عنوان و نام پدیدآور:مهج الزیارات (منتخب الزیارات)/ التالیف موسسةالامام الهادی علیه السلام.
مشخصات نشر:قم: موسسه پیام امام هادی (ع)، 1389.
مشخصات ظاهری:[219] ص.
شابک:35000 ریال 978-964-8837-19-8 :
یادداشت:عربی.
یادداشت:پشت جلد لاتینی شده: Muhaj al- ziyarat= gems of ziarat- texts.
یادداشت:عنوان دیگر: مهج الزیارات.
یادداشت:کتابنامه: ص. 205- 209؛ همچنین به صورت زیرنویس.
عنوان دیگر:مهج الزیارات.
موضوع:قرآن. برگزیده ها
موضوع:زیارتنامه ها
موضوع:چهارده معصوم -- زیارتنامه
موضوع:زیارت و زائران -- آداب و رسوم
شناسه افزوده:موسسه امام هادی (ع)
رده بندی کنگره:BP271/م876 1389
رده بندی دیویی:297/777
شماره کتابشناسی ملی:2629868
ص :1
ص :2
بسم الله الرحمن الرحیم
ص :3
الفهرست الاجمالی للکتاب
ص :4
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد للّٰه ربّ العالمین، والصلاة والسلام علی أشرف الأنبیاء والمرسلین وعلی آله الهداة المیامین.
و بعد، لقد أولی المسلمون زیارة النبیّ صلی الله علیه و آله وأهل بیته علیهم السلام عنایة خاصة، حیث کانوا ولا زالوا یقصدونهم بقلوب ملیئة بالمحبة وبعقیدةٍ نابعةٍ عن علمٍ وبصیرةٍ راسخین؛ لکی یتزوّدوا بما تسع أرواحهم من الفیض الإلهی، ویقتبسوا شیئاً من أنوار الهدی المنبعثة من تلک الشخصیات المقدّسة التی أحاطت بها العنایة الربّانیة وحظیت برضا الجلیل والقرب منه تعالی، ویلتمسوا الشفاعة لقضاء حاجاتهم فی الدنیا ویوم لا ینفع مال ولا بنون.
ولقد ذکر علماء الفریقین أنّ قوله تعالی «ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوک فاستغفروا اللّٰه واستغفر لهم الرّسول لوجدوا اللّٰه توّاباً رحیماً» (1) إنّما هو حثّ صریح للمسلمین علی زیارة النبیّ صلی الله علیه و آله للاستغفار فی حضرته واستغفاره لهم، فیعدهم بالتوبة والمغفرة والرحمة بقوله المؤکد باللام: «لوجدوا اللّٰه توّاباً رحیماً» وهو ما یکشف بوضوح عن أنّ الاستغفار فی حضرة النبیّ صلی الله علیه و آله یختلف عنه فی أیّ مکانٍ آخر، وهو ما یعبّر عنه بالشفاعة والتوسّل بالذوات المقدّسة المقرّبة للّٰه عزّ وجلّ.
وقد جاء فی الروایات الواردة عن المعصومین علیهم السلام الکثیر من نصوص الزیارات التی یستحسن زیارة النبیّ وأئمّة أهل البیت علیهم السلام ومخاطبتهم بها لما تحویه من عمق
ص:5
فی المعرفة وسعة فی الفهم ورصانة فی الصیاغة وأصالة فی الشرعیة والاستقامة.
من هذا المنطلق فقد حرصنا فی تألیف هذا الکتاب الذی سمّیناه «مُهج (1)الزیارات» علی اختیار زیارات و روایات معتبرة السند وفق موازین الجرح والتعدیل والاُسس المتّبعة فی علم الرجال والدرایة، أو نصوص حظیت باهتمام العلماء وعنایتهم طیلة القرون السالفة، ووردت فی الکتب المعتبرة.
إنّ منهجنا فی تقویم سند کلّ من الروایات و النصوص التی أوردناها فی هذا الکتاب یتلخّص فیما یلی:
1- أوردنا سند کلّ من الروایات بشکل کامل فی هامش الصفحة التی أوردناها فیها.
2- إذا صرّح أحد من العلماء بقوّة سند روایة أو أظهر توثیقه لها بعبارة «صحیح» أو «حسن» أو «موثّق کالصحیح» أو «حسن کالصحیح» أو «موثّق»، اکتفینا بذکر تصریحه بعد ذکر رجال السند.
3- إذا کان سند الروایة قویّاً ولم نحصل علی تصریح من کبار العلماء بشأنه أتینا بتوثیق أو مدح أیّ من رجاله أثناء ذکر السند باختصار، معتمدین فی ذلک علی کتب الرجال المعتبرة.
4- اخترنا أیضاً بعض الروایات التی حظیت بعنایة العلماء واهتمامهم و أوردناها فی هذا الکتاب، مع غضّ النظر عن أسانیدها.
نسأله تعالی أن یتقبّل منّا هذا العمل المتواضع، ویسدّد خطانا جمیعاً فی ما یحبّ ویرضی، إنّه نِعم الموفِّق والمعین.
ص:6
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ یس ( 1 ) وَ الْقُرْآنِ الْحَکِیمِ ( 2 ) إِنَّکَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ ( 3 ) عَلیٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِیمٍ ( 4 ) تَنْزِیلَ الْعَزِیزِ الرَّحِیمِ ( 5 ) لِتُنْذِرَ قَوْماً مٰا أُنْذِرَ آبٰاؤُهُمْ فَهُمْ غٰافِلُونَ ( 6 ) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلیٰ أَکْثَرِهِمْ فَهُمْ لاٰ یُؤْمِنُونَ ( 7 ) إِنّٰا جَعَلْنٰا فِی أَعْنٰاقِهِمْ أَغْلاٰلاً فَهِیَ إِلَی الْأَذْقٰانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ( 8 ) وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْنٰاهُمْ فَهُمْ لاٰ یُبْصِرُونَ ( 9 ) وَ سَوٰاءٌ عَلَیْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ یُؤْمِنُونَ ( 10 ) إِنَّمٰا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّکْرَ وَ خَشِیَ الرَّحْمٰنَ بِالْغَیْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَ أَجْرٍ کَرِیمٍ ( 11 ) إِنّٰا نَحْنُ نُحْیِ الْمَوْتیٰ وَ نَکْتُبُ مٰا قَدَّمُوا وَ آثٰارَهُمْ وَ کُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْنٰاهُ فِی إِمٰامٍ مُبِینٍ ( 12 ) وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحٰابَ الْقَرْیَةِ إِذْ جٰاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ( 13 ) إِذْ أَرْسَلْنٰا إِلَیْهِمُ اثْنَیْنِ فَکَذَّبُوهُمٰا فَعَزَّزْنٰا بِثٰالِثٍ فَقٰالُوا إِنّٰا إِلَیْکُمْ مُرْسَلُونَ ( 14 ) قٰالُوا مٰا أَنْتُمْ إِلاّٰ بَشَرٌ مِثْلُنٰا وَ مٰا أَنْزَلَ الرَّحْمٰنُ مِنْ شَیْ ءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّٰ تَکْذِبُونَ ( 15 ) قٰالُوا رَبُّنٰا یَعْلَمُ إِنّٰا إِلَیْکُمْ لَمُرْسَلُونَ ( 16 ) وَ مٰا عَلَیْنٰا إِلاَّ الْبَلاٰغُ الْمُبِینُ ( 17 ) قٰالُوا إِنّٰا تَطَیَّرْنٰا بِکُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّکُمْ وَ لَیَمَسَّنَّکُمْ مِنّٰا عَذٰابٌ أَلِیمٌ ( 18 ) قٰالُوا طٰائِرُکُمْ مَعَکُمْ أَ إِنْ ذُکِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ( 19 ) وَ جٰاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِینَةِ رَجُلٌ یَسْعیٰ قٰالَ یٰا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِینَ ( 20 ) اتَّبِعُوا مَنْ لاٰ یَسْئَلُکُمْ أَجْراً وَ هُمْ مُهْتَدُونَ ( 21 ) وَ مٰا لِیَ لاٰ أَعْبُدُ الَّذِی فَطَرَنِی وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ ( 22 ) أَ أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ یُرِدْنِ الرَّحْمٰنُ بِضُرٍّ لاٰ تُغْنِ عَنِّی شَفٰاعَتُهُمْ شَیْئاً وَ لاٰ یُنْقِذُونِ
ص:7
( 23 ) إِنِّی إِذاً لَفِی ضَلاٰلٍ مُبِینٍ ( 24 ) إِنِّی آمَنْتُ بِرَبِّکُمْ فَاسْمَعُونِ ( 25 ) قِیلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قٰالَ یٰا لَیْتَ قَوْمِی یَعْلَمُونَ ( 26 ) بِمٰا غَفَرَ لِی رَبِّی وَ جَعَلَنِی مِنَ الْمُکْرَمِینَ ( 27 ) وَ مٰا أَنْزَلْنٰا عَلیٰ قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمٰاءِ وَ مٰا کُنّٰا مُنْزِلِینَ ( 28 ) إِنْ کٰانَتْ إِلاّٰ صَیْحَةً وٰاحِدَةً فَإِذٰا هُمْ خٰامِدُونَ ( 29 ) یٰا حَسْرَةً عَلَی الْعِبٰادِ مٰا یَأْتِیهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاّٰ کٰانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ ( 30 ) أَ لَمْ یَرَوْا کَمْ أَهْلَکْنٰا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَیْهِمْ لاٰ یَرْجِعُونَ ( 31 ) وَ إِنْ کُلٌّ لَمّٰا جَمِیعٌ لَدَیْنٰا مُحْضَرُونَ ( 32 ) وَ آیَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَیْتَةُ أَحْیَیْنٰاهٰا وَ أَخْرَجْنٰا مِنْهٰا حَبًّا فَمِنْهُ یَأْکُلُونَ ( 33 ) وَ جَعَلْنٰا فِیهٰا جَنّٰاتٍ مِنْ نَخِیلٍ وَ أَعْنٰابٍ وَ فَجَّرْنٰا فِیهٰا مِنَ الْعُیُونِ ( 34 ) لِیَأْکُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَ مٰا عَمِلَتْهُ أَیْدِیهِمْ أَ فَلاٰ یَشْکُرُونَ ( 35 ) سُبْحٰانَ الَّذِی خَلَقَ الْأَزْوٰاجَ کُلَّهٰا مِمّٰا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ مِمّٰا لاٰ یَعْلَمُونَ ( 36 ) وَ آیَةٌ لَهُمُ اللَّیْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهٰارَ فَإِذٰا هُمْ مُظْلِمُونَ ( 37 ) وَ الشَّمْسُ تَجْرِی لِمُسْتَقَرٍّ لَهٰا ذٰلِکَ تَقْدِیرُ الْعَزِیزِ الْعَلِیمِ ( 38 ) وَ الْقَمَرَ قَدَّرْنٰاهُ مَنٰازِلَ حَتّٰی عٰادَ کَالْعُرْجُونِ الْقَدِیمِ ( 39 ) لاَ الشَّمْسُ یَنْبَغِی لَهٰا أَنْ تُدْرِکَ الْقَمَرَ وَ لاَ اللَّیْلُ سٰابِقُ النَّهٰارِ وَ کُلٌّ فِی فَلَکٍ یَسْبَحُونَ ( 40 ) وَ آیَةٌ لَهُمْ أَنّٰا حَمَلْنٰا ذُرِّیَّتَهُمْ فِی الْفُلْکِ الْمَشْحُونِ ( 41 ) وَ خَلَقْنٰا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مٰا یَرْکَبُونَ ( 42 ) وَ إِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاٰ صَرِیخَ لَهُمْ وَ لاٰ هُمْ یُنْقَذُونَ ( 43 ) إِلاّٰ رَحْمَةً مِنّٰا وَ مَتٰاعاً إِلیٰ حِینٍ ( 44 ) وَ إِذٰا قِیلَ لَهُمُ اتَّقُوا مٰا بَیْنَ أَیْدِیکُمْ وَ مٰا خَلْفَکُمْ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ ( 45 ) وَ مٰا تَأْتِیهِمْ مِنْ آیَةٍ مِنْ آیٰاتِ رَبِّهِمْ إِلاّٰ کٰانُوا عَنْهٰا مُعْرِضِینَ ( 46 ) وَ إِذٰا قِیلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمّٰا رَزَقَکُمُ اللّٰهُ قٰالَ الَّذِینَ کَفَرُوا لِلَّذِینَ آمَنُوا أَ نُطْعِمُ مَنْ لَوْ یَشٰاءُ اللّٰهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّٰ فِی ضَلاٰلٍ مُبِینٍ ( 47 ) وَ یَقُولُونَ مَتیٰ هٰذَا
ص:8
الْوَعْدُ إِنْ کُنْتُمْ صٰادِقِینَ ( 48 ) مٰا یَنْظُرُونَ إِلاّٰ صَیْحَةً وٰاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَ هُمْ یَخِصِّمُونَ ( 49 ) فَلاٰ یَسْتَطِیعُونَ تَوْصِیَةً وَ لاٰ إِلیٰ أَهْلِهِمْ یَرْجِعُونَ ( 50 ) وَ نُفِخَ فِی الصُّورِ فَإِذٰا هُمْ مِنَ الْأَجْدٰاثِ إِلیٰ رَبِّهِمْ یَنْسِلُونَ ( 51 ) قٰالُوا یٰا وَیْلَنٰا مَنْ بَعَثَنٰا مِنْ مَرْقَدِنٰا هٰذٰا مٰا وَعَدَ الرَّحْمٰنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ( 52 ) إِنْ کٰانَتْ إِلاّٰ صَیْحَةً وٰاحِدَةً فَإِذٰا هُمْ جَمِیعٌ لَدَیْنٰا مُحْضَرُونَ ( 53 ) فَالْیَوْمَ لاٰ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً وَ لاٰ تُجْزَوْنَ إِلاّٰ مٰا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( 54 ) إِنَّ أَصْحٰابَ الْجَنَّةِ الْیَوْمَ فِی شُغُلٍ فٰاکِهُونَ ( 55 ) هُمْ وَ أَزْوٰاجُهُمْ فِی ظِلاٰلٍ عَلَی الْأَرٰائِکِ مُتَّکِؤُنَ ( 56 ) لَهُمْ فِیهٰا فٰاکِهَةٌ وَ لَهُمْ مٰا یَدَّعُونَ ( 57 ) سَلاٰمٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِیمٍ ( 58 ) وَ امْتٰازُوا الْیَوْمَ أَیُّهَا الْمُجْرِمُونَ ( 59 ) أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَیْکُمْ یٰا بَنِی آدَمَ أَنْ لاٰ تَعْبُدُوا الشَّیْطٰانَ إِنَّهُ لَکُمْ عَدُوٌّ مُبِینٌ ( 60 ) وَ أَنِ اعْبُدُونِی هٰذٰا صِرٰاطٌ مُسْتَقِیمٌ ( 61 ) وَ لَقَدْ أَضَلَّ مِنْکُمْ جِبِلاًّ کَثِیراً أَ فَلَمْ تَکُونُوا تَعْقِلُونَ ( 62 ) هٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِی کُنْتُمْ تُوعَدُونَ ( 63 ) اصْلَوْهَا الْیَوْمَ بِمٰا کُنْتُمْ تَکْفُرُونَ ( 64 ) الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلیٰ أَفْوٰاهِهِمْ وَ تُکَلِّمُنٰا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا کٰانُوا یَکْسِبُونَ ( 65 ) وَ لَوْ نَشٰاءُ لَطَمَسْنٰا عَلیٰ أَعْیُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرٰاطَ فَأَنّٰی یُبْصِرُونَ ( 66 ) وَ لَوْ نَشٰاءُ لَمَسَخْنٰاهُمْ عَلیٰ مَکٰانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطٰاعُوا مُضِیًّا وَ لاٰ یَرْجِعُونَ ( 67 ) وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَکِّسْهُ فِی الْخَلْقِ أَ فَلاٰ یَعْقِلُونَ ( 68 ) وَ مٰا عَلَّمْنٰاهُ الشِّعْرَ وَ مٰا یَنْبَغِی لَهُ إِنْ هُوَ إِلاّٰ ذِکْرٌ وَ قُرْآنٌ مُبِینٌ ( 69 ) لِیُنْذِرَ مَنْ کٰانَ حَیًّا وَ یَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَی الْکٰافِرِینَ ( 70 ) أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنّٰا خَلَقْنٰا لَهُمْ مِمّٰا عَمِلَتْ أَیْدِینٰا أَنْعٰاماً فَهُمْ لَهٰا مٰالِکُونَ ( 71 ) وَ ذَلَّلْنٰاهٰا لَهُمْ فَمِنْهٰا رَکُوبُهُمْ وَ مِنْهٰا یَأْکُلُونَ ( 72 ) وَ لَهُمْ فِیهٰا مَنٰافِعُ وَ مَشٰارِبُ أَ فَلاٰ یَشْکُرُونَ
ص:9
( 73 ) وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللّٰهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ یُنْصَرُونَ ( 74 ) لاٰ یَسْتَطِیعُونَ نَصْرَهُمْ وَ هُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ ( 75 ) فَلاٰ یَحْزُنْکَ قَوْلُهُمْ إِنّٰا نَعْلَمُ مٰا یُسِرُّونَ وَ مٰا یُعْلِنُونَ ( 76 ) أَ وَ لَمْ یَرَ الْإِنْسٰانُ أَنّٰا خَلَقْنٰاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذٰا هُوَ خَصِیمٌ مُبِینٌ ( 77 ) وَ ضَرَبَ لَنٰا مَثَلاً وَ نَسِیَ خَلْقَهُ قٰالَ مَنْ یُحْیِ الْعِظٰامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ ( 78 ) قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَهٰا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِکُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ ( 79 ) الَّذِی جَعَلَ لَکُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نٰاراً فَإِذٰا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ( 80 ) أَ وَ لَیْسَ الَّذِی خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ بِقٰادِرٍ عَلیٰ أَنْ یَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلیٰ وَ هُوَ الْخَلاّٰقُ الْعَلِیمُ ( 81 ) إِنَّمٰا أَمْرُهُ إِذٰا أَرٰادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ ( 82 ) فَسُبْحٰانَ الَّذِی بِیَدِهِ مَلَکُوتُ کُلِّ شَیْ ءٍ وَ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ ( 83 )
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ الرَّحْمٰنُ ( 1 ) عَلَّمَ الْقُرْآنَ ( 2 ) خَلَقَ الْإِنْسٰانَ ( 3 ) عَلَّمَهُ الْبَیٰانَ ( 4 ) الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبٰانٍ ( 5 ) وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ یَسْجُدٰانِ ( 6 ) وَ السَّمٰاءَ رَفَعَهٰا وَ وَضَعَ الْمِیزٰانَ ( 7 ) أَلاّٰ تَطْغَوْا فِی الْمِیزٰانِ ( 8 ) وَ أَقِیمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَ لاٰ تُخْسِرُوا الْمِیزٰانَ ( 9 ) وَ الْأَرْضَ وَضَعَهٰا لِلْأَنٰامِ ( 10 ) فِیهٰا فٰاکِهَةٌ وَ النَّخْلُ ذٰاتُ الْأَکْمٰامِ ( 11 ) وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّیْحٰانُ ( 12 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 13 ) خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ صَلْصٰالٍ کَالْفَخّٰارِ ( 14 ) وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مٰارِجٍ مِنْ نٰارٍ ( 15 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 16 ) رَبُّ الْمَشْرِقَیْنِ وَ رَبُّ الْمَغْرِبَیْنِ ( 17 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 18 ) مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیٰانِ ( 19 ) بَیْنَهُمٰا بَرْزَخٌ لاٰ
ص:10
یَبْغِیٰانِ ( 20 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 21 ) یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجٰانُ ( 22 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 23 ) وَ لَهُ الْجَوٰارِ الْمُنْشَآتُ فِی الْبَحْرِ کَالْأَعْلاٰمِ ( 24 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 25 ) کُلُّ مَنْ عَلَیْهٰا فٰانٍ ( 26 ) وَ یَبْقیٰ وَجْهُ رَبِّکَ ذُو الْجَلاٰلِ وَ الْإِکْرٰامِ ( 27 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 28 ) یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ ( 29 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 30 ) سَنَفْرُغُ لَکُمْ أَیُّهَ الثَّقَلاٰنِ ( 31 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 32 ) یٰا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطٰارِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لاٰ تَنْفُذُونَ إِلاّٰ بِسُلْطٰانٍ ( 33 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 34 ) یُرْسَلُ عَلَیْکُمٰا شُوٰاظٌ مِنْ نٰارٍ وَ نُحٰاسٌ فَلاٰ تَنْتَصِرٰانِ ( 35 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 36 ) فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمٰاءُ فَکٰانَتْ وَرْدَةً کَالدِّهٰانِ ( 37 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 38 ) فَیَوْمَئِذٍ لاٰ یُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لاٰ جَانٌّ ( 39 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 40 ) یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیمٰاهُمْ فَیُؤْخَذُ بِالنَّوٰاصِی وَ الْأَقْدٰامِ ( 41 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 42 ) هٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِی یُکَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ( 43 ) یَطُوفُونَ بَیْنَهٰا وَ بَیْنَ حَمِیمٍ آنٍ ( 44 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 45 ) وَ لِمَنْ خٰافَ مَقٰامَ رَبِّهِ جَنَّتٰانِ ( 46 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 47 ) ذَوٰاتٰا أَفْنٰانٍ ( 48 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 49 ) فِیهِمٰا عَیْنٰانِ تَجْرِیٰانِ ( 50 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 51 ) فِیهِمٰا مِنْ کُلِّ فٰاکِهَةٍ زَوْجٰانِ ( 52 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 53 ) مُتَّکِئِینَ عَلیٰ فُرُشٍ بَطٰائِنُهٰا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَ جَنَی الْجَنَّتَیْنِ دٰانٍ ( 54 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 55 ) فِیهِنَّ قٰاصِرٰاتُ الطَّرْفِ لَمْ یَطْمِثْهُنَّ
ص:11
إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لاٰ جَانٌّ ( 56 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 57 ) کَأَنَّهُنَّ الْیٰاقُوتُ وَ الْمَرْجٰانُ ( 58 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 59 ) هَلْ جَزٰاءُ الْإِحْسٰانِ إِلاَّ الْإِحْسٰانُ ( 60 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 61 ) وَ مِنْ دُونِهِمٰا جَنَّتٰانِ ( 62 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 63 ) مُدْهٰامَّتٰانِ ( 64 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 65 ) فِیهِمٰا عَیْنٰانِ نَضّٰاخَتٰانِ ( 66 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 67 ) فِیهِمٰا فٰاکِهَةٌ وَ نَخْلٌ وَ رُمّٰانٌ ( 68 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 69 ) فِیهِنَّ خَیْرٰاتٌ حِسٰانٌ ( 70 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 71 ) حُورٌ مَقْصُورٰاتٌ فِی الْخِیٰامِ ( 72 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 73 ) لَمْ یَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لاٰ جَانٌّ ( 74 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 75 ) مُتَّکِئِینَ عَلیٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَ عَبْقَرِیٍّ حِسٰانٍ ( 76 ) فَبِأَیِّ آلاٰءِ رَبِّکُمٰا تُکَذِّبٰانِ ( 77 ) تَبٰارَکَ اسْمُ رَبِّکَ ذِی الْجَلاٰلِ وَ الْإِکْرٰامِ ( 78 )
ص:12
مُهج الزیارات:
ص:13
ص:14
رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله : من أحدث بالمدینة حدثاً أو آوی مُحدثاً فعلیه لعنة اللّٰه.
قلت: وما الحدث؟ قال: القتل (1).
بإسناده (2) عن حسّان بن مهران قال: سمعت أبا عبد اللّٰه علیه السلام یقول: قال أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه: مکّة حرم اللّٰه، والمدینة حرم رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله ، والکوفة حرمی لا یریدها جبّار بحادثة إلّاقصمه اللّٰه (3).
بإسناده (4) عن الحسن بن جُهم قال: سألت أبا الحسن علیه السلام : أیّما أفضل، المقام بمکّة أو بالمدینة؟
ص:16
فقال: أیّ شیء تقول أنت ؟ قال: فقلت: وما قولی مع قولک؟
قال: إنّ قولک یردّک إلی قولی.
قال: فقلت له: أمّا أنا فأزعم أنّ المقام بالمدینة أفضل من المقام بمکّة.
قال: فقال أما لئن قلت ذلک، لقد قال أبو عبد اللّٰه علیه السلام ذاک یوم فطر وجاء إلی رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله فسلّم علیه فی المسجد ثمّ قال: قد فضلنا الناس الیوم بسلامنا علی رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله (1).
بإسناده (2) عن علیّ بن مهزیار قال: کتبت إلی أبی جعفر علیه السلام : إنّ الرّوایة قد اختلفت عن آبائک علیهم السلام فی الإتمام والتقصیر فی الحرمین، فمنها: بأن یتمَّ الصلاة ولو صلاة واحدة، ومنها: أن یقصّر ما لم ینو مقام عشرة أیّام، ولم أزل علی الإتمام فیها إلی أن صدرنا فی حجّنا فی عامنا هذا، فإنّ فقهاء أصحابنا أشاروا علیَّ بالتقصیر إذ کنت لا أنوی مقام عشرة أیّام،
ص:17
فصرت إلی التقصیر وقد ضِقت بذلک حتّی أعرف رأیک؟
فکتب إلیّ بخطّه: قد علمت - یرحمک اللّٰه - فضل الصلاة فی الحرمین علی غیرهما، فإنّی احبّ لک إذا دخلتهما أن لاتقصّر، وتُکثر فیهما الصلاة.
فقلت له بعد ذلک بسنتین مشافهة: إنّی کتبت إلیک بکذا، وأجبتنی بکذا.
فقال: نعم.
فقلت: أیّ شیءٍ تعنی بالحرمین؟
فقال: مکّة والمدینة (1).
ص:18
سألته عن الصلاة فی مسجد الرسول صلی الله علیه و آله هی مثل الصلاة بالمدینة؟
قال علیه السلام : لا، لأنّ الصلاة فی مسجد رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله بألف صلاة، والصلاة بالمدینة مثل الصلاة فی سائر الأمصار (1).
بإسناده (2) عن معاویة بن وهب قال: قلت لأبی عبد اللّٰه علیه السلام : هل قال رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله «ما بین بیتی ومنبری روضة من ریاض الجنة»؟
فقال: نعم؛ وقال: بیت علیّ وفاطمة علیهما السلام ما بین البیت الذی فیه النبیّ صلی الله علیه و آله إلی الباب الذی یحاذی الزقاق إلی البقیع. قال: فلو دخلت من ذلک الباب والحائط مکانه أصاب منکبک الأیسر. ثمّ سمّی سائر البیوت، وقال: قال رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله : الصلاة فی مسجدی تعدل ألف صلاه فی غیره إلّاالمسجد الحرام فهو أفضل (3).
ص:20
بإسناده (1) عن معاویة بن وهب قال: قال أبو عبد اللّٰه علیه السلام : صلّوا إلی جانب قبر النبیّ صلی الله علیه و آله وإن کانت صلاة المؤمنین تبلغه أینما کانوا (2).
بإسناده (3) عن معاویة بن عمّار قال: قال أبوعبداللّٰه علیه السلام : إذا فرغت من الدعاء عند قبر النبیّ صلی الله علیه و آله فأت المنبر فامسحه بیدک، وخُذ برمّانتیه - وهما السفلاوان - وامسح عینیک ووجهک به - فإنّه یقال: إنّه شفاء العین - ، وقم عنده فاحمداللّٰه وأثن علیه وسل حاجتک؛ فإنّ رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله قال: ما بین منبری وبیتی روضة من ریاض الجنّة، ومنبری علی ترعة من تُرع الجنّة - والترعة: هی الباب الصغیر - .
ثمّ تأتی مقام النبیّ صلی الله علیه و آله فتصلّی فیه ما بدا لک. فإذا دخلت المسجد فصلّ علی النبیّ، وإذا خرجت فاصنع مثل ذلک، وأکثر من الصلاة فی مسجد الرسول صلی الله علیه و آله (4).
ص:21
بإسناده (1) عن أبی عبداللّٰه علیه السلام قال: إذا دخلت المسجد، فإن استطعت أن تُقیم ثلاثة أیّام: الأربعاء والخمیس والجمعة، فصلّ ما بین القبر والمنبر یوم الأربعاءعند الاُسطوانة الّتی تلی القبر، فتدعو اللّٰه عندها وتسأله کلّ حاجة تریدها فی آخرة أو دنیا، والیوم الثانی عند اسطوانة التوبة، ویوم الجمعة عند مقام النّبیّ صلی الله علیه و آله مقابل الاُسطوانة الکثیرة الخَلوق، فتدعو اللّٰه عندهنّ لکلّ حاجة، وتصوم تلک الثلاثة الأیّام (2).
بإسناده (3) عن معاویة بن عمّار قال: قال أبو عبداللّٰه علیه السلام : صُم الأربعاء والخمیس والجمعة، وصلّ لیلة الأربعاء ویوم الأربعاء عند الاُسطوانة الّتی تلی رأس النبیِّ صلی الله علیه و آله ، ولیلة الخمیس ویوم الخمیس عند اسطوانة أبی لبابة، ولیلة الجمعة ویوم الجمعة عند الاُسطوانة الّتی تلی مقام النبیّ صلی الله علیه و آله ، وادعُ بهذا الدعاء لحاجتک وهو:
ص:22
اللّٰهمَّ إنِّی أسأَلُکَ بِعِزَّتِکَ وقُوَّتِکَ وقُدرَتِکَ وجمیعِ ما أحاطَ بهِ علمُکَ أَنْ تُصلِّیَ عَلیٰ مُحمَّدٍ وآلِ مُحمَّدٍ، وأَنْ تَفعَلَ بِی کذا وکذا (1).
بإسناده (2) عن معاویة بن عمّار قال: قال أبو عبداللّٰه علیه السلام : ائت مقام جبرئیل علیه السلام - وهو تحت المیزاب - فإنّه کان مقامه إذا استأذن علی رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله وقل:
أیْ جَوادُ، أیْ کرِیمُ، أیْ قَرِیبُ، أیْ بَعِیدُ، أسألُکَ أنْ تُصلِّیَ علیٰ مُحمَّدٍ وأهلِ بَیتِه، وأسألُک أن تَرُدَّ علَیَّ نِعمتَک (3)...
ص:23
رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله تعدل حجّة مع رسول اللّٰه مبرورة (1).
بإسناده (2) عن أبی عبداللّٰه علیه السلام قال: إنّ زیارة قبر رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله و زیارة قبور الشهداء و زیارة قبر الحسین علیه السلام تعدل حجّة مع رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله (3).
بإسناده (4) عن عبدالسلام بن صالح الهروی قال: قلت لعلیّ بن موسی الرضا علیه السلام یا بن رسول اللّٰه،ما تقول فی الحدیث الذی یرویه أهل الحدیث
ص:25
أنّ المؤمنین یزورون ربّهم من منازلهم فی الجنّة؟
فقال علیه السلام : یا أبا الصلت، إنّ اللّٰه تبارک و تعالی فضّل نبیّه محمّداً صلی الله علیه و آله و سلم علی جمیع خلقه من النّبیّین والملائکة، وجعل طاعته طاعته ومتابعته متابعته، وزیارته فی الدنیا و الآخرة زیارته، فقال عزّوجلّ: «ومَن یُطِع الرَّسولَ فَقد أطاعَ اللّٰهَ» (1).
وقال: «إنّ الّذینَ یُبایِعُونک إنّما یُبایِعُون اللّٰهَ یَدُ اللّٰهِ فوقَ أیدِیهِم» (2).
وقال النبیّ صلی الله علیه و آله و سلم : «من زارنی فی حیاتی و بعد موتی فقد زار اللّٰه».
درجة النبیّ صلی الله علیه و آله و سلم فی الجنة أرفع الدرجات؛ فمن زاره إلی درجته فی الجنّة من منزله فقد زار اللّٰه تبارک و تعالی (3).
بإسناده (1) عن محمّد بن مسعود قال: رأیت أبا عبداللّٰه علیه السلام انتهی إلی قبر النّبیّ صلی الله علیه و آله فوضع یده علیه وقال علیه السلام :
أَسْأَلُ اللّٰهَ الَّذی اجْتَباکَ وَاخْتارَکَ، وَهَداکَ وَهَدیٰ بِکَ، أَنْ یُصَلِّیَ عَلَیْکَ.
ثمّ قال:
«إِنَّ اللّٰهَ وَمَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یٰا أَیُّها الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِیْماً» (2) . (3)
ص:27
بإسناده (1) عن أبی عبداللّٰه علیه السلام قال: إذا دخلت المدینة فاغتسل قبل أن تدخلها أو حین تدخلها، ثمّ تأتی قبر النبیّ صلی الله علیه و آله ثمّ تقوم فتسلّم علی رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله ، ثمّ تقوم عند الاُسطوانة المقدّمة من جانب القبر الأیمن عند رأس القبر عند زاویة القبر، وأنت مُستقبل القبلة، ومنکبک الأیسر إلی جانب القبر، ومنکبک الأیمن ممّا یلی المنبر فإنّه موضع رأس رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله ، وتقول:
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلٰهَ إِلَّا اللّٰهُ وَحْدَهُ لا شَرِیکَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّکَ رَسُولُ اللّٰهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّکَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللّٰهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّکَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسٰالاتِ رَبِّکَ، وَنَصَحْتَ لِأُمَّتِکَ، وَجٰاهَدْتَ فی سَبِیلِ اللّٰهِ، وَعَبَدْتَ اللّٰهَ مُخْلِصاً حَتّیٰ أَتٰاکَ الیَقِینُ، [وَدَعَوْتَ إِلیٰ سَبِیلِ رَبِّکَ] (2) بِالحِکْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، وَأَدَّیْتَ الَّذِی عَلَیْکَ مِنَ الحَقِّ، وَأَنَّکَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالمُؤْمِنِینَ، وَغَلُظْتَ عَلَی الکافِرِینَ، فَبَلَغَ اللّٰهُ بِکَ أَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ المُکْرَمِینَ، الحَمْدُ للّٰهِ ِ الَّذِی اسْتَنْقَذَنا بِکَ مِنَ الشِّرْکِ وَالضَّلالَةِ.
ص:28
اللّٰهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَواتِکَ وَصَلَواتِ مَلائِکَتِکَ المُقَرَّبِینَ، وَعِبٰادِکَ الصّالِحِینَ، وَأَنْبِیائِکَ المُرْسَلِینَ، وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرَضِینِ، وَمَنْ سَبَّحَ لَکَ یا رَبَّ العالَمِینَ مِنَ الأَوَّلِینَ وَالآخِرِینَ، عَلیٰ مُحَمَّدٍ عَبْدِکَ وَرَسُولِکَ وَنَبِیِّکَ وَأَمِینِکَ وَنَجِیِّکَ وَحَبِیبِکَ وَصَفِیِّکَ وَخاصَّتِکَ وَصَِفْوَتِکَ وَخِیرَتِکَ مِنْ خَلقِکَ.
اللّٰهُمَّ أَعْطِهِ الدَّرَجَةَ وَالوَسِیلَةَ مِنَ الجَنَّةِ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً یَغْبِطُهُ بِهِ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ.
اللّٰهُمَّ إِنَّکَ قُلْتَ: «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤوْکَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّٰهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّٰهَ تَوّاباً رَحِیماً» (1)، وَإِنِّی أَتَیْتُ نَبِیَّکَ مُسْتَغْفِراً تائِباً مِنْ ذُنُوبی، وَإنِّی أَتَوَجَّهُ بِکَ إلَی اللّٰهِ رَبِّی وَرَبِّکَ لِیَغْفِرَ لِی ذُنُوبی.
وإن کانت لک حاجة فاجعل قبر النبیّ صلی الله علیه و آله خلف کتفیک واستقبل القبلة وارفع یدیک واسأل حاجتک، فإنّک أحری أن تُقضی إن شاء اللّٰه (2).
ص:29
بإسناده (1) عن إبراهیم بن أبی البلاد قال: قال لی أبوالحسن علیه السلام کیف تقول فی التسلیم علی النبیّ صلی الله علیه و آله ؟ قلت: الذی نعرفه (2) ورویناه.
قال (3) علیه السلام : أوَلا اعلّمک ما هو أفضل من هذا؟ قلت: نعم جعلت فداک .
فکتب لی - وأنا قاعد - بخطّه وقرأه علیّ:
إذا وقفت علی قبره صلی الله علیه و آله فقل:
أَشْهَدُ أَنْ لا إلٰهَ إلّااللّٰهُ وَحْدَهُ لا شَرِیکَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّکَ رَسُولُ اللّٰهِ (4)، وَأَشْهَدُ أَنَّکَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِاللّٰهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّکَ خاتَمُ النَّبِیِّینَ، وَأَشْهَدُ أَنَّکَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّکَ وَنَصَحْتَ لِأُمَّتِکَ، وَجاهَدْتَ فی سَبِیلِ رَبِّکَ، وَعَبَدْتَهُ حَتّیٰ أتٰاکَ الیَقِینُ، وَأدَّیْتَ الَّذی عَلَیْکَ مِنَ الحَقِّ.
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدٍ عَبْدِکَ ورَسُولِکَ وَنَجِیِّکَ وَأَمِینِکَ وَصَفِیِّکَ وَخِیرَتِکَ مِنْ خَلْقِکَ، أَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلیٰ أَحَدٍ مِنْ أَنْبِیائِکَ وَرُسُلِکَ.
ص:30
اللّٰهُمَّ سَلِّمْ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ کَما سَلَّمْتَ عَلیٰ نُوحٍ فی العالَمِینَ، وَامْنُنْ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ کَما مَنَنْتَ عَلیٰ مُوسیٰ وَهارونَ، وَبارِکْ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ کَما بارَکْتَ عَلیٰ إبْراهِیمَ وَآلِ إبْراهِیمَ، إنَّکَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ.
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَرَحَّمْ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.
اللّٰهُمَّ رَبَّ البَیْتِ الحَرامِ، وَرَبَّ المَسْجِدِ الحَرامِ، وَرَبَّ الرُّکْنِ وَالمَقامِ، وَرَبَّ البَلَدِ الحَرامِ، وَرَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ، وَرَبَّ المَشْعَرِ الحَرامِ، بَلِّغْ رُوحَ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله مِنِّی السَّلامَ (1).
الرضا علیه السلام ، قال: قلت: کیف السّلام علی رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله عند قبره؟ فقال تقول:
السَّلامُ عَلیٰ رَسُولِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ. السَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا مُحَمَّدَ بنَ عَبدِاللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا خِیَرَةَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا حَبِیبَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا صَفْوَةِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا أَمِیْنَ اللّٰهِ، أَشْهَدُ أَنَّکَ رَسُولُ اللّٰهِ، وَأَشْهَدُ أنَّکَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللّٰهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّکَ قَدْ نَصَحْتَ لِأُمَّتِکَ، وَجاهَدْتَ فی سَبِیلِ اللّٰهِ، وَعَبَدْتَهُ حَتّیٰ أَتٰاکَ الیَقِینُ، فَجَزاکَ اللّٰهُ أَفْضَلَ ما جَزیٰ نَبِیّاً عَنْ أُمَّتِهِ .
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (1)، أَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلیٰ إِبْراهِیمَ وَآلِ إِبْراهِیمَ، إِنَّکَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ (2).
له: کیف الصلاة علی رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله و سلم فی دبر المکتوبة، وکیف السلام علیه؟ فقال علیه السلام : تقول: السَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللّٰه وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وبَرَکاتُه، السَّلامُ عَلَیْکَ یا مُحَمَّدَ بنَ عبدِاللّٰه (1)... - إلی آخر ما تقدّم فی الحدیث السابق إلّاأنّ فیه «سبیل ربّک» بدل «سبیل اللّٰه».
بإسناده (2) عن صفوان بن یحیی قال: سألت أبا الحسن علیه السلام عن الممرّ فی مُؤخّر مسجد رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله ولا اسلّم علی النبیّ صلی الله علیه و آله ؟
فقال: لم یکن أبو الحسن علیه السلام یصنع ذلک.
قلت: فیدخل المسجد فیسلّم من بعید لایدنو من القبر؟
فقال: لا. قال: سلّم علیه حین تدخل وحین تخرج، ومن بعید (3).
ص:33
السّلام علیه صلی الله علیه و آله و سلم عند دخول المسجد الحرام
بإسناده (1) عن أبی عبداللّٰه علیه السلام قال: إذا دخلت المسجد الحرام فادخله حافیاًعلی السکینة والوقار والخشوع، وقال: ومن دخله بخشوع غفر اللّٰه له إن شاء اللّٰه.
قلت: ما الخشوع؟
قال: السکینة، لا تدخله بتکبّر، فإذا انتهیت إلی باب المسجد فقم وقُل:
السَّلامُ عَلَیْکَ أَیُّها النَّبِیُّ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ، بِسْمِ اللّٰهِ وَبِاللّٰهِ، وَمِنَ اللّٰهِ، وَما شاءَ اللّٰهُ، وَالسَّلامُ عَلیٰ أَنْبِیاءِ اللّٰهِ وَرُسُلِهِ، وَالسَّلامُ عَلیٰ رَسُولِ اللّٰهِ، وَالسَّلامُ عَلیٰ إبْراهِیمَ، وَالحَمْدُ للّٰهِ ِ رَبِّ العالَمِینَ (2)...
ص:34
بإسناده (1) عن أبی بصیر ،عن أبی عبداللّٰه علیه السلام قال: تقول وأنت علی باب المسجد:
بِسْمِ اللّٰهِ وَبِاللّٰهِ، وَمِنَ اللّٰهِ وإلَی اللّٰه، وَما شاءَ اللّٰهُ، وَعَلیٰ مِلَّةِ رَسُولِ اللّٰهِ، وَخَیرُ الأَسْماءِ للّٰهِ ِ، وَالحَمْدُ للّٰهِ ِ، وَالسَّلامُ عَلیٰ رَسُولِ اللّٰهِ صلی الله علیه و آله ، السَّلامُ عَلیٰ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ أَیُّها النَّبِیُّ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ، السَّلامُ عَلیٰ أَنْبِیاءِاللّٰهِ وَرُسُلِهِ، السَّلامُ عَلیٰ إبْراهِیمَ خَلِیلِ الرَّحْمٰنِ، السَّلامُ عَلیٰ المُرْسَلِینَ، وَالحَمْدُ للّٰهِ ِ رَبِّ العالَمِینَ، السَّلامُ عَلَیْنا وَعَلیٰ عِبادِ اللّٰهِ الصالِحِینَ .
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِکْ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، کَما صَلَّیْتَ وَبارَکْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلیٰ إبْراهِیمَ وَآلِ إبْراهِیمَ، إنَّکَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ.
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدٍ عَبْدِکَ وَرَسُولِکَ، وَعَلیٰ إبْراهِیمَ خَلِیلِکَ، وَعَلیٰ أَنْبِیائِکَ وَرُسُلِکَ، وَسَلِّمْ عَلَیْهِمْ، وَسَلامٌ عَلَی المُرْسَلِینَ، وَالحَمْدُ للّٰهِ ِ رَبِّ العالَمِینَ.
ص:35
اللّٰهُمَّ افْتَحْ لِی أَبْوابَ رَحْمَتِکَ،وَاسْتَعْمِلْنِی فی طاعَتِکَ وَمَرْضاتِکَ، وَاحْفَظْنِی بِحِفْظِ الإیمانِ أَبَداً ما أَبْقَیْتَنی، جَلَّ ثَناءُ وَجْهِکَ.
الحَمْدُ للّٰهِ ِ الَّذی جَعَلَنی مِنْ وَفْدِهِ وَزُوّارِهِ، وَجَعَلَنِی مِمَّنْ یَعْمُرُ مَساجِدَهُ، وَجَعَلَنِی مِمَّنْ یُناجِیهِ.
اللّٰهُمَّ إنِّی عَبْدُکَ وَزائِرُکَ وَفِی بَیْتِکَ، وَعَلیٰ کُلِّ مَأْتِیٍّ حَقٌّ لِمَنْ أَتاهُ وَزارَهُ، وَأَنْتَ خَیْرُ مَأْتِیٍّ وَأَکْرَمُ مَزُورٍ، فَأَسْأَلُکَ یا اللّٰهُ یا رَحْمٰنُ، وَبِأَنَّکَ أَنْتَ اللّٰهُ لا إلٰهَ إلّاأَنْتَ وَحْدَکَ لاشَرِیکَ لَکَ، وَبِأَنَّکَ واحِدٌ أَحَدٌ صَمَدٌ، لَمْ یَلِدْ وَلَمْ یُوْلَدْ، وَلَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً أَحَدٌ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُکَ وَرَسُولُکَ صَلَّی اللّٰهُ عَلَیْهِ وَعَلیٰ أَهْلِ بَیْتِهِ، یا جَوادُ یا ماجِدُ، یا جَبّارُ یا کَرِیمُ، أَسْأَلُکَ أَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَکَ إیّایَ مِنْ زِیارَتِی إیّاکَ أَنْ تُعْطِیَنی فَکاکَ رَقَبَتِی مِنَ النّارِ.
اللّٰهُمَّ فُکَّ رَقَبَتِی مِنَ النّارِ - تقولها ثلاثاً - وَأَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِکَ الحَلالِ الطَّیِّبِ، وَادْرَأْ عَنِّی شَرَّ شَیاطِینِ الجِنِّ وَالإنْسِ، وَشَرَّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ (1).
ص:36
بإسناده (1) عن یونس بن یعقوب قال: سألت أبا عبد اللّٰه علیه السلام عن وداع قبر النبیّ صلی الله علیه و آله ، قال: تقول:
صَلَّی اللّٰهُ عَلَیکَ، السَّلامُ عَلیکَ، لا جَعَلهُ اللّٰهُ آخِرَ تَسلِیمی عَلیکَ (2).
بإسناده (3) عن معاویة بن عمّار قال: قال أبوعبداللّٰه علیه السلام : إذا أردت أن تخرج من المدینة فاغتسل، ثمّ ائت قبر النبیّ صلی الله علیه و آله بعد ما تفرغ من حوائجک، واصنع مثل ما صنعت عند دخولک وقل:
ص:37
اللّٰهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِیارَةِ قَبْرِ نَبِیِّکَ؛ فَإِنْ تَوَفَّیْتَنِی قَبْلَ ذٰلِکَ فَإنِّی أَشْهَدُ فی مَماتِی عَلیٰ ما شَهِدْتُ علَیْهِ فی حَیاتِی أَنْ لا إلٰهَ إلّا أَنْتَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُکَ ورَسُولُکَ (1).
بإسناده (2) عن الحسن بن علی بن فضّال قال: رأیت أبا الحسن علیه السلام وهو یرید أن یودّع للخروج إلی العمرة، فأتی القبر من موضع رأس النبی صلی الله علیه و آله و سلم بعد المغرب، فسلّم علی النبی صلی الله علیه و آله و سلم ولزق بالقبر، ثمّ انصرف حتّی أتی القبر فقام إلی جانبه یصلّی فألزق منکبه الأیسر بالقبر قریباً من الأُسطوانة التی دون الأُسطوانة المخلّقة عند رأس النبیّ صلی الله علیه و آله و سلم وصلّی ستّ رکعات
ص:38
أو ثمان رکعات فی نعلیه ، - قال: وکان مقدار رکوعه وسجوده ثلاث تسبیحات أو أکثر - ، فلمّا فرغ سجد سجدة أطال فیها حتّی بلّ عرقه الحصی.
قال: وذکر بعض أصحابه أنّه ألصق خدّه بأرض المسجد (1).
ص:39
قال الشیخ الطوسی فی تهذیب الأحکام: الذی روی فی فضل زیارتها أکثر من أن تُحصی (1).
ص:41
بإسناده (3) عن عمرو بن هشام، عن بعض أصحابنا، عن أحدهم علیهم السلام قال:
إذا أتیت قبور الأئمّة علیهم السلام بالبقیع فقف عندهم، واجعل القبلة خلفک والقبر بین یدیک ثمّ تقول :
ص:43
السَّلامُ علَیکُم أئِمّةَ الهُدیٰ، السَّلامُ علَیکُمْ أهلَ البِرِّ وَالتَّقویٰ، السَّلامُ علَیکُم [ أیُّها] (1) الحُجَجُ علیٰ أهلِ الدُّنیا .
السَّلامُ علَیکُمْ [ أیُّها] (2) القَوّامونَ فی البَرِیَّةِ بِالقِسطِ، السَّلامُ علَیکُمْ أهلَ الصَّفوَةِ، السَّلامُ علَیکُم یا آلَ رَسولِ اللّٰهِ، السَّلامُ علَیکُم أهلَ النَّجویٰ .
أشهَدُ أنَّکُم قَدْ بَلَّغْتُمْ ونَصَحتُمْ وصَبَرْتُم فی ذاتِ اللّٰهِ، وکُذِّبتُم وَأُسِیءَ إلَیکُمْ فغَفَرْتُمْ.
وأشهَدُ أنَّکُمُ الأئِمَّةُ الرّاشدونَ المَهدِیُّونَ، وأنَّ طاعَتَکم مَفروضَةٌ، وأنَّ قولَکُمُ الصِّدقُ، وأنَّکُم دَعَوتُمْ فَلَمْ تُجابُوا، وأمَرَتْمُ فَلَمْ تُطاعُوا، وأنَّکُمْ دَعائِمُ الدِّینِ، وأرکانُ الأرضِ .
لَمْ تَزالُوا بِعَینِ اللّٰهِ، یَنسَخُکُم فی أصلابِ کُلِّ مُطَهَّرٍ، ویَنقُلُکُم مِنْ أرحامِ المُطَهَّراتِ، لَمْ تُدَنِّسْکُمُ الجاهِلیَّةُ الجَهلاءُ، ولَمْ تَُشْرَکْ فِیکُمْ فِتَنُ الأهواءِ، طِبتُمْ وطابَ مَنبِتُکُمْ .
مَنَّ بِکُم علَینا دَیّانُ الدِّینِ، فجَعَلَکُم فی بُیوتٍ أذِنَ اللّٰهُ أنْ تُرفَعَ ویُذکَرَ فِیها اسمُهُ، وجعلَ صلَواتِنا علَیکُم رحمَةً لَنا وکَفّارَةً لِذُنوبِنا، إذِ اختارَکُمُ اللّٰهُ لَنا، وطَیَّبَ خُلقَنا بِما مَنَّ بِهِ علَینا مِنْ وِلایَتِکُم، وکُنّا
ص:44
عندَهُ مُسَمَّینَ بِعِلمِکُمْ (1)، مُعتَرِفِینَ بِتَصدِیقِنا إیّاکُم، وهذا مَقامُ مَنْ أسرَفَ وأخطَأَ وَاستَکانَ، وأقَرَّ بِما جَنیٰ، ورَجا بِمَقامِهِ الخَلاصَ وأنْ یَستَنقِذَهُ بِکُم مُستَنْقِذُ الهَلکیٰ مِنَ الرَّدیٰ، فکونوا لی شُفَعاءَ، فقَدْ وفَدتُ إلَیکُم إذ رَغِبَ عَنکُم أهلُ الدُّنیا، وَاتَّخَذوا آیاتِ اللّٰهِ هُزُواً، وَاستَکبَروا عَنها.
یا مَنْ هُوَ قائِمٌ لا یَسهُو، ودائِمٌ لا یَلهُو، ومُحیطٌ بِکُلِّ شَیْ ءٍ، ولَکَ المَنُّ بِما وفَّقتَنی وعَرَّفتَنی أئِمَّتِی، وبِما أقَمتَنی علَیهِ، إذ صَدَّ عَنهُ عِبادُکَ، وجَهِلوا مَعرَفَتَهُ، وَاستَخَفُّوا بِحَقِّهِ، ومالوا إلیٰ سِواهُ؛ فَکانَتِ المِنَّةُ مِنکَ علَیَّ مَعَ أقوامٍ خَصَصْتَهُم بِما خَصَصْتَنی بِهِ، فَلَکَ الحَمدُ إذْ کُنتُ عِندَکَ فی مقامی هذا مذکوراً مَکتوباً، فَلا تَحرِمْنی ما رَجَوتُ، وَلا تُخَیِّبْنی فِیما دَعَوتُ فی مَقامی هٰذا بِحُرمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرینَ.
وادع لنفسک بما أحببت (2).
ص:45
بإسناده (1) عن معاویة بن عمّار، قال: قال أبوعبداللّٰه علیه السلام : لاتدَع إتیان المشاهد کلّها: مسجد قُباء - فإنّه المسجد الّذی أُسّس علی التقوی من أوّل یوم (2) - ، ومشربة أُمّ إبراهیم، ومسجد الفضیخ، وقبور الشهداء، ومسجدالأحزاب - وهو مسجد الفتح - ، وبلغنا أنّ النبیّ صلی الله علیه و آله کان إذا أتی قبور الشهداء قال:
السّلامُ علیکُمْ بِما صبَرتُمْ، فنِعمَ عُقبَی الدّارِ .
ولیکن فیما تقول عند مسجد الفتح :
یا صَریخَ المَکروبِینَ، ویا مُجیبَ دَعوَةِ المُضطَرِّینَ، اکشِفْ هَمِّی وَغَمِّی وَکَربی، کما کَشَفْتَ عنْ نَبِیِّکَ صلی الله علیه و آله هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَکَرْبَهُ، وَکَفَیْتَهُ هَولَ عَدُوِّهِ فی هذا المَکانِ (3).
ص:46
بإسناده (1) عن هشام بن سالم، عن أبی عبداللّٰه علیه السلام ، قال: سمعته یقول:
عاشت فاطمة - سلام اللّٰه علیها - بعد رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله و سلم خمسة وسبعین یوماً لم تُرَ کاشرةً ولا ضاحکةً، تأتی قبور الشهداء فی کلّ جمعة مرّتین:
الاثنین والخمیس، فتقول: هاهنا کان رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله و سلم وهاهنا کان المشرکون (2).
بإسناده (3) عن حسّان الجمّال قال: حملت أبا عبد اللّٰه علیه السلام من المدینة إلی مکّة فلمّا انتهینا إلی مسجد الغدیر نظر إلی میسرة المسجد فقال: ذلک موضع قدم رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله حیث قال: من کنت مولاه فعلیّ مولاه.
ثمّ نظر إلی الجانب الآخر فقال: ذلک موضع فسطاط أبی فلان وفلان
ص:47
و سالم مولی أبی حذیفة وأبی عبیدة الجرّاح، فلمّا أن رأوه رافعاً یدیه قال بعضهم لبعض: انظروا إلی عینیه تدور کأنّهما عینا مجنون؛ فنزل جبرئیل علیه السلام بهذه الآیة: «وَإِن یَکادُ الَّذِینَ کَفَروا لَیُزلِقُونَکَ بِأبصارِهِم لَمّا سَمِعُوا الذِّکرَ ویَقُولونَ إنَّه لَمَجنُونٌ* وما هو إلّاذِکرٌ لِلعالَمِین» (1). (2)
من مکّة إلی المدینة وانتهیت إلی ذی الحُلیفة وأنت راجع إلی المدینة من مکة فأت معرَّس النبیّ صلی الله علیه و آله ، فإن کنت فی وقت صلاة مکتوبة أو نافلة فصلّ فیه، وإن کان فی غیر وقت صلاة مکتوبة فانزل فیه قلیلاً؛ فإنّ رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله قد کان یُعرّس فیه ویصلّی (1).
ص:49
ص:50
ص:51
ص:52
أمیرالمؤمنین علیه السلام فی مسجد الکوفة إذ قال: یا أهل الکوفة، لقد حباکم اللّٰه عزّوجلّ بما لم یحبُ به أحداً، من فضل مصلّاکم، بیت آدم وبیت نوح وبیت إدریس ومصلّی إبراهیم الخلیل ومصلّی أخی الخضر - علیهم السّلام - ومصلّای .
وإنّ مسجدکم هذا لأحد الأربعة المساجد الّتی اختارها اللّٰه عزّوجلّ لأهلها... ولیأتینّ علیه زمان یکون مصلّی المهدیّ من ولدی، ومصلّی کلّ مؤمن (1)...
القائم علیه السلام قد ظهر علی نجف الکوفة، فإذا ظهر علی النجف نشر رایة رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله و سلم (1).
القائم علیه السلام علی ظهر النجف، فإذا استوی علی ظهر النجف رکب فرساً أدهم أبلق بین عینیه شمراخ، ثمّ ینتفض به فرسه فلا یبقی أهل بلدة إلّا وهم یظنّون أنّه معهم فی بلادهم، فإذا نشر رایة رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله و سلم انحطّ إلیه ثلاثة عشر ألف ملک وثلاثة عشر ملکاً کلّهم ینتظر القائم علیه السلام (1)
ص:56
بإسناده (1) عن صفوان بن مهران الجمّال، عن الصادق جعفر بن محمّد علیه السلام ، قال: سار علیه السلام - وأنا معه - فی القادسیة حتّی أشرف علی النجف فقال: هو الجبل الّذی اعتصم به ابن جدّی نوح علیه السلام فقال:
«سَآوِی إِلیٰ جَبَلٍ یَعْصِمُنی مِن الماءِ» (2) فأوحی اللّٰه عزّوجلّ إلیه: یا جبل، أیعتصم بک منّی أحد؟! فغار فی الأرض وتقطّع إلی الشام، ثمّ قال علیه السلام : اعدل بنا. قال: فعدلت به، فلم یزل سائراً حتّی أتی الغریّ فوقف علی القبر فساق السلام من آدم علی نبیّ نبیّ علیهم السلام - وأنا أسوق السلام معه - حتّی وصل السلام إلی النبیّ صلی الله علیه و آله ، ثمّ خرّ علی القبر فسلّم علیه وعلا نحیبُه، ثمّ قام فصلّی أربع رکعات - وفی خبر آخر: ستّ رکعات - ، وصلّیت معه، وقلت له: یا بن رسول اللّٰه، ما هذا القبر؟
قال: هذا القبر قبر جدّی علیّ بن أبی طالب علیه السلام (3).
ص:57
بإسناده (1) عن صفوان الجمّال، قال: کنت وعامر بن عبد اللّٰه بن جذاعة الأزدی عند أبی عبد اللّٰه علیه السلام فقال له عامر: إنّ الناس یزعمون أنّ أمیر المؤمنین علیه السلام دُفن بالرَّحبة. فقال: لا.
قال: فأین دُفن؟
قال: إنّه لمّا مات حمله الحسن علیه السلام فأتی به ظهر الکوفة قریباً من النجف، یسرة عن الغریّ یمنة عن الحیرة، فدفن بین ذکوات بیض.
قال: فلمّا کان بعدُ ذهبتُ إلی الموضع فتوهّمت موضعاً منه، ثمّ أتیته فأخبرته، فقال لی: أصبت أصبت - ثلاث مرّات - رحمک اللّٰه (2).
ص:58
بإسناده (1) عن علیّ بن صدقة الرقّی، عن علیّ بن موسی، عن أبیه موسی بن جعفر علیه السلام ، عن أبیه جعفر علیه السلام قال: زار زین العابدین علیّ بن الحسین علیه السلام قبر أمیرالمؤمنین علیّ بن أبی طالب علیه السلام ووقف علی القبر فبکی ثمّ قال:
السَّلامُ علَیکَ یا أمیرَ المؤمنِینَ ورَحمَةُ اللّٰهِ وبَرکاتُهُ، السَّلامُ علَیکَ یا أمینَ اللّٰهِ فی أرضِهِ، وحُجَّتَهُ علیٰ عِبادِهِ. السَّلامُ علَیکَ یا أمیرَالمؤمِنینَ .
أشهَدُ أنَّکَ جاهَدتَ فی اللّٰهِ حَقَّ جِهادِهِ، وعَمِلْتَ بِکِتابِهِ، وَاتَّبَعتَ
ص:59
سُنَنَ نَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله ، حَتّیٰ دَعاکَ اللّٰهُ إلیٰ جِوارِهِ، وقَبَضَکَ إلَیهِ بِاخْتِیارِهِ، وَألزَمَ أعداءَکَ الحُجَّةَ فی قَتلِهِمْ إیّاکَ مَعَ ما لَکَ مِنَ الحُجَجِ البالِغَةِ علیٰ جَمیعِ خَلقِهِ.
اللّٰهُمَّ فَاجْعَلْ نَفسی مُطمَئِنَّةً بِقَدَرِکَ، راضِیَةً بِقَضائِکَ، مُولَعَةً بِذِکرِکَ ودُعائِکَ، مُحِبَّةً لِصَفوَةِ أولِیائِکَ، مَحبوبَةً فی أرضِکَ وسَمائِکَ، صابِرَةً علیٰ نُزولِ بَلائِکَ، شاکِرَةً لِفَواضِلِ نَعمائِکَ، ذاکِرَةً لِسَوابِغِ آلائِکَ، مُشتاقَةً إلیٰ فَرحَةِ لِقائِکَ، مُتَزَوِّدَةً التَّقویٰ لِیَومِ جَزائِکَ، مُستَنَّةً بِسُنَنِ أولِیائِکَ، مُفارِقَةً لِأخلاقِ أعدائِکَ، مَشغولَةً عَنِ الدُّنیا بِحَمدِکَ وَثَنائِکَ .
ثمّ وضع خدّه علی القبر وقال:
اللّٰهُمَّ إنَّ قُلوبَ المُخبِتینَ إلَیکَ والِهَةٌ، وسُبُلَ الرّاغِبینَ إلَیکَ شارِعَةٌ، وأعلامَ القاصِدینَ إلَیکَ واضِحَةٌ، وأفئِدَةَ العارِفینَ مِنکَ فازِعَةٌ، وأصواتَ الدّاعینَ إلَیکَ صاعِدَةٌ، وأبوابَ الإجابَةِ لَهُم مُفَتَّحَةٌ، ودَعوَةَ مَنْ ناجاکَ مُستَجابَةٌ، وتَوبَةَ مَنْ أنابَ إلَیکَ مَقبولَةٌ، وعَبرَةَ مَنْ بَکیٰ مِنْ خَوفِکَ مَرحومَةٌ، وَالإعانَةَ لِمَنِ اسْتَعانَ بِکَ مَوجودَةٌ، وَالإغاثَةَ لِمَنِ اسْتَغاثَ بِکَ مَبذولَةٌ، وعِداتِکَ لِعِبادِکَ مُنجَزَةٌ، وزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَکَ مُقالَةٌ، وأعمالَ العامِلینَ لَدَیکَ مَحفوظَةٌ، وأرزاقَکَ إلَی الخَلائِقِ مِنْ لَدُنْکَ نازِلَةٌ، وعَوائِدَ المَزیدِ لَهُم مُتَواتِرَةٌ،
ص:60
وذُنوبَ المُستَغفِرینَ مَغفورَةٌ، وحَوائِجَ خَلقِکَ عِندَکَ مَقضِیَّةٌ، وجَوائِزَ السّائِلینَ عِندَکَ مَوفورَةٌ، وعَوائِدَ المَزیدِ إلَیهِمْ واصِلَةٌ، ومَوائِدَ المُستَطعِمینَ مُعَدَّةٌ، ومَناهِلَ الظِّماءِ لَدَیکَ مُترَعَةٌ .
اللّٰهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعائی، وَاقْبَلْ ثَنائی، وَأَعطِنی رَجائی، وَاجْمَعْ بَینی وَبَینَ أولِیائی، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وعَلیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ علیهم السلام ؛ إنَّکَ وَلِیُّ نَعمائی، ومُنتَهیٰ رَجائی، وغایَةُ مُنای فی مُنقَلَبی ومَثوایَ .
أنتَ إلهی وسَیِّدی ومَولایَ، اغْفِرْ لی وَلِأولیائِنا، وَکُفَّ عَنّا أعداءَنا، وَاشْغَلْهُمْ عَنْ أذانا، وأظهِرْ کَلِمَةَ الحَقِّ وَاجْعَلْها العُلْیا، وَأدْحِضْ کَلِمَةَ الباطِلِ وَاجْعَلْها السُّفلیٰ، إنَّکَ علیٰ کُلِّ شَیْ ءٍ قَدیرٌ (1).
ص:61
بإسناده (1) عن أبی محمّد الحسن بن علیّ العسکری، عن أبیه صلوات اللّٰه علیهما - وذکر أنّه علیه السلام زار بها فی یوم الغدیر فی السنة الّتی أشخصه المعتصم - : تقف علیه صلوات اللّٰه علیه وتقول .
السَّلامُ عَلیٰ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللّٰهِ خاتَمِ النَّبِیِّینَ، [وَسَیِّدِ المُرْسَلِینَ،] (2)وَصَفْوَةِ رَبِّ العالَمِینَ، أَمِینِ اللّٰهِ عَلیٰ وَحْیِهِ وَعَزائِمِ أَمْرِهِ، الخاتِمِ
ص:62
لِما سَبَقَ، والفاتِحِ لِما اسْتُقْبِلَ، وَالمُهَیْمِنِ عَلَی الرُّسُلِ، وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ وَصَلَواتُهُ وَتَحِیّاتُهُ، السَّلامُ عَلیٰ أَنْبِیاءِ اللّٰهِ وَرُسُلِهِ، وَمَلائِکَتِهِ المُقَرَّبِینَ، وَعِبادِهِ الصّالِحِینَ .
السَّلامُ عَلَیْکَ یا أَمِیرَ المُؤْمِنِینَ، وَسَیِّدَ الوَصِیِّینَ، وَوارِثَ عِلْمِ النَّبِیِّینَ، وَوَلِیَّ رَبِّ العالَمِینَ، وَمَوْلایَ وَمَوْلَی المُؤْمِنِینَ، وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ .
السَّلامُ عَلَیْکَ [یا مَوْلایَ] (1) یا أَمِیرَ المُؤْمِنِینَ، یا أَمِینَ اللّٰهِ فی أَرْضِهِ، وَسَفِیرَهُ فی خَلْقِهِ، وَحُجَّتَهُ البالِغَةَ عَلیٰ عِبادِهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا دِینَ اللّٰهِ القَوِیمَ، وَصِراطَهُ المُسْتَقِیمَ، السَّلامُ عَلَیْکَ أَیُّها النَّبَأُ العَظِیمُ، الَّذِی هُمْ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ، وَعَنْهُ یَسْأَلُونَ (2).
السَّلامُ عَلَیْکَ یا أَمِیرَ المُؤْمِنِینَ، آمَنْتَ بِاللّٰهِ وَهُمْ مُشْرِکُونَ، وَصَدَّقْتَ بِالحَقِّ وَهُمْ مُکَذِّبُونَ، وَجاهَدْتَ وَهُمْ مُحْجِمُونَ، وَعَبَدْتَ اللّٰهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّینَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتّیٰ أَتاکَ الیَقِینُ، أَلا لَعْنَةُ اللّٰهِ عَلَی الظّالِمِینَ .
السَّلامُ عَلَیْکَ یا سَیِّدَ المُسْلِمِینَ، وَیَعْسُوبَ المُؤْمِنِینَ، وَإِمامَ المُتَّقِینَ، وَقائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِینَ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ .
أَشْهَدُ أَنَّکَ أَخُو الرَّسُولِ وَوَصِیُّهُ، وَوارِثُ عِلْمِهِ، وَأَمِینُهُ عَلیٰ
ص:63
شَرْعِهِ، وَخَلِیفَتُهُ فی أُمَّتِهِ، وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ وَصَدَّقَ بِما (1) أَنْزَلَ عَلیٰ نَبِیِّهِ.
وَأَشْهَدُ أَنَّهُ [قَدْ] (2) بَلَّغَ عَنِ اللّٰهِ ما أَنْزَلَهُ (3) فِیکَ، وَصَدَعَ (4) بِأَمْرِهِ، وَأَوْجَبَ عَلیٰ أُمَّتِهِ فَرْضَ [طاعَتِکَ وَ] (5) وِلایَتِکَ، وَعَقَدَ عَلَیْهِمُ البَیْعَةَ لَکَ، وَجَعَلَکَ أَوْلیٰ بِالمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ کَما جَعَلَهُ اللّٰهُ کَذٰلِکَ ، ثُمَّ أَشْهَدَ اللّٰهَ تَعالیٰ عَلَیْهِمْ فَقالَ: أَلَسْتُ (6) قَدْ بَلَّغْتُ؟ فَقالُوا: اللّٰهُمَّ بَلیٰ .
فَقالَ: اللّٰهُمَّ اشْهَدْ وَکَفیٰ بِکَ (7) شَهِیداً وَحاکِماً بَیْنَ العِبادِ؛ فَلَعَنَ اللّٰهُ جاحِدَ وِلایَتِکَ بَعْدَ الإِقْرارِ، وَناکِثَ عَهْدِکَ بَعْدَ المِیثاقِ .
وَأَشْهَدُ أَنَّکَ أَوْفَیْتَ بِعَهْدِ اللّٰهِ تَعالیٰ، وَأَنَّ اللّٰهَ تَعالیٰ مُوْفٍ بِعَهْدِهِ لَکَ «وَمَنْ أَوْفیٰ بِما عاهَدَ عَلَیْهُ اللّٰهَ فسَیُؤْتِیهِ أَجْراً عَظِیماً» (8).
وَأَشْهَدُ أَنَّکَ أَمِیرُ المُؤْمِنِینَ، الحَقُّ الَّذِی نَطَقَ بِوِلایَتِکَ التَّنْزِیلُ، وَأَخَذَ لَکَ العَهْدَ عَلَی الأُمَّةِ بِذٰلِکَ الرَّسُولُ.
ص:64
وَأَشْهَدُ أَنَّکَ وَعَمَّکَ وَأَخاکَ، الَّذِینَ تاجَرْتُمُ اللّٰهَ تَعالیٰ بِنُفُوسِکُمْ، فَأَنْزَلَ اللّٰهُ فِیکُمْ: «إِنَّ اللّٰهَ اشْتَریٰ مِنَ المُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فی سَبِیلِ اللّٰهِ فیَقْتُلُونَ وَیُقتَلُونَ وَعْداً عَلَیْهِ حَقّاً فی التَّوْراةِ وَالإِنْجِیلِ وَالقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفیٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللّٰهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَیْعِکُمُ الَّذِی بایَعْتُمْ بِهِ وَذٰلِکَ هُوَ الفَوْزُ العَظِیمُ * التّائِبُونَ العابِدُونَ الحامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاکِعُونَ السّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَالنّاهُونَ عَنِ المُنْکَرِ وَالحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّٰهِ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِینَ» (1).
أَشْهَدُ یا أَمِیرَ المُؤْمِنِینَ أَنَّ الشّاکَّ فِیکَ ما آمَنَ بِالرَّسُولِ الأَمِینِ، وَأَنَّ العادِلَ بِکَ غَیْرَکَ عادِلٌ عَنِ الدِّینِ القَوِیمِ، الَّذی ارْتَضاهُ لَنا رَبُّ العالَمِینَ فَأَکْمَلَهُ بِوِلایَتِکَ یَوْمَ الغَدِیرِ .
وَأَشْهَدُ أَنَّکَ المَعْنِیُّ بِقَوْلِ العَزِیزِ الرَّحِیمِ: «وَأَنَّ هذا صِراطی مُستَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتِّبِعُوا السُّبُلَ فتَفَرَّقَ بِکُمْ عَنْ سَبِیلِهِ» (2). ضَلَّ وَاللّٰهِ وَأَضَلَّ مَنِ اتَّبَعَ سِواکَ، وَعَنَدَ عَنِ الحَقِّ مَنْ عاداکَ .
اللّٰهُمَّ سَمِعْنا لِأَمْرِکَ وَأَطَعْنا، وَاتَّبَعْنا صِراطَکَ المُسْتَقِیمْ، فَاهْدِنا رَبَّنا وَلا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ الهُدیٰ عَنْ طاعَتِکَ، وَاجْعَلْنا مِنَ الشّاکِرِینَ لِأَنْعُمِکَ .
وَأَشْهَدُ أَنَّکَ لَمْ تَزَلْ لِلْهَویٰ مُخالِفاً، وَلِلتُّقیٰ مُحالِفاً، وَعَلیٰ کَظْمِ
ص:65
الغَیْظِ قادِراً، وَعَنِ النّاسِ عافِیاً ، وَإِذا عُصِیَ اللّٰهُ ساخِطاً، وَإِذا أُطِیعَ اللّٰهُ راضِیاً، وَبِما عَهِدَ اللّٰهُ إِلَیْکَ عامِلاً (1)، راعِیاً ما اسْتُحْفِظْتَ، حافِظاً ما اسْتُوْدِعْتَ، مُبَلِّغاً ما حُمِّلْتَ، مُنْتَظِراً ما وُعِدْتَ.
وَأَشْهَدُ أَنَّکَ ما اتَّقَیْتَ ضارِِعاً (2)، وَلا أَمْسَکْتَ عَنْ حَقِّکَ جازِعاً، وَلا أَحْجَمْتَ عَنْ مُجاهَدَةِ عاصِیکَ ناکِلاً، وَلا أَظْهَرْتَ الرِّضا بِخِلافِ ما یَرْضَی اللّٰهُ مُداهِناً، وَلا وَهَنْتَ لِما أَصابَکَ فی سَبِیلِ اللّٰهِ، وَلا ضَعُفْتَ وَلا اسْتَکَنْتَ عَنْ طَلَبِ حَقِّکَ مُراقِباً؛ مَعاذَ اللّٰهِ أَنْ تَکُونَ کَذلِکَ، بَلْ إِذْ ظُلِمْتَ فَاحْتَسَبْتَ رَبَّکَ، وَفَوَّضْتَ إِلَیْهِ أَمْرَکَ، وَذَکَّرْتَ فَما اذَّکَّرُوا، وَوَعَظْتَ فَما اتَّعَظُوا، وَخَوَّفْتَهُمُ (3) اللّٰهَ فَلَمْ یَخافُوا.
وَأَشْهَدُ أَنَّکَ یا أَمِیرَ المُؤْمِنِینَ جاهَدْتَ فی اللّٰهِ حَقَّ جِهادِهِ، حَتّیٰ دَعاکَ اللّٰهُ إِلیٰ جِوارِهِ، وَقَبَضَکَ إِلَیْهِ بِاخْتِیارِهِ، وَأَلْزَمَ أَعْداءَکَ الحُجَّةَ بِقَتْلِهِمْ إِیّاکَ، لِتَکُونَ لَکَ الحُجَّةُ عَلَیْهِمْ، مَعَ ما لَکَ مِنَ الحُجَجِ البالِغَةِ عَلیٰ جَمِیعِ خَلْقِهِ .
السَّلامُ عَلَیْکَ یا أَمِیرَ المُؤْمِنِینَ، عَبَدْتَ اللّٰهَ مُخْلِصاً، وَجاهَدْتَ فی اللّٰهِ صابِراً، وَجُدْتَ بِنَفْسِکَ صابِراً مُحْتَسِباً، وَعَمِلْتَ بِکِتابِهِ، وَاتَّبَعْتَ
ص:66
سُنَّةَ نَبِیِّهِ، وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَیْتَ عَنِ المُنْکَرِ ما اسْتَطَعْتَ، مُبْتَغِیاً مَرْضاةَ ما عِنْدَ اللّٰهِ، راغِباً فِیما وَعَدَ اللّٰهُ، لا تَحْفِلُ بِالنَّوائِبِ، وَلا تَهِنُ عِنْدَ الشَّدائِدِ، وَلا تُحْجِمُ عَنْ مُحارِبٍ؛ أَفَکَ مَنْ نَسَبَ غَیْرَ ذٰلِکَ إِلَیْکَ، وَافْتَریٰ باطِلاً عَلَیْکَ، وَأَوْلیٰ لِمَنْ عَنَدَ عَنْکَ، لَقَدَ جاهَدْتَ فی اللّٰهِ حَقَّ الجِهادِ، وَصَبَرْتَ عَلَی الأَذیٰ صَبْرَ احْتِسابٍ، وَأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ وَصَلّیٰ لَهُ وَجاهَدَ وَأَبْدیٰ صَفْحَتَهُ (1) فی دارِ الشِّرْکِ، وَالأَرْضُ مَشْحُونَةٌ ضَلالَةً، وَالشَّیْطانُ یُعْبَدُ جَهْرَةً، وَأَنْتَ القائِلُ: «لاتَزِیدُنی کَثْرَةُ النّاسِ حَوْلی عِزَّةً، وَلا تَفَرُّقُهُمْ عَنِّی وَحْشَةً، وَلَوْ أَسْلَمَنِی النّاسُ جَمِیعاً لَمْ أَکُنْ مُتَضَرِّعاً» (2).
اعْتَصَمْتَ بِاللّٰهِ فَعَززْتَ، وَآثَرْتَ الآخِرَةَ عَلَی الأُولیٰ فَزَهِدْتَ، وَأَیَّدَکَ اللّٰهُ وَهَداکَ، وَأَخْلَصَکَ وَاجْتَباکَ، فَما تَناقَضَتْ أَفْعالُکَ، وَلا اخْتَلَفَتْ أَقْوالُکَ، وَلا تَقَلَّبَتْ أَحْوالُکَ، وَلا ادَّعَیْتَ وَلا افْتَرَیْتَ عَلَی اللّٰهِ کَذِباً، وَلا شَرِهْتَ إِلَی الحُطامِ، وَلا دَنَّسَکَ الآثامُ، وَلَمْ تَزَلْ عَلیٰ بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّکَ وَیَقینٍ مِنْ أَمْرِکَ، تَهْدِی إِلَی الحَقِّ وَإِلیٰ صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ.
أَشْهَدُ شَهادَةَ حَقٍّ وَأُقْسِمُ بِاللّٰهِ قَسَمَ صِدْقٍ أَنَّ مُحَمَّداً وَآلَهُ صَلَواتُ اللّٰهِ عَلَیْهِمْ سادَةُ الخَلْقِ، وَأَنَّکَ مَوْلایَ وَمَوْلَی المُؤْمِنِینَ،
ص:67
وَأَنَّکَ عَبْدُ اللّٰهِ وَوَلِیُّهُ، وَأَخُو الرَّسُولِ ووَصِیُّهُ وَوارِثُهُ، وَأَنَّهُ القائِلُ لَکَ:
«وَالَّذی بَعَثَنی بِالحَقِّ ما آمَنَ بِی مَنْ کَفَرَ بِکَ، وَلا أَقَرَّ بِاللّٰهِ مَنْ جَحَدَکَ، وَقَدْ ضَلَّ مَنْ صَدَّ عَنْکَ، وَلَمْ یَهْتَدِ إِلَی اللّٰهِ تَعالیٰ وَإِلَیَّ مَنْ لَمْ یَهْتَدِ بِکَ، وَهُوَ قَوْلُ رَبِّی عَزَّ وَجَلَّ: «وَإِنِّی لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدیٰ» (1) إِلیٰ وِلایَتِکَ (2).
یا مَوْلایَ، فَضْلُکَ لایَخْفیٰ، وَنُورُکَ لایُطْفَأُ، وَإِنَّ مَنْ جَحَدَکَ الظَّلُومُ الأَشْقیٰ.
مَوْلایَ، أَنْتَ الحُجَّةُ عَلی العِبادِ، وَالهادی إِلَی الرَّشادِ، وَالعُدَّةُ للمَعادِ.
مَوْلایَ، لَقَدْ رَفَعَ اللّٰهُ فی الأُولیٰ مَنْزِلَتَکَ، وَأَعْلیٰ فی الآخِرَةِ دَرَجَتَکَ، وَبَصَّرَکَ ما عَمِیَ عَلیٰ مَنْ خالَفَکَ وَحالَ بَیْنَکَ وَبَیْنَ مَواهِبِ اللّٰهِ لَکَ؛ فَلَعَنَ اللّٰهُ مُسْتَحِلِّی الحُرْمَةِ مِنْکَ وَذائِدِی الحَقِّ عَنْکَ، أَشْهَدُ أَنَّهُمْ «الأَخْسَرُونَ الَّذِینَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النّارُ وَهُمْ فِیها کٰالِحُونَ» (3).
وَأَشْهَدُ أَنَّکَ ما أَقْدَمْتَ وَلا أَحْجَمْتَ وَلا نَطَقْتَ وَلا أَمْسَکْتَ
ص:68
إِلّا بِأَمْرٍ مِنَ اللّٰهِ وَرَسُولِهِ، قُلْتَ: «وَالَّذِی نَفْسی بِیَدِهِ لَنَظَرَ إِلَیَّ رَسُولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و آله أَضْرِبُ قُدّامَهُ بِسَیْفی فَقالَ: یا عَلِیُّ، أَنْتَ مِنّی (1) بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسیٰ إِلّا أَنَّهُ لا نَبِیَّ بَعْدِی، وَأُعْلِمُکَ أَنَّ مَوْتَکَ وَحَیاتَکَ مَعِی وَعَلیٰ سُنَّتِی، فَوَاللّٰهِ ما کَذَبْتُ وَلا کُذِبْتُ، وَلا ضَلَلْتُ وَلا ضُلَّ (2) بی، وَلا نَسِیتُ ما عَهِدَ إِلَیَّ [رَبِّی] (3)، وَإِنِّی لَعَلیٰ بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّی بَیَّنَها لِنَبِیِّهِ، وَبَیَّنَها النَّبِیُّ لی، وَإِنِّی لَعَلَی الطَّرِیقِ الواضِحِ، أَلْفِظُهُ لَفْظاً» (4). صَدَقْتَ وَاللّٰهِ وَقُلْتَ الحَقَّ، فَلَعَنَ اللّٰهُ مَنْ ساواکَ بِمَنْ ناواکَ، وَاللّٰهُ جَلَّ ذِکْرُهُ یَقُولُ: «هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ» (5). وَلَعَنَ اللّٰهُ مَنْ عَدَلَ بِکَ مَنْ فَرَضَ اللّٰهُ عَلَیْهِ وِلایَتَکَ، وَأَنْتَ وَلِیُّ اللّٰهِ وَأَخُو رَسُولِهِ، وَالذّابُّ عَنْ دِینِهِ، وَالَّذی نَطَقَ القُرْآنُ بِتَفْضِیلِهِ، قالَ اللّٰهُ تَعالیٰ: «وَفَضَّلَ اللّٰهُ المُجاهِدِینَ عَلَی القاعِدِینَ أَجْراً عَظِیماً * دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَکانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِیماً» (6).
ص:69
وَقالَ اللّٰهُ تَعالیٰ: «أَجَعَلْتُمْ سِقایَةَ الحاجِّ وَعِمارَةَ المَسْجِدِ الحَرامِ کَمَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ وَالیَوْمِ الآخِرِ وَجاهَدَ فی سَبِیلِ اللّٰهِ لا یَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّٰهِ وَاللّٰهُ لا یَهْدِی القَوْمَ الظّالِمِینَ * الَّذِینَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فی سَبِیلَ اللّٰهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللّٰهِ وَأُولٰئِکَ هُمُ الفائِزُونَ * یُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنّاتٍ لَهُمْ فِیها نَعِیمٌ مُقِیمٌ * خالِدِینَ فِیها أَبَداً إِنَّ اللّٰهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِیمٌ» (1).
أَشْهَدُ أَنَّکَ المَخْصُوصُ بِمِدْحَةِ اللّٰهِ، المُخْلِصُ لِطاعَةِ اللّٰهِ، لَمْ تَبْغِ بِالهُدیٰ بَدَلاً، وَلَمْ تُشْرِکْ بِعِبادَةِ رَبِّکَ أَحَداً، وَأَنَّ اللّٰهَ تَعالی اسْتَجابَ لِنَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله فِیکَ دَعْوَتَهُ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِإِظْهارِ ما أَوْلاکَ لِأُمَّتِهِ، إِعْلاءً لِشَأْنِکَ، وَإِعْلاناً لِبُرْهانِکَ، وَدَحْضاً لِلأَباطِیلِ، وَقَطْعاً للمَعاذِیرِ؛ فَلمّا أَشْفَقَ مِنْ فِتْنَةِ الفاسِقِینَ وَاتَّقیٰ فِیکَ المُنافِقِینَ، أَوْحیٰ إِلَیْهِ رَبُّ العالَمِینَ:
«یا أَیُّها الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللّٰهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النّاسِ» (2).
فَوَضَعَ عَلیٰ نَفْسِهِ أَوْزارَ المَسِیرِ، وَنَهَضَ فی رَمْضاءِ الهَجِیرِ، فَخَطَبَ فَأَسْمَعَ، وَنادیٰ فَأَبْلَغَ، ثُمَّ سَأَلَهُمْ أَجْمَعَ فَقالَ: هَلْ (3) بَلَّغْتُ؟
ص:70
فَقالُوا: بَلیٰ. فَقالَ: اللّٰهُمَّ اشْهَدْ، ثُمَّ قالَ: أَلَسْتُ أَوْلیٰ بِالمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ فَقالُوا: بَلیٰ. فَأَخَذَ بِیَدِکَ وَقالَ: مَنْ کُنْتُ مَوْلاهُ فَهٰذا عَلِیٌّ مَوْلاهُ، اللّٰهُمَّ والِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ (1).
فَما آمَنَ بِما أَنْزَلَ اللّٰهُ فِیکَ عَلیٰ نَبِیِّهِ إِلّا قَلِیلٌ، وَلا زادَ أَکْثَرَهُمْ إِلّا تَخْسِیراً، وَلَقَدْ أَنْزَلَ اللّٰهُ تَعالیٰ فِیکَ مِنْ قَبْلُ وَهُمْ کارِهُونَ : «یا أَیُّها الَّذِینَ آمَنُوا مَنْ یَرْتَدَّ مِنْکُمْ عَنْ دِینِهِ فَسَوْفَ یَأْتِی اللّٰهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَیُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَی المُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الکافِرِینَ یُجاهِدُونَ فی سَبِیلِ اللّٰهِ وَلا یَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذٰلِکَ فَضْلُ اللّٰهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَاللّٰهُ واسِعٌ عَلِیمٌ * إِنَّما وَلِیُّکُمُ اللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلٰوةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکٰوةَ وَهُمْ راکِعُونَ * وَمَنْ یَتَوَلَّ اللّٰهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِینَ آمَنُوا فَإنَّ حِزْبَ اللّٰهِ هُمُ الغالِبُونَ» (2)، «رَبَّنا آمَنّا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنا الرَّسُولَ فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِینَ» (3)، «رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً إِنَّکَ أَنْتَ الوَهّابُ» (4).
ص:71
اللّٰهُمَّ إِنّٰا نَعْلَمُ أَنَّ هٰذا هُوَ الحَقُّ مِنْ عِنْدِکَ، فَالْعَنْ مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ وَاسْتَکْبَرَ، وَکَذَّبَ بِهِ وَکَفَرَ، «وَسَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ» (1).
السَّلامُ عَلَیْکَ یا أَمِیرَ المُؤْمِنِینَ، وَسَیِّدَ الوَصِیِّینَ، وَأَوَّلَ العابِدِینَ، وَأَزْهَدَ الزّاهِدِینَ، وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ وَصَلَواتُهُ وَتَحِیّاتُهُ؛ أَنْتَ مُطْعِمُ الطَّعام عَلیٰ حُبِّهِ مِسْکِیناً وَیَتِیماً وَأَسِیراً لِوَجْهِ اللّٰهِ لاتُرِیدُ مِنْهُمْ (2) جَزاءً وَلا شُکُوراً (3).
وَفِیکَ أَنْزَلَ اللّٰهُ تَعالیٰ: «وَیُؤْثِرُونَ عَلیٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ کانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ یُوْقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِکَ هُمُ المُفْلِحُونَ» (4).
وَأَنْتَ الکاظِمُ للغَیْظِ وَالعافی عَنِ النّاسِ وَاللّٰهُ یُحِبُّ المُحْسِنِینَ (5)، وَأَنْتَ الصّابِرُ فی البَأْساءِ وَالضَّرّاءِ وَحِینَ البَأْسِ (6).
ص:72
وَأَنْتَ القاسِمُ بِالسَّوِیَّةِ، وَالعادِلُ فی الرَّعِیَّةِ، وَالعالِمُ بِحُدُودِ اللّٰهِ مِنْ جَمِیعِ البَرِیَّةِ، وَاللّٰهُ تَعالیٰ أَخْبَرَ عَمّا أَوْلاکَ مِنْ فَضْلِهِ بِقَوْلِهِ:
«أَفَمَنْ کانَ مُؤْمِناً کَمَنْ کانَ فاسِقاً لا یَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلوا الصّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنّاتُ المَأْویٰ نُزُلاً بِما کانُوا یَعْمَلُونَ» (1).
وَأَنْتَ المَخْصُوصُ بِعِلْمِ التَّنْزِیلِ، وَحُکْمِ التَّأْوِیلِ، وَنَصْرِ الرَّسُولِ؛ فَلَکَ المَواقِفُ المَشْهُودَةُ، وَالمَقاماتُ المَشْهُورَةُ، وَالأَیّامُ المَذْکُورَةُ، یَوْمَ بَدْرٍ وَیَوْمَ الأَحْزابِ «إِذْ زاغَتِ الأَبْصارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللّٰهِ الظُّنُونا * هُنالِکَ ابْتُلِیَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِیداً * وَإِذْ یَقُولُ المُنافِقُونَ وَالَّذِینَ فی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنا اللّٰهُ وَرَسُولُهُ إِلّا غُرُوراً * وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ یا أَهْلَ یَثْرِبَ لا مُقامَ لَکُمْ فَارْجِعُوا وَیَسْتَأْذِنُ فَرِیقٌ مِنْهُمُ النَّبِیَّ یَقُولُونَ إِنَّ بُیُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِیَ بِعَوْرَةٍ إِنْ یُرِیدُونَ إِلّا فِراراً» (2)، وَقالَ تَعالی: «وَلَمّا رَأَی المُؤْمِنُونَ الأَحْزابَ قالُوا هٰذا ما وَعَدَنا اللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلّا إِیماناً وَتَسْلِیماً» (3) فَقَتَلْتَ عَمْرَهُمْ، وَهَزَمْتَ جَمْعَهُمْ، «وَرَدَّ اللّٰهُ الَّذِینَ کَفَرُوا بِغَیْظِهِمْ لَمْ یَنالُوا خَیْراً وَکَفَی اللّٰهُ المُؤْمِنِینَ القِتالَ» (4) بِکَ «وَکانَ اللّٰهُ قَوِیّاً عَزِیزاً» (5).
وَیَوْمَ أُحُدٍ «إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلیٰ أَحَدٍ وَالرَّسُولُ یَدْعُوکُمْ
ص:73
فی أُخْراکُمْ» (1) وَأَنْتَ تَذُودُ بِهِمُ المُشْرِکِینَ عَنِ النَّبِیِّ ذاتَ الیَمِینِ وَذاتَ الشِّمالِ حَتّیٰ صَرَفَهُمُ [ اللّٰهُ] (2) عَنْکُما خائِفِینَ، وَنَصَرَ بِکَ الخاذِلِینَ.
وَیَوْمَ حُنَیْنٍ عَلیٰ ما نَطَقَ بِهِ التَّنْزِیلُ: «إِذْ أَعْجَبَتْکُمْ کَثْرَتُکُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْکُمْ شَیْئاً وَضاقَتْ عَلَیْکُمُ الأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّیْتُمْ مُدْبِرِینَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللّٰهُ سَکِینَتَهُ عَلیٰ رَسُولِهِ وَعَلَی المُؤْمِنِینَ» (3)، وَالمُؤْمِنُونَ أَنْتَ وَمَنْ یَلِیکَ، وَعَمُّکَ العَبّاسُ یُنادی المُنْهَزِمِینَ: یا أَصْحابَ سُورَةِ البَقَرَةِ، یا أَهْلَ بَیْعَةِ الشَّجَرَةِ، حَتّی اسْتَجابَ لَهُ قَوْمٌ قَدْ کَفَیْتَهُمُ المَؤونَةَ، وَتَکَفَّلْتَ دُونَهُمْ بِالمَعُونَةِ، فَعادُوا یائِسِینَ مِنَ المَثُوبَةِ، راجِینَ وَعْدَ اللّٰهِ تَعالیٰ بِالتَّوْبَةِ، وَذلِکَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِکْرُهُ: «ثُمَّ یَتُوبُ اللّٰهُ مِنْ بَعْدِ ذٰلِکَ عَلیٰ مَنْ یَشاءُ» (4) وَأَنْتَ حائِزٌ دَرَجَةَ الصَّبْرِ، فائِزٌ بِعَظِیمِ الأَجْرِ.
وَیَوْمَ خَیْبَرَ، إِذْ أَظْهَرَ اللّٰهُ خَوَرَ المُنافِقِینَ، وَقَطَعَ دابِرَ الکافِرِینَ، وَالحَمْدُ للّٰهِ ِ رَبِّ العالَمِینَ «وَلقَدْ کانُوا عاهَدُوا اللّٰهَ مِنْ قَبْلُ لا یُوَلُّونَ الأَدْبارَ وَکانَ عَهْدُ اللّٰهِ مَسْؤُولاً» (5).
ص:74
مَوْلایَ، أَنْتَ الحُجَّةُ البالِغَةُ، وَالمَحَجَّةُ الواضِحَةُ، وَالنِّعْمَةُ السّابِغَةُ، وَالبُرْهانُ المُنِیرُ؛ فَهَنِیئاً لَکَ ما آتاکَ اللّٰهُ مِنْ فَضْلٍ، وَتَبّاً لِشانِئِکَ ذی الجَهْلِ.
شَهِدْتَ مَعَ النَّبِیِّ صَلَّی اللّٰهُ عَلَیْهِ وَآلٰهِ جَمِیعَ حُرُوبِهِ وَمَغازِیهِ، تَحْمِلُ الرّایَةَ أَمامَهُ، وَتَضْرِبُ بِالسَّیْفِ قُدّامَهُ؛ ثُمَّ لِحَزْمِکَ المَشْهُورِ، وَبَصِیرَتِکَ بِمَآیِلِ الأُمُورِ، أَمَّرَکَ فی المَواطِنِ وَلَمْ یَکُ عَلَیْکَ أَمِیرٌ، وَکَمْ مِنْ أَمْرٍ صَدَّکَ عَنْ إِمْضاءِ عَزْمِکَ فِیهِ التُّقیٰ، وَاتَّبَعَ غَیْرُکَ فی نَیْلِهِ الهَویٰ، فَظَنَّ الجاهِلُونَ أَنَّکَ عَجَزْتَ عَمّا إِلیْهِ انْتَهیٰ؛ ضَلَّ وَاللّٰهِ الظّانُّ لِذٰلِکَ (1) وَما اهْتَدیٰ، [وَ] (2) لَقَدْ أَوْضَحْتَ ما أَشْکَلَ مِنْ ذٰلِکَ لِمَنْ تَوَهَّمَ وَامْتَریٰ بِقَوْلِکَ صَلَّی اللّٰهُ عَلَیْکَ : «قَدْ یَریٰ الحُوَّلُ القُلَّبُ وَجْهَ الحِیلَةِ وَدُونَها حاجِزٌ مِنْ تَقْوَی اللّٰهِ، فَیَدَعُها رَأْیَ عَیْنٍ، وَیَنْتَهِزُ فُرْصَتَها مَنْ لا حَرِیجَةَ (3) لَهُ فی الدِّینِ» (4). صَدَقْتَ وَخَسِرَ المُبْطِلُونَ .
ص:75
وَإِذْ ماکَرَکَ الناکِثانِ فَقالا: نُرِیدُ العُمْرَةَ، فَقُلْتَ لَهُما: لَعَمْرِی لَما تُرِیدانِ العُمْرَةَ، لٰکِنْ [تُرِیدانِ] (1) الغَدْرَةَ» (2)، فَأَخَذْتَ البَیْعَةَ عَلَیْهِما وَجَدَّدْتَ المِیثاقَ، فَجَدّا فی النِّفاقِ، فَلَمّا نَبَّهْتَهُما عَلیٰ فِعْلِهِما أَغْفَلا وَعادا وَما انْتَفَعا، وَکانَ عاقِبَةُ أَمْرِهِما خُسْراً .
ثُمَّ تَلاهُما أَهْلُ الشّامِ، فَسِرتَ إِلَیْهِمْ بَعْدَ الإِعْذارِ، وَهُمْ لا یَدِینُونَ دِینَ الحَقِّ وَلا یَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ، هَمَجٌ رَعاعٌ ضالُّونَ، وَبِالَّذی أُنْزِلَ عَلیٰ مُحَمَّدٍ فِیکَ کافِرُونَ، وَلِأَهْلِ الخِلافِ عَلَیْکَ ناصِرُونَ، وَقَدْ أَمَرَ اللّٰهُ تَعالیٰ بِاتِّباعِکَ، وَنَدَبَ إِلیٰ نَصْرِکَ، قالَ اللّٰهُ تَعالیٰ: «یا أَیُّها الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّٰهَ وَکُونُوا مَعَ الصّادِقِینَ» (3).
مَوْلایَ، بِکَ ظَهَرَ الحَقُّ وَقَدْ نَبَذَهُ الخَلْقُ ، وَأَوْضَحْتَ السُّنَنَ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَالطَّمْسِ، وَلَکَ سابِقَةُ الجِهادِ عَلیٰ تَصْدِیقِ التَّنْزِیلِ، وَلَکَ فَضِیلَةُ الجِهادِ عَلیٰ تَحْقِیقِ التّأْوِیلِ، وَعَدُوُّکَ عَدُوُّ اللّٰهِ، جاحِدٌ لِرَسُولِ اللّٰهِ، یَدَّعِی باطِلاً، وَیَحْکُمُ جائِراً (4)، وَیَتَأَمَّرُ غاصِباً، وَیَدْعُو حِزْبَهُ إِلَی النّارِ، وَعَمّارٌ یُجاهِدُ وَیُنادی بَیْنَ الصَّفَّیْنِ: الرَّواح الرَّواح إِلَی الجَنَّةِ.
ص:76
وَلَمّا اسْتَسْقیٰ فَسُقِیَ اللَّبَنَ کَبَّرَ وَقالَ: قالَ لی رَسُولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و آله :
«آخِرُ شَرابِکَ مِنَ الدُّنْیا ضَیاحٌ مِنْ لَبَنٍ، وَتَقْتُلُکَ الفِئَةُ الباغِیَةُ» (1) ، فَاعْتَرَضَهُ أَبُو العادِیةِ الفزاری فَقَتَلَهُ .
فَعَلیٰ أَبی العادِیَةِ لَعْنَةُ اللّٰهِ وَلَعْنَةُ مَلائِکَتِهِ وَرُسُلِهِ أَجْمَعِین، وَعَلیٰ مَنْ سَلَّ سَیْفَهُ عَلَیْکَ وَسَلَلْتَ عَلَیْهِ سَیْفَکَ - یا أَمِیرَ المُؤْمِنِینَ - مِنَ المُشْرِکِینَ وَالمُنافِقِینَ، إِلیٰ یَوْمِ الدِّینِ، وَعَلیٰ مَنْ رَضِیَ بِما ساءَکَ وَلَمْ یَکْرَهْهُ، وَأَغْمَضَ عَیْنَهُ وَلَمْ یُنْکِرْهُ، أَوْ (2) أَعانَ عَلَیْکَ بِیَدٍ أَوْ لِسانٍ، أَوْ قَعَدَ عَنْ نَصْرِکَ، أَوْ خَذَلَ عَنِ الجِهادِ مَعَکَ، أَوْ غَمَطَ فَضْلَکَ أَوْ جَحَدَ حَقَّکَ، أَوْ عَدَلَ بِکَ مَنْ جَعَلَکَ اللّٰهُ أَوْلیٰ بِهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَصَلَواتُ اللّٰهِ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ وَسَلامُهُ وَتَحِیّاتُهُ، وَعَلَی الأَئِمَّةِ مِنْ آلِکَ الطّاهِرِینَ، إِنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ .
وَالأَمْرُ الأَعْجَبُ وَالخَطْبُ الأَفْظَعُ بَعْدَ جَحْدِکَ فَضْلَکَ، غَصْبُ الصِّدِّیقَةِ الزَّهْراءِ سَیِّدَةِ النِّساءِ فَدَکَ، وَرَدُّ شَهادَتِکَ وَشَهادَةِ السَّیِّدَیْنِ سُلالَتِکَ وَعِتْرَةِ أَخِیکَ المُصْطَفیٰ صَلَواتُ اللّٰهِ عَلَیْکُمْ، وَقَدْ أَعْلَی اللّٰهُ تَعالیٰ عَلَی الأُمَّةِ درَجَتَکُمْ، وَرَفَعَ مَنْزِلَتَکُمْ، وَأَبانَ فَضْلَکُمْ، وَشَرَّفَکُمْ عَلَی العالَمِینَ، فَأَذْهَبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَکُمْ تَطْهِیراً. قالَ اللّٰهُ جَلَّ وَعَزَّ: «إِنَّ الإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذا مَسَّهُ
ص:77
الخَیْرُ مَنُوعاً * إِلّا المُصَلِّینَ» (1)، فَاسْتَثْنَی اللّٰهُ تَعالیٰ نَبِیَّهُ المُصْطَفیٰ وَأَنْتَ - یا سَیِّدَ الأَوْصِیاءِ - مِنْ جَمِیعِ الخَلْقِ، فَما أَعْمَهَ مَنْ ظَلَمَکَ عَنِ الحَقِّ. ثُمَّ أَفْرَضُوکَ سَهْمَ ذَوِی القُرْبیٰ مَکْراً، وَأَحادُوهُ عَنْ أَهْلِهِ جَوْراً، فَلَمّا آلَ الأَمْرُ إِلَیْکَ أَجْرَیْتَهُمْ عَلیٰ ما أَجْرَیا رَغْبَةً عَنْهُما بِما عِنْدَ اللّٰهِ لَکَ، فَأَشْبَهَتْ مِحْنَتُکَ بِهِما مِحَنَ الأَنْبِیاءِ علیهم السلام عِنْدَ الوَحْدَةِ وَعَدَمِ الأَنْصارِ.
وَأَشْبَهْتَ فی البَیاتِ عَلَی الفِراشِ الذَّبِیحَ علیه السلام ؛ إِذْ أَجَبْتَ کَما أَجابَ وَأَطَعْتَ کَما أَطاعَ إِسْماعِیلُ صابِراً مُحْتَسِباً، إِذْ قالَ لَهُ: «یا بُنَیَّ إِنِّی أَریٰ فی المَنامِ أَنِّی أَذْبَحُکَ فَانْظُرْ ماذا تَریٰ قالَ یا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنی إِنْ شاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّابِرِینَ» (2).
وَکذٰلِکَ أَنْتَ لَمّا أَباتَکَ النَّبِیُّ - صَلَّی اللّٰهُ عَلَیْکُما - وَأَمَرَکَ أَنْ تَضْطَجِعَ فی مَرْقَدِهِ واقِیاً لَهُ بِنَفْسِکَ، أَسْرَعْتَ إِلیٰ إِجابَتِهِ مُطِیعاً، وَلِنَفْسِکَ عَلَی القَتْلِ مُوَطِّناً؛ فَشَکَرَ اللّٰهُ تَعالیٰ طاعَتَکَ، وَأَبانَ عَنْ جَمِیلِ فِعْلِکَ بِقَوْلِهِ جَلَّ ذِکْرُهُ: «وَمِنَ النّاسِ مَنْ یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّٰهِ» (3).
ثُمَّ مِحْنَتُکَ یَوْمَ صِفِّینَ - وَقَدْ رُفِعَتِ المَصاحِفُ حِیلَةً (4) وَمَکْراً،
ص:78
فَاعْتَرَضَ الشَّکُّ وَعُزِفَ (1) الحَقُّ وَاتُّبِعَ الظَّنُّ - أَشْبَهَتْ مِحْنَةَ هارُونَ إِذْ مَوَّهَ السّامِرِیُّ عَلیٰ قَوْمِهِ بِالعِجْلِ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ، وَهارُونُ یُنادِیهِمْ :
«یا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّکُمُ الرَّحْمٰنُ فَاتَّبِعُونی وَأَطِیعُوا أَمْرِی * قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَیْهِ عاکِفِینَ حَتّیٰ یَرْجِعَ إِلَیْنا مُوسیٰ» (2).
وَکَذلِکَ [ أَنْتَ] (3) لَمّا رُفِعَتِ المَصاحِفُ وَقُلْتَ یا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِها وَخُدِعْتُمْ، فَعَصَوْکَ وَخالَفُوا عَلَیْکَ، وَاسْتَدْعَوا نَصْبَ الحَکَمَیْنِ، فَأَبَیْتَ عَلَیْهِمْ وَتَبَرَّأْتَ إِلَی اللّٰهِ مِنْ فِعْلِهِمْ، وَفَوَّضْتَهُ إِلَیْهِمْ .
فَلَمّا أَسْفَرَ الحَقُّ وَسَفِهَ المُنْکَرُ، وَاعْتَرَفُوا بِالزَّلَلِ وَالجَوْرِ عَنِ القَصْدِ، وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِهِ، وَأَلْزَمُوکَ عَلیٰ سَفَهِ التَّحْکِیمِ الَّذی أَبَیْتَهُ، وَأَحَبُّوهُ وَحَظَرْتَهُ، وَأَباحُوا ذَنْبَهُمُ الَّذِی اقْتَرَفُوهُ، وَأَنْتَ عَلیٰ نَهْجِ بَصِیرَةٍ وَهُدًی، وَهُمْ عَلیٰ سُنَنِ ضَلالَةٍ وَعَمًی، فَما زالُوا عَلَی النِّفاقِ مُصِرِّینَ، وَفِی (4) الغَیِّ مُتَرَدِّدِینَ، حَتّیٰ أَذاقَهُمُ اللّٰهُ وَبالَ أَمْرِهِمْ، فَأَماتَ
ص:79
بِسَیْفِکَ مَنْ عانَدَکَ فَشَقِی وَهَویٰ، وَأَحْیا بِحُجَّتِکَ مَنْ سَعِدَ فَهُدی .
صَلَواتُ اللّٰهِ عَلَیْکَ غادِیَةً وَرائِحَةً وَعاکِفَةً وَراهِبَةً، فَما یُحِیطُ المادِحُ وَصْفَکَ، وَلا یُحْبِطُ الطّاعِنُ فَضْلَکَ. أَنْتَ أَحْسَنُ الخَلْقِ عِبادَةً، وَأَخْلَصُهُمْ زَهادَةً، وَأَذَبُّهُمْ عَنِ الدِّینِ .
أَقَمْتَ حُدُودَ اللّٰهِ بِجَهْدِکَ، وَفَلَلْتَ عَساکِرَ المُرّاقِ بِسَیْفِکَ، تُخْمِدُ لَهَبَ الحُرُوبِ بِبَنانِکَ، وَتَهْتِکُ سُتُورَ الشُّبَهِ بِبَیانِکَ، وَتَکْشِفُ لَبْسَ الباطِلِ عَنْ صَرِیحِ الحَقِّ، لا تَأْخُذُکَ فی اللّٰهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، وَفی مَدْحِ اللّٰهِ لَکَ غِنیً عَنْ مَدْحِ المادِحِینَ، وَتَفْرِیطِ الواصِفِینَ، قالَ اللّٰهُ تَعالیٰ:
«مِنَ المُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّٰهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضیٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِیلاً» (1).
وَلَمّا رَأَیْتَ قَد قَتَلْتَ النّاکِثِینَ وَالقاسِطِینَ وَالمارِقِینَ، وَصَدَقَکَ رَسُولُهُ صلی الله علیه و آله وَعْدَهُ فَأَوْفَیْتَ بِعَهْدِهِ، قُلْتَ (2): «أَما آنَ أَنْ تَخْضَبَ هٰذِهِ مِنْ هٰذِهِ؟» (3) أَمْ «مَتیٰ یَنْبَعِثُ أَشْقاها؟» (4)، واثِقاً بِأَنَّکَ عَلیٰ بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّکَ، وَبَصِیرَةٍ مِنْ أَمْرِکَ، قادِمٌ عَلَی اللّٰهِ، مُسْتَبْشِرٌ بِبَیْعِکَ الَّذی بایَعْتَهُ بِهِ وَذلِکَ هُوَ الفَوْزُ العَظِیمُ (5).
ص:80
اللّٰهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَنْبِیائِکَ وَأَوْصِیاءِ أَنْبِیائِکَ بِجَمِیعِ لَعَناتِکَ، وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِکَ، وَالْعَنْ مَنْ غَصَبَ وَلِیَّکَ حَقَّهُ، وَأَنْکَرَ عَهْدَهُ وَجَحَدَهُ بَعْدَ الیَقِینِ وَالإِقْرارِ بِالوِلایَةِ لَهُ یَوْمَ أَکْمَلْتَ لَهُ الدِّینَ .
اللّٰهُمَّ الْعَنْ ظَلَمَةَ أَمِیرِ المُؤْمِنِینَ وَقَتَلَتَهُ، وَأَشْیاعَهُمْ وَأَنْصارَهُمْ .
اللّٰهُمَّ الْعَنْ ظالِمِی الحُسَیْنِ وَقاتِلِیهِ، وَالمُتابِعِینَ عَدُوَّهُ وَناصِرِیهِ، وَالرّاضِینَ بِقَتْلِهِ وَخاذِلِیهِ، لَعْناً وَبِیلاً .
اللّٰهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ آلَ مُحَمَّدٍ وَمَنَعَهُمْ حُقُوقَهُمْ .
اللّٰهُمَّ خُصَّ أَوَّلَ ظالِمٍ وَغاصِبٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ بِاللَّعْنِ، وُکلَّ مُسْتَنٍّ بِما سَنَّ إِلیٰ یَوْمِ الدِّینِ.
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیِّینَ وَسَیِّدِ المُرْسَلِینَ وَآلِهِ الطّاهِرِینَ، وَاجْعَلْنا بِهِمْ مُتَمَسِّکِینَ، وَبِمُوالاتِهِمْ مِنَ الفائِزِینَ الآمِنِینَ، الَّذینَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلا هُمْ یَحْزَنُونَ، إِنَّکَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ (1).
ص:81
ص:82
ص:83
ص:84
بإسناده (1) عن أبی جعفر علیه السلام قال: مُروا شعیتنا بزیارة قبر الحسین علیه السلام ، فإنّ إتیانه یزید فی الرزق ویمدّ فی العمر ویدفع مدافع السوء. وإتیانه مفترض علی کلّ مؤمن یُقرّ للحسین بالإمامة من اللّٰه (2).
بإسناده (3) عن أبی جعفر محمّد بن علی علیهما السلام قال: مُرو شیعتنا بزیارة
ص:85
الحسین بن علیّ علیهما السلام ، فإنّ زیارته تدفع الهدم والغرق والحرق و أکل السبع، وزیارته مفترضة علی من أقرّ للحسین علیه السلام بالإمامة من اللّٰه عزّوجلّ (1).
بإسناده (2) عن إسحاق بن عمّار قال: سمعت أبا عبداللّٰه علیه السلام یقول: إنّ لموضع قبر الحسین بن علی علیهما السلام حرمة معلومة من عرفها واستجار بها أُجیر.
قلت: فصف لی موضعها، جعلت فداک.
قال: امسح من موضع قبره الیوم فامسح خمسة وعشرین ذراعاً من ناحیة رجلیه، وخمسة وعشرین ذراعاً ممّا یلی وجهه، وخمسة وعشرین ذراعاً من خلفه، وخمسة وعشرین ذراعاً من ناحیة رأسه.
وموضع قبره منذ یوم دُفن روضةٌ من ریاض الجنّة، ومنه معراج یُعرج فیه بأعمال زوّاره إلی السماء. فلیس ملک ولا نبیّ فی السماوات
ص:86
إلّا وهم یسألون اللّٰه أن یأذن لهم فی زیارة قبر الحسین علیه السلام ، ففوج ینزل وفوج یعرج (1).
- والحسینُ علیه السلام یلعب بین یدیه - فأخبره أنّ أُمّته ستقتله.
قال: فجزع رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله ، فقال: ألا أُریک التربة التی یُقتل فیها؟
قال: فخسف ما بین مجلس رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله إلی المکان الّذی قتل فیه الحسین علیه السلام حتّی التقت القطعتان، فأخذ منها، ودحیت فی أسرع من طرفة عین، فخرج وهو یقول: طوبی لک من تربة، وطوبی لمن یُقتل حولک.
قال: وکذلک صنع صاحب سلیمان، تکلّم باسم اللّٰه الأعظم فخسف ما بین سریر سلیمان وبین العرش من سهولة الأرض وحزونتها حتّی التقت القطعتان فاجترّ العرش، قال سلیمان: یخیّل إلیّ أنّه خرج من تحت سریری، قال: ودحیت فی أسرع من طرفة العین (1).
بإسناده (2) عن ابن أبی یعفور قال: قلت لأبی عبداللّٰه علیه السلام : یأخذ الإنسان من طین قبر الحسین علیه السلام فینتفع به، ویأخذ غیره ولا ینتفع به؟!
ص:89
فقال: لا واللّٰه الّذی لا إله إلّاهو، ما یأخذه أحد وهو یریٰ أنّ اللّٰه ینفعه به إلّانفعه به (1).
بإسناده (2) عن محمّد بن عبداللّٰه بن جعفر الحمیری قال: کتبت إلی الفقیه علیه السلام أسأله عن طین القبر یُوضع مع المیّت فی قبره، هل یجوز ذلک أم لا؟ فأجاب - وقرأت التوقیع، ومنه نسخت - : یُوضع مع المیّت فی قبره، ویخلط بحنوطه إن شاء اللّٰه (3).
بإسناده (4) عن محمّد بن عبداللّٰه بن جعفر الحمیری قال: کتبت إلی الفقیه علیه السلام أسأله: هل یجوز أن یسبّح الرجل بطین قبر الحسین علیه السلام ، وهل فیه فضل؟ فأجاب علیه السلام - وقرأت التوقیع ومنه نسخت - : یسبّح به،
ص:90
فما فی شیءٍ من التسبیح أفضل منه، ومن فضله أنّ المُسبّح ینسی التسبیح ویُدیر السبحة فیُکتب له ذلک التسبیح (1).
بإسناده (2) عن حفص بن البختری قال: من خرج من مکّة أو المدینة أو مسجد الکوفة أو حائر الحسین - صلوات اللّٰه علیه - قبل أن ینتظر الجمعة، نادته الملآئکة: أین تذهب؟! لا ردّک اللّٰه (3).
بإسناده (4) عن داود الرقّی قال: سمعت أبا عبداللّٰه جعفر بن محمّد، وأبا الحسن موسی بن جعفر، وأبا الحسن علیّ بن موسی علیهم السلام
ص:91
وهم یقولون: من أتی قبر الحسین بن علی علیهما السلام بعرفة، قَلَبه اللّٰه تعالی ثلج الصدر (1).
اللّٰه عزّوجلّ عبد فی أمر قطّ مائة مرّة، یقف عند رأس الحسین علیه السلام فیحمد اللّٰه ویهلّله ویسبّحه ویمجّده ویُثنی علیه بما هو أهله، إلّارماه اللّٰه تبارک وتعالی بأخیر الأمرین (1).
بإسناده (2) عن عبداللّٰه بن میمون القدّاح، عن أبی عبداللّٰه علیه السلام ، قال:
قلت له: ما لمن أتی قبر الحسین علیه السلام زائراً، عارفاً بحقّه، غیر مستکبر ولا مستنکف؟
قال: یکتب له ألف حجّة وألف عمرة مبرورة، وإن کان شقیّاً کُتب سعیداً، ولم یزل یخوض فی رحمة اللّٰه عزّ وجلّ (3).
ص:93
فی زیارة قبر الحسین علیه السلام ؟
فقال لی: ما تقول أنت فیه؟
فقلت: بعضنا یقول: حجّة، وبعضنا یقول: عمرة.
فقال: هو عمرة مقبولة (1).
بإسناده (2) عن الریّان بن شبیب قال: دخلت علی الرضا علیه السلام فی أوّل یوم من المحرّم فقال: یا بن شبیب، أصائم أنت؟ قلت: لا.
فقال: إنّ هذا الیوم هو الیوم الذی دعا فیه زکریّا علیه السلام ربّه عزّوجلّ فقال:
«رَبِّ هَبْ لی مِن لَدُنکَ ذُرّیّةً طَیِّبةً إنَّکَ سَمِیع الدُّعاءِ» (3)، فاستجاب اللّٰه له وأمر الملائکة فنادت زکریّا «وَهُو قائِمٌ یُصلِّی فی المِحرابِ أنَّ اللّٰهَ یُبشِّرک بِیَحیی» (4)، فمن صام هذا الیوم ثمّ دعا اللّٰه عزّ وجلّ استجاب اللّٰه له کما استجاب اللّٰه لزکریّا.
ص:96
ثمّ قال: یا بن شبیب، إنّ المحرّم هو الشهر الذی کان أهل الجاهلیة یحرّمون فیه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الأُمّة حرمة شهرها ولا حرمة نبیّها، لقد قتلوا فی هذا الشهر ذرّیّته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله، فلا غفر اللّٰه لهم ذلک أبداً.
یا بن شبیب، إن کنت باکیاً لشیء فابک للحسین بن [علی] بن أبی طالب علیهم السلام فإنّهُ ذُبح کما یذبح الکبش، وقتل معه من أهل بیته ثمانیة عشر رجلاً ما لهم فی الأرض شبیهون، ولقد بکت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلی الأرض من الملائکة أربعة آلاف لنصره فلم یؤذن لهم، فهم عند قبره شُعث غُبر إلی أن یقوم القائم علیه السلام فیکونون من أنصاره، وشعارهم «یا لثارات الحسین علیه السلام ».
یا بن شبیب، لقد حدّثنی أبی عن أبیه عن جدّه علیهم السلام أنّه لمّا قتل جدّی الحسین - صلوات اللّٰه علیه - أمطرت السماء دماً وتراباً أحمر.
یا بن شبیب، إن بکیت علی الحسین حتّی تسیل دموعک علی خدّیک غفر اللّٰه لک کلّ ذنب أذنبته، صغیراً کان أو کبیراً، قلیلاً کان أو کثیراً.
یا بن شبیب، إن سرّک أن تلقی اللّٰه عزّ وجلّ ولا ذنب علیک فُزر الحسین علیه السلام .
یا بن شبیب إن سرّک أن تسکن الغرف المبنیّة فی الجنّة مع النبیّ صلی الله علیه و آله و سلم فالعن قتلة الحسین.
یا بن شبیب، إن سرّک أن یکون لک من الثواب مثل ما لمن استشهد
ص:97
مع الحسین بن علیّ علیهما السلام فقل متی ذکرته: یا لَیتَنِی کُنتُ مَعَهم فأفوزَفَوزاً عَظِیماً.
یا بن شبیب، إن سرّک أن تکون معنا فی الدرجات العُلی من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا، وعلیک بولایتنا، فلو أنّ رجلاً أحبّ حجراً لحشره اللّٰه عزّ وجلّ معه یوم القیامة (1).
بإسناده (2) عن أبی هاشم الجعفری قال: دخلت أنا و محمّد بن حمزة علیه [یعنی أبا الحسن الهادی علیه السلام ] نعوده وهو علیل، فقال لنا: وجّهوا قوماً إلی الحائر من مالی.
فلمّا خرجنا من عنده قال لی محمّد بن حمزة: المُشیر یُوجّهنا إلی
ص:98
الحائر وهو بمنزلة مَن فی الحائر.
قال: فعُدت إلیه فأخبرته، فقال لی: لیس هو هکذا، إنّ للّٰه مواضع یحبّ أن یُعبد فیها، وحائر الحسین علیه السلام من تلک المواضع (1).
ص:99
الزیارات المطلقة
السَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ رَسُولِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یابْنَ أَمِیرِ المُؤْمِنِینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا أَبا عَبْدِاللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا سَیِّدَ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ، السَّلامُ عَلَیکَ یا مَنْ رِضاهُ مِنْ رِضَا الرَّحْمٰنِ وَسَخَطُهُ مِنْ سَخَطِ الرَّحْمٰنِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا أَمِینَ اللّٰهِ وَحُجَّةَ اللّٰهِ (1)وَبابَ اللّٰهِ، وَالدَّلِیلَ عَلَی اللّٰهِ، وَالدّاعِیَ إلَی اللّٰهِ.
أَشْهَدُ أَنَّکَ قَدْ حَلَّلْتَ حَلالَ اللّٰهِ، وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللّٰهِ، وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ، وَنَهَیْتَ عَنِ المُنْکَرِ، وَدَعَوْتَ إلیٰ سَبِیلِ رَبِّکَ بِالحِکْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ .
وَأَشْهَدُ أَنَّکَ وَمَنْ قُتِلَ مَعَکَ شُهَداءُ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّکُمْ تُرْزَقُونَ .
وَأَشْهَدُ أَنَّ قاتِلِیکَ فی النّارِ، أدینُ اللّٰهَ بِالبَراءَةِ مِمَّنْ قاتَلَکَ، وَمِمَّنْ قَتَلَکَ وَشایَعَ عَلَیْکَ، وَمِمَّنْ جَمَعَ عَلَیْکَ، وَمِمَّنْ سَمِعَ صَوْتَکَ وَلَمْ یُجِبْکَ.
یا لَیتَنِی کُنْتُ مَعَکُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِیماً (2).
ص:101
بإسناده (1) عن الحسن بن عطیّة، عن أبی عبداللّٰه علیه السلام قال: إذا دخلت الحائر فقل:
اللّٰهُمَّ إنَّ هٰذا مَقامٌ أَکْرَمْتَنی بِهِ وَشَرَّفْتَنی بِهِ، اللّٰهُمَّ فَأَعْطِنی فِیهِ رَغْبَتی عَلیٰ حَقِیقَةِ إِیمانِی بِکَ وَبِرُسُلِکَ .
سَلامُ اللّٰهِ عَلَیْکَ یا بْنَ رَسُولِ اللّٰهِ، وَسَلامُ مَلائِکَتِهِ فِیما تَرُوحُ وَتَغْتَدِی بِهِ الرائِحاتُ الطّاهِراتُ الطَّیِّباتُ لَک وَعَلَیْکَ، وَسَلامٌ عَلیٰ مَلائِکَةِ اللّٰهِ المُقَرَّبِینَ، وَسَلامٌ عَلَی المُسَلِّمِینَ لَکَ بِقُلُوبِهِمْ، النّاطِقِینَ لَکَ بِفَضْلِکَ بِأَلْسِنَتِهِمْ.
أَشْهَدُ أَنَّکَ صادِقٌ صِدِّیقٌ، صَدَقْتَ فِیما دَعَوْتَ إلَیْهِ، وَصَدَقْتَ فِیما أَتَیْتَ بِهِ؛ وَأَنَّکَ ثارُ اللّٰهِ فی الأَرْضِ، مِنَ الدَّمِ الَّذِی لایُدْرَکُ ثارُهُ مِنَ الأَرْضِ إلّابِأَوْلِیائِکَ .
اللّٰهُمَّ حَبِّبْ إلَیَّ مَشاهِدَهُمْ وَشَهادَتَهُمْ حَتّیٰ تُلحِقَنی بِهِمْ،
ص:102
وَتَجعَلَنی لَهُمْ فَرَطاً وَتابِعاً فی الدُّنْیا وَالآخِرَةِ .
ثمّ تمشی قلیلاً وتکبّر بسبع تکبیرات، ثمّ تقوم بحیال القبر وتقول:
سُبْحانَ الَّذی سَبَّحَ لَهُ المُلْکُ وَالمَلَکُوتُ، وَقَدَّسَتْ بِأَسْمائِهِ جَمِیعُ خَلْقِهِ، وَسُبْحانَ اللّٰهِ المَلِکِ القُدُّوسِ، رَبِّ المَلائِکَةِ وَالرُّوحِ .
اللّٰهُمَّ اکْتُبْنی فی وَفْدِکَ إلیٰ خَیْرِ بِقاعِکَ وَخَیْرِ خَلْقِکَ .
اللّٰهُمَّ الْعَنِ الجِبْتَ وَالطّاغُوتَ، وَالْعَنْ أَشْیاعَهُمْ وَأَتْباعَهُمْ .
اللّٰهُمَّ أَشْهِدْنی مَشاهِدَ الخَیْرِ کُلَّها مَعَ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّکَ .
اللّٰهُمَّ تَوَفَّنی مُسْلِماً، وَاجْعَلْ لی قَدَماً مَعَ الباقِینَ الوارِثِینَ، الَّذِینَ یَرِثُونَ الفِرْدَوسَ هُمْ فِیها خالِدُونَ مِنْ عِبادِکَ الصّالِحِینَ .
ثمّ کبّر خمس تکبیرات، ثمّ تمشی قلیلاً وتقول:
اللّٰهُمَّ إنِّی بِکَ مُؤْمِنٌ، وَبِوَعْدِکَ مُوْقِنٌ .
اللّٰهُمَّ اکْتُبْ لِی إِیماناً، وَثَبِّتْهُ فی قَلْبی .
اللّٰهُمَّ اجْعَلْ ما أَقُولُ بِلِسانی حَقِیقَتَهُ فی قَلْبِی، وَشَرِیعَتَهُ فی عَمَلی .
اللّٰهُمَّ اجْعَلْنی مِمَّنْ لَهُ مَعَ الحُسَیْنِ علیه السلام قَدَمٌ ثابِتٌ (1)، وَأَثْبِتْنی فِیمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَهُ.
ص:103
ثمّ کبّر ثلاث تکبیرات، وترفع یدیک حتّی تضعهما علی القبر جمیعاً ثمّ تقول:
أَشْهَدُ أَنَّکَ طُهْرٌ طاهِرٌ مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍ، طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ بِکَ البِلادُ، وَطَهُرَتْ أَرْضٌ أَنْتَ بِها، وَطَهُرَ حَرَمُکَ.
أَشْهَدُ أَنَّکَ أَمَرْتَ بِالقِسْطِ وَالعَدْلِ وَدَعَوْتَ إلَیْهِما، وَأَنَّکَ ثارُ اللّٰهِ فی أَرْضِهِ حَتّیٰ یَسْتَثِیرَ لَکَ مِنْ جَمِیعِ خَلْقِهِ .
ثمّ ضع خدّیک جمیعاً علی القبر، ثمّ تجلس فتذکر اللّٰه بما شئت، وتوجّه إلی اللّٰه فیما شئت أن تتوجّه، ثمّ تعود وتضع یدیک عند رجلیه ثمّ تقول:
صَلَواتُ اللّٰهِ عَلیٰ رُوحِکَ وَعَلیٰ بَدَنِکَ، صَدَقْتَ وَأَنْتَ الصّادِقُ المُصَدَّقُ، وَقَتَلَ اللّٰهُ مَنْ قَتَلَکَ بِالأَیْدِی وَالأَلْسُنِ .
ثمّ تُقبل إلی علیٍّ ابنه فتقول ما أحببت .
ثمّ تقوم قائماً فتستقبل قبور الشهداء فتقول:
السَّلامُ عَلَیْکُمْ أَیُّها الشُّهَداءُ، أَنْتُمْ لَنا فَرَطٌ وَنَحْنُ لَکُمْ تَبَعٌ، أَبْشِروا بِمَوْعِدِ اللّٰهِ الَّذی لا خُلْفَ لَهُ، اللّٰهُ مُدْرِکٌ لَکُمْ وِتْرَکُمْ، وَمُدْرِکٌ بِکُمْ فی الأَرْضِ عَدُوَّهُ؛ أَنْتُمْ سادَةُ الشُّهَداءِ فی الدُّنیا وَالآخِرَةِ .
ثمّ تجعل القبر بین یدیک ثمّ تصلّی ما بدا لک، ثمّ تقول:
جِئْتُ وافِداً إلَیْکَ، وَأَتَوَسَّلُ إلَی اللّٰهِ بِکَ فی جَمِیعِ حَوائِجی مِنْ
ص:104
أَمْرِ دُنْیایَ وَآخِرَتی، بِکَ یَتَوَسَّلُ المُتَوَسِّلُونَ إلَی اللّٰهِ فی حَوائِجِهِمْ، وَبِکَ یُدْرِکُ عِنْدَ اللّٰهِ أَهْلُ التِّراتِ طَلِبَتَهُمْ .
ثمّ تکبّر إحدی عشرة تکبیرة متتابعة ولاتعجل فیها، ثمّ تمشی قلیلاً فتقوم مستقبل القبلة فتقول:
الحَمْدُ للّٰهِ ِ الواحِدِ المُتَوَحِّدِ فی الأُمُورِ کُلِّها، خَلَقَ الخَلْقَ فَلَمْ یَغِبْ شَیْ ءٌ مِنْ أُمُورِهِمْ عَنْ عِلْمِهِ، فَعَلِمَهُ بِقُدرَتِهِ، ضَمِنَتِ الأَرْضُ وَمَنْ عَلَیْها دَمَکَ وَثارَکَ یا بْنَ رَسُولِ اللّٰهِ، صَلَّی اللّٰهُ عَلَیْکَ .
أَشْهَدُ أَنَّ لَکَ مِنَ اللّٰهِ ما وَعَدَکَ مِنَ النَّصْرِ وَالفَتْحِ، وَأَنَّ لَک مِنَ اللّٰهِ الوَعْدَ الصّادِقَ فی هَلاکِ أَعْدائِکَ، وَتَمامَ مَوْعِدِ اللّٰهِ إیّاکَ .
أَشْهَدُ أَنَّ مَنْ تَبِعَکَ الصّادِقُونَ الَّذِینَ قالَ اللّٰهُ تَبارَکَ وَتَعالیٰ فِیهِمْ:
«أُولٰئِکَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ» (1).
ثمّ کبّر سبع تکبیرات، ثمّ تمشی قلیلاً ثمّ تستقبل القبر وتقول:
«الحَمْدُ للّٰهِ ِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ یَکُنْ لَهُ شَرِیکٌ فی المُلْکِ» (2)«وَخَلَقَ کُلَّ شَیْ ءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِیراً» (3) .
أَشْهَدُ أَنَّکَ دَعَوْتَ إلَی اللّٰهِ وَإلیٰ رَسُولِهِ، وَوَفَیْتَ للّٰهِ ِ بِعَهْدِهِ، وَقُمْتَ للّٰهِ ِ بِکَلِماتِهِ، وَجاهَدْتَ فی سَبِیلِ اللّٰهِ حَتّیٰ أَتاکَ الیَقِینُ .
ص:105
لَعَنَ اللّٰهُ أُمَّةً قَتَلَتْکَ، وَلَعَنَ اللّٰهُ أُمَّةً ظَلَمَتْکَ، وَلَعَنَ اللّٰهُ أُمَّةً خَذَلَتْکَ، وَلَعَنَ اللّٰهُ أُمَّةً خَدَعَتْکَ.
اللّٰهُمَّ إنِّی أُشْهِدُکَ بِالوِلایَةِ لِمَنْ والَیْتَ وَوالَتْهُ رُسُلُکَ، وَأُشْهِدُ بِالبَراءَةِ مِمَّنْ بَرِئْتَ مِنْهُ وَبَرِئَتْ مِنْهُ رُسُلُکَ .
اللّٰهُمَّ الْعَنِ الَّذِینَ کَذَّبُوا رُسُلَکَ، وَهَدَمُوا کَعْبَتَکَ، وَحَرَّفُوا کِتابَکَ، وَسَفَکُوا دِماءَ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّکَ، وَأَفْسَدُوا فی بِلادِکَ، وَاسْتَذَلُّوا عِبادَکَ.
اللّٰهُمَّ ضاعِفْ عَلَیْهِمُ العَذابَ فِیما جَریٰ مِنْ سُبُلِکَ وَبَرِّکَ وَبَحْرِکَ .
اللّٰهُمَّ الْعَنْهُمْ فی مُسْتَسِرِّ السَّرائِرِ وَظاهِرِ العَلانِیَةِ فی أَرْضِک وَسَمائِکَ .
وکلّما دخلت الحائر فسلّم، وضع یدک علی القبر (1).
الحسین علیه السلام فقل:
السَّلامُ عَلَیْکَ یا أَبا عَبْدِاللّٰهِ، لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ قَتَلَکَ، وَلَعَنَ اللّٰهُ مَنْ شَرِکَ فی دَمِکَ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذٰلِک فَرَضِیَ بِهِ، أَنا إلَی اللّٰهِ مِنْهُم بَرِیْ ءٌ (1).
والمفضّل بن عمر وأبو سلمة السّراج جلوساً عند أبی عبداللّٰه علیه السلام ، وکان المتکلّم منّا یونس، وکان أکبرنا سنّاً فقال له: جُعلت فداک، إنّی أحضر مجلس هؤلاء القوم - یعنی وُلد العبّاس - فما أقول؟
فقال: إذا حضرت فذکرتنا فقل: اللّهم أرنا الرخاء والسرور، فإنّک تأتی علیٰ ما ترید.
فقلت: جُعلت فداک، إنّی کثیراً ما أذکر الحسین علیه السلام فأیّ شیء أقول؟
فقال: قل «صَلَّی اللّٰهُ عَلَیکَ یا أَبا عَبدِ اللّٰهِ» تُعید ذلک ثلاثاً، فإنّ السلام یصل إلیه من قریب ومن بعید.
ثمّ قال: إنّ أبا عبد اللّٰه الحسین علیه السلام لمّا قضیٰ بکت علیه السماوات السبع والأرضون السبع وما فیهنّ وما بینهنّ، ومن ینقلب فی الجنّة والنار من خلق ربّنا، وما یریٰ وما لایریٰ بکیٰ علیٰ أبی عبد اللّٰه الحسین علیه السلام إلّا ثلاثة أشیاء لم تبک علیه.
قلت: جُعلت فداک، وما هذه الثلاثة الأشیاء؟
قال: لم تبک علیه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان علیهم لعنة اللّٰه.
قلت: جُعلت فداک، إنّی ارید أن أزوره، فکیف أقول وکیف أصنع؟
قال: إذا أتیت أبا عبداللّٰه علیه السلام فاغتسل علی شاطئ الفرات، ثمّ البس ثیابک الطاهرة، ثمّ امش حافیاً فإنّک فی حرمٍ من حرم اللّٰه وحرم رسوله، وعلیک بالتکبیر والتهلیل والتسبیح والتحمید والتعظیم للّٰه عزّوجلّ کثیراً، والصلاة علی محمّد وأهل بیته، حتّی تصیر إلی باب الحیر ثمّ تقول:
ص:108
السَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللّٰهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَیْکُمْ یا مَلائِکَةَ اللّٰهِ، وَزُوّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبِیِّ اللّٰهِ .
ثمّ اخطُ عشر خُطوات ثمّ قف وکبّر ثلاثین تکبیرة، ثمّ امش إلیه حتّی تأتیه من قِبل وجهه، فاستقبل وجهک بوجهه وتجعل القبلة بین کتفیک ثمّ قل:
السَّلامُ عَلَیْکَ یا حُجَّةَ اللّٰهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا قَتِیلَ اللّٰهِ وَابْنَ قَتِیلِهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا ثارَ اللّٰهِ وَابْنَ ثارِهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا وِتْرَ اللّٰهِ المَوْتُورَ فی السَّماواتِ وَالأَرْضِ .
أَشْهَدُ أَنَّ دَمَکَ سَکَنَ فی الخُلْدِ، وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ أَظِلَّةُ العَرْشِ، وَبَکیٰ لَهُ جَمِیعُ الخَلائِقِ، وَبَکَتْ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ، وَما فِیهِنَّ وَما بَیْنَهُنَّ، وَمَنْ یَتَقَلَّبُ فی الجَنَّةِ وَالنّارِ مِنْ خَلْقِ رَبِّنا، وَما یُریٰ وَما لا یُریٰ .
أَشْهَدُ أَنَّکَ حُجَّةُ اللّٰهِ وَابْنُ حُجَّتِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّکَ قَتِیلُ اللّٰهِ وَابْنُ قَتِیلِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّکَ ثارُ (1) اللّٰهِ وَابْنُ ثارِهِ (2)، وَأَشْهَدُ أَنَّکَ وِتْرُ اللّٰهِ المَوْتُورُ فی السَّماواتِ وَالأَرْضِ.
وَأَشْهَدُ أَنَّکَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ، وَوَفَیْتَ وَأَوْفَیْتَ، وَجاهَدْتَ
ص:109
فی سَبِیلِ اللّٰهِ، وَمَضَیْتَ لِلَّذِی کُنْتَ عَلَیْهِ شَهِیداً وَمُسْتَشْهَِداً، وَشاهِداً وَمَشْهُوداً .
أَنا عَبْدُاللّٰهِ وَمَوْلاکَ، وَفی طاعَتِکَ، وَالوافِدُ إلَیْکَ، ألْتَمِسُ کَمالَ المَنْزِلَةِ عِنْدَ اللّٰهِ، وَثَباتَ القَدَمِ فی الهِجْرَةِ إلَیْکَ، وَالسَّبِیلَ الَّذی لا یَخْتَلِجُ (1) دُونَکَ مِنَ الدُّخُولِ فی کَفالَتِکَ الَّتی أُمِرْتَ بِها .
مَنْ أَرادَ اللّٰهَ بَدَأَ بِکُمْ، بِکُمْ یُبَیِّنُ اللّٰهُ الکَذِبَ، وَبِکُمْ یُباعِدُ اللّٰهُ الزَّمانَ الکَلِبَ (2)، وَبِکُمْ فَتَحَ اللّٰهُ، وَبِکُمْ یَخْتِمُ اللّٰهُ، وَبِکُمْ یَمْحُو ما یَشاءُ وَبِکُمْ یُثْبِتُ، وَبِکُمْ یَفُکّ الذُّلَّ مِنْ رِقابِنا، وَبِکُمْ یُدْرِکُ اللّٰهُ تِرَةَ کُلِّ مُؤْمِنٍ یُطْلَبُ بِها، وَبِکُمْ تُنْبِتُ الأَرْضُ أَشْجارَها، وَبِکُمْ تُخْرِجُ الأَشْجارُ أَثْمارَها، وَبِکُمْ تُنْزِلُ السَّماءُ قَطْرَها وَرِزقَها، وَبِکُمْ یَکْشِفُ اللّٰهُ الکَرْبَ، وَبِکُمْ یُنَزِّلُ اللّٰهُ الغَیْثَ، وَبِکُمْ تَسِیخُ (3) الأَرْضُ الَّتِی تَحْمِلُ أَبْدانَکُمْ، وَتَسْتَقِرُّ جِبالُها عَنْ (4) مَراسِیها .
إِرادَةُ الرَّبِّ فی مَقادِیرِ أُمُورِهِ تَهْبِطُ إلَیْکُمْ وَتَصْدُرُ مِنْ بُیُوتِکُمْ، وَالصّادِرُ عَمّا فَُصَِِّلَ مِنْ أَحْکامِ العِبادِ .
ص:110
لُعِنَتْ أُمَّةٌ قَتَلَتْکُمْ، وَأُمَّةٌ خالَفَتْکُمْ، وَأُمَّةٌ جَحَدَتْ وِلایَتَکُمْ، وَأُمَّةٌ ظاهَرَتْ عَلَیْکُمْ، وَأُمَّةٌ شَهِدَتْ وَلَمْ تُسْتَشْهَدْ .
الحَمْدُ للّٰهِ ِ الَّذِی جَعَلَ النّارَ مَثْواهُم وَبِئْسَ وِرْدُ الوارِدِینَ، وَبِئْسَ الوِرْدُ المَوْرُودُ، وَالحَمْدُ للّٰهِ ِ رَبِّ العالَمِینَ، وَصَلَّی اللّٰهُ عَلَیْکَ یا أَبا عَبْدِاللّٰهِ أَنا إلَی اللّٰهِ مِمَّنْ خالَفَکَ بَرِیْ ءٌ - ثلاثاً - .
ثمّ تقوم فتأتی ابنه علیّاً علیه السلام - وهو عند رجلیه - فتقول:
السَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ رَسُولِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ عَلِیٍّ أَمِیرِ المُؤْمِنِینَ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ الحَسَنِ وَالحُسَیْنِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یا بْنَ خَدِیجَةَ وَفاطِمَةَ،صَلَّی اللّٰهُ عَلَیْکَ، لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ قَتَلَکَ - تقولها ثلاثاً - أَنا إلَی اللّٰهِ مِنْهُمْ برِیْ ءٌ - ثلاثاً - .
ثمّ تقوم فتؤمی بیدک إلی الشهداء وتقول:
السَّلامُ عَلَیْکُمْ - ثلاثاً - فُزْتُمْ وَاللّٰهِ، فُزْتُمْ وَاللّٰهِ، فَلَیْتَ أَنِّی مَعَکُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِیماً .
ثمّ تدور فتجعل قبر أبی عبداللّٰه علیه السلام بین یدیک فصلّ ستّ رکعات، وقد تمّت زیارتک فإن شئت فانصرف (1).
ص:111
بإسناده (1) عن إبراهیم بن أبی البلاد قال: قلت لأبی الحسن علیه السلام : ما تقول فی زیارة الحسین علیه السلام ؟
فقال لی: ما تقولون أنتم فیه؟
فقلت: بعضنا یقول حجّة، وبعضنا یقول عمرة.
قال: فأیّ شیء تقول إذا أتیت؟ فقلت: أقول:
السَّلامُ عَلَیْکَ یا أَبا عَبْدِاللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیْکَ یَا بْنَ رَسُولِ اللّٰهِ .
أَشْهَدُ أَنَّکَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ، وَنَهَیْتَ عَنِ المُنْکَرِ، وَدَعَوْتَ إلیٰ سَبِیلِ رَبِّکَ بِالحِکْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ.
وَأَشْهَدُ أَنَّ الَّذِینَ سَفَکُوا دَمَکَ وَاسْتَحَلُّوا حُرْمَتَکَ مَلْعُونُونَ مُعَذَّبُونَ «عَلیٰ لِسانِ داوُدَ وَعِیسی بْنِ مَرْیَمَ ذٰلِکَ بِما عَصَوا وَکانُوا یَعْتَدُونَ» (2) . (3)و رواه بسند آخر بعد هذا الحدیث وفی آخره: قال: نعم، هو هکذا (4).
ص:113
الزّیارات الموقّتة زیارته علیه السلام فی یوم عاشوراء
من زار الحسین بن علیّ علیهما السلام یوم عاشوراء من المحرّم حتّی یظّل عنده باکیاً، لقی اللّٰه یوم یلقاه بثواب ألفی ألف حجّة، وألفی عمرة، وألفی غزوة؛ وثواب کلّ غزوة وحجّة وعمرة کثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله ومع الأئمّة الرّاشدین .
قال: قلت: جُعلت فداک، فما لمن کان فی بعید البلاد وأقاصیها، ولم یمکنه المصیر إلیه فی ذلک الیوم؟
قال: إذا کان کذلک برز إلی الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً فی داره وأومأ إلیه بالسلام، واجتهد فی الدعاء علی قاتله، وصلّی من بعد رکعتین، ولیکن ذلک فی صدر النهار قبل أن تزول الشمس، ثمّ لیندب الحسین علیه السلام ویبکیه، ویأمر من فی داره ممّن لا یتّقیه بالبکاء علیه، ویُقیم فی داره المصیبته بإظهار الجزع علیه، ولیُعزِّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسین علیه السلام ، وأنا الضامن لهم إذا فعلوا ذلک علی اللّٰه تعالی جمیع ذلک .
قلت: جعلت فداک، وأنت الضامن ذلک لهم والزعیم (1)؟
قال: أنا الضامن لهم ذلک، وأنا الزعیم لمن فعل ذلک.
قال قلت: فکیف یُعزیّ بعضهم بعضاً؟
قال: یقولون أعظم اللّٰه أُجورنا بمصابنا بالحسین وجعلنا وإیّاکم من الطالبین بثاره مع ولیّه الإمام المهدیّ من آل محمّد علیهم السلام ، وإن استطعت أن
ص:115
لا تنتشر یومک فی حاجة فافعل فإنّه یوم نحس لا تُقضیٰ فیه حاجة مؤمن، فإن قُضیت لم یُبارک له، ولم یر فیها رُشداً ولا یدّخرنّ أحدهم لمنزله شیئاً، فمن ادّخر فی ذلک الیوم شیئاً لم یبارک له فیما ادّخره، ولم یبارک له فی أهله، فإذا فعلوا ذلک کتب اللّٰه تعالی لهم ثواب ألف حجّة، وألف عمرة وألف غزوة کلّها مع رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله ، وکان له أجر وثواب مصیبة کلّ نبیّ ورسول ووصیّ وصدّیق وشهید مات أو قُتل منذ خلق اللّٰه الدنیا إلیٰ أن تقوم الساعة.
قال صالح بن عقبة (1) وسیف بن عمیرة (2): قال علقمة بن محمّد الحضرمیّ (3): قلت لأبی جعفر علیه السلام : علّمنی دعاءً أدعو به ذلک الیوم إذا أنا
ص:116
زُرته من قُرب، ودعاءً أدعو به إذا لم أزُره من قُرب وأومأتُ من بُعد البلاد ومن داری بالسّلام إلیه .
قال: فقال لی: یا علقمة، إذا أنت صلّیت الرّکعتین بعد أن تومی إلیه بالسّلام، فقل بعد الإیماء إلیه من بعد التّکبیر هذا القول؛ فإنّک إذا قلت ذلک فقد دعوت بما یدعو به زوّاره من الملائکة، وکتب اللّٰه لک مائة ألف ألف درجة، وکنت کمن استُشهد مع الحسین علیه السلام حتّی تشارکهم فی درجاتهم، ولاتعرف إلّافی الشّهداء الّذین استشهدوا معه، وکتب لک
ص:117
ثواب زیارة کلّ نبیّ وکلّ رسول، وزیارة کلّ من زار الحسین علیه السلام منذ یوم قتل - علیه السّلام وعلی أهل بیته - .
الزّیارة :
السَّلامُ عَلَیک یا أبا عَبدِاللّٰه، السَّلامُ عَلَیک یا بنَ رَسولِ اللّٰه، السَّلامُ عَلَیک یا بنَ أمیرِ المؤمِنینَ، وَابنَ سَیِّدِ الوَصِیِّینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا بنَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمِینَ.
السَّلامُ عَلَیک یا ثارَ (1) اللّٰهِ وَابنَ ثارِهِ، وَالوِترَ المَوتُورَ.
السَّلامُ عَلَیک وَعلَی الأرواحِ الَّتی حَلَّتْ بِفِنائِک، عَلَیکُم مِنِّی جَمیعاً سَلامُ اللّٰه أبَداً ما بَقِیتُ وَبَقِیَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ .
یا أبا عَبدِاللّٰه، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِیَّةُ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ المُصِیبَةُ بِکَ عَلَیْنَا وَعَلیٰ جَمیعِ أهلِ الإسْلام، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصِیبَتُکَ فِی السَّماوَاتِ عَلَیٰ جَمِیعِ أَهْلِ السَّماوَاتِ؛ فَلَعَنَ اللّٰه أُمَّةً أَسَّسَتْ أساسَ الظُّلمِ وَالجَورِ عَلَیکُم أهلَ البَیتِ، وَلَعَنَ اللّٰه أُمَّةً دَفَعَتکُم عَنْ مَقامِکُم، وَأزالَتْکُم عَن مَراتِبِکُم الَّتی رَتَّبَکُمُ اللّٰهُ فِیها، وَلَعَنَ اللّٰه أُمَّةً قَتَلَتْکُم، وَلَعَنَ اللّٰه المُمَهِّدِینَ لَهُمْ بِالتَّمکِینِ مِنْ قِتالِکُم؛ بَرِئْتُ إلَی اللّٰهِ وَإلَیکُمْ مِنهُم، وَمِنْ أشیاعِهِم وَأتباعِهِم وَأولِیائهِمْ .
ص:118
یا أبا عَبدِاللّٰه، إنِّی سِلمٌ لِمَنْ سالَمَکُم وَحَربٌ لِمَنْ حارَبَکُم إلیٰ یِومِ القِیامَةِ.
ولَعَنَ اللّٰهُ آلَ زِیادٍ وَآلَ مَروانَ، وَلَعَنَ اللّٰهُ بَنِی أُمَیَّةَ قاطِبَةً، وَلَعَنَ اللّٰهُ ابنَ مَرجانَةَ، وَلَعَنَ اللّٰهُ عُمَرَ بنَ سَعدٍ، وَلَعَنَ اللّٰه شِمْراً، وَلَعَنَ اللّٰهُ أُمَّةً أسرَجَتْ وَألجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِکَ .
بِأبی أنتَ وَأُمِّی، لَقَدْ عَظُمَ مُصابی بِکَ؛ فَأَسأَلُ اللّٰه الَّذی أکرَمَ مَقامَک وَأَکْرَمَنِی، أنْ یَرزُقَنی طَلَبَ ثارِک مَعَ إمامٍ مَنصورٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍصَلَّی اللّٰهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ.
اللّهُمَّ اجْعَلْنی عِندَکَ وَجِیهاً بِالحُسَینِ علیه السلام فی الدُّنیا وَالآخِرَةِ .
یا أبا عَبدِاللّٰه، إنِّی أتَقَرَّبُ إلَی اللّٰه وَإلیٰ رَسولِهِ وَإلیٰ أمیرِ المؤمِنینَ وَإلیٰ فاطِمَةَ وَإلَی الحَسَنِ وَإلَیک بِمُوالاتِک (وبِالبَراءَةِ مِمَّن قاتَلَکَ وَنَصَبَ لَکَ الحَربَ) (1)، وبِالبَراءَةِ مِمَّنْ أسَّسَ أَسَاسَ ذٰلِکَ وَبَنیٰ عَلَیهِ بُنیانَهُ، وَجَرَیٰ فِی ظُلمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَیکُمْ وَعَلیٰ أشیاعِکُم .
بَرِئْتُ إلَی اللّٰه وَإلَیکُمْ مِنهُم، وَأتَقَرَّبُ إلَی اللّٰهِ ثُمَّ إلَیکُم بِمُوالاتِکُم وَمُوالاةِ وَلِیِّکُم، وَبَالبَراءَةِ مِنْ أعدائِکُم والنّاصِبینَ لَکُمُ الحَربَ، وَبِالبَراءَةِ مِنْ أشیاعِهِم وَأتباعِهِم .
إنِّی سِلمٌ لِمَنْ سالَمَکُم، وَحَربٌ لِمَنْ حارَبَکُم، وَوَلِیٌّ لِمَنْ والاکُمْ،
ص:119
وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداکُم؛ فَأَسأَلُ اللّٰه الَّذی أکرَمَنی بِمَعرِفَتِکُم وَمَعرِفَةِ أولِیائِکُم، وَرَزَقَنی البَراءَةَ مِن أعدائِکُم، أَن یَجعَلَنی مَعَکُم فی الدُّنیا وَالآخِرَةِ، وَأنْ یُثَبِّتَ لی عِندَکُمْ قَدَمَ صِدقٍ فی الدُّنیا وَالآخِرَةِ .
وَأسأَلُهُ أنْ یُبَلِّغَنی المَقامَ المَحمودَ لَکُمْ عِندَاللّٰه، وَأنْ یَرزُقَنی طَلَبَ ثارِکُم مَعَ إمامٍ مَهدِیٍّ ظَاهرٍ ناطِقٍ مِنْکُم .
وَأسأَلُ اللّٰه بِحَقِّکُم وَبِالشَّأْنِ الَّذِی لَکُمْ عِندَهُ، أنْ یُعطِیَنی بِمُصابی بِکُمْ أفضَلَ ما یُعطی مُصَاباً بِمُصیبتِهِ، مُصیبَةً ما أعظَمَها وَأعظَمَ رَزِیَّتَها فی الإسلامِ، وفی جَمیعِ السَّماواتِ وَالأرضِ .
اللّٰهُمَّ اجْعَلْنی فی مَقامی هٰذا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنک صَلَواتٌ وَرَحمَةٌ وَمَغفِرَةٌ.
اللّٰهُمَّ اجْعَلْ مَحیایَ مَحیا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمَماتی مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .
اللّٰهُمَّ إنَّ هٰذا یَومٌ تَبَرَّکَتْ بِهِ بَنُو أُمَیَّةَ، وَابنُ آکِلَةِ الأکبادِ، اللَّعِینُ بنُ اللَّعِینِ عَلیٰ لِسَانِکَ وَ لِسانِ نَبِیِّکَ - صَلَّی اللّٰهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ - فی کُلِّ مَوطِنٍ وَمَوقِفٍ وَقَفَ فِیهِ نَبِیُّکَ .
اللّٰهُمَّ الْعَنْ أباسُفیانَ وَمُعاوِیَةَ وَیَزیدَ بنَ مُعاوِیَةَ، عَلَیْهِمْ مِنْکَ اللَّعنَةُ أبَدَ الآبِدِینَ .
وَهَذَا یَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِیَادٍ وَآلُ مَرْوَانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَیْنَ صَلَوَاتُ اللّٰهِ عَلَیْهِ. اللّٰهُمَّ فَضاعِفْ عَلَیهِمُ اللَّعنَ وَالعَذابَ .
ص:120
اللّٰهُمَّ إنِّی أتَقَرَّبُ إلَیک فی هٰذا الیَومِ وَفی مَوقِفی هٰذا وَأیّامِ حَیاتِی بِالبَراءَةِ مِنهُمْ وَاللَّعنَةِ عَلَیهِم، وَبِالمُوالاةِ لِنَبِیِّکَ وَآلِ نَبِیِّکَ عَلَیْهِ وَعَلَیْهِمُ السَّلَامُ .
ثمّ یقول مائة مرّة:
اللّٰهُمَّ الْعَنْ أوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَآخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلیٰ ذلِکَ .
اللّٰهُمَّ الْعَنِ العِصابَةَ الَّتی جَاهَدَتِ الحُسَینَ وَشایَعَتْ وَبایَعَتْ وَتَابَعَتْ (1) عَلیٰ قَتلِهِ. اللّٰهُمَّ الْعَنْهُمْ جَمیعاً - یقول ذلک مائة مرّة - .
ثمّ یقول:
السَّلامُ عَلَیک یا أبا عَبدِاللّٰه، وَعَلَی الأرواحِ الَّتی حَلَّتْ بِفِنائِک، عَلَیکَ مِنِّی سَلامُ اللّٰه أبَداً ما بَقِیتُ وَبَقِیَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ؛ وَلا جَعَلَهُ اللّٰه آخِرَ العَهدِمِنّی لِزِیارَتِکَ .
السَّلامُ عَلَی الحُسَینِ، وَعَلیٰ (2) عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ، (وَعَلیٰ أولٰادِ
ص:121
الحُسَینِ،) (1) وَعَلیٰ أصحابِ الحُسَینِ. یقول ذلک مائة مرّة.
ثمّ یقول:
اللّٰهُمَّ خُصَّ أنْتَ أوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعنِ مِنِّی، وابْدَأْ بِه أوّلاً ثُمَّ الثّانِیَ ثُمّ الثّالِثَ وَالرّابع. اللّٰهُمَّ الْعَنْ یَزیدَ خَامِساً، وَالْعَنْ عُبَیدَ اللّٰه بنَ زِیادٍ وابْنَ مَرْجَانَةَ، وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَشِمْراً، وَآلَ أَبِی سُفْیَانَ وَآلَ زِیَادٍ وَآلَ مَروانَ إلیٰ یَومِ القِیامَةِ .
ثمّ تسجد وتقول:
اللّٰهُمَّ لَک الحَمدُ حَمدَ الشّاکِرینَ لک (2) عَلیٰ مُصابِهِم، الحَمدُ للّٰهِ ِ عَلیٰ عَظیمِ رَزِیَّتی .
اللّٰهُمَّ ارْزُقْنی شَفاعَةَ الحُسَینِ یَومَ الوُرودِ، وَثَبِّتْ لی قَدَمَ صِدْقٍ عِندَک مَعَ الحُسَینِ وَأصحابِ الحُسَینِ، الَّذِینَ بَذَلوا مُهَجَهُمْ دونَ الحُسَینِ عَلَیْهِ السَّلَامُ .
قال علقمة: قال أبوجعفر علیه السلام : إن استطعت أن تزوره فی کلّ یوم بهذه الزّیارة من دارک فافعل، ولک ثواب جمیع ذلک (3).
ص:122
ورواه أیضاً ابن قولویه فی
بإسناده (1) عن محمّد بن خالد الطیالسی، عن سیف بن عمیرة وصالح بن عقبة، عن علقمة بن محمّد الحضرمی.
وبسند آخر (2) عن محمّد بن إسماعیل [بن بزیع]، عن صالح بن عقبة، عن مالک الجُهنی، عن أبی جعفر علیه السلام قال: من زار الحسین علیه السلام یوم عاشوراء من المحرّم (3)... - إلی أن قال:
قال صالح بن عقبة الجهنی وسیف بن عمیرة: قال علقمة بن محمّد الحضرمی: فقلت لأبی جعفر علیه السلام علّمنی دعاءً أدعو به فی ذلک الیوم إذا أنا زرته من قریب، ودعاءً أدعو به إذا لم أزره من قریب وأومأت إلیه من بُعد البلاد ومن سطح داری بالسلام.
قال: فقال: یا علقمة، إذا أنت صلّیت رکعتین بعد أن تؤمی إلیه بالسلام وقلت عند الإیماء إلیه ومن بعد الرکعتین هذا القول، فإنّک إذا قلت ذلک فقد دعوت بما یدعو به من زاره من الملآئکة، وکتب اللّٰه لک بها ألف ألف حسنة، ومحا عنک ألف ألف سیّئة، ورفع لک مائة ألف
ص:123
ألف درجة، وکنت ممّن استُشهد مع الحسین بن علیّ حتّی تُشارکهم فی درجاتهم، ولا تُعرف إلّافی الشهداء الذین استُشهدوا معه، وکتب لک ثواب کلّ نبیّ ورسول، وزیارة من زار الحسین بن علیّ علیهما السلام منذ یوم قُتل:
السَّلامُ عَلَیک یا أبا عَبدِاللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیک یا بنَ رَسولِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیک یا خِیرَةَ اللّٰهِ وَابنَ خِیرَتِهِ، السَّلامُ عَلَیک یا بنَ أمیرِ المؤمِنینَ وَابنَ سَیِّدِ الوَصِیِّینَ، السَّلامُ عَلَیک یا بنَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمِینَ، السَّلامُ عَلَیک یا ثارَ اللّٰهِ وَابنَ ثارِهِ وَالوِترَ المَوتُورَ، السَّلامُ عَلَیک وَعلَی الأرواحِ الَّتی حَلَّتْ بِفِنائِک وَأناخَتْ بِرَحلِکَ، عَلَیکُم مِنِّی جَمیعاً سَلامُ اللّٰهِ أبَداً ما بَقِیتُ وَبَقِیَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ .
یا أبا عَبدِاللّٰهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِیَّةُ وَجَلَّتِ المُصِیبَةُ بِک عَلَینا وَعَلیٰ جَمیعِ أهلِ السَّماواتِ وَالأرضِ.
فَلَعَنَ اللّٰهُ أُمَّةً أسَّسَتْ أساسَ الظُّلمِ وَالجَورِ عَلَیکُم أهلَ البَیتِ، وَلَعَنَ اللّٰهُ أُمَّةً دَفَعَتکُم عَنْ مَقامِکُم، وَأزالَتْکُم عَن مَراتِبِکُم الَّتی رَتَّبَکُمُ اللّٰهُ فِیها، وَلَعَنَ اللّٰهُ أُمَّةً قَتَلَتْکُم، وَلَعَنَ اللّٰهُ المُمَهِّدِینَ لَهُمْ بِالتَّمکِینِ مِنْ قِتالِکُم .
بَرِئْتُ إلَی اللّٰهِ وَإلَیکُمْ مِنهُم وَمِنْ أشیاعِهِم وَأتباعِهِم.
یا أبا عَبدِاللّٰهِ، إنِّی سِلمٌ لِمَنْ سالَمَکُم، وَحَربٌ لِمَنْ حارَبَکُم إلیٰ یِومِ القِیامَةِ.
فَلَعَنَ اللّٰهُ آلَ زِیادٍ وَآلَ مَروانَ، وَلَعَنَ اللّٰهُ بَنِی أُمَیَّةَ قاطِبَةً، وَلَعَنَ اللّٰهُ
ص:124
ابنَ مَرجانَةَ، وَلَعَنَ اللّٰهُ عُمَرَ بنَ سَعدٍ، وَلَعَنَ اللّٰهُ شِمْراً، وَلَعَنَ اللّٰهُ أُمَّةً أسرَجَتْ وَألجَمَتْ وَتَهَیَّأَتْ لِقِتالِکَ .
یا أبا عَبدِاللّٰهِ بِأبی أنتَ وَأُمِّی، لَقَدْ عَظُمَ مُصابی بِکَ، فَأَسأَلُ اللّٰهَ الَّذی أکرَمَ مَقامَک أنْ یُکرِمَنِی بِکَ، وَیَرزُقَنی طَلَبَ ثارِک مَعَ إمامٍ مَنصورٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلّی اللّٰهُ عَلیهِ وَآلِه.
اللّٰهُمَّ اجْعَلْنی وَجِیهاً عِندَکَ بِالحُسَینِ فی الدُّنیا وَالآخِرَةِ .
یا سَیِّدی یا أبا عَبدِاللّٰهِ، إنِّی أتَقَرَّبُ إلَی اللّٰهِ تَعالیٰ وَإلیٰ رَسولِهِ، وَإلیٰ أمیرِ المؤمِنینَ، وَإلیٰ فاطِمَةَ، وَإلَی الحَسَنِ، وَإلَیک - صَلَّی اللّٰهُ عَلَیک وَسَلَّمَ وَعَلَیهِم - بِمُوالاتِک یا أبا عَبدِاللّٰهِ، وبِالبَراءَةِ مِنْ أعْدائِک، وَمِمَّنْ قاتَلَک وَنَصَبَ لَک الحَربَ، وَمِنْ جَمیعِ أعدائِکُم، وَبِالبراءَةِ مِمَّنْ أسَّسَ الجَورَ وَبَنیٰ عَلَیهِ بُنیانَهُ، وَأجریٰ ظُلمَهُ وَجَورَهُ عَلَیکُمْ وَعَلیٰ أشیاعِکُم .
بَرِئْتُ إلَی اللّٰهِ وَإلَیکُمْ مِنهُم، وَأتَقَرَّبُ إلَی اللّٰهِ ثُمَّ إلَیکُم بِمُوالاتِکُم وَمُوالاةِ وَلِیِّکُم، وَالبَراءَةِ مِنْ أعدائِکُم، وَمِنَ النّاصِبینَ لَکُمُ الحَربَ، وَالبَراءَةِ مِنْ أشیاعِهِم وَأتباعِهِم .
إنِّی سِلمٌ لِمَنْ سالَمَکُم، وَحَربٌ لِمَنْ حارَبَکُم، وَوَلِیٌّ لِمَنْ والاکُمْ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداکُم .
ص:125
فَأَسأَلُ اللّٰهَ الَّذی أکرَمَنی بِمَعرِفَتِکُم وَمَعرِفَةِ أولِیائِکُم، وَرَزَقَنی البَراءَةَ مِن أعدائِکُم، أنْ یَجعَلَنی مَعَکُم فی الدُّنیا وَالآخِرَةِ، وَأنْ یُثَبِّتَ لی عِندَکُمْ قَدَمَ صِدقٍ فی الدُّنیا وَالآخِرَةِ، وَأسأَلُهُ أنْ یُبَلِّغَنِی المَقامَ المَحمودَ لَکُمْ عِندَاللّٰهِ، وَأنْ یَرزُقَنی طَلَبَ ثارِکُم مَعَ إمامٍ مَهدِیٍّ ناطِقٍ لَکُم.
وَأسأَلُ اللّٰهَ بِحَقِّکُم وَبِالشَّأْنِ الَّذِی لَکُمْ عِندَهُ، أنْ یُعطِیَنی بِمُصابی بِکُمْ أفضَلَ ما أعطیٰ مُصاباً بِمُصیبَةٍ .
أقولُ: إنّٰا للّٰهِ ِ وَإنّا إلَیهِ راجِعونَ، یا لَها مِنْ مُصیبَةٍ، ما أعظَمَها وَأعظَمَ رَزِیَّتَها فی الإسلامِ وفی جَمیعِ أهلِ السَّماواتِ وَالأرضِ!
اللّٰهُمَّ اجْعَلْنی فی مَقامی هٰذا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنک صَلَواتٌ وَرَحمَةٌ وَمَغفِرَةٌ.
اللّٰهُمَّ اجْعَلْ مَحیایَ مَحیا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمَماتی مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّٰهُ عَلَیهِ وَآلِه.
اللّٰهُمَّ إنَّ هٰذا یَومٌ تَنَزَّلَتْ فِیهِ اللَّعنَةُ عَلیٰ آلِ زِیادٍ وَآلِ أُمَیَّةَ، وَابنِ آکِلَةِ الأکبادِ اللَّعِینِ بنِ اللَّعِینِ عَلیٰ لِسانِ نَبِیِّکَ فی کُلِّ مَوطِنٍ وَمَوقِفٍ وَقَفَ فِیهِ نَبِیُّک صَلَّی اللّٰهُ عَلَیهِ وَآلِهِ .
اللّٰهُمَّ الْعَنْ أبا سُفیانَ وَمُعاوِیَةَ، وَعلی یَزیدَ بنِ مُعاوِیَةَ اللّعنةُ أبَدَ الآبِدِینَ.
ص:126
اللّٰهُمَّ فَضاعِفْ عَلَیهِمُ اللَّعنَةَ أبَداً لِقَتلِهِمُ الحُسَینَ علیه السلام .
اللّٰهُمَّ إنِّی أتَقَرَّبُ إلَیک فی هٰذا الیَومِ فی مَوقِفی هٰذا وَأیّامِ حَیاتی بِالبَراءَةِ مِنهُمْ وَاللَّعنَةِ عَلَیهِم، وَبِالمُوالاةِ لِنَبِیِّک مُحَمَّدٍ وَأهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّٰهُ عَلیهِ وعَلیهِمْ أجمَعِینَ .
ثمّ تقول مائة مرّة:
اللّٰهُمَّ الْعَنْ أوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَآخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلیٰ ذلِکَ.
اللّٰهُمَّ الْعَنِ العِصابَةَ الَّتی حارَبَتِ الحُسَینَ علیه السلام ، وَشایَعَتْ وَبایَعَتْ أعداءَهُ عَلیٰ قَتلِهِ وَقَتلِ أنصارِهِ. اللّٰهُمَّ الْعَنْهُمْ جَمیعاً .
ثمّ قل مائة مرّة:
السَّلامُ عَلَیک یا أبا عَبدِاللّٰهِ، وَعَلَی الأرواحِ الَّتی حَلَّتْ بِفِنائِک وَأناخَتْ بِرَحلِکَ، عَلَیکُم مِنِّی سَلامُ اللّٰهِ أبَداً ما بَقِیتُ وَبَقِیَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ؛ وَلا جَعَلَهُ اللّٰهُ آخِرَ العَهدِ مِنْ زِیارَتِکُم.
السَّلامُ عَلَی الحُسَینِ، وَعَلیٰ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ، وَعَلیٰ أصحابِ الحُسَینِ، صَلَواتُ اللّٰهِ عَلَیهِم أجمَعین .
ثمّ تقول مرَّة واحدة:
اللّٰهُمَّ خُصَّ أنْتَ أوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ آلَ نَبِیِّک بِاللَّعنِ، ثُمَّ الْعَنْ أعداءَ
ص:127
آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الأوَّلِینَ وَالآخِرینَ .
اللّٰهُمَّ الْعَنْ یَزیدَ وَأباهُ، وَالْعَنْ عُبَیدَ اللّٰهِ بنَ زِیادٍ، وَآلَ مَروانَ وَبَنی أُمَّیَةَ قاطِبَةً، إلیٰ یَومِ القِیامَةِ .
ثمّ تسجد سجدة تقول فیها :
اللّٰهُمَّ لَک الحَمدُ حَمد الشّاکِرینَ عَلیٰ مُصابِهِم .
الحَمدُ للّٰهِ ِ عَلیٰ عَظیمِ مُصابی وَرَزیَّتی فِیهِم .
اللّٰهُمَّ ارْزُقْنی شَفاعَةَ الحُسَینِ یَومَ الوُرودِ، وَثَبِّتْ لی قَدَمَ صِدْقٍ عِندَک مَعَ الحُسَینِ وَأصحابِ الحُسَینِ، الَّذِینَ بَذَلوا مُهَجَهُمْ دونَ الحُسَینِ علیه السلام ، صَلَواتُ اللّٰهِ عَلَیهِم أجمَعِینَ .
قال علقمة : قال أبوجعفر الباقر علیه السلام : یا علقمة، إن استطعت أن تزوره فی کلّ یوم بهذه الزیارة من دهرک فافعل، فلک ثواب جمیع ذلک إن شاء اللّٰه تعالی (1).
ص:128
مع صفوان بن مهران الجمّال - وعندنا جماعة من أصحابنا - إلی الغریّ بعد ما خرج أبو عبداللّٰه علیه السلام فسرنا من الحیرة إلی المدینة، فلمّا فرغنا من الزیارة صرف صفوان وجهه إلی ناحیة أبی عبداللّٰه الحسین علیه السلام فقال لنا:
تزورون الحسین علیه السلام من هذا المکان من عند رأس أمیر المؤمنین علیه السلام ، من هاهنا أومأ إلیه أبو عبداللّٰه الصادق علیه السلام وأنا معه .
قال: فدعا صفوان بالزیارة الّتی رواها علقمة بن محمّد الحضرمیّ عن أبی جعفر علیه السلام فی یوم عاشوراء، ثمّ صلّی رکعتین عند رأس أمیرالمؤمنین علیه السلام وودّع فی دبرها أمیر المؤمنین، وأومأ إلی الحسین
ص:130
بالسّلام منصرفاً وجهه نحوه وودّع؛ وکان فیما دعا فی دبرها:
یا اللّٰهُ یا اللّٰهُ یا اللّٰهُ، یا مُجِیبَ دَعوَةِ المُضطَرِّینَ، یا کاشِفَ کَربِ المَکرُوبِینَ، یا غِیاثَ المُستَغِیثِینَ، وَیا صَرِیخَ المُستَصرِخِینَ، وَیا مَنْ هُوَ أقرَبُ إلَیَّ مِنْ حَبلِ الوَرِیدِ، یا مَنْ یَحُولُ بَینَ المَرءِ وَقَلبِهِ، وَیا مَنْ هُوَ بِالمَنظَرِ الأعلیٰ وَبِالأُفُقِ المُبِینِ، وَیا مَنْ هُوَ الرَّحمٰنُ الرَّحِیمُ عَلَی العَرشِ اسْتَویٰ، وَیا مَنْ یَعلَمُ خائِنَةَ الأعیُنِ وَما تُخفِی الصُّدورُ، وَیا مَنْ لایَخفیٰ عَلَیهِ خافِیَةٌ، یا مَنْ لا تَشتَبِهُ عَلَیهِ الأصواتُ، وَیا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الحاجاتُ، وَیا مَنْ لایُبرِمُهُ إلحاحُ المُلِحِّینَ، یا مُدرِکَ کُلِّ فَوتٍ، وَیا جامِعَ کُلِّ شَمْلٍ، وَیا بارِئَ النُّفوسِ بَعدَ المَوتِ، یا مَنْ هُوَ کُلَّ یَومٍ فی شأنٍ، یا قاضِیَ الحاجاتِ، یا مُنَفِّسَ الکُرُباتِ، یا مُعطِیَ السُّؤُلاتِ، یا وَلِیَّ الرَّغَباتِ، یا کافِیَ المُهِمّاتِ، یا مَنْ یَکفی مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ، وَلا یَکفی مِنْهُ شَیْ ءٌ فی السَّماواتِ وَالأرضِ .
أَسأَلُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیِّینَ، وَعَلِیٍّ أمِیرِالمؤمِنینَ، وَبِحَقِّ فاطَمَةَ بِنتِ نَبِیِّکَ، وَبِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَینِ، فَإنِّی بِهِمْ أتَوَجَّهُ إلَیکَ فی مَقامی هٰذا، وَبِهِمْ أتَوَسَّلُ وَبِهِمْ أتَشَفَّعُ إلَیکَ، وَبِحَقِّهِمْ أسأَلُکَ وَأُقسِمُ وَأَعزِمُ عَلَیکَ، وَبِالشّأنِ الَّذی لَهُمْ عِندَکَ، وَبِالقَدْرِ الَّذی لَهُم عِندَکَ، وَبِالَّذی فَضَّلتَهُم عَلَی العالَمِینَ، وَبِاسْمِکَ الَّذی جَعَلْتَهُ
ص:131
عِندَهُم وَبِهِ خَصَصْتَهُم دونَ العالَمِینَ، وَبِهِ أبَنْتَهُم وَأَبَنْتَ فَضلَهُم مِنْ فَضلِ العالَمِینَ، حَتّیٰ فاقَ فَضلُهُم فَضلَ العالَمِین جَمِیعاً .
أَسأَلُکَ أنْ تُصَلِّیَ عَلیٰ مَحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأنْ تَکشِفَ عَنِّی غَمِّی وَهَمِّی وَکَرْبی، وَتَکْفِیَنِی المُهِمَّ مِنْ أُموری، وَتَقْضِیَ عَنِّی دَینِی، وَتُجِیرَنی مِنَ الفَقرِ، وتُجیرَنِی مِنَ الفاقَةِ، وَتُغنِیَنی عَنِ المَسأَلَةِ إلَی المَخلوقِینَ، وَتَکفِیَنی هَمَّ مَنْ أخافُ هَمَّهُ، وَجَورَ مَنْ أخافُ جَورَهُ، وَعُسرَ مَنْ أخافُ عُسرَهُ، وَحُزونَةَ مَنْ أخافُ حُزونَتَهُ، وَشَرَّ مَنْ أخافُ شَرَّهُ، وَمَکْرَ مَنْ أخافُ مَکرَهُ، وَبَغْیَ مَنْ أخافُ بَغیَهُ، وَسُلطانَ مَنْ أخافُ سُلطانَهُ، وَکَیدَ مَنْ أخافُ کَیدَهُ، وَمَقدُِرَةَ مَنْ أخافُ مَقدُِرَتَهُ عَلَیَّ، وَتَرُدَّ عَنِّی کَیدَ الکَیَدَةِ، وَمَکْرَ المَکَرَةِ.
اللّٰهُمَّ مَنْ أرادَنی فَأَرِدْهُ، وَمَنْ کادَنی فَکِدْهُ، وَاصْرِفْ عَنِّی کَیدَهُ وَمَکرَهُ وَبَأْسَهُ وَأمانِیَّهُ، وَامْنَعْهُ عَنِّی کَیفَ شِئْتَ وَأنّیٰ شِئْتَ .
اللّٰهُمَّ اشْغَلْهُ عَنِّی بَفَقرٍ لا تَجبُرُهُ، وَبِبَلاءٍ لا تَستُرُهُ، وَبِفاقَةٍ لا تَسُدُّها، وَبِسُقْمٍ لا تُعافِیهِ، وَذُلٍّ لا تُعِزُّهُ، وَبِمَسکَنَةٍ لا تَجبُرُها .
اللّٰهُمَّ اضْرِبْ بِالذُّلِّ نَُصبَ عَینَیهِ، وَأدخِلْ عَلَیهِ الفَقرَ فی مَنزِلِهِ، وَالعِلَّةَ وَالسُّقْمَ فی بَدَنِهِ، حَتّیٰ تَشغَلَهُ عَنِّی بِشُغلٍ شاغِلٍ لا فَراغَ لَهُ، وَأنْسِهِ ذِکری کَما أنسَیتَهُ ذِکرَکَ، وَخُذْ عَنِّی بِسَمعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَیَدِهِ وَرِجلِهِ وَقَلبِهِ وَجَمِیعِ جَوارِحِهِ، وَأدخِلْ عَلَیهِ فی جَمِیعِ
ص:132
ذلِکَ السُّقمَ وَلا تَشفِهِ، حَتّیٰ تَجعَلَ ذٰلِکَ لَهُ شُغلاً شاغِلاً بِهِ عَنِّی وَعَنْ ذِکری.
وَاکْفِنی یا کافِیَ ما لا یَکفی سِواکَ، فإنَّکَ الکافِی لا کافِیَ سِواکَ، وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواکَ، وَمُغیثٌ لا مُغِیثَ سِواکَ، وَجارٌ لا جارَ سِواکَ؛ خابَ مَنْ کانَ جارُهُ سِواکَ، وَمُغیثُهُ سِواکَ، وَمَفزَعُهُ إلیٰ سِواکَ، وَمَهرَبُهُ إلیٰ سِواکَ، وَمَلجَؤُهُ إلیٰ غَیرِکَ، وَمَنجاهُ مِنْ مَخلوقٍ غَیرِکَ، فَأَنتَ ثِقَتی وَرَجائی وَمَفزَعی وَمَهرَبی وَمَلجَإِی وَمَنجای؛ فَبِکَ أَسْتَفتِحُ وَبِکَ أستَنْجِحُ، وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أتَوَجَّهُ إلَیکَ وَأتَوَسَّلُ وَأتَشَفَّعُ.
فَأَسأَلُکَ یا اللّٰهُ یا اللّٰهُ یا اللّٰهُ، فَلَکَ الحَمدُ وَلَکَ الشُّکرُ، وَإلَیکَ المُشتَکیٰ، وَأنتَ المُستَعانُ.
فَأسأَلُکَ یا اللّٰهُ یا اللّٰهُ یا اللّٰهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أنْ تُصَلِّیَ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأنْ تَکشِفَ عَنِّی غَمِّی وَهَمِّی وَکَرْبِی فی مَقامی هٰذا، کما کَشَفْتَ عَنْ نَبِیِّکَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَکَربَهُ، وَکَفَیتَهُ هَولَ عَدُوِّهُ، فَاکْشِفْ عَنِّی کما کَشَفْتَ عَنهُ، وَفَرِّجْ عَنِّی کما فَرَّجتَ عَنهُ، وَاکْفِنی کَما کَفَیتَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّی هَولَ ما أخافُ هَولَهُ، وَمَؤونَةَ ما أخافُ مَؤونَتَهُ، وَهَمَّ ما أخافُ هَمَّهُ، بِلا مَؤونَةٍ عَلیٰ نَفسی مِنْ ذٰلِکَ،
ص:133
وَاصْرِفْنی بِقَضاءِ حَوائِجی، وَکِفایَةِ ما أهَمَّنی هَمُّهُ مِنْ أمرِ آخِرَتی وَدُنیای .
یا أمِیرَ المُؤمِنینَ و یا أبا عبدِ اللّٰهِ، عَلیکُما مِنِّی سَلامُ اللّٰهِ أبَداً ما بَقِی اللَّیلُ وَالنَّهارُ، وَ لا جَعَلهُ اللّٰهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِیارَتِکُما، وَ لا فَرَّق بَینِی وَبَینَکُما.
اللّٰهُمَّ أحیِنی حَیاةَ مُحَمَّدٍ وَذُرِّیَّتِه، وَأَمِتنِی مَماتَهمُ، و تَوَفَّنِی عَلی مِلَّتِهم، وَاحشُرنِی فی زُمرَتِهم، وَلا تُفرِّق بَینِی وَبَینَهُم طَرفَةَ عَینٍ أبداً فِی الدُّنیا وَالآخِرةِ.
یا أمیرَ المُؤمِنینَ وَیا أبا عَبدِ اللّٰهِ، أتَیتُکُما زائِراً، وَمُتَوَسِّلاً إلَی اللّٰهِ رَبِّی وَرَبِّکُما، وَمُتَوَجِّهاً إلَیه بِکُما، وَمُستَشفِعاً بِکُما إلَی اللّٰهِ تعالی فی حاجَتی هٰذِهِ، فَاشْفَعا لی فإنَّ لَکُما عِندَ اللّٰهِ المَقامَ المَحمودَ، وَالجاهَ الوَجِیهَ، وَالمَنزِلَ الرَّفِیعَ وَالوَسیلَةَ، إنِّی أنقَلِبُ عَنکُما (1) مُنتَظِراً لِتَنَجُّزِ الحاجَةِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ اللّٰهِ بِشَفاعَتِکُما لِی إلَی اللّٰهِ فی ذلِکَ، فَلا أَخِیبُ وَلا یَکونُ مُنقَلَبی مُنقَلَباً خائباً خاسِراً، بَلْ یَکونُ مُنقَلَبی مُنقَلَباً راجِحاً مُفلَِحاً مُنجِحاً مُستَجاباً بِقَضاءِ جَمیعِ الحَوائِجِ وَتَشفَعاً لی إلی اللّٰهِ .
ص:134
أنقَلِبُ عَلیٰ ما شاءَ اللّٰهُ، لا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلّابِاللّٰهِ، مُفَوِّضاً أمرِی إلَی اللّٰهِ، مُلجِئاً ظَهری إلَی اللّٰهِ، وَمُتَوَکِّلاً عَلَی اللّٰهِ، وَأقولُ: حَسبِیَ اللّٰهُ وَکَفیٰ، سَمِعَ اللّٰهُ لِمَنْ دَعا، لَیسَ لی وَراءَ اللّٰهِ وَوَراءَکُم یا سادَتی مُنتَهی، ما شاءَ رَبِّی کانَ، وَما لَمْ یَشَأْ لَمْ یَکُنْ، وَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللّٰهِ.
أستَودِعُکُما اللّٰهَ، وَلا جَعَلهُ اللّٰهُ آخِرَ العَهدِ مِنِّی إلَیکُما.
انصَرَفتُ یا سَیِّدی یا أمیرَ المؤمِنینَ وَمَولایَ وَأنتَ یا أبا عَبدِاللّٰهِ یا سَیِّدی وَسَلامی عَلَیکُما مُتَّصِلٌ ما اتَّصَلَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ، وَاصِلٌ ذلِکَ إلَیکُما، غَیرُ مَحجوبٍ عَنکُما سَلامی إنْ شاءَ اللّٰهُ؛ وَأسأَلُهُ بِحَقِّکُما أنْ یَشاءَ ذلِک وَیَفعَلَ، فَإنَّهُ حَمیدٌ مَجیدٌ .
انقَلَبتُ یا سَیِّدَیَّ عَنکُما تائِباً، حامِداً للّٰهِ ِ شاکِراً، راجِیاً لِلإجابَةِ، غَیرَ آیِسٍ وَلا قانِطٍ، آئباً عائِداً راجِعاً إلیٰ زِیارَتِکُما، غَیرَ راغِبٍ عَنکُما وَلا عَن زِیارَتِکُما، بَلْ راجِعٌ إنْ شاءَ اللّٰهُ، وَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللّٰهِ العَلیِّ العَظِیمِ.
یا سادَتی، رَغِبتُ إلَیکُما وَإلی زِیارَتِکُما بَعدَ أنْ زَهِدَ فِیکُما وَفی زِیارَتِکُما أهلُ الدُّنیا، فَلا خَیَّبَنِیَ اللّٰهُ ما رَجَوتُ وَما أمَّلتُ فی زِیارَتِکُما، إنَّهُ قَریبٌ مُجِیبٌ .
ص:135
قال سیف بن عمیرة : فسألت صفوان فقلت له: إنّ علقمة بن محمّد الحضرمیّ لم یأتنا بهذا عن أبی جعفر علیه السلام ؛ إنّما أتانا بدعاء الزّیارة؟!
فقال صفوان: وردت مع سیّدی أبی عبداللّٰه علیه السلام إلی هذا المکان ففعل مثل الّذی فعلناه فی زیارتنا، ودعا بهذا الدّعاء عند الوداع بعد أن صلّی کما صلّینا، وودّع کما ودّعنا.
ثمّ قال لی صفوان: قال لی أبو عبد اللّٰه علیه السلام : تعاهد هذه الزیارة وادعُ بهذا الدعاء، وزُرْ به، فإنّی ضامن علی اللّٰه تعالیٰ لکلّ من زار بهذه الزیارة ودعا بهذا الدعاء من قُرب أو بُعد أنّ زیارته مقبولة، وسعیه مشکور، وسلامه واصل غیر محجوب، وحاجته مقضیّة من اللّٰه بالغاً ما بلغت، ولا یخیّبه.
یا صفوان، وجدت هذه الزیارة مضمونة بهذا الضمان عن أبی، وأبی عن أبیه علیّ بن الحسین علیهم السلام مضموناً بهذا الضمان، والحسین عن أخیه الحسن مضموناً بهذا الضمان، والحسن عن أبیه أمیر المؤمنین مضموناً بهذا الضمان، وأمیر المؤمنین عن رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله مضموناً بهذا الضمان، ورسول اللّٰه صلی الله علیه و آله عن جبرئیل علیه السلام مضموناً بهذا الضمان، وجبرئیل عن اللّٰه عزّ وجلّ مضموناً بهذا الضمان، قد آلی اللّٰه علیٰ نفسه عزّ وجلّ أنّ من زار الحسین علیه السلام بهذا الزیارة من قُرب أو بُعد ودعا بهذا الدعاء قبلت منه زیارته، وشفّعته فی مسألته بالغاً ما بلغ، وأعطیته سؤله، ثمّ لا ینقلب عنّی
ص:136
خائباً، وأقلبه مسروراً قریراً عینه بقضاء حاجته والفوز بالجنّة والعتق من النار، وشفّعته فی کلّ من شفّع خلا ناصب لنا أهل البیت، آلی اللّٰه تعالیٰ بذلک علیٰ نفسه، وأشهدَنا بما شهدت به ملائکة ملکوته علیٰ ذلک. ثمّ قال جبرئیل: یا رسول اللّٰه، أرسلَنی إلیک سروراً وبُشری لک، وسروراً وبُشری لعلیّ وفاطمة والحسن والحسین، وإلی الأئمّة من ولدک إلیٰ یوم القیامة، فدام یامحمّد سرورک وسرور علیّ وفاطمة والحسن والحسین والأئمة وشیعتکم إلیٰ یوم البعث.
ثمّ قال صفوان: قال لی أبو عبد اللّٰه علیه السلام یا صفوان، إذا حدث لک إلی اللّٰه حاجة فزُر بهذه الزیارة من حیث کنت وادع بهذا الدعاء، وسل ربّک حاجتک تأتک من اللّٰه، واللّٰه غیر مُخلف وعده ورسوله صلی الله علیه و آله بمنّه، والحمد للّٰه (1).
ص:137
جعفر بن محمّد علیهما السلام یوم عاشوراء فألفیته (1) کاسف اللّون ظاهر الحزن، ودموعه تنحدر من عینیه کاللؤلؤ المتساقط، فقلت: یا بن رسول اللّٰه، مِمَّ بکاؤک - لا أبکی اللّٰه عینیک؟
فقال لی: أوَفی غفلة أنت؟! أما علمت أنَّ الحسین بن علیّ قُتل فی مثل هذا الیوم؟!
فقلت: یا سیّدی، فما قولک فی صومه؟
ص:139
فقال لی: صُمه من غیر تبییت (1)، وأفطر من غیر تشمیت (2)، ولا تجعله یوم صوم کَمَلاً، ولیکن إفطارک بعد صلاة العصر بساعة علی شربة من ماء؛ فإنّه فی مثل ذلک الوقت من ذلک الیوم تجلّت الهیجاء عن آل رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله وانکشفت المَلحمة (3) عنهم، ومنهم فی الأرض ثلاثون صریعاً فی موالیهم، یعزّ علی رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله مصرعهم؛ ولو کان فی الدُّنیا یومئذٍ حیّاً لکان صلوات اللّٰه علیه وآله هو المُعزَّی بهم.
قال: وبکی أبو عبداللّٰه علیه السلام حتّی اخضلّت لحیته بدموعه، ثمّ قال: إنّ اللّٰه جلَّ ذکره لمّا خلق النّور خلقه یوم الجمعة فی تقدیره فی أوّل یوم من شهر رمضان، وخلق الظلمة فی یوم الأربعاء یوم عاشوراء فی مثل ذلک - یعنی یوم العاشر من المحرّم - فی تقدیره، ولکلّ منهما شرعة ومنهاج.
یا عبداللّٰه بن سنان، إنَّ أفضل ما تأتی به فی مثل هذا الیوم أن تعمد إلی ثیاب طاهرة فتلبسها وتتسلّب .
قلت: وما التسلّب؟
قال: تحلُل أزرارک وتکشف عن ذراعیک کهیئة أصحاب المصائب، ثمّ تخرج إلی أرض مُقفرة أو مکان لایراک به أحد، أو تعمد إلی منزل
ص:140
لک خالٍ أو فی خلوة منذ حین یرتفع النهار، فتصلّی أربع رکعات تُحسن رکوعها وسجودها (1) وتسلّم بین کلِّ رکعتین، تقرأُ فی الرّکعة الاُولی سورة الحمد و«قل یا أیّها الکافرون»، وفی الثانیة الحمد و«قل هو اللّٰه أحد»، ثمّ تصلّی رکعتین اخریین تقرأُ فی الاُولی الحمد وسورة الأحزاب، وفی الثانیة الحمد و«إذا جاءک المنافقون» أو ما تیسّر من القرآن، ثمّ تسلّم وتُحوّل وجهک نحو قبر الحسین علیه السلام ومضجعه، فتُمثّل لنفسک مصرعه ومن کان معه [من ولده وأهله، وتسلّم وتصلّی علیه] (2)، وتلعن قاتلیه وتتبرّأ من أفعالهم، یرفع اللّٰه عزّ وجلّ لک بذلک فی الجنّة من الدرجات، ویحطّ عنک من السیّئات.
ثمّ تسعی من الموضع الّذی أنت فیه - إن کان صحراء أو فضاء أو أیّ شیء کان - خطوات تقول فی ذلک: إنّٰا للّٰهِ ِ وَإنّا إلَیهِ راجِعونَ، رِضاً بِقَضائِهِ وَتَسلِیماً لِأمرِهِ .
ولیکن علیک فی ذلک الکآبة والحزن، وأکثر من ذکر اللّٰه والاسترجاع فی ذلک [ الیوم] (3).
فإذا فرغت من سعیک وفعلک هذا فقف فی موضعک الّذی صلّیت فیه ثمّ قل:
ص:141
اللّٰهُمَّ عَذِّبِ الفَجَرَةَ الَّذِینَ شاقُّوا رُسُلَکَ، وَحارَبوا أولِیاءَکَ، وَعَبَدُوا غَیرَکَ، وَاسْتَحَلُّوا مَحارِمَکَ، وَالْعَنِ القادَةَ وَالأتباعَ ومَنْ کانَ لَهُم مُحبّاً وَ من أوضَعَ (1) مَعَهُمْ، أو رَضِیَ بِفِعلِهِم، لَعْناً کَثِیراً.
اللّٰهُمَّ وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ صَلَواتِک عَلَیهِ وَعَلَیهِم، وَاسْتَنْقِذْهُم مِنْ أیْدی المُنافِقِینَ المُضِلِّینَ، وَالکَفَرَةِ الجاحِدینَ، وَافْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً یَسِیراً، وَأتِحْ (2) لَهُمْ رَوحاً وَفَرَجاً (3) قَرِیباً، وَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْکَ سُلطاناً نَصیراً .
ثمّ ارفع یدیک واقنت بهذا الدُّعاء، وقل - وأنت تُومی إلی أعداء آل محمّد صلّی اللّٰه علیه وعلیهم - :
اللّٰهُمَّ إنَّ کَثیراً مِنَ الأُمَّةِ ناصَبَتِ المُستَحفَظِینَ مِنَ الأئِمَّةِ، وَکَفَرَتْ بِالکَلِمَةِ، وَعَکَفَتْ عَلَی القادَةِ الظَّلَمَةِ، وَهَجَرَتِ الکِتابَ وَالسُّنَّةَ، وَعَدَلَتْ عَنِ الحَبْلَینِ اللَّذَینِ أمَرتَ بِطاعَتِهِما، وَالتَّمَسُّک بِهِما، فَأماتَتِ الحَقَّ، وَحادَتْ عَنِ القَصدِ، وَمالَأَتِ (4) الأحزابَ، وَحَرَّفَتِ الکِتابَ، وَکَفَرَتْ بِالحَقِّ لَمّا جاءَها، وَتَمَسَّکَتْ بِالباطِلِ لَمّا
ص:142
اعتَرَضَها، فَضَیَّعت حَقَّکَ، وَأضَلَّتْ خَلقَکَ، وَقَتَلَتْ أولادَ نَبِیِّکَ، وَخِیرَةَ عِبادِکَ وَحَمَلَةَ عِلمِکَ، ووَرَثَةَ حِکمَتِک وَوَحیِکَ .
اللّٰهُمَّ فَزَلْزِلْ أقدامَ أعدائِکَ وَأعداءِ رَسولِکَ وَأهلِ بَیتِ رَسولِکَ.
[ اللّٰهُمَّ] (1) وَ أخْرِبْ دِیارَهُم، وَافْلُلْ سِلاحَهُم، وَخالِفْ بَینَ کَلِمَتِهِم، وَفُتَّ (2) فی أعضادِهِم، وَأَوهِنْ کَیدَهُم، وَاضْرِبْهُم بِسَیفِک القاطِعِ، وَارْمِهِم بِحَجَرِک الدّامِغِ، وَطُمَّهُمْ (3) بِالبَلاءِ طَمّاً، وَقُمَّهُم بِالعَذابِ قَمّاً، وَعَذِّبْهُم عَذاباً نُکْراً، وَخُذْهُم بِالسِّنِینَ وَالمَثُلاتِ الَّتی أهلَکتَ بِها أعداءَکَ، إنَّک ذو نِقمَةٍ مِنَ المُجرِمینَ .
اللّٰهُمَّ إنَّ سُنَّتَک ضائِعَةٌ، وَأحکامَک مُعَطَّلَةٌ، وَعِترَةَ نَبِیِّک فی الأرضِ هائِمَةٌ (4).
اللّٰهُمَّ فأعزّ الحَقَّ وَأهلَهُ، وَاقْمَعِ الباطِلَ وَأهلَهُ، وَمُنَّ عَلَینا بِالنَّجاةِ، وَاهْدِنا إلَی الإیمانِ، وَعَجِّلْ فَرَجَنا، وَانْظِمْهُ بِفَرَجِ أولِیائِکَ، وَاجْعَلْهُم لَنا رِدءاً (5) وَاجعَلْنا لَهُمْ رِفْداً (6).
ص:143
اللّٰهُمَّ وَأهلِک مَنْ جَعَلَ [یَومَ] (1) قَتلِ ابنِ بِنتِ نَبِیِّک وَخِیرَتِک عِیداً، وَاسْتَهَلَّ بِهِم فَرَحاً وَمَرَحاً، وَخُذْ آخِرَهُمْ بِما أخَذْتَ أوَّلَهُم. وَأضْعِفِ اللّٰهُمَّ العَذابَ وَالتَنکِیلَ عَلیٰ ظالِمی أهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ، وَأهلِک أشیاعَهُم وَقادَتَهُم، وَأبِرْ حُماتَهُم وَجَماعَتَهُم.
اللّٰهُمَّ [وَ] (2) ضاعِفْ صَلَواتِک ورَحمَتَک وبَرَکاتِک عَلیٰ عِترَةِ نَبِیِّکَ، العِترَةِ الضائِعَةِ الخائِفَةِ المُستَذَلَّةِ، بَقِیَّة الشَّجَرَةِ الطَّیِّبَةِ الزَّکِیَةِ المُبارَکَةِ.
وَأعْلِ اللّٰهُمَّ کَلِمَتَهُم، وَأفلِجْ حُجَّتَهُم، وَاکْشِفِ البَلاءَ وَاللَّأْواءَ (3)وَحَنادِسَ (4) الأباطِیلِ وَالغمّاء عَنهُمْ، وَثَبِّتْ قُلوبَ شِیعَتِهِم وَحِزبِکَ عَلیٰ طاعَتِهِم وَوِلایَتِهِم وَنُصرَتِهِم وَمُوالاتِهِم. وَأعِنْهُم، وَامْنَحْهُمُ الصَّبرَ عَلَی الأذیٰ فِیکَ.
وَاجْعَلْ لَهُمْ أیّاماً مَشهودَةً وَأوقاتاً (مَحمُودَةً مَسعُودَةً) (5) تُوشِکُ (6)فِیها فَرَجُهُم، وَتُوجِبُ فِیها تَمکِینَهُم وَنَصرَهُم، کَما ضَمِنْتَ لِأولِیائِک فی کِتابِکَ المُنزَلِ، فَإنَّک قُلتَ وَقَولُکَ الحَقُّ : «وَعَدَ اللّٰهُ الَّذینَ آمَنوا
ص:144
مِنْکُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَیَستَخْلِفَنَّهُم فی الأرضِ کَما اسْتَخلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِم وَلَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذی ارْتَضیٰ لَهُمْ وَلَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعدِ خَوفِهِمْ أمْناً» (1).
اللّٰهُمَّ فَاکْشِفْ غُمَّتَهُم (2)، یا مَنْ لا یَمْلِکُ کَشْفَ الضُرِّ إلّاهُوَ، یا أحَدُ یا حَیُّ یا قَیُّومُ، وَأنا یا إلٰهی عَبدُک الخائِفُ مِنکَ، وَالرّاجِعُ إلَیکَ، السائِلُ لَکَ، المُقبِلُ عَلَیکَ، اللّاجئ إلیٰ فِنائِکَ، العالِمُ بِک فإنّه (3)لا مَلجَأَ مِنک إلّاإلَیکَ.
اللّٰهُمَّ فَتَقَبَّلْ دُعائی، وَاسْمَعْ یا إلٰهی عَلانِیَتی وَنَجوایَ، وَاجْعَلْنی مِمَّنْ رَضِیتَ عَمَلَهُ، وَقَبِلتَ نُسُکَهُ، وَنَجَّیتَهُ بِرَحمَتِکَ، إنَّک أنتَ العَزیزُ الحکیم الکَریمُ .
اللّٰهُمَّ وَصَلِّ أوَّلاً وَآخِراً عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِک عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، بِأکمَلِ وَأفضَلِ ما صَلَّیتَ وَبارَکْتَ وَتَرَحَّمتَ عَلیٰ أنبِیائِک وَرُسُلِک وَمَلآئِکَتِک وَحَمَلَةِ عَرشِک بِلا إلٰهَ إلّاأنتَ .
اللّٰهُمَّ وَلا تُفَرِّقْ بَینی وَبَینَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُک عَلَیهِ وَعَلَیهِمْ، وَاجْعَلْنی یا إلهی مِنْ شِیعَةِ مُحَمَّدٍ وَعَلِیٍّ وَفاطِمَةَ وَالحَسَنِ
ص:145
وَالحُسَینِ، وَذُرِّیَّتِهِمُ الطّاهِرَةِ وَالمُنتَجَبَةِ ، وَهَیّئ لِیَ التَّمَسُّکَ بِحَبلِهِم، وَالرِّضا بِسَبیلِهِم، وَالأخذَ بِطَریقِهِم، إنَّکَ جَوادٌ کَریمٌ .
ثمّ عفّر وجهک علی الأرض وقل:
یا مَنْ یَحکُمُ ما یَشاءُ وَیَفعَلُ ما یُریدُ، أنتَ حَکَمتَ فَلَک الحَمدُ مَحموداً مَشکوراً، فَعجّل (1) یا مَولایَ فَرَجَهُم وَفَرَجَنا بِهِم، فَإنَّکَ ضَمِنتَ إعزازَهُم بَعدَ الذِّلَّةِ، وَتَکثِیرَهُمْ بَعدَ القِلَّةِ، وَإظهارَهُم بَعدَ الخُمولِ، یا أصدَقَ الصّادِقینَ، وَیا أرحَمَ الرّاحِمینَ .
وَأَسأَلُکَ یا إلٰهی وَسَیِّدی مُتَضَرِّعاً إلَیک بِجُودِک وَکَرَمِک بَسطَ أمَلی، وَالتَّجاوُزَ عَنِّی، وَقَبولَ قَلیلِ عَمَلی وَکَثیرِهِ، وَالزِّیادَةَ فی أیّامی وَتَبلِیغی ذلِک المَشهَدَ، وَأنْ تَجعَلَنی مِمَّنْ یُدعیٰ فَیُجِیبُ إلیٰ طاعَتِهِم وَمُوالاتِهِم وَنُصْرَتِهِم، وَتُرِیَنی ذلِک قَریباً سَریعاً فی عافِیَةٍ، إنَّک علیٰ کُلِّ شَیْ ءٍ قَدیرٌ .
ثمّ ارفع یدک إلی السماء وقل:
أعوذُ بِک أنْ أکونَ مِنَ الَّذِینَ لایَرجُونَ أیّامَکَ، فَأعِذْنی (2) یا إلٰهِی بِرَحمَتِک مِنْ ذٰلِکَ.
ص:146
فإنّ هذا أفضل من کذا [وکذا] (1) حجّة وکذا وکذا عمرة تتطوّعها، وتُنفق فیها مالک، وتتعب فیها بدنک، وتفارق فیها أهلک وولدک.
واعلم أنّ اللّٰه تعالی یعطی من صلّی هذه الصلاة فی هذا الیوم، ودعا بهذا الدعاء مخلصاً، وعمل هذا العمل موقناً مصدّقاً، عشر خصال؛ منها:
أن یقیه اللّٰه میتة السَّوء، ویُؤمنه من المکاره والفقر، ولا یُظهر علیه عدوّاً إلی أن یموت، ویقیه اللّٰه من الجنون والبرص فی نفسه وولده إلی أربعة أعقاب له، ولا یجعل للشیطان و لا لأولیائه علیه ولا علی نسله إلی أربعة أعقاب سبیلاً.
قال ابن سنان: فانصرفت وأنا أقول: الحمد للّٰه الّذی منّ علیّ بمعرفتکم وحُبّکم، وأسأله المعونة علی المفترَض [علیّ] (2) من طاعتکم [بمنّه ورحمته] (3) . (4)
ص:147
بإسناده (1) عن أبی حمزة الثّمالی قال:
قال الصادق علیه السلام : إذا أردت زیارة قبر العبّاس بن علیّ علیه السلام - وهو علی شطّ الفرات بحذاءِ الحائر - فقف علی باب السّقیفة وقل:
سَلامُ اللّٰهِ وَسَلامُ مَلآئِکَتِهِ المُقَرَّبِینَ، وَأنبِیائِهِ المُرسَلِینَ، وَعِبادِهِ الصّالِحِینَ، وَجَمِیعِ الشُّهَداءِ وَالصِّدِّیقِینَ، وَالزّاکِیاتُ الطَّیِّباتُ فِیما تَغتَدِی وَتَرُوحُ، عَلَیکَ یا بنَ أمیرِالمؤمِنِینَ.
أشهَدُ لَکَ بِالتَّسلِیمِ وَالتَّصدِیقِ وَالوَفاءِ وَالنَّصِیحَةِ لِخَلَفِ النَّبِیِّ المُرسَلِ، وَالسِّبطِ المُنتَجَبِ، وَالدَّلِیلِ العالِمِ، وَالوَصِیِّ المُبَلِّغِ، وَالمَظلومِ المُهتَضَمِ.
فَجَزاکَ اللّٰهُ عَنْ رَسولِهِ وَعَنْ أمیرِالمؤمِنینَ وَعَنِ الحَسَنِ وَالحُسَینِ - صَلَواتُ اللّٰهِ عَلَیهِم - أفضَلَ الجَزاءِ، بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأَعَنْتَ، فَنِعْمَ عُقبَی الدّارِ .
ص:148
لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ قَتَلَکَ، وَلَعَنَ اللّٰهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّکَ وَاسْتَخَفَّ بِحُرمَتِکَ، وَلَعَنَ اللّٰهُ مَنْ حالَ بَینَکَ وَبَینَ ماءِ الفُراتِ.
أشهَدُ أنَّکَ قُتِلْتَ مَظلوماً، وَأنَّ اللّٰهَ مُنجِزٌ لَکُم ما وَعَدَکُم.
جِئتُکَ یا بنَ أمِیرِالمؤمِنینَ وافدِاً إلَیکُم، وَقَلبی مُسَلِّمٌ لَکُم وَتابِعٌ (1)، وَأنا لَکُمْ تابِعٌ، وَنُصرَتِی لَکُم مُعَدَّةٌ، حَتّیٰ یَحکُمَ اللّٰهُ وَهُوَ خَیرُ الحاکِمینَ.
فَمَعَکُم مَعَکُم، لا مَعَ عَدُوِّکُم. إنِّی بِکُم وَبِإیابِکُم مِنَ المؤمِنینَ، وَبِمَنْ خالَفَکُم وَقَتَلَکُم مِنَ الکافِرِینَ. قَتَلَ اللّٰهُ أُمَّةً قَتَلَتْکُم بِالأیدِی وَالألسُنِ.
ثمّ ادخل وانکبّ علی القبر وقل:
السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها العَبدُ الصّالِحُ، المُطِیعُ للّٰهِ ِ وَلِرَسولِهِ، وَلاِمِیرِ المؤمِنینَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ عَلَیهِمُ السَّلامُ. السَّلامُ عَلَیکَ وَرَحمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ وَرِضوانُهُ، وَعَلیٰ رُوحِکَ وَبَدَنِکَ .
أشهَدُ وَأُشهِدُ اللّٰهَ أنَّکَ مَضَیتَ عَلیٰ ما مَضیٰ عَلَیهِ البَدرِیُّونَ، المُجاهِدونَ فی سَبِیلِ اللّٰهِ، المُناصِحُونَ لَهُ فی جِهادِ أعدائِهِ، المُبالِغُونَ فی نُصرَةِ أولِیائِهِ، الذّابُّونَ عَنْ أحِبّائِهِ .
فَجَزَاکَ اللّٰهُ أفضَلَ الجَزاءِ، وَأکثَرَ الجَزاءِ، وَأوفَرَ الجَزاءِ، وَأَوفیٰ
ص:149
جَزاءِ أحَدٍ مِمَّنْ وَفیٰ بِبَیعَتِهِ، وَاسْتَجابَ لَهُ دَعوَتَهُ، وَأطاعَ وُلاةَ أمرِهِ .
وَأشهَدُ أنَّکَ قَدْ بالَغْتَ فی النَّصِیحَةِ، وَأعطَیتَ غایَةَ المَجهودِ، فَبَعَثَکَ اللّٰهُ فی الشُّهَداءِ، وَجَعَلَ رُوحَکَ مَعَ أرواحِ السُّعَداءِ (1)، وَأعطاکَ مِنْ جِنانِهِ أفسَحَها مَنزِلاً، وَأفضَلَها غُرَفاً؛ وَرَفَعَ ذِکرَکَ فی عِلِّیِّینَ، وَحَشَرَکَ مَعَ النَّبِیِّینَ وَالصِّدِّیقِینَ، وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحِینَ، وَحَسُنَ أُولٰئِکَ رَفِیقاً .
أشهَدُ أنَّکَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنکِلْ، وَأنَّکَ مَضَیتَ عَلیٰ بَصِیرَةٍ مِنْ أمرِکَ مُقتَدِیاً بِالصّالِحِینَ، وَمُتَّبِعاً لِلنَّبِیِّینَ .
فَجَمَعَ اللّٰهُ بَینَنا وَبَینَکَ وَبَینَ رَسولِهِ وَأولِیائِهِ فی مَنازِلِ المُخبِتِینَ، فَإنَّهُ أرحَمُ الرّاحِمِینَ (2).
ص:150
وداع الإمام الحسین علیه السلام
بإسناده (1) عن أبی حمزة الثمالی عن أبی عبداللّٰه علیه السلام قال:
إذا أردت الوداع بعد فراغک من الزیارات فأکثر منها ما استطعت، ولیکن مقامک بالنینوی أو الغاضریّة، ومتی أردت الزیارة فاغتسل وزُر زورة الوداع، فإذا فرغت من زیارتک فاستقبل بوجهک وجهه والتمس القبر وقل:
السَّلامُ عَلَیک یا وَلِیَّ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیک یا أبا عَبدِاللّٰهِ، أنتَ لِی جُنَّةٌ مِنَ العَذابِ، وَهٰذا أوانُ انصِرافی عَنک غَیرَ راغِبٍ عَنکَ، وَلا مُستَبدِلٍ بِک سِواکَ، وَلا مُؤثِرٍ عَلَیک غَیرَکَ، وَلا زاهِدٍ فی قُربِکَ، وَقَدْ جُدْتُ بِنَفسِی لِلحَدَثانِ، وَتَرَکْتُ الأهلَ وَالأوطانَ، فَکُنْ لی یَومَ حاجَتِی وَفَقْری وَفاقَتی، وَیَومَ لا یُغْنِی عَنِّی وَالِدِی، وَلا وَلَدی وَلا حَمِیمی وَلا رَفِیقی وَلا قَریبِی .
أسأَلُ اللّٰهَ الَّذی قَدَّرَ وَخَلَقَ أنْ یُنَفِّسَ بِک کَرْبی .
وَأسأَلُ اللّٰهَ الَّذی قَدَّرَ عَلَیَّ فِراقَ مَکانِک أنْ لا یَجعَلَهُ آخِرَ العَهدِ مِنِّی وَمِنْ رَجعَتِی .
ص:151
وَأسأَلُ اللّٰهَ الَّذی أبْکَیٰ عَلَیک عَینِی أنْ یَجعَلَهُ سَنَداً لِی .
وَأسأَلُ اللّٰهَ الَّذی نَقَلَنی إلَیک مِنْ رَحْلی وَأهلِی أنْ یَجعَلَهُ ذُخْراً لی .
وَأسأَلُ اللّٰهَ الَّذی أرانی مَکانَک وَهَدانی لِلتَّسلِیمِ عَلَیک وَلِزیارَتِی إیّاک أنْ یُورِدَنی حَوضَکُم، وَیَرزُقَنی مُرافَقَتَکُم فی الجِنانِ مَعَ آبائِک الصّالِحینَ، صَلَّی اللّٰهُ عَلَیهِمْ أجمَعِینَ .
السَّلامُ عَلَیک یا صَفوَةَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلیٰ رَسُولِ اللّٰهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبدِ اللّٰهِ، حَبِیبِ اللّٰهِ وَصَفوَتِهِ، وَأمینِهِ وَرَسولِهِ، وَسَیِّدِ النَّبِیِّینَ.
السَّلامُ عَلیٰ أمیرِ المُؤمِنِینَ ووَصِیِّ رَسُولِ رَبِّ العالَمِینَ، وَقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِینَ.
السَّلامُ عَلَی الائِمَّةِ الرّاشِدِینَ المَهدِیِّینَ. السَّلامُ عَلیٰ مَنْ فی الحائِرِ مِنْکُم . السَّلامُ عَلیٰ مَلآئِکَةِ اللّٰهِ الباقِینَ المُسَبِّحِینَ المُقِیمِینَ، الَّذِینَ هُمْ بِأَمرِ رَبِّهِمْ قائِمُونَ. السَّلامُ عَلَینا وَعَلیٰ عِبادِ اللّٰهِ الصّالِحِینَ، وَالحَمدُ للّٰهِ ِ رَبِّ العالَمِینَ .
وتقول:
سَلامُ اللّٰهِ وَسَلامُ مَلآئِکَتِهِ المُقَرَّبِینَ، وَأنبِیائِهِ المُرسَلِینَ، وَعِبادِهِ الصّالِحِینَ عَلَیک یا بْنَ رَسُولِ اللّٰهِ، وَعَلیٰ رُوحِک وَبَدَنِکَ، وَعَلیٰ ذُرِّیَّتِکَ، وَعَلیٰ مَنْ حَضَرَک مِنْ أولِیائِکَ .
ص:152
أسْتَودِعُک اللّٰهَ وَأستَرعِیک، وَأقْرَأُ عَلَیک السَّلامَ، آمَنّا بِاللّٰهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِما جاءَ بِهِ مِنْ عِندِ اللّٰهِ، اللّٰهُمَّ اکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِینَ .
وتقول:
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهدِ مِنْ زِیارَتی ابْنَ رَسولِکَ، وَارْزُقْنی زِیارَتَهُ أبَداً ما أبقَیتَنی. اللّٰهُمَّ وَانْفَعْنی بِحُبِّهِ یا رَبَّ العالَمِینَ، اللّٰهُمَّ ابْعَثْهُ مَقاماً مَحمُوداً، إنَّک عَلیٰ کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.
اللّٰهُمَّ إنِّی أسأَلُک بَعدَ الصَّلاةِ وَالتَّسلِیمِ، أنْ تُصَلِّیَ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأنْ لا تَجعَلَهُ آخِرَ العَهدِ مِنْ زِیارَتی إیّاهُ، فَإنْ جَعَلْتَهُ یا رَبِّ فَاحْشُرْنی مَعَهُ وَمَعَ آبائِهِ وَأولِیائِهِ، وَإنْ أبقَیتَنی یا رَبِّ فَارْزُقْنی العَودَ إلَیهِ، ثُمَّ العَودَ إلَیهِ بَعدَ العَودِ، بِرَحمَتِک یا أرحَمَ الرّاحِمِینَ .
اللّٰهُمَّ اجْعَلْ لی لِسانَ صِدْقٍ فی أولِیائِکَ، وَحَبِّبْ إلَیَّ مَشاهِدَهُم.
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَشغَلْنی عَنْ ذِکرِک بِإکثارٍ عَلَیَّ مِنَ الدُّنیا تُلهِینی عَجائِبُ بَهجَتِها، وتَفتِنُنی زَهَراتُ زِینَتِها، وَلا بإقْلالٍ یَضُرُّ بِعَمَلِی کَدُّهُ، وَیَمْلَأُ صَدْرِی هَمُّهُ؛ وأعْطِنی مِن ذلِکَ غِنَیً عَنْ شِرارِ خَلقِکَ، وَبَلاغاً أنالُ بِهِ رِضاکَ یا رَحمٰنُ، السَّلامُ عَلَیکُم یا مَلآئِکَةَ اللّٰهِ، وَزُوّارَ قَبرِ أبی عَبدِ اللّٰهِ علیه السلام .
ص:153
ثمّ ضع خدَّک الأیمن علی القبر مرّة، ثمّ الأیسر مرّة، وألحَّ فی الدعاء والمسألة، فإذا خرجت فلا تُولّ وجهک عن القبر حتّی تخرج (1).
ص:154
بإسناده (1) عن الحسن بن علیّ الوشّاء، عن الرضا علیه السلام قال: سألته عن زیارة قبر أبی الحسن علیه السلام مثل [زیارة] (2) قبر الحسین علیه السلام ؟ قال: نعم (3).
بإسناده (4) عن الحسن بن علی الوشّاء قال: قلت للرضا علیه السلام : ما لمن زار
ص:155
قبر أبیک أبی الحسن علیه السلام ؟ فقال: زره.
قال: فقلت: فأیّ شیء فیه من الفضل؟
قال: له مثل من زار قبر الحسین علیه السلام (1).
بإسناده (2) عن عبدالرحمن بن أبی نجران قال: سألت أباجعفر علیه السلام عمّن زار النبیّ صلی الله علیه و آله و سلم قاصداً.
قال: له الجنّة، ومن زار قبر أبی الحسن علیه السلام فله الجنّة (3).
بإسناده (4) عن إبراهیم بن عقبة قال: کتبت إلی أبی الحسن الثالث علیه السلام أسأله عن زیارة قبر أبی عبداللّٰه وعن زیارة قبر أبی الحسن وأبی جعفر علیهم السلام ،
ص:156
فکتب إلیّ: أبوعبداللّٰه علیه السلام المقدّم، وهذا أجمع وأعظم أجراً (1).
بإسناده (1) عن حمزة بن حمران قال: قال أبو عبداللّٰه علیه السلام : یُقتل حفدتی بأرض خراسان فی مدینة یقال لها «طوس»؛ من زاره إلیها عارفاً بحقّه أخذته بیدی یوم القیامة وأدخلته الجنّة، وإن کان من أهل الکبائر.
قال: قلت: جُعلت فداک، وما عرفان حقّه؟
قال: یعلم أنّه إمام مفترض الطاعة غریب شهید. من زاره عارفاً بحقّه أعطاه اللّٰه عزّوجلّ أجر سبعین شهیداً ممّن استُشهد بین یدی رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله علی حقیقة (2) .
ص:158
بإسناده (1) عن أبی الصلت الهروی قال: سمعت الرضا علیه السلام یقول: واللّٰه ما منّا إلّامقتول شهید.
فقیل له: ومن یقتلک یا بن رسول اللّٰه؟
قال: شرّ خلق اللّٰه فی زمانی یقتلنی بالسمّ ثمّ یدفننی فی دار مضیقة وبلاد غربة. ألا فمن زارنی فی غربتی کتب اللّٰه تعالی له أجر مائة ألف شهید ومائة ألف صدّیق ومائة ألف حاجّ ومعتمر ومائة ألف مجاهد، وحُشر فی زمرتنا، وجُعل فی الدرجات العُلی فی الجنّة رفیقنا (2).
إنّی سأُقتل بالسمّ مظلوماً، فمن زارنی عارفاً بحقّی غفر اللّٰه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر (1).
بإسناده (2) عن عبدالسلام بن صالح الهروی قال: سمعت الرضا علیه السلام یقول: إنّی سأُقتل بالسمّ مظلوماً وأُقبر إلی جنب هارون، ویجعل اللّٰه تربتی مختلف شیعتی وأهل محبّتی؛ فمن زارنی فی غربتی وجبت له زیارتی یوم القیامة.
والذی أکرم محمّداً صلی الله علیه و آله و سلم واصطفاه علی جمیع الخلیقة، لا یصلّی أحد منکم عند قبری رکعتین إلّااستحقّ المغفرة من اللّٰه عزّ وجلّ یوم یلقاه.
والذی أکرمنا بعد محمّد صلی الله علیه و آله و سلم بالإمامة وخصّنا بالوصیّة إنّ زوار قبری لأکرم الوفود علی اللّٰه یوم القیامة.
وما من مؤمن یزورنی فیصیب وجهه قطرة من الماء إلّاحرّم اللّٰه
ص:160
تعالی جسده علی النار (1).
بإسناده (2) عن البزنطی، عن الرضا علیه السلام قال: ما زارنی أحد من أولیائی عارفاً بحقّی إلّاشفعت (3) فیه یوم القیامة (4).
بإسناده (5) عن الحسن بن علیّ بن فضّال، عن أبی الحسن علیّ بن موسی الرضا علیه السلام أنّه قال له رجل من أهل خراسان:
یا بن رسول اللّٰه، رأیت رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله فی المنام کأنّه یقول لی: کیف أنتم إذا دُفن فی أرضکم بضعتی، واستحفظتم ودیعتی، وغُیّب فی
ص:161
ثراکم (1) نجمی؟!
فقال له الرضا علیه السلام : أنا المدفون فی أرضکم، وأنا بضعة من نبیّکم، وأنا الودیعة والنجم.
ألا فمن زارنی وهو یعرف ما أوجب اللّٰه عزّ وجلّ من حقّی وطاعتی فأنا وآبائی شفعاؤه یوم القیامة، ومن کنّا شفعاءه نجا ولو کان علیه مثل وزر الثقلین، الجنّ والإنس (2).
بإسناده (3) عن الحسن بن علیّ بن فضّال، عن أبی الحسن علیّ بن موسی الرضا علیه السلام أنّه قال: إنّ بخراسان لبقعة یأتی علیها زمان تصیر مختلف الملائکة، فلا یزال فوج ینزل من السماء وفوج یصعد إلی أن ینفخ فی الصور .
فقیل له: یا بن رسول اللّٰه، وأیّة بقعة هذه؟
ص:162
قال: هی بأرض طوس، فهی واللّٰه روضة من ریاض الجنّة؛ من زارنی فی تلک البقعة کان کمن زار رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله ، وکتب اللّٰه تبارک وتعالی له ثواب ألف حجّة مبرورة وألف عمرة مقبولة، وکنت أنا وآبائی شفعاءه یوم القیامة (1).
بإسناده (1) عن علیّ بن مهزیار قال: قلت لأبی جعفر علیه السلام : جُعلت فداک، زیارة الرضا علیه السلام أفضل أم زیارة أبی عبد اللّٰه الحسین علیه السلام ؟
فقال: زیارة أبی أفضل، وذلک أنّ أبا عبد اللّٰه علیه السلام یزوره کلّ الناس، وأبی لا یزوره إلّاالخواصّ من الشیعة (2).
بإسناده (3) عن علیّ بن مهزیار قال: قلت لأبی جعفر الثانی علیه السلام : ما لمن زار قبر الرضا علیه السلام ؟
ص:164
قال: فله الجنّة واللّٰه (1).
روی عن بعضهم قال: إذا أتیت قبر علیّ بن موسی الرضا علیه السلام بطوس، فاغتسل عند خروجک من منزلک، وقل حین تغتسل:
اللّٰهُمَّ طَهِّرْنی وَطَهِّرْ لی قَلْبی، وَاشْرَحْ لی صَدْری، وَأجْرِ عَلیٰ لِسانی مِدْحَتَکَ وَالثَّناءَ عَلَیکَ، فِإنَّهُ لا قُوَّةَ إلّابِکَ .
اللّٰهُمَّ اجْعَلْهُ لی طَهُوراً وَشِفاءً وَنُوراً .
وتقول حین تخرج:
بِسمِ اللّٰهِ وَبِاللّٰهِ، وَإلَی اللّٰهِ وَإلَی ابنِ رَسولِهِ، حَسْبِیَ اللّٰهُ، تَوَکَّلْتُ عَلَی اللّٰهِ .
اللّٰهُمَّ إلَیکَ تَوَجَّهْتُ، وَإلَیکَ قَصَدتُ، وَما عِندَکَ أرَدتُ .
فإذا خرجت فقف علی باب دارک وقل:
اللّٰهُمَّ إلَیکَ وَجَّهتُ وَجهی، وَعَلَیکَ خَلَّفتُ أهلی وَمالی وَما خَوَّلْتَنی، وَبِکَ وَثِقْتُ فَلا تُخَیِّبْنی، یا مَنْ لایُخَیِّبُ مَنْ أرادَهُ، وَلا یُضِیعُ مَنْ حَفِظَهُ، صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاحْفَظْنی بِحِفْظِکَ، فإنَّهُ لایَضِیعُ مَنْ حَفِظْتَ .
ص:166
فإذا وافیت سالماً إن شاء اللّٰه فاغتسل، وقل حین تغتسل:
اللّٰهُمَّ طَهِّرْنی وَطَهِّرْ قَلبی، وَاشْرَحْ لی صَدْری، وَأجْرِ عَلیٰ لِسانی مِدحَتَکَ وَمَحَبَّتَکَ وَالثَّناءَ عَلَیکَ، فَإنَّهُ لا قُوَّةَ إلّابِکَ، وَقَدْ عَلِمتُ أنَّ قُوَّةَ دِینِی التَّسلِیمُ لِأمرِکَ، وَالاِتِّباعُ لِسُنَّةِ نَبِیِّکَ، وَالشَّهادَةُ عَلیٰ جَمِیعِ خَلقِکَ .
اللّٰهُمَّ اجْعَلْهُ لی شِفاءً وَنُوراً، إنَّکَ عَلیٰ کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ .
ثمّ البس أطهر ثیابک، وامش حافیاً وعلیک السکینة والوقار - بالتکبیر والتهلیل والتسبیح والتحمید والتمجید، وقصّر خُطاک، وقل حین تدخل:
بِسمِ اللّٰهِ وَبِاللّٰهِ، وَعَلیٰ مِلَّةِ رَسولِ اللّٰهِ، أشهَدُ أنْ لا إلٰهَ إلّااللّٰهُ وَحدَهُ لا شَرِیکَ لَهُ، وَ أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ، وَ أنَّ عَلِیّاً وَلِیُّ اللّٰهِ .
ثمّ أشر علی قبره واستقبل وجهه بوجهک واجعل القبلة بین کتفیک وقل:
أشهَدُ أنْ لا إلٰهَ إلّااللّٰهُ وَحدَهُ لا شَرِیکَ لَهُ، وَأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ وَرَسولُهُ، وَأنَّهُ سَیِّدُ الأوَّلِینَ وَالآخِرینَ، وَأنَّهُ سَیِّدُ الأنبِیاءِ وَالمُرسَلِینَ.
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدٍ عَبدِکَ وَرَسولِکَ وَنَبِیِّکَ، وَسَیِّدِ خَلقِکَ أجمَعِینَ، صَلاةً لا یَقویٰ عَلیٰ إحصائِها غَیرُکَ .
ص:167
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ أمیرِ المؤمنِینَ عَلیِّ بنِ أبی طالِبٍ، عَبدِکَ وَأخی رَسولِکَ، الَّذی انْتَجَبْتَهُ لِعِلمِکَ، وَجَعَلتَهُ هادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلقِکَ، وَالدَّلِیلَ عَلیٰ مَنْ بَعَثتَهُ بِرِسالاتِکَ، وَدَیّانَ الدِّینِ بِعَدلِکَ، وَفَصلَ قَضائِکَ بَینَ خَلقِکَ، وَالمُهَیمِنَ عَلیٰ ذٰلِکَ کُلِّهِ، وَالسَّلامُ عَلَیهِ وَرَحمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ .
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ فاطِمَةَ بِنتِ نَبِیِّکَ، وَزَوجَةِ وَلِیِّکَ، وَأُمِّ السِّبطَینِ الحَسَنِ وَالحُسَینِ سَیِّدَی شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ، الطُّهرَةِ الطاهِرَةِ المُطَهَّرَةِ، النَّقِیَّةِ الرَّضِیَّةِ الزَّکِیَّةِ، سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمِینَ، وَسَیِّدَةِ نِساءِ أهلِ الجَنَّةِ مِنَ الخَلقِ أجمَعِینَ، صَلاةً لایَقویٰ عَلیٰ إحصائِها غَیرُکَ .
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَی الحَسَنِ وَالحُسَینِ، سِبْطَی نَبِیِّکَ، وَسَیِّدَی شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ، القائِمَینِ فی خَلقِکَ، وَالدَّلِیلَینِ عَلیٰ مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالاتِکَ، وَدَیّانَیِ الدِّینِ بِعَدلِکَ، وَفَصْلَی قَضائِکَ بَینَ خَلقِکَ .
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ سیّد العابدین، عَبدِکَ وَالقائِمِ فی خَلقِکَ، وَخَلیفَتِکَ عَلیٰ خَلقِکَ، وَالدَّلِیلِ عَلیٰ مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالاتِکَ، وَدَیّانِ الدِّینِ بِعَدلِکَ، وَفَصلِ قَضائِکَ بَینَ خَلقِکَ.
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ، عَبدِکَ وَوَلِیِّ دِینِکَ، وَخَلِیفَتِکَ فی أرضِکَ، باقِرِ عِلمِ النَّبِیِّینَ، القائِمِ بِعَدلِکَ، وَالدّاعی إلیٰ دِینِکَ وَدِینِ آبائِهِ الصّادِقِینَ، صَلاةً لا یَقویٰ عَلیٰ إحصائِها غَیرُکَ.
ص:168
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ، عَبدِکَ وَوَلِیِّ دِینِکَ، وَحُجَّتِکَ عَلیٰ خَلقِکَ أجمَعِینَ، الصّادِقِ البارِّ.
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُوسَی بنِ جَعفَرٍ الکاظِمِ، العَبدِ الصّالِحِ، وَلِسانِکَ فی خَلقِکَ، النّاطِقِ بِعِلمِکَ، وَالحُجَّةِ عَلیٰ بَرِیَّتِکَ، صَلاةً لا یَقویٰ عَلیٰ إحصائِها غَیرُکَ.
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ عَلِیِّ بنِ مُوسَی الرِّضا، الرَّضِیِّ المُرتَضیٰ، عَبدِکَ وَوَلِیِّ دِینِکَ، القائِمِ بِعَدلِکَ، وَالدّاعی إلیٰ دِینِکَ وَدِینِ آبائِهِ الصّادِقِینَ، صَلاةً لایقوی عَلیٰ إحصائِها غَیرُکَ .
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ وَعَلِیِّ بنِ مُحَمَّدٍ، القائِمَینِ بِأمرِکَ، وَالمُؤَدِّیَینِ عَنکَ، وَشاهِدَیکَ عَلیٰ خَلقِکَ، وَدَعائِمِ دِینِکَ، وَالقوّامِ عَلیٰ ذٰلِکَ، صَلاةً لایَقویٰ عَلیٰ إحصائِها غَیرُکَ.
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَی الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ، العامِلِ بِأمرِکَ، وَالقائِمِ فی خَلقِکَ وَحُجَّتِکَ المُؤدِّی عَنْ نَبِیِّکَ، وَشاهِدِکَ عَلیٰ خَلقِکَ، المَخصوصِ بِکَرامَتِکَ، الدّاعی إلیٰ طاعَتِکَ وَطاعَةِ رَسولِکَ، صَلَواتُکَ عَلَیهِم أجمَعِینَ، صَلاةً لایَقویٰ عَلیٰ إحصائِها غَیرُکَ.
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ حُجَّتِکَ وَوَلِیِّکَ، وَالقائِمِ فی خَلقِکَ، صَلاةً نامِیَةً باقِیَةً تُعَجِّلُ بِها فَرَجَهُ، وَتَنصُرُهُ بِها، وَتَجعَلُهُ مَعَها فی الدُّنیا وَالآخِرَةِ .
ص:169
اللّٰهُمَّ إنِّی أتَقَرَّبُ إلَیکَ بِزِیارَتِهِم وَمَحَبَّتِهِم، وَأُوالی وَلِیَّهُم، وَأُعادی عَدُوَّهُم، فَارْزُقْنی بِهِم خَیرَ الدُّنیا وَالآخِرَةِ، وَاصْرِفْ عَنِّی هَمَّ نَفسِی فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ، وَ أهوالَ یَومِ القِیامَةِ .
ثمّ تجلس عند رأسه وتقول:
السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِیَّ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا نُورَ اللّٰهِ فی ظُلُماتِ الأرضِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا عَمودَ الدِّینِ .
السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ آدَمَ صَفوَةِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ نُوحٍ نَبِیِّ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ إبراهِیمَ خَلیلِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ مُوسیٰ کَلِیمِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عِیسیٰ رُوحِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِیبِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ أمِیرِالمؤمِنینَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ وَلِیِّ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ الحَسَنِ وَالحُسَینِ سَیِّدَی شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ زَینِ العابِدینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ، باقِرِ عِلمِ الأوَّلِینَ وَالآخِرِینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ البارِّ التَّقِیِّ النَّقِیِّ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ مُوسَی بنِ جَعفَرٍ الکاظِمِ.
السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها الصِّدِّیقُ الشَّهِیدُ، السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها الوَصِیُّ البارُّ التَّقِیُّ .
ص:170
أشهَدُ أنَّکَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَیتَ الزَّکاةَ، وَأمَرتَ بِالمَعروفِ، وَنَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ، وَعَبَدتَ اللّٰهَ مُخلِصاً حَتّیٰ أتاکَ الیَقینُ، السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا الحَسَنِ وَرَحمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ، إنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ .
ثمّ تنکبّ علی القبر وتقول:
اللّٰهُمَّ إلَیکَ صَمَدتُ مِنْ أرضی، وَقَطَعْتُ البِلادَ رَجاءَ رَحمَتِکَ، فَلا تُخَیِّبْنی، وَلا تَرُدَّنی بِغَیرِ قَضاءِ حَوائِجی، وَارْحَمْ تَقَلُّبی عَلیٰ قَبرِ ابنِ أخی نَبِیِّکَ وَرَسُولِکَ صلی الله علیه و آله .
بِأبی أنتَ وَأُمِّی، أتَیتُکَ زائِراً وافِداً، عائِذاً مِمّا جَنَیتُ بِهِ عَلیٰ نَفسی، وَاحتَطَبْتُ عَلیٰ ظَهری؛ فَکُنْ لی شَفِیعاً إلیٰ رَبِّکَ یَومَ فَقری وَفاقَتی، فَإنَّ لَکَ عِندَ اللّٰهِ مَقاماً مَحموداً، وَأنتَ وَجِیهٌ فی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
ثمّ ترفع یدک الیمنی وتبسط الیسری علی القبر وتقول:
اللّٰهُمَّ إنِّی أتَقَرَّبُ إلَیکَ بِحُبِّهِم وَبِمُوالاتِهِم، وَأتَوَلّیٰ آخِرَهُم بِما تَوَلَّیتُ بِهِ أوَّلَهُم، وَأبرَأُ مِنْ کُلِّ وَلِیجَةٍ دونَهُم .
اللّٰهُمَّ الْعَنِ الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعمَتَکَ، وَاتَّهَمُوا نَبِیَّکَ، وَجَحَدُوا آیاتِکَ، وَسَخِرُوا بإمامِکَ، وَحَمَلُوا النّاسَ عَلیٰ أکتافِ آلِ مُحَمَّدٍ .
اللّٰهُمَّ إنِّی أتَقَرَّبُ إلَیکَ بِاللَّعنَةِ عَلَیهِم، وَالبَراءَةِ مِنْهُم فی الدُّنیا
ص:171
وَالآخِرَةِ، یا رَحمٰنُ یا رَحِیمُ.
ثمّ تحوّل عند رجلیه وتقول:
صَلَّی اللّٰهُ عَلَیکَ یا أبا الحَسَنِ، صَلَّی اللّٰهُ عَلَیک وَعَلیٰ رُوحِکَ وَبَدَنِکَ؛ صَبَرْتَ وَأنتَ الصّادِقُ المُصَدَّقُ. قَتَلَ اللّٰهُ مَنْ قَتَلَکَ بِالأیدی وَالألسُنِ .
ثمّ ابتهل باللّعن علی قاتل أمیرالمؤمنین، وباللّعنة علی قتلة الحسین، وعلی جمیع قتلة أهل بیت رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله .
ثمّ تحوّل عند رأسه من خلفه وصلّ رکعتین، تقرأ فی إحداهما «یٰس» وفی الأُخری «الرحمن»؛ وتجتهد فی الدعاء لنفسک والتضرّع، وأکثر من الدعاء لوالدیک ولإخوانک المؤمنین، وأقم عنده ما شئت، ولیکن صلاتک عند القبر، إن شاء اللّٰه تعالی (1).
ص:172
روی عن بعضهم علیهم السلام أنّه قال: إذا أردت زیارة أبی الحسن الثالث علیّ بن محمّد الجواد وأبی محمد الحسن العسکریّ علیهما السلام (1)تقول بعد الغُسل إن وصلت إلی قبرهما، وإلّا أومأت بالسّلام من عند الباب الذی علی الشارع الشبّاک، تقول:
الْسَّلٰامُ عَلَیْکُمٰا یٰا وَلیَّیِ اللّٰهِ، الْسَّلٰامُ عَلَیْکمٰا یٰا حُجَّتَیِ اللّٰهِ، الْسَّلٰامُ عَلَیْکُما یٰا نُورَیِ اللّٰهِ فیٖ ظُلُمٰاتِ الْأَرْضِ، الْسَّلٰامُ عَلَیْکُمٰا یٰا مَنْ بَدا للّٰهِ ِ فی شَأْنِکُمٰا، الْسّلٰامُ عَلَیْکُمٰا یٰا حَبیبَیِ اللّٰهِ، الْسَّلٰامُ عَلَیْکُمٰا یٰا امٰامَیِ الْهُدیٰ.
أتَیتُکُمٰا عٰارفًا بِحَقِّکُمٰا، مُعٰادیًا لِأَعْدائِکُمٰا، مُوٰالِیًا لِأَوْلیائِکُمٰا، مُؤْمِنًا بِمٰا آمَنْتُمٰا بِهِ، کٰافِرًا بِمٰا کَفَرْتُمٰا بِهِ، مُحَقِّقًا لِمٰا حَقَّقْتُمٰا، مُبْطِلاً لِمٰا أبْطَلْتُمٰا.
أسْأَلُ اللّٰهَ رَبّی وَرَبَّکُمٰا أنْ یَجْعَلَ حَظّی مِنْ زِیٰارَتِکُما الصَّلاةَ
ص:173
عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأنْ یَرْزُقَنی مُرٰافَقَتَکُمٰا فی الْجِنٰانِ مَعَ آبٰائِکُما الصّٰالِحِینَ.
وَأسْأَلُه أنْ یُعْتِقَ رَقَبَتَی مِنَ الْنّارِ، وَیَرْزُقَنی شَفٰاعَتَکُمٰا وَمُصٰاحَبَتَکُمٰا، وَیُعَرِّفَ بَیْنی وَبَیْنَکُمٰا، وَلٰا یَسْلُبَنی حُبَّکُمٰا وَحُبَّ آبائِکُما الصّٰالِحِینَ، وَأنْ لٰایَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیٰارَتِکُمٰا، وَیَحْشُرَنیٖ مَعَکُمٰا فی الْجَنَّةٍ بِرَحْمَتِهِ.
اللّٰهُمَّ ارْزُقْنِی حُبَّهُمٰا، وَتَوَفَّنِی عَلیٰ مِلَّتِهِمٰا.
اللّٰهُمَّ الْعَنْ ظٰالِمی آلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ، وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ.
اللّٰهُمّ الْعَنِ الْأَوَّلِینَ مِنْهُمْ وَالآخِرِینَ، وَضٰاعِفْ عَلَیْهِمُ الْعَذابَ، وَبَلّغِ بِهَمْ وَبِأشْیٰاعِهِمْ وَأتْباعِهِمْ وَمُحِبّیهِمْ ومُتّبِعیهِمْ أسْفَلَ دَرَکٍ مِنَ الْجَحِیم، إنَّکَ عَلیٰ کُلِّ شَیءٍ قَدیٖرٌ.
اللّٰهُمَّ عَجِّل فَرَجَ وَلِیِّکَ وَابْنِ وَلیِّکَ، وَاجْعَل فَرَجَنٰا مَعَ فَرَجِهِمْ، یٰا ارْحَمَ الْرّٰحِمیٖنَ.
وتجتهد فی الدّعاء لنفسک ولوالدیک، وتخیر من الدّعاء، فإن وصلت إلیهما - صلّی اللّٰه علیهما - فصلّ عند قبرهما رکعتین (1).
ص:174
بإسناده (1) عن زرارة بن أعین قال: قال أبو جعفر الباقر علیه السلام : القنوت فی الوتر کقنوتک یوم الجمعة، تقول فی دعاء القنوت:
اللّٰهُمَّ تَمَّ نُورُکَ فَهَدَیتَ... اللّٰهُمَّ إلَیکَ نَشکُو غَیبَةَ نَبِیِّنا، وَشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَینا، وَوُقوعَ الفِتَنِ، وَتَظاهُرَ الأعداءِ، وَکَثرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا، فَافْرِجْ ذلِکَ یا رَبِّ بِفَتحٍ مِنکَ تُعجِّلُهُ، وَنَصْرٍ مِنکَ تُعِزُّهُ، وَإمامِ عَدلٍ تُظهِرُهُ، إلٰهَ الحَقِّ رَبَّ العالَمِینَ (2).
ص:175
بإسناده (1) عن أبی جعفر علیه السلام - ضمن حدیث فی کیفیّة خطبة یوم الجمعة، وبعد أن ذکر علیه السلام الخطبة الاُولی - قال: ثمّ تجلس قدر ما تمکّن هنیهة، ثمّ تقوم فتقول:
الحَمدُ للّٰهِ ِ، نَحمَدَهُ وَنَستَعِینُه... أُوصِیکُم عِبادَ اللّٰهِ بِتَقوَی اللّٰهِ ... اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحمّدٍ عَبدِکَ وَرَسولِکَ سَیّدِ المرسَلِین، وَإمامِ المتَّقِینَ، وَرَسولِ رَبِّ العالمِینَ .
ثمّ تقول:
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ أمِیرِالمؤمنِینَ، وَوَصِیِّ رَسولِ رَبِّ العالَمِینَ .
ثمّ تسمّی الأئمّة حتّی تنتهی إلی صاحبک ثمّ تقول:
افتَح لَهُ فَتحاً یَسِیراً، وانْصُرهُ نَصراً عزیزاً.
اللّهُمَّ أظهِر به دِینَک وسُنَّةَ نَبیّکَ حتّی لا یَستَخفِیَ بشیءٍ مِنَ الحقِّ مَخافَةَ أحدٍ مِنَ الخَلقِ.
اللّهُمَّ إنّا نَرغَبُ إلیکَ فی دولةٍ کریمةٍ تُعِزُّ بها الإسلامَ وأَهلَهُ، وتُذِلُّ بها النّفاقَ وأهلَهُ، وتجعلُنا فیها مِنَ الدُّعاةِ إلی طاعَتِکَ والقادَةِ
ص:176
إلی سَبیلِکَ، وترزقُنَا بهٰا کرامَةَ الدُّنیا والآخِرَة (1).
روی یونس بن عبد الرحمن (2) أنّ الرضا علیه السلام کان یأمر بالدعاء لصاحب الأمر بهذا:
اللّٰهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِیِّکَ وَخَلِیفَتِکَ وَحُجَّتِکَ عَلیٰ خَلقِکَ، وَلِسانِکَ المُعَبِّرِ عَنکَ، النّاطِقِ بِحُکمِکَ، وَعَینِکَ النّاظِرَةِ بإذنکَ، وَشاهِدِکَ عَلیٰ عِبادِکَ، الجَحْجاحِ (3) المُجاهِدِ، العائِذِ بِکَ العابِدِ عِندَکَ .
ص:177
وَأعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِیعِ ما خَلَقْتَ وَبَرَأْتَ وَأنشَأْتَ وَصَوَّرْتَ .
وَاحْفَظْهُ مِنْ بَینِ یَدَیهِ وَمِنْ خَلفِهِ، وَعَنْ یَمِینِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَمِنْ فَوقِهِ وَمِنْ تَحتِهِ، بِحِفْظِکَ الَّذی لا یَضِیعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ .
وَاحْفَظْ فِیهِ رَسُولَکَ، وَآباءَهُ أئِمَّتَکَ، وَدَعائِمَ دِینِکَ .
وَاجْعَلْهُ فی وَدِیعَتِکَ الَّتی لاتَضِیعُ، وَفی جِوارِکَ الَّذی لایُخفَرُ (1)، وَفی مَنعِکَ وَعِزِّکَ الَّذی لایُقهَرُ، وَآمِنْهُ بِأمانِکَ الوَثِیقِ الَّذی لایُخذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ، وَاجْعَلْهُ فی کَنَفِکَ الَّذی لا یُرامُ مَنْ کانَ فِیهِ .
وَانْصُرْهُ بِنَصرِکَ العَزِیزِ، وَأیِّدْهُ بِجُندِکَ الغالِبِ، وَقَوِّهِ بِقُوَّتِکَ، وَأردِفْهُ بِمَلآئِکَتِکَ، وَوالِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَألبِسْهُ دِرعَکَ الحَصِینَةَ، وَحُفَّهُ بِالمَلآئِکَةِ حَفّاً .
اللّٰهُمَّ وَبَلِّغْهُ أفضَلَ ما بَلَّغْتَ القائِمِینَ بِقِسطِکَ مِنْ أتباعِ النَبِیِّینَ.
اللّٰهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ (2)، وَارْتُقْ بِهِ الفَتْقَ، وَأمِتْ بِهِ الجَورَ، وَأظهِرْ بِهِ العَدلَ، وَزَیِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الأرضَ، وَأیِّدْهُ بِالنَّصرِ، وَانْصُرْهُ بِالرُّعبِ، وَقَوِّ ناصِرِیهِ، وَاخْذُلْ خاذِلِیهِ، وَدَمدِمْ عَلیٰ مَنْ نَصَبَ لَهُ،
ص:178
وَدَمِّرْ مَنْ غَشَّهُ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الکُفْرِ وَعُمُدَهُ وَدَعائِمَهُ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤوسَ الضَّلالَةِ، وَشارِعَةَ البِدَعِ، وَمُمِیتَةَ السُّنَّةِ، وَمُقَوِّیَةَ الباطِلِ، وَذَلِّلْ بِهِ الجَبّارِینَ، وَأبِرْ بِهِ الکافِرِینَ وَجَمِیعَ المُلحِدِینَ، فی مَشارِقِ الأرضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحرِها، وَسَهلِها وَجَبَلِها، حَتّیٰ لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَیّاراً (1) وَلا تُبقِیَ لَهُم آثاراً .
اللّٰهُمَّ طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَکَ، وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبادَکَ، وَأعِزَّ بِهِ المؤمِنینَ، وَأحْیِ بِهِ سُنَنَ المُرسَلِینَ، وَدارِسَ حُکمِ النَّبِیِّینَ، وَجَدِّدْ بِهِ ما امْتَحیٰ مِنْ دِینِکَ، وَبُدِّلَ مِنْ حُکمِکَ، حَتّیٰ تُعِیدَ دِینَکَ بِهِ وَعَلیٰ یَدَیهِ جَدیداً غَضّاً (2) مَحضاً صَحِیحاً لا عِوَجَ فِیهِ وَلا بِدعَةَ مَعَهُ، وَحَتّیٰ تُنِیرَ بِعَدلِهِ ظُلَمَ الجَورِ، وَتُطفِئَ بِهِ نِیرانَ الکُفرِ، وَتُوضِحَ بِهِ مَعاقِدَ الحَقِّ وَمَجهُولَ العَدْلِ، فَإنَّهُ عَبْدُکَ الَّذی اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفسِکَ، وَاصْطَفَیتَهُ عَلیٰ غَیبِکَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنوبِ، وَبَرَّأتَهُ مِنَ العُیوبِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ .
اللّٰهُمَّ فَإنّا نَشهَدُ لَهُ یَومَ القِیامَةِ وَیَومَ حُلولِ الطّامَّةِ أنَّهُ لَمْ یُذنِبْ ذَنْباً، وَلا أتیٰ حُوباً (3)، وَلَمْ یَرتَکِبْ مَعصِیَةً، وَلَمْ یُضِعْ لَکَ طاعَةً، وَلَمْ یَهتِکْ لَکَ حُرمَةً، وَلَمْ یُبَدِّلْ لَکَ فَرِیضَةً، وَلَمْ یُغَیِّرْ لَکَ شَرِیعَةً، وَأَنَّهُ الهادی المُهتَدِی الطّاهِرُ التَّقِیُّ النَّقِیُّ الرَّضِیُّ الزَّکِیُّ .
ص:179
اللّٰهُمَّ أعْطِهِ فی نَفسِهِ وَأهلِهِ وَوَلدِهِ وَذُرِّیَّتِهِ وَأُمَّتِهِ وَجَمِیعِ رَعِیَّتِهِ ما تُقِرُّ بِهِ عَینَهُ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفسَهُ، وَتَجمَعُ لَهُ مُلکَ المُمَلَّکاتِ کُلِّها، قَریبِها وَبَعیدِها، وَعَزیزِها وَذَلیلِها، حَتّیٰ یُجرِیَ حُکمَهُ عَلیٰ کُلِّ حُکمٍ، وَیَغلِبَ (1) بِحَقِّهِ کُلَّ باطِلٍ .
اللّٰهُمَّ اسْلُکْ بِنا عَلیٰ یَدَیهِ مِنهاجَ الهُدیٰ، وَالمَحَجَّةَ العُظمیٰ، وَالطَّرِیقَةَ الوُسطیٰ، الَّتی یَرجِعُ إلَیها الغالی (2)، وَیَلحَقُ بِها التّالی، وَقَوِّنا عَلیٰ طاعَتِهِ، وَثَبِّتْنا عَلیٰ مُشایَعَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَینا بِمُتابَعَتِهِ؛ وَاجْعَلْنا فی حِزْبِهِ القَوّامِینَ بِأمرِهِ، الصّابِرِینَ مَعَهُ، الطّالِبِینَ رِضاکَ بِمُناصَحَتِهِ، حَتّیٰ تَحشُرَنا یَومَ القِیامَةِ فی أنصارِهِ وَأعوانِهِ، وَمُقَوِّیَةِ سُلطانِهِ .
اللّٰهُمَّ وَاجْعَلْ ذلِکَ لَنا خالِصاً مِنْ کُلِّ شَکٍّ وَشُبهَةٍ وَرِیاءٍ وَسُمْعَةٍ، حَتّیٰ لا نَعتَمِدَ بِهِ غَیرَکَ، وَلا نَطلُبَ بِهِ إلّاوَجهَکَ، وَحَتّیٰ تُحِلَّنا مَحِلَّهُ، وَتَجْعَلَنا فی الجَنَّةِ مَعَهُ، وَأعِذْنا مِنَ السَّأمَةِ وَالکَسَلِ وَالفَترَةِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَنتَصِرُ بِهِ لِدِینِکَ، وَتُعِزُّ بِهِ نَصرَ وَلِیِّکَ، وَلا تَستَبْدِلْ بِنا غَیرَنا؛ فَإنَّ اسْتِبْدالَکَ بِنا غَیرَنا عَلَیکَ یَسِیرٌ، وَهُوَ عَلَینا کَثِیرٌ.
ص:180
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ وُلاةِ عَهدِهِ وَالأئِمَّةِ مِنْ بَعدِهِ، وَبَلِّغْهُم آمالَهم، وَزِدْ فی آجالِهِم، وَأعِزَّ نَصرَهُم، وَتَمِّمْ لَهُم ما أسْنَدْتَ إلَیهِم فی أمرِکَ لَهُم، وَثَبِّتْ دَعائِمَهُم، وَاجْعَلْنا لَهُم أعواناً، وَعَلیٰ دِینِکَ أنصاراً؛ فَإنَّهُم مَعادِنُ کَلِماتِکَ، وَ خُزّانُ عِلْمِکَ، وَأرکانُ تَوحِیدِکَ، وَدَعائِمُ دِینِکَ، وَوُلاةُ أمرِکَ، وَخالِصَتُکَ مِنْ عِبادِکَ، وَصَفوَتُکَ مِنْ خَلقِکَ، وَأولِیاؤکَ وَسَلائِلُ أولِیائِکَ، وَصَفوَةُ أولادِ نَبِیِّکَ، وَالسَّلامُ عَلَیْهِ وَعَلَیهِم وَرَحمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ (1).
ص:181
من الأماکن الّتی یتأکّد فیها الدعاء له عجّل اللّٰه فرجه
بإسناده (1) عن عبداللّٰه بن جعفر الحمیری قال: سألت محمّد بن عثمان العَمری رضی الله عنه فقلت له: أرأیت صاحب هذا الأمر؟
فقال: نعم، وآخر عهدی به عند بیت اللّٰه الحرام وهو یقول: اللّٰهُمَّ أنجِزْ لِی ما وَعَدتَنِی (2).
وروی أیضاً بالإسناد المذکور عن عبداللّٰه بن جعفر الحمیری قال:
سمعت محمّد بن عثمان العمری رضی الله عنه یقول: رأیته صلوات اللّٰه علیه متعلّقاً بأستار الکعبة فی المستجار وهو یقول:
اللّٰهُمَّ انتَقِم لِی مِنْ أعدائی (3).
ص:182
ص:183
ص:184
بإسناده (1) عن الحسن بن علی الوشّاء، عن أبی الحسن الرضا علیه السلام قال:
إنّ لکلّ إمام عهداً فی عنق أولیائه وشیعته، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد زیارة قبورهم، فمن زارهم رغبة فی زیارتهم وتصدیقاً بما رغبوا فیه کان أئمّتهم شفعاءهم یوم القیامة (2).
بإسناده (3) عن علیّ بن حسّان، قال: سُئل الرّضا علیه السلام فی إتیان قبر
ص:185
أبی الحسن موسی علیه السلام فقال: صلّوا فی المساجد حوله. ویُجزی فی المواضع کلّها أن تقول:
السَّلامُ عَلیٰ أَوْلِیاءِ اللّٰهِ وَأَصْفِیائِهِ، السَّلامُ عَلیٰ أُمَناءِ اللّٰهِ وَأَحِبّائِهِ، السَّلامُ عَلیٰ أَنْصارِ اللّٰهِ وَخُلَفائِهِ .
السَّلامُ عَلیٰ مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلیٰ مَساکِنِ ذِکْرِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلیٰ مُظْهِرِی أَمْرِ اللّٰهِ وَنَهْیِهِ، السَّلامُ عَلَی الدُّعاةِ إِلَی اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَی المُسْتَقِرِّینَ فی مَرْضاةِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَی المُخْلِصِینَ فی طاعَةِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَی الأَدِلّاءِ عَلَی اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَی الَّذِینَ مَنْ والاهُمْ فَقَدْ والَی اللّٰهَ، وَمَنْ عاداهُمْ فَقَدْ عادَی اللّٰهَ، وَمَنْ عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللّٰهَ، وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللّٰهَ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللّٰهِ، وَمَنْ تَخَلّیٰ مِنهُمْ فَقَدْ تَخَلّیٰ مِنَ اللّٰهِ عَزَّ وجَلَّ.
وَأُشْهِدُ اللّٰهَ أَنِّی سِلْمٌ لِمَنْ سالَمْتُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبْتُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّکُمْ وَعَلانِیَتِکُمْ، مُفَوِّضٌ فی ذٰلِکَ کُلِّهِ إِلَیْکُمْ، لَعَنَ اللّٰهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ، وَأَبْرَأُ إِلَی اللّٰهِ مِنْهُمْ، وَصَلَّی اللّٰهُ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.
هذا یُجزی فی الزیارات کلّها، وتُکثر من الصلاة علی محمّد وآله والأئمّة، وتُسمّیهم واحداً واحداً بأسمائهم، وتبرأُ من أعدائهم، وتخیر
ص:186
من الدعاء ما شئت لنفسک وللمؤمنین والمؤمنات (1).
الزیارة المعروفة بالجامعة الکبیرة
بإسناده (2) عن موسی بن عبداللّٰه النخعیّ، قال: قلت لعلیّ بن محمّد بن علیّ بن موسی بن جعفر بن محمّد بن علیّ بن الحسین بن علیّ بن أبی طالب علیهم السلام : علّمنی یا بن رسول اللّٰه قولاً أقوله بلیغاً کاملاً إذا زُرت واحداً منکم .
فقال: إذا صرت إلی الباب فقف واشهد الشهادتین وأنت علی غُسل، فإذا دخلت ورأیت القبر فقف وقُل: اللّٰهُ أَکْبَرُ، اللّٰهُ أَکْبَرُ ثلاثین مرّة،
ص:187
ثمّ امش قلیلاً - وعلیک السکینة والوقار - وقارب بین خُطاک، ثمّ قف وکبّر اللّٰه عزّوجلّ ثلاثین مرّة، ثمّ ادنُ من القبر وکبّر اللّٰه أربعین مرّة - تمام مائة تکبیرة - ثمّ قُل:
السَّلامُ عَلَیْکُمْ یا أَهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ، وَمُخْتَلَفَ المَلائِکَةِ، وَمَهْبِطَ الوَحْیِ، وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ، وَخُزّانَ العِلْمِ، وَمُنْتَهَی الحِلْمِ، وَأُصُولَ الکَرَمِ، وَقادَةَ الأُمَمِ، وَأَوْلِیاءَ النِّعَمِ، وَعَناصِرَ الأَبْرارِ، وَدَعائِمَ الأَخْیارِ، وَساسَةَ العِبادِ، وَأَرْکانَ البِلادِ، وَأَبْوابَ الإِیمانِ، وَأُمَناءَ الرَّحْمٰنِ، وَسُلالَةَ النَّبِیِّینَ، وَصَفْوَةَ المُرْسَلِینَ، وَعِتْرَةَ خِیرَةِ رَبِّ العالَمِینَ، وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ .
السَّلامُ عَلیٰ أَئِمَّةِ الهُدیٰ، وَمَصابِیحِ الدُّجیٰ، وَأَعْلامِ التُّقیٰ، وَذَوِی النُّهیٰ، وَأُولِی الحِجا (1)، وَکَهْفِ الوَریٰ، وَوَرَثَةِ الأَنْبِیاءِ، والمَثَلِ الأَعْلیٰ، وَالدَّعْوَةِ الحُسْنیٰ، وَحُجَجِ اللّٰهِ عَلیٰ أَهْلِ الدُّنْیا وَالآخِرَةِ وَالأُولیٰ، وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ .
السَّلامُ عَلیٰ مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللّٰهِ، وَمَساکِنِ بَرَکَةِ اللّٰهِ، وَمَعادِنِ حِکْمَةِ اللّٰهِ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللّٰهِ، وَحَمَلَةِ کِتابِ اللّٰهِ، وَأَوْصِیاءِ نَبِیِّ اللّٰهِ، وَذُرِّیَّةِ رَسُولِ اللّٰهِ صلی الله علیه و آله ، وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ .
السَّلامُ عَلَی الدُّعاةِ إِلَی اللّٰهِ، وَالأَدِلّاءِ عَلیٰ مَرْضاةِ اللّٰهِ، وَالمُسْتَقِرِّینَ
ص:188
فی أَمْرِ اللّٰهِ، وَالتّامِّینَ فی مَحَبَّةِ اللّٰهِ، وَالمُخْلِصِینَ فی تَوْحِیدِ اللّٰهِ، وَالمُظْهِرِینَ لِأَمْرِ اللّٰهِ وَنَهْیِهِ، وَعِبادِهِ المُکْرَمِینَ الَّذِینَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ (1)، وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وبَرَکاتُهُ .
السَّلامُ عَلَی الأَئِمَّةِ الدُّعاةِ، وَالقادَةِ الهُداةِ، وَالسّادَةِ الوُلاةِ، وَالذّادَةِ الحُماةِ، وَأَهْلِ الذِّکرِ، وَأُولِی الأَمْرِ، وَبَقِیَّةِ اللّٰهِ وَخِیرَتِهِ وَحِزْبِهِ، وَعَیْبَةِ عِلْمِهِ، وَحُجَّتِهِ وَصِراطِهِ وَنُورِهِ، وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وبَرَکاتُهُ .
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلٰهَ إِلّا اللّٰهُ وَحْدَهُ لا شَرِیکَ لَهُ، کَما شَهِدَ اللّٰهُ لِنَفْسِهِ وَشَهِدَتْ لَهُ مَلائِکَتُهُ وَأُولُو العِلْمِ مِنْ خَلقِهِ لا إِلٰهَ إِلّا هُوَ العَزِیزُ الحَکِیمُ (2).
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ المُنْتَجَبُ، وَرَسُولُهُ المُرْتَضیٰ، أَرْسَلَهُ بِالهُدیٰ وَدِینِ الحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ کُلِّهِ وَلَوْ کَرِهَ المُشْرِکُونَ (3).
وَأَشْهَدُ أَنَّکُمُ الأَئِمَّةُ الرّاشِدُونَ المَهْدِیُّونَ، المَعْصُومُونَ المُکَرَّمُونَ، المُقَرَّبُونَ المُتَّقُونَ، الصادِقُونَ المُصْطَفَونَ، المُطِیعُونَ للّٰهِ ِ، القَوّامُونَ بِأَمْرِهِ، العامِلُونَ بِإِرادَتِهِ، الفائِزُونَ بِکَرامَتِهِ .
اصْطَفاکُمْ بِعِلْمِهِ، وَارْتَضاکُمْ لِغَیْبِهِ، وَاخْتارَکُمْ لِسِرِّهِ، وَاجْتَباکُمْ بِقُدْرَتِهِ، وَأَعْزَّکُمْ بِهُداهُ، وَخَصَّکُمْ بِبُرْهانِهِ، وَانْتَجَبَکُمْ بِنُورِهِ، وَأَیَّدَکُمْ
ص:189
بِرُوحِهِ، وَرَضِیَکُمْ خُلَفاءَ فی أَرْضِهِ، وَحُجَجاً عَلیٰ بَرِیَّتِهِ، وَأَنْصاراً لِدِینِهِ، وَحَفَظَةً لِسِرِّهِ، وَخَزَنَةً لِعِلْمِهِ، وَمُسْتَوْدَعاً لِحِکْمَتِهِ، وَتَراجِمَةً لِوَحْیِهِ، وَأَرْکاناً لِتَوْحِیدِهِ، وَشُهَداءَ عَلیٰ خَلْقِهِ، وَأَعْلاماً لِعِبادِهِ، وَمَناراً فی بِلادِهِ، وَأَدِلّاءَ عَلیٰ صِراطِهِ .
عَصَمَکُمُ اللّٰهُ مِنَ الزَّلَلِ، وَآمَنَکُمْ مِنَ الفِتَنِ، وَطَهَّرَکُمْ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَذْهَبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَیْتِ وَطَهَّرَکُمْ تَطْهِیراً؛ فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ، وَأَکْبَرْتُمْ شَأْنَهُ، وَمَجَّدْتُمْ کَرَمَهُ، وَأَدْمَنْتُمْ ذِکْرَهُ، وَوَکَّدْتُمْ مِیثاقَهُ، وَأَحْکَمْتُمْ عَقْدَ طاعَتِهِ، وَنَصَحْتُمْ لَهُ فی السِّرِّ وَالعَلانِیَةِ، وَدَعَوْتُمْ إِلیٰ سَبِیلِهِ بِالحِکْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، وَبَذَلْتُمْ أَنْفُسَکُمْ فی مَرْضاتِهِ، وَصَبَرْتُمْ عَلیٰ ما أَصابَکُمْ فی جَنْبِهِ، وَأَقَمْتُمُ الصَّلاةَ، وَآتَیْتُمُ الزَّکاةَ، وَأَمَرْتُمْ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَیْتُمْ عَنِ المُنْکَرِ، وَجاهَدْتُمْ فی اللّٰهِ حَقَّ جِهادِهِ، حَتّیٰ أَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ، وَبَیَّنْتُمْ فَرائِضَهُ، وَأَقَمْتُمْ حُدُودَهُ، وَنَشَرْتُمْ شَرائِعَ أَحْکامِهِ، وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ، وَصِرْتُمْ فی ذلِکَ مِنْهُ إِلَی الرِّضا، وَسَلَّمْتُمْ لَهُ القَضاءَ، وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضیٰ .
فَالرّاغِبُ عَنْکُمْ مارِقٌ، وَاللازِمُ لَکُمْ لاحِقٌ، وَالمُقَصِّرُ فی حَقِّکُمْ زاهِقٌ، وَالحَقُّ مَعَکُمْ، وَفِیکُمْ، وَمِنْکُمْ، وَإِلَیْکُمْ، وَأَنْتُمْ أَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ، وَمِیراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَکُمْ، وَإِیابُ الخَلْقِ إِلَیْکُمْ، وَحِسابُهُمْ عَلَیْکُمْ،
ص:190
وَفَصْلُ الخِطابِ عِنْدَکُمْ، وَآیاتُ اللّٰهِ لَدَیْکُمْ، وَعَزائِمُهُ فِیکُمْ، وَنُورُهُ وَبُرْهانُهُ عِنْدَکُمْ وَأَمْرُهُ إِلَیْکُمْ .
مَنْ والاکُمْ فَقَدْ وَالَی اللّٰهَ، وَمَنْ عاداکُمْ فَقَدْ عادَی اللّٰهَ، وَمَنْ أَحَبَّکُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللّٰهَ، وَمَنْ أَبْغَضَکُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللّٰهَ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِکُمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللّٰهِ،أَنْتُمُ [ السَّبِیلُ الأَعْظَمُ، وَ] (1)الصِّراطُ الأَقْوَمُ، وَشُهَداءُ دارِ الفَناءِ، وَشُفَعاءُ دارِ البَقاءِ، وَالرَّحْمَةُ المَوْصُولَةُ، وَالآیَةُ المَخْزُونَةُ، وَالأَمانَةُ المَحْفُوظَةُ، وَالبابُ المُبْتَلیٰ بِهِ النّاسُ .
مَنْ أَتاکُمْ نَجا، وَمَنْ لَمْ یَأْتِکُمْ هَلَکَ؛ إِلَی اللّٰهِ تَدْعُونَ، وَعَلَیْهِ تَدُلُّونَ، وَبِهِ تُؤْمِنُونَ، وَلَهُ تُسَلِّمُونَ، وَبِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ، وَإِلیٰ سَبِیلِهِ تُرْشِدُونَ، وَبِقَوْلِهِ تَحْکُمُونَ، سَعِدَ مَنْ والاکُمْ، وَهَلَکَ مَنْ عاداکُمْ، وَخابَ مَنْ جَحَدَکُمْ، وَضَلَّ مَنْ فارَقَکُمْ، وَفازَ مَنْ تَمَسَّکَ بِکُمْ، وَأَمِنَ مَنْ لَجَأَ إِلَیْکُمْ، وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَکُمْ، وَهُدِیَ مَنِ اعْتَصَمَ بِکُمْ .
مَنِ اتَّبَعَکُمْ فَالجَنَّةُ مَأْواهُ، وَمَنْ خالَفَکُمْ فَالنّارُ مَثْواهُ، وَمَنْ جَحَدَکُمْ کافِرٌ،وَمَنْ حارَبَکُمْ مُشْرِکٌ،وَمَنْ رَدَّ عَلَیْکُمْ فی أَسْفَلِ دَرَکٍ مِنَ الجَحِیمِ.
أَشْهَدُ أَنَّ هٰذا سابِقٌ لَکُمْ فِیما مَضیٰ، وَجارٍ لَکُمْ فِیما بَقِیَ؛ وَأَنَّ أَرْواحَکُمْ وَنُورَکُمْ وَطِینَتَکُمْ واحِدَةٌ، طابَتْ وَطَهُرَتْ، بَعْضُها مِنْ
ص:191
بَعْضٍ، خَلَقَکُمُ اللّٰهُ أَنْواراً فَجَعَلَکُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقِینَ، حَتّیٰ مَنَّ عَلَیْنا بِکُمْ، فَجَعَلَکُمْ «فی بُیُوتٍ أَذِنَ اللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ وَیُذْکَرَ فِیها اسْمُهُ» (1)، وَجَعَلَ صَلَواتِنا عَلَیْکُمْ، وَما خَصَّنا بِهِ مِنْ وِلایَتِکُمْ طِیْباً لِخَلْقِنا، وَطَهارَةً لِأَنْفُسِنا، وَتَزْکِیَةً لَنا، وَکَفّارَةً لِذُنُوبِنا، فَکُنّا عِنْدَهُ مُسَلِّمِینَ بِفَضْلِکُمْ، وَمَعْرُوفِینَ بِتَصْدِیقِنا إِیّاکُمْ، فَبَلَغَ اللّٰهُ بِکُمْ أَشْرَفَ مَحَلِّ المُکَرَّمِینَ، وَأَعْلیٰ مَنازِلِ المُقَرَّبِینَ، وَأَرْفَعَ دَرَجاتِ المُرْسَلِینَ، حَیْثُ لا یَلْحَقُهُ لاحِقٌ، وَلا یَفُوقُهُ فائِقٌ، وَلا یَسْبِقُهُ سابِقٌ، وَلا یَطْمَعُ فی إِدْراکِهِ طامِعٌ؛ حَتّیٰ لایَبْقیٰ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ، وَلا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ، وَلا صِدِّیقٌ وَلا شَهِیدٌ، وَلا عالِمٌ وَلا جاهِلٌ، وَلا دَنِیٌّ وَلا فاضِلٌ، وَلا مُؤْمِنٌ صالِحٌ، وَلا فاجِرٌ طالِحٌ، وَلا جَبّارٌ عَنِیدٌ، وَلا شَیْطانٌ مَرِیدٌ، وَلا خَلْقٌ فِیما بَیْنَ ذلٰکَ شَهِیدٌ، إِلّا عَرَّفَهُمْ جَلالَةَ أَمْرِکُمْ، وَعِظَمَ خَطَرِکُم (2) وَکِبَرَ شَأْنِکُمْ، وَتَمامَ نُورِکِمُ، وَصِدْقَ مَقاعِدِکُمْ، وَثَباتَ مَقامِکُمْ، وَشَرَفَ مَحَلِّکُمْ وَمَنْزِلَتِکُمْ عِنْدَهُ، وَکَرامَتَکُمْ عَلَیْهِ، وَخاصَّتَکُمْ لَدَیْهِ، وَقُرْبَ مَنْزِلَتِکُمْ مِنْهُ .
بِأَبِی أَنْتُمْ وَأُمِّی وَأَهْلِی وَمالِی وَأُسْرَتی .
ص:192
أُشْهِدُ اللّٰهَ وَأُشْهِدُکُمْ أَنِّی مُؤْمِنٌ بِکُمْ وَبِما آمَنْتُمْ بِهِ، کافِرٌ بِعَدُوِّکُمْ وَبِما کَفَرْتُمْ بِهِ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِکُمْ وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَکُمْ، مُوالٍ لَکُمْ وَلِأَوْلِیائِکُمْ، مُبْغِضٌ لِأَعْدائِکُمْ وَمُعادٍ لَهُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَکُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَکُمْ، مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقْتُمْ، مُبْطِلٌ لِما أَبْطَلْتُمْ، مُطِیعٌ لَکُمْ، عارِفٌ بِحَقِّکُمْ، مُقِرٌّ بِفَضْلِکُمْ، مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِکُمْ، مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِکُمْ، مُعْتَرِفٌ بِکُمْ، مُؤْمِنٌ بِإِیابِکُمْ، مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِکُمْ، مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِکُمْ، مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِکُمْ، آخِذٌ بِقَوْلِکُمْ، عامِلٌ بِأَمْرِکُمْ، مُسْتَجِیرٌ بِکُمْ، زائِرٌ لَکُمْ، لائِذٌ عائِذٌ بِقُبُورِکُمْ، مُسْتَشْفِعٌ إِلَی اللّٰهِ عَزَّوَجَلَّ بِکُمْ، وَمُتَقَرِّبٌ بِکُمْ إِلَیْهِ، وَمُقَدِّمُکُمْ أَمامَ طَلِبَتِی وَحَوائِجِی وَإِرادَتِی فی کُلِّ أَحْوالی وَأُمُوری، مُؤْمِنٌ بِسِرِّکُمْ وَعَلانِیَتِکُمْ، وَشاهِدِکُمْ وَغائِبِکُمْ، وَأَوَّلِکُمْ وَآخِرِکُمْ، وَمُفَوِّضٌ فی ذلٰکَ کُلِّهِ إِلَیْکُمْ، وَمُسَلِّمٌ فِیهِ مَعَکُمْ، وَقَلْبِی لَکُمْ سِلْمٌ،وَرَأْیِی لَکُمْ تَبَعٌ، وَنُصْرَتِی لَکُمْ مُعَدَّةٌ، حَتّیٰ یُحْیِیَ اللّٰهُ دِینَهُ بِکُمْ، وَیَرُدَّکُمْ فی أَیّامِهِ، وَیُظْهِرَکُمْ لِعَدْلِهِ، وَیُمَکِّنَکُمْ فی أَرْضِهِ.
فَمَعَکُمْ مَعَکُمْ، لا مَعَ عَدُوَّکُمْ، آمَنْتُ بِکُمْ، وَتَوَلَّیْتُ آخِرَکُمْ بِما تَوَلَّیْتُ بِهِ أَوَّلَکُمْ، وَبَرِئْتُ إِلَی اللّٰهِ عَزَّوَجَلَّ مِنْ أَعْدائِکُمْ، وَمِنَ الجِبْتِ وَالطّاغُوتِ وَالشَّیاطِینِ وَحِزْبِهِمْ، الظالِمِینَ لَکُمْ، الجاحِدِینَ لِحَقِّکُمْ، وَالمارِقِینَ مِنْ وِلایَتِکُمْ، وَالغاصِبِینَ لإِرْثِکُمْ، الشّاکِّینَ فِیکُمْ،
ص:193
المُنْحَرِفِینَ عَنْکُمْ؛ وَمِنْ کُلِّ وَلِیجَةٍ دُونَکُمْ، وَکُلِّ مُطاعٍ سِواکُمْ، وَمِنَ الأَئِمَّةِ الَّذِینَ یَدْعُونَ إِلَی النّارِ .
فَثَبَّتَنِیَ اللّٰهُ أَبَداً ما حَیِیْتُ عَلیٰ مُوالاتِکُمْ وَمَحَبَّتِکُمْ وَدِینِکُمْ، وَوَفَّقَنی لِطاعَتِکُمْ، وَرَزَقَنِی شَفاعَتَکُمْ، وَجَعَلَنی مِنْ خِیارِ مَُوالِیکُمُ التّابِعِینَ لِما دَعَوْتُمْ إِلَیْهِ، وَجَعَلَنی مِمَّنْ یَقْتَصُّ آثارَکُمْ، وَیَسْلُکُ سَبِیلَکُمْ، وَیَهْتَدِی بِهُداکُمْ، وَیُحْشَرُ فی زُمْرَتِکُمْ، وَیَکُِرُّ فی رَجْعَتِکُمْ، وَیُمَلَّکُ فی دَوْلَتِکُمْ، وَیُشَرَّفُ فی عافِیَتِکُمْ، وَیُمَکَّنُ فی أَیّامِکُمْ، وَتَقَِرُّ عَیْنُهُ غَداً بِرُؤْیَتِکُمْ .
بِأَبِی أَنْتُمْ وَأُمِّی وَنَفْسِی وَأَهْلِی وَمالی. مَنْ أَرادَ اللّٰهَ بَدَأَ بِکُمْ، وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْکُمْ، وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِکُمْ.
مَوالِیَّ، لا أُحْصِی ثَناءَکُمْ، وَلا أَبْلُغُ مِنَ المَدْحِ کُنْهَکُمْ، وَمِنَ الوَصْفِ قَدْرَکُمْ، وَأَنْتُمْ نُورُ الأَخْیارِ، وَهُداةُ الأَبْرارِ، وَحُجَجُ الجَبّارِ .
بِکُمْ فَتَحَ اللّٰهُ وَبِکُمْ یَخْتِمُ، وَبِکُمْ یُنَزِّلُ الغَیْثَ، وَبِکُمْ «یُمْسِکُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الأَرْضِ إِلّا بِإِذْنِهِ» (1)، وَبِکُمْ یُنَفِّسُ الهَمَّ وَیَکْشِفُ الضُرَّ، وَعِنْدَکُمْ ما نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ وَهَبَطَتْ بِهِ مَلائِکَتُهُ، وَإِلیٰ جَدِّکُمْ بُعِثَ الرُّوحُ الأَمِینُ .
ص:194
- وإن کانت الزّیارة لأمیرالمؤمنین علیه السلام فقُل: وَإِلیٰ أَخِیکَ بُعِثَ الرُّوحُ الأَمِینُ - .
آتاکُمُ اللّٰهُ ما لَمْ یُؤْتِ أَحَداً مِنَ العالَمِینَ، طَأْطَأَ کُلُّ شَریفٍ لِشَرَفِکُمْ، وَبَخَعَ (1) کُلُّ مُتَکَبِّرٍ لِطاعَتِکُمْ، وَخَضَعَ کُلُّ جَبّارٍ لِفَضلِکُمْ، وَذَلَّ کُلُّ شَیْ ءٍ لَکُمْ، وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِکُمْ، وَفازَ الفائِزُونَ بِوِلایَتِکُمْ، بِکُمْ یُسْلَکُ إِلَی الرِّضْوانِ، وَعَلیٰ مَنْ جَحَدَ وِلایَتَکُمْ غَضَبُ الرَّحْمٰنِ .
بِأَبِی أَنْتُمْ وَأُمِّی وَنَفْسی وَأَهْلِی وَمالی، ذِکْرُکُمْ فی الذّاکِرِینَ، وَأَسْماؤُکُمْ فی الأَسْماءِ، وَأَجْسادُکُمْ فی الأَجْسادِ، وَأَرْواحُکُمْ فی الأَرْواحِ، وَأَنْفُسُکُمْ فی النُّفُوسِ، وَآثارُکُمْ فی الآثارِ، وَقُبُورُکُمْ فی القُبُورِ؛ فَما أَحْلیٰ أَسْماءَکُمْ، وَأَکْرَمَ أَنْفُسَکُمْ، وَأَعْظَمَ شَأْنَکُمْ، وَأَجَلَّ خَطَرَکُمْ، وَأَوْفیٰ عَهْدَکُمْ.
کَلامُکُمْ نُورٌ، وَأَمْرُکُمْ رُشْدٌ، وَوَصِیَّتُکُمُ التَّقْویٰ، وَفِعْلُکُمُ الخَیْرُ، وَعادَتُکُمُ الإِحْسانُ، وَسَجِیَّتُکُمُ الکَرَمُ، وَشَأْنُکُمُ الحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُکُمْ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَرَأْیُکُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ؛ إِنْ ذُکِرَ الخَیْرُ کُنْتُمْ أَوَّلَهُ وَأَصْلَهُ وَفَرْعَهُ وَمَعْدِنَهُ وَمَأْواهُ وَمُنْتَهاهُ .
بِأَبِی أَنْتُمْ وَأُمِّی وَنَفْسِی، کَیْفَ أَصِفُ حُسْنَ ثَنائِکُمْ، وَأُحْصِی
ص:195
جَمِیلَ بَلائِکُمْ، وَبِکُمْ أَخْرَجَنا اللّٰهُ مِنَ الذُّلِّ، وَفَرَّجَ عَنّا غَمَراتِ الکُرُوبِ، وَأَنْقَذَنا مِنْ شَفا جُرُفِ الهَلَکاتِ وَمِنَ النّارِ .
بِأَبِی أَنْتُمْ وَأُمِّی وَنَفْسِی، بِمُوالاتِکُمْ عَلَّمَنا اللّٰهُ مَعالِمَ دِینِنا، وَأَصْلَحَ ما کانَ فَسَدَ مِنْ دُنْیانا، وَبِمُوالاتِکُمْ تَمَّتِ الکَلِمَةُ، وَعَظُمَتِ النِّعْمَةُ، وَائْتَلَفَتِ الفُرْقَةُ، وَبِمُوالاتِکُمْ تُقْبَلُ الطّاعَةُ المُفْتَرَضَةُ، وَلَکُمُ المَوَدَّةُ الواجِبَةُ، وَالدَّرَجاتُ الرَّفِیعَةُ، وَالمَقامُ المَحْمُودُ، وَالمَقامُ المَعْلُومُ عِنْدَ اللّٰهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالجاهُ العَظِیمُ، وَالشَّأْنُ الکَبِیرُ، وَالشَّفاعَةُ المَقْبُولَةُ .
«رَبَّنا آمَنّا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنا الرَّسُولَ فَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِینَ» (1)، «رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً إِنَّکَ أَنْتَ الوَهّابُ» (2)، «سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ کانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً» (3).
یا وَلِیَّ اللّٰهِ، إِنَّ بَیْنِی وَبَیْنَ اللّٰهِ عَزَّ وَجَلَّ ذُنُوباً لا یَأْتِی عَلَیْها إِلّا رِضاکُمْ؛ فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَکُمْ عَلیٰ سِرِّهِ، وَاسْتَرْعاکُمْ أَمْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طاعَتَکُمْ بِطاعَتِهِ، لَمّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبِی، وَکُنْتُمْ شُفَعائِی؛ فَإِنِّی لَکُمْ مُطِیعٌ، مَنْ أَطاعَکُمْ فَقَدْ أَطاعَ اللّٰهَ، وَمَنْ عَصاکُمْ فَقَدْ عَصَی اللّٰهَ، وَمَنْ أَحَبَّکُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللّٰهَ، وَمَنْ أَبْغَضَکُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللّٰهَ .
ص:196
اللّٰهُمَّ إِنِّی لَوْ وَجَدْتُ شُفَعاءَ أَقْرَبَ إِلَیْکَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَیْتِهِ الأَخْیارِ الأَئِمَّةِ الأَبْرارِ لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعائِی؛ فَبِحَقِّهِمُ الَّذِی أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَیْکَ، أَسْأَلُکَ أَنْ تُدْخِلَنی فی جُمْلَةِ العارِفِینَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ، وَفی زُمْرَةِ المَرْحُومِینَ بِشَفاعَتِهِمْ، إِنَّکَ أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ، وَصَلَّی اللّٰهُ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِیماً کَثِیراً، وَحَسْبُنا اللّٰهُ وَنِعْمَ الوَکِیلُ .
الوداع
إذا أردت الانصراف فقُل:
السَّلامُ عَلَیکُم سَلامَ مُوَدِّعٍ لا سَئِمٍ وَلا قالٍ وَلا مالٍّ، وَرَحمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ عَلَیکُم یا أهلَ بَیتِ النُّبُوَّةِ، إنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ، سَلامَ وَلِیٍّ لَکُمْ، غَیرِ راغِبٍ عَنْکُم، وَلا مُسْتَبْدِلٍ بِکُم، وَلا مُؤْثِرٍ عَلَیکُم، وَلا مُنْحَرِفٍ عَنْکُم، وَلا زاهِدٍ فی قُرْبِکُم .
لا جَعَلَهُ اللّٰهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِیارَةِ قُبُورِکُم، وَإتْیانِ مَشاهِدِکُم، وَالسَّلامُ عَلَیکُم؛ وَحَشَرَنِیَ اللّٰهُ فی زُمْرَتِکُم، وَأوْرَدَنی حَوضَکُم، وَجَعَلَنی فی حِزْبِکُم، وَأرْضاکُم عَنِّی، وَمَکَّنَنی فی دَولَتِکُم، وَأحْیانی فی رَجْعَتِکُم، وَمَلَّکَنی فی أیّامِکُم، وَشَکَرَ سَعْیِی بِکُم،
ص:197
وَغَفَرَ ذَنْبی بِشَفاعَتِکُم، وَأقالَ عَثْرَتی بِمَحَبَّتِکُم، وَأعْلیٰ کَعْبِی (1)بِمُوالاتِکُم، وَشَرَّفَنی بِطاعَتِکُم، وَأعَزَّنی بِهُداکُم .
وَجَعَلَنی مِمَّنِ انْقَلَبَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً غانِماً سالِماً مُعافاً غَنِیّاً، فائِزاً بِرِضوانِ اللّٰهِ وَفَضْلِهِ وَکِفایَتِهِ، بِأفضَلِ ما یَنْقَلِبُ بِهِ أحَدٌ مِنْ زُوّارِکُم وَمَُوالِیکُم وَمُحِبِّیکُم وَشِیعَتِکُم .
وَرَزَقَنِیَ اللّٰهُ العَودَ ثُمَّ العَودَ أبَداً ما أبقانی رَبِّی بِنِیَّةٍ صادِقَةٍ، وَإیمانٍ وَتَقْویً وَإخْباتٍ، وَرِزْقٍ واسِعٍ حَلالٍ طَیِّبٍ .
اللّٰهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِیارَتِهِم وَذِکْرِهِم وَالصَّلاةِ عَلَیهِم، وَأوجِبْ لِیَ المَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ وَالخَیرَ وَالبَرَکَةَ وَالفَوزَ وَالنُّورَ وَالإیمانَ وَحُسنَ الإجابَةِ، کَما أوجَبْتَ لِأولِیائِکَ العارِفینَ بِحَقِّهِم، المُوجِبِینَ طاعَتَهُم، الرَّاغبِینَ فی زِیارَتِهِم، المُتَقَرِّبِینَ إلَیکَ وَإلَیهِم .
بِأبی أنْتُم وَأُمِّی وَنَفْسی وَأَهْلی وَمالی، اجْعَلُونی فی هَمِّکُم، وَصَیِّرُونی فی حِزْبِکُم، وَأدْخِلُونی فی شَفاعَتِکُم، وَاذْکُرونی عِنْدَ رَبِّکُم.
اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأبْلِغْ أرْواحَهُم وَأجسادَهُم
ص:198
مِنِّی السَّلامَ، وَالسَّلامُ عَلَیهِ وَعَلَیهِم وَرَحمَةُ اللّٰهِ وَبَرَکاتُهُ، وَصَلَّی اللّٰهُ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ کَثِیراً، وَحَسْبُنا اللّٰهُ وَنِعْمَ الوَکِیلُ (1).
بإسناده (2) عن محمّد بن عبداللّٰه الحمیری، قال: کتبت إلی الفقیه علیه السلام أسأله عن الرجل یزور قبور الأئمّة علیهم السلام هل یجوز له أن یسجد علی القبر أم لا؟ وهل یجوز لمن صلّی عند قبورهم علیهم السلام أن یقوم وراء القبر ویجعل القبر قبلة، ویقوم عند رأسه و رجلیه؟ وهل یجوز أن یتقدّم القبر ویصلّی ویجعله خلفه أم لا؟
فأجاب علیه السلام - وقرأت التوقیع ومنه نسخت - :
أمّا السجود علی القبر فلا یجوز فی نافلة ولا فریضة ولا زیارة، بل یضع خدّه الأیمن علی القبر.
ص:199
وأمّا الصّلاة فإنّها خلفه یجعله الإمام (1)، ولا یجوز أن یصلّی بین یدیه؛ لأنّ الإمام لایُتقدّم، ویصلّی عن یمینه وشماله (2).
زیارتهم علیهم السلام من بُعد
کان رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله إذا مرّ بقبور قوم من المؤمنین قال:
السَّلامُ عَلَیکُم مِن دِیارِ قَومٍ مُؤمِنینَ، وَإنّا إن شاءَ اللّٰهُ بِکُمْ لاحِقُون (1).
بإسناده (2) عن عبداللّٰه بن سنان قال:
قلت لأبی عبداللّٰه علیه السلام : کیف التسلیم علی أهل القبور؟ فقال: نعم، تقول:
ص:203
السَّلامُ عَلیٰ أهلِ الدِّیارِ مِنَ المُسلِمِینَ وَالمؤمِنِینَ، أنتُمْ لَنا فَرَطٌ وَنَحْنُ إنْ شاءَ اللّٰهُ بِکُمْ لاحِقونَ (1) .
بإسناده (2) عن محمّد بن أحمد قال: کنت بفَید (3) فمشیت مع علی بن بلال إلی قبر محمّد بن إسماعیل بن بزیع، فقال لی علی بن بلال: قال لی صاحب هذا القبر عن الرضا علیه السلام قال:
من أتی قبر أخیه [ المؤمن] (4) ثمّ وضع یده علی القبر وقرأ «إنّا أنزَلناهُ فی لَیلَةِ القَدْر» سبع مرّات أمن یوم الفزع الأکبر - أو یوم الفزع - (5).
ص:204
1 -القرآن الکریم.
2 - الاحتجاج: أحمد بن علیّ بن أبی طالب الطبرسی، نشر المرتضی، مشهد المقدّس، 1403ه .
3 - الإرشاد: الشیخ المفید، المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید، قم، 1413ه ، ط: الاُولی.
4 - الاستبصار: الشیخ الطوسی، دارالکتب الإسلامیة، طهران، 1390 ه ، ط : الثالثة.
5 - إقبال الأعمال: علیّ بن موسی بن جعفر بن طاووس، مکتب الإعلام الإسلامی، قم، 1414ه ، ط: الاُولی.
6 - أمالی الصدوق: الشیخ الصدوق، مؤسّسة الأعلمی، بیروت، 1400ه ، ط: الخامسة.
7 - أمالی الطوسی: الشیخ الطوسی، مکتبة الداوری، قم.
8 - أمالی المفید: الشیخ المفید، المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید، قم، 1413ه ، ط: الاُولی.
* * *
9 - بحار الأنوار: محمّد باقر المجلسی، المکتبة الإسلامیة، طهران، 1376ش، ط: الثالثة.
10 - البلد الأمین: الشیخ إبراهیم الکفعمی .
* * *
11 - تاریخ مدینة دمشق: ابن عساکر، دار الفکر، بیروت، 1421ه .
12 - تفسیر فرات: فرات بن إبراهیم بن فرات الکوفی، مؤسّسة الطبع والنشر (التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامی) طهران، 1410ه ، ط: الاُولی.
13 - تنقیح المقال: الشیخ عبداللّٰه المامقانی، المطبعة المرتضویة، النجف الأشرف، 1350 ه .
14 - تهذیب الأحکام: الشیخ الطوسی، دار الکتب الإسلامیة، 1365ه ، ط: الرابعة.
15 - التوحید: الشیخ الصدوق، مؤسّسة النشر الإسلامی، قم، 1398 ه .
* * *
16 - ثواب الأعمال: الشیخ الصدوق، مکتبة الصدوق، طهران، 1391ه .
* * *
17 - جمال الاُسبوع: علیّ بن موسی بن جعفر بن طاووس، منشورات الشریف الرضی، قم، 1330 ش.
ص:205
* * *
18 - الحبل المتین: الشیخ البهائی،منشورات مکتبة بصیرتی، قم، 1398ه .
* * *
19 - خاتمة مستدرک الوسائل: المیرزا حسین النوری الطبرسی، مؤسّسة آل البیت علیهم السلام ، قم، 1416ه ، ط: الاُولی.
20 - الخصال: الشیخ الصدوق، مؤسّسة النشر الإسلامی، قم، 1403ه ، ط: الثانیة.
* * *
21 - دعائم الإسلام: النعمان بن محمّد التمیمی المغربی، دار الأضواء، بیروت، 1411ه ، ط: الاُولی.
* * *
22 - الذریعة: الشیخ آغا بزرگ الطهرانی، مؤسّسة إسماعیلیان، قم.
* * *
23 - رجال الطوسی: الشیخ الطوسی، المطبعة الحیدریة، النجف الأشرف، 1380ه ، ط: الاُولی.
24 - رجال العلّامة الحلّی (خلاصة الأقوال): العلّامة الحلّی، المطبعة الحیدریة، النجف الأشرف، 1381، ط : الثانیة.
25 - رجال الکشّی (اختیار معرفة الرجال): الشیخ الطوسی، مؤسّسة آل البیت علیهم السلام ، قم، 1404ه .
26 - رجال النجاشی: أحمد بن علیّ النجاشی، مؤسّسة النشر الإسلامی، قم، 1413ه ، ط: الرابعة.
27 - رسائل ومقالات: آیة اللّٰه جعفر السبحانی، مؤسّسة الإمام الصادق علیه السلام ، قم، 1425 ه ، ط:
الثانیة.
28 - روضة المتّقین: المولی محمّد تقیّ المجلسی، مؤسّسة الثقافة الإسلامیة، قم، 1410ه ، ط: الثانیة.
29 - روضة الواعظین: الفتّال النیسابوری، منشورات الشریف الرضی، قم، 1368 ش، ط: الاُولی.
* * *
30 - شرح نهج البلاغة: ابن أبی الحدید، دار إحیاء الکتب العلمیة، بیروت، 1386ه ، ط: الثانیة.
* * *
31 - صحیح البخاری: محمّد بن إسماعیل البخاری، دار الجیل، بیروت، 1313ه .
* * *
32 - العُدد القویة: علیّ بن یوسف الحلّی، منشورات مکتبة آیة اللّٰه المرعشی، قم، 1408ه ، ط: الاُولی.
ص:206
33 - عیون أخبار الرضا علیه السلام : الشیخ الصدوق، المطبعة الحیدریة، النجف الأشرف، 1390ه .
* * *
34 - الغَیبة: الشیخ الطوسی، مکتبة نینوی الحدیثة، طهران.
* * *
35 - فتح الأبواب: علیّ بن موسی بن جعفر بن طاووس، مؤسّسة آل البیت علیهم السلام ، قم، 1409 ه .
36 - فرحة الغری: السیّد عبدالکریم بن طاووس، منشورات الشریف الرضی، قم.
37 - فقه الرضا: مؤسّسة آل البیت علیهم السلام ، قم، 1406ه ، ط: الاُولی.
38 - الفهرست: الشیخ الطوسی، منشورات الشریف الرضی، قم، والمکتبة الرضویة، النجف الأشرف.
* * *
39 - القاموس المحیط: الفیروزآبادی، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، 1412ه ، ط: الاُولی.
40 - قرب الإسناد: أبو العبّاس عبداللّٰه الحِمیَری، مؤسّسة آل البیت علیهم السلام ، قم، 1413ه ، ط: الاُولی.
* * *
41 - الکافی: الشیخ الکلینی، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1388ه ، ط: الثالثة.
42 - کامل الزیارات: جعفر بن محمّد بن قولویه، المطبعة المرتضویة، النجف الأشرف، 1356ه .
43 - کتاب سُلیم بن قیس الهلالی: تحقیق محمّد باقر الأنصاری، نشر الهادی، قم، 1415ه ، ط: الاُولی.
44 - کمال الدین وتمام النعمة: الشیخ الصدوق، مؤسّسة النشر الإسلامی، قم، 1416ه ، ط: الثالثة.
45 - کنز العمّال: المتّقی الهندی علیّ بن عبدالملک، مؤسّسة الرسالة، بیروت، 1409ه .
* * *
46 - لسان العرب: ابن منظور الإفریقی المصری، نشر أدب الحوزة، قم، 1405ه ، ط: الاُولی.
* * *
47 - مجمع البحرین: الطریحی، مکتب نشر الثقافة الإسلامیة، قم، 1408ه ، ط: الثانیة.
48 - مرآة العقول: العلّامة المجلسی، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1407ه ، ط: الاُولی.
49 - المزار: الشهید الأوّل محمّد بن مکّی العاملی، مؤسّسة الإمام المهدی علیه السلام ، قم، 1410ش، ط: الاُولی.
ص:207
50 - المزار القدیم: (من مصادر مستدرک الوسائل).
51 - المزار القدیم: مخطوط.
52 - المزار الکبیر: محمّد بن جعفر المشهدی، مخطوط.
53 - المزار الکبیر: محمّد بن جعفر المشهدی، مؤسّسة النشر الإسلامی، قم، 1419 ه ، ط: الاُولیٰ.
54 - مزار المفید: (مصنّفات الشیخ المفید)، المؤتمر العالمی لألفیة الشیخ المفید، قم، 1413ه ، ط: الاُولی.
55 - مستدرک الوسائل: الشیخ حسین المحدّث النوری، مؤسّسة آل البیت علیهم السلام ، قم، 1407ه ، ط: الاُولی.
56 - المصباح: الشیخ الکفعمی، مؤسّسة الأعلمی، بیروت، 1395ه ، ط: الثانیة.
57 - مصباح الزائر: السیّد علیّ بن موسی بن جعفر بن طاووس، مخطوط.
58 - مصباح الزائر: السیّد علیّ بن موسی بن جعفر بن طاووس، مؤسّسة آل البیت علیهم السلام ، قم، 1417 ه ، ط: الاُولیٰ.
59 - المصباح الصغیر: الشیخ الطوسی، مخطوط.
60 - مصباح المتهجّد: الشیخ الطوسی، مؤسّسة فقه الشیعة، بیروت، 1411ه ، ط: الاُولی.
61 - المصباح المنیر: أحمدبن محمّد بن علیّ الفیّومی، المطبعة الأمیریة، القاهرة، 1928م.
62 - معانی الأخبار: الشیخ الصدوق، مؤسّسة النشر الإسلامی، قم، 1416 ه، ط: الثالثة.
63 - معجم رجال الحدیث: السیّد الخوئی، مرکز نشر آثار الشیعة، قم، 1410ه ، ط: الرابعة.
64 - المعجم الوسیط: مجمع اللغة العربیة، المکتبة العلمیة، طهران.
65 - المقنعة: الشیخ المفید، مؤسّسة النشر الإسلامی، قم، 1417ه ، ط: الرابعة.
66 - مکارم الأخلاق: الحسن بن الفضل الطبرسی، دار البلاغة، بیروت، 1411ه ، ط: الثانیة.
67 - ملاذ الأخیار: العلّامة المجلسی، منشورات مکتبة آیة اللّٰه المرعشی، قم، 1407ه .
68 - مناقب علیّ بن أبی طالب علیه السلام : ابن المغازلی علیّ بن محمّد الواسطی، المکتبة الإسلامیة، طهران، 1403ه ، ط: الثانیة.
* * *
69 - النهایة فی غریب الحدیث: ابن الأثیر الجزری، مؤسّسة إسماعیلیان، قم، 1367 ش، ط: الرابعة.
70 - نهج البلاغة: تحقیق صبحی الصالح، مؤسّسة دار الهجرة، قم.
* * *
71 - وسائل الشیعة: محمّد بن الحسن الحرّ العاملی، مؤسّسة آل البیت علیهم السلام ، قم، 1412ه ،ط: الاُولی.
ص:208
72 - وقعة صفّین: نصر بن مزاحم المنقری، المؤسّسة العربیة الحدیثة، القاهرة، 1382ه ، ط: الثانیة.
* * *
73 - ینابیع المودّة: سلیمان بن إبراهیم القندوزی، دار الکتب العراقیة، قم، 1385ه ، ط: الثامنة.
* * *
لقد ذکرنا مشخّصات النُسخ الخطّیة لبعض مصادر الکتاب فی مقدّمة «موسوعة زیارات المعصومین علیهم السلام » ص 15 - 47 فراجعها.
ص:209
الفهرست التفصیلی للکتاب
ص:210
الفهرست التفصیلی للکتاب
ص:211
الفهرست التفصیلی للکتاب
ص:212
الفهرست التفصیلی للکتاب
ص:213
الفهرست التفصیلی للکتاب
ص:214
الفهرست التفصیلی للکتاب
ص:215
الفهرست التفصیلی للکتاب
ص:216
الفهرست التفصیلی للکتاب
ص:217
الفهرست التفصیلی للکتاب
ص:218
صور
ص:219
صور
ص:220