعة الرّحم، لأن الله (عزّوجلّ) یقول : « أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ »(5) .

قال : فخرج عمرو [بن عبید] وله صراخ من بکائه وهو یقول :

هلک من قال برأیه ونازعکم فی الفضل والعلم(6) .

من لایحضره الفقیه: روی عبدالعظیم بن عبدالله الحسنی ، عن أبی جعفر محمد بن علی الرضا، عن أبیه (علیهما السّلام) قال :

سمعت أبی موسی بن جعفر (علیهما السّلام) یقول... وذکر مثله(7).

علل الشرایع - عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : حدثنا محمد

ص: 231


1- التوبة 9: 35.
2- البقرة 2: 283.
3- لأنَّ الله (عزّوجلّ) عدل بها عبادة الأوثان - الفقیه .
4- وذمّة رسوله - الفقیه.
5- الرعد 13: 25.
6- الکافی: ج2 ص 285 ح 24.
7- من لایحضره الفقیه : ج3 ص563 ح4932 .

ابن موسی بن المتوکل (رضی الله عنه) قال : حدثنا علی بن الحسین السعدآبادی قال : حدثنا أحمد بن أبی عبدالله البرقی، عن عبد العظیم ابن عبدالله الحسنی بهذا الإسناد نحوه(1) .

مناقب آل أبی طالب : دخل عمرو بن عبید علی الصادق (علیه السّلام) وقرأ : «إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ » وقال : أحبّ أن اعرف الکبائر .... وذکر قریباً من ذلک(2).

8713- الکافی : علی بن إبراهیم، عن محمد بن عیسی، عن یونس، عن عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ من الکبائر عقوق الوالدین، والیأس من روح الله، والأمن المکر الله(3). وقد روی [أنّ] أکبر الکبائر الشرک بالله(4).

8714- الخصال : حدثنا محمد بن الحسن وأبی (رضی الله عنهما) قالا: حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن الحسین بن أبی الخطاب ، عن الحکم بن مسکین الثقفی، عن سلیمان بن ظریف، عن محمّد بن مسلم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قلت له : جعلت فداک مالنا نشهد علی من خالفنا بالکفر وبالنار؟ ولانشهد لأنفسنا ولأصحابنا أنّهم فی الجنّة؟ قال : من ضعفکم، إن لم یکن فیکم شیء من الکبائر فاشهدوا

ص: 232


1- علل الشرایع: ص 391 ح 1 ۔ عیون أخبار الرضا: ج1 ص 285 ح 33.
2- مناقب آل أبی طالب: ج4 ص 251.
3- «الأمن لمکر الله» أی عذابه واستدراجه وإمهاله عند المعاصی. (مرآة العقول).
4- الکافی: ج2 ص 278 ح4 .

أنّکم فی الجنّة .

قلت: فأیّ شیء الکبائر جعلت فداک؟ قال: أکبر الکبائر الشرک، وعقوق الوالدین، والتعرّب بعد الهجرة، وقذف المحصنة، والفرار من الزّحف، وأکل مال الیتیم ظلما ، والرِّبا بعد البیّنة، وقتل المؤمن .

فقلت له : الزّنا والسرقة؟ فقال : لیسا من ذلک(1).

8715- علل الشرایع : حدثنا محمد بن موسی قال : حدثنا علی ابن الحسین السعدآبادی، عن أحمد بن محمد بن أبی عبدالله، عن عبدالعظیم بن عبدالله قال : حدثنی محمد بن علی، عن أبیه، عن جدّه قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : قتل النفس من الکبائر لأنّ الله تعالی یقول: «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا »(2) .

8716- معانی الأخبار : حدثنا محمد بن الحسن (رحمه الله) قال : حدثنا الحسین بن الحسن بن أبان ، عن الحسین بن سعید، عن حمّاد بن عیسی، عن أبی السفاتح، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ): «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا ».

ص: 233


1- الخصال : ص 411 ح15. منه الوسائل : ج 1 ص 261.
2- علل الشرایع: ص478 ح 2، والآیة فی سورة النساء 4 : 93 . منه البحار : ج 79 ص8.

قال : جزاؤه جهنّم إن جازاه(1) .

أقول: لعلَّ المراد أن القاتل للمؤمن إذا تاب إلی الله توبةً نصوحاً وعفی عنه ورثة المقتول فلاعقاب علیه ولا یجازی بدخول جهنم، والله العالم.

8717- الجعفریات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن علی (علیهم السّلام) قال : السکر من الکبائر(2) .

8718- تفسیر العیاشی: عن السکونی، عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن علیّ (علیهم السّلام) قال: السکر من الکبائر، والحیف(3) فی الوصیّة من الکبائر(4).

8719- علل الشرایع : حدثنا محمد بن موسی بن المتوکل قال :

حدثنا علی بن الحسین السعدآبادی قال : حدثنا أحمد بن محمد قال : حدثنی عبدالعظیم بن عبدالله الحسنی، عن محمّد بن علی (علیهما السّلام) قال : حدثنی أبی قال : سمعت أبی یقول: سمعت جعفر بن محمّد (علیه السّلام) یقول: قذف المحصنات من الکبائر، لأنّ الله (عزّوجلّ) یقول : « لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ »(5).

ص: 234


1- معانی الأخبار : ص 380 ح5 . منه الوسائل: ج11 ص265.
2- الجعفریات: ص 133. منه المستدرک: ج 17 ص 54.
3- حاف علیه یحیف حَیفا: جارَ وظلَم. (أقرب الموارد). والظاهر أن المراد ترک الوصیّ العمل بالوصیَّة أو تحریفها أو صرفها فی غیر مصارفها.
4- تفسیر العیاشی: ج1 ص238 ح 111. منه البحار : ج 79 ص15.
5- علل الشرایع: ص 480 ح 2، والآیة فی سورة النور 2٤ : 23. منه البحار : ج 79 ص9.

8720- تفسیر العیاشی: عن عبید بن زرارة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: سألته عن الکبائر؟ فقال : منها أکل مال الیتیم ظلماً. ولیس فی هذا بین أصحابنا اختلاف والحمد لله(1).

8721- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن حبیب، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم، عن عبدالله بن مسکان، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال أمیر المؤمنین (صلوات الله علیه) : ما من عبد إلّآ وعلیه أربعون جنّة(2) حتی یعمل أربعین کبیرة فإذا عمل أربعین کبیرة انکشفت عنه الجنن فیوحی الله إلیهم أن استروا عبدی بأجنحتکم فتستره الملائکة بأجنحتها، قال : فما یدع شیئاً من القبیح إلّا قارفه حتی یمتدح إلی الناس(3) بفعله القبیح، فیقول الملائکة : یاربّ هذا عبدک ما یدع شیئاً إلّا رکبه وإنّا لنستحیی ممّا یصنع، فیوحی الله (عزّوجلّ) إلیهم أن ارفعوا أجنحتکم عنه فإذا فعل ذلک أخذ فی بغضنا أهل البیت فعند ذلک ینهتک ستره فی السماء، وستره فی الأرض، فیقول الملائکة : یاربّ هذا عبدک قد بقی مهتوک الستر فیوحی الله (عزّوجلّ) إلیهم: لو کانت لله فیه حاجة(4) ما أمرکم

ص: 235


1- تفسیر العیاشی: ج1 ص225 ح46. منه البحار : ج 79 ص15.
2- الجُنّة - بالضّم -: السترة، والجمع جُنن. (أقرب الموارد) وکأنّ المراد بالجّنَن ألطافه سبحانه التی تصیر سبباً لترک المعاصی وامتناعه . (مرآة العقول).
3- أقترف الذنب : أتاه وفعله ، وقارفه : قاربه . وامتدحه بمعنی مدحه : أی أحسن الثناء علیه، ضد ذمَّه (أقرب الموارد).
4- أی لو کان مستحقاً للّطف والتوفیق. (مرآة العقول).

أن ترفعوا اجنحتکم عنه.

ورواه ابن فضالٍ، عن ابن مسکان(1).

علل الشرایع : حدثنا محمد بن الحسن (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم البصری، عن عبدالله بن مسکان، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) رفع الحدیث إلی أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال: قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام).... وذکر نحوه(2) .

8722- الکافی : علی بن إبراهیم، عن محمد بن عیسی، عن یونس، عن ابن بکیر، عن سلیمان بن خالد، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ »(3) الکبائر فما سواها.

قال: قلت: دخلت الکبائر فی الإستثناء؟ قال : نعم(4).

تفسیر القمی: حدثنی أبی، عن ابن أبی عمیر، عن هشام، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(5).

8723- الکافی: علی بن إبراهیم، عن محمد بن عیسی، عن یونس، عن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام):

ص: 236


1- الکافی: ج2 ص 279 ح 9.
2- علل الشرایع : ص532 ح 1.
3- النساء 4 : 48.
4- الکافی: ج2 ص284 ح 18 .
5- تفسیر القمی: ج1 ص140.

الکبائر فیها استثناء أن یغفر لمن یشاء؟ قال : نعم(1) .

8724- من لایحضره الفقیه: سئل الصادق (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ): «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ » هل تدخل الکبائر فی مشیئة الله؟ قال : نعم ذلک إلیه (عزّوجلّ) ان شاء عذّب علیها وان شاء عفا(2).

8725- التوحید: حدثنا أبو علی الحسین بن أحمد البیهقی قال :

أخبرنا محمد بن یحیی الصولی قال : حدثنا أبو ذکوان [ابن ذکوان] قال : سمعت ابراهیم بن العباس یقول: کنا فی مجلس الرضا (علیه السّلام) فتذاکروا الکبائر وقول المعتزلة فیها : انها لاتغفر .

فقال الرضا (علیه السّلام): قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : قد نزل القرآن بخلاف قول المعتزلة، قال الله (عزّوجلّ): « وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ »(3)... هذا والحدیث طویل أخذنا منه موضع الحاجة(4).

8726- التوحید: حدثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمدانی (رضی الله عنه) قال : حدثنا علی بن ابراهیم بن هاشم، عن أبیه، عن

ص: 237


1- الکافی : ج2 ص284 ح 19 .
2- من لا یحضره الفقیه : ج3 ص 574 ح4966.
3- الرعد 13 : 6.
4- التوحید: ص406 ح4. منه الوسائل: ج11 ص267.

محمّد بن أبی عمیر قال : سمعت موسی بن جعفر (علیهما السّلام) یقول: لایخلّد الله فی النار الّا اهل الکفر والجحود واهل الضلال والشرک ومن اجتنب الکبائر من المؤمنین لم یسأل عن الصغائر قال الله (تبارک وتعالی): «إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا » (1).

قال : فقلت له : یابن رسول الله فالشفاعة لمن تجب من المذنبین؟ قال : حدثنی أبی ، عن آبائه، عن علیّ (علیهم السّلام) قال :

سمعت رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) یقول: انّما شفاعتی لأهل الکبائر من اُمّتی فأما المحسنون منهم فما علیهم من سبیل.

قال ابن أبی عمیر: فقلت له : یابن رسول الله فکیف تکون الشفاعة لأهل الکبائر والله (تعالی ذکره) یقول : « وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ »(2) ومن یرتکب الکبائر لایکون مرتضی؟ فقال : یا أبا أحمد ما من مؤمن یرتکب ذنباً الّا ساءه ذلک وندم علیه وقد قال النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : کفی بالندم توبة .

وقال (علیه السّلام): من سرّته حسنته وسائته سیئته فهو مؤمن، فمن لم یندم علی ذنب یرتکبه فلیس بمؤمن ولم تنجب له الشفاعة وکان ظالماً، والله (تعالی ذکره) یقول: « مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ

ص: 238


1- النساء 4 : 31.
2- الأنبیاء 21: 28.

يُطَاعُ »(1).

فقلت له : یابن رسول الله وکیف لا یکون مؤمناً من لم یندم علی ذنب یرتکبه؟ فقال : یا أبا أحمد ما من أحد یرتکب کبیرة من المعاصی وهو یعلم انه سیعاقب علیها الّآ ندم علی ما ارتکب، ومتی ندم کان تائباً مستحقّاً للشفاعة، ومتی لم یندم علیها کان مصرّاً والمصرّ لایغفر له لأنّه غیر مؤمن بعقوبة ما ارتکب، ولو کان مؤمناً بالعقوبة لندم، وقد قال النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : لاکبیرة مع الاستغفار ولا صغیرة مع الاصرار .

وامّا قول الله (عزّوجلّ) : « وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى » فإنّهم لایشفعون الّا لمن ارتضی الله دینه، والدین الإقرار بالجزاء علی الحسنات والسیّئات.

فمن ارتضی الله دینه ندم علی ما ارتکبه من الذنوب لمعرفته بعاقبته فی القیامة(2).

8727- البحار: دعوات الراوندی - قال الصادق (علیه السّلام):

اتّقوا الذنوب وحذّروها إخوانکم، فوالله ما العقوبة إلی أحد أسرع منها إلیکم، لأنّکم لاتؤاخذون بها یوم القیامة(3).

ص: 239


1- غافر 40: 18.
2- التوحید: ص408 ح6. منه الوسائل: ج11 ص266.
3- البحار: ج6 ص 57 ح8.

باب (26) الإمهال والإستدراج

8728- الخصال : حدثنا محمد بن علی ماجیلویه (رضی الله عنه) قال: حدثنی عمّی محمد بن أبی القاسم، عن أحمد بن أبی عبدالله البرقی، عن أبیه محمّد بن خالد، عن محمد بن سنان، عن إبراهیم بن [أبی] زیاد، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إنّ الله (تبارک وتعالی) أهبط ملکاً إلی الأرض فلبث فیها دهراً طویلاً ثمّ عرج إلی السماء فقیل له : ما رأیت؟ فقال : رأیت عجایب کثیرة، وأعجب ما رایت أنّی رأیت عبداً متقلّباً فی نعمتک، باکل رزقک، ویدَّعی الربوبیّة، فعجبت من جرئته علیک، ومن حلمک عنه .

فقال الله (جلّ جلاله) : فمن حلمی عجبت؟ قال : نعم [یاربّ].

قال : قد أمهلته أربعمائة سنة لایضرب علیه عرق، ولا یرید من الدُّنیا شیئاً إلّا ناله، ولا یتغیّر علیه فیها مطعم ولا مشرب(1).

8729- الخصال : حدثنا محمد بن الحسن (رضی الله عنه) قال :

حدثنا محمد بن یحیی العطار وأحمد بن ادریس جمیعاً، عن أحمد بن محمد بن عیسی، عن محمد بن أبی عمیر، عن الحسین بن مصعب قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إنّ لله (عزّوجلّ) فی کلّ یوم

ص: 240


1- الخصال : ص41 ح 31. منه البحار: ج 73 ص 381.

ولیلة ملکاً ینادی: مهلاً مهلاً عباد الله عن معاصی الله، فلولا بهائم رتّع، وصبیة رضّع، وشیوخ رکّع، لصبَّ علیکم العذاب صبّاً وترضّون به رضّاً(1) و (2).

8730- علل الشرایع : حدثنا أحمد بن هارون الفامی (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر الحمیری قال : حدثنی أبی، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة عن الصادق جعفر ابن محمّد، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) قال : إنّ الله (عزّوجلّ) إذا رای اهل قریة قد أسرفوا فی المعاصی، وفیها ثلاثة نفر من المؤمنین ناداهم جلَّ جلاله وتقدَّست أسماؤه: یا أهل معصیتی لولا [ما] فیکم من المؤمنین المتحابیّن بجلالی، العامرین بصلاتهم أرضی ومساجدی [و] المستغفرین بالأسحار خوفاً منّی، لأنزلت بکم عذابی ثمّ لا اُبالی(3).

علل الشرایع: أبی (رحمه الله) قال : حدثنا عبد الله بن جعفر، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد (علیه السّلام) قال : قال أبی (علیه السّلام): قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) .... وذکر مثله(4).

8731 علل الشرایع : أبی (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن

ص: 241


1- رضّه: دقّه . (أقرب الموارد). والمعنی: أنّکم تسحقون تحت وطأة العذاب سحقاً .
2- الخصال : ص 128 ح 131. منه البحار: ج 73 ص 381.
3- علل الشرایع : ص246 ح 1.
4- علل الشرایع: ص 522 ح3. منهما البحار: ج 73 ص 381 و 382.

یحیی العطار، عن العمر کی، عن علی بن جعفر ، عن أخیه موسی بن جعفر ، عن أبیه، عن علی (علیهم السّلام) قال : إنَّ الله (عزّوجلّ) اذا أراد أن یصیب أهل الأرض بعذاب قال: لولا الذین یتحابّون بجلالی، ویعمرون مساجدی، ویستغفرون بالاسحار لانزلت عذابی(1) .

ثواب الأعمال : أبی (رحمه الله) قال : حدثنی علی بن الحسن الکوفی، عن أبیه، عن عبدالله بن المغیرة، عن السکونی، عن جعفر ابن محمّد، عن آبائه (علیهم السّلام) نحوه(2).

8732- الاختصاص: عن ربعیّ، عن عمر بن یزید قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : ما عذَّب الله قریة فیها سبعة من المؤمنین(3).

8733- تفسیر العیاشی: عن یونس بن ظبیان، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله یدفع بمن یصلّی من شیعتنا عمّن لا یصلّی من شیعتنا، ولو أجمعوا علی ترک الصَّلاة لهلکوا، وإنّ الله یدفع من یصوم منهم عمّن لایصوم من شیعتنا، ولو أجمعوا علی ترک الصِّیام لهلکوا، وإنّ الله یدفع بمن یزکّی من شیعتنا عمّن لا یزکّی من شیعتنا(4) ولو اجتمعوا علی ترک الزکاة لهلکوا، وإنّ الله یدفع بمن یحجُّ من شیعتنا عمّن لا یحجُّ من شیعتنا(5) ولو اجمعوا علی ترک الحجّ لهلکوا،

ص: 242


1- علل الشرایع: ص521 ح 1.
2- ثواب الاعمال : ص211. منهما البحار: ج 73 ص 382.
3- الاختصاص: ص 30. منه البحار: ج 73 ص 383.
4- منهم - البحار.
5- منهم - البحار.

وهو قول الله تعالی: « وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ »(1) فوالله ما اُنزلت إلّا فیکم، ولاعنی بها غیرکم(2).

8734- تفسیر العیاشی: عن الحسن بن علی الوشّاء بإسناد له یرسله إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : والله لتمحّصن والله التمیّزنّ، والله لتغربلنّ حتّی لا یبقی منکم إلّا الأندر.

قلت: وما الأندر؟ قال: البیدر، وهو أن یدخل الرجل فیه(3) الطعام یطین علیه ثم یخرجه، قد أکل(4) بعضه بعضاً فلایزال ینقّیه ، ثمّ یکنُّ علیه ثم یخرجه حتّی یفعل ذلک ثلاث مرّات حتّی یبقی ما لا یضرّه شیء(5).

8735- تفسیر العیاشی: عن زرارة وحمران، ومحمّد بن مسلم، عن أبی جعفر وأبی عبدالله (علیهما السّلام) عن قوله : « رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ »(6) .

قال: لاتسلّطهم علینا فتفتنهم بنا(7) .

ص: 243


1- البقرة 2: 251.
2- تفسیر العیاشی: ج1 ص135 ح446. منه البحار : ج 73 ص 382.
3- قبّة - البحار.
4- وقد تأکّل - البحار .
5- تفسیر العیاشی: ج1 ص199ح 146. منه البحار: ج5 ص216.
6- یونس 10: 85.
7- تفسیر العباسی : ج2 ص 127 ح38. منه البحار: ج5 ص216.

8726- مجمع البیان: روی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : إذا أحدث العبد ذنباً جدّد له نعمة فیدع الاستغفار فهو الاستدراج(1).

باب (27) الوقت الذی یُشدِّد الله علی عبده

8737- الکافی : محمد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن علیّ بن الحکم، عن داود، عن سیف، عن أبی بصیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): إنّ العبد لفی فسحة من أمره(2) ما بینه وبین أربعین سنة فإذا بلغ أربعین سنة أوحی الله (عزّوجلّ) إلی ملکیه : قد عمّرت عبدی هذا عمراً فغلّظاً(3) وشدّدا وتحفّظا واکتبا علیه قلیل عمله وکثیره وصغیره وکبیره(4) .

الخصال : حدثنا محمد بن الحسن (رضی الله عنه) قال : حدثنا أحمد بن ادریس، عن محمد بن أحمد بن یحیی، عن محمد بن السندی، عن علی بن الحکم مثله(5).

أمالی الصدوق : حدثنا الشیخ الفقیه أبو جعفر محمد بن علی بن الحسین بن موسی بن بابویه القمی (رحمه الله) قال : حدثنا أبی (رحمه

ص: 244


1- مجمع البیان : ج5 ص340. منه البحار : ج5 ص215.
2- أی فی سعة من عفو الله و غفرانه. (مرآة العقول).
3- أوحی الله (عزّوجلّ) إلی ملائکته إنّی قد عمّرت عبدی عمراً [وقد طال] فغلّظا ۔ الخصال.
4- الکافی: ج8 ص108 ح 84.
5- الخصال : صه 545 ح 24.

الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عیسی بهذا الإسناد نحوه بزیادة : وسئل الصادق (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : « أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ» ؟(1).

فقال : توبیخ لابن ثمانی عشرة سنة(2).

8738- الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد ابن عبدالله قال: حدثنا أحمد بن أبی عبدالله البرقی باسناده رفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ) :أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ ».

قال : توبیخ لابن ثمان عشرة سنة(3).

باب (28) متیٰ یکرم الله عبده؟

8739- ثواب الاعمال - الخصال : حدثنی أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنی سلمة بن الخطاب، عن أحمد بن عبدالرحمن، عن اسماعیل بن عبدالخالق، عن محمد بن طلحة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله لیکرم ابن الأربعین(4)

ص: 245


1- فاطر 35: 37.
2- أمالی الصدوق: ص40 ح1.
3- الخصال : ص509ح2. منه البحار: ج 73 صر388.
4- أبناء السبعین - ثواب الأعمال .

ویستحی من ابن(1) الثمانین(2).

8740- الخصال : حدثنا أحمد بن محمد بن یحیی العطار (رضی الله عنه) قال : حدثنی ابی، عن محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف، عن عبدالرحمن بن أبی نجران، عن محمد بن القاسم، عن علی بن المغیرة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول: إذا بلغ المرء أربعین سنة آمنه الله (عزّوجلّ) من الأدواء الثلاثة : الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ الخمسین خفّف الله حسابه، فإذا بلغ الستّین رزقه [الله] الانابة إلیه، فاذا بلغ السَّبعین أحبّه أهل السَّماء، فإذا بلغ الثمانین أمر الله بإثبات حسناته وإلقاء سیّئاته، فإذا بلغ التسعین غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخّر وکُتب : أسیر الله فی أرضه(3).

أقول: هذا الحدیث ضعیف السند لایعتمد علیه، وعلی فرض صحته وصدوره عن الامام (علیه السّلام) ینبغی أن نقول:

لعلَّ المقصود من المرء - هنا - هو الانسان المؤمن الملتزم بالدین.

ولعلَّ الأمن من الجنون والجذام والبرص خاص ببعض المؤمنین لا کلّهم، اذ یظهر من بعض الأحادیث أن الله یمتحن بعض عباده المؤمنین ببعض الأمراض الصعبة والشدیدة لیرفع درجاتهم او لیغفر لهم ذنوبهم، أو لیبدّل سیأتهم حسنات اذا صبروا وشکروا . والله العالم.

ص: 246


1- من أبناء - ثواب الأعمال .
2- ثواب الاعمال: ص224ح 2 - الخصال: ص 545 ح 22. منهما البحار: ج 73 ص 388.
3- الخصال : ص546 ح 25 .

ثواب الأعمال: حدثنی محمد بن الحسن (رضی الله عنه)، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف مثله(1).

8741- الخصال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال: حدثنی محمد بن الحسن الصفار، عن ابراهیم ابن هاشم، عن محمد بن علی المقری، عن یحیی بن المبارک ، عن عبدالله بن جبلة، عن اسحاق بن عمّار، عن أبی عبدالله، عن أبیه ، عن آبائه، عن علیّ (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): من عمر أربعین سنة سلم من الأنواع(2) الثلاثة : من الجنون، والجذام، والبرص، ومن عمّر خمسین سنة رزقه الله الانابة إلیه، ومن عمر ستّین سنة هوُّن الله حسابه یوم القیامة، ومن عمّر سبعین سنة کتبت حسناته ولم تکتب سیّئاته، ومن عمر ثمانین سنة غفر [الله ]له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخّر، ومشی علی الأرض مغفوراً له، وشفّع فی أهل بیته(3).

8742- الخصال : حدثنا محمد بن الحسن (رضی الله عنه) قال :

حدثنا أحمد بن ادریس، عن محمّد بن أحمد بن یحیی، عن محمّد بن السندی، عن علی بن الحکم، عن داود بن النعمان، عن سیف التمار، عن أبی بصیر قال: قال أبو عبدالله (علیه السّلام): إذا بلغ العبد ثلاثاً وثلاثین سنة، فقد بلغ أشدَّه، وإذا بلغ أربعین سنة فقد بلغ

ص: 247


1- ثواب الاعمال : ص224 ح 1. منهما البحار: ج 73 ص 389.
2- من الادواء - البحار.
3- الخصال: ص 545 ح 21. منه البحار: ج 73 ص388.

منتهاه، فاذا ظعن فی إحدی وأربعین فهو فی النقصان وینبغی لصاحب الخمسین أن یکون کمن کان فی النزع(1).

8743- الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد ابن عبدالله، عن سلمة بن الخطاب، عن علیّ بن الحسین، عن أحمد ابن محمّد المؤدِّب، عن عاصم بن حمید، عن خالد القلانسیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : [إنّ الله یستحیی من أبناء الثمانین أن یعذِّبهم.

وقال (علیه السّلام)](2): یؤتی بالشیخ(3) یوم القیامة فیُدفع إلیه کتابه، ظاهره ممّا یلی الناس لا یری إلّا مساوی فیطول ذلک علیه، فیقول : یاربِّ أتأمرنی(4) إلی النار؟! فیقول الجبّار (جلَّ جلاله) : یا شیخ إنّی أستحیی أن أعذِّبک وقد کنتَ تصلّی لی فی دار الدُّنیا ، اذهبوا بعبدی إلی الجنّة(5).

جامع الاخبار : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): یؤتی شیخ یوم القیامة .... وذکر نحوه(6) .

8744- جامع الاخبار : عن حازم بن حبیب الجعفیّ قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إذا بلغتَ ستّین سنة فاحسب نفسک فی

ص: 248


1- الخصال : ص 545 ح 23. منه البحار: ج 73 ص 389.
2- ما بین المعقوفتین من البحار.
3- بشیخ - البحار.
4- أتأمر بی - البحار.
5- الخصال : ص 546 ح 26. منه البحار : ج 73 ص 390.
6- جامع الاخبار : ص 120.

الموتی(1).

8745- جامع الاخبار : عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إنّ الله لیکرم أبناء السبعین، ویستحیی من أبناء الثمانین أن یعذِّبهم(2).

باب (29) لا طاعةَ لمخلوق فی معصیة الخالق

8746- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلیّ، عن السکونیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : من طلب رضا الناس بسخط الله جعل الله حامده من الناس ذامّاً(3) و(4) .

الخصال : حدثنا أحمد بن محمد بن یحیی العطار (رضی الله عنه) قال: حدثنی أبی، عن عبدالله بن محمد بن عیسی، عن أبیه ، عن عبدالله بن المغیرة، عن اسماعیل بن أبی زیاد السکونی، عن جعفر ابن محمّد، عن أبیه، عن آبائه، عن علیّ (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) .... وذکر مثله(5) .

8747- عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : بالأسانید الثلاثة(6) عن

ص: 249


1- جامع الأخبار : ص120. منه البحار : ج 73 ص 390 و 391.
2- جامع الأخبار : ص120. منه البحار : ج 73 ص 390 و 391.
3- أی بعد ذلک الحمد، او بحمدونه بحضرته ویذمّونه فی غیبته، أو یکون المراد بالحامد: من یتوقع منهم المدح. (مرآة العقول).
4- الکافی: ج2 ص372 ح1.
5- الخصال: ص3 ح6.
6- المذکورة فی العیون: ج2 ص24 ح 4.

الرضا، عن آبائه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) انه قال : لادین لمن دان بطاعة المخلوق ومعصیة الخالق(1).

8748- الکافی: علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلی، عن السکونی، عن أبی عبدالله، عن أبیه (علیهما السّلام) عن جابر بن عبدالله [الأنصاری] قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : من أرضی سلطاناً بسخط الله خرج من دین الله (2) و(3).

الکافی : علی بن ابراهیم، عن أبیه ، عن النوفلی، عن السکونی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): من أرضی.... وذکر مثله إلّا أنَّ فیه: عن دین الله(4) .

نوادر الراوندی : باسناده عن موسی بن جعفر، عن آبائه (علیهم السّلام) نحوه(5).

8749- عیون أخبار الرضا (علیه السّلام): حدثنا أبو بکر محمد ابن أحمد بن الحسین بن یوسف بن زریق البغدادی قال: حدثنی علی ابن محمد بن عیینة مولی الرشید قال : حدثنی دارم بن قبیصة بن تهشل بن مجمع النهشلی الصغانی ، قال : حدثنا علی بن موسی الرضا

ص: 250


1- عیون اخبار الرضا: ج2 ص43 ح 149. منه البحار: ج 73 ص 393.
2- یمکن حمله علی مَن أرضی خلفاء الجور بإنکار أئمّة الحقّ أو بشیء من الضروریات . مرآة العقول).
3- الکافی: ج2 ص 373 ح 5 .
4- الکافی: ج5 ص63 ح2.
5- نوادر الراوندی : ص27 .

(علیه السّلام)، عن أبیه، عن جدّه، عن محمّد بن علی، عن أبیه ، عن جدّه، عن علی (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : من أرضی سلطاناً کما یسخط الله خرج عن دین الله (عزّوجلّ)(1).

8750- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن شریف بن سابق، عن الفضل بن أبی قرة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: کتب رجل إلی الحسین (صلوات الله علیه) :

عظنی بحرفین(2) فکتب إلیه: من حاول أمراً بمعصیة الله کان أفوت لما یرجو، وأسرع لمجییء ما یحذر(3).

ص: 251


1- عیون اخبار الرضا: ج2 ص 69ح318. منه البحار: ج 73 ص 393.
2- أی بجملتین وما ذکره (علیه السّلام) مع العطف فی حکم جملتین، ویحتمل أن یکون الحرفان کنایة عن الاختصار فی الکلام. «من حاول» أی رام وقصد. (مرآة العقول).
3- الکافی: ج2 ص 373 ح 3.

ص: 252

کتاب العشرة

أبواب برّ الوالدین

باب (1) وجوب برّ الوالدین

8751- الکافی: محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، وعلیّ بن إبراهیم، عن أبیه جمیعاً، عن الحسن بن محبوب، عن أبی ولّاد الحنّاط قال: سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ):« وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» ما هذا الإحسان؟ فقال : الإحسان أن تحسن صحبتهما وأن لاتکلّفهما أن یسألاک شیئاً ممّا یحتاجان إلیه وإن کانا مستغنیین، الیس یقول الله (عزّوجلّ) : «لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ »(1) .

ص: 253


1- آل عمران 3: 92.

قال : ثم قال أبو عبدالله (علیه السّلام): وأمّا قول الله (عزّوجلّ): « إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا » قال : إن أضجراک فلا تقل لهما اُفٍ، ولا تَنهَرهُما إن ضَرباک ، قال : « وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا » قال : إن ضرباک فقل لهما: غفر الله لکما، فذلک منک قول کریم، قال : «وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ»(1)قال: لاتملأ عینیک من النظر إلیهما الّآ برحمة ورقّةٍ ولاترفع صوتک فوق أصواتهما ولایدک فوق أیدیهما ولاتقدّم قدامهما(2) .

تفسیر العیاشی: عن أبی ولّاد الحنّاط قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام).... وذکر نحوه(3).

مشکاة الأنوار : من کتاب (روضة الواعظین) سئل أبو عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ).... وذکر نحوه(4).

8752- من لا یحضره الفقیه : روی الحسن بن محبوب، عن أبی ولّاد الحناط قال : سألت أبا عبدالله جعفر بن محمّد الصادق (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ): « وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» ما هذا الاحسان؟ فقال: الإحسان أن تحسن صحبتهما وان لاتکلفهما أن یسألاک

ص: 254


1- الاسراء 17 : 23 و 24.
2- الکافی: ج2 ص157 ح1.
3- تفسیر العیاشی: ج2 ص285 ح 39.
4- مشکاة الأنوار: ص163.

شیئاً مما یحتاجون(1) الیه وان کانا مستغنیین أن الله (عزّوجلّ) یقول :«لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ » ثمَّ قال (علیه السّلام) : «إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ » أن أضجراک « وَلَا تَنْهَرْهُمَا » أن ضرباک « وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا » والقول الکریم أن تقول لهما غفر الله لکما فذاک منک قول کریم «وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ » وهو ان لاتملأ عینیک من النَّظر إلیهما وتنظر إلیهما برحمة ورأفة وأن لاترفع صوتک فوق أصواتهما ولایدک فوق أیدیهما ولاتتقدم قدامهما(2).

8753- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن سیف، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: یأتی یوم القیامة شیء مثل الکّبة(3) فیدفع فی ظهر المؤمن فیدخله الجنّة، فیقال : هذا البّر(4).

8754- الکافی : علی بن ابراهیم، عن أبیه، عن النوفلی، عن السکونی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): رحم الله والدین اعانا ولدهما علی برّهما(5).

التهذیب : محمد بن یعقوب، عن علی بن ابراهیم، عن أبیه مثله(6).

ص: 255


1- هکذا فی المصدر ولعلّ الصحیح : ممّا یحتاجان .
2- من لا یحضره الفقیه : ج4 ص407 ح 8583.
3- الکَبّةُ - بالفتح ویضم -: الدفعة. (أقرب الموارد) .
4- الکافی: ج2 ص158ح3.
5- الکافی: ج6 ص48 ح3.
6- التهذیب : ج8 ص112 ح 385.

الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (علیهم السّلام) مثله(1).

8755- البحار : کتاب الامامة والتبصرة لعلیّ بن بابویه - عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسی بن إسماعیل بن موسی بن جعفر ، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): رحم الله من أعان ولده علی برِّه(2).

8756- الکافی: محمد بن یحیی، عن أحمد بن محمد بن عیسی، عن ابی طالب رفعه الی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال [له] رجل من الأنصار [لأبی عبدالله (علیه السّلام)] : من أبرّ؟ قال : والدیک.

قال : قد مضیا .

قال : بر ولدک (3).

التهذیب : محمد بن یعقوب، عن محمد بن یحیی، عن أحمد ابن محمد بن عیسی مثله(4) .

8757- البحار: کتاب الامامة والتبصرة - عن سهل بن أحمد، عن محمد بن محمد بن الأشعث، عن موسی بن اسماعیل بن موسی ابن جعفر، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله

ص: 256


1- الجعفریات: ص187.
2- البحار : ج 74 ص 86 ح 100.
3- الکافی: ج6 ص49 ح2.
4- التهذیب : ج8 ص 113 ح388.

(صلّی الله علیه وآله): رغم أنف رجل ذُکرت عنده فلم یصلِّ علیَّ، رغم أنف رجل أدرک أبویه عند الکبر فلم یدخلاه الجنّة، رغم أنف رجل دخل علیه شهر رمضان ثمّ انسلخ قبل أن یغفر له(1) .

8758- البحار : کتاب الامامة والتبصرة - عن أحمد بن علیّ، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهیم بن هاشم، عن النوفلیّ، عن السکونی، عن جعفر بن محمّد، عن أبیه ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : سیّد الأبرار یوم القیامة رجل برَّ والدیه بعد موتهما(2).

8759- تفسیر العیاشی: عن أبی بصیر، عن أحدهما (علیهما السّلام) أنّه ذکر الوالدین فقال : هما اللّذان قال الله : «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا » (3).

8760- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبیه، عن عبدالله بن بحر، عن عبدالله بن مسکان، عمّن رواه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال - وأنا عنده - لعبد الواحد الأنصاریّ فی برّ الوالدین فی قول الله (عزّوجلّ): « وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» فظننّا أنّها الآیة الّتی فی بنی اسرائیل «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا »فلمّا کان بعد سألته فقال :

هی التی فی لقمان ««وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ ...* وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى

ص: 257


1- البحار: ج 74 ص86 ح 100.
2- البحار: ج 77 ص86 ح 100.
3- تفسیر العیاشی: ج2 ص284 ح 36، والآیة فی سورة الاسراء 17 : 23. منه البحار: ج 74 ص78.

أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا »(1) فَقالَ: إنّ ذلک أعظمُ [مِن] أن یَأمُرَ بِصِلَتِهِما وَحَقِّهِما عَلی کُلِّ حالٍ «وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ» ؟ فقال : لابل یأمر بصلتهما وإن جاهداه علی الشرک مازاد حقّهما إلّا عِظماً(2) .

باب (2) النّظر إلی الوالدین عبادة

8661- الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جدّه علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام)، قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): نظر الولد إلی والده حبّاً لهما عبادة(3).

نوادر الراوندی : باسناده قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) .... وذکر مثله(4).

کشف الغمة : من کتاب الحافظ عبدالعزیز الجنابذی، عن اسماعیل، عن أبیه موسی بن جعفر، عن أبیه، عن جده علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) مثله(5).

ص: 258


1- لقمان 31: 14و 15.
2- الکافی: ج 2 ص 159 ح6
3- الجعفریات: ص187.
4- نوادر الراوندی : ص5. منهما المستدرک : ج9 ص152.
5- کشف الغمة : ج2 ص218. منه البحار: ج 74 ص 80.

البحار: کتاب الامامة والتبصرة لعلی بن بابویه - عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسی بن إسماعیل بن موسی بن جعفر، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) مثله(1) .

باب (3) أفضل الأعمال

8762- الکافی : الحسین بن محمّد، عن معلّی بن محمّد، عن الوشّاء، عن منصور بن حازم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال :

قلت : أیّ الأعمال أفضل؟ قال: الصَّلاة لوقتها وبرّ الوالدین والجهاد فی سبیل الله (عزّوجلّ)(2).

عدة الداعی : قال الصادق (علیه السّلام) : أفضل الأعمال الصَّلاة لوقتها.... وذکر مثله(3) .

باب (4) لماذا أکرمها رسول الله؟

8763- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن علیّ بن الحکم، وعدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبی

ص: 259


1- البحار: ج 7 ص 80 ذیل حدیث 80.
2- الکافی: ج2 ص158 ح4 .
3- عدة الداعی: ص75.

عبدالله، عن إسماعیل بن مهران، جمیعاً عن سیف بن عمیرة، عن عبدالله بن مسکان، عن عمّار بن حیان قال : خبّرت أبا عبدالله (علیه السّلام) ببرّ إسماعیل ابنی بی، فقال: لقد کنت أحبّه وقد ازددت له حبّاً، إن رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) أئته اُخت له من الرّضاعة(1) فلمّا نظر إلیها سرّ بها وبسط ملحفته لها فأجلسها علیها ثم أقبل یحدّثها ویضحک فی وجهها، ثمّ قامت وذهبت وجاء أخوها فلم یصنع به ماصنع بها، فقیل له : یا رسول الله صنعت باُخته ما لم تصنع به وهو رجل؟! فقال : لانّها کانت أبرّ بوالدیها منه(2).

8764- کتاب الزهد: فضالة بن أیوب، عن سیف بن عمیرة، عن ابن مسکان، عن عمار بن حیان قال: أخبرنی أبو عبدالله ببرّ أبنه اسماعیل له وقال : ولَقد کنت أحبّه وقد ازداد الیّ حبّاً، أن رسول الله (صلّی الله علیه وآله) أنته أُخت له من الرّضاعة، فلمّا ان نظر إلیها سرّ بها وبسط ردائه لها فأجلسها علیه، ثمَّ أقبل یحدّثها ویضحک فی وجهها، ثمَّ قامت فذهبت ثمّ جاء أخوها فلم یصنع به ما صنع بها .

فقیل : یا رسول الله صنعت باُخیه ما لم تصنع به وهو رجل؟ فقال : لأنّها کانت أبرّ بأبیها منه(3) .

ص: 260


1- اخته واخوه (صلّی الله علیه وآله وسلّم) من الرّضاعة، وهما وَلدا حلیمة السعدیة . (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص161 ح 12.
3- کتاب الزهد: ص34 ح 88. منه البحار : ج16 ص 281.

مشکاة الأنوار : من کتاب (المحاسن) عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: مرّ اسماعیل، فقال: کنت احبّه فقد ازددت له حبّاً.... وذکر نحوه(1) .

باب (5) الوصیَّة النَبویَّة

8765- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، وعلیّ بن إبراهیم، عن أبیه جمیعاً، عن ابن محبوب، عن خالد بن نافع البجلیّ، عن محمّد بن مروان قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ رجلاً أتی النبیّ (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فقال : یا رسول الله أوصنی؟ فقال : لا تشرک بالله شیئاً وإن حرّقتَ بالنار وعذّبت إلّا وقلبک مطمئنّ بالایمان، ووالدیک فاطعهما وبرّهما حیّین کانا أو میّتین وإن أمراک أن تخرج من أهلک ومالک فافعل فإنّ ذلک من الایمان(2) .

مشکاة الأنوار : من کتاب (المحاسن) عن الصادق (علیه السّلام) أن رجلاً .... وذکر مثله(3) .

ص: 261


1- مشکاة الأنوار : ص 160 .
2- الکافی: ج2 ص158 ح2 .
3- مشکاة الأنوار : ص159.

باب (6) برّ الوالدین فی الحیاة وبعد الممات

8766- الکافی : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمّد بن علی، عن الحکم بن مسکین، عن محمّد بن مروان قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ما یمنع الرجل منکم أن یبرّ والدیه حیّین ومیّتین، یصلّی عنهما، ویتصدّق عنهما، ویحجّ عنهما ویصوم عنهما، فیکون الّذی صنع لهما، وله مثل ذلک فیزیده الله (عزّوجلّ) ببرّه وصلته خیراً کثیراً(1) .

مشکاة الأنوار : من کتاب (المحاسن) عن الصادق (علیه السّلام) قال : لایمنع الرجل.... وذکر مثله(2) .

عدة الداعی: قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ما یمنع أحدکم أن یبرّ.... وذکر نحوه(3).

8767- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن علیّ بن الحکم، عن سیف بن عمیرة، عن عبدالله بن مسکان، عن إبراهیم بن شعیب قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : إن أبی قد کبر جدة وضعف فنحن نحمله إذا أراد الحاجة .

فقال : إن استطعت أن تلی ذلک منه فافعل ولقّمه بیدک فإنّه جنّة

ص: 262


1- الکافی: ج2 ص 159 ح 7.
2- مشکاة الأنوار: ص159.
3- عدة الداعی: ص76.

لک غداً(1) و (2).

کتاب الزهد: فضالة بن أیوب، عن سیف بن عمیرة، عن ابن مسکان، عن ابراهیم بن شعیب مثله(3).

عدة الداعی: قال رجل لأبی عبدالله (علیه السّلام): إنّ أبی قد کبر .... وذکر نحوه(4).

8768- کتاب الزهد: النضر وفضالة ، عن عبدالله بن سنان، عن حفص، عن محمّد بن مسلم، عن أبی جعفر (علیه السّلام) قال : أنّ العبد لیکون بارّا بوالدیه فی حیاتهما ثمّ یموتان فلایقضی عنهما الدّین ولا یستغفر لهما فیکتبه الله عاقا، وانّه لیکون فی حیاتهما غیر بارّ لهما فإذا ماتا قضی عنهما الدّین واستغفر لهما فیکتبه الله (تبارک وتعالی) بارّاً.

قال أبو عبدالله (علیه السّلام): وان أحببت أن یزید الله فی عمرک فسرّ أبویک، [و] قال سمعته یقول : أنّ البرّ یزید فی الرّزق(5).

8769- دعوات الراوندی : عن الصادق (علیه السّلام) قال: یکون الرجل عاقّاً لوالدیه فی حیاتهما، فیقوم عنهما بعد موتهما، ویصلّی ویقضی عنهما الدَّین، فلایزال کذلک حتّی یکتب بارّاً،

ص: 263


1- الجُنّة : السترة (أقرب الموارد) قوله : «فإنّه جُنّة» أی من النَّار (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص162 ح13.
3- کتاب الزهد: ص35 ح 91.
4- عدة الداعی : ص76.
5- کتاب الزهد: ص 33 ح87. منه الوسائل: ج13 ص117.

ویکون بارّاً فی حیاتهما فاذا مات(1) لایقضی دینهما ولا یبرُّهما بوجه من وجوه البرِّ فلایزال کذلک حتّی یکتب عاقّا(2) .

8770- مشکاة الأنوار : من کتاب (روضة الواعظین)، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: أن من حق الوالدین علی ولدهما أن یقضی دیونهما، ویوفی نذورهما، ولا یستسب لهما، فاذا فعل ذلک کان باراً وإن کان عاقاً لهما فی حیاتهما، وان لم یقض دیونهما ولم یوف نذورهما واستسب لهما(3)، کان عاقاً وان کان باراً [بهما] فی حیاتهما(4) .

باب (7) برُّ الوالدین خیر من الجهاد

8771- الکافی : أبو علیّ الأشعریّ، عن محمّد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أتی رجل رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فقال : یا رسول الله إنّی راغبٌ فی الجهاد نشیط.

قال : فقال له النبیّ (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : فجاهد فی

ص: 264


1- هکذا فی المصدر والظاهر أنّ الصحیح فإذا ماتا .
2- دعوات الراوندی : ص126 ح 311. منه البحار: ج 74 ص 84.
3- استسب له: عرَّضه للسب وجرَّه إلیه کان تسب والده فیسب والدک . (أقرب الموارد).
4- مشکاة الأنوار : ص163. منه المستدرک: ج2 ص112.

سبیل الله فإنّک إن تقتل تکن حیّاً عند الله ترزق، وإن تمت فقد وقع أجرک علی الله، وإن رجعت رجعت من الذنوب کما ولدت.

قال : یا رسول الله إن لی والدین کبیرین یزعمان أنّهما یأنسان بی ویکرهان خروجی.

فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : فقرّ(1) مع والدیک فوالّذی نفسی بیده لاُنسهما بک یوماً ولیلةً خیرٌ من جهاد سنةٍ(2) .

روضة الواعظین : قال الصادق (علیه السّلام): جاء رجل إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) .... وذکر نحوه(3).

أمالی الصدوق : حدّثنا علی بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبی عبدالله البرقی، قال: حدثنی أبی، عن جده أحمد بن أبی عبدالله، عن أبیه، عن أحمد بن النضر الحزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن یزید الجعفی، عن أبی عبدالله الصادق (علیه السّلام) نحوه(4).

باب (8) برُّ الوالدین یخفِّف سکرات الموت

8772- أمالی الصدوق : حدثنا أحمد بن محمد بن یحیی

ص: 265


1- قرَّ فی المکان : ثبت و سکن. (أقرب الموارد). والمعنی: إبق مع والدیک ولا تترکهما.
2- الکافی: ج2 ص160 ح10.
3- روضة الواعظین: ص367.
4- أمالی الصدوق: ص 373 ح 8.

العطار، قال : حدثنا أبی قال : حدثنی محمد بن عبدالجبار ، عن الحسن بن علی بن أبی حمزة، قال: أخبرنی داود بن کثیر الرقی قال : سمعت أبا عبدالله الصادق (علیه السّلام) یقول: من أحبَّ أن یخفّف الله (عزّوجلّ) عنه سکرات الموت، فلیکن لقرابته وصولاً، وبوالدیه بارّاً، فاذا کان کذلک، هونَّ الله علیه سکرات الموت، ولم یصبه فی حیاته فقر أبداً(1).

أمالی الطوسی: أخبرنا أبو عبدالله الحسین بن عبیدالله الغضائری قال: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی قال : حدثنا أحمد بن محمّد بن یحیی العطّار مثله(2).

روضة الواعظین: قال الصادق (علیه السّلام) : من أحبّ....

وذکر مثله (3).

باب (9) برّ الوالدین یزید فی العُمر

8773- دعوات الراوندی : عن حنان بن سدیر (رضی الله عنهما) قال : کنّا عند أبی عبدالله (علیه السّلام) وفینا میسّر فذکروا صلة القرابة ، فقال أبو عبدالله (علیه السّلام): یا میسّر قد حضر أجلک غیر مرّة ولا مرّتین، کلّ ذلک یؤخّر الله أجلک، لصلتک قرابتک، وإن کنت

ص: 266


1- أمالی الصدوق: ص 318 ح 14.
2- أمالی الطوسی: ص432 ح 967. منهما البحار: ج4 ص66.
3- روضة الواعظین: ص367. منه البحار: ج 74 ص 81.

ترید أن یزاد فی عمرک فبرّ شیخیک - یعنی أبویه -(1).

8774- مستدرک الوسائل : کتاب (التعریف) روی عن احدهم (علیهم السّلام) أنه قال : وقّر أباک یطل عمرک، ووقر اُمک تری لبنیک بنین(2) .

باب (10) برُّ الوالدین غیر المسلمین

8775- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن علیّ بن الحکم، عن سیف بن عمیرة، عن أبی الصباح، عن جابر قال : سمعت رجلاً یقول لأبی عبدالله (علیه السّلام): إنّ لی أبوین مخالفین؟ فقال : برّهما کما تبرّ المسلمین ممّن یتولّانا(3).

کتاب الزهد: فضالة، عن سیف بن عمیرة، عن أبی الصباح، عن جابر قال : سمعت رجلاً یقول.... وذکر نحوه(4) .

8776- الکافی : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ابن خالد ، عن علیّ بن الحکم ، عن معاویة بن وهب، عن زکریّا ابن إبراهیم قال : کنت نصرانیّاً فأسلمت وحججت فدخلت علی

ص: 267


1- دعوات الراوندی : ص125 ح 309. منه البحار : ج 74 ص 84.
2- مستدرک الوسائل : ج 15 ص 204.
3- الکافی: ج2 ص162 ح 14.
4- کتاب الزهد: صر35 ح93.

أبی عبدالله (علیه السّلام) فقلت : إنّی کنت علی النصرانیّة وإنّی أسلمت.

فقال : وأیّ شیء رأیت فی الإسلام؟ قلت : قول الله (عزّوجلّ) : « مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ »(1).

فقال: لقد هداک الله، ثمّ قال : اللهم اهده - ثلاثاً - سل عمّا شئت یابنیّ.

فقلت: إنّ أبی واُمّی علی النصرانیّة وأهل بیتی، واُمّی مکفوفة البصر فأکون معهم وآکل فی آنیتهم؟ فقال : یاکلون لحم الخنزیر؟ فقلت : لا، ولایمسّونه.

فقال : لابأس فانظر اُمّک فبرّها، فإذا ماتت فلاتکلها إلی غیرک، کن أنت الّذی تقوم بشأنها ولاتخبرنّ أحداً أنّک أتیتنی حتّی تأتینی بمنی

ص: 268


1- الشوری 42 : 52. قال العلامة المجلسی (رحمه الله) فی مرآة العقول: کانَّ السائل ارجع الضمیر فی جعلناه إلی الإیمان، وحمل الآیة علی ان الایمان موهبی وهو بهدایة الله تعالی وان کان بتوسِّط الانبیاء والحجج (علیهم السّلام) والحاصل أنّه (علیه السّلام) لمّا سأله عن سبب إسلامه، وقال: أی شیء رایت فی الاسلام من الحجّة والبرهان صار سبباً لاسلامک؟ فأجاب بأنّ الله تعالی القی الهدایة فی قلبی، وهدانی للإسلام کما هو مضمون الآیة الکریمة، فصدّقه (علیه السّلام) وقال: لقد هداک الله، ثمَّ قال: اللهمَّ اهده ثلاثاً أی زد فی هدایته أو ثبّته علیها .

إن شاء الله(1) .

قال : فأتیته بمنی والناس حوله کأنّه معلّم صبیانٍ، هذا یسأله وهذا یسأله، فلمّا قدمت الکوفة الطفت لأمّی وکنت اُطعمها وافلی ثوبها(2) ورأسها وأخدمها.

فقالت لی: یابنیّ ما کنت تصنع بی هذا وانت علی دینی فما الّذی أری منک منذ هاجرت فدخلت فی الحنیفیة؟ فقلت : رجل من وُلد نبیّنا أمرنی بهذا.

فقالت : هذا الرجل هو نبیّ؟ فقلت : لا ولکنّه ابن نبیّ.

فقالت: یابنیّ إنّ هذا نبیّ، إن هذه وصایا الأنبیاء .

فقلت : یا اُمّه إنّه لیس یکون بعد نبیّنا نبیّ ولکنّه ابنه .

فقالت : یابنیّ دینک خیر دین، اعرضه علیّ، فعرضته علیها فدخلت فی الإسلام وعلّمتها، فصلّت الظهر والعصر والمغرب

ص: 269


1- قوله (علیه السّلام): «لاباس» یدل علی طهارة النصاری بالذات وان نجاستهم باعتبار مزاولة النجاسات، ویمکن حمله علی أن یاکل معهم الاشیاء الجامدة والیابسة، وربما یؤیده ذلک بعدم ذکر الخمر لأنها بعد الیهم لایبقی أثرها فی أوانیهم بخلاف لحم الخنزیر لبقاء دسومته. «فاذا ماتت» ظاهره أن هذا لعلمه بأنّها تسلم عند الموت فهو مشتمل علی الاعجاز ، وإن احتمل استثناء الوالدین عدم جواز غسلهم والصَّلاة علیهم «ولاتخبرن أحداً» قبل : لعلّه إنّما نهاه عن اخباره باتیانه إلیه کیلا یصرفه بعض رؤساء الضلالة عنه (علیه السّلام) ویدخله فی ضلالته قبل أن یهتدی للحق. (مرآة العقول).
2- فلی رأسه: بحثه عن القمل ونقّاه منه وکذا فلی الثوب أیضاً. (أقرب الموارد).

والعشاء الآخرة، ثمّ عرض لها عارضٌ فی اللیل(1) ، فقالت : یابنیّ أعد علیّ ما علّمتنی فاعدته علیها، فأقرّت به وماتت، فلمّا أصبحت کان المسلمون الّذین غسّلوها وکنت أنا الّذی صلّیت علیها ونزلت فی قبرها(2) .

مشکاة الأنوار : من کتاب (المحاسن)، عن معاویة بن وهب، عن زکریا بن ابراهیم قال : کنت نصرانیاً .... وذکر نحوه(3).

باب (11) ثلاثة لابدَّ من ادائهن

8777- مشکاة الأنوار : من کتاب (المحاسن)، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)، قال : ثلاثة لابد من أدائهن علی کلّ حال : الأمانة الی البرّ والفاجر، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وبرّ الوالدین برین کانا أو فاجرین(4) .

باب (12) برَّ الأُم مقدَّم علی برّ الأَب

8778- الکافی : الحسین بن محمّد، عن معلّی بن محمّد، وعلیّ

ص: 270


1- أی تدهورت صحّتها.
2- الکافی: ج2 ص160 ح11.
3- مشکاة الأنوار : ص159.
4- مشکاة الأنوار : ص161. منه المستدرک : ج15 ص179.

ابن محمّد، عن صالح بن أبی حمّاد، جمیعاً، عن الوشّاء، عن أحمد ابن عائذ، عن أبی خدیجة سالم بن مکرمٍ، عن معلّی بن خنیس، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : جاء رجل وسأل النبیّ (صلّی الله علیه وآله وسلّم) عن برّ الوالدین؟ فقال : ابرر اُمّک، ابرر اُمّک، ابرر اُمّک، ابرر أباک ، ابرر أباک، ابرر أباک ، وبدأ بالاُمّ قبل الأب(1).

مشکاة الأنوار : من کتاب (المحاسن)، عن الصادق (علیه السّلام) قال : جاء رجل فسأل رسول الله (صلّی الله علیه وآله) ... وذکر مثله(2).

8779- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن سالم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: جاء رجل إلی النبیّ (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فقال : یا رسول الله من أبرّ؟ قال : اُمّک.

قال : ثمّ من؟ قال : اُمّک.

قال : ثمّ من؟ قال : اُمّک.

قال : ثمّ من؟ قال : أباک (3).

ص: 271


1- الکافی: ج2 ص162 ح 17 .
2- مشکاة الأنوار : ص159.
3- الکافی: ج1 ص159 ح9 .

کتاب الزهد : محمّد بن أبی عمیر مثله إلَّا أنّه أسقط السؤال الثالث فی شأن البرّ للأُم(1).

باب (13) إحذر سَخَطَ الاُم

8780- أمالی الطوسی: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنی ابو نصر محمد بن الحسین البصیر المقری قال : أخبرنی أبو القاسم علی ابن محمد قال : حدثنا علی بن الحسن قال : حدثنا الحسن بن علی بن یوسف، عن أبی عبدالله زکریا بن محمّد المؤمن، عن سعید بن یسار قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) یقول : إنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) حضر شابّاً عند وفاته فقال له : قل : لا إله إلّا الله .

قال : فاعتقل لسانه مراراً .

فقال لامرأة عند رأسه: هل لهذا اُمّ؟ قالت : نعم أنا اُمّه.

قال : أفساخطة أنت علیه؟ قالت : نعم، ما کلّمته منذ ستّ حجج .

قال لها: ارضی عنه.

قالت : رضی الله عنه یارسول الله برضاک عنه .

فقال له رسول الله (صلّی الله علیه و آله) : قل لا إله إلّا الله .

ص: 272


1- کتاب الزهد: ص ٤0 ح 107.

قال : فقالها .

فقال النبیّ (صلّی الله علیه وآله): ما تری؟ فقال : أری رجلاً أسود قبیح المنظر، وسخ الثیاب، منتن الرّیح، قد ولینی الساعة فأخذ بکظمی(1).

فقال النبیّ (صلّی الله علیه وآله): قل «یا من یقبل الیسیر، ویعفو عن الکثیر، أقبل منّی الیسیر، واعف عنّی الکثیر إنّک أنت الغفور الرحیم».

فقالها الشابُّ.

فقال له النبیُّ (صلّی الله علیه وآله): انظر ما تری؟ قال : أری رجلاً أبیض اللّون، حسن الوجه، طیّب الریح حسن الثیاب، قد ولینی وأری الأسود قد ولّی عنّی.

قال : أعد فأعاد .

قال : ما تری؟ قال : لست أری الأسود، وأری الأبیض قد ولینی، ثمّ طفی(2) علی تلک الحال (3).

أمالی المفید: حدثنا الشیخ الجلیل المفید أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان قال : أخبرنی أبو نصر محمد بن الحسین البصیر المقری بهذا الإسناد نحوه(4).

ص: 273


1- الکَظَم : مخرج النفس من الخلق. (مجمع البحرین).
2- طفی فلان: مات . (أقرب الموارد).
3- أمالی الطوسی: ص65 ح95. منه البحار : ج 74 ص 75.
4- أمالی المفید: ص287 ح6.

مشکاة الأنوار : من کتاب (روضة الواعظین)، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(1) .

باب (14) تحریم عقوق الوالدین

8781- الکافی: محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن محمّد بن سنان، عن حدید بن حکیم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: أدنی العقوق(2) اُفّ، ولو علم الله (عزّوجلّ) شیئاً(3) أهون منه(4) لنهی عنه(5) .

تفسیر العیاشی: عن حریز قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول.... وذکر مثله(6).

عیون اخبار الرضا (علیه السّلام) : بالأسانید الثلاثة(7)، عن الرضا، عن أبیه، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام) انّه قال .... وذکر مثله(8).

ص: 274


1- مشکاة الأنوار : ص164.
2- یقال: عقّ الولد أباه : إذا آذاه و عصاه وترک الاحسان إلیه وهو البرّ به - وأصله من العق وهو الشقُّ والقطع. (مجمع البحرین).
3- انّ شیئاً - تفسیر العیاشی.
4- من الاُف - عیون أخبار الرضا، من اُف - صحیفة الامام الرضا .
5- الکافی: ج2 ص348 ح 1.
6- تفسیر العیاشی: ج2 ص285 ح 38.
7- المذکورة فی العیون: ج2 ص24.
8- عیون أخبار الرضا: ج2 ص44 ح 160.

صحیفة الامام الرضا (علیه السّلام): باسناده عن الرضا قال : حدثنی أبی، عن جعفر بن محمّد (علیهم السّلام) مثله(1).

مشکاة الأنوار : من کتاب (المحاسن)، قال الصادق (علیه السّلام) : .... وذکر مثله(2).

8782- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن یحیی بن إبراهیم بن أبی البلاد [السلمیّ]، عن أبیه، عن جدّه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: لو علم الله شیئاً أدنی من اُفٍ لنهی عنه وهو من أدنی العقوق، ومن العقوق أن ینظر الرّجل إلی والدیه فیحدّ النَّظر إلیهما(3).

کتاب الزهد : ابراهیم بن أبی البلاد، عن أبیه، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(4).

مشکاة الأنوار : من کتاب (روضة الواعظین)، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) ومن العقوق أن ینظر .... وذکر نحوه(5).

8783- الکافی : أبو علیّ الأشعریّ، عن أحمد بن محمّد، عن محسن بن أحمد، عن أبان بن عثمان، عن حدید بن حکیم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: أدنی العقوق اُفٍّ، ولو علم الله أیسر منه

ص: 275


1- صحیفة الامام الرضا: ص255 ح 182 .
2- مشکاة الأنوار : ص162.
3- الکافی: ج2 ص 3٤9 ح 7.
4- کتاب الزهد : ص 38 ح 103.
5- مشکاة الأنوار : ص 164.

لنهی عنه(1) .

8784- مجمع البیان: روی عن علی بن موسی الرضا، عن أبیه، عن جدّه أبی عبدالله (علیهم السّلام) قال: لو علم الله لفظةً أوجز فی ترک عقوق الوالدین من «اُفّ» لاتی به.

وفی روایة اُخری عنه (علیه السّلام) قال: أدنی العقوق اُفّ ولو علم الله شیئاً أیسر منه وأهون منه لنهی عنه(2) .

8785- الکافی : أبو علیّ الأشعریّ، عن الحسن بن علی الکوفی، عن عبیس بن هشام، عن صالح الحذّاء، عن یعقوب بن شعیب، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إذا کان یوم القیامة کشف غطاء من أغطیة الجنّة فوجد ریحها مَن کانت له روح من مسیرة خمسمائة عامٍ إلّا صنف واحد.

قلت : [و] من هم؟ قال : العاق لوالدیه(3).

مشکاة الأنوار : من کتاب (روضة الواعظین)، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله(4) .

8786- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعیل بن مهران، عن سیف بن عمیرة، عن أبی عبدالله

ص: 276


1- الکافی: ج2 ص 349 ح 9.
2- مجمع البیان : ج 2 ص 409. منه البحار : ج 74 ص 42.
3- الکافی: ج2 ص348 ح 3.
4- مشکاة الأنوار : ص164.

(علیه السّلام) قال: من نظر إلی أبویه نظر ماقتٍ(1) وهما ظالمان له لم یقبل الله له صلاة(2).

مشکاة الأنوار : من کتاب (روضة الواعظین)، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(3).

8787- الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): من أحزن والدیه فقد عقَّهما(4) .

8788- الجعفریات: بهذا الاسناد قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : إیّاکم ودعوة الوالد، فإنّها تُرفع فوق السحاب حتی ینظر الله تعالی إلیها، فیقول: ارفعوها الیّ حتی أستجیب له، فإیّاکم ودعوة الوالد، فإنّها أحدّ من السیف(5).

ص: 277


1- المقت: البغض. (مجمع البحرین) .
2- الکافی: ج2 ص349 ح5.
3- مشکاة الأنوار : ص164.
4- الجعفریات : ص 187 وص186. منه المستدرک : ج1 ص 188.
5- الجعفریات : ص 187 وص186. منه المستدرک : ج1 ص 188.

أبواب صلة الرحم

باب (1) العطف علی الأولاد

8789- تفسیر العیاشی: عن مسعدة بن صدقة قال: قال جعفر ابن محمّد (علیهما السّلام): قال والدی (علیه السّلام) : والله إنّی الأصانع بعض ولدی واُجلسه علی فخذی واکثر له المحبة واکثر له الشکر(1) وإنّ الحقّ لغیره من ولدی، ولکن محافظة علیه منه ومن غیره لئلا یصنعوا به ما فعل بیوسف وإخوته، وما أنزل الله سورة یوسف إلّا أمثالاً لکی لایحسد بعضنا بعضاً کما حسد یوسف إخوته، وبغوا علیه، فجعلها حجة علی من تولّانا، ودان بحبّنا، وجحد أعداءنا علی من نصب لنا الحرب والعداوة(2) .

أقول: المعنی المفهوم من هذا الحدیث الشَّریف هو أنَّ الإمام الباقر (علیه السّلام) کان یحبّ بعض أولاده أکثر من غیره، ولکنّه کان

ص: 278


1- وانکز له المخ واکسر له السکر - البحار .
2- تفسیر العیاشی: ج2 ص 166 ح2. منه البحار : ج 74 ص78.

یتظاهر بالمحبّة والعطف علی ذلک الغیر لئلّا یَثور فیه الحسد علی هذا الإبن المحبوب، فیحدث ماحَدث للنبیّ یوسف (علیه السّلام) من أخوته .

باب (2) صلة الرحم کفّارةٌ للذنوب

8790- الکافی : الحسین بن محمّد، عن معلی بن محمد، وعلی ابن محمد، عن صالح بن أبی حمّاد جمیعاً، عن الوشّاء، عن أحمد ابن عائذ، عن أبی خدیجة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: جاء رجل إلی النبیّ (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فقال: إنّی قد ولدت بنتاً وربیّتها حتی إذا بلغت فألبستها وحلّیتها ثم جئت بها إلی قلیب(1) فدفعتها فی جوفه وکان آخر ما سمعت منها وهی تقول: یا أبتاه ! فما کفّارة ذلک؟ قال : ألک اُمّ حیّة؟ قال : لا.

قال : فلک خالةٌ حیّة؟ قال : نعم.

قال : فابررها فإنّها بمنزلة الاُمّ یکفّر عنک ما صنعت .

قال أبو خدیجة : فقلت لأبی عبدالله (علیه السّلام): متی کان هذا؟

ص: 279


1- القلیب : البئر [أیاً] ما کانت. وقیل : هی البشر العادیَّة القدیمة التی لایُعلم لها رب، ولاحافر ، تکون بالبراری. وسمیت قلیباً لأنه لب ترابها. (لسان العرب).

فقال : کان فی الجاهلیّة وکانوا یقتلون البنات مخافة أن یسبین فیلدن فی قوم آخرین(1) .

8791- أمالی الصدوق : حدثنا علی بن الحسین بن شاذویه المؤدب قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر بن جامع الحمیری ، عن أبیه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زیاد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): (رحم الله امرءاً أعان والده علی برّه)(2) رحم الله والداً أعان ولده علی برّه، رحم الله جاراً أعان جاره علی برّه، رحم الله رفیقاً أعان رفیقه علی برّه، رحم الله خلیطاً أعان خلیطه علی برّه(3)، رحم الله رجلاً أعان سلطانه علی برّه (4).

ثواب الاعمال : حدثنی محمد بن الحسن [ابن الولید] (رضی الله عنه) قال: أخبرنی عبدالله بن جعفر، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زیاد بهذا الإسناد عن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) انّه قال : إنَّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) قال ... وذکر مثله(5) .

ص: 280


1- الکافی: ج2 ص162ح 18.
2- ما بین الهلالین لیس فی ثواب الاعمال
3- الخلیط : الشریک الذی یخلط ماله مال شریکه، والزوج، والصاحب. (أقرب الموارد).
4- أمالی الصدوق: ص237 ح5 .
5- ثواب الاعمال: ص 221 ح1. منهما البحار : ج 74 ص 65 و66.

باب (3) صلة الرّحم یؤخِّر الأجَل

8792- اختیار معرفة الرجال : ابن مسعود، قال : حدثنا عبدالله ابن محمد بن خالد قال : حدثنی الوشاء، عن بعض أصحابنا، عن میسر، عن احدهما (علیهما السّلام) قال: قال لی: یا میسّر إنّی لأظنّک وَصولا لقرابتک.

قلت : نعم جعلت فداک، لقد کنت فی السوق وانا غلام واُجرتی در همان وکنت اُعطی واحداً عمّتی، وواحداً خالتی.

فقال : أما والله لقد حضر أجلک مرَّتین کلُّ ذلک یؤخّر(1).

8793 بصائر الدرجات : حدثنا یعقوب بن یزید، عن ابن أبی عمیر، عن هشام بن الحکم، عن میسّر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): یا میسّر لقد زید فی عمرک، فأیُّ شیء تعمل؟ قال : کنت أجیراً وأنا غلام بخمسة دراهم، فکنت اُجریها علی خالی (2).

8794- الکافی: علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن صفوان بن یحیی، عن إسحاق بن عمّار قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ما تعلم شیئاً یزید فی العمر إلّا صلة الرحم، حتّی أنّ الرجل یکون أجله ثلاث سنین فیکون وصولاً للرّحم فیزید الله فی عمره ثلاثین سنةً

ص: 281


1- اختیار معرفة الرجال : ج2 ص513 ح 447. منه البحار: ج 74 ص 100.
2- بصائر الدرجات: ص285 ح 14. منه البحار: ج47 ص78.

فیجعلها ثلاثاً وثلاثین سنة، ویکون أجله ثلاثاً وثلاثین سنة ، فیکون قاطعاً للرّحم فینقصه الله ثلاثین سنةً ویجعل أجله إلی ثلاث سنین(1) .

8795- دعوات الراوندی : روی أنّ أبا ابراهیم موسی بن جعفر (علیه السّلام) دخل علی الرشید یوماً فقال له هارون : إنّی والله قاتلک.

فقال : لاتفعل یا أمیر المؤمنین !!! فإنّی سمعت أبی، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): إنّ العبد لیکون واصلاً لرحمه، وقد بقی من أجله ثلاث سنین فیجعلها ثلاثین سنة، ویکون الرجل قاطعاً لرحمه وقد بقی من أجله ثلاثون سنة فیجعلها الله ثلاث سنین.

فقال الرشید : الله لقد سمعت هذا من أبیک؟ قال : نعم فأمر له مائة ألف درهم، وردَّه إلی منزله(2) .

باب (4) وجوب صلة الرَّحم

8796- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل بن درّاج قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (جلّ ذکره):« وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا »(3)؟

ص: 282


1- الکافی: ج2 ص152ح17 .
2- دعوات الراوندی: ص125 ح 307. منه البحار : ج 77 ص 104.
3- النساء 4 : 1.

قال : فقال : هی ارحام الناس، إنّ الله (عزّوجلّ) أمر بصلتها وعظّمها، ألا تری أنّه جعلها منه(1) و(2) .

تفسیر العیاشی: عن جمیل بن درّاج، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: سألته عن قول الله .... وذکر نحوه(3).

8797- عیون اخبار الرضا (علیه السّلام) - الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا عبدالله بن جعفر الحمیری، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن الحسن بن علی الوشاء، عن أبی الحسن الرضا، عن أبیه، عن آبائه، عن علی (علیهم السّلام)، قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): لمّا اُسری بی إلی السماء رأیت رحماً متعلّقة بالعرش تشکو رحماً إلی ربّها، فقلت لها : کم بینک وبینها من أب؟ فقالت: نلتقی فی أربعین أباً(4) .

8798- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبی عبدالله ،

ص: 283


1- قوله (علیه السّلام): «ألا تری أنّه جعلها منه، أی قرنها بنفسه. وفی تفسیر العیاشی فی روایتین ألا تری أنّه جعلها معه، ویؤید العطف علی الجلالة مارواه الصدوق فی العیون والخصال بإسناده عن الرضا (علیه السّلام) قال : إنَّ الله (عزّوجلّ) أمر ثلاثة مقرون بها ثلاثة اُخری، أمر بالصَّلاة والزَّکاة فمن صلّی ولم یزک لم تقبل منه صلاته، وأمر بالشّکر له وللوالدین، فمن لم یشکر والدیه لم یشکر الله، وأمر باتقاء الله وصلة الأرحام فمن لم یصل رحمه لم یتّق الله (عزّوجلّ) (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص 150 ح1.
3- تفسیر العیاشی: ج1 ص217ح10.
4- عیون أخبار الرضا: ج1 ص254 ح5 - الخصال: ص540ح13. منهما البحار : ج74 ص 91.

عن ابن فضال، عن ابن بکیر، عن عمر بن یزید قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ): «وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ »؟ فقال : قرابتک(1).

8799- کتاب الزهد: النضر بن سوید، عن زرعة، عن أبی بصیر قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: أن الرحم معلّقة بالعرش تنادی یوم القیامة : اللهمّ صل من وصلنی، واقطع من قطعنی.

فقلت : أهی رحم رسول الله (صلّی الله علیه وآله)؟ فقال : بل رحم رسول الله (صلّی الله علیه وآله) منها .

وقال : إنّ الرحم تأتی یوم القیامة مثل کبّة المدار، وهو المغزل، فمن أتاها واصلاً لها انتشرت لها نوراً حتّی تدخله الجنّة، ومن أتاها قاطعاً لها انقبضت عنه، حتّی تقذف به فی النار(2).

8800- الکافی : علیّ بن محمّد، عن صالح بن أبی حمّاد، عن الحسن بن علیّ، عن صفوان، عن الجهم بن حمید قال: قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام): تکون لی القرابة علی غیر أمری، اَلهم علیّ حقّ؟ قال : نعم حقّ الرحم لایقطعه شیء وإذا کانوا علی أمرک کان

ص: 284


1- الکافی: ج2 ص156ح27 .
2- کتاب الزهد: ص36ح97. منه البحار : ج 74 ص 101.

لهم حَقّان : حَقّ الرحم، وحقّ الإسلام(1) و(2) .

باب (5) فی الجنة درجة لاینالها إلّا ثلاثة

8801- الخصال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبی عبدالله، عن أبیه، عن النضر بن سوید، عن زرعة، عن أبی بصیر، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): إنّ فی الجنّة درجة لاینالها إلّا إمام عادل، أو ذو رحم وصول، أو ذو عیال صبور(3).

ص: 285


1- یدل علی أنَّ الکفر لایسقط حقَّ الرّحم ولاینافی ذلک قوله تعالی : «لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ » - الحشر 59 : 22 - فإنّها محمولة علی المحبَّة القلبیة فلاینافی حُسنَ المعاشرة ظاهراً، أو المراد به الموالاة فی الدّین - کما ذکره الطبرسی (ره) - أو محمول علی ما إذا کانوا معارضین للحقّ ویصیر حُسنُ عشرتهم سببَ غَلَبة الباطل علی الحقّ، ولا یبعد أن تکون نفقة الأرحام أیضاً من حقّ الرَّحم فیجب الإنفاق علیهم فیما یجب علی غیرهم. (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص157 ح30.
3- الخصال : ص93 ح39. منه البحار: ج 74 ص 90.

باب (6) وجوب صلة آل محمّد (صلّی الله علیه وآله وسلّم)

8802- الکافی : الحسین بن محمّد، عن معلّی بن محمّد، عن الحسن بن علی الوشّاء، عن علیّ بن أبی حمزة، عن أبی بصیر، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: سمعته یقول: إنّ الرحم معلّقة بالعرش تقول: اللهمّ صِل من وصَلَنی واقطَع من قطعنی(1)وهی رحم آل محمّد وهو قول الله (عزّوجلّ): «وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ »(2) وَرَحِمُ کلِّ ذی رَحِم(3).

8803- الکافی: علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن حماد بن عثمان وهشام بن الحکم و درست بن أبی منصور، عن عمر بن یزید قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : «وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ »؟ قال : نزلت فی رحم آل محمّدٍ علیه وآله السّلام وقد تکون فی قرابتک . ثم قال : فلا تکونن ممّن یقول للشیء: إنّه فی شیء واحدٍ(4) و(5) .

ص: 286


1- هذا تشبیه للمعقول بالمحسوس واثبات ملحق الرحم علی أبلغ وجه. (مرآة العقول).
2- الرعد 13: 21.
3- الکافی: ج2 ص 151ح7.
4- قوله (علیه السّلام) : «فلاتکونّن» أی اذا نزلت آیة فی شیء خاص فلاتخصّص حکمها بذلک الأمر، بل عمّمه فی نظائره، أو المعنی اذا ذکرنا لأیة معنی ثم ذکرنا لها معنی آخر فلاتنکر شیئاً منهما فان للآیات ظهراً وبطوناً، ونذکر فی کل مقام ما یناسبه والکل حق، وبهذا یجمع بین کثیر من الأخبار المتخالفة ظاهراً الواردة فی تفسیر الآیات وتأویلها. (مرآة العقول).
5- الکافی: ج2 ص156ح28.

باب (7) «صِلوا أرحامکم ولو بالسّلام»

8804- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبی عبدالله ، عن القاسم بن یحیی، عن جده الحسن بن راشد، عن أبی بصیر، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام): صلوا أرحامکم ولو بالتسلیم، یقول الله تبارک وتعالی: « وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا »(1) .

8805- الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جدّه علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن ابی طالب (علیهم السّلام)، قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): صلوا أرحامکم بالدنیا بالسلام(2).

البحار : کتاب الامامة والتبصرة - عن الحسن بن حمزة العلوی، عن علی بن محمد بن أبی القاسم، عن أبیه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) نحوه(3).

نوادر الراوندی : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (علیهم السّلام) نحوه(4).

ص: 287


1- الکافی: ج2 ص155 ح 22.
2- الجعفریات ، ص188. منه المستدرک : ج 15 ص255.
3- البحار: ج 74 ص 104.
4- نوادر الراوندی: ص6.

باب (8) مِن آثار صلة الرَّحم

8806- کتاب جعفر بن محمّد بن شریح: عن عبدالله بن طلحة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)، قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): البرّ وحسن الجوار، زیادة فی الرزق، وعمارة فی الدُّنیا (1) و (2).

8807- الکافی: علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، ومحمّد بن إسماعیل، عن الفضل بن شاذان، جمیعاً، عن ابن أبی عمیر، عن إبراهیم بن عبدالحمید، عن الحکم الحنّاط قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): صلة الرّحم، وحسن الجوار، عمران الدیار، ویزیدان فی الأعمار(3).

8808- صحیفة الامام الرضا (علیه السّلام) : باسناده قال : حدثنی أبی موسی بن جعفر (علیه السّلام) قال : حدثنی أبو عبدالله (علیه السّلام): صلة الأرحام وحسن الخلق زیادة فی الایمان [الأعمار - خ ل](4).

8809- مشکاة الأنوار: من کتاب (المحاسن)، عن أبی عبدالله

ص: 288


1- فی الدّیار - المستدرک .
2- الاصول الستة عشر: ص77. منه المستدرک : ج12 ص424.
3- الکافی: ج2 ص 152 ح 14.
4- صحیفة الامام الرضا: ص256 ح 184. منه البحار : ج 74 ص97.

(علیه السّلام)، قال: صلة الرّحم وبرُّ الوالدین، یمدُّ الله بهما فی العمر، ویزید فی المعیشة(1) .

8810- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن محمّد بن عیسی، عن یونس، عن عبدالصمد بن بشیر قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): صلة الرّحم تهوِّن الحساب یوم القیامة وهی منسأة فی العمر وتقی مصارع السوء(2) وصدقة اللّیل تطفیء غضب الربّ(3).

دعوات الراوندی: قال الصادق (علیه السّلام): صلة الرحم.... وذکر مثله(4).

8811 الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن عمّار قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: إنّ صلة الرحم والبرّ لیهوّنان الحساب ویعصمان من الذنوب، فصلوا أرحامکم و برّوا بإخوانکم ولو بحسن السلام وردّ الجواب(5).

8812- الکافی : علی (بن إبراهیم)، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر، عن حسین بن عثمان، عمّن ذکره، عن أبی عبدالله (علیه

ص: 289


1- مشکاة الأنوار: ص166. منه المستدرک ج 15 ص237 .
2- الصرع: الطرح علی الأرض، والمصروع یکون مصدراً واسم مکان، ومصارع السوء کنایة عن الوقوع فی البلایا العظیمة الفاضحة الفادحة. (مرآة العقول).
3- الکافی: ج2 ص157 ح32.
4- دعوات الراوندی : ص 126 ح312.
5- الکافی: ج2 ص157ح 31.

السّلام) قال: إنّ صلة الرّحم تزکی الأعمال، وتنمی الأموال، وتیسّر الحساب، وتدفع البلوی، وتزید فی الرزق(1).

8813- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلی، عن السکونی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : من سرّه النسأ فی الأجل، والزیادة فی الرّزق، فلیصل رحمه(2).

8814- عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : بالأسانید الثلاثة(3). ، عن الرضا، عن آبائه، عن الحسین بن علی (علیهم السّلام) انه قال :

من سرَّه أن ینسأ فی أجله، ویزاد فی رزقه فلیصل رحمه(4)..

8815- عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : بالأسانید الثلاثة قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): من ضمن لی واحدة ضمنت له أربعة یصل رحمه، فیحبّه الله تعالی، ویوسّع علیه فی رزقه، ویزید فی عمره، ویدخله الجنّة الّتی وعده.(5) صحیفة الامام الرضا (علیه السّلام) : باسناده عن الرضا، عن آبائه (علیهم السّلام) نحوه(6).

8816- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبی عبدالله،

ص: 290


1- الکافی: ج2 ص157 ح 33.
2- الکافی: ج2 ص152 ح16.
3- المذکورة فی العیون: ج2 ص24.
4- عیون اخبار الرضا: ج2 ص 44 ح 157. منه البحار : ج 74 ص91.
5- عیون أخبار الرضا: ج2 ص37 ح93.
6- صحیفة الامام الرضا: ص114 ح 73. منهما البحار: ج 74 ص92.

عن غیر واحد، عن زیاد القندیّ، عن عبدالله بن سنان، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : إنّ القوم لیکونون فجرةً ولایکونون بررةً، فیصلون أرحامهم فتنمی أموالهم وتطول اعمارهم، فکیف إذا کانوا أبراراً بررةً؟!(1).

8817- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبی عبدالله، عن عثمان بن عیسی، عن سلیمان بن هلال قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام): إنّ آل فلان یبرّ بعضهم بعضاً ویتواصلون.

فقال: إذاً تنمی أموالهم وینمون فلایزالون فی ذلک حتی یتقاطعوا فإذا فعلوا ذلک انقشع عنهم(2) و (3).

8818- کتاب الزهد: القاسم، عن عبدالصمد بن هلال، عن رجل من أصحابنا قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام): إنّ آل فلان یبرُّ بعضهم بعضاً ویتواصلون.

قال : (إذن) ینمون وتنمو اموالهم، ولا یزالون فی ذلک حتّی یتقاطعوا، فاذا فعلوا ذلک إنکسر(4) عنهم(5) .

8819- الکافی: محمد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن علیّ بن الحکم، عن حفص، عن أبی حمزة، عن أبی

ص: 291


1- الکافی: ج2 ص155 ح 21.
2- انقشع عنه الشیء: غشِیَه ثمَّ انجلی عنه، کالظّلام عن الصبح والهَمِّ عن القلب والسَّحاب عن الجو (لسان العرب).
3- الکافی: ج2 ص 154 ح20.
4- انعکس - البحار .
5- کتاب الزهد: ص 38 ح100. منه البحار : ج 74 ص 102.

عبدالله (علیه السّلام) قال: صلة الأرحام تحسّن الخلق، وتسمّح الکفّ، وتطیّب النفس، وتزید فی الرِّزق، وتنسیء فی الأجل(1).

8820- قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال : حدثنی جعفر بن محمد، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) قال: إنّ المعروف یمنع مصارع السوء، وإنّ الصدقة تطفیء غضب الربِّ، وصلة الرَّحم تزید فی العمر، وتنفی الفقر، وقول لا حول ولا قوَّة إلّا بالله فیه شفاء من تسعة وتسعین داء أدناها الهمُّ(2).

8821- الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جدِّه علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام)، قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : صنع المعروف بدفع میتة السوء، والصدقة فی السرّ تطفیء غضب الربّ، وصلة الرّحم تزید فی العمر وتنفی الفقر، وقول لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلی العظیم کنز من کنوز الجنة وهی شفاء من تسعة وتسعین داء ادناه الهمّ(3).

نوادر الراوندی : باسناده عن موسی بن جعفر، عن آبائه (علیهم السّلام) نحوه(4).

ص: 292


1- الکافی: ج2 ص 151 ح6.
2- قرب الاسناد : ص37. منه البحار : ج 74 ص 88.
3- الجعفریات: ص188. منه المستدرک : ج15 ص 234.
4- نوادر الراوندی : ص5.

8822- نوادر الراوندی : باسناده عن موسی بن جعفر، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): صلة الرحم تزید فی العمر، وتنفی الفقر(1).

8823- معانی الأخبار : حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الولید (رضی الله عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسین بن أبی الخطّاب، عن ابن أسباط، عن علیّ بن أبی حمزة، عن أبی بصیر، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): صلة الرّحم تزید فی العمر، وصدقة السرِّ تطفیء غضب الربِّ، وإنّ قطیعة الرّحم والیمین الکاذبة النذران الدیار بلاقع(2) من أهلها، وتثقّلان الرَّحم(3) وإنّ [فی] تثقّل الرَّحم انقطاع النسل(4).

ص: 293


1- نوادر الراوندی : ص2 . منه البحار: ج 74 ص 103.
2- بلا قع: جمع بلقع وهو الارض القفر - أی خالیة من أهلها.. (أقرب الموارد).
3- هکذا فی المصدر، یقال: وجدت ثقلةً فی جسدی أی ثقلاً وفتوراً (أقرب الموارد). وفی نسخة «وتنغل الرحم» کما فی روایة الکافی: ج 7 ص436 ح9 عن الامام أبی جعفر الباقر (علیه السّلام). وذکر العلامة المجلسی (رحمه الله) فی المرآة ج 24 ص 311: قوله (علیه السّلام): «وتنغل» فی أکثر النسخ بالغین المعجمة، قال فی النهایة : «النَغَل: الفساد، وقد نغل الأدیم إذا عفن وتهرّی فی الدّباغ فینفسد ویهلک». وفی بعضها بالقاف . وتنقل - ولعلّه کنایة عن إنقراض هذا البطن. وتحوّل القرابة إلی البطون الاخر.
4- معانی الأخبار : ص264 ح 1. منه البحار: ج 74 ص 94.

باب (9) الصدقة علی ذی الرحم أفضل

8824- نوادر الراوندی : باسناده عن موسی بن جعفر، عن آبائه (علیهم السّلام) عن علی بن أبی طالب (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) لسراقة بن مالک بن خثعم : ألا أدلّک علی أفضل الصّدقة؟ قال : بلی بأبی أنت واُمّی یا رسول الله .

فقال رسول الله : أفضل الصّدقة علی اُختک أو ابنتک، وهی مردودة علیک لیس لها کاسب غیرک(1).

8825- الکافی : علی بن ابراهیم، عن أبیه، عن النوفلی، عن السکونی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: سئل رسول الله (صلّی الله علیه وآله) أی الصدقة أفضل؟ قال : علی ذی الرحم الکاشح(2) .

التهذیب : محمد بن یعقوب، عن علی بن ابراهیم مثله(3) .

ثواب الأعمال: أبی (رحمه الله) عن علی بن ابراهیم بهذا الاسناد عن أبی عبدالله ، عن آبائه (علیهم السّلام) مثله(4) .

ص: 294


1- نوادر الراوندی: ص 3. منه البحار: ج 74 ص 103.
2- الکافی: ج4 ص 10ح 2.
3- التهذیب : ج4 ص106ح301.
4- ثواب الاعمال: ص 171ح 18.

المقنعة : قال - ابو عبدالله - (علیه السّلام) : سئل رسول الله (صلّی الله علیه وآله).... وذکر مثله(1).

الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علی (علیهم السّلام) قال: قیل: یارسول الله أی الصدقة أفضل؟... وذکر مثله(2) .

نوادر الراوندی : باسناده عن موسی بن جعفر، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال علی (علیه السّلام)... وذکر نحوه(3).

أقول: الکاشح هو الذی أعرض بکشحه - وهو ما بین الظهر والبطن المسامت لمنبت الیدین - فان الانسان اذا أراد أن یعرض بوجهه لوّی کشحه ثم أدار ظهره وانصرف.

والذین شرحوا معنی الکشح قالوا: انه کنایة عن الغضب، وأن الکاشح هو العدوّ الذی یُضمر عداوته ویطوی علیها کشحه .

ولکن المعنی المتبادر إلی الذهن - والله العالم - أن الکاشح - هنا - هو الفقیر العفیف الذی یطوی کشحه ویعرض عن الانسان بجَنبه، بدافع العفّة أو الغضب .

فالصدقة علی الرحم الکاشح أفضل الصدقة .

8826- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن أبی

ص: 295


1- المقنعة: ص 261.
2- الجعفریات: ص55.
3- نوادر الراوندی : ص3.

نصر، عن أبی الحسن الرضا (علیه السّلام) قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): صِل رحمک ولو بشربةٍ من ماء، وأفضل ما توصل به الرّحم(1) کفّ الأذی عنها، وصلة الرحم منسأة فی الأجل، محببة فی الأهل(2).

البحار : کتاب الامامة والتبصرة - عن الحسن بن حمزة العلوی، عن علی بن محمد بن أبی القاسم، عن أبیه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): صِل رحمک .... وذکر مثله الی قوله : کف الأذی عنها(3).

مشکاة الأنوار : من کتاب (المحاسن)، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله الی قوله : کفّ الأذی عنها(4) .

قرب الاسناد : أحمد بن محمّد [بن عیسی] عن البزنطی، عن أبی الحسن الرضا (علیه السّلام) قال: قال .... وذکر نحوه(5).

ص: 296


1- الأرحام - مشکاة الأنوار .
2- الکافی: ج2 ص151 ح9 .
3- البحار: ج 74 ص 103.
4- مشکاة الأنوار :ص 166.
5- قرب الاسناد: ص156.

باب (10) الرَّحم بین یَدی الله یوم القیامة

8827- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن مالک بن عطیّة، عن یونس بن عمار قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): أوّل ناطقٍ من الجوارح یوم القیامة الرّحم تقول: یاربّ من وصلنی فی الدّنیا فصل الیوم ما بینک وبینه، ومن قطعنی فی الدنیا فاقطع الیوم ما بینک وبینه(1) .

کتاب الزهد: الحسن بن محبوب، عن مالک بن عطیة ، عن یونس بن عفان ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله(2) .

باب (11) سبع وصایا الٰهیَّة

8828- کتاب جعفر بن محمّد بن شریح الحضرمی: عن عبدالله ابن طلحة النهدی قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): أمرنی ربّی بسبع خصال : حبّ المساکین والدنو منهم، وان اُکثر من: لاحول ولاقوة إلّا بالله ، وان اصل برحمی(3) وان قطعنی، وان انظر الی من اسفل منی ولا انظر الی من هو فوقی، وان لا یأخذنی فی الله لومة لائم، وأن أقول الحق وان کان

ص: 297


1- الکافی: ج2 ص151ح8.
2- کتاب الزهد: صر36 ح 96.
3- وأن أصل رحمی - المستدرک.

مُراً، وان لا أسئل أحداً شیئاً(1) .

باب (12) التسامح بین الأرحام

8829- الکافی: محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن علی بن الحکم، عن صفوان الجمّال قال : وقع بین أبی عبدالله (علیه السّلام) وبین عبدالله بن الحسن کلام حتّی وقعت الضوضاء(2) بینهم واجتمع الناس فافترقا عشیّتهما بذلک، وغدوت فی حاجةٍ، فإذا أنا بأبی عبدالله (علیه السّلام) علی باب عبدالله بن الحسن وهو یقول : یا جاریة قولی لابی محمّدٍ [یخرج] قال : فخرج فقال : یا أبا عبدالله ما بکر(3) بک؟ فقال : إنّی تلوت آیة من کتاب الله (عزّوجلّ) البارحة فأقلقتنی .

قال : وما هی؟ قال : قول الله (جلّ وعزّ ذکره) : «وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ »(4) .

فقال : صدقت لکأنّی لم اقرأ هذه الآیة من کتاب الله (جلّ وعزّ)

ص: 298


1- الأصول الستة عشر : ص 75. منه المستدرک : ج15 ص252.
2- الضوضاء: أصوات الناس وجلبتهم. (لسان العرب).
3- بَکَرَ علیه : أتاه بکرة (أقرب الموارد).
4- الرعد 13: 21.

قطّ فاعتنقا وبکیا(1) و(2) .

تفسیر العیاشی: عن صفوان بن مهران الجمال قال : .... وذکر نحوه(3).

8830- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن علیّ بن الحکم، عن داود بن فرقد قال : قال لی ابو عبدالله (علیه السّلام): إنّی اُحبُّ أن یعلم الله أنّی قد أذللت رقبتی فی رحمی وأنّی لابادر اهل بیتی أصلهم قبل أن یستغنوا عنّی(4).

باب (13) صلة الرّحم القاطع

8831- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن علیّ بن الحکم، عن عبدالله بن سنان قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام): إنّ لی أبن عمٍ أصله فیقطعنی وأصله فیقطعنی حتّی لقد هممت لقطیعته إیّای أن أقطعه أتأذن لی قطعه؟

ص: 299


1- أقول: لما أساء عبدالله بن الحسن الکلام مع الامام الصادق (علیه السّلام) وافترقا فمن الطبیعی أن تحدث القطیعة بینهما، وقد جاء فی التعالیم النبویة : «صِل مَن قطعک» ولهذا بادر الإمام الی دار عبدالله فی الصباح الباکر، وذکّره بهذه الآیة الکریمة التی کان عبدالله غافلاً عنها، والامام الصادق تالیاً و متذکراً لها، فارتفع سوء التفاهم من بینهما، واعتَنَقا، وبکیا فرحاً لتهیّج عواطفهما.
2- الکافی: ج2 ص155 ح 23.
3- تفسیر العیاشی: ج2 ص208 ح 31.
4- الکافی: ج 2 ص 156 ح 25.

قال : إنّک إذا وصلتهُ وقطعک وصلکُما الله (عزّوجلّ) جمیعاً وإن قطعته وقطعک قطعکما الله(1).

8832- الکافی: محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن علیّ بن النعمان، عن إسحاق بن عمارٍ قال : قال : بلغنی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّ رجلاً أتی النبیّ (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فقال : یا رسول الله أهل بیتی أبوا إلّا توثّباً علیّ وقطیعةً لی وشتیمةً، فأرفضهم؟(2).

قال : إذاً یرفضکم الله جمیعاً.

قال : فکیف أصنع؟ قال: تصل من قطعک، وتعطی من حرمک ، وتعفو عمّن ظلمک، فإنّک إذا فعلت ذلک کان لک من الله علیهم ظهیر(3).

8833- کتاب جعفر بن محمّد بن شریح الحضرمی: عن عبدالله ابن طلحة ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام): إنّ رجلاً أتی النبی (صلّی الله علیه وآله) فقال : یا رسول الله، إنَّ أهل بیتی أبوا الّآ توثباً علیّ، و شتیمة لی، وقطیعة لی، فارفضهم یا رسول الله؟ قال : اذاً ترفضوا جمیعاً، فأعادها علیه، قال کل ذلک یقول له رسول الله (صلّی الله علیه وآله) مثل هذا القول.

ص: 300


1- الکافی : ج2 ص155 ح 24 .
2- توثَّب فی ضیعتی : استولی علیها ظلماً. وشتمه شتماً: سبَّه والاسم (الشتیمة). رَفَضه رَفضاً : ترکه ورماه (أقرب الموارد).
3- الکافی: ج2 ص150ح 2.

قال : فکیف أصنع یا رسول الله؟ قال : صِل من قطعک، وأعط من حرمک، واعف عمّن ظلمک، فانک اذا فعلت ذلک کان لک علیهم من الله ظهیر(1).

8834- کتاب الزهد: علیّ بن إسماعیل المیثمی، عن عبدالله بن طلحة قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنّ رجلاً أتی النبیّ (صلّی الله علیه وآله) فقال : یا رسول الله إنّ لی أهلاً قد کنت أصلهم وهم یؤذوننی، وقد أردت رفضهم.

فقال له رسول الله (صلّی الله علیه وآله): إذن یرفضکم الله جمیعاً.

قال : وکیف أصنع؟ قال : تعطی من حرمک، وتصل من قطعک، وتعفو عمّن ظلمک، فإذا فعلت ذلک کان الله (عزّوجلّ) لک ظهیراً.

قال عبدالله بن طلحة : فقلت لأبی عبدالله (علیه السّلام): ما الظهیر؟ قال : العون(2).

باب (14) النَّهی عن قطیعة الرَّحِم

8835- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن

ص: 301


1- الأصول الستة عشر : ص77. منه المستدرک : ج 15 ص252.
2- کتاب الزهد: ص36 ح95. منه البحار : ج 74 ص 100.

عیسی، عن عثمان بن عیسی، عن یحیی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام): لن یرغب المرء عن عشیرته(1) وإن کان ذا مالٍ وولدٍ، وعن مودّتهم وکرامتهم ودفاعهم بأیدیهم وألسنتهم، هم أشدّ الناس حیطةً(2) من ورائه، وأعطفهم علیه ، وألّمهم لشعثه إن أصابته مصیبةٌ، أو نزل به بعض مکاره الأمور، ومن یقبض یده عن عشیرته فإنّما یقبض عنهم یداً واحدة ویُقبض عنه منهم أیدی کثیرة، ومن یلن حاشیته یعرف صدیقه منه المودّة، ومن بسط یده بالمعروف إذا وجده یخلف الله له ما أنفق فی دنیاه ویضاعف له فی آخرته، ولسان الصدق للمرء یجعله الله فی الناس خیراً من المال یأکله ویورّثه، لایزدادنّ أحدکم کبراً وعظماً فی نفسه ونأیاً عن عشیرته إن کان موسراً فی المال، ولا یزدادنّ أحدکم فی أخیه زهداً ولامنه بعداً إذا لم یر منه مروّةً وکان معوزاً فی المال، ولا یغفل أحدکم عن القرابة بها الخصاصة أن یسّدها بما لا ینفعه إن أمسکه ولا یضرّه إن استهلکه (3)و (4).

ص: 302


1- نهی مؤکد مؤبدَّ فی صورة النفی. «وإن کان ذا مال وولد» یعنی: فلایتکل علیهما فإنهما لایغنیانه عن العشیرة ، وعشیرة الرجل : قبیلته . (مرآة العقول).
2- أی محافظة و حمایة وذبّا عنه.
3- «أن یسدّها» بدل اشتمال للقرابة أی عن أن یسدّها، وضمیر یسدّها للخصاصة والعائد محذوف أی عنها أو للقرابة واسناد السد إلیها مجاز أی یسدّ خلّتها، وسدّ الخلل إصلاحه وسدٌ الخلّة إذهاب الفقر «بما لاینفعه إن أمسکه» أی بالزائد عن قدر الکفاف فان إمساکه لاینفعه بل یبقی لغیره واستهلاکه وانفانه لایضرّه أو بمال الدُّنیا مطلقة فإن شأنه ذلک، والرِّزق علی الله او المراد بقلیل من المال کدر هم فإنّه لا یتبین إنفاق ذلک فی ماله والمستحق ینتفع به والأوَّل أظهر (مرآة العقول).
4- الکافی: ج2 ص 154 ح19.

8836- مشکاة الأنوار: من کتاب (المحاسن)، عن الصادق (علیه السّلام) قال : أن رجلاً من خثعم جاء الی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) فقال : یا رسول الله ما افضل الاسلام؟ قال : الایمان بالله .

قال : ثمَّ ماذا؟ قال : صلة الرّحم .

قال : ثمَّ ماذا؟ قال : الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر .

قال : فقال الرجل : أی الأعمال أبغض الی الله (عزّوجلّ)؟ قال : الشرک بالله .

قال : ثم ماذا؟ قال : قطیعة الرحمن قال : ثم ماذا؟ قال : الأمر بالمنکر والنهی عن المعروف(1) .

المحاسن: البرقی، عن أبیه، عن محمد بن سنان وعبدالله بن المغیرة، عن طلحة بن زید، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه الی قوله : والنّهی عن المنکر(2).

8837- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ،

ص: 303


1- مشکاة الأنوار : ص167. منه المستدرک : ج 15 ص 184. مختصراً.
2- المحاسن : ص391 ح 444. منه البحار: ج74 ص96.

عن عمر بن اُذینة، عن مسمع بن عبدالملک، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فی حدیث : ألا إنّ فی التباغض الحالقة(1)، لا أعنی حالقة الشعر ولکن حالقة الدّین(2) .

8838- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن علی، عن محمّد بن الفضیل، عن حذیفة بن منصور قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : اتّقوا الحالقة فانّها تمیت الرجال.

قلت: وما الحالقة؟ قال : قطیعة الرحم(3).

مشکاة الأنوار : من کتاب (المحاسن)، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : اتقوا الحالقة ..... وذکر مثله(4).

8839- الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جدّه علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : لاتخن من خانک فتکون مثله، ولا تقطع رحمک وإن قطعک(5).

ص: 304


1- الخالقة: الخصلة التی من شأنها أن تحلق أی تُهلک وتستأصل الدین، کما یستأصل الموسی الشَعر ، وقیل : قطیعة الرَّحم والتظالم. (مرآة العقول).
2- الکافی : ج2 ص 346 ح1.
3- الکافی: ج 2 ص 346 ح 2.
4- مشکاة الأنوار : ص 165.
5- الجعفریات : ص 188. منه المستدرک : ج9 ص106.

البحار : کتاب الامامة والتبصرة - عن الحسن بن حمزة العلوی، عن علی بن محمد بن أبی القاسم، عن أبیه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) مثله(1) .

نوادر الراوندی : باسناده عن موسی بن جعفر، عن آبائه (علیهم السّلام) مثله(2).

8840- الکافی: علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلی، عن السکونی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : لاتقطع رحمک وإن قطعتک(3).

باب (15) من آثار قطیعة الرَّحِم

8841- الکافی : محمّد بن یحیی ، عن أحمد بن محمّد ابن عیسی، عن عثمان بن عیسی، عن بعض اصحابنا، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قلت له : إنّ إخوتی وبنی عمّی قد ضیقوا علیّ الدّار(4) والجاونی منها إلی بیتٍ ولو تکلّمت أخذت ما

ص: 305


1- البحار: ج 74 ص 104.
2- نوادر الراوندی : ص6 .
3- الکافی: ج2 ص347 ح6.
4- أی الدّار التی ورثناها من جدّنا. (مرآة العقول).

فی أیدیهم.

قال : فقال لی: اصبر فانّ الله سیجعل لک فرجاً .

قال: فانصرفت ووقع الوباء(1) فی سنة إحدی وثلاثین(2) [ومائة ] فماتوا والله کلّهم فما بقی منهم أحد.

قال : فخرجت فلمّا دخلت علیه قال : ما حال أهل بینک؟ قال : قلت له : قد ماتوا والله کلّهم، فما بقی منهم أحد.

فقال : هو بما صنعوا بک، وبعقوقهم إیّاک وقطع رحمهم بتروا(3) أتحبّ انهم بقوا وأنّهم ضیّقوا علیک؟ قال: قلت: إی والله(4) .

8842 - الخرائج والجرائح: روی أنّ عثمان بن عیسی قال : قال رجل لأبی عبدالله (علیه السّلام): ضیق إخوتی وبنو عمّی علیّ الدار فلو تکلّمت.

ص: 306


1- الوَبَا: الطاعون أو کلّ مرض عام (أقرب الموارد).
2- «فی إحدی وثلاثین» هکذا فی أکثر النسخ التی وجدناها، وفی بعضها بزیادة [ومائة]، وعلی الأوّل أیضاً المراد ذلک، واسقط الراوی المائة، للظهور، فإنّ إمامة الصادق (علیه السّلام) کانت فی سنة مائة واربعة عشر، ووفاته فی سنة ثمان وأربعین ومائة . (مرآة العقول).
3- بتر الله عمره: أی قصّر علیه أجله و قطعه (مجمع البحرین) .
4- الکافی: ج2 ص246 ح 3.

قال : اصبر.

فانصرفت سنتی ثمّ عُدت من قابل فشکوتهم إلیه .

فقال : اصبر.

ثمّ عدت فی السنة الثالثة فقال : اصبر سیجعل الله لک فرجاً.

فماتوا کلّهم، فخرجت إلیه فقال : ما فعل اهل بیتک؟ قلت : ماتوا.

قال : هو ما صنعوا بک لعقوقهم إیّاک، وقطعهم رحمک(1) .

8843- الکافی : علی بن إبراهیم، عن صالح بن السندیّ، عن جعفر بن بشیر، عن عنبسة العابد قال : جاء رجل فشکا إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) أقاربه.

فقال له: اکظم غیظک(2) وافعل(3) .

فقال : إنّهم یفعلون ویفعلون.

ص: 307


1- الخرائج والجرائح : ج2 ص637 ح 41. منه البحار : ج47 ص107.
2- والکاظمین الغیظ : أی الحابسین غیظهم، المتجرّعینه، مِن کَظَم غیظه کظماً، إذا تَجرَّعه وحَبَسه وهو قادر علی امضائه، والکظیم : الحابس غیظه. (مجمع البحرین).
3- أی اکظم الغیظ دائماً وإن أصرّوا علی الاساءة، أو أفعل کلّما أمکنک من البر، فیکون حذف المفعول للتعمیم.

فقال : أترید أن تکون مثلهم فلاینظر الله إلیکم(1) و(2) 8844- ثواب الأعمال: أبی (رحمه الله) قال: حدثنا علی بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلیّ، عن السکونی، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): إذا ظهر العلم، واحترز العمل، وائتلفت الألسن، واختلفت القلوب، وتقاطعت الأرحام، هنالک لعنهم الله فاصمهم وأعمی أبصارهم(3).

8845- مستطرفات السرائر : نقلا من کتاب (المشیخة) للحسن بن محبوب - علی بن الحسن، عن یونس بن رباط، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : الجنّة طیّبة، طیّبها الله وطیّب ریحها ویوجد ریحها من مسیرة ألفی عام ولایجد ریح الجنّة عاق ولا قاطع رحم ولا مرخی الإزار خیلاء(4).

8846- الخصال : حدثنا أحمد بن محمد بن الهیثم العجلیّ

ص: 308


1- «انّهم یفعلون» أی الإضرار وانواع الاساءة، ولا یرجعون عنها . «أترید ان تکون مثلهم» فی القطع وارتکاب القبیح، وترک الاحسان. «فلا ینظر الله الیکم» أی یقطع عنکم جمیعاً رحمته فی الدُّنیا والآخرة، وإذا وَصَلتَ الرّحم، فإمّا أن یرجعوا فتشملکم الرحمة، وکنتَ أولی بها واکثر حظاً منها، وإمّا أن لا یرجعوا، فتخصک الرحمة، ولا إنتقام أحسن من ذلک. (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص 347 ح5.
3- ثواب الاعمال : ص289 ح 1. منه البحار: ج 74 ص 96.
4- مستطرفات السرائر : ص85 ذیل ح30. منه الوسائل: ج3 ص369.

(رضی الله عنه) قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن یحیی بن زکریّا القطان قال : حدثنا بکر بن عبدالله بن حبیب قال : حدثنا تمیم بن بهلول، عن أبیه، عن عبیدالله(1) بن الفضل الهاشمی قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : ثلاثة من عازَّهم(2) ذلَّ: الوالد والسلطان والغریم(3) .

ص: 309


1- عبدالله - البحار .
2- عازَّه معازّةً : عارضه فی العزّة. (أقرب الموارد).
3- الخصال : ص195 ح 270. منه البحار : ج 74 ص 70.

أبواب معاشرة الناس

باب (1) العشرة مع الممالیک والخدم

8847- الخصال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوکّل (رضی الله عنه) قال : حدثنا عبدالله بن جعفر الحمیری، عن الفضل بن عامر ، عن موسی بن القاسم البجلیّ، عن ذریح المحاربیّ، عن أبی عبدالله ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): ثلاثة وإن لم تظلمهم ظلموک: السفلة، وزوجتک، وخادمک(1).

المحاسن: البرقی، عن موسی بن القاسم مثله بزیادة قوله : وقال : ثلاثة لاینتصفون(2) من ثلاثة : شریف من وضیع، وحلیم من سفیه، و برّ من فاجر(3).

8848- المحاسن: البرقی، عن محمّد بن خالد الأشعری، عن ابراهیم بن محمّد الأشعری، عن عبدالله بن بکیر، عن زرارة بن أعین

ص: 310


1- الخصال : ص86 ح15.
2- أنصفت الرجل إنصافاً: عاملته بالعدل والقسط (مجمع البحرین).
3- المحاسن : ص6 ح16. منهما البحار : ج 74 ص 139 و 140.

قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : أصلحک الله ما تری فی ضرب المملوک؟ قال : ما أتی فیه علی یدیه فلاشیء علیه، وأمّا ما عصاک فیه فلابأس قلت : کم أضربه؟ قال : ثلاثة، أربعة ، خمسة(1).

أقول: ینبغی حمل هذا الحدیث وأمثاله علی ما لو توقف تأدیب العبد العاصی علی الضرب فیضرب لیرجع الی الطاعة حسب ما یقتضیه الحال .

8849- الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): علیکم بقصار الجرم(2) فإنّه أقوی لکم فیما تریدون(3).

دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) انه قال ... وذکر مثله(4) .

نوادر الراوندی : باسناده عن موسی بن جعفر، عن آبائه (علیهم السّلام) مثله(5).

8850- الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه

ص: 311


1- المحاسن : ص625 ح 85. منه البحار: ج 74 ص 141.
2- الجرم - بالکسر : الجسم. وفی الدعائم والنوادر : علیکم بقصار الخدم .
3- الجعفریات: ص107.
4- دعائم الاسلام: ج2 ص196 ح 719.
5- نوادر الراوندی: ص38.

(علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): بارک الله لامّتی فی وعاها(1) وقصار الجرم(2) .

8851 - البحار : من خط الشهید (رحمه الله)، عن موسی بن بکر، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: ثلاثة لایرفع الله لهم عملا: عبد آبق، وامرأة زوجُها علیها ساخط، والمذیّل إزاره(3).

باب (2) لا تُقبل صلاة هؤلاء

8852- الخصال : حدثنا محمد بن علی ماجیلویه (رضی الله عنه) قال : حدثنی عمّی محمّد بن أبی القاسم، عن أحمد بن أبی عبدالله البرقی، عن محمّد بن علیّ الکوفی، عن ابن بقّاح، عن زکریّا ابن محمّد، عن عبدالملک بن [أبی] عمیر، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: أربعة لاتقبل لهم صلاة : الامام الجائر، والرجل یؤمُّ القوم وهم له کارهون، والعبد الآبق من موالیه من غیر ضرورة

ص: 312


1- الوعاء : الظرف یوعی فیه الشیء سُمّی بذلک لأنه یجمع ما فیه من المتاع، ویقال لصدر الرجل وعاء علمه واعتقاده تشبیهاً بذلک (أقرب الموارد). ولعلَّ دعاءه (صلّی الله علیه وآله) لاُمّته بالبرکة فی اوانیها کنایة عن الطعام والشراب اذ البرکة بمعنی النمو والزیادة او یکون بالمعنی الآخر وهو البرکة فی العلم والزیادة فی الفهم والله العالم.
2- الجعفریات: ص107.
3- البحار: ج 74 ص145. ذَیَّلَ ثوبه: طوَّله فهو (مُذیَّل) (أقرب الموارد).

والمرأة تخرج من بیت زوجها بغیر إذنه(1) .

8853- أمالی الطوسی: أخبرنا محمّد بن محمّد بن النعمان (رحمه الله) قال : حدثنا أبو بکر محمد بن عمر الجعابی قال : حدثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعید قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن غالب قال : حدثنا الحسین بن علی بن ریاح، عن سیف بن عمیرة قال : حدثنی محمد بن مروان، قال : حدثنی عبدالله بن أبی یعفور ، عن أبی عبدالله جعفر بن محمد (علیه السّلام) قال : ثلاثة لا یقبل الله لهم صلاة : عبد أبق من موالیه حتّی یرجع إلیهم فیضع یده فی أیدیهم، ورجل أمَّ قوماً وهم له کارهون، وامرأة باتت وزوجها علیها ساخط(2).

8854- معانی الأخبار : حدثنا محمد بن موسی بن المتوکّل، عن محمد بن یحیی وأحمد بن إدریس جمیعاً، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمّد، عن بعض أصحابنا رفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : ثمانیة لا تقبل لهم صلاة : العبد الآبق حتّی یرجع إلی مولاه، والنّاشز عن زوجها وهو علیها ساخط، ومانع الزکاة، وتارک الوضوء، والجاریة المدرکة تصلّی بغیر خمار، وامام قوم یصلّی بهم وهم له کارهون، والزّبین .

قالوا: یا رسول الله وما ألزّبین؟ قال : الرّجل یدافع الغائط والبول، والسّکران، فهؤلاء الثمانیة

ص: 313


1- الخصال : ص 242 ح 94. منه البحار : ج 74 ص 144.
2- أمالی الطوسی: ص 193 ح 327. منه البحار : ج 74 ص 144.

الاتقبل لهم صلاة(1).

الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا أحمد بن إدریس ومحمد بن یحیی العطار جمیعاً، عن محمد بن أحمد بن یحیی ابن عمران الأشعری، عن أحمد بن محمد بن خالد بإسناده رفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(2).

المحاسن: البرقی، عن بعض أصحابنا رفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(3).

باب (3) کراهة حمل الرجل السریّ المتاع بنفسه

8855 - الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن بعض أصحابه ، عن معاویة بن وهب قال : رآنی أبو عبدالله (علیه السّلام) وأنا أحمل بقلاً.

فقال : یکره للرّجل السریّ(4) أن یحمل الشیء الدنیّ فیُجترأ علیه(5).

الخصال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رحمه

ص: 314


1- معانی الأخبار : ص 404 ح 75. منه البحار : ج 74 ص 144.
2- الخصال: ص407 ح3.
3- المحاسن : ص12 ح36.
4- السریّ: صاحب المروءة فی شرف أو السخاء فی مروءة، والسید الشریف السخی . (أقرب الموارد).
5- الکافی: ج6 ص439 ح7.

الله) قال : حدثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن یعقوب بن یزید، عن محمّد بن أبی عمیر، عن معاویة بن وهب قال : رآنی أبو عبدالله (علیه السّلام).... وذکر نحوه(1).

أقول: کان معاویة بن وهب شخصیة بارزة فی أصحاب الإمام الصادق (علیه السّلام) ویبدو أنَّ حمله المتاع بنفسه ما کان یناسبه نظراً لشخصیته وللأعراف الإجتماعیة فی ذلک الیوم، فنهاه الإمام عن ذلک. وهذا لایُنافی ما سوف تقرأه فی الباب القادم من أن حمل المتاع وغیره یُعتبر من علامات التواضع، وذلک لما ذکرناه من أن بعض القضایا تختلف اعتبارها باختلاف البلاد والأشخاص، وهذا ما تراه واضحاً فی الحدیث التالی:

8856- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبی عبدالله، عن ابن فضّال ومحسن بن أحمد، عن یونس بن یعقوب قال : نظر أبو عبدالله (علیه السّلام) إلی رجل من أهل المدینة قد اشتری لعیاله شیئاً وهو یحمله، فلمّا رآه الرجل استحیی منه، فقال أبو عبدالله (علیه السّلام): اشتریته لعیالک وحملته إلبهم، أما والله لولا أهل المدینة لأحببت أن أشتری لعیالی الشیء ثمّ أحمله إلیهم(2) و(3) .

ص: 315


1- الخصال : ص10 ح 35.
2- یدلّ علی استحباب شراء الطَّعام للأهل وحمله إلیهم وأنَّه مع ملامة النّاس الترک أولی. (مرآة العقول).
3- الکافی: ج2 ص 123 ح10.

باب (4) مِن علامات التواضع

8857_ الکافی : علیّ بن محمّد، عن صالح بن أبی حمّاد، عن یحیی بن المبارک ، عن عبدالله بن جبلة، عن إسحاق بن عمّار، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: من خصف نعله، ورقّع ثوبه، وحمل سلعته(1)، فقد بریء من الکبر(2).

8858- الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد ابن عبدالله، عن یعقوب بن یزید، عن عبدالرحمن بن أبی نجران یرفعه إلی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: من رقّع جیبه [هکذا]، وخصف نعله، وحمل سلعته، فقد أمن(3) من الکبر(4) .

ثواب الأعمال: أبی (رحمه الله) قال: حدثنی أحمد بن ادریس، عن محمّد بن أحمد، عن یعقوب بن یزید مثله(5) .

باب (5) کراهة حمل الشیء فی الکُم

8859- علل الشرایع : حدثنا محمد بن علی ماجیلویه (رحمه

ص: 316


1- السلعة - بکسر السین -: المتاع. (أقرب الموارد).
2- الکافی: ج8 ص 231 ح 302.
3- فقد بریء - ثواب الاعمال .
4- الخصال: ص109 ح78.
5- ثواب الأعمال : ص 213 ح 1. منهما البحار : ج 774 ص147.

الله)، عن علی بن إبراهیم بن هاشم، عن أبیه، عن [عبدالله بن] میمون القدّاح، عن جعفر بن محمّد (علیه السّلام) قال : جئت إلی أبی (علیه السّلام) بکتاب أعطانیه إنسان فأخرجته من کمّی . فقال لی : یابنیّ، لاتحمل فی کمّک شیئاً فإنّ الکم مضیاع(1) .

باب (6) وصیة الإمام الباقر (علیه السّلام) إلی أولاده

8860- أمالی الطوسی: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن محمّد (الشیخ المفید) قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد (بن قولویه) (رحمه الله)، عن محمّد بن همام، عن عبدالله بن العلاء، عن الحسن ابن محمّد بن شمون(2)، عن حمّاد بن عیسی، عن إسماعیل بن خالد(3) قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) یقول:

جمعنا أبو جعفر (علیه السّلام) فقال : یابَنیَّ إیّاکم والتعرُّض للحقوق، واصبروا علی النّوائب، وإن دعاکم بعض قومکم إلی أمر ضررُه علیکم أکثر من نفعه لکم فلا تجیبوه(4).

أمالی المفید: حدثنا الشیخ الجلیل المفید أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان - اید الله تمکینه - قال: أخبرنی أبو القاسم جعفر بن

ص: 317


1- علل الشرایع: ص 582 ح20. منه الوسائل : ج3 ص370.
2- عن محمد بن الحسن بن شمون - أمالی المفید.
3- عن اسماعیل بن [أبی] خالد - أمالی المفید.
4- أمالی الطوسی : ص 73 ح 107.

محمّد (بن قولویه) (رحمه الله) مثله(1) .

باب (7) لهذه الخصال عفیٰ عنه النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم)

8861- المحاسن: البرقی، عن محمّد بن علی، عن علی بن الحکم، عن الحسین بن أبی سعید المکاری، عن رجل، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: اُتی رسول الله (صلّی الله علیه وآله) باُساری، فقدَّم منهم رجلاً لیضرب عنقه فقال له جبرئیل : یا محمّد ربُّک یقرئک السلام، ویقول: إنّ أسیرک هذا یطعم الطعام، ویقری الضیف، ویصبر علی النائبة ، ویحتمل الحمالات(2) .

فقال له النبیُّ (صلّی الله علیه وآله): إنّ جبرئیل أخبرنی عنک عن الله بکذا وکذا وقد أعتقتک.

فقال له : وإنّ ربّک لیحبُّ هذا؟ فقال : نعم.

فقال : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّک رسول الله، والّذی بعثک بالحقِّ لا رددت عن مالی أحداً أبداً(3).

ص: 318


1- أمالی المفید: ص300 ح 11. منهما البحار : ج 74 ص148.
2- الحَمالة - بالفتح : ما یتحمّله عن القوم من الدیة والغرامة . (مجمع البحرین)
3- المحاسن : ص 388 ح 14. منه البحار : ج 74 ص 149.

باب (8) الدَّواهی الثلاث

8862- قرب الاسناد : هارون بن مسلم قال : حدثنی مسعدة بن زیاد، عن جعفر، عن أبیه (علیهما السّلام) أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) قال: ثلاث هنَّ اُمَّ الفواقر(1): سلطان إن أحسنت إلیه لم یشکر ، وإن أسأت إلیه لم یغفر، وجارٌ عینُه ترعاک وقلبه ینعاک، إن رأی حسنة دفنها ولم یفشها وإن رأی سیّئة أظهرها وأذاعها، وزوجة إن شهدتَ لم تقرَّ عینک بها وإن غبتَ لم تطمئنَّ إلیها(2).

باب (9) حُسن المعاشرة وحُسن الصُحبة

8863- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمِد بن خالد، عن إسماعیل بن مهران ، عن محمد بن حفص، عن أبی الربیع الشامیّ قال : دخلت علی أبی عبدالله (علیه السّلام) والبیت غاصّ بأهله(3) فیه الخراسانیّ والشامیّ و من أهل الآفاق، فلم أجد موضعاً أقعد فیه، فجلس أبو عبدالله (علیه السّلام) وکان متّکئاً ثمّ قال : یاشیعة آل محمّدٍ: اِعلموا أنّه لیس منّا من لم یملک نفسه عند غضبه، ومن لم

ص: 319


1- الفواقر - واحدها فاقره -: الداهیة التی تکسر الفقار . (أقرب الموارد).
2- قرب الاسناد: ص40. منه البحار : ج 74 ص 151.
3- غصَّ المنزل بالقوم: امتلأَ بهم وضاق علیهم. (أقرب الموارد).

یحسن صحبة من صحبه ، ومخالفة من خالقه(1)، ومرافقة من رافقه، ومجاورة من جاوره، ومالحة من مالحه(2).

یا شیعة آل محمّدٍ: اتّقوا الله ما استطعتم، ولاحول ولاقوّة إلّا بالله (3).

8864- مستطرفات السرائر : من جامع البزنطی، عن أبی الربیع الشامی قال : کنّا عند أبی عبدالله (علیه السّلام) والبیت غاصُّ بأهله ، فقال : [إنّه] لیس منّا من لم یحسن صحبة من صحبه ومرافقة من رافقه، وممالحة من مالحه، ومخالقة من خالقه(4).

المحاسن: البرقی، عن اسماعیل بن مهران، عن محمّد بن حفص، عن أبی الربیع الشامی مثله إلّا أنّ فیه : ومحالفة من حالفه(5) .

8895- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن علیّ بن حدید، عن مرازم قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): علیکم بالصلاة فی المساجد، وحسن الجوار للناس، وإقامة الشَّهادة ، وحضور الجنائز، إنّه لابدّ لکم من الناس، إنّ أحداً لایستغنی عن الناس حیاته، والناس لابدّ لبعضهم من بعضٍ(6) .

8866- الاحتجاج : حدثنی السید العالم العابد أبو جعفر مهدی

ص: 320


1- خَالَقهُم مُخالَقةً: عاشرهم بخلق حسن (أقرب الموارد).
2- مالح فلان فلاناً مالحةً: آکله (أقرب الموارد).
3- الکافی: ج2 ص637 ح 2.
4- مستطرفات السرائر : ص 61 ح 33. منه البحار : ج 74 ص 161.
5- المحاسن : ص357 ح67. منه البحار : ج 76 ص268.
6- الکافی: ج2 ص635 ح 1.

ابن أبی حرب الحسینی المرعشی (رضی الله عنه) قال : حدثنی الشیخ الصدوق أبو عبدالله جعفر بن محمّد بن أحمد الدوریستی (رحمة الله علیه) قال: حدثنی أبی محمّد بن أحمد قال : حدثنی الشیخ السعید أبو جعفر محمّد بن علی بن الحسین بن بابویه القمی (رحمه الله) قال : حدّثنی أبو الحسن محمّد بن القاسم المفسر الآستر آبادی قال: حدّثنی أبو یعقوب یوسف بن محمّد بن زیاد وأبو الحسن علی بن محمّد بن سیار - وکانا من الشیعة الامامیة . قالا: حدثنا أبو محمّد الحسن بن علی العسکری (علیه السّلام) قال: حدثنی أبی، عن آبائه (علیهم السّلام) أنّ محمّد بن علی الباقر (علیه السّلام) قال: دخل محمّد بن مسلم بن شهاب الزهریُّ علی علیِّ بن الحسین (علیه السّلام) وهو کئیب حزین ، فقال له زین العابدین (علیه السّلام) : ما بالک مغموماً؟ قال : یابن رسول الله غموم وهموم تتوالی علیَّ لما امتحنت به من جهة حسّاد نعمی، والطامعین فیّ، وممّن أرجو(1)، وممّن أحسنت إلیه فیخلف ظّنی.

فقال له علیُّ بن الحسین (علیه السّلام): احفظ علیک لسانک تملک به إخوانک .

قال الزهریُّ: یابن رسول الله إنّی أحسن إلیهم بما یبدر من کلامی.

قال علیُّ بن الحسین (علیه السّلام): هیهات هیهات إیّاک أن تعجب من نفسک بذلک ، وإیّاک أن تتکلّم بما یسبق إلی القلوب

ص: 321


1- أرجوه - البحار.

إنکاره، وإن کان عندک اعتذاره، فلیس کلُّ من تُسمعه شرّاً یمکنک أن توسّعه عذراً.

ثمّ قال : یا زهریُّ من لم یکن عقله من أکمل ما فیه ، کان هلاکه من أیسر ما فیه.

ثمّ قال: یا زهریُّ أما علیک أن تجعل المسلمین منک بمنزلة أهل بیتک فتجعل کبیرهم [منک](1) بمنزلة والدک، وتجعل صغیرهم [منک](2) بمنزلة ولدک، وتجعل تِربک(3) منهم بمنزلة أخیک، فأیَّ هؤلاء تحبُّ أن تظلم.

وأیَّ هؤلاء تحبُّ أن تدعو علیه.

وأیَّ هؤلاء تحبُّ أن تهتک ستره؟ وإن عرض لک إبلیس - لعنه الله - بأن لک فضلاً علی أحد من أهل القبلة فانظر إن کان أکبر منک فقل : قد سبقنی بالایمان والعمل الصالح فهو خیر منّی، وإن کان أصغر منک فقل : قد سبقته بالمعاصی والذُّنوب فهو خیر منّی، وإن کان تربک فقل: أنا علی یقین من ذنبی وفی شکّ من أمره، فمالی أدع یقینی لشکّی، وإن رأیت المسلمین یعظّمونک ویوقّرونک ویبجّلونک، فقل: هذا فضل أخذوا به، وإن رأیت منهم جفاءً وانقباضاً [عنک](4) فقل هذا الذنبٍ أحدثته فانک إذا فعلت ذلک سهل الله علیک عیشک ، وکثر أصدقاؤک [وقلَّ أعداؤک ](5)

ص: 322


1- ما بین المعقوفتین من البحار.
2- ما بین المعقوفتین من البحار.
3- الاتراب : الأمثال والأقران (مجمع البحرین).
4- ما بین المعقوفتین من البحار .
5- ما بین المعقوفتین من البحار .

وفرحت بما یکون من برِّهم، ولم تأسف علی ما یکون من جفائهم.

واعلم أنّ اکرم الناس علی الناس من کان خیره علیهم فائضاً، وکان عنهم مستغنیاً متعفّفاً.

واکرم الناس بعده علیهم من کان مستعففا، وإن کان إلیهم محتاجاً فانَّما أهل الدُّنیا یتعقبون(1) الأموال، فمن لم یزاحمهم فیما یتبقونه(2) کرم علیهم، ومن لم یزاحمهم فیها ومکّنهم من بعضها کان أعزَّ وأکرم(3).

8867- أمالی المفید: حدثنا الشیخ الجلیل المفید أبو عبدالله محمد بن محمّد بن النعمان الحارثی قال : حدثنی أحمد بن محمد، عن أبیه محمد بن الحسن بن الولید القمی، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علی بن مهزیار، عن علیّ بن حدید، عن مرازم قال : قال أبو عبدالله جعفر بن محمّد (علیهما السّلام): علیکم بالصَّلاة فی المساجد، وحسن الجوار للناس، وإقامة الشهادة، وحضور الجنائز، إنّه لابدّ لکم من الناس إنّ أحداً لا یستغنی عن الناس حیاته فأمّا نحن نأتی جنائزهم، وإنّما ینبغی لکم أن تصنعوا مثل ما یصنع من تأتّمون به ، والناس لابدَّ لبعضهم من بعض ما داموا علی هذه الحال، حتّی یکون ذلک (4) ثمّ ینقطع کلُّ قوم إلی أهل أهوائهم.

ثمّ قال: علیکم بحسن الصلاة واعملوا لآخرتکم واختاروا

ص: 323


1- یعتقبون - البحار. اعتقب الرّجل : حبسه. وتعقّبه : تتبعه (أقرب الموارد).
2- لم یزدحمهم فیما یعتقبونه - البحار.
3- الاحتجاج : ص319. منه البحار : ج 74 ص 155.
4- أی: الموت.

لأنفسکم، فانّ الرجل قد یکون کیّساً فی أمر الدنیا فیقال : ما أکیس فلاناً وإنّما الکیّس کیّس الاخرة(1) .

8868- صفات الشیعة : حدثنی محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رحمه الله)، عن أبی الخطاب، عن عبدالله بن زیاد قال:

سلّمنا علی أبی عبدالله (علیه السّلام) بنی ثمّ قلت : یابن رسول الله إنّا قوم مجتازون(2) لسنا نطیق هذا المجلس منک کلّما أردناه فأوصنا.

قال (علیه السّلام): علیکم بتقوی الله، وصدق الحدیث، وأداء الأمانة، وحسن الصحبة لمن صحبکم، وإفشاء السلام، وإطعام الطعام. صلّوا فی مساجدهم، وعودوا مرضاهم، واتبعوا جنائزهم، فانّ أبی حدَّثنی أنّ شیعتنا أهل البیت کانوا خیار من کانوا منهم، إن کان فقیه کان منهم، وإن کان مؤذِّن کان منهم، وإن کان إمام کان منهم، وإن کان صاحب أمانة کان منهم، وإن کان صاحب ودیعة کان منهم، وکذلک کونوا حبّبونا إلی الناس ولا تبغّضونا إلیهم(3).

8869- دعائم الاسلام: عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال یوماً لبعض أصحابه یوصیهم: إتقوا الله، وأحسنوا صحبة من تصاحبونه، وجوار من تجاورونه، وأدّوا الأمانات إلی أهلها،

ص: 324


1- أمالی المفید: ص185ح 12. منه البحار: ج 74 ص 162.
2- اجتاز : سلک، واجتاز من مکان إلی آخر: عبر. والمجتاز : السالک. (أقرب الموارد). والمعنی: إنَّا قوم مسافرون ولانستطیع أن نصل إلیک کلّما أردنا لبعد بلدنا.
3- صفات الشیعة: ص 70ح 39. منه البحار : ج 74 ص 162.

ولاتسمّوا الناس خنازیر، إن کنتم شیعتنا تقولون ما نقول، واعملوا بما نأمرکم به تکونوا لنا شیعة، ولاتقولوا فینا ما لانقول فی أنفسنا، قلاتکونوا لنا شیعة، إن أبی حدثنی : أن الرجل من شیعتنا، یکون فی الحی فتکون ودائعهم عنده، ووصایاهم إلیه، فکذلک انتم فکونوا(1).

8870- الکافی: محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن علیّ بن الحکم، عن معاویة بن وهب، قال : قلت له (علیه السّلام):

کیف ینبغی لنا أن نصنع فیما بیننا وبین قومنا وبین خلطائنا من الناس ممّن لیسوا علی أمرنا؟ قال (علیه السّلام): تنظرون إلی أئمتکم الذین تقتدون بهم فتصنعون ما یصنعون، فوالله إنّهم لیعودون مرضاهم، ویشهدون جنائزهم، ویقیمون الشهادة لهم وعلیهم، ویؤدّون الأمانة إلیهم(2) .

8871- کنز الفوائد: روی أن الصادق جعفر بن محمد (علیه السّلام) کان یتمثّل کثیراً بهذین البیتین:

أخوک الّذی لو جئت بالسیف عامداً لتضربه لم یستغشّک فی الودِّ ولو جئته تدعوه للموت لم یکن یردُّک إبقاء علیک من الودِّ(3) 8872 البحار: کتاب الامامة والتبصرة - عن سهل بن احمد، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسی بن إسماعیل بن موسی

ص: 325


1- دعائم الاسلام: ج1 ص 61. منه المستدرک : ج8 ص311.
2- الکافی: ج2 ص636 ح4.
3- کنز الفوائد: ج 1 ص 94 . منه البحار: ج 74 ص 166.

ابن جعفر، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): راحة النفس ترک ما لا یعنیها، وأوحش الوحشة قرین السوء(1).

8873- اعلام الدین : قال الصادق (علیه السّلام): لاتُتبع أخاک - بعد القطیعة . وقیعة فیه، فتسدّ علیه طریق الرجوع إلیک، فلعلَّ التجارب تردُّه علیک(2).

8874- البحار: الدرة الباهرة، قال الصادق (علیه السّلام): من أکرمک فأکرمه، ومن استخفَّ بک فأکرم نفسک عنه(3).

8875- کتاب الزهد: القاسم بن محمّد، عن صفوان الجمّال، عن الفضیل(4) قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : طوبی لکلّ عبد لؤمة (نومة - خ ل)(5) عرف الناس قبل معرفتهم به(6).

8876- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلیّ، عن السکونیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم): ما أصطحب اثنان إلّا کان أعظمهما أجراً وأحبّهما إلی الله (عزّوجلّ) أرفقهما بصاحبه(7) .

ص: 326


1- البحار: ج 77 ص 166.
2- أعلام الدین : ص292. منه البحار: ج 74 ص 166 .
3- البحار: ج 74 ص167.
4- عن المفضل - البحار.
5- طوبی لعبد نوومة - البحار. رجل لُوَمة: یلومه الناس. ورجل نُومة : اذا کان خامل الذِّکر. (لسان العرب).
6- کتاب الزهد: ص4ح2. منه البحار : ج70 ص 110.
7- الکافی: ج2 ص 669 ح 3.

8877- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن حسین بن الحسن، عن محمّد بن سنان، عن عمار بن موسی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام): لا علیک أن تصحب ذا العقل وإن لم تحمد(1) کرمه(2) ولکن انتفع بعقله واحترس من سیّیء أخلاقه، ولا تدعنّ صحبة الکریم وإن لم تنتفع بعقله ولکن انتفع بکرمه بعقلک، وافرر کلّ الفرار من اللّثیم الاحمق(3) و (4).

8878- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن الحجّال، عن داود بن أبی یزید وثعلبة وعلیّ بن عقبة، عن بعض من رواه ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال : الانقباض من الناس مکسبة للعداوة (5)و(6).

8879- الکافی: محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن محمّد بن سنان، عن حذیفة بن منصور قال : سمعت أبا

ص: 327


1- فی بعض النسخ [وإن لم تجد]. (شرح الکافی للمازندرانی).
2- الکَرَم: إیثار الغیر بالخیر . والکَرَم لاتستعمله العرب إلَّا فی المحاسن الکثیرة، والکریم : هو الجامع لأنواع الخیر والشّرف والفضائل . (مجمع البحرین).
3- لأنّه لیس کریماً لتنتفع بکرمه، ولا عاقلاً لتنتفع بعقله، مع أنّ فی صحبته مفاسد من وجوه شتّی. (شرح الکافی للمازندرانی).
4- الکافی: ج2 ص638 ح 1.
5- یعنی من خالط ثم ینقبض عنهم وعن مخالطتهم لا لعلّة، فقد کسب العداوة ، والانقباض: خلاف الانبساط. (مجمع البحرین) .
6- الکافی: ج2 ص638 ح5 .

عبدالله (علیه السّلام) یقول: من کفّ یده عن الناس(1) فانّما یکفّ عنهم یداً واحدةً ویکفّون عنه أیدیاً کثیرةً(2).

8880- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن عمّار بن مروان قال : أوصانی أبو عبدالله (علیه السّلام) فقال : اُوصیک بتقوی الله، وأداء الأمانة، وصدق الحدیث، وحسن الصحابة لمن صحبت(3) ولا قوّة إلّا بالله(4).

المحاسن: البرقی، عن أبیه، عن محمّد بن سنان، عن عمّار بن مروان الکلبی مثله وفیه : ولا حول ولا قوّة إلّا بالله(5).

8881- قرب الاسناد: الحسین بن ظریف، عن الحسین بن علوان، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: صحبة عشرین سنة قرابة(6).

8882- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عیسی، عن سماعة، عن أبی عبدالله (علیه

ص: 328


1- أی أنسحب عن المجتمع، وقطع العلاقات الودّیة بینه وبین الناس فی لقاءاته وتزاوره وأمثال ذلک، فمن الطبیعی أنّ الناس یعاملونه کذلک.
2- الکافی: ج 2 ص 643 ح6.
3- فی السَّفر والحضر، بالحلم، والرِّفق، والصفح، وکظم الغیظ، وحسن الخلق، وکفّ الأذی وحفظ السِّر، والدعوة الی الزاد، والقیام بالخدمة فی الصّحة والمرض، وقضاء الحوائج والتکلّم والمزاح بما یوجب انبساط القلب. (شرح الکافی للمازندرانی).
4- الکافی: ج2 ص 669 ح1.
5- المحاسن : ص358 ح 71.
6- قرب الاسناد : ص24. منه البحار : ج 74 ص157.

السّلام) قال: مجاملة(1) الناس ثلث العقل(2).

8883- الخصال: أخبرنا سلیمان بن أحمد بن أیوب اللّخمی قال : حدثنا عبدالوهاب بن خراجة، قال: حدثنا أبو کریب قال: حدثنا علی بن حفص العبسی قال : حدثنا الحسن بن الحسین العلوی، عن أبیه الحسین بن زید، عن جعفر بن محمّد، عن أبیه محمد بن علیّ، عن علی بن الحسین، عن الحسین بن علی، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): رأس العقل بعد الایمان بالله (عزّوجلّ) التحبّب إلی الناس(3).

8884- أمالی الطوسی: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن علی بن بلال المهلبی قال : حدثنا علی بن سلیمان قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالک قال : حدثنا محمد بن المثنی، عن أبیه، عن عثمان بن زید الجهنی، عن المفضل بن عمر الجعفی قال : دخلت علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فقال لی: من صحبک؟ فقلت له : رجل من إخوانی.

قال : فما فعل؟ فقلت: منذ دخلت لم أعرف مکانه .

فقال لی : أما علمت أن من صحب مؤمناً أربعین خطوة سأله الله عنه یوم القیامة(4).

ص: 329


1- المجاملة : حسین الصنیعة مع النَّاس والمعاملة بالجمیل (مجمع البحرین).
2- الکافی: ج 2 ص 643 ح2.
3- الخصال : ص51ح55. منه البحار: ج 74 ص157.
4- أمالی الطوسی: ص 413 ح 927. منه الوسائل: ج8 ص 403.

البحار : نقل من خط الشهید، عن الصادق (علیه السّلام) أنّه قال للمفضل: من صحبک؟ .... وذکر نحوه(1) .

باب (10) طلاقة الوجه

8885- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن علیّ بن الحکم، عن الحسن بن الحسین قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم): یابنی عبدالمطلب إنّکم لن تسعوا الناس بأموالکم فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر(2).

ورواه ، عن القاسم بن یحیی، عن جده الحسن بن راشدٍ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) إلّا أنّه قال : یابنی هاشم(3) .

8886- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عیسی، عن سماعة بن مهران، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: ثلاث من أتی الله بواحدةٍ منهنّ أوجب الله له الجنّة :

الإنفاق من إقتارٍ، والبشر لجمیع العالم، والإنصاف من نفسه(4) .

8887- الکافی : علی بن إبراهیم، عن أبیه ، عن ابن محبوب،

ص: 330


1- البحار : ج 74 ص 179 ح 24.
2- البشر - بالکسر -: طلاقة الوجه وبشاشته . (أقرب الموارد).
3- الکافی: ج2 ص103 ح1.
4- الکافی: ج 2 ص 103 ح2 .

عن بعض أصحابه، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قلت له : ما حدُّ حُسن الخلق؟ قال : تلیّن جناحک(1) ، وتطیّب کلامک، وتلقی أخاک ببشرٍ حسنٍ(2).

معانی الأخبار : حدثنا محمد بن موسی بن المتوکل قال : حدثنا عبدالله بن جعفر الحمیری، عن أحمد بن محمد بن عیسی، عن الحسن بن محبوب، عن بعض أصحابنا قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : ما حدُّ حسن الخلق .... وذکر مثله (3).

8888- الکافی: علی بن ابراهیم، عن أبیه، عن حمّاد، عن ربعی، عن فضیل قال(4) : صنائع المعروف وحسن البشر یکسبان المحبّة ویدخلان الجنّة، والبخل وعبوس الوجه یبعّدان من الله ویدخلان النار(5).

8889- مستدرک الوسائل: السید محیی الدین أبو حامد الحلبی ابن أخی ابن زهرة فی أربعینه: عن القاضی أبی المحاسن یوسف بن رافع بن تمیم، عن القاضی فخرالدین سعید، عن الحافظ وجیه بن

ص: 331


1- جانبک - معانی الأخبار .
2- الکافی: ج2 ص103 ح4.
3- معانی الأخبار : ص253 ح1.
4- الضمیر فی «قال» راجع إلی الأمام الباقر او الامام الصادق (علیهما السّلام)، وکأنّه سقط من النساخ أو الرّواة . و«صنائع المعروف» : الإحسان إلی الغیر بما یعرف حسنه شرعاً وعقلاً، وکان الاضافة للبیان. (مرآة العقول).
5- الکافی: ج 2 ص 103 ح5.

طاهر الشحامی، عن أبی السعید محمد بن عبدالعزیز الصفار، عن أبی عبدالرحمن محمد بن الحسین السلمی، عن عبدالعزیز جعفر بن محمّد الخرقی، عن محمد بن هارون بن بریة، عن عیسی بن مهران، عن الحسن بن الحسین، عن الحسین بن زید، عن جعفر بن محمّد (علیهما السّلام)، قال: حدثنی أبی محمّد، عن أبیه علی، عن أبیه الحسین، عن أبیه علی (علیهم السّلام) قال: کان رسول الله (صلّی الله علیه وآله) یقول: إنَّ الله یبغض المعبس(1) فی وجه إخوانه(2) .

باب (11) الجعفری الممتاز

8890- الکافی : أبو علیّ الأشعری، عن محمّد بن عبدالجبّار ، ومحمّد بن إسماعیل، عن الفضل بن شاذان جمیعاً، عن صفوان بن یحیی، عن أبی اُسامة زیدٍ الشحّام قال: قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) : اقرأ علی من تری أنّه یطیعنی منهم ویأخذ بقولی السلام واُوصیکم بتقوی الله (عزّوجلّ)، والورع فی دینکم(3)، والاجتهاد لله، وصدق الحدیث، وأداء الأمانة، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمّد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) أدُّوا الأمانة إلی من

ص: 332


1- عبس الرّجل: لوی بشرته وقبض وجهه (مجمع البحرین).
2- مستدرک الوسائل: ج8 ص 321.
3- التقوی: هی طاعة الله تعالی وعبادته وخشیة الله وهیبته، وتنزیه القلوب عن الذّنوب. والورع : الکفّ عن المحارم والتحرّج منها (مجمع البحرین) .

ائتمنکم علیها برّاً أو فاجراً، فان رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) کان یأمر بأداء الخیط والمخیط، صلوا عشائرکم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم، فان الرجل منکم إذا ورع فی دینه وصدق الحدیث وأدی الأمانة وحسن خلقه مع الناس قیل : هذا جعفریّ، فیسرّنی ذلک ویدخل علیّ منه السرور وقیل : هذا أدب جعفرٍ، وإذا کان علی غیر ذلک دخل علیّ بلاؤه وعاره، وقیل : هذا أدب جعفرٍ، فوالله لحدّثنی أبی (علیه السّلام) أنّ الرجل کان یکون فی القبیلة من شیعة علیٍّ (علیه السّلام) فیکون زینها، آداهم(1) للأمانة وأقضاهم للحقوق وأصدقهم للحدیث، إلیه وصایاهم وودائعهم تسأل العشیرة عنه فتقول: من مثل فلانٍ؟ إنّه لآدانا للأمانة وأصدقنا للحدیث(2).

8891- الکافی : محمّد بن إسماعیل، عن الفضل بن شاذان ، وابو علیّ الأشعری، عن محمد بن عبدالجبّار جمیعاً، عن صفوان بن یحیی، عن معاویة بن وهب قال : قلت لأبی عبدالله (علیه السّلام) : کیف ینبغی لنا أن نصنع فیما بیننا وبین قومنا وفیما بیننا وبین خلطائنا من الناس؟ قال : فقال : تؤدّون الأمانة إلیهم وتقیمون الشهادة لهم وعلیهم وتعودون مرضاهم وتشهدون جنائزهم (3).

ص: 333


1- آدی للامانة : أحسن أداءً (لسان العرب).
2- الکافی: ج2 ص636 ح5.
3- الکافی: ج2 ص635 ح2.

باب (12) حُسن الجوار

8892- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن اسماعیل بن مهران، عن إبراهیم بن أبی رجاء، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: حسن الجوار(1) یزید فی الرزق(2).

کتاب الزهد: عبدالله بن محمّد، عن علی بن اسحاق، عن ابراهیم بن أبی رجاء قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): .... وذکر مثله(3).

8893- أمالی الصدوق : حدثنا الحسین بن أحمد بن أدریس قال : حدثنا محمد بن عبدالجبار، عن الحسین بن علیّ بن أبی حمزة، عن إسماعیل بن عبدالخالق، وأبی الصباح الکنانیّ جمیعاً، عن أبی بصیر، قال : سمعت أبا عبدالله الصادق (علیه السّلام) یقول: من کفّ أذاه عن جاره أقاله الله (عزّوجلّ) عترته یوم القیامة، ومن عفّ بطنه وفرجه کان فی الجنة ملکاً محبوراً، ومن أعتق نسمة مؤمنة بنی الله (عزّوجلّ) له بیتاً فی الجنّة(4).

ص: 334


1- مِن حُسن الجوار أن تعینه فی اُموره، وتقرضه إن أحتاج إلیه، وتدفع عنه کربه ، وظُلمه، وأن لاترفع بناءً مشرفاً علی داره، ولا تنظر إلی حرمه، وأن تستر عورته وعیوبه، إلی غیر ذلک .... (شرح الکافی للمازندرانی).
2- الکافی: ج2 ص666 ح3.
3- کتاب الزهد: ص43 ح 115.
4- أمالی الصدوق: ص 443 ح4. منه البحار : ج 74 ص 150.

8894- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبیه، عن سعدان ، عن أبی مسعود قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام): حسن الجوار زیادة فی الأعمار وعمارة الدیّار(1).

8895- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن النهیکیّ، عن إبراهیم بن عبدالحمید، عن الحکم الخیّاط قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : حسن الجوار بعمر الدیّار ویزید فی الأعمار(2).

8896- الکافی: أبو علیّ الاشعری، عن الحسن بن علی الکوفی، عن عبیس بن هشام، عن معاویة بن عمار، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم):

حسن الجوار یعمر الدّیار وینسی(3) فی الأعمار(4).

8897- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن أبی عبدالله، عن إسماعیل بن مهران، عن محمّد بن حفص، عن أبی الربیع الشامی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال - والبیت غاص بأهله - : اعلموا أنّه لیس منّا من لم یحسن مجاورة من جاوره(5).

8898- أمالی الطوسی: أخبرنا جماعة، عن أبی المفضل قال :

ص: 335


1- الکافی: ج2 ص667 ح7.
2- الکافی: ج2 ص667 ح8.
3- النَسَاء : طول العمر، والنُسأة: التاخیر . ونسأ الله أجله: أی أخَّره (أقرب الموارد).
4- الکافی: ج2 ص667 ح 10.
5- الکافی: ج2 ص668 ح11.

حدثنا الفضل بن محمّد بن المسیب البیهقی قال : حدثنا هارون بن عمرو المجاشعی قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد قال : حدثنا أبی أبو عبدالله (علیه السّلام). قال المجاشعی: وحدثناه الرضا علی بن موسی، عن أبیه موسی، عن أبیه أبی عبدالله جعفر بن محمّد، عن آبائه ، عن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : قیل : یانبیّ الله فی المال حقُّ سوی الزکاة؟ قال : نعم برُّ الرحم إذا أدبرت، وصلة الجار المسلم، فما أقرّ بی(1) من بات شبعان وجاره المسلم جائع .

ثمّ قال (علیه السّلام): ما زال جبرئیل یوصینی بالجار حتّی ظننت أنّه سیورِّثه(2).

8899- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن الحسین بن سعید، ومحمّد بن خالد جمیعاً، عن القاسم بن محمّد، عن حبیب الخثعمیّ قال: سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : علیکم بالورع والاجتهاد واشهدوا الجنائز وعودوا المرضی واحضروا مع قومکم مساجدکم وأحبّوا للناس ما تحبّون لأنفسکم أما یستحیی الرجل منکم أن یعرف جاره حقّه ولا یعرف حقّ جاره(3) .

ص: 336


1- فما آمن بی - البحار .
2- أمالی الطوسی: ص520 ح 1145. منه البحار : ج 74 ص 151.
3- الکافی: ج2 ص635 ح3.

باب (13) حُرمة إیذاء الجار

8900- الکافی : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن أبی عبدالله، عن محمّد بن علیّ، عن محمّد بن الفضیل، عن أبی حمزة قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: المؤمن من آمن جاره بوائقه.

قلت: وما بوائقه؟ قال : ظلمه وغشمه (1)و(2) .

8901- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن علیّ، عن محمّد بن الفضیل، عن إسحاق بن عمّار، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): أعوذ بالله من جار السّوء(3) فی دار إقامةٍ، تراک عیناه ویرعاک قلبه ، إن رآک بخیر ساءه وإن رآک بشرّ سرّه(4) .

کتاب الزهد: محمّد بن الحسین، عن محمّد بن الفضیل مثله(5) .

ص: 337


1- الغشم: الظّلم والغصب. والغشوم: الذی یخبط النَّاس ویاخذ کلّ ما قدر علیه (لسان العرب).
2- الکافی: ج2 ص668 ح12.
3- من جار سوء - کتاب الزهد.
4- الکافی: ج2 ص 669 ح16.
5- کتاب الزهد: ص43 ح 114.

8902- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن إسحاق بن عبدالعزیز، عن زرارة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : جاءت فاطمة (علیها السّلام) تشکو إلی رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) بعض أمرها فأعطاها رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) کریسةً(1) وقال : تعلّمی ما فیها، فاذا فیها: من کان یؤمن بالله والیوم الآخر فلا یؤذی جاره، ومن کان یؤمن بالله والیوم الآخر فلیکرم ضیفه، ومن کان یؤمن بالله والیوم الآخر فلیقل خیراً أو لیسکت(2) .

8903- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن محمّد بن یحیی، عن طلحة بن زید، عن أبی عبدالله، عن أبیه (علیهما السّلام) قال: قرأت فی کتاب علیّ (علیه السّلام) أنّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) کتب بین المهاجرین والأنصار ومن لحق بهم من أهل یثرب: أن الجار کالنّفس، غیر مضارٍّ ولا آثمٍ(3)، وحرمة الجار علی الجار کحرمة اُمّه - الحدیث مختصراً- (4).

8904- الکافی: محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن محمد بن یحیی، عن طلحة بن زید، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)

ص: 338


1- کریسة : مُصَغّر الکرّاسة، وهی: الجزء مِن الصحیفة (القاموس).
2- الکافی: ج2 ص667 ح6.
3- لعلّ المراد ان الرجل کما لایضارّ نفسه ولا یوقعها فی الإثم أو لایعد علیها الأمر اثماً کذلک ینبغی أن لایضارٌ جاره ولایوقعه فی الاثم أولاً یعد علیه الأمر أثماً . الوافی).
4- الکافی: ج2 ص 666 ح2.

قال : إنَّ الجار کالنَّفس غیر مضار ولا اثم(1) .

التهذیب : أحمد بن محمّد مثله(2) .

باب (14) حدُّ الجار

8905- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر، عن معاویة بن عمّار، عن عمرو بن عکرمة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : کلّ أربعین داراً جیرانٌ، من بین یدیه ومن خلفه وعن یمینه وعن شماله (3).

8906- معانی الاخبار : أبی (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبی عبدالله، عن أبیه، عن محمّد بن أبی عمیر، عن معاویة بن عمّار، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قلت له : جعلت فداک ما حدُّ الجار؟ قال : أربعین داراً من کلِّ جانب(4).

8907- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، ومحمّد بن یحیی، عن الحسین بن إسحاق، عن علی بن مهزیار، عن علیّ بن فضال، عن فضالة بن أیّوب، جمیعاً، عن معاویة بن عمّار،

ص: 339


1- الکافی : ج5 ص292 ح1 .
2- التهذیب : ج 7 ص 146 ح 650.
3- الکافی: ج 2 ص 669 ح1.
4- معانی الأخبار : ص165 ح1. منه البحار : ج 74 ص 151.

عن عمرو بن عکرمة قال: دخلت علی أبی عبدالله (علیه السّلام) فقلت له : لی جار یؤذینی؟ فقال : ارحمه .

فقلت : لا رحمه الله .

فصرف وجهه عنّی.

قال : فکرهت أن أدعه، فقلت: یفعل بی کذا وکذا ویفعل بی ویؤذینی.

فقال : أرأیت إن کاشفته انتصفت منه؟ فقلت : بلی اُربی علیه.

فقال : إنّ ذا ممّن یحسد الناس علی ما آتاهم الله من فضله فاذا رأی نعمةً علی أحدٍ فکان له أهل جعل بلاءه علیهم، وان لم یکن له أهل جعله علی خادمه، فان لم یکن له خادم أسهر لیله وأغاظ نهاره، إن رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) أتاه رجل من الأنصار فقال : إنّی اشتریت داراً فی بنی فلانٍ وإن أقرب جیرانی منّی جواراً من لا أرجو خیره ولا آمن شرّه. قال : فأمر رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) علیّاً (علیه السّلام) وسلمان وأبا ذرّ - ونسیت آخر أظنُّه المقداد - أن ینادوا فی المسجد بأعلی أصواتهم بأنّه لا إیمان لمن لم یأمن جاره بوائقه، فنادوا بها ثلاثاً، ثمّ أومأ بیده إلی کلُّ أربعین داراً من بین یدیه ومن خلفه و عن یمینه وعن شماله(1) .

کتاب الزهد : حدثنا الحسین بن سعید قال : حدثنا فضالة بن

ص: 340


1- الکافی: ج2 ص166 ح1.

أیّوب، عن معاویة بن عمّار، عن عمرو بن عکرمة قال : دخلت علی أبی عبدالله (علیه السّلام) .... وذکر نحوه(1) .

8908- مشکاة الأنوار : من کتاب (المحاسن)، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)، قال : أمر رسول الله (صلّی الله علیه وآله) علیاً (علیه السّلام) وسلمان وأبا ذر، بأن ینادوا بأعلی اصواتهم : أنه لا إیمان لمن لم یأمن جاره بوائقه، فنادوا بها ثلاثاً، ثم أومأ بیده إلی أن کل أربعین داراً جیران، من بین یدیه، ومن خلفه، وعن یمینه، وعن شماله(2).

8909- الخصال : حدثنا الحسن بن أحمد بن إدریس (رضی الله عنه) قال : حدثنی أبی، عن محمد بن علی بن محبوب، عن محمّد ابن الحسین، عن الحسن بن علی بن فضّال، عن علیّ بن عقبة بن خالد، عن أبیه عقبة بن خالد، عن أبی عبدالله، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام): حریم المسجد أربعون ذراعاً والجوار أربعون داراً من أربعة جوانبها(3).

ص: 341


1- کتاب الزهد: ص٤2 ح 113.
2- مشکاة الأنوار : ص215. منه المستدرک : ج8 ص 431.
3- الخصال : ص 544 ح20. منه البحار: ج 74 ص 151.

أبواب الصداقة والصدیق

باب (1) حدّ الصَّداقة

8910- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن، عن عبیدالله الدهقان، عن أحمد بن عائذ، عن عبیدالله الحلبیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لا تکون الصداقة إلّا بحدودها فمن کانت فیه هذه الحدود أو شیء منها فانسبه إلی الصداقة ومن لم یکن فیه شیء منها فلاتنسبه إلی شیءٍ من الصداقة.

فأوّلها: أن تکون سریرته وعلانیته لک واحدةً.

والثانیة : أن یری زینک زینه وشینک شینه .

والثالثة : أن لاتغیّره علیک ولایة ولامال .

والرابعة : أن لایمنعک شیئاً تناله مقدرته .

والخامسة : وهی تجمع هذه الخصال أن لا یسلمک(1) عند النّکبات (2) و(3) 8911- أمالی الصدوق : حدثنا أبی قال : حدثنا سعد بن عبدالله

ص: 342


1- اسلم فلان فلاناً : أی ألقاه إلی الهلکة ولم یحمِه عن عدوّه، وأسلمته بمعنی خذلته (مجمع البحرین).
2- النَّکبَة : المصیبة، وما یصیب الانسان من الحوادث. (لسان العرب).
3- الکافی: ج2 ص 639 ح6.

قال : حدثنا الهیثم بن أبی مسروق النهدی، عن أبیه قال : حدثنی یزید ابن مخلد النیسابوری قال : حدثنی من سمع الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) یقول : الصداقة محدودة، فمن لم تکن فیه تلک الحدود فلاتنسبه إلی کمال الصداقة، ومن لم یکن فیه شیء من تلک الحدود فلاتنسبه إلی شیء من الصداقة.

أوَّلها: أن تکون سریرته وعلانیته لک واحدة .

والثانیة : أن یری زینک زینه وشینک شینه .

والثالثة : [أن] لایغیره [عنک] مال ولا ولایة .

والرابعة : أن لایمنعک شیئاً ممّا تصل إلیه مقدرته .

والخامسة : [أن] لایسلمک عند النکبات.

وقال الصادق (علیه السّلام) لبعض أصحابه : من غضب علیک من إخوانک ثلاث مرّات فلم یقل فیک شرّاً، فاتّخذه لنفسک صدیقاً .

وقال الصادق (علیه السّلام): لاتثقنّ بأخیک کلّ الثقة، فإنّ صرعة الاسترسال لن تستقال(1).

ص: 343


1- سرعة الاسترسال خ، والصرعة: اسم من صرعه: إذا طرحه علی الأرض. والاسترسال: الاستیناس والطمأنینة والانبساط من قولهم إسترسل إلیه: استأنس به وانبسط والمراد کثرة الانقیاد والثقة بالآخر ، فإذا وثق الرّجل بأخیه کلّ الثقة، وأرخی إلیه زمام أمره، وافشی إلیه بأسراره وانقلب الرّجل یومآً منافقاً وعدوّاً غشوماً، صرعه صرعة مهلکة لایرجی فیها الاقالة ولایقدر حینئذٍ أن یدفع عن نفسه، وقد نبذ السلاح إلی عدوّه، ومن هذا قوله (علیه السّلام) : أحبب حبیبک هوناً ما، عسی أن یکون بغیضک یوماً ما. وأمّا علی النسخة الأخری «سرعة الاسترسال» فالاسترسال : طلب الرّسل، وهو انطلاق الخیل فی الغارة أو میدان السِّباق، فإذا أطلق الفارس عنان خیله حتی أسرع وأسرع، لا یتمکن أن یستقیله من سرعته، إلَّآ بالکبوة والهلاک، والمراد واحد. «هامش البحار».

وقال الصادق (علیه السّلام) لبعض أصحابه : لاتطلع صدیقک من سرِّک إلّا علی ما لو اطّلع علیه عدوّک لم یضرّک، فإنّ الصدیق قد یکون عدوّاً یوماً ما.

وقال الصادق (علیه السّلام): حدّثنی أبی، عن جدّی أن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال: مَن لک یوماً بأخیک کلّه وأی الرجال المهذّب(1).

الخصال: حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدّثنی الهیثم بن أبی مسروق النهدی، عن عبدالعزیز بن عمر الواسطی، عن أبی خالد السجستانی، عن یزید بن خالد(2) النیسابوری، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : .... وذکر مثله إلی قوله (علیه السّلام): عند النکبات(3).

مشکاة الأنوار : من کتاب روضة الواعظین، قال أبو عبدالله (علیه السّلام): الصداقة محدودة .... وذکر مثل الخصال(4) .

باب (2) لاتثق بأخیک کلَّ الثِّقة

8912- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن

ص: 344


1- أمالی الصدوق: ص 532ح 7.
2- یزید بن مجالد - البحار.
3- الخصال: ص277 ح 19. منهما البحار: ج 7 ص 173 .
4- مشکاة الأنوار : ص83. منه المستدرک : ج8 ص329.

علی بن إسماعیل، عن عبدالله بن واصل، عن عبدالله بن سنان قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لاتثق بأخیک کلّ الثقة فانّ صرعة الأسترسال لن تستقال(1).

مصادقة الاخوان : عن عبدالله بن سنان قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام): لاتثقینَّ.... وذکر مثله(2) .

باب (3) من آداب الصداقة

8913- نوادر الراوندی : باسناده عن موسی بن جعفر، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): إذا أحبَّ أحدکم أخاه فلیساله عن اسم أبیه وعن قبیلته وعشیرته فانه من الحقِّ الواجب، وصدق الاخاء أن یسأله عن ذلک، وإلّا فإنّها معرفة حمقاء(3).

الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله).... وذکر نحوه(4).

8914- الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا أحمد

ص: 345


1- الکافی: ج2 ص672 ح6 .
2- مصادقة الاخوان : ص82.
3- نوادر الراوندی: ص 11. منه البحار : ج 74 ص 179.
4- الجعفریات: ص194.

ابن ادریس، عن محمد بن أحمد [الأشعری]، عن أبی عبدالله الرازی، عن الحسن بن علی بن أبی عثمان، عن أحمد بن نوح، عن رجل، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال الحارث الأعور لأمیر المؤمنین (علیه السّلام): یا أمیر المؤمنین أنا والله اُحبّک.

فقال له: یا حارث أما إذا أحببتنی فلاتخاصمنی ولاتلاعبنی ولا تجارینی(1) ولاتمازحنی ولا تواضعنی(2) ولاترافعنی(3).

8915- الاختصاص: قال الصادق (علیه السّلام): من قضی حقَّ من لا یقضی حقّه فکأنّما قد عبده من دون الله.

وقال (علیه السّلام): اخدم أخاک فان استخدمک فلا ولا کرامة .

قال : وقیل : أعرف لمن لا یعرف لی؟ فقال : ولا کرامة قال : ولا کرامتین(4) .

8916- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلی، عن السکونی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : إذا أحبّ أحدکم أخاه المسلم فلیسأله عن اسمه واسم أبیه وأسم قبیلته وعشیرته فإنّ من حقّه الواجب وصدق الإخاء

ص: 346


1- هکذا فی المصدر والبحار ولکن الظاهر أنّ الصحیح: ولاتجارنی لحذف الیاء فی النهی. وفی (مجمع البحرین) المجاراة : هی المناظرة لیظهر علمه الی الناس ریاء وسمعة وترفّعاً.
2- المواضعة: المحاطة، والوضع : الحطّ. (مجمع البحرین).
3- الخصال: ص334 ح 35. منه البحار: ج 74 ص 175 .
4- الاختصاص: ص 243. منه البحار : ج 74 ص178.

أن یسأله عن ذلک وإلّا فانّها معرفة حمقٍ (1) و (2) .

8917- أمالی الطوسی : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعیل بن علی بن علی الدعبلی قال : حدثنی أبی ابو الحسن علی بن علی بن رزین بن عثمان ابن عبدالرحمن بن عبدالله بن بدیل بن ورقاء أخو دعبل بن علی الخزاعی (رضی الله عنه).

قال: حدثنا سیدی أبو الحسن علی بن موسی الرضا قال : حدثنی أبی موسی بن جعفر قال : حدثنا أبی جعفر بن محمد قال : حدثنا أبی محمد بن علی، عن أبیه علی بن الحسین بن علی (عن أبیه الحسین بن علی)، عن أمیر المؤمنین (علیهم السّلام) انه قال : أحبب حبیبک هوناً مّا، فعسی أن یکون بغیضک یوماً مّا، وابغض بغیضک هوناً ما فعسی أن یکون حبیبک یوماً مّا(3).

باب (4) للصدیق ثلاث علامات

8918- أمالی الطوسی: حدثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علی بن الحسن الطوسی (رحمه الله) قال: أخبرنا الحسین بن عبیدالله، عن هارون بن موسی [التلعکبری] قال : حدثنا ابن معمر

ص: 347


1- الحُمق: قلّة العقل وفساده. (مجمع البحرین).
2- الکافی: ج2 ص671 ح3.
3- أمالی الطوسی، ص364ح 767. منه الوسائل: ج8 ص 502.

قال : حدثنا محمّد بن الحسین الزیات(1)، عن الحسن بن علیّ بن فضّال، عن علیّ بن عقبة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : لاتسمَّ الرجل صدیقاً سمة معرفة حتّی تختبره بثلاث : تغضبه فتنظر غضبه یخرجه من الحقِّ إلی الباطل؟ وعند الدینار والدرهم.

وحتّی تسافر معه(2).

باب (5) أهمیَّة منزلة الصَّدیق

8919- أمالی الطوسی: أخبرنا جماعة، عن أبی المفضل قال :

حدثنا أبو جعفر محمد بن یونس القاضی الهمدانی قال : حدثنا أحمد ابن خلیل النوفلی قال : حدثنا عثمان بن سعید المزنی قال : حدثنا الحسن بن صالح بن حیّ قال : سمعت جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) یقول : لقد عظمت منزلة الصدیق حتی أنّ أهل النار لیستغیثون به، ویدعونه فی النار قبل القریب والحمیم قال الله (عزّوجلّ) مخبراً عنهم «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ *وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ »(3).

أمالی الطوسی : حدثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علی بن الحسن الطوسی (قدّس الله روحه) قال: أخبرنا جماعة، عن

ص: 348


1- محمد بن الحسن بن الحسین الزیات - البحار .
2- أمالی الطوسی: ص646 ح 1339. منه البحار : ج 74 ص 180.
3- أمالی الطوسی : ص517ح1133، والآیة فی سورة الشعراء 26: 100 و 101.

أبی المفضل قال : حدثنا اسحاق بن محمد بن مروان الغزال قال :

حدثنا أبی قال: حدثنا أبو حفص الأعشی، قال : سمعت الحسن بن صالح بن حی .... وذکر نحوه(1) .

8920- الکافی: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن منصور بن العباس عمّن ذکره، عن عبید بن زرارة، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : إنّ الله (جلّ ذکره) لیحفظ من یحفظ صدیقه(2) .

باب (6) طَبقات الأصدقاء

8921- الاختصاص: قال أبو عبدالله (علیه السّلام): إنّ الّذین تراهم لک أصدقاء، إذا بلوتهم وجدتهم علی طبقات شتّی: فمنهم کالأسد فی عظم الأکل وشدَّة الصولة(3)، ومنهم کالذئب فی المضرَّة ، ومنهم کالکلب فی البصبصة، ومنهم کالثعلب فی الرَّوغان(4) والسرقة، صُورهم مختلفة، والحرفة واحدة، ما تصنع غداً إذا ترکت فرداً وحیداً لا أهل لک ولا ولد إلّا الله ربُّ العالمین؟!!(5).

ص: 349


1- أمالی الطوسی: ص609 ح 1259. منهما البحار: ج 74 ص 176 و 180.
2- الکافی: ج8 ص162 ح166.
3- یقال : صال علیه : إذا استطال، وصال علیه صولة. (مجمع البحرین).
4- البصبصة : تحریک الکلب ذنبه طمعاً أو خوفاً. وراغ الثعلب: ذهب یمنة ویسرة فی سرعةٍ خدیعة، فهو لایستقر فی جهة . (مجمع البحرین).
5- الاختصاص، ص252. منه البحار: ج 74 ص 179 والظاهر أنَّ المقصود من الغدّ هو ما بعد الموت ... والله العالم .

باب (7) معنی الصَّدیق

8922- امالی الطوسی: حدثنا الشیخ أبو جعفر محمّد بن الحسن ابن علی بن الحسن الطوسی (قدّس الله روحه) قال: أخبرنا جماعة ، عن أبی المفضل قال: حدثنا الحسن بن علی بن زکریا البصری قال : حدثنا سلیمان بن داود أبو أیّوب الشاذکونی البصری قال : حدثنا سفیان بن عیینة قال : سمعت جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) یقول فی مسجد الخیف: إنّما سمّوا إخواناً لنزاهتهم عن الخیانة، وسمّوا أصدقاء لأنّهم یصادقوا حقوق المودَّة(1).

باب (8) الصَّداقة السلبیَّة

8923- البحار : الذرة الباهرة - قال الصادق (علیه السّلام): حشمة الانقباض أبقی للعزِّ من اُنس التلاقی .

وقال (علیه السّلام) : من لم یرض من صدیقه إلّا بالایثار علی نفسه دام سخطه، ومن عاتب علی ذنب کثر معتبته(2).

8926- المحاسن: البرقی، عن علیّ بن محمّد القاسانیُّ، عمّن ذکره، عن عبدالله بن القاسم الجعفری قال : سمعت أبا عبدالله (علیه

ص: 350


1- أمالی الطوسی: ص609ح1258. منه البحار : ج 74 ص 179.
2- البحار: ج 74 ص 180.

السّلام) یقول : من وضع حُبّه فی غیر موضعه، فقد تعرَّض للقطیعة(1) .

8925- أمالی الصدوق : حدثنا الشیخ الفقیه أبو جعفر محمد بن علی بن الحسین بن موسی بن بابویه القمی قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید قال: حدثنا الحسن بن متیل الدقاق قال : حدثنا أحمد بن أبی عبدالله البرقی، عن أبیه، عن یونس بن عبدالرحمن، عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : سمعت الصادق (علیه السّلام) یقول : من رأی أخاه علی أمر یکرهه فلم یردَّه عنه وهو یقدر علیه فقد خانه ، ومن لم یجتنب مصادقة الأحمق أوشک أن یتخلّق بأخلاقه(2).

باب (9) ثلاثة تُصَفِّی المودَّة

8926- الکافی: علی بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلیّ، عن السکونیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : ثلاث یصفین ودّ المرء لأخیه المسلم : یلقاه بالبشر إذا لقیه، ویوسّع له فی المجلس إذا جلس إلیه، ویدعوه بأحبّ الأسماء إلیه(3).

مشکاة الأنوار : من کتاب (المحاسن) وغیره، عن أبی عبدالله

ص: 351


1- المحاسن: ص266 ح346. منه البحار : ج 74 ص187.
2- أمالی الصدوق: ص222 ح1. منه البحار : ج 74 ص 190.
3- الکافی: ج2 ص 643 ح3.

(علیه السّلام) مثله(1) .

باب (10) التودَّد إلی الناس

8927- الکافی : علی بن ابراهیم، عن أبیه، عن النوفلی، عن السکونی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : التّودّد إلی الناس نصف العقل(2).

8928- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابه ، عن صالح بن عقبة، عن سلیمان بن زیاد التمیمیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال الحسن بن علی (علیهما السّلام) : القریب من قرّبته المودّة وإن بعد نسبه، والبعید من بعدّته المودّة وإن قرب نسبه، لاشیء أقرب إلی شیءٍ من یدٍ إلی جسدٍ وإنّ الید تغل فتقطع وتقطع فتحسم(3)و(4) .

ص: 352


1- مشکاة الأنوار : ص 204.
2- الکافی: ج2 ص 643 ح4.
3- الغلول: هو الخیانة فی المغنم والسرقة من الغنیمة قبل القسمة، وکل من خان فی شیء خفیة فقد غل. (النهایة) حسم العرق: قطعه ثمَّ کواه لئلا یسیل دمه، وفی الحدیث انه اتی بسارق فقال : اقطعوه ثمَّ احسموه، أی اقطعوا یده ثمّ اکووها بالنَّار لینقطع الدَّم. (أقرب الموارد). ولعلّ المراد بالتشبیه مجرّد التنبیه علی انّه لا اعتماد علی قرب القریب فإنّه قد یبعد، أو من حیث أن ید السارق عدوة خائنة لصاحبها فمع غایة القرب تقطع ویحسم موضعها لئلا تعود، أو یحفظ الدم لمودّته بالجسم . (مرآة العقول).
4- الکافی: ج2 ص 643 ح7.

8929- عیون أخبار الرضا (علیه السّلام): بالاسانید الثلاثة(1) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): التودّد(2) نصف الدین، واستنزلوا الرزق بالصدقة(3) .

8930- عیون أخبار الرضا (علیه السّلام) : بهذا الاسناد قال :

قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): رأس العقل بعد الایمان بالله(4) التودُّد إلی الناس، واصطناع الخیر إلی کل [أحد](5) بَرّ وفاجر(6).

باب (11) المودَّة الصادقة

8931- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعیل بن مهران، عن الحسن بن یوسف، عن زکریّا بن محمّد، عن صالح بن الحکم قال : سمعت رجلاً یسال أبا عبدالله (علیه السّلام) فقال : الرجل یقول: أودّک، فکیف أعلم أنّه یودُّنی؟ فقال : امتحن قلبک فان کنت تودّه فانه یودّک(7) .

المحاسن: البرقی، عن محمّد بن علی، عن الحسین بن علی بن یونس، عن زکریّا بن محمد، عن صالح بن الحکم قال : سمعت رجلاً

ص: 353


1- المذکورة فی العیون: ج2 ص 24 ح4 .
2- فی المصدر : التوحید، وما أثبتناه من البحار. والظاهر أنَّه الصحیح .
3- عیون أخبار الرضا: ج2 ص35 ح 75. منه البحار: ج 74 ص 392 .
4- بعد الدین - البحار .
5- ما بین المعقوفتین من البحار .
6- عیون اخبار الرضا: ج2 ص35 ح 77. منه البحار : ج 74 ص 392 .
7- الکافی: ج2 ص652 ح2.

یسأل .... وذکر نحوه(1) .

8932- الکافی: علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النضر بن سوید، عن القاسم بن سلیمان، عن جرّاح المدائنیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : انظر قلبک فان أنکر صاحبک فاعلم أنّ أحدکما قد أحدث(2).

أمالی المفید: حدثنا الشیخ الأجل المفید أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان، قال: أخبرنی أبو القاسم جعفر بن محمّد [بن قولویه]، عن أبیه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن محمّد بن سنان، عن حمّاد بن عثمان، عن ربعی بن عبدالله والفضیل بن یسار، عن أبی عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السّلام) نحوه(3).

8933- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن محمّد بن سنان، عن العلاء بن الفضیل، وحمّاد بن عثمان قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : انظر قلبک فاذا انکر صاحبک فانّ أحدکما قد أحدث (4)و(5).

8934- الکافی : أبو بکر الحبّال، عن محمّد بن عیسی القطّان

ص: 354


1- المحاسن : ص266 ح 350.
2- الکافی: ج2 ص652 ح5 .
3- أمالی المفید: ص 11 ح9 .
4- «فإن أحدکما قد احدث» لعلّ المراد أنّه إعلم أنّ صاحبک ایضاً أبغضک، وسبب البغض إمّا شیء من قبلک، أو توهّم فاسد من قِبَله. (مرآة العقول).
5- الکافی: ج2 ص652 ح1.

المدائنیّ قال: سمعت أبی یقول : حدثنا مسعدة بن الیسع قال : قلت لأبی عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السّلام) : إنّی والله لاحبّک .

فاطرق ثمّ رفع رأسه فقال : صدقت یا أبا بشرٍ، سل قلبک عمّا لک فی قلبی مِن حبّک، فقد أعلمنی قلبی عمّا لی فی قلبک(1).

باب (12) إخبار الرّجل أخاه بحبّه

8935- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبیه، عن محمّد بن عمر [بن اُذینة] ، عن أبیه، عن نصر ابن قابوس قال : قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام): إذا أحببت أحداً من إخوانک فاعلمه ذلک، فانّ ابراهیم (علیه السّلام) قال : « رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي »(2) 8936- الکافی : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، ومحمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، جمیعاً، عن علیّ بن الحکم، عن هشام بن سالم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إذا أحببت رجلاً فأخبره بذلک فانّه أثبت للمودّة بینکما(3).

8937- نوادر الراوندی: باسناده عن موسی بن جعفر، عن آبائه

ص: 355


1- الکافی: ج2 ص 652 ح3.
2- الکافی : ج2 ص 644 ح1 ، والآیة فی سورة البقرة2 : 260.
3- الکافی: ج2 ص 644 ح2.

(علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): إذا أحبّ أحدکم أخاه فلیعلمه فانّه أصلح لذات البین(1).

الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه (علیهم السّلام) مثله وفیه : من أحبّ(2).

8938- المحاسن: البرقی، عن أبیه، عن محمّد بن أبی عمیر، عن هشام بن سالم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إذا أحببت رجلاً فأخبره(3) .

8939- المحاسن: البرقی، عن علیّ بن محمّد القاسانی، عمّن ذکره، عن عبدالله بن القاسم الجعفری، عن أبی عبدالله، عن أبیه (علیهما السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : إذا أحب احدکم صاحبه أو أخاه فلیُعلمه(4).

باب (13) التحرُّز عن مواضع التهمة

8940- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن جعفر بن محمّد الأشعریّ، عن ابن القدّاح، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال أمیر المؤمنین (صلوات الله علیه): من کان یؤمن

ص: 356


1- نوادر الراوندی : ص12. منه البحار : ج 74 ص182.
2- الجعفریات : ص 195.
3- المحاسن : ص266 ح 348 و 349، منه البحار : ج 74 ص 181.
4- المحاسن : ص266 ح 348 و 349، منه البحار : ج 74 ص 181.

بالله والیوم الآخر فلایقوم مکان ریبةٍ (1)و(2) .

8941- الکافی : علی بن إبراهیم ، عن أبیه، عن النوفلی، عن السکونی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : من عرّض نفسه للتهمة فلا یلومنَّ من أساء به الظنّ، ومن کتم سرّه کانت الخیرة فی یده(3).

صحیفة الامام الرضا (علیه السّلام) : باسناده عن الرضا، عن آبائه (علیهم السّلام) مثله إلی قوله : أساء الظن به(4).

8942- أمالی الصدوق : حدثنا أحمد بن محمد بن یحیی العطّار قال : حدثنا أبی، عن محمد بن الحسین بن أبی الخطاب ، عن محمد ابن سنان، عن الحسین بن زید، عن أبی عبدالله الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) قال: من دخل موضعاً من مواضع التهمة فاتّهم، لا یلومنّ إلّا نفسه(5) .

ص: 357


1- الربیة: الشک والتهمة. (أقرب الموارد). «مکان ریبة» أی مقام تهمة وشک، وکان المراد النهی عن حضور موضع یوجب التهمة بالفسق أو الکفر أو بذمائم الأخلاق، أعم من أن یکون بالقیام أو المشی أو القعود او غیرها ویحتمل أن یکون المراد به المنع عن مجالسة أرباب الشکوک والشبهات الذین یوقعون الشُّبه فی الدین . (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص377 ح10.
3- الکافی: ج8 ص152ح137.
4- صحیفة الامام الرضا: ص237 ح140.
5- أمالی الصدوق: ص402 ح5، منه الوسائل: ج8 ص422.

8943- مستطرفات السرائر : من جامع البزنطی قال : قال أبو الحسن (علیه السّلام) قال أبو عبدالله (علیه السّلام): اتّقوا مواقف الرّیب، ولایقفنّ أحدکم مع اُمّه فی الطریق فإنّه لیس کلّ أحد یعرفها(1) .

باب (14) مصادقة أصدقاء الأب

8944- علل الشرایع : أبی (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن ابراهیم بن هاشم، عن عبدالله بن المغیرة، عن السکونیّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبیه (علیهما السّلام) قال:

لاتقطع أودّاء(2) أبیک فیطفا نورک(3) .

نوادر الراوندی : باسناده عن موسی بن جعفر، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله):.... وذکر مثله وفیه : ودّ أبیک(4).

8945- نوادر الراوندی: بهذا الاسناد قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): ثلاث یطفین نور العبد: من قطع ودَّ أبیه، وغیّر شیبته بسواد، ورفع بصره فی الحجرات من غیر أن یؤذن له(5) .

ص: 358


1- مستطرفات السرائر : ص62ح38. منه الوسائل : ج8 ص 423.
2- اودّاء جمع وَدید: أی الُمحبّ (أقرب الموارد).
3- علل الشرایع: ص 581 ح19. منه البحار : ج 74 ص187.
4- نوادر الراوندی : ص 10. منه البحار : ج 74 ص 264.
5- نوادر الراوندی : ص 10. منه البحار : ج 74 ص 264.

الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبیه، عن جده علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : ثلاث یطفین.... وذکر نحوه(1) .

ص: 359


1- الجعفریات: ص191.

أبواب المجالسة

باب (1) إنتخاب الخلیل

8946- أمالی الطوسی: أخبرنا جماعة، عن أبی المفضل قال :

حدثنا أبو محمد الفضل بن محمد بن المسیب الشعرانی قال : حدثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزیز بن محمد أبو موسی المجاشعی قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد، عن أبیه أبی عبدالله (علیه السّلام).

قال المجاشعی: وحدّثناه الرضا علی بن موسی، عن أبیه موسی (علیه السّلام)، عن أبیه جعفر بن محمّد (علیه السّلام) وقالا جمیعاً عن آبائهما، عن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): المرء علی دین خلیله، فلینظر أحدکم من یخالل(1).

8947- عیون أخبار الرضا (علیه السّلام): حدثنا محمد بن

ص: 360


1- أمالی الطوسی : ص518 ح1135. منه البحار : ج 74 ص 192.

أحمد بن الحسین بن یوسف البغدادی قال : حدثنا علی بن محمد بن عیینة قال : حدثنا دارم بن قبیصة قال : حدثنا علی بن موسی الرضا (علیه السّلام)، عن أبیه، عن آبائه، عن علی بن أبی طالب (علیهم السّلام) : قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : اطلبوا الخیر عند حسان الوجوه فانّ فعالهم أحری أن تکون حسناً(1) .

أقول: لعلَّ المعنی أنّ حسن الوجه یکشف عن حسن أخلاق صاحبه غالباً فان الروح والجسد یرتبط کل منهما بالآخر ارتباطا وثیقاً .

8948- مستدرک الوسائل: مجموعة الشهید، نقلاً عن کتاب معاویة بن حکیم، عن أبی شعیب المحاملی ، عن رجل، عن أبی عبدالله (علیه السّلام)، قال : قلت له : یجیء الرجل فیجلس معنا.

قال : فقال : خذ سبع حصیات فاقرأعلی کلّ واحدة آیة الکرسی، ثمَّ القها علی ثیابه، فإن ثبت فلامؤونة علیک، وإن قام فهو شیطان(2).

باب (2) کمال العیش فی خمسة

8949- الخصال : حدثنا أبی (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد ابن یحیی العطار، عن محمد بن أحمد [الأشعری] قال: حدثنی أبو عبدالله الرازی، عن سجادة ، عن درست، عن أبی خالد السجستانیّ،

ص: 361


1- عیون أخبار الرضا: ج2 ص 74 ح 344. منه البحار: ج 74 ص187.
2- مستدرک الوسائل : ج9 ص154.

عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : خمس خصال من فقد واحدة منهنّ لم یزل ناقص العَیش، زائل العقل، مشغول القلب، فأوَّلها صحة البدن، والثانیة الأمن، والثالثة السِّعة فی الرزق، والرابعة الأنیس الموافق.

قلت: وما الأنیس الموافق؟ قال: الزوجة الصالحة، والولد الصالح، والخلیط الصالح، والخامسة وهی تجمع هذه الخصال : الدَّعة(1).

8950- المحاسن: البرقی، عن یعقوب بن یزید، عن إسماعیل بن قتیبة البصری، عن أبی خالد الجهنیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : خمس من لم یکنّ فیه لم یتهنّأ بالعیش: الصحّة والأمن والغنی والقناعة والأنیس الموافق(2) .

باب (3) ریاض الجنَّة

8951- مستطرفات السرائر : من کتاب أبی القاسم بن قولویه، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): إذا رأیتم روضة من ریاض الجنّة فارتعوا(3) فیها.

ص: 362


1- الخصال: ص 284 ح 34. منه البحار: ج 74 ص 186. والدَعة: إسم من الوداعة : الرّاحة والسّعة وخفض العیش والسکینة (أقرب الموارد).
2- المحاسن : ص9 ح25. منه البحار : ج69 ص390.
3- الرَّتع: التنعّم، ورتعت الماشیة فی المکان : أکَلَت وشربت ما شاءت فی خصب وسعة، ورتع القوم: أکلوا ماشاؤا فی رغد. (أقرب الموارد).

قیل : یا رسول الله وما روضة الجنّة ؟ فقال : مجالس المؤمنین(1) .

8952- بشارة المصطفی: أخبرنا الشیخ أبو علی قال: أخبرنا السعید الوالد (رحمه الله) قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنی ابو القاسم جعفر بن محمّد بن قولویه قال : حدثنی القاسم بن محمد ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن جدّه، عن عبدالله بن حمّاد الأنصاری، عن جمیل بن درّاج، عن معتّب مولی أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول لداود بن سرحان: یاداود أبلغ موالیَّ عنی السلام وأنّی أقول: رحم الله عبداً اجتمع مع آخر، فتذاکر أمرنا، فانَّ ثالثهما ملک یستغفر لهما، وان اجتمعتم(2) فاشتغلوا بالذکر، فانّ فی اجتماعکم ومذاکرتکم إحیاء لأمرنا، وخیر الناس مِن بعدنا من ذاکر بأمرنا، ودعا إلی ذکرنا(3).

8953- قرب الاسناد : حدثنا أحمد بن اسحاق بن سعد قال :

حدثنا بکر بن محمد الأزدی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال لفضیل: تجلسون وتحدِّثون؟ قال : نعم جعلت فداک .

قال : إنّ تلک المجالس اُحبّها، فأحیوا أمرنا رحم الله من أحیا أمرنا.

ص: 363


1- مستطرفات السرائر : ص 143 ح 7. منه البحار : ج 74 ص 188.
2- وما اجتمعتم - البحار.
3- بشارة المصطفی : ص 110. منه البحار : ج 74 ص 354.

با فضیل من ذَکرنا أو ذُکِرنا عنده فخرج من عینه مثل جناح الذُّباب غفر الله له ذنوبه، ولو کانت أکثر من زبد البحر(1).

مصادقة الاخوان : عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : تجلسون وتحدِّثون؟ قال: قلت: نعم جعلت فداک [قال : ]قال : تلک المجالس احبّها .... وذکر نحوه(2) .

ثواب الاعمال : حدثنی محمد بن الحسن (رضی الله عنه) عن محمّد بن الحسن الصفار قال : حدثنی أحمد بن اسحاق بن سعد، عن بکر بن محمد الأزدی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(3) .

باب (4) جالِسُوا هؤلاء

8954- اختبار معرفة الرجال : روی علیُّ بن جعفر، عن أبیه ، عن جدّه، عن علیّ بن الحسین (علیهم السّلام) أنّه کان یقول لبنیه :

جالسوا أهل الدین والمعرفة، فان لم تقدروا علیهم(4) فالوحدة آنس وأسلم، فان أبیتم إلّا مجالسة الناس فجالسوا أهل المروَّات(5)، فأنّهم

ص: 364


1- قرب الاسناد: ص18. منه البحار: ج 74 ص351. والزبد - بالتحریک - من البحر وغیره کالرغوة. (مجمع البحرین).
2- مصادقة الاخوان: ص32 ح1. منه الوسائل: ج8 ص 410.
3- ثواب الاعمال : ص 223. منه البحار: ج 74 ص351.
4- أی لم تتمکنوا منهم.
5- فی الدروس : المروّة : تنزیه النَّفس عن الدناءة التی لا تلیق بأمثاله . (مجمع البحرین).

لایرفئون(1) فی مجالسهم(2).

8955- اختیار معرفة الرجال : محمد بن مسعود قال : حدثنی حمدویه قال: حدثنی الحسین بن موسی، عن جعفر بن محمّد الخثعمیّ، عن إبراهیم بن عبدالحمید الصنعانی، عن رجل، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) و أبی الحسن (علیه السّلام) قالا: ینبغی للرجل أن یحفظ أصحاب أبیه فانّ برّه بهم برّه بوالدیه(3).

8956- نوادر الراوندی : باسناده عن موسی بن جعفر ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): سائلوا العلماء، وخالطوا الحکماء، وجالسوا الفقراء(4).

8957- الاختصاص : معاویة بن وهب قال : قال الصادق (علیه السّلام): کان أبی (علیه السّلام) یقول : قم بالحقِّ ولاتعرَّض لما نابک(5) واعتزل عمّا لایعنیک، وتجنب عدوَّک ، وأحذر صدیقک من الأقوام إلّا الأمین [الامین] الذی خشی الله، ولاتصحب الفاجر، ولا تطلعه علی سرِّک(6).

ص: 365


1- الرفث : قول الفحش. (المنجد).
2- اختیار معرفة الرجال: ج2 ص788 ضمن ح 954. منه البحار : ج 74 ص 196.
3- اختبار معرفة الرجال: ج2 ص705 ضمن ح 753. منه البحار : ج 74 ص 195.
4- نوادر الراوندی: ص26. منه البحار : ج 74 ص188.
5- النائبة : ما ینوب الانسان، أی تنزل به من المهمّات والحوادث. (مجمع البحرین).
6- الاختصاص: ص 230. منه البحار: ج 74 صر196.

باب (5) إجتنبوا هؤلاء

8958- نوادر الراوندی : باسناده عن موسی بن جعفر (علیه السّلام)، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال علیُّ (علیه السّلام) : ثلاث من حفظهنَّ کان معصوماً من الشیطان الرجیم، ومن کلِّ بلیّة : من لم یخلُ بامرأة لیس یملک منها شیئاً، ولم یدخل علی سلطان، ولم یعن صاحب بدعة ببدعه(1) .

باب (6) لاتجالسوا هؤلاء

8959- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن موسی بن القاسم قال : سمعت المحاربیّ یروی عن أبی عبدالله (علیه السّلام) عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : ثلاثة مجالستهم تمیت القلب: الجلوس مع الأنذال(2) والحدیث مع النساء، والجلوس مع الأغنیاء(3).

مشکاة الأنوار : من کتاب (المحاسن) وغیره، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): ثلاث

ص: 366


1- نوادر الراوندی : ص 14. منه البحار : ج 74 ص197 . وفیه : ببدعته .
2- النذل والنذیل : الخسیس من النَّاس، والمحتقر فی جمیع أحواله، والجمع : أنذال . (القاموس).
3- - الکافی: ج 2 ص 641 ح 8.

مجالستهم تمیت القلوب .... وذکر مثله(1).

8960- الخصال : حدثنا محمد بن الحسن (رضی الله عنه) قال :

حدثنا عبدالله بن جعفر الحمیری، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة ابن صدقة ، عن جعفر بن محمّد، عن أبیه (علیهما السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): أربع متن القلب: الذنب علی الذنب، وکثرة مناقشة النساء - یعنی محادثتهنّ-، ومماراة الأحمق تقول ویقول ولا یرجع إلی خیر [ابداً] ومجالسة الموتی.

فقیل له : یا رسول الله وما الموتی؟ قال : کلُّ غنیّ مترَف(2) .

8961- صفات الشیعة : باسناده، عن جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) قال : من جالس أهل الریب(3) فهو مریب(4).

8962- کتاب زید النرسی: قال: سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام)، یقول : إیّاکم وعشار الملوک(5) وأبناء الدنیا، فإن ذلک یُصغِّر نعمة الله فی أعینکم ویعقبکم کفراً.

وإیّاکم ومجالسة الملوک وأبناء الدنیا، ففی ذلک ذهاب دینکم ویعقبکم نفاقا، وذلک داء دوی لاشفاء له، ویورث قساوة القلب،

ص: 367


1- مشکاة الأنوار : ص205.
2- الخصال : ص228 ح65. منه البحار: ج 74 ص 194 والمترَف والمتنعَم : المتوسِّع فی ملاذ الدُّنیا وشهواتها. (مجمع البحرین).
3- الرَّیب: الظنَّة والتهمة (أقرب الموارد) والمراد من أهل الرَّیب : المتَّهمین بالسوء.
4- صفات الشیعة: ص 51ح 16. منه البحار: ج 74 ص197.
5- العِشرة: المخالطة (أقرب الموارد). وفی نسخة البحار: وغشیان الملوک. غشی المکان: أتاه (أقرب الموارد).

ویسلبکم الخشوع، وعلیکم بالأشکال من الناس، والأوساط من الناس، فعندهم تجدون معادن الجوهر .

وإیّاکم أن تمدّوا أطرافکم إلی ما فی أیدی أبناء الدُّنیا، فمن مدّ طرفه إلی ذلک طال حزنه، ولم یشف غیظه، واستصغر نعمة الله عنده ، فیقلّ شکره لله، وانظر إلی من هو دونک فتکون لأنعم الله شاکراً، ولمزیده مستوجباً، ولجوده ساکباً(1).

8963- الکافی: أبو علیّ الأشعری، عن محمّد بن عبدالجبار ، عن الحجّال، عن علیّ بن یعقوب الهاشمیّ، عن هارون بن مسلم، عن عبید بن زرارة قال: قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : إیّاک ومصادقة الأحمق فانّک أسرّ ما تکون من ناحیته أقرب ما یکون إلی مساءتک (2) و (3).

8964- أمالی الطوسی: حدثنا محمد بن محمد قال : حدثنا أبو بکر محمد بن عمر الجعابی قال: حدثنی أبو العباس أحمد بن محمّد ابن سعید الهمدانی قال : حدثنا أحمد بن محمد بن یحیی بن زکریا بن شیبان املاءً، قال : حدثنا أسید بن زید القرشی قال : حدثنا محمد بن مروان، عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السّلام) قال: إیّاک

ص: 368


1- الأصول الستة عشر : ص57. منه البحار: ج 75 ص367. والسکب : الهطلان الدائم. سکب الماء والدمع ونحوهما: صبَّه فانصب (لسان العرب).
2- لأنّ مصادقة الأحمق قد تجرّ الانسان إلی ما یفرح به عاجلاً ، ولکنّ نتیجته تنتهی إلی السّوء، سوء العمل، او سوء السّمعة، أو سوء الأخلاق.
3- الکافی: ج2 ص642ح11.

وصحبة الأحمق فإنّه أقرب ما تکون منه أقرب ما یکون إلی مسائتک(1).

8965- أمالی الطوسی: أخبرنا الشیخ ابو عبدالله الحسین بن عبدالله الغضائری، عن أبی محمد هارون بن موسی التلعکبری قال : حدثنا محمد بن همام قال : حدثنا علی بن الحسین الهمدانی قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن خالد البرقی، عن أبی قتادة القمی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: وصیّة ورقة بن نوفل لخدیجة بنت خویلد (علیها السّلام) إذا دخل علیها یقول لها:

یابنت اخی : لاتماری(2) جاهلاً ولا عالماً، فإنّک متی ماریتِ جاهلاً آذاک ، ومتی ماریتِ عالماً منعکِ علمه، وانّما یسعد بالعلماء مَن أطاعهم.

أی بنیة : أنّه لا فراق أبعد من الموت، ولاحزن أطول من النّساء ، وتلقی من لایجدی علیک الموت الأحمر.

ای بُنیة : إیّاک وصحبة الأحمق الکذّاب، فإنّه یرید نفعک فیضرّک، یقرّب منک البعید ویبعد منک القریب، إن إئتمنته خانک ، وإن إئتمنک أهانک، وإن حدّثک کذّبک، وإن حدّثته کذّبک، وأنت منه بمنزلة السراب الذی یحسبه الظمآن ماءً حتی إذا جاءه لم یجده شیئاً، وأعلمی أنّ الشاب الحسن الخلق مفتاح للخیر مغلاق للشر، فإنّ الشابّ الشحیح الخلق مغلاق للخیر، مفتاح للشر، وأعلمی أنّ الأجر إذا

ص: 369


1- أمالی الطوسی: ص39 ح 42. منه الوسائل: ج8 ص 420.
2- المباراة : المجادلة . (مجمع البحرین).

أنکسر لم یشعب(1)، ولم یعد طیناً(2).

أقول : قوله: «لاحُزنَ أطول من النساء» لعلّ معناه أن مسؤولیَّة الانسان تجاه المرأة مسؤولیَّة جسیمة ومستمرَّة - عادةً - فالبنت - فی مرحلة الطفولة - علی الأب أن یهتمَّ بتربیتها والمحافظة علیها، زیادةً علی الابن، فهی ناموسه وتُشغل فکره طبعاً.

وحینما تبلغ مبلغ النساء فانَّ علی الأب أن یزوِّجها ممّن یثق بدینه وأخلاقه.

وبعد زواجهافان علی الأب أن یواسی ابنته فی مشاکلها وهمومها، فاذا کان الزوج فقیراً - مثلاً - أو سیّیء الخُلق أو مریضاً أو غیر ذلک.. فانَّ علی الأَب أن یشارک ابنته فی هذه المآسی.. وهذا حُزن وهَمّ.

وبعد ذلک.. ربّما تفقد زَوجها - بموت أو طلاق - فتعود الی دار أبیها - وحدها أو مع أطفالها - وهذا حُزن وهَمّ. وهکذا...

8966- الکافی: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن سالم الکندی، عمّن حدثه ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان أمیر المؤمنین (صلوات الله علیه) إذا صعد المنبر قال: ینبغی للمسلم أن یجتنب مواخاة ثلاثةٍ : الماجن [الفاجر ] والأحمق والکذّاب .

ص: 370


1- شعب الشیء : جمعه وأصلحه (أقرب الموارد).
2- أمالی الطوسی: ص302ح598. منه البحار: ج 78 ص 446.

فامّا الماجن [الفاجر) فیزیّن لک فعله ویحبّ أن تکون مثله ولایعینک علی أمر دینک ومعادک ، ومقارنته جفاءٌ(1) وقسوةٌ، ومدخله ومخرجه علیک عارٌ.

وأمّا الأحمق فانّه لا یشیر علیک بخیر ولا یرجی لصرف السوء عنک ولو أجهد نفسه، وربّما أراد منفعتک فضرّک، فموته خیر من حیاته ، وسکوته خیر من نطقه، وبعده خیرٌ من قربه .

وأمّا الکذّاب فانّه لایهنئک معه عیشٌ ینقل حدیثک وینقل إلیک الحدیث، کلّما أفنی أحدوثةً مطّها باُخری(2) حتی أنّه یحدّث بالصدق فما یصدّق ویغری(3) بین الناس بالعداوة فینبت السّخائم(4) فی الصدور فاتّقوا الله وانظروا لأنفسکم(5) و(6).

ص: 371


1- کأنّ المراد بالجفاء: البُعد عن الآداب الحسنة، ویطلق فی الأخبار علی هذا المعنی کثیراً وهو الأنسب هنا، ویمکن أن یکون المراد به أنّه یوجب غلظ الطبع، وترک الصلة والبرّ، ومنه الحدیث: من بدأ جفا ای مَن سکن البادیه غلظ طبعه لقلّة مخالطة الناس والجفاء غلظ الطبع. (مرآة العقول).
2- الأحدوثة: ما یتحدّث به النَّاس، مفرد الأحادیث. ومطها باخری: أی مدّها باُخری . (مجمع البحرین).
3- أغری بینهم العداوة : ألقاها کأنه ألزقها بهم وأفسد بینهم (أقرب الموارد).
4- السخائم : جمع السخیمة: وهی الحقد فی النَّفس، من السخیمة وهی السَّواد، وسخیمة الصَّدر : الضغینة الموجدة فی النَّفس. (مجمع البحرین).
5- أی اختاروا للمؤاخاة والمصاحبة غیر هؤلاء، حیث عرفتم ضرر مصاحبتهم. (مرآة العقول).
6- الکافی: ج2 ص376ح6 وص639 ح1 باختلاف جزئیّ.

8967- الکافی: فی روایة عبدالاعلی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال أمیر المؤمنین (علیه السّلام): لا ینبغی للمرء المسلم أن یواخی(1) الفاجر فانّه یزیّن له فعله، ویحبّ أن یکون مثله، ولا یعینه علی أمر دنیاه، ولا أمر معاده، ومدخله إلیه ومخرجه من عنده شینٌ علیه(2).

8968- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، وعلیّ ابن إبراهیم، عن أبیه، جمیعاً، عن عمرو بن عثمان، عن محمّد بن عذافرٍ، عن بعض أصحابهما(3)، عن محمّد بن مسلم وأبی حمزة، عن أبی عبدالله، عن أبیه (علیهما السّلام) قال: قال لی أبی علی بن الحسین (صلوات الله علیهما): یابنیّ أنظر خمسة فلاتصاحبهم ولا تحادثهم ولاترافقهم فی طریق.

فقلت : یا أبت من هم؟ عرّفنیهم؟ قال : إیّاک ومصاحبة الکذّاب فانّه بمنزلة السراب یقرّب لک البعید ویبعّد لک القریب.

وإیّاک ومصاحبة الفاسق فانّه بایعک باکلةٍ(4) أو أقل من ذلک .

ص: 372


1- آخا بین الرجلین : أی جعل بینهما اُخوَّة. (مجمع البحرین).
2- الکافی: ج2 ص 640 ح2.
3- فی بعض النسخ (أصحابنا]، وقیل أصحابهما تصحیف أصحابنا، أو موضعه بعد محمد بن مسلم وابی حمزة. (مرآة العقول).
4- الأکلة - بالضّم -: اللقمة. (أقرب الموارد).

وإیّاک ومصاحبة البخیل فانّه یخذلک فی ماله أحوج ما تکون(1) إلیه.

وإیّاک ومصاحبة الأحمق فانّه یرید أن ینفعک فیضرُّک .

وإیّاک ومصاحبة القاطع لرحمه فانّی وجدته ملعوناً فی کتاب الله (عزّوجلّ) فی ثلاثة مواضع قال الله (عزّوجلّ) : «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ »(2)وقال (عزّوجلّ): «وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ »(3)وقال فی البقرة : «الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ» (4)و(5) .

الاختصاص: عن محمد بن مسلم، عن الصادق (علیه السّلام) عن أبیه (علیه السّلام) قال: قال أبی علیّ بن الحسین (علیهما السّلام): یابنیّ انظر خمسة .... وذکر نحوه(6) .

ص: 373


1- یعنی یخذلک فی وقت کونک محتاجاً إلی المال أشدّ الاحتیاج، فکیف فی غیر هذا الوقت. (شرح الکافی للمازندرانی).
2- سورة محمّد (صلّی الله علیه وآله وسلم) 47: 22و 23.
3- الرعد 13 : 25.
4- البقرة 2: 27.
5- الکافی: ج2 ص641 ح7 وص376ح7 باختلاف جزئیّ.
6- الاختصاص : ص239.

8969- أمالی الطوسی: حدثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علی بن الحسن الطوسی (قدس الله روحه) قال: أخبرنا جماعة ، عن أبی المفضل قال: أخبرنا رجاء بن یحیی أبو الحسین العبر تائی الکاتب قال : حدثنا هارون بن مسلم بن سعدان الکاتب، عن مسعدة ابن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبیه محمّد بن علی (علیهما السّلام) قال: أردت سفراً فأوصانی أبی علی بن الحسین (علیهما السّلام) فقال فی وصیته: إیّاک یابنی أن تصاحب الأحمق او تخالطه وأهجره ولا تحادثه فإنّ الأحمق هجنة [عیاب] غائباً کان أو حاضراً، إن تکلم فضحه حمقه، وإن سکت قصر به عیّه، وإن عمل أفسد، وإن استرعی أضاع، لاعلمه من نفسه یغنیه، ولاعلم غیره ینفعه ولا یطیع ناصحه، ولا یستریح مقارنه، توّد أمّه أنّها ثکلته، وامرأته أنّها فقدته ، وجاره بُعدَ داره، وجلیسه الوحدة من مجالسته ، إن کان أصغر من فی المجلس أعنی من فوقه(1) وإن کان أکبرهم افسد من دونه(2).

8970- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، ومحمّد بن الحسین، عن محمّد بن سنان، عن عمّار بن موسی قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): یا عمّار إن کنت تحبُّ أن تستتبّ لک(3) النّعمة، وتکمل لک المروءة، وتصلح لک المعیشة، فلاتشارک العبید والسّفلة فی أمرک، فإنّک إن أئتمنتهم خانوک، وإن حدّثوک کذبوک،

ص: 374


1- أعناه اِعناه: أنصبه، أی أتعبه وأعیاه (أقرب الموارد).
2- أمالی الطوسی: ص 613ح1268. منه الوسائل : ج8 ص 420.
3- استبَّ الأمر: استقام واستمرَّ (أقرب الموارد).

وإن نکبت خذلوک، وإن وعدوک أخلفوک.

قال : وسمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: حبُّ الأبرار للأبرار ثوابٌ للأبرار، وحبُّ الفجّار للأبرار فضیلةٌ للأبرار، وبغض الفجّار للأبرار زین للأبرار، وبغض الأبرار للفجّار خزیٌ علی الفجّار(1).

الاختصاص: عمار بن موسی قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : حبّ الابرار للأبرار .... وذکر مثله(2).

8971- قرب الاسناد : محمد بن الولید، عن داود الرقیّ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال لی أبو عبدالله (علیه السّلام) : انظر إلی کلّ من لایفیدک منفعة فی دینک فلاتعتدن به ، ولا ترغبن فی صحبته، فان کل ما سوی الله تعالی مضمحل وخیم عاقبته(3) و (4).

8972- الکافی: أبو علیّ الأشعریّ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن عبدالرحمن بن أبی نجران، عن عمر بن یزید، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) أنّه قال : لاتصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصیروا عند الناس کواحدٍ منهم، قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله

ص: 375


1- لکافی: ج2 ص640ح5و 6.
2- الاختصاص، ص239.
3- هذا الأمر وخیم العاقبة: إی ثقیل ردیء . (أقرب الموارد).
4- قرب الاسناد: ص25. منه الوسائل: ج8 ص412.

وسلّم) : المرء علی دین خلیله وقرینه (1)و(2).

8973- الکافی: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عیسی، عن محمّد بن یوسف، عن میسر، عن ابی عبدالله (علیه السّلام) قال : لا ینبغی للمسلم(3) أن یواخی الفاجرولا الأحمق ولا الکذّاب (4)و(5).

8974- الکافی : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن شعیب العقرقوفیّ، قال : سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ):«وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا

ص: 376


1- «فتصیروا عند الناس کواحد منهم» یدلّ علی وجوب الأحتراز عن مواضع التهمة، وانّ فعل ما یوجب حسن ظنّ الناس مطلوب إذا لم یکن للریاء والسمعة، وقد یمکن أن ینفعه ذلک فی الآخرة «المرء علی دین خلیله» أی عند الناس ، فیکون استشهاداً لما ذکره (علیه السّلام)، أو یصیر واقعاً کذلک فیکون بیاناً لمفسدة اُخری کما ورد أنّ صاحب الشر یعدی وقرین السوء ینوی. (مرآة العقول).
2- الکافی: ج2 ص375 ح 3. وص642 ح10.
3- للمرء المسلم - الکافی ص640.
4- المؤاخاة : المصاحبة والصداقة بحیث یلازمه ویراعی حقوقه، ویکون محلّ أسراره ویوأسیه بماله وجاهه. والفجور : التوسّع فی الشر، قال الراغب: الفجر: شق الشیء شقّاً واسعاً قال الله تعالی : «وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا » القمر54: 12. والفجور شقّ ستر الدیانة، یقال : فجر فجوراً، فهو فاجر ، وجمعه فجّار وفجرة. وتخصیص الکذّاب مع أنّه داخل فی الفاجر لأنّه أشدّ ضرراً من سائر الفجّار. (مرآة العقول).
5- الکافی: ج2 ص375 ح640 وص3.

سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا » . إلی آخر الآیة(1) ؟ فقال : إنّما عنی بهذا : [إذا سمعتم] الرجل [الّذی] یجحد الحقَّ ویُکذِّبُ بِهِ ویقع(2) فی الأئمّة فقم من عنده ولاتقاعده، کائناً من کان(3).

8975- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عن بعض الحلبیّین، عن عبدالله بن مسکان، عن رجل من أهل الجبل لم یسمّه قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): علیک بالتّلاد(4) و إیّاک وکلّ محدثٍ لا عهد له ولا أمان(5) ولاذمّة ولامیثاق وکُن علی حذرٍ من أوثق الناس عندک (6)و(7).

الکافی : محمد بن یحیی، عن أحمد بن محمد بن عیسی، عن محمد بن خالد، والحسین بن سعید، جمیعاً، عن النضر بن سوید، عن یحیی الحلبی، عن عبدالله بن مسکان مثله بزیادة : فإنَّ الناس

ص: 377


1- النساء 4 : 140.
2- وقع فی الناس وقبعةً: أغتابهم. (مجمع البحرین).
3- الکافی: ج2 ص 377 ح8.
4- الظاهر أن المراد بالتّلاد: الشیوخ، وبالمحدث: الشباب، أو المراد بالتّلاد : الأصحاب القدماء الذین جرّبَهم بالمعاشرة الطویلة، وبالمحدث: خلافه. وفی الصحاح : التالد: المال القدیم الأصلی الذی ولد عندک وهو نقیض الطارف، وکذلک التلاد، والاتلاد، (مرآة العقول).
5- ولا أمانة - الکافی: ج8.
6- فی نفسک - الکافی: ج8.
7- الکافی: ج2 ص638 ح 4.

اعداء النّعم(1) .

باب (7) المجالس المذمومة

8976- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر، عن أبی زیاد النهدیّ، عن عبدالله بن صالح، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: لا ینبغی للمؤمن أن یجلس مجلساً یعصی الله فیه ولا یقدر علی تغییره(2) .

8977- الکافی: علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن علیّ بن أسباط، عن سیف بن عمیرة، عن عبد الأعلی بن أعین، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: من کان یؤمن بالله والیوم الآخر فلایجلس مجلساً ینتقص فیه إمامٌ، أو یعاب فیه مؤمن(3).

8978- الکافی : محمّد بن یحیی، عن أحمد بن محمّد، عن علیّ بن الحکم، عن سیف بن عمیرة، عن عبدالاعلی قال : سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول: من کان یؤمن بالله والیوم الآخر فلایقعدنّ فی مجلس یعاب فیه إمامٌ أو ینتقص فیه مؤمن(4).

8979- مستطرفات السرائر : من کتاب أبی القاسم ابن قولویه،

ص: 378


1- الکافی: ج8 ص249 ح 350.
2- الکافی: ج2 ص 374 ح1.
3- الکافی: ج2 ص377 ح 9.
4- الکافی: ج2 ص378 ح 11.

عن عبدالأعلی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): من کان یؤمن بالله والیوم الآخر فلایجلس فی مجلس یُسَبُّ فیه إمام ویُعاب فیه مسلم، إنّ الله تعالی یقول : «وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ »(1) .

8980- الکافی : الحسین بن محمّد، عن علیّ بن محمّد بن سعد، عن محمّد بن مسلم، عن إسحاق بن موسی قال : حدثنی أخی وعمّی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: ثلاثة مجالس یمقتها الله ویرسل نقمته علی أهلها فلاتقاعدوهم ولا تجالسوهم، مجلساً فیه من یصف لسانه کذباً فی فتیاه، ومجلساً ذکر أعدائنا فیه جدید وذکرنا فیه رث(2) ومجلساً فیه من یصدّ عنا(3) وأنت تعلم، قال : ثمّ تلا أبو عبدالله (علیه السّلام) ثلاث آیات من کتاب الله، کأنّما کن فی فیه - أو قال [فی] کفّه(4) - : «وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا

ص: 379


1- مستطرفات السرائر: ص147 ح22، والایة فی سورة الأنعام 6: 68. منه البحار : ج 74 ص 195.
2- الرث: الشیء البالی . (مجمع البحرین).
3- صدَّ عنه: أعرض عنه ومال، وصدَّ فلاناً عن کذا : منعه ودفعه وصرفه عنه (أقرب الموارد). والمراد من یصدّ عنهم أعمّ من ذلک المجلس وغیره لقوله (علیه السّلام): وأنت تعلم، أی وأنت تعلم أنّه ممّن یصدّ عنّا، فإن لم تعلم فلا حرج علیک فی مجالسته. (مرآة العقول).
4- التردید من الرّاوی، وعلی التقدیرین الغرض التعجّب من سرعة الاستشهاد بالآیات الکریمة بلا تفکّر و تأمّل . (مرآة العقول).

بِغَيْرِ عِلْمٍ »(1). «وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ »(2). «وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ» (3)و (4).

8981- الکافی: بهذا الإسناد، عن محمّد بن مسلم، عن داود ابن فرقد قال : حدثنی محمد بن سعید الجمحیّ قال : حدثنی هشام بن سالم، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: إذا ابتلیت باهل النصب(5) ومجالستهم فکن کأنّک علی الرّضف(6) حتیِ تقوم فانّ الله یمقتهم ویلعنهم، فاذا رأیتهم یخوضون فی ذکر إمامِ من الائمّة فقم فانّ سخط الله ینزلُ هناک علیهم(7).

8982- الکافی : أبو علی الأشعری، عن محمد بن عبدالجبّار، عن صفوان، عن عبدالرحمن بن الحجاج، عن أبی عبدالله (علیه

ص: 380


1- الأنعام6: 108 و68.
2- الأنعام6: 108 و68.
3- النحل 16: 116.
4- الکافی: ج2 ص378 ح 12 .
5- النّصب: المعاداة، یقال نَصبتُ لفلان نصباً: إذا عادیته، ومنه الناصب وهو الذی یتظاهر بعداوة أهل البیت (علیهم السّلام) أو بعداوة موالیهم لاجل متابعتهم لهم. وفی القاموس : النواصب والناصبة واهل النّصب : المتدینون ببغض علی (علیه السّلام) لأنّهم نصبوا له، أی عادوه . (مجمع البحرین).
6- الرَّضف: الحجارة المحماة علی النَّار، واحدتها رَضفة، کتمر وتمرة. (مجمع البحرین). والظّاهر أن المراد ان علیه أن یتحین الفرص لیقوم ویذهب من ذلک المجلس.
7- الکافی: ج2 ص 379 ح 13.

السّلام) قال: من قعد عند سبّاب لأولیاء الله فقد عصی الله تعالی(1) .

باب (8) أربعة یذهبن ضیاعاً

8983- الخصال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید (رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عیسی بن عبید [الیقطینی]، عن عبیدالله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبی منصور الواسطی ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : أربعة یذهبن ضیاعاً : مودّة تمنحها من لا وفاء له، ومعروف عند من لایشکر له، وعلم عند من لااستماع له، وسرُّ تودعه عند من لاحصانة له(2).

باب (9) لاتصادقوا أعداء أمیر المؤمنین (علیه السّلام)

8984- الاختصاص : قال الصادق (علیه السّلام): صدیق عدوّ علیّ (علیه السّلام) عدوّ علیّ (علیه السّلام)(3).

ص: 381


1- الکافی: ج2 ص 379 ح 14.
2- الخصال: ص264 ح 144. منه البحار : ج 74 ص 194 .
3- الاختصاص: ص252. منه البحار : ج 74 ص197 .

باب (10) نصیحة المؤمن لاخیه ونهیه عن المنکر

8985- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن صفوان بن یحیی، عن الحارث بن المغیرة، قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): لأخذن البریء منکم بذنب السقیم!! ولم لا افعل؟ !! ویبلغکم عن الرّجل ما یشینکم ویشیننی فتجالسونهم وتحدِّثونهم فیمرّ بکم المارُّ فیقول: هؤلاء شرُّ من هذا، فلو أنّکم إذا بلغکم عنه ما تکرهون زبرتموهم(1) ونهیتموهم کان أبرَّ بکم وبی(2).

8986- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن ابن محبوب، عن خطاب بن محمّد، عن الحارث بن المغیرة قال : لقینی أبو عبدالله (علیه السّلام) فی طریق المدینة فقال : من ذا؟ أحارث؟ قلت: نعم.

قال : أما لأحملنَّ ذنوب سفهائکم علی علمائکم، ثمّ مضی فأتیته فاستاذنت علیه فدخلت فقلت : لقیتنی فقلت: لأحملنَّ ذنوب سفهائکم علی علمائکم، فدخلنی من ذلک أمرٌ عظیم.

فقال : نعم ما یمنعکم إذا بلغکم عن الرَّجل منکم ما تکرهون وما یدخل علینا به الأذی أن تأتوه فتؤنّبوه وتعذلوه(3) وتقولوا له قولاً بلیغاً؟

ص: 382


1- الزَبرُ: الزجر والنهر ، یقال زَبَرَهُ زَبراً: زجره ونهره. (مجمع البحرین).
2- الکافی: ج8 ص158 ح150.
3- عَذَله عذلاً : لأمه (أقرب الموارد).

فقلت [له] : جعلت فداک إذاً لایطیعونا ولا یقبلون منّا؟ فقال : اهجروهم واجتنبوا مجالسهم(1) .

باب (11) إقامة الشعائر الدینیة فی بلاد المشرکین

8987- امالی الطوسی: أخبرنی أبو عبدالله محمد بن محمد قال: أخبرنی أبو عبدالله الحسین بن أحمد بن المغیرة قال: أخبرنی حیدر بن محمد بن نُعیم، عن محمد بن عمر، عن محمد بن مسعود قال : حدثنی محمد بن أحمد النهدی قال : حدثنی معاویة بن حکیم الدهنی قال: حدثنا شریف بن سابق التفلیسی قال : حدثنا حمّاد السمندری قال : قلت لأبی عبدالله جعفر بن محمّد (علیهما السّلام): إنّی أدخل بلاد الشرک وإنّ [من] عندنا یقول(2) : إن متَّ ثَمّ(3) حُشرت معهم؟ قال : فقال لی : یا حمّاد إذا کنت ثَمَّ تذکر أمرنا وتدعو إلیه؟ [قال : ] قلت: نعم.

قال : فإذا کنت فی هذه المدن - مدن الإسلام - تذکر(4) أمرنا وتدعو إلیه؟

ص: 383


1- الکافی: ج8 ص162 ح169.
2- یقولون - بشارة المصطفی.
3- ثَمّ بفتح الثاء : إسم یشار به إلی المکان البعید بمعنی هناک (مجمع البحرین) وهذا المعنی یشمل بقیّة الفقرات التالیة.
4- تذاکر - البحار.

قال: قلت: لا.

قال : فقال لی : إنّک إن مُتَّ ثَمّ حشرت اُمّة وحدک، وسعی نورک بین یدیک(1).

بشارة المصطفی: أخبرنا الشیخ ابو محمد الحسن بن الحسین بن بابویه قال : حدثنا الشیخ السعید أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسی (رحمه الله) قال: أخبرنا الشیخ المفید أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان (رحمهم الله مثله(2).

اختیار معرفة الرجال: حدثنی محمد بن مسعود قال : حدثنی محمد بن أحمد النهدی الکوفی بهذا الإسناد نحوه(3).

باب (12) آداب المجالس والجلیس

8988- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلیّ، عن السکونی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم): إنّ من حقّ الداخل علی اهل البیت أن یمشوا معه هنیئةً إذا دخل وإذا خرج، وقال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : إذا دخل أحدکم علی أخیه المسلم فی بیته فهو أمیر علیه حتی

ص: 384


1- أمالی الطوسی : ص 45 ح54.
2- بشارة المصطفی: ص68. منهما البحار: ج 68 ص200 و 129.
3- اختیار معرفة الرجال : ج2 ص634 ح635. منه البحار: ج 75 ص392.

یخرج (1)و(2) .

8989- قرب الاسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال : حدثنی جعفر بن محمّد، عن أبیه (علیهما السّلام) قال: إذا دخل أحدکم علی أخیه فی رحله فلیقعد حیث یأمره صاحب الرحل، فانّ صاحب الرحل أعرف بعورة بیته من الداخل علیه(3).

8990- الکافی : علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ، عمّن ذکره، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) فی قول الله (عزّوجلّ): «إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ »(4) .

قال : کان(5) یوسّع المجلس، ویستقرض للمحتاج ویعین الضّعیف(6)

ص: 385


1- قوله (علیه السّلام) «فهو امیر علیه حتی یخرج» ففیه قولان: الأوّل: أنّ الضیف أمیر علی صاحب الدار، والمقصود: الاحترام والاکرام، کما فی الحدیث : «اکرموا الضیف» وإقراء الضیف». الثانی: إنّ صاحب البیت أمیر علیه، أی یأمره بأن یجلس فی مکان معیّن من البیت، کما فی الحدیث : لیجلس الضیف حیث یامر صاحب البیت، فهو أدری بعورات بیته» وأمثال ذلک ، وذکر الفیض فی الوافی : أنَّ صدر الحدیث إشارة إلی حقّ الداخل من الاستقبال والمشایعة. وذیله إلی حقّ صاحب البیت من إنقیاد أوامره ونواهیه. وفی بعض النسخ: فهو أمین علیه یعنی لا ینبغی له أن ینقل حدیثه إلّا حیث یامن غائلته.
2- الکافی: ج2 ص 659 ح1.
3- قرب الاسناد: ص 33. منه البحار : ج 75 ص 465.
4- یوسف 12 : 36 و 78.
5- أی النبی یوسف (علیه السّلام) .
6- الکافی: ج2 ص637 ح3.

8991- الاختصاص : قال الصادق (علیه السّلام) لإسحاق بن عمّار: یا اسحاق صانع المنافق بلسانک، واخلص ودَّک للمؤمن، وإن جالسک یهودیُّ فأحسن مجالسته(1) .

8992- امالی الطوسی: أخبرنا الشیخ ابو عبدالله الحسین بن عبیدالله الغضائری، عن أبی محمد هارون بن موسی التلعکبری قال : حدثنا محمد بن همام قال : حدثنا علی بن الحسین الهمدانی قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن خالد البرقی، عن أبی قتادة القمی قال : قال أبو عبدالله (علیه السّلام): لکلّ شیء حلیة، وحلیة الخوان البقل، ولا ینبغی للمؤمن أن یجلس إلّا حیث ینتهی به الجلوس، فانّ تخطّی أعناق الرجال سخافة(2).

مشکاة الأنوار : عن الصادق (علیه السّلام) قال: لکلّ شیء.... وذکر نحوه. وزاد: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): إذا أخذ القوم مجالسهم، فإن دعا رجل أخاه فاوسعَ له فی مجلسه فلیأته، فإنّما هی کرامة أکرمه بها أخوه، وان لم یوسِّع له احد، فلینظر أوسع مکان یجده فلیجلس فیه.

وقال : لأن یوسع أحدکم لأخیه فی المجلس خیر من عتق رقبة .

وقال : لایوسَّع المجلس إلَّا لثلاث: الذی سنّ لسنّه، ولذی علم لعلمه، ولذی سلطان لسلطانه (3).

ص: 386


1- الاختصاص: ص 230. منه البحار: ج 74 ص152.
2- أمالی الطوسی: ص 304 ح606. منه البحار : ج75 ص464 .
3- مشکاة الأنوار : ص205. منه المستدرک: ج8 ص 404.

8993- الکافی : علیّ [بن إبراهیم]، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر، عن محمد بن مرازم، عن أبی سلیمان الزاهد، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: من رضی بدون التشرّف(1) من المجلس لم یزل الله (عزّوجلّ) وملائکته یصلّون علیه حتّی یقوم(2).

مشکاة الأنوار : من المحاسن) وغیره، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) نحوه(3).

8994- البحار: کتاب الامامة والتبصرة - عن سهل بن أحمد ، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسی بن إسماعیل بن موسی ابن جعفر، عن أبیه، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): الرجل أحقُّ بصدر داره، وبصدر فرسه، وأن یؤمَّ فی بیته، وان یبدأ فی صحفته(4).

8995- نوادر الراوندی : باسناده عن موسی بن جعفر ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): کلُّ واعظ قلبه(5).

ص: 387


1- أی دون مقامه وشرفه .
2- الکافی: ج2 ص661 ح3.
3- مشکاة الأنوار : ص 204.
4- البحار: ج 75 ص468 ح 21. والصحفة : کالقصعة الکبیرة منبسطة تشبع الخمسة. مجمع البحرین).
5- نوادر الراوندی : ص 11. منه البحار : ج 75 ص467. وفیه: کل واعظ قبلة ، والظاهر أن المراد بقوله (صلّی الله علیه وآله): «کل واعظ قبلة» أن یتجه المستمعون إلی الواعظ بأجسامهم حتی یحصل التفاعل، کما یتوجّهون إلی القبلة .

الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه (علیهم السّلام) مثله(1).

8996- مشکاة الأنوار : من کتاب (المحاسن) وغیره، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): إذا جلستم إلی المعلّم، أو جلستم فی مجالس العلم فادنوا، ولیجلس بعضکم خلف بعض، ولا تجلسوا متفرّقین کما یجلس أهل الجاهلیة .

وقال فی وصیّة لأبی ذرّ: یا أبا ذرّ من أحبّ أن یتمثّل له الرجال قیاماً(2) فلیتبوّء مقعده من النار .

وقال: إذا جلس أحدکم فی مجلس فلایبر حن منه حتی یقول ثلاث مرّات : (سبحانک وبحمدک لا إله إلّا أنت اغفر لی وتب علیّ) فإن کان فی خیر فکان کالطابع علیه، وان کان مجلس الوعظ (3)کان کفّارة لما کان فی ذلک المجلس .

وقال : اذا انتهی أحدکم الی المجلس فلیسلّم فان بداله أن یجلس فلیجلس فاذا قام فلیسلّم فان الأوّل لیس أولی من الآخر(4).

ص: 388


1- الجعفریات : ص194.
2- أی یقومون له وهو جالس، یقال مَثَل الرجل : إذا انتصب قائماً . قیل: وإنّمانهی عنه لأنَّه من زیّ الأعاجم، ولأنّه الباعث علی الکبر وإذلال النَّاس. (مجمع البحرین).
3- الظاهر ان الصحیح: وان کان مجلس ذنب.
4- مشکاة الأنوار : ص205. منه المستدرک : ج8 ص403.

باب (13) أربعة من التواضع

8997- معانی الأخبار : أبی (رحمه الله) قال : حدثنا علی بن ابراهیم بن هاشم، عن أبیه، عن النوفلی، عن السکونی، عن أبی عبدالله، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : إنّ من التواضع أن یرضی الرجل بالمجلس دون المجالس، وأن یسلّم علی ما یلقی، وأن یترک المراء وإن کان مُحِقّاً، ولایحبُّ أن یحمد علی التقوی(1) .

باب (14) اخلاق رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فی الجلوس والمجالس

8998- الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبیه، عن عبدالله بن المغیرة عمّن ذکره، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) إذا دخل منزلاً قعد فی أدنی المجلس إلیه(2) حین یدخل(3).

ص: 389


1- معانی الاخبار : ص 381ح 9. منه البحار : ج 75 ص 465. والظاهر أنّ معنی قوله (علیه السّلام): «ولایحبّ أن یحمد علی التقوی» هو أنّه یکره أن یصفه النَّاس بالتّقوی ویمدحونه علی تلک الصّفة.
2- الظاهر أنّ المراد بالادنی هنا: الأقرب، مقابل الأقصی .
3- الکافی: ج2 ص662 ح6.

8999- مشکاة الأنوار : من کتاب (المحاسن) وغیره، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال: کان رسول الله (صلّی الله علیه وآله) إذا دخل منزلاً، قعد فی أدنی المجلس إلیه حین یدخل، وکان جلوسه (صلّی الله علیه وآله) ثلاثاً جلوس القرفصاء وهو ان یقیم ساقیه ویستقبلهما بیدیه فیشدّ یده فی ذراعه، وکان یجثو علی رکبتیه وکان یثنی رجلا واحدة ویبسط علیها الأخری، ولم یُر متربعاً قط(1).

9000 - الکافی: علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن بعض أصحابه ، عن طلحة بن زید، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : کان رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) أکثر ما یجلس تجاه القبلة(2).

مشکاة الأنوار : من کتاب (المحاسن) وغیره، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) مثله (3).

9001- کتاب زید الزراد: قال: سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) یقول : إنَّ رسول الله (صلّی الله علیه وآله) خرج ذات یوم من بعض حجراته ، إذا قوم من أصحابه مجتمعون، فلمّا بصروا برسول الله (صلّی الله علیه وآله) قاموا، قال لهم رسول الله (صلّی الله علیه وآله) : اقعدوا ولا تفعلوا کما یفعل الأعاجم تعظیماً، ولکن اجلسوا، وتفسّحوا فی مجلسکم، وتوقّروا، أجلس إلیکم إن شاء الله(4) .

ص: 390


1- مشکاة الأنوار: ص 204. منه المستدرک : ج8 ص403 مختصراً.
2- الکافی: ج2 ص661 ح4.
3- مشکاة الأنوار : ص 204.
4- الاصول الستة عشر : ص8. منه المستدرک : ج 9 ص 64.

باب (15) کفّارة المجلس

9002- من لایحضره الفقیه: قال الصادق (علیه السّلام): کفارات المجالس أن تقول عند قیامک منها: «سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ *وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ »(1) .

9003- عدة الداعی : عن أبی عبدالله (علیه السّلام): من أراد أن یکتال بالمکیال الأوفی، فلیقل إذا أراد القیام من مجلسه: «سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ *وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ »(2) العالمین .

9004- عدة الداعی: روی أبو بصیر، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) : ما اجتمع قوم فی مجلس لم یذکروا الله ولم یذکرونا إلّا کان ذلک المجلس حسرة علیهم یوم القیامة(3).

9005 - الجعفریات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جده علی بن الحسین، عن أبیه، عن علی (علیهم السّلام)، قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): من ختم مجلسه بهؤلاء الکلمات(4)

ص: 391


1- من لایحضره الفقیه: ج3 ص379 ح 4335، والآیات فی سورة الصافات 37: 180 -182.
2- عدة الداعی: ص 241. منه البحار: ج 75 ص 468.
3- عدة الداعی: ص 241. منه البحار: ج 75 ص 468.
4- هکذا فی المصدر والأصح: بهذه الکلمات .

إن کان مسیئاً کنَّ کفّارات الاساءة(1) ، وإن کان محسناً ازداد إحساناً، وهی: سبحانک اللهم وبحمدک، أشهد أن لا إله إلّا أنت، استغفرک واتوب إلیک(2).

باب (16) أنواع الجلوس

9006 - الکافی : أبو عبدالله الأشعری، عن معلّی بن محمّد، عن الوشّاء، عن حمّاد بن عثمان قال: جلس أبو عبدالله (علیه السّلام) متورّکاً رجله الیمنی علی فخذه الیسری فقال له رجل: جعلت فداک هذه جلسة مکروهة؟ فقال (علیه السّلام): لا، إنّما هو شیء قالته الیهود: لمّا أن فرغ الله (عزّوجلّ) من خلق السَّماوات والأرض واستوی علی العرش، جلس هذه الجلسة لیستریح.

فانزل الله (عزّوجلّ) : «اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ »(3)وبقی أبو عبدالله (علیه السّلام) متورّکاً کما هو(4).

9007 - تفسیر العیاشی: عن حماد، عن الصادق (علیه السّلام) قال : رأیته جالساً متورِّکاً برجله علی فخذه، فقال له رجل عنده :

ص: 392


1- لاساءته ۔ مستدرک الوسائل.
2- الجعفریات: ص226. منه المستدرک : ج 15 ص428.
3- البقرة 2: 255.
4- الکافی: ج2 ص661 ح5.

جعلت فداک هذه جلسة مکروهة؟ فقال: لا، إنّ الیهود قالت: إنَّ الربَّ لمّا فرغ من خلق السماوات والأرض جلس علی الکرسیِّ هذه الجلسة لیستریح، فأنزل الله : «اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ» لم یکن متورِّکاً کما کان(1).

9008 - الکافی : علیّ، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر، عن حمّاد ابن عثمان قال : رأیت أبا عبدالله (علیه السّلام) یجلس فی بیته عند باب بیته قبالة الکعبة(2).

مشکاة الأنوار : من کتاب (المحاسن) وغیره، عن حماد بن عثمان مثله . الا أن فیه : قبالة القبلة(3).

9009 - الکافی: علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن النوفلیّ، عن السکونی، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم): ینبغی للجلساء فی الصیف أن یکون بین کلّ اثنین مقدار عظم الذراع، لئلّا یشقّ(4) بعضهم علی بعض فی الحرّ(5).

ص: 393


1- تفسیر العیاشی: ج1 ص137 ح 452. منه البحار: ج 75 ص 469.
2- الکافی: ج2 ص 662 ح9 .
3- مشکاة الأنوار : ص 204.
4- من المشقة وهی الشدّة. (مجمع البحرین) .
5- الکافی: ج2 ص 662 ح8.

باب (17) المجالس بالامانة

9010 - الکافی: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، وأحمد ابن محمد، جمیعاً، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن ابن أبی عوفٍ، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : سمعته یقول : المجالس بالامانة (1) و(2).

9011 - الکافی: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عیسی، عمّن ذکره، عن أبی عبدالله (علیه السّلام) قال : المجالس بالأمانة، ولیس لأحدٍ أن یحدّث بحدیث یکتمه صاحبه إلّا باذنه إلّا أن یکون ثقةً، أو ذکراً له بخیر(3).

9012- أمالی الطوسی : حدثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علی بن الحسن الطوسی (قدس الله روحه) قال: أخبرنا جماعة ، عن أبی المفضل قال: أخبرنا رجاء بن یحیی بن سامان العبر تائی الکاتب قال : حدثنا هارون بن مسلم أنّ سعدان الکاتب قال : حدثنا مسعدة بن صدقة العبدی قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد

ص: 394


1- نهی عن إعادة ما یجری فی المجالس من قول أو فعل، فکانَّ ذلک امانة عند مَن سمعه أو رآه، فیجب علیه حفظه، فإنّه قد تترتب علی إفشائه مفاسد کثیرة. (شرح الکافی للمازندرانی).
2- الکافی: ج2 ص 660 ح1.
3- الکافی : ج2 ص660ح3.

(علیهما السّلام) یحدّث عن أبیه، عن جدّه، عن أبیه، عن علی (علیهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): المجالس بالأمانة، ولا یحلُّ لمؤمن أن یؤثر عن مؤمن(1) - أو قال: عن أخیه المؤمن - قبیحاً(2).

ص: 395


1- أثرتُ الحدیث أثراً: نقلته . (مجمع البحرین).
2- أمالی الطوسی: ص 572 ح 1185. منه البحار : ج 75 ص467.

ص: 396

کلمة الختام

أیُّها القاریء الکریم : لقد وصلنا . والحمد لله - الی نهایة الجزء الرابع عشر من موسوعة الامام الصادق (علیه السّلام) المبارکة .. وقد ذکرنا فیه مجموعة کبیرة من الأحادیث المرویَّة عنه (علیه السّلام) حول عوامل الانحراف العقائدی وموجبات الضلال، ومساویء الاخلاق التی یجب أن یتجنَّب عنها الانسان.

کما ذکرنا مجموعة من الأحادیث المرویَّة عنه (علیه السّلام) حول العِشرة والمعاشرة مع مختلف طبقات الناس.

ونسأل الله سبحانه أن یتفضَّل علینا بالقبول، وأن یوفّقنا لمرضاته .

والی اللقاء فی الجزء الخامس عشر - إن شاء الله تعالی - وفیه نواصل الحدیث عن العِشرة والمعاشرة.

وصلّی الله علی محمّد وآله الطیِّبین الطاهرین، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمین .

محمد کاظم القزوینی

قم المقدَّسة - إیران

ص: 397

ص: 398

فهرس الکتاب

دیباجة الکتاب..................................................................3

المقدمة..........................................................................5

کتاب الکفر ومساویء الأخلاق

باب (1) أنواع الکفر..........................................................7

باب (2) أدنی درجات الشّرک...........................................14

باب (3) أبغض الأعمال إلی الله سبحانه.............................18

باب (4) شرک الطّاعة......................................................19

باب (5) من خالف الأئمّة الطّاهرین فهو مشرک....................20

باب (6) التسلیم الکامل لله ورسوله.....................................20

باب (7) الشّرک البیّن وغیره ..............................................21

باب (8) أُصول الکفر وأرکانه...............................................21

باب (9) أوّل ما عُصی الله به ستة.......................................23

ص: 399

باب (10) الشَّک فی الدّین...............................................24

باب (11) یبغض الله من خلقه المتلوِّن................................28

باب (12) المستضعفون...................................................28

باب (13) النّاس علی ستّ فرق......................................35

باب (14) الزَّواج من غیر المؤمنة.....................................36

باب (15) منازل بین الإیمان والکفر..................................36

باب (16) المرجون لأمر الله............................................37

باب (17) مبغض اهل البیت یُبعث یهودیاً..........................40

باب (18) مبغض أهل البیت یبعث أجذم...........................41

باب (19) ماء الفرات حرام علی مبغض الإمام أمیر المؤمنین (علیه السّلام) 42

باب (20) ثلاث هنَّ فخر للمؤمن وثلاثة هم شرار خلق الله 43

باب (21) ولایة أعداء الله خروج من الإسلام.....................43

باب (22) الشَّفاعة لاتُدرک النواصب..............................44

باب (23) النَّواصب فی النّار.........................................45

باب (24) النَّواصب شرٌ من أولاد الزّنا............................51

باب (25) قتل النَّواصب................................................51

باب (26) من هو الناصبی؟.........................................52

باب (27) من سبَّ امیر المؤمنین (علیه السّلام) فهو کافر.....53

باب (28) من سبَّ ولیّ الله فقد سبّ الله.......................54

باب (29) مبغض الإمام أمیر المؤمنین (علیه السّلام) منافق..54

ص: 400

باب (30) صفة النِّفاق والمنافق........................................59

باب (31) إنّ الله یعذّب ستة بستة....................................64

باب (32) إجتنبوا هذه الخصال..........................................65

باب (33) من لم تکن فیه ثلاث فلایرجی خیره....................67

باب (34) من کانت فیه هذه الثلاث فهو فی جهنم...............68

باب (35) سبعة یفسدون أعمالهم.....................................68

باب (36) حرمة لعن من لا یستحق اللعن...........................69

باب (37) ذمّ القنوط من رحمة الله....................................71

باب (38) ذمّ حبّ الرّئاسة..............................................71

باب (39) ذمّ حبّ الدُّنیا.................................................75

باب (40) طلب الدُّنیا للآخرة.........................................80

باب (41) خیرات الدُّنیا تنقص خیرات الآخرة......................81

باب (42) الشیطان یخدع الإنسان بالمال.........................82

باب (43) الاستغناء عن العام الخلق.................................83

باب (44) أبعد ما یکون العبد من الله سبحانه.....................83

باب (45) التجارة بإسم الدّین..........................................84

باب (46) مؤونة الدُّنیا والآخرة..........................................84

باب (47) الدُّنیا دار بلاء والجنّة هی المأوی.......................85

باب (48) مطلوبات النّاس فی الدّنیا أربعة.......................86

باب (49) حقیقة الدُّنیا................................................87

ص: 401

باب (50) الحرص علی الدُّنیا.............................................90

باب (51) حبُّ الدّراهم والدنانیر.........................................94

باب (52) الطَّمع............................................................98

باب (53) طول الأمَل.......................................................99

باب (54) الغفلة واللهو والاستخفاف بالدّین........................102

باب (55) ذمّ العشق........................................................103

أبواب البدعة

باب (1) عقاب أهل البِدعة.................................................105

باب (2) النّهی عن اتباع اهل البدعة ولزوم الرد علیهم..........107

باب (3) الشیطان یترائی لأهل البِدعة.................................107

باب (4) صاحب البدعة لایتوب.............................................109

باب (5) عقاب من أضلَّ الناس عن الولایة............................109

أبواب الکذب

باب (1) الکذب علی الله ورسوله.......................................112

باب (2) هلاک الکذّاب......................................................113

باب (3) علامة الکذّاب.......................................................113

باب (4) من هو الکذّاب؟...................................................114

ص: 402

باب (5) الفرق بین الزّعم والقول......................................115

باب (6) خمسة مساویء لخمس طوائف.............................115

باب (7) الکذّاب مُساعد الشّیطان......................................116

باب (8) الکذّاب یُحرم من صلاة اللیل..................................117

باب (9) تجنَّب مؤاخاة الکذّاب...........................................117

باب (10) ثلاث آفات لثلاثة..............................................118

باب (11) متی یجوز الکذب ؟.........................................118

باب (12) الإستماع الی القصّاصین................................123

أبواب الکبر والتکبّر

باب (1) الکبر أدنی الإلحاد............................................125

باب (2) المرأة الجبّارة..................................................125

باب (3) الکبر رداء الله..................................................126

باب (4) الجنّة حرام علی المتکبِّر.................................127

باب (5) التکبّر علی الولایة.........................................130

باب (6) من مصادیق الکبر.........................................131

باب (7) عقاب المتکبِّرین یوم القیامة..........................133

باب (8) التکبّر یؤدّی إلی الضِّعة.....................................134

باب (9) المجنون والمبتلی............................................136

باب (10) التکبُّر آفة......................................................137

ص: 403

باب (11) ثلاثة فی النّار..............................................138

باب (12) الحَسَد.......................................................139

أبواب الغَضَب

باب (1) الغضب یُفسد الإیمان.....................................147

باب (2) الغضب مفتاح کلّ شرّ.....................................148

باب (3) وصیّة رسول الله(صلّی الله علیه وآله وسلّم) : لاتغضب149

باب (4) جزاء کفّ الغضب....................................................152

باب (5) کیف تقضی علی الغضب؟.....................................154

باب (6) ذِکر الله عند الغضب................................................154

باب (7) قولُ الحقّ فی الرّضا والغَضَب..............................156

باب (8) الغضب المغفور.................................................157

باب (9) الدُّعاء عند الغَضَب............................................157

باب (10) ذمّ العصبیة....................................................158

أبواب سوء الخُلق

باب (1) سوء الخُلق عذاب.............................................162

باب (2) سوء الخُلق یُفسد الإیمان والعمل........................163

باب (3) عدم قبول توبة سیّیء الخلق.................................164

ص: 404

باب (4) الأرض ترفض جسده............................................165

أبواب البخل

باب (1) البخیل مذموم.......................................................166

باب (2) شرارُکم بُخلاؤکم...................................................167

باب (3) حسرة البخیل......................................................169

باب (4) البخل مذموم...................................................170

باب (5) الشَّحیح أشدُّ من البخیل.................................172

باب (6) البخیل بعید من الله..........................................173

باب (7) تسعة قبیحة من تسعة......................................174

باب (8) البخیل یتمنّی فقر النّاس...................................175

باب (9) الوقایة من الشُّح..............................................176

باب (10) الجنّة حرام علی الشَّحیح..................................177

باب (11) من هو البخیل؟.................................................177

أبواب الذُّنوب

باب (1) الذّنب یُفسد القلب............................................179

باب (2) لاتضحک وقد أذنبت.............................................180

باب (3) الذّنب یوجب نزول البلاء......................................181

باب (4) الذّنب یَحرم الرِّزق...............................................189

ص: 405

باب (5) الذّنب یسلب التوفیق...........................................190

باب (6) العبد یُحبس فی الآخرة علی ذنبه..........................190

باب (7) ستر الله علی المؤمن...........................................191

باب (8) الذّنب نکتة سوداء فی القلب..................................193

باب (9) إیّاک والسّیّئة.....................................................193

باب (10) الذنب یحوِّل النّعمة نقمة..................................194

باب (11) الغفلة عن الذّنب.............................................197

باب (12) الذّنب یقرِّب الأجل............................................201

باب (13) الذّنب والنّار......................................................202

باب (14) الإجتهاد فی ترک الذّنب.......................................203

باب (15) علامات الغَضَب الإلهی.........................................203

باب (16) مَن عصی الله فهو من جنود إبلیس.......................204

باب (17) المعصیة مع المعرفة کفر......................................205

باب (18) جزاء مَن أطعم الأعراب.......................................205

باب (19) الذنوب وآثارها السیّئة..........................................206

باب (20) أربعة عقوبتها سریعة..........................................209

باب (21) الإصرار علی الذّنب..............................................209

باب (22) أربعة من علامات الشقاء......................................211

باب (23) اتقوا الحقَّرات من الذّنوب...................................211

باب (24) معنی «اللَّمم»................................................214

ص: 406

باب (25) الکبائر.............................................................216

باب (26) الإمهال والإستدراج............................................240

باب (27) الوقت الذی یُشدّد الله علی عبده.........................244

باب (28) متی یُکرم الله عبده؟...........................................245

باب (29) لاطاعة لمخلوق فی معصیة الخالق.......................249

کتاب العشرة

أبواب برّ الوالدین

باب (1) وجوب برّ الوالدین................................................253

باب (2) النّظر إلی الوالدین عبادة......................................258

باب (3) أفضل الأعمال...................................................259

باب (4) لماذا اکرمها رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم).259

باب (5) الوصیَّة النَبویَّة......................................................261

باب (6) برّ الوالدین فی الحیاة وبعد الممات..........................262

باب (7) برّ الوالدین خیر من الجهاد.....................................264

باب (8) برّ الوالدین یخفِّف سکرات الموت...........................265

باب (9) برّ الوالدین یزید فی العُمر....................................266

باب (10) برّ الوالدین غیر المسلمین...............................267

باب (11) ثلاثة لابدَّ من أدائهن.....................................270

باب (12) برّ الاُم مقدم علی بِرّ الأب..............................270

ص: 407

باب (13) إحذر سَخط الأُم...........................................272

باب (14) تحریم عقوق الوالدین.....................................274

أبواب صلة الرّحم

باب (1) العطف علی الأولاد.........................................278

باب (2) صلة الرّحم کفّارة للذنوب.................................279

باب (3) صلة الرّحم یؤخّر الأجل.....................................281

باب (4) وجوب صلة الرّحم...........................................282

باب (5) فی الجنّة درجة لا ینالها إلّا ثلاثة......................285

باب (6) وجوب صلة آل محمّد (صلّی الله علیه وآله وسلّم)286

باب (7) صِلوا أرحامکم ولو بالسَّلام...............................286

باب (8) من آثار صلة الرّحم.........................................288

باب (9) الصّدقة علی ذی الرّحم أفضل..........................294

باب (10) الرّحم بین یَدی الله یوم القیامة......................297

باب (11) سبع وصایا الهیَّة.........................................297

باب (12) التسامح بین الأرحام..................................298

باب (13) صلة الرَّحم القاطع......................................299

باب (14) النَّهی عن قطیعة الرَّحِم..............................301

باب (15) من آثار قطیعة الرَّحِم.................................305

ص: 408

أبواب معاشرة النّاس

باب (1) العشرة مع الممالیک والخدم................................310

باب (2) لاقبل صلاة هؤلاء.................................................312

باب (3) کراهة حمل الرجل السریّ المتاع بنفسه................314

باب (4) من علامات التّواضع.............................................316

باب (5) کراهة حمل الشّیء فی الکُم..............................316

باب (6) وصیّة الإمام الباقر (علیه السّلام) إلی أولاده..........317

باب (7) لهذه الخصال عفی عنه النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم)......318

باب (8) الدَّواهی الثلاث................................................319

باب (9) حسن المعاشرة وحسن الصُّحبة.........................319

باب (10) طلاقة الوجه...................................................330

باب (11) الجعفری الممتاز.............................................332

باب (12) حُسن الجوار...................................................334

باب (13) حرمة إیذاء الجار.............................................334

باب (14) حدُّ الجار.........................................................339

أبواب الصَّداقة والصَّدیق

باب (1) حدُّ الصَّداقة.....................................................342

باب (2) لاتثق بأخیک کلَّ الثِّقة......................................344

ص: 409

باب (3) من آداب الصّداقة............................................345

باب (4) للصدیق ثلاث علامات.......................................347

باب (0) أهمیّة منزلة الصِّدیق........................................348

باب (6) طبقات الأصدقاء...............................................349

باب (7) معنی الصِّدیق.................................................350

باب (8) الصّداقة السلبیَّة..............................................350

باب (9) ثلاثة تصفِّی المودَّة........................................351

باب (10) التودُّد إلی النَّاس..........................................352

باب (11) المودة الصَّادقة............................................353

باب (12) إخبار الرّجل أخاه بحبّه...................................355

باب (13) التحرُّز عن مواضع التُّهمة...............................356

باب (14) مصادقة أصدقاء الأب.....................................358

أبواب المجالسة

باب (1) انتخاب الخلیل..............................................360

باب (2) کمال العیش فی خمسة................................361

باب (3) ریاض الجنَّة....................................................362

باب (4) جالِسوا هؤلاء.................................................364

باب (5) إجتنبوا هؤلاء..................................................366

باب (6) لا تجالسوا هؤلاء..............................................366

ص: 410

باب (7) المجالس المذمومة........................................378

باب (8) أربعة یذهبن ضیاعاً.........................................381

باب (9) لاتصادقوا أعداء امیر المؤمنین (علیه السّلام).........381

باب (10) نصیحة المؤمن لاخیه ونهیه عن المنکر..............382

باب (11) إقامة الشعائر الدینیة فی بلاد المشرکین..........383

باب (12) آداب المجالس والجلیس...................................384

باب (13) أربعة من التواضع..........................................389

باب (14) اخلاق رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فی الجلوس والمجالس........................389

باب (15) کفّارة المجلس..............................................391

باب (16) أنواع الجلوس................................................392

باب (17) المجالس بالأمانة.........................................394

کلمة الختام..............................................................397

فهرس الکتاب.............................................................399

ص: 411

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.